📌 روايات متفرقة

رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 بقلم خياله والخيل عشقي

رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 بقلم خياله والخيل عشقي

رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية خريف الحب الفصل الثالث 3

رواية خريف الحب بقلم خياله والخيل عشقي

رواية خريف الحب الفصل الثالث 3

أخوي من كثر ماهو في عيني كبير، أحس مانخلق بعده على هالأرض رجال

جده،بعد المغرب

ودعت ياسمين وقصي ونادر ونادين اللي كانوا عندها من العصر، بكره الجمعه والليله بيناموا في بيت أبوهم بم إنهم طول الأسبوع ماباتوا هناك بسبب إمتحانات الترم الأول وبمجرد خروجهم حست بفراغ في البيت خاصةً بعد ضحكة وشقاوة نادين وجريها في كل مكان، أستودعتهم الله ودخلت المجلس بتنهيده خلت عبدالرحمن يشيل عينه من اللابتوب وبهدوء/لحقتي تفقديهم.
إبتسمت/مو القصد بس بمجرد مايروحوا البيت فجأه يهجد وتحس مافيه حياه ولاروح.
سألها بهدوء/كلمتي خوله؟
هزت رأسها بموافقه/مع إني ماكنت مقتنعه بس على قولك أنا مرسال.. وماعلى الرسول إلا البلاغ.. وخوله كبيره وفاهمه ماشاء الله عليها وإن شاء اللهلا؟صرف صح.. وبالمره أشوف نهاية إصرارك في إني أكلمها.
إبتسم بصمت وتابع شغله عاللابتوب، جلست جنبه وطالعت في الشاشة بتكشيره/أنا موعارفه أنتا كيف متحمل جلستك كذا وأنتا محنط بالساعات.. حاسه لوكنت مكانكx بيجرالي شيئ.
حفظ البيانات وقفل اللابتوب بضحكه/أكيد القرود من نوعك مايقدروا يثبتوا في مكان واحد لمده طويله.
ضربته على كتفه بغيض/ذي حق علي مالك صلاح فيها.
إتنهد بحسره/الله لنا.. ذحين علي صار أحسن مني.
إبتسمت/ترى مو لايق عليك المسكنه، بعدين أنتا غير وعلي غير ومعاذ تاج رأسي غير ونور ومروان وعبدالملك غير.. أحبكم كلكم بس كل واحد فيكم ليه ميزه عندي.
طالع فيها بضحكه/عاد فيها تصنيف معين.. سمعيني تصنيفي مع معاذ وعلي وخلي البقيه على جنب.
هزت رأسها بموافقه وبهدوء/أنتا توأم روحي وأقرب واحد ليا وتفكيرنا وإحساسنا مرتبطين ببعض بشكل موطبيعي.. علي أمممم.. علي الأمان ومثلي الأعلى في صبره وشخصيته القويه ، أما معاذ بحبه وتفهمه ومحاولته إنه يشيل مسؤلية الكل.. تربيته لنور وإهتمامه بينا حتى بعد ماكل وحده فينا أتزوجت خلاني أعتبره أبويا لإنه بيفكرني بيه وفيه كثير من صفاته.
عبدالرحمن بحذر/وخالد؟
رددت وراه بعدم إستيعاب/خالد!!
هز رأسه بتساؤل/خالد أيش كان موقعه من ذا كله.. أيش كان بالنسبه لك.
وقفت وصارت تتحرك لدقايق بصمت قبل ماتتكلم بشرود/المفروض إنه كان زوج وحبيب وكل شيئ ليا بعدكم.. بس هوا ماكانxكذا بالنسبه ليا، كان بينا حاجز من أول يوم قابلته فيه، بس بعد ماحملت بياسمين حاولت أحسن علاقتنا وأسوي كل اللي قالت عليه دكتوره بشرى.. حاولت بكل جهدي وأفتكرت إنه خلاص كل شيئ صار تمام.. بنيت وهم وعشت فيه لسنين وأنا فاكره إني أحبه..بس هوا اللي صحاني وخلاني أهد كل الأوهام اللي كنت معيشه نفسي فيها..
سكتت للحظات وعينها تطالع في الفراغ قبل ماتابع بشرود ورجفه أكبر/xقلت لنفسي أيش يعني حب! الحب مومهم..أولادي أهم هعيش وأكمل معاه علشانهم وعلشانكم، بسx هوا أخذها عاده وأستمر في الغلط لين في الأخير أتخلى عني بكل ببساطه.

كان عبدالرحمن يسمعها وهو مصدوم من كلامها وملامحها اللي كانت تدل على إنها في عالم ثاني ، كانت تتكلم بتوهان وكإنها بتعيش كل لحظه بتحكيها لدرجة إن وجهها صار شاحبx وأنفاسها ثقيله، عقله وقف على كلمه وحده "أتخلى عني" قرب منها بهدوء/كيف أتخلى عنك خالد..
هزت رأسها بتأكيد وبهمس/ بس هوا لا.. هوا مسك يدي وقال لي مارح يسيبني.. قال لي أوثق فيه وماأخاف منه.. أنا أصلاً ماكنت خايفه منه وصدقته.. وهوا ماكذب عليا وماتخلى عني.. حتى بعدين كان معايا وما سابني أبداً.

جلس جنبها بخوف لما نزلت عالأرض بهدوء وهيا تعيد نفس كلامها الغريب، طالع فيها بإستغراب" كيف تقول أتخلى عنها وبعدها تقول لا ماأتخلى عنها.. أنا موفاهم شيئ" مسكها عبدالرحمن من كتفها وهزها بشويش/ جوري.. حبيبتي أنتي ذحين في بيتنا وأنا هنا معاكي.. أنا ماتخليت عنك أنا هنا.
أضطر يعيد كلامه أكثر من مره لين ركزت معاه ورجعت نظراتها تركز عليه وإن كان جسمها لسا بيرجف بوضوح، كان يظن إنها نوبه من نوباتها المعتاده، بس اتفاجأ إنها ماإنكتمت ولا أتشنجت، كانت زي ماتكون إندمجت في ذكرى معينه وبتعيش لحظات منها بدون تفكير، وحاول يفهم منها أي شيئx بس بدون فايده.
بعد دقايق كان يشربها مويا، همست بألم/عبادي رأسي وجسمي كله يعورني.
رفعها من الأرض وشالها بهدوء/أنتي طول الأسبوع مشغوله بإمتحاناتك وإمتحانات العيال وكمان صاحيه من الفجر وأكيد تعبانه.. ذحين تنامي ولما تقومي هتكوني بخير.
وداها غرفتها وحطها على سريرها وغطاها مسكت يده وبهمس/أبغى شنطتي.
ناولها الشنطه بإستغراب وشغل التكييف وراح جاب مويا حطها جنبها عالكومدينه، طلع جواله وشغل سورة البقره بصوت السديس اللي تحبه، إتنهد بصمت بعد ماعرف أيش تبغى بشنطتها، في الفتره اللي عاشها معاها ومن وقت ماخرجت من المستشفى أتعود على شوفتها وهي متمسكه بشالها بحرص وإهتمام في أكثر من موقف، وذحين وهي لافته عليها بقوه وضامه مخدتها لصدرها ومغمضه عيونها بإستسلام غريب مو من طبعها اتأكد إن وراء ذا الشال حكايه ومايدري متى هيعرفها، جاب فرشتها وجلس جنبها يمشط شعرها بهدوء لين سمع أنفاسها إنتظمت وراحت في النوم، جلس عالأرض قدامها بتفكير" أنا عارف إنك ماكنتي تحبيه ولا مرتاحه معاه ومهما سويتي وضحكتي كنت متأكد إنك كذابه.. بس أيش اللي حصل بينكم وخلاكي في ذي الحاله..x والشال ذا أيش حكايته.. لمتى هتجلسي كاتمه كل شيئ في قلبك ورافضه إن أحد يساعدك.. أخاف في يوم ماتتحملي كل ذا الوجع ويجرالك شيئ"x
بعد شعرها عن وجهها قبل مايبوس رأسها ويروح يجيب فراشه ولابتوبه ويفرش له في الأرض جنب سريرها، طفى النور ورجع يشتغل في صمت وباله معاها.

-------------------

الرياض،الساعه العاشره ليلاً

خرج شاهين بعد ماودع الجميع،إتنهدت الجده ومسحت دموعها بهمس/في حفظ الكريم.. الله يردك لنا سالم غانم.
ديما بضحكه/يمه اللي ييسمعك يقول راح يجاهد.. بعدين أنتي كل مره يسافر تسوين هالمناحه.
الجد بإبتسامه/لا كبروا عيالك وراح كل واحد منهم بصوب بتسوين سواتها وبتمين تحاتينهم لين يردون لحضنك.
ثريا بتريقه/أشك إن ديما تنزل دمعه وحده.. إذا هي كل ماسافر شاهين بدل ماتتأثر وهي تودعه تعطيه لستة باللي تبيه منه وبعد تهدد وتتشرط.
ديما بملل/وش أودعه واتأثر أنتي الثانيه.. تراه يلف العالم وفالها ومستانس وكل يوم ببلاد.. أنا اللي المفروض اتأثر وأنقهر من قعدة البيت.
الجده بحده/أذكري الله لايصيب وليدي شيئ.. ماكفانا إنه يسوق هالطياره ومعلق في السماء.. الله يلطف فيه ويحفظه من كل شر.. وأنتي يالعوبا متى قعدتي وأنتي من ديره لديره.
أنفجر الجد صقر بالضحك والكل يطالع فيه بإستغراب، أبوسند/ عساها دووم هالضحكه يبه وش اللي يضحكك.. ضحكنا معك.
مسح على لحيته وهو يتذكر كلام جوري عن الطياره وطالع في سند بإبتسامه/سلامتكم بس تذكرت شيئ خلاني أستانس.
طالع فيه سند بحيره من نظرته وضحكته اللي كأنها موجه له.. له أكثر من أسبوعين من وقت ماأخذ جوال ثريا وسمع اللي فيه، ومن وقتها وهو حاس بالضيق والإحراج من مواجهتهم.. حتى بعد ماجات ثريا وأعتذرت له على أسلوبها معاه إلا إنه ظل يتجنب الكلام معها ومع جده ومكتفي بالرسميات معاهم، وبشك/وش فيك تناظرني يبه.. لا يكون تضحك علي.
أتوسعت إبتسامة الجد وأتحولت لضحكه من جديد بدون مايعلق.
بدر بإبتسامه/يمه أسمه كابتن طيار .. الحين إن سمعك عمي شاهين تقولين عنه سواق بيزعل.
الجده/خل يزعل ويترك هالشغلانه ويقبض أرضه ويقعد مع أبوك وجدك يعاونهم.
ديما بضيق/يمه من يوم ملكت على ولد ولدك وهو مانعني من السفر.. يقول مافي سفر غير ورجله على رجلي.
أبوسند/وهوصادق، الحين أنتي مره متزوجه مايصير تسافرين كل مابغيتي.
ديما بزعل/يبه تونا ملكنا وبعدي عندك ليه يتحكم في طلعاتي.. شلون يعني ماأسافر ولاأستانس.. أبي أشتري أغراض لجهازي من برا.
أم سند/ولو يمه لازم تطيعينه، وهذا أنتي كل ماسافر أخوانك ماتقصرين في طلباتك وهم بعد موبحارمينك من شيئ كل اللي تبينه بيوصلك وفوقها حبة مسك.
حست ديما بضيق من كلامهم، مافي أحد قادر يفهم إنها تبي تطلع وتسافر وتختار جهازها بنفسها..تبي تحس بحريتها مثل قبل، من يوم ملكتها على مشعل وهو متحكم في طلعاتها وكل مكان تروح له لازم يدقق فيه ويعرف مع مين رايحه وليه ومتى بترد.. وخرجاتها معاه خارج القصر محسوبه والعين عليها وماتقدر تأخذ راحتها فيها، مسحت دموعها بسرعه وراحت جناحها بزعل.
إتنهدت أم سند/شكلها زعلت الله يعينا على دلعها.
أبوسند/ثريا يابوك قومي شوفيها وطيبي خاطرها.
وقفت بهدوء/أبشر يبه.
سند بهدوء/أنا مسافر بعد يومين وبكلم مشعل وبأخذها معي.
الجد/أنت لاتحكي معه، خل ديما تكلمه.
الجده بإستغراب/هوو، وليه مايكلمه؟
طالع الجد في سند بهدوء/يمكن مايبيها تسافر ويستحي يردك.
هز سند رأسه بموافقه/خلص أنا بقلها وهي تتفاهم معاه.
ألتفت لبدر وبتول/يلا عالنوم اتأخر الوقت وعندك إمتحان بكره يابدر.
وقفوا بصوت واحد/تصبحون على خير.
رن جوال أبوسند ورد بإبتسامه/وعليكم السلام والرحمه، زان لونك بخير جعلك بأكثره........ شلون حبيبة أبوها اليوم........ وشلونك مع الإمتحانات هالأيام........ أيه أبي نسبه تبيض الوجه.
طالع سند في أبوه وهو يرد عالجوال ومااحتاج لذكاء علشان يعرف سبب الراحه والإنبساط اللي باين على وجهه،مافي غيرها اللي لها القدره على تغيير مزاج أبوه وجده بمنتهى البساطه.. شتت نظراته بعيد عنه وهو يحاول يشغل نفسه بجواله علشان لايسمع ردود أبوه عليها، ولسوء حظه ألتقت نظراته بنظرات الصقر وهو يراقبه بحده وهدوء..زفر بضيق بمجرد مافهم نظرة الجد اللي كانت تقول وبوضوح "أنت للحين ماأعترفت بغلطك ولاصلحته" وقف بعصبيه فاجأت جدته وأمه اللي اتسألت/وش فيك يمه..خير.
باس رأسها ورأس جدته وإبتسم بمجامله/الخير بوجهك يالغاليه مافيني شيئ، بس أتذكرت كم شغله لازم أخلصها قبل ماأنام.. تصبحون على خير.
لمح إبتسامة ترقص بأستفزاز على شفايف جده قبل ماينسحب بسرعه وضيق.

------------------

جده، الساعه الثانيه صباحاً

حست ريم بعيونها بدت تقفل وبتعب/حبيبي عدوله خلاص بنام وأنا مكاني.. يلا تصبح على خير.
عادل برفض/على وين لسا ماشفتك.
زفرت بملل/عادل وبعدين معاك، كم مره قلت كاميرا لا.
عادل بمسكنه/إخص عليكي يعني ماتوثقي فيا.. شوفي من متى نعرف ونحب بعض وللأن ماشفتك ولا أعرف غير صوتك.
ريم/وأنتا أيش يفرق معاك شكلي.. مو قلت الجمال مومهم وإنك حبيت أسلوبي وشخصيتي.
عادل بتإكيد/إكيد ياحبي، بس حاولي تفهميني.. أنا كل مأكلمك أحاول أتخيل شكلك ..ملامحك واكون صوره عنك، بس مو قادر.. أنتي لو مشيتي جنبي في الشارع مارح أعرفك.
ضحكت بخفه/المهم إني أنا هعرفك لاتقلق.
إتنهد بضيق/ريمي من جد بديت أتحسس من هرجتك ذي.. حاس إنك مومصدقتني ولاواثقه فيا وإذا كان كذا خلاص نفضها سيره ونخلص.
ريم بصدمه/يعني أيه.. نسيب بعض.
عادل بجديه/والله إذا مافي ثقه بينا يعني اللي بينا أساساً ماهو حب.. أنا أتكلمت عن نفسي وحياتي وصرتي تعرفي كل شيئ عني.. وفي المقابل أنا ماأعرف عنك غير أسمك الأول عمرك وإنك طالبة أدب إنجليزي.. وذا ماله غير معني واحد أنتي ياأنك مو واثقه فيا أو قاعده تتسلي معايا وتلعبي بمشاعري.
شهقت وبخوف/لا حبيبي لاتقول كدا.. أنتا عارف إنك الوحيد اللي حبيته وفتحت له قلبي.. والله أنتا فاهم غلط.
عادل بزعل/قصدك ولا لا خلاص يابنت الناس، أنا ماأقدر إجبرك توثقي فيا وأنا كمان مومجبور أستمر معاكي بذي الطريقه.. سلام.
طالعت في الجوال بصدمه لما قفل، عادت الإتصال لأكثر من مره وكان الرد نفسه "مغلق" نزلت دموعها بحرقه على غبائها اللي خلاها تخسر الإنسان الوحيد اللي حبها وأهتم فيها وملئ يومها بالفرح، حطت رأسها على مخدتها وهي تفكر بجديه في طريقه تعتذر فيها وتصلح فيها اللي صار.

---------------------
الرياض،قبل المغرب

دار سند بعيونه في المكان بتوتر وهو حاس بضيق من ضغط جده عليه، الجد ببرود/ولمتى بتظل على هالحال وعلى سواد الوجه.
سند بضيق/يبه قلت لك إني غلطان من ساسي لرأسي وش تبي أكثر من كذا.
الجد بإستنكار/وش أبي بقولك وأنا أدري إنك غلطان من غير لاتقول، واللي يغلط يتحمل نتيجة غلطه ولا أنت لك قول ثاني.

إتنهد بقوه هو يدري إن جده معاه حق لكن مابيده شيئ وببرود /وش تبيني أسوي..x أتصل عليها وأقلها أنا أسف إني كنت فاهمك غلط ولا تبيني أرسل لها ورد ورسالة إعتذار.. ولا أروح بيتهم وأحكي لأخوها عن اللي صار.. يبى قول كلام يدخل العقل.
ضرب الجد بعصاه على الأرض بغضب/ الحين تتكلم عالعقل.. وين كان عقلك يومx سودت وجيهنا وفضحتنا قدامها بسواتك، لاحشمت حرمة ضيف ولامره.. وين كان عقلك يوم إنك ترصدتها في المزرعه بدون مستحى وقطيت عليها حكيك اللي تطير فيه رقاب وأنت تزايد بالفلوس على شرفها وهي ياغافلين لكم الله.. والحين تحكي لي عن العقل.. أنت خليت فيني عقل بسواتك الرديه في الجوري..

وش سويت ياسند!!

ألتفت بصدمه لما سمع صوت أبوه الحاد وشافه واقف جنب الباب، وبهدوء/هلا يبه..أنت-----
قاطعه بحده/قلت لك وش سويت للجوري ياسند.
مرر يده على شعره بعصبيه"شكله سمع كل شيئ" زفر بقوه/يبه أنت موبفاهم شيئ.. كان سوء تفاهم لاأكثر.
الجد بهدوء/أدخل يامساعد وأقفل الباب،x كافي اللي سواه ولدك مانبي الكل يدري عنx السالفه.
قفل الباب بقوه ووقف قدام سند بعصبيه/ماتعلمني على سواد وجهك، وش سويت أنطق.
دار في المكتب بصمت قبل ما يحكي لأبوه بإختصار قد مايقدر.. حس بالخجل من نفسه وهو يسمع اللي سواه فيها وحس كأن المشهدx بينعاد قدامه بالحركه البطيئه.. مشهد حاول يمسحه من ذاكرته ويتناساه طول الفتره اللي فاتت بدون فايده تذكر.

ألتفت لأبوه اللي مانطق بعد ماخلص كلامه وقرب منه بقلق وهو يشوف ملامحه المصدومه، حواجبه معقوده بغضب ووجه أحمر ويتنفس بسرعه، طالع فيه أبوه بعدم تصديق/وش اللي خلاك تسوي هالسوات.. أنت ياسند.. أنت من بين الكل ليه ياسند؟
سند بتوتر/أنا.. أنا ظنيت إنها نصابه وتلعب عالكل.. كنت أبيها تطلع من حياتنا.. واللي سمعته ماخلى فيني عقل وفكرت إنها وحده ماتستاهل إني إحترمها وأسوي لها قدر.. نسيت عاداتنا وسلومنا ومافكرت زين.
هز رأسه بعدم إقتناع/وأنت وش شفت منها علشان تبيها تطلع من حياتنا.. وش سوت لك وش غلطت فيه وحنا ماشفنا منها إلا كل خير؟
مسح وجهه بكفوفه بقوه، كيف يشرح له فقدانه لإعصابه كل ماسمع أسمها ولا جات سيرتها.. كيف يوصف له اللي حس فيه وهو يسمع مكالمتها اللي خلته يكرها أضعاف ماكرهها أول مره، وبتبرير/أنا شفت وش أهديتها يوم جات وقبلها سمعتك وأنت تكلمها قبل ماتروح الحج وفهمت إنها ن----
قاطعه بحسره/كانت توصيني أدعي لها في الحج وماانساها يالغبي.. والهديه اللي زعلان عليها أرفضتها وماقبلت تأخذها.
وقف أبوسند وأتوجه للخزنه وطلع منها شيئ ورماه قدام سند بعدم إهتمام.
أنحنى سند وأخذ العلبه من الأرض وفتحها بصدمه/بس أنا شفتك وأنت مأخذها قبل ماتقابلها.. وظنيت------
قاطعه بغضب/ظنيت!! كل سواد وجهك لإنك ظنيت.. ونسيت إن بعض الظن أثم.. قذفتها في عرضها وشرفها لإنك ظنيت إنها طمعانه في شوية هالقزاز.
عقد حواجبه بقلق على حالة أبوه ومسك يده برجاء/أدري إني غلطان.. يبه واللي يسلمك السكر بيرتفع.. خلص أقعد وأرتاح وأنا بصلح كل شيئ.
دف يده برفض وجلس بدون مساعده وهو يفك أزرار ثوبه بيد ترجف وبحسره/بنيتي اللي موبعاجبتك.. النصابه اللي تحكي عنها
رفضت هالهدية بكل بساطه لإنها ماتبي مني فلوس.

رجع أبو سند بذاكرته لليوم اللي كانت فيه عندهم وحكى لهم كيف وحب يفاجئها بهدية نجاحها المتأخره وهدية شغلها الجديد..أتذكر كيف أخذها من وسط جلستها مع أبوه وامه قبل مايروحوا المزرعه وراح معاها على مكتبه ،فتح لها الباب ودخل قدامها بصمت، دخلت وراه ودارت بعيونها في الغرفه بذهول، اتأملت السقف العالي والرفوف الخشبيه بلونها البني الغامق اللي واصله للسقف وتضم في جنباتها مئات لا الآف الكتب مشيت بخطوات بطيئه وهي تمرر أصابعها على الكتب وتتصفحها بإستمتاع وإنبهار، اتأمل أبوسند رد فعلها برضى وهي تتحرك من رف للثاني وتطالع الكتب بسعاده واضحه، أبوسند/وش رأيك بمكتبي..إن شاء الله جاز لك؟
طالعت فيه بعدم تصديق/جاز لي!!! قول حبيته ..عشقته..ماشاء الله يجنن يبه يأخذ العقل.
دارت في الغرفه وهي تأشر على كل شيئ وبحالميه/أنا دخلت مكتبات كثيره بس أول مره أشوف مكتبه بالتنظيم والترتيب والتنوع ذا.. أدب وتاريخ وعلوم وسياسه.. ولا الكتب فيه كتب دخت وأنا أدور عليها ولالقيتها، أنا مستعده أعيش في المكان ذا طول عمري بدون ماأمل للحظه وحده.
طالع فيها بحنان وهي تتكلمx وتدور بحماس ويدها تقلب في الكتب، كان يدري عن حبها للكتب والقرايه علشان كذا حب يفاجئها بذا المكان، بس ردفعلها وفرحتها كان أكثر من اللي اتخيله بمراحل، وبهدوء/وبقي مفاجئه بعد..قربي هنا.
راحت له بحماس/يبه خف علي أخاف يصير لي شيئ من مفاجأتك الحلوه..أنا موقدها.
ناولها علبه مربعه من القطيفه السوداء و فتحتها بترقب/واوووو.
ماطلعت منها غير ذي الكلمه وعيونه عليها بإهتمام وهي تتأمل العقد الكريستالي بوردته الجوريه الحمراء ومعاه حلق وخاتم مطابق، كان شكله ناعم وقمه في الجمال والإضاءه بتنعكس عليه وتنشر ظلال في باقي الغرفه.
أبوسند بإبتسامه/هذا مني ومن جدك صقر بمناسبة نجاحك وشغلك الجديد.. إن شاء الله حبيتيه على قولتك.
هزت رأسها بإيجاب وبتأثر/جداً جميل يبه، ماكان في داعي لذا كله.
أبوسند برضى/تستاهلي يالجوري وأنتي مايليق فيكي إلا الألماس.
رفعت رأسها بصدمه/الماس!! ذا الماس؟
ضحك على صوتها وملامحها المصدومه اللي ماأخفاها النقاب وبتأكيد/ومو اي الماس ..ذا من مجموعتنا الجديده وأنا طلبته لك مخصوص.
أنتبه لها وهي تطالع في الكيس الفخم وشعار المنذر المطبوع بزخرفه إنجليزيه راقيه وشالت الكرت الصغير اللي في العلبه واللي مسجل عليه مواصفات العقد ونوع الألماس وباقي التفاصيل، حطت الكرت في العلبه بعد ماقرت اللي فيه وقفلتها ورجعتها له وبهدوء/مشكور يبه وماقصرت أنتا وجدي، بس أعذرني مقدر أقبلها.
أبوسند بإستغراب/وش صار،توك قلتي إنه أعجبك.
طالعت فيه للحظات قبل ماتكلمه بصراحه/وهوعاجبني عن جد بس كنت مفكره إنه ذهب أبيض مو الماس.
طالع فيها بعدم فهم/وش تفرق ؟
أعطتها ظهرها ومشت بهدوء/الفرق إن الذهب مقدور عليه وضمن إمكانياتي وممكن أقبله منك بطيب خاطر، لكن الألماس خلينا صريحين .. مارح أقدر أهديه لديما أو ثريا حتى لو قعدت أجمع في قيمته طول عمري..علشان كذا أعفيني وأعتبر الهديه وصلت.
أتنهد بضيق من نبرة التصميم في صوتها
واتأكد إنها مارح ترجع في قرارها، وبزعل/تردين الهديه!! وش بيقول جدك، إن درى بيزعل.
سكتت للحظات وبهدوء/ماعاش من يردكم يبه وأنا يكفيني إنكم فكرتوا فيا،ذا عندي أهم وأغلى من أي هديه.. بس إذا قبلت منكم هدايا من ذا النوع ماهكون مرتاحه وأنا أبغى علاقتنا تظل بسيطه ومريحه ومافيها ذي التعقيدات.. فاهمني يبه؟
ماأقتنع بكلامها وظل ساكت وهو يراقبها، غمضت عيونها بتفكير للحظات قبل ماتفتح عيونها وبإبتسامه/أيش رأيك أختار هديه ثانيه؟
طالع فيها بإهتمام/هدية ثانيه!!
هزت رأسها وهي تأشر على الغرفه وبحماس/ممكن أختار أي شيئ يعجبني في الغرفه واتأكد إن قيمته عندي هتكون في قيمة الألماس اللي جبته، أيش رأيك يبه.
حرك يده بتحذير/بالأول أشوف وش بتختارين وبعدها أقرر ينفع هديه ولا لا.
مشيوا في الغرفه وهي تبدي إعجابها بالديكور بدايةً بالمكتب الكبير من خشب الماهوغني للكنب البني وطاولات القهوه الزجاجيه للتحف الموزعه بتنسيق مع الأضاءه، وقفت فجأه وهي تشهق بإنبهار وعيونها على دولاب زجاجي ضخم بيضم أسلحه قديمه وحديثه معلقه بعنايه، طالعت فيها بإعجاب/الله يبه مجموعتك ذي تجنن ماشاء الله.
أبوسند بفخر/صار لي سنين أجمعها من كل مكان.. يلا بشوف أنتي مثل ماقال عبادي ولا لا؟
طالعت فيه بحذر/عبادي!! أيش هبب المره ذي؟
ضحك بإستمتاع/لاتحاتين ماطلع فضايحك كلها.. بس قال إنك حافظه دروسك زين وتعرفين أنواع السلاح.
إتنهدت براحه/إذا كذا بسيطه على بالي حكى لك شيئ ثاني.
طالعت في السلاح بتدقيق وأشرت بحماس/بصراحه المجموعه كبيره ومتنوعه وأنا ماأعرف منها غير القديم.. أأمممم ذا كلاشنكوف وماضيه أسود معايا..مسدس بيرتا الإيطالي .. وذا ماكروفا الروسي وذا غلوك ال-----
قاطعها بضحكه/بس بس وين أمي عنكي الحين، كان ذبحتك وخلصت.
هزت كتفها بلامبالاة وبمرح/هي لو عاشت مع علي كان عذرتني، هوا اللي خلاني أحب السلاح وعلمني عليه..
أتفحصت محتويات الدولاب بإهتمامx قبل ماتصرخ بحماس/خلاص أخترت هديتي يبه، أبى ذا.
تابع بنظرته يدها اللي تأشر على سكين جيب سويسري بمقبض أسود، وطالع فيها بضيق/هالحين ذا اللي أعجبك؟سكين!!
أشرت عليه بتصميم/بالله طالع فيه موحلو، أنا متأكده إنه رح يعجب علي من أول نظره. فتح الدولاب بمفتاح معاه وطلع السكين بعدم إقتناع/جوري عن هبالك ذا وش تبين في السكين.
فتحت كفها ومدتها قدامه وبصدق/يبه والله عاجبني ومن جد أبغاه، إلا إذا أنتا غيرت رأيك وسحبت هديتك.
أتنهد بضيق وحط السكين في يدها وجلس بزعل/ترى مني براضي عنك وعن هالهديه اللي مدري شلون صايره.
جلست عالأرض قدامه وهي تسبل له بعيونها وبضحكه/أفاااا يبه..وتقولها كذا في وجهي بدون مقدمات.. يعني أرجع جده ولا أرمي نفسي في البر ولا كيف.
طالع فيها بإبتسامه/وش دخل البر في السالفه؟
حركت يدها بقلة حيله/ماعندكم بحر أرمي نفسي فيه..قلت البر يمشي أهم شيئ أريحك مني.
ضحك بخفه/أنا قايل إنك مهبوله..
وقفت وهي تجرب السكين وبهدوء/عارفه.. بس المهبوله ذي تحبك عن جد ومافي أي شيئ يسعدها أكثر من وجودك في حياتها.. علشان كذا مجرد حبك وإهتمامك وتفكيرك فيها يكفيها،x وشي بسيط زي ذا يساوي عندها ملايين وأحسن من القزاز اللي أنتا جبته.
طالع فيها وفي السكين اللي رافعته قدامه كدليل، اتاملها بصمت قبل مايبتسم "قزاز! بلاكي ماتدرين قيمة هالقزاز"x وبحب/x
أدري.. بس كنت أبي أبين لك غلاك عندي.
أتنهدت وبثقه/متأكده من ذا الشيئ ومايحتاج تبين.. القلوب عند بعضها.
مشيت تتفرج عالكتب وبمرح/وبما إن هديتي الأولى كانت منك ومن جدي،فرح أعتبر السكين منك وذحين بختار هدية جدي.
رد بضحكه/يالنصابه.. هديتين.
صاحت بإستنكار/وأنتا بعقلك تجيبيني لهنا وتبغاني أطلع بخفي حنين..لازم أستغل الفرصه وأطلع لي بكم كتاب، ولاتخاف بعتبرها سلفه من المكتبه وأخلصها وأرجعها ليك.
هز رأسه برفض/لا بتصير لك.
ضحكت بمرح/ومن قال إني أبغاها ليا،كذا أحسن.. هطبق نظام المكتبات عندك هأخذ كتب وأرجع كتب إلى ماشاء الله..

أخذ أبوسند نفس عميق بعد ماخلص يحكي لسند عن اللي صار، وبضيق /أظن الحين أتاكدت إنها ماتبي مني شيئ.. وكل اللي سويته كان ماله أي معنى.
أتحرك سند لاشعورياً لخزانة السلاح اللي في زاوية المكتب ودارت عيونه بتفحص عالسلاح المعروض فيها، بلع ريقه بصعوبه لما شاف مكان السكين خالي.. لأخر لحظه كان يتمنى يلقاه مكانه ويطلع كلام أبوه مجرد محاوله لتبييض صفحتها قدامه، لكن مع الأسف في كل مره يطلع هو الغلطان وكل غلط أكبر من الثاني، ألتفت لصوت أبوه الغاضب/خلص تأكدت من صدق اللي قلته.. تظن إني بكذب عليك؟
هز رأسه بنفي وهو يجلس جنبه ويطالع في جده برجاء علشان يتدخل، الجد ببرود/تحمل اللي يجيك.
طالع فيه للحظات قبل مايلتفت لأبوه اللي شكله تعبان، مسك سماعة التلفون وطلب أبرة السكر بسرعه، وبهدوء/يبه أنا أسف.. مهما قلت وعدت هالكلمه مارح توفي اللي حاس فيه الحين.. أدري إن غلطي كبير وموبهين وأنا مستعد أصلحه حتى لو أضطريت أروح لها بنفسي وأعتذر منها.. بس أنت هدي نفسك وأرتاح.
أكتفى أبوه بالصمت ووجهه مبين عليه التعب والضيق، مرت خمس دقايق قبل يحقنه بالإنسولين وهو يهمس له بكلمات إعتذار صادقه ويبوس رأسه ويطلع من القصر بحاله.

----------------
جده، الساعه الثامنه صباحاً

جهزت الفطور في الصاله لأخوانها ودخلت فطور أمها لغرفتها بإبتسامه/أحلى صباح لأحلى أم في الدنيا.
أم رشيد بتعب/صباح الورد ياقلبي.. ماقلت لك مو لازم تجيبي فطوري لهنا، أنا مافيا شيئ.
ساعدتها توقف علشان تغسل وجهها ورجعتها لسريرها بعتاب/هوا كل يوم نعيد نفس الكلام ياأمي.. الحمدلله إنك كويسه وأنا أبغاكي كويسه على طول علشان كدا بدلعك وأجيب لك كل شيئ لحدك.
مسكت يدها بحب/الله يرضى عليكي يابنتي ويعوض تعبك خير.
حطت لها الأكل عالسرير بهدوء/أنا بروح أخلص شغلي ناديني لماتخلصي.
رجعت لغرفتها الصغيره وجلست وراء مكينتها الجديده اللي أشترتها قبل أسبوعين.. لهاx فتره توفر مبلغ صغير كل ماجاتها فلوس لحد ماجمعت مبلغ تقدر تشتري فيه مكينه جديده بدل مكينتها اللي أكل عليها الدهر وشرب، دارت بعيونها في غرفتها بحسره.. الجدران متقشره وكلها رطوبه والفرش متأكل ولونه راح من كثر ماغسلته.. بعد ماأنعرف شغلها في حارتهم وصار يجيها زباين بدأت تجمع فلوس علشان تغير فرش البيت وعملت بنصيحة جوري وأول شيئ جددت غرفة أمها لإنها على طول قاعده فيها وشكلها وفرشها بيأثر في نفسيتها وبعدها بفتره جددت المجلس لإنها بتستقبل فيه الحريم وكانت منتبه لنظرات الشفقه والقرف اللي باينه في عيونهم من منظر مجلسهم القديم كل مازاروها.. كانت تتحمل وجودهم بالعافيه لحد مايطلعوا من عندهم علشان تبكي بقهر من حركاتهم.. ماكان بيدها شيئ وماعملته.. فلوس الضمان مع اللي بيطلع لها من الخياطه يادوب يكفي دواء أمها ومصاريف روحتهم عالمستشفى كل يوم والثاني علشان غسيل الكلى.. ولولا إنه بيجيهم مبلغ محترم كل أخر شهر من فاعل خير كان مساعدها في طلبات مدارس أخوانها ومصاريف البيت اللي ماتخلص كان حالتهم صارت ولا أسوء.
xx أتنهدت بعمق وهي تفتكر زيارة جوري الأخيره بضيق

حطت جوري فنجان القهوه وبهدوء/خوله أنا موغريبه علشان أتضيف.. أجلسي بقول لك موضوع مهم.
طالعت فيها بحذر/ خير خوفتيني.
إبتسمت تطمنها /لاتخافي والله يكتب لك الخير ياقلبي.. بصرحه أم فيصل صاحب عبادي اللي عرفتك عليها يوم إفتتاح الكوفي أتصلت سألت عنك وعن أهلك وحابه تخطبك لولدها فيصل.
وبإرتباك/أنا.. أنا موعارفه أيش أرد.. أول مره أنخطب.
جوري/أنا ماقلت لك تردي ذحين..وبصراحه ماحبيت أعطيها رقمك علشان ماتضغط عليكي.
خوله بشرح/أنا مابغى أتزوج..ماأقدر أسيب أمي وأخواني.. هما مالهم غيري.
طالعت فيها جوري وبجديه/بغض النظر عن ظروفك ياخوله، في أشياء لازم تعرفيها علشان تكوني على بينه وتعرفي أنتي على أيش داخله.
تابعت بعد ماهزت خوله رأسها بموافقه/فيصل متزوج براء من أربع سنين وربي ماكتب لهم يجيبوا أولاد لذحين، علشان كذا خالتي بتضغط عليه وحابه تزوجه.
رددت وراها بهمس/براء!!
سرحت ببالها وهي تسترجع شكل البنت الناعمه الشقراء اللي اتبادلت معاها الكلام لفتره يوم الإفتتاح وأرتاحت لها بسرعه،وبتوتر/وزوجته عارفه إن خطبني؟
إتنهدت جوري وبهدوء/بصراحه فيصل نفسه ماعنده فكره.
شهقت خوله وبعصبيه/يعني خطبتني لولدها بدون مايعرف.. ليه هوا بنت؟
جلستها جوري جنبها وبهدوء/ممكن تهدي علشان أعرف أكلمك..
خوله بقهر/أبله كيف أهدى أنتي موسامعه أيش تقولي.. كيف تخطبي لولدها المتزوج وكمان بدون مايعرف.. هيا سوت كدا علشان أنا يتيمه ومالي أحد.. عرفت إنا على قد حالنا قالت في بالها خلاص دي بتحمد ربها وتوافق وهيا مغمضه عيونها.
مسكت جوري وجهها وثبتته قدامها وبحزم/كونك يتيمه وعلى قدك فذا مايعيبك ياخوله، كفايه إن أمك موجوده وحسها بالدنيا وأنتي قايمه بأمك وأخوانك وبتصرفي عليهم بتعبك وشغلك، وأم فيصل ماخطبتك لإنها مستقله بيكي وبأهلك بالعكس هيا حبتك وعجبتيها وأتمنت إنك تكوني أم لأحفادها، وأنا إذا كان عندي شك بس واحد في الميه في تفكيرها ماكنت جيت كلمتك من الأساس.
شهقت خوله ببكى لما ضمتها جوري بحنان وصارت تهديها وبعد ماهديت ضغطت على يدها بحنان/ أنتي موناقصك شيئ متدينه وجميله ومؤدبه غير برك بأمك وأخوانك وأصلك الطيب.
خوله بشك/إجل ليه خطبتني وولدها مايعرف!
إتنهدت وبإبتسامه/فيصل وأبو براء كانوا جيران ومن وقت ماكبر وعرف شيئ أسمه حب كان قلبه ملك لبراء، وبعد مامات أبوها خطبها من خالتها وأتزوجها في ظرف شهر،
حبها أكثر وأتعلق فيها وهيا حبته بالمقابل وصار كل حياتها وأهلها.. أثنينهم حللوا ومافيهم شيئ وللأمانه هوا راضي بحالهم وماعنده مشكله، بس خالتي الله يهديها كل فتره والثانيه تفتح معاها سيرة الزواج وهوا رافض ومايبغى براء تعرف علشان مايكسر بخاطرها.
خوله بسخريه/وهيا مفكره إني ممكن أتزوج ولدها وأنا متأكده من حبه لزوجته.. لسا مايئست من حياتي للدرجه دي.
جوري بثقه/ ربنا قال(إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) وأنتي مؤمنه ياخوله والمؤمن مبتلى.. ومهما زاد الحمل عليكي وتعبتي ذحين بيجي يوم ربي يعوضك فيه عن كل شيئ، وكل اللي مريتي فيه هيكون مجرد ذكرى تحكيها لأولادك وأحفادك بإذن الله.
طالعت فيها خوله بإبتسامه/أنتي عارفه ياأبله.. أنا قد ماأكون زعلانه ومتضايقه بمجرد ماأشوف إبتسامتك وأسمع كلامك أحس كل ضيقي وتعبي راح.
ضحكت جوري بخجل/طلعت مضاد إكتئاب وأن مدري.
هزت خوله رأسها بتإكيد/أنتي إنسانه متفائله ومرحه مهما كانت ظروفك علشان كذا بحس نفسي أحسن كل ماكنت معاكي.
جوري بإبتسامه/أنتي عارفه إن التفاؤل والضحك معدي.
ضحكت لما شافت عيون خوله أتوسعت بإستغراب وتابعت/ترى أكلمك من جد، الإنسان بيتأثر باللي حواليه ولما يكون في محيط كله ضحك وفرح طبيعي مزاجه بيتحسن والعكس صحيح إذا كان في محيط كله حزن وكآبه.
خوله بإبتسامه/علشان كذا على طول مبتسمه وبتضحكي.. بتحاولي تعدي اللي حواليكي!
صبت لها فنجان قهوه وشربتها بتلذذ/حبيبتي طالما الإنسان بصحته وفوق رأسه سقف يأويه وفي بيته لقمه تسد جوعه واللي يحبهم حواليه وبخير، ليه يحزن ويكتئب الدنيا مو مستاهله التعقيد ذا كله.. أحنا جايين عليها ضيوف ورايحين خلينا نسيب ذكرى حلوه تجيب لنا دعوه في ظهر الغيب.
هزت رأسها بموافقه وصاحت بتذمر لماحطت جوري فنجانها ووقفت/أبله على وين بدري ماقعدتي.
ضمتها بحنان/بدري من عمرك المهم شفت أمك وأتطمنت عليها ووصلت الإمانه والباقي عليكي،فكري على مهلك ولاتتسرعي وشيلي أي أفكار مالها داعي.. أنتي فاهمتني صح.
هزت رأسها بموافقه ووصلتها للباب وهي تنادي قصي من المجلس، طلع رشيد أخوها معاه وبهدوء/كيفك ياخاله.
جوري بحنان/الحمدلله بخير، أنتا كيفك وكيف المذاكره معاك.
إبتسم/الحمدلله كله تمام.. يلا أنا بمشي معاكم للبيت.
هزت رأسها بموافقه/تسلم ياأبوسعود، عقبال مانزفك يارب.
وخرجوا وسط تعليقات رشيد وقصي وضحكهم.

إتنهدت خوله ورجعت لحاضرها وهي تمسح دموعها بحسره "اليوم اللي يجيني عريس يطلع متزوج وكمان يحب زوجته ومايبغى يتزوج عليها.. أيش متوقعه ياخوله وأنتي بحالتك دي، لامال ولا تعليم ووظيفه زي الناس لا ومعاكي أهلك في رقبتك.. من اللي بيرضىx يربط نفسه بوحده زيك" أخذت نفس عميق وإبتسمت بهمس/مو مهم العريس.. المهم إن أمي وأخواني طيبين وموناقصنا شيئ وإن شاء الله هتخرج السنه دي وأقدر القى وظيفه بالثانوي وكل شيئ هيتحسن والله كريم .

--------------------

الرياض، الساعه التاسعه ليلاً

رد بضيق/عالأقل فكري زين وبعدها ردي موبتقفليها من أولها يالجوري.
جوري/أفاا يبه.. مدام قلت جوري حاف معناها زعلت مني ياتاج رأسي.
إتنهد بعمق/موبزعلان، بس أنتي نشفتي ريقي ولا براضيه تسمعي الكلام كإنك بزر.. خلص براحتك يلا في إمان الله.
قفل الخط بضيق ومسح وجهه وهو يستغفر، الجد بهدوء/علامك ياوليدي، أركد شوي الزعل موبزين لك.
زفر بضيق/أنت موشايف شلون موبراضيه تجينا، بالأول اتعذرت بالإمتحانات والحين يوم خلصت ألفت لي ألف قصه وقصه لأجل ماتزورنا..كل ذا من تحت رأس سند لابارك الله في شيطانه.
الجد بموافقه/بعد هي معها حق شلون تبيها تجينا بعد اللي صار منه.. إذا كان ولدك عنيد ورأسه يابس هي بعد أعند منه ويباسة رأسها تكسر الصخر، وماأظن نست يوم إنها طردها من المزرعه.
فك أبوسند أزرار ثوبه برجفه وعصبيه/اللي قاهرني وحاز في نفسي إنها ماعلمتني ولاجابت لي سيره كاتمه بقلبها وأنا أشوفها متغيره يوم كنا بالمزرعه وماتبي تقعد ويوم سألتها قالت لي مشتاقه لعيالها وأنا صدقتها.. مادريت إنها إنهانت ببيتي ومن ولدي.. ولدي اللي الكل يحكي ويتحاكي بأخلاقه ومرجلته سود وجهي وفضحني قدامها يبه.. مالومها يوم إنها هجت وماعاد تبيx تدخل بيتي.. أكيد إنها ماتبي تقابلني.
ناوله الجد إبرة الإنسولين وشافه وهو يحقن نفسه وبهدوء/أنا قلت لك إنها مهيب زعلانه لا منك ولامني، حتى يوم إني تعذرت منها على سواته قالت أنتوا مالكم دخل باللي صار .. لكن يابوك الحكي اللي قاله سند موبهين وهي حره وماتقبل الذل والضيم، ولولا إنها بنت أصول وحاطه لي ولك قدر وحاشمتنا كان ماقعدت تحكي معنا للحين.
زفر بعصبيه/والحين وش السوات يبه أنا مابيها تقطعني.. هي الحين بحسبة بناتي وأغلىx وماقدر أخليها.. وهي شكلها ماعاد بتجينا أبد.
الجد بحزم/السوات بيد سند، هو اللي غلط وهو اللي يتحمل.. وأنا كنت ناوي أتدخل مير ماحبيت السالفه تكبر والكل يدري عنها، البنت ماتبي تصير علك بحلوق الناس.
x وقف أبوسند وصار يدور بغضب/خل واحد فيهم يقول نص كلمه على بنيتي وأنا بقص لسانه قص..
إبتسم الجد بمراره/أنت ماتقدر تمنع الناس من الحكي وإن ماحكوا قبالك بيحكوا في ظهرك، ولا نسيت حكيهم على ثريا بعد ماترملت وارفضت تتزوج بعد المرحوم رياض!
طالع فيه بشحوب وضعف، كيف ينسى كلام الناس اللي طال شرف بنته بسبب رفضها العرسان واحد وراء الثاني، والناسىقامت تألف حكايات وروايات عنها وعن خوفها من الزواج بعد رياض علشان تداري فضيحتها المزعومه مع إنه زوجها شرعاً.. لكن عقول الناس وعاداتهم فرضت عليهم هالشيئx ولولا ثقتهم في ثريا كان صارت علوم.
جلس بتعب وغطى وجهه بكفوفه بقهر وهو عاجز عن الرد، جلس الجد جنبه وأخذ يده بقوه وبثقه/سند غلط وغلطه كايد، وأنت تدري بولدك مايحب الظلم، أدري إنه الحين ندمان وموبقادر يسامح نفسه على سواته الرديه فيها ولزوم بيتصرف ويرد إعتبارها، أنت لاتحاتي.. صحتك ماتتحمل يابوك.. والجوري أتركها علي أنا اللي بخليها تجينا.
إتنهد بحرقه/مااقدر أقول غير الله المستعان يبه.x
طالع فيه الجد بقلق، من يوم ماعرف باللي صار والسكر مو مستقر غير إنه زعلان من سند ومايتكلمxمعاه إلا للضروره، إتنهد بعمق وهو يفكر في طريقه تقنع جوري بزيارتهم علشان ولده يتإكد إنها موبزهلانه ويقدر يرتاح شوي.


-----------------

روما، الساعه الخامسه مساءً

قفل الجوال مع جده بقهر وهو موعارف كيف يتصرف مع أبوه اللي صحته متدهورهx وزعلان منه ومو معطيه وجه من يوم ماعرف ياللي صار، صحيح كان يرد عليه بالقطاره ومن غير نفس لكن يظل أحسن من اللي صاير الحين، لإنه من يوم ماسافر إيطاليا مع ديما وهو رافض يرد على مكالماته أوحتى يكلمه من جوال جده، هو كان يدري إن أبوه متعلق بهذيك البنت ويحبها لكن ماتخيل إن علاقته فيها بذي القوة والعمق لدرجة إنه يقاطعه بسبب اللي سواه فيها.

مد يده لجواله وقلبه في يده لدقايق بتردد قبل مايشغل المقطع اللي سجلته ثريا للمره المائه، وفي لحظات إنساب صوتها الناعم وكسر صمت جناحه البارد وهي تكلم بدر بهدوء/ماشاء الله عليك يابدر لعبك أتحسن كثير عن أخر مره شفتك فيها.
بدر بخجل/ترى بصدقك ياخاله وأشوف نفسي.
ضحكت بنعومه/أنت ناسي كيف كنت قبل شهرين.. كنت ماتعرف تشوت الكوره في نفس المكان مرتين وذحين ماشاء الله صرت تنشن مزبوط وطيحت كل العلب من مسافه، يعني لك حق تنبسط بنفسك شويه بس مو مره
بدر/ أنا تميت أسوي كل اللي قلتي عليه هذاك اليوم وكل اللي علمني عليه قصي وخالي عبدالرحمن أتمرنت عليه زين وقمت أسويه وعيوني مغمضه.
جوري/ماقلت لك مافي أسهل من اللعب، كل اللي عليك إنك تستمتع باللي تسويه وفي الأخير رح تسويه صح، وذحين أنتا صرت لاعب كويس، صرت أسرع وتحكمك في الكوره أكبر ودفاعك وهجومك مره قوي.
سكت للحظات وبتردد/يعني الحين أقدر ألعب مع عيال أعمامي، بدون ماخسرهم اللعب.
جوري بتشجيع/حبيبي بدر أنتا مو بس مارح تخسرهم، انتا بإذن الله هتكون السبب في فوزهم، كل اللي عليك إنك تتشجع وتكون متأكد إنك هتلعب كويس وهتنبسط.. لاتفكر في أحد ولا في رأيه فيك، فكر في اللعب وبس وكل شيئ هيكون تمام.
بدر/بس أنا يهمني رأيهم وابيهم يقولون عني كلام زين قدام أبوي..
جوري بتساؤل/أيش دخلهم في لعبك وأيش أبوك في الهرجه؟
إتنهد وبحزن/أبوي مانعني من اللعب ومن كل شيئ البقيه يسووه.. دبابات ممنوع.. خيل ممنوع.. حتى السباحه مايخليني أسبح إلا إذا هو أوعمي وضاح موجود.. أبي ألعب قدامهم زين علشان يوصلون له الكلام.. أبيه يعرف إني كبرت ومليت من القعده لحالي وإني أعرف ألعب زين.
جوري بهدوء/بدر حبيبي لازم تفهم إن أبوك خايف عليك.. يعني هوا أكيد خايف تطيح من ظهر الخيل ولا الدباب، أنتا عارف ذي الأشياء ممكن تكون خطيره مره.
بدر بضيق/لا ياخالتي السالفه موبكذا.. أبوي أصلاً مايحبني ولا يدري عني شلون بيخاف علي.. هو من بعد أمي ماتوفت كرهني وكره بتول.
جوري بحزم/بدر بلا غباء أنتا الثاني.. أيش حكايتك أنتا وأختك كل شويه والثانيه مايحبنا مايحبنا.. ترى أبوكم لو سمع كلامكم ذا بيزعل منكم.
بدر بحسره/بتول حكت لك عن كل شيئ، صح؟
جوري بضيق/أيوه حكت لي، وكل اللي حكته بايخ وماله معنى لإنه مو حقيقي.. أنا موعارفه أنتوا ليه حابين تجيبوا الهم لنفسكم.. بعدين الأب والأولاد نفس التفكير ماشاء الله.
بدر بإستغراب/شلون يعني؟
جوري بهدوء/يعني أنتوافيكم طبع غريب، بتول كانت تحسب أبوك كارها ويلومها على موت أمكم، وأبوك يحسب العكس وإنك وبتول كارهينه وتلوموه على موت أمكم، وأنت تحسب أبوك وأختك كارهينك وماعادوا يحبوك.. والهرجه غير كذا تماماً.
سكتت للحظات وتابعت/أنا زمان وانا صغيره صار لي حادث وكنت هغرق ومن يومها أبويا منعني من البحر والسباحه، ماكان مسموح أقرب من المويا حتى مع أخواني، هوا أتعقد وصار يخاف عليا من الغرق وأنا صرت معقده من البحر وأخاف منه بس ذا مامنعني من إني إنبسط بوقتي لما أروحه، وبعد فتره بديت أحارب خوفي وحاولت أكثر مره في أبويا وفي نفسي لين أقتنع وسمح لي أحاول أسبح.
بدر/يعني صرتي ماتخافين وتسبحين زين.
ضحكت بنعومه/لاحبيبي أنا وصلت تقريباً لنص المشوار.. البحر صار عشق بالنسبه ليا بس السباحه لسا بحاول أتعلمها ومارح أرتاح ولا أهدى لين أتعلمها.
بدر بتساؤل/يعني أبوي خايف علي يصير فيا مثل أمي.
جوري بهدوء/أبوك خسر أمك وأختك أنعمت وماعاد قدامه غيرك يحاول يحميه ويحافظ عليه، صح تفكيره غبي بس هوا أب وخايف على ولده وذا أحسن شيئ قدر يفكر فيه وقتها، وذحين جاء دورك علشان تساعده وتشيل كل الأوهام ذي من رأسه.
بدر بإهتمام/شلون أساعده، أنا بعدي صغير وهو مايسمعني ولايقعد معي أصلاً.
جوري/أنتا موتحبه وتبغى تقضي وقتك معاه! خلاص خليك صاحب الخطوه الأولى.. أعتبر نفسك أنتا الكبير والعاقل وخليك قوي، ،أجلس معاه على طول وحاول تكلمه في أي شيئ وكل شيئ.. حاول تبين له إنك مشتاق ليه ولوجوده معاك.. حاول إنك تدخله في حياتك بشكل مباشر وهوا مع الوقت إن شاء الله هيبدأ يغير نظرته للأمور وهيرجع زي ماكان.
بدر/تهقين ياخالتي إن أبوي بيتغير ويرد مثل قبل؟
جوري بتأكيد/إن شاء الله حبيبي.. إذا حس إن كل اللي خايف منه مجرد وهم عيش نفسه فيه وإنكم مو كارهينه ولازعلانين منه وإذا أنتا وبتول أتساعدتوا وشديتمx حيلكم شويه وغيرتوا نفسكم هتغيروه معاكم وأكيد هيرجع الأب اللي كنتوا تعرفوه..
x
قفل التسجيل بضيق وسند رأسه عالكنبه بتفكير " أستغفر الله العظيم.. أستعجلت وغلطت عليها وظلمتها بدون سبب ومع ذلك هي طلعت أحسن مني.. اتجاهلت سواتي الرديه فيها والكلام اللي سمعتها ياه ودافعت عني قدام بدر وبتول.. ألتمست لي إعذار وهونت كل اللي سويته فيهم وخلتهم يسامحوني ويردوا لي.. راعت عيالي وفهمتهم ودارت بالها عليهم أكثر مني.. شلون غلطت هالغلطه ياسند وشلون بتصلحها..شلون بتصرف الحين! شلون أعتذر منها! أتصل عليها! ولا أرسل لها ثريا! أنا موبقادر أستوعب وأفكر زين.. الحين كل شيئ تغير هي مو مثل ماكنت أظن ولاعاد أقدر أواجها أو أكلمها بسهوله مثل قبل، مخي وقف وأيديني أتربطت و---

صوت ديما العالي قطع أفكاره ورجع للواقع وخلاه يركز مع الباب اللي يدق، وبهدوء/أدخلي ياديما.
دخلت وإبتسمت ببلاهه/أسفه بس تميت أدق أكثر من خمس دقايق وأنت موبسامعني.
إبتسم بمجامله/لا عادي.. تبين شيئ؟
بحلقت عيونها وبإستنكار/أنت واعدني ننزل السوق نخلص باقي أغراضي اليوم.. لايكون نسيت.
ضغط على جبينه بقوه وبأسف/فعلاً نسيت.. أنتي متى بتخلصي شراء من هالأسواق..x مامليتي؟
هزت رأسها بنفي/وش منه أمل.. أنا جايه أشتري جهازي وأبي أخلص منه .
طالع فيها بإستغراب/صار لنا أربع أيام في ميلانو ماخليتي فيها محل أزياء ولامصمم إلا ورحتي له، والحين حنا في روما من البارحه وقضينا كل اليوم وحنا رايحين رادين في هالأسواق غير أسواق جده والرياض، لاجهازك خلص ولا أنتي تعبتي.
ضحكت بمرح/الله كل ذا بقلبك علي، وياترى ذا بخل ولاملل ياأخوي.
سند بإبتسامه/وقتي وحلالي كلها تحت أمرك، أنتي تدرين وش قصدي ياأميرتنا.
إبتسمت بفرح من دلعه اللي كانت ناسيته وقربت منه بإندفاع وحضنته بقوه/أشتقت لك ياسند.. أنت أحسن أخو بالعالم وعسى هالضحكه دايمه ياأخوي.

مسح شعرها بإرتباك من حركتها وكلامها اللي حسسه بالذنب والتقصير ناحيتها وناحية الكل.. الحين أقتنع فعلاً إنه كان غبي وجبان مثل ماقالت لإنه سمح لشوية أوهام بإنها تحرمه من أولاده وعيلته كل هالوقت، وبثقه/من اليوم ورايح بتشوفين عالضحكه دوم إن شاء الله، وكل شيئ بيرد مثل قبل وأحسن.
أنخرطت في بكاء حار ومريح وهي تسمع وعوده وبعد ماهديت بعدها عنه ومسح دموعها بشويش/خلص مانبي دموع روحي أجهزي علشان ننزل، إلا إذا هونتي وماعاد تبين السوق.
نطت من مكانها بصراخ/لاااا وش هونت، دقيقه وتلقاني وفي اللوبي.
طلعت بسرعه وهو يضحك بهمس/ أبي أعرف بس وش حكاية الحريمx مع هالأسواق، كإنه معمول لهم عمل ولا وش السالفه.
أتذكر لهفة ديما وحماسها البارحه وهم يتسوقوا في شارع (فيا كوندوتي) اللي يعتبر أشهر شوارع التسوق في روما والعالم كيف ماخلت محل ولاماركه غير لما أشترت منه، ومع ذلك مصره اليوم تروح شارع(في فينيتو) بحجة إن فيه أشهر محلات الجلد الطبيعي والأحذيه وهي بعدها ماشرت منها شيئ.
إتنهد براحه عالأقل قدر يسعد أخته بهالسفره ورجع يسمع ضحكتها ورسم الإبتسامه على ملامحها واللي كانت مختفيه من فتره، ورغم الوقت والجهد اللي لزمه علشان يرافقها لكل مكان إلا إنه ماندم على أخذها معاه، بالعكس فكرته بالوقت الحلو اللي كان يقضيه مع سمر في السفر .
رن جواله وردx بإبتسامه وهو يسمع صوت ديما المتحمس وهي تستعجله في النزول، أخذ جاكيته الجلد ومفاتيحه ونزل وفي باله يخلص من هالسفره على خير ، ويبدأ يشوف طريقه يصلح فيها غلطه مع هذيك الإنسانه
نخشى الإعتراف أحياناً بمايدور داخلنا،،
وحدها وسائدنا..وأوراقنا..تعرف ذلك.



الساعه الثامنه صباحاً
خط الرياض السريع


عدل المرايه وطالع في الجالسه بإستكانه غريبه عالمقعد الخلفي لسيارته واتأمل جمودها ونظراتها الشارده لبعيد، مضى أسبوع على إنهيارها الأخير ومن وقتها وهي في حالة جمود غريب ماريحه أبداً وخلاه يقابل الدكتور محمد اللي كان مسؤل عن حالتها بعد ماطلعت من الحادث قبل كم شهر.
حكى له عن اللي صار لها بالتفصيل وعن كلامها الغيرمفهوم وتعبها اليومين اللي بعدها.. وعن اللي فاجأه أكثر وهو نسيانها لكل اللي صار واللي قالته بعد ماجات سيرة خالد في كلامهم.

زاد سرعة السياره وهو يتذكر الكلام اللي دار بينه وبين دكتور محمد عن تصرفات أخته في الأيام اللي تلت إنهيارها، كانوا جالسين عالبحر ويتكلموا،عبدالرحمن/ماأقدر أقول إن تصرفاتها غريبه لإنها بتتصرف بذي الطريقه دائماً.. لكن الغريب كان هي بحد ذاتها.
دكتور محمد بجديه/وضح مافهمت!
طالع فيه بتفكير/جوري بعد كل مشكله تواجها بتحاول تمارس حياتها وتتصرف بشكل طبيعي، مهما كانت زعلانه ولاتعبانه أو حتى خايفه لحد الرعب كانت دائماً بتحاول تبان قدام الكل وكأنها ماتأثرت باللي صار بأي شكل من الإشكال.. بتأدي واجباتها وتقوم بروتينها اليومي واللي الكل متوقعه منها بشكل طبيعي يخلي اللي مايعرفها يظن إن ماعندها إحساس ولاشيئ يفرق معاها، بس اللي يعرفها تمام بيلاحظ إنها بتتصنع..
سكت للحظات وضغط على جبينه بقوه قبل مايتابع بضيق/لكن المره ذي صايره غريبه.. هي فعلاً ناسيه اللي قلناه وناسيه الحاله اللي كانت فيها.. وبعد يومين من الإستسلام الغريب في السرير اللي ماتداني تجلس فيه، قامت تتصرف وتعيش يومها زي ماهي متعوده ومعودتنا، لكن تصرفاتها وكلامها وتمثيلها ناقصهم الحماس.. بتتصرف باأليه وجمود.. نظراتها غريبه وملامحها باهته.. مجرد جسم بيتحرك ويتصرف بدون أي إحساس.

هز الدكتور محمد رأسه بتفهم/ بالعكس اللي قاعده تمر فيه شيئ طبيعي بالنسبه لحالتها وكنت متوقعه في أي لحظه.
أتوسعت عيون عبدالرحمن بإستغراب خلاه يتابع بجديه/أنا متابع حالة أختك النفسيه من بعد مافاقت من غيبوبتها، ومن كلامي معاها عن ماضيها سواءً قبل أوبعد زواجها قدرت أفهم شخصيتها وطريقة تفكيرها رغم تكتمها وحرصها الشديد على خصوصيتها واللي أحتفظت بتفاصيل كثيره منها طي الكتمان ورفضت بشكل قاطع إنها تشاركني فيها.. أختك تركيبه معقده وبسيطه في نفس الوقت.. طبيعتها الرقيقه بتخليها أكثر إحساس وتعلق باللي حولها.. أولادها وأهلها والناس اللي تحبهم بيجوا في المرتبه الأولى في حياتها وعلشان كذا دائماً بتحاول تسعدهم وتبعد عنهم أي قلق أو خوف، جوري طبيعتها إيجابيه ومتفائله ومرحه لكن هيا في داخلها جداً ضعيفه وهشه لدرجة الكسر وذا الشيئ هيا عارفته كويس وهنا يبدأ التعقيد في شخصيتها، هيا بتحاول تكون أكثر قوه وإصرار علشان تقدر تواجه كل الأشياء السيئه اللي مرت فيها واللي زي ماهو واضح لسا بتمر فيها، هيا حكت لي مواقف من طفولتها ومراهقتها أثرت فيها بشكل كبير وتركت عليها أثار لحد الأن وخلتها تدفن مشاعرها وتتصنع البرود واللامبالاة .
سكت للحظات وهو يحاول يوصل اللي بيقوله بشكل صحيح لعبدالرحمن اللي كان واضح إنه منتظر يسمع الجزء الأسوء، تابع بجديه/كل اللي حكته ليا بنفسها واللي عرفته عنها منك فيه جزء ناقص، تفاصيل مهمه أتعمدت تغفل عنها وماتذكرها.. حلقه مفقوده.. مواقف حست فيها بالخذلان وعدم الأهميه نتج عنها إحساس بعدم الثقه وإنعدام الأمان، واللي فهمته من كلامك إنها رجعت أتذكرت موقف كان له تأثير سيئ على نفسيتها لدرجة إنها إندمجت فيه وعاشته بكل تفاصيله من أول وجديد، وطبيعي لما توصل لذروة إنفعالها وعجزها تنهار تحت الضغط.. مهما كانت قويه فهي بشر ولها قدره معينه عالتحمل..
وقف عبدالرحمن وصار يتمشى بعصبيه/هو خالد الزفت مافي غيره.. أنا حاس إنه وراء كل اللي صار لها..
دكتور محمد بتفكير/مهما كان اللي صار لها فأنا متأكد إن له يد فيه، محاولتها الدايمه لتجنب الكلام عنه والأشياء البسيطه اللي حكتها عن حياتها الخاصه معاه، ونسيانها لكل اللي قالته قبل إنهيارها بيأكد لي إنه السبب الرئيسي لحالتها.. هيا قاعده تحاول تتلاعب بعقلها وتسقطه من حدود ذاكرتها وكأنه ماله وجود في حياتها.. أختك حالتها ماتطمن حاول تخليها تتكلم عن اللي تاعبها ومسبب لها كل ذي ضغوط وإلا ممكن يجيها إنهيار عصبي لاقدر الله.



خالي عبادي..ياخال!

ألتفت للصوت اللي أنتشله من ذكرياته وطالع فيه بحده/أيشبك؟
اتراجع قصي في كرسيه بإرتباك/جوالك يرن من أول وأنتا مانتبهت.
بلع ريقه بصعوبه وهو يركز مع جواله اللي يرن بإصرار،مسح وجهه وأستغفر وإبتسم لقصي بإعتذار/ماقصدي أعصب عليك بس كنت سرحان.
رد عالجوال بهدوء/السلام عليكم.. هلا جدي صقر.
الجد/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلابك يالدحمي.. وينكم فيه.
شاف ساعته وبهدوء/هانت،كم ساعه ونكون عندكم بإذن الله.
الجد بقلق/شلونها الجوري الحين.
شاف إنعكاسها في المرايه وهي على نفس وضعها، وبتنهيده/مافي تغيير، ماأقول غير الله المستعان.
الجد بثقه/ماعليه هونها وتهون، هي لسرحت بالبر في هالبراد مع عمك مساعد والبنات بتستانس وترد مثل قبل وأزين.
عبدالرحمن بتفاؤل/يارب، أخليك ذحين وإذا قربت بتصل عليك.. السلام عليكم.
قفل مع الجد وطالع فيها بإبتسامه وهي غرقانه في عالمها ولاهيه عنه، كان مستغرب رفضها الغريب لكل محاولات عمه مساعد فيها علشان تجيهم في الإجازه.. لكن لما كلمها جدها صقر لمح أول تعبير للتركيز على ملامحها اللي كاسيها الجمود من وقت ماتعبت ووافقت بعد تردد بسيط وهو رغم أستغرابه من حالها إلا إنه ماصدق خبر وأتصل على خالد بكل برود وبلغه إنه بيأخذ الأولاد لكم يوم، وقفل بدون مايعطيه أي تفاصيل عن وجهتهم.
روما،العاشره صباحاً

قفلت الجوال وشافت أخوها اللي جاي عليها قبل ماتعدل نقابها وتحاول تخفي توترها وبحذر/وش رأيك نرد اليوم الرياض.
طالع فيها بإستغراب من كلامها وطلب فنجان قهوه جديد بدل فنجانه اللي برد لما تركه وقام يعمل مكالمه وبهدوء/ من كنتي تكلمي من شوي! صار شيئ في البيت؟
ردت بإرتباك/كنت أكلم ثريا.. لازم يصير شيئ علشان نرد بيتنا! حنا أساساً كنا بنرد بكره فما فرقت عاليوم.
طالع فيها بهدوء/ لا عادي.. بس توك قبل عشر دقايق كنتي تتذمري من الوقت اللي مر بسرعه وبعدك ماخلصتي كل أغراضك..
ضحكت بتوتر/أيه بس أنا تقريباً خلصت وباقي كم شغله هم بيوصلوها على البيت، ثريا قالت بيطلعون البر وفكرت إنه من زمان ماطلعنا وكذا.
شرب قهوته بإبتسامه/قال لي وضاح بس ماكنت إدري إنك تحبين البر لدرجة تردين من روما علشانه ولاعلشان بتشوفين مشعل هناك.
صاحت بإحراج/موبعلشان مشعل.. بس هي بتجي وأبي أكون معهم.
ضحك على إحراجها الواضح وبإبتسامه/من اللي بتجي؟
سكتت بندم من تسرعها "يالغبيه هو مايدانيها ومانعني أكلمها،شلون بقول إني ماقاطعتها وإنها بعد بتطلع معنا البر" شتتت نظراتها على جموع السياح المنتشرين حوالين (نافورة تريفي) وهم مابين تفرج وتصوير ورمي عملات في النافوره على أمل إن أمانيهم تتحقق مثل ماتقول الأسطوره الشهيره، قررت تعترف واللي يصير يصير وبإندفاع/سند بقول لك شيئ بس ماأبيك تزعل مني.. بصراحه أنا..أنا ماقدرت أسوي اللي طلبته مني.. هي مظلومه ومالها ذنب.. أنت لو تعرفها زين مثلنا ماكنت فكرت فيها بالشكل و----
قاطعها بشك/أنتي وش تقولين.. خذي نفس وفهميني وش السالفه.
أخذت نفس عميق وبتردد/أنا ماقدرت أقطع علاقتي بجوري، أنا ماشفت منها إلا كل خير وكل اللي صار هذاك اليوم من قرادة حظها ولاهي مافي بأخلاقها وإحترامها.. حنا نعرفها زين وهي لايمكن تكون مثل منت مفكر..
طالع فيها للحظات وبهدوء/أنا كنت غلطان وقتها وعرفت إن اللي صار كله سوء تفاهم وإنتهى خلاص..
وقت بإنفعال/أحلف.. يعني خلص أقدر أكلمها براحتي وبدون مااخبي عنك.
سحبها من يدها وجلسها لما جذبت أنظار الناس اللي جالسين على طاولاتهم وقرب منهم واحد من الحرس اللي صرفه بحركه من يده وببرود/وش فيكي إنهبلتي.. لميتي علينا خلق الله فوق ماهم مستغربين شكلك.
جلست بإحراج/أسفه ياأخوي بس أنت ماتدري أنا شلون حاسه بالذنب.. أنا اللي رحت لها هذاك اليوم وأنا اللي خليت شذى تلحقنا وتسجل كلامها وبسببي أنت فهمت غلط وعصبت منها بدون سبب. وأنا من وقتها وأنا محرجه منها ومالي وجه حتى اكلمها مثل خلق الله.. وثريا وجدي رفضوا يحكوا لي وش صار يومها.. بس أنا أدري إنه صار شيئ زعلها وخلاها تختفي وتمينا ندور عليها طول النهار وبعد مارجعت شفتها متغيره حيل وماهيب مثل عوايدها وخلتنا وقفلت عليها غرفتها.
حط فنجان القهوه عالطاوله بقوه/وش قصدك أختفت يومها..شلون يعني؟
ضربت رأسها بهمس/قالها جدي وهو صادق لساني ماعليه قفل..
طالع فيها بحده/لاتهذرين واتكلمي زين وفهميني.
حركت يدها بإرتباك/شلون أفهمك إذا أنا موبفاهمه.. أنا كنت أبي أقولها على سوات شذى واللي صار معاك ومالقيتها.. دورت عليها في الفيلا وقلبنا عليها المزرعه أنا وثريا والشغالات حتى أبوي صقر دور معانا ومالقيناها.. أبوي صقر قال لي إذا سألت عنها أمي وديمه ولا أحد من الحريم نقلهم مع أخوها وهو قال لأخوها إنها مشغوله مع الحريم، وبعد المغرب لقيتها داخله مع ثريا وشكلها مايسر وعلى طول أستئذنت منا وصعدت غرفتها مع ثريا اللي منعتنا ندخل لها أو حتى نكلمها.. وثاني يوم قضته كله مع بدر وأبوي صقر وماقعدت معانا غير وقت ماجات خالتي أم فواز وبعدها رجعوا جده في نفس اليوم..
زفر بغضب"شلون يعني تختفي فجأه! أنا وسافرت.. لكن هي وين أختفت! الأرض إنشقت وبلعتها.. العلم أكيد عند أبوي صقر وثريا.. هم اللي يدرون بكل شيئ عنها"
ديما بحذر/سند واللي يسلمك لاتكون قاعد تفكر في شيئ مو زين بحقها.. لاترد تظلمها مره ثانيه وتخليني أندم أني قلت لك فوق ماأنا حاسه بالذنب.
ضغط على جبينه بقوه للحظات وبضيق/خلص ماصار شيئ وأنتي مالك دخل بالسالفه، ومثل ماقلتي كان سوء تفاهم وعدى على خير، لا أظلمها ولا لي دخل فيها، وأياني وياك تحكي لها عن اللي صار بينا والمكالمه أياها.. فهمتي.
هزت رأسها بموافقه وأنشغلت بشرب عصيرها قبل يسألها بتردد/يعني هي جاتنا وبتطلع معاهم البر؟
حطت كاستها وبفرح/أيه.. تدري إني سمعت أبوي يقول لثريا إنه عجز وهو يقول لها تجينا وهي رافضه.. أنا ظنيت من كلامهم إنها زعلانه منا وماعاد تبي تزورنا وكنت خايفه إنها عرفت باللي صار معنا في المزرعه، بس دامها جايتنا الحين معناه إن كل اللي فكرت فيه كان مجرد تخيلات.. وأكيد أبوي مستانس الحين وموبعاطي فرحته لأحد.
طالع فيها بضيق/لهالدرجه تهمه؟
ردت بضحكه/وش تهمه.. قول متعلق فيها ويحبها بشكل موبطبيعي وهي بعد تموت في أبوي.. اللي مايدري عنهم بيظن إنهم اب وبنته فعلاً..ولولا إني عارفتهم زين كان قلت بينهم مشروع زواج.
سرح بتفكير في كلام جده إخر مره "أبوك
ماهوبزين والسبه أنت.. كل تعبه الفتره اللي طافت كان بعد ماعرف وش صار بيني وبينها.. أبوي زعلان لإنه خايف تتركه وماتسأل عنه.. وهي معقوله رفضت تزورهم بسببي! ليه مستغرب ياسند ماهوبأنت اللي طاردها وقال أدبك عليها مثل ماقالت..أكيد إنها كارهتني.. خل تكرهني وش علي منها.. لااا شلون وش علي منها! وأبوي اللي زعلان علي ورافض يكلمني بسببها.. أنا ماعلي منها بس أنا غلطت ولازم أعتذر على اللي سويته وبكذا هي بتنسى السالفه وترد معاهم مثل قبل وأبوي بيرضى علي وصحته بتصير زينه" شاف ساعته ووقف بدون تردد/خل نرجع الفندق الحين ورتبي أغراضك وزيني أمورك.. وأنا واري كم شغله بخلصها والظهر بنحرك عالرياض بإذن الله.
طالعت فيه بعدم تصديق وهو يحط الحساب عالطاوله ويأشر لمرافقتها والحرس قبل مايمسك يدها ويمشيها معاه وهي لسا مو مستوعبه موافقته بكل بساطه.

------------

الرياض،قبل أذان الظهر

إتنهد بتعب/يمه الله يهديكي أنتي وش فيكي معنده.
طالعت فيه بقهر/فواز موبناقصتك أنت بعد.
مسك يدها برجاء/أنتي موكنتي تبينه يتزوج! هذا هو الحين طلبك أكثر من مره وأنتي ماغير تعيدين نفس الكلام.
أم فواز بعصبيه/وبتم أعيد فيه لين يعقل ويترك عنه هالهبال.. هالبنت موب مأخذها لو وش يصير.. أنا شفت له بنات حمايل وش زينهن كل وحده تقول الزود عندي.
فواز بهدوء/وهي بعد بنت حموله وأبوها كان شيخ قبيلتهم ، والحين أخوها الكبير مستلم المشيخه مكانه، أنا سألت عن أهلها وسمعتهم زينه والكل يحكي بكرمهم وأخلاقهم ويطريهم بالخير.. يعني ماعندك عذر مقنع للرفض.
هزت كتفها بلامبالاة/الله يستر عليها ويعجل نصيبها ويفكنا منها.. وأنا موبملزومه أقنعكم، وأنت المفروض تعقل أخوك وتخليه يترك عنه هالهبال.. هالمطلقه موبأخذها.
فواز بإستغراب/فهد موبمجنون علشان أعقله.. هو يدري بعلة البنت وعاجبته ويبيها ومتمسك فيها والبنت والنعم فيها، خل فهد يتزوجها ويستقر ترى ماهو بصغير يالغاليه.
ردت ببرود/أنت بدل منت قاعد تحاول تعرس لأخوك، وراء مادورت لنفسك وحده تسترك وتدير بالها عليك وعلى بنتك.
إبتسم بسخريه/وش لي بعوار الرأس وحنة مره وعرس..
طالعت فيه بحده/أصابع يدك ماهيب بسواء
وإن كان طليقتك ماتعرف السنع والأصول مو بكل الحريم مثلها.. خل عنك هالعقد وتزوج، وخل فهد علي أنا ومالك شغل فيه.
طالع فيه ببرود/أنا موبمعقد يمه.. بس النفس طابت وماأبي خاله تعذب بنتي وتهبل فيها.. بعدين شلون مالي شغل بفهد!! ماهوبأخوي ولا أنا مالي كلمه بهالبيت.
مسكت يده بإعتذار/لا يمه موبقصدي.. أنت رجال البيت ومافي شيئ يمشي من غير شورك..لكن إلا هالموضوع لاتكلمني فيه أبد.
سكتت للحظات قبل ماتتابع بهدوء/ أخوك ماينفع لها ولاهي تنفعه، أنا أمه وأنا أبخس فيه.
زفر بضيق قبل مايوقف يبوس رأسها وبهدوء/براحتك يالغاليه، أنا سويت اللي علي وأنتي وولدك اتفاهموا.. في إمان الله.

طلع من البيت وهو يتصل بفهد اللي رد بسرعه/هاا،بشر وأنا أخوك.
أتنهد وبعتاب/ياأخوي الناس تسلم بالأول.
فهد بتوتر/السلام عليكم.. هاا أرتحت الحين.. وش صار أحكي لي.
فواز بهدوء/عيت وبإصرار.
فهد بعصبيه/الحين كل هالمده وعجزت تقنعها يافواز.. شكلك ماأقنعتها زين.. أمي ماتردك في شيئ.
إبتسم بسخريه/ وكاهي ردتني وكسحتني والسبه أنت ياحبيب القلب، أنت تدري بغلاتك عندها وموبأي وحده تشوفها تليق فيك.. تبي تقعد وتفرز في هالبنات لين تخطب لك أميرة زمانها.
فهد بحده/قاعد تتمسخر علي ولا هامك.
فواز ببرود/لاأتمسخر ولاهم يحزنون.. خذ المفيد وخل عنك السوالف.. الوالده رافضه ومعنده.. مالك إلا أنك تطب عليها وتحاول تأثر فيها بطريقتك الخاصه، ولا أنسى بنت الناس وشف لك وحده على أيدين أمي وفكنا من هالسيره.
غمض عيونه بضيق من حال فهد اللي قعد يخربط في الكلام قبل مايقفل بزعل، إتنهد وهو يردد أذان الظهر ويتوجه للمسجد بهدوء
الساعه الثانيه ظهراً

وقف جنب السياره وهو يشوف ساعته بقلق.. وصلوا الرياض من حوالي ساعه ووقفوا علشان يصلوا وذحين صار له أكثر من نص ساعه واقف مع قصي بدون أي أثر لهم.. مسك جواله يتصل عليها قبل مايلمحها ويتابعها بنظراته وهي خارجه من باب النساء مع ياسمين، فتح لها الباب وركبت وهي تسلم وحرك السياره، وبمرح/طولتوا على بالي نسيتوا إننا هنا ملطوعين.
لما شافت ياسمين شرود أمها ردت بضحكه/
على ماجمعنا وقصرنا وماما قرأت وردها وإندمجت ماحسينا بالوقت، صح ماما.
مسكت يدها علشان تنتبه لها وفعلاً لفت وجهها من الشباك وطالعت فيها بصمت، عبدالرحمن/حبيبتي بوقف تبغي شيئ من السوبرماركت.
جوري/صايمه إن شاء الله.
عبدالرحمن/ عارف.. بس يمكن نفسك في شيئ لوقت الفطور.
ياسمين بحذر/ماله داعي تصومي وأنتي تعبانه، أساساً ماصرتي تأكلي عدل.
رجعت تطالع من الشباك وبهدوء/يعني أصوم أحسن.
إتنهد عبدالرحمن واتصل بجده صقر علشان يشوفهم وصلوا للمكان اللي بينتظرهم فيه ولا لا.. كان ذا شرطها الوحيد لما وافقت تجي الرياض، قالت له ماتبغى تروح من بيت لبيت لإنها حاسه بخنقه وماتبغى تكون بين أربع جدران وإذا بتجي فماتبغى تروح لبيتهم، أنصدم وقتها وماوافق وحاول يفهمها إن عمه مساعد وجده صقر بيزعلوا إذا وصلوا الرياض بدون مايمروا بيتهمم بس هي أصرت وقالت إنها اتفاهمت مع جدها وهو ماعنده مانع.. وفي الأخير كلم جده صقر وهو محرج ومستعد يسمع له كم كلمه منه.. بس اتفاجأ إن جده كان موافق وكمان رتب معاه متى يمشوا من جده علشان يلحقوا يوصلوا الرياض وقت الظهر ويتقابلوا في نص الطريق ويمشوا لبرهم ويتغدوا هناك.. وبعد نص ساعه

-----------------

صنعاء،في نفس الوقت

دخل صالح بصربعه/أبي بيقول وين الشاي.. ليش اتأخرتوا.
أم علي/عادكم قمتوا من السفره على ايش مستعجلين.
أم معاذ بإبتسامه/هذا معاذ وهذا طبعه من زمان، يشتي يقوم من السفره والشاي قدامه.
دخلت ناديه وأعطته الشاي بعصبيه/خذ الشاي وأنقلع وثاني مره دق باب الحاجز (الباب اللي يفصل قسم الرجال عن قسم الحريم) وانا أجي لك، البيت فيه نسوان.
مشي وهو يضحك/الله يالنسوان وينهن.. ليش أنتي وجدتي أروى وجدتي ورده نسوان! مافي إلا عمتي غنى وعمتي أحلام وقد حفظت صورهم زي أسمي.
شهقت ناديه ولحقته بقهر/المهم عاجبه ابوك ولا أنت أيش يهمني منك.. والله لا أقول له عن قلة أدبك.
أحلام بضحكه/بس هباله أنتي داريه إنه بيمزح.. هو داري إن غنى طلعت شقتها وأنا برقعي في يدي.
أم علي/وأنتي هو صدق قد حفظهن.
ناديه بحده/ولو ياخاله هذاك كان وهو صغير قبل مايغطين منه.. ذحين قده رجال وعبدالرحمن لو سمعه لايكسر رأسه، أنتي داريه إنه مابيعجبه هذا المزح.
إتنهدت أم معاذ/أما عبدالرحمن قوراحزياده، الله يردهم بالسلامه.
أم علي/غمضي عين وفتحيها وتلقيهم عندك.. قد فقدت جوري وأشتي أشوفها ليش مارضيت تجي وهي عندها عطله من المدرسه.
أحلام بشك/فقدتيها وتشتي تشوفيها ولا تشتي تحاكيها على صدام!
ألتفتت لها بحده/أنتي مالك دخل بذا الكلام.. والله لو تحاكيها ولا تنبهيها أني لا عاد -----
قاطعتها أم معاذ برجاء/بس ياورده من غير حلف.. هي ماقالت حاجه.
ناديه بهدوء/ياخاله أنتي داريه برأي جوري في ذا الموضوع بالذات.. وقد شفتي بنفسك كيف سوت لما كلمها معاذ على صاحبه يوسف.. مش هي منتظره لكلام أحلام.
حركت يدها بعدم إقتناع/علي يحاكيها من راسه لراسها ويتفاهم معاها، هي ماتتدخلش بينهم.. بعدين صدام أبن أخي غير مننا وفينا وكبرت قباله ولو ماكانت أتزوجت صغيره كان خطبها هو.
وألتفتت لأحلام بحده/وأنتي خليكي في نفسك وأوبهي لعمرك اللي سار وأنتي جالسه عندي لازوج ولا ولد.
أتجمعت الدموع في عيونها ووقفت بزعل /والله لو مابقى غيره ماتتزوجه ولا حينه أبن أختك خلاص قده سيد الرجال، الزواج مش بالغصب.. وأنا أبي قال محد يتدخل فيني ولايحاكيني وأنا قلت لعلي مش موافقه، إلا إذا العمياء ضيقت عليكم وتعبتوا من خدمتها وتشتوا ترتاحوا منها هذا شيئ ثاني.
اتلمست الجدار وخرجت وناديه تحاول تهديها وأمها تصيح بعصبيه/وأنتي ماعندش إلا هذي الكلمتين كل ماقلنا شي ماعجبش.. لكن خلي أخوش علي يجي وهو يتفاهم معش.
مسكتها أم معاذ وبعتاب/أذكري الله مالك هبيتي فيها هكذا.. أنتي داريه إن قدها ضابحه من هذا الكلام، وعبدالله وعلي لو دروا إنك خليتيها تبكي لايزعلوا منك.
جلست تبكي بقهر/يشلوهم الجن كله من دلعهم فيها وفي الجنيه الثانيه.. الأوله كملت الثلاثين وقد شعرها بيشيب وهي ولا عقلت كل ما خطبها واحد قالت مايشتوا بوحده عمياء يلعبوا بها سنه ولا أثنين قبل مايتعبوا منها ويفلتوها.. والثانيه أتطلقت وعندها أثنين ومتغربه ومغربه أخوها اللي مفلت مرته الحامل وبنته.. بيظنين إن أحنا جالسين لهم طول عمرنا لما كل وحده بتتدلع علينا وتمشي قولها وهي راكنه إن بعدها ظهر.
أم معاذ بتنهيده/بسم الله على عيالنا الله يطول في أعمارهم ويحفظهم لهن.. صالح والله يرحمه وأخي قد بتشوفي حالته هذي الأيام ماتسر، من عد لهن غير أخوتهن.. هم ظهرهن وعزوتهن ومالهن بعد الله إلا هم.. ومحد داري وين النصيب أحنا ندعي لهن الله يعوضهن ويجبر قلوبهن ويسخر لهن عباده والله كريم م--------
قطع كلامها صياح ناديه وأحلام المفاجئ، خرجوا بسرعه وخوف وهم يسموا بالله ووقفوا بصدمه لما شافوهم متجمعين أسفل الدرج وغنى عالأرض مغمى عليها وحوالينها بركة دم.
الرياض

بعد ماقابلهم عبدالرحمن وسلم عليهم حركوا سوا لخارج الرياض وبعد ساعه ونص وصلوا المكان اللي بيخيموا فيه، كانت الخيام منصوبه وكل شيئ جاهز في إستقبالهم.
أول مانزلوا من السياره جاء الجد وأبوسند وسلموا على جوري عالسريع قبل مايروحوا مع عبدالرحمن وقصي لخيمة الرجال وسلموا على الجد وأبو سند وأبو وضاح وماكان في من الشباب غير وضاح وناصر ومشعل وبدر وبتال وسعود عيال وضاح وسالم والحرس اللي معاه، وبعد دقايق الكل أنشغل بالغداء والسوالف.

عند الحريم

نزلت جوري وياسمين ودخلت مع الحريم وسلمت عليهم، أول ماشالت نقابها راحت للجده اللي ضمتها بحنان وبعدها سلمت على أم سند وأم وضاح وأم سالم والبنات قبل ماتجلس جنب جدتها بهدوء خلى الكل يتأملها بإستغراب وقلق، وبعد ماسمعت لها كلمتين من جدتها لأنها صامت وهي مسافره وشكلها تعبان، أخذت لها ركن وأتصلت بأمها وطمنتها على وصولهم بالسلامه وجلست تقرأ قرآن لحد ماخلصوا الغداء ونادتها جدتها وأمها منيره تجلس معاهم، الجده بحنان/وش بلاك يالجوري.. وش تشكين منه.
جوري/الحمدلله ياجده مافيني شيئ .. شوية تعب من المذاكره ومدارس الأولاد.
حطت أم سند يدها على جبينها بقلق/عندك حراره يمه.. وأكيد ماأخذتي دواء لإنك صايمه.
مسكت يدها وباستها بإمتنان/يمه صرت بخير بشوفتكم لاتخافي حبيبتي شوية سخونه وبتروح.
الجده بعتاب/وش له تصومين وأنتي موبزينه وبعد مسافره من البارح..
إبتسمت بتعب/الله يحفظك ياجده اللي يسمعك يقول مسافره على جمل.. سياره مكيفه وكل ماتعبنا وقفنا نريح.. ترى ماسقت ذي المره.
مسكت أم سند يدها بحنان/وش رأيك أجيب لك مخده تحطين رأسك شوي وترتاحين ويوم يجي أبوك وجدك بعلمك.
هزت رأسها بموافقه وهي ماصدقت أحد يقول لها كذا، كانت حاسه بخمول وثقل في رأسها ومستحيه منهم.. مدت جسمها وحطت رأسها على فخذ أمها منيره بعفويه و سحبت خداديه من جنبها وضمتها لصدرها
وأتكورت على نفسها، حطت أم سند يدها على رأسها وهي تقرأ عليها بهدوء لين إنتظمت أنفاسها وغرقت في النوم، جابت لها ثريا المخده وحطتها تحت رأسها بشويش وغطتها ببطانيه خفيفه، الجده بخوف/ هذي موبالجوري يامنيره.. البنت ماهيب زينه.
أم سند بقلق/مدري وش فيها يمه.. أبوي قال إنها تعبانه بس ماهقيت هالكثر.
جلست ثريا جنبها وبدأت تسوي لها كمادات وياسمين جنبها، ثريا بإبتسامه/وش فيكي خايفه حبيبتي، تراها حراره وأول ماتنزل بتصير زينه.
ياسمين بغصه/أول مره أشوف ماما كدا.. هيا حتى لما صحيت من الغيبوبه كانت تبتسم وتضحك ودحين هيا مو---
سكتت بدون ماتكمل كلامها وهي تبكي بصمت، ثريا بإستغراب/أي غيبوبه ومتى هالكلام؟
عضت ياسمين شفايفها بندم أتذكرت إن أمها منبهه عليها ماتجيب سيره قدام أحد بالحادث اللي صار لها، وبإرتباك/قصدي هيا حتى لما تتعب مايصير لها كدا.. المره دي هيا تعبانه من جد.
أنتبهت ثريا لربكتها الواضحه وماحبت تدقق خاصة لما كل البنات أتلموا عليهم، أم سند/قولي وش صار لها حبيبتي، أنا حسبت أمها.
ياسمين بحسره/ماأدري ياجده أحنا رحنا عند بابا وهي كويسه وتضحك وثاني يوم لما ما أتصلت علينا زي عوايدها وخالوا قعد يصرفنا قلقنا ورجعنا البيت ولقيناها طايحه عالسرير وهي عالحال ذا من إكثر من أسبوع.
رؤى بإستغراب/ماأخذتوها على المستشفى؟
هزت رأسها بنفي/ماما ماتحب المستشفيات والأدويه.
طالعوا فيها بإستغراب/وشو!!
فركت أيديها بتوتر.. الكل مستني منها جواب وهيا أساساً أتكلمت أكثر من اللازم وأمها لما تصحى وتسمع البنات يتكلموا هتزعل منها.. لطالما كانت أمها كتومه وماتحب تتكلم على حياتها وخصوصياتها حتى التافهه منها، أنقذتها ثريا من الإحراج وبأمر/قومي أنتي وياها من هنا.. يلا روحوا ألعبوا وأتمشوا خلوا البنت تأخذ نفس وترتاح.. بتول وماريا خذوا ياسمين معاكم وروحوا أتسلوا.. حنا ماجينا نقعد بالخيمه.
تابعت بحزم لما شافت تردد ياسمين/أنا بقعد عند أمك روحي أستانسي.. هي جات علشان كذا.
راحت ياسمين مع البنات وجلست الجده في ركن مع أم سند وأم وضاح وصافي بعيد عن جوري وثريا اللي أستمرت في تغيير الكمادات لين بدأت حرارة جوري تنزل.
صنعاء، الرابعه عصراً

خرج معاذ من غرفة الدكتوره بوجهه شاحب وخطوات بطيئه مايدري كيف وصلته لمكان أمه وناديه وخاله وأحلام وأمها اللي أصروا يجوا معاهم عالمستشفى، وقفت أمه بلهفه/أيش قالت يامعاذ.. ريحني الله يريحك.
طالع فيها وجلس بعجز خلى ناديه تبكي بخوف/لاتقول غنى حصل لها حاجه.. معاذ أتكلم ليش ساكت.
أخذ نفس وحاول يتكلم بوضوح/هي بخير.. لاتخافوا.. وضعها صعب شويه لكن بخير..
أم معاذ/معاذ لاتكذب عليا مرة أخوك مالها.. ليش حطوها في العنايه المركزه.
معاذ بضيق/يمه طيحتها كانت قويه وحملها في الشهر الثالث علشان كذا وضعهم حساس.. الدكتوره قالت إذا مرت ذي اليومين بدون مضاعفات هيكونوا بخير إن شاء الله..
ناديه بقلق/ وإذا حصلت مضاعفات؟
إتنهد/يمكن الجنين مايعيش.
جلست أم معاذ بتعب/إنا لله وإنا إليه راجعون، المهم غنى تقوم بالسلامه والباقي سهل، الله يعوضهم بأحسن العوض.
أحلام ببكاء/كله مني.. هي نزلت بسرعه علشان تشوفني ليش بصيح وأبكي ومانتبهت لنفسها.
معاذ بحنان/أنتي مالك دخل، نصيبها والله كاتب لها ذا الشيئ.. لايكون عقلك صغير وقولي الحمدلله على عافيتها.
هزت رأسها بعدم إقتناع وسابتهم وراحت.

أبوعلي/حاكوا عبدالرحمن ضروري يجي.
أم معاذ برفض/خلوها تقوم بالسلامه أول.. لو عرف وهو هناك أيش هيفعل لها، ماغير تجننوه وتطيروا عقله وأختك محد قال لها إن غنى حامل وهتزعل.
ألتفت معاذ لأمه بجديه/يمه زوجها ولازم يعرف وأنتي عارفه أبنك هيقلب الدنيا لو
ماكلمناه ذحين، وجوري ماعليكي منها بتزعل شويه وإذا أطمنت على غنى بتنسى كل شيئ ثاني.
إتنهدت بإستسلام/تمام براحتك.. أنت أخبر بأخوك.
معاذ/أنا بكلم عبدالرحمن وعبدالإله أخوها علشان يبلغ أهله.. وأنتي أرجعي البيت مع خالي وخالتي وناديه بتجلس معي هنا.
طالعت فيه بحده/ماعد أفلت بنتي في المستشفى وأروح.. بجلس لما الله يقومها بالسلامه وأطمن عليها ونروح سوا.
أم علي/قومي ياأروى شكلك تاعبه وناديه عندها وذحين أمها وأخواتها يجوا.. وأحنا نرجع نزورها.
هزت رأسها برفض تام خلى معاذ يستسلم ويودع خاله وأهله قبل مايقوم بأصعب مكالمه في حياته.

----------------
الرياض

قفل جواله بصدمه وهو يحاول يستوعب اللي سمعه من أخوه معاذ.. غنى أتزحلقت في الدرج وحصل لها نزيف وتعبت، ورغم محاولة معاذ الواضحه في تلطيف وضعها علشان يطمنه ومايشغل باله إلا إنه مانجح في ذا الشيئ.. حملها كان في الشهر الثالث تقريباً وذا الشيئ بيأثر على صحتها وأكيد الجنين وضعه خطير ومو مستقر علشان كذا حطوها في العنايه المركزه هذا إذا ماكان أجهضت ومعاذ بيكذب عليه.. دار بتوهان لدقايق قبل مايتمالك نفسه ويبدأ يستغفر ويدعي لها.. راح لسيارته وطلع اللابتوب وحاول يحجر له ولجوري والأولاد على أول طياره لصنعاء بس كل الرحلات كانت محجوزه ومافي مقاعد متوفره، حاول يحجز من جده وبرضه نفس النتيجه كل الرحلات محجوزه سواءً من الرياض أو أي مدينه ثانيه وأقرب حجز كان في أخر الأسبوع.. قفل الابتوب بقهر مافي حل غير إنه يسافر بالسياره صحيح هيتأخر ومايوصل غير ثاني يوم لكن يظل أفضل من أخر الأسبوع.. مايقدر يكون بعيد عن غنى كل ذي المده وهي بذا الوضع.. لازم يكون معاها ومع بنته جود وولده اللي لسا ماخرج عالدنيا.. أخذ نفس عميق قبل مايدخل يكلم جده صقر وعمه مساعد ويفهمهم سبب سفره المفاجئ

---------------

فتحت عيونها ورفعت رأسها بإنزعاج وعدلت نفسها واتفاجأت بثريا ماسكه جوالها بإبتسامه/صح النوم.. كنت بصمت جوالك خفت يزعجك.
مسحت وجهها ولمت شعرها على كتفها ومدت يدها لثريا بهدوء/صح بدنك.. تلقيها أمي داقه تتطمن عليا صوتي ماكان عاجبها.
طالعت في جوالها بإبتسامه هاديه/ذي أحلام السلام عليكم ورح.......... أحلام أيشبك....... غنى...... وأنتي أيش دخلك...... يابنتي أهدي وخليني أفهم أيش تقولي.....

جلست ثريا لما شافت ملامحها أتغيرت للإهتمام وهي مركزه مع المكالمه قبل ماتوقف وتسأل على عبايتها وهيا تتكلم بإنفعال خلاها تفهم إنه صاير شيئ عند أهلها.

قفلت جوالها وأخذت عبايتها برجفه إنتبهت لها ثريا/جوري صاير شيئ لأهلك!!
ردت بصدمه/صاير شيئ!!! قولي أشياء وأنا أخر من يعلم..
دارت بعصبيه وهي تتصل بعبدالرحمن اللي مايرد، مسكتها ثريا بقوه/وش صار فهميني ليه معصبه.
أخذت نفس عميق وزفرته ببطئ وعقلها يفكر بسرعه وبعد لحظات رفعت رأسها لثريا بهدوء/ أول شيئ محتاجه لابتوب وبسرعه.
أعطتها اللابتوب حقها وجلست جنبها بإستغراب وهي تشوفها داخله موقع الخطوط الجويه وبعد ربع ساعه إتنهدت براحه وأتصلت بسرعه/السلام عليكم.. قصي قول لخالك يطلع لي بسرعه أنا واقفه برا.
قفلت بدون ماتسمع رده، ووقفت تعدل نقابها وطالعت في ثريا بهدوء/بروح اتفاهم مع عبدالرحمن وبرجع أفهمك.
هزت رأسها بموافقه وهي حاسه براحه من التغيير اللي صار في جوري.. مهما كان اللي حاصل عند أهلها فهو خلاها تخرج من قوقعتها وصمتها الغريب اللي صدم الكل في الفتره الأخيره ورغم شحوب وجهها ونحفها الواضح إلا إن مكالمتها القصيره خلت الوهن والجمود يختفى من ملامحها وأختفت نظرة الشرود من عيونها ورجعت تلمع بقوه وتصميم وكلها مسألة وقت قبل ماترجع لصلابتها ولمرحها وإبتسامتها الدايمه.
وقف لما سمع كلام قصي وألتفت لعمه مساعد/لما مارديت رسلت قصي.. أكيد أحد كلمها وقالها اللي صار.
وقف الجد مع أبوسند وخرجوا معاه ولقيوها واقفه بعيد عن خيمة الحريم وتدور في نفس المكان وهي تتكلم بالجوال، عبدالرحمن بتوتر/شغلت شبكة الإتصالات وبدأت تحقيق والله يعيني ذحين.
أبوسند بإبتسامه/ماهوبأنت قلت إن سكوتها مقلقك، شوفها الحين ردت مثل قبل.
هز رأسه بموافقه/رب ضارةٍ نافعه.. الحمدلله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه.

قفلت جوالها لمالمحتهم جايين عليها وقربت منهم وهي تحاول تتمالك أعصابها لاتنفجر في عبدالرحمن وبهدوء/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شلونك جدي وأنتا يبه.. عساكم بخير.
ردوا السلام بإبتسامه عبرت عن إحساسهم بكل بساطه خلتها تتابع بشوية مرح/وحشتوني وأنا ولاعلى بالكم جالسه في ذي الخيمه ولا أحد سأل ولاطل عليا.
الجد بضحكه/أيه أدخلي ودرعمي يالنوامه وحطي الحق علينا.
حكت رأسها بإحراج/أنتوا دريتوا.. يعني ماضبطت معايا ذي المره.
أبوسند بإبتسامه/شلون حبيبة أبوها الحين.. عسى صرتي زينه بعد هالنومه.
ضحكت/الحمدلله بخير ياتاج رأسي، وماصارت ساعه اللي نمتها وقمتوا مسكتوها عليا.
الجد بهدوء/يستاهل الحمد.. ويوم إنك رجعتي لهبالك وكاد صرتي زينه.
أتخصرت وطالعت في عبدالرحمن ببرود/ الحمدلله من يومي زينه ومافيني الإ العافيه بس سبحان الله بعض ناس يحبوا يتكلموا في أشياء وأشياء.
عبدالرحمن بهدوء/الحمدلله على السلامه، وماله داعي تلقيح الكلام ترى كلهم عارفين.
قربت منه بقهر واضح/الله يسلمك وعموماً مو وقته ذا الكلام لأنه هيطول وأنتا وراك سفر.
هز رأسه بموافقه/أصلاً كنت جاي أقلك تجهزي علشان بنمشي ذحين.. والحمدلله إن الجوازات على طول معانا والتأشيره جاهزه.. وبكره إن شاء الله نكون وصلنا بالسلامه ولكل حادثاً حديث.
أخذت نفس عميق وحاولت يكون صوتها هادي قد ماتقدر وهي تواجهه بهدوء/ومن قال إنك بتسافر بالسياره أصلا،ً الطيارات وين راحوا!
زفر بضيق/حاولت أحجز ومالقيت حجز غير أخر الأسبوع.. مالنا غير السياره والله يعينا.
مسكت يده بحنان/بس أنا لقيت حجز وطيارتك بعد المغرب.. إذا حركت ذحين إن شاء الله بتوصل عالوقت وتقدر تخلص الإجراءات وتسافر بالسلامه.
عقد حواجبه بتركيز وهو يحاول يفهم قصدها وبهدوء/طيارتي وإذا حركت.. كإنك بتتكلمي بصيغة المفرد وماسمعت أي تلميح لكم.
شدت على يده وبرجاء/عبادي حبيبي أنتا عارف إنه صعب تلقى حجز في نفس اليوم لكذا شخص، بس مسافر واحد مو صعبه وأنا لقيت لك مقعد في أخر لحظه والحمدلله حجزت و---
دف يدها لما فهم قصدها وبغضب/أنتي كيف تتصرفي من رأسك وتحجزي لي.. أنتي مجنونه!! كيف فكرتي إني هسيبك لحالك وأسافر علشان غنى في المستشفى.. هتخلى عنك وعن عيالك وأروح؟
مسك الجد أبوسند ومنعه يتدخل بحركه من رأسه لما شافه بيكلم عبدالرحمن.
مسكت وجه أخوها بكفوفها وطالعت فيه بحنان/عمري مافكرت إنك هتتخلى عني ولا جاء في بالي ذا الشيئ.. أنا أتصرفت بالشيئ اللي شفته صح ولازم ينعمل..غنى محتاجتك معاها في ذا الوقت.. ولازم أول وجه تشوفه لما تصحى يكون وجهك أنتا.. هيا اللي لازم ماتتخلى عنها ذحين.. المره ذي هيا ليها الأولويه.. زوجتك وأولادك وبيتك هما أولى بيك ذحين.
طالع فيها للحظات قبل ماينزل أيديها ويهز رأسه برفض/حتى لو كان معاكي حق.. أنا ماأقدر أتخلى عنكم وأروح.. بنمشي سوا ونوصل سوا إن شاء الله.. وهيا عارفه الوضع هتفهم وهتعرف إني حاولت وسويت اللي أقدر عليه.
جلست عالأرض وغطت أذنها بقوه وهيا ماتبغى تسمع اللي يقوله، فجأه لقت نفسها في غرفتها في المستشفى وخالد بيقول نفس الكلام ونفس الأعذار وبيحاول يبرر اللي سواه فيها، رفعت رأسها بألم لما حست بأيدين أخوها تضمها لصدره وهو يقول كلام ماسمعت منه شيئ، دفته بغضب/أنتا غبي زيه.. هيا مارح تفهم أبداً.. مارح تفهم ليه أتخليت عنها.. مارح تسامحك أبداً.. مارح توثق فيك مره ثانيه مهما سويت..
كانت تتكلم وتتحرك بإنفعال ورفض لمحاولات عبدالرحمن إنه يلمسها أويكلمها، قرب منها الجد ومسكها بقوه/خلص هو فهم كل اللي قلتيه ..فهم يالجوري.. أذكري الله وأركدي شوي.
سكتت وألتفتت لجدها وهي تتنفس بقوه/قله ياجدي إنها مارح تسامحه أبداً.. قله إنها مارح تفهم ولا توثق فيه مره ثانيه قله ياجدي.
جلسها أبو سند بشويش/بسم الله عليكي.. خلص هو فهم..فهم..
وألتفت لعبدالرحمن بأمر/فهمت وش قالت أختك.
جلس عبدالرحمن جنبها ومسك أيديها بهدوء/خلاص حبيبتي فهمت أهدي بس وروقي.
أتصل لقصي يجيب مويا ولما رفضتها وذكرته بصيامها في أخر لحظه أطمن عليها واتأكد إنها ركزت معاهم من جديد، سابها مع عمه وجده وراح لسيارته وحرك بعيد عنهم.. كان محتاج يبعد عنها علشان يقدر يفكر ويقرر أيش يسوي.. كان رأسه مشغول وباله مع غنى واللي صار لها وذحين كلام جوري زاد حيرته وقلقه.. إنفعالها وكلامها اللي قالته خوفه على زوجته من جهه وعليها هيا من جهه ثانيه.. كل كلامها وتصرفاته بتدل إنه صار بينها وبين خالد شيئ كبير أثر فيها ولسا مأثر فيها لحد الأن.. شد شعر بقهر وحيره مايقدر يسافر ويتركها لحالها وفي نفس الوقت قلبه مو مطاوعه يترك زوجته ويتأخر عنها وهو عارف إن حالتها مو بسيطه، رن جواله ورد بقلق/هلا عم مساعد..... يلا راجع مع السلامه.
لف بسيارته ورجع لهم بسرعه وهو خايف يكون صار لجوري شيئ، وماأرتاح غير لما لمحها تتحرك بشكل طبيعي معاهم.

بعد ماأخذت أنفاسها بعمق وهدوء هديت ورجعت لطبيعتها وأنتبهت لأخوها اللي راح وتركها مع أبوها وجدها، فضلت تسكت بسبب إحراجها من اللي صار وبسبب إحساسها بدوخه وتعب.. ماعاد فيها حيل تتكلم أو تشرح وحمدت ربها إنهم أحترموا سكوتها وماضغطوا عليها لين بدأت هي بالكلام وفهمتهم اللي في بالها وبعدها أتصل أبوها مساعد على أخوها وخلاه يرجع، وقفت تتمشى معاهم وهم يتفرجوا عالبنات اللي يلعبوا بالدبابات بعيد عنهم، ردوا السلام على عبدالرحمن وجلس الجد في ظل شجره وجلسوا معاه، عبدالرحمن بجديه/أدخلي جيبي أغراضك وخلينا نتسهل قدامنا طريق.
الجد بحزم/صل عالنبي وأركد..خذ العلم من أختك بالأول وبعدها سوي اللي تبي.
طالع فيها ببرود/عليه أفضل الصلاة والسلام ماعليك منها ياجد، ذي ماعندها سالفه وكلامها زي وجهها.
قربت منه وضمت ذراعه لصدرها وسبلت بعيونها/ مدام زي وجهي يعني حلو زيي.. يلا بدايه مبشره بالخير.
ضحكوا عليها لما سحب يده ودفها بضيق/خلي سماجتك ذي لوقت ثاني وقومي خلصيني.
رجعت مسكت يده بقوه وبضحكه/أنتا دايماً كذا تضحكهم وتفشلني قدامهم.. بس مو مشكله حاضرين للوجيه الطيبه.. أضحكوا وأنبسطوا وبعدين نتفاهم.
طالعت فيه بجديه/أنتا أسمعني وبعدين أحكم.. وإذا ماعجبك كلامي سوي اللي تبغاه.
هز رأسه بموافقه خلتها تتنهد براحه وتتابع/أنتا صح هتسافر لوحدك اليوم إن شاء الله، بس أحنا بنلحقك لأني لقيت حجز ليا وللأولاد بعد بكره وإن شاء الله على ماتتحسن غنى وترتاح هكون جيت ياقلبي وهعوض غياب اليوم والنص اللي سبتنا فيهم وأطلع عينك مزبوط.
هز رأسه برفض/أنا ماهخليكي تجلسي في بيتك لحالك لبعد بكره حتى لو أولادك معاكي، بطلي جنان.
الجد بهدوء/ ومن قال إنها بتكون لحالها؟
عبدالرحمن بضيق/أنت ماسمعت أيش قالت ياجد؟
أبو سند بجديه/أنت بتسافر اليوم بإذن الله وبنتي وعيالها بيتموا عندي وبيسافروا من هنا.
عبدالرحمن بعدم إستيعاب/قصدكم تجلس هنا معاكم؟
الجد بهدوء/أيه.. موحنا بأهلك أنت وياها ولا لك قول ثاني ياعبدالرحمن.
رد بصدق/يشهد الله إنكم أهل وأكثر من الأهل.. بس ياجدي مهما كان انا ماأقدر أخليها هنا وأروح بدونها.. أصلاً هيا ماعمرها خرجت مشوار لحالها كيف تبغاها تسافر لليمن.
مسكت يده برجاء/عبادي لايصير مخك تخين.. جلسه بدونك في بيتنا في جده ماتبغى، وهوا يوم لين أسافر خلاص أقضيه هنا مع أبويا مساعد والبنات أحسن، والرحله لصنعاء أقل من ساعه أيش بيصير يعني.
أبوسند/إلا إذا أنت ماتأمن على أختك عندنا عاد ذا كلام ثاني.
إتنهد بضيق/الله المستعان ياعم مساعد وقدرت تنطقها.. ياجماعه والله السالفه مو كذا.. بس الهبلا ذي أصلاً ماتحب ال---
حطت يدها على فمه وسكتته قبل مايكمل كلامه وبهمس/أنتا ماترتاح غير لما تنشر غسيلي، مابقي شيئ ماقلته لهم.
شالت يدها وبجديه/خلاص حبيبي لاتزعل أبويا منك ترى وصلت السكر لأقصاه.
أبوسند بضحكه/وأنتي صادقه أتعبتني ياعبادي.. قل تم يابوك وريحنا وأذلف لمرتك وولدك الله يقومهم لك بالسلامه، ومالك غير أوصلها لبيتكم برسم الخدمه.
قلب الموضوع في رأسه بعمق، هو فعلاً مايقدر يخليها في جده لحالها، وعمه مساعد وجده في مقام أبوه وجده الفعليين وإذا في ناس ممكن يأمن أخته واولادها عندهم فهيكونوا هم بدون أدنى شك، عالأقل هيكون مطمن عليهم ومتأكد إنهم في يد أمينه، وفي نفس الوقت هو عارف إنها رافضه تسافر لهم من بدايه إجازتها بسبب تعبها وعلشان محد ينتبه لحالتها السيئه ويقلق عليها، أخذ نفس عميق وبدون تردد/تم ياعم مساعد، بخلي بنتك عندك وبشوف النهايه معاها.
أبوسند بجديه/ماتقصر ياأبوجود.. والحين قم تراك متأخر واجد والدرب للمطار طويل.
الجد/خل ناصر ومشعل يوصلوك للمطار.
عبدالرحمن/لا ياجد مشكورين لاتتعبهم معي.. بروح بسيارتي كفايه إنكم بتتحملوا ذي الله يعينكم عليها.
أعطته بكس في كتفه بقهر/خير ياعبادي ذحين صرت ذي والله يعينهم.. مقبوله حبيبي يجي منك أكثر.
ضمها بقوه وبهمس/الله لايحرمني منك جوريتي..
ضمته وباست كتفه بضحكه/ماشاء الله عليك ماتقدر تمدحني قدامهم كله تهزيئ وحش.
رجع باس رأسها وبإبتسامه/هم عارفين إنك أميرة الورد وشيخة الجابر من غير كلام.
هز الجد وأبوسند رأسهم بموافقه خلتها تستحي وبتصريف/على فكره تراك فلستني ودفعت أخر هلله في بطاقتي لإني مالقيت حجز غير في الدرجه الأولى.. يعني لي عندك تماشي وعزايم للليل .
ضحكوا عليها قبل مايتكلم الجد بأمر /خل سيارتك وناصر يوصلك لأجل يساعدك في في المطار.
هز رأسه بإستسلام وراح الجد وأبوسند يكلموا ناصر، وهي مشيت معاه للسياره يجيب أغراضه، أتصل لقصي، وسلم عليها بقوه قبل مايسألها/مفتاحك معاكي إذا أحتجتي السياره؟
هزت رأسها بموافقه لإن نسختها من مفتاح سيارته على طول في شنطتها،جاء قصي وياسمين وسلموا عليه بعد مافهموا الموضوع وجلس يوصيهم على نفسهم وأستودعهم الله ودخل يسلم عالرجال وقصي وياسمين رجعوا يلعبوا وهيا دخلت للحريم.

--------------

إتنهدت بعد ماحكت اللي صار لجدتها والحريم وبإبتسامه/يعني بجلس عندكم لين تطفشي مني ياجده.
الجده بحب/ياحيا وياسهلا بذا الوجه.. الحين رديتي بنيتي اللي خابرتها.
أختفت إبتسامتها وبهدوء/سامحوني شغلتكم وأقلقتكم عليا.. بس الحمدلله شوفوني صرت كويسه.
حركت ثريا أصابعها وبمزح/بركات لمستي السحريه وكماداتي.. وبعد ماتأكلي بتردين تقفزين بهالبر
مالت عليها جوري وحطت ذراعها على كتفها بإمتنان/تسلم الأيدين وصاحبتها، الله لايحرمني منكم.
أم سند/كلها ساعه ويأذن ووقتها أبي تأكلين زين علشان صحتك ترد زينه.. ناظرني وجهك شلون أصفر.
جوري بضحكه/ إن شاء الله يمه.

سمعوا صوت أبوسند ينادي ثريا وجوري، ثريا/هلا يبه.
أبوسند/ليه ماطلعتوا مع البنات تلعبون؟
ثريابإبتسامه/ بلاك ماشفت أمي وديمه وش سوت في رؤى ووتين يوم درت إنهم بيلعبون دبابات.. تبيها تكسر عصاتها على رأسي؟
سمعتهم جوري وهي تلبس نقابها وطلعت لهم وبخيبه/أيش قصدك!! بنتحنط ببركم ذا لبعد بكره.
أبوسند بضحكه/دامك تبين تلعبين ليه مارحتي معهم؟
جوري بتأكيد/ مو قصدي ذحين، بس محلاكم مطلعينا بر ومسويين زحمه علشان تجلسونا في خيمه.
ثريا بحماس/وش تبين تسوين؟
طالعت فيهم بتفكير/إن شاء الله بفطر وبعدها بشوف، بصراحه دوبي أركز ولسا ماشفت من بركم غير الخيم وانا ماأحب الجلسه أبنطلق في ذا الجو الحلو.
أبوسند/خلص بعد المغرب إن شاء الله بمرك ونطلع ننطلق مع جدك.. وش قولك؟
هزت رأسها بموافقه وحماس/مابعد قولك قول ياتاج رأسي.. أحد يصح له يتمشى معاكم ويرفض.
ثريا بزعل/وأنا كأنكم نسيتوني!
ضمتها جوري بضحكه/حبيبتي أنتي قبلنا لإنك المحرم حقي.
دفتها ثريا بملل/ياشينك يوم تتمصلحين.
راح أبو سند وجلست جوري وثريا قدام الخيمه، جوري بإستغراب/إلا وين باقي البنات ماشفت غير رؤى ووتين وأختك صافي؟
ثريا بإبتسامه/إجازه والكل سافر يغير جو وماظل غير عمي سعود أبو وضاح زوج صافي.
دارت جوري بعيونها في المكان بإهتمام/في الصيف معذورين بس ذحين!! سابوا ذا الجو اللي يجنن وراحوا يغيروا جو برا؟
ثريا/شكلك تحبين البرد.
لفت أيديها على رجولها وضمت لصدرها وبشرود/أحب الشتاء لإنه يفكرني بحاجات حلوه.. ناس أحبهم وراحوا ومابقي غير ذكرياتهم.. وأماكن ماأقدر أوصلها كل ماحنيت ليها.. أحاسيس.. روايح عالقه في ذاكرتي ومانسيتها.
طالعت فيها ثريا بإهتمام/من أكثر شخص أتذكرتيه بهالجو؟
إبتسمت بحنين/أبويا الله يرحمه .. عارفه بيتنا فيه حوش كبير وكله شجر،كانت جلستنا المفضله تحت شجرة التين.. بعد مايرجع من صلاة الفجر كان يجلس يستناني تحت الشجره لين أجيب القهوه ونشربها سواء.. كنت أجلس جنبه ويغطيني بفروته علشان ماأبرد، ونجلس نتكلم لين يجي وقت مدرستي وبعد ماأرجع لما الجو يكون حلو نتغدى كمان في نفس المكان.. لعبنا.. شغلنا، حتى لما أمل من غرفتي كنت أخذ كتبي وأغراضي وأذاكر في الحوش ولما أخلص أسقي الزرع وأنظفه من الورق اليابس .. الآف الذكريات والصور.. هواء بارد وريحة الأرض بعد المطر المخلوطة بريحة الفواكه والحمضيات القويه.. ضحكاتنا وأحنا نلعب وأصوات العصافير اللي ماليه الشجر وأصوات الناس اللي تمر في شارعنا.. كلها مانسيتها لسها محفوره هنا وهنا.
أشرت على قلبها وعقلها وهي تتنهد، ثريا بحزن/أشتقتي لأبوكي صح.
طالعت فيها بهدوء/زي ماأشتقتي لرياض.. وذي مشكلتنا مع الميتين مهما أشتقنا لهم بيظل شوقنا نار في قلوبنا كل ماأفتكرنا إنها خمدت وأنطفت، موقف أو إحساس وأحياناً ريحه معينه ممكن تشعل نار شوقنا وتحييها من جديد.
هزت ثريا رأسها بموافقه وهي تمسح دموعها بصمت خلى جوري تحس بغصه وحزن عليها وبإبتسامه/بس عارفه أحسن شيئ في الموضوع؟ إن دعانا بيوصلهم وبيفرحوا بيه وبيعرفوا صاحب كل دعوه وبيستنوها كل ماوقفنا دعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلى من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) يمكن ماتكوني من صلبه بس أكيد تعني له الكثير، علشان كذا كل ماحسيتي بشوق لرياض أدعي له يمكن دعاكي يكون سبب في التخفيف عنه.
ثريا بتنهيده/الله يرحمه ويرحم موتانا وموتى المسلمين ويغفر لهم.
إبتسمت لما شافت ملامحها لانت وهديت/آميين يارب العالمين.. وذحين جيبي لي مويا بتوضى مابقي شيئ عالمغرب.. وأنتي أستعدي للمغامرات اللي هتصير.
وصل المطار مع ناصر ومشعل في سرعه قياسيه وخلصوا إجراءات السفر اللي مشيت بسلاسه بفضل الله ومن ثم معارف ناصر ومشعل اللي كانوا كأنهم منتظرين يخدموا بيت المنذر بأي شيئ وبعد ماصلوا المغرب راحوا الكوفي وجلسوا يدردشوا لفتره، مشعل/عبدالرحمن ذا رقم رحلتك اللي يعلنوا عنه.
وقفوا وسلموا عليه،عبدالرحمن بإمتنان/مشكورين ياشباب تعبتكم معي.
ناصر بضحكه/كل تبن بس قال تعبتكم معي.
مشعل/وش سوينا يالدحمي، أنت جاي وأمورك مضبطه.
عبدالرحمن بإبتسامه/بس إذا ماكنتوا معي كان غثوني بذا الروتين وطولوا في الإجراءات.
صافحه ناصر/توصل بالسلامه والله يطمنك عالأهل.
مشعل/أنت ماقلت بتحول فلوس؟
صفر عبدالرحمن/الله يذكرك بالشهاده يارجال.
ودعهم وراح لأقرب صراف وهم جلسوا يكملوا قهوتهم..



وش تسوون هنا؟

ألتفوا لمصدر الصوت بصدمه، ناصربإستغراب/سند؟
طالع سند في مشعل وفي ديما اللي وراه بإبتسامه/أكيد أنتي اللي معلمه رجلك.
هزت رأسها بنفي، مشعل بفرح/هلا وغلا تو مانورت الرياض.. والله ماعلمتني بشيئ خبري فيكم بترودن بكره.
ناصر بشرح/حنا جينا نوصل عبدالرحمن مسافر وماكنا ندري بردتكم.
طالع سند في ديما بنظره بارده لما شهقت، وبأمر/مشعل خذ زوجتك عالسياره.
إبتسم وبتردد/إذا ماعليك أمر بأخذها معاي وبنرد عالمخيم.
ناصر بلعانه/حنا جايين بسيارتي يالحبيب.
طالع في ديما اللي منزله رأسها بإحراج وهو متأكد إنها حابه تروح مع زوجها، وبإبتسامه/ زين خذها معك وناصر بيجي معاي.
نط مشعل جنبها وسحبها من يدها ومشي بسرعه وكأنه خايف سند يغير رأيه.
ألتفت سند لناصر بإستغراب/ عبدالرحمن موبواصل اليوم! وش عنده مسافر؟
ناصر/أهله تعبوا فجأه وفي المستشفى ويبي يتطمن عليهم.
هز رأسه بتفهم " الظاهر مالي نصيب أعتذر منها" قال لناصر يسبقه مع الشباب لما لمح عبدالرحمن واتوجه لعنده وسمعه يكلم في الجوال بتوتر/ فهمت ياحبيبتي بكلمك أول ماأوصل المطار.. وإذا وصلت المستشفى.. وإذا فاقت كمان.. أنتي بس أدعي لها وأنتبهي لنفسك وللعيال..... سيارتك عندك وحولت لك فلوس إذا أحتجتي شيئ... أدري إنك كنتي تمزحي بس زيادة إحتياط.... جوريتي طلبتك مابغى حركات جنان من حقك... يعني حاولي تهدي وتبعدي عن المشاكل أنتي مو في بيتنا...... أنتي عارفه نفسك ماشاء الله مغناطيس مشاكل....... أقلك أجلسي مع البنات قد ماتقدري و......... خلاص أسف عارف إنك عاقله ومافي منك بس خفت تنسي نفسك مع ذا الجو وماتسيطري على نفسك....

عقد سند حواجبه بتركيز وهو يحاول يفهم اللي يسمعه ومانتبه غير على صوت عبدالرحمن/أهلين أبو بدرالحمدلله على السلامه..
صافحه سند بهدوء/الله يسلمك.. قال لي ناصر عن أهلك مايشوفوا شر.. مالنا نصيب نقعد معاك.
عبدالرحمن بتنهيده/الشر مايجيك.. والجيات أكثر بإذن الله.. أنا اتأخرت ولازم أروح.. مع السلامه.
سند/في أمان الله.
وقف عبدالرحمن فجأه وألتفت لسند بتردد/ سند..أنا خليت أهلي في أمانتكم.. إنتبهوا عليهم.
طالع فيه بصمت للحظات وهو يحاول يستوعب اللي قاله ومعنى مكالمته من قبل وبهدوء/لاتحاتي.. وأحنا لأمانتك حافظين بإذن الله.
إبتسم عبدالرحمن بإمتنان وراحه ومشي وهو مستغرب من نفسه.. ليه قال الكلام ذا وبالذات لسند؟


خرج سند وركب السياره مع ناصر بصمت.. كان قاعد يفكر في عبدالرحمن واللي قاله.. أنصدم من قوة العلاقة وكمية الثقه اللي بين أهله وبين ذول الناس.. معقوله لذي الدرجه واثق فيهم ومعتبرهم أهله حتى يسافر ويترك أخته عندهم بكل بساطه.. عقد حواجبه بعدم تصديق "ليه لا ياسند.. كل تصرفاتهم تدل على كذا غير كلام ديما الصريح عن علاقة أبوي القويه بهالبنت.. وموب بأبوي لحاله، حتى أبوي صقر واولادي وكل أهلي يتصرفوا معاهم كإنهم جزء مهم من عيلتنا"
زفر بضيق وهو يفكر بجديه في طريقه مناسبه للإعتذار ماتحرجه ولاتحرج بنت الناس معاه..

دق جواله فجأه وقطع أفكاره، رد بهدوء/هلا ديما.
ديما بإندفاع/أنت بتروح البيت ولا بتجينا المخيم؟
رد ببرود/ليه ماتبيني أجيكم؟ لايكون بخرب جوك أنتي وروميو.
شهقت بإحراج/وش فيك علي.. موبقصدي كذا ياأخوي.. بس في علبه في أغراضي أبيها وخفت ترسلها مع باقي الشغلات عالبيت.
سند بإستغراب/أي علبه بعد وسيارتي وسيارة الحرس إنترست علب وأغراض؟
ضحكت/أذكر الله لايخرب جهازي.. أبي العلبه السوداء اللي شريتها أخر شيئ في روما قبل مانحرك عالمطار.. أبيها ضروري تكفى ياسند.
إتنهد بإستسلام/أمري لله.. بوقف على جنب وبشوفها لك وإن شاء الله ألقاها بين هالأكوام.
وقف السياره ونزل بهدوء وهو يأشر للحارس اللي نزل من سيارتهم اللي تتبعهم علشان يرجع، وبدأ يقلب بملل في عشرات العلب والصناديق والاكياس بكل الأحجام والألوان والماركات المشهوره لحد مالفت إنتباهه علبه مستطيله كبيره بلون أسود شالها بحرص وهو يتذكر كلام ديما وإهتمامها الكبير باللي فيها.


ديما برجاء/سند طلبتك والله مو متأخره.. بأخذ كم شغله عالسريع.
سند بنفاذ صبر/ديما يكفي اللي شريتيه.. لازم نكون في المطار الحين.
مسكت يده بقوه/والله موب لي.. طلبتك تكفى لاتردني.
دف يدها بملل وقال للسواق أسم المحل اللي تبغاه وأول ماوصلوا ونزل معاها للمحل دار بنظراته فيه قبل مايلتفت لها بصدمه/وش تبين بهالمحل.. خبري فيكي ماتعرفين تسلقين بيض.
حطت سله في يده وسحبته من يده الثانيه وراها وهي تتمشى بين رفوف المحل وتنقي الأغراض اللي تبغاها وتحطها في السله اللي شايلها، وبضحكه/لهالدرجه طايحه من عينك.. عموماً أنا قلت لك قبل هذول ماهوبلي.
طالع فيها بإستغراب/لاتقولين للبيت لإنهم ولله الحمد أكيد موبناقصين.
وقفت مكانها وسكتت للحظات قبل ماترجع تمشي وبهدوء/أنا قلت لك من قبل إني حاسه بالذنب ناحية جوري وحابه أهديها شيئ يعبر عن أسفي.
طالع في السله واللي فيها وبإستنكار/ وأنتي تظني إن هالأشياء التافهه بتعبر عن أسفك وتحسن شعورك ناحيتها؟
وقفت وأتخصرت بحده/هذول موبتفاهه.. أنا بهديها الأشياء اللي تحبها ومتأكده إنها بتستانس فيهم حيييل مهما كانت أشياء بسيطه وتافه في نظرك.
قلب في محتويات السله وإبتسم بسخريه/بتستانس بشوكلت وفانيليا وباقي هالخرابيط .. الظاهر إنها بزر.
سحبت منه السله بزعل/جوري ماهيب بزر..
هي مارح تقبل مني هديه غاليه، لكن هالشغلات البسيطه تحبها وتسعدها، غير إنها تحتاجها في شغلها.

صحي من ذكرياته لما سمع صوت ناصر يناديه وأخذ العلبه وحطها عالمقعد الخلفي وحرك السياره، كان عقله يحلل كلام ديما عنها وكلام ابوه من قبل لما رفضت طقم الإلماس.. فجأه أتذكر شيئ كان ناسيه من زمان شيئ.. شيئ ممكن يقدمه لها كإعتذار وهو متأكد إنها رح تقبله وتسامحه عاللي سواه فيها بدون تردد.. ألتفت لناصر وهو مبتسم براحه/بمر البيت أجيب غرض مهم وعقب نروح المخيم، وش رأيك.
هز ناصر رأسه بموافقه وهو يتسائل بصمت عن سر إبتسامة سند الواسعه.

----------------

بعد مافطرت لقمتين بعد إصرار أمها منيره وصلت كلمت أخوها عبدالرحمن وراحت جهة الحريم والبنات اللي أتجمعوا وحطوا لهم معجنات وكيك وشاي وقهوه، جوري بإبتسامه/ ثريا يلا بنتأخر عليهم.
رؤى بلقافه/على وين العزم من غيرنا؟
ثريا بضحكه/والله مواعدين أثنين وتلقينهم الحين على نار.
بحلقت فيهم بصدمه وجوري تهز رأسها بتأييد/أثنين ياقلبي عليهم بس.. أيش الشخصيه والهيبه والطله.. طول بعرض ماشاء الله يجننوا.
ياسمين بسماجه/عرفته المستطيل مافي غيره.
طالعوا فيها البنات بملل قبل ماتكمل بضيق/محد يمزح معاكم.
ماريا بضحكه/مزحك سامج.. لقطي وجهك بس.
الجده بحده/ عن المساخه الزايده وقولن وين بترحن فيه.
أم سالم بإبتسامه/وش فيكي ياأم مساعد نسيتي.. بيرحن لشيخنا وأبوسند.
الجده/أيه.. وش له تروحن بهالليل خلكن معنا نتقهوى ونسولف تونا سمعنا صوتك يالجوري.
جوري بمكر/نتقهوى ونسولف ولاغيرانه لإنا بنروح لحبيب القلب وأنتي هنا؟
مسكت عصاتها بعصبيه/ ياللي ماتسحتين
على وجهك.. أنا لو أبيه يجيني ماغير أقول يالصقر وماتمها إلا وهو عندي مير أنا أستحي مومثلك يالعوبا.
صفرت رؤى بحماس/عطيها يايمه وديمه.. لاتسكتي لها هالشقراء.
الجده بتهديد/جودوها لي وأنا بكسر عصاتي على رأسها هالملسونه.. من شوي كانت تافله العافيه وتنازع والحين يوم الله عافها أقلبت علي.
راحت جوري جلست جنبها وباست رأسها ويدها بضحكه/حقك علي .. كسري رأسي وكل عظمه فيا فداكي.. ترى أمزح معاكي.
دفتها الجده بزعل/وخري عني يالعوبا مابي أكلمك.
لصقت فيها بمسكنه/ أفاا ياجدتي الحلوه وأهون عليكي.. مو قايمه غير لما تسامحيني وخلي جدي وأبويا يزعلوا مني لإني اتأخرت ليهم.
جلست تراضي فيها لين سامحتها وبعدها خرجت مع ثريا ورؤى وبتول اللي قالت إن ماعندها مشكله مع الظلام بعكس ماريا وياسمين ووتين اللي خافوا ورفضوا يروحوا معاهم، خرجوا ولقيو الجد وأبوسند منتظرينهم برا وجوري تضحك بقوه خلت ثريا تستغرب/وش فيك أنهبلتي فجأه؟
وقفت مكانها وحاولت تكتم ضحكتها وهي تأشر حولها بإبتسامه/أبغى أشوف وين الليل والظلام اللي خايفين منه البنات والدنيا قالبه نهار ماشاء الله.
فهمت ثريا قصدها وهي تتأمل مخيمهم اللي إستحال ليله لنهار بسبب الكشافات القويه اللي متوزعه في كل مكان غير النار اللي شابينها قدام خيمة الرجال والمشاعل المنتشره في كل ركن، ثريا بهدوء/حنا متعودين على كذا وهم كل مره يقولون نفس الكلام.
قرب منهم أبوسند/ خل نمشي من هنا.
رؤى بحماس/على وين يبه مساعد.
إبتسم وألتفت لجوري/بنبعد شوي لإجل تأخذون راحتكم وبعد مجهز مفاجأه للجوري.
طالعت فيه بهدوء/أيش المناسبه يبه ولاتقول علشان النجاح ولا الشغل أظن إنتهينا.
فهم قصدها وإبتسم/هالمره بسليكي في غياب العبادي حقك.
ضحكت بفرح/ربي يسعدكم يبه.. إذا كذا موافقه، بس أبغى أخذ معايا واحد من ذي المشاعل شكلها حلو.
رؤى /وأنا بعد أبي أخذ.
هز رأسه بموافقه وأخذت واحد ورؤى واحد ومشيوا وهم يتكلموا ويضحكوا لين بعدوا عن مكان الرجال ووصلوا لمكان مجهز بفرشه وكشاف كبير ومشب نار عليه قهوه وشاي وسله فيها أكلات وخفايف واللي يحتاجوه، غرزت جوري المشعل في الأرض بقوه بإبتسامه/تصدقوا المكان هنا أحلى من الخيمه الكبيره.
بتول برجفه/هنا برد أكثر.
جلستها قدام النار بمسافه/ذحين تتدفي .
الجد بهدوء/ناظري وش جبنا لك يالجوري.
طالعت فيه بتناحه قبل ماتنط جنبه وتأخذ اللي في يده بحماس/الله ياجدي مره حلو ماشاء الله.
ثريا بصدمه/يبه وش ذا السلاح وش نبي فيه.. جوري عن الهبال تالي الليل.
أبوسند بضحكه/وش بلاكي خايفه.. جوري ماهيب غشيمه.
رؤى بحماس/حركاتك يبه مساعد وش هالأكشن .
أتفقدت جوري المسدس وشيكت على مشط الرصاص وقفلت الإمان ورفعت طرف عبايتها من وراء ودست المسدس في حزام بنطلونها الجينز بهدوء/لاتخافي أمنته والسلاح مامنه خوف.. خافي من اليد اللي شايلته.
الجدبإبتسامه/وش فيكي جنبتيه لايكون زعلتي من ثريا.
هزت رأسها بنفي ومدت يدها لدلة القهوه بضحكه/ثريا ماينزعل منها ياجدي.. بس نتقهوى وننبسط علشان اهيأها نفسياً للقادم.
ثريا بإبتسامه/مع نفسك أنا موبايعه عمري علشان ألعب بالسلاح.
رؤى بحماس/انا بايعه وماعندي مشكله بس علميني تكفين يالجوري.
صبت لهم القهوه وألتفتت لبتول/وأنتي بتول ماتبغي تتعلمي عالسلاح.
إتنهدت/توك تقولين نخاف من اليد اللي شايله السلاح.. تقومين تعطينه ليد عمياء.
مسكت يدها بتشجيع/إن شاء الله العمياء رح تفتح قريب ولين يصير ذا الشيئ هتكوني تعلمتي الأساسيات وصرتي أحسن مني.. بعدين مو أتفقنا نتبادل الأعضاء ولا نسيتي.
بتول بضحكه/وش بنتبادل هالمره .. رجلك وطابت وماعاد فيكي شيئ مكسور.
جوري بتريقه/بس كذا! بنشوف لنا حاجه لا تشيلي هم.
شربوا قهوتهم وسط حكاوي الجد وأبو سند عن حركاتهم أيام شبابهم وطلعاتهم وبعدها رصت جوري علب العصير بعد ماعبتها بالرمل علشان يقنصوا عليها وألتفتت للجد بتفكير/جدي... ذحين لما عيالكم يسمعوا صوت الرصاص مارح يجوا.
الجد/مابه عيال إلا وضاح زوج صافي والحرس وقلنا لهم نبي نتسلى ونتنشط ونقنص بهالبر.
طالعت في البنات بتهديد/ سمعتوا جدي أيش قال، أنا مالي صلاح ولا وحده تجيب سيرتي فاهمه ست رؤى.
أتخصرت/خير وإشمعنى قلتي أسمي.. أحد قايل لك إني فتانه!
جوري بضحكه/حاش لله.. بس لسانك متبري منك وأخاف تزلي بكلمه كذا ولاكذا.
شمقت لها بزعل/وأزل خير ياطير.. وش بيصير يعني.
ثريا بحده/رؤى عن البزرنه الزايده.
جوري بجديه/رؤى أنا أتكلم من جد اللي يصير بينا مايطلع لأحد أنا مو من بناتكم علشان أسمي ينذكر في هروجكم.
ألتفتت لجدها وأبوها بتدارك /أنتوا فاهمين قصدي ياجدي.
الجد بهدوء/فاهم يابنيتي وكلامك ماعليه منقود، ورؤى ماهيب صغيره يوم إنها تجيب أخبارك قدام عيالنا.
نزلت رؤى رأسها بإحراج/أبشر يبه.. أنا أسفه.

جوري بهدوء/ أنا كمان أسفه، كنت أمزح وماقصدت إنك ثرثار---

رن جوالها وقطع كلامها طالعت فيه بتوتر/ذا معاذ، أسمحوا لي وبأخذ ذا معايا.
أخذت لها واحد من المشاعل وراحت بعيد عنهم، أبو سند بضيق/أنتي وش فيكي يارؤى قمتي تخربطين في الحكي.
زفرت بضيق/والله موبقصدي يبه..
الجد بهدوء/حصل خير يابوك.. لكن هم هي معها حق.. تبينها تتم تحكي عليكي قدام أخوانها الرجال؟
هزت رأسها بإستنكار/أكيد لا.. بس أنا مانتبهت لحكيكم ذا ولاجاء في بالي والحين خلص فهمت وركزت.
ثريا بإبتسامه/الحمدلله اللي ركزتي أخيراً

------------

مسك يدها قبل ماتنزل من السياره برجاء/لاتطولين أول ماأتصل عليك تطلعين بسرعه.
أتلفتت ديما حولها بتوتر/حبيبي كفايه إنا رحنا تمشينا وبدون ماأقول لأحد.. الحمدلله إنا رجعنا قبل سند.
مشعل بضيق/ترى لي اسبوع ماشفتك وش فيها إذا طلعنا شوي وردينا.. ترى ماكفرنا.
حزنت على صوته الحزين وقربت باست خده قبل لا أحد يشوفها ونزلت بسرعه /إذا شفت جوهم مناشب بتلقاني عندك إن شاء الله.. خلص عاد إبتسم مابي أدخل وأنت زعلان ميشو.
طالع فيها بإبتسامه/علشان هالميشو والبوسه بصبر وأشوف تاليها معك ياحبيبة مشعل..
أشرت له بيدها ودخلت للحريم وفي لحظات كانت أصوات البنات طالعه بصراخ متحمس لشوفتها المفاجأه، سلمت عالكل وضمت أمها بشوق/أشتقت لك يمه حيييل.
أم سند بحب/تشتاق لك العافيه حبيبتي، انا بعد أشتقت لك وكلنا أشتقنا لك.
الجده بلهفه/سند وينه فيه.. ليه مابعد دخل يسلم علي!
ديما بإرتباك /سند بعد ماوصل، حنا قابلنا مشعل وناصر في المطار وسند قال لي أرد مع مشعل وهو بيرد مع ناصر.
ألتفتت تدور البنات بإستغراب/وين ثريا وجوري ورؤى وبتول بعد وينهم؟
وتين/راحوا يتمشوا مع أبوي صقر وعمي مساعد.
ديما بضيق/وش ذي الخيانه ليه يطلعون بدوني.
صافي بضحكه/وش عرفهم إنك بتردين اليوم وأنتي قايله بكره.
ديما بقهر/كنت بفاجئكم، والحين شلون أروح لهم.
وتين بخوف/يالمهبوله وين تروحين، بتضيعين بهالبر وماعاد بنلقى لك طريق.
طالعت فيها/ليه وين راحوا ، ماهم بحول المخيم؟
ياسمين بإبتسامه/دام ماما فكل شيئ جايز لإنها تنطلق وماتدري عن نفسها.
جلست بإستسلام جنب جدتها للحظات قبل ما تبتسم بفرح وتوقف تلبس عبايتها من جديد، صافي بإستغراب/وين بتروحين؟
ديما بإرتباك/بتمشى قريب الخيمه.. لي اكثر خمس ساعات في الطياره تعبت من القعده.
أم سند بنظره/زين لاتبعدين في هالليل، الواحد ما يدري وش بيلقى.
إبتسمت بإمتنان وطلعت بسرعه وأتصلت لمشعل اللي ماصدق وفي لحظات كان معاها.
إتنهدت/معاذ الله يحفظك لاتحبكها.
معاذ بهدوء/وأنتي لا تبسطي كل شيئ وتسخفيه علشان تبرري لنفسك.
ردت ببرود/أنا مو محتاجه أبرر لإحد.. تصرفاتي واضحه ومافيها لف ودوران.. كل ذا علشان بجلس عند ابويا مساعد يوم؟
معاذ بتصحيح/يوم لوحدك في فرق.
جوري بنفس التصحيح/يوم مع أولادي.. يعني مو لوحدي.
معاذ بحده/لاتجلسي تردي على كل كلمه بعشره.. غلطانه وعادك تعابطي.. بس الغلط من اللي سمع كلامك وسابك وراح.
ردت ببرود/معاذ رجاء لاتدخل عبادي في النص وهوا ماسابني وراح يتمشى هوا راح لزوجته اللي بين الحياة والموت..أيش تبغاه يسوي؟ يسيبها علشان مو لاقي حجز للجيش اللي في رقبته.
معاذ بنفاذ صبر/وعليها نروح ونجي على نفس السيره.. قلت لك هو جالس معاكي ومع عيالك بطيب خاطر فلا تجلسي تتصرفي بغباء علشان حاسه بالذنب ناحيته. وقفت مشي وسكتت للحظات وبهدوء/ يامعاذ كلامك ذا مكن يكون صح إذا كنت بجلس مع ناس غرب بس أبويا مساعد زي أبويا بالض----
قاطعها بقوه/الحمدلله قلتيها بنفسك.. زي أبوكي مش أبوكي فعلاً.. والناس مالها إلا الظاهر.. أيش بيقولوا لو عرفوا إنك في بلد ثانيه ولوحدك وعند ناس غرب.
جوري بغصه/أدري إن أسمي مو على أسمه و لا أنا من بقية أهله.. ولو كل الناس قالوها ليل ونهار فذا مايهمني ولا هيغير إحساسي ناحيته.. عارف ليه؟ لإنه بيحس بنفس الشيئ وبيعاملني على ذا الأساس.. أحنا أب وبنته ونقطه نهاية السطر.. وكلها يوم ونص وتلقاني عندكم إن شاء الله.. السلام عليكم.
قفلت بدون ماتسمع رده وهي حاسه بقهر.. كانت منتظره اتصاله ومتوقعه اللي هيقوله بس ماكانت عارفه ان كلامه بيكون له ذا الوقع السيئ في نفسها وبيألمها لذي الدرجه.. ماتنكرانها فكرت في السيناريو اللي هيصير بمجرد مايوصل عبدالرحمن لبيتهم بدونها وكانت متأكده من رد فعل أهلها, واتصال معاذ كان أول الغيث وبما ان علي لسا ماأتصل فذا معناه انه لسا ماعرف وذا الشيئ هيخلي رد فعله أعنف من الكل لانه زيها مايحب يكون أخر من يعلم خاصة اذا كان الموضوع يتعلق بيها أو بأحلام .

اتنهدت وطردت كل الأفكار السلبيه من رأسها وحاولت ترسم ابتسامه طبيعيه قد ماتقدرعلى وجهها, لانها وأن كانت منقبه الا انها متأكده ان ابتسامتها ومشاعرها بتنعكس على صوتها ونظرة عيونها وذا الشيئ هيلاحظه جدها وأبوها وثريا بمنتهى السهوله.. طالعت حولها بصدمه وهي تشوف قد ايه بعدت عنهم بدون ماتحس وهي مندمجه في مكالمتها وأفكارها, كان الظلام محاوطها من كل جانب ولولا المشعل اللي شايلته كانت ماقدرت تشوف يدها, اتوجهت بخطوات سريعه ناحية أنوار المخيم البعيده وهي تضحك على نفسها: الظاهرلازم أبطل عادة المشي وأنا أتكلم في الجوال ولا فجأه ممكن ألقي نفسي عالحدود.
أ
تنهدت وطردت كل الأفكار السلبيه من رأسها وحاولت ترسم ابتسامه طبيعيه قد ماتقدرعلى وجهها, لانها وأن كانت منقبه الا انها متأكده ان وعها ومشاعرها بتنعكس على صوتها ونظرة عيونها وذا الشيئ هيلاحظه جدها وأبوها وثريا بمنتهى السهوله.. طالعت حولها بصدمه وهي تشوف قد ايه بعدت عنهم بدون ماتحس وهي مندمجه في مكالمتها, كان الظلام محاوطها من كل جانب ولولا المشعل اللي شايلته كانت ماقدرت تشوف يدها, اتوجهت بخطوات سريعه ناحية أنوار المخيم البعيد وهي تضجك على نفسها: الظاهرلازم أبطل عادة المشي وأنا أتكلم في الجوال ولا فجأه ممكن ألقي نفسي عالحدود.


حطت ثريا فنجانها واتلفتت حولها بقلق\ يبه كأن جوري بعدت عنا حيل؟
وقف أبوسند وحاول يشوف وين ممكن تكون ولما ماشاف لها أثربدأ ينادي عليها, بتول بخوف\ جدي صقر أخاف تكون ضاعت في ذي الصحراء.
الجد بهدوء\وين بتضيع يابوك وضو الكشافات يوصل لجده.. تلقينها بعدت شوي وهي تكلم أهلها لأجل تأخذ راحتها.
رؤى بقلق\يبه صقراتصلت عليها وجوالها مغلق.
الجد\ تلقين جوالها خلص شحنه مثل ماتقولون وطفى .. لاتحاتونها والله يسمعنا خير.
ثريا بقلق\ أويمكن بعدت حيل عنا لدرجة ان محسن أشارة اللاسلكي موبواصلها وماعندها شبكه.
أبوسند بتوتر\ بس يبه الصحراء كبيره وهي لحالها بهالليل , واذا بعدت عنا واجد يبي لها وقت لين توصل لنا وأنا خايف يصادفها شيئ وهي لحالها.
اتنهد الجد بضيق لانه بيفكر في نفس الشيئ لكن مايبغى يبين للبنات ولولده مساعد علشان لايخافوا عليها, حاول يكون هادي وطبيعي قدامهم وبثقه\ جوري ذيبه وماينخاف عليها ولاتنسى ان معها ناروسلاح بعد.
أبوسند بقلق\ وأنا يبه موبخايف غير من هالذيابه, حنا في بر وصحراء فيها كل البلاوي.
التفت لأبوه وللبنات\ أنتوا ردوا وأنا بروح أدورعليها وأن شاء الله ماهي بعيده.
الجد بأمر\مساعد رد البنات للمخيم وجيب معك سلاح وأنا بتم أنتظرك.. منت برايح لحالك.
ثريا بتردد\يبه وش رأيك نكلم وضاح يجي يدورمعاكم وبعد ناصر ومشعل أكيد الحين ردوا من المطار.
طالع فيهم بحده\ماأبي وحده فيكم تجيب طاري حتى للحريم واللي يسأل هي بعدها معنا, فهمتوا.
هزوا رأسهم بموافقه ومشيوا معاه وكل وحده تدعي الله يستروبعدما وصلهم أخذ بندقيه وكشاف يدوي كبيرورجع بسرعه, أعطى الكشاف لأبوه وأخذ المشعل معاه وبدأت رحلة البحث عن جوري ..

ظلوا يمشوا وهم ينادوها ويوجهوا الضوء في كل الاتجاهات على أمل يلمحوها لو من بعيد, مابعدوا كثير عن المخيم لما سكت أبوسند فجأه وألتفت لأبوه \يبه كأني سمعت حس.
وقفوا مكانهم وأرهفوا سمعهم وفعلا كان صوت جوري, وجهوا الضوء ناحية الصوت ولمحوها جايه عليهم وهي تجري, مشيوا ناحيتها بسرعه وعلامات الراحه باينه على وجوههم, الجد\ الحمدلله اللي ردها سالمه.
أبو مساعد بتعب\يبه البنت ذي بتذبحني بهبالها.. مرات أظنها بزرومابعد عقلت, ومرات أظن انها عجوز بشعرشايب.
هز الجد رأسه بموافقه وهو يضحك\وأنت صادق.. هالبنت بعد ماشفت مثلها بين البنات.
حس الجد بيد ولده تجمد على ذراعه وتثبته مكانه بقوه,ألتفت له باستغراب\وش بلاك يامساعد؟
لف أبوسند جهة اليمين ورفع المشعل وهويأشرعلى نقطه معينه بهمس\ ذيب يبه.
طالع في المكان اللي أشر عليه ولده وشافه.. كان فيه ذيب كبير مايبعد عنهم كثير.. بدأ الذيب يقرب منهم ببطئ وتحفز وهو مكشرعن أنيابه ويزمجز بصوت مرعب, أخذ الجد المشعل من ولده ورفعه ناحية الذيب بتهديد واضح وسحب أبوسند البندقيه من كتفه وذخرها ووجها ناحية الذيب اللي كأنه حس بالخطر وفجأه هجم عليهم بكل قوته.



كانت تمشي وهي تقرأ المعوذات وأية الكرسي وأتنهدت براحه لما سمعت صوت ينادي بأسمها ولمحت ااثنين يتحركوا وسط بقعه من الضوء ورغم نظرها الضعيف الا انها خمنت انهم جدها وأبوها.. عضت شفايفها بقهر على غبائها اللي خلاها تبعد عنهم وفي الأخير تضطرهم يدوروا عليها ويمشوا كل المسافه ذي, حست بالخجل من جدها الكبير في السن ومن أبوها المريض اللي أكيد باله أنشغل عليها والسكر عنده أرتفع,, رفعت عبايتها واتأكدت من ثبات المسدس على خصرها قبل ماتطلق العنان لرجولها وتجري ناحيتهم وهي تنادي عليهم,, ولما قربت منهم أنبينت أشكالهم براحه وهم جايين عليها,نزلت نقابها على وجهها وقبل ماتعدل عبايتها أنتبهت لوقوفهم المفاجئ وتركيزهم على نقطه معينه جنبهم, تبعت حركتهم بعيونها قبل ماتركز عالمخلوق اللي واقف على أربع في مواجهتهم.. ثبتت نظارتها على عيونها بقوه وشهقت بصدمه من اللي شافته"ذيب..ذيب حقيقي" زادت سرعتها وأتوسعت عيونها برعب لما شافت الذيب يتقدم منهم وجدها يلوح بالمشعل قدامه في محاوله للدفاع عن نفسهم.

وقفت مكانها بجمود لثانيه قبل ماترمي المشعل عاللأرض وتسحب المسدس من خصرها وتصوبه عالذيب بثبات, حبست أنفاسها وعيونها مركزه عالذيب وبدون تردد ضغطت الزناد.
أخترق صوت الرصاص المصحوب بعواء الذيب سكون الصحراء واتردد صداه بقوه ووضوح قبل مايترنح الذيب ويطيح عالأرض قدام الجد وأبو سند المصدومين، طالعوا في بعض في ذهول لدقيقه قبل مايلتفتوا لما سمعوا صوت جوري المتقطع/إنتوا بخير.. صار لكم شيى.

طالعوا فيها وفي المسدس اللي في يدها بصمت، كررت سؤالها بصوت مبحوح/ليه ساكتين..صار لكم شيئ!
هزوا رأسهم بنفي وقبل مايردوا صدر من الذيب صوت متحشرج ضعيف خلى الجد يركز عليه نار المشعل ويقرب منه بحذر.. كان الذيب ممدد عالأرض بضعف وإستسلام وسط بركه من الدم.

ماحست جوري بنفسها وهي توقف جنب جدها وعيونها عالذيب المرمي عند رجولها.. نظره وحده لشكل الذيب والدم اللي عليه وحوله وصوت أنفاسه الضعيفه وعواه المتحشرج خلاها ترفع مسدسها وتصوب عليه وتضغط الزناد بس المره ذي كانت رصاصتها مستقره بين عيونه.

غمضت عيونها بصمت لما سمعت أخر نفس للذيب قبل مايهدى والحياه تفارقه.. رجعت مسدسها تحت عبايتها وأخذت نفس عميق وأعطتهم ظهرها وبدأت تمشي ناحية المخيم.

كان الجد وأبوسند يطالعوا فيها بصدمه وعدم إستيعاب وهي تمشي بعيد عنهم، أتنهد الجد/لاحول ولاقوة إلا بالله.. ألحق عليها يامساعد شكلها ماهيب زينه.
وقف مكانه بجمود وأبوه يكرر كلامه لين حس عليه وبتوتر/وأنت يبه؟
طالع الجد ناحية المخيم وأشر عاللي جايين من بعيد بهدوء/ أنت رح شف الجوري وتطمن عليها وأنا برد معهم.
هز رأسه بموافقه وراح يلحق جوري اللي كانت تتحرك بدون ماتحس.. صورة الذيب وصوته وهو ينازع ويطلع في الروح مو راضيه تفارقها.. بيدها ذي أزهقت روح بيدها ذي أتسببت في موت مخلوق.. شافت أخر نفس بينسحب منه وأخر شعور بالحياه بينطفي في عيونه الرماديه وهو يطالع فيها بتوسل علشان تريحه من العذاب اللي كانت هي السبب فيه..
كانت مسترسله في أفكارها اللي معذبتها وماحست غير بيد وقفتها بقوه، ألتفتت وشافت أبوها مساعد وعلامات الخوف والقلق باينه على ملامحه، حمدت ربها إنها مغطيه وجهها ولا كان شاف مشاعرها واللي حاسه فيه مطبوع على وجهها وبهدوء /أنا بردت وبرجع لأمي والبنات.
مسك يدها بخوف/أنتي زينه يابوك؟ حاولي تتنفسي.. أتنفسي بقوه وأهدي شوي.
سحبت يدها علشان لايحس برجفتها وبنبره حاولت تكون عاديه/هاديه.. أنا هاديه.. وبخير.. أنتا وجدي بخير؟
هزها بقوه/ماعليكي منا المهم أن--
قاطعته بهدوء/ أنا بخير يبه لاتقلق.. ماصار شيئ
دفها وراه وغطاها بجسمه لما شاف وضاح ومشعل مع باقي الحرس وهم يقربوا عليهم وسلاحهم معاهم، وقف وضاح وأشر للبقيه يروحوا لمكان الضوء، وألتفت لأبوسند بقلق/يبه مساعد سمعنا صوت ذيب ورصاص، صابكم شيئ.
هز رأسه بنفي/خلص مات وبتلقونه يم أبوي.. روحوا له وأنا برد بنت عمك المخيم.
وضاح بإبتسامه/كفو يبه.. والحمدلله على السلامه يابنت العم، شلون شفتي الذيب ياثريا.. عسى ماصحتي بس.
أبوسند بضيق/موبوقته الحين ياوضاح.. رح للرجال وخلك مع أبوي.
مسك يد جوري المحنطه وراه وسحبها معاه


وصل المخيم أخيراً وهو راسم ألف فكره في باله بعد ماراح للقصر ولخزنته الخاصه تحديداً وجاب منها شيئ مهم ماكان يدري شلون نسيه وراح عن باله كل هالمده ولولا كلام ديما عن الأشياء البسيطه واللي ممكن تسعد هذيك الإنسانه، ماكان رح يتذكر ولايخطر هالشيئ في باله ولو بعد مائه سنه.

صدر من الفرامل صوت مزعج لما وقف فجأه بسبب بدر وبتال وسعود اللي لقاهم قدام السياره بدون مقدمات، عصب من حركتهم اللي كان ممكن تأذي واحد فيهم ونزل بعصبيه/وش فيكم أنتوا جنيتوا.
أتعالت أصواتهم بإنفعال بدون مايفهم ولا كلمه منهم وانتبه لقصي اللي واقف عند باب الخيمه بصمت، سكتهم ببرود/بااااس ولا نفس.. وش صار لكم فجأه.. تكلموا بالدور علشان أفهم السالفه.
سعود بحماس/ذيب ياخالي ذيب.
ناصر بإستغراب/أي ذيب ووين؟
سلم بدر على أبوه وعلى ناصر وباندفاع/ حنا سمعنا الذيب يعوي وصوت رصاص بعد، شكل جدي مساعد صاوبه.. بس عمي وضاح ماخلانا نروح معهم ونشوف وش السالفه.
أنتبه سند لعمه سعود اللي يدور حول المخيم وسلاحه في يده، وبحده/وأبوي وينه الحين؟
بتال/جدي مساعد وصقر كانوا يتمشون قريب من هنا.
رجع سند لسيارته وطلع بندقيه ومسدس رماه لناصر وألتفت بأمر/سعود صف السياره وخلي المفتاح معك لين أجي وخلكم قريب من الحريم، أبوك راح بأي صوب.
جري سند ووضاح بعد ما أشر لهم سعود مكان ماراح ابوه واللي معاه.. وقبل مايبعد عن المخيم شاف أبوه جاي عليهم مع وحده، وقف مكانه بصدمه وأبوه يتعداه بدون مايلتفت له.. عرف مين اللي مع أبوه وأنتبه كيف ماسكها من يدها وتبعهم بنظراته لين غابوا عنه، وبهمس/هذول وين كانوا.. وهذي وش تسوي معاه؟
أنتبه لناصر اللي راح وخلاه بدون مايحس قبل مايتحرك بسرعه ويروح يشوف اللي صار.


سحبت يدها من يد أبوها برفض/يبه مابغى أدخل عندهم بروح سيارتنا.
أبوسند بحده/قعده لحالك منتي بقاعده.. يمكن يصير لك شيئ وأنتي بروحك.
جوري بهدوء/مافيا شيئ يبه بجلس شويه لوحدي في السياره وبرجع..
راحت للسياره وراح معاها وهو زعلان/طيب بشوف تاليها معك يالجوري.
حاولت تفتح باب السياره وطلع مقفول، غمضت عيونها بقهر كانت جسمها يرجف ورجولها مو شايلتها ومحتاجه تجلس وبسرعه، ومفتاح السياره في شنطتها يعني لازم تدخل خيمة الحريم وتجيبه.
سحبها أبوسند من يدها وبأمر/أمشي معي من سكات.. أذيتيني بحنتك ومامعك مفتاح.
حاولت تسحب يدها وبرجاء/يبه لو سمحت مابغى أدخل.. رجاءً أفهمني.
طالع فيها بحده/هما قلتي تبين سياره.. خلص بوديكي لسيارتي.
شاف سعود في سيارة سند قدام خيمة الرجال وناداه، قصي أول ماشاف امه وجده ساحبها من يدها جري عليها بقلق/أمي أيشبك.. أنتي بخير؟
طالعت فيه بهدوء/لاتخاف حبيبي انا بخير.
أبو سند بعصبيه/أمك زينه ياقصي.. رح مع بدر والعيال وأدخلوا الخيمه مو بوقت الكلام الحين.
أشرت له بيدها يروح لماطالع فيها بتردد قبل مايسحبه بدر ويدخله الخيمه مع بتال وسعود، فتح أبوسند الباب وبأمر/ ماأبي أسمع صوتك..أدخلي من سكات.
ركبت بإستسلام قبل مايركب جنبها ويحرك السياره لطرف المخيم ويوقفها، ألتفت لها بهدوء/أرتحتي الحين، هذا أنتي بروحك وبعيده عنهم.. زين الحين.
طالعت فيه بقلق/يبه وين أبرة الإنسولين شكلك تعبان.
مسح العرق اللي نزل على جبينه وفك أزرار ثوبه برجفه بسيطه/ماعليكي مني، الحين بأخذها وبصير زين.. أنتي وش تحسي فيه.
حاولت تضحك بس ضحكتها طلعت مخنوقه وضعيفه/الحمدلله مو حاسه بشيئ.. بس إذا تبغاني أرتاح روح لإمي منيره وخذ الإنسولين وأنا بجلس شويه وبلحقك، رجاءً يبه.
زفر بضيق لإنه كان فعلاً حاس بتعب ودوخه وبأنفاسه تضيق عليه ومع ذلك ماكان حاب يتركها لوحدها، طالع فيها وانتبه لنظراتها اللي تشتتها عنه بإحراج كان متأكد إنها بتحاول تظهر قدامه قويه وهاديه وهي عكس كذا تماماً، فك الباب ونزل وبحنان/لاتقسي على نفسك يابنيتي أنتي كنتي تدافعي عنا ولولا الله ومن ثم اللي سويتيه كان يمكن لاقدر الله يصبني وجدك شيئ كايد.

ماردت عليه وأستمرت تتأمل منظر الصحراء من شباك السياره بصمت، وبعد ماراح بعشر دقايق شالت نظارتها ونقابها ورمتهم بإهمال وسندت نفسها على ظهر الكرسي بتعب، فجأه أتعدلت في جلستها بتوتر لماحست بالمسدس في خصرها، شغلت إضاءة السياره ومدت يدها وسحبته من بنطلونها وهي تتأملته بعيون زايغه وتتحسس ملمسه البارد اللي عداها وحول جسمها لكتلة جليد، صوت الرصاص وصوت الذيب وهو يأن بألم يرن في أذنها.. مسكته بين أيديها وهي ترجف بقوه وطلعت مشط المسدس وبعد ما اتأكدت إن ماسورته فاضيه من الرصاص قفلت صمام الامان وبدأت تنزل الرصاص من المشط على وحده وحده وهي مغمضه عيونها بألم"ثلاث رصاصات.. ثلاث رصاصات رخيصه قتلتي بيها روح" فتحت درج السياره ورمت فيه المسدس بدون ماتعيد تركيبه وبعدها المشط وباقي الرصاص، كانت متعوده تسوي ذي الحركه بعد ماتستخدم سلاحها علشان إذا حاول احد من الأولاد يلعب في السلاح يلقاه على وضع الأمان ومفكك ومايقدر يركبه ويستخدمه..
غطت المسدس بأوراق لقتها في الدرج وقفلته بقوه مالها لزوم.. أخيراً حررت نفسها من اللي حاسه فيه وصرخت بصوت عالي وإنهار القناع اللي كانت متمسكه فيه وطفت مشاعرها عالسطح.. سمحت لدموعها تنزل بغزاره وهي تشهق وجسمها كله يرتجف بخوف وألم وفقدت السيطره على نفسها وانفجرت في بكاء حاد ومرير.
لا أحد يتغير فجأه..كل مافي اللأمر أننا في لحظة ما نغلق عين <القلب> ونفتح عين <العقل>
فنرى بعقولنا <حقائق> لم نكن نراها بقلوبنا




وصل سند وشاف الجد مع وضاح وناصر ومشعل اللي جالسين عالأرض ويتكلموا بانفعال وحماس وفلاش الجوال يلمع بين لحظه والثانيه والحرس يحوموا بتفتيش دقيق حولهم,قرب من جده بقلق\يبه شلونك.. صار لك شيئ؟
سلم عليه الجد بهدوء\ ماعلينا خلاف لاتحاتي, الحمدلله على سلامتك.
بعد وضاح وأعطى مجال لسند علشان يشوف اللي عالأرض وبجديه\الحمدلله ان ابوي مساعد تصرف بسرعه ولا ماكنا ندري وش بيصير.
مشعل باستغراب\انا اللي أعرفه أن الذياب تصيد في جماعات, شلون الذيب ذا جاء بروحه؟
جلس سند وقلب جثة الذيب باهتمام\كلامك حقيقي..بس ذا الذيب شكله مطرود من جماعته, ناظر شلون شكله كبير في السن وجسمه كله جروح بعدها مابرت.
ناصر\شلون مطرود مافهمت.
الجد بشرح\الذيب لاكبر وصار ضعيف لزوم يجي قايد جديد للجماعه, والظاهر ان هالذيب تواجه مع ذيب اصغر واقوى منه وخسر, فماعاد له مكان في جماعته , أنطرد وهج بهالبرلين قابلنا.
رفع ناصر البندقيه بابتسامه\زين انك وابوي مساعد خذتوا معكم سلاح قبل لاتطلعوا.
اخذ سند البندقيه واتأملها بتمعن قبل مايلتفت لجده بشك\ أبوي صاوب الذيب بهالسلاح؟
واجه الجد بثقه\ لا موبهالبندقيه.. مسدسه معه.
ابتسم لما طلع ظنه في محله وباستغراب\ وش اللي خلاكم تبعدوا عن البقيه وجابكم لهالمكان؟
الجد بهدوء\البنات ملوا من القعده وقلنا نتمشى شوي.. عندك أسئله بعد؟
هز راسه بنفي وبهدوء \يبه الله يهديك أنا قاعد أطمن عليكم موبجالس أحقق معك .
حس وضاح بتوترهم الغريب وبضحكه\ لو أنك شفت ثريا وشلون صار شكلها.. شكلها بتكره البر لباقي عمرها.
سند بأستغراب\ ثريا؟
وضاح\أيه ثريا, أنت ماشفت ابوي مساعد شلون ساحبها وراه.. المسكينه كسرت خاطري شكلها ماتت من الخوف وموبقادره تمشي .
التفت سند للجد وطالع فيه بصمت" بس اللي كانت مع أبوي من شوي موبثريا, كانت هذيك الغبيه ,وش تبي فيه جايه معه لهنا بدل ماتنطق مع باقي الحريم ؟ كان ممكن يصير لها شيئ.. زين ماسوت مناحه ولهت أبوي وقدر يقتل الذيب.. وحده غبيه" زفر بضيق وأشر للحرس بأمر\ نظفوا المكان.. وحنا خل نرجع الدنيا أمان وان شاء الله موبصاير شيئ.
ألتزم سند والجد الصمت وهم راجعين للمخيم, ناصر بجديه\يبه صقرأبي فروة الذيب .
مشعل بسخريه\تبي تنصب على ربعك وتفهمهم أنك أنت اللي ذابحه.
رد عليه بحده وأستمروا في نقارهم لين دخلوا خيمة الرجال

أخذت آخر نفس عميق وزفرته بهدوء قبل ماتبعد كيس الورق وترفع رأسها ببطئ وتقابل عيون ثريا القلقانه، طالعت فيها جوري للحظات قبل ماتلف وجهها عنها وهي تمسح دموعها، وبصوت مبحوح/أنا قلت بجلس لوحدي..ليه جيتي وشفتيني بالمنظر ذا؟
ثريا بخوف/شلونك الحين..أحسن؟
هزت رأسها بإيجاب وهي حاسه بقهر من موقفها البايخ، حاولت تتذكر كم مر عليها وهي مستغرقه في نوبتها ومتى جات ثريا وجابت لها كيس الورق وساعدتها وكيف عرفت عنها.

أتنهدت ثريا براحه لما اتأكدت إن جوري صارت بخير.. كانت قلقانه لما رجعت مع البنات للحريم من غيرها، كانت خايفه تبعد عنهم لمسافه بعيده وماتقدر ترجع أو تضيع وماتلقى طريق مخيمهم ويصير لها شيئ، رفضت تدخل للحريم وظلت على باب الخيمه تدعي لها ربي يحفظها ويردها بالسلامه، لكن لماسمعت صوت الرصاص والذيب اللي وصلهم..وسمعت صراخ عمها سعود وأولاده وفهمت منهم إن في ذيب متهجم على أبوها وجدها إنهارت على الأرض فى بكاء حاد ماوقف غير لما شافت أبوها قدامها وطمنها على جدها وجوري، وبعد ماأعطته الإنسولين طلب من ياسمين مفتاح سيارتهم وأعطاه ياه وقال لها تدور على أكياس الورق وتروح لجوري لإنها تعبانه وحطها في سيارة سند اللي كانت قدامه وقتها.. فهمت من كلام أبوها المختصر عن حالة جوري وهي بطبيعة الحال قرأت عنه قبل كذا بس ذي كانت اول مره تشوفها عالطبيعه.. ولما وصلت لسيارة أخوها أنصدمت بمنظر جوري الشاحب وشفايفها الزرق وجسمها اللي يرجف بقوه ودموعها اللي تنزل بغزاره.. كانت تجاهد علشان تتنفس بدون فايده، والأهم هو حالتها الذهنيه الغير مستقره، ماكانت عارفه كيف تتصرف ولا تدري كم صار لها على ذا الحال ومتى أتعرضت للنوبه، بس كانت متأكده إنها مو في وعيها ولاشايفتها أو سامعتها.. ظلت أكثر من عشر دقايق وهي حاضنه كفوفها وتتكلم معاها وتحاول تلفت أنتباهها لوجودها، وأخيراً نجحت ورفعت جوري عيونها المنتفخه والحمراء وقابلت عيون ثريا للحظات كانت أكثر من كافيه لثريا علشان تتحرك، وبسرعه حطت لها الكيس وساعدتها تتنفس بهدوء وبطئ لين هدأت شهقاتها وخفت دموعها وبدأت تأخذ أنفاس عميقه خلت اللون الأحمر يرجع لوجهها من جديد.
سندت ثريا نفسها على المقعد وبعتاب/ قلبي بغى يوقف بسبتك أنتي وأبوي وأبوي صقر.. لا عاد أسمعك تقولين أبنطلق.
صارت جوري تلم خصل شعرها المبعثر بإهمال وبصوت مبحوح/أبويا بخير.
ثريا بهدوء/الحمدلله زين.
شافت ملامح جوري المتوتره وتابعت/ترى عادي إذا شفتك وأنتي بذي الحاله لاتسوين سالفه..خذي.
طالعت في قارورة المويا اللي حطتها في حضنها وأخذتها بدون تردد لإن حلقها كان جاف وحاسه بعطش مو طبيعي، مسحت وجهها بالمويا وسمت بالرحمن وبدأت تشرب على دفعات وعلى مهل وبعد فترة صمت ألتفتت جوري لثريا بهدوء/يمكن أنتي دكتوره ومتعوده تشوفي المرض حولك بس أنا ماأحب أحد يشوفني بمنظري ذا.
ثريا بملل/بس واللي يعافيكي، أنتي ماتتعبين من التمثيل طول الوقت.. وش فيها إذا عبرتي شوي عن اللي تحسي فيه! بتخرب الدنيا مثلاً؟
لبست نظارتها اللي لقتها طايحه عند رجولها وعدلت طرحتها على شعرها وفتحت الشباك وسندت رأسها عليه وعيونها تطالع في السماء وببرود/أحد قلك إني ممثله من عهد شارلي شابلن! أيش اللي أعبر عنه.. ماأنا بتكلم وأشتغل وأمارس حياتي بشكل طبيعي غيرصوتي وضحكتي الملعلعه اللي جايبه لي الكلام أظن مافي تعبير أكثر من كذا.
ثريا بحده/جوري عن الإستهبال اللي ماله داعي تدرين وش أقصد.. وش فيها إذا تعبتي شوي وقلتي أنا تعبانه.. وش فيها إذا عصبتي وصرختي وثورتي وإذا أتضايقتي طنشتي الكل وقفلتي على حالك.. إذا كنتي خايفه أو موجوعه أو حتى قرفانه، وش ماكان إحساسك ليه ماتعيشيه وتعبري عنه.. ليه دووم حاطه قناع الضحك والفرح وكأن مو صاير معك شيئ..ليه وأنتي خايفه الحين ماتقولي إنك خفتي من الذيب ومن قتل أبوي ليه؟
طالعت فيها جوري للحظات وبغموض/صعب أشرح لك وصعب تفهمي ليه.. بس اتأكدي إنه في اليوم اللي هشيل فيه قناعي اللي موعاجبكم، كلكم رح تندموا وتتمنوا إنكم ماطلبتوا مني ذا الشيئ أبداً.. أنا هتصل أطمن على غنى وبروح لأمي منيره.
رمت طرحتها على وجهها ونزلت من السياره بهدوء وراحت تتصل ونزلت ثريا وراها وسبقتها للحريم بصمت وتفكير في اللي قالته من شوي.
صنعاء،العاشره مساءً

وصل للمطار واتوجه رأساً للمستشفى وأعصابه مشدوده على الآخر بسبب مكالمته مع معاذ اللي أتصل عليه بمجرد ماأقلعت رحلته، فضل إنه يحكي لأخوه عن الترتيب اللي صار قبل مايوصل لصنعاء علشان يلحق معاذ يستوعب اللي صار، وتفادياً لأي مواجهات مالها داعي في المستشفى خاصة وإنه هيكون مشغول بغنى وحالتها، وجاء رد فعل معاذ زي ماتوقع بالضبط، ثار وغضب وأتهمه بالتهور وعدم تقدير عواقب الأمور وبإنه المره ذي اتمادى وجوري في تصرفاتهم بشكل مو طبيعي وبإن تدليله وتأييده لها خلاها تتصرف بطريقه مو من حقها ، وقتها أختصر المكالمه لإن لا المكان ولا الزمان كان مناسب علشان يشرح لأخوه عن الحاله اللي كانت فيها ولاعن أسبابه اللي خلته يوافق على فكرتها وقفل معاه بدون مايوصلوا لأي نتيجه مرضيه.. وصل المستشفى وسلم على أمه وأخوه اللي أستقبله بترحاب وهدوء ظاهري رغم التوتر الواضح بينهم.
تركهم ودخل لزوجته وبمجرد ماشافها وقف مكانه بجمود من شكلها اللي صدمه، كان متوقع سوء حالتها لكن ماتخيل في أسوء كوابيسه إنها هتكون بذا السوء، وبعد دقايق قدر يقرب منها وينحني على جبينها ببوسه رقيقه وهو يسمي عليها ويدعي لها..قناع الأوكسجين ما أخفى شحوب وجهها وكثرة الأسلاك الموصوله من الأجهزه الطبيه لجسمها بتوضح خطورة حالتها من غير سؤال.. وبعد ربع ساعه خرج علشان يطمن على حالتها من الدكتوره اللي أتضح إنها راحت بما إن دوامها إنتهى لذا اليوم وماعاد في شيئ يسووه لها، وبعد ماشرح له معاذ كل اللي قالته الدكتوره عن حالة غنى وطمنه عليها، أخذ عبدالرحمن على جنب علشان أمه لاتسمعه وحكى عن اللي صار لجوري وتعبها طول الفتره اللي فاتت واللي صار لها لماعرفت عن غنى، سكت معاذ لفتره قبل مايعلق بهدوء/أنت غلطت لما ماجبتها أول ماتعبت وسكت عنها وغلطت لما واقفت تجلس عندهم.. كان المفروض تتصل وتعطيني خبر وتستأذن .. لكن لا سألت ولا كإن لها أخوان أكبر منها.
عبدالرحمن بضيق/تستأذن منك ومن علي! وأنا مو مالي عينك ولا كيف.. بعدين أنت عارف إنها إذا جات وهي بذيك الحاله أيش كان صار لأمي، علشان كذا هي رفضت.
معاذ ببرود/والله الشغله مش بكيفها، الواحد أوقات بيضطر يسوي أشياء مش عاجبته لكنها مفروضه عليه، وأعتقد واضح ليش أكتفت بكلامها معاك.. ولا أنت مش عارف إنها متأكده إنك بتوقف معاها في كل صغيره وكبيره مهما كانت.
رد بحده/أنا عمري ماوقفت معاها في الغلط وإذا كانت أكتفت بكلامها معي فذا لأنها عارفه إنكم هتعترضوا على كلامها بدون ماتحاولوا تفهموا.. تنكر ذا الشيئ؟
رد ببساطه/وليش أنكر.. أنت عارف إني وعلي ماهنوافق على جلستها عند ناس غرب مهما كان تعلقها بهم.
طالع فيه بغضب/عم مساعد وأهله ماهم غرب عنها.. أنت ماتعرف هم أيش بالنسبه لها، لو شفت كيف بيكون حالها وهي معاهم ماكنت قلت ذا الكلام.. وأنا لو ماكنت متأكد منهم ومطمن عليها معاهم ماكنت خليتها عندهم دقيقه ولاكنت اتواصلت معاهم من الأساس.
معاذ بعدم إقتناع/لا تسوي زيها وتقلي زي أبي والكلام الفاضي ذا.. الرجال وأهله والنعم فيهم وماعليهم كلام، لكن مهما حبتهم وحبوها ماتوصل إنك تفلتها عندهم وتسافر، أختك وضعها مايسمح لها بذي التصرفات، جماعتنا لوعرفوا بالخبر أيش هيقولوا عليها.. أتطلقت وجالسه تسرح وتمرح على كيفها بدون ضابط ولا رابط.

معاااااذ


ألتفتوا الأثنين على صوت أمهم الحاد وهي تتابع بغصه/لا تتكلم على أختك هكذا.. أختك متربيه وتخاف الله قبل عباده..
معاذ بضيق/يمه أنتي عارفه قصدي.. عارف إن أحنا ربيناها وعلمناها الصح والغلط و----
قاطعته ببكاء/أي تربيه اللي بتتكلم عليها.. ليش هي جلست معانا ولا لحقنا نربيها زي باقي البنات.. أختك خرجت من عندنا وهي طفله.. فلتت بيتها وأهلها وبلدها وأتغربت نص عمرها والله العالم أيش شافت وكيف أتبهذلت.. أحنا يالله بذرنا فيها شوية الحلال والحرام وهي مسكت فيها بيدها وأسنانها .. أختك ربت نفسها وعلمت نفسها ولولا لطف الله بها وبنا ماكان أحد يدري كيف حالتها.. وهي أتصلت وحاكتني أنا وخالك وقلنا لها تمام، وماعاد أشتي أسمع منك ولا حتى من علي كلام على جلستها في بيت المنذر.

جلس معاذ بصمت غريب وهو يشوف أمه تبكي بحرقه في حضن عبدالرحمن اللي حاول يخفف عنها بكلامه الهادي، ماقدر يستحمل منظرها وكلامها اللي هزه بقوه لدرجة إنه ماقدر يجلس معاهم وأخذ جاكيته وخرج من المستشفى.
شاف أبوه دخل وسلم عالموجودين، رد السلام وألتفت للي معاه بهدوء/أنتوا أدخلوا أتعشوا والبقيه يتموا في أماكنهم لين تخلصوا وتستلموا مكانهم وماأبي عينك تغفل عن شيئ يافهاد.
فهاد/لاتشيل هم طال عمرك.
وضاح بقلق/للحين رسايل التهديد توصلك.
وقف سند وبإختصار/ بشوف أبوي بالأول، موبوقت الحين.

راح لأبوه اللي كان عند الحريم وماشافه من وقت ماوصل، أتجمع الشباب والأولاد حول أبوه وهم يسألوه عن اللي صار بحماس وهو يجاوبهم بإختصار، أفسحوا لسند مجال علشان يجلس جنب أبوه اللي وقف أول ماشافه، قرب منه سند بإبتسامه عريضه لما أنتبه لعلامات الرضى على ملامحه وسلم عليه بقوه وباس رأسه/شلونك يبه الحمد لله على سلامتكم.
أبوسند بإبتسامه/الله يسلمك من كل شر.. الحمدلله على سلامتك أنت وأختك.. زين اللي رديتوا اليوم.
سند بهدوء/بنتك أصرت ترد يوم درت إنكم بالبر.. شلونك يبه الحين.. أخذت دواك؟
هز رأسه بموافقه/ثريا ماقصرت.
أبو وضاح/شلون ثريا الحين.. عسى ماتروعت واجد.
رن جواله ورد بلهفه/هلا ثريا بشري.... الحمدلله على كل حال...... زين أنتبهوا على نفسكم وأنا بمركم بعدين.
قفل وألتفت لأخوه بإبتسامه/ تخبر البنات قلوبهم رهيفه ياخوي، لكن الحمدلله صارت زينه الحين.
طالع فيه سند بهدوء/يبه وين سلاحك.
أبوسند بإستغراب/أي سلاح.
الجد بهدوء/يقصد مسدسك اللي قتلت به الذيب.
طالع أبوسند في الجد للحظات قبل مايرد بهدوء/أنا وقتها لهيت مع أختك والظاهر قطيته بدون لاأنتبه.
أنتبه سند للنظره التي اتبادلها جده مع أبوه قبل مايرد عليه وبشك/يبه شلون تقطه بالبر وأنت تدري إنه مرخص بأسمك، لو طاح بيد أحد وسوى فيه شيئ بتطيح السالفه على رأسك.
الجد بإبتسامه/لا أشرقت بنخلي هالعيال يدورون عليه ووكاد بيلقونه حولنا.
ماأقتنع سند وحس بإن في شيئ غلط في كلامهم.. نظراتهم، وقبل مايكمل تحقيق حضر العشاء والكل قام وأضطر يأجل كلامه لوقت ثاني.

-------------------


جوري بهدوء/أمي حبيبتي صدقيني مافيا شيئ ولا أنا زعلانه، المهم إنك موافقه وراضيه عليا ومعاذ أنا بتفاهم معاه وأصالحه بطريقتي.
أم معاذ/المهم تنتبهي على نفسك وعلى عيالك وسلمي على الجماعه وأتعذري لهم مني.. أشغلناهم معنا.
إبتسمت/أفا يمه.. ذحين بنتك اللي زي النسمه وكتاكيتها صاروا شغله.. حتى جدتي لو سمعتك بتزعل عليا.
ضحكت أم معاذ/الله يحفظهم لك ولايغير عليكم.
جوري/آميييين.. يلا يمه روحي نامي وأرتاحي أنتي من بعد الظهر في المستشفى وبكره تبغي تروحي من بدري.. لاتتعبي نفسك ياقلبي.
أم معاذ/حاضر من عيوني.. كلي سوا وماعليكي من أخوتك باقي علي أتفاهم معه ولاجيتي خير.
جوري برفض/يمه الله يحفظك لاتكلميهم ولاشيئ.. أنا مني ليهم نختلص وبالذات علي لاتقربيه ولاتجي جنبه بتخليه يعصب زياده.. هوا إذا عرف بيكلمني وبنتفاهم زي كل مره.. يلا ياقلبي تصبحي على خير وأستودعتك الله.. السلام عليكم.
مرت لحظات وهي تبتسم براحه وتسمع سيل الدعوات المعتاده من أمها قبل ما تقفل معاها وتدخل للحريم اللي منتظرينها على العشاء، جريت عليها ياسمين أول ماشافتها وضمتها ببكاء/ماما خفت عليكي.. ليه ماجيتي على طول.
شدتها جوري لحضنها زياده وكأنها بتتقوى بيها، وبعد فتره بعدت عنها وبهدوء/شفت أخوكي وبعدها كلمت جدتك وأطمنت على خالتك غنى.. وبعدين ليه خفتي وأنتي عارفه إني أخوف بلد بحاله.
ضمتها أم سند بقلق/بسم الله عليكي يمه عسى ماصابك شيئ.
ريحت رأسها على كتفها بتعب/بخير يمه بخير لاتخافي أبويا وجدي كانوا معايا.
الجده بعتاب/وينك يمه ماعاد ظهرتي وأشغلتينا.. عسى ماروعك هالذيب حسبي الله عليه.
راحت لجدتها وباست رأسها وجلست جنبها بصمت لين لقت صوتها وردت بغصه/خلص ياجده مات الله يرحمه.. تلقيه هوا اللي خاف ولا أنا مافيا شيئ الحمدلله.
أم سند براحه/يستاهل الحمد.. ماهقينا يصير معانا هالشيئ أبد.
صافي بإبتسامه/الحمدلله إن أبوي كان معه سلاح ولا ماكنا ندري وش بيصير فيهم.
هزت جوري رأسها بشرود/من جد ماكنا ندري أيش يصير.
اتفاجأت بوحده ضمتها فجأه بدون ماتنتبه، وبدون ماتحس على نفسها مسكتها من كتوفها ودفتها بقوه وهي تسمع شهقه عاليه، طالعت في ملامح ديما اللي أنصدمت من حركتها وبألم/وش فيكي أنهبلتي..كنت أظن بتفرحين بشوفتي، مالت عليكي بس.
اتأملتها بتناحه للحظات قبل ماتستوعب وتبتسم بإرتباك/ياهلا بالإيطاليه.. الحمدلله على سلامتك متى جيتي؟
رجعت ضمتها وسلمت عليها وديما لسا زعلانه/لا والله بدري، بعد ماكنتي بتكسريني من شوي.
جوري بإعتذار/سامحيني كنت سرحانه وأنتي دخلتي شمال وفاجأتيني.
رؤى بضحكه/البنت بعدها مافاقت من صدمة لقائها بحضرة الذيب وأنتي هاجمه عليها.. زين ماخافت وقامت تصيح ولمت علينا خلق الله.
أم سعود/وش حسيتي فيه يوم أبوكي مساعد قتل الذيب.. أنا لومعكم كان طبيت ورحت فيها.
طالعت فيها للحظات وبهدوء/الحمدلله إنكم ماكنتوا هناك.. قدر الله وماشاء فعل.
ديما بضيق/مالت عليه هالغبي اللي أشغلكم عني.. حتى ثريا وأبوي مادروا عن جيتي ولا كأني قبالهم.
ضمتها ثريا بشوق/حبيبتي والله ماكنت بعقلي ولا أنا بحولك.. أنتي ماكنتي تدرين وش حسيت فيه وقتها.
رؤى بسخريه/صراحه هالذيب ماعنده ذوق بالمره، شلون يسمح لنفسه يخرب لحظة ظهورك المميزه ويسرق منك كل الأضواء.
شهقت ديما وبغيض/ههههههههه صدق إنك سخيفه.
وقفت رؤى تقلدها/مالت عليه هالذيب الغبي.
وبضحكه/المسكين مات وشبع موت أظن مافي عقاب أكبر من كذا على قلة ذوقه معك.

غمضت جوري عيونها وشدت على بنطلونها بقوه لدرجة إنها عورت نفسها وحاولت تتجاهل تعليقاتهم البريئه اللي ماوقفت حتى وهم يتعشوا لدرجة إنها غصت بأكلها أكثر من مره، حست وكأنهم مصرين يذكروها باللي سوته، أخذت أنفاسها بعمق وهي تستغفر وتحاول تتناسى فعلتها، ألتفتت لما حست بأحد يهز كتفها وطالعت في ثريا بهدوء/هلا عيني..
ثريا بقلق/جوري شكلك موبعاجبني.. ماتعشيتي عدل ووجهك أصفر وجسمك يرجف وعقلك مومعانا بالمره.
إبتسمت ومسكت يد ثريا بين أيديها وبهمس/حبيبتي أنا بخير لاتخافي مارح تجيني النوبه بس اليوم كان متعب وأعصابي متوتره شويه علشان كذا مالي نفس أكل.
ثريا برجاء/وش رأيك تنامي وترتاحي.
فلتت منها تنهيده/أنام! ماأعتقد إني هقدر أنام عالأقل مو الليله.
وقفت بإبتسامه/قومي خلينا نتسلى مع البنات وبعدها نتمشى شويه وربك بيعدلها.
ثريا بإستنكار/أنتي ماتتوبي.. ماني متحركه برا هالخيمه لين أرجع البيت.
سحبتها جوري وراها بالقوه وهي تضحك عليها وبعدها أندمجوا في حكاويهم وأتناست اللي صار.
عند الرجال

كانوا الرجال يتقهووا وسند يحكي لجده وأبوه عن اللي صار في سفرته وأخر مستجدات الشغل وناصر ومشعل وباقي العيال كل واحد فيهم ماسك جهاز يالابتوب أو جوال او تاب ومحد حول الثاني وقصي وبدر جالسين برا.

طالع فيهم الجد بضيق/الحين حنا جينا البر لأجل كل واحد يعتكف على هالبلاء اللي بأيديهم.. موبكافينا في البيت بعد جابوه معهم.
أبووضاح بتأييد/أي والله ماعاد شفنا خير ولاعاد قعدنا مثل الخلق من يوم الله بلانا في هالأشياء.
وضاح بإبتسامه/بس يبه هذا تطور وحنا في عصر التكنولوجيا، حنا محتاجينها وفادتنا وسهلت لنا أشياء واجد.
أبوسند بهدوء/ صحيح إنها مفيده وسهلت لنا أمورنا لكن يابوك موبالشكل.. كانت نعمه وانقلبت نقمه الرجل ماعاد يسأل عن أهله والأخ مايدري عن أخوه والمره ماتدري عن عيالها وبيتها من تحت رأس هالتكنولوجيا،
أبو وضاح/وأنت صادق ياأخوي الأبن صار يستكثر يزور أبوه وأمه ويكتفي بشوفتهم في مكالمة فيديو والأم تتم طول اليوم على هالجوال تحش في فلانه وعلانه وهي ماتدري وين الله حاط عيالها.. والشباب شوفة عينك ولا وش رأيك ياناصر.
ألتفت لهم ناصر بتفكير/بس يبه حنا اتعودنا عليها ومانقدر نعدي يوم بدون لانستخدمها.. كل شيئ في حياتنا صارت مرتبطه بالأجهزه الحديثه سواء كانت جوالات ولا غيرها.. أنا شغلي كله عاللابتوب ولو تعطل ساعه شغلي كله يوقف.
مشعل بتأييد/يبه كل واحد وله عقل ويقدر يستخدم هالأجهزه بالمعقول.
الجد بسخريه/وأنت وين عقلك يوم إنك تارك علوم الرجال وكاسر ظهرك على هالجوال.. ولا بلاها قعدة الرجال وراء ماتروح لمرتك اللي لها أسبوع مسافره وتأخذها وتتمشى معها بهالبراد.
رمى جواله ووقف بفرح/أفا عليك يبه ماطلبت شيئ.. مدام فيها ديما أبو الجوال لأبو التكنولوجيا كلها.
قابل نظرة سند البارده وهدي شويه وألتفت لعمه بإرتباك/بعد أذنك يبه مساعد أبي أروح لبنتك.. زوجتي.
أشر له بيده يروح وهم يضحكوا على خروجه السريع ومامرت دقيقه غير وهو راجع يأخذ جواله تحت نظراتهم المستغربه، حك رأسه بإحراج/بتصل لزوجتي علشان تجيني.
وخرج بسرعه زي مادخل وهم رجعوا لضحكهم، ألتفت سند لأبوه بجديه/يبه ليه ماجبتوا الخيل معكم ولا مابتطولون.
أبوسند/محد قال يبيها ولا جاب طاريها وأنت مسافر ومحد يدور للخيل كثرك.
الجد بإبتسامه/صادق سند هالبر مايبي له إلا الخيل..
ألتفت سند لوضاح ومسك جواله/بقلهم يرسلوا الأدهم تبي يرسلوا السهم ولا مالك خاطر.
وضاح بإبتسامه/دام الأدهم حضر لزوم السهم يخاويه.
الجد بهدوء/خل يرسلوا خيول للعيال ويتعلموا معكم، هز رأسه بموافقه وأخذ جواله وخرج يتصل.

------------------


كانت جوري جالسه مع بتول اللي حاطه رأسها على كتفها وتهمس لها/وقتها ظنيت إنك ضعتي ولا صار لك شيئ.
جوري بنفس الهمس/كيف أضيع وأنوار المخيم ماشاء الله تبان من على بعد أميال.. أنا بس بعدت شوووويه.
إتنهدت بتول/بس لما سمعت صوت الذيب والرصاص قلت خلص أكيد الذيب أكلك وجدي مساعد مسكين إنجن وقتله.
جوري بمراره/والله الذيب ذا مسكين والكل ظالمه.. يلا اللي راح راح والحمدلله عدت على خير.
رؤى بلقافه/وش عندكم مأخذين ركن يالكناري.
قربت منهم جوري وبتول وأتربعت جوري قدام مشب النار وجلست بتول جنبها، رؤى بتحريش/ياسمين ترى اللي يشوف أمك يحسب بتول اللي بنتها موبأنتي.
طالعت فيها جوري بحده وأشرت لها على بتول اللي فاجأتها بضحكتها وبردها/وأنتي وش عليكي منا.. وش هالقهر يالطيف.
مسكت ياسمين يد بتول وصفقت كفوفهم في بعض بضحكه/كبسه، واحد صفر.
شمقت لهم رؤى وبمزح/مالت عليكي منك لها.
ضحكت جوري براحه لما شافت بتول ماتحسست من سيرة الأم وبهدوء/أطلعي من السالفه ياسوسه وانا وبناتي نختلص.. تعالوا حبيباتي.

حطت رأس ياسمين على فخذ ورأس بتول عالفخذ الثاني وصارت تلعب بأصابعها في شعورهم، ياسمين بإحتجاج/ماما سيبي شعري بتجيبي لي النوم.
جوري بإبتسامه/دوبي قلت لرؤى نختلص لا تفشليني قدامها وتشمتيها فيا.
غمضت بتول عيونها بإسترخاء وراحه من لمسات جوري الرقيقه وبإبتسامه/ياسمين الحين فهمت وش كنتي تقصدين يوم قلتي شعور حلو ومريح.
وتين/وأنا بجرب وسعوا لي جنبكم.
جوري/للأسف ماعندي غير رجلين بس أول مايطلعوا المستأجرين بيكون دورك.
سابت رؤى عصيرها وسحبت وتين وماريا واتربعت زي جوري بإبتسامه/تعالوا وأنا بنيمكم حبايبي ماهي بشغله صعبه.. لاتجلس هالشقراء تذلكم.
نيمتهم بالقوه زي ياسمين وبتول وصارت تسوي زي جوري وهم يتأففوا منها وهي تعصب عليهم.
ياسمين/أبله رؤى على بالك أي أحد يقدر يسويها.. أختي نادين اللي ماتنام غير لماتجنن أهلنا، ماما بس تحطها على صدرها وتجلس تلعب في شعرها وبقدرة قادر يغمى عليها وتنخمد في ثواني.
ماريا بألم/شوي شوي على شعري.
وفقت وتين بضيق/ ذي قطعت شعري حسبي الله عالعدو.. أي نوم الإ بيجيني صداع بسبتها.
طفشت منهم رؤى ودفت ماريا بملل/الحق علي اللي عبرتكم لكن مقيوله خيراً تفعل شراً تلقى.
رن جوالها وردت بضحكه/وش طرالك ذكرتينا....... والله أخت زوجك ومضطره تتحمليني......... حركاتك ياأخوي أكيد بنجي بدل جلسة القرود وأمهم اللي مسوينها ........ لا حكايه طويله بعدين أقلك عليها......... دقايق وحنا عندكم.
ألتفتت بإبتسامه /ديما ومشعل عازمينا نتحداهم عالدبابات.
وتين/من الحين أنا بركب معاكي.
ماريا/بتول وش رأيك تركبين معاي.
رفعت بتول رأسها وأتعدلت/من قال إني بركب دباب أصلاً.
رؤى/ترى ماريا تسوق زين لاتخافين.
هزت رأسها برفض/شكراً ماأبي.
مسكت جوري يدها بحنان/ولو قلت لك تروحي علشاني برضه ترفضي.
بتول بتوتر/خالتي والله أخاف، شلون بركب الدباب وأنا--_-
قاطعتها بهدوء/ أيش رأيك تركبي مع بدر.. أظن مارح تخافي وتومك معاكي وكمان بدر هينبسط إذا لعبتي معاه وعدتوا أيام زمان.
سكتت وهي تفكر في أخوها وعلاقتهم اللي صارت أقوى من أي وقت وصار كل وقت فراغه يقضيه معاها وأوقات كثيره صار يجيب كتبه ويذاكر في غرفتها علشان مايتركها لحالها، حتى لما مساعد ولد عمها صقر طلب منه يسافر معاهم في الإجازه رفض ببساطه علشانها.. أخوها أتنازل عن حاجات كثيره علشانها ولازم ترد له جزء بسيط من حبه وإهتمامه، وبإبتسامه/خلص بركب مع بدر.. بس ياسمين مابتجي معنا.
طالعت جوري في ياسمين اللي منزله رأسها وعامله نفسها مو منتبه وبضحكه/وياسمين بتركب مع أخوها.

------------------


قفل بعد مارتب موضوع وصول الخيل، هز رأسه بيأس لما سمع صوت البنات وضحكهم، فكر إنه مهما خصص مكان كبير لبنات عيلته علشان يأخذوا راحتهم بدون مضايقه فمافي فايده، أنتبه لبدر وقصي اللي جالسين لحالهم على الصخور وهم يتكلموا ويضحكوا بحماس إبتسم وبهمس/الظاهر البنات عدوهم.
راح لهم وبهدوء/ وش تسوون، مامليتوا من القعده بروحكم؟
وقف قصي لماشافه وكان بيروح بس بدر مسكه وجلسه وبإبتسامه/شلون نمل وحنا نسولف.
سند بإبتسامه/يصير أقعد معاكم.. مبين سوالفكم أزين من سوالف عمك وضاح..
وسع له بدر بفرح/سوالف عمي وضاح معاك كلها عالشغل ومافيها شيئ يونس.
هز رأسه بموافقه وألتفت لقصي بهدوء/أنت قصي صح؟
وقف قصي ومد يده بأدب/قصي خالد***
إبتسم سند بدون مايحس وسلم عليه/ونعم بحالك .. شلونك وشلون شفت برنا.
قصي بإبتسامه/ماعليك زود.. الحمدلله بخير وبركم جميل زي أصحابه ماشاء الله.
طالع فيه بإستغراب/شلون جميل زي أصحابه.
قصي بهدوء/يعني الناس مدامهم طيبين وأخلاقهم حلوه وجميله فأي شيئ يخصهم بيكون زيهم.. وأنتوا كذا.

هز رأسه بتفهم وبهدوء/أنت كم عمرك يابطل.
بدر بضحكه/مابعد كمل أثنعشر سنه.. بس هو حكيه كذا تحسه طفل رجال.
قصي عقد حواجبه وبحزم/ أنا رجال مو طفل.
بدر بإعتذار/قصي موبقصدي أستخف فيك.. لاتزعل مني.
جلس جنبه وإبتسم/أدري، أحنا أصحاب والأصحاب مايستخفوا ببعض.
سند/أنت في أي صف.
قصي/أولى متوسط.
سند/مبين عليك شاطر بالمدرسه.
قصي بإبتسامه/بسوي جهدي والتوفيق من الله.
هز رأسه بموافقه ووقف/ونعم بالله.. زين مابردتوا.
بدر برجفه/شوي بس.
قصي/أنا متعود على ذا الجو.
ألتفت له سند/أنت مو ساكن في جده؟
بدر بضحكه/يبه يقصد بيتهم في صنعاء.. عندهم أهل هناك ودوم يرحون لهم.
رن جوال قصي ورد بسرعه وهو يبعد عنهم/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أمي فيكي شيئ.......الحمدلله بخير ........ طيب إذا تعبتي كلميني على طول وأنا بجيكي....... طيب بس من ذحين قولي لها مافي سواقه.......... أبشري وعليكم السلام.
طالع فيه سند بصمت وهو يستذن منهم ويروح لخيمة الحريم بسرعه وقبل مايسأل بدر رن جواله ،طالع في الشاشه بإبتسامه/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الحمدلله زين، أنتي شلونك خالتي........ طيب أنتي ماقعدتي علشان أشوفك ....... بالأول كنتي تعبانه وبعدها رحتي مع جدي صقر ومساعد وتميتي معهم طول الوقت...... أيه صح،الحمدلله على سلامتك........ قولي قسم....... أسف أسف يلا الحين بجي قبل لا تغير رأيها........ وعليكم السلام والرحمه.
قفل وألتفت لأبوه اللي معقد حواجبه بتركيز وبإندفاع/يبه عن أذنك بروح لبتول.
سند بقلق/وش فيها أختك؟
بدر بإبتسامه عريضه/مافيها شيئ بنركب دباب.
دباب سند بحده/ وشو.. أي دباب؟
بدر بنفس الإبتسامه/عمي مشعل والبنات بيركبون دبابات وبتول تبي تركب معاي.
سند بإستغراب/بس أختك تخاف.. هي اللي قالت لك هالكلام؟
هز رأسه بنفي وبهدوء/خالتي قالت أجيهم علشان أخذ بتول لإنها تبي تركب بس ماتبي غير معاي، وخالتي جوري ماتكذب علي.. عن أذنك يبه.
راح تحت أنظار سند المصدومه واللي تابعت حركة بدر لين وصل للمكان اللي موقفين فيه الدبابات وشاف قصي معاه، أخذوا دباباين لجهة الحريم ورجعوا أخذوا أثنين كمان ومامرت غير لحظات قبل ماتتعالى أصوات الدبابات وأصوات البنات وضحكهم وهم ينطلقوا في كل مكان.
رجع جلس عالصخور وعيونه على بدر وبتول اللي كانت متمسكه فيه بكل قوتها وخوفها واضح ومع ذلك ضحكتها وكلامها المتقطع بحماس واصله.. زفر بضيق هو صحيح أتغير معاهم وبدأ يسمح لبدر بممارسة أشياء كان مانعه منها وكانت فرحة بدر وتغيره للأفضل واضح وماخفي عليه، لكن إن بتول تتهور وتركب دباب فذا الشيئ موسهل..كانت أعصابه مشدوده ومتوتره عالأخر وهو يتخيل طيحة بتول في أي لحظه وللحظات سب هذيك المتطفله اللي أكيد زرعت الفكره في رأس بنته.. أكيد هي ما غيرها لإن بتول جبانه وعماها شكل حاجز بينها وبين ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
عقد حواجبه بتركيز وأتذكر مواجهته مع هذيك وكيف أتهمها بإنها تركت أولادها وسافرت بدون إهتمام.. وقتها أنشغل باللي صار وماعاد أهتم، بس هو للحين مايدري هي شلون سافرت بدونهم ونسي مايسأل ثريا اللي كل اللي قالته وقتها لاتحكم على شيئ أنت ماتعرفه.. ياترى وش اللي خلاها تتركهم وتروح، مهما كانت الفكره اللي كونها عنها في البدايه ومهما كان مايطيق يسمع سيرتها ويشوف إهتمام الكل بها، إلا إنه مايقدر ينكر إنها كانت السبب من بعد الله في التغيير اللي طرأ على حياته وحياة أولاده.. ورغم برودها المستفز ووقاحتها وطولة لسانها معاه إلا إنه مبين عليها إنها من النوع المهتم والحنون، كل تصرفاتها وكلامها مع أبوه وأولاده بتدل على ذا الشيئ و

وقف فجأه وكور أيديه بغضب "أنا وش علي منها حنونه ولامهتمه.. وش علي منها إذا تركت عيالها ولا لا.. شلون أهتم ولا أفكر فيها أساساً.. فعلاً إنسانه مستفزه ومتطفله"
الساعه الثالثه والنصف فجراً

قفل المصحف وحطه مع السجاده عالصخور اللي جنبه، دار بعينه في السماء وهو يستفغر، الكل نايم ماعدا الحرس المتأهبين والمخيم غرقان في سكون غريب بعد ماخففوا الإضاءه وأكتفوا بضوء المشاعل، غمض عيونه بإسترخاء وهو يسمع طقطقة الحطب ويشم ريحته بإستمتاع قبل مايوقف بسرعه لما وصل لسمعه صوت محبب لنفسه واتوجه له بنشاط رغم نومه اللي ماتجاوز الثلاث ساعات، قرب من الأدهم وضمه بشوق/هلا بالأدهم...شلونك يابطل...
عرف سند بفرحة الأدهم بشوفته لما صدر عنه صوت حمحمه وحشر أنفه في رقبته بمداعبه خلت سند يضحك بصوت عالي وهو يمسح على رقبته بحب/أنا بعد أشتقت لك حيل.. أنشغلت عنك الفتره اللي طافت بس الحين بعوض عن غيابي وأكيد بنستانس.
بدأ يهتم فيه وفي أكله ونظافته اللي أستغرقت منه وقت وهو مستمر في كلامه معاه قبل مايحس بتوتر الأدهم وينتبه لأذنه اللي أنتصبت فجأه.. أتلفت حوله بتركيز ومالقي شيئ غير عادي، لكن حمحمة الأدهم وحركة قوائمه الخفيفه اللي ماوقفت خلته يفهم إنه سامع شيئ أو إن في شيئ صاير قريب منهم.
مسح على رقبته وعرفه(الشعر اللي على رقبة الحصان ) بحركات هاديه وهو يهمس في أذنه/لاتخاف أنا معك.. خلك هادي وبشوف وش فيه.
تركه وأتحرك بخفه وهو يدور حول خيمهم ويطالع الحرس اللي واقفين بإنتباه وباين إنهم مو شايفين أي شيئ غلط، أتوتر أكثر وهو يقرب من خيمة الحريم بتفحص، يدري إن سمع الخيل مرهف وأكيد الأدهم سمع أو حس بشيئ خلاه يتوتر بهالشكل، وقف مكانه بجمود وهو يسمع صوت غريب.. غمض عيونه بتركيز وأرهف سمعه للحظات قبل مايفتح عيونه بصدمه.. كان صوت أنين مكتوم.. أخذ مشعل من الأرض وأتحرك بحذر ناحية الصوت اللي صار أوضح وعرف يميزه بسهوله.. صوت بكاء وشهقات متقطعه كأن صاحبها مو قادر يتنفس، وقف بصدمه لما لقي نفسه قدام سيارة عبدالرحمن الجيب وصوت البكاء طالع منها بكل وضوح.. أتلفت حوله بتوتر ماكان فيه أي حركه أو أثر لإنسان، أخذ نفس عميق وصوت البكاء المخلوط بصراخ زاد ووتره زياده.. من اللي ممكن يكون داخل السياره.. معقول هي.. أصلاً من غيرها يمكن يكون في سيارة عبدالرحمن.. وش خلاها تترك الحريم وتجي السياره في هالوقت المتأخر وليه تبكي بهالطريقه.
قرب من السياره بتردد من اللي ممكن يشوفه وزفر براحه لما أنتبه للظلام اللي لاف السياره من داخلها، مرغ المشعل في التراب لين أنطفى وعقد حواجبه بغضب/غبيه ومجنونه كالمعتاد.. الأحسن أتصل بثريا تجي تشوف لها حل في هالمصيبه.
أعطى ظهره للجيب وبدأ يمشي يعصبيه قبل مايجمده مكانه صوت صرخه خارجه من الأعماق.

--------------------


فتحت عيونها برعب وهي تشهق وتحاول تإخذ أنفاسها بقوه، أتلفتت حولها بفزع للحظات قبل ماتعرف هيا وين، شغلت الإضاءة في سقف السياره وقابلت عيونها المتوسعه برعب ووجها الشاحب في المرايه.. كانت لازالت تبكي وتشهق غطت وجهها بكفوفها وأستمرت في بكاها الحار لعشر دقايق قبل ماتبعد كفوفها وتأخذ نفس عميق وتكور أيديها بقوه علشان توقف رجفتها وهي تسمي وتقرأ المعوذات وأية الكرسي.. هديت شويه وفتحت باب السياره ونزلت وهي تترنح، أستندت عالباب وغسلت وجهها بشوية مويا قبل ماتشرب باقي القاروره لأخر قطره.. لمت خصل شعرها بعشوائيه ورفعت طرف الشال اللي لافته على رقبتها ومسحت وجهها من بقايا المويا قبل ماتضمه لصدرها بهمس/شكراً.
دخلت السياره وتركت الباب مفتوح وحست بلفحة برد لما سحبت الشال من رقبتها وفردته على ظهر المقعد الخلفي، شدت بلوزتها الثقيله على جسمها ولبست عبايتها وعدلت طرحتها على رأسها.. حست بصداع غريب وبثقل في رأسها قبل ماتلبس نظارتها وبتهديد/محد بيفكك مني ياثريا لو طلع اللي في بالي صح.
أتذكرت لما رفضت تشرب المنوم وقالت إن دش حار هيخليها تنام براحه، وأستغربت لما إستسلمت ثريا لرفضها بسهوله رغم إلحاحها السابق، وبعد ماأطمنت على أولادها اللي لعبوا ورجعوا للخيم جلست مع أبوها شويه وبعدها أخذت لها دش حار وقبلت كأس عصير من ثريا بإمتنان وبعد أقل من ربع ساعه حست بنعاس غريب، وبما إن لها خبره وسوابق في النوم بعد ماتكون أتعرضت لشيئ رعبها فكانت عارفه إنها رح تصحى من كوابيسها بصراخ وبكاء يلم خلق الله عليها، علشان كذا أتسحبت بدون ماينتبه لها أحد وأخذت مفتاح سيارتهم اللي رجعته لها ثريا وراحت طلعت له مخده وبطانيه من شنطة السياره ونامت فيها.

إتنهدت وشافت الوقت ولبست ساعتها وبراحه/الحمدلله ماراحت عليا الصلاه.
رمت طرحتها على وجهها ودست رجلها في كوتشها واتوجهت بخطوات مهزوزه لدورة المياه(أكرمكم الله ) علشان تتوضى، جمدت مكانها وهي تسمع صهيل حصان.. غمضت عيونها ومسكت رأسها وضغطت عليه بقوه وبألم/ الله يسامحك ياثريا هتجنني أهلي فوق منا مجنونه.
فتحت عيونها وأتلفتت حولها وهي تسمع صهيل الحصان مره ثانيه وذي المره بشكل أوضح محى أي شك عندها في إنه هلوسه بسبب المنوم .. وبدون تردد أتوجهت للصوت بخطوات حاولت تتحكم في ثباتها علشان ماتطيح.. وبعد كم خطوه وقفت مكانها بصدمه.. ضغطت نظارتها على عيونها بقوه ورغم طرحتها اللي مغطيه فيها وجهها شافته بوضوح.. حصان.. كان حصان حقيقي واقف قدامها ولجامه معقود على غصن شجره قريبه منه.. أتلفتت حولها بحذر وحماس وهي تدعي إن مايكون في أحد صاحي، همست لنفسها/أصلاً مين المجنون اللي بيصحى في ذا الوقت والبرد غيري.
قربت من الحصان ونزلت طرحتها بهدوء، وقفت مكانها بإنبهار من اللي تشوفه.. سمت بالرحمن وصلت عالنبي بدون إنقطاع.. وبدون ماتحس قربت منه ومدت يدها ولمست رقبته.. جفل الحصان من لمستها وأتراجع خطوه لوراء وهو يصهل وطلعها من حالة اللاوعي اللي مرت فيها للحظات.
سحبت يدها بتوتر وأتراجعت وهي تشوفه يزفر من أنفه وكأنه معصب منها.. فلتت منها ضحكه ورنت في سكون الليل وكتمتها بأيديها بسرعه وهي تتأمله بإعجاب للحظات، كان أجمل خيل شافته في حياتها أخذت نفس عميق وقربت منه بحذر وبنعومه/صباح الخير ياحلو... ممكن ألمسك بس.. لوسمحت بس لمسه وحده..
ضرب بقوائمه في الأرض بخفه لما لمسته برقه/هوووش.. لاتخاف مارح أعورك.. أنتا من وين طلعت! مين جابك هنا! لاتكون منهم بسم الله.
حست بنعومة جلده وهي تمرر أصابعها على طول رقبته بلمسات خفيفه وحذره لفتره حتى حست بتوتره خف وأنفاسه هديت وكأنه اتأكد إنها مارح تضره، قربت منه أكثر وبإبتسامه/ ربي يسعدك ماأحلاك .. ممكن نتعرف.. أنا جوري الجابر وأنتا..
زفر بقوه وهو يصدر صوت غريب.. طالعت في لونه الأسود الحالك بإعجاب ونقرت بأصابعها على خدها بتفكير/أمممممم.. لو صاحبك ذكي والأغلب إنه كذا مدام أنتا حصانه فهيسميك أدهم لإنه لايق عليك.. بس مدري كل شيئ جايز.
ضحكت بصوت عالي ورجعت تمسح رقبته بحب وتابعت/أنتا عارف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان عنده خيل ومن بينهم حصان أسمه الأدهم.. والعرب قالوا ملوك الخيل دهمها، وأنا أشهد إنك ملكها وأجملها ولو سمحت نصير أصحاب بتكون متربي أحسن تربيه كمان.
صهل بصوت عالي وضحكت بفرح/أعتبر ذي موافقه منك.. خلاص بنصير أصحاب وبما إنك ماتعرف تصافح فهسلم عليك بطريقتي بس أنت لاتجفل وتتوترني معاك طيب.

حاوطت خدوده بكفوفها برقه وقربت منه وطبعت بوسه على غرته وبمرح/تراها بوسه خاصه بأخواني، بس أنتا إستثناء ورح أشاركك فيها.
شافت جنبه فرشة كبيره ياما شافتهم بيستخدموها في تنظيف الخيل في التلفزيون، أخذتها بدون تردد وبدأت تفرك ظهره وبطنه بشويش وعيونها تلمع بحماس/طول عمري كنت أحب الخيل ونفسي أشتري واحد خاص فيا، بس أقصى شيئ وصلت له هو إني ألمس الخيول اللي يستأجروها الأولاد في البحر ولا لما نروح الطايف، صح كانت خيول عاديه بس حلوه وعاجبتني، لكن أنتا غير عنهم.. أنتا شكلك خيل عتيق وعمري ماحلمت إني هكون قريبه من حصان جميل زيك.
كانت تغطس الفرشه في سطل مويا جنبها وترجع تفرك ظهره وهيا مستمره في كلامها بكل راحه وبساطه/سبحان الله من كان يصدق إني أمسي على ذيب وأصبح على خيل.
سكتت للحظات وبغصه/أنتا ماكنت هنا أمس وشفت أيش سويت في.. الذيب المسكين.. لو كنت شفتني أكيد كنت هتخاف وماتسمح لي أقرب منك، صح؟ بس أنا ماكان قصدي أقت...له.. في البدايه كنت أبغى أخوفه بس علشان يبعد.. بس هوا اللي هجم على أبويا وجدي.. كان هيأذيهم.. كنت مضطره أقتله.. أنا مو شريره بس هوا..
ماقدرت تكمل وطاحت الفرشه من يدها وصورة الذيب ترقص قدام عيونها، جلست تبكي عالأرض بحرقه، ماتدري كم مر عليها وهي تبكي مكانها قبل ماتحس بأنفاس حاره على رقبتها خلتها ترفع رأسها وتقابل أكبر وأجمل عيون سود ومكحله شافتها في حياتها، لفت أيدها على رقبة الأدهم اللي رفع رأسه ووقفها معاه ..داعب وجهها بأنفه برقه وكأنه يواسيها وهي أتعلقت فيه وضمته لدقايق وهي تبكي بهدوء قبل ماتبعد عنه وبصوت مبحوح/ترى أنا مو بكايه.. أولاد الحاره كانوا ينادوني البنت الحديديه لإني ماأبكي مهما عوروني وقت اللعب.. بس من وقت الحادث وأنا مو طبيعيه.. صارليا فتره وأنا أبكي بغباء على أتفه شيئ وكل شيئ.. وذحين صحيت من كابوس.. كان الذيب.. يلاحقني وزعلان لإني..

سكتت وزفرت بضيق وشالت نظارتها ومسحت دموعها بكم عبايتها قبل ماتشهق وتطالع في ساعتها وبضيق/أستغفر الله ماصليت القيام.
قربت من الأدهم وباست رقبته وبإمتنان/شكراً لإنك أتحملتني من صباح الله خير وخليتني أفضفض لك شويه.. في أشياء ماأقدر أقول لها لأي شخص..بس أنتا كنت كريم وسمعتني بدون ماتمل وتقاطعني.. أنا بروح أصلي وإن شاء الله إذا خلصت والكل لسا نايم بجيك وأخذك في مشوار.. أتفقنا.
إبتسمت وربتت عليه برقه لما صهل بموافقه وباسته مره أخيره/ربي يسعدك .. أستناني لاتنام برجع علشان ننقي لك أسم حلو زيك، السلام عليكم.
رمت طرحتها على وجهها المبتسم براحه وجريت بسرعه علشان تلحق تصلي وتقرأ وردها قبل آذان الفجر.


برز سند من وراء كومة صخور وشجر جنب الأدهم ونظراته المصدومه تتابع شبحها الأسود اللي أختفي في الظلام، جلس عالأرض بذهول وعدم تصديق..

حس قلبه طاح لما سمع صرختها المفزوعه، ألتفت وشاف شبح أسود في المقعد الخلفي للجيب وبمجرد ماشاف نور السياره الداخلي أنسحب لجانب خيمة الحريم ووقف مكانه بجمود ماعرف سببه، سمع باب السياره ينفتح وصوت حركه خفيفه قبل مايسمعها بوضوح وهي تتوعد في أخته ثريا، وبتفكير "شكلها كانت تحلم باللي صار لها البارح، مدامها خايفه ومرعوبه هالكثر وش اللي خلاها تنام في سيارتهم، وثريا وش سوت لها حتى تتحلف فيها بهالشكل" زفر براحه لما سمع إنها بتروح تصلي ورجع للأدهم وأضطر يلف لفه كامله حول خيمهم علشان لا يصادفها، ولما وصل أنصدم بوجودها واقفه بتناحه قدام حصانه،وبقهر" وش جابها لهنا بعد" لف وجلس على صخره قريبه وزفر بضيق وهو منتظرها ترجع لسيارتهم في أي لحظه وفجأه سمع الأدهم يجفل وقف بسرعه " الغبيه لايكون قربت منه، هو مايحب الغرباء" هز رأسه بغضب لما حس بتوتر الأدهم منها.. صار بينهم علاقه قويه وتواصل مو طبيعي يخليهم يحسوا ويفهموا بعض، سمعها تترجاه علشان تلمسه، خرج ناحيتها علشان يمنعها تقرب منه لإنه يمكن يأذيها ووقف مكانه بجمود.. كان ظهرها ليه ويدها تمسح على رقبة الأدهم بهدوء وهي توعده إنها مارح توجعه " الغبيه ماتدري إنه يمكن يجيب أجلها في ثواني" بس اللي فاجأه إن الأدهم ماتحرك من مكانه والتزم الهدوء بشكل غريب والأغرب إنه سمح لها تقرب منه، صارت تضحك معاه وتنكت وكأنه واحد من بقية أهلها، أتراجع لمكانه عالصخره بغيض وحقد"شلون سمح لها تقرب منه هالكثر وهو مايسمح لأحد بهالشيئ" كانت تتغزل فيه وتتكلم براحتها وهو يغلي من الغيض وكل شوي يطالع في ساعته على أمل إنها تروح لأي مكان.. المهم تذلف من هنا، فجأه شده كلامها عن الذيب ووقف بصدمه وعدم إستيعاب "هالمجنونه وش تقول.. شلون هي اللي !! وأبوي.. ومسدسه.. أكيد قامت تهلوس من كثر رعبها البارح" أنتبه لبكاها المفاجئ وطلع رأسه بهدوء من وراء الصخور وشافها طايحه عالأرض، كانت متكوره على نفسها ومو حاسه حتى بالأدهم اللي حاشر وجهه فيها ويحاول يلفت إنتباهها، أتلفت حوله بضياع وهو محتار ومايدري كيف يتصرف، ضغط على جبينه بقوه وزفر براحه لما أتعلقت في رقبة الأدهم ووقفت معاه، رجع لصخرته وجلس يسمع كلامها بهدوء وبعد ماسمع خطواتها وهي تبعد خرج من مكانه وشاف شبحها يختفي في الظلام، راح للأدهم وطالع فيه للحظات وبتساؤل " تظن إنها حكت الصدق ولا قاعده تهذي! وش رأيك" قرب منه الأدهم ومرغ وجهه في كتف سند اللي طالع فيه ببرود/الحين أتذكرتني! طلعت مالك أمان، بهالبساطه تروح لها وتخفف دمك بعد.. شلون تسمح لها تقرب منك هاا؟ لعبت عليك بضحكه وبوسه وأنت مثل المدمغ وراها.. وبعد تبي ترجع تأخذك مشوار ولا بعد بتختار لك أسم على ذوقها.. طالت وشمخت.. مابقي غير تسرجك ووقتها متأكد إنك مارح تمانع تمتطيك وتسرحوا سوا بهالبر" قرب الأدهم منه وزفر من أنفه وضرب بحوافره على الأرض بقوه خلت سند يتخصر ويواجه بعصبيه/ خير.. كلامي موبعاجبك.. ويمكن أنا بكبري مو بعاجبك بعد، أيه خلاص عينك زاغت عليها يالخاين..
طالع فيه بقهر لما لف وأعطاه ظهره، وبعصبيه/هزلت..حتى أنت قلبتك علي.. أجل خلها تنفعك .
شات سطل المويا بغضب وهو يسب وراح يصحي الرجال لصلاة الفجر.
الكل صحي وصلى الجد بالرجال جماعه، وماسمح لأحد يرجع ينام وبعد ماصلوا الشروق أنحط الفطور للرجال وأستئذن الجد وأبوسند وراحوا للحريم تحت نظرات سند الحارقه.
قصي كان متحمس من وقت ماصحي وشاف الخيول وماسك نفسه بالقوه علشان لا يسألهم متى بيركبوا الخيل وإذا كان بيسمحوا له، بدر بإستغراب/أنت وش فيك مو بعلى بعضك من الصبح.. فيك شيئ! تعبان؟
هز رأسه بنفي ووجه حمر من الإحراج، وكمل فطوره بهدوء قد مايقدر.


وعند الحريم كانت جوري بالمقابل تطالع في ثريا بغيض ومنتظره بس تستفرد بها وتوريها شغلها، بس ظهور جدها وأبوها خلاها تنسى الموضوع وتستمتع بصحبتهم وهي تفطر بنفس مفتوحه، رغم إنهم ماسكتوا ورجعوا جابوا سيرة الذيب ، إلا إنها كانت كل ماقالوا كلمه في ذا الموضوع ترجع بذاكرتها للحصان اللي قابلته وتحاول تتمسك وتندمج في الوقت القصير اللي قضته معاه ، الجد بإبتسامه/شلون أصبحتي يالجوري بعد البارح.
ردت بفرح/أصبحت على خير وخيل ياأحلى جد في الدنيا.
أبوسند/متى شفتيهم وهم وصلوا الساعه ثلاث الصبح.
الجد/عسى ماأزعجوكي بأصواتهم.
طالعت فيه بإستغراب/أصواتهم.. ليه هوا فيه غير الحصان اللي شفته.
ضحك أبوسند/اللي وصلوا البارح كانوا عشره.
صفقت بحماس/ماشاء الله .. ذول حقكم يبه ولا إيجار ولا كيف الهرجه.
أنفجروا الكل بضحك أما رؤى طاحت عالأرض بهستيريا، أتخصرت/أهم شيئ إنكم مبسوطين.. مره عجبتكم النكته؟
هزوا روسهم بموافقه خلتها تزفر بضيق/الحق عليا اللي آخذه راحتي وأقول لكم عاللي في بالي.. حتى أنتا ياجدي!
الجد بضحكه/وش أسوي لمخك ذا.. ماتقولي من وين بنأجر خيل بنص الليل.
حكت رأسها بإحراج/أيوه صح.. ماأنتبهت لذي النقطه.
أبوسند بإبتسامه/هالخيل لنا مو بإيجار.
رجعوا البنات يضحكوا من جديد، طالعت فيهم ببرود/تراها ماتضحك لذي الدرجه ياسخيفات.. أنا بطلع اتمشى ولماتخلصوا ظرافه ألحقوني.
عدلت نقابها وطلعت وبعد دقيقه كانوا البنات يتمشوا معاها.




طالع وضاح في ساعته وألتفت لسند والبقيه/وش رأيكم نسوي سباق خيل.
نط قصي بحماس/أخيراً.
جلس مكانه بإحراج لما الكل طالع فيه، أبووضاح/تحب الخيل ياقصي.
هز رأسه بموافقه،مشعل بنعاس/أبي أنام موبوقت الخيل الحين.
أبووضاح/محد قال لك تتم سهران لنص الليل.. أنت تدري بأبوي مايحب نومة الصبح ولا يواطنها.
ناصر بلعانه/يبه خله يرقد مسكين كان مفارق وماصدق شاف الحبايب ولزق فيهم.
بقق مشعل عيونه عليه بقهر ووقف فجأه/ماعليك منه يبه..شوفني شلون نشيط.
شتت نظراته بعيد عن سند وتابع وهو خارج من الخيمه/أنا بسبقكم وأسرج الريح.
ألتفت وضاح لسند بإبتسامه/خل نلحق هالمطفوق زوج أختك قبل لايهبل في الخيل.
رد ببرود/رح أنت مالي خاطر الحين.
طالع فيه بإستغراب/شلون مالك خاطر.. موبأنت اللي طلبتهم.. وش صاير ياسند.
زفر بملل/ما صار شيئ ياوضاح، قلت لك مالي خاطر خذ بدر معك وأنا شوي وبلحقكم.
طالع فيه بصمت وهو متأكد إنه مو على طبيعته.. بس أيش اللي صار وخلاه يرفض الشيئ الوحيد اللي يحبه وبجنون.
وقف أخذ الأولاد وراح، ظل سند يفكر لدقايق وبهمس/خل أخلص من هالسالفه وأرتاح.
مسك جواله وأتصل/ ثريا أبيكي شوي تعالي لخيمتنا.... .. كلهم طلعوا بس ألبسي عباتك للإحتياط.
وقف وأتوجه لسيارته وفتح الدرج ومد يده يطلع الغرض اللي جابه أمس من البيت ، جمد للحظه وهو يطالع في مشط الرصاص اللي في يده، مو ذا الشيئ اللي حطه البارح في الدرج ، جلس عالمقعد ورجع طالع في المشط وأنتبه إنه بدون رصاص، مد يده وطلع أوراق كان حاطها في الدرج وطلع العلبه اللي جابها أمس وأخيراً طلع مسدس.. طالع فيه بتمعن وعرف مسدس أبوه الخاص، كيف وصل لدرج سيارته ومتى! سيارته محد يستعملها وهو مسافر وأمس لما حط العلبه كان متأكد من خلو الدرج من أي شيئ ماعدا الأوراق.. وأبوه قال إنه رماه ومايدري وين بالضبط.. يعني لو كان حطه في الدرج ليه ماقال.. وبعدين سيارته محد أستخدمها غيره.. عقد حواجبه بتركيز/سعود.. سعود هو اللي بيفهمني وش السالفه.
أتصل على سعود وقله يجيه بسرعه، جلس في السياره يقلب في المسدس لين وصل سعود/هلا خالي آمر.
سند بهدوء/هلا بك ومايآمر عليك ظالم.. أمس مو قلت لك تصف السياره وتخلي المفتاح معك.
هز رأسه بموافقه خلت سند يتابع/وما أعطيت المفتاح لأحد؟
هز رأسه بنفي، سند بهدوء/سعود تذك------
قاطعه بسرعه/ أيه صح عطيته لأبوي مساعد.
سند بإستغراب/وليه عطيته لأبوي.
سعود/هو جاء يوم كنت بصفها وقال لي أنزل وبعدها ركب معها وراحوا.
طالع فيه بعدم فهم/من اللي ركب معها وراح ؟
سعود/أم قصي ياخالي.
رفع حاجب واحد وبتساؤل/وش عرفك إنها أم قصي.. أنت تعرف شكلها.. كانت كاشفه.
حرك يده بإرتباك/من وين أعرف شكلها وأنا أول مره أشوفها وبعد متغطيه، بس يوم شافها قصي راح لها وسألها إذا كانت بخير وجدي عصب عليه وخلانا ندخل الخيمه، وبعد ماتعشينا خالتي ثريا رجعت لي المفتاح ورحت صفيتها مثل ماقلت لي ورديت لك المفتاح.
طالع فيه للحظات قبل مايأشر له يروح/مشكور ياسعود، ولاتجيب طاري لأحد إنها كانت مع أبوي.. أنسى السالفه.
رفع المسدس وشم ريحة البارود اللي تدل على إن أحد أستخدمه مؤخراً بعكس بندقية أمس اللي شككته في الموضوع.. زفر بضيق وهو يفكر في كلامها اللي سمعه الفجر، معقول يكون كلامها صحيح وهي اللي قتلت الذيب، أساساً جده وأبوه قالوا إنه أستخدم المسدس وشيئ طبيعي إنه يحطه في درج سيارة ولده.
طلع الرصاص وعده ولقيه ناقص ثلاث رصاصات.. رن جواله وكانت ثريا ورجع كل شيئ للدرج وأخذ العلبه وراح لها.

شالت نقابها وزفرت بضيق/شلون تطلبني أجيك وتلطعني هنا.
طالع فيها وهو مايدري كيف يشرح لها الموضوع وبتوتر/أبي منكي خدمه بس بدون أسئله..نفذي وبس.
ردت بإستغراب/وش هالخدمه الغريبه.
ناولها العلبه وبتردد/أبي تعطيها هالشيئ وتقولي لها أني عن جد أسف عاللي صار مني يوم المزرعه.
شهقت بصدمه/أنت أنهبلت.. وش اللي أعطيها وأعتذر لها.. لاحبيبي أنا ماصدقت إنها نست السالفه ورضت تزورنا.
سند بحده/ثريااا.. ترى قلت تعتذري لها مو توصلي رسالة غرام.
زفرت بضيق/سند لوسمحت قدر وضعي، أنا للحين محرجه منها وأنت تبيني أقلها أخوي يعتذر منك وبعد جايب هديه.. تبيها تذبحني.
طالع فيها بصمت قبل مايشرح لها وجهة نظره بهدوء/ أنا غلطت عليها وظلمتها وأتصرفت معاها بخسه ونذاله، وأقل شيئ أسويه هو إني أعتذر لها، وطبعاً مايصير أسوي هالشيئ بنفسي.. أدري إنك بتقولين في نفسك إني ماأستحيت يوم غلطت عليها بس أنا وقتها ماكنت في وضع يسمح لي أفكر زين.

إتنهدت بضيق على حاله وهي مقتنعه باللي قاله، أخوها طول عمره يعرف الأصول والواجب والكل يشهد برجولته وشهامته القاصي قبل الداني، ومتأكده إنه ما كان بوعيه هذاك اليوم، قربت منه ومسكت يده بحنان/عفى الله عما سلف ياأخوي لاتحمل نفسك فوق طاقتها، أنت كنت فاهم غلط وزين إنك عرفت غلطك ، وأنا بوصل لها إعتذارك وأنا متأكده إنها بتقبله وبتسامحك.. بس الهديه بلاها لإني متأكده إنها بترفضها.
مسك كتوفها وإبتسم بغموض/وأنا متأكد إنها بتقبلها وبعد بتستانس وتطير من الفرحه.
عقدت حواجبها بإستغراب/لهدرجه! وش هالهديه اللي بتخليها تطير! وأنتةمن وين جايب هالثقه.
هز كتفه بلامبالاة/متأكد وواثق مثل ماأنا شايفك الحين.. وقلت لك لاتسألين عن شيئ.
طالعت فيه بشك/سند لاتورطني معها الله يرحم والديك.
سند بإبتسامه/ماكنت أدري إنها تخوف هالكثر.. ياأنتي اللي طلعتي جبانه.
طالعت فيه بتوتر/سند البنت حدها تعبانه ومو بناقصه توتر وحرق أعصاب.. الضغوط عليها من كل صوب وأخاف حركتك ذي تكون القشه اللي بتقصم ظهر البعير.
أختفت إبتسامته وبقلق/ليه وش فيها.. صاير لها شيئ؟
زفرت ضيق ودارت بعصبيه/لا تسألني عن شيئ.. خلص بسوي اللي تبيه والله يستر ويعديها على خير.
أخذت منه العلبه وخرجت وهو يفكر في كلامها بقلق ولحقها بسرعه قبل ماتروح.




أتجمعوا الحريم والبنات ومعاهم الجد علشان يشوفوا السباق ويشجعوا الرجال اللي إنضم لهم أبوسند بعد ماترجته جوري وأكلت رأسه بحماسها اللي عداه، كان كل واحد له حصانه الخاص وحتى قصي أسرجوا له حصان بعد ماعرف وضاح إنه خيال متمرس على ركوب الخيل وسوا له إختبار عالسريع علشان يتأكد من قدرته عالجري بالخيل.
رتبوا ثلاث جولات.. الأولى بيكون الكل مشارك فيها، والثانيه بتقتصر على أبووضاح وأبوسند ووضاح وناصر ومشعل، والثالثه سعود وبتال عيال وضاح وبدر وقصي.
جات ثريا وسحبت جوري فجأه/تعالي أبي أكلمك ضروري.
رفضت تتحرك وجمدت مكانها بضحكه/أجلي أي كلام لبعدين وخلينا نتابع السباق، ذا أول شيئ حقيقي تسووه في بركم ذا.
سحبتها ثريا بإصرار وبهمس/أنا أبي أكلمك الحين والكل لاهين عنا.
وقفتها جوري وبجديه/ثريا أيشبك.. في شيئ!
هزت رأسها بإيجاب وبتوتر/موبهنا، خل نروح مكان نأخذ راحتنا فيه
مشيت معاها بصمت وقلبها مو مرتاح وخايفه من اللي هتسمعه، لكنها قررت تستمتع باللي حولها وهي تتأمله بإعجاب.. كان المكان جميل بشمسه الهاديه ومساحته الشاسعه وكثبانه الرمليه المتفاوتة الحجم والأشجار والصخور المنتشره بعشوائيه غير الهواء البارد، كلهم أتحدوا وكونوا لوحه غايه في الجمال سبحان من أبدعها، أنتبهت على ثريا اللي وقفت بإتباك واضح، مسكتها جوري وجلستها عالأرض بقوه وهي متوقعه معارضة ثريا كالمعتاد بس اتفاجأت بإستسلامها، شالت جوري نقابها وقفازها وأتربعت بضحكه/شكل اللي هتقوليه أخطر من جلستك عالتراب وإحتمال تعرضك للجراثيم.. أطربيني يانجمتي.
زفرت بقوه ومدت لها العلبه بتردد/بالأول شوفي ذي وإذا كان رد فعلك مشجع بقول لك السالفه.
أخذت العلبه وفكتها بدون ماتطالع وبإبتسامه/لاتكوني معجبه فيا وبتعترفي لي بحبك في ال------
قطعت كلامها وشهقت بقوه وعيونها عالعلبه بعدم تصديق.
عضت ثريا شفايفها بقلق من شكل جوري المصدوم.. عيونها مبققه وفمها مفتوح ولأول مره يخونها التعبير وتسكت بذا الشكل، غمضت عيونها بندم " الله يسامحك ياسند وش اللي ورطتني فيه ياأخوي" لمست كتفها بتردد/جوجو.. أنتي زعلتي؟

أخيراً قدرت تبعد عيونها عن العلبه ورفعتها لثريا بذهول/ز..زعلت!!زعلت!!
فجأه نطت واقفه وهي ضامه شيئ لصدرها بقوه وتصرخ بفرح وتضحك بهستيريا وهي تدور حول ثريا اللي وقفت بصدمه "كان معاه حق" شهقت لما سحبتها جوري وصارت تدورها معاه بقوه، ثريا برجاء/خلص معدتي قلبت علي.. تكفين أوقفي.
وقفت جوري وضمتها بقوه/شكراً شكراً شكراً من كل قلبي.
بعدت عنها وبإبتسامه/الظاهر إنه شيئ مهم بالنسبه لك.
أخذت نفس عميق لكذا مره حتى هديت شويه وقدرت تتمالك نفسها وبإبتسامه/مهم بس..
فتحت يدها قدام عيون ثريا المستغربه/ كل هالفرح والحفله اللي سويتيها علشان هالسلسال!
مسكت ثريا السلسال الذهبي بأطراف أصابعها بعدم تصديق، إتنهدت جوري وضمته لصدرها من جديد وبإبتسامه/أنتي ماتعرفي السلسله ذي أيش تعني لي.. ذي كانت الشاهده على كل شيئ مر في حياتي، من أول مره لبستها فيها ظلت معايا ومافارقتني أبداً لحد ذاك اليوم.
ثريا بإهتمام/وش المهم فيها لهالدرجه.. لها ذكرى خاصه عندك؟
هزت رأسها بإيجاب/ذي صممتها بنفسي تقدري تقولي كانت كلمة السر بيني وبين إنسان ماتوقعت في يوم من الأيام إني هفارقه..تؤام روحي ونصي الثاني أهداني ياها قبل ماأسافر وأتركه وأترك أهلي لأول مره في حياتي.
ثريا بإستفهام/ قصدك لما أتزوجتي وجيتي هنا تعيشي.
إتنهدت وبشرود/لبسني ياه وقال لي إذا كنت بعيد عنك فذا مايعني إني موحاسس بيكي، قلبي هيكون دايماً معاكي ومارح أنساكي أبداً.. من يومها ماشلته من رقبتي حتى وأنا نايمه ومهما كنت لابسه كان هوا دايماً موجود، ومهما تعبت أو حزنت أو مرت عليا لحظات كنت أحس فيها إني وحيده كنت أتكلم معاه وأحكي له وكإن صاحبه قدامي وبعدها أحس براحه وقوه غريبه تخليني أتحمل كل شيئ مهما كان صعب.. يمكن تقولي عليا مجنونه بس ذا اللي كان يصير عن جد.
ثريا بإستغراب/إذا كان مثل ماتقولين شلون وصل له..
طالعت فيها بجديه/أيوه صح كيف عرف إني بعته؟ وليه ماجابه ليا من أول مره جيتكم فيها أو لما زارني في جده.
رددت وراها بصدمه/زارك في جده!
وقفت من جديد ولبست سلسلتها بعد ماأنتبهت إنها أتصلحت ورجعت تدور بفرح وضحكتها عاليه/المهم إنها رجعت الحمدلله اللي رجعت.
وقفت دوران وأخذت نفس وعدلت عبايتها ونقابها قبل ماتسحب ثريا معاها بإندفاع/لازم أشكره وأبوس رأسه كمان، أنا الفرحه مو واسعتني حاسه نفسي طايره مو ماشيه.
ألتفتت لثريا وحطت يدها على صدرها بضحكه/حاسه بقلبي كيف يرقص بجنون.. أنا خايفه يطلع من مكانه من كثر ماأنا فرحانه.. مو مصدقه إنه رجعها ليا بعد كل ذا الوقت.
وقفتها ثريا بشك/أنتي وين رايحه؟
جوري بإبتسامه/لحبيبي وتاج رأسي من غيره، أبويا الله لايحرمني منه.
ثريا بتوتر/ومن قال إن أبوي اللي جابها!
ضحكت بمرح/لاتقولي جدي صقر! حبيبي ربي يسعده أيش عرفه.
عضت ثريا شفايفها بإرتباك وهزت رأسها بنفي خلت إبتسامة جوري تتحنط ببلاهه على وجهها للحظات وبإستهبال/لا أبويا ولا جدي أجل مين! جني فاعل خير.
زفرت ثريا بضيق وفركت أيديها بعصبيه، طالعت فيها جوري بإستغراب للحظات قبل ماتجي في بالها فكره كرهتها على طول، فجأه أختفت إبتسامتها وأتحول وجهها لقطعة جليد خاليه من أي تعبير،طالعت في ثريا بأمر/لاتقولي إن اللي جاء في بالي صح.. لاتقولي إنه هوا اللي جابها ليكي!
طالعت فيها ثريا بتردد قبل ماتهز رأسها بإيجاب خلى عيون جوري تتوسع بصدمه وبصراخ/ لا لا لااااااااااا
سأبقى أنا..
وسيبقى رأسي عالياً..في السماء.
ليس تكبراً ولا إستعلاء، بل ثقةً بالنفس.. وكبرياء.
وستبقى دمعتي غاليه.. لأني إكتشفت أن لاشيئ في الدنيا يستحق البكاء.



الرياض،الخامسه مساءً

رجعت من قسم الدرجة الأولى مع وحده من المضيفات اللي أصرت على توصيلها بنفسها، وصلت لمقعدها وإنتبهت للبنت المحجبه اللي أحتلت المقعد جنبها بدل الرجال اللي قبل.. سلمت عليها وربطت حزام الأمان قبل ماترفع رأسها للمضيفه اللي كلمتها بإهتمام/بس تختفي إشارة ربط حزام الإمان تقدري تشغلي موبايلك وتتحركي بحريه وإذا أحتجتي أي شي كبسة زر وهكون عندك.
جوري بهدوء/مشكوره ماقصرتي.
رفعت غطاء عيونها وألتفتت للبنت اللي جنبها/أسفه إذا سببت لك إزعاج وخليتك تغيري مكانك وتسيبي أهلك..
طالعت فيها البنت بفضول/لاعادي أنا مسافره لوحدي..
هزت رأسها بتفهم بدون ماترد، ومرت عليها فتره وهي تفكر في كل اللي صار لها اليومين اللي فاتوا ونظراتها مركزه عالقلم اللي في يدها، كان من النوع اللي ينضغط من فوق علشان ينفك وصارت تضغط عليه لاشعورياً، بدأت تتوتر بمجرد ماسمعت صوت الكابتن يعلن عن الإقلاع والكلام المعتاد وبدأت الطياره تتحرك ببطى، أخذت نفس عميق وغمضت عيونها وهي تردد دعاء السفر بهمس وسرعة ضغطها عالقلم تزيد مع زيادة سرعة الطياره وإحساسها بإرتجاجها.. وبمجرد مابدأت الطياره في الإرتفاع شدت على ذراع مقعدها بقوه وهي تحاول تهدأ وتتمالك نفسها، حست بأنفاسها تضيق وبقلبها يدق بسرعه موطبيعيه.. وفي محاوله أخيره حاولت تتناسى إنها صارت معلقه في الجو، همست لنفسها بنفس مقطوع/فكري.. فكري في شيئ ثاني.. أمي.. ياسمين.. قصي..فكري ف-----

لكن زي مالقيت نفسها في وضع مالها أي سيطره عليه، اتفاجأت بإن تفكيرها وذاكرتها كمان مالها أي سيطره عليها..



زفرت ثريا بضيق وفركت أيديها بعصبيه، طالعت فيها جوري بإستغراب للحظات قبل ماتجي في بالها فكره كرهتها على طول، فجأه أختفت إبتسامتها وأتحول وجهها لقطعة جليد خاليه من أي تعبير،طالعت في ثريا بأمر/لاتقولي إن اللي جاء في بالي صح.. لاتقولي إنه هوا اللي جابها ليكي!
طالعت فيها ثريا بتردد قلل ماتهز رأسها بإيجاب خلى عيون جوري تتوسع بصدمه وبصراخ/ لا لا لااااااااااا

جلست عالأرض بصدمه وهي تهز رأسها بعدم تصديق، رفعت رأسها لثريا اللي جلست جنبها ومسكت كتوفها بخوف/جوري حاولي تهدي.. أتنفسي وأهدي.. الشغله موبمستاهله، هو ماكان يقصد شيئ موبزين
طالعت فيها بصدمه/أهدى!! ومو مستاهله!
سكتت للحظات وبحيره/هوا ليه بيعمل معايا كذا.. أنا في أيش ضريته! ليه بيتعمد يأذيني في كل مره.

حاولت ثريا تساعدها لما شافت شحوب وجهها ورجفة شفايفها، لكن جوري بعدت يدها برفض وأحنت رأسها لمستوى ركبتها وحاولت تتنفس بهدوء وعمق.. مرت عليها فتره أستنزفت فيها كل قوتها لين قدرت تتحكم في أنفاسها وتنظمها، وقفت وسندت ظهرها لشجره وبعصبيه/ليه مصر يحول الأشياء الحلوه في حياتي لشيئ كريه! حتى ذكرياتي شوهها وحرمني منها ليه..ليه.. ليه!!!!!

كانت تصرخ بقهر، كل ضحكتها وفرحتها من شويه أتبخرت.. أختفت وحل محلها إحساس بالغضب.. غضب عمرها ماحست بيه من قبل.
طالعت ثريا بصدمه في ملامحها اللي أتبدلت.. أنفاسها الضعيفه صارت حاده وقويه.. ووجها الشاحب أتحول للون الدم القاني من شدة الإنفعال.. شفايفها اللي كانت ترجف من الصدمه صارت ترجف من الغضب، كانت وحده غير جوري اللي تعرفها.. كانت وحده مختلفه تماماً، طالعت فيها بإرتباك/أنتي فهمتيه غلط.. هو ندمان وحاب يعتذر عن اللي صار يوم المزرعه.. قال لي أوصل لك أسفه و---
قاطعتها بحده/كذاب..أخوكي كذاب.. ذا الشيئ مو من كم شهر فات.. ذا الشيئ من زمان.. من سنه وتسعه شهور وأسبوعين وثلاث أيام بالضبط.. تكفي ولا أحسبها بالساعه كمان.
طالعت فيها بصدمه/وش اللي بينكم كل هالفتره و-----
قاطعتها/لاتقولي بينا.. لاتحطيني مع أخوكي المريض في نفس الخانه..
سكتت تأخذ أنفاسها وبغضب/كيف يسمح لنفسه يأخذ شيئ مو ليه.. كيف يتجرأ ويمد يده على أهم شيئ عندي.. بأي حق يتصرف كذا .
ثريا بعصبيه/أنا موبفاهمه شيئ.. هو ماحكى لي وأنتي بعد معصبه وتكلميني بألغاز .
صاحت بإستنكار/معصبه!! زعلانه علشان معصبه!! تبغى تعرفي ليه معصبه!!
ضربت جذع الشجره بيدها بدون وعي وبقهر/تعرفي أنا بأيش حسيت لما مالقيت غيرها علشان أبيعها.. تعرفي قد أيه لومت نفسي وندمت لأني ماكنت لابسه دبلته ولا شيئ يخصه علشان أبيعه بدل سلسلتي، بس قلت يابنت في شيئ أهم من شيئ.. فداه ويستاهل أكثر من كذا..
سكتت للحظات وهي تحاول تنسى وتمحي اللي صار من بالها لكن عبث، وبقهر/ تعرفي أنا أيش سويت لما رجعت المحل ثاني يوم وعرفت إنهم باعوها بكل بساطه.. تعرفي بأيش حسيت وقتها.. تعرفي إني أترددت عالمحل لأسبوع كامل وأنا مابين رجاء وتهديد علشان يطلعوها من تحت الأرض ويرجعوها ليا..
جلست بتعب ومسحت دمعه فلتت منها/حسيت بقطعه ضاعت مني ولليوم مو لاقيتها.. لليوم بمد يدي لرقبتي علشان أمسكها وأحركها زي ماتعودت وكل مره بنصدم بمكانها الخالي وأتذكر إنها خلاص مو موجوده.. لليوم مو قادره أقله إني قطعتها بيدي وأتخليت عنها بإرادتي وفرطت فيها.. قلت له ضاعت.. كذا ببساطه.. ضاعت وهوا ماعاد سألني عنها بعدها.. رضيت بنصيبي وقلت حلال عاللي أخذها ودعيت زي ماكانت سبب في قوتي وفرحي تكون لصاحبها الجديد قوه وفرح أكثر.
حاولت ثريا تخفف عنها وبيأس/صح كلامك.. أعتبريه نصيب، لا.. هو فعلاً نصيب.. ربي كاتب إنها توصل لأخوي.
رددت بعدم تصديق/نصيب ياثريا!! نصيب!!
صفقت كفوفها في بعض وضحكت بقوه.. ضحكت وضحكت وضحكت لين غصت بدموعها.. أنحنت وسندت أيديها على ركبها وهي تحاول تتمالك نفسها وتوقف ضحكها المجنون اللي رعب ثريا وخلاها تطالع فيها بخوف/جوري لا تسوي بعمرك كذا.. خلاص كل شيئ بيتصلح.. أنا مو بعارفه السالفه.. بس اللي فهمته إنه حافظ على سلسالك ورجعه لك وذا هو المهم.
أتعدلت ومسحت دموعها وكأنها ماسمعتها وبحده/بس ذا مو نصيب.. ذا تخطيط.. هوا خطط ونفذ ولعبها صح بس بوساخه.. قلتي لي حافظ عليه ورجعه ليا!! ليه هوا لما أخذه أخذه علشان يحافظ عليه.. هوا لما أخذه كان ناوي يرجعه أساساً!!
أخذت نفس عميق وسكتت للحظات بتفكير/أقطع ذراعي إذا ماكان أخوكي أخذه علشان يقهرني.. أخذه علشان يكسر عيني ويذلني.. علشان كذا أتصل لي ثاني يوم وبعدها.. أكيد كان يبغى يزف لي الخبر السعيد ويشمت فيا.
شهقت ثريا بصدمه/أخوي موبكذا ياجوري.. أخوي طيب وشهم ويخاف الله.
طالعت فيها للحظات قبل ماتنفجر في وجهها بضحكه عاليه/شكلك ماتعرفي أخوكي، أوأنا بنتكلم عن أخ ثاني.. عالأقل ذا مو الأخ اللي أنا أعرفه.
طالعت فيها بفخر/أخوي سند.. أبو بدر وبتول.
إبتسمت بمراره/هوا ذا.. هوا اللي كلمته يومها.. مو أخوكي الشهم واللي يخاف الله هوا نفسه اللي أتعرض لي بكل صفاقه ووقاحه في مزرعتكم.. مو هوا نفسه اللي قعد يلقح ويلمح لي بكلام أنا أستحي وأترفع عن مجرد التفكير فيه.. مو هوا نفسه اللي كتب الشيك أياه علشان أبعد عنكم وأطلع من حياتكم..
نزلت رأسها بإحراج وماعرفت ترد لإن كل الكلام اللي أنقال صح.. وبعد دقيقه اتفاجأت بيد ترفع وجهها وقابلت وجه جوري الأحمر، وب/لاتنزلي رأسك بسببه، أنتي والباقيين مالكم صلاح باللي سواه وأنا مالي حق أعصب عليكي وأكلمك عنه كذا..
مسحت ثريا دموعها وبجديه/أنا موبقاعده أدافع عنه لأنه أخوي.. بس هو فعلاً موبمثل منتي متصوره.. هو بنفسه قال لي إنه كان فاهمك غلط وإنه ندمان ومارح يسامح نفسه غير لما يعتذر لك.. أخوي طول عمره يأمر فيطاع.. عمره ماترجى أحد ولا طلب شيئ من أحد.. أخوي نفسه عزيزه وكلمته ماتصير ثنتين.. بس هوا بسببك تم يترجاني أوصل ندمه وإعتذاره لك.. تدرين إن السبب الوحيد اللي ماخلاه يعتذر بنفسه إنه خجلان منك وماله وجه يقابلك.. تدرين إنه دوم يقول عنك هذيك والإنسانه هو حتى موبقادر ينطق أسمك من الإحراج.
هزت رأسها بعدم تصديق وبسخريه/أنتي فهمتي غلط ياحياتي.. هوا متعود يناديني هييييي أنتي.. قالت موقادر من الإحراج.. خف عليا ياصاحب الإحساس المرهف..

ثريا بجديه/متعود وهيييي أنتي، أنتوا وش سالفتكم بالضبط.. أنا من يوم المزرعه وأنا متأكده إن بينكم شيئ غريب وموبفاهمته.. كأنكم تعرفون بعض من قبل! والحين سالفة السلسال اللي مدري من وين طلعت.. قولي وش السالفه..
صارت تنفض عبايتها من التراب وبهدوء/ لايروح عقلك لبعيد وتبدأي تأليف سيناريوهات أحنا لانعرف بعض ولابينا سواليف.. زي ماقلتي نصيب والحمدلله الذي لايحمد على مكروهٍ سواه.. وخلاص لاعاد تجيبي سيرة أخوكي ذا قدامي مره ثانيه.
ثريا برجاء/أوكي ماأبي أعرف الحين ، بس أنتي خلاص قبلتي إعتذاره.. صدقتي إنه حس بغلطه وإنه قدم لك السلسال عربون إعتذار.. خلاص بتنسي كل شيئ وتسامحيه؟
طالعت فيها بجديه/يمكن أقدر أصدقه وأسامحه كمان لكن صعب إني أنسى اللي خلاني أمر فيه وأحسه.. أخوكي شوه حبي ومشاعري ليكم وحولها لتجاره.. وأخذ بدون وجه حق جزء مهم مني..ذكرياتي.. مشاعري..قوتي..صبري، أشياء ماتعني لأحد كثر ماتعني لي أنا.. أخذها علشان يثبت لنفسه أيش بالضبط ماأدري؟
مسكت يدها بحزم/يعني سامحتيه ولا لا هو منتظر كلمه منك.
طالعت فيها بعدم إستيعاب/نعم يختي!!! لايكون مستني عند باب الخيمه بس..
ثريا بإصرار/لاتلفين وتدورين وأول وثاني.. سامحتيه ولا لا؟
سكتت لدقايق إحترمتها ثريا بصمت قبل ما تغمض عيونها وبغصه/مارح أكذب عليكي، كان يمكن أسامحه عاللي صار يوم المزرعه وأعتبره سوء تفاهم زي ماقال مادام أعترف بغلطه وأعتذر، بس بعد ماعرفت إنه هوا اللي أخذ سلسلتي مارح أقدر أسامحه عالأقل مو ذحين..
وبتردد مدت يدها لرقبتها وأخذت نفس عميق وسحبت بقوه، خلت يدها مقفله لدقيقه قبل ماتفتح عيونها ويدها ببطئ وتتأمل سلسلتها الغاليه بغصه.. رفعت عيونها للسماء للحظات علشان تمنع دموعها من التمرد والنزول غصباً عنها.. أخذت شهيق عميق وزفرته ببطئ وألتفتت لثريا بهدوء/رجعيه لصاحبه.
طالعت في سلسلتها بصدمه/تبين ترجعين سلسالك لسند!!
حطت السلسله في يد ثريا وبهدوء/ هوا موحقي، وأنا ماأحب أخذ شيئ مو ليا.
هزت ثريا رأسها برفض/بس هو حقك بالأساس والحين رجع لك.. خذيه ياجوري.. أنتي تدرين إنك بتموتين على ماتأخذيه.
طالعت فيها ببرود/أموت!! مامت لما حسبته ضاع مني بالغلط وماعرفت وين أراضيه، تبغيني أموت ذحين وأنا عارفه هوا مع مين وليه!!
حاولت ثريا تقنعها/ أنزين هو وش يبي فيه.. وش بيسوي فيه لارديته له ماتفهميني؟
هزت كتفها بلامبالاة/من حكم في ماله فماظلم.. يرميه يحرقه إن شاء الله يلبسه حتى.. مع أني متأكده إنه مارح يطلع عليه حلو زي ماكان عليا.
كان برودها ولامبالاتها مستفز لثريا وبغيض/جوري لاتهبلي فيني وعن غرورك ويباسة رأسك الزايده وخذي سلسالك وفكينا.
ألتفتت لها بهدوء/قلت لك ماعاد حقي ولا عاد أبغاه.. وإذا أنتي شايفه ذا غرور، أجل أنا مغروره من ساسي لرأسي.
لبست نقابها وتركتها ومالحقت تمشي إلا وثريا موقفتها بإعتذار/أسفه أدري إنك موبمغروره بس طلعتيني عن طوري.
هزت رأسها بتفهم ومشيت، وقفتها ثريا بخوف/وين بتروحين؟
أخذت نفس بعمق/بتمشى شويه.
مسكت يدها بقوه/وربي ماتروحين بروحك.
طالعت فيها بإستغراب/ وتحلفي ليه بس.
ثريا بقهر/خصامكم الأول زعلتي وهجيتي من المزرعه بكبرها.. وهالخصام الله العالم وين بتروحين، وأنا ماعندي إستعداد أتم على أعصابي وأدور عليكي بهالبر بكبره.
هزت رأسها بإشمئزاز/لاتقولي خصامنا وكأنا نعرف بعض ومتعودين نتخاصم ونتصالح.
إبتسمت ثريا وبمزح/ يقولون مامحبه الإ من بعد عدواه.
إتذكرت جوري خالد وكل اللي صار بينهم من أول يوم، وبهدوء/يأسفني أخيب ظنك وأبلغك عن تجربه شخصيه وطويله إن كلامك غلط، ومو شرط كل عدواه تنقلب لمحبه، بالعكس يمكن ذي تكون إشاره للشخص بإستحالة العلاقه مهما أعطيتيها من فرص.. لإن في النهايه العداوه بتكون أترسخت في القلب وصار صعب إنه الواحد ينساها والعلاقه بتفشل في النهايه فشل ذريع.
ثريا بتردد/وذا اللي صار بينك وبين طليقك.
هزت رأسها بإيجاب وبتصريف/ الحمدلله
إنا في بر مفتوح عالأقل هطلع بدون كدمات زي المره اللي فاتت.

رجعت ثريا بذاكرتها لذاك اليوم للحظات قبل ماتنفجر بضحكه عاليه، دفتها جوري/أنقلعي يابايخه جسمي ظل ملون أسبوعين لين راحت الكدمات، والمشكله لما سألني عبادي والعيال ماعرفت أيش أرد.. قلت لهم صايره ماأنتبه وكل شويه أخبط في شيئ..عبادي حبيبي وداني أكشف على نظري على باله ضعف ونظارتي يبغالها تغيير.
لقت ثريا نفس من بين ضحكها/كل ماأتخيلك وأنتي ناطه من فوق سور المزرعه إنهبل.. وشلون طاوعك قلبك تقفزين كل هالمسافه.. بسم الله لا إله إلا الله..شلون قدرتي أصلاً تتسلقينه يالمهبوله.. موبقادره أنسى نظرة أبوي صقر يوم أتصلتي وقلتي إنك عالبوابه ولما أتصل بالحرس وقال لهم يفتحوا لك البوابه وأنتي بمنظرك اللي يخرع الواحد.
شبكت جوري ذراعها في ذراع ثريا وبتنهيده/ الحمدلله ربي سلم وما صار شيئ لرجلي أنتي عارفه إني كنت فاكه الجبس عنها من فتره بسيطه..
سكتت شويه وبضحكه/بس كله كوم وحرسكم كوم ثاني .. أنتي ماشفتي كيف حاوطوني بالسلاح وعيونهم مفنقله عليا بفجعه.. لا وواحد فيهم يقول أنا موبمرتاح لك.. ياأخي حل عني أنا ناقصتك.
كملوا سوالف وضحك وهم ماشيين --------

بسم الله عليكي.. جوري يابوك وش بلاكي؟

فتحت عيونها وطالعت في وجه أبوها مساعد القلقان وببقايا ضحكه/هلا يبه.. أنتا بخير!
جلس في الممر جنبها وطالع فيه للحظات/أنتي اللي وش فيكي.. أنا جيت أطمن عليكي بعد ماأستقرينا في الجو، وصار لي عشر دقايق وأنا أحكي معك وأنتي موبحولي ولاسامعتني وبعدها قمتي تضحكين كإنك إنهبلتي.
فتحت عيونها بصدمه/أنا!!
أتلفتت حولها وشافت منظر السماء الصافيه حولهم، وأنتبهت لنظرات البنت اللي جنبها وكيف لاصقه في كرسيها بخوف غير نظرات المسافرين الفضوليه، عضت أصابعها بإحراج/أسفه بس أفتكرت شغله مع ثريا ونسيت نفسي.
عقد حواجبه بضيق وسحب يدها بعتاب/وش سويتي بيدك ناظري شلون صارت؟
طالعت في يدها بصمت كان الشاش اللي لاف يدها غرقان دم، وبتنهيده/لاتخاف يبه مافيها شيئ بس يمكن شديت عليه بدون ماأنتبه.
طلب من المضيفه اللي جنبه علبة الإسعافات وبضيق/أنا ماأدري أنتي شلون جرحتي يدك وأنتي تتسلقين هالشجر..بزر ماتشوفين!
أتذكرت كيف ضربت جذع الشجره بدون ماتحس وبعد مارجعت مع ثريا وقتها بس أنتبهت للجرح والنزيف اللي في يدها وألفت لهم ذي الحكايه.
طالعت فيه بحنان/تراه جرح بسيط لاتخاف يبه.. أنتا روح أرتاح وأنا بغير الشاش وبجي أطل عليك..طيب.
هز رأسه بإستسلام وراح لما جات المضيفه وبدأت تغير لها الشاش

----------------
جده، في نفس الوقت

دق الباب ودخل بإبتسامه/الحمدلله على السلامه ياسمينتي.
سابت اللي في يدها ووقفت تسلم عليه بفرح/الله يسلمك.. كيفك بابا وحشتني.
جلس جنبها عالسرير ومسح شعرها بحنان/الحمدلله بخير، وأنتي وحشتيني أكثر، إن شاء الله عمك مؤيد ماجننكم بهبله لما جابكم..
ردت بضحكه/إذا ماسواها مايصير عمو مؤيد.. طول الطريق من المطار لهنا وإحنا نضحك.
خالد بإهتمام/كيف كانت تمشيتكم.
إبتسمت/حلوه ومررررره إنبسطنا فيها.
سلك حلقه وبصوت حاول يكون هادي/أمك كيفها ذحين، إن شاء الله صارت أحسن.
وقفت ورجعت تعلق ملابسها بهدوء/الحمدلله.. أول ماسمعت إن خالتي في المستشفى نسيت تعبها وأتحسنت، أنتا عارف ماما.
هز رأسه بموافقه وبتردد/ماقالت لكم متى بترجع.. يعني علشان مدارسكم.
هزت كتفها بلامبالاة/هيا ماقالت بس أكيد إذا أطمنت على خاله غنى بترجع، أنتا عارف إنها راحت مع خالو وماتقدر تجي بدونه.. بعدين خليها تغير جو وتنبسط هناك.
زفر بضيق/دوبك قلتي إنبستطوا في الرياض أيش لها داعي القعده في صنعاء كمان.
رفعت عيونها وشافت إنعكاس وجه المنزعج في المرايه، وبإبتسامه/وليه ماتجلس، ماما خلاص صارت لازوج ولا أولاد يقيدوا حريتها، يعني تقدر تروح المكان اللي تبغاه في الوقت اللي تبغاه بدون ماتشيل هم المده.
وقف بحده/وأنتوا رحتوا فين! أنتوا مو معاها ومن مسؤليتها ولاهي شغلة مزاج.
ألتفت بإبتسامه/أنتا عارف إن ماما ماتتخلى عن واجباتها، بس إحنا دحين معاك في بيتنا
وأكيد هيا مطمنه علينا عندك علشان كدا ممكن تطول شويه.
طالع فيها بصمت للحظات وبهدوء/صايره تشبهي أمك.
دققت في ملامحها في المرايه لطالما كان قصي يشبه أمها أكثر منها نفس لون العيون والشعر وشوية ملامح، أما هي فما أخذت غير بياضها ولون شعرها، وبإستغراب/بس أنا مو شبها وماأخذت منها غير شعرها.
مرر أصابعه في شعرها البني بإبتسامه/وشعرك حلو زي شعرها، بس قصدت صايره تتكلمي زيها.. نفس الأسلوب والمنطق.
طالعت فيه بإبتسامه/من جد بابا!
هز رأسه بإيجاب وباس رأسها وخرج ،رمت نفسها على سريرهاوبحسره/خساره يابابا، ماعرفت قيمتها غير بعد ماضيعتها من يدك.
صنعاء،السادسه مساءً

قفلت جوالها بعد ماطمنت أولادها بمجرد مافكت حزام الأمان، أخذت نفس عميق وزفرته ببطئ أول ماخطت رجلها من باب الطياره وألتفتت لأبوها مساعد وبهمس/أخيراً وصلنا.. الحمدلله على سلامتك يبه تو مانورت صنعاء واليمن.
أبوسند بإبتسامه/الله يسلمك ومنوره بأهلها.. حاس إبتسامتك من الأذن للأذن.
هزت رأسها بموافقه وعيونها تتأمل كل شيئ حولها بحنين ولهفه وبحب/في كل مره أغيب عنها برجع وأنا مشتاقه لها أكثر من قبل.. بشتاق لهواها وناسها وحتى حجارها، كل----
قطعت كلامها بإستغراب/علي!!!
وقف أبوسند وألتفت لها/وش فيه علي؟
تبع بنظراته أشارتها لنهاية السلم وهناك كان علي واقف مبتسم بقبوعه وبدلته العسكريه المميزه، أتراجعت ووقفت أعلى السلم وخلت كل المسافرين ينزلوا قبلها ونظراتهم وهمساتهم المستغربه على وجود عميد في الجيش في ذا المكان واصلتها، لما شافت الكل أتوجه للباصات اللي هتنقلهم للصاله المطار نزلت بسرعه وحماس ووقفت قدامه ورفعت يدها بالتحيه العسكريه بجديه/جندي مجند جوري الجابر ف----
قاطعتها ضحكة أبوسند اللي نسيت وجوده إلتفتت له بإحراج/حيا الله من جانا.. الحمدلله عل----
قطعت كلامها لماحست بنفسها طايره لثواني، طالعت بصدمه في علي اللي رفعها بخفه وحطها وراه قبل مايتقدم لأبوسند ويسلم عليه بترحيب، دقته في كتفه بقهر/
سلامات ياأبو الشباب.. خيشة بطاطس!! كيس جوافه ماله صاحب.. ترى ذا مو أسلوب إستقبال.. مو أسلوب بالمره.
طالع فيها ومد يده ببرود/أعتقد هذا أسلوب الناس للسلام في الأماكن العامه.
أتلفتت حولها بإحراج وهي تنتبه لنظرات المضيفات أعلى السلم والعسكري اللي جالس في السياره وشكله مع أخوها، مدت يدها وصافحته بهدوء وقبل ماتسحبها رفع يدها الملفوفه بالشاش ببرود/يدك مالها؟

طالعت فيه ولمحت القلق في عيونه رغم بروده الظاهر، شدت بيدها المجروحه على يده بقوه/سلامتك ياقلبي بسيطه لاتشغل بالك.
أبوسند بإبتسامه/ تدري بأختك يوم تتحمس ماتنتبه لعمرها.
ساب يدها وأخذ شنطتها وشنطة أبوسند الهاند باق في يد وبإبتسامه/المهم إنكم وصلتوا بالسلامه..
دار بعيونه لأعلى السلم وحولهم وبإستغراب/فين عيالك.
ردت بهدوء/عند أبوهم.
طالع فيها للحظات بصمت قبل مايركبوا السياره.. خلصوا أوراقهم بمجرد دخولهم معاه وراحوا عالبيت، وهناك كان منتظرهم خالها و معاذ وصالح وأزواج اخواتها وكم واحد من جماعتهم عزمهم معاذ أول ماعرف بجية أبوسند معاها، أستقبلوه وترحيب وهي دخلت بسرعه بدون ماتسلم على أحد منهم وصوت الرصاص يرن في أذنها، جرت على أمها لما شافتها واقفه عند باب الصاله وضمتها بشوق/يمااااااه وحشتيي وحشتيني وحشتيييني خيرات الله.
أم معاذ ببكى/وأنتي أكثر ياروحي، الحمدلله على السلامه.
إنهالت على وجهها ببوسات وعبارات شوق لانهائيه وبعد فتره إنتقلت لأمها ورده وبعدها دخلوا الصاله وبدأ الحماس لما شافت أخواتها وبقية أهلها.
--------------------

ًالرياض، السابعه مساءً

حط الجد الجوال جنبه وهو مبتسم، أبووضاح/شلون أبو بدر يبه، عسى ماتعب في السفر.
الجد بهدوء/الحمدلله وصل بالسلامه ومافيه إلا العافيه ويسلم عليكم.
مشعل/الحين لو إنه راح بطيارتنا وأخذ معاه واحد من الحرس موبأحسن له بدل هالتعب غير إجراءات المطار الممله.
الجد بإبتسامه/لاتعب ولاشيئ صوته مرتاح وضحوك.. والحرس مالهم لزوم وعلي ماقصر معهم أستقبله وخلص أوراقه وهو واقف.
وضاح بإستغراب/منو علي ؟
ناصر بهدوء/ذا يصير ولد خال عبدالرحمن عميد في الجيش وعبدالرحمن حيل يمدح فيه.

عقد سند حواجبه بتركيز لإنه كان مختلف مع أبوه في ذي النقطه، هو أصر إن أبوه يروح بطيارتهم ويإخذ معاه الحرس وأبوه رفض وأصر إنه يحجز في نفس رحلتها وفي نفس الدرجه كمان، لكن إن ريان مالقي حجر غير عالدرجه الأولى ورتب كل شيئ على ذا الإساس، ماصدق أبوه لما قال إنه بيتصرف وبيبدل مقعده مع أي راكب وفي الأخير سوى ترتيبات مع ناس في صنعاء علشان يستقبلوه ويخلصوا كل أمورهم بسرعه ويكونوا قريبين من أبوه وعينهم عليه فترة سفره هناك، بس اتفاجأ بإتصال منهم يقول إنه في عميد أسمه (علي الجابر) كان منتظرهم في المطار وخلص امورهم وراحوا معاه، وبهمس"أهااا..أجل كل ذيك الملحمه كانت في ولد خالها الشايب!!"

رجع يركز مع كلامهم بإهتمام، أبووضاح/أنت تعرفه يبه ؟
الجد بإعجاب/كلمني كم مره وجاز لي حكيه، وشفت أفعاله رجال والنعم فيه تحطه على يمناك وأنت مطمن.
مشعل/أنزين أهل عبدالرحمن ورايحين بطياره يعني ساعه ويوصلون بالسلامه، وش لها داعي سفرة أبوي مساعد معهم.
وضاح بإبتسامه/بالعكس روحته معهم لها داعي ونص وأبوي مساعد سوى زينة العقل.
مشعل بتفكير/والله موبفاهم منكم شيئ.. السالفه جداً عاديه وش تفرق إذا راح أو لا.
الجد بهدوء/أنا بعرف بس أنت تفكيرك ليه ماهو بمثل أخوانك..شلون ماتفرق وعادي.
أبووضاح بضيق/الظاهر يبه دراسته في لندن ضيعت علومه.
ضربه ناصر على رأسه بلعانه/ياأخي أنت دايم تفشلنا كذا.
الجد بهدوء/الحين الرجال ترك أهله عندنا
أمانه لإنه يعاملنا حسبة أهله وكلمتنا عنده ماتصير ثنتين، يعني مايصير يابوك نتركهم يسافروا لحالهم..فهمت.
هز رأسه بعدم إقتناع/اللي يسمعكم يقول أخته بزر ماكأنها ----
قطع كلامه لما شاف سند وقف ورماه بوحده من نظراته القاتله وببرود/الناس راحوا ووصلوا بالسلامه وماعاد في لزوم لكثرة الحكي يامشعل.
طالع فيه مشعل بتوتر وهز رأسه بموافقه، خرج تحت نظرات الجد المستغرب من حاله اللي أتغير بين يوم وليله، صار شيئ من أمس لليوم خلاه يرجع لبروده وصمته اللي كانوا نسيوه الفتره اللي فاتت.. مرت في باله فكره.. معقول!! ماله إلا ثريا هي اللي بتأكد صحة شكوكه من عدمها.

---------------
صنعاء، العاشره مساءً

رجعت من المستشفى مع أمها وصالح ولد معاذ اللي وداهم بعد ماجلست ساعه مع أخواتها.. دخلت البيت وهي حاسه براحه ممزوجه بحزن، راحه لإن غني فاقت وعدت مرحلة الخطر وحزن عليها وعلى أخوها لإن الجنين ماعاش بس زي ماقال عبدالرحمن المهم غنى وربي بيعوضهم، أخذت دش حار خلاها تسترخي وكلمت أولادها وأطمنت عليهم أكلت لقمتين ولبست عبايتها وراحت مجلس الرجال دقت الباب ودخلت وسلمت، ردوا السلام طالعت فيهم بحب كان أبوها مساعد جالس على الفراش ومعاه معاذ وعلي وصالح، إبتسم أول ماشافها/هلا والله بشيخة الجابر وينك يابوك طولتي علي.. خلص نسيتيني.
وسع لها معاذ وجلست بينه وبين علي بعد ماأخذت يد كل واحد فيهم في يدها وبمرح/هلا بك يبه وماعاش من ينساك ياتاج رأسي، بس يادوب على مارجعت وكلمت الأولاد وخلصت كم شغله.. المهم أتعشيت عدل.
طالع في علي ومعاذ بإبتسامه/الحمدلله وأخوانك ماقصروا جمل الله حالهم.
معاذ/حالنا وحالك ياعم مساعد أنت تستاهل ومهما سوينا مانوفيك حقك، يكفي إنك أتعنيت ووصلتها بنفسك.
أبوسند بجديه/هذي بنتي وأنا قلت لعبدالرحمن يخلها في بيت أبوها وأنا بعون الله بجيبها لكم بالسلامه.
أتدخلت جوري قبل ماينفتح الموضوع وبأمر/يلا يابطل خليني أقيس السكر وهيبان إذا أتعشيت ولاقضيتها هروج وسوالف مع معاذ عارفته هرجه كثير.
معاذ بصدمه/أنا كلامي كثير.. وعلي وين راح.
طلعت جهاز السكر من شنطة أبوها وراحت له وبضحكه/لا معليش، علي مؤمن بمبدأ السكوت من ذهب.
صالح صفر/على كذا قد جمع ذهب ل-----
قطع كلامه لماشاف نظرة علي البارده، سلك حلقه وبتصريف/يقولوا النوم من الماس، تصبحوا على خير ياجماعه.
خرج وسط ضحك أبوسند ومعاذ، طالعت في علي بيأس/ياأخي الرحمه حلوه.. ترى بتجيه كوابيس الليله.
علي ببرود/عقبال ماطلع لك في كوابيسك.
همست لنفسها/لاتنق فيها ترى كوابيسي موناقصتك.
معاذ بضحكه/أيش بتبربري أرفعي صوتك.
طالعت فيه بضيق/بقول يلا بيتك بيتك خلوا أبويا يأخذ دواه وينام ويرتاح.
أعطته الإنسولين وأنتبهت لنظرات علي ومعاذ الغريبه قبل مايطالع علي في ساعته ويوقف بهدوء/ أرتاح ياعم مساعد وأنا من الفجر عندك بإذن الله، تصبحوا على خير.
أشر لجوري تلحقه وهزت رأسها بموافقه وأطمنت على أبوها وطلعت مع معاذ وهي تدعي إنهم مايسألوها عن شيئ ذحين، وزي مايكون علي حاسس أكتفى بضمها وباس رأسها بهدوء/إن شاء الله بكره لنا كلام.
وسابها وراح سلم على عمته ورجع بيته، معاذ بحنان/روحي أرتاحي شكلك تعبانه.. تصبحي على خير.
ردت بهدوء/وأنتا بخير.
أطمنت على أمها اللي ماوافقت إنها تنام في شقة عبدالرحمن غير بالقوه وأطمنت على جود اللي نايمه عند ناديه.. كانت بتنيمها معاها بس خافت تصحى على صراخها أخر الليل وعلشان كذا أصرت تنام في شقة عبدالرحمن عالأقل مهما صرخت محد رح يسمعها.
الرياض،بعد الفجر

أخذ القهوه والتمر وراح يتقهوا مع جده لما شافه جالس لوحده، قرب منه وسمعه يتكلم بالجوال/أنزين سألتها وين حطت سلاحك لإن ولدك شكله موبمصدقنا وكل شوي يسأل عليه........ لاحول ولاقوة إلا بالله وشلون وصل لسيارة سند........ وأنت مالقيت غير سيارته تأخذها فيها يامساعد.........وأنت صادق حالتها ماكان يعلم بها إلا الله......... أكيد مصوفره وماتنام بعد سواتها ولا تظن إنها كل ليله تقتل لها ذيب.......... لا يابوك هذي خيره بإذن الله ولاتنسى لولا فزعتها لنا كان محد يدري وش صار فينا الحين.......... كان الله في عونها أدري فيها قلبها رقيق وماتتحمل لكن نصيبها يموت هالذيب على يدها و---

ماسمع باقي الكلام وأتراجع بصدمه.. يعني طلعت عن جد قاتله الذيب مثل ماقالت للأدهم.. يعني كل بكاها وكوابيسها اللي كانت تصحيها من نومها أخر الليل كانت بسبب اللي سوته..
ماحس بنفسه غير وهو في سيارته وماسك المسدس في يده بعدم تصديق.. قتلت الذيب.. شلون سوتها..شلون قدرت تمسك المسدس وتقتله بكل برود.. لا هي ماقتلته ببرود.. هي كانت مضطره.. هي أنقذت حياة أبوي وأبوي صقر.. أنقذت أبوي للمره الثانيه.. وأنا وش سويت فيها! شلون جازيتها..

كان في داخله بركان بيثور وبيهدد بالإنفجار ماعرف يحدد مشاعره بالضبط.. كانت مزيج من الغضب..قهر.. حزن.. شفقه.. وعدم رضى. حرك سيارته بسرعه وطلع برا المخيم ودخل في الصحراء بدون وجه محدده، وقف بعد فتره لمح المسدس جنبه وأخذه ورماه بعنف في الدرج.. أنحبست أنفاسه فجأه لما طاح سلسالها من العلبه من قوة الرميه، مد يده بتردد وأخذها بين أصابعه واتأمله بجمود، اللي ماتدري عنه ثريا إنه أتعمد يقول لها وين تأخذ هذيك الإنسانه علشان تكلمها وتعطيها سلسالها واللي ماكانوا يدروا عنه إنه كان موجود وقتها وسمع كل اللي صار، ولما ردت ثريا السلسال أخذه بكل برود وراح بدون مايعطيها فرصه لأي تبرير.. وقتها كان معصب من اللي قالته عنه وكان وده يقتلها على طولة لسانها وقلة أدبها.. على قد ماكان مستانس من فرحتها اللي كان متوقعها وواثق منها على قد ماكان مصدوم من تحولها الكامل لما عرفت من جاب السلسال.. أنصدم من أسلوبها وغضبها اللي كان في نظره بدون مبرر .. كان شايف إنه كثر خيره اللي رده لها بعد كل الفتره مع إنه موبملزوم وكان متوقع إن السالفه بتنتهي على كذا.. بس الحين كل شيئ تغير.. اللي سوته مع أبوه وجده قلب كل موازينه مره ثانيه.

اتأمل السلسال واللي مكتوب عليه بضيق/هالمره تماديت حيل.. كنت أدري إنه مهم وغالي عندك ومع ذلك ماترددت في جرحك وأذيتك مثل ماقلتي.


رجع بذاكرته لليوم اللي طاح فيه أبوه وسمع صوتها لأول مره....


رجع عالمستشفى بمجرد ماسيارة أبوه إختفت واتوجه للإستقبال مع ريان والمدير وباقي الموظفين معاه، ألتفت ريان للمدير بإبتسامه/تقدر تتفضل تشوف شغلك موبمحتاجينك معنا.
نظره وحده من المدير لسند خلته يفهم إن وجوده غير مرغوب فيه وأنسحب في نفس اللحظه مع اللي معاه، سلموا على موظف الإستقبال وبدأ ريان بالأسئله/لو سمحت نبي ندفع حساب مساعد المنذر.
طالع فيهم بإبتسامه/ الحساب أندفع والأخت تركت لكم ذا.
أعطاهم الجوال وبطاقة الأحوال، أخذها ريان وبهدوء/ماتركت أسمها أو رقم جوالها أو حتى رساله؟
هز رأسه بنفي/هي قالت إن أخوها بيجي يطلع الوالد ويأخذ أغراضه.
طالع فيه سند ببرود/حاول تتذكر يمكن قالت شيئ.. طلبت تقلنا شيئ؟
عقد الموظف حواجبه بتركيز/لا والله يادوب سألت عالفاتوره وأعترضت إن المبلغ كبير بس بعدها دفعت وراحت.
التفت ريان لسند بهدوء/خلص ماعاد لنا شغل هنا خل نمشي.
هز رأسه بموافقه وهو حاس بغضب وبعد مامشي خطوتين وقف لما صرخ الموظف فجأه/لحظه لو سمحت.
رجعوا بإستغراب والموظف يتابع بإبتسامه/أتذكرت شغله يمكن تفيدكم، الظاهر ماكان عندها فلوس تدفع وسألتني إذا في محل ذهب قريب ودليتها وبعدها جات ودفعت الحساب وراحت على طول.
أخذ ريان الوصف واتحركوا وفي دقيقتين كانوا في المحل يسلموا عاللي فيه، بمجرد ماشاف الموظف مظهرهم عرف إنهم زباين من النوع اللي يشتري بدون مايسأل عالسعر، ساب الزباين اللي معاه وراح لهم بسرعه/أهلا وسهلا أتفضلوا..حابين شيئ معين ولا تتفرجوا عالتشكيله الجديده.
ريان/بصراحه حابين نسأل عن شيئ.
الوظف بحماس/خذوا راحتكم.
طالع فيه سند/في وحده جاتك قبل الصلاه وباعتك شيئ.
الموظف بإبتسامه عريضه/أنت أكيد زوجها.. هي قالت إنها بترجع بكره علشان تأخذه.
طلع علبه وأعطاها لسند اللي فكها وشافها بلامبالاة وتابع الموظف بحماس/أنا كنت متأكد إنها بترجع تأخذها.. كان باين إنها مهمه عندها ولولا إن الوالد كان محجوز في المستشفى ماكانت فرطت فيها.
غمض سند عيونه وفي داخله"أنا تقول على أبوي إنه محجوز بسبة الفلوس" وببرود/وش عرفك إنها مهمه.
ضحك بثقه/أنت ماشفتها كيف حلفتني ماأبيعها وإنها من الصباح بتجي علشان ترجعها وماخرجت من المحل غير بعد ماأكدت لها إنها في أمان.
هز سند رأسه بإبتسامه غامضه/أنزين وهذا أحنا جينا نأخذه كم حسابك.
التفت له ريان بهمس/وش اللي نأخذه، البنت بتجي بكره ترجع سلسالها.. خل بس ندفع قيمته ونتركه لها.
دفع سند الفلوس للموظف وببرود/ماهوبسلسالها هي باعته وأنا أشتريته.. وبعدين أنا بتفاهم معها.
مسك ريان يده بحده/باعته علشان تعالج عم مساعد..أبوك.
مارد عليه وأخذ العلبه وحطها في جيبه وناول الموظف كرته بهدوء/إذا صار شيئ أتصل لي بدون تردد.
إبتسم الموظف وهو يشوف الكرت الأسود بحروفه الذهبيه البارزه وبإستغراب/شيئ زي أيش.
سند بهدوء/إذا جات البنت بكره تسأل عالسلسال قلها إنك ماتدري وين راح.. قلها إنك بعته.
طالع فيه بصدمه/كيف يعني ماأدري وبعته، أنتا مو زوجها؟
سند ببرود/متى قلت لك إني زوجها، أنا زبون عجبني غرض وأشتريته.
الموظف بتردد/بس هيا حلفتني ماأبيعه وبتجي بكره تأخذه، أيش أقول لها.
طلع سند دفتر شيكاته وكتب له شيك بمبلغ خلى الموظف يتنح وببرود/سوي مثل ماقلت لك وبس تجي بكره أعطيني خبر.
وخرج بدون مايلتفت وهو حاس براحه من اللي سواه رغم إعتراض ريان، وفعلاً ثاني يوم أتصل عليه الموظف وقله إنها جات بترجع سلسالها وإنه أضطر يقول لها إن الموظف اللي معاه غلط وباعه ومايدروا من إشتراه.. حكى له عن صدمتها ورفضها تطلع من المحل غير لما يدورا على سلسالها كذا مره علشان يتأكدوا من وجوده وبعدها إصرارها إنها تقابل الموظف الثاني وتتفاهم معاه.. صار كل يوم يتصل عليه ويبلغه بجيتها للمحل وتهديدها لهم وإتهامهم بعدم الإمانه.
هو لما أخذ السلسال كان حاب يرفع ضغطها ويرد لها الصاع صاعين بسبب طولة لسانها معاه وكان ناوي يرجعه لها، بس لما أتصل وطنشت إتصالاته ورسايله وماردت عليه رمى سلسالها في خزنته ونسي السالفه خاصة بعد ماأبوه نبه عليه وطلب منه مايجي صوبها أو يقرب منها.


رن جواله وقطع عليه ذكرياته القديمه، سند رأسه عالمقعد وقفل يده عالسلسال بقوه وبهمس/ليه كل ماأحاول أصلح غلطي ألقى نفسي غلطت عليكي أكثر.. وكل ماأحاول أرد جميلك ألقى نفسي أتقيدت بجميل أكبر.. متى بننهي هالسالفه وتطلعي من حياتي.
رن جواله بإصرار خلاه يتأمل السلسال للمره الأخيره قبل مايرجعه لعلبته ويقفل عليه الدرج ويحرك سيارته عالمخيم.


--------------


بعد يومين

طلعت غنى من المستشفى ورجعت الضحكه لوجه عبدالرحمن اللي كان مو عارف كيف يجازي أبوسند على جيته مع جوري واللي أعتبرها شيئ كبير ومهم في تغيير نظرة معاذ لعلاقة جوري بأبوسند وببيت المنذر عامةً.

رجعوا من صلاة الفجر ووقفوا في الحوش لدقايق وهم يتكلموا قبل ماتجيهم جوري بنشاطها المعتاد/السلام عليكم.. صباحكم عسل وقشطه حبايبي، كيفكم اليوم.
ضمها عبدالرحمن بحب/ياصباح الجوري والورد على عيونك الحلوه.
إبتسمت لمنظر أخوها اللي باين عليه الفرحه والراحه، أبوسند/خلصتي رياضتك.
هزت رأسها بنفي/كنت مع غنى وبجري بعدين..
ألتفتت لعبدالرحمن بحنان/زوجتك صحيت روح شوفها وأفطر معاها.
عبدالرحمن بإحراج/لا وين أروح بفطر معاكم.
أبوسند بإبتسامه/ إذا حضر الماء بطل التيمم ،رح بس ماعليك منا.
دفته جوري وماحست غير بمعاذ ضاربها على رأسها بنفاذ صبر/موتنا من البرد وأنتي مستمره في كلامك الكثير.
راحت وراء أبوها مساعد وبضيق/يبه شف لك حل معاه كل شويه ماد يده.
صالح بإبتسامه/ماشاء الله عليه مطقم مع زوجته هي مستلمتني وهو مستلمك.
أبوسند بضحكه/وين البرد أنت الثاني الجو وش حلاته.
جوري/بالله قله ذا اللي مدري كيف إحساسه. معاذ بيأس/جوري نقلك بردنا خلصينا من جنانك ذا عالصبح.
زفرت بملل/طيب خلاص مدري أيش فيك صاير ماتحب المزح زي جدتي وديمه الله يذكرها بالخير.
صاح أبوسند/خل أمي عنك وأتركيها بحالها على ذا الصبح.
ضحكت/طيب لاتخاف موصاير لها شيئ إن شاء الله.. أدخلوا وأنا بجيب القهوه.
شاف أبوسند فرسه تحت شجرة التين وراح جلس بإبتسامه/اليوم اخر يوم لي معكم وبتقهوى هنا تعال يامعاذ.
جوري برفض/لايبه إحنا قلنا الجو حلو بس كذا رح تبرد تعال جوا أحسن.
هز رأسه برفض وألتف لها معاذ/خلاص جيبي القهوه وأنا بتصرف.
دخلت جهزت القهوه وجابتها بسرعه كانت تمشي وهي تتكلم وتضحك مع صالح وفجأه وقفت مكانها بصدمه وعيونها عاللي جالس تحت الشجره متغطي بفروه سميكه وماسك جهاز راديو صغير ويقلب في المحطات لين أستقر على إذاعة مونت كارلو، رمشت بعدم إستيعاب تدري إن اللي جالس أبوها مساعد لكن في نفس الوقت كانت شايفة أبوها قدامها.. ماحست بصالح لما أخذ القهوه منها ولابمعاذ لما مسكها من يدها وجلسها جنبه وحط كوبها في يدها بهدوء/أنتبهي لاتنحرقي.
أنتبه لرجفتها الخفيفه ولعيونها اللي غامت بالدموع، حوط كتفها بذراعه وقربها منه وبهمس/ ماكنت أعرف إنه هيشبه أبي كذا.. أسف.
أتمالكت نفسها وأخذت نفس عميق وبهدوء/أشرب قهوتك لاتتأخر عالمكتب.
أبوسند بإبتسامه/أشغلناك يامعاذ وعطلنا شغلك.
طالع فيها معاذ بنظره/لا أشغلتني ولاشيئ فداك ياعم مساعد، بعدين يوسف شريكي ماسك كل شيئ.
ألتفت أبوسند لجوري اللي تتقهوى بصمت وعيونها عليه، معاذ حكى له عن يوسف وإنه أتقدم لها ورفضته وعن ولد خالها اللي خطبها من فتره ولسا محد كلمها عليها، أبوسند/وين وصلتي يابنيتي.
ردت بحب/معاك حبيبي وين هروح وأنت هنا.
دخل علي وسلم وجلس جنب أبوسند بهدوء/شكلي اتأخرت وخلصتوا القهوه.
حطت جوري كوبها في يده ووقفت/أشرب حقي على ماأسوي لك قهوه جديده.
سحبها وجلسها جنبه بإبتسامه/بشرب معك أجلسي بس.
هزت رأسها بموافقه وقعدوا يتكلموا لدقايق قبل مايسئذن علي منهم ويأخذ جوري معاه ويدخلوا.

---------------
الرياض،قبل المغرب

إتنهدت وطالعت في ساعتها بتعب، ممرضتها بإبتسامه/هانت ربع ساعه ويأذن المغرب وتأخذي بريك.
هزت رأسها بإستسلام وعدلت جلستها لما دق الباب ودخلت حرمه كبيره ومعاه بنت، وقفت أول ماشافتها وبإبتسامه/ياهلا بخالتي أم فواز .. شلونك خالتي.
راحت سلمت عليها بإحترام، أم فواز/زان حالك يمه بس أنشغلت شوي مع سديم.
شالت البنت وباستها/شلونك سدومه.
إبتسمت لها بتعب وراحت جنب جدتها،أم فواز/سدومه حيل تعبانه وتشكي من أذنها ومدري وش فيها.
ثريا بإبتسامه/حسيتها مسخنه شوي الحين بفحصها وإن شاء الله مافيها الإ العافيه.
فحصتها لفتره ورجعت لأم فواز وهي شايلتها بهدوء/الحمدلله شوية إلتهاب في الأذن.
إم فواز بقلق/يعني موبشيئ كايد ياثريا.
إبتسمت/لاخالتي تطمني بس تأخذ المضاد رح تصير زينه.
أم فواز براحه/الحمدلله.. الله يريحك مثل ماريحتيني.
ثريا بهدوء/خالتي صار لك فتره مازرتينا، عسى ماشر.
أتنهدت وبتردد/والله يمه مدري شلون بقابل منيره وخالتي وديمه بعد اللي صار.
ثريا بحذر/له ياخالتي مهما صار حنا أهل ومابينا هالكلام.
أم فواز بضيق/أنا ماكان قصدي أعيب فيها كل اللي قلته إني مابي بنت مطلقه لولدي، وخالتي بس سمعت هالكلمتين كلتني وماخلت كلمه ماقالتها عن أخلاقها وأدبها مع إني ماطريتها بشر.
طالعت فيها بشك/ماتبين جوري لولدك فواز؟
هزت رأسها بنفي/لفهد هو كان يبيني أخطبها له، بس يوم دريت إنها مطلقه هونت وأمك وخالتي وديمه الظاهر زعلوا مني.
ثريا بإبتسامه/لاياخالتي موبزعلانين بس يمكن أنتي قلتي لهم السالفه بإسلوب خلاهم يظنوا إن جوري موبعاجبتك.
أم فواز بضيق/ياثريا البنت والنعم فيها بس أنا أبي لولدي فهد بنت بنوت مو مطلقه وبعد عليها ولدين.. ولدي فهد دكتور مخ ودرس برا ومافي بأخلاقه وأبي له وحده تناسبه.
ثريا بهدوء/أساساً جوري رافضه الزواج من ولدك أوغيره وأنا متأكده إنها بترد الدكتور فهد إذا تقدم لها.. هي تبي تربي عيالها وتشوف شغلها ودراستها، فماله داعي تسوون سالفه من ولاشيئ.
أم فواز بفرح/زين اللي جات منها، خلص بقول لفهد إنها رفضت وإن شاء الله مايسأل أخوها ليه رفضوه.
ثريا بتساؤل/ليه هو يعرف أخوها.
إتنهدت /شفتي شلون الدنيا صغيره.. طلع يعرف إخوها ويوم كنا عندكم بالمزرعه قابله وفريال الله يهديها حكت له عنها ومن يومها وهو معند وعلى أبيها وأخطبيها مطلقه كانت أو لا.
طالعت فيها بتفكير"طريقته مو طريقة واحد بيخطب عادي" وبإبتسامه/فكري زين ياخالتي ولاتوهقين عمرك مع ولدك وتحرجيه مع الناس.
وقفت ولبست نقابها ومسكت سديم بعد ماأخذت وصفة الدواء، سلمت عليها ثريا وعقلها يربط الإحداث ببعض وبشرود/هو دكتور وعلى ما أظن في جده وهي كانت في غيبوبه.. إمممم وقبل كم شهر غابت عنا لفتره وردت لنا برجل مكسوره.. وفهد يعرف عبدالرحمن ومصر يخطبها وهو يدري بوضعها ، معقول يعرفها من المستشفى!!
إبتسمت بمرح/والله وطلع لك معجب سري ياجوجو ومارح أفكك لين أدري وش سالفة هالدكتور حبيب أمه.
جده،العاشره ليلاً


طالع في الفلوس اللي داخل الظرف بإستغراب/حق أيش الفلوس ذي ياأمي.
ردت بهدوء/أبغاك تجيب برادة مويا وتحطها في الحاره صدقه عن أبوك الله يرحمه ويغفر له.
رجع لها الظرف/خلاص بكره إن شاء الله تكون موجوده.
حطت الظرف في يده بإصرار/أنا أبغاها من فلوسي.
أخذ الفلوس وإتنهد بإستسلام/طيب براحتك.
اخذ الريموت ورجع يقلب في التلفزيون بملل وباله مو معاه، طالعت أم خالد فيه بحسره على حاله اللي اتغير.. صحيح ماعاد يغلط بأسم جوري كل شويه زي بداية طلاقهم وبيحاول يبين طبيعي قدامهم، لكن كانت متأكده إنه عكس مابيحاول يوهمهم، كان في أشياء بيعملها ومحد أنتبه لها غيرها.. زي تأمله لقصي اللي يشبهها.. كلامه عنها لما يلعب مع نادين.. زياراته السريعه والسريه لغرفتها وندى غافله عنه، أشياء صغيره كانت بتأكد إفتقاده لوجودها في تفاصيل حياته مهما أدعى العكس، إتنهدت بصوت عالي/الحمدلله إن أبوك مات قبل مايشوف الحال اللي وصلت له مع جوري.
ألتفت لها ببطئ/أكيد كان زعل زي ماأنتي زعلتي.
هزت رأسها بموافقه/أنا صح زعلت بس زعلت عليك اللي ضيعت حياتك وهدمت بيتك في لحظة تهور وغضب.
طالع فيها بعدم تصديق ومر في باله فيلم الرعب اللي عيشه فيه أخوها علي وبإستنكار/لحظة تهور وغضب!!!
سكت للحظات وتابع بعصبيه/أنتي موعارفه أخوها الزفت أيش سوى فيا علشان أطلقها وجايه تقولي لحظة تهور وغضب!
طالعت فيه بهدوء/وكيف هعرف إذا أنتا ماقلت اللي صار.. كل اللي قلته إنك أكتشفت إنك ماتحبها وإنك كنت غلطان لما أستمريت معاها كل الفتره ذي، وأنا عارفه زي ماأنت عارف إن كل ذا كذب في كذب وإنك تحبها بس تكابر.
إنتشرت أجزاء الريموت في الصاله لما رماه عالجدار بعصبيه/أحبها على أيه، هيا فيها شيئ ينحب من أصله.
طالعت فيه ببرود/الله يالدنيا، ذحين جوري ماتنحب! جوري مافيها شيئ حلو!
رد بحقد/أكيد هتدافعي عنها.. حبك ليها خلاكي ماتشوفيها على حقيقتها زي ماأنا شفتها.
إبتسمت بسخريه/طيب قول لي على حقيقتها.. علمني حقيقتها اللي محد عرفها غيرك.
سخرية أمه الواضحه ضيعت باقي التفكير والهدوء اللي حاول يحافظ عليهم وبغضب/الحقيقه إنها وحده مريضه ومغروره وشايفه نفسها.. مفكره نفسها أحسن مني وعامله روحها كبيره وعاقله.. الحقيقه إن عندها إنفصام في الشخصيه، مسترجله وكل إهتمامها بالسلاح والسواقه والرياضه، وساعات تلعب وتجري وتتهبل ولا كإنها وحده متزوجه وأم لطفلين..
وقف ودار في الغرفه وتابع بغضب/وحده زي ذي كيف أحبها إلا إذا كنت مجنون زيها.. أنا احب ندى.. ندى وبس فاهمه..ندى وبس.
هزت رأسها بموافقه ووقفت بهدوء/أجل أفرح وانبسط وحب ندى بقوه وقد ماتقدر لإن المجنونه طلعت من حياتك وماعاد ترجع لها مره ثانيه.
راحت وسابته واقف بصدمه من كلامها اللي ضرب عقله زي الصاعقه، أخذ نفس ورمى نفسه على أقرب كنبه وغطى وجهه بأيديه اللي ترجف من إداركه المتأخر "جوري خلاص طلعت من حياته ومافي شيئ ممكن يرجعها ليه مره ثانيه"


----------------

الرياض،الثالثه صباحاً


سحب اللجام برقه أستجاب لها الأدهم بسرعه وقبل مايوقف تماماً كان سند ترك ظهره وأستقر عالأرض جنبه، مسح رقبته بهدوء وهو يهمس له بتشجيع أستقبله الأدهم بصهيل مرحب، ربط لجامه في فرع شجره وسند ظهره عليها وضغط على جبينه بقوه.. حس برأسه هينفجر من كثر الألم لازمته كوابيس عنها من وقت اللي اتأكد إنها قتلت الذيب، ماعرف هل هو إحساسه بالذنب بسبب اللي صار لها أو إحساسه بالشفقه ناحيتها كل ماتذكر صراخها وبكاها لما إكتشف نومها في سيارة أخوها، وبعدها الموضوع أتطور للأرق وهذي ثاني ليله يقضيها بدون نوم وبعد ساعتين قضاها يتقلب في سريره بدون فايده راح المزرعه وخرج يتمشى على ظهر الأدهم، لف شاله على رقبته وضم الجاكيت على صدره من البرد وطالع في النجوم المشعه بوضوح في عتمة الليل وبهمس/تظن إنها الليله بعد صحيت مفزوعه من كوابيسها ؟
زفر الأدهم بقوه وضرب بقوائمه عالأرض بخفه، ألتفت له سند بشرود/قلقان عليها؟ أكيد قلقان دامها صارت رفيقتك الجديده يافزاعها.

غمض عيونه وحرك رأسه بإنزعاج وهو يحاول يطرد صوت بكاها وشهقاتها العميقه اللي أترددت على مسامعه وفجأه لقي نفسه في مكان شبه ذا المكان.. وفي نفس الوقت.. معاها..


كانت الساعه أربعه الصباح لما رجع من تمشيته مع الأدهم اللي كان يصهل بحماس بعد المسافه الطويله اللي جريها معاه، ربط لجامه وقرب له المويا والأكل قبل مايفاجأه بقطعة شوكولاته أكلها بفرح وهو مستمتع بعناية وإهتمام سند، جفل الأدهم وصهل فجأه بطريقه خلت سند يتأوه بضيق/لاتقول إنها صحيت الليله بعد؟ المفروض إنها تنام لإن وراها سفر بكره وبتفكنا!!

وبحركه لاشعوريه لقي نفسه منزوي في الظلام وجالس على صخره ومشاعره مزيج من العصبيه والترقب، عقد أيديه على صدره وهو منتظر يسمع صوتها في أي لحظه، وفعلاً مامرت خمس دقايق إلا وصوتها واصله بكل وضوح/صباح الخير ياأجمل ماخلق ربي.
عقد حواجبه بضيق من نبرة صوتها المبحوح من كثر البكاء وبضيق" كنت أظنها أشجع وأقوى من كذا.. فعلاً بنات ماعندهم سالفه" ورجع يركز على كلامها الهادي/أنا عن جد ممنونه لوجودك هنا معايا، لولا صوتك اللي أنقذني من كابوسي كان ممكن أكون ميته ذحين.
ساد صمت غريب لفتره خلت سند يظن إنها راحت، أتحرك من مكانه وطالع بطرف عينه بحذر، جمد مكانه وهو يشوفها متمسكه برقبتة الأدهم وسانده رأسها على رقبته قبل مايتهدج صوتها بضعف/مهما جريت بكل سرعتي كان برضه ورايا.. وفي الأخير طحت وماقدرت أوقف.. قرب مني وهو يضحك.. قال زي ماأنا موته لازم .. يموتني.. كان قريب مني لدرجة إني شفت إنعكاس صورتي في عيونه اللي تطالعني بحقد.. أنفاسه الكريهه على وجهي والدم.. الدم يسيل من بين عيونه وغرقني معاه..
بكت وبقهر/الغبي.. أنا ساعدته.. هوا كان بيتعذب.. فكرت إن رصاصتي الثالثه لازم تنهي حياته وتخلصه من الوجع اللي سببته ليه.
بلع ريقه بصعوبه وهو يحاول يستوعب كلامها، هو اتأكد من مشط المسدس وكان ناقص ثلاث رصاصات وجسم الذيب كان فيه إصابتين والثالثه فعلاً بين عيونه وكان واضح للأعمى إنها كانت رصاصة رحمه.. رصاصه خلصت الذيب من عذابه بسرعه وبأقل ألم ممكن.
حرك رأسه برفض " أكيد السالفه أختلطت عليها من الصدمه، هي كانت مع ابوي وتدري صاوب الذيب بكم رصاصه.. لايمكن تكون قتلته بنفسها هالشيئ مستحيل"
عقد حواجبه بتركيز وهو يسمع أنفاسها وشهقاتها القويه وبقلق " وش مشكلتها بالضبط! الصبح لما وصلت لها ثريا السلسال صار لها نفس الشيئ"
كانت أصابعه بتضغط على رقم ثريا وترجع تقفل الإتصال بتردد، وش بيقول لأخته إذا كلمها الحين، شلون يبرر لها وجودهم مع بعض في نفس المكان وفي ذا الوقت المتأخر، سب نفسه على غبائه اللي خلاه يربط الأدهم في نفس المكان، كان لازم يتوقع رجوعها الليله بعد زيارة أمس، بس هو ماتوقع إنها بترجع للأدهم خاصة بعد ماشافته على ظهره وقت السباق اللي قرر يشارك فيه في أخر لحظه بعد ماسمع ردها على إعتذاره وبعد ماردت له ثريا سلسالها.. كانت مشاركته في السباق رد فعل في لحظة غضب، أتقصد إنها تشوفه مع الأدهم علشان تعرف إنه له.. كإنه بيعاقبها على رفضها إعتذاره وبيوجه لها رساله مفادها إن حتى الحصان اللي أعجبك وحبيتيه ملكي أنا مثل سلسالك.

صحي من أفكاره وراقبها بقلق وهي واقفه قبال الأدهم بصمت لفتره قبل مايسمح صوتها المبحوح/لاتخاف حبيبي ذحين صرت أحسن..
زفر براحه "الحمدلله صارت زينه" وفجأه كشر بإشمئزاز لما ركز في جملتها للأدهم واللي رد عليها تلقائياً وبهمس/أنا وش مقعدني هنا خل أروح أنام أحسن.
قرر يرجع لخيمتهم وأتحرك بحذر لخطوتين قبل مايوقفه عتابها للأدهم/عارف إنك صدمتني اليوم.. ماتوقعت ولا جاء في بالي إنك صاحب ذاك البني آدم.. الظاهر إن أمس كان يوم الصدمات العالمي.. في الأول سلسلتي وبعدها أنتا.. على قد ماكنت متلهفه وفرحت لما شفتك مع باقي الخيول، لا وكمان راهنت وبكل حماس إنك هتفوز عالكل.. على قد ماأنصدمت لما البنات اتكلموا عالفرسان والخيول وقالوا إن أسمك الأدهم وإن فارسك يكون ذاك.. عن جد أنصدمت وماصدقت، كيف يكون فارس ولحصان زيك وتكون أخلاقه وطبعه بذيك ال--
سكتت للحظات وتابعت بغصه/ حسيت بشيئ أنغرز في قلبي.. شيئ وجعني بقوه لإن فارسك اللي مو فارس مصر يتفنن في أذيتي حتى وهوا موعارف وكل مره بيأذيني بطريقه أحقر من اللي قبلها..لدرجة إني سبت السباق وماعاد شفته.. أنا ماكرهتك ولارح أكرهك مارح أخذك بذنبه لإنك غير وأحنا أصحاب.. أتفقنا!

كور أيديه بغضب وردد بعدم تصديق " فارس موبفارس!! هالحكي علي أنا!!"

تابعت/ بس البنات قالوا إنك فزت زي ماتوقعت، وذا الشيئ خلاني أجلس مع نفسي وأفكر بموضوعيه، وإتضح إن صاحبك في الأخير مو بذاك السوء..
قربت منه ومسحت على رقبته بهدوء/حصان جميل وذكي زيك أكيد هيختار فارس فيه شبه منه حتى لو شيئ بسيط.. مو يقولوا الخيل من خيالها وشكل خيالك بعد كل شيئ لسا فيه جزء إنساني شدك ليه وخلاك تحبه وتختاره من بين الناس.
سكتت للحظات وبتفكير/يمكن المشكله فيا أنا، خالد كان يقول إني بارده ومستفزه وبطلع أسوء مافيه وشكل صاحبك بيحس بنفس الشيئ، وأساساً أحنا ماأتفقنا من البدايه وصار بينا حساسيات بتأثر على أحكامنا.. عارف إن ثريا وأولاده بيمدحوه ويكتبوا فيه أشعار لدرجة إنهم خلوني أشك إنا بنتكلم على نفس الشخص!
تابعت بمرح/ الظاهر إن ذا تأثيري عالرجال من برا عيلتي، بس ذا مايمنع إن صاحبك برضه أكثر إنسان بارد ومستفز شفته في حياتي و---
قطعت كلامها فجأه وبتفكير/أمممممم لاااا صاحبك ثاني أكثر شخص بارد ومستفز شفته في حياتي لإن المركز الأول طبعاً لعلي وبلا منافس.. تعرف علي؟ أكيد لا من وين هتعرفه.. بس صدقني لو عرفته هتوافق وتبصم على كلامي بحوافرك الأربع.
ضحكت لفتره قبل ماتتابع بحب/بس علي قلبه أبيض وحنون بشكل مو طبيعي رغم بروده الظاهر وفوق ذا كله يحبني ومستحملني على علاتي وثقالة دمي معاه ويكفي إنه يسمع صوتي أو بس يلمحني علشان يعرف إذا كنت زعلانه أو فيا شيئ وبعدها مافي شيئ يمكن يمنعه إنه يكون جنبي مهما كانت ظروفه أو مشاغله.. إتنهدت وتابعت/أنا بحمد ربي اللي رزقني بناس يحبوني بذا الشكل أهلي وأهل خالد وأبويا مساعد وصحباتي وذحين أنتا.. وجودكم في حياتي رحمه وفضل من الله..
مرت دقايق بصمت غريب قبل ماتصرخ فجأه بحماس/خلاص عرفت أيش أسميك.. بسميك فزاع .. مره لايق عليك.. فزاع.. فزاعي الجميل.

تركها لجنانها المفاجئ وهي تنادي الأدهم بأسمه الجديد واتراجع لصخرته المعتاده بصدمه من كلامها، ذي البنت بتخالف كل توقعاته بشكل محير، ماتوقع إنها بتفكر بذي الطريقه وبإنها رغم كل اللي سواه فيها إنها بتراجع نفسها وتحاول تبرر له أسلوبه السخيف معاها لدرجة إنها تحط الحق والعله فيها، شد على أسنانه بقهر لإنه ماينكر إنه أتعمد يشارك في السباق نكايةً فيها.. أتوقع إنها إذا عرفت إنه صاحب الأدهم رح تزعل وتثور وتتخلى عنه مثل ماتخلت عن سلسالها الغالي عليها بسبب كبريائها السخيف.. يمكن كان يتمنى إن رد فعلها يكون كذا علشان ولمره وحده بس يكون ظنه فيها في محله، لكن وكالمعتاد خابت ظنونه فيها وماعرف يقرأها صح رغم إنها طولت لسانها مثل ماتوقع والظاهر ذا الشيئ الوحيد اللي صار متأكد من إنها ماتقدر تسيطر عليه.. كان في شيئ فيها بيخليه يتصرف بطريقه غير منطقيه ومحيره بالنسبه له وبدون مايعرف السبب.
فجأه عقد حواجبه بتركيز "منو علي اللي تتغزل فيه!! وبعد يحبها ويموت عليها" أنجرفت أفكاره لبعيد وبدأت ظنونه ترجع لسابق عهدها قبل مايهز رأسه بعنف وكإنه بيطرد كل شيئ سيئ يمكن يجي في باله، زفر بقوه وبعصبيه/أستغفر الله العظيم، هذي ماتتوب هي وأسلوب حكيها الغريب.. إلا تخلي الواحد يشك فيها غصب..
سكت للحظات وهو يسمعها تستأذن الأدهم علشان تصوره وهي لازالت في سواليف وضحك معاه، وبعصبيه/ الله يعني على هذرتها اللي ماتخلص، بس مضطر أتم هني بس علشان ماتركها لحالها بهالليل، موبناقص يصير لها شيئ وهي عندنا.. أخوها مستأمني عليها.
أتربع عالأرض وحبس أنفاسه بغيض و وهو يسمعها تنادي الأدهم بفزاع بين كل كلمه والثانيه واللي حره أكثر إن فزاع، قصده الأدهم متجاوب معاه بكل بساطه.

فتح عيونه لما حس برطوبه وأنفاس الأدهم على وجهه، وقف ومسح وجهه بشاله وفك اللجام بهدوء/لاتحاتيها إن شاء الله إنها زينه بين أهلها.. خل نرد المزرعه الصبح وراي إجتماعات مهمه.

حاول يطرد أي ذكرى لهذيك الإنسانه من باله ويركز على نفسه وقفز على ظهر الأدهم برشاقه قبل مايطلق له العنان في الصحراء


--------------------

صنعاء، الرابعه صباحاً


فتحت عيونها فجأه وعدلت جلستها وهي تشهق بقوه وتبعد الغطاء عنها وشفايفها تتحرك بالبسمله والمعوذات بهمس.. جسمها كان يرتجف وأفكارها مشوشه، حاولت تجذب أكبر كميه من الهواء لرئتها وتتنفس بعمق وفتحت شباك غرفتها ودارت عيونها بتوتر في عتمة حوشهم اللي أخترقه إنعكاس خفيف من إنارة حارتهم الضعيفه، سندت رأسها على الشباك وعدت عشر دقايق وهي على نفس وضعها لين حست بدقات قلبها أهدى وبتنفسها رجع لطبيعته رغم اللخبطه اللي حاسه فيها.
كانت متأكده من إستحالة رجوعها للنوم فقامت من فراشها وطالعت في الساعه وزي ماتوقعت كان نفس التوقيت اليومي تقريباً، شغلت نور غرفتها وغمضت بإنزعاج لما غمرها الضوء في البدايه وبعد لحظات فتحت عيونها ببطئ واتأملت غرفتها المتواضعه بهدوء.. كانت نفس غرفتها اللي أحتلتها مع أختها شيماء من صغرها، وكانت في زاوية البيت وبعد زواجها وسفرها نقلت شيماء أغراضها لغرفه قريبه من غرفة أمها وأبوها لإنها تخاف تنام لوحدها، ومن بعدها قفلت أمها الغرفه وماسمحت لأحد يستعملها وصارت تفتحها للتنظيف من فتره للثانيه أولما تزورهم، مررت أصابعها على طاولتها الخشبيه وكرسيها الصغير اللي لذحين بتستعمله.. رفوف الكتب اللي بتضم كل مجلاتها ورواياتها اللي جمعتها طول فترة طفولتها وقبل زواجها، فراشها ولحافها اللي عالأرض واللي كانت تشيلهم داخل دولابها طول النهار وتفرشهم وقت النوم.. إبتسمت لما أتذكرت رفضها بإصرار عرض أبوها إنه يشتري لها غرفة نوم جديده في زياره من زياراتها لهم، وقتها حست برعب من مسألة تغيير غرفتها وتخليها عن كل ذكرياتها دفعه وحده.. وبعد إلحاح أبوها جددت لون الجدران الأبيض وأحتفظت بنفس المكتب والدولاب ومساند الجدار والتكايات وإكتفت بتغيير قماشها القديم بقماش خليط من اللون الأزرق والرمادي والأبيض وموكيت بسيط باللون الأزرق..

إمتدت يدها لاشعورياً لرقبتها ورفعت الشال بين أصابعها ودفنت وجهها فيه وفلتت منها تنهيده عميقه وهي تتذكر حلمها بشيئ من الإرتباك والإستغراب.

في كوابيسها الأولى كان الرعب يشل أفكارها وحركتها ويقيدها عالأرض وكانت تغمض عيونها بإنتظار هجوم الذيب بكل إستسلام وبعدها تصحى مفزوعه وهي تصرخ وتبكي وأنفاسها مقطوعه، لكن أحلامها الأخيره كان فيها إضافه جديده وغريبه ومخيفه بالنسبه لها..


في اللحظه اللي كانت متوقعه هجوم الذيب عليها كالمعتاد حست بشئ يلف خصرها ويرفعها من الأرض بقوه وبعدها لقيت نفسها محجوزه بين ذراعين شخص يضمها بحنان.. إتنهدت براحه لما فكرت إنه عبدالرحمن جاء وأنقذها كالمعتاد وسندت رأسها على صدره بتعب وهي تسمع قلبه ينبض بجنون غريب، فتحت عيونها بإستغراب ورفعت رأسها لفوق وشهقت بصدمه من اللي شافته وبالأحرى من اللي ماشافته.. طالعت بحيره في الوجه الخالي من الملامح.. مجرد إطار لوجه مرسوم بدون أي تفاصيل، لاعيون ولا خشم ولافم! مجرد وجه أبيض بدون ملامح خلاه تتوتر وتتحرك بقوه وهي تحاول تخلص نفسها من الذراعين اللي مثبتتها بإحكام وفجأه جمدت مكانها بهدوء غريب لما شافت شالها ملفوف على رقبته.. مدت أصابعها وحاولت تأخذه منه واتفاجأت بيده تمنعها بهدوء خلاها تنزل يدها بصمت ورجعت نفس الذراعين تضمها بمزيج من القوه والحنان اللي بدد توترها وفي لحظات كانت لافه أيديها على رقبته وسانده رأسها على صدره بإستسلام وراحه غريبه.

فتحت عيونها فجأه وشافت إنعكاسها في المرايه وهي ضامه الشال لصدرها بقوه، إرتخت مسكتها عالشال وطاح على الأرض ورمشت بعيونها بإرتباك وأتحول وجهها للون الأحمر و مسحت وجهها بكفوفها ولاحظت رجفتها بشيئ من الضياع، وبدون ماتحس لمت شعرها المبعثر ولبست جاكيتها وكوتشها وخرجت الحوش وبدأت تجري وتفاصيل حلمها الغريب تمر في بالها بإصرار
العاشره صباحاً

قفل مع علي اللي أتصل يتأكد من وجوده في المكتب وإتنهد بعمق وباله مشغول على جوري، كلام أمه خلاه الفتره اللي فاتت يراجع نفسه ويكتشف إن معاها حق، جوري ماعاشت طفولتها كامله ومالحقت تعيش معاهم في الفتره اللي كانت محتاجه فيه لوجودهم جنبها.. كانت في مرحلة مراهقه ومحتاجه لتوجيههم ورعايتهم وإهتمامهم الكامل وبدل مايكونوا معها وحولها لقيت نفسها وحيده في بيئه جديده وبعيده ومع ناس غريبين عنها تماماً.. حاول يحط نفسه مكانها ويتخيل حياتها كيف كانت وكيف عاشتها وإنصدم باللي مر في باله.. أمه كان معاها حق.. هم ماقدموا لها شيئ ولا كانوا متواجدين معاها في أحلك ظروفها..ولا أحد فيهم فكر كيف عاشت حياتها كل ذي الفتره وبأي أسلوب.. ورغم كل ذا كانت دايماً مبتسمه ومتفائله وجهها بيضحك بإشراق مهما كانت أحوالها.. ماقد شافها زعلانه ومتجهمه أوحتى مبينه ضيقها قدامهم رغم إنه متأكد من وجود خيبات أمل في حياتها أكثر من غيرها وأكثر منه هو شخصياً.
لطالما أعتبرها عاطفيه وردود أفعالها بتكون سريعه ووليدة اللحظه، وأوقات كثيره إتهمها إنها بتتصرف من رأسها بدون ماتعمل حساب لأحد.. لكن للأمانه كانت على طول بتحاول تعمل الصح على قد ماتقدر، وغالبية تصرفاتها ذي كانت علشان غيرها أكثر ماهي علشانها.. وعلى كثر ماكان معصب منها من قبل على كثر ماحزن عليها وأتعاطف معاها بعد كلام أمه وأخوه عبدالرحمن.

مر أسبوع كامل من وقت ماوصلت أخته وأبوسند..
يومها ماقدر يسلم عليها غير بعد ماعشى ضيوفه وبيتهم فضي.. كان متوتر من مقابلتها بعد كلامه البايخ والعصبي معاها آخر مره.. بس هي سلمت عليه بحب ولهفه وبنفس جنونها وإبتسامتها الحلوه وكأن ماصار بينهم أي شيئ.. أما هو فوقف يتأملها بصدمه أنتبه لجسمها اللي نحف ووجهها الأصفراللي واضح عليه التعب والإرهاق، وقتها كل الكلام اللي قالته أمه قالته رجع يتردد على مسامعه مره ثانيه وبقوه..

أما أبوسند فكان شيئ ثاني.. إصراره على توصيلها بنفسه وسفره معاها خلاه يحترمه ويقدره بشكل مو طبيعي خاصة بعد ماعرف إنها كانت جايه لوحدها وبدون أولادها، ورغم إنه سمع من علي وعبدالرحمن وجوري نفسها كلام طيب ومشجع عنه إلا إن مقابلته شخصياً فاقت كل توقعاته، أسلوبه البسيط والمتواضع وتعامله الراقي معاهم خلاه يحبه ويغير رأيه في العلاقة اللي بتربطه بجوري، وطول الأيام الثلاث اللي قضاها أبوسند معاهم ترك المكتب لصاحبه يوسف وأتفرغ لأبوسند وواجب ضيافته ب---


اللي أخذ عقلك.

أنقطعت أفكاره وطالع في علي اللي دخل بدون مايحس وجلس براحه، ساب كرسيه وراء المكتب وراح جلس في مواجهته وبدون مقدمات/غنى الحمدلله أتحسنت وعبدالرحمن يقدر يسافر في أي وقت وأنت لذحين ماقلت لي على أيش ناوي.
حط رجل على رجل وبسخريه/شغلك واقف لدرجة إن ماعندكم شاي أوقهوه.. طيب كأس ماء عالأقل.
قام معاذ بدون مايرد وطلب له الشاي الثقيل المعتاد ورجع مكانه بنفاذ صبر/علي فكني من برودك مش ناقصك ذحين.. شوف لي حل ياأخي.. لك يومين غاطس ومابترد على إتصالاتي.
طالع فيه بهدوء/أنت داري إني مضطر أغيب كل فتره والثانيه بدون إتصال، بعدين أنت مطولها وهي قصيره، عمتي قد جابت لك الخبر المفيد وعم مساعد قد شفته بنفسك.. ليش بتعيد وتزيد في شيئ منتهي..
وقف ودار بعصبيه/علي لاتجنني وخلي عم مساعد على جنب، أنا مش مرتاح لجلستها هناك أنت شايف حالتها كيف كل مالها في النازل.. البنت فيها بلاء وساكته وإذا حصل لها شيئ م---
سكت لما دق الباب ودخل الفراش بالشاي وبمجرد ماشاف علي ببدلته العسكريه وجثته الضخمه طلع بسرعه بدون سلام ولاكلام، أخذ كأسة الشاي وشربها على مهل وببرود/أنت داري ببلاها وعادك تشتي تزودها فوق همها هم.. داري بها ماتقدر تفلت عيالها وذحين لها أسبوع بدونهم وجاي تقول صحتها ويحصلها.
زفر معاذ بقوه/طيب والحل.. قلنا نزوجها وتتلهي بزوجها وتبدأ صفحه جديده رفضت.. قلنا نقنع خالد يخلي عيالها معاها وتستقر هنا ماعجبها.. وأنت للأن ماجبت لها سيرة صدام.. أيش نسوي لها قلي بس!!
طالع فيه بإستغراب/وأنت ليش مستعجل، قرارها وقالته لك وقد رتبت أمورها مع عيالها، وربي إذا أعطانا عمر أخر السنه وهي عندك، أما صدام فأنت شفت كيف كانت.. كيف أفاتحها في زواجه منها وهي بهذي الحاله.
جلس وراء مكتبه وبتفكير/بس حالتها ذحين أحسن من أول ماجات صح؟
علي بإبتسامه/أنت داري إن الفضل في تحسن حالتها بيرجع من بعد الله لوجود عم مساعد معاها.. عم مساعد بالنسبه لها أب فعلاً.
إتنهد بضيق من الحقيقه اللي لاحظها بنفسه، طول ماكان عم مساعد معاهم نظراتها وحركاتها وحتى صمتها في حضوره كانت بتتكلم عن حالها بكل وضوح.. كان واضح إنها متعلقه فيه بشكل موطبيعي حتى بالنسبه لمعاذ.. إهتمامها الزايد بأكله وشربه وأدويته.. حرصها الدايم على مرافقته وين ماكان لدرجة إنها لفت بيه صنعاء كلها وهي تعرفه على معالمها وأماكنها المفضله.. شهيتها للأكل رجعت ومرحها وضحكها مافارقوها.
في البدايه وأول ماسمع منها عن مساعد المنذر ظن إنه ذكرها بأبوها وإنها بتعوض معاه حرمانها من أبوه بسبب زواجها المبكر وسفرها، وإنها بتوجه كل عاطفتها وحبها وإحباطها من فراق أولاد لعمه مساعد.. لكن بعد ماراقبهم طول الفتره اللي قضاها معاهم إكتشف إنها فعلاً متعلقه فيه وتحبه لشخصه بغض النظر عن التشابه البسيط اللي بينه وبين أبوه، هي فعلاً مجنونه بشيئ أسمه مساعد المنذر واللي قابلها بالمثل وعاملها معاملة الأب لبنته وكان حبه لها قوي وواضح لدرجة إن الأعمى يشوفه وذا الشيئ خلاه يفهم طبيعة علاقتهم اللي كان متحفظ عليها من قبل وخلاه يستحي ويندم على كل اللي قاله لجوري وقت ماسافر عبدالرحمن وظلت معاهم

أتنهد وسند رأسه عالكرسي وبهدوء/وذا يخلينا نرجع للبدايه، عم مساعد مهما حبها وحبته إلا إنه بعيد عنها ومش متواجد معاها بشكل دايم، هو في الرياض وهي في جده يعني ماأقدر أطمن عليها وأقول إنه معاها.

سكت للحظات وبيأس/ياعلي طول ماهي بعيده أنا قلقان عليها وشايل همها.. أتمنى توافق على صدام وتستقر هنا وصدام مش غريب عليها وسمعته ماتخفاها وكل الناس تدور نسبه وتتمناه ومن سوء حظه وحسن حظنا إنه ماوقع إلا في أختك وذا الشيئ هيحل ذي اللخبطه.
علي بحب/إلا من حسن حظه وأمه داعيه له في ليلة القدر إذا وافقت عليه أختي..
معاذ بضحكه/ياأخي اللي يسمع نقاركم وأسلوبكم البارد يظن بينكم ثأر وأنتوا أكثر أخوان يحبوا بعض لكن من تحت لتحت.. أيش المحبه الغريبه هذي!
علي بإبتسامه/أتعودنا نستفز بعض ونتحانب كل ماتقابلنا وبيعجبني أستفزها وأخليها تعصب وتسمعني كلمتين وأرجع أصالحها.. ماعليك منا أنا وأختي نسد.
وبجديه/بس هي ماوافقت على يوسف وهو أعزب وفاضي وأكيد ماهتوافق على صدام المتزوج خاصةً إنها تعرف مرته.
عقد معاذ حواجبه بضيق/أنا صح زعلت على رفضها يوسف بس مالهم نصيب، لكن صدام غير أبن خالك ومننا وفينا وغير هذا كله أحنا داريين إنه كان يشتي يتزوجها زمان لولا إن نصيبها جاء فجأه.. بعدين ليش ماتوافق عاده أحسن إنها تعرف مرته عالأقل يتفقوا وهو بيسكنها في بيت لحالها مش معاها زي ماكان الأفندي خالد مسوي.
طالع فيه ببرود/كل كلامك ذا مايفرق معاها ببصله وزواج خالد عليها مش معناه إنها بتسويها في غيرها وأكيد ماتسويها في مرة أبن خالها .. وأنا متأكد من جوابها سلفاً لكن ماعلى الرسول إلا البلاغ ا----
رن جواله وطالع فيه بملل/على سيرة صدام.. هذا ثالث إتصال من أمس الليل لذحين، خايف ترجع جده وماقد فاتحناها.
معاذ بهدوء/يعني أنت مازلت مصر على سفرها.
خلص كأسة الشاي ووقف بهيبته المعتاده وبثقه/أختي أطرحها وسط صحراء وأنا راكن ومطمن إني مخلي بعدي أسد مش بس رجال، خليها تكمل الكم الشهر اللي باقي لها مع عيالها بدون تنغيص يامعاذ وأولها وآخرها بترجع لنا بالسلامه بإذن الله.. وإن شاء الله بخرج معاها وأردك خبر.. السلام عليكم.
معاذ بإحباط/وعليكم السلام والرحمه.
وقف يتفرج عالشارع من شباك مكتبه وكله إمل إنها توافق على صدام ابن خالها وترجع تعيش معاهم ووسطهم.. بكذا بس ممكن يطمن عليها ويحافظ على وصية أبوه في إنه ينتبه لها ويكون جنبها على طول.


--------------

الرياض، الثانيه والنصف ظهراً


دخلت وسلمت وراحت جنب أبوها اللي حط ذارعه على كتفها وقربها منه وبإهتمام/شلون دكتورتنا.. تأخرتي اليوم؟
ثريا بإبتسامه/الحمدلله زينه ياقلبي بس تدري مع هالبرد الصغار بسرعه يمرضون واليوم كانوا زايدين شوي.
الجده/الله يعينك على لويتهم، وعساك عالقوه يابنيتي.
ثريا/الله يقويك يمه تسلمين.
ألتفتت لأبوها بإبتسامه/يبه مالحقت أشوفك من يوم رديت من اليمن وأنت مشغول بهالناس والشغل.
أبوسند بجديه/هذي مصالح ناس ومانقدر نعطل اشغالهم.
هزت رأسها بموافقه/وشلون كانت سفرتك وشلون شفت أهل جوري.
إتنهد وبحب/أهلها مثلها زينين وحيل أستانست معهم والجماعه ماقصروا وماخلوا ذبايح ولاكرم ولاكلمة شكر ماقالوها بسبة روحتي معها.
ثريا بضحكه/الظاهر جازت لك القعده هناك وتبي ترجع لهم مره ثانيه.
رد بإبتسامه/أنا أشهد إنها جازت لي حيييل.. هواهم زين والدنيا مطر وناسها طيبين وكرماء ويكفي إن جوري عندهم.
الجده/عساها صارت زينه يوم شافت أهلها، قلبي كان شاب نار عليها وموبمرتاح.. وجهها أصفر وحيل تعبانه.
أتذكر أبوسند ضحكها في الطياره وبضحكه/أي تعبانه بسم الله عليها، تدرون إنها قلبت الطياره فوق تحت لإن المسافر اللي جنبها رجال ورفضت تجلس لين يغيروا مقعدها أو الرجال يروح وتمت واقفه ربع ساعه تقنع في هالمضيفات لين غيروا مقعده مع بنيه.
الجد بإستغراب/هي ماهيب معك ومع عيالها ولا شلون.
إتنهد وبتردد/بصراحه يبه هي مالقت حجز لثلاث أشخاص، قامت حجزت لعيالها لجده وهي لصنعاء وأنا مادريت إلا يوم نادوا على رحلتهم وقامت تودعهم، وطلعت متفقه مع عمهم يستقبلهم في المطار.
شهقت ثريا/يمه منها هالبنت اللي تسوي الهوايل وماتحكي عن شيئ، حسابها معاي لما ترد.
الجد بإبتسامه/والله إنها بعشر رجال، وزين إنك فكرت تسافر معها ولا كانت بتروح لحالها.
زفر بضيق/أنا ماشفت وحده بيباسة رأسها وعنادها،كنت بذبحها في الطياره.
الجده/بسم الله عليها وش سوت هالعوبا بعد.
إتنهد من قلب/ماقبلت أبدل مقعدي مع واحد من الركاب وحلفت أتم في الدرجه الأولى.. تقول موبمتعود عالإقتصاديه وحكرتها. الجد/مومهم وين بتجلس المهم إنك معها وإنكم وصلتوا بالسلامه.
أبوسند /الحمدلله.. وحتى حالتها صارت أزين يوم شافت أهلها.
ثريا بسخريه/أجل الله يعينهم على هبالها بتشيب روسهم.
بدر بإبتسامه/حرام عليكي ياعمه.. يازينها خالتي جوري تونس الواحد وتوسع صدره.
بحلقت فيه ثريا بغيض/لا وحنا موبعاجبينك سيد بدر!
بدر بنفي/لاعمتي عاجبتني ونص، بس خالتي جوري غير عنكم كلكم.. هي فله وتحب اللعب والوناسه وأحسها مثلنا.. وهم بعد عاقله وكلامها حلو ويريح الواحد.
أتذكر أبوسند لعبها مع أخوانها وبضحكه/ترى مابعد شفت وناستها مع أخوانها كان أعجبتك القعده معاهم وبتم تضحك مثلي لين يتشقق حلقك.
كشرت الجده /هالبنت ماتجوز من هبالها... الله المستعان بس.
الجد بإبتسامه/وش عليكي منها خل تستانس مع أهلها هي يلا تشوفهم ويشوفوها.
وألتفت لأبوسند بجديه/خل عنك سوالف الحريم وقم شف ولدك وش فيه موبعاجبني.
طالع فيه بإهتمام/أي ولد فيهم؟
الجد بهدوء/سند هو عندنا غيره، هذا اللي ينقال عنه مشيب روسنا.
إرتبكت ثريا وفضلت تنسحب قبل ماتتورط مع أبوها مثل ماتورطت مع جدها لما سألها عن سند وأضطرت تحكي له عن السلسال واللي صار لما كانوا في البر.
صنعاء، قبل المغرب

كانت تصور وتفرقع بلبانتها بصوت عالي وهي منتظره من أختها تفك معاها الموضوع بدون فايده، أحلام بإنزعاج/ جننتيني بذا العلك، إذا عندك كلام قوليه وخلصينا.
قربت منها وفرقعت لبانتها بقوه جنب أذنها وبغيض/وليه ماتقولي أنتي مو الموضوع يخصك ولا يتهيألي.. ولايمكن سر وماتبغيني أعرف أحلام خانوم.
دفتها إحلام وفركت أذنها بضيق/بطلي سماجه وأرحمي علكتك وارميها طلعتي روحها..
قربت منها وعادت نفس الحركه لكذا مره بلعانه وبهدوء/ أنا من زمان سامجه لكن مابخبي عنك حاجه ياحساسه ولبانتي حره فيها نختلص مع بعض.
اتأففت أحلام وبضيق/أيش أخبي أنتي الثانيه وقد علي شكله قلك وماقصر.. أستغفر الله منكم عايله مافي خصوصيه بالمره.
شهقت جوري وبسخريه/خصوصية أيه يابنت أمي والبيت كله عارف.. ولا خصوصيه عليا أنا بس.. أجل كثر خيره أخويا حبيبي اللي عبرني وحكى لي بدل منا زي الأطرش في الزفه.
مدت أحلام يدها لجوري اللي مسكتها بين كفوفها وتابعت بهدوء/أنا موفاهمه أنتي ليه مصره تعذبي نفسك، أنتي موناقصك شيئ علشان ترفضي العرسان واحد وراء الثاني..
أحلام بغصه/كلكم بتقولوا نفس الكلام لإنكم أهلي وبتحبوني وبتشوفوني كامله.. لكن الناس مش شايفتني إلا عمياء.
ضغطت يدها بحنان/أول شيئ الكمال لله وحده، وثاني شيئ عماكي مامنع إنك تعيش حياتك بشكل طبيعي.. عماكي مامنعك تصيري معيده في الجامعه ولامنعك تصيري كاتبه في أشهر الجرايد ولك متابعين وقراء بالألوف.. و لاهيمنعك من تكوين أسره وبيت خاص فيكي.
إبتسمت بمراره/والأسره والبيت ذا كيف همشيه إن شاء الله وأنا مش شايفه غير السواد.. ليش الكذب أنا حتى السواد ماأعرفه.. الزوج ذا مايشتي له زوجه تشوفه وتعرفه وتوفر له طلباته.. والعيال ذول مايشتي لهم وحده تجري بعدهم وتنتبه لهم، ولا أتزوج وأخليه يجلس بالعيال وأشتغل بداله.
جوري بضحكه/الله أتخيلي المنظر بس وهو بمريلة المطبخ وشايل على خصره ولد ويده تقلب الطبخه وبيخاصم البنت لا تأكل بطارية الريموت ويجري علشان يقفل----
قاطعتها أحلام ببكى/وذا كله وتشتيني أتزوج.. إنا مااقدر أسوي ولا حاجه من هذي.
عضت جوري شفايفها بقهر كانت بتحاول تضحكها قامت بكتها، أخذت نفس وبهدوء/
أنا ماقلت إنه شيئ سهل أوبسيط، لكن ماهو مستحيل.. هوا عارف وضعك ومقدر ظروفك وأتقدم لك على ذا الأساس.. هوا مو مجبور يسوي كذا إلا إذا كان يحبك وبيعمل المستحيل علشان تكوني من نصيبه.
رفعت رأسها بصدمه/يحب..يحبني! يحبني أنا!!!!
إبسمت ولمست وجهها بحب/أكيد يحبك، واحد يتقدم لوحده مايعرفها ولا بينهم كلام ولاشاف وجهها ويترفض مره وأثنين وبرضه مصر عليها ويقول لأخوها أنا هنتظرها مهما طلبت مهله للتفكير، إذا ماكان ذا حب فما أعرف أيش أسميه.. أنتي أيش تسميه؟
حركت يدها بتوتر/أيش من حب وكلام فاضي.. بطلي كلام الروايات السخيف.. قلك حب وهباله.
إتنهدت جوري وبحالميه/الحب موهباله بعدين حبه ليكي حب عذري وطاهر.. عشق روح مو جسد.. حب مافيه مصلحه ولا حسابات.. حبك كذا لله في لله.
هزت رأسها بعدم إقتناع/بلا عذري بلا شرعي وأطلعي من رأسي لاتجلسي توسوسي لي بأفكارك الغبيه.
شهقت بصدمه/أوسوس لك وأفكاري غبيه.. يجي منك أكثر أحلامي.
زفرت بضيق/مش قصدي.. أنتي كمان أسمعي الهباله اللي بتقوليها.
حوطت وجهها بكفوفها بحزم/ركزي معايا ومابغى منك غير هزة رأس يإيجاب ونفي لا غير.. الرجال أخلاقه سيئه.. فيه عيب.. سمعته بطاله.. طمعان فيكي.. من النوع اللي يتسلى ببنات الناس.
كانت كل حركات أحلام بنفي خلت جوري تشد على أسنانها بغيض/أجل ليه رافضته وعلي أكد لك ألف مره إنه رجال والنعم فيه.. ليه مكتئبه ومصره تقفلي الباب على قلبك ورافضه تدخليه حياتك.. أنتي مانفسك تعيشي حياتك مع واحد يحبك وتحبيه.. تشاركيه فرحك وحزنك.. يكون أقرب شخص
ليكي ويفهمك من غير ماتحكي ولا كلمه..
سكتت للحظات ومسكت أيديها وبحنان/مانفسك تشيلي ولدك أوبنتك في حضنك.. تضميه لصدرك وتشمي ريحته وأنتي عارفه إنه جزء من الإنسان اللي تحبيه.
هزت رأسها بموافقه ودموعها تنزل بصمت، ضغطت جوري على أيديها وبرجاء/أعطيه وأعطي نفسك فرصه.. خليه يجي الشوفه.. أستخيري الله في أمرك وماخاب من أستخار
وبعدها شوفي نفسك حاسه بأيه.
أحلام ببكى/وإذا غير رأيه بعد مايشوفني، يمكن ماأعجبه ويبطل.
ضمتها جوري بفرح لإن معنى كلامها إنه عاجبها وكانت متردده وخايفه ، وبحماس/أقلك عشق روحك وهي لله، أجل إذا شافك أيش بيسوي، سيسقط صريع هواكي في التو واللحظه.
دفتها أحلام ومسحت دموعها بإبتسامه وهي تحاول تتمسك بشيئ من حماس أختها وثقتها اللي لطالما اعجبتها وبتردد/جوري والله العظيم خايفه أفرح وأبني أمال عليه وفي الأخير ظني يخيب.
شبكت ذارعها في ذراع أختها وبثقه/من اللحظه ذي مافي خوف، كفايه اللي راح من عمرك بسببه.. ذحين في ثقه وامل وأحلام.. يختي أحلمي وخذي من أسمك نصيب.. حبي وأتحبي وعيشي حياتك ولونيها معى قيسك ياليلى.
هزت رأسها بشرود وهي تراجع قرارها وتتمنى إنها ماتكون أستعجلت.

---------------
العاشره ليلاً

حطها عالسرير بحذر ولبسها قميص بيتي طويل وهو يضحك من وجهها الأحمر وجسمها المتشنج وبمكر/لا تتجبسي وأسترخي ترى كل شيئ محفوظ هنا.
واشر على دماغه، رمته بالمخده وبخجل/قلت لك ياسخيف مش محتاجه مساعده بس أنت قليل أدب وعيونك زايغه، أنزل لعمتي وخليني أنام.
مسك المخده وعدلها وراء ظهرها بإبتسامه/حرام عليكي ياشيخه أنا الأدب كله عندي واسألي جوري عني.. عيوني ماارفعها في وحده مع إنهم يجوني بنفسهم.
بحلقت عيونها بصدمه/من هم اللي يجوا لك ياعبدالرحمن.
غمز لها وبغرور/من يعني أكيد بنات، لو شفتيهم كيف يتحذفوا عليا لما أنزل السوق مع جوري.
صفر وبتمثيل/ حزنت عليهم وهم يترجوني أخذ أرقامهم وأنا أقول لهم يابنات عيب.. أنا إنسان متزوج.. ياجماعه ماينفع.. أنا أحب زوجتي بس مافي فايده.. أرجع البيت أفك أكياسي يطلع منها أرقام أكثر من الأغراض اللي أشتريتها.
طالعت فيه بغضب/ماشاء الله وأنت رايح جده تنتبه لأختك ولا تجمع أرقام بنات الناس.
كتم ضحكته من شكلها اللي يتجنن عليه لماتغير وتعصب، وبإبتسامه/تصدقي أنا فكرت أخليها هوايه، أجمع أرقام بدل جمع الطوابع، الطوابع صارت قديمه وبطلوها.
صاحت بغيره/عبدالرحمن لاتجنني وتخليني أحلف ماعد ترجع جده.
أختفت إبتسامته بسرعه وطالعها ببرود/نعم ست غنى ماسمعتك.. أيش بتسوي.
غطت فمها بيدها للحظات لما أستوعبت اللي قالته وبإرتباك/قصدي.. يعني أنا..
سكتت بقهر لما أعطاها ظهره وراح للتسريحه بعدم إهتمام، نزلوا دموعها وبرجاء/حبيبي والله مش قصدي اللي فهمته.. أنت داري إني بقول أي شيئ وأنا معصبه بس مابيكون قصدي الكلام بذاته.
جلس جنبها عالسرير وحركها من مكانها بحيث صار ظهرها لصدره وبدأ ينشف شعرها الرطب، كانت كل ماحاولت تلف وجهها وتقابله يرجع يعدله ويتابع تمشيط شعرها بصمت وبعد ماخلص ناولها عطرها ورجعته وقبل مايروح مسكت يده بندم/أسفه والله موقصدي.. أنا غلطانه وقليلة أدب.. روح المكان اللي يريحك وجمع أرقام على كيفك.. أقلك هاتها معك لما تجي وأنا أفرزها وأرتبها لك، ايش تشتي ثاني وأنا أسويه.
جلس جنبها وسحب يده من يدها ببرود/في وحده تحترم زوجها تقله ذا الكلام؟ أيش هذي تحلفي عليا!! أنا رجال ولاطرطور! بكره أيش هتسوي.. تحرمي وتطلقي ياغنى؟
شهقت بصدمه/أنت رجال وسيد الرجال.. والله العظيم زلة لسان وماقصدت حاجه من اللي فهمتها.
قلب في جواله ببرود/معناها واضح وماتنفهم غير هكذا.
هزت راسها بنفي/قلت لك زلة لسان.. غلطه غير مقصوده لاتمسكها لي.
وببكى/أنا ماصدقت إنك جيت تقوم تزعل مني.. خلاص والله أسفه وندمانه وماهيعدها أبداً وإذا زعلتك مره ثاني يارب ينقطع لس--
حط يده على فهمها ومنعها تكمل وبأمر/لاتدعي على نفسك ياغبيه.
مسكت يده برجاء/أيوه أنا غبيه لأني زعلتك ،قلت لك أسفه وندمانه ليش ماتسامحني.
طالع فيها بصمت، أكثر شيئ يكرهه هو دموعها واللي يكره أكثر إنه يكون السبب فيها.. لحد ذحين مو مصدق إنها قدامه حيه وبخير، كل ماأتذكر منظرها وهي بين الحياه والموت وكيف لما قالت له الدكتوره إن الجنين مات وكيف أصر عليها وقتها إنها تجيبه .. حس بشيئ عصر قلبه بقوه لما شافه كانت ملامحه باينه وأطرافه واضحه حتى رأسه كان مغطيه شعر خفيف وكان ولد.. وقتها سأل شيخ وقال إنه يدفن ولايغسل ولايصلى عليه لإنه لاروح فيه وإنما تبينت خلقته فقط.. وفعلاً دفنه وكله خوف على غنى اللي ماكانت بوعيها.. يدري إنها بتنصدم وحالتها بتسوء لكن كان المهم عنده إنها تصحى وبس.. كان ماسك يدها وبيدعي لها ليل ونهار وماصدق عينه وقت مافتحت عينها وشافته قدامها.. دموعها نزلوا بصمت عبر عن كل اللي بتقوله بدون كلام.. وقتها بس حس بالراحه وسجد شكر لله على سلامتها وثاني يوم أتحسنت وقدرت تتكلم معاه لفتره، ماقدر ينسى أول كلمه لها وهي تضغط على كل حرف بصعوبه/كرهتك وكرهت سفرك.. أول ماطحت دعيت.. الله إنك تكون معايا في ذا الوقت..
ماخلاها تكمل كلامها لإنه ضمها بقوه وهو يبكي.. غناه بخير وتكلمه وتعاتبه.. الحمدلله ماكان يتمنى أكثر من ذا الشيئ.. مو مهم الولد مادام هي عايشه وبخير..
ولما جات أمه وجوري بعد مابلغهم.. كان أول شيئ سواه إنه شال جوري ودار فيها زي المجنون وسط إستغراب أم غنى وأخواتها وضحك جوري الفرحانه، وأخيراً حطها عالأرض وبهمس/ذحين بس فهمت معنى كلامك.. ذحين اتأكدت إن غنى لو فتحت عيونها وماشافتني جنبها ماكانت هتسامحني ولا هتفهمني أبداً..
مسحت دموعها وبهمس/المهم إنك معاها وماتخليت عنها.

قطع أفكاره وطالع في غنى اللي ماسكه يده وتبكي بحرقه، يالله قد أيش يحبها ومايتخيل حياته بدونها وكل مايتذكر حالتها قلبه يوقف من مجرد التخيل إنه كان ممكن يخسرها مثل ماخسر أبنه، مسح دموعها وبحنان/خلاص أنتي تعبانه والدموع تضرك.
طالعت فيه برجاء/يعني خلاص سامحتني.. والله أسفه وماهعيدها.
ضمها لصدره وبهمس/خلاص حبيبتي خلاص.
أتعلقت فيه ورجعت لبكاها من جديد بس المره ذي كان بكاء راحه خلاه يبتسم ويبدأ يصالحها بطريقته.

--------------

لندن، السادسه مساءً

رفع ياقة الجاكيت وغطى نص وجهه بشاله الأسود بمجرد خروجه من باب البنايه الضخمه واتحرك بخطوات سريعه للكوفي اللي ريان منتظره فيه، دخل ودار بعينه في المكان للحظات قبل مايتوجه لريان اللي جالس في الزاويه، جلس بهدوء/السلام عليكم.
ساب ريان الجريده وطالع في الإنسان المكتسي بالسواد من أطراف شعره ونظارته لطرف جزمته الجلديه السوادء وبإبتسامه/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. قهوه كالمعتاد.
هز رأسه بنفي وأشر للجرسون وطلب ماء بارد، ريان بمزح/شكل ريقك نشف من كثر الحكي.. حللت الساعه زين هالأسبوع.
شرب على مهله وعيونه عالحرس اللي دخلوا بعده بدقيقه وبهدوء/أنا مدري وش اللي خلاني أبدأ هالسالفه من الأساس.. إذا الصحافه شمت خبر بندخل في فيلم حنا في غنى عنه.
ريان بإبتسامه/وشلون بيشمون خبر وأنت إذا مشيت جنبي مارح أعرفك ياباتمان.. قصدي ياسند.
ألتفت له سند ببرود/تنكت بعد.. أيه موبأنت اللي مضطر تخفي نفسك علشان تروح لدكتور نفسي.. ولا أنت اللي مضطر تجلس ساعه بكاملها وأنت تسمع لفلسفتهم الماسخه.
ريان بجديه/الحين أنت مو برايح بكيفك.. مو بأنت اللي قلت لي إبي دكتور سمعته معروفه.. موبأنت اللي فضلت ماتقول له شخصيتك وتلبس هاللبس في كل جلسه.. ليه تتذمر الحين!
سند ببرود/ تبيني أقول له أسمي علشان ثاني يوم أتصدر الأخبار الرئيسيه والكل يحكي عني.
رفع ريان الجريده في وجهه وبإبتسامه/مو بمحتاج دعايه أنت من رجال الأعمال الأكثر ظهور على صفحات الجرايد والمجلات.
عقد حواجبه وهو يطالع في صورته في الجريده ويقرأ الكلام اللي إنكتب على آخر دمج تم بين شركات المنذر وشركه بريطانيه من يومين، وبهدوء/ إني أتصدر العناوين بأخبار الشغل والصفقات شيئ وإني إتصدرها بخبر عن زيارتي لدكتور نفسي شيئ ثاني.. تدري إن أسم المنذر وسمعته بتهتز وسعر الأسهم بيتأثر هذا إذا ماطاح للقاع.
شرب المويا وباله رجع للي صار في المزرعه ولمواجهته مع أولاده للمره الأولى وشلون قرر يبدأ معاهم من جديد، واللي خلاه يحسم أمره هو قرار بتول في متابعة جلساتها وذا أعطاه الشجاعه والدافع علشان يتغير ويعوض كل اللي فاتهم.
ألتفت لريان اللي سأله/انزين أنت حاس نفسك أستفدت من هالجلسات ولا كلها فلسفه على قولتك.
اتأمل إنعكاسه الأسود على زجاج الشباك وشرد بإفكاره، رغم كرهه للفكره إلا إنه ضغط على نفسه وأختار أشهر دكتور في إختصاصه وصار يحضر جلسات أسبوعيه وبصوره سريه، ماينكر إنه أستفاد من الجلسات وبدأ ينظم حياته وأولوياته بشكل مختلف.. قاعد يحاول يتقبل موت سمر وبعده عنها بشكل مايخليه يأثر على أولاده وتعامله معاهم.
لكن في نفس الوقت ماكان حاب فكرة إنه يحكي خصوصياته وأدق تفاصيله لشخص غريب حتى وإن كان مايعرف شخصيته.. كان حاس نفسه كتاب مفتوح والكل بيقرأه بسهوله وعلشان كذا كان حريص على الإحتفاظ بأغلب التفاصيل لنفسه واكتفى بقول بالأشياء اللي حس إنها مهمه ويمكن تفيد في حالته.
أتذكر سؤال ريان وألتفت له بحيره/أنت شايف أنتي تغيرت وباقي مثل ماأنا؟
حك ريان خده وبتفكير/والله حسب قصدك إذا كان التغيير فيك كسند اللي قبل ، أو كسند اللي كنته الست سنين الأخيره؟
إتنهد وبهدوء/كسند في الفتره الأخيره؟
أتعدل في جلسته وواجهه بإبتسامه عريضه/أجل أبشرك أتغيرت ظ،ظ¨ظ درجه وأعتقد الكل لاحظ هالشيئ موبأنا لحالي.. يمكن مارجعت بالضبط سند الأولي، لكن في أمل أنت بس أستمر كل شيئ بيرجع مثل قبل وأحسن.
عقد حواجبه بإهتمام/وش اللي تغير فيني لدرجة إن الكل لاحظ هالتغيير!
شرب ريان قهوته ببطئ وبتفكير/كل شيئ فيك تغير.. كلامك صار أكثر من المعتاد.. بديت تتعامل بأريحيه أكثر من قبل.. طريقة إهتمامك باللي حولك اتغيرت.. وأهم شيئ إنك بتتخلى عن قناعك لأوقات بسيطه حتى وإن كنت موبمتعمد تتخلى عنه.
كتف أيديه على صدره ورجع بكرسيه لوراء وطالع في ريان بقوه/بس أنا طول عمري أهتم باللي حولي، وأي قناع ذا اللي تتكلم عنه!
ضحك ريان بإستمتاع/هالقناع هو اللي أحكي عنه ، أنت صرت طول الوقت بارد ومتحفظ في ردود أفعالك.. مهما زعلت.. غضبت.. فرحت.. مافي أي تعبير يدل على اللي تحس فيه، قناع البرود اللي لابسه أتمكن تمكنك منك ولازمك سنين.. لكن الفتره الأخيره صرت تنفعل وتعصب وتطلع من طورك.. ردود فعلك صارت شبه إنسانيه وطبيعيه.
إبتسم بسخريه/تشرفنا دكتور ريان،متى غيرت التخصص؟
ريان بضحكه/شف إبتسامتك وش حلاتها،
أنا كنت أظنك بلا أسنان علشان كذا متفشل وماتبي تضحك.
أتحولت إبتسامة سند لضحكه خفيفه وحقيقيه وهز رأسه بعدم تصديق/ماكنت أدري إني عقدتك هالكثر.
ريان بإبتسامه/وأنت تظن إن لقبك ملك الجليد طلع عليك من فراغ ، كل العالم يدرون إن سند المنذر عدو الإبتسامه ومافي أي صوره لك بكل الجرايد والمجلات وأنت مبتسم ولو بالكذب.
إبتسم سند وبمزح/أنزين على طاري أبي أرجع الرياض، مالحقت أقعد مع أبوي بعد مارد من السفر وشكلي أشتقت له.
سكت ريان للحظات وبتردد/سند.. أنت ليه طلبت مني أحجز لك رحله لصنعاء وبعد ماعرفت إني حجزت للوالد على نفس الرحله هونت وطلبت مني ماأجيب طاري لأحد.

أتغيرت ملامح سند وكساها الجمود في ثواني وإستحالت عيونه لقطعتين من الجليد الأسود قبل مايوقف ويطلع من الكوفي بغضب صامت تحت نظرات ريان المصدومه.
المساء البارد...... يفتح صفحات الحنين
والصقيع ينخر جسدي
وعويل الفقد يشق صدرى
الألم يزرع أرضي... سنابل بكاء تخترق جفن الهدوء
أفتش عن باب الخروج من أسوار إحساس يخنقني
أبحث في درج صدري عن كلمات فرح تنير عتمة بصري
لأجد الحروف تتوسل على أبواب النسيان





الرياض، التاسعه والنصف مساءً

رجع من صلاة العشاء ودخل مكتبه يجهز كم ملف بيأخذهم معاه لوضاح وريان اللي ينتظروه في الشركه وبعدها غير ملابسه بثوب أسود أبرز كتوفه العريضه وعضلاته المفتوله، اتأمل درج الساعات للحظات قبل مايقرر ويلبس ساعه من الجلد الأسود مرصعه بحبيبات صغيره من الإلماس، وقف قدام المرايه وحرك رأسه يمين وشمال وهو يعدل شماغه الأحمر للمره الأخيره.. بخ من عطره المركز وختمه بدهن عود كمبودي على أماكن النبض وأستنشقه بعمق قبل مايبتسم برضى لشكله النهائي..
خرج من شقته أو بالأحرى بيته المحتل الدور الثالث بأكمله من قصر أبوه واللي سكن فيه بعد موت سمر، نزل بالمصعد واول ما أنفك لقي دينا في وجهه وخرج بهدوء/شلونك دينا.
وكعادتها كل ماقابلته ردت بإرتباك/الحمدلله منيحه مسيو أبوبدر.
سألها/بتول في غرفتها؟
هزت رأسها بموافقه وزفرت براحه لماأعطاها ظهره وكمل طريقه لجناح بتول،دق الباب ودخل بهدوء/حبيبة أبوها تستقبل ضيوف ولا مشغوله؟
رفعت رأسها وإبتسمت/ولو مشغوله أفضي حالي علشانك.
كان الشباك مفتوح وجالسه قدامه، باس راسها وجلس جنبها بمرح/شلون أقدر أروح الشركه بعد هالكلام الحلو.
مدت يدها بحذر لين مسكت ذراعه وحطت رأسها عليه بصمت لفت إنتباهه خاصة بعد مالاحظ هدوئها الغريب في الفتره الأخيره، حوط كتفها بذراعه وقربها منه بحنان/حبيبتي وش اللي مكدرك.. فيكي شيئ! تعبانه من شيئ!
هزت رأسها بنفي متردد خلاه يتابع/حنا مو اتفقنا نصير أصحاب ومانخبي شيئ عن بعض.. أحكي لي وش اللي صار معك وخلاكي حزينه.
بعدت عنه ووقفت جنب الشباك وبتردد/بابا أنا بنت موبزينه.. أنا وحده خاينه.
طالع فيها بإستغراب/ليه يابابا تقولين على نفسك هالكلام؟
ردت بغصه/لأني نسيت ماما.. نسيت شكلها.. نسيت ملامحها.. موب متذكره صوتها ولاضحكتها.. شفت شلون إني خاينه.

فتح فمه بإندفاع علشان يقول لها إنها غلطانه وإنها قاعده تبالغ لكن ماطلع معاه ولاحرف، فتح مره وقفله لكذا مره بعد ما حس بحيره وماعرف ينطق كلمتين تواسيها وتريحها من اللي حاسه فيه.. طالع فيها بجمود للدقايق قبل ماتتوسع عيونه بصدمه


"أنا بعد نسيت شكلها.. نسيت ملامحها.. نسيت صوتها وضحكتها!!"


تابعت ببكى/حاولت أتذكرها مره وأثنين وثلاث بدون فايده.. كل شيئ أسود في أسود.. موبقادره أكون لها أي صوره في داخلي.. مو بلاقيه أي لمحه تدلني عليها.. نسيتها يابابا..نسيتها..نسيتها.

أتوجه لها بثقل وحس المسافه وكأنها أميال رغم إنها خطوتين، ضمها لصدره بقوه وهي تبكي بحرقه وهو يبكي في داخله بصمت.. حس بروحه تختنق وبأنفاسه تضيق.. حاول يتذكر أخر مره طرت عليه.. أخر مره ضمها في حلمه.. حاول يتذكر أخر ذكرى جمعتهم سوا.. أخر شيئ قالته.. أخر ضحكه! فتش في خلايا ذاكرته عن أي شيئ يخصها.. نقب عن أي شيئ يمكن يكون محاصر ومدفون في زوايا عقله وصفحات ذكرياته، لكن مالقي غير الفراغ.. فراغ خلاه يحس بالرعب من الحقيقه اللي أكتشفها في ذي اللحظه.. حقيقة إنه فعلاً نسي سمر.. لا أحلام تجمعه بها.. ولا ذكريات عنها ومعها تمر في باله.. أصبحت مجرد طيف بعيد لإنسانه كانت في يوم من الأيام كل حياته.


-----------------


الرياض، الحادية عشره مساءً

ألتفتت لما سمعت صوت وشافت أخوها حط صينية الإكل على طاولة المطبخ بصمت وخرج، طالعت في الأكل اللي ماتلمس، دخلت أمها وشافت الصحون وبعصبيه/للحين مايبي يأكل، يظن إنه بيلوي ذراعي ويخليني أوافق بحركاته ذي، أنا أبي أعرف ليه معند ومايبي غيرها!
سكتت للحظات وبتفكير/بسم الله على وليدي، لايكون أخوكي مسحور يافريال؟
طالعت فيها فريال بصدمه/يماااااه.. وش مسحور.. أنتي وش تقولين!
هزت رأسها بتأكيد/أي مسحور ليه لا.. ماتشوفين حاله المنقلب..له يومين من وصل وهو ماذاق الزاد وطول اليوم صاك غرفته عليه ومايبي يكلمنا ولايقعد معنا.. كل همه وتفكيره بهالبنت اللي مدري من وين طلعت لنا.
زفرت بضيق/يمه فهد يحبها ويبيها وأنتي كسرتي خاطره وطبيعي يزعل ويتغير والحين تقولين مسحور، وش هالكلام الله يهديكي.
طالعت فيها بحده/لاتهبلي فيني أنتي بعد، من وين لوين عرفها علشان يحبها ولا هو يبي يعاندني وخلص.
إتنهدت فريال بحزن/حرام عليكي يمه، فهد من متى يعاندك ولا يكسر لك كلمه.. طول عمره يسوي اللي تبينه حتى وهو مايبيه.. درس علمي علشانك.. ودخل طب وهو مايحبه بعد علشانك والحين تبين تزوجيه على كيفك!
شتت نظراتها عنها وهي تدري إن كلام بنتها صح وبعصبيه/أنا أخترت له الصح، وكاهو الحين دكتور وسمعته الكل يحكي عنها.. أنا قاعده أدور له الزين.
شدت على أسنانها بقهر/ومن قال إنه يبي الزين.. هو يبي وحده على هواه وجوري جات على هواه وجازت له، ليه تكسرين فرحته وأنتي تتمنيها طول عمرك يمه، ليه تستكثرين عليه يعيش حياته ومستقبله بالطريقه اللي يبيها ومع البنت اللي أختارها، شوفي حالته شلون صارت.. عاجبك اللي هو فيه؟
شهقت بصدمه/أنا يافريال كسرته ومستكثره عليه الفرح!! أنا يافريال!
حست بدوخه وسندت نفسها عالكرسي وجريت عليها فريال وجلستها وطالعت فيها فريال بضيق/يمه واللي يسلمك موبوقت هالحركات الحين، فهد كبر ومايصير كل ماتبينه يسوي شيئ تسوين عمرك تعبانه، خلص يمه الحين هو دكتور وبيكشفك بسرعه.
مسكت يدها بضعف/هالمره.. موب..حركات..
أنتبهت فريال للسان أمها اللي ثقل ووجهها الشاحب وبقلق/يمه شصاير بسم الله عليكي.
طالعت فيها أمها للحظات قبل ماتطيح بين أيديها.
صرخت بقوه/فههههههد..فهههد الحق علي
أمي مدري شفيها.


-------------------------


صنعاء، التاسعه صباحاً

دخلت غرفة أمها وإبتسمت لماشافتها تصلي، حطت ملابسها في الدولاب قبل ماتسمعها تسلم وتستغفر.. جلست جنبها تتأملها بإبتسامه لين ألتفتت لها أمها بعتاب/مش قلت لك تفلتي الملابس، بنت أخوكي هتغسلها وأنتي أرتاحي ياروحي.
قربت منها وأنسدحت وحطت رأسها على حجرها بحب/تقبل الله يمه وأنا بكون مرتاحه لما أنفعك بشيئ..
مسحت على شعرها بحنان/بنات أخوكي بيزعلين لإنك من يوم ماتجي مابتخلي وحده فيهم تسوي لي حاجه.
ضحكت/وانا أقول كل وحده تطالعني من فوق لتحت.. مع نفسهم أنا أولى بخدمتك من بنات معاذ وبعدين هم معاكي على طول لايجلسوا يناشبوني على شوية الأجر اللي بدوره منك وأنا هنا.
إم معاذ بحب/الله يرضى عليكي.. حاكيتي عيالك..كيف حالهم.
جوري بإبتسامه/كلمتهم بعد صلاة الفجر وإن شاء الله لما يرجعوا من المدرسه تكلميهم معايا.

مسكت أيدين امها اللي تمسح على شعرها وحطتها على وجهها وأستنشقتها بعمق وتلذذ/وحشتني ريحة الحناء في يدك يمه.
أم معاذ بحنان/قد خليت ناديه تحنيني آخر الليل قبل ماتجي، علشان توصلي وقد لونه حالي مثل مابيعجبك.
لمت أيدين أمها على وجهها أكثر وبشرود/أنتي عارفه إن ريحتك هذي أوقات بتجي في بالي وأشمها وأنا هناك وبحس إني في حضنك.. مانسيت ريحتك يمه وريحة أبويا.. ريحتكم أحلى من أي عطر وأميزها من بين ألف ريحة.. ريحتكم إذا شميتها وأنا تعبانه أحس في داخلي شيئ أرتاح وهجد.
لمتها أمها في حضنها بقوه ومسحت دموعها قبل ماتتنتبه لها جوري.

الله الله.. خيانه من ورايا.

ضحكت أم معاذ وبعدت جوري يد أمها عن عين وحده وشافت عبدالرحمن هاجم عليهم وقبل ماتنطق سحبها من رجولها لوسط الغرفه وهي مستسلمه وأمه تعاتبه، ولما سابها ورجع لأمه حط رأسه في حجرها صرخت بإنزعاج/أعوذ بالله.. أنتا أيش؟ هادم اللذات.. ياربي أيش الحساده ذي.
حرك يده بعدم إهتمام وبإبتسامه/ هش بيتك بيتك ذحين دوري أخذ جرعة حنان.
عدلت بلوزتها البيج اللي واصله لنص فخذها وراحت دفته وإنسدحت جنبه وحطت رأسها جنب رأسه وصاروا يدفوا بعض بعناد، حطت أم معاذ يد على كل رأس وبضحكه/بس ياقليلين العقل كلكم في حضني.
جوري بطفوليه/يمه شوفيه جالس يسوي لي حركات ويقهرني.
عبدالرحمن بشهقه/لاتصدقيها يمه كذابه.
دخلت ناديه وشافت حركاتهم وزفرت بضيق/مالت عليكم أصواتكم واصله للمطبخ وركنت إن فيكم حاجه، متى تبطلوا هبالتكم هذي قد كل واحد فيكم قد الجدر.
جوري بإستنكار/أنا جدر ياناديه!
عبدالرحمن بضحكه/وأنتي كمان بتحسدي، تعالي زاحمينا وشوفي لك مكان.
إبتسمت بحنان/سلمت هي عندي طول السنه، يلا تخارج نفسك مع جوري باقي شوي وتقوم تنتفك.
جوري بشهقه/بسم الله عليه من التنتيف شايفته دجاجه أنتفه.. وبعدين لاتدخلي بيننا، أنا وهوا نختلص.
أم معاذ بضحكه/هيا عجبك ياناديه قلبوا عليكي.
ناديه بإبتسامه/أستاهل كل مره يفعلوا بي هكذا، من قلي أدخل بينهم.
عبدالرحمن بجديه/ترى حجزت لنا لجده.
قامت جوري من حضن أمها وأتعدلت في جلستها وبهدوء/الله يهديك ليه تحجز ذحين وغنى لسا تعبانه.
رد بلامبالاة/قد لنا أكثر من أسبوعين هنا وصحتها اتحسنت وبعدين طولنا و---
قاطعته بضيق/برضها تعبانه وأنا ماأشتكيت من الجلسه وياسمين وقصي عند أبوهم ومو صاير لهم شيئ بإذن الله، وأهم شيئ شوفة أحلام ولازم أكون معاها، مستعجل على أيه؟
طالع فيها بإبتسامه/ومن قال إني راجع علشانك ولا مفكر فيكي ياهبلا.. راجع عندي شغل وبعدين حجزنا أخر الأسبوع.. يعني بتحضري شوفة أحلام وثاني يوم بنتسهل بإذن الله.
أم معاذ بتفكير/خلاص بكلم المحنيه تجي اليوم تحنيكي.
جوري بإبتسامه/وأنا بكلم خالي يجيب احلام تتحنى معايا.
عبدالرحمن بلكاعه/ذحين أحلام العروسه ولا أنتي، تتحني ليه ياملقوفه.
طلعت له لسانها/مالك صلاح بتحنى مع أختي، أنتا أيش حارق رزك.
ناديه بإبتسامه/جوري من يومها بيعجبها الحناء وريحته.
جوري بإنزعاج/هوا بس لو ينشف بسرعه كان حبيته أكثر وأكثر.
عبدالرحمن بتفكير/مو هذا اللي أنا مستغربه.. كيف قدرتي تتحنطي مكانك ساعه على بعضها.. قرده هاديه مو لايق عليكي.
نط من مكانه لما جريت عليه وصار يستفزها وهي تدور وراه وقلبوا البيت بصراخهم ولعبهم.
جده، السابعه والنصف مساءً

دخل وقفل باب الحوش بقوه وطالع في ساعته بإنزعاج/ياحبيبي شكل ندى فيوزها بتضرب اليوم..

خالد

رفع رأسه وشاف ندى جايه عليه وقرر يبدأ بالهجوم، وبإبتسامه /ياعمري عالناس اللي تقدر ظروفي وجايه تستقبلني، شكلي وحشتك ل ----
سكت وعقد حواجبه لما انتبه لدموعها ولعبايتها وشنطتها وبإستغراب/خير أيش صار ..

زفر بضيق لما رمت نفسها في حضنه وهي تبكي بحرقه.. كانت قبل ساعه متصله وهي زعلانه لإنه اتأخر عليها بعد ماكان واعدها يطلعوا ويقضوا اليوم كله برا لكن ماتخيل إنها رح تزعل لدرجة إنها تنهار بالشكل ذا، عاد سؤاله مره ثانيه وأنتظر ردها اللي جاه متقطع وباكي/بابا..تعبان ياخالد.. وديني ليه.

عقد حواجبه بشك بكاها كان قوي لدرجة إنه ظن أبوها مات، بعدها عنه بشويش وبحذر/تعبان ولا..
أتوسعت عيونها من تلميحه وبصراخ/فال الله ولافالك.. بسم الله عليه تبغ--
ضمها لصدره وبهدوء/حبيبتي ماقصدي شيئ بس أنتي بكاكي يخوف الواحد..
أنفجرت ببكاء حاد وهو يحاول يهديها ويرفع معنوياتها، وبحنان/خلاص ياعمري إن شاء الله مافيه شيئ.. وينهم ذحين؟
أخذت نفس ومسحت دموعها وبقهر/أتخيل إنه في المستشفى من نص الليل وماما دوبها تكلمني.
خالد بهدوء/مدام كذا يعني طيب ومافيه إلا العافيه وأكيد ماحبت تخوفك وأستنت لين يرحوا العيال للمدرسه علشان تقدري تروحي لها.
صرخت بإنفعال/مو عذر كان لازم تكلمني من بدري أيش كنت هسوي لو صار له شيئ وانا نايمه في العسل.
زفر بضيق/ذحين مين اللي جالس يفاول عليه، ولا تقولي لو وتفتحي للشيطان مدخل.
هزت رأسها بموافقه ودخلها البيت بعد مارجعت تبكي من جديد ولقي امه في الصاله مع نادين بنته، أم خالد/مابتوديها المستشفى؟
أشر على ندى بقلق/كيف أخذها وهيا كذا عمتي موناقصه جنانها ذا، تهدى شويه ونروح.
ضمها لصدره للدقايق لين فرغت شحنة دموعها وعواطفها وبعدها سابها وراح أخذ دش سريع وغير ملابسه وراحوا للمستشفى.
الرياض,الخامسه مساء

عقد حواجبه بتركيز وهو يتأمل صوره من ضمن عشرات ومئات الصور المبعثره عالطاوله وكلها تخص شخص واحد..

سمر..

قفل أصابعه عالصوره بقوه بدون شعور وهو يتذكر اللي صار مع بتول من يومين.. أتذكر بكاها الهستيري وهي تعتذر له بندم عن نسيانها لملامح أمها, أتذكر أحساسه المقيت بالعجز وقلة الحيله.. أتذكر كيف أنربط لسانه وضاعت منه كل المفردات والحروف .. وبعد ساعه كامله وبدون مايحس سمع نفسه يقول لها كلام صدمه شخصيا وهزه بعنف وماعرف شلون طلع منه.. غمض عيونه وكلامه لبتول بيتردد على مسامعه بقوه..



بعدها عنه بشويش وحاوط وجهها بكفوفه بحنان\أنتي نسيتي شكلها بس وذا مايعني أنك خاينه أو بنت موبزينه.
سكتت للحظات حسها كتمت أنفاسه ,سحب شهيق عميق وأحتفظ به قد مايقدر, وبهدوء غريب\أمك تركتنا من زمان وأنتي بعدك صغيره وطبيعي تنسين شكلها وهيئتها.. ولاتنسين أن حالتك ماتسمح لك بتكوين صوره لها.. بس أنا متأكد أنك تحبيها وماعمرك نسيتيها.
هزت راسها بموافقه وبصوت متقطع\ بس هي أمي ولازم ماأنساها.. لازم أظل ذاكرتها مهما صار..شلون أنسى شكلها وصوتها وبهالسهوله شلون؟
غمض عيونه وبغصه\بس أحنا بشر ومن طبعنا النسيان..

أخذ نفس وتابع\فقدنا لحبيب أوأخ أوأبن موبشيئ بسيط وهين ولا شيئ نقدر نتقبله بسهوله.. موتهم وخروجهم فجأه من حياتنا شيئ موجع بيظل معنا طول عمرنا.. بس الله سبحانه وتعالى أعطانا نعمة النسيان علشان نقدر ننسى وجعنا ونستمر في حياتنا , مارح أقول لك انا بننساهم لكن بنحاول ندور طريقه تخلينا نتعود على بعدهم.. طريقه تخلينا نعيش من دون وجودهم حولنا ومعنا, وهالشيئ يابتول نعمه من الله.. رحمه من الله لأنه الوحيد اللي عالم بحالنا من بعدهم وهو الوحيد اللي يدري شكثر بنعاني ونتعذب في غيابهم.

بتول بتردد\ يعني أنا موبغلطانه.. ماما مارح تزعل علي.. الله مارح يعاقبني على نسياني لها؟

ضمها لصدره بهمس\لا موب غلطان ه والله مارح يعاقبك لأنك ماسويتي شيئ يستحق العقاب, وماما مارح تزعل عليكي لانها تحبك وماتبي تظلي حزينه عليها..تبي تشوفك سعيده في حياتك وعايشتها بدون ماتحسي بالذنب ناحيتها لأنك موبغلطانه أبدا, وهي تدري ومتأكده من حبك لها وأنك مارح تنسينها, هي بتظل جزء من حياتنا وحياة كل شخص عرفها, وبنظل ندعي لها لأن هالشيئ الوحيد اللي بينفعها ويسعدها وبيثبت لها انا مانسيناها وان موتها مايعني انها طلعت من حياتنا.. فهمتي حبيبتي؟


بعدها عنه ولمح ابتسامه صغيره بدأت تشق طريقها لشفايفها وهو يمسح دموعها بهدوء, ليلتها أتصل لوضاح وريان والغى كل مواعيده وأخذ بتول وبدر وسافروا جده وظلوا وقتهم كله عالبحر مثل ماطلبت بتول, وظلوا طول الليل يتبادلوا ذكرياتهم عن سمر وسط دموعهم وضحكاتهم.



فتح عيونه بهدوء وأنتبه للصوره اللي أتكرمشت في يده وصارت في حاله يرثى لها, حطها عالطاوله وحاول يفردها بأصابعه ولمايأس من رجوعها لحالتها السابقه رفع أصابعه عنها واتأملها بهمس\ياترى رح تسامحيني ياسمر.. رح تغفري لي كل اللي قلته لبتول..

أخذ نفس وتابع بغصه\كل اللي قلته لبتول كنت قاعد أقوله لحالي.. كل كلمه حاولت أواسيها فيها وأبررلها تصرفها وأحساسها كنت قاعد أوجها لنفسي .. أنا اللي خاين ماهيب بتول .. أنا اللي نسيتك وماأدري شلون ومتى وليه!!!!

أتنهد بعمق ورجع بجسمه عالكنبه وغطى عيونه بذراعه وكأنه بيحاول يخفي عن نفسه حقيقة نسيانه لسمر وحقيقة أنها صارت مجرد ذكرى جميلة لحبيبه وزوجه كانت بتشاركه حياته في الماضي.
صنعاء، قبل المغرب

دخلت حوشهم شايله أغراضها اللي أشترتها مخصوص لشوفة أحلام بكره، ودخل صالح وراها وقفل الباب بمرح/أنا مابيعجبني نزلة السوق إلا معك ياعمه بتحسسيني إنك في سباق.. أوقات بشك إنك مره .
لفت عليه وأتخصرت وهي تسبل بعيونها/ أخر مره شيكت عالبطاقه كان مكتوب أنثى تحب تتأكد.
كشر بإنزعاج/طيب ليش ماتعلمي أمي وعماتي وخالاتي اللي بيرقدين في السوق.. كل مادخلنا محل يجلسين ساعه ويلا يعجبهن شيئ ونجلس ندور من محل لمحل لما تطلع روحي.. كرهوني في الزواج من تحت رأس السوق بخاف المدام تقع ساعهن(تصير زيهم)
مشيت وردت بضحكه/ياعمري عاللي أتعقد.. على كذا بتعنس وتقعد في أربيزنا.. يلا أحسن برضه تكسب اجر في امك وتشوف طلباتها بدل م----

قطعت كلامها ووقفت مكانها تطالع في الرجال اللي ماتدري من وين طلع فجأه، رخت عينها ومشيت بهدوء،صالح/حي الله أبو عدي، على وين ماقد شفناك.
لفت عليه وطالعت فيه للحظات وصالح يسلم على الرجال بإحترام، زفرت براحه/هذا أنتا، خوفتني ياأخي حرام عليك.

طالع فيها للحظات وهو محتار يكلمها ولا يمشي، وأخيراً نطق/الحمدلله على سلامتك.. نورتي صنعاء.
ردت بهدوء/هلا والله بولد الخال.. الله يسلمك من كل شر وصنعاء منوره بأهلها، عاش من شافك وين صاحبك عنك اليوم؟
إبتسم بهدوء/عاشت أيامك.. علي مش داري إني جيت كنت مار قريب وقلت أسلم، كيف حالك ياأم قصي وكيف العيال.
هزت رأسها /الحمدلله بخير ونعمه.. أنتا كيفك ياأبو عدي ووينك لاتطل ولاتقول عندي بنت عمه اسأل عليها.. أشوف عايشه ولاميته.
خرج معاذ وعقد حواجبه لماشافها/أنتي وصلتي.
ردت بمرح/لا باقي شويه وأجي.
ألتفت للي واقف مستند عالجدار وشكله موناوي يتحرك قريب وبنظره/أنت مش كنت مستعجل ووراك شغل ياصدام.
طالع فيه بهدوء/كنت..
والتفت لجوري يرد على سؤالها بإبتسامه/أنا من ناحيتي سألت وعلى طول بسأل بس الظاهر السؤال مابيوصلك.. يعلم الله العله من فين.
إنتبهت لنظرات معاذ الغريبه وحست بشيئ غلط.. معقول وجودها! وبتصريف/سألت عليك العافيه ماتقصر، المره الجايه جيب أم عدي والعيال وخلينا نشوفكم قبل مانسافر.
مشيت وهز رأسه بموافقه/إن شاء الله لاتوصي.
تابعوها بنظراتهم لين أختفت وألتفت له معاذ بعتاب/ماباقي إلا تعزمها على شاي وتجلسوا تهدروا.
عدل صدام الكوت والشال وخرج مع معاذ وبهدوء/لاتسوي لي حكايه طول عمرها بتواجهني بنقابها ونسلم على بعض أيش اللي أختلف ذحين.
معاذ ببرود/أنت داري أيش اللي أختلف ياصدام.
صدام بهدوء/ لاتنسى إني أبن خالها وإنها بنت عمتي حتى لو بالرضاع، يعني أنا مش غريب.
معاذ ببرود/أبن خالها وبنت عمتك على عيني ورأسي، لكن مش معناه توقف معاها وتمكنها تسبيل وإبتسامات.. أتعلم الثقل من أبن عمتك ياسيادة العميد، عيب.

صدام بحده/الله المستعان، أنا تقلي ذا الكلام! ليش شايفني بلا مروه ونخوه علشان أفعل مثل المراهقين، هذي عرضي يامعاذ.
طالع فيه بندم/حقك عليا مش قصدي، لكن ماحبيت إنك تكلمها وهي تجاوبك على نياتها ومش هي داريه بالطبخه.
زفر بضيق/وأنا كنت ماشي طريقي لكن هي طلعت في وجهي .. ماقدرت أكمل بدون ماأسلم عليها وأسمع صوتها عالأقل.. أنت داري بكل شيئ يامعاذ وماعد أخبي وأضحك عليك.. خطبه وخطبنا وحضرتك وأبن عمتي الثقيل بتمكنوني أصبر أصبر وأنتوا داريين إني صبرت كل هذي السنين وسلمت أمري لله ودعيت الله يوفقها ويسعدها.. لكن خلاص للصبر حدود ياأخي.
أتنهد معاذ/طيب أيش أسوي لك وعلي قد قلك إنها هترفض وأنت جالس مصمم وأنا مش حاب تحصل بيننا حساسيات ياصدام.
ركب سيارته وبهدوء/إن شاء الله مايقع إلا كل خير وتوافق وحتى إذا ماوافقت بجلس أنتظرها لما تقتنع وتوافق، ضاعت من يدي زمان وأنا صغير ومابيدي حاجه، لكن مدامها رجعت مش مستعد أضيعها مره ثانيه يامعاذ.. أنتوا بس كلموها وأرقامي معك إتصال وأنا عندك.. السلام عليكم.

رد السلام وهو يشوف سيارته تبعد بسرعه كبيره بالنسبه لشارع حارتهم الترابي، كان واضح من سرعته إنه متوتر رغم هدوءه الظاهر وملامحه الوقوره، صدام كان أكبر من علي بثلاث سنين أتربوا سوا ودخلوا الجيش سوا حتى ترقياتهم مافي بينها غير شهور، وطول عمرهم وصدام بينهم وعايش معاهم وعلاقتهم قويه وكان دايماً يقول لعلي ومعاذ إنه بيتزوجها علشان يكسر رأسها ويريحهم من جنانها، بس هو عمره ماأخذ كلامه جد وكان يظنه مزح ولعب عيال.. لكن بعدين اتأكد من كلامه وسمع عن رغبته القديمه في زواجه منها وكيف رسم أمال على حياتهم بعد مايستقر وضعه في الجيش ويكون نفسه وتكون جوري كبرت ووصلت لسن الزواج.. وأتذكر كلام أم علي عن اللي صار له يوم ماعرف إن جوري أتزوجت وماعادت من نصيبه.. ماكان متوقع إن أمله القديم في زواجه منها بيتجدد بعد طلاقها، أتذكر كيف خطبها منه بمجرد ماخرجت من عدتها وكإنه حاسب لها وكيف جاب أبوه وعلي معاه.. وبعد مايأس معاذ وعلي من إقناعه برفضها وترك الموضوع علشان لايحرج نفسه معاها حلف يكلمها شخصياً إذا مافاتحوها بخطبته لها واليوم جاي يستعجلهم لإنه سمع إنها مسافره بعد بكره، أتنهد معاذ/الله المستعان شيبتي بالرجال فوق ماهو شايب ياجوري.


-----------------


جده،الثامنه ليلاً

أتمشى في ممر المستشفى وهو منتظر ندى تطلع من زيارة أبوها في العنايه المركزه.. زفر بضيق وهو يتذكر حالة ندى اللي انقلبت من وقت اللي طاح فيها أبوها وشخصوا الأطباء حالته بالجلطه ومن ساعتها وندى في بكاء مستمر .. رافضه تأكل وتشرب ومهمله نفسها والأولاد.. كان عارف إن ندى حساسه ورقيقه لكن ماتخيلها بذا الضعف.. صارت أشبه بالطفله الكل بيداريها ويهتم بيها وخايف عليها لدرجه مو طبيعيه.. ماحب يتخيل حالتها لو صار في أبوها شيئ.. ومر في باله ذكرى موت أبوه واللي حس فيه وقتها.. سرح بإفكاره لذيك الفتره وحس نفسه هناك من جديد.. نفس الأماكن المستشفى والغسل والمقبره.. ورجعت له ذكرى كان ناسيها من زمان..

السلام عليكم، هلا خالد

خالد ببحه/وعليكم السلام.. في حد جنبك! إذا أيوه روحي الغرفه.
جوري بإستغراب/خير أيش فيه!
أخذ نفس عميق وبهدوء/أبويا مات.
خيم عليهم صمت مفاجئ، خالد بعصبيه/جوري الوو.. جوري ردي موناقصك أنتي الثانيه.. لا تمرضي لي ذحين وتقروشي أهلي ترى مو فاضي لك..
سمع شهقه خفيفه تبعتها صوت أنفاس قويه قبل مايسمع صوتها المتقطع/إنا لله وإنا.. إليه راجعون.. لاحول ولاقوة..إلا بالله.
خالد/أهدي كذا وركزي معايا.. أنا في المستشفى بخلص الإجراءات علشان..
سكتت للحظات وبحزن/المهم خليكي جنب أمي ولاتخلي مازن ومؤيد يخرجوا الحاره لين أجي.
ردت بهمس/إن شاء الله.
قفل بتعب وطالع في عبدالفتاح ورائد اللي جوا أول ماكلمهم.. كان في الشركه لما أتصل عليه واحد من العمال وقال إن أبوه إنهار فجأه ونقلوه عالمستشفى ولما وصل كان أبوه سلم الروح لبارئها.. ماكان بيعاني من أي مشكله زي ماقال الدكتور أمر الله وجاء.
كان في حالة صدمه وبيتصرف بدون وعي وبعد ماخلصوا كل الإجراءات أخذه رائد عالبيت بعد ماطلب من لبنى تسبقه لهناك وأتكفل عبدالفتاح بأمور الغسيل والدفن..

وصل البيت واتفاجأ بالحريم اللي فيه وبحريم جيرانهم الكبار في السن وهم يعزوه، سمعوا بخبر إنهيار أبوه في السوبرماركت وبما إنهم في حاره فماكان صعب إنتشار الخبر ووصوله لأمه بذي السرعه.
وقف في الحوش يستقبل عزاهم بهدوء وطلب منهم ينادوا جوري أو يشوفوا له طريق وقبل مايخلص كلامه سمع جوري وهي تطلب من الحريم يدخلوا المجلس علشان يقدر يدخل لأمه رفع رأسه ولقيها واقفه قدامه اتأملها للحظات كانت بجلال الصلاه ووجهها شاحب وخالي من أي تعبير، قربت منه ومدت يدها وبهدوء/عظم الله أجرك.
أنتبه لنظرات الجارات الي كانوا لسا بيتوافدوا عالبيت وصافحها بهدوء/جزاكي الله خير.
أتمسكت بيده وأخذته لغرفة أمه وقفلت الباب وهو بيستعد للأسوء، لكن بمجرد ماجات عينه على أمه وقف مكانه بجمود.. كانت أمه على سجادتها تقرأ قرآن ودموعها تنزل بصمت، اتفاجأ بأحد رمى نفسه عليه وبصوت لبنى الباكي والمتقطع/خالد أبغى.. بابا.. قول إنهم كذابين.. وإن بابا ما..مااات.
ضمها بقوه/خلاص ياقلبي لاتبكي.
بعدها عنه بشويش وهي تبكي بهستيريا وأخذتها جوري في حضنها وهي تهديها.. جلس جنب أمه بإنكسار/أمي.
قفلت مصحفها وطالعت فيه للحظات قبل ماتضمه بحنان وتمسح على شعره بهدوء/اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها.. لله ماأخذ ولله ماأعطى وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ظل في حضنها لدقايق وهو يحاول يأخذ من صبرها وإيمانها.. من أول ماسمع الخبر وهو خايف من رد فعلها.. خاف يحصل لها شيئ أو يلقاه في حالة إنهيار.. لكن منظرها وكلامها الهادي هون عليه كل مخاوفه.. كان خايف إنه مايعرف يتصرف.. لأول مره حس إنه وحيد وصغير.. ابوه مات.. الإنسان اللي كان كله طاقه وحيويه تركهم فجأه بدون مايكون مستعد لذا الشيئ.. أخذ نفس وبعد عنها بشويش وكلمها عالترتيبات اللي صارت وإن الدفن هيكون بعد صلاة الظهر.. عزا لطيفه وليلى المنهارات من البكاء وبعد ماتركهم بدأ نفس الموال مع مازن ومؤيد، أتصل عليه أبو جوري وخالها وأخوانها وعزوه.. قبل صلاة الظهر أخذوا جثمان أبوه للبيت علشان يودعوه للمره الأخيره وبعدها صلوا الظهر ودفنوه.
نصبوا صوان العزاء في الحاره ومر عليه اليوم كئيب ومتعب وهو واقف يستقبل المعزين مع رائد وفيصل عبدالفتاح ومازن ومؤيد اللي ماتركوه ولا لحظه وفي نهاية اليوم رجع البيت وأستقبله بكاء لطيفه وليلى اللي حسسه بالضعف والتعب، اتجاهلهم وراح لأمه يتكلم معاها وبعد نص ساعه دخلت جوري ومسكت يده بهدوء/تعال خذ دش وغير ملابسك.
طالع فيها بنظره غريبه وهي تأخذه على غرفتهم، وبعد ربع ساعه طلع لقي ملابسه جاهزه وهي مو موجوده لبس ورمى نفسه عالسرير بتعب، وبعد خمس دقايق حس بحركه في شعره وسمع صوتها الهادي/قوم كل لقمه وبعدين نام.
فتح عيونه وشافه صينية الأكل عالطاوله وبتعب/وين ياسمين وقصي.
انتبه إنه ماشاف اولاده طول اليوم ولايدري كيف حالهم،جوري/الكل نام والحمدلله مافيهم شيئ، وأمي أتعشت وبتصلي وباقي انتا تأكل وترتاح.
أتنهد/مالي نفس للأكل.
فسخت جلال الصلاة وجلست جنبه وبهدوء/أغصب نفسك عالأكل حتى إذا مالك نفس.
صاح بإستنكار/أيش البرود اللي أنتي فيه.. ذا أبويا اللي مات.. أنا نزلت معاه القبر.. حطيته بيدي ورشيت عليه التراب.. أبويا مات خلاص وماهيرجع وأنتي تقولي أتسمم.
مسكت يده وبهدوء/إجله وجاء..أدعي له بالرحمه والمغفره ذا الشيئ اللي هوا مستنيه منا واللي إن شاء الله هينفعه.
هز رأسه بعدم إستيعاب/ أنا صرت مسؤل عن امي وأخواني انا خايف إني ماهأعرف أتصرف معاهم، حاس نفسي ضايع و---
فجأه فقد السيطره على نفسه ونزلت دموعه بغزاره، وفي لحظات كان في حضن جوري رأسه على كتفها وأيديها تمسح على شعره بحنان وهي تهمس له في أذنه وتقرأ عليه.
وبعد فتره بعدته عنها بشويش وبهدوء/ذحين أنتا صرت رجال البيت ومالهم غيرك، حبيبي لازم تكون أقوى من كذا علشان تقدر توقف وتساعد أمي والأولاد.. إذا أنتا ضعفت وإنكسرت الكل هيضعف وينكسر علشان كذا خلي إيمانك قوي وصبر نفسك وخليك جنبهم وأنتبه لهم وانا متأكده إنك هتتصرف صح وأبويا هيكون مبسوط وراضي عنك.
طالع فيها بقلق/وإذا ماعرفت أ-----
مسكت أيديه بحزم/إن شاء الله كل شيئ هيكون تمام.. أتوكل على الله وهوا مارح يتخلى عنك.. أنا سبقتك وتعشيت وذحين لازم تأكل علشان تستعد لبكره.

سمت وبدأت تأكله بيدها وتشربه الحليب كإنه قصي ولدها، طالع في ملامحها الهاديه
وإبتسامتها وهي مندمجه في اللي تسويه وكأنها مو مهتمه باللي صار.. كأن اللي مات ذا واحد غريب عنها.. واحد ماسمعت عنه قبل كذا، دف يدها بقوه وطاحت منها كأسة الحليب واتناثرت الصحون عالأرض، طالع فيها بحده/أنتي كيف قادره تبتسمي وتأكلي وكأنه ماصار شيئ.. كيف قادره تتكلمي وتتصرفي وكأن ذا اللي مات مايعين لك شيئ ولا كان لك أب زي ماكنتي تناديه!!
ردت برجفه بسيطه/يعني أيش تبغاني أسوي.
وقف ودار في الغرفه بعصبيه/أيش تسوي!! أقل شيئ أبكي زي باقي البنات!! أنهاري زي لبنى.. صرخي زي لطيفه وليلى!! مو ذا أبوكي برضه.. موذا اللي كنتي لاصقه فيه على طول ومحسستني إنك أنتي اللي بنته موأنا.
طالعت فيه بهدوء/الحزن في القلب وشدة البكاء والصياح مو مقياس لمقدار الحزن اللي بيحس فيه الشخص.. بعدين امي ولبنى والأولاد محتاجين لأحد جنبهم وإذا سويت زيهم ماهيكون في أحد موجود علشانهم.
حرك يده في وجهها بغضب/فكي أمي من فلسفتك الزايده، أنتي أيه ياشيخه.. مافي شوية أحساس! شوية شعور.. على بالك مافي شيئ يمشي بدونك.. الكل مايستغني عنك.. برودك ذا ماتسيبيه معاكي طول السنه ومهما كانت الظروف.
أخذت نفس وبهدوء/أنتا تعبان ويومك كان طويل وأنا عارفه إنك مو قاصد تقول اللي قلته، وماأعتقد أن الدمعتين اللي هنزلها هتريحك من اللي أنتا فيه..
أعطته ظهرها ولمت الصحون اللي طاحت بصمت، ماقدر يستحمل وجوده معاها في نفس الغرفه.. كان حاس إنه ممكن يقتلها في ذي اللحظه وبدون تردد.. لبس ثوبه وأخذ محفظته ومفاتيحه وطلع من البيت.. ساق سيارته وماوقف غير في البحر وبعد ماتعب من كثر التفكير ونام في السياره بدون مايحس.. ولما صحي رجع عالبيت غير ملابسه وبدأ موال العزاء من جديد ولما رجع آخر الليل لقي جوري بتهتم بأمه وأخوانه بنفس الهدوء وكأن ماصار بينهم أي شيئ.

ألتفت لما حس بأحد يهز كتفه وشاف ندى واقفه جنبه ودموعها تنسكب بدون توقف، جلسها ومسك يدها بقوه/ندى ماينفع اللي جالسه تسويه.. لازم تكوني أقوى من كذا.. أمك محتاجتك جنبها ونادين ونادر محتاجينك كمان.. ماينفع تستسلمي كذا.
ردت ببكى/موقادره ياخالد، أنتا ليه ماتفهم اللي حاسه فيه.. ليه بارد وماهمك.. دا أبويا مو واحد من الشارع.. تفهم يعني أيه أبويا.
طالع فيها بصدمه/أنا بارد وماهمني علشان جالس أنصحك.
دفت يده ووقفت بعصبيه/أنا مو محتاجه نصايحك دحين.. أنا محتاجتك تكون معايا وتفهمني بس.
سابته ومشيت وكل كلمه قالها لجوري بترن في أذنه كأنه قالها في ذي اللحظه..
مرر يده في شعره بقهر ولحق ندى وهو يسب نفسه على غبائه اللي بيرجعه لجوري في كل موقف يمر عليه وبعصبيه/أطلعي من حياتي ولاتخربيها.. أنا مو محتاجك وما رح أهتم بيكي مهما صار.
الشعور بالأخرين حاسه سادسه لايمتلكها الا .. الأنقياء


جده,الواحده ظهرا


رن جوالها واتنهدت أول مالمحت أسم المتصل \السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,كيفك ياأحلام.

أحلام\ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,الحمدلله..أنتي عادك زعلانه مني؟
طلعت من المطبخ وخرجت تتمشى في الحوش وبهدوء\أنا مازعلت من الأساس علشان أرضى, أناعتبت عليكي علشان ماكلمتيني وسبتيني على عمايا.
أحلام بأسف\أنا كنت بقول لك لكن أمي حلفت عليا ماتكلم ولا اتدخل, أيش كان المفروض أسوي ياجوري؟
أخذت نفس\ ولا شيئ ياعمري .. أنتي أساسا مالك دخل وبعدين خلاص الموضوع أنتهى وماله داعي نعيد ونزيد فيه..
وبمرح\ خليني على جنب وبشري ياعروسه قررتي ولا لسا؟
أحلام بتردد\أنا اتصلت علشان .. يعني أبلغك أني أستخرت ووو
أستعجلتها جوري بحماس\وأيه!! قوليها وخلصيني.
أحلام بارتباك\والله مش داريه ايش أسوي يعني مرتاحه لكن في شيئ موترني
صرخت بحماس \أفهم من كلامك أنك موافقه! طيب أمي وخالي أيش سووا لما قلتي لهم؟
أحلام بتوتر\ أنا ماقلت موافقه وعادني ماقلت لهم شيئ.. جوري أنا يمكن أتسرعت لما وافقت عالشوفه ومشتيش أقلهم أي شيئ وأرجع أغير رأيي وأكسر نفسهم وشكلي برجع أستخير مره ثانيه.
عصبت منها وحاولت تتكلم بهدوء\ أيش اللي تغيري رأيك, هوا لعب عيال؟
زفرت بضيق\ أنتي ليش مش راضيه تفهميني.. أنا مش زيك أفكر بسرعه وأقرر.. لازم أخذ وقتي وأفكر بعقل.
جوري بتحدي\ أيوووه...قولي أنك جبانه وخايفه.
أحلام بحده\ أخاف من أيش, قلت بستخير ماكفرت.
جوري بهدوء\ كملنا
أسبوع من يوم الشوفه لليوم و
انتي تستخيري والحمدلله مرتاحه وذحين تقولي أفكر بعقل.. وين العقل وأنتي بتدوري أي عذر علشان ماتوافقي عليه مع أنك عارفه زي ماأنا عارفه أنك معجبه فيه بس تكابري.
شهقت أحلام بقوه\ياقليلة الأدب أيش معجبه فيه, أتجننتي!
جوري بأمر\ شغل خذوهم بالصوت لايغلبوهم ذا ماتسويه عليا ترى فاهمتك وحافظه أسلوبك.. وعارفه أنك معجبه فيه ويمكن كمان تحبيه, وأذا أنتي ناويه تتمسكي بأوهامك الغبيه طول عمرك فأنتي حره.. بس أنا مارح أطبطب عليكي وأنا بشوفك بتضيعي يزن من يدك بسبب جبنك وترددك السخيف.
أحلام بحده\أيش قصدك.. أيش بتسوي يعني؟


ردت ببرود\مابسوي شيئ, خليني اشوف غدايا أحسن ,أنا عندي أولاد الله يحفظهم لي بيجوا من المدرسه جيعانين ويبغوا يتغدوا ويجلسوا معايا يونسوني واونسهم ونعوض اللي فاتنا, وأنتي خليك في زواية غرفتك مع خوفك و
اوهامك واتسلي معاهم لأن شكلك أتعودتي عليهم وماعاد تقدري تفارقيهم
أحلام بصدمه\جوري بلا هباله أيش جالسه تقولي.
أخذت نفس وبقسوه\ اللي سمعتيه , أنا موفاضيه للعب العيال حقك ولا ليا خلق لضعفك ذا ,لمتى بتجلسي موعارفه أرضك من سماكي وسامحه لشويه عقد تسيطر عليكي وتمشيكي على كيفها..
أحلام بعدم استيعاب\ اذا جالسه تمزحي فمزحك بايخ ومش حالي وأنا مشتيش أسمعه.
غمضت عيونها وببرود\شعور متبادل, ولاعاد تتصلي وتسمعيني صوتك غير لما توافقي على يزن..فاهمه؟
قفلت الخط وراحت لكيس الملاكمه وصارت تضرب فيه بأيديه العاريه بقهر على أختها وبهمس" سامحيني أحلامي أنتي اللي أضطريتني لذا الأسلوب القاسي, بس كل ذا علشانك وأن شاء الله تسامحيني بعدين"
حست بأحد يشد رجلها ونزلت رأسها وشافت المخلوقه الصغيره اللي ماسكه رجلها وتطالعها بعيون رماديه دامعه, شالتها بسرعه وضمتها بحنان\ معليش ياعمري, سامحيني جودي ماأنتبهت لك.



كيف هتنتبهي وأنتي مش معانا عالأرض.



ألتفتت للي جالسه على عتبة الباب وبهدوء\معاكم ياغنى وين هكون.
جلست جنبها ومسحت دموع جود وبدأت تتغدغها علشان تضحكها, غنى بتردد\ مش كانك قسيتي عليها بالكلام ووجعتيها قوي
؟ ماقد جاء في بالي أنك ممكن تحاكي أحلام بهذي الطريقه أبدا!
جوري بهدوء\لاقسيت ولا شيئ, ذي الحقيقه اللي هيا عارفتها بس رافضه تواجهها, ولأنها أحلام كان لازم أكلمها كذا.

طالعت فيها باستغراب\عبادي قال أنك من يوم مارجعتي من بيت خالك يوم الشوفه وحالك مش طبيعي, وبعد مادققت الأيام اللي راحت أنتبهت لذا الشيئ.. مالك ياجوري, في شيئ مزعلك؟

رن جوالها برقم أحلام وقفلت في وجهها وبهدوء\ يتهيألكم لأن مافيا شيئ, لا تشغلوا نفسكم بيا.
هزت رأسها بيأس لم اتأكدت أن كلام عبدالرحمن صح وانها ماهتقول لها حاجه وبتساؤل\ لما قلتي ماهتكلميها كنتي جاده ولا بتهدديها بس؟
ردت ببرود\ أنا ماكنت أمزح ومارح أرد عليها ولا أكلمها لين تتصل وتقول أنها موافقه..
وبمرح\ أنتي كيف حاسه نفسك اليوم؟حاسه لونك رجع ونفسيتك أتحسنت.
غنى بأبتسامه \الحمدلله أحسن بكثير, أنتي وحبيبي وعيالك مش مقصرين معايا وبتنتبهوا لي سوا.
جوري بابتسامه\الحمدلله وحاولي تشدي حيلك علشان أبويا مساعد يرضى يجي هوا حلف مايجوا غير لما تتحسني علشان مايتعبوكي.

وبتنهيده\ عارفه أن أحسن شيئ سواه حبيبك هوا أنه جابك معانا لهنا.. بس مانسيت حرقه لأعصابي وكلامه عن السفر ببرود طول محنا في صنعاء وحسابه عندي.
غنى بضحكه\كان يشتيها مفاجأه لك وللعيال.
سرحت جوري بخيالها وأتذكرت كيف كانت مستغربه وجود غنى معاهم في المطار على غير العاده لأن عبدالرحمن ماكان يحب وداع المطار بسبب العواطف والدموع المصاحبه ليه, بس استغرابها اتحول لصدمه لما شافت غنى داخله معاهم وأخوها بيقدم جوازها للموظف, اتاريه مجهز أوراقها وحاجزلها معاهم لجده وهناك اتفاجأت بمؤيد وفاطمه وياسمين وقصي في صالة الاستقبال وهم منتظرين بحماس بعد ما
اتفق معاهم عبدالرحمن عالحضور,ومن هناك راحوا كلهم لمكه أعتمروا وباتوا ليلتهم وثاني يوم رجعوا لجده, وذحين صار لهم أسبوع وغنى صارت صحتها أحسن وبدأت تتخطى موضوع ولدها اللي مات


,
,
,
,
,
,
,
,


الرياض, التاسعه ليلا


وقف جنب رأسها يتأمل وجهها الشاحب اللي ظهرت عليه تجاعيد سنينها الخمسين اللي زادها المرض الضعف خلال اليومين اللي فاتت, حس برأسه يدور من قلة النوم من وقت اللي نزل على صراخ أخته فريال واتفاجأ بأمه فاقده الوعي بين أيديها, اتجاوز صدمته الأوليه وعمل لها اللازم لين وصل الأسعاف ونقلها عالمستشفى وهناك سيطروا على ضغطها المرتفع وعدت حالتها على خير, وكانت صدمته الثانيه لما سأل فريال عن اللي خلى حالتها بالشكل ذا.. ماكان متوقع أنها بترفض جوري بهالأصرار الغريب .. طول الفتره اللي فاتت وهو يحاول يقنعها بكل الطرق.. مره مسايره.. ومره برجاء.. ومره بعناد, لكن كل محاولاته بات بالفشل.. أمه طلعت فيها كل العيوب علشان تكرهه فيها.. هو للحين مافهم سبب أعتراضها عليها و
--

حس بيد تلمس كتفه وتطلعه من أفكاره , ألتفت وشاف فواز وبهدوء\أنت متى جيت.
فواز بتنهيده\ توي دخلت, ماشاء الله الحريم مايمديهم يطلعوا من الزياره الا وأنت عندها.. صار لك ثلاث أيام على هالحال.
عدل المخده تحت رأسها وغطاها للمره الثالثه بحنان\لازم أتطمن عليها واتأكد من ضغطها, تدري بحنة الحريم وهرجهم اللي يرفع الضغظ .
اخذ فواز كفها بين أيديه وباسها \وهالمنوم لمتى بتم تأخذه.
أتمدد عالكنبه وغطى وجهه بذراعه\مومطوله, بس مابيها تتم تفكر في اللي صار وتنتكس من جديد..

جلس فوازعالأرض قدامه \ وأنت فكرت وش بتسوي معها في سالفة زواجك؟
انقلب وأعطاه ظهره وبغصه\ مو بوقت هالكلام الحين, المهم أمي تقوم بالسلامه وبعدها ---

ترك جملته معلقه وأخذ نفس عميق "شلون يقدر يفكر في جوري والزواج وأمه حالتها غير مستقره, هو أكثر واحد عارف خطر أرتفاع الضغط على اللي في سنها خاصة مع كل الظروف اللي مروا فيها واللي أثرت عليها بشكل مباشر, واللي صار لها يخليه يفكر ألف مره قبل ما يغامر بصحتها مهما كان السبب.

ربت فواز على كتفه بحنان\ فريال وسديم في السياره وماابي اتأخر عليهم, أنا جبت لك أكل حاول ترتاح شوي وتقوم تأكل وأن شاء الله من الفجر بتلقاني هنا.
طالع في أخوه للحظات وبعدها طلع, ألتفت فهد أول ماسمع صوت قفلة الباب وطالع في السقف وبهمس\يارب قومها بالسلامه .
جده،الحادية عشره صباحاً

أخذ الملف من ريان وقرأ اللي فيه بسرعه قبل مايحطه عالطاوله .. جاته دعوه من غرفة التجاره علشان يشارك في مؤتمر لرجال الأعمال الشباب وطرق دعمهم وتطويرهم، كان المؤتمر في فندق خمس نجوم وتم إستضافة مجموعة من رجال المال والأعمال المهمين داخل وخارج المملكه.. قاعة المؤتمرات ممتلئه عالآخر برجال الأعمال المبتدئين وأصحاب المشاريع الصغيره وعدسات المصورين ماوقفت تصوير من أول ماالمؤتمر بدأ من ساعتين.
دار بعيونه عالقاعه واتأمل اللي فيها ولمح شخص يعرفه.. ضيق عيونه عليه بتركيز.. عبدالرحمن!!! وش يسوي هنا.. فتش في ذاكرته لين تذكر أسم الشركه اللي يشتغل فيها.. أكيد جاي من طرفهم هو قال إن صاحب الشركه يصير خويه وطبيعي يكونوا مشاركين ف--

ألتفت لريان اللي مال عليه بهمس/الكلمه الختاميه لك الحين.
اتحرك للمنصه والعيون وعدسات المصورين تتابعه بحماس، وبعد مالقى كلمته الختاميه بهدوئه ووقاره المعهود وشكر القائمين والمنظمين بدأت مرحلة المقابلات والتصوير المعتاده واللي حاول ريان يختصرها قدر المستطاع.

،
،
،
،

وقف وقفل اللابتوب وجمع الملفات ومال على فيصل اللي يتكلم مع واحد معاهم في نفس الطاوله وبهدوء/أنا هسبقك لبرا.
استأذن منهم واخذ اغراضه وطلع ، وقف لما لمح سند مع ريان وكذا شخص وهم يتصوروا معاه، لما عزم عمه مساعد وسأله عن سند قال إنه مسافر وبما إنه رجع فلازم يعزمه وجهاً لوجه، ذا كان أقل واجب بالنسبه للي عملوه مع أخته، وريان اتعرف عليه لما زارهم قبل كذا وأعجب بشخصيته وأسلوبه ومافي مانع إنه يعزمه كمان بما إن كلهم يعرفوا بعض، حاول يتجنبهم من أول جاء واتجاهل ريان اللي لمحه في بداية المؤتمر وسوى نفسه ماأنتبه له، واتحمل ثرثرة فيصل اللي كان مومستوعب إنه بيشوف سند المنذر شخصياً ومنتظر المؤتمر يخلص علشان يتصور معاه، بس ذحين لازم يروح يكلمه.. اتوجه لسند وهو يلمح الحرس اللي واقفين قريب وعيونهم مركزه على كل شخص يقرب منه، ماحب يحرج نفسه وفضل يناديه قبل مايقرب منه/أبو بدر.

ألتفت سند لما سمع صوته، كان متوقع إنه يجيه من اول ماخلص المؤتمر، طالع في ساعته بتفكير"اتأخر نص ساعه" استأذن من اللي معاه واتوجه لعبدالرحمن بإبتسامة مجامله ومد يده/السلام عليكم ، هلا عبدالرحمن..
اتفاجأ بعبدالرحمن يصافحه ويسلم عليه بالخد/ وعليكم السلام والرحمه.. هلا بك يابو بدر.. الحمدلله على السلامه.
طالع فيه وهو يسلم على ريان بنفس الطريقه وبهدوء/الله يسلمك.. شلونك عبدالرحمن.
هز راسه/الحمدلله تمام. أنت كيفك وكيف الأهل.
رد بنفس الهدوء/الحمدلله في أحسن حال، وقف يطالع في عبدالرحمن وهو يتكلم مع ريان ويسأله عن احواله بكل أريحيه خلته يستغرب، هو ماقابل ريان غير مره وحده ومقابلتهم ماتجاوزت الساعتين وفي داخله " انا أقول أخته وش فيها داخله مع خلق الله وداقتها صحبه، الظاهر جينات"
رجع يركز معاهم بعد ماوجه له عبدالرحمن كلام وما سمعه، وبإعتذار/السموحه كنت شارد شوي.
هز رأسه بتفهم/ كنت أقول غداكم يوم الخميس عندي إن شاء الله، والله يحييك انت وريان.

كان سامع عن عزومته لأهله وفتح فمه علشان يعتذر بس عبدالرحمن سبقه/ جدي وعم مساعد بيجوا إن شاء الله، وسألت عنك قالوا مسافر وماعندي رقمك علشان كذا اتأخرت في العزومه.
ريان بإبتسامه/وأنا موبرادك، الله يبقيك وعساه عامر إن شاء الله.
إبتسم براحه/ماتقصر ياريان.. أعطيني رقمك علشان أرسل لك العنوان.
اتبادلوا أرقامهم تحت نظرات سند الصامته و

عبدالرحمن

ألتفتوا كلهم للصوت وزفر عبدالرحمن بضيق لما شاف فيصل يطالع فيه بصدمه، وبهمس/أيش جابك ذحين ياغبي.
فيصل ببلاهه/تتصور معاه من ورايا!
نقل عبدالرحمن نظراته بين سند اللي واقف يراقبهم ببرود وريان المبتسم وبتردد/أبو بدر.. ريان.. هذا خويي فيصل ، فيصل طبعاً تعرف سند المنذر وهذا ريان خويه.
سلم عليهم فيصل بحماس/ أتشرفت ياأستاذ سند.. أنا من المعجبين بيك ومتابع أعمالك و--
قاطعه عبدالرحمن/أبوبدر مستعجل، وأحنا كمان.
سند ببرود/لا ماورانا شيئ.. مدام جيتوا نأخذ كم صوره.. وش رأيك ياعبدالرحمن.
عبدالرحمن فهم تلميحه وبهدوء/أنا ماجيت أتصور ياسند.. واللي جيت علشانه قلته والله يحييكم.. أنتظركم الخميس إن شاء الله.
فيصل بصدمه/أنتا عزمتهم؟..تعرفه!! وسايبني من الصباح أكلمك عنه وأنتا تعرفه وساكت.
مسك عبدالرحمن يده وببرود/عن أذنكم ياجماعه ورانا شغل.. ريان برسل لك العنوان وأنت أعطيه لأبوبدر.. السلام عليكم.

مشي وسحب معاه فيصل اللي موفاهم شيئ، طالع سند بغضب في عبدالرحمن اللي راح بدون مايعطيه فرصه للرد، وبعد ماراحوا ألتفت ريان لسند بحده/أنت شفيك عالرجال، كل ماقلت ربي هداك ترد لنفس أسلوبك الشكاك.
مشي وببرود/ظنيته يبي يسوي دعايه لشركتهم عن طريقي.. ياما صارت وش بيفرق عن البقيه؟
مشي معاه وبضيق/الفرق إنه متجاهلنا من بداية المؤتمر وماجانا واتميلح علشان يتصور مثل البقيه، كان واضح إنه ماجاء إلا علشان يعزمنا وأنت اتعاملت معه بوقاحه.. الله يهديك بس.. أنا بخلص والحقك.
طالع فيه سند للحظات قبل مايركب السياره بصمت، اتذكر شكل عبدالرحمن المحرج وقت اللي جاهم فيصل وكيف كان متردد وهو يعرفهم ببعض، اتنهد بعمق وبهمس/وش سالفتكم معي ياعيال الجابر، بالأول أختك والحين أنت.. الظاهر مافي ظن أظنه فيكم إلا ويخيب.

كلم السواق بضيق/ شغل على إذاعة القرآن.

رجع رأسه عالمقعد وغمض عيونه وحاول يبعد صوتها اللي رن في أذنه فجأه.


,
,
,
,
,
,


جده, التاسعه مساء


فتحت له الشغاله ودخل الصاله الخاليه ودار فيها للحظات قبل ماتنزل مع أمها بفرح\ هلا حبيبي, اتأخرت عليك؟
هز رأسه بنفي وراح لأمها سلم عليها وباس رأسها \كيفك ياعمه وايش أخبارك.
ابتسمت بتعب\الحمدلله على كل حال.
سحبته من يده وجلسته ولصقت فيه\ دودي حبيبي وحشتني, ليه اتأخرت؟
طالع فيها باستغراب من مزاجها اللي أتغير من وقت ماكلمها بعد المغرب, أختفت لهجة التذمر وعدم الرضى والحزن وحل محلها مرح وراحة بال, ابتسم وهو يمسك كفها بين أيديه\ وأنتي وحشتيني ياقلبي, وماتأخرت شفت أمي والأولاد قبل ماأجي ويادوب مسافة الطريق ندو.
ألتفت لعمته باهتمام\ كيف عمي ذحين, ان شاء الله احسن.
أم ندى\الحمدلله كان فين وصار فين, ذحين صار يتكلم أحسن من أول ويده صارت أخف وبيقدر يحركها براحه.
سألته ندى\ ترى لسا مانام اذا حاب تشوفه.
وقف بسرعه\أكيد بشوفه.
طالعت فيهم أم ندى\ خلاص أنا بجهز العشى على بال ماتشوفوه وتنزلوا, لاتطولوا لأنه شرب الدواء ولازم ينام.
هزوا رأسهم بموافقه وطلعوا الدور الثاني ويدهم بيد بعض, دخل وسلم وطالع في الرجال الممد عالسرير باستسلام, باس رأسه وسحب كرسي لجنب السرير وجلس بابتسامه\ ماشاء الله تبارك الله, اليوم وجهك منور وشكلك أحسن من أمس.
هز رأسه بخفه وبتلعثم\الحمد.. لله.. الله ..يحسن خا..تمتنا.
بحلق خالد عيونه في ندى لما شهقت وبهدوء\ الله يحسن ختامنا كلنا ويعطيك الصحه والعافيه.
اتسلقت ندى السرير وجلست جنب أبوها وسندت رأسها على كتفه برجاء\ بابا لاتقول كدا .. الله يطول في عمرك ولايحرمني منك أبدا.

مسح شعرها بحنان, كانت بنته الوحيده اللي طلع بها من الدنيا .. ولادتها كانت متعسره وبعد نزيق حاد أتضرر رحم أمها واضطروا الدكاتره يستأصلوه, وهو رضي بنصيبه ورفض يتزوج رغم محاولات أهله وقتها, حاول يربيها عالقوه والجلاده علشان تكبر وتقدر تواجه الدنيا بعد عينه, بس الظاهر أن حبهم وأهتمامهم الزايد وحرصهم الشديد عليها أعطى مفعول عكسي وكبرت عالدلع والرقه وعدم تحمل المسؤليه.

طالع في خالد اللي جلس عالسرير جنبها وضمها لصدره وهو يهديها ويمسح دموعها بحنان وحب واضح, لحد ذحين مو مستوعب أنها اتزوجت وصارت أم.. شكلها لما جات تحكي له عن أخو صحبتها المتزوج واللي رسل أخته وخطبها لازال في باله, أتذكر رفضه القاطع لخالد وكيف أصرت عليه لدرجة أنها هددتهم تنتحر لو ماوافقوا .. ماكان عنده أي اعتراض على خالد غير أنه متزوج, ماكان حاب أنها تبدأ حياتها مع ضره, كان متقدم لها رجال لهم مناصب وسمعه وهي رفضتهم كلهم بلامبالاة وهي تطلع في كل واحد فيهم عيب, مره شكله , مره شغله, مره أسلوبه, وانصدم بتمسكها بخالد لأكثر من سنتين وهي تحاول تقنعهم بكل الطرق, كان حزين عليها وفي نفس الوقت حاس أنها غلطانه في اختيارها وان حياتها بتكون جحيم اذا وافق على خالد اللي كان بالمقابل متمسك فيها وفي نفس الوقت متمسك بزوجته ورافض يطلقها باصرار غريب, هو ماكان حاب ان خالد يطلق زوجته لكن لما شاف تمسه بزوجته حط ذا الشرط علشان يطفشه ويخليه يصرف نظر عن زواجه بندى.

وفي يوم أتغير كل شيئ لما رجع البيت ولقي ندى وامها على أعصابهم وكأن في مصيبه صايره, ولما سألهم طلعت زوجة خالد عندهم في البيت واتفاجأ برغبتها في مقابلته, أتذكر وقوفها بعبايتها ونقابها على باب المجلس وكيف سلمت عليه بهدوء وهي تشرح له سبب زيارتها.
بعد ماراحت ماقدر ينام ليلتها من صدمته واستغرابه, كيف جاها قلب تجي تخطب بنته لزوجها.. كانت تتكلم بثقه وهدوء وهي تبلغه بموافقتها وعدم اعتراضها على زواج زوجها.. أسلوبها الهادي وصوتها المريح وثقتها بنفسها وبانها رح تكون لبنته أخت مو ضره , تلميحها الغير مباشروالصادم لاحتمال حصول شيئ في المستقبل لايحمد عقباه بين خالد وندى بسبب تمسكهم ببعض وكلامها عن جية خالد من الباب لخطبة ندى بدل اللعب من وراهم خلاه يفكر بدل المره ألف في قراره السابق بالرفض .. يمكن ربي ارسل خالد وزوجته علشان يعوضوا ندى عن وحدتها وبيكونوا لها القوه والظهر اللي تعتمد عليهم في حياتها بعد عينه.. وأخيرا قرر يوافق وصلى استخاره لكذا مره وفي كل مره يستخير كان يرتاح أكثر من قبل ويتأكد من صحة اللي هيعمله, والسنين اللي فاتت أثبتت صحة قراره وموافقته خالد كان لندى نعم الزوج وندى عمرها ماكانت سعيده ومستقره في حياتها زي ماكانت مع خالد, حتى جوري أثبتت أنها قد كلامها وكانت أخت لندى مو ضره وحتى بعد طلاقها المفاجيئ من خالد واللي حتى هو زعل منه ظلت مستمره في علاقتها ببنته وبهم, واتصلت بيه كذا مره في المستشفى واليوم زارته في البيت واتحمدت له بالسلامه.. غمض عيونه براحه وهو يحمد الله اللي رزق بنته بناس مثلهم يقدر يطمن على بنته بوجودهم.



,
,
,
,
,
,
,
,
,



جده, الحادية عشره مساء

كان يومها طويل ومرهق بين عناية بجود وبين السوق اللي راحته علشان تخلص طلبات العزومه اللي عملها عبدالرحمن لسلامه غنى وبعد ماأتحسنت صحتها قرروا تكون عزومتها يوم الخميس, وبما أن بيتهم صغير فاستأجروا أستراحه كبيره للرجال والحريم.. واليوم راحت زارت ندى وامها وأتحمدت لأبوها بالسلامه وعزمتها, وماصدقت رجعت البيت علشان تأخذ دش وتجلس مع أولادها, طلعت لابسه روب الحمام ولافه شعرها بالمنشفه ولقيت ياسمين ممده عالسريروبمرح \أشوفك ولفتي على سريري.
ابتسمت \ سريرأمي ايش تبغي.. بعدين انتي اللي طردتيني من غرفتي وخليتي ولدك يحتلها.

جلست جنبها تنشف شعرها\ بالله مو ترتيبنا الجديد أحلى.. كذا بيكون عندك عذر علشان تنامي في حضني كل يوم .. مع أني كنت أبغاهم يأخذوا غرفتي علشان الحمام هيوفر لغنى خصوصيه أكثر, بس خالك الله يهديه رأسه يابس.

أخذت منها ياسمين المنشفه وبدأت تنشف شعرها وهي تضحك\تقولي من وين جايب يباسة الرأس دي.
أبتسمت من تلميح بنتها\ جينات حبيبتي مو بيدنا.

بيتهم مافيه غير ثلاث غرف نوم ومجلس للرجال, وحده لها وفيها حمام مستقل ووحده لياسمين ووحده لعبدالرحمن وقصي, وبعد ماجات غنى قالت للأخوها ينام مع غنى في غرفتها وهي مع ياسمين بس هو رفض وقرر يناموا في المجلس ووقتها هي كمان رفضت وفي الأخير خلت ياسمين تنام معاها وقصي ينام في غرفة ياسمين وعبدالرحمن يظل في غرفته مع غنى, وبما أن غرفته مع قصي كانت بسيطه وأسرتها أمريكيه حطت السريرين جنب بعض وغيرت لهم بس الشراشف واللحاف بواحد جديد وأستقروا هناك من يومها.
ركزت مع ياسمين اللي عادت كلامها\ عارفه أنك تحبي شعرك طويل بس ترى مره طال ياماما ليه ماتقصريه شويه علشان مايطفشك.
عقدت حواجبها بتفكير\يمكن بعوض عن اللي سويته قبل وبحاول أنسى اني في يوم من الأيام قصيته بسهوله.
ياسمين بتردد\ كل ماافتكر شكلك بالقصير أو لما أشوف صورك أيامها أستغرب كيف قدرتي تقصيه وأنتي متعلقه فيه كدا.

بعدت المنشفه ووقفت قدام المرايه تطالع في شعرها.. أول مره في حياتها قصت شعرها كانت قبل تقريبا عشره سنين .. رجعت بذاكرتها لقصة الشعر اللي أختارها خالد بفرح بعد ما أخيرا وبعد جهد جهيد وافقت تقص شعرها .. كانت ماكملت شهرين بالقصه الجديده لما أكتشفت علاقته بندى وذي كانت المره الأولى والأخيره لقص شعرها, ومن بعدها أعتنت بيه بشكل أكبر.. صارت تستخدم زيوت وماسكات طبيعيه رغم أنها ماتحب ملمس الزيت في شعرها, حتى الشامبو العادي بطلت تستخدمه وصارت تعمل لها شامبو منزلي بمواد طبيعيه وقصت أطرافه بشكل دوري واليوم وبعد كل كل ذي العنايه وعدم أستعمال الجل والاستشوار وباقي الخرابيط اللي حتى أخواتها بيستخدموها من وقت للثاني,وصل شعرها لنص فخذها وكانت فخوره بالنتيجه وحابتها.. جاء في بالها أبوها اللي كان يحب شعرها وكل ماكانت تطفش منه وقت اللعب أولما يتشبك مع أغصان الشجر كل ماتسلقته كان يقول لها "البنت بدون شعر مش بنت" حتى أخوانها كانوا يقولوا لها نفس الكلام ,يمكن علشان كذا أتمسكت بشعرها وأهتمت بيه.

فاقت من تأملاتها على لمسه من ياسمين اللي كررت سؤالها عن سبب قصها لشعرها ذيك الفتره,وبهدوء\ أبوكي كان يزن علشان اقصه من يوم ماتزوجنا وحبيت أجبر بخاطره.
طالعت فيها بنظره\ بابا كان مايحب الشعر الطويل بس دحين أحسه أتغير.
عقدت حواجبها بعدم فهم خلى ياسمين تهزكتفها بلامبالاة\ يعني لما يطفشني شعري في الحر وأقول بقصه يقول شعرك حلو أنتبهي تلمسيه,ومن يومين سمعته يقول لماما ندى تجرب تغير تسريحتها وتطول شعرها شويه.
ماعجبها تلميحها وألتفتت لها وعقدت أيديه على صدرها وببرود\ لاتتخيلي أشياء مو موجوده, وعلى فكره أبوكي مو كاره الشعر الطويل هوا بس كان كارهه لأنه كان شعري أنا بس.

ياسمين باستغراب\ كيف يعني ؟
مسكت الفرشه وصارت تمشط شعرها بشويش قدام المرايه وبهدوء\ ببساطه أنا ماكنت عاجبه أبوكي, كلي على بعضي ماعجبته.. لاشكلي ولاتصرفاتي ولاتفكيري, من يوم ماتزوجنا وهوا بيحاول يغيرني لوحده على كيفه, وأنا ماأخذت فتره طويله لين فهمت ذا الشيئ, ورغم أني حاولت أخليه يتقبلني زي ماأنا بس فشلت.

فركت أيديها بعصبيه\ علشان كدا قصيتي شعرك علشان يفتكر أنه قدر يغيرك.

طالعت في أنعكاس ياسمين وملامحها المتجهمه وسابت فرشتها وجلست جنبها بهدوء\ لا مو علشان كذا, أنا وقتها فكرت أني مارح أخسر شيئ اذا قصيته, أنا بظل أنا مهما أختلفت قصة شعري.. لكن لما اسمع كلامه وأعمل اللي يحبه برضي ربي وبرضيه.

سكتت للحظات وبتفكير\صح أنا وأبوكي كان بينا خلافات ..بس أنا حاولت قد ماقدرماقصر في واجباتي معاه وهوا نفس الشيئ عمره ماقصر في واجباته كزوج وأب, وعلى كل اللي صار بينا الا اني محتفظه ليه بحاجات كثيره حلوه.

ياسمين بمراره\ بالله أيش في بينكم حلو.

مسكت يدها بحب\ أنتي واخوكي أحلى وأغلى شيئ وخلي ذي المعلومه على طول في بالك.
أبتسمت ابتسامه عريضه وتابعت \في مواقف مارح أنساها ليه أبدا , زي يوم زواجه لما ساب ندى عالكوشه وقام يرقص معايا علشان جدتك وقتها أحرجتني, أممممم ولا أنسى دفاعه عني قدام عماتك لما كنت لسا هبلا اخليهم يتفلسفوا واروح غرفتي ابكي..
قطعت كلامها وصارت تضحك مع ياسمين وهي تتذكر ذيك الأيام وحاولت تتمالك نفسها نفسها وبصوت متقطع من الضحك\ ولا لما كنت حامل فيكي وكان يفاجئني بكيك الشوكولاته ومايخليني أكله غير بعد مااخلص أكلي الصحي على قوله.
مسحت ياسمين دموعها وأخذت نفس وبتردد\ طيب مدام في كل الحاجات الحلوه ذي بينكم أيش اللي صار ووصلكم لدا الحال, أنا كنت أشوفكم تضحكوا وتلعبوا وبتفهموا بعض من نظره, وفجأه القاكم بعيدين وكل واحد فيكم بيتصرف بغرابه,أنا موفاهمه شيئ.
طالعت فيها جوري بتفكير.. كيف تشرح لها كمية المتناقضات اللي كانت في حياتهم بدون ماتعقدها من الزواج وتخليها تأخذ فكره غلط عنه, أخذت نفس عميق وطالعت في ياسمين بثبات\ شوفي ياسمينتي, أنا وأبوكي رغم كل الأختلافات اللي كانت بينا ألا أنا ماستسلمنا من أول الطريق, أحنا اتعاهدنا انا نحاول كل جهدنا علشان زواجنا ينجح ويستمر وذا اللي صار, كل واحد فينا قدم أحسن شيئ عنده وحاول بصدق بس علشان نستمر نوفر لكم بيت وأسره مستقره, لكن في الأخير أحنا ماقدرنا نكمل.. وبالصح أنا ماقدرت أكمل علشان ماظلم أبوكي.
سكتت للحظات وضغطت على جبينها بألم ,أنتبهت له ياسمين\ ماما خلاص أنتي مومضطره تشرحي لي, أنا متأكده أنكم حاولتوا والدليل أنكم أستمريتوا لدحين.
أخذت نفس وابتسمت\ يمكن أنا جالسه أشرح وأبرر لنفسي قبل ماأشرح لك, مارح أكذب عليكي وأقول أني سبت أبوكي لأنا مانحب بعض, أنا ماأعرف من الحب غير أسمه, طول السنين اللي فاتت كنت أفكر أن اللي بينا حب.. من وجهة نظري الأحترام والعشره والرحمه والتفاهم ذي كلها حب وبتوصل للحب وذي كانت موجوده بينا, بس كان في أشياء مفقوده يمكن وقتها ماأنتبهت ليها ولا جات في بالي.
أتنهدت ووقفت جنب الشباك المفتوح وتابعت بشرود\ بغض النظر عن وجودكم في حياتي , أنا كنت مرعوبه من فكرة أني بكمل حياتي مع أبوكي بذي الطريقه, كنت أحس حياتي بارده ومالها معنى.

كان الهواء بارد وحست بلسعة برد بسبب شعرها الرطب ولبسها الخفيف وأتنفست بعمق وبمرح مصطنع\ منتي ملاحظه أني أعطيتك وجه وبكلمك عالحب والمشاعر, عمرك شفتي أم فري كذا.
ضمتها ياسمين بحب\ أصلا مافي أم زيك في العالم كله, وأنا على طول بدعي ربنا أني أكون زيك.
هزت رأسها برفض وبهمس\ الله لايقول, أن شاء الله هتكوني أحسن مني ونصيبك أحسن من نصيبي .



,
,
,
,
,
,
,




الرياض,قبل الظهر




انفتح الباب ودخل ريان بسرعه\نفس الرساله؟

رفع رأسه من الأوراق اللي بين أيديه ورمى له الجوال بلامبالاة\شف بنفسك.
جلس وطالع في الجوال بتوتر\سند أنا موبمرتاح لسالفة هالرسايل وأنت داخل خارج ولاعلى بالك.
كمل توقيع الأوراق بهدوء\تبيني اعتكف في البيت!

زفر ريان بضيق\أنا ماقلت هالشيئ, بس ابيك تخفف خرجاتك وتنتبه لنفسك شوي.
طالع فيه ببرود\يعني اتخبى مثل الحريم , ماتبيني ألبس عباه بعد؟

ريان بحده\ سند السالفه موبلعبه.. ذي رسايل تهديد وكل رساله تخوف أكثر من اللي قبلها.
ضغط زر الاتصال الداخلي \عصام تعال شوي.
قفل الملف وأعطاه لعصام بمجرد مادخل وبعد ماطلع قام من كرسيه واتوجه للشباك وصار يتأمل منظر البحرالممتد قدامه على مرمى البصر وباله في الرسايل.. أول رساله وصلت قبل ست شهور وصارت توصله بشكل دوري ومهما أختلف نصها الاانها كانت بتحوي نفس المعنى,




"الموت"



ألتفت لريان المتوتر الملامح وجلس جنبه بهدوء\هذا أنت كثفت الحراسه وصاروا ملازميني أربعه وعشرين على أربعه وعشرين, وكلفت فريق الأمن بمتابعة الرسايل وماوصلوا لشيئ.. صاحبها موغبي وكل رساله بتكون من رقم غير مسجل ولمره وحده , يعني أنسى أنا نوصل لمرسلها.
ريان بقلق\ والحل ياسند؟
ابتسم بسخريه\الحل أن الجبان يظهر نفسه ويواجهني عالأقل يشرح سبب هالفيلم البايخ, ولين يصير هالشيئ مارح أسمح لهالمختل بأنه يأثر على روتيني .
سكت للحظات وبجديه \ عموما اذا الله كاتب شيئ بيصير ومحد بيرد المكتوب, والأولويه لأهلي لاتنسى هالشيئ ياريان.
ريان بهدوء\ والنعم بالله, والحراسه معاهم وين مارحوا وعيونهم عليهم بدون لا أحد فيهم يلاحظ هالشيئ مثل ماطلبت..

طالع سند في ساعته ووقف بأبتسامه\ أجل ماعاد بيدنا شيئ ,خل نلحق عالمسجد قبل الأذان وربك يزينها.

اتنهد ريان وتبعه بصمت وباله مشغول على صديق عمره اللامبالي بالخطر اللي محاوطه من كل جانب.
صنعاء,الخامسه مساء



حط كاسة الشاي عالطاوله بهدوء عكس اللي حاس فيه داخله لما اتأكد من شكوكه, وببرود\ كيف يعني غيرت رأيك واتراجعت عن الخطوبه ياصدام.

طالع فيه بهدوء\ زي الناس مابتغير رأيها ياعلي.
عقد أيديه على صدره بهدوء\ هذول الناس مش أنت ,هكذا فجأه بين يوم ليله تقول غيرت رأيك؟

وقف صدام واتحرك في المكتب ببرود\مش يوم وليله, أنا فكرت من فتره ولقيت أني أتسرعت لما ضغطت عليك أنت ومعاذ.. أصلا أنتوا قلتوا أنها مش موافقه, خلاص ليش أمشي في حاجه أنا عارف أنها مش لي.
علي بسخريه\ ماشاء الله وأنت عادك عرفت برفضها اليوم ولاكيف, أنت عارف من أول مره حاكيتني فيها وطلبتها بعد ماعرفت بطلاقها, وقلت لك بدل المره مليون أنها مش حق زواج , قلت لي مالك دخل حاكيها وبس وجلست بعدي بعدي ولما حاكيتها تقول بطلت.. مش أنت اللي قلت هتصبر كم ماصبرت, مش أنت اللي قلت بتنتظرطول عمرك
وقف وابتسم بمراره\بتكذب على نفسك ولاعليا, أنت داري أن جوري ماهتوافق, لو كان عندي أمل بس واحد في الميه أنها ممكن تغير رأيها صدقني بجلس أنتظرها طول عمري.

كور أيديه بغضب من منظر أبن خاله , كانت هذه المره الثانيه اللي يشوف صدام في حالة الانكسارهذه .. صدام اللي الكل بيحسب له حساب واللي مجرد حضوره في أي مجلس بيخلي كل اللي فيه يهابوا صمته قبل كلامه, صدام اللي ممشي معسكر بكامله وبكل قياداته بأشاره منه واقف قدامه بعجز وقلة حيله ماقدر يخفيها عنه رغم انه حاول يظهر بمظهر اللامبالي, واللي خلاه يعصب أكثر هو أنه في المرتين كانت جوري هي السبب في حالته.
رجع بذاكرته لأيام مراهقتهم وشبابهم وكيف كان صدام طول ماهم في المعسكر وهو يذكره بحركات جوري ومضاربتهم كل ماأجتمعوا وكيف كانت تغير من وجوده الدايم معاه.. كانت مسيطره عليه وكلامه كله كان عنها, جوري قالت ..جوري عملت.. كانت شاغله كل تفكيره رغم صغر سنها والفرق الكبير بينهم ..
أتذكر كيف كان يزعل من صدام كل ماأتكلم عنها وكيف كان يرد عليه ببساطه" بنت عمتي ومدامتي" وكان معطي خبر لأمه ولأبوه عن رغبته في زواجه منها.
أتذكر لما سمع عن زواجها من معاذ المعصب والرافض وقتها, واتذكر كيف أترجى حقهم القايد أنه مايعطي صدام أجازه علشان لايرجع ويعرف بالخبر, وفعلا ماخلص أستلام ورجع البيت غير بعد زواجها بأسبوع ,
وقتها علي أتعمد يكون معاه وشافه كيف طاح من طوله وجلس عالأرض بصدمه أول ماسمع أمه وهي تحكي لأبوه عن خوفها عليه لما يعرف بزواج جوري, ذي كانت أول مره يشوفه منكسر وضعيف, وذحين ذي المره الثانيه ولنفس السبب, شتم جوري في سره رغم أنه يدري أنها مالها دخل في حالته في المره الأولى, لكن المره ذي كان متأكد من أن لها يد في حالته هذي.

بعد ماتمت شوفة أحلام على زميلها دكتور الجامعه رجعها عالبيت وأنفرد بها وبمجرد ماحكى لها عن خطبة صدام لها شك في وجود شيئ غلط, كان متوقع منها تستنكر أوعالاقل تحول الموضوع لنكته كعادتها أو تختصر الموضوع وترفض بمجرد ماخلص كلامه زي ماسوت في خطوبة يوسف صاحب معاذ, لكن ردها كان في منتهى الغموض هزت رأسها وقالت يصير خير وتركته وراحت بهدوء.
طالع في صدام بغضب\جوري كلمتك؟ أتصلت عليك وطلبت منك تتراجع عن خطبتها صح.
التفت له صدام بقوه\ هي مالها دخل, أنا اللي مش قد كلمت---

قاطعه بضربه قويه عالطاوله وبحده\ لاتكذب وتطلع على نفسك كلام أنت داري أنه مش صحيح, كلمتك وقالت لك أنها مش موافقه! أيش قالت لك بالضبط!!
قالت خليها تجي منك يابن خالي ولا أرفضك قدامهم.. قالت لك أنها بتشوفك أخ وبس وأنت بكل غباء صدقتها,, وافقت وأستسلمت بسرعه.. اتخليت عن حلمك كل ذي السنين.

ضغط على جبينه بقوه\مايهم اللي قالته ولا عاد يفرق في حاجه, أنا جيت أقول لك تسامحني وتعتذر لي من معاذ وتنسوا أني طلبتها منكم, خلونا نرجع مثل ماكنا .. أنا من البدايه قلت لكم مافي حاجه بتأثر علينا, لاموافقتها ولارفضها.
أخذ قبوعه وجواله من الطاوله ومسكه علي بقوه قبل مايوصل للباب وبهدوء\كلمتك وهي عندنا ولا بعد مارجعت جده؟
طالع فيه بابتسامه باهته\ تصدق .. لما سمعت صوتها ماعاد دريت بالوقت ولا وين أنا !! وأنت جاي تسألني من وين كلمتني.. خاطرك.

خرج بسرعه وترك علي يغلي من الصدمه والغضب وهويتوعد جوري بكل أنواع العقاب.



,
,
,
,
,
,
,
,
,










جده,السابعه مساء



طالعت فيها أمها بحسره\خلاص ياخوله ذا أخر كلام عندك؟
ابتسمت برضى\أمي حبيبتي والله موزعلانه ومقتنعه بقراري.
مسحت دموعها بحزن\أنا عارفه أنك رافضه علشاني وعلشان أخوانك, سامحيني يابنتي ماشفتي منا غير وجع القلب وذحين بنوقف نصيبك ونربطك معانا.
شدت على اسنانها بقهروحاولت تتكلم بهدوء\ ألف مره قلت لك لاتقولي دا الكلام, أنتي أمي وهما أخواني اذا ماساعدنا بعض وانتبهنا لبعض أيش فايدتنا؟
اتنهدت\ بس أنا نفسي أشوفك مع زوجك وفي بيتك,نفسي ترتاحي وتشوفي حياتك.
ضمتها بابتسامه\ ان شاء الله هتشوفي كل اللي تبغيه وأحسن كمان, أمي ليه محسستني أني عجوزه ترى ماوصلت تسعطعش يعني في أحتمال يجيني بدل العريس عشره, أنتي بس ادعي لي.
شدتها لصدرها بهمس\ الله يرزقك بالزوج والذريه الصالحه ويعوض تعبك بكل خير.

بعدت عنها وباست رأسها \أمييييين ولايحرمني منك ياعمري, يلا بدق على أبله جوري وأقلها أني استخرت ومارتحت,ترى مره طولت عليها وهيا سابتني براحتي.
ابتسمت أمها لسيرة جوري اللي تحبها وبتساؤل\كيف بنروح لعزومتها, أخاف الاستراحه بعيده ومانعرف الطريق؟
ضغطت زر الاتصال وطالعت في أمها\قالت أذا نبغى نروح معاها من بدري حيانا, واذا بنتأخربترسل لنا أخوها مع ياسمين .
أمها بفشله\كمان هما يودونا ايش ذا الاحراج.
قفلت الجوال لما أعطاها مشغول وابتسمت\ بس لاتسمعك ولا بتزعل منك.
اتنهدت وبصدق\ الله يعوض عليها بكل خير ويسهل امورها ويصلح لها عيالها يارب.
وقفت خوله\اميييين,,يلا حبيبتي ارتاحي شويه وانا بروح أخلص شغلي.

خرجت وأمها تدعي ربها يسخر لها عباده الطيبين



,
,
,
,
,
,
,



الرياض ,التاسعه والنصف مساء


من أكثر من شهرماشافت سند بسبب سفراته المستمره, وهي كمان كانت مسافره وبعد مارجعت كان أول شيئ سوته هو زيارتهم , بس أملها خاب ومخططها فشل بعد ما عرفت أنه في جده طول الأسبوع الي فات, واليوم سمعت أنه رجع الرياض وجات وهي كلها أمل أنها تشوفه لو لدقايق, سمعت صوت بتول في الحديقه وراحت لها وهي متأمله يكون معاها خاصة بعد ماصار طول وقته في البيت يقضيه مع أولاده, وقفت بقهر وهي تشوف دينا وبتول لوحدهم وبتول تتكلم عالجوال بانبساط , ضيقت عيونها لما عرفت المتصل , وبحركه سريعه سحبت منها الجوال ورمته عالأرض بغضب\ أنتي شلون تتكلمي مع هالحثاله .
شهقت بتول لما سمعت صوت الجوال وهو يصطدم بالسيراميك وبصدمه\ليه ياشذى, وس شويت لك.
جريت دينا على بتول وحوطت كتوفها بذراعها بحمايه\ ديموزيل شزا شو عم تعملي؟
شذى بحده\ أنتي مايخصك, موبناقصي غير الشغاله تحاسبني.

طالعت فيها دينا بقهر, هي أكثر وحده عارفه طولة لسان شذى وياما سمعت منها كلام يسم البدن بدون ماتقدر ترد وتوقفها عند حدها, طالعت في بتول بصدمه لما اتكلمت بقوه\ دينا مو بشغاله,دينا صديقتي وأنا ماأسمح لك تكلميها بهالطريقه.
عقدت أيديها على صدرها وبسخريه\ والله وطلع لك لسان وقمتي تراددين, أكيد دامك ماشيه مع هالأشكال الزباله اللي متلمه عليهم.
سحبتها دينا برجاء\ بتول الله يوفقك لاتردي عليا.
دفت يدها والتفتت لشذى بعصبيه\ منو تقصدين بالزباله؟
عدلت شعرها وبقرف\ هاللي كنتي تكلميها من شوي, أنا قلت لك لاتكلمينها وقلت لك أن سند قايل مايبي أي علاقه معها.
بحلقت عيونها السود الخاليه من أي تعبير وبحده\ لاتتبلين على بابا, وأحترمي نفسك خالتي جوري ماهيب زباله.. وهالحركه السخيفه اللي من شوي بقول لبابا عنها وهو بيتصرف معك.

ابتسمت بانتصار\ انزين قولي له الحين وبتشوفين أن اللي قلته صدق, هو مايبي أي علاقه معها لأنه يدري أنها موبزينه.
بتول بحده\ أنتي وحده كذابه, هو يدري أنا نكلمها وماقال لنا شيئ, وكانت عندنا في الاجازه .. وبنزورها أخر الأسبوع وهم بعد ماقال شيئ.
ضحكت بوقاحه مستفزه\ حبيبتي هو يدري بسواد وجهها بس موبقادريحكي لأبوي مساعد لأنه تعبان ورجله والقبر بس أ---



بنت


التفتوا بصدمه لما سمعوا صوته الآمر والبارد واتفاجأوا بوقوفه قدامهم بصمت مهيب.


,
,
,
,
,
,


جده, الثامنه صباحا

حطت عبايتها وجلست جنب أمها بكسل\ صباح الخير .

طالعت فيها بضيق\ على وين من صباحية ربنا, أنا كم مره قلت لك تكلميني قبل ماتطلعي من البيت, أنتي ناسيه أنك زعلانه من زوجك وطالبه الطلاق.
ابتسمت بسخريه\ يعني أدفن نفسي علشان سي السيد زعلان.. بعدين أنا مو طفله علشان استئذن كل ماحبيت أطلع مكان, معزومه عالفطور عند أم تركي بفطر وراجعه مو طايره.
ردت بحده\ الأصول أصول يالطيفه كنتي طفله ولاعجوزه بعكاز, وأخوكي نبه عليكي قبل كذا وقلك خففي طلعات العين عليكي.
قلبت في التلفزيون وبملل\ والله اهي ست الحسن طليقته رايحه جايه وعامله شغل كمان ومأاشوفه نطق, وكمان سايب عياله معاها.. جاي يتشطر عليا.
شهقت بقوه\ وان شاء الله تبغيه يحاسبها, دوبك تقولي طليقته يعني ماله حق عليها وماله دخل فيها.
حركت يدها بلامبالاة\ ياأمي ينحرقوا أثنينهم, أنا موعارفه أنتي كيف متحمله قعدتك في البيت كذا ياأمي, ماتطفشي من بكى نادين ولعب نادروهروج ندى البايخه!
هزت رأسها بعدم تصديق\ أنا اللي موعارفه كيف يجي لك قلب تسيبي عيالك ذا كله لوحدهم, مابتفقديهم يالطيفه.. قلبك مابيوجعك من بعدهم؟
طالعت فيها باستنكار\وي يأمي ياحبك للدراما والأفلام الهنديه, أيش اللي افقدهم ويوجعني قلبي, مهم لسا أمس كانوا عندي وشفتهم وأطمنت عليهم.
ابتسمت أم خالد بسخريه\ لو محمد الله يحفظه ماجاب أخوانه وجاء أنتي ماكنتي سألتي عليهم, أخر مره شفتيهم من أربعه أيام وبرضه محمد اللي جابهم ولا أنتي لابتسألي ولا كأن عندك عيال من أصله.
زفرت بضيق\ أنتي كدا كل ماشفتيني جايه مبسوطه تحبي تنكدي عليا, أيش تبغيني أسوي لهم وكل واحد صار أكبر مني وبعدين هما مع أبوهم والحربايه اللي متزوجها أيش أعملهم يعني, موكفايه أن الحيوان أبوهم موراضي يطلقني, سايبني معلقه لاخلاني أشوف حياتي ولا سوى اللي أبغاه.
بحلقت أم خالد عيونه فيها\نعم يختي!! تشوفي حياتك, لايكون تبغي تتزوجي بعد العمر ذا؟
طلعت مرايتها من شنطتها واتأملت وجهها ومكياجها اللي كان محليها بشكل كبير وان ماأخفى عمرها زي ماكانت حابه وبغرور\ وليه ماأتزوج , الحمدلله لساتني صغيره وحلوه وألف من يتمناني.
صاحا أم خالد بحده\ لطيفه لاتجننيني بقلة أدبك ذي, أستحي على وجهك وعلى سنينك اللي قربت عالخمسين و--
قاطعتها لطيفه باستنكار\ بسم الله عليا من الخمسين ,, وأثنين وأربعين مونهاية حياتي علشان أعتزل الدنيا واللي فيها, بعدين عاجبتك رميتي دي عندك وهوا بيسرح ويمرح وعايش حياته على كيفه.
زمت شفايفها بسخريه\لا وأنتي مرميه مررره, موكانك عايشه بالطول والعرض.. خرجات وحفلات وزواجات ولا كأن صاير معاكي شيئ, بعدين عبدالفتاح مو مقصرمصروفك بيوصلك وماعمره نقص عليكي شيئ مع أنك ماتستاهلي.

وقفت وشالت عبايتها بغضب\ طول عمرك توقفي مع الغرب وتجي علينا, في الأول وقفتي مع الزفته جوري ودحين عبدالفتاح أنا موعارفه مين اللي عيالك أحنا ولا هما.

أتنهدت ولطيفه تلبس عبايتها وهي مستمره في السب والشتم قبل ماتطلع وبحسره\ هبلا وماهتعرفي قيمة زوجك غير لما يروح من يدك زي أخوكي الأهبل اللي ماعرف قيمة جوري غير بعد ما راحت من يده.


,
,
,
,
,
,


جده,التاسعه صباحا



غطت رأسها بالمخده وبضيق\ قلت لك خلص صحيت, شتبين بعد يارؤى.
شدتها من بيجامتها\صار لك ساعه تقولين صحيت وأنتي مكانك, أبوي مساعد قال ساعه والكل جاهزمايبي يتأخر.
جلست عالسرير وعدلت ملابسها بملل\ وش اللي ساعه ونجهز, تراها عزومة غداء موبفطور.
وتين بلكاعه\ دامك تحبين النوم مثل عيونك وش مسهرك للفجر, كان كبرتي المخده وشبعتي نوم بدل هالبهذله.
شهقت بقوه\ أعوذ بالله من عيونكم, حشى منتو بنات عم ..مخابرات ! واحد وزوجته شعليكم منا نسهر ولا ننام..
روعه بضحكه\نبي ننصحك بس, طالعي عيونك شلون منفخه وتحتها كأنها هلالات.
مها بتنهيده\ أي والله بيجي عرسكم وأنتي عيونك الله لايبلانا.
فحصت عيونها ووجهها في المرايه\ وش فايدة جلسات العنايه اللي اسويها كل أسبوع؟
وتين\ حبيبتي وشتفيد أذا أنتي ماتنامين زين وتريحي عيونك.
ألتفتت لهم بقلق\ انزين ان ماراحت تهقون المكياج رح يخفيها ولا لا.

ضحكت رؤى بشماته\ وش يخفي هالمسكين وش يخلي, طالعي وجهك شلون صاير مثل دب الباندا.
ديما بانفعال\ بس سكتي واللي يعافيكيموبناقصه توتريني عالصبح, خلص بقله مانبي مكالمات تالي الليل.
رؤى بتريقه\ ايه خلوا الدوام صباحي أزين لكم.

دفتها ديما بقهر وراحت تغير وضحكات البنات تلاحقها.

,
,
,
,
,



في نفس الوقت

دخل غرفته وشاف جوري تمشط لجود وبمرح\ وين وديتي غناي.
ابتسمت\ بتأخذ دش في غرفتي وجايه ياروميو.
بعد ماخلصت تمشط لجود جريت ورمت نفسها عليه\ بابا هيااا مسبح.
بحلق في جوري\حرام عليكي الدنيا برد مسبح أيش اللي قلتي لها عليه ذحين
حركت كتفها بلامبالاة\ مالي دخل شافتني أحط العومات وكفرات السباحه شبطت فيها, اتفاهم مع بنتك.
شال بنته وبضيق\وأنتي ليه جايبه عوامات وكفرات سباحه, ترى منتي لحالك في ضيوف متى بتسبحي؟
ضحكت بمرح\ مالك صلاح بضيوفي اختلص معاهم, بعدين ذي فرصه لاتعوض بلا برد بلا بطيخ.
كور يده وكأنه بيعطيها بكس وبتهديد\ طيب خلصينا , ترى نزلت كل شيئ واتأخرنا , الساعه عشره متى تلحقي تجهزي كل شيئ قبل مايجوا.
وقفت قدام المرايه تعدل شعرها علشان تستفزه\ لسا بدري وكل شيئ جاهز, وكلها قهوه اللي بسويها.
دخلت غنى\يووه أنت خلصت, يلا حبيب عشر دقايق واخلص.
حوط كتفها بذراعه ودفها قدامه بشويش\لاحبيبتي براحتك وعلى أقل من مهلك, لاتتعبي نفسك.
بحلقت فيه جوري بمزح\ دوبك كنت متأخر ومتى نلحق, وعلشان عيون البسه ذي كله اتغير.. فعلا الناس مقامات.
غنى بضحكه\ محد عيون مثل البسه غيرك لاتلصقيها فيني.
عبدالرحمن دف جوري للباب وأعطاها جود\خذي الأضافه هذي ومن غير مطرود بلبس زوجتي تعرفي تعبانه وماتستغنى عن خدماتي.
شهقت بصدمه وأخذت جود بعصبيه\ كنت طالعه من نفسي ياقليل الأدب.
قفل الباب وصوتها واصل لعنده وهيا تكلم نفسها, غنى باحراج\صدق قليل أدب ,ليش تحاكيها هكذا .
ضمها لصدره بضحكه\مافي شيئ يسكتها وينسيها السالفه بسرعها الا ذا الكلام, بعدين وين قلة الأدب الحق عليا بساعدك.


,
,
,
,
,

الساعه الحادية عشره


علق عالبوري بازعاج وما وقف غير لما انفتح الباب وشاف نادر ماسك نادين ووراهم أمه وندى نزل وشال نادين وركبها السياره وساعد أمه تركب قدام وبحب\ هلا والله بالحب, نورتي السياره يا أحلى أم في الدنيا.
أم خالد\الله يرضى عليك يامؤيد ولايحرمني منك.
باس يدها\ ولامنك ياجنتي.. خلاص نتوكل.
ندى\ مؤيد معليش تمر محل حلويات على طريقنا.
ابتسم \ رايحه لأم الحلى كله وتبي تجيبي لها حلى.
اتنهدت\ طيب محل ورد ياظريف.
ضحك\ حتى ورد مايجي, هيا بنفسها ورده.
عصبت منه\ يعني نروح بيدنا فاضيه, أيش تقول علينا حرمة عبدالرحمن.. فاطمه كلمي زوجك.
فاطمه بتعب\ شوفي انتي وياه لاتحشروني بينكم, أمس مانمت لأن جوري مسخنه ورأسي مصدع.
أم خالد\ مؤيد مو من جدك بنروح ويدنا فاضيه.
مؤيد بتمثيل\أفااا عليكي
ياأمي أنا أقدر أسويها في حرمة أخويا وأخرب برستيجها.
طالعت فيه ندى بحده\ مين حرمة أخوك؟
ضحك بمرح\ والله أخر مره سألت كان مافي غيرك حرمة أخويا, الا لو أتزوج من ورايا ذا شيئ ثاني.
شهقت بصدمه\ فال الله ولافالك, أنتا حد مسلطك عليا عالصبح.
أم خالد بعتاب\ مؤيد استهدي بالله وانتبه للطريق.
فاطمه بتنهيده\ أنتوا ماتملوا, بتقضوها كذا لين نوصل؟ ترى الطريق طويل وزحمه وموناقص هبلكم.
غمزلندى في المرايه بمرح\ ندو ايش بأخلاقك صايره تجاريه محد يمزح معاكي, ترى مريت وجبت كل اللي يخطر على بالك, جبت شيئ من كل محل عديت عليه لين وصلت لكم.
ندى بزعل \ يعني بس بترفع ضغطي يامؤيد, الله يسامحك.
مؤيد بجديه\بنت ترى أمزح لاتقلبي الهرجه جد.
كانت كل شويه تطالع في ساعتها, وصلوا الأستراحه قبل ساعه ونص وبعدها بشويه وصل مؤيد وأمها ومعاهم أم خوله والبنات بعد ماطلبت منه يمر عليهم لأن سيارتهم كانت كلها أغراض, شيكت عالأستراحه وبخرتها وجهزت القهوه والتمر والحلا ووزعتها للرجال والحريم, عبدالرحمن قال لها انه أجر استراحه كبيره وحلوه بس ماتوقعتها بالكبر والترتيب ذا, قسم الرجال كان فيه مجلس كبير وغرفتين نوم وبيت شعر مكيف وفيه مسبح وملعب , وقسم الحريم مجلس كبير وثلاث غرف نوم ومطبخ مجهز بكل الأجهزه الضروريه ومسبح متوسط ومنطقة العاب للأطفال,
وصل رائد ولبنى ومحمد ولد لطيفه اللي جاب أخوانه وريم بنت خالته ليلى , أنشغل الرجال والأولاد بالبلاي ستيشن لين يوصلوا بيت المنذر.
جلست جوري تتقهوى مع أمها وأم خوله والبنات , وكانت ياسمين وباقي البنات حاطين نادين وجود في المراجيح ويلعبوامعاهم, رن جوالها\السلام عليكم هلا عبادي,
عبدالرحمن\الناس عند الباب, لاتتحمسي وتنسي نفسك.
نطت بفرح\طيب سلام.. وصلوا وصلوا.
جريت تفتح باب الحريم وأمها والبنات وراها, دخلت جدتها مستنده على عصاتها وثريا ماسكه يدها .. مسكت نفسها خمس دقايق بالقوه لين دخلوا كلهم وقفلت الباب وسمعت أصوات السيارات تبعد قبل ماتسلم على جدتها وأمها منيره والبنات بحماس وفرح\ الحمدلله على سلامتكم, نورتوا جده .
مسكت يد جدتها ودخلتها للمجلس. الجده بحب\ الله يسلمك يالجوري.
أخذوا فتره لين انتهى السلام بين أهل خالد وبينهم, جلست جوري بين جدتها وأم خالد وعرفتهم على بعض\جده ذي تصير أمي جدة ياسمين وقصي, وذي ندى أم عيالي وفاطمه زوجة عمهم وذي عمتهم لبنى وخالتي أم رشيد وبنوتتها الحلوه خوله وذي نجمة الحفل واللي عزومة اليوم على شرف سلامتها غنى زوجة أخويا عبدالرحمن, وذي يمه تصير جدتي وديمه شيخة الرياض والمنذروطبعا أمي منيره وثريا وديما وبتول ودينا قابلتوهم يوم الأفتتاح.. ودحين بعرفكم عالبقيه.

,
,
,


دخل عبدالرحمن الرجال للمجلس ورحب فيهم وعرفهم على مؤيد ورائد وباقي العيال, دار بعيونه عليهم , تقريبا كلهم حضروا.. الجد وعمه مساعد وأثنين من أخوانه وناصر ومشعل وبدر وعيال وضاح ومساعد ولد المرحوم صقر, اما وضاح وراجح فاتصلوا واعتذروا منه لأنهم مايقدروا يتركوا الشغل ويجوه كلهم.. طالع في ساعته باقي ربع ساعه على أذان الظهر وفيصل وحاتم وريان اللي وعده بالحضور مابانوا للأن ,قهواهم مع مؤيد وجلسوا يسولفوا لوقت الاذان وبعدها الكل راح عالمسجد.

,
,
,

كان طول الليل حاس بالخجل من تصرفه الوقح مع عبدالرحمن, لكن ذا الشيئ كان خارج عن ارادته, خيانه قديمه من شخص كان بمثابة الأب له تركت داخله شكوك في نوايا كل شخص يقابله ويتعرف عليه من خارج محيطه العائلي وعبدالرحمن بالتأكيد ماهيكون الاستثناء لحد مايثبت العكس.

كان متردد يحضر عزومة عبدالرحمن ولا لا, وبعد تفكير طويل قرر يروح لأن لرجال عزمه بكل أدب وماشاف منه شيئ يخليه يعامله بذاك البرود والرفض, وبعد عشر دقايق من تقليب جواله في يده بتردد اخيرا حسم أمره واتصل\ السلام عليكم, أنت رحت عزومة عبدالرحمن ولا بعد ياريان؟
ريان\ مابعد رحت ياسند توي خلصت صلاه.
سند بهدوء\ طيب مرني وخل نروح مع بعض.
ريان بضحكه\ الحمدلله اللي ربي هداك, أنت وين؟
رد ببرود\ بالشركه.
ريان\ انزين أنا قريب عشر دقايق وأنا عندك ان شاء الله.

قفل وطلع من المكتب بعد مااعطى أوامره لعصام السكرتير ونزل يستنى ريان في سيارته.

,
,
,

استئذنت من الحريم وطلعت برا تتصل لأخوها\ السلام عليكم, عبادي متى بنحط الغداء الساعه صارت وحده ونص فشيله في جدي تراه يتغدى بدري وأبويا كمان ملتزم بمواعيد الأكل علشان السكر.
رد بهدوء\ يختي داري بس في ناس لسا ماوصلوا.
استغربت\ ناس مين؟ زوجة حاتم وفيصل وصلوا من شويه, أنتا عازم مين كمان؟
عبدالرحمن\ خلاص حبيبتي بس يوصلوا بكلمك.

قفلت وهي تفكرمن اللي ماوصلوا, هو قال انه ماعزم غيربيت المنذر وفيصل وحاتم صاحب علي اللي ساعد في موضوع طلاقها والدكتور محمد وفهد اللي أعتذروكلهم وصلوا قبل نص ساعه, اتنهدت باستسلام\ يارب يجوا بالسلامه وبسرعه لأن الناس جاعت وهم مستنين .

,
,
,

فتح الباب ووسع لريان بابتسامه\ حيا الله ريان, اهلا وسهلا
ريان \ الله يحييك , المهلي مايولي .
ضحك ورد الباب وسمع صوت بارد\أفهم من هالحركه أنه غير مرحب بوجودي.

ألتفت بحده واتفاجأ بسند واقف بجمود ووجهه مافي أي تعبير, وقف مكانه باستغراب كان لازال مصدوم من رد فعله أمس وأتوقع أنه مارح يجي, لكن وجوده ذحين حيره ولخبط تفكيره, ذا الانسان فعلا غريب وردود فعله غير متوقعه.
ابتسم بهدوء\ السموحه منك ماشفتك, حياك بابوبدرأتفضل أنت موضيف أنت صاحب مكان والصدر لك والعتبه لنا.
طالع فيه سند للحظات قبل مايدخل ويمد يده لعبدالرحمن اللي سلم عليه بترحيب , وقف مكانه بدون مايتحرك وفهم عليه ريان وتلركهم لحالهم, سند بهدوء\بخصوص اللي صار أمس, أنا ماكان ---
ربت عبدارحمن على كتفه بمقاطعه\ يارجال أمس خلص وراح أدخل بس, حياك.
طالع فيه بهدوء وهز رأسه وخل معاه المجلس ,عرفه عبدالرحمن عالموجودين وضيفهم, وأول مادخل مؤيد المجلس فهم أن الغداء صار جاهز وقف في وسط المجلس\ اتفضلوا ياجماعه الغداء حياكم الله.

,
,
,

بعد ما خلصوا الغداء واترتب المكان جددت جوري القهوه وصلوالعصر, انقسموا الحريم فالكبار جلسوا في المجلس والبنات كلهم طلعوا واتوزعوا في الحوش اللي عالمسبح واللي عند العاب الأطفال, مالت جوري على لبنى بهمس\ الله يريحك دنيا وأخره زي ماجبتي الشغالات وريحتيني.
لبنى بابتسامه\امييييين وياكي حبيبتي, تصدقي البنات مرره حلووين ودمهم خفيف.
هزت رأسها بموافقه قبل ماتجيهم رؤى\ أعترفوا في مين تحشوا.
انحرجت لبنى وماعرفت ترد وطالعت جوري في رؤى بضحكه\ فيكم في مين يعني.
ديما بمزح\ عالأقل خل نمشي وبعدين أستلمينا.
شهقت لبنى\لاتصدقوها وربي ماحشيت.
ضحكت جوري بقوه من شكل لبنى المتفشل\ بصراحه ماحشت كانت تقول انكم جميلات وظريفات ومافي منكم.
وتين برقه\فديت قلبك أنتي الأجمل لولو.
فاطمه بابتسامه\ لاجد يابنات ماشاء الله عليكم تنحبوا وتدخلوا القلب بسرعه.
وقفت جوري بتمثيل\أيووه أقلبوها حب وغزل واليوم بيروح وأحنا جالسين.
ثريا بابتسامه\ وش تبينا نسوي ترى محنا بالبر.
صاحت رؤى بحماس\يازين برنا وياحلاته.
طالعت فيهم جوري بتريقه\مره يازينه وياحلاته.
التفتوا لها البنات بغيض ورؤى تصيح\ سلامات الحين موعاجبك برنا, من اللي فرت فيه وخلتنا ندور عليها طول الليل.
ضربت جوري على رأسها من غباء رؤى وحاولت ثريا ترقع السالفه\ حبيبتي هي اللعبه كذا.
جوري بنظرة تهديد لرؤى\ بغض النظر عن الفرفره والتدوير,
طالعت في البنات\ بذمتكم عمركم شفتوا بر خمس نجوم.
غنى باستغراب \ كيف يعني خمس نجوم.
اتنهدت جوري بأسى\ أنا أعرف البر شوية شجر وحجر والباقي رمل على مد البصر, خبري فيه خيمة وشبة نار ودلة قهوه وسيارات هيلوكس ولما يحبوا يتدلعوا جيوب.

وتين بشهقه\ قولي لا اله الا الله, بتخربين سياراتنا.
أشرت لها جوري بضحكه\ الف من ذكر الله, طيري بس ياسياراتنا عيني بارده لاتخافي.
ديما بدلع\ ترى حنا برنا كذا وكل اللي راح معنا ماأشتكى.

جلست وسطهم وبشرح\ أنا ماأشتكيت بس بالله أيش تحسوا فيه وأنتوا في خيمه عشره متر في عشره متر, وشاشة البلازما ستين بوصه وشبكة نت وقنوات قضائيه , وين البر في الموضوع وكل وحده ماسكه ركن جهازها في يدها وشغاله طقطقه فيه, حسيت نفسي طلعت من بيتكم لبيت ثاني بس هواه رباني.
سكتت شويه وبضحكه\ الشيئ الوحيد اللي حبيته في بركم هو دورة المياه الله يكرم السامعين, بصراحه كانت رفاهيه مطلوبه وفي مكانها السليم.
مها باستغراب\ بس البنات قالوا انكم سقتوا السياره وركبتوا دبابات وبعد كان في سباق خيل.
جوري بحسره\ الدبابات حنت عليهم ديما وقالت لهم يركبوا وأنا ماركبت معاهم والخيل رجالكم اللي خيلوا وذول زي الهبل واقفين يصرخوا.
رؤى بلكاعه\ والسياره اللي فريتي فيها البر كله وحنا معاكي ماجبتي طاريها ليه؟
ضحكت\ لاحبيبتي ذي أبويا اللي جابها ليا ولا أنتوا محد حولي, بعدين أحمدوا ربكم علمتكم السواقه ببلاش.
شهقت غنى\ سقتي عندهم يامجنونه.. ورجالهم وين.
طالعت فيها جوري بحده\نعم يختي.
ثريا بابتسامه\ لاتخافين أبوي كان معنا وساق بالسياره لبعيد وبعدها عطاها لجوري, يعني محد شافها.
ضحكت لبنى\ لاتخافي ياغنى هيا صح جوري لاسعه حبتين بس لسا في شوية كنترول في مخها.
غنى باعتذار\ انا ماقصدت , بس جوري أوقات بتنسجم في اللعب وتنسى نفسها.
ضيقت عيونها على غنى وبزعل\ وهذا اللي أخذناه من بركم اللي مو بر, جبتوا لي الكلام من أم عيون رماديه.
شذى بغرور\ الظاهر أنتي متعوده عالتراب والقرف, وحدك تخيمين في البحر ويخب عليكي.

شهقوا البنات بصدمه والتفتت لها جوري بابتسامه\ سكتي دهرا ونطقتي كفرا, تصدقي كنت نسيت أنك موجوده, حيا الله شذى.
ثريا بحده\ شذى وبعدين معك, لاتنسين انك ضيفه عندها.
ابتسمت جوري بلامبالاة \ وعلشانها ضيفه مسموح لها تأخذ راحتها وتفضفض, على فكره يابنات ترى ذا العادي حق شذى يعني لاتستغربوا.
وقفت ومشيت وهي تعدل فستانها وشعرها بدلع \ بحرمكم من طلتي البهيه وبروح أشوف جده وماماتي, أكيد وحشتهم.

ضحكوا البنات على شذى اللي وقفت بعصبيه وسابت لهم المكان, بعدت عنهم وهي تسب جوري بقهر وبهمس\ هين يالخايسه أنا تتمسخرين علي, موبكفايه سند زعل مني وهددني بسبتك, أن مادفعتك ثمن كل كلمه ماأكون شذى المنذر.

,
,
,

نقلوا الرجال جلستهم لبيت الشعر بناء على رغبة الجد ودار عبدالرحمن بالقهوه على الرجال قبل مايروح ويرجع بثلاجة قهوه جديده ويحطها عند الجد بمرح\ وهذي حقك القهوه ياجدي ومتوصي عليها من الحبايب.
الجد بابتسامه\كثر الله خيرك وخير الحبايب, اكرمكم الله كلفت على نفسك ياعبدالرحمن.
عبدالرحمن بزعل\ أفااا ياجد, ترى مافي من بعد كرمك كرم أنت وعم مساعد ومافيها كلافه ذا حق وواجب.
أبوسند\ انزين وين بنتك ماقد شفناها ولا ماتبي لها عريس من عندنا.
عبدالرحمن بضحكه\ مافي أكثر من البنات عندنا الله يحفظهم..
مؤيد بمزح\ لوسمحتوا ترى بنتي محجوزه لقصي وخلاص دفع المهر مانبغى سكسكه.
الجد\ بالأول خلها تشوف عيالنا ماتدري يجوز تغيررايها.
أتصل عبدالرحمن على قصي وقال له يجيب جود ونادين وجوري بنت مؤيد.

دخل قصي ومعاه جوري وبدر شايل جود ونادر ماسك نادين , شال الجد جوري اللي ملفوفه بكوفله\بسم الله ماشاء بنتك مابعد طلع لها سن وأنت حاجز لها قصي من الحين,
مؤيد\ والله ياجدي أحنا في أخر الزمان وفي وفره في الحريم, وشح في الرجال علشان كذا بزبط بنتي بدري قبل مايخلصوا الرجال وتعنس في البيت.
ضحكوا على كلامه واتجمعوا الشباب على البنات وكل واحد يسلم عليهم ويحط لهم فلوس في ملابسهم, التفت ناصرلعبدالرحمن\خلص يالدحمي دام السالفه كذا أنا بضحي بنفسي وبناسبك .
عبدالرحمن بضحكه\خف عليا ياشهيد الأمه, بعدين ان شاء الله على ماتكبر بنتي بتكون مدة صلاحيتك أنتهت .
شال بدر جوري وباحراج\خلاص أنا بأخذها.
رائد بمزح\ جالسين يحرجوا على بنتك وأنت ساكن.
أبوسند\وليه ماتقول كلن يبي نسبه ,عبدالرحمن نسبه ينشرى.
عبالرحمن\ماعليك زود ياعم مساعد, خلاص يابدر أن كان لك نصيب مابتكون غير لك.
بدر أخذها وراح لأبوه وبجديه\أنا موبقاعد أمزح.
عبدالرحمن بابتسامه\ولا أنا أمزح, من هنا لين تكبر ماتدري ربك ايش كاتب, واذا كنت عادك تبغاها في لك أن شاء الله.

كان سند جالس مع حاتم اللي أندمج معاه وأخذهم الكلام وما انتبه للي قالوه, التفت لبدر لما أعطاه جود\ماشاء الله الله يحفظها, من وين جبتها.
بدر بابتسامه\ ذي خطيبتي.
حاتم بضحكه\ خذ لك من عيال اليوم جاي وخطيبته في يده, وأنت بتحضر زواجهم من ضمن المعازيم.

سند بمجرد ماشاف زوج العيون الرماديه تضحك له نسي كل شيئ, رجعت له ذكرى أول مره شال فيها بتول وبدر ورجعت له مشاعر حلوه ودافيه وهي تمسك أصابعه وتلعب فيها, مسح شعرها بحنان\ وش أسمك ياحلوه.. تعرفين أسمك ولا لا؟
طالعت فيه بضحكه\ زودي

ردد وراها لاشعوريا\ جوري!
ألتفت له عبدالرحمن بحده\ جود, أسمها جود.

طالع فيه بهدوء\ماسمعتها زين.
أنتبه عبدالرحمن لنبرته الحاده وسكت للحظات وتابع بهدوء\ هي متعوده نناديها جودي علشان كذا مسكت معاها بس حروفها ضاربه شويه.
ابتسم سند نص ابتسامه\ عادي ماصار شيئ.
ورجع يلعب معاها, طالع فيه عبدالرحمن باستغراب من ملامحه اللي رقت واتغيرت أول ماشال جود, كان يلعبها ويتكلم معاها ويضحك على حركاتها ودلعها.. أختفى بروده وتحفظه واتحول لشخص ثاني شخص.. شخص وديع ولطيف.



,
,
,
,


بعد المغرب

راحت زوجة حاتم وفيصل ومابقي غير البنات وكانوا ماخذين راحتهم,
جريت جوري على مجلس الحريم وهي تضحك وجود ونادين يجروا وراها وهم يبكوا , شالت ندى نادين وبعتاب\ جوجو أيش سويتي لها؟
جوري ببراءه\ ماسويت لها شيئ, طلعيها برا يمكن تبغى تتمرجح.
دخلت وراهم رؤى بانفعال\ يالنصابه هاتي الفلوس.
أم خالد\ أي فلوس؟
طالعت فيها روعه\ خالتي أخذت فلوس البنات وانحاشت.
الجده بحنان\ أعطيهم يمه وأنا بعوضك.
انفجرت جوري من الضحك وضمت جدتها\ جعلني مافقدك ياجده, ياأم الكرم أنتي بس ماعليكي منهم أيش يبغوا فيها لساتهم صغار والفلوس في يد الأطفال تؤدي للأنحراف.
ندى باستغراب\ طيب مين أعطاهم الفلوس أساسا .
رؤى\ يوم رجعوا من عند الرجال لقينا معهم فلوس, وجوري سوت اعادة تدوير وكوشت عالكل.
طالعت فيهم جوري بابتسامه شريره\ تقولوا لو أدخل أسلم عليهم بطلع بفلوس أنا كمان.
أم سند بابتسامه\ لاحبيبتي أنتي أذا دخلتي بتطلعين بعريس.
ردت بضحكه \ والعريس ذا أيش أبغى فيه ووين أصرفه, خليني عالفلوس أبرك وافيد.
الجده\وأنتي تظني أنك بتمين بلا رجال بعد ماطلقك رجلك, بيجيكي اللي أحسن منه وبيسترك ويعوضك.
أختفت ابتسامتها وهي تطالع في ندى اللي شهقت وأم خالد اللي نزلت رأسها باحراج, طالعت في جدتها بعتاب وراحت لأم خالد ومسكت يدها بحب\ شوفي ياجده أمي وعيالي وذول البنات, أشرت على فاطمه وندى وتابعت\ ذول عندي أحلى عوض وأحسن من رجال العالم كلهم.
باست يد أمها وهمست لها\ ترى جدتي ماتقصد شيئ, هيا اللي في قلبها على لسانها لاتزعلي منها يمه علشاني.
هزت رأسها بابتسامه حزينه وسابتها جوري وراحت لجدتها باست رأسها وبهمس\ جده واللي يسلمك خفي على أمي ترى هيا مالها دخل وذا الموضوع انتهينا منه.
طلعت وصوت جدتها واصلها وهي تتعذر من أم خالد.

,
,
,

كان في سيارته فاك اللابتوب وقاعد يرسل ايميلات ضروريه وبعد ماخلص دخل وصادف بدر مع قصي وباقي الأولاد, وقف يتأمل قصي ونادر باستغراب , هو لما جاء سمع وهم يقولوا أن نادر والبنت اللي دخلت أول يصيروا أخوان قصي من الأب ومع ذلك اللي يشوفهم مايعرف ذي الحقيقه ابدا.. ابتسم وهو يشوف تعلقهم ببعض واللي واضح من ملازمتهم لبعض وطريقة كلامهم وتصرفاتهم المتشابهه, كان نادر نسخه مصغره من قصي وهو انتبه لذا الشيئ وقت اللي كانوا يقهووهم ويقوموا بواجبهم بكل هدوء وكانهم متعودين على مجالس الرجال, ماكان في أرتباك وخجل مثل باقي اللي في سنهم.. كانوا يتصرفوا بثقه ونضج أكبر من عمرهم.

رن جواله ورد بابتسامه\ وعليكم السلام والرحمه, الحمدلله شلونك وضاح

,
,
,
,


حاولت تتظاهر بالبرود والهدوء قد ماتقدر ورسمت ابتسامه متكلفه على وجهها قدام البنات بس من داخلها كانت تغلي, شربت قارورة مويا وذي القاروره الثانيه وكأنها بتبرد على نفسها " ليه الكل مصر يذكرها بأنها حرمه وبأن أولها عن اخرها لازم تتزوج وتنستر, وليه الستر مايكون غير بالزوج! طيب هي كانت متزوجه وبدل مايسترها تركها للغرب يستروها.. ماينفع تنستر بأهلها.. بأخوانها.. بعيالها.. بدينها وأخلاقها, ليه بيقللوا من قيمتها وبيقرنوا العوض والراحه والستر دايما بالرجال" أخذت نفس عميق خلى ثريا تهمس لها\ وش صار لك داخل, دخلتي تضحكين وطلعتي قالبه وجهك.
حطت نظارتها على شعرها ومسحت وجهها بكفوفها بضيق, شكل البنات ماحكولها اللي صار من شويه, ماكانت تبغى تحكي لثريا بالذات.. لاحظت أنها قربت منها في الفتره الأخيره بشكل قوي وصارت بتأخذ راحتها في الكلام معاها بشكل مو متعوده عليه وذا الشيئ وأن كان بيريحها الا أنه بيزعجها في نفس الوقت, ماكانت متعوده تحكي عن خصوصياتها ومشاعرها لأقرب الناس لها , حتى أحلام وعبدالرحمن بتتحفظ معاهم على بعض الأشياء.

رن جوالها وانقذها من ثريا وردت على طول بدون ماتشوف المتصل\ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
غمضت عيونها بغيض لما سمعت صوت أخوها علي\ وعليكم االسلام والرحمه, رضيت الأميره علينا وردت أخيرا

رسمت ابتسامه على شفايفها واستئذنت من البنات ولما بعدت عنهم اختفت ابتسامتها وبكل برود \ أي خدمه ياسيادة العميد .
علي ببرود\ والله مدري من المفروض يزعل, ولا هو ضربني وبكى وسبقني واشتكى.
اتمشت وبثقه\ أعتقد أنتا أكثر واحد عارف أن الكلام ذا ماينطبق عليا ياسيادة العميد.
علي\واللي سويتيه أيش أسميه ياأميرة الجابر وشيختهم ياعاقله يا فهيمه.. يعني علشان مشينا لك حركة السفر والحجز اللي من رأسك تقومي تسوي حركة أخس.
ردت ببرود\ أعتقد أني قريت بغلطي لما أتصرفت بسرعه وماشاورتكم, وموأنا اللي اتمادى في الغلط لمجرد أن محد ردني, أنا عارفه حدودي ياعلي , وأرد نفسي بنفسي, وأعتقد اللي سويته ذحين من أبسط حقوقي, عريس أتقدم لي وانا رفضته, ماأجرمت.
علي\ مدام واثقه من نفسك ليش راقضه تكلميني وتفهميني أيش اللي حصل, كذا منك لنفسك تتصلي على الرجال بدون حيا والله العالم أيش قلتي له لما خليتيه يجي من طلعة الشمس علشان يسحب خطبته.
شدت على أسنانها بقوه \علي ترى واصله معايا لطرف خشمي وعفاريت الدنيا بتتنطط قدام وجهي ذحين قفل وبعدين نتفاهم, أنا مابغى أخبص معاك في الكلام وازعلك مني. اقفل ياعلي.

علي بأهتمام\ ليش ماوقع, مش عم مساعد وأهله عندكم اليوم, ليش معصبه؟
انفجرت بحده\ ومن قال أني معصبه, وأعصب ليه أساسا, محد يستاهل أني أعصب علشانه.
على بهدوء\ طيب ياروح أخوها صلي عالنبي وأذكري الله وفهميني حبه حبه.
أخذت نفس عميق لعدة مرات وههي تصلي عالنبي وتستغفر, علي بحنان\ قولي من زعلك بس وأنا مست---
صرخت بعصبيه\ أنتا اللي مزعلني ياعلي أنتا.

,
,
,

كان يتمشى في الأستراحه وهويكلم وضاح ولما طفش من المشي أستند على أول جدار صادفه وتابع كلامه, وفجاه سمع صوت شد أنتباهه وخلاه مايسمع كلمه من اللي قالها وضاح , حس الصوت صار أقرب وأوضح وبدون مايحس همس لوضاح\ بعدين أكلمك .
قفل في وجهه بدون مايسمع رده, وغمض عيونه وأرهف سمعه بشده

ذا صوتها !!!

صوتها مزيج من النعومه والحده, اللين والقوه, مزيج غريب ماقد سمعه من قبل.. ويقدر يميزه من بين ألف صوت

سمعها تتكلم بهدوء \ علي ترى واصله معايا لطرف خشمي وعفاريت الدنيا بتتنطط قدام وجهي ذحين اقفل وبعدين نتفاهم, أنا مابغى أخبص معاك في الكلام وازعلك مني. اقفل ياعلي.

انتبه لنبرة العصبيه اللي في صوتها واللي كان واضح أنها بتحاول تسيطر عليها بكل قوتها, "علي مره ثانيه" وش اللي سواه وخلاها تعصب هالكثر.

زفر بضيق ورجع يركز معاها وهي تصيح \ومن قال أني معصبه, وأعصب ليه ؟أساسا محد يستاهل أني أعصب علشانه.

عقد حواجبه بانزعاج من صوتها العالي وبهمس\ ياشيخه كل ذا ومنتي معصبه! أجل ليه مزعجتنا بصراخك.. طبلة أذني راحت.

حبس انفاسه وصوتها الغاصب يوصله بوضوح\ أنتا اللي مزعلني ياعلي أنتا.


ليه ماكلمتني عالخطوبه من البدايه , أكثر من أسبوعين وأنا معاك ورايحه جايه قدامك وماكلفت على خاطرك تقلي على شيئ مهم زي ذا, الناس كلها عارفه وأنا أخر من يعلم.

اتغيرت ملامحه لما سمع سبب زعلها " زعلانه لأنه خطب وماقال لها.. أنا قلت أن ذاك الغزل والحب ماهوبطبيعي, طلعت تحب الشايب, بس شلون وهي كانت متزوجه؟"

اتغيرت ملامحه للغضب وبعد عن الجدارعلشان يرجع للرجال وفجأه وقف بجمود وهو يسمع
صوتها المهزوز\ لاتتعذر بحالتي وتحسسني أني مريضه ولاهنهار من خبر زي كذا , كان حدي هنصدم شويه والأغلب أني بعدها هنفجر من الضحك عالنكته البايخه ذي, لكن أنتا بحركتك ذي حطيتني في موقف عمري ماكنت أتخيل نفسي فيه .

أنتا عارف بأيش حسيت لما رحت بيتكم وعرفت بالصدفه, عارف كيف كان شكلي وأنا قدامها وموعارفه أنطق.. أنتا متخيلني أنا قردتك أم لسان طويل واقفه قدام سميه زي زي الجدار بدون مايكون عندي حرف واحد أقوله.

هز رأسه بعدم تصديق " أخيرا جاء اللي يقص لسان أم لسان طويل ويخليها ماترد بحرف.. موبهينه هالسميه, بس كأنها ثقلت عليها شوي"

انفجرت بغضب \ لاتقول أميرتك, أميرتك الغاليه انهانت وسط بيتك بسببك.. أنا ينقال عني خطافة رجال.. أنا ينقال عني خرابة بيوت.. أنا ماأصون العشره ولا أعمل حساب للعيش والملح وأطعن في الظهر.. أنا ياعلي.

للحظات حس بارتباك من كلامها وصوتها المقهور وهي تتكلم بانفعال\ أنتا بتكذب على نفسك ولاعليا , هيا ماغلطت وكانت بتدافع عن نفسها وعن بيتها وزوجها.

ضحكت بمراره\ وحده تسمع أن زوجها وأبو عيالها اللي صار لها معاه سنين يبغى يتزوج عليها, واللي يبغى يتزوجها مو غريبه بنت عمته يعني تعرفها وبينهم عيش وملح, ومن حسن حظها وسوء حظي أقابلها في بيتكم , لا وأنا سلمت عليها وأنا بنكت وبقول لها سبحان الله أمس قلت لزوجك يجيبك علشان أشوفك قبل ماأسافر, أنا جلطت الحرمه بغبائي ياعلي.. افتكرت أن بينا مقابلات وحب وغرام وقلة أدب.. معذوره ماقدرت تمسك نفسها.. اللي خربت بيتها وأخذت زوجها قدامها بتتشمت فيها, اللي قلته بحسن نيه ماينفهم غير كذا .. عرفت ذحين ليه زعلانه ومن يوم مارجعت مابغى أكلمك في ذا الموضوع..

أميرتك أتمنت الأرض تنشق وتبلعها ولاتسمع عن قصة حب ابن الخال اللي معتبرته أخ وبس ومن مين من زوجته.

خلاص ياعلي اللي صار صار وقراري مارح أغيره, خطوبه وزواج أنسى ياعلي كل اللي بينا قرابه وبس أحنا بنت عمه وولد خال.


صرخت بصدمه\ أنتا اللي بتقول كذا ياعلي, نسيت أنك سبت كل شي وراك وجيت أول ماقلت محتاجتك تعال.. نسيت اللي سويته في خالد.. نسيت أنك كنت هتودي نفسك وغيرك في مصيبه علشاني بس.. نسيت أنك أنت السبب من بعد الله في طلاقي منه, وبعد ذا كله جاي تقول زواج من أول وجديد!! أنا يبغالي عمر فوق عمري علشان أنسى اللي صار ليا في الخمسطعشر سنه اللي فاتت تقوم تقول زواج ثاني.. زواج لا ياعلي زواج لا, لامن ابن خال ولا ابن عمه, لامن قريب ولا من بعيد, خلاص حلوا عني كل شوي والثاني عريس وعريس, سيبوني أعيش حياتي بدون قيود.


حس بانزعاج غريب لما فهم كلامها.. كان يظن أنها زعلانه لأن ولد خالها خطب بس ذحين كل شيئ اتوضح, علي خطبها بدون لاتدري وفجأه قابلت زوجته اللي أساسا تعرفها وغلطت عليها بالكلام, وهي زعلت من الشايب ولد خالها لانه حسبة أخوها وماخطر لها أنه يحبها كل هالسنين, فعلا غبيه وماتفكر ولا في واحد يسوي هاللي قالته علشان يطلقها من زوجها كذا لله في لله , أكيد طلقها لأنه ماصدق قالت بتتطلق, النذل ظن أنه بهالطريقه رح تكون ممتنه وتوافق عليه بمجرد ماتخلص عدتها.

ابتسم بخفه\أحسن اللي كسحتك يالشايب, البنت ماشيه معك على نياتها وأنت عينك منها كل هالسنين يالنذل.

خيم الهدوء وظن أنها قفلت المكالمه وراحت, أتصل على وضاح وقبل مايرد عليه سمع جوال يرن , قفل في وجه وضاح للمره الثانيه وألتفت ناحية الصوت \ذي للحين قاعده ماراحت!
قرب عالجدار وأرهف سمعه بتركيز وسمع شهقاتها العاليه اللي صار متعود عليها .. دار بعصبيه في المكان وبهمس\ الحين ليه تبكين يالغبيه, وين لسانك الطويل؟ ليه ماتسبيه وتطلعي فيه حرة كل اللي قالته لك مرته .. بسك بكاء أنتي موبضعيفه ودموعك سهله, أنتي اقوى من كذا..شفيكي صايره حساسه وتبكين على كل شيئ.

شال شماغه ومرر يده في شعره بعصبيه وهو يسمع جوالها يرن مرتين بدون ماترد وفي المره الثالثه اتنهد براحه لما وصله صوتها المبحوح\ السلام عليكم.. خلاص ياعلي مافيا شيئ.


بلا غباء يعني اذا تعبانه هكلمك كيف.


مابكيت ياعلي أنا بس انكتمت شويه وصرت كويسه لاتخاف م--


هلا خالي كيفك حبيبي.. ايشبه ولدك ذا معصب.


قله اذا سمعت أنه اتدخل ولاحتى لمح تلميح مارح يسمع صوتي بعد كذا وهوا عارفني مجنونه وأسويها.


عجيييب هوا اللي زعل؟ بالله مين اللي المفروض يزعل أنا ولا هوا !!


طيب ياخال خليني أروق كذا وأنسى اللي سواه وهصالحه علشانك أنتا بس.



صراحه ياخال أنتا عليك عيال يرفعوا الضغط, كان الله في عونك.



صحكت بخفه\ كذاب أخصرك منه, يعني أنتا مو عارف أنه مايقدر ينام وأنا زعلانه منه.


وأنا كمان ماأقدر أنام وهوا زعلان مني ليه الكذب, أنا وولدك ذا زي البس والفار ياخالي..يومنا كله نقار وخصام بس مانقدرعلى زعل بعض, أنت بس خليك جنبه الليله وبتشوف مايكمل ساعتين الا وهوا متصل عليا ويراضيني كمان واذا مارديت عليه بتلقاه جاييني في أول طياره.


الله لايحرمني منه ولامنكم ياخالي, يلا حبيبي خليني أشوف ضيوفي, ان شاء الله
ياروحي , استودعتكم الله, السلام عليكم

اتنهدت بقوه\ الله يسامحك ياعلي دنيا واخره



مرت ربع ساعه وهو واقف مكانه ويحاول يستوعب اللي سمعه وبهمس\ الحين هي تحب ولد خالها الشايب ولا لا, شلون ماتبيه ورافضه وشلون تحكي عنه بهالحب والثقه, وخالها ذا وش وضعه بالضبط.. شلون يخليهم يتكلموا مع بعض بهالطريقه, وش اللي مايقدرون ينامون غير بعد مايسمعوا أصوات بعض وهالخرابيط.. والحين مسامحته! بعد كل هاللي صار لها بسبته سامحته!! هذي بتجلطني .. شلون تفكر.

رجع للرجال وهو لازال يفكر في كل اللي سمعه وبيحاول يفهم المخلوقه الغريبه اللي على طول بيصادفها في طريقه.

,
,
,


الحادية عشره مساء

الكل راح بعد العشاء وجلس نادر ونادين جوري, ومابقي غير بيت المنذر في الأستراحه, كانوا البنات يلعبوا في الحوش وجوري وثريا داخل مع الجد وأبوسند اللي جوا يسلموا على جوري.
كانت جوري فاكه اللابتوب وتفرج جدها صقروجدتها صورها مع أبوها مساعد في صنعاء وهم يعلقوا عالصور بضحك
جوري برجاء\ باقي أنت ياجدي لازم تجينا صنعاء مع جدتي وأمي, تعالوا في الأجازه ترى بتعجبكم مرررره.
هز رأسه بموافقه\ أن الله كتب لنا عمر ان شاء الله بنجيكم, خلص صرنا أهل.

أبوسند بابتسامه\ ونسايب بعد يبه لاتنسى.
ألتفت له الكل بصدمه\ نسايب!!!
ضحك بقوه\ أنا صادق خطبنا منهم واسألوا أبوي.
ألتفتوا كلهم للجد اللي أتكلم بهدوء\ اليوم خطبنا منهم وفي مجلسهم.
أتحولت كل الأنظار تلقائيا لجوري اللي طالعت فيهم ببرود\ أيشبكم تطالعوني كذا.
الجده باستغراب\ شالسالفه يابو مساعد, ماتعلموني.
زفر أبوسند بضيق من رد فعل جوري البارد وبهدوء\ هذا بدر يمه خطب جود بنت عبدالرحمن.
اتعالت أصواتهم بردود مختلفه قبل ماتسأل ثريا بمرح\ وان شاء الله أبوجود وافق.
الجد طالع الجد في جوري اللي رجعت تشتغل على اللابتوب بعدم اهتمام وابتسم \ماقصر, قال أن الله اعطانا عمر واراد محد بماخذها غيره باذن الله.
أم سند بابتسامه\ الحين خطبتوا لبدر وتركتوا أبوه, كان زين خطبتولهم مره وحده.
أبوسند\ والله حنا ماخطبنا لأحد, بدر هو اللي اعجبته بنت عبدالرحمن وخطبها على روس الأشهاد, وولدك أذا يبي يتعلم من ولده.

قفلت جوري الابتوب ووقفت بهدوء\ جدي غرفكم وفراشكم جاهز اذا تبغوا ترتاحوا, واذا تبغوا شيئ كلموني وبيجيكم ان شاء الله لاتستحوا.

الجد بابتسامه\أحد يستحي من بنته, وين بتروحين؟
عدلت نقابها \ بطمن على عيالي, نادين نايمه واذا صحيت ولقت نفسها في مكان غريب بتخاف وتبكي, وبشوف نادر وقصي علشان يناموا مره اتأخروا.
مسكت ثريا يدها \خذيني معاكي.
الخامسه والربع فجرا


خلصت تصلي الفجر مع البنات وجلست على السجاده قرأت وردها وسورة الكهف وبعد ماخلصت لقتهم كلهم رجعوا يناموا, كان في قسم الحريم ثلاث غرف نوم , غرفه بثلاث أسره وغرفتين بسريرين.. الجده وأمها منيره وأم وضاح ناموا على الأسره وغنى وصافي فرشت لهم في الأرض, الغرفه الثانيه قربت السريرين جنب بعض ونامت فيه ديما وبتول ودينا وعلى الأرض ماريا , والغرفه الثالثه سوت نفس حركة السرير ونامت عليه ياسمين ووتين وروعه وهيا ونادين وثريا ورؤى فرشوا لهم عالأرض, ,, اما شذى ومها وشذى فضلوا يروحوا بيتهم اللي في جده.

مشيت بخفه وأخذت كاميرتها وصورتهم وهي ماسكه نفسها لاتنفجر من الضحك على اشكالهم وهم نايمين, كانوا داخلين في بعض اللي فاتحه فمها واللي رأسها في بطن وحده واللي رجلها في رأس الثانيه وكله كوم ورؤى كوم وهي ترفس ثريا اللي كل شويه تتأفف وتدفها وترجع تنام, ماكانوا حاسين في نفسهم من التعب, طول الليل جريوا وراء بعض بمسدسات المويا ولعبوا طيري وطش وماخلوا شيئ في نفسهم لين أنهد حيلهم.

,اتنهدت وهي تتذكر اتصال علي أخر الليل واللي دام حوالي ساعه وهو يشرح لها أسبابه في عدم مفاتحتها في خطبة صدام بسرعه وانه كان يبغاها ترتاح عندهم ولما ترجع جده تفكر براحتها وبدون ضغوط , وهي كمان شرحت له أسبابها وبعد مااتفاهموا وووضح الموضوع واتصافت النفوس قالت له عاللي سوته في زوجة صدام وخلته ينفجر من الضحك, كشرت بضيق لما اتذكرت اللي سوته فيها, صحيح الصدمه في البدايه لجمت لسانها لفتره وخلتها عاجزه عن الرد , لكن بمجرد مابعدت واستوعبت الخبر ولقت سميه مصره على موقفها , رجعت لبرودها وردت لها الصاع صاعين عقابا على الكلام اللي قالته.
غطت نادين اللي نايمه جنبها طول الليل وباستها قبل ماتأخذ لها غيار وجوالها وكاميرتها وتطلع من الغرفه بهدوء, فتحت الباب على البنات في الغرفه الثانيه وكانوا نايمين وراحت للغرفه اللي بعدها وكانت جدتها وأمها كمان صلوا ورجعوا ناموا, أتصلت لعبدالرحمن وقلها انه بيتكفل بقهوة أبوها وجدها ولما يبغوا يفطروا بيتصل عليها, ابتسمت بحماس وراحت غيرت ملابسها وأخذت أغراض السباحه وراحت للمسبح, ربطت حبلين بطول المسبح ولبست عوامات الذراعين وحاولت بصعوبه تجمع أكبر كميه ممكنه من شعرها تحت الطاقيه البلاستيك, أخذت نفس عميق وأتشهدت وسمت بالرحمن ونطت في المويا بحماس .

,
,
,



استند على سور البلكونه واتأمل البحر الممتد قدامه وأول خيوط الشمس بتعلن عن بداية يوم جديد , أتذكر احساسه بالضيق وعدم الراحه طول ماكان قاعد في الأستراحه وكيف كان قاعد معاهم بكلافه وماصدق حطوا العشاء اللي حلف عليه عبدالرحمن أنه مايروح بدونه فأكل لقمتين مجامله له واستئذن منه وطلع وبدل مايرجع البيت راح للشركه وأخترع له شغل من تحت الأرض علشان يشغل نفسه لكن احساسه الغريب لازمه بإلحاح مزعج لدرجة انه ماعرف يركز في شغله وبعد ساعتين لقي نفسه ماسك نفس الورقه من وقت مادخل المكتب بدون مايفهم منها شيئ , وفي الأخير رماها عالطاوله بعصبيه وطلع لف في الشوارع بالسياره ورجع عالبيت ..
لبس شورت وقطع المسافه القصيره اللي بين فيلتهم والشاطئ بخطوات سريعه, كان البحر هايج وامواجه تتكسر بقوه عالشاطئ ,أتنفس ريحة البحر المالحه والبارده بعمق وهو يفكر أن سباحه في ذا الجو ممكن تهدي أعصابه وتروقه قبل ماينام ,هذا اذا كان النوم لثلاث ساعاث متقطعه وكلها أحلام مزعجه يتسمى نوم أساسا.. ولما مل ويأس من انه ينام قام صلى الوتر وراح صلاة الفجر ومن وقت مارجع وهو واقف في البلكونه , ماكانت المره الأولى اللي يجلس فيها لحاله, سنوات من السفر لكل أنحاء العالم وفي كل مره بيكون فيها لحاله وعمره ماأشتكى, لكن اليوم ولأول مره يحس بالملل والكآبه من وحدته, زفر بضيق وأتمنى لوكان الأدهم موجود ,معاه ماكان حس بذا الضيق الغريب وجاء في باله أبوه وجده وأهله اللي في الأستراحه ياترى قعدوا ولا بعدهم نايمين, رن جواله وقطع أفكاره وطالع في أسم الثريا اللي منور الجوال, ابتسم بخفه"بنت حلال"
شدت على اسنانها بقهر وهي تدف رجل رؤى من بطنها للمره الثالثه في أقل من ربع ساعه, اتعدلت في جلستها ومسحت وجهها وهي تستعيذ بالله من الشيطان اللي قاعد يوسوس لها تكب جك مويا بارده على رؤى وتخرب عليها نومتها زي ماخربت نومتها,ابتسمت لما شافت فراش جوري ومافيه غير نادين اللي ظلت نايمه في حضنها طول الليل وبهمس\ مهما عرفتك بتظلي دوم تفاجئيني ياجوري.
طردت النعاس من عيونها وقفت بحماس عالأقل بيجلسوا لوحدهم وتقدر تسألها على سالفة الدكتور فهد براحتها وبدون تدخلات من البنات.
قامت غيرت ملابسها بجينز بيج وبلوزه عشبيه ناعمه وأخذت جوالها وطلعت تدور على جوري , ولما مالقيتها في المطبخ راحت الحومر في بالها أخوها سند اللي رفض يبات معاهم وفضل يرد بيتهم اللي في جده رغم أصرار جدها وأبوها عليه وذحين أكيد صحي وقاعد لحاله والأحسن يجي يقعد معاهم ويغير جو طالعت في جوالها واتشجعت واتصلت عليه وزي ما أتوقعت رد بسرعه\ياصباح الخير.
ابتسمت\ ياصباح الورد, عسى ماقعدتك من النوم؟
سند\ لا حبيبتي قاعد من بدري.. أنتي اللي وش مقعدك هالحزه.
اتمشت بهدوء\الجو حلو وقلت اتمشى شوي.
سند\ وش هالنشاط , موعوايدك تمشين بهالوقت.
ضحكت بخفه\ الواحد عوايده تتغير اذا لقي اللي يغيرها له وحب هالتغيير.
فلتت منه تنهيده\ زين اللي قدرتي تغيريها وبعد مستانسه.
وقفت مكانها بقلق\ سند فيك شيئ قلي ياخوي فضفض وارتاح.
سند\مافيني شيئ لاتخافي بس مال شوي ومانمت زين.
راحت جهة المسبح واتنهدت براحه\ انزين ليه ماتجي الحين وتفطر مع ابوي وجدي والشباب وتتسلى معهم.
سند\ وين أجي يابنت الحلال تلقين الناس نايمه الحين.
ابتسمت واتلفتت تدور جوري \ عن الاستهبال ياسند أنت تدري أن ذي قعدت أبوي صقر وأبوي بعد الفجروماعاد بعدها نوم.
زفر بضيق\ مادري أحس شكلي بايخ وأنا جاي من صباح الله خير أطق باب الأستراحه.
ردت باصرار\ لابايخ ولاشيئ , تدري ريحة القهوه اليمنيه واصله لعندي وتلقى أبوي وجدي الحين مكيفين عليها وطايحين سواليف مع عبدالرحمن, أنت بس تعال استانس علشاني ياسند تكفى ياخوي.
سند بتردد\ انننزين---

شهقت بقوه واتوسعت عيونها بصدمه عالمسبح وب صراخ\



جورررررررررررري




,
,
,




خرجت من غرفة أختها أحلام وهي موشايفه قدامها بعد ماسمعت منها اللي صار في شوفتها من شويه, كانت الدنيا مو واسعتها من الفرحه , أخيرا أحلام وافقت تشوف يزن دكتور التاريخ وزميلها في الجامعه, وبعد وقفه دامت ربع ساعه عالباب دخلت أخيرا مع علي وماكملت عشر دقايق الا وهي طالعه ووجهها بيتقطع من الاحراج, وبعد تحقيق جوري معاها لنص ساعه حست انها معجبه فيه ومرتاحه له, صدمت في شخص قدامها ورفعت رأسها بأعتذار\ اسفه ماأنتبهت.
صاحت بحماس لما شافت زوجة صدام\ أهلين سميه, كيفك حبيبتي.
سميه \ الحمدلله على كل حال.
سلمت عليها ببرود استغربته جوري وللحظه ظنت انها بتتخيل من شدة حماسها وفرحتها بأحلام , وتابعت بمرح\ سبحان الله أمس قلت لصدام يجيبك علشان أشوفك واليوم القاكي في وجهي.. ربي يسعده ماقصر.
سميه بحقد\ ماتوقعتش من بين كل الناس تفعلي بي هكذا ياجوري.
طالعت فيها جوري باستغراب\ أيش سويت ياسميه؟
سميه بعصبيه\ خلاص مافيش داعي تمثلي.. اظهري على حقيقتش ياناكرة العيش والملح ياخاينة العشره, خلاص علشان أتطلقتي وبيتش خرب تشتي تخربي بيتي, أنا أيش فعلت بش علشان تجازيني هكذا.
طالعت فيها بذهول\ أخرب بيتك!! أنتي شاربه شيئ ياسميه, بطلي صياح وكلميني بالهداوه علشان افهم ايش بتقولي.
سميه بحقد\ عاد لك عين تكذبي في وجهي بعد ماطعنتيني في ظهري وشليتي صدام مني ومن عياله.. خلاص كملوا الرجال وماعاد في الا زوجي تتزوجيه يابنت ا--
مدت جوري يدها وكتمت فم سميه بقوه وقطعت كلامها بغضب\كلمه زياده ياسميه وهتتمني لو ماعرفتيني في حياتك, وأبويا ماتجيبي سيرته على لسانك انتي فاهمه.
دفتها وطالعت فيها بحده\ وصدام ذا أابن خالي واخويا الكبير وعيب اللي تلمحي له .
صاحت فيها سميه لما مشيت وتركتها وراها \ من وين أخوش ومن وين خطبش ومنتظر موافقتش.
لفت عليها وسحبتها من يدها ولأول غرفه شافتها وقفلت الباب وبعصبيه\خطبني!! مين اللي كذب عليك بذا الكلام وصدقتيه ياهبلا .
سميه بحده\انتي اللي جالسه تكذبي عليا, تشتيني اصدقش وما القاش الا داخله بيتي معه, تشتي تفهميني انك مش داريه انه يحبش من وانتي صغيره وانش مش داريه انه كان يشتي يخطبش بس انتي اتزوجتي بغيره.

طالعت فيها بعدم استيعاب وسميه مستمره في سيل الكلام اللي ماسمعت منه ولا حرف, كانت مصدومه وفي دنيا غير الدنيا "صدام كان يحبني ويبغى يتزوجني"

اتذكرت كلامه معاها أمس ومالقت فيه شيئ غريب الا .......


نظرات معاذ اللي ماعرفت تفسرها وقتها.


فتحت الباب وطلعت من الغرفه بدون ماتهتم لسميه وكلامها وأخذتها رجولها عالسطح بدون ما تحس, أنزوت في ركن وكلام سميه بينعاد عليها بايقاع بطيئ..

صدام يحبني!!

كيف وليه!!

من يوم ماعرفته وهوا بالنسبه ليا زي علي ومعاذ, لا ..هوا كان يخاصمني على خرجتي الشارع أكثر منهم وكم مره ضربني لأني كنت أروح البقاله من وراه بعد مامنعني .. صدام اللي اشتري لي حجاب وقال أنا كبرت ومايجوز كل من هب ودب يشوف شعري .. صدام اللي كان يعصب كل مايشوفني العب في الحاره مع العيال.. صدام !!
صدام اللي كنت أغير منه لأنه على طول مع علي وبيشوفه اكثر مني ,وماكنت أخلي فرصه تمر عليه بدون ماارفع ضغطه واجننه.. كيف يحبني وأنا كنت مكرهته في عيشته زمان.. كيف يحبني وأنا طفله.. كيف يحبني وأنا أخته !!


اذا قدرتي تهربي مني وين تهربي من عقاب أرحم الراحمين.
ماتدري كم مرعليها وهي في وضعها ذاك ,رفعت رأسها وقابلت وجه سميه الحقود, لا.. ذي مو سميه!! ذي وحده ثانيه ماتعرفها.. ملامحها بتنطق بالحقد والكره اللي انعكس على صوتها بوضوح.



غمضت عيونها للحظات وأخذت نفس وطالعت في سميه ببرود\ شوفي يابنت الناس, أنا ماسويت شيئ غلط علشان أهرب منك, وحتى اذا غلطت فمو أنا اللي أهرب.. أنا جوري ياسميه وأنتي عارفه مين هيا جوري.
اتخصرت وطالعت فيها بحقد\ لاتفرحيش باخوتش واهلش اللي حولش, أنتي رحتي ولاجيتي مره مطلقه والله العالم ليش ط
قاطعتها جوري ببرود\ ثمني كلامك قبل ماتقوليه لأن بيطير فيه رقاب, وأخواني وأهلي اللي مو عاجبينك اسيادك وتاج رأسك وأنتي بكلك ماتسوي شعره من اصغر واحد في الجابر.. واذا سكت عن كلامك الوقح وسبتك وخرجت فذا من أدبي اللي مخليني اعذرك وأقدر اللي أنتي فيه, بس زي غيرك فهمتي أدبي ضعف وقمتي تتطاولي وتقلي أدبك..

صاحت بعصبيه \ ايوووه اضحكي عليا بهذي الكلمتين, لاتحسبي اني صدقتش , أنا داريه ان عينش منه, أصلا من المجنونه اللي تفلته من يدها..لكن انا بحذرش من الان والله لاجننش واكرهش الحياه لو وافقتي عليه.

طالعت فيها للحظات قبل تكلمها ببرود\ أنا عن جد ماكنت عارفه عن خطوبة صدام ليا وحتى بعد ماهعرف ماكنت هوافق, بس بعد كلامك ذا بديت أغير رأيي.

بحلقت عيونها بصدمه\ أيش قصدش؟

دارت حول سميه ونقرت بأصابعها على خدها بتفكير \ قصدي أن معاكي حق, مين المجنونه اللي يخطبها صدام وترفضه.. أخلاق ورجوله وشخصيه ومركز وسمعه..

وقفت فجأه وطالعت فيها بابتسامه حلوه\ ولا تنسي أنه ابن خالي ومن صغري وأنا معاه, وفوق ذا كله يحبني من زمان ومستني مني أشاره..

شحب وجه سميه فجأه وبلعت ريقها بصعوبه واضحه, وتابعت جوري بتنهيده\ وين هلاقي واحد بالمواصفات ذي, أنتي عارفه أنا كنت حابه اسمه ودايما أقله أحلى شيئ فيك هوا أن أسمك صدام حسين لأني من المعجبين فيه, وسبحان الله الظاهر هيكون بينا أكثر من مجرد أعجاب بالأسم.

سميه برجفه\ بس أنتي قلتي أنه مثل أخوش ,مش هذا كلامش من شويه, ليش غيرتي رأيش ذحين؟
ضحكت باستفزاز\ لأنك من الناس اللي تزن على خراب عشها , قلت لك أخويا ومابينا الأفكار المريضه اللي في رأسك ماعجبك الكلام وقلتي كذابه وقليتي أدبك !! وخلاص أنا ذحين حطيت الموضوع في رأسي وأنتي أتحملي نتيجة تصرفاتك.






فجأه انتفضت بقوه وغطس رأسها تحت المويه وحست بثقل فوقها للحظات قبل ما تصارع علشان تطلع عالسطح مره ثانيه, ضربت المويا بيديها بقوه ورفعت رأسها وكحت بقوه قبل ماتأخذ نفس عميق وبعده نفس وبعده نفس وهي تحاول تستوعب اللي صار.
بعد لحظات اتضحت الرؤيه قدامها وشافت ثريا, كانت تبكي بصراخ من بين دموعها وهي ماسكتها من كتوفها بقوه \ مجنونه, حيوانه,غبيه.
مسحت المويا عن وجهها ولمست ثريا بخوف\ ثريا أيشبك, حبيبتي أيش فيه ليه تبكي؟
دفت ثريا يدها بقوه وبصراخ\ ظنيتك.. غرقتي.. ظنيتك.. موتي.
وانخرطت في بكاء هستيري وجوري تطالعها بعدم فهم لدقايق ,
فجأه شهقت بصدمه لما استوعبت اللي صار, ثريا تفكرانها ماتعرف تسبح , لا كل البنات مفكرين انها ماتعرف تسبح, وثريا لما شافتها في المسبح افتكرتها غرقت و



جوري جوري,أيش فيه يابنت؟


التفتت بسرعه لما سمعت صراخ عبدالرحمن المتوتر جنب الباب الفاصل بين قسم الرجال وقسم الحريم , وفجأه رجعت لها الكحه من جديد وبنفس مقطوع\ حبيبي مافي شيئ.. كله تمام.. روح بعدين افهمك.

سكت للحظات وبعدها صاح بغضب\ كيف مافي شيئ وصياحكم واصل للرجال,من اللي صاح وليه؟
أخذت نفس وبصوت مبحوح\ عبادي قلت لك مافي شيئ مجرد سوء تفاهم, خلاص بعدين أكلمك روح البنات هنا.

سمعت وقع خطواته الغاضبه لما راح وألتفتت لثريا اللي سبحت لحافة المسبح ومكمله بكاء, سبحت لين عندها ورفعت وجهها وبأسف\ ياعمري ياثريا وربي أسفه ماقصدي أخوفك أنا كنت أسبح.
طالعت فيها بصدمه\ كنتي تسبحي!!

سمعوا صوت عكاز الجده والتفتوا لقيوها جايه مع أمها منيره وأم وضاح وصافي وغنى اللي يجروا,غطت جوري وجهها بكفوفها وبهمس\ ياحبيبي كملت.
رفعت رأسها وأشرت لهم بيدها بمرح\ هلا والله بالصبايا أيش رأيكم تأخذوا دش بارد معانا.
الجده بقلق\ وش ذا الصياح, شفيكم يابناتي.
طالعت فيهم ثريا ورجعت تبكي بقهر, أم سند بخوف\ يمه ثريا شصاير, ليه تصيحين ؟

لأني غرقت

طالعوا في جوري اللي نطقت بذي الكلمه ورجعت عادتها باحراج\ تحسبني ماأعرف أسبح وأفتكرتني غرفت .
صافي \ الله يهديكي ياثريا طيحتي قلوبنا.

صاحت ثريا بقهرمن بين دموعها\ أنا اللي قلبي طاح ووقف موبنتوا.

عضت جوري شفايفها بندم\ ثريا صدقيني ماقصدي أخوفك , حبيبتي معليش سامحيني.
أم سند باستغراب\ بس أنتي ماتعرفين تسبحين ولا أنا غلطانه.
غنى بضحكه\ لا ياخاله مش غلطانه, بس هي لا لبست العوامات ودخلت الماء تنقلب زي السمكه وتسبح أحسن منها.
الجده بعصبيه\ أنتي ماتجوزين يالجوري, عجزت افهمك وأنتي مافيكي طب. جوري بهدوء\ حقك عليا ياجده أنا غلطانه سامحيني.
وألتفتت لغنى \و انتي ياغنى مو وقت ظرافتك.
مسحت أم سند على شعر ثريا بحنان\ خلص يمه لاتصيحين شوفيها زينه والحمدلله, ويلا طلعي أنت وياها بتمرضون, انا موبعارفه وش نزلكم المسبح بهالبرد.. الشمس مابعد اشرقت.
طالعت فيهم جوري بهدوء\ طيب أنتوا روحوا وأحنا بنلحقكم .
خف بكاء ثريا وأتحول لشهقات خفيفه ومسحت دموعها وبعد دخلوا كلهم التفتت لجوري بحده\ الحين فهميني وش هالجنان اللي سويتيه.
طالعت فيها جوري ببراءه\أنا !! بسم الله عليا من الجنان.
ضربت ثريا سطح المويا بعصبيه\ جوري ترى بذبحك ومحد رادني عنك اليوم, وش تسوين بالمسبح؟
انقلبت جوري على ظهرها وصارت تسبح باستمتاع\ كنت طفشانه وجيعانه وانتوا نايمين قلت أنزل أصيد سمك للفطور.
ثريا بغيض\جورررري.
طالعت فيها بمرح\ ياعيون وقلب جوري.
شدت ثريا على اسنانها بغيض\ أنتي وش طينتك بس ابعرف, أحر ماعندي أبرد ماعندك, وقفتي قلبي ولاعلى بالك ..وش هالبرود؟
قربت منها \ سلامة قلبك ياعمري, الحق عليا ابغى اضحكك بدل الدموع اللي بكيتيها.
ثريا بزعل\ الدموع ذي انتي السبب فيها انا ظنيتك غرقتي يالخبلا.
أشرت على العوامات اللي في ذراعها بابتسامه\ وذول ايش وظيفتهم.
انتبهت ثريا للعوامات وبعتاب\ تظنين أني وقت اللي شفتك بذاك المنظر بنتبه للعوامات, أنا كنت أدور عليكي وفجأه شفتك في المسبح طافيه وانخلع قلبي ناديت عليكي ولما مارديتي ظنيتك غرقتي ورميت حالي في المسبح.
سكتت للحظات وبهدوء\ كنتي بتنقذيني ياثريا؟
طالعت فيها ثريا بصدمه\ شلون تسألي هالسؤال, لايكون ظنيتي أني بتركك وأروح يالمجنونه؟
ماردت عليها ورشت شوية مويا على وجهها وطلعت من المسبح بصمت, لحقتها ثريا بقلق\ جوري شفيكي, حبيبتي لاتخوفيني ليه ساكته.
شالت العوامات وحطت على كتفها منشفه وشالت الطاقيه من رأسها وبهدوء\ مافيا شي بس أنا من جد كنت سرحانه وماسمعتك, اسفه ماكان قصدي أخوفك ياثريا, أنا شفتكم نايمين قلت فرصه أسبح براحتي قبل الزحمه.. وبما أنكم صحيتوا فالأحسن أني أدخل أجهز الفطور.
راحت لثريا وغطتها بروب الحمام حقها وجلستها وشالت جوالها المرمي على الأرض وكل قطعه في جهه بهدوء\ فوق الرعب اللي عشتيه بسببي يمكن جوالك كمان انكسر.
شهقت ثريا لما أتذكرت سند اللي كان معاها عالخط, طالعت فيها جوري وأنتبهت لرجفتها الواضحه وظنتها بسبب البرد.. طالعت حولها وأخذت نفس عميق.. كانت الشمس شرقت ونورها الخفيف غمر المكان بس ماغير من برودة الجو, سحبت ثريا ووقفتها بشويش\ أجلي أي عتاب لبعدين وأدخلي وغيري ملابسك لاتمرضي من تحت رأسي .
هزت رأسها بمواقفه واتمسكت في يدها بقوه ودخلوا سوا.
لابايخ ولاشيئ , تدري ريحة القهوه اليمنيه واصله لعندي وتلقى أبوي وجدي الحين مكيفين عليها وطايحين سواليف مع عبدالرحمن, أنت بس تعال استانس علشاني ياسند تكفى ياخوي.

سند بتردد\ انننزين--


جورررررررررري



قطع كلامه وعقد حواجبه وهويسمع صراخ ثريا,اتعدل في وقفته وبقلق\ثريا شصاير.. ثريا.. الووو.. ثريا

كان صوت صراخها وبكاها أخر شيئ سمعه قبل ماينقطع الخط, عاد الاتصال ولقي جوال ثريا مغلق, خطف مفاتيحه ونزل الدرج قفز وفي ثواني كانت سيارته تزاحم سيارات الناس في الشارع, شغل الاسبيكر وأتصل على ثريا لكذا مره وأعطاه نفس الرد "مغلق" علق عالبوري بازعاج وهويحاول يتجاوز السيارات اللي قدامه ,مرت في باله ألف فكره سيئه عن اللي ممكن يكون صار.. ليه صرخت بأسمها !! وليه جوالها مغلق..سمى بالرحمن ورتب أفكاره وأخذ نفس عميق وأتصل على ديما وماردت عليه وبعدها صافي ونفس النتيجه, أتصل على أبوه وبعد رنتين رد \هلا سند, صباح الخير.
سند بهدوء\ صبحك بالنور يابوصقر, شلون أصبحت اليوم.
أبوسند\ زين الحمدلله, لاتقول رحت الشركه من الحين.
رد بسرعه\ لا أي شركه الحين, بس قلت بتطمن عليكم يمكن تبون شيئ ولاناقصكم شيئ؟
أبوسند\الله يطمن قلبك, الحمدلله عبدالرحمن مومقصر وقاعدين نتقهوى من تحت يده وموبناقصنا غيرك, تعال أفطر معنا حياك.
سأله\ ماشاء الله الشباب قعدوا من النوم, وش هالنشاط!
رد بضحكه\ أمحق نشاط, زين منهم صلوا الفجر واخمدوا من جديد.. مافي الا أنا وجدك صقر وعمك أبووضاح وعبدالرحمن .
شد عالدريكسون بقوه\ على كذا أمي والبنات نايمين بعد؟
أبوسند\ على بالك البنات مثلهم كسالى, البنات قاعدات من الفجر وأصواتهم طلعت من شوي.
عقد حواجبه بتركيز "أخيرا وصلنا للمفيد" وبهدوء\ ومن متى أصواتهم تعلى بهالشكل, يبه لايكون فيهم شيئ, رح تطمن عليهم.
رد بهدوء\ عبدالرحمن راح تطمن ومافيهم الا العافيه.
سند باندفاع\ وشلون تطمن عليهم؟
ابوسند باستغراب\ وشلون بيتطمن يعني, راح لأخته وقالت له مابهم شيئ وزيينين .
زفر براحه\ هي قالت له؟ انزين, الحمدلله انهم بخير.
أبوسند\ يلا ننتظرك لاتطول علينا.
رد بهدوء\ ان شاء الله.

هدى سرعته ودخل أول شارع فرعي صادفه ووقف على جنب, رجع برأسه عالمقعد وغمض عيونه واتنفس بعمق.. مايدري كم مر عليه وهو على نفس وضعه ومافتح عينه غير لما سمع دق على شباك سيارته, التفت وشاف أثنين من حرسه الشخصي واقفين بتوتر واضح وأول مانزل الشباك سأله واحد فيهم بقلق\ طال عمرك صار شيئ؟ ليه نزلت فجأه؟ حاس بتعب نتصل عالدكتور؟
رد بهدوء\ لاتحاتي ياسامركل شيئ زين.
سامر بتوتر\ياريت مره ثانيه تعطينا خبرقبل ماتتحرك, لولا أننا في ساعه مبكره والشوارع فاضيه نسبيا ذا الوقت ماكنا قدرنا نلحقك ونظل وراك.
هز راسه بتفهم\ انزين ,حصل خير.
سامر باعتذار\ العفو منك طال عمرك بس ذا شغلنا وأتمنى تتساهل وتتعاون معانا علشان ماتحصل تعقيدات في المستقبل,ممكن أعرف وجهتك الحاليه.
رد بهدوء\ برد الأستراحه عند الأهل.
سأل بتردد\بتروح كذا؟
طالع فيه سند بعدم فهم فأشر سامر عليه باحراج\ ملابسك.
طالع في ملابسه وشد على اسنانه بقوه من اللي شافه,




كان ببيجامة وشبشب البيت



مرر أصابعه في شعره لعدة مرات وببرود\ طبعا بعد ماغير ثيابي.

قفل الشباك وحرك السياره بسرعه على بيتهم وهو يتوعد لثريا اللي خلته ينزل بهالشكل .



,
,
,


بعد ما غيرت جوري ملابسها اتصلت لعبدالرحمن وجاها لباب الحريم وشرحت له اللي حصل, طالع فيها بغضب\ أنتي وبعدين معاكي, من البيت قلت لك مالها داعي السباحه الزفت ذي, عجبك ذحين لما صوت البنت وصل لعندنا غير الفجعه اللي حصلت لها.
عضت شفايفها بأحراج\صوتها كان مره عالي؟ صرخت كثير؟
ضرب عالجداربغضب وبتهديد\ أحمدي ربك أن الشباب نومهم زي نوم أهل الكهف, ولا والله مدري أيش كنت هسوي فيكي ياغبيه, ماقدرت أرفع عيني في وجه جدي وعم مساعد وعمي سعود, فشلتيني حسبي الله على هبلك ذا من الصبح.
باست رأسه بندم واتعلقت في ذراعه برجاء\ حبيبي سماح أخر مره, وربي ماكان قصدي الكل كان نايم هي مدري من وين طلعت فجأه, خلاص لاتزعل مني.
دف يدها بعصبيه\ اقلك روحي سوي الفطور, والله العظيم ماسك نفسي بالقوه وموطايق أشوفك وأسمع صوتك.
حطت كفها على فمه \ وهان عليك تقولها في وجهي.. قلت لك ماكان قصدي وأسفه, خلاص أمس علي واليوم أنتا, أيشبكم عليا!!
عقد حواجبه باستغراب ونزل يدها بحده\ علي!! أيش هببتي معاه كمان ؟
باست خده بقوه نعكشت له شعره وجريت من قدامه بضحكه\لما تسامحني أقلك, روح اتوضى وأدحر الشيطان ولا أقلك أرمي نفسك في المسبح المويا بارده وان شاء الله تروقك وتنسيك اللي صار.

غمض عيونه بقوه وهو يستغفر من ذي البنت اللي رفعت ضغطه من صباح الله خير وبهمس\ نرجع بيتنا بالسلامه ويصير خيرياقرده.

,
,
,

الواحده ظهرا


حطوا الأغراض في قسم الرجال والبنات يدوروا فيه بتفحص, رؤى بزعل\وش ذا الظلم مسبحهم أكبر من اللي عندنا وبعد ملعب .
وتين بشهقه\ وش تبين بالملعب لاتقولي بتلعبي كوره!
رؤى بضيق\ خير عندك مانع؟
كانت جوري تبخر وتسمع كلامهم وبمواساة\حبيبتي رؤى روحي شوتي كم شوته قبل مايجوا من صلاة الجمعه, لاتخلي شي في نفسك.
طالعت فيها بحقد\أصلا كله منك, قمتي تشغلينا حسبي الله على العدو, ناظري أصابعي شلون كلها جروح.
مسكت جوري يدها وشافت اللصق الطبي اللي مغطي أصبعين من أصابعها وبأعتذار\ معليش أنا أيش عرفني أنكم خيبه لذي الدرجه.
روعه بابتسامه\ قلنا لك ماندل درب المطبخ وأنتي أصريتي نساعدك ونطبخ معك.
عدلت نظارتها وصغرت عيونها بتركيز\ نعم ست روعه ماسمعت, مين اللي طبخ؟
ثريا بضحكه\ وش فيكي, أيه ذا بالنسبه لهم طبخ وملكي بعد.
مدت رؤى أيديها قدام جوري بتحدي\ أي طبخ و أيديني تشهد.
مدت روعه ووتين أيديهم مع رؤى وكل وحده ماده بوزها.
طالعت فيهم جوري بصمت, اليوم قررت تطبخ بدل مايجيبوا أكل من برا والساعه تسعه وصل مؤيد اللي فزع لعبدالرحمن وراح جاب ذبيحتين وباقي الأغراض اللي طلبتها علشان عبدالرحمن مايترك جدها والبقيه لحالهم .. وبعد مافطروا الرجال والحريم دخلت البنات معاها المطبخ وأصواتهم طالعه باعتراض, الذبايح كانت مقطعه وخالصه شالت منها جزء للكبسه والباقي جهزته وتبلته للشوي, وخلت السلطات عالبنات اللي اتحمسوا في البدايه بس مع أول خياره قطعوها معنوياتهم هبطت وبدأ موال الصراخ مع أول جرح وبعد ساعتين من العذاب لجوري أكثر ماكان لهم خلصوا السلطه الخضراء وكل وحده فيهم حاطه علبة الإسعافات الأوليه جنبها, وذحين مصدقين أنهم طبخوا من جد.. فلتت منها ضحكه ماقدرت تسيطر عليها ودفتهم قدامها بشويش\ خلونا نمشي قبل مايجوا الرجال, الله يعين اللي بيأخذكم بترفعي ضغطه منك ليها.
خرجوا من قسم الرجال ورؤى تشرح\ جوجو مو بكل البنات طباخات زيك, يعني لاتزعلي مني أنتي ماعندك شغالات ومضطره تطبخي لكن حنا عندنا بدل الوحده ثلاث, وش نبي بالطبخ والنفخ.
ابتسمت \ أنا مانتقدت حياتكم يارؤى, كل انسان ليه أسلوب حياه أتعود عليه, وأنتوا ذا أسلوب حياتكم وماقدر أقول فيه شي.. أنتوا اتعودتوا طلباتكم تجاب باشاره منكم والكل بيكون مستعد لتليبة رغباتكم أربعه وعشرين على أربعه وعشرين, بس أنتوا مسختوتها زياده عاللزوم.
وتين باستغراب\ وين المساخه في الموضوع, توك تقولين تعودنا وذا أسلوب حياتنا.
ثريا بهدوء\ وهي صادقه أنتوا اتعديتوا مرحلة الرفاهيه باشواط.
روعه بتردد\ طبيعي تحكين مثلها لانك تعرفين تطبخين ياثريا, وبتشوفين أنا مرفهات والكلام ذا.
طالعت فيهم جوري\ وذا اللي أنا قصدي عليه, اهي ثريا عايشه معاكم ووضعها زي وضعكم بس تعرف تطبخ وتدير بيت بدون مساعده وقت اللي تحب, بس أنتوا يابنات شايلين يدكم من كل شي.. أنتوا حتى كاسة المويا تطلبوها من الشغاله, سريركم الشغاله ترتبه.. ملابسكم الشغاله تلمها.. أنا طلبت منكم تقطعوا سلطه خلصتوها بعد ساعتين وطلعتوا بجروح زي ماتكونوا دخلتوا حرب وفي الأخير السلطه طلعت حاجه مالها علاقه بالسلطه.
رؤى باحراج\ ذا ابداع وش فهمك فيه.
وتين بتأييد\ حنا حتى السلطه من أيدينا لها شكل غير, بنات المنذر مايسووا شي مثل البقيه ..لازم نتميزحتى لوكانت سلطه.
انفجروا البنات في ضحك طويل لما أفتكروا شكل السلطه وتركتهم جوري وثريا ورجعوا للمطبخ.
رجعوا الرجال من صلاة الجمعه ولقيوا الأغراض مرتبه جنب بيت الشعر, التفت لهم عبدالرحمن بابتسامه\ يلا ياحلوين غيروا ثيابكم بشي مريح ومناسب للشغل.
طالعوا فيه باستغراب وسأله ناصر\ أي شغل؟
أشر عبدالرحمن عالفحم ومواقد الشوي وحافظات اللحم والدجاج بجديه\ غداك يالحبيب ولا تظن الشوي بيجهز لحاله.
مشعل باعتراض\ أنت عازمنا عالغداء ولا جاي تشغلنا.
الجد بابتسامه\ اللي مايشتغل ماله غداء.
مؤيد بضحكه\ خلاص صدر القرار من السلطات العليا.
عبدالرحمن باستغراب\ أنا أعرف أن طلعاتكم كلها بر وبحر يعني مافي شي جديد مالكم انفجعتوا كذا.
ناصر باحراج\ أنا بروح أبدل وبجيكم لاتبدوأ بدوني .
انسحبوا الشباب والاولا علشان يغيروا ثيابهم وشمغهم,أبوسند بابتسامه\ زين سويت فيهم ياعبادي, خل يسوون شغله مفيده بدل هالقعده.

دخل سند وسلم بهدوء وأخذ ركن بعيد عنهم,
بعد مارجع البيت دخل المكتب وقفل على نفسه وظل يقرأ في ملفات وبريد وأشغل نفسه عالأخر, أتجاهل اتصال ثريا لأكثر من مره وارسل لها رساله أنه مشغول وبيكلمها بعدين, كان معصب وماله نفس يكلمها أويكلم غيرها, وقبل الظهر غير وراح الأستراحه صلى معاهم الجمعه ورجع معاهم, جلس عبدالرحمن جنبه وقمد له فنجان قهوه وهو مبتسم\
ماشاء الله عليك مغير ومستعد.
طالع فيه بعدم فهم\ شلون يعني, مستعد لوش؟
الجد بهدوء\
اليوم أنتوا بتسوون الغداء وزين منك غيرت ثوبك وشماغك لأجل تأخذ راحتك وأنت تشوي.
طالع في الجينزوالتي شيرت الأسود اللي لبسه أول مادخل الأستراحه بدل الثوب والشماغ اللي لابسه وقت الصلاة, وببرود\أنا بدلت لأني واعد بدر والأولاد العب معهم بعد الغداء, أحد قال أني أدور وظيفه شيف؟
عبدالرحمن بتحدي\ أفااا, قالوا أنك محترف وأحسن واحد ينظم طلعات البر والتماشي, بس أنا كنت متأكد من العكس وقلت لجدي وعم مساعد أنك ماتعرف, أصلا شكلك مالك في ذي الحاجات بس هم أصروا على كلامهم.

شرب سند القهوه وفي داخله "كنت بس الحين نسيت شلون يشوون, أخر مره طلعت البر وشويت فيه كانت من سنين"
فاق من أفكاره على صوت أبوه \ يعني شلون بتخلي عبدالرحمن يقول أنا مانعرف نسوي شي بسيط مثل الشوي.. نص شباب المنذر وبيقعدوا يناظروه وهو يشوي؟
طالع في أبوه بصمت.. هو يدري أنه يحاول يطلعه من قوقعة الوحده والبرود اللي عزل نفسه فيها من سنين, وهو حاول يتغير طول الفتره اللي فاتت ونجح في ذا الشي وأن كان تغيره بطيئ وبيأخذ وقت, أبتسم شبه ابتسامه\ماعاش اللي يقول عنك شي يبه أنت تآمر وحنا ننفذ.
أبوسند بفرح\ مايأمر عليك ظالم , الحين بتشوف ياعبادي بتأكل ألذ مشاوي في حياتك.
طالع عبدالرحمن في ساعته وفي سند بتحدي\ بنشوف قدامه ساعه يثبت لنا والطعم يحكم.
حط سند فنجان القهوه ووقف بتحدي\ أستعد للخساره ياعبدالرحمن لأني متعود أكسب التحديات.. وهالتحدي رح أكسبه وأنا مغمض عيوني.

أشر له عبدالرحمن يتقدم وبابتسامه\لاتكون واثق لذي الدرجه لأني ماأخسر بسهوله.. وهتحتاج كل خبرتك علشان تفوز.

,
,
,

كانت جوري تفرد العجين وتمده في الصحون وهي منتبه لنظرات البنات المسلطه عليها بتركيز, طالعت فيهم بابتسامه/ ايشبكم تطالعوني كذا, حاسه زي ماأكون عامله عمله والكل مستني متى أقر وأعترف بيها.
رؤى بابتسامه شريره\ مدري عن البنات بس أنا منتظره متى تنقطع العجينه علشان أطيح من الضحك.
شهقت بقوه\ قولي لا اله الا الله, أنتي هبلا يابنت تراه غداكم.
ثريا بتكشيره \ بصراحه حيل صعبه ياجوري ماعرفت أزينها مثلك, ناظري شلون عجينتك وشلون عجينتي.
طالعت في ثريا المحتاسه وهي تحاول تفرد العجين بين أيديها بدون ماينقطع وبابتسامه\ قلت لك يبغالها خفة يد وذا الشي بيجي مع الممارسه, أول مره سويتها العجين كان يطير من يدي ولما مايطير يتقطع, أول صحن عملته كان عن جد تحفه أكثر من سلطة البنات.
ديما بحماس\ بصراحه أتحمست أذوقها, حاسه طعمها بيكون لذيذ, وحبيت أسمها " بنت الصحن" تحسينها أكله ملوكيه.
أخذت العجينه من يد ثريا وحاولت تزبطها قد ماتقدروبتأييد\ وهيا فعلا لذيذه وملوكيه.. أتخيلي طبقات من الرقاق الطري من جوا والمقرمش من برا مع كمية زبده وعسل وحبة البركه والسمسم وهيا دوبها طالعه من الفرن.. طعم خراااااااااااافه.
ابتسموا البنات وهم يشوفوا ملامحها المعبره وهي تتكلم عالطبخه بسعاده, رؤى بضحكه\ مالت عليكي اللي يسمعك بيظن أنك توصفين حبيبك.
وتين\ أنا مستغربه أنتي شلون محافظه على جسمك وأنتي يعني لاتزعلين.. بس أنتي تحبين الأكل ومالك في الريجيم.
خلصت أخر صحن ورشته بالحبه السوداء والسمسم وبابتسامه\ ليه أزعل, أنا عن جد أحب الأكل وبتمتع بيه لأقصى حد.. والأكل بالنسبه ليا حب بحد ذاته.
ثريا بنظره\ مايحتاج تسوي ريجيم الهبال اللي تسويه متكفل بكل السعرات الحراريه الزايده.
فهمت عليها جوري وضحكت\ أبشرك بعد ماأكل بنت الصحن ذي هحتاج هبل مضاعف لأن طاقتي بتكون عالأخر وهحتاج أحرق كمية السكريات ذي كلها باذن الله.
رؤى بتكشيره\ انزين كأن مها وست الحسن شذى اتأخروا, بموت من الجوع.
طالعت جوري في ساعتها\ على مايخلصوا الرجال الشوي يكونوا وصلوا.



,
,
,





انحط الغداء للرجال وسط أجواء مشحونه تحدي وتوتر وحماس , الكل قرب عالسفره وسمى بالرحمن وبدأ يأكل وهم منتظرين نتيجة حكم الجد وأبوسند وأبو وضاح اللي كانوا يأكلوا باستمتاع وعاملين نفسهم مو منتبهين لنظرات الشباب عليهم, وبينما كان ناصر ومشعل وباقي العيال جالسين على نار في انتظار اعلان النتيجه كان سند وعبدالرحمن ومؤيد الوحيدين اللي يأكلوا براحه ولو أن سند كان متحمس لكلام جده وأبوه بس قدر يخفي حماسه بغلافه البارد والامبالي كعادته.

سند كان يأكل وأحداث الساعتين اللي قاتت تمر على باله, من وقت ماقبل تحدي عبدالرحمن قرروا نقسموا لفريقين .. فريق عبدالرحمن ومعاه ناصر ومؤيد ومساعد ابن المرحوم صقر, وفريق سند ومعاه مشعل وبدر وسعود وبتال عيال وضاح وقصي ونادر.
كل فريق أخذ ركن وموقد شوي وبدأوا الشوي تحت اشراف الجد وأبوسند وأبو وضاح اللي خرجوا معاهم وأخذوا لهم ركن يطل عالكل ويسمح لهم بالتعليق على كل شي يسووه الشباب, حاول انه يسترجع كل مهاراته السابقه في تنظيم طلعاته للبر مع أصحابه وأهله واللي كان على أيام سمر لانه بعد موتها اتخلى عن كل عاداته حتى الأشياء اللي كان يحبها وبيلقى راحته فيها.. اتحول لرجل الأعمال سند المنذر اللي يأمر فيطاع واللي مايحتاج لأكثر من أشاره للي حوله علشان يتهافتوا عليه لتنفيذ أتفه رغبه وأقل طلب.. طول السنين اللي فاتت أكتفى بتواجده في الأماكن اللي كان لازم يتواجد فيها, مجرد واجهه لبقايا انسان بيحاول يظهر بمظهر المتماسك واللامبالي لكل اللي حوله.. كان يكتفي بالحضور مع أهله وتبادل السلام والكلام المعتاد وبعدها ينزوي على ذاته وافكاره بدون مايتفاعل معاهم.. كان اله يأكل ويشرب ويجامل اللي حوله بدون مايحس فعلا بأي استمتاع او حماس مهما كان المكان اللي فيه ومهما كان الناس اللي حوله, لكن اليوم وبعد سلسلة التغييرات اللي مر فيها ابتسم لأول مره وهو يسمع شكاوي مشعل اللي ماوقفت كل ماطلب منه طلب, حس بالحماس وهو يواجه نظرات عبدالرحمن المتحديه له وضحك على تعليقات مؤيد اللي ماخلى أحد منهم وماحش فيه, حس بالفه ناحية ذا المؤيد وكأنه يعرفه من زمان, يمكن بسبب بساطته وخفة دمه اللي بتحسس الكل براحه, ووقت أختيار فريقه طالع في عيال عمه بضيق فهو وان كان له فتره مبتعد عن الأجواء الشبابيه الخاص بالطلعات والتماشي الا أنه كان عنده خبره وكبيره وان كان راكنها عالرف لكن عالأقل يظل أحسن من ناصر ومشعل اللي شايلين يدهم من كل شي في طلعاتهم ومعتمدين اللي شاغلين عندهم وبعد ماشاف ثقة عبدالرحمن في مؤيد وقصي وأكتفى بوجودهم في فريقه, قرر يضم قصي لفريقه بعد مارفضه مؤيد بكل مرح, وبمجرد ما بدر كلم قصي وافق بعد طالع في عبدالرحمن اللي سمح له يروح بدون مايفوت فرصة التعليق, وبعدها اختار كل العيال معاه بالأضافه لمشعل اللي انضم من نفسه وصار ناصر ومؤيد مع عبدالرحمن.

رجع للواقع على صوت مشعل المتضايق\ يبه صقرقول النتيجه مين اللي فاز بالتحدي؟
الجد بابتسامه\ انزين خلنا نأكل وبتعرف, شفيك صاير حنان مثل الحريم.
ناصر باحراج\ سمعة بيت المنذر عالمحك يبه ونبي نتطمن.
أبوسند\ بنت الصحن ذي ماتنوكل الا وهي حاره , وأنا مشتهيها من يوم اللي رجعت من بيت عبدالرحمن في صنعاء, وموبقايل شي لين أخلص غداء.
أبو وضاح بابتسامه\ أنت كل وبتعرف من اللي فاز لحالك.. ولا مو بعارف سواة يدك.
مشعل باندفاع\ سند اللي شوى مالي شغل, يعني اذا ماضبط هو السبب.
طالع فيه سند ببرود\ دام أنا المسؤل شعندك تبي تعرف الفايز, موبكفايه حنتك قبل بعد تبي تكملها الحين.
حك خده باحراج لما ضحكوا عليه, مؤيد بشماته\ ياأخي في ناس تجيب الكلام لنفسها,ذحين لقط بقايا وجهك من السفره.
طالع فيه بغيض\ هههه يازينك وأنت ساكت.


,
,
,




بعد العصر


قفلت الباب وصرخت بحماس \ كم أنا مسروره بمجيئك صوفي.
ضمتها صوفي بقوه\ أشتقت لك جوري.
بعدت عنها جوري وبحب\ أنا أيضا أشتقت لك صوفي وأشتقت لأوقاتنا السابقه.
حاوطت وجه جوري بكفوفها وحركته بخفه وبمرح\ أيتها الكاذبه لقد كنتي تعدين الدقائق لمغادرتنا, ولقد زدتي جمالا منذ ذلك الحين.
ضموا بعض بشوق واضح للبنات المستغربين من حماسهم وضحكهم العالي, وبعد فتره بعدوا عن بعض والتفتت لهم جوري بابتسامه\ بنات أعرفكم على صحبتي صوفي, صوفي هولأء الجميلات هن شقيقاتي.
ابتسمت\ مرحبا ايتها الجميلات.
رحبوا بها البنات بحفاوه بعد ما انتبهوا لقوة علاقتها بجوري وذا من كلامها اللي ماوقف عنها لما قالت لهم أنها جايه غيرفرحتها الواضحه بوجودها.
ثريا بابتسامه\ مرحبا بك صوفي, لقد كنا في شوق لمقابلتك فجوري لم تكف عن التحدث عنك منذ علمت بمجيئك.
طالعت في جوري بضحكه\وأنا أيضا سمعت عنكن الكثير من الجميله النائمه.
رؤى باستغراب\ لماذا تدعينها بالجميله النائمه.
أشرت على جوري بابتسامه\ لأنها كانت أجمل مر-----
قاطعتها جوري بضحكة\أ جمل من مر عليكي منذ مجيئك للمملكه أعلم ذلك.
مالت على صوفي بهمس\ هل نسيتي مأخبرتك به؟
صوفي بخجل\ أووووبس.

انتبهت ثريا لحركة جوري وابتسمت برضى من شكوكها اللي كانت في محلها خاصة بعد ماعرفت من جوري أن صوفي ممرضه, دخلوا كلهم وعرفتها جوري عالبنات وعالحريم وفي لحظات كانت أصوات ضحكهم وسوالفهم طالعه بحماس.
بنت


التفتت بصدمه اول ماسمعت نبرته البارده وهي تدعي أنه مايكون سمع كلامها عن أبوه, وبارتباك\الحمدلله عالسلامه, شلونك سند؟
مارد عليها وراح لبتول اللي رمت نفسها في حضنه أول لمسها وببكى\ بابا شذى كسرت جوالي وغلطت على دينا وعلى خالت--
قاطعها بهدوء\ سمعت اللي قالته.
بعدها عنه ومسح دموعها وبأمر\ دموعك غاليه ومابيها تنزل لأي سبب وعلشان أي أحد, فهمتي؟
ردت بقهر\ بس هي موبأول مره تكلمني بهالطريقه ودوم تذكرني بأني عمياء ومامني فايده.
حاوط وجهها بكفوفه بحنان\ هذي بتكون أخر مره تغلط معك هالغلط, والحين اتركينا شوي علشان اتفاهم معها.
التفت لدينا بهدوء\ دينا خذيها لجناحها وخلك معها لين أجي.
ابتسمت بامتنان وأخذت بتول وراحت.
فكرت شذى أنه أخيرا بتقعد معاه وتكلمه, عدلت شعرها بابتسامة اغراء \ أنا جيت يوم دريت أنك رديت من السفر,اشتقت لك ياسند.
أعطاه ظهره وببرود\ أنتي بأي حق تحكين مع بتول بهالأسلوب, ومن سمح لك أساسا تحكين معها.
بلعت ريقها بارتباك\ أنا أبي مصلحتها, بعدين بتول مثل بنتي و---
قاطعها ببرود\ بتول بنتي وبنت سمر الله يرحمها ومومحتاجه لأم ثانيه, وأكيد مومحتاجهب لك أنتي بالذات علشان تتهتمين بمصلحتها.
ردت بعصبيه\ شقصدك أنا بالذات.. وليه صاد عني وماتبي تشوفني.
رد بنفس بروده اللي ذابحها\ ترى حركاتك هذي فاهمها يابنت العم وعيب اللي تسوينه, وقصدي واضح..
اسمعي زين اللي بقوله لأني موبعايده مره ثانيه, بتول مالك علاقه فيها لامن بعيد ولامن قريب, وسالفة المزرعه أنتهينا منها وأعتقد ديما بلغتك برسالتي.

ردت بحده\ أنا ظنيت أنها تكذب علي لأن جوري رفيقتها وماتبي تقطع علاقتها معها.
رد بثقه\ أنتي تدرين أن محد يتجرأ يتكلم بلساني بشي مو صحيح, ومع ذلك خذي الحكي مني هالمره .. سالفة المكالمه تنسيها لأنه كان سوء تفاهم وانحل وبنت الناس ماتجيبين طاريها على لسانك لا بخير ولا بشر.
قربت منه ومسكت ذراعه بوقاحه\ انزين خلنا نتفاهم وأنا مستعده---
نفض يدها ببرود\ لاتتجاوزي حدودك وتخليني اتعامل معك بطريقه مارح تعجبك, لأخر مره أحذرك أن سمعت أنك تحكين عنها عند أحد ولو حتى بتلميح موبزين حسابك بيكون معاي ياشذى.
عقدت أيدها على صدرها وبرجفه واضحه\ أنتوا شفيكم تدافعون عنها وكأنها ملاك, ذي حيه من تحت تبن والله العالم وش مخططه عليه.
سند\ خلك في حالك وناظري نفسك بالأول بدل ماتحكين على بنت الناس, واذا عندها خطط فموباأنتي اللي بتكشفيها فرتاحي ,وهذا أخر تحذير لك وبعدها لاتلومين غير حالك.
مشي وتركها تغلي من الحقد وبكره\ أنا قلت من أول مره شفتها أنها موبهينه بس موبشذى اللي تستسلم بسهوله, وأنت لي ساسند طال الوقت أو قصر.





وين رحتي يالغبيه


رجعت من ذكرياتها للي يكلمها وبحده\ معاك وين بكون يعني بس كنت افكر في اللي قلته لي.. مابي أتورط وتطيح السالفه برأسي.

ضجك بشماته\ انزين خلي وحده مثل ذي تتم تتمسخر عليكي وأنتي موبقادره تتحركي وتوقفيها عند حدها.
ردت بكره\ تخسي هي وأهلها كلهم , أنا شذى المنذر ومو بوحده حقيره مثلها تكلمني بهالطريقه وأسكت لها.
كفو والله, أيه ذي شذى أختي اللي أعرفها ماتسكت عن حقها.
همست بقلق\ سلطان أنت متأكد أن خطتك بتجيب رأسها القاع.
سلطان بثقه\ أفااا شذوي أخوك ذيب.. أنتي بس خذي لها كم صوره حلوه وخلي الباقي علي وبتشوفين شلون أجيبها لك راكعه وتترجاكي بعد.
ابتسمت بشر\ انزين ياسلطان بشوف وش تقدر تسوي يابن أبوي.

قفلت بهدوء وعقلها يرتب تفاصيل خطتها الدنيئه.

,
,
,


استغلت غياب جوري وسحبت صوفي من جنب البنات بحجة انها بتسألها عن شيئ , في بالها أسئله معينه ولازم تلقى لها جواب ومافي أحسن من صوفي لذي المهمه, وبتساؤل\ أخبريني صوفي هل تعملين مع الدكتور فهد؟
أتوسعت عيونها باستغراب\ هل تعرفين دكتور فهد!!
ابتسمت ثريا بانتصار.. شكها كان في محله وذكائها ماخذلها وبثقه\ عائلاتنا مقربتان ونحن على علاقه وثيقه منذ أمد بعيد, الم تخبركي جوري عندما كانت في رعايتك في المستشفى.
طالعت فيها بصدمه\ كيف علمتي بهذا لقد طلبت مني عدم ذكر الحادث الذي تعرضت له منذ عدة أشهر لكي لاثتير قلق الجميع.
كورت أيديها بغضب وحاولت تحافظ على هدوئها قدام صوفي علشان تفهم كل السالفه وبابتسامه\ لا أحد يعلم سواي لذلك أخبريني عن ذلك الحادث فجوري أكتفت بالعناوين الرئيسيه.
اتنهدت باحباط\ هل ستخبريني عنها, لم أقابل فتاه بعنادها وغرابة أطوارها, لقد أصيب والدكي بصدمه عندما رأى حالتها في المستشفى للمره الأولى.
عقدت حواجبها بتركيز" أبوي كان يدري" رجعت بذاكرتها لذيك الفتره واتذكرت حالة القلق والعصبيه اللي مر فيها أبوها لما انقطعت أخبار جوري فجأه وكيف بعدها سافر لجده بحجة الشغل وبعدها اتغيرت حالته, وبهدوء\ والدي ونحن نحبها كثيرا وهي بمثابة أبنه له وشقيقه لنا, لذلك أخبريني مالذي جرى لها.
أتنهدت صوفي وبدأت تحكي لها كل اللي صار من أول ماستلمت حالتها لحد ماخرجت من المستشفى.



,
,
,



اتعالت أصوات الشباب مابين صراخ حماسي وعصبيه والكره طايره مابينهم وكل فريق يحاول يسجل هدف في مرمى الثاني قبل نهاية الشوط الأول, وجاء هدف مؤيد عالوقت بالتمام وبسرعه بدأ في حركاته المستفزه اللي خلت مشعل يعصب منه\ ترى هدف حظ لا أكثر.
مؤيد بثقه\ حظ مين يابو حظ, ذا هدف عن سبق إصرار وترصد , خلي روحك رياضيه واعترف بهزيمتك.
بدر\ حنا وين والهزيمه وين مابعد لعبنا الشوط الثاني.
كل واحد رمى نفسه عالأرض بتعب ورد مؤيد بضحكه\ لاتستعجل على قضاكم مهزومين ان شاء الله.. أنتا بتلعب مع محترفين ياحبيبي مو حي الله.
ناصر بابتسامه\ أم الثقه ياشيخ, ترى كنا نسخن من شويه وبتشوف اللعب المزبوط في الشوط الثاني ولا لا ياسند.

أكتفى سند بابتسامه وهو يتأمل وجه بدر المبتسم وهو يتكلم بحماس مع العيال اللي مدحوا تحسنه في اللعب بشكل ملحوظ, اتنهد بعمق وهو يفكر في حالته المتغيره ..اللي يشوف بدر مايصدق أنه من كم شهر خلى كان مايعرف يمارس أي نشاط رياضي مثل باقي اللي في سنه واليوم صار يركب الخيل بطريقه شبه محترفه بعد ماواضب على دروس ركوب الخيل بجد, غير تحسنه في السباحه والكره والسواقه اللي أصر يتعلمها, نفسيته أتغيرت للأفضل وثقته بنفسه زادت بشكل ملحوظ وذا أثر على سلوكه العام وخلاه مرح ومنفتح عاللي حوله بصوره أكبر, وذا الشيئ اللي خلى سند يشارك معاهم في اللعب كنوع من التشجيع لبدر وله في نفس الوقت.

رجع من تأملاته على صوت بدروهو يكلم مؤيد بنغزه\ اللي يسمعك يقول محترف من صغرك, خلني ساكت بس.
شهق مؤيد بتمثيل\ قصي ياحيوان أنت أيش قلت عني لبدور.
قصي بابتسامه\ مدربك اللي فضحك مو أنا.
فهم عليهم وشد على اسنانه بغيض\ لا تصدقهم يابدرترى أنا لاعب من زمان, بس كنت محتاج شوية ملاحظات, الأهبل صدق أنه علمني.
مشعل بشماته\ دلوني على هالمدرب تكفون بسمع كل فضايحك واتشمت فيك.
وقف عبدالرحمن فجأه وطالع في قصي ومؤيد بنظره حاده\ خلوا الرجال في حاله وبسكم كلام فاضي.
انكتمت ضحكت بدر وقصي واتغيرت ملامح مؤيد للاحراج\ هااا طيب,أنا بروح أشرب.
ناصربابتسامه\ دحوم شفيك عليهم ماقالوا شي.
رد بغضب\ بتكملوا لعب ولا أدخل اتقهوى أحسن.
تركهم ومشي بغضب ولحقه قصب وبدر بصمت, والبقيه طالعوا في بعض باستغراب من ملامحه وأسلوبه االي اتغير فجأه.



,
,
,



بعد المغرب


جريت جوري وثريا على البنات الي اتعالت أصواتهم فجأه, ثريا باستغراب\ شصاير؟ أصواتكم ليه عاليه.

طالعوا فيها وأشروا على صوفي وشذى بارتباك, طالعت جوري في صوفي وانتبهت لرجفتها وبقلق\ ماذا هناك صوفي لما أنتي شاحبه هكذا.
ردت شذى بحده\ لانها حراميه؟
طالعت فيها جوري بصدمه\ نعم!!
شذى بوقاحه\ اللي سمعتيه رفيقتك حراميه, طبيت عليها وهي تتسحب وجوالي معها, بس مقيوله الطيور على أشكالها تقع و....
تركت جملتها معلقه باستهزاء وماحتاجوا البنات لذكاء علشان يفهموا قصدها الواضح, ثريا بعصبيه\ أنتي وبعدين معاكي ياشذى, وش قلة الذوق اللي أنتي فيها.
ردت جوري \ ثريا اذا سمحتي خليكي على جنب ولاتتدخلي.
والتفتت لشذى ببرود\ وأنتي أحترمي نفسك ياشذى, اذا اتساهلت معاكي وعديت قلة أدبك قبل كذا فذا بمزاجي ولأني محترمه وجودك كضيفه عندي لا أكثر, لكن أنك تتطاولي على ضيوفي فذا شي ثاني ومارح أسمح لك بيه.
ضحكت بوقاحه\ أيه لازم تدافعين عنها دامها رفيقتك, مو بعيد متفقه معها ع---
قاطعتها ثريا بغضب\ كلمه زياده ياشذى والسالفه بتكون عند أبوي صقر.
لفت وجهها بعدم أهتمام وهي تبتسم بسخريه, طالعت فيهم صوفي برجاء\ أنا لست لصه ولم أسرق شيئ , هلا صدقتني جوري؟
حاوطت جوري وجه صوفي الشاحب بكفوفها وبهدوء\ بالطبع أصدقك ياعزيزتي, أنا أعرفكي جيدا وأعرف أنكي لم تفعلي.
صفقت شذى بيدها بسخريه\ لااا, بصراحه ممثله انزين أذا هي ماسرقته أجل وش كان يسوي جوالي معاها وأنا مطلعته من جيب بنطلونها.
طالعت فيها جوري بتهديد\ انطمي ولا أسمع صوتك لا أسكتك بطريقتي.
مسكت يد صوفي بحنان\ لاتخافي ياعزيزتي وأخبريني هل فعلتي ذلك؟
طالعوا فيها البنات باستغراب لما هزت رأسها بنفي وايجاب في نفس الوقت, ديما بارتباك\ وش يعني خذته ولا لا؟
جوري بأمر\ ممكن تسكتوا وتسيبوها تدافع عن نفسها, لا تعبئي بهن صوفي واخبريني ماالذي حدث ؟

أخذت نفس عميق وبهدوء\ لقد قمت بأخذ هاتفها حقا ولكن ليس بدافع السرقه, لقد أردت أحضاره لكي فقط.
صاحت شذى بانتصار\ ماقلت لكم متفقين ع---
سكتت فجأه لما رمتها جوري بنظره جمدتها مكانها بارتباك, وبهدوء\ لماذا أردتي أعطائي أياه فهو ليس لي؟
طالعت في شذى بعصبيه\ لقد رأيتها وهي تلتقط لكي بعض الصور بهاتفها بدون أن يلاحظ أحد.
شهقت شذى بقوه وبحده\ كذابه أنا ماصورت أحد, ايتها الكاذبه اللعينه.
ردت بقوه\ أنا لست كاذبه ايتها الوقحه, لقد رأيتك بأم عيني.
التفتت لجوري بثقه\ تستطيعي التأكد مما قلت, أنظري لهاتفها وسترين أني لا أكذب.. لقد أردت أعلامك بالأمر لأني أعلم بأنكي ضد التقاط الصور الشخصيه بالهاتف.
طالعت ثريا في شذى بعدم تصديق\ وش تبين بصورها ياشذى , ليه صورتيها.
انفجرت فيهم بعصبيه\ اقلكم كذابه, ذول متفقين علي ويبون يشوهون صورتي قدامكم.
رؤى بسخريه\ أبشرك تراها مشوهه وخالصه.
طالعت فيها جوري بأمر\ أعطيني جوالك بسرعه.
كتفت شذى أيديها على صدرها وبغضب\ أذا ظنيتي أني بجاريكي في لعبتكم السخيفه فانتي غلطانه, وجوالي مارح أعطيكي ياه لو وش يصير, فهمتي.
هزت رأسها بتفهم\ من حقك ومأقدرأجبرك تعطيني ياه, لكن--

قربت منها ومسكت ذراعها وثنته وراء ظهرها بقوه وسط شهقات البنات المتفاجئه, وتابعت ببرود\ من حقي أني أخذه بالقوه واتأكد من كلام صوفي بنفسي.
صرخت شذى باألم\ بتكسري يدي يامجنونه, أتركيني.
مدت جوري يدها وسحبت الجوال من جيبها ودفتها وبتهديد\ أدعي أن كلام صوفي يطلع غلط والا رح تشوفي جناني على أصوله ياشذى وساعتها محد بيفكك مني.
هجمت عليها شذى وحاولت تأخذ جوالها ودفتها جوري من جديد وهي تسب وتشتم فيها بكلام خلى البنات يصرخوا فيها باستنكار وهم يحاولوا يسكتوها, فكت جوري الجوال ولقته مقفول برقم سري, طالعت فيها بأمر\ خلصيني أيش كلمة السر.
صرخت فيها\ تحلمين أقوله, وهاللي سويتيه الحين بتندمين عليه ياحيوانه ورح تدفعين ثمنه غالي.
ثريا بغضب\ شذى فكي الجوال بالطيب وخل نشوف وش فيه, مدام أنتي واثقه من نفسك ليه خايفه تفكيه؟
خرجت أم سند وأم وضاح على صياحهم وبقلق\ شفيكم أصواتكم طالعه, ليه هالصراخ ؟
مسكت مها يد أختها بقوه وطالعت فيها بتهديد, ثريا بهدوء\ مافي شي البنات يتهاوشون علشان خسروا في اللعب.
أم سند بشك\ كل هالصراخ علشان لعب!!
جوري بابتسامه بارده \ يمه أنتي عارفتني لما أتحمس صوتي يعلى وشكلي عديت البنات, خلاص روحوا وماعد تسمعوا لنا صوت.
طالعوا فيهم بتردد قبل مايدخلوا بصمت, التفتت ثريا لشذى بحده\ قصري صوتك ولا والله العظيم ماغير تلقين الكل هنا وداري بسواتك.
شحب وجهها فجأه وبمكابره\ قلت لكم ماسويت شي.
مها برجاء\ أجل فكي الجوال وخل نتأكد من صدقك وننهي السالفه.
هزت رأسها برفض وطالعت في جوري وصوفي بنظراتها كلها حقد\ وانا مو بفاكته ووريني شلون بتفكينه.
طالعت فيها جوري للحظات قبل ماتضحك في وجهها باستفزاز\ على بالك اذا ماقلتي خلاص بيتنهي الهرجه وتخلص على كذا, فعلا وحده غبيه.
طلعت جوالها من جيبها ودقت رقم وابتسمت \ السلام عليكم, أقول عبادي وحده من البنات نسيت رمز القفل حق جوالها ومو عارفه تفتحه ممكن تتعطف علينا وتفكه ليها..... يلا جايتك حبيبي.
طالعت في شذى اللي ترجف بوضوح وببرود\ جاك الموت ياتارك الصلاه. ثريا ومها لو سمحتوا تعالوا معايا جنب الباب علشان يكون في شهود.
وقفت شذى قدامها بعصبيه\ لأخر مره أحذرك عطيني جوالي ولاتنسين نفسك, أنتي موبقدي.
زاحتها عن طريقها وبهدوء\ ترى ماهزيتي فيا شعره, ونصيحتي تغيري طريقتك وتبدأي من ذحين تدوري على عذر كويس تبرري بيه موففك قبل ماأرجع.

تركتها للبنات اللي هجموا عليها بالكلام وراحت مع ثريا ومها, أعطت الجوال لعبدالرحمن اللي فكه وهو واقف ورجعه لها, وقفته قبل مايروح\ عبادي معليش جيب لابك وخليك هنا شويه لأني هحتاجك ضروري.
طالع فيها باستغراب\ ايش عندك مو على بعضك.
أخذت نفس عميق وهي تحاول تتمالك نفسها قدامه لأنه يعرف اللي فيها بدون كلام وبابتسامه\ في تحدي بيني وبين وحده من البنات ومايرضيك أخسر.
اتاملها بصمت وهز راسه بموافقه\ بروح دقيقه وجاي.

التفتت لمها وثريا وبهدوء\ ذحين نشوف.
قربت منهم وفكت معرض الصور وفي ثواني هرب الدم من وجه مها وثريا وشهقاتهم المستنكره قطعت الشك باليقين وهم يطالعوا صور جوري في كذا وضعيه, همست مها باحراج\ جوري موبعارفه وش أقول بس والله ماكنت أدري أنها بتسوي كذا.
مسحت جوري صورها وبرجفه\ أنتي مالك دخل, كان لازم أشك من وقت ماشفت ابتسامتها ونظراتها الكريهه من وقت ماجات بس قلت سبحان الله يمكن ربي هداها, بس طلعت غبيه كالمعتاد.
ثريا بحده\ أنتي موبغبيه لأنك أحسنتي الظن فيها, لكن حنا الغبيات لأنا نعرفها زين ونعرف أنها لايمكن تتغير بهالسهوله.
مها بقهر\ انزين وش كانت تبي تسوي بصورك!!
ضغطت جوري على جبينها بقوه وبضيق\ أنتي أدرى بخيال أختك وأدرى بطبعها ووين يمكن يوديها, بس ماأظن أنها كانت تبغاها للذكرى أو حبا فيني.



بنت



التفتت لما سمعت عبدالرحمن ينادي وأشرت للبنات يسبقوها وراحت له وداخلها بركان وعلى وشك الانفجار
امهليني القليل القليل
فدوي صداك يهز كالصليل
امهليني كي اتماسك واعود
وأرى عشقا في عالما لايمت بصله للوجود
امهليني القليل القليل
كي استعيد وعيا
خسرته في التضليل


,
,



الرياض,السادسه والنصف صباحا



كان ماشي وهو يكلم ريان بتركيز قبل مايقاطعه صوتها الهادي


سند لحظه لو سمحت.

التفت ببطئ وشاف ثريا ماسكه فنجانين ووصلته ريحة القهوه التركيه بكل وضوح وفي داخله " مثابره" وبهدوء\ ريان شوي واكلمك.

قفل المكالمه وقت اللي وصلت ومدت له فنجان القهوه\ممكن أخذ من وقتك شوي, مارح أعطلك عن شغلك.
أخذ منها الفنجان واتعمد يتذوقه على مهله بدون مايرد عليها,طالعت فيه بغيض وحاولت تتكلم بهدوء\ ترى ماصارت يااخوي أسبوعين وأنا أحاول اكلمك وموبقادره.. كان لازم أترصد لك زي الحرميه لين تطلع من عند أبوي.
مشي ورد ببرود\ تدرين أني أنشغلت مع بتول طول الأسبوع اللي فات ومن بعد ماردينا من لندن وأحنا كل يوم شايفين بعض شلون صرتي موبقادره تكلميني.
حاولت تجاري خطوته الواسعه وبضيق\ أنت تدري شقصدي وتدري أني مارح أقدر أكلمك والكل موجود.. سند ترى أعطيت السالفه أكبر من حجمها , لا أنت اللي خليتني أشرح ولا أنت اللي عاملتني باريحيه.

جلس في الحديقه وحط رجل على رجل وبلامبالاة\ مكالمه وانقطعت بينا وش بتشرحين بس.

هزت رأسها بعدم تصديق من بروده, وقت اللي صرخت وانقطع الخط وهي تكلمه ظنت أنه بيقلق ويعصب ويسمعها كلمتين بسبب جوالها اللي انقفل بعدها, لكن بعد ماطنش مكالماتها بكل برود وبعد مرور أكثر من أسبوعين على رجوعهم من الأستراحة وهو حتى ماكلف على خاطره يسألها عاللي صار وذا الشيئ استفزها ونرفزها لأبعد حد وباستغراب\ أنت ليه كذا بارد وموبمهتم ولا كأنه صار شي؟
كمل شرب قهوته بهدوء\ لأنه فعلا ماصار شي وأنتي مكبره السالفه.
ردت باستنكار\ ماصار شي ومكبره السالفه!!
سكتت بصدمه للحظات قبل ماتتابع بعصبيه\ واحد غيرك لو سمع صراخي ذاك كان ترك اللي بايده وجاء ركض علشان يتطمن علي وأنت بكل برود تقول مكبره السالفه, أنت ماسألت نفسك وش ممكن يكون سبب صراخي , مكن صار فيني شي.. طحت.. انكسرت.. انزين يمكن مت.. ماقلقت علي؟

حز في خاطره وهي تتكلم بانفعال وزعل عليها بس ماكان بيده شي, مهما صار معاها لايمكن يقول لها أنه مافكر أساسا وقت اللي سمع صراخها وأنه ماحس على نفسه غير وهو يسابق الريح وسط شوارع جده وهو بثياب البيت, هو للحين مومسوعب أنه اتهور ونزل بذاك المنظر بسببها ومهما كان اللي صار فمستحيل يقول لها ذا الشيئ.

رجع يركز معاها وببرود\ وش هاالخيال الواسع من صباح الله خير, بعدين الاخبار السيئه توصل بسرعه يعني لو كان صار لك شي كنت عرفت لاتنسي أنك ماكنتي لحالك.
صاحت بغيض\ وأنا شعلي منهم أنا علي منك أنت.. أنت اللي كنت أكلمه وقت ماطاح قلبي بسبة جنان هذيك الخبله وأنت ولا على بالك.

طالع فيها بتركيز بعد ماشدته جملتها, فهو وان كان بين لامبالاته وعدم أهتمامه باللي صار وقتها الا أن الفضول كان ذابحه خاصة أن هذيك لها يد في الموضوع وكلام ثريا خلى فضوله يزيد لدرجه ماقدر معاها غير انه يسألها بتردد\ وش سوت لك الغبيه وخلاكي تعصبين هالكثر ؟

وقفت فجأه ومسحت بلوزتها لما انكبت عليها القهوه بسبب حركة يدها العصبيه عالطاوله وبقهر\ فعلا غبيه ومجنونه مثل ماقلت عليها قبل.

اتأملها باستغراب وهي تتحرك بعصبيه وتتكلم بهمس مع نفسها ,وقف ومسكها من كتفها بقوه\ انزين اهدي شوي وعلميني شصاير ياثريا .

شدت على أسنانها بقهر وهي مو عارفه أيش تقول, تحكي له عن حركتها المجنونه وخوفها عليها ولا عن شذى وسواد وجهها واللي قهرها أكثر تصرف جوري الغير مفهموم مع شذى واللي خلاها والبنات مايقدروا يرفعوا وجوههم بعد اللي صار وبالعافيه قعدوا لبعد العشاء وعلى طول مشيوا رغم أتفاقهم أنهم بيباتوا ليلتها وجاء سند وقفلها معاه ببروده وعدم أهتمامه وتجاهله لها بعد مارجعوا.

صرخت بقهر\ تدري ياسند أنت وياها بتذبحوني ببرودكم , أنا موبعارفه شلون اتعامل معاكم وعن جد تعبت منكم .
دفت أيدين سند اللي ماسكتها ومشيت بعصبيه وتركته فريسه لحيرته وفضوله اللي زادو بشكل مو طبيعي.



,
,
,
,
,


جده, الواحده ظهرا


أخذت نفس وبتردد\ خلاص أن شاء الله هكون عندك عالموعد.
بمجرد ما قفلت الجوال حست بندم من اللي سوته, طول فترة شغلها كانت متعوده الزباين يجوا يأخذوا فساتينهم وذي المره الأولى اللي توافق تروح بنفسها وتسلمها لبيت زبونه, بس ذي ماكانت زبونه عاديه ذي زبونه باين عليها العز وجاتها بالصدفه عن طريق زبونه دايما تتعامل معاها ومدحت لها في شغلها والحرمه حبت تتأكد بنفسها وبعد ماشافت تصاميم خوله طلبت منها ثلاث فساتين ولأول مره اتجرأت وطلبت سعر أكثر من اللي بتطلبه في العاده واتفاجأت بموافقة الزبونه السريعه واللي دفعت لها نص الفلوس كمان واللي جات في وقتها وساعدتها في دفع الفواتير المتراكمه, بس لما كلمتها الزبونه علشان تتطمن على موعد التسليم وقالت لها أنها بتجهز بعد فتره ردت الزبونه بصراحه أن حارتهم مكان مايليق فيها وماتقدر تكرر زيارتها ولازم تجي بنفسها علشان تستلم باقي فلوسها, قلبت الموضوع في رأسها ولقيت أنها محتاجه الفلوس علشان تبدأ ترمم السقف اللي كانت حالته سيئه ولما نزل المطر الفتره اللي راحت كانت توزع قدور في الصاله والغرف بسبب المويا اللي رشحت من السقف لوسط البيت غير الجدران المتشققه من الرطوبه واللي لازم لها حل سريع وعلشان كذا حسمت أمرها ووافقت تروح .




،
،
،
،



الرياض، بعد المغرب

دخلت الجده مع ثريا وأمها وسلموا وجلسوا يتقهووا، أبو سند/شلون صارت أم فواز الحين.
أم سند/الحمدلله ماعليها شر.
ثريا بهدوء/طلعتها من المستشفى حسنت نفسيتها والحمدلله ضغطها أستقر .
الجده بإبتسامه/وش زينها فريال حافتها حوف وماقعدت ماشاء الله عليها .
أبوسند/هذي أمها جنتها ونارها، الله يسخر لها عيالها مالها من بعد الله غيرهم.
الجده/فواز مايبي يتزوج ويجيب للضعيفه بنته أم تضفها بدل بهذلتها بينهم؟
أبوسند/فواز ذا مثل ولدك سند اتعقد من طاري الحريم ومايبي يتزوج.
أم سند بحسره/والله اللي صار له مو قليل، ولا في مره عاقله تترك زوجها وقت ضيقته وتروح بيت اهلها ويوم تدري إنها حامل تحاول تنزله من وراه.
شهقت ثريا/يمه من قال لك هالكلام .
أم سند/أم فواز قالت لي بنفسها.. تركته يوم زادت ديونهم.. لا سوت حساب لعشره ولا لموت أبوه وطلبت الطلاق ويوم درت إنها حامل حاولت تنزله بس الله كشفها ونقلوها عالمستشفى ويوم عرف السالفه هددها لو صار شيئ في ولده بيبلغ الشرطه وبيتهمها بالقتل.
ثريا بصدمه/مو بصاحي .
أبوسند بجديه/إلا سوا زينة العقل، أجل تبينها تقتل ولده وهو مابعد طلع عالدنيا ويتم ساكت.. أنا كنت بسوي مثله وأكثر بعد هذا ضنى ياثريا مو بلعبه.
ألتفتت ثريا لأمها بإهتمام/انزين يمه شصار بعدين.
الجده/وش بيصير بعد، قلها تولد بالسلامه وتتنازل عن حضانة الولد وورقتها وكل حقوقها بتوصلها.
أم سند /وهي ماصدقت خبر، سديم ماتمت معها أسبوعين غير وهي متصله عليه تقول تعالي لبنتك وجيب ورقتي وفكني منك ومنها..
الجده / لكن طلع رجال عاقل وولد أصول وبعد ماكبرت بنته مامنعها من أمها وصار يخليها تزورها كل اسبوع حتى بعد ماتزوجت قليلة الأصل مع إنها ماتنشد عنها ولاقد طلبتها من قبل.
اتذكرت ثريا سديم وشقاوتها وملامحها البريئه وحقدت من أمها وبإشمئزاز/هذي لايمكن تكون أم، شلون قبلها طاوعها ترمي ضناها بدون مايرف لها جفن.. شلون اتحملت تبعد عنها وهي لحمه حمراء اللي ماتخاف الله.
أم سند بحزن/ الله يعوض عليه عوض الصابرين، والله فواز رجال ومافي منه وربي عوض سديم بأب حنون قام فيها مقام الأم والأب.
ثريا بتفكير/ماينلام الرجال يوم اتعقد من الحريم.. زين منه ماكره بنته بعد.. الله يعينه.
جده، العاشره مساءً

دخلت لطيفه ورمت عبايتها في الصاله وبإبتسامه/سلام.
ردت ندى وأم خالد السلام عليها وعلى خالد اللي دخل وراها، ندى بإستغراب/أنتوا كنتوا مع بعض!
لطيفه بإبتسامه/أيوه عندك مانع ست ندى.
ردت/ لا ماعندي ما بس أستغربت لإنك كنتي عند صحبتك.
جلس خالد جنبها بهدوء/اتأخر سواقها وأتصلت عليا أجيبها.
ندى /طيب حبيبي أقرب لك عشاء.
لطيفه بخبث/ماأعتقد جيعان لإنه أكل قبل مانجي.
طالعت فيه ندى بإستغراب/أكلت برا؟
باس يدها ووقف/لا حبيبتي بس لطيفه جابت معاها أكل ونقنقنا وأحنا جايين.. بروح أتروش وأنتي سوي عصير بارد الحر بدأ يرجع من جديد.
أم خالد/الشتاء خلص، الحمدلله اللي بردنا شويه.
بعد ماراح خالد ألتفتت لطيفه لأمها وبإبتسامه/يالله ياأمي لو ذقتي طبخ رهف مره يجنن.
ندى بمجامله/ماشاء الله شكلها فنانه مدام عجبك لذي الدرجه.
لطيفه بخبث/حتى خالد مره عجبه وطول السكه يمدح في طبخها، أكيد حس بالفرق بين طبخك وطبخها.
طالعت فيها ندى بحده/أيش قصدك يالطيفه ولأيش بتلمحي؟
شمقت لها وبإستفزاز/أنا قلت شي، عادي واحد ذاق أكل وعجبه حرام يعني.

وقفت ندى بعصبيه.. من يوم ما زعلت مع عبدالفتاح وجاتهم البيت وهي بتحاول تتجنبها بكل الطرق لإن لطيفه بتتعمد تستفزها عالطالعه والنازله لكن المره ذي اتمادت وصار كلامها واضح وعالمكشوف.

طالعت فيها وبتحذير/شوفي يالطيفه لو حاولتي تسوي الأعيبك الحقيره معايا لاتلومي إلا نفسك.. أنا لدحين محترمتك وعامله حساب للعشره اللي بينا فلا تخليني أنساها.
ضحكت بقوه/دحين صارت حقيره، ماكانت كدا زمان ولا هوا حلال لينا وحرام على غيرنا.
أكتفت أم خالد بمراقبتهم بهدوء وندى تتكلم بعصبيه/ أنتي اللي قعدتي توني عليا زمان لحد ماعلقتيني بأخوكي وأنا ماأنكر أني غلطت لما خليتك تأثري عليا وتجريني لحربك الوسخه مع جوري، بس ذا مايديكي الحق إنك تعيدي نفس الحركه وتخربي بيتي دحين.
حطت لطيفه رجل على رجل وبشماته/بس أنا ما سويت شيئ، ليه متشائمه مو دودي يموت فيكي ولا مو واثقه فيه .. ولا اللي على رأسه بطحه يحسس عليها.

عقدت أيديها على صدره وطالعت فيها ببرود/إذا كنتي مفكره إني زي جوري فأنتي غلطانه، أنت مارح أسكت عن حقي وأتفرج عليكي وأنتي بتخربي بيتي.
ردت بضحكه/لا.. مو جوري حبيبتك ليه قاعده تغلطي عليها دحين.
ندى بإبتسامه/حبيبتي وأختي كمان وأنا قاعده أمدحها، لإنها عن جد طيبه ومافي منها وربي رحمني إنها كانت زوجة خالد في يوم من الأيام وأنا أبداً مو زيها أنا بالعكس تماماً علشان كذا بحذرك أبعدي عني وعن زوجي يالطيفه ولاتحاولي تدخلي بينا لإني مارح أعديها ليكي.

تركتها وراحت ولطيفه تتوعدها بضره جديده في أرقب وقت.

،
،
،
،
،



جده، قبل صلاة الظهر

جلست جنبهاوهمست لها بحنان/ماتبغي تحكي لي أيش مضايقك.
ألتفتت بإستغراب/خالتي جوري شلون عرفتي إني متضايقه.
نعكشت لها شعرها وبإبتسامه/يكفي المح وجهك وأسمع صوتك علشان أعرف اللي فيكي، ومن يوم ماجيتوا وأنا حاستك مو على بعضك.. أحكي لي يابتول وحتى إذا مانفعتك بشي عالأقل تفضفضي وترتاحي شويه.
إتنهدت /بابا يبينا نسافر نسوي فحوصات علشان نحدد موعد العمليه.
حطت ذراعها على كتفها وقربتها منهاوبتول سندت رأسها على صدرهابعفويه، جوري بهدوء/طيب وين المشكله ياعمري، مو أنتي طول الفتره اللي راحت كنتي تجهزي نفسك لذي الخطوه والحمدلله نفسيتك أتحسنت وصرتي مستعده للعمليه، أيش اللي أتغير بس؟
اتكلمت بهمس من بين دموعها/خايفه العمليه تفشل مثل اللي قبلها وأظل مثل منا، خايفه أتم عمياء طول عمري .. خايفه ماأقدر أشوف بابا وبدر وأهلي.. خايفه ماأقدر أشوفك أبد.
ضمتها بحنان وهي تمسح على شعرها لين هدأت شويه وبعدتها عنها وحوطت وجهها بكفوفها وبهدوء/بتول حبيبتي عملياتك اللي قبل مافشلت، ذي كانت جزء من سلسلة عمليات كنتي محتاجتها وكل عمليه كانت بتصلح جزء من مشكلتك، والعمليه ذي إن شاء الله بتكون الأخيره وهيا أهم عمليه لإنها بتعتمد على قوتك وثقتك بنفسك.. وأنتي قطعتي شوط كبير ومابقي غير عمليه بسيطه وكل شي بيكون بخير بإذن الله.
بتول بخوف/خالتي الكلام سهل بس اللي بيصير غير.. ذي عمليه تعرفي شي عني عمليه.. يعني بيفتحون رأسي وبيلعبون فيه وأنا مو بحولهم.. أنا غيىت رأيي وبقول لبابا مابي أسوي العمليه.
جوري/بتول بطلي إستهبال أيش اللي يفتحوا رأسك ويلعبوا فيه، وأيش اللي بطلتي كمان تبغي تجلطي أبوكي!
سكتت للحظات وبجديه/أقول لك سر ؟
هزت رأسها بموافقه وأخذت جوري نفس وقربت منها وتابعت بهمس/أنا كمان بسوي عمليه لعيني وخايفه؟
شهقت بتول/ليه عمليه؟
إبتسمت جوري لإنها شدت إنتباهها بسرعه وتابعت بنفس الهمس/عملية تصحيح نظر وعبادي رجني علشان أسويها وأنا مو راضيه.
بتول بإحباط/يعني كلنا في الهواء سوا، بس أنتي أهون عالأقل أنتي تشوفين وبتفتكين بس من النظاره..
جوري بإعتراض /لا طبعاً أنتي وضعك أحسن مني.
بتول بإستغراب/شلون أحسن؟
إتنهدت وبشرح/عالأقل أنتي وقت العمليه بتكوني مو بوعيك ومارح تحسي بشي وكلها كم ساعه وإن شاء الله وتصحي بالسلامه، لكن الدور والباقي عليا.. عمليتي مافيها تخدير كامل بس موضعي وبيسووها وانا مفتحه.. أنتي متخيله أني بشوف كل شي.
بتول بتردد/خالتي أنتي عن جد خايفه ولا..
شبكت أصابعها في يد بتول وسألتها/أنتي بأيش حاسه؟
ألتفتت لها بصدمه/خالتي ليه يدك ترجف.
ردت بصدق/تحسبيني كنت أمزح لما قلت أني خايفه، أنا دخلت النت وقريت عن عمليتي وشفت فيديو..هوا فيديو واحد ماكملت فيه خمس دقايق وماقدرت أكمل.. ذحين بس أفتكرت عمليتي جسمي قشعر.. صح هيا مره بسيطه وأخواني حاولوا فيا من سنتين علشان أسويها بس أنا ماأحب شيئ يلمس عيني أنا العدسات ماألبسها لذا السبب.
أخذت بتول أيدين جوري بين بكفوفها وصارت تضغط عليها بحنان خلى جوري تبتسم/ذحين المفروض أنا أشجعك مو العكس.. شكلي صار أهبل ومالي داعي صح.
هزت رأسها بنفي/حتى أنتي إنسانه ومافيها شي إذا خفتي.
جوري بتردد /طيب أيش رأيك نسوي اتفاق.
بتول/ على وش بنتفق.
أخذت نفس وبهدوء/إذا وعدتيني إنك تسافري تسوي فحوصك وتسوي العمليه أنا كمان بوافق أسوي عمليتي.
بتول وبإنزعاج/الحين ليه تدخلين المواضيع في بعض.
إبتسمت بمرح/وأنتي ليه تغيري رأيك بعد ماكنا متفقين تسوي العمليه.. خلاص ذحين عمليتي متوقف على قرارك.. بتسوين عمليتك بتشجعيني وبسوي حقي ما بتسويها بجلس بنظارتي لين الله يأخذ أمانته.. لاتردي ذحين فكري بس لاتأخذي راحتك وتطولي عليا ع---

جوريتي مشينا.

إنتشلها صوت أخوها من ذكرياتها ورفعت رأسها وبلكاعه/مشينا ياروح جوريتك، بس الله الله فيا فتح عينك عنك وعني مو تخليني اتقربع طول السكه.
مسك يدها ووقفها بهدوء/أنتي اللي أصريتي تغطي عيونك بشاش الدكتور قال النظارة الشمسيه تكفي، وهاتي الشال بدل منتي شايلته في يدك.
مشيت معاه وهزت رأسها برفض/أبغاه معايا ، وبعد اللي شفته مو مستعده أجازف أبدا، الدنيا برا غبار وشمس خليها مغطيه أحسن.

طالع في يدها اللي متمسكه في شالها بقوه وكإنها خايفه لا يطير عليها وأفتكر اللي صار لها قبل العمليه وبمرح مصطنع/ أيش اللي شفتيه ترى كلها ربع ساعه يانصابه.
ردت برجفه/مو مهم الوقت إن شاء الله دقيقه، أنتا ماشفت الكماشه اللي حطها على عيوني، أنا مدري كيف ماصار لي شيئ.
زفر بضيق/كل ذاك التشنج وماصار لك شيئ! كان باقي يغمى عليكي بس، فجعتي الدكتور.
ضغطت على يده برجاء/خلاص لاتذكرني الحمدلله عدت على خير.

ساعدها تركب السياره وحرك عالبيت وكله حيره وغيره من شالها اللي هيموت ويعرف أيش حكايته وأيش سر تعلقها بيه خاصة بعد اللي صار لها وقت العمليه.

،
،
،
،
،

صنعاء، الخامسه مساءً

التفتت للباب اللي دق وميزت صاحبها وبهدوء/أدخل ياعلي.

سمعت صوت علي/السلام عليكم، سلامات أمي قالت ماداومتي اليوم، لاتكوني مريضه؟
إبتسمت بمجامله/لا مريضه ولا شي بس مالي نفس أداوم.
أنتبه لصندوق الرسايل اللي جنبها عالسرير وللملامحها الحزينه وبحنان/ مدام فقديتها ليش ماتتصلي وتسمعي صوتها بدل ماتقري رسايلها؟
لمت الرسايل بحده/من قال أني فقدتها أصلاً، بعدين ليش أتصل هي قالت إنها مش فاضيه للي زيي ولا تشتي تكلمني أو تسمع صوتي.
رد بهدوء/أنتي داريه إن ذا مش قصدها.

هزت رأسها برفض/ كلامها كان واضح، شكلها خلاص ضبحت مني وماعد تتحملني..معاها حق أيش تشتي بأخت عمياء ومامنها فايده غي-----
قاطعها ببرود/أسلوب الشفقه وإستدرار العطف مش لايق عليش لإنش كبرتي من زمان وكلنا خلاص ولفنا عليه وحفظناه.
التفتت له بزعل/ لازم تدافع عنها لإنها أميرتك وشبهك وكل شي اتعلمته منك.
أتنهد بمبالغه/عالأقل نفع فيها التعليم مش زيك خايبه.
شهقت بصدمه/أنا خايبه ياعلي، هذا رأيك فيني.
رد ببرود/مشكلتش إنش بتخيبي بمزاجش.
ضحكت بمراره/والله أنا ماتعميت بمزاجي، نصيبي ومالي إلا هو.
هز رأسه بتفهم/والحمدلله عشتي ودرستي وأشتغلتي بدون ماتخليه يأثر في حياتش، وصلتي للزواج ووقفتي، كل اللي سويتيه في حياتش وكافحتي علشانه طول عمرش أسهل من الزواج؟
ردت ببساطه/مافيش مقارنه، أيش جاب الدراسه للزواج ومسؤلية بيت وزوج وعيال..
كيف هتكون حياتك لو كانت بشاير عمياء؟ كيف هتعيش معاها وأنت داري إنها لايمكن تشوفك في يوم من الأيام.. تمشي من جنبها بدون ماتعرفك.. ماتعرف شكل عيالكم.. ماتقدر تأدي أبسط الأشياء إلا بمساعده.. كيف هتتحمل مسؤلية زوج وبيت وتربيه!!
كانت تتكلم بغصه خلته يضمها بحنان وبسرعه أستسلمت لنوبة بكاء حاده، وبعد فتره بعدها عنه وبإقناع/هكون عيونها واساعدها باللي أقدر عليه علشان نلقى طرق تمشي حياتنا ببساطه وبدون تعقيد.. هوقف جنبها ومعاها لآخر يوم الله كاتبه لنا، وهذا اللي هيسويه يزن.
زفرت بضيق/علي أفهمني،هو يمكن معجب بصورة البنت اللي ماأستسلمت لإعاقتها ودرست واتخرجت ولقت لها مكان وسط كل الناس المفتحه، لكن أكيد إعجابه ذا ماهيعدي أبعد من ذا الخط.. يمكن إعجابه أتحول لشفقه على حالي وقال يسوي فيا خير ويكمل الصوره الناقصه للعمياء العانس.
علي بثقه/ بس أنتي مش عمياء عاديه، أنتي صبوره وإرادتك قويه وإذا حطيتي شي في رأسك المتنك ذا بتفعليه.. نسيتي كيف رفضتي تدرسي في معهد المكفوفين.. نسيتي كيف دخلتي مدرسه عاديه وخلصتي الإبتدائي والإعدادي في ومن قياسي وسبقتي المفتحين اللي بصحتهم مع إنش دخلتي متأخره عنهم بكثير ..
أبتسمت بحسره/ أنا حاولت أعوض عن نقصي وأسوي المستحيل علشان محد يأشر عليا ويقول مكفوفه.. كنت أشتيكم تفتخروا بي وتمشي أنت وأبي وأمي بدون ماتسمعوا كلام المواساة والشفقه على حالي، لكن زواج
ياعلي صعبه قوي.. حاسه إنك بتضحك على نفسك قبل ماتضحك عليا.
مسكها من كتفها وهزه بقوه/أنتي ليش إنهزاميه وضعيفه.. وين القوه والإراده والثقه اللي عشتي بها الثلاثين السنه اللي مضت.. أيش يعني بيت وزوج وعيال.. أنتي لو صممتي بتفعلي اللي تشتيه ومافيش حاجه بتمنعش.
دفت يده وجلست على سريرها بتعب"محد قادر يفهم خوفها من هذي الخطوه ومن اللي بعدها، الكل بيحسسها إنها زي شكة الأبره وإنها بمجرد ماتوافق عالزواج كل شي بيتحسن بشكل تلقائي" وبرجفه/ جوري بكل تصميمها وثقتها وإرادتها ماقدرتش تحافظ على بيتها وإنتهى حالها للطلاق وذحين مجبوره تفلت عيالها وترجع تعيش عندنا، أنت متصور كيف هكون لو أتزوجت وفشلت زيها.. إنا مقدرش أتحمل أكون مكانها ولا أواجه اللي بتواجه ذحين.. أنا قوتي وطاقتي بتوقف هنا ياعلي.. أنا مقدرش أتحمل فشل زواج وبعد عن عيال.. خلوني عالبر أحسن وآمن.
جلس جنبها ومسك يدها بهدوء/أول شي لاتقارني بينك وبينها لإن كل وحده لها حياه مختلفه عن الثانيه.. ثاني شي أنتي أكثر وحده داريه بجوري واللي فيها وزواجها ماكنش ناقص قوه وإراده علشان يستمر.. جوري لو كانت تحب خالد كان مستحيل يتزوج عليها ومستحيل يتطلقوا، لكن زواجهم كان ناقصه حاجات كثير نعرفها ومانعرفها وهي مشيت مع التيار وحاولت تجاريه لكن وصلوا لآخر الخط والنهايه الطبيعيه لهم هي الطلاق.. لكن أنتي غير، يزن متمسك بك والظاهر متنيل على عينه ويحبك زي ماقالت أختك القرده.
شهقت بصدمه/قليلة الأدب قالت لك.. لاتصدق لحقها الجنان.
إبتسم براحه/ليش ماأصدقها.. أنا رجال وداري إن الواحد مايتمسك بوحده وينتظر موافقتها إلا لإنه يحبها أو معجب بها عالأقل وأنا متأكد إن يزن متقدم لك لشخصك ولا ماكنت هوافق عليه..
سألته بحذر/يعني أنت ماعندك مشكله إذا كان صدق زي ماقالت جوري.
رد بهدوء/الحب لاعيب ولا حرام مدام إن الآدمي محترم نفسه ولا عمره أتعرض لك حتى بسلام مع إنكم في جامعه وحده وبيشوفش كل يوم، وأنا عجبني لإنها رجال عارف هدفه وقرر يوصله بأسرع وأشرف طريقه وجاء من الباب.. وكلامه وأسلوب صريح ومختصر وسمعته ماعليها كلام علشان كذا دخل مزاجي ووافقت عليه وأنتي داريه بي مش أي واحد يدخل مزاجي وأرضى أتنازل له عن أميره من أميرات الجابر بسهوله.
ضحكت بخفه وهي حاسه بمزاجها متحسن عن أول وبتردد/وكيف حال أميرتك ؟
رد بهدوء/فقدتك وكل يوم تسأل عليكي.. الله رزقني بثنتين خوات مهابيل وروسهم يابسه لكن ماأفعل نصيبي والحمدلله عليه.
إتنهدت وسكتت للحظات قبل ماتتكلم بغصه /صدمتني ياعلي! ماكنت متوقعه أبدا إنها تقول عني هذاك الكلام حتى لو من باب الضغط.. كيف جالها قلب تهددني وتنفذ تهديدها، لهذي الدرجه شايفتني ماأستغني عنها وبسوي اللي طلبته بسرعه.
تركها ووقف بهدوء/قصدك لهذي الدرجه عارفه كيف بتفكري وعارفه من أيش خايفه وقلقانه.. راهنت على علاقتكم وحبت تضغط عليش لمصلحتش لأنها داريه من أيش متخوفه وكانت متأكده إنش محتاجه دفعه علشان ترجعي لعقلش وتفهمي إنش بتضيعي حياتش بسبب كلام فاضي، بس الظاهر إنها أعطت نفسها قدر أعلى من اللي بتحسيه ناحيتها وخسرت الرهان ، أتخليتي عنها في أول إختبار وبينتي لها إنها ولاتسوى..ماقصرتي وكملتي عليها الباقي بدل ماتكوني جنبها الفتره هذي..
شحب لونها فجأه وبرجفه/أنا.. أنا مش قصدي.. أنا.. هي لايمكن.. تفكر بذي الطريقه.
رد ببرود/على هكذا طلعتي ماتعرفيش أختك بعد كل هذي السنين، أو إن كرامتش اللي انجرحت من كلامها خلت حكمش على الأمور غلط، هيا مدام ماسرتي لعملش اليوم وشكلش فاضيه فارجعي قلبي الموضوع في رأسش وشوفي لوين هتوصلي، أنا جيت أتطمن عليش والحمدلله مالك شي.. خاطرك معايا عمل.

سمعت الباب ينقفل بعد ماخرج ونزلت دموعها بصدمه "أيش الغباء اللي فيني، كيف قدرت اعاملها بذا الشكل وأفلتها بهذي البساطه وأنسى إنها محتاجه لوجودنا معاها، كيف سمحت لغروري يكون حاجز بيني وبينها وأنا داريه إنها كانت بتلوي ذراعي علشان أرضى أوافق على يزن"
رمت نفسها على سريرها وهي تبكي بندم وخجل عاللي سوته في أختها.
جده ,السابعه مساء


لبست عبايتها ودخلت لأمها \ أمي أنا رايحه أوصل الفساتين ومارح اتأخر.
أم رشيد\ الله يهديكي ياخوله ليه وافقتي تروحي لها, أحنا قلنا اللي يبغى يجي للبيت.
أخذت نفس عميق وحاولت تشرح لأمها بدون ماتضايقها\ معليش ياأمي دي أول وأخر مره أروح للبيوت, بس قلت لك ان الحرمه بتعرفني على صحباتها وان شاء الله هيكونوا زباين وشفتي كيف دفعت لي وأكيد صحباتها زيها.
أم رشيد بعدم اقتناع \ ولو ياخوله, ذول ناس مانعرفهم كيف بتروحي لهم وتجلسي معاهم واحنا مو عارفين كيف اخلاقهم .
غمضت عيونها بضيق.. عارفه أن أمها معارضه روحتها للبيوت ومعاها حق في خوفها بس ذي كانت بالنسبه ليها فرصه من النوع اللي مايتكرر وبتصميم\ قلت لك ياأمي أخر مره ومارح اقبل بعد كذا أروح بيوت, بعدين أنا بروح مع رشيد مو لوحدي,, انتي أدعي لي وكل شيئ هيزبط مع السلامه.
طلعت بسرعه علشان لاتعطيها فرصه للرد ولبست عبايتها وأخذت الفساتين وخرجت لأخوها رشيد وراحوا بليموزين ولما وصلوا عالعنوان اللي قالته الزبونه دخلت الفيلا بعد ماقالت لهم انها الخياطه ورشيد جلس ينتظرها برا, كانت الفيلا قمه في الفخامه والذوق ودخلتها الشغاله لمجلس كبير كان فيه ثلاث حريم باين عليهم العز من لبسهم وطريقة كلامهم, سلمت عليهم وجلست وحطت عبايتها والفساتين جنبها, كانت بعيده عنهم ومع ذلك حست ان شكلها المتواضع مو لايق عالفخامه المحيطه بيها, حمدت ربها أنها غيرت بيجامتها ولبست تنوره ضيقه سوداء وبلوزه ورديه نص كم, صح ماكانت تقارن باللي لابسينه الحريم بس كانت جديده وشكلها حلو, وقفت بارتباك لما دخلت زبونتها مدام داليا ورحبت فيها بابتسامه عريضه\ هلا والله هلا بخوله, كيفك حبيبتي.
سلمت عليها بخجل\ هلا فيكي الحمدلله, أنتي كيفك.
داليا\ كويسه حبيبتي, كيف لقيتي العنوان سهل؟
هزت رأسها بموافقه وتابعت داليا وهي توجه خوله ناحية الحريم بضحكه\ دي خوله اللي قلت لكم عنها وشغلها هيعجبكم مره.
عرفتهم على بعض وحست خوله بضيق من نظراتهم المتفحصه والغريبه, أصرت داليا تضيفها قبل ماتشوف فساتينها ووافقت خوله بمسايره وبعد فتره وقفت بجديه\ مدام داليا أنا لازم أروح مره اتأخرت ياريت تشوفي الملابس علشان اذا في تعديل.
طالعت فيها خوله بقلق لما مر تعبير مو مريح لثواني على ملامحها قبل ماترد بابتسامه\ أوكيه هاتي الفساتين بروح أقيسها.
ناولتها الفساتين وجلست على طرف الكنبه بقلق.. فجأه حست نفسها مو مرتاحه وكمان خايفه من نظرات صحبات داليا وهمسهم اللي كان واضح أنه عليها


هاي صبايا.. وحشتوني

رفعت رأسها بعدم تصديق لما سمعت الصوت الرجالي اللي رن في المكان فجأه, مسكت مسند الكنبه بقوه وهي تطالع في الرجال اللي واقف بيأخذ صحبات داليا بالأحضان وهم يسلموا ويتدلعوا عليه بطريقه صدمتها, عقلها أنشل للحظات وجمدت مكانها تراقبه وهو يتقدم منها لحد ماصار قدامها وبينه وبينه مسافه بسيطه, فاقت على تصفيرة أعجاب وهو يبتسم بخبث\ ظلمتك داليا بوصفها, وممكن أقول أنها غيرانه كمان.
حاولت تحرك رجولها بس حست كأن رجولها ذي ملك لأحد ثاني غيرها ورفضت تننفذ أوامرها وتتحرك, مد يده ومسك خصله من شعرها وقربها من وجه باستمتاع\ ريحتك حلوه وكلها براءه مغريه للرجال اللي زيي.
حركته ذي صحتها من صدمتها وخلتها بدون ماتحس تدفه بقوه وتطيحه عالأرض وسط صرخات البنات قبل ماتجري وتطلع برا البيت, طاحت الأرض وهي تبكي بقهر واتلفتت لقت نفسها في الحديقه وعبايتها عند رجولها.. وقفت بخوف ولبستها بسرعه وما اهتمت تلف طرحتها ورمتها على وجهها وجريت للبوابه وهي تطيح بين كل خطوه والثانيه.



,
,
,
,
,


جده، العاشره ليلاً




دخل الصاله واتفاجأ بصراخ مؤيد ومازن وجوري وأصواتهم العاليه وصحون الفشار والمكسرات وكاسات العصير عالأرض والكل قدام التلفزيون، ألتفت بحده لما نطت جوري بصراخ/هدددددددددف.
وصارت تقفز في كل مكان بحماس/الله عليك الله عليك..
مؤيد بضيق/تراه حظ مو حرفنه.
وقفت قدامه تحرك أصابعها في وجه بحركة استفزاز صبيانيه وهي تضحك/يحزني اللي فريقه إنهزم.. وك وك وك..
وألتفتت بحماس/خلود تعال شوف الهدف وقولي رأيك.
سحبته من يده وجلسته عالأرض ورجعت الفيديو على لحظة الهدف وجلست جنبه بترقب/شوف التمريره.. شوف كيف أتخطاهم وخلاهم يرقصوا حوالين نفسهم..شوف شوف.....وهددددف ياماردونا.
زفر بضيق/أنا من يوم ماشفتك بفانيله الأرجنتين كان لازم أعرف.
مازن بضحكه/ياأخي صرعتنا بماردونا ذا كأن مافي لاعب غيره.
جوري وبإعجاب/أكيد لأن ماردونا أحسن لاعب ومافي زيه في العالم.
خالدبعصبيه/طيب المباراه خلصت لموا قرابعكم وأطفوا التلفزيون.
مال مؤيد على جوري بهمس وصل لخالد/ شكل الأخلاق قافله بقوه.
أختفت إبتسامة جوري وساعدت مازن ومؤيد في تنظيف الصاله بعد ماانكتموا من صوت خالد الحاد، وبعد مانظفوا المكان وسابوهم رجعت جلست وبهدوء/أنتا زعلت؟
خالد بعصبيه/كم مره قلت لك لاتلبسي كذا وبطلي تفرج عالمباريات وحركات الأولاد ذي.
جوري بإستغراب/حركات أولاد !!!
اتأمل فانيلة الأرجنتين وترينق الرياضه الأسود اللي لابسته وبحده/لبس رياضه وتشجيع كوره أيش هيكون غير حركات اولاد.
ردت ببساطه/أيش الجديد، من يوم ماعرفتني وأنا بلبس اللبس ذا كحماس للعب لا أكثر.. وبعدين أنتا عارف أني أحب أتفرج عالكوره وأشجع الأرجنتين وذي مباره قديمه بس حبيت أعيش الجو.
زفر بضيق/جوري لاتجنني أهلي ذا كان زمان قبل ما نتزوج، أنتي متى تكبري وتبطلي حركات البزوره ذي.. لعب وجري ماكأنك أم لطفله.
سكتت للحظات وبهدوء/ بس أنا طبيعتي كذا.. ليه بتحاول تغيرني لوحده على كيفك.
خالد بحده/أنا مابغى أغيرك أنا أبغاكي تصيري زي باقي الحريم.
زفرت بملل/واللي كيف يطلعوا؟
إبتسم بمسايره/يعني روحي السوق .. اتفرجي على عروض أزياء.. شوفي شعرك.. قصيه.. أصبغيه دلعي أظافرك، حاجات الحريم الفاضيه ذي..
إبتسمت بإنتصار/الحمدلله قلتها بلسانك.. حاجات فاضيه وممله كمان ليه أسويها!
زفر بضيق/ قصدي سيبي الكوره واللعب والروايات وخليكي حرمه.. بعدين أيش اللي عاملاه في شعرك ذا!!!
كانت فارقه شعرها من النص وعامله جديلتين وكل جديله على كتف،مسكت جدايلها وطالعت فيه بإستغراب/ مضفره شعري عادي، وبعدين علشان بلعب كوره ومابحب أنزل السوق صرت مو حرمه؟

خالد بترقيع/أنا قلت حركاتك ولاديه مو منتي حرمه.. بعدين أيش ضفيره أنتي كمان خلاص حبيبتي ذي تسويها لما كنتي صغيره ذحين خلاص كبرتي عليها.
عقدت حواجبها بقوه/ ترى سويت من الحبه قبه كلها ضفيره لا راحت ولاجات، وأنا مو مسترجله لا تصرفاتي زي الأولاد ولا بقلد لبسهم وحركاتهم .. أنا شكلي وصوتي ولبسي بنت مو ولد.. وهواياتي جداً عاديه.
ضحك لفتره قبل مايكلمها بإستهزاء/ قنص ورمايه ودفاع عن النفس وسواقة سيارات وبتلعبي كوره أحسن من العيال وتقولي عاديه.. أجل أيش بقيتي لهم.. أنا لو مكانك أستحي وماأتكلم.
طالعت فيه بصمت قبل ماتهز رأسها برفض/ لأني بعرف أستخدم السلاح وبمارس بعض الرياضات أحسن من بعض العيال صرت في نظرك ولد!! هوا ذا اللي مزعلك ورافع ضغ---

قاطعها بحده/أيش اللي يزعلني ذي، اللي يسمعك يقول غيران منك.. لاتصدقي نفسك وتتهيئي يابزره.
شهقت بصدمه/أنت ليه بتكلمني كذا، أنا أدري إني بنت ويتهيألي انتا كمان تدري، وإذا عالرياضات اللي بحبها فأنا ماطلعت من بطن أمي عارفتها، أنا سنين وأنا أتمرن واعلم نفسي لين أتقنتها ولله الحمد، يعني اللي يبغى يتعلمها الطريق قدامه ومافي مين يرده..
طالع فيها بغضب/أيش قصدك بذا الكلام، قصدك إني ماأعرف أسوي زيك وإنك أحسن مني.
أخذت نفس عميق وبشرح/لاتحشر نفسك بين كلمه والثانيه وتقولني شيئ ماقلته، أنا قصدي إنه مو ذنبي إذا هم مايعرفوا يلعبوا.. تبغاني أسوي نفسي ماأعرف أسوي شيئ علشان ماأزعل أحد لإني أحسن منه! أدعي الغباء وأعمل نفسي البنت الرقيقه اللي ماتعرف تفتح علبة عصير لإنها خايفه على أظافرها ماتنكسر!
خالد بعصبيه/والله ذا المفروض.. أنتي بنت وكل البنات كذا، رقيقات وأصواتهم يادوب تنسمع وكلامهم بالقطاره.. إشمعنى أنتي غير عنهم.. انتي أحسن منهم في أيش.
عقدت حواجبها وشدت على أسنانها بغضب/ أنا ماقلت أني أحسن من حد.. أنا كذا.. ربي خالقني كذا.. مخي متركب كذا غير عنهم لإني جوري مو باقي البنات، والبنات اللي بتتكلم عنهم ذول فيهم إعاقه وتخلف كمان مو دلع..
عقد أيديه على صدره بتريقه/لا ياشيخه ذحين الدلع صار إعاقه وتخلف! واللي إنتي فيه ذا أيش يسموه؟
طالعت فيه بتصميم/أنا أول مره شفت نوعيتهم فكرتهم بيعانوا من مشاكل في النطق.. فكرت عندهم مشكله في مخارج الحروف وهما كل كلمه مطيرين ثلاث أرباع حروفها لدرجة إنك ماتعرف نوع اللغه اللي بيتكلموها..
سكتت للحظات وتابعت بتحدي/واللي فيا بسميه شخصيتي الخاصه.. شخصيتي كذا، صوتي عالي وضحكتي مجلجله.. أكل اللي يعجبني وفي الوقت اللي يعجبني.. أجري وألعب وأسوي اللي حابته مدام مو شيئ غلط ولا بيضر غيري.. بعيش حياتي بالطريقه اللي تناسبني مدام ماأغضبت ربي.. أنا كذا من قبل ماأعرفك وهجلس كذا.
هز رأسه بعدم تصديق/أقلها حسسيني إنك أنثى تقوم تتفلسف على رأسي.. أنتي مخك ذا من أيش متركب؟ ليه مو راضيه تفهمي اللي أبغاه
انتبه للدموع اللي اتجمعت في عيونها وهي مسكتها لاتنزل قدامه وبضيق/يالييييل بدينا شغل البزوره ودموع البنات.
وقفت ومسحت عيونها بقوه/لاتخاف مارح أبكي وأجلس أصيح زي لبنى لإني أساساً مو بنت ولا نسيت كلامك من شويه.



أبويا.. أبويا..



ألتفت لقصي اللي رجعه من ذكرياته واتأمله بتركيز نفس عيونها العسليه وشعرها نسخه ذكوريه منها بتذكره بيها كل لحظه خاصة لما يشوفه بلبس الرياضه أو لما يتابع مباراه بنفس حماسها اللي بيرجع له ذكريات كثيره بيفضل يتناساها، طرد من رأسه بقايا ذكرى ممكن تخليه يتعمق في تفكيره فيها ويخليه يسأل نفسه أسئله هو متأكد من جوابها مهما أنكرها وبتنهيده/أيش فيه ياقصي!
قصي/ماما ندى أتصلت تقول أيشبك اتأخرت عليها.
شاف ساعته وزفر بضيق كيف نسيها في المشغل عند لبنى كل ذا الوقت ولازم يمر على بيت أهلها علشان نادين ونادر عندهم من العصر ونادر عنده مدرسه بكره، طالع في قصي/وأنت ليه صاحي لذحين ماعليك مدرسه؟
قصي/إلا بس وعدت نادر أسمع له القرآن قبل ماينام.
رد بهدوء/علشان كذا بتنام هنا اليوم!! طيب روح نام يابابا أكيد جدك سمع له خلاص.
هز رأسه برفض/حتى لو سمع له، أنا وعدته ووعد الحر دين.

طالع فيه بصمت.. ذي من الأقوال اللي كانت جوري بترددها على مسامع الأولاد وكانت دايماً تعلمهم أهمية المحافظه عالوعود، إبتسم بسخريه وفي داخله "أكيد بتشدد عليها من كثر ماأخلفتها معاها" أخذ مفاتيح وجواله ووقف بهدوء/طيب براحتك انا مارح اتأخر إن شاء الله.


،
،
،
،
،



الرياض، الثالثه عصراً



قفل الجوال وإتنهد بإرتياح لأول مره من أكثر من شهر وبالتحديد من وقت ماقرر يأخذ بتول للندن علشان تبدأ مرحلة الإستعداد والفحوصات اللي تسبق عمليتها والحمدلله الدكتور طمنه إنها في حاله صحيه ونفسيه لائقه ومبشره بنتايج ممتازه بإذن الله، مع إنه كان متخوف من نفسيتها المتقلبه قبل السفر بس الحمدلله اللي عدى كل شيئ على خير وصار لازم يتفق مع الدكتور على موعد العمليه، نزل علشان يبشر أبوه وأمه قبل ما يكلم بتول ولمح ثريا رايحه على جناحها ولحقها بعد ماجات في باله فكره، ليه مايأخذها معاه منها تكون مع بتول ومنها يراضيها لإنها بعد آخر مواجهه بينهم صارت تتجنبه وتتعمد ماتتواجد معاه في نفس المكان.

دخل وراها وقفل الباب وقبل مايناديها سمعها تتكلم بإرتباك/جوري أنا ماكنت أتهرب منك، أنا بس انشغلت في المستشفى الفتره اللي طافت.

عقد حواجبه بإستغراب لما سمعها"للحين مانتهوا من حركتها البايخه قبل" كانت ثريا في غرفة الملابس وماقدر يدخل عليها ولما نادها وماردت عليه سحب نفسه وقرر يروح ويكلمها الصباح، وقف فجأه ويده على مسكة الباب لما سمع صوتها المعصب/أنا بعرف بس أنتي مخك ذا كيف يستوعب، قلت لك وقتها شذى كوم وأنتي والبنات كوم ثاني تقوموا تسووا معايا كذا.. تتهربوا من مكالماتي واللي تحن وترد عليا تكلمني بالقطاره.. لولا إني متأكده من تفكيركم الغبي وإحساسكم بالذنب ولا صدقيني كنت طنشتكم وماسألت في وحده فيكم بس قلت التمس لأخيك سبعين عذر وأنتوا برضكم متنحين وماتفهموا.

رجع بدون ما يحس وجلس على أقرب كنبه وهو مركز معاهم ويبغى يفهم السالفه.
ثريا بضيق/أنتي اللي مخك متركب غلط، الله العالم وش خططت له شذى لما صورتك بكل وقاحه.. مافكرتي إنه كان ممكن تلقين صورك الحين منشوره عالنت والسنابات.. مافكرتي وش اللي ممكن يصير لو إنها نفذت باللي سوته بدون لاأحد ينتبه لها.
جوري بهدوء/والحمدلله ربي كشفها على يد صوفي ولميت الموضوع ونهيته في ساعتها ووقفتها عند حدها، أيش لها داعي حركاتكم ذي اللي ترفع الضغط.
ثريا بعصبيه/والله محد رافع ضغطي غيرك ، وين وقفتيها عند حدها!أنتي أساساً سويتي لها شيئ؟ أنتي لو إنك عاطيتها كف محترم يقلب خلقتها كان بردتي حرتي شوي.. لو إنك فاضحتها والكل دري عن سواتها كان أرتحت واتقبلت السالفه، أنا يومها ظنيت إن موتها بيكون على أيدك يومها.. بس أنتي صدمتيني ببرودك ولامبالاتك وكإن اللي أتصورت ذي وحده غريبه عنك وماتهمك و-----
قاطعتها بإستنكار/ شذى كانت ضيفه عندي ودايسه بساطي.. تبغيني أمد يدي وأقل أدبي عليها.. تبغيني أهين ضيوفي ياثريا.
صرخت بغضب/أنتي تبين تذبحيني، هي خلت فيها ضيوف ولا أحترمت الناس اللي هي في ضيافتهم.. اللي مثلها مالها حشيمه ولاقدر ومهما سويتي فيها ماعليكي لوم.
إتنهدت بعمق وبشرح/مهما سوت برضها ضيفتي وأنا اتربيت على إن الضيف ماينهان، عدوي إن دخل بيتي صار صاحب مكان وله حق وواجب ويكفي إني كنت بكسر لها يدها لما أخذت منها الجوال، ومع إني كنت مضطره بس لذحين بلوم نفسي وبغلطها لإن أعصابي فلتت وما قدرت أسيطر عليها، بعدين من قال لك أني ما وقفتها عند حدها.. أنا متأكده إن بعد اللي قلته ليها هتفكر ألف مره قبل ماتحاول تتصرف معايا بغباء مره ثانيه.
ثريا بعصبيه/وش هي الكلمتين اللي قلتيه لها وماسمعناها!! أنتي تظنين إن وحده مثلها ينفع معاها الكلام، ياما كلمتها ومافاد.
جوري /يختي تنحرق مالي ومالها وماهمتني، خليني فيكي وفي البنات اللي عاملين فيها مستحيين على غفله.
ثريا بغضب/أي مستحيين وبالأصح متفشلين منك ومالنا وجه نقابلك أو حتي نكلمك مثل قبل أرتحتي الحين.
ساد صمت ثقيل لدقيقه قبل ماترد ببرود/الظاهر إن نصيبي دايما بيحطني مع ناس يتخلوا عني وقت الجد، ناس ضعيفه ومتخاذله تحب تعيش في الماضي وتبكي عالأطلال ،عموما أنتبهي لنفسك وفرصه سعيده.. أستودعتك اللي خلقك والسلام عليكم.
طالعت ثريا في جوالها اللي انقفل في وجهها بصدمه وأخذت دقايق لين أستوعبت اللي صار، طلعت من غرفة الملابس بخطوات مهزوزه ووجه شاحب وشهقت بصدمه لما لقت سند واقف قدامها وملامحه ماتبشر بخير أبداً.
المُثير للدهشة..
أن يكون قلبك حزين ووجهك بشوش !!
عيناك مخزن دمع وابتسامتك أنيقه !!
وتحب الصباح ولا يفوتك السهر !!
قلبك يغلي وأفعالك باردة !!




جده، الرابعه عصراً


نادت عبدالرحمن ولما جلسته معاها جنب الباب من جهة الحريم سألها/يمكن وحده من البنات تجي هنا، وبعدين أيش الفيلم اللي حاصل عندكم ؟
ردت بهدوء/عارفين إنك معايا ومحد جاي، ومافي فيلم بس أبغى أشوف كل اللي في ذا الجوال حتى الأشياء اللي انحذفت قبل.
طالع فيها بإستغراب/بس ذا مو جوالك وأكيد فيه أشياء خاصه، ليه بتتدخلي في شي مايخصك.
إبتسمت وضربته على كتفها بشويش/شايفني ملقوفه علشان تقولي كذا، قلت لك في تحدي مع وحده من البنات، بصراحه جوالها مانقفل زي ماقلت أول هيا اتحدتني افكه من دون الباسوورد ولما فكيته رفعت التحدي وبتشوف إذا كنت أقدر أسترجع البيانات المحذوفه.. الغبيه ماتدري إن أخويا عبقرينو وأحسن خبير برمجيات في العالم.
طالع فيها بشك ومد يده بمسايره/ طيب هاتي الجوال وبشوف آخرتها معاكي.
ناولته الجوال وفتح اللابتوب واشتغل عليه لفتره قبل ما يشرح لها أيش تسوي ويوقف بهدوء/برجع لجدي والشباب ماأقدر أخليهم لوحدهم وأنتي إذا نسيتي حاجه من اللي قلتها دقي وأنا برسلك رساله.
إبتسمت ولوحت له بيدها مودعه/مع السلامه والقلب داعي لك.

اتأملها للحظات بصمت وحاول يفهم سبب تمثيلها الواضح بالنسبه له، إبتسامتها المتصنعه وثقتها ماأخفت رجفة يدها ولا صوتها المهزوز ونظراتها المشتته وهي تألف له السيناريو السريع اللي سمعته ياه من شويه ومادخل رأسه.. ماكان تؤام روحها عبث.. كان تؤام روحها لإنه حافظها وحافظ حركاتها ويدري لما تكون متضايقه وبتكذب عليه، زفر بضيق وتركها براحتها ورجع لقسم الرجال.

بمجرد ما صارت لوحدها أخذت نفس عميق وأختفت إبتسامتها، ماكانت فضوليه بطبعها ولاتحب تتدخل في خصوصيات غيرها لكن غضبها كان واصل لأقصاه وهي تتخيل السبب اللي خلى شذى تصورها وبعدها تنكر بكل برود.. وبمجرد ماشافت صورها حست بشياطين الدنيا تتنطط قدامها وكل واحد فيهم يعطيها فكره شكل وإن كانت كلها بتأدي لموت شذى في النهايه.. لكن في الخمس الدقايق اللي وقفتها لحالها بعد مارجعت ثريا ومها للحريم أخذت فيها شهيق وزفير عميق لعدة مرات وحاولت في ذي الفتره البسيطه تهدى وتسيطر على مشاعرها علشان تقدر تفكر بشكل سليم قبل ماتكلم أخوها، وفي بالها الصور اللي لمحتها عالسريع وهي تحذف صورها من جوال شذى.. كانت في قرارة نفسها عارفه إن الصور ذي هي سلاحها الوحيد اللي ممكن تهدد بيه شذى وتوقفها عن حدها بدون ماتتسبب في أي شوشره وفضايح.
بدأت تقلب في صورها بإهتمام وإشمئزاز في نفس الوقت وهي تشوف شذى في أوضاع أقل مايقال عنها إنها سافره وتخدش الحياء العام.. لبس خليع.. أماكن مشبوهه.. قوارير بيره وشراب ومعسلات.. بنات وشباب في أوضاع مخله ومنفره للنفس العفيفه والطاهره.. اتنقلت بين عشرات الصور ورسايل التهديد والإبتزاز اللي ماتركت لها مجال للشك بإن نية شذى لما صورتها ماكانت أبداً شريفه..
قلبت في الملفات بقرف وهي بتقاوم موجة غثيان إجتاحتها بقوه وخلتها ترجف بضعف، وبيد مهزوزه فكت سلسلتها الذهبيه من رقبتها واللي معلقه فيها فلاشها الغالي على شكل وردة جوريه واللي كان هدية من معاذ واللي جامع كل ذكرياتها مع أهلها والناس اللي تحبهم، طالعت فيه وهمست بقهر/مضطره اوسخك بالأشياء اللي هحملها فيك، بس وعد مني مارح تطول.
نسخت كل اللي محتاجته ودقت لعبدالرحمن وكلمته برجاء/السلام عليكم.. عبادي أبغى الجوال ذا مايسوى هلله ولو مين يجي ماأبغاه يعرف يطلع منه حرف واحد بعد كذا.
رد بهدوء/ذحين أجي وأتص---
قاطعته بحزم/لا.. محد غيري بيعمل ذا الشيئ، أنتا بس قلي أيش أسوي وأنا هنفذه بالحرف وبعدها بحط أغراضك جنب الباب وتعال خذها.
قلها اللازم وبدأت تحس بنوع من الراحه والمواساة وهي تنفذ اللي قاله بكل سرور و--





أيش اللي عاملته في نفسك دا!!


رجعت من ذكرياتها ورفعت رأسها وشافت لبنى وغنى قدامها، عقدت حواجبها بإستغراب/لبنى أيش جابك هنا؟
كشرت لبنى بزعل/شوفوا قلة الأدب قالت أيش جابني!! مو اتفقنا يامدام نروح المشغل سوا اليوم.
ضربت حبينها بخفه/معليش نسيت، إن شاء الله ماأخرتك.
طالعت في ساعتها اللي اتجاوزت الرابعه والنصف ونطت بخوف لما رن جرس الفرن فجأه، غنى بقلق/حالك مش عاجبني أبداً، مالك صايره متوتره وبتنسي خيرات(كثير).
ردت بهدوء/كنت سرحانه بس .. هاا ماتبغي تجي معانا.
ردت بإبتسامه/ نسيتي ياقلبي إني سايره السوق مع عبادي نشتري أغراض قبل مانسافر وبعدها عازمني برا.
لبست القفاز الخاص بالفرن وطفته قبل تطلع الصينيه بحذر وتحطها عالطاوله وترجع تطلع الثانيه.
التفتت لغنى بإبتسامه/يسعدلي جوكم ياشيخه.. ماعليه أنبسطوا وهيصوا من دون عواذل.
لبنى بإصرار/برضك ماقلتي لي أيش اللي مهبباه في نفسك دا!!
طالعت بعدم فهم/أيش اللي مهبباه في نفسي.
قربت منها بملل وسحبت اللي على عيونها وشعرهابقوه خلتها تصرخ/بشويش ياهبلا شعري.
رفعت يدها قدام جوري بإستنكار/أيش الهبل دا!!
أنفجرت جوري وغنى في ضحكه عاليه وهم يطالعوا في نظارة الغوص اللي ماسكتها لبنى ومتابعه كلام/يعني من كتر منتي متعوده عالنظاره وماقدرتي على بعدها بعد العمليه قمتي تلبسي دي.. شكلك انحولتي بعد العمليه ولا أيه؟
غنى بإبتسامه/هو من ناحية مش قادره على بعدها فهو فعلاً، أنتي داريه إنها كل شويه تسأل وين نظارتي.. ولا تشوفيها تحط أصابعها على خشمها كأنها بتثبت النظاره ووجهها مافيه حاجه.
مسحت جوري دمعه فلتت من عيونها من كثر الضحك وبمرح/ياهووو عشرة سنين وصعبه نفترق فجأه.. بعدين ياست لبنى ذي لبستها علشان حرارة الفرن أحسها بتوفر حمايه لعيني أكثر من النظاره الشمسيه والطرحه غطيت فيها شعري لما عجنت.
لبنى بإستغراب/بس أنتي قلتي إن الدكتور قال بتمارسي حياتك بشكل عادي .
بدأت تطلع كراتين الحلا والحافظات من الثلاجه وبشرح/هوا صح قال كذا بس في أشياء منعني منها عالأقل ذي الفتره، وبيني وبينك مابغى أجازف خاصة إن مالي أسبوع من وقت ماسويتها وانا من أول يوم رجعت من المستشفى عالمطبخ، علشان كذا بأخذ إحتياطاتي على قد ماأقدر.. لا شمس قويه ولاسباحه ولاسواقه لإني لسا حاسه بشوية زغلله.
غنى بعتاب/عبادي قلك ترتاحي وماتسوي شي وهو بيشتري لك حلويات جاهزه للكافيه وخلصنا.
جوري بإبتسامه/ أنا مافتحت الكافيه علشان أبيع وبس ولا كان من البدايه أكتفيت بالحلويات الجاهزه، الكافيه ذا حلمي وأنا كنت دايماً أحلم أني أعمل حلويات وأشوف الكل يستمتع بيها ويحبها ويطلبها مني مخصوص.. ذا حلمي وشغلي وأنا متكفله بيه بإذن الله.
رن جوالها وطالعت فيه بغصه وهي تشوف أسم ثريا خلته عالصامت وحطته في جيبها قبل ماتفاجأها لبنى وتدفها برا المطبخ بتريقه/طيب ياصانعة الفرح غيري ملابسك اخرتيني واليوم خميس وحريم جده كلهم في المشغل.

إبتسمت لها بمجامله ودخلت غرفتها تأخذ دش سريع وتغير ملابسها وهي تحاول تتناسى خيبة أملها في ثريا والبنات.


،
،
،
،
،


جده، بعد العشاء

حست بأحد يهزها بشويش وردت من تحت اللحاف/رحمه مابغى أكل، حطي عشاء لأمي وأتعشوا أنتوا وأطلعي واقفلي الباب، قلت لكم تعبانه لاتطفشوني.

صار لها ثلاثه ايام معتكفه في غرفتها.. لحد ذحين مو مستوعبه اللي صار لها.. طول الوقت بتفكر كيف داليا الإنسانه الذوق والرقيقه يطلع منها ذا الشيئ.. والإنسان الهمجي اللي دخل عليها بدون احم اودستور وقرب منها بكل وقاحه.. أيش كان قصده باللي قاله! ياترى هوا مين وأيش يقرب لداليا!! وياترى كانت عارفه إنه هيدخل عليها.. معقول متفق معاها!! والأهم أيش يبغوا منها.. نزلت دموعها كعادتها من وقت اللي صار وهي مو مصدقه إنها قدرت تهرب وتنفذ بجلدها من وسطهم.. كيف خرجت وكيف لبست عبايتها!!! كل اللي فاكرته كان منظر بوابة الفيلا وهو منتظرها علشان تخرج.. حست وكأنها طير ولقي باب القفص أخيراً مفتوح وماصدق خبر وطار بأقصى سرعه.. أتذكرت خوف أخوها رشيد لما طاحت قدامه عالأرض واتذكرت كيف اترجته يوقف اول سياره علشان تهرب قبل ما احد يلحقها.. وبعد ماهديت قدرت تألف له كذبه حاولت قد ماتقدر تكون مقنعه وقالت له إن داليا ماكانت موجوده ولما سألها اتأخرت ليه قالت له إن الشغاله أصرت تضيفها حاجه ولما طلعت لقيت كلب حراسه كبير خوفها وعلشان كذا خرجت له بذاك المنظر.. جوالها رن كذا مره بأسم داليا وفي الأخير قفلته ولما وصلت بيتهم قالت نفس الكلام لأمها وعلى طول راحت أتوضت ودخلت غرفتها تصلي شكر لله اللي نجاها من كيدهم.. وأستمرت إتصالات داليا ورسايلها اليومين اللي بعدها واللي قالت فيها إنه صار سوء تفاهم وإنها فاهمه الموضوع غلط وعال---



طلعتها أمها من أفكارها لما كلمتهابحنان/قومي ياخوله في ضيوف علشانك.
دفت اللحاف بسرعه واتعدلت في جلستها بإرتباك/مين اللي جاء؟
جلست جنبها ومسحت على شعرها بحنان/زبونتك اللي وديتي لها الفساتين ومالقيتيها، جات وتقول جابت باقي الفلوس.
نطت فجأه من سريرها وبعصبيه/أمي أنا تعبانه ومافيا حيل شوف احد.. قولي لها أني مو هنا..


ماتشوفي شر حبيبتي.

شحب وجه خوله وهي تشوف داليا داخله غرفتها بكل ثقه ولاكأنه صار شيئ، ضمتها بحب /كذا تروحي بدون ماتودعيني ولا تأخذي فلوسك.
طالعت فيها بإرتباك/أنا.. أنا مابغى الباقي.. أصلاً الفسا..الفسااتيين ماهي مزبوطه.. خلاص ما----
قاطعتها داليا وجلست جنبها /خالتي ممكن كأسة مويا الدنيا حر وأنا ماتحمل الحراره.
وقفت أم رشيد بإحراج/سامحيني ماضيفتك بس شوفة عينك خوله تعبانه وأنا صحتي على قدي.
وقفت خوله وطالعت في داليا بحده/أنا بودي أمي غرفتها وبرجع أضيفك.
مسكت أمها ومشيت معاها بشويش لين وصلتها لسريرها وبرجاء/أمي خليكي هنا ولاتطلعي وانا شويه وبجيكي.
باست رأسها وطلعت وكلها حقد على داليا، قابلت أختها رحمه ومسكتها من يدها بعصبيه/أنتي اللي دخلتي الحرمه صح.
طالعت فيها رحمه بإرتباك/والله قلت لها إنك تعبانه ونايمه بس قالت لي إنها جايبه حقك الفلوس، وأفتكرت إنك هتفرحي.
أخذت نفس وهديت لما شافت نظرات رحمه الخايفه وبإعتذار/طيب خلاص.. روحي حطي لكم عشاء واتعشوا كلكم مع أمي وماأبغى واحد فيكم يطلع برا الغرفه لين أجي.. فاهمه يارحمه.
هزت رأسها بموافقه سريعه وجريت عالمطبخ، أما خوله أخذت نفس عميق وحاولت تقوي نفسها وماتبين خوفها وإرتباكها ورجعت علشان تواجه داليا.
لندن، التاسعه صباحاً

كانت مكالمتهم فيديو ومبين عليهم الفرح بيها وبإبتسامه/ ومن اللي فاز يابدر؟
بدر /مساعد.
بتول بضحكه/لو شفته يابابا شلون كان زعلان ويتذمر.
بدر بضيق/لو كنتي كل مره تخسرين مثلي ماكان قلتي هالكلام.
طالع سند في ملامح بدر المتجهمه وبهدوء/بس خسارتك ذي ماكانت خساره بحد ذاتها يابدر.
رد بإستغراب/شلون خساره وموبخساره.
سند /ترتيبك وش كان هالمره؟
بدر/الثالث.
إبتسم/أنت في كل مره خسرت فيها كنت بالمقابل تتعلم وش الغلط اللي سويته وخلاك تخسر.. ومقابل كل خساره خبرتك تزيد وعلاقتك بالبرق تتوثق أكثر من قبل، ومع الوقت رح تتفادى اغلاطك وتخطط لخطوتك الجايه بفهم ووعي أكبر وذا اللي خلاك تتغير من شخص مايعرف شلون يمسك لجام لفايز بالمرتبة الثالثه في سباق خيل خلال فتره ماتجاوزت نص السنه.
ساد صمت غريب لفتره قبل ما يعلق بدر بحماس/يعني رح أفوز على مساعد وباقي العيال في مره من المرات.
سند بفخر/ أنا متأكد من هالشيئ، أنت ذكي وصبور ورح توصل للي تبيه بأسرع وقت.
بدر بفرح/ مو مهم سرعة الوقت المهم الطريقه وأنا أستمتعت بوقتي معاك وباللي سويناه سوا وهي كلامها صح، انا اتعلمت كل شيئ بالتدريج.
بتول بإرتباك/انزين بابا بدر اتأخر على صلاة الجمعه، أنت متى بترد أشتقنا لك.
إبتسم سند لما شافها تضرب بدر على كتفه بخفه وتقطع كلامه، الظاهر نسيت إن مكالمتهم فيديو وإنه شايفهم وبحب/أنا بعد أشتقت لكم حيل وبكره بس تصحوا من النوم بتلقوني عندكم بإذن الله.
بدر/ لاتنسى اللي وعدتني فيه مع السلامه.
لوح لهم بيده/في امان الله.


رمى جوالها عالطاوله وعيونه تتأمل السماء الملبده بالغيوم الرماديه المشابهه لمزاجه الرمادي والبارد، في لحظه لام بدر اللي جاب سيرتها وذكره بها بس رجع غير رأيه بضيق لإنه متأكد إنه ماكان محتاجه بدر علشان يذكره بشيئ مانسيه أساساً.. شلون ينساها بعد اللي سمعه من ثريا..

وقف بقوه خلت كرسيه يطيح عالأرض واتمشى في الحديقه بغضب بعد ماتذكرت اللي سوته شذى.. رجع يعيش اللي حس فيه لما قالت له ثريا عاللي صار وشرحت سبب خلافها معاها.. وقتها دار في جناحها زي مايكون أسد ومحبوس في قفص.. شلون تتجرأ وتتحداه بكل هالغباء بعد ماحذرها ومنعها تقرب منها.. رجال طول وعرض محد فيهم يتجرأ يرد عليه بكلمه ولا يعارضوه في رأي وشذى بكل تهور وغباء اتحدته واتجاوزت بحركتها كل حدودها معاها.. هو مشى لها كلامها وأسلوبها مع بتول واتغاضى عن تميلحها قدامه كل ماشافته وماحب يحط عقله بعقلها، لكن حركتها ذي كانت القشه اللي قصمت ظهر البعير.. الظاهر إنه غلط لما ماعاملها بحزم وأكتفى معاها بالكلام.
لكن اللي أستغربه أكثر هو كمية الحقد اللي في شذى ناحية هذيك الإنسانه واللي خلاها تفكر تصورها وأكيد ما صورتها للذكرى.. طيب شتبي بصورها ووش اللي خططت له.. .. هو يدري إن شذى غبيه بس غباوتها جات على رأسها هالمره.. ورغم إنه كان مستعجل يومها ووراه سفر وموعد مهم إلا إنه أجل موعده وجلس مع ثريا لين فهم منها السالفه، بعدها لبس قناع البرود من جديد وجلس مع اهله وحكى لهم عن كلام الدكتور وعن سفره علشان يحدد موعد عملية بتول وليلتها وقبل سفره زار عمه أبو سلطان لفتره وبعدها سافر وهو يفكر في طريقة يعاقب فيها شذى، ورغم إن خياراته ماكانت كثيره إلا إنه أختار أسهل الطرق وأكثرها تأثير عليها وبادر في تنفيذها فورا و--


رفع رأسه للسماء بعد ماحطت على وجهه قطرات مطر خفيفه رجعته للواقع، اتغير الجو بدون ما يحس والغيوم الرماديه اللي كانت متفرقه غطت السماء وحجبت نور الشمس وهي تمطر بغزاره، إبتسم وفكر في شيئ من زمان ماسواه وبدون تردد خلع البلوفر الأسود وبلوزته الداخليه وإكتفى بالجينز ووقف تحت المطر اللي زاد بسرعه براحه ولامبالاة وكأنها بيغسل همومه وأفكاره، وبعدها قطع الحديقه بالطول والعرض وهو يتمشى فيها بخطوات بطيئه لين حس بجسمه أتخدر من البرد وقرر يدخل يأخذ دش ويغير ملابسه.




،
،
،
،
،
،




الرياض، قبل المغرب.


خلاص مصر تمشي الحين يافهد؟
ألتفتت لفريال اللي تبكي بصمت وسحبها من يدها وجلسوا عالسرير وبمرح/الحين ليه زعلانه مامليتي من وجهي كل هالوقت.
هزت رأسها بنفي وبتردد/ أنت مقتنع باللي قلته لأمي.. مو ملاحظ إنك اتسرعت، أنت لو ضغطت عليها شوي أكيد بتوافق.
أختفت إبتسامته وبهدوء/أنا خلص شلت السالفه من بالي، بعدين أنتي قلتي إنها رافضه الزواج وأنا بعد ماشفت طليقها وشلون عاملها لما كانت في المستشفى اتأكدت إنها رح ترفضني.. أكيد اتعقدت من الزواج والرجال وأنا مارح ألومها والله يوفقها في حياتها.
مسحت دمعه فلتت منها وهي تتذكر الأيام اللي قضاها جنب أمها في المستشفى والأيام اللي تلت خروجها وكيف كرس كل وقته للعنايه بصحتها ونفسيتها ولا كأنه صار بينهم شيئ، واتذكرت كيف صارحها بمعرفته لجوري وسر تمسكه بها، ولما زاروهم بيت المنذر أخذت ثريا على جنب واتكلمت معاها وشرحت لها ثريا بإختصار عن وضع جوري ورفضها للزواج واللي اتقدموا لها قبل أخوها، ومع رفض أمها وحيرة أخوها لقت إنه أنسب شيئ تبلغه برفضها القاطع.

ركزت مع فهد لما مسك يدها وبمرح/لا تخافين علي، الظاهر إني مثل ما قالت أمي مريت بفورة إهتمام وإنفعال ماله مبرر وأنتي تدرين هالحالات مؤقته ومارح تمر فتره غير وانا ناسي جوري وطوايفها بعد.
ردت بتردد/بس أنت عن جد حبيتها وكنت مستعد تتغاضى عن كونها مطلقه وام لطفلين لو وافقت عليك.
سكت للحظات وبتفكير/ طول الفتره اللي تمت فيها أمي في المستشفى كنت أفكر أنا ليه حبيتها واتعلقت فيها.. هي موبملكة جمال وانا ماأعرفها زين.. ويمكن مافيها المواصفات اللي تخلي الرجال يتسابقون عليها.. بديت أفكر إن اللي حسيت فيه ناحيتها كان أقرب لإعجاب.. إعجاب بقوتها اللي خلاها تتمسك بإبتسامتها وتفاؤلها طول فترة علاجها، وإعجاب باللي سمعته عن مواجهة زوجها الكريه في المستشفى، إعجاب بطريقتها لما أختارت تكمل حياتها ودراستها وفتحها لشغلها الخاص وإهتمامها بنفسها عكس بعض المطلقات اللي بيعتبروا حياتهم إنتهت بطلاقهم.. كانت حاله أول مره أقابلها.. كل هالأشياء يمكن أثرت على حكمي.. إصرارها وقوتها خلوني أفكر للمره الأولى في إني حيل متساهل ودايم أرضخ لرغبات أمي بغض النظر عن اللي أبيه وأني خلص أتخطيت هالمرحله ولازم أواجهها في يوم من الأيام .
طالعت فيه بإستغراب/يعني كنت قاعد تتحدى أمي فيها؟
زفر بضيق/مو تحدي بالمعنى المفهوم، هي كانت أول شيئ أختاره لنفسي بدون ماأحد يفرض رأيه وسلطته علي.. شيئ كنت مقتنع فيه والظاهر لما أمي حاولت تفرض سيطرتها علي كالمعتاد ثرت وبديت أقاوم بعنف لكن في الأخير لقيت إن معاها حق.. أنا مارح أقدر أتحمل إن زوجتي كانت ملك لأحد غيري في يوم من الأيام وعيالها بيكونوا شاهد يذكرني بهالشيئ طول عمري.
عقدت حواجبها بضيق/ الرجال كان زوجها مو بخويها وش هالكلام الفاضي، ولو كل رجال فكر بعقليتك ماكان في أي مطلقه اتزوجت مره ثانيه.
إبتسم بمرح/الحمدلله إن مو كل الرجال زيي وإن شاء الله ربي بيعوضها أحسن من طليقها التبن.

آمنت وراه وراقبته بشك وهو يرتب شنطتها وفي داخله" ياترى مقتنع باللي تقولها ولا قاعد تصير نفسك ياخوي"
الرياض، الثانيه ظهراً

كانت تكلم بنات أعمامها في قروب الواتس
لما سمعت ضحكة أبوها وهو داخل، قفلت مع البنات ووقفت لما قرب منها وسلمت عليه وجلست جنبه بهدوء، طالع فيها بقلق/رديتي مبكر اليوم، فيكي شيئ! تعبانه!
هزت رأسها بنفي وعقدت حواجبها بتركيز وهي تسمع كلامه/ذي ثريا راده مبكر من دوامها وظنيتها تعبانه......... لا الحمدلله مافيها شيئ لا تخافي............... يعني بقص عليكي خذي كلميها وأطمني بنفسك........... أنزين سلمي على عبادي والعيال........ في أمان الكريم وعليكم السلام والرحمه.

عضت على شفايفها بقهر لما عرفت مين اللي يكلمه.. ألتفتت لأبوها اللي يكلمها وبحزن/هلا يبه.
مسك يدها بحنان/شصاير ياثريا، تحسين بشيئ.. شكلك مو بعاجبني هاليومين.
إبتسمت بمجامله/مافيني شيئ حبيبي لاتشغل بالك..
سكتت للحظات وبتردد/جوري سألت عني؟ ليه ماكلمتني؟
إبتسم/ظنت إنك تعبانه يوم سمعتني أكلمك وتقول عبدالرحمن جاء وبتحط لهم الغداء وبعدها بتتطمن عليكي.
نزلت رأسها بهدوء علشان مايشوف للدموع الي اتجمعت في عيونها وفي داخلها"كذابه مارح تكلمني، هي من هذاك اليوم ماعد ردت على إتصالاتي وحتى البنات ماقامت ترد عليهم وحتى الواتس مادخلته.. كله مني ومن غبائي.. أنا اللي زعلتها مني أستاهل"

وقفت بدون ماترفع رأسها وبهدوء/عن إذنك يبه بروح جناحي أرتاح وراي دوام.
إبتسم لها بحب/روحي يابنيتي عساك عالقوه.

مشيت للمصعد بدون ماتشوف قدامها وأول مانفتح الباب صدمت في جدار، رفعت رأسها وشافت سند قدامها، مد يده ومسكها قبل ماتطيح وأنتبه لدموعها وإستغراب/شصاير، ليه تبكين؟
ماردت عليه ودفته ودخلت وهي تمسح دموعها، زفر سند بضيق قبل مايطلع الدرج ويلحقها لجناحها.. دق الباب ودخل لما ماردت عليه ولقيها تبكي.. جلس جنبها عالسرير لدقايق ولما يأس من إنها تطالع فيه مسك رأسها ورفعه بيده ويقلق/ثريا شصاير .. أحد مضايقك! صار لك شيئ في المستشفى!
مسحت دموعها قبل ماترد بإنفعال/ماصار شيئ ماصار شيئ.
مسك يدها بحزم/أنزين ليه تبكين مدام ماصار شيئ.. صارحيني شاللي مزعلك.. شصاير.
نزلت دموعها من جديد وبقهر/مو براضيه ترد علي ولاتكلمني، أرسلت لها رساله واعتذرت منها وبعد ماردت علي.. خلص زعلت مني وماتبي أي علاقه بينا.
سألها بشك/من اللي زعلت منك؟
انفجرت في وجه/جوري ياسند جوري..
عقد حواجبه بضيق/انزين بكيفها عساها لاردت.. أنتي سويتي اللي عليكي واتصلتي وأعتذرتي منها وش تبي زود.
طالعت فيه بصدمه/وش اللي عساها ماترد، هذا وأنت داري باللي صار وتدري إني كنت اتجاهلها أنا والبنات لين زعلت منا وماعد ردت على وحده فينا.
عقد أيديه على صدره وببرود/الحين يوم كانت تراكض وراكم وتتصل عليكم ماكنتوا معبرينها ويوم سوت اللي تبونه زعلتوا؟ موبأنتوا اللي قاطعتوها بالأول؟
طالعت فيه وبتبرير /حنا ماقطعناها.. حنا كنا متفشلين من سواة شذى فيها.. ماقدرنا نرفع عيونا فيها وهي تضحك وتمزح معنا يومها ولاكإنه صار شيئ.. أنت ماشفت شكلها شلون كان بس أنا شفتها.. كانت مقهوره ياسند والعبره خانقتها وهي تحاول تبين إنها بخير.. شفت رجفة إيديها ولونها المخطوف وهي تتحرك بأليه وبرود..
رد بهدوء/كانت تقدر تقول لأبوي عاللي صار وهو يتصرف ويأخذ حقها من شذى بس هي أختارت تتعامل مع اللي صار بهالأسلوب، خلص تتحمل نتيجة إختيارها.
هزت رأسها بعدم تصديق/أنت شلون تقول هالكلام بعد ماسمعت كل شيئ بنفسك.. أنت تدري إنها اتحملت كل شيئ علشان أبوي وصحته.. سكتت حشيمه له ولنا..وأنا بغبائي بدل ماأخذ الأمور بسهاله وأقول الحمدلله اللي عدت على خير، ضغطت عليها وحملتها مسؤلية شيئ مو بيدها.. أتخليت عنها وهي بحاجتي وبحاجتنا كلنا جنبها بهالوقت.


طالع فيها بإهتمام/ شقصدك بهالكلام، اشمعنى بهالوقت بالذات؟
وقفت جنب الشباك وطالعت برا بشرود/هي معاها حق أنا اتخليت عنها رغم إنها دوم تسأل علي وعلى أخبار البنات وتتطمن علينا من بتول وأبوي.
ألتفتت له وتابعت/جوري تخاف حيل ومن أشياء غريبه وماتحب شيئ يلمسها وخاصة عيونها، ومع ذلك سوت عمليه لعيونها وأنا بدال ماأكون معاها تركتها لوحدها.. كبريائي الغبي خلاني ماكلمتها طول الفتره اللي راحت ولما أستوعبت اللي سويته وندمت وحبيت أرجع علاقتنا ماقامت ترد علي وكل ماحاولت أكلمها من جوال أبوي ولا أبوي صقر وحتى بتول وبدر تتهرب مني وتخترع لهم عذر وماتكلمني بدون ماتحسهم بشيئ، وبعد كل ذا تقول. بكيفها وعساها ماردت..
طالع فيها بضيق/غلطتي وأعترفتي بغلطتك وحاولتي تصلحيها وهي رفضت هالشيئ، خاص براحتها بتركضين وراها وتترجينها؟
سكتت للحظات تتأمله وبعدم تصديق/أنت بالذات المفروض ماتقول هالكلام، بعد كل الأذى اللي سببته لها إلا إنها في كل مره تقابل إساءتك بإحسان .. إهتمت ببدر وبتول ووقفت معاهم في الوقت اللي أنت أتخليت عنهم.. دافعت عنك قدامهم وبررت هروبك وخلتهم يعطونك فرصه ثانيه.. طلعتهم من عزلتهم ورجعت لهم ثقتهم بنفسهم وفي الأخير أقنعت بتول تسوي فحوصها بعد ماكانت غيرت رأيها.

سألها بجمود/شقصدك!
ردت بإبتسامه باهته/ كانت تقدر تسوي عمليتها من قبل ماتقابلنا بس هي كانت رافضه ، لكن بمجرد ما بتول غيرت رأيها وهونت عن عمليتها قررت تسويها كتشجيع لها علشان تتغلب على خوفها، أتفقت معاها إذا أتشجعت وسوت فحوصها رح تسوي عمليتها بالمقابل وإذا كانت نتايجها زينه رح تسوي العمليه بدون تردد وذا اللي صار مع فرق بسيط، بتول كنا كلنا معاها وقت فحوصها بس جوري أكيد كانت لحالها.


طالعوا في بعض بصمت للحظات قبل ما ينسحب بهدوء ويتركها لدموعها اللي نزلت من جديد.


،
،
،
،
،


جده،السادسه مساءً

رن جوالها وحطت ساعتها وردت بسرعه/السلام عليكم.. هلا عبادي.
عبدالرحمن بضحكه/مالك متصربعه أحد بيجري وراكي.
إبتسمت للزبونه وحطت لها طلبها بهدوء/بالعافيه.. لا حبيبي محد بيجري ورايا بس وقت الذروه.
رد بإحباط/يعني مافي مجال تقفلي وتجي معانا.
لمت الأكواب والصحون من الطاولات الفاضيه وبإعتذار/أسفه حبيبي غير مره.. روح أنبسط أنت والحب كلها يومين ومسافره وبترجع لي ياقميل وين هروح منك.
عبدالرحمن بمزح/وعيالك خلوا فيها حب شوفيهم عواذل بينا بدل ما يقولوا خلوا جود عندنا وروحوا أتمشوا وخذوا راحتكم.
جوري بإستغراب/أما.. ياسمين قالت وراها واجبات لليل وقصي راح لأبوه.
عبدالرحمن بضحكه/هو الصراحه راح، بس راح جاب نادر ونادين وجاء.
شهقت بإحراج/لابالله، أيشبهم عيالي أنهبلوا!!
غنى بعتاب/عبادي بلا سخافه بتصدقك.. جوجو لاتصدقيه هو اللي قال لقصي يسير يجيب أخوانه.
جوري/تستظرف انتا ووجهك شايفني فاضيه لمزاجك الرايق ياخفه.
غنى برجاء/مدام الكل موجود جي معانا جود تشتي تسير الملاهي ومش حاليه بدونك.
لمعت عيونها بمرح/ترى باقي لي تكه وتقنعيني تعرفيني إلا الملاهي مااقاومها خاصة والحبايب متجمعين.
عبدالرحمن بحماس/يعني أجي تراني قريب منك.
حركت يدها بلا كأنه شايفها وبضحكه/أمزح معاكم لا.. روحوا ربي يسعدكم بعدين زبوناتي الحلوات بيعملوا مظاهره يقولوا الكافي كل يوم والثاني مقفول وذا مو كويس لسمعة شغلي.
ضحك/خير إن شاء الله، أحنا ماهنخلي لعبه وأنتي خليكي مع زباينك وحقك الكيك والقهوه.
مسكت منشفه ومنظف الزجاج ومسحت الطاولات بمرح/تستاهل جودي خليها تنبسط وأنا مبسوطه بكيكي وقهوتي وزي مااتفقنا برجع مع لبنى ورائد يعني اتأخروا براحتكم وسووا اللي تب-----

سكتت فجأه لما جات عيونها على ثريا اللي واقفه عند الباب مع لبنى وبهدوء/خلاص الله معاكم الزباين مستنيه طلباتها.. السلام عليكم.
دخلوا سوا وسلموا،لبنى بإبتسامه/ شوفي من لقيت برا.
ردت بهدوء/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ياهلا حيا الله من جانا.
وقفت ثريا قدامها بإرتباك/شلونك جوري.. أشتقت لك.
نظفت الطاوله وردت بهدوء/الحمدلله بألف خير، تشتاق لك العافيه.
أشرت لها تجلس وحطت لها المنيو وتابعت/أيش تحبي تشربي؟
جلسوا ولبنى تضحك/بالله أيش رأيك فيها مسويه فيها مديره وعايشه الدور.
ردت جوري/لكل مقامً مقال وذا أكل عيشي ولازم أداريه.
مسكت ثريا المنيو واتظاهرت إنها تقرأ اللي فيه وهي تحاول تتأقلم مع برود جوري ولامبالاتها ولبنى تطالعهم بتساؤل/ أنتوا متخاصمين؟
رفعت ثريا رأسها بسرعه/لا من قال.
ردت جوري ببرود/ الناس علشان تتخاصم محتاجين يعرفوا بعض في الأول وأحنا طلعنا مانعرف بعض من الأساس.
طالعت فيها ثريا بصدمه/جوري وش هالكلام!
لبنى بإستغراب/أنتي وهيا من جد زعلانيين من بعض! أيشبكم أخر مره سبتكم كنتوا حلوين!
التفتت جوري لزبونه لما نادتها وبإبتسامه بارده/لما تحبوا تطلبوا نادوني.
لحقوها بنظراتهم لما تركتهم ومشيت ببرود اتلتفت لبنى لثريا اللي انخطف لونها وبجديه/ أيشبكم ياثريا أيش الهرجه فهميني.

هزت رأسها بعدم تصديق/أنا ماتوقعتها تكلمني بهالأسلوب.. من وين جابت هالقساوه كلها.
لبنى بشرح/جوري مو قاسيه بس هيا لما تنجرح من أحد بتتصرف ببرود زي منتي شايفه وشكلها دي المره زعلانه بقوه.
سكتت للحظات وتابعت بتنهيده/ هيا ماكانت كدا بس حياتها مع خالد حولتها لكدا غصباً عنها.
لمحت جوري خلصت خدمة البنات اللي طلبوها وفتحت باب وأختفت وراه طالعت في لبنى بتساؤل/خالد ذا يصير أخوكي صح.
إبتسمت لبنى وبهدوء/صح أخويا بس ماهو بريئ ومارح أشهد له بشيئ مو فيه.. عموماً ترى جوري ماعندها هرجه وتلقيها دحين زعلانه لإنها قسيت عليكي وكلمتك كدا ومو بعيده تلقيها تبكي في المخزن.
أشرق وجه ثريا بإبتسامه/تتوقعي؟
وقفت لبنى وهي تضحك/أيش دي الشماته فرحانه علشان بتبكي.
ثريا بلهفه/قصدي إنها زعلانه علي.
ردت بمرح/روحي جربي حظك تراها هبلا وينضحك عليها بكلمتين ولو نزلتي دمعتين هتأخدك بالحضن كمان.. يلا شوفي شغلك وهرجع أحتفل معاكم بالصلح إن شاء الله.

،
،
،
دخلت المخزن وجلست عالأرض وسندت ظهرها عالباب وغمضت عيونها بهدوء.. أخر شيئ أتوقعته إنها تشوف ثريا هنا.. مو بس هنا .. هي أساساً ماتوقعتها تجي تشوفها ولا جاء في بالها ذا الشيئ خاصةً بعد ماطنشت مكالمتها ورسايلها طول الفتره اللي فاتت.. وعلى قد ماأنصدمت وفرحت بشوفتها على قد مازعلت لما أتذكرت كلامها معاها أخر مره، حست بوجع وقهر منها ومن البنات بسبب تهربهم الواضح منها، ورغم إن مكالماتهم قليله إلا إنهم عاملين قروب عالواتس وبيتواصلوا بشكل شبه يومي ومن وقت اللي صار في الإستراحه وكل وحده فيهم صارت ماترد حتى على رسايلها.. حاولت تفهمهم إنهم مالهم دخل باللي سوته شذى وإنها مو زعلانه منهم واتصرفت معاهم كالمعتاد علشان تبين لهم إن علاقتهم نفسها ماتغيرت واتجاهلت ردودهم المختصره وحواراتهم الغير مريحه وأستمرت في إتصالاتها ورسايلها بشكل طبيعي.. عذرتهم وحاولت تفكر بمنطقهم بس ما قدرت تطول.. حست نفسها تنفخ في قربه مقطوعه.. سدوا في وجهها كل الطرق بأسلوبهم الغبي واللامنطقي بالنسبه لها خاصة ثريا بحكم إنها أقرب وحده ليهاو---


وقفت بسرعه لما أندق الباب وطلعها من أفكارها وانتبهت لوجهها الرطب ومسحت دموعها وهي تهمس لنفسها/ترى صارت عاده غبيه.
اندق الباب مره ثانيه وعدلت شعرها ومسحت وجهها بكفوفها وأخذت نفس عميق وفتحت الباب بإبتسامه جمدت على شفايفه وبهدوء/أخترتي اللي هتطلبيه؟
إنتبت ثريا لعيونها الحمراء وبدون تفكير رمت نفسها عليها وضمتها بهمس/أسفه.. أنا غبيه غبيه سامحيني تكفين.
وقفت مكانها بصدمه للحظات بس لما سمعت همس ثريا الباكي وهي تضمها بقوه إتنهدت وعرفت إنها خلاص سامحتها، لفت أيديها عليها وضمتها بتردد وبضيق/دوبك عرفتي إنك غبيه! ذا شيئ مفروغ منه.
ضحكت ثريا وبرجاء/يعني سامحتيني؟
بعدتها عنها بشويش ودفتها قدامها وببرود/أفكر.. ويلا عطلتيني عن شغلي.
هزت رأسها بموافقه ورجعت طاولتها براحه بعد ماحست إن جوري سامحتها بس تكابر.

غابت عنها لدقيقتين ورجعت حطت قدامها كوب قهوه وفطيرة تفاح وبهدوء/ذي على حساب المحل.
مسكتها ثريا قبل ماتروح وبمزح/أنزين أجلسي شوي لين أذوقها وأقلك رأيي فيها يمكن ماتعجبني.
بعدت يدها وبتكشيره/إذا ماعجبتك تعرفي طريق الثلاجه حطيها هناك وفي صندوق إقتراحات إذا حابه تعلقي على شيئ.
وأشرت لها على علبه صغيره في الجدار ومشيت، إبتسمت ثريا وذاقت الفطيره على مهلها ومر الوقت وعيونها على جوري اللي بتتحرك بخفه بين الطاولات وهي تشوف طلبات الحريم بإبتسامتها العريضه، صلوا المغرب ورجعت طاولتها وجوري كل شوي تجيها تشوف إذا محتاجه شيئ وإن كانت معتمده أسلوب رسمي في كلامها، إتنهدت براحه وفكرت إنها سوت عين العقل لإنها جات تعتذر منها بنفسها زي ماأقترح عليها سند و..

سند !!!


شهقت بصدمه .. كيف نسيت سند اللي طلبت منه ينتظرها برا تحسباً لعدم إستقبال جوري لها مع إنه أكد لها إنها مارح تردها وبسرعه مسكت جوالها ودقت عليه.


،
،
،


صلى المغرب في مسجد قريب من المشغل ورجع جلس في سيارته ومسك جهاز لوحي وأشتغل على ملفات وقرأ إيميلات بملل في محاوله لتضييع الوقت لين تطلع ثريا وبمجرد مارن جواله وشاف المتصل ترك اللي في يده وفتح الخط بسرعه ورد بنره هاديه قد مايقدر/هلا ثريا بشري.
ثريا بفرح/الله يبشرك بالجنه قول آميييين.
إبتسم براحه/آميييين وقايلها، موبمحتاج اسأل مبين من صوتك وش صار.. أكيد تصافيتوا.
ردت بتنهيده/ ماقالتها بلسانها بس من داخلها مسامحتني وتكابر والوقت مو مناسب علشان نحكي.
إبتسم بإنتصار/ قايل لك إنها بتطلع عينك ومارح تخلي عنها هالعناد بسهوله! إنزين بتطلعين ولا بتمين عندها ولا وش نظامك.
ردت بتأكيد/كان لازم ماأشكك في كلامك والحمدلله اللي سامحتني وذا يكفيني الحين، وبقعد معاها شوي للحين ماحكينا كلمه على بعضها وهي مو ملاحقه عالشغل وماقعدت وهي تلف من طاوله لطاوله.
عقد حواجبه بتركيز/إلا هي وش تشتغل؟
ردت بضحكه/خلص حبيبي بعدين أكلمك مع السلامه.
طالع في الجوال بصدمه للحظات بعد ماقفلت في وجهه وبتذمر/شفيها ذي إنهبلت! ما قالت لي وش تشتغل!! أنا غلطان اللي جبتها.


رمى جواله وسند رأسه على المقعد ورجع بذاكرته لعصر اليوم


خرج من عند ثريا وراح لبتول ومالقيها في جناحها وقالت له دينا إنها عند المسبح مع بدر، نزل وشاف بدر يسبح وبتول جالسه
على طاوله قريبه من المسبح وضحكهم وصوتهم العالي واصل لعنده، سحب كرسي جنب بتول وجلس/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ردوا السلام في نفس الوقت وقرب منهم بدر/يبه انزل أسبح معاي.
هز رأسه برفض/مره ثانيه إن شاء الله، الحين أبي بتول في سالفه.
إبتسم بدر بتفهم وسبح للجهه الثانيه علشان يخليهم براحتهم، بتول بخوف/شصار يابابا، الدكتور قال شيئ.
مسك يدها بحنان/لاحبيبتي ماصار شيئ شفيكي خايفه..كل شيئ زين وعمليتك بعد شهر بإذن الله مثل ما اتفقنا.
زفرت براحه/الحمدلله خفت يصير شيئ ويلخبط الموعد.
سكت للحظات يفكر كيف يسألها على هذيك بدون مايحرج نفسه وبهدوء/ماشاء الله عليكي اتغيرتي حيل يابتول وصرتي متحمسه لعمليتك أكثر مني، ماعدتي خايفه؟
أخذت نفس عميق وبتردد/بالعكس للحين خايفه وكل يوم يقربني من موعد العمليه يخوفني زياده، بس شوقي لكم أكثر.. سكتت للحظات وهي تحاول تمالك نفسها علشان لاتبكي قدام أبوها، مسك أيديها بين أيديه بحنان/أتكلمي حبيبتي، قولي كل اللي حاسه فيه وأنت رح أسمعك وأفهمك.
اتمسكت فيه بقوه وبشرح /أشتقت لوجهك ولوجه بدر.. أبي أشوفكم وأشوفك شلون صرتوا.. أبي أشوف صور ماما وإذا كنت أشبهها مثل ما أنت تقول..
حست بحمل إنزاح عنها بمجرد ما قالت ذي الكلمتين وحنان ابوها وإهتمامه خلاها تبتسم وتتابع/إبي أشوف الكل وأعرف وش اتغير فيهم.. بشوف جدتي وديمه وهي معصبه وجدي صقر وهو يتقهوا الفجر وجدي مساعد وجدتي منيره وهو يسولفون .. إبي أشوف عمتي ديما وهي تهاوش عمتي ثريا لما تقعدها من النوم..
ضحك سند معاها لما جات سيرة ديما اللي تحب النوم بشكل مو طبيعي وأخلاقها اللي تكون على أخرها لما تصحى غصب،سكتت بعد فتره ومسحت دموعها، اللي نزلت من الضحك.. ضحكها كان فيض مشاعر إنفجر فجأه وطلع كل اللي حاسه فيه بسهوله ويسر/ تعبت من الظلام اللي محاوطني من كل صوب إبي أشوف السماء والناس والبحر.. إبي أشوف خالتي جوري وإذا كانت مثل ماأنا متخيلتها.
طالع فيها بتساؤل/ وشلون متخيلتها؟
إبتسمت وبتفكير/أمممممم متخيلتها شيئ غريب وماتشبه أحد..
إبتسم بسخريه/حشى مخلوق فضائي موبإنسانه.
ردت بضحكه/يمكن ليه لا.. كل ماعرفتها كل ماحاولت أرسم لها صوره في بالي بس عجزت.. لما أكون زعلانه وكلي يأس صوتها يكون دافي وحنون وكلامها يهديني ولما تلمني في حضنها أحس براحه، ولما أكون متضايقه وحاسه بملل صوتها يتغير وكل هدوئها يختفي وتصير وحده ثانيه كلها مرح ونشاط وضحكتها ترن مثل جرس المدرسه مزعج بس كله حماس.

سرح فيها وأسترجع حالاتها اللي مرت عليه ،أتذكر صوتها ودلعها وهي تكلم بدر في المزرعه.. حماسها وفرحها مع ثريا.. خوفها وبكاها من كوابيسها عن عالذيب.. عصبيتها وقهرها مع علي.. شجاعتها وجرأتها لما خرجت من المزرعه بذيك الطريقه المجنونه.. لعبها وضحكها مع الأدهم، وغضبها وبرودها وطولة لسانها معاه في كل مره يتواجهوا فيها وبشرود/ شخصيتها متقلبه بين مد وجزر مثل البحر.
ألتفتت له بتول بعدم فهم/شلون يعني؟

صوتها طلعه من أفكاره واتعدل في جلسته بهدوء/كملي.
ركز معاه من جديد وهي تتابع كلامها براحه/يعني لما أكون معاها أحس إن كل شيئ بيكون أوكيه وكل اللي خايفه منه يصير ماله معنى.
سألها بهدوء/وهي اللي خلتك تغيرين رأيك وتسوين فحوصك بعد ماكنتي متردده؟
عضت أصابعها بإحراج/تبي الصدق بابا؟
ضغط على يدها بتشجيع خلاها تصارحه ببساطه/أنا وقتها مو بس الفحوص اللي غيرت رأيي فيها، أنا العمليه بكبرها هونت عنها وماكنت بسويها بس لما كنت معاها في الإستراحه ردت واقنعتني من جديد.
رد بهدوء/أقنعتك ولا ضغطت عليكي؟
ضحكت وحركت كتفها بمعنى مدري وبإبتسامه/هي لها طريقه غريبه في الإقناع.. تتم تحشر نفسها في السالفه بطريقه عجيبه وتحكي كلام غريب لين تخلي الواحد يوافق على كلامها غصب حتى لما تكون موبمقتنعه فيه.. تدري إنها تخاف من أشياء غريبه وماتخطر على بال أحد!
سألها بإهتمام/مثل وش بالضبط.
ردت بعفويه/تصدق إنها تخاف من المصعد والسلالم المتحركه!! هي ما قالت هالكلام بس أنا لاحظت يوم كانت عندنا إنها إستخدمت المصعد مرتين بس وبعدها استخدمت الدرج مع إن رجلها كانت مكسوره ولما حبيت أختبرها وقلت لها بنسوي لها درج متحرك بدل المصعد إعترفت وقالت هو بعد ماتحبه مثل المصعد.. ولما سألت دكتورتي قالت يمكن عندها فوبيا.
ظل يحكي مع بتول حول الساعه وبعدها راح لثريا وقلها على اللي فكر فيه.

ثريا بتردد/ماقدر ياسند.
رد بهدوء/طيعيني وأسمعي كلامي،أحسن شيئ هو إنك تواجهيها وتعتذري لها وجه لوجه.
ثريا بقلق/أخاف تردني وتحرجني؟
رد بثقه/إذا في شيئ أنا متأكد منه بخصوصها فهي إنها ماتحب الهروب وجيتك لعندها بتكبرك في عيونها ولاتنسي إنك بتكوني ضيفتها وهالشيئ أكيد لصالحك ولا أنتي مو بعارفه تفكيرها للحين..
سكتت للحظات وبحماس/موافقه ورح أرتب أموري على بكره و---
قاطعها بهدوء/بنروح جده الحين.. رتبي أمورك وبعد ساعه القاكي جاهزه.
طالعت فيه بإستغراب/نروووح! أنت جاي معاي؟
أعطاها ظهره ومشي وهو يرد ببرود/أنتي اللي جايه معايا، عندي شغل في جده وقلت أخذك بالمره.. إذا اتأخرتي عن الساعه بمشي واتركك.

رن جوالها ورجعه من ذكرياته ورد على ريان وحرك السياره ومشي.
قفلت جوالها وطلعت من المخزن بسرعه وراحت لثريا اللي حطت جوالها وضحكت لما شافتها وبتردد/ثريا سواقك برا ولا مشي؟
إنكتمت ضحكة ثريا فجأه وكررت ببلاهه/سواقي!!
جلست جنبها وبتوتر/ثريا أيشبك متنحه! مين اللي جابك هنا مو السواق؟
هزت رأسها بموافقه وفي داخلها"يارب ماتكون سمعتني أكلم سند" وبإرتباك/أيه السواق السواق، ليه تسألي .
وقفت بتوتر/أم خوله تعبت ونقلوها عالمستشفى بالأسعاف وخوله أتصلت منهاره وحالتها حاله وعبادي جواله مقفل وقصي مايرد.
ثريا بحذر/إنزين وش تبين بسواقي؟
طالعت فيها بنفاذ صبر/أيش هبغى فيه يعني أبغاه يوديني المستشفى بدل ماأركب ليموزين.
شهقت ثريا بقوه/وشو!! تبين تروحين معاه المستشفى.
طالعتها جوري بنظره/نروح نروح أكيد ماهروح معاه لحالي وهتجي معايا.
حركت يدها برفض وبتصريف/سواقي راح مع حرمته يزورون جماعتهم وأكيد مو هنا الحين.
أستغفرت وأخذت نفس عميق للحظات وبهدوء/طيب أتصلي عليه وشوفي فينه، إذا قريب خليه يجي يودينا وإذا لا أمرنا لله نركب ليموزين بس من ذحين بتجي معايا.
بحلقت فيها ثريا/أنتي وش تخربطين، أي ليموزين وأي أجي معاكي.
حطت أيديها عالطاوله وطالعت في ثريا بثبات/تبغيني أركب ليموزين وأروح المستشفى لحالي.. هتتخلي عني ذي المره كمان؟
فتحت فمها تعترض ورجعت قفلته لما رن جوال جوري ورت بسرعه وعيونها لسا عليها ونظراتها كلها تساؤل/السلام عليكم...... خلاص حياتي لاتبكي شوفيني جايه........ مسافة الطريق إن شاء الله تلقيني عندك أنتي بس أهدي شويه........ صلي ركعتين وأدعي لها أحسن من البكاء ذا.. السلام عليكم.
قفلت جوالها وعقدت أيديها على صدره وهي تطالع ثريا بصمت خلاها تشد على أسنانها بقوه/إنزين بكلمه وأشوف وينه فيه وبرد اتفاهم معاكي على هالكلام.
هزت رأسها بموافقه/وأنا بكلم لبنى والبنات ينتبهوا عالمكان لين أرجع بإذن الله.


مسكتها جوالها أول ماراحت جوري واتصلت على سند اللي رد بسرعه/ تبين أجيكي الحين؟
ردت بإرتباك/أيه بس..
سكتت وماعرف أيش تقول سألها بإستغراب/ بس وش.. تكلمي.
ردت بحذر/ إبيك توديني المستشفى.
سند بإهتمام/حاسه بتعب،صار لك شيئ؟
ردت بسرعه/ لا موب أنا.
سند بتوتر/أجل مين؟
ردت بسرعه/ذي جارة جوري.. أمها تعبت وشالوها بالإسعاف عالمستشفى وبنتها ياحرام أتصلت وهي ميته خوف على أمها و----
قاطعها بإستغراب/وش فيكي مرتبكه، أهدي وكلميني عدل.
اتكلمت بتوتر/ هي دقت على عبدالرحمن بس مارد وهي ماتروح بليموزين لحالها لأي مكان فعرضت عليها نوصلها.
رد بحده/أكيد بنوصلها مافي ريحه بليموزينات لحالها، ذا الناقص بعد.
ثريا بإرتباك/إنزين بس في مشكله صغيره.. يعني مو بصغيره حيل.. يعني--
قاطعها بنفاذ صبر/ ثريا أختصري وهاتي من الآخر.
إتنهدت بتعب "شلون أقول له يودينا وشلون أقول له إنها تظنه السايق" وبتردد/هي تظن إنك السايق.
ردد بعدم فهم/شلون يعني؟
أخذت نفس عميق وبشرح/يعني هي تظن إني جيت مع السايق وماتدري إني جيت معك..فهمت الحين.
رد بحده / والمطلوب مني ألعب دور جلال الدين!
ردت بإحراج/ ياخوي أنا ماقلت كذا.. بس يعني أنت تدري بحساسيتها من ناحيتك وإذا قلت لها إن أنت اللي بتودينا أكيد بتهون و---
قاطعها ببرود/أول مادق عليكي تنزلون بسرعه.

غمضت عيونها براحه أول ماقفل الخط في وجهها وبسرعه لبست عبايتها ولقت جوري قدامها وسألتها بقلق/ها بشري بيجي ولا لا؟
ردت بإتباك/إن شاء الله.
إبتسمت براحه/ الحمدلله وجزاكي الله خير. أشرت على وحده جنبها / ثريا ذي سعاد بتوقف مكاني هنا.
سلموا على بعض وسحبت جوري سعاد من يدها بإستعجال/ تعالي أعلمك على ألة القهوه وحاولي تجربيها على ماغير ملابسي.

مرت عشر دقايق وثريا كل مالها تتوتر أكثر وهي تفكر"وش هالورطه ياربي، مابعد تصالحنا مثل الخلق والحين الله يستر إن دريت إن سند اللي بيوديها" بلعت ريقها بصعوبه لما رن جوالها بأسم سند وبسرعه قفل، نادت جوري وعدلوا عبايتهم ونقاباتهم وطلعوا.

،
،
،
قفل جواله وأخذ نفس عميق وفتح أيديه وقفلها كذا مره وهو يحاول يتمالك أعصابه ويهدى قبل مايجوا، شد على أسنانها بغيض لحد الحين مو مستوعب اللي طلبته منه ثريا وفي نفس الوقت كان متأكد إنها هترفض تجي معاهم لو عرفت إنه هو اللي بيوصلهم وبكذا هتروح بليموزينات وذا اللي لايمكن يسمح بيه.. على جثته تركب ليموزين وتروح لحالها.
فجأه إبتسم بنذاله وهويتخيل شكلها كيف هيكون لما تعرف إنه هو اللي وصلهم وإنها كانت معاه في نفس السياره.. أكيد هتعصب وتنهبل ولسانها هيطول عليه بكل وقاحه وبرود كعادتها كل ماقابلته أو سمعت أسمه.. عقد حواجبه بضيق وأختفت إبتسامته لما ضبط نفسه مبتسم في المرايه بكل بلاهه وقبل مايلحق يسأل نفسه عن سر إبتسامته اللي مالها داعي في ذا الوقت سمع صوت الباب، طالع بصدمه في ثريا اللي فكت الباب اللي جنبه وهي ناسيه إنه المفروض السايق وبسرعه كح وأول مارفعت رأسها أشر لها بهدوء على وراء.. إنتبهت لغلطتها وقفلت الباب بسرعه وركبت وراء مع جوري اللي همست بالسلام ورد عليها سند بهمس متقطع، طالعت فيها ثريا بإرتباك/كنت حاطه أغراض قدام وبتأكد إذا وصلها البيت ولا لا.. مستشفى *** يا....جلال.

بلعت ريقها بصعوبه لما طالع فيها سند ببرود في المرايه وبعدها حرك.

كان متوتر لإنها ركبت وراه وممكن في أي لحظه تنتبه له، حمد ربه إنه ماظل بالثوب والشماغ وفضل يغير بجينز أول ماوصلوا جده وبسرعه وجه المرايه الأماميه بعيد عنه وإكتفى بالمرايه الجانبيه وهو يسوق بكل تركيز

همست جوري لثريا/ذا ليه جاي بطوله، لايكون جيتيني معاه لوحدك!
ردت بنبره عاليه ومتوتره/ مو قلت لك راحوا لناس من جماعتهم وأستحى يأخذ زوجته من وسطهم ولما كلمني قلت له عادي وأنتي معاي موبوحدي.
هزت رأسها بتفهم وبهمس/طيب أنا بس إستغربت ماله داعي الحماس ذا كله.
طالعت في أخوها بنظرة إعتذار /مو بحماس بس هو توه جاي من الهند ومايعرف عربي علشان كذا مأخذه راحتي شوي.
ردت بهدوء/إذا كذا شوي أجل مابغى أشوف كثيرك.
مرت فتره وهي مشغوله بجوالها ، رسلت لعبدالرحمن وقالت له عاللي صار، ولما رن جوالها وردت بسرعه/السلام عليكم... جايتك في الطريق ياماما..... أدق لك بوري علشان تصدقي ياخوله....... خلاص حبيبتي أهدي شويه وإن شاء الله مافي غير كل خير......الوو.
ألتفتت لثريا بقلق/قفلت في وجهي..حالتها مو عاجبتني يارب مايصير لها شيئ قبل مانوصل.
رفعت رأسها لأول مره ناحية السواق وبإنجليزيه هاديه/هلا أسرعت من فضلك.. هل تعرف العنوان؟
شغل Gps ودخل العنوان قدامها علشان تسكت وتفكه، بس هي إنتبهت لوضع المرايه الغلط وبهدوء/أدر المرآه للجانب الآخر.. لاتستطيع أنا ترى جيداً بدونها.

أستغفر داخله وزفر بصوت مسموع خلاها تلتفت لثريا بإستغراب/كمان موعاجبه كلامي.. هوا بيسوق بيكي كذا من يوم ما أشتغل عندكم وماشاء الله عادي؟
ثريا بإرتباك/أيه ومالك دخل أتركيه في حاله بعدين حنا خلص قربنا من المستشفى.
رجعت تكلمه بأمر/رجاء قم بإدارة المرآه حالاً وإلا تسببت في وقوع حادث، لا قدر الله.
إنتبهت ثريا ليدين سند اللي شدت عالدريكسون بقوه لين أبيضت مفاصله ومسكت يد جوري برجاء/جوري يرحم والدينك أسكتي وخلي الرجال يعرف يسوق.
طالعت فيها بحده/ ياأمي ذا مافي رأسه، أنا أعرف أسوق أحسن منه.. أنتي متأكده إن شغلته سواق ومعاه رخصه سواقه.

عد من واحد لألف وهو يحاول بكل الطرق يشغل نفسه بشيئ غير صوتها والأفكار اللي قاعد يفكر فيها في ذي اللحظه واللي كلها بتتعلق بطريقه يسكت فيها الإنسانه اللي راكبه وراه، فكر إنه يفرمل فجأه يمكن يخبط رأسها في الكرسي ويغمى عليها.. أو إنه يوقف في نص الشارع وينزلها ويكمل طريقه.. أو إنه يرميها مباشره من شباك السياره.. أو إنه يخنقها وذا الحل الأسرع علشان ماعاد يسمع حسها اللي بيسبب له توتر كل ماسمع صوتها..
أتنفس بعمق وهو يفكر إنه من الأساس ماكان لازم يتدخل ويوافق يوصلها.. تروح بليموزين ولا إن شاء الله على حمار وش عليه منها.. أساساً وش اللي خلاه يقترح على ثريا إنها تسافر لها وتقابلها، والأدهى والأمر وش اللي خلاه يألف كذبة إن عنده شغل في جده وبيأخذها معاه.. أصلاً بسببها أجل إجتماع حيل مهم وترك وضاح وريان يحلوا الفوضى اللي سببها بسفره المفاجئ.

أخيراً وصل المستشفى على خير وبدون أي حوادث أو خسائر في الأرواح، وقف السياره بهدوء ومسك جواله علشان يسأل ثريا إذا بتنزل معاها ولا لا
فجأه شهقت ثريا بقوه وبصدمه/وش سويتي يامجنونه؟
نزلت وسمعها ترد ببرود/مالك صلاح، أدخلي سلمي عالبنت على ماسواقك يروح يجيب زوجته ويرجع لك، مافي روحه آخر الليل معاه لوحدك.
طالع في المقعد اللي جنبه بصدمه قبل ما تأشر له ثريا بقلة حيله وتلحقها بصمت.

،
،
،

راحت جوري وثريا عالقسم المخصص لإمراض الكلى وشافت خوله تدور زي المجنونه وصوت بكاها واصل لأخر الممر والكل يطالع فيها بحزن.
قربت منها ونادتها بحنان/خوختي.
طالعت فيها خوله للحظات قبل ماتجري وتحضنها وصوت بكاها يعلى بشكل يقطع القلب/أبله ..أمي.. أمي.. أيش أسوي..هتسيبني لحالي.

ضمتها جوري بقوه من غير ماتهتم بالناس اللي حولهم، حاولت تكون بارده ولامباليه قد ماتقدر بس ماعرفت.. نزلت دموعها وأختلطت بدموع خوله وهي تبكي بصمت موجع.. ذي اللحظه رجعت لها ذكرى مشابه في العموم وإن أختلفت في التفاصيل..

فجأه لقت نفسها في صالة مطار متعلقه في أحضان أبوها الدافي وبتبكي هي وياه بحرقه غريبه وموجعه بدون مايهتموا لنظرات الناس اللي ماليين المطار وبيتحركوا حولهم من كل جهه.. كانت أخر مره تضم أبوها وتشم ريحته وبعدها مات بدون ماتشوفه أو تودعه، بعدها فهمت سبب دموعها ووجعها ذاك اليوم وكإنها كانت حاسه بإن ذي آخر مره تشوف أبوها فيها .. يمكن كانت شاكه في إنها لحظة الوداع اللي مابعدها لقاء، وذحين الموقف بينعاد بشكل مخيف وكإنه مقدمه لفقد جديد ووداع من نفس النوع..
ضمت خوله بقوه وبرجاء/لاتبكي لاتبكي.. هتكون بخير.. ماهتسيبك.. هتقوم بالسلامه إن شاء الله.
ماكانت تدري هي تصبر خوله ولا تصبر نفسها، كررت الكلام بأليه وبدون تركيز .. حست نفسها في دوامه ومشاعرها وذكرياتها وواقعها وكل احباطها الفتره اللي فاتت اتشابكوا مع بعض بشكل أثر على تنفسها اللي ضاق فجأه وضغط خوله عليها وتمسكها بيها زاد الطين بله ومنعها تنظم تنفسها وتسيطر عليه.. صارت تدف خوله عنها وهي تشهق علشان تتنفس بدون فايده.. وفجأه ثقل رأسها وبدأ الضباب يحاصرها من كل جانب

،
،
،


نزل وقفل الباب بقوه رجت السياره كلها ودخل المستشفى بخطوات واسعه وهو يسأل ثريا عن مكانهم.. عصب من السرعه اللي أختفوا فيها من قدامه كان توه ركن السياره لما نزلوا وعلى ماأستوعب حركتها الأخيره ورجع يركز كانوا فص ملح وذاب، قفل جواله بمجرد مالمح ثريا وراح لها وقبل ماتكلمه وقف مكانه بغضب وهو يشوفها في وسط الممر ضامه وحده وتكلمها وصوت بكاهم العالي مالي الممر وهم واقفين قدام الرايح والجاي والكل عينه عليهم، غير ******** اللي وقفوا يتفرجوا ويواسوهم بحنيه، ألتفت لثريا وعيونها تلمع بغضب/ خذيها لإستراحة الحريم قبل ماأروح أجرها من عباتها.
ردت بقلق/أنا خايفه عليها لايصير لها شيئ.
أتوجه ناحيتها بغضب وهو يهمس لثريا بإمر/بيصير لها إن ماطاعتني ومشيت الحين من هنا.

ماسمع كلام ثريا اللي تترجاه وهو ينتبه لحركتها الغريبه
كان يمشي وعيونه عليها وأنتبه لها وهي تحاول تبعد البنت اللي متعلقه فيها قبل ماتترنح وتهوي قدامه عالأرض بقوه وصوت يصرخ بإسمها.


في حياة كل إنسان بتمر عليه لحظات بيتصرف فيها بدون تفكير أو تخطيط أو حتى وعي.. فجأه بيلقى نفسه بيتصرف بطريقه غريبه عنه.. طريقه غير مألوفه حتى بالنسبه ليه.. بس في قرارة نفسه بيكون متأكد إن ذا هو الشيئ الصح.. بيكون على يقين إن ذا هو التصرف السليم والطبيعي، وذا اللي صار لسند في ذي اللحظه.

في ذي اللحظه إتحرك بسرعه وبدون تردد.. فجأه أختفى كل شيئ حوله.. الناس أختفت.. والأصوات سكتت.. ماعاد في شيئ غيرها وهي تتهاوى قدامه.
في لحظه كان هناك.. معاها
وفي لحظه كانت بين أيديه.

توقف الزمن فجأه وإنحبست انفاسه بصوره لاإراديه لما قطع المسافه اللي بينهم في خطوتين وقبل ماتلمس الأرض الصلبه والبارده وصل لها ورفعها بين أيديه بسرعه، غمض عيونه براحه لإنه لحقها قبل مايصير لها شيئ وأخذ نفس عميقو فتح عيونه وجات على كتلة السواد اللي بين أيديه وجمد مكانها للحظات لماإستوعب اللي سواه..
كانت بين أيديه !!

حس بحركه على كتفه خلته يطلع من حالة الإدراك المتأخر اللي مر فيها، فجأه رجع كل شيئ لطبيعته.. الناس والأصوات والحركه وذول كلهم إجتمعوا فجأه وصاروا حوله.. أصوات متفرقه ومختلفه وكل صوت بكلام مختلف عن الثاني.. اللي يقول سلامات..واللي يسأل إذا يقدر يساعد.. واللي يعطيه قارورة مويا ومناديل، إختلفت الإسئله بس في الأخير كلها كانت متعلقه بالإنسانه اللي بين أيديه وعيون الكل عليها، وللحظه شك إنها متكشفه وعلشان كذا الكل بيطالعهم.. نزل رأسه بسرعه ناحيتها وأصطدم بسوادها المعتاد .. ضمها لصدره بقوه وهو يحاول يخبيها من عيون الناس قد مايقدر ورفع صوته بأمر/ وين الطوارئ؟
سمع صوت يدله عالإتجاه واتحرك بخطوات واسعه وسريعه وتفكيره في شيئ واحد بس..

لازم يبعدها عن ذا المكان والناس اللي فيه بأسرع وقت ممكن.


شافت ثريا اللي صار بصدمه، صدمه من طيحة جوري وصدمه من تصرف اخوها الغير متوقع وفي لحظات كانت الدنيا حايسه والكل متجمع على أخوها اللي مو باين وأصواتهم طالعه بإزعاج غريب.. حست بقلق لإنها موبقادره توصلهم وسط العالم ذي كلها وماأرتاحت غير لما شافته وقف وسطهم وكإنه عملاق بسبب طوله و هم مثل الأقزام حوله، وأخيراً سمعت صوته البارد قبل ما يتحرك وينفضوا الناس وكل واحد يروح لحاله، مشيت وراه بسرعه واتفاجأت بخوله وتمسكها برعب/أبله جوري ايشبها.. هتموت هيا كمان.
ثريا بحده/فال الله ولافالك الحين بتصير زينه إن شاء الله.
دخلوا الطوارئ وجاته ممرضه بمجرد ماشافت سند شايل جوري ودلته على غرفه فيها سرير فاضي وبتساؤل/خير أيش صار لها.
حطها عالسرير ووقف بتوتر/وش عرفني شفيها، ذا شغلكم.
دخلت ثريا وشالت نقابها وطالعت في الممرضه بأمر/ أعطيها أكسجين بسرعه.
التفتت لأخوها وسحبته للباب /وأنت أطلع برا وخلنا نشوفها قبل لا يصير فيها شيئ.
مسكها قبل ماتقفل الباب في وجهه وبنبره غريبه/طمنيني.

طالعت فيه للحظات قبل ماتهز رأسها بموافقه وتقفل الباب.

،
،
،
،


العاشره والنصف مساءً


دخل الصاله بخطوات ثقيله ومتعبه وزفر براحه للهدوء اللي فيها، كان مسخن وجسمه كله يوجعه، راح غرفة أمه ولقيها لوحدها كالعاده سلم وباس رأسها وجلس جنبها / كيفك حبيبتي.
طالعت فيه بإستغراب/الحمدلله بخير.. أيش جابك مو كنت بتبات في بيت أهل ندى.
اتمدد جنبها وحط رأسه في حجرها بتعب/كيف أسيبك لوحدك بعد ماأفتكرت إن العيال راحوا لجوري ولطيفه ماعتمد عليها.
بعد ماأستئذن منه قصي علشان يأخذ أخوانه معاه الملاهي فكرت ندى يروحوا يزوروا أهلها ويباتوا عندهم وفعلاً وداها على أساس يخلص دوام ويرجع يبات عندهم، بس أفتكر إن أمه لوحدها في البيت وماحب يخليها غير السخونه اللي جاته فجأه فاتصل بندى وأعتذر منها ورجع البيت.
حطت يدها على رأسه وحست بحرارته وبقلق/سلامتك حبيبي.. قوم خليني روح أسويلك حاجه تشربها واجيب دواء سخونه.
باس يدها/الله يسلمك ، أرتاحي حبيبتي أكلت قبل مااجي، أنتي أتعشيتي..وين لطيفه؟
مسحت على رأسه بحنان/اتعشيت لاتقلق ، وأختك راحت الكوفيره عندها زواج مع إني قلت لها ماله داعي بس الله يهديها.
عصب منها/أيش الأدميه ذي اللي ماتطفش من العزايم والخرجات..بدل ماتترزع في بيتها وتشوف عيالها دايره من بيت البيت ولا همها.
إتنهدت وردت بعفويه /تحسب كل الحريم زي جوري تحب جلسة البيت، جوري مافي منها ومااقول غير الله يرزقها بالزوج الصالح ويعوضها خير .
حس بقلبه ينقبض من دعوة أمه لها وبعد عنها بضيق/أي زوج ذحين الله يهديكي ياأمي.
بحلقت فيه بإستغراب/أي زوج! وأنتا على بالك بتجلس بدون زواج بعد ماطلقتها يافالح.
رد بحده/كيف تتزوج واحد غيري وهيا زوجتي.
طالعت فيه بحسره/كانت زوجتك ياخالد وأنتا طلقتها وأعطيت غيرك مجال.
بلع ريقه بصعوبه وبشك/ يعني أيه،أيش تقصدي؟
إتنهدت وبهدوء/قصدي إنها صارت حره والناس كلها عرفت وفي عرسان اتقدموا لها.
وقف بسرعه وكإن عقرب لسعه وبعصبيه/مين اللي اتقدموا لها؟ وهيا وافقت؟ جوري بتتزوج غيري؟
راقبت جنانه بحسره وحزن وهو يدور في الغرفه ويكلمها زي المجنون وندمت إنها قالت له عالعرسان، راحت له علشان تطمنه وتقول إنها رفضتهم وقبل ماتوصل شافته يميل عالجدار بتعب، صاحت بخوف/خالد بأيش حاس.
سند نفسه عالجدار للحظات وبهدوء/مافيا شيئ بروح اتروش واشرب بنادول وانام ولما أصحى إن شاء الله هكون بخير.. تصبحي على خير.

رفض مساعدتها بهدوء وخرج من عندها وسوا اللي قالها عليه وهو يتعثر بين كل خطوه والثانيه وباله مع اللي سمعه وفي الأخير راح غرفة جوري قفل الباب وشغل التكييف ونام وهو ضام مخدتها اللي فيها بقايا عطرها لصدره.
هي ‏لها ذلك المكان...‏في قلبي..

‏الذي لايسكنه....‏سواها...

‏لاأعلم ‏كيف تكون ملامح ‏ذلك الوجه الجميل

‏ولكن روحها..

أسرتني!!!!!!


،
،
،



(بعد أسبوعين)


الرياض، السابعه والنصف صباحاً

بتول /بابا بتزعل إذا ماتمشينا اليوم؟

طالع فيها بإهتمام/ليه فيكي شيئ..تعبانه؟

إبتسمت/لا الحمدلله بس الجو اليوم مايشجع عالمشي وقلت نقعد هنا أزين.

هز رأسه بموافقه/ على راحتك حبيبتي.

حس بألم مفاجئ من حركته البسيطه وحط فنجان القهوه من يده وضغط على جبينه بألم، حس بتأنيب ضمير لإنه أرتاح لما لغت موعد خروجهم اليومي وكإنها حست إنه اليوم تعبان وماله خاطر يتمشى وجاء طلبها على هواه وارتاح أكثر لإن جده وأبوه خرجوا في زياره لناس من جماعتهم وبكذا يقدر يجلس بهدوء بدون إثارة أي مواضيع وكلام ممكن يزيد وجع رأسه، إنتبهت له جدته ومسكت يده بقلق/شفيك يمه.. الظاهر أنت اللي تعبان وش تحس فيه.. وين يوجعك.

أتعدل في جلسته وماحب يقلقها وبهدوء/لاتخافين يمه شوية صداع لإني مانمت البارحه زين.

ردت بعتاب/قلت لك أترك عنك شغل تالي الليل وأرقد وأرتاح والشغل وأنا أمك مهوبطاير.

إتنهد بعمق ومارد عليها لإن ما عنده أي كلام يبرر لها سبب قلة نومه الأيام اللي فاتت.. عدلت بتول جلستها وأتربعت وسحبته من يده بحركه مفاجئه ماحركت فيه شعره بس خلته يلتفت لها بإستغراب وهي تأشر على حجرها بخجل/بابا حط رأسك هنا وصداعك بيخف.

طالعها بحب/كإن الأدوار انقلبت!

الجده بإبتسامه/ شفيها يمه.. أنت بعد تتعب ويبي لك من يداريك حالك حالنا.

رد بإبتسامه/خلص يمه كبرنا على هالمداراة، شايفتني بزر رجال شكبري وشواربي ماليه وجهي.

بتول بضحكه/الحين شدخل ذا في ذا، أعرف وحده شكبرها وللحين تحب سوالف البزران.

مالحق يفكر في كلامها لإن جدته قاطعته بأمر/خل عنك الهذره وسوي مثل ما قالت بنتك وأرتاح شوي وأنا بروح داري دام الصقر مو بهنا.. نشوفكم على خير.

رد بهدوء/في أمان الكريم.

بتول بإصرار/يلا بابا تعال.

طالع فيها بتردد للحظات وبعدها إستسلم لرغبتها علشان لاتزعل.. اتمدد جنبها وحط رأسه عليها وبهدوء/بتسوي لي مساج؟

ردت ضحكه/مو بمساج بالضبط بس بيخليك تسترخي وتنام.

إبتسم/إن خليتيني انام بحقق لك طلب مهما كان.

صرخت بحماس/أتفقنا.

بدأت تمرر أصابعها في شعره بشويش وبحركات رتيبه وبأمر/بابا أسترخي شوي كذا مارح تنام.

رفع لها حاجب وطالع فيها بنظره/أشوف عشتي الدور.. لايكون مصدقه إني بنام عن جد!!

ردت بثقه/بلى بتنام وترتاح وتدعي لي بعد.

سند بإبتسامه/ لهالدرجه واثقه من علاجك؟

هزت رأسها بموافقه وبعفويه/أول ماحطيت رأسي بحضن خالتي جوري وحركت إيديها في شعري حسيت بخمول وراحه ونعاس بعد..

إبتسم بشرود وهو يتخيلها جالسه عالأرض وأيدينها تتحرك بحنان في شعر بتول اللي حاطه رأسها في حجرها ونايمه براحه، فجأه هز رأسه بعنف علشان يطرد الصوره اللي أتشكلت قدامه وزاد صداعه أكثر وبضيق/ماشاء الله تنويم مغناطيسي موبمساج.

بتول بأمر/بابا لاتتكلم وأسترخي وغمض عيونك وفكر في شيئ مريح.. مكان تحبه.. ذكريات حلوه.. شخص يهمك ودايم تفكر فيه.

أخذ نفس عميق وغمض عيونه وحاول يسترخي وكلام بتول يتردد في باله" مكان أحبه.. ذكرى حلوه.. شخص يهمني وأفكر فيه.. شخص يهمني وأفكر فيه..


شخص يهمني وأفكر فيه!!!



دار في ممر الطورائ بتوتر بعد ماطلعته ثريا من الغرفه وقفلت الباب ولمح سامر حارسه الشخصي واللي كان ناسيه مع واحد ثاني وهم يراقبوه من مسافه وأشر لهم برأسه بهدوء بمعنى إنه كل شيئ تمام.. جلس وطالع في أيديه بتردد.. من شويه بس كانت بين أيديه.. من شويه كان حاملها وكإن ذا شيئ طبيعي.. من شويه كان حاملها وكإنه خايف عليها..

خايف عليها!!

هو فعلاً كان خايف عليها!!

غمض عيونه بإرتباك وهو يحاول يهرب من إكتشافه، بس عقله صار يحلل ويفسر رغماً عنه.. لو ماكان خايف عليها ليه جري عليها بدون تفكير بمجرد ما انتبه لترنحها وعدم ثباتها!! ليه مد أيديه وشالها قبل ماتوصل الأرض ويصيبها شيئ!! ليه ضمها لصدره وحاول يخبيها عن عيون الناس اللي كانوا حولهم وكإنها تخصه!!

تخصني!!!

وش هالحكي الفاضي!!

البنت طاحت وانا ساعدتها.. عادي.. يعني لو كانت وحده غيرها كنت سويت نفس الشي.. أيه نفس الشي.

مسح وجهه وأستغفر ربه وهو للحين مو قادر يستوعب اللي سواه ومع ذلك كل ثانيه تمر عليه بدون مايطمن عليها بتزيد توتره وقلقه وحيرته من حالتها اللي لاحظها قبل كذا.. وبهمس/ لايكون عندها ربو!!

حرك أيديه على شعره بعنف وهو يحاول يشيلها من باله وأخذ نفس عميق وهو يسمع أذان العشاء ويردد وراء المؤذن بهدوء، ماأنتبه لنفسه كيف وقف بسرعه بمجرد ماانفتح الباب وطلعت ثريا بتنهيده/الحمدلله صارت زينه لاتخاف عليها.

طلع فيها بصدمه من تلميحها اللي طابق تفكيره وأستفزه ورد بإستنكار/ومنو قال إني خايف عليها أنا قاعد أنتظرك لين تطلعين ولا تبيني أروح وأتركك لحالك؟

سكتت للحظات وبهدوء/ماقصدت شيئ بس كنت بطمنك بما إنك أتعنيت وشلتها لهنا بنفسك.

جلس وقال لها تحليله ببرود/أعتقد اللي سويته شيئ عادي في ذي الظروف سواء لها أو لغيرها وكان ممكن أي أحد من الموجودين يسويه، يعني ذي حاله إنسانيه بحته.

ردت بتفكير/ وأنت صادق، يمكن لو أنت ماشلتها كان واحد من الموجودين أتصرف بنفس الطريقه.

بمجرد ماسمع الكلمتين ذي أتخيل منظرها وهي بين إيدين واحد من الرجال اللي كانوا ماليين الممر وقتها، لو إنه اتأخر ثانيه وحده بس كان صار هالشيئ وواحد غيره هو اللي شالها!!

حس بالدم يغلي في عروقه من الصوره اللي أتشكلت قدامه ووقف بغضب/هالمستشفى زباله ومافيه أي رعايه وإهتمام بالمرضى شلون للحين مافي أي دكتور دخل كشف عليها.

مسكت ثريا يده وحاولت تجلسه جنبها علشان كل اللي في ممر الطوارئ صاروا يطالعوهم بفضول، وبهدوء/أنا اللي قلت للمرضه ماتستدعي أحد.. حالتها مو بمستاهله دكتور وكشف.

سحب يده بعصبيه/وأنتي شلون تتصرفين من رأسك أنتي دكتورة أطفال..خل عندك اللقافه.

كتفت أيديها على صدره بنفاذ صبر/أنت لو تذكر الله وتقعد مثل الخلق كان فهمتك إنها مرت بنوبة هلع كعادتها كل ماحست بضغط وهي الحين نايمه ومرتاحه ومعينه خير.

جلس جنبها وكرر وراها بصدمه/نوبة هلع كعادتها!! بتعاني من نوبات هلع دايمه؟

هزت رأسها بموافقه خلته يسترجع المواقف اللي أنتبه فيها لصوت تنفسها الغير طبيعي.. الحين بس فهم.. الحين بس كل شيئ صار منطقي بالنسبه له.. لام نفسه على غبائه شلون مافكر في ذا الإحتمال من أول مره شافها فيها، عقد حواجبه لما اتذكر شيئ وبإستغراب/بس لو كانت مثل ماقلتي شلون ماجاتها النوبه يوم ال---

قطع كلامه فجأه وبإرتباك/أنتي متأكده من حكيك! نوبة هلع! إنزين شلون صارت الحين.

زفرت براحه/الحمدلله أعطيناها أكسجين ومنوم خفيف وتنفسها إنتظم ولونها رجع.. قلبي بغى يوقف لما شفتها شلون صارت مثل الجثه..

بلع ريقه بصعوبه وبأمر/لاتجيبين طاري الموت وأذكري الله.

ردت بشرود/لا إله إلا الله، أنا للحين موبقادره أتقبل حقيقة مرضها ياخوي.. كل ما اتذكر أول مره إكتشفت فيها مرضها أظل مستغربه ومو مصدقه.. أبوي قلي على حالتها وقال ألحق عليها.. كنا يومها بالمخيم وكانت في سيارتك.. كانت موبقادره تتنفس وتبكي بغزاره.. حاولت أحسسها بوجودي بس بدون فايده لإنها ما سمعتني ولا درت عني، عقلها موبمعاها وكإنها في دنيا ثانيه ولحالها..

أخذت نفس ومسحت دموعها وبحزن/جسمها كله أتصلب وأتحول للوح ثلج والدم هرب من عروقها.. حتى عيونها اللي تلمع بحيويه إنطفت وصارت باهته.. جوري اللي كلها نشاط ومرح وحيويه.. جوري اللي صوتها وحركاتها كلها حياة واللي ضحكتها تحسسك إن كل شيئ بخير وإن الدنيا مو مستاهله علشان تزعل وتتضايق منها أختفت وحل محلها جوري ثانيه غريبه وماأعرفها.. حتى خوله ماتت من الرعب يوم شافتها داخل وظنت إنها ماتت.

كان جالس بصمت جنب ثريا اللي ماوقفت كلام ودموع عليها وحاول يستوعب اللي يسمعه، حس بضيقه في صدره وكإن جدران الممر طابقه على أنفاسه وهو يتخيل حالها.. ماكان متوقع حالتها بالسوء اللي وصفته أخته لكن لما أتذكر صراخها وكوابيسها اللي كانت تصحيها قبل الفجر وتجيبها للأدهم علشان تحكي وتفضفض له عنها فكر إن اللي قاعد يصير لها شيئ طبيعي بعد كل الصدمات اللي مرت فيها..

إتنهد بعمق ليه هي من دون كل الناس اللي يصير لها هالشيئ.. ليه الناس اللي مثلها يكون نصيبهم بذا الشكل.. إنسانه برقتها ماتستاهل اللي قاعد يصير لها وماتستاهل---


أستغفر الله العظيم.


فتح عيونه لما سمع صوته رن فجأه في الممر وهو يستغفر من تسخطه الواضح و افكاره اللي كانت بتدور حولها بتعاطف غريب ضايقه.

طالع في ثريا اللي تمسح دموعها من تحت نقابها بضيق/أسفه ياخوي ضايقتك بكلامي عنها بدون ماانتبه وأخرتك بعد.. خلص تقدر تروح وانا بتم عندها..

وقف بهدوء/خل نصلي الحين ولا ردينا يصير خير بإذن الله.

وقفت معاه/ إن شاء الله إن رديت ومالقيتني بكون في المصلى.

هز رأسه بموافقه وراح وسامر واللي معاه يتبعوه بهدوء، راح يصلي العشاء في مسجد جنب المستشفى وبعد مارجع لقي ثريا واللي أسمها خوله يدوروا في الممرات،أتصل عليها/شصاير عندك.

طالعت فيه من مكانها وبقلق/رجعنا ولقينا سريرها فاضي والممرضه ماتدري وينها..

سند بتفكير/يمكن راحت تصلي!

ردت بعصبيه/رحت المصلى ومالقيتها.. أنا اليوم ذابحتها ومحد يلومني.

سند/أنا بروح أدور عليها وأنتي خلك هنا.

ثريا بحده/شلون بتعرفها بس؟

رد بهدوء/أنا بدبر عمري.

قفل وإبتسم بخفه "على بالها أبره في كومة قش.. رح أعرفها لو كانت بين ألف وحده" وصار يمشي في الممرات وهو يدور عليها بخوف من إنه ترجع لها النوبه مره ثانيه وهي لحالها، كلم نفسه بهمس/أنا قايل إنك مجنونه وغبيه من أول مره شفتك فيها ولا في وحده عاقله تطلع من الطوارئ وهي تعبانه وتحوس في المستشفى.. وين ممكن تكوني يالغبيه .. وين.. وين!

وقف فجأه لما شافها واقفه مع دكتور وتتكلم معاه، اتلفت حوله ولقي نفسه في نفس المكان اللي طاحت فيه وشكلها بتسأل عن حالة جارتها، اتصل لثريا وطمنها عليها وجلس على أول كرسي لقيه وراقبهم وهم مندمجين في الكلام.. اتأملها بهدوء وحس براحه لما شافها واقفه بثبات ولا كإنها طاحت من شويه .. ماكان سامع أيش يقولوا وماحب يقرب عليهم علشان ماتنتبه له وإكتفى بمتابعة حركات إيديها ورأسها اللي بتهزه بين فتره والثانيه بتفهم وهي تتكلم مع الدكتور اللي كان يتكلم لفتره وبعدها يسكت علشان يسمع أسئلتها..وبعد ربع ساعه تركت الدكتور ومشيت ناحيته، طلع جواله واتظاهر بإنه مشغول فيه وهو بيهيئ نفسه للحظة اللي هتشوفه فيها.. طالعها بطرف عينه وهي تتعداه بهدوء ولا كإنها شايفته..

مرت عليه عشر دقايق وهو جالس مكانه بإستغراب.. معقوله مااتعرفت عليه!

طيب هو ليه حاس بضيق لإنها ما انتبهت لوجوده! ليه كان منتظر إنها هتوقف أول ماتلمحه وتبدأ طولة لسانها المعتاده..

المفروض إنه يحس براحه عالأقل أعفته من الصدام اللي كان هيصير بينهم ويلم الناس حولهم!

غمض عيونه بضيق و



سند.. سند يابوك بسك نوم..سند.


التفت بإستغراب/ يبه وش تسوي هنا!

حط يده على كتفه/ أنت اللي شتشوي هنا.

غمض عيونه /أنا جيت مع ثريا لإن هذيك تبي المستشفى.

أبوسند بحنان/أي مستشفى يابوك..الظاهر بعدك تحلم..

فتح عيونه وشاف أبوه وجده فوق رأسه، الجد بقلق/فيك شيئ يابوك.. تونس بشيئ.

اتعدل في جلسته بخفه بسبب ملامح أبوه وجده القلقانه مسح وجهه بكفوفه وبهدوء/مافيني إلا العافيه لاتحاتون.. شفيكم .

أبو سند/شلون لانحاتي وأنتا نايم في مجلس جدك وتهذي بالمستشفى وثريا.. إذا تعبان قول لا تتم ساكت يابوك.

نايم في مجلس جدي!!!!!

طالع حوله بشك وأنتبه للحاف والمخده وأزرار ثوبه المفكوكه وساعته وأغراضه اللي جنبه.. شكله نعس وبتول تركته وراحت، رد بهدوء/الظاهر عيني غفت بدون لاأحس وقمت أخربط في الكلام.. الحين بقوم أبدل وأروح الشركه اتأخرت على ريان ووضاح.

بعد عنه اللحاف وأبوه وجده يضحكوا، وقف مكانه بتساؤل/شفيكم؟

الجد بإبتسامه/أي شركه اللي بتروحها الحين.. باقي عشر دقايق وتقيم صلاة الظهر .

طالع فيهم بتناحه/أي صلاة ظهر؟

ناوله أبوه ساعته اللي طالعها بصدمه وفعلاً كان الوقت وقت صلاة الظهر وبعدم تصديق/شلون نمت كل هالوقت.. وليه محد صحاني؟

أبوسند بحنان/الحمدلله إنك بخير وكثر خيرهم اللي خلوك تنام وترتاح، صار لك فتره مهمل نفسك ومنت عاجبني.

الجد بإبتسامه/خل نلحق عالصلاة بالأول وبعدها نشوف شلون نمت وش سالفة ثريا والمستشفى ووو هذيك!!

طالع في جده بإرتباك وأخذ شماغه وعقاله وباقي أغراضه وطلع معاهم وكله إستغراب "بتول عن جد خلته ينام وبدون مايحس"
جده، الخامسه والنصف مساء



دق الباب بإزعاج متعمد وبصراخ/جوريييييي خلصيني وجيبي القميص.

سمع ضحكة ياسمين وراه وألتفتت لها بضيق/إن شاء الله مبسوطه.

هزت رأسها بموافقه وبضحكه/كل ماأفتكر شكلك ووجهك كله طين.. ههههههههههه.. الحمدلله إن قصي صورك.

صرخ بحقد/قصي صورني!! ياويله مني ال---

قطع كلامه لما لقى قميصه في وجهه شاله بسرعه وطالع في جوري اللي واقفه عند الباب بعد ماتروشت وغيرت ملابسها وتطالعه بلامبالاة /وذا قميصك اللي طفشت أهلي بيه.

طالع فيها بحده/ أنا اتروشت في عشر دقايق وأنتي ساعه تتروشي!!! أيش لصقتي في الصابون ولا أنحشرتي في فتحة تصريف المويا!

ردت بغيض/تستظرف أنتا ووجهك! اصلاً كله منك يا سخيف.

عقد حواجبه بعدم تصديق/فوق ماخليتني أرجع اتروش واغير ملابسي واخرتيني عن شغلي بهبالتك وجنانك وفي الأخير ياريت القميص مكوي وكمان انا اللي أستظرف!!

رمى قميصه في وجهها بأمر/بسرعه خمس دقايق لو مالقيته في غرفتي مكوي وناشف ومافيه نقطة مويا ياويلك مني.

بعدته عن وجهها بعيونها وكرمشته بين أيديها بسخريه /أيش رأيك ياسي السيد أعطره وأبخره بالمره ولا يمكن ماعندك وقت.

أتذكر إهتمامها ورعايتها له وكإنه أصغر عيالها وكيف بتهتم بملابسه وتعطرها وتبخرها وماقدر يخفي إبتسامته العريضه /لا حبيبتي المره ذي سماح بس لاتولفي وتأخذيها حلا.

أعطته ظهرها علشان لايشوف كيف إبتسمت بمجرد مارد عليها بحنان،وتابعت دور الزعلانه وببرود/طيب سيبك من الهرج الفاضي ترى اتأخرت.

هز رأسه بنفاذ صبر من عنادها وبنفس برودها/على يدك يختي تبغى شغلك أكوي القميص وخارجينا.

حقدت عليه من جد والتفتت بحده/فوق ماعدمتني بالطين وماأهتميت بعيوني اللي لسا في فترة نقاهه عاد ليك عين تلوي ذراعي وتتأمر!! بعدين كل ملابسك مكويه في دولابك ماحبكت على ذا.

حط أصبعه على جانب رأسه وبتحدي/حر.. كيفي ومزاجي اليوم ألبس ذا القميص وماهلبس غيره.. وترى غثيتي أهلنا عيوني وعيوني أنتي وعيونك اللي تقول فنجاجين قهوه.

إبتسمت بإستفزاز وسبلت بعيونها/صلي عالنبي وأذكر الله.. عارفه إنك قهران علشان عيوني أحلى من عيونك، يلا كفايه عليك اللون وخليك قنوع.

رد بغيض/لا إله إلا الله وعليك الصلاة والسلام يانبي الله محمد،طابت نفسك ذحين..انقلعي أكوي القميص.

أخذت ياسمين القميص من امها وبضحكه ما قدرت تمسكها/بطلوا بزرنه خلاص أنا بكويه..

التفتوا لها أثنينهم وصاحوا فيها بحده/مالك دخل.

قصي كان يصورهم بإنبساط وبضحكه /ياليل عليكم.. اتخاصموا زي الناس ولا فكونا من قروشتكم ذي.

جوري بلوم/خليك محضر خير.

سحب عبدالرحمن القميص من ياسمين ورجع رماه في وجه جوري اللي بعدت بسرعه وطاح وراها وبأمر/اللي وسخه يغسله ويكويه غصباً عنه.

قربت منه وأتخصرت قدامه بتحدي/ ماهكويه لو أنطبقت السماء عالأرض فاهم.. وسختك ووسختني وحده بوحده، وأحمد ربك إني اتنازلت وغسلته بسرعه قبل الطين ماينشف ويبقعه.

نزل إيديها من خصرها وبحده/أوقفي سوا لاأعدلك ياقرده.

رجعت أيديها على خصرها بعناد ونفخت بقوه في غرتها اللي طاحت على وجهها وطالعت فيه بتحدي وقهر من اللي سواه فيها

.. كانت تسقي الزرع بشرود وبالها مع خوله وأمها لما صرخ في إذنها وخلاها تنط من مكانها وترشه باللي حق المويا بدون ماتنتبه وهو ماصدق قام أخذه منها وبللها وسط صراخها وهي تتوعده وفي ثواني كانت بترمي عليه كتل طين من الأرض اللي دوبها سقتها لين اتلطخ وجهه وملابسه واللي كان دوبه لابسها للعمل ، كانت اللعبه وقتها تحمس وتضحك خاصة مع نظراته المصدومه وهو يحاول يتفادى الطين اللي أصابه بكل دقه وسط ضحكها مع ياسمين وقصي، بس لما مسكها وانقلبت الأدوار وبدل ماكانت ترميه بالطين صارت هي الهدف حست إن اللعبه صارت بايخه ودمها ثقيل ومالها داعي خاصةً لما دفن وجهها وشعرها في الطين وهي تترجاه بصراخ (شعري لا.. عيوني لا) وماسابها غير وهو ميت ضحك بعد ماتأكد من إن الطين غطاها بالمره، وبعدها شالها وهي تسب فيه ورماها في البانيو كإنها خيشة رز وظلت لساعه كامله تحت الدش تغسل وتمشط شعرها لين نظف .ورجع يلمع من جديد

ركزت معاه لما مد أيديه لغرتها ونعكشها بإستفزاز/وغثيتيني بشعرك ذا كمان وشكلي بنتفلك ياه بمكينة الحلاقه حقي..

كانت تدري إنها بيستفزها ومسكت نفسها لاتضحك ودفته بقوه ومسكت شعرها ودورته في الهواء بيدها بسخريه/لا بالله، ومين اللي زعل وجلس مبرطم أسبوع وماكلمني غير بالقطاره لما قصيته ذيك المره..

كملت وهي تغني بإبتسامه/وإن كنت ناسي أفكرك.

مسكها بسرعه ولوا يدها وراء ظهرها ودفها قدامه على غرفتها وسط ضحك ياسمين وقصي وإحتجاجها/عبادي ترى ذا مو أسلوب نقاش حضاري خاصة قدام أطفال في عمر الزهور.. عيب عليك تراك قدوه.

رد بإبتسامه/ أي زهور يمه وقدهم بطولي وبعدا ولا يهمش لو فكروا يقلدوني مالهم غير اليسره(حزام البنطلون) وهاتهم ياجلد ولا ذمتي ماعاد تسمعي لهم حس.

ياسمين بضحكه/أيوه العرق اليمني أشتغل يعني شكلك ناوي لماما نيه سودا.

طالع فيها بنظره/ هو مانطفى علشان يشتغل، ولا علشان بتحاكى (بتكلم)زيكم تحسبيني نسيت أصلي.. هذا بس علشان أختصر على نفسي وماجلس أعيد وأزيد للي مابيفهم كلامي.

جوري بضيق/ممكن تعفيني أنتا وهيا من حصة اللغه وتفكني.. لاتخليني أمد يدي عليك قدامهم.

ضحك بنذاله لإنه عارف إنها ماتحب أحد يمسكها بذي الطريقه ويشل حركتها وباين إنها متوتره لكن مارح يمشي لها اللي سوته فيه بسهوله وبضحكه/لا بالله أشوف مدي يدك ووريني قوتك.. فاتكم ياعيال لما سافرنا آخر مره ، لو شفتوها وهي تتحاكى مع عمتي وأخوات غنى ولاكإنها جدتي مسعده الله يرحمها، قسم بالله كان يشتي لها تصوير لكن الوضع ماكانش يسمح.

قصي بإستغراب/جدتك مسعده مين؟

عبدالرحمن بضحكه/هذي وحده كانت ساكنه عندنا في الحاره وكلامها قروي من حق زمان وماكنا ندري مابتقول لدرجة إن أمك الخبلا ظنتها لغه أجنبيه وكانت تشتي تتعلمها.

شدت جوري على أسنانها وبتهديد/الله يرحمها وترى مو وقت ظرافتك ولا فصالحك تطلع الصنعانيه اللي جوتي ذحين و فكني أحسلك.

إبتسم ورد بأمر/ هيا ياملكة سبأ بسرعه شلي القميص وأكويه من سكات دام النفس عليش طيبه ماعاد إلا أنتي ياربع المتر تهدد ---

قطع جملته لما لقي نفسه طاير لثواني فوق كتفها قبل ماينبطح عالأرض بسرعه وقوه وسط شهقات ياسمين وقصي، طالع بعدم إستيعاب في جوري اللي منحنيه برأسها فوق رأسه بإبتسامه/الظاهر إنك فلت عقلك عند غنى قبل ماترجع وقدك فاقد لها قوي، ليش تباسل (تغامر)بنفسك وتداعيني بهذا اللقب وأنت داري إنه بيحمسني.

بعدت عنه بسرعه قبل مايوقف وجريت على حمام غرفتها ووقفت عند الباب وهي تطلع له لسانها وتضحك بإستمتاع/ أنا ما أهدد ياروحي أنا أنفذ على طول، هاا تكفيك هذي العينه؟ قوا (أرجوك) أتحاكى (اتكلم) ولا تخلي حاجه في نفسك.

طالع فيها وهو يفرك ظهره بإبتسامه/علمته الرمايه فلما أشتد ساعده رماني!! طيب ليش تهربي؟

رمت له بوسه في الهواء وبلكاعه/تلميذتك حبيبي،وذا مو هروب ذي سياسة دفاع عن رأسي لين القى ثغره للهجوم الجاي أنتا بس لاتستعجل على قضاك ..وبرضه مارح أكوي لك القميص وصرف نفسك.

صرخت بمرح وقفلت عليها باب الحمام أول ماجري عليها وردت من وراء الباب بضحكه / بعدين كم مره قلتك لاتحشني وتقول ربع متر.. هذا ومابينا غير خمسه سانتي، أيش حال لو كنت بطول علي الله يحفظه، كان ماتنازلت تكلمنا الحمدلله عالعافيه بس.

وقف لها عالباب وبنفاذ صبر/والله الخمسه سانتي هذي اللي مش عاجبتك تحلمي بها وماتلاقيها وبعدين هو علي حقك ذا يتصنف من البشر بجسمه ذاك..

شهقت بقوه/هييي عينك لاتصرع لي أخويا.

ضحك/ماشاء الله لاقوة إلا بالله ولا تخافي مابيقطع فيه، وبسرعه أخرجي وهتساهل معاكي ولا اخرجك أنا وساعتها ياويلك مني.

ردت بمرح/عبادي مالك ولعلي تلقاه ذحين جالس يكح من نقك وفارق من هنا ترى كلنا اتأخرنا على اشغالنا.. قال يخرجني ههههه أيش بتدخلي من تحت الباب ولا من خرم المفتاح

رمى قميصه لياسمين اللي راحت تكويه واتمدد على سريرها وعدل المخدات وراه وإبتسم/لا ذا وذاك، أنا ماورى أهلي حاجه اليوم وجالس لك وأبو فيصل لأبو الشغل وبشوف لمتى هتجلسي عندك..

ردت بضحكه/عبادي خليك أنتا الكبير والعاقل ولاتحط عقلك بعقل مجنونه وأطلع من غير مطرود من----

ماسمع باقي هبلها وضحكها اللي بين كل كلمه والثانيه وهو يشوف طرف الشال طالع من تحت مخدتها، سحبه ومسكه بين أيديه وطالع فيه بقهر ونفسه يقطعه ويرميه في الزباله لكن تعلق اخته فيه منعه وبهمس/ أنت أيش حكايتك ومن صاحبك! من وين أنحذفت علينا! هاا.. لاحقني في كل مكان ليه! متمسكه فيك لذي الدرجه ليه! صرت أقرب لها مني ليه.. ليه! ليه!

طالعه بحقد ورجع بذاكرته ليوم عمليتها ومرت تفاصيل ذاك اليوم في باله بكل وضوح وقهر وغيييييره





جلس معاها على حافة السرير وهي تتأمل الجهاز اللي جنبها بخوف وأيديها متمسكه في عبدالرحمن بقوه، ضغط عليها بحنان/ جوريتي لا تخافي إن شاء الله كلها عشر دقايق وكل شيئ ينتهي.

هزت رأسها بموافقه وبرجفه/خليك معايا وياويلك لو سبت يدي..

ضحك الدكتور على كلامها/ يابنت الحلال ترى الشغله مو مستاهله بمجرد مانحط لك القطره في عينك مارح تحسي غير بشوية ضغط خفيف من فتره للثانيه وكإنها وخزة أبره و---

غطت آذانها وقاطعته برجاء /بس ما أبغى أسمع شيئ لو سمحت.

ساعدتها الممرضه وعدلتها عالسرير وهي تتأفف من حركاتها اللي ظنتها دلع ومن عبدالرحمن اللي ماسك يدها ويتحايل عليها وكأنها طفله وبعد غلبه حطت لها القطره في عيونها وأول ماقرب الدكتور منها حس بنفسها يتسارع وبأيديها وهي تشد عليه بقوه إبتسم لها وجلس يكلمها ويشغلها علشان يعطي مجال للدكتور يثبت لها جهاز صغير يبعد جفونها عن بعض ويثبتها علشان ماعاد تتحرك وتقفل أثناء العمليه، بس بمجرد مالمحت الجهاز اللي قرب منها بدأ جسمها يتصلب وبدأت تشهق وتحرك أيديها بعنف وهي تحاول تبعدهم عنها وفي لحظات قلبت الدنيا فوق تحت وصار الدكتور والممرضه يطالعوها من بعيد وكإنها وحده مجنونه، طالع فيهم بحده خلتهم يخرصوا ويوفقوا همساتهم اللي كانت واصلته عنها وأعطاهم ظهره وضمها لصدره وهو يقرأ عليها ويكلمها بهدوء لين هديت شويه واتمالكت نفسها وبهمس متقطع/ خلاص مابا ..أسويها مابا طلعني.. من هنا.

جلسها وشربها مويا وبحنان/خلاص حبيبتي طيب مو لازم تسويها إذا ماتبغي.

هزت رأسها بموافقه وهو يعدل طرحتها على رأسها وبعد ماهديت وقفها علشان يمشوا، مسكت يده بتردد/بس أنا.. وعدت بتول و..لازم أسويها..

رد بحده/أنتي مو ملزومه بأحد.. بتسويها سويها علشانك ولنفسك مالك ومال الخلق.

ردت بإصرار/بس أنا وعدتها ووعد الحر دين، إذا أنا الكبيره.. خفت وإتراجعت عن عمليه تافه زي ذي أجل هيا معذوره لو إتراجعت عن عمليتها.

قاطعهم الدكتور بضيق/إذا حابين تأجلوا موعد العمليه ترى عادي، بس في ورايا مواعيد وياريت تقرروا بسرعه.

طالعت في عبدالرحمن بتوتر/لا بسويها ذحين صح عبادي ؟

رد بهدوء/إذا حابه نسويها وإذا متردده نأخذ موعد ثاني.

هزت رأسها بنفي /خليني أخلص وأرتاح مابرجع هنا مره ثانيه..

سكتت للحظات وتابعت/ عبادي اوقف مكانك لحظه وغطيني.

وقف بينها وبين الدكتور والممرضه وطالع فيها بإستغراب وهي تلف وتعطيه ظهرها وشكلها تعدل ملابسها وبرجاء/ دقيقه بس.

زفرت براحه والتفتت وطالعها بصدمه وهي لافه الشال أياه على رقبتها وبدأت تتنفس بعمق، سألها بقهر/أنتي كنت لابسه الشال تحت عبايتك في ذا الحر؟

أتمسكت بالشال وهمست/مو مهم الحر فداه، المهم إنه معايا.

وقف بجمود للحظات من اللي سمعه قبل ما يمسك يدها بهدوء وهي مغمضه عيونها، مشيت معاه للسرير ومددها وغطاها وهو ملاحظ رجفتها وتنفسها السريع وعرف إنها غمضت علشان لاتشوف الجهاز وبحنان/أهدي أنا جنبك لا تخافي.

الدكتور بهدوء/معليش بس ماينفع تكون جنبها أكثر من كذا..

شدت على يده بخوف وهي لازالت مغمضه وطالع عبدالرحمن في الدكتور بإعتذار/طيب بس بجلس لما تركب لها الجهاز وبعدها هبعد.. مستعده جوريتي؟

هزت رأسها بموافقه ورسمت إبتسامه مهزوزه على شفايفها قبل ما تهمس بالشهاده وتقرأ سورة (يس)، الدكتور برجاء/ممكن تسترخي شويه وتفتحي عيونك بس أثبت لك الجهاز.

أخذت نفس عميق وفتحت عيونها بتردد ونظراتها عالسقف، طالعها عبدالرحمن بصدمه لما سحبت يدها من يده واتمسكت في شالها بقوه، وبعدم تصديق/ماتبغي أمسك يدك؟

همست بشرود من بين أنفاسها المتلاحقه/أنتا أصلاً ..هتروح بعد شويه.. بس هوا معايا وماسك يدي.. هوا وعدني.. وماتخلى عني..

مرر يده في شعره بقهر من طلاسمها اللي حفظها من كثر ماسمعها وهي تهذي بها في نومها بعد مافاقت من غيبوبتها وفترة مرضها اللي فات، أخذ ركن وعيونه عليها وعلى شالها اللي كان مستعد يحلف إنها مو متمسكه فيه بأيديها بس إلا متمسكه فيه بكل حواسها.. كانت زي الغريق اللي متعلق بقشه.. وكان الشال هو القشه بالنسبه لها.

أستقام في وقفته بصدمه من حالتها اللي أستقرت وتنفسها اللي إنتظم بعد فتره وبدأ الدكتور يشوف شغله.. كل خوفها وتشنجها ورعبها اللي مرت فيه من شويه أختفى وكأنه لم يكن.. كأنه كان كابوس وصحيت منه بمجرد مااتذكرت إن شالها معاها!

صار متأكد إن وراء شالها ذا سر ومو أي سر..

كان واضح من طريقة كلامها الغريبه إنه ماهو شالها.. من اللي على طول معاها وماتخلى عنها.. ومن اللي بتتفداه قدامه بدون ماتنتبه! أكيد تقصد صاحب الشال.. وبكذا يكون رجع لنقطة البدايه..

من هو صاحب الشال؟

معقول يكون خالد !!

إستحاله!!

لايمكن يكون خالد.. الوقت اللي جمعه معاهم الأثنين لما كانت على ذمته عمره ماحس فيها إن بينهم ذا النوع من الثقه العمياء.. لا.. هو عمره ماحس بأي ثقه بينهم ومن أي نوع عالأقل من ناحيتها.

جلس وعقله يدور في متاهات مالها نهايه وهز رأسه بعدم إستيعاب.. إذا ماكان خالد صاحب الشال ولا هو ولا معاذ ولاعلي اللي ثقتها فيهم مالها حدود، طيب من صاحبه اللي أحتل كيانها وسيطر على تفكيرها!!

من اللي قدر يكسب ثقتها لدرجة إنها تأمنه على نفسها في لحظات ضعفها اللي بتتجنب فيها الكل وحتى هم!

صارت ثقتها في صاحب الشال أكبر من ثقتها فيه هو..تؤام روحها!!

وكان السؤال الأهم واللي شاغله ليل ونهار هو كيف وصلها وليه متعلقه فيه وكإنه أغلى وأهم شيئ في حياتها.


رجع من ذكرياته على صوت شهقه حاده وصوت خايف/فكه هيتقطع في يدك.

حاول يستجمع أفكاره وهو يشوفها جالسه قدامه عالأرض وبتحاول تخلص شالها من بين أصابعه اللي شاده عليه بقوه وهي تترجاه/عبادي فكه الله يحفظك.. أنا أسفه أنا قليلة أدب واستاهل تعاقبني بس مو كذا..فك الشال.. عبادي فكه هتقطعه.

كلامها عصبه زياده وخلاه يتمسك فيه بقوه أكبر وهو يتمنى لو ينقطع عن جد ويخلص منه وبغيره/ خلاص أصلاً انقطع .

كررت وراه بعدم إستيعاب/أنقطع!!الشال أنقطع!!!

قام من السرير ودفها من قدامه ببرود/أيه أنقطع وبرميه وبكره بشتري لك عشره بداله.

مدت أيديها وحاولت تسحب الشال منه وبرجفه / قلتلك أسفه .. وحقك عليا وراضيه باللي تحكم فيه بس هات شالي طلبتك.

شد على أسنانه بقهر وبغضب/أنتي غبيه!!قلتلك أنقطع وماعاد ينفع لشي، من اليوم مافي شال خلاص أنسيه..أنسيه..

أنفجرت فيه بصراخ/بس أنا مابا أنساه ومابا بداله أبا شالي.. ليه قطعته ليه.. جيب شالي..ما هسامحك ما هسامحك ابداً..

طالع فيها بصدمه وذهول من هيجانها المفاجئ..

كلامه لها كان في لحظة غضب وغيره من إعتذارها ومن نبرة صوتها اللي كلها رجاء وخوف.. جوري اللي عمرها ماأتراجعت في لعبهم ومهما كان حكمهم قاسي عليها كانت تنفذه من سكات .. جوري اللي ماتترجى ولاتستعطف أحد ولو فيها موتها اليوم أتراجعت واتأسفت وغلطت نفسها وأترجته بكل صدق وندم.. واللي قهره ورفع ضغطه أكثر إن كل ذا علشان الشال!!

كل ذا بسبب خوفها عالشال!!

هي حتى سلسلتها اللي أهداها ياه قبل سفرها وبعدها عنهم لأول مره واللي كانت أغلى شيئ عندها ومافارقت رقبتها طول السنين اللي فاتوا لما لاحظ إختفاءها وسألها عنها ردت بكل ببساطه (طاحت عليا بدون ماأنتبه) ورغم إنه كان واثق من إنها بتمثل قدامه علشان لا يزعل ولا يسألها عن شيئ ، إلا إن طريقتها البارده واللامباليه في ردها حزت في خاطره وحس وكإن اللي ضاع شيئ تافه وماله قيمه عندها.

وذحين علشان ذا الشال والكلمتين اللي قالها زعلت واتأثرت لذي الدرجه وماأهتمت تخفي إنفعالها وأحساسها كالمعتاد.

دخلت وياسمين وقصي بخوف من صوت صراخها/ماما أيشبك.. خالوا عبادي!!

نقلوا نظراتهم المصدومه بين خالهم وأمهم اللي هاجمه عليه وهو واقف بإستسلام للي تسويه ، أشر لهم يخرجوا من الغرفه قبل مايثبتها بيد وبتحاول يلف شالها على شعرها ورقبتها باليد الثانيه وبتوتر/جوريتي والله ما قطعته كنت أمزح.. أمزح شوفيه شالك هنا معاكي..شوفيه.. شالك هنا.

حس كإنه صب عليها مويا بارده كتمت صراخها وماعاد يسمع غير صوت شهقاتها وتنفسها الحاد وهي ترتجف بقوه وتتفقد شالها بخوف غريب، جلسها عالسرير ومسح دموعها بندم/أنا أسف سامحيني، مدري ليه قلت لك ذا الكلام السخيف.. خلاص ماعد أمزح معك بذي السماجه مره ثانيه.

لفت أيديها على كتوفها وضمت شالها بقوه وغمضت عيونها وهمست بألم/أطلع برا مابشوفك..

رد بعدم تصديق/جوريتي قلت لك أسف لا تم---

قطع كلامه لماوقفت بترنح ودخلت الحمام بدون ما تطالع فيه.. ظل مكانه وعيونه معلقه بصدمه في الباب اللي انقفل في وجهه وهو مو مصدق إنها فعلاً طردته وماتبغى تشوفه.

،

،

،

،

،



الرياض،الثامنه مساءً



طالعت في أمها بملل/مام بطلع أنام ومابي أحد يصحيني حتى لو القيامه قامت.

التفتت لها بهدوء/أذكري الله ياشذى وأي نوم الحين تو الناس.

ردت بسخريه/وأنا وراي شيئ غير النوم من يوم اللي صدر قرار حجزي.

إنتبهت لمها اللي تطالعها بأسف وبوقاحه/شعندك أنتي بعد تناظرين وكإني موب عاجبتك.

ردت بهدوء/ماظنيت إعجابي أو عدمه بيفرق معك.

أم سلطان بنفاذ صبر/يالله صبرني على مابليتني.. أنتي شفيكي طايحه مناقر مع كل واحد بهالبيت.. مو بكافي أبوك اللي مقاطعك ومايحكي معك.. متى بتعقلين حسبي الله عليكي من بين البنات.

وقفت بغضب/وأنتو خليتو فيا عقل، أكثر من أسبوعين وأنا محبوسه بالبيت لازيارات لصديقاتي ولا أسواق وهو حتى ماكلف على خاطره يقول وش مسويه علشان يعاقبني.. أصدر الأمر الملكي وطلع، وين حنا فيه وش هالظلم.

مها بحده/شذى أحترمي نفسك ولا تحكين عن أبوي بهالطريقه.

ردت بوقاحه/فكيني زين واللي يعافيكي، أبوي وأب---

شهقت من الكف اللي جاها وقطع كلامها طالعت في أمها بحقد/أنا تمدين ايدك علي..أنا ت--

قاطعتها بغضب/وأكسر رأسك ياقليلة الحيا، الظاهر ماعرفت أربيكي، شوفي وش سويتي وخلى أبوك يمنعك من الطلعه، أكيد مسوده الوجه وتستاهلين.

صرخت بحده/قلت لك ما سويت شيئ، شوفي من من بنات أعمامي دزت علي عنده والفت له قصص وهو صدقها.

مها بنظره/اتأكدي لو وحده دازه عليكي عنده ماكنتي الحين بعدك واقفه على رجولك وأنتي فاهمتني زين.

طالعتها بكره قبل ماتخرج بسرعه، التفتت الأم لمها بشك/أختك وش مسويه يامها أنطقي، أنا ملاحظه إنكم ماعدتوا تقعدون سوا ولا تتكلمون مثل قبل.

إبتسمت بحسره/وشذى من متى يمه تتنازل وتقعد معنا مثل الخلق.

ردت بهدوء/صحيح إنك ماتتفقين وياها لكن كنتي دوم تحاولي تقربي منها، لكن من يوم رديتوا من جده آخر مره وحالكم موب عاجبني حتى بنات أعمامك معاملتهم ونظراتهم لها متغيره حيل عن قبل.

شتتت نظراتها بعيد عنها وهي تحاول تخترع لها قصه مقنعه، شلون تقلها عاللي سوته في جوري واللي كانت ناويه تسويه بعدها.. شلون تحكي لها عن فشيلتهم وإحراجهم قدام جوري اللي كرم أخلاقها معهم حسسهم بالخجل أكثر ماهم خجلانين من اللي سوته شذى فيها.

دخلت غرفتها وهي مهتاجه عالآخر وراحت المرايه وطالعت في خدها الأحمر بغضب/أنا شذى المنذر انضرب كف.. فوق حبستي هنا وإحراجي مع رقيقاتي كل يوم والثاني وأنا أتعذر لهم وألف لهم قصه عن رفضي لكل المناسبات والحفلات وآخرتها إنضرب بعد.

لبست عبايتها وشنطتها وجوالها الجديد اللي أشترته من جده بدل جوالها اللي طاح في المسبح بعد مواجتها المشؤمه مع جوري.

أتصلت وبعصبيه/وينك فيه....... مافيني شيئ بس هالشغاله الغبيه رفعت ضغطي........ إنزين أول ماأوصل رح أكلمك.

شيكت على مكياجها وشعرها للمره الأخيره وقفلت جناحها ونزلت تتسحب وخرجت من

الباب الخلفي، شافتها الشغاله بإستغراب/يبقى سي مدام.

مسكتها من يدها بقوه وبأمر/ماما بابا مها يسأل وين مدام شذى يقول سليب، أوكي..

دفتها بلامبالاة بعد ماهزت رأسها بموافقه ومشيت للبوابه وطلبت من الحارس يوقف لها ليموزين وراحت وهي تتوعد لأبوها وأمها بحقد/ تحلمون أتم محبوسه وغيري عايش حياته ومستانس ..

رجعت لجوالها وعملت عدة مكالمات لصديقاتها اللي سبق واتواعدت معاهم بعد ماقررت إنها رح تخرج كل يوم بدون علم أو أذن من أحد.. كانوا متفقين يروحوا الراشد يتسوقوا ويروحوا يتعشوا في أي مكان، وكانت مخططه تقفل جناحها بعد ماتوهم الكل بإنها نايمه وهي متأكده إنهم بيصدقوها خاصة وهي متعوده ماترد على أحد إذا قفلت على نفسها.
جده,الحادية عشره مساءً



طالعت فيه بإبتسامه/حبيبي أصب كأسه كمان.

باس يدها/ندو ياقلبي ورايا مدارس ودوام والشاي بيصحيني طول الليل.

أم خالد/طيب قوموا ناموا كفايه سهر.

لطيفه بسخريه/ قصدك إن هروج ندى بايخه وفقعت مرارتك ياأمي.

لفت لخالد بإبتسامه/يوه ياخالد لو سمعت هروج رهف هتموتك من الضحك.

ندى ببرود/ اللي يسمعك يقول إنا ماوقفنا ضحك يوم ماجاتنا معاكي وهيا هرجها كله ماسخ ومافهمنا منه كلمه وحده.. بصراحه زوقك في صحباتك صار بيئه.

لطيفه بحده/ قصدك إني مضايقتك ياندى.. حبيبتي دا بيت أبويا قبل مايكون بيتك وأنا أعزم فيه بمزاجي ومو مستنيه أستشيرك قبلها، ولا تنسي إنك زمان كنتي من صحباتي.

خالد بنفاذ صبر/لطيفه ماصارت كل يوم نفس الموال.

ندى بمراره/ كنت مخدوعه فيكي وفكرت إنك أخت وصديقه بس الواحد إلا مايتعلم ويعرف غلطه..

لطيفه بحقد/الظاهر نسيتي إني أنا اللي خليت حبيب القلب يتزوجك يعني المفروض تحطيني على رأسك وتبوسي يدك وجه وقفا.

ضحكت بسخريه/ ماتبغيني بالمره أسجد ركعتين شكر لله كل ماشفت وجهك!!

وقفت ولمت كاسات الشاي وصحون الكيك وراحت المطبخ، ألتفتت أم خالد للطيفه /أنتي وبعدين معاكي، حاطه نقرك من نقر مرة أخوكي ليه.

لطيفه بإستنكار/ أنتي مو سامعه كيف بتكلمني وكأني قاعده على رأسها.. إذا مضايقتكم بوجودي ترى عندي بيت يلمني بس سبع البرمبه ولدك هوا اللي رافض أجلس فيه.

طالع فيها ببرود/ترى لسانك كل ماله يطول وأنا محترمك لإنك الكبيره فلا تخليني أنسى ذا الشيئ، ورجعه لبيتك تنسيها طول منتي مصره عالطلاق..

ردت بغضب/ وأنتا حاشر نفسك بينا ليه.. إذا صاحب الشأن موافق أنتا ترفض ليه.

قلب في التلفزيون وببرود/يقولوا إني ولي أمرك واللي عندي قلته.. تبغي بيتك ترجعي لزوجك وتلمي عيالك اللي ماتدري عنهم، تبغي الطلاق مالك إلا بيت أبوكي تجلسي فيه معززه مكرمه وماينقصك شيئ لين الله يأخذ أمانته.

شهقت بقوه/فال الله ولافالك ياشيخ، أنا عارفه إنه كله من الحربايه ندى هيا اللي بتبلفك عليا لإنها موطايقتني بس أنا جالسه على قلبها وياأنا ياهيا في البيت دا.

وقف بعصبيه/ أنا مو بزر علشان تبلفني وتمشيني على كيفها وأحترمي نفسك وأنتبهي لكلامك لا تخليني أغلط عليكي.

طالعت فيه بغضب/أغلط حبيبي أغلط، مو أنتا وحرمتك هتذلوني بجلستي معاكم، سامعها تغلط عليا وتطول لسانها وبدل ماتصفقها كف يسكتها وتقلها عيب دي أختي الكبيره، جالس تتطبطب عليها وتفرعنها زياده.

صفق أيديه في بعض بعدم تصديق/يابنت أنتي أيش بأهلك.. أنتي شاربه شيئ! كذبتي الكذبه وصدقتي إنك المظلومه والبريئه والدنيا كلها ضدك.. ذحين ندى اللي غلطت عليكي!

لاتكوني مفكره إني مو منتبه لأسلوبك معاها ولا عبيط وموفاهم حركاتك .. رهف طبخها حلو..رهف معجبه فيك.. وديني لرهف وباقي سخافاتك.. أصحي ياماما المؤمن لايلدغ من جحر مرتين، وإذا كنت زمان سايرتك فذا لإني كنت مغفل وموعارف قيمة اللي عندي..

إبتسمت لما شافت ندى واقفه بجمود وخالد معطيها ظهره وبخبث/ حنيت للعيون العسليه والشعر الأشقر الحرير ولا اللي عندك مو ماليه عينك؟

أخذ نفس وهو يستغفر من أخته اللي مصره ترفع ضغطه وبهدوء/ ماليه عيني ونص هيا زوجتي وحبيبتي وأنا أخترتها بإقتناع فبطلي كهن الحريم ذا ومالك فيها ولاتقربي منها لا بخير ولابشر.

ردت بإصرار/ والله أنا فهمت من كلامك إنك ندمان لإنك طلقت ساحرة اليمن.. شكلك في الأخير طلعت تحبها وأنتا مو عارف.

كلامها جاء عالجرح بدون ماتدري وطير باقي العقل اللي كان متمسك بيه، قرب منها بغضب/ زوجتي وأحبها غصباً عنك ولا تجيبي سيرتها على لسانك، وإن سمعتك تغلطي عليها بحرف بعد كذا لاتلومي إلا نفسك أنتي فاهمه..

تركهم وراح غرفته وهو مو شايف قدامه، علقت لطيفه بإستغراب/زوجته!!! هوا ناسي إنه طلقها ولا أيه؟

وقفت أم خالد بقهر/والله زوجك ماأتزوج من قليل حسبي الله عليكي وعلى لسانك المتبري منك.. أنتي ليه ماتحبي تشوفي خلق الله مبسوطين إلا وتنكدي عليهم.

ردت بلامبالاة/أنا نطقت! هوا اللي جاب سيرتها.

جلست ندى بهدوء/بعيد عنك ياعمه في ناس مريضه وكلها حقد عالناس لله في لله.. يموتوا لو شافوا غيرهم عايشين بخير وراحه.. غيره وحسد الله يجيرنا.

لطيفه بغرور/غيره منك ومن ساحرة اليمن!! على أيه ياحسره.. أنتي وهيا ماتجوا حاجه جنبي.

أم خالد بقلق/ندى أدخلي شوفيه وروقيه بكلمتين.

هزت رأسها برفض/دحين تلقي عفاريت الدنيا بتتنطط قدامه وبيشوفني واحد منهم.

سكتوا لما طلع خالد من غرفته بعد ماغير ملابسه وخرج ورزع باب الصاله وراه بقوه، لحقته أمه للحوش وهي تناديه بس بدون فايده ،دخلت الصاله بغضب/إرتحتي ذحين لما حرقتي دم أخوكي وخرجتيه من البيت في نص الليل..

ردت خبث/واحد يحب زوجته وزعلان لإنه طلقها أنا أيش لي.

ألتفتت لندى بشماته/صعبه الزوجه تسمع زوجها وهوا يعترف بحب وحده غيرها..أنا أخته انصدمت من اللي قاله فكيف أنتي..

وقفت وطالعت فيها ببرود/والله جوري وكانت زوجته الأولى وعاشت معاه من صغرها وطبيعي يحبها وهوا ماقال شيئ جديد عليا علشان يصدمني، لكن الدور والباقي على اللي زوجها أتزوج عليها بعد عشرة العمر دي كلها وكمان سايبها معلقه لا طايله سماء ولا طايله أرض.

خلصت كلامها وراحت غرفتها وصوت شهقة لطيفه واصلها مع موال السب وقلة الأدب المعتاده منها.


،

،

،

،

،



جده، الثامنه صباحاً



هزت كتفه بشويش/عبدالرحمن هيا قوم اتأخرت على شغلك.

فتح عيونه بثقل/كلمت فيصل ومابداوم اليوم.

سألته بقلق/أنتا تعبان؟

مدت كفها لجبينه وتابعت/ مافيك سخونه.. طيب بأيش حاس؟

انقلب على بطنه وحط المخده على رأسه وبنعاس/فلتيلي حالي وخليني أنام.

طالعت فيه بصمت للحظات قبل ترجع تقفل الشباك وتسدل الستاره وتشغل التكييف وتطلع وتقفل الباب وراها.

أتنفست بعمق وبالها مشغول عليه، أكيد مانام زيها.. كيف هيجيه نوم بعد ماعاملته أمس بذيك الطريقه البارده والبايخه..

غمضت عيونها بألم لما اتذكرت اللي حست فيه وقت اللي سمعت كلامه.. حست نفسها زي ماتكون طاحت من مكان عالي، ضربات قلبها سريعه وأنفاسها محبوسه وهي تترقب اللحظه اللي هتوصل فيها الأرض وتتساوي بيها.. حست بقلبها ينكسر لألف قطعه وقطعه

وهو يقلها ببرود(أنقطع) شالها أنقطع وبيطلب منها تنساه.

تنساه !!!!

كيف تنساه وهو كان تذكرتها للهروب من سجنها مع خالد ومن غيره كانت يمكن لذحين عايشه في المهزله اللي أسمها زواج قوي وصامد!!

كيف تنساه وصاحهب بيفرض نفسه عليها كل ليله وبيقتحم أحلامها بكل إريحيه وكإنه صاحب مكان!!!

كيف تنساه وهو الشيئ اللي بيجمعها بفارسها ومنقذها!!

الشال كان الشاهد الوحيد على اللي صار لها ذاك اليوم والدليل الأكيد إنها ماكانت تحلم بوجوده ووقفته معاها..

أنقطع!!!!

شال فارسها ومنقذها أنقطع وهيترمي وبيد مين بيد تؤام روحها!!

أنقطع بيد أقرب شخص لقلبها!!

هو أكثر واحد عارف بمدى تعلقها بشالها وأهميته عندها.. ليه يكذب عليها ويقهرها بذاك الشكل!!

ليه يتلاعب بمشاعرها بذيك القسوه !!

أيش كان متوقع منها وقتها؟

إن لسانها بينفك عقاله أخيراً وبتحكي له عن سر الشال!!

كانت أكثر وحده عارفه تفكيره وطبعه الغيور وعارفه إن غيرته كانت هتموته من شالها وإنه مستعد يدفع كل اللي حيلته علشان بس يعرف سره وحكايته معاها، بس ذا مايعطيه الحق في اللي سواه..

ماله حق يأخذ شالها ويحرمها منه بعد ماصار لها أمانها وقوتها..

ماله حق يختبرها ويضغط على أعصابها بذا الشكل القاسي.

أمس ماطلعت من الحمام غير بعد دش ثاني خلصها من أثار صدمتها ورجع لها برودها الظاهري وبكل بهدوء قامت لبست وأستعدت لشغلها وخرجت لهم وهي لافه الشال على رقبتها وكإنه ما صار أي شيئ، دقت عليه باب غرفته وقالت أنا جاهزه وراحت المطبخ جابت أغراضها وطلعتها مع ياسمين وقصي للسياره وأستنته فيها وبعدين خمس دقايق كان محرك السياره ووصلها للمشغل والصمت ثالثهم، وقضت يومها لأول مره بدون مكالمات قصيره أورسايل بينهم ومارن جوالها بإسمها غير عالساعه عشره لما قلها إنه برا المشغل وكان مشوار رجعتهم نفس سابقه وفي البيت أمتد الصمت وطال ياسمين وقصي اللي ماكانوا عارفين اللي حاصل بالضبط بس كانوا حاسين بالتوتر اللي بينهم قبل ما يوصلهم عبدالرحمن لبيت أبوهم، ولما رجع وحاول يفتح معاها الموضوع ردت ببرود هي بنفسها أستغربته، ماجاء في بالها أبداً إنها ممكن في يوم تعامله بذا الجفا والقسوه.

أتمددت عالسرير بالعرض وسحبت الشال من تحت مخدتها واتأملته وبهمس/عجبك اللي صار! كل ذا بسببك! أنتا لخبطت كل شيئ.. كل شيئ..

غطت وجهها بالشال وغمضت عيونها لما ظهر وجه صاحبه الخالي من الملامح وبدأت تتراقص قدامها بإصرار أزعجها وبعد ربع ساعه ماقدرت تتحمل وفزت من مكانها فجأه، طالعت في الشال للمره الأخيره وطبقته بسرعه وحطته في شنطتها وطلعت تخلص شغل البيت وبالها مع أخوها وصاحب الشال.
الرياض، الثانيه والنصف ظهراً



وصلت مريضها الصغير للباب بعد ماأعطته لعبه كتشجيع على تعاونه معاهها وشكرتها أمه وطلعوا، ألتفتت لممرضتها بتعب/أمل تكفين لاعاد تستقبلين حالات بالهكثر، اتأخرت حيل.

أمل بإعتذار/والله قلت لرانيا في الإستقبال أكثر من مره لاتعطي مواعيد لأكثر من خمسطعشر مريض، الظاهر المرضى كثير اليوم على غير العاده.

أتمددت على الكنبه براحه/إنزين عالأقل توزعهم بيني وبين دكتور فدوى ودكتور وليد.

أمل بإبتسامه/تقول حاولت لكن ماش كلهم يبون كشفهم عندك وبصراحه معاهم حق، إنتي أشطر من دكتور فدوى ووليد والأطفال يحبونك وأهلهم مرتاحين معاكي.

إتنهدت وبإستسلام/ وأنا بعد أحبهم، إنزين وشرأيك تطلبي لنا كأستين عصير بارد من اللي قلبك يحبه نشربها قبل مانرد البيت

ضحكت ومسكت سماعة التلفون وإتصلت بالكافتيريا تطلب العصير.

غمضت ثريا عيونها بتعب وغفت بدون ماتحس، طالعت فيها أمل بحنان وهزتها بشويش/ثريا..رورو.

فتحت عيونها وغطت فمها وهي تتثآئب/ودي أنام يوم بحاله.

ناولتها أمل العصير/ردي بالسلامه واقفلي بابك عليكي ونامي.

ثريا بإبتسامه/زين لانمت ساعتين قبل دوام السماء

رن جوالها وردت بإبتسامه/وعليكم السلام والرحمه، يلا دقايق وأكون عندك.

لبست أمل عبايتها/مضطره أمشي وأخليكي باصي وصل.

وقفت واتمططت/ لاعادي سيارتي بعد وصلت.. أشوفك على خير بعد كم ساعه.

خرجت أمل ولبست ثريا عبايتها وعدلت نقابها وأخذت كأسة العصير وشنطتها وقفلت مكتبها، مشيت في الممر اللي كان خالي تقريباً بما إنه نهاية دوام أغلب الدكاتره وشكلهم مشيوا.. دخلت الأصنصير وقبل ماينقفل الباب دخل واحد بسرعه وهو يسلم، ردت السلام واتراجعت للزاويه بصمت

شلونك دكتوره ثريا؟

رفعت رأسها بإستغراب اتلاشى بسرعه بمجرد ماعرفت صاحب الصوت، طالعت فيه بصمت قبل ماتتجاهله وتطلع جوالها وترسل رساله لسواقها.

شدعوى يابنت الناس هذا واحنا زملاء والمكتب جنب المكتب.

زفرت بضيق وطالعت في شاشة المصعد الإلكتروني وهي تراقب أرقام الطوابق بتوتر وودها توصل الدور الأرضي بلمح البصر.

إنزين ردي علي وخل أسمع صوتك عالأقل.

ماقدرت تتحمل وجوده معاها أكثر من كذا ومدت يدها توقف المصعد وألتفتت بصدمه للي مسك يدها يمنعها وبرجاء/وين وين تو ماتفاهمنا.

سحبت يدها بعصبيه/أنت جنيت ونسيت حالك.

رد بإبتسامه/مقبوله منك ولأجل عين تكرم مدينه.

ثريا بغضب/دكتور وليد أحترم نفسك والزم

حدودك، ولا تظن سكوتي عن تصرفاتك يعطيك الحق بإنك تتمادى.

وليد/أنتي ماخليتي قدامي حل ثاني، قلت لك أحبك وإبي أتزوجك على سنة الله ورسوله وأنتي حاقرتني وموبشاياتني من أرضي.

ثريا ببرود/ بغض النظر عن أسلوبك الوقحه في عرض طلبك إلا إني رديت عليك وقتها، لكن إنك تترصد لي عالطالعه والنازله وتتجاوز حدودك معايا فذا شيئ مارح أسمح فيه وذا آخر إنذار لك وإن فكرت توقف في طريقي بعد كذا لاتلوم غير حالك.

انفتح الباب وخرجت بسرعه قبل ماتسمع رده واتفاجأت بجلال الدين واقف جنب الرسيبشن بعد مانسيت إنها قالت له يقابلها داخل المستشفى، نادته/ عم جلال.

قرب منها بإهتمام/سمي يابيتي، خير فيكي شيئ.

طالعت في وليد اللي لحقها وهو يبتسم لها بسماجه وهزت رأسها بنفي ومشيت مع الرجال اللي اتجاوز الخمسين وهي حاسه بالأمان.

كانت عيون الموظفين عليها وتدري إنهم بيتسائلوا بينهم وبين بعضهم عن هوية مرافقها اللي كانت ملامحه بتدل على أصوله الهنديه وبتتعارض بقوه مع لبسه ولهجته السعوديه اللي سببت لهم الحيره والإرتباك، محد يدري إن جلال الدين مولود بالرياض وكبر وعاش فيها وأتكلم بلهجة أهلها لإنه يعد نفسه منهم وماعرف من الهند غير الأسم والجنسيه اللي في جوازه وأوراقه الثبوتيه، كان مثل الكثير غيره من المقيمين اللي اتولدوا وعاشوا في المملكه من غير مايعرفوا لهم بلد غيرها ومع ذلك ماحصلوا عالجنسيه لأسباب مختلفه.

ركبت السياره وإتنهدت براحه،سألها جلال/ أحد مضايقك يابنيتي لاتخبين علي.

إبتسمت بحب/جعل عيني ماتبكيك ياعم جلال، أنا بس كنت تعبانه شوي وخفت يصير لي شيئ وأنت في السياره.

سندت رأسها على وراء ورجعت تفكر في وليد زميلها، ماتنكر إن ملامحه لابأس لها ويعد وسيم من الناحيه الخارجيه لكن تصرفاته كانت وقحه ومستفزه، في البدايه كان طالع لها في كل مكان في المستشفى.. وظنت إن وجوده قدامها وهي طالعه من المصلى مجرد صدفه.. أو لما تكون في كافتيريا المستشفى مع أمل وبعض زميلاتها.. أو لما يتقابلوا في مدخل المستشفى وهم داخلين سوا أو بعد مايخلص دوامها.. بس تكرار الصدف بشكل يومي خلاها تشك فيه وصارت تحاول تتجنبه قدر الإمكان لين جاء اليوم اللي فاجأها فيه وهي في طريقها لجلال اللي منتظرها في المواقف وبدون مقدمات قطع عليها الطريق وصارحها بإعجابه وطلبها للزواج، مارح تنسى خوفها وصدمتها من اللي سواه خاصةً وإن الوقت وقتها اتجاوز التاسعه مساءً بشويه ومع ذلك قدرت تتظاهر بتماسكها وترفض طلبه ببرود وهي تتجاوزه بخطوات أقرب للجري، ومن ليلتها وهو ناشب لها في ريحتها وجيتها بإبتسامته السامجه والمستفزه وهي حاسه بنفسها مربطه ومابيدها شيئ غير إنها تتجاهله.. كانت في غنى عن أي شوشره وفضايح تلحق بأسمها وأسم أهلها خاصةً بعد الإشاعات اللي طلعت عليها بعد موت رياض ورفضها لكل اللي اتقدموا لها رغم كل مميزاتهم اللي تغري أي وحده في وضعها. غمضت عيونها بألم من ذكرى رياض ودعت له بالرحمه ودعت إن ربها يحفظها من شر وليد وأمثاله وإنه يمل ويتركها لحالها في أقرب وقت وعلى خير.

،

،

،

،

،

،


صنعاء، التاسعة مساءً


أول ماوقفت السياره سمعت دق عالشباك فكته وأخذت نفس وعرفت ريحة أخوها، عضت شفايفها بإرتباك كيف نسيت إنه جاي وبإحراج/مساء الخير، إيحين(متى)جيت ياعلي.

إبتسم على إحراجها وحب يزيدها عليها وبعتاب/ماشاء الله على أميرتي اللي قالت لي أجي وآخرتها نسيتني، ليش جيتوا ذحين عاده بدري! كان جلستوا ساعه زياده.

رد عليه بإبتسامه /من غير ماتقول حاولت فيها نتعشى خارج قلتلها فرصه ماتتعوض والنسيب مش موجود نأخذ راحتنا قالت أحمد الله إني خرجت معك السوق.

علي بضحكه/الله أكبر، هذا وأنتم خرجتوا من بعد الغداء لذحين وعادكم ماأخذتوا راحتكم.. ماعاد إلا تشلها معاك بيتكم ليش روحتها لنا.

شغل السياره وبمزح/ ومن يردك ياسيادة العميد أنت تأمر أمر.

التفتت له بخوف/يزن بغير جنان طفي السياره وخليني أنزل.

طفى السياره ومسك يدها وبحب/بضحك معش ياروح وقلب يزن

شهقت بإحراج وسحبت يدها بخجل ورد علي بضحكه/ ياعصافير الحب نحن هنا وعادنا في الشارع لذحين.

فتحت الباب ونزلت بعصبيه/ قليلين أدب.

انفجروا ضحك عليها لما نزلت وتركت شنطتها وأغراضها ودخلت البيت بإرتباك واضح، يزن بندم/يالله الظاهر زعلت، كله منك ياعلي ليش تحرجها وأنت داري إنها بتستحي قوي.

علي برفعة حاجب وببرود/أنا اللي أحرجتها! ليش أنا اللي مسكت يدها واتغزلت ولا أنت يادكتور قيس.

نزل ورد بإحراج/مش أنت قلتلي أكون معاها طبيعي واتصرف براحه علشان تتعود عليا وعلى وضعنا بسرعه.

علي بتمثيل/وأنت ماصدقت خبر! عالأقل مش قدامي.

باس رأسه بإعتذار/أسف أتحمست بس والله من فرحتي مش مصدق للأن إنها وافقت وعقدنا وإنها بتخرج معي وماعاد باقي شي عالعرس.. تسلم ياعلي على كل شي فعلته علشان تقنعها بي.

طالعه علي بإبتسامه/صدق صدق والله يتمم لكم على خير يايزن، أنا مافعلت حاجه غير إني نصحتها لإنك رجال تستاهل وأنا واثق فيك ومطمن عليها معك وداري إنك شاريها وبتخليها في عيونك وبتبديها على نفسك، لكن موافقتها كانت بإرادتها وعن إقتناع.

يزن بإبتسامه/أنا داري إنها كانت رافضه الزواج نهائياً، لكن يعلم الله أيش اللي جرى وخلاها تغير رأيها وتطلب تقابلني.

رد بهدوء/ محد داري وين نصيبه وإيحين يجي والمهم إن أموركم أتسهلت والظاهر إنها ماشيه على أحسن مايكون.

ماقدر يخفي فرحته/أوووه الحمدلله، ماتوقعتها تخرج معي لو أموت لكن جات مقاضي العرس في وقتها الصح وعاد باقي لنا كم خرجه لآخر الشهر تكون ولفت عليا وخفت حساسيتها قبل العرس.

علي بنذاله/ليش وأنت بتظن عادها بتخرج معك بعد اللي فعلته لها الليله.. مش أنت داري في أيش وقعت نفسك يابطل.

مسك يده برجاء/علي بحجر الله قول غير هذا الكلام، كرهن(بالعافيه) رضيت تخرج معي وقد نشفت ريقي.

مسك نفسه لايضحك على شكل يزن المصدوم وبتنهيده/ عادك ماجربت جنان بنات الجابر، الله لايوريك يشيب برأسك.. هيا خلينا ندخل نتعشى وبعدها كان الله في عونك.

زفر بضيق ونزل أغراضها اللي أشتروها على ذوقه ودخل وهو يفكر كيف يراضيها وكله ندم على غباوته معاها
جده، بعد الفجر



وقف مكانه في الحوش بعد مارجع من المسجد مع نادر اللي دخل البيت بسرعه،

وبدون مايحس أخذته رجوله للجزء الخلفي من الحوش.. فجأه لقي نفسه وسط منطقه خضراء.. أتوجه للزاويه المفروشه ببساط ملون وعليه مساند وتكايات وخداديات مريحه متوزعه بعشوائيه وعلى جنب مروحه صغيره من النوع المتحرك.. جلس قدام أحواض الزرع الترابي والمقسمه بالطوب الأحمر بحركة حلوه وبسيطه زادت من جمال المنظر وريحة الخضار الممزوجه بريحة الأعشاب العطريه خلت رأسه يدور بخفه ورجعته لذكرى منسيه

ماكان محتاج يسأل أويدور عنها في البيت لإن صوت ضحكتها كان واصله أول مادخل الحوش، راح للحوش الخلفي ووقف يتأمل حركاتها وتعابيرها الطفوليه بيأس، كانت رافعه شعرها ذيل حصان ومغطيه مقدمته ببندانا ولابسه جينز باهت وقميصها القطني المفضل وكانت بقع التراب والطين متوزعه عليها بكرم، كانت جالسه عالأرض وأكمامها مثنيه لمرفقها وأيديها وسط التراب بتغرس شتله جديده أكيد أبوه اللي جابها ليها وكالعاده ياسمين جنبها لابسه زيها وفي يدها مجرفة بلاستيك وبتلعب بالتراب وأصوات ضحكهم بترن في المكان بإستمتاع، قرب من ياسمين وأخذ منها مجرفتها ورماها وشالها من الأرض/جوري وبعدين معاكي كم مره صرت قايلك لاتخلي ياسمين تلعب بالتراب؟

التفتت بإبتسامه/ترى السلام لله.

إتنهد بيأس/أنا في أيه وأنتي في أيه.. السلام عليكم أرتحتي.

ردت السلام وسط بكاء ياسمين اللي كانت تتلوى بين أيديه علشان ينزلها تكمل لعبها وبإبتسامه/خالد نزلها تلعب كانت مبسوطه وساكته.

زفر بضيق/أنزلها فين والأرض وسخه شوفي كيف عدمت نفسها.

جوري بضحكه/وسخة أيه ذا تراب وزرع مافيه شي وسخ هنا نزلها بس.

رد بحده/ عارف إنه تراب وزرع بس السماد كله جراثيم وبكتيريا وعلشان كذا ياسمين مرضت اليومين اللي فاتوا وأكيد بتكون مريضه إذا خليتيها تلعب بيه على طول.

أخذت حفنة تراب من الأرض ورفعتها ليه بهدوء/ذا رمل جبته لما رحنا البحر من يومين وقبلها كنت أحط لها تراب مافيه سماد، ومرضها اللي من يومين لإنها بتسنن (بتطلع لها أسنان) الزرع مابيمرض حد.

رد بعد إقتناع/برضه لاتخرجيها معاكي هنا كل ماخرجتي ، خليها جوا مع أمي ولا لبنى لين تخلصي حوستك ذي.

فسخ لياسمين ملابسها وغسل وجهها وإيديها وحطها داخل طشت (حوض إستحمام بلاستيك) كانت جوري محتفظه بيه في الزاويه علشان تروش فيه ياسمين بعد ما تخلص لعبها في التراب وفك لها المويا تلعب.

جات أمه ومعاها شاي وصحن معجنات وبإبتسامه/حماتك بتحبك تعال حبيبي، وأنتي يابنت سيبي اللي في يدك وتعالي كلي لقمه تصلب طولك بنتك بتجلس معلقه في صدرك طول اليوم.

شهقت بإحراج/يمااااه.

أعطتهم ظهرها ورجعت تتلهي بشغلها، إتنهد بعد ماشاف وجهها اللي صار زي الطماطم من كلمة أمه العاديه، بعد ولادة ياسمين وبعد ماأندمجت أكثر مع أخوانهم بدأت تظهر طبيعتها المرحه والحيويه ورغم جنانها وهبلها اللي إكتشفه مؤخراً إلا إنها خجوله بشكل موطبيعي.. في البدايه ماأهتم خاصة مع صغر سنها وبدايتهم السيئه وأفتكر إنها بمجرد ماتتعود عليه هتتخلص من خجلها، بس صار لهم سنتين ونص متزوجين ولسا بتلف وجهها عنه كل ماطلع لها بالمنشفه وبترفض تغير قدامه وبتلبس في الحمام ولذحين بتغطي نفسها كل مارضعت ياسمين في وجوده، خجلها كان مبالغ فيه ومو راضي يفارقها وسبب له عقده.

سألته أمه بإبتسامه/على أيش بتتناقروا ذي المره؟

ردت جوري اللي غسلت وجلست جنبهم وماأعطته فرصه يتكلم وبسخريه/ قال أيه التراب والزرع وسخ ومايبغى ياسمين تلعب فيه، طول عمري وأنا وسط التراب والزرع وعين الله عليا ما صار لي شي.

خالد بضيق/مو كفايه عليا أنتي، شوفي شكلك وجسمك بذا اللبس كيف طالع، تبغيها تطلع نسخه منك؟

وقفت واتخصرت قدامه بتساؤل/وأيش اللي مو عاجبك في ملابسي وشكلي وجسمي إن شاء الله علشان ماتباها تطلع زيي!!

اتنهد وفي داخله " إلا عاجبني ونص كمان" طالع فيها من فوق لتحت وهو يتأمل جسمها اللي اتملى عن وقت زواجهم وكان جينزها وبلوزتها القديمة ضاغطين على أردافها وصدرها ومبرزه معالم جسمها بطريقه جذابه ومغريه، دقته أمه بضحكه/البنت واقفه مستنيه يامفهي.

استحى من أمه اللي أكيد إنتبهت لنظراته وحك خده وبتصريف/ماعندك غير ذي الملابس! ترى شكلها حق وحده عمرها عشره سنين خلاص أرميها.

ردت بهدوء/ماني راميتها ذي ملابسي المفضله، هيا صح صارت ضيقه شويه بس بحس براحه وأنا لابستها كأني في بيتنا بعدين اللي يسمعك يقول بلبسها طول اليوم ذي لشغل الحديقه بس وكلها ساعه وغيرتها.

مالت عليه أمه بهمس/ذحين ملابسها مو عاجبتك ياكذاب.

همس لها بإحراج/أمي حبيبتي لاتقعديلي عالوحده.

ردت بضحكه/لا أقعدلك ولاتقعدلي، قايمه وخذ راحتك .

وقفت وراحت طلعت ياسمين من المويا ولفتها بمنشفه ودخلت وسابتهم لحالهم وطنشت جوري اللي تناديها.

وقف وراح لجوري بإبتسامه/أيوه تقولي ملابسك .صارت ضيقه شويه بس
طالعت في لبسها وردت بإحراج/يعني مو شويه شويه بالضبط.

سكتت للحظات وتابعت بضيق / عارفه إني تخنت بعد ولادة ياسمين مايحتاج تقولي ترى عندي مرايه، مدري كيف بسوي رياضه كل يوم ومانحفت، بالله شوف كإن عندي كرشه.

فجأه حس بحرارة الجو زادت من حركاتها اللي نشفت ريقه وهي تلف بجسمها علشان تقنعه بكلامها، لف أيديه على خصرها وأتحسس بطنها الممسوحه وبكذب/ أمممم كرشه صغنونه.

طالع في ملامحها اللي أتجهمت بتأنيب ضمير، كان عارف إنها لازالت متأثره بشكلها وقت الحمل ولذحين مو مستوعبه إن جسمها رجع لطبيعته وإنه مافيه أي غرام زياده في أي جزء منه واللي متأكد منه إنها مو ملاحظه إن جسمها صار أحلى من قبل.

زفرت بضيق/ قلتلك قبل كذا وماصدقتني شكلي بخلي تمارين البطن ساعه بدل النص مدام ماسوت شي لذحين.

قلها بمكر/عندي تمرين أحسن منه.

ردت بلهفه/ تمرين أيش !

فاجأها ببوسه على شفايفها جمدتها للحظات قبل ماتلف وجهها بعصبيه/أنا غلطانه اللي صدقتك ياقليل الأدب.

رجع يبوسها في ورقبتها وبهمس/ والله تمريني مضمون.

حاولت تبعد عنه/ملابسي وسخه وهعدمك .

ضمها بقوه أكبر/ فداكي.

اتلفتت بإرتباك/خالد أحنا في الحوش وذحين بيأذن العشاء.. يمكن أبويا ولا واحد من العيال يجووا.

شالها بسرعه/ معاكي حق نروح غرفتنا أحسن.

شهقت بقوه/خالد بلا جنان نزلني أمي ولبنى جوا وبيشوفونا.

رد بحده/لا تجنني أهلي تراكي زوجتي.

همست بإحراج/زوجتك ماقلت شي بس مو قدامهم.

أتأفف بضيق وتابعت برجاء/خالد نزلني وأنا والله أمشي بنفسي علشاني نزلني بس ذي المره..

وقف وطالعها للحظات وبخبث/إذا بستيني هنزلك.

باسته في خده بسرعه وهز رأسه برفض/ألف مره قلتلك ذي البوسه تخليها لياسمين موليا، شكلك ماتبغي تنزلي؟

همست بإحراج/خالد نزلني ونتفاهم في غرفتنا رجاءً

طالع وجهها الأحمر وعيونها اللي ترمش بتوتر وهو عارف إنها كذابه وتبغى تتهرب زي كل مره وبتهديد/هنزلك وعالغرفه عدل وياويلك تسوي حركاتك أياها فاهمه؟

هزت رأسها بموافقه ونزلها/يلا قدامي بسرعه قبل ما أغير رأيي.

دارت بعيونها في الحوش وهي تلم شعرها وتعدل ملابسها بإرتباك/ تبغاني أدخل لهم كذا علشان اللي ماشاف يشوف!

ضحك وبسخريه/على أساس إنهم مو فاهمين أيش بيصير في غرفتنا.

شهقت بقوه/قليل أدب.

دفته قدامها/أدخل وأنتا ساكت ولا تفكر تلتفت لي.

إتنهد ومشي بإستسلام/أنا مو فاهم مستحيه من أيه، الله يصبرني على هبلك وج----

قطع كلامه بصدمه لما فجأه غرق بالمويا، التفت لجوري اللي ضحكتها رنت في الحوش و بالعافيه قدر يشوفها وسط المويا اللي بتضرب فيه بقوه وهي ماسكه لي المويا وبترشه بإستمتاع/ذا علشان ضحكت عليا وعلشان خليتيني أترجاك وعلشان كنت بتجبلي الجلطه بقلة أدبك وعلشان هددتني.

صرخ بحقد وجري عليها وهيا رمت اللي وهربت من قدامه، لحقها بتهديد/وين هتشردي مني بس و----

ماكمل كلامه لإنه اتزحلق عالأرض بقوه وفي ثواني كانت جوري جنبه وبإرتباك/بسم الله عليك .أتعورت.. والله مو قصدي أسفه.

أطمن إنه مافيه شي ومسك رجله بتمثيل/ رجلي آآه.

مسكت ذراعه وحطتها على كتفها وحاولت توقفه وبخوف/أوقف معايا بس لاتضغط عليها طيب.

هز رأسه بموافقه وسند نفسه عليها ووقف معاها بشويش وقبل ماتمشي خطوه وحده كان شايلها بين أيديه مره ثانيه، ضحك بإنتصار/أيش هيفكك مني ذحين، خلي حياكي ينف---
قطع كلامه وجمد مكانه بصدمه وطالعها بذهول ولماشاف وجهها صار بلون الدم وعيونها اللي مغمضتها بقوه حاول يستوعب اللي صار..

أخيراً سوتها!!

أخيراً باسته على شفايفه!

كانت أول مره تسويها من يوم زواجهم، صح علاقتهم أتحسنت وصاروا بيتعاملوا بإريحيه أكثر من قبل، لكن علاقتهم الزوجيه إتحسنت ببطئ شديد.. نوبات الهلع كانت تجيها كل ماقرب منها حتى بعد ماأتفقوا على بدايه جديده بعد حملها بياسمين وأستمرت على ذا الحال لفتره لكن بمرور الوقت صارت تتقبل لمساته وقربه منها بدون ماتتشنج أو تتعب وصارت حياتهم حلوه وماكان مخرب عليه غير خجلها الزايد عن حده واللي خلاها ماتتقبل منه أي لمسه أو حركه قدام أهله مهما كانت تافهه، واللي زاد وغطى إن خجلها خلاها تعامله بتحفظ حتى لما يكونوا لوحدهم لدرجة إنها يوم ماتحب تعبر عن مشاعرها تكتفي ببوسات عالخد وإذا مره تأخذه بالأحضان ومع إنه حاول يخليها تتجرأ معاه إلا إن كل محاولاتي بات بالفشل، لكن اليوم أخيراً اتجرأت وباسته على شفايفه!!

إبتسم برضى ونزلها وبهمس /طالعي قدامك لا تصقعي في الجدار.

ماردت عليه وبمجرد مالمست الأرض خلصت نفسها من بين إيديه ودخلت البيت جري، ضحك بفرح ولحقها قبل ماتختفي شجاعتها المفاجئه وترجع لخجلها المعتاد.


رنت ضحكته بقوه في الحوش ورجعته من ذكرياته ومع ذلك ظل يضحك الفتره لين قدر يتمالك نفسه ويتحكم فيها، مسح دمعه فلتت منه وماعرف هي من كثر الضحك ولا من شوقه لها، أخذ نفس عميق وفك المويا وبدأ يسقي حديقتها الغاليه وهو يتذكر كيف حولتها من جزء مهمل بيجمع أغراضهم القديمه لواحه خضراء مزروعه بالفل المغربي والورد المديني والريحان وشجرةالليمون اللي بتحب نكهة أوراقها مع شايها الأحمر ، غير الأعشاب العطريه زي النعناع والحبق والكزبره والفلفل الأخضر اللي بتستخدمها في للطبخ..

أستنشق مزيج الروايح الغريب بحنين وبهمس/حديقتك شبهك ومو مفهومه وحاس نفسي ضايع ومو فاهم شي، أمي قالت إنك رفضتي العرسان اللي اتقدموا لك.. معقوله رفضتيهم علشاني!! معقوله بتفكري فيا زي مابفكر فيكي!أكيد مانسيتيني.. أنا عارف إنك زعلانه من اللي سويته بس حسبتك هتزعلي شويه وهتسامحيني مافكرت إنك هتطلبي الطلاق.

إتنهد بعمق وقفل المويا لما ناداه نادر علشان يفطروا قبل مايوصلهم المدرسه، قفل المويا ودخل وهو يدعي إنه ذي المره يسمع صوتها وهي تودع العيال عند الباب لما يروح يأخذ ياسمين وقصي علشان يوصلهم المدرسه.
جده،بعد المغرب



قفلت مع قصي وجففت شعرها بالإستشوار علشان ينشف بسرعه وهي تستغفر، كانت حاسه بضيق وإكتئاب من حربها البارده مع وعبدالرحمن واللي أثرت على شغلها وفي الصباح بعد ماراحوا العيال عالمدارس بدأت كعادتها في تجهير حلويات الكافيه لكن بسبب أعصابها التالفه والمتوتره حرقت أكثر من كيكه وكريمة تزيين الكيك خربت من كثر ماخفقتها وحتى الحلا حطت فيه ملح بدل السكر ولما اتأكدت من إنها مارح تضبط شي سابت كل شي وقررت ماتروح الكافيه اليوم، والظهر أتصل قصي وقال إنهم بيتغدوا عند أبوهم لإن عيال لطيفه بيجوهم وقالت له إنها بتجلس في البيت وكمان عبدالرحمن أتصل وقال لايستنوه عالغداء لإنه بيتغدى مع فيصل وقالت له نفس الشيئ عن شغلها، شغلت نفسها بشغل البيت لين العصر وبما إنها لحالها سوت لها بيتزا بالخضار وأكلتها بدون نفس وبعد طول تفكير قررت تغسل مفرشة الصاله وتطلع فيها كل اللي حاسه فيه، بس أول مابدأت شغل أتصلت أمها وقالت لها مدام مو رايحه شغلك خلينا نتقابل عند خوله علشان نطمن عليها وعلى أخبار أمها اللي سافرت قبل أسبوع علشان تتعالج، وافقت بإستسلام وقالت إنها بتتأخر شويه وإتصلت لعبدالرحمن وإستئذنت منه وقالت له يجيب معاها حلا ومعجنات وبعدها نزلت دعك وتنظيف في المفرشه لين هلكتها وهلكت نفسها وعلى ماخلصت كان عبدالرحمن جاء وهي حايسه وساعدها وهو يخاصمها علشان أشتغلت لحالها وإكتفت بالصمت لين طلع اللي في نفسه وبعدها دخلت أتروشت وصلت المغرب وجهزت نفسها للخرجه.

طاح الإستشوار من التسريحه ورجعها من أفكارها، شالته ورجعته مكانه واتأملت بلوزتها الحريريه الصفراء بإكمامها الطويله وتنورتها السوداء في المرايه بإبتسامه خفيفه/أنتي الحل الأخير إذا ماعدلتي مزاجي بلونك الفاقع ذا رح أبطل ألبسك.

لمت شعرها بمشبك وحطت كريم أساس تحت عيونها علشان تخفي الهالات السوداء وحطت روج فوشي ومسكت كحلها الأسود وكحلت عينها بغزاره، لطالما كان كحلها هو الشيئ الوحيد اللي تحبه وماتستغني عنه في المكياج سواء كانت بنظاره ولابدونها.

رن جوالها بأسم قصي وقفلت في وجه لإنه شكله وصل، لبست عبايتها وطلعت من غرفتها للمطبخ أخذت الأغراض اللي طلبتها من أخوها وراحت غرفته ولقتها فاضيه، وقفت عند باب المجلس تطالع في أخوها اللي ماسك كتاب ومندمج في قرايته وبهدوء/أنا رايحه ذحين ويمكن اتأخر لإن أمي والبنات عند خوله.

وقف بسرعه/أسبقيني للسياره على ما أغير وأجي.

ردت بهدوء/ أنتا أرتاح، قصي برا وبروح معاه.. أستودعتك الله.


طالع فيها بصمت وهي تعطيه ظهرها و وتختفي من قدامه وبعدها بلحظات سمع باب الحوش ينقفل، رمى الكتاب من يده بعصبيه وراح غرفته غير ملابسه وهو يسب نفسه، صار لها يومين من وقت اللي سواه وهي زعلانه منه ومو راضيه تسامحه.. ماعاد بينهم كلام وحوارات ولامزح ولا إبتسامات ولاحتى معانده ونقار، معاملتها معاه صارت بارده وكلامها عالقد.. لام نفسه كثير على حركته الغبيه.. كيف سمح لغيرته وغضبه إنهم يسيطروا عليه ويخلوه يقول اللي قاله وهو أكثر واحد عارف أهمية شالها بالنسبه لها وقد أيش متعلقه فيه بغض النظر عن كرهه للشال وصاحبه.

أخذ نفس عميق وأستغفر وأتصل لفيصل وخرج يقابله.



خرجت لقصي اللي كان مستنيها عند الباب ومشيت معاه لبيت خوله اللي كان في نفس حارتهم، إبتسمت بشرود وهي تفكر في عبدالرحمن وكيف أختار ذا البيت رغم إن إيجاره أغلى من باقي بيوت الحاره، بس هو أختاره لسببين كانت مهمه بالنسبه لها، السبب الأول كان موقعه في طرف الحاره واللي بيوفر لها نوع من الخصوصيه لإنه بعيد نوعاً ما عن باقي عمارات الحاره اللي كانت جنب بعضها وبتكشف ساكنيها بسهوله، والثاني إنه يعد قريب من بيت خالد وبكذا كانت تنقلات ياسمين وقصي بينهم سريعه ومريحه بالذات إذا قطعوها مشي وفي نفس الوقت ضمنت لهم نوع من الإستقرار النفسي لإنهم ظلوا في نفس بيئتهم.

أمي إيشبك!!

التفتت لقصي بإستغراب/إيشبي!!

إتنهد/ليا ساعه أقولك بدخل البقاله أشتري حاجات قبل مانروح بيت رشيد.

أخذت نفس وردت بهدوء/قصي مو وقته خلقه متأخره وجدتك هناك من بدري وأنتا عارفها أول مايأذن العشاء بترجع البيت وأنا مالحقت أجلس معاها.

رفع أيديه قدامها بضحكه/أنا مالي ذي بنتك متصله من عندهم وتقول جبلنا شغلات نتسلى فيها وراسلتلي لستة طلبات.

ردت مرح/طيب هات اللي في يدك وطير، ترى بعدلك لميه وإن مالقيتك هنا مدري أيش بسوي فيك أنتا وأختك.

أعطاها الأكياس اللي معاه ودخل البقاله بسرعه وهي وقفت على جنب تستناه، إبتسمت وهي تتابع اللي يصير قدامها بإستمتاع.. حارتهم كانت في عز نشاطها واللي يشوفهم للوهله الأولى يظن إن أهل الحاره كلهم تركوا بيوتهم ونزلوا الشارع.. الكل بيتحرك في كل مكان ونادراً ماتلقى شخص لحاله، كانوا شيبان الحاره متجمعين تحت في حلقات ومعاهم ثلاجات الشاي والقهوه وصحون الأكل البيتي وشغالين حكاوي من ذكريات زمان اللي نصها ضحك ونصها تأليف على بعض، وفي ركن ثاني في طاولة بلياردو وفرفره وعيال الحاره متجمعين حولها وأصواتهم طالعه مابين صياح وضحك وهروج، وجنبهم أحمد بطاطس بعربية بطاطسه المقلي وعصير التوت اللي مافيه من أسمه غير لونه وريحته من كثر ماهو خفيف وسامج ومع ذلك كان أشهر وأحسن واحد يقلي بطاطس في حارتهم والكل يجيه علشان يشتري من عنده، حطت أكياسها عالأرض وبحركه سريعه مسكت أول ولد مشي من جنبها وخلته ينط من الفجعه/بسم الله.

ضحكت بشويش/بسم الله عليك شايف جني قدامك.

حك رأسه بإحراج/لا بس خوفتيني.

كان باين أصغر من قصي وحزنت عليه/أسفه وحقك عليا يابطل، بس ريحة البطاطس جوعتني وأنا لما أجوع ماأفكر مزبوط.

جعد خشمه وشم بتركيز/ من جد الريحه شييي.

هزت رأسها بموافقه خلته يسألها بإبتسامه/

تبغي بطاطس؟

مدت يدها لجيبها وردت بسرعه/ملح وفلفل أسود بس.

سألها بسخريه/والكاتشب ياعبيد.

أعطته الفلوس بضحكه/خليه لعبيد ماحبه.

رفض يأخذ العشره ريال وجري يشتري لها وهي تضحك على سرعته اللي ماخلتها تقوله كم صحن تبغى، انكتمت ضحكتها وهي تسمع حس رجال قريب منها ورجعت تتفرج عالشارع لين سمعت اللي شدها وخلاها تلف رأسها ناحية الصوت بإستغراب

اقلك صاروخ أرض جو وهتمسح الرمم اللي جايبهم من أول نزله ليها........ هيا صح خام بس وحياتك هيا ليلتين معايا وهخليها معلمه........ حبيبي كلهم يغنوا ذا الموال في البدايه بس الوحده فيهم أول ماتجي رجلها في الخيه وتلقى نفسها خلصت ومابيدها شي هتجيني زحف علشان ازبطها......... ههههههههههه


انقرفت من ضحكته وحست بغثيان وهي تستوعب تلميحاته القذره، رفعت رأسها وشافته معطيها ظهره وماخذ راحته في الكلام ومو مستنيه لوجودها وراه، كلامه أستفزها وخلاها تتمنى لو يلف علشان تعطيه بكس يلخبط ملامحه ويمسح إبتسامته الكريهه اللي حاسه إنها شاقه وجهه.

بيني وبينك مرض أمها جاء في صالحنا وسرع لنا العمليه......... هيا ذحين مستويه عالآخر وأكيد محتاجه فلوس...... داليا ذحين عندها وجالسه تليس لها وتعمل فيها صاحبة الحضن الدافي وتلقى الهبلا ماصدقت أحد يقلها كلمتين حلوه ويساعدها........ ياحبيبي أنتا لوشايف حارتهم الكلاب ماتدخلها...............


بحلقت بقهر في حارتهم المتواضعه، صح كانت عمايرها وبيوتها قديمه وبعضها محتاج ترميم فوري وبعدها إزاله بدون كلام وشوارعها ضيفه نوعاً ما والأرض نصها حفر والنص الثاني طافح بالمويا زيها زي كل حارات جده القديمه والعشوائيه واللي محتاجه للإهتمام والتجديد، ورغم ذلك كان لها طابعها الخاص والمميز اللي مو أي شخص ممكن يفهمه ويحبه وأكيد شخص زي ذا مابيشوف أبعد من خشمه مارح يفهم ذا الشيئ.

إبتسمت بسخريه من غبائه اللي خلاه يأخذ راحته في الكلام وعلى باله بيتكلم بشيفره ومحد فاهمه، ورجعت تركز مع صوته الوقح

داليا ياحبيبي تطلع اللقمه من فم الأسد تحسبها ماتقدر تلف على بزره وتسحبها تحت جناحها و---

أمي إيشبك اليوم منتي معايا.

طالعت في قصي اللي رجع وبإرتباك/معاك حبيبي معاك.

رد بإستغراب/ مررره منتي معايا.. هيا مشينا.

شالت أكياسها ومشيت وعينها عالرجال اللي ماشي قدامهم وشكله قفل الجوال وقام يدخن لإن ريحة السجاير وصلتها

هييي ياخاله أستني.

التفتت وشافت الولد اللي راح يشتري لها بطاطس وراح عن بالها، وقفت بفشله/معليش نسيتك سامحني.

طالع فيها وفي قصي بتساؤل/كيفك قصي، تقربلك؟

سلم عليه وبإستغراب/هلا عامر الحمدلله ، ذي أمي في شي!!

ردت جوري/ياحليلكم تعرفوا بعض، تصدق نسيت مااسألك على أسمك، مشكور عالبطاطس ياعامر.

قصي بعتاب/ليه ماقلتيلي إنك تبغي بطاطس وكنت جبتلك.

إبتسمت/أشتهيه فجأه وعمور ماقصر ربي يسعده.

إبتسم بخجل/ عادي ماسويت شي، اتفضلي.

طالع في أيديها اللي شايله اغراض وقصي زيها وطالع في صحن البطاطس اللي في يده بتفكير/إذا تبغوا بمشي معاكم لبيتكم وأساعدكم .

رد قصي/لا ياشيخ لاتتعب نفسك، هاته وبحطه في كيس الشوكولاته وببنتبه لاينكب، أصلاً رايحين بيت رواد ورشيد.

مشي قدامهم وبمرح/مو بعيد يلا بجي معاكم.

مشيوا معاه وجوري تسأله على أهله ووين ساكنين آلخ..

وقفت بصدمه وهي تشوف نفس الرجال واقف جنب بيت خوله وبيتكلم في الجوال صح هي ماشافت وجهه بس عرفته من ملابسه، ناداها قصي/أمي أيش فيه ذحين ليه وقفتي؟

ردت بتوتر/مافي شي بس مستنيه الرجال يبعد من الباب علشان أدخل.

أنتبهت قصي للسياره المرسيدس موديل السنه واللي واقفه جنب بيت خوله، صفر عامر بإعجاب/أحلى، ذي كيف خشت حارتنا وأيش موقفها عند بيت رشيد؟

قصي بدفاع/ذول أكيد حريم جايين يفصلوا ملابس عند أخت رشيد، أخته خياطه.

عامر/أيوه صح كأني سمعت ذي الهرجه بس ماكنت أدري إن زباينها منغنغين كذا (مريشين، عندهم خير)

قصي بضحكه/أذكر الله ولاتنق عالناس.

ماسمعت جوري شي من اللي انقال وماكانت حولهم، كانت عيونها عاللي واقف عند بيت خوله وبالها يسترجع المكالمه اللي سمعتها من شويه وبتفكير " داليا.. داليا.. خوله قالت إن زبونتها أسمها داليا وحالتها الماديه مره كويسه، معقوله دالية خوله هيا نفس داليا اللي أتكلم عنها الرجال!!!!"

شهقت بقوه خلت قصي وعامر يلتفتوا لها في نفس الوقت بقلق/إيشبك؟

همست برجفه/ولا شي ولاشي.

حست برأسها يدور وهي تسترجع كلماته "مرض أمها جاء في صالحنا، يعني كان قصده أم خوله!! داليا.. مرض أمها.. هيا خوله مافي غيرها يارب سترك وعفوك .. يارب سترك وعفوك"

هزها قصي بشويش/أمي الحرمه طلعت والرجال مشي.

طالعت فيه وفي بيت خوله ولقت السياره أختفت، وصلت وأخذت نفس ودقت الباب فتح لها رواد وسلمت عليه ودخلت وقصي أعطاه اللي معاه وقله ينادي نادر ويجوا الحاره معاه ومع عامر.

دخلت جوري وسلمت عالكل، كان فيه أمها وندى وفاطمه مع جارتين من جارات خوله، ضيفتها خوله بعتاب/أبله مره اتأخرتي وأفتكرتك بطلتي تجي.

إبتسمت/وأنا أقدر ماأجي بس خلصت شغله كانت في يدي وجيتك فريره.

خوله قهر/يالله لو قدمتي بس خمس دقايق كان لحقتي على مدام داليا دوبها طلعت، هادي تاني مره تمشي قبل ماتتعرفي عليها.

ردت بهدوء/لعلها خيره حبيبتي وإن كان لنا نصيب أكيد بنتقابل.

أخذتهم الهروج ومشي الوقت بثقل غريب على جوري وهي مو فاهمه شيئ من اللي انقال.. كانت مكتفيه بالإستماع وهز رأسها من وقت للثاني وهي في دنيا غير الدنيا ولما أذن المغرب وقفت أمها والبنات ولبسوا عبايتهم علشان يمشوا، مسكتها أم خالد على جنب وبقلق/ حبيبتي فيكي شي؟صاير شي لأهلك؟

هزت رأسها بنفي/مافيني شي لاتقلقي ياروحي.

أم خالد بعدم إقتناع/جوري لاتخبي عليا، من ساعة ماوصلت وأنتي مو على بعضك أنا مو تايه عنك.. أنتي حتى ماطليتي في نادين وجوري الصغيره!

ضمتها وهي تشم ريحتهابعمق وكإنها تدور الراحه/ صدقيني يمه مافي شي، بس تعرفي الكافيه والبيت والعيال وعبادي.

بعدت عنها وبهمس/قلبي مو مرتاحلك يابنت وعارفه إنك كذابه لكن أستودعتك الله والله يطمن بالك ويريحك.

شدت على يدها برجاء/أيوه يمه أدعي لي إن الله يحفظ لي حبايبي ويبعد عنهم كل شر .

سلمت عليها وعالبنات وخرجت أم خالد وهي تدعي لها، وبعدها على طول راحوا جارات خوله ومافي غير جوري وياسمين وخلود اللي جوا مع أم خالد، نادتهم جوري وصلوا المغرب جماعه وبعدها رجعوا مع رحمه غرفتها.

خلصت جوري تقرأ وردها اليومي على دخلة خوله ومعاها كاستين عصير، حطت العصير عالأرض وأخذت عباية جوري والسجاده وبمرح/ ودا أحلى ليمون بالنعناع لأحلى عيون.

ردت بإبتسامه/عيونك الحلوه خوختي تسلم يدك.

أتعدلت في جلستها وشربت عصيرها على مهل/ أيوه قلتي لي داليا كانت هنا!

بوزت خوله بزعل/والله قهر المره اللي فاتت جاتني المستشفى ومشيت قبل ماتشوفيها واليوم نفس الشي، أيش دا الحظ.

جوري بهدوء/مو مشكله إلا مانتقابل، بس أنا شايفه إن علاقتكم مو علاقة خياطه وزبونه عاديه، يعني بما إنها راحت لك المستشفى وذحين جاتك البيت هذا غير كلامك الحلو عنها.

خوله بتفكير/ تصدقي مع إني فهمتها غلط وكرهتها في البدايه بس لما عرفتها طلعت مره طيبه وحنونه وتبغى مصلحتي.

جوري بإهتمام/وأيش اللي سوته وخلاكي تفهميها غلط وتكرهيها من البدايه؟

إتنهدت خوله وذاكرتها ترجع بيها لليوم اللي زارتها فيه داليا في بيتهم...




دخلت غرفتها بعد ماوصت أختها رحمه تعشي أمها وأخوانها وتقفل الباب عليهم لين تجي، قفلت الباب بعصبيه ولفت تواجه داليا بقوه هشه ومزيفه ماقدرت تخفي صوتها المهزوز/إذا جايه علشان تجيبي باقي الفلوس فاأنا مابغاها، تقدري تاخديها وتتفضلي من هنا.

طالعت فيها داليا بحزن/ عارفه إنك زعلتي علشان مراد دخل عليكي فجأه؟

كررت وراها بعدم فهم/مراد!!!

حركت يدها بيأس/مراد أخويا الغبي، أكيد خوفك بهبله بس هوا مايقصد يخوفك وماكان عارف إنك موجوده.

طالعت فيها خوله بشك/بس هوا كان عارفني وقال إنك حكيتي له عني.. بعدين هوا كان .. وصحباتك ..كانوا.

سكتت لما سمعت نفسها كيف تتلعثم وماهي قادره تجمع جمله على بعضها، زفرت داليا بضيق/ هوا مرح ومنفتح حبتين علشان كان عايش برا وصحباتي دول متعودين عليه من زمان، تقريباً متربين مع بعض وماخدين الموضوع فري.

استحت خوله لما افتكرت سلامهم الوقح وبعصبيه/ أنا مالي صلاح بحياتكم.. فساتينك عندك ومافي شيئ بينا.. سيبيني في حالي وأطلعي من حياتي ولا كإنك شفتيني قبل كدا.

داليا بإعتذار/قلت لك ماكان عارف إن في ناس غرب وحتى هوا أستغرب من رد فعلك ولما فهمته أنتي مين مره زعل من اللي سواه وقعد يترجاني علشان أعتذر لك وافهمك إنه كان بيمزح معاكي لإن البنات فهموه غلط .

هزت رأسها بعدم إقتناع/حتى لو اللي قلتيه صح هوا ماله حق في اللي سواه وأنتي كمان كيف تسمحي لهم يسووا كدا.. أنتي صدمتيني.

قربت منها وبزعل/أخص عليكي ياخوله ليه بتقولي كدا أنتي شفتي مني شيئ زعلك قبل دي المره..

دفتها برعب/أنتوا أيش تبغوا مني! أنا ماعندي شي أعطيكم هوا.. أنا وحده يتيمه وعلى قد حالي.. روحي لصبحاتك واللي زيك وسيبوني أربي اخواني وأنتبه لأمي المريضه حرام عليكم.

جلستها ومسكت يدها بإهتمام/ بصراحه مراد أعجب بيكي وبأخلاقك وزي ماقال دخلتي قلبه على طول ولما عرف وضعك مره اتأثر وطلب مني أقلك إنه مستعد يساعدك باللي يقدر عليه.

طالعت فيها خوله بإرتباك.. كلام داليا وندمها وإهتمامها شكله حقيقي لكن حركة أخوها الوقحه والوضع اللي شافته في بيتهم ماريحها وحسسها بالخوف، وبإرتباك/بس أنا ماطلبت مساعده من أحد، والحمدلله قادره أصرف على أهلي.

داليا بحنان/ أحنا ماقلنا إنك طلبتي ،بس أحنا عارفين وضعكم وحابين نساعدك ياخوله، مراد هيعلاج أمك ويتكفل بمصاريف أخوانك.. وهيشتري لك بيت بدل الخرابه دي، ومستعد يفتح لك مشغل خاص فيكي .

شهقت بقوه من الصور اللي اتدافعت فجأه في مخيلتها وهي تشوف كل اللي بتحكي عليه داليا وبشك/كل دا بتسوه علشاني.. ليه.. أنا مقدر أرد لكم شيئ من اللي هتدفعوه.. أنا يادوب خياطه.. أيش هتستفيدوا من مساعدتي وأيش هيكون المقابل لكل دا؟

إبتسمت داليا/مافي شيئ في الدنيا بدون مقابل ولازم تكوني عارفه الشيئ دا أكتر من غيرك.. وهوا صح أحنا نبغى الأجر بس كمان نبغى فايده من وراكي وأنتي عندك موهبتك وتصاميمك الحلوه والمميزه اللي هتفيدنا....

طالعت فيها بعدم فهم/خياطتي هتفيدكم في أيه؟

وقفت داليا ودارت في الغرفه وعيونها على خوله وبجديه/شوفي ياخوله أنا لبست من عند أشهر المصممين من كل بلد تقريباً وصدقيني تصاميمك مو أقل منهم.. وأنا من يوم ماشفتك وشفت شغلك دخلتي مزاجي وقلت في بالي ليه ماأعمل شراكه معاكي! ولما حكيت لمراد عاللي في بالي عجبته الفكره وقال إنه هيدعمنا.

زفرت خوله بضيق/شراكة أيه وفكرة أيه وأخوكي أيش دخله، أنا مو فاهمه شي من هرجك.

طالعت فيها داليا بثقه/ أحنا هنعملك مشغل خياطه أو بالأصح بوتيك.. محل أزياء.. سميه زي مابتحب وهيكون على مستوى وهنتشارك كلنا فيه، مراد بفلوسه ونفوذه اللي هيسهلنا كل شيئ صعب وأنا بعلاقاتي القويه وأنتي بموهبتك وتصاميمك اللي أنا متأكده من نجاحها واللي سيدات الطبقه المخمليه في جده هيتسابقوا عليها وهيدفعوا لك فيها مبالغ عمرك مارح تتوقعيها..

حست خوله برأسها يدور وهي تشوف أحلامها بتتبني طوبه طوبه قدام عيونها ضربات قلبها زادت وأنفاسها أتسارعت وهي تسمع وعود داليا بالراحه والسعاده الأبديه..

طول عمرها كانت بتحلم تعالج أمها وتخفف عنها ألمها وعذابها.. كل يوم كانت بتحارب علشان توفر لقمه تسد جوع أخوانها وسقف يأويهم.. كان أقصى طموحها إنها تشتغل وتلقي في جيبها مبلغ بسيط يكفيها الذل وسؤال الناس وقت حاجتها.. وشكل أحلامها بتتحقق على يد داليا ومراد..

معقوله أخيراً هترتاح من كسرة ظهرها كل يوم لنص الليل وهي تخيط لحريم الحاره فساتينهم بفلوس يادوب تدفع فواتيرهم وباقي الشهر تعيش على إحسان فاعل الخير اللي بيىسلهم مبلغ كل آخر شهر.. أخيراً أمها هتلاقي متبرع وتسوي عمليتها وترتاح من غسيل الكلى اللي بيموتها كل يوم والثاني.. أخيراً هتوفر لأخوانها الحاجات اللي يستحقوها وبيتمنوها بعد تعب السّنين وقحط الأيام.. أخيراً هيقدروا يمشوا في الحاره وهم رافعين رأسهم وعارفين إنهم مو أقل من غيرهم حتى لو كانوا أيتام.

قربت منها داليا وضمتها بقوه وهمست لها/

صدقيني ياخوله أنا ومراد هنخليكي تقبي على وجه الدنيا وتعيشي زي بقية الخلق وكدا الكل هيستفيد.. لاتردي عليا دحين.. فكري على مهلك ولما تقرري بس رني لي وهتشوفي حياتك كيف هتتغير بإشاره مني ومن مراد.. ومهما كان قرارك أحنا برضه ماهنتخلى عنك ومن اليوم ورايح تعتبرينا أهلك.

ودعتها وخرجت وتركت خوله تغرق في دوامة الأحلام اللي رسمتها داليا بكل تفاصيلها.

وين سرحتي يابنت؟

فاقت خوله من ذكرياتها الورديه على سؤال جوري وحكت لها عاللي صار من أول ماراحت بيت داليا لحد مازارتها وإعتذرت منها، وبعد ماخلصت إبتسمت بفرح/ومن يومها ماسابتني وعرفتني على أكثر من زبونه وباين عليهم ناس مبسوطين وعجبهم شغلي ودفعوا بدون مايفاصلوني وكمان وعدوني يسوولي دعايه عند صحباتهم وأهلهم.. وأنا شاكه إنها هيا فاعل الخير اللي اتكفل بمصاريف سفر أمي وعمليتها في لندن بس ماحبيت أبين لها إني عارفه علشان ماأحرجها وأضيع أجرها بس ما أقول غير جزاها الله عنا كل خير.

شدت جوري على أسنانها بغضب وعقلها موقادر يستوعب إن في ناس بالدناءه والقذاره ذي! في ناس متجبره وظالمه لدرجة إنها تتلاعب بأحلام الناس البسيطه اللي كل همها لقمة عيش حلال تسد جوعهم وتكفيهم ذل الناس!

وأي نصيب اللي مكتوب لك ياخوله واللي وقعك في أيدين عالم مجرمه زي ذي! وأي قلب طيب ذا اللي بتملكيه واللي صدق خبثهم وتمثيلهم المتقن وسامحهم عاللي عملوه فيكي.

حست بضغطه على يده ورفعت رأسها وقابلت عيون خوله الخايفه/أبله أنتي زعلتي مني.

بلعت ريقها وإبتسمت بصعوبه/أنتي مو وعدتيني ماتخبي عني حاجه! ليه ماقلتيلي كل ذا من أول ياخوله؟

فركت خوله إيديها بإرتباك/أنا كنت بقولك بس ماعرفت كيف، في البدايه كنت خايفه

ومستحيه من اللي سواه أخوها بس بعدين لما شرحت لي واتأسفت قلت خلاص عفى الله عماسلف وماله داعي أتكلم في شي صار بالغلط وبدون قصد.

مسكت جوري أيدين خوله وبهدوء/والناس اللي عرفتك عليهم رحتيلهم برضه؟

هزت رأسها بنفي/لا والله أصلاً حرمت وقلت لها أي زباين يبغوني يجوني البيت وأنتي عارفه إني ماروح لأحد بس ديك المره هيا جات كدا.

هزت رأسها بتفهم/وياترى فكرتي في المشروع ورديتيلها خبر ولا لسا.

إتنهدت/أكذب عليكي لو ماقلت فكرت وتقريباً أقتنعت بكلامها ولقيت نفسي موخسرانه بالعكس أنا الكسبانه في الموضوع لإني أنا اللي بحاجتهم ولاهما عندهم خير ومو محتاجين يشاركوا وحده زيي بس تلقيهم قالوا يكسبوا فيا أجر والفلوس اللي بيطلعوها من المشروع بتزود رصيدهم في البنك، بس طيحة أمي جات ولهتني وبعدها حكاية السفر وراح الموضوع عن بالي.

جوري بحده/ألف مره قلتلك لاتتكلمي عن نفسك بذي الطريقه، إذا أنتي ماعزيتي نفسك وقدرتيها فلا تستني من الناس إحترام وتقدير.

أخذت نفس عميق وبجديه/خوله أنتي عارفه إنك بالنسبه ليا بنتي وأختي الصغيره ومتأكده إني أحب لك الخير وأبغى مصلحتك صح؟

خوله بتوتر/أبله ليه بتكلميني كدا ترى والله خوفتيني.

مسحت على شعرها بحنان/طول منتي بتخافي الله في أفعالك وأمك وأخوانك لا تخافي من أي شي.. بس أوعديني تنفذي اللي أقلك عليه بدون ماتسأليني عن أي حاجه.

خوله بإستسلام/أوعدك.

أخذت نفس عميق وبجديه/ أبغاكي ماعد تخبي عليا أيش شي يصير معاكي، وتبلغيني كل حاجه تصير بينك وبين داليا بكل تفاصيلها ومهما كانت تافه في نظرك، وكمان لاترديلها خبر عن موافقتك وإذا سألتك قليلها لسا بفكر، والأهم مهما حصل ومهما قالت توعديني ماتروحي معاها لأي مكان حتى لو خطوه برا بيتكم فاهمه ياخوله؟

حست خوله بإستغراب وخوف من كلامها وفي داخلها "ليه ياأبله كل ذا الحذر وأنتي ماشفتيها ولا تعرفيها! أنا ماشفت من داليا شي ما يطمن بإستثناء حركة أخوها الغبي بس هي مالها ذنب باللي سواه.. بس كمان أنتي مارح تقولي ذا الكلام لله في لله، من يوم ما عرفتك ونيتك صافيه وقلبك أبيض وعمرك ماجبتي سيرة أحد بشي بطال.. وأنتي أكبر واعقل مني وأكيد فاتني شي وأنتي إنتبهت له وأكيد في سبب لكل اللي طلبتيه وإلا ماتحكيلي ياه" هزت رأسها بإقتناع/فاهمه وأبشري، أوعدك أسوي كل اللي قلتيه.

تابعت جوري كلامها/وعلى فكره ترى مو هيا فاعل الخير اللي أتكفل بعلاج أمك وسفرها فلا تتجملي منها وتعطيها أكبر من حجمها.

طالعتها بإستغراب/ أيش اللي خلاكي متأكده والدكتور ماقال غير إنه فاعل خير.

إبتسمت بثقه/ عيب يابنت معاكي المحقق كونان..

سكتت للحظات وبتساؤل/ على سيرة كونان أنتي فاكره عنوان بيت داليا ؟

ردت بضيق من الذكرى المرعبه/للأسف أيوه ليه!

هزت كتفها بلامبالاة/بما إن حاسة المحقق أشتغلت مافي مانع أطمن عليكي أكثر ولا أيش رأيك؟

سكتت للحظات قبل ماترمي نفسها في حضنها ببكاء/أنا ماليا أحد من بعد الله غيرك والله لايحرمني منك.

ضمتها جوري وهمست لها/أنتي بنتي ومارح أسمح لأحد إنه يقرب منك ويأذيكي بإذن الله.

زاد بكاء خوله من كلامها وزاد معاه غضب جوري وحقدها وهي تفكر في طريقه تحمي فيها خوله من شر داليا ومراد واللي قاعدين يخططوه بخوله.
الرياض، الحادية عشره ليلاً


قفلت مع مها وهي مو مصدقه اللي سمعته منها وبدون تردد دقت على سند ودارت في الغرفه بتوتر لما مارد عليها، دقت مره ثانيه ولبست روبها فوق بيجامتها وبعد ثلاث رنات سمعت صوته المتقطع/ هلا ثريا.

أستغربت انفاسه المتسارعه/وينك فيه؟

أخذ نفس عميق /في صالة الرياضه ، بغيتي شي.

ردت بحماس/إنزين خلك مكانك والحين بجيك.

قفلت قبل ماتسمع رده وطلعت من غرفتها بسرعه وقابلت ديما طالعه من المصعد، ديما بإستغراب/شصاير ليه تركضين؟

دخلت المصعد وضغطت زر القبو وردت والباب ينقفل /بعدين بعدين.

في أقل من دقيقه انفتح الباب ودخلت القبو اللي كانت الأجهزه الرياضه المختلفه محتله نصف مساحته ومتوزعه داخله بترتيب، دارت بينها وهي تدور على أخوها بدون ماتلقى له أثر، جلست واتأففت بغيض/هذا وأنا قايلتله بجيه وتركني وراح، الحين شلون بعرف السالفه؟

أي سالفه!!

صاحت بخوف ونطت من مكانها/بسم الله.

طالعت في سند اللي واقف قدامها وشكله طالع من الحمام وعلى كتفه منشفه ورافع لها حاجبه بسخريه/شايفه جني قدامك.

أخذت نفس وبإبتسامه/حاشاك بس كنت سرحانه شوي.

مشيت وراه للجهه الثانيه من القبو واللي كانت مجهزه بجلسات مريحه وشاشة سينما ومطبخ تحضيري، جلس ينشف شعره وهي راحت جابت مويا وعصير من الثلاجه وحطته قدامه عالطاوله وجلست في مواجهته، وبجديه/أنت وش مسوي لشذى.

وقف اللي كان يسويه وطالعها ببرود/كلمتك؟

هزت رأسها بنفي/مها دقت علي وقالت إن صار بين شذى وعمي محمد هوشه كبيره، يعني ظني طلع في محله.. أنت السبب وراء اللي صار لها.

شرب المويا على مهله وببرود/كلامي يمشي على رجال وموبحرمه اللي تكسر كلمتي وتتحداني.

طالعته بإستغراب/كسرت كلمتك واتحدتك؟

رجع ينشف شعره وبهدوء/ سبق وحذرتها وقلت لها لا تقرب منها وتتعرض لها وبدل ماتنفذ اللي قلته اتصرفت بغباء وعقلها صور لها إني مارح أعرف سواتها.

ثريا بحماس/أنا كنت أظنها محرومه من الخروج بس وبصىاحه مابردت حرتي فيها، لكن مها قالت إنها جنت وصراخها وصل للبوابه يوم درت إن رصيدها صفر.. بس أنا شلون سحبت فلوسها؟

رد بهدوء/عمي محمد عطاني الضوء الأخضر و--

قطعت كلامه بشهقه قويه/أنت قلت له وش سوت.

رفع لها حاجبه بإستنكار/وسواتها تنقال!تبيني أجيب أجله.

سألته/أجل وش قلت له.
أخذ نفس وحكى لها عن زيارته لعمه بعد ماحكت له عن اللي سوته شذى.



رد بهدوء/يبه محمد واللي يسلمك لاتسألني وش سوت.

أبو سلطان بتوتر/سند يابوك شلون ماتبيي اسأل وأنت تبيني أحرمها من الطلعه، أنت ماتقول هالحكي إلا وهي مسوده الوجه.

حط يده على كتفه وبثقه/تطمن قلت لك مو بشي كايد لكن إبيك تسمح لي هالمره أتصرف معها بطريقتي.

اتأمل ملامح سند الجامده للحظات قبل مايهز رأسه بإستسلام/والله إن وراء جيتك علوم يابوبدر وأدري إنك موبخالي لكن الله المستعان وأنت أخوها الكبير ولك الحق تأدبها إذا شفت منها عوج، سوي اللي تبيه وأنا حاضر.

باس رأسه ووقف بهدوء/محشوم يبه، وإن شاء الله موبلاحقهم عوج ورأسك يشم الهواء..

مسك يده/على وين يابوبدر عشاك حضر.

سلم عليه بإبتسامه/رايتك بيضاء وعساه عامر، ينتظروني في المطار وراي سفر.

ودعه وراح المطار وعقله يفكر في طريقه يأدب فيها شذى على حركتها وعلى إستخفافها بتحذيره وفي الأخير لقي اسهل وأكثر شيئ ممكن يأثر فيها،كان يدري بنقطة ضعف بنات عيلتهم علشان كذا طلب عمه يحرمها من الخروج وبعد ماينسحب كل رصيدها وتتفاجأ ببطايق الصراف اللي مافيها هلله أكيد رح تجن وتثور وساعتها بتواجه عمه وبتدري إنه السبب وراء كل اللي صار لها.


وإنهى كلامه بسخريه/وهذا كل اللي صار عسى أرتحتي الحين.


أنفجرت بضحكه عاليه ماقدرت تمسكها وهي تتخيل منظر شذى بعد ماعرفت باللي صار لها و هديت وأخذت نفس وبج/ إنزين تظن ذا الشي بيوقف شذى عند حدها وبيخليها تشيل جوري من رأسها؟

حس بتوتر بمجرد ماسمع أسمها ووقف ببرود/هذي كانت قرصة أذن وإن مافادت بتكون جنت على حالها..

سكت للحظات وفي باله سؤال محيره/إلا وش اللي بينهم ومخلي شذى شايله عليها هالكثر؟ غلطت عليها! طولت لسانها كعادتها !

شتت نظراتها بعيد عنه بإرتباك وفي داخلها " وش تبيني أقول ! أقول إن شذى عينها منك وشكلها تغير من جوري، الغبيه يوم حست إنها قريبه منا حيل خافت يصير بينك وبينها شي، ماتدري إن جوري ماهيب حولك وموبطايقه حتى تسمع صوتك وأنت موبأحسن منها" إنتبهت لنظرات أخوها المتسائله وبزعل/ بالعكس شذى اللي من يوم ماشافتها وهي تطول لسانها وتعاملها بقلة ذوق ووقاحه لله في لله ومع ذلك جوري أتحملتها وماألتفتت لها وأنت بعدك للحين تفكر فيها بهالشكل.

رد بهدوء/إنزين أخذتي إجازه ورتبتي أمورك للسفر.

فهمت إنه غير الموضوع وبمسايره/ لاتحاتي كل شي جاهز.

أخذ قارورة المويا ومشي/أنا بمر بتول قبل ماأنام، تصبحين على خير.

خرج قبل ماترد عليه ويرجع لنفس أفكاره اللي بتدور حولها بإصرار مهما حاول يبعدها عن باله.



،

،

،

،

،



لندن، الثامنه صباحاً


دق الباب واتراجع بإستغراب أول ما أنفتح بسرعه، طالع في الممرضه المبتسمه وشكلها كانت مستنيه وراء الباب وبهدوء/صباح الخير، خالتي صاحيه؟

هزت رأسها بموافقه وأفسحت له مجال يدخل، شاف الحرمه اللي جالسه عالسرير بنقابها والأسلاك ممتده من إيديها وجسمها وموصله لأجهزه طبيه جنبها، وقف جنبها /السلام عليكم، إن شاء الله ماتأخرت عليكي ياخاله.

ردت بتعب/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فين اتأخرت الله يعطيك العافيه وأنتا سايب اللي وراك ورايح جاي تشوفني.

سحب كرسي وجلس جنبها وبضحكه/أفاا ياخالتي طفشتي مني خلاص؟

ردت بجديه/لاتقول كذا يامازن والله إنك في مقام رشيد، بس مايصير ياولدي من يوم ماجيت وأنتا تطل عليا وتداريني وسايب شغلك، أزعجتك وعطلتك وأنتا في غربه ومو ناقص هم على همك.

مازن بزعل /خالتي لاتزعليني منك، أنت في مقام الوالده لاعد أسمعك تقولي ذا الكلام.

إتنهدت /الله يوفقك وييسر أمورك ويعطيك على قد نيتك

سألها بجديه/أيش صحاكي ذحين! حاسه بتعب..اطلبلك الدكتور؟

ردت بهدوء/ الحمدلله مافيا إلا العافيه، بس قلبي مشغول على أولادي مو متعوده أسيبهم كل ذي المده.

إتنهدت وأتذكرت اللي صار لها من وقت ماصحيت ولقت نفسها المستشفى، عرفت إنها طاحت وجابوها بالإسعاف وإن لها يومين في العنايه المركزه وبعد ساعه كانت جوري وخوله عندها والإبتسامه ما فارقتهم ولما سألتهم قالوا إن في فاعل خير تواصل مع المستشفى واتكفل بمصاريف عمليتها وعلاجها برا، رفضت بسرعه حكاية السفر ماكانت حابه تسافر وتسيب عيالها لحالهم وخافت يصير لها شي وهي بلد غريبه، لكن بعد مازعلت خوله منها وفهمها إن حالتها متدهوره وسفرها أفضل لإن برا فرص وجود متبرعين محتملين أكبر من وجودهم داخل المملكه، غير جوري اللي وعدتها تنتبه لعيالها وحكت لها عن عم عيالها اللي عايش برا واللي هيكون معاها..سلمت أمرها لله ووافقت وبعد يومين ودعت عيالها وأستودعتهم الله وسافرت بطياره طبيه مع ممرضه خاصه ولما وصلت المطار كان كل شي مرتب وراحت عالمستشفى على طول وفي نفس اليوم اتعرفت على مازن وصار يمرها يطمن عليها ويجلس معاها وأوقات يتصل لجوري ورشيد ويكلموهم من جواله.

دق الباب وطلعها من أفكارها ودخل الدكتور وبدأ يرطن مع وهي موفاهمه أيش يقول.

الدكتور/صباح الخير دكتور مازن من الجيد إنك هنا أحمل لكم أخباراً رائعه.

أنتبه مازن لحماس الدكتور وبتفاؤل/خير اللهم اجعله خير، ماالأمر.

رد بحماس/لقد وجدنا متبرع مطابق للسيده.

وقف مازن بإنفعال/حقاً، هذا جيد متى ستقوم بأجراء العمليه.

إبتسم/حالما ننتهي من جميع التحضرات وعند التأكد من جاهزية المريضه لإجراء العمليه.

طالعت أم رشيد في وجه مازن والممرضه اللي يطالعوها بإبتسامه وبتوتر/مازن أيش قال الدكتور.

التفت لها بإبتسامه/الحمدلله لقينا متبرع وعمليتك عن قريب إن شاء الله.

طالعته بعدم إستيعاب .. أخيرأ هتسوي العمليه وهترتاح وتريح، ماكانت فرحانه لنفسها قد ماكانت فرحانه لبنتها خوله اللي ذاقت معاها المر وكبرت قبل أوانها.. أخيراً هترتاح من كسرة ظهرها على المكينه لأخر الليل علشان توفر لها قيمة الدواء اللي بيأخذ نص اللي بيطلع لها من الخياطه.. أخيراً هترتاح من الذل والإهانه وهي تلف على المكاتب الحكوميه علشان يوافقوا على علاجها على حساب الدوله.. أخيراً هترتاح من همها و هتقدر تلتفت لنفسه ولمستقبلها.

التفتت الممرضه وبرجاء/خوله أتصلي بخوله.
منع مازن الممرضه وطلع جواله ودق على رشيد وأول ماسمع صوت رشيد أعطاها الجوال وطلع مع الدكتور علشان يسأله عن التفاصيل.
أشتقت لشخصٌ كان يوصينيّ بأن انتبهَ ï»ںنفسيّ كثيرًا ليتني استطيع ان اخبره انيّ فقدُت نفسيّ عندما غاب ...




جده، الثالثه عصراً


دخل الصاله بتردد ولقي قصي وياسمين يذاكروا، ولما مالمحها سألهم /أمكم وين؟

ياسمين بتنهيده/ في الحوش، خالوا أيش اللي حصلكم ومتى بتتصالحوا، ترى دي أول مره أشوفكم كدا.

رد بتوتر/محنا متخاصمين علشان نتصالح، بس أمك صارت حساسه الفتره الأخيره وصار بينا سوء تفاهم.

رد قصي/يمكن لإن الأختبارات النهائيه قربت وبعدها هترجع صنعاء وتسيبنا.

أنتبه للحزن اللي في صوت قصي واللي سكن ملامحهم وماعرف أيش يقول علشان يطيب خاطرهم وبهدوء/لاتشغلوا بالكم بذا الشي من ذحين وخلو السفر لوقته، أنا بروح أشوفها.

دخل المجلس وفتح الشباك اللي يطل عالحوش وشافها بتقطع الحوش من أوله لأخره بخطوات سريعه وصوت طقطقة القلم اللي في يدها واصله بوضوح.. كل ملامحها وحركاتها كانت بتأكد له إن في شيئ حاصل معها غير اللي صار بينهم من يومين.. كانت متوتره على غير عادتها وأعصابها مشدوده وطول اليومين اللي فاتوا عينها على جوالها اللي مافارقها وكأنها منتظره مكالمه مهمه، حس بعجزه وقله حيلته لإنه موقادر يخرج يشوفها ويكلمها لإنها رافضه تطالع في وجهه وبتتجاهل وجوده بالمره وحتى كلامها البارد والمختصر اللي كان بينهم قبل انحرم منه بسبب غيرته العمياء، غمض عيونه بألم ورجع بذاكرته للي صار بينهم من يومين وتفاصيل إنفجاره الأخير بتنعاد في باله وتذكره بتهوره وحجم الغلطه اللي غلطها في حقها..

رجع من عند فيصل وهو مقرر إنه يعتذر لها ويصالحها مهما كلفه الموضوع المهم إنها تسامحه على حركته السامجه في شالها ، دخل البيت عالساعه وحده الصباح وكانوا العيال نايمين في ذا الوقت وهيقدر يأخذ راحته في الكلام معاها، راح رأساً لغرفتها وهو متأكد إنها صاحيه ومارح تنام غير لما تتطمن على رجوعه بخير .. دق الباب ولما ماردت دخل بهدوء وشافها جالسه قدام التسريحه تمشط شعرها وتكلم نفسها بإندماج ومو حاسه بوجوده، وبعد ماخلصت من شعرها أخذت الشال بين إيديها وكملت كلامها معاه وهي تسأله وتجاوبه في أشياء ماسمعها بسبب صدمته من اللي جالسه تسويه ولما أنتبهت له سكتت فجأه وطالعت فيه بإرتباك، حس بإنزعاجها من وجوده وكأنه قطع عليها شي مهم وخاص لما خبت الشال وراء ظهرها وكإنها خايفه عليه ومو واثقه فيه، شد على أسنانه بغيض/أنا كل مارحت وجيت القى الزفت ذا معاكي وذحين بتكلميه كمان.

أخذت نفس عميق ولفت الشال على رقبتها وبضيق/مكان مايكون هكون معاه وأنا برتاح وأنا بكلمه .. أنا بعرف بس أيش سوالك علشان تعامله كذا أنتا ليه كارهه وماتحبه؟

طالع فيها بعدم تصديق للحظات قبل مايهجم عليها علشان يسحب الشال منها وبعصبيه/ أنتي أتجننتي، هذي خرقه لا راحت ولا جات ووجودها وعدمها واحد.

نطت عالسرير قبل ما يلمس شالها وردت بحده/لا تقول عليها خرقه ذي حياتي.. تفهم يعني أيش حياتي.. يعني من غيرها أنا مالي وجود.

حس بدمه يغلي من كلامها وفي ثواني نسي كل الله كان مقرره من قبل ورجع لغيرته العمياء وصرخ فيها بغضب/لاتجنني أهلي وقوليلي الشال ذا حق مين، وأيش اللي بينك وبين صاحبه ومن وين تعرف-----

قطع كلامه بمجرد ماسمع صوته بينطق بإتهام ماكان قاصده بذا المعنى، للحظات أنشل تفكيره وكل شيئ فيه سكن فجأه بندم ومارجع لطبيعته إلا على صوت شهقتها وهي تطيح مكانها وتكرر كلامه بعدم إستيعاب/بيني وبينه!!

بيني وبينه!!!

حس بطعنه في قلبه بمجرد مالمح نظراتها الزايغه وجهها الشاحب، جلس قدامها وبإرتباك/ أنا ماقصدت الله فهمتيه.. أنا ---

نفضت إيديها بقوه بمجرد مالمسها وبعدت عنه لحد مالصقت في دولاب ملابسها وبصدمه/لا تلمسني.

وقف ومسح وجهه بقوه وبندم/ والله ماقص--

قاطعته بهمس/لاتحلف بالله كذب لاتحلف.

قرب منها وصرخ بعصبيه/جوري أفهميني خليني أشرح لك قبل ماتحك--

قاطعته بهمس/وأنتا ليه مافهمتني!! ليه ماخليتني أشرح وحكمت عليا بال--

ماقدرت تنهي جملتها ووغطت فمها بكفوفها وهزت رأسها بعدم تصديق، شافها تتحرك في الغرفه بضياع وبخطوات مهزوزه قبل ماتمسك جوالها وتتصل وبعد لحظات طلع صوتها مخنوق/مؤيد تعال بسرعه لاتتأخر عليا.

ماأنتبهت لجوالها اللي طاح وسحبت عبايتها تحت نظراته المتوتره /وين بتروحي

لبست عبايتها وردت برجفه/أي مكان أنتا ماتكون فيه.

هز رأسه بتفهم وبرجاء/أنا عارف إني غلطت ومستعد للي يرضيكي أنتي بس أهدي شويه وأسمعيني.

وصلت لباب غرفتها وبدون ماتطالع فيه ردت بغصه/ إذا عندك أي إتهامات حاب تضيفها أجلها لوقت ثاني علشان ضربتين في الرأس توجع يا أقرب ناسي.

حس وكإنه أخذ كف على وجهه من كلمتها وجمد مكانه للحظات ولمالحقها كانت في الحوش سانده نفسها عالباب وبتتنفس بعمق، كان عارف إنها بتكابر وبتحاول تصلب طولها علشان لاتنهار قدامه عالأرض.. قرب منها بقلق/طيب أنا أوديكي مكان ماتبغي ومارح أكلمك ولا اقرب منك بس تعالي معايا، وين بتروحي مع مؤيد ذحين!

لبست نقابها وبألم/لو بيدي أسيبلك الأرض باللي فيها ماهقصر

رن جواله قبل مايرد عليها وبعد عنها وأخذ نفس عميق قبل مايرد/هلا مؤيد..... لاتخاف مافي شي.... سوء تفاهم بسيط وهنحله ....... ذحين نطلع لك.

قفل وسمع صوت سيارة مؤيد وخرج وشافه مع فاطمه وجوري الصغيره، نزل مؤيد من السياره أول ماشافه وركبت جوري وراء مسك الباب قبل ماتقفله وبهمس/لايروح عقلك لبعيد وتتخيلي أشياء أنا ماقصدتها، أنا كنت معصب وماعرفت أعبر صح عن اللي بقوله.

ردت بغصه/عصبيتك خلتك تعبر عن رأيك فيا بصراحه.

صرخ بقهر/مو أنتي اللي أفكر فيها كذا ياغبيه وأنا مستحيل أفكر في ذا الشي، قلتلك خانني التعبير.

إكتفت بالصمت ولفت وجهها عنه وسلمت على فاطمه وقفلت الباب ،التفت لمؤيد اللي بيطالعهم بحيره وقلق/عبدالرحمن أيش صار لذا كله.

ضرب السياره بعصبيه/ماصار شي أنا اللي إنضربت على رأسي وقلت كلام ماينقال.

ربت على كتفه بمواساة/أذكر الله وأهدى وأنا متأكد إنها ماتقدر على زعلك أنتا بالذات وشويتين وتنسى وترجعوا زي السمن عالعسل.

شد شعره بقهر/ذي المره ماأظن إنها هتنسى بذي السرعه.. المهم طمني ولاتطولوا برا.

ركب السياره وبإبتسامه/لا توصيني على أختي ..سلام.

راقب السياره وهي تبعد وتختفي وظل مكانه في صراع مع نفسه وكله ندم وقهر من اللي سواه.




رجع من ذكرياته الكئيبه على نغمة جوال عاليه، طالع في أخته اللي ردت على جوالها /السلام عليكم هلا ساره كيفك-----

ماسمع باقي كلامها لإنها دخلت وأختفى صوتها، أخذ نفس وضغط على صدره بقوه لما حس فيه بنغزه وبهمس/ياالله سمعنا خير، الله يستر منك ومن سكوتك اللي مايطمن.



،

،

،

،

،


الرياض،السابعه مساءً



أول ماطلعت الحاله من عندها مسكت جوالها وشافت إتصالين من مها وثلاثه ديما، إتصلت بديما أعطاها مشغول وإتصلت لمها وردت/هلا بالدكتوره..

ثريا/السلام عليكم.. هلا مهاوي شلونك.

مها/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمدلله زينه.. مطوله عندك.

ردت بإستغراب/تو الناس على نهاية الدوام، خير شصاير.

ضحكت/شفيكي خفتي ماصار شيئ بس شاهين كان عازمني عالعشاء ولما سمع إن ديما تبي السوق فكر إنا ننزل كلنا من زمان ماطلعنا سوا.. وش رأيك نطلع نتسوق ونتعشى ونشرب قهوه في أي مكان.

ردت براحه/مالت عليكي ماعندك سالفه على بالي في شي.

مها بسخريه/ياحبك للأفلام ياشيخه وش بيكون فيه مثلاً.

إبتسمت/سبحان الله الواحد ما يدري أيش ممكن يصير.. بعدين ماله داعي نطلع معاكم أنتي يلا تشوفي حبيب القلب وش تبين فينا عازمتنا.

مها بضحكه/ثريا عن المساخه وخل نطلع نستانس تدرين إنا مانقدر نطول برا وحنا لحالنا بالليل وهذي فرصه، وحبيب قلبي مأخذ أجازه وبيتفرغ لي زين فلا تشيلين همنا

ردت بإبتسامه/الله يهنيكم ويتمم لكم على خير، عموما أنا بعدي مطوله ورح أعطلكم فروحوا من غيري أحسن.

مها برفض/لا حبيبتي رجلنا على رجلك نبي طلعه جماعيه كلنا يعني كلنا.. خلاص بنأجلها لبكره ومن الحين تعملي حسابك.

ثريا بإحراج/ مهاوي والله موبلازم أروح معاكم خلاص أنتوا روحوا وإنبسطوا؟

مها بإصرار/ لاتحاولين من غيرك موبرايحين.

سكتت وفكرت في أخوها شاهين اللي اتعنى وعزمهم وديما اللي أكيد هتزعل وتبدأ إسطوانتها المشروخه عن توترها كل ماقرب موعد زواجها، إتنهدت بإستسلام/إنزين كلنا كلنا، بحاول ماتأخر عن الساعه تسعه ومروا علي ونطلع من هنا.

مها/خلص بكلم البنات ومارح نتأخر إن شاء الله.

قفلت منها ورجعت تستقبل مرضاها الصغار بإبتسامتها الهاديه.
صنعاء، العاشره مساءً


أخذت صينية الشاي من بشاير اللي سألتها للمره الأخيره/أحلام الله يحفظش خلي علي يدخلها أحسن.

(ردت بإصرار/بشاير أنا مش ناقصه توتر (سيري روحي عشي عيالك ولا رقديهم وفلتيلي حالي.

شالتها بحذر ودخلت المجلس وكإنها داخله لجنة إمتحان والكل عيونه عليها ومنتظرين أقل غلطه منها، علي/ذحين بتشرب أحلى شاي من يد حرمكم المصون يايزن.

يزن بإبتسامه/أي شي من يد حرمي المصون أكيد بيكون حالي مثلها بدون شك..

حطت الشاي وجلست جنب علي ومالت عليه بهمس/الله لايحرمني منك.

مسك يدها بحنان/ولا منك ياقلب أخوها.

كانت عارفه إنه بيتعمد يكلمها علشان تتطمن وماتترتبك وهي ماشيه وتنسى خطواتها بسبب توترها من وجود يزن، اليوم حبت تثبت له إنها مو عديمة الفايده نهائياً وفي منها أمل وعلشان كذا بعد العشاء راحت سوت الشاي بنفسها وأصرت تدخله .

شمت ريحة عطره قبل ماتحس بذراعه على كتفها وبيدها تنسحب من يد علي بشويش وبمزح/رجاءً إذا في أحد بيمسك يدش فهو أنا وبس.

حاولت تسحب يدها بهدوء بس يزن مسك فيها بإصرار، وقف علي بهدوء/ أنا استأذن معي إتصالاتها أعملها وأنت مش غريب خذ راحتك..

يزن بإبتسامه عريضه/تسلم كفيت ووفيت والله يقويك.

أول ماحست بخروج علي لفت ليزن بتوتر/يزن بطل حركاتك هذي بتحرجني قدام علي.

إبتسم بمكر /يعني لو علي مش موجود عادي أخذ راحتي ياحبي.

شهقت وحاولت تشيل بذراعه من كتفها وبإرتباك/أنا..أنا ماقلت ..قليل أدب.

رد بضحكه/خلاص ماعاد في غيرنا

زفرت بضيق/أتخيل جاء أبي ولاواحد من أخوت----

سكتت بصدمه لما ضمها لصدره فجأه ونسيت باقي جملتها من حركته المفاجئه والمتهوره واللي أول مره يسويها، وضعها بيضطرها تعتمد على التواصل الجسدي وحاسة اللمس أكثر من باقي حواسها وكانت متعوده على ذا الشيئ مع أخوانها والناس المقىبين منها في محيطها لكن مع يزن كان كل شيئ يتغير.. كانت تتوتر كل مالمسها أو مسك يدها وتحس بإرتباك رغم إنه بيعاملها بكل رقه وحب.. إبتسمت بخجل وقلبها زادت دقاته من الفكره.. يزن يحبها .. أخيراً إقتنعت بذا الشيئ وحسته ولمسته.. حسته من كلامه ولمساته حتى من سكوته لما يكونوا سوا.. ماتدري كيف حسمت أمرها وأتشجعت.. أخذت نفس عميق ولصقت فيه أكثر ولفت أيديها على خصره وسندت رأسها على كتفه وغمضت عيونها بإسترخاء وعقلها بيسترجع تفاصيل اليوم اللي أتغيرت فيه حياتها للأفضل.

مسك يدها وبهدوء/هيا اتأخرتي على يزن

ردت برجفه/إن شاء الله ماأكون غلطت في قراري..علي خليك قريب مني.

رد بثقه/لما تقابلي يزن وتصارحيه بكل مخاوفك وتفهمي أسبابه لخطبتك وتمسكه بك هتوفري على نفسك الحيره وتقدري تقرري مصيركم وأنتي مطمنه إنك ماتسرعتي، وكوني متأكده إن هذا أحسن قرار اتخذتيه من فتره.

هزت رأسها بموافقه وأخذت نفس عميق ودخلوا سوا، سلمت وجلست جنب أبوها اللي اتبادل مع يزن كم كلمه وبعدها قام لركن المجلس مع علي وتركوهم براحتهم.

حمدت ربها إنها لابسه نقابها علشان وجهها مايكشف توترها ومع ذلك حست بإيديها ترتجف وبلسانها لصق في حلقها وكل اللي كانت بتقوله اتبخر بمجرد دخولها، قطع يزن صمتهم وكلمها/علي قال إنش محتاجه تكلميني قبل ماتقرري توافقي أو ترفضي، وهذا أنا مستعد لأي سؤال وأوعدش أجاوب بدون لف ودوران

أخذت نفس وأتخيلت نفسها في قاعة المحاضرات ورجع لها هدوئها وثقتها في نفسها/بصراحه ماتوقعت توافق على طلبي واتفاجأت لما قلي علي إنك عندنا.

يزن بهدوء/يأسفني أخيب توقعاتش، ومع إني أتوقعت إنش طلبتي هذا الطلب على أمل إني أزعل وأغير رأيي من ناحيتش ، إلا إني في داخلي أتمنيت العكس.

كان يتكلم بثقه حست معاها بضيق/ومالك بتتكلم وأنت مبتسم .

رد بذهول/كيف عرفتي إني مبتسم؟

إتاففت/صوتك كان رقيق ونبرتك مرتاحه وإبتسامتك الأعمى يشوفها.

ضحك بخفه/لما حسيت إنك مختلفه ومش عاديه كان عندي حق.

فهمت كلامه غلط وردت بحده/ وعمايا أكبر دليل على أختلافي وع---

قاطعها بسخريه/ماكنت عارف إنش من النوع اللي بيتذمر ويتحسر على حاله وبيعذب نفسه بحاجات فاضيه.

كورت إيديها بعصبيه/حاجات فاضيه!! أنت أيش فهمك بحالتي ولا بإحساسي علشان تتفلسف عليا، كونك فكرت تخطبني فذا مايدي لك الحق إنك تحكم عليا وتحاكيني بذا الأسلوب.

رد بجديه/وكونش عمياء مش معناها إنش أقل من الناس، بصراحه أنا مستغرب أنتي كيف عشتي كل هذي السنين وكيف وصلتي للمكانه اللي أنتي فيها وأنتي بهذي العقليه والتفكير المحدود.

حست بالإهانه من كلامه وردت بغضب/اللي وصلتله كان بمجهودي وتعبي مش بشفقة أو مجامله وأنا ماأسمح لك تتهمني ب---

سكتت بصدمه وهي تسمعه بيردد كلمات أول مقاله أتنشرت لها قبل خمسه سنين وبعد ماوقف كلام أستمرت بينهم الصمت لفتره قبل ماتسأله/كيف لقيت هذي الطبعه القديمه.

رد بهدوء/أنا محتفظ بكل مقالاتش وإن شاء الله في يوم أخليش تشوفيها.

ما فاتها تلميحه الواثق لكن كان في سؤال أهم مسيطر عليها/أنت بتراقبني ولا أيش؟

رد بصدق/مش مراقبه بالمعنى الصحيح، لكن تقدري تقولي إني من المعجبين لكن لما عرفتش شخصياً أتحول الإعجاب لحب.

ذي المره كانت صدمتها أكبر وكررت وراه بعدم إستيعاب/إعجاب وحب!!

أخذ نفس عميق وبجديه/عمرش سمعتي عن الحب من أول نظره؟

التفتت لا إرادياً ناحية أبوها وأخوها وكإنها خايفه لايكونوا سمعوا كلامه مع إنهم كانوا بعيدين عنهم و صوته كان واطي، همست بتوتر/أنت مجنون ولا بعقلك

كرر سؤاله بإصرار خلاها تعصب/بما إني عمياء فأكيد فاتتني النظره الأولى وحتى الألف ياعبقري زمانك.

رد بهدوء/لكن أنا مافاتتني من أول مامسكتش وسألتش إذا كنتي بخير ومحتاجه مساعده.

جمدت مكانها فجأه وحاولت تستوعب اللي سمعته "مسكني وسألني!!" طالعت فيه بصدمه لما تابع كلامه وكإنه قرأ أفكارها/كانت أول نظره قبل ثلاثه شهور في الجامعه ---

تابع كلامه عن لقاهم الأول واللي أثر فيه واللي كان منسي ولايذكر بالنسبه لها وبعد ساعتين نقاش إستئذنت وخرجت بحاله غير اللي دخلت بها وثاني يوم أعطت موافقتها لأبوها وطلبت إن ملكتهم تكون في نفس اليوم وذا الشيئ اللي فرح الكل وصدمهم وبعد ساعه كان يزن عندهم مع الشيخ والدنيا مو سايعته من الفرح.



فاقت من ذكرياتها لماحست ببوسه إنطبعت على خدها برقه قبل مايحاوط وجهها بكفوفه ويهمس لها/أحبش.

كلمته مست قلبها وحست بصدقه وأتمنت في ذي اللحظه لو إنها تقدر تشوفه وبتلقائيه مدت إيديها لوجهه وإستخدمت الطريقه الوحيده اللي بتشوف فيها كل شيئ في حياتها، مررت أصابعها على ملامحه بشويش وهي تتعرف عليه لأول مره وبتطبع تفاصيله في ذاكرتها.



،

،

،

،

،



جده، الثامنه صباحاً


حطت كوب قهوتها عالأرض وطالعت في ساعتها بتوتر /ياربي منك ياساره ومن لكاعتك أنا ماصدقت عبدالرحمن والأولاد راحوا علشان أكلمك وأنتي هت---

قطعت كلامها ومسكت جوالها بلهفه أول مارن وبمجرد مالمحت أسم ساره أخذت نفس وردت بهدوء/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ساره/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، صباح الورد للورد.

وقفت وبدأت تمشي كعادتها/صباح النور والسرور وكل الحاجات الحلو.. بشري الله يبشرك بالجنه

ساره بتنهيده/بصراحه.. يقول ماقدر يسوي شي.

عقدت حواجبها بإستغراب/أيش اللي ماقدر يسوي شي، زوجك ذا مو شغال في مكتب المكافحه ولا لا؟

ردت بهدوء/تدرين إنه عميد ليه تسألي.

ردت بتوتر/أجل أيش اللي مايقدر، قصده علشان هوا في الرياض وهما هنا..عادي ذي قضيه في تخصصه وأكيد له صلات بمكتب المكافحه في جده ويقدر يتواصلوا معاهم وينسقوا الموضوع بينهم ساره بشرح/جوري حبيبتي أفهميني زين.. هو يقول إنا كل اللي قلتيه مجرد حكي وتخمينات مالها أي دليل.. يعني كلام فاضي وبالأصح كلام حريم.

وقفت مكانها وردت بحده/كلامي مومحتاج دليل أنا حكيتلك كل اللي قالته خوله وكل اللي سمعته من الحيوان الثاني وكلامه ماله غير معنى واحد .. ذول عاملين شبكة ***** فاهمه يعني أيه؟ يعني أكيد ليهم في المخدرات لإنها هيا تجي كذا مجموعه بتكمل بعض..شراب وبنات ومخدرات، وأعتقد إنه لو تمت مراقبتهم لفتره هيكتشفوا بلاوي.

ساره بضيق/يابنتي والله فاهمه بس هو يقول ..

سكتت شويه وسمعتها تتكلم مع أحد قبل ماتسألها بتردد/أيش رأيك أفك الإسبيكر وتسمعي من سعد أحسن.

ردت بتوتر/مو مشكله.

سعد /السلام عليكم أختي أم قصي.

أخذت نفس وردت بهدوء/وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحمدلله تسلم يابو عبد الله.

سعد/بالنسبه للي قلتيه كلامك كله صح لإن شبكات ال***** غالباً بتوفر هالنوع من الخدمات للي بيترددوا عليهم ومثل مانقول لزباينهم.. لكن مثل ماسبق وقلت كل هذا يظل مجرد كلام وتخمينات وحنا مانقدر نراقب الناس بمجرد إن في شخص سمع كلمتين من مكالمه عابره.

كانت مستحيه منه وماتبغى تكلمه بس كلامه عصبها/بس يابوعبدالله في حاجه أسمها إشتباه وعلى أساسها بتراقبوهم وانا جبت لكم طرف الخيط والمفروض إنكم تتأكدوا من صحة كلامي وتشوفوا شغلكم..

رد بهدوء/ياأختي الشغله مو بهينه مثل منتي مصورتها، في خطوات متبعه ونظام نمشي عليه.. بلاغ رسمي---

قاطعته بسرعه/وأنا بصفتي مواطنه بقدم بلاغ رسمي فيهم وانتوا شرطه والشرطه في خدمة الشعب ولاشعاركم اتغير وأنا مو منتبه!

سعد بحده/ياأم قصي االشغله موبخذني جيتك الشغله يبي لها أدله وأذن من النيابه ووقت طويل ولويه.

ردت بتوتر/بس هيا ماعندها وقت لروتينكم ذا، البنت عليها ضغط ويمكن تضيع ويجروها لوساختهم في غمضة عين، طيب عالأقل وفروا لها حمايه أومراقبه لحد ماتخلصوا أفلامكم وإجرائاتكم الممله.

زفر بضيق/أدري إن الروتين معقد بس ذا النظام ومانقدر نتخطاه وحالياً عندنا قضايا أهم من اللي أنتي قاعده تقوليه.

ردت ببرود/لإنها يتيمه ومالها ظهر فهيا مو مهمه بس لو كانت واحد من الناس الواصله واللي حساباتهم في سويسىرا كان اتغاضيتوا عن الروتين والنظام بكل بساطه.

رد بغضب/أم قصي عن الغلط.. حنا نعامل الناس بنفس المقياس وأنا ماقصدت اللي فهمتيه.. قلتلك ماأقدر أتصرف قبل مايكون بين أيدي دليل ملموس يثبت تورطهم في كل اللي قلتيه.

ردت بسرعه/خلاص بكره إن شاء الله يكون عندك.

رد بإستغراب/وشو اللي عندي!

أخذت نفس عميق وبهدوء/مو تبغى دليل ؟ خلاص أنا هجبلك الدليل بنفسي بس من ذحين توعدني وعد شرف إن أول مايوصلك الدليل توفر حمايه لخوله وأهلها.

ساره بخوف/جوري يامجنونه وش ناويه عليه --

قاطعها سعد بسخريه واضحه/وأنا بس تسلميني الدليل أوعدك أنفذ كل طلبتيه.

ساره بتوتر/سعد وش فيك أنت بعد أي دليل وأي خرابيط.. جوري حبيبتي تكفين أسم

قاطعتها ببرود/أنا مشغوله ذحين وبعدين أكلمك، السلام عليكم.

قفلت الخط وراحت لكيس الملاكمه وبدأت تضربه وهي تفكر بهمس/إذا كنت فاكر إني بمزح معاك فأنتا غلطان، أنا مو محتاجه ليك ولا لغيرك علشان أحمي اللي أحبهم ودليلك بإذن الله أنا اللي هجيبه مهما كلفني، بس خليني أفكر شويه وإلا ماأطلع بشي.
الرياض،الواحده والنصف ظهراً


دق الباب ودخل لما سمحت له وشافها واقفه جنب الشباك وتطالع الفراغ، وقف جنبها وحط بذراعه على كتفها وقربها منه بهدوء/ السلام عليكم ، ليه قاعده لحالك!

ردت بدون ماتلتفت/وعليكم السلام والرحمه، عادي بابا ماعندي شي أسويه.

إنتبه لنبرتها الغريبه وملامحها الباهته والمرهقه سحبها بشويش وجلسوا عالكنبه و بحنان/ حبيبتي لاتخافين كل شي مترتب والعمليه حيل سهله بإذن الله، أنتي أرتاحي ولاتشغلين بالك.

ردت برجفه/أنا بس خايفه شوي وبعد متوتره ومتحمسه، أحساسي حيل غريب.

ضمها لصدره وبحنان/كلنا حاسين بهالإحساس موبأنتي بس، وأنا وبدر وجدتك وعمتك ثريا كلنا بنكون معاكي ورح تلقينا حولك أول ماتفتحي عيونك بإذن الله.

حست براحه من كلامه وحاولت تبتسم/إبي تكون أول واحد أشوفه.

رد بضحكه/لو سمعك بدر الحين بيزعل.

ردت بثقه/لا مارح يزعل، أصلاً بيكون خايف حاله حالي ورح يزعجك لين أطلع من غرفة العمليات.

عدل شعرها وإبتسم /هو تومك وأكيد بيحس فيكي، والحين قوليلي جهزتي كل شي لبكره مانبي نتأخر عن طيارتنا.

هزت رأسه بموافقه وبتردد/بابا أنت كنت وعدتني تحقق لي طلب إذا خليتك تنام هذاك اليوم صح ولا لا؟

أخذ نفس عميق قبل مايرد بعدم إرتياح/آمري حبيبتي شتبين وأنا حاضر.

بتول بتردد/إبي خالتي جوري تجي معانا لندن.

طالع فيها بصدمه/وشو!!

ردت برجاء/بابا واللي يسلمك خليها تجي معانا تكفى طلبتك.

وقف ودار في الغرفه بتوتر/بتول حبيبتي أطلبي طلب معقول، وش اللي أخليها تجي معانا..

ردت بزعل/يعني بتتراجع عن وعدك لي.

زفر بضيق/ هذا موبتراجع بس أطلبي طلب مقدور عليه، وش تبيني أسوي !! أتصل عليها وأقلها نبيكي تجين معانا!

فجأه أتخيل نفسه وهو بيتصل عليها ويطلب منها تسافر معاهم، وش بيكون ردها ياترى وش--

طلعه صوت بتول من أفكاره المجنونه ورجع يركز معاها وهي مستمره في إقناعه/لا طبعاً أنا بكلمها وهي أكيد مارح ترفض طلبي وبتجي معانا، أنت بس وافق على فكرتي تكفى بابا .

سألها/ وش اللي مخليكي واثقه إنها بتوافق تسافر معانا.

إبتسمت بثقه/لإنها قبل كذا رفضت تجينا بس لما كلمتها أنا وبدر ماقدرت ترفض وجاتنا العيد اللي فات لما رحنا المزرعه.

رجع بذاكرته لذاك الوقت وبدون مايحس لقي نفسه بيسأل بتول عن اللي كان شاغله ومحيره طول الفتره اللي فاتت/أنتي تدرين هي ليه سافرت بدون عيالها وليه جاتنا بدونهم في العيد؟

هزت رأسها بموافقه وبحزن/لما كنا في جده آخر مره حكت لي ياسمين كل شي.

رد بإستغراب/منو ياسمين؟

بتول/بنت خالتي جوري.. تدري يابابا أنا في حياتي ماشفت زي خالتي جوري وخالي عبدالرحمن.

جلس جنبها وبإهتمام/شلون يعني ماشفتي زيهم؟

إبتسمت بإعجاب/هي تركت ياسمين وقصي في جده علشان يعيدوا مع أبوهم وسافرت لأهلها علشان خالي عبدالرحمن يعيد مع زوجته وبنته ماكانت تبي العيد يجي وهم كل واحد بصوب، وهو ماقدر يخليها بعيده عن عيالها في العيد وترك زوجته وبنته ورد بدري علشانها.

سكتت للحظات وتابعت بحزن/ بس لما ردوا من السفر مالقت عيالها، أبوهم أتعمد يأخذهم ويسافر علشان ماتشوفهم، جدي صقر وجدي مساعد يوم دروا كلموها علشان تجينا وتتونس معانا بس هي رفضت وأتعذرت بإنها تبي تجلس مع عيالها وهي ماتدري إن بدر قايل لهم السالفه، وجدي مساعد قلنا نكلمها وفعلاً أول ماكلمناها ماقدرت تردنا وجات علشانا---

حس بشلل في كل أطرافه قيده مكانه بجمود غريب وهو يتذكر اللي سواه معاها في المزرعه وسيل الإتهامات والتلميحات اللي رماها في وجهها بكل برود ووقاحه، أتذكر شهقة الألم اللي طلعت منها لما لامها على تركها أولادها وأتذكر كل الإفكار الشنيعه اللي سمعها ياها وكان مقتنع بها في ذاك الوقت، وأتذكر كيف حاولت تتجنبه وتبعد عنه وكيف لاحقها بكل غباء بإصرار لحد ماأنفجرت في وجهه وواجهته بحقيقته بكل بساطه وبرود..

لمسه على يده خلته يلتفت لبتول اللي سألته/ وش قلت موافق؟

هز رأسه بقوه علشان يطرد صورتها وصوتها اللي شوش تفكيره وخلاه مايفهم قصد بتول وبعدم إستيعاب/موافق على وشو بالضبط!

زفرت بضيق/توديني لها علشان أقنعها تجي معانا.

طالع فيها بحيره/أوديكي لها..

هزت رأسها برجاء/علشاني بابا تكفى بس وديني وخلي الباقي علي وأنا بقنعها تجي معانا.

ردد الكلمه في باله بشرود "معانا.. بتجي معانا"وبعد دقيقه أخذ نفس عميق وبهدوء/موافق.

رمت نفسها عليه بصراخ/شكراً بابا شكراً.

ضمها لصدره وإبتسم لفرحها الواضح وفي باله"إذا عن جد جات معانا فأنا اللي لازم يشكرك"



،

،

،

،

،


جده،السابعه مساءً


أخذت البطاقه من رواد وراحت لرشيد برجاء/رشود حبيبي يلا أشحن البطاقه وأتصل على الدكتور مازن.

رد بإبتسامه/أنتي مو كلمتي الممرضه العصر وقالتلك إنها بخير والحمدلله.

هزت رأسها بموافقه/عارفه بس أبطمن عليها زياده، هوا مارح يكذب علينا لكن الممرضه مشكوك في أمرها.

أخذ الطاقه وشحن جواله وبتردد/بس أنا ماأبغى أقروش الرجال كفايه إنه بيتصل كل يوم علشان يطمنا عليها وأكيد هنعطله.

أخذت نفس ودعت من قلبها/الله يوفقه دنيا وآخره ويرزقه ببنت الحلال اللي تسعده ويرجعه بالسلامه لأمه زي مابيطمنا عليها وينتبه لها.

أشرلها تسكت وفتح الإسبيكر وبإبتسامه/السلام عليكم، ممكن أكلم دكتور مازن.

وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .الدكتور ذحين مشغول بس لو في شي ضروري ممكن نبلغه.

عقدت حواجبها بإستغراب لما ضحك أخوها واللي يكلمه فجأه.

رشيد/والله إنك فله يااخي.. غريبه كل السّنين ذي جيران وماشفتك قبل كذا.

رد بضحكه/ أيش فله ذي شايفني بقدك علشان تخفف دم معايا..بعدين نصيب سبحان الله المهم كيفك وكيف أهلك

رد بهدوء/الحمدلله كلهم بخير بس قلقانين عالوالده وكذا

مازن بجديه/مافي داعي تقلقوا هيا بخير والحمدلله وقلتلك قبل كذا هيا في العنايه المركزه لين يتأكدوا إن جسمها اتقبل العضو الجديد تماماً والحمدلله لحد ذحين أمورها كلها طيبه ومبشره بالخير.

إتنهدت خوله براحه ونسيت الإسبيكر المفتوح/الحمدلله والله يبشره بالجنه.

بحلق فيها رشيد بعصبيه وهمست له بإعتذار مو مسموع ورجع يكلم مازن/طيب وماقالوا متى بيطلعوها من العنايه؟

مازن بهدوء/أنا بمرها قبل مارجع البيت وهطمنك عليها لاتشيل هم.

إتنهد رشيد وبإحراج/والله مو عارف كيف أشكرك على تعبك معانا و--

قاطعه مازن بحزم/بلا قلة حيا، ذي زي أمي لاعاد أسمعك تعيد ذا الكلام مره ثانيه وعن أذنك مضطر أقفل ذحين بس إن شاء الله لنا كلام بعدين السلام عليكم.

رد السلام وقفل وطالع في خوله بعصبيه/الله يبشرك بالجنه..

ماقدرت تمسك ضحكتها هيا ورحمة ورواد لما قلد صوتها وبعد للحظات كان بيضحك معاهم، وبعد شويه قامت صلت ركعتين شكر لله وبعد ماخلصت جلست على سجادتها وعقلها يسترجع تفاصيل الأيام اللي فاتت لما سوت أمها العمليه وأتصل عليهم مازن وطمنهم غنها.. ماكذبت عليها جوري لما قالتلها إن عم العيال هيكون مع أمها وماهيفارقها وذا اللي صار، أمها يوم ماسافرت وهي مابطلت مدح أخلاقه وأدبه معاها.. كفايه إنه ماعدى يوم من وقت ماسافرت إلا وزراها في المستشفى وأتصل لأخوها رشيد علشان تكلمهم وتتطمن عليهم مع إن فاعل الخير موفر لأمها جوال ورقم خاص تتواصل بيه معاهم، غمضت عيونها بإسترخاء وهي تحمد الله وتشكر فضله اللي سخر لهم ناس طيبه توقف معاهم وتساعدهم وبإذن الله ،عن قريب أمها رح ترجع بخير وعافيه وتنور البيت بوجودها.
الرياض، العاشره مساءً


رمت جوالها عالأرض بقوه وهي تصرخ بغيض من حياتها اللي اتحولت لسجن حقيقي ولفتره غير محدده، ظلت تصرخ بهستيريا وهي تسب في أبوها وأختها مها وبنات أعمامها وحده وحده وإنتهت بسيل دعوات محمله بكمية حقد وكره مو طبيعي واللي كانت من نصيب جوري.. إتصال صديقتها ذكرها بحبسها وبحالة الفقر المفاجئه اللي لقت نفسها فيها.

رمت نفسها عالسرير وذاكرتها ترجع لليوم اللي قررت تتمرد فيه على عقاب أبوها وتطلع من البيت من غير علمه....




وصلت المول وراحت الكافيه اللي كانت مواعده فيه صديقاتها اللي كانوا على شاكلتها، عبايات أقرب لفساتين السهره بموديلاتها الملونه والضيقه والشفافه في أجزاء كبيره منها.. وجوه كاشفه ومكياج كامل.. أجسام بتتمايل بإغراء مع طقطقة الكعوب الطويله على الأرضيه ورنين الأساور والخلاخيل اللي بتصدح مع كل خطوه.. غلاف مركز من العطور الباريسيه الساحره غمرت الكافيه بمجرد دخولهم وأسكرت عقول كل اللي فيه من روعتها. أتسمرت نظرات كل رواد الكافيه على شلة البنات اللي اتعالت أصواتهم بالضحك والمزح والجرسون يسجل طلباتهم، وبدأ مسلسل الغزل والمعاكسات الصريح والمبطن وكل شخص بيحاول يفوز بنظره أو كلمه منهم.

إبتسمت شذى بغرور وهي تشوف نظرات الإعجاب في عيون الرجال اللي أكلتها حرفياً وهم يتأملوها بنظرات ماكانت تجهل معناها ومررت أصابعها في تموجات شعرها الأحمر بدلال وإحساسها بأنوثتها بيزيد مع كل كلمة غزل بتسمعها خاصة بعد حبسها اللي حرمها من كل نشاطاتها اللي تحبها ومتعلقه فيها، وبعد ساعتين طلعوا من الكافيه وبدأو رحلة تسوقهم المعتاده اللي بيتخللها كثير من مطارادات الشباب اللي بيحاولوا يفوزوا بجوله تسوق معاهم وإذا كانوا محظوظين فجولتهم هتنتهي بعشاء وتبادل أرقامهم وبعدها تبدأ مرحلة المكالمات والمقابلات المعتاده.

دخلت فيكتوريا سيكريت وبعد ساعه من اللف كانت كعادتها محمله بأغراض مو محتاجه ثلاث أرباعها لكن برستيجها مايسمح لها بأقل من كذا قدام صديقاتها، طلعت بطاقتها وأعطتها للكاشير علشان تحاسب واتلهت في الكلام مع وحده من البنات قبل ماتلتفت للموظفه/وش قلتي!!

الموظفه بإرتباك/البطاقه مافيها رصيد .

سألتها/شلون مافيها رصيد.

ردت بتوتر/يعني رصيدها فاضي ..صفر..

طالعت في البنات اللي ركزوا عيونهم عليها بإستغراب وكل وحده تعلق بكلمه وبعصبيه/أنتي جنيتي شلون رصيدي صفر اتأكدي زين يالغبيه.

لفت الموظفه الجهاز قدامها بتردد/تقدري تتأكدي بنفسك.

عضت شفايفها بقوه وهي تشوف الصفر يتراقص بإستفزاز قدامها وطلعت بطايقه ثانيه وأعطتها الموظفه بعصبيه/أكيد في غلط ولازم اراجع البنك ، خذي هذي وفكيني.

جربتها الموظفه وطلع رصيدها صفر، شحب وجهها وهي تجرب كل بطايقها وتطلع بنفس النتيجه وبدأت كلمات المواساة المبطنه بسخريه تكثر بين البنات وكل وحده فيهم تعرض عليها تدفع قيمة مشترياتها،

فجأه لقت نفسها في ليموزين وفي طريقها للبيت، ماإنتبهت متى وكيف طلعت من المحل وكيف وصلت للشارع وركبت السياره كل اللي كانت تبغاه هو إنها تبعد عنهم علشان لايشوفوا ذلها وإهانتها قدامهم.

بعد ماوصلت أتسحبت لغرفتها وغيرت ملابسها وأخذت اللابتوب وبدأت تطلب أول شيئ وقعت عينها عليه عالنت ولما جات بتدفع طلع رصيدها غير كافي للدفع، طلعت من غرفتها وراحت بمكتب أبوها وجات أمها ومها على صراخها لما أخذت ثاني كف من أبوهاوماسمح لهم يدخلوا عليهم،صرخت ببكاء/يبه أنا شسويت لكل ذا، حرمنتي من الطلعه والحين أخذت كل فلوسي وبعد تمد يدك علي ليه يبه ليه؟

رد بغضب/بعدك ماشفتي شي، قولي وش اللي سويتيه ويدري عنه أبو بدر.

طالعت فيه بصدمه/سند!!!

مسكها من كتوفها وهزها بقوه/أيه سند، وش سويتي وسودتي وجهي فيه وخليتيه موبقادره يحكي عنه.. قولي قبل لا أدفنك بأرضك.

حاولت تفك نفسها وبصراخ/ماسويت شي هو قاعد يتبلى علي أنا ماسويت شي.

دفها عالأرض ورفسها في بطنها بقوه/يتبلى عليكي يالخايسه!شايفته فاضي وماوراه شي علشان يترك اللي وراه ويجيني علشان بزر مثلك..

شهقت بألم وحست الدنيا تدور فيها قبل ماتزحف على إيديها وتبعد عنه بخوف .

صرخت في أمها ومها علشان يدخلوا وتابع بعصبيه/لولا إنه حلف إن سواتك مو بكايده ولا كنت طلعت بروحك الحين.. لكن هو ما جاني إلا من شي كبير والله يستر منه، أنقلعي لابارك الله في الساعه اللي جبتك فيها كان بتسودي وجهي وتوطي رأسي بين الناس.. خذوها من وجهي لاأبتلي فيها الحين.

سندوها بشويش وطلعوها جناحها وبمجرد مادخلت صرخت فيهم وطردتهم برا وقفلت الباب بالمفتاح، هجمت على غرفة ملابسها ورمت كل اللي في دولايبها وكسرت عطورها وسط صراخها وبكاها وصوت أمها وأختها اللي يدقوا الباب برجاء علشان تفتح لهم.

دق الباب ورجعها للواقع قبل ماتدخل الشغاله الآسيويه بتردد/مدام أنتا في كويس.

ردت بعصبيه/أنقلعي برا.

دارت بتوتر ورجعت لها نفس الأفكار اللي شغلتها طول الفتره اللي فاتت، اللي قاله أبوها له معنى واحد وهو إن ديما أو ثريا حكوا لسند عن اللي صار في الإستراحه وأكيد عصب منها لإنها طنشت كلامه وقربت من رأس الحين جوري وأكيد هو وراء كل اللي صار لها.. صرخت بقهر من غبائها اللي خلاها تسمع كلام سلطان وفي الأخير ماطلعت بأي فايده وبعد زعلت سند منها وبدل ماتقرب منه بعدت أكثر.. أخذت نفس عميق وهي تفكر في طريقه تقدر تصلح فيها غلطها وتقربها من حلمها.




،

،

،

،


جده،التاسعه صباحاً


ردت بهدوء/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..هلا بتول صباح الخير ياروحي

بتول بإبتسامه/وعليكم السلام والرحمه، صباح النور على عيونك الحلوه، حزري أنا وين.

ردت بتفكير/أممممم مو معقوله سافرتي طيارتكم مو المغرب؟

ردت بضحكه/عند بيتكم.

سابت اللي في يدها وبإستغراب/تتكلمي جد ولا تمزحي.

بتول بمرح/بتفتحين الباب ولا أرد بيتنا.

ردت بإبتسامه/ياويلك إن خرجت في الشمس ذي ومالقيتك مرزوعه عالباب.

قفلت وغسلت يدها ولبست شرشف الصلاه وراحت فتحت الباب واتخبت وراه وسمعت صوت رجال جنب الباب/أمسكي الباب زين وأنا بظل قريب وبس تخلصي دقي علي.. في امان الله.

بتول/مع السلامه.

دخلت بتول ومسكتها جوري وقفلت الباب وضمتها بحنان/وحشتيييني ياروحي أيش المفاجأت الحلوه ذي يابنت.

اتعلقت فيها بتول بشوق /وأنتي وحشتيييني أكثر علشان كذا جيت أشوفك.

شالت جوري نقابها وحوطت وجهها بكفوفها بحب/ياناس محلاكي صايره قمر ماشاء الله، ياسمين هتتجنن لما ترجع من المدرسه وتشوفك.

إبتسمت بخجل/ بس أنا موبمطوله هالكثر.

حطت ذراعها على كتفها ودفتها بشويش/خلينا ندخل من الشمس ونتفاهم جوا.

دخلوا البيت وجوري تهلي بها وجلسوا في الصاله وحطت لها عصير وحلويات من اللي كانت عاملتها وجلسوا يتكلموا ويمزحوا في كل شيئ وبعد ربع ساعه سألتها جوري بمرح/قولي أيش عندك ولاتستحي.

إبتسمت بتول/خالتي أنتي مايفوتك شي؟

ردت بحب/بحاول مافوت شي يخص اللي أحبهم ويلا قولي خير اللهم اجعله خير.

ردت بسرعه/إبي تجين معايا لندن.

طالعت فيها بعدم إستيعاب/أجي معاكي وين؟

كررت كلامها بإبتسامه/تجين معايا لندن وتكونين جنبي في عمليتي.

مسحت وجهها بكفوفها وأخذت نفس عميق وبهدوء/كان بودي أكون معاكي يابتول بس سامحيني ماأقدر.

طالعتها بصدمه/ليه خالتي وأنا قلت إنك موبرادتني.

مسكت يدها بحنان/ماعاش من يردك ياقلبي بس عن جد أنا مقدر أروح أي مكان الفتره ذي.

بتول بثقه/إذا في مشكله بابا رح يحلها بسرعه أنتي ماتعرفين بابا هو عنده حل لكل شي.

طالعت في بتول وهي تمدح في أبوها وبهدوء/الله لايحرمكم من بعض بس أنا مشكلتي محد يقدر يحلها غيري وعلشان كذا لازم أكون موجوده هنا وماأروح أي مكان.

أتغيرت ملامح بتول وبدأ كإنها رح تبكي/خالتي واللي يسلمك أنا حيل خايفه إني ماأرد مثل قبل.. خايفه أفتح عيني والقى السواد لافني مثل كل مره.. موبقادره أقول هالكلام لأبوي ولبدر لإنهم بعد خايفين مثلي وأم مثل البقيه ماعندي.

ماقدرت تكمل كلامها ونزلت دموعها بغزاره لما ضمتها جوري بقوه/حبيبتي لاتتشائمي وخلي إيمانك بالله أقوى من كذا وربنا هيعوض تعبك خير وهتشوفي.. وإن شاء الله هتكون إبتسامه بدر الحلوه ووجه أبوكي أول شي يستقبلك لما تفتحي عيونك.. أنتي بس قولي يارب.

شدت بتول إيديها على جوري برجاء/أنتي الوحيده اللي بكون معاها مرتاحه ومطمنه ووجودك بيحسسني إن كل شي هيكون بخير ومثل ماأبيه، تعالي معايا تكفين خالتي طل---

قاطعتها/لاتكلميني لإني هردك.

بعدتها عنها بشويش ورفعت رأسها وتابعت بحنان/بتول حبيبتي أنا حاسه فيكي بس لازم تفهمي إنك مو لوحدك أبوكي وأخوكي وجدتك وعمتك لايكونوا جنبك وكل أهلك قلوبهم معاكي، لكن في ناس محتاجين وجودي جنبهم ذي الفتره لإني العيله الوحيده اللي يعرفوها.. ناس مالهم من بعد الله غيري وإذا أتخليت عنهم رح يضيعوا يرضيكي ذا الشي.

هزت رأسها برفض/لا مايرضيني بس أنا ظنيت إنك تحبيني ورح توقفي جنبي.

ردت بهدوء/الحب مو كلام يابتول، الحب أفعال وإحساس مايتغير لمجرد إن اللي نحبه ماوافق مزاجنا أو جاء على طلبنا.. وإذا أنتي هتفكري كذا كل ما شخص رفض لك طلب هتلقي إنه مافي أحد يحبك لإنك مارح تتفقي مع كل الناس.

غطت وجهها بين إيديها بندم/والله موبقصدي بس أنا عن جد محتاجتك معايا.

نزلت إيديها ومسحت دموعها/وأنا هكون معاكي بقلبي وتفكيري، ماهوقف دعاء ليكي وهكلمك كل يوم.. والله يابتول لو بيدي أجي مارح أقصر بس حالتي مايعلم فيها إلا الله.

مسكت يدها وبتردد/خالتي أحكي لي وش فيكي وفضفضي لاتتمين كاتمه بقلبك.

ضمتها لصدرها وبهدوء/ربي يسعدك ويشفيكي حبيبتي، يكفيني كلامك ذا بس لاتشيلي هم ربي بيرزق كل واحد على نيته وربي عالم بنيتي وإن شاء الله هينصرني عليهم ويرد كيدهم في نحرهم.

ردت بقلق/خالتي مو فاهمه شي، من هم ذول اللي تحكين عنهم.

إتنهدت وبشرود/ذول ياقلبي وحوش مايخافوا الله وبيأذوا الناس اللي في حالهم ومالهم ظهر وعلشان كذا لازم أوقفهم عند حدهم قبل مايأذوها ويضيعوها زيهم.

بتول /خالتي كلامك يخوف.

وقفت ووقفتها معاها وبإبتسامه/سيبينا من السيره ذي وتعالي أفرجك بيتي وأسراري الصغيره

وبسرعه رجعت لضحكها وحركاتها وهي مصممه على اللي فكرت فيه طول الليل.
حين أُصاب بالأرق.. أُدرك تماماً بأنكِ السبب..

لأنكِ وجعي اللذيذ الذي أحبه !!!





لندن،الثانيه صباحاً



بعد ثلاثة أيام


صار له ساعه من رجع من عند بتول وثريا في المستشفى ومن وقتها وهو يتقلب في فراشه بعنف ويعدل المخدات تحت رأسه علشان يلقى وضعيه مريحه للنوم ولما يأس أتمدد على ظهره بإستسلام وطالع في السقف وكلم نفسه/ماكان لازم أشرب قهوه.

سمع صوت همس في عقله"أنت تدري إن القهوه مالها ذنب، هي اللي شاغلتك وسارقه النوم من عينك"

هز رأسه برفض/موبشاغلتني .. موبشاغلتني.

وبحركه وحده كان واقف برا السرير، فتح البلكونه وطلع إستند على سورها وأخذ نفس عميق لكذا مره.. حس إنه مخنوق ومو قادر يتنفس وقلبه يدق بسرعه كعادته مؤخراً كل ماأتخيل منظرها وهي بين إيديه وكله خوف عليها وفي لحظات.. أتحول الخيال لحقيقه!!!

فجأه رجع حس بجسمها الصغير بين إيديه وبوزنها الشبيه بوزن الأطفال.. غمض عيونه وغاص في ذكرى اللحظات اللي أرتفع فيها رأسها لمستوى أقرب من وجهه لما لف ذراعيه على جسمها بقوه أكبر وضمها لصدره بتملك وداعبت أنفه ريحه ناعمه وخفيفه شدت حواسه وأستنشقها بعمق وتلذذ غريب.

فتح عيونه فجأه وشتت نظراته بعدم إستيعاب في في السماء وقبض على سور البلكونه بعنف وصدمه من اللي قاعد يفكر فيه..

ماكانت هذي المره الأولى اللي ينصدم فيها من أفكاره اللي أخذت منحنى غريب وغير مألوف بالنسبه له.. ذكرى اللحظات اللي كانت فيها نايمه على صدره وبين إيديه مافارقته من وقت اللي صار وكل ماغمض عيونه بيلقى طيفها الأسود بيحاصره ليله بعد ليله حتى في أحلامه وفي كل مره بيعيش نفس الإحساس الغريب اللي أثار حواسه وأربكها بقوه..

ضرب سور البلكونه بعنف ودار في جناحه بتوتر وهو يبرر اللي حاس فيه بمنطق.. اللي قاعد يصير له طبيعي لإن ذي كانت مره أول يلمس فيها حرمه ويكون قريب منها لذي الدرجه من سنين، جلس على كرسي وسند إيديه على الطاولة وأخفى وجهه بين كفوفه وعقله لازال يبرر بإصرار.. هو بعد موت سمر نسي نفسه ودفنها في الشغل لأقصى حد لكن في النهايه كان رجل من لحم ودم و له مشاعره وإحتياجاته الطبيعيه اللي قدر يتحكم فيها ويتناساها بفضل طيف سمر وحبها اللي سكن قلبه وماسمح له بالتفكير في شيئ ثاني طول السّنين اللي فاتت غير صالة الرياضه اللي بيستنزف فيها كل طاقته كل ليله، لكن ذحين الوضع أختلف وأتغير وسمر صارت مجرد طيف وذكرى جميله وبعيده.

غمض عيونه بقوه وحاول يتذكر وجهها أو عالأقل لمحه منها وبدل مايشوف سمر شاف هذيك في البر وهي تداعب رقبة الأدهم و صدى صوتها وضحكتها بيتردد في عقله وكإنها قدام عيونه..دف الطاوله ووقف فجأه وطاح الكرسي عالأرض بعنف وإنكسر، هز رأسه بقوه ومرر أصابعه في شعره بغضب/متطفله..غبيه..مجنونه، ليه لاحقتني!! أتركيني في حالي.

دخل حمام وقفل الباب بعنف وفك الدش ووقف تحت سيل الماء البارد وهو يحاول يتخلص من صورتها وصوت ضحكتها اللي بيسمعها بوضوح.



،

،

،

،

،



صنعاء، السابعه والنصف صباحاً


فين قد وصلت؟

التفت لأبوه اللي جلس جنبه بدون مايحس وبهدوء/قريب.. أحلام راحت؟

هز رأسه بموافقه صامته خلت علي يسأله/ فقدت مشاويرك معاها يبه؟

أبوعلي بتنهيده/أي والله فقدتها.. من يصدق إني بعد السّنين هذي كلها أفلتها تسير جامعتها مع واحد غيري.

مسك يده بحنان/لكن يزن مش أي واحد، يزن زوجها وحبيبها وإن شاء الله بعد كم شهر تدخل البيت وأبنها أو بنتها في حضنها وتفرحنا بهم.

إبتسم أبوعلي بفرح بمجرد ماسمع كلام ولده، بنته ونور عيونه أخيراً لقت اللي يستاهلها ويعرف قيمتها .. بنته أخيراً أتزوجت وبيكون لها حياه وبيت وعيال مثلها مثل كل البنات.. بنته أخيراً لقت إنسان يحبها ومايقدر يكمل حياته بدونها.. إنسان بيكون لها عيونها اللي أنحرمت منها وبيكون لها الأب والزوج والأخ من بعد عينه.

نزلت دموعه وبغصه/للأن مش مصدق إنها وافقت وأتزوجت وعرسها بعد أسبوعين إن شاء الله.. خلاص هي ماعادت بحاجتي.. ماعد بتجلس معنا على السفره ولا تتفاقدني قبل ماأرقد.. ماعد أوصلها لجامعتها وصحباتها ولا أخرج معاها السوق.. خلاص ذحين يزن بيفعل معاها كل شي وأنا بجلس في البيت لحالي.

كلام أبوه ودموعه وجع قلبه لإنه عارف عمق العلاقه اللي بتربطه بأحلام، طول عمره وهو معاها خطوه بخطوه في علاجها وتعليمها وحياتها.. ماخلى مستشفى ماوداها له ولا دكتور سمع عنه ماعرضها عليه رغم حالتهم الماديه الميسوره في الماضي.. ورغم صغر سنه وقتها إلا إنه مانسي تعب أبوه وبهذلته من المستشفيات للمكاتب الحكوميه طول ثلاث سنوات وأخيراً وبعد عدة واسطات طلع أمر بعلاج أخته على حساب الدوله في الخارج ، وقتها أبوه بكي وسجد شكر لله قدام الخلق كلها وماخلى أحد في المكتب ماسلم عليه وباس رأسه من الفرحه والإمتنان، وبعدها سافر مع أحلام وكله أمل إنها ترجع وعيونها شايفه النور لكن الله ماأراد وباءت رحلة علاجها بالفشل ومع ذلك ماأستسلم وكمل معاها يده بيدهاومابخل عليها لا بوقته ولابتشجيعه ودعمه لها حتى بعد ماوصلت لعمرها ذا.

مسح دموع أبوه وباس رأسه وبإبتسامه/الله يديمك تاج على روسنا يبه، وأحلام مهما سارت ولابعدت أولها وآخرها بترجع لك، أنت الحبيب الأول ولا يزن ولا عشره من أمثاله يسووك عندها، لكن هذي سنة الحياة ولابد منها والحمدلله اللي فرح قلوبنا وجعل يزن من نصيبها.

إبتسم أبوعلي برضى/الحمدلله حمداً كثيراً طيباً ملئ السموات والأرض وملئ ماشئت من بعدي.. الله يوفقهم ويسخرهم لبعض ويعوض صبرها وتعبها بالخير.

علي بإبتسامه/ أدعيلها وأدعي لنا معاها مش تنسانا ولا أحنا أتزوجنا وراحت علينا.

خير إن شاء الله وبأيش تشتيه يدعيلك بالضبط؟

التفت ولقي بشاير واثقه ومتخصره وتطالعه بحده والغيره واضحه في نظراتها وصوتها، ضحك بإستمتاع ومد لها يده وجلسها جنبه وهي قالبه وجهها بزعل/ أيش اللي بيضحكك!!

مال عليها وهمسها لها بإستفزاز /بضحك من مرتي اللي بتغير عليا وقد شعري شيب.. جبرتي بخاطري الله يجبر بخاطرش.

إبتسمت وشبكت يدها في ذراعه واتأملت الشعرات الفضيه اللي زحفت على عوارضه وبهمس/على هكذا هتقضيها طول الوقت ضحك لإن كل مازاد الشيب في رأسك أحبك وأغير عليك أكثر، لكن الله يعينني أنا لاقد شيب رأسي ماتسير تدور لك وحده من بنات هذي الأيام.

شد على يدها بحب/ ولا مية وحده منهم تسوى ظفرك عندي يا بشورتي ولو يرصوهم قبالي رص ماألتفت لهن وأنتي هنا.

صار وجهها أحمر من الخجل لما أشر على قلبه وإنتبهت لعمها اللي يبتسم لهم بحنان، وبإرتباك/مافيش معاك عمل اليوم ولاكيف؟

فهم تصريفتها الواضحه وحب يجننها شويه/اليوم فاضي لك ياروحي ماتشتي نسوي.

طالعت فيه بتناحه/ماهو!!

ضحك بقوه للحظات وبعدها وقف ووقفها معاه وألتفت لأبوه بإبتسامه/أنا حلفت محد يوزع كروت العرس غيري ويمكن نتأخر وأنتو اتغدوا ولاتنتظرونا.

أبوعلي بإبتسامه/الله يحفظكم ولاتخلوني أشوفكم الإ آخر الليل.

دف بشاير قدامه لماطالعت فيهم بعدم إستيعاب لكلامهم، وبأمر/سيري البسي والحقيني هنوزع الكروت سوا ونكمل باقي اليوم خارج البيت.

صرخت بفرح/صدق.

هز رأسه وبتهديد/عشر دقايق لو ماخرجتي هسير وأفلتك.

أختفت من قدامه قبل مايكمل جملته وسبقها عالسياره وضحكته ترن في البيت.
جده، الثانيه والنصف ظهراً



كانت تغسل الصحون بأليه وذهن شارد وهي تفكر بعمق في أحداث الأيام اللي فاتت..

بدايةً من سعد اللي رفض يأخذ كلامها على محمل الجد واتعامل مع الموضوع ببرود أستفزها لأبعد حد وخلاها تصمم إنها تتصرف بنفسها وتجبره يلتزم بوعده.

لحاتم اللي كان خيارها الثاني واللي أستبعدته تماماً لإنها كانت هتتضطر تكلم علي واللي أكيد هيستغرب لجؤها ليه في وجود عبدالرحمن اللي متواصل مع حاتم وبكذا هتفتح على نفسها باب تحقيق ماهينتهي غير بمعرفة علي باللي صار بينهم من كم يوم وذا الشيئ اللي هي في غنى عنه حالياً.

أما عبدالرحمن ذا فهو حكاية بحد ذاتها، ومع إنها قررت تصارحه بجزء من حكاية الشغل مو علشان تبرأ نفسها قدامه لإنها متأكده إنه ماقصد اللي أنفهم وقتها لكن علشان تريحه وتريح نفسها من التوتر والشد اللي بينهم كل مالمح شالها..

لكن بمجرد ما رجعها مؤيد الصباح من البحر ولمحته واقف منتظرها عند باب البيت لقت تفاصيل إتهامه لها بيتردد على مسامعها وبيذبحها مع كل حرف قاله.. وفجأ مات الكلام على لسانها تلقائياً وحتى نظراتها رفضت تقابل نظراته وبدون ماتحس لقت نفسها بتتجاهل وجوده كلياً وتتعامل معاه بالطريقه الوحيده اللي تعرفها كل مازادت جروحها وخيبة أملها.. أسقطته من تفكيرها نهائياً وماسمحت له حتى يقرب منها بعد مواجهتها الأخيره رغم إنها كانت في أمس الحاجه لوجوده جنبها ولحنانه وتفهمه ولذكائه اللي كان أكيد هيطلع لها بحل ينقذها من الدوامه اللي عايشه فيها..


إبتسمت ببلاهه وتفاصيل مغامرتها المجنونه بتنعرض قدامها وكإنها أحداث رواية بوليسيه من بتقراهم أو زي مايكون فيلم سينما بالحركه بالطيئه وماكان حيا الله فيلم..

!!!كان فيلم إكشن وإثاره بكل مافي الكلمه من معنى



قبل يومين، الحادية عشره مساءً


أخذت ملابس أخوها ودخلت تعلقها في غرفته .. كانت الملابس مكويه من الظهر بس مامداها تعلقها وقتها تجنباً لأي إحتكاك معاه، لكن بما إنه ذحين مشغول مع قصي في لعبة الشطرنج في الصاله فذا أنسب وقت .. علقت ملابسه وجابت المبخره وبخرت الدولاب ودارت بعيونها في الغرفه ولقت المنشفه الرطبه اللي أستخدمها من شويه كعادته مرميه عالسرير بإهمال وماعدا ذلك كانت غرفته مرتبه ونظيفه.. هي وأخوانها أتعودوا من صغرهم يرتبوا فراشهم وغرفهم بنفسهم وذا كنوع من الإعتماد عالنفس اللي رباهم عليه أبوها وكنوع من المساعده لأمها خاصة بعد ماأتزوجت أخواتها الكبار وداد وعلياء وصار شغل البيت كله على أمها وبعدها أتطور الموضوع وصار معاذ وعبدالرحمن يساعدوا في شغل البيت ونظموا لهم جدول باعمالهم.

إبتسمت بمرح لما إتذكرت مضارباتهم وتذمرهم وإحتجاجهم عالشغل بس أبوها كان لهم بالمرصاد وعلى كل طيبته وحنانه إلا إنه صلب وحازم وينخاف منه وقت الجد..

لفت نظرها طرد كبير مفتوح عالمكتب وعليه شعار شركة شحن وفيه أجهزه صغيره، قلبت فيها بإستغراب قبل ما تعرف طبيعتها.. كانت أجهزه تسجيل وكاميرات مراقبه رقميه وأتذكرت إن أخوها كان قايلها إنه مستني عينات أجهزه للشركه..

رجعت كل شيئ زي ماكان وراحت الصاله ومسكت كتبها اللي كانت تذاكر فيها قبل، لكن بدل ماتذاكر أتوجهت عيونها لعبدالرحمن وقصي اللي بيلعبوا بتركيز وراقبتهم بدون ماتحس ، جلست ياسمين جنبها لدقايق قبل ماتهز كتفها علشان تلفت إنتباهها، طالعتها بإستغراب/أيشبك؟

ياسمين بهمس/ماما ليه ماتروحي تساعدي قصي شكله محتاس.

ردت بهدوء/ هوا عارف أيش بيسوي سيبيه يتعلم من أخطاؤه.

ياسمين بإصرار/بس شوفي نص جنوده طاروا وخالوا هيهزمه.

أخذت نفس عميق وهي عارفه إني ياسمين تبغى تكسر الجليد اللي بينها وبين خالها وماخذه قصي واللعبه عذر وبإبتسامه/هوا أعتمد أسلوب الدفاع ونسي إن أفضل وسيله للدفاع هيا للهجوم وطبيعي بيخسر أغلب قطعه إذا أستمر على---
قطعت كلامها فجأه وعادته في بالها كذا مره ببطئ "أفضل وسيله للدفاع هي الهجوم"

وقفت بدون ماترد على ياسمين اللي نادتها بإستغراب وخرجت الحوش وصارت تمشي وعقلها بيفكر في مبدأ الهجوم ومدى فعاليته.. لو تبغى تجيب الدليل على تورط داليا ومراد لازم تهاجم وتباغت وتكتسح خطوط دفاعهم وتستفيد من الوضع قد ماتقدر وفي الحاله ذي كفتها اللي هترجح وذا لسببين.. الأول إنها غير معروفه بالنسبه لهم وذا هيساعدها تنفذ أي خطه تقررها بدون ماتشيل هم إنهم يتعرضوا لها أو يأذوها.

والثاني إنها هتفاجأهم في وقت مايكونوا فيه مستعدين لإنهم فاكرين إنهم لعبوها على خوله صح ومطمنين وواثقين إن محد كاشف لعبتهم القذره

أخذت نفس عميق وبدأت تسرع في خطواتها وتفاصيل خطه بسيطه وفعاله بدأت تترتب في عقلها وتوضح بالتدريج.

وبعد ماالكل نام شيكت عليهم كعادتها ورجعت غرفتها وقضت طول الليل وهي تعدل وترتب في خطتها وتحاول تسد أي ثغره فيها ووقفت قدام المرايه تعيد السيناريو اللي ألفته وتشوف إذا أدائها إقنعها شخصياً ولا لا..

في البدايه أتوترت لإن عليها الدوره وماقدرت تصلي إستخاره، لكن كل ماأتذكرت كلام مراد في الجوال دمها يغلي وتصمم عاللي في بالها أكثر من قبل..

ثاني يوم فاجأتها بتول بزيارتها وبطلبها الغير متوقع واللي رفضته وقلبها بيتقطع من الوجع عليها.. ماكانت حابه تتخلى عنها في ذا الوقت وكان ممكن تسافر معاها بدون تردد في ظروف غير ذي، لكن وضع خوله كان أهم بالنسبه لها وله الأولويه..

وبعد ماراضت بتول وحاولت ترفع معنوياتها قد ماتقدر قبل ماتروح كملت يومها بشكل طبيعي وراحت شغلها وحاولت تتصرف ببرود ولامبالاة علشان عبدالرحمن مايكشف توترها وساعدها الصمت اللي متربع بينهم وماخذ راحته، وبعد مارجعت البيت إتصلت على ندى وطلبت منها ترسل نادر مع ألعابه وأغراضه ويبات عندها ويروح الصباح مع أخوانه عالمدرسه كالعاده وبعدها أتصلت على ساره وأعطتها رؤس أقلام عاللي ناويه تسويه.. وبمؤيد اللي طلبت منه يمرها الساعه ثمانيه الصباح ضروري وقبل ماينام عبدالرحمن أرسلت له رساله عالجوال وقالت له إن مؤيد وفاطمه بيمروها وبتروح معاهم يفطروا وطبعاً ماعارض وأرسلها موافقته بنفس طريقتها وإن كانت متأكده من إنه زعلان ومتضايق من أسلوبها معاه.

وأخيراً جاء اليوم الموعود وحانت ساعة الصفر ودعت عيالها بعاطفه ماقدرت تسيطر عليها والكل لاحظها بإستغراب وبدون تعليق وبعد ما فضي البيت بدأت تستعد.. لبست جينز وبلوزه وكوتش رياضه أسود وجمعت شعرها في ظفيره ولمتها على بعض بطريقه ماتضايقها ولفت شالها على رقبتها واتأكدت من أغراضهم اللي في شنطتها ودقت على مؤيد وبعدها على أمها وأمها ورده وأم خالد .. كانت محتاجه تسمع أصواتهم الحنونه وهم بيدعوا لها بكل حب .. كانت بتقوي نفسها بهم وبتأخذ جرعة شجاعه ولولا إنها خايفه من علي لايكشف توترها من صوتها كعادته ولا كانت أتصلت عليه كمان وأستمدت منه شوية برود أعصابها وصلابه هتساعدها في الجنان اللي ناويه عليه.

دق مؤيد ولبست عبايتها وخرجت وبعد ماوعدها ينفذ كل اللي تقولها بدون مايسألها عن شيئ أعطته عنوان داليا وشرحت له بإختصار شديد أيش اللي لازم يسويه وبعد أقل من ساعه كانوا واقفين في الشارع اللي وراء بيت داليا ومؤيد يحاول فيها لآخر مره إنها تفهمه الحكايه وهيا أذن من طين وأذن من عجين ومشغوله بشنطتها واللي فيها ..أخذت اللي تحتاجه وحطته في جيب عبايتها وهي مبتسمه.. جيب العجايب زي مابتحب تسميه دائماً ينفعها وعمره ماخذلها وإن شاء الله مايبدأ في ذا الشيئ ذحين.

ودعتهم وهي توصيه باللي طلبته منهم ونزلت من السياره وغطت لوحاتها بقطعة قماش وكملت المسافه الباقيه لبيت داليا مشي وهي تدعي إنها ماتلخبط في العنوان، وصلت وسمت بالرحمن ودقت الجرس وطلع لها الحارس وبمجرد ماأتاكدت من البيت قالت إنها خوله الخياطه وهو دخلها على طول ونفس الفيلم صار جوا مع الشغاله اللي جريت تنادي داليا بدون تأخير، حست بتفاؤل وراحه مبدئيه لإن كل شيئ كان ماشي زي ماأتوقعته ورسمته بالضبط..

دارات بعيونها في الصابون الكبير وهي تختار مكانها بدقه، نزلت عبايتها على كتفها ورفعت أطرافها وحشرتها في خصر بنطلونها كعادتها علشان ماتضايقها وبدأت تشوف شغلها وهي تردد أية الكرسي مره بعد مره بدون كلل ولا ملل وأول ما سمعت طقطقة الكعب عالسيراميك أخذت نفس عميق وأستكانت مكانها بجمود وسمعت داليا تقول للشغاله إنها ماتبغى أحد يزعجهم .

وبمجرد مادخلت داليا وقفلت باب الصالون عليهم
هجمت عليها بدون تردد ..
في لحظه كانت وراء داليا وذراعها الشمال مكتفها وضامها بقوه لصدرها ويدها اليمين ماسكه سكين وحاطتها على رقبتها وببرود/حرف واحد يطلع منك وهطلع بروحك أنتي فاهمه؟

كانت متأكده من إنه الصدمه شلت داليا غير النوم اللي شكلها لسا ما فاقت منه وخلاها ماتستوعب اللي قاعد يصير وحست بداليا ترجف بين إيديها وللحظه رجعت لها ذكرى خالد واللي سواه فيها وجسمها أرتجف بدون ماتحس قبل ما تصحى على همس داليا المبحوح/ أنا عندي .. فلوس ومجوهراات .. خدي اللي تبغيه ب---

هزت رأسها وحاولت تطرد الذكرى المرعبه من بالها وأخذت نفس عميق وقاطعتها برجفه /ومن قال إني جايه علشان كذا؟ أنا جايه علشان حاجه أهم..

داليا بإقناع/مهما كان اللي تبغيه أنا هسويه بس شيلي الزفت دا من رقبتي.

اتمالكت نفسها وسيطرة على رجفتها وركزت على مهمتها وبسخريه/أنتي خايفه من السكين!! طول منتي شاطره وتسمعي الكلام ماعليكي خوف منه، بس لو عصبتيني فاأنا ماأضمن لك رد فعلي لإن عندي مشكله في الأعصاب.

ردت بتوتر/لا لا مارح أعصبك أنتي بس قولي اللي تبغيه وخلينا نخلص..

سكتت للحظات وتابعت/ أنتي مين! طيب مو خايفه الشغاله تدخل وتشوفك وتبلغ الشرطه.

ضحكت بإستفزاز/أسئلتك كثيره بالنسبه لوحده في وضعك بس مو مشكله أجاوبك حبه حبه..

وبجديه/بالنسبه للشغاله فدوبي سمعتك تنبهي عليها لاتزعجنا وبيني وبينك كنت معتمده عليكي وحاسه إنك هتكوني ملهوفه علشان تعرفي سبب زيارتي وتطلبي منها ذا الشيئ بنفسك.. أما حكاية أنا مين فاأنتي مارح تعرفيني وماأنصحك بذا الشي لإن البعد عني غنيمه زي مايقولوا..

أما اللي أبغاه فهوا مربط الفرس واللي ردك عليه هيحدد إذا كنت هسيبك قطعه وحده ولا هخرج وأسيبك ورايا طرنشات ياحلوه.. هاا أستوعبتي ولا تبغي تأكيد على كلامي؟

قرنت كلامها بالفعل وضغطت طرف السكينه على رقبتها بقوه متعمده خلت داليا تصرخ بألم وبخوف/والله أستوعبت أستوعبت..

جوري بهدوء/واللي زيك أنتي ومراد الكلب يعرف الله ولا بيخاف منه..

أخذت داليا نفس وبحذر/أنتي مين بالضبط؟.. في البدايه قلتيلهم إنك خوله ودحين تعرفي مراد، وفلوس ودهب ماتبفي أجل أيش تبغي بالضبط؟

خووووله.

كررت وراها بعدم فهم/أيشبها خوله مافهمت.

ردت بهدوء/مافهمتييي.. أممممم طيب أفهمك.

همست في أذنها ببرود/أبغاكي أنتي ومراد تبعدوا عن خوله وتنسوا في في يوم إنكم عرفتوها..

بمسكنه/ خوله دي حبيبتي وانا ومراد بنساعدها، أنتي أكيد فاهمه الموضوع غلط.

ضغطت عالسكينه بقوه أكبر وبسخريه/أرحميني ياحنينه.. على بالك أنا ماأعرف شغلكم الوسخ اللي من تحت لتحت أنتي والحيوان مراد.

ردت بتوتر خفيف/أي شغل اللي بتتكلميني عنه، مراد رجل أعمال معروف ومحترم وأنا داليا ** ونشاطي الخيري معروف للكل.

ضحكت بإستفزاز/محترم وخيري!!! وتقوليها بثقه وبفم مليان كمان.. طيب بالنسبه لهوايتكم في أوقات الفراغ أيش وضعها؟ كم عدد اللي يعرفوها غيري؟

ردت بعصبيه/قلتلك أنتي أكيد غلطانه، وبعدين أنتي من وين تعرفي خوله وبتتكلمي بصفتك أيه.

شدتها بقوه لما أتلوت بين إيديها وبحده/ترى أي حركه غلط ماهتكون في صالحك.. وعلاقتي في خوله ماهتفيدك في شي إذا دمك ساح ولا أنا غلطانه.

هدأت داليا وبتعب/طيب خلينا نجلس ونتفاهم إذا أنتي ماتعبتي فاأنا تعبت ورجولي أتشنجت.

ردت ببرود/ماتبغي أعزمك في كافيه عالبحر وأجيبلك ليمون بالنعناع بالمره.. هيا كلمه ورد غطاها خوله تشيلوها من حساباتكم وتشوفوا لكم وحده غيرها تشغلوها في وساختكم وأعتقد بنات الليل على قفا من يشيل واللي مشغلينهم عندكم أكبر دليل ولا خلاص صار كرتهم محروق وناويين تجددوا لزباينكم وتبعدوا العين عنكم.

شهقت داليا بصدمه/أنتي مين اللي مسلطك علينا ومن وين جايبه الكلام دا، أكيد بينا جاسوس بيوصلك أخبارنا.

إتنهدت براحه وهي بتشوف داليا لانت أخيراً وبدأت تنسى حذرها، وبهدوء/أنا عارفه كل وساختكم من زمان وسايبتكم تشوفوا شغلكم طالما كل واحد في ارضه لكن لما تتعدوا عليا وتقربوا من أحد يخصني فلازم أتحرك وأوقفكم قبل الروس ماتضرب في بعض ونفتح العيون علينا.

أخذت نفس عميق وبحذر/أنتي تبع مين؟ أبو أياد ! لا.. أكيد مع ريحانه.. هيا اللي بتلم أشكالكم حواليها.

حست بقلبها رح ينفجر من الإثاره"ياعيني عليكي أستمري"ضحكت بإستفزاز/ أقول لا تسويلي تحقيق وسين وجيم وتسحيب كلام لإني شبعت منه وحفظته فخليكي في الم---

قاطعتها داليا بتوتر / أيش كانت تهمتك.

إبتسمت بإنتصار /يهمك تعرفي!! قتلت حيوان زي مراد حقك لعب عليا نفس لعبتكم الوسخه وجر رجلي بس على مين!! أنا ماسبت حقي وزي هوا ماأخذت أغلى ماعندي أنا أخذت روحه وأعتقد ماعنده أغلى منها والمحامي كان شاطر وخلاها دفاع عن النفس لكن الشقه كانت مشبوهه والعين عليها وفيها بلاء فأدبست في ثلاثة سنين، بس إن شاء الله ذي المره ماتنعاد ولا ليكي رأي ثاني.

ردت بتوتر/لا أول ولا ثاني خلينا نتفاهم ومايحتاج نعيد شي، كان قلتي من البدايه إن خوله عاجبتكم وتلزمكم بدون

قاطعتها بحده/أنا هبعدها عنكم وعن وساختكم يامريضه لإني مابغى حكايتي تنعاد معاها ولآخر مره بحذرك طلعوها من رأسكم أحسن ماطيرلكم ياه.

كان جسمها يرجف من العصبيه وإنتبهت لها داليا وفهمت غلط / متى أخر مره أخذتي جرعتك.

جمدت جوري بتناحه للحظات قبل ماتفهم قصدها وترد بمماطله/ليه بتسألي خايفه يدي تطيش وتجيب أجلك؟

ضحكت ضحكتها العاليه والمجنونه علشان تضبط الدور وبعد لحظات سألتها /لا يكون جايبين صنف جديد وبتجربيه فيا.

اتململت داليا وبتوتر/ حبيبتي ياروح مابعدك روح وأنتي يدك بدأت ترجف وأخاف تسويها بالغلط وبعدين أنا عندي كذا صنف فكيني وبروح أجيبها ليكي وشوفي اللي يناسبك وفضيها سيره.

ضحكت بسخريه/أول مره أشوف مروج مخدرات يعزم على بضاعته.. لايكون نوع أبو كلب وسوقها مامشي فقلتي ذي مدمنه ومارح تتشرط وتصرفيها ليا.

ردت داليا بشك/وأنا أول مره أشوف مدمن يصرح بإدمانه بذي السهوله.

ردت ببرود/ نشاطكم من ال***** للمخدارات لكل البلاوي الزرقاء عارفته وأنتي كشفتي إدماني من اللحظه الأولى.. وبما إن ورقنا صار مكشوف فمافي داعي للف والدوران وذا مو تصريح ذا مجرد تذكير ليكي علشان تفهمي إني مو جالسه ألعب وأهدد عالفاضي..

غرزت والسكينه بحده وتابعت ببرود/أنا وحده مقطوعه من شجره تربية ملاجئ وخريجة سجون وكمان طلعت مدمنه يعني ماورايا شي أخاف عليه وأخسره وكل ماأتفقنا بسرعه كل ما خلصنا بسرعه من لعب العيال ذا.

سكتت داليا لدقائق قبل ماتتكلم بتوتر/أوكيه خوله هننساها ولاكإنها مرت في حياتنا قبل كدا، أرتحتي فكيني يلا.

سحبتها جوري لكرسي وثبتتها عليه بتهديد/لا تتهوري عالأخير وتضيعي نفسك.

طلعت حبل نحيف من جيب عبايتها وربطت داليا بقوه.

صرخت داليا بألم/بشويش ياغبيه، دحين مو أتفقنا ليه ربطتيني.

خلصت تربطها وعدلت عبايتها ونقابها وغطت عيونها ووقفت قدامها ببرود/اللي زيك مالها أمان ولازم أعمل أحتياطات لحد ماأطلع بخير وأطمن اللي معايا.

داليا بإقناع/طيب ماهتخليني أشوفك عالأقل لما نتقابل صدفه في سهره أسلم عليكي.

أنفجرت جوري بضحكه وردت بسخريه/بس أنا عارفتك وهتكوني على طول تحت عيني، وأنتي كفايه عليكي أطلعلك في كوابيسك كل ليله..

قربت جوري من وجهها وحطت السكين على خدها بإستفزاز/تحبي أسيبلك حاجه تفتكرك بيا؟

طالعت فيها بحقد وبرجفه/لامايحتاج، بيتهيألي مارح أنساكي بدي السرعه.

حطت السكين في جيبها وسكتت للحظات وقبل ماتكلمها ببرود/يستحسن برضه، وخليكي فاكره أتفاقنا لإني لو شميت خبر إنك قربتي لخوله ولا حتى كلمتيها بس أنا كمان هنسى أتفاقنا وزي ماوصلتلك هنا هوصلك في أي مكان ومحد هيقدر يحميكي مني بس ساعتها هسيبك وأنتي أكبر قطعه فيكي تنشال بملقاط.. حلو الكلام.

اتأملت وجه داليا الشاحب وهي تهز رأسها بموافقه على كلامها قبل ما تخرج بهدوء وتقفل الباب وراها.

ماعرفت كيف ومتى وصلت لباب الفيلا الخارجي وبمجرد مالمست أرض الشارع جريت بكل سرعتها وماوقفت غير جنب سيارة مؤيد اللي وقفته بيدها علشان لاينزل من السياره، مشيت الخطوات مهزوزه وشالت القماش اللي غطت فيه لوحات السياره ودخلت السياره وبرجفه/أمشي من هنا بسرعه.

أتحرك بسرعه بدون كلام وألتفتت لها فاطمه بخوف/جوري أيشبك وأيش اللي جالسه تسويه بالزبط.

ماقدرت ترد عليها وأشرت لها بيدها تسكت ونزلت رأسها لمستوى رجولها وظلت هالحال ذا أكثر من ربع ساعه لين إنتظمت أنفاسها ورجعت لطبيعتها، رفعت رأسها واتأملت الشارع بهدوء قبل ماتطالع في مؤيد بمرح/مارح تفطرني؟

طالع في المرايه وبحقد/قسم بالله لو أطول أفقع وجهك ببكس لأسويها، جالسه تستخفي ولا كإنك سويتي شي.

ضربته على رأسه بإستفزاز/أقول هرجك لايكثر شكلي دلعتك وصدقت نفسك و--

قاطعها بعصبيه/جوري وربي مو فايق لهبلك ذحين، خلصيني وقوليلي أيش فيه.

جنب السياره بحركه مفاجئه وألتفت لها وتابع بحده/أيش المصيبه اللي سويتها وخلت ساره وسعد يجوا يدوروا عليكي.

ردت بإستغراب/سعد وساره!! وينهم؟

قبل مايرد سمعت دق على شباك السياره ونزل مؤيد/هلا سعد.

سعد بصوت عالي/هلابك معليش بس إبي أم قصي في كلمة رأس وساره منتظرتها في السياره.

مؤيد بعصبيه/يعني محد فيكم بيقلي أيش الهرجه؟

طلعت جوري شيئ من جيبها وأعطته مؤيد وبهدوء/هذا اللي أتفقنا عليه وإن شاء الله يكون المطلوب علشان تتحركوا.

أخذه من مؤيد وبحده/أنا ماطلبت شي ممكن تجين عند ساره ونحكي شوي ع---

قاطعته ببرود/مابقي شي نقوله، أنا نفذت وعدي وأتمنى بالمقابل إنك تلتزم بوعدك وإذا جد جديد ساره هتبلغني.

أخذ نفس عميق وبهدوء/ إنزين بردلك خبر، السموحه منك ياأبوجوري لاتواخذني أشغلتك معاي.

سلم على مؤيد اللي نقل نظراته بينهم بحيره وغيض/عادي ياخوي والله يستر بس.

حرك مؤيد السياره وهو يحاول يفهم منها اللي صاير بعصبيه وهي تجيبه شمال ويمين بدون مايطلع منها بفايده.
حست بأحد مسك يدها بقوه ورجعها الواقع رفعت رأسها وطالعت في عبدالرحمن اللي حط يدها تحت المويا ويكلمها بحده/أنتي غبيه وين عقلك.. يدك تنزف وأنتي في دنيا ثانيه..أنتبهي على رجولك.

إنتبهت للدم اللي في يدها وللقزاز اللي عالأرض قبل مايسحبها ويخرجها الصاله يضمد جرحها بدون مايوقف صراخ فيها وهي تطالعه بصمت
لندن،الثامنه مساءً

كانت حركتها كثيره وتأففها أكثر وضايق الممرضه اللي بتلف لها الشاش على عيونها، ثريا بأمر/بتول وبعدين معاكي ترى منتي طفله

زفرت بضيق/عمه والله طفشت أربعه أيام وأنا عيوني مغمضه، قبل كنت ماشوف بس عالأقل مو حاسه نفسي مربطه.

بدر بملل/ماكنت أدري إنك حنانه هالكثر، صرتي قايله هالكلام مية مر.

حاولت تمسك دموعها وردت بمراره/أيه وش عليك، مو بأنت اللي عايش بظلام كل هالسنين.

راحت الممرضه وجلس سند جنبها ومسك يدها بحنان/أخوكي مايقصد وبعدين خلص هانت كلها يومين إن شاء الله ويشيلوا هالشاش وكل شي بيتغير للأحسن أنتي بس أهدي شوي هالبكاء مو بزين لك.

أتمسكت فيه بقوه/بابا أنا خايفه أنصدم ب----

ضمها لصدره ومنعها تكمل جملتها وبثقه/هذي كلها أوهام ووساوس من الشيطان علشان تحزني وتضعفي، أذكري الله وخلي ثقتك فيه كبيره وهو موبرادك خايبه وقولي الحمدلله على كل حال.

ظلت في حضنه فتره قبل ما تبعد عنه وتأخذ نفس عميق وتحاول تبتسم/أنت فهمتني غلط أنا كنت بقول إني خايفه أنصدم بوجه بدر .

ثريا بهدوء/عادي حبيبتي أكيد ملامحه بتتغير بعد هالسنين.

ردت بلكاعه/مو أنا خايفه من كذا، أكيد صار شين وملامحه بتأثر على نظري.. علشان كذا مابي أشوفه لما أفتح عيوني، لازم أخذ وقت وأستعد نفسياً.

ضحكت ثريا وسند لما طالعها بدر بصدمه للحظات قبل ماينفجر فيها بعصبيه/الحق علي اللي تركت مدرستي وجيت علشانك يالسخيفه.. وبعدين لو صرت شين فأنتي بعد شينه ولا نسيتي إنك تومي..

عدلت بتول شعرها بدلع/صحيح أنا موبشايفه بس أنت وبابا قلتولي إني حلوه وحتى خالتي جوري قالت عني قمر وأجنن بعد، فلاتحاول.

إبتسم سند بدون مايحس.. كان لسا مابعد عن الباب بعد مادخلت بتول بيتها وسمع صوتها الناعم والمصدوم وهي تسلم على بتول بحب وشوق خلى قلبه يخفق بين ضلوعه بقوه..

هز رأسه ورجع يركز مع بدر اللي رد بلعانه/أصلاً أنتي من يومك شينه وموبحلوه بس أحنا ماكنا نبي نزعلك، وخالتي جوري كانت تجاملك وأكيد مارح تقول إنك صايره جيكره وتحومين الكبد و---

قطع كلامه بسبب المخده اللي رمتها بتول وجات في وجهه بقوه وبتهديد/ هين يابدير خل بس نرجع بالسلامه وبقولها إنك قلت عنها كذابه.

بحلق فيها بعدم تصديق/جيكره وبعد تكذبين!! متى قلت هالكلام؟

ألتفتت بتول لأبوها بثقه/بابا أنت سمعته قال ولا ماقال؟

سند بإبتسامه/قال فيما معناه.

بتول بإنتصار/يس..يس.

بدر/يبه لاتوقع لها الحين بتصدق وتقول لخالتي وبتزعل مني.

مسكت ثريا يده وبمرح/ماعليك منها هالأدويه لاعبه في حسبتها وجوري تعرفك زين ومارح تصدقها.

رن جوال ثريا وردت بسرعه هلا يبه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....... الحمدلله بخير

وقف سند وباس رأس بتول/أنا بروح الشركه شوي وبرد تبين أجيبلك شي معاي.

ردت بإبتسامه/إبي شوكلت كيك وميلك شيك بالفانيلا والكراميل.

إبتسم بحنان/بس كذا، أحلى شوكلت كيك وميلك شيك في لندن بيكون عندك إن شاء الله

ألتفت لبدر/وش رأيك تجي معاي ؟

طالعه بعدم فهم/أجي معاك وين!!

إبتسم/تجي معاي الشركه وين بعد.

أشر بدر على نفسه بعد تصديق/تبيني أجيب معاك الشركه.. أنا أجي معاك الشركه.

حس بغصه داخله من ملامح بدر المصدومه وحس بالندم على كل السنين اللي راحت منهم بسبب غبائه وخوفه، بس خلاص من الحين بيحاول يعوض ولو جزء بسيط من اللي راح، حط إيدين على كتوف بدر وبجديه/ من اليوم رح تداوم بالشركه يومياً ولمدة ساعتين بتظل معاي وجنبي تشوف الشغل وتتعلم مني وش قولك.

أتسارعت أنفاس بدر وحس إنه بيتخيل.. معقوله اللي سمعه ولا هو قاعد يحلم.. بوه يبغاه يشاركه شغله لساعتين كل يوم.. شغله اللي أهم شيئ عنده واللي كان رقم واحد غيري حياته.. إبتسم فجأه صح هو كااان رقم واحد بس الحين كل شيئ اتغير وصار هو وأختها أهم شيئ بالنسبه له.
وبكل حماس الدنيا ضم أبوه وبصراخ/موافق موافق أكيد موافق.

إتنهد سند وبعد بدر عنه بشويش ومد يده بإبتسامه/من اليوم أنت موظف رسمي بدوام جزئي في شركات المنذر، ياريت نستفيد ونتعلم من بعض .
يصافحه بدر برسميه والإبتسامه شاقه وجهه وسلموا على ثريا وبتول اللي يضحكوا بفرح وطلعوا.





،

،

،

،

،


الرياض، العشره صباحاً



وأنا بس تسلميني الدليل أوعدك أنفذ كل اللي طلبتيه.

طالعته ساره بتوتر/سعد وش فيك أنت بعد أي دليل وأي خرابيط.. جوري حبيبتي تكفين أسم..

قاطعتها ببرود/أنا مشغوله ذحين وبعدين أكلمك، السلام عليكم.

رمت ساره الجوال وبزعل/أنت جنيت ياسعد وش هالكلام اللي قلته لها.

ردبلامبالاة/ماعليكي منها رفيقتك ذي هذرتها زايده وشكلها موبصاحيه.

دارت ساره في الغرفه بعصبيه/أنت اللي موبصاحي، أنت على بالك إنها تمزح معاك

إبتسم بسخريه/لايكون صدقتي حكيها الفاضي، فعلاً حريم ماعندكن عقل..
جلست جنبه ومسكت يده ويقلق/أنت ماتعرف جوري كثري ومدام قالت بتجيب الزفت ذا يعني هتجيبه مهما صار.

ألتفت لها بجديه/حبيبتي إذا المتكلم مجنون فالمستمع عاقل.. أنتي مستوعبه اللي قالته.. فرضاً لو كلامها طلع صح وهذول كانوا عصابه أي دليل اللي بتجيبه وشلون ماتعلميني؟

ردت بعصبيه/وجوري مجنونه ياسعد مجنونه بالناس اللي تحبهم ومستعده تسوي اللي مايخطر على بال أحد علشانهم، فمابالك إذا كانوا في مصيبه زي ذي.

سكتت للحظات وهو يفكر في اللي حكته جوري لساره، السالفه كانت واضحه ومو محتاجه لذكاء علشان يتأكد من إنهم بيتزعموا شبكة ***** وفي سنين شغله اللي فاتت ياما مرت عليه حالات مشابهه لبنات في عمر الزهور أنضحك عليهم بنفس ذا الأسلوب لحد مالقيوا نفسهم في الفخ بدون حول ولا قوه وبعد مايخسروا شرفهم وسمعتهم وأهلهم بيرضخوا للأمر الواقع ويستسلموا لأشكال داليا ومراد اللي هيتلاعبوا بحياتهم بكل سهوله.

أخذ نفس عميق وبجديه/رفيقتك هذي جنونها لوين يمكن يوصلها؟
هزت رجولها بتوتر/لأبعد مكان تقدر توصله والله العالم أيش ناويه عليه.
عقد حواجبه بتفكير/بس هي مره ومابيدها شي، وش اللي ممكن تسويه

وقفت فجأه وطالعت فيه برجاء/سعد واللي يعافيك خلنا نروح جده الحين.

كشر بصدمه/وشو!!

سحبته من مكانه بإصرار/جوري ذي مغناطيس مشاكل ومدام قالت بتتصرف يعني ناويه على مصيبه بكل قلب بارد ولازم أكون معاها.

طالع فيها بتفكير وهو يشوف ملامحها الجديه واتأكد إنها مو قاعده تمزح ومقتنعه بكل حرف قالته، وهو عارفها ويدري إنها مارح ترتاح ولايهدأ لها بال غير لما تشوفها وتتطمن عليها وبإستسلام/إنزين بحجز لنا على أول طياره لجده وبشوف تاليها معك ومع رفيقتك المجنونه.

باسته خده بفرح/الله لايحرمني منك حبيبي.
دفها بتمثيل/الله لنا كل هذا علشان بوديكي لها.
رمت نفسها على صدره بحب/لا لإنك حبيبي وعمري وحياتي.
ضمها بقوه/وأنا حياتي بدونك ماتسوى.

ثاني يوم الليل كانوا في جده و باتوا في بيت أهل ساره على أساس إنها بتزور جوري ثاني يوم ونتفاهم معاها، بس اتفاجأوا بإتصالها لما قالت لساره إنها بكره بتروح بيت داليا وتجيب الدليل وإنه إذا صار شيئ يكون عندهم علم باللي صار.

جنت ساره وما قدرت تنام طول الليل وبالعافيه صبرت للصباح، ولما وصلوا بيت جوري ومالقيوا أحد وجوالها ماترد عليه اتأكدوا إنها نفذت اللي في رأسها وبما إنها أعطتهم العنوان من قبل فلحقوها على هناك واتواصل مع مؤيد وبعد أكثر من نص ساعه اتفاجأوا بوحده تجري في الشارع وكإن الجن قوها وفي الأخير رفضت تكلمه وسلمته الدليل وراحت.. كان أول شيئ سواه هو تنفيذ الوعد اللي وعدها فيه وسوا إتصالاته وعين مراقبه على بيت خوله، وبعد ما رجع البيت شاف الدليل مع ساره واللي كان عباره عن تسجيل بينها وبين اللي أسمها داليا وبعد ماخلصت التسجيل جمدوا أثنينهم في مكانهم وهم يحاولوا يستوعبوا اللي سمعوه وفهموه.
رغم إن شغله بيحطه في مواقف غريبه وصادمه إلا إنه كان فعلاً مصدوم منها وألف سؤال دار في رأسه.

من وين جابت جهاز التسجيل الحديث ذا!
وشلون أتجرأت وراحت لها وبعد هجمت عليها بسلاح وسط بيتها!
والأهم من وين جابت هالكلام اللي قالته لداليا وشلون قدرت تقنعها بيه وتخليها تنطق باللي تبيه!

ساره قالت إنها مجنونه بس ماكان متخيل إنها مجنونه لدرجة إنها تخاطر بنفسها بهالشكل علشان تنفذ اللي في بالها.




كحه قويه رجعته للواقع وخلته يركز إنه في المكتب،طالع في الجالس قدامه بثوب وشماغه على كتفه وبتساؤل/وش رأيك في اللي سمعته ياحمد؟

رد بهدوء/هاللي أسمها داليا أعترفت على نفسها بشكل مافيه مجال للغلط..

سعد بجديه/وأنا بعد قلت كذا وعلى هالأساس بدينا بأول خطوه وإن شاء الله كلها مسألة وقت قبل مايطيحوا في إيدينا.

شاف حمد الساعه المعلقه في الجدار ووقف بهدوء/سيدي لازم أرجع الحين قبل محد يفقدني وبمجرد ما ألقى فرصه رح أوافيك بالتفاصيل.

سعد بجديه/مع إنك ماطولت لكن مانبي نلفت الإنتباه لوجودك عندي.
إبتسم حمد وأشر على خده /صح ماطولت لكن على ماأمر نايف يضبط المكياج بكون اتأخرت عليهم وبيسألوا نفسهم وين رحت وأنا مفهمهم إني مقطوع من شجره.
وقف سعد وسلم عليه وهو يتأمل الجرح اللي ممتد من الزاويه الداخليه لعين حمد اليمين نزولا بخده والواصل لأسفل فكه بشكل بشع ومقزز، وبإعجاب/والله هالنايف مو بهين.. اللي يشوف وجهك لايمكن يفكر إن جرحك مجرد تنكر ومكياج.

حمد بسخريه/وأنت تظن هالحريم المخبل يحبون هالخرابيط من شوي، إلا من الفرق العجيب اللي يصير فيهم من تحت رأسه وحنا الرجال مثل المدمغين وياغافلين لكم الله.

سعد بضحكه/الله يعين اللي بتتزوجك مدري شلون بتتحمل طبعك
حمد بهدوء/ماأبي أتزوج وأعيد حكاية رياض الله يىحمه وأرمل بنت الناس وهي بعد مادخلت دنيا.

سعد بحزن/الله يرحمه ويغمد روحه الجنه، هذا نصيبها ومكتوب من رب العباد.

حمد بجديه/الحمدلله واللهم لا إعتراض لكن اللي مثلي الأحسن يخلي بنات الناس في حالهم.

أنهى النقاش ولف شماغه على رأسه ولثم وجه وأدى التحيه العسكريه لسعد اللي وصاه على نفسه قبل مايخرج من المكتب بهدوء.
جده، الرابعه والنصف عصراً


داعبت أنفه ريحه حلوه وهاديه وفتح عيونه ولقي نفسه نايم بكل جسمه على شيئ طري وناعم، رفع رأسه واتوسعت عيونه بعدم تصديق


"جوري!! جوري!!"


طالع فيها وشاف ذراعه كيف ملفوف على خصرها بقوه وهي لافه أيديها على كتوفه وشعرها مغطيه، سحب يده بحذر وفرك عيونه بقوه ورجع يطالعها بتركيز وهو يفكر "لساتها موجوده هنا، ماراحت"

وعلشان يتأكد رجع يضمها ويستنشق ريحتها بعمق.. إبتسم بطفوليه وعدم تصديق لما أستوعب إنها معاه وإنها في حضنه .. كانت ماتحب تنام في ذي الوضعيه أبداً ودايماً بتنام في طرف السرير على جنبها وهي مواجهته وحاضنه مخدتها لصدرها لكن المره ذي كانت الثقه وه ظل ضامها لصدره طول الليل.. رفع رأسه وباس شفايفها ببطئ قبل مايرجع يغرق في أحضانها وهو يسمعها كل كلام الحب والشوق اللي شايله لها كل المده اللي فاتت و -----

حبيبي يلا أصحى اتأخرت على شغلك

ضمها لصدره بقوه أكبر" حبيبي!! من سنييين ماسمعت ذي الكلمه" وبهمس/مومهم الشغل المهم أنتي..أنتي أخيراً رجعتي لحضني..

حرك خشمه في رقبتها وهو يبوسها ويتنفسها بقوه/وحشتيييييني ووحشني حضنك وريحتك حتى شعرك وحشني، أنا مو مصدق إنك معايا.

باسته على شفايفه بحراره ذاب منها وفيها وحس بقلبه يدق بعنف وبنفس مقطوع/قولي إني وحشتك قولي إنك تحبيني أباسمعها منك قوليها.

ردت بضحكه/وحشتني وأحبك وأموت فيك.. دودي أنتا موطبيعي اليوم .


دودي!!!


رنت الكلمه في عقله وشحذت حواسه في ثواني، عقد حواجبه بتركيز وهو يشم ريحة عطر قويه، ريحه غير الريحه اللي كان شامها من شويه!!

فتح عيونه ببطئ وطالع حواليه بحذر قبل ماتطيح عيونه على زوج عيون بنيه لعوب ترمش بإغراء، وبصدمه/ندى!!

إبتسمت بغنج/قلبها وحياتها..

فجأه أرتخت ذراعيه وبعد عنها وهو يحاول يستوعب اللي صار، دار بعيونه في الغرفه .. الجدران.. الفرش.. ذي غرفته.. بس غرفته وغرفة ندى..

بلع ريقه بصعوبه.. جوري مو موجوده ولا كانت نايمه في حضنه.. كانت مجرد حلم وصحي منه.. سراب أختفى بمجرد مالمسه.. دفن وجهه في المخده وأخذ نفس عميق في محاوله لإستنشاق بقايا عطرها في ذاكرته

مسح وجه بكفوفه بقهر لما طلعته ندى من الحاله اللي كان فيها ومررت أصابعها على ظهره العاري وبدلع/حبيبي أنت رجعت تنام؟

لف وأعطاها ظهره ومارد عليها وغمض عيونه وحاول للمره الأخيره يتمسك بتفاصيل حلمه الجميل، لكن للأسف ماكان في أي شيئ.. لاخصلات شعر ذهبيه تلتف على وجهه ولا ريحة ورود تداعب أنفه.. لا أحضان ناعمه ولاضحكه ولمسات رقيقه تمده بالراحه.

ولما فشل أتعدل في جلسته وزفر بضيق بدون مايطالع في ندى وبفتور/جهزي ملابسي بأخذ دش.

وقام من السرير وطلع من الغرفه بهدوء وترك ندى في صدمه وحيره من تغيره المفاجئ.




،

،

،

،

،





لندن، العاشره مساءً



أتململت في كرسيها بعدم إرتياح وهي تحاول تتجنب نظرات أخوها شاهين رغم إنه مابدر منه أي تصرف ممكن يزعجها من وقت اللي وصل فيه المستشفى مع مها وعمها أبوسلطان لزيارة بتول، فزت من مكانها بتوتر لما لمستها مها ومالت عليها بهمس/ ثريا شفيكي مشدوده زي ماتكوني زنبرك ومستعد للقفز مع أي لمسه!

عدلت شعرها ورسمت إبتسامه مهزوزه على شفايفها/ يمكن لإني حاسه كذا عن جد وكل مانطق شاهين بحرف قلت خلاص الحين أنفضحت.

أهتزت كتوف مها بضحكه ماسكتها بسبب وجود سند اللي جالس مع أبوها وزوجها وبدر جنب بتول ومندمجين في السلام ومن بين ضحكها/والله ياإني وأخوكي نضحك ضحك ماهوبصاحي كل ماتذكرنا اللي سويتيه في الرجال.

ردت بعصبيه/ معلوم بتضحكوا وتستانسوا بعد لإن ماهوبأنتوا اللي تفشلتوا وصرتوا فرجه للي يسوا واللي مايسوا.

غصت مها بضحكتها وصارت تكح بقوه وفي ثواني كان شاهين جنبها يشربها مويا ويدق ظهرها على خفيف/بسم الله عليكي وش صار لك!

أتوجه سند للباب/ أنا بروح للدكتور خذوا راحتكم.

أبوسلطان بقلق/أشربي على مهلك لاتغصين زود.

سحبت نقابها بمجرد ما سند طلع وأخذت منديل من ثريا ومسحت دموعها وطالعتهم بإبتسامه/ الحمدلله صرت زينه.

طالع أبوسلطان في الساعه/شاهين خل نمشي يابوك.

ثريا بتهور/أيه الوقت حيل تأخر.

أتبادل شاهين ومها النظرات لما شافوا ملامح الراحه بوضوح على وجه ثريا، شاهين بنذاله/أفاا تطردينا ؟

طالعت فيه بصدمه قبل ماتنتبه للمكر اللي في عيونه وبهدوء/حاشاكم ياأخوي بس أنا فكرت إنكم تعبانين من السفر ويبيلكم راحه.

أبوسلطان بحنان/طول عمرك تداري الكل وتحاتينهم.

همس شاهين لمها/إلا اليوم تبي الفكه منا.

سمعت أخوها وحست بالذنب ناحية عمها لإنها عن جد كانت تبغاهم يروحوا لإنها مو متحمله وجود شاهين معاها، سلم عليهم أبو سلطان وخرج مع بدر ولحقته مها وشاهين اللي سلم على ثريا وقبل مايطلع همس لها بإستفزاز/فواز يسلم عليكي.


رنت ضحكته في الممر لما رمته بنظرة حقد وقفلت الباب في وجهه بقوه، أخذت بيجامتها وراحت الحمام وغسلت وجهها بمويا بارده وغيرت قبل ما ترجع تغطي بتول وتشوف إذا تبغى شي قبل ما تنام، خففت الإضاءه وفكت الكنبه اللي أتحولت لسرير مريح وفرشت لحافها وحطت رأسها على مخدتها وغمضت عيونها ورجعت بذاكرتها لأسبوع مضى



طلعت من المصلى مع البنات بعد ماصلوا العشاء، قفلت مها جوالها/بنات بروح ألف مع شاهين ونقابلكم في الكافيه أوكي.

تركتهم وراحت وأتعالت أصوات البنات وكل وحده تقول أسم المحل اللي تبغاه وبعد مادخلوا كم محل وتعبوا من اللف راحوا الكافيه اللي كان زحمه وبالعافيه لقوا طاولتين ألتفتوا حولها واتفقوا عاللي يبغوه وراحت ثريا ورؤى طلبوا ورجعوا وإنتبهت ثريا لبنت صغيره جالسه لوحدها وشكلها حزينه وشبهت عليها وهمست لرؤى/هذي كإنها سديم.

طالعت رؤى مكان ماأشرت وهزت رأسها بموافقه/أيه سدومه ليه قاعده لحالها.

طالعتها ثريا لآخر قبل ما ترجع لطاولتهم وبهدوء/تلقينها مع خالتي ولاأحد يقربلها وراح يطلبلهم وبيرجع.

جلسوا وثريا كل شويه تطالع ناحية سديم ولماشافت واحد رجع ومعاه صينيه عليها طلبات بعدت عيونها ورجعت تسولف مع البنات براحه، قامت تجيب طلباتهم ولما رجعت شدها صوت سديم وهي تتكلم بعصبيه/قلتلك مابي منك شي.

وش رأيك أطلبلك وافل

ردت بحده/مابي

إنزين غزل البنات

أتاففت بضيق/قلتلك مابي أكلمك ومابي منك شي أنت ماتسمع!

عقدت حواجبها بإستغراب"منو هذا وليه ماتبيه يكلمها، معقوله واحد قاعد يأذيها"

جمدت مكانها لما رد ببرود/ وبعدين معاكي صار لي ساعه أحايل فيكي وما خليت شي ما طلبته وأنتي مصره ماتكلميني.

رؤى بملل/ثريا شفيكي واقفه خل نرجع.

رجعت وحطت طلباتهم عالطاوله وقلبها ناغزها على سديم وبتوتر/أنا بروح دقيقه وراجعه.

رجعت لسديم وسمعتها تصرخ بعصبيه/أنا ماعرفك والحين ماما بتجي وبروح معاها.

مسك يدها وسحبها معاه بتهديد/أنتي مو برايحه معاها فهمتي ولا لا وعن الدلع الماسخ وبتجين معاي غصباً عنك.

أتمسكت بالطاوله بصراخ/أتركني مابي أروح معاك إبي ماما.

إنصدمت لما شافت الرجال وقف وسحب سديم بقوه وبلامبالاة بصراخها اللي حولهم، وبدون ماتحس لقت نفسها بتسحب سديم من بين إيديه بقوه وبأمر/أنت شلون تحط يدك عليها.

طالع فيها بحده/وشو!!

مسكت ذراعه اللي ماسك كتف سديم ودفتها بعصبيه/قلتلك أتركها ياللي ماتخاف الله..سديم إنتي زينه

ألتفتت لسديم اللي تبكي ونزلت لمستواها وضمتها لصدرها بحنان وبهمس/ حبيبتي سدومه هذي أنا ثريا.

أتعلقت فيها سديم بقوه وهي تبكي وبحنان/خلاص حبيبتي لاتخافين مارح يسويلك شي.. وين جدتك.. إنزين مع مين جيتي؟

ردت من بين دموعها/قلتله مابي أروح معاه إبي ماما إبي ماما.

سحب سديم من حضنها وبحده/أتركي بنتي يالمجنونه.

وقفت وسحبتها مره ثانيه لحضنها وبتهديد/أنت اللي مجنون أترك بنتي قبل ماناديلك الشرطه..

طالعت في الناس اللي أتجمعوا عليهم وبأمر/لو سمحتوا أطلبوا الأمن.

مسك يد سديم وصاح فيها بعصبيه/سديم قوليها إني بابا..

أتمسكت سديم بثريا وهي تصرخ بهستيريا/ماما ماما.

واجهته ثريا بتحدي/حرامي وبعد قوي عين..سمعتها ولا لا أنا أمها.

طالع في ثريا بغضب/أنا أبوها وأسمها سديم وأنتي موبأمها أنتي وحده كذابه، أتركي بنتي ياحرامي.

فجأه الوضع صار لايحتمل وزاد صراخهم وكل واحد يقول للثاني حرامي وسديم مستمره في بكاها والناس بيحاولوا يحاول يفهموا مين الصادق فيهم، وصل رجال الأمن وفرقوا الناس بتصور بحماس، ردت ثريا بثقه على رجل الأمن الي سألها إذا كانت سديم بنتها/أيه بنتي وعمرها ثمان سنين ونص وأسمها سديم فواز ** وساكنه في شارع***

سأل سديم بهدوء/هذي أمك ياحلوه.

هزت رأسها بموافقه خلت الرجال يعصب/سديم لاتكذبين هذي ماهيب أمك.

ألتفت لرجل الأمن وحاول يتكلم بهدوء/ياأخوي أنا فواز** وهذي بنتي سديم وذي وحده حراميه ونصابه وأكيد تبي تخطفها.

ثريا بسخريه/لا ياشيخ ترى ماجبت معلومه جديده توي قايله أسمها وأسم أبوها وعنوانا بعد.

طالعت في رجل الأمن وبجديه/اسألها وبتقلك إنه من ساعه وهو يحاول يقنعها علشان تروح معاه وماخلى شي وماجابه لها علشان يضحك عليها.

ألتفت لسديم/صح اللي قالته؟

هزت رأسها بموافقه وهي تطالع في الرجال بخوف واللي شد على أسنانه بغيض/أنا كنت أراضيها لإنها زعلانه مني.. سديم حبيبتي قولي الصدق وخل نمشي هنا وخلي عمو الشرطي يأخذ هالحراميه عالسجن.

صاح واحد من عالناس/ياخوي شوف إثباتهم وفكنا.

شهقت ثريا بغضب/سجن في عينك ياللي ماتستحي هالسجن لأمثالك..

إبتسم بإنتصار وطلع محفظته وهو يكلم الأمن بثقه/الحين تشوف بطاقة الأحوال وبتعرف مين فينا الحرامي وال-----

قطع كلامه صوت غاضب/أنتي وش تسوين هنا وش صاير .



شاهين!!


صاحت ثريا فجأه وبدون مقدمات كانت متعلقه بذراعه برجاء وهي تأشر عالرجال اللي واقف يطالعها بصمت/شاهين ألحقني هالرجال بيخطف سديم.

ألتفت للرجال اللي قالت عنه ووقفت مكانها بصدمه لم سلم عليه بالخد وبإستغراب/هلا فواز شصاير.

شهقت بقوه"فواااااز..ياويلك ياثريا وش سويتي"

نقل فواز نظراته بين شاهين وثريا اللي كانت لاصقه فيه من ثواني وبحيره/هذول أهلك؟

شاهين بحذر/أيه وشالسالفه الخطف هذي و-

قاطعهم رجل الأمن/إثباتك ياخوي.

أعطاه بطاقة الأحوال وأخذ نفس عميق وبتوتر/سوء تفاهم بسيط ياشاهين لاتحاتي.

رجع رجل الأمن بطاقته وكلم ثريا بضيق/ ياأختي إذا بينك وبين زوجك مشاكل فرجاءً حلوها في بيتكم وبدون ماتدخلوا عيالكم فيها، عيب عليكم هالحركاتك.

شهقت بصدمه من كلامه ومن نظرة شاهين اللي لو كانت تقتل كانت طاحت مكانها من غير كلام وطالعت في سديم بقهر وهي نفسها تخنقها.

التفت رجل الأمن لسديم بعتاب/وأنتي ياسديم عيب اللي سويتيه في بابا، تبيني أوديه السجن وماعاد تشوفيه؟

عضت أصابعها بخوف وهزت رأسها بنفي، وهو سلم على فواز وأعتذر منه وصرف الناس وراح.

جمدت ثريا مكانها وأتمنت الأرض تنشق وتبلعها وهي تشوف أخوها واقف يتكلم مع الرجال اللي طلع أبوسديم عن جد، سحبت سديم لطاوله وجلست معاها وبحده/ليه كذبتي علي وقلتي إنه ماهو بابا.

مسحت دموعها وبتردد/لإن ماما قالتلي لو زعلت وسويت كذا بيرجعها البيت وبنعيش كلنا سوا .

بحلقت فيها بعدم تصديق في أم تسوي كذا في بنتها كذا!!
طلعت منديل من شنطتها ومسحت وجه سديم بحنان/بس أنتي غلطتي لما كذبتي عليا وعلى بابا.

سديم بقلق/يعني زعلتوا مني؟ بابا مارح يكلمني؟

عدلت شعرها وبتنهيده/مدري.. أنتي أعتذري منه وثاني مره لا تتدخلي في مشاكل الكبار حتى لو ماما طلبت منك فهمتي.

وقفت وضمت ثريا بندم/أسفه لإني كذبت عليكي.

بعدتها عنها وباست خدها بحنان/خلاص سامحتك بس لاتعيدينها مره ثانيه خلاص أنتي كبيره، يلا لازم أروح.

إكتشفت إن أختها وبنات أعمامها كلهم صاروا جنبها ورجعوا سوا لطاولتهم تحت نظرات الناس الفضوليه وأخذت شنطتها وطالعت في البنات ، برجاء/لاتسألوني عن شي الحين حاسه بصداع ولسا ورايا شاهين اتفاهم معاه.

راحت السياره ولحقوها البنات وبعد ربع ساعه كان شاهين معاهم ورجعوا عالبيت وفي غرفتها شرحت لأخوها اللي صار وطلبت منه مايجيب سيره لأحد لإنها مو ناقصه إحراج، لكن طبعاً البنات ماخلوها في وأستلموها حش وضحك كل ماشافوا رقعة وجهها لدرجة إنها فرحت بسفرها مع بتول بشكل مو طبيعي علشان تفتك منهم.
جده، الثامنه صباحاً


صرخ للمره الثالثة ورمى موس الحلاقه في الحوض بعصبيه وخذ المنشفه ومسح الرغوه عن دقنه وشاف الجرح في المرايه بضيق/عمر أهلي لاحلقت.

طلع مطهر ولصق من الصيدليه الصغيره المثبته فوق الحوض وقبل مايفكها اتفاجأ بيد تحسبها منه وتحطها عالحوض، التفت لجوري اللي أخذت رغوة الحلاقه ومسكت وجهه ووزعتها عليه وبعدها غسلت الموس وبدأت تحلق له بصمت، قلها بضيق/مو كذا.

مسك أيديها لما طنشته وأستمرت في اللي تسويه وكرر كلامه/قلت لك مو كذا، إذا مالك نفس تتلقفي ليه!

إتنهدت داخلها وهي فاهمه قصده.. وقت الحلاقه ذا كان له معنى خاص عندهم من اول مره كفشها وهي ماسكه الموس وتبغى تحلق زي أبوها وقوقتها خاصمها وقلها إنها بنت وعيب تحلق وبعد ماطلعت روحه وإقتنعت وعدها إنه بس يصير كبير ويطلع له دقن رح يخليها تحلق له بنفسها وفعلاً وفى بوعده وأول مره يحلق كانت هيا معاه وماسكه الموس وكلها حماس وخوف لاتطير رقبته ولسانها ماوقف دقيقه وهي شويه تتكلم وشويه تقرأ قرآن وشويه تغني، ومن بعدها صارت عاده بيستمتعوا فيها من وقت للثاني.

طلعت من أفكارها وقابلت نظراته لأول مره من كم يوم وبهدوء/إذا ماجيت ياهتقعد بدقنك ذا للشهر الجاي يا وجهك هيصير شوارع، أيش تحب؟

ترك إيديها وإتنهد بضيق/أحب نرجع زي ماكنا.

رجعت تكمل شغلها وبهدوء/وذا مو زي ماكنا؟

هز رأسه بنفي وكانت هتجرحه وبحده/أنتا غبي في حد يتحرك كذا والموس على رقبته.

إبتسم/أيوه غبي وحمار وماعندي مخ وما أفهم و--

قاطعته بضيق/خلاص أنتا ماصدقت.

مسك وجهها بين إيديه/أسف..

لفت عنه ورجع ثبت وجهها بقوه وخلاها تطالع فيه وبندم/أسف.. أسف.. أسف.

نزلت دموعها بصمت قبل ما تهز رأسها بموافقه ويضمها لصدره براحه"أخيراً سامحته.. سامحته" ظلوا واقفين عالحال ذا ربع ساعه وبعد ماخلصت دموعها بعدت عنه وغسلت وجهها ورجعت تشوف شغلها وبعد ماخلصت سحبها من يدها ووداها غرفتها وبمرح/عشر دقايق ألبس والقاكي جاهزه بعزمك على أحلى فطور في البحر.

قفل بابها قبل ماترد عليه وتقله إنها ماتبغى تروح مكان فيه ناس، كانت حاسه بشوق لتؤام روحها وتبغى تجلس معاه.. أشتاقت لهروجهم اللي ماتخلص ولمزحهم ومقالبهم وعنادهم.. أشتاقت لكتفه اللي بتسند رأسها عليه لما تتعب ولذارعه اللي بتضمها بحنان وأشتاقت حتى لإسلوبه المستفز لما ينعكش لها غرتها ويخرب شعرها..كانت تبغى تجلس معاه وتعوض عن كل وقتهم اللي راح..

إتنهدت وقامت غيرت بيجامتها وإتجهزت وقبل ماتلبس قفازها كان بيدق الباب بحماس، خرجوا وضحكت من قلبها لما فتح لها باب السياره بحركه مسرحيه وحركوا عالبحر وهم يكلموا في كل شيئ كعادته

بس كان في شيئ و احد ناقص!

كان ذا اللي فكر فيه عبدالرحمن، طول الطريق كان حاس إنها مو على بعضها.. في البدايه ظن إنه بيتخيل بس كل لحظه كانت تمر بتأكد له إحساسه ذا، جلستها الرسميه وشرودها المفاجئ بين كل كلمه والثانيه غير علبة المناديل اللي حولتها في حضنها لأشلاء وذي الحرمه ماتشوفيها غير إذا مسكت منديل وهي متوتره ولا حاسه بصراع داخلها ونفسها محتاره بين أمرين، أخذ نفس عميق وغير رأيه في اللحظه الأخيره وبدل مايدخلو مطعم أو كافيه عالبحر زي ماكان ناوي أخذ سندوتشات وأختار بقعه هاديه وخاليه من الناس وذا الشيئ ماتعبه خاصةً مع قلة الناس اللي تخرج البحر فذا الوقت.

فرش لهم جنب الشاطئ زي ماتحب أخته وراحت كعادتها لما يكون البحر فاضي خلعت كوتشها وشرابها وغاصت برجولها في الأمواج اللي بتتكسر عالشاطئ وهو لحقها واتمشوا لعشر دقايق وبعدها رجعوا وجلسوا في صمت ماقدر يتحمله بكل الوساوس اللي دارت في رأسه وبهدوء/قولي أيش عندك وخلصيني.

ألتفتت له بعدم فهم/أيش أقول!

لف جسمها وخلاها تقابله وجه لوجه وبثقه/قولي المصيبه اللي هببتيها من ورايا الأيام اللي فاتت، خلاص أصلاً شكلك سويتها وخلصتي.

رمشت بعيونها بتوتر قبل ماتلتفت نظراتها بعيد عنه، ثبت وجهها بقوه وبأمر/أعترفي، المره ذي أيش كان نوع المصيبه اللي جذبتيها بمغناطيسيتك.

دفت إيديه ونطت واقفه على رجولها بحركه رشيقه وحركت إيديها بتوتر/أنا أيش دخلني إذا المصايب بتتحذف عليا من كل مكان.. أنا حتى كنت ماشيه في الشارع لابيا ولا عليا وهيا جاتني لحدي.

وقف وواجهها بإبتسامه إنتصار/كنت متأكد، طول الأيام اللي فاتت وقلبي ناغزني وماوقفت دعاء إن الله يكفيني ويكفيكي شر مصايبك.

إبتسمت ببلاهه وبهمس مسموع/بالله وأنا أقول الموضوع عدى على خير والحمدلله كل شي مشي زي ماأنا خططت بالضبط.

ضرب جلسته بكفه بيأس ذحين بس اتأكد إن المصيبه فعلاً مصيبه مدام بتقول أفكارها بدون ماتركز، صفق قدام وجهها بقوه وبأمر/خليكي معايا وفهميني أيش اللي جاكي لحدك بالضبط.

عضت شايفها السفليه وطالعت فيه وهي تهز رأسها برفض بس الكلام كان على طرف لسانها وفكرت إنه أصر كمان مره هتقوله واللي يحصل يحصل أصلاً هيا مو قادره تخبي عليه أكثر من كذا لإنها حاسه إنها خانت ثقته فيها لما أتصرفت بدون علم ومن وراه.

أخذ نفس عميق للحظات قبل مايبتسم إبتسامه عريضه خلتها تتراجع بحذر كذا خطوه لوراء وهو يتقدم ناحيتها، صغرت عيونها بتهديد/عباديييييي إبتسامتك الصفراء ذي مو مريحتني بتاتاً البته.

اتجاوزها ورد ببرائه/ليه علشان ماعندي غمازه زيك؟ طيب ياستي اللي أعطاكي يعطينا.

شافته قرب من الشاطئ وجلس بهدوء مريب خلاها على أعصابها فأعطته ظهرها ورجعت السياره وهي تكلمه بضيق/أنا غلطانه اللي عبرتك وجيت ول---

قطعت كلامها لما مسك رأسها فجأه وبتهديد/هتتكلمي ولا أخلي اللي في يدي على رأسك؟

جمدت مكانها بتوتر/ذا يعتمد عاللي شايله في يدك!

رد بهدوء/شي صغير له أطراف زي الكماشات و---

قاطعته بلعثمه/ككذااب مارح تتتسوويها.. موو أنتا

لف بجسمه وصار قدامها ويده لازالت على رأسها وطالع وجهها الشاحب وعيونها اللي أتوسعت بصدمه من حركته، حس بالذنب لإنه عارف إن ذا أكثر شيئ تخاف منه في حياتها من غير ذكر باقي الأشياء الغريبه اللي تخاف منها، وبقسوه/المشكله مو فيا، المشكله هل أنتي مستعده إنك تغامري وتتكتشفي بنفسك صدقي من كذبي؟

صارت تتحرك بعصبيه بس مكانها وبرجفه/ليه أغااامر وأنا.. متأكدده إنك ماتعممملها.

إتنهد وهو يشوف إيديها اللي بتتحرك بعشوائيه على جسمها وكإنها بتنفض عنها تراب وفي داخله" غبي كل ماكحلها أرجع أعميها"

نزل يده من رأسها وفتحها قدامها بإستسلام/كسبتي.

أتعلقت عيونها بيده الفارغه وأستمرت في اللي تسويه، مسك إيديها وبأمر/جوري مافيكي شي خلاص.

حررت إيديها وكملت تنفض عبايتها من اللاشيئ وبإبتسامه مهزوزه/عارفه بس مو قادره أمنع نفسي، كله منك.. ليه تبدأ شي أنتا عارف نهايته كيف هتكون.

سحبها للسياره وطلع شرشف خفيف من الشنطه وفك بيبان السياره ودفها وسطهم وعلق عليهم الشرشف زي الستاره وبهدوء/فسخي عبايتك وهاتيها وأنا بنفضها بقوه.

مالحق يخلص جملته إلا وهيا راميه عبايتها عالأرض وهي تنفض جسمها بقوه وخوف وقرف غريب وبإستفزاز/ أنتا لو صبرت شويه كنت هقلك أكثر من اللي كنت تحلم فيه وهتموت وتعرفه.

رد بحذر/أيش قصدك؟

ضحكت بتوتر/اللي فهمته بالزبط.. بس عقابً ليك وردعا لأمثالك هأجل جلسة المصارحه لأجل غير مسمى أو عالأقل لحد ماأقدر أهجد مكاني من غير ماأتخيل إن في حاجات صغيره بتتمشى على جسمي.

زفر بضيق من نبرة الخوف اللي صورتها واللي كانت بسببه وناولها عبايتها بندم/أميرتي والله أسف ، أنتي عارفه إني أحيان بتهور وأتصرف بغباء بس والله مابكون قاصد شي شيئ.

ظلت فتره لين هديت وقدرت تلبس عبايتها وشالت الشرشف وجلست في السياره وعرف إنها مارح تنزل ذحين فشال أغراضهم وركب جنبها، ألتفتت له أول ماقفل الباب وبإبتسامه/لما أحكيلك خليك فاكر كلامك عن الغباء والتهور وكون متأكد إن نفس الجينات بتسري فينا.

رد بحذر/مدري ليه عندي إحساس إن اللي هتقوليه ماهيعجبني بأي شكل الإشكال.

ردت بهدوء/ أحياناً كثيره بيكون في الجهل نعمه أسمها راحة البال وأنتا اتخليت عن النعمه ذي فتحمل اللي يجيك.
حرك السياره وهز رأسه بموافقه/الله يستر من اللي هتقوليه.
أشتقت أن أراكـَ في محيطي .. فـ رغم حضورهم ,,,,إلا انكـَ أيها الغائب الحاضر في أعماقي .. أكملهم بـ الروحِ حضوراً .. !!




جده،الرابعة صباحاً



خلعت روب الحمام وجمعت شعرها بمشبك وإنسابت داخل البانيو بخفه..حطت مخده صغيره وراها وسندت رأسها عليها وأسترخت وسط الماء الحار والزيوت العطريه اللي تحبها وهي تحس بكل جزء في جسمها بيصرخ ويشكرها على لحظات الإسترخاء والراحه ذي، فمع إنشغالها بالأولاد وشغل البيت والكافيه غير الضغوط اللي بتمر فيها صارت ماتلقى وقت فراغ لنفسها وصارت تتصيد الفرص علشان تقدر تنعم بحمام طويل ودافئ زي ذا من وقت للثاني أو وقت علشان تقرأ رواية جديده أو ديوان شعر لواحد من شعراءها المفضلين.
حاولت تسترخي وتطرد من بالها أي أفكار ممكن تهدد لحظات هدوئها وراحتها لكن ذا الشيئ كان مستحيل وصاحب الشال مرافقها وين ماراحت حتى في نومها.

فتحت عيونها وأخذت نفس وهي تفكر بجديه في اللي صاير لها، باتت متأكده من هوية رجل أحلامها المجهول الملامح.. كان صاحب الشال وهي على يقين من ذا الشيئ .

سألت نفسها إذا كانت غلطت لإنها أتعلقت بشالها بذا الشكل!

صار الشال جزء منها لدرجة إنها حطته في شنطة خروجها وبكذا يكون معاها في كل مكان تروحه، غير إنها بتحب تلبسه ويكون قريب منها وقت الأزمات اللي بتمر فيها.. زي نكساتها الصغيره وكوابيسها ومواقفها الصعبه.. صح كانت تداوم على أذكارها ووردها اليومي من القرآن لكن وجود الشال معاها وحولها كان بيحسسها بنوع غريب من الأمان اللي أتعودت عليه، لكن أحلامها الأخيره واللي أتضمنت صاحب الشال بدأت توترها وتربكها وتخوفها في نفس الوقت..

لطالما حست ناحية صاحب الشال بالإمتنان والشكر صاحبه نوع من الإعجاب والتقدير الكبير اللي ماتقدر تنكره.. وقوفه معاها في الوقت اللي أتخلى فيه خالد عنها بكل برود وتمسكه بيها ورفضه إنه يتركها رغم عدم وجود أي شيئ ممكن يساعدها بيه!! اخلاقه وطيبته وشهامته اللي خلته يهتم بسترها وغطاها من عيون الرجال وهي بين الحياة والموت!! كرمه معاها ودفعه لفواتير المستشفى!! كل ذي الأشياء حسستها وكإنها مسؤله منه وكإنها من بقيه أهله ورغم مرور فتره طويله عالحادث إلا إنها أتمسكت بتفاصيله رغم التشويش اللي كانت حاسه فيه وقتها، كيف لا وهي حلمت بالحادث عشرات المرات لحد ماإنطبعت كل تفاصيله في بالها لدرجة إنها حفظتها زي أسمها.. لازالت للأن بتحس بيده اللي مسكت يدها بكل قوه وهو يطلب منها توثق فيه.. لازالت متذكره وعده لها بإنه هيظل معاها لحد ماتطلع من السياره ومارح يتخلى عنها..

كيف من الممكن إنها ماتعجب بشخص زي ذا بعد كل اللي سواه معاها وهي مجرد غريبه عنه.. كانت متأكده إنه إنسان أكثر من رائع.. فارس بلا جواد والغائب الحاضر زي مابتحب تسميه في صفحات دفترها الأسود..

كانت فخوره إنها قابلته حتى في هذيك الظروف السيئه وحتى لو ماعرفت هوا مين كان يكفيها إنه مر في حياتها علشان يقينها يزيد في إنه مهما قست الظروف وضاق عليها الحال إلا ماربها يفرجها ويعدل ويصلح الحال..

لكن اللي ماعملت حسابه هو تطفله الغريب على أحلامها وإحتلاله جزء كبير من لاوعيها! واللي صدمها أكثر هو إستسلامها الغريب له ومشاركته شعور حلو بالراحه والأمان وهي في حضنه وبين ذراعيه!

مجرد مابتصحى من نومها وتتذكر إحساسها لما كانت في حضنه بتحس بصدمه.. يمكن لإنه إحساس جديد عليها وعمرها ماحست بيه!!

كان إحساس مختلف عن اللي بتحسه مع أمها وأخوانها.. حتى خالد اللي عاشت معاه نص حياتها عمرها ماحست معاه ولو بجزء بسيط أو حتى يشبه اللي عاشته في حلمها.. كان إحساس غريب.. من نوع ثاني.. إحساس خاص بيها .. وبيه..

إرتجفت بمجرد ماتذكرت إحساسها ورأسها على صدره وهو ضامها بحنان .. دقات قلبه كانت أشبه بإيقاع هادي ومريح رغم سرعته.. كان أشبه بمخدر خدر حواسها وعقلها وخلاها تغمض عيونها وتعوض في راحه مالها مثيل ماأعطتها مجال للتفكير في أي شيئ ثاني..

حاولت تفسر اللي بتحس فيه لكن ماوصلت للنتيجه تذكر، كل اللي فهمته إنها معاه بتحس بشيئ جديد وحلو كانت فاقدته في حياتها.. إحساس تام بالأمان والراحه والسكينه ماقد عاشته من قبل، وذا الشيئ خوفها منه ومن نفسها اللي حست وكإنها غريبه عليها.

هو بالنسبه لها بطل خرافي ماله مثيل.. أسطوره من أساطير الأغريق اللي ياما قريت عنها.. هو بالنسبه لها مجرد طيف.. إنسان بلا هويه أوعنوان.. إنسان بلا ملامح.. مجرد حضور في خيالها ومرات كثيره شكت إنه مجرد وهم.. بديل أخترعه عقلها بدل خالد اللي أتخلى عنها.. وكان ممكن تصدق كل ذا لولا وجود الشال اللي كان الإثبات الوحيد على وجوده في الواقع مو في خيالها والشال هو الشاهد على صدق اللحظات اللي عاشتها معاه .

لكن مع كل المشاعر الغريبه اللي صارت تحسها ناحيته صارت تفكر إنها لازم تبعده عن تفكيرها بأي طريقه.. لازم ماتسمح له بالسيطره عليها لا في الواقع ولا في الأحلام.. لازم تنساه زي ماقالها أخوها مره من المرات، بس كيف؟؟؟

كيفك تنساه وهي كل ماغمضت عيونها بتلقى نفسها في أحضانه كل ليله !!

كيف تنساه وساعات نومها القليله واللي كانت كلها كوابيس ودموع أتحولت بين إيديه لنوم عميق ومريح بتصحى بعدها في قمة نشاطها وحيويتها كما لو كانت نايمه ليله بكاملها.

هزت رأسها بقوه وبرجاء/أطلع من رأسي.

أخذت نفس عميق وغاصت تحت المويا للحظات قبل ماترفع رأسها وتمسح وجهها بقوه وكإنها بتمسح صورته من بالها
لندن،التاسعه صباحاً


كانت كل لحظه بتمر عليها بتزيد توترها ورعبها من اللي هيصير بعد لحظات.. حياتها كلها في جهه والشهور الأخيره اللي عاشتها بكل أمل وتفاؤل وإصرار في جهه ثانيه.. اللحظات اللي جايه هي اللي هتحدد نتيجة صبرها وتعبها وحلمها الفتره اللي فاتت.. كانت سامعه كل همساتهم المتفاوته بين قرآن ودعاء وحاسه بكل خوفهم وحماسهم اللي معبي جو الغرفه وقرب يخنقها.. الكل موجود معاها أبوها وجدها مساعد وجدها وجدتها أهل أمها وبدر وعمتها ثريا وعمتها شاهين ومها.. وكلهم حاسين بنفس إحساسها وهم ومنتظرين اللحظه اللي هتفتح فيها عيونها وتنطق الكلمه اللي هتغير حياتها وحياتهم.

فجأه الكل سكت وماعاد سمعت غير صوت أنفاسهم المتلاحقه والدكتور بيقلها تفتح عيونها.. سمت بالرحمن وفتحتها ببطئ وبتردد وهي موعارفه أيش اللي لازم تشوفه أو تتوقعه، حست بألم وكإن أحد بيخز عيونها بأبر ورمشت بعيونها لكذا مره لين أتعودت عالضوء و

الضوء!!!

نزلت دموعها بصمت وعيونها بتدور وتسبح في شيئ غريب أول مره تشوفه وركزت عيونها حولها وبدأت تشوف ظلال سوداء متوزعه في كل مكان.

الدكتور كان يتكلم ويتكلم وهي مو سامعه ولا مركزه معاه، كل تركيزها كان على الشيئ الجديد اللي بتشوفه لأول مره.. ورغم إنها مو قادره تحدد طبيعة اللي قدامها إلا إنها متأكده من شيئ واحد وبس!!

وهو إنها فتحت ورجعت تشوف شي غير السواد اللي حاصرها لسنين طويله

تابعت بتركيز الظل الكبير اللي قرب منهاوفي لحظات كان ضامها لصدره بقوه وهو يهمس لها/حبيبتي لاتبكين أنتي موبلحالك وذي موبنهاية العالم، بنسوي العمليه مره ثانيه وثالثه وبتشوفين.. لازم في الأخير بتشوفين، أنتي بس لاتبكين وتزع--

أنفجرت بضحكه عاليه وهي تتمسك بأبوها اللي قاعد يواسيها بصوت هادي رغم دقات قلبه السريعه واللي سمعتها بوضوح ومن بين ضحكها/بابا.. أنا شايفه.. قاعده أشوف بابا.. شفتك وأنت جاي شفتك..

أخذت نفس ومسحت دموعها وطالعتهم برجفه /يعني موبشايفه زين وموبقادره أميزكم بس هنا في أثنين جنب السرير وعالكنب في أثنين قاعدين وذا ذا أكيد بدر لإنه أقصركم.

صرخ بدر بحماس/والله أنا والله أنا.

وقبل مايخلص كلامه كان فوق السرير جنبها وهو يعرفها بالموجودين اللي إرتفعت أصواتهم بالحمد والشكر وكل واحد يسألها عن شيئ و----

رن جوالها ورجعت من ذكرياتها وفتحت الخط/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيفك ياقلبي.

إبتسمت بحب/وعليكم السلام والرحمه، الحمدلله بخير هلا خالتي جوري شلونك.

جوري/الحمدلله في أحسن حال أنتي طمنيني عنك اليوم كيف حاسه؟

عدلت نظارتها الشمسيه واتأملت السماء براحه/الحمدلله أحسن وكل يوم يمر أحس إن كل شي يوضح أكثر من اللي قبل.

جوري/يستاهل الحمد ياروحي أنتي بس إنتبهي لنفسك وأمشي على كلام الدكتور وهتتحسني بسرعه وترجعتيلنا بالسلامه.

بتول بحماس/خالتي أشتقت لك وإبي أشوفك.

جوري بضحكه/وأنتي كمان وحشتيني ومتحمسه أشوف هتعرفيني لوحدك ولا لا.

غمضت عيونها وإتذكرت ملامحها تحت أصابعها وبثقه/بس ألمس وجهك أكيد رح أعرفك.. خالتي متى بتسافرين؟

جوري/لاتخافي مو قبل ماترجعي وأسلم عليكي بإذن الله، يعني سفر وماسافرت معاكي كمان ماستناكي كذا عيب عليا.

أخذت نفس وبتردد/إنزين خالتي وش صار عاللي قلتيلي عليه.

جوري بإستغراب/أيش هوا ذا؟

بتول /الناس اللي قلتي إنهم محتاجين وجودك والوحوش اللي حكيتي عنهم.

جوري/أنا ماقلتلك! الحمدلله اللي فكنا منهم على خير، لاتقلقي حبيبتي كل شي إنتهى والناس اللي يهموني ماعليهم خوف ذحين والوحوش إن شاء الله عن قريب هنخلص منهم وهطمن نهائياً.

إبتسمت وبمرح/مع إني موبفاهمه شي بس باين من صوتك إن كل شي زين وشكلك مرتاحه ورايقه.

ردت بتنهيده/الحمدلله كنا فين وبقينا فين باقي كمان أطمن عليكي واشوفك بنفسي علشان أرتاح أكثر.. يلا حبيبتي أسيبك ذحين وهرجع أطمن عليكي سلمي على بدر..السلام عليكم.

ردت السلام وقفلت وألتفتت لأبوها بإبتسامه/أهلين بابا.. أسفه كنت أكلم خالتي جوري وماقدرت أقفل معاها أول ماجيت.

رد بهدوء/لا حبيبتي عادي ماصار شي..شلونك الحين؟
مسكت يده وبحماس/الحمدلله صرت أشوف أوضح من قبل بس بعد في شوية ضباب بالتفاصيل موبحيل باينه..

سند بإبتسامه/الدكتور قال يبي لك وقت بسيط لين أعصابك ترد مثل قبل وكل الضبابيه والتشويش بتختفي مع الوقت وبتردين تشوفين زين.. هانت حبيبتي.

شدت على يده وبراحه/بابا تذكر سالفه خالتي جوري؟ الحمدلله إنتهت على خير.

سألها الإهتمام/شلون إنتهت؟

ردت بتنهيده/ماقالت بالتفصيل بس قالت إنه كل شي صار زين وإنها قريب بتتخلص من الوحوش، والله مافهمت منها شي بس صوتها كان رايق ومافيه توتر مثل قبل وضحكتها صافيه.. أنا كنت متأكده من حكيها هي قالت رح تحل كل مشاكلها بنفسها وفعلاً حلتها

سند/إن شاء الله يكون مثل ماقالت والله يستر عليها.

غاص في كرسيه وغمض عيونه ورجع بذاكرته للوقت اللي قالت له بتول عن رفض هذيك للسفر معاها وبعد تردد صارحته بخوفها وقلقها عليها وبمجرد ماخلصت تحكي له عن اللي صار بينهم كان هو بنفسه بدأ يقلق ويفكر بجديه في اللي سمعه منها واللي مافهم منه شيئ غير إنها بتمر بمشكله ومشكله شكلها كبيره وصعبه وبعد طول تفكير لقي إن أفضل حل هو إنه يحط عليها واحد من الحرس مثلها مثل ثريا وديما عالأقل إذا صار شيئ لاقدر الله يكون معاها أحد وبدون تردد كلم سامر حارسه الخاص وشرح له الموضوع بإختصار وهو أتكفل بالباقي و----

بابا
ألتفت لبتول وبدر اللي ماأنتبه لوصوله وبهدوء/شفيكم!

بدر بإستغراب/أنت اللي شفيك بتول من ساعه تكلمك.

طالع في بتول المبتسمه/خير وش عندك تناظريني كذا.

ردت بلكاعه/اللي مأخذ عقلك يتهنى .

وقف وطالعهم بإبتسامه/أنتي وأخوكي المزعج مأخذين عقلي.

بتول بضحكه/ماظنيت.. إنزين إبي أطلع مليت من المستشفى والبيت.

هز رأسه برفض/مافي طلعه غير عالمطار..

بدر بضيق/يبه خل نتمشى بس شوي و--

قاطعه بهدوء/أختك بعدها تعبانه والدكتور قال يبي لها فتره لين نظرها يستقر وتشوف زين والإجهاد بيضرها وبعدين كلها يومين وبنرد إن شاء الله وهناك بتعوضوا كل اللي فاتكم.

بتول بزعل/بس أنا إبي أتمشى هنا وأجيب هدايا الكل.

مسك إيديها ودخلوا الفيلا وبهدوء/قولي شتبين وأنا بتصرف وبس تتحسني بأخذك مع أخوكي ونسافر مكان ماتبون وش رأيكم؟

بدر بضيق/يبه نسيت إن صار لي غايب أسبوع والإمتحانات قربت بعد.

رد بثقه/بس أنت شاطر وهالأسبوع مارح يأثر عليك واجد ولا لا.

فكر اللحظات ووافق/إنزين أنا اللي بختار وين بنروح.

سند بإبتسامه/أتفق مع أختك وانا حاضر.

سحبت بدر معاها وبضحكه/أنا من الحين مقرره بس بخليها مفاجئه.. عن أذنك بابا إبي بدر شوي.

راحوا غرفتهم وبمجرد مادخل المكتب رجعت أفكاره تحوم حولها بقلق وإهتمام وهو ويحاول يفهم اللي سمعه من الحرس اللي كانوا معاها
​جده، الرابعة عصراً


​​كان يطالعها بذهول وصدمه وهي تحكي له عن اللي سوته بمنتهى الهدوء والبرووود!!

مرت أكثر من ربع ساعه بعد ماحكت وخلصت وظلوا أثنينهم ساكتين وماطلع منهم غير صوت أنفاسه المتلاحقه وهو يحاول يستوعب اللي سمعه منها، "أكيد ذا مقلب من مقالبها"

ذا أول شيئ خطر في باله وهي تتكلم، وبعدها غير رأيه وفكر إنه فيلم شافته أمس.. بس جوري ماعندها أي وقت تتفرج فيه عالتلفزيون وإذا لقت فرصه فبتفضل الأفلام الوثائقية وأفلام الكرتون!

حس إنه هينفجر إذا ظل هالحال ذا أكثر من كذا وسألها بعدم تصديق/أنتي بتفهميني إنك سويتي كل اللي قلتي عليه من شويه؟

هزت رأسها بموافقه صامته خلته يغمض عيونه ويأخذ نفس عميق وبصوت حاول إنه يكون هادي/أنتي وين كان عقلك لما أتصرفتي بذي الطريقه هااا؟ أنتي مستوعبه أيش اللي سويتيه!!

ردت بهدوء/قلت لك ماكان قدامي حل ثاني وماعرفت أيش أسوي غير ك---

قاطعها بذهول/ماكان قدامك حل ثاني!! أنتي من بتظني نفسك علشان تتدخلي في شغل عصابات ومافيا مخدرات!إذا أصحاب الشأن شالوا يدهم من الموضوع تتدخلي أنتي ليه؟

على بالك ذي لعبة بتتسلي بها!

مقطع من رواية حرب الجواسيس!

إعادة تمثيل للحرب البارده!

ردت بتوتر/​ مو أنا سويت كذا علشان يتحركوا مو قلتلك اللي قاله سعد زوج سا--

قاطعها بغضب/وأنتي كيف تكلميه وبأي صفه يامدام؟

حاولت تهديه /عبادي الله يهديك هكلمه بأي صفه يعني! بصفتي مواطنه وبقدم بلاغ، بعدين أنا كلمته بإختصار ورسميه زيه زي بياع في محل ولا دكتور لا كلمته بمياعه ولا خففت دم معاه هيا كلمه ورد غطاها وبوجود ساره.

أتحرك في الغرفه وهو مو شايف قدامه من الغضب والغيره اللي عموه " أخته خرجت بدون علمه وورطت نفسها مع ناس مشبوهه وكمان كلمت سعد" حس بدمه يغلي وأخذ نفس عميق وحاول يقنع نفسه بإن كلامها صحيح وإنها فعلاً كلمت سعد لسبب وجيه ومافيه أي غلط، تابعت جوري بإقناع/ عبادي أنا لو مااتدخلت خوله كانت هتضيع.. ومو بس خوله حتى أمها وأخوانها..خوله إذا صار لها شيئ لاقدر الله هما هيضيعوا بضياعها!! خوله هي عمود البيت وهي اللي ضامتهم تحت جناحها ومن بعد الله هي اللي قايمه فيهم--

قاطعها بعصبيه/الله يقويها ويعينها وأنتي ماقصرتي معاها وساعدتيها بوقفتك جنبها في ضيقتها .. بفلوس يمشوا بها حالهم.. بروحتك مع أمها كل يوم والثاني للمستشفى.. لكن ماتوصل إنك تورطي نفسك في شغل عصابات علشانها ولا علشان غيرها.

طالعت فيه برجاء/عبادي حاول تفهمني، خوله ذي بنتي وصحبتي وأختي وهيا مالها أحد يوقف معاها وأنا وعدتها قبل كذا إني بكون لها عزوه وسند في أقسى الأوقات.. ماقدرت أتخلى عنها بذي السهوله لمجرد إن الموضوع أكبر مني أو أخطر من إني أتعامل معاه.. ماقدرت أستسلم وأتفرج عليها وهيا بتضيع لمجرد إنك مالقيت غير ذا الوقت علشان تخلق بينا ذا الصدع وتوسعه بشكك وغيرتك المجنونه..

صرخ بغضب/تقومي تروحي لهم برجلك.. تتهجمي على وحده مجرمه وفي بيتها وأنتي لوحدك ! ومن ورايا!

أخذت نفس عميق وبشرح/يمكن أكون أتهورت في اللي سويته ويمكن كمان أكون غلطت بس أنا كان لازم أحميها بأي طريقه ومهما كانت.. أنتا على بالك أنا كنت حابه أتصرف من وراك وأخرج بدون أذنك! على بالك كنت طفشانه ومو لاقيه شي أتسلى فيه في بعدي عنك!

أنا فكرت وفكرت وفكرت لحد ماحسيت رأسي هينفجر من كثر التفكير طول الأيام اللي فاتت بدون ماطلع بفايده، وفجأة لقتيها!! أخيراً لقيت الطريقه الأمثل اللي هجيب فيها الدليل وأساعد خوله وأتثبت للي أسمه سعد إن كلامي مو فاضي ولا هرج حريم زي ماسماه وهجبره يتحرك ويتخطى الروتين اللي بسببه هتضيع عيله بكاملها

صاح بإستنكار/ذحين هذي الطريقه الأمثل!!!

ردت بتفكير/ بمجرد ماشفتك بتلعب شطرنج لقيتني بفكر وبسأل نفسي ليه ماأبدأ أنا بالهجوم وأحرك كل خيوط اللعبه لصالحي! وأيش في أحسن من إعتراف مسجل يدينهم ويقنع سعد يأخذه كدليل علشان يتحرك رسمي؟

أنفجر بغضب/تقومي تأخذي جهاز تسجيل وتروحي لبيتها كإنك رايحه معرض الكتاب وراجعه!

ضربات الأرض برجولها بنرفزه/أنا موغبيه علشان أفكرإنها سهله، بس أنا فكرت إنها مارح تركز إني بسجلها لإنها هتكون مصدومه ومو قادره تستوعب وتحلل بشكل سليم ومنطقي وكل اللي هيجي في بالها وهيا في ذلك الوضع إنها تنفذ بجلدها وتفتك من المجنونه اللي ماسكه في رقبتها.

دار في الغرفه زي المجنونه وبصراخ/حتى لو كان اللي قلتيه صح برضه ماكان لازم تخاطري بنفسك وتتورطي في شي زي ذا وبدون علمي، مافكرتي فيا ! ماأهتميتي بزعلي! مافكرتي في حالتي لو جرالك شي وأنا آخر من يعلم! خلاص لذي الدرجه صرت ماأهمك!

مسكت ذراعه بلطف/لو ماتهمني ماكنا وصلنا للموقف ذا، كنت خبيت عليك وجنبت نفسي إنفجارك خاصةً والموضوع الحمدلله إنتهى على خير.. عبادي أنتا قطعه مني وأنا بدونك ضايعه.. أنا بدونك ماقدر أعيش.. أنتا تومي وأنا ماأستغني عنك.

دف يدها وبمراره/بس أنتي أستغنيتي وبكل سهوله وذحين ماعاد عندك غير صفصفة الكلام اللي بتضحكي عليا بيه.

ردت وراه بعدم تصديق/أنا أصفصف كلام! وعليك أنتا !

تابع كلامه وكظ±نه مو مسامعها/زمان كنت تومك وكاتم أسرارك وكنتي حتى مصايبك تقوليلي عليها ، كنت أدافع عنك قدام علي ومعاذ والبقيه وأقول مدام بتصارحني بكل شي مافي مشكله وبكره تكبر وتعقل وتبطل جنان، بس أنتي كبرتي وبعدتي وحطيتي بيننا حواجز وأسرار! نسيتي عبادي تؤام روحك وأخترتي تكملي لحالك بدون ماتفكري فيا والدليل إنك ركنتيني عالرف وأتصرفتي من رأسك، خلاص كبرتي وماعاد لو---

وقفت وسحبت يدها منه وقاطعته بحده/مو ملاحظ إنك ماخذها حلا وكل شويه ترمي عليا كلام مال أمه داعي.. أنا متى عاملتك بذا الأسلوب! ومتى لمحتلك مجرد تلميح بأني مومحترمك وعاملتلك حساب! علشان غلطه وحده خلاص صرت قليلة أدب ومالي كبير!

رد بعصبيه/لاتقوليني كلام ماقلته أنا قلت إنك أتصرفتي من رأسك بدل ما تشاوريني .

طالعته بعدم تصديق/أشاورك كيف وأنا ماكنت قادره أحط عيني في عينك.. أشاورك كيفك وأنتا كنت هترفض من غير حتى ماتناقشني، إنا كنت مضطره أخبي عليك لإنك أكيد ماهتوافق .. أنا أتصرفت زي طول عمري مابتصرف في غيابكم وبحل مشاكلي بنفسي بدون ماألجأ لأحد.

رد بغضب/زمان كنتي مضطره بس دحين أنتي اللي أخترتي ت----

قاطعته بصراخ/أنا ماأخترت شي، أنا ماأخترت أتزوج خالد ولا أخترت أبعد عنكم، أنا في يوم وليله لقيت نفسي لوحدي في بلد غريب وناس أغرب.. لقيت نفسي بدون أب وبدون أم وبدون أخوان.. فجأه لقيت نفسي لقيت تايه وسط البحر وحيده بدون مركب ولابوصله.. وكان قدامي خيارين مالهم ثالث!!

ياإني أحدد وجهتي وأسبح لها بكل قوتي لحد ماأوصل لبر الأمان !!

ياإني أستسلم للموج اللي بيتقاذفني من كل جانب وأغرق!

أنا ماأخترت أكبر وأعقل بكيفي.. أنا فجأه لقيت نفسي حامل ومسؤله عن روح ثانيه بتكبر جواتي.. فجأه لقيت نفسي أم تعرف يعني أيه أم؟ الأم يعني حياة يعني حب ودفا وبيت وإستقرار وذا الشي الوحيد اللي أخترته بإرادتي.. أخترت إني أكون أم وعلشان كذا كان لازم أنسى علشان أقدر أبدأ من جديد.. فتحت صفحه جديده وأخترت شخصيه جديده تناسبني أكثر من جوري القديمه..أخترت أكبر وأصير أقوى من كل اللي حولي علشان ماأضعف في يوم وأرضخ لأحد فيهم.. أخترت أكون بارده وعديمة إحساس علشان أقدر أتحمل وأكتم كل شي داخلي وأقابل الكل بإبتسامه عريضه وضحكه عاليه علشان لاينشغل بالكم وتشيلوا همي حتى وأنا بعيده عنكم.

صاح فيها بقهر/ومين طلب منك تتحملي وتكتمي داخلك، أحنا أهلك وأقرب ناسك والمفروض نقاسمك وجعك وفرحك وهمك.. ليش أحنا أهلك بالأسم بس.

ردت بسخريه /وبعد ماتقاسموني كل ذا أيش هيصير فيكم، نسيت؟

نسيت دموع أمي وكسرة ظهر أبويا بسببي!! نسيت السكر والمرض اللي جاه بسببي!! ذا الكلام تقوله لما أكون وسطكم مو لما يكون بينا بلاد وحدود.

قرب منها بعصبيه/برضه مصره على جنانك! قلتلك ألف مره إنتي مالك دخل بمرض أبي ذا نصيبه زي ماكان أجله.

حاول يمسكها ودفته بغضب/أنا عارفه إنه أجله ومؤمنه بقضاء الله بس مو قادره أمنع نفسي من اللوم والتفكير إني كان لازم أسيب خالد من زمان زي ماأبويا طلب مني وأترجاني عالأقل كنت هكون معاكم وماكنت وصلت للي أنا فيه ذحين .

أتمالك نفسه ورد بهدوء/ وذحين ماصار إلا الخير والحمدلله على كل حال، أبي الله يرحمه ويغفر له وأنتي خلاص خالد طلع من حياتك وبدأتي حياة جدي--

قاطعته بمراره/طلع بعد أيه؟ بعد خراب مالطه! بعد ماك --

ماقدرت تكمل كلامها وجلست عالأرض تتنفس بعمق وجلس جنبها ومسك يدها بحنان/حبيبتي خلاص أنسي خالد وكل اللي راح وخليه وراء ظهرك و--

طالعت فيه بقهر/بس الماضي مو راضي ينساني ولا راضي يسيبني في حالي هوا خلاص أتزرع هنا وغرس جذوره.

أشرت على صدرها وتابعت/ كيف أنساه وأنتا بتسألني عنه كل ماجات عيني في عينك ! كيف أنساه وأنتا بتطالبني بتبرير وشرح أنتا متأكد إني ماقدر أقدمه ليك.. ليه موقادر تتقبلني بكل غموضي وصمتي وتفهم إن اللي داخلي أكبر من إنه ينحكى حتى ليك؟

جمد مكانه بصمت من كلامها اللي أول مره تتجرأ وتصارحه بيه.. كلامها صدمه وعقد لسانه كيف ماقد أنتبه قبل كذا لكمية الحزن اللي عيونها وللمرارة والألم اللي في صوتها.. حس زي مايكون بيشوفوها ويسمعها لأول مره واتأمل يدها اللي ترجف بين إيديه وبهدوء/بسألك لإني شايف وجعك وحاس إني عاجز ومربط وما مني فايده، أخ وتؤام روح عالفاضي.

سندت رأسها على كتفه وطالعت في السماء وبهمس/لا مو عالفاضي، لولا وجودك أنتا وأبويا وأمي وعيالي والبقيه في حياتي أنا كنت مت ولا أتجننت من زمان،أنا كنت أقوي نفسي بيكم وعلشانكم و----




خالو.. خالو أصحى


فتح عيونه بثقل وشاف ياسمين فوق رأسه وقالبه وجهها وعرف إنه كان قاعد يحلم وبنعاس/أحد مات ليه مبرطمه؟

ردت بضيق/ههههه ليا ساعه أصحي فيك الساعه صارت أربعه ونص وماما تقلك قوم خذ دش اتأخرت على شغلها.أ

أتعدل عالسرير وأتمطط بكسل/طيب لاتنفخي سواق أهلكم أنا.

ردت بلكاعه/أكيد سواقنا.

طالع فيها بنظره/أنتي بنت أمك عيديها وأنا مغسل وجهي وفايق لك.

كشرت بوجهها/يالطيف محد يمزح معاك وأنتا صاحي من النوم..

رد بإبتسامه/ماامزح مع بنات.

ورماه بالمخده وقام أخذ منشفته وخرج من الغرفه
الرياض، العاشرة مساءً



رد بهدوء/أنتي ناسيه إنك موقعه تنازل عن حضانتها ؟

صرخت بحده/أنا أمها ومن حقي أشوفها بغض النظر عن الورقه اللي معك.

وقف السياره على جنب وطفى الإسبيكر وشال الجوال وببرود/مو بأنتي نفس الأم اللي كانت بتقتلها قبل لاتولد وتشوف النور، وأنتي بعد نفس الأم اللي كانت تشتكي وتتضايق من وجودها يوم في الأسبوع على مدار السنين اللي فاتت، صوتها عالي.. حركتها كثيره.. أزعجت زوجي.. ماهوذا بكلامك قبل ولا أنا غلطان ؟

ردت بإرتباك/هذاك قبل لإن سفراتي كانت كثيره ومتعبه، بعدين أنا الحين لا ورايا زوج ولا شي يشغلني عن سديم علش---

قاطعها بسخريه/علشان كذا أتكرمتي وفكرتي تعطفين عليها وتسألين عنها! أسف يامدام بس حضرتك جيتي في الوقت الضايع وبصراحه أنا مابي بنتي تحتك بك واجد لإن تأثيرك عليها سيئ وغير مرغوب فيه

ردت بتوتر/شقصدك

أخذ نفس وبجديه/قصدي وش ماكان نوع الكلام اللي قاعده تعبين فيه مخها كل ماجاتك فهو بيأثر عليها بشكل مو بزين وصارت ترد من عندك ونفسيتها زي الزفت وأخلاقها في النازل.

شهقت بصدمه/قصدك إني خربت أخلاقها، أنا أمها يافواز مو بغريبه علشان تقلي هالكلام.

رد ببرود/الأم هي اللي تخاف على عيالها وتبي لهم والراحه والإستقرار مو باللي تسمم أفكارهم وتزرع فيهم الشك ناحية الأب اللي كرس حياته لهم وبس، عموماً أنا مدري ليه قاعد أشرحلك رغم إني أتخذت قراري وإنتهيت من هالسالفه و---

قاطعته برجاء/فواز لو سمحت تعال وخل نتفاهم ونوصل لحل يريح الكل.

رد بحزم/أنا اللي يهمني راحة بنتي وسعادتها واللي أكيد ماهيب معاكي وقلتلك زيارة سديم وبياتها عندك كل أسبوع تنسيها نهائياً لكن إذا هفك الشوق تقدرين تحددين موعد مع فريال وتشوفينها ساعه بوجودها لإني مارح أسمح لك تنفردين فيها أبداً.

صرخت بعصبيه/ الشغله موبعلى كيفك أنا أمها ومو من حقك تسوي هالشيئ.

إبتسم بسخريه/أنتي اللي مالك أي حق فيها وإنا اللي قررت إنها تزورك كل أسبوع علشان يكون لها أم مثلها مثل كل البنات وماتحس بنقص بس الظاهر كنت غلطان وعدم وجودك في حياتها كان أحسن لكن الغلط مردود وهذاني الحين قاعد أصلحه ولعلمك جوالها بعد سحبته منها يعني إذا تبين تسمعين صوتها تتصلين عالبيت، وترى أخذتي من وقت الكثير وأنا وقتي محسوب وكل دقيقه ضيعتها معك كانت بفلوس بس فدى رأس سديم تستاهل..سلام.

قفل في وجهها بدون مايسمع ردهاوهز رأسه بأسف من الحال اللي وصلوا له واللي ماكان حاب ينتهي بذي الطريقه، لكن بعد اللي صار في المول حلف إن سديم ماعاد تروح لها إلا للضروره القصوى إما غير كذا فتنسى إن كان لها بنت منه مثل ماكانت ناسيتها قبل، أتذكر الموقف الغبي اللي جمعه ببنت المنذر من بين كل بنات الرياض وأتذكر صدمته وإرتباكه وقت اللي شافها متعلقه بذراع شاهين وتستنجد بيه.. وقتها حس بمخه ضرب وماعاد يجمع للحظات وهو يسأل نفسه شلون ذي الحراميه تعرف شاهين! رجع له عقله وبدأ يركز لما سلم عليه وسأله عن المشكله وعلاقة أهله باللي صار، وفي اللحظات اللي اتأكد فيها رجل الأمن من هويته وصدق كلامه قدر يجمع خيوط السالفه وفهم إن الحرمه لما شافت سديم وسمعت إسلوبها معاه ظنت إنه بيخطفها بس الغبيه بدل ماتطلب الأمن أچتدخلت بنفسها وأخترعت حكاية إنها أمها على أساس تفحمه وتخليه يهرب.. زفر بضيق لما تذكر إحراجه مع شاهين وهو يشرح له اللي صار وأعتذر له عن الخطأ اللي صار مع أهله وبعدها أخذ سديم ورجعوا البيت وهي ماوقفت بكاء لين وصلوا وهو مطنشها، كان عارف إنها سوت كذا لإنها زعلانه منه لإنه منعها تروح لأمها وذي كانت أول مره يمنعها من الزيارة اللي هو كان مقررها لكن بعد مالاحظ سلوكها الغريبه مع أمه ومعاه الفتره الأخيره بدأ يشك في طليقته أثير وفي اللي بتقوله لبنته طول ماهي قاعده معاها.. صارت شكاوي سديم كثيره وصوتها عالي وكل شيئ موعاجبها في البيت وكل كلمه والثانيه قالت بروح لأمي وبسكن مع أمي ومحد يحبني إلا أمي، ولما واجه أثير بشكوكه وشكوك أمه إستغربت وإنكرت كل اللي قاله بإصرار زاد شكه فيها ومن يومها منع سديم تروح لها و----

رن جواله وطلعه من أفكاره اللي حاول يتناساها وشغل السياره وحرك عالبيت.

،

،

،

،

،



الرياض،العاشرة والنصف صباحاً


بشريني كل شي زين يابتول!

بتول بحماس/جدي صقر قلتلك لاتخاف كل شي ماشي مثل ماوصيتني وبصراحه أنا حاسه كإنه بدأ يفكر فيها.

إبتسم وبتساؤل/وهالإحساس من وين جبتيه؟

ردت بضحكه/مدري بس أحسه مهتم ومو زي قبل ، وإذا جاء وأنا أكلمها يقعد معاي يسمع وش أقول مو بزي قبل يتضايق ويروح وبس أقول أسمها يسرح و ويصير بعالم ثاني.

مسح لحيته بتفكير/يسرح ويصير بعالم ثاني! إنزين أنتي خلك ماشيه مثل منتي وكل ماصرتي لحالك معاه تجيبين سيرتها قالت سوت تحب تكره لين تأكلين رأسه بس بدون لايبين عليكي شي فهمتي، اني أبوك ينتبه.

بتول بحماس/أفا عليك جدي لاتوصيني.

الجد بحب/إنزين إنتبهي لعمرك ولاتطولون علينا يلا في أمان الله.

قفل والتفت لزوجته بإبتسامه/ماقلتلك إ---

قطع كلامه لما شاف ولده مساعد جالس معاهم ووجهه مقلوب وبهدوء/أنت من متى جيت!

رد بهدوء/من وقت اللي قلت فيه لبتول تجيب سيرتها عنده.. يبه شالسالفه.. أنت شتقصد بحكيك؟

رد بهدوء/قصدي الجوري وسند.

عقدت حواجبه بإستغراب/شفيها الجوري وسند!

إبتسم/أنا إبي سند يتزوج الجوري.

مسح وجهه بكفوفه لما اتأكد من اللي كان شاك فيه من فتره وطالع في أمه وأبوه بضيق/يبه أنت شلون تفكر بهالطريقه وأنت تدري وش بين هالأثنين وتدري إنهم موبطايقين بعض وبعد تدخل بتول بينهم!

الجد بتساؤل/أنت تبي الجوري لسند مثلي ولا لا؟

رد بضيق/يبه الله يطول في عمرك موبهم حنا وش نبي المهم أصحاب الشأن وأنت تدري إن سند بعد سمر الله يرحمه خلص نسي شي أسمه حريم وماعاد له خاطر فيهن، والثانيه مخها أقسى من الصخر وماصدقت إفتكت من طليقها وكرهت الزواج وطاريه، نسيت شلون طيرت عيونها فينا يوم قلنا خطبنا منهم في الإستراه وصرنا نسايب.. والله لولا إن حنا ضيوفها ولا كان مدري شسوت فينا، يمه أحضرينا وقولي شي.

إتنهدت/يمه أبوك معه حق ، ولدك يبي له مره تداريه وتحوفه وتنتبه لعياله وجوري وش زينها وش حلاتها والله إنه لو يدور مايلقى مثلها، وجوري كرهت الزواج بسبة رجلها الأولي وهذي هي خلته والمره مالها إلا زوجها طال الوقت أو قصر وسند ماهوبناقص وبيعرف قيمتها وبيعزها ويرزها وبيعوضها بإذن الله.

زفر أبوسند بضيق/أنا أجيكم شرق تجوني غرب، أقلكم هالأثنين ماعاد لهم خاطر بالزواج، وسند هذا لو إنه آخر رجال ماوافقت عليه لو طاحت السماء عالأرض.

شهقت الجده بصدمه/هووو بسم الله على وليدي وش قاصره لأجل ماتوافق عليه يكفي إن--

قاطعها الجد بهدوء/ولدك موبقاصره شي والحمدلله بس خليني شوي مع مساعد أتفاهم معه.

طالعت فيهم بغيض قبل ماتوقف وتطلع وهي تبربر بغضب، أبوسند بقلق/يبه أنت من جدك! نسيت وش سوا سند في الجوري ونسيت بعد وش كان ردها، شلون يجي في بالك إنهم ممكن يتفقوا وبعد يتزوجوا؟

إبتسم بثقه/وأنت على بالك الدنيا والناس بيتمون على حال واحد، أنا ماتقدري إن ولدك حاول يتسامح منها ووسط الثريا بينهم..

أبوسند بعدم تصديق/سند!! إنزين سامحته ولا لا.

ضحك بإستمتاع/بعدها تفكر ومن يومها ولدك عقله موبمعه الجوري خذته منه بدون لاتدري ولاهو بعد يدري.

أبوسند بقلق/يبه موبفاهم شي منك.

أخذ نفس وبجديه/ يابوك سند خاص نسي سمر الله يرحمه والحين قلبه خالي ومنتظر اللي تسكن فيه وتملكه وهو من وقت والجوري دايم قباله وين مايروح ويجي، هو ماعاد مثل قبل ينفر من سيرتها ويترك لنا المكان ويقوم مثل قبل وصار لي فتره أشوفه كل ماجاء طاريها ولا حكينا معها في وجوده ركد مكانه وباله معنا وكم مره وأنا طايح عليه وهو يتبوسم مثل المدمغ يوم يسمع بأسمها ولك مني اللي تبي إن ماكانت هالنتفه شاغلته ولاعبه في حسبته.

هز رأسه بعدم إستيعاب/يبه أنت تحكي عن سند مو واحد ثاني، وش شاغلته ولاعبه في حسبته يبه ذا سند سند الثقيل والعاقل ومو بمره اللي تشغله وتلعب بحسبته.

إبتسم بسخريه/أدري إنه سند، إنزين سند ذا ماهوببشر! ماعنده قلب! ماهوبرجال من لحم ودم !

رد بضيق/يبه أنت تدري شقصدي، على بالك أنا مرتاح وأناشايفه بهالحال ، وبعد جوري حالتها موبعاجبتني ولابعاجبني اللي سوته في ولد خالتها يوم كانت عند أهلها بس مابيدي شي وهالأثنين أتعبوني معهم.

الجد بإقناع/ أنت طيعني وأسمعيني مني وبالأول خل نخلص من سند ونعلقه فيها وعقب نتفرغ للجوري لإنه يبي لها طولة بال.

طالع في أبوه بتفكير، شكله متأكد من كلامه ومصمم عليه وإذا صار عاللي في باله هيكون ضرب عصفورين بحجر واحد.. هيطمن على جوري وسند وفي نفس الوقت هيكونوا لبعض وذا الشيئ ماينكر إنه قد جاء في باله أكثر من مره بعد طلاقها بس رفضها الزواج واللي صار بينها وبين سند أحبطه وخلاه يشيل هالإحتمال من تفكيره نهائياً لكن مع ثقة أبوه الزايده حسم أمره وتوكل على الله وسأله بإهتمام/إنزين يبه وش ناوي عليه، شلون بنتصرف مع سند؟

إبتسم برضى لما شاف الإقتناع والإهتمام على وجه ولده وبدأ يشرح له خطته ببساطه.
لندن، الخامسة مساءً


غمض عيونه وأخذ نفس عميق وبدون مقدمات/أنت ليه ممشي حراسه ورانا؟
رد بدون مايرفع عيونه عن الملف اللي بين إيديه/وهذا السؤال اللي لك ربع ساعه موبقادره تقوله ياشاهين؟

شاهين بتوتر/سند لاتقعد تلعب بأعصابي.

رد بهدوء/وأنت شلون عرفت إن معاكم حراسه؟

رد بإرتباك/إنتبهت لهم عادي بعدين مو مهم شلون عرفت.

هز رأسه بموافقه/وبعد موبمهم أشرحلك أسبابي.

زفر بضيق/سند لو سمحت أترك شغلك ورد علي زين، شلون موبمهم!

قفل الملف وطالعه ببرود/من وقت ماكان أبوي ماسك الشغل والحراسه موجوده وبعد ماتوسع شغلنا أكثر وأستلمت منصب رئيس مجلس الإداره ظلت موجوده، ماتعلمني وش الجديد؟

شاهين بقلق/الحراسه كانت لأبوي ولأعمامي ولك بحكم شغلكم وسفراتكم اللي فرضت عليكم هالشي، لكن الجديد إنها وصلت للكل، تقدر تقلي وش له داعي يراقبون البنات! ليه لاحقينهم في الأسواق؟

قام من وراء المكتب وجلس جنب شاهين وبهدوء/علشان يقدروا يتصرفوا في المواقف الغير مرغوب فيها مثل آخر موقف مع ثريا.

رد بضيق/انا كنت شاك يوم شفت إهتمامهم وهم يسحبون جوالات الناس اللي كانت تصور لكن مدام عرفت السالفه الحين اتأكدت إنهم تبعك.

طالعه ببرود/وأنت تظن إني رح أسمح بإن فيديو زي ذا ينتشر بين االناس لمجرد إنك ماعطيتني خبر عنه؟

دق الباب ودخل السكرتير بالقهوه وسأل سند إذا محتاج شيئ ثاني وأشر له بنفي وطلع.

أخذ شاهين نفس وبشرح/أنا كنت مو مستوعب اللي صار وقتها، بعدين هذا كان سوء تفاهم وأنحل وماحبيت أحرج ثريا أكثر بكلامي عن اللي صار.

أخذ رشفه من قهوته وهو يتذكر إتصال فواز وبهدوء/فواز بعد كان محرج وهو يشرح اللي صار وإعتذر وإنا بعد إعتذرت منه وقفلنا السالفه، بس كنت منتظر إنك تعلمني أنا عالأقل.

زفر بضيق/ وش تبيني أقلك بس، أنت ماشفت شلون الناس كانوا متلمين عليهم وصوت فواز وثريا طالع وسديم بينهم تصيح، غير الأمن اللي كان شويه وبيسحبهم عالقسم لولا إنهم اتأكدوا من كلام فواز في آخر لحظه، قسم بالله بغيت أذبحها من كثر ماتفشلت معاه.

سند بهدوء/حصل خير وفواز ماهوبغريب وفهم موقفها وعذرها ونسي اللي صار.

هز رأسه بموافقه وبتردد/إنزين يعني الحراسه أنت حاطها لمجرد الإحتياط الأمني! مافي شي ثاني ياخوي؟

وقف وطالع أخوه بإبتسامه/ مثل ماقلت مجرد إحتياط أمني لاأكثر ولا أقل فرتاح وتطمن ولاتضيع علينا فرحتنا ببتول.

شاهين براحه/عاد بنتك ذي يبي لها بال رايق علشان الواحد يقدر يجاري حماسها ولهفتها لكل شي بعد ماردت تشوف.

أتوسعت إبتسامه سند وعقله يسترجع تفاصيل اللحظه اللي إنشال فيها الشاش عن عيون بتول.. كل الخوف والترقب والقلق اللي مر فيه وقت عمليتها كان لايقارن باللي حس فيه وقتها واللي إنعكس على ملامحه وحركاته بكل وضوح، كان حاس مثل مايكون واقف على جمر ومو قادر يثبت مكانه وعيونه تتابع يد الممرضه والشاش بيتكوم فيها لين أختفت آخر طبقه عن وجه بتول وطلب الدكتور منها تفتح عيونها، إنحبست أنفاسه لاشعورياً وحس الثواني تمر كإنها ساعات وهو يشوفها تحرك عيونها بضيق وإرتباك ودموعها تنزل بصمت.. حس بقلبه إنفجر من الوجع عليها وبدون مايحس كان ضامها لصدره وهو يهمس لها بحنان علشان لا تزعل وإنهم بيحاولوا مره وأثنين وعشره ومارح يرتاح غير لما ترد تشوف، كان يواسيها ويواسي نفسه قبلها وفي وسط دوامة المشاعر اللي كانت تعصف داخله سمع ضحكتها المختلطه ببكائها.. وقف يتأملها بصدمه وعدم تصديق وهي تقول إنها شايفتهم وصارت تعدد الموجودين في الغرفه من بين دموعها..

بنته شافت النور اللي مالي الغرفه.. بتول أخيراً ردت تشوف من جديد.

لتفت لأخوه اللي مسك يده بحماس وطلعه من أفكاره وهو يحكي له عن الحفله اللي رتبوها البنات في الرياض لسلامة بتول.



،

،

،

،

،

،
​


جده، التاسعة مساءً



دق باب الغرفه ودخل وشاف ياسمين بعبايتها وقصي معاها/السلام عليكم.. كيفكم.

ردوا السلام وقاموا سلموا عليه وجلس بينهم عالسرير وبحذر/قالت ندى إنكم تبغوني قبل ماتروحوا لأمكم خير إن شاء الله.

ياسمين بإبتسامه/وأحنا بيجيك من ورانا غير الخير.. نبغى نسافر مع ماما.

رد بهدوء/صنعاء طبعاً.

هزوا رسهم بموافقه وتابع/بس ذحين مدارس والأختبارات النهائيه قربت أمكم ليه مسافره؟

ياسمين بحماس/بابا نسيت زواج خاله أحلام ماباقي عليه وماما لازم تكون معاها.. بابا علشانا وافق

اتأملهم بتفكير ذا زواج خالتهم أحلام وهو عارف طبيعة علاقتها بجوري ومايقدر مايخليهم يروحوا وبهدوء/ طيب أمكم بتروح مع عبدالرحمن أكيد وأنتوا أحجزلكم طيران يعني هتروحوا لحالكم.

قصي بتساؤل/وليه ماتجي معانا، أصلاً ماما عزمت جده وماما ندى حتى خالي علي عزم عمي مؤيد.

شد على أسنانه بغيض من سيرة علي ومن مؤيد كمان وبقهر/ماشاء الله، لا حبيبي أنا هكون مشغول وماأقدر أسافر معاكم أنتوا روحوا إنبسطوا وغيروا جو قبل الأختبارات.

قصي بتردد/طيب مدام كذا ممكن طلب ثاني.

أخذ نفس عميق وبإبتسامه/آمر يابوخالد أيش تبغى كمان.

أشرت له ياسمين بلا بس هو أصر وبهدوء/نبغى نروح مع ماما الرياض آخر الأسبوع.

طالع فيه بعدم إستيعاب/وين؟

ياسمين بتردد/جدو مساعد عزمنا يعني عزم ماما وخالو وبما إنا مارحنا معاهم المره الله فاتت فنبغى نر---

وقف وقاطعها بحده/ذحين قلتوا صنعاء وقلت معليش زواج أختها ولازم تروحوا أيش حكاية الرياض اللي طالعتلي فيها كل شويه والثانيه حسستني إنهم بقية أهلها.

قصي بدفاع/بس جدو مساعد يحب ماما زي ---

قاطعه بعصبيه/الله الله لسا فيها حب وغرام وأنتا فرحان وبتقولها بثقه ماشاء الله عالرجال اللي بينتبه لأمه.

قصي بحده/أبويا أنا رجال وأمي ماسوت شي علشان تقول--

قطع كلامه وشهقت ياسمين بصدمه من الكف اللي نزل على وجه أخوها وطيحه عالأرض،وخالد يصرخ بغضب/لو أنتا رجال ماتخلي أمك تروح الرياض ولاكإنها عامله حساب لحد، أصلاً لو وراها رجال ماكانوا سابوها هنا

دخلت ندى وأم خالد وبإستغراب/خير أيش بكم صوتك واصل لبرا.

خالد بحقد/تعالي شوفي بنتك الم---

قاطعته ياسمين بقهر/بابا لو سمحت لاتغلط على ماما وخيلاني وجدو مساعد بيعامل ماما زي بنته واللي أنتا بتقوله ذا قذف وبتتحاسب عليه.

أم خالد بصدمه/قذف..أيش فيه ياخالد أيشبكم فهمني.

شهقت ندى لما شافت علامه على خد قصي وبعدم تصديق/أنتا ضربت قصي ياخالد..ضربته!

صرخ بغضب/وأكسر رأسه لما يتعدل ويصير رجال بدل شغل البزرنه اللي هوا فيه.

أم خالد بحده/لاتقول عليه بزر قصي رجال.

وقف قصي ومسح وجهه ومسك ياسمين وطالع في أبوه بهدوء/قول اللي تبغاه عني بس أمي لاتغلط عليها وتجيب سيرتها، أنتا طلقتها وقلت إنك ماتبغاها وماتحبها جاي ذحين تحاسبها بأي صفه.. أنتا طليقها ومالك حكم عليها.

هجم عليه خالد ومسكتها أمه وندى اللي طالعت في قصي بحده/قصي خلاص خذ أختك وروحوا ذحين.

خالد بغضب/محد فيهم بيروح مك---

قاطعته أمه برجاء/سألتك بالله خليهم يروحوا ذحين.

ألتفتت لهم /روحوا لأمكم حبايبي وبعدين نتفاهم روحوا.

سحبته ياسمين وخرجوا وهي تعدل طرحتها وصوت أبوها واصلهم بصراخ ولما وصلوا لباب الحوش طالعت في أخوها اللي وقف يمسح دموعه بكم بلوزته وببكاء/قصي حبيبي لاتبكي خلا ---

قاطعها برجفه/مو قاعد أبكي في تراب في عيني.

هزت رأسها بموافقه/طيب تعال .

فكت الحنفيه اللي في الحوش وغسلت وجهه ومسحته بطرحتها واتغطت ومسكت يده وراحوا عند أمهم.
جده، السادسة والنصف صباحاً


ردت بإستغراب/كيفك يعني بيكلمك ومابيكلمك، جوري حاكيني سوا وفهميني مش ناقصه ألغازك ذحين.
زفرت بضيق/يعني بيكلمني بدون نفس..مجامله.. جبر خاطر.. وأنا حاسه بخنقه من الجو ذا أنا مو متعوده إنه يعاملني بذا البرود مو عبادي ياأحلام مو عبادي.

ردت بسخريه/تستاهلي وحلال فيكي ذوقي شويه من أسلوبك البايخ يابارده.

شهقت بصدمه/لو ماكنا عارفتك كنت أفتكرتك شمتانه فيا ياأحلام.

أحلام/للأمانه مش شماته لكن برد قلبي الله يرضى عليه ولا نسيتي إنك جلستي مقاطعتني أسبوعين علشان موضوع يزن؟ نسيتي كم مره غلقتي الخط في وجهي وكم مره أتهربتي مني لما كنتي تحاكي أبي وأمي؟

ردت بهدوء/لا مانسيت، بس إنتي قاعده تدخلي المواضيع في بعض، أنا لما قلت ذا الكلام كنت بضغط عليكي علشان تفتحي مخك وتسيبيكي من الخوف اللي أتملكك وخرب حياتك، كنت مفكره إني بعد السنين ذي كلها عارفه تفكيرك وإني لما هقولك كذا هتوقفي مع نفسك وتفكري بهدوء ومنطق وتقرري تقابليه وتسمعي منه اللي ممكن يريحك من كل الوساوس والأفكار اللي ماليه دماغك وماجاء في بالي إنك هتأخذي الهرجه عناد وتفكري بالمقلوب.

إتنهدت بصوت عالي/تشتي الصدق يمكن أنا في داخلي بغير منك لإنك أشجع مني ولإنك دايماً عارفه أيش اللي تشتيه(تبغيه) في حياتك وبتفعليه بينما أنا متردده وجبانه وعصبت منك لإني في ساعة شيطان ظنيتك بتفرضي عليا أفكارك وأسلوبك بدل ماأفكر إنك بتساعديني.

عقدت حواجبها بإستغراب/أنتوا ليه بتحسسوني إني أول مره أقابلكم!

أحلام /من قصدك؟

ردت بعدم إستيعاب/كلكم.. أنتي وعبادي ومعاذ حتى صدام وسميه وثريا والبنات كلكم ياأحلام كلكم.. بتتصرفوا بطريقه غريبه وتفاجؤني بحقايق أغرب.. موعارفه أنتوا كذا من زمان ولا أنا اللي كنت عمياء ومو شايفه ؟

أحلام بهدوء/كلنا بنمر بأوقات بنتصرف فيها بطريقه غريبه بسبب المشاكل والضغوط بس ذا مايعني إننا أتغيرنا، هذي مجرد ردود أفعال لحظيه مثل مابيقولوا.

ردت بسخريه/ماشاء الله ولما وصلت لعندي صار كل واحد يفسر ردفعلي على كيفه وبمزاجه.

أحلام بإستفزاز/مالك قلبتي وقدك من اللي بيبكوا عالأطلال ماكنتي كذا زمان ولا هذا من بعد شغلك مع المجرمين.

جوري بغيض/ههه أيش رأيك تقوليها بمكرفون يمكن في أحد في الحاره ماسمعك.. الحق عليا اللي حكيتلك.

ضحكت بإستمتاع/أنتي شكلك مش مستوعبه اللي فعلتيه يامجنونه، نفسي بس أشوف وجه معاذ وعلي لما يعرفوا، ياترى أيش هيفعل بك علي والله متحمسه؟

ردت بتهديد/إذا عرف مايكون غير منك لإن عبادي مستحيل يفتن عليا عندهم، بس صدقيني أيش ماكان اللي هيسويه رجلك هتكون على رجلي وعليا وعليا أعدائي.

ردت بمرح/هييي بغير جنان وتهديد أنا عروسه.. يووه صدق ممكن أحكي ليزن على خبالتك وجنانك و--

قاطعتها بإبتسامه /الله يالدنيا ذحين خلاص ماعدتخبي شي على يزن وبتنشري غسيلي عنده.. عموماً ذا مو فصالحك لإنه هيقول خالة عيالي مجنونه وبيغير رأيه ويبطل أم ذي الزواجه وأنتي الخسرانه.

ردت بزعل/فال الله ولافالك، قد رجولي أتكسرت من (اللويه) اللف في الأسواق وأنتي مشغوله في حقك الجنان والمغامرات ومفلتتني لحالي وكإني بتزوج كل يوم.

جوري برجاء/حبيبتي لاتزعلي أنتي عارفه اللي كنت فيه، بعدين أنا وعدتك بستنى بس بتول وأتحمدلها بالسلامه كفايه إني رديتها وكسرت بخاطرها وهيا محتاجتني وبجيكي إن شاء الله برأسي وأتفرغ لك أنا كم أحلام عندي بس.

أحلام بتنهيده/والله إني فرحت لها من قلبي الله يسعدها ويحفظها لأهلها وأنتي أضحكي عليا بالكلمتين حق كل مره.

ردت بإبتسامه/الله يسامحك ويتمم لكم على خير ويسعدك مع عريس الغفله.. بعدين علي وبشاير ووداد وعلياء وحتى شيماء معاكي يانصابه ترى كل الأخبار عندي لاتجلسي تحسسيني بالذنب.

شهقت وبزعل/مالت عليكي وعلى اللي يفكر فيكي ويتصلك وأنتي مامنك إلا فقع المراره وفوقها خساره.. يلا خاطرك ولاعد تتعبي نفسك وتجي.

طالعت جوري بصدمه في الجوال لما أنقفل في وجهها وأنفجرت بضحك على أختها اللي نسيتها صارت متقلبة مع قرب زواجها وبتنهيده/العيله ذي باينها مجنونه رسمي.

ياسمين بإبتسامه/دوبك عرفتي! أنتوا من زمان مجانين.

أتخصرت وبمرح/تراكي من باقي العيله والعرق دساس.

قصي بهدوء/ذحين من جد أنتي بتروحي بيت جدي وأحنا لا.

إبتسمت وببساطه/وأنا أقدر، بس لاتنسى إن معاكم مدرسه وأنا لا فطبيعي أني أسبقكم علشان أساعد خالتك وأنتوا قبل الزواج بيومين هتلحقوني بإذن الله ،وأبوك وماعنده مانع.
طالع في وياسمين اللي بلعت ريقها بصعوبه لما أتذكرت اللي صار، أمس رجعوا قبل ماترجع أمهم من الكافيه وأتفقت مع قصي إنهم مايجيبوا لها وخبر راح نام على طول علشان ماتنتبه لوجهه وتسأله عن السبب وقالت لها ياسمين إنه تعبان من المباراة وبتردد/طيب وبيت جدو مساعد مابنروح كمان؟

قصي برجاء/أمي الله يحفظك نبغى نروح، جدي مساعد قال إنه بنروح المزرعه عند الخيول.

طالعت فيهم بإستغراب لإنها لسا ماتدري هم متى بيرجعوا من لندن وإذا كانوا في الأول بيمروا جده ولا لا، وبإبتسامه/ماشاء الله بتخططوا وترتبوا من ورايا ياسيد قصي؟

رد بهدوء/والله ماخططت ولارتبت شي، أنا كنت أكلم جدي صقر ومساعد وبعدين هما قالوا المره ذي لازم نجي معاكي علشان يفرجوني عالمزرعه لإن المره اللي فاتت كنا مع أبويا لما رحتيلهم.. وأنا أبغى أروح إن شاء الله ساعه بس.

ردت بتنهيده/طيب يصير خير لوقتها، يلا كل واحد يخلص نفسه شويه وتلقوا ابوكم عند الباب بيتصل.

غمضت ياسمين عيونها بضيق لإن أخوها شكله مأخذها عناد وخافت أمها تنتبه، تابع قصي/أمي أنا بروح ذحين مع السلامه

طالعت في ساعتها وبهدوء/أبوك ذحين بيجي.

أخذ شنطته وباس يدها/مواعد رشيد والعيال وبنمشي سوا، أدعيلي.

ودعته بإبتسامه/الله يصلحك ويهديك أستودعتك الله حبيبي.

ياسمين بزعل/الله لنا يأم ياسمين.

ضمتها بحب/ماهتبطلي الدلع ذا خلاص كبرتي عليه.

ياسمين بإبتسامه/لما أشوفك تكبري على جده وتبطلي تتدلعي عليها بشاور عقلي.

دفتها قدامها وبتكشيره/بسم الله من عينك أيش ذي الحساده يابنت تراني في بلاد وهيا في الثانيه يعني لازم أقتنص الفرص.

دق باب الحوش وسمعوا صوت بوري وقفت جوري وراءالباب وفتحت لنادر اللي دخل يسلم عليها كالعاده وبعدها ودعهتم ورجعت أتصلت على ثريا علشان تشوف أيش هيكون ترتيبهم.
أُقسم أني أمتلك ذاكرة لاتذكر سواكِ!!

وعقلاً لايفكر إلا بكِ!!





الرياض، الثامنة مساءً

(بعد ثلاثه أيام)

كان وجه جدته وجده في إستقباله بمجرد دخوله الصاله وهو ماسك بتول من جهه وبدر من الجهه الثانيه، سلم عليهم وباس رأسهم وطالع بحنان في جدته اللي ضمت بتول وهي تبكي وتصيح وأتذكر إحساسه وقت اللي قالت بتول إنها شايفه أتذكر صدمته وعدم إستيعابه وظن إنها بتجبر بخاطره وماصدقها حتى وهي تعدد الظلال مثل ماسمتهم لكن الأيام اللي بعدها واللي كان نظرها بيتحسن خلالها حس إنه هيبكي من الفرحه والسعاده كل ماوصفت شكل أو لون صح، حس إن السنين اللي راحت من عمرهم إنمحت بمجرد رجوع نظرها وصحتها من جديد.. حس بإن كل الدموع والأحزان اللي مروا فيها كانت مجرد كابوس وصحيوا منه..

ألتفت لأعمامه وحريمهم اللي يباركوا له بسلامة بتول اللي دارت من حضن للثاني والكل يسلم عليها بحب وفرح، سحبت ثريا بتول وطالعت فيهم بإبتسامه/ممكن أخذها للبنات ولا بتلقونهم طابين هنا وأنا غير مسؤله عن اللي بيصير وقتها.

ألتفت لها سند بهدوء/أنا بروح للشباب وأنتوا خذوا راحتكم.

مسكته الجده بضيق/وين يامك خلك معي وهن يدخلن بعبيهن وغطاهن ماعليك فيهن.

باس رأسها وبإبتسامه/يمه الله يعافيكي وضاح والشباب ينتظروني الحين وإن شاء الله برد وأقعد معك للصبح لاتحاتين.

الجد بإبتسامه/قم يابوك خل نروح للرجال هذي أمك قامت تخربط ونست إن في البيت ناس غير بنات أعمامك.

هي!!!

بمجرد ماطرت له الفكره ألتفت لاشعورياً للصاله الثانيه واللي كانت تعج بأصوات البنات وواصله لمسامعه وإن كان موقادر يميز منها صوت معين وفي باله"معقول سامحتني ونسيت اللي صار بينا وجات!"
طالع في ثريا بتساؤل وأخذ نفس عميق وقفل فمه بقوه علشان يمنع خروج السؤال الغبي اللي كان على طرف لسانه وبعد لحظات لقي نفسه بدون مايحس بيسألها بطريقه غير مباشره/ ظنيت إنكم مو بعازمين أحد من جماعتنا اليوم وتبون تأخرونها شوي!

نقلت نظراتها بينه وبين جدها بتردد/البنات قالوا يبون يأخذون راحتهم مع بتول ويعطوها فرصه تتعرف عليهم علشان ماترتبك وتتشوش ، بس مدري عنهم يمكن غيروا رأيهم.

طالعها ببرود قبل مايمسك جده ويطلع مع أبوه وأعمامه ويروحوا للرجال وهو شاد على أسنانه بغيض من ردها المبهم اللي ضايقه ومارساه على بر.

،

،

مسحت بتول دموعها بعد آخر حضن بعدت عنه وأخذت نفس عميق وثريا تسألها بإبتسامه/هاا..مستعده تتعرفي عالبنات؟

هزت رأسها بموافقه ودارت بعيونها في المكان وهي تتأمله للمره الأولى وإبتسمت بفرح وهي تشوف البالونات والورود والزينه اللي ماليه المكان وعبارات الترحيب والتهنئه اللي بتشوفها وين مالفت بنظرها ، أتعلقت عيونها باللي داخلوا فجأه وكل وحده تفسخ عبايتها ونقابها بإستعجال وعيونهم عليها وعرفت من بينهم مها لإنها كانت موجوده في فترة نقاهتها وأتعرفتي عليها،وقفوا البنات كلهم قدامها وأتقدمت منها مها وسلمت عليها بحب/بما إنك سبق وأتعرفتي علي فالمطلوب منك الحين تتعرفين عالبقيه بنفسك.

ردت بعد فهم/شلون يعني؟

ردت وحده منهم بمكر/يعني موبقايلين أسامينا ولازم تعرفينا لح--

قاطعتها بحماس/رؤى!!!

شهقت رؤى بصدمه/بسم الله الرحمن الرحيم، شلون عرفتيني بهالسرعه.

وتين بملل/ومين اللي يتوه عنك وأنتي بذا الصوت.

ألتفتت لها بتول /وتين!

أنفجروا البنات بضحك لما قربت منهم بتول وهي تسلم عليهم بضحكه/عرفتكم من أصواتكم ومنقارتكم اللي ماتغيرت.

رؤى بإبتسامه/الحق علي كنت بشرحلك اللعبه، الحمدلله على سلامتك حبيبتي.. الحين صدق صدق شايفتني.

إبتسمت بتول وبمرح/كنت أظنك أحلى من كذا بس ماعليه منتي بشينه مره.

شهقت رؤى وبزعل/أنا قايله ما منك فايده دامك بنت أبوكي.

بتول بفخر/والنعم فيه، يازين بابا وياحلاته. وألتفتت للبقيه وهي تتأمل ملامحهم بشوق وفرح وهي تحاول تتعرف عليهم ..ماكانت متخيله إنه بيجي عليها يوم وتشوفهم قدامها بذا الوضوح..قربت من كل وحده فيهم ولمست وجهها وهي تحاول تربط بين ملامحهم اللي خزنتها في ذاكرتها العمياء وبين صورهم الجديده و وبدأت تسترجع روايحهم وملامحهم تحت أصابعها وهي تسمي كل وحده بأسمها بحماس وترقب وثقتها وضحكها بيزيد مع كل وحده صاحت بحماس لما عرفتها، فجأه حست بتعب وغمضت عيونها وحست بأحد مسكها وجلسهاوسمعت ثريا تعاتب البنات بمزح/بنات أعطوها مجال تأخذ نفس وتستوعب اللي شافت، أكيد إنصدمت من أشكالكم اللي تخرع.

سندت رأسها عالكنبه وأخذت نفس عميق وهي تسمع تذمر البنات وإستنكارهم لكلام ثريا، فتحت عيونها وبإبتسامه/ لا ياعمه ماشاء الله عليهم كل وحده أحلى من الثانيه.. بس حاسه زي مايكونوا كثروا فجأه وكل ماعرفت وحده بقي غيرها، هم كثار من زمان ولا أنا لما فتحت صرت شايفتهم كذا!

ديما/قولي ماشاء الله لاتجيبي أجلنا الحين.

بتول بإبتسامه/ماشاء الله، أقول ياعمه ترى أنتي أكثر وحده كنت متحمسه أشوفها.

ديما بدلع/لبى قلبك يابنت أخوي أكيد تبين تعرفين إذا طالعه حلوه علي ولا لا.

ردت بلكاعه/لا والله بس قبل كنت أسمعك وقت اللي عمتي ثريا تصحيكي من النوم وكان ودي أشوفك والحمدلله شكله هاليوم قرب.

ضحكوا البنات على ديما اللي كشرت بزعل وجمدت بتول مكانها وهي تسمع ضحكه مو غريبه عليها قبل ماتلتفت ببطئ للي جالسه جنبها وتحاول تكتم ضحكتها، قربت منها واتأملت بتركيز ملامحها المختلفه بقوه عن باقي البنات اللي سلمت عليهم اللي كانوا مميزين ببشرتهم الحنطيه وشعرهم الأسود بينما ذي كانت بشرتها بيضاء وشعرها فاتح وعيونها كبيره ولونها غريب، غمضت عيونها ومدت إيديها ولمست وجهها بتردد وأنحبست أنفاسها وهي تحس بإبتسامتها تتوسع وبغمازه تتشكل في خدها اليمين.. أخذت نفس عميق وهي تتعرف على الملامح ذي واللي ماكانت غريبه عليها.

معقوله !!

فتحت عيونها وطالعتها بهمس/خالتي جوري!!

هزت رأسها بموافقه وقبل ماترد عليها ضمتها بتول بقوه وهي تشم ريحتها بعمق.. كانت نفس الريحه الحلوه والهاديه اللي حسستها بالأمان في أصعب أوقاتها.. نفس الحضن اللي ضمها بحنان في الوقت اللي كانت حاسه فيه بالوحده والضياع، همست لها جوري بمرح/لو قعدتي ضامتني كذا هبكي في أي لحظه وحليني على ماأسكت وشكلي هيصير تحفه، يرضيكي البنات يضحكوا عليا.

هزت رأسها بنفي وبعدت عنها بشويش بس ظلت لاصقه فيها وتطالعها بتركيز، مسحت جوري دموعها وبحنان/ الحمدلله على سلامتك ياقلبي يلا خليني أشوف عيونك الحلوه ذي كيف صارت.. ماشاء الله أشوف أجواء لندن ناسبتك وصرتي محلوه بزياده.

رؤى بلكاعه/أكيد بتحلو دامها راحت تتبرد وتركتنا نخيس بهالحر.

بتول بتنهيده/اللي يسمعك يقول رحت أتمشى وأنا من المستشفى للبيت لهنا وماشفت الشارع غير من السياره.

سكتت للحظات وبتفكير/ وين ياسمين ماجات معاكي؟

وقفت ياسمين ورفعت إيديها السماء/بركه ياشيخه اللي أفتكرتيني.. الحمدلله على سلامتك.

وقفت وطالعت في البنت اللي قربت منها وكان لها نفس بياض ولون شعر جوري وضمتها بحماس وهي تتحمد لها بالسلامه وبعدها أتجمعوا حولها وكل واحد يسألها بحماس عن اللي صار من وقت ماسافرت لليوم.
عند الرجال

ضمه وضاح بفرح/ قرت عينك بسلامتها ياخوي.

سند بإبتسامه/قرت عينك بشوفة نبيك والله يسلمك.

وضاح بحماس/ناظر شلون صاير اليوم بس حاس إنك رديت سند الأولي.

سلم عليه ريان وباقي الشباب وكلهم يباركوا له بفرح وحب خلاه يندم على الوقت اللي راح وهو عازل نفسه عنهم وأتذكر زيارة وضاح وراجح يوم عملية بتول ووقوفهم معاه غير مكالمات باقي الشباب وإهتمامهم طول فترة سفرهم و---

طلع من أفكاره على صوت عبدالرحمن اللي يسلم عليه، طالع فيه بعدم إستيعاب وهو بيتسأل من وين طلع له فجأه وكيف ماأنتبه له من وقت مادخل، سلم عليه بود/الله يسلمك من كل شر، أهلا وسهلا بعبدالرحمن وأنا أقول الرياض منوره .

عبدالرحمن بإبتسامه/ منوره بأهلها يابوبدر.

وضاح بضحكه/الله لنا الحين الدحمي اللي نور الرياض وقبله كنا في ظلمه ولا شلون.

ريان بمكر/كل وقت وله آذان وأنت خلص راحت عليك.

طالع سند في ريان بعدم فهم قبل ما يتفاجئ بمؤيد اللي سلم عليه بمرح كعادته/الحمدلله على السلامه، يابويا أنتوا شكلكم جايين بجمل وضاحكين علينا، كل ذا في الطريق.

نقل نظراته بينه وبين عبدالرحمن بحيره وكلام الحارس الشخصي بينعاد على مسامعه حرف بحرف وبتفكير "وش كان يسوي معاها ووش علاقتهم بأصحاب الفيلا الي خرجت تركض منها مثل المجنونه ووش الحركات الغريبه اللي سوتها هذيك ! ياترى وش السالفه اللي بينكم يامؤيد وليه راحت معك مو مع أخوها! وسعد وش علاقته بالسالفه وشلون تعرفوه!إنزين عبدالرحمن عنده علم باللي صار ولا لا!---

دقه على كتفه قطعت أفكاره قبل مايغمز له وضاح ويأشر على مؤيد اللي مارد عليه السلام وبهدوء/الله يسلمك، السموحه بس فاجأتني.

مؤيد بضحكه/ذا تأثيري المعتاد على الناس وبصراحه كنت حاب افاجئكم في لندن بس خفت ماتتحملوا.. يعني برد من جهه وشخصي الكريم من جهه ثانيه أكيد بتجيكم صدمه.

كان محتار ومو عارف يتعامل معاه على أي أساس بعد اللي سمعه وحاول يتجاوب مع مرحه اللي للأن مو مستوعبه، موقادر يفهم كيف إنه في شخص يقدر يتعرف على الناس ويتعامل معاهم بإريحيه ومرونه بذي السرعه وكإنه يعرفهم من سنين زي مؤيد مابيتعامل معاهم، رد بغموض/من ناحية الجو فهو زين بس وجودك كان رح يسبب صدمه عن جد.


الجد بضحكه/ولكن الله سلم ومارحت ويكفينا وجودك هنا.

جاء قصي وسلم على سند بهدوء وبعدها سلم على بدر بحماس وراحوا لهم ركن مع باقي العيال وتبعه سند بنظراته بشرود وفي باله" يعني ظني ماخاب وهذول الناس اللي قال عنهم أبوي صقر.. يعني هي هنا.. كانت في الصاله الثانيه.. كنا من شوي في نفس المكان"

سأله الجد بمكر/عسى ماشر يابوبدر؟

ألتفت لجده ورد بعدم فهم/ماشر يبه، ليه تسأل!

الجد بإبتسامه/وشلون ماتبيي اسأل وأنت تتبسم وتتنهد وشكلك موبمعانا.

طالع في جده بإستغراب/أنا إبتسمت وبعد إتنهدت! متى؟

الجد بضحكه/لا الظاهر فرحتك ببتول أثرت عليك وقمت ماتحس بنفسك وباللي تسويه.

شتت نظراته بعيد عن جده وبهدوء/أكيد بتأثر علي والحمدلله اللي شفاها وعافاها لنا.

أخذ نفس وهو يلوم نفسه على غبائه اللي بيخليه يفكر بشكل غبي ومو معقول ورجع يركز مع سوالف الشباب وهو يحاول يتناسى أي شيئ أو أحد ممكن يشتت تفكيره.

،

،

،

الثانية عشره والنصف مساءً

طالعت في ثريا بإبتسامه/بروح أشوف أمي إذا محتاجه شي لإنها تستحي وأنتي خليكي هنا ولاتفكري تشردي لأي مكان قبل ماأعرف حكاية بنتك والحرامي.

زفرت ثريا بضيق وطالعت في مها بحقد /خلاص أرتحتي الحين لما قلتيلها، من بيفكني الحين منها.

مها بضحكه/ثريا والله السالفه تضحك بس أنتي صايره حساسه هاليومين.

طالعتها جوري بمرح/لازم تصير حساسه أنتي عارفه الوحده لما تتخاصم مع زوجها نفسيتها تهبط.

نطت ثريا من مكانها بغيض ولحقت جوري اللي جريت على الصاله الثانيه ودخلت للحريم وهي تحاول تكتم ضحكتها وتتكلم بصوت هادي/يمه.

هلا حبيبتي

سمي يمه

عضت شفايفها بإحراج من العيون اللي ألتفتت لها بتركيز وطالعت في أم سند وأم خالد اللي ردوا عليها في نفس الوقت وهم يبتسموا لها بحب، جلست بينهم وبإبتسامه/ يارب ديمها عليا نعمه بيتهيألي مافي أحد عنده أمهات قدي والحمدلله.

طالعت في جدتها وتابعت بشقاوه/شفتي ياجده ماماتي علشان تصدقيني لما أقلك أبغى جده مو أم خامسه.

الجده بحب/إنزين شتبين بأمهاتك الحين، على خبري أنفطمتي من زمان.

بحلقت فيها وبمرح/أفاا ياجدتي الحلوه هذا وأنا بسهر معاكي وبنام عندك، شكلي بغير رأيي.

الجده بإبتسامه/عن الكذب بتسهرين مع جدك وبتمي تسولفي على رأسه لين ينتفخ.

راحت جلست على مسند الكنبه وحاوطت كتفها بذراعها وعمزت لها/وأنتي وجدي مو واحد، بعدين هوا بيجلس يحكيلي عن ذكرياتكم وحركاتكم أيام الصبا والمراهقه والحب.

رفعت عصاتها تهديد/عن العياره يالعوبا لا أكسر العصى على ظهرك.

نزلت العصى وباست يدها ورجعت لأم خالد وأم سند وهي تكلمها بضحكه/كان ودي أقول فداكي ياجده بس عارفه إنك ماهتصدقي وتسويها علشان كذا خليني أنفذ بجلدي وأتخبى عند ينابيع الحنان.

ضمتها أم سند بحنان/أنتي لو تسكتين شوي أمورك بتزين لكن وش يقضب لسانك ذا اللي جايب لك الكلام.

إبتسمت بمرح/شوفي يمه لساني ذا دليل صحتي واليوم اللي تلقيني فيه حاطه لساني جوا حلقي وساكته أعرفي إن فيا بلاء.

إتنهدت أم خالد وداخلها "وأنتي صادقه.. أجل لو عرفتي اللي سواه وقاله خالد أيش هيصير فيكي"

طالعتها جوري بقلق/يمه شكلك تعبانه قومي نامي وأرتاحي.

ردت بإحراج/لا لا مو تعبانه خلينا جالسين مبسوطين مع الناس.

جوري بهدوء/يمه أنتي صاحبه من الفجر ومو متعوده تسهري.

بحلقت عيونها في جوري اللي طنشتها وألتفتت لأم سند برجاء/يمه منيره أتفاهمي معاها تراه مستحيه.

وقفت أم سند ومدت لها يدها بإبتسامه/وش له تستحين ياقلبي حنا خوات ومابينا هالكلام، وأنا أدري إنك تنامين مبكر وحنا بعد قومي الحين أرتاحي ومن الفجر بتلقينا في وجهك بإذن الله.

هزت رأسها بموافقه وقامت معاها وإستئذنت من الكل وراحت معاها ومع جوري.
الرياض، الرابعة صباحاً

وقف بعيد عنهم وعينه على ثلاثتهم وبعد دقايق رن جواله ورد بهدوء/هلا ثريا وش قررتوا؟

ثريا/ هلا سند، قلنا دامها في العناية المركزه فقعدتنا مالها داعي والأحسن نرد البيت وإن شاء الله بكره يصير خير..

سند/أجل مشينا.

ردت بتردد/أنت أسبقنا عالسياره وحنا بنلحقك، يعني علشان أنت تدري.. يعني جلال وكذا.

طالع فيها ورد بنفاذ صبر/ تدرين الحق موب عليكي الحق عليا أنا اللي طاوعتك.

ثريا/سند الله يهديك شفيك مكبر السالفه، الحين عم جلال شين؟

سمع ضحكتها المكتومه ورد ببرود/تنكتين بعد! عموماً عم جلال ماعليه قصور والنعم فيه وبعد أحسن مني عالأقل ربي فكه من هالمجنونه وماهو بمضطر يتحمل طولة لسانها وهبالها.. أنا بطلع الحين وأنتوا أخلصوا علي.

قفل وراح للسياره وأول ماقفل الباب ولف المرايه الأماميه لوجهه وكلم نفسه/أنا مافرأسي وأنتي تسوقين أحسن مني!! هين يالنتفه الحين بوريكي شلون السواقه وبدل ماتقولين عدل المرايه بتقولين تكفى نزلني.

عدل المرايه بمجرد ماأنفتح الباب ودخلوا وهم يسلموا، رد السلام بهمس وحرك السياره وبعد ماوصلوا للشارع الرئيسي قالت له جوري بهدوء على وجهتهم وزاد السرعه والإبتسامه شاقه وجهه، سمع جوال يرن قبل مايوصله صوتها الواطي بوضوح/السلام عليكم، حبيبي وينكم ماتردوا شغلتوني عليكم.......عبادي أكيد قصي مافيه شي!........أجل بتكلمني من جواله ليه!....... الحمدلله عالعافيه أصلاً مخك أتلحس من يوم ماجات غنى وماصرت تركز طايرلي بجوال مافيه شحن........ طيب ياعبدالحليم الله يهنيكم عموماً أحنا ذحين راجعين عالبيت وإن شاء الله نص ساعه ونكون هناك........ أكيد مع سواقها المهم قريت رسالتي....... أيش اللي مستحي من جده.......خلاص حبيبي أنا هتفاهم معاه وأنتوا لاتطولوا علينا أستودعتكم الله السلام عليكم.

سألتها ثريا بمرح/ياحليله أخوكي فرحان بزوجته وبنته وموبحولك.

جوري/ موكفايه إنه سايبهم ومتغرب علشاني هستكثر عليهم شوية الوقت ذا!

ثريا بجديه/جوري ترى كنت أمزح وموبقص--

قاطعتها بهدوء/عارفه إنك تمزحي بس ذي الحقيقه اللي أنا والكل عارفينها فليه أنكرها.

ردت بضيق/أنا كنت بنسيكي قلقك لإنهم ماوردوا عليكي وبدل ماكحلها عميتها .

خوله بهدوء/عادي ياأبله ثريا أبله جوري مو زعلانه منك

جوري/ أكيد موزعلانه ويلا سمعوني سكوتكم علشان عندي مكالمه مهمه.

وبعد لحظات /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفك ياأبوسعود طمني عنك
عقد حواجبه بإستغراب وهو يركز معاها "منو أبوسعود بعد!"
....... الحمدلله ماعليها شر وكلها يومين وتقوملكم بالسلامه بإذن الله...... أقول ياأبوسعود أنتا زعلان منا ولا شي......... إجل ليه ماتبغى تجيب أخوانك وتجينا البيت.......... وسيد الرجال مااختلفنا بس رجال البيت مو لازم يفكر في االلي مسئولين منه....... طيب أنتا عارف إن رحمه ورواد مرعوبين من اللي صار غير خوله اللي واثقه بالعافيه ومافيها شي لو جيتونا الليله أنتا هتجلس مع عبدالرحمن وقصي وأخوانك معايا منها يغيروا جو ويتلهوا شويه أيش رأيك........ رشيد واللي يعافيك ترى مافيا أتحايل عليك وأحنا شويه ونوصل بإذن الله وخلاص الهرجه عندك وعارف طريق البيت....... لا وهزعل من أيه أنت ولي أمرهم وشوف اللي يناسبك وبراحتك يلا السلام عليكم.

خوله/أبله مو من جدك تبغينا نجيكم البيت!

جوري بهدوء/خوله لاتطوليها وهيا قصيره إن شاء الله هتباتوا عندي ومابغى نقاش.

خوله بتنهيده/بس أحنا مانبا نثقل عليكم ورشيد شكله مارح يوافق.

جوري بثقه/ رشيد رجال وهيفكر فيكم قبل أي شي ثاني ومارح يردني وحكاية الثقاله ذي مابغى أسمعها مره ثانيه فاهمه ياخوله.

ثريا بمزح/حسبي الله عالعدو وش هالديكتاتوريه اللي أنتي فيها البنت قامت ترجف.

شافها بطرف عينه في المرايه وهي تضم اللي خوله بضحكه/خوختي أخصريكي منها ولا تحرش بينا ذي السوسه.

زاد السرعه بدون مايحس وهو يفكر في اللي أسمه رشيد "ياترى كبير! كم عمره! شلون عبدالرحمن يسمح لها تكلمه بهالبساطه! وبعد واثقه إنه بيسمع كلامها وبيجي----

قطع أفكاره صوت ثريا المتوتر/ شفيك مستعجل هدي السرعه شوي.

أنتبه لسرعته الله أتجاوزت الميه وعشره بس ماأهتم لإنه في الخط السريع وعنده مجال فطنش ثريا وأستمر في سواقته بإصرار وهو منتظرها توجه له الكلام.

ثريا بخوف/سن---

قطعت كلامها فجأه وبلعثمه/س س ساعديني ياجوري وكلميه أنتي.

إبتسم وضحك في سره على ترقيعة أخته الغريبه ومامرت لحظات إلا وهو يسمعها ترد عليها بإستغراب/وأن مالي علشان أكلمه لايكون سواقي وأنا مدري!

ثريا بإرتباك/هااا لا بس لإنك كلمتيه من شوي ف ففكرت إنه يمكن يسمع منك.

أخذت نفس قبل ماترد بهدوء/إذا كنت كلمته فذا لإني شفت وضع المرايه الغلط وفكرت إنه مو منتبه بس شكله مايعرف يسوق غير كذا.

ثريا برجاء/واللي يسلمك هدي شوي تكفى طلبتك، جوري قولي شي.

جوري بهدوء/ أختلصي أنتي وشوماخر الهند وخليني على جنب.

شد عالكدركسون بغيض من برودها اللي ضايقه وبعد دقايق حس بالذنب وحزن على ثريا اللي شكلها عن جد خايفه وخفف سرعته، أخذ نفس عميق وركز على السواقه وهو يلوم نفسه"وش كنت متوقع منها ياسند! إنها تخاف وتترجاك! غبي..غبي .. المفروض إنك أكثر واحد تدري إنها مارح تسويها أبداً خا--

جمد مكانه للحظات لما قطعت أفكاره بصوتها وهي توصف له طريق بيتهم بعد مالقي نفسه وسط الحارات القديمه وبعد دقايق حسها أطول من ساعه وهو يخرج من زقاق ويدخل في ثاني قالت له يوقف، نزلوا وثريا تودعهم/حبيبتي خوله قوي قلبك وأدعيلها وإن شاء الله ربنا هيقومها بالسلامه، جوجو هكلمك بكره ونرتب ونروح عالمستشفى سوا.

جوري بهدوء/ذحين أنزلي ويصير خير لبكره بإذن الله.

ردت بعدم فهم/أنزل وين!

جوري/بيتي طبعاً ولا أنتي مفكره إنك هتجي للباب وتروحي بدون ماتدخلي.

ثريا بإحراج/ماعليه مره ثانيه إن شاء الله الوقت متأخر والمشوار طويل البيت.

جوري بإستنكار / أصلاً من قال إني بخليكي تروحي مع سواقك ولوحدك ذا الوقت، أنتي هتدخلي وشوماخر ذا يتعشى بالعافيه ويتكل وأحنا نعين خير وبوصلك أنا وعبادي برسم الخدمه.

إبتسم وفي باله " كفو والله"

ثريا بإرتباك/جوري واللي يسلمك ماهوبوقت تمسيكاتك ذي و---

جوري بهدوء/ثريا لو سمحتي أنزلي وخلصيني أحنا في حاره مو في التحليه والناس هتموت وتعرف أيش دخل سيارتكم الفخمه ذي حارتنا المتواضعه وأنا ماهخليكي تروحي لو تأذني أذان فأدخلي وخلصيني قبل مابدأ أفكر إن بيتي موقد المقام.

شهقت ثريا بصدمه/جوري وش ذا الكلام من جدك!

السلام عليكم.

ألتفتوا ناحية الصوت وصاحت خوله/رشيد

عقد حواجبه بتركيز وهو يتأمل ولد لابس ثوب وشماغه على كتفه وفي عمر بدر أو أكبر وقف جنب الباب ومعاه ولد وبنت منقبه ، حس براحه غريبه "أجل هذا هو رشيد صدق إنك ماعندي سالفه"

فتحت جوري الباب ودخلت قدامهم/حيا الله أبو سعود.. أتفضلوا أنتوا أصحاب بيت مو غرب، خوله دخليهم المجلس وأنا بجيب ثريا وبلحقك.

دخلوا وراها وأستغل الفرصه وهمس لثريا /أنزلي معاها وفكيني من حنتها.

نزل وجهه وأتظاهر بإنه يدور شي في درج السياره لما رجعت وبهدوء/ثريا وبعدين معاكي ترى بتخلينا فرجه ل---

قاطعتها ثريا وهي تنزل من السياره بضحكه/إنزين خلص صدق إنك حنانه ومزعجه.

ردت بضحكه/حبيبتي أنا أبويا وأخواني علموني إنه عيب أحد يجي لبابي ويروح بدون مايأخذ واجبه كان صغير أو كبير وبيتهيألي إن علومنا وحده بس مدري أيش بأهلك اليوم حابه ترفعي ضغطي.

دخلوا وقفلوا الباب وررجع بظهره عالمقعد وسند رأسه وهو يتنفس أخيراً براحه وضيق في نفس الوقت.. راحه لإنها ماكشفته وضيق من كلامها اللي لمس وتر حساس داخله وذكره بتصرفه ومعاملته الحقيره لها لما جاتهم المزرعه.

فجأه سأل نفسه بتوتر ياترى فكرت وسامحته ولا بعدها كارهته.

كارهته!!

معقول كرهته!!

حس بقلبه ينقبض وانفاسه تنحبس داخله صدره من الفكره..

طالع فيه إنعكاس في المرايه وبهمس/أكيد كرهتني بعد اللي سويته وقلته لها.. أنا شلون كنت غبي وعديم نظر لهالدرجه.. شلون فكرت فيها بهالشكل وأنا أكثر واحد يدري ش----

ألتفت بحده لما سمع دق على شباك السياره واتفاجأ بعبدالرحمن الله يطالعه بإستغراب واضح، أخذ نفس عميق وجمع أفكاره ورتبها بسرعه قبل مايفتح الباب وينزل يسلم على عبدالرحمن بهدوء/شلونك عبدالرحمن وش هالتوقيت الممتاز.

عبدالرحمن بعدم فهم/الحمدلله بخير أنت كيفك وأي توقيت ذا!

سند بإبتسامه/لا بس الأهل عندكم والوقت متأخر فجيت أخذهم بدل السواق وتوي وصلت وكنت شاك في صحة العنوان الله قاله لي وشلت هم تعرف الحريم مايعرفون يوصفون زين.

شد عبدالرحمن على كتفه بإبتسامه/أجل الحمدلله اللي وصلت بالسلامه وكسبنا شوفتك، أتفضل حياك.

حك رقبته بإحراج/أعذرني الوقت متأخر ولازم أمشي إن شاء الله مره ثانيه.

فتح عبدالرحمن الباب وأفسح له مجال يدخل و بهدوء/ يارجال أدخل خذ واجبك والله يفتح عليك ماهنأخرك، لكن إنك ترجع من الباب والله ماتصير.. أتفضل أهلا وسهلا حياك يابوبدر.

شد على أسنانه بقوه وفي داخله"هذا وأخته مصرين يذكروني بسواد وجهي" أخذ نفس ودخل بهدوء/الله يحييك ويبقيك يابوجوري.

دار بعيونه في الحوش الصغير وشدته أحواض الورد والزرع االمتوزعه في كل مكان وعطرها مالي المكان، أشر على كيس الملاكمه المعلق وشبكة الطايره اللي جنب الجدار وبإبتسامه/ماشاء الله عليك شكلك رياضي ممتاز.

رد بهدوء/بحاول.

دخلوا المجلس وكانت ريحة القهوه فايحه ورشيد والولد اللي معاه يتقهووا وبمجرد ماشافوهم وقفوا سلموا عليهم وعرفهم عبدالرحمن على بعض وبعدها ضيفه قبل مايدخل قصي بالعشاء ويسلم عليه وبعد ساعه كلم ثريا تسبقه عالسياره ووقف سلم عليهم وطلع بعد ماأخذ وعد من عبدالرحمن بزياره قريبه و---


فتح عيونه ببطئ وطفى المنبه اللي قطع عليه أحلامه وصحاه للصلاة، طالع في السقف وأتمطط بكسل لفتره قبل مايقوم من السرير بحركه مفاجئه وهو يتذكر شي مهم..

هي هنا عندهم!

يعني مو عندهم بالضبط لكن بيت جده صقر بعد يعتبر عندهم..

وبتول نامت معاها البارحه.

دار في الغرفه وهو يفكر إنه لازم يطمن على بنته خاصة إن ذي كانت أول ليله لها بعد مارجعت تشوف من جديد، إبتسم برضى من فكرته ودخل يأخذ دش وهو حاس بنشاط وحماس غريب.
السادسه صباحاً


إتنهدت وهي تتذكر كلامها مع ثريا لما طلبت منها يمروا على جده وهم راجعين من لندن بس ثريا إعتذرت منها وقالت لها إن أخوها مرتب كل شيئ على أساس بيرجعوا بالرياض وذا حسسها بالضبط لإنها بكذا هتضطر تزور بتول في الرياض وذا الشيئ اللي ماهي حابته بالمره لكن بعد إتصال جدها وبشوية إقناع منه غير أبوها مساعد اللي كان صوته عن جد تعبان غيرت رأيها وقررت تسافر بدون تردد خاصةً بعد ماجدها قال إنه عزم مؤيد وإن أمها منيره عزمت أم خالد كمان وذا الشيئ خفف عليها كآبة الرحلة اللي طغى عليها صمت عبدالرحمن اللي للأن ماسامحها على اللي سوته من وراه ورافض يتخلى عن إسلوبه البارد في تعامله معاها.

طلعت من أفكارها على صوت بتول اللي كلمتها بحماس/خالتي جوري عمري ماتخيلت إن الشروق بيكون بهالجمال، المنظر أجمل من اللي حكيتيلي عنه وأجمل من اللي أتخيلته بكثير.

إبتسمت لها بحنان وهي تتذكر إحراج بتول أمس وهي تستئذنها تنام معاها ومع ياسمين وهي تذكرها بوعدها لها بإن أول شروق وغروب للشمس هتشوفه بعد ماتقوم بالسلامه هيكون معاها وفعلاً صحتهم لصلاة الفجر وبعدها طلعوا السطح وفرشوا لهم وجلسوا وعيونهم معلقه بالسماء وهم يراقبوا شروق الشمس بصمت وإنبهار ،وبهدوء/في أشياء مهما أتوصفت الكلام مابيوفيها حقها علشان كذا بيقولوا الصوره أبلغ من ألف كلمه.

ياسمين بإبتسامه/زي إبتسامتك الحلوه ياماما ولا ألف كلمه توصفها .

إتنهدت/ يابكاشه أحنا بنتكلم عن الشمس.

بتول بغمزه/نفس الشي.

طالعت بتول بإحراج /ممكن تخلونا في موضوعنا، أيش أول شي جاء في بالك لما شفتي الشروق؟

طالعتها بإبتسامه/أتذكرت نفسي وكيف كنت عايشه في الظلام وراضيه فيه وفي وحدتي والحين بعد مارديت أشوف بديت أصدق إن كل مشكله بيجي عليها وقت وتنحل مهما كانت صعبه أو مستحيله.

ياسمين بضيق/بس أحياناً الواحد يمل ويفقد الأمل وهو مستني بدون فايده.

طالعتها جوري بقلق وهي منتبه لحالتها وحالة قصي الغريبه من كم يوم بس على غير العاده محد فيهم جاها وحكى لها عن اللي شاغلهم وهي ماحبت تضغط عليهم وبتعطيهم مساحه قبل ماتحاول تعرف اللي صاير معاهم، مسحت شعرها بحنان/ بس ذا قنوط من ورحمة الله ومايجوز والإنسان لازم يصبر ويحتسب وله الأجر بعدين بدل ماتستني حل لمشاكلك حاولي تحليها بنفسك أواسألي اللي حولك.

باسته يدها وهي منتبه للقلق اللي في عيونها وإبتسمت بمجامله/لا الحمدلله ماعندي أي مشكله بس أنا أتكلمت بشكل عام..

وقفت وطالعت في بتول بتكشيره/أنا جعت مارح تفطرونا؟

رن جوال بتول قبل ماترد عليها وإبتسمت لما شافت أسم أبوها وردت بحماس/صباح الخير ياأحلى بابا........ الحمدلله زينه........ أنا عالسطح والحين نازله سلام.

وقفت بإستعجال وضمت جوري بقوه/بابا تحت بروح أطمن عليه وبرد نفطر سوا.

نزلت والفرحه باينه في وجهها، ألتفتت ياسمين لجوري بإبتسامه/بتول مرررره أتغيرت ياماما صح.

هزت رأسها بموافقه وفي بالها" وليه ماتتغير بعد ماأخيراً كل شي أتصلح ورجعت علاقتها بأبوها وأخوها وكل اللي حولها أحسن من قبل والحمدلله"

طالعت في ياسمين اللي وقفت جنب باب السطح بإستغراب/ماما أيشبك مارح تنزلي؟

ردت بهدوء/ بكلم خالك عبادي وأخوكي على ما الناس تروح من مجلس جدك وأنزله، لاتنسي تصلي الشروق.

ياسمين بإبتسامه/إن شاء الله ولاتنسي نفسك عالجوال ترى شمسهم حاره وبشرتك حساسه وبتنحرق.

نزلت وسابتها وهي تأخذ نفس وتستعد للبرود اللي هتحسه من أخوها بعد شويه.
،

،

،

في مجلس الجد


سلمت ورمت نفسها في حضن أبوها وباست خده قبل ماتروح تسلم على جدها صقر ومساعد وجدتها وديمه وترجع تجلس جنب أبوها وتشبك يدها في ذراعه، سند بعتاب/ كذا تخليني أدورك في غرفتك أمس وأثرك منتي بوجوده في البيت بكبره!

عضت أصابعها بندم/أسفه بابا بس دقيت عليك وأنت مارديت علشان أقولك إني بنام مع خالتي جوري بس أنا قلت لجدتي منيره وقالت ماعليه أروح.

رد بهدوء/ماكنت جنب الجوال وقتها ولما دقيت عليكي أنتي مارديتي الظاهر كنتي مشغوله.

الجده بإبتسامه/ دامها مع الجوري لاتخاف عليها بتنتبه لها حالها حال ياسمين بنتها

الجد وهو يمثل إنه زعلان/الحين أنا يوم قلتلك تنامين عندنا عييتي ويوم جات خالتك جوري جيتينا بتالي الليل وماقلتي شي.

ردت بتنهيده/ جدي فديتك لا تزعل علي بس أنت مو بمتخيل أنا من متى وأنا منتظره هاللحظه.

سند بإستغراب/أي لحظه!

سحبت يدها من ذراعه ووقفت بضيق/أنتوا ماتدرون عن شي ومحد فيكم رح يفهمني.

تركتهم وخرجت وسط صدمة الكل، طالع فيهم سند بعد إستيعاب/الحين أنا وش قلت لها!

الجد بهدوء/قم يابوك ألحقها وشف وش بلاها.

أخذ نفس وخرج وهو يناديها وألتفتت الجده للجد وبهمس/وش فيها قامت مثل اللي قارصتها حيه اللهم ياكافي، أنت قايلها؟

هز رأسه بنفي/حنا ماتفقنا على هالشي.

أبو سند بقلق/يبه أنا خايف على بتول شكل هالسالفه مأثره عليها حيل وأخاف في لحظه تفرط السبحه لسند ووقتها وش بيفكنا منه.

الجد بتفكير/ بالعكس كل ماتأثرت كان أزين لإن وقتها سند بيحس شكثر عياله محتاجين لها وبيبدأ يفكر فيها عالأقل لأجلهم.

أبوسند بضيق/يبه أنا مابيه يتزوجها علشان عياله، أبيه يختارها بإقتناع.. أبيه يحبها ويتزوجها لإنه متأكد إنه مايقدر يعيش بلاها..

الجده بإستنكار/وش يحبها ومايحبها وأنا أمك، هذي ماهيب سلومنا!

أخذ نفس عميق وبشرح/يمه واللي يسلمك أنا ماقصدي اللي فهمتيه، أنا قصدي يعرف جوري على حقيقتها ويحبها مثلنا ويعرف إنه موبملاقي وحده أحسن منها وإنه لازم مايفرط فيها ويضيعها من إيده لإجله موبلأجل عياله.

الجد بإبتسامه/إنزين وهذا اللي بيصير بإذن الله أنت بس هدي وأصبر وبتقول أبوي قال والحين خل نخرج تلقى عبدالرحمن ومؤيد لحالهم

أبوسند بقلق/الله يسمع منك يبه الله يسمع منك.
السادسه صباحاً


إتنهدت وهي تتذكر كلامها مع ثريا لما طلبت منها يمروا على جده وهم راجعين من لندن بس ثريا إعتذرت منها وقالت لها إن أخوها مرتب كل شيئ على أساس بيرجعوا بالرياض وذا حسسها بالضبط لإنها بكذا هتضطر تزور بتول في الرياض وذا الشيئ اللي ماهي حابته بالمره لكن بعد إتصال جدها وبشوية إقناع منه غير أبوها مساعد اللي كان صوته عن جد تعبان غيرت رأيها وقررت تسافر بدون تردد خاصةً بعد ماجدها قال إنه عزم مؤيد وإن أمها منيره عزمت أم خالد كمان وذا الشيئ خفف عليها كآبة الرحلة اللي طغى عليها صمت عبدالرحمن اللي للأن ماسامحها على اللي سوته من وراه ورافض يتخلى عن إسلوبه البارد في تعامله معاها.

طلعت من أفكارها على صوت بتول اللي كلمتها بحماس/خالتي جوري عمري ماتخيلت إن الشروق بيكون بهالجمال، المنظر أجمل من اللي حكيتيلي عنه وأجمل من اللي أتخيلته بكثير.

إبتسمت لها بحنان وهي تتذكر إحراج بتول أمس وهي تستئذنها تنام معاها ومع ياسمين وهي تذكرها بوعدها لها بإن أول شروق وغروب للشمس هتشوفه بعد ماتقوم بالسلامه هيكون معاها وفعلاً صحتهم لصلاة الفجر وبعدها طلعوا السطح وفرشوا لهم وجلسوا وعيونهم معلقه بالسماء وهم يراقبوا شروق الشمس بصمت وإنبهار ،وبهدوء/في أشياء مهما أتوصفت الكلام مابيوفيها حقها علشان كذا بيقولوا الصوره أبلغ من ألف كلمه.

ياسمين بإبتسامه/زي إبتسامتك الحلوه ياماما ولا ألف كلمه توصفها .

إتنهدت/ يابكاشه أحنا بنتكلم عن الشمس.

بتول بغمزه/نفس الشي.

طالعت بتول بإحراج /ممكن تخلونا في موضوعنا، أيش أول شي جاء في بالك لما شفتي الشروق؟

طالعتها بإبتسامه/أتذكرت نفسي وكيف كنت عايشه في الظلام وراضيه فيه وفي وحدتي والحين بعد مارديت أشوف بديت أصدق إن كل مشكله بيجي عليها وقت وتنحل مهما كانت صعبه أو مستحيله.

ياسمين بضيق/بس أحياناً الواحد يمل ويفقد الأمل وهو مستني بدون فايده.

طالعتها جوري بقلق وهي منتبه لحالتها وحالة قصي الغريبه من كم يوم بس على غير العاده محد فيهم جاها وحكى لها عن اللي شاغلهم وهي ماحبت تضغط عليهم وبتعطيهم مساحه قبل ماتحاول تعرف اللي صاير معاهم، مسحت شعرها بحنان/ بس ذا قنوط من ورحمة الله ومايجوز والإنسان لازم يصبر ويحتسب وله الأجر بعدين بدل ماتستني حل لمشاكلك حاولي تحليها بنفسك أواسألي اللي حولك.

باسته يدها وهي منتبه للقلق اللي في عيونها وإبتسمت بمجامله/لا الحمدلله ماعندي أي مشكله بس أنا أتكلمت بشكل عام..

وقفت وطالعت في بتول بتكشيره/أنا جعت مارح تفطرونا؟

رن جوال بتول قبل ماترد عليها وإبتسمت لما شافت أسم أبوها وردت بحماس/صباح الخير ياأحلى بابا........ الحمدلله زينه........ أنا عالسطح والحين نازله سلام.

وقفت بإستعجال وضمت جوري بقوه/بابا تحت بروح أطمن عليه وبرد نفطر سوا.

نزلت والفرحه باينه في وجهها، ألتفتت ياسمين لجوري بإبتسامه/بتول مرررره أتغيرت ياماما صح.

هزت رأسها بموافقه وفي بالها" وليه ماتتغير بعد ماأخيراً كل شي أتصلح ورجعت علاقتها بأبوها وأخوها وكل اللي حولها أحسن من قبل والحمدلله"

طالعت في ياسمين اللي وقفت جنب باب السطح بإستغراب/ماما أيشبك مارح تنزلي؟

ردت بهدوء/ بكلم خالك عبادي وأخوكي على ما الناس تروح من مجلس جدك وأنزله، لاتنسي تصلي الشروق.

ياسمين بإبتسامه/إن شاء الله ولاتنسي نفسك عالجوال ترى شمسهم حاره وبشرتك حساسه وبتنحرق.

نزلت وسابتها وهي تأخذ نفس وتستعد للبرود اللي هتحسه من أخوها بعد شويه.
،

،

،

في مجلس الجد


سلمت ورمت نفسها في حضن أبوها وباست خده قبل ماتروح تسلم على جدها صقر ومساعد وجدتها وديمه وترجع تجلس جنب أبوها وتشبك يدها في ذراعه، سند بعتاب/ كذا تخليني أدورك في غرفتك أمس وأثرك منتي بوجوده في البيت بكبره!

عضت أصابعها بندم/أسفه بابا بس دقيت عليك وأنت مارديت علشان أقولك إني بنام مع خالتي جوري بس أنا قلت لجدتي منيره وقالت ماعليه أروح.

رد بهدوء/ماكنت جنب الجوال وقتها ولما دقيت عليكي أنتي مارديتي الظاهر كنتي مشغوله.

الجده بإبتسامه/ دامها مع الجوري لاتخاف عليها بتنتبه لها حالها حال ياسمين بنتها

الجد وهو يمثل إنه زعلان/الحين أنا يوم قلتلك تنامين عندنا عييتي ويوم جات خالتك جوري جيتينا بتالي الليل وماقلتي شي.

ردت بتنهيده/ جدي فديتك لا تزعل علي بس أنت مو بمتخيل أنا من متى وأنا منتظره هاللحظه.

سند بإستغراب/أي لحظه!

سحبت يدها من ذراعه ووقفت بضيق/أنتوا ماتدرون عن شي ومحد فيكم رح يفهمني.

تركتهم وخرجت وسط صدمة الكل، طالع فيهم سند بعد إستيعاب/الحين أنا وش قلت لها!

الجد بهدوء/قم يابوك ألحقها وشف وش بلاها.

أخذ نفس وخرج وهو يناديها وألتفتت الجده للجد وبهمس/وش فيها قامت مثل اللي قارصتها حيه اللهم ياكافي، أنت قايلها؟

هز رأسه بنفي/حنا ماتفقنا على هالشي.

أبو سند بقلق/يبه أنا خايف على بتول شكل هالسالفه مأثره عليها حيل وأخاف في لحظه تفرط السبحه لسند ووقتها وش بيفكنا منه.

الجد بتفكير/ بالعكس كل ماتأثرت كان أزين لإن وقتها سند بيحس شكثر عياله محتاجين لها وبيبدأ يفكر فيها عالأقل لأجلهم.

أبوسند بضيق/يبه أنا مابيه يتزوجها علشان عياله، أبيه يختارها بإقتناع.. أبيه يحبها ويتزوجها لإنه متأكد إنه مايقدر يعيش بلاها..

الجده بإستنكار/وش يحبها ومايحبها وأنا أمك، هذي ماهيب سلومنا!

أخذ نفس عميق وبشرح/يمه واللي يسلمك أنا ماقصدي اللي فهمتيه، أنا قصدي يعرف جوري على حقيقتها ويحبها مثلنا ويعرف إنه موبملاقي وحده أحسن منها وإنه لازم مايفرط فيها ويضيعها من إيده لإجله موبلأجل عياله.

الجد بإبتسامه/إنزين وهذا اللي بيصير بإذن الله أنت بس هدي وأصبر وبتقول أبوي قال والحين خل نخرج لا القى عبدالرحمن ومؤيد

أبوسند بقلق/الله يسمع منك يبه الله يسمع منك.

،

،

،

،


جده، بعد صلاة الظهر

ألتفتت لندى /ندى سيبينا لحالنا شويه.

ندى بضيق/ليه ياعمه قصي ولدي زي ماهوا ولده وأبغى أعرف أيش اللي سواه علشان يضربه.

خالد بغضب/هوا سوا شي من أصله، قاعد بتفرج عليها ولا على باله وك---

قاطعتها أمه بحده/خالد حاسب على كلامك ولا تزودها.. وأنتي ياندى قلتلك سبينا ذحين.

ردت بقهر/ذحين صار بينكم أسرار وماتبغوني أعرفها، طيب مو مشكله ياخبر اليوم بفلوس بكره يبقى ببلاش.

خالد بغيض/لاتخليني أطلع حرتي فيكي ترى مو ناقص دلعك ذحين.

طالعته بصدمه قبل ماتخرج من الغرفه بزعل قبل ماتلتفت له أمه بحده/ذحين ممكن تفهمني أيشبك، أنتا عمرك مامديت يدك على العيال واليوم لما كبروا وصاروا بطولك ضربت قصي!ليه ياخالد أيش سوا!

رد بقهر/المصيبه إنه ماسوا شي ماسوا شي، سايبها تروح وتجي على كيفها بدون مايتصرف.

طالعته بعدم فهم/من اللي رايحه جايه! أنتا أيش تقول!

صاح بغضب/جوري من غيرها يعني، الهانم بتروح الرياض آخر الأسبوع عند هذاك العجوز اللي ساعدته في السوق والأفندي قصي بدل مايقلها لا تروحي جاي يقلي بيروحوا معاها.

طالعته بإستغراب/قصدك على أبوها مساعد و--

قاطعها بعصبيه/أمي لاتجننيني أنتي كمان أبوها من وين بس واحد ساعدها وساعدته وإنتهينا.

ردت بنفاذ صبر/خالد أنتا اللي لا تجنني ذحين هيا مو كانت تكلمه بعلمك وموافقتك أيش اللي أتغير يعني.

ضرب الدولاب بقهر/هيا اللي أتغيرت وغيرت كلامها، مو هيا اللي قالت إنها ماتبغى أي علاقه بيهم غير بالجوال ويطمنوا عليها وتطمن عليهم من بعيد لبعيد، أيش اللي قلبها ذحين وصارت كل شويه زيارات وعزايم بينهم .

أخذت نفس عميق وبشرح/ياأبني ياحبيبي علاقتكم كلها أتغيرت واللي كانت عامله حسابه وهيا على ذمتك أتغير بعد طلاقكم.

طالعها بغضب/يعني اللي في بالي صح واللي بينهم شي أكثر من الزيارات وماتبغوني أعرفه.

ردت بإستغراب/شي زي أيه مافهمت قصدك!

طالعها بعصبيه/والله ياأمي أنتي أدرى مو أنتي على طول معاها، ورحتي عزومتها لما كانوا عندها ، تبغي تفهميني إنه موصاير شي بينهم.. خطوبه مثلاً!!

بحلقت فيه بصمت لحظات قبل ماترد بهدوء/وإذا حصل وخطبوها الله يوفقها ويتمم لها عل---

قاطعها بعدم تصديق/الله يوفقها!! بتتزوج غيري وأنتي موافقه وبتدعيلها!

ردت بهدوء/زي لما دعيتلك وأنتا متزوج غيرها وعايش حياتك وذحين من حقها هيا كمان تتزوج وتحب وتتحب وتعيش حياتها.

شحب وجهه وهو يسمع كلامها وجلس في طرف السرير وبعدم إستيعاب/يعني تتزوج واحد غيري! واحد غيري هيعيش معاها ويشوفها ويلمسها! واحد غيري هيكون أبوأولادها! طيب وأنا!

جلست جنبها ومسكت إيديه بحنان/أنتا حياتك ذحين مع ندى اللي تحبك وأنتا كمان تحبها والله يوفقكم.

بلع ريقه بصعوبه/بس هيا زوجتي أنا.. من زمان زوجتي أنا وهيا لساتها بزره.. نسيتي كيف كنا نلعب ونتخاصم ونتصالح.. نسيتي كيف عاشت في ذا البيت سنين معايا أنا أنا.. كيف تتزوج رجال غيري.

طالعت فيه ببرود/بس أنتا طلقتها وماعادت زوجتك.. اللي بينك وبين جوري خلاص إنتهى .. جوري صارت ماضي وراح ولازم تفهم ذا الشي وتنساها.

دار في الغرفه وهو يصرخ بقهر/بس أنا مابغى أنساها أنا أحبها وأبغاها، جوري زوجتي أنا تفهمي زوجتي أنا أنا.

ردت بتنهيده/أنتا الكلام معاك ضايع ومامنه فايده، المهم لاتضيع باقي الإحترام والعشره اللي بينكم بغبائك وكلامك الفاضي اللي سويته اليوم مع عيالك وحاول تصلحه قبل مايوصلها لإنها هتزعل منك ومارح تسامحك ياخالد وأنتا براحتك و---

صرخ بعصبيه ووجع وطالع في السيجاره اللي كان يدخنها وحرقت يده بدون ماينتبه وهو غرقان في ذكرياته، فرك عقب السيجاره في الطفايه بعنف ونزل حرته فيها وهو يفكر في طريقه يصلح فيها اللي صار ويرجع فيها حياته زي ماكانت.
الرياض، بعد المغرب

بعد الغداء مباشرةً راحوا كلهم عالمزرعه وعالساعه خمسه كانوا البنات والحريم متجمعين وكل وحده فيهم تقول الزود عندي وبعد فتره إنقسموا فريقين كالعاده، فريق الحريم الكبار وفريق البنات اللي كانت أصواتهم وضحكهم عالي وفجأه...

صدرت عنهم شهقه جماعيه وبعدها ساد صمت مفاجئ بمجرد دخولها وأتعلقت عيون الكل بجوري اللي أنتبهت للتغيير اللي طرأ على جلستهم وألتفتت ناحية المدخل وطالعت بلامبالاة في اللي دخلت تسلم عالبنات وهي تتمخطر ولما وصلت عندها وقفت قدامها وسلمت عليها بإبتسامه بارده عكس نظراتها اللي كلها كره وحقد ماخفي على جوري اللي سلمت عليها بهدوء ورجعت تكمل كلامها مع مهره و صافي بشكل طبيعي ولا كإنه صار بينهم شيئ وهي كملت طريقها وجلست جنب روعه وسألتها بإهتمام/إلا وين بتول؟عن جد فتحت وصارت تشوف؟ إنزين عرفتكم ولا لا؟
روعه بإستغراب/شفيكي قطيتي الكلام مره وحده، بتول تبدل والحين نازله.

رؤى بسخريه/معذروه تبي تلحق تعرف الأخبار قبل ترد الحجز.

ديما بإبتسامه/إلا عن جد ياشذى خلصت العقوبه ولا ذا إفراج مؤقت بمناسبة سلامة بتول!

إنفجروا البنات بضحكه جماعيه ووقفت شذى وطالعتهم بحقد/أعتقد أنا حكيت مع روعه خالة بتول وماوجهت لكم الكلام فعن اللقافه وطولة اللسان.

مسكتها مها وبهمس/شذى لاتنسين وش قال أبوي.

أتذكرت لحظات الرعب اللي مرت عليها في مكتب أبوها اللي كلمها ببرود/ بما إن بتول رجعت بالسلامه وسند طلب نجتمع في المزرعه فتقدرين تعتبرين حالك معفيه من العقاب وبتروحين معنا لكن إن سمعت أو جاني خبر إنك سويتي شي أي شي مهما كان تافه وصغير ياشذى فلاتلومين غير حالك وإن كنت حسمت سند وإكتفيت بهالعقاب المره اللي طافت فلاتظني إني بعيدها إذا سودتي الوجه مره ثانيه.. فهمتي؟

حست بنار تأكلها ودفت مها بعصبيه/أنتي موبسامعتهم! إذا مفكرين إني بسكتلهم فهم غلطانين و--

قاطعتها ثريا بأمر/بس ياشذى ماله داعي هالكلام.

ألتفتت لديما ورؤى وبنفس النبره/وأنتوا بعد أقفلوا السيره ولاتنسون إنا جايين ننبسط ونفرح ببتول واللي عندها أي مواضيع جانبيه وحابه تناقشها تأجلها لوقت ثاني، مفهموم؟

هزوا رأيهم بموافقه والإحراج باين عليهم من كلامها فثريا مهما كان تظل أكبر منهم ولها قدر وإحترام ومايقدروا يردوا لها كلمه، جلست شذى والحقد بيتأكلها من داخل وعيونها على جوري اللي ماعبرتها بنظره حتى والبنات يحشوا فيها وقاعده مندمجه في كلامها مع البنات اللي يطالعوها بنظرات كلها إعجاب وإهتمامها باللي تقوله، اتأملت لبسها بقرف من بوتها الأسود اللي واصل لكاحلها وتنورتها الجلد السوداء اللي واصله لركبتها وبلوزتها البيضاء المقلمه بالرمادي وشعرها كان مجموع في ظفيره على كتفها الشمال وغرتها نازله على وجهها اللي ماحطت فيه غير روج أحمر وكحل وبسخريه/ووووع وش ذا الإستايل البيئه.

سمعتها رؤى وماقدرت تمنع نفسها من الرد ومالت عليها بهمس/ شفتي الإستايل ذا اللي موبعاجبك، ماتم حد اليوم ماسمى عليها وصلى عالنبي يوم شافوها والكل مانزل عينه من عليها وخاصةً أمي وديمه ومنيره اللي ماخلتها تقوم من جنبها إلا بعد ماقرأت عليها وحصنتها.

ألتفتت لها بحقد/وش قصدك يارؤى ؟

إبتسمت بمكر/ولا شي أنا برد على كلامك لا أكثر ولا أقل وحبيت إنصحك بس ترى موبشرط الوحده تمشي مفصخه علشان تعجب .

إنهت جملتها بإستهزاء وهي تتأمل فستان شذى البرتقالي الواصل لنص فخذها وظهره الشفاف، شذى بغرور/حبيبتي بالأول أعرفي قيمة الفستان اللي موبعاجبك بعدين تعالي أحكي.

مها بضيق/أنتي متى بتتعلمي أمي إن شافتك الحين والله لاتقوم قيامتك.

ردت بنفاذ صبر/إنزين يصير خير وقتها، أتركوني بحالي وخلوني أستانس بهالطلعه أوووف منكم.

هزت مها رأسها بيأس من أختها اللي راكبه رأسها ومصره تكره الناس فيها وراحت وتركت شذى اللي سرحت في عالم ثاني وعقلها بيسترجع تفاصيل مواجهتها مع جوري في الإستراحه واللي خربت كل خططها ...


كانت بتتبادل الإتهامات مع البنات اللي حاصروها من كل جنب وكل وحده تلومها عاللي سوته في جوري وهي تنكر بإصرار وماحست غير بيدين تشدها من كتوفها بقوه ومها تصرخ بعصبيه/ليه صورتيها ياللي ماتستحين ليه؟

دفتها بحده/قلتلك كذابه و---

قاطعتها ثريا ببرود/هذا وحنا شايفين صورها تارسه جوالك، فعلاً شين وقوي عين.

ردت بمكابره/كذابه جوالي مقفول وم--

قاطعتها مها بمراره/أخوها فكه يالغبيه وشفنا سواد وجهك، ليه صورتيها ؟وش كنتي ناويه عليه؟

حست برجولها ترجف وماقدرت توقف أكثر من كذا وجلست على أول كرسي طاحت عيونها عليه، ماأهتمت بواقع إنها إنكشفت قدام البنات وبإن خطتها فشلت وطاحت على رأسها بقدر ماكانت خايفه على جوالها واللي فيه واللي صار بين إيدين جوري..سبت نفسها بأبشع الأوصاف وهي تلوم حالها على كتفها اللي خلاها تستسلم بسهوله لجوري اللي سحبت جوالها منها بكل يسر بدون ماتفكر في العواقب.. كان لازم ماتشكك في إن جوري قادره تفتح الجوال بدون كلمة السر خاصة مع كل ثقتها وإصرارها وذا اللي صار.. أستغرقت في أفكارها المتضاربه لفتره ماتدري عن طولها لمافاقت منها غير على صوت جوري.

رفعت رأسها وقابلت نظراتها البارده واللامباليه وهي ترد على إعتذارات البنات اللي طلعت منهم بهمس بالكاد ينسمع، جوري بإبتسامه/أنتوا ماسويتوا شي علشان تعتذروا ومنتوا مسؤلين عن التصرفات الغبيه لبعض ناس.

مها بإحراج/جوري أمسحيها بوجهي هالمره وأوعدك إن هالشي مارح يتكرر مره ثانيه.

طالعتها جوري وبثقه/ من ناحية إنه مارح يتكرر فذا الشي أنا واثقه منه يامها ولا أيش رأيك ياشذى؟

وقفت شذى بعصبيه/ أنتي هييي لا تقعدين تهددين أنا شذى المنذر لاتنسين هالشي.

وألتفتت لأختها وتابعت/وأنا وش اللي قاعده تعتذرين عنه بالضبط مابقي غير تبوسين إيدها هال----

قاطعتها جوري ببرود /حاشاها مها وهيا وباقي البنات وقبيلة المنذر كلها على عيني ورأسي لإن ذا قدرهم عندي عكسك أنتي اللي مالك غير حشمة وحسن الضيافه ولولا كذا كان لي معاكي تصرف ثاني.

حست بكرامتها إتبعثرت وإنداست وماخفت عنها نظرات البنات المشمئزه منها، وبكل الحقد والكره اللي داخلها أتخصرت قدامها بتحدي /مابقي غيرك ياليمنيه يهددني ترى أنا بمكالمه أطردك برا المملكه بكبرها.

خلصت كلامها وغطت وجهها بإيديها لاشعورياً لما قربت منها جوري وظنت إنهت بتعطيها كف بس اتفاجأت بلمسه على رأسها وجوري تكلمها بثقه/اليمنيه ذي تاج رأسك واليمن أصل العرب وأهل العزه والكرامه ومو أنا اللي أنطرد ولا أنتي اللي تطرديني أو حتى تهزي فيا شعره يالتعبانه.

أنعقد لسانها وجوري قدامها وبتضغط بسبابتها على رأسها بحركة إستخفاف واضحه خلتها تفقد أعصابها وتدفها وهي تصرخ وتسب فيها بحقد وسط شهقات البنات اللي حاولوا يسكتوها ويمنعوها تقرب على جوري اللي واقفه تطالعها بإبتسامه مستفزه/بالله فكوها وخلوني أشوف آخر صياحها ذا.

شدتها ثريا برجاء/جوري وواللي يسلمك طنشيها هذي مجنونه و

قاطعتها شذى بصراخ/هاتي جوالي بالطيب.

طلعت جوالها من جيبها بطرف أصابعها بقرف /ذحين كل ذا الزعل والصياح علشان ذا طيب كنتي قلتي ك---

قبل ماتخلص جملتها دفت شذى البنات وهجمت عليها وحاولت تسحبه منها بس جوري رفعته فوق رأسها بسرعه وضربت يد شذى الجوال بقوه وفي لحظات إنتهى كل شيئ بنفس السرعه اللي بدأ فيها وأستقر الجوال في قاع المسبح وشذى عيونها بتطيح وراه ، طالعت جوري في شذى ببرود/أوووه شفتي آخر التهور دايماً يوصل للقاع بالمعنى الحرفي الكلمه.

صرخت شذى بأمر/الحين تجيبين جوالي.

إتنهدت جوري بتمثيل/لو كنتي طلبتيه بالأدب كان ممكن أفكر في الموضوع رغم إني ماأعرف أسبح، ولا أقلك أيش رأيك تنزلي تجيبه بنفسك وبالمره تهدي أعصابك ترى المويا بارده وممكن تفيد في حالتك.

سكتت شذى وهي تفكر في كل الصور والرسايل اللي في جوالها قبل ما تبتسم بخبث وفي بالها" عالأقل مافي شي ضدي الحين وحتى صورها راحت ومحد رح يفهمني بدون دليل" قربت من جوري وبإحتقار/ أشبعي بالجوال وأنا في ظرف دقايق يكون عندي بدل الجهاز عشره.

مالت عليه بهمس/بس يافرحه ماتمت أيش فايدة العشره إذا كانوا فاضيين ومافيهم رساله ولا صوره من اللي بالي بالك.

رفعت رأسها بحده/وش تقصدين؟

ردت بهمس /قصدي إن كل وساختك اللي كانت في جوالك شفتها وعرفت جوك الزباله والناس الأزبل اللي ماشيه معاهم.

طالعتها بإرتباك للحظات قبل ماتأخذ نفس وترد بلامبالاة/وش ماكان اللي ظنيتي إنك شفتيه وعرفتيه عني فماله معنى طالما الجوال راح ياشاطره.

أنفجرت جوري بضحكه عاليه وسط إستغرابها وإستغراب البنات وبعد فتره أتمالكت نفسها وأشرت لها بأصبعها علشان تقرب منها ومالت على إذنها بهمس ساخر/ترى قبل ما الجوال ينتقل لرحمة الله نسخت كللللل اللي فيه وحطيته هنا..

أتوسعت عيون شذى بصدمه وهي تطالع الفلاش المتدلي من أصابع جوري بإستخفاف وبدون ماتحس مدت يدها بتسحبه بس جوري سبقتها وحطته في جيبها وببرود/الجوال وخليته يطيح بكيفي بس ذا تحلمي تلمسيه ذا هيكون معايا في الحفظ والصون.

بلعت ريقها بصعوبه وبرجفه/إنزين والمطلوب؟

همست لها بنفس البرود/ الله لايحوجني ليكي ولغيرك، بس وساختك وصارت عندي وإن قل عقلك في يوم من الأيام وفكرتي تقربي مني أو حتى من صوفي أو تتصرفي بنذاله زي اليوم كل صورك مع الحبايب ورسايل التهديد واللي بالي بالك هتلقيها مع قهوة الصباح حق جدي صقر وباقي العيله الكريمه ويمكن المملكه بكبرها.. هااا كلامي مفهوم ولاتحبي نسوي بروفه بسيطه مع البنات.

شحب وجهها لما بعدت عنها جوري وألتفتت للبنات وهي تسحب الفلاش من جيبها، مسكت يدها وهزت رأسها بلا وهي تطالعها بكره وبهمس/وش يضمن لي إنك مارح تغدرين فيني.

ردت ببرود/الغدر ذا للضعاف اللي زيك بس أنا اللي يدوس على طرف أقتله وعيني في عينه فلا يغرك سكوتي عنك لإن رقبتك في يدي وأقل حركه منك هكسر رقبتك بدم بارد ومالك عندي ديه يابنت المنذر، فهمتي!

مرت عليهم دقايق وهم يطالعوا بعض بصمت وتحدي وهي تحسبها في رأسها من كل الجهات ولقت إن الأفضل إنها تتجنبها وتبعد عنها والأفضل إنها تركز جهودها على سند نفسه وهزت رأسها بموافقه وتركتها وراحت بعد مارمت صوفي بنظرة كره و---
رجعت من ذكرياتها على صراخ البنات اللي ألتفتوا حول بتول اللي دخلت وبسرعه وقفت وأخذت نفس عميق وطردت كل الذكريات من بالها وراحت لبتول بعد مارسمت على وجهها إبتسامة خبث.
دخل المجلس واتفاجأ بسعد وهو يسلم على جده وأبوه وأعمامه ومال على وضاح بهمس \ أنت اللي عزمت سعد؟
هز رأسه بنفي \أبوي صقر عازمه شفيك كأنك متضايق هذي ماهيب أول مره يجينا؟
رد بشرود\بس هذا كان قبل لا أدري أنه يعرفها.
وضاح بعدم فهم\ يعرف منو, أنت وش تخربط؟
أخذ نفس عميق ومارد عليه وفي باله " شلون أرد عليك أذا أنا مو بفاهم شي وموبلاقي أجوبه لكل هالغموض اللي حولها وطبيعة معرفتها بسعد و
---
صوت سعد طلعه من أفكاره وهو يسلم عليه ويتحمد له بسلامة بنته, جلسوا يسولفوا بعد ما يطرد كل الأفكار المتعلقه بها من رأسه وهو يذكر نفسه بعلاقته بسعد واللي ترجع للمرحوم رياض زوج ثريا أخته واللي كان يشتغل في مكافحة المخدرات برتبة مقدم وسعد رئيسه المباشر وأتعرفوا عليه في ملكة رياض وثريا وكان سعد هو اللي بلغهم بخبر أستشهاد رياض اثناء مداهمه تابعه لمكتب المكافحه ومن وقتها وعلاقته في سند مستمره.
أنتبه سند لعبدالرحمن ومؤيد اللي يتهامسوا وعيونهم عليه أو بالأصح على سعد وبعد لحظات وقف عبدالرحمن أتقدم ناحيتهم وسلم قبل ما يطالع في سعد ويمد يده بهدوء\الأخ سعد اذا ماخاب ظني !
صافحه سعد وهو يهز رأسه بموافقه وبثقه\واذا ماخاب ظني عبدالرحمن الجابر.
عبدالرحمن\ بشحمه ولحمه..
نقل سند نظراته بينهم بهدوء وهو منتبه للتوتر اللي بينهم وأن كان كل واحد فيهم محتفظ بتعابير وجهه جامده وطبيعيه وفي باله "يعني ماسبق وشافوا بعض, أجل وش اللي جمعها فيه" سألهم ببرود\ ماشاء الله طلعتوا تعرفون بعض, أعتقد اتقابلتوا في ملكة مشعل أذا ماكنت غلطان.
ردوا بصوت واحد\لا.
تابع عبدالرحمن بهدوء\ بس بينا سالفه محتاجه توضيح.
حط يده على كتف عبدالرحمن بود\نوضحها ليش لا.. تحب نطلع شوي؟
هزعبدالرحمن رأسه بموافقه وألتفت سعد لسند بابتسامه\السموحه يابو بدر بس اسمحلنا بعشر دقايق.
أنحبست أنفاسه فجأه وماعرف يرد عليه وأشر لهم بمعنى أتفضلوا وراقبهم وهم يخرجوا من المجلس قبل مايسمع وضاح المستغرب\ هذول يعرفون بعض؟ أنزين وين راحوا؟
بلع ريقه بصعوبه وأخذ نفس عميق\أيه والظاهربينهم سالفه والحين بيردون.
ماقدر يجلس مكانه وهو حاس بأن الماء ماشي من تحت رجله وهو ماعنده فكره عن اللي صايرواستئذن من وضاح واللي معاه وخرج ومافي باله شيئ معين المهم أنه يطلع وبس كان حاس بصداع مفاجئ ضرب رأسه بعنف وألف فكره تدور في رأسه عن اللي ممكن يكون بينهم وعن صلتها بالموضوع, وبقلق\ أنا ليه موبمرتاح للي قاعد يصير, ياترى وش اللي ورطتي نفسك فيه!

وطالععبدالرحمن وسعد اللي واقفين بعيد عنه وموسامع أيش يقولوا لكن كان واضح ان الجو بينهم متوتر عالأخر من حركة عبدالرحمن اللي ايديه بتتتحرك مع كل كلمه يقولها وهو بيدور حول سعد بأنفعال وعصبيه واضحه وللحظات سرح بخياله وأتذكر لما كان يدورها ولقيها واقفه مع الدكتور وبتسأله عن حالة جارتها وبتتحرك وتعبر بنفس طريقة أخوها ولأول مره لقي نفسه بيتسأل ...
ياترى هي تشبه عبدالرحمن ولا لا؟
من أعظم الهدايا التي يمكنك إهدائها لأي إنسان تحبه هو.... الإحساس به..





الرياض،التاسعة مساءً


كان يشرب قهوته ويفكر بعمق في اللي قاعد يسويه علشان يجمعهم سوا، ساعات يلوم نفسه على تدخله في حياتهم ويفكر إن ماله حق يفرض عليهم أشياء أعلنوا رفضهم لها بإصرار واضح.. وساعات يفكر فيهم يقلب أب خايف عليهم من الوحده اللي محاصرتهم وسنين عمرهم اللي بتروح من غير رجعه وهم مقيدين بماضي مافيه غير الحزن والوجع.. عالأقل لواحد فيهم ..

لإن سند رغم سنينه الأخيره الموجعه والقاسيه إلا إنه عرف السعاده قبلها مع سمر وحياته كانت سعيده ومستقره.

لكن معرفته القريبه بجوري هي اللي خلته يتردد لفتره في قراره بخصوصها وبخصوص سند، لإنه كان شبه متأكد من نوع الحياة اللي عاشتها قبل مع طليقها وذا الشيئ اللي شك فيه من أول مره كلمها فيها ومع مرور الوقت وقربها منهم بشكل أكبر اتأكد من شكوكه وحزنها ووجعها كان واضح بالنسبه له مهما حاولت تخبي وتتظاهر بالعكس.. وراء ضحكتها شاف ألف دمعه ووراء سكوتها حكي طويل مايخلص بين يوم وليله..

إتنهد بضيق وهو يتذكر رفضها إنها تجيهم وقالت له بصراحه إنها ماتقدر تتواجد في مكان أصحابه ماهم مرحبين بوجودها فيه وحاول يقنعها إن من هذاك اليوم أتغيرت نظرة سند للأمور وإنه هو بكبره أتغير وماعاد نفس الشخص بس بدون فايده، كلامه كان يدخل من أذن ويطلع من الثانيه مهما قال ومالقي غير إنه يجيها بالحيله ويلعب على توترها الاحساس..

ولده مساعد وبتول..

فهو إذا كان متأكد من شيئ بخصوصها فهو حبها الكبير لولده مساعد ولعيال سند وذا الشيئ الوحيد اللي ممكن يغير رأيها، وبدون تردد حكى لها عن نفسية بتول ومرض ولده اللي أول ماسمعت صوته وهو يمثل التعب قلقت ووافقت تجيهم على طول ونسيت كل اللي قالته من بداية مكالمتهم عن ----

مابتشرف علينا ياجد وبتقضيها شرب قهوه!

طلع من أفكاره على صوت عبدالرحمن اللي جلس جنبه وبهدوء/الظاهر عيالنا فشلونا وتبي من يحركهم.

عبدالرحمن بإبتسامه/ من ذي الناحيه أطمن سند ممشيهم كأنهم كتيبة جنود ووزع عليهم الشغل ومحد فيهم نطق بحرف وصاروا يتكلموا بالإشاره.

رد بفخر/ذا سند موبحي الله،تدري إنه لولا الله ومن ثم هو ماكان وصلنا لكل هاللي حنا فيه اليوم ولله الحمد.

عبدالرحمن بإستغراب/بس عم مساعد قال إن ذا شغله وشغل أخوانه وشغلك أنت من قبلهم.

هز رأسه بموافقه/كان شغلنا لكن ماكان بكبر اللي شايفه اليوم..

أخذ نفس وبشرح/صقر بكر مساعد هو اللي كان يداري الحلال والشغل وواقف مع أبوه اللي وسند أتفرغ لدراسته في لندن لكن الله كتب لصقر يمرض لفتره وبعدها أخذ أمانته ومن بعدها سند أتغير وصار يقسم وقته بين الدراسه والشغل وبعد ماتخرج كان عنده خبره وأفكار جديده أشتغل عليها والله وفقه وبارك له فيه.

عبدالرحمن بإبتسامه/ ماشاء الله عليه سند رجال ويستاهل كل خير.

اتأمله للحظات قبل مايسأله بهدوء/ماقلتلي وش صاير بينك وبين أختك ياعبدالرحمن!

رد بلامبالاة/ولا شي ياجد هي أشتكت لك.

الجد بإبتسامه/وأنت تخبرها تتشكى! أختك إن لها حق خذته بنفسها..

رد بسخريه/من ذي الناحية صدقت وماتدري لأي حد.

عقد حواجبه بإستغراب من رده الغريب ومسك يده وبقلق/حكيك معها الصبح ماعجبني ومن أمس لا شفتها ولا حتى شربت معها القهوه وهذي موبعوايدك، علمني وش سوت الجوري وش اللي مزعلك منها أنطق ولاتخبي علي..

سحب يده ووقف بهدوء/لا تشغل بالك ياجد هذي بس قرصة أذن لها علشان ثاني مره تفكر وتشاور قبل ماتتصرف بغباء وكإن ماعندها شي تخسره أو ناس يقلقوا عليها.. أخليك وروح أشوف شغلي قبل ماسند ينتبه لمكاني الفاضي ويسويلي سالفه.

خرج وترك وراه الجد في حيره وخوف من اللي قاله وهو يحاول يفهم معنى كلامه.
شتتت نظراتها بعيد عنها وغطت فمها بكفها وحاولت تكتم ضحكتها قد ماتقدر بس كتوفها اللي تهتز بشده فضحتها قدامها وألتفتت لها ثريا بسخريه/سوي تنسيم لاتنفجرين علي ياقدر الضغط وإبتلي فيكي.

إنفجرت في ضحكه عاليه وطاحت عالأرض وهي ماسكه بطنها ووقفت ثريا بضيق/جوري وش هالسخافه، تصدقين عاد الحق علي اللي حكيتلك خل أدخل أشوف وش هببوا البنات أصرف لي.

مسكتها جوري وأخذت لها فتره لين قدرت تتمالك نفسها وتوقف موجة الضحك اللي إجتاحتها ونزلت دموعها، مسحت وجهها وقلبت أسياخ اللحم على الجمر وبضحكه/أسفه موبقصدي بس أتخيلت شكلك وحق الأمن يقلك حلي مشاكلك مع زوجك في البيت والرجال واقف لاحول له ولاقوة.

غطت ثريا وجهها بكفوفها بإحراج/لاتذكريني كله كوم ويوم سلم عليه شاهين كوم ثاني، عيوني بغت تطلع من مكانها.

ربتت على كتفها بمواساة/ترى بتحصل في أحسن العائلات لاتكبري السالفه وأنسي اللي صار.

ثريا بإستنكار/أنسى! أقلك فضحته وخليته فرجه لخلق الله وطلبت له الأمن وتقريباً مديت إيدي عليه، يافضيحة أبوي وأهلي أكيد فكرني مجنونه.

ردت بجديه /إذا فكر كذا فهوا اللي مجنون وغبي كمان.

ثريا بضيق/وليه إن شاء الله!

جوري بهدوء/مافكرتي أيش كان هيصير في سديم لو إنه كان من جد حرامي وأنتي ماأتدخلتي يومها؟

أتوسعت عيونها بصدمه/بسم الله عليها الله لا يقول.

ردت بجديه/أنا أقلك، لاقدر الله كانت إنخطفت ومحد دري عنها وحليني على مايلقولها أثر وحتى إذا لقيوها فأيش اللي يضمن وقتها إنها بتكون بخير وعافيه وساعتها بتندمي طول عمرك لإنك ماأتدخلتي وقتها.

هزت ثريا رأسها بقوه علشان تطرد الأفكار اللي مرت في بالها عن اللي ممكن يصير لسديم المسكينه لو ذا حصل فعلاً وجوري مستمره في إقناعها بهدوء/عيبك إنك بتشوفي نص الكاسه الفاضيه وبتتحسري عليه وبتنسي النص المليان اللي بين إيديكي.

مرت دقايق وثريا تفكر بجديه في كلام جوري قبل ماتبتسم براحه/معك حق، يعني أنا ذبحت عمري من الإحراج ولو مرت عليا سنه كنت بتم أفكر بنفس الطريقه بدل ماأقول الحمدلله إنه طلع فعلاً أبوها وإنها بخير وذا المهم.

ردت بإقناع/ أنتي أتعاملتي مع الموضوع بعاطفيه وصوره شخصيه لإنك تعرفيهم وماعطيتي نفسك فرصه تفكري بشكل أوسع،بس أنا بشوف الموضوع من زواية ثانيه

هزت ثريا رأسها بنفي/لا مو صح، من يوم ماقابلتك وأنا ملاحظه إنك بتفكري بطريقه غير عنا.

أتخصرت وطالعتها بتكشيره/وإن شاء الله ذا مدح ولا ذم ياست ثريا.

قطعت روعه كلامهم بصراخها/ألحقوا رؤى قبل لا تخرب كل شي في المطبخ.

شهقت جوري/ الحلااا لو لمسته هموتها.

ردت ثريا بضحكه/روعه هدي شوي ولاتخافين مارح نخسر.

روعه بضيق/أقلكم قاعده تتلقف في كل شي وعايشه دور الشيف..

ألتفتت ثريا لجوري بإبتسامه/إنتبهي للمشاوي وبعدين نكمل كلامنا وأفهمك قصدي.

رفعت جزره قدام وجهها بتهديد مرح/الأحسن إنك تدوري من ذحين على شي حلو تسمعيني ياه ولا ياويلك مني ياحراميه.

سحبت روعه ثريا قبل ماترد ورجعت جوري تشوف الشوي وتقطع السلطه وبالها في مكان ثاني.

،

،

،

رمى السكين عالطاوله وبإنزعاج/أنا ماأبي ذي المهمه ياسند دور لي على شي ثاني أسهل من هالشي.

ألتفت سند لسيف ولد عمه وأخو سمر الله يرحمها وبإبتسامه/وش تبي أسهل من تقطيع الخضار بعدين سلمان أخوك حاله حالك وماشتكى.

أستمر سلمان في التقطيع وبسخريه/قايلك هذول الوراعين بيخسرونا.

مسح سيف دموعه وبضيق/تعال قطع بصل بالأول وبعدها نشوف من الورع.

إلتفت لهم محمد ولد عمتهم نوره بتساؤل/إنزين وش سالفة هالتحدي بينا وبين الحريم عالعشاء.

حك مشعل خده بإحراج/تقدر تقول رد إعتبار.

مؤيد بإستفزاز/ياخي قوله إنا طرحناكم في جده وفزنا في تحدي الغدا اللي سويناه بين فريقنا وفريق المنذر والحين جدي بيعطيكم فرصه تعدلوا سمعتكم.

ناصر بضيق/وش طرحناكم ذي ترى فزتوا لإن شوينا كان يبيله بعد شوية وقت عالنار.

عبدالرحمن بإبتسامه/قصدك اللحم كان محروق ونيئ في نفس ذات الوقت.

طالعهم بندر بسخريه/ومنو الشيف الخطير اللي طبخ لكم؟

سند بهدوء /أنا الشيف الخطير عندك إعتراض؟

بندر بصدمه/كذااااب.

ساد صمت مفاجئ وتعلقت كل العيون بسند اللي طالع بندر ولد عمته نوره ببرود/كذاااب!

بلع ريقه وبإرتباك/قصدي مو معقول أنت اللي سويته وماضبط..

طالعه سند بدون مايرد وأنفجر الكل في الضحك على منظر بندر وهو يمسح وجهه بإحراج ، مؤيد بضحكه/أيش ذي الخرشه السريعه ياولد.

وألتفت لسند بمرح/كل ذا خوف منك طلعت مرعب وأنا مدري.

إكتفى بإبتسامه وسألهم محمد/إنزين ليه الحين التحدي بينا وبين الحريم بدل مانكون رجال في رجال.

مؤيد بسخريه/تبغاني أنا وعبدالرحمن نطبخ للجيش ذا كله خير إن شاء الله.

محمد بتفكير/أيه صح أنتوا أثنين وحنا جماعه ومافي تكافؤ.

طالع سيف في مشعل بضيق/وأنتوا تنهزموا وتورطونا معكم، ترى حنا مالنا في هالشغلات والطبخ والنفخ.

طالعهم مؤيد بغرور/فاشلين، بس مدام أنا وعبادي معاكم حطوا إيديكم ورجولكم كمان في مويا بارده لإنا هنكون سبب فوزكم بإذن الله.

ناصر بجديه/ مؤيد ترى الحريم ماينمزح معهم وأخاف يفوزوا علينا ونتفشل.

فكر مشعل في ديما ورؤى ووتين اللي مايعرفوا يسلقوا بيضه وبثقه/طالما الأمهات والشغالات بعيدين عن المطبخ فحنا بأمان.

بندر بإنتصار/عاد أحلى شي إن جدي طلع هالقرار يعني البنات لحالهم وبكذا ضمنا الفوز.

مؤيد بغموض/ نصيحه مني لا تتكلموا بثقه وتعتمدوا عالحظ لإن الحريم يمكن يفاجؤكم بأسلحتهم السريه وساعتها الخساره بتكون موجعه.

مال سلمان على سيف بهمس/ لو كان يعرف بناتنا ماكان قال هالكلام.

هز رأسه بموافقه ورد براحه/يامؤيد ياحبيبي لو السلطه والمشاوي ماضبطت فماعندنا مشكله مدام وضاح وراجح في المطبخ عالأقل الرز وباقي خرابيطهم مضمونه وبنتعشى وبعد بنفوز إن شاء الله.

قبل مايرد مؤيد سحبه عبدالرحمن وبضيق/ولو ذا مايمنع إن كل واحد يشوف شغله بذمه وضمير علشان نستحق الفوز ولا أنا غلطان.

هزوا رأسهم بنفي ورجعوا لأشغالهم وهم يضحكوا ويتكلموا عن توقعاتهم للعشاء.

أما سند فتبع عبدالرحمن ومؤيد بنظراته بعد ماأنتبه لحركة عبدالرحمن لما سحبه وغير الموضوع وهو يطالعه بنظره غريبه.. عقد حواجبه بتركيز وأتذكر لما كانوا في الإستراحه وجات سيرة مدرب مؤيد اللي رد بغيض على بدر قبل مايقاطعهم عبدالرحمن ويتركهم بغضب وهذي ثاني مره يتصرف فيها عبدالرحمن بذي الغرابه، فجأه سرح في شيئ سمعه وكان ناسيه في التسجيل اللي سمعه لبدر ولها لماكانوا في البحيره وكان بدر يقول إنه طبق التمارين اللي علمته عليها وسوا كل اللي قالته، وفي الإستراحه بدر كان يكلم مؤيد بثقه عن المدرب اللي طلع فضايحه أتوسعت عيونه بصدمه من اللي فكر فيه وفي باله " كلامهم معناها إن هي اللي علمت بدر! وإذا كانت علمت بدر شلون يلعب ليه ماتكون هي اللي معلمه مؤيد بعد!"

مرت عليه لحظات وهو يحاول يستوعب اللي أستنتجه وبهمس/وحده مسكت سلاح وقتلت ذيب أكيد شي سهل زي الكوره مارح يصعب عليها.

إتنهد بضيق وهو يفكر في كمية الأشياء الكثيره اللي مايعرفها عنها وطالع بغيض في مؤيد اللي كان واضح إن عارف كل أسرارها وبعد شاركها فيها بكل راحه.

،

،
ألتفتت صافي للبنات المتجمعات في المطبخ بأمر/مابي لخبطه كل وحده تسوي اللي إنطلب منها لا أكثر ولا أقل فهمتوا؟ وهالكلام لك بالذات ياست رؤى.

رؤى بلكاعه/أنتي وش جايبك هنا جدي حاطكم من ضمن طاقم الأمهات وممنوع تساعدونا!

صافي بإستفزاز/جايه أمنع بلاوي حضرتك ولا كنتي خربتيها وقعدتي على تلها ياأم لسان طويل.

غطت ثريا قدر الأكل وطالعت في رؤى بنفاذ صبر/رؤى ممكن تحرمينا من لمساتك السحريه وتتركي الجريش والمرقوق في حاله.

رؤى بلامبالاة/أنتي الخسرانه، الحق علي اللي قاعده أضبطلكم الملح والبهارات.

روعه بشماته/على فكره جوري تقولك الحلا خط أحمر وياويلك إن قربتي منه.

كشرت بوجهها/مالت عليها أصلاً مسويه دايت وحلاها كله سكريات.

وتين براحه/ الحمدلله اللي أرتحنا من تقطيع السلطه المره ذي.

طالعت ديما في في أظافرها بإبتسامه/أصلاً مستحيل ألمسها وأخلي ميشو يشوفني وكلي جروح ومناكيري مشقق.

هره بإبتسامه/إنزين إذا كل شي صار جاهز بكلم راجح وأشوف إذا خلصوا.

صافي/خل نشوف جوري بالأول وكأنها طولت في الشوي، للحين ماخلصت!

العنود/بلى خلصت بس قاعده مع قصي.

صافي/يازينه ذا الولد حيل هادي ومؤدب.

العنود/ وبعد يستحي الله يحفظه.

الجازي/بس ماشاء الله عليه جميل وبعد كم سنه بيهبل بالبنات.

رؤى بضحكه/خساره إنه حيل صغير علي ولا كان خطبته لنفسي.

جاتهم مهره بإبتسامه/راجح يقول نجهز أكلهم ونخلي المطبخ لإنهم الحين بيجيبوا عشاهم.

صافي بتفكير/قوليله يحطوا العشا وينتظروا برا لين نجهز صحونهم علشان مايبرد الأكل.

ديما بحالميه/أخيراً بذوق سلطة ميشو أخيراً.

دفتها ثريا بإبتسامه/موبوقت رومانسيه خذي رؤى وروعه وروحوا نادوا جوري وجيبوا الأكل معاها وأقعدوا في الصاله قبل مايجوا الرجال والعنود والجازي ووتين جهزوا السفره عند الحريم .

هزوا البنات روسهم بموافقه وراحت كل وحده على شغلها ومانتبهوا للعيون اللي كانت تراقبهم بخبث وصاحبتها دخلت المطبخ بمجرد خروجهم.

،

،

،

سألته بإبتسامه/يعني حلوه لذي الدرجه!

رد بحماس/حلوه وبس أقلك تجنن ماشاء الله ، خيول ودبابات وملاعب.. كل اللي تحبيه مسويينه في قسم الرجال.

ردت بتكشيره/شكلك متفق أنت ومؤيد أول هوا يتصل يقهرني وذحين أنتا وشكلكم وجالسين تنمكوا(تألفوا، تبالغوا) عليا.

طلع جواله وحركه قدامها بضحكه/والله مو نمك وصورت كل شي بس مدام قلتي كذا ماني موريكي شي.

جري من قدامها وهي تلحقه بتهديد/قصي أحسلك جيبه بالأدب قبل ماأمسكك.

رد بسخريه/ترى محنا في بيتنا علشان تمسكيني المزرعه كبيره وماهت---

قطعه كلامه لما سحبته من بلوزته وخبط فيها ، ألتفت لها وهي ماسكته وتبتسم بسخريه/تقلي محنا في بيتنا! حبيبي السر في السرعه مو في المساحه يعني لو بتجري في المريخ برضه همسكك.

قصي بضحكه/ماشاء الله عليكي.. طيب فكيني وبوريكي أصلاً في رساله ليكي.

ردت بإستغراب/رساله من مين!

سابته وفك الجوال وأعطاها وهو يضحك على شكلها المصدوم وهي تشوف مؤيد وتسمع كلامه وبعد ماخلص مقطع الفيديو طالعته بغيض/طيب يامؤيد ياأنا ياأنتا.

قصي بضحكه/لازم تعرفي إن مابيدك شي وترضي بنصيبك، أحمدي ربك إن عندكم مسبح وعمي مؤيد ماقصر ورسلك كوره..أيوه وفي دراجة بدر كمان أروح أجيبها ليكي.

حكت شعرها وبتفكير/أمممم ماقصرتوا ويعطيكم العافيه.

وقف ضحك وبحذر/أمي في أيش بتفكري!

أبتسمت بمرح/أبداً من قال إني بفكر أنا بس براجع حساباتي قبل ماأصفيها معاك ومع عمك الظري---

قطعت كلامها لما جوا البنات وطالعت في رؤى بإبتسامه/مدام لذحين ماسمعت أصوات إنفجارات وصراخ يعني المطبخ في أمان منك.

ردت بتكشيره/ههههه المفروض أضحك يعني.

ديما بضحكه/صافي منعتها في اللحظه الأخيره وذحين الرجال بيجيبوا عشاهم ولازم ندخل.

مطت جوري خدود رؤى بإبتسامه/علشان كذا مبوزه! لاتكوني جاسوسه لصالح الرجال وتبغي تخربي طبخنا علشان يفوزوا.

دفتها رؤى بضيق/أنا موعارفه وش سالفة هالتحدي اللي قرره جدي فجأه وكلكم أتحمستوا.

شالت ديما الأكل وبرجاء/ممكن ندخل الأكل قبل مايجوا الرجال وبعدها نتفاهم.
سكتوا ودخلوا الأغراض المطبخ وراحوا للحريم
أتعالت أصوات الرجال بإشمئزاز وكل واحد يطالع في الثاني بقرف بعد لحظات من جلوسهم عالسفره وبعد ماتخطوا الصدمه الأولى بدأوا تعليقات الإستهزاء والشماته وسط ضحكهم عالبنات وطبخهم، طالع فيهم الجد بإبتسامه/اللي ماعجبكم خلوه وكلوا شي ثاني خير الله واجد والحمدلله.

مشعل بإنتصار/النتيجه صارت واضحه وحنا اللي فزنا.

أبوسند/لاتستعجل بعدنا في أول لقمه.

وضاح بضحكه/والله يبه مساعد إذا هذي أولها ينعرف تاليها.

الجد بتفكير/الحين كلوا بالعافيه وبعدها بنقرر.

هزوا رأسهم بموافقه ورجعوا يأكلوا وهم مستمرين في الحش والتعليق

،
،


أما عند البنات فالوضع ماكان أحسن بالعكس كان أسوء بكثير.

الجده بإستنكار/وش ذا الأكل حسبي الله ونعم الوكيل فيكن من بنات كان فشلتونا ، من اللي سوت الجريش والمرقوق.

ردت ثريا بعدم إستيعاب/أنا يمه وديمه بس والله ماكان كذا!

ألتفتت لصافي برجاء/صافي أنتي ذقتيه معايا قبل لانطلع من المطبخ قوليلهم.

صافي بموافقه/أيه يمه ذقناه وكان زين.

الجده بغضب/وين الزين يامال العافيه والأكل كله ملح يذبح، تبون تموتنا!

ذاقت ثريا الأكل مره ثانيه ومسحت فمها وبقهر/يمه والله كان مضبوط ومافيه شي هذي موبأول مره أطبخ علشان أحط الملح ذا كله.

مهره بتفكير/الوحده يمكن يزيد عليها الملح شي بسيط بس موبهالكثر هالزياده موبطبيعيه.

أم سند بضيق/أجل منو اللي متلقف وحاط هالملح كله وخرب الأكل.

أتوجهت أنظار الكل لرؤى اللي طالعتهم بصدمه/شفيكم تناظروني أنا مالي شغل.

ديما بإتهام/أنتي الوحيده اللي قعدتي تحوسي في المطبخ وتتلقفي في كل شي.

وقفت بغيض/ أنا حطيت بهارات بس وثريا ذاقت الأكل وقتها ولو كان مالح كان قالت صح ولا لايا ثريا.

أخذت ثريا نفس وبهدوء/أنا دخلت لما نادتني روعه وبعدها ذقت الأكل وفعلاً كان مافيه شي

الجازي/أجل من اللي حط الملح ومتى إذا حنا غارفين الأكل بعدها على طول!

جوري بتفكير/ثريا ذاقته وكان مزبوط وبعدها كلنا طلعنا من المطبخ لأن الرجال دخلوا حطوا عشاهم وبعدها رجعنا المطبخ نقرب الأكل و----

قاطعتها رؤى بعدم تصديق / قصدك إن الرجال هم اللي خربوا أكلنا وورطوني.

شهقوا البنات بصدمه وطالعتها جوري بهدوء/أنا ماقلت كذا، أنا قصدي إن الملح إنحط في الفتره اللي طلعنا فيها من المطبخ واللي كانت تقريباً لعشر دقايق وذي الفتره اللي دخلوا فيها الرجال.

ثريا بضيق/يعني هم اللي حطوه لإن محد دخل بعدنا غيرهم.

جوري بتفكير/مو شرط، لإن مابين خروجنا ودخولهم كان في فرصه لأي حد إنه يدخل يكب الملح في القدور ويطلع بدون محد يحس.

ديما بغيض/هم الرجال مافي غيرهم واللي مايبونا نفوز عليهم.

وتين بتأييد/أكيد هم أصلاً من غيرهم له مصلحه في تخريب أكلنا وتلقوهم الحين متشققين من الوناسه.

العنود/الإنذال كل هذا علشان يفوزون.

مها بشك/معقول يسووها!

صافي بهدوء/وش يسووا أنتي الثانيه بعد، الحين من جدكم راجح ووضاح يسووا شغل البزران ذا.

ديما بغيض/لاتدافعين عن رجلك بعدين يمكن واحد من اللي جابوا الأكل معاهم موبشرط وضاح وراجح.

مهره بثقه/مدام وضاح وراجح معاهم مارح يسمحوا لهم بهالشي.

جوري بإبتسامه/أنتوا أيشبكم مكبرينها كذا وكأن مافي شي ثاني ينأكل، الحمدلله في برياني ومشاوي وسلطات أيش تبغوا كمان.

الجده بهدوء/الله يديمها نعمه بس فشلتونا مع أم خالد وفاطمه.. السموحه منكم ياجماعه وحياكم عالموجود.

أم خالد بإبتسامه/الله يحييكي ياخاله ومسموحين وماعليكم قصور وكفيتوا وفيتوا وبعدين أحنا أهل وأخوات زي ماقالت منيره ومابينا ذي الحاجات.

جوري بضحكه/بعدين ياجده أمي تحب حقي البرياني وماتقدر تقاومه وممكن تأك----

قاطعتها شذى بخبث/لاتكوني أنتي اللي مخربه أكل ثريا علشان يمدحوا طبخك.

ردت بإبتسامه/أحد قلك بقدم على وظيفة طباخه عند جدي صقر وقاعده أزبط نفسي!

شذى بإتهام/إنزين محد فيكم سأل نفسه ليه أكل ثريا بس هو اللي ملحه زاد فجأه وأكلك أنتي لا مع إن البرياني كان جنب المرقوق، ولا أنا بس اللي إنتبهت بهالشي.

ثريا بغضب/شذى أتعشي وأنتي ساكته ترى مانيب ناقصتك الحين.

جوري بإبتسامه/بس أنا دخلت المطبخ ورؤى وروعه وديما معايا وحطينا الأكل وطلعنا لإن الرجال جوا بعدنا يعني ماكان عندي فرصه أخرب أي شي، حاولي مره ثانيه يمكن تفلحي.

سكتت الجده شذى قبل ماترد ورجعوا يكلموا أكلهم والبنات يتحسروا على حلمهم الضايع في الفوز.

،

،

،

بعد العشاء كانوا البنات في قمة إحباطهم خاصة بعد ماذاقوا أكل الرجال اللي كان ممتاز بدايةً من كبسة راجح ووضاح للمشاوي والسلطات وبعد ماكل وحده دق عليها أخوها أو زوجها وقعد يحش ويتمسخر عليها وهم بيتأكلوا من الغيض والقهر، ومع إن عبدالرحمن طنش جوري وماكلمها إلا إنه مؤيد قام بالواجب ومافوت على نفسه فرصة الحش ورفع ضغطها وبعدها دخلت المطبخ مع ثريا ومها وسووا كنافه وقدموها للرجال مع التشيز كيك اللي كانت عاملته وأتجمعوا البنات حول القهوه والحلا بمرحهم المعتاد ونفسيتهم أحسن من قبل.
أما عند الرجال فالوضع كالمعتاد أكل وحش في البنات، مشعل بتفكير/ البنات هذول عليهم حركات الله يجيرنا بس

طالعهم مؤيد بعدم فهم وبلع سيف اللقمه ورد بضحكه/لاتستغرب على بالك مسوين حلا ومدلعينا لله! لا ياحبيبي هذي ترقيعة.

هز ناصر رأسه بموافقه/ترقيعه واضحه بس زودت شكي الأول.

بندر بشماته/ يبون يغطون خيبتهم في العشاء وعلى بالهم بيحطوا الحلا بداله.

مشعل بحده/يعقبون حنا فزنا وإنتهينا والحلا أساساً موبداخل في التحدي.

عبدالرحمن بإبتسامه/ماشاء الله عليكم قررتوا وفوزتوا نفسكم وجدي عاده مانطق.

طالعه وضاح بضحكه/ أنت وسند أبدعتوا في المشاوي والسلطات وكبستي أنا وراجح ماتحتاج شهاده لكن هم أكلهم كله ملح وراحت عليهم وفوزنا الحمدلله مضمون.

شمؤيد بلعانه/بس لاتنسى إن مشاويهم كمان كانت ممتازه والبرياني ماشاء الله أتمسح مسح أتشطب ياحبيبي.

مشعل بشك/ترى أنا للحين موبمصدق إنهم سووا البرياني حاس إنها الشغاله.

سلمان بتفكير/لا وكملوها بالتشيز كيك والكنافه بصراحه هالسالفه ماأنبلعت معاي.

سند بإبتسامه/الحق عليهم اللي تاعبين نفسهم وأتذكروكم في الحلا.

ناصر بهمس/أنت ماتأكل حلا علشان كذا موبفاهم ذا مستحيل بناتنا يسووه، أكيد ياالشغاله ياأم صقر ولا أم سعود مسويته لهم.

دخل الجد وأولاده وقطعوا كلامهم وألتفتوا كلهم ناحيته بحماس وهم منتظرين الحكم اللي حلموا فيه طول الليل، أبوسند بأمر/بدر وسعود وصقر وبتال أجمعوا لي كل االجوالات وهاتوها هنا.

طالعوا في بعض بإستغراب وكل واحد سلم جواله العيال اللي جمعوها وحطوها عند الجد اللي جمسك جواله وأتصل على ثريا وهو يطالعهم بهدوء/السلام عليكم..... فكي هالجوال علشان الكل يسمعني..... السلام عليكم جميع...... عساكم بخير بعد هالعشوه......

ضحكوا الشباب بإستمتاع وهم يتخيلوا منظر البنات والجد يتابع/طبعاً موبمحتاج أقلكم إن نص عشاكم ماضبط وهالشي موبصالحكم.......لكن..

ترك جملتها معلقه وطالع في الشباب اللي سكتوا فجأه وأتعلقت عيونهم بيه قبل مايتابع/الشباب كان شويهم وسلطاتهم ممتازه و --

قاطعته صرخة حماس طلعت من مشعل بدون مايحس قبل مايسحبها مؤيد ويجلسه، تابع الجد بإبتسامه/ لكن كبستهم ماهيب ذاك الزود وحقكم البرياني والمشويات كانت ممتازه وغطت النقص في عشاكم........ يعني أتعادلتوا وبنسوي مسابقه والفريق اللي بيفوز فيها يعتبر الفايز في التحدي شقلتوا موافقين؟...... أجمعوا كل االجوالات عند أم مساعد وممنوع أحد يستخدم غير هالجوال وقت اللي يرد علي......بقلكم لغز والفريق اللي يعرف جوابه بالأول هو الفايز........ أنا موافق وباقي اسأل الشباب وش رأيهم.

طالع فيهم بإبتسامه/وضاح وسند وراجح وش رأيكم في اللي سمعتوه؟

هزوا رأسهم بموافقه وألتفت للبقيه/وأنتوا؟

طالعوا في بعض بضيق لكن موافقة سند وراجح ووضاح ماتركت لهم مجال علشان يرفضوا ووافقوا مجبورين. إبتسم الجد برضى/بما إنكم وافقتوا فالبنات لهم شرط.

شاهين بتكشيره/بعد فيها شروط!

سند بهدوء/إنزين وش شرطهم!

الجد بإبتسامه/شرطهم إن فازوا تنفذوا لهم طلبهم بدون نقاش ومهما كان وبيقولوه وقتها.

وضاح بإستمتاع/هذا لي فازوا.

مشعل بإستنكار/لا أنا موبموافق وش اللي ننفذ بدون نقاش.

سيف بقلق/وش يضمنا وش بيطلبون.. أنا بعد موبموافق.

بندر بتأييد/أنا بعد موبمرتاح لشرطهم.

راجح بإستفزاز/أفااا شوية بنات يخوفوكم يالمخفات..

مؤيد بسخريه/ترى الشرط يمشي عالفريقين ياعباقره يعني إحتمال أحنا اللي نحط رجل على رجل ونتشرط عليهم ولا أنتوا مو واثقين في نفسكم.

طالعوه بغيض وهو يرقص لهم حواجبه بإستفزاز، الجد بإبتسامه/يعني أتصل بالبنات وأقلهم الشباب خايفين من التحدي.

صرخوا بصوت واحد/لاااااا.

سند بإبتسامه/أجل قلهم موافقين ويبشروا بسعدهم.

تابع الجد كلامه في الجوال/والشباب موافقين على شرطكم....... إنزين ومثل شرطي قبل الأمهات مالهن دخل ولا يساعدن بشي.. أسمعوا وش بقول واللي يسبق بالجواب له الشرط..

ياويش بنتاً يوم نادت بالأطلال عنها وقف جمعاً وعنها درى جيل!

نادت نداء واللي سمع بس رجال..منها عجوب والقول مافيه تبديل!

بنتاً تبين بشمس وتبين بظلال..وتأصل مكان ماتجيه الرجاجيل!!

سكتت الجد واتأمل وجوه الشباب اللي طالعوا في بعض بحيره ورجع عاد اللغز على مسامعهم مره ثانيه..
ياويش بنتاً يوم نادت بالأطلال عنها وقف جمعاً وعنها درى جيل!

نادت نداء واللي سمع بس رجال..منها عجوب والقول مافيه تبديل!

بنتاً تبين بشمس وتبين بظلال..وتأصل مكان ماتجيه الرجاجيل!!



عند الحريم الوضع كان غير عن الشباب، كانوا متحمسين للغز اللي ممكن يرد لهم كرامتهم اللي أهدرت عالعشاء وكانوا يتمنوا يحلوه خاصة بعد كل الحش والتهزيئ الي سمعوه من الشباب وبمجرد ماقال الجد اللغز كونوا دائره في الأرض وأجتمعوا فيها وبدأوا يحللوا ويفسروا ويتبادلوا التحليلات بجديه ماعدا جوري اللي وقفت وبدأت تمشي وتدور كعادتها كل ماكانت تفكر وقطعت الصاله بالطول والعرض وهي تردد اللغز بصوت مسموع/

ياويش بنتاً يوم نادت بالأطلال عنها وقف جمعاً وعنها درى جيل!

نادت نداء واللي سمع بس رجال..منها عجوب والقول مافيه تبديل!

بنتاً تبين بشمس وتبين بظلال..وتأصل مكان ماتجيه الرجاجيل!!

غمضت عيونها وأخذت نفس عميق وهي تفكر في معنى الأبيات ومرت فتره وهي ترددها لنفسها مره وأثنين وثلاثه و



عرفته عرفته عرفته...


ألتفتوا للبنات لجوري اللي صرخت بذي الكلمه وصارت تقفز وتصرخ بحماس في الصاله وجريوا عليها وسحبوها للجده اللي الجوال قدامها عالطاوله، جلست جنب رجول الجده ومسكت الجوال وبضحكه/جدي عرفت الحل عرفته.

الجد/حيا الله الأميره هدي شوي وسمعيني جوابك.

جوري بإبتسامه عريضه/السلام عليكم والله يحييك ويبقيك ياأحلى جد في الدنيا والسموحه منك عالدخله الشمال بس أتحمست شويه.. والجواب نملة سليمان عليه السلام.

الجد بضحكه/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وصادقه يالنتفه شلون عرفتيها هذي.

أتعالت صرخات للبنات وضحكهم وصاروا كلهم يقفزوا في الصاله بفرح وحماس وهم يحشوا الشباب ويشمتوا فيهم، وتابع الجد /إنزين مدام سبقتوا بالجواب الشرط من حقكم، وش طلبكم!

ردت بشقاوه/نتشاور وأرد لك خبر.

الجد/خذوا راحتكم.

قفلت وهجموا عليها البنات بالأحضان والبوسات وبعد ماهديت موجة الضحك والكلام اللي نصه مومفهوم بسبب السرعه والحماس، رؤى بضحكة شماته/بطلب من مشعل يوديني السوق لمدة شهر.

ديما بغيض/وأنا بخليه يوافق على سفري كل مكان لين وقت الزواج.

العنود/ وأنا بخلي محمد يعلمني السواقه.

وبدأت كل وحده تقول اللي في خاطرها لين قاطعتهم جوري بملل/مالت عليكم قروشتوا أهلي وبنفوز ونفوز علشان في الأخير تطلبوا الطلبات الضعيفه ذي!

ديما بغيض/وش وبينا نسوي، خل ينفذون طلباتنا غصباً عنهم ونبرد حرتنا شوي.

طالعتهم بغموض/واللي يأخذلكم حقكم من الرجال ويشفي غلكم من اللي عملوه اليوم فيكم ويرد لهم الصاع صاعين!

سكتوا كلهم وهزوا روسهم بموافقه وطالعوها بترقب وحماس وهي تأشر لهم يقربوا منها علشان جدتها ماتسمع اللي هتقوله لإنها أكيد بتعارض وإحتمال تكسر العصى على رأسها، همست لهم بفكرتها وإبتسمت برضى وهي تسمع صراخهم الحماسي وراحت أخذت الجوال من جدتها اللي سألتها بشك/وش عندكم مع ذا الصراخ الله يسمعنا خير!

ردت بإبتسامه/وأحنا يجي من ورانا غيره ياجده، بس بنقول لجدي طلبنا وحق الناس للناس.

أم سند/وش بتطلبون!

جوري بمكر/لا معليش مقدر أقول لكن وقت ماينفذوا بتعرفوا وياخبر النهارده بفلوس بكره يبئ ببلاش.

سحبتها الجده وجلستها جنبها/وش ناويه عليه يالعوبا هالكشره اللي شاقه وجهك ماتطمن.

طالعتها جوري وببرائه/الله يسامحك ياجده لذي الدرجه مافي ثقه، بعدين إبتسامتي الحلوه ذي تسميها كشره.

ألتفتت لأم سند وبتنهيده/شفتي جده كيف ظالمتني يمه ومخليتني شريره و--

قاطعتها الجده بسخريه/خل عنك الكهن، مابقى غير تنزل دموعك أربع أربع يابنت صالح.. أنطقي وش بتقولين لجدك لاتمسين الليله مكسوره.

شهقت جوري بصدمه/أنا كهينه ياجده!أنا أصلاً ماأعرف الكهن.. بعدين أنتي ليه واقفتلي عالوحده ومحسستني إنك طبينتي هاااا !!

صرخت بألم ونطت من الكنبه وهي تفرك ذراعها اللي أكل ضربه محترمه من عصى الجده وهي تكلمها بغيض/طبينتك ياللي ماتستحين شايفتني ندى!

جوري ببرطمه/ بسم الله عليها ندى وهي تجي حاجه جنبك، أقلك خذي الجوال ماعد أبغاه.

ألتفتت لثريا بغيض/هاتي جوالي بدل الذل ذا.

رمت لها ثريا الجوال وبسخريه/تستاهلين يالعوبا.

جوري بإبتسامه/مابلاش أنتي ياحراميه.

وراحت الصاله الثانيه وهي تنادي البنات علشان يلحقوها


.

،

،

قفل الجد مع جوري وطالع في وجوه الشباب المصدومه من اللي سمعوه، وبإبتسامه/مثل ماسمعتوا البنات حلوا اللغز قبلكم يعني فازوا عليكم والحين بيفكروا في طلبهم وبيردوا يكلمونا.

طالعوا في بعض بعدم تصديق وكل واحد فيهم بيتسأل، مشعل بإستنكار/شلون حلوه بهالسرعه أكيد غشوا.

بندر بتأييد/أكيد أحد ساعدهم.

مؤيد بضحكه/اللي مايطول العنب، الله يعينكم عالشروط عندي إحساس إن عيونكم بتطلع اليوم.

ناصر بضيق/أنا الشروط موبهامتني أنا شايل هم الشماته الحين.

محمد بتفكير/ياترى وش بيطلبون البنات.

مال وضاح على سند بهمس/بعد هذاك الحش مالومهم لو طلعوهم من المزرعه عرايا.

سند بإبتسامه/موبهالدرجه.

راجح بضحكه /واللي شافوه منهم قليل، مهره قالت البنات بغوا يبكون من كثر القهر والحين فرصتهم والله يجيرنا من كيد النسا.

ساد صمت مفاجئ لما رن الجوال ورد الجد عليه وأتوسعت إبتسامتك وأتحولت لضحكه عاليه قبل مايقفل ويطالعهم، أتعلقت به عيون الكل وهم منتظرين اللي هيقوله بحذر وترقب، الجد بإبتسامه/البنات يبون يبدلوا الأماكن.

وضاح بإستفسار/شلون يعني مافهمت!

الجد بشرح/بتتبادلون الأماكن معاهم، يعني الليله البنات بيباتون في هالقسم قسم الرجال ولمدة يوم كامل رح يستخدموه بكل اللي فيه وأنتوا رح تنتقلون لقسمهم قسم الحريم وتبقون فيه ليوم كامل.

أتعالت صرخات الشباب المستنكره المصدومه/شوو!!

سيف بعصبيه/يعقبون قال يجون قسمنا ونأخذ قسمهم.
مشعل بحده/ اللي مايستحون وش هالطلب!

ناصر بضيق/يبه أنت أكيد مارح توافق على حكيهم الفاضي!

الجد بهدوء/أقصر الحكي أنت وياه، أنا ماأعطيتهم كلمتي لأجل أرد فيها.

رد سند/ماعاش من يرد كلمتك يبه.

وألتفت لهم ببرود/هو كان حكي رجال يوم وافقنا على شرطهم ولاحكي بزران!

شاهين بهدوء/ ماقلنا شي ياخوي لكن هم طلبهم مو بمعقول.

سلمان بتأييد/أنت مستوعب إنهم يبونا نطلع من قسمنا ونأخذ قسمهم.

سيف بضيق/ بنات ما عندهم سالفه وماينعطون وجه، عيب عليهم.

سند ببرود/عيب عليهم! لكن مو بعيب عليكم تردوا في كلامكم وأنتوا كل واحد فيكم شواربه تارسه وجهه!

أحمرت وجوههم من الإحراج ورد بندر بإرتباك/حنا ماردينا في كلامنا بس هم بعد طلبهم صعب و---

قاطعه سند ببرود/الرجال تنربط من لسانها فخلكم قد الحكي اللي قلتوه ولا تطولوها وهي قصيره.

هزوا رأسهم بموافقه وتابع بأمر/ أجل قدامكم ساعه تلمون أغراضكم وتخلون هالقسم قبل مايجون البنات وأنا أول واحد بلم أغراضي وأطلع من هنا.

أستئذن من جده والكبار وطلع وترك الشباب يطالعوا بعض بخجل وقهر.
الثالثة والنصف صباحاً


فسخت شرشف الصلاة وشالت سجادتها ومصحفها وبسرعه لبست عبايتها وكوتش الرياضه ووقفت قدام التسريحه وأخذت قلم الكحل وكتبت عالمرايه بإستعجال" بتمشى شويه وراجعه لاتقلقي" وحطت توقيعها المعتاد، حطت سكينها وجوالها في جيب عبايتها وأخذت الكشاف اللي طلبته من الشغاله في الليل وطالعت بإبتسامه في ثريا اللي غرقانه في النوم قبل ماتقفل الباب وتنزل الدرج بهدوء، مرت عالمطبخ وأخذت كم حاجه من الثلاجه وملعقه خشب وفكت باب الفيلا وخرجت وحطت المعلقه على إطار الباب وردته بشويش وإتنهدت براحه/أخيراً.

أخذت نفس عميق وسمت بالرحمن وبدأت تمشي على وصف جدها للطريق وهي تردد أذكارها وبعد فتره وقفت قدام الأسطبل وهي تتأمل ضخامته اللي قال عليها قصي وماصدقته، دارت بعيونها جنب البوابه لين أستقرت على لوحة المفاتيح الإلكترونيه وبسرعه دخلت كلمة السر اللي أخذتها من جدها واللي وعدها يأخذها بعد الفجر في جوله للأسطبل بس هي حبت تروح لوحدها علشان تأخذ راحتها ومافي مانع تروح معاه مره ثانيه، وقفت مكانها بتناحه لما أنفتح الباب فجأه وكشف الأسطبل قدامها وظلت عالوضع ذا لدقايق قبل ماتفوق من تناحتها المؤقته وتدخل وهي تذكر الله وتصلي عالنبي وعيونها بتلتهم تفاصيل المكان بإنبهار وذهول.. كان الأسطبل كبير ويسبح في أضاءة خفيفه وجوه معتدل ووسطه زي الممر وعلى الجنبين كانت في حظاير مقسمه بترتيب وداخل كل حظيره حصان عربي أصيل وكل واحد أجمل من الثاني.. أتنقلت من حظيره للثانيه بخطوات أقرب للقفز من شدة حماسها وهي تتأمل الخيول اللي كان بعضها نايم وهو متمدد على جنبه عالأرض وبعضها واقف على رجوله وصحي بمجرد دخولها وهي تكلمهم وتسألهم عن أسمائهم وهي تضحك كإنهم هيردوا عليها، كانت حاسه براحه وسعاده وهي بتسمع صهيلهم وكإنها معزوفة موسيقيه لبيتهوفن وبدأت تدور على خيل معين وهي تناديه بأسمه بحماس/فزاعي... فزاع.

وبعد لحظات لمحته في آخر الأسطبل وسمعته وهو يصهل وكإنه بيرد عليها، جريت لعنده وأتسلقت بوابة حظيرته للنص وأستندت عليها وفكت نقابها وطالعته بشوق/فزاعي وحشتني.

مدت إيديها وأتعلقت برقبته لما قرب منها وحشر رأسه في وجهها وهو يشم ريحتها وكإنه بيتعرف عليها،ضحكت وهو يصهل ويمرغ أنفه في رقبتها وكتفها وبفرح/عرفتني! مانسيتيني! ياعمري وربي إنك تجنن..

حاوطت وجهه بكفوفها وباسته على غرته(الشعر اللي بين عيون الخيل) وبمرح/شكلي أنا كمان وحشتك صح؟ قول لاتستحي الحب مو عيب.

أختلطت ضحكتها بصهيله وهي تمسح رقبته وتكلمه بحنان بدون ماتنتبه للشخص اللي بيسمعها بكل إهتمام والإبتسامه ماليه وجهه.


صحي وصلى وخرج للأسطبل علشان يهتم بالأدهم كعادته كل ماجاء المزرعه وبما إن العمال اليوم مارح يداوموا والشباب ممنوعين من زيارة ذا القسم فقرر يجي قبل مايصحوا البنات وينتشروا ويهتم بأكل الخيول ونظافتهم، بدأ بالخيول وخلي الأدهم للأخير علشان يهتم فيه بشكل أكبر، فسخ بلوزته ولبس القفازات والبوت البلاستيك الطويل وبدأ ينظف الحظاير ويغير القش اللي فيها بقش جديد ونظيف وبعد مرور أكثر من ساعه كان مخلص عدد لابأس به.. دخل المخزن يجيب كمية قش جديده ولما خرج وقف مكانه بجمود وهو يسمع صوتها وضحتكها وهز رأسه بقوه وبهمس/أنت عن جد جنيت ياسند.. جنيت رسمي!

حط اللي شايله وجلس وغمض عيونه وأخذ نفس عميق وحاول يتخلص من صوتها اللي بدأ يعلى ويتردد صداه في أرجاء الأسطبل قبل مايفتح عيونه بصدمه ..

فزاعي وحشتني

عقد حواجبه بتركيز وهو يسمع صوتها الواضح والقريب منه واللي صاحبه صوت الأدهم.. أنحبست أنفاسه وأتسارعت دقات قلبه لدرجة إنه حس إن كل الخيول اللي في للأسطبل سمعتها بعد ماتأكد إنها موجوده في الواقع ومو في خياله مثل كل مره سمع فيها صوتها.. كانت حقيقه ونفس المكان بيجمعهم ومايفصل بينهم غير أمتار بسيطه.. حتى مو أمتار هي لو بس مشت خطوتين بعد حظيرة الأدهم بتلقاه في وجهها.

تلقاه!!!

رنت الكلمه في عقله بقوه وصحته من أفكاره وأتلفت حوله بتوتر وهو يفكر في شيئ واحد وهو إنها مو لازم تشوفه أو حتى تنتبه لوجوده معاها..

معاها!!

حس بقلبه هيخرج من صدره وهو موقادر يستوعب إنه معاها!

بعد ماكان يحلم بها وبصوتها وبضحكتها لدرجة إنه صار يحس إنه على موعد معاها كل ليله.

أتراجع للمخزن وطفى الأضاءة وجلس في الظلام جنب الباب وأتذكر طلب البنات المجنون، وقتها حلف بينه وبين نفسه إنه مافي غيرها ممكن يفكر فهالشيئ وبعد ماكلمته جدته وبتول هنأ نفسه لإنه بدأ يعرف طريقة تفكيرها وماينكر إنه فكر بإن الأدهم كان ممكن يكون سبب رئيسي في طلبها لكن اللي ماتوقعه هو تواجدها في الأسطبل في ذا الوقت، أتوسعت إبتسامته وأهتزت أكتافه بضحكه مكتومه وهو يسمع كلامها المجنون مع الأدهم وهو بيحاول يخزن صوتها وكل حرف بتقوله في ذاكرته . .
،

،

العشره صباحاً

دار زي المجنون وطالع في ساعته للمره الألف من وقت ماصلى الفجر وهو كل شويه يأخر إتصاله بها على أمل إنه يهدى وماينفجر فيها بس ذا الشيئ كان صعب خاصةً مع وحده مستفزه زي أخته، أخيراً قرر وأتصل عليها وهو يكلم نفسه/أكيد الكل لاهي وماهينتبهوا لوغابت شوي--

السلام ورحمة الله وبركاته ياصباح الرضى ياأحلى أخ ف---

قاطعها ببرود/وعليكم السلام والرحمه.. فلتي اللي في يدك وتعالي للأسطبل.

ردت بمرح/كمان هتفرجني عالخيول أنا في حلم ولا في علم ي---

ماأعطاها فرصه تكمل إستهبال وقفل في وجهها الخط بغضب/عاد لها نفس تخفف دمها بعد اللي سوته.

إنزين أبي أعرف وش اللي سوته بالضبط

ألتفت لجده وعمه مساعد اللي فاجئوه وبضيق/ قلتلك مافي شي ياجدي هباله من حقها يعني العادي.

أبوسند بحنان/تخبي عنا يابوك ماهقيتها منك ياعبادي وكنت أظن إني حسبة الوالد الله يرحمه.

عبدالرحمن بهدوء/وأنت قلتها ياعم مساعد ومايحتاج أحلفلك بس في حاجات ماتنقال.

الجد بتساؤل/ماتنقال لإنك عادنا غرب موبأهلك؟

عبدالرحمن بضيق/الله يحفظك ياجد ماله داعي ذا الكلام أنا حتى معاذ وعلي ماقلتلهم.

الجد بإقناع/وذا بعد سبب علشان تحكي لنا مايصير تتم كاتم بقلبك، فضفض وأرتاح وبإذن الله كل شي له حل.

أستمر الجد وأبوسند يقنعوه لحد ماطلب منهم يجوا معاه يشوفوا له طريق ويتفاهموا معاها.

،

،

،

كانوا الشباب متجمعين ويسبحوا ووقف سند على حافة المسبح وطالعهم بإبتسامه/مامليتوا من السباحه، صار لكم أكثر من ساعتين!

مشعل يقهر/وحنا صار عندنا شي غير المسبح نتسلى فيه بعد ماإنطردنا.

محمد بغيض/أي والله وأنت صادق إنطردنا ومع سبق الإصرار والترصد.

مؤيد بلعانه/قلتلكم الحريم مالهم أمان قلتوا لا بنفوز، يلا ياخويا أشرب منك ليه.

هجم عيه ناصر وغطسه في المويا /ياخي أنت وجهك نحس وشكلك أنت اللي نكبت أهلنا.

دفه مؤيد وبضحكه/يابويا طير بس أنتوا اللي مافرأسكم، لامهارات ولاذكاء والنتيجة إنكم هتتنقعوا في ذا المسبح لين جلدكم يفسخ لونه.

مشعل بغضب/أنا لو أعرف بس من اللي طلعت بفكرة إنا نتبادل الأقسام كان ذبحتها.

سيف بغيض/المشكله مو براضيين يعترفوا وكل ماسألت خواتي ردوا بغباء وماخذت منهم حق ولا باطل.

مؤيد بضحكه/شغل عبده مجنون.

وضاح بإستمتاع/ وعلى الباغي تدور الدوائر وأنتوا تميتوا تقهروا وتتشمتوا فهالضعاف والحين جاء دورهم.

سلمان بإستنكار/ضعاف!! هذول ينطبق عليهم أي وصف إلا ضعاف.

ناصر بضيق/ضعاف وهم قطونا برا قسمنا وأحتلوه بكل منافعه وحنا آخرنا قسم الحريم والمسبح!

سند بإبتسامه/إنزين قسمهم كبير ونقدر نلعب كوره وبعد نحط شبكة طايره وسله ولا تنسى بعد في السينما.

مشعل بتكشيره/أنا إبي قسمنا إبي أطمن على الريح(حصانه) وأبي ألعب بالسيارات وأتسلق.

راجح بتنهيده/سبحان الله أبن آدم طماع ودايم نفسه تروح للي مع غيره.


رن جوال قصي وطالع في رقم أبوه بضيق وإستئذن من بدر وأخذ جواله وراح لطاوله بعيده عندهم،جلس وراقب جواله بجمود لحد مافصل وبعد لحظات رجع يرن مره ثانيه وكمان مارد عليه.. كيف يرد عليه ويكلمه بعد الكلام اللي قاله له، طالع في الشباب اللي منتشرين حوله وكل واحد فيهم لاهي ومشغول بنفسه ورجع بذاكرته لليوم اللي إتواجه فيه مع أبوه ...
بعد المغرب خرج من المسجد مع رشيد ونادر ورواد وبعد لحظات سمع صوت بوري واتفاجأ بسيارة أبوه جبنه، نزل الشباك وسلم على رشيد وسأله عن أمه وطالع في قصي/تعال بنروح مشوار.

والتفت لرشيد بإبتسامه/ معليش توصل نادر للبيت بطريقك!

رشيد/أبشر.

رد قصي بهدوء/لسا بروح المخبز أجيب عيش للبيت وأعبي أنبوبة الغاز.

رد بأمر /ذحين البيت فاضي ومحد مستعجل عالغاز والعيش، مشوارنا مومطول وبرجعك بدري.

ودع رشيد وركب جنب أبوه بصمت، كانت هذي المره الأولى اللي يتواجدوا فيها لوحدهم من بعد ذيك الليله اللي ضربه فيها قبل ثلاث أيام، طلعوا من الحاره ووقف السياره في منتزه قريب ونزلوا، خالد بهدوء/أيش مسوي في التحفيظ؟

قصي/الحمدلله تمام.

خالد/ أنتا لسا زعلان لأني ضربتك.

قصي بهدوء/أنا مازعلت لإنك ضربتني أنا زعلت لإني ماسويت شي علشان أنضرب .

خالد بهدوء/أنا ضربتك لإنك جالس تتفرج على أمك بدون ماتسوي شي.

وقف قصي وبضيق/أبويا قلتلك لاتتكلم على أمي، أمي ماسوت شي غلط وأنتا--

قاطعه /أنا ماكان قصدي اللي فهمته، أمك عايشه معايا من صغرها وأنا أكثر واحد عارفها وعارف إن مالها في الكلام الفاضي.

قصي بعصبيه/أجل ليه قلت اللي قلته.

سحبه من يده وجلسه وبشرح/ياقصي ياحبيبي أنا كان قصدي أفتح عينك عاللي صاير حوليك وأنتا مو منتبه.. يعني أنتا مو ملاحظ إن علاقة أمك بذول الناس قويت وصار بينكم ريحات وجيات ماتطمن.

قصي بضيق/يابويا الله يحفظك أنتا ماشفت جدي مساعد وأهله كيفك يعاملوا أمي ذول كإنهم أهلها بالضبط.

خالد/أمك ذي كيفك تطمنلهم كذا بسهوله وأنتوا حتى ماتعرفوا لقبهم وهما مين، وكل ماسألكم تردوا نفس الرد اللي يفقع المراره.

شتت قصي نظراته بعيد عن أبوه وهو يتذكر تحذير أمه بإنهم مايجيبوا سيرة بيت المنذر قدام أبوهم و كل اللي يعرفه إنه أسمه مساعد صقر وبس،وبتردد/بس جدي مساعد سافر اليمن وزار بيت جدي وأتعرف على خيلاني والكل صاروا يعرفوه و---

قاطعه بحده/ يعني لما قلت إن الوضع مايطمن كان عندي حق.

قصي/أي وضع!

خالد بعصبيه/مدام راح زارهم يعني أكيد راح يتفاهم عالخطوبه والزواج.

طالعه بعدم إستيعاب/خطوبة وزواج مين؟

خالد بصراخ/أمك ياغبي وفيه غيرها.

طالعه قصي للحظات قبل مايرد بإرتباك/بس أمي ماتفكر في الزواج هيا قالتلنا إنها مبسوطه بحياتها وماتبغى تتزوج مره ثانيه

خالد بغيض/وأنتا على بالك رايح لهم لله أكيد راح يتعرف عليهم ولا هيناسبهم عالعمياني، بعدين أنتا هتصدق أمك في كل شي!

قصي بثقه/إذا ماصدقتها أجل أصدق مين.

خالد بعصبيه/حتى لو كلامك صح وهيا ماتبغى أنتا مفكر إن خيلانك هيخلوها بدون زواج طول عمرها! أكيد هيقنعوها.

رد بعفويه/لو كانوا هيقنعوها كان أقنعوها توافق على عمي صدام لما خطبها أخر مره سافرت لهم فيها.

خالد بصدمه/صدام مين! صدام قريب علي ؟

سكت بندم على اللي قاله لإن ذي حياة أمه الخاصه والمفروض إن أبوه ماعاد له أي علاقه فيها وأمه جلست معاه ومع ياسمين بعد طلاقها وفهمتهم على وضعها الجديد وعاللي مسموح وغير مسموح إنه ينقال عنها قدام أبوهم.

هز رأسه بموافقه لما مسك أبوه يده وكرر سؤاله وبشرح/شوف ياقصي أنتا ماعدت صغير ولازم تفهم إن خيلانك هيجيبوا لأمك عريس وأثنين وثلاثه لين توافق وساعتها ماتقلي أيش هيكون مصيرك أنتا وأختك.

قصي بحذر/أيش قصدك بمصيرنا!

خالد بغيض/قصدي إن أمك لو أتزوجت فهيا هتسيبكم وهتلتفت لحياتها الجديده وتنساكم.

قصي بإرتباك/بس أمي ماتكذب وهيا قالت مارح تتزوج أبداً، أمي مارح تسيبنا وتنساها.

خالدبعصبيه/طيب ياقصي أنتا خليك على هبالتك ذي لين تشوفها داخله عليك وعلى أختك وعريس الغفله في يدها وساعتها هتقول ياليتني سمعت كلام أبويا وأتصرفت ومنعت ت----




ليه قاعد لحالك



ألتفت للصوت اللي رجعه من ذكرياته وطالع في سند اللي واقف قدامه وبتفكير"معقول يطلع كلام أبويا صح وجدي مساعد هيخطب أمي لأبو بدر وأمي هتوافق! ليه ماتوافق وهيا تحب بدر وأخته"

أنتفض بقوه لما أنتبهت ليد سند اللي على جبينه وهو يسأله بقلق/أنتا بخير! لايكونوا أخذت ضربة شمس!

دف يده بحده وبعد رأسه عنه ووقف وطالعه بشحوب قبل ماينسحب من قدامه بصمت وتابعه سند بنظراته لين أختفى من قدامه وكله حيره من تصرفه الغريب ونظراته الأغرب وبهمس/وش فيه طالعني وكإني قاتله أحد، الظاهر جينات أمه متفشيه ومسيطره عليه.
زفر بضيق ورجع الشباب وباله مع قصي وتصرفه الغريب.
الثالثة والنصف عصراً


طالع في أمه بعدم إستيعاب/أثير تحت وتبي تكلمني؟
هزت رأسها بموافقه وبتردد/أنا أقول لو تنزل وتسمع . وش تبي منك وتفكنا منها لإن سديم مسويه مناحه

سكت للحظات يجمع أفكاره وبهدوء/إنزين بلبس وبنزل أشوف وش عندها.

راحت أمه ودخل الحمام أخذ دش ولبس على أقل من مهله ولا كإن في وحده منتظره تحت وبعد ربع ساعه نزل ولقيها في الصاله بعبايتها ونقابها وسدين في حضنها وبهدوء/السلام عليكم، سمعت إنك تبيني خير إن شاء الله.

ردت السلام وبإرتباك/ممكن نحكي في مكان لوحدنا

رد بسخريه/ ماأعتقد بينا مواضيع والوالده ماتعرفها.

أثير برجاء/فواز لو سمحت مارح أخذ من وقت كثير.

ألتفت لأمه بإبتسامه/بعد أذنك يالغاليه ممكن تأخذين سديم شوي بس لاتبعدين لإني مومطول.

طالع في سديم اللي رافضه تترك أمها بنظره خلتها تروح مع جدتها وعيونها تدمع، وبهدوء/ياريت تختصري.

ردت توتر/فواز وضعنا ذا موبطبيعي وسديم نفسيتها حيل تعبانه والمدرسه صارت مكلمتني أكثر من مره على مستواها اللي نزل ولازم نشوف حل قبل ماتتدهور حالتها أكثر من كذا

فواز بمسايره/ إنزين وش اللي ممكن يساعدها وأنا مستعد أسويه!

أخذت نفس وبإرتباك/من الأخير وبدون لف ودوران أنا فكرت كثير طول الفتره اللي فاتت ولقيت إن أحسن حل هو إنا نرجع لبعض.

طول الوقت كان يطالع في كل مكان غير مكانها بس أول ماسمع كلامها ألتفت لها وكرر بعدم تصديق/نرجع لبعض! أنا وأنتي !

أثير بشرح/أدري أني غلطت زمان بس أنا أتغيرت وقررت أصلح كل اللي بينا واتأكد أني الحين حاطه مصلحة سديم قبل كل شي و--

قاطعها بسخريه/أنتي فكرتي وأنتي أتغيرتي وأنتي بعد اللي قررتي، إنزين وبالنسبه لخيشة الرز اللي هي أنا وش وضعي ومكاني من هالسالفه.

أثير برجاء/فواز أنا مقدره مشاعرك وأدري أني بغبائي ضيعت الشي الحلو اللي كان بينا بس أنا كنت صغيره وطايشه والحين إبي منك بس فرصه علشان أصلح كل شي.

وقف وطالعها ببرود/قلتها لك المره اللي طافت وبرد أعيدها مره ثانيه، للأسف جيتي في الوقت الضايع ومهما كان اللي فكرتي إنك بتصلحيه فأنتي أكيد غلطانه لإن حنا أساساً ماكان بينا شي علشان يتصلح.

طالعته بإصرار/لا ترد علي الحين وأعطي نفسك فرصه علشان تفكر وأنا متأكده إنك بتغير رأيك ووقتها أنا بكون منتظره إتصالك، مع السلامه.
خرجت وتركته في حالة ذهول من اللي قالته بعد ماسمح بسقوط قناع البرود اللي أتمسك بيه طول فترة جلوسها وكلامها معاه...

شلون تفكر إنه ممكن يرجع يتزوجها بعد اللي صار بينهم واللي خلاه يكره صنف الحريم بسببها.. شلون نسيت كيف اتخلت عنه بمنتهى السهوله بعد سنه من التذمر وعدم الصبر والتقدير لوضعهم الجديد واللي كان متدني بشكل كبير خلاهم بدون شيئ تقريباً وذا الشيئ اللي ماقدرت تتكيف معاه ولا تتحمله بعد ماتعودت على عيشة البذخ والرفاهيه اللي كانت عايشتها معاه.. وبمجرد ماتأكدت من إن وضعهم مارح يتحسن وإن شركتهم إنباعت وأعلنوا إفلاسهم اتخلت عنه وكأنه بضاعه قديمه ومالها أي قيمه..

بعد يوم متعب ومخيب للأمال وبعد مادار ولف كل الرياض في محاوله يائسه لتصحيح وضعهم، رجع لبيتهم المتواضع اللي يناسب وضعهم الجديد علشان يتفاجأ بدموع أمه اللي أعطته ورقه مكتوب فيها كلمتين لاغير (ورقتي توصلني) إبتسم بسخريه من نفسه، ماينكر إنه كان يحبها لكن كل حبها مات داخله بمجرد ماتأكد من شكوكه اللي كانت مرافقته سنه بكامله من وقت اللي بدأت مشاكلهم تظهر للعلن .. وبدون مايحس لقي نفسه في بيت أهلها اللي كانوا متوقعين حضوره علشان يحاول يتفاهم معاهم ويرجعها، كان مكتفي بالصمت لحد مادخلت عليه المجلس بكل غرور ووقاحه وهي تبين له إستحالة رجوعها معاه مهما ترجاها وحاول فيها.. وقف يتأملها بتمعن لأول مره.. وقتها شافها على حقيقتها لأول مره.. كل تمثيلها ونفاقها وإدعائها الحب كل هالسنين كان لمجرد رصيدها اللي كل يوم يزيد ولما راح الرصيد راح كل التمثيل معاه وماعاد له أي داعي.. طالع فيها بإشمئزاز وبكل برود ولامبالاة(أنتي طالق) ومن ساعتها كره شيئ أسمه حريم وفقد الثقه فيهم.. لكن بعد شهرين جاه إتصال من المستشفى بيطلب حضوره ولما وصل إكتشف إنها كانت حامل وحاولت تجهض وصار لها مضاعفات.. وقتها هجم على غرفتها بدون تفكير ولما حاول اخوها يمنعه رماه برا الغرفه وقفل الباب، طالعت فيه برعب وهي تترجاه إنه يهدى ويحاول يفهم أسبابها وإنها ماينفع تجيب طفل وهم منفصلين.. قرب منها وبكل برود / إن صار لبنتي أوولدي شيئ تأكدي إنك بتلحقيه حتى لو أخذت فيها قصاص، والحين طالع من هنا على قسم الشرطه وبقدم بلاغ علشان إذا عقلك قالك شيئ منا ولا منا تكوني عارفه وش مصيرك.

ومن وقتها كل جهده ووقته حوله للشغل وبس.. أشتغل في كل الوظايف وبأدنى الأجور.. أتحمل كلام الناس وتعليقاتهم اللي وإن ماقالوها في وجهه فهم بيقولوها من وراه وبكل صفاقه.. دار على كل اللي له حقوق عندهم وقعد وراهم لين إخذها بالطيب قبل القوه.. فعلى الرغم من حالتهم الجديده اللي الكل عرفها إلا إنه وأبوه مازالوا بيتمتعوا بصيت وسمعه طيبه.. وأخيراً ولدت وجات سديم عالدنيا ورغم إنه كان مفكر إن سديم تظل معاها لإقتناعه بإن ذا مكانها الطبيعي الإ إنه اتفاجأ لما أتصلت عليه أثير علشان يجي يأخذ سديم وهي بعد ماكملت أسبوعين، وفعلاً راح أخذها وخلاها توقع تنازل عن حضانتها وبدأ حياة جديده مع بنته وفي خلال كم سنه قدر يبني قواعد جديده وأساس متين لشركه صغيره عالقد وبفضل من الله ومن ثم مساعدة سند وبيت المنذر رجع يوقف على رجله في السوق وبدأ شغله يكبر ببطئ لكن بوتيره ثابته وقويه ضمنت له مكانه وسط دنيا المال والأعمال.

أنتبه لصوت الأذان اللي صدح في السماء معلن دخول وقت صلاة العصر وطرد كل الأفكار من رأسه وراح للمسجد وهو يذكر الله ويسبح بحمده ويشكر فضله على النعمه اللي صار فيها.

إنتهى البارت
بين شهقة تملأ فراغات الذكرى.. وزفرة تُشعل أطراف الشوق..

أنتِ!!!!



بعد ثلاث أيام

الرياض، الحادية عشرة مساءً



السلام عليكم، عبدالرحمن وينك؟

عبدالرحمن/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،خير يابوبدر أنا برا وذحين ماشيين.

سند بهدوء/كل خير بإذن الله بس كنت إبيك شوي.

عبدالرحمن/طيب نمرك ذحين.

سند /لا أنا بجيك دقايق بس.

قفل وراح لقسم الرجال ولما وصل لقي سيارة ناصر وهو وعبدالرحمن واقفين برا منتظرين، سلم عليهم وسأله عبدالرحمن بضحكه/ لا تقول أشتقت لي وجيت تودعني مره ثانيه.

سند بإبتسامه/عزيز وغالي وتستاهل يابوجود بس جيت علشان ذا.

مسك كفه وحط فيها مفتاح سياره، طالعه بإستغراب/أيش ذا.

رد بهدوء/أنت رح بسيارتي علشان أهلك وأهل مؤيد يأخذوا راحتهم.

رجع عبدالرحمن المفتاح/الله يعطيك العافيه بس ناصر لزم وأصر نروح معاه والأهل خلاص ركبوا سيارته، بعدين إذا أخذتها من بيرجعها مالها داعي ذي الحوسه.

رفض سند المفتاح وبإصرار/لاتردني! وإذا عالسياره شاهين ولا واحد من الشباب بيروح مع ناصر وبيرجعها لاتشيل هم.

عبدالرحمن بإحراج/مثلك ماينرد يابوبدر وتسلم ماتقصر.

رد بإبتسامه/ الله يسلمك، نشوفك على خير وتوصلوا بالسلامه إن شاء الله.

سلم عليه وراح عبدالرحمن وناصر يجيبوا السياره من الكاراج وهو أتصل لشاهين وقله عالتغيير اللي صار ومامانع يروح معاهم وقبل مايروح سمع ضحكة مؤيد وأبوه جايه من الجزء الخلفي، راح لهم وسمع مؤيد/ كانت أيام ياجدي أيش أقلك كلها أكشن وتفقيع.

همس سند بإستغراب/ماشاء الله عليه يضحك لآخر لحظه.

أبوسند/ومن اللي أكل هالتفقيع ياترى!

مؤيد/هيا طبعاً أنتا مستهون بيا ياعم مساعد.

الجد بثقه/ماظنتي هي يامؤيد.

ههههههههههه الحمدلله ثقة جدي فيا تكفيني

وقف مكانه بصدمه وهو يسمع ضحكتها وكلامها وفي باله"هذي وش تسوي هنا.. ومع مؤيد!"

إتراجع قبل مايلمحوه وأخذ له ركن وحواسه كلها مركزه مع مؤيد اللي تابع/جدي خذ الكلام مني ولا تراجع، صدقني كنت أفقع وجهها لين تبكي وتترجاني.

أبوسند/ جوري تترجاك!! كإنها قويه شوي.

جوري بتهديد/أيش رأيك في علقه من إياهم علشان نشوف مين اللي هيترجى الثاني.

مؤيد/لا وعلى أيه ياقلبي خليكي مرتاحه وماله داعي ننشر غسيلنا قدام ذي الوجيه الطيبه.

ردت بضحكه/أيوه أتعدل وخليك حباب ولم أرانبك(كذباتك) اللي أكلت بيها رأسنا من أول.

مؤيد بإحباط/أنا ميدو حبيبك إيشبك قلبتي عليا كذا.

ردت بضحكه/حبك برص ياشيخ، أطلع من رأسي أحسلك وروح قبل ماالحب تقلب عليك.

شهق بقوه/فال الله ولافالك أنتي بس أطلعي منها.. أقول ياجماعه الخير ذي ماتنعطي وجه علشان كذا أنا أستئذنكم وأستودعكم الله ونشوفكم على خير.

الجد بهدوء/ سامحونا عالقصور وأستروا ماواجهتم وهذا أنت دليت الدرب لاتقطعنا.

مؤيد/ ماعليكم قصور ياجدي وأكرمكم الله، جوجو ترى طولنا وتلقي عبادي ذحين معصب علينا.

ردت بمرح/أنت لسا هتقول فيها هوا باقيلي عنده تكه وهيقلب الوجه الثاني، يلا يبه جدي أ---

قاطعها الجد /أنا إبي الجوري شوي، رح أنت مع عمك مساعد في أمان الله وتوصلوا بالسلامه.

أستكان بهدوء لمالمح أبوه ومؤيد وهم راجعين رغم إنه كان معصب من مؤيد اللي شايل الكلفه بينه وبينها وقاعد يدلعها ومأخذ راحته معها في الكلام بطريقه حيرته ورفعت ضغطه و----

طلع من أفكاره على صوت جده الهادي /مايأمر عليكي ظالم يابنيتي، بس حنا مالقينا وقت نحكي وماشكرتك على كل اللي سويتيه لأجل بدر وبتول .

ردت بإحراج /جدي أنا ماسويت لهم شي وماله داعي ذا الكلام.

تابع كلامه/وبعد ماشكرتك لإنك قدرتي شيبتي وجيتينا بعد سواد الوجه الل--

قاطعته بجديه/جدي الله يهديك أنتا ليه مو راضي تنسى اللي صار قلتلك ألف مره ذا كان بيني وبينه وأنتوا مالكم دخل فيه وبعدين خلاص هوا عرف غلطه وأعتذر وحاول يصلحه.

رد بزعل/لكن أنتي ماقبلتي إعتذاره ولا سامحتيه.
ردت بهدوء/شوف ياجدي بغض النظر عن موقفي الأول منه، أنا أقتنعت بكلامك ولقيت إن معاك حق.. فعلاً البيت بيت أبويا مساعد والمزرعه مزرعتك يعني هوا ماهو صاحب المكان وبالتالي ماله حق يطردني وأنا كمان لازم ماأعبر كلامه وأرد عليه وهذا أنا جيتكم وكمان أخذت حقي منه بطريقتي، يعني الموضوع بالنسبه ليا إنتهى ورميته وراء ظهري فياريت أنتا كمان تسوي زيي.

شد سند على أسنانه بغيض وبهمس/أنا مو صاحب مكان ومالي حق ومارح تعبرني! هذي وبعدين مع طولة لسانها!

الجد بهدوء/تم ومن هاللحظه بعتبره إنتهى لكن سند شصار على موضوعه؟

ردت بإستغراب/أقلك إنتهينا ياجدي، أي موضوع اللي باقي!

الجد بجديه/باقي أهم شي وهو إن بعدك للحين ماسامحتيه.

ساد صمت مفاجئ طويل وثقيل خنقه وخلاه يتنفس بصعوبه وغمض عيونه هو منتظر ردها بكل توتر وقلق وكله أمل يسمع منها الكلمه اللي هتخلصه من كل اللي بيمر فيه بسببها.

ردت بهدوء/بس أنا من زمان سامحته.

الجد/من قلبك يالجوري؟

ردت بثقه/أكيد ولا ماكنت قلتها ياجدي.

الجد/من يومك كبيره وقلبك أبيض.

ردت بمرح/ بعد اللي سويته أمس أشك إنه فيه نقطة بياض بس معليش الأسود ملك الألوان ولايق عليا أكثر.

الجد بعتاب/أنا أحكي معك جد وأنتي تنكتين!

ردت بتنهيده/السموحه منك ياجدي مو قصدي بس تبغى الصراحه!

غض عيونه بضيق وفي باله"دام فيها صراحه أجل ماسامحتني"

تابعت بشرح/ جدي أنا ماقدرت أسامحه وقت اللي وصلي إعتذاره مع ثريا لإني حسيت بغصه وقهر وكنت متأكده إني لو سامحته وقتها هتكون مو طالعه من قلبي.. كنت محتاجه وقت أهدى علشان أقدر أفكر بعقل وماأخلي مشاعري تأثر على حكمي، مارح أقولك إني عذرته عاللي سواه وقاله بس قدرت إنه كان وقتها في وضع صعب أثر عليه وعلى أخلاقه اللي الكل بيتغنى بيها بشكل غريب ومع الوقت حاولت إني أسامحه بس زي ماتقول كنت حاسه إنه مايستاهل بس بعد ماشفت كيف أتغيرت نفسية بدر وبتول وعرفت إنه رجع لعقله وبدأ يهتم فيهم أنا كمان رجعت لعقلي وقلت يابنت من عفى أجره على الله وسامحته ، بس لما جات حكاية التحدي قلت ليه ماأفوز وأرد له نفس الحركه وأشربه من كأسه حتى لو ماكان عارف إنه المقصود بيها.. لعل وعسى يحس ويفهم ويحاسب على كلامه بعد كذا.

الجد براحه/يعني خلاص أكيد سامحتيه وموبشايله عليه في قلبك .

ردت بهدوء/ صدقني ياجدي سامحته من كل قلبي والله يسامحه دنيا وآخره.

سألها بتردد/إنزين دامك سامحتيه من وقت ليه ماقلتي لثريا توصله قبولك لأسفه.

ردت ببرود /موناقصني غير أرسله مراسيل ياجدي! بيتهيألي ماهو ميت على مايعرف وتلقاه نسي الموضوع من الأساس وماعاد جاء في باله وياريت تنسى أنتا كمان ونوقف لهنا .. يلا ياجدي أنا أتأخرت ولازم أمشي وياريت تسامحني على اللي صار

الجد بهدوء/دام سامحتيه فدا رأسك ومسموحه يابنيتي.

ردت بتنهيده/جدي أنا قصدي عاللى صار مع سعد و--

حس بهزه قويه على كتفه رجعته من ذكرياته وألتفت وشاف جده يطالعه بإستغراب /شفيك!.

أحتاج للحظات علشان يركز ويرد عليه/السموحه يبه كنت شارد شوي، آمرني.

الجد بإهتمام/ بلاك ياسند صار لك كمن يوم موبعاجبني وكله شارد وموبمعنا وكأن في شي شاغلك.

رد بهدوء/كان في شي تاعبني وخلص راح وإنتهى لاتحاتي يالغالي.

الجد بشك/أكيد أنت زين ومافي شي!

رد بثقه/زين يبه زين والحمدلله.

رد الجد/يستاهل الحمد، أجل من رخصتك بروح أرقد وأنت بعد لاتطول وتتعب نفسك، تصبح على خير.

ساعده يوقف ووصله لباب المجلس ورجع أتمدد مكانه وهو يردد كلماتها اللي حفظها في باله"سامحته من كل قلبي والله يسامحه دنيا وآخره"

على كثر ماكان منتظر يسمع إنها سامحته على كثر ماتفاجأ بها لإنه ماتوقع يسمعها منها شخصياً، وقتها وقف مكانه بجمود وعدم تصديق وهو يحس بصدقها وجديتها في كل حرف نطقته.. هي مو بس سامحته لا هي سامحته من كل قلبها وماعادت شايله عليه.

حس بحمل ثقيل إنزاح عنه وبهدوء وراحه غريبه غمروه بعد اللي قالته واتفاجأ من نفسه لما حس بذا الشيئ

.. لذي الدرجه كان مهتم إنها تسامحه!!

لكن كل الراحه والهدوء أتبخروا بنفس السرعه اللي حس فيهم بسبب اللي سمعه بعدها، عدل جلسته وهو حاس بضيق غريب وحيره من الأفكار اللي مرت في باله وهو يتذكر أخر شي قالته لجده وبقلق/ وش اللي بينك وبين سعد وتبين أبوي يسامحك عليه!! أنتي وش سالفتك بالضبط!

مرر أصابعه في شعره بعصبيه من الغموض اللي حولها ومو قادر يفهمه وطلع من المجلس ومن بيت جده بكبره وقفل الباب وراه بعنف.
صنعاء، الثامنه صباحاً

إنحبست أنفاسها ووقفت مكانها بجمود وعيونها على أختها بدون ماتنطق بحرف لفتره خلت أحلام تسألها بتردد/لذي الدرجه مش حالي عليا الفستان.

هزت رأسها بنفي نسيت إن أختها مو شايفتها وحست أحلام إنها هتبكي من القهر/عالأقل أجبري بخاطري وقولي أي شي مش تخليني أكلم نفسي.. غمضي عينك وشلي (خذي) فستانك معك وإن شاء الله يرضى الرجال يرجعه بدل مافلوسك تروح عالفاضي

بدأت تفسخ فستانها وحست بيد أختها تمنعها/أستني.

ردت ببكاء/أيش أستنى!جوري خليني أفسخه ونروح السوق يمكن نلقى شي مناسب.

قفلت جوري السحاب ومسحت دموع أختها ووقفت تتأملها بتفكير/ماأعتقد في شي هيناسبك أك--

شهقت أحلام بصدمه وقطعت كلامها اللي تابعته بسرعه/أكثر من كذا ، مافي شي هيناسبك أكثر من كذا.. أنتي ليه مستعجله خليني أخلص كلامي للآخر.

مسكت يدها برجاء/جوري بدون مجامله قولي الصدق.

دارت حولها وهي تتأملها من كل جهه بتدقيق وبإبتسامه/ماشاء الله لاقوة إلا بالله الفستان كإنه أتفصل علشانك وطالع عليكي روووووعه.

إبتسم برضى على إختيارها الموفق، بمجرد مالمحت الفستان في فترينة العرض وقعت في غرامه على طول وإتخيلت أحلام وهي لابسته وأشترته بدون تردد.

سألتها أحلام بشك/مدام روعه ليش إنخرصتي فجأه وماعاد نطقتي.

ضمتها وبمرح/جاتني حالة تناحه مفاجئه من جمالك الفتان ولازم إقص من شعري وأبخرك لايصيرلك شي من عيني.

دفتها بخجل/بطلي سخافه و--

قاطعتها جوري ومسكت يدها بحنان/يلا شوفي الفستان وقوليلي أيش رأيك وكيف حاسه وإذا ماعجبك لسا في وقت ونقدر نشوف غيره.

هزت رأسها بموافقه ومدت إيديها تتحسس تفاصيل الفستان بأصابعها بكل بهدوء.. سجلت في عقلها قصة الفستان وبدأت تتخيل شكل كل غرزه وتطريز عالقماش الناعم وأتوسعت إبتسامتها وهي بتكون فكره عن شكل فستانها.. كان مفتوح من الكتف على شكل قارب وماسك على صدرها لين الخصر وبعدها يبدأ يتوسع في طبقات ناعمه وكثيره تنتهي بذيل طويل، رفعت رأسها لأختها بتساؤل/زي فستان الأميرات اللي حكيتيلي عنه؟

مسكت إيديها بحنان/بالضبط.

أخذت نفس وبتردد/ولايق عليا؟

ردت بصدق/وطالعه أميره عن جد وأشك إن يزن هيضل بعقله وقت اللي هيشوفك.

سكتت أحلام للدقائق وبتردد/جوري أنا خايفه يكون أتسرع وكل شويه بفكر إنه يمكن يتراجع في آخر لحظه.

ردت بجديه/لاتستسلمي لذي الوساوس وقولي أعوذ بالله من الشيطان الحريم وقومي أتوضي وصلي ركعتين، الرجال قايم نايم يحلم باللحظه اللي هتجمعكم سوا وأنتي بتظلميه بأفكارك ذي.

زفرت بضيق/مش قادره أمنع نفسي وأفكر بإن مش من حقي أتزوجه وأعقد حياته بوضعي، ليش أجبره على نظام جديد و---

قاطعتها بهدوء/أنتي ماجبرتيه على شي، هوا شاف إن حياته ممله وأختار إنه يغير شوية تفاصيل فيها.. فضل إنه يعقد حياته على قولك مقابل إنك تكوني معاه وجنبه فيها.

أحلام ببكاء/بس أنا خايفه يمل ويتعب بعد فتره ويلقى نفسه مش ق الكلام والوعود اللي وعدني بها.

حاوطت ووجهها بكفوفها وبثقه/ يزن يحبك ياغبيه وحبه ليكي حسيتيه ولمستيه وعشتيه وبإذن الله لما هتعيشي معاه هتتأكدي من ذا الشي.

سكتت للحظات وتابعت بإبتسامه/أنا شفت شكله كيف بيكون وأنتي معاه، كل شي فيه بينطق ويقول إنه يحبك ويعشقك.

مسحت دموعها وبسخريه/ياكذابه ماخرجتي معانا غير مره وكان كل وقتك مع علي إيحين شفتيه ولاسمعتي سيرة الحب اللي قالها!

مسكت يدها وبشرود/شفت عيونه بتلمع كل ماجاتع عينه في عينك وكل ماسمع صوتك.. شكله كله بيتغير انا بيكون معاكي وبيطالع فيكي.. ملامحه بتحكي عن اللي بيحسه ناحيتك بدون مايقولها .

أحلام بإبتسامه/لذي الدرجه!

طالعتها جوري بمكر/أنتي أدرى مني، أنتي اللي بتجلسي معاه وتجيني هيمانه ومو على بعضك و--

غطت فمها وقطعت كلامها بخجل/خلاص إقتنعت أسكتي بس.

دفت يدها وقلدتها بحالميه/حبيبي ليش اتأخرت قلقت عليك.. من البنت المايعه اللي وقفت معك عند البوابه.. حبيبي إذا ماسمعت صوتك قبل ماأرقد بتجيني كوابيس و--

أييي

قطعت كلامها وصرخت بوجع لماقرصتها أحلام بقوه/إن شاء الله أشوف فيكي يوم ويجي اللي يخليكي تعدي النجوم في عز الظهر من كثر ماتفكري فيه ويغير حياتك.

طالعتها بسخريه/ريحي نفسك يختي لإنك هتستني ذا اليوم لأجل غير مسمى، قالت أعد النوم في عز الظهر علشان واحد أفكر فيه هههههه ودا الله مش ممكن أبداً .

غيرت الموضوع وساعدت أختها في تغيير فستانها ولبسوا وراحوا السوق مع علي.


،

،

،
،

،


جده، الثانية والنصف ظهراً


أمي قلتي لخالد ولا لسا

هزت رأسها بنفي قبل مايدخل خالد ويسأله بإستغراب/تقلي علي أيه يامؤيد!

حط مؤيد كأسة الشاي وطالعه بهدوء/ إنا هنسافر بكره إن شاء الله.

رد بشك/لاتقول بتحضروا الزواج.

مؤيد بإبتسامه/ماشاء الله عليك نبيه وتفهمها وهيا طايره، المهم أنا حجزت لأمي ولعيالك معايا وكلها يومين وراجعين بالسلامه.

طالعه بعصبيه/ومين قلك تحجز لهم معاك، أنا أصلاً لسا ماقررت يروحوا ولا لا.

قصي بحذر/بس أنتا وافقت ووعدتنا نروح ولا نسيت!

ألتفت له خالد بأمر /قصي روح غرفتك.

راح بعد ماطالع في أبوه بضيق، مؤيد ببرود /الحق عليا اللي قلت بدل مايروحوا لوحدهم نروح سوا، عموماً براحتك عيالك معاك وأنتا حر فيهم لكن أمي بتروح معايا وأنا قلت أعطيك خبر.

رد بحده/الناس تعطي خبر قبل ماتسوي الشي مو بعده..بعدين ليه مهتمين وضاربين مشوار عشان زواج لاراح ولاجاء تراهم مو من بقية أهلنا

أم خالد بعتاب/حبيبي الله يهديك مهما صار لاتنسى إن بينا وبينهم عيال وأم علي أتصلت وعزمتني وعزمت ندى كمان ومو حلوه مانروح.

مؤيد بإستفزاز/حتى علي أتصلي مخصوص ولزم عليا ولازم نلبي الدعوه، بعدين جوجو حبيبة قلبي جلست ساعه تقردني(تحاول فيه وتترجاه) علشان أجي وأنا مقدر أردها.

طالع في أخوه بغيض/موكإنكم ماخذين راحتكم زياده عاللزوم سفرات سوا ومكالمات ويمكن بتشوفها كمان.

مؤيد بتنهيده/للأسف ماعادت تكشف قدامي لكن شيئ أفضل من لا شيئ والله يديمها نعمه وأختي حبيبتي ماتستغني عني.

خالد بعصبيه/والأفندي أخوها موافق عاللي بينكم.

أم خالد بصدمه/خالد أنتا إنهبلت أيش اللي بينهم ذا! حاسب على كلامك ولاتنسى إن جوري مربيته وكبر معاها.

رد مؤيد بإستفزاز/سيبيه ياأمي كلاٍ يرى بعين طبعه وأنا إن كلمتها أو حتى زرتها في البيت فذا بمعرفة عبادي وحضوره وحضوره عيالك كمان.

خالد بعصبيه/هيا فيها زيارات للبيت كمان!

مؤيد ببرائه/طبعاً مو بيعزموني عالغداء أو العشاء ومرات جوجو تكون مسويتلي حلا وبتتصلي علشان أمر أخذه، ليه فيها شي!

خالد بغيض/ ياواد أنتا أهبل ولاقاعد تستهبل على دماغي؟

مؤيد بإبتسامه/لاذا ولا ذا، أنتا اللي أيش مشكلتك بالضبط أنا موفاهم.

أخذ نفس وبقهر/ أنا ماعندي مشكله بس الظاهر إنك نسيت إنها زوج.. كانت زوجتي وزياراتك ذي هتجبلها الكلام في الحاره.

مؤيد ببرود/والله كل جيرانا وأهل الحاره عارفين وضعنا وعارفين إنا متربيين سوا من صغرنا غير إنه دخولي لبيتهم قدام الخلق وأخوها موجود يعني محد يقدر يقول عليها نص كلمه واللي يفكر يجيب سيرتها أنا أعرف أتفاهم معاه أنتا بس لاتشغل بالك.

خالد بغيض/وأنا هشغل بالي ليه إنحرقوا، وأنتا خليك طول عمرك كذا مستهتر وأخذ الدنيا بهلله.

رد بضحكه/وفي أحلى من كذا، خلينا في المهم عيالك بيسافروا معايا ولا أكنسل الحجز.

رد بعصبيه/لا ياخويا لاتكنسل لإني وعدتهم يروحوا بس هيا يومين مو أكثر والقاهم هنا، العالم بتحضر للإمتحانات وذول فاضيين للزواجات والكلام الفاضي.

خلص كلامه وترك لهم الصاله وراح غرفته، ألتفتت أم خالد لمؤيد بعتاب/أخوك خلاص قرب يتجنن ومو ناقص حركاتك ذي.

طالعها بإبتسامه/سلامته من الجنان وأي حركات ياأمي أنا جيت جنبه ولا سويتله شي.

زفرت بضيق/مؤيد يلا بزرنه الله يرضى عليك أنا ماصدقت سكت عني ووقف تحقيق من يوم مارجعنا من الرياض.

أخذ رشفه من الشاي وببرود/والله ولدك اللي قام يتبزرن على كبر، لما كانت معاه وبين إيديه ماعرف قيمتها وبعد ماطلقها حليت في عينه!

بكيت وماردت عليه وتابع بضيق/أمي لاتبكي وتقهريني زياده، موهوا اللي راح يحب ويتزوج وكمان طلقها وذحين جاي يسأل عنها أتخطبت ولا أتزوجت، ليه وبأي حق ولا الشغله عناد وبس!

ردت ببكاء/ أنتا ماشفت حالته وقت ماعرف إنها إنخطبت ولولا إني قلتله إنها رفضت اللي أتقدموا لها كان يمكن يجراله شي.

مؤيد ببرود/لا تخافي عليه محد بيموت ناقص عمر، المهم جهزوا نفسكم وإن شاء الله بكره بعد المغرب بنحرك عالمطار.

ودعها وخرج وتركها لدموعها اللي نزلت من جديد على ولدها وحالته اللي ماتسر.
الرياض ،الثامنة مساءً


خلصت مكالمتها مع دينا اللي سافرت لبنان من قبل عمليتها علشان أمها تعبت فجأه وكان لازم تطمن عليها ودارت بعيونها في المكان وهي تتفرج عالناس والأطفال المنتشرين في كل مكان وأصوات ضحكهم مختلطه مع أصوات الألعاب بشكل مزعج وحماسي في نفس الوقت إبتسم وحمدت ربها اللي رجع لها نظرها وخلاها تشوف من جديد، أتعلقت عيونها بالسماء وهي تفكر في غبائها اللي خلاها تعيش لسنين في الظلام وكيف فوتت على نفسها كل الأشياء الحلوه اللي بتشوفها من وقت مافتحت عيونها، كل شي بتشوفه بتحس إنها شايفته لأول مره في حياتها.. لون السماء! منظر البحر! شكل الورد! صورة أمها!

كل هالأشياء يمكن تكون عاديه وتافهه عند معظم الناس ويمكن مالها قيمه، لكن بالنسبه لها فتعتبر شيئ مهم غير لها حياتها بشكل كبير وجذري.

جاء أبوها وأخوها وإيديهم محمله بكل مالذ وطاب، طالعتهم بعدم إستيعاب/بابا مو من جدك جايب كل هالأكل، من بيأكله!

حط الأكل عالطاوله وجلس بتكشيره/ موبأنتي قلتي إنك مشتهيه هالأكلات!

ردت بمرح/قلت مشتهيتها بس موبمعناته إني بأكلها كلها في نفس الوقت.

بدر بضيق/الحين صار لنا ساعه واقفين نطلب وفي الأخير ماتبين تأكلين، لايكون مسويه دايت وأنا مدري!

قرب لها سند الأكل وبإبتسامه/عليكي بالعافيه وبلا دايت بلا خرابيط الحريم الفاضيه الحين، بعدك صغيره على هالشغلات حبيبتي

أخذت من أبوها قطعة بيتزا وأكلتها بضحكه/بابا ماعليك من بدور المخرف مو مسويه شي وبأكل بس أنت تأكل معانا.

أكل حبة بطاطس وبإبتسامه/أكيد بأكل، أحد معاه بنوته جميله هالكثر وماتنفتح نفسه عالأكل.

أتلفت بدر حولهم بإستهبال/يبه وين هالجمال اللي تحكي عنه ولا نظارتك ذي بتوريك مناظر غير اللي عندنا!

ضربته بتول على كتفه بغيض وعقدت حواجبها بتركيز وهي تسمع همس البنات اللي بيمروا جنبهم وإنتبهت لنظراتهم اللي مانزلت من على أبوها اللي بيكلم بدر وماهو حولهم.

طول الفترة اللي فاتت كانت راسمه لأبوها صوره في بالها بناءً على آخر ذكرى بينهم قبل ماتنعمي لكن بعد ماشافته اتفاجأت بشكله اللي كان متغير حيل عن قبل، حسته صار أطول وأعرض عن ماكانت متذكره وشعره الأسود غزاه شيب خفيف ماكان موجود زمان.. اتأملت شكله بالجينز والتيشرت الأسود اللي مبرز عضلاته والكاب ونظارته السوداء اللي ماأخفت وسامته الواضحه وعذرت البنات على فهاوتهم وبمرح/بابا ليه لابس النظاره الشمسيه الكل يطالعك بإستغراب.

عدل نظارته بهدوء/بالنظاره ومافكونا من لقافتهم أجل لو شلتها مارح نخلص، أنتوا بس خلصوا أكل علشان تكملوا لعبكم مانبي نتأخر.

بدر بهمس/الناس لو دروا إن سند المنذر في الملاهي بيكون خبر الموسم وأتوقع محد فيهم رح يصدق.

عدل سند الكاب على رأس بدر وبتهديد/ أنت مارح ترتاح غير لما تلم خلق الله علينا وبعدها أحلم أطلع معكم أي مكان.

بدر بضحكه/خلص يبه توبه مو بقايل شي.

بتول بإعتراض/بابا أنا مالي شغل ببدر.

بدر بتكشيره/وش هالنذاله نكرتيني من أولها.

بتول بلكاعه/حبيبي أصلاً هالطلعات كلها علشاني صح بابا؟

سند بحنان/ لأثنينكم حبيبتي وبس يخلص بدر إمتحاناته على خير بنفذ وعدي وبنسافر مكان ماتبون بإذن الله.

هزت رأسها بموافقه وهي حاسه بإمتنان وحب ماكانت من قبل متخيله إنها رح تحسه ناحية أبوها خاصهً بعد كل اللي مروا فيه لكن هي أتغيرت وأبوها بعد أتغير ومن بعد مارجعت من لندن وبعد مارجعوا من المزرعه وأبوها كان عند وعده وماخلى شي في خاطرها إلا نفذه لها وكل يوم صار يطلعوا يتمشوا سوا وعرفها وفرجها على كل شي فاتها قبل، طلعت من أفكارها على ضحكة أبوها وأخوها ورجعت تأكل بنفس مفتوحه وكلها حماس لباقي الألعاب وللأيام الجايه
صنعاء، الحادية عشره مساءً


كان صوتها واصلهم وهي تكلم الخيول وتضحك معاها وكإنها بتكلم بشر وفكر إنها أكيد كاشفه ومأخذه راحتها ويمكن تخرج فجأه، طالع في جده وعمه مساعد بإحراج/السموحه منكم بس بدخل أناديها.

دخل الأسطبل وفعلاً كانت لابسه كوتش رياضه كالعاده وجينز وتيشرت أسود ورابطه قميص أحمر كاروهات على خصرها ولافه طرحتها زي العمامه على شعرها و شايله حزمة قش!!

طالعها بغيض/أنتي أيش جالسه تسوي!

ألتفتت له بحماس/هلا حبيبي بأكل الخيول، تعال أعرفك عليهم.

رد بضيق/سبق وأتشرفت وأعتقد أنا قلتلك تجي علشان أكلمك مو علشان تلعبي.

قربت وباست خده بإبتسامه/وحشتني.. فطرت!

أعطاها ظهره وصار يتفرج عالخيول وببرود/الحمدلله يعني هجلس بدون فطور لذحين الساعه عشره ونص، بعدين مالك أخذه راحتك وكإنك في بيتنا لو أحد جاء وأنتي كذا!

ردت بمرح /كنت لابسه العبايه ولما طولت عليا قلت أسوي شي مفيد وفسختها، بعدين جدي قال الرجال ماهيجوا بالمره فليه أضيق على نفسي.

ألتفت لها وبجديه/أكيد محد هيعتب بعد حضرتك ماطردتيهم وأحتليتي مكانهم.

طالعته ببرائه/حبيبي أنا ماطردت أحد ذا كان شرطنا من البدايه والكل واقف عليه.. بعدين أحنا فزنا ومن حقنا نختار اللي يناسبنا.

رد بحده / لا تحاولي تقنعيني إنك مو صاحبة الفكره واللي سويتيه ماله معنى ثاني غير الطرد، خلاص ضاق عليكي قسم الحريم وماعد يوسعك علشان تطلبي الطلب ذا .

هزت كتفها بلامبالاة/ماأنكر إني صاحبة الفكره بس جات على هواء البنات ووافقوا عليها ولولا كذا ماكنت قلتها لجدي، بعدين المفروض تتمتعوا بروح رياضيه أكثر من كذا وما تأخذوا الموضو بحساسيه مالها داعي.

أخذ نفس عميق علشان يهدى وفي داخله"الصبر من عندك يارب" وبقهر/أنتي متى هتبطلي تتصرفي بالإهمال ذا، تبغي تكون سيرتك على كل لسان! كيف هيكون الوضع لما الكل يعرف إنك صاحبة الإقتراح الألمعي اللي رماهم أخر الليل برا.

ردت بهدوء/مو أنا اللي أخلي أحد ينقد عليا في حاجه أو يجيب سيرتي ياعبادي والبنات وعدوني إن ذا بيظل بينا وأنا متأكده منهم.

رد بعصبيه/وهم كانوا عند وعدهم وماأعترفوا للشباب، بس ليه بتحطي نفسك وتحطيني في موافق بايخه ومالها داعي، ليه بتتصرفي بذا ال---

تغطي يالجوري
قطع كلامه صوت جده صقر وجريت جوري أخذت عبايتها ونقابها ودخلت المخزن تلبس، شات السياج الخشبي بغيض كيف نسيهم برا كل ذا الوقت بدون مايفكر في حالتهم بعد ماقلهم عاللي سوته أخته، وبإحراج/أدخل ياجدي حياكم..

دخلوا ومال عليه الجد بهدوء/هذا اللي أتفقنا عليه! وين العقل والثقل ياعبادي

رد بقهر/وهذي تخلي في الواحد عقل من الأساس! بارده ومخها سميك ويبغى له تكسير.

أبوسند بحنان/ماعليه يابوك أصبر وكل شي ينحل بالتفاهم والهدوء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أكيد اليوم أمي داعيتلي دام حبايبي متجمعين.

ردوا السلام وألتفتوا لجوري اللي دخلت بمرحها المعتاد وطالعها الجد وبأمر/أقربي عندي.

وقفت جنبه وبدلع/قبل كم ساعه كنا سوا لحقت أوحشك ياجدي!.

رد بهدوء/خل عنك الهذره الزايده وقوليلنا وش ذا اللي سويتيه.

ردت بإحباط/حتى أنتا ياجدي ماعندك روح رياضيه وزعلت لإنكم رحتوا قس----

قاطعها بجديه/أنا قصدي على سالفة رفيقتك وسعد.

ماردت عليه وألتفتت لعبدالرحمن وبعدم إستيعاب/أنتا قلتلهم عاللي سويته!!!!

رد بهدوء/قلت بشوف رد فعلهم يمكن يكون الموضوع عادي بس أنا اللي ببالغ فيه.

أبوسند بعتاب/أفااا يالجوري ماكنتي تبينه يقلنا!

ظلت تطالع في أخوها وهي تهز رأسها بعدم تصديق/أنتا كيف تحكيلهم عن خصوصياتي! كيف ت--

قاطعها الجد بزعل/خصوصيات علينا يالجوري!

ردت بقهر/جدي رجاءً لاتشبك الأمور في بعض.

وقربت من عبدالرحمن وطالعته بصدمه/أنتا كيف تحكيلهم عن أشيائي الخاصه اللي قلتها بس ليك وإئتمنتك عليها ومحد يعرفها غيرك! كيف تحكيلهم عن أسراري وأ---

قاطعها وهو بيضغط على رأسها بسبابته بإستفزاز متعمد/حكيتلهم لإنك مو راضيه تفهمي وتستوعبي خطورة اللي سويتيه.. حكيتلهم لإنك مصره تتصرفي بغباء وتهور بدون ماتهتمي لحد.

سحبها أبوسند من قدامه وبأمر/عبادي شوي شوي عليها.

رجعت وقفت قدامه وبإستنكار/أنا ماأهتم لأحد ياعبدالرحمن!!

رد بهدوء/لوكنتي مهتمه ماكنتي أتصرفتي بذا التهور وبدون ماتفكري في اللي هيحصلنا لو جرالك شي، لو كنتي مهتمه كنتي عملتي حسابنا وشاورتينا و---

قاطعته بجديه/وليه ماقلت لإني مهتمه بخوله وخايفه عليها عملت اللي عملته، ولإني مهتمه خبيت عنكم وأتصرفت بنفسي، لإني مهتمه وخايفه عليكم وعامله حسابكم مابغى أدخلكم في مشاكلي وأشغل بالكم عليا، متى هتفهم ذا الشي وتستوعبه متى!

الجد بهدوء/أنا مقدر كل اللي قلتيه لكن هذا مايمنع إن اللي سويتيه غلط يالجوري وغلط حيل كبير.

أخذت نفس عميق/وأنا معترفه بغلطي وقلتله إني أتسرعت وشرحتله أسبابي بس هوا مو قادر يفهمني ويعذرني ياجدي وأنتوا كمان ماهتفهموا سبب اللي سويته.

عبدالرحمن بغضب/بنت لا تجننيني فوق منا مجنون وتقولي أفهمك وأعذرك، وأنا من يفهمني ويعذرني بعد ماحطيتيني في ذا الموقف.. تعرفي إني كان نفسي أقتل مؤيد أول ماشفته لإنه طاوعك وراح معاكي وهو زي الأطرش في الزفه.. تعرفي بأيش حسيت وأنا واقف قدام سعد وبلومه لإنه كلمك وفوقها طلب تجيبي الدليل؟ أنا ماقدرت أرفع عيني في عينه وهو بيقلي أختك هيا اللي أتصرفت من رأسها وقررت تجازف بنفسها وأنا ماجبرتها على شي ولا أتوقعت أصلاً إنها ممكن تتصرف بذي الطريقه ومع ذلك بمجرد ماعرفت رحت لها مع زوجتي علشان ماتكون لحالها وأقدر أساعدها إذا صار عليها شي.

سكت للحظات وألتفت للجد وأبوسند بقهر /سكتني ياجدي وماعرفت أرد عليه ووقفت قدامه زي مكون طالب مقصر في واجبه وأستاذه بيعاقبه.. كلامه كان صح وأختي هي اللي أتلقفت وسوت فيها عنتر وعشر رجال في بعض وراحت إتصرفت من ورايا وكأني مو موجود.. حسيت إنه بيقلي روح عاتب أختك ولومها لإن مالك حق تلومني وتعاتبني.. كسرتني قدام الرجال ياجدي كسرتني

شهقت بصدمه ومسكت يده برجاء/لا عشت ولاكنت لو سويتها.. عبادي أنا عارفه إني غلطت وقلتلك هيا بدل المره عشره والله ماكان قصدي أقلل من أحترامك وقدرك وأنتا أكثر واحد عارف مكانتك عندي، أنا ساعتها مافكرت غير في خوله وبس.. كنت خايفه عليها منهم وفكرت إن ذي أحسن طريقه أنهي فيها الموضوع بدون شوشره.

دف يدها بحده وبعد عنها وهو ندمان لإنه طاوعهم وحكى لهم وجاء يشوفها معاهم،أصلاً ماكان طايق يشوفها بعد كلامه مع سعد اللي اتفاجأ بوجوده في المزرعه لإن جده وقت اللي كلمه وقال له يجي فهمه إن العزومه عائليه.

الجد بجديه/شلون أحسن طريقه وأنتي رميتي حالك وسطهم ومحد يدري عنك ولو صابك شي لاقدر الله وش السواة!

ألتفت لجدها بتنهيده/ومن قالكم إني رميت نفسي وسطهم بدون ماأعمل حسابي.

أبوسند بضيق/وش حسابه بعد وأنتي رايحه بطولك لناس الله يكفينا شرهم.

ردت بهدوء/يبه أنا مو غبيه علشان أرمي نفسي على قولتك بدون مايكون عندي خطه مضمونه تطلعني من بينهم سليمه.

الجد بإستفسار/واللي هي؟

وقفت جنبه وبهدوء/قد سمعت عن حصان طرواده ياجدي؟

ماقدر عبدالرحمن يتحمل كلامها وبغيض/رجعنا للكلام الفاضي، جدي لاتصدق ذي المهستره.

الجد وبأمر/أسكت وخل أفهم بالأول، وش ذا اللي قلتي عنه.

أخذت نفس وبشرح/ طرواده ذي ياجدي كانت مدينه قديمه ومشهوره بأسوارها المنيعه والعاليه واللي خلت فكرة غزوها شبه مستحيله في ذاك الوقت وفي فتره قامت الحرب بين ملك إسبارطه و ملك طرواده بدون ماأذكر السبب لإنه مايهمنا حالياً المهم ياطويل العمر والسلامه يقال إن جنود إسبارطه حاصروا مدينة طرواده ورغم قوتهم وبسالتهم إلا إنهم فشلوا في إقتحامها ودام حصارهم لمدينة طرواده سنين بدون فايده لين يأسوا ومالقوا غير إنهم يدخلوها بالحيله، وبعد تفكير بنوا حصان خشبي ضخم وخلوه مجوف وخبوا جنودهم داخله وسابوه برا أسوار طرواده وإنسحب باقي الجيش من أسوار المدينه أو كذا أوهموا أهل المدينه، ولما صحيوا أهل طرواده ولقيوا الجيش راح وشافوا الحصان الخشبي لحاله ظنوا إنهم يأسوا من الحصار اللي طال وأتعبهم ورجعوا بلدهم ففرحوا وصابهم الغرور لإن إنتشار خبر هزيمة ملك إسبارطه وجيشه هيعزز قوتهم وهيبتهم بين الممالك وقرروا يأخذوا الحصان كرمز لإنتصارهم وفعلاً فتحوا البوابة ودخلوا الحصان المدينه وأحتفلوا بنصرهم طول اليوم ولما غربت الشمس و طاحوا أهل المدينه من السكر والتعب خرجوا جنود إسبارطه من الحصان الخشبي وقتلوا أهل المدينه وفتحوا بواباتها للجيش اللي كان منتظرهم وبذي الطريقه أتمكنوا من دخول طرواده والسيطره عليها وهزم أسوارها المنيعه بعد سنين من الحصار ومن وقتها إنشهرت ذي الخدعه وصارت من أشهر الخدع الحربيه على مر العصور.

طالعها الجد بإهتمام/خدعه ممتازه مير مافهمت شدخلها باللي سويتيه

ردت بمرح/ماأنا كنت حصان طرواده ياجدي ودخلت سجلت إعترافها بدون ماتدري وطلعت بخير والحمدلله.

ألتفتت لعبدالرحمن وتابعت/وأنتا عارف ومتأكد إنها كانت أحسن وأضمن طريقه علشان أنفذ اللي في بالي بس كبريائك مو مخليك تعترف بذا الشي.

عقد إيديه على صدره وبسخريه/يمكن تكون زي ماقلتي بس أيش اللي كان يضمن لك نجاح خطتك وأنتي رايحه بطولك لاسيف ولاجندي يسندك! لايكون بتشمي على قفا يدك ولا مخاويه وأنا مدري !

ردت بثقه/لاذا ولاذا بس أنا أعتمدت على شوية تفاصيل جوهريه أنتا ناسيها واللي على أساسها بنيت خطتي ونفذتها..

أبوسند بإهتمام/وش هالتفاصيل بالضبط؟

تابعت بنفس الثقه/أولها وأهمها عنصر المفاجأة اللي كان في صالحي وأستفدت منه لأقصى حد، ثانياً موعد التنفيذ اللي ماكان إعتباطي لإني فكرت إن سهراتهم صباحي وأكيد في ذا الوقت بتكون يادوب نامت لها ساعه ولا أثنين وهتكون فاصله من قلة النوم.. ثالثاً إنا كنت متأكده إنها معطيه خبر للي يشتغلوا عندها عن أهمية خوله بالنسبه ليها علشان كذا رحت بصفتي خوله وفكرت إنها هتستغرب جيتها في ذا الوقت وهتفكر إنها أخيراً وقعت وجات برجلها وهتنزل متصربعه بدون حتى ماتغسل وجهها واتأكدت من شكوكي وقت اللي دخلني الحارس بمجرد ماقلت أسمي والشغاله نفس الشي والباقي كان سهل.. كل اللي عملته هوا إني شغلت جهاز التسجيل اللي أخذته من عبادي و---

قاطعها ببرود/قصدك سرقتيه.

ردت بضيق/أستلفته، المهم وأوهمتها بإني وحده منهم وبشوية ثقه وتهديد جدي وقعت في الفخ وأعترفت بلسانها وبكذا خطتي نجحت وجبت لسعد الدليل ويادار مدخلك شر.

سكتت للحظات وأخذت نفس والكل يطالعها بعدم إقتناع ،الجد بلوم/حتى لو حسبتيها صح مثل ماقلتي، كان ممكن يصير شي ماكان في الحسبان ويخرب كل هالخطه، وقتها شلون كنتي بتتصرفين وأنتي لحالك!

ردت بتنهيده/جدي الله يهديك أيش اللي هيخربها بس؟

عبدالرحمن بحده/ فرضاً أخوها دخل عليكم زي ماسواها مع خوله وخلص عليكي ولا من شاف ولا من دري! فرضاً صاحت فجأه ووترتك ويدك حذفت وقطعتي لها شريان وإبتليتي فيها لاقدر الله! هاا تكفي ذي الحاجات ولا لا.. كيف كنتي هتتصرفي وقتها ماتقوليلي؟

أتخصرت وبضيق/ لذي الدرجه ماعندكم ثقه في ذكائي! قلتلكم إني حسبت حساب لكل اللي قلتوه وفكرت فيه بدل المره ألف مره ومانفذت إلا وأنا عارفه أيش بسوي، الغبي أخوها مستحيل يدخل لسبب واحد ومهم وهو إنهم يبغوها ترتاح وتتطمن لهم ولايمكن يجازفوا ويغلطوا نفس الغلط مره ثانيه خاصةً وإنها جاتهم بنفسها، ثانياً أحد قلكم إني سفاحه.. عديمة إحساس.. والأهم غبيه علشان أتهجم عليها بسلاح حقيقي؟

أبوسند بقلق/بس عبادي قال إنك هددتيها بالسكين!

طالعها عبدالرحمن بعدم إستيعاب/هي قالتلي إنها غزتها بالسكين موذا كلامك!

ردت بهدوء/ أنا قلت هددتها بسكين وغزيتها كمان بس مو بالضروره تكون سكين حقيقيه.

الجد بإستغراب/شلون موبحقيقي!

حكت رأسها بإحراج/ذي كانت سكينة بلاستيك أخذتها من ألعاب نادر.

إنفجر فيها عبدالرحمن بغضب/عاده أخس وألعن ياغبيه .. رايحه تهددي زعيمة عصابه بلعبه! طيب أيش كان صار لك لوعرفت إنها لعبه؟ خطتك كلها كانت هتنهار في لحظه.

ردت بزعل/عبادي أنتا ليه محسسني إني ماشوف أبعد من خشمي، قلتلك جلست يومين أخطط وعملت حساب كل شي على قد ما ربنا قدرني..

سكتت وحركت نقابها تهوي وجهها/تعالوا نطلع إنا أنخنقت هنا

خرجوا معاها وعبدالرحمن وده يصفقها لين يساويها بالأرض من ثقتها الزايده اللي مغصت بطنه وزادت غيضه بس شكلها ماكان مطمنه وخاف تجيها النوبه وهي أساساً ماسمحت له حتى يفكر في اللي نفسه يسويه فيها لإنها شبكت ذراعها في ذراعه وبدأت تمشى معاه ولا كإنها مسويه شيئ، وقف ودف يدها بعصبيه/أنتي متخلفه يابنت! جالسين نتمشى عالكورنيش!

رجعت لوضعها الأول ولصقت فيه وهي شاده على يده وبتنهيده/ياحبيبي إختلاف الرأي لايفسد للود قضيه، بعدين التواصل الجسدي ذا بيساعد على إمتصاص التوتر وبيخفف من حدة الموقف ولا لا يايبه.

هز أبو سند رأسه بيأس/أنا مو بعارف أنتي وشتبين بالضبط، رح تشيبين برأسي.

ردت بضحكه / لا ياقلبي رأسك مشيب وخالص من قبل لاتشوفني لاتحطها فيها.

التفتت لعبدالرحمن/ وبالعربي أنا بقربي منك قاعده أفكرك إني أختك حبيبتك وتؤام روحك وبحاول أتفادى أي حركة تهور منك يعني شلوت خفيف.. شدة شعر.. بوكس عالماشي.

مشي معاها وهو ماسك نفسه بالقوه وبحده/عامله فيها قارئة الفنجان؟

ردت بثقه/أيش أبغى بالفنجاين والكلام الفاضي كفايه عليا أكون عارفه أخويا حبيبي وعارفه تفكيره.. بذمتك ماودك تصفقني بس مستحي من جدي وأبويا؟

شد على أسنانه بغيظ من أسلوبها وبتهديد/لاتعزمي عليا كثير لإني في لحظه ماهردك، ومسح الخوج ذا ماهينفعك..

الجد بإمر/وبعدين معك أنت وياها، متى بتخلون هالمناقر!

عبدالرحمن بغيض/منت سامع كلامها وشايف حركاتها اللي ترفع الضغط ياجد

شدت على يده وطالعت جدها بمرح/ جدي طيب هوا كل شويه يقاطعني ومو راضي يسكت علشان أكملكم الحكايه ونخلص منها في يومنا ذا.

رد عبدالرحمن بسخريه/من جهة حكاية فهي حكايه ولا ألف ليله وليله، أتحفينا ياشهرزاد زمانك بتفاصيل خطتك الخنفشاريه.

طالعت فيه بتحدي/وهي فعلاً خنفشاريه، على بالك سنين عمري اللي راحت ذي وأنا مقضيتها روايات أكشن وجرايم غير كتب علم النفس كانت كلها كذا عبث.. لا حبيبي أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا وظفت كل قرائاتي وقدراتي في الخطه ذي.. فحصتها ومحصتها وقلبتها في رأسي بمعنى الكلمه لين اتأكدت إنها متخرش الميه.

الجد بجديه/إنزين ليه ماأخذتي معاكي سكين الجيب اللي هداكي ياه مساعد عالأقل يكون معك سلاح حقيقي تدافعي به عن نفسك وقت اللزوم.

طلعت السكين من جيب عبايتها قدامهم وبهدوء/كان معايا وأصلاً أنا ماطلع من البيت إلا وهوا في جيبي، بس أنا مومتخيله نفسي أرفع سلاح في وجه أحد وكنت خايفه يصير شي من اللي قاله عبادي علشان كذا أخذت السكينه البلاستيك وكشطت طرفها بالسكين علشان يصير حاد ويغزها لما أضغط عليه وتفتكر إني جديه في تهديدي ولا تنسوا عنصر المفاجأة اللي كان في صالحي وخلاني أتحكم في كل خيوط الخطه واللي ماسمح لها تستوعب أوتفكر بمنطق في أي شي غير إنها تحافظ على رقبتها سليمه وفي مكانها .

أبوسند بعدم إقتناع/مهما قلتي بتظلي جازفتي وخاطرتي مو بحياتك لحالك جبعد بحياة مؤيد وزوجته اللي ورطتيهم معك.

ردت بضيق/يبه ماكان قدامي غيره، ياأروح بليموزين لوحدي ولا أكلم ساره وأروح معاها ومع زوجها.

ألتفت لها عبدالرحمن بحده/ماعاد إلا تروحي مع سعد علشان أكسر رجولك، عالأقل مؤيد أخوكي ومتربيين سوا وعشتي معاه أكثر مني.

ردت بتنهيده/ياأخي أنا ماقلت بروح معاه أنا كنت بقلكم خياراتي المتاحه وقتها.

الجد بإصرار/ بس هم تصرفك هذا كان غلط وبعد أستغفلتي مؤيد وخذتيه على عماه.

ردت بإستنكار/أنا ماأستغفلته ياجدي أنا أتكتمت عالموضوع واللي يجهله مارح يضره ، ولو قلتله أكيد كان رفض يوديني وكمان كان هيكلم عبادي، بعدين أنا حاولت أحميه وأبعده عن الصوره قد ماأقدر.

عبدالرحمن بغيض/كيف وأنتي مورطاه وساحبته معاكي وهو مو داري عن المصيبه اللي رايح لها برجوله!

سكتت للحظات وتابعت بصوت أهدى/أنا خليته يوقف بعيد عن بيتها وكملت مشي علشان محد يشوفني وأنا نازله وراكبه السياره معاه وكمان وصيته ماينزل من السياره لأي سبب وخليته يلبس نظاره شمسيه ويتلثم بشماغه علشان محد يلمحه وغطيت لوح السياره علشان محد يلمحها وإذا كان فيه أي كاميرات في الشارع أوحتى في الفيلل محد يقدر يلقطها يعني في حالة إذا مراد حاول ينبش ورايا ويوصلي.

طالع فيها بتفكير وهو يهز رأسه بعدم تصديق/طول عمرك مجنونه بس المره ذي عن جد وصلتي لأقصاكي وحسبتيها صح وخططتي بذكاء لكل خطوه.

عدلت شعره وبغرور/ذا شي طبيعي ومفروغ منه والمفروض ماتشك فيه أبداً.

سألها أبوسند بغيض/جنانك ولا ذكائك؟

ردت بضحكه/الأثنين يبه.

وألتفتت لعبدالرحمن بتساؤل/يعني خلاص سامحتني!

رد ببرود /عادني بفكر.

اتأملت أصابعها بتفكير للحظات وهزت رأسها بموافقه/مو مشكله فكر زي ماتبغى المهم إنك تسامحني وأسمعها منك علشان أرتاح..

طالعوها بصمت لفتره قبل ماتصرخ بحماس/ماقلتلكم!! مو ساره قالتلي إن سعد عين مراقبه لخوله وبدأ رسمياً في قضية مراد وداليا.

زفر عبدالرحمن بضيق بدون مايرد وإبتسم الجد لفرحتها /خلاص الحين أرتحتي ونفسك طابت!

سندت رأسها على ذراع عبدالرحمن وإنتهدت براحه/حاسه زي مايكون حمل وإنزاح عن صدري، أنتوا مو متخيلين كيف عدت عليا الأيام اللي فاتت.. عبادي من جهه وخوله من جهه وبتول من جهه.. زي مايكونوا أتفقوا عليا مره وحده.. أنا ياجدي ماكنت قادره أتنفس ولا أنام زي الخلق.

طالعها أبوسند بحنان/الحمدلله اللي سهلها وعدى كل شي على خير..

رددوا بإرتياح /الحمدلله.

ضمت عبدالرحمن وباست خده بصمت خلاه يسألها بإستفزاز/أيش اللي حصل للأدب ذا كله؟

ردت بإبتسامه/وحشتني عندك مانع؟ ويلا تعالوا نأكل أنا جيعانه .

طالع في ساعته وبعتاب/أنتي مافطرتي لذحين.

ردت بحماس/إلا فطرت مع فزاع بس جع---

سكتت فجأه وطالعها عبدالرحمن بإستغراب/من فزاع!

ضحكت بإرتباك وأشرت عالأسطبل/واحد من الخيول سميته فزاع.

الجد بإهتمام/أي واحد؟

حكت رأسها بإحراج/هااا مدري نسيت شكله.. المهم بتفطروا معايا! رح أسويلكم فطور محصلش وهتأكلوا صوابعكم وراها و--

عم عبادي

فز من مكانه وأنتبه لمنار بنت معاذ اللي مايدري متى دخلت غرفته وبضيق/مال أبوكي بتصيحي.

منار/بسم الله مالك شفت جني!

إنتبه لنظراتها الخايفه وإبتسم/وأنتي الصادقه جنيه بس حلوه.

ردت بخجل/طيب أنا من أول بداعيك (بناديك)وأنت ماسمعتني وجده بتتصلك ومابتجاوبش (مابترد) عالجوال.

قفل الشباك وألتفت لمنار/ غنى عند جدتك ولاعندكم!

ردت بإبتسامه/عندنا بيقيسوا الفساتين.

نزل معاها لأمه وبتردد/وجوري رجعت!

هزت رأسها بنفي/ يمكن بترقد في بيت جدي عبدالله.

زفر بضيق وفكر في أخته اللي أصلاً مطنشها ومو معطيها وجه ولاريق حلو وحالف يأدبها علشان ثاني مره ماتعيد حركتها، لكن اللي صار إنه يادوب شافها من وقت ماوصلوا لصنعاء قبل أربعه أيام لإن أغلب وقتها في بيت خاله مع أحلام مابين أسواق وتأكيد حجوزات وتفاصيل الزواج اللي ماتخلص وشكلها الليله كمان هتبات عندهم .
الرياض ، الثامنة صباحاً


دخل عليهم المجلس وسلم وجلس يتكلم مع جدته وبتول بعد ماشاف إنشغال جده وأبوها في مكالمه، الجده بحب/ اتأخرت اليوم وظنيتك منت بمسير علينا.

باس يدها بحنان/السموحه يمه بس نمت شوي بعد الفجر وماحسيت عالوقت بس تدرين إني ماأقدر أطلع من البيت قبل لا أتصبح بوجهك يالغاليه و--

قطع كلامه وألتفت بحده لجده اللي رد بضحكه/الله يسلمك ياعلي خلاص أبشر أنت وأميرتك......... أدري بهذرتها واجده والله يعينك عليها....... لاتدخل بينا ياعلي أدري إني أمون عليها ولا لا يالجوري........... صح لسانك وماعليكي زود تسلمين.......... بإذن الله ويجمعنا على خير في أمان الله وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

قفل وألتفت لولده بإبتسامه/يازين هالجوري ويازين منطوقها.

الجده بحب/الله يجبر بخاطرها ويسعدها كثر ماتجبر بخواطر الناس وتفرحهم .

أبوسند بحنان/آمييين، عاد هي الحين لاهيه ومشغوله بهالعرس والعروس وموبلاقيه وقت تلتفت لنفسها وترتاح مع أهلها.

الجد بضحكه/الله يعينهم على هبالها علي يقول ماتشرق الشمس إلا وهي داقه عليه تقول شفيك اتأخرت أنا عند الباب من الفجر، والحين شوفها معه من سوق لسوق.

بتول بقلق/ياالله الزواج بكره وهم بعد ماخلصوا، تلقون العروس حالتها حاله.

من أول ماسمع سند جده شده أسم علي وركز مع كلامه بس اللي سمعه زاد حيرته وخلاه يشرد بإفكاره ويعصب منها أكثر وأكثر وفي باله" بالأول سالفة سعد وبعدها مؤيد اللي مطيح الميانه بينهم والحين ردينا للشايب ماغيره! هذي بتذبحني! وش اللي تدق عليه الفجر وتقله اتأخرت علي والحين هو وياها يكلمون أبوي صقر يعني هي معه الحين! شلون تروح وترد معه وبعد أبوي يقله أميرتك! هذول وش سالفتهم وش ال---

ألتفت لبتول اللي مسكت يده وقطعت أفكاره بإستغراب/بابا جدو يكلمك ليه ماترد!

رد بتصريف/الظاهر ماشبعت نوم،هلا يبه وش كنت تقول.

الجد بهدوء/قلت أنت موبرايح معنا عالعرس، علي أتصل أكثر من مره يعزمنا ويأكد علينا.

عقد حواجبه بإستغراب/ عزمنا!على أي عرس!

بتول بضيق/بابا ركز شوي أنا موقلتلك قبل إن زواج أخت خالتي جوري بكره وهي عازمتنا كلنا ونبي نروح.

شد على أسنانه بغيض/دامه عرس أختها وشو له يتلقف هالعلي ويتصل يعزمنا.

طالعه الجد بصمت ورد عليه أبوه بإستنكار/أي لقافه وأي خرابيط وعلي يصير أخو---

قاطعه الجد /علي يصير حسبة أخوهم الكبير وقام بالواجب وعزمنا.

ألتفت الكل للجد وطالعوه بإستغراب، سند ببرود/إذا عالواجب فعبدالرحمن ماقصر وعزمني وعزم الكل قبل لايسافر.

الجد بهدوء/الزبده بتروح ولا لا.

وقف وطالعهم بهدوء/البركه فيكم يبه تكفون وتوفون، أنا عندي كم شغله أجلتها بسبب عملية بتول ولازم أسافر هاليومين وأشوف أشغالي.

إبتسم الجد وبإصرار/إنزين وش بقول لعبدالرحمن وعلي لو سألوني عنك.

رد في باله"يذلف" وببرود/أنا بتصل لعبدالرحمن وأباركله وأعتذر منه بعد أنت بس لاتحاتي يالغالي، تأمرون على شي أنا اتأخرت عالشركه.

الجده بحب/سلامتك والله يحفظك.

بمجرد ماخرج سند أتوسعت إبتسامة الجد وأتحولت لضحكه عاليه والكل يطالعه بإستغراب وهم بيتسألوا عن سر سروره المفاجئ.

،

،

،

،


جده، السادسة والنصف مساء


قفلت بابها بالمفتاح ورمت نفسها عالسرير بإنهيار، كل البرود واللامبالاة اللي أدعتها قبل كذا قدام لطيفه وليلى في كل مره حاولوا يستفزوها فيها كانت علشان ماتعطيهم فرصه للشماته والتشفي وحتى لماسمعته يعترف للطيفه ولأمه إنه يحب جوري أخذت الموضوع على إنه رد فعل طبيعي على ضغط لطيفه وإستفزازها ليه ذاك اليوم وماسمحت لشكها إنه يكبر ويخرب حياتهم.

طول فترة زواجها بخالد كانت عايشه على فكرة إنها حبه الأول والوحيد.. مو لإنه صبحها ومساها على ذا الكلام لكن لإن ذا هو الشيئ اللي لمسته وحسته منه.. كانت لما تقارن بين معاملته لها ولجوري تحس بفرق السماء عن الأرض.

معاملته لجوري كانت تتصف بالإحترام والتقدير وكان مسلمها البيت باللي فيه وبيعتمد عليها في تصريف أمور أخوانه وأمه وكان حتى يأخذ رأيها في امور شغله ومشاكل العمال.. لكن من الناحيه العاطفيه كانت ملاحظه إن ما بينهم كلام وحركات حب طبيعيه زي اللي بتكون بين أي زوجين وعلاقتهم كانت أقرب للصداقه واللي يشوفهم لأول مره لايمكن يفكر إنهم متزوجين.

خالد صح كان يعدل بينهم في الحقوق والواجبات بس علاقته معاها كانت العكس تماماً، علاقتهم كانت كلها حب في حب.. إهتمامه بها وتدليله لها.. كلام الحب والغزل ولمساته اللي كلها شوق ولهفه.. كل شيئ في حياتهم خلاها تطمن وتتأكد إنها الأولى والأخيره في قلبه.
ومع إنها شكت في ذي الحقيقه في الفتره اللي تبعت طلاقه لجوري خاصةً مع تقلبات مزاجه الحاد وعصبيته المستمره كل ماجاء أسمها، إلا إنها فكرت إن ذا شيئ طبيعي بعد عشرتهم الطويله وإنفصالهم المفاجئ، وبعدها بفتره هدأت الأمور ورجعت لطبيعتها أو كذا كانت مفكره.

لكن الكلام اللي قاله خالد لقصي وسمعته من شويه بالصدفه وهي ماره جنب غرفة قصي صدمها وهز عالمها كله وبين لها مدى سخافة الكذبه اللي كانت عايشه فيها وخلاها تفكر في تصرفاته الأخيره واللي خلاها تكتشف شي مهم



خالد يحب جوري!!


كل حركاته وعصبيته وغيرته الواضحه من علاقة مؤيد ومازن بيها والعرسان اللي سمع عنهم وآخرها تحذيره وتحريضه لقصي علشان يعارض أي فكره مستقبليه لزواجها اللي صار هاجس بالنسبه لخالد بيأكد لها إنه فعلاً ..

يحبها

وليه مايحبها؟

أيش اللي ناقصها علشان مايحبها!

جوري جميله وأخلاقها حلوه ومع إنها مو مخلصه دارستها إلا إنها مثقفه وفوق ذا كله زوجته الأولى اللي اتربت قدامه وعلى يده وكبرت معاه..

أصلاً مين اللي يعرف جوري ومايحبها!

نزلت دموعها بغزاره وحست بالغيره بتأكلها أكل وهمها وخوفها بيزيد من خالد واللي ناوي عليه من وراء تحريضه لقصي.
صنعاء، السادسة مساءً

يوم الزواج




القمر والشمس حتى والنجوم كلها يا أحلام قدامك تضيع


انتي حلمن غير عن كل الحلوم انتي احلى ورده في فصل الربيع

ياعسى الفرحه على قلبك تدوم تحرسك يا أحلام للعالي السميع

انتي خليتي القمر ماله نجوم يوم نورك نور في هالكون الوسيع

اقبلي مثل السحايب والغيوم انتي وجه الخير وعيون الجميع

يا اصيله من خوال ومن عموم بنت شيخن دايم بصيته يذيع

يشهد الله مامثل هاليوم يوم يوم طلة شيخة الزود الرفيع


دعوة امك بكل صلاة وكل صوم ياعسى السعاده فالك وفال الجميع


وصلت أحلام للكوشه تحت أنظار الحريم اللي بتصلي عالنبي وتذكر الله من جمالها وطلتها اللي سحرتهم، شعرها كان مرفوع في تسريحه ناعمه ويتوجه تاج ذهبي ووجهها زاد جماله بمكياج ناعم بألوان خريفيه ناسب فستانها السكري اللي أبرز بشرتها القمحيه وكان ماسك على جسمها لين الخصر وييدأ يتدرج في طبقات ناعمه وكثيفه تنتهي بذيل طويل حوافه مزينة بتطريزات ذهبيه ملفته.

إبتسامتها الرقيقه وملامحها الجميله ومشيتها الواثقه خلت الكل يتفقوا على جمالها وأناقتها وإتناسوا ولو لليله حقيقة عماها.

بعد مااتأكدت إن كل شي تم على أفضل مايكون نزلت من الكوشه وراحت لركن بعيد عن الإزعاج والعيون الفضوليه وسمحت لدموعها أخيراً بالنزول بحريه وهي تشوف السعاده بتشع من ملامحه أختها الجميله وزميلاتها وقريباتها و الكل بيبارك لها ويهنيها ع---


كنت واثقه إني بلقاكي بذا المنظر.

إلتفتت وشافت ثريا اللي قطعت عليها أفكارها ماده يدها بمنديل أخذته منها بسرعه وأعطتها ظهرها ومسحت دموعها بضيق/أنتي ليه مصره تشوفيني بذا الشكل!

هزت كتفها بلامبالاة /حبيبتي ترى كل اللي في القاعه اتأثروا بمنظر العروس وبكوا وبصراحه ماينلامون.

اتأملت جوري أختها بحب/طالعه عن جد أميره وتأخذ العقل، أنا موقادره أتخيل منظر خالي وعلي لمايشوفوها، خالي بالذات مارح--

قطعت كلامها فجأه ورفعت ووجهها لفوق وهي تحاول تمنع دموعها من النزول من جديد وتتنفس بعمق، مسكت ثريا يدها وبمرح/لعلمك ترى دموع الفرح ماتعتبر بكاء.

شبكت يدها في ذراع ثريا وبإبتسامه/طيب يادكتوره خلينا نرجع للعروسه ولجدتي والبنات قبل مايزعلوا من أختفائنا.

رجعوا وجوري حاسه إن الدنيا مو ساعتها من الفرح، الحمدلله كل شيئ مشي بسلاسه زي ماخططت هي وأختها وأمس وصل جدها وأبوها والبنات وكمان أمها فاطمه ومؤيد وفاطمه وعيالها وحضروا الحناء حق أحلام وفي الليل باتوا في بيت خالها والصباح طلعوا السطح وأتفرجوا على زواج الرجال اللي كان في الشارع قبال البيت وأنبسطوا البنات بعرضة الرجال والمزمار والمنشدين المصحوب بالألعاب الناريه وطلق الرصاص اللي شاركت فيه من السطح مع كم وحده من جارات بيت خالها وبعدها راحت جوري مع أحلام عالقاعه لإن الكوافيره هناك وظلوا البنات في البيت وعالغداء أتجهزوا ولحقوها لإن الزواجات في اليمن تبدأ بعد العصر.


،

،

،


صنعاء،الواحده صباحاً


بعد مازفوا أحلام لبيتها أصرت تأخذ البنات على بيتهم وظل جدها وأبوها والشباب في بيت خالها، وعلى نص الليل أغمى عالبنات وغرقوا في النوم خاصةً مع صحيانهم المبكر وحركتهم طول اليوم ، كانت بتودع غنى اللي بتطلع شقتها وبتقفل وراها الباب لما أتصل عبدالرحمن على غنى وقلها إنه بيجي يأخذ غيارات ويبغى يشرب كأسة شاي بورق الليمون قبل مايرجع بيت خاله وبدون تردد دخلت حطت الغلايه عالنار وراحت سحبت لها شال من غرفتها ولفته على كتفها وراقبت من الشباك وأول مادخل وراح يقطف ورق الليمون خرجت الحوش وإتظاهرت بإنها بتقطف ورق ليمون واتفاجأت بوجوده وبتمثيل/بسم الله أنتا أيش جابك!

طالعها بشك/ماكنت عامل حسابي أنام في بيت خالي وجيت أخذ غيارات وبشرب شاي قبل ماأروح.. وأنتي أيش خرجك ذحين!

ردت بإبتسامه/شوف الصدف أنا كمان نفسي في شاي بالنوامي(ورق الليمون) زيك، أيش رأيك أسوي ليا وليك؟

طالعها بصمت للحظات قبل مايرد بهدوء/طيب بس لاتطول--

قاطعته وهي تجري عالبيت/ دقيقتين لاتروح.

هز رأسه بيأس من حركات أخته المكشوفه وطلع شقته وهو بيقفز الدرجات قفز علشان لايتأخر عليها وقال لغنى تسك عالشاي لإنه مستعجل ومايبغى البنات يصحوا وهو في البيت.

رجع جلس تحت شجرة الليمون يستنى الشاي اللي نفسها تشربه وهو متأكد إنها مجرد حجه علشان تجلس معاه وتكلمه، الغبيه ناسيه إنه عارف عوايدها وهيا ماتحب تشرب شاي في ذا الوقت وبعد دقيقتين بالضبط كانت عنده، ناولته كوبه وشافها ماسكه كأسه شاي صغيره بين إيديها وبإستهبال/شكل الشاي خلص علشان كذا صبيتيلك في ذي الكاسه، أطلعي خذي من غنى وسويلك كوب زي الناس يعدل مزاجك.

حطت كأستها عالأرض وبإحراج/ذا كان أول شي جاء في بالي فمافي داعي للإستعباط وأشرب شايك قبل مايبرد.

رد ببرود/أنا برضه اللي بستعبط!

رفزت بضيق/أحنا مالقينا فرصه نتكلم فيها من وقت ماوصلنا لهنا و--

سكتت للحظات قبل ماتسأل​ه بتردد/ عبادي أنتا لسا ماسامحتني؟

أخذ رشفه من الشاي وفكر بجديه في سؤالها الصعب اللي لذحين مالقي له جواب!

هو أكثر واحد حاس بمشاعرها وعارف قوة علاقتها بخوله يمكن لإنها بتفكرها بنفسها لما كانت في عمرها وهي بين ناس غرب وبلد أغرب وأكيد كانت حاسه بنفس وحدتها وضعفها بس ذا الشيئ مايبرر تصرفها المتهور والغبي.

من زمان كان له نظره معينه في أخته واللي كانت بتختلف عن نظرة معاذ وحكمه عليها.. من جهته لطالما فكر إن طيبة قلب جوري ورقة إحساسها وكمية الحب اللي داخلها واللي بينعكس في تصرفاتها وملامحها هو أحلى شيئ فيها واللي بيجذب الناس لها وبيحببهم فيها وفي شخصيتها غير عقلها وذكائها اللي الكل بيشهد لها بيه، بينما معاذ كان دائماً يقول عنها إنها حساسه ومندفعه أكثر من اللازم وردود فعلها عاطفيه وأحيان كثيره غير عقلانيه وذا اللي بيوقعها في المشاكل بصفه مستمره وذا الشيئ اللي كان دائماً بينكره وبيعترض عليه.. بس في بعد ماعرف اللي سوته بدأ لأول مره يشك في صحة حكمه.. أخته بحركتها هذي أتخطت حدود العقل والذكاء وتصرفها أتسم بالتهور واللامبالاة والوقاحه وذا الشيئ جديد عليها ومو من طبعها.

أتذكر كلام الدكتور محمد عن تعلقها بالناس اللي تحبهم وبإنها مستعده تعمل أي شيئ علشان تجنبهم الألم وهو متأكده من صحة اللي قاله لكن ماكان متخيل إنها ممكن توصل لذا الحد في سبيل حمايتهم.

رفع رأسه وطالعها بتساؤل/ لو إنعاد الزمن ولقيتي نفسك في ذا الموقف هترجعي تتصرفي بنفس الطريقه صح؟

ردت بدون تردد/يمكن لو الموقف أنعاد خلال الفتره الجايه كنت هتصرف بنفس الطريقه، لا مو يمكن أكيد هكرره .

كان متوقع ردها ومااتفاجأ بيه بس في جمله شدته ومافهمها وبإستفسار/أيش قصدك بالفتره الجايه!

بدأت تمشي وهي بتجمع أفكارها /أنا قلتلك قبل كذا تعذرني وتفهمني بس أنتا مافهمت قصدي و---

قاطعها بأمر/ عيديها مره ثانيه وثالثه وعاشره لين أفهم..عامليني زي ماكون واحد من عيالك وخذيني على قد عقلي وفي النهايه إلا ماأفهم .

هزت رأسها بموافقه وأخذت شهيق عميق وزفرته ببطئ وبهدوء/هتقدر تفهم إني ماعدت أستنى حاجه من أي شخص!

هتقدر تفهم إني طول السنين اللي فاتت كنت عايشه بجسم بنت وروح رجال!

سكتت للحظات وهي تتأمل ملامحه اللي بتدل على إنه مافهم شيئ من كلامها قبل ماتابع/أنت مافهمت قصدي لما قلتلك إن جوري القديمه ماعادت تنفعني وعلشان كذا أخترت شخصيه جديده تناسبني أكثر .. أنا صرت أم وأب لأولادي وصرت بنت لأبويا وأخت لأخوان خالد وزوجه ليه في نفس الوقت وذا الشي ماكان بالسهوله اللي أنتا متصورها.. أنا قابلت ناس عمري ماتخيلت إني أقابلهم في حياتي، ناس مايفرقوا بين حلال وحرام وإنصدمت بتصرفات وأفعال بتنافي كل اللي أتعلمته وكبرت عليه وساعتها إكتشفت إن كلام علي صح و--

قاطعها بعدم فهم/علي!!

هزت رأسها بموافقه و تابعت بإبتسامه/ علي قبل ماأسافر جلس معايا وقلي شي لليوم عالق في ذاكرتي، قلي الناس دايما بتخاف من الشي المختلف والغريب عليهم وأنتي رايحه لناس وبلد غريبين عنك وطبيعي تحسي ويحسوا بإختلاف بينكم وعلشان تقدري تعيشي بينهم أسمعي وشوفي وقارني وأعرفي الغلط من الصح ومهما صار لا تبيني خوفك وضعفك لأحد لإن في اللحظه اللي هتبيني فيها ضعفك هتنداسي بين الرجلين وماهتقدري ترفع رأسك مره ثانيه.

أخذت نفس وبهدوء/أتاري الغربه بتعلم ياعبادي، وأتعلمت منها شي مهم وأساسي وهو إني سواء كنت تعبانه ولا كويسه.. فرحانه ولازعلانه.. محتاجه ولا مكتفيه.. أحساسي ومشاعري ذي ليا وتخصني لحالي ولازم محد يدري عني ولا عن اللي داخلي.. أتعلمت أقوم بواجباتي بدون ماستنى حقوقي من أحد فيهم..

جوري القديمه اللي كانت تحاول تجاري معاذ وعلي علشان يسمحوا لها تلعب معاهم أتغيرت وصارت ماتجاري ولا تحاول تثبت شي لأحد غير لنفسها وبس، خالد تركلها الجمل بماحمل وجوري ماقصرت وصارت عشره في واحد ممرضه ومدرسه وسباكه وكهربائيه وعاملة دهان وأي شي يخطر في بالك ممكن تسويه ولا أرجل رجال وكل ذا علشان ماتوطي رأسها في يوم أوتتنازل لأحد وتطلب منه شي مهما كان صعب ومستحيل أو مو من إختصاصها.. جوري الجديده خلتني أعتمد على نفسي ونفسي وبس

سألها بإستنكار/بس أنتي مو عايشه لوحدك أنتي متزوجه! خالد وين كان من ذا كله!

ردت بهدوء/ خالد هوا اللي خلاني أصير كذا وبعدها حلفت ووعدت نفسي إني في عمري مارح الجأ له لإني متأكده إنه مارح يكون موجود علشاني وقت ماأحتاجه فيها، مارح أخليه شماعه وأرمي عليه الغلط كله لإني ماأنكر إني حبيت ذا الشي.. قلت لنفسي ليه أستني شي من خالد أو غيره طالما ربي اعطاني عقل وصحه وأقدر أسوي كل شي بيدي .. أنا أخترت أكون سيدة نفسي وصاحبة القرار وحبيت الدور اللي أخترته وإستمتعت بيه لأقصى حد.. فضلت أكون حرمه قويه ومافي شي يوقفني على إني أكون وحده ضعيفه ومهزومه ومغلوبه على أمرها.. حبيت فكرة إني مو محتاجه لرجال يكون هوا حمايتي وملجأي وصرت أنا الحمايه والملجأ ليا ولغيري والحمدلله عشت وربي أغناني عن غيره وماحتجت لأحد في يوم..

مسك إيديها وبحنان/بس أنتي لازم تفهمي إن خالد خلاص خرج من حياتك وأنتي ذحين معانا، أحنا أهلك اللي نحبك ومارح نخذلك ونتخلى عنك وهنكون معاكي في أي وقت تحتاجينا فيه.

سحبت يدها منه وبثقه/أنا متأكده منكم وعمري ماشكيت في ذا الشي بس العله فيا أنا، أنا مو متأكده من نفسي.

ثبت وجهها قدامه وبقلق/مافهمت قصدك!

بعدت عنه ومررت يدها في شعرها بإرتباك وبشرح/ أنا عشت الدور ذا لسنين لدرجة إني أنغمست فيه وصار جزء مني والدليل إني إتصرفت بذيك الطريقه في موضوع خوله وزعلتك مني ومتأكده إن ذا بيكون شعور علي ومعاذ وبقية أخواني وأهلي كمان لو عرفوا.

أخذت نفس وبتردد/ أنا صح وأنا هنا أو في جده مابعرف أتحرك غير بيك ومابسوي شي غير بإذنك بس وقت الجد أنا بصير وحده ثانيه، عبادي أنا صار عندي ميل للسيطره والتحكم في كل شي يخصني وأتعودت أكون صاحبة الكلمه والقرار في حياتي وذحين بعد إنفصالي عن خالد أنا لسا بعيش وبتصرف على نفس الأساس بدون وعي مني و--

حس إنه سمع كل اللي كان محتاجه علشان يفهم بعض تصرفاتها الغريبه واللي ماكان فاهمها لحد الأن!

أخيراً فهم معنى جملتها الغريبه"أنا ماأحب أكون في وضع مقدر أتصرف فيه "

اتأمل إيديها وهي بتتحرك في الهواء بإنفعال مع كل كلمه بتقولها وبتأخذ نفس بين كل كلمه والثانيه وكإنها بتجبر نفسها عالكلام لين سكتت فجأه وطالعته بضيق/أنتا سمعت شي من اللي قلته
هز رأسه بموافقه صامته خلتها تسأله بتردد/وأيش رأيك فيه؟

فتح فمه وقفله بدون مايرد لما أتكلمت من جديد بإندفاع/مايحتاج تقول رأيك لإني أساساً عارفته وبدل ماأكحلها عميتها.

سكتت للحظات وتابعت بسخريه وهي تدور في المكان بتوتر/الظاهر إني صرت مجنونه من جد مو مزح ولا في وحده عاقله تقول اللي قلته.. بس للأسف ذي هيا الحقيقه أختك وحده بتفضل إنها تتصرف بتهور على إنها تخلي أحد يتحكم في حياتها و---

قاطعها بجديه/بس أنا مابغى أتحكم في حياتك ولا أحد من أخوانك وأنتي لما تحكيلنا عن مشاكلك وتطلبي نصيحتنا مو معناه إنك ضعيفه أو مغلوبه على أمرك.

سندت ظهرها عالجدار وغمضت عيونها بإحباط/عارفه إنكم مو كذا وإنكم مو زي خالد ولا هتتخلوا عني وتخذلوني في يوم من الأيام وعارفه كمان إن ذا مو ضعف بس أنا ماأتعودت أخذ وضعية المتفرج وأستنى اللي يتصرف بدالي أنا أتعودت أتصرف وأحل أموري بنفسي.

سكتت للحظات وتابعت بإرتباك/عبادي أفهمني.. أنا محتاجه وقت علشان أتخلص من خالد وذكرياتي معاه..محتاجه وقت طويل علشان أرجع أبرمج نفسي على حياتي الجديده معاكم ووجودكم الدايم فيها.. ومحتاجه لوقت أطول علشان أتغير وأتخلص من كل الأفكار اللي أترسبت داخلي ومن جوري الرجال اللي كنتها طول السنين اللي فاتت وللأمانه أنا لحد ذي اللحظه مو متأكده إذا كنت حابه أتخلص منها ولا لا!

وقف جنبها وبهدوء/أنتي السبب في حالتك ذي.. تكتمك عن طبيعة حياتك مع خالد وكبت مشاعرك مابيساعدك وحتى لما أتزوج وحاولت عالأقل أعرف شعورك وقتها ماقلتيلي شي وقلبتيها ضحك وجنان كالعاده، يمكن لو تحكي وتفضفضي كل اللي حاسه فيه هيختفي ومهما كانت الأفكار والعادات الغبيه اللي صدقتيها وأتعودتي عليها أنا أكيد إنها هتتغير مع الوقت.

طالعته بشرود/مو كل شي ينحكي ياعبادي ومو كل شي ينحل بذي الطريقه، يمكن فهمت من كلامي إن خالد شخصيته ضعيفه بس هوا مو كذا.. خالد صح كان معطيني مجال وصلاحيه أتصرف في كل شي بس مو لإنه كان ضعيف لا.. هوا يمكن كان بيكفر عن غلط أو بيحاول يعوض عن نقص حبه ليا أو لقي فيا شخص ممكن يعتمد عليه ويقاسمه مسؤلياته الكثيره خاصةً بعد موت أبويا محمد(أبوخالد).

طالعها بإستغراب/خالد ماكان يحبك!

ردت بتنهيده/أكذب عليك لو قلت يحبني وأكذب لو قلت يكرهني.. أنا بنفسي مو عارفه أيش اللي كان بيننا وكمان أشك إنه هوا بنفسه عارف! اللي بينا غريب لا هوا حب ولا كره ! كان بينا إحترام وود وكل واحد فينا بيعمل واجباته كأب وأم على قد مايقدر بس كان في حلقه مفقوده شي ناقص ومخرب كل شي بينا

سألها بتردد/طيب وحياتكم كزوج وزوجه.

طالعته بعدم تصديق /أيش ذا السؤال الغبي ياعبادي، لاتكون مستني أرد عليه!

رد بإبتسامه/أكيد مستني رد كان ليه سألت.

حست بالدم يزحف لوجهها وأعطته ظهرها ومشيت بسرعه/ أنا اللي أستاهل اللي صدقتك وجالسه أحكيلك.

مسك يدها ورجعها مكانها بقوه وبسخريه/يا غبيه أنا قصدي حياتكم العامه كزوجين وين راح بالك ياقليلة الأدب.

سحبت يدها وعضت شفايفها بإحراج/ أنتا اللي أسئلتك ملتويه وتلخبط الواحد وأنا مو ناقصه لخبطه.

ماقدر يتمالك نفسه لما شاف وجهها الأحمر وعيونها اللي ترمش بإرتباك وأنفجر من الضحك وهي بتتفادى نظراته وموطيه رأسها وبتلف خصل من شعرها على أصابعها بإحراج، وقف ضحك وأخذ نفس عميق وبإبتسامه/خلاص يلا ردي عالسؤال.

هزت رأسها بنفي وبصوت واطي/جدي صقر قال الكلام في الفايت نقصان عقل وذا شي راح وإنتهى ومامنه فايده.

رد بسخريه/يعني حكيتي عن جنونك وحبك للسيطره والكلام الكبير اللي مدري من وين جبتيه ووصلتي للمهم وصار نقصان عقل.

تركت شعرها ينسدل على وجهها ويغطيها عنه وبهدوء/ أنا حاولت أفهمك إني أتغيرت وماعدت جوري اللي تعرفها علشان تفهم سبب اللي سويته وليه.. أنا أتعودت أبادر وأتصرف بنفسي وبدون ماأرجع لأحد مو لإني مابحترمكم أو عاملتلكم حساب لكن ببساطه لأني بثق في نفسي وبس.. وأنتا إذا لسا زعلان مني وشايل عليا فأنا هظل أعتذر واتأسف لك لين تسامحني بس رجاءً لاعاد تفتح لي سيرة خالد أو تسألني عنه مدام أنا ماجيت وحكيتلك بنفسي.

رد بجديه/أوعدك ماعد اسألك عنه ولا أجيب سيرته وأبغى وعد منك إنك ماتتصرفي بذي الطريقه مره ثانيه ومهما كان نوع المشكله اللي هتصادفك توعديني إنك ماتخبي عليا وتكلميني مهما كنتي متخيله كيف هيكون رد فعلي أو عالأقل تكلمي علي أو معاذ المهم ماتكوني لوحدك.

ردت وهي على نفس وضعها/ يعني وحده بوحده!

رد بإقناع/ لا طبعاً لإني وعدتك وإنتهيت لكن أنتي قدامك وقت تفكري، بعدين أنتي قلتي إنك محتاجه تتغيري والتغيير ذا محتاج لخطوات ووعدك ذا يعتبر أول خطوه في رحلة علاجك ولا كلامي غلط يادكتوره!

أخذت نفس ورجعت خصلات شعرها وراء أذنها وطالعته بتفكير/أوعدك أتصرف بتروي أكثر وماأتهور وأوعدك كمان ماأخبي عالأقل عنك لكن علي ومعاذ صعبه شويه.

رد بتساؤل/لإنهم حازمين وأنا لا! ولإني بدلعك ومعطيكي وجه ومتساهل م--

حطت كفها على فمه وقاطعته بجديه/لاتصدق كلامهم لإنك مو كذا وأنا مو شايفتك كذا..

شالت يدها وبهدوء/صعب أحكيلهم لإنهم علي ومعاذ بس، هما بالنسبه ليا شي كبير وماقدر الجأ لهم عمال على بطال، لكن أنتا عبادي تومي وأقرب واحد ليا.. أنتا الوحيد اللي ماقد اتخاصمت واتعاندت معاك على شي.. من صغري وقد ماأفتكر وأنتا يدك بيدي ومهما صار مني ومهما أشتكوا من تصرفاتي وعاتبوني وحتى ضربوني أنتا كنت غير.. أنتا كنت على طول جنبي وبتدافع عني وتعلمني وتفهمني حتى في مرضي كنت أنتا أول واحد أفتح عيني عليه وأول واحد ألقاه جنبي، بس أنا اللي أتغيرت وأ--

قاطعها بأمر/خلاص ماله داعي ذا الكلام مدام وعدتيني.

ردت بمراره /إلا له داعي لإني بسبب الشال زعلت منك ونسيت أيش يعني عبادي وبسببه برضه عاندتك وعاملتك ببرود علشان تطفش وماعاد تسألني عنه مره ثانيه لإني مقدر أجاوبك وسقت فيها لحد ماوصلنا لذا الحال.

عقد حواجبه وفي باله"الله يأخذ الشال ويريحني منه" وبضيق/وهذا كمان أوعدك ماعد اسألك عنه ومتى ماحبيتي تحكيلي عنه قدك عارفه طريقي، وخلاص يكفي كآبه وغم لليوم شويه خالد وشويه الشال وصاحبه مافي شي يفرح.

طالعته بتكشيره/ كنت مفكره إنك مبسوط لإني بفضفض لك بس شكلك رجعت في كلامك.

رد بتكشيره مماثله/مبسوط بالفضفضه بس في فضضه تغم لإن فيها سيرة بعض ناس ماينزلوا من زور وفي فضفضه تفرح وتسر القلب.

وقفت وإتخصرت وبلكاعه/قد أسمها فضضه وأنتا لسا هتنقي.

سكتت ونقرت بإصابعها على خدها بتفكير/أمممم فضفضه تفرح! زي إني فرحانه لأحلام ويزن أو زي إني مبسوطه بجية أبويا مساعد والبنات أو يمكن زي--

قاطعها بإبتسامه/أو زي إني سامحتك وماعدت زعلان منك.

كررت وراه بشرود / فعلاً أو إنك تسامحني وذي هتكون أحلى فضف---

سكتت فجأه وهي تركز في اللي قاله وطالعته بعدم تصديق/سامحتني وماعدت زعلان مني!

هز رأسه بموافقه وإبتسم على شكلها المذهول وهي تسأله بإصرار/سامحتني بإقتناع! سامحتني من جد! سامحتني من قلبك!

أتوسعت إبتسامته على شكلها الطفولي وهي قدامه ومو قادره توقف بثبات بشعرها المفرود ونظرة الرجاء في عيونها الواسعه اللي تطالعه في إنتظار تأكيد كلامها وذكرته بشكلها وهي بتسلم عليهم يوم العيد وكلها حماس ولهفه للعيديه اللي هتأخذها منهم، نعكش لها غرتها وبتهديد/شكلي هغير رأيي واسحبها.

ردت بإندفاع/هوا لعب عيال دوبك سامحتني و--

شهقت وغطت فمها بكفها بإحراج لما قاطعها بضحكه/ سمعتك ياهبلا، أنتي متى هتركزي وتفرقي بين اللي بتفكري فيه واللي بتنطقيه بصوت عالي.

ضربات الأرض برجولها بغيض/ياخي مو راضيه تزبط معايا أبداً!

فجأه ركزت وطالعته بإبتسامه/يعني خلاص أنتا سامحتني أكيد.

ضرب جبينه بكفه بيأس/حالتك صعبه وميؤس منها.

نطت عليه وضمته بقوه وهي بتسمعه كل كلمات الشكر والإمتنان في العالم والممزوجه بضحكتها العاليه
باريس، التاسعه صباحاً

وقفت قدامه بتردد/أعدك بأني لن أخذ الكثير من وقتك.

أشر لها تجلس وطلب لها قهوه وببرود/ماالأمر الطارئ الذي دعاكي لمقابلتي في هذه الساعه.

سحبت من شنطتها ظرف صغير وحطته عالمكتب بإرتباك/أنا أعلم بإن أعمالك كثيره ولكن أرجو منك الحضور ففي النهايه إنه جزء عملك.

فتح الظرف ولقي دعوه لحضور عرض أزياء وإنتبه لأسم المصممه وطالعها بهدوء/ عندما قلتي إنكِ بحاجه لبداية جديده لم أكن أتوقع سلوكك هذا الإتجاه لكن في كل الأحوال تهاني لكِ.

دخل السكرتير بالقهوه وأخذت فنجانها بإمتنان/كنت إمتلك الموهبه منذ صغري ولكني فضلت سلوك طريق أسهل للنجاح ، لكن عندما إنتهيت في الشارع عدت إلى صوابي والفضل في ذلك يرجع إليك، وكما ترى أعدت ترتيبهم أولوياتي وقمت بإفتتاح خط إنتاج أزياء خاص بي .

رد بهدوء/حسناً وكيف أصبح خط إنتاج الأزياء الخاص بكِ جزء من عملي مونيكا!

مونيكا بإبتسامه/بما إني قمت بتأسيس عملي الصغير بمالك الخاص فهذا وبلا شك يجعله جزء من عملك وأعدك هذه المره لا ألاعيب بل مجرد عمل.

وقف واتأمل منظر برج إيفل من شباك مكتبه وبهدوء/لقد فكرت في لقانا الأخير ووجدت إنكِ على حق، يحق لكل شخص فرصه أخرى لتصحيح أخطائه ولكل شخص طريقته الخاصه للقيام بذلك.

سألته بعدم فهم/مالذي تعنيه!

إلتفت لها بشرح/ رغم إنكِ السبب الرئيسي في تحول حياتكِ نحو الأسوء إلا أني ساهمت في ذلك بطريقه أو بآخرى وبما أنكِ قمتي بتذكيري بأمر مهم، فكرت إن المال قد يقوم بحل مشاكلك وبذلك أصبحنا متعادلين وأنتِ لست مدينه لي بشيئ.

وقفت وبعدم تصديق/هل تعني بإنك لن تطالبني بسداد المال الذي أدين به لك؟

تابعت بصدمه لما هز رأسه بموافقه/ولن تطالبني بالفوائد أيضاً؟

رد بهدوء/إن لم أقم بإعطائك أي مال فلا توجد فوائد أليس كذلك؟

صرخت بفرح/ياإلهي، هل تعني ذلك حقاً

طالع في ساعته بصمت فهمته وأخذت شنطتها وبإبتسامه/مهما يكن لازلت أتمنى حضورك فوجود سند المنذر في عرض أزياء مصمم مبتدئ سيساعد في لفت الأنظار إليه وإستقطاب المستثمرين.. حسناً لن أنسى صنيعك هذا ماحييت فشكراً لك.

ودعته وخرجت وتركته لأفكاره اللي رجعت تحوم حولها بإصرار وبهمس/أنتي اللي للحين ماتعادلت معها ولا حتى قربت من سداد الدين..

قلب في جواله ووقف عند أسم ثريا وبتفكير/ أول شي لازم أفهمه هو سالفتك مع سعد وباقي الأمور بتنحل مع الوقت.

كان متأكد إن ثريا عندها عالأقل طرف الخيط اللي ممكن يساعده على فهم كل شيئ يخصها وكل اللي لازم يسويه هو إنه يسألها بالطريقه الصح.
من يحبــــــــــــك كثر ما احبك انا ... و من يحبك حاول و ياما اجتـــهد

و من في عينه شــوفتك كل المنا ... لا ورب العــــــــــرش ماغيرك ابد

انت شوفي وانت عمــري و الهنا ... يا جسد بي روح و لو روحي جسد

و انت عيني و انت نوري و السنـا ... و انت اسبـــــــابي اذا حبي خمـد

و انت ميعادي و سهـــدي و العنا ... و انت تعذيبي و صبري و الجـــلد

و انت راحـــاتي و روحي و الضنا ... و انت الاول ما بها قبـــــل و بعد

لمنا جــــو المحبــــــــــــة و ضمنا ... و من بعد قربك انا كيــــف ابتعد

شوف ما اكبـــر يا حبيبي عشقنا ... فاق كل العشــــق وحده و انفرد

لو يــــــــوزع على البسيطه حبنا ... ما بقى حد بها يكـــــــــــره احد




بعد أسبوع

صنعاء،التاسعه صباحاً


صحي ولقي نفسه لحاله في الغرفه ورجع أتمدد مكانها وضم مخدتها لصدره وإبتسم براحه وهو يشم باقي عطرها وصورتها وهي واقفه بفستان الزواج مافارقت خياله لحظه.. أتذكر كيف رفعت عيونها وطالعت فيه بمجرد مامسك إيديها وحتى لما باس جبينها واتأمل ملامحها الفاتنه وهو يسمي ويذكر الله عيونها ظلت عليه وكأنها بتقول أنا شايفتك وعارفه ملامحك.. ماحس بأبوها وأخوانها وهم يسلموا عليهم ويباركوا لهم ولا ركز وقت ما صوروهم كل اللي كان حاس فيه هو وجودها جنبه وإيديها اللي بين إيديه و--

صوت الباب اللي أنفتح طلعه من أفكاره الجميله وجات عيونه على وجه أجمل.. وجه حبيبته وزوجته.

غمض عيونه بمكر وإستكان مكانه أول ماقربت من السرير ومدت إيديها تتحسس مكانه برقه/ يزن..يزن.. هيا قوم السا--

صرخت لما سحبها فجأه وطيحها عالسرير جنبه وبهمس/بسم الله عليش .

أخذت نفس وبعتاب/يزن حرام عليك وقفت قلبي.

حاوط وجهها بكفوفه وبحنان/سلامة قلبش ياقلب يزن وروحه، صباح الخير والفل والياسمين ياأحلى حلم في حياتي.

حاولت توقف وبخجل/ صباح النور.. أنا.. جوالك بيرن من أول.

ماسمح لها تبعد عنه وهمس لها في أذنها/ قليلين ذوق أحد يتصل لعرسان من الصبح.. المهم وين سرتي؟.

ردت بإرتباك/الأكل.. جهزتلك فطور.

مسك كفها وباس أصابعها واحد واحد وبحب/تسلم الأيادي ياقلبي بس أحنا مش أتفقنا نسوي كل شي سوا ليش تقومي من جنبي وتفلتيني فقدتك.

سحبت يدها وبلعثمه/الساعه.. تسعه و

ماعرفت تكمل جملتها وهي تحس بذراعه اللي إلتفت على خصرها وشدتها لصدره بحنان خلاها تسند رأسها عليه براحه، للأن لازالت بتستوعب فكرة إنهم خلاص صاروا زوج وزوجه إجتمعوا تحت سقف واحد.. سقف بيتهم.. بيتها .

ماكانت أبداً متخيله ولا في أحلامها إنها هتشوف ذا اليوم.. أو بالأصح تعيشه بما إنها مابتشوف من الأساس، لأول مره في حياتها بدل ماتغرق وسط ظلامها صار العكس وفردت جناحها وطارت وحلقت ووصلت لمكان ماكانت تحلم توصله.. مر أسبوع من ليلة زواجها لليوم وكأنها حلم!

سبعة أيام كلها حب وغرام ورومانسيه وحياة جديده مع يزن زوجها وحبيبها اللي أتحدى الكل علشانها وأثبت لها حبه وصدق مشاعره.

أتعلقت فيه أكثر وهو يوزع بوساته على وجهها وبيسمعها كلام حب وشوق ذوبها وخلاها تتجاوب معاه بدون تردد.

،

،

،

،

،


الرياض، الخامسة مساءً


إبتسم الجد وهو يتفرج على صور الزواج اللي بتجمع بينهم وبين بيت الجابر وأتذكر إتصالات علي المطوله وترتيبه معاه على زيارتهم وكيف أستقبلوهم في المطار بحراره ولهفه خلته يحس كأنه يعرفهم من مده طويله، والأربعه الأيام اللي قضوها في صنعاء بينت له معدنهم الحقيقي، نخوه.. مرؤه ..كرم.. رجوله لمسها في معاملتهم وطريقة حياتهم خلته يعجب بهم وتصميمه زاد في إنه يناسبهم مهما كلفه الموضوع.

أتوسعت إبتسامتك لما أتذكر جوري اللي ضحكتها مافارقتها من ساعة ماوصلوا وفرحتها وإمتنانها بجيتهم كانت واضحه من عيونها وكلامها وحركتها اللي ماوقفت، وبعد مارجع من عندهم حس براحته زادت لما اتأكد إن إختياره لها كان في محله.

جوري هي اللي الوحيده اللي هتقدر تنسيه ماضيه مع سمر وهي اللي هترجع سند الأول وتخليه يبدأ حياة جديده.

مسك صوره بتجمعه بعلي اللي كان مثل ماتخيله بالضبط.. رجال أثبت حضوره بينهم وترك أثر عميق في نفسه ونفس كل شخص قابله بسبب هيبته وشخصيته القويه والواثقه وبمجرد ماجلس وأتكلم معاه عرف إنه هو الشخص المناسب اللي هيساعده في خطته بدون مايعرف، إلتفت لولده مساعد بتفكير/موبملاحظ إن سند بدأ يتغير!

إبتسم برضى/الحمدلله يبه وين كان ووين صار، من بعد ماقرب من عياله وكل شي بدأ يتحسن.

حرك يده بإعتراض/أنا أقصد تغيير غير اللي تحكي عنه.. أقصد بروده ووجهه الجامد أحسه بدأ يلين شوي وصار يفقد أعصابه من وقت للثاني ويقط حكي بدون لاينتبه..

عقد حواجبه بإستغراب/لاحظت بروده خف وبسمته تنشاف من وقت للثاني لكن ماقد أنتبهت للي قلته، يبه سند الكلمه ماتطلع منه عبث وإن قالها فهو يقصدها.

داعب لحيته وردد كلامه بتفكير/ الكلمه ماتطلع منه عبث وإن قالها فهو يقصدها!! الظاهر إن اللي في بالي صار قريب وأقرب من اللي كنت متأمله بعد.

أبو سند بتنهيده/يبه شفيك تحاكيني بالألغاز في الأول سالفة علي اللي قلت لنا مانجيب طاري إنه يصير أخو جوري قدام سند والحين حكيك ذا، ترى ضيعتني وماعاد فهمت شالسالفه!

رد بإبتسامه/وحنا ماكذبنا علي ولد خال عبدالرحمن وحسبة أخوه الكبير، وبس يوصل سندنا بالسلامه ساعتها بتفهم كل شي.

طالع بحيره في أبوه وهو متأكد إن وراء إبتسامته خطه جديده بيجهزها لسند.
جده، التاسعه مساءً


ردت بعدم فهم/قصي بلا عباطه وأهرج عدل، أيش اللي خطه وغرض، ركز وفهمني بهداوه.

طالعها بعصبيه/محد عبيط غيرك لإنك مو شايفه أيش بيسووا وأحنا بنتفرج عليهم بدون مانتصرف .

عقدت حواجبها بإستغراب/أيش اللي سووه بس ! الناس تاعبين نفسهم وجايين زواج خالتك و--

قاطعها /وأنتي على بالك جايين لله! ماهيا ذي خطتهم ياغبيه.

ردت بحده/قصي وبعدين معاك أهرج بأدب ولا خليك ساكت أحسلك.

طالعها بعصبيه/أنتي ليه مو راضيه تفهميني، أقلك هما جايين علشان الزواج بس مو زواج خالتي أحلام ، ذول جايين علشان أمي.

ردت بملل/ماالبيت كله عارفين إنهم جايين علشان خاطر ماما حتى جدو صقر الله يعطيه العافيه كلف على نفسه وجاء يتعرف على خيلاني علشان يقوي علاقتنا بيهم أيش الجديد في كلامك!

صرخ بقهر/الجديد إنهم جايين يخطبوها هما جايين يخطبوا ماما فهمتي ولا لسا.

سألته بعدم إستيعاب/ يخطبوا ماما! يخطبوا ماما لمين!

رد بقهر/أكيد لأبو بدر وبتول.

مسكت إيديه وجلسته جنبها بالقوه/أترزع هنا وفهمني أنتا مين اللي قلك الهرجه دي هاا، بدر قلك شي! سمعت جدو صقر ولا مساعد يهرجوا مع جدو عبدالله ولا خالو علي ولا معاذ!

هز رأسه بنفي/محد قال ولا سمعت منهم شي.

صرخت بعصبيه/يعني قاعد تتونس على دماغي بهرجك الغبي دا، لا وحضرتك منقي العريس وبتتكلم بثقه كمان.

دف يدها وبغضب/ أنا مو قاعد أمزح معاكي أنتي لو تفكري شويه هتلقي كلامي صح، أمي مطلقه وتحب بدر وبتول وهما نفس الشي وهما أمهم ميته وأبوهم رجال مو متزوج وموناقصه شي ليه مايتزوجها علشان تنتبه لعياله أكيد هوا مافي غيره.. طيب مو ملاحظه إن إتصالاتهم زادت بعد طلاق أمي وكل شويه عزايم وجدي مساعد جاء مع ماما وذحين جدي صقر غير الأهتمام والهدايا اللي جابوها، أحنا بس اللي أغبياء وماأنتبهنا لحركاتهم ولا هيا واضحه ومفهومه.

عضت أصابعها بتوتر/قصي لاتلعب في دماغي بملاحظاتك دي ولو في حاجه من اللي بتقولها كنا عرفنا ماما مارح تخبي عنا شي زي دا.

رد بسخريه/لااا، وهيا كانت قالتلنا عن خالي صدام ولا صاحب خالي معاذ اللي خطبها!

ردت بتفكير/وتقول ليه وهيا رفضتهم..

إلتفتت له بجديه/قصي حبيبي قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وسيبك من الأوهام دي، ماما أكيد مابتفكر في دا الشي وهيا قالتلنا بنفسها إنها مرتاحه كدا.

أيه هوا اللي مابفكر فيه ياياسمين.

إلتفتوا وشافوا أمهم اللي دخلت عليهم بدون مايحسوا وقطعت كلامهم وبتطالعهم بتساؤل، ردت ياسمين بتوتر/هاا لا دا قصي كان بيقولي ..إنك يعني ..شكلك --

قاطعتها جوري بضحكه/خلاص حبيبتي أرتاحي أنتي لإنك موعارفه تجمعي كلمتين أو كذبتين على بعض وخلي قصي قلبي يحكيلي.

وألتفتت لقصي بعتاب/هاا سيد قصي أيش الشي المهم اللي خلاك تسيب الرجال وتجي تجلس مع أختك وأنتا معصب كذا خير!

رد بعصبيه/وإذا قلتلك هتجاوبيني بصراحه ولا بتقوليلي أنت لسا صغير ولاتتدخل.

سكتت للحظات قبل ماترد بهدوء/لا وين صغير وأنت ماشاء عليك صرت رجال وبتعلي صوتك وبتنفخ وتعصب على أمك وكمان طلعتها كذابه بس بلفه دبلوماسيه.

شحب وجهه وبإرتباك/ ماقصدي أنا بس كنت معصب من ياسمين.

ردت بحزم/مهما كنت معصب فذا مايديك الحق إنك تعلي صوتك عليا، أنا أمك جنتك ونارك يعني توصل عندي وتوقف وتنتبه لأسلوبك ولا كتاب الله اللي بتقرأ فيه كل يوم حفظ وبس.

باس يدها بندم/أمي والله أسف سامحيني.

طالعتها ياسمين برجاء/ماما لاتزعلي منه من جد هوا كان معصب وماركز.

طالعتهم بصمت للحظات وبهدوء/ أول وأخر مره تكلمني كذا ياقصي فاهم.

هز رأسه بموافقه/ سامحيني وأوعدك أخر مره والله ماأعيدها الله يحفظك لاتزعلي.

ردت بتنهيده/ موزعلانه حبيبي والله يسامحك دنيا وآخره.

سألها بتردد/أمي أنتي مارح تسيبينا أبداً صح؟

حاوطت وجهه بكفوفها وبهدوء/حبيبي أنا مو قلتلكم إنه ماينفع أجلس معاكم أكثر من كذا وأبعد خالكم عن زوجته وأهله، وأنا لازم أرجع لأهلي وأنتوا كمان هتكونوا مع أهلكم أبوك وأخوانك وجدتك وماما ندى، صح أحنا مارح نكون مع بعض دايماً بس ذا مو معناه إني هسيبكم..بإذن الله هجيكم بإستمرار حتى في أيام المدارس وأنتوا كمان هتجوني والنت والجوالات الله يحفظهم قربوا البعيد وهيساعدونا وحياتنا هتمشي.

ياسمين بتوتر/بصراحه ياماما قصي.. يعني حاس .. إنك هتتزوجي وتبدي حياتك من جديد بدونا.

نقلت نظراتها بينهم بصدمه/أتزوج وأبدأ بدونكم! أنتوا من وين جايبين الكلام ذا؟

أشرت له ياسمين علشان يسكت وردت بسرعه/قصي سمع جده فاطمه بتكلم جده أروى عن خالي صدام والرجال الثاني اللي خطبك.

سألته بإستغراب/بتتنصت على جدتك ياقصي!

رد بدفاع/لا، أنا كنت جالس أذاكر وهيا أتكلمت قدامي يعني مو بالعنيه.

طالعته بهدوء/طيب مدام سمعتها فأكيد عرفت إني رفضتهم والموضوع إنتهى وأحنا وضعنا هيفضل زي ماتفقنا عليه.

إبتسمت ياسمين براحه/شفت قلتلك ماما مابتفكر في الزواج وهيا مرتا---

قاطعها قصي بشك/ ولو جوا غيرهم هترفضيهم كمان صح!

عقدت إيديها على صدرها وطالعته ببرود/وذا سؤال ولا أمر ياسيد قصى.

رد بإرتباك/أنا مو قصدي كذا أنا أبغى أطمن على وضعنا بس .

جوري بهدوء/وأيش اللي مو مطمنك في وضعك الحالي.

بلع ريقه بصعوبه / بصراحه أنا مابغاكي تتزوجي وتجيبي عيال غيرنا.

هزت رأسها بتفكير/أممممم ماتبغى! وذا على أساس إنك ولي أمري وأنا أصغر عيالك ولا أيش بالزبط!

مسك يدها برجاء/أمي الله يحفظك لا تفهميني غلط أنا--

سحبت يدها وقاطعته ببرود/ أفهم اللي هقوله لإني ماهعيده مره ثانيه، إذا في يوم من الأيام حبيت أتزوج فماهأخذ أذنك ياسيد قصي وهتلقى نفسك معزوم من ضمن المعازيم.. فهمت؟

طالعها بصدمه لدقيقتين قبل مايهز رأسه بموافقه جامده وتابعت بأمر/إذا أطمنت ياريت تروح تقوم بواجب ضيوفك.. وأنتي ياست ياسمين بيتهيألي عندك ضيوف تشوفيهم أنتي كمان.

خلصت كلامها وخرجت بدون ماتسمع ردهم وإلتفتت له ياسمين بحده/أنتا أيش اللي هببته دا! كيف تكلم ماما كدا وتأمرها كمان!

طالعها بشحوب/أنا موبقصدي أمرها.. طيب هيا ذحين هتتزوج ولا لا!خطبوها ولا لا!

هزته بعصبيه/ أنتا عليك عفريت أسمه زواج وخطوبه، ماما ذحين آخر شي تفكر فيه هوا الزواج وحتى لو فكرت فهيا حره وأحنا مالنا حق نمنعها.

سألها بعدم إقتناع/كيف مالنا حق ذي أمنا و --

قاطعته بغضب/كويس إنك لسا فاكر إنها أمنا وياريت ماتنسى دا الشي، بعدين ياغبي يابو مخ تخين هيا قالتياغبي إذا إذااا يعني ذحين مافي شي من اللي في بالك فسيبك من هرجك الفاضي اللي هيزعلها منا وخلينا نقضي اللي باقيلنا معاها وأحنا مبسوطين و--

كل ذا بتفكر! ماترد على سؤالي وتخلصني.

إلتفت للصوت اللي طلعه من ذكرياته وإتنهد بضيق وطالع في أبوه اللي كان يتهرب منه من يوم مارجع من صنعاء علشان لا يسأله عن أمه وأخبارها بس اليوم أبوه رجع بدري وكان هوا وياسمين لسا جالسين فأصر يتعشوا سوا وماصدق ندى وياسمين راحوا يجهزوا العشاء فأخذه وراحوا غرفته علشان يسأله، طالعه خالد بعصبيه/أنتا مبلم كذا ليه! قول أيش صار وأنتا هناك، سمعت شي غريب! أمك قالتلك شي عن عريس ولا شي!

رد بضيق/ماصار شي وماسمعت شي عن اللي بتقوله وقلتلك ماما ماهي حول الزواج ولا بتفكر فيه.

دار في الغرفه بتوتر وبشك/قصي متأكد من كلامك! يعني جدك مساعد ذا مالمح لجدك عبدالله ولخيلانك عن خطوبه وزواج؟

رد بثقه/أصلاً هما ماجلسوا غير أربعة أيام يومين الزواج ويومين قضيناها تماشي والكل كان مشغول ومافي وقت للي بتقوله ذا.

رد بتوتر/إن شاء الله يكون كلامك صح.

جلس جنبه وبتردد/ طيب أمك مابتجيب سيرتي قدامك أنتا وأختك! مابتقول شي عني!

طالعه بعدم فهم/شي زي أيش!

رد بشرح/يعني كيفي.. أيش مسوي.. سلموا على أبوكم، يعني أشياء زي كذا.

هز رأسه بنفي/ماعمرها قالت ولاسألت.

وقف وطالعه بحده/أنتا شكلك مابتركز معاها وهيا تهرج ولا مو معقول ماتجيب سيرتي ولو مره عالأقل.

دخلت ياسمين قبل مايرد عليه قصي وطالعتهم بإستغراب/بابا أنتا هنا! يلا العشاء جاهز.

خرج قصي بسرعه بدون مايطالع في خالد اللي حس إنه هينفجر من القهر.


،

،

،

،

،


الرياض، الثانية صباحاً

مس..اء الخييير يااا.. قطوه.

إلتفتت وشافت أخوها سلطان يترنح ويتكلم بثقل وراحت له بسرعه/أنت جنيت! وش جايبك هنا وأنت بهالحاله ومتى رديت من السفر!

رد بثقل/ذا بييتي ..يااغبيه.

سندته بصعوبه للمصعد وطالعته جناحه وبالقوه وصل لسريره وإرتمى عليه، خلعت جزمته وبتأفف/ أنت تبي تورطني معك! أبوي إن شم خبر ولاشافك بهالمنظر بيصلون عليك جنازه.

رد بضحكه/شم..خبر.. أبوييي..كلب ع--

قاطعته بإبتسامه/لااا أنت منتهي عالآخر، الظاهر السهره كانت حيل حلوه.

هز رأسه بنفي/حلوه..طل ..بعينك نفسهم ..كل يووم.

أتعدل وأشر لها تجلس جنبه وبهمس/أنتي .. ياكذااابه.. وين.. وين رفيقتك.. اللللي صورررتيها هااا ووين!

زفرت بضيق/بعدك متذكر!

هز رأسه بموافقه وتابعت /تدري جاتني تبكي وتعتذر وتقول سامحيني عمتي شذى وأنا آسفه و--

قاطعها بضحكه/وأنتي.. سامح..تيها يا.. حنونه.. شذى الحنووو.. نه.. غبيه..أنتي..غبيه..

إتذكرت كيف دخلت المطبخ بعد طلعوا البنات وفرغت علبة الملح في الأكل بعد ماقعدت رؤى ساعه تغيض فيها وتمدح في طبخ جوري بس الحيوانه رؤى قالت لها إنها سوت المرقوق والجريش وبدل ما الكل يحشوها ويعيبوا طبخها خرب طبخ ثريا والمدح كله راح لها.. وقتها حست إنها بتنفجر لو سمعت كلمه زياده في مدحها وقررت تحول السالفه لصالحها وتخرب بينها وبين ثريا بس للأسف محد صدقها ومن كثر قهرها ماأستحملت تشوفها وفي نفس الوقت تحذير أبوها كان بيرن في دماغها ومخليها على أعصابها فتركتهم وطلعت غرفتها وقفلت على نفسها و

هي بترد ..تتمسخخر.. عليكي.. وتقو..لين ..سلطااان ساعدني

طلعت من أفكارها على صوت سلطان وردت بحده/أوووه قلت لك باست رجلي علشان أسامحها خلص فكني من هالسالفه وأنساها.. بعدين شتبي بصورها! ماشبعت بنات! أنت مو مخلي لاداخل المملكه ولاخارجها والبنات اللي تعرفهم أكثر من الهم عالقلب و--

قطعت كلامها لما طاح عالسرير وراح في النوم بدون مايحس وبغيض/مالت عليك الحين شلون بكمل سهرتي بعد ماعكرت مزاجي بسيرتها.

سبت فيه وفي جوري وخرجت وصفقت الباب بقوه وحقد.
لندن، السابعه صباحاً


مصيبه ياسند مصيبه.

قفل اللابتوب ورفع رأسه لريان اللي دخل فجأه وبإستغراب/خير إن شاء الله!

طالع في ريان اللي إستند عالمكتب بوجه شاحب وأنفاس مقطوعه بدون مايرد عليه، مسكه من ذراعه وساعده علشان يجلس وناوله كاسة ماء شربها بسرعه، جلس جنبه وبقلق/ ريان شصاير.. أبوي ولا أحد من أهلي صار لهم شي!

هز ريان رأسه بنفي ووقف وصار يدور في الغرفه وهو يتكلم بسرعه وإنفعال/ الحقير أتحرك ياسند وبدأ ينفذ كل اللي قاله وحنا ياغافل--

ثبته سند مكانه وقاطعه بأمر/ ريان خذ نفس وأذكر الله وفهمني السالفه بهدوء ومهما كان اللي صار فكل شي له حل مدام الكل بخير.

سمى بالله وصار يتنفس بعمق لفتره قبل مايتكلم بتوتر/نفذها ياسند نفذها..رسايل التهديد حقيقيه مو بتهويش وكلام فاضي مثل ماكنت تقول.

عقد حواجبه بإستغراب/نفذها! شقصدك؟

طالعه ريان بعصبيه/الحادث اللي صار لك كان مدبر ياسند ومو بمثل ماظنينا.

نفض الذكرى من رأسه وطالع ريان بتساؤل/وأنت شلون عرفت.. منو قالك!

رجع ريان يدور بعصبيه/لما أخذوا عالسياره الورشه وغيروا الكفر لقوا فيه رصاصه.. رصاصة بندقيه ياسند.. فاهم وش يعني هالشي.

أخذت نفس وبتفكير/يعني فيه قناص عارف خط سيري ومحدد نقطة الهجوم والتوقيت بعد.. إنتظرنا آخر الليل في طريق ريفي نادر تمر فيه سيارات في هالوقت.. يعني كان في غيره متابعني خطوه بخطوه وبلغه بوقت خروجي من الفندق و--

قاطعه ريان بتوتر/السالفه أكبر من كذا ياسند لإن ذا موبكل شي.

طالعه سند بجديه/أنت شفيك تكلمني بالقطاره خلصني وعطني السالفه من الآخر.

ريان بنفس التوتر/تذكر تسرب الغاز اللي صار في فيلا باريس قبل سبع شهور تقريباً
رجع بذاكرته لذيك الفتره واتذكر اللي حصل..

وصل المصنع في وقت مبكر واتفاجأ بإتصال سكرتيره دانيال من مكتب باريس وبلغه إن فيه بنت أسمها كريستين مصره تكلمه، كانت كرستين بنت الطباخ اللي يشتغل عنده في باريس وساكنه مع أبوها في الملحق، ولما كلمها قالت إنها وصلت من السفر ولما مالقت ابوها في الملحق دخلت تدوره في الفيلا وهناك لقيته وباقي اللي يشتغلوا في الفيلا مغمى عليهم بسبب تسرب الغاز ولولا إنها إتصرفت بسرعه وقفلت الغاز وفتحت كل الأبواب والشبابيك وطلبت لهم الإسعاف اللي نقلهم عالمستشفى وقدروا ينقذوهم في أخر لحظه كان ممكن لاقدر الله يموتوا أو يعانوا من إعاقات لبقية حياتهم.

طلع من أفكاره وسأل ريان بشك/ لاتقول إن ذي بعد مدبره!

هز رأسه بموافقه/أنت وقتها كان لك يومين تنام في الفيلا بس في اليوم الثالث أنت سافرت روان فجأه.

إبتسم سند بسخريه/وقتها جاني إتصال الساعه آخر الليل بخصوص الإضراب اللي نظموه عمال مصنع النسيج وأضطريت أسافر وقتها علشان ألحق أسيطر عالوضع قبل لايتأزم.

ريان بعصبيه/وقتها ظنينا إن جاك (الطباخ)نسي الغاز مفتوح وأنت ماحبيت تسأله وش صار علشان لاتحرجه لإنه كبر وبدأ ينسى ووظفت واحد يساعده وقفلنا السالفه، لكن بعد ماعرفت بسالفة الرصاصه أتصلت بالمسؤل عن أمن الفيلا وطلبت منه يراجع أشرطة المراقبه في ذاك اليوم وهنا كانت المفاجأة..

الكاميرات كانت عطلانه يومها!

عطلانه!!

تدري وش معناته هالكلام؟

رد بهدوء/معناه إنه إنتقل من مرحلة التهديد للتنفيذ .من فتره وبدون ماننتبه لهالشي

جلس ريان في مواجهته وبتفكير/ سند السالفه ماعاد ينمزح فيها هالحيوان دخل بيتك وكان بيقتلك وإن كان أول مره خابت فالثانيه كانت هتصيب لولا لطف الله فيك ولازم نكثف الحراسه وبعد نبلغ الشرطه و--

سند بأمر/شرطه لا ياريان وإياني وياك تتصرف من وراي..فريق الأمن اللي عندنا على نفس مستوى الشرطه وكفؤ ومؤهل لمتابعة موضوع مثل هذا بهدوء وتكتم أحسن من تدخل الشرطه وسين وجيم وشوشره لها أول مالها تالي.

رد بحده/بس هم فشلوا وماعرفوا من العقل المدبر لكل هالخطط اللي بتتنفذ ضدك، تبينا نتم قاعدين لين ينفذوا اللي في بالهم !

رد بتفكير/فشلهم موبتقصير منهم ياريان لكن خصمنا ذكي وخطواته محسوبه وبينفذها بدقه وبدون مايترك أي دليل أو خيط يوصلنا له ومواره بعد موبهينه مدام متابع تحركاتي في باريس ولندن.

ريان بإستنكار/ أنت صاحي! أقلك بيقتلك وأنت قمت تعدد مزاياه كإنك معجب فيه!

رد بهدوء/السالفه مالها علاقة بالإعجاب لكن كلمة الحق لازم تنقال وهو مخطط عدل ولاعبها صح.. عموماً خفف توترك اللي فاضحك للكل وأنا بجتمع بسامر وفريق الأمن وبشوف لوين وصلوا.

ريان بعصبيه/للأسف مو كلنا بنملك برودة أعصابك ياملك الجليد و

حط ذراعه على كتف ريان وقاطعه بإبتسامه/موبأنت اللي قلت أسناني وش حلاتها أي برود وأي جليد بعد! خلص أهدى شوي وتعال نشرب قهوه علشان نفكر زين .

زفر ريان بضيق وهو يحاول يفك نفسه من ذراع سند اللي سحبه معاه غصب وهو يتكلم ببرود ولامبالاة كعادته.


،

،

،

،


صنعاء، الثالثة عصراً


فلت (أتركها) أختك، كم مره قلت لك تخلي لها حالها

حط كأسة الشاي وإلتفت لصدام اللي بيخاصم ولده صهيب وسحب بنته وجلسها جنبه وبهدوء/مالك ولأختك ليش بتأذيها!

صهيب بغيض/يبه مافعلت بها حاجه، بس أمس شلت حقي المسدس تلعب به وكسرته وذحين جات تشتي تشل السياره ولما ماخليتها جات تشتكي لعمي صدام.

طالع علي في بنته اللي جالسه تطالع صهيب بإبتسامه مستفزه وصدام بيراضيها كعادته وبأمر/جوري جي هانا(تعالي هنا).

مالت على أذن صدام وهمست بشيئ خلاه ويبتسم وقامت ووقفت قدام أبوها بإندفاع/أول شي أسمعني لاتكون تصدق لصهيب الكذاب.

صهيب بحده/ذحين أسير أدي(أجيب) المسدس وأوري أبي ونشوف من الكذاب و--

سكت وماكمل كلامه لما طالع أبوه فيه ورجع إلتفت لجوري وبهدوء/ ليش كسرتي مسدس أخوش !

ردت بسرعه/أصبر وأنا أقلك الحقيقه كلها.

غمض عيونه بيأس لإنه متأكد إنه بعد كلمة الحقيقه في حكايه مأساويه وطويله، فتح عيونه على صوتها وهي تسلك حلقها وتأخذ نفس وتبدأ/قبل أمس قلي بيشلني معه نلعب كره ورجع قال بطلوا المباراه وقلت سهل وأمس خرج يلعب وقلتله يشلني مع قال مافيش خرجه مع العيال أنتي بنت وفلتني وسار وزد (وكمان) الباب من خارج علشا--

إتنهد وهو يسمع كيف بتتكلم بإنفعال وقهر وكإنه فيه مصيبه حاصله و

يبااااااااه

ركز معاها من جديد لما صرخت بعصبيه/أنا بحاكيك وين سرت!

شدها من أذنها وبتهديد/أتادبي يابنت وأتحاكي سوا.

إلتفتت لصدام بزعل/قل لصاحبك يفلت أذني بيوجعني.

صدام بعتاب/بطلي قلة أدب وهو يفلتش، في بنت مؤدبه تحاكي أبوها هكذا ياجوري.

زفرت بضيق/وهو يكون يجمع حسه ويسمعني سوا جالسه أهدر أهدر وهو مافهم حاجه.. أبنه يضحك عليا وزد هو يضربني.

علي ببرود/كان ماتشتيني أفعل ياأم لسان طويل وأنتي اللي كسرتي حاجاته!

عقدت إيديها على صدرها وبغيض/يستاهل وعادني أكسر الباقيات لما يبطل يضحك عليا، ليش بيكذب وهو داري إن الكذب حرام.

ترك أذنها وبأمر/اتأسفي لأخوش وحاجاته لاتقربيها وكل يوم تشلي من مصروفش وتجمعي قيمة مسدس جديد بدل اللي كسرتيه.

طالعته بعدم تصديق/يضحك عليا وعادني أشتريله من مصروفي! مش أنت قلت الرجال مايرجعش في كلامه! ليش ماتعلمه ولا هو مش رج --

قاطعها بحزم/اتأسفي لأخوش وعلى غرفتش ولا توريني صورتش إلا لما تتأدبي.

إنكمشت مكانها بخوف من صوت أبوها وطالعت في أخوها بقهر/أسفه لكن مش أسفه.

وخرجت بزعل بدون ماتطالعهم، إلتفت علي لصهيب بتأنيب/وأنت مش عيب عليك تضحك عليها؟

صهيب بتبرير/ يبه مابترضاش تفهم كل يوم تجلس محارسه عند الباب علشان تخرج معي وبعدين بتتضارب مع الجهال في الحاره وبدل ماألعب بجلس أفرع بينهم(أفكهم) ضبحت بي(طفشتني).

صدام بهدوء/ولو أختك جاهله هتساوي عقلك بعقلها ياصهيب مش أنت صغير قدك رجال.

علي ببرود/لاتدور لك عذر ومدام وعدتها بشي توفي بوعدك ولاعد أسمع إنك كذبت عليها مره ثانيه، وبعدين تسير تتأسف لها فهمت.

هز رأسه بموافقه وأعتذر لأبوه وخرج، صدام بهدوء/خف عليهم شويه مش أنت في المعسكر ياعلي.

علي ببرود/ماشاء الله عليك بتخف عني وعنك لما قدي بتزيد فيها.

صدام بضيق/جوري عادها في صف أول ليش بتدقق لها في كل شي.. بعدين هذي وحيدتك يعني لازم تدلعها.

رد بهدوء/ندلعها مش نخربها، هذي ذحين وبتجاوب هكذا لاقد كبرت كيف تفعل بنا..

صدام بإقناع/بتتعلم معاها معاها (بالتدريج)والله يهديها، لكن لاتكون تقهرها وتخليها تبكي.

طالعه علي بنظره/هذي مش هي جوري الكبيره ياصدام علشان تداريها وتشيل همها.. جوري صدق كانت تخرج وتلعب معانا وماتخلي لنا حالنا لكن ماكانت قليلة أدب وبتتشاكل مع الرايح والجاي مثل جوري بنتي.

رد بتنهيده/جوري مافيش وحده مثلها لكن يكفي إنها سميتها ولاشفتها زعلانه ومقهوره قلبي بيوجعني عليها ياعلي.

علي بهدوء/أرضى بنصيبك وأنساها ياصدام علشان تعيش حياتك مرتاح.

ضحك بمراره/أنساها! أنسى حلم السنين ياعلي! وحتى لو أشتي أنساها مقدر لإن قلبي مش بيدي ولا بيسمعني!

سكت للحظات وتابع بقهر /أنت داري إني وقفت منتظر عند بابكم ساعه علشان بس أشوفها وهي راجعه مع عبدالله وأحلام وفي الأخير مارضيت تنزل ..ماخلتني ألمحها أو أسمع صوتها..حتى لما سرت بيتهم قبل ماتسافر لاجات ولا سلمت عليا مثل كل مره مدري هي بتعاقبني لأني خطبتها ولا كرهتني وخافت مني!

أخذ نفس وبهدوء/صدام قدر وضعها أكيد إنها مستحيه منك ومش قادره تواجهك فلا تجلس توسوس وتكبر الأمور.

ضرب الجدار بقبضته بقهر/أنا أستاهل.. أنا غلطان لإني خطبتها.. كنت ساكت وراضي بالكلمتين اللي بتقولها لي كل ماجات.. عالأقل كانت تكلمني براحه وأشوفها وأطمن عليها وأسمع ضحكتها لكن طمعت في شي أكثر وهذي آخرة الطمع ياعلي لاعاد سلام ولاكلام وفوق هذا كله كرهتني.. كل شي ضاع بسبب غبائي و--

حس علي بغصه وقهر على صدام اللي لأول مره يفقد السيطره على نفسه وصارالكلام يطلع منه بحرقه وبدون تركيز.
جده، التاسعة والنصف مساءً


هزت رأسها بعدم تصديق من اللي سمعته!
معقوله أبوها هو السبب في اللي صار بين أمها و أخوها!

طيب ليه!

أيش هيستفيد لما يقلب رأس قصي ويحرضه على أمها بذا الشكل!

ليه موراضي يتقبل فكرة إنه ماعاد في شيئ يربطها بيه!

ليه مايستوعب ويفهم إنه خلاص طلقها وإنها صارت بالنسبه ليه مجرد ذكرى من ماضي عاشه!

هوا مو حب ندى من وراها وأتزوجها وعاش حياته بالطريقه اللي تريحه وصار عنده بدل الزوجه أثنين وبدل الولد أربعه!

ليه مستكثر عليها إنها تعيش حياتها زيه!

ليه مستكثر عليها إنها تحب وتنحب وتجيب عيال من واحد غيره!

ندم لإنه طلقها!!

ولا إكتشف إنه يحبها ومايعرف يعيش من دونها!!
أخذت نفس عميق وألتفتت لأخوها بجديه/شوف ياقصي إذا بتستمر عالحال دا وتصدق بابا في كلامه ترى بتخسر ماما وبتخسرني كمان..
كرر بعدم إستيعاب/أخسركم!

ردت بتنهيده/أجل أيش مفكر! على بالك ماما لو عرفت إن بابا هو اللي قاعد يبلفك عليها وأنتا مصدقه زي الأهبل هتفرح!

رد بتبرير/هوا مابلفني أنا اللي مابغاها تتزوج و--

قاطعته بإستنكار/ ليه ياقصي! مابابا كان متزوج ماما ندى وماما كانت موافقه وأحنا عمرنا مانطقنا وأتدخلنا، دحين لما جاء الدور عليها صرت أنتا وهوا ماتبغوها تتزوج!

رد بغيره/أنتي عادي عندك تتزوج واحد غير أبويا وتجلس معاه وتضحك وتخرج وتنام! بس أنا مو عادي مو عادي.

هزت رأسها بأسف/خساره ياقصي كنت أفكرك تحب ماما بس طلعت أناني زي بابا وكلكم بتدوروا مصلحتكم وراحتكم وبس.

رد بسخريه /وماشاء الله هيا مصلحتها في الزواج! ماهترتاح غير لما تتزوج واحد غير أبويا.

ردت بحده/أيوه مصلحتها إنها تتزوج وتنسى بابا واللي شافته معاه .. أنتا كنت صغير ومو هم شي ياقصي بس بابا زعل ماما وجرحها كتير وهيا كانت ساكته وكاتمه في نفسها علشانا ودحين بدل مانوقف معاها ونرد لها الجميل ونساعدها تعيش حياه أحلى من حياتها مع بابا حضرتك جاي تتحكم وتتأمر وعامل فيها رجال غيور وأنتا بتكسر قلبها ببزرنتك وعقوقك لها وبتخليها تغضب عليك.

رد بعدم تصديق/أنا عاق وبتغضب عليا! بس هيا مو زعلانه مني وبنتكلم وعادي.

ردت بتنهيده/شفت إنك طلعت بزر ومو قد المسئوليه اللي بتعطيك ياه ؟ إذا كلمتك وذاكرت لك مو معناها إنها موزعلانه.. تقدر تقولي متى أخر مره ضحكت معاك أو أتمرنتوا ولعبتوا سوا ؟

حاولي يفتكر شيئ من اللي قالته أخته واتفاجأ بإن كلامها صح!

من وقت مارجعوا من اليمن ماعاد سوا معاها أي شيئ من اللي أتعودوا عليه!

ماقد إنتبه لذا الشيئ لإنهم مشغولين بالإمتحانات والمذاكره غير كلام أبوه اللي بيعيد ويزيد فيه كل ماشافه..

جلس عالأرض وهو يفكر بصدمه" أمه عن جد زعلانه منه وهو فعلاً ولد عاق"

،

،

،

،

،



الرياض، الثامنه صباحاً



بتول أنتي مقتنعه باللي تقوليه؟

ردت بإبتسامه/عمتو ثريا والله مقتنعه ومصممه بعد، وأنا وجدو صقر والبقيه متأكدين إن بابا مارح يلاقي زوجه أحسن من خالتي جوري.. طيبه وحنونه ومجنونه وأكيد رح يحبها ويتعلق فيها مثلنا.

ثريا بإستغراب/والبقيه!! منو قصدك بالبقيه!

الجد بهدوء/منيره ومساعد وبدر.

طالعتهم بعدم تصديق وهي تحاول تستوعب وتفهم متى وشلون الكل أتفق وقرر موضوع زواج سند وجوري، وبتوتر/كنت أظن إنك وأمي وديما بس اللي مخططين بس الظاهر كل العيله مشاركه ومتحمسه بعد.. إنزين وشتبي مني يبه أنا مابيدي شي؟

رد بتساؤل/ شلون مابيدك وأنتي أقرب وحده لها وماتخشون عن بعض شي وأسرارها كلها عندك.

عقدت حواجبها بتركيز/أسمح لي يبه أنا مقدر أخون ثقتها وأحكي لك اللي بينا مهما كان القصد من وراه شريف.

طالعها بعتاب/أفاا يابنت مساعد وأنتي تخبريني خوان وأفشي أسرار الناس لغرض في نفسي!

بإحراج/حاشاك يبه والسموحه منك مو بقصدي.

أخذت نفس وتابعت بهدوء/يبه مثل ماقلت حنا قراب من بعض ويمكن نسولف لبعض عن أشياء مانقدر نقولها لأحد ثاني وعلشان كذا قلت لك ياقلبي هالزواج مارح يتم وحتى على فرض إن ضغطكم المستمر على سند بيأثر فيه وبيخليه يفكر فيها، بيظل عندنا جوري واللي أنا متأكده إنها مستحيل توافق مستحيل.

رد بإقناع/إنزين أنتي وشو له حكمتي وخلصتي، الناس يبوك يسعون والتوفيق والتدبير من رب العالمين ومحد يدري الله عزوجل وش كاتب لعباده ومثل مايقولون ما بين غمضة عين وإنتباهتها يغير الله من حالاً إلى حالِ.

كلامه كان فيه نوع من المنطق اللي ماقدرت تنكره وخلاه تستسلم لرغبته بشبه إقتناع وبتنهيده/ونعم بالله يبه، إنزين وش المطلوب مني ويارب مايكون شي يخليها تذبحني.

إتبادل مع بتول إبتسامة رضى وإنتصار وبدأ يفهمها دورها وكله أمل وتفاؤل.
الرابعه والنصف عصراً


دخلت مع ياسمين ورحمه وحطوا الحلا وفناجين القهوه في نص المجلس وطالعتهم بإبتسامه/يلا منك ليها أيش مستنيين.

ردت لبنى بتكشيره/يابت في أحد يعزم ضيوفه كدا!

ردت بسخريه/أيوه أنا وإذا مستنيه الكروت ترى لسا ماطبعتها.

ندى بإبتسامه/يعني ماتعرفي لبنى وحركاتها لازم تتكي وتتحايلي عليها ياجوجو.

ضيفت أمها وإتربعت في الأرض وبضحكه/حبيبتي أنا مو رائد أجلس أتحايل عليها بعدين كثر الدلع يفسدها، أنتي بس تعالي وخليها مع نفسها حبه وهتلقيها إتزحلقت من مكانها وجاتنا.. خوله وبطه أنتوا كمان مستنين عزومه هي عدوى ولا أيه!

أعطت فاطمه جوري الصغيره لياسمين اللي خرجت مع رحمه وجلست جنبها بإبتسامه/لا ياقلبي أنا صاحبة بيت ومومستنيه عزومه.

باستها جوري وطالعت في لبنى/شوفي الناس اللي عندها نظر وتفهم.

أم خالد بإبتسامه/مافاطمه تربيتك وطالعتلك.

جوري بغمزه/ما بعض ناس أنا مربيتهم برضه بس سبحان الله هيا التربيه زي البطيخه بالزبط ياتطلع حمراء ياقرعا.

شهقت لبنى بصدمه/قرعا ياجوجو أخرتي بطيخه وكمان قرعا.

وقفت جوري وسحبتها من إذنها لين جلستها عالأرض وبإبتسامه/أعملك أيه إذا التعليم والتربيه مافادوا فيكي، لكن أيش نسوي في الأول والأخير الهدايه من الله.

اتأملت خوله وجوه الكل وهم مبسوطين وبيضحكوا على لبنى اللي بتبربر بإعتراض وبتنهيده/حلو إن الواحد يكون ليه عيله كبيره تحبه وتهتم فيه،يابختكم ببعض والله يحميكم من العين.

أم خالد بحنان/منتي كمان صرتي من العيله ياخوله ولا أنتي عاده نفسك غريبه عنا.

ردت جوري بتمثيل/ما غريب إلا الشيطان يمه، البت خوخه دي منا وفينا ولا أنتي لكي قول تاني ياشبه!

هزت خوله رأسها بنفي وهي تحاول تمنع دموعها من النزول قدامهم وهي بتتذكر اللي قالته لها جوري عن الحقيرين داليا ومراد واللي كانوا ناويين يعملوه فيها لولا لطف الله ورحمته بها وبأهلها و--

حست بحراره في يدها طلعتها من أفكارها ولقت فنجان قهوه وجوري تكلمها بمرح/من قدك يختي أمك جايه بعد يومين بإذن الله وإحتمال ترجعلنا وهيا مئنقجه(شابكه يدها في ذراعه) واحد أشقراني وتقلك ذا زوجي.

ردت بإبتسامه/خليها تجي بس بالسلامه وأشوفها واقفه على حيلها وليكي عليا أزفها وأزغرط لها كمان.

أم خالد بحنان/الله يقر عينك وعين أخوانك بشوفتها وسلامتها.

آمنوا وراها ومر الوقت بين هروج وضحك لين بعد المغرب وبعدها ودعوها وراحوا وراحت ياسمين وقصي معاهم لإنه خميس وبيباتوا عند أبوهم.

السلام عليكم ورحمة الله

إلتفتت لأخوها اللي دخل عليها وهي بتنظف المطبخ من أثار جمعتهم وراحت باسته على خده بقوه/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا بحبيبي العجوز.

طالعها بإبتسامه/ليه تحسبيني علي بشعره الأبيض!

رجعت لغسيل الصحون وبمرح/يازين علي وطاريه والشيب مابيفرئش بين كبير وصغير

ماركز في جملتها وسألها بحنان/إنبسطتي مع خالتي والبنات.

هزت رأسها بموافقه وسحب كرسي وجلس يسمعها وهي بتتكلم بإنطلاق كعادتها كل ماكانت فرحانه، طالع ساعته بضيق من الوقت اللي مر بسرعه وقطع كلامها بإعتذار/ حبيبتي ممكن نأجل الحكاوي لبعدين

حطت أخر صحن وبتساؤل/عبادي في شي؟

سحبها من يدها وراحوا غرفته وبإبتسامه/كل خير بإذن الله بس لازم أسافر عالشرقيه وطيارتي بعد ساعه.

إبتسمت براحه/طيب تروح وترجع بالسلامه بس لمتى هتجلس.

رمى لها الشنطه وأخذ منشفته وبتفكير/ يعني يومين ثلاثه بالكثير وبما إن فيصل مسافر معي فيقلك الله يحييكي عند براء لين نرجع بالسلامه و--

قطع كلامه لما شاف إنعكاسه في المرايه وعقد حواجبه وهو يطالع في رغوة سايل غسل الصحون اللي مكومه على شعره وإلتفت لها بغيض/حبيبي العجوز هااا.

ردت بضحكه/لعلمك الفيري فيه ليمون طبيعي والليمون بيزيل القشره و--

قاطعها بإبتسامه/ خليكي فاكرتها لإنها مردوده وروحي جهزي لك غيارين لاتأخريني .

وقفت ضحك وردت بهدوء/بس أنا مابغى أروح أبات في بيت فيصل، ممكن أجلس هنا وأنا بتصل على قصي وياسمين علشان يرجعوا ويباتوا معايا.

هز رأسه برفض /جلسه لحالك لا ولا تحاولي.

وراح يأخذ دش بدون مايعطيها فرصه ترد عليه وكملت ترتيب شنطته بهدوء.

،

،

،

،

،


لندن، التاسعه مساءً


صار له ساعه يتصل على جده وأبوه ولما ماردوا على مكالماته أتصل بجدته وقالت إنهم في مجلس جده مع ضيوف وذا الشيئ اللي أستغربه وحسسه بالقلق وعدم الراحه لإن جده وأبوه ماعمرهم أهملوا مكالماته مهما كانوا مشغولين سواء بضيوف أو غيره، ، اللي صار ملازمهم وأكيد بيكون عنده الخبر اليقين وبدون ارد أتصل عليه/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هلا بدر شلونك وشلون ختك.

بدر /وعليكم السلام والرحمة، زان لونك يبه الحمدلله كلنا بخير ومن عندك.

رد بإبتسامه/الحمدلله بخير ومشتاقه لكم.. أقول بدر..

بدر/سم يبه.

سند بهدوء/ صار لي ساعه أتصل بأبوي صقر وأبوي ومحد فيهم يرد علي الظاهر الجوالات عالصامت، إذا ماعليك أمر قلهم إني إبي أكلمهم .

بدر/بس يطلع عمي سعد من عندهم بدخل اقلهم.

عقد حواجبه بتركيز/سعد عندكم! إنزين أنت مو بقاعد معهم؟

رد بضيق/في البدايه كنت معهم بس أبوي صقر قلي أتركهم لوحدهم ومايبي جنس مخلوق يدخل عليهم حتى لو كانوا عياله، هذا كلامه بالحرف.

شد عالجوال بقوه/إنزين أبوي معهم بعد ولا بس أبوي صقر؟

بدر/إثنينهم داخل وصار لهم أكثر من ساعه، الظاهر عندهم سالفه مهمه.

سند بهدوء/شلون عرفت!

بدر /لإنهم صرفوني بسرعه وماأعطوني مجال أقعد معهم وهذي موبعوايدهم.

رد بهدوء عكس اللي يحس فيه/إنزين يابدر أنت خلك مع أختك ودير بالك عليها وأنا برد أتصل فيهم، في أمان الله.

رمى الجوال ودار في الغرفه بتفكير.. وش اللي بين أبوه وجده وبين سعد ومايبون أحد يعرفه لدرجة إن جده يقفل مجلسه في وجه أعمامه ويطلب إبعادهم على غير العاده!!

وش السالفه المهمه اللي يحكون فيها بهالتركيز لدرجة إنهم ماقطعوا كلامهم وردوا على مكالماته رغم غيابه اللي إمتد لحوالي الأسبوعين!

فجأه جاء في باله شيئ واحد

هذيك!!

مافي غيرها!!

أكيد السالفه بخصوص مقابلتها سعد واللي صار بينهم واللي أعتذرت عنه لجده صقر قبل ماتترك المزرعه آخر مره ووقتها مافهم منه شيئ..

كل اللي فهمه إنها سوت شيئ كبير وأكيد غلط دامها إعتذرت لجده وبعد إترجته علشان يسامحها..

حس برأسه هينفجر من كثر مافكر وحاول يستنتج الشيئ اللي ممكن يربطها بسعد واللي أبوه وجده يعرفوه والحين أكيد بيحكون فيه مع سعد.

وقف قدام المرايه وفحص وجهه بتركيز وهو يفكر في شيئ واحد وبس
جده، الثالثة والنصف صباحاً

إنتشرت إجزاء جوالها في كل مكان بعد مارمته عالجدار بكل قوتها وحست بصداع فضيع وغثيان وبأنفاسها تخونها وجلست عالأرض لفتره لما إنتظمت أنفاسها وقدرت تسند نفسها عالجدار لين وصلت الحمام وبعد مارجعت كل اللي في بطنها غسلت وجهها وفرشت أسنانها وطلعت وتخاريف خالد وجنانه بترن في عقلها وبتزيد مرضها كل لحظه..

كانت حاسه بألم في صدرها وكإن في ثقل جاثم عليه وكاتم على أنفاسها ومع ذلك جسمها كان يرجف بقوه وحاسه ببرد مو طبيعي خلاها تسحب اللحاف وتلفه عليها بقوه وتخرج من الغرفه، حست إنها إذا جلست فيها أكثر من كذا رح تنخنق أو يجرالها شي.. دقت باب الغرفه مرتين وقبل ماتنسحب من قدامه إنفتح فجأه وخرجت ثريا بنعاس/جوري ! .

حاولت ترد بهدوء بس صوتها خانها وطلع مهزوز/أبغى.. جاااكيت أوو بلو..وززه ..ثققيله .

طار النوم من عيون ثريا في لحظه ومسحت وجهها بقوه وهي تتأمل حالة جوري السيئه وبسرعه سندتها ودخلتها غرفتها وجلستها عالكنبه بخوف/حبيبتي شصاير.. وش تحسي فيه!

ردت بتعب/برداانه بس.

جريت لغرفة ملابسها وجابت لها أثقل بلوزه عندها وشال وشنطتها الطبيه الخاصه.. لبستها البلوزه وطلعت جهاز قياس السكر والضغط وبقلق/أنا بفحصك وبقوم أتصل بالدكتوره و--

سكتت وطالعت في جوري اللي ثنت رجولها وضمتها لصدرها وعقدت إيديها عليها بقوه وبرجفه/هبوووط وضيقق تنفس ب بس شوويه ويروح.. الصجه بتصحي البقيه.

صرخت فيها بقهر/إنطمي ومو بوقت هبالك وحساسيتك الحين.. بفحصك وبتصل في الدكتوره.

سندت رأسها عالكنبه وغمضت عيونها بإستسلام وثريا تنفذ اللي قالته وأول ماخلصت طالعت جوري بقلق/عندك حراره بسيطه بس الهبوط اللي مخوفني، بتصل بالدكتوره وبنزل المطبخ أسويلك شي حار وماأبي نقاش.

أخذت نفس وردت بمسايره/طيب أبخرج الحدييقه حااسه بخننقه.

غطت كتفها بالشال ولفت ذراعها على خصرها وحطت ذراع جوري على كتفها وسندتها للمصعد ومنه راحوا جهة المسبح وجلستها على كرسي مريح وراحت المطبخ..

،

،

،

اتأمل شوارع جده وهو يسأل نفسه نفس السؤال اللي رافقه طول رحلته من لندن لهنا..وش اللي خلاه يقرر يرجع بعد ماكلم بدر؟

زفر بضيق لما طلع بنفس الإجابه اللي ماكان حاب يسمعها حتى بينه وبين نفسه.. لكن ماقدر ينكر إنه مهتم وإهتمامه هو اللي خلاه يترك كل شيئ ويرجع بمجرد ماسمع سيرة سعد..

ماقدر يظل بعيد والإفكار بتشرق وتغرب فيه وهو مو فاهم السبب اللي خلاها تقابل سعد وتهتم بذيك التفاصيل الغريبه..

ماقدر يفهم دور مؤيد في السالفه ولافهم اللي صار بين عبدالرحمن وسعد في الإستراحه، قلقه وحيرته من سلامهم الغريب خلته يركز عليهم وهم يحكوا مع بعض وإنتبه لعبدالرحمن اللي كان بيتصرف بإنفعال أقرب للجنون بينما سعد كان بيتعامل معاه بمنتهى الهدوء وكان واضح إنه بيحاول يهديه قدر الإمكان وبعد فتره الوضع هدي بينهم وسعد سلم عليه وعالبقيه وراح وعبدالرحمن رجع يجلس معاهم بس بعد ماإتحول لتمثال يتحرك ويرد بجمود وبرود غريب طير النوم من عيونه لليالي طويله ماعاد قدر يعدها..علشان كذا كان لازم يرجع ويحاول يعرف سالفة سعد معها وطبيعة اللي بينهم .

ولما كلم بتول وقالت إنها في جده مع أبوه وثريا وبالتحديد في بيت هذيك الإنسانه الغامضه حس براحه غريبه واتأكد إن قرار الرجوع صح وبدون تردد حول وجهة هبوطه من مطار الرياض لمطار جده

إبتسم برضى لما لمح بوابة الفيلا، أخيراً رح يقابل أبوه وثريا وهيحاول يسحب منهم اللي يبيه بطريقه غير مباشره.. أتوسعت إبتسامته وأتحولت لضحكه!

أخيراً.. أخيراً رح يتخلص منها بعد مايعرف كل اللي شاغله ومخليه يفكر فيها.

أصر سامر يوصله لباب الفيلا الداخلي وبعدها راح، دخل سند بهدوء وهو يطالع في ساعته بتفكير أكيد الكل نايم وهيضطر يأجل أي كلام وتحقيق لبكره، همس بتوتر/الله يصبرني.

،

،

قامت جوري من مكانها لإن الكرسي كان من النوع اللي يتأرجح وزاد غثيانها وصداعها.. وبدأت تستغفر وهي تحاول تشد حيلها وتصلب طولها وتمشي لكن بعد كم خطوه ماقدرت تكمل وإنهارت جنب المسبح.. غمضت عيونها وإتنفست بعمق وهي سانده ظهرها على طرف لوح القفز وإبتسمت بتعب وهي تتخيل نفسها بتقفز وتغوض في المسبح.. أكيد هيكون شعور لطيف ومنعش خاصة في عز الظهر والشمس صاقعه وسط الرأس و--

فجأه أختفت الصوره اللي كانت راسمتها في بالها لما حست بنفسها غاصت عن جد!!

فتحت عيونها ولقت المويا محاصرتها من كل جانب وبسرعه كتمت أنفاسها وضربت المويا بإيديها ورجليها بكل قوتها وهي تحاول توصل للسطح .. وللهواء

وبعد جهد جهيد أخيراً برز رأسها فوق سطح المويا وحاولت إنها تسحب أكبر كميه ممكنه من الهواء وفي نفس الوقت تصرخ بقوه /ثريا.. ثريااا.. ثر--

بس رأسها ماأستقر خارج المويا لأكثر من ثواني بلعت بعدها كمية مويا كتمتها وأخرست صوتها وصراخها ورجعتها للقاع بسرعه أكبر ..حاولت تتكتم أنفاسها قد ماتقدر وتتمالك نفسها علشان ترجع لسطح المويا لكن ذي المره بدون فايده ..

كل الهواء اللي خزنته في رئتيها إنتهى بسرعه ولقت نفسها بتشهق لاإرادياً ..

وقوتها خارت وهي تصارع خوفها والمويا اللي بتحاصرها..

خصل شعرها الطويله إلتفتت حولها وقيدت حركتها..

وبلوزتها وشالها الثقيل إتشبعوا بالمويا وصارت أشبه بكتله إسمنتيه بتشق طريقها للقاع بسرعه وثبات.

وفي النهايه إستسلمت للظلام وبدأت تغوص

وتغوض

وتغوص

لحد ماأستقرت في القاع.

،

،

دخل غرفته وهو حاس بتوتر غريب موعارف سببه وفكر إنه مدام الكل نايم فأحسن شيئ إنه يشغل نفسه لحد مايصحوا ولقي إن السلامه أحسن خيار في حالته ذي!

وبسرعه غير ملابسه وأخذ له منشفه ونزل ، شاف الإضاءه ساطعه ومنوره المكان وظن إن الشغالات نسوا يطفوها قبل لا يناموا ..

قرب من المسبح وهو بيستعد علشان يقفز داخله لكن فجأه إتجمد مكانه وهو يشوف شيئ في قاع المسبح .. ركع على ركبه وطالع في القاع بتركيز وهو يدعي إن اللي في باله يكون مجرد أوهام.. لكن طلع اللي في باله صح وفعلاً في شخص في الأسفل.

قفز داخل المسبح ووصل للقاع بسرعه قياسيه وسحب الجسم وطلعوا سوا ورفعها على حافة المسبح وفي لحظه كان جنبها بيحاول يسيطر على دقات قلبه اللي إتسارعت وهو يمد إيديه ويزيح خصلات شعرها الطويله عن وجهها

الحمدلله ماهيب ثريا ولابتول

ذا أول شي خطر في باله لما شاف ملامحها الغريبه!

أنتبه للشال الثقيل الملفوف عليها وحررها منه وقاس نبضها ومثل ماتوقع مافي نبض و--

جوري!!!

رفع رأسه لما سمع صراخ ثريا وصوت تكسر زجاج إنحنت ثريا على جوري برعب/جوري ردي علي جوري حبيبتي كلميني!

نزلت دموعها بغزاره وطالعت في سند / سند شفيها جوري!

نقل نظراته بينها وبين ثريا اللي تبكي بحرقه بعدم إستيعاب/هذي.. هذيك.. ج جوري!!

ردت بصراخ/ أيه ياسند جوري جوري سوي شي أتصرف ياسند جوري بتروح منا أتصرف

فجأه أختفى صوت ثريا وماعاد سمعها ولاركز معاها.

حس بأنفاسه تنحبس وقلبه يوقف وهو يتأمل وجهها الشاحب بعدم تصديق!!

هذي جوري!!

فاق من صدمته وطالع ثريا بأمر/أتصلي بالإسعاف، أتحركي.

وبسرعه مسك رأس جوري وعدل وضعيته وأخذ نفس وإنحنى على وجهها وبدأ بعملية إنعاشها بالتنفس الإصطناعي.. قفل أنفها ونفخ الأوكسجين داخل فمها ثلاث مرات وجمع كفوفه على بعض وضغط على صدرها عدة مرات وكرر حركة التنفس أكثر من مره بدون فايده، إلتفت لثريا اللي سألته من بين دموعها /سند جوري ليه ماقامت ليه!

شد شعره بقهر/ما أدري ماأدري.

طالع في الجسد المستكين قدامه بدون حركه ورجع ينعشها من جديد ويضغط على صدرها بقوه أكبر وهو يكلمها بأمر/أفتحي عيونك وناظريني........هذا أنا البارد والوقح اللي ............. غلط عليكي وطردك........قومي ياغبيه ........ أنتي أتغلبتي على الأصعب........... طلعتي من حادث وقمتي من غيبوبه........ قتلتي ذيب وأنقذتي أبوي وجدي........ شلون تموتين من شوية ماي ياغبيه!!!!

هزها بعنف/قومي لا تموتين ق--

مسكته ثريا وقاطعته ببكاء/سند خلص أتركها مات--

دفها بحده/ مارح أتركها أنا وعدتها وعدتها.

إنحنى عليها ورجع ينفخ في فمها ويضغط على صدرها بإصرار وبقوه أكبر وبأمر/أدري إنك سامعتني وحاسه بوجودي......... لاتخافين أنا بظل معك مثل ماوعدتك........ قومي ياجوري قومي علشاني ق---


كحه مكتومه تبعتها شهقه عاليه وثانيه وثالثه قطعت كلامه وخلته يرفع إيديه ويبعد عنها وعيونه معلقه عليها، وغمض عيونه براحه بعد ما شافها فتحت عيونها وحركت رأسها وهي تكح بضعف .. مسكتها ثريا وقلبتها بسرعه على جنبها علشان تطلع كل المويا اللي بلعتها وطبطبت على ظهرها وهي تبكي وتضحك في الوقت /جوري حبيبتي سامعتني أنتي زينه!

رفعت رأسها وطالعتها لثواني قبل مايغمى عليها ويطيح رأسها في حضن ثريا اللي صرخت بخوف/جوري جوري.. سند إلحقني.

طالع في الشغالات اللي وصلوا وبأمر /طلعوها غرفتها وغيروا لها ثيابها بشي ثقيل بدون لاتحمموها.

إلتفت لثريا بتوتر/ثريا خلك جنبها وإذا صار شي أنا في غرفتي.

إلقى علي جوري نظره خاطفه قبل مايعطيهم ظهره ويبتعد بسرعه .......
في سماء خاليه.. وروح تسكنها تفاصيل عينيكِ.. أجدني حائراً!

عندما أنظر إلى القمر وأرى إمتدادك في مايحيطه من نور.. أسمع أصوات إنكساري!
مالذي دهاني في هذه الليله والليالي التي قلبها!
مالذي يحدث لي عندما يتردد أسمكِ في صدري!

ماسر إشتياقي لكِ عندما أراكِ!

ماسر خوفي عليكِ مني!

من أنتي أصلاً!!!!

تخنقني كل ثانية أفكر فيها بكِ...

هذا كل ما أعلم...




جده،الرابعة صباحاً



ياليتني ماسمعت كلامك وصرفت الحرس، أفرض صار علينا شي وحنا في هالمكان المقطوع ياسند.

رد بهدوء/ الشغله موبمستاهله كلها ليله والدنيا أمان ياريان.
ريان بإقناع/أدري إنك ماتبي تحرج حسان وتحسسه بالفرق اللي بينكم لكن وضعك الحين مايسمح لك تفكر بهالشكل حياتك ماهيب لعبه ياسند والحرس صار من الأولويات بالنسبه لك.

سرح بخياله في خويه حسان زميل دراسته خلال الفتره المتوسطه والثانويه ورغم الفرق الإجتماعي والتعليمي اللي بينهم إلا إنه من الناس النادره اللي لازال لحد الأن محتفظ بعلاقته معاه رغم إنه ترك الرياض من سنين وأشترى مزرعه نخيل متواضعه في وحده من الهجر الصغيره المنتشره حول المدينه المنوره وأستقر مع أهله فيها، وأمس كانت عقيقة ولده وكان لازم يحضر رغم إنه رجع من السفر تعبان وحرارته مرتفعه وبعد العشاء أصر حسان يباتوا عنده وماحب يرده خاصة وإن لهم فتره ماأتقابلوا وبعد ماصلوا الفجر وفطروا بالقوه إقتنع وخلاهم يمشوا بعد ماوعده بزياره ثانيه في أقرب فرصه.

إلتفت لريان بهدوء/حسان ماعنده فكرة الحقد الطبقي وعقدة الفقير من الغني ورغم حالته الماديه المتواضعه إلا إن عنده عزة نفس وكرامه تغني بلد وهذا أنت شفت شلون أستقبلنا وأكرمنا وفوق ذا هجرتهم صغيره وناسها بسيطه ووجود الحرس بيلفت الإنظار وبيخرب علينا قعدتنا.. وفي الأول والأخير الله الحارس وإن كان كاتب لنا شي بيصير بحرس ولا بدونه --

إنعطف ريان بالسياره فجأه/ياولد الظاهر في حادث!

طالع سند حوله بتركيز لما دخل ريان في الطريق الترابي وهو يأشر له على بقعه معينه، بلع ريقه بصعوبه لما شاف سياره واقفه وسط التراب والصخور وكإنها نبتت بينها والدخان طالع منها وقف ريان السياره وصرخ براحه/ الحمدلله شوفهم طلعوا منها.

أخذ نفس عميق ونزل مع ريان اللي أتصل عالإسعاف والدفاع المدني وأخذوا معاهم طفاية حريق وشنطة الإسعافات الأوليه، كان في رجال وحرمه عالتراب وصوت الرجال واصلهم/ندى حبيبتي فوقي ..ندى ردي عليا.. ندى

سلموا عليه وسأله ريان بقلق/ سلامات سلامات يالأخو ، عسى مافيكم شي كايد.. أنتوا بخير!

مارد عليهم الرجال وظل يكرر نفس كلامه /ندى قومي ردي عليا.. حبيبت--

طالع فيه سند بشرود/شكله مابعد فاق من الصدمه.

جلس ريان جنبه وحاول يلفت إنتباه ويطمنه/الحمدلله على سلامتك لاتخاف إن شاء الله مافيها إلا العافيه.

فتح ريان الشنطه وإلتف لسند بقلق/شفيك واقف تعال ساعدني.

طالع ريان بجمود للحظات قبل ماينقل نظراته للحرمه اللي رأسها مكشوف في حضن الرجال ، أخذ نفس عميق وجلس جنب الرجال / الإسعاف بيوصل الحين وكل شي بيكون زين.

إلتفت له الرجال بنظرات زايغه/بتموت! ندى بتموت!

هز رأسه بنفي وبتوتر/أذكر الله وصل عالنبي إن شاء الله خير إن شاء الله خير .

قاس نبضها وطالع وجهها اللي فيه دم وأول مامسحه بانت خدوش صغيره وكدمه بارزه على جبينها وفحص رقبتها وباقي جسمها وإلتفت للرجال اللي ريان بدأ يعالجه وبراحه/الحمدلله مافيها كسور ولاجروح خطيره وبس توصلوا المستشفى بيتأكدوا إنها مابتعاني من أي نزيف أوإصابات داخليه.

سأله الرجال بخوف/طيب ليه ماترد عليا ليه ماتقوم!

رد ريان /يمكن مغمى عليها من الصدمه وبتكون بخير بإذن الله.

وقف وسحب سند بقلق/أنت زين! إذا حاس بشي رح أرتاح في السياره وبنمشي أول ماالإسعاف يوصل.



هز رأسه بنفي وأخذ طفاية الحريق بسرعه لما إنتبه لإيديه اللي ترجف بشده وبهدوء ظاهري/بروح أشوف السياره.

أعطاهم ظهره وقرب من السياره وهو يتأمل أبوابها الخاليه من الزجاج والإنبعاجات القويه اللي غيرت هيكلها وحولتها لكومة حديد خرده وصار مافيها شيئ يدل على نجاة اللي كانوا داخلها.. فتح بقايا الكبوت بحذر وفرغ فيه طفاية الحريق وألف فكره وفكره تخطر في باله.

لو إنه كان بوعيه وقت ماصار له الحادث مع سمر وبتول!

لو إنه قدر يطلعهم بسرعه ما كانت بتول إنعمت! ولاسمر ماتت!

رمى طفاية الحريق وإستند على السياره بتعب وطيف سمر بيمر قدام عيونه ووبيزيد ألمه وحزنه ف--

فتح عيونه بعدم تصديق وهو يشوف داخل السياره وللحظات شك إنه بيتخيل!

هز رأسه بعنف ومسح وجهه بقوه و

سمر!!

قالها داخله بذهول وهو يدور حول الكبوت وعيونه بتخرج من مكانها وهو يطالع الجالسه جنب السايق بدون حركه..

لما حاول يفتح الباب بدون فايده مد إيديه عبر الشباك وهزها بلهفه/سمر!!

حبيب--

قطع كلامه بصدمه لما مال رأسها وبان وجهها

منو هذي!!

هذي ماهيب سمر..

ماهيب سمر..

حس برجوله ترتجف وجلس عالأرض بإنهيار وسند رأسه على باب السياره..

خلاص ياسند سمر ماتت..

ماتت بدون ماتشوفها..

ماتت بدون ماتساعدها..

ماتت وأنت ماتدري شلون كانت حالتها..

موجوعه!

خايفه!

نطقت الشهادة!

زي مايكون رجع لعقله في لحظه وغمض عيونه وهو يهمس بألم/ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،أشهد إن لا إله إلا الله وأشهد إن محمد رسول الله ..وأشهد بإن الموت حق وإن الجنة حق وإن الله يبعث من في القبور..

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..

إستغفر الله العظيم وأتوب إليه من جميع الذنوب والخطايا..

ظل يكررها لفتره و--

آآه..

فتح عيونه ومسك رأسه بعدم تصديق بمجرد ماسمع آه جايه من فوق رأسه وأتذكر اللي في السيارة..

شلون غرق في ذكرياته وأفكاره ونسي الإنسانه اللي داخل السيارة!

مسح وجهه بقوه وأخذ نفس عميق ووقف بسرعه وشافها تعقد حواجبها وتأن من الألم ووجهها غرقانه دم ، مسك الباب وحاول يفتحه بالقوه بس الباب كان معلق ورافض ينفتح وذا الشيئ زاد توتره وعصبيته ووصار يسحب الباب بكل قوته و--

حس بحركتها و​شافها لافه رأسها وتطالع الرجال اللي كان معاها، أتمالك نفسه وكلمها بهدوء /أختي حاولي تتحركي وتطلعي من الباب الثاني..ذا عالق.

طالعت فيه بعدم تركيز للحظات وحب يتأكد إنها واعيه وحرك يده قدام وجهها /أختي سامعتني ..أنتي بخير !

حطت يدها على شعرها وشهقت بصدمه قبل ماتنزل رأسها وبصوت مخنوق/روح من هنا روح..أبعد.


طالع فيها بإستغراب/نعم..أيش قلتي.

ردت برجفة/لو سمحت أبعد من هنا روح..

فهم يقصدها لما شافها وهي تحاول تغطي وجهها بيدها وبعصبيه/أنا بساعدك موجالس أتفرج عليكي.

ردت بصوت باكي/ ماقصدي والله جزاك الله خير.. بس روح أنا بدون غطى ما يجوز روح.

شات باب السيارة بقهر ومسح وجهه وراح للرجال ولقي ريان يلف يده وبغضب/أنت.. قوم ساعد أهلك اللي تاركهم في السيارة.

ريان بصدمة/في أحد في السيارة!



سند بغضب/أيه وحده عالقة والباب خربان.

إنتهى ريان من ربط الجبيرة على ذراع الرجال وبهدوء/ياخوي قوم شوف أهلك اللي في السيارة.. ذي طيبه ومافيها شيي.

رد عليهم بجمود/لا، ماأقدر أسيبها وأروح.

هجم سند عليه بغضب/قوم يالنذل..رافضه تخليني أساعدها لإنها بدون غطاء..



حاول الرجال يفك نفسه وبتبرير/هيا قوية وماتحتاجني لكن ندى ما تقدر تسوي شيئ بدوني.

طالعه سند بعدم تصديق/أقلك عالقه وحالتها بالبلاء تقلي قويه!

حاول ريان يهديه/خلاص فكه..الإسعاف والدفاع المدني بيجوا ويساعدوها.

رماه عالأرض بعنف عالأرض ورجع للسيارة وهو يفكر في الغبية اللي سمعت رد الحيوان اللي معها وأكيد بيلقاها منهاره من الصدمه، وقف ولف ظهره عنها وبعصبية/ياأختي ذا اللي معاكي مو راضي يجي يساعدك..خليني أساعدك.

ردت ببرود/مو محتاجة مساعدة منه بالذات ولو كان فيها موتي،لا عد تطلبه يساعدني .. وأنت يعطيك العافية رايتك بيضاء وماقصرت.. روح.



إنصدم بردها البارد ورد بغضب/يعني نخليكي هنا ونروح.. تستهبلي أنتي..غبية.



ردت بغصة/مابيدك شيئ ولاتقدر تساعدني أنا تحت رحمة رب العباد هو ألطف وأرحم بي ..


زفر بضيق وبحدة/شوفي يابنت الناس أنا مو متحرك من هنا إلا بعد ماتطلعي..فهمتي.

ردت بهدوء/ربي يشهد عليا إن كلامك ذا جميل في رقبتي ليوم الدين ومهما قلت مارح أقدر أوفيك حقك. .بس قلت لك مارح تقدر تساعدني ،وأنا ماعليا غطا.. خليني أقابل ربي وأنا مرتاحة.. مو بمعصية.

ضرب السيارة بغضب/ أنتي ليه متشائمة، وبعدين الضرورات تبيح المحظورات..خليني أساعدك وأطلعك من هنا.. وربي شايف وعالم بنيتك.

شد بلوزته بقهر وهو يسمع بكاها المكتوم، وفجأة إنتبه للشال اللي لافه على رقبته ومد لها طرفه وصاح فيها/ينفع ذا..

ردت بسرعة/أيوه.

حس براحه نسبيه وبسرعة فك الشال وأعطاها ياه، وبعد لحظات كلمته بإمتنان/جزاك الله خير،والله يستر عليك وعلى أهلك دنيا واخره.

أخيراً لف بجسمه وطالع فيها وهو يهز رأسه بتعب /ماسوينا شي..بس ساعديني وأطلعي من الجهة الثانية ذا الباب خربان.

سمعها تأخذ نفس قبل ماترد بهدوء/ياأخوي قلت لك ما تقدر تساعدني، رجولي عالقة ومو قادرة أحركها..أصلاً حاسه حديد الكبوت مغروز فيها..

مارد لما شاف ريان واقف جنب باب السايق وسألها /أختي ممكن أحاول أسحب رجلك.

سكتت للحظات كإنها تفكر وبعدها هزت رأسها بتردد وركب ريان في كرسي السايق ومد أيديه لرجلها وحاول يسحبها بشويش وإنتبه لها لماحاولت تبعد عنه وتعطيه مجال بس ضربت كتفها اليمين في الباب بقوة وصرخت/آآآآآه..
رجعت رأسها عالكرسي ومسكت كتفها بيدها الشمال.

سألها سند بقلق/خير وش صار!

شدت على كتفها بصمت للحظات قبل ماترد بهمس/كتفي شكله مخلوع.

خرج ريان وبأسف/والله مارح نقدر نسوي شيئ الكبوت حاشرها بقوة وداخل في رجولها إذا ماكان قطعها لاقدر الله.

ردت بألم/خلاص روحوا جزاكم الله خير.. مابيدكم شيئ.

ألتفت ريان للرجال اللي حاضن الحرمه وقاعد في نفس الوضع،وبحدة/الظاهر ذا أنهبل وجن.


طلع جواله وأتصل وإلتفت لسند والحرمه قبل مايروح /أنا بطلع للخط علشان أدل الإسعاف عالمكان.

راقب ريان وهو يركب السياره ويبتعد وبهدوء /طيب خليني أشوف كتفك ،أنا دكتور لاتخافي مني.


همست بضعف/مو خايفة منك.

نزلت يدها ومسك كتفها وذراعها بأيديه وفحصها/مافي كسر ،مخلوع زي ماقلتي.

تركها وراح جاب شنطة الإسعافات من جنب الرجال بدون حتى مايطالع فيه، وقف قدامها وأخذ نفس عميق وهو يدعي إنها توافق وبتردد/أختي خليني أشوف وجهك كله دم ،أكيد مجروحه..

هزت رأسها بموافقه خلته يقرب منها ومد إيديه من الشباك وسحب الشال عن وجهها وبدأ يمسح وجهها بشويش وشاف الخدوش والجروح الي عليه بسبب القزاز اللي أتكسر "مو معقول كل ذا الدم من هالخدوش"وبأمر /في جرح في رأسك لازم أشوفه.

سحب الشال بدون مايستنى ردها وحط يده على رأسها بشويش ودخل أصابعه فشعرها وحس بلزوجة الدم فيها..رجع رأسها عالكرسي وأخذ شنطة الإسعافات وركب جنبها في مقعد السايق ونزل رأسها عالطبلون قدامها وحاول يفرق شعرها علشان يشوف الجرح وكان كبير ..نظفه وعقمة وحط عليه قطن ولفه بالشاش بقوة علشان يوقف النزيف ورجعها مكانها..نزل ولف للجهة الثانية وضرب خدها بخفه لما شافها مغمضة عيونها فتحت عيونها بصعوبة وطالعها بقلق/أتحملي شوية وخليكي صاحيه لاتنامي، الإسعاف بعد شويه يوصل.

أشرت عالرجال اللي معاها وبهمس/أمنتك..قله إذا الله أخذ أمانته لا..يقول لأهلي ..عن الحادث..وأولادي لايظلمهم ويفرق بينهم.


طالع فيها بهدوء/إن شاء الله.. خليني أرجع كتفك مكانه علشان مايألمك إذا طلعوكي المسعفين.. جاهزة..

هزت رأسها بموافقة وبإمتنان/مشكور عاللي سويته أنت وخويك..حلفتك بالله إذا ما عرفوا يطلعوني ومت..لا تلوموا نفسكم و تشيلوا بخاطركم شيئ،أنتوا سويتوا اللي تقدروا عليه.. لاتحملوا نفسكم ذنبي بيكون أجلي وجاء.

سمع صوت الإسعاف اللي وصل بيقرب منهم وشافها بتلفتت حولها بنظرات زايغه وهي تهمس بكلام ماسمعه وهزها بشويش/أختي..ركزي شوي وأتحملي خليني أعالج كتفك.


طالعت فيه بهدوء وهمست بالشهادة .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً عبده ورسوله .
أشهد أن لا إله إلا الله وأسهد أن محمدً عبده ورسوله .
أشهد أن لا إله إلا الله وأسهد أن محمدً عبده ورسوله..

حس بقلبه ينعصر من القهر عليها لما كورت طرف الشال وحطته في فمها وشدت عليه بأسنانها بإستعداد خلاه بدون مايحس يمسك يدها ويضغط عليها علشان يطمنها ويشجعها وبحنان/لاتخافي والله ماأتحرك إلا وأنتي معي..أوثقي فيني.

نزلت دموعها ومسحتها بسرعة وهزت رأسها وغمضت عيونها ولفت عالجهة الثانية.

أخذ نفس وحط يده الثانية على كتفها وسمى بالله وبحركة سريعة سمع صوت العظم وهو يرجع مكانه وشاف رأسها يطيح على صدرها بعد مافقدت الوعي، مسك رأسها وسنده عالمقعد بحذر وسحب طرف الشال من فمها بشويش وعدله على رأسها وحاول يدس كل خصل شعرها الطويل تحته وغطى وجهها بسرعه لما وصل رجال الدفاع المدني والإسعاف وإنتشروا في المكان وبدأو يشوفوا شغلهم.

جاء ريان والمسعفين ورجال الدفاع المدني وشرح لهم وضعها بسرعه وتركهم وفي باله شيئ واحد..


لازم يوصل الأمانه..



راح للرجال وبلغه بالكلام اللي قالته وبدون أي مقدمات أعطاه بكس سدحه في الأرض ألحقه ببكس ثاني وثالث بكل قوته/نذل ورخمه وواطي

إتجمعوا عليهم المسعفين علشان يفكوهم وحاول ريان يسحب سند بدون فايده، سند كان أطول وأعرض منه وفوق ذا كله فاقد السيطره على نفسه وبصعوبه قدر ريان يحشر نفسه بينهم وبسرعه لف ذراعيه على خصر سند بكل قوته وصار يبعده عن الرجال ويدفه لوراء/خلص الرجال بيموت أتركه..خلص.

أتمسك سند في الرجال بقوه وبصراخ/فكني ياريان فكني، تركها تموت النذل ترك سمر تم--

قاطعه ريان بحده/ أصحى هذي ماهيب بسمر أصحى.

فجأه جمد مكانه وإرتخت قبضته وطالع في ريان والمسعفين بنظرات زايغه وهم يسحبوا الرجال من بين إيديه .. حس بضياع وتشتت وألم في صدره اللي كان يصعد ويهبط بتنفس سريع وقوي و..

ماهيب سمر!

ماهيب سمر!

إتكررت ذي الكلمتين على ماسمعه لفتره وكان لها وقع رهيب عليه خلاه يركز ويرجع لعقله وفي لحظات قدر يتمالك نفسه ويسيطر عليها ورجع لطبيعته، فك ذراعين ريان المتمسك فيه وطالع في المسعفين ورجال الدفاع المتجمعين حوله وهم يتهامسوا بإسمه ببرود/ الحفله خلصت وتقدرون تشوفون شغلكم الحين.

تركهم وركب سيارته بهدوء وسند رأسه عالمقعد بتعب وتفكير" شفيك ياسند! شلون تتصرف بهالشكل..خلص جنيت!



بل ريقك


فتح عيونه وطالع في ريان اللي جلس جنبه ومد له قارورة مويا أخذها منه وشرب بصمت قطعه ريان بكلامه/الإسعاف أخذ الرجال والحرمه اللي معه وبقيت اللي في السيارة.

إلتفت لاشعورياً ناحية السيارة اللي إتجمع حولها المسعفين ورجال الدفاع المدني بمعداتهم وأصواتهم واصلته وهم بيتناقشوا ويقيموا حالة السيارة واللي فيها و--

عقد حواجبه بغضب لمالمح شاله بيطير في الهواء للحظات قبل مايستقر عالأرض خارج السيارة، فتح الباب وخرج بسرعة البرق لين وصل للشال ورفعه بيد وبيده الثانيه سحب المسعف من داخل السيارة ورماه عالأرض بعنف وأتجاهل نداء ريان وأصوات الرجال المعترضه والمستنكره ودخل السيارة وشد على إسنانه بغضب وهو يشوفها متكشفه قدام الكل وبسرعه جمع خصل شعرها المتناثر ودسها تحت عبايتها ولف الشال على رأسها وغطى وجهها ونزل ،إتجمعوا عليه الرجال والمسعف يصرخ بصدمه/أنت مجن--

قاطعه ريان بحده/ أقطع ولايكثر هرجك.

رفع سند المسعف بين إيديه وطالعه بغضب/ شلون تفك غطاها يالنذل؟

أتدخل واحد من الدفاع المدني/أستاذ سند هو ماكان يقصد شي بطال لاسمح الله.

المسعف بإرتباك/ ياخوي والله هذا شغلي ولازم أكشف عليها.

مال عليه ريان وهمس له بغيض /هذا تقريباً دكتور ماهوبسباك أنت شفيك اليوم!

وإلتفت للرجال بإعتذار/السموحه ياجماعه بس أعصابنا مشدوده من الحادث

فك سند المسعف وعدل له قميصه ببرود/ هالمره بمشي لك حركتك لكن واللي خلقني أن شفتك قربت منها مارح يصير لك خير فهمت!

هز المسعف رأسه بموافقه وإبتعد بسرعه، كلمه واحد من المسعفين بتوتر/أستاذ سند أحنا مقدرين وضعك بس لازم نفحص زوجتك التأخير مو في صالحها.

طالعه سند بجمود للحظات وهو يحاول يستوعب الموقف اللي حط نفسه فيه"زوجتي!" أخذ نفس عميق وبأمر/إنزين شوفوا أحد غيره يفحصها ومن غير لايكشف غطاها وغير كذا تحلمون تقربون من هالسيارة.

رد المسعف بتردد/طيب كيف نحط لها الإكسجين؟

سحب منه سند القناع وركب جنبها وعدله على وجهها بحرص وبعدها نزل وأعطاهم مجال يشوفوا شغلهم وعينه عليهم وطلب من ريان يسبقه ويجهز كل شيئ لين وصولها المستشفى وهو ظل معاها.


مر عليه الوقت طويل وبطيئ ومحطم للأعصاب ورجال الدفاع المدني بيفككوا السياره بحذر علشان يطلعوا البنت سليمه وبأقل ضرر ممكن وبعد أطول ساعه ونص عدت عليه في حياته نجحوا في ذا الشيئ وأخيراً صارت حره وإن كانت نظراته المسعفين غير متفائله من حالتها وبعدها كل شيئ صار بسرعه لدرجة ماقدر يستوعبها.. في لحظه كان في الإسعاف معاها وفي لحظه ثانيه كان في المستشفى مع الدكاتره المسئولين عن عمليتها وفي الثالثة كان واقف برا غرفة العمليات ماسك شاله الملوث بالدم واللي كان مغطيها وإحساسه بالخوف بيزيد مع كل ساعه بتمر بدون مايسمع أي خبر يطمنه عنها.



اتفاجأ بيد إتمدت قدامه بكأسة قهوه وإلتفت لقي سامر يطالعه بقلق/طال عمرك أنت بخير!

هز رأسه بموافقه وأخذ منه القهوه اللي جات في وقتها وشربها بيد ترجف وبتساؤل/شلون عرفت مكاني!

سامر/الأستاذ ريان أتصل وطلب ننتظرك هنا وإكتفيت بمراقبتك من بعيد بس فكرت إنك محتاج قهوه ودش سريع قبل الصلاة.

طالع بصدمه في ساعته اللي إتجاوزه الثانية عشره ظهراً بدون مايحس، رمى كوب قهوته في الزباله بعد ماشربها في رشفتين وإلتفت لسامر/إبي ش--

قطع كلامه لما ناوله سامر شنطة سوداء صغيره وبشرح/الأستاذ ريان قال إنه حجز غرفة في المستشفى وتقدر تغير فيها أو نروح فندق إذا حبيت


ريان ريان ريان



رددها داخله وفكر في صديق عمره بإمتنان ماله حدود وهو بيتسأل وش كان بيصير فيه بدونه! ورجع يفكر في اللي داخل لوحدها وفضل يظل معاها، إلتفت لسامر وأعطاه الشال بأمر/إبي أرجع من الصلاة بإذن الله ألقاه نظيف وجاهز.


راح الغرفه اللي حجزها ريان لها وأخذ دش سريع وجدد نشاطه وراح صلي الظهر وبعدها رجع مكانه وهو يفكر في أحداث اليوم وتفاصيله وإستغرابه وحيرته بتزيد من اللي شافه وسمعه..


من الرجال اللي كان معاها ووش يقرب لها بالضبط !


وليه إتخلى عنها بالسهوله!

معقوله تكون أخته واللي معه تصير زوجته وعلشان كذا كان خايف عليها ومهتم بها لدرجة إنها أهمل الثانيه!

هز رأسه بعدم إقتناع من اللي فكر فيه وحس بحيره أكبر لما أتذكر الكلام اللي قالته عن أهلها وعيالها، معقول يكون زوجها!!

طيب شلون قدر يعاملها بهالشكل ويتركها تواجه مصيرها لوحدها بدون أي إحساس بالذنب!

وشلون جاله قلب يتصرف معها بهالنذاله مهما كان نوع العلاقه اللي بتربطهم أو المشاكل اللي بينهم !


وين نخوته ومرؤته!

وين غاريته على محارمه!


حس برأسه هينفجر من الغيض والقهر وهو يتذكر رده اللي صدمه وردها اللي صدمه أكثر وأكثر و



طلع من أفكاره على صوت الدكاتره اللي طلعوا من غرفة العمليات وبلغوه بحالتها.. البنت كانت حالتها خطره وعانت من نزيف شديد وإصابه خطيره وإرتجاج في المخ غير الكسور المضاعفه اللي في رجلها واللي الله لطف فيها وقدروا يعالجوها بدون مايضطروا لبترها مثل ماتوقعوا في البدايه لكن اللي صدمه هو خبر دخولها في غيبوبه رغم نجاح العمليه وبعد ساعه من النقاش إكتشف إنه خلاص وصل لنهاية الطريق بعد ماأتكفل بكل تكاليف العمليه ومصاريف إقامتها في المستشفى لين تقوم بالسلامه مهما طالت مدة غيبوبتها وصار لازم يتركها ويمشي .



طالع في الشال اللي بين إيدين سامر وأخذه منه بتفكير .. ماقدر ينسى إنها رفضت مساعدته وفضلت إنه يتركها لإنها متكشفه.. طلبت منه الستر علشان تقابل ربها بحسن خاتمه، علشان كذا بمجرد ماشافها متكشفه قدام الرجال حس بطعنه في رجولته وشرفه وعرضه ..


البنت إستأمنته على نفسها ووثقت فيه وبإذن الله بيكون عند وعده وبيحقق لها أمنيتها وبتظل مستره عن عيون الرجال حتى إن كانت بلا حول ولاقوه وبين الحياة والموت، مارح يتخلى عنها وبيكون هو المسئول عنها وهو سندها وعزوتها لين الله يقومها بالسلامه.



راح للممرضه المسئوله عن حالتها ووصاها تخلي الشال على رأسها طول الوقت وأعطاه مبلغ محترم ووعدها بمبلغ أسبوعي مثله يضمن له إلتزامها بإتفاقهم و--








صوت دق قوي ومتواصل إنتشله من ذكرياته البعيده ورجعه للحاضر، فتح الباب وجمد مكانه وهو يشوف أخته بعبايتها وبقلق /خير ياثريا!




ردت ببكاء/جوري حيل تعبانه و-




دفها برا غرفته وقفل الباب قبل مايسمع باقي كلامها وبصوت عالي/أسبقيني والحين بجي.




كان لحد الأن بشورته الغرقان بالمويا وبسرعه سحب أول بنطلون وتيشيرت وقع في يده ولبسهم بعجله وخطف مفاتيحه ومحفظته وراح لغرفة ثريا ودق الباب بقوه قبل ماتخرج من الغرفه الثانيه وهي تتكلم في جوالها، طالعته بشرح/ كنت بقلك إن الإسعاف يبيله ربع ساعه بعد لين يوصل علشان كذا كلمت السايق وبيأخذنا عالمستشفى.

رجعت تتكلم في جوالها بعصبيه/سيتا خلصيني ماصارت عبايه تلبسينها أنتي وياها.




سألها بتوتر/هي جاهزه ومتغطيه!



ردت بعفويه/ أيه وبس يجوا الشغالات بنتساعد وننزلها الس--
قطعت كلامها لما فتح الباب ودخل الغرفه ولحقته وبعدم إستيعاب/سند أنت جن--

تركت جملتها معلقه لما شال جوري بين إيديه وخرج وهو يناديها بأمر/أخلصي علي مانبي الشغالات.

قفلت فمها اللي كان مفتوح بذهول ولحقته بسرعه وهي بتفكر


وش اللي قاعد يصير بالضبط!!
أخيراً وصل المستشفى بعد ماساق بسرعه جنونيه وقطع ثلاث أشارات وعيونه معلقه عاللي ممده في المقعد الخلفي وصوت شهقاتها واصله وكل تفكيره إنه يوصل قبل فوات الأوان، شالها ودخل بها قسم الطوارئ وهو ينادي عالممرضات اللي جريوا عليه لما شافوا اللي بين إيديه وبسرعه حطها عالسرير وثريا تشرح للدكتوره المناوبه عن اللي صار لها وفي لحظات لقي نفسه بيدور في الممر زي المجنون بعد ماطردوه من الغرفه، مسك أول ممرضه طلعت وبتوتر/طمنيني عنها!

ردت بهدوء/متخفش ياأستاز إن شاء الله خير بس في الأول هنعملها أشعه لسدرها وشوية تحالي--
قاطعها بعصبيه/يعني هي شلونها الحين !

ردت بعدم إستيعاب/ واللهي لونها مزرق شويه زي ماتقول كده مش بتتنفس مزبوط بس أحنا أديناها أكسجي--

تركهاوماسمع باقي كلامها وهو يسب غبائه لإنه ماجاب حتى الجوال، دق باب الغرفه وهو ينادي ثريا اللي طلعت بسرعه/خير شتبي!

سألها بعصبيه/شقالت الدكتوره ع--

قطع كلامه لما أنفتح الباب وخرجت الممرضه تدفها على سريرها، أعطاهم مجال وسحب ثريا على جنب وسألها/لوين بيأخذونها!

ردت بقلق/بيسون أشعه لإن الدكتوره يوم درت إنها غرقت إشتبهت في وجود مويا في الرئتين يمكن تكون سبب ضيق التنفس الحاد اللي صابها والله يستر.

أخذ نفس عميق وبتساؤل/إنزين هي بوعيها ولا لا؟

ردت بتنهيده/تفوق ثواني وهي تصارخ ويرد يغمى عليها .

فكر إن ذا الشيئ في صالحه عالأقل هيقدر يكون معها بدون ماتدري وتعصب و--


مسح وجهه وهويستغفر من تفكيره وراح مع ثريا وإنتظر لين سووا الإشعه ورجع معاهم عالغرفه.


،

،

،

،

،



الشرقيه، الفجر



حس بنغزه وضيق في صدره صحوه من سابع نومه ولاشعورياً مد يده الجوال وأتصل بالإنسانه الوحيده اللي كل ماكانت في مشكله بيحس بذي الإعراض !



وللمره الثالثة بيتلقى نفس الرد"الجوال مغلق ولايمكن الإتصال به الأن"



حط الجوال عالكومدينه وأستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وهو يدعي إنها تكون بخير وكون جوالها مقفول فذا مايعني بالضروره إنها واقعه في المشاكل!

يمكن جوالها مافيه بطاريه!

أو بتصلي!

أصلاً جوري بتحب تصلي في الربع الأخير من الليل وبتظل عالحال ذا للفجر.

أخذ نفس عميق وحاول يقنع نفسه بتحليله الأخير ولما ماأرتاح فكر إن أول شيئ بيسويه الصباح هو إنه بيتصل على عمه مساعد.. إبتسم براحه وهو يتذكر كيف أتصل عليه قبل مايوصل جوري لبيت فيصل وقله إنه بيكون في جده مع أهله ويبغى جوري تبات عندهم ولما قله إنه مايقدر يتأخر لين يوصلوا لإن رحلته بعد ساعه قله أنا بدبرها وفعلاً أتصل بعد ربع ساعه وقله إنه حجزله ولفيصل رحله متأخره ويادوب وصلوا وجلسوا معاهم أقل من نص ساعه وإتحركوا سوا هو راح عالمطار وجوري راحت معاهم لبيتهم في جده..

حس بالنوم طار من عيونه وقام صحى فيصل وراح يتوضأ للصلاة وهو يفكر في جوري ويدعي إنها تكون بخير.


،

،

،

،

،



الحادية عشره صباحاً


صرخ فيهم بعصبيه/أصلاً ذا اللي أنتوا فالحين فيه، أنا قاعد أحكيلكم علشان تطلعولي بحل وأنتوا نازلين فيا حش وخفة دم.

رد رائد بنفاذ صبر/أنتا كمان مو سامع نفسك ياخالد.. ذا كلام واحد عاقل يقوله!

طالعه بحده/ واحد ويبغى يرجع زوجته وين الجنان في الموض--

قاطعه فيصل بعدم تصديق/خالد أنتا أهبل ولاتسوقها على أمنا هنا، أنتا مطلق زوجتك بالثلاثه.. يعني طلاق بائن.. بالعربي كذا مالها رجعه لعصمتك لو يطلع أبوك من قبره.

شد شعره /وعلشان كذا ياحمار بقلكم شوفوا لي حل علشان أرجعها.

رد رائد بإقناع/خالد الله يهديك من وين نجيبلك حل فهمني، ياأخي نصيبكم وقف لحد هنا وسيغني الله كلاً من سعته.

طالعه بعدم إستيعاب/والمعنى يارائد

أخذ نفس/يعني أنتا ماشاء الله عليك شايف حياتك ومتزوج ومخلف ومبسوط أربعه وعشرين قيراط فحمد ربك عالنعمه اللي أنتا فيها، وبنت الناس الله يستر عليها ويرسلها اللي يصونها ويسعدها و--

قاطعه خالد بقهر/أنتا صاحب ولاعدو! أقلك برجعها تقولي يصونها ويسعدها.

فيصل بتنهيده/والله مافي غيرذا الكلام طلعت ولانزلت وبعدين ماتدري يمكن زواجها يكون في صالحك.

دار في الغرفه بعصبيه/لا ياشيخ ووين المصلحه بالزبط!

هز كتفه بلامبالاة/مو يمكن لاقدر الله يعني ماتتوفق في زواجها وتتطلق برضه ساعتها هتكون طاقة القدر إتفتحت لك وهتقدر ترجعها لعصمتك و--

قاطعه رائد بإستنكار/فال الله ولا فالك ياشيخ، هوا عداك بجنناه ولا أيه! خليك محضر خير ياخي.

رد بعصبيه/ولو إن هرجه زي وجهه بس عالأقل فكر في حل مو زيك، أصلاً أنتا مافيك خير زي حرمتك وكإنك متفقين تقفلوها في وجهي بس أنا ماهرتاح غير لما أرجعها غصباً عنكم كلكم.

أخذ مفاتيحه وخرج من بيت رائد وهو حاس إنه هينفجر، لام نفسهم وسبها مليون مره.. كان لازم يفكر بعقل قبل مايتهور ويطلقها طلاق بائن..لو كان طلقها طلقه وحده ماكان ذا حاله.. كان خلاها في بيتهم لين تهدأ الأمور بينهم ويكون في مجال للصلح بس هو بتهوره وعصبيته الغبيه وقع نفسهم في ورطه شكلها مالها حل.

أخذ نفس عميق ودخل البيت وسمع صوت ياسمين جاي من الجزء الخلفي وراح يشوف أيش اللي مصحيها وخليها تخرج الحوش ف--


جمد مكانه للحظات وهو يسمع صوتها!

نفس النبره الواثقه والمرحه .. نفس الضحكه اللي ياما رنت في أركان البيت وملته حياة..

ماكان عارف حجم شوقه لها ولتفاصيلها غير لما سمعها بتتكلم مع أولاده بأسلوبها المرح والطفولي اللي كان بينتقده دائماً وبيعلق عليه و--

يعني ماهنشوفك غير لمايرجع خالو من الشرقيه!

شدته الجمله ذي وطلعته من أفكاره وخلته يركز مع صوت جوري وهي ترد/مو بالضروره ياسمينتي أقدر أكلم ميدو وأخليه يجيبكم عندي مارح يقول شي.

وليه نعني الرجال معنا أنتوا وقت اللي تبون تشوفون أمكم برسلكم السايق والخادمه --

عقد حواجبه بإستغراب من صوت الرجال الغريب ومالحق يتسأل عن هويته لإن ياسمين قامت بمهمة التعريف/والله ياجدو مساعد مايتهيألي إن بابا هيوافق نجيكم البيت.

وليه مايوافق! أنتوا بتجون لأمك وأمكم عندي ولا بيفرق معه المكان.

ردت جوري/خلاص يبه خليهم براحتهم وبظروفهم ومن هنا لبكره يحلها الله من عنده.. أنا قلت أعطيكم خبر إني هبات في بيت جدك مساعد الكم يوم الجايه علشان أخوانك مايقلقوا لما يمروني بعد صلاة الجمعه كعادتهم وما يلقوني في البيت.

ياسمين بتنهيده/خلاص أنا أول مايصحى قصي بقله وبعدين بشوف كيف أكلم بابا.. يلا ماما أنا بروح أنام مره تعبانه تصبحي على خير.

وأنتي من أهله حبيبتي نوم العوافي ياروحي ولاتنسي تشيكي على أخوانك قبل ماتنامي.. أستودعتكم اللي خلقكم يحفظكم من كل شر ويهديكم و--

ماعاد سمع باقي سيل الدعوات اللي قالته وهو بيحاول يركز ويُفهم اللي سمعه من شويه..

عبدالرحمن مسافر وسايب جوري في بيت مساعد العجوز!

حس برأسه هينفجر من اللي مر في باله وفي ذي اللحظه بس اتأكد إن كل اللي كان خايف منه وعامل حسابه هيتحول لحقيقه إذا ماأتصرف ولقي حل يضمن له رجوع جوري قبل فوات الأوان و ---

خلودي حبيبي.. دودي يلا هتتأخر على صلاة الجمعه.

فز من مكانه بسرعه وطالع في ندى اللي ربتت على كتفه بخوف/بسم الله عليك حبيبي أيشبك!

بلع ريقه بصعوبه وأستوعب إنه كان بيحلم باللي صار وبتنهيده/كابوس ياندى كابوس مو راضيه يحل عني.

ناولته كأسة مويا وبعتاب/كله من سهرك طول الليل والتدخين اللي مو راضي تسيبه..

شرب وأتعدل في جلستهم عالسرير ورد بمسايره/يمكن.

جلست جنبه ومررت كفها على صدره بخفه وبتردد/ صليت الفجر وأنتا لسا مارجعت مع إن لبنى قالت إنك سبت بيتهم بدري.

رد بهدوء/منتي عارفه رائد صار بيتوتي وأن كملت السهره مع فيصل والشباب في البحر.

ردت بنغزه/ماشاء الله عليه عالأقل بيجلس مع لبنى وبيهتم بيها ب--

قاطعها بضيق/معليش حبيبتي ممكن تسوي لي فنجان قهوه علشان أصحصح وألحق الصلاة.

طالعته بغيض للحظات قبل ماتبعد عنه بعصبيه وتخرج من الغرفه، زفر بقوه وضيق ودار في الغرفه بتوتر وكل تفكيره في جوري واللي صار بينهم أمس..

أتذكر كيف ظلت ساكته لفتره قبل ماتنفجر فيه بطريقه غير مسبوقه!

جوري الهاديه والمتحفظه في ردود أفعال لدرجة إنه كان يسميها التمثال من شدة برودها واللي كان بيوصل لدرجة اللامبالاة لأول مره بتتفاعل وتتناقش معاه بذي الطريقه من سنين طويله!

هي حتى بعد ماصحيت من الغيبوبه وطلبت الطلاق وأتواجهوا في المستشفى ماأحتدت وإنفعلت بذي الطريقه!

هو عارف إن اللي قاله مو سهل ولها حق تنصدم وتثور عليه بذيك الطريقه لكن ذا الحل الوحيد اللي كان قدامه!

حاول يهديها ويقنعها إنه مجرد إجراء شكلي لا أكثر ولا أقل بس هي ماأعطته مجال وصارت تهاجمه وتسمعه كلام إتحمله وكله أمل إنها تطلع كل اللي داخلها وترجع تفكر في اللي أقترحه عليها

،

،

،

،
في المستشفى، الواحده والنصف ظهراً



واللي يسلمك يبه روح البيت أرتاح هالقعده موبزينه لصحتك.

رد بإنكسار/ شلون أرد البيت وأتركها هنا! شلون تبيني أرتاح وهي بهالحاله شلون ياثريا!

باسته يده برجاء/حبيبي قعدتك ذي مامنها فايده، أصلاً هي كانت خايفه تزعجك ولو درت إنك مجابلها من الصبح ومهمل صحتك وماتركتها غير لصلاة الجمعه.. تبي جوري تزعل يبه؟

هز رأسه بنفي وهو يطالع وجهها الشاحب تحت قناع الأوكسجين والسيروم والأجهزه الموصله بجسمها وبتساؤل / أنا البارحه خليتها وضحكتها ماليه البيت ومافيها إلا العافيه، وش اللي صار عليها ياثريا وخلاها بهالشكل.

طالعته بقلة حيله وهي ماعندها رد لسؤاله ولاقدرت تحكي له عن اللي صار ولاعن الوضع اللي لقتها فيه، وبتنهيده/علمي علمك يبه أنا دخلت عليها الفجر لقيتها موبقادره تتنفس والحمدلله إن سند كان موجود وجابنا على هنا بسرعه.

مسح على رأسها بحنان وهو يكلم نفسه/وش أقول لأخوها اللي سألني عنها ولمتى بكذب عليه! وش أقول لأهلها اللي استأمنوني عليها! وش أقول لعيالها اللي منتظرين يشوفونها!

ضمته وباست رأسه وبهدوء/هذا أمر الله يبه وبعدين الدكتوره قالت إن ذي أشبه بنوبة ربو عاديه، يعني بس تنام وترتاح بترد أحسن من أول وبترد تسمع ضحكتها وبتأذيك بسوالفها وحركاتها المجنونه بإذن الله..

طالعها بأمل/ تهقين ياثريا!

ردت بإبتسامه واثقه/إن شاء الله، يبه هذي جوري مو حيا الله.. أنت بس أدعي لها حبيبي.
السابعه مساءً

كان جالس برا جناحها اللي نقلها فيه بعد ماسووا لها اللازم في الطوارئ طول فترة الفجر وساعات الصباح الأولى ومن وقتها وهو ماأتحرك من هنا غير علشان يغير ثيابه للصلاة وبعدها يرجع يتحنط عالكرسي المقابل لبابها بحجة إنهم ممكن يحتاجوه لأي سبب.

كان في شيئ شاده ومقيده لهالمكان!

المكان اللي هي متواجده فيه!

ضغط على صدره بقوه لما حس بضربات قلبه تزيد وتتسارع بجنون وحس كإن قلبه هينفجر كل ماتخيل شكلها وهي بين إيديه بتشهق علشان تأخذ نفس واحد..

غمض عيونه وإحساسه بوجودها بيزيد وكإنها حقيقه..

كانت بين إيديه ورأسها على صدره وهي مغيبه عن الدنيا وعنه..كان ضامها لصدره ومتمسك بها بكل قوته بدون أي تحفظات وتفكير وهو يدعي إنه مايصير لها شيئ.

طالع في الباب المقفول في وجهه بكره وحقد..

الباب كان بيفصل بينهم ويذكره بمكانته بالنسبه لها..

يذكره بإنه ماله حق يتواجد هنا..

ماله حق يقلق عليها..

ماله حق يدخل يشوفها..

يمسك يدها..

ويكون متواجد معاها مثل أبوه وثريا اللي مافارقوها..

ماله حق في اللي كان يفكر فيه طول الطريق وعيونه معلقه على إنعكاسها في المرايه..

أو اللي فكر فيه وهو بيلتفت لها كل لحظه والثانيه علشان يطمن إنها لازالت بتتنفس..

وبالذات ماله حق في اللي فكر فيه كل ماسمع صراخها وبكاها كل مافاقت..

طيب ليه ماله حق!

هو مافكر في الكثير ..

كل اللي فكر فيه هو إن ---

هوى بقبضته على الكرسي اللي جنبه بكل قوته وهو مصدوم من اللي فكر فيه وإحساسه في ذي اللحظه ورن صوت المعدن في الممر بصرير مزعج وكإنه بيصرخ ويستنجد من قوة ضربته..

خرج بسرعه من المستشفى وركب سيارته وساق بتهور ولامبالاة بالزحمه والسيارات اللي حوله وهو مو قادر يصدق إنه بيفكر فيها بذي الطريقه!

مو قادر يفهم الإحساس الغريب اللي كان بيلح عليه بإصرار علشان يتجاهل كل شيئ ويدخل يشوفها في ذي اللحظه !

إحساسه بإنه لازم يكون معاها وتكون بين إيديه!

إحساسه بإنه محتاج يضمها لصدره بقوه لين تدخل بين ضلوعه ويقفل عليها!

.. يقاسمها وجعها ومرضها ويحسسها بوجوده!

يقلها أنا هنا معاكي وأنتي موب لحالك!

وأنا أقرب لك وأحق منهم كلهم بوجودي معاكي!

في داخله بركان يغلي بمشاعر بيحسها لأول مره من سنين طويله!

مشاعر أربكته وصدمته بجرأتها وقوتها!

وخروجه من المستشفى كان مجرد هروب من مشاعره اللي إتفجرت داخله فجأه وعجز عن مواجهتها.



،

،

،

،

جده، التاسعه مساءً


خاله ثريا ماما من جد مافيها شي!

ثريا بعتاب/أفا يابنت جوري يعني بكذب عليكي!

ياسمين بقلق/أسفه موقصدي بس ماما عمرها ما سابتنا يوم بحاله بدون ماتكلمنا وتتطمن علينا عالأقل مره وحده إلا إدا كانت تعبانه بالمره.

ثريا بهدوء/حبيبتي والله أمك بخير بس زي ماقلت لك حرارتها مرتفعه وصوتها رايح وشوفيها جنبي تأشر لي وتقول من هنا لبكره بيكون صوتها رجع وبتكلمكم نفسها بإذن الله.

ياسمين بتنهيده/إن شاء الله وربي يهديها، أيش لها داعي سباحتها قبل ماتنام! أهي دحين إنصفقت بالمكيف ومرضت.. بالله كيف هتسوي في الأمتحان اللي باقيلها ومتى هتداكر وهيا كدا!

ردت بضحكه/يعني ماتعرفي أمك وجنانها! أول ماشافت المسبح عيونها بغت تطلع من مكانها وطنشتنا وظلت تسبح لين قالت بس.

ردت بتنهيده/أنتي هتقوليلي عارفتها مايحتاج، وقوليلها بس تقوم بالسلامه لازم نشوف حل لوضعها دا ياتقص شعرها يا تبطل حركاتها!

سألتها ثريا بإستغراب/وش علاقة شعرها بالسالفه!

ياسمين بضيق/مو هيا ماترتاح في نومها إلا وشعرها مفرود وأكيد كان مبلول وعلشان كدا أخدت برد.. يلا ياخاله قروشتك معايا بوسيلي ماما وسلمي عليها وبينا ألو بإذن الله.

قفلت مع ثريا وطالعت في جدتها وأخوها بإبتسامه/لاتخافوا ماما بخير وتسلم عليكم.

سألها قصي بتردد/ أيش رأيك نقول لبابا يودينا بيت جدي مس--

قاطعته بحده/حسك عينك تجيبله سيره أحنا موناقصين وفهمك كفايه.

زفر بضيق من أخته اللي مصره تذكره بغبائه اللي خلاه يصدق أبوه ويسمع كلامه.

مسكت جدته يده برجاء/أيوه ياولدي الله يرضى عليك أمك تعبانه ومو ناقصه وجع قلب وأبوك أديك شايف حالتها كل ماسمع سيرة حد قرب منها.

أخذ نفس وبهدوء/أبشري ياجده وأنا ذحين فهمت وماني مكلمه ولا مصدقه بعد كذا، خلاص هوا ليه حياته مع ماما ندى وأمي ليها حياتها وبتعيشها بكيفها وراحتها بدون محد يتدخل فيها.. تصبحوا على خير .

خرج من غرفة أخته وهو مقتنع باللي قاله.. أمه من حقها تعيش حياتها بالطريقه اللي تريحها..

صار له فتره يفكر في حياتهم وفي كل اللي مر عليهم وطلع بقرار مهم..

مارح يقبل إنه يكون حجر شطرنج في يد أبوه بعد كذا!

مارح يسمح لأبوه إنه يتلاعب بيه ويحركه على هواه!

مارح يكون السكين اللي في يد أبوه واللي هيطعن بيه أمه في ظهرها !

مارح يكون السبب في تعاسة أمه ونزول دموعها!

هذي أمه جنته وناره..

وإذا كان أبوه ندم لأنه ضيعها من يده وخسرها فلازم يتحمل نتيجة أخطاؤه ويتعايش معاها!


،

،
،

،

،
الثانيه صباحاً

فتحت عيونها برعب وهي تشهق وتصرخ واتفاجأت بصوت جنبها/بسم الله عليكي ياقلبي أهدي شوي

ظلت تتخبط مكانها لفتره ونفس الصوت بيكلمها/جوري حبيبتي أهدي ذا مجرد حلم أهدي

إرتخت إيديها وغمضت عيونها بتعب وهي تحاول تستوعب صوت ثريا واللي بتقوله..

حلم!

أي حلم!!

حست بصداع رهيب وكإن الآف المطارق بتضرب في رأسها وألم في أنفها وحلقها وطنين في إذنها! وصدرها بينشرخ مع كل نفس بتأخذه زي مايكون في قطار صدمها وداس عليها وكمل طريقه فوقها و--

فاجأتها نوبة سعال حاده طلعتها من أفكارها وخلتها تتلوى مكانها بوجع وهي بتشهق بقوه، سندتها ثريا وجلستها وطبطبت على ظهرها وبهدوء/حاولي تهدي ولاتفكرين في شي.. أتنفسي بعمق وعلى مهل.. أيه عفيا عالشاطره.. بعمق وعلى مهل.

بعد فتره هديت كحتها وقدرت تأخذ نفس طويل وموجع لصدرها وطالعت بصدمه في قناع الأوكسجين الملوث بالدم اللي سحبته ثريا من وجهها بهدوء/لاتخافين الدم ذا شي طبيعي.

عقدت حواجبها بإستغراب لما شافت السيروم المشبوك في إيديها ودارت بعيونها في اللي حولها بعدم إستيعاب وفي بالها ألف سؤال..

أيش اللي صار!

وأيش جابها المستشفى!

وليه بتحس بكل ذا الوجع!

ول--

غمضت عيونها بتركيز وحاولت تستوعب وتفهم الصور اللي بدأت تظهر في مخيلتها..

خالد وكلامه المجنون!

مرضها ونزولها عالحديقه!

حلمها عن السباحه!

الغرق!

وفارس!


قطعت ثريا أفكارها بالمصاص اللي دسته بين شفايفها بشويش/أشربي على مهلك.
سمت وشربت وهي بتحاول تركز وبهمس مبحوح/أنا ..غرقت!
مسكت ثريا يدها بحنان/أيه غرفتي بس الحمدلله اللي نجاكي.

كررت كلامها بعدم إستيعاب/غرقت.. غرقت.. في المسبح.. ونادي..تك بس.. أن--

ماقدرت تكمل جملتها وهي تشهق بقوه وثبتت ثريا القناع الجديد على وجهها بسرعه/أهدي حبيبتي أنا لقيتك وأنتي الحين بخير.

إتنفست بعمق لفتره قبل ماتمسك يد ثريا وتطالعها بإبتسامه باهته/أنقذ..تيني.. ذي المره.. عن ..جد..أنقذ--

ردت ثريا بحنان/الحمدلله على سلامتك


وأخذت نفس وبتساؤل/أنا من.. متى.. هنا..عبادي.. وعيالي.. وأبويا.

ردت بتنهيده/صارلك يوم كامل صرعتيني فيه وأنتي تقومين تصارخين ويرد يغمى عليكي من جديد، وأبوي كان هنا طول الصبح ورد زارك مع بتول بعد المغرب وبالعافيه رضوا يردوا البيت قبل ساعتين.

همست بضيق/ ياروحي ..أكيد تعب.. كل ذا.. بسبب .. المنوم.. قولي..لهم..لاعاد يج.. يبولي.. منوم..

من أول مره مرضت فيها في حياتها وجربت المنوم كرهته لإنه بيقيدها ويشل حركاتها حتى في نومها وأحلامها .

ثريا بتفكير/اليوم بس فهمت شقصدك لما قلتي إن الغربه علمتك الكذب علشان أهلك مايقلقون عليكي وإكتشفت شكثر هالشغله متعبه وتوتر الأعصاب وأنا بحاول ألقى قصه مقنعه لكل اللي يهموكي علشان مايقلقون زي منتي حابه..قلت لأبوي وبتول وشذى إني لقيتك في غرفتك وأنتي موبقادره تتنفسي وأبوي حكى مع أخوكي وقله إنك ظليتي تسبحين طول الليل وأخذتي برد من التكييف لدرجة إن صوتك راح وموبقادره تحكي مع أحد ووقت اللي شغلنا الكاميرا وشاف شكلك وأنتي نايمه والكمادات على رأسك إقتنع وهدي شوي بعد ماكان مصر يرد من الشرقيه ويطمن عليكي وياسمين وقصي نفس الشي..

فكرت جوري إن أخوها وعيالها أكيد هيقتنعوا لإنهم عارفين إن ذا اللي بيصير إذا إرتفعت بحرارتها وأخذت برد وهي حاسه بذي الأعراض فعلاً بس اللي ما فهمته سبب الكتمه وأنفاسها المقطوعه وألم صدرها الرهيب ذا، وبإستغراب/طيب.. صدري .. ليه.. يعورني.. ومو قادره.. أتنفس.

حاولت ثريا تشرح لها حالتها ببساطه وبهدوء/شوفي ياقلبي كمية المويا اللي بلعتيها كانت كبيره و دخلت عالرئتين وحويصلاتها إتشبعت بالمويا وعملية تبادل الغازات اللي بتم في الرئتين واللازمه للتنفس فشلت وهالحاله تعرف بالإستسقاء الرئوي و بينتج عنها ضيق تنفس حاد وإرتفاع في درجة الحراره والألم والدم اللي شفتيه شي طبيعي وبيستمر لفتره بسيطه وبمجرد ماتتخلص الرئتين من السوائل المتراكمه داخلها كل هالأعراض بتزول بإذن الله.. فهمتي.

هزت رأسها بموافقه وبإعجاب/دور ...الدكتوره... لايق...عليكي.... لإنك....هاديه.... ومريحه --

قاطعتها ثريا بتنهيده/ لما شفتك ماكنت كذا ولولا إن سن--

قطعت كلامها لماركزت في اللي كانت هتقوله وتابعت بإرتباك/يختي فكينا من هالسيره اللي تغم المهم إنك قمتي بالسلامه.

ما إنتبهت جوري للي صار لإنها لمحت شالها جنبها ومسكته بين إيديها وغاصت بوجهها فيه وهي بتتذكر حلمها بشرود و--

إبتسمت ثريا على منظرها وبحنان/أدري إنك تحبيه علشان كذا قلت لبتول تجيبه معاها لما زارتك وحطيته جنب رأسك، بس مستعده أدفع لك ثروه وأعرف سر وسالفة هالشال معاكي!

سيطرت على أفكارها وإبتسمت بتعب/تسلمي .....بس خلي ..ثروتك... ليكي......وسري ..ليا.... ....وساعديني..... أتوضأ...ولو... أتعبك

هزت رأسها بموافقه وبمزح/وش الجديد من يومك مزعجه ومتعبه وماأقول غير الله يعيني.

ساعدتها توقف وسحبت السيروم معاها وجوري تطالعها بإمتنان وهي بتحمد ربها لإنه رزقها بأبوها مساعد وعيلته اللي صاروا لها نعم الأهل.

بعد أربعه أيام


الرياض، الثامنه صباحاً

الكل كانوا مجتمعين عند الجد والجده، أبوسند وأمه وثريا وديما وبدر وبتول وطبعاً سند اللي كان محور الإهتمام بما إنه وصل أخيراً وصل بعد فترة غياب، فتح فمه وأكل من يد جدته اللي أصرت تأكله بنفسها والبقيه يضحكوا عليه.

بتول بزعل/جده ليه ماتدلعيني زي بابا ترى كنت مسافره معاه.

الجده بضيق/ موبشايفه شلون وجهه صار مثل الليمونه، ياحسرة قلبي عليك ياوليدي اليهود اللي كنت عندهم الظاهر ماعندهم أكل .

باس سند يدها /سلامة قلبك يمه ترى مافيني إلا العافيه.

الجد بإبتسامه/الله لنا ياوديمه خلص الظاهر راحت علينا.

ردت بحب/أنت تدري إنك رأس مالي وتاج رأسي وشو له هالحكي الحين.

ثريا بمرح/ياعيني غيره وغزل من صباح الله خير ماقدر على كذا.

الجد بعتاب/وأنا صادق من يوم رد سند ماعد شفتي غيره أكل شرب نام وكأنه بزر موبرجال شكبره.

سند بإبتسامه /على بالي تمزح يبه أثرك شايل بقلبك علي عن جد.

الجد بعتاب /الحين أنت موبأمك جالسه جنب أبوك وراء ماتترك مرتي وتروح لها توكلك وتشربك إن شاء الله تحممك بعد.

سند بضحكه/ والله الغاليه ماتقصر بس أنت لاتبالغ و--

قاطعه أبو ه بأمر/خلك مع جدتك وأترك أمك ولاتقربها هذي لي لحالي.

مسكت الجده سند اللي وقف وبحنان/ماعليك من حكيهم وأقعد كمل أكلك.

رد بإبتسامه /دايمه يمه الحمدلله شبعت.

غسل ورجع يجلس وبسرعه جاء بدر بألبوم صور وجلس جنبه بحماس/عندي لك حكايات وسوالف يبه للليل.

سند بإبتسامه/وهذا أنا جيت يلا أحكي لي.

جلست بتول جنبه وبدلع/ليديز فرست بابا.

إلتفت لبدر بإبتسامه /مثل ماقالت أختك السيدات أولاً .

بدر بزعل/أفا يابوبدر هذا وأنا مجهز لك علوم.. خلص خل بتول تأكل رأسك بسوالف الحريم الفاضيه.

بتول بشهقه/أنا سوالفي فاضيه وحق حريم يابدير! أنا كنت بحكي له عن سفرتنا لصنعاء وعن --

قاطعها بدر بإنتصار/قلت لك يبه سوالف حريم مو هي الحين صارت تشوف وهاتك ياحش في اللي شافته في العرس.. هذيك فستانها وهذيك شعرها وهذ--

قاطعته بغيض/لاتألف من رأسك بعدين من زين علومك وسوالفك.

بدر بثقه/حبيبتي علومي علوم رجال مومثلك.

طلع ألبوم صور وحطه قدام سند بتساؤل/وش رأيك يبه بولدك الصنعاني!

طالع سند صوره لبدر وهو لابس الزي اليمني التقليدي وحاط رشاش على كتفه ومعاه كذا واحد من سنه وبنفس اللبس، طلع بدر صوره ثانيه وتابع/خالي علي عطاني الرشاش علشان أصير مثل باقي العيال.. شف ذا اللي جنبي هو خالي علي.

كان على وشك إنه يعلق على شكل بدر الجميل وملامحه اللي بتشع بالسعاده لكن أول ماسمع أسم علي حس بفضول وطالع الصوره بإشمئزاز وفي باله" الشايب العايب وله عين يخطبها بعد! هذي شلون تعتبره أخ وهو أكبر من أبوي " وببرود /خالك علي! عيب يابدر هذا كبر جدك صقر.

رد الجد بعدم إستيعاب /علي كبري!!

بدر بإستغراب/يبه أنت وين تناظر!

أشر سند عالرجال الأسمر القصير أبو لحيه بيضاء اللي واقف يمين بدر وحاط يده على كتفه بود، رد بدر بإبتسامه/يبه ذا جدي عبدالله أبو خالي علي ،أنا أقصد ذا.

عقد حواجبه لما أشر بدر على رجال ضخم الجثه إبتسامته وقوره وملامحه جديه وبعدم إستيعاب/هذا علي!

رد بدر بإيجاب ورجع سند يدقق في ملامحه بصدمه وهو يلاحظ إنه واللي أسمه علي كانوا تقريباً في نفس العمر ورغم ضخامته إلا إن قامته رياضيه بشكل مثير للإعجاب و --

هذا هو العميد علي عبدالله الجابر ولد خال عبدالرحمن وش رأيك فيه ياسند!

إلتفت لجده اللي قطع أفكاره بسؤاله ورد ببرود/الرأي عندك يبه أنت اللي شفته وقعدت معه، بس كإنه صغير على رتبة عميد والظاهر مأخذها من تحت الطاوله.

رد الجد بإعجاب/علي دخل الجيش بعد الثانوي وكمل دارسته ووصل لرتبته بتعبه ومجهوده كل هالسنين، بعدين حاله حال سعد موهوبعميد مثله ومابينهم فرق واجد في السن.

طالع بغيض في جده اللي كان واضح إنه معجب بالرجال وبهدوء/أنت تدري إن سعد أخذ هالترقيه الإستثنائيه بسبب القضيه الأخيره اللي إستشهد فيها رياض الله يرحمه ول--

قاطعته ثريا ب/أنا أسمحوا لي ورايا شغل

ركز في اللي قاله لما وقفت ثريا فجأه وخرجت من المجلس وكلمته أمه بعتاب/الله يهديك ياسند ليه جبت طاري رياض الحين.

حس بضيق على أخته وأخذ نفس عميق وبهدوء/الكلام جر بعضه وماإنتبهت يمه وبس تهدأ شوي برد أحكي معها لاتحاتين ها.

الجده بحزن/ياحسرة قلبي على شبابها اللي بيروح هدر.

أبوسند بحنان/أدعي لها يمه بإن الله يجبر قلبها ويعوضها عاجلاً غير آجل.

طالع سند في صورة علي للمره الأخيره قبل مايرميها ويوقف بهدوء/أنا بعد أسمحوا لي إتأخرت عالمجموعه.

مسكت بتول يده بإستغراب/بس أنت قلت إنك موبرايح اليوم!

مسح شعرها بحنان/أعذريني ياقلبي بس أتذكرت كم شغله مستعجله بخلصها بسرعه وبرد بإذن الله.. بسبقك هالسيارة يابدر لاتتأخر.. في أمان الله.

تركهم وخرج وتفكيره مشتت مابين أخته اللي قلب عليها المواجع ومابين علي اللي إنصدم بشخصيته الجديده اللي قلبت له كل الموازين.

،

،

،

،

،
جده، الخامسة مساءً



عبادي قلتلك.. برد وزكمه عاديه أنتا ليه مكبر.. الهرجه بس.

عبدالرحمن بقلق/قلبي مو مطمن وحاسه إنك تعبانه و--

قاطعته بمرح /والزكمه ذي... مو تعب برضه...بعدين أنتا عارفني... أنا أتحمل كل شي.. وأجي للسخونه والبرد... وأطيح مكاني.

رد بنفاذ صبر/جوري بلا إستهبال أنا قصدي فيكي شي أكبر وماتبغي تقولي بس صوتك ونفسك ماهو عاجبني.. أقلك الشغله كذا ماتخارج أنا بعتذر لفيصل وبرجع و--

قاطعته بسرعه/سألتك بالله... ماتسويها.. خلص شغلك.. زي الخلق ..وتعال.

رد بعصبيه/ قلتلك شالسالفه ماهي سالفة سباحه وبرد بس أنتي حيوانه مو راضيه تعترفي.

أتدخل أبوسند لما شافها رجعت قناع الأوكسجين على وجهها تأخذ نفس وبمزح/عبادي أحترم نفسك ولاتغلط على بنيتي لا أتوطى في بطنك الحين.

رد بنفاذ صبر/طيب منت شايف حركاتها اللي تفقع المراره.

رد بحب/الله لايحرمنا منها ومن حركاتها.

عبدالرحمن بغيض/عم مساعد لاتجلس تضحك عليك بكلامها المعسول وياقلبي وتاج رأسي تراها بارده و--

قاطعته بتعب/ بارده وأرفع الضغط.. وفيا كل العبر.. بس برضك.. تحبني وماتستغنى... عني صح ياروحي.

رد بتنهيده/ صح ياروح وقلب أخوها.

أخذت نفس وبضحكه متعبه/خلاص أجل أقلب وجهك وخليني أذاكر بكره ورايا إمتحان تراك ضيعت وقتي الثمين والرياضيات ماتمزح.

رد بغرور/مدامك أخت عبدالرحمن الجابر فبإذن الله ربي بينفخ في صورتك وهتفلحي.

رد أبوسند بإبتسامه/أقول بس رح شف شغلك وجابل أكل عيشك وخل عنك الهذره الزايده هذي أميرة الجابر وشيختهم وإن شاء الله بتفلح بدونك أنت بس أقفل وخلها تذاكر .

إنفجرت بضحكه ماقدرت تمسكها وبسخريه/أعمل نفسك ميت.

غصت بضحكتها وقفل أبوسند مع عبدالرحمن قبل مايسمعها وهي تكح وتشهق بقوه وضغط زر إستدعاء الممرضه وهو يثبت لها قناع الأوكسجين وينادي ثريا و--



ماما جوالك من أول يرن



رجعت من ذكرياتها على صوت ياسمين اللي بتدق باب غرفتها وأنتبهت لجوالها وقفلته وسألت ياسمين من وراء الباب /شيكتي عالنظام وشفتي نتيجتك.

ياسمين بغيض/لسا مافك لازم يلعبوا بأعصابنا شويه ولا مايرتاحوا وأنتي!

ردت بهدوء/نفس الشي، روحي خلصي نفسك علشان لانتأخر على خوله.

بعد ماراحت ياسمين شربت أدويتها اللي محد يدري عنها ومخصصه له منبه عالجوال علشان تتذكرها وداومت عليه بإنتظام!
يكفي إنها ثالث يوم راحت تمتحن وأصرت ثريا تروح معاها وظلت منتظرتها في الساحه لين خلصت إمتحانها وطلعوا سوا وبعدها رفضت تظل في المستشفى رغم إصرار الدكتوره عليها وإكتفت بعمل الفحوص والتحاليل اللي طلبتها علشان يتطمن عليها أبوها مساعد وثريا وبتول ويهدأ بالهم.

تركت شعرها اللي كانت بتجففه قدام المرايه على خصله خصله وزاحت المنشفه اللي لافتها على جسمها واتأملت الكدمه اللي بتتوسط صدرها بلونها الأزرق البنفسجي وإتحسستها بإبتسامه وهي مو مستوعبه كيف يد ثريا الرقيقه خلفت وراها ذي الكدمه كلها واللي كانت السبب في وجع صدرها كل الفتره اللي فاتت لكن زي ما قالت ثريا هي ماكانت مركزه غير في إنها تتنفس من جديد وبس وماكانت منتبه لضغطها القوي على صدرها والحمدلله إنها ماكسرت لها ضلع ولا كانت صارت في حاله مايعلم بها إلا الله
الرياض، الحادية عشره مساءً


وقفت مكانها لما شافت ثريا بتسحب جوري لغرفتها وبغيض/هذي موبناويه تجيبها لبر، مو كفايه إنهم طالعين لها مخصوص وجايبينها معهم بعد لاحقتها لغرفتها!

راحت لغرفة ثريا علشان تعرف أيش اللي جاب جوري لعندها في ذا الوقت المتأخر ولقت الباب مفتوح ومدت رأسها داخل الغرفه بهدوء وشافت شكل جوري الغريب وثريا تلبسها وتصرخ عليها وبإستغراب/دكتوره!! لا تكون تعبانه؟

إبتسمت بشماته/عسى ماتطلع عليكي شمس وأفتك منك.

بعدت بسرعه لما شافتهم خارجين وإتخبت وراء زهريه كبيره في الممر اللي بيتوسط غرف النوم ولحقتهم لتحت وهي بتفكر لجوري في مقلب جديد.

طالعت في المكان بتفكير وهي محتاره في الشيئ اللي ممكن تسويه وشافت جوري لما طاحت جنب المسبح وحست بقهر من الوقت اللي هيمر وثريا هترجع وهي لسا ماطلعت بفكره يمكن تبرد حرتها وتطفي النار اللي شاعله داخلها..

قربت من جوري على أطراف أصابعها واتأملتها بكره!

للحين مانسيت كيف أحرجتها مره بعد مره ولا نسيت كيف مسحت بكرامتها بلاط الإستراحه قدام البنات والأهم كيف صارت تحت رحمتها بعد ماقدرت تنسخ كل أسرارها من الجوال وضيعت من بين إيديها كروت ضغط كانت بتتحكم فيها بحياة كل صديقاتها وخلتهم زي الخاتم في أصبعها.

طالعت بحقد في جوري اللي كانت دايخه ومو حاسه باللي حولها ورغم ذلك كانت مبتسمه بشكل أستفزها وزاد النار اللي داخلها وبدون تردد مدت إيديها ودفتها عالمسبح وكلها حماس وترقب لردة فعلها!

كانت ناويه تتفرج عليها وتشمت فيها وهي بتغرق وتخليها تترجاها وتتوسلها عشان تنقذ حياتها، لكن مرت لحظات ومافي أي حركه منها وكانت بتقفز في المسبح عشان تطلعها بس في آخر لحظه أترددت وفكرت إنها لو ساعدتها فهتجيب لنفسها الشبهه وهيسألوا أيش طيح جوري وهي أيش بتسوي هنا لكن لو تركتها فذي هتكون نهايتها وهتضرب عصفورين بحجر واحد!

هتنتقم من كل اللي سوته فيها وهترتاح منها نهائياً وكل الأشياء اللي ماسكتها عليها هيكون مالها معنى أو فايده وفي نفس الوقت هتخلى الساحه لها مع بدر وبتول اللي طايرين بها وهتقدر تكسبهم لصفها وتخليهم يأثروا على أبوهم علشان يتزوجها وبيكون سند لها وساعتها بتحط رجل على رجل وتتحكم في كل شيئ.

إنتبهت لحركة جوري المفاجأة وهي بتحاول تسبح وتطلع عالسطح وأعطتها ظهرها ورجعت لغرفتها بسرعه بحذر، قفلت على نفسها ورمت نفسها عالسرير وراحت في النوم وإبتسامتها ماليه وجهها و--



الله يستر من هالكشره!


إلتفت لأمها اللي طلعتها من ذكرياتها وردت بتأفف/بعد بتحاسبوني عالإبتسامه؟

طالعتها أمها بحده/أنتي لمتى بتظلي على هالحال، متى بتتأدبين وتحكين معاي مثل الخلق ياشذى!

ردت بعصبيه/وأنا شقلت الحين أنا قاعده كافيه خير وشري عنكم وأنتي اللي جيتيني.

شهقت خالتها بصدمه/الله وأكبر أنتي وش من بنت! وش قلة الأدب والسنع اللي أنتي فيها.

وقفت وطالعت خالتها بإحتقار/لو سمحتي لا تتدخلين بيني وبين أمي وياريت تحتفظي بتعليقاتك لنفسك.

خلصت كلامها وتركتهم وراحت وأصواتهم المستنكره والمصدومه من ردها واصلتها.


،

،

،
،
جده، التاسعه صباحاً

وقفت في الحوش وغطت فمها بكفوفها بذهول وهي تشوف رشيد بيدخل الشنط ورواد ورحمه بيسلموا على أمها ويتعلقوا فيها وأصواتهم العاليه بتصم الأذان..

اتأملت أمها بعدم تصديق من التغير اللي طرأ عليها!

الظهر المنحني والخطوه الضعيفه المهزوزه إتبدلت بظهر مستقيم وخطوات ثابته!

والأيدين اللي كانت بتمسك خصرها بوجع صارت بتمسك أخوانها وبتضمهم بقوه !

الهالات السوداء وملامح وجهها المتعبه اللي إنعجنت بالشقاء والمرض لسنين وخلفت وراها أثار زادتها عمر على عمرها أختفت وحل محلها راحه وصفاء بيشع من إبتسامتها الهاديه ودموع الفرح اللي غرقت وجهها !

جمدت مكانها وأمها بتقرب منها لحد ماوقفت قدامها وعلى وجهها إبتسامه تعرفها وكانت ناسيتها من سنين.. إكتفت بتأمل وجهها وهي فاقده القدره عالنطق والحركه!

ماقدرت تنطق بكلمة الحمدلله على السلامه ولاقدرت تأخذ خطوه وتضمها لصدرها اللي بيصرخ من لهفتها وشوقها لها!

طالعتها أمها بحنان/ماهتسلمي عليا ياخوله! ماوحشتك يابنتي!

زي ماتكون أمها ضغطت على زرار تحكم وحررتها من جمودها باللي قالته وأخيراً لقت نفسها بتتحرك وبترمي نفسها في حضنها بصراخ/أمي حبيبتي أمي ..

نزلت دموعها بغزاره وهي بتشم ريحة أمها الغاليه اللي أشتاقت لها وأتعلقت فيها بقوه وهي تشهق ببكاء موجع

أخيراً سمحت لمشاعرها بالظهور !

كل شوقها ولهفتها وخوفها وقلقها على أمها وأخوانها وتنفسها اللي كانت مختزنته داخلها كل الأسابيع والأيام اللي فاتت إنفجرت في اللحظه اللي ضمتها أمها فيها!

غرقت في حنان أمها ولهفتها وصوتها الدافي وأتمسكت بيها بقوه وهي بتكرر

الحمدلله.. الحمدلله

ذي الجمله الوحيده اللي قدرت تنطقها!

الجمله الوحيده اللي عبرت بصدق عن كل مشاعرها واللي حاسه فيه و--

ليه بتبكي ياقلبي!
إلتفت للصوت الحنون اللي أخترق مسامعها فجأه وإنتشلها من ذكرياتها ولقت أمها بتطالعها بقلق!

ركزت في سؤال أمها واتفاجأت بدموعها اللي بتنساب على خدها ومسحتها بسرعه وبإبتسامه/لاتخافي مافي شي بس لسا مو مصدقه إنك رجعتيلنا بالسلامه.

ضمتها أمها بحنان/صدقي ياقلبي وأرتاحي.. أنا رجعت بصحه وعافيه والحمدلله.

أتعلقت فيها بقوه وبفرح/الحمدلله والله لايحرمنا منك ياست الكل.

ظلت فتره ترتاح وتتنعم في حضن أمها قبل مايجوا أخوانها ويبدأوا ينافسوها على حضن أمها وأصواتهم بتضج بالراحه الفرح.



،

،

،

،

،


الرياض، الرابعة والنصف عصراً


ماقدر يتمالك نفسه بعد ماحكى له فواز كل شيئ وبعدم إستيعاب/هذي من جدها تحكي!

رد بهدوء/إذا أنت هذا رد فعلك أجل أنا وش أقول يافهد.

رد بضيق/أنا شفت كثير وقليل لكن هالمساخه وقلة الحيا مامروا علي من قبل.. أنت شلون كنت متزوجها!

إبتسم بسخريه/أي زواج واللي يعافيك قصدك التمثيليه اللي إنتهت بنهاية رصيدي البنكي وتذاكر الدرجه الأولى لكل إنحاء العالم وفي الأخير لما يأست ماقدرت تخبي حقيقتها أكثر وخذت الطريق من قاصرها وراحت.

فهد بحده/والحين يوم رجع رصيدك و ووقفت على رجولك من جديد حنت للحب القديم ولاشلون!

رد بثقه/ مهما كان اللي خلى أثير تفكر ترد لي فأكيد مارح يكون الحب هو السبب.

سكت للحظات وهو يفكر وبتردد/ليه لا! أنت موبناقصك شي وألف وحده تتمناك ليه ماتكون فعلاً ندمت وتبي ترجع لك ولسديم وت--

قاطعه ببرود/اللي تحاول تقتل ضناها بدم بارد وبعدها ترميه بدون ماتسأله عليه تكون وحده مالها أمان .. اللي مثلها ياخوي مالها قلب وعواطف يحركوها ولا يحسسوها بالندم وسديم بالنسبه لها مجرد كرت للضغط علي لا أكثر ولا أقل.

فهد بقلق/وهذي هي كسبت سديم في صفها وأخاف إنها مسألة وقت قبل ماتكسبك أنت بعد.

رد بإبتسامه/عيب أثير إنها للحين عايشه في الماضي ومحتفظه بصورة فواز اللي كان شاعلها أصابعه العشر لأجل راحتها، على بالها إنها بتأكل عقلي بشوية الإهتمام والحب اللي ردت تمثلهم علي ونست إني خلص إنقرصت منها وصار عندي مناعه لسمها مهما كانت قوته.

فهد بتفكير/بس هذا مايمنع إنك تقطع عليها خط الرجعه وتعلمها درس يرد لها الصاع صاعين.

سأله بإستغراب/شقصدك مافهمت؟

إبتسم بمكر/تتزوج.

طالعه بعدم إستيعاب/أتزوج وأكرر نفس الغلط!

فهد بإقناع/أصابع يدك ماهيب سوا ياخوي وبنات الأصل تارسات الديره وطول منت عزابي أثير بتظن إنك للحين تحبها وباقي عليها بس تتغلى وبتم وراك لين تجيب رجلك وأنت خابر كيد النساء.

فواز بعدم إقتناع/فكني من غبائك واللي يعافيك، أنا ماصدقت أفتك من حيه تبيني أطيح بالثانيه!

رد بحده/هذا ماهوبغباء، تقدر تقلي لمتى بتظل بدون زواج وليه! لا تكون عن جد تحبها وموبقادر تنساها و--

قاطعه بهدوء/ أنت تدري إني ماحبها فماله داعي هالحكي.

طالعه بنفاذ صبر/ إنزين لمتى بتخلي سديم بدون أم! ولا تقلي أمي وفريال مو مقصرات لإني أدري بهالشي لكن أمي الله يطول في عمرها مره كبيره وأختك مهما راعت بنتك فبتظل مشغوله ببيتها ورجلها وبزارينها، وسديم كبرت ومحتاجه لأم تكون معها وجنبها على طول.. أم تحبها وتنصحها وتعلمها وتخاف عليها فهمت ياخوي.

طالعه فواز بصمت للحظات قبل مايترك له الغرفه والبيت كله ويخرج.
جده، العاشرة والنصف مساءً


أخذت نفس عميق محمل بريحة البحر الممتد قدامها إلى مالا نهاية وتابعت مشيها وسط الأمواج اللي بتتكسر عالشاطئ وبالها مع صاحب الشال أو فارس زي مابتسميه.
من وقت ماصحت ولقت نفسها في المستشفى ورغم مرور كثر من أسبوع من وقت ماغرقت إلا إنها كل يوم بتحلم بنفس الحلم!

كانت بتحلم إنها بتغرق والمويا محاصرتها من كل جهه وكانت مهما سبحت بتلقى نفسها بتغوص لأسفل ومهما صرخت ونادت فمحد سمعها.. حاولت تحبس أنفاسها وتسبح قد ماتقدر وفجأه حست بيدين تلمسها وسمعت صوت يكلمها

بسم الله عليكي.. لاتخافين أنتي بأمان.

حاولت تشوف صاحب الصوت اللي سمعته بس رأسها غطس وسط المويا ورجعت تتخبط قبل ماتسحبها إيدين برا المويا بقوه

خلص لاتخافين أنا معك.

صرخت برعب لما حست بشيئ يتحرك على وجهها وشعرها

هووشش.. هووششششش

صارت تحرك إيديها بعنف وتتلفت حولها وهي بتحاول تشوف صاحب الصوت الهادي اللي بيكلمها بس الظلام كان حالك وماقدرت تشوف أي شيئ وفجأه حست بأنفاسها تتسارع و دقات قلبها تزيد لما أتلفت حولها ذراعين ضمتها بحنان ونفس الصوت بيهمس في أذنها/حبيبتي أهدي.. هذا حلم موبحقيقه أهدي ياقلبي أنتي بخير وأنا معك لاتخافين..

صوته الهادي والحنون خلاها تفكر في شخص واحد

فارس!

كل ثانيه بتمر وهي بين إيديه كانت بتأكد لها إنه فارس..

نفس الإيدين اللي ياما ضمتها!

نفس الحضن اللي أحتواها بكل حنان ودفا!

نفس دقات القلب اللي صارت حافظتها دقه دقه!!

مدت إيديها وإتحسست وجهه بلهفه وإمتنان..

فارسها ماتخلى عنها ووفى بوعده لها..

فارسها جاء وأنقذها ذي المره كمان..

لفت إيديها على رقبته وسندت راسها على صدره وفجأه حست بأحد يسحبها بعيد عن فارس !

عقدت حواجبها بتصميم وهي تفكر بإنها مارح تسمح لأحد يبعدها عن أمانها بذي السهوله..

مارح تتخلى عن فارسها ومنقذها مهما صار ..

وبدون تردد أتمسكت فيه أكثر وأكثر وهي تعاتبه بحرقه/اتأخرت.. عليا ليه!! كنت خا..يفه .. وأنا..ديك .....ليه ...سبتني...أغرق....ليه

ضمها بقوه وبحنان/أسف حبيبتي خلص أنا جيت ومارح أتركك أبداً و--

شهقت بقوه من المويا اللي غرقتها فجأه وصحتها من حلمها!

أخذت نفس وطالعت في عبدالرحمن المبتسم وبعتاب/عبادي ترى ذا مو أسلوب.

رد بضحكه/ساعه نناديكي وأنتي في عالم ثاني قلت المويا هترجعك.

مسحت المويا عن وجهها وبتنهيده/من ناحية رجعتني فأنتا رجعتني وبقوه كمان.

وقف ضحك وقرب منها وبإستغراب/ومالك بتقوليها بحسره! أنتي كنت وين أصلاً؟

شبكت يدها في ذراعه ومشيت معاه وبتساؤل/قلي ياعبادي ممكن الواحد يتعلق بخيال! أنتا ممكن تتعلق بخيال!

رد بعدم فهم/خيال!! كيف يعني!

ردت بشرود/شخص مابينك وبينه سابق معرفه.. شخص بالنسبه ليك محض خيال.. ذكرى... مجرد طيف بدون ملامح!

شده كلامها الغريب وحس إنه مقدمه لكلام أهم ومن النوع اللي دائماً بتحتفظ بيه لنفسها وبهدوء/إذا كان زي ماقلتي كيف هتعلق بيه! مولازم يصير بينا إحتكاك أو موقف علشان يترك أثر في نفسي ويخليني أتفاعل معاه.

حاولت تختار كلماتها بحرص/أفرض إنه صار بينكم موقف وإحتكاك وبعدها إفترقتوا بدون أي تعارف هتتعلق بيه ساعته!

حك خده بتفكير/ذا بيعتمد على نوع الموقف .وتعريفك لكلمة تعلق

وقفت وطالعته بجديه/موقف ساعدك فيه شخص ووقف جنبك بدون مايعرفك.. مسك يدك وشجعك ووعدك إنه مارح يتخلى عنك.. شخص غمرك بأخلاقه وكرمه وتركك بدون أي دليل على شخصيته..

أخذت نفس عميق وتابعت بحيره/وتعلق زي لما تحلم فيه بإستمرار لدرجة إنك بتحسه واقع.. وبتظل تدور عليه في كل الوجوه اللي بتصادفك.. شخص مجرد التفكير فيه بيحسسك بالأمان..فهمت!

مسك طرف شالها ورفعه قدامها وبتأكيد أكثر من كونه سؤال/أنتي قصدك على ذا !

سحبت الشال من يده ولفته على كتفها بصمت وتابعت مشيها وهو تبعها بنظراته لفتره قبل مايلحقها ويمشي جنبها بنفس صمتها وكلامها زاده حيره وتساؤل عن هوية صاحب الشال واللي بيربطه بتؤام روحه!
​الرياض، الثامنه صباحاً


كان رايح عالشركه لما لمحها بتتمشى في الحديقه وبتتكلم في الجوال، إبتسمت لما قرب منها وأشرت لها بيدها علشان يسكت وسحبته معاها لجلستها المفضله وهي تتكلم بفرح/ألف ألف مبروك ياعمري وعقبال شهادة الجامعه..........

ضحكت من قلبها وتابعت بمرح/أدري فيكي مانجحتي لله كله علشان الهدايا عموماً لاتخافين هديتك محفوظه ومتأكده إنها رح تعجبك......... كنت متأكده إني آخر من يعلم ......... أيه والله أبوي كان قلقان عليكي وكل شوي يقلي ياترى جوري بتنجح! بتجيب مجموع زين! هي كانت تعبانه ومالحقت تذاكر!---

ماسمع باقي كلام ثريا ولف كرسيه عكسها وأعطاها ظهره وإبتسامته بتتوسع وقلبه بيرقص من الفرح!

جوري نجحت!

طفلته نجحت!

غمض عيونه براحه وهو يتذكر كيف طلبت منه بتول يوصلها عالمستشفى لإن جوري طلبت منها كتبها وأغراضها!

ومانسي كلام بتول وثريا وأبوه عن إصراره وإجتهادها في المذاكره رغم تعبها ووجودها في المستشفى!

مانسي كيف لحق سيارة أبوه لما وصلها علشان تقدم آخر إمتحان لها وماأرتاح غير لما شافها بتتحرك بثبات وثقه وبتدخل المدرسه مع ثريا..

أخيراً نجحت وربي عوض صبرها وتعبها بكل خير و--

اللي مأخذ عقلك ياخوي!
سيطر على أفكاره اللي قاطعتها ثريا بسؤالها وإلتفت لها بإبتسامه هاديه/عساه يتهنى قولي آميييين.

رفعت إيديها وآمنت وراه من قلبها وبمكر/تلقاه بدر وبتول أكيد موبأنا.

رد بعتاب/أفا ليه هالظن كلكم حبايبي وتهموني.

هزت رأسها بموافقه وبتساؤل/تدري منو كنت أكلم!

ردت في بالها لما هز رأسه بنفي"لاياشيخ! أجل أتحمل اللي بيجيك منا ورايح" وتابعت بإستهبال/هذي جوري تبشرني إنها نجحت.. هالبنت مو معقوله لما تصمم على شي تسويه مهما كان.. شفت شلون كانت حالتها ومع ذلك هالشي مامنعها ذاكرت ونجحت بنسبه ممتازه بعد.

رد بمزح/إنزين صلي عالنبي وأذكري الله لاتصكيها عين.

ردت بضحكه/عليه أفضل الصلاة والسلام وماشاء الله لاقوة إلا بالله، وأنت صادق العين حق ياخوي.

كانت أول مره تتكلم معاه عنها بذي الأريحيه وقرر يستغل الفرصه ويسألها عالشيئ اللي كان شاغله طول الفتره اللي فاتت/إلا ماقلتيلي لي هي وش نزلها ذيك الليله بهذاك الوقت المتأخر ولاتخبي عني ياثريا.

أخذت نفس وبتنهيده/وش أخبي بس، أنا اتفاجأت بها أخر الليل وهي تطلب شي ثقيل كانت موبقادره تتنفس وجسمها يرجف من البرد مع إنها متلحفه بغطاء السرير بكبره وبعدها قالت إنها مخنوقه وتبي تطلع من الغرفه قمت نزلتها للمسبح لإنها حبت الجلسه هناك وتركتها عالكرسي ورحت صحيت الشغالات أتصلت عالدكتوره ودخلت المطبخ أسويلها شي حار ولما رديت لقيت ...لقيتكم بذلك الوضع.

لاحظ إنها قالت أخر كلمتين بتردد وإحراج هو بنفسه حس فيه لما أتذكر اللي سواه، أخذ نفس وبهدوء/إنزين بعد لمافاقت ماحكت لك شي، يعني مو بمعقول ماهيب متذكره شلون دخلت المسبح!

طالعته بتردد وفي بالها"أخاف يقول عنها مجنونه لو سمع اللي قالته و--

لايكون كانت بتنتحر!!

قطع أفكارها بسؤاله اللي صدمها وبإستنكار/وش اللي تنتحر بعد أنا وش تقول!

رد بضيق/مو بأنتي اللي سكتي وكإن فيه مصيبه وماتبين تقولينها.

ردت بزعل/حتى لو، جوري موبضعيفه علشان تفكر في الإنتحار مهما كانت مشاكلها! أنت من وين خطرت لك هالفكره الغريبه!

شرد وهو يتذكر الشي اللي داس عليه وقت ماشالها وطلع من غرفتها ، ورغم إنه ألقى عليه نظره عابره إلا إنه شافه.. كان جوال مكسور وأجزاؤه متناثره عالأرض بكل وضوح بس وقتها ماركز في ذا الشيئ وكان كل همه إنه يوصلها عالمستشفى قبل لايصير لها شيئ.

طالعها بنظره بمعنى (الزبده) وإتكلمت بإحراج/ قالت إنها كانت تمشي ولما تعبت جلست جنب المسبح و.... يعني ... والله سالفتها غبيه وماتنقال.

عقد إيديه على صدره وطالعها بإصرار أضطرها تتابع بإنزعاج/الخبله كانت تحلم بإنها تطب في المسبح من على لوح القفز وقعدت تتخيل نفسها (الحوت ويلي) وإندمجت في تخيلاتها لدرجة إنها طبت في المسبح عن جد.

مرت لحظات صمت وهم يطالعوا بعض بعدم تصديق قبل ماينفجروا أثنينهم في الضحك بشكل هستيري وبعد ماهدأت موجة الضحك، أخذ نفس وبجديه/الحين هالسالفه جد ولا تستهبل عليكي!

ردت بتنهيده/لا موبإستهبال، جوري ياسند شخصيه غريبه ومعقده ومتناقضه، يعني على كثر ماتبان قويه إلا إنه من الداخلي ضعيفه وهشه وعلى كثر برودها ولامبالاتها إن إنها حساسه بشكل مو طبيعي وعلى كثر ماتعذبت ومر عليها مصايب إلا إنها أحن وأرق من أسمها..

إبتسم وفي باله" هي كل اللي قلتيه وأكثر" ورجع يركز مع أخته اللي تابعت بشرود/هي من النوع المجنون اللي يضحك ويحكي مع نفسها بصوت عالي ومن النوع اللي يخاف ويكتم طول اليوم ويحكي وهو نايم لإنه متأكد إنه لحاله ومافي أحد رح يسمعه ويقلق عليه.

عقد حواجبه بتركيز"أيه وأنا قلت شالسالفه أثرها كذا"

طالع في أخته المتأثره وحب يغير الموضوع/أنتي موبناويه تروحين المستشفى اليوم!

زفرت بقوه وطالعت في ساعتها بشهقه /ييي حسبي الله عالشيطان اتأخرت بسبة هالخبله.

وقف وطالعها بإبتسامه/ إنزين وش رأيك أوصلك بطريقي وبالمره نأخذ لنا قهوه!

ردت بمرح/أحد يصح له توصيله من سند المنذر بنفسه ويقول لا.. أكيد موافقه ومدام مزاجك رايق بطمع في فطور بدل القهوه وش قولك ياخوي

هز رأسه بموافقه/تم ومابعد قولك قول وأنا أخو ثريا.

دخلت تلبس بسرعه وهو راح ينتظرها في السياره.
جده، الثانية صباحاً

جمدت مكانها بصدمه من اللي قاعده تسمعه!

ماتخيلت إن ريم بنت خالتها ليلى تتصرف بذا الشكل!

ريم الذكيه والعاقله اللي ياما نصحتها ووعتها هيا اللي تطيح في المحظور!

ريم متعرفه على واحد وبينهم مكالمات وصور ويمكن مواعيد كمان!

ماقدرت تظل ساكنه أكثر من كذا وهي بتسمع كلام الحب والغزل اللي بتقوله ريم وبسرعه بعدت عنها اللحاف وأتعدلت في السرير واتأملت ريم اللي شافتها وتابعت كلامها عالجوال للحظات قبل ماتقفل وتطالعها بهدوء/أيش اللي صحاكي ياخلود لسا بدري ! أنا كنت لسا هنام

ردت بحده/أيش اللي صحاني!! لا سلامتك بس كوبليه الحب وسلسلة الآهات المعذبه حولوا أحلامي لكوابيس وصحوني من سابع نومه.

إبتسمت بهيام/وفي أحلى من الحب وسيرة الحب وعذاب الحب و--

قاطعتها خلود بعدم تصديق/ريم أنتي أتجننتي! أي حب وأي هبل اللي بتحكي عنه أنتي موسامعه نفسك أيش كنتي تقولي!

ردت بتنهيده/خلود الله يسعدك لاتعكنني عليا وتسوي من الحب قبه.

خرجت من السرير وجلست جنبها وبشرح/ريم حبيبتي أنا مابغى أعكنن عليكي بس اللي قاعده تسويه غلط وهيوديكي في داهيه.. أنتي على بالك إن الزفت اللي بتكلميه بيحبك من جد! لا ياقلبي دا واحد تافه وقاعد يلعب بيكي و--

قاطعتها بثقه/عادل مو زفت ولاتافه ياخلود عادل يحبني ويموت فيا.. عادل هوا الوحيد اللي بيهتم بيا وبيحسسني بقيمتي ووجودي .

ردت بمسايره/طيب ممكن تقوليلي من وين أتلميتي عليها وأيش اللي تعرفيه عنه بالزبط!

ردت بلامبالاة/أتعرفت عليه عالنت أرتحتي وقبل ماتتعبي نفسك وتسمعيني محاضرة خليكي عارفه إن كلامك لاهيقدم ولاهيأخر لإنا نحب بعض من جد.

عقدت إيديها على صدرها وبسخريه/واللي يحب وحده يسهرها كل يوم لوجه الصبح ويقضيها معاها مكالمات!

إتنهدت بحالميه/لو عليه يبغى يشوفني اليوم قبل بكره وكل يوم يزن عليا علشان نطلع كافي ولا مطعم بس أنا اللي مو راضيه.

شهقت خلود بصدمه من غبائها وبحده/أنا قصدي لما هوا بيحبك من جد ليه ماجاء خطبك ياحماره تقوليلي مطعم وكافي! شفتي أنه لعاب وبيتسلى بيكي ل---

قاطعتها بعصبيه/عادل يبغى يخطبني بس أنا اللي موقفته وأنتي موفاهمه شي.

ردت بمسايره/طيب فهميني يمكن أكون ظالمته.

دارت في الغرفه بإرتباك/أنا كنت مفكره إني بكلمه كم يوم وهسيبه علشان كدا كدبت عليه وفهمته إني في الجامعه و--

قاطعتها بعدم إستيعاب/الله أكبر جامعه مره وحده! نقزتي من المتوسطه للجامعه مره وحده!

ردت بإحباط/شفتي الحوسه اللي أنا فيها! كيف أخليه يجي يخطبني وهوا طول السنه مفكرني فوق العشرين! كيف هتكون ردة فعله وهوا قدام بنت ماعدت السطعشر سنه!

هزت رأسها بعدم فهم/أستني عليا شويه علشان أفهم، كيف مفكرك فوق العشرين وأنا سامعتك وأنتي بتسأليه عن شكلك! يعني أكيد عمرك مبين في الصور اللي إتنيلتي ورسلتيها ليه.

بلعت ريقها بصعوبه وبتوتر/مو أنا.. يعني ..بصراحه.. الصور اللي رسلتها ليه.. مو صوري .

طالعتها خلود بإستغراب/مو صورك! أجل صور مين!

أتوسعت عيونها بصدمه من رد ريم اللي أبداً ماتوقعته ولاجاء في بالها نهائياً!!!!
آقول أنا بس إستريح ماينفعك دور الجريح

عنتر زمانك مستوي مــرّه تحب مرّه تشيح

لاهي وعودك بإلتزام ولا أنتا بعد قد الكلام

ماعاد لك قدر ومقام بارد وأنا شوقي صريح

ياما على الزله سكـت وإنته مكانك ماحتركت

راجعت نفسي ثم ضحكت وش لي بحبّـك يامليح

مانته على حبي تروم وآنا من كبار القروم

ولاني على مثلك لزوم يامـدوّر الدرب المريح

لو كان ذا غير الزمان وما كان به غيرك حنان

مابيك دام الأصل بان الحر ماعمره يطيح

كم لي تمنّوا يوصلون والزين ما يأتي بهون

حنّا إذا نعـشـق نصون يا راعي القلب الشحيح

عشقي أنا عشق الشيوخ مافـيه معنى للرضوخ

ماعاش حـب بـلا شمـوخ هـذا هـو الحب الصحيح

لا لا تفكّر أو تقول ماني على وصلك ميـول

مـادام عندك ألف قول خلّك مكانك واستريح




جده،الحادية عشره مساءً




قفلت الجوال اللي رن وإتقلبت في السرير بكسل/الحمدلله الذي أحياناً بعدما أماتنا وإليه النشور.. .أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين


إلتفتت بإستغراب لجوالها اللي رن من جديد وسحبته علشان تقفله و--


عقدت حواجبها بعدم إستيعاب من الرقم اللي طلع عالشاشه!
كانت مفكره إن اللي قفلته هو المنبه اللي حاطته لقيام الليل و
أتوسعت عيونها بصدمه لما ركزت في الرقم


خالد!!

طار النوم من عيونها وخرجت من سريرها بقفزه سريعه وهي ترد بخوف/ عيالي فيهم شي!


ماسمعت غير صدى صوتها بيتردد بدون رد على سؤالها الي كررته وبرجفه/ألوو..خالد رد عليا.. ياسمين وقصي فيه--

قاطعها بسرعه/حبيبتي مافيهم شي لاتخافي.


ماركزت في كلمته وصرخت برجاء/ خالد لاتكذب

عليا وقولي إيشبهم.. تعبانين!! حصلهم شي! ف--

قاطعها بثقه/والله العظيم إنهم بخير ومافيهم شي
ورايحين في سابع نومه.


نزلت دموعها بغزاره وحست بقلبها رجع يدق من جديد وإنهارت عالأرض بعدم تصديق/ الحمدلله الحمدلله رب العالمين.


عدلت وضعيتها وصارت تتنفس بعمق وهي تمسح دموعها وتردد داخلها الحمدلله لين رجع تنفسها وسيطرت على أعصابها ورجفتها، طالعت في الجوال المرمي جنبها عالأرض وإتذكرت خالد!


مدام عيالها بخير أيش اللي خلاه يتصل لها قرب الفجر وبعد كل ذي بالفتره!

أخذت نفس عميق وزفرته بقوه ومسكت جوالها وشافت المكالمه مستمره وبهدوء/ عسى ماشر يابو قصي ليه متصل في ذا الوقت!

رد بلهفه/ أنتي بخير ماصار لك شي!

ردت بهدوء/الحمدلله خ--

قاطعها بعدم تصديق/بس صوتك مو عاجبني وتنفسك كان --

قاطعته بهدوء /حالتي الصحيه ماتعنيك وبيتهيألي أنتا ماأتصلت ذحين علشان تتطمن عليا فلو سمحت قول الكلمتين اللي متصل علشانها ولا بقفل.

رد بلهفه/بالعكس ياقلب--

قاطعته بأمر/أم قصي.. أنا بالنسبه ليك أم قصي وياسمين وبس وذا الشي الوحيد اللي خلاني أرد عليك فلاتنسى ذا الشي.

رد بإرتباك/طيب أنا أسف بس ممكن تهدي وتعطيني فرصه أتكلم وأقول اللي عندي!

سمعته بيأخذ نفس عميق قبل مايكلمها بتوتر/شوفي يابنت الناس أنا حالة التشتت اللي أحنا فيها مو عاجبتني! كل واحد مننا في جهه والأولاد ماهم مستقرين وكل شويه مسافرين بينا

ظل يتكلم عن الأولاد وحالتهم ونفسيتهم وهي معقده حواجبها بإستغراب من مقدمته الطويله والغريبه وهو يتلعثم بين كل كلمه والثانيه بطريقه ماريحتها وقررت تنهي المكالمه وبحزم/إذا أنتا حاب توصلي معلومه عن الأولاد فتراك ضيعتني بلفك ودورانك ذا، أختصر الطريق عليك وعليا وهات من الآخر.

رد بتوتر/أنا قاعد أشرحلك من ساعه ولذحين مافهمتي شي!

ردت بهدوء/أنا معاك إن نفسيتهم متغيره من فتره وخاصة قصي بس أنتا لذحين ماقلت شي مفيد ولا ينفهم وماني شايفه أي علاقه بين حالتهم وبين اللي أنتا بتحاول توصله ليا علشان كذا أنا بفضل إنك تقفل وتجلس مع نفسك وتراجع أفكارك أين كانت وإذا فهمت منها شي ماله داعي تتصل ويكفي ترسلي رساله تشرح فيها كل شي السلام ع--



أبغى أرجعك لذمتي

قاطعها بذي الجمله وخلاها تفقد تركيزها للحظات وهو يتابع بتوتر/جوري أنا عارف إني غلطت في حقك كثير وصدقيني أنا عرفت غلطي وندمت عليه بدل المره مليون مره ومن وقتها وحياتي مقلوبه لاليلي ليل ولانهاري نهار!
البيت بدونك ماله طعم ومايسوى شي!
جوري أنا مانسيتك ولا لحظه وصورتك دايماً في بالي أنا ليالي كثيره بنام في غرفتنا وعلى سريرنا وبستخدم عطرك علشان أحس إنك معايا و--


ماسمعت باقي كلامه وهو يوصف ويشرح وحست بصداع مفاجئ وغثيان من الصوره اللي إتخيلتها وبعدت الجوال عن إذنها لفتره وهي تحاول تتناسى اللي سمعته، رشت عطر على وجهها وإتنفست بعمق قبل ماتمسك جوالها وتسمع كلامه المستمر وتقاطعه ببرود/حابه أنبهك لكم حاجه أنتا ناسيها!
أولاً أنا اللي طلبت الطلاق وأصريت عليه لإني تعبت من التمثيليه اللي كنا عايشينها وماعندي أي نيه للرجوع ليها من جديد.
ثانياً أنتا مطلقني طلاق بائن لارجعة فيه وذا فضل من الله عليا علشان حتى لو لاقدر الله وإنضربت في عقلي وفكرت أرجعلك لأي سبب كان فالحمدلله ذا الشي هيكون مستحيل فأعفيني من هر---





محلل!!


قاطعها بذي الكلمه وتابع بإندفاع/أنا فكرت ولقيت إن ذي هيا الطريقه الوحيده اللي هتخلينا نرجع لبعض! تتزوجي ليوم واحد بس وتتطلقي وبمجرد ماتطلعي من العده هرجعك ونرجع زي ماكنا بس ذي المره أوعدك إني رح أحافظ عليكي و---

قاطعته بعد إستيعاب/محلل!!
محلل!!


فاجأتها ضحكتها المعتاده اللي بتسيطر عليها لفتره لين تستوعب اللي بتسمعه قبل ماتتابع بتفكير/المره اللي فاتت أتخليت عني وأنا بين الحياة والموت وتركتني للغرب يستروني وذحين هترميني لرجال غريب علشان يرجعني ليك! منتا ملاحظ إنك بتكرر نفسك بشكل بايخ و --


قاطعها بعصبيه/ أنا ماأتخليت عنك أنا كنت مصدوم ومو مستوعب ولاتنسي إن يدي كانت مكسوره وأنتي حالتك كانت صعبه وماكنت أقدر أساعدك بشي.

ردت ببرود/إذا كان المبرر التافه ذا بيخليك تنام مرتاح أخر الليل فماعندي أي مشكله و----

قاطعها بنفس العصبيه/خلينا في المهم .. أنتي هتتزوجي مازن وبيتهيألي ذا ماينقال عنه غريب.

أخترق الأسم عقلها زي الرصاصه وخلاها تجمد مكانها بصدمه وخالد يتابع كلامه بشرح/مازن هوا الوحيد اللي هكون واثق فيه .. هوا الوحيد اللي هكون مطمن وأنتي معاه .. مازن هوا آخر رجال ممكن يطمع فيكي ويفكر إنه يلمسك و---

قاطعته بصراخ/بس ياحيوان بس..

رد بإصرار/مازن هوا الوحيد اللي هيقدر يساعدنا والوحيد اللي هيطلقك ثاني يوم ---

حست بألم في صدرها وضغطت عليه بقوه وماعاد سمعت شي غير دقات قلبها الي صمت أذنها وشوشتها




مازن!!




مازن!!




يبغاها تتزوج مازن!!


نزلت دموعها وصرخت بقهر/ أنتا أيه! مخلوق من أيه! ذا اللي شايله بين ضلوعك قلب ولاحجر!
رد بتوتر/ أفهميني ياعمر---

قاطعته بصراخ/أنطم مابغى أسمع صوتك.. أنتا واحد مريض ومقرف..

خالد بشرح /ذي مجرد شكليات علشان ترجعيلي يعني موزواج زواج--

قاطعته بغضب/ يعني هنكذب على ربنا..

دارت في الغرفه وتابعت بعدم تصديق/أنا بس بعرف في أيش ضريتك! في أيش أذيتك علشان تعاملني بذا الشكل! ليه مصر تخرب حياتي وتشوه كل شي حلو فيها ليه! ليه مصر تخليني أكرهك رغم إني بمنع نفسي من ذا الشي بكل قوتي.

رد بلهفه/لإنك تحبيني بس تكابري و

صرخت برفض/الللي بينا عمره ماكان حب ولاحتى شبهه ذا كان وهم.. كذبه.. أخترعناها علشان نعيش والسلام..

أحبك! أنا أحبك! ليه وبأمارة أيه!

رد بثقه/لو ماكنتي تحبيني ماسامحتيني عاللي عملته معاكي زمان ولاكنتي أستنيتي معايا بعد زواجي بندى.. جوري أنا أتزوجتك وأنتي لساتك بزره وكبرنا مع بعض.. جوري أنا خالد.. خالد حبيبك وزوجك والرجال الوحيد اللي عرفتيه في حياتك .. لاتكابري وأفتكري أيامنا وحبنا اللي خلانا نستمر مع بعض لذحين رغم كل شي وساعتها هتتأكدي من كلامي وهتعرفي إن حبنا مو وهم ولاكذبه.

هزت رأسها بعدم تصديق من اللي قاله وبجديه /أنا كنت مفكره إني الوحيده اللي اتأثرت سلباً بزواجنا اللي طال ومسخ بس طلعت غلطانه.. أنتا اللي حالتك مستعصيه وميؤس منها! خالد أنتا لازمك دكتور وبأسرع وقت قبل مايجرالك شي.

رد بإنتصار/كيف ماتحبيني وأنتي خايفه عليا كذا و--

قاطعته بقوه/خوفي وإهتمامي مو أكثر من خوف وإهتمام طبيعي بإنسان كنت مرتبطه بيه لسنين .. إنسان كان زوجي ولازال أبو أولادي ولا متخيل إنه لمجرد إنفصالنا خلاص أنا هتمنالك الأسوء..

رد بإصرار/مهما قلتي أنا عارف إنك تحبيني زي ماأحبك بس زعلانه مني وتبغي تعاقبيني وأنا بقلك خلاص أنا أتعاقبت بمافيه الكفايه وعرفت غلطي وإذا وافقتي تتزوجي مازن وترجعيلي رح تشوفي بنفسك أنا كيف هعوضك عن كل شي و

قاطعته بصراخ/ياخي أنتا شارب شي وجاي تطلعه عليا!

مازن مين اللي أتزوجه!

مازن اللي ياما سهرت عليه في مرضه!

مازن اللي ذاكرتله دروسه!

مازن اللي ربيته وكبرته!

وأخترتله عروسته!

مازن ذا أبني! أخويا... تفهم أيش يعني؟

سكتت للحظات وهي تسحب أنفاسها بصعوبه قبل ماتتابع بمراره/لا طبعاً وهتفهم كيف!

إذا مافهمت أيش يعني زوجه وعرض وشرف وسبتني مرميه في الخلاء وسط الرجال هتفهم أيش يعني أبن وأخ!


خالد برجاء/حبيبت---

قاطعته بصراخ/أنا مو حبيبتك ولاكنت في يوم وأنتا أساساً مو رجال ومايشرفني إن أسمي يرتبط بيك بأي شكل من الأشكال

خلصت كلامها ورمت جوالها عالجدار بكل قوتها و ---






أيش اللي سواه وزعلك منه لذي الدرجه!



إنتشلها صوت عبدالرحمن من ذكرياتها الموجعه وطالعته بشرود/مين؟

رد بنفاذ صبر/مازن اللي صار له أسبوعين من يوم رجع وهو يبغى يسلم عليكي وأنتي تتهربي منه! مازن اللي كنتي منتظره رجعته على أحر من الجمر !! مازن اللي كل ماسألتك عنه تسرحي وتنسيني.

هزت رأسها بنفي/من قال إني بتهرب منا كلمته وأتحمدت له بالسلامه وكذا مره كلمته بعدها بس أنتا عارف الكافيه وحوستي فيه و--

قاطعها بهدوء/الكافيه مو أهم من مازن فدوري عذر غيره..

أخذت نفس وردت بإبتسامه/ دامك عارف إنه يهمني لذي الدرجه فأكيد عارف إنه مستحيل يسوي شي يزعلني منه.

عقد إيديه على صدره وبإصرار/طيب أيش اللي حصل بينكم ومنتي راضيه تقوليه.. لاتنسي إنك وعدتيني.

وقفت وواجهته بهدوء/وأنا عند وعدي وماسويت شي.. لا مشاكل.. ولاتهور.. ولاشغل روايات.

حاوط وجهها بكفوفه وبإمر/عيني في عينك.

إبتسمت وبحلقت عيونها وطالعته بثقه/هه إرتحت!

اتأملها للحظات قبل مايعجن وجهها وشعرها بنذاله/بتنوميني مغناطيسياً بعيون البسه هذي و--

صرخ ودفها لما عضته فجأه وبألم/يابنت اللذينا كم مره قلتلك بطلي العض..عاد آخر وحده معلمه في كتفي

تفت أكثر من مره وهي تسحب خصل شعرها من فمها وتمسح وجهها بقرف/وأنا كم مره قلتلك تبطل سماجتك ذي وتسيب شعري في حاله.

رد بإستفزاز/ مدام طولتيه كذا خلاص خلينا نلعب فيه و .

قاطعته بهدوء /ذا سلاح مو لعبه تتسلى بيها.

ماصدق اللي سمعه منها ورد بضحكه /أحلى يا سلاح وصرتي تعرفي لحركات الحريم و---

وقف ضحك لما أنتبه لبرودها المفاجئ وسألها بتردد/ماقصدك حركات حريم!

زحف الدم لخدودها وردت بغموض ساخر/أكيد مو النوع اللي عودتك عليه غنى.. تصبح على خير.

حاول يفهم معنى كلامها وتبعها بنظراته المحتاره لين أختفت ولمايأس أتصل بغنى علشان يسألها أيش تقصد أخته بكلامها الغريب.
الرياض، الرابعه صباحاً




مشي جنب الأدهم وبقهر / خنتها ! نسيت إنها أستئمنتني على نفسها وخنت ثقتها! أستغليت ضعفها وعجزها وماخفت الله فيها!


سكت للحظات وهو يتذكر اللي صار وتابع بندم/بس يشهد علي الله إني ماكنت متعمد هالشي.. أنا كنت بس بشوفها وأتطمن عليها وقلتلها تغطيها زين.. بس هي اللي..وأنا ماكنت في وعيي ولاكنت أدري باللي أسويه..


إتذكر كيف رجع لعقله أخيراً وتركها وهو بيستعيذ بالله وكله ندم على ضعفه وإستسلامه لرغبته اللي كانت أقوى منه..

بس وش كان بيده وهي متمسكه فيه بذيك الطريقه!
وش كان بيده وهو أخيراً شافها عن جد!

بعد ما وصل لحافة الجنون بسبب طيفها اللي بيحاصره في أحلامه كل ليله.

فجأه صارت حقيقه وواقع قدامه !

بعد ماكان قلبه هينفجر من خوفه وغضبه وقلقه كل ماسمع صوت بكاها وصراخها وهو واقف على باب جناحها في المستشفى بعجز وقلة حيله..

فجأه لقيها بتبكي وتصرخ على صدره!

بعد ماكان أقصى طموحه طول اليوم هو إنه يلمحها بس بعيونه..

فجأه لقيها بين إيديه بكل ما للكلمه من معنى !

إتجسدت بين إيديه بكل تفاصيلها!

إرتباك!!


توتر!!


إختناق!!

كل ذي المشاعر عصفت داخله من قربها المتعب المريح وماقدر يقاوم رغبته في إنه يضمها لصدره ولو للحظات..

كان مسلوب الإراده !

منوم مغناطيسياً!

مسحور!!!

غمض عيونه لما وصل لذي النقطه وحاول يهدي دقات قلبه اللي بتقرع مثل الطبول وإنفاسه اللي إتسارعت وهو بيحس بحرارة إنفاسها وبيسمع همسها الباكي من جديد وكإنها حقيقه!


هز رأسه بعنف علشان يتخلص منها وأخذ نفس عميق وثاني وثالث وخمسين لين سيطر على نفسه وأرتمى على الأرض بتعب.. عقد إيديه تحت رأسه وطالع السماء بشرود وهو يفكر في اللي صار من زاوية مختلفه!

لولا هالموقف كان للحين على عماه ومكابرته وماكان رح يعرف الحقيقه أبداً..

طول الفتره اللي فاتت كان مقتنع إن إنشغاله وتفكيره الدايم فيها كان بسبب الذنب اللي كان حاس فيه ناحيتها ومخليها حاضره ليل نهار في خياله، وبعد ماسامحته ظن إنه خلاص رح يتخلص منها للأبد لكن ذا الشيئ ماصار!

صار يسأل نفسه بإستمرار ليه مانساها وأتخلص منها مدام سامحته وقبلت أسفه!

المفروض إن ذنبه زال وماعاد في أي مبرر لوجودها في حياته أكثر من كذا فليه لازالت للأن محتله تفكيره ليه!

أكثر من مره حاول يلقى جواب لسؤاله وفي كل مره يجن ويحتار أكثر!
لكن..

في اللحظه اللي ضعف فيها وأستسلم لرغبته وضمها لصدره في المستشفى عرف!

في اللحظه ذي بالذات لقي جواب لسؤاله اللي حيره من يوم ماعرفها!


في اللحظه ذي إكتشف سبب تشتته في النهار وأرقه طول الليل!


إكتشف السر وراء غضبه..توتره.. إهتمامه كل ماأنذكر أسمها قدامه صدفه!


إكتشف إنه كان جبان!


خايف!


كئيب!


حاس بالذنب!


متشائم


قلبه مات والبرود أحتله لسنين طويله!


علشان كذا كرهها!!
أيه كرهها!

كرهها من أول مره سمع صوتها فيه لما إتصلت تبلغه عن أبوه اللي طاح..


كرهها لما ردت عليه بإحتقار ورفضت تنصاع لأوامره.


كرهها لما وعد أبوه إنه يتركها في حالها ومايتحرى عنها وينساها..

كرهها لما إتحدته وإتجاهلت إتصالاته لأسبوع كامل..


ولما عرف إن اللي ساعدت أبوه وأنقذته من الموت هي نفسها اللي ساعدها هو في الحادث كرهها أكثر..


كره لامبالاتها برد زوجها اللي أتخلى عنها وقت حاجتها..


كره عزة نفسها وهي تقله إنها تفضل الموت ولا إنه يساعدها..


كره ثقتها بنفسها وهي تواجهه بحقيقته بكل برودة أعصاب..


كره شجاعتها اللي خلتها تقتل الذيب بدون مايرف لها جفن وتنقذ جده وأبوه من الموت للمره الثانيه..


كره شخصيتها المحبه والحنونه والكريمه اللي علقت أولاده وأهله فيها وخلاها جزء من حياتهم وحياته..


وكره فكرة إنه صار مديون لها بأكثر من جميل بدون مايملك القدره على رد أي شيئ لها..


وكل ماكان يسمع عنها أكثر كل ماكان يكرهها أكثر وأكثر!!!


كرهها لإنه كان يدري إنها أقوى منه بمليون مره!


كرهها لإنها رغم كل اللي صادفها عمرها ماأنكسرت وأعلنت إنهزامها !


كرهها لإنها كل ماكانت تضعف وتطيح كانت تتحدى كل شيئ وترجع توقف بقوه وثبات أكبر من قبل !


بيننا هو أستسلم ورفع الراية البيضاء من أول معركه ليه!


إستسلم للحزن وترك نفسه فريسه للألم واليأس!


أتخلى عن مسؤولياته كأب وأبن وأخ وأعتزل الناس والدنيا لمجرد إنه فقد إنسانه حبها!


كرهها لإنها حسسته بأنانيته وعجزه وضعفه وإستسلامه!


كرهها لإنها كانت عكسه في كل شيئ..


كانت قويه..


شجاعه..


مرحه..


واثقه..


متفائله..


قلبها ينبض بحب ودفا لكل اللي حولها..


كرهها وكرهها وكرهها لدرجه ماكان متخيل إنه يقدر يكره فيها إنسان.


لكن في اللحظة اللي زرعت فيها نفسها في صدره بالقوه وإتمسكت فيه بإصرار..


في اللحظة اللي فيها مسح دموعها وهي نايمه على صدره ومتعلقه فيه مثل الطفله..


في اللحظه اللي بعدها فيها عن حضنه ورجعها لسريرها وهو ندمان..


في اللحظه اللي ودعها فيها وخرج وهو كاره إن يتركها..


!!!!إبتسم


إبتسم بعدم إستيعاب لما أخيراً إكتشف إنه..


حبها!!!!


حبها من البدايه!!


من أول مره إتحدته فيها وقفلت الخط في وجهه أقتحمت عالمه البارد وقلبته رأساً على عقب!!


من أول مره سمع صوتها أحتلت لاوعيه وشغلت أفكاره !!


هزت كيانه وصحته من سباته الطويل !!


حركت مشاعره وبدأ الجليد يذوب عن قلبه مره بعد مره لحد مارجع ينبض من جديد!


لكن ماكان عنده الشجاعه الكافيه علشان يعترف بهالشيئ!!


كان يراوغ نفسه ويتجاهل دقات قلبه اللي بتزيد وتتسارع كل ماإنذكر أسمها!


كان ينفعل كل ماإنتبه لإنحباس أنفاسه المفاجئ أو لمح طيف إبتسامه بيلوح على شفايفه كل مافكر فيها أو مرت في باله!


لكن لما ضمها لصدره إكتشف فجأه إن كل الأشياء اللي كرهها بسببها هي نفسها الأشياء اللي علقته فيها.. وحبها بسببها!!!


أحبها..


أحبها..


كررها بهمس مره وأثنين وعشره وكإنه بيختبر وقع الكلمه على مسامعه.

وحس بإن الصحراء والدنيا بكبرها مو واسعته و وبقلبه هينفجر من المشاعر اللي إتزاحمت داخله ورنت ضحكته فجأه وأخترقت سكون الليل وهي تعلى وتعلى وخالطها صهيل الأدهم اللي كإنه حس فيه وحب يشاركه لحظات السعادة والحب.
صنعاء ، الثانيه والنصف ظهراً


ضمها لصدره وهو يبكي بغزاره وعدم تصديق!
ماكانت مصدق إنه عاش لذا اليوم!

اليوم اللي كان بيحلم بيه طول عمره!

اليوم اللي شاف فيه بنته ونور عيونه عروسه وبالفستان الأبيض!

ماصدق عيونه لما شافها عالكوشه جنب عريسها والزغاريط والمباركات بترن في القاعه..

وحتى وهي بين إيديه وبتبكي زيه لسا ماأستوعب إنه اليوم آخر يوم لها في بيته.. البيت اللي كبرت وعاشت فيه ثلاثين سنه وتزيد.. البيت اللي شهد حزنها.. وفرحها!

ودموعها.. وضحكتها!

فشلها.. ونجاحها!

اليوم هتخرج من تحت جناحه لجناح زوجها

زوجها..

زوجها..

رددها داخله بفرح وهو يدعي لها إن الله يتمم لها على خير ويسخر لها يزن ويحنن قلبه عليها .

هجموا عليهم أخوانها وأخوانه وسحبوها من حضنه وهم يسلموا عليها ويباركوا لها ولزوجها وبعدها خرج يزن وإنضمت لهم جوري بجنانها وضحكتها وقضوا فتره يتصوروا ويرقصوا وهو يتأملهم بعين دامعه..

بنته كانت سعيده.. ضحكتها صافيه ومزاجها رايق والكل حولها.. أخوانها وأمها وخالتها وكلهم بيداروها بحب وإهتمام و---



الظاهر إنك خلاص نسيتني!

إلتفت لإحلام اللي كلمته بزعل وشد على يدها اللي بين إيديه بحب/كيف أنساش وأنتي قطعه مني.

أحلام بزعل/طيب من أول بحاكيك وأنت مطنشني خلاص بتصل ليزن يجي يروحني.

رد بضحكه/ والله ذحين قدش بتهدديني بيزن هذي آخرتها.

ضمته بقوه / لاعشت ولاكنت يانور عيوني.

سألها بإهتمام/كيف يزن وأم وأخته معش.

ردت بإبتسامه /الحمدلله كلهم تمام ويزن ماشاء الله عليه بيداريني زي الجاهل.

رد بإعجاب/يزن رجال وافي خليه فوق رأسش ولا تكسريله كلمه ولاتزعليه وأمه وأخته بريهم يابنتي الدنيا سلف ودين.

هزت راسها بموافقه/إن شاء الله يبه أنت بس لاتقلق أنا بخير.

مسح شعرها بحنان/الله يسخرلش في قلبه وقلب أهله ويجعلهم معش لا عليش.

آمنت وراه من قلبها وهي بتدعي إن الله يحنن قلب أم يزن عليها.




،




،

،


،






جده،العاشرة مساءً



مسكت يده وطالعته لفتره وهو مندمج مع التلفزيون وبتردد/خالد أنتا لسا تحبني ولا خلاص!


إلتفت لها بإستغراب/خلاص أيش!
كررت سؤالها وأتوترت من صمته اللي طال قبل مايرد بإستنكار/خلاص! خلاص أيش! خلاص بطلت أحبك!

ترك يدها ووقف وصار يتحرك وهو يفكر في جوري واللي سواه فيها وبعصبيه/بعد اللي سويته علشانك جايه تسأليني أحبك ولا خلاص!

وقفت قدامه بندم/أسفه حبيبي والله موقصدي أنا عارفه إنك ضحيت وإتحملت تصرفات أهلي وأتحديت الكل علشان تتزوج و--

قاطعها بعصبيه/لا مو ذا بس اللي سويته علشانك! أنا كسرتها وقهرتها علشانك.. أنا إتخليت عنها وماطالعت فيها بسببك!

عقدت حواجبها بشك/جوري!

رد بقهر/ أيوه جوري جوري.

حست بطعنه في قلبها من نبرة القهر والندم اللي في صوته وبغيره/ دحين أيش دخلها في هرجنا! أنا سألتك سؤال محدد ليه بتلف وتدور !

رد بعصبيه/ لإنه سؤال غبي والمفروض ماتسأليه، حبي ليك واضح والأعمى يشوفه.

هزت رأسها بسخريه/أمممم بأمارة كلامك مع قصي قبل مايسافر زواج خالته.

طالعها بعدم تصديق/بتتصنتي عليا ياندى! بتراقبيني!

ردت بغيره/أنا سمعتكم بالصدفه وياريتني ماسمعت، بتحرض قصي على أمه ليه تبغاه يمنعها من الزواج ليه !

رد عصبيه/ندى أحسلك لا تتدخلي في اللي مالك فيه و--

ردت بإستفزاز/أنتا اللي مالك علاقه فيها لامن بعيد ولامن قريب أنتا خلاص طلقتها وطلعت من حياتها..

رد بغضب/وهرجعلها ثاني غصباً عن الكل

سألته بعدم فهم/ يعني أيه ياخالد!

أخذ نفس عميق ورد ببساطه/يعني أنا هرجعها لذمتي.. هتزوجها وهترجع تعيش هنا معايا ومعانا كلنا.

ظلت مكانها لفتره وهي تحاول تستوعب اللي قاله وفي بالها "خلاص خالد أتجنن.. أتجنن رسمي" مشيت الخطوتين اللي بينهم ورجولها موشايلتها ومسكت يده وببكاء/حبيبي أهدى ولاتسوي في نفسك كدا أهدى ياعمر---

دف يدها وقاطعها بنفاذ صبر/أنتي شايفتني بقطع في ملابسي ولا بشد في شعري علشان تقوليلي أهدى.

ردت بمسايره/أوكي حبيبي أنا أسفه خلا---

طالعها بتوتر/ندى أنا أهرج من جد أنا برجع جوري أنا برجع أخطبها وأتزوجها من جديد.

بحلقت فيه وبعدم تصديق/خالد حبيبي.. أنتا ناسي..قصدي جوري ماتحل لك خلاص.. يعني ماينفع تتزوجها وترجعها و--

قاطعها بثقه/أنا مرتب كل شي، هيا بتتزوج وتتطلق علشان أقدر أردها وساعتها بترجع ونعيش مع بعض زي زمان.

حست كإن أحد أعطاه كف على وجهها وطاحت عالأرض وهي تكرر وراه بعدم إستيعاب/تتزوج وتتطلق وتردها! هنعيش مع بعض! وأنتا مرتب ك --

جلس جنبها بخوف لما أغمى عليها من الصدمه وتركت باقي جملتها معلقه .



،

،

،

،

،



جده، التاسعة والنصف صباحاً


ردت بلكاعه/معليش سامحني، بس شراكه لا ومعاك أنت بالذات إنسى ياعلي، أنا موبايعه عمري.

علي ببرود/الله المستعان ليش أيش فيني مش عاجبش ياأميرتنا.

إتخصرت وبسخريه/ دوبي من شويه كنت قرده مسرع رجعت أميره ولابتحاول تأثر عليا.

سألها بإستفزاز /زعلانه من قرده!! أنا بس بذكر وقائع مؤكده لا أكثر .

ضحكت بمرح/ ياأخي كلامك منطقياً ينرفز.. بس مدري ليه لما أسمعه منك القى نفسي أنبسط وكأنك تمدحني.

علي بتأكيد/وهو فعلاً مدح..

ردت بدلع/أووه أمي داعيتلي اليوم وراضي عليا سيادة العميد.

علي بهدوء/طول عمري راضي عليش وأحبش، أنتي أميرتي الغاليه وبنتي الصغيره ومحد يساويش عندي.

سكتت للحظات من إعترافه الغير مسبوق، طول عمرهم لما يتقابلوا يحب ينقارها ويرفع ضغطها وبعدين يصالحها بكلمتين وهي ترضى بسرعه وعلي بطبعه حازم وبيعبر عن نفسه بالأفعال وذي اول مره يقلها ذا الكلام اللي أثر فيها وخلاها ترد بإرتباك/أممم..طيب .. شكراً.

رد بإبتسامه/أيش اللي طيب وشكراً؟

زفرت بضيق/ياأخي معرف أكلمك كذا خلينا على نقارنا أحسن.. حتى فيه أكشن وونسه.

ضحك بإستمتاع/من وقت للثاني أحب أستمتع بهذي الحظات النادره اللي يتربط فيها لسانك ووجهك يحمر وعيونك ترف زي عداد الكهرباء.. بحس إني قدام أنثى رقيقه.

كشرت بزعل للحظات قبل ما تبتسم وبدلع/حبيبي أنا إذا أستسلمت لطبيعتي الأنثويه الساحقه بنات حواء بيكرهوني لإنه مارح يليق عليهم أي رقه وإحساس من بعدي وبتلقى نفسك أخر الليل مقابل غفير مو بشورتك.

عقد حواجبه من شكلها وأسلوبها اللي أتحول مائه وثمانين درجه وهي تسبل عيونها الواسعه بدلع وأشر بيده ببرود/بس خلاص أنصرفي، أرجعي جوري القرده.. أنا قلت شوية إحساس بس علشان أتذكر إنش بنت لكن مش للدرجه هذي.. نسختش الأنثويه هذي اللي صدق ماأعرف أتكلم معاها ولا بتعجبني..

ماقدرت تمسك نفسها وانفجرت من الضحك على ملامحه الجديه ورجعت لطبيعتها المرحه وبتريقه/عميد اخرطي.. أنتا كيف بتمشي أمورك في المعسكر!! شكل العسكر عندك فالين أمها وعايشين حياتهم.. قال ماعرف أتكلم وماأحب..

طالعها ببرود/خرطوا رأسش ياقرده.. نتقابل وتشوفي بنفسش كيف ممشيهم وأشوف حل لطولة لسانش بإذن الله..

ضحكت وطلعت له لسانها بطفوليه قبل ما تنكتم ضحكتها فجأه لما طلع لها وجه إمها المعصب على شاشة الجوال وبسرعه أتعدلت /أمي حبيبتي ونور عيني وحشتيني الشويه اللي كلمت فيها علي.. ثاني مره لاتعطيه الجوال وأنا أكلمك وإذا يبغاني يتصلي أ---

قاطعتها أمها بغضب/أنتي ماتبطلي.. ماقلت لك لاتحاكي أخوش بقلة الإدب هذي ولا تخرجي له لسانش هكذا.. أنتي متى تعقلي! كم أجلس أفهم فيش مش هو أصغر عيالش عيب عليش.

جوري بضحكه/يماااه، أنا كنت بس بوريه إن لساني مو طويل.. بعدين أحد قلك إني هبلا!! ذا كله أصغر عيالي كيف؟ حتى في أسوء كوابيسي ماتزبط.

زفرت أمها بضيق/أستغفر الله العظيم بس مامنش فايده.. مهما أتحاكيت كلامي بيدخل من أذن ويخرج من الثانيه..

جوري برجاء/يمه ترى أمزح أيش فيكي.. إذا مامزحت مع أخواني مع مين أمزح.. بعدين شوفيه قد الحيط ماشاء الله لو نفخ فيا بيطيرني ومو مستني تدافعي عنه.

بحلقت أمها فيها بصياح/أذكري الله على أبن أخي.

جوري بضحكه/ ماشاء الله وإذا كان هوا أبن أخوكي تراه أخويا يعني أقرب لي منك ويحق لي أمزح معاه وأطول لساني من فتره للثانيه .. بس أنا أستاهل أيش خلاني أكلمه كان قفلت أول ماعرفت إنه عندك بدل ماأسمع الكلمتين ذي كل ماكلمته قدامك.

سمعت علي يراضي أمها ويأخذ منها الجوال، وبشماته هاديه/ حلال فيش ياقرده.

صغرت له عيونها بتهديد/تدري مارح أرد عليك لإني بسوي حلا ولازم مزاجي يكون رايق.. بس على قولك نتقابل إن شاء الله ووقتها لكل حادثاً حديث.

عقد حواجبه بزعل/وأناأبو جوري.. يعني أنا عكرت مزاجش.. الله يالدنيا.

سكتت للحظات وهزت رأسها بنفي/الكذب خيبه.. أنا مافي شيئ يحسن مزاجي ويعدله غيركم.

علي بإبتسامه/غيرنا يعني مش أنا بالتحديد؟

إبتسمت/أنتا ومعاذ وعبدالرحمن.. وأخواني عامةً.. مهما كنت زعلانه أو متضايقه شوفتكم.. صوتكم.. حتى مجرد ذكرى عنكم تمر في بالي بتخلصني من كل تعب ووجع..

علي بهدوء/ماكنت عارف إننا مضادات إكتئاب.

إبتسمت بحب /ذا أنسب شيئ ممكن أسميكم بيه.. أنتا عارف في دراسات أثبتت إن وجودك مع أشخاص تحبهم ويحبوك بيحسن المزاج ويرفع الروح المعنويه والإيجابيه للشخص.

إبتسم برضى/أخيراً إعتراف إنش تحبيني.. مش قادر أصدق إن القرده نطقت!

حركت حواجبها بإستفزاز /مين أعترف.. أنا قلت وجودك وقلت تحبهم ويحبوك.. يعني أنتا المقصود وكمان أنتا اللي وافقت على كلامي مو أنا،وبعدين أنت اللي من شويه أعترفت إنك تحبني أنتا ماسمعت نفسك ولا أيه.

قلدت كلامه بإبتسامه/مو قادره أصدق.. علي البارد .. أبو الهول.. أعترف إنه حس إخيراً وكمان يحبني.. لازم ينشروها في الأخبار.. ذا شيئ مانسمعه كل يوم.

رد بيأس/قالتها عمتي مامنش فايده أبداً، أنا غلطان اللي جبرت بخاطرش.

هزت رأسها بعدم رضى/نفسك صاير قصير ياسيادة العميد وبتستسلم بسرعه تقول السن ليه دور في ذا الموضوع!

مرر يده في شعره بهدوء /عيرتني بالشيب وهو وقارُ ياليتها عيرتني بما هو عارُ

اتأملته للحظات وبصدق/وأنا أشهد إن الوقار مايليق غير عليك.

رد بإبتسامه/إنتبهي لكلامش لإني للحظه ممكن أظنه إعجاب.

ضحكت بمرح/أبسط ياعم وعيش حياتك أميرة الجابر بنفسها معجبه بيك مين قدك اليوم.

رفع حاجبه بعدم رضى وببرود/هذا اللي يحاكي جهال ويديهم وجه على قولش..خاطرش يافارغه

ضحكت من قلبها لما قفل في وجهها وهي تدري إنه يستهبل عليها ورجعت تخلص شغلها.
الثانية ظهراً



أخذ نفس وطالع الورق اللي بين إيديه للمره الأخيره قبل مايقطعه ويرميه في الزباله بقهر!

من يوم ماركز في سالفة جوالها المتناثر في غرفتها وهو شاك في شغله وفي الأخير طلع سجل بمكالماتها طول الشهرين اللي فاتت وظنه ماخاب.. فعلاً كان فيه مكالمه قبل مايصير اللي صار ليلتها.. لكن اللي مافهمه ولا أرتاح له هو إن الإتصال كان من طليقها!

وش اللي خلى طليقها يتصل عليها قبل الفجر!
وش الشي المهم اللي حكوا فيه لأكثر من نص ساعه!

وهي شلون تكلمه وبأي صفه!

ضرب المكتب بقهر شلون بأي صفه ياسند وهو كان زوجها وأبو عيالها!

إجتاحته غيره عمياء وحس بدمه بيغلي من مجرد التفكير إن خالد كان زوجها في يوم الأيام و--

هز رأسه بعنف وزفر بقوه وحاول يسيطر على نفسه ويركز في المفاجئه الثانيه اللي لقيها في سجل مكالماتها..

رقم مسجل بإسم سعد!!

رقم غير اللي بيتواصل بيه مع سعد!!

ورقمه مكرر من مرتين لثلاث مرات أسبوعياً وبشكل مستمر!

سند رأسه على ظهر عالكرسي وغمض عيونه وهو يحاول يركز لعل وعسى يلقى سبب مقنع ممكن يجمعها بسعد..

هو واثق ومتأكد إن اللي بينهم لايمكن يكون شيئ سيئ أبداً، مسألة سوء الظن والشك اللي لازمته لفتره بخصوصها ولت من غير رجعه..

كل ماأتذكر مكالمتها مع بدر يسب نفسه على غبائه اللي خلاه يشك فيها ولو للحظه إنها ممكن تكون بذيك الأخلاق الوضيعه !

شلون صدق إنها من النوع اللي يعرف ويواعد شباب وهو أكثر واحد عارف أخلاقها وعفتها وطهرها.

اللي سوته مع أبوه واللي شافه منها يوم الحادث خلاه يفكر فيها بصفه مستمره وبشكل ضايقه..

فرضت نفسها عليه بالقوه وأحتلت أفكاره لدرجة إنه نسي سمر وبدأ يفكر فيها وذا الشيئ ماناسبه!

وبالأصح أصابه بالرعب!

كان عايش دور الضحية ومبرمج نفسه على حياة البؤس والحزن !

قلبه ومشاعره دفنها ولبس قناع البرود لسنين !

لكن فجأه كل ذا أتغير من أول لحظه دخلت فيها حياته وخاف !!

خاف من فكرة نسيان سمر !

خاف من التغيرات اللي طرأت عليه ومن مشاعره اللي بدأت تخونه وتخرج عن سيطرته وذا الشيئ كرهه.

وجات مكالمتها مع بدر نجده من السماء أو كذا كان شايفها وقتها!

إحتد وإنفعل وعصب لإنها وحده بدون أخلاق ولإنها منافقه وممثله وقدرت تخدعه وح وأتمسك بذي الفكره بكل قوته..

حب الصوره الجديده اللي إتشكلت في مخيلته وأقنع نفسه بإن هذي حقيقتها علشان يلقى مبرر لكرهها!

فكر بإنه إذا إحتقرها وكرهها فرح يتخلص منها وتطلع من باله!

حاول يتمسك بصورتها المشوهه وصدق إنها وحده إخلاقها هابطه ومشيها بطال وسمعتها سيئه علشان ينساها وماعاد يفكر فيها!

واجهها بحقيقتها المزعومه وكله أمل إنها تطلع فعلاً مثل مافكر فيها!

ذي كانت الطريقه الوحيده اللي لقاها علشان يتخلص فيها من تأثيرها عليه!

لكن مثل مايقولون حبل الكذب قصير وكل اللي حاول يصدقه ويتمسك فيه إنهار في دقايق !

التسجيل اللي أخذه من ثريا لمكالمتها مع بدر هدمت كل خططه ودفاعاته ضدها وخلته يعترف بإنه غلط في حقها وظلمها..

وساعتها حس بشيئ ماقدر يفسره وقتها!

إحساس غريب غمره بالراحه وكإنه فرح لإنها طلعت بريئه وصفحتها بيضها مثل ماعرفها أول مره!

لكن غروره وكبريائه خلوه يرفض الإعتراف بذا الشيئ وبسرعه أقنع نفسه بإن فرحته ببرائتها كانت بسبب صلتها الوثيقه بأهله وأولاده واللي هيكون مطمن عليهم بعد مااتأكد من أخلاقها..

إتنهد بعمق طلعه من أفكاره ومسد رقبته بألم وهو حاس إن عقله هينفجر من هالة الغموض والألغاز اللي حولها واللي كل ماحل منها لغز فاجأه لغز جديد وتره وشد أعصابه وزاد غيرته!!!!



،

،

،

،

،


جده،السادسة مساءً


​ إبتسم لما شافها مستقره على غصن شجرة التين وسانده ظهرها على جذعها بثبات وبتمرجح رجولها وهي بتكلم نفسها بهمس واصله بس مافهم منه شيئ وبمرح/قاعده تحشي في مين!

ألتفتت بإبتسامه باهته/ولا أحد ماشيه عالعلاج وبعبر عن نفسي، موذا اللي تبغاه!


هز رأسه بنفي/ أنا قلت تعبري بس مو للشجره، أنا وين رحت؟


ردت بتنهيده/الشجره هتخليني أطلع كل اللي في نفسي وهتسمعني بدون ماتسألني ليه وكيف ومتى وذي كلها مالها جواب عندي.


إستند عالشجره تحتها وبتساؤل/حياتك كانت صعبه لذي الدرجه؟


أخذت نفس وبهدوء/كل شي في حياتي قدرت أتقبله، غربتي.. بعدي عنكم.. شوقي لكم.. زواجه.. لكن الصعب هو إنك تعيش حياتك وأنتا عارف إنها كذبه.


إبتسمت لما رفع رأسه ناحيتها وكلمها بهدوء/هعتبر ذي أشاره منك للبدء وهسألك عنه، حبيتيه ياجوري!
هزت رأسها بنفي/مشكلتي ياعبادي إني ماعرفت أحبه كحبيب أوحتى كزوج ولا عرفت أكرهه كإنسان علقت في دور الزوجه والزوجه بس


أخذ نفس وقرر يصارحها باللي محيره/أنا عارف إنك ماتقدري تجلسي عشر دقايق مع شخص ماترتاحي له ولاتحبيه علشان كذا كل يوم والثاني كنت أقول خلاص اليوم هتفلته وترجع بس أنتي أستمريتي شهر وراء شهر وسنه وراء سنه لحد مافكرت إنك خلاص حبيتيه وأتعلقتي فيه، لكن كل ماكنت أشوفكم سوا ماكنت أحس بذا الشي ولما كلمت علي ومعاذ حسيت إنهم من رأيي بس معاذ قال لا أتدخل وعلي قال هي أخبر بنفسها ولما تطيب عندها وتتعب بترجع من حالها.


ردت بصراحه/ بدايتنا كانت سيئه بشكل مارح تتخيله وبعد حملي بياسمين قررنا نفتح صفحه جديده ونرمي الماضي ورانا وفعلاً عشنا على ذا الأساس رغم إني أخذت فتره طويله لين أتقبلته شخصياً ومع الوقت بديت أحبه أو كذا أتهيألي.


ضحكت وتابعت بسخريه/ سمعت نصيحة دكتوره بشرى وقلت خلاص ذا زوجي وحبيبي وأبو بنتي وفارس أحلامي.. جلست أرددها ليل ونهار وماخليت كلمة حب ماقلتها ليه رغم إني كنت أحسها ثقيله على لساني لحد ماصدقت كذبتي و--


قاطعها بإستغراب/كذبتك!


هزت رأسها بموافقه ومن بين ضحكها/أنا كمان إنصدمت زيك لما إكتشفت إنها كذبه، عارف متى وكيف إكتشفتها؟


تابعت لما هز رأسه بنفي/إكتشفتها بأصعب طريقه تكشف فيها الزوجه خيانة زوجها.. لا تبحلقلي كذا ذا كان من سنين وخلاص راح من بالي.


سألها بعدم تصديق/ليه ماتكلمتي وقتها! ليه وكيف قبلتي بذا الوضع ؟


مرت فتره وهي ساكته وكإنها بتجمع أفكارها قبل ماترد بهدوء /يمكن تفكر إن ماعندي إحساس أو كرامه أو ميته في دبديبه زي مافكروا البقيه، بس أنا مافكرت فيها بذي الطريقه.. ماأنكر إني وقتها أنهرت وكنت في حالة صدمه من اللي سمعته وذا طبيعي بعد ماقال إنه كان مجبور يتزوجني وإنه حاول يحبني وماقدر وأنا بالنسبه ليه مجرد زوجه وأم أولاده وواجب مايقدر يتخلى عنه، لما فقت من حالة الذهول ماجبتله سيره وأخذت وقتي وأنا أحلل وأفكر وأراجع كل اللي مرينا فيه من يوم زواجنا وهنا كانت الصدمه..


طالعت فيه وتابعت بإبتسامه/إكتشفت إن اللي كنت مفكرته حب طلع مجرد وهم إبتدعته لنفسي زي ماتقول قصه إلفتها وعشتها علشان أقدر أصبر نفسي وأمشي حياتي معاه.. أنتا عارف إنه طول سنين زواجنا وحتى وأنا عايشه دور الحب لما كنت أجيكم في الإجازه كنت بنساه بمجرد مايسيبني عندكم ويطلع من الباب.. إهتمامي فيه وسؤالي عنه كان من باب الواجب والعشره والتعود بس عمري --


قاطعها بذهول/ومدام الشغله كذا ليه قبلتي تكوني الثانيه في حياته وتعيشي في الظل!ليه ضيعتي عمرك معاه ومارجعتيلنا!


عقدت حواجبها بإستغراب/وليه أرفض أكون الثانيه في حياته مدام هوا أساساً مو الأول لا في حياتي ولافي قلبي! وبعدين مين قال إني ضيعت عمري وعشت في الظل!


عبادي أنا زوجته مو عشيقته وأنا عشت لعيالي وشفتهم بيكبروا قدامي يوم بيوم وسنه بسنه وهما مرتاحين وسط أم وأب وأخوان وعيله تحبهم.


صرخ بعصبيه/بنت لا تجنني أهلي بغبائك ذا.


فلتت منها ضحكه أستفزته زياده/أنتي بتضحكي على أيه؟


غطت فمها بكفوفها وكتمت ضحكتها اللي أستمرت لفتره تحت أنظاره المصدومه وبعد ماأتمالكت نفسها/ بضحك على شكلك وأنتا معصب بتصير واحد ثاني غير إنك بتخاصمني على شي راح وإنتهى.


سكتت للحظات وتابعت بشرح/عبادي صدقني لما عرفت إن اللي كان بيننا مو حب إرتحت وحياتي أتغيرت للأحسن يمكن لإني في عقلي الباطن كنت رافضه فكرة حبه طول الفتره ذيك وبعدها بدأت حياتي معاه على أساس جديد واضح وصريح علشان محد يستنى من الثاني أكثر من اللي يقدر يقدمه ليه.


سألها بإستغراب/مدامكم متفقين أيش اللي جد وخلاكي تطلبي الطلاق.


ردت بهدوء/أنا ممكن أعيش بدون حب حتى وإن كانت عيشه بارده ومالها طعم بس إستحاله أعيش مع واحد ماعاد بيني وبينه إحترام ولا الحد الأدنى من الثقه.


سألها بتفكير/قصدك على خيانته وزواجه! طيب هو متزوج من سنين وأنتي قلتي مافرقت معك.


هزت رأسها بنفي/ أنتا مارح تفهم قصدي م--


قاطعها بضيق/جوريتي ترى ربشتي أهلي حاولي توضحي.. طيب لمحي وأنا أفهمها بالنباهه!


ردت بجديه/تقدر تقول أني عشت معاه بشخصيتين .. في البدايه عشت بشخصية الزوجه المحبه والسعيده بس في داخلي كان في شخصيه رافضه ذا الشي لإني --


سكتت للحظات قبل ماتتابع بإحراج/ حتى لما كنت مفكره إني بحبه كنت أسوي واجبي كزوجه لإني مابغى ربي يغضب عليا والملايكه تلعني.. أنا كنت بكره لمسته وريحته وكنت حاطه بينا حدود في التعامل وكنت بظنه حيا.. .


سكتت للحظات وتابعت بشرود/علاقتنا الخاصه كانت مختلفه عن اللي بينك وبين غنى..عبادي أنا ماكنت أشتاقله ولا أغير عليه! حتى النوم عمري مانمت في حضنه زي باقي الأزواج.. أخترعت وضعية نوم مخصوص علشان أبقى بعيده عنه قد مقدر.. بنام وأنا مواجهته وضامه مخده لصدري علشان تكون حاجز بيني وبينه .. عشت معاه بذي الطريقه حوالي أربعه سنين بدون ماإنتبه لكل ذي الإشارات.. كنت عمياء وماشفت وركز وفهمت ذا الشي غير لما عرفت خيانته.. عمرك شفت غباء زي غبائي!


طال بينهم الصمت وهو يحاول يستوعب كلامها اللي صدمه وبعد فتره سألها بعدم إستيعاب/إذا كل ذا وأنتي مفكره إنك تحبيه أجل بعد ماإكتشفتي حقيقة مشاعرك وكذبتك كيف قدرتي تكلمي معاه بذي الطريقه! كيف قدرتي تتحمليه وتعيشي معاه كل السنين الله فاتت كيف!


ردت بضحكه/ببركة دعاء الوالدين وكمية مضاعفه من البرود وعدم الإحساس والامبالاة و--


قاطعها بعصبيه/جوري ماهو وقت برودك وسماجتك.


ردت بإبتسامه/ بالصبر ياعبادي بالصبر والثقه بالله.. سلمت أمري لله وأتوكلت عليه لإني واثقه بإن الخيره في ماأختاره الله وربي أختار لي ذي العيشه وذا النصيب وفكرت إنه أكيد بيعوضني مهما طال الوقت..


رد بهدوء/طيب ماهقولك صدام لإني عارف إحساسك ناحيته بس ليه ماوافقتي على يوسف مو يمكن كان هو عوضك.. يوسف رجال والنعم فيه و--


قاطعته بثقه/ يوسف لو كان نصيبي وعوضي كنت لقيتني متزوجته ذحين.. أنا ماهرد النصيب برفضي ياعبادي وربنا لو كاتبنا لبعض كان بيسبب الأسباب علشان نجتمع.


هز رأسه بموافقه/والنعم بالله، أفحمتيني ياقرده.


قفزت من الشجره بحركه رشيقه وإستقرت جنبه وهي تعدل شعرها وملابسها بضحكه/حاول تتعلم مني قد ماتقدر لإنك ما تعرف متى يجي نصيبي على حماره الأبيض ويأخذني بعيد عنك.


إبتسم لها بحنان / مدام بيعوضك الله يعجل به وأنا مستعد أسويله تنازل رسمي عنك .


دفته ومشيت وهي ترد بزعل/مالت عليك أنتا ماهتصدق تخلص مني ولا أيه! محسسني إني قاعده على رأسك و--


كملت بربرتها وهي داخله البيت ومطنشته وهو يناديها و ---



من الأرض للمريخ هل تسمعني


إلتفت للصوت الله طلعه من ذكرياته وطالع فيصل بتنهيده/وصوت الحمير ذا كيف ماينسمع.


فيصل بضحكه/ماحمار غيرك هذي جزاتي اللي بطمن عليك أنتا ووجهك الله شويه مبوز وشويه مبتسم كإنك مجنون.


فز عبدالرحمن من وراء المكتب لما رشه فيصل بكاسة مويا وبصدمه/أنت أهبل !


جلس وبضحكه/لاتخاف اللابتوب مقفول والمويا جبتها في وجهك خص نص علشان تفوق من أحلام اليقظه.


مسح وجهه وطالعه بسخريه/ ياأخي سبحان الله وجهك مايدي بالمره على مدير ورئيس شركه.. حدك محصل كهرباء من أيام الأبيض والأسود.


رد بغرور/تحب أخصم راتبك علشان تتأكد.


رد بإستفزاز/وتحب أهكر لك كل حساباتك و---


رد بتكشيره/ ول عليك من صاحب ماينمزح معاك على طول كذا تقفلها في وجهي.


رد بإبتسامه/طيب نخليها على عرض م--


قاطعه برجاء/بس بس يرحم أمك مو وقت سماجتك خلينا في المهم.. بكره المقابلات حق فريق الأمن وأبغاك معايا.

رد بإستغراب/بس هذي شغلة ياسر وهو اللي هيكون مسئول عنهم وأنت هتكون معاه!

رد بهدوء/ياعبادي ياحبيبي المتقدمين كثار ونبغى نخلص.

عبدالرحمن بأستنكار/أيش اللي تخلص هو سلق بيض هذول بيكونوا مسئولين عن أرواح ناس وممتلكات يعني لازم يكونوا على أعلى مستوى و--

قاطعه بإنتصار/شفت لازم تكون موجود معانا وخلاص لاتمسخها.

رد بإبتسامه/ ياأخي أنا ماعندي مشكله بس قلت أعطي الخبز لخبازه.. خلاص أبشر.

جلس براحه /طيب مدام كذا أنا خرمان فنجان قهوه يمنيه من حقتك بالله سويلنا فنجانين وخلينا نعدل المزاج .

رد بتكشيره/جالس على قهوه بوجهك ذا!

سبل عيونه بدلع /عبادي تكفى.

إنقهر منه لإنه ناداه زي جوري ورماه بعلبة المناديل بقوه قبل مايروح لزواية المكتب اللي محتفظ فيها بكل أغراض القهوه وجهزها وفيصل هيموت من كثر الضحك.
الرياض، التاسعه والنصف مساءً


كانت راجعه عالبيت لما وصلتها رسالة من سند "دقوا علي من المستشفى يقولون رفيقتك ماراجعتهم وموعدها كان من يومين، أتصلي عليها وشوفي ليه ماراحت!

عقدت حواجبها بتركيز /بس هي قالت إنها راحت! هين ياجوري.


إتصلت عليها تسألها وردت بضحك وإستهبال وماطلعت منها لابحق ولاببطال كالعاده وقفلته منها وهي معصبه، دقت على سند الله رد على طول وبهدوء/هلا ثريا ، بشري!

ردت بغيض/ودتني البحر ورجعتني عطشانه وماأخذت منها كلمه جد بس الأكيد إنها طنشت بمزاجها.

رد ستنكار/شلون تتطنش! أنتي مافهمتيها خطورة حالتها وأكدتي عليها على أهمية المراجعه.

ردت بتنهيده/بلى فهمتها والدكتوره بعد فهمتها بس بيني وبينك هي معقده شوي وماتحب طاري المستشفيات وحتى ريحتها.


.رد بأمر /والله الشغله موبعلى كيفها وبتروح غصب عنها

اتفاجأت برده الحاد وحبت تستفزه/والله ياخوي إذا ماودها تروح فأحنا مابيدنا شي ومانقدر نجبرها .

رد بهدوء/إنزين الحين بنشوف سلام.

طالعت في جوالها بعدم إستيعاب لما قفل الخط في وجهها وهمست بتفكير/ ياترى وش ناوي عليه ياسند! الله يستر بس.

سألها عم جلال بإهتمام/خير يابنيتي عسى ماشر!

أخذت نفس عميق وبإبتسامه/ماشر فديتك وخير وعن قريب بإذن الله.

،

،

،


قفل مع ثريا وهو مقرر إنها هتروح المستشفى حتى لو وصلت إنه يوديها بنفسه وذا الشيئ مارح يمانعه أبداً رغم إنه للحين ماسامح نفسه عاللي سواه معاها..

أخيراً وصل البيت وأتوجه رأساً لمجلس جده وهو متأكد إن أبوه هيكون هناك.. أبوه لازم يعرف وهو الوحيد اللي يقدر يضغط عليها ويقنعها تروح ..

سلم وجلس يتبادل الحال والأحوال مع أعمامه اللي كانوا موجودين قبل مايكلمه الجد بهدوء/الثريا أتقدم لها عريس.

طالعه بإستفسار/ من ولده وشلون شفته!

داعب لحيته بتفكير/ولد أجاويد--

قعد جده وأبوه يحكوا له عن العريس وأصله وفصله وكان جده يتكلم بفتور مافات عليه، كان أقرب واحد لجده ويفهمه من غير ماكلام وكان واضح إنه مو موافق عالعريس ولا دخل مزاجه وهو واثق في نظرة جده في الناس ويدري إن عمرها ماخابت ، سأله جده / أنت وش رأيك!

رد بهدوء/ بالأول نسأل صاحبة الشأن وبعد قلك رأيي.

وقف وطالع أبوه بهدوء/يبه إذا ماعليك أمر إبيك في كلمة رأس.

وإلتفت لجده وأعمامه بإعتذار/السموحه منكم ياجماعه.

أشر له جده بمعنى خذ راحتك وطلع من المجلس مع أبوه.
،

،

،

،

،

جده، الثالثة والنصف صباحاً

فتحت عيونها وظلت تطالع السقف المظلم بشرود لأكثر من ربع ساعه وبالها مع فارس وحلمها اللي أتغير ..

ماتدري كيف أتغير حلمها وإتحول بذي الطريقه وليه!

من أول لمافاقت ولقت نفسها في المستشفى وهي موقادره تستوعب أو تفسر كيف يمكن لحلم إنه يكون بذي الواقعيه !

كان بيحتوي تفاصيل حقيقيه لايمكن تكون في حلم!

معقوله أتعلقت بفارسها لدرجة إنها صارت بتتخيل وجوده معاها !

بس هي ماكانت بتتخيل !!

أو كانت بتتخيل!!

بس كيف ممكن تتخيل شيئ زي حرارة جسمه أو ملمس عضلاته لما ضمها لصدره!

كيف ممكن تتخيل إنها شمت ريحته!!

ريحه رجوليه ممزوجه بريحة عطر ودهن عود!

حركت إيديها ورجولها بعنف عالسرير وهي تكلم نفسها/أنا مو مجنونه.. مو مجنونه.. لو كنت مجنونه ماكانت شميت ريحته مره ثانيه لما فقت!

إتعدلت في جلستها وهي تتذكر كيف حست برأسها يدور لما شمت ملابسها وشالها اللي بتفوح بريحته اللي علقت فيها وقتها..

تركت سريرها وفكت دولابها وطلعت البلوزه اللي كانت لابستها لمافاقت.. يومها فسختها وخبتها ولما رجعت بيتها حطتها في دولابها بدون ماتغسلها وماتدري ليه!

إتنهدت بعمق وهمست/كذابه كبييييره.. أنتي عارفه ليه ماغسلتيها لذحين..

فسخت بلوزة بيجامتها ولبست اللي في يدها وضمت ذراعيها على كتوفها وأخذت نفس عميق محمل ببقايا ريحته أو اللي إتخيلت إنها ريحته وإبتسمت برضى/مجنونه مجنونه يعني أيش الجديد !


،

،

،

،

،

الرياض، الثامنه صباحاً

الحين صدقتي حكيي!


طالعت في جدها بجديه/ يبه أنا مصدقتك من البدايه وعلى هالأساس وافقت أساعدك بس السمع غير الشوف يبه! أنت ماشفت شلون كانت حالته لما كانت في المستشفى.. أنا كنت معاه وشفت قلقه وخوفه عليها واضح في كل حركه مهما حاول يخبي ويتظاهر بالبرود.


حس براحه من خطته اللي أثمرت أخيراً وسألها بإهتمام/يعني خلص موضوعه منتهي!


أتذكرت كيف إنعش جوري وشالها بين إيديه بدون تردد وذا الشيئ اللي ماحكت لأحد عنه حتى لجدها وبضحكه/إنتهى وبس! يبه سند وقع ولاحد سمى عليه أنت ماشفت شلون صار يسحب مني أخبارها وعلى باله إنه ذكي ووقعني في الكلام ولاإهتمامه بمراجعتها وأنا شايفه إنا نبدأ مع جوري ونركز جهودنا عليها.


ضحكوا بإستمتاع وهم يتذكروا أسلوبه الملتوي وأسئلته الغير مباشره و



السلام عليكم وعساها دووم هالضحكه


طالعوا في سند اللي دخل عليهم وردوا السلام بعد ماإنكتمت ضحكة ثريا، طالعها سند بشك/لايكون تحشون فيني!

ردالجد بإبتسامه/ حاشاك مير تذكرنا سوالف الجوري وشوفة عينك.

طالع ثريا اللي قهوته وبهدوء/سم الله عدوك، إلا وش رأيك تتعرفين على أهل سعد يعني موبحلوه نعرف الرجال من فتره وللحين ماتعرفتوا على أهله .

ردت بإبتسامه/خبرك قديم ياخوي أحنا متعرفين وخالصين من ملكة ديما.

رد بهدوء/ماكنت أدري وإن شاء الله أتفقتوا مع أم عبدالله.

هزت رأسها بموافقه/ماشاء الله عليها أخلاق وذوق ودمها خفيف.

الجد بخبث/مزين من الجوري إلا مجايبها.

طالعه سند بتساؤل/شلون يعني!

الجد بإبتسامه/ زوجة سعد طلعت رفيقة الجوري أحكي له ياثريا .

ثريا بحماس/ هذا ياطويل العمر والسلامه يوم عزمنا جوري في ملكة ديما سألتنا إذا ممكن تجيب صديقتها معها وقلنا الله يحييكم وهناك أتعرفنا بس لما ردت معنا جوري عالبيت وسولفنا كلمه في كلمه إكتشفنا إنها زوجة سعد.

سألها بتفكير/بس شلون أتعرفوا على بعض يعني هذيك في جده وهذي هنا!

ردت بإبتسامه/سبحان الله فعلاً الدنيا صغيره وعم سعد أبو ساره جيران جوري في جده والثنتين صحبه من سنين وبعدها ساره أتزوجت وجات الرياض .

زفر براحه وفي باله " يعني الرقم اللي في سجل مكالماتها وبإسم سعد كان لزوجته" سأل ثريا بهدوء/ماشاء الله وعلى كذا بينهم زيارات وطلعات مستمره.

ردت بإبتسامه/أيه علاقتهم للحين مستمره وبعد قويه وحتى وقت اللي كنا في لندن كلمتني جوري وساره عندها وأطمنوا على بتول..

حطت القهوه جنب أخوها ووقفت/أنا أسمحوا لي بروح أتجهز لدوامي..


خرجت وباله مع اللي قالته واللي زاد حيرته أكثر!

وجود زوجة سعد معاهم وقتها في نفس المكان وفي ذيك الظروف الغامضه معناه إن اللي بينهم شيئ كبير بس وش ممكن يكو--




وين وصلت!


إلتفت لجده اللي قطع أفكاره وأخذ لحظات علشان يرتبها وبهدوء/أبد بس لاحظت إنه رغم علاقه أخت عبدالرحمن القويه بزوجة سعد إلا إن الرجال نفسهم ماسلموا على بعض في ملكة ديما.

إستغرب الجد إهتمامه بسعد وعلاقته بعبدالرحمن ورد بمسايره/بس وقت ملكة ديما عبدالرحمن كان ماله فتره من جاء من اليمن علشان يظل مع أخته ووقتها ماكان يعرف سعد إلا بالأسم فشلون بيكلمه أو حتى يقابله.. والجوري وزوجة سعد يوم جونا ماكانوا يعرفون حنا من ولا وش لقبنا ولا كانوا يدرون إنهم وسعد حضروا نفس الملكه.

سند بتفكير/ بس يوم عزمت سعد عالمزرعه آخر مره عبدالرحمن جاء سلم عليه وقال إن بينهم سالفه يبي لها توضيح وطلعوا مع بعض وهالشي غريب بالنسبه لأثنين يتقابلون للمره الأولى ولا لا يبه!

اتأمل الجد ملامح سند الجديه ونظرات التساؤل اللي في عيونه بتفكير " معقوله يكون عندك علم باللي صار! بس شلون! إذا حنا وأبوك وأخوها ماعرفنا غير وقتها!" وبهدوء/ سعد هو اللي طلب يجينا يومها لإنه يدري إن عبدالرحمن بيكون موجود.

طالع جده بقلق/ أنا قلت إن في مصيبه صايره.. يبه قلي شالسالفه لايكون عبدالرحمن متورط في ---

قاطعه الجد بهدوء/الجوري كان عند رفيقتها مشكله وطلبت مساعدة سعد .

وقف لاشعورياً وبحده/حكت مع سعد!

أتوسعت عيون الجد بصدمه للحظات من رد فعله الغير متوقع قبل مايرد بإبتسامه/حكت لزوجته ووسطتها بينهم.

سأله بغيض/إنزين دام عندك فكره عن اللي صار قلي وش السالفه حنا بعد نعين ونعاون بإذن الله.

الجد بخبث/أنا اللي أدري، الجوري ماتخش عني وعن مساعد شي لكن وأنا أبوك ماقدر أحكي لإن سعد منبه علي تدري هذي أسرار شغله ولزوم تظل بينا.

رد بإستنكار/على أساس إنك وأبوي جهات أمنيه عليا ولاشلون!

الجد بإستفزاز/على أساس إنا أهلها أنا جدها وأبوك أبوها لكن أنت مالك صفه لأجل نحكي لك مشاكلها.

طالع في جده للحظات وهو يحاول يتجاهل ملاحظته الأخيره وأخذ نفس عميق وببرود عكس اللي داخله/عالأقل قلي وش صار على موضوع رفيقتها عسى إنحل بس، أظن هذي مافيها أسرار ولا أنا غلطان!

إبتسم برضى/ لا حاشاك من الغلط يابوبدر وسعد مثل منت خابره رايته بيضاء وماقصر والحمدلله السالفه إنتهت على خير.

وقف ورد ببرود/عساه عالقوه وجزاه الله خير.

طالعه الجد بإبتسامه/وين ماخلصنا حكي!

أشر على ساعته وبهدوء/ورانا إجتماعات مهمه ومابي اتأخر على وضاح وريان وراجح بيعرض المخططات الجديده ولازم يتوقع عليها بالقبول أوالرفض.. في أمان الله.




الجد بإبتسامه/إستودعناك.



إهتزت كتوفه في ضحكه مكتومه لين اتأكد إن سند إبتعد قبل ماينفجر في ضحكه عاليه بعد مااتأكد إن سند موضوعه فعلاً منتهي

تعليقات