رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 بقلم خياله والخيل عشقي
رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية خريف الحب الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية خريف الحب الفصل الثالث 3
رواية خريف الحب الفصل الثالث 3
أخوي من كثر ماهو في عيني كبير، أحس مانخلق بعده على هالأرض رجال
جده،بعد المغرب
ودعت ياسمين وقصي ونادر ونادين اللي كانوا عندها من العصر، بكره الجمعه والليله بيناموا في بيت أبوهم بم إنهم طول الأسبوع ماباتوا هناك بسبب إمتحانات الترم الأول وبمجرد خروجهم حست بفراغ في البيت خاصةً بعد ضحكة وشقاوة نادين وجريها في كل مكان، أستودعتهم الله ودخلت المجلس بتنهيده خلت عبدالرحمن يشيل عينه من اللابتوب وبهدوء/لحقتي تفقديهم.
إبتسمت/مو القصد بس بمجرد مايروحوا البيت فجأه يهجد وتحس مافيه حياه ولاروح.
سألها بهدوء/كلمتي خوله؟
هزت رأسها بموافقه/مع إني ماكنت مقتنعه بس على قولك أنا مرسال.. وماعلى الرسول إلا البلاغ.. وخوله كبيره وفاهمه ماشاء الله عليها وإن شاء اللهلا؟صرف صح.. وبالمره أشوف نهاية إصرارك في إني أكلمها.
إبتسم بصمت وتابع شغله عاللابتوب، جلست جنبه وطالعت في الشاشة بتكشيره/أنا موعارفه أنتا كيف متحمل جلستك كذا وأنتا محنط بالساعات.. حاسه لوكنت مكانكx بيجرالي شيئ.
حفظ البيانات وقفل اللابتوب بضحكه/أكيد القرود من نوعك مايقدروا يثبتوا في مكان واحد لمده طويله.
ضربته على كتفه بغيض/ذي حق علي مالك صلاح فيها.
إتنهد بحسره/الله لنا.. ذحين علي صار أحسن مني.
إبتسمت/ترى مو لايق عليك المسكنه، بعدين أنتا غير وعلي غير ومعاذ تاج رأسي غير ونور ومروان وعبدالملك غير.. أحبكم كلكم بس كل واحد فيكم ليه ميزه عندي.
طالع فيها بضحكه/عاد فيها تصنيف معين.. سمعيني تصنيفي مع معاذ وعلي وخلي البقيه على جنب.
هزت رأسها بموافقه وبهدوء/أنتا توأم روحي وأقرب واحد ليا وتفكيرنا وإحساسنا مرتبطين ببعض بشكل موطبيعي.. علي أمممم.. علي الأمان ومثلي الأعلى في صبره وشخصيته القويه ، أما معاذ بحبه وتفهمه ومحاولته إنه يشيل مسؤلية الكل.. تربيته لنور وإهتمامه بينا حتى بعد ماكل وحده فينا أتزوجت خلاني أعتبره أبويا لإنه بيفكرني بيه وفيه كثير من صفاته.
عبدالرحمن بحذر/وخالد؟
رددت وراه بعدم إستيعاب/خالد!!
هز رأسه بتساؤل/خالد أيش كان موقعه من ذا كله.. أيش كان بالنسبه لك.
وقفت وصارت تتحرك لدقايق بصمت قبل ماتتكلم بشرود/المفروض إنه كان زوج وحبيب وكل شيئ ليا بعدكم.. بس هوا ماكانxكذا بالنسبه ليا، كان بينا حاجز من أول يوم قابلته فيه، بس بعد ماحملت بياسمين حاولت أحسن علاقتنا وأسوي كل اللي قالت عليه دكتوره بشرى.. حاولت بكل جهدي وأفتكرت إنه خلاص كل شيئ صار تمام.. بنيت وهم وعشت فيه لسنين وأنا فاكره إني أحبه..بس هوا اللي صحاني وخلاني أهد كل الأوهام اللي كنت معيشه نفسي فيها..
سكتت للحظات وعينها تطالع في الفراغ قبل ماتابع بشرود ورجفه أكبر/xقلت لنفسي أيش يعني حب! الحب مومهم..أولادي أهم هعيش وأكمل معاه علشانهم وعلشانكم، بسx هوا أخذها عاده وأستمر في الغلط لين في الأخير أتخلى عني بكل ببساطه.
كان عبدالرحمن يسمعها وهو مصدوم من كلامها وملامحها اللي كانت تدل على إنها في عالم ثاني ، كانت تتكلم بتوهان وكإنها بتعيش كل لحظه بتحكيها لدرجة إن وجهها صار شاحبx وأنفاسها ثقيله، عقله وقف على كلمه وحده "أتخلى عني" قرب منها بهدوء/كيف أتخلى عنك خالد..
هزت رأسها بتأكيد وبهمس/ بس هوا لا.. هوا مسك يدي وقال لي مارح يسيبني.. قال لي أوثق فيه وماأخاف منه.. أنا أصلاً ماكنت خايفه منه وصدقته.. وهوا ماكذب عليا وماتخلى عني.. حتى بعدين كان معايا وما سابني أبداً.
جلس جنبها بخوف لما نزلت عالأرض بهدوء وهيا تعيد نفس كلامها الغريب، طالع فيها بإستغراب" كيف تقول أتخلى عنها وبعدها تقول لا ماأتخلى عنها.. أنا موفاهم شيئ" مسكها عبدالرحمن من كتفها وهزها بشويش/ جوري.. حبيبتي أنتي ذحين في بيتنا وأنا هنا معاكي.. أنا ماتخليت عنك أنا هنا.
أضطر يعيد كلامه أكثر من مره لين ركزت معاه ورجعت نظراتها تركز عليه وإن كان جسمها لسا بيرجف بوضوح، كان يظن إنها نوبه من نوباتها المعتاده، بس اتفاجأ إنها ماإنكتمت ولا أتشنجت، كانت زي ماتكون إندمجت في ذكرى معينه وبتعيش لحظات منها بدون تفكير، وحاول يفهم منها أي شيئx بس بدون فايده.
بعد دقايق كان يشربها مويا، همست بألم/عبادي رأسي وجسمي كله يعورني.
رفعها من الأرض وشالها بهدوء/أنتي طول الأسبوع مشغوله بإمتحاناتك وإمتحانات العيال وكمان صاحيه من الفجر وأكيد تعبانه.. ذحين تنامي ولما تقومي هتكوني بخير.
وداها غرفتها وحطها على سريرها وغطاها مسكت يده وبهمس/أبغى شنطتي.
ناولها الشنطه بإستغراب وشغل التكييف وراح جاب مويا حطها جنبها عالكومدينه، طلع جواله وشغل سورة البقره بصوت السديس اللي تحبه، إتنهد بصمت بعد ماعرف أيش تبغى بشنطتها، في الفتره اللي عاشها معاها ومن وقت ماخرجت من المستشفى أتعود على شوفتها وهي متمسكه بشالها بحرص وإهتمام في أكثر من موقف، وذحين وهي لافته عليها بقوه وضامه مخدتها لصدرها ومغمضه عيونها بإستسلام غريب مو من طبعها اتأكد إن وراء ذا الشال حكايه ومايدري متى هيعرفها، جاب فرشتها وجلس جنبها يمشط شعرها بهدوء لين سمع أنفاسها إنتظمت وراحت في النوم، جلس عالأرض قدامها بتفكير" أنا عارف إنك ماكنتي تحبيه ولا مرتاحه معاه ومهما سويتي وضحكتي كنت متأكد إنك كذابه.. بس أيش اللي حصل بينكم وخلاكي في ذي الحاله..x والشال ذا أيش حكايته.. لمتى هتجلسي كاتمه كل شيئ في قلبك ورافضه إن أحد يساعدك.. أخاف في يوم ماتتحملي كل ذا الوجع ويجرالك شيئ"x
بعد شعرها عن وجهها قبل مايبوس رأسها ويروح يجيب فراشه ولابتوبه ويفرش له في الأرض جنب سريرها، طفى النور ورجع يشتغل في صمت وباله معاها.
-------------------
الرياض،الساعه العاشره ليلاً
خرج شاهين بعد ماودع الجميع،إتنهدت الجده ومسحت دموعها بهمس/في حفظ الكريم.. الله يردك لنا سالم غانم.
ديما بضحكه/يمه اللي ييسمعك يقول راح يجاهد.. بعدين أنتي كل مره يسافر تسوين هالمناحه.
الجد بإبتسامه/لا كبروا عيالك وراح كل واحد منهم بصوب بتسوين سواتها وبتمين تحاتينهم لين يردون لحضنك.
ثريا بتريقه/أشك إن ديما تنزل دمعه وحده.. إذا هي كل ماسافر شاهين بدل ماتتأثر وهي تودعه تعطيه لستة باللي تبيه منه وبعد تهدد وتتشرط.
ديما بملل/وش أودعه واتأثر أنتي الثانيه.. تراه يلف العالم وفالها ومستانس وكل يوم ببلاد.. أنا اللي المفروض اتأثر وأنقهر من قعدة البيت.
الجده بحده/أذكري الله لايصيب وليدي شيئ.. ماكفانا إنه يسوق هالطياره ومعلق في السماء.. الله يلطف فيه ويحفظه من كل شر.. وأنتي يالعوبا متى قعدتي وأنتي من ديره لديره.
أنفجر الجد صقر بالضحك والكل يطالع فيه بإستغراب، أبوسند/ عساها دووم هالضحكه يبه وش اللي يضحكك.. ضحكنا معك.
مسح على لحيته وهو يتذكر كلام جوري عن الطياره وطالع في سند بإبتسامه/سلامتكم بس تذكرت شيئ خلاني أستانس.
طالع فيه سند بحيره من نظرته وضحكته اللي كأنها موجه له.. له أكثر من أسبوعين من وقت ماأخذ جوال ثريا وسمع اللي فيه، ومن وقتها وهو حاس بالضيق والإحراج من مواجهتهم.. حتى بعد ماجات ثريا وأعتذرت له على أسلوبها معاه إلا إنه ظل يتجنب الكلام معها ومع جده ومكتفي بالرسميات معاهم، وبشك/وش فيك تناظرني يبه.. لا يكون تضحك علي.
أتوسعت إبتسامة الجد وأتحولت لضحكه من جديد بدون مايعلق.
بدر بإبتسامه/يمه أسمه كابتن طيار .. الحين إن سمعك عمي شاهين تقولين عنه سواق بيزعل.
الجده/خل يزعل ويترك هالشغلانه ويقبض أرضه ويقعد مع أبوك وجدك يعاونهم.
ديما بضيق/يمه من يوم ملكت على ولد ولدك وهو مانعني من السفر.. يقول مافي سفر غير ورجله على رجلي.
أبوسند/وهوصادق، الحين أنتي مره متزوجه مايصير تسافرين كل مابغيتي.
ديما بزعل/يبه تونا ملكنا وبعدي عندك ليه يتحكم في طلعاتي.. شلون يعني ماأسافر ولاأستانس.. أبي أشتري أغراض لجهازي من برا.
أم سند/ولو يمه لازم تطيعينه، وهذا أنتي كل ماسافر أخوانك ماتقصرين في طلباتك وهم بعد موبحارمينك من شيئ كل اللي تبينه بيوصلك وفوقها حبة مسك.
حست ديما بضيق من كلامهم، مافي أحد قادر يفهم إنها تبي تطلع وتسافر وتختار جهازها بنفسها..تبي تحس بحريتها مثل قبل، من يوم ملكتها على مشعل وهو متحكم في طلعاتها وكل مكان تروح له لازم يدقق فيه ويعرف مع مين رايحه وليه ومتى بترد.. وخرجاتها معاه خارج القصر محسوبه والعين عليها وماتقدر تأخذ راحتها فيها، مسحت دموعها بسرعه وراحت جناحها بزعل.
إتنهدت أم سند/شكلها زعلت الله يعينا على دلعها.
أبوسند/ثريا يابوك قومي شوفيها وطيبي خاطرها.
وقفت بهدوء/أبشر يبه.
سند بهدوء/أنا مسافر بعد يومين وبكلم مشعل وبأخذها معي.
الجد/أنت لاتحكي معه، خل ديما تكلمه.
الجده بإستغراب/هوو، وليه مايكلمه؟
طالع الجد في سند بهدوء/يمكن مايبيها تسافر ويستحي يردك.
هز سند رأسه بموافقه/خلص أنا بقلها وهي تتفاهم معاه.
ألتفت لبدر وبتول/يلا عالنوم اتأخر الوقت وعندك إمتحان بكره يابدر.
وقفوا بصوت واحد/تصبحون على خير.
رن جوال أبوسند ورد بإبتسامه/وعليكم السلام والرحمه، زان لونك بخير جعلك بأكثره........ شلون حبيبة أبوها اليوم........ وشلونك مع الإمتحانات هالأيام........ أيه أبي نسبه تبيض الوجه.
طالع سند في أبوه وهو يرد عالجوال ومااحتاج لذكاء علشان يعرف سبب الراحه والإنبساط اللي باين على وجهه،مافي غيرها اللي لها القدره على تغيير مزاج أبوه وجده بمنتهى البساطه.. شتت نظراته بعيد عنه وهو يحاول يشغل نفسه بجواله علشان لايسمع ردود أبوه عليها، ولسوء حظه ألتقت نظراته بنظرات الصقر وهو يراقبه بحده وهدوء..زفر بضيق بمجرد مافهم نظرة الجد اللي كانت تقول وبوضوح "أنت للحين ماأعترفت بغلطك ولاصلحته" وقف بعصبيه فاجأت جدته وأمه اللي اتسألت/وش فيك يمه..خير.
باس رأسها ورأس جدته وإبتسم بمجامله/الخير بوجهك يالغاليه مافيني شيئ، بس أتذكرت كم شغله لازم أخلصها قبل ماأنام.. تصبحون على خير.
لمح إبتسامة ترقص بأستفزاز على شفايف جده قبل ماينسحب بسرعه وضيق.
------------------
جده، الساعه الثانيه صباحاً
حست ريم بعيونها بدت تقفل وبتعب/حبيبي عدوله خلاص بنام وأنا مكاني.. يلا تصبح على خير.
عادل برفض/على وين لسا ماشفتك.
زفرت بملل/عادل وبعدين معاك، كم مره قلت كاميرا لا.
عادل بمسكنه/إخص عليكي يعني ماتوثقي فيا.. شوفي من متى نعرف ونحب بعض وللأن ماشفتك ولا أعرف غير صوتك.
ريم/وأنتا أيش يفرق معاك شكلي.. مو قلت الجمال مومهم وإنك حبيت أسلوبي وشخصيتي.
عادل بتإكيد/إكيد ياحبي، بس حاولي تفهميني.. أنا كل مأكلمك أحاول أتخيل شكلك ..ملامحك واكون صوره عنك، بس مو قادر.. أنتي لو مشيتي جنبي في الشارع مارح أعرفك.
ضحكت بخفه/المهم إني أنا هعرفك لاتقلق.
إتنهد بضيق/ريمي من جد بديت أتحسس من هرجتك ذي.. حاس إنك مومصدقتني ولاواثقه فيا وإذا كان كذا خلاص نفضها سيره ونخلص.
ريم بصدمه/يعني أيه.. نسيب بعض.
عادل بجديه/والله إذا مافي ثقه بينا يعني اللي بينا أساساً ماهو حب.. أنا أتكلمت عن نفسي وحياتي وصرتي تعرفي كل شيئ عني.. وفي المقابل أنا ماأعرف عنك غير أسمك الأول عمرك وإنك طالبة أدب إنجليزي.. وذا ماله غير معني واحد أنتي ياأنك مو واثقه فيا أو قاعده تتسلي معايا وتلعبي بمشاعري.
شهقت وبخوف/لا حبيبي لاتقول كدا.. أنتا عارف إنك الوحيد اللي حبيته وفتحت له قلبي.. والله أنتا فاهم غلط.
عادل بزعل/قصدك ولا لا خلاص يابنت الناس، أنا ماأقدر إجبرك توثقي فيا وأنا كمان مومجبور أستمر معاكي بذي الطريقه.. سلام.
طالعت في الجوال بصدمه لما قفل، عادت الإتصال لأكثر من مره وكان الرد نفسه "مغلق" نزلت دموعها بحرقه على غبائها اللي خلاها تخسر الإنسان الوحيد اللي حبها وأهتم فيها وملئ يومها بالفرح، حطت رأسها على مخدتها وهي تفكر بجديه في طريقه تعتذر فيها وتصلح فيها اللي صار.
---------------------
الرياض،قبل المغرب
دار سند بعيونه في المكان بتوتر وهو حاس بضيق من ضغط جده عليه، الجد ببرود/ولمتى بتظل على هالحال وعلى سواد الوجه.
سند بضيق/يبه قلت لك إني غلطان من ساسي لرأسي وش تبي أكثر من كذا.
الجد بإستنكار/وش أبي بقولك وأنا أدري إنك غلطان من غير لاتقول، واللي يغلط يتحمل نتيجة غلطه ولا أنت لك قول ثاني.
إتنهد بقوه هو يدري إن جده معاه حق لكن مابيده شيئ وببرود /وش تبيني أسوي..x أتصل عليها وأقلها أنا أسف إني كنت فاهمك غلط ولا تبيني أرسل لها ورد ورسالة إعتذار.. ولا أروح بيتهم وأحكي لأخوها عن اللي صار.. يبى قول كلام يدخل العقل.
ضرب الجد بعصاه على الأرض بغضب/ الحين تتكلم عالعقل.. وين كان عقلك يومx سودت وجيهنا وفضحتنا قدامها بسواتك، لاحشمت حرمة ضيف ولامره.. وين كان عقلك يوم إنك ترصدتها في المزرعه بدون مستحى وقطيت عليها حكيك اللي تطير فيه رقاب وأنت تزايد بالفلوس على شرفها وهي ياغافلين لكم الله.. والحين تحكي لي عن العقل.. أنت خليت فيني عقل بسواتك الرديه في الجوري..
وش سويت ياسند!!
ألتفت بصدمه لما سمع صوت أبوه الحاد وشافه واقف جنب الباب، وبهدوء/هلا يبه..أنت-----
قاطعه بحده/قلت لك وش سويت للجوري ياسند.
مرر يده على شعره بعصبيه"شكله سمع كل شيئ" زفر بقوه/يبه أنت موبفاهم شيئ.. كان سوء تفاهم لاأكثر.
الجد بهدوء/أدخل يامساعد وأقفل الباب،x كافي اللي سواه ولدك مانبي الكل يدري عنx السالفه.
قفل الباب بقوه ووقف قدام سند بعصبيه/ماتعلمني على سواد وجهك، وش سويت أنطق.
دار في المكتب بصمت قبل ما يحكي لأبوه بإختصار قد مايقدر.. حس بالخجل من نفسه وهو يسمع اللي سواه فيها وحس كأن المشهدx بينعاد قدامه بالحركه البطيئه.. مشهد حاول يمسحه من ذاكرته ويتناساه طول الفتره اللي فاتت بدون فايده تذكر.
ألتفت لأبوه اللي مانطق بعد ماخلص كلامه وقرب منه بقلق وهو يشوف ملامحه المصدومه، حواجبه معقوده بغضب ووجه أحمر ويتنفس بسرعه، طالع فيه أبوه بعدم تصديق/وش اللي خلاك تسوي هالسوات.. أنت ياسند.. أنت من بين الكل ليه ياسند؟
سند بتوتر/أنا.. أنا ظنيت إنها نصابه وتلعب عالكل.. كنت أبيها تطلع من حياتنا.. واللي سمعته ماخلى فيني عقل وفكرت إنها وحده ماتستاهل إني إحترمها وأسوي لها قدر.. نسيت عاداتنا وسلومنا ومافكرت زين.
هز رأسه بعدم إقتناع/وأنت وش شفت منها علشان تبيها تطلع من حياتنا.. وش سوت لك وش غلطت فيه وحنا ماشفنا منها إلا كل خير؟
مسح وجهه بكفوفه بقوه، كيف يشرح له فقدانه لإعصابه كل ماسمع أسمها ولا جات سيرتها.. كيف يوصف له اللي حس فيه وهو يسمع مكالمتها اللي خلته يكرها أضعاف ماكرهها أول مره، وبتبرير/أنا شفت وش أهديتها يوم جات وقبلها سمعتك وأنت تكلمها قبل ماتروح الحج وفهمت إنها ن----
قاطعه بحسره/كانت توصيني أدعي لها في الحج وماانساها يالغبي.. والهديه اللي زعلان عليها أرفضتها وماقبلت تأخذها.
وقف أبوسند وأتوجه للخزنه وطلع منها شيئ ورماه قدام سند بعدم إهتمام.
أنحنى سند وأخذ العلبه من الأرض وفتحها بصدمه/بس أنا شفتك وأنت مأخذها قبل ماتقابلها.. وظنيت------
قاطعه بغضب/ظنيت!! كل سواد وجهك لإنك ظنيت.. ونسيت إن بعض الظن أثم.. قذفتها في عرضها وشرفها لإنك ظنيت إنها طمعانه في شوية هالقزاز.
عقد حواجبه بقلق على حالة أبوه ومسك يده برجاء/أدري إني غلطان.. يبه واللي يسلمك السكر بيرتفع.. خلص أقعد وأرتاح وأنا بصلح كل شيئ.
دف يده برفض وجلس بدون مساعده وهو يفك أزرار ثوبه بيد ترجف وبحسره/بنيتي اللي موبعاجبتك.. النصابه اللي تحكي عنها
رفضت هالهدية بكل بساطه لإنها ماتبي مني فلوس.
رجع أبو سند بذاكرته لليوم اللي كانت فيه عندهم وحكى لهم كيف وحب يفاجئها بهدية نجاحها المتأخره وهدية شغلها الجديد..أتذكر كيف أخذها من وسط جلستها مع أبوه وامه قبل مايروحوا المزرعه وراح معاها على مكتبه ،فتح لها الباب ودخل قدامها بصمت، دخلت وراه ودارت بعيونها في الغرفه بذهول، اتأملت السقف العالي والرفوف الخشبيه بلونها البني الغامق اللي واصله للسقف وتضم في جنباتها مئات لا الآف الكتب مشيت بخطوات بطيئه وهي تمرر أصابعها على الكتب وتتصفحها بإستمتاع وإنبهار، اتأمل أبوسند رد فعلها برضى وهي تتحرك من رف للثاني وتطالع الكتب بسعاده واضحه، أبوسند/وش رأيك بمكتبي..إن شاء الله جاز لك؟
طالعت فيه بعدم تصديق/جاز لي!!! قول حبيته ..عشقته..ماشاء الله يجنن يبه يأخذ العقل.
دارت في الغرفه وهي تأشر على كل شيئ وبحالميه/أنا دخلت مكتبات كثيره بس أول مره أشوف مكتبه بالتنظيم والترتيب والتنوع ذا.. أدب وتاريخ وعلوم وسياسه.. ولا الكتب فيه كتب دخت وأنا أدور عليها ولالقيتها، أنا مستعده أعيش في المكان ذا طول عمري بدون ماأمل للحظه وحده.
طالع فيها بحنان وهي تتكلمx وتدور بحماس ويدها تقلب في الكتب، كان يدري عن حبها للكتب والقرايه علشان كذا حب يفاجئها بذا المكان، بس ردفعلها وفرحتها كان أكثر من اللي اتخيله بمراحل، وبهدوء/وبقي مفاجئه بعد..قربي هنا.
راحت له بحماس/يبه خف علي أخاف يصير لي شيئ من مفاجأتك الحلوه..أنا موقدها.
ناولها علبه مربعه من القطيفه السوداء و فتحتها بترقب/واوووو.
ماطلعت منها غير ذي الكلمه وعيونه عليها بإهتمام وهي تتأمل العقد الكريستالي بوردته الجوريه الحمراء ومعاه حلق وخاتم مطابق، كان شكله ناعم وقمه في الجمال والإضاءه بتنعكس عليه وتنشر ظلال في باقي الغرفه.
أبوسند بإبتسامه/هذا مني ومن جدك صقر بمناسبة نجاحك وشغلك الجديد.. إن شاء الله حبيتيه على قولتك.
هزت رأسها بإيجاب وبتأثر/جداً جميل يبه، ماكان في داعي لذا كله.
أبوسند برضى/تستاهلي يالجوري وأنتي مايليق فيكي إلا الألماس.
رفعت رأسها بصدمه/الماس!! ذا الماس؟
ضحك على صوتها وملامحها المصدومه اللي ماأخفاها النقاب وبتأكيد/ومو اي الماس ..ذا من مجموعتنا الجديده وأنا طلبته لك مخصوص.
أنتبه لها وهي تطالع في الكيس الفخم وشعار المنذر المطبوع بزخرفه إنجليزيه راقيه وشالت الكرت الصغير اللي في العلبه واللي مسجل عليه مواصفات العقد ونوع الألماس وباقي التفاصيل، حطت الكرت في العلبه بعد ماقرت اللي فيه وقفلتها ورجعتها له وبهدوء/مشكور يبه وماقصرت أنتا وجدي، بس أعذرني مقدر أقبلها.
أبوسند بإستغراب/وش صار،توك قلتي إنه أعجبك.
طالعت فيه للحظات قبل ماتكلمه بصراحه/وهوعاجبني عن جد بس كنت مفكره إنه ذهب أبيض مو الماس.
طالع فيها بعدم فهم/وش تفرق ؟
أعطتها ظهرها ومشت بهدوء/الفرق إن الذهب مقدور عليه وضمن إمكانياتي وممكن أقبله منك بطيب خاطر، لكن الألماس خلينا صريحين .. مارح أقدر أهديه لديما أو ثريا حتى لو قعدت أجمع في قيمته طول عمري..علشان كذا أعفيني وأعتبر الهديه وصلت.
أتنهد بضيق من نبرة التصميم في صوتها
واتأكد إنها مارح ترجع في قرارها، وبزعل/تردين الهديه!! وش بيقول جدك، إن درى بيزعل.
سكتت للحظات وبهدوء/ماعاش من يردكم يبه وأنا يكفيني إنكم فكرتوا فيا،ذا عندي أهم وأغلى من أي هديه.. بس إذا قبلت منكم هدايا من ذا النوع ماهكون مرتاحه وأنا أبغى علاقتنا تظل بسيطه ومريحه ومافيها ذي التعقيدات.. فاهمني يبه؟
ماأقتنع بكلامها وظل ساكت وهو يراقبها، غمضت عيونها بتفكير للحظات قبل ماتفتح عيونها وبإبتسامه/أيش رأيك أختار هديه ثانيه؟
طالع فيها بإهتمام/هدية ثانيه!!
هزت رأسها وهي تأشر على الغرفه وبحماس/ممكن أختار أي شيئ يعجبني في الغرفه واتأكد إن قيمته عندي هتكون في قيمة الألماس اللي جبته، أيش رأيك يبه.
حرك يده بتحذير/بالأول أشوف وش بتختارين وبعدها أقرر ينفع هديه ولا لا.
مشيوا في الغرفه وهي تبدي إعجابها بالديكور بدايةً بالمكتب الكبير من خشب الماهوغني للكنب البني وطاولات القهوه الزجاجيه للتحف الموزعه بتنسيق مع الأضاءه، وقفت فجأه وهي تشهق بإنبهار وعيونها على دولاب زجاجي ضخم بيضم أسلحه قديمه وحديثه معلقه بعنايه، طالعت فيها بإعجاب/الله يبه مجموعتك ذي تجنن ماشاء الله.
أبوسند بفخر/صار لي سنين أجمعها من كل مكان.. يلا بشوف أنتي مثل ماقال عبادي ولا لا؟
طالعت فيه بحذر/عبادي!! أيش هبب المره ذي؟
ضحك بإستمتاع/لاتحاتين ماطلع فضايحك كلها.. بس قال إنك حافظه دروسك زين وتعرفين أنواع السلاح.
إتنهدت براحه/إذا كذا بسيطه على بالي حكى لك شيئ ثاني.
طالعت في السلاح بتدقيق وأشرت بحماس/بصراحه المجموعه كبيره ومتنوعه وأنا ماأعرف منها غير القديم.. أأمممم ذا كلاشنكوف وماضيه أسود معايا..مسدس بيرتا الإيطالي .. وذا ماكروفا الروسي وذا غلوك ال-----
قاطعها بضحكه/بس بس وين أمي عنكي الحين، كان ذبحتك وخلصت.
هزت كتفها بلامبالاة وبمرح/هي لو عاشت مع علي كان عذرتني، هوا اللي خلاني أحب السلاح وعلمني عليه..
أتفحصت محتويات الدولاب بإهتمامx قبل ماتصرخ بحماس/خلاص أخترت هديتي يبه، أبى ذا.
تابع بنظرته يدها اللي تأشر على سكين جيب سويسري بمقبض أسود، وطالع فيها بضيق/هالحين ذا اللي أعجبك؟سكين!!
أشرت عليه بتصميم/بالله طالع فيه موحلو، أنا متأكده إنه رح يعجب علي من أول نظره. فتح الدولاب بمفتاح معاه وطلع السكين بعدم إقتناع/جوري عن هبالك ذا وش تبين في السكين.
فتحت كفها ومدتها قدامه وبصدق/يبه والله عاجبني ومن جد أبغاه، إلا إذا أنتا غيرت رأيك وسحبت هديتك.
أتنهد بضيق وحط السكين في يدها وجلس بزعل/ترى مني براضي عنك وعن هالهديه اللي مدري شلون صايره.
جلست عالأرض قدامه وهي تسبل له بعيونها وبضحكه/أفاااا يبه..وتقولها كذا في وجهي بدون مقدمات.. يعني أرجع جده ولا أرمي نفسي في البر ولا كيف.
طالع فيها بإبتسامه/وش دخل البر في السالفه؟
حركت يدها بقلة حيله/ماعندكم بحر أرمي نفسي فيه..قلت البر يمشي أهم شيئ أريحك مني.
ضحك بخفه/أنا قايل إنك مهبوله..
وقفت وهي تجرب السكين وبهدوء/عارفه.. بس المهبوله ذي تحبك عن جد ومافي أي شيئ يسعدها أكثر من وجودك في حياتها.. علشان كذا مجرد حبك وإهتمامك وتفكيرك فيها يكفيها،x وشي بسيط زي ذا يساوي عندها ملايين وأحسن من القزاز اللي أنتا جبته.
طالع فيها وفي السكين اللي رافعته قدامه كدليل، اتاملها بصمت قبل مايبتسم "قزاز! بلاكي ماتدرين قيمة هالقزاز"x وبحب/x
أدري.. بس كنت أبي أبين لك غلاك عندي.
أتنهدت وبثقه/متأكده من ذا الشيئ ومايحتاج تبين.. القلوب عند بعضها.
مشيت تتفرج عالكتب وبمرح/وبما إن هديتي الأولى كانت منك ومن جدي،فرح أعتبر السكين منك وذحين بختار هدية جدي.
رد بضحكه/يالنصابه.. هديتين.
صاحت بإستنكار/وأنتا بعقلك تجيبيني لهنا وتبغاني أطلع بخفي حنين..لازم أستغل الفرصه وأطلع لي بكم كتاب، ولاتخاف بعتبرها سلفه من المكتبه وأخلصها وأرجعها ليك.
هز رأسه برفض/لا بتصير لك.
ضحكت بمرح/ومن قال إني أبغاها ليا،كذا أحسن.. هطبق نظام المكتبات عندك هأخذ كتب وأرجع كتب إلى ماشاء الله..
أخذ أبوسند نفس عميق بعد ماخلص يحكي لسند عن اللي صار، وبضيق /أظن الحين أتاكدت إنها ماتبي مني شيئ.. وكل اللي سويته كان ماله أي معنى.
أتحرك سند لاشعورياً لخزانة السلاح اللي في زاوية المكتب ودارت عيونه بتفحص عالسلاح المعروض فيها، بلع ريقه بصعوبه لما شاف مكان السكين خالي.. لأخر لحظه كان يتمنى يلقاه مكانه ويطلع كلام أبوه مجرد محاوله لتبييض صفحتها قدامه، لكن مع الأسف في كل مره يطلع هو الغلطان وكل غلط أكبر من الثاني، ألتفت لصوت أبوه الغاضب/خلص تأكدت من صدق اللي قلته.. تظن إني بكذب عليك؟
هز رأسه بنفي وهو يجلس جنبه ويطالع في جده برجاء علشان يتدخل، الجد ببرود/تحمل اللي يجيك.
طالع فيه للحظات قبل مايلتفت لأبوه اللي شكله تعبان، مسك سماعة التلفون وطلب أبرة السكر بسرعه، وبهدوء/يبه أنا أسف.. مهما قلت وعدت هالكلمه مارح توفي اللي حاس فيه الحين.. أدري إن غلطي كبير وموبهين وأنا مستعد أصلحه حتى لو أضطريت أروح لها بنفسي وأعتذر منها.. بس أنت هدي نفسك وأرتاح.
أكتفى أبوه بالصمت ووجهه مبين عليه التعب والضيق، مرت خمس دقايق قبل يحقنه بالإنسولين وهو يهمس له بكلمات إعتذار صادقه ويبوس رأسه ويطلع من القصر بحاله.
----------------
جده، الساعه الثامنه صباحاً
جهزت الفطور في الصاله لأخوانها ودخلت فطور أمها لغرفتها بإبتسامه/أحلى صباح لأحلى أم في الدنيا.
أم رشيد بتعب/صباح الورد ياقلبي.. ماقلت لك مو لازم تجيبي فطوري لهنا، أنا مافيا شيئ.
ساعدتها توقف علشان تغسل وجهها ورجعتها لسريرها بعتاب/هوا كل يوم نعيد نفس الكلام ياأمي.. الحمدلله إنك كويسه وأنا أبغاكي كويسه على طول علشان كدا بدلعك وأجيب لك كل شيئ لحدك.
مسكت يدها بحب/الله يرضى عليكي يابنتي ويعوض تعبك خير.
حطت لها الأكل عالسرير بهدوء/أنا بروح أخلص شغلي ناديني لماتخلصي.
رجعت لغرفتها الصغيره وجلست وراء مكينتها الجديده اللي أشترتها قبل أسبوعين.. لهاx فتره توفر مبلغ صغير كل ماجاتها فلوس لحد ماجمعت مبلغ تقدر تشتري فيه مكينه جديده بدل مكينتها اللي أكل عليها الدهر وشرب، دارت بعيونها في غرفتها بحسره.. الجدران متقشره وكلها رطوبه والفرش متأكل ولونه راح من كثر ماغسلته.. بعد ماأنعرف شغلها في حارتهم وصار يجيها زباين بدأت تجمع فلوس علشان تغير فرش البيت وعملت بنصيحة جوري وأول شيئ جددت غرفة أمها لإنها على طول قاعده فيها وشكلها وفرشها بيأثر في نفسيتها وبعدها بفتره جددت المجلس لإنها بتستقبل فيه الحريم وكانت منتبه لنظرات الشفقه والقرف اللي باينه في عيونهم من منظر مجلسهم القديم كل مازاروها.. كانت تتحمل وجودهم بالعافيه لحد مايطلعوا من عندهم علشان تبكي بقهر من حركاتهم.. ماكان بيدها شيئ وماعملته.. فلوس الضمان مع اللي بيطلع لها من الخياطه يادوب يكفي دواء أمها ومصاريف روحتهم عالمستشفى كل يوم والثاني علشان غسيل الكلى.. ولولا إنه بيجيهم مبلغ محترم كل أخر شهر من فاعل خير كان مساعدها في طلبات مدارس أخوانها ومصاريف البيت اللي ماتخلص كان حالتهم صارت ولا أسوء.
xx أتنهدت بعمق وهي تفتكر زيارة جوري الأخيره بضيق
حطت جوري فنجان القهوه وبهدوء/خوله أنا موغريبه علشان أتضيف.. أجلسي بقول لك موضوع مهم.
طالعت فيها بحذر/ خير خوفتيني.
إبتسمت تطمنها /لاتخافي والله يكتب لك الخير ياقلبي.. بصرحه أم فيصل صاحب عبادي اللي عرفتك عليها يوم إفتتاح الكوفي أتصلت سألت عنك وعن أهلك وحابه تخطبك لولدها فيصل.
وبإرتباك/أنا.. أنا موعارفه أيش أرد.. أول مره أنخطب.
جوري/أنا ماقلت لك تردي ذحين..وبصراحه ماحبيت أعطيها رقمك علشان ماتضغط عليكي.
خوله بشرح/أنا مابغى أتزوج..ماأقدر أسيب أمي وأخواني.. هما مالهم غيري.
طالعت فيها جوري وبجديه/بغض النظر عن ظروفك ياخوله، في أشياء لازم تعرفيها علشان تكوني على بينه وتعرفي أنتي على أيش داخله.
تابعت بعد ماهزت خوله رأسها بموافقه/فيصل متزوج براء من أربع سنين وربي ماكتب لهم يجيبوا أولاد لذحين، علشان كذا خالتي بتضغط عليه وحابه تزوجه.
رددت وراها بهمس/براء!!
سرحت ببالها وهي تسترجع شكل البنت الناعمه الشقراء اللي اتبادلت معاها الكلام لفتره يوم الإفتتاح وأرتاحت لها بسرعه،وبتوتر/وزوجته عارفه إن خطبني؟
إتنهدت جوري وبهدوء/بصراحه فيصل نفسه ماعنده فكره.
شهقت خوله وبعصبيه/يعني خطبتني لولدها بدون مايعرف.. ليه هوا بنت؟
جلستها جوري جنبها وبهدوء/ممكن تهدي علشان أعرف أكلمك..
خوله بقهر/أبله كيف أهدى أنتي موسامعه أيش تقولي.. كيف تخطبي لولدها المتزوج وكمان بدون مايعرف.. هيا سوت كدا علشان أنا يتيمه ومالي أحد.. عرفت إنا على قد حالنا قالت في بالها خلاص دي بتحمد ربها وتوافق وهيا مغمضه عيونها.
مسكت جوري وجهها وثبتته قدامها وبحزم/كونك يتيمه وعلى قدك فذا مايعيبك ياخوله، كفايه إن أمك موجوده وحسها بالدنيا وأنتي قايمه بأمك وأخوانك وبتصرفي عليهم بتعبك وشغلك، وأم فيصل ماخطبتك لإنها مستقله بيكي وبأهلك بالعكس هيا حبتك وعجبتيها وأتمنت إنك تكوني أم لأحفادها، وأنا إذا كان عندي شك بس واحد في الميه في تفكيرها ماكنت جيت كلمتك من الأساس.
شهقت خوله ببكى لما ضمتها جوري بحنان وصارت تهديها وبعد ماهديت ضغطت على يدها بحنان/ أنتي موناقصك شيئ متدينه وجميله ومؤدبه غير برك بأمك وأخوانك وأصلك الطيب.
خوله بشك/إجل ليه خطبتني وولدها مايعرف!
إتنهدت وبإبتسامه/فيصل وأبو براء كانوا جيران ومن وقت ماكبر وعرف شيئ أسمه حب كان قلبه ملك لبراء، وبعد مامات أبوها خطبها من خالتها وأتزوجها في ظرف شهر،
حبها أكثر وأتعلق فيها وهيا حبته بالمقابل وصار كل حياتها وأهلها.. أثنينهم حللوا ومافيهم شيئ وللأمانه هوا راضي بحالهم وماعنده مشكله، بس خالتي الله يهديها كل فتره والثانيه تفتح معاها سيرة الزواج وهوا رافض ومايبغى براء تعرف علشان مايكسر بخاطرها.
خوله بسخريه/وهيا مفكره إني ممكن أتزوج ولدها وأنا متأكده من حبه لزوجته.. لسا مايئست من حياتي للدرجه دي.
جوري بثقه/ ربنا قال(إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) وأنتي مؤمنه ياخوله والمؤمن مبتلى.. ومهما زاد الحمل عليكي وتعبتي ذحين بيجي يوم ربي يعوضك فيه عن كل شيئ، وكل اللي مريتي فيه هيكون مجرد ذكرى تحكيها لأولادك وأحفادك بإذن الله.
طالعت فيها خوله بإبتسامه/أنتي عارفه ياأبله.. أنا قد ماأكون زعلانه ومتضايقه بمجرد ماأشوف إبتسامتك وأسمع كلامك أحس كل ضيقي وتعبي راح.
ضحكت جوري بخجل/طلعت مضاد إكتئاب وأن مدري.
هزت خوله رأسها بتإكيد/أنتي إنسانه متفائله ومرحه مهما كانت ظروفك علشان كذا بحس نفسي أحسن كل ماكنت معاكي.
جوري بإبتسامه/أنتي عارفه إن التفاؤل والضحك معدي.
ضحكت لما شافت عيون خوله أتوسعت بإستغراب وتابعت/ترى أكلمك من جد، الإنسان بيتأثر باللي حواليه ولما يكون في محيط كله ضحك وفرح طبيعي مزاجه بيتحسن والعكس صحيح إذا كان في محيط كله حزن وكآبه.
خوله بإبتسامه/علشان كذا على طول مبتسمه وبتضحكي.. بتحاولي تعدي اللي حواليكي!
صبت لها فنجان قهوه وشربتها بتلذذ/حبيبتي طالما الإنسان بصحته وفوق رأسه سقف يأويه وفي بيته لقمه تسد جوعه واللي يحبهم حواليه وبخير، ليه يحزن ويكتئب الدنيا مو مستاهله التعقيد ذا كله.. أحنا جايين عليها ضيوف ورايحين خلينا نسيب ذكرى حلوه تجيب لنا دعوه في ظهر الغيب.
هزت رأسها بموافقه وصاحت بتذمر لماحطت جوري فنجانها ووقفت/أبله على وين بدري ماقعدتي.
ضمتها بحنان/بدري من عمرك المهم شفت أمك وأتطمنت عليها ووصلت الإمانه والباقي عليكي،فكري على مهلك ولاتتسرعي وشيلي أي أفكار مالها داعي.. أنتي فاهمتني صح.
هزت رأسها بموافقه ووصلتها للباب وهي تنادي قصي من المجلس، طلع رشيد أخوها معاه وبهدوء/كيفك ياخاله.
جوري بحنان/الحمدلله بخير، أنتا كيفك وكيف المذاكره معاك.
إبتسم/الحمدلله كله تمام.. يلا أنا بمشي معاكم للبيت.
هزت رأسها بموافقه/تسلم ياأبوسعود، عقبال مانزفك يارب.
وخرجوا وسط تعليقات رشيد وقصي وضحكهم.
إتنهدت خوله ورجعت لحاضرها وهي تمسح دموعها بحسره "اليوم اللي يجيني عريس يطلع متزوج وكمان يحب زوجته ومايبغى يتزوج عليها.. أيش متوقعه ياخوله وأنتي بحالتك دي، لامال ولا تعليم ووظيفه زي الناس لا ومعاكي أهلك في رقبتك.. من اللي بيرضىx يربط نفسه بوحده زيك" أخذت نفس عميق وإبتسمت بهمس/مو مهم العريس.. المهم إن أمي وأخواني طيبين وموناقصنا شيئ وإن شاء الله هتخرج السنه دي وأقدر القى وظيفه بالثانوي وكل شيئ هيتحسن والله كريم .
--------------------
الرياض، الساعه التاسعه ليلاً
رد بضيق/عالأقل فكري زين وبعدها ردي موبتقفليها من أولها يالجوري.
جوري/أفاا يبه.. مدام قلت جوري حاف معناها زعلت مني ياتاج رأسي.
إتنهد بعمق/موبزعلان، بس أنتي نشفتي ريقي ولا براضيه تسمعي الكلام كإنك بزر.. خلص براحتك يلا في إمان الله.
قفل الخط بضيق ومسح وجهه وهو يستغفر، الجد بهدوء/علامك ياوليدي، أركد شوي الزعل موبزين لك.
زفر بضيق/أنت موشايف شلون موبراضيه تجينا، بالأول اتعذرت بالإمتحانات والحين يوم خلصت ألفت لي ألف قصه وقصه لأجل ماتزورنا..كل ذا من تحت رأس سند لابارك الله في شيطانه.
الجد بموافقه/بعد هي معها حق شلون تبيها تجينا بعد اللي صار منه.. إذا كان ولدك عنيد ورأسه يابس هي بعد أعند منه ويباسة رأسها تكسر الصخر، وماأظن نست يوم إنها طردها من المزرعه.
فك أبوسند أزرار ثوبه برجفه وعصبيه/اللي قاهرني وحاز في نفسي إنها ماعلمتني ولاجابت لي سيره كاتمه بقلبها وأنا أشوفها متغيره يوم كنا بالمزرعه وماتبي تقعد ويوم سألتها قالت لي مشتاقه لعيالها وأنا صدقتها.. مادريت إنها إنهانت ببيتي ومن ولدي.. ولدي اللي الكل يحكي ويتحاكي بأخلاقه ومرجلته سود وجهي وفضحني قدامها يبه.. مالومها يوم إنها هجت وماعاد تبيx تدخل بيتي.. أكيد إنها ماتبي تقابلني.
ناوله الجد إبرة الإنسولين وشافه وهو يحقن نفسه وبهدوء/أنا قلت لك إنها مهيب زعلانه لا منك ولامني، حتى يوم إني تعذرت منها على سواته قالت أنتوا مالكم دخل باللي صار .. لكن يابوك الحكي اللي قاله سند موبهين وهي حره وماتقبل الذل والضيم، ولولا إنها بنت أصول وحاطه لي ولك قدر وحاشمتنا كان ماقعدت تحكي معنا للحين.
زفر بعصبيه/والحين وش السوات يبه أنا مابيها تقطعني.. هي الحين بحسبة بناتي وأغلىx وماقدر أخليها.. وهي شكلها ماعاد بتجينا أبد.
الجد بحزم/السوات بيد سند، هو اللي غلط وهو اللي يتحمل.. وأنا كنت ناوي أتدخل مير ماحبيت السالفه تكبر والكل يدري عنها، البنت ماتبي تصير علك بحلوق الناس.
x وقف أبوسند وصار يدور بغضب/خل واحد فيهم يقول نص كلمه على بنيتي وأنا بقص لسانه قص..
إبتسم الجد بمراره/أنت ماتقدر تمنع الناس من الحكي وإن ماحكوا قبالك بيحكوا في ظهرك، ولا نسيت حكيهم على ثريا بعد ماترملت وارفضت تتزوج بعد المرحوم رياض!
طالع فيه بشحوب وضعف، كيف ينسى كلام الناس اللي طال شرف بنته بسبب رفضها العرسان واحد وراء الثاني، والناسىقامت تألف حكايات وروايات عنها وعن خوفها من الزواج بعد رياض علشان تداري فضيحتها المزعومه مع إنه زوجها شرعاً.. لكن عقول الناس وعاداتهم فرضت عليهم هالشيئx ولولا ثقتهم في ثريا كان صارت علوم.
جلس بتعب وغطى وجهه بكفوفه بقهر وهو عاجز عن الرد، جلس الجد جنبه وأخذ يده بقوه وبثقه/سند غلط وغلطه كايد، وأنت تدري بولدك مايحب الظلم، أدري إنه الحين ندمان وموبقادر يسامح نفسه على سواته الرديه فيها ولزوم بيتصرف ويرد إعتبارها، أنت لاتحاتي.. صحتك ماتتحمل يابوك.. والجوري أتركها علي أنا اللي بخليها تجينا.
إتنهد بحرقه/مااقدر أقول غير الله المستعان يبه.x
طالع فيه الجد بقلق، من يوم ماعرف باللي صار والسكر مو مستقر غير إنه زعلان من سند ومايتكلمxمعاه إلا للضروره، إتنهد بعمق وهو يفكر في طريقه تقنع جوري بزيارتهم علشان ولده يتإكد إنها موبزهلانه ويقدر يرتاح شوي.
-----------------
روما، الساعه الخامسه مساءً
قفل الجوال مع جده بقهر وهو موعارف كيف يتصرف مع أبوه اللي صحته متدهورهx وزعلان منه ومو معطيه وجه من يوم ماعرف ياللي صار، صحيح كان يرد عليه بالقطاره ومن غير نفس لكن يظل أحسن من اللي صاير الحين، لإنه من يوم ماسافر إيطاليا مع ديما وهو رافض يرد على مكالماته أوحتى يكلمه من جوال جده، هو كان يدري إن أبوه متعلق بهذيك البنت ويحبها لكن ماتخيل إن علاقته فيها بذي القوة والعمق لدرجة إنه يقاطعه بسبب اللي سواه فيها.
مد يده لجواله وقلبه في يده لدقايق بتردد قبل مايشغل المقطع اللي سجلته ثريا للمره المائه، وفي لحظات إنساب صوتها الناعم وكسر صمت جناحه البارد وهي تكلم بدر بهدوء/ماشاء الله عليك يابدر لعبك أتحسن كثير عن أخر مره شفتك فيها.
بدر بخجل/ترى بصدقك ياخاله وأشوف نفسي.
ضحكت بنعومه/أنت ناسي كيف كنت قبل شهرين.. كنت ماتعرف تشوت الكوره في نفس المكان مرتين وذحين ماشاء الله صرت تنشن مزبوط وطيحت كل العلب من مسافه، يعني لك حق تنبسط بنفسك شويه بس مو مره
بدر/ أنا تميت أسوي كل اللي قلتي عليه هذاك اليوم وكل اللي علمني عليه قصي وخالي عبدالرحمن أتمرنت عليه زين وقمت أسويه وعيوني مغمضه.
جوري/ماقلت لك مافي أسهل من اللعب، كل اللي عليك إنك تستمتع باللي تسويه وفي الأخير رح تسويه صح، وذحين أنتا صرت لاعب كويس، صرت أسرع وتحكمك في الكوره أكبر ودفاعك وهجومك مره قوي.
سكت للحظات وبتردد/يعني الحين أقدر ألعب مع عيال أعمامي، بدون ماخسرهم اللعب.
جوري بتشجيع/حبيبي بدر أنتا مو بس مارح تخسرهم، انتا بإذن الله هتكون السبب في فوزهم، كل اللي عليك إنك تتشجع وتكون متأكد إنك هتلعب كويس وهتنبسط.. لاتفكر في أحد ولا في رأيه فيك، فكر في اللعب وبس وكل شيئ هيكون تمام.
بدر/بس أنا يهمني رأيهم وابيهم يقولون عني كلام زين قدام أبوي..
جوري بتساؤل/أيش دخلهم في لعبك وأيش أبوك في الهرجه؟
إتنهد وبحزن/أبوي مانعني من اللعب ومن كل شيئ البقيه يسووه.. دبابات ممنوع.. خيل ممنوع.. حتى السباحه مايخليني أسبح إلا إذا هو أوعمي وضاح موجود.. أبي ألعب قدامهم زين علشان يوصلون له الكلام.. أبيه يعرف إني كبرت ومليت من القعده لحالي وإني أعرف ألعب زين.
جوري بهدوء/بدر حبيبي لازم تفهم إن أبوك خايف عليك.. يعني هوا أكيد خايف تطيح من ظهر الخيل ولا الدباب، أنتا عارف ذي الأشياء ممكن تكون خطيره مره.
بدر بضيق/لا ياخالتي السالفه موبكذا.. أبوي أصلاً مايحبني ولا يدري عني شلون بيخاف علي.. هو من بعد أمي ماتوفت كرهني وكره بتول.
جوري بحزم/بدر بلا غباء أنتا الثاني.. أيش حكايتك أنتا وأختك كل شويه والثانيه مايحبنا مايحبنا.. ترى أبوكم لو سمع كلامكم ذا بيزعل منكم.
بدر بحسره/بتول حكت لك عن كل شيئ، صح؟
جوري بضيق/أيوه حكت لي، وكل اللي حكته بايخ وماله معنى لإنه مو حقيقي.. أنا موعارفه أنتوا ليه حابين تجيبوا الهم لنفسكم.. بعدين الأب والأولاد نفس التفكير ماشاء الله.
بدر بإستغراب/شلون يعني؟
جوري بهدوء/يعني أنتوافيكم طبع غريب، بتول كانت تحسب أبوك كارها ويلومها على موت أمكم، وأبوك يحسب العكس وإنك وبتول كارهينه وتلوموه على موت أمكم، وأنت تحسب أبوك وأختك كارهينك وماعادوا يحبوك.. والهرجه غير كذا تماماً.
سكتت للحظات وتابعت/أنا زمان وانا صغيره صار لي حادث وكنت هغرق ومن يومها أبويا منعني من البحر والسباحه، ماكان مسموح أقرب من المويا حتى مع أخواني، هوا أتعقد وصار يخاف عليا من الغرق وأنا صرت معقده من البحر وأخاف منه بس ذا مامنعني من إني إنبسط بوقتي لما أروحه، وبعد فتره بديت أحارب خوفي وحاولت أكثر مره في أبويا وفي نفسي لين أقتنع وسمح لي أحاول أسبح.
بدر/يعني صرتي ماتخافين وتسبحين زين.
ضحكت بنعومه/لاحبيبي أنا وصلت تقريباً لنص المشوار.. البحر صار عشق بالنسبه ليا بس السباحه لسا بحاول أتعلمها ومارح أرتاح ولا أهدى لين أتعلمها.
بدر بتساؤل/يعني أبوي خايف علي يصير فيا مثل أمي.
جوري بهدوء/أبوك خسر أمك وأختك أنعمت وماعاد قدامه غيرك يحاول يحميه ويحافظ عليه، صح تفكيره غبي بس هوا أب وخايف على ولده وذا أحسن شيئ قدر يفكر فيه وقتها، وذحين جاء دورك علشان تساعده وتشيل كل الأوهام ذي من رأسه.
بدر بإهتمام/شلون أساعده، أنا بعدي صغير وهو مايسمعني ولايقعد معي أصلاً.
جوري/أنتا موتحبه وتبغى تقضي وقتك معاه! خلاص خليك صاحب الخطوه الأولى.. أعتبر نفسك أنتا الكبير والعاقل وخليك قوي، ،أجلس معاه على طول وحاول تكلمه في أي شيئ وكل شيئ.. حاول تبين له إنك مشتاق ليه ولوجوده معاك.. حاول إنك تدخله في حياتك بشكل مباشر وهوا مع الوقت إن شاء الله هيبدأ يغير نظرته للأمور وهيرجع زي ماكان.
بدر/تهقين ياخالتي إن أبوي بيتغير ويرد مثل قبل؟
جوري بتأكيد/إن شاء الله حبيبي.. إذا حس إن كل اللي خايف منه مجرد وهم عيش نفسه فيه وإنكم مو كارهينه ولازعلانين منه وإذا أنتا وبتول أتساعدتوا وشديتمx حيلكم شويه وغيرتوا نفسكم هتغيروه معاكم وأكيد هيرجع الأب اللي كنتوا تعرفوه..
x
قفل التسجيل بضيق وسند رأسه عالكنبه بتفكير " أستغفر الله العظيم.. أستعجلت وغلطت عليها وظلمتها بدون سبب ومع ذلك هي طلعت أحسن مني.. اتجاهلت سواتي الرديه فيها والكلام اللي سمعتها ياه ودافعت عني قدام بدر وبتول.. ألتمست لي إعذار وهونت كل اللي سويته فيهم وخلتهم يسامحوني ويردوا لي.. راعت عيالي وفهمتهم ودارت بالها عليهم أكثر مني.. شلون غلطت هالغلطه ياسند وشلون بتصلحها..شلون بتصرف الحين! شلون أعتذر منها! أتصل عليها! ولا أرسل لها ثريا! أنا موبقادر أستوعب وأفكر زين.. الحين كل شيئ تغير هي مو مثل ماكنت أظن ولاعاد أقدر أواجها أو أكلمها بسهوله مثل قبل، مخي وقف وأيديني أتربطت و---
صوت ديما العالي قطع أفكاره ورجع للواقع وخلاه يركز مع الباب اللي يدق، وبهدوء/أدخلي ياديما.
دخلت وإبتسمت ببلاهه/أسفه بس تميت أدق أكثر من خمس دقايق وأنت موبسامعني.
إبتسم بمجامله/لا عادي.. تبين شيئ؟
بحلقت عيونها وبإستنكار/أنت واعدني ننزل السوق نخلص باقي أغراضي اليوم.. لايكون نسيت.
ضغط على جبينه بقوه وبأسف/فعلاً نسيت.. أنتي متى بتخلصي شراء من هالأسواق..x مامليتي؟
هزت رأسها بنفي/وش منه أمل.. أنا جايه أشتري جهازي وأبي أخلص منه .
طالع فيها بإستغراب/صار لنا أربع أيام في ميلانو ماخليتي فيها محل أزياء ولامصمم إلا ورحتي له، والحين حنا في روما من البارحه وقضينا كل اليوم وحنا رايحين رادين في هالأسواق غير أسواق جده والرياض، لاجهازك خلص ولا أنتي تعبتي.
ضحكت بمرح/الله كل ذا بقلبك علي، وياترى ذا بخل ولاملل ياأخوي.
سند بإبتسامه/وقتي وحلالي كلها تحت أمرك، أنتي تدرين وش قصدي ياأميرتنا.
إبتسمت بفرح من دلعه اللي كانت ناسيته وقربت منه بإندفاع وحضنته بقوه/أشتقت لك ياسند.. أنت أحسن أخو بالعالم وعسى هالضحكه دايمه ياأخوي.
مسح شعرها بإرتباك من حركتها وكلامها اللي حسسه بالذنب والتقصير ناحيتها وناحية الكل.. الحين أقتنع فعلاً إنه كان غبي وجبان مثل ماقالت لإنه سمح لشوية أوهام بإنها تحرمه من أولاده وعيلته كل هالوقت، وبثقه/من اليوم ورايح بتشوفين عالضحكه دوم إن شاء الله، وكل شيئ بيرد مثل قبل وأحسن.
أنخرطت في بكاء حار ومريح وهي تسمع وعوده وبعد ماهديت بعدها عنه ومسح دموعها بشويش/خلص مانبي دموع روحي أجهزي علشان ننزل، إلا إذا هونتي وماعاد تبين السوق.
نطت من مكانها بصراخ/لاااا وش هونت، دقيقه وتلقاني وفي اللوبي.
طلعت بسرعه وهو يضحك بهمس/ أبي أعرف بس وش حكاية الحريمx مع هالأسواق، كإنه معمول لهم عمل ولا وش السالفه.
أتذكر لهفة ديما وحماسها البارحه وهم يتسوقوا في شارع (فيا كوندوتي) اللي يعتبر أشهر شوارع التسوق في روما والعالم كيف ماخلت محل ولاماركه غير لما أشترت منه، ومع ذلك مصره اليوم تروح شارع(في فينيتو) بحجة إن فيه أشهر محلات الجلد الطبيعي والأحذيه وهي بعدها ماشرت منها شيئ.
إتنهد براحه عالأقل قدر يسعد أخته بهالسفره ورجع يسمع ضحكتها ورسم الإبتسامه على ملامحها واللي كانت مختفيه من فتره، ورغم الوقت والجهد اللي لزمه علشان يرافقها لكل مكان إلا إنه ماندم على أخذها معاه، بالعكس فكرته بالوقت الحلو اللي كان يقضيه مع سمر في السفر .
رن جواله وردx بإبتسامه وهو يسمع صوت ديما المتحمس وهي تستعجله في النزول، أخذ جاكيته الجلد ومفاتيحه ونزل وفي باله يخلص من هالسفره على خير ، ويبدأ يشوف طريقه يصلح فيها غلطه مع هذيك الإنسانه
↚
نخشى الإعتراف أحياناً بمايدور داخلنا،،
وحدها وسائدنا..وأوراقنا..تعرف ذلك.
الساعه الثامنه صباحاً
خط الرياض السريع
عدل المرايه وطالع في الجالسه بإستكانه غريبه عالمقعد الخلفي لسيارته واتأمل جمودها ونظراتها الشارده لبعيد، مضى أسبوع على إنهيارها الأخير ومن وقتها وهي في حالة جمود غريب ماريحه أبداً وخلاه يقابل الدكتور محمد اللي كان مسؤل عن حالتها بعد ماطلعت من الحادث قبل كم شهر.
حكى له عن اللي صار لها بالتفصيل وعن كلامها الغيرمفهوم وتعبها اليومين اللي بعدها.. وعن اللي فاجأه أكثر وهو نسيانها لكل اللي صار واللي قالته بعد ماجات سيرة خالد في كلامهم.
زاد سرعة السياره وهو يتذكر الكلام اللي دار بينه وبين دكتور محمد عن تصرفات أخته في الأيام اللي تلت إنهيارها، كانوا جالسين عالبحر ويتكلموا،عبدالرحمن/ماأقدر أقول إن تصرفاتها غريبه لإنها بتتصرف بذي الطريقه دائماً.. لكن الغريب كان هي بحد ذاتها.
دكتور محمد بجديه/وضح مافهمت!
طالع فيه بتفكير/جوري بعد كل مشكله تواجها بتحاول تمارس حياتها وتتصرف بشكل طبيعي، مهما كانت زعلانه ولاتعبانه أو حتى خايفه لحد الرعب كانت دائماً بتحاول تبان قدام الكل وكأنها ماتأثرت باللي صار بأي شكل من الإشكال.. بتأدي واجباتها وتقوم بروتينها اليومي واللي الكل متوقعه منها بشكل طبيعي يخلي اللي مايعرفها يظن إن ماعندها إحساس ولاشيئ يفرق معاها، بس اللي يعرفها تمام بيلاحظ إنها بتتصنع..
سكت للحظات وضغط على جبينه بقوه قبل مايتابع بضيق/لكن المره ذي صايره غريبه.. هي فعلاً ناسيه اللي قلناه وناسيه الحاله اللي كانت فيها.. وبعد يومين من الإستسلام الغريب في السرير اللي ماتداني تجلس فيه، قامت تتصرف وتعيش يومها زي ماهي متعوده ومعودتنا، لكن تصرفاتها وكلامها وتمثيلها ناقصهم الحماس.. بتتصرف باأليه وجمود.. نظراتها غريبه وملامحها باهته.. مجرد جسم بيتحرك ويتصرف بدون أي إحساس.
هز الدكتور محمد رأسه بتفهم/ بالعكس اللي قاعده تمر فيه شيئ طبيعي بالنسبه لحالتها وكنت متوقعه في أي لحظه.
أتوسعت عيون عبدالرحمن بإستغراب خلاه يتابع بجديه/أنا متابع حالة أختك النفسيه من بعد مافاقت من غيبوبتها، ومن كلامي معاها عن ماضيها سواءً قبل أوبعد زواجها قدرت أفهم شخصيتها وطريقة تفكيرها رغم تكتمها وحرصها الشديد على خصوصيتها واللي أحتفظت بتفاصيل كثيره منها طي الكتمان ورفضت بشكل قاطع إنها تشاركني فيها.. أختك تركيبه معقده وبسيطه في نفس الوقت.. طبيعتها الرقيقه بتخليها أكثر إحساس وتعلق باللي حولها.. أولادها وأهلها والناس اللي تحبهم بيجوا في المرتبه الأولى في حياتها وعلشان كذا دائماً بتحاول تسعدهم وتبعد عنهم أي قلق أو خوف، جوري طبيعتها إيجابيه ومتفائله ومرحه لكن هيا في داخلها جداً ضعيفه وهشه لدرجة الكسر وذا الشيئ هيا عارفته كويس وهنا يبدأ التعقيد في شخصيتها، هيا بتحاول تكون أكثر قوه وإصرار علشان تقدر تواجه كل الأشياء السيئه اللي مرت فيها واللي زي ماهو واضح لسا بتمر فيها، هيا حكت لي مواقف من طفولتها ومراهقتها أثرت فيها بشكل كبير وتركت عليها أثار لحد الأن وخلتها تدفن مشاعرها وتتصنع البرود واللامبالاة .
سكت للحظات وهو يحاول يوصل اللي بيقوله بشكل صحيح لعبدالرحمن اللي كان واضح إنه منتظر يسمع الجزء الأسوء، تابع بجديه/كل اللي حكته ليا بنفسها واللي عرفته عنها منك فيه جزء ناقص، تفاصيل مهمه أتعمدت تغفل عنها وماتذكرها.. حلقه مفقوده.. مواقف حست فيها بالخذلان وعدم الأهميه نتج عنها إحساس بعدم الثقه وإنعدام الأمان، واللي فهمته من كلامك إنها رجعت أتذكرت موقف كان له تأثير سيئ على نفسيتها لدرجة إنها إندمجت فيه وعاشته بكل تفاصيله من أول وجديد، وطبيعي لما توصل لذروة إنفعالها وعجزها تنهار تحت الضغط.. مهما كانت قويه فهي بشر ولها قدره معينه عالتحمل..
وقف عبدالرحمن وصار يتمشى بعصبيه/هو خالد الزفت مافي غيره.. أنا حاس إنه وراء كل اللي صار لها..
دكتور محمد بتفكير/مهما كان اللي صار لها فأنا متأكد إن له يد فيه، محاولتها الدايمه لتجنب الكلام عنه والأشياء البسيطه اللي حكتها عن حياتها الخاصه معاه، ونسيانها لكل اللي قالته قبل إنهيارها بيأكد لي إنه السبب الرئيسي لحالتها.. هيا قاعده تحاول تتلاعب بعقلها وتسقطه من حدود ذاكرتها وكأنه ماله وجود في حياتها.. أختك حالتها ماتطمن حاول تخليها تتكلم عن اللي تاعبها ومسبب لها كل ذي ضغوط وإلا ممكن يجيها إنهيار عصبي لاقدر الله.
خالي عبادي..ياخال!
ألتفت للصوت اللي أنتشله من ذكرياته وطالع فيه بحده/أيشبك؟
اتراجع قصي في كرسيه بإرتباك/جوالك يرن من أول وأنتا مانتبهت.
بلع ريقه بصعوبه وهو يركز مع جواله اللي يرن بإصرار،مسح وجهه وأستغفر وإبتسم لقصي بإعتذار/ماقصدي أعصب عليك بس كنت سرحان.
رد عالجوال بهدوء/السلام عليكم.. هلا جدي صقر.
الجد/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلابك يالدحمي.. وينكم فيه.
شاف ساعته وبهدوء/هانت،كم ساعه ونكون عندكم بإذن الله.
الجد بقلق/شلونها الجوري الحين.
شاف إنعكاسها في المرايه وهي على نفس وضعها، وبتنهيده/مافي تغيير، ماأقول غير الله المستعان.
الجد بثقه/ماعليه هونها وتهون، هي لسرحت بالبر في هالبراد مع عمك مساعد والبنات بتستانس وترد مثل قبل وأزين.
عبدالرحمن بتفاؤل/يارب، أخليك ذحين وإذا قربت بتصل عليك.. السلام عليكم.
قفل مع الجد وطالع فيها بإبتسامه وهي غرقانه في عالمها ولاهيه عنه، كان مستغرب رفضها الغريب لكل محاولات عمه مساعد فيها علشان تجيهم في الإجازه.. لكن لما كلمها جدها صقر لمح أول تعبير للتركيز على ملامحها اللي كاسيها الجمود من وقت ماتعبت ووافقت بعد تردد بسيط وهو رغم أستغرابه من حالها إلا إنه ماصدق خبر وأتصل على خالد بكل برود وبلغه إنه بيأخذ الأولاد لكم يوم، وقفل بدون مايعطيه أي تفاصيل عن وجهتهم.
↚
روما،العاشره صباحاً
قفلت الجوال وشافت أخوها اللي جاي عليها قبل ماتعدل نقابها وتحاول تخفي توترها وبحذر/وش رأيك نرد اليوم الرياض.
طالع فيها بإستغراب من كلامها وطلب فنجان قهوه جديد بدل فنجانه اللي برد لما تركه وقام يعمل مكالمه وبهدوء/ من كنتي تكلمي من شوي! صار شيئ في البيت؟
ردت بإرتباك/كنت أكلم ثريا.. لازم يصير شيئ علشان نرد بيتنا! حنا أساساً كنا بنرد بكره فما فرقت عاليوم.
طالع فيها بهدوء/ لا عادي.. بس توك قبل عشر دقايق كنتي تتذمري من الوقت اللي مر بسرعه وبعدك ماخلصتي كل أغراضك..
ضحكت بتوتر/أيه بس أنا تقريباً خلصت وباقي كم شغله هم بيوصلوها على البيت، ثريا قالت بيطلعون البر وفكرت إنه من زمان ماطلعنا وكذا.
شرب قهوته بإبتسامه/قال لي وضاح بس ماكنت إدري إنك تحبين البر لدرجة تردين من روما علشانه ولاعلشان بتشوفين مشعل هناك.
صاحت بإحراج/موبعلشان مشعل.. بس هي بتجي وأبي أكون معهم.
ضحك على إحراجها الواضح وبإبتسامه/من اللي بتجي؟
سكتت بندم من تسرعها "يالغبيه هو مايدانيها ومانعني أكلمها،شلون بقول إني ماقاطعتها وإنها بعد بتطلع معنا البر" شتتت نظراتها على جموع السياح المنتشرين حوالين (نافورة تريفي) وهم مابين تفرج وتصوير ورمي عملات في النافوره على أمل إن أمانيهم تتحقق مثل ماتقول الأسطوره الشهيره، قررت تعترف واللي يصير يصير وبإندفاع/سند بقول لك شيئ بس ماأبيك تزعل مني.. بصراحه أنا..أنا ماقدرت أسوي اللي طلبته مني.. هي مظلومه ومالها ذنب.. أنت لو تعرفها زين مثلنا ماكنت فكرت فيها بالشكل و----
قاطعها بشك/أنتي وش تقولين.. خذي نفس وفهميني وش السالفه.
أخذت نفس عميق وبتردد/أنا ماقدرت أقطع علاقتي بجوري، أنا ماشفت منها إلا كل خير وكل اللي صار هذاك اليوم من قرادة حظها ولاهي مافي بأخلاقها وإحترامها.. حنا نعرفها زين وهي لايمكن تكون مثل منت مفكر..
طالع فيها للحظات وبهدوء/أنا كنت غلطان وقتها وعرفت إن اللي صار كله سوء تفاهم وإنتهى خلاص..
وقت بإنفعال/أحلف.. يعني خلص أقدر أكلمها براحتي وبدون مااخبي عنك.
سحبها من يدها وجلسها لما جذبت أنظار الناس اللي جالسين على طاولاتهم وقرب منهم واحد من الحرس اللي صرفه بحركه من يده وببرود/وش فيكي إنهبلتي.. لميتي علينا خلق الله فوق ماهم مستغربين شكلك.
جلست بإحراج/أسفه ياأخوي بس أنت ماتدري أنا شلون حاسه بالذنب.. أنا اللي رحت لها هذاك اليوم وأنا اللي خليت شذى تلحقنا وتسجل كلامها وبسببي أنت فهمت غلط وعصبت منها بدون سبب. وأنا من وقتها وأنا محرجه منها ومالي وجه حتى اكلمها مثل خلق الله.. وثريا وجدي رفضوا يحكوا لي وش صار يومها.. بس أنا أدري إنه صار شيئ زعلها وخلاها تختفي وتمينا ندور عليها طول النهار وبعد مارجعت شفتها متغيره حيل وماهيب مثل عوايدها وخلتنا وقفلت عليها غرفتها.
حط فنجان القهوه عالطاوله بقوه/وش قصدك أختفت يومها..شلون يعني؟
ضربت رأسها بهمس/قالها جدي وهو صادق لساني ماعليه قفل..
طالع فيها بحده/لاتهذرين واتكلمي زين وفهميني.
حركت يدها بإرتباك/شلون أفهمك إذا أنا موبفاهمه.. أنا كنت أبي أقولها على سوات شذى واللي صار معاك ومالقيتها.. دورت عليها في الفيلا وقلبنا عليها المزرعه أنا وثريا والشغالات حتى أبوي صقر دور معانا ومالقيناها.. أبوي صقر قال لي إذا سألت عنها أمي وديمه ولا أحد من الحريم نقلهم مع أخوها وهو قال لأخوها إنها مشغوله مع الحريم، وبعد المغرب لقيتها داخله مع ثريا وشكلها مايسر وعلى طول أستئذنت منا وصعدت غرفتها مع ثريا اللي منعتنا ندخل لها أو حتى نكلمها.. وثاني يوم قضته كله مع بدر وأبوي صقر وماقعدت معانا غير وقت ماجات خالتي أم فواز وبعدها رجعوا جده في نفس اليوم..
زفر بغضب"شلون يعني تختفي فجأه! أنا وسافرت.. لكن هي وين أختفت! الأرض إنشقت وبلعتها.. العلم أكيد عند أبوي صقر وثريا.. هم اللي يدرون بكل شيئ عنها"
ديما بحذر/سند واللي يسلمك لاتكون قاعد تفكر في شيئ مو زين بحقها.. لاترد تظلمها مره ثانيه وتخليني أندم أني قلت لك فوق ماأنا حاسه بالذنب.
ضغط على جبينه بقوه للحظات وبضيق/خلص ماصار شيئ وأنتي مالك دخل بالسالفه، ومثل ماقلتي كان سوء تفاهم وعدى على خير، لا أظلمها ولا لي دخل فيها، وأياني وياك تحكي لها عن اللي صار بينا والمكالمه أياها.. فهمتي.
هزت رأسها بموافقه وأنشغلت بشرب عصيرها قبل يسألها بتردد/يعني هي جاتنا وبتطلع معاهم البر؟
حطت كاستها وبفرح/أيه.. تدري إني سمعت أبوي يقول لثريا إنه عجز وهو يقول لها تجينا وهي رافضه.. أنا ظنيت من كلامهم إنها زعلانه منا وماعاد تبي تزورنا وكنت خايفه إنها عرفت باللي صار معنا في المزرعه، بس دامها جايتنا الحين معناه إن كل اللي فكرت فيه كان مجرد تخيلات.. وأكيد أبوي مستانس الحين وموبعاطي فرحته لأحد.
طالع فيها بضيق/لهالدرجه تهمه؟
ردت بضحكه/وش تهمه.. قول متعلق فيها ويحبها بشكل موبطبيعي وهي بعد تموت في أبوي.. اللي مايدري عنهم بيظن إنهم اب وبنته فعلاً..ولولا إني عارفتهم زين كان قلت بينهم مشروع زواج.
سرح بتفكير في كلام جده إخر مره "أبوك
ماهوبزين والسبه أنت.. كل تعبه الفتره اللي طافت كان بعد ماعرف وش صار بيني وبينها.. أبوي زعلان لإنه خايف تتركه وماتسأل عنه.. وهي معقوله رفضت تزورهم بسببي! ليه مستغرب ياسند ماهوبأنت اللي طاردها وقال أدبك عليها مثل ماقالت..أكيد إنها كارهتني.. خل تكرهني وش علي منها.. لااا شلون وش علي منها! وأبوي اللي زعلان علي ورافض يكلمني بسببها.. أنا ماعلي منها بس أنا غلطت ولازم أعتذر على اللي سويته وبكذا هي بتنسى السالفه وترد معاهم مثل قبل وأبوي بيرضى علي وصحته بتصير زينه" شاف ساعته ووقف بدون تردد/خل نرجع الفندق الحين ورتبي أغراضك وزيني أمورك.. وأنا واري كم شغله بخلصها والظهر بنحرك عالرياض بإذن الله.
طالعت فيه بعدم تصديق وهو يحط الحساب عالطاوله ويأشر لمرافقتها والحرس قبل مايمسك يدها ويمشيها معاه وهي لسا مو مستوعبه موافقته بكل بساطه.
------------
الرياض،قبل أذان الظهر
إتنهد بتعب/يمه الله يهديكي أنتي وش فيكي معنده.
طالعت فيه بقهر/فواز موبناقصتك أنت بعد.
مسك يدها برجاء/أنتي موكنتي تبينه يتزوج! هذا هو الحين طلبك أكثر من مره وأنتي ماغير تعيدين نفس الكلام.
أم فواز بعصبيه/وبتم أعيد فيه لين يعقل ويترك عنه هالهبال.. هالبنت موب مأخذها لو وش يصير.. أنا شفت له بنات حمايل وش زينهن كل وحده تقول الزود عندي.
فواز بهدوء/وهي بعد بنت حموله وأبوها كان شيخ قبيلتهم ، والحين أخوها الكبير مستلم المشيخه مكانه، أنا سألت عن أهلها وسمعتهم زينه والكل يحكي بكرمهم وأخلاقهم ويطريهم بالخير.. يعني ماعندك عذر مقنع للرفض.
هزت كتفها بلامبالاة/الله يستر عليها ويعجل نصيبها ويفكنا منها.. وأنا موبملزومه أقنعكم، وأنت المفروض تعقل أخوك وتخليه يترك عنه هالهبال.. هالمطلقه موبأخذها.
فواز بإستغراب/فهد موبمجنون علشان أعقله.. هو يدري بعلة البنت وعاجبته ويبيها ومتمسك فيها والبنت والنعم فيها، خل فهد يتزوجها ويستقر ترى ماهو بصغير يالغاليه.
ردت ببرود/أنت بدل منت قاعد تحاول تعرس لأخوك، وراء مادورت لنفسك وحده تسترك وتدير بالها عليك وعلى بنتك.
إبتسم بسخريه/وش لي بعوار الرأس وحنة مره وعرس..
طالعت فيه بحده/أصابع يدك ماهيب بسواء
وإن كان طليقتك ماتعرف السنع والأصول مو بكل الحريم مثلها.. خل عنك هالعقد وتزوج، وخل فهد علي أنا ومالك شغل فيه.
طالع فيه ببرود/أنا موبمعقد يمه.. بس النفس طابت وماأبي خاله تعذب بنتي وتهبل فيها.. بعدين شلون مالي شغل بفهد!! ماهوبأخوي ولا أنا مالي كلمه بهالبيت.
مسكت يده بإعتذار/لا يمه موبقصدي.. أنت رجال البيت ومافي شيئ يمشي من غير شورك..لكن إلا هالموضوع لاتكلمني فيه أبد.
سكتت للحظات قبل ماتتابع بهدوء/ أخوك ماينفع لها ولاهي تنفعه، أنا أمه وأنا أبخس فيه.
زفر بضيق قبل مايوقف يبوس رأسها وبهدوء/براحتك يالغاليه، أنا سويت اللي علي وأنتي وولدك اتفاهموا.. في إمان الله.
طلع من البيت وهو يتصل بفهد اللي رد بسرعه/هاا،بشر وأنا أخوك.
أتنهد وبعتاب/ياأخوي الناس تسلم بالأول.
فهد بتوتر/السلام عليكم.. هاا أرتحت الحين.. وش صار أحكي لي.
فواز بهدوء/عيت وبإصرار.
فهد بعصبيه/الحين كل هالمده وعجزت تقنعها يافواز.. شكلك ماأقنعتها زين.. أمي ماتردك في شيئ.
إبتسم بسخريه/ وكاهي ردتني وكسحتني والسبه أنت ياحبيب القلب، أنت تدري بغلاتك عندها وموبأي وحده تشوفها تليق فيك.. تبي تقعد وتفرز في هالبنات لين تخطب لك أميرة زمانها.
فهد بحده/قاعد تتمسخر علي ولا هامك.
فواز ببرود/لاأتمسخر ولاهم يحزنون.. خذ المفيد وخل عنك السوالف.. الوالده رافضه ومعنده.. مالك إلا أنك تطب عليها وتحاول تأثر فيها بطريقتك الخاصه، ولا أنسى بنت الناس وشف لك وحده على أيدين أمي وفكنا من هالسيره.
غمض عيونه بضيق من حال فهد اللي قعد يخربط في الكلام قبل مايقفل بزعل، إتنهد وهو يردد أذان الظهر ويتوجه للمسجد بهدوء
↚
الساعه الثانيه ظهراً
وقف جنب السياره وهو يشوف ساعته بقلق.. وصلوا الرياض من حوالي ساعه ووقفوا علشان يصلوا وذحين صار له أكثر من نص ساعه واقف مع قصي بدون أي أثر لهم.. مسك جواله يتصل عليها قبل مايلمحها ويتابعها بنظراته وهي خارجه من باب النساء مع ياسمين، فتح لها الباب وركبت وهي تسلم وحرك السياره، وبمرح/طولتوا على بالي نسيتوا إننا هنا ملطوعين.
لما شافت ياسمين شرود أمها ردت بضحكه/
على ماجمعنا وقصرنا وماما قرأت وردها وإندمجت ماحسينا بالوقت، صح ماما.
مسكت يدها علشان تنتبه لها وفعلاً لفت وجهها من الشباك وطالعت فيها بصمت، عبدالرحمن/حبيبتي بوقف تبغي شيئ من السوبرماركت.
جوري/صايمه إن شاء الله.
عبدالرحمن/ عارف.. بس يمكن نفسك في شيئ لوقت الفطور.
ياسمين بحذر/ماله داعي تصومي وأنتي تعبانه، أساساً ماصرتي تأكلي عدل.
رجعت تطالع من الشباك وبهدوء/يعني أصوم أحسن.
إتنهد عبدالرحمن واتصل بجده صقر علشان يشوفهم وصلوا للمكان اللي بينتظرهم فيه ولا لا.. كان ذا شرطها الوحيد لما وافقت تجي الرياض، قالت له ماتبغى تروح من بيت لبيت لإنها حاسه بخنقه وماتبغى تكون بين أربع جدران وإذا بتجي فماتبغى تروح لبيتهم، أنصدم وقتها وماوافق وحاول يفهمها إن عمه مساعد وجده صقر بيزعلوا إذا وصلوا الرياض بدون مايمروا بيتهمم بس هي أصرت وقالت إنها اتفاهمت مع جدها وهو ماعنده مانع.. وفي الأخير كلم جده صقر وهو محرج ومستعد يسمع له كم كلمه منه.. بس اتفاجأ إن جده كان موافق وكمان رتب معاه متى يمشوا من جده علشان يلحقوا يوصلوا الرياض وقت الظهر ويتقابلوا في نص الطريق ويمشوا لبرهم ويتغدوا هناك.. وبعد نص ساعه
-----------------
صنعاء،في نفس الوقت
دخل صالح بصربعه/أبي بيقول وين الشاي.. ليش اتأخرتوا.
أم علي/عادكم قمتوا من السفره على ايش مستعجلين.
أم معاذ بإبتسامه/هذا معاذ وهذا طبعه من زمان، يشتي يقوم من السفره والشاي قدامه.
دخلت ناديه وأعطته الشاي بعصبيه/خذ الشاي وأنقلع وثاني مره دق باب الحاجز (الباب اللي يفصل قسم الرجال عن قسم الحريم) وانا أجي لك، البيت فيه نسوان.
مشي وهو يضحك/الله يالنسوان وينهن.. ليش أنتي وجدتي أروى وجدتي ورده نسوان! مافي إلا عمتي غنى وعمتي أحلام وقد حفظت صورهم زي أسمي.
شهقت ناديه ولحقته بقهر/المهم عاجبه ابوك ولا أنت أيش يهمني منك.. والله لا أقول له عن قلة أدبك.
أحلام بضحكه/بس هباله أنتي داريه إنه بيمزح.. هو داري إن غنى طلعت شقتها وأنا برقعي في يدي.
أم علي/وأنتي هو صدق قد حفظهن.
ناديه بحده/ولو ياخاله هذاك كان وهو صغير قبل مايغطين منه.. ذحين قده رجال وعبدالرحمن لو سمعه لايكسر رأسه، أنتي داريه إنه مابيعجبه هذا المزح.
إتنهدت أم معاذ/أما عبدالرحمن قوراحزياده، الله يردهم بالسلامه.
أم علي/غمضي عين وفتحيها وتلقيهم عندك.. قد فقدت جوري وأشتي أشوفها ليش مارضيت تجي وهي عندها عطله من المدرسه.
أحلام بشك/فقدتيها وتشتي تشوفيها ولا تشتي تحاكيها على صدام!
ألتفتت لها بحده/أنتي مالك دخل بذا الكلام.. والله لو تحاكيها ولا تنبهيها أني لا عاد -----
قاطعتها أم معاذ برجاء/بس ياورده من غير حلف.. هي ماقالت حاجه.
ناديه بهدوء/ياخاله أنتي داريه برأي جوري في ذا الموضوع بالذات.. وقد شفتي بنفسك كيف سوت لما كلمها معاذ على صاحبه يوسف.. مش هي منتظره لكلام أحلام.
حركت يدها بعدم إقتناع/علي يحاكيها من راسه لراسها ويتفاهم معاها، هي ماتتدخلش بينهم.. بعدين صدام أبن أخي غير مننا وفينا وكبرت قباله ولو ماكانت أتزوجت صغيره كان خطبها هو.
وألتفتت لأحلام بحده/وأنتي خليكي في نفسك وأوبهي لعمرك اللي سار وأنتي جالسه عندي لازوج ولا ولد.
أتجمعت الدموع في عيونها ووقفت بزعل /والله لو مابقى غيره ماتتزوجه ولا حينه أبن أختك خلاص قده سيد الرجال، الزواج مش بالغصب.. وأنا أبي قال محد يتدخل فيني ولايحاكيني وأنا قلت لعلي مش موافقه، إلا إذا العمياء ضيقت عليكم وتعبتوا من خدمتها وتشتوا ترتاحوا منها هذا شيئ ثاني.
اتلمست الجدار وخرجت وناديه تحاول تهديها وأمها تصيح بعصبيه/وأنتي ماعندش إلا هذي الكلمتين كل ماقلنا شي ماعجبش.. لكن خلي أخوش علي يجي وهو يتفاهم معش.
مسكتها أم معاذ وبعتاب/أذكري الله مالك هبيتي فيها هكذا.. أنتي داريه إن قدها ضابحه من هذا الكلام، وعبدالله وعلي لو دروا إنك خليتيها تبكي لايزعلوا منك.
جلست تبكي بقهر/يشلوهم الجن كله من دلعهم فيها وفي الجنيه الثانيه.. الأوله كملت الثلاثين وقد شعرها بيشيب وهي ولا عقلت كل ما خطبها واحد قالت مايشتوا بوحده عمياء يلعبوا بها سنه ولا أثنين قبل مايتعبوا منها ويفلتوها.. والثانيه أتطلقت وعندها أثنين ومتغربه ومغربه أخوها اللي مفلت مرته الحامل وبنته.. بيظنين إن أحنا جالسين لهم طول عمرنا لما كل وحده بتتدلع علينا وتمشي قولها وهي راكنه إن بعدها ظهر.
أم معاذ بتنهيده/بسم الله على عيالنا الله يطول في أعمارهم ويحفظهم لهن.. صالح والله يرحمه وأخي قد بتشوفي حالته هذي الأيام ماتسر، من عد لهن غير أخوتهن.. هم ظهرهن وعزوتهن ومالهن بعد الله إلا هم.. ومحد داري وين النصيب أحنا ندعي لهن الله يعوضهن ويجبر قلوبهن ويسخر لهن عباده والله كريم م--------
قطع كلامها صياح ناديه وأحلام المفاجئ، خرجوا بسرعه وخوف وهم يسموا بالله ووقفوا بصدمه لما شافوهم متجمعين أسفل الدرج وغنى عالأرض مغمى عليها وحوالينها بركة دم.
↚
الرياض
بعد ماقابلهم عبدالرحمن وسلم عليهم حركوا سوا لخارج الرياض وبعد ساعه ونص وصلوا المكان اللي بيخيموا فيه، كانت الخيام منصوبه وكل شيئ جاهز في إستقبالهم.
أول مانزلوا من السياره جاء الجد وأبوسند وسلموا على جوري عالسريع قبل مايروحوا مع عبدالرحمن وقصي لخيمة الرجال وسلموا على الجد وأبو سند وأبو وضاح وماكان في من الشباب غير وضاح وناصر ومشعل وبدر وبتال وسعود عيال وضاح وسالم والحرس اللي معاه، وبعد دقايق الكل أنشغل بالغداء والسوالف.
عند الحريم
نزلت جوري وياسمين ودخلت مع الحريم وسلمت عليهم، أول ماشالت نقابها راحت للجده اللي ضمتها بحنان وبعدها سلمت على أم سند وأم وضاح وأم سالم والبنات قبل ماتجلس جنب جدتها بهدوء خلى الكل يتأملها بإستغراب وقلق، وبعد ماسمعت لها كلمتين من جدتها لأنها صامت وهي مسافره وشكلها تعبان، أخذت لها ركن وأتصلت بأمها وطمنتها على وصولهم بالسلامه وجلست تقرأ قرآن لحد ماخلصوا الغداء ونادتها جدتها وأمها منيره تجلس معاهم، الجده بحنان/وش بلاك يالجوري.. وش تشكين منه.
جوري/الحمدلله ياجده مافيني شيئ .. شوية تعب من المذاكره ومدارس الأولاد.
حطت أم سند يدها على جبينها بقلق/عندك حراره يمه.. وأكيد ماأخذتي دواء لإنك صايمه.
مسكت يدها وباستها بإمتنان/يمه صرت بخير بشوفتكم لاتخافي حبيبتي شوية سخونه وبتروح.
الجده بعتاب/وش له تصومين وأنتي موبزينه وبعد مسافره من البارح..
إبتسمت بتعب/الله يحفظك ياجده اللي يسمعك يقول مسافره على جمل.. سياره مكيفه وكل ماتعبنا وقفنا نريح.. ترى ماسقت ذي المره.
مسكت أم سند يدها بحنان/وش رأيك أجيب لك مخده تحطين رأسك شوي وترتاحين ويوم يجي أبوك وجدك بعلمك.
هزت رأسها بموافقه وهي ماصدقت أحد يقول لها كذا، كانت حاسه بخمول وثقل في رأسها ومستحيه منهم.. مدت جسمها وحطت رأسها على فخذ أمها منيره بعفويه و سحبت خداديه من جنبها وضمتها لصدرها
وأتكورت على نفسها، حطت أم سند يدها على رأسها وهي تقرأ عليها بهدوء لين إنتظمت أنفاسها وغرقت في النوم، جابت لها ثريا المخده وحطتها تحت رأسها بشويش وغطتها ببطانيه خفيفه، الجده بخوف/ هذي موبالجوري يامنيره.. البنت ماهيب زينه.
أم سند بقلق/مدري وش فيها يمه.. أبوي قال إنها تعبانه بس ماهقيت هالكثر.
جلست ثريا جنبها وبدأت تسوي لها كمادات وياسمين جنبها، ثريا بإبتسامه/وش فيكي خايفه حبيبتي، تراها حراره وأول ماتنزل بتصير زينه.
ياسمين بغصه/أول مره أشوف ماما كدا.. هيا حتى لما صحيت من الغيبوبه كانت تبتسم وتضحك ودحين هيا مو---
سكتت بدون ماتكمل كلامها وهي تبكي بصمت، ثريا بإستغراب/أي غيبوبه ومتى هالكلام؟
عضت ياسمين شفايفها بندم أتذكرت إن أمها منبهه عليها ماتجيب سيره قدام أحد بالحادث اللي صار لها، وبإرتباك/قصدي هيا حتى لما تتعب مايصير لها كدا.. المره دي هيا تعبانه من جد.
أنتبهت ثريا لربكتها الواضحه وماحبت تدقق خاصة لما كل البنات أتلموا عليهم، أم سند/قولي وش صار لها حبيبتي، أنا حسبت أمها.
ياسمين بحسره/ماأدري ياجده أحنا رحنا عند بابا وهي كويسه وتضحك وثاني يوم لما ما أتصلت علينا زي عوايدها وخالوا قعد يصرفنا قلقنا ورجعنا البيت ولقيناها طايحه عالسرير وهي عالحال ذا من إكثر من أسبوع.
رؤى بإستغراب/ماأخذتوها على المستشفى؟
هزت رأسها بنفي/ماما ماتحب المستشفيات والأدويه.
طالعوا فيها بإستغراب/وشو!!
فركت أيديها بتوتر.. الكل مستني منها جواب وهيا أساساً أتكلمت أكثر من اللازم وأمها لما تصحى وتسمع البنات يتكلموا هتزعل منها.. لطالما كانت أمها كتومه وماتحب تتكلم على حياتها وخصوصياتها حتى التافهه منها، أنقذتها ثريا من الإحراج وبأمر/قومي أنتي وياها من هنا.. يلا روحوا ألعبوا وأتمشوا خلوا البنت تأخذ نفس وترتاح.. بتول وماريا خذوا ياسمين معاكم وروحوا أتسلوا.. حنا ماجينا نقعد بالخيمه.
تابعت بحزم لما شافت تردد ياسمين/أنا بقعد عند أمك روحي أستانسي.. هي جات علشان كذا.
راحت ياسمين مع البنات وجلست الجده في ركن مع أم سند وأم وضاح وصافي بعيد عن جوري وثريا اللي أستمرت في تغيير الكمادات لين بدأت حرارة جوري تنزل.
صنعاء، الرابعه عصراً
خرج معاذ من غرفة الدكتوره بوجهه شاحب وخطوات بطيئه مايدري كيف وصلته لمكان أمه وناديه وخاله وأحلام وأمها اللي أصروا يجوا معاهم عالمستشفى، وقفت أمه بلهفه/أيش قالت يامعاذ.. ريحني الله يريحك.
طالع فيها وجلس بعجز خلى ناديه تبكي بخوف/لاتقول غنى حصل لها حاجه.. معاذ أتكلم ليش ساكت.
أخذ نفس وحاول يتكلم بوضوح/هي بخير.. لاتخافوا.. وضعها صعب شويه لكن بخير..
أم معاذ/معاذ لاتكذب عليا مرة أخوك مالها.. ليش حطوها في العنايه المركزه.
معاذ بضيق/يمه طيحتها كانت قويه وحملها في الشهر الثالث علشان كذا وضعهم حساس.. الدكتوره قالت إذا مرت ذي اليومين بدون مضاعفات هيكونوا بخير إن شاء الله..
ناديه بقلق/ وإذا حصلت مضاعفات؟
إتنهد/يمكن الجنين مايعيش.
جلست أم معاذ بتعب/إنا لله وإنا إليه راجعون، المهم غنى تقوم بالسلامه والباقي سهل، الله يعوضهم بأحسن العوض.
أحلام ببكاء/كله مني.. هي نزلت بسرعه علشان تشوفني ليش بصيح وأبكي ومانتبهت لنفسها.
معاذ بحنان/أنتي مالك دخل، نصيبها والله كاتب لها ذا الشيئ.. لايكون عقلك صغير وقولي الحمدلله على عافيتها.
هزت رأسها بعدم إقتناع وسابتهم وراحت.
أبوعلي/حاكوا عبدالرحمن ضروري يجي.
أم معاذ برفض/خلوها تقوم بالسلامه أول.. لو عرف وهو هناك أيش هيفعل لها، ماغير تجننوه وتطيروا عقله وأختك محد قال لها إن غنى حامل وهتزعل.
ألتفت معاذ لأمه بجديه/يمه زوجها ولازم يعرف وأنتي عارفه أبنك هيقلب الدنيا لو
ماكلمناه ذحين، وجوري ماعليكي منها بتزعل شويه وإذا أطمنت على غنى بتنسى كل شيئ ثاني.
إتنهدت بإستسلام/تمام براحتك.. أنت أخبر بأخوك.
معاذ/أنا بكلم عبدالرحمن وعبدالإله أخوها علشان يبلغ أهله.. وأنتي أرجعي البيت مع خالي وخالتي وناديه بتجلس معي هنا.
طالعت فيه بحده/ماعد أفلت بنتي في المستشفى وأروح.. بجلس لما الله يقومها بالسلامه وأطمن عليها ونروح سوا.
أم علي/قومي ياأروى شكلك تاعبه وناديه عندها وذحين أمها وأخواتها يجوا.. وأحنا نرجع نزورها.
هزت رأسها برفض تام خلى معاذ يستسلم ويودع خاله وأهله قبل مايقوم بأصعب مكالمه في حياته.
----------------
الرياض
قفل جواله بصدمه وهو يحاول يستوعب اللي سمعه من أخوه معاذ.. غنى أتزحلقت في الدرج وحصل لها نزيف وتعبت، ورغم محاولة معاذ الواضحه في تلطيف وضعها علشان يطمنه ومايشغل باله إلا إنه مانجح في ذا الشيئ.. حملها كان في الشهر الثالث تقريباً وذا الشيئ بيأثر على صحتها وأكيد الجنين وضعه خطير ومو مستقر علشان كذا حطوها في العنايه المركزه هذا إذا ماكان أجهضت ومعاذ بيكذب عليه.. دار بتوهان لدقايق قبل مايتمالك نفسه ويبدأ يستغفر ويدعي لها.. راح لسيارته وطلع اللابتوب وحاول يحجر له ولجوري والأولاد على أول طياره لصنعاء بس كل الرحلات كانت محجوزه ومافي مقاعد متوفره، حاول يحجز من جده وبرضه نفس النتيجه كل الرحلات محجوزه سواءً من الرياض أو أي مدينه ثانيه وأقرب حجز كان في أخر الأسبوع.. قفل الابتوب بقهر مافي حل غير إنه يسافر بالسياره صحيح هيتأخر ومايوصل غير ثاني يوم لكن يظل أفضل من أخر الأسبوع.. مايقدر يكون بعيد عن غنى كل ذي المده وهي بذا الوضع.. لازم يكون معاها ومع بنته جود وولده اللي لسا ماخرج عالدنيا.. أخذ نفس عميق قبل مايدخل يكلم جده صقر وعمه مساعد ويفهمهم سبب سفره المفاجئ
---------------
فتحت عيونها ورفعت رأسها بإنزعاج وعدلت نفسها واتفاجأت بثريا ماسكه جوالها بإبتسامه/صح النوم.. كنت بصمت جوالك خفت يزعجك.
مسحت وجهها ولمت شعرها على كتفها ومدت يدها لثريا بهدوء/صح بدنك.. تلقيها أمي داقه تتطمن عليا صوتي ماكان عاجبها.
طالعت في جوالها بإبتسامه هاديه/ذي أحلام السلام عليكم ورح.......... أحلام أيشبك....... غنى...... وأنتي أيش دخلك...... يابنتي أهدي وخليني أفهم أيش تقولي.....
جلست ثريا لما شافت ملامحها أتغيرت للإهتمام وهي مركزه مع المكالمه قبل ماتوقف وتسأل على عبايتها وهيا تتكلم بإنفعال خلاها تفهم إنه صاير شيئ عند أهلها.
قفلت جوالها وأخذت عبايتها برجفه إنتبهت لها ثريا/جوري صاير شيئ لأهلك!!
ردت بصدمه/صاير شيئ!!! قولي أشياء وأنا أخر من يعلم..
دارت بعصبيه وهي تتصل بعبدالرحمن اللي مايرد، مسكتها ثريا بقوه/وش صار فهميني ليه معصبه.
أخذت نفس عميق وزفرته ببطئ وعقلها يفكر بسرعه وبعد لحظات رفعت رأسها لثريا بهدوء/ أول شيئ محتاجه لابتوب وبسرعه.
أعطتها اللابتوب حقها وجلست جنبها بإستغراب وهي تشوفها داخله موقع الخطوط الجويه وبعد ربع ساعه إتنهدت براحه وأتصلت بسرعه/السلام عليكم.. قصي قول لخالك يطلع لي بسرعه أنا واقفه برا.
قفلت بدون ماتسمع رده، ووقفت تعدل نقابها وطالعت في ثريا بهدوء/بروح اتفاهم مع عبدالرحمن وبرجع أفهمك.
هزت رأسها بموافقه وهي حاسه براحه من التغيير اللي صار في جوري.. مهما كان اللي حاصل عند أهلها فهو خلاها تخرج من قوقعتها وصمتها الغريب اللي صدم الكل في الفتره الأخيره ورغم شحوب وجهها ونحفها الواضح إلا إن مكالمتها القصيره خلت الوهن والجمود يختفى من ملامحها وأختفت نظرة الشرود من عيونها ورجعت تلمع بقوه وتصميم وكلها مسألة وقت قبل ماترجع لصلابتها ولمرحها وإبتسامتها الدايمه.
↚
وقف لما سمع كلام قصي وألتفت لعمه مساعد/لما مارديت رسلت قصي.. أكيد أحد كلمها وقالها اللي صار.
وقف الجد مع أبوسند وخرجوا معاه ولقيوها واقفه بعيد عن خيمة الحريم وتدور في نفس المكان وهي تتكلم بالجوال، عبدالرحمن بتوتر/شغلت شبكة الإتصالات وبدأت تحقيق والله يعيني ذحين.
أبوسند بإبتسامه/ماهوبأنت قلت إن سكوتها مقلقك، شوفها الحين ردت مثل قبل.
هز رأسه بموافقه/رب ضارةٍ نافعه.. الحمدلله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه.
قفلت جوالها لمالمحتهم جايين عليها وقربت منهم وهي تحاول تتمالك أعصابها لاتنفجر في عبدالرحمن وبهدوء/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شلونك جدي وأنتا يبه.. عساكم بخير.
ردوا السلام بإبتسامه عبرت عن إحساسهم بكل بساطه خلتها تتابع بشوية مرح/وحشتوني وأنا ولاعلى بالكم جالسه في ذي الخيمه ولا أحد سأل ولاطل عليا.
الجد بضحكه/أيه أدخلي ودرعمي يالنوامه وحطي الحق علينا.
حكت رأسها بإحراج/أنتوا دريتوا.. يعني ماضبطت معايا ذي المره.
أبوسند بإبتسامه/شلون حبيبة أبوها الحين.. عسى صرتي زينه بعد هالنومه.
ضحكت/الحمدلله بخير ياتاج رأسي، وماصارت ساعه اللي نمتها وقمتوا مسكتوها عليا.
الجد بهدوء/يستاهل الحمد.. ويوم إنك رجعتي لهبالك وكاد صرتي زينه.
أتخصرت وطالعت في عبدالرحمن ببرود/ الحمدلله من يومي زينه ومافيني الإ العافيه بس سبحان الله بعض ناس يحبوا يتكلموا في أشياء وأشياء.
عبدالرحمن بهدوء/الحمدلله على السلامه، وماله داعي تلقيح الكلام ترى كلهم عارفين.
قربت منه بقهر واضح/الله يسلمك وعموماً مو وقته ذا الكلام لأنه هيطول وأنتا وراك سفر.
هز رأسه بموافقه/أصلاً كنت جاي أقلك تجهزي علشان بنمشي ذحين.. والحمدلله إن الجوازات على طول معانا والتأشيره جاهزه.. وبكره إن شاء الله نكون وصلنا بالسلامه ولكل حادثاً حديث.
أخذت نفس عميق وحاولت يكون صوتها هادي قد ماتقدر وهي تواجهه بهدوء/ومن قال إنك بتسافر بالسياره أصلا،ً الطيارات وين راحوا!
زفر بضيق/حاولت أحجز ومالقيت حجز غير أخر الأسبوع.. مالنا غير السياره والله يعينا.
مسكت يده بحنان/بس أنا لقيت حجز وطيارتك بعد المغرب.. إذا حركت ذحين إن شاء الله بتوصل عالوقت وتقدر تخلص الإجراءات وتسافر بالسلامه.
عقد حواجبه بتركيز وهو يحاول يفهم قصدها وبهدوء/طيارتي وإذا حركت.. كإنك بتتكلمي بصيغة المفرد وماسمعت أي تلميح لكم.
شدت على يده وبرجاء/عبادي حبيبي أنتا عارف إنه صعب تلقى حجز في نفس اليوم لكذا شخص، بس مسافر واحد مو صعبه وأنا لقيت لك مقعد في أخر لحظه والحمدلله حجزت و---
دف يدها لما فهم قصدها وبغضب/أنتي كيف تتصرفي من رأسك وتحجزي لي.. أنتي مجنونه!! كيف فكرتي إني هسيبك لحالك وأسافر علشان غنى في المستشفى.. هتخلى عنك وعن عيالك وأروح؟
مسك الجد أبوسند ومنعه يتدخل بحركه من رأسه لما شافه بيكلم عبدالرحمن.
مسكت وجه أخوها بكفوفها وطالعت فيه بحنان/عمري مافكرت إنك هتتخلى عني ولا جاء في بالي ذا الشيئ.. أنا أتصرفت بالشيئ اللي شفته صح ولازم ينعمل..غنى محتاجتك معاها في ذا الوقت.. ولازم أول وجه تشوفه لما تصحى يكون وجهك أنتا.. هيا اللي لازم ماتتخلى عنها ذحين.. المره ذي هيا ليها الأولويه.. زوجتك وأولادك وبيتك هما أولى بيك ذحين.
طالع فيها للحظات قبل ماينزل أيديها ويهز رأسه برفض/حتى لو كان معاكي حق.. أنا ماأقدر أتخلى عنكم وأروح.. بنمشي سوا ونوصل سوا إن شاء الله.. وهيا عارفه الوضع هتفهم وهتعرف إني حاولت وسويت اللي أقدر عليه.
جلست عالأرض وغطت أذنها بقوه وهيا ماتبغى تسمع اللي يقوله، فجأه لقت نفسها في غرفتها في المستشفى وخالد بيقول نفس الكلام ونفس الأعذار وبيحاول يبرر اللي سواه فيها، رفعت رأسها بألم لما حست بأيدين أخوها تضمها لصدره وهو يقول كلام ماسمعت منه شيئ، دفته بغضب/أنتا غبي زيه.. هيا مارح تفهم أبداً.. مارح تفهم ليه أتخليت عنها.. مارح تسامحك أبداً.. مارح توثق فيك مره ثانيه مهما سويت..
كانت تتكلم وتتحرك بإنفعال ورفض لمحاولات عبدالرحمن إنه يلمسها أويكلمها، قرب منها الجد ومسكها بقوه/خلص هو فهم كل اللي قلتيه ..فهم يالجوري.. أذكري الله وأركدي شوي.
سكتت وألتفتت لجدها وهي تتنفس بقوه/قله ياجدي إنها مارح تسامحه أبداً.. قله إنها مارح تفهم ولا توثق فيه مره ثانيه قله ياجدي.
جلسها أبو سند بشويش/بسم الله عليكي.. خلص هو فهم..فهم..
وألتفت لعبدالرحمن بأمر/فهمت وش قالت أختك.
جلس عبدالرحمن جنبها ومسك أيديها بهدوء/خلاص حبيبتي فهمت أهدي بس وروقي.
أتصل لقصي يجيب مويا ولما رفضتها وذكرته بصيامها في أخر لحظه أطمن عليها واتأكد إنها ركزت معاهم من جديد، سابها مع عمه وجده وراح لسيارته وحرك بعيد عنهم.. كان محتاج يبعد عنها علشان يقدر يفكر ويقرر أيش يسوي.. كان رأسه مشغول وباله مع غنى واللي صار لها وذحين كلام جوري زاد حيرته وقلقه.. إنفعالها وكلامها اللي قالته خوفه على زوجته من جهه وعليها هيا من جهه ثانيه.. كل كلامها وتصرفاته بتدل إنه صار بينها وبين خالد شيئ كبير أثر فيها ولسا مأثر فيها لحد الأن.. شد شعر بقهر وحيره مايقدر يسافر ويتركها لحالها وفي نفس الوقت قلبه مو مطاوعه يترك زوجته ويتأخر عنها وهو عارف إن حالتها مو بسيطه، رن جواله ورد بقلق/هلا عم مساعد..... يلا راجع مع السلامه.
لف بسيارته ورجع لهم بسرعه وهو خايف يكون صار لجوري شيئ، وماأرتاح غير لما لمحها تتحرك بشكل طبيعي معاهم.
بعد ماأخذت أنفاسها بعمق وهدوء هديت ورجعت لطبيعتها وأنتبهت لأخوها اللي راح وتركها مع أبوها وجدها، فضلت تسكت بسبب إحراجها من اللي صار وبسبب إحساسها بدوخه وتعب.. ماعاد فيها حيل تتكلم أو تشرح وحمدت ربها إنهم أحترموا سكوتها وماضغطوا عليها لين بدأت هي بالكلام وفهمتهم اللي في بالها وبعدها أتصل أبوها مساعد على أخوها وخلاه يرجع، وقفت تتمشى معاهم وهم يتفرجوا عالبنات اللي يلعبوا بالدبابات بعيد عنهم، ردوا السلام على عبدالرحمن وجلس الجد في ظل شجره وجلسوا معاه، عبدالرحمن بجديه/أدخلي جيبي أغراضك وخلينا نتسهل قدامنا طريق.
الجد بحزم/صل عالنبي وأركد..خذ العلم من أختك بالأول وبعدها سوي اللي تبي.
طالع فيها ببرود/عليه أفضل الصلاة والسلام ماعليك منها ياجد، ذي ماعندها سالفه وكلامها زي وجهها.
قربت منه وضمت ذراعه لصدرها وسبلت بعيونها/ مدام زي وجهي يعني حلو زيي.. يلا بدايه مبشره بالخير.
ضحكوا عليها لما سحب يده ودفها بضيق/خلي سماجتك ذي لوقت ثاني وقومي خلصيني.
رجعت مسكت يده بقوه وبضحكه/أنتا دايماً كذا تضحكهم وتفشلني قدامهم.. بس مو مشكله حاضرين للوجيه الطيبه.. أضحكوا وأنبسطوا وبعدين نتفاهم.
طالعت فيه بجديه/أنتا أسمعني وبعدين أحكم.. وإذا ماعجبك كلامي سوي اللي تبغاه.
هز رأسه بموافقه خلتها تتنهد براحه وتتابع/أنتا صح هتسافر لوحدك اليوم إن شاء الله، بس أحنا بنلحقك لأني لقيت حجز ليا وللأولاد بعد بكره وإن شاء الله على ماتتحسن غنى وترتاح هكون جيت ياقلبي وهعوض غياب اليوم والنص اللي سبتنا فيهم وأطلع عينك مزبوط.
هز رأسه برفض/أنا ماهخليكي تجلسي في بيتك لحالك لبعد بكره حتى لو أولادك معاكي، بطلي جنان.
الجد بهدوء/ ومن قال إنها بتكون لحالها؟
عبدالرحمن بضيق/أنت ماسمعت أيش قالت ياجد؟
أبو سند بجديه/أنت بتسافر اليوم بإذن الله وبنتي وعيالها بيتموا عندي وبيسافروا من هنا.
عبدالرحمن بعدم إستيعاب/قصدكم تجلس هنا معاكم؟
الجد بهدوء/أيه.. موحنا بأهلك أنت وياها ولا لك قول ثاني ياعبدالرحمن.
رد بصدق/يشهد الله إنكم أهل وأكثر من الأهل.. بس ياجدي مهما كان انا ماأقدر أخليها هنا وأروح بدونها.. أصلاً هيا ماعمرها خرجت مشوار لحالها كيف تبغاها تسافر لليمن.
مسكت يده برجاء/عبادي لايصير مخك تخين.. جلسه بدونك في بيتنا في جده ماتبغى، وهوا يوم لين أسافر خلاص أقضيه هنا مع أبويا مساعد والبنات أحسن، والرحله لصنعاء أقل من ساعه أيش بيصير يعني.
أبوسند/إلا إذا أنت ماتأمن على أختك عندنا عاد ذا كلام ثاني.
إتنهد بضيق/الله المستعان ياعم مساعد وقدرت تنطقها.. ياجماعه والله السالفه مو كذا.. بس الهبلا ذي أصلاً ماتحب ال---
حطت يدها على فمه وسكتته قبل مايكمل كلامه وبهمس/أنتا ماترتاح غير لما تنشر غسيلي، مابقي شيئ ماقلته لهم.
شالت يدها وبجديه/خلاص حبيبي لاتزعل أبويا منك ترى وصلت السكر لأقصاه.
أبوسند بضحكه/وأنتي صادقه أتعبتني ياعبادي.. قل تم يابوك وريحنا وأذلف لمرتك وولدك الله يقومهم لك بالسلامه، ومالك غير أوصلها لبيتكم برسم الخدمه.
قلب الموضوع في رأسه بعمق، هو فعلاً مايقدر يخليها في جده لحالها، وعمه مساعد وجده في مقام أبوه وجده الفعليين وإذا في ناس ممكن يأمن أخته واولادها عندهم فهيكونوا هم بدون أدنى شك، عالأقل هيكون مطمن عليهم ومتأكد إنهم في يد أمينه، وفي نفس الوقت هو عارف إنها رافضه تسافر لهم من بدايه إجازتها بسبب تعبها وعلشان محد ينتبه لحالتها السيئه ويقلق عليها، أخذ نفس عميق وبدون تردد/تم ياعم مساعد، بخلي بنتك عندك وبشوف النهايه معاها.
أبوسند بجديه/ماتقصر ياأبوجود.. والحين قم تراك متأخر واجد والدرب للمطار طويل.
الجد/خل ناصر ومشعل يوصلوك للمطار.
عبدالرحمن/لا ياجد مشكورين لاتتعبهم معي.. بروح بسيارتي كفايه إنكم بتتحملوا ذي الله يعينكم عليها.
أعطته بكس في كتفه بقهر/خير ياعبادي ذحين صرت ذي والله يعينهم.. مقبوله حبيبي يجي منك أكثر.
ضمها بقوه وبهمس/الله لايحرمني منك جوريتي..
ضمته وباست كتفه بضحكه/ماشاء الله عليك ماتقدر تمدحني قدامهم كله تهزيئ وحش.
رجع باس رأسها وبإبتسامه/هم عارفين إنك أميرة الورد وشيخة الجابر من غير كلام.
هز الجد وأبوسند رأسهم بموافقه خلتها تستحي وبتصريف/على فكره تراك فلستني ودفعت أخر هلله في بطاقتي لإني مالقيت حجز غير في الدرجه الأولى.. يعني لي عندك تماشي وعزايم للليل .
ضحكوا عليها قبل مايتكلم الجد بأمر /خل سيارتك وناصر يوصلك لأجل يساعدك في في المطار.
هز رأسه بإستسلام وراح الجد وأبوسند يكلموا ناصر، وهي مشيت معاه للسياره يجيب أغراضه، أتصل لقصي، وسلم عليها بقوه قبل مايسألها/مفتاحك معاكي إذا أحتجتي السياره؟
هزت رأسها بموافقه لإن نسختها من مفتاح سيارته على طول في شنطتها،جاء قصي وياسمين وسلموا عليه بعد مافهموا الموضوع وجلس يوصيهم على نفسهم وأستودعهم الله ودخل يسلم عالرجال وقصي وياسمين رجعوا يلعبوا وهيا دخلت للحريم.
--------------
إتنهدت بعد ماحكت اللي صار لجدتها والحريم وبإبتسامه/يعني بجلس عندكم لين تطفشي مني ياجده.
الجده بحب/ياحيا وياسهلا بذا الوجه.. الحين رديتي بنيتي اللي خابرتها.
أختفت إبتسامتها وبهدوء/سامحوني شغلتكم وأقلقتكم عليا.. بس الحمدلله شوفوني صرت كويسه.
حركت ثريا أصابعها وبمزح/بركات لمستي السحريه وكماداتي.. وبعد ماتأكلي بتردين تقفزين بهالبر
مالت عليها جوري وحطت ذراعها على كتفها بإمتنان/تسلم الأيدين وصاحبتها، الله لايحرمني منكم.
أم سند/كلها ساعه ويأذن ووقتها أبي تأكلين زين علشان صحتك ترد زينه.. ناظرني وجهك شلون أصفر.
جوري بضحكه/ إن شاء الله يمه.
سمعوا صوت أبوسند ينادي ثريا وجوري، ثريا/هلا يبه.
أبوسند/ليه ماطلعتوا مع البنات تلعبون؟
ثريابإبتسامه/ بلاك ماشفت أمي وديمه وش سوت في رؤى ووتين يوم درت إنهم بيلعبون دبابات.. تبيها تكسر عصاتها على رأسي؟
سمعتهم جوري وهي تلبس نقابها وطلعت لهم وبخيبه/أيش قصدك!! بنتحنط ببركم ذا لبعد بكره.
أبوسند بضحكه/دامك تبين تلعبين ليه مارحتي معهم؟
جوري بتأكيد/ مو قصدي ذحين، بس محلاكم مطلعينا بر ومسويين زحمه علشان تجلسونا في خيمه.
ثريا بحماس/وش تبين تسوين؟
طالعت فيهم بتفكير/إن شاء الله بفطر وبعدها بشوف، بصراحه دوبي أركز ولسا ماشفت من بركم غير الخيم وانا ماأحب الجلسه أبنطلق في ذا الجو الحلو.
أبوسند/خلص بعد المغرب إن شاء الله بمرك ونطلع ننطلق مع جدك.. وش قولك؟
هزت رأسها بموافقه وحماس/مابعد قولك قول ياتاج رأسي.. أحد يصح له يتمشى معاكم ويرفض.
ثريا بزعل/وأنا كأنكم نسيتوني!
ضمتها جوري بضحكه/حبيبتي أنتي قبلنا لإنك المحرم حقي.
دفتها ثريا بملل/ياشينك يوم تتمصلحين.
راح أبو سند وجلست جوري وثريا قدام الخيمه، جوري بإستغراب/إلا وين باقي البنات ماشفت غير رؤى ووتين وأختك صافي؟
ثريا بإبتسامه/إجازه والكل سافر يغير جو وماظل غير عمي سعود أبو وضاح زوج صافي.
دارت جوري بعيونها في المكان بإهتمام/في الصيف معذورين بس ذحين!! سابوا ذا الجو اللي يجنن وراحوا يغيروا جو برا؟
ثريا/شكلك تحبين البرد.
لفت أيديها على رجولها وضمت لصدرها وبشرود/أحب الشتاء لإنه يفكرني بحاجات حلوه.. ناس أحبهم وراحوا ومابقي غير ذكرياتهم.. وأماكن ماأقدر أوصلها كل ماحنيت ليها.. أحاسيس.. روايح عالقه في ذاكرتي ومانسيتها.
طالعت فيها ثريا بإهتمام/من أكثر شخص أتذكرتيه بهالجو؟
إبتسمت بحنين/أبويا الله يرحمه .. عارفه بيتنا فيه حوش كبير وكله شجر،كانت جلستنا المفضله تحت شجرة التين.. بعد مايرجع من صلاة الفجر كان يجلس يستناني تحت الشجره لين أجيب القهوه ونشربها سواء.. كنت أجلس جنبه ويغطيني بفروته علشان ماأبرد، ونجلس نتكلم لين يجي وقت مدرستي وبعد ماأرجع لما الجو يكون حلو نتغدى كمان في نفس المكان.. لعبنا.. شغلنا، حتى لما أمل من غرفتي كنت أخذ كتبي وأغراضي وأذاكر في الحوش ولما أخلص أسقي الزرع وأنظفه من الورق اليابس .. الآف الذكريات والصور.. هواء بارد وريحة الأرض بعد المطر المخلوطة بريحة الفواكه والحمضيات القويه.. ضحكاتنا وأحنا نلعب وأصوات العصافير اللي ماليه الشجر وأصوات الناس اللي تمر في شارعنا.. كلها مانسيتها لسها محفوره هنا وهنا.
أشرت على قلبها وعقلها وهي تتنهد، ثريا بحزن/أشتقتي لأبوكي صح.
طالعت فيها بهدوء/زي ماأشتقتي لرياض.. وذي مشكلتنا مع الميتين مهما أشتقنا لهم بيظل شوقنا نار في قلوبنا كل ماأفتكرنا إنها خمدت وأنطفت، موقف أو إحساس وأحياناً ريحه معينه ممكن تشعل نار شوقنا وتحييها من جديد.
هزت ثريا رأسها بموافقه وهي تمسح دموعها بصمت خلى جوري تحس بغصه وحزن عليها وبإبتسامه/بس عارفه أحسن شيئ في الموضوع؟ إن دعانا بيوصلهم وبيفرحوا بيه وبيعرفوا صاحب كل دعوه وبيستنوها كل ماوقفنا دعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلى من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) يمكن ماتكوني من صلبه بس أكيد تعني له الكثير، علشان كذا كل ماحسيتي بشوق لرياض أدعي له يمكن دعاكي يكون سبب في التخفيف عنه.
ثريا بتنهيده/الله يرحمه ويرحم موتانا وموتى المسلمين ويغفر لهم.
إبتسمت لما شافت ملامحها لانت وهديت/آميين يارب العالمين.. وذحين جيبي لي مويا بتوضى مابقي شيئ عالمغرب.. وأنتي أستعدي للمغامرات اللي هتصير.
↚
وصل المطار مع ناصر ومشعل في سرعه قياسيه وخلصوا إجراءات السفر اللي مشيت بسلاسه بفضل الله ومن ثم معارف ناصر ومشعل اللي كانوا كأنهم منتظرين يخدموا بيت المنذر بأي شيئ وبعد ماصلوا المغرب راحوا الكوفي وجلسوا يدردشوا لفتره، مشعل/عبدالرحمن ذا رقم رحلتك اللي يعلنوا عنه.
وقفوا وسلموا عليه،عبدالرحمن بإمتنان/مشكورين ياشباب تعبتكم معي.
ناصر بضحكه/كل تبن بس قال تعبتكم معي.
مشعل/وش سوينا يالدحمي، أنت جاي وأمورك مضبطه.
عبدالرحمن بإبتسامه/بس إذا ماكنتوا معي كان غثوني بذا الروتين وطولوا في الإجراءات.
صافحه ناصر/توصل بالسلامه والله يطمنك عالأهل.
مشعل/أنت ماقلت بتحول فلوس؟
صفر عبدالرحمن/الله يذكرك بالشهاده يارجال.
ودعهم وراح لأقرب صراف وهم جلسوا يكملوا قهوتهم..
وش تسوون هنا؟
ألتفوا لمصدر الصوت بصدمه، ناصربإستغراب/سند؟
طالع سند في مشعل وفي ديما اللي وراه بإبتسامه/أكيد أنتي اللي معلمه رجلك.
هزت رأسها بنفي، مشعل بفرح/هلا وغلا تو مانورت الرياض.. والله ماعلمتني بشيئ خبري فيكم بترودن بكره.
ناصر بشرح/حنا جينا نوصل عبدالرحمن مسافر وماكنا ندري بردتكم.
طالع سند في ديما بنظره بارده لما شهقت، وبأمر/مشعل خذ زوجتك عالسياره.
إبتسم وبتردد/إذا ماعليك أمر بأخذها معاي وبنرد عالمخيم.
ناصر بلعانه/حنا جايين بسيارتي يالحبيب.
طالع في ديما اللي منزله رأسها بإحراج وهو متأكد إنها حابه تروح مع زوجها، وبإبتسامه/ زين خذها معك وناصر بيجي معاي.
نط مشعل جنبها وسحبها من يدها ومشي بسرعه وكأنه خايف سند يغير رأيه.
ألتفت سند لناصر بإستغراب/ عبدالرحمن موبواصل اليوم! وش عنده مسافر؟
ناصر/أهله تعبوا فجأه وفي المستشفى ويبي يتطمن عليهم.
هز رأسه بتفهم " الظاهر مالي نصيب أعتذر منها" قال لناصر يسبقه مع الشباب لما لمح عبدالرحمن واتوجه لعنده وسمعه يكلم في الجوال بتوتر/ فهمت ياحبيبتي بكلمك أول ماأوصل المطار.. وإذا وصلت المستشفى.. وإذا فاقت كمان.. أنتي بس أدعي لها وأنتبهي لنفسك وللعيال..... سيارتك عندك وحولت لك فلوس إذا أحتجتي شيئ... أدري إنك كنتي تمزحي بس زيادة إحتياط.... جوريتي طلبتك مابغى حركات جنان من حقك... يعني حاولي تهدي وتبعدي عن المشاكل أنتي مو في بيتنا...... أنتي عارفه نفسك ماشاء الله مغناطيس مشاكل....... أقلك أجلسي مع البنات قد ماتقدري و......... خلاص أسف عارف إنك عاقله ومافي منك بس خفت تنسي نفسك مع ذا الجو وماتسيطري على نفسك....
عقد سند حواجبه بتركيز وهو يحاول يفهم اللي يسمعه ومانتبه غير على صوت عبدالرحمن/أهلين أبو بدرالحمدلله على السلامه..
صافحه سند بهدوء/الله يسلمك.. قال لي ناصر عن أهلك مايشوفوا شر.. مالنا نصيب نقعد معاك.
عبدالرحمن بتنهيده/الشر مايجيك.. والجيات أكثر بإذن الله.. أنا اتأخرت ولازم أروح.. مع السلامه.
سند/في أمان الله.
وقف عبدالرحمن فجأه وألتفت لسند بتردد/ سند..أنا خليت أهلي في أمانتكم.. إنتبهوا عليهم.
طالع فيه بصمت للحظات وهو يحاول يستوعب اللي قاله ومعنى مكالمته من قبل وبهدوء/لاتحاتي.. وأحنا لأمانتك حافظين بإذن الله.
إبتسم عبدالرحمن بإمتنان وراحه ومشي وهو مستغرب من نفسه.. ليه قال الكلام ذا وبالذات لسند؟
خرج سند وركب السياره مع ناصر بصمت.. كان قاعد يفكر في عبدالرحمن واللي قاله.. أنصدم من قوة العلاقة وكمية الثقه اللي بين أهله وبين ذول الناس.. معقوله لذي الدرجه واثق فيهم ومعتبرهم أهله حتى يسافر ويترك أخته عندهم بكل بساطه.. عقد حواجبه بعدم تصديق "ليه لا ياسند.. كل تصرفاتهم تدل على كذا غير كلام ديما الصريح عن علاقة أبوي القويه بهالبنت.. وموب بأبوي لحاله، حتى أبوي صقر واولادي وكل أهلي يتصرفوا معاهم كإنهم جزء مهم من عيلتنا"
زفر بضيق وهو يفكر بجديه في طريقه مناسبه للإعتذار ماتحرجه ولاتحرج بنت الناس معاه..
دق جواله فجأه وقطع أفكاره، رد بهدوء/هلا ديما.
ديما بإندفاع/أنت بتروح البيت ولا بتجينا المخيم؟
رد ببرود/ليه ماتبيني أجيكم؟ لايكون بخرب جوك أنتي وروميو.
شهقت بإحراج/وش فيك علي.. موبقصدي كذا ياأخوي.. بس في علبه في أغراضي أبيها وخفت ترسلها مع باقي الشغلات عالبيت.
سند بإستغراب/أي علبه بعد وسيارتي وسيارة الحرس إنترست علب وأغراض؟
ضحكت/أذكر الله لايخرب جهازي.. أبي العلبه السوداء اللي شريتها أخر شيئ في روما قبل مانحرك عالمطار.. أبيها ضروري تكفى ياسند.
إتنهد بإستسلام/أمري لله.. بوقف على جنب وبشوفها لك وإن شاء الله ألقاها بين هالأكوام.
وقف السياره ونزل بهدوء وهو يأشر للحارس اللي نزل من سيارتهم اللي تتبعهم علشان يرجع، وبدأ يقلب بملل في عشرات العلب والصناديق والاكياس بكل الأحجام والألوان والماركات المشهوره لحد مالفت إنتباهه علبه مستطيله كبيره بلون أسود شالها بحرص وهو يتذكر كلام ديما وإهتمامها الكبير باللي فيها.
ديما برجاء/سند طلبتك والله مو متأخره.. بأخذ كم شغله عالسريع.
سند بنفاذ صبر/ديما يكفي اللي شريتيه.. لازم نكون في المطار الحين.
مسكت يده بقوه/والله موب لي.. طلبتك تكفى لاتردني.
دف يدها بملل وقال للسواق أسم المحل اللي تبغاه وأول ماوصلوا ونزل معاها للمحل دار بنظراته فيه قبل مايلتفت لها بصدمه/وش تبين بهالمحل.. خبري فيكي ماتعرفين تسلقين بيض.
حطت سله في يده وسحبته من يده الثانيه وراها وهي تتمشى بين رفوف المحل وتنقي الأغراض اللي تبغاها وتحطها في السله اللي شايلها، وبضحكه/لهالدرجه طايحه من عينك.. عموماً أنا قلت لك قبل هذول ماهوبلي.
طالع فيها بإستغراب/لاتقولين للبيت لإنهم ولله الحمد أكيد موبناقصين.
وقفت مكانها وسكتت للحظات قبل ماترجع تمشي وبهدوء/أنا قلت لك من قبل إني حاسه بالذنب ناحية جوري وحابه أهديها شيئ يعبر عن أسفي.
طالع في السله واللي فيها وبإستنكار/ وأنتي تظني إن هالأشياء التافهه بتعبر عن أسفك وتحسن شعورك ناحيتها؟
وقفت وأتخصرت بحده/هذول موبتفاهه.. أنا بهديها الأشياء اللي تحبها ومتأكده إنها بتستانس فيهم حيييل مهما كانت أشياء بسيطه وتافه في نظرك.
قلب في محتويات السله وإبتسم بسخريه/بتستانس بشوكلت وفانيليا وباقي هالخرابيط .. الظاهر إنها بزر.
سحبت منه السله بزعل/جوري ماهيب بزر..
هي مارح تقبل مني هديه غاليه، لكن هالشغلات البسيطه تحبها وتسعدها، غير إنها تحتاجها في شغلها.
صحي من ذكرياته لما سمع صوت ناصر يناديه وأخذ العلبه وحطها عالمقعد الخلفي وحرك السياره، كان عقله يحلل كلام ديما عنها وكلام ابوه من قبل لما رفضت طقم الإلماس.. فجأه أتذكر شيئ كان ناسيه من زمان شيئ.. شيئ ممكن يقدمه لها كإعتذار وهو متأكد إنها رح تقبله وتسامحه عاللي سواه فيها بدون تردد.. ألتفت لناصر وهو مبتسم براحه/بمر البيت أجيب غرض مهم وعقب نروح المخيم، وش رأيك.
هز ناصر رأسه بموافقه وهو يتسائل بصمت عن سر إبتسامة سند الواسعه.
----------------
بعد مافطرت لقمتين بعد إصرار أمها منيره وصلت كلمت أخوها عبدالرحمن وراحت جهة الحريم والبنات اللي أتجمعوا وحطوا لهم معجنات وكيك وشاي وقهوه، جوري بإبتسامه/ ثريا يلا بنتأخر عليهم.
رؤى بلقافه/على وين العزم من غيرنا؟
ثريا بضحكه/والله مواعدين أثنين وتلقينهم الحين على نار.
بحلقت فيهم بصدمه وجوري تهز رأسها بتأييد/أثنين ياقلبي عليهم بس.. أيش الشخصيه والهيبه والطله.. طول بعرض ماشاء الله يجننوا.
ياسمين بسماجه/عرفته المستطيل مافي غيره.
طالعوا فيها البنات بملل قبل ماتكمل بضيق/محد يمزح معاكم.
ماريا بضحكه/مزحك سامج.. لقطي وجهك بس.
الجده بحده/ عن المساخه الزايده وقولن وين بترحن فيه.
أم سالم بإبتسامه/وش فيكي ياأم مساعد نسيتي.. بيرحن لشيخنا وأبوسند.
الجده/أيه.. وش له تروحن بهالليل خلكن معنا نتقهوى ونسولف تونا سمعنا صوتك يالجوري.
جوري بمكر/نتقهوى ونسولف ولاغيرانه لإنا بنروح لحبيب القلب وأنتي هنا؟
مسكت عصاتها بعصبيه/ ياللي ماتسحتين
على وجهك.. أنا لو أبيه يجيني ماغير أقول يالصقر وماتمها إلا وهو عندي مير أنا أستحي مومثلك يالعوبا.
صفرت رؤى بحماس/عطيها يايمه وديمه.. لاتسكتي لها هالشقراء.
الجده بتهديد/جودوها لي وأنا بكسر عصاتي على رأسها هالملسونه.. من شوي كانت تافله العافيه وتنازع والحين يوم الله عافها أقلبت علي.
راحت جوري جلست جنبها وباست رأسها ويدها بضحكه/حقك علي .. كسري رأسي وكل عظمه فيا فداكي.. ترى أمزح معاكي.
دفتها الجده بزعل/وخري عني يالعوبا مابي أكلمك.
لصقت فيها بمسكنه/ أفاا ياجدتي الحلوه وأهون عليكي.. مو قايمه غير لما تسامحيني وخلي جدي وأبويا يزعلوا مني لإني اتأخرت ليهم.
جلست تراضي فيها لين سامحتها وبعدها خرجت مع ثريا ورؤى وبتول اللي قالت إن ماعندها مشكله مع الظلام بعكس ماريا وياسمين ووتين اللي خافوا ورفضوا يروحوا معاهم، خرجوا ولقيو الجد وأبوسند منتظرينهم برا وجوري تضحك بقوه خلت ثريا تستغرب/وش فيك أنهبلتي فجأه؟
وقفت مكانها وحاولت تكتم ضحكتها وهي تأشر حولها بإبتسامه/أبغى أشوف وين الليل والظلام اللي خايفين منه البنات والدنيا قالبه نهار ماشاء الله.
فهمت ثريا قصدها وهي تتأمل مخيمهم اللي إستحال ليله لنهار بسبب الكشافات القويه اللي متوزعه في كل مكان غير النار اللي شابينها قدام خيمة الرجال والمشاعل المنتشره في كل ركن، ثريا بهدوء/حنا متعودين على كذا وهم كل مره يقولون نفس الكلام.
قرب منهم أبوسند/ خل نمشي من هنا.
رؤى بحماس/على وين يبه مساعد.
إبتسم وألتفت لجوري/بنبعد شوي لإجل تأخذون راحتكم وبعد مجهز مفاجأه للجوري.
طالعت فيه بهدوء/أيش المناسبه يبه ولاتقول علشان النجاح ولا الشغل أظن إنتهينا.
فهم قصدها وإبتسم/هالمره بسليكي في غياب العبادي حقك.
ضحكت بفرح/ربي يسعدكم يبه.. إذا كذا موافقه، بس أبغى أخذ معايا واحد من ذي المشاعل شكلها حلو.
رؤى /وأنا بعد أبي أخذ.
هز رأسه بموافقه وأخذت واحد ورؤى واحد ومشيوا وهم يتكلموا ويضحكوا لين بعدوا عن مكان الرجال ووصلوا لمكان مجهز بفرشه وكشاف كبير ومشب نار عليه قهوه وشاي وسله فيها أكلات وخفايف واللي يحتاجوه، غرزت جوري المشعل في الأرض بقوه بإبتسامه/تصدقوا المكان هنا أحلى من الخيمه الكبيره.
بتول برجفه/هنا برد أكثر.
جلستها قدام النار بمسافه/ذحين تتدفي .
الجد بهدوء/ناظري وش جبنا لك يالجوري.
طالعت فيه بتناحه قبل ماتنط جنبه وتأخذ اللي في يده بحماس/الله ياجدي مره حلو ماشاء الله.
ثريا بصدمه/يبه وش ذا السلاح وش نبي فيه.. جوري عن الهبال تالي الليل.
أبوسند بضحكه/وش بلاكي خايفه.. جوري ماهيب غشيمه.
رؤى بحماس/حركاتك يبه مساعد وش هالأكشن .
أتفقدت جوري المسدس وشيكت على مشط الرصاص وقفلت الإمان ورفعت طرف عبايتها من وراء ودست المسدس في حزام بنطلونها الجينز بهدوء/لاتخافي أمنته والسلاح مامنه خوف.. خافي من اليد اللي شايلته.
الجدبإبتسامه/وش فيكي جنبتيه لايكون زعلتي من ثريا.
هزت رأسها بنفي ومدت يدها لدلة القهوه بضحكه/ثريا ماينزعل منها ياجدي.. بس نتقهوى وننبسط علشان اهيأها نفسياً للقادم.
ثريا بإبتسامه/مع نفسك أنا موبايعه عمري علشان ألعب بالسلاح.
رؤى بحماس/انا بايعه وماعندي مشكله بس علميني تكفين يالجوري.
صبت لهم القهوه وألتفتت لبتول/وأنتي بتول ماتبغي تتعلمي عالسلاح.
إتنهدت/توك تقولين نخاف من اليد اللي شايله السلاح.. تقومين تعطينه ليد عمياء.
مسكت يدها بتشجيع/إن شاء الله العمياء رح تفتح قريب ولين يصير ذا الشيئ هتكوني تعلمتي الأساسيات وصرتي أحسن مني.. بعدين مو أتفقنا نتبادل الأعضاء ولا نسيتي.
بتول بضحكه/وش بنتبادل هالمره .. رجلك وطابت وماعاد فيكي شيئ مكسور.
جوري بتريقه/بس كذا! بنشوف لنا حاجه لا تشيلي هم.
شربوا قهوتهم وسط حكاوي الجد وأبو سند عن حركاتهم أيام شبابهم وطلعاتهم وبعدها رصت جوري علب العصير بعد ماعبتها بالرمل علشان يقنصوا عليها وألتفتت للجد بتفكير/جدي... ذحين لما عيالكم يسمعوا صوت الرصاص مارح يجوا.
الجد/مابه عيال إلا وضاح زوج صافي والحرس وقلنا لهم نبي نتسلى ونتنشط ونقنص بهالبر.
طالعت في البنات بتهديد/ سمعتوا جدي أيش قال، أنا مالي صلاح ولا وحده تجيب سيرتي فاهمه ست رؤى.
أتخصرت/خير وإشمعنى قلتي أسمي.. أحد قايل لك إني فتانه!
جوري بضحكه/حاش لله.. بس لسانك متبري منك وأخاف تزلي بكلمه كذا ولاكذا.
شمقت لها بزعل/وأزل خير ياطير.. وش بيصير يعني.
ثريا بحده/رؤى عن البزرنه الزايده.
جوري بجديه/رؤى أنا أتكلم من جد اللي يصير بينا مايطلع لأحد أنا مو من بناتكم علشان أسمي ينذكر في هروجكم.
ألتفتت لجدها وأبوها بتدارك /أنتوا فاهمين قصدي ياجدي.
الجد بهدوء/فاهم يابنيتي وكلامك ماعليه منقود، ورؤى ماهيب صغيره يوم إنها تجيب أخبارك قدام عيالنا.
نزلت رؤى رأسها بإحراج/أبشر يبه.. أنا أسفه.
جوري بهدوء/ أنا كمان أسفه، كنت أمزح وماقصدت إنك ثرثار---
رن جوالها وقطع كلامها طالعت فيه بتوتر/ذا معاذ، أسمحوا لي وبأخذ ذا معايا.
أخذت لها واحد من المشاعل وراحت بعيد عنهم، أبو سند بضيق/أنتي وش فيكي يارؤى قمتي تخربطين في الحكي.
زفرت بضيق/والله موبقصدي يبه..
الجد بهدوء/حصل خير يابوك.. لكن هم هي معها حق.. تبينها تتم تحكي عليكي قدام أخوانها الرجال؟
هزت رأسها بإستنكار/أكيد لا.. بس أنا مانتبهت لحكيكم ذا ولاجاء في بالي والحين خلص فهمت وركزت.
ثريا بإبتسامه/الحمدلله اللي ركزتي أخيراً
------------
مسك يدها قبل ماتنزل من السياره برجاء/لاتطولين أول ماأتصل عليك تطلعين بسرعه.
أتلفتت ديما حولها بتوتر/حبيبي كفايه إنا رحنا تمشينا وبدون ماأقول لأحد.. الحمدلله إنا رجعنا قبل سند.
مشعل بضيق/ترى لي اسبوع ماشفتك وش فيها إذا طلعنا شوي وردينا.. ترى ماكفرنا.
حزنت على صوته الحزين وقربت باست خده قبل لا أحد يشوفها ونزلت بسرعه /إذا شفت جوهم مناشب بتلقاني عندك إن شاء الله.. خلص عاد إبتسم مابي أدخل وأنت زعلان ميشو.
طالع فيها بإبتسامه/علشان هالميشو والبوسه بصبر وأشوف تاليها معك ياحبيبة مشعل..
أشرت له بيدها ودخلت للحريم وفي لحظات كانت أصوات البنات طالعه بصراخ متحمس لشوفتها المفاجأه، سلمت عالكل وضمت أمها بشوق/أشتقت لك يمه حيييل.
أم سند بحب/تشتاق لك العافيه حبيبتي، انا بعد أشتقت لك وكلنا أشتقنا لك.
الجده بلهفه/سند وينه فيه.. ليه مابعد دخل يسلم علي!
ديما بإرتباك /سند بعد ماوصل، حنا قابلنا مشعل وناصر في المطار وسند قال لي أرد مع مشعل وهو بيرد مع ناصر.
ألتفتت تدور البنات بإستغراب/وين ثريا وجوري ورؤى وبتول بعد وينهم؟
وتين/راحوا يتمشوا مع أبوي صقر وعمي مساعد.
ديما بضيق/وش ذي الخيانه ليه يطلعون بدوني.
صافي بضحكه/وش عرفهم إنك بتردين اليوم وأنتي قايله بكره.
ديما بقهر/كنت بفاجئكم، والحين شلون أروح لهم.
وتين بخوف/يالمهبوله وين تروحين، بتضيعين بهالبر وماعاد بنلقى لك طريق.
طالعت فيها/ليه وين راحوا ، ماهم بحول المخيم؟
ياسمين بإبتسامه/دام ماما فكل شيئ جايز لإنها تنطلق وماتدري عن نفسها.
جلست بإستسلام جنب جدتها للحظات قبل ما تبتسم بفرح وتوقف تلبس عبايتها من جديد، صافي بإستغراب/وين بتروحين؟
ديما بإرتباك/بتمشى قريب الخيمه.. لي اكثر خمس ساعات في الطياره تعبت من القعده.
أم سند بنظره/زين لاتبعدين في هالليل، الواحد ما يدري وش بيلقى.
إبتسمت بإمتنان وطلعت بسرعه وأتصلت لمشعل اللي ماصدق وفي لحظات كان معاها.
↚
إتنهدت/معاذ الله يحفظك لاتحبكها.
معاذ بهدوء/وأنتي لا تبسطي كل شيئ وتسخفيه علشان تبرري لنفسك.
ردت ببرود/أنا مو محتاجه أبرر لإحد.. تصرفاتي واضحه ومافيها لف ودوران.. كل ذا علشان بجلس عند ابويا مساعد يوم؟
معاذ بتصحيح/يوم لوحدك في فرق.
جوري بنفس التصحيح/يوم مع أولادي.. يعني مو لوحدي.
معاذ بحده/لاتجلسي تردي على كل كلمه بعشره.. غلطانه وعادك تعابطي.. بس الغلط من اللي سمع كلامك وسابك وراح.
ردت ببرود/معاذ رجاء لاتدخل عبادي في النص وهوا ماسابني وراح يتمشى هوا راح لزوجته اللي بين الحياة والموت..أيش تبغاه يسوي؟ يسيبها علشان مو لاقي حجز للجيش اللي في رقبته.
معاذ بنفاذ صبر/وعليها نروح ونجي على نفس السيره.. قلت لك هو جالس معاكي ومع عيالك بطيب خاطر فلا تجلسي تتصرفي بغباء علشان حاسه بالذنب ناحيته. وقفت مشي وسكتت للحظات وبهدوء/ يامعاذ كلامك ذا مكن يكون صح إذا كنت بجلس مع ناس غرب بس أبويا مساعد زي أبويا بالض----
قاطعها بقوه/الحمدلله قلتيها بنفسك.. زي أبوكي مش أبوكي فعلاً.. والناس مالها إلا الظاهر.. أيش بيقولوا لو عرفوا إنك في بلد ثانيه ولوحدك وعند ناس غرب.
جوري بغصه/أدري إن أسمي مو على أسمه و لا أنا من بقية أهله.. ولو كل الناس قالوها ليل ونهار فذا مايهمني ولا هيغير إحساسي ناحيته.. عارف ليه؟ لإنه بيحس بنفس الشيئ وبيعاملني على ذا الأساس.. أحنا أب وبنته ونقطه نهاية السطر.. وكلها يوم ونص وتلقاني عندكم إن شاء الله.. السلام عليكم.
قفلت بدون ماتسمع رده وهي حاسه بقهر.. كانت منتظره اتصاله ومتوقعه اللي هيقوله بس ماكانت عارفه ان كلامه بيكون له ذا الوقع السيئ في نفسها وبيألمها لذي الدرجه.. ماتنكرانها فكرت في السيناريو اللي هيصير بمجرد مايوصل عبدالرحمن لبيتهم بدونها وكانت متأكده من رد فعل أهلها, واتصال معاذ كان أول الغيث وبما ان علي لسا ماأتصل فذا معناه انه لسا ماعرف وذا الشيئ هيخلي رد فعله أعنف من الكل لانه زيها مايحب يكون أخر من يعلم خاصة اذا كان الموضوع يتعلق بيها أو بأحلام .
اتنهدت وطردت كل الأفكار السلبيه من رأسها وحاولت ترسم ابتسامه طبيعيه قد ماتقدرعلى وجهها, لانها وأن كانت منقبه الا انها متأكده ان ابتسامتها ومشاعرها بتنعكس على صوتها ونظرة عيونها وذا الشيئ هيلاحظه جدها وأبوها وثريا بمنتهى السهوله.. طالعت حولها بصدمه وهي تشوف قد ايه بعدت عنهم بدون ماتحس وهي مندمجه في مكالمتها وأفكارها, كان الظلام محاوطها من كل جانب ولولا المشعل اللي شايلته كانت ماقدرت تشوف يدها, اتوجهت بخطوات سريعه ناحية أنوار المخيم البعيده وهي تضحك على نفسها: الظاهرلازم أبطل عادة المشي وأنا أتكلم في الجوال ولا فجأه ممكن ألقي نفسي عالحدود.
أ
تنهدت وطردت كل الأفكار السلبيه من رأسها وحاولت ترسم ابتسامه طبيعيه قد ماتقدرعلى وجهها, لانها وأن كانت منقبه الا انها متأكده ان وعها ومشاعرها بتنعكس على صوتها ونظرة عيونها وذا الشيئ هيلاحظه جدها وأبوها وثريا بمنتهى السهوله.. طالعت حولها بصدمه وهي تشوف قد ايه بعدت عنهم بدون ماتحس وهي مندمجه في مكالمتها, كان الظلام محاوطها من كل جانب ولولا المشعل اللي شايلته كانت ماقدرت تشوف يدها, اتوجهت بخطوات سريعه ناحية أنوار المخيم البعيد وهي تضجك على نفسها: الظاهرلازم أبطل عادة المشي وأنا أتكلم في الجوال ولا فجأه ممكن ألقي نفسي عالحدود.
حطت ثريا فنجانها واتلفتت حولها بقلق\ يبه كأن جوري بعدت عنا حيل؟
وقف أبوسند وحاول يشوف وين ممكن تكون ولما ماشاف لها أثربدأ ينادي عليها, بتول بخوف\ جدي صقر أخاف تكون ضاعت في ذي الصحراء.
الجد بهدوء\وين بتضيع يابوك وضو الكشافات يوصل لجده.. تلقينها بعدت شوي وهي تكلم أهلها لأجل تأخذ راحتها.
رؤى بقلق\يبه صقراتصلت عليها وجوالها مغلق.
الجد\ تلقين جوالها خلص شحنه مثل ماتقولون وطفى .. لاتحاتونها والله يسمعنا خير.
ثريا بقلق\ أويمكن بعدت حيل عنا لدرجة ان محسن أشارة اللاسلكي موبواصلها وماعندها شبكه.
أبوسند بتوتر\ بس يبه الصحراء كبيره وهي لحالها بهالليل , واذا بعدت عنا واجد يبي لها وقت لين توصل لنا وأنا خايف يصادفها شيئ وهي لحالها.
اتنهد الجد بضيق لانه بيفكر في نفس الشيئ لكن مايبغى يبين للبنات ولولده مساعد علشان لايخافوا عليها, حاول يكون هادي وطبيعي قدامهم وبثقه\ جوري ذيبه وماينخاف عليها ولاتنسى ان معها ناروسلاح بعد.
أبوسند بقلق\ وأنا يبه موبخايف غير من هالذيابه, حنا في بر وصحراء فيها كل البلاوي.
التفت لأبوه وللبنات\ أنتوا ردوا وأنا بروح أدورعليها وأن شاء الله ماهي بعيده.
الجد بأمر\مساعد رد البنات للمخيم وجيب معك سلاح وأنا بتم أنتظرك.. منت برايح لحالك.
ثريا بتردد\يبه وش رأيك نكلم وضاح يجي يدورمعاكم وبعد ناصر ومشعل أكيد الحين ردوا من المطار.
طالع فيهم بحده\ماأبي وحده فيكم تجيب طاري حتى للحريم واللي يسأل هي بعدها معنا, فهمتوا.
هزوا رأسهم بموافقه ومشيوا معاه وكل وحده تدعي الله يستروبعدما وصلهم أخذ بندقيه وكشاف يدوي كبيرورجع بسرعه, أعطى الكشاف لأبوه وأخذ المشعل معاه وبدأت رحلة البحث عن جوري ..
ظلوا يمشوا وهم ينادوها ويوجهوا الضوء في كل الاتجاهات على أمل يلمحوها لو من بعيد, مابعدوا كثير عن المخيم لما سكت أبوسند فجأه وألتفت لأبوه \يبه كأني سمعت حس.
وقفوا مكانهم وأرهفوا سمعهم وفعلا كان صوت جوري, وجهوا الضوء ناحية الصوت ولمحوها جايه عليهم وهي تجري, مشيوا ناحيتها بسرعه وعلامات الراحه باينه على وجوههم, الجد\ الحمدلله اللي ردها سالمه.
أبو مساعد بتعب\يبه البنت ذي بتذبحني بهبالها.. مرات أظنها بزرومابعد عقلت, ومرات أظن انها عجوز بشعرشايب.
هز الجد رأسه بموافقه وهو يضحك\وأنت صادق.. هالبنت بعد ماشفت مثلها بين البنات.
حس الجد بيد ولده تجمد على ذراعه وتثبته مكانه بقوه,ألتفت له باستغراب\وش بلاك يامساعد؟
لف أبوسند جهة اليمين ورفع المشعل وهويأشرعلى نقطه معينه بهمس\ ذيب يبه.
طالع في المكان اللي أشر عليه ولده وشافه.. كان فيه ذيب كبير مايبعد عنهم كثير.. بدأ الذيب يقرب منهم ببطئ وتحفز وهو مكشرعن أنيابه ويزمجز بصوت مرعب, أخذ الجد المشعل من ولده ورفعه ناحية الذيب بتهديد واضح وسحب أبوسند البندقيه من كتفه وذخرها ووجها ناحية الذيب اللي كأنه حس بالخطر وفجأه هجم عليهم بكل قوته.
كانت تمشي وهي تقرأ المعوذات وأية الكرسي وأتنهدت براحه لما سمعت صوت ينادي بأسمها ولمحت ااثنين يتحركوا وسط بقعه من الضوء ورغم نظرها الضعيف الا انها خمنت انهم جدها وأبوها.. عضت شفايفها بقهر على غبائها اللي خلاها تبعد عنهم وفي الأخير تضطرهم يدوروا عليها ويمشوا كل المسافه ذي, حست بالخجل من جدها الكبير في السن ومن أبوها المريض اللي أكيد باله أنشغل عليها والسكر عنده أرتفع,, رفعت عبايتها واتأكدت من ثبات المسدس على خصرها قبل ماتطلق العنان لرجولها وتجري ناحيتهم وهي تنادي عليهم,, ولما قربت منهم أنبينت أشكالهم براحه وهم جايين عليها,نزلت نقابها على وجهها وقبل ماتعدل عبايتها أنتبهت لوقوفهم المفاجئ وتركيزهم على نقطه معينه جنبهم, تبعت حركتهم بعيونها قبل ماتركز عالمخلوق اللي واقف على أربع في مواجهتهم.. ثبتت نظارتها على عيونها بقوه وشهقت بصدمه من اللي شافته"ذيب..ذيب حقيقي" زادت سرعتها وأتوسعت عيونها برعب لما شافت الذيب يتقدم منهم وجدها يلوح بالمشعل قدامه في محاوله للدفاع عن نفسهم.
وقفت مكانها بجمود لثانيه قبل ماترمي المشعل عاللأرض وتسحب المسدس من خصرها وتصوبه عالذيب بثبات, حبست أنفاسها وعيونها مركزه عالذيب وبدون تردد ضغطت الزناد.
↚
أخترق صوت الرصاص المصحوب بعواء الذيب سكون الصحراء واتردد صداه بقوه ووضوح قبل مايترنح الذيب ويطيح عالأرض قدام الجد وأبو سند المصدومين، طالعوا في بعض في ذهول لدقيقه قبل مايلتفتوا لما سمعوا صوت جوري المتقطع/إنتوا بخير.. صار لكم شيى.
طالعوا فيها وفي المسدس اللي في يدها بصمت، كررت سؤالها بصوت مبحوح/ليه ساكتين..صار لكم شيئ!
هزوا رأسهم بنفي وقبل مايردوا صدر من الذيب صوت متحشرج ضعيف خلى الجد يركز عليه نار المشعل ويقرب منه بحذر.. كان الذيب ممدد عالأرض بضعف وإستسلام وسط بركه من الدم.
ماحست جوري بنفسها وهي توقف جنب جدها وعيونها عالذيب المرمي عند رجولها.. نظره وحده لشكل الذيب والدم اللي عليه وحوله وصوت أنفاسه الضعيفه وعواه المتحشرج خلاها ترفع مسدسها وتصوب عليه وتضغط الزناد بس المره ذي كانت رصاصتها مستقره بين عيونه.
غمضت عيونها بصمت لما سمعت أخر نفس للذيب قبل مايهدى والحياه تفارقه.. رجعت مسدسها تحت عبايتها وأخذت نفس عميق وأعطتهم ظهرها وبدأت تمشي ناحية المخيم.
كان الجد وأبوسند يطالعوا فيها بصدمه وعدم إستيعاب وهي تمشي بعيد عنهم، أتنهد الجد/لاحول ولاقوة إلا بالله.. ألحق عليها يامساعد شكلها ماهيب زينه.
وقف مكانه بجمود وأبوه يكرر كلامه لين حس عليه وبتوتر/وأنت يبه؟
طالع الجد ناحية المخيم وأشر عاللي جايين من بعيد بهدوء/ أنت رح شف الجوري وتطمن عليها وأنا برد معهم.
هز رأسه بموافقه وراح يلحق جوري اللي كانت تتحرك بدون ماتحس.. صورة الذيب وصوته وهو ينازع ويطلع في الروح مو راضيه تفارقها.. بيدها ذي أزهقت روح بيدها ذي أتسببت في موت مخلوق.. شافت أخر نفس بينسحب منه وأخر شعور بالحياه بينطفي في عيونه الرماديه وهو يطالع فيها بتوسل علشان تريحه من العذاب اللي كانت هي السبب فيه..
كانت مسترسله في أفكارها اللي معذبتها وماحست غير بيد وقفتها بقوه، ألتفتت وشافت أبوها مساعد وعلامات الخوف والقلق باينه على ملامحه، حمدت ربها إنها مغطيه وجهها ولا كان شاف مشاعرها واللي حاسه فيه مطبوع على وجهها وبهدوء /أنا بردت وبرجع لأمي والبنات.
مسك يدها بخوف/أنتي زينه يابوك؟ حاولي تتنفسي.. أتنفسي بقوه وأهدي شوي.
سحبت يدها علشان لايحس برجفتها وبنبره حاولت تكون عاديه/هاديه.. أنا هاديه.. وبخير.. أنتا وجدي بخير؟
هزها بقوه/ماعليكي منا المهم أن--
قاطعته بهدوء/ أنا بخير يبه لاتقلق.. ماصار شيئ
دفها وراه وغطاها بجسمه لما شاف وضاح ومشعل مع باقي الحرس وهم يقربوا عليهم وسلاحهم معاهم، وقف وضاح وأشر للبقيه يروحوا لمكان الضوء، وألتفت لأبوسند بقلق/يبه مساعد سمعنا صوت ذيب ورصاص، صابكم شيئ.
هز رأسه بنفي/خلص مات وبتلقونه يم أبوي.. روحوا له وأنا برد بنت عمك المخيم.
وضاح بإبتسامه/كفو يبه.. والحمدلله على السلامه يابنت العم، شلون شفتي الذيب ياثريا.. عسى ماصحتي بس.
أبوسند بضيق/موبوقته الحين ياوضاح.. رح للرجال وخلك مع أبوي.
مسك يد جوري المحنطه وراه وسحبها معاه
وصل المخيم أخيراً وهو راسم ألف فكره في باله بعد ماراح للقصر ولخزنته الخاصه تحديداً وجاب منها شيئ مهم ماكان يدري شلون نسيه وراح عن باله كل هالمده ولولا كلام ديما عن الأشياء البسيطه واللي ممكن تسعد هذيك الإنسانه، ماكان رح يتذكر ولايخطر هالشيئ في باله ولو بعد مائه سنه.
صدر من الفرامل صوت مزعج لما وقف فجأه بسبب بدر وبتال وسعود اللي لقاهم قدام السياره بدون مقدمات، عصب من حركتهم اللي كان ممكن تأذي واحد فيهم ونزل بعصبيه/وش فيكم أنتوا جنيتوا.
أتعالت أصواتهم بإنفعال بدون مايفهم ولا كلمه منهم وانتبه لقصي اللي واقف عند باب الخيمه بصمت، سكتهم ببرود/بااااس ولا نفس.. وش صار لكم فجأه.. تكلموا بالدور علشان أفهم السالفه.
سعود بحماس/ذيب ياخالي ذيب.
ناصر بإستغراب/أي ذيب ووين؟
سلم بدر على أبوه وعلى ناصر وباندفاع/ حنا سمعنا الذيب يعوي وصوت رصاص بعد، شكل جدي مساعد صاوبه.. بس عمي وضاح ماخلانا نروح معهم ونشوف وش السالفه.
أنتبه سند لعمه سعود اللي يدور حول المخيم وسلاحه في يده، وبحده/وأبوي وينه الحين؟
بتال/جدي مساعد وصقر كانوا يتمشون قريب من هنا.
رجع سند لسيارته وطلع بندقيه ومسدس رماه لناصر وألتفت بأمر/سعود صف السياره وخلي المفتاح معك لين أجي وخلكم قريب من الحريم، أبوك راح بأي صوب.
جري سند ووضاح بعد ما أشر لهم سعود مكان ماراح ابوه واللي معاه.. وقبل مايبعد عن المخيم شاف أبوه جاي عليهم مع وحده، وقف مكانه بصدمه وأبوه يتعداه بدون مايلتفت له.. عرف مين اللي مع أبوه وأنتبه كيف ماسكها من يدها وتبعهم بنظراته لين غابوا عنه، وبهمس/هذول وين كانوا.. وهذي وش تسوي معاه؟
أنتبه لناصر اللي راح وخلاه بدون مايحس قبل مايتحرك بسرعه ويروح يشوف اللي صار.
سحبت يدها من يد أبوها برفض/يبه مابغى أدخل عندهم بروح سيارتنا.
أبوسند بحده/قعده لحالك منتي بقاعده.. يمكن يصير لك شيئ وأنتي بروحك.
جوري بهدوء/مافيا شيئ يبه بجلس شويه لوحدي في السياره وبرجع..
راحت للسياره وراح معاها وهو زعلان/طيب بشوف تاليها معك يالجوري.
حاولت تفتح باب السياره وطلع مقفول، غمضت عيونها بقهر كانت جسمها يرجف ورجولها مو شايلتها ومحتاجه تجلس وبسرعه، ومفتاح السياره في شنطتها يعني لازم تدخل خيمة الحريم وتجيبه.
سحبها أبوسند من يدها وبأمر/أمشي معي من سكات.. أذيتيني بحنتك ومامعك مفتاح.
حاولت تسحب يدها وبرجاء/يبه لو سمحت مابغى أدخل.. رجاءً أفهمني.
طالع فيها بحده/هما قلتي تبين سياره.. خلص بوديكي لسيارتي.
شاف سعود في سيارة سند قدام خيمة الرجال وناداه، قصي أول ماشاف امه وجده ساحبها من يدها جري عليها بقلق/أمي أيشبك.. أنتي بخير؟
طالعت فيه بهدوء/لاتخاف حبيبي انا بخير.
أبو سند بعصبيه/أمك زينه ياقصي.. رح مع بدر والعيال وأدخلوا الخيمه مو بوقت الكلام الحين.
أشرت له بيدها يروح لماطالع فيها بتردد قبل مايسحبه بدر ويدخله الخيمه مع بتال وسعود، فتح أبوسند الباب وبأمر/ ماأبي أسمع صوتك..أدخلي من سكات.
ركبت بإستسلام قبل مايركب جنبها ويحرك السياره لطرف المخيم ويوقفها، ألتفت لها بهدوء/أرتحتي الحين، هذا أنتي بروحك وبعيده عنهم.. زين الحين.
طالعت فيه بقلق/يبه وين أبرة الإنسولين شكلك تعبان.
مسح العرق اللي نزل على جبينه وفك أزرار ثوبه برجفه بسيطه/ماعليكي مني، الحين بأخذها وبصير زين.. أنتي وش تحسي فيه.
حاولت تضحك بس ضحكتها طلعت مخنوقه وضعيفه/الحمدلله مو حاسه بشيئ.. بس إذا تبغاني أرتاح روح لإمي منيره وخذ الإنسولين وأنا بجلس شويه وبلحقك، رجاءً يبه.
زفر بضيق لإنه كان فعلاً حاس بتعب ودوخه وبأنفاسه تضيق عليه ومع ذلك ماكان حاب يتركها لوحدها، طالع فيها وانتبه لنظراتها اللي تشتتها عنه بإحراج كان متأكد إنها بتحاول تظهر قدامه قويه وهاديه وهي عكس كذا تماماً، فك الباب ونزل وبحنان/لاتقسي على نفسك يابنيتي أنتي كنتي تدافعي عنا ولولا الله ومن ثم اللي سويتيه كان يمكن لاقدر الله يصبني وجدك شيئ كايد.
ماردت عليه وأستمرت تتأمل منظر الصحراء من شباك السياره بصمت، وبعد ماراح بعشر دقايق شالت نظارتها ونقابها ورمتهم بإهمال وسندت نفسها على ظهر الكرسي بتعب، فجأه أتعدلت في جلستها بتوتر لماحست بالمسدس في خصرها، شغلت إضاءة السياره ومدت يدها وسحبته من بنطلونها وهي تتأملته بعيون زايغه وتتحسس ملمسه البارد اللي عداها وحول جسمها لكتلة جليد، صوت الرصاص وصوت الذيب وهو يأن بألم يرن في أذنها.. مسكته بين أيديها وهي ترجف بقوه وطلعت مشط المسدس وبعد ما اتأكدت إن ماسورته فاضيه من الرصاص قفلت صمام الامان وبدأت تنزل الرصاص من المشط على وحده وحده وهي مغمضه عيونها بألم"ثلاث رصاصات.. ثلاث رصاصات رخيصه قتلتي بيها روح" فتحت درج السياره ورمت فيه المسدس بدون ماتعيد تركيبه وبعدها المشط وباقي الرصاص، كانت متعوده تسوي ذي الحركه بعد ماتستخدم سلاحها علشان إذا حاول احد من الأولاد يلعب في السلاح يلقاه على وضع الأمان ومفكك ومايقدر يركبه ويستخدمه..
غطت المسدس بأوراق لقتها في الدرج وقفلته بقوه مالها لزوم.. أخيراً حررت نفسها من اللي حاسه فيه وصرخت بصوت عالي وإنهار القناع اللي كانت متمسكه فيه وطفت مشاعرها عالسطح.. سمحت لدموعها تنزل بغزاره وهي تشهق وجسمها كله يرتجف بخوف وألم وفقدت السيطره على نفسها وانفجرت في بكاء حاد ومرير.
↚
لا أحد يتغير فجأه..كل مافي اللأمر أننا في لحظة ما نغلق عين <القلب> ونفتح عين <العقل>
فنرى بعقولنا <حقائق> لم نكن نراها بقلوبنا
وصل سند وشاف الجد مع وضاح وناصر ومشعل اللي جالسين عالأرض ويتكلموا بانفعال وحماس وفلاش الجوال يلمع بين لحظه والثانيه والحرس يحوموا بتفتيش دقيق حولهم,قرب من جده بقلق\يبه شلونك.. صار لك شيئ؟
سلم عليه الجد بهدوء\ ماعلينا خلاف لاتحاتي, الحمدلله على سلامتك.
بعد وضاح وأعطى مجال لسند علشان يشوف اللي عالأرض وبجديه\الحمدلله ان ابوي مساعد تصرف بسرعه ولا ماكنا ندري وش بيصير.
مشعل باستغراب\انا اللي أعرفه أن الذياب تصيد في جماعات, شلون الذيب ذا جاء بروحه؟
جلس سند وقلب جثة الذيب باهتمام\كلامك حقيقي..بس ذا الذيب شكله مطرود من جماعته, ناظر شلون شكله كبير في السن وجسمه كله جروح بعدها مابرت.
ناصر\شلون مطرود مافهمت.
الجد بشرح\الذيب لاكبر وصار ضعيف لزوم يجي قايد جديد للجماعه, والظاهر ان هالذيب تواجه مع ذيب اصغر واقوى منه وخسر, فماعاد له مكان في جماعته , أنطرد وهج بهالبرلين قابلنا.
رفع ناصر البندقيه بابتسامه\زين انك وابوي مساعد خذتوا معكم سلاح قبل لاتطلعوا.
اخذ سند البندقيه واتأملها بتمعن قبل مايلتفت لجده بشك\ أبوي صاوب الذيب بهالسلاح؟
واجه الجد بثقه\ لا موبهالبندقيه.. مسدسه معه.
ابتسم لما طلع ظنه في محله وباستغراب\ وش اللي خلاكم تبعدوا عن البقيه وجابكم لهالمكان؟
الجد بهدوء\البنات ملوا من القعده وقلنا نتمشى شوي.. عندك أسئله بعد؟
هز راسه بنفي وبهدوء \يبه الله يهديك أنا قاعد أطمن عليكم موبجالس أحقق معك .
حس وضاح بتوترهم الغريب وبضحكه\ لو أنك شفت ثريا وشلون صار شكلها.. شكلها بتكره البر لباقي عمرها.
سند بأستغراب\ ثريا؟
وضاح\أيه ثريا, أنت ماشفت ابوي مساعد شلون ساحبها وراه.. المسكينه كسرت خاطري شكلها ماتت من الخوف وموبقادره تمشي .
التفت سند للجد وطالع فيه بصمت" بس اللي كانت مع أبوي من شوي موبثريا, كانت هذيك الغبيه ,وش تبي فيه جايه معه لهنا بدل ماتنطق مع باقي الحريم ؟ كان ممكن يصير لها شيئ.. زين ماسوت مناحه ولهت أبوي وقدر يقتل الذيب.. وحده غبيه" زفر بضيق وأشر للحرس بأمر\ نظفوا المكان.. وحنا خل نرجع الدنيا أمان وان شاء الله موبصاير شيئ.
ألتزم سند والجد الصمت وهم راجعين للمخيم, ناصر بجديه\يبه صقرأبي فروة الذيب .
مشعل بسخريه\تبي تنصب على ربعك وتفهمهم أنك أنت اللي ذابحه.
رد عليه بحده وأستمروا في نقارهم لين دخلوا خيمة الرجال
أخذت آخر نفس عميق وزفرته بهدوء قبل ماتبعد كيس الورق وترفع رأسها ببطئ وتقابل عيون ثريا القلقانه، طالعت فيها جوري للحظات قبل ماتلف وجهها عنها وهي تمسح دموعها، وبصوت مبحوح/أنا قلت بجلس لوحدي..ليه جيتي وشفتيني بالمنظر ذا؟
ثريا بخوف/شلونك الحين..أحسن؟
هزت رأسها بإيجاب وهي حاسه بقهر من موقفها البايخ، حاولت تتذكر كم مر عليها وهي مستغرقه في نوبتها ومتى جات ثريا وجابت لها كيس الورق وساعدتها وكيف عرفت عنها.
أتنهدت ثريا براحه لما اتأكدت إن جوري صارت بخير.. كانت قلقانه لما رجعت مع البنات للحريم من غيرها، كانت خايفه تبعد عنهم لمسافه بعيده وماتقدر ترجع أو تضيع وماتلقى طريق مخيمهم ويصير لها شيئ، رفضت تدخل للحريم وظلت على باب الخيمه تدعي لها ربي يحفظها ويردها بالسلامه، لكن لماسمعت صوت الرصاص والذيب اللي وصلهم..وسمعت صراخ عمها سعود وأولاده وفهمت منهم إن في ذيب متهجم على أبوها وجدها إنهارت على الأرض فى بكاء حاد ماوقف غير لما شافت أبوها قدامها وطمنها على جدها وجوري، وبعد ماأعطته الإنسولين طلب من ياسمين مفتاح سيارتهم وأعطاه ياه وقال لها تدور على أكياس الورق وتروح لجوري لإنها تعبانه وحطها في سيارة سند اللي كانت قدامه وقتها.. فهمت من كلام أبوها المختصر عن حالة جوري وهي بطبيعة الحال قرأت عنه قبل كذا بس ذي كانت اول مره تشوفها عالطبيعه.. ولما وصلت لسيارة أخوها أنصدمت بمنظر جوري الشاحب وشفايفها الزرق وجسمها اللي يرجف بقوه ودموعها اللي تنزل بغزاره.. كانت تجاهد علشان تتنفس بدون فايده، والأهم هو حالتها الذهنيه الغير مستقره، ماكانت عارفه كيف تتصرف ولا تدري كم صار لها على ذا الحال ومتى أتعرضت للنوبه، بس كانت متأكده إنها مو في وعيها ولاشايفتها أو سامعتها.. ظلت أكثر من عشر دقايق وهي حاضنه كفوفها وتتكلم معاها وتحاول تلفت أنتباهها لوجودها، وأخيراً نجحت ورفعت جوري عيونها المنتفخه والحمراء وقابلت عيون ثريا للحظات كانت أكثر من كافيه لثريا علشان تتحرك، وبسرعه حطت لها الكيس وساعدتها تتنفس بهدوء وبطئ لين هدأت شهقاتها وخفت دموعها وبدأت تأخذ أنفاس عميقه خلت اللون الأحمر يرجع لوجهها من جديد.
سندت ثريا نفسها على المقعد وبعتاب/ قلبي بغى يوقف بسبتك أنتي وأبوي وأبوي صقر.. لا عاد أسمعك تقولين أبنطلق.
صارت جوري تلم خصل شعرها المبعثر بإهمال وبصوت مبحوح/أبويا بخير.
ثريا بهدوء/الحمدلله زين.
شافت ملامح جوري المتوتره وتابعت/ترى عادي إذا شفتك وأنتي بذي الحاله لاتسوين سالفه..خذي.
طالعت في قارورة المويا اللي حطتها في حضنها وأخذتها بدون تردد لإن حلقها كان جاف وحاسه بعطش مو طبيعي، مسحت وجهها بالمويا وسمت بالرحمن وبدأت تشرب على دفعات وعلى مهل وبعد فترة صمت ألتفتت جوري لثريا بهدوء/يمكن أنتي دكتوره ومتعوده تشوفي المرض حولك بس أنا ماأحب أحد يشوفني بمنظري ذا.
ثريا بملل/بس واللي يعافيكي، أنتي ماتتعبين من التمثيل طول الوقت.. وش فيها إذا عبرتي شوي عن اللي تحسي فيه! بتخرب الدنيا مثلاً؟
لبست نظارتها اللي لقتها طايحه عند رجولها وعدلت طرحتها على شعرها وفتحت الشباك وسندت رأسها عليه وعيونها تطالع في السماء وببرود/أحد قلك إني ممثله من عهد شارلي شابلن! أيش اللي أعبر عنه.. ماأنا بتكلم وأشتغل وأمارس حياتي بشكل طبيعي غيرصوتي وضحكتي الملعلعه اللي جايبه لي الكلام أظن مافي تعبير أكثر من كذا.
ثريا بحده/جوري عن الإستهبال اللي ماله داعي تدرين وش أقصد.. وش فيها إذا تعبتي شوي وقلتي أنا تعبانه.. وش فيها إذا عصبتي وصرختي وثورتي وإذا أتضايقتي طنشتي الكل وقفلتي على حالك.. إذا كنتي خايفه أو موجوعه أو حتى قرفانه، وش ماكان إحساسك ليه ماتعيشيه وتعبري عنه.. ليه دووم حاطه قناع الضحك والفرح وكأن مو صاير معك شيئ..ليه وأنتي خايفه الحين ماتقولي إنك خفتي من الذيب ومن قتل أبوي ليه؟
طالعت فيها جوري للحظات وبغموض/صعب أشرح لك وصعب تفهمي ليه.. بس اتأكدي إنه في اليوم اللي هشيل فيه قناعي اللي موعاجبكم، كلكم رح تندموا وتتمنوا إنكم ماطلبتوا مني ذا الشيئ أبداً.. أنا هتصل أطمن على غنى وبروح لأمي منيره.
رمت طرحتها على وجهها ونزلت من السياره بهدوء وراحت تتصل ونزلت ثريا وراها وسبقتها للحريم بصمت وتفكير في اللي قالته من شوي.
↚
صنعاء،العاشره مساءً
وصل للمطار واتوجه رأساً للمستشفى وأعصابه مشدوده على الآخر بسبب مكالمته مع معاذ اللي أتصل عليه بمجرد ماأقلعت رحلته، فضل إنه يحكي لأخوه عن الترتيب اللي صار قبل مايوصل لصنعاء علشان يلحق معاذ يستوعب اللي صار، وتفادياً لأي مواجهات مالها داعي في المستشفى خاصة وإنه هيكون مشغول بغنى وحالتها، وجاء رد فعل معاذ زي ماتوقع بالضبط، ثار وغضب وأتهمه بالتهور وعدم تقدير عواقب الأمور وبإنه المره ذي اتمادى وجوري في تصرفاتهم بشكل مو طبيعي وبإن تدليله وتأييده لها خلاها تتصرف بطريقه مو من حقها ، وقتها أختصر المكالمه لإن لا المكان ولا الزمان كان مناسب علشان يشرح لأخوه عن الحاله اللي كانت فيها ولاعن أسبابه اللي خلته يوافق على فكرتها وقفل معاه بدون مايوصلوا لأي نتيجه مرضيه.. وصل المستشفى وسلم على أمه وأخوه اللي أستقبله بترحاب وهدوء ظاهري رغم التوتر الواضح بينهم.
تركهم ودخل لزوجته وبمجرد ماشافها وقف مكانه بجمود من شكلها اللي صدمه، كان متوقع سوء حالتها لكن ماتخيل في أسوء كوابيسه إنها هتكون بذا السوء، وبعد دقايق قدر يقرب منها وينحني على جبينها ببوسه رقيقه وهو يسمي عليها ويدعي لها..قناع الأوكسجين ما أخفى شحوب وجهها وكثرة الأسلاك الموصوله من الأجهزه الطبيه لجسمها بتوضح خطورة حالتها من غير سؤال.. وبعد ربع ساعه خرج علشان يطمن على حالتها من الدكتوره اللي أتضح إنها راحت بما إن دوامها إنتهى لذا اليوم وماعاد في شيئ يسووه لها، وبعد ماشرح له معاذ كل اللي قالته الدكتوره عن حالة غنى وطمنه عليها، أخذ عبدالرحمن على جنب علشان أمه لاتسمعه وحكى عن اللي صار لجوري وتعبها طول الفتره اللي فاتت واللي صار لها لماعرفت عن غنى، سكت معاذ لفتره قبل مايعلق بهدوء/أنت غلطت لما ماجبتها أول ماتعبت وسكت عنها وغلطت لما واقفت تجلس عندهم.. كان المفروض تتصل وتعطيني خبر وتستأذن .. لكن لا سألت ولا كإن لها أخوان أكبر منها.
عبدالرحمن بضيق/تستأذن منك ومن علي! وأنا مو مالي عينك ولا كيف.. بعدين أنت عارف إنها إذا جات وهي بذيك الحاله أيش كان صار لأمي، علشان كذا هي رفضت.
معاذ ببرود/والله الشغله مش بكيفها، الواحد أوقات بيضطر يسوي أشياء مش عاجبته لكنها مفروضه عليه، وأعتقد واضح ليش أكتفت بكلامها معاك.. ولا أنت مش عارف إنها متأكده إنك بتوقف معاها في كل صغيره وكبيره مهما كانت.
رد بحده/أنا عمري ماوقفت معاها في الغلط وإذا كانت أكتفت بكلامها معي فذا لأنها عارفه إنكم هتعترضوا على كلامها بدون ماتحاولوا تفهموا.. تنكر ذا الشيئ؟
رد ببساطه/وليش أنكر.. أنت عارف إني وعلي ماهنوافق على جلستها عند ناس غرب مهما كان تعلقها بهم.
طالع فيه بغضب/عم مساعد وأهله ماهم غرب عنها.. أنت ماتعرف هم أيش بالنسبه لها، لو شفت كيف بيكون حالها وهي معاهم ماكنت قلت ذا الكلام.. وأنا لو ماكنت متأكد منهم ومطمن عليها معاهم ماكنت خليتها عندهم دقيقه ولاكنت اتواصلت معاهم من الأساس.
معاذ بعدم إقتناع/لا تسوي زيها وتقلي زي أبي والكلام الفاضي ذا.. الرجال وأهله والنعم فيهم وماعليهم كلام، لكن مهما حبتهم وحبوها ماتوصل إنك تفلتها عندهم وتسافر، أختك وضعها مايسمح لها بذي التصرفات، جماعتنا لوعرفوا بالخبر أيش هيقولوا عليها.. أتطلقت وجالسه تسرح وتمرح على كيفها بدون ضابط ولا رابط.
معاااااذ
ألتفتوا الأثنين على صوت أمهم الحاد وهي تتابع بغصه/لا تتكلم على أختك هكذا.. أختك متربيه وتخاف الله قبل عباده..
معاذ بضيق/يمه أنتي عارفه قصدي.. عارف إن أحنا ربيناها وعلمناها الصح والغلط و----
قاطعته ببكاء/أي تربيه اللي بتتكلم عليها.. ليش هي جلست معانا ولا لحقنا نربيها زي باقي البنات.. أختك خرجت من عندنا وهي طفله.. فلتت بيتها وأهلها وبلدها وأتغربت نص عمرها والله العالم أيش شافت وكيف أتبهذلت.. أحنا يالله بذرنا فيها شوية الحلال والحرام وهي مسكت فيها بيدها وأسنانها .. أختك ربت نفسها وعلمت نفسها ولولا لطف الله بها وبنا ماكان أحد يدري كيف حالتها.. وهي أتصلت وحاكتني أنا وخالك وقلنا لها تمام، وماعاد أشتي أسمع منك ولا حتى من علي كلام على جلستها في بيت المنذر.
جلس معاذ بصمت غريب وهو يشوف أمه تبكي بحرقه في حضن عبدالرحمن اللي حاول يخفف عنها بكلامه الهادي، ماقدر يستحمل منظرها وكلامها اللي هزه بقوه لدرجة إنه ماقدر يجلس معاهم وأخذ جاكيته وخرج من المستشفى.
شاف أبوه دخل وسلم عالموجودين، رد السلام وألتفت للي معاه بهدوء/أنتوا أدخلوا أتعشوا والبقيه يتموا في أماكنهم لين تخلصوا وتستلموا مكانهم وماأبي عينك تغفل عن شيئ يافهاد.
فهاد/لاتشيل هم طال عمرك.
وضاح بقلق/للحين رسايل التهديد توصلك.
وقف سند وبإختصار/ بشوف أبوي بالأول، موبوقت الحين.
راح لأبوه اللي كان عند الحريم وماشافه من وقت ماوصل، أتجمع الشباب والأولاد حول أبوه وهم يسألوه عن اللي صار بحماس وهو يجاوبهم بإختصار، أفسحوا لسند مجال علشان يجلس جنب أبوه اللي وقف أول ماشافه، قرب منه سند بإبتسامه عريضه لما أنتبه لعلامات الرضى على ملامحه وسلم عليه بقوه وباس رأسه/شلونك يبه الحمد لله على سلامتكم.
أبوسند بإبتسامه/الله يسلمك من كل شر.. الحمدلله على سلامتك أنت وأختك.. زين اللي رديتوا اليوم.
سند بهدوء/بنتك أصرت ترد يوم درت إنكم بالبر.. شلونك يبه الحين.. أخذت دواك؟
هز رأسه بموافقه/ثريا ماقصرت.
أبو وضاح/شلون ثريا الحين.. عسى ماتروعت واجد.
رن جواله ورد بلهفه/هلا ثريا بشري.... الحمدلله على كل حال...... زين أنتبهوا على نفسكم وأنا بمركم بعدين.
قفل وألتفت لأخوه بإبتسامه/ تخبر البنات قلوبهم رهيفه ياخوي، لكن الحمدلله صارت زينه الحين.
طالع فيه سند بهدوء/يبه وين سلاحك.
أبوسند بإستغراب/أي سلاح.
الجد بهدوء/يقصد مسدسك اللي قتلت به الذيب.
طالع أبوسند في الجد للحظات قبل مايرد بهدوء/أنا وقتها لهيت مع أختك والظاهر قطيته بدون لاأنتبه.
أنتبه سند للنظره التي اتبادلها جده مع أبوه قبل مايرد عليه وبشك/يبه شلون تقطه بالبر وأنت تدري إنه مرخص بأسمك، لو طاح بيد أحد وسوى فيه شيئ بتطيح السالفه على رأسك.
الجد بإبتسامه/لا أشرقت بنخلي هالعيال يدورون عليه ووكاد بيلقونه حولنا.
ماأقتنع سند وحس بإن في شيئ غلط في كلامهم.. نظراتهم، وقبل مايكمل تحقيق حضر العشاء والكل قام وأضطر يأجل كلامه لوقت ثاني.
-------------------
جوري بهدوء/أمي حبيبتي صدقيني مافيا شيئ ولا أنا زعلانه، المهم إنك موافقه وراضيه عليا ومعاذ أنا بتفاهم معاه وأصالحه بطريقتي.
أم معاذ/المهم تنتبهي على نفسك وعلى عيالك وسلمي على الجماعه وأتعذري لهم مني.. أشغلناهم معنا.
إبتسمت/أفا يمه.. ذحين بنتك اللي زي النسمه وكتاكيتها صاروا شغله.. حتى جدتي لو سمعتك بتزعل عليا.
ضحكت أم معاذ/الله يحفظهم لك ولايغير عليكم.
جوري/آميييين.. يلا يمه روحي نامي وأرتاحي أنتي من بعد الظهر في المستشفى وبكره تبغي تروحي من بدري.. لاتتعبي نفسك ياقلبي.
أم معاذ/حاضر من عيوني.. كلي سوا وماعليكي من أخوتك باقي علي أتفاهم معه ولاجيتي خير.
جوري برفض/يمه الله يحفظك لاتكلميهم ولاشيئ.. أنا مني ليهم نختلص وبالذات علي لاتقربيه ولاتجي جنبه بتخليه يعصب زياده.. هوا إذا عرف بيكلمني وبنتفاهم زي كل مره.. يلا ياقلبي تصبحي على خير وأستودعتك الله.. السلام عليكم.
مرت لحظات وهي تبتسم براحه وتسمع سيل الدعوات المعتاده من أمها قبل ما تقفل معاها وتدخل للحريم اللي منتظرينها على العشاء، جريت عليها ياسمين أول ماشافتها وضمتها ببكاء/ماما خفت عليكي.. ليه ماجيتي على طول.
شدتها جوري لحضنها زياده وكأنها بتتقوى بيها، وبعد فتره بعدت عنها وبهدوء/شفت أخوكي وبعدها كلمت جدتك وأطمنت على خالتك غنى.. وبعدين ليه خفتي وأنتي عارفه إني أخوف بلد بحاله.
ضمتها أم سند بقلق/بسم الله عليكي يمه عسى ماصابك شيئ.
ريحت رأسها على كتفها بتعب/بخير يمه بخير لاتخافي أبويا وجدي كانوا معايا.
الجده بعتاب/وينك يمه ماعاد ظهرتي وأشغلتينا.. عسى ماروعك هالذيب حسبي الله عليه.
راحت لجدتها وباست رأسها وجلست جنبها بصمت لين لقت صوتها وردت بغصه/خلص ياجده مات الله يرحمه.. تلقيه هوا اللي خاف ولا أنا مافيا شيئ الحمدلله.
أم سند براحه/يستاهل الحمد.. ماهقينا يصير معانا هالشيئ أبد.
صافي بإبتسامه/الحمدلله إن أبوي كان معه سلاح ولا ماكنا ندري وش بيصير فيهم.
هزت جوري رأسها بشرود/من جد ماكنا ندري أيش يصير.
اتفاجأت بوحده ضمتها فجأه بدون ماتنتبه، وبدون ماتحس على نفسها مسكتها من كتوفها ودفتها بقوه وهي تسمع شهقه عاليه، طالعت في ملامح ديما اللي أنصدمت من حركتها وبألم/وش فيكي أنهبلتي..كنت أظن بتفرحين بشوفتي، مالت عليكي بس.
اتأملتها بتناحه للحظات قبل ماتستوعب وتبتسم بإرتباك/ياهلا بالإيطاليه.. الحمدلله على سلامتك متى جيتي؟
رجعت ضمتها وسلمت عليها وديما لسا زعلانه/لا والله بدري، بعد ماكنتي بتكسريني من شوي.
جوري بإعتذار/سامحيني كنت سرحانه وأنتي دخلتي شمال وفاجأتيني.
رؤى بضحكه/البنت بعدها مافاقت من صدمة لقائها بحضرة الذيب وأنتي هاجمه عليها.. زين ماخافت وقامت تصيح ولمت علينا خلق الله.
أم سعود/وش حسيتي فيه يوم أبوكي مساعد قتل الذيب.. أنا لومعكم كان طبيت ورحت فيها.
طالعت فيها للحظات وبهدوء/الحمدلله إنكم ماكنتوا هناك.. قدر الله وماشاء فعل.
ديما بضيق/مالت عليه هالغبي اللي أشغلكم عني.. حتى ثريا وأبوي مادروا عن جيتي ولا كأني قبالهم.
ضمتها ثريا بشوق/حبيبتي والله ماكنت بعقلي ولا أنا بحولك.. أنتي ماكنتي تدرين وش حسيت فيه وقتها.
رؤى بسخريه/صراحه هالذيب ماعنده ذوق بالمره، شلون يسمح لنفسه يخرب لحظة ظهورك المميزه ويسرق منك كل الأضواء.
شهقت ديما وبغيض/ههههههههه صدق إنك سخيفه.
وقفت رؤى تقلدها/مالت عليه هالذيب الغبي.
وبضحكه/المسكين مات وشبع موت أظن مافي عقاب أكبر من كذا على قلة ذوقه معك.
غمضت جوري عيونها وشدت على بنطلونها بقوه لدرجة إنها عورت نفسها وحاولت تتجاهل تعليقاتهم البريئه اللي ماوقفت حتى وهم يتعشوا لدرجة إنها غصت بأكلها أكثر من مره، حست وكأنهم مصرين يذكروها باللي سوته، أخذت أنفاسها بعمق وهي تستغفر وتحاول تتناسى فعلتها، ألتفتت لما حست بأحد يهز كتفها وطالعت في ثريا بهدوء/هلا عيني..
ثريا بقلق/جوري شكلك موبعاجبني.. ماتعشيتي عدل ووجهك أصفر وجسمك يرجف وعقلك مومعانا بالمره.
إبتسمت ومسكت يد ثريا بين أيديها وبهمس/حبيبتي أنا بخير لاتخافي مارح تجيني النوبه بس اليوم كان متعب وأعصابي متوتره شويه علشان كذا مالي نفس أكل.
ثريا برجاء/وش رأيك تنامي وترتاحي.
فلتت منها تنهيده/أنام! ماأعتقد إني هقدر أنام عالأقل مو الليله.
وقفت بإبتسامه/قومي خلينا نتسلى مع البنات وبعدها نتمشى شويه وربك بيعدلها.
ثريا بإستنكار/أنتي ماتتوبي.. ماني متحركه برا هالخيمه لين أرجع البيت.
سحبتها جوري وراها بالقوه وهي تضحك عليها وبعدها أندمجوا في حكاويهم وأتناست اللي صار.
↚
عند الرجال
كانوا الرجال يتقهووا وسند يحكي لجده وأبوه عن اللي صار في سفرته وأخر مستجدات الشغل وناصر ومشعل وباقي العيال كل واحد فيهم ماسك جهاز يالابتوب أو جوال او تاب ومحد حول الثاني وقصي وبدر جالسين برا.
طالع فيهم الجد بضيق/الحين حنا جينا البر لأجل كل واحد يعتكف على هالبلاء اللي بأيديهم.. موبكافينا في البيت بعد جابوه معهم.
أبووضاح بتأييد/أي والله ماعاد شفنا خير ولاعاد قعدنا مثل الخلق من يوم الله بلانا في هالأشياء.
وضاح بإبتسامه/بس يبه هذا تطور وحنا في عصر التكنولوجيا، حنا محتاجينها وفادتنا وسهلت لنا أشياء واجد.
أبوسند بهدوء/ صحيح إنها مفيده وسهلت لنا أمورنا لكن يابوك موبالشكل.. كانت نعمه وانقلبت نقمه الرجل ماعاد يسأل عن أهله والأخ مايدري عن أخوه والمره ماتدري عن عيالها وبيتها من تحت رأس هالتكنولوجيا،
أبو وضاح/وأنت صادق ياأخوي الأبن صار يستكثر يزور أبوه وأمه ويكتفي بشوفتهم في مكالمة فيديو والأم تتم طول اليوم على هالجوال تحش في فلانه وعلانه وهي ماتدري وين الله حاط عيالها.. والشباب شوفة عينك ولا وش رأيك ياناصر.
ألتفت لهم ناصر بتفكير/بس يبه حنا اتعودنا عليها ومانقدر نعدي يوم بدون لانستخدمها.. كل شيئ في حياتنا صارت مرتبطه بالأجهزه الحديثه سواء كانت جوالات ولا غيرها.. أنا شغلي كله عاللابتوب ولو تعطل ساعه شغلي كله يوقف.
مشعل بتأييد/يبه كل واحد وله عقل ويقدر يستخدم هالأجهزه بالمعقول.
الجد بسخريه/وأنت وين عقلك يوم إنك تارك علوم الرجال وكاسر ظهرك على هالجوال.. ولا بلاها قعدة الرجال وراء ماتروح لمرتك اللي لها أسبوع مسافره وتأخذها وتتمشى معها بهالبراد.
رمى جواله ووقف بفرح/أفا عليك يبه ماطلبت شيئ.. مدام فيها ديما أبو الجوال لأبو التكنولوجيا كلها.
قابل نظرة سند البارده وهدي شويه وألتفت لعمه بإرتباك/بعد أذنك يبه مساعد أبي أروح لبنتك.. زوجتي.
أشر له بيده يروح وهم يضحكوا على خروجه السريع ومامرت دقيقه غير وهو راجع يأخذ جواله تحت نظراتهم المستغربه، حك رأسه بإحراج/بتصل لزوجتي علشان تجيني.
وخرج بسرعه زي مادخل وهم رجعوا لضحكهم، ألتفت سند لأبوه بجديه/يبه ليه ماجبتوا الخيل معكم ولا مابتطولون.
أبوسند/محد قال يبيها ولا جاب طاريها وأنت مسافر ومحد يدور للخيل كثرك.
الجد بإبتسامه/صادق سند هالبر مايبي له إلا الخيل..
ألتفت سند لوضاح ومسك جواله/بقلهم يرسلوا الأدهم تبي يرسلوا السهم ولا مالك خاطر.
وضاح بإبتسامه/دام الأدهم حضر لزوم السهم يخاويه.
الجد بهدوء/خل يرسلوا خيول للعيال ويتعلموا معكم، هز رأسه بموافقه وأخذ جواله وخرج يتصل.
------------------
كانت جوري جالسه مع بتول اللي حاطه رأسها على كتفها وتهمس لها/وقتها ظنيت إنك ضعتي ولا صار لك شيئ.
جوري بنفس الهمس/كيف أضيع وأنوار المخيم ماشاء الله تبان من على بعد أميال.. أنا بس بعدت شوووويه.
إتنهدت بتول/بس لما سمعت صوت الذيب والرصاص قلت خلص أكيد الذيب أكلك وجدي مساعد مسكين إنجن وقتله.
جوري بمراره/والله الذيب ذا مسكين والكل ظالمه.. يلا اللي راح راح والحمدلله عدت على خير.
رؤى بلقافه/وش عندكم مأخذين ركن يالكناري.
قربت منهم جوري وبتول وأتربعت جوري قدام مشب النار وجلست بتول جنبها، رؤى بتحريش/ياسمين ترى اللي يشوف أمك يحسب بتول اللي بنتها موبأنتي.
طالعت فيها جوري بحده وأشرت لها على بتول اللي فاجأتها بضحكتها وبردها/وأنتي وش عليكي منا.. وش هالقهر يالطيف.
مسكت ياسمين يد بتول وصفقت كفوفهم في بعض بضحكه/كبسه، واحد صفر.
شمقت لهم رؤى وبمزح/مالت عليكي منك لها.
ضحكت جوري براحه لما شافت بتول ماتحسست من سيرة الأم وبهدوء/أطلعي من السالفه ياسوسه وانا وبناتي نختلص.. تعالوا حبيباتي.
حطت رأس ياسمين على فخذ ورأس بتول عالفخذ الثاني وصارت تلعب بأصابعها في شعورهم، ياسمين بإحتجاج/ماما سيبي شعري بتجيبي لي النوم.
جوري بإبتسامه/دوبي قلت لرؤى نختلص لا تفشليني قدامها وتشمتيها فيا.
غمضت بتول عيونها بإسترخاء وراحه من لمسات جوري الرقيقه وبإبتسامه/ياسمين الحين فهمت وش كنتي تقصدين يوم قلتي شعور حلو ومريح.
وتين/وأنا بجرب وسعوا لي جنبكم.
جوري/للأسف ماعندي غير رجلين بس أول مايطلعوا المستأجرين بيكون دورك.
سابت رؤى عصيرها وسحبت وتين وماريا واتربعت زي جوري بإبتسامه/تعالوا وأنا بنيمكم حبايبي ماهي بشغله صعبه.. لاتجلس هالشقراء تذلكم.
نيمتهم بالقوه زي ياسمين وبتول وصارت تسوي زي جوري وهم يتأففوا منها وهي تعصب عليهم.
ياسمين/أبله رؤى على بالك أي أحد يقدر يسويها.. أختي نادين اللي ماتنام غير لماتجنن أهلنا، ماما بس تحطها على صدرها وتجلس تلعب في شعرها وبقدرة قادر يغمى عليها وتنخمد في ثواني.
ماريا بألم/شوي شوي على شعري.
وفقت وتين بضيق/ ذي قطعت شعري حسبي الله عالعدو.. أي نوم الإ بيجيني صداع بسبتها.
طفشت منهم رؤى ودفت ماريا بملل/الحق علي اللي عبرتكم لكن مقيوله خيراً تفعل شراً تلقى.
رن جوالها وردت بضحكه/وش طرالك ذكرتينا....... والله أخت زوجك ومضطره تتحمليني......... حركاتك ياأخوي أكيد بنجي بدل جلسة القرود وأمهم اللي مسوينها ........ لا حكايه طويله بعدين أقلك عليها......... دقايق وحنا عندكم.
ألتفتت بإبتسامه /ديما ومشعل عازمينا نتحداهم عالدبابات.
وتين/من الحين أنا بركب معاكي.
ماريا/بتول وش رأيك تركبين معاي.
رفعت بتول رأسها وأتعدلت/من قال إني بركب دباب أصلاً.
رؤى/ترى ماريا تسوق زين لاتخافين.
هزت رأسها برفض/شكراً ماأبي.
مسكت جوري يدها بحنان/ولو قلت لك تروحي علشاني برضه ترفضي.
بتول بتوتر/خالتي والله أخاف، شلون بركب الدباب وأنا--_-
قاطعتها بهدوء/ أيش رأيك تركبي مع بدر.. أظن مارح تخافي وتومك معاكي وكمان بدر هينبسط إذا لعبتي معاه وعدتوا أيام زمان.
سكتت وهي تفكر في أخوها وعلاقتهم اللي صارت أقوى من أي وقت وصار كل وقت فراغه يقضيه معاها وأوقات كثيره صار يجيب كتبه ويذاكر في غرفتها علشان مايتركها لحالها، حتى لما مساعد ولد عمها صقر طلب منه يسافر معاهم في الإجازه رفض ببساطه علشانها.. أخوها أتنازل عن حاجات كثيره علشانها ولازم ترد له جزء بسيط من حبه وإهتمامه، وبإبتسامه/خلص بركب مع بدر.. بس ياسمين مابتجي معنا.
طالعت جوري في ياسمين اللي منزله رأسها وعامله نفسها مو منتبه وبضحكه/وياسمين بتركب مع أخوها.
------------------
قفل بعد مارتب موضوع وصول الخيل، هز رأسه بيأس لما سمع صوت البنات وضحكهم، فكر إنه مهما خصص مكان كبير لبنات عيلته علشان يأخذوا راحتهم بدون مضايقه فمافي فايده، أنتبه لبدر وقصي اللي جالسين لحالهم على الصخور وهم يتكلموا ويضحكوا بحماس إبتسم وبهمس/الظاهر البنات عدوهم.
راح لهم وبهدوء/ وش تسوون، مامليتوا من القعده بروحكم؟
وقف قصي لماشافه وكان بيروح بس بدر مسكه وجلسه وبإبتسامه/شلون نمل وحنا نسولف.
سند بإبتسامه/يصير أقعد معاكم.. مبين سوالفكم أزين من سوالف عمك وضاح..
وسع له بدر بفرح/سوالف عمي وضاح معاك كلها عالشغل ومافيها شيئ يونس.
هز رأسه بموافقه وألتفت لقصي بهدوء/أنت قصي صح؟
وقف قصي ومد يده بأدب/قصي خالد***
إبتسم سند بدون مايحس وسلم عليه/ونعم بحالك .. شلونك وشلون شفت برنا.
قصي بإبتسامه/ماعليك زود.. الحمدلله بخير وبركم جميل زي أصحابه ماشاء الله.
طالع فيه بإستغراب/شلون جميل زي أصحابه.
قصي بهدوء/يعني الناس مدامهم طيبين وأخلاقهم حلوه وجميله فأي شيئ يخصهم بيكون زيهم.. وأنتوا كذا.
هز رأسه بتفهم وبهدوء/أنت كم عمرك يابطل.
بدر بضحكه/مابعد كمل أثنعشر سنه.. بس هو حكيه كذا تحسه طفل رجال.
قصي عقد حواجبه وبحزم/ أنا رجال مو طفل.
بدر بإعتذار/قصي موبقصدي أستخف فيك.. لاتزعل مني.
جلس جنبه وإبتسم/أدري، أحنا أصحاب والأصحاب مايستخفوا ببعض.
سند/أنت في أي صف.
قصي/أولى متوسط.
سند/مبين عليك شاطر بالمدرسه.
قصي بإبتسامه/بسوي جهدي والتوفيق من الله.
هز رأسه بموافقه ووقف/ونعم بالله.. زين مابردتوا.
بدر برجفه/شوي بس.
قصي/أنا متعود على ذا الجو.
ألتفت له سند/أنت مو ساكن في جده؟
بدر بضحكه/يبه يقصد بيتهم في صنعاء.. عندهم أهل هناك ودوم يرحون لهم.
رن جوال قصي ورد بسرعه وهو يبعد عنهم/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أمي فيكي شيئ.......الحمدلله بخير ........ طيب إذا تعبتي كلميني على طول وأنا بجيكي....... طيب بس من ذحين قولي لها مافي سواقه.......... أبشري وعليكم السلام.
طالع فيه سند بصمت وهو يستذن منهم ويروح لخيمة الحريم بسرعه وقبل مايسأل بدر رن جواله ،طالع في الشاشه بإبتسامه/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الحمدلله زين، أنتي شلونك خالتي........ طيب أنتي ماقعدتي علشان أشوفك ....... بالأول كنتي تعبانه وبعدها رحتي مع جدي صقر ومساعد وتميتي معهم طول الوقت...... أيه صح،الحمدلله على سلامتك........ قولي قسم....... أسف أسف يلا الحين بجي قبل لا تغير رأيها........ وعليكم السلام والرحمه.
قفل وألتفت لأبوه اللي معقد حواجبه بتركيز وبإندفاع/يبه عن أذنك بروح لبتول.
سند بقلق/وش فيها أختك؟
بدر بإبتسامه عريضه/مافيها شيئ بنركب دباب.
دباب سند بحده/ وشو.. أي دباب؟
بدر بنفس الإبتسامه/عمي مشعل والبنات بيركبون دبابات وبتول تبي تركب معاي.
سند بإستغراب/بس أختك تخاف.. هي اللي قالت لك هالكلام؟
هز رأسه بنفي وبهدوء/خالتي قالت أجيهم علشان أخذ بتول لإنها تبي تركب بس ماتبي غير معاي، وخالتي جوري ماتكذب علي.. عن أذنك يبه.
راح تحت أنظار سند المصدومه واللي تابعت حركة بدر لين وصل للمكان اللي موقفين فيه الدبابات وشاف قصي معاه، أخذوا دباباين لجهة الحريم ورجعوا أخذوا أثنين كمان ومامرت غير لحظات قبل ماتتعالى أصوات الدبابات وأصوات البنات وضحكهم وهم ينطلقوا في كل مكان.
↚
رجع جلس عالصخور وعيونه على بدر وبتول اللي كانت متمسكه فيه بكل قوتها وخوفها واضح ومع ذلك ضحكتها وكلامها المتقطع بحماس واصله.. زفر بضيق هو صحيح أتغير معاهم وبدأ يسمح لبدر بممارسة أشياء كان مانعه منها وكانت فرحة بدر وتغيره للأفضل واضح وماخفي عليه، لكن إن بتول تتهور وتركب دباب فذا الشيئ موسهل..كانت أعصابه مشدوده ومتوتره عالأخر وهو يتخيل طيحة بتول في أي لحظه وللحظات سب هذيك المتطفله اللي أكيد زرعت الفكره في رأس بنته.. أكيد هي ما غيرها لإن بتول جبانه وعماها شكل حاجز بينها وبين ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
عقد حواجبه بتركيز وأتذكر مواجهته مع هذيك وكيف أتهمها بإنها تركت أولادها وسافرت بدون إهتمام.. وقتها أنشغل باللي صار وماعاد أهتم، بس هو للحين مايدري هي شلون سافرت بدونهم ونسي مايسأل ثريا اللي كل اللي قالته وقتها لاتحكم على شيئ أنت ماتعرفه.. ياترى وش اللي خلاها تتركهم وتروح، مهما كانت الفكره اللي كونها عنها في البدايه ومهما كان مايطيق يسمع سيرتها ويشوف إهتمام الكل بها، إلا إنه مايقدر ينكر إنها كانت السبب من بعد الله في التغيير اللي طرأ على حياته وحياة أولاده.. ورغم برودها المستفز ووقاحتها وطولة لسانها معاه إلا إنه مبين عليها إنها من النوع المهتم والحنون، كل تصرفاتها وكلامها مع أبوه وأولاده بتدل على ذا الشيئ و
وقف فجأه وكور أيديه بغضب "أنا وش علي منها حنونه ولامهتمه.. وش علي منها إذا تركت عيالها ولا لا.. شلون أهتم ولا أفكر فيها أساساً.. فعلاً إنسانه مستفزه ومتطفله"
↚
الساعه الثالثه والنصف فجراً
قفل المصحف وحطه مع السجاده عالصخور اللي جنبه، دار بعينه في السماء وهو يستفغر، الكل نايم ماعدا الحرس المتأهبين والمخيم غرقان في سكون غريب بعد ماخففوا الإضاءه وأكتفوا بضوء المشاعل، غمض عيونه بإسترخاء وهو يسمع طقطقة الحطب ويشم ريحته بإستمتاع قبل مايوقف بسرعه لما وصل لسمعه صوت محبب لنفسه واتوجه له بنشاط رغم نومه اللي ماتجاوز الثلاث ساعات، قرب من الأدهم وضمه بشوق/هلا بالأدهم...شلونك يابطل...
عرف سند بفرحة الأدهم بشوفته لما صدر عنه صوت حمحمه وحشر أنفه في رقبته بمداعبه خلت سند يضحك بصوت عالي وهو يمسح على رقبته بحب/أنا بعد أشتقت لك حيل.. أنشغلت عنك الفتره اللي طافت بس الحين بعوض عن غيابي وأكيد بنستانس.
بدأ يهتم فيه وفي أكله ونظافته اللي أستغرقت منه وقت وهو مستمر في كلامه معاه قبل مايحس بتوتر الأدهم وينتبه لأذنه اللي أنتصبت فجأه.. أتلفت حوله بتركيز ومالقي شيئ غير عادي، لكن حمحمة الأدهم وحركة قوائمه الخفيفه اللي ماوقفت خلته يفهم إنه سامع شيئ أو إن في شيئ صاير قريب منهم.
مسح على رقبته وعرفه(الشعر اللي على رقبة الحصان ) بحركات هاديه وهو يهمس في أذنه/لاتخاف أنا معك.. خلك هادي وبشوف وش فيه.
تركه وأتحرك بخفه وهو يدور حول خيمهم ويطالع الحرس اللي واقفين بإنتباه وباين إنهم مو شايفين أي شيئ غلط، أتوتر أكثر وهو يقرب من خيمة الحريم بتفحص، يدري إن سمع الخيل مرهف وأكيد الأدهم سمع أو حس بشيئ خلاه يتوتر بهالشكل، وقف مكانه بجمود وهو يسمع صوت غريب.. غمض عيونه بتركيز وأرهف سمعه للحظات قبل مايفتح عيونه بصدمه.. كان صوت أنين مكتوم.. أخذ مشعل من الأرض وأتحرك بحذر ناحية الصوت اللي صار أوضح وعرف يميزه بسهوله.. صوت بكاء وشهقات متقطعه كأن صاحبها مو قادر يتنفس، وقف بصدمه لما لقي نفسه قدام سيارة عبدالرحمن الجيب وصوت البكاء طالع منها بكل وضوح.. أتلفت حوله بتوتر ماكان فيه أي حركه أو أثر لإنسان، أخذ نفس عميق وصوت البكاء المخلوط بصراخ زاد ووتره زياده.. من اللي ممكن يكون داخل السياره.. معقول هي.. أصلاً من غيرها يمكن يكون في سيارة عبدالرحمن.. وش خلاها تترك الحريم وتجي السياره في هالوقت المتأخر وليه تبكي بهالطريقه.
قرب من السياره بتردد من اللي ممكن يشوفه وزفر براحه لما أنتبه للظلام اللي لاف السياره من داخلها، مرغ المشعل في التراب لين أنطفى وعقد حواجبه بغضب/غبيه ومجنونه كالمعتاد.. الأحسن أتصل بثريا تجي تشوف لها حل في هالمصيبه.
أعطى ظهره للجيب وبدأ يمشي يعصبيه قبل مايجمده مكانه صوت صرخه خارجه من الأعماق.
--------------------
فتحت عيونها برعب وهي تشهق وتحاول تإخذ أنفاسها بقوه، أتلفتت حولها بفزع للحظات قبل ماتعرف هيا وين، شغلت الإضاءة في سقف السياره وقابلت عيونها المتوسعه برعب ووجها الشاحب في المرايه.. كانت لازالت تبكي وتشهق غطت وجهها بكفوفها وأستمرت في بكاها الحار لعشر دقايق قبل ماتبعد كفوفها وتأخذ نفس عميق وتكور أيديها بقوه علشان توقف رجفتها وهي تسمي وتقرأ المعوذات وأية الكرسي.. هديت شويه وفتحت باب السياره ونزلت وهي تترنح، أستندت عالباب وغسلت وجهها بشوية مويا قبل ماتشرب باقي القاروره لأخر قطره.. لمت خصل شعرها بعشوائيه ورفعت طرف الشال اللي لافته على رقبتها ومسحت وجهها من بقايا المويا قبل ماتضمه لصدرها بهمس/شكراً.
دخلت السياره وتركت الباب مفتوح وحست بلفحة برد لما سحبت الشال من رقبتها وفردته على ظهر المقعد الخلفي، شدت بلوزتها الثقيله على جسمها ولبست عبايتها وعدلت طرحتها على رأسها.. حست بصداع غريب وبثقل في رأسها قبل ماتلبس نظارتها وبتهديد/محد بيفكك مني ياثريا لو طلع اللي في بالي صح.
أتذكرت لما رفضت تشرب المنوم وقالت إن دش حار هيخليها تنام براحه، وأستغربت لما إستسلمت ثريا لرفضها بسهوله رغم إلحاحها السابق، وبعد ماأطمنت على أولادها اللي لعبوا ورجعوا للخيم جلست مع أبوها شويه وبعدها أخذت لها دش حار وقبلت كأس عصير من ثريا بإمتنان وبعد أقل من ربع ساعه حست بنعاس غريب، وبما إن لها خبره وسوابق في النوم بعد ماتكون أتعرضت لشيئ رعبها فكانت عارفه إنها رح تصحى من كوابيسها بصراخ وبكاء يلم خلق الله عليها، علشان كذا أتسحبت بدون ماينتبه لها أحد وأخذت مفتاح سيارتهم اللي رجعته لها ثريا وراحت طلعت له مخده وبطانيه من شنطة السياره ونامت فيها.
إتنهدت وشافت الوقت ولبست ساعتها وبراحه/الحمدلله ماراحت عليا الصلاه.
رمت طرحتها على وجهها ودست رجلها في كوتشها واتوجهت بخطوات مهزوزه لدورة المياه(أكرمكم الله ) علشان تتوضى، جمدت مكانها وهي تسمع صهيل حصان.. غمضت عيونها ومسكت رأسها وضغطت عليه بقوه وبألم/ الله يسامحك ياثريا هتجنني أهلي فوق منا مجنونه.
فتحت عيونها وأتلفتت حولها وهي تسمع صهيل الحصان مره ثانيه وذي المره بشكل أوضح محى أي شك عندها في إنه هلوسه بسبب المنوم .. وبدون تردد أتوجهت للصوت بخطوات حاولت تتحكم في ثباتها علشان ماتطيح.. وبعد كم خطوه وقفت مكانها بصدمه.. ضغطت نظارتها على عيونها بقوه ورغم طرحتها اللي مغطيه فيها وجهها شافته بوضوح.. حصان.. كان حصان حقيقي واقف قدامها ولجامه معقود على غصن شجره قريبه منه.. أتلفتت حولها بحذر وحماس وهي تدعي إن مايكون في أحد صاحي، همست لنفسها/أصلاً مين المجنون اللي بيصحى في ذا الوقت والبرد غيري.
قربت من الحصان ونزلت طرحتها بهدوء، وقفت مكانها بإنبهار من اللي تشوفه.. سمت بالرحمن وصلت عالنبي بدون إنقطاع.. وبدون ماتحس قربت منه ومدت يدها ولمست رقبته.. جفل الحصان من لمستها وأتراجع خطوه لوراء وهو يصهل وطلعها من حالة اللاوعي اللي مرت فيها للحظات.
سحبت يدها بتوتر وأتراجعت وهي تشوفه يزفر من أنفه وكأنه معصب منها.. فلتت منها ضحكه ورنت في سكون الليل وكتمتها بأيديها بسرعه وهي تتأمله بإعجاب للحظات، كان أجمل خيل شافته في حياتها أخذت نفس عميق وقربت منه بحذر وبنعومه/صباح الخير ياحلو... ممكن ألمسك بس.. لوسمحت بس لمسه وحده..
ضرب بقوائمه في الأرض بخفه لما لمسته برقه/هوووش.. لاتخاف مارح أعورك.. أنتا من وين طلعت! مين جابك هنا! لاتكون منهم بسم الله.
حست بنعومة جلده وهي تمرر أصابعها على طول رقبته بلمسات خفيفه وحذره لفتره حتى حست بتوتره خف وأنفاسه هديت وكأنه اتأكد إنها مارح تضره، قربت منه أكثر وبإبتسامه/ ربي يسعدك ماأحلاك .. ممكن نتعرف.. أنا جوري الجابر وأنتا..
زفر بقوه وهو يصدر صوت غريب.. طالعت في لونه الأسود الحالك بإعجاب ونقرت بأصابعها على خدها بتفكير/أمممممم.. لو صاحبك ذكي والأغلب إنه كذا مدام أنتا حصانه فهيسميك أدهم لإنه لايق عليك.. بس مدري كل شيئ جايز.
ضحكت بصوت عالي ورجعت تمسح رقبته بحب وتابعت/أنتا عارف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان عنده خيل ومن بينهم حصان أسمه الأدهم.. والعرب قالوا ملوك الخيل دهمها، وأنا أشهد إنك ملكها وأجملها ولو سمحت نصير أصحاب بتكون متربي أحسن تربيه كمان.
صهل بصوت عالي وضحكت بفرح/أعتبر ذي موافقه منك.. خلاص بنصير أصحاب وبما إنك ماتعرف تصافح فهسلم عليك بطريقتي بس أنت لاتجفل وتتوترني معاك طيب.
حاوطت خدوده بكفوفها برقه وقربت منه وطبعت بوسه على غرته وبمرح/تراها بوسه خاصه بأخواني، بس أنتا إستثناء ورح أشاركك فيها.
شافت جنبه فرشة كبيره ياما شافتهم بيستخدموها في تنظيف الخيل في التلفزيون، أخذتها بدون تردد وبدأت تفرك ظهره وبطنه بشويش وعيونها تلمع بحماس/طول عمري كنت أحب الخيل ونفسي أشتري واحد خاص فيا، بس أقصى شيئ وصلت له هو إني ألمس الخيول اللي يستأجروها الأولاد في البحر ولا لما نروح الطايف، صح كانت خيول عاديه بس حلوه وعاجبتني، لكن أنتا غير عنهم.. أنتا شكلك خيل عتيق وعمري ماحلمت إني هكون قريبه من حصان جميل زيك.
كانت تغطس الفرشه في سطل مويا جنبها وترجع تفرك ظهره وهيا مستمره في كلامها بكل راحه وبساطه/سبحان الله من كان يصدق إني أمسي على ذيب وأصبح على خيل.
سكتت للحظات وبغصه/أنتا ماكنت هنا أمس وشفت أيش سويت في.. الذيب المسكين.. لو كنت شفتني أكيد كنت هتخاف وماتسمح لي أقرب منك، صح؟ بس أنا ماكان قصدي أقت...له.. في البدايه كنت أبغى أخوفه بس علشان يبعد.. بس هوا اللي هجم على أبويا وجدي.. كان هيأذيهم.. كنت مضطره أقتله.. أنا مو شريره بس هوا..
ماقدرت تكمل وطاحت الفرشه من يدها وصورة الذيب ترقص قدام عيونها، جلست تبكي عالأرض بحرقه، ماتدري كم مر عليها وهي تبكي مكانها قبل ماتحس بأنفاس حاره على رقبتها خلتها ترفع رأسها وتقابل أكبر وأجمل عيون سود ومكحله شافتها في حياتها، لفت أيدها على رقبة الأدهم اللي رفع رأسه ووقفها معاه ..داعب وجهها بأنفه برقه وكأنه يواسيها وهي أتعلقت فيه وضمته لدقايق وهي تبكي بهدوء قبل ماتبعد عنه وبصوت مبحوح/ترى أنا مو بكايه.. أولاد الحاره كانوا ينادوني البنت الحديديه لإني ماأبكي مهما عوروني وقت اللعب.. بس من وقت الحادث وأنا مو طبيعيه.. صارليا فتره وأنا أبكي بغباء على أتفه شيئ وكل شيئ.. وذحين صحيت من كابوس.. كان الذيب.. يلاحقني وزعلان لإني..
سكتت وزفرت بضيق وشالت نظارتها ومسحت دموعها بكم عبايتها قبل ماتشهق وتطالع في ساعتها وبضيق/أستغفر الله ماصليت القيام.
قربت من الأدهم وباست رقبته وبإمتنان/شكراً لإنك أتحملتني من صباح الله خير وخليتني أفضفض لك شويه.. في أشياء ماأقدر أقول لها لأي شخص..بس أنتا كنت كريم وسمعتني بدون ماتمل وتقاطعني.. أنا بروح أصلي وإن شاء الله إذا خلصت والكل لسا نايم بجيك وأخذك في مشوار.. أتفقنا.
إبتسمت وربتت عليه برقه لما صهل بموافقه وباسته مره أخيره/ربي يسعدك .. أستناني لاتنام برجع علشان ننقي لك أسم حلو زيك، السلام عليكم.
رمت طرحتها على وجهها المبتسم براحه وجريت بسرعه علشان تلحق تصلي وتقرأ وردها قبل آذان الفجر.
برز سند من وراء كومة صخور وشجر جنب الأدهم ونظراته المصدومه تتابع شبحها الأسود اللي أختفي في الظلام، جلس عالأرض بذهول وعدم تصديق..
حس قلبه طاح لما سمع صرختها المفزوعه، ألتفت وشاف شبح أسود في المقعد الخلفي للجيب وبمجرد ماشاف نور السياره الداخلي أنسحب لجانب خيمة الحريم ووقف مكانه بجمود ماعرف سببه، سمع باب السياره ينفتح وصوت حركه خفيفه قبل مايسمعها بوضوح وهي تتوعد في أخته ثريا، وبتفكير "شكلها كانت تحلم باللي صار لها البارح، مدامها خايفه ومرعوبه هالكثر وش اللي خلاها تنام في سيارتهم، وثريا وش سوت لها حتى تتحلف فيها بهالشكل" زفر براحه لما سمع إنها بتروح تصلي ورجع للأدهم وأضطر يلف لفه كامله حول خيمهم علشان لا يصادفها، ولما وصل أنصدم بوجودها واقفه بتناحه قدام حصانه،وبقهر" وش جابها لهنا بعد" لف وجلس على صخره قريبه وزفر بضيق وهو منتظرها ترجع لسيارتهم في أي لحظه وفجأه سمع الأدهم يجفل وقف بسرعه " الغبيه لايكون قربت منه، هو مايحب الغرباء" هز رأسه بغضب لما حس بتوتر الأدهم منها.. صار بينهم علاقه قويه وتواصل مو طبيعي يخليهم يحسوا ويفهموا بعض، سمعها تترجاه علشان تلمسه، خرج ناحيتها علشان يمنعها تقرب منه لإنه يمكن يأذيها ووقف مكانه بجمود.. كان ظهرها ليه ويدها تمسح على رقبة الأدهم بهدوء وهي توعده إنها مارح توجعه " الغبيه ماتدري إنه يمكن يجيب أجلها في ثواني" بس اللي فاجأه إن الأدهم ماتحرك من مكانه والتزم الهدوء بشكل غريب والأغرب إنه سمح لها تقرب منه، صارت تضحك معاه وتنكت وكأنه واحد من بقية أهلها، أتراجع لمكانه عالصخره بغيض وحقد"شلون سمح لها تقرب منه هالكثر وهو مايسمح لأحد بهالشيئ" كانت تتغزل فيه وتتكلم براحتها وهو يغلي من الغيض وكل شوي يطالع في ساعته على أمل إنها تروح لأي مكان.. المهم تذلف من هنا، فجأه شده كلامها عن الذيب ووقف بصدمه وعدم إستيعاب "هالمجنونه وش تقول.. شلون هي اللي !! وأبوي.. ومسدسه.. أكيد قامت تهلوس من كثر رعبها البارح" أنتبه لبكاها المفاجئ وطلع رأسه بهدوء من وراء الصخور وشافها طايحه عالأرض، كانت متكوره على نفسها ومو حاسه حتى بالأدهم اللي حاشر وجهه فيها ويحاول يلفت إنتباهها، أتلفت حوله بضياع وهو محتار ومايدري كيف يتصرف، ضغط على جبينه بقوه وزفر براحه لما أتعلقت في رقبة الأدهم ووقفت معاه، رجع لصخرته وجلس يسمع كلامها بهدوء وبعد ماسمع خطواتها وهي تبعد خرج من مكانه وشاف شبحها يختفي في الظلام، راح للأدهم وطالع فيه للحظات وبتساؤل " تظن إنها حكت الصدق ولا قاعده تهذي! وش رأيك" قرب منه الأدهم ومرغ وجهه في كتف سند اللي طالع فيه ببرود/الحين أتذكرتني! طلعت مالك أمان، بهالبساطه تروح لها وتخفف دمك بعد.. شلون تسمح لها تقرب منك هاا؟ لعبت عليك بضحكه وبوسه وأنت مثل المدمغ وراها.. وبعد تبي ترجع تأخذك مشوار ولا بعد بتختار لك أسم على ذوقها.. طالت وشمخت.. مابقي غير تسرجك ووقتها متأكد إنك مارح تمانع تمتطيك وتسرحوا سوا بهالبر" قرب الأدهم منه وزفر من أنفه وضرب بحوافره على الأرض بقوه خلت سند يتخصر ويواجه بعصبيه/ خير.. كلامي موبعاجبك.. ويمكن أنا بكبري مو بعاجبك بعد، أيه خلاص عينك زاغت عليها يالخاين..
طالع فيه بقهر لما لف وأعطاه ظهره، وبعصبيه/هزلت..حتى أنت قلبتك علي.. أجل خلها تنفعك .
شات سطل المويا بغضب وهو يسب وراح يصحي الرجال لصلاة الفجر.
↚
الكل صحي وصلى الجد بالرجال جماعه، وماسمح لأحد يرجع ينام وبعد ماصلوا الشروق أنحط الفطور للرجال وأستئذن الجد وأبوسند وراحوا للحريم تحت نظرات سند الحارقه.
قصي كان متحمس من وقت ماصحي وشاف الخيول وماسك نفسه بالقوه علشان لا يسألهم متى بيركبوا الخيل وإذا كان بيسمحوا له، بدر بإستغراب/أنت وش فيك مو بعلى بعضك من الصبح.. فيك شيئ! تعبان؟
هز رأسه بنفي ووجه حمر من الإحراج، وكمل فطوره بهدوء قد مايقدر.
وعند الحريم كانت جوري بالمقابل تطالع في ثريا بغيض ومنتظره بس تستفرد بها وتوريها شغلها، بس ظهور جدها وأبوها خلاها تنسى الموضوع وتستمتع بصحبتهم وهي تفطر بنفس مفتوحه، رغم إنهم ماسكتوا ورجعوا جابوا سيرة الذيب ، إلا إنها كانت كل ماقالوا كلمه في ذا الموضوع ترجع بذاكرتها للحصان اللي قابلته وتحاول تتمسك وتندمج في الوقت القصير اللي قضته معاه ، الجد بإبتسامه/شلون أصبحتي يالجوري بعد البارح.
ردت بفرح/أصبحت على خير وخيل ياأحلى جد في الدنيا.
أبوسند/متى شفتيهم وهم وصلوا الساعه ثلاث الصبح.
الجد/عسى ماأزعجوكي بأصواتهم.
طالعت فيه بإستغراب/أصواتهم.. ليه هوا فيه غير الحصان اللي شفته.
ضحك أبوسند/اللي وصلوا البارح كانوا عشره.
صفقت بحماس/ماشاء الله .. ذول حقكم يبه ولا إيجار ولا كيف الهرجه.
أنفجروا الكل بضحك أما رؤى طاحت عالأرض بهستيريا، أتخصرت/أهم شيئ إنكم مبسوطين.. مره عجبتكم النكته؟
هزوا روسهم بموافقه خلتها تزفر بضيق/الحق عليا اللي آخذه راحتي وأقول لكم عاللي في بالي.. حتى أنتا ياجدي!
الجد بضحكه/وش أسوي لمخك ذا.. ماتقولي من وين بنأجر خيل بنص الليل.
حكت رأسها بإحراج/أيوه صح.. ماأنتبهت لذي النقطه.
أبوسند بإبتسامه/هالخيل لنا مو بإيجار.
رجعوا البنات يضحكوا من جديد، طالعت فيهم ببرود/تراها ماتضحك لذي الدرجه ياسخيفات.. أنا بطلع اتمشى ولماتخلصوا ظرافه ألحقوني.
عدلت نقابها وطلعت وبعد دقيقه كانوا البنات يتمشوا معاها.
طالع وضاح في ساعته وألتفت لسند والبقيه/وش رأيكم نسوي سباق خيل.
نط قصي بحماس/أخيراً.
جلس مكانه بإحراج لما الكل طالع فيه، أبووضاح/تحب الخيل ياقصي.
هز رأسه بموافقه،مشعل بنعاس/أبي أنام موبوقت الخيل الحين.
أبووضاح/محد قال لك تتم سهران لنص الليل.. أنت تدري بأبوي مايحب نومة الصبح ولا يواطنها.
ناصر بلعانه/يبه خله يرقد مسكين كان مفارق وماصدق شاف الحبايب ولزق فيهم.
بقق مشعل عيونه عليه بقهر ووقف فجأه/ماعليك منه يبه..شوفني شلون نشيط.
شتت نظراته بعيد عن سند وتابع وهو خارج من الخيمه/أنا بسبقكم وأسرج الريح.
ألتفت وضاح لسند بإبتسامه/خل نلحق هالمطفوق زوج أختك قبل لايهبل في الخيل.
رد ببرود/رح أنت مالي خاطر الحين.
طالع فيه بإستغراب/شلون مالك خاطر.. موبأنت اللي طلبتهم.. وش صاير ياسند.
زفر بملل/ما صار شيئ ياوضاح، قلت لك مالي خاطر خذ بدر معك وأنا شوي وبلحقكم.
طالع فيه بصمت وهو متأكد إنه مو على طبيعته.. بس أيش اللي صار وخلاه يرفض الشيئ الوحيد اللي يحبه وبجنون.
وقف أخذ الأولاد وراح، ظل سند يفكر لدقايق وبهمس/خل أخلص من هالسالفه وأرتاح.
مسك جواله وأتصل/ ثريا أبيكي شوي تعالي لخيمتنا.... .. كلهم طلعوا بس ألبسي عباتك للإحتياط.
وقف وأتوجه لسيارته وفتح الدرج ومد يده يطلع الغرض اللي جابه أمس من البيت ، جمد للحظه وهو يطالع في مشط الرصاص اللي في يده، مو ذا الشيئ اللي حطه البارح في الدرج ، جلس عالمقعد ورجع طالع في المشط وأنتبه إنه بدون رصاص، مد يده وطلع أوراق كان حاطها في الدرج وطلع العلبه اللي جابها أمس وأخيراً طلع مسدس.. طالع فيه بتمعن وعرف مسدس أبوه الخاص، كيف وصل لدرج سيارته ومتى! سيارته محد يستعملها وهو مسافر وأمس لما حط العلبه كان متأكد من خلو الدرج من أي شيئ ماعدا الأوراق.. وأبوه قال إنه رماه ومايدري وين بالضبط.. يعني لو كان حطه في الدرج ليه ماقال.. وبعدين سيارته محد أستخدمها غيره.. عقد حواجبه بتركيز/سعود.. سعود هو اللي بيفهمني وش السالفه.
أتصل على سعود وقله يجيه بسرعه، جلس في السياره يقلب في المسدس لين وصل سعود/هلا خالي آمر.
سند بهدوء/هلا بك ومايآمر عليك ظالم.. أمس مو قلت لك تصف السياره وتخلي المفتاح معك.
هز رأسه بموافقه خلت سند يتابع/وما أعطيت المفتاح لأحد؟
هز رأسه بنفي، سند بهدوء/سعود تذك------
قاطعه بسرعه/ أيه صح عطيته لأبوي مساعد.
سند بإستغراب/وليه عطيته لأبوي.
سعود/هو جاء يوم كنت بصفها وقال لي أنزل وبعدها ركب معها وراحوا.
طالع فيه بعدم فهم/من اللي ركب معها وراح ؟
سعود/أم قصي ياخالي.
رفع حاجب واحد وبتساؤل/وش عرفك إنها أم قصي.. أنت تعرف شكلها.. كانت كاشفه.
حرك يده بإرتباك/من وين أعرف شكلها وأنا أول مره أشوفها وبعد متغطيه، بس يوم شافها قصي راح لها وسألها إذا كانت بخير وجدي عصب عليه وخلانا ندخل الخيمه، وبعد ماتعشينا خالتي ثريا رجعت لي المفتاح ورحت صفيتها مثل ماقلت لي ورديت لك المفتاح.
طالع فيه للحظات قبل مايأشر له يروح/مشكور ياسعود، ولاتجيب طاري لأحد إنها كانت مع أبوي.. أنسى السالفه.
رفع المسدس وشم ريحة البارود اللي تدل على إن أحد أستخدمه مؤخراً بعكس بندقية أمس اللي شككته في الموضوع.. زفر بضيق وهو يفكر في كلامها اللي سمعه الفجر، معقول يكون كلامها صحيح وهي اللي قتلت الذيب، أساساً جده وأبوه قالوا إنه أستخدم المسدس وشيئ طبيعي إنه يحطه في درج سيارة ولده.
طلع الرصاص وعده ولقيه ناقص ثلاث رصاصات.. رن جواله وكانت ثريا ورجع كل شيئ للدرج وأخذ العلبه وراح لها.
شالت نقابها وزفرت بضيق/شلون تطلبني أجيك وتلطعني هنا.
طالع فيها وهو مايدري كيف يشرح لها الموضوع وبتوتر/أبي منكي خدمه بس بدون أسئله..نفذي وبس.
ردت بإستغراب/وش هالخدمه الغريبه.
ناولها العلبه وبتردد/أبي تعطيها هالشيئ وتقولي لها أني عن جد أسف عاللي صار مني يوم المزرعه.
شهقت بصدمه/أنت أنهبلت.. وش اللي أعطيها وأعتذر لها.. لاحبيبي أنا ماصدقت إنها نست السالفه ورضت تزورنا.
سند بحده/ثريااا.. ترى قلت تعتذري لها مو توصلي رسالة غرام.
زفرت بضيق/سند لوسمحت قدر وضعي، أنا للحين محرجه منها وأنت تبيني أقلها أخوي يعتذر منك وبعد جايب هديه.. تبيها تذبحني.
طالع فيها بصمت قبل مايشرح لها وجهة نظره بهدوء/ أنا غلطت عليها وظلمتها وأتصرفت معاها بخسه ونذاله، وأقل شيئ أسويه هو إني أعتذر لها، وطبعاً مايصير أسوي هالشيئ بنفسي.. أدري إنك بتقولين في نفسك إني ماأستحيت يوم غلطت عليها بس أنا وقتها ماكنت في وضع يسمح لي أفكر زين.
إتنهدت بضيق على حاله وهي مقتنعه باللي قاله، أخوها طول عمره يعرف الأصول والواجب والكل يشهد برجولته وشهامته القاصي قبل الداني، ومتأكده إنه ما كان بوعيه هذاك اليوم، قربت منه ومسكت يده بحنان/عفى الله عما سلف ياأخوي لاتحمل نفسك فوق طاقتها، أنت كنت فاهم غلط وزين إنك عرفت غلطك ، وأنا بوصل لها إعتذارك وأنا متأكده إنها بتقبله وبتسامحك.. بس الهديه بلاها لإني متأكده إنها بترفضها.
مسك كتوفها وإبتسم بغموض/وأنا متأكد إنها بتقبلها وبعد بتستانس وتطير من الفرحه.
عقدت حواجبها بإستغراب/لهدرجه! وش هالهديه اللي بتخليها تطير! وأنتةمن وين جايب هالثقه.
هز كتفه بلامبالاة/متأكد وواثق مثل ماأنا شايفك الحين.. وقلت لك لاتسألين عن شيئ.
طالعت فيه بشك/سند لاتورطني معها الله يرحم والديك.
سند بإبتسامه/ماكنت أدري إنها تخوف هالكثر.. ياأنتي اللي طلعتي جبانه.
طالعت فيه بتوتر/سند البنت حدها تعبانه ومو بناقصه توتر وحرق أعصاب.. الضغوط عليها من كل صوب وأخاف حركتك ذي تكون القشه اللي بتقصم ظهر البعير.
أختفت إبتسامته وبقلق/ليه وش فيها.. صاير لها شيئ؟
زفرت ضيق ودارت بعصبيه/لا تسألني عن شيئ.. خلص بسوي اللي تبيه والله يستر ويعديها على خير.
أخذت منه العلبه وخرجت وهو يفكر في كلامها بقلق ولحقها بسرعه قبل ماتروح.
أتجمعوا الحريم والبنات ومعاهم الجد علشان يشوفوا السباق ويشجعوا الرجال اللي إنضم لهم أبوسند بعد ماترجته جوري وأكلت رأسه بحماسها اللي عداه، كان كل واحد له حصانه الخاص وحتى قصي أسرجوا له حصان بعد ماعرف وضاح إنه خيال متمرس على ركوب الخيل وسوا له إختبار عالسريع علشان يتأكد من قدرته عالجري بالخيل.
رتبوا ثلاث جولات.. الأولى بيكون الكل مشارك فيها، والثانيه بتقتصر على أبووضاح وأبوسند ووضاح وناصر ومشعل، والثالثه سعود وبتال عيال وضاح وبدر وقصي.
جات ثريا وسحبت جوري فجأه/تعالي أبي أكلمك ضروري.
رفضت تتحرك وجمدت مكانها بضحكه/أجلي أي كلام لبعدين وخلينا نتابع السباق، ذا أول شيئ حقيقي تسووه في بركم ذا.
سحبتها ثريا بإصرار وبهمس/أنا أبي أكلمك الحين والكل لاهين عنا.
وقفتها جوري وبجديه/ثريا أيشبك.. في شيئ!
هزت رأسها بإيجاب وبتوتر/موبهنا، خل نروح مكان نأخذ راحتنا فيه
مشيت معاها بصمت وقلبها مو مرتاح وخايفه من اللي هتسمعه، لكنها قررت تستمتع باللي حولها وهي تتأمله بإعجاب.. كان المكان جميل بشمسه الهاديه ومساحته الشاسعه وكثبانه الرمليه المتفاوتة الحجم والأشجار والصخور المنتشره بعشوائيه غير الهواء البارد، كلهم أتحدوا وكونوا لوحه غايه في الجمال سبحان من أبدعها، أنتبهت على ثريا اللي وقفت بإتباك واضح، مسكتها جوري وجلستها عالأرض بقوه وهي متوقعه معارضة ثريا كالمعتاد بس اتفاجأت بإستسلامها، شالت جوري نقابها وقفازها وأتربعت بضحكه/شكل اللي هتقوليه أخطر من جلستك عالتراب وإحتمال تعرضك للجراثيم.. أطربيني يانجمتي.
زفرت بقوه ومدت لها العلبه بتردد/بالأول شوفي ذي وإذا كان رد فعلك مشجع بقول لك السالفه.
أخذت العلبه وفكتها بدون ماتطالع وبإبتسامه/لاتكوني معجبه فيا وبتعترفي لي بحبك في ال------
قطعت كلامها وشهقت بقوه وعيونها عالعلبه بعدم تصديق.
عضت ثريا شفايفها بقلق من شكل جوري المصدوم.. عيونها مبققه وفمها مفتوح ولأول مره يخونها التعبير وتسكت بذا الشكل، غمضت عيونها بندم " الله يسامحك ياسند وش اللي ورطتني فيه ياأخوي" لمست كتفها بتردد/جوجو.. أنتي زعلتي؟
أخيراً قدرت تبعد عيونها عن العلبه ورفعتها لثريا بذهول/ز..زعلت!!زعلت!!
فجأه نطت واقفه وهي ضامه شيئ لصدرها بقوه وتصرخ بفرح وتضحك بهستيريا وهي تدور حول ثريا اللي وقفت بصدمه "كان معاه حق" شهقت لما سحبتها جوري وصارت تدورها معاه بقوه، ثريا برجاء/خلص معدتي قلبت علي.. تكفين أوقفي.
وقفت جوري وضمتها بقوه/شكراً شكراً شكراً من كل قلبي.
بعدت عنها وبإبتسامه/الظاهر إنه شيئ مهم بالنسبه لك.
أخذت نفس عميق لكذا مره حتى هديت شويه وقدرت تتمالك نفسها وبإبتسامه/مهم بس..
فتحت يدها قدام عيون ثريا المستغربه/ كل هالفرح والحفله اللي سويتيها علشان هالسلسال!
مسكت ثريا السلسال الذهبي بأطراف أصابعها بعدم تصديق، إتنهدت جوري وضمته لصدرها من جديد وبإبتسامه/أنتي ماتعرفي السلسله ذي أيش تعني لي.. ذي كانت الشاهده على كل شيئ مر في حياتي، من أول مره لبستها فيها ظلت معايا ومافارقتني أبداً لحد ذاك اليوم.
ثريا بإهتمام/وش المهم فيها لهالدرجه.. لها ذكرى خاصه عندك؟
هزت رأسها بإيجاب/ذي صممتها بنفسي تقدري تقولي كانت كلمة السر بيني وبين إنسان ماتوقعت في يوم من الأيام إني هفارقه..تؤام روحي ونصي الثاني أهداني ياها قبل ماأسافر وأتركه وأترك أهلي لأول مره في حياتي.
ثريا بإستفهام/ قصدك لما أتزوجتي وجيتي هنا تعيشي.
إتنهدت وبشرود/لبسني ياه وقال لي إذا كنت بعيد عنك فذا مايعني إني موحاسس بيكي، قلبي هيكون دايماً معاكي ومارح أنساكي أبداً.. من يومها ماشلته من رقبتي حتى وأنا نايمه ومهما كنت لابسه كان هوا دايماً موجود، ومهما تعبت أو حزنت أو مرت عليا لحظات كنت أحس فيها إني وحيده كنت أتكلم معاه وأحكي له وكإن صاحبه قدامي وبعدها أحس براحه وقوه غريبه تخليني أتحمل كل شيئ مهما كان صعب.. يمكن تقولي عليا مجنونه بس ذا اللي كان يصير عن جد.
ثريا بإستغراب/إذا كان مثل ماتقولين شلون وصل له..
طالعت فيها بجديه/أيوه صح كيف عرف إني بعته؟ وليه ماجابه ليا من أول مره جيتكم فيها أو لما زارني في جده.
رددت وراها بصدمه/زارك في جده!
وقفت من جديد ولبست سلسلتها بعد ماأنتبهت إنها أتصلحت ورجعت تدور بفرح وضحكتها عاليه/المهم إنها رجعت الحمدلله اللي رجعت.
وقفت دوران وأخذت نفس وعدلت عبايتها ونقابها قبل ماتسحب ثريا معاها بإندفاع/لازم أشكره وأبوس رأسه كمان، أنا الفرحه مو واسعتني حاسه نفسي طايره مو ماشيه.
ألتفتت لثريا وحطت يدها على صدرها بضحكه/حاسه بقلبي كيف يرقص بجنون.. أنا خايفه يطلع من مكانه من كثر ماأنا فرحانه.. مو مصدقه إنه رجعها ليا بعد كل ذا الوقت.
وقفتها ثريا بشك/أنتي وين رايحه؟
جوري بإبتسامه/لحبيبي وتاج رأسي من غيره، أبويا الله لايحرمني منه.
ثريا بتوتر/ومن قال إن أبوي اللي جابها!
ضحكت بمرح/لاتقولي جدي صقر! حبيبي ربي يسعده أيش عرفه.
عضت ثريا شفايفها بإرتباك وهزت رأسها بنفي خلت إبتسامة جوري تتحنط ببلاهه على وجهها للحظات وبإستهبال/لا أبويا ولا جدي أجل مين! جني فاعل خير.
زفرت ثريا بضيق وفركت أيديها بعصبيه، طالعت فيها جوري بإستغراب للحظات قبل ماتجي في بالها فكره كرهتها على طول، فجأه أختفت إبتسامتها وأتحول وجهها لقطعة جليد خاليه من أي تعبير،طالعت في ثريا بأمر/لاتقولي إن اللي جاء في بالي صح.. لاتقولي إنه هوا اللي جابها ليكي!
طالعت فيها ثريا بتردد قبل ماتهز رأسها بإيجاب خلى عيون جوري تتوسع بصدمه وبصراخ/ لا لا لااااااااااا
↚
سأبقى أنا..
وسيبقى رأسي عالياً..في السماء.
ليس تكبراً ولا إستعلاء، بل ثقةً بالنفس.. وكبرياء.
وستبقى دمعتي غاليه.. لأني إكتشفت أن لاشيئ في الدنيا يستحق البكاء.
الرياض،الخامسه مساءً
رجعت من قسم الدرجة الأولى مع وحده من المضيفات اللي أصرت على توصيلها بنفسها، وصلت لمقعدها وإنتبهت للبنت المحجبه اللي أحتلت المقعد جنبها بدل الرجال اللي قبل.. سلمت عليها وربطت حزام الأمان قبل ماترفع رأسها للمضيفه اللي كلمتها بإهتمام/بس تختفي إشارة ربط حزام الإمان تقدري تشغلي موبايلك وتتحركي بحريه وإذا أحتجتي أي شي كبسة زر وهكون عندك.
جوري بهدوء/مشكوره ماقصرتي.
رفعت غطاء عيونها وألتفتت للبنت اللي جنبها/أسفه إذا سببت لك إزعاج وخليتك تغيري مكانك وتسيبي أهلك..
طالعت فيها البنت بفضول/لاعادي أنا مسافره لوحدي..
هزت رأسها بتفهم بدون ماترد، ومرت عليها فتره وهي تفكر في كل اللي صار لها اليومين اللي فاتوا ونظراتها مركزه عالقلم اللي في يدها، كان من النوع اللي ينضغط من فوق علشان ينفك وصارت تضغط عليه لاشعورياً، بدأت تتوتر بمجرد ماسمعت صوت الكابتن يعلن عن الإقلاع والكلام المعتاد وبدأت الطياره تتحرك ببطى، أخذت نفس عميق وغمضت عيونها وهي تردد دعاء السفر بهمس وسرعة ضغطها عالقلم تزيد مع زيادة سرعة الطياره وإحساسها بإرتجاجها.. وبمجرد مابدأت الطياره في الإرتفاع شدت على ذراع مقعدها بقوه وهي تحاول تهدأ وتتمالك نفسها، حست بأنفاسها تضيق وبقلبها يدق بسرعه موطبيعيه.. وفي محاوله أخيره حاولت تتناسى إنها صارت معلقه في الجو، همست لنفسها بنفس مقطوع/فكري.. فكري في شيئ ثاني.. أمي.. ياسمين.. قصي..فكري ف-----
لكن زي مالقيت نفسها في وضع مالها أي سيطره عليه، اتفاجأت بإن تفكيرها وذاكرتها كمان مالها أي سيطره عليها..
زفرت ثريا بضيق وفركت أيديها بعصبيه، طالعت فيها جوري بإستغراب للحظات قبل ماتجي في بالها فكره كرهتها على طول، فجأه أختفت إبتسامتها وأتحول وجهها لقطعة جليد خاليه من أي تعبير،طالعت في ثريا بأمر/لاتقولي إن اللي جاء في بالي صح.. لاتقولي إنه هوا اللي جابها ليكي!
طالعت فيها ثريا بتردد قلل ماتهز رأسها بإيجاب خلى عيون جوري تتوسع بصدمه وبصراخ/ لا لا لااااااااااا
جلست عالأرض بصدمه وهي تهز رأسها بعدم تصديق، رفعت رأسها لثريا اللي جلست جنبها ومسكت كتوفها بخوف/جوري حاولي تهدي.. أتنفسي وأهدي.. الشغله موبمستاهله، هو ماكان يقصد شيئ موبزين
طالعت فيها بصدمه/أهدى!! ومو مستاهله!
سكتت للحظات وبحيره/هوا ليه بيعمل معايا كذا.. أنا في أيش ضريته! ليه بيتعمد يأذيني في كل مره.
حاولت ثريا تساعدها لما شافت شحوب وجهها ورجفة شفايفها، لكن جوري بعدت يدها برفض وأحنت رأسها لمستوى ركبتها وحاولت تتنفس بهدوء وعمق.. مرت عليها فتره أستنزفت فيها كل قوتها لين قدرت تتحكم في أنفاسها وتنظمها، وقفت وسندت ظهرها لشجره وبعصبيه/ليه مصر يحول الأشياء الحلوه في حياتي لشيئ كريه! حتى ذكرياتي شوهها وحرمني منها ليه..ليه.. ليه!!!!!
كانت تصرخ بقهر، كل ضحكتها وفرحتها من شويه أتبخرت.. أختفت وحل محلها إحساس بالغضب.. غضب عمرها ماحست بيه من قبل.
طالعت ثريا بصدمه في ملامحها اللي أتبدلت.. أنفاسها الضعيفه صارت حاده وقويه.. ووجها الشاحب أتحول للون الدم القاني من شدة الإنفعال.. شفايفها اللي كانت ترجف من الصدمه صارت ترجف من الغضب، كانت وحده غير جوري اللي تعرفها.. كانت وحده مختلفه تماماً، طالعت فيها بإرتباك/أنتي فهمتيه غلط.. هو ندمان وحاب يعتذر عن اللي صار يوم المزرعه.. قال لي أوصل لك أسفه و---
قاطعتها بحده/كذاب..أخوكي كذاب.. ذا الشيئ مو من كم شهر فات.. ذا الشيئ من زمان.. من سنه وتسعه شهور وأسبوعين وثلاث أيام بالضبط.. تكفي ولا أحسبها بالساعه كمان.
طالعت فيها بصدمه/وش اللي بينكم كل هالفتره و-----
قاطعتها/لاتقولي بينا.. لاتحطيني مع أخوكي المريض في نفس الخانه..
سكتت تأخذ أنفاسها وبغضب/كيف يسمح لنفسه يأخذ شيئ مو ليه.. كيف يتجرأ ويمد يده على أهم شيئ عندي.. بأي حق يتصرف كذا .
ثريا بعصبيه/أنا موبفاهمه شيئ.. هو ماحكى لي وأنتي بعد معصبه وتكلميني بألغاز .
صاحت بإستنكار/معصبه!! زعلانه علشان معصبه!! تبغى تعرفي ليه معصبه!!
ضربت جذع الشجره بيدها بدون وعي وبقهر/تعرفي أنا بأيش حسيت لما مالقيت غيرها علشان أبيعها.. تعرفي قد أيه لومت نفسي وندمت لأني ماكنت لابسه دبلته ولا شيئ يخصه علشان أبيعه بدل سلسلتي، بس قلت يابنت في شيئ أهم من شيئ.. فداه ويستاهل أكثر من كذا..
سكتت للحظات وهي تحاول تنسى وتمحي اللي صار من بالها لكن عبث، وبقهر/ تعرفي أنا أيش سويت لما رجعت المحل ثاني يوم وعرفت إنهم باعوها بكل بساطه.. تعرفي بأيش حسيت وقتها.. تعرفي إني أترددت عالمحل لأسبوع كامل وأنا مابين رجاء وتهديد علشان يطلعوها من تحت الأرض ويرجعوها ليا..
جلست بتعب ومسحت دمعه فلتت منها/حسيت بقطعه ضاعت مني ولليوم مو لاقيتها.. لليوم بمد يدي لرقبتي علشان أمسكها وأحركها زي ماتعودت وكل مره بنصدم بمكانها الخالي وأتذكر إنها خلاص مو موجوده.. لليوم مو قادره أقله إني قطعتها بيدي وأتخليت عنها بإرادتي وفرطت فيها.. قلت له ضاعت.. كذا ببساطه.. ضاعت وهوا ماعاد سألني عنها بعدها.. رضيت بنصيبي وقلت حلال عاللي أخذها ودعيت زي ماكانت سبب في قوتي وفرحي تكون لصاحبها الجديد قوه وفرح أكثر.
حاولت ثريا تخفف عنها وبيأس/صح كلامك.. أعتبريه نصيب، لا.. هو فعلاً نصيب.. ربي كاتب إنها توصل لأخوي.
رددت بعدم تصديق/نصيب ياثريا!! نصيب!!
صفقت كفوفها في بعض وضحكت بقوه.. ضحكت وضحكت وضحكت لين غصت بدموعها.. أنحنت وسندت أيديها على ركبها وهي تحاول تتمالك نفسها وتوقف ضحكها المجنون اللي رعب ثريا وخلاها تطالع فيها بخوف/جوري لا تسوي بعمرك كذا.. خلاص كل شيئ بيتصلح.. أنا مو بعارفه السالفه.. بس اللي فهمته إنه حافظ على سلسالك ورجعه لك وذا هو المهم.
أتعدلت ومسحت دموعها وكأنها ماسمعتها وبحده/بس ذا مو نصيب.. ذا تخطيط.. هوا خطط ونفذ ولعبها صح بس بوساخه.. قلتي لي حافظ عليه ورجعه ليا!! ليه هوا لما أخذه أخذه علشان يحافظ عليه.. هوا لما أخذه كان ناوي يرجعه أساساً!!
أخذت نفس عميق وسكتت للحظات بتفكير/أقطع ذراعي إذا ماكان أخوكي أخذه علشان يقهرني.. أخذه علشان يكسر عيني ويذلني.. علشان كذا أتصل لي ثاني يوم وبعدها.. أكيد كان يبغى يزف لي الخبر السعيد ويشمت فيا.
شهقت ثريا بصدمه/أخوي موبكذا ياجوري.. أخوي طيب وشهم ويخاف الله.
طالعت فيها للحظات قبل ماتنفجر في وجهها بضحكه عاليه/شكلك ماتعرفي أخوكي، أوأنا بنتكلم عن أخ ثاني.. عالأقل ذا مو الأخ اللي أنا أعرفه.
طالعت فيها بفخر/أخوي سند.. أبو بدر وبتول.
إبتسمت بمراره/هوا ذا.. هوا اللي كلمته يومها.. مو أخوكي الشهم واللي يخاف الله هوا نفسه اللي أتعرض لي بكل صفاقه ووقاحه في مزرعتكم.. مو هوا نفسه اللي قعد يلقح ويلمح لي بكلام أنا أستحي وأترفع عن مجرد التفكير فيه.. مو هوا نفسه اللي كتب الشيك أياه علشان أبعد عنكم وأطلع من حياتكم..
نزلت رأسها بإحراج وماعرفت ترد لإن كل الكلام اللي أنقال صح.. وبعد دقيقه اتفاجأت بيد ترفع وجهها وقابلت وجه جوري الأحمر، وب/لاتنزلي رأسك بسببه، أنتي والباقيين مالكم صلاح باللي سواه وأنا مالي حق أعصب عليكي وأكلمك عنه كذا..
مسحت ثريا دموعها وبجديه/أنا موبقاعده أدافع عنه لأنه أخوي.. بس هو فعلاً موبمثل منتي متصوره.. هو بنفسه قال لي إنه كان فاهمك غلط وإنه ندمان ومارح يسامح نفسه غير لما يعتذر لك.. أخوي طول عمره يأمر فيطاع.. عمره ماترجى أحد ولا طلب شيئ من أحد.. أخوي نفسه عزيزه وكلمته ماتصير ثنتين.. بس هوا بسببك تم يترجاني أوصل ندمه وإعتذاره لك.. تدرين إن السبب الوحيد اللي ماخلاه يعتذر بنفسه إنه خجلان منك وماله وجه يقابلك.. تدرين إنه دوم يقول عنك هذيك والإنسانه هو حتى موبقادر ينطق أسمك من الإحراج.
هزت رأسها بعدم تصديق وبسخريه/أنتي فهمتي غلط ياحياتي.. هوا متعود يناديني هييييي أنتي.. قالت موقادر من الإحراج.. خف عليا ياصاحب الإحساس المرهف..
ثريا بجديه/متعود وهيييي أنتي، أنتوا وش سالفتكم بالضبط.. أنا من يوم المزرعه وأنا متأكده إن بينكم شيئ غريب وموبفاهمته.. كأنكم تعرفون بعض من قبل! والحين سالفة السلسال اللي مدري من وين طلعت.. قولي وش السالفه..
صارت تنفض عبايتها من التراب وبهدوء/ لايروح عقلك لبعيد وتبدأي تأليف سيناريوهات أحنا لانعرف بعض ولابينا سواليف.. زي ماقلتي نصيب والحمدلله الذي لايحمد على مكروهٍ سواه.. وخلاص لاعاد تجيبي سيرة أخوكي ذا قدامي مره ثانيه.
ثريا برجاء/أوكي ماأبي أعرف الحين ، بس أنتي خلاص قبلتي إعتذاره.. صدقتي إنه حس بغلطه وإنه قدم لك السلسال عربون إعتذار.. خلاص بتنسي كل شيئ وتسامحيه؟
طالعت فيها بجديه/يمكن أقدر أصدقه وأسامحه كمان لكن صعب إني أنسى اللي خلاني أمر فيه وأحسه.. أخوكي شوه حبي ومشاعري ليكم وحولها لتجاره.. وأخذ بدون وجه حق جزء مهم مني..ذكرياتي.. مشاعري..قوتي..صبري، أشياء ماتعني لأحد كثر ماتعني لي أنا.. أخذها علشان يثبت لنفسه أيش بالضبط ماأدري؟
مسكت يدها بحزم/يعني سامحتيه ولا لا هو منتظر كلمه منك.
طالعت فيها بعدم إستيعاب/نعم يختي!!! لايكون مستني عند باب الخيمه بس..
ثريا بإصرار/لاتلفين وتدورين وأول وثاني.. سامحتيه ولا لا؟
سكتت لدقايق إحترمتها ثريا بصمت قبل ما تغمض عيونها وبغصه/مارح أكذب عليكي، كان يمكن أسامحه عاللي صار يوم المزرعه وأعتبره سوء تفاهم زي ماقال مادام أعترف بغلطه وأعتذر، بس بعد ماعرفت إنه هوا اللي أخذ سلسلتي مارح أقدر أسامحه عالأقل مو ذحين..
وبتردد مدت يدها لرقبتها وأخذت نفس عميق وسحبت بقوه، خلت يدها مقفله لدقيقه قبل ماتفتح عيونها ويدها ببطئ وتتأمل سلسلتها الغاليه بغصه.. رفعت عيونها للسماء للحظات علشان تمنع دموعها من التمرد والنزول غصباً عنها.. أخذت شهيق عميق وزفرته ببطئ وألتفتت لثريا بهدوء/رجعيه لصاحبه.
طالعت في سلسلتها بصدمه/تبين ترجعين سلسالك لسند!!
حطت السلسله في يد ثريا وبهدوء/ هوا موحقي، وأنا ماأحب أخذ شيئ مو ليا.
هزت ثريا رأسها برفض/بس هو حقك بالأساس والحين رجع لك.. خذيه ياجوري.. أنتي تدرين إنك بتموتين على ماتأخذيه.
طالعت فيها ببرود/أموت!! مامت لما حسبته ضاع مني بالغلط وماعرفت وين أراضيه، تبغيني أموت ذحين وأنا عارفه هوا مع مين وليه!!
حاولت ثريا تقنعها/ أنزين هو وش يبي فيه.. وش بيسوي فيه لارديته له ماتفهميني؟
هزت كتفها بلامبالاة/من حكم في ماله فماظلم.. يرميه يحرقه إن شاء الله يلبسه حتى.. مع أني متأكده إنه مارح يطلع عليه حلو زي ماكان عليا.
كان برودها ولامبالاتها مستفز لثريا وبغيض/جوري لاتهبلي فيني وعن غرورك ويباسة رأسك الزايده وخذي سلسالك وفكينا.
ألتفتت لها بهدوء/قلت لك ماعاد حقي ولا عاد أبغاه.. وإذا أنتي شايفه ذا غرور، أجل أنا مغروره من ساسي لرأسي.
لبست نقابها وتركتها ومالحقت تمشي إلا وثريا موقفتها بإعتذار/أسفه أدري إنك موبمغروره بس طلعتيني عن طوري.
هزت رأسها بتفهم ومشيت، وقفتها ثريا بخوف/وين بتروحين؟
أخذت نفس بعمق/بتمشى شويه.
مسكت يدها بقوه/وربي ماتروحين بروحك.
طالعت فيها بإستغراب/ وتحلفي ليه بس.
ثريا بقهر/خصامكم الأول زعلتي وهجيتي من المزرعه بكبرها.. وهالخصام الله العالم وين بتروحين، وأنا ماعندي إستعداد أتم على أعصابي وأدور عليكي بهالبر بكبره.
هزت رأسها بإشمئزاز/لاتقولي خصامنا وكأنا نعرف بعض ومتعودين نتخاصم ونتصالح.
إبتسمت ثريا وبمزح/ يقولون مامحبه الإ من بعد عدواه.
إتذكرت جوري خالد وكل اللي صار بينهم من أول يوم، وبهدوء/يأسفني أخيب ظنك وأبلغك عن تجربه شخصيه وطويله إن كلامك غلط، ومو شرط كل عدواه تنقلب لمحبه، بالعكس يمكن ذي تكون إشاره للشخص بإستحالة العلاقه مهما أعطيتيها من فرص.. لإن في النهايه العداوه بتكون أترسخت في القلب وصار صعب إنه الواحد ينساها والعلاقه بتفشل في النهايه فشل ذريع.
ثريا بتردد/وذا اللي صار بينك وبين طليقك.
هزت رأسها بإيجاب وبتصريف/ الحمدلله
إنا في بر مفتوح عالأقل هطلع بدون كدمات زي المره اللي فاتت.
رجعت ثريا بذاكرتها لذاك اليوم للحظات قبل ماتنفجر بضحكه عاليه، دفتها جوري/أنقلعي يابايخه جسمي ظل ملون أسبوعين لين راحت الكدمات، والمشكله لما سألني عبادي والعيال ماعرفت أيش أرد.. قلت لهم صايره ماأنتبه وكل شويه أخبط في شيئ..عبادي حبيبي وداني أكشف على نظري على باله ضعف ونظارتي يبغالها تغيير.
لقت ثريا نفس من بين ضحكها/كل ماأتخيلك وأنتي ناطه من فوق سور المزرعه إنهبل.. وشلون طاوعك قلبك تقفزين كل هالمسافه.. بسم الله لا إله إلا الله..شلون قدرتي أصلاً تتسلقينه يالمهبوله.. موبقادره أنسى نظرة أبوي صقر يوم أتصلتي وقلتي إنك عالبوابه ولما أتصل بالحرس وقال لهم يفتحوا لك البوابه وأنتي بمنظرك اللي يخرع الواحد.
شبكت جوري ذراعها في ذراع ثريا وبتنهيده/ الحمدلله ربي سلم وما صار شيئ لرجلي أنتي عارفه إني كنت فاكه الجبس عنها من فتره بسيطه..
سكتت شويه وبضحكه/بس كله كوم وحرسكم كوم ثاني .. أنتي ماشفتي كيف حاوطوني بالسلاح وعيونهم مفنقله عليا بفجعه.. لا وواحد فيهم يقول أنا موبمرتاح لك.. ياأخي حل عني أنا ناقصتك.
كملوا سوالف وضحك وهم ماشيين --------
بسم الله عليكي.. جوري يابوك وش بلاكي؟
فتحت عيونها وطالعت في وجه أبوها مساعد القلقان وببقايا ضحكه/هلا يبه.. أنتا بخير!
جلس في الممر جنبها وطالع فيه للحظات/أنتي اللي وش فيكي.. أنا جيت أطمن عليكي بعد ماأستقرينا في الجو، وصار لي عشر دقايق وأنا أحكي معك وأنتي موبحولي ولاسامعتني وبعدها قمتي تضحكين كإنك إنهبلتي.
فتحت عيونها بصدمه/أنا!!
أتلفتت حولها وشافت منظر السماء الصافيه حولهم، وأنتبهت لنظرات البنت اللي جنبها وكيف لاصقه في كرسيها بخوف غير نظرات المسافرين الفضوليه، عضت أصابعها بإحراج/أسفه بس أفتكرت شغله مع ثريا ونسيت نفسي.
عقد حواجبه بضيق وسحب يدها بعتاب/وش سويتي بيدك ناظري شلون صارت؟
طالعت في يدها بصمت كان الشاش اللي لاف يدها غرقان دم، وبتنهيده/لاتخاف يبه مافيها شيئ بس يمكن شديت عليه بدون ماأنتبه.
طلب من المضيفه اللي جنبه علبة الإسعافات وبضيق/أنا ماأدري أنتي شلون جرحتي يدك وأنتي تتسلقين هالشجر..بزر ماتشوفين!
أتذكرت كيف ضربت جذع الشجره بدون ماتحس وبعد مارجعت مع ثريا وقتها بس أنتبهت للجرح والنزيف اللي في يدها وألفت لهم ذي الحكايه.
طالعت فيه بحنان/تراه جرح بسيط لاتخاف يبه.. أنتا روح أرتاح وأنا بغير الشاش وبجي أطل عليك..طيب.
هز رأسه بإستسلام وراح لما جات المضيفه وبدأت تغير لها الشاش
----------------
جده، في نفس الوقت
دق الباب ودخل بإبتسامه/الحمدلله على السلامه ياسمينتي.
سابت اللي في يدها ووقفت تسلم عليه بفرح/الله يسلمك.. كيفك بابا وحشتني.
جلس جنبها عالسرير ومسح شعرها بحنان/الحمدلله بخير، وأنتي وحشتيني أكثر، إن شاء الله عمك مؤيد ماجننكم بهبله لما جابكم..
ردت بضحكه/إذا ماسواها مايصير عمو مؤيد.. طول الطريق من المطار لهنا وإحنا نضحك.
خالد بإهتمام/كيف كانت تمشيتكم.
إبتسمت/حلوه ومررررره إنبسطنا فيها.
سلك حلقه وبصوت حاول يكون هادي/أمك كيفها ذحين، إن شاء الله صارت أحسن.
وقفت ورجعت تعلق ملابسها بهدوء/الحمدلله.. أول ماسمعت إن خالتي في المستشفى نسيت تعبها وأتحسنت، أنتا عارف ماما.
هز رأسه بموافقه وبتردد/ماقالت لكم متى بترجع.. يعني علشان مدارسكم.
هزت كتفها بلامبالاة/هيا ماقالت بس أكيد إذا أطمنت على خاله غنى بترجع، أنتا عارف إنها راحت مع خالو وماتقدر تجي بدونه.. بعدين خليها تغير جو وتنبسط هناك.
زفر بضيق/دوبك قلتي إنبستطوا في الرياض أيش لها داعي القعده في صنعاء كمان.
رفعت عيونها وشافت إنعكاس وجه المنزعج في المرايه، وبإبتسامه/وليه ماتجلس، ماما خلاص صارت لازوج ولا أولاد يقيدوا حريتها، يعني تقدر تروح المكان اللي تبغاه في الوقت اللي تبغاه بدون ماتشيل هم المده.
وقف بحده/وأنتوا رحتوا فين! أنتوا مو معاها ومن مسؤليتها ولاهي شغلة مزاج.
ألتفت بإبتسامه/أنتا عارف إن ماما ماتتخلى عن واجباتها، بس إحنا دحين معاك في بيتنا
وأكيد هيا مطمنه علينا عندك علشان كدا ممكن تطول شويه.
طالع فيها بصمت للحظات وبهدوء/صايره تشبهي أمك.
دققت في ملامحها في المرايه لطالما كان قصي يشبه أمها أكثر منها نفس لون العيون والشعر وشوية ملامح، أما هي فما أخذت غير بياضها ولون شعرها، وبإستغراب/بس أنا مو شبها وماأخذت منها غير شعرها.
مرر أصابعه في شعرها البني بإبتسامه/وشعرك حلو زي شعرها، بس قصدت صايره تتكلمي زيها.. نفس الأسلوب والمنطق.
طالعت فيه بإبتسامه/من جد بابا!
هز رأسه بإيجاب وباس رأسها وخرج ،رمت نفسها على سريرهاوبحسره/خساره يابابا، ماعرفت قيمتها غير بعد ماضيعتها من يدك.
↚
صنعاء،السادسه مساءً
قفلت جوالها بعد ماطمنت أولادها بمجرد مافكت حزام الأمان، أخذت نفس عميق وزفرته ببطئ أول ماخطت رجلها من باب الطياره وألتفتت لأبوها مساعد وبهمس/أخيراً وصلنا.. الحمدلله على سلامتك يبه تو مانورت صنعاء واليمن.
أبوسند بإبتسامه/الله يسلمك ومنوره بأهلها.. حاس إبتسامتك من الأذن للأذن.
هزت رأسها بموافقه وعيونها تتأمل كل شيئ حولها بحنين ولهفه وبحب/في كل مره أغيب عنها برجع وأنا مشتاقه لها أكثر من قبل.. بشتاق لهواها وناسها وحتى حجارها، كل----
قطعت كلامها بإستغراب/علي!!!
وقف أبوسند وألتفت لها/وش فيه علي؟
تبع بنظراته أشارتها لنهاية السلم وهناك كان علي واقف مبتسم بقبوعه وبدلته العسكريه المميزه، أتراجعت ووقفت أعلى السلم وخلت كل المسافرين ينزلوا قبلها ونظراتهم وهمساتهم المستغربه على وجود عميد في الجيش في ذا المكان واصلتها، لما شافت الكل أتوجه للباصات اللي هتنقلهم للصاله المطار نزلت بسرعه وحماس ووقفت قدامه ورفعت يدها بالتحيه العسكريه بجديه/جندي مجند جوري الجابر ف----
قاطعتها ضحكة أبوسند اللي نسيت وجوده إلتفتت له بإحراج/حيا الله من جانا.. الحمدلله عل----
قطعت كلامها لماحست بنفسها طايره لثواني، طالعت بصدمه في علي اللي رفعها بخفه وحطها وراه قبل مايتقدم لأبوسند ويسلم عليه بترحيب، دقته في كتفه بقهر/
سلامات ياأبو الشباب.. خيشة بطاطس!! كيس جوافه ماله صاحب.. ترى ذا مو أسلوب إستقبال.. مو أسلوب بالمره.
طالع فيها ومد يده ببرود/أعتقد هذا أسلوب الناس للسلام في الأماكن العامه.
أتلفتت حولها بإحراج وهي تنتبه لنظرات المضيفات أعلى السلم والعسكري اللي جالس في السياره وشكله مع أخوها، مدت يدها وصافحته بهدوء وقبل ماتسحبها رفع يدها الملفوفه بالشاش ببرود/يدك مالها؟
طالعت فيه ولمحت القلق في عيونه رغم بروده الظاهر، شدت بيدها المجروحه على يده بقوه/سلامتك ياقلبي بسيطه لاتشغل بالك.
أبوسند بإبتسامه/ تدري بأختك يوم تتحمس ماتنتبه لعمرها.
ساب يدها وأخذ شنطتها وشنطة أبوسند الهاند باق في يد وبإبتسامه/المهم إنكم وصلتوا بالسلامه..
دار بعيونه لأعلى السلم وحولهم وبإستغراب/فين عيالك.
ردت بهدوء/عند أبوهم.
طالع فيها للحظات بصمت قبل مايركبوا السياره.. خلصوا أوراقهم بمجرد دخولهم معاه وراحوا عالبيت، وهناك كان منتظرهم خالها و معاذ وصالح وأزواج اخواتها وكم واحد من جماعتهم عزمهم معاذ أول ماعرف بجية أبوسند معاها، أستقبلوه وترحيب وهي دخلت بسرعه بدون ماتسلم على أحد منهم وصوت الرصاص يرن في أذنها، جرت على أمها لما شافتها واقفه عند باب الصاله وضمتها بشوق/يمااااااه وحشتيي وحشتيني وحشتيييني خيرات الله.
أم معاذ ببكى/وأنتي أكثر ياروحي، الحمدلله على السلامه.
إنهالت على وجهها ببوسات وعبارات شوق لانهائيه وبعد فتره إنتقلت لأمها ورده وبعدها دخلوا الصاله وبدأ الحماس لما شافت أخواتها وبقية أهلها.
--------------------
ًالرياض، السابعه مساءً
حط الجد الجوال جنبه وهو مبتسم، أبووضاح/شلون أبو بدر يبه، عسى ماتعب في السفر.
الجد بهدوء/الحمدلله وصل بالسلامه ومافيه إلا العافيه ويسلم عليكم.
مشعل/الحين لو إنه راح بطيارتنا وأخذ معاه واحد من الحرس موبأحسن له بدل هالتعب غير إجراءات المطار الممله.
الجد بإبتسامه/لاتعب ولاشيئ صوته مرتاح وضحوك.. والحرس مالهم لزوم وعلي ماقصر معهم أستقبله وخلص أوراقه وهو واقف.
وضاح بإستغراب/منو علي ؟
ناصر بهدوء/ذا يصير ولد خال عبدالرحمن عميد في الجيش وعبدالرحمن حيل يمدح فيه.
عقد سند حواجبه بتركيز لإنه كان مختلف مع أبوه في ذي النقطه، هو أصر إن أبوه يروح بطيارتهم ويإخذ معاه الحرس وأبوه رفض وأصر إنه يحجز في نفس رحلتها وفي نفس الدرجه كمان، لكن إن ريان مالقي حجر غير عالدرجه الأولى ورتب كل شيئ على ذا الإساس، ماصدق أبوه لما قال إنه بيتصرف وبيبدل مقعده مع أي راكب وفي الأخير سوى ترتيبات مع ناس في صنعاء علشان يستقبلوه ويخلصوا كل أمورهم بسرعه ويكونوا قريبين من أبوه وعينهم عليه فترة سفره هناك، بس اتفاجأ بإتصال منهم يقول إنه في عميد أسمه (علي الجابر) كان منتظرهم في المطار وخلص امورهم وراحوا معاه، وبهمس"أهااا..أجل كل ذيك الملحمه كانت في ولد خالها الشايب!!"
رجع يركز مع كلامهم بإهتمام، أبووضاح/أنت تعرفه يبه ؟
الجد بإعجاب/كلمني كم مره وجاز لي حكيه، وشفت أفعاله رجال والنعم فيه تحطه على يمناك وأنت مطمن.
مشعل/أنزين أهل عبدالرحمن ورايحين بطياره يعني ساعه ويوصلون بالسلامه، وش لها داعي سفرة أبوي مساعد معهم.
وضاح بإبتسامه/بالعكس روحته معهم لها داعي ونص وأبوي مساعد سوى زينة العقل.
مشعل بتفكير/والله موبفاهم منكم شيئ.. السالفه جداً عاديه وش تفرق إذا راح أو لا.
الجد بهدوء/أنا بعرف بس أنت تفكيرك ليه ماهو بمثل أخوانك..شلون ماتفرق وعادي.
أبووضاح بضيق/الظاهر يبه دراسته في لندن ضيعت علومه.
ضربه ناصر على رأسه بلعانه/ياأخي أنت دايم تفشلنا كذا.
الجد بهدوء/الحين الرجال ترك أهله عندنا
أمانه لإنه يعاملنا حسبة أهله وكلمتنا عنده ماتصير ثنتين، يعني مايصير يابوك نتركهم يسافروا لحالهم..فهمت.
هز رأسه بعدم إقتناع/اللي يسمعكم يقول أخته بزر ماكأنها ----
قطع كلامه لما شاف سند وقف ورماه بوحده من نظراته القاتله وببرود/الناس راحوا ووصلوا بالسلامه وماعاد في لزوم لكثرة الحكي يامشعل.
طالع فيه مشعل بتوتر وهز رأسه بموافقه، خرج تحت نظرات الجد المستغرب من حاله اللي أتغير بين يوم وليله، صار شيئ من أمس لليوم خلاه يرجع لبروده وصمته اللي كانوا نسيوه الفتره اللي فاتت.. مرت في باله فكره.. معقول!! ماله إلا ثريا هي اللي بتأكد صحة شكوكه من عدمها.
---------------
صنعاء، العاشره مساءً
رجعت من المستشفى مع أمها وصالح ولد معاذ اللي وداهم بعد ماجلست ساعه مع أخواتها.. دخلت البيت وهي حاسه براحه ممزوجه بحزن، راحه لإن غني فاقت وعدت مرحلة الخطر وحزن عليها وعلى أخوها لإن الجنين ماعاش بس زي ماقال عبدالرحمن المهم غنى وربي بيعوضهم، أخذت دش حار خلاها تسترخي وكلمت أولادها وأطمنت عليهم أكلت لقمتين ولبست عبايتها وراحت مجلس الرجال دقت الباب ودخلت وسلمت، ردوا السلام طالعت فيهم بحب كان أبوها مساعد جالس على الفراش ومعاه معاذ وعلي وصالح، إبتسم أول ماشافها/هلا والله بشيخة الجابر وينك يابوك طولتي علي.. خلص نسيتيني.
وسع لها معاذ وجلست بينه وبين علي بعد ماأخذت يد كل واحد فيهم في يدها وبمرح/هلا بك يبه وماعاش من ينساك ياتاج رأسي، بس يادوب على مارجعت وكلمت الأولاد وخلصت كم شغله.. المهم أتعشيت عدل.
طالع في علي ومعاذ بإبتسامه/الحمدلله وأخوانك ماقصروا جمل الله حالهم.
معاذ/حالنا وحالك ياعم مساعد أنت تستاهل ومهما سوينا مانوفيك حقك، يكفي إنك أتعنيت ووصلتها بنفسك.
أبوسند بجديه/هذي بنتي وأنا قلت لعبدالرحمن يخلها في بيت أبوها وأنا بعون الله بجيبها لكم بالسلامه.
أتدخلت جوري قبل ماينفتح الموضوع وبأمر/يلا يابطل خليني أقيس السكر وهيبان إذا أتعشيت ولاقضيتها هروج وسوالف مع معاذ عارفته هرجه كثير.
معاذ بصدمه/أنا كلامي كثير.. وعلي وين راح.
طلعت جهاز السكر من شنطة أبوها وراحت له وبضحكه/لا معليش، علي مؤمن بمبدأ السكوت من ذهب.
صالح صفر/على كذا قد جمع ذهب ل-----
قطع كلامه لماشاف نظرة علي البارده، سلك حلقه وبتصريف/يقولوا النوم من الماس، تصبحوا على خير ياجماعه.
خرج وسط ضحك أبوسند ومعاذ، طالعت في علي بيأس/ياأخي الرحمه حلوه.. ترى بتجيه كوابيس الليله.
علي ببرود/عقبال ماطلع لك في كوابيسك.
همست لنفسها/لاتنق فيها ترى كوابيسي موناقصتك.
معاذ بضحكه/أيش بتبربري أرفعي صوتك.
طالعت فيه بضيق/بقول يلا بيتك بيتك خلوا أبويا يأخذ دواه وينام ويرتاح.
أعطته الإنسولين وأنتبهت لنظرات علي ومعاذ الغريبه قبل مايطالع علي في ساعته ويوقف بهدوء/ أرتاح ياعم مساعد وأنا من الفجر عندك بإذن الله، تصبحوا على خير.
أشر لجوري تلحقه وهزت رأسها بموافقه وأطمنت على أبوها وطلعت مع معاذ وهي تدعي إنهم مايسألوها عن شيئ ذحين، وزي مايكون علي حاسس أكتفى بضمها وباس رأسها بهدوء/إن شاء الله بكره لنا كلام.
وسابها وراح سلم على عمته ورجع بيته، معاذ بحنان/روحي أرتاحي شكلك تعبانه.. تصبحي على خير.
ردت بهدوء/وأنتا بخير.
أطمنت على أمها اللي ماوافقت إنها تنام في شقة عبدالرحمن غير بالقوه وأطمنت على جود اللي نايمه عند ناديه.. كانت بتنيمها معاها بس خافت تصحى على صراخها أخر الليل وعلشان كذا أصرت تنام في شقة عبدالرحمن عالأقل مهما صرخت محد رح يسمعها.
↚
الرياض،بعد الفجر
أخذ القهوه والتمر وراح يتقهوا مع جده لما شافه جالس لوحده، قرب منه وسمعه يتكلم بالجوال/أنزين سألتها وين حطت سلاحك لإن ولدك شكله موبمصدقنا وكل شوي يسأل عليه........ لاحول ولاقوة إلا بالله وشلون وصل لسيارة سند........ وأنت مالقيت غير سيارته تأخذها فيها يامساعد.........وأنت صادق حالتها ماكان يعلم بها إلا الله......... أكيد مصوفره وماتنام بعد سواتها ولا تظن إنها كل ليله تقتل لها ذيب.......... لا يابوك هذي خيره بإذن الله ولاتنسى لولا فزعتها لنا كان محد يدري وش صار فينا الحين.......... كان الله في عونها أدري فيها قلبها رقيق وماتتحمل لكن نصيبها يموت هالذيب على يدها و---
ماسمع باقي الكلام وأتراجع بصدمه.. يعني طلعت عن جد قاتله الذيب مثل ماقالت للأدهم.. يعني كل بكاها وكوابيسها اللي كانت تصحيها من نومها أخر الليل كانت بسبب اللي سوته..
ماحس بنفسه غير وهو في سيارته وماسك المسدس في يده بعدم تصديق.. قتلت الذيب.. شلون سوتها..شلون قدرت تمسك المسدس وتقتله بكل برود.. لا هي ماقتلته ببرود.. هي كانت مضطره.. هي أنقذت حياة أبوي وأبوي صقر.. أنقذت أبوي للمره الثانيه.. وأنا وش سويت فيها! شلون جازيتها..
كان في داخله بركان بيثور وبيهدد بالإنفجار ماعرف يحدد مشاعره بالضبط.. كانت مزيج من الغضب..قهر.. حزن.. شفقه.. وعدم رضى. حرك سيارته بسرعه وطلع برا المخيم ودخل في الصحراء بدون وجه محدده، وقف بعد فتره لمح المسدس جنبه وأخذه ورماه بعنف في الدرج.. أنحبست أنفاسه فجأه لما طاح سلسالها من العلبه من قوة الرميه، مد يده بتردد وأخذها بين أصابعه واتأمله بجمود، اللي ماتدري عنه ثريا إنه أتعمد يقول لها وين تأخذ هذيك الإنسانه علشان تكلمها وتعطيها سلسالها واللي ماكانوا يدروا عنه إنه كان موجود وقتها وسمع كل اللي صار، ولما ردت ثريا السلسال أخذه بكل برود وراح بدون مايعطيها فرصه لأي تبرير.. وقتها كان معصب من اللي قالته عنه وكان وده يقتلها على طولة لسانها وقلة أدبها.. على قد ماكان مستانس من فرحتها اللي كان متوقعها وواثق منها على قد ماكان مصدوم من تحولها الكامل لما عرفت من جاب السلسال.. أنصدم من أسلوبها وغضبها اللي كان في نظره بدون مبرر .. كان شايف إنه كثر خيره اللي رده لها بعد كل الفتره مع إنه موبملزوم وكان متوقع إن السالفه بتنتهي على كذا.. بس الحين كل شيئ تغير.. اللي سوته مع أبوه وجده قلب كل موازينه مره ثانيه.
اتأمل السلسال واللي مكتوب عليه بضيق/هالمره تماديت حيل.. كنت أدري إنه مهم وغالي عندك ومع ذلك ماترددت في جرحك وأذيتك مثل ماقلتي.
رجع بذاكرته لليوم اللي طاح فيه أبوه وسمع صوتها لأول مره....
رجع عالمستشفى بمجرد ماسيارة أبوه إختفت واتوجه للإستقبال مع ريان والمدير وباقي الموظفين معاه، ألتفت ريان للمدير بإبتسامه/تقدر تتفضل تشوف شغلك موبمحتاجينك معنا.
نظره وحده من المدير لسند خلته يفهم إن وجوده غير مرغوب فيه وأنسحب في نفس اللحظه مع اللي معاه، سلموا على موظف الإستقبال وبدأ ريان بالأسئله/لو سمحت نبي ندفع حساب مساعد المنذر.
طالع فيهم بإبتسامه/ الحساب أندفع والأخت تركت لكم ذا.
أعطاهم الجوال وبطاقة الأحوال، أخذها ريان وبهدوء/ماتركت أسمها أو رقم جوالها أو حتى رساله؟
هز رأسه بنفي/هي قالت إن أخوها بيجي يطلع الوالد ويأخذ أغراضه.
طالع فيه سند ببرود/حاول تتذكر يمكن قالت شيئ.. طلبت تقلنا شيئ؟
عقد الموظف حواجبه بتركيز/لا والله يادوب سألت عالفاتوره وأعترضت إن المبلغ كبير بس بعدها دفعت وراحت.
التفت ريان لسند بهدوء/خلص ماعاد لنا شغل هنا خل نمشي.
هز رأسه بموافقه وهو حاس بغضب وبعد مامشي خطوتين وقف لما صرخ الموظف فجأه/لحظه لو سمحت.
رجعوا بإستغراب والموظف يتابع بإبتسامه/أتذكرت شغله يمكن تفيدكم، الظاهر ماكان عندها فلوس تدفع وسألتني إذا في محل ذهب قريب ودليتها وبعدها جات ودفعت الحساب وراحت على طول.
أخذ ريان الوصف واتحركوا وفي دقيقتين كانوا في المحل يسلموا عاللي فيه، بمجرد ماشاف الموظف مظهرهم عرف إنهم زباين من النوع اللي يشتري بدون مايسأل عالسعر، ساب الزباين اللي معاه وراح لهم بسرعه/أهلا وسهلا أتفضلوا..حابين شيئ معين ولا تتفرجوا عالتشكيله الجديده.
ريان/بصراحه حابين نسأل عن شيئ.
الوظف بحماس/خذوا راحتكم.
طالع فيه سند/في وحده جاتك قبل الصلاه وباعتك شيئ.
الموظف بإبتسامه عريضه/أنت أكيد زوجها.. هي قالت إنها بترجع بكره علشان تأخذه.
طلع علبه وأعطاها لسند اللي فكها وشافها بلامبالاة وتابع الموظف بحماس/أنا كنت متأكد إنها بترجع تأخذها.. كان باين إنها مهمه عندها ولولا إن الوالد كان محجوز في المستشفى ماكانت فرطت فيها.
غمض سند عيونه وفي داخله"أنا تقول على أبوي إنه محجوز بسبة الفلوس" وببرود/وش عرفك إنها مهمه.
ضحك بثقه/أنت ماشفتها كيف حلفتني ماأبيعها وإنها من الصباح بتجي علشان ترجعها وماخرجت من المحل غير بعد ماأكدت لها إنها في أمان.
هز سند رأسه بإبتسامه غامضه/أنزين وهذا أحنا جينا نأخذه كم حسابك.
التفت له ريان بهمس/وش اللي نأخذه، البنت بتجي بكره ترجع سلسالها.. خل بس ندفع قيمته ونتركه لها.
دفع سند الفلوس للموظف وببرود/ماهوبسلسالها هي باعته وأنا أشتريته.. وبعدين أنا بتفاهم معها.
مسك ريان يده بحده/باعته علشان تعالج عم مساعد..أبوك.
مارد عليه وأخذ العلبه وحطها في جيبه وناول الموظف كرته بهدوء/إذا صار شيئ أتصل لي بدون تردد.
إبتسم الموظف وهو يشوف الكرت الأسود بحروفه الذهبيه البارزه وبإستغراب/شيئ زي أيش.
سند بهدوء/إذا جات البنت بكره تسأل عالسلسال قلها إنك ماتدري وين راح.. قلها إنك بعته.
طالع فيه بصدمه/كيف يعني ماأدري وبعته، أنتا مو زوجها؟
سند ببرود/متى قلت لك إني زوجها، أنا زبون عجبني غرض وأشتريته.
الموظف بتردد/بس هيا حلفتني ماأبيعه وبتجي بكره تأخذه، أيش أقول لها.
طلع سند دفتر شيكاته وكتب له شيك بمبلغ خلى الموظف يتنح وببرود/سوي مثل ماقلت لك وبس تجي بكره أعطيني خبر.
وخرج بدون مايلتفت وهو حاس براحه من اللي سواه رغم إعتراض ريان، وفعلاً ثاني يوم أتصل عليه الموظف وقله إنها جات بترجع سلسالها وإنه أضطر يقول لها إن الموظف اللي معاه غلط وباعه ومايدروا من إشتراه.. حكى له عن صدمتها ورفضها تطلع من المحل غير لما يدورا على سلسالها كذا مره علشان يتأكدوا من وجوده وبعدها إصرارها إنها تقابل الموظف الثاني وتتفاهم معاه.. صار كل يوم يتصل عليه ويبلغه بجيتها للمحل وتهديدها لهم وإتهامهم بعدم الإمانه.
هو لما أخذ السلسال كان حاب يرفع ضغطها ويرد لها الصاع صاعين بسبب طولة لسانها معاه وكان ناوي يرجعه لها، بس لما أتصل وطنشت إتصالاته ورسايله وماردت عليه رمى سلسالها في خزنته ونسي السالفه خاصة بعد ماأبوه نبه عليه وطلب منه مايجي صوبها أو يقرب منها.
رن جواله وقطع عليه ذكرياته القديمه، سند رأسه عالمقعد وقفل يده عالسلسال بقوه وبهمس/ليه كل ماأحاول أصلح غلطي ألقى نفسي غلطت عليكي أكثر.. وكل ماأحاول أرد جميلك ألقى نفسي أتقيدت بجميل أكبر.. متى بننهي هالسالفه وتطلعي من حياتي.
رن جواله بإصرار خلاه يتأمل السلسال للمره الأخيره قبل مايرجعه لعلبته ويقفل عليه الدرج ويحرك سيارته عالمخيم.
--------------
بعد يومين
طلعت غنى من المستشفى ورجعت الضحكه لوجه عبدالرحمن اللي كان مو عارف كيف يجازي أبوسند على جيته مع جوري واللي أعتبرها شيئ كبير ومهم في تغيير نظرة معاذ لعلاقة جوري بأبوسند وببيت المنذر عامةً.
رجعوا من صلاة الفجر ووقفوا في الحوش لدقايق وهم يتكلموا قبل ماتجيهم جوري بنشاطها المعتاد/السلام عليكم.. صباحكم عسل وقشطه حبايبي، كيفكم اليوم.
ضمها عبدالرحمن بحب/ياصباح الجوري والورد على عيونك الحلوه.
إبتسمت لمنظر أخوها اللي باين عليه الفرحه والراحه، أبوسند/خلصتي رياضتك.
هزت رأسها بنفي/كنت مع غنى وبجري بعدين..
ألتفتت لعبدالرحمن بحنان/زوجتك صحيت روح شوفها وأفطر معاها.
عبدالرحمن بإحراج/لا وين أروح بفطر معاكم.
أبوسند بإبتسامه/ إذا حضر الماء بطل التيمم ،رح بس ماعليك منا.
دفته جوري وماحست غير بمعاذ ضاربها على رأسها بنفاذ صبر/موتنا من البرد وأنتي مستمره في كلامك الكثير.
راحت وراء أبوها مساعد وبضيق/يبه شف لك حل معاه كل شويه ماد يده.
صالح بإبتسامه/ماشاء الله عليه مطقم مع زوجته هي مستلمتني وهو مستلمك.
أبوسند بضحكه/وين البرد أنت الثاني الجو وش حلاته.
جوري/بالله قله ذا اللي مدري كيف إحساسه. معاذ بيأس/جوري نقلك بردنا خلصينا من جنانك ذا عالصبح.
زفرت بملل/طيب خلاص مدري أيش فيك صاير ماتحب المزح زي جدتي وديمه الله يذكرها بالخير.
صاح أبوسند/خل أمي عنك وأتركيها بحالها على ذا الصبح.
ضحكت/طيب لاتخاف موصاير لها شيئ إن شاء الله.. أدخلوا وأنا بجيب القهوه.
شاف أبوسند فرسه تحت شجرة التين وراح جلس بإبتسامه/اليوم اخر يوم لي معكم وبتقهوى هنا تعال يامعاذ.
جوري برفض/لايبه إحنا قلنا الجو حلو بس كذا رح تبرد تعال جوا أحسن.
هز رأسه برفض وألتف لها معاذ/خلاص جيبي القهوه وأنا بتصرف.
دخلت جهزت القهوه وجابتها بسرعه كانت تمشي وهي تتكلم وتضحك مع صالح وفجأه وقفت مكانها بصدمه وعيونها عاللي جالس تحت الشجره متغطي بفروه سميكه وماسك جهاز راديو صغير ويقلب في المحطات لين أستقر على إذاعة مونت كارلو، رمشت بعدم إستيعاب تدري إن اللي جالس أبوها مساعد لكن في نفس الوقت كانت شايفة أبوها قدامها.. ماحست بصالح لما أخذ القهوه منها ولابمعاذ لما مسكها من يدها وجلسها جنبه وحط كوبها في يدها بهدوء/أنتبهي لاتنحرقي.
أنتبه لرجفتها الخفيفه ولعيونها اللي غامت بالدموع، حوط كتفها بذراعه وقربها منه وبهمس/ ماكنت أعرف إنه هيشبه أبي كذا.. أسف.
أتمالكت نفسها وأخذت نفس عميق وبهدوء/أشرب قهوتك لاتتأخر عالمكتب.
أبوسند بإبتسامه/أشغلناك يامعاذ وعطلنا شغلك.
طالع فيها معاذ بنظره/لا أشغلتني ولاشيئ فداك ياعم مساعد، بعدين يوسف شريكي ماسك كل شيئ.
ألتفت أبوسند لجوري اللي تتقهوى بصمت وعيونها عليه، معاذ حكى له عن يوسف وإنه أتقدم لها ورفضته وعن ولد خالها اللي خطبها من فتره ولسا محد كلمها عليها، أبوسند/وين وصلتي يابنيتي.
ردت بحب/معاك حبيبي وين هروح وأنت هنا.
دخل علي وسلم وجلس جنب أبوسند بهدوء/شكلي اتأخرت وخلصتوا القهوه.
حطت جوري كوبها في يده ووقفت/أشرب حقي على ماأسوي لك قهوه جديده.
سحبها وجلسها جنبه بإبتسامه/بشرب معك أجلسي بس.
هزت رأسها بموافقه وقعدوا يتكلموا لدقايق قبل مايسئذن علي منهم ويأخذ جوري معاه ويدخلوا.
---------------
الرياض،قبل المغرب
إتنهدت وطالعت في ساعتها بتعب، ممرضتها بإبتسامه/هانت ربع ساعه ويأذن المغرب وتأخذي بريك.
هزت رأسها بإستسلام وعدلت جلستها لما دق الباب ودخلت حرمه كبيره ومعاه بنت، وقفت أول ماشافتها وبإبتسامه/ياهلا بخالتي أم فواز .. شلونك خالتي.
راحت سلمت عليها بإحترام، أم فواز/زان حالك يمه بس أنشغلت شوي مع سديم.
شالت البنت وباستها/شلونك سدومه.
إبتسمت لها بتعب وراحت جنب جدتها،أم فواز/سدومه حيل تعبانه وتشكي من أذنها ومدري وش فيها.
ثريا بإبتسامه/حسيتها مسخنه شوي الحين بفحصها وإن شاء الله مافيها الإ العافيه.
فحصتها لفتره ورجعت لأم فواز وهي شايلتها بهدوء/الحمدلله شوية إلتهاب في الأذن.
إم فواز بقلق/يعني موبشيئ كايد ياثريا.
إبتسمت/لاخالتي تطمني بس تأخذ المضاد رح تصير زينه.
أم فواز براحه/الحمدلله.. الله يريحك مثل ماريحتيني.
ثريا بهدوء/خالتي صار لك فتره مازرتينا، عسى ماشر.
أتنهدت وبتردد/والله يمه مدري شلون بقابل منيره وخالتي وديمه بعد اللي صار.
ثريا بحذر/له ياخالتي مهما صار حنا أهل ومابينا هالكلام.
أم فواز بضيق/أنا ماكان قصدي أعيب فيها كل اللي قلته إني مابي بنت مطلقه لولدي، وخالتي بس سمعت هالكلمتين كلتني وماخلت كلمه ماقالتها عن أخلاقها وأدبها مع إني ماطريتها بشر.
طالعت فيها بشك/ماتبين جوري لولدك فواز؟
هزت رأسها بنفي/لفهد هو كان يبيني أخطبها له، بس يوم دريت إنها مطلقه هونت وأمك وخالتي وديمه الظاهر زعلوا مني.
ثريا بإبتسامه/لاياخالتي موبزعلانين بس يمكن أنتي قلتي لهم السالفه بإسلوب خلاهم يظنوا إن جوري موبعاجبتك.
أم فواز بضيق/ياثريا البنت والنعم فيها بس أنا أبي لولدي فهد بنت بنوت مو مطلقه وبعد عليها ولدين.. ولدي فهد دكتور مخ ودرس برا ومافي بأخلاقه وأبي له وحده تناسبه.
ثريا بهدوء/أساساً جوري رافضه الزواج من ولدك أوغيره وأنا متأكده إنها بترد الدكتور فهد إذا تقدم لها.. هي تبي تربي عيالها وتشوف شغلها ودراستها، فماله داعي تسوون سالفه من ولاشيئ.
أم فواز بفرح/زين اللي جات منها، خلص بقول لفهد إنها رفضت وإن شاء الله مايسأل أخوها ليه رفضوه.
ثريا بتساؤل/ليه هو يعرف أخوها.
إتنهدت /شفتي شلون الدنيا صغيره.. طلع يعرف إخوها ويوم كنا عندكم بالمزرعه قابله وفريال الله يهديها حكت له عنها ومن يومها وهو معند وعلى أبيها وأخطبيها مطلقه كانت أو لا.
طالعت فيها بتفكير"طريقته مو طريقة واحد بيخطب عادي" وبإبتسامه/فكري زين ياخالتي ولاتوهقين عمرك مع ولدك وتحرجيه مع الناس.
وقفت ولبست نقابها ومسكت سديم بعد ماأخذت وصفة الدواء، سلمت عليها ثريا وعقلها يربط الإحداث ببعض وبشرود/هو دكتور وعلى ما أظن في جده وهي كانت في غيبوبه.. إمممم وقبل كم شهر غابت عنا لفتره وردت لنا برجل مكسوره.. وفهد يعرف عبدالرحمن ومصر يخطبها وهو يدري بوضعها ، معقول يعرفها من المستشفى!!
إبتسمت بمرح/والله وطلع لك معجب سري ياجوجو ومارح أفكك لين أدري وش سالفة هالدكتور حبيب أمه.
↚
جده،العاشره ليلاً
طالع في الفلوس اللي داخل الظرف بإستغراب/حق أيش الفلوس ذي ياأمي.
ردت بهدوء/أبغاك تجيب برادة مويا وتحطها في الحاره صدقه عن أبوك الله يرحمه ويغفر له.
رجع لها الظرف/خلاص بكره إن شاء الله تكون موجوده.
حطت الظرف في يده بإصرار/أنا أبغاها من فلوسي.
أخذ الفلوس وإتنهد بإستسلام/طيب براحتك.
اخذ الريموت ورجع يقلب في التلفزيون بملل وباله مو معاه، طالعت أم خالد فيه بحسره على حاله اللي اتغير.. صحيح ماعاد يغلط بأسم جوري كل شويه زي بداية طلاقهم وبيحاول يبين طبيعي قدامهم، لكن كانت متأكده إنه عكس مابيحاول يوهمهم، كان في أشياء بيعملها ومحد أنتبه لها غيرها.. زي تأمله لقصي اللي يشبهها.. كلامه عنها لما يلعب مع نادين.. زياراته السريعه والسريه لغرفتها وندى غافله عنه، أشياء صغيره كانت بتأكد إفتقاده لوجودها في تفاصيل حياته مهما أدعى العكس، إتنهدت بصوت عالي/الحمدلله إن أبوك مات قبل مايشوف الحال اللي وصلت له مع جوري.
ألتفت لها ببطئ/أكيد كان زعل زي ماأنتي زعلتي.
هزت رأسها بموافقه/أنا صح زعلت بس زعلت عليك اللي ضيعت حياتك وهدمت بيتك في لحظة تهور وغضب.
طالع فيها بعدم تصديق ومر في باله فيلم الرعب اللي عيشه فيه أخوها علي وبإستنكار/لحظة تهور وغضب!!!
سكت للحظات وتابع بعصبيه/أنتي موعارفه أخوها الزفت أيش سوى فيا علشان أطلقها وجايه تقولي لحظة تهور وغضب!
طالعت فيه بهدوء/وكيف هعرف إذا أنتا ماقلت اللي صار.. كل اللي قلته إنك أكتشفت إنك ماتحبها وإنك كنت غلطان لما أستمريت معاها كل الفتره ذي، وأنا عارفه زي ماأنت عارف إن كل ذا كذب في كذب وإنك تحبها بس تكابر.
إنتشرت أجزاء الريموت في الصاله لما رماه عالجدار بعصبيه/أحبها على أيه، هيا فيها شيئ ينحب من أصله.
طالعت فيه ببرود/الله يالدنيا، ذحين جوري ماتنحب! جوري مافيها شيئ حلو!
رد بحقد/أكيد هتدافعي عنها.. حبك ليها خلاكي ماتشوفيها على حقيقتها زي ماأنا شفتها.
إبتسمت بسخريه/طيب قول لي على حقيقتها.. علمني حقيقتها اللي محد عرفها غيرك.
سخرية أمه الواضحه ضيعت باقي التفكير والهدوء اللي حاول يحافظ عليهم وبغضب/الحقيقه إنها وحده مريضه ومغروره وشايفه نفسها.. مفكره نفسها أحسن مني وعامله روحها كبيره وعاقله.. الحقيقه إن عندها إنفصام في الشخصيه، مسترجله وكل إهتمامها بالسلاح والسواقه والرياضه، وساعات تلعب وتجري وتتهبل ولا كإنها وحده متزوجه وأم لطفلين..
وقف ودار في الغرفه وتابع بغضب/وحده زي ذي كيف أحبها إلا إذا كنت مجنون زيها.. أنا احب ندى.. ندى وبس فاهمه..ندى وبس.
هزت رأسها بموافقه ووقفت بهدوء/أجل أفرح وانبسط وحب ندى بقوه وقد ماتقدر لإن المجنونه طلعت من حياتك وماعاد ترجع لها مره ثانيه.
راحت وسابته واقف بصدمه من كلامها اللي ضرب عقله زي الصاعقه، أخذ نفس ورمى نفسه على أقرب كنبه وغطى وجهه بأيديه اللي ترجف من إداركه المتأخر "جوري خلاص طلعت من حياته ومافي شيئ ممكن يرجعها ليه مره ثانيه"
----------------
الرياض،الثالثه صباحاً
سحب اللجام برقه أستجاب لها الأدهم بسرعه وقبل مايوقف تماماً كان سند ترك ظهره وأستقر عالأرض جنبه، مسح رقبته بهدوء وهو يهمس له بتشجيع أستقبله الأدهم بصهيل مرحب، ربط لجامه في فرع شجره وسند ظهره عليها وضغط على جبينه بقوه.. حس برأسه هينفجر من كثر الألم لازمته كوابيس عنها من وقت اللي اتأكد إنها قتلت الذيب، ماعرف هل هو إحساسه بالذنب بسبب اللي صار لها أو إحساسه بالشفقه ناحيتها كل ماتذكر صراخها وبكاها لما إكتشف نومها في سيارة أخوها، وبعدها الموضوع أتطور للأرق وهذي ثاني ليله يقضيها بدون نوم وبعد ساعتين قضاها يتقلب في سريره بدون فايده راح المزرعه وخرج يتمشى على ظهر الأدهم، لف شاله على رقبته وضم الجاكيت على صدره من البرد وطالع في النجوم المشعه بوضوح في عتمة الليل وبهمس/تظن إنها الليله بعد صحيت مفزوعه من كوابيسها ؟
زفر الأدهم بقوه وضرب بقوائمه عالأرض بخفه، ألتفت له سند بشرود/قلقان عليها؟ أكيد قلقان دامها صارت رفيقتك الجديده يافزاعها.
غمض عيونه وحرك رأسه بإنزعاج وهو يحاول يطرد صوت بكاها وشهقاتها العميقه اللي أترددت على مسامعه وفجأه لقي نفسه في مكان شبه ذا المكان.. وفي نفس الوقت.. معاها..
كانت الساعه أربعه الصباح لما رجع من تمشيته مع الأدهم اللي كان يصهل بحماس بعد المسافه الطويله اللي جريها معاه، ربط لجامه وقرب له المويا والأكل قبل مايفاجأه بقطعة شوكولاته أكلها بفرح وهو مستمتع بعناية وإهتمام سند، جفل الأدهم وصهل فجأه بطريقه خلت سند يتأوه بضيق/لاتقول إنها صحيت الليله بعد؟ المفروض إنها تنام لإن وراها سفر بكره وبتفكنا!!
وبحركه لاشعوريه لقي نفسه منزوي في الظلام وجالس على صخره ومشاعره مزيج من العصبيه والترقب، عقد أيديه على صدره وهو منتظر يسمع صوتها في أي لحظه، وفعلاً مامرت خمس دقايق إلا وصوتها واصله بكل وضوح/صباح الخير ياأجمل ماخلق ربي.
عقد حواجبه بضيق من نبرة صوتها المبحوح من كثر البكاء وبضيق" كنت أظنها أشجع وأقوى من كذا.. فعلاً بنات ماعندهم سالفه" ورجع يركز على كلامها الهادي/أنا عن جد ممنونه لوجودك هنا معايا، لولا صوتك اللي أنقذني من كابوسي كان ممكن أكون ميته ذحين.
ساد صمت غريب لفتره خلت سند يظن إنها راحت، أتحرك من مكانه وطالع بطرف عينه بحذر، جمد مكانه وهو يشوفها متمسكه برقبتة الأدهم وسانده رأسها على رقبته قبل مايتهدج صوتها بضعف/مهما جريت بكل سرعتي كان برضه ورايا.. وفي الأخير طحت وماقدرت أوقف.. قرب مني وهو يضحك.. قال زي ماأنا موته لازم .. يموتني.. كان قريب مني لدرجة إني شفت إنعكاس صورتي في عيونه اللي تطالعني بحقد.. أنفاسه الكريهه على وجهي والدم.. الدم يسيل من بين عيونه وغرقني معاه..
بكت وبقهر/الغبي.. أنا ساعدته.. هوا كان بيتعذب.. فكرت إن رصاصتي الثالثه لازم تنهي حياته وتخلصه من الوجع اللي سببته ليه.
بلع ريقه بصعوبه وهو يحاول يستوعب كلامها، هو اتأكد من مشط المسدس وكان ناقص ثلاث رصاصات وجسم الذيب كان فيه إصابتين والثالثه فعلاً بين عيونه وكان واضح للأعمى إنها كانت رصاصة رحمه.. رصاصه خلصت الذيب من عذابه بسرعه وبأقل ألم ممكن.
حرك رأسه برفض " أكيد السالفه أختلطت عليها من الصدمه، هي كانت مع ابوي وتدري صاوب الذيب بكم رصاصه.. لايمكن تكون قتلته بنفسها هالشيئ مستحيل"
عقد حواجبه بتركيز وهو يسمع أنفاسها وشهقاتها القويه وبقلق " وش مشكلتها بالضبط! الصبح لما وصلت لها ثريا السلسال صار لها نفس الشيئ"
كانت أصابعه بتضغط على رقم ثريا وترجع تقفل الإتصال بتردد، وش بيقول لأخته إذا كلمها الحين، شلون يبرر لها وجودهم مع بعض في نفس المكان وفي ذا الوقت المتأخر، سب نفسه على غبائه اللي خلاه يربط الأدهم في نفس المكان، كان لازم يتوقع رجوعها الليله بعد زيارة أمس، بس هو ماتوقع إنها بترجع للأدهم خاصة بعد ماشافته على ظهره وقت السباق اللي قرر يشارك فيه في أخر لحظه بعد ماسمع ردها على إعتذاره وبعد ماردت له ثريا سلسالها.. كانت مشاركته في السباق رد فعل في لحظة غضب، أتقصد إنها تشوفه مع الأدهم علشان تعرف إنه له.. كإنه بيعاقبها على رفضها إعتذاره وبيوجه لها رساله مفادها إن حتى الحصان اللي أعجبك وحبيتيه ملكي أنا مثل سلسالك.
صحي من أفكاره وراقبها بقلق وهي واقفه قبال الأدهم بصمت لفتره قبل مايسمح صوتها المبحوح/لاتخاف حبيبي ذحين صرت أحسن..
زفر براحه "الحمدلله صارت زينه" وفجأه كشر بإشمئزاز لما ركز في جملتها للأدهم واللي رد عليها تلقائياً وبهمس/أنا وش مقعدني هنا خل أروح أنام أحسن.
قرر يرجع لخيمتهم وأتحرك بحذر لخطوتين قبل مايوقفه عتابها للأدهم/عارف إنك صدمتني اليوم.. ماتوقعت ولا جاء في بالي إنك صاحب ذاك البني آدم.. الظاهر إن أمس كان يوم الصدمات العالمي.. في الأول سلسلتي وبعدها أنتا.. على قد ماكنت متلهفه وفرحت لما شفتك مع باقي الخيول، لا وكمان راهنت وبكل حماس إنك هتفوز عالكل.. على قد ماأنصدمت لما البنات اتكلموا عالفرسان والخيول وقالوا إن أسمك الأدهم وإن فارسك يكون ذاك.. عن جد أنصدمت وماصدقت، كيف يكون فارس ولحصان زيك وتكون أخلاقه وطبعه بذيك ال--
سكتت للحظات وتابعت بغصه/ حسيت بشيئ أنغرز في قلبي.. شيئ وجعني بقوه لإن فارسك اللي مو فارس مصر يتفنن في أذيتي حتى وهوا موعارف وكل مره بيأذيني بطريقه أحقر من اللي قبلها..لدرجة إني سبت السباق وماعاد شفته.. أنا ماكرهتك ولارح أكرهك مارح أخذك بذنبه لإنك غير وأحنا أصحاب.. أتفقنا!
كور أيديه بغضب وردد بعدم تصديق " فارس موبفارس!! هالحكي علي أنا!!"
تابعت/ بس البنات قالوا إنك فزت زي ماتوقعت، وذا الشيئ خلاني أجلس مع نفسي وأفكر بموضوعيه، وإتضح إن صاحبك في الأخير مو بذاك السوء..
قربت منه ومسحت على رقبته بهدوء/حصان جميل وذكي زيك أكيد هيختار فارس فيه شبه منه حتى لو شيئ بسيط.. مو يقولوا الخيل من خيالها وشكل خيالك بعد كل شيئ لسا فيه جزء إنساني شدك ليه وخلاك تحبه وتختاره من بين الناس.
سكتت للحظات وبتفكير/يمكن المشكله فيا أنا، خالد كان يقول إني بارده ومستفزه وبطلع أسوء مافيه وشكل صاحبك بيحس بنفس الشيئ، وأساساً أحنا ماأتفقنا من البدايه وصار بينا حساسيات بتأثر على أحكامنا.. عارف إن ثريا وأولاده بيمدحوه ويكتبوا فيه أشعار لدرجة إنهم خلوني أشك إنا بنتكلم على نفس الشخص!
تابعت بمرح/ الظاهر إن ذا تأثيري عالرجال من برا عيلتي، بس ذا مايمنع إن صاحبك برضه أكثر إنسان بارد ومستفز شفته في حياتي و---
قطعت كلامها فجأه وبتفكير/أمممممم لاااا صاحبك ثاني أكثر شخص بارد ومستفز شفته في حياتي لإن المركز الأول طبعاً لعلي وبلا منافس.. تعرف علي؟ أكيد لا من وين هتعرفه.. بس صدقني لو عرفته هتوافق وتبصم على كلامي بحوافرك الأربع.
ضحكت لفتره قبل ماتتابع بحب/بس علي قلبه أبيض وحنون بشكل مو طبيعي رغم بروده الظاهر وفوق ذا كله يحبني ومستحملني على علاتي وثقالة دمي معاه ويكفي إنه يسمع صوتي أو بس يلمحني علشان يعرف إذا كنت زعلانه أو فيا شيئ وبعدها مافي شيئ يمكن يمنعه إنه يكون جنبي مهما كانت ظروفه أو مشاغله.. إتنهدت وتابعت/أنا بحمد ربي اللي رزقني بناس يحبوني بذا الشكل أهلي وأهل خالد وأبويا مساعد وصحباتي وذحين أنتا.. وجودكم في حياتي رحمه وفضل من الله..
مرت دقايق بصمت غريب قبل ماتصرخ فجأه بحماس/خلاص عرفت أيش أسميك.. بسميك فزاع .. مره لايق عليك.. فزاع.. فزاعي الجميل.
تركها لجنانها المفاجئ وهي تنادي الأدهم بأسمه الجديد واتراجع لصخرته المعتاده بصدمه من كلامها، ذي البنت بتخالف كل توقعاته بشكل محير، ماتوقع إنها بتفكر بذي الطريقه وبإنها رغم كل اللي سواه فيها إنها بتراجع نفسها وتحاول تبرر له أسلوبه السخيف معاها لدرجة إنها تحط الحق والعله فيها، شد على أسنانه بقهر لإنه ماينكر إنه أتعمد يشارك في السباق نكايةً فيها.. أتوقع إنها إذا عرفت إنه صاحب الأدهم رح تزعل وتثور وتتخلى عنه مثل ماتخلت عن سلسالها الغالي عليها بسبب كبريائها السخيف.. يمكن كان يتمنى إن رد فعلها يكون كذا علشان ولمره وحده بس يكون ظنه فيها في محله، لكن وكالمعتاد خابت ظنونه فيها وماعرف يقرأها صح رغم إنها طولت لسانها مثل ماتوقع والظاهر ذا الشيئ الوحيد اللي صار متأكد من إنها ماتقدر تسيطر عليه.. كان في شيئ فيها بيخليه يتصرف بطريقه غير منطقيه ومحيره بالنسبه له وبدون مايعرف السبب.
فجأه عقد حواجبه بتركيز "منو علي اللي تتغزل فيه!! وبعد يحبها ويموت عليها" أنجرفت أفكاره لبعيد وبدأت ظنونه ترجع لسابق عهدها قبل مايهز رأسه بعنف وكإنه بيطرد كل شيئ سيئ يمكن يجي في باله، زفر بقوه وبعصبيه/أستغفر الله العظيم، هذي ماتتوب هي وأسلوب حكيها الغريب.. إلا تخلي الواحد يشك فيها غصب..
سكت للحظات وهو يسمعها تستأذن الأدهم علشان تصوره وهي لازالت في سواليف وضحك معاه، وبعصبيه/ الله يعني على هذرتها اللي ماتخلص، بس مضطر أتم هني بس علشان ماتركها لحالها بهالليل، موبناقص يصير لها شيئ وهي عندنا.. أخوها مستأمني عليها.
أتربع عالأرض وحبس أنفاسه بغيض و وهو يسمعها تنادي الأدهم بفزاع بين كل كلمه والثانيه واللي حره أكثر إن فزاع، قصده الأدهم متجاوب معاه بكل بساطه.
فتح عيونه لما حس برطوبه وأنفاس الأدهم على وجهه، وقف ومسح وجهه بشاله وفك اللجام بهدوء/لاتحاتيها إن شاء الله إنها زينه بين أهلها.. خل نرد المزرعه الصبح وراي إجتماعات مهمه.
حاول يطرد أي ذكرى لهذيك الإنسانه من باله ويركز على نفسه وقفز على ظهر الأدهم برشاقه قبل مايطلق له العنان في الصحراء
--------------------
صنعاء، الرابعه صباحاً
فتحت عيونها فجأه وعدلت جلستها وهي تشهق بقوه وتبعد الغطاء عنها وشفايفها تتحرك بالبسمله والمعوذات بهمس.. جسمها كان يرتجف وأفكارها مشوشه، حاولت تجذب أكبر كميه من الهواء لرئتها وتتنفس بعمق وفتحت شباك غرفتها ودارت عيونها بتوتر في عتمة حوشهم اللي أخترقه إنعكاس خفيف من إنارة حارتهم الضعيفه، سندت رأسها على الشباك وعدت عشر دقايق وهي على نفس وضعها لين حست بدقات قلبها أهدى وبتنفسها رجع لطبيعته رغم اللخبطه اللي حاسه فيها.
كانت متأكده من إستحالة رجوعها للنوم فقامت من فراشها وطالعت في الساعه وزي ماتوقعت كان نفس التوقيت اليومي تقريباً، شغلت نور غرفتها وغمضت بإنزعاج لما غمرها الضوء في البدايه وبعد لحظات فتحت عيونها ببطئ واتأملت غرفتها المتواضعه بهدوء.. كانت نفس غرفتها اللي أحتلتها مع أختها شيماء من صغرها، وكانت في زاوية البيت وبعد زواجها وسفرها نقلت شيماء أغراضها لغرفه قريبه من غرفة أمها وأبوها لإنها تخاف تنام لوحدها، ومن بعدها قفلت أمها الغرفه وماسمحت لأحد يستعملها وصارت تفتحها للتنظيف من فتره للثانيه أولما تزورهم، مررت أصابعها على طاولتها الخشبيه وكرسيها الصغير اللي لذحين بتستعمله.. رفوف الكتب اللي بتضم كل مجلاتها ورواياتها اللي جمعتها طول فترة طفولتها وقبل زواجها، فراشها ولحافها اللي عالأرض واللي كانت تشيلهم داخل دولابها طول النهار وتفرشهم وقت النوم.. إبتسمت لما أتذكرت رفضها بإصرار عرض أبوها إنه يشتري لها غرفة نوم جديده في زياره من زياراتها لهم، وقتها حست برعب من مسألة تغيير غرفتها وتخليها عن كل ذكرياتها دفعه وحده.. وبعد إلحاح أبوها جددت لون الجدران الأبيض وأحتفظت بنفس المكتب والدولاب ومساند الجدار والتكايات وإكتفت بتغيير قماشها القديم بقماش خليط من اللون الأزرق والرمادي والأبيض وموكيت بسيط باللون الأزرق..
إمتدت يدها لاشعورياً لرقبتها ورفعت الشال بين أصابعها ودفنت وجهها فيه وفلتت منها تنهيده عميقه وهي تتذكر حلمها بشيئ من الإرتباك والإستغراب.
في كوابيسها الأولى كان الرعب يشل أفكارها وحركتها ويقيدها عالأرض وكانت تغمض عيونها بإنتظار هجوم الذيب بكل إستسلام وبعدها تصحى مفزوعه وهي تصرخ وتبكي وأنفاسها مقطوعه، لكن أحلامها الأخيره كان فيها إضافه جديده وغريبه ومخيفه بالنسبه لها..
في اللحظه اللي كانت متوقعه هجوم الذيب عليها كالمعتاد حست بشئ يلف خصرها ويرفعها من الأرض بقوه وبعدها لقيت نفسها محجوزه بين ذراعين شخص يضمها بحنان.. إتنهدت براحه لما فكرت إنه عبدالرحمن جاء وأنقذها كالمعتاد وسندت رأسها على صدره بتعب وهي تسمع قلبه ينبض بجنون غريب، فتحت عيونها بإستغراب ورفعت رأسها لفوق وشهقت بصدمه من اللي شافته وبالأحرى من اللي ماشافته.. طالعت بحيره في الوجه الخالي من الملامح.. مجرد إطار لوجه مرسوم بدون أي تفاصيل، لاعيون ولا خشم ولافم! مجرد وجه أبيض بدون ملامح خلاه تتوتر وتتحرك بقوه وهي تحاول تخلص نفسها من الذراعين اللي مثبتتها بإحكام وفجأه جمدت مكانها بهدوء غريب لما شافت شالها ملفوف على رقبته.. مدت أصابعها وحاولت تأخذه منه واتفاجأت بيده تمنعها بهدوء خلاها تنزل يدها بصمت ورجعت نفس الذراعين تضمها بمزيج من القوه والحنان اللي بدد توترها وفي لحظات كانت لافه أيديها على رقبته وسانده رأسها على صدره بإستسلام وراحه غريبه.
فتحت عيونها فجأه وشافت إنعكاسها في المرايه وهي ضامه الشال لصدرها بقوه، إرتخت مسكتها عالشال وطاح على الأرض ورمشت بعيونها بإرتباك وأتحول وجهها للون الأحمر و مسحت وجهها بكفوفها ولاحظت رجفتها بشيئ من الضياع، وبدون ماتحس لمت شعرها المبعثر ولبست جاكيتها وكوتشها وخرجت الحوش وبدأت تجري وتفاصيل حلمها الغريب تمر في بالها بإصرار
↚
العاشره صباحاً
قفل مع علي اللي أتصل يتأكد من وجوده في المكتب وإتنهد بعمق وباله مشغول على جوري، كلام أمه خلاه الفتره اللي فاتت يراجع نفسه ويكتشف إن معاها حق، جوري ماعاشت طفولتها كامله ومالحقت تعيش معاهم في الفتره اللي كانت محتاجه فيه لوجودهم جنبها.. كانت في مرحلة مراهقه ومحتاجه لتوجيههم ورعايتهم وإهتمامهم الكامل وبدل مايكونوا معها وحولها لقيت نفسها وحيده في بيئه جديده وبعيده ومع ناس غريبين عنها تماماً.. حاول يحط نفسه مكانها ويتخيل حياتها كيف كانت وكيف عاشتها وإنصدم باللي مر في باله.. أمه كان معاها حق.. هم ماقدموا لها شيئ ولا كانوا متواجدين معاها في أحلك ظروفها..ولا أحد فيهم فكر كيف عاشت حياتها كل ذي الفتره وبأي أسلوب.. ورغم كل ذا كانت دايماً مبتسمه ومتفائله وجهها بيضحك بإشراق مهما كانت أحوالها.. ماقد شافها زعلانه ومتجهمه أوحتى مبينه ضيقها قدامهم رغم إنه متأكد من وجود خيبات أمل في حياتها أكثر من غيرها وأكثر منه هو شخصياً.
لطالما أعتبرها عاطفيه وردود أفعالها بتكون سريعه ووليدة اللحظه، وأوقات كثيره إتهمها إنها بتتصرف من رأسها بدون ماتعمل حساب لأحد.. لكن للأمانه كانت على طول بتحاول تعمل الصح على قد ماتقدر، وغالبية تصرفاتها ذي كانت علشان غيرها أكثر ماهي علشانها.. وعلى كثر ماكان معصب منها من قبل على كثر ماحزن عليها وأتعاطف معاها بعد كلام أمه وأخوه عبدالرحمن.
مر أسبوع كامل من وقت ماوصلت أخته وأبوسند..
يومها ماقدر يسلم عليها غير بعد ماعشى ضيوفه وبيتهم فضي.. كان متوتر من مقابلتها بعد كلامه البايخ والعصبي معاها آخر مره.. بس هي سلمت عليه بحب ولهفه وبنفس جنونها وإبتسامتها الحلوه وكأن ماصار بينهم أي شيئ.. أما هو فوقف يتأملها بصدمه أنتبه لجسمها اللي نحف ووجهها الأصفراللي واضح عليه التعب والإرهاق، وقتها كل الكلام اللي قالته أمه قالته رجع يتردد على مسامعه مره ثانيه وبقوه..
أما أبوسند فكان شيئ ثاني.. إصراره على توصيلها بنفسه وسفره معاها خلاه يحترمه ويقدره بشكل مو طبيعي خاصة بعد ماعرف إنها كانت جايه لوحدها وبدون أولادها، ورغم إنه سمع من علي وعبدالرحمن وجوري نفسها كلام طيب ومشجع عنه إلا إن مقابلته شخصياً فاقت كل توقعاته، أسلوبه البسيط والمتواضع وتعامله الراقي معاهم خلاه يحبه ويغير رأيه في العلاقة اللي بتربطه بجوري، وطول الأيام الثلاث اللي قضاها أبوسند معاهم ترك المكتب لصاحبه يوسف وأتفرغ لأبوسند وواجب ضيافته ب---
اللي أخذ عقلك.
أنقطعت أفكاره وطالع في علي اللي دخل بدون مايحس وجلس براحه، ساب كرسيه وراء المكتب وراح جلس في مواجهته وبدون مقدمات/غنى الحمدلله أتحسنت وعبدالرحمن يقدر يسافر في أي وقت وأنت لذحين ماقلت لي على أيش ناوي.
حط رجل على رجل وبسخريه/شغلك واقف لدرجة إن ماعندكم شاي أوقهوه.. طيب كأس ماء عالأقل.
قام معاذ بدون مايرد وطلب له الشاي الثقيل المعتاد ورجع مكانه بنفاذ صبر/علي فكني من برودك مش ناقصك ذحين.. شوف لي حل ياأخي.. لك يومين غاطس ومابترد على إتصالاتي.
طالع فيه بهدوء/أنت داري إني مضطر أغيب كل فتره والثانيه بدون إتصال، بعدين أنت مطولها وهي قصيره، عمتي قد جابت لك الخبر المفيد وعم مساعد قد شفته بنفسك.. ليش بتعيد وتزيد في شيئ منتهي..
وقف ودار بعصبيه/علي لاتجنني وخلي عم مساعد على جنب، أنا مش مرتاح لجلستها هناك أنت شايف حالتها كيف كل مالها في النازل.. البنت فيها بلاء وساكته وإذا حصل لها شيئ م---
سكت لما دق الباب ودخل الفراش بالشاي وبمجرد ماشاف علي ببدلته العسكريه وجثته الضخمه طلع بسرعه بدون سلام ولاكلام، أخذ كأسة الشاي وشربها على مهل وببرود/أنت داري ببلاها وعادك تشتي تزودها فوق همها هم.. داري بها ماتقدر تفلت عيالها وذحين لها أسبوع بدونهم وجاي تقول صحتها ويحصلها.
زفر معاذ بقوه/طيب والحل.. قلنا نزوجها وتتلهي بزوجها وتبدأ صفحه جديده رفضت.. قلنا نقنع خالد يخلي عيالها معاها وتستقر هنا ماعجبها.. وأنت للأن ماجبت لها سيرة صدام.. أيش نسوي لها قلي بس!!
طالع فيه بإستغراب/وأنت ليش مستعجل، قرارها وقالته لك وقد رتبت أمورها مع عيالها، وربي إذا أعطانا عمر أخر السنه وهي عندك، أما صدام فأنت شفت كيف كانت.. كيف أفاتحها في زواجه منها وهي بهذي الحاله.
جلس وراء مكتبه وبتفكير/بس حالتها ذحين أحسن من أول ماجات صح؟
علي بإبتسامه/أنت داري إن الفضل في تحسن حالتها بيرجع من بعد الله لوجود عم مساعد معاها.. عم مساعد بالنسبه لها أب فعلاً.
إتنهد بضيق من الحقيقه اللي لاحظها بنفسه، طول ماكان عم مساعد معاهم نظراتها وحركاتها وحتى صمتها في حضوره كانت بتتكلم عن حالها بكل وضوح.. كان واضح إنها متعلقه فيه بشكل موطبيعي حتى بالنسبه لمعاذ.. إهتمامها الزايد بأكله وشربه وأدويته.. حرصها الدايم على مرافقته وين ماكان لدرجة إنها لفت بيه صنعاء كلها وهي تعرفه على معالمها وأماكنها المفضله.. شهيتها للأكل رجعت ومرحها وضحكها مافارقوها.
في البدايه وأول ماسمع منها عن مساعد المنذر ظن إنه ذكرها بأبوها وإنها بتعوض معاه حرمانها من أبوه بسبب زواجها المبكر وسفرها، وإنها بتوجه كل عاطفتها وحبها وإحباطها من فراق أولاد لعمه مساعد.. لكن بعد ماراقبهم طول الفتره اللي قضاها معاهم إكتشف إنها فعلاً متعلقه فيه وتحبه لشخصه بغض النظر عن التشابه البسيط اللي بينه وبين أبوه، هي فعلاً مجنونه بشيئ أسمه مساعد المنذر واللي قابلها بالمثل وعاملها معاملة الأب لبنته وكان حبه لها قوي وواضح لدرجة إن الأعمى يشوفه وذا الشيئ خلاه يفهم طبيعة علاقتهم اللي كان متحفظ عليها من قبل وخلاه يستحي ويندم على كل اللي قاله لجوري وقت ماسافر عبدالرحمن وظلت معاهم
أتنهد وسند رأسه عالكرسي وبهدوء/وذا يخلينا نرجع للبدايه، عم مساعد مهما حبها وحبته إلا إنه بعيد عنها ومش متواجد معاها بشكل دايم، هو في الرياض وهي في جده يعني ماأقدر أطمن عليها وأقول إنه معاها.
سكت للحظات وبيأس/ياعلي طول ماهي بعيده أنا قلقان عليها وشايل همها.. أتمنى توافق على صدام وتستقر هنا وصدام مش غريب عليها وسمعته ماتخفاها وكل الناس تدور نسبه وتتمناه ومن سوء حظه وحسن حظنا إنه ماوقع إلا في أختك وذا الشيئ هيحل ذي اللخبطه.
علي بحب/إلا من حسن حظه وأمه داعيه له في ليلة القدر إذا وافقت عليه أختي..
معاذ بضحكه/ياأخي اللي يسمع نقاركم وأسلوبكم البارد يظن بينكم ثأر وأنتوا أكثر أخوان يحبوا بعض لكن من تحت لتحت.. أيش المحبه الغريبه هذي!
علي بإبتسامه/أتعودنا نستفز بعض ونتحانب كل ماتقابلنا وبيعجبني أستفزها وأخليها تعصب وتسمعني كلمتين وأرجع أصالحها.. ماعليك منا أنا وأختي نسد.
وبجديه/بس هي ماوافقت على يوسف وهو أعزب وفاضي وأكيد ماهتوافق على صدام المتزوج خاصةً إنها تعرف مرته.
عقد معاذ حواجبه بضيق/أنا صح زعلت على رفضها يوسف بس مالهم نصيب، لكن صدام غير أبن خالك ومننا وفينا وغير هذا كله أحنا داريين إنه كان يشتي يتزوجها زمان لولا إن نصيبها جاء فجأه.. بعدين ليش ماتوافق عاده أحسن إنها تعرف مرته عالأقل يتفقوا وهو بيسكنها في بيت لحالها مش معاها زي ماكان الأفندي خالد مسوي.
طالع فيه ببرود/كل كلامك ذا مايفرق معاها ببصله وزواج خالد عليها مش معناه إنها بتسويها في غيرها وأكيد ماتسويها في مرة أبن خالها .. وأنا متأكد من جوابها سلفاً لكن ماعلى الرسول إلا البلاغ ا----
رن جواله وطالع فيه بملل/على سيرة صدام.. هذا ثالث إتصال من أمس الليل لذحين، خايف ترجع جده وماقد فاتحناها.
معاذ بهدوء/يعني أنت مازلت مصر على سفرها.
خلص كأسة الشاي ووقف بهيبته المعتاده وبثقه/أختي أطرحها وسط صحراء وأنا راكن ومطمن إني مخلي بعدي أسد مش بس رجال، خليها تكمل الكم الشهر اللي باقي لها مع عيالها بدون تنغيص يامعاذ وأولها وآخرها بترجع لنا بالسلامه بإذن الله.. وإن شاء الله بخرج معاها وأردك خبر.. السلام عليكم.
معاذ بإحباط/وعليكم السلام والرحمه.
وقف يتفرج عالشارع من شباك مكتبه وكله إمل إنها توافق على صدام ابن خالها وترجع تعيش معاهم ووسطهم.. بكذا بس ممكن يطمن عليها ويحافظ على وصية أبوه في إنه ينتبه لها ويكون جنبها على طول.
--------------
الرياض، الثانيه والنصف ظهراً
دخلت وسلمت وراحت جنب أبوها اللي حط ذارعه على كتفها وقربها منه وبإهتمام/شلون دكتورتنا.. تأخرتي اليوم؟
ثريا بإبتسامه/الحمدلله زينه ياقلبي بس تدري مع هالبرد الصغار بسرعه يمرضون واليوم كانوا زايدين شوي.
الجده/الله يعينك على لويتهم، وعساك عالقوه يابنيتي.
ثريا/الله يقويك يمه تسلمين.
ألتفتت لأبوها بإبتسامه/يبه مالحقت أشوفك من يوم رديت من اليمن وأنت مشغول بهالناس والشغل.
أبوسند بجديه/هذي مصالح ناس ومانقدر نعطل اشغالهم.
هزت رأسها بموافقه/وشلون كانت سفرتك وشلون شفت أهل جوري.
إتنهد وبحب/أهلها مثلها زينين وحيل أستانست معهم والجماعه ماقصروا وماخلوا ذبايح ولاكرم ولاكلمة شكر ماقالوها بسبة روحتي معها.
ثريا بضحكه/الظاهر جازت لك القعده هناك وتبي ترجع لهم مره ثانيه.
رد بإبتسامه/أنا أشهد إنها جازت لي حيييل.. هواهم زين والدنيا مطر وناسها طيبين وكرماء ويكفي إن جوري عندهم.
الجده/عساها صارت زينه يوم شافت أهلها، قلبي كان شاب نار عليها وموبمرتاح.. وجهها أصفر وحيل تعبانه.
أتذكر أبوسند ضحكها في الطياره وبضحكه/أي تعبانه بسم الله عليها، تدرون إنها قلبت الطياره فوق تحت لإن المسافر اللي جنبها رجال ورفضت تجلس لين يغيروا مقعدها أو الرجال يروح وتمت واقفه ربع ساعه تقنع في هالمضيفات لين غيروا مقعده مع بنيه.
الجد بإستغراب/هي ماهيب معك ومع عيالها ولا شلون.
إتنهد وبتردد/بصراحه يبه هي مالقت حجز لثلاث أشخاص، قامت حجزت لعيالها لجده وهي لصنعاء وأنا مادريت إلا يوم نادوا على رحلتهم وقامت تودعهم، وطلعت متفقه مع عمهم يستقبلهم في المطار.
شهقت ثريا/يمه منها هالبنت اللي تسوي الهوايل وماتحكي عن شيئ، حسابها معاي لما ترد.
الجد بإبتسامه/والله إنها بعشر رجال، وزين إنك فكرت تسافر معها ولا كانت بتروح لحالها.
زفر بضيق/أنا ماشفت وحده بيباسة رأسها وعنادها،كنت بذبحها في الطياره.
الجده/بسم الله عليها وش سوت هالعوبا بعد.
إتنهد من قلب/ماقبلت أبدل مقعدي مع واحد من الركاب وحلفت أتم في الدرجه الأولى.. تقول موبمتعود عالإقتصاديه وحكرتها. الجد/مومهم وين بتجلس المهم إنك معها وإنكم وصلتوا بالسلامه.
أبوسند /الحمدلله.. وحتى حالتها صارت أزين يوم شافت أهلها.
ثريا بسخريه/أجل الله يعينهم على هبالها بتشيب روسهم.
بدر بإبتسامه/حرام عليكي ياعمه.. يازينها خالتي جوري تونس الواحد وتوسع صدره.
بحلقت فيه ثريا بغيض/لا وحنا موبعاجبينك سيد بدر!
بدر بنفي/لاعمتي عاجبتني ونص، بس خالتي جوري غير عنكم كلكم.. هي فله وتحب اللعب والوناسه وأحسها مثلنا.. وهم بعد عاقله وكلامها حلو ويريح الواحد.
أتذكر أبوسند لعبها مع أخوانها وبضحكه/ترى مابعد شفت وناستها مع أخوانها كان أعجبتك القعده معاهم وبتم تضحك مثلي لين يتشقق حلقك.
كشرت الجده /هالبنت ماتجوز من هبالها... الله المستعان بس.
الجد بإبتسامه/وش عليكي منها خل تستانس مع أهلها هي يلا تشوفهم ويشوفوها.
وألتفت لأبوسند بجديه/خل عنك سوالف الحريم وقم شف ولدك وش فيه موبعاجبني.
طالع فيه بإهتمام/أي ولد فيهم؟
الجد بهدوء/سند هو عندنا غيره، هذا اللي ينقال عنه مشيب روسنا.
إرتبكت ثريا وفضلت تنسحب قبل ماتتورط مع أبوها مثل ماتورطت مع جدها لما سألها عن سند وأضطرت تحكي له عن السلسال واللي صار لما كانوا في البر.
↚
صنعاء، قبل المغرب
كانت تصور وتفرقع بلبانتها بصوت عالي وهي منتظره من أختها تفك معاها الموضوع بدون فايده، أحلام بإنزعاج/ جننتيني بذا العلك، إذا عندك كلام قوليه وخلصينا.
قربت منها وفرقعت لبانتها بقوه جنب أذنها وبغيض/وليه ماتقولي أنتي مو الموضوع يخصك ولا يتهيألي.. ولايمكن سر وماتبغيني أعرف أحلام خانوم.
دفتها إحلام وفركت أذنها بضيق/بطلي سماجه وأرحمي علكتك وارميها طلعتي روحها..
قربت منها وعادت نفس الحركه لكذا مره بلعانه وبهدوء/ أنا من زمان سامجه لكن مابخبي عنك حاجه ياحساسه ولبانتي حره فيها نختلص مع بعض.
اتأففت أحلام وبضيق/أيش أخبي أنتي الثانيه وقد علي شكله قلك وماقصر.. أستغفر الله منكم عايله مافي خصوصيه بالمره.
شهقت جوري وبسخريه/خصوصية أيه يابنت أمي والبيت كله عارف.. ولا خصوصيه عليا أنا بس.. أجل كثر خيره أخويا حبيبي اللي عبرني وحكى لي بدل منا زي الأطرش في الزفه.
مدت أحلام يدها لجوري اللي مسكتها بين كفوفها وتابعت بهدوء/أنا موفاهمه أنتي ليه مصره تعذبي نفسك، أنتي موناقصك شيئ علشان ترفضي العرسان واحد وراء الثاني..
أحلام بغصه/كلكم بتقولوا نفس الكلام لإنكم أهلي وبتحبوني وبتشوفوني كامله.. لكن الناس مش شايفتني إلا عمياء.
ضغطت يدها بحنان/أول شيئ الكمال لله وحده، وثاني شيئ عماكي مامنع إنك تعيش حياتك بشكل طبيعي.. عماكي مامنعك تصيري معيده في الجامعه ولامنعك تصيري كاتبه في أشهر الجرايد ولك متابعين وقراء بالألوف.. و لاهيمنعك من تكوين أسره وبيت خاص فيكي.
إبتسمت بمراره/والأسره والبيت ذا كيف همشيه إن شاء الله وأنا مش شايفه غير السواد.. ليش الكذب أنا حتى السواد ماأعرفه.. الزوج ذا مايشتي له زوجه تشوفه وتعرفه وتوفر له طلباته.. والعيال ذول مايشتي لهم وحده تجري بعدهم وتنتبه لهم، ولا أتزوج وأخليه يجلس بالعيال وأشتغل بداله.
جوري بضحكه/الله أتخيلي المنظر بس وهو بمريلة المطبخ وشايل على خصره ولد ويده تقلب الطبخه وبيخاصم البنت لا تأكل بطارية الريموت ويجري علشان يقفل----
قاطعتها أحلام ببكى/وذا كله وتشتيني أتزوج.. إنا مااقدر أسوي ولا حاجه من هذي.
عضت جوري شفايفها بقهر كانت بتحاول تضحكها قامت بكتها، أخذت نفس وبهدوء/
أنا ماقلت إنه شيئ سهل أوبسيط، لكن ماهو مستحيل.. هوا عارف وضعك ومقدر ظروفك وأتقدم لك على ذا الأساس.. هوا مو مجبور يسوي كذا إلا إذا كان يحبك وبيعمل المستحيل علشان تكوني من نصيبه.
رفعت رأسها بصدمه/يحب..يحبني! يحبني أنا!!!!
إبسمت ولمست وجهها بحب/أكيد يحبك، واحد يتقدم لوحده مايعرفها ولا بينهم كلام ولاشاف وجهها ويترفض مره وأثنين وبرضه مصر عليها ويقول لأخوها أنا هنتظرها مهما طلبت مهله للتفكير، إذا ماكان ذا حب فما أعرف أيش أسميه.. أنتي أيش تسميه؟
حركت يدها بتوتر/أيش من حب وكلام فاضي.. بطلي كلام الروايات السخيف.. قلك حب وهباله.
إتنهدت جوري وبحالميه/الحب موهباله بعدين حبه ليكي حب عذري وطاهر.. عشق روح مو جسد.. حب مافيه مصلحه ولا حسابات.. حبك كذا لله في لله.
هزت رأسها بعدم إقتناع/بلا عذري بلا شرعي وأطلعي من رأسي لاتجلسي توسوسي لي بأفكارك الغبيه.
شهقت بصدمه/أوسوس لك وأفكاري غبيه.. يجي منك أكثر أحلامي.
زفرت بضيق/مش قصدي.. أنتي كمان أسمعي الهباله اللي بتقوليها.
حوطت وجهها بكفوفها بحزم/ركزي معايا ومابغى منك غير هزة رأس يإيجاب ونفي لا غير.. الرجال أخلاقه سيئه.. فيه عيب.. سمعته بطاله.. طمعان فيكي.. من النوع اللي يتسلى ببنات الناس.
كانت كل حركات أحلام بنفي خلت جوري تشد على أسنانها بغيض/أجل ليه رافضته وعلي أكد لك ألف مره إنه رجال والنعم فيه.. ليه مكتئبه ومصره تقفلي الباب على قلبك ورافضه تدخليه حياتك.. أنتي مانفسك تعيشي حياتك مع واحد يحبك وتحبيه.. تشاركيه فرحك وحزنك.. يكون أقرب شخص
ليكي ويفهمك من غير ماتحكي ولا كلمه..
سكتت للحظات ومسكت أيديها وبحنان/مانفسك تشيلي ولدك أوبنتك في حضنك.. تضميه لصدرك وتشمي ريحته وأنتي عارفه إنه جزء من الإنسان اللي تحبيه.
هزت رأسها بموافقه ودموعها تنزل بصمت، ضغطت جوري على أيديها وبرجاء/أعطيه وأعطي نفسك فرصه.. خليه يجي الشوفه.. أستخيري الله في أمرك وماخاب من أستخار
وبعدها شوفي نفسك حاسه بأيه.
أحلام ببكى/وإذا غير رأيه بعد مايشوفني، يمكن ماأعجبه ويبطل.
ضمتها جوري بفرح لإن معنى كلامها إنه عاجبها وكانت متردده وخايفه ، وبحماس/أقلك عشق روحك وهي لله، أجل إذا شافك أيش بيسوي، سيسقط صريع هواكي في التو واللحظه.
دفتها أحلام ومسحت دموعها بإبتسامه وهي تحاول تتمسك بشيئ من حماس أختها وثقتها اللي لطالما اعجبتها وبتردد/جوري والله العظيم خايفه أفرح وأبني أمال عليه وفي الأخير ظني يخيب.
شبكت ذارعها في ذراع أختها وبثقه/من اللحظه ذي مافي خوف، كفايه اللي راح من عمرك بسببه.. ذحين في ثقه وامل وأحلام.. يختي أحلمي وخذي من أسمك نصيب.. حبي وأتحبي وعيشي حياتك ولونيها معى قيسك ياليلى.
هزت رأسها بشرود وهي تراجع قرارها وتتمنى إنها ماتكون أستعجلت.
---------------
العاشره ليلاً
حطها عالسرير بحذر ولبسها قميص بيتي طويل وهو يضحك من وجهها الأحمر وجسمها المتشنج وبمكر/لا تتجبسي وأسترخي ترى كل شيئ محفوظ هنا.
واشر على دماغه، رمته بالمخده وبخجل/قلت لك ياسخيف مش محتاجه مساعده بس أنت قليل أدب وعيونك زايغه، أنزل لعمتي وخليني أنام.
مسك المخده وعدلها وراء ظهرها بإبتسامه/حرام عليكي ياشيخه أنا الأدب كله عندي واسألي جوري عني.. عيوني ماارفعها في وحده مع إنهم يجوني بنفسهم.
بحلقت عيونها بصدمه/من هم اللي يجوا لك ياعبدالرحمن.
غمز لها وبغرور/من يعني أكيد بنات، لو شفتيهم كيف يتحذفوا عليا لما أنزل السوق مع جوري.
صفر وبتمثيل/ حزنت عليهم وهم يترجوني أخذ أرقامهم وأنا أقول لهم يابنات عيب.. أنا إنسان متزوج.. ياجماعه ماينفع.. أنا أحب زوجتي بس مافي فايده.. أرجع البيت أفك أكياسي يطلع منها أرقام أكثر من الأغراض اللي أشتريتها.
طالعت فيه بغضب/ماشاء الله وأنت رايح جده تنتبه لأختك ولا تجمع أرقام بنات الناس.
كتم ضحكته من شكلها اللي يتجنن عليه لماتغير وتعصب، وبإبتسامه/تصدقي أنا فكرت أخليها هوايه، أجمع أرقام بدل جمع الطوابع، الطوابع صارت قديمه وبطلوها.
صاحت بغيره/عبدالرحمن لاتجنني وتخليني أحلف ماعد ترجع جده.
أختفت إبتسامته بسرعه وطالعها ببرود/نعم ست غنى ماسمعتك.. أيش بتسوي.
غطت فمها بيدها للحظات لما أستوعبت اللي قالته وبإرتباك/قصدي.. يعني أنا..
سكتت بقهر لما أعطاها ظهره وراح للتسريحه بعدم إهتمام، نزلوا دموعها وبرجاء/حبيبي والله مش قصدي اللي فهمته.. أنت داري إني بقول أي شيئ وأنا معصبه بس مابيكون قصدي الكلام بذاته.
جلس جنبها عالسرير وحركها من مكانها بحيث صار ظهرها لصدره وبدأ ينشف شعرها الرطب، كانت كل ماحاولت تلف وجهها وتقابله يرجع يعدله ويتابع تمشيط شعرها بصمت وبعد ماخلص ناولها عطرها ورجعته وقبل مايروح مسكت يده بندم/أسفه والله موقصدي.. أنا غلطانه وقليلة أدب.. روح المكان اللي يريحك وجمع أرقام على كيفك.. أقلك هاتها معك لما تجي وأنا أفرزها وأرتبها لك، ايش تشتي ثاني وأنا أسويه.
جلس جنبها وسحب يده من يدها ببرود/في وحده تحترم زوجها تقله ذا الكلام؟ أيش هذي تحلفي عليا!! أنا رجال ولاطرطور! بكره أيش هتسوي.. تحرمي وتطلقي ياغنى؟
شهقت بصدمه/أنت رجال وسيد الرجال.. والله العظيم زلة لسان وماقصدت حاجه من اللي فهمتها.
قلب في جواله ببرود/معناها واضح وماتنفهم غير هكذا.
هزت راسها بنفي/قلت لك زلة لسان.. غلطه غير مقصوده لاتمسكها لي.
وببكى/أنا ماصدقت إنك جيت تقوم تزعل مني.. خلاص والله أسفه وندمانه وماهيعدها أبداً وإذا زعلتك مره ثاني يارب ينقطع لس--
حط يده على فهمها ومنعها تكمل وبأمر/لاتدعي على نفسك ياغبيه.
مسكت يده برجاء/أيوه أنا غبيه لأني زعلتك ،قلت لك أسفه وندمانه ليش ماتسامحني.
طالع فيها بصمت، أكثر شيئ يكرهه هو دموعها واللي يكره أكثر إنه يكون السبب فيها.. لحد ذحين مو مصدق إنها قدامه حيه وبخير، كل ماأتذكر منظرها وهي بين الحياه والموت وكيف لما قالت له الدكتوره إن الجنين مات وكيف أصر عليها وقتها إنها تجيبه .. حس بشيئ عصر قلبه بقوه لما شافه كانت ملامحه باينه وأطرافه واضحه حتى رأسه كان مغطيه شعر خفيف وكان ولد.. وقتها سأل شيخ وقال إنه يدفن ولايغسل ولايصلى عليه لإنه لاروح فيه وإنما تبينت خلقته فقط.. وفعلاً دفنه وكله خوف على غنى اللي ماكانت بوعيها.. يدري إنها بتنصدم وحالتها بتسوء لكن كان المهم عنده إنها تصحى وبس.. كان ماسك يدها وبيدعي لها ليل ونهار وماصدق عينه وقت مافتحت عينها وشافته قدامها.. دموعها نزلوا بصمت عبر عن كل اللي بتقوله بدون كلام.. وقتها بس حس بالراحه وسجد شكر لله على سلامتها وثاني يوم أتحسنت وقدرت تتكلم معاه لفتره، ماقدر ينسى أول كلمه لها وهي تضغط على كل حرف بصعوبه/كرهتك وكرهت سفرك.. أول ماطحت دعيت.. الله إنك تكون معايا في ذا الوقت..
ماخلاها تكمل كلامها لإنه ضمها بقوه وهو يبكي.. غناه بخير وتكلمه وتعاتبه.. الحمدلله ماكان يتمنى أكثر من ذا الشيئ.. مو مهم الولد مادام هي عايشه وبخير..
ولما جات أمه وجوري بعد مابلغهم.. كان أول شيئ سواه إنه شال جوري ودار فيها زي المجنون وسط إستغراب أم غنى وأخواتها وضحك جوري الفرحانه، وأخيراً حطها عالأرض وبهمس/ذحين بس فهمت معنى كلامك.. ذحين اتأكدت إن غنى لو فتحت عيونها وماشافتني جنبها ماكانت هتسامحني ولا هتفهمني أبداً..
مسحت دموعها وبهمس/المهم إنك معاها وماتخليت عنها.
قطع أفكاره وطالع في غنى اللي ماسكه يده وتبكي بحرقه، يالله قد أيش يحبها ومايتخيل حياته بدونها وكل مايتذكر حالتها قلبه يوقف من مجرد التخيل إنه كان ممكن يخسرها مثل ماخسر أبنه، مسح دموعها وبحنان/خلاص أنتي تعبانه والدموع تضرك.
طالعت فيه برجاء/يعني خلاص سامحتني.. والله أسفه وماهعيدها.
ضمها لصدره وبهمس/خلاص حبيبتي خلاص.
أتعلقت فيه ورجعت لبكاها من جديد بس المره ذي كان بكاء راحه خلاه يبتسم ويبدأ يصالحها بطريقته.
--------------
لندن، السادسه مساءً
رفع ياقة الجاكيت وغطى نص وجهه بشاله الأسود بمجرد خروجه من باب البنايه الضخمه واتحرك بخطوات سريعه للكوفي اللي ريان منتظره فيه، دخل ودار بعينه في المكان للحظات قبل مايتوجه لريان اللي جالس في الزاويه، جلس بهدوء/السلام عليكم.
ساب ريان الجريده وطالع في الإنسان المكتسي بالسواد من أطراف شعره ونظارته لطرف جزمته الجلديه السوادء وبإبتسامه/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. قهوه كالمعتاد.
هز رأسه بنفي وأشر للجرسون وطلب ماء بارد، ريان بمزح/شكل ريقك نشف من كثر الحكي.. حللت الساعه زين هالأسبوع.
شرب على مهله وعيونه عالحرس اللي دخلوا بعده بدقيقه وبهدوء/أنا مدري وش اللي خلاني أبدأ هالسالفه من الأساس.. إذا الصحافه شمت خبر بندخل في فيلم حنا في غنى عنه.
ريان بإبتسامه/وشلون بيشمون خبر وأنت إذا مشيت جنبي مارح أعرفك ياباتمان.. قصدي ياسند.
ألتفت له سند ببرود/تنكت بعد.. أيه موبأنت اللي مضطر تخفي نفسك علشان تروح لدكتور نفسي.. ولا أنت اللي مضطر تجلس ساعه بكاملها وأنت تسمع لفلسفتهم الماسخه.
ريان بجديه/الحين أنت مو برايح بكيفك.. مو بأنت اللي قلت لي إبي دكتور سمعته معروفه.. موبأنت اللي فضلت ماتقول له شخصيتك وتلبس هاللبس في كل جلسه.. ليه تتذمر الحين!
سند ببرود/ تبيني أقول له أسمي علشان ثاني يوم أتصدر الأخبار الرئيسيه والكل يحكي عني.
رفع ريان الجريده في وجهه وبإبتسامه/مو بمحتاج دعايه أنت من رجال الأعمال الأكثر ظهور على صفحات الجرايد والمجلات.
عقد حواجبه وهو يطالع في صورته في الجريده ويقرأ الكلام اللي إنكتب على آخر دمج تم بين شركات المنذر وشركه بريطانيه من يومين، وبهدوء/ إني أتصدر العناوين بأخبار الشغل والصفقات شيئ وإني إتصدرها بخبر عن زيارتي لدكتور نفسي شيئ ثاني.. تدري إن أسم المنذر وسمعته بتهتز وسعر الأسهم بيتأثر هذا إذا ماطاح للقاع.
شرب المويا وباله رجع للي صار في المزرعه ولمواجهته مع أولاده للمره الأولى وشلون قرر يبدأ معاهم من جديد، واللي خلاه يحسم أمره هو قرار بتول في متابعة جلساتها وذا أعطاه الشجاعه والدافع علشان يتغير ويعوض كل اللي فاتهم.
ألتفت لريان اللي سأله/انزين أنت حاس نفسك أستفدت من هالجلسات ولا كلها فلسفه على قولتك.
اتأمل إنعكاسه الأسود على زجاج الشباك وشرد بإفكاره، رغم كرهه للفكره إلا إنه ضغط على نفسه وأختار أشهر دكتور في إختصاصه وصار يحضر جلسات أسبوعيه وبصوره سريه، ماينكر إنه أستفاد من الجلسات وبدأ ينظم حياته وأولوياته بشكل مختلف.. قاعد يحاول يتقبل موت سمر وبعده عنها بشكل مايخليه يأثر على أولاده وتعامله معاهم.
لكن في نفس الوقت ماكان حاب فكرة إنه يحكي خصوصياته وأدق تفاصيله لشخص غريب حتى وإن كان مايعرف شخصيته.. كان حاس نفسه كتاب مفتوح والكل بيقرأه بسهوله وعلشان كذا كان حريص على الإحتفاظ بأغلب التفاصيل لنفسه واكتفى بقول بالأشياء اللي حس إنها مهمه ويمكن تفيد في حالته.
أتذكر سؤال ريان وألتفت له بحيره/أنت شايف أنتي تغيرت وباقي مثل ماأنا؟
حك ريان خده وبتفكير/والله حسب قصدك إذا كان التغيير فيك كسند اللي قبل ، أو كسند اللي كنته الست سنين الأخيره؟
إتنهد وبهدوء/كسند في الفتره الأخيره؟
أتعدل في جلسته وواجهه بإبتسامه عريضه/أجل أبشرك أتغيرت ظ،ظ¨ظ درجه وأعتقد الكل لاحظ هالشيئ موبأنا لحالي.. يمكن مارجعت بالضبط سند الأولي، لكن في أمل أنت بس أستمر كل شيئ بيرجع مثل قبل وأحسن.
عقد حواجبه بإهتمام/وش اللي تغير فيني لدرجة إن الكل لاحظ هالتغيير!
شرب ريان قهوته ببطئ وبتفكير/كل شيئ فيك تغير.. كلامك صار أكثر من المعتاد.. بديت تتعامل بأريحيه أكثر من قبل.. طريقة إهتمامك باللي حولك اتغيرت.. وأهم شيئ إنك بتتخلى عن قناعك لأوقات بسيطه حتى وإن كنت موبمتعمد تتخلى عنه.
كتف أيديه على صدره ورجع بكرسيه لوراء وطالع في ريان بقوه/بس أنا طول عمري أهتم باللي حولي، وأي قناع ذا اللي تتكلم عنه!
ضحك ريان بإستمتاع/هالقناع هو اللي أحكي عنه ، أنت صرت طول الوقت بارد ومتحفظ في ردود أفعالك.. مهما زعلت.. غضبت.. فرحت.. مافي أي تعبير يدل على اللي تحس فيه، قناع البرود اللي لابسه أتمكن تمكنك منك ولازمك سنين.. لكن الفتره الأخيره صرت تنفعل وتعصب وتطلع من طورك.. ردود فعلك صارت شبه إنسانيه وطبيعيه.
إبتسم بسخريه/تشرفنا دكتور ريان،متى غيرت التخصص؟
ريان بضحكه/شف إبتسامتك وش حلاتها،
أنا كنت أظنك بلا أسنان علشان كذا متفشل وماتبي تضحك.
أتحولت إبتسامة سند لضحكه خفيفه وحقيقيه وهز رأسه بعدم تصديق/ماكنت أدري إني عقدتك هالكثر.
ريان بإبتسامه/وأنت تظن إن لقبك ملك الجليد طلع عليك من فراغ ، كل العالم يدرون إن سند المنذر عدو الإبتسامه ومافي أي صوره لك بكل الجرايد والمجلات وأنت مبتسم ولو بالكذب.
إبتسم سند وبمزح/أنزين على طاري أبي أرجع الرياض، مالحقت أقعد مع أبوي بعد مارد من السفر وشكلي أشتقت له.
سكت ريان للحظات وبتردد/سند.. أنت ليه طلبت مني أحجز لك رحله لصنعاء وبعد ماعرفت إني حجزت للوالد على نفس الرحله هونت وطلبت مني ماأجيب طاري لأحد.
أتغيرت ملامح سند وكساها الجمود في ثواني وإستحالت عيونه لقطعتين من الجليد الأسود قبل مايوقف ويطلع من الكوفي بغضب صامت تحت نظرات ريان المصدومه.
↚
المساء البارد...... يفتح صفحات الحنين
والصقيع ينخر جسدي
وعويل الفقد يشق صدرى
الألم يزرع أرضي... سنابل بكاء تخترق جفن الهدوء
أفتش عن باب الخروج من أسوار إحساس يخنقني
أبحث في درج صدري عن كلمات فرح تنير عتمة بصري
لأجد الحروف تتوسل على أبواب النسيان
الرياض، التاسعه والنصف مساءً
رجع من صلاة العشاء ودخل مكتبه يجهز كم ملف بيأخذهم معاه لوضاح وريان اللي ينتظروه في الشركه وبعدها غير ملابسه بثوب أسود أبرز كتوفه العريضه وعضلاته المفتوله، اتأمل درج الساعات للحظات قبل مايقرر ويلبس ساعه من الجلد الأسود مرصعه بحبيبات صغيره من الإلماس، وقف قدام المرايه وحرك رأسه يمين وشمال وهو يعدل شماغه الأحمر للمره الأخيره.. بخ من عطره المركز وختمه بدهن عود كمبودي على أماكن النبض وأستنشقه بعمق قبل مايبتسم برضى لشكله النهائي..
خرج من شقته أو بالأحرى بيته المحتل الدور الثالث بأكمله من قصر أبوه واللي سكن فيه بعد موت سمر، نزل بالمصعد واول ما أنفك لقي دينا في وجهه وخرج بهدوء/شلونك دينا.
وكعادتها كل ماقابلته ردت بإرتباك/الحمدلله منيحه مسيو أبوبدر.
سألها/بتول في غرفتها؟
هزت رأسها بموافقه وزفرت براحه لماأعطاها ظهره وكمل طريقه لجناح بتول،دق الباب ودخل بهدوء/حبيبة أبوها تستقبل ضيوف ولا مشغوله؟
رفعت رأسها وإبتسمت/ولو مشغوله أفضي حالي علشانك.
كان الشباك مفتوح وجالسه قدامه، باس راسها وجلس جنبها بمرح/شلون أقدر أروح الشركه بعد هالكلام الحلو.
مدت يدها بحذر لين مسكت ذراعه وحطت رأسها عليه بصمت لفت إنتباهه خاصة بعد مالاحظ هدوئها الغريب في الفتره الأخيره، حوط كتفها بذراعه وقربها منه بحنان/حبيبتي وش اللي مكدرك.. فيكي شيئ! تعبانه من شيئ!
هزت رأسها بنفي متردد خلاه يتابع/حنا مو اتفقنا نصير أصحاب ومانخبي شيئ عن بعض.. أحكي لي وش اللي صار معك وخلاكي حزينه.
بعدت عنه ووقفت جنب الشباك وبتردد/بابا أنا بنت موبزينه.. أنا وحده خاينه.
طالع فيها بإستغراب/ليه يابابا تقولين على نفسك هالكلام؟
ردت بغصه/لأني نسيت ماما.. نسيت شكلها.. نسيت ملامحها.. موب متذكره صوتها ولاضحكتها.. شفت شلون إني خاينه.
فتح فمه بإندفاع علشان يقول لها إنها غلطانه وإنها قاعده تبالغ لكن ماطلع معاه ولاحرف، فتح مره وقفله لكذا مره بعد ما حس بحيره وماعرف ينطق كلمتين تواسيها وتريحها من اللي حاسه فيه.. طالع فيها بجمود للدقايق قبل ماتتوسع عيونه بصدمه
"أنا بعد نسيت شكلها.. نسيت ملامحها.. نسيت صوتها وضحكتها!!"
تابعت ببكى/حاولت أتذكرها مره وأثنين وثلاث بدون فايده.. كل شيئ أسود في أسود.. موبقادره أكون لها أي صوره في داخلي.. مو بلاقيه أي لمحه تدلني عليها.. نسيتها يابابا..نسيتها..نسيتها.
أتوجه لها بثقل وحس المسافه وكأنها أميال رغم إنها خطوتين، ضمها لصدره بقوه وهي تبكي بحرقه وهو يبكي في داخله بصمت.. حس بروحه تختنق وبأنفاسه تضيق.. حاول يتذكر أخر مره طرت عليه.. أخر مره ضمها في حلمه.. حاول يتذكر أخر ذكرى جمعتهم سوا.. أخر شيئ قالته.. أخر ضحكه! فتش في خلايا ذاكرته عن أي شيئ يخصها.. نقب عن أي شيئ يمكن يكون محاصر ومدفون في زوايا عقله وصفحات ذكرياته، لكن مالقي غير الفراغ.. فراغ خلاه يحس بالرعب من الحقيقه اللي أكتشفها في ذي اللحظه.. حقيقة إنه فعلاً نسي سمر.. لا أحلام تجمعه بها.. ولا ذكريات عنها ومعها تمر في باله.. أصبحت مجرد طيف بعيد لإنسانه كانت في يوم من الأيام كل حياته.
-----------------
الرياض، الحادية عشره مساءً
ألتفتت لما سمعت صوت وشافت أخوها حط صينية الإكل على طاولة المطبخ بصمت وخرج، طالعت في الأكل اللي ماتلمس، دخلت أمها وشافت الصحون وبعصبيه/للحين مايبي يأكل، يظن إنه بيلوي ذراعي ويخليني أوافق بحركاته ذي، أنا أبي أعرف ليه معند ومايبي غيرها!
سكتت للحظات وبتفكير/بسم الله على وليدي، لايكون أخوكي مسحور يافريال؟
طالعت فيها فريال بصدمه/يماااااه.. وش مسحور.. أنتي وش تقولين!
هزت رأسها بتأكيد/أي مسحور ليه لا.. ماتشوفين حاله المنقلب..له يومين من وصل وهو ماذاق الزاد وطول اليوم صاك غرفته عليه ومايبي يكلمنا ولايقعد معنا.. كل همه وتفكيره بهالبنت اللي مدري من وين طلعت لنا.
زفرت بضيق/يمه فهد يحبها ويبيها وأنتي كسرتي خاطره وطبيعي يزعل ويتغير والحين تقولين مسحور، وش هالكلام الله يهديكي.
طالعت فيها بحده/لاتهبلي فيني أنتي بعد، من وين لوين عرفها علشان يحبها ولا هو يبي يعاندني وخلص.
إتنهدت فريال بحزن/حرام عليكي يمه، فهد من متى يعاندك ولا يكسر لك كلمه.. طول عمره يسوي اللي تبينه حتى وهو مايبيه.. درس علمي علشانك.. ودخل طب وهو مايحبه بعد علشانك والحين تبين تزوجيه على كيفك!
شتت نظراتها عنها وهي تدري إن كلام بنتها صح وبعصبيه/أنا أخترت له الصح، وكاهو الحين دكتور وسمعته الكل يحكي عنها.. أنا قاعده أدور له الزين.
شدت على أسنانها بقهر/ومن قال إنه يبي الزين.. هو يبي وحده على هواه وجوري جات على هواه وجازت له، ليه تكسرين فرحته وأنتي تتمنيها طول عمرك يمه، ليه تستكثرين عليه يعيش حياته ومستقبله بالطريقه اللي يبيها ومع البنت اللي أختارها، شوفي حالته شلون صارت.. عاجبك اللي هو فيه؟
شهقت بصدمه/أنا يافريال كسرته ومستكثره عليه الفرح!! أنا يافريال!
حست بدوخه وسندت نفسها عالكرسي وجريت عليها فريال وجلستها وطالعت فيها فريال بضيق/يمه واللي يسلمك موبوقت هالحركات الحين، فهد كبر ومايصير كل ماتبينه يسوي شيئ تسوين عمرك تعبانه، خلص يمه الحين هو دكتور وبيكشفك بسرعه.
مسكت يدها بضعف/هالمره.. موب..حركات..
أنتبهت فريال للسان أمها اللي ثقل ووجهها الشاحب وبقلق/يمه شصاير بسم الله عليكي.
طالعت فيها أمها للحظات قبل ماتطيح بين أيديها.
صرخت بقوه/فههههههد..فهههد الحق علي
أمي مدري شفيها.
-------------------------
صنعاء، التاسعه صباحاً
دخلت غرفة أمها وإبتسمت لماشافتها تصلي، حطت ملابسها في الدولاب قبل ماتسمعها تسلم وتستغفر.. جلست جنبها تتأملها بإبتسامه لين ألتفتت لها أمها بعتاب/مش قلت لك تفلتي الملابس، بنت أخوكي هتغسلها وأنتي أرتاحي ياروحي.
قربت منها وأنسدحت وحطت رأسها على حجرها بحب/تقبل الله يمه وأنا بكون مرتاحه لما أنفعك بشيئ..
مسحت على شعرها بحنان/بنات أخوكي بيزعلين لإنك من يوم ماتجي مابتخلي وحده فيهم تسوي لي حاجه.
ضحكت/وانا أقول كل وحده تطالعني من فوق لتحت.. مع نفسهم أنا أولى بخدمتك من بنات معاذ وبعدين هم معاكي على طول لايجلسوا يناشبوني على شوية الأجر اللي بدوره منك وأنا هنا.
إم معاذ بحب/الله يرضى عليكي.. حاكيتي عيالك..كيف حالهم.
جوري بإبتسامه/كلمتهم بعد صلاة الفجر وإن شاء الله لما يرجعوا من المدرسه تكلميهم معايا.
مسكت أيدين امها اللي تمسح على شعرها وحطتها على وجهها وأستنشقتها بعمق وتلذذ/وحشتني ريحة الحناء في يدك يمه.
أم معاذ بحنان/قد خليت ناديه تحنيني آخر الليل قبل ماتجي، علشان توصلي وقد لونه حالي مثل مابيعجبك.
لمت أيدين أمها على وجهها أكثر وبشرود/أنتي عارفه إن ريحتك هذي أوقات بتجي في بالي وأشمها وأنا هناك وبحس إني في حضنك.. مانسيت ريحتك يمه وريحة أبويا.. ريحتكم أحلى من أي عطر وأميزها من بين ألف ريحة.. ريحتكم إذا شميتها وأنا تعبانه أحس في داخلي شيئ أرتاح وهجد.
لمتها أمها في حضنها بقوه ومسحت دموعها قبل ماتتنتبه لها جوري.
الله الله.. خيانه من ورايا.
ضحكت أم معاذ وبعدت جوري يد أمها عن عين وحده وشافت عبدالرحمن هاجم عليهم وقبل ماتنطق سحبها من رجولها لوسط الغرفه وهي مستسلمه وأمه تعاتبه، ولما سابها ورجع لأمه حط رأسه في حجرها صرخت بإنزعاج/أعوذ بالله.. أنتا أيش؟ هادم اللذات.. ياربي أيش الحساده ذي.
حرك يده بعدم إهتمام وبإبتسامه/ هش بيتك بيتك ذحين دوري أخذ جرعة حنان.
عدلت بلوزتها البيج اللي واصله لنص فخذها وراحت دفته وإنسدحت جنبه وحطت رأسها جنب رأسه وصاروا يدفوا بعض بعناد، حطت أم معاذ يد على كل رأس وبضحكه/بس ياقليلين العقل كلكم في حضني.
جوري بطفوليه/يمه شوفيه جالس يسوي لي حركات ويقهرني.
عبدالرحمن بشهقه/لاتصدقيها يمه كذابه.
دخلت ناديه وشافت حركاتهم وزفرت بضيق/مالت عليكم أصواتكم واصله للمطبخ وركنت إن فيكم حاجه، متى تبطلوا هبالتكم هذي قد كل واحد فيكم قد الجدر.
جوري بإستنكار/أنا جدر ياناديه!
عبدالرحمن بضحكه/وأنتي كمان بتحسدي، تعالي زاحمينا وشوفي لك مكان.
إبتسمت بحنان/سلمت هي عندي طول السنه، يلا تخارج نفسك مع جوري باقي شوي وتقوم تنتفك.
جوري بشهقه/بسم الله عليه من التنتيف شايفته دجاجه أنتفه.. وبعدين لاتدخلي بيننا، أنا وهوا نختلص.
أم معاذ بضحكه/هيا عجبك ياناديه قلبوا عليكي.
ناديه بإبتسامه/أستاهل كل مره يفعلوا بي هكذا، من قلي أدخل بينهم.
عبدالرحمن بجديه/ترى حجزت لنا لجده.
قامت جوري من حضن أمها وأتعدلت في جلستها وبهدوء/الله يهديك ليه تحجز ذحين وغنى لسا تعبانه.
رد بلامبالاة/قد لنا أكثر من أسبوعين هنا وصحتها اتحسنت وبعدين طولنا و---
قاطعته بضيق/برضها تعبانه وأنا ماأشتكيت من الجلسه وياسمين وقصي عند أبوهم ومو صاير لهم شيئ بإذن الله، وأهم شيئ شوفة أحلام ولازم أكون معاها، مستعجل على أيه؟
طالع فيها بإبتسامه/ومن قال إني راجع علشانك ولا مفكر فيكي ياهبلا.. راجع عندي شغل وبعدين حجزنا أخر الأسبوع.. يعني بتحضري شوفة أحلام وثاني يوم بنتسهل بإذن الله.
أم معاذ بتفكير/خلاص بكلم المحنيه تجي اليوم تحنيكي.
جوري بإبتسامه/وأنا بكلم خالي يجيب احلام تتحنى معايا.
عبدالرحمن بلكاعه/ذحين أحلام العروسه ولا أنتي، تتحني ليه ياملقوفه.
طلعت له لسانها/مالك صلاح بتحنى مع أختي، أنتا أيش حارق رزك.
ناديه بإبتسامه/جوري من يومها بيعجبها الحناء وريحته.
جوري بإنزعاج/هوا بس لو ينشف بسرعه كان حبيته أكثر وأكثر.
عبدالرحمن بتفكير/مو هذا اللي أنا مستغربه.. كيف قدرتي تتحنطي مكانك ساعه على بعضها.. قرده هاديه مو لايق عليكي.
نط من مكانه لما جريت عليه وصار يستفزها وهي تدور وراه وقلبوا البيت بصراخهم ولعبهم.
↚
جده، السابعه والنصف مساءً
دخل وقفل باب الحوش بقوه وطالع في ساعته بإنزعاج/ياحبيبي شكل ندى فيوزها بتضرب اليوم..
خالد
رفع رأسه وشاف ندى جايه عليه وقرر يبدأ بالهجوم، وبإبتسامه /ياعمري عالناس اللي تقدر ظروفي وجايه تستقبلني، شكلي وحشتك ل ----
سكت وعقد حواجبه لما انتبه لدموعها ولعبايتها وشنطتها وبإستغراب/خير أيش صار ..
زفر بضيق لما رمت نفسها في حضنه وهي تبكي بحرقه.. كانت قبل ساعه متصله وهي زعلانه لإنه اتأخر عليها بعد ماكان واعدها يطلعوا ويقضوا اليوم كله برا لكن ماتخيل إنها رح تزعل لدرجة إنها تنهار بالشكل ذا، عاد سؤاله مره ثانيه وأنتظر ردها اللي جاه متقطع وباكي/بابا..تعبان ياخالد.. وديني ليه.
عقد حواجبه بشك بكاها كان قوي لدرجة إنه ظن أبوها مات، بعدها عنه بشويش وبحذر/تعبان ولا..
أتوسعت عيونها من تلميحه وبصراخ/فال الله ولافالك.. بسم الله عليه تبغ--
ضمها لصدره وبهدوء/حبيبتي ماقصدي شيئ بس أنتي بكاكي يخوف الواحد..
أنفجرت ببكاء حاد وهو يحاول يهديها ويرفع معنوياتها، وبحنان/خلاص ياعمري إن شاء الله مافيه شيئ.. وينهم ذحين؟
أخذت نفس ومسحت دموعها وبقهر/أتخيل إنه في المستشفى من نص الليل وماما دوبها تكلمني.
خالد بهدوء/مدام كذا يعني طيب ومافيه إلا العافيه وأكيد ماحبت تخوفك وأستنت لين يرحوا العيال للمدرسه علشان تقدري تروحي لها.
صرخت بإنفعال/مو عذر كان لازم تكلمني من بدري أيش كنت هسوي لو صار له شيئ وانا نايمه في العسل.
زفر بضيق/ذحين مين اللي جالس يفاول عليه، ولا تقولي لو وتفتحي للشيطان مدخل.
هزت رأسها بموافقه ودخلها البيت بعد مارجعت تبكي من جديد ولقي امه في الصاله مع نادين بنته، أم خالد/مابتوديها المستشفى؟
أشر على ندى بقلق/كيف أخذها وهيا كذا عمتي موناقصه جنانها ذا، تهدى شويه ونروح.
ضمها لصدره للدقايق لين فرغت شحنة دموعها وعواطفها وبعدها سابها وراح أخذ دش سريع وغير ملابسه وراحوا للمستشفى.
الرياض,الخامسه مساء
عقد حواجبه بتركيز وهو يتأمل صوره من ضمن عشرات ومئات الصور المبعثره عالطاوله وكلها تخص شخص واحد..
سمر..
قفل أصابعه عالصوره بقوه بدون شعور وهو يتذكر اللي صار مع بتول من يومين.. أتذكر بكاها الهستيري وهي تعتذر له بندم عن نسيانها لملامح أمها, أتذكر أحساسه المقيت بالعجز وقلة الحيله.. أتذكر كيف أنربط لسانه وضاعت منه كل المفردات والحروف .. وبعد ساعه كامله وبدون مايحس سمع نفسه يقول لها كلام صدمه شخصيا وهزه بعنف وماعرف شلون طلع منه.. غمض عيونه وكلامه لبتول بيتردد على مسامعه بقوه..
بعدها عنه بشويش وحاوط وجهها بكفوفه بحنان\أنتي نسيتي شكلها بس وذا مايعني أنك خاينه أو بنت موبزينه.
سكتت للحظات حسها كتمت أنفاسه ,سحب شهيق عميق وأحتفظ به قد مايقدر, وبهدوء غريب\أمك تركتنا من زمان وأنتي بعدك صغيره وطبيعي تنسين شكلها وهيئتها.. ولاتنسين أن حالتك ماتسمح لك بتكوين صوره لها.. بس أنا متأكد أنك تحبيها وماعمرك نسيتيها.
هزت راسها بموافقه وبصوت متقطع\ بس هي أمي ولازم ماأنساها.. لازم أظل ذاكرتها مهما صار..شلون أنسى شكلها وصوتها وبهالسهوله شلون؟
غمض عيونه وبغصه\بس أحنا بشر ومن طبعنا النسيان..
أخذ نفس وتابع\فقدنا لحبيب أوأخ أوأبن موبشيئ بسيط وهين ولا شيئ نقدر نتقبله بسهوله.. موتهم وخروجهم فجأه من حياتنا شيئ موجع بيظل معنا طول عمرنا.. بس الله سبحانه وتعالى أعطانا نعمة النسيان علشان نقدر ننسى وجعنا ونستمر في حياتنا , مارح أقول لك انا بننساهم لكن بنحاول ندور طريقه تخلينا نتعود على بعدهم.. طريقه تخلينا نعيش من دون وجودهم حولنا ومعنا, وهالشيئ يابتول نعمه من الله.. رحمه من الله لأنه الوحيد اللي عالم بحالنا من بعدهم وهو الوحيد اللي يدري شكثر بنعاني ونتعذب في غيابهم.
بتول بتردد\ يعني أنا موبغلطانه.. ماما مارح تزعل علي.. الله مارح يعاقبني على نسياني لها؟
ضمها لصدره بهمس\لا موب غلطان ه والله مارح يعاقبك لأنك ماسويتي شيئ يستحق العقاب, وماما مارح تزعل عليكي لانها تحبك وماتبي تظلي حزينه عليها..تبي تشوفك سعيده في حياتك وعايشتها بدون ماتحسي بالذنب ناحيتها لأنك موبغلطانه أبدا, وهي تدري ومتأكده من حبك لها وأنك مارح تنسينها, هي بتظل جزء من حياتنا وحياة كل شخص عرفها, وبنظل ندعي لها لأن هالشيئ الوحيد اللي بينفعها ويسعدها وبيثبت لها انا مانسيناها وان موتها مايعني انها طلعت من حياتنا.. فهمتي حبيبتي؟
بعدها عنه ولمح ابتسامه صغيره بدأت تشق طريقها لشفايفها وهو يمسح دموعها بهدوء, ليلتها أتصل لوضاح وريان والغى كل مواعيده وأخذ بتول وبدر وسافروا جده وظلوا وقتهم كله عالبحر مثل ماطلبت بتول, وظلوا طول الليل يتبادلوا ذكرياتهم عن سمر وسط دموعهم وضحكاتهم.
فتح عيونه بهدوء وأنتبه للصوره اللي أتكرمشت في يده وصارت في حاله يرثى لها, حطها عالطاوله وحاول يفردها بأصابعه ولمايأس من رجوعها لحالتها السابقه رفع أصابعه عنها واتأملها بهمس\ياترى رح تسامحيني ياسمر.. رح تغفري لي كل اللي قلته لبتول..
أخذ نفس وتابع بغصه\كل اللي قلته لبتول كنت قاعد أقوله لحالي.. كل كلمه حاولت أواسيها فيها وأبررلها تصرفها وأحساسها كنت قاعد أوجها لنفسي .. أنا اللي خاين ماهيب بتول .. أنا اللي نسيتك وماأدري شلون ومتى وليه!!!!
أتنهد بعمق ورجع بجسمه عالكنبه وغطى عيونه بذراعه وكأنه بيحاول يخفي عن نفسه حقيقة نسيانه لسمر وحقيقة أنها صارت مجرد ذكرى جميلة لحبيبه وزوجه كانت بتشاركه حياته في الماضي.
↚
صنعاء، قبل المغرب
دخلت حوشهم شايله أغراضها اللي أشترتها مخصوص لشوفة أحلام بكره، ودخل صالح وراها وقفل الباب بمرح/أنا مابيعجبني نزلة السوق إلا معك ياعمه بتحسسيني إنك في سباق.. أوقات بشك إنك مره .
لفت عليه وأتخصرت وهي تسبل بعيونها/ أخر مره شيكت عالبطاقه كان مكتوب أنثى تحب تتأكد.
كشر بإنزعاج/طيب ليش ماتعلمي أمي وعماتي وخالاتي اللي بيرقدين في السوق.. كل مادخلنا محل يجلسين ساعه ويلا يعجبهن شيئ ونجلس ندور من محل لمحل لما تطلع روحي.. كرهوني في الزواج من تحت رأس السوق بخاف المدام تقع ساعهن(تصير زيهم)
مشيت وردت بضحكه/ياعمري عاللي أتعقد.. على كذا بتعنس وتقعد في أربيزنا.. يلا أحسن برضه تكسب اجر في امك وتشوف طلباتها بدل م----
قطعت كلامها ووقفت مكانها تطالع في الرجال اللي ماتدري من وين طلع فجأه، رخت عينها ومشيت بهدوء،صالح/حي الله أبو عدي، على وين ماقد شفناك.
لفت عليه وطالعت فيه للحظات وصالح يسلم على الرجال بإحترام، زفرت براحه/هذا أنتا، خوفتني ياأخي حرام عليك.
طالع فيها للحظات وهو محتار يكلمها ولا يمشي، وأخيراً نطق/الحمدلله على سلامتك.. نورتي صنعاء.
ردت بهدوء/هلا والله بولد الخال.. الله يسلمك من كل شر وصنعاء منوره بأهلها، عاش من شافك وين صاحبك عنك اليوم؟
إبتسم بهدوء/عاشت أيامك.. علي مش داري إني جيت كنت مار قريب وقلت أسلم، كيف حالك ياأم قصي وكيف العيال.
هزت رأسها /الحمدلله بخير ونعمه.. أنتا كيفك ياأبو عدي ووينك لاتطل ولاتقول عندي بنت عمه اسأل عليها.. أشوف عايشه ولاميته.
خرج معاذ وعقد حواجبه لماشافها/أنتي وصلتي.
ردت بمرح/لا باقي شويه وأجي.
ألتفت للي واقف مستند عالجدار وشكله موناوي يتحرك قريب وبنظره/أنت مش كنت مستعجل ووراك شغل ياصدام.
طالع فيه بهدوء/كنت..
والتفت لجوري يرد على سؤالها بإبتسامه/أنا من ناحيتي سألت وعلى طول بسأل بس الظاهر السؤال مابيوصلك.. يعلم الله العله من فين.
إنتبهت لنظرات معاذ الغريبه وحست بشيئ غلط.. معقول وجودها! وبتصريف/سألت عليك العافيه ماتقصر، المره الجايه جيب أم عدي والعيال وخلينا نشوفكم قبل مانسافر.
مشيت وهز رأسه بموافقه/إن شاء الله لاتوصي.
تابعوها بنظراتهم لين أختفت وألتفت له معاذ بعتاب/ماباقي إلا تعزمها على شاي وتجلسوا تهدروا.
عدل صدام الكوت والشال وخرج مع معاذ وبهدوء/لاتسوي لي حكايه طول عمرها بتواجهني بنقابها ونسلم على بعض أيش اللي أختلف ذحين.
معاذ ببرود/أنت داري أيش اللي أختلف ياصدام.
صدام بهدوء/ لاتنسى إني أبن خالها وإنها بنت عمتي حتى لو بالرضاع، يعني أنا مش غريب.
معاذ ببرود/أبن خالها وبنت عمتك على عيني ورأسي، لكن مش معناه توقف معاها وتمكنها تسبيل وإبتسامات.. أتعلم الثقل من أبن عمتك ياسيادة العميد، عيب.
صدام بحده/الله المستعان، أنا تقلي ذا الكلام! ليش شايفني بلا مروه ونخوه علشان أفعل مثل المراهقين، هذي عرضي يامعاذ.
طالع فيه بندم/حقك عليا مش قصدي، لكن ماحبيت إنك تكلمها وهي تجاوبك على نياتها ومش هي داريه بالطبخه.
زفر بضيق/وأنا كنت ماشي طريقي لكن هي طلعت في وجهي .. ماقدرت أكمل بدون ماأسلم عليها وأسمع صوتها عالأقل.. أنت داري بكل شيئ يامعاذ وماعد أخبي وأضحك عليك.. خطبه وخطبنا وحضرتك وأبن عمتي الثقيل بتمكنوني أصبر أصبر وأنتوا داريين إني صبرت كل هذي السنين وسلمت أمري لله ودعيت الله يوفقها ويسعدها.. لكن خلاص للصبر حدود ياأخي.
أتنهد معاذ/طيب أيش أسوي لك وعلي قد قلك إنها هترفض وأنت جالس مصمم وأنا مش حاب تحصل بيننا حساسيات ياصدام.
ركب سيارته وبهدوء/إن شاء الله مايقع إلا كل خير وتوافق وحتى إذا ماوافقت بجلس أنتظرها لما تقتنع وتوافق، ضاعت من يدي زمان وأنا صغير ومابيدي حاجه، لكن مدامها رجعت مش مستعد أضيعها مره ثانيه يامعاذ.. أنتوا بس كلموها وأرقامي معك إتصال وأنا عندك.. السلام عليكم.
رد السلام وهو يشوف سيارته تبعد بسرعه كبيره بالنسبه لشارع حارتهم الترابي، كان واضح من سرعته إنه متوتر رغم هدوءه الظاهر وملامحه الوقوره، صدام كان أكبر من علي بثلاث سنين أتربوا سوا ودخلوا الجيش سوا حتى ترقياتهم مافي بينها غير شهور، وطول عمرهم وصدام بينهم وعايش معاهم وعلاقتهم قويه وكان دايماً يقول لعلي ومعاذ إنه بيتزوجها علشان يكسر رأسها ويريحهم من جنانها، بس هو عمره ماأخذ كلامه جد وكان يظنه مزح ولعب عيال.. لكن بعدين اتأكد من كلامه وسمع عن رغبته القديمه في زواجه منها وكيف رسم أمال على حياتهم بعد مايستقر وضعه في الجيش ويكون نفسه وتكون جوري كبرت ووصلت لسن الزواج.. وأتذكر كلام أم علي عن اللي صار له يوم ماعرف إن جوري أتزوجت وماعادت من نصيبه.. ماكان متوقع إن أمله القديم في زواجه منها بيتجدد بعد طلاقها، أتذكر كيف خطبها منه بمجرد ماخرجت من عدتها وكإنه حاسب لها وكيف جاب أبوه وعلي معاه.. وبعد مايأس معاذ وعلي من إقناعه برفضها وترك الموضوع علشان لايحرج نفسه معاها حلف يكلمها شخصياً إذا مافاتحوها بخطبته لها واليوم جاي يستعجلهم لإنه سمع إنها مسافره بعد بكره، أتنهد معاذ/الله المستعان شيبتي بالرجال فوق ماهو شايب ياجوري.
-----------------
جده،الثامنه ليلاً
أتمشى في ممر المستشفى وهو منتظر ندى تطلع من زيارة أبوها في العنايه المركزه.. زفر بضيق وهو يتذكر حالة ندى اللي انقلبت من وقت اللي طاح فيها أبوها وشخصوا الأطباء حالته بالجلطه ومن ساعتها وندى في بكاء مستمر .. رافضه تأكل وتشرب ومهمله نفسها والأولاد.. كان عارف إن ندى حساسه ورقيقه لكن ماتخيلها بذا الضعف.. صارت أشبه بالطفله الكل بيداريها ويهتم بيها وخايف عليها لدرجه مو طبيعيه.. ماحب يتخيل حالتها لو صار في أبوها شيئ.. ومر في باله ذكرى موت أبوه واللي حس فيه وقتها.. سرح بإفكاره لذيك الفتره وحس نفسه هناك من جديد.. نفس الأماكن المستشفى والغسل والمقبره.. ورجعت له ذكرى كان ناسيها من زمان..
السلام عليكم، هلا خالد
خالد ببحه/وعليكم السلام.. في حد جنبك! إذا أيوه روحي الغرفه.
جوري بإستغراب/خير أيش فيه!
أخذ نفس عميق وبهدوء/أبويا مات.
خيم عليهم صمت مفاجئ، خالد بعصبيه/جوري الوو.. جوري ردي موناقصك أنتي الثانيه.. لا تمرضي لي ذحين وتقروشي أهلي ترى مو فاضي لك..
سمع شهقه خفيفه تبعتها صوت أنفاس قويه قبل مايسمع صوتها المتقطع/إنا لله وإنا.. إليه راجعون.. لاحول ولاقوة..إلا بالله.
خالد/أهدي كذا وركزي معايا.. أنا في المستشفى بخلص الإجراءات علشان..
سكتت للحظات وبحزن/المهم خليكي جنب أمي ولاتخلي مازن ومؤيد يخرجوا الحاره لين أجي.
ردت بهمس/إن شاء الله.
قفل بتعب وطالع في عبدالفتاح ورائد اللي جوا أول ماكلمهم.. كان في الشركه لما أتصل عليه واحد من العمال وقال إن أبوه إنهار فجأه ونقلوه عالمستشفى ولما وصل كان أبوه سلم الروح لبارئها.. ماكان بيعاني من أي مشكله زي ماقال الدكتور أمر الله وجاء.
كان في حالة صدمه وبيتصرف بدون وعي وبعد ماخلصوا كل الإجراءات أخذه رائد عالبيت بعد ماطلب من لبنى تسبقه لهناك وأتكفل عبدالفتاح بأمور الغسيل والدفن..
وصل البيت واتفاجأ بالحريم اللي فيه وبحريم جيرانهم الكبار في السن وهم يعزوه، سمعوا بخبر إنهيار أبوه في السوبرماركت وبما إنهم في حاره فماكان صعب إنتشار الخبر ووصوله لأمه بذي السرعه.
وقف في الحوش يستقبل عزاهم بهدوء وطلب منهم ينادوا جوري أو يشوفوا له طريق وقبل مايخلص كلامه سمع جوري وهي تطلب من الحريم يدخلوا المجلس علشان يقدر يدخل لأمه رفع رأسه ولقيها واقفه قدامه اتأملها للحظات كانت بجلال الصلاه ووجهها شاحب وخالي من أي تعبير، قربت منه ومدت يدها وبهدوء/عظم الله أجرك.
أنتبه لنظرات الجارات الي كانوا لسا بيتوافدوا عالبيت وصافحها بهدوء/جزاكي الله خير.
أتمسكت بيده وأخذته لغرفة أمه وقفلت الباب وهو بيستعد للأسوء، لكن بمجرد ماجات عينه على أمه وقف مكانه بجمود.. كانت أمه على سجادتها تقرأ قرآن ودموعها تنزل بصمت، اتفاجأ بأحد رمى نفسه عليه وبصوت لبنى الباكي والمتقطع/خالد أبغى.. بابا.. قول إنهم كذابين.. وإن بابا ما..مااات.
ضمها بقوه/خلاص ياقلبي لاتبكي.
بعدها عنه بشويش وهي تبكي بهستيريا وأخذتها جوري في حضنها وهي تهديها.. جلس جنب أمه بإنكسار/أمي.
قفلت مصحفها وطالعت فيه للحظات قبل ماتضمه بحنان وتمسح على شعره بهدوء/اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها.. لله ماأخذ ولله ماأعطى وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ظل في حضنها لدقايق وهو يحاول يأخذ من صبرها وإيمانها.. من أول ماسمع الخبر وهو خايف من رد فعلها.. خاف يحصل لها شيئ أو يلقاه في حالة إنهيار.. لكن منظرها وكلامها الهادي هون عليه كل مخاوفه.. كان خايف إنه مايعرف يتصرف.. لأول مره حس إنه وحيد وصغير.. ابوه مات.. الإنسان اللي كان كله طاقه وحيويه تركهم فجأه بدون مايكون مستعد لذا الشيئ.. أخذ نفس وبعد عنها بشويش وكلمها عالترتيبات اللي صارت وإن الدفن هيكون بعد صلاة الظهر.. عزا لطيفه وليلى المنهارات من البكاء وبعد ماتركهم بدأ نفس الموال مع مازن ومؤيد، أتصل عليه أبو جوري وخالها وأخوانها وعزوه.. قبل صلاة الظهر أخذوا جثمان أبوه للبيت علشان يودعوه للمره الأخيره وبعدها صلوا الظهر ودفنوه.
نصبوا صوان العزاء في الحاره ومر عليه اليوم كئيب ومتعب وهو واقف يستقبل المعزين مع رائد وفيصل عبدالفتاح ومازن ومؤيد اللي ماتركوه ولا لحظه وفي نهاية اليوم رجع البيت وأستقبله بكاء لطيفه وليلى اللي حسسه بالضعف والتعب، اتجاهلهم وراح لأمه يتكلم معاها وبعد نص ساعه دخلت جوري ومسكت يده بهدوء/تعال خذ دش وغير ملابسك.
طالع فيها بنظره غريبه وهي تأخذه على غرفتهم، وبعد ربع ساعه طلع لقي ملابسه جاهزه وهي مو موجوده لبس ورمى نفسه عالسرير بتعب، وبعد خمس دقايق حس بحركه في شعره وسمع صوتها الهادي/قوم كل لقمه وبعدين نام.
فتح عيونه وشافه صينية الأكل عالطاوله وبتعب/وين ياسمين وقصي.
انتبه إنه ماشاف اولاده طول اليوم ولايدري كيف حالهم،جوري/الكل نام والحمدلله مافيهم شيئ، وأمي أتعشت وبتصلي وباقي انتا تأكل وترتاح.
أتنهد/مالي نفس للأكل.
فسخت جلال الصلاة وجلست جنبه وبهدوء/أغصب نفسك عالأكل حتى إذا مالك نفس.
صاح بإستنكار/أيش البرود اللي أنتي فيه.. ذا أبويا اللي مات.. أنا نزلت معاه القبر.. حطيته بيدي ورشيت عليه التراب.. أبويا مات خلاص وماهيرجع وأنتي تقولي أتسمم.
مسكت يده وبهدوء/إجله وجاء..أدعي له بالرحمه والمغفره ذا الشيئ اللي هوا مستنيه منا واللي إن شاء الله هينفعه.
هز رأسه بعدم إستيعاب/ أنا صرت مسؤل عن امي وأخواني انا خايف إني ماهأعرف أتصرف معاهم، حاس نفسي ضايع و---
فجأه فقد السيطره على نفسه ونزلت دموعه بغزاره، وفي لحظات كان في حضن جوري رأسه على كتفها وأيديها تمسح على شعره بحنان وهي تهمس له في أذنه وتقرأ عليه.
وبعد فتره بعدته عنها بشويش وبهدوء/ذحين أنتا صرت رجال البيت ومالهم غيرك، حبيبي لازم تكون أقوى من كذا علشان تقدر توقف وتساعد أمي والأولاد.. إذا أنتا ضعفت وإنكسرت الكل هيضعف وينكسر علشان كذا خلي إيمانك قوي وصبر نفسك وخليك جنبهم وأنتبه لهم وانا متأكده إنك هتتصرف صح وأبويا هيكون مبسوط وراضي عنك.
طالع فيها بقلق/وإذا ماعرفت أ-----
مسكت أيديه بحزم/إن شاء الله كل شيئ هيكون تمام.. أتوكل على الله وهوا مارح يتخلى عنك.. أنا سبقتك وتعشيت وذحين لازم تأكل علشان تستعد لبكره.
سمت وبدأت تأكله بيدها وتشربه الحليب كإنه قصي ولدها، طالع في ملامحها الهاديه
وإبتسامتها وهي مندمجه في اللي تسويه وكأنها مو مهتمه باللي صار.. كأن اللي مات ذا واحد غريب عنها.. واحد ماسمعت عنه قبل كذا، دف يدها بقوه وطاحت منها كأسة الحليب واتناثرت الصحون عالأرض، طالع فيها بحده/أنتي كيف قادره تبتسمي وتأكلي وكأنه ماصار شيئ.. كيف قادره تتكلمي وتتصرفي وكأن ذا اللي مات مايعين لك شيئ ولا كان لك أب زي ماكنتي تناديه!!
ردت برجفه بسيطه/يعني أيش تبغاني أسوي.
وقف ودار في الغرفه بعصبيه/أيش تسوي!! أقل شيئ أبكي زي باقي البنات!! أنهاري زي لبنى.. صرخي زي لطيفه وليلى!! مو ذا أبوكي برضه.. موذا اللي كنتي لاصقه فيه على طول ومحسستني إنك أنتي اللي بنته موأنا.
طالعت فيه بهدوء/الحزن في القلب وشدة البكاء والصياح مو مقياس لمقدار الحزن اللي بيحس فيه الشخص.. بعدين امي ولبنى والأولاد محتاجين لأحد جنبهم وإذا سويت زيهم ماهيكون في أحد موجود علشانهم.
حرك يده في وجهها بغضب/فكي أمي من فلسفتك الزايده، أنتي أيه ياشيخه.. مافي شوية أحساس! شوية شعور.. على بالك مافي شيئ يمشي بدونك.. الكل مايستغني عنك.. برودك ذا ماتسيبيه معاكي طول السنه ومهما كانت الظروف.
أخذت نفس وبهدوء/أنتا تعبان ويومك كان طويل وأنا عارفه إنك مو قاصد تقول اللي قلته، وماأعتقد أن الدمعتين اللي هنزلها هتريحك من اللي أنتا فيه..
أعطته ظهرها ولمت الصحون اللي طاحت بصمت، ماقدر يستحمل وجوده معاها في نفس الغرفه.. كان حاس إنه ممكن يقتلها في ذي اللحظه وبدون تردد.. لبس ثوبه وأخذ محفظته ومفاتيحه وطلع من البيت.. ساق سيارته وماوقف غير في البحر وبعد ماتعب من كثر التفكير ونام في السياره بدون مايحس.. ولما صحي رجع عالبيت غير ملابسه وبدأ موال العزاء من جديد ولما رجع آخر الليل لقي جوري بتهتم بأمه وأخوانه بنفس الهدوء وكأن ماصار بينهم أي شيئ.
ألتفت لما حس بأحد يهز كتفه وشاف ندى واقفه جنبه ودموعها تنسكب بدون توقف، جلسها ومسك يدها بقوه/ندى ماينفع اللي جالسه تسويه.. لازم تكوني أقوى من كذا.. أمك محتاجتك جنبها ونادين ونادر محتاجينك كمان.. ماينفع تستسلمي كذا.
ردت ببكى/موقادره ياخالد، أنتا ليه ماتفهم اللي حاسه فيه.. ليه بارد وماهمك.. دا أبويا مو واحد من الشارع.. تفهم يعني أيه أبويا.
طالع فيها بصدمه/أنا بارد وماهمني علشان جالس أنصحك.
دفت يده ووقفت بعصبيه/أنا مو محتاجه نصايحك دحين.. أنا محتاجتك تكون معايا وتفهمني بس.
سابته ومشيت وكل كلمه قالها لجوري بترن في أذنه كأنه قالها في ذي اللحظه..
مرر يده في شعره بقهر ولحق ندى وهو يسب نفسه على غبائه اللي بيرجعه لجوري في كل موقف يمر عليه وبعصبيه/أطلعي من حياتي ولاتخربيها.. أنا مو محتاجك وما رح أهتم بيكي مهما صار.
↚
الشعور بالأخرين حاسه سادسه لايمتلكها الا .. الأنقياء
جده,الواحده ظهرا
رن جوالها واتنهدت أول مالمحت أسم المتصل \السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,كيفك ياأحلام.
أحلام\ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,الحمدلله..أنتي عادك زعلانه مني؟
طلعت من المطبخ وخرجت تتمشى في الحوش وبهدوء\أنا مازعلت من الأساس علشان أرضى, أناعتبت عليكي علشان ماكلمتيني وسبتيني على عمايا.
أحلام بأسف\أنا كنت بقول لك لكن أمي حلفت عليا ماتكلم ولا اتدخل, أيش كان المفروض أسوي ياجوري؟
أخذت نفس\ ولا شيئ ياعمري .. أنتي أساسا مالك دخل وبعدين خلاص الموضوع أنتهى وماله داعي نعيد ونزيد فيه..
وبمرح\ خليني على جنب وبشري ياعروسه قررتي ولا لسا؟
أحلام بتردد\أنا اتصلت علشان .. يعني أبلغك أني أستخرت ووو
أستعجلتها جوري بحماس\وأيه!! قوليها وخلصيني.
أحلام بارتباك\والله مش داريه ايش أسوي يعني مرتاحه لكن في شيئ موترني
صرخت بحماس \أفهم من كلامك أنك موافقه! طيب أمي وخالي أيش سووا لما قلتي لهم؟
أحلام بتوتر\ أنا ماقلت موافقه وعادني ماقلت لهم شيئ.. جوري أنا يمكن أتسرعت لما وافقت عالشوفه ومشتيش أقلهم أي شيئ وأرجع أغير رأيي وأكسر نفسهم وشكلي برجع أستخير مره ثانيه.
عصبت منها وحاولت تتكلم بهدوء\ أيش اللي تغيري رأيك, هوا لعب عيال؟
زفرت بضيق\ أنتي ليش مش راضيه تفهميني.. أنا مش زيك أفكر بسرعه وأقرر.. لازم أخذ وقتي وأفكر بعقل.
جوري بتحدي\ أيوووه...قولي أنك جبانه وخايفه.
أحلام بحده\ أخاف من أيش, قلت بستخير ماكفرت.
جوري بهدوء\ كملنا
أسبوع من يوم الشوفه لليوم و
انتي تستخيري والحمدلله مرتاحه وذحين تقولي أفكر بعقل.. وين العقل وأنتي بتدوري أي عذر علشان ماتوافقي عليه مع أنك عارفه زي ماأنا عارفه أنك معجبه فيه بس تكابري.
شهقت أحلام بقوه\ياقليلة الأدب أيش معجبه فيه, أتجننتي!
جوري بأمر\ شغل خذوهم بالصوت لايغلبوهم ذا ماتسويه عليا ترى فاهمتك وحافظه أسلوبك.. وعارفه أنك معجبه فيه ويمكن كمان تحبيه, وأذا أنتي ناويه تتمسكي بأوهامك الغبيه طول عمرك فأنتي حره.. بس أنا مارح أطبطب عليكي وأنا بشوفك بتضيعي يزن من يدك بسبب جبنك وترددك السخيف.
أحلام بحده\أيش قصدك.. أيش بتسوي يعني؟
ردت ببرود\مابسوي شيئ, خليني اشوف غدايا أحسن ,أنا عندي أولاد الله يحفظهم لي بيجوا من المدرسه جيعانين ويبغوا يتغدوا ويجلسوا معايا يونسوني واونسهم ونعوض اللي فاتنا, وأنتي خليك في زواية غرفتك مع خوفك و
اوهامك واتسلي معاهم لأن شكلك أتعودتي عليهم وماعاد تقدري تفارقيهم
أحلام بصدمه\جوري بلا هباله أيش جالسه تقولي.
أخذت نفس وبقسوه\ اللي سمعتيه , أنا موفاضيه للعب العيال حقك ولا ليا خلق لضعفك ذا ,لمتى بتجلسي موعارفه أرضك من سماكي وسامحه لشويه عقد تسيطر عليكي وتمشيكي على كيفها..
أحلام بعدم استيعاب\ اذا جالسه تمزحي فمزحك بايخ ومش حالي وأنا مشتيش أسمعه.
غمضت عيونها وببرود\شعور متبادل, ولاعاد تتصلي وتسمعيني صوتك غير لما توافقي على يزن..فاهمه؟
قفلت الخط وراحت لكيس الملاكمه وصارت تضرب فيه بأيديه العاريه بقهر على أختها وبهمس" سامحيني أحلامي أنتي اللي أضطريتني لذا الأسلوب القاسي, بس كل ذا علشانك وأن شاء الله تسامحيني بعدين"
حست بأحد يشد رجلها ونزلت رأسها وشافت المخلوقه الصغيره اللي ماسكه رجلها وتطالعها بعيون رماديه دامعه, شالتها بسرعه وضمتها بحنان\ معليش ياعمري, سامحيني جودي ماأنتبهت لك.
كيف هتنتبهي وأنتي مش معانا عالأرض.
ألتفتت للي جالسه على عتبة الباب وبهدوء\معاكم ياغنى وين هكون.
جلست جنبها ومسحت دموع جود وبدأت تتغدغها علشان تضحكها, غنى بتردد\ مش كانك قسيتي عليها بالكلام ووجعتيها قوي
؟ ماقد جاء في بالي أنك ممكن تحاكي أحلام بهذي الطريقه أبدا!
جوري بهدوء\لاقسيت ولا شيئ, ذي الحقيقه اللي هيا عارفتها بس رافضه تواجهها, ولأنها أحلام كان لازم أكلمها كذا.
طالعت فيها باستغراب\عبادي قال أنك من يوم مارجعتي من بيت خالك يوم الشوفه وحالك مش طبيعي, وبعد مادققت الأيام اللي راحت أنتبهت لذا الشيئ.. مالك ياجوري, في شيئ مزعلك؟
رن جوالها برقم أحلام وقفلت في وجهها وبهدوء\ يتهيألكم لأن مافيا شيئ, لا تشغلوا نفسكم بيا.
هزت رأسها بيأس لم اتأكدت أن كلام عبدالرحمن صح وانها ماهتقول لها حاجه وبتساؤل\ لما قلتي ماهتكلميها كنتي جاده ولا بتهدديها بس؟
ردت ببرود\ أنا ماكنت أمزح ومارح أرد عليها ولا أكلمها لين تتصل وتقول أنها موافقه..
وبمرح\ أنتي كيف حاسه نفسك اليوم؟حاسه لونك رجع ونفسيتك أتحسنت.
غنى بأبتسامه \الحمدلله أحسن بكثير, أنتي وحبيبي وعيالك مش مقصرين معايا وبتنتبهوا لي سوا.
جوري بابتسامه\الحمدلله وحاولي تشدي حيلك علشان أبويا مساعد يرضى يجي هوا حلف مايجوا غير لما تتحسني علشان مايتعبوكي.
وبتنهيده\ عارفه أن أحسن شيئ سواه حبيبك هوا أنه جابك معانا لهنا.. بس مانسيت حرقه لأعصابي وكلامه عن السفر ببرود طول محنا في صنعاء وحسابه عندي.
غنى بضحكه\كان يشتيها مفاجأه لك وللعيال.
سرحت جوري بخيالها وأتذكرت كيف كانت مستغربه وجود غنى معاهم في المطار على غير العاده لأن عبدالرحمن ماكان يحب وداع المطار بسبب العواطف والدموع المصاحبه ليه, بس استغرابها اتحول لصدمه لما شافت غنى داخله معاهم وأخوها بيقدم جوازها للموظف, اتاريه مجهز أوراقها وحاجزلها معاهم لجده وهناك اتفاجأت بمؤيد وفاطمه وياسمين وقصي في صالة الاستقبال وهم منتظرين بحماس بعد ما
اتفق معاهم عبدالرحمن عالحضور,ومن هناك راحوا كلهم لمكه أعتمروا وباتوا ليلتهم وثاني يوم رجعوا لجده, وذحين صار لهم أسبوع وغنى صارت صحتها أحسن وبدأت تتخطى موضوع ولدها اللي مات
,
,
,
,
,
,
,
,
الرياض, التاسعه ليلا
وقف جنب رأسها يتأمل وجهها الشاحب اللي ظهرت عليه تجاعيد سنينها الخمسين اللي زادها المرض الضعف خلال اليومين اللي فاتت, حس برأسه يدور من قلة النوم من وقت اللي نزل على صراخ أخته فريال واتفاجأ بأمه فاقده الوعي بين أيديها, اتجاوز صدمته الأوليه وعمل لها اللازم لين وصل الأسعاف ونقلها عالمستشفى وهناك سيطروا على ضغطها المرتفع وعدت حالتها على خير, وكانت صدمته الثانيه لما سأل فريال عن اللي خلى حالتها بالشكل ذا.. ماكان متوقع أنها بترفض جوري بهالأصرار الغريب .. طول الفتره اللي فاتت وهو يحاول يقنعها بكل الطرق.. مره مسايره.. ومره برجاء.. ومره بعناد, لكن كل محاولاته بات بالفشل.. أمه طلعت فيها كل العيوب علشان تكرهه فيها.. هو للحين مافهم سبب أعتراضها عليها و
--
حس بيد تلمس كتفه وتطلعه من أفكاره , ألتفت وشاف فواز وبهدوء\أنت متى جيت.
فواز بتنهيده\ توي دخلت, ماشاء الله الحريم مايمديهم يطلعوا من الزياره الا وأنت عندها.. صار لك ثلاث أيام على هالحال.
عدل المخده تحت رأسها وغطاها للمره الثالثه بحنان\لازم أتطمن عليها واتأكد من ضغطها, تدري بحنة الحريم وهرجهم اللي يرفع الضغظ .
اخذ فواز كفها بين أيديه وباسها \وهالمنوم لمتى بتم تأخذه.
أتمدد عالكنبه وغطى وجهه بذراعه\مومطوله, بس مابيها تتم تفكر في اللي صار وتنتكس من جديد..
جلس فوازعالأرض قدامه \ وأنت فكرت وش بتسوي معها في سالفة زواجك؟
انقلب وأعطاه ظهره وبغصه\ مو بوقت هالكلام الحين, المهم أمي تقوم بالسلامه وبعدها ---
ترك جملته معلقه وأخذ نفس عميق "شلون يقدر يفكر في جوري والزواج وأمه حالتها غير مستقره, هو أكثر واحد عارف خطر أرتفاع الضغط على اللي في سنها خاصة مع كل الظروف اللي مروا فيها واللي أثرت عليها بشكل مباشر, واللي صار لها يخليه يفكر ألف مره قبل ما يغامر بصحتها مهما كان السبب.
ربت فواز على كتفه بحنان\ فريال وسديم في السياره وماابي اتأخر عليهم, أنا جبت لك أكل حاول ترتاح شوي وتقوم تأكل وأن شاء الله من الفجر بتلقاني هنا.
طالع في أخوه للحظات وبعدها طلع, ألتفت فهد أول ماسمع صوت قفلة الباب وطالع في السقف وبهمس\يارب قومها بالسلامه .
↚
جده،الحادية عشره صباحاً
أخذ الملف من ريان وقرأ اللي فيه بسرعه قبل مايحطه عالطاوله .. جاته دعوه من غرفة التجاره علشان يشارك في مؤتمر لرجال الأعمال الشباب وطرق دعمهم وتطويرهم، كان المؤتمر في فندق خمس نجوم وتم إستضافة مجموعة من رجال المال والأعمال المهمين داخل وخارج المملكه.. قاعة المؤتمرات ممتلئه عالآخر برجال الأعمال المبتدئين وأصحاب المشاريع الصغيره وعدسات المصورين ماوقفت تصوير من أول ماالمؤتمر بدأ من ساعتين.
دار بعيونه عالقاعه واتأمل اللي فيها ولمح شخص يعرفه.. ضيق عيونه عليه بتركيز.. عبدالرحمن!!! وش يسوي هنا.. فتش في ذاكرته لين تذكر أسم الشركه اللي يشتغل فيها.. أكيد جاي من طرفهم هو قال إن صاحب الشركه يصير خويه وطبيعي يكونوا مشاركين ف--
ألتفت لريان اللي مال عليه بهمس/الكلمه الختاميه لك الحين.
اتحرك للمنصه والعيون وعدسات المصورين تتابعه بحماس، وبعد مالقى كلمته الختاميه بهدوئه ووقاره المعهود وشكر القائمين والمنظمين بدأت مرحلة المقابلات والتصوير المعتاده واللي حاول ريان يختصرها قدر المستطاع.
،
،
،
،
وقف وقفل اللابتوب وجمع الملفات ومال على فيصل اللي يتكلم مع واحد معاهم في نفس الطاوله وبهدوء/أنا هسبقك لبرا.
استأذن منهم واخذ اغراضه وطلع ، وقف لما لمح سند مع ريان وكذا شخص وهم يتصوروا معاه، لما عزم عمه مساعد وسأله عن سند قال إنه مسافر وبما إنه رجع فلازم يعزمه وجهاً لوجه، ذا كان أقل واجب بالنسبه للي عملوه مع أخته، وريان اتعرف عليه لما زارهم قبل كذا وأعجب بشخصيته وأسلوبه ومافي مانع إنه يعزمه كمان بما إن كلهم يعرفوا بعض، حاول يتجنبهم من أول جاء واتجاهل ريان اللي لمحه في بداية المؤتمر وسوى نفسه ماأنتبه له، واتحمل ثرثرة فيصل اللي كان مومستوعب إنه بيشوف سند المنذر شخصياً ومنتظر المؤتمر يخلص علشان يتصور معاه، بس ذحين لازم يروح يكلمه.. اتوجه لسند وهو يلمح الحرس اللي واقفين قريب وعيونهم مركزه على كل شخص يقرب منه، ماحب يحرج نفسه وفضل يناديه قبل مايقرب منه/أبو بدر.
ألتفت سند لما سمع صوته، كان متوقع إنه يجيه من اول ماخلص المؤتمر، طالع في ساعته بتفكير"اتأخر نص ساعه" استأذن من اللي معاه واتوجه لعبدالرحمن بإبتسامة مجامله ومد يده/السلام عليكم ، هلا عبدالرحمن..
اتفاجأ بعبدالرحمن يصافحه ويسلم عليه بالخد/ وعليكم السلام والرحمه.. هلا بك يابو بدر.. الحمدلله على السلامه.
طالع فيه وهو يسلم على ريان بنفس الطريقه وبهدوء/الله يسلمك.. شلونك عبدالرحمن.
هز راسه/الحمدلله تمام. أنت كيفك وكيف الأهل.
رد بنفس الهدوء/الحمدلله في أحسن حال، وقف يطالع في عبدالرحمن وهو يتكلم مع ريان ويسأله عن احواله بكل أريحيه خلته يستغرب، هو ماقابل ريان غير مره وحده ومقابلتهم ماتجاوزت الساعتين وفي داخله " انا أقول أخته وش فيها داخله مع خلق الله وداقتها صحبه، الظاهر جينات"
رجع يركز معاهم بعد ماوجه له عبدالرحمن كلام وما سمعه، وبإعتذار/السموحه كنت شارد شوي.
هز رأسه بتفهم/ كنت أقول غداكم يوم الخميس عندي إن شاء الله، والله يحييك انت وريان.
كان سامع عن عزومته لأهله وفتح فمه علشان يعتذر بس عبدالرحمن سبقه/ جدي وعم مساعد بيجوا إن شاء الله، وسألت عنك قالوا مسافر وماعندي رقمك علشان كذا اتأخرت في العزومه.
ريان بإبتسامه/وأنا موبرادك، الله يبقيك وعساه عامر إن شاء الله.
إبتسم براحه/ماتقصر ياريان.. أعطيني رقمك علشان أرسل لك العنوان.
اتبادلوا أرقامهم تحت نظرات سند الصامته و
عبدالرحمن
ألتفتوا كلهم للصوت وزفر عبدالرحمن بضيق لما شاف فيصل يطالع فيه بصدمه، وبهمس/أيش جابك ذحين ياغبي.
فيصل ببلاهه/تتصور معاه من ورايا!
نقل عبدالرحمن نظراته بين سند اللي واقف يراقبهم ببرود وريان المبتسم وبتردد/أبو بدر.. ريان.. هذا خويي فيصل ، فيصل طبعاً تعرف سند المنذر وهذا ريان خويه.
سلم عليهم فيصل بحماس/ أتشرفت ياأستاذ سند.. أنا من المعجبين بيك ومتابع أعمالك و--
قاطعه عبدالرحمن/أبوبدر مستعجل، وأحنا كمان.
سند ببرود/لا ماورانا شيئ.. مدام جيتوا نأخذ كم صوره.. وش رأيك ياعبدالرحمن.
عبدالرحمن فهم تلميحه وبهدوء/أنا ماجيت أتصور ياسند.. واللي جيت علشانه قلته والله يحييكم.. أنتظركم الخميس إن شاء الله.
فيصل بصدمه/أنتا عزمتهم؟..تعرفه!! وسايبني من الصباح أكلمك عنه وأنتا تعرفه وساكت.
مسك عبدالرحمن يده وببرود/عن أذنكم ياجماعه ورانا شغل.. ريان برسل لك العنوان وأنت أعطيه لأبوبدر.. السلام عليكم.
مشي وسحب معاه فيصل اللي موفاهم شيئ، طالع سند بغضب في عبدالرحمن اللي راح بدون مايعطيه فرصه للرد، وبعد ماراحوا ألتفت ريان لسند بحده/أنت شفيك عالرجال، كل ماقلت ربي هداك ترد لنفس أسلوبك الشكاك.
مشي وببرود/ظنيته يبي يسوي دعايه لشركتهم عن طريقي.. ياما صارت وش بيفرق عن البقيه؟
مشي معاه وبضيق/الفرق إنه متجاهلنا من بداية المؤتمر وماجانا واتميلح علشان يتصور مثل البقيه، كان واضح إنه ماجاء إلا علشان يعزمنا وأنت اتعاملت معه بوقاحه.. الله يهديك بس.. أنا بخلص والحقك.
طالع فيه سند للحظات قبل مايركب السياره بصمت، اتذكر شكل عبدالرحمن المحرج وقت اللي جاهم فيصل وكيف كان متردد وهو يعرفهم ببعض، اتنهد بعمق وبهمس/وش سالفتكم معي ياعيال الجابر، بالأول أختك والحين أنت.. الظاهر مافي ظن أظنه فيكم إلا ويخيب.
كلم السواق بضيق/ شغل على إذاعة القرآن.
رجع رأسه عالمقعد وغمض عيونه وحاول يبعد صوتها اللي رن في أذنه فجأه.
,
,
,
,
,
,
جده, التاسعه مساء
فتحت له الشغاله ودخل الصاله الخاليه ودار فيها للحظات قبل ماتنزل مع أمها بفرح\ هلا حبيبي, اتأخرت عليك؟
هز رأسه بنفي وراح لأمها سلم عليها وباس رأسها \كيفك ياعمه وايش أخبارك.
ابتسمت بتعب\الحمدلله على كل حال.
سحبته من يده وجلسته ولصقت فيه\ دودي حبيبي وحشتني, ليه اتأخرت؟
طالع فيها باستغراب من مزاجها اللي أتغير من وقت ماكلمها بعد المغرب, أختفت لهجة التذمر وعدم الرضى والحزن وحل محلها مرح وراحة بال, ابتسم وهو يمسك كفها بين أيديه\ وأنتي وحشتيني ياقلبي, وماتأخرت شفت أمي والأولاد قبل ماأجي ويادوب مسافة الطريق ندو.
ألتفت لعمته باهتمام\ كيف عمي ذحين, ان شاء الله احسن.
أم ندى\الحمدلله كان فين وصار فين, ذحين صار يتكلم أحسن من أول ويده صارت أخف وبيقدر يحركها براحه.
سألته ندى\ ترى لسا مانام اذا حاب تشوفه.
وقف بسرعه\أكيد بشوفه.
طالعت فيهم أم ندى\ خلاص أنا بجهز العشى على بال ماتشوفوه وتنزلوا, لاتطولوا لأنه شرب الدواء ولازم ينام.
هزوا رأسهم بموافقه وطلعوا الدور الثاني ويدهم بيد بعض, دخل وسلم وطالع في الرجال الممد عالسرير باستسلام, باس رأسه وسحب كرسي لجنب السرير وجلس بابتسامه\ ماشاء الله تبارك الله, اليوم وجهك منور وشكلك أحسن من أمس.
هز رأسه بخفه وبتلعثم\الحمد.. لله.. الله ..يحسن خا..تمتنا.
بحلق خالد عيونه في ندى لما شهقت وبهدوء\ الله يحسن ختامنا كلنا ويعطيك الصحه والعافيه.
اتسلقت ندى السرير وجلست جنب أبوها وسندت رأسها على كتفه برجاء\ بابا لاتقول كدا .. الله يطول في عمرك ولايحرمني منك أبدا.
مسح شعرها بحنان, كانت بنته الوحيده اللي طلع بها من الدنيا .. ولادتها كانت متعسره وبعد نزيق حاد أتضرر رحم أمها واضطروا الدكاتره يستأصلوه, وهو رضي بنصيبه ورفض يتزوج رغم محاولات أهله وقتها, حاول يربيها عالقوه والجلاده علشان تكبر وتقدر تواجه الدنيا بعد عينه, بس الظاهر أن حبهم وأهتمامهم الزايد وحرصهم الشديد عليها أعطى مفعول عكسي وكبرت عالدلع والرقه وعدم تحمل المسؤليه.
طالع في خالد اللي جلس عالسرير جنبها وضمها لصدره وهو يهديها ويمسح دموعها بحنان وحب واضح, لحد ذحين مو مستوعب أنها اتزوجت وصارت أم.. شكلها لما جات تحكي له عن أخو صحبتها المتزوج واللي رسل أخته وخطبها لازال في باله, أتذكر رفضه القاطع لخالد وكيف أصرت عليه لدرجة أنها هددتهم تنتحر لو ماوافقوا .. ماكان عنده أي اعتراض على خالد غير أنه متزوج, ماكان حاب أنها تبدأ حياتها مع ضره, كان متقدم لها رجال لهم مناصب وسمعه وهي رفضتهم كلهم بلامبالاة وهي تطلع في كل واحد فيهم عيب, مره شكله , مره شغله, مره أسلوبه, وانصدم بتمسكها بخالد لأكثر من سنتين وهي تحاول تقنعهم بكل الطرق, كان حزين عليها وفي نفس الوقت حاس أنها غلطانه في اختيارها وان حياتها بتكون جحيم اذا وافق على خالد اللي كان بالمقابل متمسك فيها وفي نفس الوقت متمسك بزوجته ورافض يطلقها باصرار غريب, هو ماكان حاب ان خالد يطلق زوجته لكن لما شاف تمسه بزوجته حط ذا الشرط علشان يطفشه ويخليه يصرف نظر عن زواجه بندى.
وفي يوم أتغير كل شيئ لما رجع البيت ولقي ندى وامها على أعصابهم وكأن في مصيبه صايره, ولما سألهم طلعت زوجة خالد عندهم في البيت واتفاجأ برغبتها في مقابلته, أتذكر وقوفها بعبايتها ونقابها على باب المجلس وكيف سلمت عليه بهدوء وهي تشرح له سبب زيارتها.
بعد ماراحت ماقدر ينام ليلتها من صدمته واستغرابه, كيف جاها قلب تجي تخطب بنته لزوجها.. كانت تتكلم بثقه وهدوء وهي تبلغه بموافقتها وعدم اعتراضها على زواج زوجها.. أسلوبها الهادي وصوتها المريح وثقتها بنفسها وبانها رح تكون لبنته أخت مو ضره , تلميحها الغير مباشروالصادم لاحتمال حصول شيئ في المستقبل لايحمد عقباه بين خالد وندى بسبب تمسكهم ببعض وكلامها عن جية خالد من الباب لخطبة ندى بدل اللعب من وراهم خلاه يفكر بدل المره ألف في قراره السابق بالرفض .. يمكن ربي ارسل خالد وزوجته علشان يعوضوا ندى عن وحدتها وبيكونوا لها القوه والظهر اللي تعتمد عليهم في حياتها بعد عينه.. وأخيرا قرر يوافق وصلى استخاره لكذا مره وفي كل مره يستخير كان يرتاح أكثر من قبل ويتأكد من صحة اللي هيعمله, والسنين اللي فاتت أثبتت صحة قراره وموافقته خالد كان لندى نعم الزوج وندى عمرها ماكانت سعيده ومستقره في حياتها زي ماكانت مع خالد, حتى جوري أثبتت أنها قد كلامها وكانت أخت لندى مو ضره وحتى بعد طلاقها المفاجيئ من خالد واللي حتى هو زعل منه ظلت مستمره في علاقتها ببنته وبهم, واتصلت بيه كذا مره في المستشفى واليوم زارته في البيت واتحمدت له بالسلامه.. غمض عيونه براحه وهو يحمد الله اللي رزق بنته بناس مثلهم يقدر يطمن على بنته بوجودهم.
,
,
,
,
,
,
,
,
,
جده, الحادية عشره مساء
كان يومها طويل ومرهق بين عناية بجود وبين السوق اللي راحته علشان تخلص طلبات العزومه اللي عملها عبدالرحمن لسلامه غنى وبعد ماأتحسنت صحتها قرروا تكون عزومتها يوم الخميس, وبما أن بيتهم صغير فاستأجروا أستراحه كبيره للرجال والحريم.. واليوم راحت زارت ندى وامها وأتحمدت لأبوها بالسلامه وعزمتها, وماصدقت رجعت البيت علشان تأخذ دش وتجلس مع أولادها, طلعت لابسه روب الحمام ولافه شعرها بالمنشفه ولقيت ياسمين ممده عالسريروبمرح \أشوفك ولفتي على سريري.
ابتسمت \ سريرأمي ايش تبغي.. بعدين انتي اللي طردتيني من غرفتي وخليتي ولدك يحتلها.
جلست جنبها تنشف شعرها\ بالله مو ترتيبنا الجديد أحلى.. كذا بيكون عندك عذر علشان تنامي في حضني كل يوم .. مع أني كنت أبغاهم يأخذوا غرفتي علشان الحمام هيوفر لغنى خصوصيه أكثر, بس خالك الله يهديه رأسه يابس.
أخذت منها ياسمين المنشفه وبدأت تنشف شعرها وهي تضحك\تقولي من وين جايب يباسة الرأس دي.
أبتسمت من تلميح بنتها\ جينات حبيبتي مو بيدنا.
بيتهم مافيه غير ثلاث غرف نوم ومجلس للرجال, وحده لها وفيها حمام مستقل ووحده لياسمين ووحده لعبدالرحمن وقصي, وبعد ماجات غنى قالت للأخوها ينام مع غنى في غرفتها وهي مع ياسمين بس هو رفض وقرر يناموا في المجلس ووقتها هي كمان رفضت وفي الأخير خلت ياسمين تنام معاها وقصي ينام في غرفة ياسمين وعبدالرحمن يظل في غرفته مع غنى, وبما أن غرفته مع قصي كانت بسيطه وأسرتها أمريكيه حطت السريرين جنب بعض وغيرت لهم بس الشراشف واللحاف بواحد جديد وأستقروا هناك من يومها.
ركزت مع ياسمين اللي عادت كلامها\ عارفه أنك تحبي شعرك طويل بس ترى مره طال ياماما ليه ماتقصريه شويه علشان مايطفشك.
عقدت حواجبها بتفكير\يمكن بعوض عن اللي سويته قبل وبحاول أنسى اني في يوم من الأيام قصيته بسهوله.
ياسمين بتردد\ كل ماافتكر شكلك بالقصير أو لما أشوف صورك أيامها أستغرب كيف قدرتي تقصيه وأنتي متعلقه فيه كدا.
بعدت المنشفه ووقفت قدام المرايه تطالع في شعرها.. أول مره في حياتها قصت شعرها كانت قبل تقريبا عشره سنين .. رجعت بذاكرتها لقصة الشعر اللي أختارها خالد بفرح بعد ما أخيرا وبعد جهد جهيد وافقت تقص شعرها .. كانت ماكملت شهرين بالقصه الجديده لما أكتشفت علاقته بندى وذي كانت المره الأولى والأخيره لقص شعرها, ومن بعدها أعتنت بيه بشكل أكبر.. صارت تستخدم زيوت وماسكات طبيعيه رغم أنها ماتحب ملمس الزيت في شعرها, حتى الشامبو العادي بطلت تستخدمه وصارت تعمل لها شامبو منزلي بمواد طبيعيه وقصت أطرافه بشكل دوري واليوم وبعد كل كل ذي العنايه وعدم أستعمال الجل والاستشوار وباقي الخرابيط اللي حتى أخواتها بيستخدموها من وقت للثاني,وصل شعرها لنص فخذها وكانت فخوره بالنتيجه وحابتها.. جاء في بالها أبوها اللي كان يحب شعرها وكل ماكانت تطفش منه وقت اللعب أولما يتشبك مع أغصان الشجر كل ماتسلقته كان يقول لها "البنت بدون شعر مش بنت" حتى أخوانها كانوا يقولوا لها نفس الكلام ,يمكن علشان كذا أتمسكت بشعرها وأهتمت بيه.
فاقت من تأملاتها على لمسه من ياسمين اللي كررت سؤالها عن سبب قصها لشعرها ذيك الفتره,وبهدوء\ أبوكي كان يزن علشان اقصه من يوم ماتزوجنا وحبيت أجبر بخاطره.
طالعت فيها بنظره\ بابا كان مايحب الشعر الطويل بس دحين أحسه أتغير.
عقدت حواجبها بعدم فهم خلى ياسمين تهزكتفها بلامبالاة\ يعني لما يطفشني شعري في الحر وأقول بقصه يقول شعرك حلو أنتبهي تلمسيه,ومن يومين سمعته يقول لماما ندى تجرب تغير تسريحتها وتطول شعرها شويه.
ماعجبها تلميحها وألتفتت لها وعقدت أيديه على صدرها وببرود\ لاتتخيلي أشياء مو موجوده, وعلى فكره أبوكي مو كاره الشعر الطويل هوا بس كان كارهه لأنه كان شعري أنا بس.
ياسمين باستغراب\ كيف يعني ؟
مسكت الفرشه وصارت تمشط شعرها بشويش قدام المرايه وبهدوء\ ببساطه أنا ماكنت عاجبه أبوكي, كلي على بعضي ماعجبته.. لاشكلي ولاتصرفاتي ولاتفكيري, من يوم ماتزوجنا وهوا بيحاول يغيرني لوحده على كيفه, وأنا ماأخذت فتره طويله لين فهمت ذا الشيئ, ورغم أني حاولت أخليه يتقبلني زي ماأنا بس فشلت.
فركت أيديها بعصبيه\ علشان كدا قصيتي شعرك علشان يفتكر أنه قدر يغيرك.
طالعت في أنعكاس ياسمين وملامحها المتجهمه وسابت فرشتها وجلست جنبها بهدوء\ لا مو علشان كذا, أنا وقتها فكرت أني مارح أخسر شيئ اذا قصيته, أنا بظل أنا مهما أختلفت قصة شعري.. لكن لما اسمع كلامه وأعمل اللي يحبه برضي ربي وبرضيه.
سكتت للحظات وبتفكير\صح أنا وأبوكي كان بينا خلافات ..بس أنا حاولت قد ماقدرماقصر في واجباتي معاه وهوا نفس الشيئ عمره ماقصر في واجباته كزوج وأب, وعلى كل اللي صار بينا الا اني محتفظه ليه بحاجات كثيره حلوه.
ياسمين بمراره\ بالله أيش في بينكم حلو.
مسكت يدها بحب\ أنتي واخوكي أحلى وأغلى شيئ وخلي ذي المعلومه على طول في بالك.
أبتسمت ابتسامه عريضه وتابعت \في مواقف مارح أنساها ليه أبدا , زي يوم زواجه لما ساب ندى عالكوشه وقام يرقص معايا علشان جدتك وقتها أحرجتني, أممممم ولا أنسى دفاعه عني قدام عماتك لما كنت لسا هبلا اخليهم يتفلسفوا واروح غرفتي ابكي..
قطعت كلامها وصارت تضحك مع ياسمين وهي تتذكر ذيك الأيام وحاولت تتمالك نفسها نفسها وبصوت متقطع من الضحك\ ولا لما كنت حامل فيكي وكان يفاجئني بكيك الشوكولاته ومايخليني أكله غير بعد مااخلص أكلي الصحي على قوله.
مسحت ياسمين دموعها وأخذت نفس وبتردد\ طيب مدام في كل الحاجات الحلوه ذي بينكم أيش اللي صار ووصلكم لدا الحال, أنا كنت أشوفكم تضحكوا وتلعبوا وبتفهموا بعض من نظره, وفجأه القاكم بعيدين وكل واحد فيكم بيتصرف بغرابه,أنا موفاهمه شيئ.
طالعت فيها جوري بتفكير.. كيف تشرح لها كمية المتناقضات اللي كانت في حياتهم بدون ماتعقدها من الزواج وتخليها تأخذ فكره غلط عنه, أخذت نفس عميق وطالعت في ياسمين بثبات\ شوفي ياسمينتي, أنا وأبوكي رغم كل الأختلافات اللي كانت بينا ألا أنا ماستسلمنا من أول الطريق, أحنا اتعاهدنا انا نحاول كل جهدنا علشان زواجنا ينجح ويستمر وذا اللي صار, كل واحد فينا قدم أحسن شيئ عنده وحاول بصدق بس علشان نستمر نوفر لكم بيت وأسره مستقره, لكن في الأخير أحنا ماقدرنا نكمل.. وبالصح أنا ماقدرت أكمل علشان ماظلم أبوكي.
سكتت للحظات وضغطت على جبينها بألم ,أنتبهت له ياسمين\ ماما خلاص أنتي مومضطره تشرحي لي, أنا متأكده أنكم حاولتوا والدليل أنكم أستمريتوا لدحين.
أخذت نفس وابتسمت\ يمكن أنا جالسه أشرح وأبرر لنفسي قبل ماأشرح لك, مارح أكذب عليكي وأقول أني سبت أبوكي لأنا مانحب بعض, أنا ماأعرف من الحب غير أسمه, طول السنين اللي فاتت كنت أفكر أن اللي بينا حب.. من وجهة نظري الأحترام والعشره والرحمه والتفاهم ذي كلها حب وبتوصل للحب وذي كانت موجوده بينا, بس كان في أشياء مفقوده يمكن وقتها ماأنتبهت ليها ولا جات في بالي.
أتنهدت ووقفت جنب الشباك المفتوح وتابعت بشرود\ بغض النظر عن وجودكم في حياتي , أنا كنت مرعوبه من فكرة أني بكمل حياتي مع أبوكي بذي الطريقه, كنت أحس حياتي بارده ومالها معنى.
كان الهواء بارد وحست بلسعة برد بسبب شعرها الرطب ولبسها الخفيف وأتنفست بعمق وبمرح مصطنع\ منتي ملاحظه أني أعطيتك وجه وبكلمك عالحب والمشاعر, عمرك شفتي أم فري كذا.
ضمتها ياسمين بحب\ أصلا مافي أم زيك في العالم كله, وأنا على طول بدعي ربنا أني أكون زيك.
هزت رأسها برفض وبهمس\ الله لايقول, أن شاء الله هتكوني أحسن مني ونصيبك أحسن من نصيبي .
,
,
,
,
,
,
,
الرياض,قبل الظهر
انفتح الباب ودخل ريان بسرعه\نفس الرساله؟
رفع رأسه من الأوراق اللي بين أيديه ورمى له الجوال بلامبالاة\شف بنفسك.
جلس وطالع في الجوال بتوتر\سند أنا موبمرتاح لسالفة هالرسايل وأنت داخل خارج ولاعلى بالك.
كمل توقيع الأوراق بهدوء\تبيني اعتكف في البيت!
زفر ريان بضيق\أنا ماقلت هالشيئ, بس ابيك تخفف خرجاتك وتنتبه لنفسك شوي.
طالع فيه ببرود\يعني اتخبى مثل الحريم , ماتبيني ألبس عباه بعد؟
ريان بحده\ سند السالفه موبلعبه.. ذي رسايل تهديد وكل رساله تخوف أكثر من اللي قبلها.
ضغط زر الاتصال الداخلي \عصام تعال شوي.
قفل الملف وأعطاه لعصام بمجرد مادخل وبعد ماطلع قام من كرسيه واتوجه للشباك وصار يتأمل منظر البحرالممتد قدامه على مرمى البصر وباله في الرسايل.. أول رساله وصلت قبل ست شهور وصارت توصله بشكل دوري ومهما أختلف نصها الاانها كانت بتحوي نفس المعنى,
"الموت"
ألتفت لريان المتوتر الملامح وجلس جنبه بهدوء\هذا أنت كثفت الحراسه وصاروا ملازميني أربعه وعشرين على أربعه وعشرين, وكلفت فريق الأمن بمتابعة الرسايل وماوصلوا لشيئ.. صاحبها موغبي وكل رساله بتكون من رقم غير مسجل ولمره وحده , يعني أنسى أنا نوصل لمرسلها.
ريان بقلق\ والحل ياسند؟
ابتسم بسخريه\الحل أن الجبان يظهر نفسه ويواجهني عالأقل يشرح سبب هالفيلم البايخ, ولين يصير هالشيئ مارح أسمح لهالمختل بأنه يأثر على روتيني .
سكت للحظات وبجديه \ عموما اذا الله كاتب شيئ بيصير ومحد بيرد المكتوب, والأولويه لأهلي لاتنسى هالشيئ ياريان.
ريان بهدوء\ والنعم بالله, والحراسه معاهم وين مارحوا وعيونهم عليهم بدون لا أحد فيهم يلاحظ هالشيئ مثل ماطلبت..
طالع سند في ساعته ووقف بأبتسامه\ أجل ماعاد بيدنا شيئ ,خل نلحق عالمسجد قبل الأذان وربك يزينها.
اتنهد ريان وتبعه بصمت وباله مشغول على صديق عمره اللامبالي بالخطر اللي محاوطه من كل جانب.
↚
صنعاء,الخامسه مساء
حط كاسة الشاي عالطاوله بهدوء عكس اللي حاس فيه داخله لما اتأكد من شكوكه, وببرود\ كيف يعني غيرت رأيك واتراجعت عن الخطوبه ياصدام.
طالع فيه بهدوء\ زي الناس مابتغير رأيها ياعلي.
عقد أيديه على صدره بهدوء\ هذول الناس مش أنت ,هكذا فجأه بين يوم ليله تقول غيرت رأيك؟
وقف صدام واتحرك في المكتب ببرود\مش يوم وليله, أنا فكرت من فتره ولقيت أني أتسرعت لما ضغطت عليك أنت ومعاذ.. أصلا أنتوا قلتوا أنها مش موافقه, خلاص ليش أمشي في حاجه أنا عارف أنها مش لي.
علي بسخريه\ ماشاء الله وأنت عادك عرفت برفضها اليوم ولاكيف, أنت عارف من أول مره حاكيتني فيها وطلبتها بعد ماعرفت بطلاقها, وقلت لك بدل المره مليون أنها مش حق زواج , قلت لي مالك دخل حاكيها وبس وجلست بعدي بعدي ولما حاكيتها تقول بطلت.. مش أنت اللي قلت هتصبر كم ماصبرت, مش أنت اللي قلت بتنتظرطول عمرك
وقف وابتسم بمراره\بتكذب على نفسك ولاعليا, أنت داري أن جوري ماهتوافق, لو كان عندي أمل بس واحد في الميه أنها ممكن تغير رأيها صدقني بجلس أنتظرها طول عمري.
كور أيديه بغضب من منظر أبن خاله , كانت هذه المره الثانيه اللي يشوف صدام في حالة الانكسارهذه .. صدام اللي الكل بيحسب له حساب واللي مجرد حضوره في أي مجلس بيخلي كل اللي فيه يهابوا صمته قبل كلامه, صدام اللي ممشي معسكر بكامله وبكل قياداته بأشاره منه واقف قدامه بعجز وقلة حيله ماقدر يخفيها عنه رغم انه حاول يظهر بمظهر اللامبالي, واللي خلاه يعصب أكثر هو أنه في المرتين كانت جوري هي السبب في حالته.
رجع بذاكرته لأيام مراهقتهم وشبابهم وكيف كان صدام طول ماهم في المعسكر وهو يذكره بحركات جوري ومضاربتهم كل ماأجتمعوا وكيف كانت تغير من وجوده الدايم معاه.. كانت مسيطره عليه وكلامه كله كان عنها, جوري قالت ..جوري عملت.. كانت شاغله كل تفكيره رغم صغر سنها والفرق الكبير بينهم ..
أتذكر كيف كان يزعل من صدام كل ماأتكلم عنها وكيف كان يرد عليه ببساطه" بنت عمتي ومدامتي" وكان معطي خبر لأمه ولأبوه عن رغبته في زواجه منها.
أتذكر لما سمع عن زواجها من معاذ المعصب والرافض وقتها, واتذكر كيف أترجى حقهم القايد أنه مايعطي صدام أجازه علشان لايرجع ويعرف بالخبر, وفعلا ماخلص أستلام ورجع البيت غير بعد زواجها بأسبوع ,
وقتها علي أتعمد يكون معاه وشافه كيف طاح من طوله وجلس عالأرض بصدمه أول ماسمع أمه وهي تحكي لأبوه عن خوفها عليه لما يعرف بزواج جوري, ذي كانت أول مره يشوفه منكسر وضعيف, وذحين ذي المره الثانيه ولنفس السبب, شتم جوري في سره رغم أنه يدري أنها مالها دخل في حالته في المره الأولى, لكن المره ذي كان متأكد من أن لها يد في حالته هذي.
بعد ماتمت شوفة أحلام على زميلها دكتور الجامعه رجعها عالبيت وأنفرد بها وبمجرد ماحكى لها عن خطبة صدام لها شك في وجود شيئ غلط, كان متوقع منها تستنكر أوعالاقل تحول الموضوع لنكته كعادتها أو تختصر الموضوع وترفض بمجرد ماخلص كلامه زي ماسوت في خطوبة يوسف صاحب معاذ, لكن ردها كان في منتهى الغموض هزت رأسها وقالت يصير خير وتركته وراحت بهدوء.
طالع في صدام بغضب\جوري كلمتك؟ أتصلت عليك وطلبت منك تتراجع عن خطبتها صح.
التفت له صدام بقوه\ هي مالها دخل, أنا اللي مش قد كلمت---
قاطعه بضربه قويه عالطاوله وبحده\ لاتكذب وتطلع على نفسك كلام أنت داري أنه مش صحيح, كلمتك وقالت لك أنها مش موافقه! أيش قالت لك بالضبط!!
قالت خليها تجي منك يابن خالي ولا أرفضك قدامهم.. قالت لك أنها بتشوفك أخ وبس وأنت بكل غباء صدقتها,, وافقت وأستسلمت بسرعه.. اتخليت عن حلمك كل ذي السنين.
ضغط على جبينه بقوه\مايهم اللي قالته ولا عاد يفرق في حاجه, أنا جيت أقول لك تسامحني وتعتذر لي من معاذ وتنسوا أني طلبتها منكم, خلونا نرجع مثل ماكنا .. أنا من البدايه قلت لكم مافي حاجه بتأثر علينا, لاموافقتها ولارفضها.
أخذ قبوعه وجواله من الطاوله ومسكه علي بقوه قبل مايوصل للباب وبهدوء\كلمتك وهي عندنا ولا بعد مارجعت جده؟
طالع فيه بابتسامه باهته\ تصدق .. لما سمعت صوتها ماعاد دريت بالوقت ولا وين أنا !! وأنت جاي تسألني من وين كلمتني.. خاطرك.
خرج بسرعه وترك علي يغلي من الصدمه والغضب وهويتوعد جوري بكل أنواع العقاب.
,
,
,
,
,
,
,
,
,
جده,السابعه مساء
طالعت فيها أمها بحسره\خلاص ياخوله ذا أخر كلام عندك؟
ابتسمت برضى\أمي حبيبتي والله موزعلانه ومقتنعه بقراري.
مسحت دموعها بحزن\أنا عارفه أنك رافضه علشاني وعلشان أخوانك, سامحيني يابنتي ماشفتي منا غير وجع القلب وذحين بنوقف نصيبك ونربطك معانا.
شدت على اسنانها بقهروحاولت تتكلم بهدوء\ ألف مره قلت لك لاتقولي دا الكلام, أنتي أمي وهما أخواني اذا ماساعدنا بعض وانتبهنا لبعض أيش فايدتنا؟
اتنهدت\ بس أنا نفسي أشوفك مع زوجك وفي بيتك,نفسي ترتاحي وتشوفي حياتك.
ضمتها بابتسامه\ ان شاء الله هتشوفي كل اللي تبغيه وأحسن كمان, أمي ليه محسستني أني عجوزه ترى ماوصلت تسعطعش يعني في أحتمال يجيني بدل العريس عشره, أنتي بس ادعي لي.
شدتها لصدرها بهمس\ الله يرزقك بالزوج والذريه الصالحه ويعوض تعبك بكل خير.
بعدت عنها وباست رأسها \أمييييين ولايحرمني منك ياعمري, يلا بدق على أبله جوري وأقلها أني استخرت ومارتحت,ترى مره طولت عليها وهيا سابتني براحتي.
ابتسمت أمها لسيرة جوري اللي تحبها وبتساؤل\كيف بنروح لعزومتها, أخاف الاستراحه بعيده ومانعرف الطريق؟
ضغطت زر الاتصال وطالعت في أمها\قالت أذا نبغى نروح معاها من بدري حيانا, واذا بنتأخربترسل لنا أخوها مع ياسمين .
أمها بفشله\كمان هما يودونا ايش ذا الاحراج.
قفلت الجوال لما أعطاها مشغول وابتسمت\ بس لاتسمعك ولا بتزعل منك.
اتنهدت وبصدق\ الله يعوض عليها بكل خير ويسهل امورها ويصلح لها عيالها يارب.
وقفت خوله\اميييين,,يلا حبيبتي ارتاحي شويه وانا بروح أخلص شغلي.
خرجت وأمها تدعي ربها يسخر لها عباده الطيبين
,
,
,
,
,
,
,
الرياض ,التاسعه والنصف مساء
من أكثر من شهرماشافت سند بسبب سفراته المستمره, وهي كمان كانت مسافره وبعد مارجعت كان أول شيئ سوته هو زيارتهم , بس أملها خاب ومخططها فشل بعد ما عرفت أنه في جده طول الأسبوع الي فات, واليوم سمعت أنه رجع الرياض وجات وهي كلها أمل أنها تشوفه لو لدقايق, سمعت صوت بتول في الحديقه وراحت لها وهي متأمله يكون معاها خاصة بعد ماصار طول وقته في البيت يقضيه مع أولاده, وقفت بقهر وهي تشوف دينا وبتول لوحدهم وبتول تتكلم عالجوال بانبساط , ضيقت عيونها لما عرفت المتصل , وبحركه سريعه سحبت منها الجوال ورمته عالأرض بغضب\ أنتي شلون تتكلمي مع هالحثاله .
شهقت بتول لما سمعت صوت الجوال وهو يصطدم بالسيراميك وبصدمه\ليه ياشذى, وس شويت لك.
جريت دينا على بتول وحوطت كتوفها بذراعها بحمايه\ ديموزيل شزا شو عم تعملي؟
شذى بحده\ أنتي مايخصك, موبناقصي غير الشغاله تحاسبني.
طالعت فيها دينا بقهر, هي أكثر وحده عارفه طولة لسان شذى وياما سمعت منها كلام يسم البدن بدون ماتقدر ترد وتوقفها عند حدها, طالعت في بتول بصدمه لما اتكلمت بقوه\ دينا مو بشغاله,دينا صديقتي وأنا ماأسمح لك تكلميها بهالطريقه.
عقدت أيديها على صدرها وبسخريه\ والله وطلع لك لسان وقمتي تراددين, أكيد دامك ماشيه مع هالأشكال الزباله اللي متلمه عليهم.
سحبتها دينا برجاء\ بتول الله يوفقك لاتردي عليا.
دفت يدها والتفتت لشذى بعصبيه\ منو تقصدين بالزباله؟
عدلت شعرها وبقرف\ هاللي كنتي تكلميها من شوي, أنا قلت لك لاتكلمينها وقلت لك أن سند قايل مايبي أي علاقه معها.
بحلقت عيونها السود الخاليه من أي تعبير وبحده\ لاتتبلين على بابا, وأحترمي نفسك خالتي جوري ماهيب زباله.. وهالحركه السخيفه اللي من شوي بقول لبابا عنها وهو بيتصرف معك.
ابتسمت بانتصار\ انزين قولي له الحين وبتشوفين أن اللي قلته صدق, هو مايبي أي علاقه معها لأنه يدري أنها موبزينه.
بتول بحده\ أنتي وحده كذابه, هو يدري أنا نكلمها وماقال لنا شيئ, وكانت عندنا في الاجازه .. وبنزورها أخر الأسبوع وهم بعد ماقال شيئ.
ضحكت بوقاحه مستفزه\ حبيبتي هو يدري بسواد وجهها بس موبقادريحكي لأبوي مساعد لأنه تعبان ورجله والقبر بس أ---
بنت
التفتوا بصدمه لما سمعوا صوته الآمر والبارد واتفاجأوا بوقوفه قدامهم بصمت مهيب.
,
,
,
,
,
,
جده, الثامنه صباحا
حطت عبايتها وجلست جنب أمها بكسل\ صباح الخير .
طالعت فيها بضيق\ على وين من صباحية ربنا, أنا كم مره قلت لك تكلميني قبل ماتطلعي من البيت, أنتي ناسيه أنك زعلانه من زوجك وطالبه الطلاق.
ابتسمت بسخريه\ يعني أدفن نفسي علشان سي السيد زعلان.. بعدين أنا مو طفله علشان استئذن كل ماحبيت أطلع مكان, معزومه عالفطور عند أم تركي بفطر وراجعه مو طايره.
ردت بحده\ الأصول أصول يالطيفه كنتي طفله ولاعجوزه بعكاز, وأخوكي نبه عليكي قبل كذا وقلك خففي طلعات العين عليكي.
قلبت في التلفزيون وبملل\ والله اهي ست الحسن طليقته رايحه جايه وعامله شغل كمان ومأاشوفه نطق, وكمان سايب عياله معاها.. جاي يتشطر عليا.
شهقت بقوه\ وان شاء الله تبغيه يحاسبها, دوبك تقولي طليقته يعني ماله حق عليها وماله دخل فيها.
حركت يدها بلامبالاة\ ياأمي ينحرقوا أثنينهم, أنا موعارفه أنتي كيف متحمله قعدتك في البيت كذا ياأمي, ماتطفشي من بكى نادين ولعب نادروهروج ندى البايخه!
هزت رأسها بعدم تصديق\ أنا اللي موعارفه كيف يجي لك قلب تسيبي عيالك ذا كله لوحدهم, مابتفقديهم يالطيفه.. قلبك مابيوجعك من بعدهم؟
طالعت فيها باستنكار\وي يأمي ياحبك للدراما والأفلام الهنديه, أيش اللي افقدهم ويوجعني قلبي, مهم لسا أمس كانوا عندي وشفتهم وأطمنت عليهم.
ابتسمت أم خالد بسخريه\ لو محمد الله يحفظه ماجاب أخوانه وجاء أنتي ماكنتي سألتي عليهم, أخر مره شفتيهم من أربعه أيام وبرضه محمد اللي جابهم ولا أنتي لابتسألي ولا كأن عندك عيال من أصله.
زفرت بضيق\ أنتي كدا كل ماشفتيني جايه مبسوطه تحبي تنكدي عليا, أيش تبغيني أسوي لهم وكل واحد صار أكبر مني وبعدين هما مع أبوهم والحربايه اللي متزوجها أيش أعملهم يعني, موكفايه أن الحيوان أبوهم موراضي يطلقني, سايبني معلقه لاخلاني أشوف حياتي ولا سوى اللي أبغاه.
بحلقت أم خالد عيونه فيها\نعم يختي!! تشوفي حياتك, لايكون تبغي تتزوجي بعد العمر ذا؟
طلعت مرايتها من شنطتها واتأملت وجهها ومكياجها اللي كان محليها بشكل كبير وان ماأخفى عمرها زي ماكانت حابه وبغرور\ وليه ماأتزوج , الحمدلله لساتني صغيره وحلوه وألف من يتمناني.
صاحا أم خالد بحده\ لطيفه لاتجننيني بقلة أدبك ذي, أستحي على وجهك وعلى سنينك اللي قربت عالخمسين و--
قاطعتها لطيفه باستنكار\ بسم الله عليا من الخمسين ,, وأثنين وأربعين مونهاية حياتي علشان أعتزل الدنيا واللي فيها, بعدين عاجبتك رميتي دي عندك وهوا بيسرح ويمرح وعايش حياته على كيفه.
زمت شفايفها بسخريه\لا وأنتي مرميه مررره, موكانك عايشه بالطول والعرض.. خرجات وحفلات وزواجات ولا كأن صاير معاكي شيئ, بعدين عبدالفتاح مو مقصرمصروفك بيوصلك وماعمره نقص عليكي شيئ مع أنك ماتستاهلي.
وقفت وشالت عبايتها بغضب\ طول عمرك توقفي مع الغرب وتجي علينا, في الأول وقفتي مع الزفته جوري ودحين عبدالفتاح أنا موعارفه مين اللي عيالك أحنا ولا هما.
أتنهدت ولطيفه تلبس عبايتها وهي مستمره في السب والشتم قبل ماتطلع وبحسره\ هبلا وماهتعرفي قيمة زوجك غير لما يروح من يدك زي أخوكي الأهبل اللي ماعرف قيمة جوري غير بعد ما راحت من يده.
,
,
,
,
,
,
جده,التاسعه صباحا
غطت رأسها بالمخده وبضيق\ قلت لك خلص صحيت, شتبين بعد يارؤى.
شدتها من بيجامتها\صار لك ساعه تقولين صحيت وأنتي مكانك, أبوي مساعد قال ساعه والكل جاهزمايبي يتأخر.
جلست عالسرير وعدلت ملابسها بملل\ وش اللي ساعه ونجهز, تراها عزومة غداء موبفطور.
وتين بلكاعه\ دامك تحبين النوم مثل عيونك وش مسهرك للفجر, كان كبرتي المخده وشبعتي نوم بدل هالبهذله.
شهقت بقوه\ أعوذ بالله من عيونكم, حشى منتو بنات عم ..مخابرات ! واحد وزوجته شعليكم منا نسهر ولا ننام..
روعه بضحكه\نبي ننصحك بس, طالعي عيونك شلون منفخه وتحتها كأنها هلالات.
مها بتنهيده\ أي والله بيجي عرسكم وأنتي عيونك الله لايبلانا.
فحصت عيونها ووجهها في المرايه\ وش فايدة جلسات العنايه اللي اسويها كل أسبوع؟
وتين\ حبيبتي وشتفيد أذا أنتي ماتنامين زين وتريحي عيونك.
ألتفتت لهم بقلق\ انزين ان ماراحت تهقون المكياج رح يخفيها ولا لا.
ضحكت رؤى بشماته\ وش يخفي هالمسكين وش يخلي, طالعي وجهك شلون صاير مثل دب الباندا.
ديما بانفعال\ بس سكتي واللي يعافيكيموبناقصه توتريني عالصبح, خلص بقله مانبي مكالمات تالي الليل.
رؤى بتريقه\ ايه خلوا الدوام صباحي أزين لكم.
دفتها ديما بقهر وراحت تغير وضحكات البنات تلاحقها.
,
,
,
,
,
في نفس الوقت
دخل غرفته وشاف جوري تمشط لجود وبمرح\ وين وديتي غناي.
ابتسمت\ بتأخذ دش في غرفتي وجايه ياروميو.
بعد ماخلصت تمشط لجود جريت ورمت نفسها عليه\ بابا هيااا مسبح.
بحلق في جوري\حرام عليكي الدنيا برد مسبح أيش اللي قلتي لها عليه ذحين
حركت كتفها بلامبالاة\ مالي دخل شافتني أحط العومات وكفرات السباحه شبطت فيها, اتفاهم مع بنتك.
شال بنته وبضيق\وأنتي ليه جايبه عوامات وكفرات سباحه, ترى منتي لحالك في ضيوف متى بتسبحي؟
ضحكت بمرح\ مالك صلاح بضيوفي اختلص معاهم, بعدين ذي فرصه لاتعوض بلا برد بلا بطيخ.
كور يده وكأنه بيعطيها بكس وبتهديد\ طيب خلصينا , ترى نزلت كل شيئ واتأخرنا , الساعه عشره متى تلحقي تجهزي كل شيئ قبل مايجوا.
وقفت قدام المرايه تعدل شعرها علشان تستفزه\ لسا بدري وكل شيئ جاهز, وكلها قهوه اللي بسويها.
دخلت غنى\يووه أنت خلصت, يلا حبيب عشر دقايق واخلص.
حوط كتفها بذراعه ودفها قدامه بشويش\لاحبيبتي براحتك وعلى أقل من مهلك, لاتتعبي نفسك.
بحلقت فيه جوري بمزح\ دوبك كنت متأخر ومتى نلحق, وعلشان عيون البسه ذي كله اتغير.. فعلا الناس مقامات.
غنى بضحكه\ محد عيون مثل البسه غيرك لاتلصقيها فيني.
عبدالرحمن دف جوري للباب وأعطاها جود\خذي الأضافه هذي ومن غير مطرود بلبس زوجتي تعرفي تعبانه وماتستغنى عن خدماتي.
شهقت بصدمه وأخذت جود بعصبيه\ كنت طالعه من نفسي ياقليل الأدب.
قفل الباب وصوتها واصل لعنده وهيا تكلم نفسها, غنى باحراج\صدق قليل أدب ,ليش تحاكيها هكذا .
ضمها لصدره بضحكه\مافي شيئ يسكتها وينسيها السالفه بسرعها الا ذا الكلام, بعدين وين قلة الأدب الحق عليا بساعدك.
,
,
,
,
,
الساعه الحادية عشره
علق عالبوري بازعاج وما وقف غير لما انفتح الباب وشاف نادر ماسك نادين ووراهم أمه وندى نزل وشال نادين وركبها السياره وساعد أمه تركب قدام وبحب\ هلا والله بالحب, نورتي السياره يا أحلى أم في الدنيا.
أم خالد\الله يرضى عليك يامؤيد ولايحرمني منك.
باس يدها\ ولامنك ياجنتي.. خلاص نتوكل.
ندى\ مؤيد معليش تمر محل حلويات على طريقنا.
ابتسم \ رايحه لأم الحلى كله وتبي تجيبي لها حلى.
اتنهدت\ طيب محل ورد ياظريف.
ضحك\ حتى ورد مايجي, هيا بنفسها ورده.
عصبت منه\ يعني نروح بيدنا فاضيه, أيش تقول علينا حرمة عبدالرحمن.. فاطمه كلمي زوجك.
فاطمه بتعب\ شوفي انتي وياه لاتحشروني بينكم, أمس مانمت لأن جوري مسخنه ورأسي مصدع.
أم خالد\ مؤيد مو من جدك بنروح ويدنا فاضيه.
مؤيد بتمثيل\أفااا عليكي
ياأمي أنا أقدر أسويها في حرمة أخويا وأخرب برستيجها.
طالعت فيه ندى بحده\ مين حرمة أخوك؟
ضحك بمرح\ والله أخر مره سألت كان مافي غيرك حرمة أخويا, الا لو أتزوج من ورايا ذا شيئ ثاني.
شهقت بصدمه\ فال الله ولافالك, أنتا حد مسلطك عليا عالصبح.
أم خالد بعتاب\ مؤيد استهدي بالله وانتبه للطريق.
فاطمه بتنهيده\ أنتوا ماتملوا, بتقضوها كذا لين نوصل؟ ترى الطريق طويل وزحمه وموناقص هبلكم.
غمزلندى في المرايه بمرح\ ندو ايش بأخلاقك صايره تجاريه محد يمزح معاكي, ترى مريت وجبت كل اللي يخطر على بالك, جبت شيئ من كل محل عديت عليه لين وصلت لكم.
ندى بزعل \ يعني بس بترفع ضغطي يامؤيد, الله يسامحك.
مؤيد بجديه\بنت ترى أمزح لاتقلبي الهرجه جد.
↚
كانت كل شويه تطالع في ساعتها, وصلوا الأستراحه قبل ساعه ونص وبعدها بشويه وصل مؤيد وأمها ومعاهم أم خوله والبنات بعد ماطلبت منه يمر عليهم لأن سيارتهم كانت كلها أغراض, شيكت عالأستراحه وبخرتها وجهزت القهوه والتمر والحلا ووزعتها للرجال والحريم, عبدالرحمن قال لها انه أجر استراحه كبيره وحلوه بس ماتوقعتها بالكبر والترتيب ذا, قسم الرجال كان فيه مجلس كبير وغرفتين نوم وبيت شعر مكيف وفيه مسبح وملعب , وقسم الحريم مجلس كبير وثلاث غرف نوم ومطبخ مجهز بكل الأجهزه الضروريه ومسبح متوسط ومنطقة العاب للأطفال,
وصل رائد ولبنى ومحمد ولد لطيفه اللي جاب أخوانه وريم بنت خالته ليلى , أنشغل الرجال والأولاد بالبلاي ستيشن لين يوصلوا بيت المنذر.
جلست جوري تتقهوى مع أمها وأم خوله والبنات , وكانت ياسمين وباقي البنات حاطين نادين وجود في المراجيح ويلعبوامعاهم, رن جوالها\السلام عليكم هلا عبادي,
عبدالرحمن\الناس عند الباب, لاتتحمسي وتنسي نفسك.
نطت بفرح\طيب سلام.. وصلوا وصلوا.
جريت تفتح باب الحريم وأمها والبنات وراها, دخلت جدتها مستنده على عصاتها وثريا ماسكه يدها .. مسكت نفسها خمس دقايق بالقوه لين دخلوا كلهم وقفلت الباب وسمعت أصوات السيارات تبعد قبل ماتسلم على جدتها وأمها منيره والبنات بحماس وفرح\ الحمدلله على سلامتكم, نورتوا جده .
مسكت يد جدتها ودخلتها للمجلس. الجده بحب\ الله يسلمك يالجوري.
أخذوا فتره لين انتهى السلام بين أهل خالد وبينهم, جلست جوري بين جدتها وأم خالد وعرفتهم على بعض\جده ذي تصير أمي جدة ياسمين وقصي, وذي ندى أم عيالي وفاطمه زوجة عمهم وذي عمتهم لبنى وخالتي أم رشيد وبنوتتها الحلوه خوله وذي نجمة الحفل واللي عزومة اليوم على شرف سلامتها غنى زوجة أخويا عبدالرحمن, وذي يمه تصير جدتي وديمه شيخة الرياض والمنذروطبعا أمي منيره وثريا وديما وبتول ودينا قابلتوهم يوم الأفتتاح.. ودحين بعرفكم عالبقيه.
,
,
,
دخل عبدالرحمن الرجال للمجلس ورحب فيهم وعرفهم على مؤيد ورائد وباقي العيال, دار بعيونه عليهم , تقريبا كلهم حضروا.. الجد وعمه مساعد وأثنين من أخوانه وناصر ومشعل وبدر وعيال وضاح ومساعد ولد المرحوم صقر, اما وضاح وراجح فاتصلوا واعتذروا منه لأنهم مايقدروا يتركوا الشغل ويجوه كلهم.. طالع في ساعته باقي ربع ساعه على أذان الظهر وفيصل وحاتم وريان اللي وعده بالحضور مابانوا للأن ,قهواهم مع مؤيد وجلسوا يسولفوا لوقت الاذان وبعدها الكل راح عالمسجد.
,
,
,
كان طول الليل حاس بالخجل من تصرفه الوقح مع عبدالرحمن, لكن ذا الشيئ كان خارج عن ارادته, خيانه قديمه من شخص كان بمثابة الأب له تركت داخله شكوك في نوايا كل شخص يقابله ويتعرف عليه من خارج محيطه العائلي وعبدالرحمن بالتأكيد ماهيكون الاستثناء لحد مايثبت العكس.
كان متردد يحضر عزومة عبدالرحمن ولا لا, وبعد تفكير طويل قرر يروح لأن لرجال عزمه بكل أدب وماشاف منه شيئ يخليه يعامله بذاك البرود والرفض, وبعد عشر دقايق من تقليب جواله في يده بتردد اخيرا حسم أمره واتصل\ السلام عليكم, أنت رحت عزومة عبدالرحمن ولا بعد ياريان؟
ريان\ مابعد رحت ياسند توي خلصت صلاه.
سند بهدوء\ طيب مرني وخل نروح مع بعض.
ريان بضحكه\ الحمدلله اللي ربي هداك, أنت وين؟
رد ببرود\ بالشركه.
ريان\ انزين أنا قريب عشر دقايق وأنا عندك ان شاء الله.
قفل وطلع من المكتب بعد مااعطى أوامره لعصام السكرتير ونزل يستنى ريان في سيارته.
,
,
,
استئذنت من الحريم وطلعت برا تتصل لأخوها\ السلام عليكم, عبادي متى بنحط الغداء الساعه صارت وحده ونص فشيله في جدي تراه يتغدى بدري وأبويا كمان ملتزم بمواعيد الأكل علشان السكر.
رد بهدوء\ يختي داري بس في ناس لسا ماوصلوا.
استغربت\ ناس مين؟ زوجة حاتم وفيصل وصلوا من شويه, أنتا عازم مين كمان؟
عبدالرحمن\ خلاص حبيبتي بس يوصلوا بكلمك.
قفلت وهي تفكرمن اللي ماوصلوا, هو قال انه ماعزم غيربيت المنذر وفيصل وحاتم صاحب علي اللي ساعد في موضوع طلاقها والدكتور محمد وفهد اللي أعتذروكلهم وصلوا قبل نص ساعه, اتنهدت باستسلام\ يارب يجوا بالسلامه وبسرعه لأن الناس جاعت وهم مستنين .
,
,
,
فتح الباب ووسع لريان بابتسامه\ حيا الله ريان, اهلا وسهلا
ريان \ الله يحييك , المهلي مايولي .
ضحك ورد الباب وسمع صوت بارد\أفهم من هالحركه أنه غير مرحب بوجودي.
ألتفت بحده واتفاجأ بسند واقف بجمود ووجهه مافي أي تعبير, وقف مكانه باستغراب كان لازال مصدوم من رد فعله أمس وأتوقع أنه مارح يجي, لكن وجوده ذحين حيره ولخبط تفكيره, ذا الانسان فعلا غريب وردود فعله غير متوقعه.
ابتسم بهدوء\ السموحه منك ماشفتك, حياك بابوبدرأتفضل أنت موضيف أنت صاحب مكان والصدر لك والعتبه لنا.
طالع فيه سند للحظات قبل مايدخل ويمد يده لعبدالرحمن اللي سلم عليه بترحيب , وقف مكانه بدون مايتحرك وفهم عليه ريان وتلركهم لحالهم, سند بهدوء\بخصوص اللي صار أمس, أنا ماكان ---
ربت عبدارحمن على كتفه بمقاطعه\ يارجال أمس خلص وراح أدخل بس, حياك.
طالع فيه بهدوء وهز رأسه وخل معاه المجلس ,عرفه عبدالرحمن عالموجودين وضيفهم, وأول مادخل مؤيد المجلس فهم أن الغداء صار جاهز وقف في وسط المجلس\ اتفضلوا ياجماعه الغداء حياكم الله.
,
,
,
بعد ما خلصوا الغداء واترتب المكان جددت جوري القهوه وصلوالعصر, انقسموا الحريم فالكبار جلسوا في المجلس والبنات كلهم طلعوا واتوزعوا في الحوش اللي عالمسبح واللي عند العاب الأطفال, مالت جوري على لبنى بهمس\ الله يريحك دنيا وأخره زي ماجبتي الشغالات وريحتيني.
لبنى بابتسامه\امييييين وياكي حبيبتي, تصدقي البنات مرره حلووين ودمهم خفيف.
هزت رأسها بموافقه قبل ماتجيهم رؤى\ أعترفوا في مين تحشوا.
انحرجت لبنى وماعرفت ترد وطالعت جوري في رؤى بضحكه\ فيكم في مين يعني.
ديما بمزح\ عالأقل خل نمشي وبعدين أستلمينا.
شهقت لبنى\لاتصدقوها وربي ماحشيت.
ضحكت جوري بقوه من شكل لبنى المتفشل\ بصراحه ماحشت كانت تقول انكم جميلات وظريفات ومافي منكم.
وتين برقه\فديت قلبك أنتي الأجمل لولو.
فاطمه بابتسامه\ لاجد يابنات ماشاء الله عليكم تنحبوا وتدخلوا القلب بسرعه.
وقفت جوري بتمثيل\أيووه أقلبوها حب وغزل واليوم بيروح وأحنا جالسين.
ثريا بابتسامه\ وش تبينا نسوي ترى محنا بالبر.
صاحت رؤى بحماس\يازين برنا وياحلاته.
طالعت فيهم جوري بتريقه\مره يازينه وياحلاته.
التفتوا لها البنات بغيض ورؤى تصيح\ سلامات الحين موعاجبك برنا, من اللي فرت فيه وخلتنا ندور عليها طول الليل.
ضربت جوري على رأسها من غباء رؤى وحاولت ثريا ترقع السالفه\ حبيبتي هي اللعبه كذا.
جوري بنظرة تهديد لرؤى\ بغض النظر عن الفرفره والتدوير,
طالعت في البنات\ بذمتكم عمركم شفتوا بر خمس نجوم.
غنى باستغراب \ كيف يعني خمس نجوم.
اتنهدت جوري بأسى\ أنا أعرف البر شوية شجر وحجر والباقي رمل على مد البصر, خبري فيه خيمة وشبة نار ودلة قهوه وسيارات هيلوكس ولما يحبوا يتدلعوا جيوب.
وتين بشهقه\ قولي لا اله الا الله, بتخربين سياراتنا.
أشرت لها جوري بضحكه\ الف من ذكر الله, طيري بس ياسياراتنا عيني بارده لاتخافي.
ديما بدلع\ ترى حنا برنا كذا وكل اللي راح معنا ماأشتكى.
جلست وسطهم وبشرح\ أنا ماأشتكيت بس بالله أيش تحسوا فيه وأنتوا في خيمه عشره متر في عشره متر, وشاشة البلازما ستين بوصه وشبكة نت وقنوات قضائيه , وين البر في الموضوع وكل وحده ماسكه ركن جهازها في يدها وشغاله طقطقه فيه, حسيت نفسي طلعت من بيتكم لبيت ثاني بس هواه رباني.
سكتت شويه وبضحكه\ الشيئ الوحيد اللي حبيته في بركم هو دورة المياه الله يكرم السامعين, بصراحه كانت رفاهيه مطلوبه وفي مكانها السليم.
مها باستغراب\ بس البنات قالوا انكم سقتوا السياره وركبتوا دبابات وبعد كان في سباق خيل.
جوري بحسره\ الدبابات حنت عليهم ديما وقالت لهم يركبوا وأنا ماركبت معاهم والخيل رجالكم اللي خيلوا وذول زي الهبل واقفين يصرخوا.
رؤى بلكاعه\ والسياره اللي فريتي فيها البر كله وحنا معاكي ماجبتي طاريها ليه؟
ضحكت\ لاحبيبتي ذي أبويا اللي جابها ليا ولا أنتوا محد حولي, بعدين أحمدوا ربكم علمتكم السواقه ببلاش.
شهقت غنى\ سقتي عندهم يامجنونه.. ورجالهم وين.
طالعت فيها جوري بحده\نعم يختي.
ثريا بابتسامه\ لاتخافين أبوي كان معنا وساق بالسياره لبعيد وبعدها عطاها لجوري, يعني محد شافها.
ضحكت لبنى\ لاتخافي ياغنى هيا صح جوري لاسعه حبتين بس لسا في شوية كنترول في مخها.
غنى باعتذار\ انا ماقصدت , بس جوري أوقات بتنسجم في اللعب وتنسى نفسها.
ضيقت عيونها على غنى وبزعل\ وهذا اللي أخذناه من بركم اللي مو بر, جبتوا لي الكلام من أم عيون رماديه.
شذى بغرور\ الظاهر أنتي متعوده عالتراب والقرف, وحدك تخيمين في البحر ويخب عليكي.
شهقوا البنات بصدمه والتفتت لها جوري بابتسامه\ سكتي دهرا ونطقتي كفرا, تصدقي كنت نسيت أنك موجوده, حيا الله شذى.
ثريا بحده\ شذى وبعدين معك, لاتنسين انك ضيفه عندها.
ابتسمت جوري بلامبالاة \ وعلشانها ضيفه مسموح لها تأخذ راحتها وتفضفض, على فكره يابنات ترى ذا العادي حق شذى يعني لاتستغربوا.
وقفت ومشيت وهي تعدل فستانها وشعرها بدلع \ بحرمكم من طلتي البهيه وبروح أشوف جده وماماتي, أكيد وحشتهم.
ضحكوا البنات على شذى اللي وقفت بعصبيه وسابت لهم المكان, بعدت عنهم وهي تسب جوري بقهر وبهمس\ هين يالخايسه أنا تتمسخرين علي, موبكفايه سند زعل مني وهددني بسبتك, أن مادفعتك ثمن كل كلمه ماأكون شذى المنذر.
,
,
,
نقلوا الرجال جلستهم لبيت الشعر بناء على رغبة الجد ودار عبدالرحمن بالقهوه على الرجال قبل مايروح ويرجع بثلاجة قهوه جديده ويحطها عند الجد بمرح\ وهذي حقك القهوه ياجدي ومتوصي عليها من الحبايب.
الجد بابتسامه\كثر الله خيرك وخير الحبايب, اكرمكم الله كلفت على نفسك ياعبدالرحمن.
عبدالرحمن بزعل\ أفااا ياجد, ترى مافي من بعد كرمك كرم أنت وعم مساعد ومافيها كلافه ذا حق وواجب.
أبوسند\ انزين وين بنتك ماقد شفناها ولا ماتبي لها عريس من عندنا.
عبدالرحمن بضحكه\ مافي أكثر من البنات عندنا الله يحفظهم..
مؤيد بمزح\ لوسمحتوا ترى بنتي محجوزه لقصي وخلاص دفع المهر مانبغى سكسكه.
الجد\ بالأول خلها تشوف عيالنا ماتدري يجوز تغيررايها.
أتصل عبدالرحمن على قصي وقال له يجيب جود ونادين وجوري بنت مؤيد.
دخل قصي ومعاه جوري وبدر شايل جود ونادر ماسك نادين , شال الجد جوري اللي ملفوفه بكوفله\بسم الله ماشاء بنتك مابعد طلع لها سن وأنت حاجز لها قصي من الحين,
مؤيد\ والله ياجدي أحنا في أخر الزمان وفي وفره في الحريم, وشح في الرجال علشان كذا بزبط بنتي بدري قبل مايخلصوا الرجال وتعنس في البيت.
ضحكوا على كلامه واتجمعوا الشباب على البنات وكل واحد يسلم عليهم ويحط لهم فلوس في ملابسهم, التفت ناصرلعبدالرحمن\خلص يالدحمي دام السالفه كذا أنا بضحي بنفسي وبناسبك .
عبدالرحمن بضحكه\خف عليا ياشهيد الأمه, بعدين ان شاء الله على ماتكبر بنتي بتكون مدة صلاحيتك أنتهت .
شال بدر جوري وباحراج\خلاص أنا بأخذها.
رائد بمزح\ جالسين يحرجوا على بنتك وأنت ساكن.
أبوسند\وليه ماتقول كلن يبي نسبه ,عبدالرحمن نسبه ينشرى.
عبالرحمن\ماعليك زود ياعم مساعد, خلاص يابدر أن كان لك نصيب مابتكون غير لك.
بدر أخذها وراح لأبوه وبجديه\أنا موبقاعد أمزح.
عبدالرحمن بابتسامه\ولا أنا أمزح, من هنا لين تكبر ماتدري ربك ايش كاتب, واذا كنت عادك تبغاها في لك أن شاء الله.
كان سند جالس مع حاتم اللي أندمج معاه وأخذهم الكلام وما انتبه للي قالوه, التفت لبدر لما أعطاه جود\ماشاء الله الله يحفظها, من وين جبتها.
بدر بابتسامه\ ذي خطيبتي.
حاتم بضحكه\ خذ لك من عيال اليوم جاي وخطيبته في يده, وأنت بتحضر زواجهم من ضمن المعازيم.
سند بمجرد ماشاف زوج العيون الرماديه تضحك له نسي كل شيئ, رجعت له ذكرى أول مره شال فيها بتول وبدر ورجعت له مشاعر حلوه ودافيه وهي تمسك أصابعه وتلعب فيها, مسح شعرها بحنان\ وش أسمك ياحلوه.. تعرفين أسمك ولا لا؟
طالعت فيه بضحكه\ زودي
ردد وراها لاشعوريا\ جوري!
ألتفت له عبدالرحمن بحده\ جود, أسمها جود.
طالع فيه بهدوء\ماسمعتها زين.
أنتبه عبدالرحمن لنبرته الحاده وسكت للحظات وتابع بهدوء\ هي متعوده نناديها جودي علشان كذا مسكت معاها بس حروفها ضاربه شويه.
ابتسم سند نص ابتسامه\ عادي ماصار شيئ.
ورجع يلعب معاها, طالع فيه عبدالرحمن باستغراب من ملامحه اللي رقت واتغيرت أول ماشال جود, كان يلعبها ويتكلم معاها ويضحك على حركاتها ودلعها.. أختفى بروده وتحفظه واتحول لشخص ثاني شخص.. شخص وديع ولطيف.
,
,
,
,
بعد المغرب
راحت زوجة حاتم وفيصل ومابقي غير البنات وكانوا ماخذين راحتهم,
جريت جوري على مجلس الحريم وهي تضحك وجود ونادين يجروا وراها وهم يبكوا , شالت ندى نادين وبعتاب\ جوجو أيش سويتي لها؟
جوري ببراءه\ ماسويت لها شيئ, طلعيها برا يمكن تبغى تتمرجح.
دخلت وراهم رؤى بانفعال\ يالنصابه هاتي الفلوس.
أم خالد\ أي فلوس؟
طالعت فيها روعه\ خالتي أخذت فلوس البنات وانحاشت.
الجده بحنان\ أعطيهم يمه وأنا بعوضك.
انفجرت جوري من الضحك وضمت جدتها\ جعلني مافقدك ياجده, ياأم الكرم أنتي بس ماعليكي منهم أيش يبغوا فيها لساتهم صغار والفلوس في يد الأطفال تؤدي للأنحراف.
ندى باستغراب\ طيب مين أعطاهم الفلوس أساسا .
رؤى\ يوم رجعوا من عند الرجال لقينا معهم فلوس, وجوري سوت اعادة تدوير وكوشت عالكل.
طالعت فيهم جوري بابتسامه شريره\ تقولوا لو أدخل أسلم عليهم بطلع بفلوس أنا كمان.
أم سند بابتسامه\ لاحبيبتي أنتي أذا دخلتي بتطلعين بعريس.
ردت بضحكه \ والعريس ذا أيش أبغى فيه ووين أصرفه, خليني عالفلوس أبرك وافيد.
الجده\وأنتي تظني أنك بتمين بلا رجال بعد ماطلقك رجلك, بيجيكي اللي أحسن منه وبيسترك ويعوضك.
أختفت ابتسامتها وهي تطالع في ندى اللي شهقت وأم خالد اللي نزلت رأسها باحراج, طالعت في جدتها بعتاب وراحت لأم خالد ومسكت يدها بحب\ شوفي ياجده أمي وعيالي وذول البنات, أشرت على فاطمه وندى وتابعت\ ذول عندي أحلى عوض وأحسن من رجال العالم كلهم.
باست يد أمها وهمست لها\ ترى جدتي ماتقصد شيئ, هيا اللي في قلبها على لسانها لاتزعلي منها يمه علشاني.
هزت رأسها بابتسامه حزينه وسابتها جوري وراحت لجدتها باست رأسها وبهمس\ جده واللي يسلمك خفي على أمي ترى هيا مالها دخل وذا الموضوع انتهينا منه.
طلعت وصوت جدتها واصلها وهي تتعذر من أم خالد.
,
,
,
كان في سيارته فاك اللابتوب وقاعد يرسل ايميلات ضروريه وبعد ماخلص دخل وصادف بدر مع قصي وباقي الأولاد, وقف يتأمل قصي ونادر باستغراب , هو لما جاء سمع وهم يقولوا أن نادر والبنت اللي دخلت أول يصيروا أخوان قصي من الأب ومع ذلك اللي يشوفهم مايعرف ذي الحقيقه ابدا.. ابتسم وهو يشوف تعلقهم ببعض واللي واضح من ملازمتهم لبعض وطريقة كلامهم وتصرفاتهم المتشابهه, كان نادر نسخه مصغره من قصي وهو انتبه لذا الشيئ وقت اللي كانوا يقهووهم ويقوموا بواجبهم بكل هدوء وكانهم متعودين على مجالس الرجال, ماكان في أرتباك وخجل مثل باقي اللي في سنهم.. كانوا يتصرفوا بثقه ونضج أكبر من عمرهم.
رن جواله ورد بابتسامه\ وعليكم السلام والرحمه, الحمدلله شلونك وضاح
,
,
,
,
حاولت تتظاهر بالبرود والهدوء قد ماتقدر ورسمت ابتسامه متكلفه على وجهها قدام البنات بس من داخلها كانت تغلي, شربت قارورة مويا وذي القاروره الثانيه وكأنها بتبرد على نفسها " ليه الكل مصر يذكرها بأنها حرمه وبأن أولها عن اخرها لازم تتزوج وتنستر, وليه الستر مايكون غير بالزوج! طيب هي كانت متزوجه وبدل مايسترها تركها للغرب يستروها.. ماينفع تنستر بأهلها.. بأخوانها.. بعيالها.. بدينها وأخلاقها, ليه بيقللوا من قيمتها وبيقرنوا العوض والراحه والستر دايما بالرجال" أخذت نفس عميق خلى ثريا تهمس لها\ وش صار لك داخل, دخلتي تضحكين وطلعتي قالبه وجهك.
حطت نظارتها على شعرها ومسحت وجهها بكفوفها بضيق, شكل البنات ماحكولها اللي صار من شويه, ماكانت تبغى تحكي لثريا بالذات.. لاحظت أنها قربت منها في الفتره الأخيره بشكل قوي وصارت بتأخذ راحتها في الكلام معاها بشكل مو متعوده عليه وذا الشيئ وأن كان بيريحها الا أنه بيزعجها في نفس الوقت, ماكانت متعوده تحكي عن خصوصياتها ومشاعرها لأقرب الناس لها , حتى أحلام وعبدالرحمن بتتحفظ معاهم على بعض الأشياء.
رن جوالها وانقذها من ثريا وردت على طول بدون ماتشوف المتصل\ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
غمضت عيونها بغيض لما سمعت صوت أخوها علي\ وعليكم االسلام والرحمه, رضيت الأميره علينا وردت أخيرا
رسمت ابتسامه على شفايفها واستئذنت من البنات ولما بعدت عنهم اختفت ابتسامتها وبكل برود \ أي خدمه ياسيادة العميد .
علي ببرود\ والله مدري من المفروض يزعل, ولا هو ضربني وبكى وسبقني واشتكى.
اتمشت وبثقه\ أعتقد أنتا أكثر واحد عارف أن الكلام ذا ماينطبق عليا ياسيادة العميد.
علي\واللي سويتيه أيش أسميه ياأميرة الجابر وشيختهم ياعاقله يا فهيمه.. يعني علشان مشينا لك حركة السفر والحجز اللي من رأسك تقومي تسوي حركة أخس.
ردت ببرود\ أعتقد أني قريت بغلطي لما أتصرفت بسرعه وماشاورتكم, وموأنا اللي اتمادى في الغلط لمجرد أن محد ردني, أنا عارفه حدودي ياعلي , وأرد نفسي بنفسي, وأعتقد اللي سويته ذحين من أبسط حقوقي, عريس أتقدم لي وانا رفضته, ماأجرمت.
علي\ مدام واثقه من نفسك ليش راقضه تكلميني وتفهميني أيش اللي حصل, كذا منك لنفسك تتصلي على الرجال بدون حيا والله العالم أيش قلتي له لما خليتيه يجي من طلعة الشمس علشان يسحب خطبته.
شدت على أسنانها بقوه \علي ترى واصله معايا لطرف خشمي وعفاريت الدنيا بتتنطط قدام وجهي ذحين قفل وبعدين نتفاهم, أنا مابغى أخبص معاك في الكلام وازعلك مني. اقفل ياعلي.
علي بأهتمام\ ليش ماوقع, مش عم مساعد وأهله عندكم اليوم, ليش معصبه؟
انفجرت بحده\ ومن قال أني معصبه, وأعصب ليه أساسا, محد يستاهل أني أعصب علشانه.
على بهدوء\ طيب ياروح أخوها صلي عالنبي وأذكري الله وفهميني حبه حبه.
أخذت نفس عميق لعدة مرات وههي تصلي عالنبي وتستغفر, علي بحنان\ قولي من زعلك بس وأنا مست---
صرخت بعصبيه\ أنتا اللي مزعلني ياعلي أنتا.
,
,
,
كان يتمشى في الأستراحه وهويكلم وضاح ولما طفش من المشي أستند على أول جدار صادفه وتابع كلامه, وفجاه سمع صوت شد أنتباهه وخلاه مايسمع كلمه من اللي قالها وضاح , حس الصوت صار أقرب وأوضح وبدون مايحس همس لوضاح\ بعدين أكلمك .
قفل في وجهه بدون مايسمع رده, وغمض عيونه وأرهف سمعه بشده
ذا صوتها !!!
صوتها مزيج من النعومه والحده, اللين والقوه, مزيج غريب ماقد سمعه من قبل.. ويقدر يميزه من بين ألف صوت
سمعها تتكلم بهدوء \ علي ترى واصله معايا لطرف خشمي وعفاريت الدنيا بتتنطط قدام وجهي ذحين اقفل وبعدين نتفاهم, أنا مابغى أخبص معاك في الكلام وازعلك مني. اقفل ياعلي.
انتبه لنبرة العصبيه اللي في صوتها واللي كان واضح أنها بتحاول تسيطر عليها بكل قوتها, "علي مره ثانيه" وش اللي سواه وخلاها تعصب هالكثر.
زفر بضيق ورجع يركز معاها وهي تصيح \ومن قال أني معصبه, وأعصب ليه ؟أساسا محد يستاهل أني أعصب علشانه.
عقد حواجبه بانزعاج من صوتها العالي وبهمس\ ياشيخه كل ذا ومنتي معصبه! أجل ليه مزعجتنا بصراخك.. طبلة أذني راحت.
حبس انفاسه وصوتها الغاصب يوصله بوضوح\ أنتا اللي مزعلني ياعلي أنتا.
ليه ماكلمتني عالخطوبه من البدايه , أكثر من أسبوعين وأنا معاك ورايحه جايه قدامك وماكلفت على خاطرك تقلي على شيئ مهم زي ذا, الناس كلها عارفه وأنا أخر من يعلم.
اتغيرت ملامحه لما سمع سبب زعلها " زعلانه لأنه خطب وماقال لها.. أنا قلت أن ذاك الغزل والحب ماهوبطبيعي, طلعت تحب الشايب, بس شلون وهي كانت متزوجه؟"
اتغيرت ملامحه للغضب وبعد عن الجدارعلشان يرجع للرجال وفجأه وقف بجمود وهو يسمع
صوتها المهزوز\ لاتتعذر بحالتي وتحسسني أني مريضه ولاهنهار من خبر زي كذا , كان حدي هنصدم شويه والأغلب أني بعدها هنفجر من الضحك عالنكته البايخه ذي, لكن أنتا بحركتك ذي حطيتني في موقف عمري ماكنت أتخيل نفسي فيه .
أنتا عارف بأيش حسيت لما رحت بيتكم وعرفت بالصدفه, عارف كيف كان شكلي وأنا قدامها وموعارفه أنطق.. أنتا متخيلني أنا قردتك أم لسان طويل واقفه قدام سميه زي زي الجدار بدون مايكون عندي حرف واحد أقوله.
هز رأسه بعدم تصديق " أخيرا جاء اللي يقص لسان أم لسان طويل ويخليها ماترد بحرف.. موبهينه هالسميه, بس كأنها ثقلت عليها شوي"
انفجرت بغضب \ لاتقول أميرتك, أميرتك الغاليه انهانت وسط بيتك بسببك.. أنا ينقال عني خطافة رجال.. أنا ينقال عني خرابة بيوت.. أنا ماأصون العشره ولا أعمل حساب للعيش والملح وأطعن في الظهر.. أنا ياعلي.
للحظات حس بارتباك من كلامها وصوتها المقهور وهي تتكلم بانفعال\ أنتا بتكذب على نفسك ولاعليا , هيا ماغلطت وكانت بتدافع عن نفسها وعن بيتها وزوجها.
ضحكت بمراره\ وحده تسمع أن زوجها وأبو عيالها اللي صار لها معاه سنين يبغى يتزوج عليها, واللي يبغى يتزوجها مو غريبه بنت عمته يعني تعرفها وبينهم عيش وملح, ومن حسن حظها وسوء حظي أقابلها في بيتكم , لا وأنا سلمت عليها وأنا بنكت وبقول لها سبحان الله أمس قلت لزوجك يجيبك علشان أشوفك قبل ماأسافر, أنا جلطت الحرمه بغبائي ياعلي.. افتكرت أن بينا مقابلات وحب وغرام وقلة أدب.. معذوره ماقدرت تمسك نفسها.. اللي خربت بيتها وأخذت زوجها قدامها بتتشمت فيها, اللي قلته بحسن نيه ماينفهم غير كذا .. عرفت ذحين ليه زعلانه ومن يوم مارجعت مابغى أكلمك في ذا الموضوع..
أميرتك أتمنت الأرض تنشق وتبلعها ولاتسمع عن قصة حب ابن الخال اللي معتبرته أخ وبس ومن مين من زوجته.
خلاص ياعلي اللي صار صار وقراري مارح أغيره, خطوبه وزواج أنسى ياعلي كل اللي بينا قرابه وبس أحنا بنت عمه وولد خال.
صرخت بصدمه\ أنتا اللي بتقول كذا ياعلي, نسيت أنك سبت كل شي وراك وجيت أول ماقلت محتاجتك تعال.. نسيت اللي سويته في خالد.. نسيت أنك كنت هتودي نفسك وغيرك في مصيبه علشاني بس.. نسيت أنك أنت السبب من بعد الله في طلاقي منه, وبعد ذا كله جاي تقول زواج من أول وجديد!! أنا يبغالي عمر فوق عمري علشان أنسى اللي صار ليا في الخمسطعشر سنه اللي فاتت تقوم تقول زواج ثاني.. زواج لا ياعلي زواج لا, لامن ابن خال ولا ابن عمه, لامن قريب ولا من بعيد, خلاص حلوا عني كل شوي والثاني عريس وعريس, سيبوني أعيش حياتي بدون قيود.
حس بانزعاج غريب لما فهم كلامها.. كان يظن أنها زعلانه لأن ولد خالها خطب بس ذحين كل شيئ اتوضح, علي خطبها بدون لاتدري وفجأه قابلت زوجته اللي أساسا تعرفها وغلطت عليها بالكلام, وهي زعلت من الشايب ولد خالها لانه حسبة أخوها وماخطر لها أنه يحبها كل هالسنين, فعلا غبيه وماتفكر ولا في واحد يسوي هاللي قالته علشان يطلقها من زوجها كذا لله في لله , أكيد طلقها لأنه ماصدق قالت بتتطلق, النذل ظن أنه بهالطريقه رح تكون ممتنه وتوافق عليه بمجرد ماتخلص عدتها.
ابتسم بخفه\أحسن اللي كسحتك يالشايب, البنت ماشيه معك على نياتها وأنت عينك منها كل هالسنين يالنذل.
خيم الهدوء وظن أنها قفلت المكالمه وراحت, أتصل على وضاح وقبل مايرد عليه سمع جوال يرن , قفل في وجه وضاح للمره الثانيه وألتفت ناحية الصوت \ذي للحين قاعده ماراحت!
قرب عالجدار وأرهف سمعه بتركيز وسمع شهقاتها العاليه اللي صار متعود عليها .. دار بعصبيه في المكان وبهمس\ الحين ليه تبكين يالغبيه, وين لسانك الطويل؟ ليه ماتسبيه وتطلعي فيه حرة كل اللي قالته لك مرته .. بسك بكاء أنتي موبضعيفه ودموعك سهله, أنتي اقوى من كذا..شفيكي صايره حساسه وتبكين على كل شيئ.
شال شماغه ومرر يده في شعره بعصبيه وهو يسمع جوالها يرن مرتين بدون ماترد وفي المره الثالثه اتنهد براحه لما وصله صوتها المبحوح\ السلام عليكم.. خلاص ياعلي مافيا شيئ.
بلا غباء يعني اذا تعبانه هكلمك كيف.
مابكيت ياعلي أنا بس انكتمت شويه وصرت كويسه لاتخاف م--
هلا خالي كيفك حبيبي.. ايشبه ولدك ذا معصب.
قله اذا سمعت أنه اتدخل ولاحتى لمح تلميح مارح يسمع صوتي بعد كذا وهوا عارفني مجنونه وأسويها.
عجيييب هوا اللي زعل؟ بالله مين اللي المفروض يزعل أنا ولا هوا !!
طيب ياخال خليني أروق كذا وأنسى اللي سواه وهصالحه علشانك أنتا بس.
صراحه ياخال أنتا عليك عيال يرفعوا الضغط, كان الله في عونك.
صحكت بخفه\ كذاب أخصرك منه, يعني أنتا مو عارف أنه مايقدر ينام وأنا زعلانه منه.
وأنا كمان ماأقدر أنام وهوا زعلان مني ليه الكذب, أنا وولدك ذا زي البس والفار ياخالي..يومنا كله نقار وخصام بس مانقدرعلى زعل بعض, أنت بس خليك جنبه الليله وبتشوف مايكمل ساعتين الا وهوا متصل عليا ويراضيني كمان واذا مارديت عليه بتلقاه جاييني في أول طياره.
الله لايحرمني منه ولامنكم ياخالي, يلا حبيبي خليني أشوف ضيوفي, ان شاء الله
ياروحي , استودعتكم الله, السلام عليكم
اتنهدت بقوه\ الله يسامحك ياعلي دنيا واخره
مرت ربع ساعه وهو واقف مكانه ويحاول يستوعب اللي سمعه وبهمس\ الحين هي تحب ولد خالها الشايب ولا لا, شلون ماتبيه ورافضه وشلون تحكي عنه بهالحب والثقه, وخالها ذا وش وضعه بالضبط.. شلون يخليهم يتكلموا مع بعض بهالطريقه, وش اللي مايقدرون ينامون غير بعد مايسمعوا أصوات بعض وهالخرابيط.. والحين مسامحته! بعد كل هاللي صار لها بسبته سامحته!! هذي بتجلطني .. شلون تفكر.
رجع للرجال وهو لازال يفكر في كل اللي سمعه وبيحاول يفهم المخلوقه الغريبه اللي على طول بيصادفها في طريقه.
,
,
,
الحادية عشره مساء
الكل راح بعد العشاء وجلس نادر ونادين جوري, ومابقي غير بيت المنذر في الأستراحه, كانوا البنات يلعبوا في الحوش وجوري وثريا داخل مع الجد وأبوسند اللي جوا يسلموا على جوري.
كانت جوري فاكه اللابتوب وتفرج جدها صقروجدتها صورها مع أبوها مساعد في صنعاء وهم يعلقوا عالصور بضحك
جوري برجاء\ باقي أنت ياجدي لازم تجينا صنعاء مع جدتي وأمي, تعالوا في الأجازه ترى بتعجبكم مرررره.
هز رأسه بموافقه\ أن الله كتب لنا عمر ان شاء الله بنجيكم, خلص صرنا أهل.
أبوسند بابتسامه\ ونسايب بعد يبه لاتنسى.
ألتفت له الكل بصدمه\ نسايب!!!
ضحك بقوه\ أنا صادق خطبنا منهم واسألوا أبوي.
ألتفتوا كلهم للجد اللي أتكلم بهدوء\ اليوم خطبنا منهم وفي مجلسهم.
أتحولت كل الأنظار تلقائيا لجوري اللي طالعت فيهم ببرود\ أيشبكم تطالعوني كذا.
الجده باستغراب\ شالسالفه يابو مساعد, ماتعلموني.
زفر أبوسند بضيق من رد فعل جوري البارد وبهدوء\ هذا بدر يمه خطب جود بنت عبدالرحمن.
اتعالت أصواتهم بردود مختلفه قبل ماتسأل ثريا بمرح\ وان شاء الله أبوجود وافق.
الجد طالع الجد في جوري اللي رجعت تشتغل على اللابتوب بعدم اهتمام وابتسم \ماقصر, قال أن الله اعطانا عمر واراد محد بماخذها غيره باذن الله.
أم سند بابتسامه\ الحين خطبتوا لبدر وتركتوا أبوه, كان زين خطبتولهم مره وحده.
أبوسند\ والله حنا ماخطبنا لأحد, بدر هو اللي اعجبته بنت عبدالرحمن وخطبها على روس الأشهاد, وولدك أذا يبي يتعلم من ولده.
قفلت جوري الابتوب ووقفت بهدوء\ جدي غرفكم وفراشكم جاهز اذا تبغوا ترتاحوا, واذا تبغوا شيئ كلموني وبيجيكم ان شاء الله لاتستحوا.
الجد بابتسامه\أحد يستحي من بنته, وين بتروحين؟
عدلت نقابها \ بطمن على عيالي, نادين نايمه واذا صحيت ولقت نفسها في مكان غريب بتخاف وتبكي, وبشوف نادر وقصي علشان يناموا مره اتأخروا.
مسكت ثريا يدها \خذيني معاكي.
↚
الخامسه والربع فجرا
خلصت تصلي الفجر مع البنات وجلست على السجاده قرأت وردها وسورة الكهف وبعد ماخلصت لقتهم كلهم رجعوا يناموا, كان في قسم الحريم ثلاث غرف نوم , غرفه بثلاث أسره وغرفتين بسريرين.. الجده وأمها منيره وأم وضاح ناموا على الأسره وغنى وصافي فرشت لهم في الأرض, الغرفه الثانيه قربت السريرين جنب بعض ونامت فيه ديما وبتول ودينا وعلى الأرض ماريا , والغرفه الثالثه سوت نفس حركة السرير ونامت عليه ياسمين ووتين وروعه وهيا ونادين وثريا ورؤى فرشوا لهم عالأرض, ,, اما شذى ومها وشذى فضلوا يروحوا بيتهم اللي في جده.
مشيت بخفه وأخذت كاميرتها وصورتهم وهي ماسكه نفسها لاتنفجر من الضحك على اشكالهم وهم نايمين, كانوا داخلين في بعض اللي فاتحه فمها واللي رأسها في بطن وحده واللي رجلها في رأس الثانيه وكله كوم ورؤى كوم وهي ترفس ثريا اللي كل شويه تتأفف وتدفها وترجع تنام, ماكانوا حاسين في نفسهم من التعب, طول الليل جريوا وراء بعض بمسدسات المويا ولعبوا طيري وطش وماخلوا شيئ في نفسهم لين أنهد حيلهم.
,اتنهدت وهي تتذكر اتصال علي أخر الليل واللي دام حوالي ساعه وهو يشرح لها أسبابه في عدم مفاتحتها في خطبة صدام بسرعه وانه كان يبغاها ترتاح عندهم ولما ترجع جده تفكر براحتها وبدون ضغوط , وهي كمان شرحت له أسبابها وبعد مااتفاهموا وووضح الموضوع واتصافت النفوس قالت له عاللي سوته في زوجة صدام وخلته ينفجر من الضحك, كشرت بضيق لما اتذكرت اللي سوته فيها, صحيح الصدمه في البدايه لجمت لسانها لفتره وخلتها عاجزه عن الرد , لكن بمجرد مابعدت واستوعبت الخبر ولقت سميه مصره على موقفها , رجعت لبرودها وردت لها الصاع صاعين عقابا على الكلام اللي قالته.
غطت نادين اللي نايمه جنبها طول الليل وباستها قبل ماتأخذ لها غيار وجوالها وكاميرتها وتطلع من الغرفه بهدوء, فتحت الباب على البنات في الغرفه الثانيه وكانوا نايمين وراحت للغرفه اللي بعدها وكانت جدتها وأمها كمان صلوا ورجعوا ناموا, أتصلت لعبدالرحمن وقلها انه بيتكفل بقهوة أبوها وجدها ولما يبغوا يفطروا بيتصل عليها, ابتسمت بحماس وراحت غيرت ملابسها وأخذت أغراض السباحه وراحت للمسبح, ربطت حبلين بطول المسبح ولبست عوامات الذراعين وحاولت بصعوبه تجمع أكبر كميه ممكنه من شعرها تحت الطاقيه البلاستيك, أخذت نفس عميق وأتشهدت وسمت بالرحمن ونطت في المويا بحماس .
,
,
,
استند على سور البلكونه واتأمل البحر الممتد قدامه وأول خيوط الشمس بتعلن عن بداية يوم جديد , أتذكر احساسه بالضيق وعدم الراحه طول ماكان قاعد في الأستراحه وكيف كان قاعد معاهم بكلافه وماصدق حطوا العشاء اللي حلف عليه عبدالرحمن أنه مايروح بدونه فأكل لقمتين مجامله له واستئذن منه وطلع وبدل مايرجع البيت راح للشركه وأخترع له شغل من تحت الأرض علشان يشغل نفسه لكن احساسه الغريب لازمه بإلحاح مزعج لدرجة انه ماعرف يركز في شغله وبعد ساعتين لقي نفسه ماسك نفس الورقه من وقت مادخل المكتب بدون مايفهم منها شيئ , وفي الأخير رماها عالطاوله بعصبيه وطلع لف في الشوارع بالسياره ورجع عالبيت ..
لبس شورت وقطع المسافه القصيره اللي بين فيلتهم والشاطئ بخطوات سريعه, كان البحر هايج وامواجه تتكسر بقوه عالشاطئ ,أتنفس ريحة البحر المالحه والبارده بعمق وهو يفكر أن سباحه في ذا الجو ممكن تهدي أعصابه وتروقه قبل ماينام ,هذا اذا كان النوم لثلاث ساعاث متقطعه وكلها أحلام مزعجه يتسمى نوم أساسا.. ولما مل ويأس من انه ينام قام صلى الوتر وراح صلاة الفجر ومن وقت مارجع وهو واقف في البلكونه , ماكانت المره الأولى اللي يجلس فيها لحاله, سنوات من السفر لكل أنحاء العالم وفي كل مره بيكون فيها لحاله وعمره ماأشتكى, لكن اليوم ولأول مره يحس بالملل والكآبه من وحدته, زفر بضيق وأتمنى لوكان الأدهم موجود ,معاه ماكان حس بذا الضيق الغريب وجاء في باله أبوه وجده وأهله اللي في الأستراحه ياترى قعدوا ولا بعدهم نايمين, رن جواله وقطع أفكاره وطالع في أسم الثريا اللي منور الجوال, ابتسم بخفه"بنت حلال"
شدت على اسنانها بقهر وهي تدف رجل رؤى من بطنها للمره الثالثه في أقل من ربع ساعه, اتعدلت في جلستها ومسحت وجهها وهي تستعيذ بالله من الشيطان اللي قاعد يوسوس لها تكب جك مويا بارده على رؤى وتخرب عليها نومتها زي ماخربت نومتها,ابتسمت لما شافت فراش جوري ومافيه غير نادين اللي ظلت نايمه في حضنها طول الليل وبهمس\ مهما عرفتك بتظلي دوم تفاجئيني ياجوري.
طردت النعاس من عيونها وقفت بحماس عالأقل بيجلسوا لوحدهم وتقدر تسألها على سالفة الدكتور فهد براحتها وبدون تدخلات من البنات.
قامت غيرت ملابسها بجينز بيج وبلوزه عشبيه ناعمه وأخذت جوالها وطلعت تدور على جوري , ولما مالقيتها في المطبخ راحت الحومر في بالها أخوها سند اللي رفض يبات معاهم وفضل يرد بيتهم اللي في جده رغم أصرار جدها وأبوها عليه وذحين أكيد صحي وقاعد لحاله والأحسن يجي يقعد معاهم ويغير جو طالعت في جوالها واتشجعت واتصلت عليه وزي ما أتوقعت رد بسرعه\ياصباح الخير.
ابتسمت\ ياصباح الورد, عسى ماقعدتك من النوم؟
سند\ لا حبيبتي قاعد من بدري.. أنتي اللي وش مقعدك هالحزه.
اتمشت بهدوء\الجو حلو وقلت اتمشى شوي.
سند\ وش هالنشاط , موعوايدك تمشين بهالوقت.
ضحكت بخفه\ الواحد عوايده تتغير اذا لقي اللي يغيرها له وحب هالتغيير.
فلتت منه تنهيده\ زين اللي قدرتي تغيريها وبعد مستانسه.
وقفت مكانها بقلق\ سند فيك شيئ قلي ياخوي فضفض وارتاح.
سند\مافيني شيئ لاتخافي بس مال شوي ومانمت زين.
راحت جهة المسبح واتنهدت براحه\ انزين ليه ماتجي الحين وتفطر مع ابوي وجدي والشباب وتتسلى معهم.
سند\ وين أجي يابنت الحلال تلقين الناس نايمه الحين.
ابتسمت واتلفتت تدور جوري \ عن الاستهبال ياسند أنت تدري أن ذي قعدت أبوي صقر وأبوي بعد الفجروماعاد بعدها نوم.
زفر بضيق\ مادري أحس شكلي بايخ وأنا جاي من صباح الله خير أطق باب الأستراحه.
ردت باصرار\ لابايخ ولاشيئ , تدري ريحة القهوه اليمنيه واصله لعندي وتلقى أبوي وجدي الحين مكيفين عليها وطايحين سواليف مع عبدالرحمن, أنت بس تعال استانس علشاني ياسند تكفى ياخوي.
سند بتردد\ انننزين---
شهقت بقوه واتوسعت عيونها بصدمه عالمسبح وب صراخ\
جورررررررررررري
,
,
,
خرجت من غرفة أختها أحلام وهي موشايفه قدامها بعد ماسمعت منها اللي صار في شوفتها من شويه, كانت الدنيا مو واسعتها من الفرحه , أخيرا أحلام وافقت تشوف يزن دكتور التاريخ وزميلها في الجامعه, وبعد وقفه دامت ربع ساعه عالباب دخلت أخيرا مع علي وماكملت عشر دقايق الا وهي طالعه ووجهها بيتقطع من الاحراج, وبعد تحقيق جوري معاها لنص ساعه حست انها معجبه فيه ومرتاحه له, صدمت في شخص قدامها ورفعت رأسها بأعتذار\ اسفه ماأنتبهت.
صاحت بحماس لما شافت زوجة صدام\ أهلين سميه, كيفك حبيبتي.
سميه \ الحمدلله على كل حال.
سلمت عليها ببرود استغربته جوري وللحظه ظنت انها بتتخيل من شدة حماسها وفرحتها بأحلام , وتابعت بمرح\ سبحان الله أمس قلت لصدام يجيبك علشان أشوفك واليوم القاكي في وجهي.. ربي يسعده ماقصر.
سميه بحقد\ ماتوقعتش من بين كل الناس تفعلي بي هكذا ياجوري.
طالعت فيها جوري باستغراب\ أيش سويت ياسميه؟
سميه بعصبيه\ خلاص مافيش داعي تمثلي.. اظهري على حقيقتش ياناكرة العيش والملح ياخاينة العشره, خلاص علشان أتطلقتي وبيتش خرب تشتي تخربي بيتي, أنا أيش فعلت بش علشان تجازيني هكذا.
طالعت فيها بذهول\ أخرب بيتك!! أنتي شاربه شيئ ياسميه, بطلي صياح وكلميني بالهداوه علشان افهم ايش بتقولي.
سميه بحقد\ عاد لك عين تكذبي في وجهي بعد ماطعنتيني في ظهري وشليتي صدام مني ومن عياله.. خلاص كملوا الرجال وماعاد في الا زوجي تتزوجيه يابنت ا--
مدت جوري يدها وكتمت فم سميه بقوه وقطعت كلامها بغضب\كلمه زياده ياسميه وهتتمني لو ماعرفتيني في حياتك, وأبويا ماتجيبي سيرته على لسانك انتي فاهمه.
دفتها وطالعت فيها بحده\ وصدام ذا أابن خالي واخويا الكبير وعيب اللي تلمحي له .
صاحت فيها سميه لما مشيت وتركتها وراها \ من وين أخوش ومن وين خطبش ومنتظر موافقتش.
لفت عليها وسحبتها من يدها ولأول غرفه شافتها وقفلت الباب وبعصبيه\خطبني!! مين اللي كذب عليك بذا الكلام وصدقتيه ياهبلا .
سميه بحده\انتي اللي جالسه تكذبي عليا, تشتيني اصدقش وما القاش الا داخله بيتي معه, تشتي تفهميني انك مش داريه انه يحبش من وانتي صغيره وانش مش داريه انه كان يشتي يخطبش بس انتي اتزوجتي بغيره.
طالعت فيها بعدم استيعاب وسميه مستمره في سيل الكلام اللي ماسمعت منه ولا حرف, كانت مصدومه وفي دنيا غير الدنيا "صدام كان يحبني ويبغى يتزوجني"
اتذكرت كلامه معاها أمس ومالقت فيه شيئ غريب الا .......
نظرات معاذ اللي ماعرفت تفسرها وقتها.
فتحت الباب وطلعت من الغرفه بدون ماتهتم لسميه وكلامها وأخذتها رجولها عالسطح بدون ما تحس, أنزوت في ركن وكلام سميه بينعاد عليها بايقاع بطيئ..
صدام يحبني!!
كيف وليه!!
من يوم ماعرفته وهوا بالنسبه ليا زي علي ومعاذ, لا ..هوا كان يخاصمني على خرجتي الشارع أكثر منهم وكم مره ضربني لأني كنت أروح البقاله من وراه بعد مامنعني .. صدام اللي اشتري لي حجاب وقال أنا كبرت ومايجوز كل من هب ودب يشوف شعري .. صدام اللي كان يعصب كل مايشوفني العب في الحاره مع العيال.. صدام !!
صدام اللي كنت أغير منه لأنه على طول مع علي وبيشوفه اكثر مني ,وماكنت أخلي فرصه تمر عليه بدون ماارفع ضغطه واجننه.. كيف يحبني وأنا كنت مكرهته في عيشته زمان.. كيف يحبني وأنا طفله.. كيف يحبني وأنا أخته !!
اذا قدرتي تهربي مني وين تهربي من عقاب أرحم الراحمين.
↚
ماتدري كم مرعليها وهي في وضعها ذاك ,رفعت رأسها وقابلت وجه سميه الحقود, لا.. ذي مو سميه!! ذي وحده ثانيه ماتعرفها.. ملامحها بتنطق بالحقد والكره اللي انعكس على صوتها بوضوح.
غمضت عيونها للحظات وأخذت نفس وطالعت في سميه ببرود\ شوفي يابنت الناس, أنا ماسويت شيئ غلط علشان أهرب منك, وحتى اذا غلطت فمو أنا اللي أهرب.. أنا جوري ياسميه وأنتي عارفه مين هيا جوري.
اتخصرت وطالعت فيها بحقد\ لاتفرحيش باخوتش واهلش اللي حولش, أنتي رحتي ولاجيتي مره مطلقه والله العالم ليش ط
قاطعتها جوري ببرود\ ثمني كلامك قبل ماتقوليه لأن بيطير فيه رقاب, وأخواني وأهلي اللي مو عاجبينك اسيادك وتاج رأسك وأنتي بكلك ماتسوي شعره من اصغر واحد في الجابر.. واذا سكت عن كلامك الوقح وسبتك وخرجت فذا من أدبي اللي مخليني اعذرك وأقدر اللي أنتي فيه, بس زي غيرك فهمتي أدبي ضعف وقمتي تتطاولي وتقلي أدبك..
صاحت بعصبيه \ ايوووه اضحكي عليا بهذي الكلمتين, لاتحسبي اني صدقتش , أنا داريه ان عينش منه, أصلا من المجنونه اللي تفلته من يدها..لكن انا بحذرش من الان والله لاجننش واكرهش الحياه لو وافقتي عليه.
طالعت فيها للحظات قبل تكلمها ببرود\ أنا عن جد ماكنت عارفه عن خطوبة صدام ليا وحتى بعد ماهعرف ماكنت هوافق, بس بعد كلامك ذا بديت أغير رأيي.
بحلقت عيونها بصدمه\ أيش قصدش؟
دارت حول سميه ونقرت بأصابعها على خدها بتفكير \ قصدي أن معاكي حق, مين المجنونه اللي يخطبها صدام وترفضه.. أخلاق ورجوله وشخصيه ومركز وسمعه..
وقفت فجأه وطالعت فيها بابتسامه حلوه\ ولا تنسي أنه ابن خالي ومن صغري وأنا معاه, وفوق ذا كله يحبني من زمان ومستني مني أشاره..
شحب وجه سميه فجأه وبلعت ريقها بصعوبه واضحه, وتابعت جوري بتنهيده\ وين هلاقي واحد بالمواصفات ذي, أنتي عارفه أنا كنت حابه اسمه ودايما أقله أحلى شيئ فيك هوا أن أسمك صدام حسين لأني من المعجبين فيه, وسبحان الله الظاهر هيكون بينا أكثر من مجرد أعجاب بالأسم.
سميه برجفه\ بس أنتي قلتي أنه مثل أخوش ,مش هذا كلامش من شويه, ليش غيرتي رأيش ذحين؟
ضحكت باستفزاز\ لأنك من الناس اللي تزن على خراب عشها , قلت لك أخويا ومابينا الأفكار المريضه اللي في رأسك ماعجبك الكلام وقلتي كذابه وقليتي أدبك !! وخلاص أنا ذحين حطيت الموضوع في رأسي وأنتي أتحملي نتيجة تصرفاتك.
فجأه انتفضت بقوه وغطس رأسها تحت المويه وحست بثقل فوقها للحظات قبل ما تصارع علشان تطلع عالسطح مره ثانيه, ضربت المويا بيديها بقوه ورفعت رأسها وكحت بقوه قبل ماتأخذ نفس عميق وبعده نفس وبعده نفس وهي تحاول تستوعب اللي صار.
بعد لحظات اتضحت الرؤيه قدامها وشافت ثريا, كانت تبكي بصراخ من بين دموعها وهي ماسكتها من كتوفها بقوه \ مجنونه, حيوانه,غبيه.
مسحت المويا عن وجهها ولمست ثريا بخوف\ ثريا أيشبك, حبيبتي أيش فيه ليه تبكي؟
دفت ثريا يدها بقوه وبصراخ\ ظنيتك.. غرقتي.. ظنيتك.. موتي.
وانخرطت في بكاء هستيري وجوري تطالعها بعدم فهم لدقايق ,
فجأه شهقت بصدمه لما استوعبت اللي صار, ثريا تفكرانها ماتعرف تسبح , لا كل البنات مفكرين انها ماتعرف تسبح, وثريا لما شافتها في المسبح افتكرتها غرقت و
جوري جوري,أيش فيه يابنت؟
التفتت بسرعه لما سمعت صراخ عبدالرحمن المتوتر جنب الباب الفاصل بين قسم الرجال وقسم الحريم , وفجأه رجعت لها الكحه من جديد وبنفس مقطوع\ حبيبي مافي شيئ.. كله تمام.. روح بعدين افهمك.
سكت للحظات وبعدها صاح بغضب\ كيف مافي شيئ وصياحكم واصل للرجال,من اللي صاح وليه؟
أخذت نفس وبصوت مبحوح\ عبادي قلت لك مافي شيئ مجرد سوء تفاهم, خلاص بعدين أكلمك روح البنات هنا.
سمعت وقع خطواته الغاضبه لما راح وألتفتت لثريا اللي سبحت لحافة المسبح ومكمله بكاء, سبحت لين عندها ورفعت وجهها وبأسف\ ياعمري ياثريا وربي أسفه ماقصدي أخوفك أنا كنت أسبح.
طالعت فيها بصدمه\ كنتي تسبحي!!
سمعوا صوت عكاز الجده والتفتوا لقيوها جايه مع أمها منيره وأم وضاح وصافي وغنى اللي يجروا,غطت جوري وجهها بكفوفها وبهمس\ ياحبيبي كملت.
رفعت رأسها وأشرت لهم بيدها بمرح\ هلا والله بالصبايا أيش رأيكم تأخذوا دش بارد معانا.
الجده بقلق\ وش ذا الصياح, شفيكم يابناتي.
طالعت فيهم ثريا ورجعت تبكي بقهر, أم سند بخوف\ يمه ثريا شصاير, ليه تصيحين ؟
لأني غرقت
طالعوا في جوري اللي نطقت بذي الكلمه ورجعت عادتها باحراج\ تحسبني ماأعرف أسبح وأفتكرتني غرفت .
صافي \ الله يهديكي ياثريا طيحتي قلوبنا.
صاحت ثريا بقهرمن بين دموعها\ أنا اللي قلبي طاح ووقف موبنتوا.
عضت جوري شفايفها بندم\ ثريا صدقيني ماقصدي أخوفك , حبيبتي معليش سامحيني.
أم سند باستغراب\ بس أنتي ماتعرفين تسبحين ولا أنا غلطانه.
غنى بضحكه\ لا ياخاله مش غلطانه, بس هي لا لبست العوامات ودخلت الماء تنقلب زي السمكه وتسبح أحسن منها.
الجده بعصبيه\ أنتي ماتجوزين يالجوري, عجزت افهمك وأنتي مافيكي طب. جوري بهدوء\ حقك عليا ياجده أنا غلطانه سامحيني.
وألتفتت لغنى \و انتي ياغنى مو وقت ظرافتك.
مسحت أم سند على شعر ثريا بحنان\ خلص يمه لاتصيحين شوفيها زينه والحمدلله, ويلا طلعي أنت وياها بتمرضون, انا موبعارفه وش نزلكم المسبح بهالبرد.. الشمس مابعد اشرقت.
طالعت فيهم جوري بهدوء\ طيب أنتوا روحوا وأحنا بنلحقكم .
خف بكاء ثريا وأتحول لشهقات خفيفه ومسحت دموعها وبعد دخلوا كلهم التفتت لجوري بحده\ الحين فهميني وش هالجنان اللي سويتيه.
طالعت فيها جوري ببراءه\أنا !! بسم الله عليا من الجنان.
ضربت ثريا سطح المويا بعصبيه\ جوري ترى بذبحك ومحد رادني عنك اليوم, وش تسوين بالمسبح؟
انقلبت جوري على ظهرها وصارت تسبح باستمتاع\ كنت طفشانه وجيعانه وانتوا نايمين قلت أنزل أصيد سمك للفطور.
ثريا بغيض\جورررري.
طالعت فيها بمرح\ ياعيون وقلب جوري.
شدت ثريا على اسنانها بغيض\ أنتي وش طينتك بس ابعرف, أحر ماعندي أبرد ماعندك, وقفتي قلبي ولاعلى بالك ..وش هالبرود؟
قربت منها \ سلامة قلبك ياعمري, الحق عليا ابغى اضحكك بدل الدموع اللي بكيتيها.
ثريا بزعل\ الدموع ذي انتي السبب فيها انا ظنيتك غرقتي يالخبلا.
أشرت على العوامات اللي في ذراعها بابتسامه\ وذول ايش وظيفتهم.
انتبهت ثريا للعوامات وبعتاب\ تظنين أني وقت اللي شفتك بذاك المنظر بنتبه للعوامات, أنا كنت أدور عليكي وفجأه شفتك في المسبح طافيه وانخلع قلبي ناديت عليكي ولما مارديتي ظنيتك غرقتي ورميت حالي في المسبح.
سكتت للحظات وبهدوء\ كنتي بتنقذيني ياثريا؟
طالعت فيها ثريا بصدمه\ شلون تسألي هالسؤال, لايكون ظنيتي أني بتركك وأروح يالمجنونه؟
ماردت عليها ورشت شوية مويا على وجهها وطلعت من المسبح بصمت, لحقتها ثريا بقلق\ جوري شفيكي, حبيبتي لاتخوفيني ليه ساكته.
شالت العوامات وحطت على كتفها منشفه وشالت الطاقيه من رأسها وبهدوء\ مافيا شي بس أنا من جد كنت سرحانه وماسمعتك, اسفه ماكان قصدي أخوفك ياثريا, أنا شفتكم نايمين قلت فرصه أسبح براحتي قبل الزحمه.. وبما أنكم صحيتوا فالأحسن أني أدخل أجهز الفطور.
راحت لثريا وغطتها بروب الحمام حقها وجلستها وشالت جوالها المرمي على الأرض وكل قطعه في جهه بهدوء\ فوق الرعب اللي عشتيه بسببي يمكن جوالك كمان انكسر.
شهقت ثريا لما أتذكرت سند اللي كان معاها عالخط, طالعت فيها جوري وأنتبهت لرجفتها الواضحه وظنتها بسبب البرد.. طالعت حولها وأخذت نفس عميق.. كانت الشمس شرقت ونورها الخفيف غمر المكان بس ماغير من برودة الجو, سحبت ثريا ووقفتها بشويش\ أجلي أي عتاب لبعدين وأدخلي وغيري ملابسك لاتمرضي من تحت رأسي .
هزت رأسها بمواقفه واتمسكت في يدها بقوه ودخلوا سوا.
↚
لابايخ ولاشيئ , تدري ريحة القهوه اليمنيه واصله لعندي وتلقى أبوي وجدي الحين مكيفين عليها وطايحين سواليف مع عبدالرحمن, أنت بس تعال استانس علشاني ياسند تكفى ياخوي.
سند بتردد\ انننزين--
جورررررررررري
قطع كلامه وعقد حواجبه وهويسمع صراخ ثريا,اتعدل في وقفته وبقلق\ثريا شصاير.. ثريا.. الووو.. ثريا
كان صوت صراخها وبكاها أخر شيئ سمعه قبل ماينقطع الخط, عاد الاتصال ولقي جوال ثريا مغلق, خطف مفاتيحه ونزل الدرج قفز وفي ثواني كانت سيارته تزاحم سيارات الناس في الشارع, شغل الاسبيكر وأتصل على ثريا لكذا مره وأعطاه نفس الرد "مغلق" علق عالبوري بازعاج وهويحاول يتجاوز السيارات اللي قدامه ,مرت في باله ألف فكره سيئه عن اللي ممكن يكون صار.. ليه صرخت بأسمها !! وليه جوالها مغلق..سمى بالرحمن ورتب أفكاره وأخذ نفس عميق وأتصل على ديما وماردت عليه وبعدها صافي ونفس النتيجه, أتصل على أبوه وبعد رنتين رد \هلا سند, صباح الخير.
سند بهدوء\ صبحك بالنور يابوصقر, شلون أصبحت اليوم.
أبوسند\ زين الحمدلله, لاتقول رحت الشركه من الحين.
رد بسرعه\ لا أي شركه الحين, بس قلت بتطمن عليكم يمكن تبون شيئ ولاناقصكم شيئ؟
أبوسند\الله يطمن قلبك, الحمدلله عبدالرحمن مومقصر وقاعدين نتقهوى من تحت يده وموبناقصنا غيرك, تعال أفطر معنا حياك.
سأله\ ماشاء الله الشباب قعدوا من النوم, وش هالنشاط!
رد بضحكه\ أمحق نشاط, زين منهم صلوا الفجر واخمدوا من جديد.. مافي الا أنا وجدك صقر وعمك أبووضاح وعبدالرحمن .
شد عالدريكسون بقوه\ على كذا أمي والبنات نايمين بعد؟
أبوسند\ على بالك البنات مثلهم كسالى, البنات قاعدات من الفجر وأصواتهم طلعت من شوي.
عقد حواجبه بتركيز "أخيرا وصلنا للمفيد" وبهدوء\ ومن متى أصواتهم تعلى بهالشكل, يبه لايكون فيهم شيئ, رح تطمن عليهم.
رد بهدوء\ عبدالرحمن راح تطمن ومافيهم الا العافيه.
سند باندفاع\ وشلون تطمن عليهم؟
ابوسند باستغراب\ وشلون بيتطمن يعني, راح لأخته وقالت له مابهم شيئ وزيينين .
زفر براحه\ هي قالت له؟ انزين, الحمدلله انهم بخير.
أبوسند\ يلا ننتظرك لاتطول علينا.
رد بهدوء\ ان شاء الله.
هدى سرعته ودخل أول شارع فرعي صادفه ووقف على جنب, رجع برأسه عالمقعد وغمض عيونه واتنفس بعمق.. مايدري كم مر عليه وهو على نفس وضعه ومافتح عينه غير لما سمع دق على شباك سيارته, التفت وشاف أثنين من حرسه الشخصي واقفين بتوتر واضح وأول مانزل الشباك سأله واحد فيهم بقلق\ طال عمرك صار شيئ؟ ليه نزلت فجأه؟ حاس بتعب نتصل عالدكتور؟
رد بهدوء\ لاتحاتي ياسامركل شيئ زين.
سامر بتوتر\ياريت مره ثانيه تعطينا خبرقبل ماتتحرك, لولا أننا في ساعه مبكره والشوارع فاضيه نسبيا ذا الوقت ماكنا قدرنا نلحقك ونظل وراك.
هز راسه بتفهم\ انزين ,حصل خير.
سامر باعتذار\ العفو منك طال عمرك بس ذا شغلنا وأتمنى تتساهل وتتعاون معانا علشان ماتحصل تعقيدات في المستقبل,ممكن أعرف وجهتك الحاليه.
رد بهدوء\ برد الأستراحه عند الأهل.
سأل بتردد\بتروح كذا؟
طالع فيه سند بعدم فهم فأشر سامر عليه باحراج\ ملابسك.
طالع في ملابسه وشد على اسنانه بقوه من اللي شافه,
كان ببيجامة وشبشب البيت
مرر أصابعه في شعره لعدة مرات وببرود\ طبعا بعد ماغير ثيابي.
قفل الشباك وحرك السياره بسرعه على بيتهم وهو يتوعد لثريا اللي خلته ينزل بهالشكل .
,
,
,
بعد ما غيرت جوري ملابسها اتصلت لعبدالرحمن وجاها لباب الحريم وشرحت له اللي حصل, طالع فيها بغضب\ أنتي وبعدين معاكي, من البيت قلت لك مالها داعي السباحه الزفت ذي, عجبك ذحين لما صوت البنت وصل لعندنا غير الفجعه اللي حصلت لها.
عضت شفايفها بأحراج\صوتها كان مره عالي؟ صرخت كثير؟
ضرب عالجداربغضب وبتهديد\ أحمدي ربك أن الشباب نومهم زي نوم أهل الكهف, ولا والله مدري أيش كنت هسوي فيكي ياغبيه, ماقدرت أرفع عيني في وجه جدي وعم مساعد وعمي سعود, فشلتيني حسبي الله على هبلك ذا من الصبح.
باست رأسه بندم واتعلقت في ذراعه برجاء\ حبيبي سماح أخر مره, وربي ماكان قصدي الكل كان نايم هي مدري من وين طلعت فجأه, خلاص لاتزعل مني.
دف يدها بعصبيه\ اقلك روحي سوي الفطور, والله العظيم ماسك نفسي بالقوه وموطايق أشوفك وأسمع صوتك.
حطت كفها على فمه \ وهان عليك تقولها في وجهي.. قلت لك ماكان قصدي وأسفه, خلاص أمس علي واليوم أنتا, أيشبكم عليا!!
عقد حواجبه باستغراب ونزل يدها بحده\ علي!! أيش هببتي معاه كمان ؟
باست خده بقوه نعكشت له شعره وجريت من قدامه بضحكه\لما تسامحني أقلك, روح اتوضى وأدحر الشيطان ولا أقلك أرمي نفسك في المسبح المويا بارده وان شاء الله تروقك وتنسيك اللي صار.
غمض عيونه بقوه وهو يستغفر من ذي البنت اللي رفعت ضغطه من صباح الله خير وبهمس\ نرجع بيتنا بالسلامه ويصير خيرياقرده.
,
,
,
الواحده ظهرا
حطوا الأغراض في قسم الرجال والبنات يدوروا فيه بتفحص, رؤى بزعل\وش ذا الظلم مسبحهم أكبر من اللي عندنا وبعد ملعب .
وتين بشهقه\ وش تبين بالملعب لاتقولي بتلعبي كوره!
رؤى بضيق\ خير عندك مانع؟
كانت جوري تبخر وتسمع كلامهم وبمواساة\حبيبتي رؤى روحي شوتي كم شوته قبل مايجوا من صلاة الجمعه, لاتخلي شي في نفسك.
طالعت فيها بحقد\أصلا كله منك, قمتي تشغلينا حسبي الله على العدو, ناظري أصابعي شلون كلها جروح.
مسكت جوري يدها وشافت اللصق الطبي اللي مغطي أصبعين من أصابعها وبأعتذار\ معليش أنا أيش عرفني أنكم خيبه لذي الدرجه.
روعه بابتسامه\ قلنا لك ماندل درب المطبخ وأنتي أصريتي نساعدك ونطبخ معك.
عدلت نظارتها وصغرت عيونها بتركيز\ نعم ست روعه ماسمعت, مين اللي طبخ؟
ثريا بضحكه\ وش فيكي, أيه ذا بالنسبه لهم طبخ وملكي بعد.
مدت رؤى أيديها قدام جوري بتحدي\ أي طبخ و أيديني تشهد.
مدت روعه ووتين أيديهم مع رؤى وكل وحده ماده بوزها.
طالعت فيهم جوري بصمت, اليوم قررت تطبخ بدل مايجيبوا أكل من برا والساعه تسعه وصل مؤيد اللي فزع لعبدالرحمن وراح جاب ذبيحتين وباقي الأغراض اللي طلبتها علشان عبدالرحمن مايترك جدها والبقيه لحالهم .. وبعد مافطروا الرجال والحريم دخلت البنات معاها المطبخ وأصواتهم طالعه باعتراض, الذبايح كانت مقطعه وخالصه شالت منها جزء للكبسه والباقي جهزته وتبلته للشوي, وخلت السلطات عالبنات اللي اتحمسوا في البدايه بس مع أول خياره قطعوها معنوياتهم هبطت وبدأ موال الصراخ مع أول جرح وبعد ساعتين من العذاب لجوري أكثر ماكان لهم خلصوا السلطه الخضراء وكل وحده فيهم حاطه علبة الإسعافات الأوليه جنبها, وذحين مصدقين أنهم طبخوا من جد.. فلتت منها ضحكه ماقدرت تسيطر عليها ودفتهم قدامها بشويش\ خلونا نمشي قبل مايجوا الرجال, الله يعين اللي بيأخذكم بترفعي ضغطه منك ليها.
خرجوا من قسم الرجال ورؤى تشرح\ جوجو مو بكل البنات طباخات زيك, يعني لاتزعلي مني أنتي ماعندك شغالات ومضطره تطبخي لكن حنا عندنا بدل الوحده ثلاث, وش نبي بالطبخ والنفخ.
ابتسمت \ أنا مانتقدت حياتكم يارؤى, كل انسان ليه أسلوب حياه أتعود عليه, وأنتوا ذا أسلوب حياتكم وماقدر أقول فيه شي.. أنتوا اتعودتوا طلباتكم تجاب باشاره منكم والكل بيكون مستعد لتليبة رغباتكم أربعه وعشرين على أربعه وعشرين, بس أنتوا مسختوتها زياده عاللزوم.
وتين باستغراب\ وين المساخه في الموضوع, توك تقولين تعودنا وذا أسلوب حياتنا.
ثريا بهدوء\ وهي صادقه أنتوا اتعديتوا مرحلة الرفاهيه باشواط.
روعه بتردد\ طبيعي تحكين مثلها لانك تعرفين تطبخين ياثريا, وبتشوفين أنا مرفهات والكلام ذا.
طالعت فيهم جوري\ وذا اللي أنا قصدي عليه, اهي ثريا عايشه معاكم ووضعها زي وضعكم بس تعرف تطبخ وتدير بيت بدون مساعده وقت اللي تحب, بس أنتوا يابنات شايلين يدكم من كل شي.. أنتوا حتى كاسة المويا تطلبوها من الشغاله, سريركم الشغاله ترتبه.. ملابسكم الشغاله تلمها.. أنا طلبت منكم تقطعوا سلطه خلصتوها بعد ساعتين وطلعتوا بجروح زي ماتكونوا دخلتوا حرب وفي الأخير السلطه طلعت حاجه مالها علاقه بالسلطه.
رؤى باحراج\ ذا ابداع وش فهمك فيه.
وتين بتأييد\ حنا حتى السلطه من أيدينا لها شكل غير, بنات المنذر مايسووا شي مثل البقيه ..لازم نتميزحتى لوكانت سلطه.
انفجروا البنات في ضحك طويل لما أفتكروا شكل السلطه وتركتهم جوري وثريا ورجعوا للمطبخ.
↚
رجعوا الرجال من صلاة الجمعه ولقيوا الأغراض مرتبه جنب بيت الشعر, التفت لهم عبدالرحمن بابتسامه\ يلا ياحلوين غيروا ثيابكم بشي مريح ومناسب للشغل.
طالعوا فيه باستغراب وسأله ناصر\ أي شغل؟
أشر عبدالرحمن عالفحم ومواقد الشوي وحافظات اللحم والدجاج بجديه\ غداك يالحبيب ولا تظن الشوي بيجهز لحاله.
مشعل باعتراض\ أنت عازمنا عالغداء ولا جاي تشغلنا.
الجد بابتسامه\ اللي مايشتغل ماله غداء.
مؤيد بضحكه\ خلاص صدر القرار من السلطات العليا.
عبدالرحمن باستغراب\ أنا أعرف أن طلعاتكم كلها بر وبحر يعني مافي شي جديد مالكم انفجعتوا كذا.
ناصر باحراج\ أنا بروح أبدل وبجيكم لاتبدوأ بدوني .
انسحبوا الشباب والاولا علشان يغيروا ثيابهم وشمغهم,أبوسند بابتسامه\ زين سويت فيهم ياعبادي, خل يسوون شغله مفيده بدل هالقعده.
دخل سند وسلم بهدوء وأخذ ركن بعيد عنهم,
بعد مارجع البيت دخل المكتب وقفل على نفسه وظل يقرأ في ملفات وبريد وأشغل نفسه عالأخر, أتجاهل اتصال ثريا لأكثر من مره وارسل لها رساله أنه مشغول وبيكلمها بعدين, كان معصب وماله نفس يكلمها أويكلم غيرها, وقبل الظهر غير وراح الأستراحه صلى معاهم الجمعه ورجع معاهم, جلس عبدالرحمن جنبه وقمد له فنجان قهوه وهو مبتسم\
ماشاء الله عليك مغير ومستعد.
طالع فيه بعدم فهم\ شلون يعني, مستعد لوش؟
الجد بهدوء\
اليوم أنتوا بتسوون الغداء وزين منك غيرت ثوبك وشماغك لأجل تأخذ راحتك وأنت تشوي.
طالع في الجينزوالتي شيرت الأسود اللي لبسه أول مادخل الأستراحه بدل الثوب والشماغ اللي لابسه وقت الصلاة, وببرود\أنا بدلت لأني واعد بدر والأولاد العب معهم بعد الغداء, أحد قال أني أدور وظيفه شيف؟
عبدالرحمن بتحدي\ أفااا, قالوا أنك محترف وأحسن واحد ينظم طلعات البر والتماشي, بس أنا كنت متأكد من العكس وقلت لجدي وعم مساعد أنك ماتعرف, أصلا شكلك مالك في ذي الحاجات بس هم أصروا على كلامهم.
شرب سند القهوه وفي داخله "كنت بس الحين نسيت شلون يشوون, أخر مره طلعت البر وشويت فيه كانت من سنين"
فاق من أفكاره على صوت أبوه \ يعني شلون بتخلي عبدالرحمن يقول أنا مانعرف نسوي شي بسيط مثل الشوي.. نص شباب المنذر وبيقعدوا يناظروه وهو يشوي؟
طالع في أبوه بصمت.. هو يدري أنه يحاول يطلعه من قوقعة الوحده والبرود اللي عزل نفسه فيها من سنين, وهو حاول يتغير طول الفتره اللي فاتت ونجح في ذا الشي وأن كان تغيره بطيئ وبيأخذ وقت, أبتسم شبه ابتسامه\ماعاش اللي يقول عنك شي يبه أنت تآمر وحنا ننفذ.
أبوسند بفرح\ مايأمر عليك ظالم , الحين بتشوف ياعبادي بتأكل ألذ مشاوي في حياتك.
طالع عبدالرحمن في ساعته وفي سند بتحدي\ بنشوف قدامه ساعه يثبت لنا والطعم يحكم.
حط سند فنجان القهوه ووقف بتحدي\ أستعد للخساره ياعبدالرحمن لأني متعود أكسب التحديات.. وهالتحدي رح أكسبه وأنا مغمض عيوني.
أشر له عبدالرحمن يتقدم وبابتسامه\لاتكون واثق لذي الدرجه لأني ماأخسر بسهوله.. وهتحتاج كل خبرتك علشان تفوز.
,
,
,
كانت جوري تفرد العجين وتمده في الصحون وهي منتبه لنظرات البنات المسلطه عليها بتركيز, طالعت فيهم بابتسامه/ ايشبكم تطالعوني كذا, حاسه زي ماأكون عامله عمله والكل مستني متى أقر وأعترف بيها.
رؤى بابتسامه شريره\ مدري عن البنات بس أنا منتظره متى تنقطع العجينه علشان أطيح من الضحك.
شهقت بقوه\ قولي لا اله الا الله, أنتي هبلا يابنت تراه غداكم.
ثريا بتكشيره \ بصراحه حيل صعبه ياجوري ماعرفت أزينها مثلك, ناظري شلون عجينتك وشلون عجينتي.
طالعت في ثريا المحتاسه وهي تحاول تفرد العجين بين أيديها بدون ماينقطع وبابتسامه\ قلت لك يبغالها خفة يد وذا الشي بيجي مع الممارسه, أول مره سويتها العجين كان يطير من يدي ولما مايطير يتقطع, أول صحن عملته كان عن جد تحفه أكثر من سلطة البنات.
ديما بحماس\ بصراحه أتحمست أذوقها, حاسه طعمها بيكون لذيذ, وحبيت أسمها " بنت الصحن" تحسينها أكله ملوكيه.
أخذت العجينه من يد ثريا وحاولت تزبطها قد ماتقدروبتأييد\ وهيا فعلا لذيذه وملوكيه.. أتخيلي طبقات من الرقاق الطري من جوا والمقرمش من برا مع كمية زبده وعسل وحبة البركه والسمسم وهيا دوبها طالعه من الفرن.. طعم خراااااااااااافه.
ابتسموا البنات وهم يشوفوا ملامحها المعبره وهي تتكلم عالطبخه بسعاده, رؤى بضحكه\ مالت عليكي اللي يسمعك بيظن أنك توصفين حبيبك.
وتين\ أنا مستغربه أنتي شلون محافظه على جسمك وأنتي يعني لاتزعلين.. بس أنتي تحبين الأكل ومالك في الريجيم.
خلصت أخر صحن ورشته بالحبه السوداء والسمسم وبابتسامه\ ليه أزعل, أنا عن جد أحب الأكل وبتمتع بيه لأقصى حد.. والأكل بالنسبه ليا حب بحد ذاته.
ثريا بنظره\ مايحتاج تسوي ريجيم الهبال اللي تسويه متكفل بكل السعرات الحراريه الزايده.
فهمت عليها جوري وضحكت\ أبشرك بعد ماأكل بنت الصحن ذي هحتاج هبل مضاعف لأن طاقتي بتكون عالأخر وهحتاج أحرق كمية السكريات ذي كلها باذن الله.
رؤى بتكشيره\ انزين كأن مها وست الحسن شذى اتأخروا, بموت من الجوع.
طالعت جوري في ساعتها\ على مايخلصوا الرجال الشوي يكونوا وصلوا.
,
,
,
انحط الغداء للرجال وسط أجواء مشحونه تحدي وتوتر وحماس , الكل قرب عالسفره وسمى بالرحمن وبدأ يأكل وهم منتظرين نتيجة حكم الجد وأبوسند وأبو وضاح اللي كانوا يأكلوا باستمتاع وعاملين نفسهم مو منتبهين لنظرات الشباب عليهم, وبينما كان ناصر ومشعل وباقي العيال جالسين على نار في انتظار اعلان النتيجه كان سند وعبدالرحمن ومؤيد الوحيدين اللي يأكلوا براحه ولو أن سند كان متحمس لكلام جده وأبوه بس قدر يخفي حماسه بغلافه البارد والامبالي كعادته.
سند كان يأكل وأحداث الساعتين اللي قاتت تمر على باله, من وقت ماقبل تحدي عبدالرحمن قرروا نقسموا لفريقين .. فريق عبدالرحمن ومعاه ناصر ومؤيد ومساعد ابن المرحوم صقر, وفريق سند ومعاه مشعل وبدر وسعود وبتال عيال وضاح وقصي ونادر.
كل فريق أخذ ركن وموقد شوي وبدأوا الشوي تحت اشراف الجد وأبوسند وأبو وضاح اللي خرجوا معاهم وأخذوا لهم ركن يطل عالكل ويسمح لهم بالتعليق على كل شي يسووه الشباب, حاول انه يسترجع كل مهاراته السابقه في تنظيم طلعاته للبر مع أصحابه وأهله واللي كان على أيام سمر لانه بعد موتها اتخلى عن كل عاداته حتى الأشياء اللي كان يحبها وبيلقى راحته فيها.. اتحول لرجل الأعمال سند المنذر اللي يأمر فيطاع واللي مايحتاج لأكثر من أشاره للي حوله علشان يتهافتوا عليه لتنفيذ أتفه رغبه وأقل طلب.. طول السنين اللي فاتت أكتفى بتواجده في الأماكن اللي كان لازم يتواجد فيها, مجرد واجهه لبقايا انسان بيحاول يظهر بمظهر المتماسك واللامبالي لكل اللي حوله.. كان يكتفي بالحضور مع أهله وتبادل السلام والكلام المعتاد وبعدها ينزوي على ذاته وافكاره بدون مايتفاعل معاهم.. كان اله يأكل ويشرب ويجامل اللي حوله بدون مايحس فعلا بأي استمتاع او حماس مهما كان المكان اللي فيه ومهما كان الناس اللي حوله, لكن اليوم وبعد سلسلة التغييرات اللي مر فيها ابتسم لأول مره وهو يسمع شكاوي مشعل اللي ماوقفت كل ماطلب منه طلب, حس بالحماس وهو يواجه نظرات عبدالرحمن المتحديه له وضحك على تعليقات مؤيد اللي ماخلى أحد منهم وماحش فيه, حس بالفه ناحية ذا المؤيد وكأنه يعرفه من زمان, يمكن بسبب بساطته وخفة دمه اللي بتحسس الكل براحه, ووقت أختيار فريقه طالع في عيال عمه بضيق فهو وان كان له فتره مبتعد عن الأجواء الشبابيه الخاص بالطلعات والتماشي الا أنه كان عنده خبره وكبيره وان كان راكنها عالرف لكن عالأقل يظل أحسن من ناصر ومشعل اللي شايلين يدهم من كل شي في طلعاتهم ومعتمدين اللي شاغلين عندهم وبعد ماشاف ثقة عبدالرحمن في مؤيد وقصي وأكتفى بوجودهم في فريقه, قرر يضم قصي لفريقه بعد مارفضه مؤيد بكل مرح, وبمجرد ما بدر كلم قصي وافق بعد طالع في عبدالرحمن اللي سمح له يروح بدون مايفوت فرصة التعليق, وبعدها اختار كل العيال معاه بالأضافه لمشعل اللي انضم من نفسه وصار ناصر ومؤيد مع عبدالرحمن.
رجع للواقع على صوت مشعل المتضايق\ يبه صقرقول النتيجه مين اللي فاز بالتحدي؟
الجد بابتسامه\ انزين خلنا نأكل وبتعرف, شفيك صاير حنان مثل الحريم.
ناصر باحراج\ سمعة بيت المنذر عالمحك يبه ونبي نتطمن.
أبوسند\ بنت الصحن ذي ماتنوكل الا وهي حاره , وأنا مشتهيها من يوم اللي رجعت من بيت عبدالرحمن في صنعاء, وموبقايل شي لين أخلص غداء.
أبو وضاح بابتسامه\ أنت كل وبتعرف من اللي فاز لحالك.. ولا مو بعارف سواة يدك.
مشعل باندفاع\ سند اللي شوى مالي شغل, يعني اذا ماضبط هو السبب.
طالع فيه سند ببرود\ دام أنا المسؤل شعندك تبي تعرف الفايز, موبكفايه حنتك قبل بعد تبي تكملها الحين.
حك خده باحراج لما ضحكوا عليه, مؤيد بشماته\ ياأخي في ناس تجيب الكلام لنفسها,ذحين لقط بقايا وجهك من السفره.
طالع فيه بغيض\ هههه يازينك وأنت ساكت.
,
,
,
بعد العصر
قفلت الباب وصرخت بحماس \ كم أنا مسروره بمجيئك صوفي.
ضمتها صوفي بقوه\ أشتقت لك جوري.
بعدت عنها جوري وبحب\ أنا أيضا أشتقت لك صوفي وأشتقت لأوقاتنا السابقه.
حاوطت وجه جوري بكفوفها وحركته بخفه وبمرح\ أيتها الكاذبه لقد كنتي تعدين الدقائق لمغادرتنا, ولقد زدتي جمالا منذ ذلك الحين.
ضموا بعض بشوق واضح للبنات المستغربين من حماسهم وضحكهم العالي, وبعد فتره بعدوا عن بعض والتفتت لهم جوري بابتسامه\ بنات أعرفكم على صحبتي صوفي, صوفي هولأء الجميلات هن شقيقاتي.
ابتسمت\ مرحبا ايتها الجميلات.
رحبوا بها البنات بحفاوه بعد ما انتبهوا لقوة علاقتها بجوري وذا من كلامها اللي ماوقف عنها لما قالت لهم أنها جايه غيرفرحتها الواضحه بوجودها.
ثريا بابتسامه\ مرحبا بك صوفي, لقد كنا في شوق لمقابلتك فجوري لم تكف عن التحدث عنك منذ علمت بمجيئك.
طالعت في جوري بضحكه\وأنا أيضا سمعت عنكن الكثير من الجميله النائمه.
رؤى باستغراب\ لماذا تدعينها بالجميله النائمه.
أشرت على جوري بابتسامه\ لأنها كانت أجمل مر-----
قاطعتها جوري بضحكة\أ جمل من مر عليكي منذ مجيئك للمملكه أعلم ذلك.
مالت على صوفي بهمس\ هل نسيتي مأخبرتك به؟
صوفي بخجل\ أووووبس.
انتبهت ثريا لحركة جوري وابتسمت برضى من شكوكها اللي كانت في محلها خاصة بعد ماعرفت من جوري أن صوفي ممرضه, دخلوا كلهم وعرفتها جوري عالبنات وعالحريم وفي لحظات كانت أصوات ضحكهم وسوالفهم طالعه بحماس.
↚
بنت
التفتت بصدمه اول ماسمعت نبرته البارده وهي تدعي أنه مايكون سمع كلامها عن أبوه, وبارتباك\الحمدلله عالسلامه, شلونك سند؟
مارد عليها وراح لبتول اللي رمت نفسها في حضنه أول لمسها وببكى\ بابا شذى كسرت جوالي وغلطت على دينا وعلى خالت--
قاطعها بهدوء\ سمعت اللي قالته.
بعدها عنه ومسح دموعها وبأمر\ دموعك غاليه ومابيها تنزل لأي سبب وعلشان أي أحد, فهمتي؟
ردت بقهر\ بس هي موبأول مره تكلمني بهالطريقه ودوم تذكرني بأني عمياء ومامني فايده.
حاوط وجهها بكفوفه بحنان\ هذي بتكون أخر مره تغلط معك هالغلط, والحين اتركينا شوي علشان اتفاهم معها.
التفت لدينا بهدوء\ دينا خذيها لجناحها وخلك معها لين أجي.
ابتسمت بامتنان وأخذت بتول وراحت.
فكرت شذى أنه أخيرا بتقعد معاه وتكلمه, عدلت شعرها بابتسامة اغراء \ أنا جيت يوم دريت أنك رديت من السفر,اشتقت لك ياسند.
أعطاه ظهره وببرود\ أنتي بأي حق تحكين مع بتول بهالأسلوب, ومن سمح لك أساسا تحكين معها.
بلعت ريقها بارتباك\ أنا أبي مصلحتها, بعدين بتول مثل بنتي و---
قاطعها ببرود\ بتول بنتي وبنت سمر الله يرحمها ومومحتاجه لأم ثانيه, وأكيد مومحتاجهب لك أنتي بالذات علشان تتهتمين بمصلحتها.
ردت بعصبيه\ شقصدك أنا بالذات.. وليه صاد عني وماتبي تشوفني.
رد بنفس بروده اللي ذابحها\ ترى حركاتك هذي فاهمها يابنت العم وعيب اللي تسوينه, وقصدي واضح..
اسمعي زين اللي بقوله لأني موبعايده مره ثانيه, بتول مالك علاقه فيها لامن بعيد ولامن قريب, وسالفة المزرعه أنتهينا منها وأعتقد ديما بلغتك برسالتي.
ردت بحده\ أنا ظنيت أنها تكذب علي لأن جوري رفيقتها وماتبي تقطع علاقتها معها.
رد بثقه\ أنتي تدرين أن محد يتجرأ يتكلم بلساني بشي مو صحيح, ومع ذلك خذي الحكي مني هالمره .. سالفة المكالمه تنسيها لأنه كان سوء تفاهم وانحل وبنت الناس ماتجيبين طاريها على لسانك لا بخير ولا بشر.
قربت منه ومسكت ذراعه بوقاحه\ انزين خلنا نتفاهم وأنا مستعده---
نفض يدها ببرود\ لاتتجاوزي حدودك وتخليني اتعامل معك بطريقه مارح تعجبك, لأخر مره أحذرك أن سمعت أنك تحكين عنها عند أحد ولو حتى بتلميح موبزين حسابك بيكون معاي ياشذى.
عقدت أيدها على صدرها وبرجفه واضحه\ أنتوا شفيكم تدافعون عنها وكأنها ملاك, ذي حيه من تحت تبن والله العالم وش مخططه عليه.
سند\ خلك في حالك وناظري نفسك بالأول بدل ماتحكين على بنت الناس, واذا عندها خطط فموباأنتي اللي بتكشفيها فرتاحي ,وهذا أخر تحذير لك وبعدها لاتلومين غير حالك.
مشي وتركها تغلي من الحقد وبكره\ أنا قلت من أول مره شفتها أنها موبهينه بس موبشذى اللي تستسلم بسهوله, وأنت لي ساسند طال الوقت أو قصر.
وين رحتي يالغبيه
رجعت من ذكرياتها للي يكلمها وبحده\ معاك وين بكون يعني بس كنت افكر في اللي قلته لي.. مابي أتورط وتطيح السالفه برأسي.
ضجك بشماته\ انزين خلي وحده مثل ذي تتم تتمسخر عليكي وأنتي موبقادره تتحركي وتوقفيها عند حدها.
ردت بكره\ تخسي هي وأهلها كلهم , أنا شذى المنذر ومو بوحده حقيره مثلها تكلمني بهالطريقه وأسكت لها.
كفو والله, أيه ذي شذى أختي اللي أعرفها ماتسكت عن حقها.
همست بقلق\ سلطان أنت متأكد أن خطتك بتجيب رأسها القاع.
سلطان بثقه\ أفااا شذوي أخوك ذيب.. أنتي بس خذي لها كم صوره حلوه وخلي الباقي علي وبتشوفين شلون أجيبها لك راكعه وتترجاكي بعد.
ابتسمت بشر\ انزين ياسلطان بشوف وش تقدر تسوي يابن أبوي.
قفلت بهدوء وعقلها يرتب تفاصيل خطتها الدنيئه.
,
,
,
استغلت غياب جوري وسحبت صوفي من جنب البنات بحجة انها بتسألها عن شيئ , في بالها أسئله معينه ولازم تلقى لها جواب ومافي أحسن من صوفي لذي المهمه, وبتساؤل\ أخبريني صوفي هل تعملين مع الدكتور فهد؟
أتوسعت عيونها باستغراب\ هل تعرفين دكتور فهد!!
ابتسمت ثريا بانتصار.. شكها كان في محله وذكائها ماخذلها وبثقه\ عائلاتنا مقربتان ونحن على علاقه وثيقه منذ أمد بعيد, الم تخبركي جوري عندما كانت في رعايتك في المستشفى.
طالعت فيها بصدمه\ كيف علمتي بهذا لقد طلبت مني عدم ذكر الحادث الذي تعرضت له منذ عدة أشهر لكي لاثتير قلق الجميع.
كورت أيديها بغضب وحاولت تحافظ على هدوئها قدام صوفي علشان تفهم كل السالفه وبابتسامه\ لا أحد يعلم سواي لذلك أخبريني عن ذلك الحادث فجوري أكتفت بالعناوين الرئيسيه.
اتنهدت باحباط\ هل ستخبريني عنها, لم أقابل فتاه بعنادها وغرابة أطوارها, لقد أصيب والدكي بصدمه عندما رأى حالتها في المستشفى للمره الأولى.
عقدت حواجبها بتركيز" أبوي كان يدري" رجعت بذاكرتها لذيك الفتره واتذكرت حالة القلق والعصبيه اللي مر فيها أبوها لما انقطعت أخبار جوري فجأه وكيف بعدها سافر لجده بحجة الشغل وبعدها اتغيرت حالته, وبهدوء\ والدي ونحن نحبها كثيرا وهي بمثابة أبنه له وشقيقه لنا, لذلك أخبريني مالذي جرى لها.
أتنهدت صوفي وبدأت تحكي لها كل اللي صار من أول ماستلمت حالتها لحد ماخرجت من المستشفى.
,
,
,
اتعالت أصوات الشباب مابين صراخ حماسي وعصبيه والكره طايره مابينهم وكل فريق يحاول يسجل هدف في مرمى الثاني قبل نهاية الشوط الأول, وجاء هدف مؤيد عالوقت بالتمام وبسرعه بدأ في حركاته المستفزه اللي خلت مشعل يعصب منه\ ترى هدف حظ لا أكثر.
مؤيد بثقه\ حظ مين يابو حظ, ذا هدف عن سبق إصرار وترصد , خلي روحك رياضيه واعترف بهزيمتك.
بدر\ حنا وين والهزيمه وين مابعد لعبنا الشوط الثاني.
كل واحد رمى نفسه عالأرض بتعب ورد مؤيد بضحكه\ لاتستعجل على قضاكم مهزومين ان شاء الله.. أنتا بتلعب مع محترفين ياحبيبي مو حي الله.
ناصر بابتسامه\ أم الثقه ياشيخ, ترى كنا نسخن من شويه وبتشوف اللعب المزبوط في الشوط الثاني ولا لا ياسند.
أكتفى سند بابتسامه وهو يتأمل وجه بدر المبتسم وهو يتكلم بحماس مع العيال اللي مدحوا تحسنه في اللعب بشكل ملحوظ, اتنهد بعمق وهو يفكر في حالته المتغيره ..اللي يشوف بدر مايصدق أنه من كم شهر خلى كان مايعرف يمارس أي نشاط رياضي مثل باقي اللي في سنه واليوم صار يركب الخيل بطريقه شبه محترفه بعد ماواضب على دروس ركوب الخيل بجد, غير تحسنه في السباحه والكره والسواقه اللي أصر يتعلمها, نفسيته أتغيرت للأفضل وثقته بنفسه زادت بشكل ملحوظ وذا أثر على سلوكه العام وخلاه مرح ومنفتح عاللي حوله بصوره أكبر, وذا الشيئ اللي خلى سند يشارك معاهم في اللعب كنوع من التشجيع لبدر وله في نفس الوقت.
رجع من تأملاته على صوت بدروهو يكلم مؤيد بنغزه\ اللي يسمعك يقول محترف من صغرك, خلني ساكت بس.
شهق مؤيد بتمثيل\ قصي ياحيوان أنت أيش قلت عني لبدور.
قصي بابتسامه\ مدربك اللي فضحك مو أنا.
فهم عليهم وشد على اسنانه بغيض\ لا تصدقهم يابدرترى أنا لاعب من زمان, بس كنت محتاج شوية ملاحظات, الأهبل صدق أنه علمني.
مشعل بشماته\ دلوني على هالمدرب تكفون بسمع كل فضايحك واتشمت فيك.
وقف عبدالرحمن فجأه وطالع في قصي ومؤيد بنظره حاده\ خلوا الرجال في حاله وبسكم كلام فاضي.
انكتمت ضحكت بدر وقصي واتغيرت ملامح مؤيد للاحراج\ هااا طيب,أنا بروح أشرب.
ناصربابتسامه\ دحوم شفيك عليهم ماقالوا شي.
رد بغضب\ بتكملوا لعب ولا أدخل اتقهوى أحسن.
تركهم ومشي بغضب ولحقه قصب وبدر بصمت, والبقيه طالعوا في بعض باستغراب من ملامحه وأسلوبه االي اتغير فجأه.
,
,
,
بعد المغرب
جريت جوري وثريا على البنات الي اتعالت أصواتهم فجأه, ثريا باستغراب\ شصاير؟ أصواتكم ليه عاليه.
طالعوا فيها وأشروا على صوفي وشذى بارتباك, طالعت جوري في صوفي وانتبهت لرجفتها وبقلق\ ماذا هناك صوفي لما أنتي شاحبه هكذا.
ردت شذى بحده\ لانها حراميه؟
طالعت فيها جوري بصدمه\ نعم!!
شذى بوقاحه\ اللي سمعتيه رفيقتك حراميه, طبيت عليها وهي تتسحب وجوالي معها, بس مقيوله الطيور على أشكالها تقع و....
تركت جملتها معلقه باستهزاء وماحتاجوا البنات لذكاء علشان يفهموا قصدها الواضح, ثريا بعصبيه\ أنتي وبعدين معاكي ياشذى, وش قلة الذوق اللي أنتي فيها.
ردت جوري \ ثريا اذا سمحتي خليكي على جنب ولاتتدخلي.
والتفتت لشذى ببرود\ وأنتي أحترمي نفسك ياشذى, اذا اتساهلت معاكي وعديت قلة أدبك قبل كذا فذا بمزاجي ولأني محترمه وجودك كضيفه عندي لا أكثر, لكن أنك تتطاولي على ضيوفي فذا شي ثاني ومارح أسمح لك بيه.
ضحكت بوقاحه\ أيه لازم تدافعين عنها دامها رفيقتك, مو بعيد متفقه معها ع---
قاطعتها ثريا بغضب\ كلمه زياده ياشذى والسالفه بتكون عند أبوي صقر.
لفت وجهها بعدم أهتمام وهي تبتسم بسخريه, طالعت فيهم صوفي برجاء\ أنا لست لصه ولم أسرق شيئ , هلا صدقتني جوري؟
حاوطت جوري وجه صوفي الشاحب بكفوفها وبهدوء\ بالطبع أصدقك ياعزيزتي, أنا أعرفكي جيدا وأعرف أنكي لم تفعلي.
صفقت شذى بيدها بسخريه\ لااا, بصراحه ممثله انزين أذا هي ماسرقته أجل وش كان يسوي جوالي معاها وأنا مطلعته من جيب بنطلونها.
طالعت فيها جوري بتهديد\ انطمي ولا أسمع صوتك لا أسكتك بطريقتي.
مسكت يد صوفي بحنان\ لاتخافي ياعزيزتي وأخبريني هل فعلتي ذلك؟
طالعوا فيها البنات باستغراب لما هزت رأسها بنفي وايجاب في نفس الوقت, ديما بارتباك\ وش يعني خذته ولا لا؟
جوري بأمر\ ممكن تسكتوا وتسيبوها تدافع عن نفسها, لا تعبئي بهن صوفي واخبريني ماالذي حدث ؟
أخذت نفس عميق وبهدوء\ لقد قمت بأخذ هاتفها حقا ولكن ليس بدافع السرقه, لقد أردت أحضاره لكي فقط.
صاحت شذى بانتصار\ ماقلت لكم متفقين ع---
سكتت فجأه لما رمتها جوري بنظره جمدتها مكانها بارتباك, وبهدوء\ لماذا أردتي أعطائي أياه فهو ليس لي؟
طالعت في شذى بعصبيه\ لقد رأيتها وهي تلتقط لكي بعض الصور بهاتفها بدون أن يلاحظ أحد.
شهقت شذى بقوه وبحده\ كذابه أنا ماصورت أحد, ايتها الكاذبه اللعينه.
ردت بقوه\ أنا لست كاذبه ايتها الوقحه, لقد رأيتك بأم عيني.
التفتت لجوري بثقه\ تستطيعي التأكد مما قلت, أنظري لهاتفها وسترين أني لا أكذب.. لقد أردت أعلامك بالأمر لأني أعلم بأنكي ضد التقاط الصور الشخصيه بالهاتف.
طالعت ثريا في شذى بعدم تصديق\ وش تبين بصورها ياشذى , ليه صورتيها.
انفجرت فيهم بعصبيه\ اقلكم كذابه, ذول متفقين علي ويبون يشوهون صورتي قدامكم.
رؤى بسخريه\ أبشرك تراها مشوهه وخالصه.
طالعت فيها جوري بأمر\ أعطيني جوالك بسرعه.
كتفت شذى أيديها على صدرها وبغضب\ أذا ظنيتي أني بجاريكي في لعبتكم السخيفه فانتي غلطانه, وجوالي مارح أعطيكي ياه لو وش يصير, فهمتي.
هزت رأسها بتفهم\ من حقك ومأقدرأجبرك تعطيني ياه, لكن--
قربت منها ومسكت ذراعها وثنته وراء ظهرها بقوه وسط شهقات البنات المتفاجئه, وتابعت ببرود\ من حقي أني أخذه بالقوه واتأكد من كلام صوفي بنفسي.
صرخت شذى باألم\ بتكسري يدي يامجنونه, أتركيني.
مدت جوري يدها وسحبت الجوال من جيبها ودفتها وبتهديد\ أدعي أن كلام صوفي يطلع غلط والا رح تشوفي جناني على أصوله ياشذى وساعتها محد بيفكك مني.
هجمت عليها شذى وحاولت تأخذ جوالها ودفتها جوري من جديد وهي تسب وتشتم فيها بكلام خلى البنات يصرخوا فيها باستنكار وهم يحاولوا يسكتوها, فكت جوري الجوال ولقته مقفول برقم سري, طالعت فيها بأمر\ خلصيني أيش كلمة السر.
صرخت فيها\ تحلمين أقوله, وهاللي سويتيه الحين بتندمين عليه ياحيوانه ورح تدفعين ثمنه غالي.
ثريا بغضب\ شذى فكي الجوال بالطيب وخل نشوف وش فيه, مدام أنتي واثقه من نفسك ليه خايفه تفكيه؟
خرجت أم سند وأم وضاح على صياحهم وبقلق\ شفيكم أصواتكم طالعه, ليه هالصراخ ؟
مسكت مها يد أختها بقوه وطالعت فيها بتهديد, ثريا بهدوء\ مافي شي البنات يتهاوشون علشان خسروا في اللعب.
أم سند بشك\ كل هالصراخ علشان لعب!!
جوري بابتسامه بارده \ يمه أنتي عارفتني لما أتحمس صوتي يعلى وشكلي عديت البنات, خلاص روحوا وماعد تسمعوا لنا صوت.
طالعوا فيهم بتردد قبل مايدخلوا بصمت, التفتت ثريا لشذى بحده\ قصري صوتك ولا والله العظيم ماغير تلقين الكل هنا وداري بسواتك.
شحب وجهها فجأه وبمكابره\ قلت لكم ماسويت شي.
مها برجاء\ أجل فكي الجوال وخل نتأكد من صدقك وننهي السالفه.
هزت رأسها برفض وطالعت في جوري وصوفي بنظراتها كلها حقد\ وانا مو بفاكته ووريني شلون بتفكينه.
طالعت فيها جوري للحظات قبل ماتضحك في وجهها باستفزاز\ على بالك اذا ماقلتي خلاص بيتنهي الهرجه وتخلص على كذا, فعلا وحده غبيه.
طلعت جوالها من جيبها ودقت رقم وابتسمت \ السلام عليكم, أقول عبادي وحده من البنات نسيت رمز القفل حق جوالها ومو عارفه تفتحه ممكن تتعطف علينا وتفكه ليها..... يلا جايتك حبيبي.
طالعت في شذى اللي ترجف بوضوح وببرود\ جاك الموت ياتارك الصلاه. ثريا ومها لو سمحتوا تعالوا معايا جنب الباب علشان يكون في شهود.
وقفت شذى قدامها بعصبيه\ لأخر مره أحذرك عطيني جوالي ولاتنسين نفسك, أنتي موبقدي.
زاحتها عن طريقها وبهدوء\ ترى ماهزيتي فيا شعره, ونصيحتي تغيري طريقتك وتبدأي من ذحين تدوري على عذر كويس تبرري بيه موففك قبل ماأرجع.
تركتها للبنات اللي هجموا عليها بالكلام وراحت مع ثريا ومها, أعطت الجوال لعبدالرحمن اللي فكه وهو واقف ورجعه لها, وقفته قبل مايروح\ عبادي معليش جيب لابك وخليك هنا شويه لأني هحتاجك ضروري.
طالع فيها باستغراب\ ايش عندك مو على بعضك.
أخذت نفس عميق وهي تحاول تتمالك نفسها قدامه لأنه يعرف اللي فيها بدون كلام وبابتسامه\ في تحدي بيني وبين وحده من البنات ومايرضيك أخسر.
اتاملها بصمت وهز راسه بموافقه\ بروح دقيقه وجاي.
التفتت لمها وثريا وبهدوء\ ذحين نشوف.
قربت منهم وفكت معرض الصور وفي ثواني هرب الدم من وجه مها وثريا وشهقاتهم المستنكره قطعت الشك باليقين وهم يطالعوا صور جوري في كذا وضعيه, همست مها باحراج\ جوري موبعارفه وش أقول بس والله ماكنت أدري أنها بتسوي كذا.
مسحت جوري صورها وبرجفه\ أنتي مالك دخل, كان لازم أشك من وقت ماشفت ابتسامتها ونظراتها الكريهه من وقت ماجات بس قلت سبحان الله يمكن ربي هداها, بس طلعت غبيه كالمعتاد.
ثريا بحده\ أنتي موبغبيه لأنك أحسنتي الظن فيها, لكن حنا الغبيات لأنا نعرفها زين ونعرف أنها لايمكن تتغير بهالسهوله.
مها بقهر\ انزين وش كانت تبي تسوي بصورك!!
ضغطت جوري على جبينها بقوه وبضيق\ أنتي أدرى بخيال أختك وأدرى بطبعها ووين يمكن يوديها, بس ماأظن أنها كانت تبغاها للذكرى أو حبا فيني.
بنت
التفتت لما سمعت عبدالرحمن ينادي وأشرت للبنات يسبقوها وراحت له وداخلها بركان وعلى وشك الانفجار
↚
امهليني القليل القليل
فدوي صداك يهز كالصليل
امهليني كي اتماسك واعود
وأرى عشقا في عالما لايمت بصله للوجود
امهليني القليل القليل
كي استعيد وعيا
خسرته في التضليل
,
,
الرياض,السادسه والنصف صباحا
كان ماشي وهو يكلم ريان بتركيز قبل مايقاطعه صوتها الهادي
سند لحظه لو سمحت.
التفت ببطئ وشاف ثريا ماسكه فنجانين ووصلته ريحة القهوه التركيه بكل وضوح وفي داخله " مثابره" وبهدوء\ ريان شوي واكلمك.
قفل المكالمه وقت اللي وصلت ومدت له فنجان القهوه\ممكن أخذ من وقتك شوي, مارح أعطلك عن شغلك.
أخذ منها الفنجان واتعمد يتذوقه على مهله بدون مايرد عليها,طالعت فيه بغيض وحاولت تتكلم بهدوء\ ترى ماصارت يااخوي أسبوعين وأنا أحاول اكلمك وموبقادره.. كان لازم أترصد لك زي الحرميه لين تطلع من عند أبوي.
مشي ورد ببرود\ تدرين أني أنشغلت مع بتول طول الأسبوع اللي فات ومن بعد ماردينا من لندن وأحنا كل يوم شايفين بعض شلون صرتي موبقادره تكلميني.
حاولت تجاري خطوته الواسعه وبضيق\ أنت تدري شقصدي وتدري أني مارح أقدر أكلمك والكل موجود.. سند ترى أعطيت السالفه أكبر من حجمها , لا أنت اللي خليتني أشرح ولا أنت اللي عاملتني باريحيه.
جلس في الحديقه وحط رجل على رجل وبلامبالاة\ مكالمه وانقطعت بينا وش بتشرحين بس.
هزت رأسها بعدم تصديق من بروده, وقت اللي صرخت وانقطع الخط وهي تكلمه ظنت أنه بيقلق ويعصب ويسمعها كلمتين بسبب جوالها اللي انقفل بعدها, لكن بعد ماطنش مكالماتها بكل برود وبعد مرور أكثر من أسبوعين على رجوعهم من الأستراحة وهو حتى ماكلف على خاطره يسألها عاللي صار وذا الشيئ استفزها ونرفزها لأبعد حد وباستغراب\ أنت ليه كذا بارد وموبمهتم ولا كأنه صار شي؟
كمل شرب قهوته بهدوء\ لأنه فعلا ماصار شي وأنتي مكبره السالفه.
ردت باستنكار\ ماصار شي ومكبره السالفه!!
سكتت بصدمه للحظات قبل ماتتابع بعصبيه\ واحد غيرك لو سمع صراخي ذاك كان ترك اللي بايده وجاء ركض علشان يتطمن علي وأنت بكل برود تقول مكبره السالفه, أنت ماسألت نفسك وش ممكن يكون سبب صراخي , مكن صار فيني شي.. طحت.. انكسرت.. انزين يمكن مت.. ماقلقت علي؟
حز في خاطره وهي تتكلم بانفعال وزعل عليها بس ماكان بيده شي, مهما صار معاها لايمكن يقول لها أنه مافكر أساسا وقت اللي سمع صراخها وأنه ماحس على نفسه غير وهو يسابق الريح وسط شوارع جده وهو بثياب البيت, هو للحين مومسوعب أنه اتهور ونزل بذاك المنظر بسببها ومهما كان اللي صار فمستحيل يقول لها ذا الشيئ.
رجع يركز معاها وببرود\ وش هاالخيال الواسع من صباح الله خير, بعدين الاخبار السيئه توصل بسرعه يعني لو كان صار لك شي كنت عرفت لاتنسي أنك ماكنتي لحالك.
صاحت بغيض\ وأنا شعلي منهم أنا علي منك أنت.. أنت اللي كنت أكلمه وقت ماطاح قلبي بسبة جنان هذيك الخبله وأنت ولا على بالك.
طالع فيها بتركيز بعد ماشدته جملتها, فهو وان كان بين لامبالاته وعدم أهتمامه باللي صار وقتها الا أن الفضول كان ذابحه خاصة أن هذيك لها يد في الموضوع وكلام ثريا خلى فضوله يزيد لدرجه ماقدر معاها غير انه يسألها بتردد\ وش سوت لك الغبيه وخلاكي تعصبين هالكثر ؟
وقفت فجأه ومسحت بلوزتها لما انكبت عليها القهوه بسبب حركة يدها العصبيه عالطاوله وبقهر\ فعلا غبيه ومجنونه مثل ماقلت عليها قبل.
اتأملها باستغراب وهي تتحرك بعصبيه وتتكلم بهمس مع نفسها ,وقف ومسكها من كتفها بقوه\ انزين اهدي شوي وعلميني شصاير ياثريا .
شدت على أسنانها بقهر وهي مو عارفه أيش تقول, تحكي له عن حركتها المجنونه وخوفها عليها ولا عن شذى وسواد وجهها واللي قهرها أكثر تصرف جوري الغير مفهموم مع شذى واللي خلاها والبنات مايقدروا يرفعوا وجوههم بعد اللي صار وبالعافيه قعدوا لبعد العشاء وعلى طول مشيوا رغم أتفاقهم أنهم بيباتوا ليلتها وجاء سند وقفلها معاه ببروده وعدم أهتمامه وتجاهله لها بعد مارجعوا.
صرخت بقهر\ تدري ياسند أنت وياها بتذبحوني ببرودكم , أنا موبعارفه شلون اتعامل معاكم وعن جد تعبت منكم .
دفت أيدين سند اللي ماسكتها ومشيت بعصبيه وتركته فريسه لحيرته وفضوله اللي زادو بشكل مو طبيعي.
,
,
,
,
,
جده, الواحده ظهرا
أخذت نفس وبتردد\ خلاص أن شاء الله هكون عندك عالموعد.
بمجرد ما قفلت الجوال حست بندم من اللي سوته, طول فترة شغلها كانت متعوده الزباين يجوا يأخذوا فساتينهم وذي المره الأولى اللي توافق تروح بنفسها وتسلمها لبيت زبونه, بس ذي ماكانت زبونه عاديه ذي زبونه باين عليها العز وجاتها بالصدفه عن طريق زبونه دايما تتعامل معاها ومدحت لها في شغلها والحرمه حبت تتأكد بنفسها وبعد ماشافت تصاميم خوله طلبت منها ثلاث فساتين ولأول مره اتجرأت وطلبت سعر أكثر من اللي بتطلبه في العاده واتفاجأت بموافقة الزبونه السريعه واللي دفعت لها نص الفلوس كمان واللي جات في وقتها وساعدتها في دفع الفواتير المتراكمه, بس لما كلمتها الزبونه علشان تتطمن على موعد التسليم وقالت لها أنها بتجهز بعد فتره ردت الزبونه بصراحه أن حارتهم مكان مايليق فيها وماتقدر تكرر زيارتها ولازم تجي بنفسها علشان تستلم باقي فلوسها, قلبت الموضوع في رأسها ولقيت أنها محتاجه الفلوس علشان تبدأ ترمم السقف اللي كانت حالته سيئه ولما نزل المطر الفتره اللي راحت كانت توزع قدور في الصاله والغرف بسبب المويا اللي رشحت من السقف لوسط البيت غير الجدران المتشققه من الرطوبه واللي لازم لها حل سريع وعلشان كذا حسمت أمرها ووافقت تروح .
،
،
،
،
الرياض، بعد المغرب
دخلت الجده مع ثريا وأمها وسلموا وجلسوا يتقهووا، أبو سند/شلون صارت أم فواز الحين.
أم سند/الحمدلله ماعليها شر.
ثريا بهدوء/طلعتها من المستشفى حسنت نفسيتها والحمدلله ضغطها أستقر .
الجده بإبتسامه/وش زينها فريال حافتها حوف وماقعدت ماشاء الله عليها .
أبوسند/هذي أمها جنتها ونارها، الله يسخر لها عيالها مالها من بعد الله غيرهم.
الجده/فواز مايبي يتزوج ويجيب للضعيفه بنته أم تضفها بدل بهذلتها بينهم؟
أبوسند/فواز ذا مثل ولدك سند اتعقد من طاري الحريم ومايبي يتزوج.
أم سند بحسره/والله اللي صار له مو قليل، ولا في مره عاقله تترك زوجها وقت ضيقته وتروح بيت اهلها ويوم تدري إنها حامل تحاول تنزله من وراه.
شهقت ثريا/يمه من قال لك هالكلام .
أم سند/أم فواز قالت لي بنفسها.. تركته يوم زادت ديونهم.. لا سوت حساب لعشره ولا لموت أبوه وطلبت الطلاق ويوم درت إنها حامل حاولت تنزله بس الله كشفها ونقلوها عالمستشفى ويوم عرف السالفه هددها لو صار شيئ في ولده بيبلغ الشرطه وبيتهمها بالقتل.
ثريا بصدمه/مو بصاحي .
أبوسند بجديه/إلا سوا زينة العقل، أجل تبينها تقتل ولده وهو مابعد طلع عالدنيا ويتم ساكت.. أنا كنت بسوي مثله وأكثر بعد هذا ضنى ياثريا مو بلعبه.
ألتفتت ثريا لأمها بإهتمام/انزين يمه شصار بعدين.
الجده/وش بيصير بعد، قلها تولد بالسلامه وتتنازل عن حضانة الولد وورقتها وكل حقوقها بتوصلها.
أم سند /وهي ماصدقت خبر، سديم ماتمت معها أسبوعين غير وهي متصله عليه تقول تعالي لبنتك وجيب ورقتي وفكني منك ومنها..
الجده / لكن طلع رجال عاقل وولد أصول وبعد ماكبرت بنته مامنعها من أمها وصار يخليها تزورها كل اسبوع حتى بعد ماتزوجت قليلة الأصل مع إنها ماتنشد عنها ولاقد طلبتها من قبل.
اتذكرت ثريا سديم وشقاوتها وملامحها البريئه وحقدت من أمها وبإشمئزاز/هذي لايمكن تكون أم، شلون قبلها طاوعها ترمي ضناها بدون مايرف لها جفن.. شلون اتحملت تبعد عنها وهي لحمه حمراء اللي ماتخاف الله.
أم سند بحزن/ الله يعوض عليه عوض الصابرين، والله فواز رجال ومافي منه وربي عوض سديم بأب حنون قام فيها مقام الأم والأب.
ثريا بتفكير/ماينلام الرجال يوم اتعقد من الحريم.. زين منه ماكره بنته بعد.. الله يعينه.
↚
جده، العاشره مساءً
دخلت لطيفه ورمت عبايتها في الصاله وبإبتسامه/سلام.
ردت ندى وأم خالد السلام عليها وعلى خالد اللي دخل وراها، ندى بإستغراب/أنتوا كنتوا مع بعض!
لطيفه بإبتسامه/أيوه عندك مانع ست ندى.
ردت/ لا ماعندي ما بس أستغربت لإنك كنتي عند صحبتك.
جلس خالد جنبها بهدوء/اتأخر سواقها وأتصلت عليا أجيبها.
ندى /طيب حبيبي أقرب لك عشاء.
لطيفه بخبث/ماأعتقد جيعان لإنه أكل قبل مانجي.
طالعت فيه ندى بإستغراب/أكلت برا؟
باس يدها ووقف/لا حبيبتي بس لطيفه جابت معاها أكل ونقنقنا وأحنا جايين.. بروح أتروش وأنتي سوي عصير بارد الحر بدأ يرجع من جديد.
أم خالد/الشتاء خلص، الحمدلله اللي بردنا شويه.
بعد ماراح خالد ألتفتت لطيفه لأمها وبإبتسامه/يالله ياأمي لو ذقتي طبخ رهف مره يجنن.
ندى بمجامله/ماشاء الله شكلها فنانه مدام عجبك لذي الدرجه.
لطيفه بخبث/حتى خالد مره عجبه وطول السكه يمدح في طبخها، أكيد حس بالفرق بين طبخك وطبخها.
طالعت فيها ندى بحده/أيش قصدك يالطيفه ولأيش بتلمحي؟
شمقت لها وبإستفزاز/أنا قلت شي، عادي واحد ذاق أكل وعجبه حرام يعني.
وقفت ندى بعصبيه.. من يوم ما زعلت مع عبدالفتاح وجاتهم البيت وهي بتحاول تتجنبها بكل الطرق لإن لطيفه بتتعمد تستفزها عالطالعه والنازله لكن المره ذي اتمادت وصار كلامها واضح وعالمكشوف.
طالعت فيها وبتحذير/شوفي يالطيفه لو حاولتي تسوي الأعيبك الحقيره معايا لاتلومي إلا نفسك.. أنا لدحين محترمتك وعامله حساب للعشره اللي بينا فلا تخليني أنساها.
ضحكت بقوه/دحين صارت حقيره، ماكانت كدا زمان ولا هوا حلال لينا وحرام على غيرنا.
أكتفت أم خالد بمراقبتهم بهدوء وندى تتكلم بعصبيه/ أنتي اللي قعدتي توني عليا زمان لحد ماعلقتيني بأخوكي وأنا ماأنكر أني غلطت لما خليتك تأثري عليا وتجريني لحربك الوسخه مع جوري، بس ذا مايديكي الحق إنك تعيدي نفس الحركه وتخربي بيتي دحين.
حطت لطيفه رجل على رجل وبشماته/بس أنا ما سويت شيئ، ليه متشائمه مو دودي يموت فيكي ولا مو واثقه فيه .. ولا اللي على رأسه بطحه يحسس عليها.
عقدت أيديها على صدره وطالعت فيها ببرود/إذا كنتي مفكره إني زي جوري فأنتي غلطانه، أنت مارح أسكت عن حقي وأتفرج عليكي وأنتي بتخربي بيتي.
ردت بضحكه/لا.. مو جوري حبيبتك ليه قاعده تغلطي عليها دحين.
ندى بإبتسامه/حبيبتي وأختي كمان وأنا قاعده أمدحها، لإنها عن جد طيبه ومافي منها وربي رحمني إنها كانت زوجة خالد في يوم من الأيام وأنا أبداً مو زيها أنا بالعكس تماماً علشان كذا بحذرك أبعدي عني وعن زوجي يالطيفه ولاتحاولي تدخلي بينا لإني مارح أعديها ليكي.
تركتها وراحت ولطيفه تتوعدها بضره جديده في أرقب وقت.
،
،
،
،
،
جده، قبل صلاة الظهر
جلست جنبهاوهمست لها بحنان/ماتبغي تحكي لي أيش مضايقك.
ألتفتت بإستغراب/خالتي جوري شلون عرفتي إني متضايقه.
نعكشت لها شعرها وبإبتسامه/يكفي المح وجهك وأسمع صوتك علشان أعرف اللي فيكي، ومن يوم ماجيتوا وأنا حاستك مو على بعضك.. أحكي لي يابتول وحتى إذا مانفعتك بشي عالأقل تفضفضي وترتاحي شويه.
إتنهدت /بابا يبينا نسافر نسوي فحوصات علشان نحدد موعد العمليه.
حطت ذراعها على كتفها وقربتها منهاوبتول سندت رأسها على صدرهابعفويه، جوري بهدوء/طيب وين المشكله ياعمري، مو أنتي طول الفتره اللي راحت كنتي تجهزي نفسك لذي الخطوه والحمدلله نفسيتك أتحسنت وصرتي مستعده للعمليه، أيش اللي أتغير بس؟
اتكلمت بهمس من بين دموعها/خايفه العمليه تفشل مثل اللي قبلها وأظل مثل منا، خايفه أتم عمياء طول عمري .. خايفه ماأقدر أشوف بابا وبدر وأهلي.. خايفه ماأقدر أشوفك أبد.
ضمتها بحنان وهي تمسح على شعرها لين هدأت شويه وبعدتها عنها وحوطت وجهها بكفوفها وبهدوء/بتول حبيبتي عملياتك اللي قبل مافشلت، ذي كانت جزء من سلسلة عمليات كنتي محتاجتها وكل عمليه كانت بتصلح جزء من مشكلتك، والعمليه ذي إن شاء الله بتكون الأخيره وهيا أهم عمليه لإنها بتعتمد على قوتك وثقتك بنفسك.. وأنتي قطعتي شوط كبير ومابقي غير عمليه بسيطه وكل شي بيكون بخير بإذن الله.
بتول بخوف/خالتي الكلام سهل بس اللي بيصير غير.. ذي عمليه تعرفي شي عني عمليه.. يعني بيفتحون رأسي وبيلعبون فيه وأنا مو بحولهم.. أنا غيىت رأيي وبقول لبابا مابي أسوي العمليه.
جوري/بتول بطلي إستهبال أيش اللي يفتحوا رأسك ويلعبوا فيه، وأيش اللي بطلتي كمان تبغي تجلطي أبوكي!
سكتت للحظات وبجديه/أقول لك سر ؟
هزت رأسها بموافقه وأخذت جوري نفس وقربت منها وتابعت بهمس/أنا كمان بسوي عمليه لعيني وخايفه؟
شهقت بتول/ليه عمليه؟
إبتسمت جوري لإنها شدت إنتباهها بسرعه وتابعت بنفس الهمس/عملية تصحيح نظر وعبادي رجني علشان أسويها وأنا مو راضيه.
بتول بإحباط/يعني كلنا في الهواء سوا، بس أنتي أهون عالأقل أنتي تشوفين وبتفتكين بس من النظاره..
جوري بإعتراض /لا طبعاً أنتي وضعك أحسن مني.
بتول بإستغراب/شلون أحسن؟
إتنهدت وبشرح/عالأقل أنتي وقت العمليه بتكوني مو بوعيك ومارح تحسي بشي وكلها كم ساعه وإن شاء الله وتصحي بالسلامه، لكن الدور والباقي عليا.. عمليتي مافيها تخدير كامل بس موضعي وبيسووها وانا مفتحه.. أنتي متخيله أني بشوف كل شي.
بتول بتردد/خالتي أنتي عن جد خايفه ولا..
شبكت أصابعها في يد بتول وسألتها/أنتي بأيش حاسه؟
ألتفتت لها بصدمه/خالتي ليه يدك ترجف.
ردت بصدق/تحسبيني كنت أمزح لما قلت أني خايفه، أنا دخلت النت وقريت عن عمليتي وشفت فيديو..هوا فيديو واحد ماكملت فيه خمس دقايق وماقدرت أكمل.. ذحين بس أفتكرت عمليتي جسمي قشعر.. صح هيا مره بسيطه وأخواني حاولوا فيا من سنتين علشان أسويها بس أنا ماأحب شيئ يلمس عيني أنا العدسات ماألبسها لذا السبب.
أخذت بتول أيدين جوري بين بكفوفها وصارت تضغط عليها بحنان خلى جوري تبتسم/ذحين المفروض أنا أشجعك مو العكس.. شكلي صار أهبل ومالي داعي صح.
هزت رأسها بنفي/حتى أنتي إنسانه ومافيها شي إذا خفتي.
جوري بتردد /طيب أيش رأيك نسوي اتفاق.
بتول/ على وش بنتفق.
أخذت نفس وبهدوء/إذا وعدتيني إنك تسافري تسوي فحوصك وتسوي العمليه أنا كمان بوافق أسوي عمليتي.
بتول وبإنزعاج/الحين ليه تدخلين المواضيع في بعض.
إبتسمت بمرح/وأنتي ليه تغيري رأيك بعد ماكنا متفقين تسوي العمليه.. خلاص ذحين عمليتي متوقف على قرارك.. بتسوين عمليتك بتشجعيني وبسوي حقي ما بتسويها بجلس بنظارتي لين الله يأخذ أمانته.. لاتردي ذحين فكري بس لاتأخذي راحتك وتطولي عليا ع---
جوريتي مشينا.
إنتشلها صوت أخوها من ذكرياتها ورفعت رأسها وبلكاعه/مشينا ياروح جوريتك، بس الله الله فيا فتح عينك عنك وعني مو تخليني اتقربع طول السكه.
مسك يدها ووقفها بهدوء/أنتي اللي أصريتي تغطي عيونك بشاش الدكتور قال النظارة الشمسيه تكفي، وهاتي الشال بدل منتي شايلته في يدك.
مشيت معاه وهزت رأسها برفض/أبغاه معايا ، وبعد اللي شفته مو مستعده أجازف أبدا، الدنيا برا غبار وشمس خليها مغطيه أحسن.
طالع في يدها اللي متمسكه في شالها بقوه وكإنها خايفه لا يطير عليها وأفتكر اللي صار لها قبل العمليه وبمرح مصطنع/ أيش اللي شفتيه ترى كلها ربع ساعه يانصابه.
ردت برجفه/مو مهم الوقت إن شاء الله دقيقه، أنتا ماشفت الكماشه اللي حطها على عيوني، أنا مدري كيف ماصار لي شيئ.
زفر بضيق/كل ذاك التشنج وماصار لك شيئ! كان باقي يغمى عليكي بس، فجعتي الدكتور.
ضغطت على يده برجاء/خلاص لاتذكرني الحمدلله عدت على خير.
ساعدها تركب السياره وحرك عالبيت وكله حيره وغيره من شالها اللي هيموت ويعرف أيش حكايته وأيش سر تعلقها بيه خاصة بعد اللي صار لها وقت العمليه.
،
،
،
،
،
صنعاء، الخامسه مساءً
التفتت للباب اللي دق وميزت صاحبها وبهدوء/أدخل ياعلي.
سمعت صوت علي/السلام عليكم، سلامات أمي قالت ماداومتي اليوم، لاتكوني مريضه؟
إبتسمت بمجامله/لا مريضه ولا شي بس مالي نفس أداوم.
أنتبه لصندوق الرسايل اللي جنبها عالسرير وللملامحها الحزينه وبحنان/ مدام فقديتها ليش ماتتصلي وتسمعي صوتها بدل ماتقري رسايلها؟
لمت الرسايل بحده/من قال أني فقدتها أصلاً، بعدين ليش أتصل هي قالت إنها مش فاضيه للي زيي ولا تشتي تكلمني أو تسمع صوتي.
رد بهدوء/أنتي داريه إن ذا مش قصدها.
هزت رأسها برفض/ كلامها كان واضح، شكلها خلاص ضبحت مني وماعد تتحملني..معاها حق أيش تشتي بأخت عمياء ومامنها فايده غي-----
قاطعها ببرود/أسلوب الشفقه وإستدرار العطف مش لايق عليش لإنش كبرتي من زمان وكلنا خلاص ولفنا عليه وحفظناه.
التفتت له بزعل/ لازم تدافع عنها لإنها أميرتك وشبهك وكل شي اتعلمته منك.
أتنهد بمبالغه/عالأقل نفع فيها التعليم مش زيك خايبه.
شهقت بصدمه/أنا خايبه ياعلي، هذا رأيك فيني.
رد ببرود/مشكلتش إنش بتخيبي بمزاجش.
ضحكت بمراره/والله أنا ماتعميت بمزاجي، نصيبي ومالي إلا هو.
هز رأسه بتفهم/والحمدلله عشتي ودرستي وأشتغلتي بدون ماتخليه يأثر في حياتش، وصلتي للزواج ووقفتي، كل اللي سويتيه في حياتش وكافحتي علشانه طول عمرش أسهل من الزواج؟
ردت ببساطه/مافيش مقارنه، أيش جاب الدراسه للزواج ومسؤلية بيت وزوج وعيال..
كيف هتكون حياتك لو كانت بشاير عمياء؟ كيف هتعيش معاها وأنت داري إنها لايمكن تشوفك في يوم من الأيام.. تمشي من جنبها بدون ماتعرفك.. ماتعرف شكل عيالكم.. ماتقدر تأدي أبسط الأشياء إلا بمساعده.. كيف هتتحمل مسؤلية زوج وبيت وتربيه!!
كانت تتكلم بغصه خلته يضمها بحنان وبسرعه أستسلمت لنوبة بكاء حاده، وبعد فتره بعدها عنه وبإقناع/هكون عيونها واساعدها باللي أقدر عليه علشان نلقى طرق تمشي حياتنا ببساطه وبدون تعقيد.. هوقف جنبها ومعاها لآخر يوم الله كاتبه لنا، وهذا اللي هيسويه يزن.
زفرت بضيق/علي أفهمني،هو يمكن معجب بصورة البنت اللي ماأستسلمت لإعاقتها ودرست واتخرجت ولقت لها مكان وسط كل الناس المفتحه، لكن أكيد إعجابه ذا ماهيعدي أبعد من ذا الخط.. يمكن إعجابه أتحول لشفقه على حالي وقال يسوي فيا خير ويكمل الصوره الناقصه للعمياء العانس.
علي بثقه/ بس أنتي مش عمياء عاديه، أنتي صبوره وإرادتك قويه وإذا حطيتي شي في رأسك المتنك ذا بتفعليه.. نسيتي كيف رفضتي تدرسي في معهد المكفوفين.. نسيتي كيف دخلتي مدرسه عاديه وخلصتي الإبتدائي والإعدادي في ومن قياسي وسبقتي المفتحين اللي بصحتهم مع إنش دخلتي متأخره عنهم بكثير ..
أبتسمت بحسره/ أنا حاولت أعوض عن نقصي وأسوي المستحيل علشان محد يأشر عليا ويقول مكفوفه.. كنت أشتيكم تفتخروا بي وتمشي أنت وأبي وأمي بدون ماتسمعوا كلام المواساة والشفقه على حالي، لكن زواج
ياعلي صعبه قوي.. حاسه إنك بتضحك على نفسك قبل ماتضحك عليا.
مسكها من كتفها وهزه بقوه/أنتي ليش إنهزاميه وضعيفه.. وين القوه والإراده والثقه اللي عشتي بها الثلاثين السنه اللي مضت.. أيش يعني بيت وزوج وعيال.. أنتي لو صممتي بتفعلي اللي تشتيه ومافيش حاجه بتمنعش.
دفت يده وجلست على سريرها بتعب"محد قادر يفهم خوفها من هذي الخطوه ومن اللي بعدها، الكل بيحسسها إنها زي شكة الأبره وإنها بمجرد ماتوافق عالزواج كل شي بيتحسن بشكل تلقائي" وبرجفه/ جوري بكل تصميمها وثقتها وإرادتها ماقدرتش تحافظ على بيتها وإنتهى حالها للطلاق وذحين مجبوره تفلت عيالها وترجع تعيش عندنا، أنت متصور كيف هكون لو أتزوجت وفشلت زيها.. إنا مقدرش أتحمل أكون مكانها ولا أواجه اللي بتواجه ذحين.. أنا قوتي وطاقتي بتوقف هنا ياعلي.. أنا مقدرش أتحمل فشل زواج وبعد عن عيال.. خلوني عالبر أحسن وآمن.
جلس جنبها ومسك يدها بهدوء/أول شي لاتقارني بينك وبينها لإن كل وحده لها حياه مختلفه عن الثانيه.. ثاني شي أنتي أكثر وحده داريه بجوري واللي فيها وزواجها ماكنش ناقص قوه وإراده علشان يستمر.. جوري لو كانت تحب خالد كان مستحيل يتزوج عليها ومستحيل يتطلقوا، لكن زواجهم كان ناقصه حاجات كثير نعرفها ومانعرفها وهي مشيت مع التيار وحاولت تجاريه لكن وصلوا لآخر الخط والنهايه الطبيعيه لهم هي الطلاق.. لكن أنتي غير، يزن متمسك بك والظاهر متنيل على عينه ويحبك زي ماقالت أختك القرده.
شهقت بصدمه/قليلة الأدب قالت لك.. لاتصدق لحقها الجنان.
إبتسم براحه/ليش ماأصدقها.. أنا رجال وداري إن الواحد مايتمسك بوحده وينتظر موافقتها إلا لإنه يحبها أو معجب بها عالأقل وأنا متأكد إن يزن متقدم لك لشخصك ولا ماكنت هوافق عليه..
سألته بحذر/يعني أنت ماعندك مشكله إذا كان صدق زي ماقالت جوري.
رد بهدوء/الحب لاعيب ولا حرام مدام إن الآدمي محترم نفسه ولا عمره أتعرض لك حتى بسلام مع إنكم في جامعه وحده وبيشوفش كل يوم، وأنا عجبني لإنها رجال عارف هدفه وقرر يوصله بأسرع وأشرف طريقه وجاء من الباب.. وكلامه وأسلوب صريح ومختصر وسمعته ماعليها كلام علشان كذا دخل مزاجي ووافقت عليه وأنتي داريه بي مش أي واحد يدخل مزاجي وأرضى أتنازل له عن أميره من أميرات الجابر بسهوله.
ضحكت بخفه وهي حاسه بمزاجها متحسن عن أول وبتردد/وكيف حال أميرتك ؟
رد بهدوء/فقدتك وكل يوم تسأل عليكي.. الله رزقني بثنتين خوات مهابيل وروسهم يابسه لكن ماأفعل نصيبي والحمدلله عليه.
إتنهدت وسكتت للحظات قبل ماتتكلم بغصه /صدمتني ياعلي! ماكنت متوقعه أبدا إنها تقول عني هذاك الكلام حتى لو من باب الضغط.. كيف جالها قلب تهددني وتنفذ تهديدها، لهذي الدرجه شايفتني ماأستغني عنها وبسوي اللي طلبته بسرعه.
تركها ووقف بهدوء/قصدك لهذي الدرجه عارفه كيف بتفكري وعارفه من أيش خايفه وقلقانه.. راهنت على علاقتكم وحبت تضغط عليش لمصلحتش لأنها داريه من أيش متخوفه وكانت متأكده إنش محتاجه دفعه علشان ترجعي لعقلش وتفهمي إنش بتضيعي حياتش بسبب كلام فاضي، بس الظاهر إنها أعطت نفسها قدر أعلى من اللي بتحسيه ناحيتها وخسرت الرهان ، أتخليتي عنها في أول إختبار وبينتي لها إنها ولاتسوى..ماقصرتي وكملتي عليها الباقي بدل ماتكوني جنبها الفتره هذي..
شحب لونها فجأه وبرجفه/أنا.. أنا مش قصدي.. أنا.. هي لايمكن.. تفكر بذي الطريقه.
رد ببرود/على هكذا طلعتي ماتعرفيش أختك بعد كل هذي السنين، أو إن كرامتش اللي انجرحت من كلامها خلت حكمش على الأمور غلط، هيا مدام ماسرتي لعملش اليوم وشكلش فاضيه فارجعي قلبي الموضوع في رأسش وشوفي لوين هتوصلي، أنا جيت أتطمن عليش والحمدلله مالك شي.. خاطرك معايا عمل.
سمعت الباب ينقفل بعد ماخرج ونزلت دموعها بصدمه "أيش الغباء اللي فيني، كيف قدرت اعاملها بذا الشكل وأفلتها بهذي البساطه وأنسى إنها محتاجه لوجودنا معاها، كيف سمحت لغروري يكون حاجز بيني وبينها وأنا داريه إنها كانت بتلوي ذراعي علشان أرضى أوافق على يزن"
رمت نفسها على سريرها وهي تبكي بندم وخجل عاللي سوته في أختها.
↚
جده ,السابعه مساء
لبست عبايتها ودخلت لأمها \ أمي أنا رايحه أوصل الفساتين ومارح اتأخر.
أم رشيد\ الله يهديكي ياخوله ليه وافقتي تروحي لها, أحنا قلنا اللي يبغى يجي للبيت.
أخذت نفس عميق وحاولت تشرح لأمها بدون ماتضايقها\ معليش ياأمي دي أول وأخر مره أروح للبيوت, بس قلت لك ان الحرمه بتعرفني على صحباتها وان شاء الله هيكونوا زباين وشفتي كيف دفعت لي وأكيد صحباتها زيها.
أم رشيد بعدم اقتناع \ ولو ياخوله, ذول ناس مانعرفهم كيف بتروحي لهم وتجلسي معاهم واحنا مو عارفين كيف اخلاقهم .
غمضت عيونها بضيق.. عارفه أن أمها معارضه روحتها للبيوت ومعاها حق في خوفها بس ذي كانت بالنسبه ليها فرصه من النوع اللي مايتكرر وبتصميم\ قلت لك ياأمي أخر مره ومارح اقبل بعد كذا أروح بيوت, بعدين أنا بروح مع رشيد مو لوحدي,, انتي أدعي لي وكل شيئ هيزبط مع السلامه.
طلعت بسرعه علشان لاتعطيها فرصه للرد ولبست عبايتها وأخذت الفساتين وخرجت لأخوها رشيد وراحوا بليموزين ولما وصلوا عالعنوان اللي قالته الزبونه دخلت الفيلا بعد ماقالت لهم انها الخياطه ورشيد جلس ينتظرها برا, كانت الفيلا قمه في الفخامه والذوق ودخلتها الشغاله لمجلس كبير كان فيه ثلاث حريم باين عليهم العز من لبسهم وطريقة كلامهم, سلمت عليهم وجلست وحطت عبايتها والفساتين جنبها, كانت بعيده عنهم ومع ذلك حست ان شكلها المتواضع مو لايق عالفخامه المحيطه بيها, حمدت ربها أنها غيرت بيجامتها ولبست تنوره ضيقه سوداء وبلوزه ورديه نص كم, صح ماكانت تقارن باللي لابسينه الحريم بس كانت جديده وشكلها حلو, وقفت بارتباك لما دخلت زبونتها مدام داليا ورحبت فيها بابتسامه عريضه\ هلا والله هلا بخوله, كيفك حبيبتي.
سلمت عليها بخجل\ هلا فيكي الحمدلله, أنتي كيفك.
داليا\ كويسه حبيبتي, كيف لقيتي العنوان سهل؟
هزت رأسها بموافقه وتابعت داليا وهي توجه خوله ناحية الحريم بضحكه\ دي خوله اللي قلت لكم عنها وشغلها هيعجبكم مره.
عرفتهم على بعض وحست خوله بضيق من نظراتهم المتفحصه والغريبه, أصرت داليا تضيفها قبل ماتشوف فساتينها ووافقت خوله بمسايره وبعد فتره وقفت بجديه\ مدام داليا أنا لازم أروح مره اتأخرت ياريت تشوفي الملابس علشان اذا في تعديل.
طالعت فيها خوله بقلق لما مر تعبير مو مريح لثواني على ملامحها قبل ماترد بابتسامه\ أوكيه هاتي الفساتين بروح أقيسها.
ناولتها الفساتين وجلست على طرف الكنبه بقلق.. فجأه حست نفسها مو مرتاحه وكمان خايفه من نظرات صحبات داليا وهمسهم اللي كان واضح أنه عليها
هاي صبايا.. وحشتوني
رفعت رأسها بعدم تصديق لما سمعت الصوت الرجالي اللي رن في المكان فجأه, مسكت مسند الكنبه بقوه وهي تطالع في الرجال اللي واقف بيأخذ صحبات داليا بالأحضان وهم يسلموا ويتدلعوا عليه بطريقه صدمتها, عقلها أنشل للحظات وجمدت مكانها تراقبه وهو يتقدم منها لحد ماصار قدامها وبينه وبينه مسافه بسيطه, فاقت على تصفيرة أعجاب وهو يبتسم بخبث\ ظلمتك داليا بوصفها, وممكن أقول أنها غيرانه كمان.
حاولت تحرك رجولها بس حست كأن رجولها ذي ملك لأحد ثاني غيرها ورفضت تننفذ أوامرها وتتحرك, مد يده ومسك خصله من شعرها وقربها من وجه باستمتاع\ ريحتك حلوه وكلها براءه مغريه للرجال اللي زيي.
حركته ذي صحتها من صدمتها وخلتها بدون ماتحس تدفه بقوه وتطيحه عالأرض وسط صرخات البنات قبل ماتجري وتطلع برا البيت, طاحت الأرض وهي تبكي بقهر واتلفتت لقت نفسها في الحديقه وعبايتها عند رجولها.. وقفت بخوف ولبستها بسرعه وما اهتمت تلف طرحتها ورمتها على وجهها وجريت للبوابه وهي تطيح بين كل خطوه والثانيه.
,
,
,
,
,
جده، العاشره ليلاً
دخل الصاله واتفاجأ بصراخ مؤيد ومازن وجوري وأصواتهم العاليه وصحون الفشار والمكسرات وكاسات العصير عالأرض والكل قدام التلفزيون، ألتفت بحده لما نطت جوري بصراخ/هدددددددددف.
وصارت تقفز في كل مكان بحماس/الله عليك الله عليك..
مؤيد بضيق/تراه حظ مو حرفنه.
وقفت قدامه تحرك أصابعها في وجه بحركة استفزاز صبيانيه وهي تضحك/يحزني اللي فريقه إنهزم.. وك وك وك..
وألتفتت بحماس/خلود تعال شوف الهدف وقولي رأيك.
سحبته من يده وجلسته عالأرض ورجعت الفيديو على لحظة الهدف وجلست جنبه بترقب/شوف التمريره.. شوف كيف أتخطاهم وخلاهم يرقصوا حوالين نفسهم..شوف شوف.....وهددددف ياماردونا.
زفر بضيق/أنا من يوم ماشفتك بفانيله الأرجنتين كان لازم أعرف.
مازن بضحكه/ياأخي صرعتنا بماردونا ذا كأن مافي لاعب غيره.
جوري وبإعجاب/أكيد لأن ماردونا أحسن لاعب ومافي زيه في العالم.
خالدبعصبيه/طيب المباراه خلصت لموا قرابعكم وأطفوا التلفزيون.
مال مؤيد على جوري بهمس وصل لخالد/ شكل الأخلاق قافله بقوه.
أختفت إبتسامة جوري وساعدت مازن ومؤيد في تنظيف الصاله بعد ماانكتموا من صوت خالد الحاد، وبعد مانظفوا المكان وسابوهم رجعت جلست وبهدوء/أنتا زعلت؟
خالد بعصبيه/كم مره قلت لك لاتلبسي كذا وبطلي تفرج عالمباريات وحركات الأولاد ذي.
جوري بإستغراب/حركات أولاد !!!
اتأمل فانيلة الأرجنتين وترينق الرياضه الأسود اللي لابسته وبحده/لبس رياضه وتشجيع كوره أيش هيكون غير حركات اولاد.
ردت ببساطه/أيش الجديد، من يوم ماعرفتني وأنا بلبس اللبس ذا كحماس للعب لا أكثر.. وبعدين أنتا عارف أني أحب أتفرج عالكوره وأشجع الأرجنتين وذي مباره قديمه بس حبيت أعيش الجو.
زفر بضيق/جوري لاتجنني أهلي ذا كان زمان قبل ما نتزوج، أنتي متى تكبري وتبطلي حركات البزوره ذي.. لعب وجري ماكأنك أم لطفله.
سكتت للحظات وبهدوء/ بس أنا طبيعتي كذا.. ليه بتحاول تغيرني لوحده على كيفك.
خالد بحده/أنا مابغى أغيرك أنا أبغاكي تصيري زي باقي الحريم.
زفرت بملل/واللي كيف يطلعوا؟
إبتسم بمسايره/يعني روحي السوق .. اتفرجي على عروض أزياء.. شوفي شعرك.. قصيه.. أصبغيه دلعي أظافرك، حاجات الحريم الفاضيه ذي..
إبتسمت بإنتصار/الحمدلله قلتها بلسانك.. حاجات فاضيه وممله كمان ليه أسويها!
زفر بضيق/ قصدي سيبي الكوره واللعب والروايات وخليكي حرمه.. بعدين أيش اللي عاملاه في شعرك ذا!!!
كانت فارقه شعرها من النص وعامله جديلتين وكل جديله على كتف،مسكت جدايلها وطالعت فيه بإستغراب/ مضفره شعري عادي، وبعدين علشان بلعب كوره ومابحب أنزل السوق صرت مو حرمه؟
خالد بترقيع/أنا قلت حركاتك ولاديه مو منتي حرمه.. بعدين أيش ضفيره أنتي كمان خلاص حبيبتي ذي تسويها لما كنتي صغيره ذحين خلاص كبرتي عليها.
عقدت حواجبها بقوه/ ترى سويت من الحبه قبه كلها ضفيره لا راحت ولاجات، وأنا مو مسترجله لا تصرفاتي زي الأولاد ولا بقلد لبسهم وحركاتهم .. أنا شكلي وصوتي ولبسي بنت مو ولد.. وهواياتي جداً عاديه.
ضحك لفتره قبل مايكلمها بإستهزاء/ قنص ورمايه ودفاع عن النفس وسواقة سيارات وبتلعبي كوره أحسن من العيال وتقولي عاديه.. أجل أيش بقيتي لهم.. أنا لو مكانك أستحي وماأتكلم.
طالعت فيه بصمت قبل ماتهز رأسها برفض/ لأني بعرف أستخدم السلاح وبمارس بعض الرياضات أحسن من بعض العيال صرت في نظرك ولد!! هوا ذا اللي مزعلك ورافع ضغ---
قاطعها بحده/أيش اللي يزعلني ذي، اللي يسمعك يقول غيران منك.. لاتصدقي نفسك وتتهيئي يابزره.
شهقت بصدمه/أنت ليه بتكلمني كذا، أنا أدري إني بنت ويتهيألي انتا كمان تدري، وإذا عالرياضات اللي بحبها فأنا ماطلعت من بطن أمي عارفتها، أنا سنين وأنا أتمرن واعلم نفسي لين أتقنتها ولله الحمد، يعني اللي يبغى يتعلمها الطريق قدامه ومافي مين يرده..
طالع فيها بغضب/أيش قصدك بذا الكلام، قصدك إني ماأعرف أسوي زيك وإنك أحسن مني.
أخذت نفس عميق وبشرح/لاتحشر نفسك بين كلمه والثانيه وتقولني شيئ ماقلته، أنا قصدي إنه مو ذنبي إذا هم مايعرفوا يلعبوا.. تبغاني أسوي نفسي ماأعرف أسوي شيئ علشان ماأزعل أحد لإني أحسن منه! أدعي الغباء وأعمل نفسي البنت الرقيقه اللي ماتعرف تفتح علبة عصير لإنها خايفه على أظافرها ماتنكسر!
خالد بعصبيه/والله ذا المفروض.. أنتي بنت وكل البنات كذا، رقيقات وأصواتهم يادوب تنسمع وكلامهم بالقطاره.. إشمعنى أنتي غير عنهم.. انتي أحسن منهم في أيش.
عقدت حواجبها وشدت على أسنانها بغضب/ أنا ماقلت أني أحسن من حد.. أنا كذا.. ربي خالقني كذا.. مخي متركب كذا غير عنهم لإني جوري مو باقي البنات، والبنات اللي بتتكلم عنهم ذول فيهم إعاقه وتخلف كمان مو دلع..
عقد أيديه على صدره بتريقه/لا ياشيخه ذحين الدلع صار إعاقه وتخلف! واللي إنتي فيه ذا أيش يسموه؟
طالعت فيه بتصميم/أنا أول مره شفت نوعيتهم فكرتهم بيعانوا من مشاكل في النطق.. فكرت عندهم مشكله في مخارج الحروف وهما كل كلمه مطيرين ثلاث أرباع حروفها لدرجة إنك ماتعرف نوع اللغه اللي بيتكلموها..
سكتت للحظات وتابعت بتحدي/واللي فيا بسميه شخصيتي الخاصه.. شخصيتي كذا، صوتي عالي وضحكتي مجلجله.. أكل اللي يعجبني وفي الوقت اللي يعجبني.. أجري وألعب وأسوي اللي حابته مدام مو شيئ غلط ولا بيضر غيري.. بعيش حياتي بالطريقه اللي تناسبني مدام ماأغضبت ربي.. أنا كذا من قبل ماأعرفك وهجلس كذا.
هز رأسه بعدم تصديق/أقلها حسسيني إنك أنثى تقوم تتفلسف على رأسي.. أنتي مخك ذا من أيش متركب؟ ليه مو راضيه تفهمي اللي أبغاه
انتبه للدموع اللي اتجمعت في عيونها وهي مسكتها لاتنزل قدامه وبضيق/يالييييل بدينا شغل البزوره ودموع البنات.
وقفت ومسحت عيونها بقوه/لاتخاف مارح أبكي وأجلس أصيح زي لبنى لإني أساساً مو بنت ولا نسيت كلامك من شويه.
أبويا.. أبويا..
ألتفت لقصي اللي رجعه من ذكرياته واتأمله بتركيز نفس عيونها العسليه وشعرها نسخه ذكوريه منها بتذكره بيها كل لحظه خاصة لما يشوفه بلبس الرياضه أو لما يتابع مباراه بنفس حماسها اللي بيرجع له ذكريات كثيره بيفضل يتناساها، طرد من رأسه بقايا ذكرى ممكن تخليه يتعمق في تفكيره فيها ويخليه يسأل نفسه أسئله هو متأكد من جوابها مهما أنكرها وبتنهيده/أيش فيه ياقصي!
قصي/ماما ندى أتصلت تقول أيشبك اتأخرت عليها.
شاف ساعته وزفر بضيق كيف نسيها في المشغل عند لبنى كل ذا الوقت ولازم يمر على بيت أهلها علشان نادين ونادر عندهم من العصر ونادر عنده مدرسه بكره، طالع في قصي/وأنت ليه صاحي لذحين ماعليك مدرسه؟
قصي/إلا بس وعدت نادر أسمع له القرآن قبل ماينام.
رد بهدوء/علشان كذا بتنام هنا اليوم!! طيب روح نام يابابا أكيد جدك سمع له خلاص.
هز رأسه برفض/حتى لو سمع له، أنا وعدته ووعد الحر دين.
طالع فيه بصمت.. ذي من الأقوال اللي كانت جوري بترددها على مسامع الأولاد وكانت دايماً تعلمهم أهمية المحافظه عالوعود، إبتسم بسخريه وفي داخله "أكيد بتشدد عليها من كثر ماأخلفتها معاها" أخذ مفاتيح وجواله ووقف بهدوء/طيب براحتك انا مارح اتأخر إن شاء الله.
،
،
،
،
،
الرياض، الثالثه عصراً
قفل الجوال وإتنهد بإرتياح لأول مره من أكثر من شهر وبالتحديد من وقت ماقرر يأخذ بتول للندن علشان تبدأ مرحلة الإستعداد والفحوصات اللي تسبق عمليتها والحمدلله الدكتور طمنه إنها في حاله صحيه ونفسيه لائقه ومبشره بنتايج ممتازه بإذن الله، مع إنه كان متخوف من نفسيتها المتقلبه قبل السفر بس الحمدلله اللي عدى كل شيئ على خير وصار لازم يتفق مع الدكتور على موعد العمليه، نزل علشان يبشر أبوه وأمه قبل ما يكلم بتول ولمح ثريا رايحه على جناحها ولحقها بعد ماجات في باله فكره، ليه مايأخذها معاه منها تكون مع بتول ومنها يراضيها لإنها بعد آخر مواجهه بينهم صارت تتجنبه وتتعمد ماتتواجد معاه في نفس المكان.
دخل وراها وقفل الباب وقبل مايناديها سمعها تتكلم بإرتباك/جوري أنا ماكنت أتهرب منك، أنا بس انشغلت في المستشفى الفتره اللي طافت.
عقد حواجبه بإستغراب لما سمعها"للحين مانتهوا من حركتها البايخه قبل" كانت ثريا في غرفة الملابس وماقدر يدخل عليها ولما نادها وماردت عليه سحب نفسه وقرر يروح ويكلمها الصباح، وقف فجأه ويده على مسكة الباب لما سمع صوتها المعصب/أنا بعرف بس أنتي مخك ذا كيف يستوعب، قلت لك وقتها شذى كوم وأنتي والبنات كوم ثاني تقوموا تسووا معايا كذا.. تتهربوا من مكالماتي واللي تحن وترد عليا تكلمني بالقطاره.. لولا إني متأكده من تفكيركم الغبي وإحساسكم بالذنب ولا صدقيني كنت طنشتكم وماسألت في وحده فيكم بس قلت التمس لأخيك سبعين عذر وأنتوا برضكم متنحين وماتفهموا.
رجع بدون ما يحس وجلس على أقرب كنبه وهو مركز معاهم ويبغى يفهم السالفه.
ثريا بضيق/أنتي اللي مخك متركب غلط، الله العالم وش خططت له شذى لما صورتك بكل وقاحه.. مافكرتي إنه كان ممكن تلقين صورك الحين منشوره عالنت والسنابات.. مافكرتي وش اللي ممكن يصير لو إنها نفذت باللي سوته بدون لاأحد ينتبه لها.
جوري بهدوء/والحمدلله ربي كشفها على يد صوفي ولميت الموضوع ونهيته في ساعتها ووقفتها عند حدها، أيش لها داعي حركاتكم ذي اللي ترفع الضغط.
ثريا بعصبيه/والله محد رافع ضغطي غيرك ، وين وقفتيها عند حدها!أنتي أساساً سويتي لها شيئ؟ أنتي لو إنك عاطيتها كف محترم يقلب خلقتها كان بردتي حرتي شوي.. لو إنك فاضحتها والكل دري عن سواتها كان أرتحت واتقبلت السالفه، أنا يومها ظنيت إن موتها بيكون على أيدك يومها.. بس أنتي صدمتيني ببرودك ولامبالاتك وكإن اللي أتصورت ذي وحده غريبه عنك وماتهمك و-----
قاطعتها بإستنكار/ شذى كانت ضيفه عندي ودايسه بساطي.. تبغيني أمد يدي وأقل أدبي عليها.. تبغيني أهين ضيوفي ياثريا.
صرخت بغضب/أنتي تبين تذبحيني، هي خلت فيها ضيوف ولا أحترمت الناس اللي هي في ضيافتهم.. اللي مثلها مالها حشيمه ولاقدر ومهما سويتي فيها ماعليكي لوم.
إتنهدت بعمق وبشرح/مهما سوت برضها ضيفتي وأنا اتربيت على إن الضيف ماينهان، عدوي إن دخل بيتي صار صاحب مكان وله حق وواجب ويكفي إني كنت بكسر لها يدها لما أخذت منها الجوال، ومع إني كنت مضطره بس لذحين بلوم نفسي وبغلطها لإن أعصابي فلتت وما قدرت أسيطر عليها، بعدين من قال لك أني ما وقفتها عند حدها.. أنا متأكده إن بعد اللي قلته ليها هتفكر ألف مره قبل ماتحاول تتصرف معايا بغباء مره ثانيه.
ثريا بعصبيه/وش هي الكلمتين اللي قلتيه لها وماسمعناها!! أنتي تظنين إن وحده مثلها ينفع معاها الكلام، ياما كلمتها ومافاد.
جوري /يختي تنحرق مالي ومالها وماهمتني، خليني فيكي وفي البنات اللي عاملين فيها مستحيين على غفله.
ثريا بغضب/أي مستحيين وبالأصح متفشلين منك ومالنا وجه نقابلك أو حتي نكلمك مثل قبل أرتحتي الحين.
ساد صمت ثقيل لدقيقه قبل ماترد ببرود/الظاهر إن نصيبي دايما بيحطني مع ناس يتخلوا عني وقت الجد، ناس ضعيفه ومتخاذله تحب تعيش في الماضي وتبكي عالأطلال ،عموما أنتبهي لنفسك وفرصه سعيده.. أستودعتك اللي خلقك والسلام عليكم.
طالعت ثريا في جوالها اللي انقفل في وجهها بصدمه وأخذت دقايق لين أستوعبت اللي صار، طلعت من غرفة الملابس بخطوات مهزوزه ووجه شاحب وشهقت بصدمه لما لقت سند واقف قدامها وملامحه ماتبشر بخير أبداً.
↚
المُثير للدهشة..
أن يكون قلبك حزين ووجهك بشوش !!
عيناك مخزن دمع وابتسامتك أنيقه !!
وتحب الصباح ولا يفوتك السهر !!
قلبك يغلي وأفعالك باردة !!
جده، الرابعه عصراً
نادت عبدالرحمن ولما جلسته معاها جنب الباب من جهة الحريم سألها/يمكن وحده من البنات تجي هنا، وبعدين أيش الفيلم اللي حاصل عندكم ؟
ردت بهدوء/عارفين إنك معايا ومحد جاي، ومافي فيلم بس أبغى أشوف كل اللي في ذا الجوال حتى الأشياء اللي انحذفت قبل.
طالع فيها بإستغراب/بس ذا مو جوالك وأكيد فيه أشياء خاصه، ليه بتتدخلي في شي مايخصك.
إبتسمت وضربته على كتفها بشويش/شايفني ملقوفه علشان تقولي كذا، قلت لك في تحدي مع وحده من البنات، بصراحه جوالها مانقفل زي ماقلت أول هيا اتحدتني افكه من دون الباسوورد ولما فكيته رفعت التحدي وبتشوف إذا كنت أقدر أسترجع البيانات المحذوفه.. الغبيه ماتدري إن أخويا عبقرينو وأحسن خبير برمجيات في العالم.
طالع فيها بشك ومد يده بمسايره/ طيب هاتي الجوال وبشوف آخرتها معاكي.
ناولته الجوال وفتح اللابتوب واشتغل عليه لفتره قبل ما يشرح لها أيش تسوي ويوقف بهدوء/برجع لجدي والشباب ماأقدر أخليهم لوحدهم وأنتي إذا نسيتي حاجه من اللي قلتها دقي وأنا برسلك رساله.
إبتسمت ولوحت له بيدها مودعه/مع السلامه والقلب داعي لك.
اتأملها للحظات بصمت وحاول يفهم سبب تمثيلها الواضح بالنسبه له، إبتسامتها المتصنعه وثقتها ماأخفت رجفة يدها ولا صوتها المهزوز ونظراتها المشتته وهي تألف له السيناريو السريع اللي سمعته ياه من شويه ومادخل رأسه.. ماكان تؤام روحها عبث.. كان تؤام روحها لإنه حافظها وحافظ حركاتها ويدري لما تكون متضايقه وبتكذب عليه، زفر بضيق وتركها براحتها ورجع لقسم الرجال.
بمجرد ما صارت لوحدها أخذت نفس عميق وأختفت إبتسامتها، ماكانت فضوليه بطبعها ولاتحب تتدخل في خصوصيات غيرها لكن غضبها كان واصل لأقصاه وهي تتخيل السبب اللي خلى شذى تصورها وبعدها تنكر بكل برود.. وبمجرد ماشافت صورها حست بشياطين الدنيا تتنطط قدامها وكل واحد فيهم يعطيها فكره شكل وإن كانت كلها بتأدي لموت شذى في النهايه.. لكن في الخمس الدقايق اللي وقفتها لحالها بعد مارجعت ثريا ومها للحريم أخذت فيها شهيق وزفير عميق لعدة مرات وحاولت في ذي الفتره البسيطه تهدى وتسيطر على مشاعرها علشان تقدر تفكر بشكل سليم قبل ماتكلم أخوها، وفي بالها الصور اللي لمحتها عالسريع وهي تحذف صورها من جوال شذى.. كانت في قرارة نفسها عارفه إن الصور ذي هي سلاحها الوحيد اللي ممكن تهدد بيه شذى وتوقفها عن حدها بدون ماتتسبب في أي شوشره وفضايح.
بدأت تقلب في صورها بإهتمام وإشمئزاز في نفس الوقت وهي تشوف شذى في أوضاع أقل مايقال عنها إنها سافره وتخدش الحياء العام.. لبس خليع.. أماكن مشبوهه.. قوارير بيره وشراب ومعسلات.. بنات وشباب في أوضاع مخله ومنفره للنفس العفيفه والطاهره.. اتنقلت بين عشرات الصور ورسايل التهديد والإبتزاز اللي ماتركت لها مجال للشك بإن نية شذى لما صورتها ماكانت أبداً شريفه..
قلبت في الملفات بقرف وهي بتقاوم موجة غثيان إجتاحتها بقوه وخلتها ترجف بضعف، وبيد مهزوزه فكت سلسلتها الذهبيه من رقبتها واللي معلقه فيها فلاشها الغالي على شكل وردة جوريه واللي كان هدية من معاذ واللي جامع كل ذكرياتها مع أهلها والناس اللي تحبهم، طالعت فيه وهمست بقهر/مضطره اوسخك بالأشياء اللي هحملها فيك، بس وعد مني مارح تطول.
نسخت كل اللي محتاجته ودقت لعبدالرحمن وكلمته برجاء/السلام عليكم.. عبادي أبغى الجوال ذا مايسوى هلله ولو مين يجي ماأبغاه يعرف يطلع منه حرف واحد بعد كذا.
رد بهدوء/ذحين أجي وأتص---
قاطعته بحزم/لا.. محد غيري بيعمل ذا الشيئ، أنتا بس قلي أيش أسوي وأنا هنفذه بالحرف وبعدها بحط أغراضك جنب الباب وتعال خذها.
قلها اللازم وبدأت تحس بنوع من الراحه والمواساة وهي تنفذ اللي قاله بكل سرور و--
أيش اللي عاملته في نفسك دا!!
رجعت من ذكرياتها ورفعت رأسها وشافت لبنى وغنى قدامها، عقدت حواجبها بإستغراب/لبنى أيش جابك هنا؟
كشرت لبنى بزعل/شوفوا قلة الأدب قالت أيش جابني!! مو اتفقنا يامدام نروح المشغل سوا اليوم.
ضربت حبينها بخفه/معليش نسيت، إن شاء الله ماأخرتك.
طالعت في ساعتها اللي اتجاوزت الرابعه والنصف ونطت بخوف لما رن جرس الفرن فجأه، غنى بقلق/حالك مش عاجبني أبداً، مالك صايره متوتره وبتنسي خيرات(كثير).
ردت بهدوء/كنت سرحانه بس .. هاا ماتبغي تجي معانا.
ردت بإبتسامه/ نسيتي ياقلبي إني سايره السوق مع عبادي نشتري أغراض قبل مانسافر وبعدها عازمني برا.
لبست القفاز الخاص بالفرن وطفته قبل تطلع الصينيه بحذر وتحطها عالطاوله وترجع تطلع الثانيه.
التفتت لغنى بإبتسامه/يسعدلي جوكم ياشيخه.. ماعليه أنبسطوا وهيصوا من دون عواذل.
لبنى بإصرار/برضك ماقلتي لي أيش اللي مهبباه في نفسك دا!!
طالعت بعدم فهم/أيش اللي مهبباه في نفسي.
قربت منها بملل وسحبت اللي على عيونها وشعرهابقوه خلتها تصرخ/بشويش ياهبلا شعري.
رفعت يدها قدام جوري بإستنكار/أيش الهبل دا!!
أنفجرت جوري وغنى في ضحكه عاليه وهم يطالعوا في نظارة الغوص اللي ماسكتها لبنى ومتابعه كلام/يعني من كتر منتي متعوده عالنظاره وماقدرتي على بعدها بعد العمليه قمتي تلبسي دي.. شكلك انحولتي بعد العمليه ولا أيه؟
غنى بإبتسامه/هو من ناحية مش قادره على بعدها فهو فعلاً، أنتي داريه إنها كل شويه تسأل وين نظارتي.. ولا تشوفيها تحط أصابعها على خشمها كأنها بتثبت النظاره ووجهها مافيه حاجه.
مسحت جوري دمعه فلتت من عيونها من كثر الضحك وبمرح/ياهووو عشرة سنين وصعبه نفترق فجأه.. بعدين ياست لبنى ذي لبستها علشان حرارة الفرن أحسها بتوفر حمايه لعيني أكثر من النظاره الشمسيه والطرحه غطيت فيها شعري لما عجنت.
لبنى بإستغراب/بس أنتي قلتي إن الدكتور قال بتمارسي حياتك بشكل عادي .
بدأت تطلع كراتين الحلا والحافظات من الثلاجه وبشرح/هوا صح قال كذا بس في أشياء منعني منها عالأقل ذي الفتره، وبيني وبينك مابغى أجازف خاصة إن مالي أسبوع من وقت ماسويتها وانا من أول يوم رجعت من المستشفى عالمطبخ، علشان كذا بأخذ إحتياطاتي على قد ماأقدر.. لا شمس قويه ولاسباحه ولاسواقه لإني لسا حاسه بشوية زغلله.
غنى بعتاب/عبادي قلك ترتاحي وماتسوي شي وهو بيشتري لك حلويات جاهزه للكافيه وخلصنا.
جوري بإبتسامه/ أنا مافتحت الكافيه علشان أبيع وبس ولا كان من البدايه أكتفيت بالحلويات الجاهزه، الكافيه ذا حلمي وأنا كنت دايماً أحلم أني أعمل حلويات وأشوف الكل يستمتع بيها ويحبها ويطلبها مني مخصوص.. ذا حلمي وشغلي وأنا متكفله بيه بإذن الله.
رن جوالها وطالعت فيه بغصه وهي تشوف أسم ثريا خلته عالصامت وحطته في جيبها قبل ماتفاجأها لبنى وتدفها برا المطبخ بتريقه/طيب ياصانعة الفرح غيري ملابسك اخرتيني واليوم خميس وحريم جده كلهم في المشغل.
إبتسمت لها بمجامله ودخلت غرفتها تأخذ دش سريع وتغير ملابسها وهي تحاول تتناسى خيبة أملها في ثريا والبنات.
،
،
،
،
،
جده، بعد العشاء
حست بأحد يهزها بشويش وردت من تحت اللحاف/رحمه مابغى أكل، حطي عشاء لأمي وأتعشوا أنتوا وأطلعي واقفلي الباب، قلت لكم تعبانه لاتطفشوني.
صار لها ثلاثه ايام معتكفه في غرفتها.. لحد ذحين مو مستوعبه اللي صار لها.. طول الوقت بتفكر كيف داليا الإنسانه الذوق والرقيقه يطلع منها ذا الشيئ.. والإنسان الهمجي اللي دخل عليها بدون احم اودستور وقرب منها بكل وقاحه.. أيش كان قصده باللي قاله! ياترى هوا مين وأيش يقرب لداليا!! وياترى كانت عارفه إنه هيدخل عليها.. معقول متفق معاها!! والأهم أيش يبغوا منها.. نزلت دموعها كعادتها من وقت اللي صار وهي مو مصدقه إنها قدرت تهرب وتنفذ بجلدها من وسطهم.. كيف خرجت وكيف لبست عبايتها!!! كل اللي فاكرته كان منظر بوابة الفيلا وهو منتظرها علشان تخرج.. حست وكأنها طير ولقي باب القفص أخيراً مفتوح وماصدق خبر وطار بأقصى سرعه.. أتذكرت خوف أخوها رشيد لما طاحت قدامه عالأرض واتذكرت كيف اترجته يوقف اول سياره علشان تهرب قبل ما احد يلحقها.. وبعد ماهديت قدرت تألف له كذبه حاولت قد ماتقدر تكون مقنعه وقالت له إن داليا ماكانت موجوده ولما سألها اتأخرت ليه قالت له إن الشغاله أصرت تضيفها حاجه ولما طلعت لقيت كلب حراسه كبير خوفها وعلشان كذا خرجت له بذاك المنظر.. جوالها رن كذا مره بأسم داليا وفي الأخير قفلته ولما وصلت بيتهم قالت نفس الكلام لأمها وعلى طول راحت أتوضت ودخلت غرفتها تصلي شكر لله اللي نجاها من كيدهم.. وأستمرت إتصالات داليا ورسايلها اليومين اللي بعدها واللي قالت فيها إنه صار سوء تفاهم وإنها فاهمه الموضوع غلط وعال---
طلعتها أمها من أفكارها لما كلمتهابحنان/قومي ياخوله في ضيوف علشانك.
دفت اللحاف بسرعه واتعدلت في جلستها بإرتباك/مين اللي جاء؟
جلست جنبها ومسحت على شعرها بحنان/زبونتك اللي وديتي لها الفساتين ومالقيتيها، جات وتقول جابت باقي الفلوس.
نطت فجأه من سريرها وبعصبيه/أمي أنا تعبانه ومافيا حيل شوف احد.. قولي لها أني مو هنا..
ماتشوفي شر حبيبتي.
شحب وجه خوله وهي تشوف داليا داخله غرفتها بكل ثقه ولاكأنه صار شيئ، ضمتها بحب /كذا تروحي بدون ماتودعيني ولا تأخذي فلوسك.
طالعت فيها بإرتباك/أنا.. أنا مابغى الباقي.. أصلاً الفسا..الفسااتيين ماهي مزبوطه.. خلاص ما----
قاطعتها داليا وجلست جنبها /خالتي ممكن كأسة مويا الدنيا حر وأنا ماتحمل الحراره.
وقفت أم رشيد بإحراج/سامحيني ماضيفتك بس شوفة عينك خوله تعبانه وأنا صحتي على قدي.
وقفت خوله وطالعت في داليا بحده/أنا بودي أمي غرفتها وبرجع أضيفك.
مسكت أمها ومشيت معاها بشويش لين وصلتها لسريرها وبرجاء/أمي خليكي هنا ولاتطلعي وانا شويه وبجيكي.
باست رأسها وطلعت وكلها حقد على داليا، قابلت أختها رحمه ومسكتها من يدها بعصبيه/أنتي اللي دخلتي الحرمه صح.
طالعت فيها رحمه بإرتباك/والله قلت لها إنك تعبانه ونايمه بس قالت لي إنها جايبه حقك الفلوس، وأفتكرت إنك هتفرحي.
أخذت نفس وهديت لما شافت نظرات رحمه الخايفه وبإعتذار/طيب خلاص.. روحي حطي لكم عشاء واتعشوا كلكم مع أمي وماأبغى واحد فيكم يطلع برا الغرفه لين أجي.. فاهمه يارحمه.
هزت رأسها بموافقه سريعه وجريت عالمطبخ، أما خوله أخذت نفس عميق وحاولت تقوي نفسها وماتبين خوفها وإرتباكها ورجعت علشان تواجه داليا.
↚
لندن، التاسعه صباحاً
كانت مكالمتهم فيديو ومبين عليهم الفرح بيها وبإبتسامه/ ومن اللي فاز يابدر؟
بدر /مساعد.
بتول بضحكه/لو شفته يابابا شلون كان زعلان ويتذمر.
بدر بضيق/لو كنتي كل مره تخسرين مثلي ماكان قلتي هالكلام.
طالع سند في ملامح بدر المتجهمه وبهدوء/بس خسارتك ذي ماكانت خساره بحد ذاتها يابدر.
رد بإستغراب/شلون خساره وموبخساره.
سند /ترتيبك وش كان هالمره؟
بدر/الثالث.
إبتسم/أنت في كل مره خسرت فيها كنت بالمقابل تتعلم وش الغلط اللي سويته وخلاك تخسر.. ومقابل كل خساره خبرتك تزيد وعلاقتك بالبرق تتوثق أكثر من قبل، ومع الوقت رح تتفادى اغلاطك وتخطط لخطوتك الجايه بفهم ووعي أكبر وذا اللي خلاك تتغير من شخص مايعرف شلون يمسك لجام لفايز بالمرتبة الثالثه في سباق خيل خلال فتره ماتجاوزت نص السنه.
ساد صمت غريب لفتره قبل ما يعلق بدر بحماس/يعني رح أفوز على مساعد وباقي العيال في مره من المرات.
سند بفخر/ أنا متأكد من هالشيئ، أنت ذكي وصبور ورح توصل للي تبيه بأسرع وقت.
بدر بفرح/ مو مهم سرعة الوقت المهم الطريقه وأنا أستمتعت بوقتي معاك وباللي سويناه سوا وهي كلامها صح، انا اتعلمت كل شيئ بالتدريج.
بتول بإرتباك/انزين بابا بدر اتأخر على صلاة الجمعه، أنت متى بترد أشتقنا لك.
إبتسم سند لما شافها تضرب بدر على كتفه بخفه وتقطع كلامه، الظاهر نسيت إن مكالمتهم فيديو وإنه شايفهم وبحب/أنا بعد أشتقت لكم حيل وبكره بس تصحوا من النوم بتلقوني عندكم بإذن الله.
بدر/ لاتنسى اللي وعدتني فيه مع السلامه.
لوح لهم بيده/في امان الله.
رمى جوالها عالطاوله وعيونه تتأمل السماء الملبده بالغيوم الرماديه المشابهه لمزاجه الرمادي والبارد، في لحظه لام بدر اللي جاب سيرتها وذكره بها بس رجع غير رأيه بضيق لإنه متأكد إنه ماكان محتاجه بدر علشان يذكره بشيئ مانسيه أساساً.. شلون ينساها بعد اللي سمعه من ثريا..
وقف بقوه خلت كرسيه يطيح عالأرض واتمشى في الحديقه بغضب بعد ماتذكرت اللي سوته شذى.. رجع يعيش اللي حس فيه لما قالت له ثريا عاللي صار وشرحت سبب خلافها معاها.. وقتها دار في جناحها زي مايكون أسد ومحبوس في قفص.. شلون تتجرأ وتتحداه بكل هالغباء بعد ماحذرها ومنعها تقرب منها.. رجال طول وعرض محد فيهم يتجرأ يرد عليه بكلمه ولا يعارضوه في رأي وشذى بكل تهور وغباء اتحدته واتجاوزت بحركتها كل حدودها معاها.. هو مشى لها كلامها وأسلوبها مع بتول واتغاضى عن تميلحها قدامه كل ماشافته وماحب يحط عقله بعقلها، لكن حركتها ذي كانت القشه اللي قصمت ظهر البعير.. الظاهر إنه غلط لما ماعاملها بحزم وأكتفى معاها بالكلام.
لكن اللي أستغربه أكثر هو كمية الحقد اللي في شذى ناحية هذيك الإنسانه واللي خلاها تفكر تصورها وأكيد ما صورتها للذكرى.. طيب شتبي بصورها ووش اللي خططت له.. .. هو يدري إن شذى غبيه بس غباوتها جات على رأسها هالمره.. ورغم إنه كان مستعجل يومها ووراه سفر وموعد مهم إلا إنه أجل موعده وجلس مع ثريا لين فهم منها السالفه، بعدها لبس قناع البرود من جديد وجلس مع اهله وحكى لهم عن كلام الدكتور وعن سفره علشان يحدد موعد عملية بتول وليلتها وقبل سفره زار عمه أبو سلطان لفتره وبعدها سافر وهو يفكر في طريقة يعاقب فيها شذى، ورغم إن خياراته ماكانت كثيره إلا إنه أختار أسهل الطرق وأكثرها تأثير عليها وبادر في تنفيذها فورا و--
رفع رأسه للسماء بعد ماحطت على وجهه قطرات مطر خفيفه رجعته للواقع، اتغير الجو بدون ما يحس والغيوم الرماديه اللي كانت متفرقه غطت السماء وحجبت نور الشمس وهي تمطر بغزاره، إبتسم وفكر في شيئ من زمان ماسواه وبدون تردد خلع البلوفر الأسود وبلوزته الداخليه وإكتفى بالجينز ووقف تحت المطر اللي زاد بسرعه براحه ولامبالاة وكأنها بيغسل همومه وأفكاره، وبعدها قطع الحديقه بالطول والعرض وهو يتمشى فيها بخطوات بطيئه لين حس بجسمه أتخدر من البرد وقرر يدخل يأخذ دش ويغير ملابسه.
،
،
،
،
،
،
الرياض، قبل المغرب.
خلاص مصر تمشي الحين يافهد؟
ألتفتت لفريال اللي تبكي بصمت وسحبها من يدها وجلسوا عالسرير وبمرح/الحين ليه زعلانه مامليتي من وجهي كل هالوقت.
هزت رأسها بنفي وبتردد/ أنت مقتنع باللي قلته لأمي.. مو ملاحظ إنك اتسرعت، أنت لو ضغطت عليها شوي أكيد بتوافق.
أختفت إبتسامته وبهدوء/أنا خلص شلت السالفه من بالي، بعدين أنتي قلتي إنها رافضه الزواج وأنا بعد ماشفت طليقها وشلون عاملها لما كانت في المستشفى اتأكدت إنها رح ترفضني.. أكيد اتعقدت من الزواج والرجال وأنا مارح ألومها والله يوفقها في حياتها.
مسحت دمعه فلتت منها وهي تتذكر الأيام اللي قضاها جنب أمها في المستشفى والأيام اللي تلت خروجها وكيف كرس كل وقته للعنايه بصحتها ونفسيتها ولا كأنه صار بينهم شيئ، واتذكرت كيف صارحها بمعرفته لجوري وسر تمسكه بها، ولما زاروهم بيت المنذر أخذت ثريا على جنب واتكلمت معاها وشرحت لها ثريا بإختصار عن وضع جوري ورفضها للزواج واللي اتقدموا لها قبل أخوها، ومع رفض أمها وحيرة أخوها لقت إنه أنسب شيئ تبلغه برفضها القاطع.
ركزت مع فهد لما مسك يدها وبمرح/لا تخافين علي، الظاهر إني مثل ما قالت أمي مريت بفورة إهتمام وإنفعال ماله مبرر وأنتي تدرين هالحالات مؤقته ومارح تمر فتره غير وانا ناسي جوري وطوايفها بعد.
ردت بتردد/بس أنت عن جد حبيتها وكنت مستعد تتغاضى عن كونها مطلقه وام لطفلين لو وافقت عليك.
سكت للحظات وبتفكير/ طول الفتره اللي تمت فيها أمي في المستشفى كنت أفكر أنا ليه حبيتها واتعلقت فيها.. هي موبملكة جمال وانا ماأعرفها زين.. ويمكن مافيها المواصفات اللي تخلي الرجال يتسابقون عليها.. بديت أفكر إن اللي حسيت فيه ناحيتها كان أقرب لإعجاب.. إعجاب بقوتها اللي خلاها تتمسك بإبتسامتها وتفاؤلها طول فترة علاجها، وإعجاب باللي سمعته عن مواجهة زوجها الكريه في المستشفى، إعجاب بطريقتها لما أختارت تكمل حياتها ودراستها وفتحها لشغلها الخاص وإهتمامها بنفسها عكس بعض المطلقات اللي بيعتبروا حياتهم إنتهت بطلاقهم.. كانت حاله أول مره أقابلها.. كل هالأشياء يمكن أثرت على حكمي.. إصرارها وقوتها خلوني أفكر للمره الأولى في إني حيل متساهل ودايم أرضخ لرغبات أمي بغض النظر عن اللي أبيه وأني خلص أتخطيت هالمرحله ولازم أواجهها في يوم من الأيام .
طالعت فيه بإستغراب/يعني كنت قاعد تتحدى أمي فيها؟
زفر بضيق/مو تحدي بالمعنى المفهوم، هي كانت أول شيئ أختاره لنفسي بدون ماأحد يفرض رأيه وسلطته علي.. شيئ كنت مقتنع فيه والظاهر لما أمي حاولت تفرض سيطرتها علي كالمعتاد ثرت وبديت أقاوم بعنف لكن في الأخير لقيت إن معاها حق.. أنا مارح أقدر أتحمل إن زوجتي كانت ملك لأحد غيري في يوم من الأيام وعيالها بيكونوا شاهد يذكرني بهالشيئ طول عمري.
عقدت حواجبها بضيق/ الرجال كان زوجها مو بخويها وش هالكلام الفاضي، ولو كل رجال فكر بعقليتك ماكان في أي مطلقه اتزوجت مره ثانيه.
إبتسم بمرح/الحمدلله إن مو كل الرجال زيي وإن شاء الله ربي بيعوضها أحسن من طليقها التبن.
آمنت وراه وراقبته بشك وهو يرتب شنطتها وفي داخله" ياترى مقتنع باللي تقولها ولا قاعد تصير نفسك ياخوي"
↚
الرياض، الثانيه ظهراً
كانت تكلم بنات أعمامها في قروب الواتس
لما سمعت ضحكة أبوها وهو داخل، قفلت مع البنات ووقفت لما قرب منها وسلمت عليه وجلست جنبه بهدوء، طالع فيها بقلق/رديتي مبكر اليوم، فيكي شيئ! تعبانه!
هزت رأسها بنفي وعقدت حواجبها بتركيز وهي تسمع كلامه/ذي ثريا راده مبكر من دوامها وظنيتها تعبانه......... لا الحمدلله مافيها شيئ لا تخافي............... يعني بقص عليكي خذي كلميها وأطمني بنفسك........... أنزين سلمي على عبادي والعيال........ في أمان الكريم وعليكم السلام والرحمه.
عضت على شفايفها بقهر لما عرفت مين اللي يكلمه.. ألتفتت لأبوها اللي يكلمها وبحزن/هلا يبه.
مسك يدها بحنان/شصاير ياثريا، تحسين بشيئ.. شكلك مو بعاجبني هاليومين.
إبتسمت بمجامله/مافيني شيئ حبيبي لاتشغل بالك..
سكتت للحظات وبتردد/جوري سألت عني؟ ليه ماكلمتني؟
إبتسم/ظنت إنك تعبانه يوم سمعتني أكلمك وتقول عبدالرحمن جاء وبتحط لهم الغداء وبعدها بتتطمن عليكي.
نزلت رأسها بهدوء علشان مايشوف للدموع الي اتجمعت في عيونها وفي داخلها"كذابه مارح تكلمني، هي من هذاك اليوم ماعد ردت على إتصالاتي وحتى البنات ماقامت ترد عليهم وحتى الواتس مادخلته.. كله مني ومن غبائي.. أنا اللي زعلتها مني أستاهل"
وقفت بدون ماترفع رأسها وبهدوء/عن إذنك يبه بروح جناحي أرتاح وراي دوام.
إبتسم لها بحب/روحي يابنيتي عساك عالقوه.
مشيت للمصعد بدون ماتشوف قدامها وأول مانفتح الباب صدمت في جدار، رفعت رأسها وشافت سند قدامها، مد يده ومسكها قبل ماتطيح وأنتبه لدموعها وإستغراب/شصاير، ليه تبكين؟
ماردت عليه ودفته ودخلت وهي تمسح دموعها، زفر سند بضيق قبل مايطلع الدرج ويلحقها لجناحها.. دق الباب ودخل لما ماردت عليه ولقيها تبكي.. جلس جنبها عالسرير لدقايق ولما يأس من إنها تطالع فيه مسك رأسها ورفعه بيده ويقلق/ثريا شصاير .. أحد مضايقك! صار لك شيئ في المستشفى!
مسحت دموعها قبل ماترد بإنفعال/ماصار شيئ ماصار شيئ.
مسك يدها بحزم/أنزين ليه تبكين مدام ماصار شيئ.. صارحيني شاللي مزعلك.. شصاير.
نزلت دموعها من جديد وبقهر/مو براضيه ترد علي ولاتكلمني، أرسلت لها رساله واعتذرت منها وبعد ماردت علي.. خلص زعلت مني وماتبي أي علاقه بينا.
سألها بشك/من اللي زعلت منك؟
انفجرت في وجه/جوري ياسند جوري..
عقد حواجبه بضيق/انزين بكيفها عساها لاردت.. أنتي سويتي اللي عليكي واتصلتي وأعتذرتي منها وش تبي زود.
طالعت فيه بصدمه/وش اللي عساها ماترد، هذا وأنت داري باللي صار وتدري إني كنت اتجاهلها أنا والبنات لين زعلت منا وماعد ردت على وحده فينا.
عقد أيديه على صدره وببرود/الحين يوم كانت تراكض وراكم وتتصل عليكم ماكنتوا معبرينها ويوم سوت اللي تبونه زعلتوا؟ موبأنتوا اللي قاطعتوها بالأول؟
طالعت فيه وبتبرير /حنا ماقطعناها.. حنا كنا متفشلين من سواة شذى فيها.. ماقدرنا نرفع عيونا فيها وهي تضحك وتمزح معنا يومها ولاكإنه صار شيئ.. أنت ماشفت شكلها شلون كان بس أنا شفتها.. كانت مقهوره ياسند والعبره خانقتها وهي تحاول تبين إنها بخير.. شفت رجفة إيديها ولونها المخطوف وهي تتحرك بأليه وبرود..
رد بهدوء/كانت تقدر تقول لأبوي عاللي صار وهو يتصرف ويأخذ حقها من شذى بس هي أختارت تتعامل مع اللي صار بهالأسلوب، خلص تتحمل نتيجة إختيارها.
هزت رأسها بعدم تصديق/أنت شلون تقول هالكلام بعد ماسمعت كل شيئ بنفسك.. أنت تدري إنها اتحملت كل شيئ علشان أبوي وصحته.. سكتت حشيمه له ولنا..وأنا بغبائي بدل ماأخذ الأمور بسهاله وأقول الحمدلله اللي عدت على خير، ضغطت عليها وحملتها مسؤلية شيئ مو بيدها.. أتخليت عنها وهي بحاجتي وبحاجتنا كلنا جنبها بهالوقت.
طالع فيها بإهتمام/ شقصدك بهالكلام، اشمعنى بهالوقت بالذات؟
وقفت جنب الشباك وطالعت برا بشرود/هي معاها حق أنا اتخليت عنها رغم إنها دوم تسأل علي وعلى أخبار البنات وتتطمن علينا من بتول وأبوي.
ألتفتت له وتابعت/جوري تخاف حيل ومن أشياء غريبه وماتحب شيئ يلمسها وخاصة عيونها، ومع ذلك سوت عمليه لعيونها وأنا بدال ماأكون معاها تركتها لوحدها.. كبريائي الغبي خلاني ماكلمتها طول الفتره اللي راحت ولما أستوعبت اللي سويته وندمت وحبيت أرجع علاقتنا ماقامت ترد علي وكل ماحاولت أكلمها من جوال أبوي ولا أبوي صقر وحتى بتول وبدر تتهرب مني وتخترع لهم عذر وماتكلمني بدون ماتحسهم بشيئ، وبعد كل ذا تقول. بكيفها وعساها ماردت..
طالع فيها بضيق/غلطتي وأعترفتي بغلطتك وحاولتي تصلحيها وهي رفضت هالشيئ، خاص براحتها بتركضين وراها وتترجينها؟
سكتت للحظات تتأمله وبعدم تصديق/أنت بالذات المفروض ماتقول هالكلام، بعد كل الأذى اللي سببته لها إلا إنها في كل مره تقابل إساءتك بإحسان .. إهتمت ببدر وبتول ووقفت معاهم في الوقت اللي أنت أتخليت عنهم.. دافعت عنك قدامهم وبررت هروبك وخلتهم يعطونك فرصه ثانيه.. طلعتهم من عزلتهم ورجعت لهم ثقتهم بنفسهم وفي الأخير أقنعت بتول تسوي فحوصها بعد ماكانت غيرت رأيها.
سألها بجمود/شقصدك!
ردت بإبتسامه باهته/ كانت تقدر تسوي عمليتها من قبل ماتقابلنا بس هي كانت رافضه ، لكن بمجرد ما بتول غيرت رأيها وهونت عن عمليتها قررت تسويها كتشجيع لها علشان تتغلب على خوفها، أتفقت معاها إذا أتشجعت وسوت فحوصها رح تسوي عمليتها بالمقابل وإذا كانت نتايجها زينه رح تسوي العمليه بدون تردد وذا اللي صار مع فرق بسيط، بتول كنا كلنا معاها وقت فحوصها بس جوري أكيد كانت لحالها.
طالعوا في بعض بصمت للحظات قبل ما ينسحب بهدوء ويتركها لدموعها اللي نزلت من جديد.
،
،
،
،
،
جده،السادسه مساءً
رن جوالها وحطت ساعتها وردت بسرعه/السلام عليكم.. هلا عبادي.
عبدالرحمن بضحكه/مالك متصربعه أحد بيجري وراكي.
إبتسمت للزبونه وحطت لها طلبها بهدوء/بالعافيه.. لا حبيبي محد بيجري ورايا بس وقت الذروه.
رد بإحباط/يعني مافي مجال تقفلي وتجي معانا.
لمت الأكواب والصحون من الطاولات الفاضيه وبإعتذار/أسفه حبيبي غير مره.. روح أنبسط أنت والحب كلها يومين ومسافره وبترجع لي ياقميل وين هروح منك.
عبدالرحمن بمزح/وعيالك خلوا فيها حب شوفيهم عواذل بينا بدل ما يقولوا خلوا جود عندنا وروحوا أتمشوا وخذوا راحتكم.
جوري بإستغراب/أما.. ياسمين قالت وراها واجبات لليل وقصي راح لأبوه.
عبدالرحمن بضحكه/هو الصراحه راح، بس راح جاب نادر ونادين وجاء.
شهقت بإحراج/لابالله، أيشبهم عيالي أنهبلوا!!
غنى بعتاب/عبادي بلا سخافه بتصدقك.. جوجو لاتصدقيه هو اللي قال لقصي يسير يجيب أخوانه.
جوري/تستظرف انتا ووجهك شايفني فاضيه لمزاجك الرايق ياخفه.
غنى برجاء/مدام الكل موجود جي معانا جود تشتي تسير الملاهي ومش حاليه بدونك.
لمعت عيونها بمرح/ترى باقي لي تكه وتقنعيني تعرفيني إلا الملاهي مااقاومها خاصة والحبايب متجمعين.
عبدالرحمن بحماس/يعني أجي تراني قريب منك.
حركت يدها بلا كأنه شايفها وبضحكه/أمزح معاكم لا.. روحوا ربي يسعدكم بعدين زبوناتي الحلوات بيعملوا مظاهره يقولوا الكافي كل يوم والثاني مقفول وذا مو كويس لسمعة شغلي.
ضحك/خير إن شاء الله، أحنا ماهنخلي لعبه وأنتي خليكي مع زباينك وحقك الكيك والقهوه.
مسكت منشفه ومنظف الزجاج ومسحت الطاولات بمرح/تستاهل جودي خليها تنبسط وأنا مبسوطه بكيكي وقهوتي وزي مااتفقنا برجع مع لبنى ورائد يعني اتأخروا براحتكم وسووا اللي تب-----
سكتت فجأه لما جات عيونها على ثريا اللي واقفه عند الباب مع لبنى وبهدوء/خلاص الله معاكم الزباين مستنيه طلباتها.. السلام عليكم.
دخلوا سوا وسلموا،لبنى بإبتسامه/ شوفي من لقيت برا.
ردت بهدوء/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ياهلا حيا الله من جانا.
وقفت ثريا قدامها بإرتباك/شلونك جوري.. أشتقت لك.
نظفت الطاوله وردت بهدوء/الحمدلله بألف خير، تشتاق لك العافيه.
أشرت لها تجلس وحطت لها المنيو وتابعت/أيش تحبي تشربي؟
جلسوا ولبنى تضحك/بالله أيش رأيك فيها مسويه فيها مديره وعايشه الدور.
ردت جوري/لكل مقامً مقال وذا أكل عيشي ولازم أداريه.
مسكت ثريا المنيو واتظاهرت إنها تقرأ اللي فيه وهي تحاول تتأقلم مع برود جوري ولامبالاتها ولبنى تطالعهم بتساؤل/ أنتوا متخاصمين؟
رفعت ثريا رأسها بسرعه/لا من قال.
ردت جوري ببرود/ الناس علشان تتخاصم محتاجين يعرفوا بعض في الأول وأحنا طلعنا مانعرف بعض من الأساس.
طالعت فيها ثريا بصدمه/جوري وش هالكلام!
لبنى بإستغراب/أنتي وهيا من جد زعلانيين من بعض! أيشبكم أخر مره سبتكم كنتوا حلوين!
التفتت جوري لزبونه لما نادتها وبإبتسامه بارده/لما تحبوا تطلبوا نادوني.
لحقوها بنظراتهم لما تركتهم ومشيت ببرود اتلتفت لبنى لثريا اللي انخطف لونها وبجديه/ أيشبكم ياثريا أيش الهرجه فهميني.
هزت رأسها بعدم تصديق/أنا ماتوقعتها تكلمني بهالأسلوب.. من وين جابت هالقساوه كلها.
لبنى بشرح/جوري مو قاسيه بس هيا لما تنجرح من أحد بتتصرف ببرود زي منتي شايفه وشكلها دي المره زعلانه بقوه.
سكتت للحظات وتابعت بتنهيده/ هيا ماكانت كدا بس حياتها مع خالد حولتها لكدا غصباً عنها.
لمحت جوري خلصت خدمة البنات اللي طلبوها وفتحت باب وأختفت وراه طالعت في لبنى بتساؤل/خالد ذا يصير أخوكي صح.
إبتسمت لبنى وبهدوء/صح أخويا بس ماهو بريئ ومارح أشهد له بشيئ مو فيه.. عموماً ترى جوري ماعندها هرجه وتلقيها دحين زعلانه لإنها قسيت عليكي وكلمتك كدا ومو بعيده تلقيها تبكي في المخزن.
أشرق وجه ثريا بإبتسامه/تتوقعي؟
وقفت لبنى وهي تضحك/أيش دي الشماته فرحانه علشان بتبكي.
ثريا بلهفه/قصدي إنها زعلانه علي.
ردت بمرح/روحي جربي حظك تراها هبلا وينضحك عليها بكلمتين ولو نزلتي دمعتين هتأخدك بالحضن كمان.. يلا شوفي شغلك وهرجع أحتفل معاكم بالصلح إن شاء الله.
،
،
،
دخلت المخزن وجلست عالأرض وسندت ظهرها عالباب وغمضت عيونها بهدوء.. أخر شيئ أتوقعته إنها تشوف ثريا هنا.. مو بس هنا .. هي أساساً ماتوقعتها تجي تشوفها ولا جاء في بالها ذا الشيئ خاصةً بعد ماطنشت مكالمتها ورسايلها طول الفتره اللي فاتت.. وعلى قد ماأنصدمت وفرحت بشوفتها على قد مازعلت لما أتذكرت كلامها معاها أخر مره، حست بوجع وقهر منها ومن البنات بسبب تهربهم الواضح منها، ورغم إن مكالماتهم قليله إلا إنهم عاملين قروب عالواتس وبيتواصلوا بشكل شبه يومي ومن وقت اللي صار في الإستراحه وكل وحده فيهم صارت ماترد حتى على رسايلها.. حاولت تفهمهم إنهم مالهم دخل باللي سوته شذى وإنها مو زعلانه منهم واتصرفت معاهم كالمعتاد علشان تبين لهم إن علاقتهم نفسها ماتغيرت واتجاهلت ردودهم المختصره وحواراتهم الغير مريحه وأستمرت في إتصالاتها ورسايلها بشكل طبيعي.. عذرتهم وحاولت تفكر بمنطقهم بس ما قدرت تطول.. حست نفسها تنفخ في قربه مقطوعه.. سدوا في وجهها كل الطرق بأسلوبهم الغبي واللامنطقي بالنسبه لها خاصة ثريا بحكم إنها أقرب وحده ليهاو---
وقفت بسرعه لما أندق الباب وطلعها من أفكارها وانتبهت لوجهها الرطب ومسحت دموعها وهي تهمس لنفسها/ترى صارت عاده غبيه.
اندق الباب مره ثانيه وعدلت شعرها ومسحت وجهها بكفوفها وأخذت نفس عميق وفتحت الباب بإبتسامه جمدت على شفايفه وبهدوء/أخترتي اللي هتطلبيه؟
إنتبت ثريا لعيونها الحمراء وبدون تفكير رمت نفسها عليها وضمتها بهمس/أسفه.. أنا غبيه غبيه سامحيني تكفين.
وقفت مكانها بصدمه للحظات بس لما سمعت همس ثريا الباكي وهي تضمها بقوه إتنهدت وعرفت إنها خلاص سامحتها، لفت أيديها عليها وضمتها بتردد وبضيق/دوبك عرفتي إنك غبيه! ذا شيئ مفروغ منه.
ضحكت ثريا وبرجاء/يعني سامحتيني؟
بعدتها عنها بشويش ودفتها قدامها وببرود/أفكر.. ويلا عطلتيني عن شغلي.
هزت رأسها بموافقه ورجعت طاولتها براحه بعد ماحست إن جوري سامحتها بس تكابر.
غابت عنها لدقيقتين ورجعت حطت قدامها كوب قهوه وفطيرة تفاح وبهدوء/ذي على حساب المحل.
مسكتها ثريا قبل ماتروح وبمزح/أنزين أجلسي شوي لين أذوقها وأقلك رأيي فيها يمكن ماتعجبني.
بعدت يدها وبتكشيره/إذا ماعجبتك تعرفي طريق الثلاجه حطيها هناك وفي صندوق إقتراحات إذا حابه تعلقي على شيئ.
وأشرت لها على علبه صغيره في الجدار ومشيت، إبتسمت ثريا وذاقت الفطيره على مهلها ومر الوقت وعيونها على جوري اللي بتتحرك بخفه بين الطاولات وهي تشوف طلبات الحريم بإبتسامتها العريضه، صلوا المغرب ورجعت طاولتها وجوري كل شوي تجيها تشوف إذا محتاجه شيئ وإن كانت معتمده أسلوب رسمي في كلامها، إتنهدت براحه وفكرت إنها سوت عين العقل لإنها جات تعتذر منها بنفسها زي ماأقترح عليها سند و..
سند !!!
شهقت بصدمه .. كيف نسيت سند اللي طلبت منه ينتظرها برا تحسباً لعدم إستقبال جوري لها مع إنه أكد لها إنها مارح تردها وبسرعه مسكت جوالها ودقت عليه.
،
،
،
صلى المغرب في مسجد قريب من المشغل ورجع جلس في سيارته ومسك جهاز لوحي وأشتغل على ملفات وقرأ إيميلات بملل في محاوله لتضييع الوقت لين تطلع ثريا وبمجرد مارن جواله وشاف المتصل ترك اللي في يده وفتح الخط بسرعه ورد بنره هاديه قد مايقدر/هلا ثريا بشري.
ثريا بفرح/الله يبشرك بالجنه قول آميييين.
إبتسم براحه/آميييين وقايلها، موبمحتاج اسأل مبين من صوتك وش صار.. أكيد تصافيتوا.
ردت بتنهيده/ ماقالتها بلسانها بس من داخلها مسامحتني وتكابر والوقت مو مناسب علشان نحكي.
إبتسم بإنتصار/ قايل لك إنها بتطلع عينك ومارح تخلي عنها هالعناد بسهوله! إنزين بتطلعين ولا بتمين عندها ولا وش نظامك.
ردت بتأكيد/كان لازم ماأشكك في كلامك والحمدلله اللي سامحتني وذا يكفيني الحين، وبقعد معاها شوي للحين ماحكينا كلمه على بعضها وهي مو ملاحقه عالشغل وماقعدت وهي تلف من طاوله لطاوله.
عقد حواجبه بتركيز/إلا هي وش تشتغل؟
ردت بضحكه/خلص حبيبي بعدين أكلمك مع السلامه.
طالع في الجوال بصدمه للحظات بعد ماقفلت في وجهه وبتذمر/شفيها ذي إنهبلت! ما قالت لي وش تشتغل!! أنا غلطان اللي جبتها.
رمى جواله وسند رأسه على المقعد ورجع بذاكرته لعصر اليوم
خرج من عند ثريا وراح لبتول ومالقيها في جناحها وقالت له دينا إنها عند المسبح مع بدر، نزل وشاف بدر يسبح وبتول جالسه
على طاوله قريبه من المسبح وضحكهم وصوتهم العالي واصل لعنده، سحب كرسي جنب بتول وجلس/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ردوا السلام في نفس الوقت وقرب منهم بدر/يبه انزل أسبح معاي.
هز رأسه برفض/مره ثانيه إن شاء الله، الحين أبي بتول في سالفه.
إبتسم بدر بتفهم وسبح للجهه الثانيه علشان يخليهم براحتهم، بتول بخوف/شصار يابابا، الدكتور قال شيئ.
مسك يدها بحنان/لاحبيبتي ماصار شيئ شفيكي خايفه..كل شيئ زين وعمليتك بعد شهر بإذن الله مثل ما اتفقنا.
زفرت براحه/الحمدلله خفت يصير شيئ ويلخبط الموعد.
سكت للحظات يفكر كيف يسألها على هذيك بدون مايحرج نفسه وبهدوء/ماشاء الله عليكي اتغيرتي حيل يابتول وصرتي متحمسه لعمليتك أكثر مني، ماعدتي خايفه؟
أخذت نفس عميق وبتردد/بالعكس للحين خايفه وكل يوم يقربني من موعد العمليه يخوفني زياده، بس شوقي لكم أكثر.. سكتت للحظات وهي تحاول تمالك نفسها علشان لاتبكي قدام أبوها، مسك أيديها بين أيديه بحنان/أتكلمي حبيبتي، قولي كل اللي حاسه فيه وأنت رح أسمعك وأفهمك.
اتمسكت فيه بقوه وبشرح /أشتقت لوجهك ولوجه بدر.. أبي أشوفكم وأشوفك شلون صرتوا.. أبي أشوف صور ماما وإذا كنت أشبهها مثل ما أنت تقول..
حست بحمل إنزاح عنها بمجرد ما قالت ذي الكلمتين وحنان ابوها وإهتمامه خلاها تبتسم وتتابع/إبي أشوف الكل وأعرف وش اتغير فيهم.. بشوف جدتي وديمه وهي معصبه وجدي صقر وهو يتقهوا الفجر وجدي مساعد وجدتي منيره وهو يسولفون .. إبي أشوف عمتي ديما وهي تهاوش عمتي ثريا لما تقعدها من النوم..
ضحك سند معاها لما جات سيرة ديما اللي تحب النوم بشكل مو طبيعي وأخلاقها اللي تكون على أخرها لما تصحى غصب،سكتت بعد فتره ومسحت دموعها، اللي نزلت من الضحك.. ضحكها كان فيض مشاعر إنفجر فجأه وطلع كل اللي حاسه فيه بسهوله ويسر/ تعبت من الظلام اللي محاوطني من كل صوب إبي أشوف السماء والناس والبحر.. إبي أشوف خالتي جوري وإذا كانت مثل ماأنا متخيلتها.
طالع فيها بتساؤل/ وشلون متخيلتها؟
إبتسمت وبتفكير/أمممممم متخيلتها شيئ غريب وماتشبه أحد..
إبتسم بسخريه/حشى مخلوق فضائي موبإنسانه.
ردت بضحكه/يمكن ليه لا.. كل ماعرفتها كل ماحاولت أرسم لها صوره في بالي بس عجزت.. لما أكون زعلانه وكلي يأس صوتها يكون دافي وحنون وكلامها يهديني ولما تلمني في حضنها أحس براحه، ولما أكون متضايقه وحاسه بملل صوتها يتغير وكل هدوئها يختفي وتصير وحده ثانيه كلها مرح ونشاط وضحكتها ترن مثل جرس المدرسه مزعج بس كله حماس.
سرح فيها وأسترجع حالاتها اللي مرت عليه ،أتذكر صوتها ودلعها وهي تكلم بدر في المزرعه.. حماسها وفرحها مع ثريا.. خوفها وبكاها من كوابيسها عن عالذيب.. عصبيتها وقهرها مع علي.. شجاعتها وجرأتها لما خرجت من المزرعه بذيك الطريقه المجنونه.. لعبها وضحكها مع الأدهم، وغضبها وبرودها وطولة لسانها معاه في كل مره يتواجهوا فيها وبشرود/ شخصيتها متقلبه بين مد وجزر مثل البحر.
ألتفتت له بتول بعدم فهم/شلون يعني؟
صوتها طلعه من أفكاره واتعدل في جلسته بهدوء/كملي.
ركز معاه من جديد وهي تتابع كلامها براحه/يعني لما أكون معاها أحس إن كل شيئ بيكون أوكيه وكل اللي خايفه منه يصير ماله معنى.
سألها بهدوء/وهي اللي خلتك تغيرين رأيك وتسوين فحوصك بعد ماكنتي متردده؟
عضت أصابعها بإحراج/تبي الصدق بابا؟
ضغط على يدها بتشجيع خلاها تصارحه ببساطه/أنا وقتها مو بس الفحوص اللي غيرت رأيي فيها، أنا العمليه بكبرها هونت عنها وماكنت بسويها بس لما كنت معاها في الإستراحه ردت واقنعتني من جديد.
رد بهدوء/أقنعتك ولا ضغطت عليكي؟
ضحكت وحركت كتفها بمعنى مدري وبإبتسامه/هي لها طريقه غريبه في الإقناع.. تتم تحشر نفسها في السالفه بطريقه عجيبه وتحكي كلام غريب لين تخلي الواحد يوافق على كلامها غصب حتى لما تكون موبمقتنعه فيه.. تدري إنها تخاف من أشياء غريبه وماتخطر على بال أحد!
سألها بإهتمام/مثل وش بالضبط.
ردت بعفويه/تصدق إنها تخاف من المصعد والسلالم المتحركه!! هي ما قالت هالكلام بس أنا لاحظت يوم كانت عندنا إنها إستخدمت المصعد مرتين بس وبعدها استخدمت الدرج مع إن رجلها كانت مكسوره ولما حبيت أختبرها وقلت لها بنسوي لها درج متحرك بدل المصعد إعترفت وقالت هو بعد ماتحبه مثل المصعد.. ولما سألت دكتورتي قالت يمكن عندها فوبيا.
ظل يحكي مع بتول حول الساعه وبعدها راح لثريا وقلها على اللي فكر فيه.
ثريا بتردد/ماقدر ياسند.
رد بهدوء/طيعيني وأسمعي كلامي،أحسن شيئ هو إنك تواجهيها وتعتذري لها وجه لوجه.
ثريا بقلق/أخاف تردني وتحرجني؟
رد بثقه/إذا في شيئ أنا متأكد منه بخصوصها فهي إنها ماتحب الهروب وجيتك لعندها بتكبرك في عيونها ولاتنسي إنك بتكوني ضيفتها وهالشيئ أكيد لصالحك ولا أنتي مو بعارفه تفكيرها للحين..
سكتت للحظات وبحماس/موافقه ورح أرتب أموري على بكره و---
قاطعها بهدوء/بنروح جده الحين.. رتبي أمورك وبعد ساعه القاكي جاهزه.
طالعت فيه بإستغراب/نروووح! أنت جاي معاي؟
أعطاها ظهره ومشي وهو يرد ببرود/أنتي اللي جايه معايا، عندي شغل في جده وقلت أخذك بالمره.. إذا اتأخرتي عن الساعه بمشي واتركك.
رن جوالها ورجعه من ذكرياته ورد على ريان وحرك السياره ومشي.
↚
قفلت جوالها وطلعت من المخزن بسرعه وراحت لثريا اللي حطت جوالها وضحكت لما شافتها وبتردد/ثريا سواقك برا ولا مشي؟
إنكتمت ضحكة ثريا فجأه وكررت ببلاهه/سواقي!!
جلست جنبها وبتوتر/ثريا أيشبك متنحه! مين اللي جابك هنا مو السواق؟
هزت رأسها بموافقه وفي داخلها"يارب ماتكون سمعتني أكلم سند" وبإرتباك/أيه السواق السواق، ليه تسألي .
وقفت بتوتر/أم خوله تعبت ونقلوها عالمستشفى بالأسعاف وخوله أتصلت منهاره وحالتها حاله وعبادي جواله مقفل وقصي مايرد.
ثريا بحذر/إنزين وش تبين بسواقي؟
طالعت فيها بنفاذ صبر/أيش هبغى فيه يعني أبغاه يوديني المستشفى بدل ماأركب ليموزين.
شهقت ثريا بقوه/وشو!! تبين تروحين معاه المستشفى.
طالعتها جوري بنظره/نروح نروح أكيد ماهروح معاه لحالي وهتجي معايا.
حركت يدها برفض وبتصريف/سواقي راح مع حرمته يزورون جماعتهم وأكيد مو هنا الحين.
أستغفرت وأخذت نفس عميق للحظات وبهدوء/طيب أتصلي عليه وشوفي فينه، إذا قريب خليه يجي يودينا وإذا لا أمرنا لله نركب ليموزين بس من ذحين بتجي معايا.
بحلقت فيها ثريا/أنتي وش تخربطين، أي ليموزين وأي أجي معاكي.
حطت أيديها عالطاوله وطالعت في ثريا بثبات/تبغيني أركب ليموزين وأروح المستشفى لحالي.. هتتخلي عني ذي المره كمان؟
فتحت فمها تعترض ورجعت قفلته لما رن جوال جوري ورت بسرعه وعيونها لسا عليها ونظراتها كلها تساؤل/السلام عليكم...... خلاص حياتي لاتبكي شوفيني جايه........ مسافة الطريق إن شاء الله تلقيني عندك أنتي بس أهدي شويه........ صلي ركعتين وأدعي لها أحسن من البكاء ذا.. السلام عليكم.
قفلت جوالها وعقدت أيديها على صدره وهي تطالع ثريا بصمت خلاها تشد على أسنانها بقوه/إنزين بكلمه وأشوف وينه فيه وبرد اتفاهم معاكي على هالكلام.
هزت رأسها بموافقه/وأنا بكلم لبنى والبنات ينتبهوا عالمكان لين أرجع بإذن الله.
مسكتها جوالها أول ماراحت جوري واتصلت على سند اللي رد بسرعه/ تبين أجيكي الحين؟
ردت بإرتباك/أيه بس..
سكتت وماعرف أيش تقول سألها بإستغراب/ بس وش.. تكلمي.
ردت بحذر/ إبيك توديني المستشفى.
سند بإهتمام/حاسه بتعب،صار لك شيئ؟
ردت بسرعه/ لا موب أنا.
سند بتوتر/أجل مين؟
ردت بسرعه/ذي جارة جوري.. أمها تعبت وشالوها بالإسعاف عالمستشفى وبنتها ياحرام أتصلت وهي ميته خوف على أمها و----
قاطعها بإستغراب/وش فيكي مرتبكه، أهدي وكلميني عدل.
اتكلمت بتوتر/ هي دقت على عبدالرحمن بس مارد وهي ماتروح بليموزين لحالها لأي مكان فعرضت عليها نوصلها.
رد بحده/أكيد بنوصلها مافي ريحه بليموزينات لحالها، ذا الناقص بعد.
ثريا بإرتباك/إنزين بس في مشكله صغيره.. يعني مو بصغيره حيل.. يعني--
قاطعها بنفاذ صبر/ ثريا أختصري وهاتي من الآخر.
إتنهدت بتعب "شلون أقول له يودينا وشلون أقول له إنها تظنه السايق" وبتردد/هي تظن إنك السايق.
ردد بعدم فهم/شلون يعني؟
أخذت نفس عميق وبشرح/يعني هي تظن إني جيت مع السايق وماتدري إني جيت معك..فهمت الحين.
رد بحده / والمطلوب مني ألعب دور جلال الدين!
ردت بإحراج/ ياخوي أنا ماقلت كذا.. بس يعني أنت تدري بحساسيتها من ناحيتك وإذا قلت لها إن أنت اللي بتودينا أكيد بتهون و---
قاطعها ببرود/أول مادق عليكي تنزلون بسرعه.
غمضت عيونها براحه أول ماقفل الخط في وجهها وبسرعه لبست عبايتها ولقت جوري قدامها وسألتها بقلق/ها بشري بيجي ولا لا؟
ردت بإتباك/إن شاء الله.
إبتسمت براحه/ الحمدلله وجزاكي الله خير. أشرت على وحده جنبها / ثريا ذي سعاد بتوقف مكاني هنا.
سلموا على بعض وسحبت جوري سعاد من يدها بإستعجال/ تعالي أعلمك على ألة القهوه وحاولي تجربيها على ماغير ملابسي.
مرت عشر دقايق وثريا كل مالها تتوتر أكثر وهي تفكر"وش هالورطه ياربي، مابعد تصالحنا مثل الخلق والحين الله يستر إن دريت إن سند اللي بيوديها" بلعت ريقها بصعوبه لما رن جوالها بأسم سند وبسرعه قفل، نادت جوري وعدلوا عبايتهم ونقاباتهم وطلعوا.
،
،
،
قفل جواله وأخذ نفس عميق وفتح أيديه وقفلها كذا مره وهو يحاول يتمالك أعصابه ويهدى قبل مايجوا، شد على أسنانها بغيض لحد الحين مو مستوعب اللي طلبته منه ثريا وفي نفس الوقت كان متأكد إنها هترفض تجي معاهم لو عرفت إنه هو اللي بيوصلهم وبكذا هتروح بليموزينات وذا اللي لايمكن يسمح بيه.. على جثته تركب ليموزين وتروح لحالها.
فجأه إبتسم بنذاله وهويتخيل شكلها كيف هيكون لما تعرف إنه هو اللي وصلهم وإنها كانت معاه في نفس السياره.. أكيد هتعصب وتنهبل ولسانها هيطول عليه بكل وقاحه وبرود كعادتها كل ماقابلته أو سمعت أسمه.. عقد حواجبه بضيق وأختفت إبتسامته لما ضبط نفسه مبتسم في المرايه بكل بلاهه وقبل مايلحق يسأل نفسه عن سر إبتسامته اللي مالها داعي في ذا الوقت سمع صوت الباب، طالع بصدمه في ثريا اللي فكت الباب اللي جنبه وهي ناسيه إنه المفروض السايق وبسرعه كح وأول مارفعت رأسها أشر لها بهدوء على وراء.. إنتبهت لغلطتها وقفلت الباب بسرعه وركبت وراء مع جوري اللي همست بالسلام ورد عليها سند بهمس متقطع، طالعت فيها ثريا بإرتباك/كنت حاطه أغراض قدام وبتأكد إذا وصلها البيت ولا لا.. مستشفى *** يا....جلال.
بلعت ريقها بصعوبه لما طالع فيها سند ببرود في المرايه وبعدها حرك.
كان متوتر لإنها ركبت وراه وممكن في أي لحظه تنتبه له، حمد ربه إنه ماظل بالثوب والشماغ وفضل يغير بجينز أول ماوصلوا جده وبسرعه وجه المرايه الأماميه بعيد عنه وإكتفى بالمرايه الجانبيه وهو يسوق بكل تركيز
همست جوري لثريا/ذا ليه جاي بطوله، لايكون جيتيني معاه لوحدك!
ردت بنبره عاليه ومتوتره/ مو قلت لك راحوا لناس من جماعتهم وأستحى يأخذ زوجته من وسطهم ولما كلمني قلت له عادي وأنتي معاي موبوحدي.
هزت رأسها بتفهم وبهمس/طيب أنا بس إستغربت ماله داعي الحماس ذا كله.
طالعت في أخوها بنظرة إعتذار /مو بحماس بس هو توه جاي من الهند ومايعرف عربي علشان كذا مأخذه راحتي شوي.
ردت بهدوء/إذا كذا شوي أجل مابغى أشوف كثيرك.
مرت فتره وهي مشغوله بجوالها ، رسلت لعبدالرحمن وقالت له عاللي صار، ولما رن جوالها وردت بسرعه/السلام عليكم... جايتك في الطريق ياماما..... أدق لك بوري علشان تصدقي ياخوله....... خلاص حبيبتي أهدي شويه وإن شاء الله مافي غير كل خير......الوو.
ألتفتت لثريا بقلق/قفلت في وجهي..حالتها مو عاجبتني يارب مايصير لها شيئ قبل مانوصل.
رفعت رأسها لأول مره ناحية السواق وبإنجليزيه هاديه/هلا أسرعت من فضلك.. هل تعرف العنوان؟
شغل Gps ودخل العنوان قدامها علشان تسكت وتفكه، بس هي إنتبهت لوضع المرايه الغلط وبهدوء/أدر المرآه للجانب الآخر.. لاتستطيع أنا ترى جيداً بدونها.
أستغفر داخله وزفر بصوت مسموع خلاها تلتفت لثريا بإستغراب/كمان موعاجبه كلامي.. هوا بيسوق بيكي كذا من يوم ما أشتغل عندكم وماشاء الله عادي؟
ثريا بإرتباك/أيه ومالك دخل أتركيه في حاله بعدين حنا خلص قربنا من المستشفى.
رجعت تكلمه بأمر/رجاء قم بإدارة المرآه حالاً وإلا تسببت في وقوع حادث، لا قدر الله.
إنتبهت ثريا ليدين سند اللي شدت عالدريكسون بقوه لين أبيضت مفاصله ومسكت يد جوري برجاء/جوري يرحم والدينك أسكتي وخلي الرجال يعرف يسوق.
طالعت فيها بحده/ ياأمي ذا مافي رأسه، أنا أعرف أسوق أحسن منه.. أنتي متأكده إن شغلته سواق ومعاه رخصه سواقه.
عد من واحد لألف وهو يحاول بكل الطرق يشغل نفسه بشيئ غير صوتها والأفكار اللي قاعد يفكر فيها في ذي اللحظه واللي كلها بتتعلق بطريقه يسكت فيها الإنسانه اللي راكبه وراه، فكر إنه يفرمل فجأه يمكن يخبط رأسها في الكرسي ويغمى عليها.. أو إنه يوقف في نص الشارع وينزلها ويكمل طريقه.. أو إنه يرميها مباشره من شباك السياره.. أو إنه يخنقها وذا الحل الأسرع علشان ماعاد يسمع حسها اللي بيسبب له توتر كل ماسمع صوتها..
أتنفس بعمق وهو يفكر إنه من الأساس ماكان لازم يتدخل ويوافق يوصلها.. تروح بليموزين ولا إن شاء الله على حمار وش عليه منها.. أساساً وش اللي خلاه يقترح على ثريا إنها تسافر لها وتقابلها، والأدهى والأمر وش اللي خلاه يألف كذبة إن عنده شغل في جده وبيأخذها معاه.. أصلاً بسببها أجل إجتماع حيل مهم وترك وضاح وريان يحلوا الفوضى اللي سببها بسفره المفاجئ.
أخيراً وصل المستشفى على خير وبدون أي حوادث أو خسائر في الأرواح، وقف السياره بهدوء ومسك جواله علشان يسأل ثريا إذا بتنزل معاها ولا لا
فجأه شهقت ثريا بقوه وبصدمه/وش سويتي يامجنونه؟
نزلت وسمعها ترد ببرود/مالك صلاح، أدخلي سلمي عالبنت على ماسواقك يروح يجيب زوجته ويرجع لك، مافي روحه آخر الليل معاه لوحدك.
طالع في المقعد اللي جنبه بصدمه قبل ما تأشر له ثريا بقلة حيله وتلحقها بصمت.
،
،
،
راحت جوري وثريا عالقسم المخصص لإمراض الكلى وشافت خوله تدور زي المجنونه وصوت بكاها واصل لأخر الممر والكل يطالع فيها بحزن.
قربت منها ونادتها بحنان/خوختي.
طالعت فيها خوله للحظات قبل ماتجري وتحضنها وصوت بكاها يعلى بشكل يقطع القلب/أبله ..أمي.. أمي.. أيش أسوي..هتسيبني لحالي.
ضمتها جوري بقوه من غير ماتهتم بالناس اللي حولهم، حاولت تكون بارده ولامباليه قد ماتقدر بس ماعرفت.. نزلت دموعها وأختلطت بدموع خوله وهي تبكي بصمت موجع.. ذي اللحظه رجعت لها ذكرى مشابه في العموم وإن أختلفت في التفاصيل..
فجأه لقت نفسها في صالة مطار متعلقه في أحضان أبوها الدافي وبتبكي هي وياه بحرقه غريبه وموجعه بدون مايهتموا لنظرات الناس اللي ماليين المطار وبيتحركوا حولهم من كل جهه.. كانت أخر مره تضم أبوها وتشم ريحته وبعدها مات بدون ماتشوفه أو تودعه، بعدها فهمت سبب دموعها ووجعها ذاك اليوم وكإنها كانت حاسه بإن ذي آخر مره تشوف أبوها فيها .. يمكن كانت شاكه في إنها لحظة الوداع اللي مابعدها لقاء، وذحين الموقف بينعاد بشكل مخيف وكإنه مقدمه لفقد جديد ووداع من نفس النوع..
ضمت خوله بقوه وبرجاء/لاتبكي لاتبكي.. هتكون بخير.. ماهتسيبك.. هتقوم بالسلامه إن شاء الله.
ماكانت تدري هي تصبر خوله ولا تصبر نفسها، كررت الكلام بأليه وبدون تركيز .. حست نفسها في دوامه ومشاعرها وذكرياتها وواقعها وكل احباطها الفتره اللي فاتت اتشابكوا مع بعض بشكل أثر على تنفسها اللي ضاق فجأه وضغط خوله عليها وتمسكها بيها زاد الطين بله ومنعها تنظم تنفسها وتسيطر عليه.. صارت تدف خوله عنها وهي تشهق علشان تتنفس بدون فايده.. وفجأه ثقل رأسها وبدأ الضباب يحاصرها من كل جانب
،
،
،
نزل وقفل الباب بقوه رجت السياره كلها ودخل المستشفى بخطوات واسعه وهو يسأل ثريا عن مكانهم.. عصب من السرعه اللي أختفوا فيها من قدامه كان توه ركن السياره لما نزلوا وعلى ماأستوعب حركتها الأخيره ورجع يركز كانوا فص ملح وذاب، قفل جواله بمجرد مالمح ثريا وراح لها وقبل ماتكلمه وقف مكانه بغضب وهو يشوفها في وسط الممر ضامه وحده وتكلمها وصوت بكاهم العالي مالي الممر وهم واقفين قدام الرايح والجاي والكل عينه عليهم، غير ******** اللي وقفوا يتفرجوا ويواسوهم بحنيه، ألتفت لثريا وعيونها تلمع بغضب/ خذيها لإستراحة الحريم قبل ماأروح أجرها من عباتها.
ردت بقلق/أنا خايفه عليها لايصير لها شيئ.
أتوجه ناحيتها بغضب وهو يهمس لثريا بإمر/بيصير لها إن ماطاعتني ومشيت الحين من هنا.
ماسمع كلام ثريا اللي تترجاه وهو ينتبه لحركتها الغريبه
كان يمشي وعيونه عليها وأنتبه لها وهي تحاول تبعد البنت اللي متعلقه فيها قبل ماتترنح وتهوي قدامه عالأرض بقوه وصوت يصرخ بإسمها.
في حياة كل إنسان بتمر عليه لحظات بيتصرف فيها بدون تفكير أو تخطيط أو حتى وعي.. فجأه بيلقى نفسه بيتصرف بطريقه غريبه عنه.. طريقه غير مألوفه حتى بالنسبه ليه.. بس في قرارة نفسه بيكون متأكد إن ذا هو الشيئ الصح.. بيكون على يقين إن ذا هو التصرف السليم والطبيعي، وذا اللي صار لسند في ذي اللحظه.
في ذي اللحظه إتحرك بسرعه وبدون تردد.. فجأه أختفى كل شيئ حوله.. الناس أختفت.. والأصوات سكتت.. ماعاد في شيئ غيرها وهي تتهاوى قدامه.
في لحظه كان هناك.. معاها
وفي لحظه كانت بين أيديه.
توقف الزمن فجأه وإنحبست انفاسه بصوره لاإراديه لما قطع المسافه اللي بينهم في خطوتين وقبل ماتلمس الأرض الصلبه والبارده وصل لها ورفعها بين أيديه بسرعه، غمض عيونه براحه لإنه لحقها قبل مايصير لها شيئ وأخذ نفس عميقو فتح عيونه وجات على كتلة السواد اللي بين أيديه وجمد مكانها للحظات لماإستوعب اللي سواه..
كانت بين أيديه !!
حس بحركه على كتفه خلته يطلع من حالة الإدراك المتأخر اللي مر فيها، فجأه رجع كل شيئ لطبيعته.. الناس والأصوات والحركه وذول كلهم إجتمعوا فجأه وصاروا حوله.. أصوات متفرقه ومختلفه وكل صوت بكلام مختلف عن الثاني.. اللي يقول سلامات..واللي يسأل إذا يقدر يساعد.. واللي يعطيه قارورة مويا ومناديل، إختلفت الإسئله بس في الأخير كلها كانت متعلقه بالإنسانه اللي بين أيديه وعيون الكل عليها، وللحظه شك إنها متكشفه وعلشان كذا الكل بيطالعهم.. نزل رأسه بسرعه ناحيتها وأصطدم بسوادها المعتاد .. ضمها لصدره بقوه وهو يحاول يخبيها من عيون الناس قد مايقدر ورفع صوته بأمر/ وين الطوارئ؟
سمع صوت يدله عالإتجاه واتحرك بخطوات واسعه وسريعه وتفكيره في شيئ واحد بس..
لازم يبعدها عن ذا المكان والناس اللي فيه بأسرع وقت ممكن.
شافت ثريا اللي صار بصدمه، صدمه من طيحة جوري وصدمه من تصرف اخوها الغير متوقع وفي لحظات كانت الدنيا حايسه والكل متجمع على أخوها اللي مو باين وأصواتهم طالعه بإزعاج غريب.. حست بقلق لإنها موبقادره توصلهم وسط العالم ذي كلها وماأرتاحت غير لما شافته وقف وسطهم وكإنه عملاق بسبب طوله و هم مثل الأقزام حوله، وأخيراً سمعت صوته البارد قبل ما يتحرك وينفضوا الناس وكل واحد يروح لحاله، مشيت وراه بسرعه واتفاجأت بخوله وتمسكها برعب/أبله جوري ايشبها.. هتموت هيا كمان.
ثريا بحده/فال الله ولافالك الحين بتصير زينه إن شاء الله.
دخلوا الطوارئ وجاته ممرضه بمجرد ماشافت سند شايل جوري ودلته على غرفه فيها سرير فاضي وبتساؤل/خير أيش صار لها.
حطها عالسرير ووقف بتوتر/وش عرفني شفيها، ذا شغلكم.
دخلت ثريا وشالت نقابها وطالعت في الممرضه بأمر/ أعطيها أكسجين بسرعه.
التفتت لأخوها وسحبته للباب /وأنت أطلع برا وخلنا نشوفها قبل لا يصير فيها شيئ.
مسكها قبل ماتقفل الباب في وجهه وبنبره غريبه/طمنيني.
طالعت فيه للحظات قبل ماتهز رأسها بموافقه وتقفل الباب.
،
،
،
،
العاشره والنصف مساءً
دخل الصاله بخطوات ثقيله ومتعبه وزفر براحه للهدوء اللي فيها، كان مسخن وجسمه كله يوجعه، راح غرفة أمه ولقيها لوحدها كالعاده سلم وباس رأسها وجلس جنبها / كيفك حبيبتي.
طالعت فيه بإستغراب/الحمدلله بخير.. أيش جابك مو كنت بتبات في بيت أهل ندى.
اتمدد جنبها وحط رأسه في حجرها بتعب/كيف أسيبك لوحدك بعد ماأفتكرت إن العيال راحوا لجوري ولطيفه ماعتمد عليها.
بعد ماأستئذن منه قصي علشان يأخذ أخوانه معاه الملاهي فكرت ندى يروحوا يزوروا أهلها ويباتوا عندهم وفعلاً وداها على أساس يخلص دوام ويرجع يبات عندهم، بس أفتكر إن أمه لوحدها في البيت وماحب يخليها غير السخونه اللي جاته فجأه فاتصل بندى وأعتذر منها ورجع البيت.
حطت يدها على رأسه وحست بحرارته وبقلق/سلامتك حبيبي.. قوم خليني روح أسويلك حاجه تشربها واجيب دواء سخونه.
باس يدها/الله يسلمك ، أرتاحي حبيبتي أكلت قبل مااجي، أنتي أتعشيتي..وين لطيفه؟
مسحت على رأسه بحنان/اتعشيت لاتقلق ، وأختك راحت الكوفيره عندها زواج مع إني قلت لها ماله داعي بس الله يهديها.
عصب منها/أيش الأدميه ذي اللي ماتطفش من العزايم والخرجات..بدل ماتترزع في بيتها وتشوف عيالها دايره من بيت البيت ولا همها.
إتنهدت وردت بعفويه /تحسب كل الحريم زي جوري تحب جلسة البيت، جوري مافي منها ومااقول غير الله يرزقها بالزوج الصالح ويعوضها خير .
حس بقلبه ينقبض من دعوة أمه لها وبعد عنها بضيق/أي زوج ذحين الله يهديكي ياأمي.
بحلقت فيه بإستغراب/أي زوج! وأنتا على بالك بتجلس بدون زواج بعد ماطلقتها يافالح.
رد بحده/كيف تتزوج واحد غيري وهيا زوجتي.
طالعت فيه بحسره/كانت زوجتك ياخالد وأنتا طلقتها وأعطيت غيرك مجال.
بلع ريقه بصعوبه وبشك/ يعني أيه،أيش تقصدي؟
إتنهدت وبهدوء/قصدي إنها صارت حره والناس كلها عرفت وفي عرسان اتقدموا لها.
وقف بسرعه وكإن عقرب لسعه وبعصبيه/مين اللي اتقدموا لها؟ وهيا وافقت؟ جوري بتتزوج غيري؟
راقبت جنانه بحسره وحزن وهو يدور في الغرفه ويكلمها زي المجنون وندمت إنها قالت له عالعرسان، راحت له علشان تطمنه وتقول إنها رفضتهم وقبل ماتوصل شافته يميل عالجدار بتعب، صاحت بخوف/خالد بأيش حاس.
سند نفسه عالجدار للحظات وبهدوء/مافيا شيئ بروح اتروش واشرب بنادول وانام ولما أصحى إن شاء الله هكون بخير.. تصبحي على خير.
رفض مساعدتها بهدوء وخرج من عندها وسوا اللي قالها عليه وهو يتعثر بين كل خطوه والثانيه وباله مع اللي سمعه وفي الأخير راح غرفة جوري قفل الباب وشغل التكييف ونام وهو ضام مخدتها اللي فيها بقايا عطرها لصدره.
↚
هي لها ذلك المكان...في قلبي..
الذي لايسكنه....سواها...
لاأعلم كيف تكون ملامح ذلك الوجه الجميل
ولكن روحها..
أسرتني!!!!!!
،
،
،
(بعد أسبوعين)
الرياض، السابعه والنصف صباحاً
بتول /بابا بتزعل إذا ماتمشينا اليوم؟
طالع فيها بإهتمام/ليه فيكي شيئ..تعبانه؟
إبتسمت/لا الحمدلله بس الجو اليوم مايشجع عالمشي وقلت نقعد هنا أزين.
هز رأسه بموافقه/ على راحتك حبيبتي.
حس بألم مفاجئ من حركته البسيطه وحط فنجان القهوه من يده وضغط على جبينه بألم، حس بتأنيب ضمير لإنه أرتاح لما لغت موعد خروجهم اليومي وكإنها حست إنه اليوم تعبان وماله خاطر يتمشى وجاء طلبها على هواه وارتاح أكثر لإن جده وأبوه خرجوا في زياره لناس من جماعتهم وبكذا يقدر يجلس بهدوء بدون إثارة أي مواضيع وكلام ممكن يزيد وجع رأسه، إنتبهت له جدته ومسكت يده بقلق/شفيك يمه.. الظاهر أنت اللي تعبان وش تحس فيه.. وين يوجعك.
أتعدل في جلسته وماحب يقلقها وبهدوء/لاتخافين يمه شوية صداع لإني مانمت البارحه زين.
ردت بعتاب/قلت لك أترك عنك شغل تالي الليل وأرقد وأرتاح والشغل وأنا أمك مهوبطاير.
إتنهد بعمق ومارد عليها لإن ما عنده أي كلام يبرر لها سبب قلة نومه الأيام اللي فاتت.. عدلت بتول جلستها وأتربعت وسحبته من يده بحركه مفاجئه ماحركت فيه شعره بس خلته يلتفت لها بإستغراب وهي تأشر على حجرها بخجل/بابا حط رأسك هنا وصداعك بيخف.
طالعها بحب/كإن الأدوار انقلبت!
الجده بإبتسامه/ شفيها يمه.. أنت بعد تتعب ويبي لك من يداريك حالك حالنا.
رد بإبتسامه/خلص يمه كبرنا على هالمداراة، شايفتني بزر رجال شكبري وشواربي ماليه وجهي.
بتول بضحكه/الحين شدخل ذا في ذا، أعرف وحده شكبرها وللحين تحب سوالف البزران.
مالحق يفكر في كلامها لإن جدته قاطعته بأمر/خل عنك الهذره وسوي مثل ما قالت بنتك وأرتاح شوي وأنا بروح داري دام الصقر مو بهنا.. نشوفكم على خير.
رد بهدوء/في أمان الكريم.
بتول بإصرار/يلا بابا تعال.
طالع فيها بتردد للحظات وبعدها إستسلم لرغبتها علشان لاتزعل.. اتمدد جنبها وحط رأسه عليها وبهدوء/بتسوي لي مساج؟
ردت ضحكه/مو بمساج بالضبط بس بيخليك تسترخي وتنام.
إبتسم/إن خليتيني انام بحقق لك طلب مهما كان.
صرخت بحماس/أتفقنا.
بدأت تمرر أصابعها في شعره بشويش وبحركات رتيبه وبأمر/بابا أسترخي شوي كذا مارح تنام.
رفع لها حاجب وطالع فيها بنظره/أشوف عشتي الدور.. لايكون مصدقه إني بنام عن جد!!
ردت بثقه/بلى بتنام وترتاح وتدعي لي بعد.
سند بإبتسامه/ لهالدرجه واثقه من علاجك؟
هزت رأسها بموافقه وبعفويه/أول ماحطيت رأسي بحضن خالتي جوري وحركت إيديها في شعري حسيت بخمول وراحه ونعاس بعد..
إبتسم بشرود وهو يتخيلها جالسه عالأرض وأيدينها تتحرك بحنان في شعر بتول اللي حاطه رأسها في حجرها ونايمه براحه، فجأه هز رأسه بعنف علشان يطرد الصوره اللي أتشكلت قدامه وزاد صداعه أكثر وبضيق/ماشاء الله تنويم مغناطيسي موبمساج.
بتول بأمر/بابا لاتتكلم وأسترخي وغمض عيونك وفكر في شيئ مريح.. مكان تحبه.. ذكريات حلوه.. شخص يهمك ودايم تفكر فيه.
أخذ نفس عميق وغمض عيونه وحاول يسترخي وكلام بتول يتردد في باله" مكان أحبه.. ذكرى حلوه.. شخص يهمني وأفكر فيه.. شخص يهمني وأفكر فيه..
شخص يهمني وأفكر فيه!!!
دار في ممر الطورائ بتوتر بعد ماطلعته ثريا من الغرفه وقفلت الباب ولمح سامر حارسه الشخصي واللي كان ناسيه مع واحد ثاني وهم يراقبوه من مسافه وأشر لهم برأسه بهدوء بمعنى إنه كل شيئ تمام.. جلس وطالع في أيديه بتردد.. من شويه بس كانت بين أيديه.. من شويه كان حاملها وكإن ذا شيئ طبيعي.. من شويه كان حاملها وكإنه خايف عليها..
خايف عليها!!
هو فعلاً كان خايف عليها!!
غمض عيونه بإرتباك وهو يحاول يهرب من إكتشافه، بس عقله صار يحلل ويفسر رغماً عنه.. لو ماكان خايف عليها ليه جري عليها بدون تفكير بمجرد ما انتبه لترنحها وعدم ثباتها!! ليه مد أيديه وشالها قبل ماتوصل الأرض ويصيبها شيئ!! ليه ضمها لصدره وحاول يخبيها عن عيون الناس اللي كانوا حولهم وكإنها تخصه!!
تخصني!!!
وش هالحكي الفاضي!!
البنت طاحت وانا ساعدتها.. عادي.. يعني لو كانت وحده غيرها كنت سويت نفس الشي.. أيه نفس الشي.
مسح وجهه وأستغفر ربه وهو للحين مو قادر يستوعب اللي سواه ومع ذلك كل ثانيه تمر عليه بدون مايطمن عليها بتزيد توتره وقلقه وحيرته من حالتها اللي لاحظها قبل كذا.. وبهمس/ لايكون عندها ربو!!
حرك أيديه على شعره بعنف وهو يحاول يشيلها من باله وأخذ نفس عميق وهو يسمع أذان العشاء ويردد وراء المؤذن بهدوء، ماأنتبه لنفسه كيف وقف بسرعه بمجرد ماانفتح الباب وطلعت ثريا بتنهيده/الحمدلله صارت زينه لاتخاف عليها.
طلع فيها بصدمه من تلميحها اللي طابق تفكيره وأستفزه ورد بإستنكار/ومنو قال إني خايف عليها أنا قاعد أنتظرك لين تطلعين ولا تبيني أروح وأتركك لحالك؟
سكتت للحظات وبهدوء/ماقصدت شيئ بس كنت بطمنك بما إنك أتعنيت وشلتها لهنا بنفسك.
جلس وقال لها تحليله ببرود/أعتقد اللي سويته شيئ عادي في ذي الظروف سواء لها أو لغيرها وكان ممكن أي أحد من الموجودين يسويه، يعني ذي حاله إنسانيه بحته.
ردت بتفكير/ وأنت صادق، يمكن لو أنت ماشلتها كان واحد من الموجودين أتصرف بنفس الطريقه.
بمجرد ماسمع الكلمتين ذي أتخيل منظرها وهي بين إيدين واحد من الرجال اللي كانوا ماليين الممر وقتها، لو إنه اتأخر ثانيه وحده بس كان صار هالشيئ وواحد غيره هو اللي شالها!!
حس بالدم يغلي في عروقه من الصوره اللي أتشكلت قدامه ووقف بغضب/هالمستشفى زباله ومافيه أي رعايه وإهتمام بالمرضى شلون للحين مافي أي دكتور دخل كشف عليها.
مسكت ثريا يده وحاولت تجلسه جنبها علشان كل اللي في ممر الطوارئ صاروا يطالعوهم بفضول، وبهدوء/أنا اللي قلت للمرضه ماتستدعي أحد.. حالتها مو بمستاهله دكتور وكشف.
سحب يده بعصبيه/وأنتي شلون تتصرفين من رأسك أنتي دكتورة أطفال..خل عندك اللقافه.
كتفت أيديها على صدره بنفاذ صبر/أنت لو تذكر الله وتقعد مثل الخلق كان فهمتك إنها مرت بنوبة هلع كعادتها كل ماحست بضغط وهي الحين نايمه ومرتاحه ومعينه خير.
جلس جنبها وكرر وراها بصدمه/نوبة هلع كعادتها!! بتعاني من نوبات هلع دايمه؟
هزت رأسها بموافقه خلته يسترجع المواقف اللي أنتبه فيها لصوت تنفسها الغير طبيعي.. الحين بس فهم.. الحين بس كل شيئ صار منطقي بالنسبه له.. لام نفسه على غبائه شلون مافكر في ذا الإحتمال من أول مره شافها فيها، عقد حواجبه لما اتذكر شيئ وبإستغراب/بس لو كانت مثل ماقلتي شلون ماجاتها النوبه يوم ال---
قطع كلامه فجأه وبإرتباك/أنتي متأكده من حكيك! نوبة هلع! إنزين شلون صارت الحين.
زفرت براحه/الحمدلله أعطيناها أكسجين ومنوم خفيف وتنفسها إنتظم ولونها رجع.. قلبي بغى يوقف لما شفتها شلون صارت مثل الجثه..
بلع ريقه بصعوبه وبأمر/لاتجيبين طاري الموت وأذكري الله.
ردت بشرود/لا إله إلا الله، أنا للحين موبقادره أتقبل حقيقة مرضها ياخوي.. كل ما اتذكر أول مره إكتشفت فيها مرضها أظل مستغربه ومو مصدقه.. أبوي قلي على حالتها وقال ألحق عليها.. كنا يومها بالمخيم وكانت في سيارتك.. كانت موبقادره تتنفس وتبكي بغزاره.. حاولت أحسسها بوجودي بس بدون فايده لإنها ما سمعتني ولا درت عني، عقلها موبمعاها وكإنها في دنيا ثانيه ولحالها..
أخذت نفس ومسحت دموعها وبحزن/جسمها كله أتصلب وأتحول للوح ثلج والدم هرب من عروقها.. حتى عيونها اللي تلمع بحيويه إنطفت وصارت باهته.. جوري اللي كلها نشاط ومرح وحيويه.. جوري اللي صوتها وحركاتها كلها حياة واللي ضحكتها تحسسك إن كل شيئ بخير وإن الدنيا مو مستاهله علشان تزعل وتتضايق منها أختفت وحل محلها جوري ثانيه غريبه وماأعرفها.. حتى خوله ماتت من الرعب يوم شافتها داخل وظنت إنها ماتت.
كان جالس بصمت جنب ثريا اللي ماوقفت كلام ودموع عليها وحاول يستوعب اللي يسمعه، حس بضيقه في صدره وكإن جدران الممر طابقه على أنفاسه وهو يتخيل حالها.. ماكان متوقع حالتها بالسوء اللي وصفته أخته لكن لما أتذكر صراخها وكوابيسها اللي كانت تصحيها قبل الفجر وتجيبها للأدهم علشان تحكي وتفضفض له عنها فكر إن اللي قاعد يصير لها شيئ طبيعي بعد كل الصدمات اللي مرت فيها..
إتنهد بعمق ليه هي من دون كل الناس اللي يصير لها هالشيئ.. ليه الناس اللي مثلها يكون نصيبهم بذا الشكل.. إنسانه برقتها ماتستاهل اللي قاعد يصير لها وماتستاهل---
أستغفر الله العظيم.
فتح عيونه لما سمع صوته رن فجأه في الممر وهو يستغفر من تسخطه الواضح و افكاره اللي كانت بتدور حولها بتعاطف غريب ضايقه.
طالع في ثريا اللي تمسح دموعها من تحت نقابها بضيق/أسفه ياخوي ضايقتك بكلامي عنها بدون ماانتبه وأخرتك بعد.. خلص تقدر تروح وانا بتم عندها..
وقف بهدوء/خل نصلي الحين ولا ردينا يصير خير بإذن الله.
وقفت معاه/ إن شاء الله إن رديت ومالقيتني بكون في المصلى.
هز رأسه بموافقه وراح وسامر واللي معاه يتبعوه بهدوء، راح يصلي العشاء في مسجد جنب المستشفى وبعد مارجع لقي ثريا واللي أسمها خوله يدوروا في الممرات،أتصل عليها/شصاير عندك.
طالعت فيه من مكانها وبقلق/رجعنا ولقينا سريرها فاضي والممرضه ماتدري وينها..
سند بتفكير/يمكن راحت تصلي!
ردت بعصبيه/رحت المصلى ومالقيتها.. أنا اليوم ذابحتها ومحد يلومني.
سند/أنا بروح أدور عليها وأنتي خلك هنا.
ثريا بحده/شلون بتعرفها بس؟
رد بهدوء/أنا بدبر عمري.
قفل وإبتسم بخفه "على بالها أبره في كومة قش.. رح أعرفها لو كانت بين ألف وحده" وصار يمشي في الممرات وهو يدور عليها بخوف من إنه ترجع لها النوبه مره ثانيه وهي لحالها، كلم نفسه بهمس/أنا قايل إنك مجنونه وغبيه من أول مره شفتك فيها ولا في وحده عاقله تطلع من الطوارئ وهي تعبانه وتحوس في المستشفى.. وين ممكن تكوني يالغبيه .. وين.. وين!
وقف فجأه لما شافها واقفه مع دكتور وتتكلم معاه، اتلفت حوله ولقي نفسه في نفس المكان اللي طاحت فيه وشكلها بتسأل عن حالة جارتها، اتصل لثريا وطمنها عليها وجلس على أول كرسي لقيه وراقبهم وهم مندمجين في الكلام.. اتأملها بهدوء وحس براحه لما شافها واقفه بثبات ولا كإنها طاحت من شويه .. ماكان سامع أيش يقولوا وماحب يقرب عليهم علشان ماتنتبه له وإكتفى بمتابعة حركات إيديها ورأسها اللي بتهزه بين فتره والثانيه بتفهم وهي تتكلم مع الدكتور اللي كان يتكلم لفتره وبعدها يسكت علشان يسمع أسئلتها..وبعد ربع ساعه تركت الدكتور ومشيت ناحيته، طلع جواله واتظاهر بإنه مشغول فيه وهو بيهيئ نفسه للحظة اللي هتشوفه فيها.. طالعها بطرف عينه وهي تتعداه بهدوء ولا كإنها شايفته..
مرت عليه عشر دقايق وهو جالس مكانه بإستغراب.. معقوله مااتعرفت عليه!
طيب هو ليه حاس بضيق لإنها ما انتبهت لوجوده! ليه كان منتظر إنها هتوقف أول ماتلمحه وتبدأ طولة لسانها المعتاده..
المفروض إنه يحس براحه عالأقل أعفته من الصدام اللي كان هيصير بينهم ويلم الناس حولهم!
غمض عيونه بضيق و
سند.. سند يابوك بسك نوم..سند.
التفت بإستغراب/ يبه وش تسوي هنا!
حط يده على كتفه/ أنت اللي شتشوي هنا.
غمض عيونه /أنا جيت مع ثريا لإن هذيك تبي المستشفى.
أبوسند بحنان/أي مستشفى يابوك..الظاهر بعدك تحلم..
فتح عيونه وشاف أبوه وجده فوق رأسه، الجد بقلق/فيك شيئ يابوك.. تونس بشيئ.
اتعدل في جلسته بخفه بسبب ملامح أبوه وجده القلقانه مسح وجهه بكفوفه وبهدوء/مافيني إلا العافيه لاتحاتون.. شفيكم .
أبو سند/شلون لانحاتي وأنتا نايم في مجلس جدك وتهذي بالمستشفى وثريا.. إذا تعبان قول لا تتم ساكت يابوك.
نايم في مجلس جدي!!!!!
طالع حوله بشك وأنتبه للحاف والمخده وأزرار ثوبه المفكوكه وساعته وأغراضه اللي جنبه.. شكله نعس وبتول تركته وراحت، رد بهدوء/الظاهر عيني غفت بدون لاأحس وقمت أخربط في الكلام.. الحين بقوم أبدل وأروح الشركه اتأخرت على ريان ووضاح.
بعد عنه اللحاف وأبوه وجده يضحكوا، وقف مكانه بتساؤل/شفيكم؟
الجد بإبتسامه/أي شركه اللي بتروحها الحين.. باقي عشر دقايق وتقيم صلاة الظهر .
طالع فيهم بتناحه/أي صلاة ظهر؟
ناوله أبوه ساعته اللي طالعها بصدمه وفعلاً كان الوقت وقت صلاة الظهر وبعدم تصديق/شلون نمت كل هالوقت.. وليه محد صحاني؟
أبوسند بحنان/الحمدلله إنك بخير وكثر خيرهم اللي خلوك تنام وترتاح، صار لك فتره مهمل نفسك ومنت عاجبني.
الجد بإبتسامه/خل نلحق عالصلاة بالأول وبعدها نشوف شلون نمت وش سالفة ثريا والمستشفى ووو هذيك!!
طالع في جده بإرتباك وأخذ شماغه وعقاله وباقي أغراضه وطلع معاهم وكله إستغراب "بتول عن جد خلته ينام وبدون مايحس"
↚
جده، الخامسه والنصف مساء
دق الباب بإزعاج متعمد وبصراخ/جوريييييي خلصيني وجيبي القميص.
سمع ضحكة ياسمين وراه وألتفتت لها بضيق/إن شاء الله مبسوطه.
هزت رأسها بموافقه وبضحكه/كل ماأفتكر شكلك ووجهك كله طين.. ههههههههههه.. الحمدلله إن قصي صورك.
صرخ بحقد/قصي صورني!! ياويله مني ال---
قطع كلامه لما لقى قميصه في وجهه شاله بسرعه وطالع في جوري اللي واقفه عند الباب بعد ماتروشت وغيرت ملابسها وتطالعه بلامبالاة /وذا قميصك اللي طفشت أهلي بيه.
طالع فيها بحده/ أنا اتروشت في عشر دقايق وأنتي ساعه تتروشي!!! أيش لصقتي في الصابون ولا أنحشرتي في فتحة تصريف المويا!
ردت بغيض/تستظرف أنتا ووجهك! اصلاً كله منك يا سخيف.
عقد حواجبه بعدم تصديق/فوق ماخليتني أرجع اتروش واغير ملابسي واخرتيني عن شغلي بهبالتك وجنانك وفي الأخير ياريت القميص مكوي وكمان انا اللي أستظرف!!
رمى قميصه في وجهها بأمر/بسرعه خمس دقايق لو مالقيته في غرفتي مكوي وناشف ومافيه نقطة مويا ياويلك مني.
بعدته عن وجهها بعيونها وكرمشته بين أيديها بسخريه /أيش رأيك ياسي السيد أعطره وأبخره بالمره ولا يمكن ماعندك وقت.
أتذكر إهتمامها ورعايتها له وكإنه أصغر عيالها وكيف بتهتم بملابسه وتعطرها وتبخرها وماقدر يخفي إبتسامته العريضه /لا حبيبتي المره ذي سماح بس لاتولفي وتأخذيها حلا.
أعطته ظهرها علشان لايشوف كيف إبتسمت بمجرد مارد عليها بحنان،وتابعت دور الزعلانه وببرود/طيب سيبك من الهرج الفاضي ترى اتأخرت.
هز رأسه بنفاذ صبر من عنادها وبنفس برودها/على يدك يختي تبغى شغلك أكوي القميص وخارجينا.
حقدت عليه من جد والتفتت بحده/فوق ماعدمتني بالطين وماأهتميت بعيوني اللي لسا في فترة نقاهه عاد ليك عين تلوي ذراعي وتتأمر!! بعدين كل ملابسك مكويه في دولابك ماحبكت على ذا.
حط أصبعه على جانب رأسه وبتحدي/حر.. كيفي ومزاجي اليوم ألبس ذا القميص وماهلبس غيره.. وترى غثيتي أهلنا عيوني وعيوني أنتي وعيونك اللي تقول فنجاجين قهوه.
إبتسمت بإستفزاز وسبلت بعيونها/صلي عالنبي وأذكر الله.. عارفه إنك قهران علشان عيوني أحلى من عيونك، يلا كفايه عليك اللون وخليك قنوع.
رد بغيض/لا إله إلا الله وعليك الصلاة والسلام يانبي الله محمد،طابت نفسك ذحين..انقلعي أكوي القميص.
أخذت ياسمين القميص من امها وبضحكه ما قدرت تمسكها/بطلوا بزرنه خلاص أنا بكويه..
التفتوا لها أثنينهم وصاحوا فيها بحده/مالك دخل.
قصي كان يصورهم بإنبساط وبضحكه /ياليل عليكم.. اتخاصموا زي الناس ولا فكونا من قروشتكم ذي.
جوري بلوم/خليك محضر خير.
سحب عبدالرحمن القميص من ياسمين ورجع رماه في وجه جوري اللي بعدت بسرعه وطاح وراها وبأمر/اللي وسخه يغسله ويكويه غصباً عنه.
قربت منه وأتخصرت قدامه بتحدي/ ماهكويه لو أنطبقت السماء عالأرض فاهم.. وسختك ووسختني وحده بوحده، وأحمد ربك إني اتنازلت وغسلته بسرعه قبل الطين ماينشف ويبقعه.
نزل إيديها من خصرها وبحده/أوقفي سوا لاأعدلك ياقرده.
رجعت أيديها على خصرها بعناد ونفخت بقوه في غرتها اللي طاحت على وجهها وطالعت فيه بتحدي وقهر من اللي سواه فيها
.. كانت تسقي الزرع بشرود وبالها مع خوله وأمها لما صرخ في إذنها وخلاها تنط من مكانها وترشه باللي حق المويا بدون ماتنتبه وهو ماصدق قام أخذه منها وبللها وسط صراخها وهي تتوعده وفي ثواني كانت بترمي عليه كتل طين من الأرض اللي دوبها سقتها لين اتلطخ وجهه وملابسه واللي كان دوبه لابسها للعمل ، كانت اللعبه وقتها تحمس وتضحك خاصة مع نظراته المصدومه وهو يحاول يتفادى الطين اللي أصابه بكل دقه وسط ضحكها مع ياسمين وقصي، بس لما مسكها وانقلبت الأدوار وبدل ماكانت ترميه بالطين صارت هي الهدف حست إن اللعبه صارت بايخه ودمها ثقيل ومالها داعي خاصةً لما دفن وجهها وشعرها في الطين وهي تترجاه بصراخ (شعري لا.. عيوني لا) وماسابها غير وهو ميت ضحك بعد ماتأكد من إن الطين غطاها بالمره، وبعدها شالها وهي تسب فيه ورماها في البانيو كإنها خيشة رز وظلت لساعه كامله تحت الدش تغسل وتمشط شعرها لين نظف .ورجع يلمع من جديد
ركزت معاه لما مد أيديه لغرتها ونعكشها بإستفزاز/وغثيتيني بشعرك ذا كمان وشكلي بنتفلك ياه بمكينة الحلاقه حقي..
كانت تدري إنها بيستفزها ومسكت نفسها لاتضحك ودفته بقوه ومسكت شعرها ودورته في الهواء بيدها بسخريه/لا بالله، ومين اللي زعل وجلس مبرطم أسبوع وماكلمني غير بالقطاره لما قصيته ذيك المره..
كملت وهي تغني بإبتسامه/وإن كنت ناسي أفكرك.
مسكها بسرعه ولوا يدها وراء ظهرها ودفها قدامه على غرفتها وسط ضحك ياسمين وقصي وإحتجاجها/عبادي ترى ذا مو أسلوب نقاش حضاري خاصة قدام أطفال في عمر الزهور.. عيب عليك تراك قدوه.
رد بإبتسامه/ أي زهور يمه وقدهم بطولي وبعدا ولا يهمش لو فكروا يقلدوني مالهم غير اليسره(حزام البنطلون) وهاتهم ياجلد ولا ذمتي ماعاد تسمعي لهم حس.
ياسمين بضحكه/أيوه العرق اليمني أشتغل يعني شكلك ناوي لماما نيه سودا.
طالع فيها بنظره/ هو مانطفى علشان يشتغل، ولا علشان بتحاكى (بتكلم)زيكم تحسبيني نسيت أصلي.. هذا بس علشان أختصر على نفسي وماجلس أعيد وأزيد للي مابيفهم كلامي.
جوري بضيق/ممكن تعفيني أنتا وهيا من حصة اللغه وتفكني.. لاتخليني أمد يدي عليك قدامهم.
ضحك بنذاله لإنه عارف إنها ماتحب أحد يمسكها بذي الطريقه ويشل حركتها وباين إنها متوتره لكن مارح يمشي لها اللي سوته فيه بسهوله وبضحكه/لا بالله أشوف مدي يدك ووريني قوتك.. فاتكم ياعيال لما سافرنا آخر مره ، لو شفتوها وهي تتحاكى مع عمتي وأخوات غنى ولاكإنها جدتي مسعده الله يرحمها، قسم بالله كان يشتي لها تصوير لكن الوضع ماكانش يسمح.
قصي بإستغراب/جدتك مسعده مين؟
عبدالرحمن بضحكه/هذي وحده كانت ساكنه عندنا في الحاره وكلامها قروي من حق زمان وماكنا ندري مابتقول لدرجة إن أمك الخبلا ظنتها لغه أجنبيه وكانت تشتي تتعلمها.
شدت جوري على أسنانها وبتهديد/الله يرحمها وترى مو وقت ظرافتك ولا فصالحك تطلع الصنعانيه اللي جوتي ذحين و فكني أحسلك.
إبتسم ورد بأمر/ هيا ياملكة سبأ بسرعه شلي القميص وأكويه من سكات دام النفس عليش طيبه ماعاد إلا أنتي ياربع المتر تهدد ---
قطع جملته لما لقي نفسه طاير لثواني فوق كتفها قبل ماينبطح عالأرض بسرعه وقوه وسط شهقات ياسمين وقصي، طالع بعدم إستيعاب في جوري اللي منحنيه برأسها فوق رأسه بإبتسامه/الظاهر إنك فلت عقلك عند غنى قبل ماترجع وقدك فاقد لها قوي، ليش تباسل (تغامر)بنفسك وتداعيني بهذا اللقب وأنت داري إنه بيحمسني.
بعدت عنه بسرعه قبل مايوقف وجريت على حمام غرفتها ووقفت عند الباب وهي تطلع له لسانها وتضحك بإستمتاع/ أنا ما أهدد ياروحي أنا أنفذ على طول، هاا تكفيك هذي العينه؟ قوا (أرجوك) أتحاكى (اتكلم) ولا تخلي حاجه في نفسك.
طالع فيها وهو يفرك ظهره بإبتسامه/علمته الرمايه فلما أشتد ساعده رماني!! طيب ليش تهربي؟
رمت له بوسه في الهواء وبلكاعه/تلميذتك حبيبي،وذا مو هروب ذي سياسة دفاع عن رأسي لين القى ثغره للهجوم الجاي أنتا بس لاتستعجل على قضاك ..وبرضه مارح أكوي لك القميص وصرف نفسك.
صرخت بمرح وقفلت عليها باب الحمام أول ماجري عليها وردت من وراء الباب بضحكه / بعدين كم مره قلتك لاتحشني وتقول ربع متر.. هذا ومابينا غير خمسه سانتي، أيش حال لو كنت بطول علي الله يحفظه، كان ماتنازلت تكلمنا الحمدلله عالعافيه بس.
وقف لها عالباب وبنفاذ صبر/والله الخمسه سانتي هذي اللي مش عاجبتك تحلمي بها وماتلاقيها وبعدين هو علي حقك ذا يتصنف من البشر بجسمه ذاك..
شهقت بقوه/هييي عينك لاتصرع لي أخويا.
ضحك/ماشاء الله لاقوة إلا بالله ولا تخافي مابيقطع فيه، وبسرعه أخرجي وهتساهل معاكي ولا اخرجك أنا وساعتها ياويلك مني.
ردت بمرح/عبادي مالك ولعلي تلقاه ذحين جالس يكح من نقك وفارق من هنا ترى كلنا اتأخرنا على اشغالنا.. قال يخرجني ههههه أيش بتدخلي من تحت الباب ولا من خرم المفتاح
رمى قميصه لياسمين اللي راحت تكويه واتمدد على سريرها وعدل المخدات وراه وإبتسم/لا ذا وذاك، أنا ماورى أهلي حاجه اليوم وجالس لك وأبو فيصل لأبو الشغل وبشوف لمتى هتجلسي عندك..
ردت بضحكه/عبادي خليك أنتا الكبير والعاقل ولاتحط عقلك بعقل مجنونه وأطلع من غير مطرود من----
ماسمع باقي هبلها وضحكها اللي بين كل كلمه والثانيه وهو يشوف طرف الشال طالع من تحت مخدتها، سحبه ومسكه بين أيديه وطالع فيه بقهر ونفسه يقطعه ويرميه في الزباله لكن تعلق اخته فيه منعه وبهمس/ أنت أيش حكايتك ومن صاحبك! من وين أنحذفت علينا! هاا.. لاحقني في كل مكان ليه! متمسكه فيك لذي الدرجه ليه! صرت أقرب لها مني ليه.. ليه! ليه!
طالعه بحقد ورجع بذاكرته ليوم عمليتها ومرت تفاصيل ذاك اليوم في باله بكل وضوح وقهر وغيييييره
جلس معاها على حافة السرير وهي تتأمل الجهاز اللي جنبها بخوف وأيديها متمسكه في عبدالرحمن بقوه، ضغط عليها بحنان/ جوريتي لا تخافي إن شاء الله كلها عشر دقايق وكل شيئ ينتهي.
هزت رأسها بموافقه وبرجفه/خليك معايا وياويلك لو سبت يدي..
ضحك الدكتور على كلامها/ يابنت الحلال ترى الشغله مو مستاهله بمجرد مانحط لك القطره في عينك مارح تحسي غير بشوية ضغط خفيف من فتره للثانيه وكإنها وخزة أبره و---
غطت آذانها وقاطعته برجاء /بس ما أبغى أسمع شيئ لو سمحت.
ساعدتها الممرضه وعدلتها عالسرير وهي تتأفف من حركاتها اللي ظنتها دلع ومن عبدالرحمن اللي ماسك يدها ويتحايل عليها وكأنها طفله وبعد غلبه حطت لها القطره في عيونها وأول ماقرب الدكتور منها حس بنفسها يتسارع وبأيديها وهي تشد عليه بقوه إبتسم لها وجلس يكلمها ويشغلها علشان يعطي مجال للدكتور يثبت لها جهاز صغير يبعد جفونها عن بعض ويثبتها علشان ماعاد تتحرك وتقفل أثناء العمليه، بس بمجرد مالمحت الجهاز اللي قرب منها بدأ جسمها يتصلب وبدأت تشهق وتحرك أيديها بعنف وهي تحاول تبعدهم عنها وفي لحظات قلبت الدنيا فوق تحت وصار الدكتور والممرضه يطالعوها من بعيد وكإنها وحده مجنونه، طالع فيهم بحده خلتهم يخرصوا ويوفقوا همساتهم اللي كانت واصلته عنها وأعطاهم ظهره وضمها لصدره وهو يقرأ عليها ويكلمها بهدوء لين هديت شويه واتمالكت نفسها وبهمس متقطع/ خلاص مابا ..أسويها مابا طلعني.. من هنا.
جلسها وشربها مويا وبحنان/خلاص حبيبتي طيب مو لازم تسويها إذا ماتبغي.
هزت رأسها بموافقه وهو يعدل طرحتها على رأسها وبعد ماهديت وقفها علشان يمشوا، مسكت يده بتردد/بس أنا.. وعدت بتول و..لازم أسويها..
رد بحده/أنتي مو ملزومه بأحد.. بتسويها سويها علشانك ولنفسك مالك ومال الخلق.
ردت بإصرار/بس أنا وعدتها ووعد الحر دين، إذا أنا الكبيره.. خفت وإتراجعت عن عمليه تافه زي ذي أجل هيا معذوره لو إتراجعت عن عمليتها.
قاطعهم الدكتور بضيق/إذا حابين تأجلوا موعد العمليه ترى عادي، بس في ورايا مواعيد وياريت تقرروا بسرعه.
طالعت في عبدالرحمن بتوتر/لا بسويها ذحين صح عبادي ؟
رد بهدوء/إذا حابه نسويها وإذا متردده نأخذ موعد ثاني.
هزت رأسها بنفي /خليني أخلص وأرتاح مابرجع هنا مره ثانيه..
سكتت للحظات وتابعت/ عبادي اوقف مكانك لحظه وغطيني.
وقف بينها وبين الدكتور والممرضه وطالع فيها بإستغراب وهي تلف وتعطيه ظهرها وشكلها تعدل ملابسها وبرجاء/ دقيقه بس.
زفرت براحه والتفتت وطالعها بصدمه وهي لافه الشال أياه على رقبتها وبدأت تتنفس بعمق، سألها بقهر/أنتي كنت لابسه الشال تحت عبايتك في ذا الحر؟
أتمسكت بالشال وهمست/مو مهم الحر فداه، المهم إنه معايا.
وقف بجمود للحظات من اللي سمعه قبل ما يمسك يدها بهدوء وهي مغمضه عيونها، مشيت معاه للسرير ومددها وغطاها وهو ملاحظ رجفتها وتنفسها السريع وعرف إنها غمضت علشان لاتشوف الجهاز وبحنان/أهدي أنا جنبك لا تخافي.
الدكتور بهدوء/معليش بس ماينفع تكون جنبها أكثر من كذا..
شدت على يده بخوف وهي لازالت مغمضه وطالع عبدالرحمن في الدكتور بإعتذار/طيب بس بجلس لما تركب لها الجهاز وبعدها هبعد.. مستعده جوريتي؟
هزت رأسها بموافقه ورسمت إبتسامه مهزوزه على شفايفها قبل ما تهمس بالشهاده وتقرأ سورة (يس)، الدكتور برجاء/ممكن تسترخي شويه وتفتحي عيونك بس أثبت لك الجهاز.
أخذت نفس عميق وفتحت عيونها بتردد ونظراتها عالسقف، طالعها عبدالرحمن بصدمه لما سحبت يدها من يده واتمسكت في شالها بقوه، وبعدم تصديق/ماتبغي أمسك يدك؟
همست بشرود من بين أنفاسها المتلاحقه/أنتا أصلاً ..هتروح بعد شويه.. بس هوا معايا وماسك يدي.. هوا وعدني.. وماتخلى عني..
مرر يده في شعره بقهر من طلاسمها اللي حفظها من كثر ماسمعها وهي تهذي بها في نومها بعد مافاقت من غيبوبتها وفترة مرضها اللي فات، أخذ ركن وعيونه عليها وعلى شالها اللي كان مستعد يحلف إنها مو متمسكه فيه بأيديها بس إلا متمسكه فيه بكل حواسها.. كانت زي الغريق اللي متعلق بقشه.. وكان الشال هو القشه بالنسبه لها.
أستقام في وقفته بصدمه من حالتها اللي أستقرت وتنفسها اللي إنتظم بعد فتره وبدأ الدكتور يشوف شغله.. كل خوفها وتشنجها ورعبها اللي مرت فيه من شويه أختفى وكأنه لم يكن.. كأنه كان كابوس وصحيت منه بمجرد مااتذكرت إن شالها معاها!
صار متأكد إن وراء شالها ذا سر ومو أي سر..
كان واضح من طريقة كلامها الغريبه إنه ماهو شالها.. من اللي على طول معاها وماتخلى عنها.. ومن اللي بتتفداه قدامه بدون ماتنتبه! أكيد تقصد صاحب الشال.. وبكذا يكون رجع لنقطة البدايه..
من هو صاحب الشال؟
معقول يكون خالد !!
إستحاله!!
لايمكن يكون خالد.. الوقت اللي جمعه معاهم الأثنين لما كانت على ذمته عمره ماحس فيها إن بينهم ذا النوع من الثقه العمياء.. لا.. هو عمره ماحس بأي ثقه بينهم ومن أي نوع عالأقل من ناحيتها.
جلس وعقله يدور في متاهات مالها نهايه وهز رأسه بعدم إستيعاب.. إذا ماكان خالد صاحب الشال ولا هو ولا معاذ ولاعلي اللي ثقتها فيهم مالها حدود، طيب من صاحبه اللي أحتل كيانها وسيطر على تفكيرها!!
من اللي قدر يكسب ثقتها لدرجة إنها تأمنه على نفسها في لحظات ضعفها اللي بتتجنب فيها الكل وحتى هم!
صارت ثقتها في صاحب الشال أكبر من ثقتها فيه هو..تؤام روحها!!
وكان السؤال الأهم واللي شاغله ليل ونهار هو كيف وصلها وليه متعلقه فيه وكإنه أغلى وأهم شيئ في حياتها.
رجع من ذكرياته على صوت شهقه حاده وصوت خايف/فكه هيتقطع في يدك.
حاول يستجمع أفكاره وهو يشوفها جالسه قدامه عالأرض وبتحاول تخلص شالها من بين أصابعه اللي شاده عليه بقوه وهي تترجاه/عبادي فكه الله يحفظك.. أنا أسفه أنا قليلة أدب واستاهل تعاقبني بس مو كذا..فك الشال.. عبادي فكه هتقطعه.
كلامها عصبه زياده وخلاه يتمسك فيه بقوه أكبر وهو يتمنى لو ينقطع عن جد ويخلص منه وبغيره/ خلاص أصلاً انقطع .
كررت وراه بعدم إستيعاب/أنقطع!!الشال أنقطع!!!
قام من السرير ودفها من قدامه ببرود/أيه أنقطع وبرميه وبكره بشتري لك عشره بداله.
مدت أيديها وحاولت تسحب الشال منه وبرجفه / قلتلك أسفه .. وحقك عليا وراضيه باللي تحكم فيه بس هات شالي طلبتك.
شد على أسنانه بقهر وبغضب/أنتي غبيه!!قلتلك أنقطع وماعاد ينفع لشي، من اليوم مافي شال خلاص أنسيه..أنسيه..
أنفجرت فيه بصراخ/بس أنا مابا أنساه ومابا بداله أبا شالي.. ليه قطعته ليه.. جيب شالي..ما هسامحك ما هسامحك ابداً..
طالع فيها بصدمه وذهول من هيجانها المفاجئ..
كلامه لها كان في لحظة غضب وغيره من إعتذارها ومن نبرة صوتها اللي كلها رجاء وخوف.. جوري اللي عمرها ماأتراجعت في لعبهم ومهما كان حكمهم قاسي عليها كانت تنفذه من سكات .. جوري اللي ماتترجى ولاتستعطف أحد ولو فيها موتها اليوم أتراجعت واتأسفت وغلطت نفسها وأترجته بكل صدق وندم.. واللي قهره ورفع ضغطه أكثر إن كل ذا علشان الشال!!
كل ذا بسبب خوفها عالشال!!
هي حتى سلسلتها اللي أهداها ياه قبل سفرها وبعدها عنهم لأول مره واللي كانت أغلى شيئ عندها ومافارقت رقبتها طول السنين اللي فاتوا لما لاحظ إختفاءها وسألها عنها ردت بكل ببساطه (طاحت عليا بدون ماأنتبه) ورغم إنه كان واثق من إنها بتمثل قدامه علشان لا يزعل ولا يسألها عن شيئ ، إلا إن طريقتها البارده واللامباليه في ردها حزت في خاطره وحس وكإن اللي ضاع شيئ تافه وماله قيمه عندها.
وذحين علشان ذا الشال والكلمتين اللي قالها زعلت واتأثرت لذي الدرجه وماأهتمت تخفي إنفعالها وأحساسها كالمعتاد.
دخلت وياسمين وقصي بخوف من صوت صراخها/ماما أيشبك.. خالوا عبادي!!
نقلوا نظراتهم المصدومه بين خالهم وأمهم اللي هاجمه عليه وهو واقف بإستسلام للي تسويه ، أشر لهم يخرجوا من الغرفه قبل مايثبتها بيد وبتحاول يلف شالها على شعرها ورقبتها باليد الثانيه وبتوتر/جوريتي والله ما قطعته كنت أمزح.. أمزح شوفيه شالك هنا معاكي..شوفيه.. شالك هنا.
حس كإنه صب عليها مويا بارده كتمت صراخها وماعاد يسمع غير صوت شهقاتها وتنفسها الحاد وهي ترتجف بقوه وتتفقد شالها بخوف غريب، جلسها عالسرير ومسح دموعها بندم/أنا أسف سامحيني، مدري ليه قلت لك ذا الكلام السخيف.. خلاص ماعد أمزح معك بذي السماجه مره ثانيه.
لفت أيديها على كتوفها وضمت شالها بقوه وغمضت عيونها وهمست بألم/أطلع برا مابشوفك..
رد بعدم تصديق/جوريتي قلت لك أسف لا تم---
قطع كلامه لماوقفت بترنح ودخلت الحمام بدون ما تطالع فيه.. ظل مكانه وعيونه معلقه بصدمه في الباب اللي انقفل في وجهه وهو مو مصدق إنها فعلاً طردته وماتبغى تشوفه.
،
،
،
،
،
الرياض،الثامنه مساءً
طالعت في أمها بملل/مام بطلع أنام ومابي أحد يصحيني حتى لو القيامه قامت.
التفتت لها بهدوء/أذكري الله ياشذى وأي نوم الحين تو الناس.
ردت بسخريه/وأنا وراي شيئ غير النوم من يوم اللي صدر قرار حجزي.
إنتبهت لمها اللي تطالعها بأسف وبوقاحه/شعندك أنتي بعد تناظرين وكإني موب عاجبتك.
ردت بهدوء/ماظنيت إعجابي أو عدمه بيفرق معك.
أم سلطان بنفاذ صبر/يالله صبرني على مابليتني.. أنتي شفيكي طايحه مناقر مع كل واحد بهالبيت.. مو بكافي أبوك اللي مقاطعك ومايحكي معك.. متى بتعقلين حسبي الله عليكي من بين البنات.
وقفت بغضب/وأنتو خليتو فيا عقل، أكثر من أسبوعين وأنا محبوسه بالبيت لازيارات لصديقاتي ولا أسواق وهو حتى ماكلف على خاطره يقول وش مسويه علشان يعاقبني.. أصدر الأمر الملكي وطلع، وين حنا فيه وش هالظلم.
مها بحده/شذى أحترمي نفسك ولا تحكين عن أبوي بهالطريقه.
ردت بوقاحه/فكيني زين واللي يعافيكي، أبوي وأب---
شهقت من الكف اللي جاها وقطع كلامها طالعت في أمها بحقد/أنا تمدين ايدك علي..أنا ت--
قاطعتها بغضب/وأكسر رأسك ياقليلة الحيا، الظاهر ماعرفت أربيكي، شوفي وش سويتي وخلى أبوك يمنعك من الطلعه، أكيد مسوده الوجه وتستاهلين.
صرخت بحده/قلت لك ما سويت شيئ، شوفي من من بنات أعمامي دزت علي عنده والفت له قصص وهو صدقها.
مها بنظره/اتأكدي لو وحده دازه عليكي عنده ماكنتي الحين بعدك واقفه على رجولك وأنتي فاهمتني زين.
طالعتها بكره قبل ماتخرج بسرعه، التفتت الأم لمها بشك/أختك وش مسويه يامها أنطقي، أنا ملاحظه إنكم ماعدتوا تقعدون سوا ولا تتكلمون مثل قبل.
إبتسمت بحسره/وشذى من متى يمه تتنازل وتقعد معنا مثل الخلق.
ردت بهدوء/صحيح إنك ماتتفقين وياها لكن كنتي دوم تحاولي تقربي منها، لكن من يوم رديتوا من جده آخر مره وحالكم موب عاجبني حتى بنات أعمامك معاملتهم ونظراتهم لها متغيره حيل عن قبل.
شتتت نظراتها بعيد عنها وهي تحاول تخترع لها قصه مقنعه، شلون تقلها عاللي سوته في جوري واللي كانت ناويه تسويه بعدها.. شلون تحكي لها عن فشيلتهم وإحراجهم قدام جوري اللي كرم أخلاقها معهم حسسهم بالخجل أكثر ماهم خجلانين من اللي سوته شذى فيها.
دخلت غرفتها وهي مهتاجه عالآخر وراحت المرايه وطالعت في خدها الأحمر بغضب/أنا شذى المنذر انضرب كف.. فوق حبستي هنا وإحراجي مع رقيقاتي كل يوم والثاني وأنا أتعذر لهم وألف لهم قصه عن رفضي لكل المناسبات والحفلات وآخرتها إنضرب بعد.
لبست عبايتها وشنطتها وجوالها الجديد اللي أشترته من جده بدل جوالها اللي طاح في المسبح بعد مواجتها المشؤمه مع جوري.
أتصلت وبعصبيه/وينك فيه....... مافيني شيئ بس هالشغاله الغبيه رفعت ضغطي........ إنزين أول ماأوصل رح أكلمك.
شيكت على مكياجها وشعرها للمره الأخيره وقفلت جناحها ونزلت تتسحب وخرجت من
الباب الخلفي، شافتها الشغاله بإستغراب/يبقى سي مدام.
مسكتها من يدها بقوه وبأمر/ماما بابا مها يسأل وين مدام شذى يقول سليب، أوكي..
دفتها بلامبالاة بعد ماهزت رأسها بموافقه ومشيت للبوابه وطلبت من الحارس يوقف لها ليموزين وراحت وهي تتوعد لأبوها وأمها بحقد/ تحلمون أتم محبوسه وغيري عايش حياته ومستانس ..
رجعت لجوالها وعملت عدة مكالمات لصديقاتها اللي سبق واتواعدت معاهم بعد ماقررت إنها رح تخرج كل يوم بدون علم أو أذن من أحد.. كانوا متفقين يروحوا الراشد يتسوقوا ويروحوا يتعشوا في أي مكان، وكانت مخططه تقفل جناحها بعد ماتوهم الكل بإنها نايمه وهي متأكده إنهم بيصدقوها خاصة وهي متعوده ماترد على أحد إذا قفلت على نفسها.
↚
جده,الحادية عشره مساءً
طالعت فيه بإبتسامه/حبيبي أصب كأسه كمان.
باس يدها/ندو ياقلبي ورايا مدارس ودوام والشاي بيصحيني طول الليل.
أم خالد/طيب قوموا ناموا كفايه سهر.
لطيفه بسخريه/ قصدك إن هروج ندى بايخه وفقعت مرارتك ياأمي.
لفت لخالد بإبتسامه/يوه ياخالد لو سمعت هروج رهف هتموتك من الضحك.
ندى ببرود/ اللي يسمعك يقول إنا ماوقفنا ضحك يوم ماجاتنا معاكي وهيا هرجها كله ماسخ ومافهمنا منه كلمه وحده.. بصراحه زوقك في صحباتك صار بيئه.
لطيفه بحده/ قصدك إني مضايقتك ياندى.. حبيبتي دا بيت أبويا قبل مايكون بيتك وأنا أعزم فيه بمزاجي ومو مستنيه أستشيرك قبلها، ولا تنسي إنك زمان كنتي من صحباتي.
خالد بنفاذ صبر/لطيفه ماصارت كل يوم نفس الموال.
ندى بمراره/ كنت مخدوعه فيكي وفكرت إنك أخت وصديقه بس الواحد إلا مايتعلم ويعرف غلطه..
لطيفه بحقد/الظاهر نسيتي إني أنا اللي خليت حبيب القلب يتزوجك يعني المفروض تحطيني على رأسك وتبوسي يدك وجه وقفا.
ضحكت بسخريه/ ماتبغيني بالمره أسجد ركعتين شكر لله كل ماشفت وجهك!!
وقفت ولمت كاسات الشاي وصحون الكيك وراحت المطبخ، ألتفتت أم خالد للطيفه /أنتي وبعدين معاكي، حاطه نقرك من نقر مرة أخوكي ليه.
لطيفه بإستنكار/ أنتي مو سامعه كيف بتكلمني وكأني قاعده على رأسها.. إذا مضايقتكم بوجودي ترى عندي بيت يلمني بس سبع البرمبه ولدك هوا اللي رافض أجلس فيه.
طالع فيها ببرود/ترى لسانك كل ماله يطول وأنا محترمك لإنك الكبيره فلا تخليني أنسى ذا الشيئ، ورجعه لبيتك تنسيها طول منتي مصره عالطلاق..
ردت بغضب/ وأنتا حاشر نفسك بينا ليه.. إذا صاحب الشأن موافق أنتا ترفض ليه.
قلب في التلفزيون وببرود/يقولوا إني ولي أمرك واللي عندي قلته.. تبغي بيتك ترجعي لزوجك وتلمي عيالك اللي ماتدري عنهم، تبغي الطلاق مالك إلا بيت أبوكي تجلسي فيه معززه مكرمه وماينقصك شيئ لين الله يأخذ أمانته.
شهقت بقوه/فال الله ولافالك ياشيخ، أنا عارفه إنه كله من الحربايه ندى هيا اللي بتبلفك عليا لإنها موطايقتني بس أنا جالسه على قلبها وياأنا ياهيا في البيت دا.
وقف بعصبيه/ أنا مو بزر علشان تبلفني وتمشيني على كيفها وأحترمي نفسك وأنتبهي لكلامك لا تخليني أغلط عليكي.
طالعت فيه بغضب/أغلط حبيبي أغلط، مو أنتا وحرمتك هتذلوني بجلستي معاكم، سامعها تغلط عليا وتطول لسانها وبدل ماتصفقها كف يسكتها وتقلها عيب دي أختي الكبيره، جالس تتطبطب عليها وتفرعنها زياده.
صفق أيديه في بعض بعدم تصديق/يابنت أنتي أيش بأهلك.. أنتي شاربه شيئ! كذبتي الكذبه وصدقتي إنك المظلومه والبريئه والدنيا كلها ضدك.. ذحين ندى اللي غلطت عليكي!
لاتكوني مفكره إني مو منتبه لأسلوبك معاها ولا عبيط وموفاهم حركاتك .. رهف طبخها حلو..رهف معجبه فيك.. وديني لرهف وباقي سخافاتك.. أصحي ياماما المؤمن لايلدغ من جحر مرتين، وإذا كنت زمان سايرتك فذا لإني كنت مغفل وموعارف قيمة اللي عندي..
إبتسمت لما شافت ندى واقفه بجمود وخالد معطيها ظهره وبخبث/ حنيت للعيون العسليه والشعر الأشقر الحرير ولا اللي عندك مو ماليه عينك؟
أخذ نفس وهو يستغفر من أخته اللي مصره ترفع ضغطه وبهدوء/ ماليه عيني ونص هيا زوجتي وحبيبتي وأنا أخترتها بإقتناع فبطلي كهن الحريم ذا ومالك فيها ولاتقربي منها لا بخير ولابشر.
ردت بإصرار/ والله أنا فهمت من كلامك إنك ندمان لإنك طلقت ساحرة اليمن.. شكلك في الأخير طلعت تحبها وأنتا مو عارف.
كلامها جاء عالجرح بدون ماتدري وطير باقي العقل اللي كان متمسك بيه، قرب منها بغضب/ زوجتي وأحبها غصباً عنك ولا تجيبي سيرتها على لسانك، وإن سمعتك تغلطي عليها بحرف بعد كذا لاتلومي إلا نفسك أنتي فاهمه..
تركهم وراح غرفته وهو مو شايف قدامه، علقت لطيفه بإستغراب/زوجته!!! هوا ناسي إنه طلقها ولا أيه؟
وقفت أم خالد بقهر/والله زوجك ماأتزوج من قليل حسبي الله عليكي وعلى لسانك المتبري منك.. أنتي ليه ماتحبي تشوفي خلق الله مبسوطين إلا وتنكدي عليهم.
ردت بلامبالاة/أنا نطقت! هوا اللي جاب سيرتها.
جلست ندى بهدوء/بعيد عنك ياعمه في ناس مريضه وكلها حقد عالناس لله في لله.. يموتوا لو شافوا غيرهم عايشين بخير وراحه.. غيره وحسد الله يجيرنا.
لطيفه بغرور/غيره منك ومن ساحرة اليمن!! على أيه ياحسره.. أنتي وهيا ماتجوا حاجه جنبي.
أم خالد بقلق/ندى أدخلي شوفيه وروقيه بكلمتين.
هزت رأسها برفض/دحين تلقي عفاريت الدنيا بتتنطط قدامه وبيشوفني واحد منهم.
سكتوا لما طلع خالد من غرفته بعد ماغير ملابسه وخرج ورزع باب الصاله وراه بقوه، لحقته أمه للحوش وهي تناديه بس بدون فايده ،دخلت الصاله بغضب/إرتحتي ذحين لما حرقتي دم أخوكي وخرجتيه من البيت في نص الليل..
ردت خبث/واحد يحب زوجته وزعلان لإنه طلقها أنا أيش لي.
ألتفتت لندى بشماته/صعبه الزوجه تسمع زوجها وهوا يعترف بحب وحده غيرها..أنا أخته انصدمت من اللي قاله فكيف أنتي..
وقفت وطالعت فيها ببرود/والله جوري وكانت زوجته الأولى وعاشت معاه من صغرها وطبيعي يحبها وهوا ماقال شيئ جديد عليا علشان يصدمني، لكن الدور والباقي على اللي زوجها أتزوج عليها بعد عشرة العمر دي كلها وكمان سايبها معلقه لا طايله سماء ولا طايله أرض.
خلصت كلامها وراحت غرفتها وصوت شهقة لطيفه واصلها مع موال السب وقلة الأدب المعتاده منها.
،
،
،
،
،
جده، الثامنه صباحاً
هزت كتفه بشويش/عبدالرحمن هيا قوم اتأخرت على شغلك.
فتح عيونه بثقل/كلمت فيصل ومابداوم اليوم.
سألته بقلق/أنتا تعبان؟
مدت كفها لجبينه وتابعت/ مافيك سخونه.. طيب بأيش حاس؟
انقلب على بطنه وحط المخده على رأسه وبنعاس/فلتيلي حالي وخليني أنام.
طالعت فيه بصمت للحظات قبل ترجع تقفل الشباك وتسدل الستاره وتشغل التكييف وتطلع وتقفل الباب وراها.
أتنفست بعمق وبالها مشغول عليه، أكيد مانام زيها.. كيف هيجيه نوم بعد ماعاملته أمس بذيك الطريقه البارده والبايخه..
غمضت عيونها بألم لما اتذكرت اللي حست فيه وقت اللي سمعت كلامه.. حست نفسها زي ماتكون طاحت من مكان عالي، ضربات قلبها سريعه وأنفاسها محبوسه وهي تترقب اللحظه اللي هتوصل فيها الأرض وتتساوي بيها.. حست بقلبها ينكسر لألف قطعه وقطعه
وهو يقلها ببرود(أنقطع) شالها أنقطع وبيطلب منها تنساه.
تنساه !!!!
كيف تنساه وهو كان تذكرتها للهروب من سجنها مع خالد ومن غيره كانت يمكن لذحين عايشه في المهزله اللي أسمها زواج قوي وصامد!!
كيف تنساه وصاحهب بيفرض نفسه عليها كل ليله وبيقتحم أحلامها بكل إريحيه وكإنه صاحب مكان!!!
كيف تنساه وهو الشيئ اللي بيجمعها بفارسها ومنقذها!!
الشال كان الشاهد الوحيد على اللي صار لها ذاك اليوم والدليل الأكيد إنها ماكانت تحلم بوجوده ووقفته معاها..
أنقطع!!!!
شال فارسها ومنقذها أنقطع وهيترمي وبيد مين بيد تؤام روحها!!
أنقطع بيد أقرب شخص لقلبها!!
هو أكثر واحد عارف بمدى تعلقها بشالها وأهميته عندها.. ليه يكذب عليها ويقهرها بذاك الشكل!!
ليه يتلاعب بمشاعرها بذيك القسوه !!
أيش كان متوقع منها وقتها؟
إن لسانها بينفك عقاله أخيراً وبتحكي له عن سر الشال!!
كانت أكثر وحده عارفه تفكيره وطبعه الغيور وعارفه إن غيرته كانت هتموته من شالها وإنه مستعد يدفع كل اللي حيلته علشان بس يعرف سره وحكايته معاها، بس ذا مايعطيه الحق في اللي سواه..
ماله حق يأخذ شالها ويحرمها منه بعد ماصار لها أمانها وقوتها..
ماله حق يختبرها ويضغط على أعصابها بذا الشكل القاسي.
أمس ماطلعت من الحمام غير بعد دش ثاني خلصها من أثار صدمتها ورجع لها برودها الظاهري وبكل بهدوء قامت لبست وأستعدت لشغلها وخرجت لهم وهي لافه الشال على رقبتها وكإنه ما صار أي شيئ، دقت عليه باب غرفته وقالت أنا جاهزه وراحت المطبخ جابت أغراضها وطلعتها مع ياسمين وقصي للسياره وأستنته فيها وبعدين خمس دقايق كان محرك السياره ووصلها للمشغل والصمت ثالثهم، وقضت يومها لأول مره بدون مكالمات قصيره أورسايل بينهم ومارن جوالها بإسمها غير عالساعه عشره لما قلها إنه برا المشغل وكان مشوار رجعتهم نفس سابقه وفي البيت أمتد الصمت وطال ياسمين وقصي اللي ماكانوا عارفين اللي حاصل بالضبط بس كانوا حاسين بالتوتر اللي بينهم قبل ما يوصلهم عبدالرحمن لبيت أبوهم، ولما رجع وحاول يفتح معاها الموضوع ردت ببرود هي بنفسها أستغربته، ماجاء في بالها أبداً إنها ممكن في يوم تعامله بذا الجفا والقسوه.
أتمددت عالسرير بالعرض وسحبت الشال من تحت مخدتها واتأملته وبهمس/عجبك اللي صار! كل ذا بسببك! أنتا لخبطت كل شيئ.. كل شيئ..
غطت وجهها بالشال وغمضت عيونها لما ظهر وجه صاحبه الخالي من الملامح وبدأت تتراقص قدامها بإصرار أزعجها وبعد ربع ساعه ماقدرت تتحمل وفزت من مكانها فجأه، طالعت في الشال للمره الأخيره وطبقته بسرعه وحطته في شنطتها وطلعت تخلص شغل البيت وبالها مع أخوها وصاحب الشال.
↚
الرياض، الثانيه والنصف ظهراً
وصلت مريضها الصغير للباب بعد ماأعطته لعبه كتشجيع على تعاونه معاهها وشكرتها أمه وطلعوا، ألتفتت لممرضتها بتعب/أمل تكفين لاعاد تستقبلين حالات بالهكثر، اتأخرت حيل.
أمل بإعتذار/والله قلت لرانيا في الإستقبال أكثر من مره لاتعطي مواعيد لأكثر من خمسطعشر مريض، الظاهر المرضى كثير اليوم على غير العاده.
أتمددت على الكنبه براحه/إنزين عالأقل توزعهم بيني وبين دكتور فدوى ودكتور وليد.
أمل بإبتسامه/تقول حاولت لكن ماش كلهم يبون كشفهم عندك وبصراحه معاهم حق، إنتي أشطر من دكتور فدوى ووليد والأطفال يحبونك وأهلهم مرتاحين معاكي.
إتنهدت وبإستسلام/ وأنا بعد أحبهم، إنزين وشرأيك تطلبي لنا كأستين عصير بارد من اللي قلبك يحبه نشربها قبل مانرد البيت
ضحكت ومسكت سماعة التلفون وإتصلت بالكافتيريا تطلب العصير.
غمضت ثريا عيونها بتعب وغفت بدون ماتحس، طالعت فيها أمل بحنان وهزتها بشويش/ثريا..رورو.
فتحت عيونها وغطت فمها وهي تتثآئب/ودي أنام يوم بحاله.
ناولتها أمل العصير/ردي بالسلامه واقفلي بابك عليكي ونامي.
ثريا بإبتسامه/زين لانمت ساعتين قبل دوام السماء
رن جوالها وردت بإبتسامه/وعليكم السلام والرحمه، يلا دقايق وأكون عندك.
لبست أمل عبايتها/مضطره أمشي وأخليكي باصي وصل.
وقفت واتمططت/ لاعادي سيارتي بعد وصلت.. أشوفك على خير بعد كم ساعه.
خرجت أمل ولبست ثريا عبايتها وعدلت نقابها وأخذت كأسة العصير وشنطتها وقفلت مكتبها، مشيت في الممر اللي كان خالي تقريباً بما إنه نهاية دوام أغلب الدكاتره وشكلهم مشيوا.. دخلت الأصنصير وقبل ماينقفل الباب دخل واحد بسرعه وهو يسلم، ردت السلام واتراجعت للزاويه بصمت
شلونك دكتوره ثريا؟
رفعت رأسها بإستغراب اتلاشى بسرعه بمجرد ماعرفت صاحب الصوت، طالعت فيه بصمت قبل ماتتجاهله وتطلع جوالها وترسل رساله لسواقها.
شدعوى يابنت الناس هذا واحنا زملاء والمكتب جنب المكتب.
زفرت بضيق وطالعت في شاشة المصعد الإلكتروني وهي تراقب أرقام الطوابق بتوتر وودها توصل الدور الأرضي بلمح البصر.
إنزين ردي علي وخل أسمع صوتك عالأقل.
ماقدرت تتحمل وجوده معاها أكثر من كذا ومدت يدها توقف المصعد وألتفتت بصدمه للي مسك يدها يمنعها وبرجاء/وين وين تو ماتفاهمنا.
سحبت يدها بعصبيه/أنت جنيت ونسيت حالك.
رد بإبتسامه/مقبوله منك ولأجل عين تكرم مدينه.
ثريا بغضب/دكتور وليد أحترم نفسك والزم
حدودك، ولا تظن سكوتي عن تصرفاتك يعطيك الحق بإنك تتمادى.
وليد/أنتي ماخليتي قدامي حل ثاني، قلت لك أحبك وإبي أتزوجك على سنة الله ورسوله وأنتي حاقرتني وموبشاياتني من أرضي.
ثريا ببرود/ بغض النظر عن أسلوبك الوقحه في عرض طلبك إلا إني رديت عليك وقتها، لكن إنك تترصد لي عالطالعه والنازله وتتجاوز حدودك معايا فذا شيئ مارح أسمح فيه وذا آخر إنذار لك وإن فكرت توقف في طريقي بعد كذا لاتلوم غير حالك.
انفتح الباب وخرجت بسرعه قبل ماتسمع رده واتفاجأت بجلال الدين واقف جنب الرسيبشن بعد مانسيت إنها قالت له يقابلها داخل المستشفى، نادته/ عم جلال.
قرب منها بإهتمام/سمي يابيتي، خير فيكي شيئ.
طالعت في وليد اللي لحقها وهو يبتسم لها بسماجه وهزت رأسها بنفي ومشيت مع الرجال اللي اتجاوز الخمسين وهي حاسه بالأمان.
كانت عيون الموظفين عليها وتدري إنهم بيتسائلوا بينهم وبين بعضهم عن هوية مرافقها اللي كانت ملامحه بتدل على أصوله الهنديه وبتتعارض بقوه مع لبسه ولهجته السعوديه اللي سببت لهم الحيره والإرتباك، محد يدري إن جلال الدين مولود بالرياض وكبر وعاش فيها وأتكلم بلهجة أهلها لإنه يعد نفسه منهم وماعرف من الهند غير الأسم والجنسيه اللي في جوازه وأوراقه الثبوتيه، كان مثل الكثير غيره من المقيمين اللي اتولدوا وعاشوا في المملكه من غير مايعرفوا لهم بلد غيرها ومع ذلك ماحصلوا عالجنسيه لأسباب مختلفه.
ركبت السياره وإتنهدت براحه،سألها جلال/ أحد مضايقك يابنيتي لاتخبين علي.
إبتسمت بحب/جعل عيني ماتبكيك ياعم جلال، أنا بس كنت تعبانه شوي وخفت يصير لي شيئ وأنت في السياره.
سندت رأسها على وراء ورجعت تفكر في وليد زميلها، ماتنكر إن ملامحه لابأس لها ويعد وسيم من الناحيه الخارجيه لكن تصرفاته كانت وقحه ومستفزه، في البدايه كان طالع لها في كل مكان في المستشفى.. وظنت إن وجوده قدامها وهي طالعه من المصلى مجرد صدفه.. أو لما تكون في كافتيريا المستشفى مع أمل وبعض زميلاتها.. أو لما يتقابلوا في مدخل المستشفى وهم داخلين سوا أو بعد مايخلص دوامها.. بس تكرار الصدف بشكل يومي خلاها تشك فيه وصارت تحاول تتجنبه قدر الإمكان لين جاء اليوم اللي فاجأها فيه وهي في طريقها لجلال اللي منتظرها في المواقف وبدون مقدمات قطع عليها الطريق وصارحها بإعجابه وطلبها للزواج، مارح تنسى خوفها وصدمتها من اللي سواه خاصةً وإن الوقت وقتها اتجاوز التاسعه مساءً بشويه ومع ذلك قدرت تتظاهر بتماسكها وترفض طلبه ببرود وهي تتجاوزه بخطوات أقرب للجري، ومن ليلتها وهو ناشب لها في ريحتها وجيتها بإبتسامته السامجه والمستفزه وهي حاسه بنفسها مربطه ومابيدها شيئ غير إنها تتجاهله.. كانت في غنى عن أي شوشره وفضايح تلحق بأسمها وأسم أهلها خاصةً بعد الإشاعات اللي طلعت عليها بعد موت رياض ورفضها لكل اللي اتقدموا لها رغم كل مميزاتهم اللي تغري أي وحده في وضعها. غمضت عيونها بألم من ذكرى رياض ودعت له بالرحمه ودعت إن ربها يحفظها من شر وليد وأمثاله وإنه يمل ويتركها لحالها في أقرب وقت وعلى خير.
،
،
،
،
،
،
صنعاء، التاسعة مساءً
أول ماوقفت السياره سمعت دق عالشباك فكته وأخذت نفس وعرفت ريحة أخوها، عضت شفايفها بإرتباك كيف نسيت إنه جاي وبإحراج/مساء الخير، إيحين(متى)جيت ياعلي.
إبتسم على إحراجها وحب يزيدها عليها وبعتاب/ماشاء الله على أميرتي اللي قالت لي أجي وآخرتها نسيتني، ليش جيتوا ذحين عاده بدري! كان جلستوا ساعه زياده.
رد عليه بإبتسامه /من غير ماتقول حاولت فيها نتعشى خارج قلتلها فرصه ماتتعوض والنسيب مش موجود نأخذ راحتنا قالت أحمد الله إني خرجت معك السوق.
علي بضحكه/الله أكبر، هذا وأنتم خرجتوا من بعد الغداء لذحين وعادكم ماأخذتوا راحتكم.. ماعاد إلا تشلها معاك بيتكم ليش روحتها لنا.
شغل السياره وبمزح/ ومن يردك ياسيادة العميد أنت تأمر أمر.
التفتت له بخوف/يزن بغير جنان طفي السياره وخليني أنزل.
طفى السياره ومسك يدها وبحب/بضحك معش ياروح وقلب يزن
شهقت بإحراج وسحبت يدها بخجل ورد علي بضحكه/ ياعصافير الحب نحن هنا وعادنا في الشارع لذحين.
فتحت الباب ونزلت بعصبيه/ قليلين أدب.
انفجروا ضحك عليها لما نزلت وتركت شنطتها وأغراضها ودخلت البيت بإرتباك واضح، يزن بندم/يالله الظاهر زعلت، كله منك ياعلي ليش تحرجها وأنت داري إنها بتستحي قوي.
علي برفعة حاجب وببرود/أنا اللي أحرجتها! ليش أنا اللي مسكت يدها واتغزلت ولا أنت يادكتور قيس.
نزل ورد بإحراج/مش أنت قلتلي أكون معاها طبيعي واتصرف براحه علشان تتعود عليا وعلى وضعنا بسرعه.
علي بتمثيل/وأنت ماصدقت خبر! عالأقل مش قدامي.
باس رأسه بإعتذار/أسف أتحمست بس والله من فرحتي مش مصدق للأن إنها وافقت وعقدنا وإنها بتخرج معي وماعاد باقي شي عالعرس.. تسلم ياعلي على كل شي فعلته علشان تقنعها بي.
طالعه علي بإبتسامه/صدق صدق والله يتمم لكم على خير يايزن، أنا مافعلت حاجه غير إني نصحتها لإنك رجال تستاهل وأنا واثق فيك ومطمن عليها معك وداري إنك شاريها وبتخليها في عيونك وبتبديها على نفسك، لكن موافقتها كانت بإرادتها وعن إقتناع.
يزن بإبتسامه/أنا داري إنها كانت رافضه الزواج نهائياً، لكن يعلم الله أيش اللي جرى وخلاها تغير رأيها وتطلب تقابلني.
رد بهدوء/ محد داري وين نصيبه وإيحين يجي والمهم إن أموركم أتسهلت والظاهر إنها ماشيه على أحسن مايكون.
ماقدر يخفي فرحته/أوووه الحمدلله، ماتوقعتها تخرج معي لو أموت لكن جات مقاضي العرس في وقتها الصح وعاد باقي لنا كم خرجه لآخر الشهر تكون ولفت عليا وخفت حساسيتها قبل العرس.
علي بنذاله/ليش وأنت بتظن عادها بتخرج معك بعد اللي فعلته لها الليله.. مش أنت داري في أيش وقعت نفسك يابطل.
مسك يده برجاء/علي بحجر الله قول غير هذا الكلام، كرهن(بالعافيه) رضيت تخرج معي وقد نشفت ريقي.
مسك نفسه لايضحك على شكل يزن المصدوم وبتنهيده/ عادك ماجربت جنان بنات الجابر، الله لايوريك يشيب برأسك.. هيا خلينا ندخل نتعشى وبعدها كان الله في عونك.
زفر بضيق ونزل أغراضها اللي أشتروها على ذوقه ودخل وهو يفكر كيف يراضيها وكله ندم على غباوته معاها
↚
جده، بعد الفجر
وقف مكانه في الحوش بعد مارجع من المسجد مع نادر اللي دخل البيت بسرعه،
وبدون مايحس أخذته رجوله للجزء الخلفي من الحوش.. فجأه لقي نفسه وسط منطقه خضراء.. أتوجه للزاويه المفروشه ببساط ملون وعليه مساند وتكايات وخداديات مريحه متوزعه بعشوائيه وعلى جنب مروحه صغيره من النوع المتحرك.. جلس قدام أحواض الزرع الترابي والمقسمه بالطوب الأحمر بحركة حلوه وبسيطه زادت من جمال المنظر وريحة الخضار الممزوجه بريحة الأعشاب العطريه خلت رأسه يدور بخفه ورجعته لذكرى منسيه
ماكان محتاج يسأل أويدور عنها في البيت لإن صوت ضحكتها كان واصله أول مادخل الحوش، راح للحوش الخلفي ووقف يتأمل حركاتها وتعابيرها الطفوليه بيأس، كانت رافعه شعرها ذيل حصان ومغطيه مقدمته ببندانا ولابسه جينز باهت وقميصها القطني المفضل وكانت بقع التراب والطين متوزعه عليها بكرم، كانت جالسه عالأرض وأكمامها مثنيه لمرفقها وأيديها وسط التراب بتغرس شتله جديده أكيد أبوه اللي جابها ليها وكالعاده ياسمين جنبها لابسه زيها وفي يدها مجرفة بلاستيك وبتلعب بالتراب وأصوات ضحكهم بترن في المكان بإستمتاع، قرب من ياسمين وأخذ منها مجرفتها ورماها وشالها من الأرض/جوري وبعدين معاكي كم مره صرت قايلك لاتخلي ياسمين تلعب بالتراب؟
التفتت بإبتسامه/ترى السلام لله.
إتنهد بيأس/أنا في أيه وأنتي في أيه.. السلام عليكم أرتحتي.
ردت السلام وسط بكاء ياسمين اللي كانت تتلوى بين أيديه علشان ينزلها تكمل لعبها وبإبتسامه/خالد نزلها تلعب كانت مبسوطه وساكته.
زفر بضيق/أنزلها فين والأرض وسخه شوفي كيف عدمت نفسها.
جوري بضحكه/وسخة أيه ذا تراب وزرع مافيه شي وسخ هنا نزلها بس.
رد بحده/ عارف إنه تراب وزرع بس السماد كله جراثيم وبكتيريا وعلشان كذا ياسمين مرضت اليومين اللي فاتوا وأكيد بتكون مريضه إذا خليتيها تلعب بيه على طول.
أخذت حفنة تراب من الأرض ورفعتها ليه بهدوء/ذا رمل جبته لما رحنا البحر من يومين وقبلها كنت أحط لها تراب مافيه سماد، ومرضها اللي من يومين لإنها بتسنن (بتطلع لها أسنان) الزرع مابيمرض حد.
رد بعد إقتناع/برضه لاتخرجيها معاكي هنا كل ماخرجتي ، خليها جوا مع أمي ولا لبنى لين تخلصي حوستك ذي.
فسخ لياسمين ملابسها وغسل وجهها وإيديها وحطها داخل طشت (حوض إستحمام بلاستيك) كانت جوري محتفظه بيه في الزاويه علشان تروش فيه ياسمين بعد ما تخلص لعبها في التراب وفك لها المويا تلعب.
جات أمه ومعاها شاي وصحن معجنات وبإبتسامه/حماتك بتحبك تعال حبيبي، وأنتي يابنت سيبي اللي في يدك وتعالي كلي لقمه تصلب طولك بنتك بتجلس معلقه في صدرك طول اليوم.
شهقت بإحراج/يمااااه.
أعطتهم ظهرها ورجعت تتلهي بشغلها، إتنهد بعد ماشاف وجهها اللي صار زي الطماطم من كلمة أمه العاديه، بعد ولادة ياسمين وبعد ماأندمجت أكثر مع أخوانهم بدأت تظهر طبيعتها المرحه والحيويه ورغم جنانها وهبلها اللي إكتشفه مؤخراً إلا إنها خجوله بشكل موطبيعي.. في البدايه ماأهتم خاصة مع صغر سنها وبدايتهم السيئه وأفتكر إنها بمجرد ماتتعود عليه هتتخلص من خجلها، بس صار لهم سنتين ونص متزوجين ولسا بتلف وجهها عنه كل ماطلع لها بالمنشفه وبترفض تغير قدامه وبتلبس في الحمام ولذحين بتغطي نفسها كل مارضعت ياسمين في وجوده، خجلها كان مبالغ فيه ومو راضي يفارقها وسبب له عقده.
سألته أمه بإبتسامه/على أيش بتتناقروا ذي المره؟
ردت جوري اللي غسلت وجلست جنبهم وماأعطته فرصه يتكلم وبسخريه/ قال أيه التراب والزرع وسخ ومايبغى ياسمين تلعب فيه، طول عمري وأنا وسط التراب والزرع وعين الله عليا ما صار لي شي.
خالد بضيق/مو كفايه عليا أنتي، شوفي شكلك وجسمك بذا اللبس كيف طالع، تبغيها تطلع نسخه منك؟
وقفت واتخصرت قدامه بتساؤل/وأيش اللي مو عاجبك في ملابسي وشكلي وجسمي إن شاء الله علشان ماتباها تطلع زيي!!
اتنهد وفي داخله " إلا عاجبني ونص كمان" طالع فيها من فوق لتحت وهو يتأمل جسمها اللي اتملى عن وقت زواجهم وكان جينزها وبلوزتها القديمة ضاغطين على أردافها وصدرها ومبرزه معالم جسمها بطريقه جذابه ومغريه، دقته أمه بضحكه/البنت واقفه مستنيه يامفهي.
استحى من أمه اللي أكيد إنتبهت لنظراته وحك خده وبتصريف/ماعندك غير ذي الملابس! ترى شكلها حق وحده عمرها عشره سنين خلاص أرميها.
ردت بهدوء/ماني راميتها ذي ملابسي المفضله، هيا صح صارت ضيقه شويه بس بحس براحه وأنا لابستها كأني في بيتنا بعدين اللي يسمعك يقول بلبسها طول اليوم ذي لشغل الحديقه بس وكلها ساعه وغيرتها.
مالت عليه أمه بهمس/ذحين ملابسها مو عاجبتك ياكذاب.
همس لها بإحراج/أمي حبيبتي لاتقعديلي عالوحده.
ردت بضحكه/لا أقعدلك ولاتقعدلي، قايمه وخذ راحتك .
وقفت وراحت طلعت ياسمين من المويا ولفتها بمنشفه ودخلت وسابتهم لحالهم وطنشت جوري اللي تناديها.
وقف وراح لجوري بإبتسامه/أيوه تقولي ملابسك .صارت ضيقه شويه بس
طالعت في لبسها وردت بإحراج/يعني مو شويه شويه بالضبط.
سكتت للحظات وتابعت بضيق / عارفه إني تخنت بعد ولادة ياسمين مايحتاج تقولي ترى عندي مرايه، مدري كيف بسوي رياضه كل يوم ومانحفت، بالله شوف كإن عندي كرشه.
فجأه حس بحرارة الجو زادت من حركاتها اللي نشفت ريقه وهي تلف بجسمها علشان تقنعه بكلامها، لف أيديه على خصرها وأتحسس بطنها الممسوحه وبكذب/ أمممم كرشه صغنونه.
طالع في ملامحها اللي أتجهمت بتأنيب ضمير، كان عارف إنها لازالت متأثره بشكلها وقت الحمل ولذحين مو مستوعبه إن جسمها رجع لطبيعته وإنه مافيه أي غرام زياده في أي جزء منه واللي متأكد منه إنها مو ملاحظه إن جسمها صار أحلى من قبل.
زفرت بضيق/ قلتلك قبل كذا وماصدقتني شكلي بخلي تمارين البطن ساعه بدل النص مدام ماسوت شي لذحين.
قلها بمكر/عندي تمرين أحسن منه.
ردت بلهفه/ تمرين أيش !
فاجأها ببوسه على شفايفها جمدتها للحظات قبل ماتلف وجهها بعصبيه/أنا غلطانه اللي صدقتك ياقليل الأدب.
رجع يبوسها في ورقبتها وبهمس/ والله تمريني مضمون.
حاولت تبعد عنه/ملابسي وسخه وهعدمك .
ضمها بقوه أكبر/ فداكي.
اتلفتت بإرتباك/خالد أحنا في الحوش وذحين بيأذن العشاء.. يمكن أبويا ولا واحد من العيال يجووا.
شالها بسرعه/ معاكي حق نروح غرفتنا أحسن.
شهقت بقوه/خالد بلا جنان نزلني أمي ولبنى جوا وبيشوفونا.
رد بحده/لا تجنني أهلي تراكي زوجتي.
همست بإحراج/زوجتك ماقلت شي بس مو قدامهم.
أتأفف بضيق وتابعت برجاء/خالد نزلني وأنا والله أمشي بنفسي علشاني نزلني بس ذي المره..
وقف وطالعها للحظات وبخبث/إذا بستيني هنزلك.
باسته في خده بسرعه وهز رأسه برفض/ألف مره قلتلك ذي البوسه تخليها لياسمين موليا، شكلك ماتبغي تنزلي؟
همست بإحراج/خالد نزلني ونتفاهم في غرفتنا رجاءً
طالع وجهها الأحمر وعيونها اللي ترمش بتوتر وهو عارف إنها كذابه وتبغى تتهرب زي كل مره وبتهديد/هنزلك وعالغرفه عدل وياويلك تسوي حركاتك أياها فاهمه؟
هزت رأسها بموافقه ونزلها/يلا قدامي بسرعه قبل ما أغير رأيي.
دارت بعيونها في الحوش وهي تلم شعرها وتعدل ملابسها بإرتباك/ تبغاني أدخل لهم كذا علشان اللي ماشاف يشوف!
ضحك وبسخريه/على أساس إنهم مو فاهمين أيش بيصير في غرفتنا.
شهقت بقوه/قليل أدب.
دفته قدامها/أدخل وأنتا ساكت ولا تفكر تلتفت لي.
إتنهد ومشي بإستسلام/أنا مو فاهم مستحيه من أيه، الله يصبرني على هبلك وج----
قطع كلامه بصدمه لما فجأه غرق بالمويا، التفت لجوري اللي ضحكتها رنت في الحوش و بالعافيه قدر يشوفها وسط المويا اللي بتضرب فيه بقوه وهي ماسكه لي المويا وبترشه بإستمتاع/ذا علشان ضحكت عليا وعلشان خليتيني أترجاك وعلشان كنت بتجبلي الجلطه بقلة أدبك وعلشان هددتني.
صرخ بحقد وجري عليها وهيا رمت اللي وهربت من قدامه، لحقها بتهديد/وين هتشردي مني بس و----
ماكمل كلامه لإنه اتزحلق عالأرض بقوه وفي ثواني كانت جوري جنبه وبإرتباك/بسم الله عليك .أتعورت.. والله مو قصدي أسفه.
أطمن إنه مافيه شي ومسك رجله بتمثيل/ رجلي آآه.
مسكت ذراعه وحطتها على كتفها وحاولت توقفه وبخوف/أوقف معايا بس لاتضغط عليها طيب.
هز رأسه بموافقه وسند نفسه عليها ووقف معاها بشويش وقبل ماتمشي خطوه وحده كان شايلها بين أيديه مره ثانيه، ضحك بإنتصار/أيش هيفكك مني ذحين، خلي حياكي ينف---
قطع كلامه وجمد مكانه بصدمه وطالعها بذهول ولماشاف وجهها صار بلون الدم وعيونها اللي مغمضتها بقوه حاول يستوعب اللي صار..
أخيراً سوتها!!
أخيراً باسته على شفايفه!
كانت أول مره تسويها من يوم زواجهم، صح علاقتهم أتحسنت وصاروا بيتعاملوا بإريحيه أكثر من قبل، لكن علاقتهم الزوجيه إتحسنت ببطئ شديد.. نوبات الهلع كانت تجيها كل ماقرب منها حتى بعد ماأتفقوا على بدايه جديده بعد حملها بياسمين وأستمرت على ذا الحال لفتره لكن بمرور الوقت صارت تتقبل لمساته وقربه منها بدون ماتتشنج أو تتعب وصارت حياتهم حلوه وماكان مخرب عليه غير خجلها الزايد عن حده واللي خلاها ماتتقبل منه أي لمسه أو حركه قدام أهله مهما كانت تافهه، واللي زاد وغطى إن خجلها خلاها تعامله بتحفظ حتى لما يكونوا لوحدهم لدرجة إنها يوم ماتحب تعبر عن مشاعرها تكتفي ببوسات عالخد وإذا مره تأخذه بالأحضان ومع إنه حاول يخليها تتجرأ معاه إلا إن كل محاولاتي بات بالفشل، لكن اليوم أخيراً اتجرأت وباسته على شفايفه!!
إبتسم برضى ونزلها وبهمس /طالعي قدامك لا تصقعي في الجدار.
ماردت عليه وبمجرد مالمست الأرض خلصت نفسها من بين إيديه ودخلت البيت جري، ضحك بفرح ولحقها قبل ماتختفي شجاعتها المفاجئه وترجع لخجلها المعتاد.
رنت ضحكته بقوه في الحوش ورجعته من ذكرياته ومع ذلك ظل يضحك الفتره لين قدر يتمالك نفسه ويتحكم فيها، مسح دمعه فلتت منه وماعرف هي من كثر الضحك ولا من شوقه لها، أخذ نفس عميق وفك المويا وبدأ يسقي حديقتها الغاليه وهو يتذكر كيف حولتها من جزء مهمل بيجمع أغراضهم القديمه لواحه خضراء مزروعه بالفل المغربي والورد المديني والريحان وشجرةالليمون اللي بتحب نكهة أوراقها مع شايها الأحمر ، غير الأعشاب العطريه زي النعناع والحبق والكزبره والفلفل الأخضر اللي بتستخدمها في للطبخ..
أستنشق مزيج الروايح الغريب بحنين وبهمس/حديقتك شبهك ومو مفهومه وحاس نفسي ضايع ومو فاهم شي، أمي قالت إنك رفضتي العرسان اللي اتقدموا لك.. معقوله رفضتيهم علشاني!! معقوله بتفكري فيا زي مابفكر فيكي!أكيد مانسيتيني.. أنا عارف إنك زعلانه من اللي سويته بس حسبتك هتزعلي شويه وهتسامحيني مافكرت إنك هتطلبي الطلاق.
إتنهد بعمق وقفل المويا لما ناداه نادر علشان يفطروا قبل مايوصلهم المدرسه، قفل المويا ودخل وهو يدعي إنه ذي المره يسمع صوتها وهي تودع العيال عند الباب لما يروح يأخذ ياسمين وقصي علشان يوصلهم المدرسه.
↚
جده،بعد المغرب
قفلت مع قصي وجففت شعرها بالإستشوار علشان ينشف بسرعه وهي تستغفر، كانت حاسه بضيق وإكتئاب من حربها البارده مع وعبدالرحمن واللي أثرت على شغلها وفي الصباح بعد ماراحوا العيال عالمدارس بدأت كعادتها في تجهير حلويات الكافيه لكن بسبب أعصابها التالفه والمتوتره حرقت أكثر من كيكه وكريمة تزيين الكيك خربت من كثر ماخفقتها وحتى الحلا حطت فيه ملح بدل السكر ولما اتأكدت من إنها مارح تضبط شي سابت كل شي وقررت ماتروح الكافيه اليوم، والظهر أتصل قصي وقال إنهم بيتغدوا عند أبوهم لإن عيال لطيفه بيجوهم وقالت له إنها بتجلس في البيت وكمان عبدالرحمن أتصل وقال لايستنوه عالغداء لإنه بيتغدى مع فيصل وقالت له نفس الشيئ عن شغلها، شغلت نفسها بشغل البيت لين العصر وبما إنها لحالها سوت لها بيتزا بالخضار وأكلتها بدون نفس وبعد طول تفكير قررت تغسل مفرشة الصاله وتطلع فيها كل اللي حاسه فيه، بس أول مابدأت شغل أتصلت أمها وقالت لها مدام مو رايحه شغلك خلينا نتقابل عند خوله علشان نطمن عليها وعلى أخبار أمها اللي سافرت قبل أسبوع علشان تتعالج، وافقت بإستسلام وقالت إنها بتتأخر شويه وإتصلت لعبدالرحمن وإستئذنت منه وقالت له يجيب معاها حلا ومعجنات وبعدها نزلت دعك وتنظيف في المفرشه لين هلكتها وهلكت نفسها وعلى ماخلصت كان عبدالرحمن جاء وهي حايسه وساعدها وهو يخاصمها علشان أشتغلت لحالها وإكتفت بالصمت لين طلع اللي في نفسه وبعدها دخلت أتروشت وصلت المغرب وجهزت نفسها للخرجه.
طاح الإستشوار من التسريحه ورجعها من أفكارها، شالته ورجعته مكانه واتأملت بلوزتها الحريريه الصفراء بإكمامها الطويله وتنورتها السوداء في المرايه بإبتسامه خفيفه/أنتي الحل الأخير إذا ماعدلتي مزاجي بلونك الفاقع ذا رح أبطل ألبسك.
لمت شعرها بمشبك وحطت كريم أساس تحت عيونها علشان تخفي الهالات السوداء وحطت روج فوشي ومسكت كحلها الأسود وكحلت عينها بغزاره، لطالما كان كحلها هو الشيئ الوحيد اللي تحبه وماتستغني عنه في المكياج سواء كانت بنظاره ولابدونها.
رن جوالها بأسم قصي وقفلت في وجه لإنه شكله وصل، لبست عبايتها وطلعت من غرفتها للمطبخ أخذت الأغراض اللي طلبتها من أخوها وراحت غرفته ولقتها فاضيه، وقفت عند باب المجلس تطالع في أخوها اللي ماسك كتاب ومندمج في قرايته وبهدوء/أنا رايحه ذحين ويمكن اتأخر لإن أمي والبنات عند خوله.
وقف بسرعه/أسبقيني للسياره على ما أغير وأجي.
ردت بهدوء/ أنتا أرتاح، قصي برا وبروح معاه.. أستودعتك الله.
طالع فيها بصمت وهي تعطيه ظهرها و وتختفي من قدامه وبعدها بلحظات سمع باب الحوش ينقفل، رمى الكتاب من يده بعصبيه وراح غرفته غير ملابسه وهو يسب نفسه، صار لها يومين من وقت اللي سواه وهي زعلانه منه ومو راضيه تسامحه.. ماعاد بينهم كلام وحوارات ولامزح ولا إبتسامات ولاحتى معانده ونقار، معاملتها معاه صارت بارده وكلامها عالقد.. لام نفسه كثير على حركته الغبيه.. كيف سمح لغيرته وغضبه إنهم يسيطروا عليه ويخلوه يقول اللي قاله وهو أكثر واحد عارف أهمية شالها بالنسبه لها وقد أيش متعلقه فيه بغض النظر عن كرهه للشال وصاحبه.
أخذ نفس عميق وأستغفر وأتصل لفيصل وخرج يقابله.
خرجت لقصي اللي كان مستنيها عند الباب ومشيت معاه لبيت خوله اللي كان في نفس حارتهم، إبتسمت بشرود وهي تفكر في عبدالرحمن وكيف أختار ذا البيت رغم إن إيجاره أغلى من باقي بيوت الحاره، بس هو أختاره لسببين كانت مهمه بالنسبه لها، السبب الأول كان موقعه في طرف الحاره واللي بيوفر لها نوع من الخصوصيه لإنه بعيد نوعاً ما عن باقي عمارات الحاره اللي كانت جنب بعضها وبتكشف ساكنيها بسهوله، والثاني إنه يعد قريب من بيت خالد وبكذا كانت تنقلات ياسمين وقصي بينهم سريعه ومريحه بالذات إذا قطعوها مشي وفي نفس الوقت ضمنت لهم نوع من الإستقرار النفسي لإنهم ظلوا في نفس بيئتهم.
أمي إيشبك!!
التفتت لقصي بإستغراب/إيشبي!!
إتنهد/ليا ساعه أقولك بدخل البقاله أشتري حاجات قبل مانروح بيت رشيد.
أخذت نفس وردت بهدوء/قصي مو وقته خلقه متأخره وجدتك هناك من بدري وأنتا عارفها أول مايأذن العشاء بترجع البيت وأنا مالحقت أجلس معاها.
رفع أيديه قدامها بضحكه/أنا مالي ذي بنتك متصله من عندهم وتقول جبلنا شغلات نتسلى فيها وراسلتلي لستة طلبات.
ردت مرح/طيب هات اللي في يدك وطير، ترى بعدلك لميه وإن مالقيتك هنا مدري أيش بسوي فيك أنتا وأختك.
أعطاها الأكياس اللي معاه ودخل البقاله بسرعه وهي وقفت على جنب تستناه، إبتسمت وهي تتابع اللي يصير قدامها بإستمتاع.. حارتهم كانت في عز نشاطها واللي يشوفهم للوهله الأولى يظن إن أهل الحاره كلهم تركوا بيوتهم ونزلوا الشارع.. الكل بيتحرك في كل مكان ونادراً ماتلقى شخص لحاله، كانوا شيبان الحاره متجمعين تحت في حلقات ومعاهم ثلاجات الشاي والقهوه وصحون الأكل البيتي وشغالين حكاوي من ذكريات زمان اللي نصها ضحك ونصها تأليف على بعض، وفي ركن ثاني في طاولة بلياردو وفرفره وعيال الحاره متجمعين حولها وأصواتهم طالعه مابين صياح وضحك وهروج، وجنبهم أحمد بطاطس بعربية بطاطسه المقلي وعصير التوت اللي مافيه من أسمه غير لونه وريحته من كثر ماهو خفيف وسامج ومع ذلك كان أشهر وأحسن واحد يقلي بطاطس في حارتهم والكل يجيه علشان يشتري من عنده، حطت أكياسها عالأرض وبحركه سريعه مسكت أول ولد مشي من جنبها وخلته ينط من الفجعه/بسم الله.
ضحكت بشويش/بسم الله عليك شايف جني قدامك.
حك رأسه بإحراج/لا بس خوفتيني.
كان باين أصغر من قصي وحزنت عليه/أسفه وحقك عليا يابطل، بس ريحة البطاطس جوعتني وأنا لما أجوع ماأفكر مزبوط.
جعد خشمه وشم بتركيز/ من جد الريحه شييي.
هزت رأسها بموافقه خلته يسألها بإبتسامه/
تبغي بطاطس؟
مدت يدها لجيبها وردت بسرعه/ملح وفلفل أسود بس.
سألها بسخريه/والكاتشب ياعبيد.
أعطته الفلوس بضحكه/خليه لعبيد ماحبه.
رفض يأخذ العشره ريال وجري يشتري لها وهي تضحك على سرعته اللي ماخلتها تقوله كم صحن تبغى، انكتمت ضحكتها وهي تسمع حس رجال قريب منها ورجعت تتفرج عالشارع لين سمعت اللي شدها وخلاها تلف رأسها ناحية الصوت بإستغراب
اقلك صاروخ أرض جو وهتمسح الرمم اللي جايبهم من أول نزله ليها........ هيا صح خام بس وحياتك هيا ليلتين معايا وهخليها معلمه........ حبيبي كلهم يغنوا ذا الموال في البدايه بس الوحده فيهم أول ماتجي رجلها في الخيه وتلقى نفسها خلصت ومابيدها شي هتجيني زحف علشان ازبطها......... ههههههههههه
انقرفت من ضحكته وحست بغثيان وهي تستوعب تلميحاته القذره، رفعت رأسها وشافته معطيها ظهره وماخذ راحته في الكلام ومو مستنيه لوجودها وراه، كلامه أستفزها وخلاها تتمنى لو يلف علشان تعطيه بكس يلخبط ملامحه ويمسح إبتسامته الكريهه اللي حاسه إنها شاقه وجهه.
بيني وبينك مرض أمها جاء في صالحنا وسرع لنا العمليه......... هيا ذحين مستويه عالآخر وأكيد محتاجه فلوس...... داليا ذحين عندها وجالسه تليس لها وتعمل فيها صاحبة الحضن الدافي وتلقى الهبلا ماصدقت أحد يقلها كلمتين حلوه ويساعدها........ ياحبيبي أنتا لوشايف حارتهم الكلاب ماتدخلها...............
بحلقت بقهر في حارتهم المتواضعه، صح كانت عمايرها وبيوتها قديمه وبعضها محتاج ترميم فوري وبعدها إزاله بدون كلام وشوارعها ضيفه نوعاً ما والأرض نصها حفر والنص الثاني طافح بالمويا زيها زي كل حارات جده القديمه والعشوائيه واللي محتاجه للإهتمام والتجديد، ورغم ذلك كان لها طابعها الخاص والمميز اللي مو أي شخص ممكن يفهمه ويحبه وأكيد شخص زي ذا مابيشوف أبعد من خشمه مارح يفهم ذا الشيئ.
إبتسمت بسخريه من غبائه اللي خلاه يأخذ راحته في الكلام وعلى باله بيتكلم بشيفره ومحد فاهمه، ورجعت تركز مع صوته الوقح
داليا ياحبيبي تطلع اللقمه من فم الأسد تحسبها ماتقدر تلف على بزره وتسحبها تحت جناحها و---
أمي إيشبك اليوم منتي معايا.
طالعت في قصي اللي رجع وبإرتباك/معاك حبيبي معاك.
رد بإستغراب/ مررره منتي معايا.. هيا مشينا.
شالت أكياسها ومشيت وعينها عالرجال اللي ماشي قدامهم وشكله قفل الجوال وقام يدخن لإن ريحة السجاير وصلتها
هييي ياخاله أستني.
التفتت وشافت الولد اللي راح يشتري لها بطاطس وراح عن بالها، وقفت بفشله/معليش نسيتك سامحني.
طالع فيها وفي قصي بتساؤل/كيفك قصي، تقربلك؟
سلم عليه وبإستغراب/هلا عامر الحمدلله ، ذي أمي في شي!!
ردت جوري/ياحليلكم تعرفوا بعض، تصدق نسيت مااسألك على أسمك، مشكور عالبطاطس ياعامر.
قصي بعتاب/ليه ماقلتيلي إنك تبغي بطاطس وكنت جبتلك.
إبتسمت/أشتهيه فجأه وعمور ماقصر ربي يسعده.
إبتسم بخجل/ عادي ماسويت شي، اتفضلي.
طالع في أيديها اللي شايله اغراض وقصي زيها وطالع في صحن البطاطس اللي في يده بتفكير/إذا تبغوا بمشي معاكم لبيتكم وأساعدكم .
رد قصي/لا ياشيخ لاتتعب نفسك، هاته وبحطه في كيس الشوكولاته وببنتبه لاينكب، أصلاً رايحين بيت رواد ورشيد.
مشي قدامهم وبمرح/مو بعيد يلا بجي معاكم.
مشيوا معاه وجوري تسأله على أهله ووين ساكنين آلخ..
وقفت بصدمه وهي تشوف نفس الرجال واقف جنب بيت خوله وبيتكلم في الجوال صح هي ماشافت وجهه بس عرفته من ملابسه، ناداها قصي/أمي أيش فيه ذحين ليه وقفتي؟
ردت بتوتر/مافي شي بس مستنيه الرجال يبعد من الباب علشان أدخل.
أنتبهت قصي للسياره المرسيدس موديل السنه واللي واقفه جنب بيت خوله، صفر عامر بإعجاب/أحلى، ذي كيف خشت حارتنا وأيش موقفها عند بيت رشيد؟
قصي بدفاع/ذول أكيد حريم جايين يفصلوا ملابس عند أخت رشيد، أخته خياطه.
عامر/أيوه صح كأني سمعت ذي الهرجه بس ماكنت أدري إن زباينها منغنغين كذا (مريشين، عندهم خير)
قصي بضحكه/أذكر الله ولاتنق عالناس.
ماسمعت جوري شي من اللي انقال وماكانت حولهم، كانت عيونها عاللي واقف عند بيت خوله وبالها يسترجع المكالمه اللي سمعتها من شويه وبتفكير " داليا.. داليا.. خوله قالت إن زبونتها أسمها داليا وحالتها الماديه مره كويسه، معقوله دالية خوله هيا نفس داليا اللي أتكلم عنها الرجال!!!!"
شهقت بقوه خلت قصي وعامر يلتفتوا لها في نفس الوقت بقلق/إيشبك؟
همست برجفه/ولا شي ولاشي.
حست برأسها يدور وهي تسترجع كلماته "مرض أمها جاء في صالحنا، يعني كان قصده أم خوله!! داليا.. مرض أمها.. هيا خوله مافي غيرها يارب سترك وعفوك .. يارب سترك وعفوك"
هزها قصي بشويش/أمي الحرمه طلعت والرجال مشي.
طالعت فيه وفي بيت خوله ولقت السياره أختفت، وصلت وأخذت نفس ودقت الباب فتح لها رواد وسلمت عليه ودخلت وقصي أعطاه اللي معاه وقله ينادي نادر ويجوا الحاره معاه ومع عامر.
دخلت جوري وسلمت عالكل، كان فيه أمها وندى وفاطمه مع جارتين من جارات خوله، ضيفتها خوله بعتاب/أبله مره اتأخرتي وأفتكرتك بطلتي تجي.
إبتسمت/وأنا أقدر ماأجي بس خلصت شغله كانت في يدي وجيتك فريره.
خوله قهر/يالله لو قدمتي بس خمس دقايق كان لحقتي على مدام داليا دوبها طلعت، هادي تاني مره تمشي قبل ماتتعرفي عليها.
ردت بهدوء/لعلها خيره حبيبتي وإن كان لنا نصيب أكيد بنتقابل.
أخذتهم الهروج ومشي الوقت بثقل غريب على جوري وهي مو فاهمه شيئ من اللي انقال.. كانت مكتفيه بالإستماع وهز رأسها من وقت للثاني وهي في دنيا غير الدنيا ولما أذن المغرب وقفت أمها والبنات ولبسوا عبايتهم علشان يمشوا، مسكتها أم خالد على جنب وبقلق/ حبيبتي فيكي شي؟صاير شي لأهلك؟
هزت رأسها بنفي/مافيني شي لاتقلقي ياروحي.
أم خالد بعدم إقتناع/جوري لاتخبي عليا، من ساعة ماوصلت وأنتي مو على بعضك أنا مو تايه عنك.. أنتي حتى ماطليتي في نادين وجوري الصغيره!
ضمتها وهي تشم ريحتهابعمق وكإنها تدور الراحه/ صدقيني يمه مافي شي، بس تعرفي الكافيه والبيت والعيال وعبادي.
بعدت عنها وبهمس/قلبي مو مرتاحلك يابنت وعارفه إنك كذابه لكن أستودعتك الله والله يطمن بالك ويريحك.
شدت على يدها برجاء/أيوه يمه أدعي لي إن الله يحفظ لي حبايبي ويبعد عنهم كل شر .
سلمت عليها وعالبنات وخرجت أم خالد وهي تدعي لها، وبعدها على طول راحوا جارات خوله ومافي غير جوري وياسمين وخلود اللي جوا مع أم خالد، نادتهم جوري وصلوا المغرب جماعه وبعدها رجعوا مع رحمه غرفتها.
خلصت جوري تقرأ وردها اليومي على دخلة خوله ومعاها كاستين عصير، حطت العصير عالأرض وأخذت عباية جوري والسجاده وبمرح/ ودا أحلى ليمون بالنعناع لأحلى عيون.
ردت بإبتسامه/عيونك الحلوه خوختي تسلم يدك.
أتعدلت في جلستها وشربت عصيرها على مهل/ أيوه قلتي لي داليا كانت هنا!
بوزت خوله بزعل/والله قهر المره اللي فاتت جاتني المستشفى ومشيت قبل ماتشوفيها واليوم نفس الشي، أيش دا الحظ.
جوري بهدوء/مو مشكله إلا مانتقابل، بس أنا شايفه إن علاقتكم مو علاقة خياطه وزبونه عاديه، يعني بما إنها راحت لك المستشفى وذحين جاتك البيت هذا غير كلامك الحلو عنها.
خوله بتفكير/ تصدقي مع إني فهمتها غلط وكرهتها في البدايه بس لما عرفتها طلعت مره طيبه وحنونه وتبغى مصلحتي.
جوري بإهتمام/وأيش اللي سوته وخلاكي تفهميها غلط وتكرهيها من البدايه؟
إتنهدت خوله وذاكرتها ترجع بيها لليوم اللي زارتها فيه داليا في بيتهم...
دخلت غرفتها بعد ماوصت أختها رحمه تعشي أمها وأخوانها وتقفل الباب عليهم لين تجي، قفلت الباب بعصبيه ولفت تواجه داليا بقوه هشه ومزيفه ماقدرت تخفي صوتها المهزوز/إذا جايه علشان تجيبي باقي الفلوس فاأنا مابغاها، تقدري تاخديها وتتفضلي من هنا.
طالعت فيها داليا بحزن/ عارفه إنك زعلتي علشان مراد دخل عليكي فجأه؟
كررت وراها بعدم فهم/مراد!!!
حركت يدها بيأس/مراد أخويا الغبي، أكيد خوفك بهبله بس هوا مايقصد يخوفك وماكان عارف إنك موجوده.
طالعت فيها خوله بشك/بس هوا كان عارفني وقال إنك حكيتي له عني.. بعدين هوا كان .. وصحباتك ..كانوا.
سكتت لما سمعت نفسها كيف تتلعثم وماهي قادره تجمع جمله على بعضها، زفرت داليا بضيق/ هوا مرح ومنفتح حبتين علشان كان عايش برا وصحباتي دول متعودين عليه من زمان، تقريباً متربين مع بعض وماخدين الموضوع فري.
استحت خوله لما افتكرت سلامهم الوقح وبعصبيه/ أنا مالي صلاح بحياتكم.. فساتينك عندك ومافي شيئ بينا.. سيبيني في حالي وأطلعي من حياتي ولا كإنك شفتيني قبل كدا.
داليا بإعتذار/قلت لك ماكان عارف إن في ناس غرب وحتى هوا أستغرب من رد فعلك ولما فهمته أنتي مين مره زعل من اللي سواه وقعد يترجاني علشان أعتذر لك وافهمك إنه كان بيمزح معاكي لإن البنات فهموه غلط .
هزت رأسها بعدم إقتناع/حتى لو اللي قلتيه صح هوا ماله حق في اللي سواه وأنتي كمان كيف تسمحي لهم يسووا كدا.. أنتي صدمتيني.
قربت منها وبزعل/أخص عليكي ياخوله ليه بتقولي كدا أنتي شفتي مني شيئ زعلك قبل دي المره..
دفتها برعب/أنتوا أيش تبغوا مني! أنا ماعندي شي أعطيكم هوا.. أنا وحده يتيمه وعلى قد حالي.. روحي لصبحاتك واللي زيك وسيبوني أربي اخواني وأنتبه لأمي المريضه حرام عليكم.
جلستها ومسكت يدها بإهتمام/ بصراحه مراد أعجب بيكي وبأخلاقك وزي ماقال دخلتي قلبه على طول ولما عرف وضعك مره اتأثر وطلب مني أقلك إنه مستعد يساعدك باللي يقدر عليه.
طالعت فيها خوله بإرتباك.. كلام داليا وندمها وإهتمامها شكله حقيقي لكن حركة أخوها الوقحه والوضع اللي شافته في بيتهم ماريحها وحسسها بالخوف، وبإرتباك/بس أنا ماطلبت مساعده من أحد، والحمدلله قادره أصرف على أهلي.
داليا بحنان/ أحنا ماقلنا إنك طلبتي ،بس أحنا عارفين وضعكم وحابين نساعدك ياخوله، مراد هيعلاج أمك ويتكفل بمصاريف أخوانك.. وهيشتري لك بيت بدل الخرابه دي، ومستعد يفتح لك مشغل خاص فيكي .
شهقت بقوه من الصور اللي اتدافعت فجأه في مخيلتها وهي تشوف كل اللي بتحكي عليه داليا وبشك/كل دا بتسوه علشاني.. ليه.. أنا مقدر أرد لكم شيئ من اللي هتدفعوه.. أنا يادوب خياطه.. أيش هتستفيدوا من مساعدتي وأيش هيكون المقابل لكل دا؟
إبتسمت داليا/مافي شيئ في الدنيا بدون مقابل ولازم تكوني عارفه الشيئ دا أكتر من غيرك.. وهوا صح أحنا نبغى الأجر بس كمان نبغى فايده من وراكي وأنتي عندك موهبتك وتصاميمك الحلوه والمميزه اللي هتفيدنا....
طالعت فيها بعدم فهم/خياطتي هتفيدكم في أيه؟
وقفت داليا ودارت في الغرفه وعيونها على خوله وبجديه/شوفي ياخوله أنا لبست من عند أشهر المصممين من كل بلد تقريباً وصدقيني تصاميمك مو أقل منهم.. وأنا من يوم ماشفتك وشفت شغلك دخلتي مزاجي وقلت في بالي ليه ماأعمل شراكه معاكي! ولما حكيت لمراد عاللي في بالي عجبته الفكره وقال إنه هيدعمنا.
زفرت خوله بضيق/شراكة أيه وفكرة أيه وأخوكي أيش دخله، أنا مو فاهمه شي من هرجك.
طالعت فيها داليا بثقه/ أحنا هنعملك مشغل خياطه أو بالأصح بوتيك.. محل أزياء.. سميه زي مابتحب وهيكون على مستوى وهنتشارك كلنا فيه، مراد بفلوسه ونفوذه اللي هيسهلنا كل شيئ صعب وأنا بعلاقاتي القويه وأنتي بموهبتك وتصاميمك اللي أنا متأكده من نجاحها واللي سيدات الطبقه المخمليه في جده هيتسابقوا عليها وهيدفعوا لك فيها مبالغ عمرك مارح تتوقعيها..
حست خوله برأسها يدور وهي تشوف أحلامها بتتبني طوبه طوبه قدام عيونها ضربات قلبها زادت وأنفاسها أتسارعت وهي تسمع وعود داليا بالراحه والسعاده الأبديه..
طول عمرها كانت بتحلم تعالج أمها وتخفف عنها ألمها وعذابها.. كل يوم كانت بتحارب علشان توفر لقمه تسد جوع أخوانها وسقف يأويهم.. كان أقصى طموحها إنها تشتغل وتلقي في جيبها مبلغ بسيط يكفيها الذل وسؤال الناس وقت حاجتها.. وشكل أحلامها بتتحقق على يد داليا ومراد..
معقوله أخيراً هترتاح من كسرة ظهرها كل يوم لنص الليل وهي تخيط لحريم الحاره فساتينهم بفلوس يادوب تدفع فواتيرهم وباقي الشهر تعيش على إحسان فاعل الخير اللي بيىسلهم مبلغ كل آخر شهر.. أخيراً أمها هتلاقي متبرع وتسوي عمليتها وترتاح من غسيل الكلى اللي بيموتها كل يوم والثاني.. أخيراً هتوفر لأخوانها الحاجات اللي يستحقوها وبيتمنوها بعد تعب السّنين وقحط الأيام.. أخيراً هيقدروا يمشوا في الحاره وهم رافعين رأسهم وعارفين إنهم مو أقل من غيرهم حتى لو كانوا أيتام.
قربت منها داليا وضمتها بقوه وهمست لها/
صدقيني ياخوله أنا ومراد هنخليكي تقبي على وجه الدنيا وتعيشي زي بقية الخلق وكدا الكل هيستفيد.. لاتردي عليا دحين.. فكري على مهلك ولما تقرري بس رني لي وهتشوفي حياتك كيف هتتغير بإشاره مني ومن مراد.. ومهما كان قرارك أحنا برضه ماهنتخلى عنك ومن اليوم ورايح تعتبرينا أهلك.
ودعتها وخرجت وتركت خوله تغرق في دوامة الأحلام اللي رسمتها داليا بكل تفاصيلها.
وين سرحتي يابنت؟
فاقت خوله من ذكرياتها الورديه على سؤال جوري وحكت لها عاللي صار من أول ماراحت بيت داليا لحد مازارتها وإعتذرت منها، وبعد ماخلصت إبتسمت بفرح/ومن يومها ماسابتني وعرفتني على أكثر من زبونه وباين عليهم ناس مبسوطين وعجبهم شغلي ودفعوا بدون مايفاصلوني وكمان وعدوني يسوولي دعايه عند صحباتهم وأهلهم.. وأنا شاكه إنها هيا فاعل الخير اللي اتكفل بمصاريف سفر أمي وعمليتها في لندن بس ماحبيت أبين لها إني عارفه علشان ماأحرجها وأضيع أجرها بس ما أقول غير جزاها الله عنا كل خير.
شدت جوري على أسنانها بغضب وعقلها موقادر يستوعب إن في ناس بالدناءه والقذاره ذي! في ناس متجبره وظالمه لدرجة إنها تتلاعب بأحلام الناس البسيطه اللي كل همها لقمة عيش حلال تسد جوعهم وتكفيهم ذل الناس!
وأي نصيب اللي مكتوب لك ياخوله واللي وقعك في أيدين عالم مجرمه زي ذي! وأي قلب طيب ذا اللي بتملكيه واللي صدق خبثهم وتمثيلهم المتقن وسامحهم عاللي عملوه فيكي.
حست بضغطه على يده ورفعت رأسها وقابلت عيون خوله الخايفه/أبله أنتي زعلتي مني.
بلعت ريقها وإبتسمت بصعوبه/أنتي مو وعدتيني ماتخبي عني حاجه! ليه ماقلتيلي كل ذا من أول ياخوله؟
فركت خوله إيديها بإرتباك/أنا كنت بقولك بس ماعرفت كيف، في البدايه كنت خايفه
ومستحيه من اللي سواه أخوها بس بعدين لما شرحت لي واتأسفت قلت خلاص عفى الله عماسلف وماله داعي أتكلم في شي صار بالغلط وبدون قصد.
مسكت جوري أيدين خوله وبهدوء/والناس اللي عرفتك عليهم رحتيلهم برضه؟
هزت رأسها بنفي/لا والله أصلاً حرمت وقلت لها أي زباين يبغوني يجوني البيت وأنتي عارفه إني ماروح لأحد بس ديك المره هيا جات كدا.
هزت رأسها بتفهم/وياترى فكرتي في المشروع ورديتيلها خبر ولا لسا.
إتنهدت/أكذب عليكي لو ماقلت فكرت وتقريباً أقتنعت بكلامها ولقيت نفسي موخسرانه بالعكس أنا الكسبانه في الموضوع لإني أنا اللي بحاجتهم ولاهما عندهم خير ومو محتاجين يشاركوا وحده زيي بس تلقيهم قالوا يكسبوا فيا أجر والفلوس اللي بيطلعوها من المشروع بتزود رصيدهم في البنك، بس طيحة أمي جات ولهتني وبعدها حكاية السفر وراح الموضوع عن بالي.
جوري بحده/ألف مره قلتلك لاتتكلمي عن نفسك بذي الطريقه، إذا أنتي ماعزيتي نفسك وقدرتيها فلا تستني من الناس إحترام وتقدير.
أخذت نفس عميق وبجديه/خوله أنتي عارفه إنك بالنسبه ليا بنتي وأختي الصغيره ومتأكده إني أحب لك الخير وأبغى مصلحتك صح؟
خوله بتوتر/أبله ليه بتكلميني كدا ترى والله خوفتيني.
مسحت على شعرها بحنان/طول منتي بتخافي الله في أفعالك وأمك وأخوانك لا تخافي من أي شي.. بس أوعديني تنفذي اللي أقلك عليه بدون ماتسأليني عن أي حاجه.
خوله بإستسلام/أوعدك.
أخذت نفس عميق وبجديه/ أبغاكي ماعد تخبي عليا أيش شي يصير معاكي، وتبلغيني كل حاجه تصير بينك وبين داليا بكل تفاصيلها ومهما كانت تافه في نظرك، وكمان لاترديلها خبر عن موافقتك وإذا سألتك قليلها لسا بفكر، والأهم مهما حصل ومهما قالت توعديني ماتروحي معاها لأي مكان حتى لو خطوه برا بيتكم فاهمه ياخوله؟
حست خوله بإستغراب وخوف من كلامها وفي داخلها "ليه ياأبله كل ذا الحذر وأنتي ماشفتيها ولا تعرفيها! أنا ماشفت من داليا شي ما يطمن بإستثناء حركة أخوها الغبي بس هي مالها ذنب باللي سواه.. بس كمان أنتي مارح تقولي ذا الكلام لله في لله، من يوم ما عرفتك ونيتك صافيه وقلبك أبيض وعمرك ماجبتي سيرة أحد بشي بطال.. وأنتي أكبر واعقل مني وأكيد فاتني شي وأنتي إنتبهت له وأكيد في سبب لكل اللي طلبتيه وإلا ماتحكيلي ياه" هزت رأسها بإقتناع/فاهمه وأبشري، أوعدك أسوي كل اللي قلتيه.
تابعت جوري كلامها/وعلى فكره ترى مو هيا فاعل الخير اللي أتكفل بعلاج أمك وسفرها فلا تتجملي منها وتعطيها أكبر من حجمها.
طالعتها بإستغراب/ أيش اللي خلاكي متأكده والدكتور ماقال غير إنه فاعل خير.
إبتسمت بثقه/ عيب يابنت معاكي المحقق كونان..
سكتت للحظات وبتساؤل/ على سيرة كونان أنتي فاكره عنوان بيت داليا ؟
ردت بضيق من الذكرى المرعبه/للأسف أيوه ليه!
هزت كتفها بلامبالاة/بما إن حاسة المحقق أشتغلت مافي مانع أطمن عليكي أكثر ولا أيش رأيك؟
سكتت للحظات قبل ماترمي نفسها في حضنها ببكاء/أنا ماليا أحد من بعد الله غيرك والله لايحرمني منك.
ضمتها جوري وهمست لها/أنتي بنتي ومارح أسمح لأحد إنه يقرب منك ويأذيكي بإذن الله.
زاد بكاء خوله من كلامها وزاد معاه غضب جوري وحقدها وهي تفكر في طريقه تحمي فيها خوله من شر داليا ومراد واللي قاعدين يخططوه بخوله.
↚
الرياض، الحادية عشره ليلاً
قفلت مع مها وهي مو مصدقه اللي سمعته منها وبدون تردد دقت على سند ودارت في الغرفه بتوتر لما مارد عليها، دقت مره ثانيه ولبست روبها فوق بيجامتها وبعد ثلاث رنات سمعت صوته المتقطع/ هلا ثريا.
أستغربت انفاسه المتسارعه/وينك فيه؟
أخذ نفس عميق /في صالة الرياضه ، بغيتي شي.
ردت بحماس/إنزين خلك مكانك والحين بجيك.
قفلت قبل ماتسمع رده وطلعت من غرفتها بسرعه وقابلت ديما طالعه من المصعد، ديما بإستغراب/شصاير ليه تركضين؟
دخلت المصعد وضغطت زر القبو وردت والباب ينقفل /بعدين بعدين.
في أقل من دقيقه انفتح الباب ودخلت القبو اللي كانت الأجهزه الرياضه المختلفه محتله نصف مساحته ومتوزعه داخله بترتيب، دارت بينها وهي تدور على أخوها بدون ماتلقى له أثر، جلست واتأففت بغيض/هذا وأنا قايلتله بجيه وتركني وراح، الحين شلون بعرف السالفه؟
أي سالفه!!
صاحت بخوف ونطت من مكانها/بسم الله.
طالعت في سند اللي واقف قدامها وشكله طالع من الحمام وعلى كتفه منشفه ورافع لها حاجبه بسخريه/شايفه جني قدامك.
أخذت نفس وبإبتسامه/حاشاك بس كنت سرحانه شوي.
مشيت وراه للجهه الثانيه من القبو واللي كانت مجهزه بجلسات مريحه وشاشة سينما ومطبخ تحضيري، جلس ينشف شعره وهي راحت جابت مويا وعصير من الثلاجه وحطته قدامه عالطاوله وجلست في مواجهته، وبجديه/أنت وش مسوي لشذى.
وقف اللي كان يسويه وطالعها ببرود/كلمتك؟
هزت رأسها بنفي/مها دقت علي وقالت إن صار بين شذى وعمي محمد هوشه كبيره، يعني ظني طلع في محله.. أنت السبب وراء اللي صار لها.
شرب المويا على مهله وببرود/كلامي يمشي على رجال وموبحرمه اللي تكسر كلمتي وتتحداني.
طالعته بإستغراب/كسرت كلمتك واتحدتك؟
رجع ينشف شعره وبهدوء/ سبق وحذرتها وقلت لها لا تقرب منها وتتعرض لها وبدل ماتنفذ اللي قلته اتصرفت بغباء وعقلها صور لها إني مارح أعرف سواتها.
ثريا بحماس/أنا كنت أظنها محرومه من الخروج بس وبصىاحه مابردت حرتي فيها، لكن مها قالت إنها جنت وصراخها وصل للبوابه يوم درت إن رصيدها صفر.. بس أنا شلون سحبت فلوسها؟
رد بهدوء/عمي محمد عطاني الضوء الأخضر و--
قطعت كلامه بشهقه قويه/أنت قلت له وش سوت.
رفع لها حاجبه بإستنكار/وسواتها تنقال!تبيني أجيب أجله.
سألته/أجل وش قلت له.
أخذ نفس وحكى لها عن زيارته لعمه بعد ماحكت له عن اللي سوته شذى.
رد بهدوء/يبه محمد واللي يسلمك لاتسألني وش سوت.
أبو سلطان بتوتر/سند يابوك شلون ماتبيي اسأل وأنت تبيني أحرمها من الطلعه، أنت ماتقول هالحكي إلا وهي مسوده الوجه.
حط يده على كتفه وبثقه/تطمن قلت لك مو بشي كايد لكن إبيك تسمح لي هالمره أتصرف معها بطريقتي.
اتأمل ملامح سند الجامده للحظات قبل مايهز رأسه بإستسلام/والله إن وراء جيتك علوم يابوبدر وأدري إنك موبخالي لكن الله المستعان وأنت أخوها الكبير ولك الحق تأدبها إذا شفت منها عوج، سوي اللي تبيه وأنا حاضر.
باس رأسه ووقف بهدوء/محشوم يبه، وإن شاء الله موبلاحقهم عوج ورأسك يشم الهواء..
مسك يده/على وين يابوبدر عشاك حضر.
سلم عليه بإبتسامه/رايتك بيضاء وعساه عامر، ينتظروني في المطار وراي سفر.
ودعه وراح المطار وعقله يفكر في طريقه يأدب فيها شذى على حركتها وعلى إستخفافها بتحذيره وفي الأخير لقي اسهل وأكثر شيئ ممكن يأثر فيها،كان يدري بنقطة ضعف بنات عيلتهم علشان كذا طلب عمه يحرمها من الخروج وبعد ماينسحب كل رصيدها وتتفاجأ ببطايق الصراف اللي مافيها هلله أكيد رح تجن وتثور وساعتها بتواجه عمه وبتدري إنه السبب وراء كل اللي صار لها.
وإنهى كلامه بسخريه/وهذا كل اللي صار عسى أرتحتي الحين.
أنفجرت بضحكه عاليه ماقدرت تمسكها وهي تتخيل منظر شذى بعد ماعرفت باللي صار لها و هديت وأخذت نفس وبج/ إنزين تظن ذا الشي بيوقف شذى عند حدها وبيخليها تشيل جوري من رأسها؟
حس بتوتر بمجرد ماسمع أسمها ووقف ببرود/هذي كانت قرصة أذن وإن مافادت بتكون جنت على حالها..
سكت للحظات وفي باله سؤال محيره/إلا وش اللي بينهم ومخلي شذى شايله عليها هالكثر؟ غلطت عليها! طولت لسانها كعادتها !
شتت نظراتها بعيد عنه بإرتباك وفي داخلها " وش تبيني أقول ! أقول إن شذى عينها منك وشكلها تغير من جوري، الغبيه يوم حست إنها قريبه منا حيل خافت يصير بينك وبينها شي، ماتدري إن جوري ماهيب حولك وموبطايقه حتى تسمع صوتك وأنت موبأحسن منها" إنتبهت لنظرات أخوها المتسائله وبزعل/ بالعكس شذى اللي من يوم ماشافتها وهي تطول لسانها وتعاملها بقلة ذوق ووقاحه لله في لله ومع ذلك جوري أتحملتها وماألتفتت لها وأنت بعدك للحين تفكر فيها بهالشكل.
رد بهدوء/إنزين أخذتي إجازه ورتبتي أمورك للسفر.
فهمت إنه غير الموضوع وبمسايره/ لاتحاتي كل شي جاهز.
أخذ قارورة المويا ومشي/أنا بمر بتول قبل ماأنام، تصبحين على خير.
خرج قبل ماترد عليه ويرجع لنفس أفكاره اللي بتدور حولها بإصرار مهما حاول يبعدها عن باله.
،
،
،
،
،
لندن، الثامنه صباحاً
دق الباب واتراجع بإستغراب أول ما أنفتح بسرعه، طالع في الممرضه المبتسمه وشكلها كانت مستنيه وراء الباب وبهدوء/صباح الخير، خالتي صاحيه؟
هزت رأسها بموافقه وأفسحت له مجال يدخل، شاف الحرمه اللي جالسه عالسرير بنقابها والأسلاك ممتده من إيديها وجسمها وموصله لأجهزه طبيه جنبها، وقف جنبها /السلام عليكم، إن شاء الله ماتأخرت عليكي ياخاله.
ردت بتعب/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فين اتأخرت الله يعطيك العافيه وأنتا سايب اللي وراك ورايح جاي تشوفني.
سحب كرسي وجلس جنبها وبضحكه/أفاا ياخالتي طفشتي مني خلاص؟
ردت بجديه/لاتقول كذا يامازن والله إنك في مقام رشيد، بس مايصير ياولدي من يوم ماجيت وأنتا تطل عليا وتداريني وسايب شغلك، أزعجتك وعطلتك وأنتا في غربه ومو ناقص هم على همك.
مازن بزعل /خالتي لاتزعليني منك، أنت في مقام الوالده لاعد أسمعك تقولي ذا الكلام.
إتنهدت /الله يوفقك وييسر أمورك ويعطيك على قد نيتك
سألها بجديه/أيش صحاكي ذحين! حاسه بتعب..اطلبلك الدكتور؟
ردت بهدوء/ الحمدلله مافيا إلا العافيه، بس قلبي مشغول على أولادي مو متعوده أسيبهم كل ذي المده.
إتنهدت وأتذكرت اللي صار لها من وقت ماصحيت ولقت نفسها المستشفى، عرفت إنها طاحت وجابوها بالإسعاف وإن لها يومين في العنايه المركزه وبعد ساعه كانت جوري وخوله عندها والإبتسامه ما فارقتهم ولما سألتهم قالوا إن في فاعل خير تواصل مع المستشفى واتكفل بمصاريف عمليتها وعلاجها برا، رفضت بسرعه حكاية السفر ماكانت حابه تسافر وتسيب عيالها لحالهم وخافت يصير لها شي وهي بلد غريبه، لكن بعد مازعلت خوله منها وفهمها إن حالتها متدهوره وسفرها أفضل لإن برا فرص وجود متبرعين محتملين أكبر من وجودهم داخل المملكه، غير جوري اللي وعدتها تنتبه لعيالها وحكت لها عن عم عيالها اللي عايش برا واللي هيكون معاها..سلمت أمرها لله ووافقت وبعد يومين ودعت عيالها وأستودعتهم الله وسافرت بطياره طبيه مع ممرضه خاصه ولما وصلت المطار كان كل شي مرتب وراحت عالمستشفى على طول وفي نفس اليوم اتعرفت على مازن وصار يمرها يطمن عليها ويجلس معاها وأوقات يتصل لجوري ورشيد ويكلموهم من جواله.
دق الباب وطلعها من أفكارها ودخل الدكتور وبدأ يرطن مع وهي موفاهمه أيش يقول.
الدكتور/صباح الخير دكتور مازن من الجيد إنك هنا أحمل لكم أخباراً رائعه.
أنتبه مازن لحماس الدكتور وبتفاؤل/خير اللهم اجعله خير، ماالأمر.
رد بحماس/لقد وجدنا متبرع مطابق للسيده.
وقف مازن بإنفعال/حقاً، هذا جيد متى ستقوم بأجراء العمليه.
إبتسم/حالما ننتهي من جميع التحضرات وعند التأكد من جاهزية المريضه لإجراء العمليه.
طالعت أم رشيد في وجه مازن والممرضه اللي يطالعوها بإبتسامه وبتوتر/مازن أيش قال الدكتور.
التفت لها بإبتسامه/الحمدلله لقينا متبرع وعمليتك عن قريب إن شاء الله.
طالعته بعدم إستيعاب .. أخيرأ هتسوي العمليه وهترتاح وتريح، ماكانت فرحانه لنفسها قد ماكانت فرحانه لبنتها خوله اللي ذاقت معاها المر وكبرت قبل أوانها.. أخيراً هترتاح من كسرة ظهرها على المكينه لأخر الليل علشان توفر لها قيمة الدواء اللي بيأخذ نص اللي بيطلع لها من الخياطه.. أخيراً هترتاح من الذل والإهانه وهي تلف على المكاتب الحكوميه علشان يوافقوا على علاجها على حساب الدوله.. أخيراً هترتاح من همها و هتقدر تلتفت لنفسه ولمستقبلها.
التفتت الممرضه وبرجاء/خوله أتصلي بخوله.
منع مازن الممرضه وطلع جواله ودق على رشيد وأول ماسمع صوت رشيد أعطاها الجوال وطلع مع الدكتور علشان يسأله عن التفاصيل.
↚
أشتقت لشخصٌ كان يوصينيّ بأن انتبهَ ï»ںنفسيّ كثيرًا ليتني استطيع ان اخبره انيّ فقدُت نفسيّ عندما غاب ...
جده، الثالثه عصراً
دخل الصاله بتردد ولقي قصي وياسمين يذاكروا، ولما مالمحها سألهم /أمكم وين؟
ياسمين بتنهيده/ في الحوش، خالوا أيش اللي حصلكم ومتى بتتصالحوا، ترى دي أول مره أشوفكم كدا.
رد بتوتر/محنا متخاصمين علشان نتصالح، بس أمك صارت حساسه الفتره الأخيره وصار بينا سوء تفاهم.
رد قصي/يمكن لإن الأختبارات النهائيه قربت وبعدها هترجع صنعاء وتسيبنا.
أنتبه للحزن اللي في صوت قصي واللي سكن ملامحهم وماعرف أيش يقول علشان يطيب خاطرهم وبهدوء/لاتشغلوا بالكم بذا الشي من ذحين وخلو السفر لوقته، أنا بروح أشوفها.
دخل المجلس وفتح الشباك اللي يطل عالحوش وشافها بتقطع الحوش من أوله لأخره بخطوات سريعه وصوت طقطقة القلم اللي في يدها واصله بوضوح.. كل ملامحها وحركاتها كانت بتأكد له إن في شيئ حاصل معها غير اللي صار بينهم من يومين.. كانت متوتره على غير عادتها وأعصابها مشدوده وطول اليومين اللي فاتوا عينها على جوالها اللي مافارقها وكأنها منتظره مكالمه مهمه، حس بعجزه وقله حيلته لإنه موقادر يخرج يشوفها ويكلمها لإنها رافضه تطالع في وجهه وبتتجاهل وجوده بالمره وحتى كلامها البارد والمختصر اللي كان بينهم قبل انحرم منه بسبب غيرته العمياء، غمض عيونه بألم ورجع بذاكرته للي صار بينهم من يومين وتفاصيل إنفجاره الأخير بتنعاد في باله وتذكره بتهوره وحجم الغلطه اللي غلطها في حقها..
رجع من عند فيصل وهو مقرر إنه يعتذر لها ويصالحها مهما كلفه الموضوع المهم إنها تسامحه على حركته السامجه في شالها ، دخل البيت عالساعه وحده الصباح وكانوا العيال نايمين في ذا الوقت وهيقدر يأخذ راحته في الكلام معاها، راح رأساً لغرفتها وهو متأكد إنها صاحيه ومارح تنام غير لما تتطمن على رجوعه بخير .. دق الباب ولما ماردت دخل بهدوء وشافها جالسه قدام التسريحه تمشط شعرها وتكلم نفسها بإندماج ومو حاسه بوجوده، وبعد ماخلصت من شعرها أخذت الشال بين إيديها وكملت كلامها معاه وهي تسأله وتجاوبه في أشياء ماسمعها بسبب صدمته من اللي جالسه تسويه ولما أنتبهت له سكتت فجأه وطالعت فيه بإرتباك، حس بإنزعاجها من وجوده وكأنه قطع عليها شي مهم وخاص لما خبت الشال وراء ظهرها وكإنها خايفه عليه ومو واثقه فيه، شد على أسنانه بغيض/أنا كل مارحت وجيت القى الزفت ذا معاكي وذحين بتكلميه كمان.
أخذت نفس عميق ولفت الشال على رقبتها وبضيق/مكان مايكون هكون معاه وأنا برتاح وأنا بكلمه .. أنا بعرف بس أيش سوالك علشان تعامله كذا أنتا ليه كارهه وماتحبه؟
طالع فيها بعدم تصديق للحظات قبل مايهجم عليها علشان يسحب الشال منها وبعصبيه/ أنتي أتجننتي، هذي خرقه لا راحت ولا جات ووجودها وعدمها واحد.
نطت عالسرير قبل ما يلمس شالها وردت بحده/لا تقول عليها خرقه ذي حياتي.. تفهم يعني أيش حياتي.. يعني من غيرها أنا مالي وجود.
حس بدمه يغلي من كلامها وفي ثواني نسي كل الله كان مقرره من قبل ورجع لغيرته العمياء وصرخ فيها بغضب/لاتجنني أهلي وقوليلي الشال ذا حق مين، وأيش اللي بينك وبين صاحبه ومن وين تعرف-----
قطع كلامه بمجرد ماسمع صوته بينطق بإتهام ماكان قاصده بذا المعنى، للحظات أنشل تفكيره وكل شيئ فيه سكن فجأه بندم ومارجع لطبيعته إلا على صوت شهقتها وهي تطيح مكانها وتكرر كلامه بعدم إستيعاب/بيني وبينه!!
بيني وبينه!!!
حس بطعنه في قلبه بمجرد مالمح نظراتها الزايغه وجهها الشاحب، جلس قدامها وبإرتباك/ أنا ماقصدت الله فهمتيه.. أنا ---
نفضت إيديها بقوه بمجرد مالمسها وبعدت عنه لحد مالصقت في دولاب ملابسها وبصدمه/لا تلمسني.
وقف ومسح وجهه بقوه وبندم/ والله ماقص--
قاطعته بهمس/لاتحلف بالله كذب لاتحلف.
قرب منها وصرخ بعصبيه/جوري أفهميني خليني أشرح لك قبل ماتحك--
قاطعته بهمس/وأنتا ليه مافهمتني!! ليه ماخليتني أشرح وحكمت عليا بال--
ماقدرت تنهي جملتها ووغطت فمها بكفوفها وهزت رأسها بعدم تصديق، شافها تتحرك في الغرفه بضياع وبخطوات مهزوزه قبل ماتمسك جوالها وتتصل وبعد لحظات طلع صوتها مخنوق/مؤيد تعال بسرعه لاتتأخر عليا.
ماأنتبهت لجوالها اللي طاح وسحبت عبايتها تحت نظراته المتوتره /وين بتروحي
لبست عبايتها وردت برجفه/أي مكان أنت