رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثالث 3 بقلم ام تليد
رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثالث 3 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثالث 3
رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثالث 3
المعرض
تنهدت براحة توّسطت صدرها بعد ما أنتهى اللقاء و أنتهى همّها توجّه نظرها لـ أجوان إللي تقدّمت لها و نظرها يبيّن فخرها : تغلّبتي على خوفك و تكلمتي بكل شجاعة، أحبك !
توّسعت إبتسامتها من ضمّتها تنطق بنبرة راجفة : عدّت الحمدلله !
أبتعدت عن حضن أجوان توجّه نظرها للمقدم إللي نطق بإبتسامة : بالرغم من توترك إلا أنك حاولتي ما تبيّنيه، أنعجبت بتقديمك لـ فنّك و تعريفك بـ لوحاتك، أستمري !
ردّت الإبتسامة و الخجل أعتراها من كلامه : شكرًا
أبتعد المقدم إللي وقف مقابل لوحتها يصوّرهم و ألتفتت خلفها بذهول من وجود أمها و أبوها كونهم أعتذروا إنهم ما يجون ! ، تقدّمت لهم بإبتسامة : نورتوا المعرض و الله
إبتسم معاذ يمد ذراعه يحاوط كتفها : فنّانة معاذ أنتِ !
بلعت ريقها من تقرّب بتّال لـ معاذ من وقت ما لاحظ وجوده للمعرض : السلام عليكم ، وش هالصدف الحلوة يا عمي ؟
تراجعت بخطواتها توقف بجنب أمها بعد ما قرّب بتّال لـ معاذ يسلم عليه : أهلًا بتّال شخبارك ؟ ابد و الله جينا و كلّنا فخر لـ الفنّانة وتد بنتي !
إبتسم و نظره تلقائيًا إنتقل لـ وتد : ما شاء الله فنّانة وتد، هالمعرض لـ صاحبي و قلت أمرّ عليه و أشوف الفنّانين
طول ما بتّال يكمّل حكيه مع أبوها نظرها ما أنزاح من عليه، تتأمل وقفتها بجانب أبوها و كيف إنه يسرق النظر لها كل شوي !
-
المستشفى | أخر الليل
ترك كل شيء بيده من دخول تليد بخطواته المستعجلة : هدّي يا ولد العم، وش هالعجلة ؟
قعد مقابله يرجّع ظهره للخلف، أناملة تشابكت ببعضها و التفكير أرهق باله ينطق من غير سابق إنذار : أنا مضطر أسوّي هالشيء، ضروري جدًا !
إنعقدت حواجبه يبيّن إستغرابه من كلام تليد و نبرة صوته : وش هالشيء إللي مضطر تسويه ؟
أخذ نفس من أعماقه لأن حرفيًا مو عارف كيف يصارحه بـ هالشيء و نطق بعد ما طوّل صمته و تفكيره : أسافر لـ رئيسهم، و ما أدري إذا برجع سالم
أعتدل بقعدته لهيب مباشرة يهز رأسه يعترض الفكرة : مستحيل تليد !
تنهد من أعماقه لأن هالفكرة صار له فترة يفكّرها و يدرسها و وصل للحل المناسب بعد تفكيره العميق : مضطر يا لهيب، و ما قلت الحقيقة لأحد غيرك ! ، حتى زوجتي قلت لهم لا يعلمونها إلى بعد ما أسافر و حتى وقت يعلمونها يقولون إنه مجرّد سفرة عادية، لأن ما أحد يدري غيرك أنت !
بان الضيق على ملامح لهيب من بعد كلام تليد إللي هزّ كيانه : مستعد تضحي بحياتك ؟ هالجماعة خطيرة و الله يشهد على كثر خطورتها ، حتى أفعالهم ما يسوّيها بشر، رجلي على رجلك او بلاها هالسفرة !
هزّ رأسه بالنفي يوقف يعدّل ثوبه : ما به خوف على تليد، الله معي و طايرتي بعد ٤ ساعات !
وقف لهيب بالمثل و مباشرة ضمّه لـ صدره : من وقت ما دقيت عليّ و أنا قلبي مب متطمن، الله يحميك و طمني كل شوي !
هزّ رأسه بالإيجاب يبعد عنه، و خطواته ساقته لـ خارج المستشفى متوجه لـ وجد مقرّر يودعها من غير ما يبيّن لها أيّ شيء يدل على غيابه القادم إللي بيطوّل و يمكن ما بعده رجعة !
↚
بيت عماد | غرفة وجد
واقفة مقابل للمراية تعدّل روجها بعد ما وصلتها رسالة من تليد يوضح لها إنه ينتظرها بالمجلس، تأملت نفسها كـ نظرة أخيرة تشيّك فيها على كل تفاصيلها و من بعدها خطت خطواتها إللي ساقتها للمجلس و ما تنكر توتر قلبها من كلامه الغريب إللي بثّ كثير الرعب و التساؤلات بذهنها خصوصًا إن الوقت متأخر !
رفع نظره بإنتباه لـ دخولها ينزّل جواله بجنبه يوقف لها، يتقدّم بخطواته إلى أن صار مقابلها ينزّل نظره إللي تأمل تفاصيلها أبتداءً من جبينها إلى كثيف حواجبها وصولًا إلى وجهته الأحب - عيونها الناعسة - ، إلى مضارب رموشها إللي حدّها حدّ السيف
أرتعش قلبها من نظره إللي تركّز على شفايفها، من خطواتها إللي تراجعت لكن ما كمّلت تراجعها من ذراعه إللي حاوط خصرها يقرّبها لـ صدره إلى أن صار رمشها مقابل لـ رمشه ، إلى أن أنحنى لـ شفايفها يقبّلها بلطف شديد وسط مقاومتها !
وسط كفّها إللي أرتفع يتوّسط صدره و أنامله إللي حاوطت وجهها !
تراجع بخطواته وقت أبتعدت بخطواتها للخلف، ملامحها و رجفة يدّها تبين ربكتها و خجلها، تستغربه !
تستغرب فعلته و وداعه و قبلته و تأمله لها، يبيّن على وجهها تساؤلاتها و خجلها بالوقت ذاته، تنطق بنبرة مهزوزة : أحساس سيء ينتاب قلبي !
تقرّب للقرب إللي بسببه يرجف قلبها، تنزّل نظرها لـ ذراعه إلي حاوط خصرها يقرّبها لـ صدره، يضمها من غير ما ينطق بحرف او يصارحها بالحقيقة و إنه بيغيب عنها لـ مدة يجهل وقتها و إستمرارها، ما فيه شيء بباله غير إنه يقضي أخر ليلته بجنبها !
1
أبتعدت عن حضنه تتذكّر الشاي إللي على النار : نسيت الشاي !
نزّل ذراعه و ملامحه تبسّمت بشوق لـ لذّة الشاي من يدها : تعالي أنتِ و الشاي، أنتظرك بالجلسة الخارجية !
توجّه بخطواته للجلسة الخارجية تتوّسط الحوش، يقعد يرجّع ظهره بـ هدوء تامّ ينتظر جيّتها !
و ما أكتملت الخمس دقائق إلا و لمح خطواتها إللي تتقدّم له و بيدها الشاي، إبتسمت تخفي ربكتها من نظراته المتركّزة بإتجاهها تمدّ له الشاي
و هو بدوره أخذ الشاي من بين رقّة أناملها يشربه بلذّة : يدّك سبب حلاوة الشاي، متأكد !
ضحكت تقعد بجنبه تشرب الشاي بالمثل : بالعافية
نزّل كوب الشاي وسط الطاولة يلتفت لها يمد ذراعه لـ كتفها : أنا و أنتِ
وسط عتمة و ضجيج الليل
قوّة الصبار و رقّة الأوركيد
عتمة و نور
إنطفاء و توهْج
حب و حرب
إنحنى رأسها على كتفه و يدها حاوطت ذراعه تنطق برقّة : أنت الحاجة الحلوة وسط خراب هالدنيا
أسترسلت حكيها بعد ما عدّلت قعدتها : و أحساس قلبي الخايف وش أسوّي به ؟
شتّت نظره للأعلى يتأمل نجوم السماء المتفرقة : أنا معك، حتى لو غبت
ميّلت شفايفها نزّل نظرها لـ عروق يدّه البارزة : تخوّفني ! و يخوفني حكيك و أحساس قلبي !
ما نطق بحرف لأن قلبها حاسّ بغيبته و هو ما ودّه ، ما وده تفكيرها السيء يطوّل بخصوصه : ودّعيني !
نطقها من غير سابق إنذار و خرجت منه بلا وعي لأن من كلمته هذي هي بتخاف و تتأكد من سوء إحساس قلبها تبتعد عن حضنه تنطق بتساؤل : أودّعك ؟
-
دار معاذ | مرسم وتد
عيونها تتأمل كثير اللوحات إللي أغلبها أكتمل و أغلبها لا ، أستقرّ نظرها للوحة إللي بدأت ترسمها ليلة أمس و إحساس قلبها طاغي عليها وقتها ، تأملت اللوحة إللي مستحيل تورّيها أحد لأن يتوّسط اللوحة بتّال و وتد بحضنه، ميّلت شفايفها تشتم نفسها من الرسمة و المشاعر إللي صاحبتها قبل ترسم هالرسمة، كيف كانت أقوى منها لـ درجة إنها رسمت نفسها و هي بحضن بتّال !
غطّت اللوحة بأناملها تأخذ نفس من أعماقها، تخبيها تحت المخدة و هي تخاف، تخاف جدًا أن هاللوحة تطيح بيد أمها او أبوها لأن وقتها بيحصل إللي ما تحبه !
-
صباح يوم الخميس | المدرسة
نظرها أنتقل للشلة - أربع بنات - ، و خطواتهم تقدّمت لها و الظاهر على ملامحهم إنهم مب ناوين للخير أبدًا و لا هو بصوبهم ، تقدّمت ألاء بخطواتها توقف مقابل لـ رئيسة الشلة تنطق بحدّة تبيّن صلابة شخصيتها : لو بنت أبوك قرّبي و وريني وش عندك
ضحكت البنت بسخرية تتقدّم لها أكثر : بنت لـ
ما أمداها تكمّل جملتها إلا و و يد ألاء توّسطت وجهها تنطق بنبرة عالية : تعدّيتي حدودك أكثر من اللّازم لـ علمك
توّسعت إبتسامتها الشامته من طاحت على الأرض تنحني لها : هالمرّة بعدّيها لك، لكن لو تتعرّضين لـ صاحبتي و الله ما يردّني عنك شيء و أنا قد كلمتي !
أستقامت تتوجّه لـ صحبتها - إيثار - إللي تقرّبت لها تنطق بنبرة تبيّن شديد خوفها على ألاء : هذي بتسوّي لنا مصيبة كبيرة أحنـ..
قاطعت ألاء حروفها بنبرة غاضبة : تسوي إللي تسويه ما يهمني، لو أنتِ راضية أحد ينشرلك صورك أنا ما أرضاها عليك، و ما يحتاج أذكرك بأهلك و كيف إنهم محافظين و لو وصلت الصور لهم بتودّعين و ما يصدقونك حتى لو كنتي صادقة !
أسترسلت ألاء بحكيها تنطق بهدوء : شخصيتك أضعف من إللي توقعته، لو تستمرين على هالحال بتضيّعين حياتك بيدك و بضعف شخصيتك و خوفك هذا كل الناس تتطاول عليك، الداني و القاصي ما بيخلّوك بحالك
ما نطقت إيثار بحرف و لا لها المقدرة بإنها تحكي أساسًا بسبب كل الأحداث إللي تصير لها بـ هالفترة !
من وضع أهلها و طلاقهم، من تهديد البنات و نشرهم لـ صورها و غيره الكثير
كل هذا يصير لها و بفترة جدًا قصيرة ما أمدها تستوعبها و لا عقلها امداه يستوعب كل هذا !
أخذت ألاء نفس من أعماقها و عيونها تتأمل إيثار و ملامحها إللي تبيّن شديد وجعها و حزنها، تقرّبت لها تضمها لـ صدرها : أنا معك و بجنبك، و ما أسمح لأيّ شخص يتعرّض لك و أنا موجودة !
-بعد دقائق-
رفعت نظرها بإنتباه للطالبة إللي نادتها و كشرت ملامحها من فهمت كلام الطالبة و إن المديرة تنتظرها بالمكتب، زفرت ترجّع نظرها لـ إيثار : بتفاهم مع المديرة ثم أرجعلك، أنتبهي لـ نفسك !
-
بتّال
ترك كل إللي محتضن يده من وصله إتصال من رقم مجهول، يرفع الجوال لـ أذنه و سرعان ما تبيّن الإنزعاج على ملامحه من الصوت إللي وصل لـ مسامعه : مين ؟ ، وش هالإزعاج ؟
أعتدلت المديرة بقعدتها من وصلها رد بتّال و نظرها متركّز على ألاء إللي تطالعها بحدة : أخ بتّال ؟ ، تعال للمدرسة حالًا
قفل الإتصال يغمّض عيونه بتعب، ما ودّه يغضب بـ هاللحظة أبدًا و أدرك أن بعد هالإتصال من المديرة أن ألاء متهاوشة مع الطالبات او إنها مفتعلة مصيبة كبيرة !
أخذ خطواته اللي ساقته لـ سيارته متوجّه للمدرسة، و ما هي إلا دقائق و وصل لـ المدرسة.
-
مكتب المديرة
تبسّمت ملامح ألاء من دخول بتّال للمكتب، من تركّز نظرها على ملامحه و الظاهر إنه يخفي غضبه بـ هاللحظة وقفت إلى أن صارت مقابله تنطق بهمس : بفهمك بالبيت !
كان بينطق لكن صوت المديرة الحادّ أستوقفه : تفضل أخ بتّال ، تفضّل و بسمّعك مصايب أختك و هواشها إللي ما ينتهي
أبتعد عن ألاء يقعد بالكرسي المقابل للمديرة من غير ما ينطق بحرف، ينتظرها تبدأ بـ حكيها عن مصيبة ألاء : ألاء تضاربت مع وحدة من الطالبات، طيّحتها بالأرض لـ درجة أنها إنصابت برأسها و طلع دمّها ! و أبوها مو راضي يتنازل و بيشتكي على أختك المحترمة
رفعت ألاء نظرها للأعلى لـ ثواني تستجمع كامل قواها، تنطق بنبرة تبين غضبها و قهرها على إيثار : و أنا بشتكي على بنته و تهديدها لـ إيثار و نشرها لـ صور إيثار للشباب، و مصايب كثير غيرها و عندي محامية بتشهد على كل حرف نطقته، و عندي الأدلة و والله لو ما رفعت عليها قضيّة ما أكون ألاء و أنتِ تعرفيني زين يا خوّافة، توقفين مع الظالم و تنسين المظلوم ؟ أنتِ ما عندك قلب و لا قدّ وظيفتك و بشتكي عليك و لـ
بتر حروفها بتّال إللي نطق بهدوء : ألاء أنا بتصرّف خلّي الموضوع عليّ، و نادي صاحبتك برجّعكم للبيت
أسترسل حكيه يوجّه نظره للمديرة : رقمي معك كلميني منه، و لأخر مرّة أقولها لك تصرّفي بعقلك تفهمين ؟
-
بيت عماد
رجعت من المحكمة بعد ما أنتهت الجلسة و أستنزفت كل طاقتها، تمدّدت على السرير و هي ما عندها حيل تبدّل ملابسها من فرط تعبها !
إنتقل نظرها لـ اللوحة إللي رسمتها وتد و لـ الوردة إللي كانت من تليد، تبسّمت ملامحها من تذكّرت كل التفاصيل إللي حصلت بينها و بينه !
أول حضن، أول قبله، أول صراع، أول حب، اللحظات السعيدة
كيف إن العمر حلو بقربه، و أبسط الأشياء بقربه مبهجة
تلاشت إبتسامة شفاتها من أستذكرت وداعه لها،من سوء إحساسها من بعد حكيه ومن ودعها قبل يروح بشكل هي تستغربه و بثّ كثير التساؤلات بذهنها خصوصًا قبل لا يطلع من عندها ضمها لدقائق و بعد هالضمة همس بإذنها- أستودعتك الله-أستنشقت من هواها ونظرها توجّه لـ الوردتين بالكروشية و مقرّرة إنها تعطيه هالورد بعد ما تسوّي باقة ورد بالصوف وتهديه لها بعد ما تنتهي منّها
أخذت نفس من أعماقها تبعد كل الأفكار إللي ببالها تغمّض عيونها إستعدادًا للنوم
-
المكسيك
نزل من السيارة و نظره تركز على كثير السيارات شديدة السواد الواقفة مقابل هالقصر و كإنها مصدر للحماية،إلى كبر هالقصر و فخامته،إلى كثير الحراس إللي بعضهم تقدموا لـ تليد يمنعونه من الدخول و بعضهم يحرسون القصر!
تقدم بخطواته وشبه إبتسامة مزينة ثغره من لمح خروج الرئيس إللي مباشرة أمر الحرّاس يبتعدون عنه،يسمحون له بالدخول ينطق بنبرة تبيّن خبثه:الحمدلله على سلامة خروجك من السجن،جيتني للمكسيك وش نيّتك بـ هالجيّة عساها خير؟
تلاشت إبتسامته و الغضب وضح على ملامحه من بعد كلام الرئيس، يرفع نظره للحرّاس إللي محاوطينهم:جيتي مب جيّة خير يا أدهم،من قوّة مرضك و هوسك فيني ما أكتفيت بسجني و وصلت أفعالك لـ أختي ؟ يا حيف على هالشنب إللي تزهى على رجّال هذي أفعاله و لـ
بتر كامل حروفه ينطق أدهم بـ هدوء:حيّاك داخل،موضوعنا طويل و ما ينحكى بالخارج!
ما أعترض تليد لأن يدري أن هالموضوع و النقاش أطول من إنه يستمر لـ دقائق، توجّه للداخل و بكل خطوة يخطيها يحاول يهدي من نفسه و لا يفتعل شيء يسبب له المضرّة و يخسر نفسه و أحبابه من بعدها!
قعد مقابله بالضبط يرجّع ظهره للخلف، يرفع نظره لـ أدهم ينطق بنبرة هادئة تعكس مشاعره الداخلية : جيّتي مب جيّة عتاب عن غدرتك فيني و نسيت إني بيوم كنت أعزّ أصحابك و دخّلتني للسجن بـ تهمة إني أبيع الممنوعات و إني مدمن، كان عندي أمل إن تهمتك تكون باطلة قدّام القاضي لكن للأسف أن حتى الفحوصات غيّرتوها و بيّنتوا إني مدمن و كل الدلائل الكاذبة إللي سطّرتوها دخلتني للسجن و كنتوا متعاونين حتّى مع بعض العساكر قليلن الأمانة إللي لهم السلطة و وظيفتي خسرتها بسببكم لكن و تالله إللي رفع السموات من غير عمد و بسط الأرض على ماء جمد إني لأرجع لـ وظيفتي كـ محقق و أحقق بكل حادثة أنتم سببها إلى أن أجمّع كل الدلائل و أسطرها تسطير ضدّكم و تخيسون بالسجن و بعدها يرتاح بالي، خيّبت ظنّي و أنا كنت أظنك أعزّ أصحابي لكن و الله يا أدهم لو كان بينك و بين الجنة ذنبي ما أسامحك أنت و الخمّة إللي معك و تراها تبطي بس ما تخطي يا أدهم !
إنقطعت حروفه قبل يكمّلها من دخول الحرّاس بطريقة غريبة، تركّز نظره لـ أسلحة الحرّاس إللي توجّهت ناحيته و كإن بـ هالحركة محاولة فاشلة منّهم إنهم يشتّتون إنتباهه و يحسسونه بالخطر إللي بيصيبه مجرّد ما إنه يتعرّض لـ أدهم
أزاح نظره إللي كان متركّز على الحراس يوجّهه لـ أدهم، ينطق بهدوء : خلّ ينزلون أسلحتهم بالطيب قبل لا أفجّر فيك و فيهم، و الدرب خلّه سمح لا تزرع الشوك فيه، يمكن يجي يوم و تمرّ فيه حافي !
أنهى حكيه بعد هالجملة إللي وقعتها على أدهم كانت غير عادية أبدًا و ما مرّت مرور الكرام بذهنه، تعدّل بوقفته الشامخة و نظره الحادّ مثل الرصاصة إللي تخترق صدر أدهم من بعد حدّة حكيه و نظرته : أنا بطلع من حياتك كلّها لكن عندي شروط بتطبّقها غصبًا عن شنبك، تنسى أن تليد بيوم كان أعزّ أصحابك و تنسى أختي و تمحيها من بالك كليًا لأن و لو فكّرت تتعرّض لها او توزّع صورها و تستغلها ما بيحصل طيب لك بعدها، حذرتك !
بلع أدهم ريقه يفكّر بكل سواياه و حبه القديم لـ تارا، يشتّت نظره و الندم بأقصى مراحله بـ هاللحظة، كيف أن الحقد أعمى عيونه و خلّاه يغدر بـ صاحبه و البنت إللي يهواها : بخصوص تارا أنـ
بتر كامل حروفه ينطق بحدّه، يستوقفه قبل يكمل حكيه : أقطع ، لا تجيب طاريها على لسانك ما نتشرّف فيك و لا تجرّب تقول لي أنك للأن لازالت تحبها، إللي يحب ما يضرّ يا أدهم و لا يسوّي سواتك الخبيثة، خلّ الخرابة إللي معك يعوّضونك عنها بس تبطي ما تلقى مثلها و لا حتى شبهها !
رمى نظرة حادّة حرقت أدهم كليًا و خطواته ساقته للخارج، غاضب من كل شيء حوله، من تذكّر الماضي و الظلم إللي تعرّض له، من خيانة أقرب النّاس له و إللي ما توقع هالظلم منهم بيوم من الأيام !
ركب السيارة و نظره تركّز على جواله الثاني إللي متوّسط الكرسي، مدّ أنامله للجوال يفتحه و إتصل بـ لهيب مباشرة !
-
المستشفى
وسط خطواته العشوائية بالمستشفى و ممرّاته الكئيبة، بين كثير المرضى و أنواع المعاناة إللي يعيشونها، قاطع تأمله و صمته الإتصال إللي وصله من تليد و تهلّلت ملامحه بذهول من إتصاله كونه ما توقع أن بيكون بينهم تواصل كلّ هالمدّة إللي بيكون فيها بالمكسيك : ولد العمّ ! ، وينك أدق عليك بس ما كان منك الرد !
توجّه لـ مكتبه بخطواته المستعجلة لجل يسترسل حكيه مع تليد براحته، و تبسّمت ملامحه زود من وصل صوت تليد لـ مسامعه : قفلت جوّالي الأساسي و فتحت الأحتياطي، أبشّرك علومي كلّها زينة، طمني عن وضعك ؟
رجّع ظهره للخلف يكمّل حكيه و فضفضته لـ تليد إللي بدروه سمع كل هالفضفضة يواسيه على كل حرف ينطقه، بينما تليد يواسي لهيب و هو يحتاج من يواسيه !
-
مطعم بتّال
رجّعت ألاء ظهرها للخلف تشرب من القهوة إللي مقابلها، ترفع نظرها لـ بتّال إللي يتأملها و هو وسط الموظفين و سرعان ما تعالت ضحكاتها من تذكّرت إنها لزّمت عليه إنه يودّيها هي و إيثار لـ مطعمه، لجل يروقون بعد كل شيء سيء حصل بـ هاليوم !
أبعدت نظرها عن بتّال توجّهه لـ إيثار السرحانة و الظاهر إنها وصلت لـ أعلى مراحل الهواجيس : بنت صار لك نص ساعة و أنتِ على هالحالة، كلّميني وش حصلك بالضبط ؟
وجّهت نظرها لـ ألاء بإنتباه، تشتّت نظرها بإرهاق داخلي و خارجي : قلت لك أن ماما و بابا أنفصلوا، و خيّروني بين الأثنين و تدرين وين المشكلة ؟ أن و لا أحد فيهم درى عنّي، تعبت من كل شيء يحصل لي و أنا توّي بـ مقتبل العمر !
تنهدت ألاء من أعماقها و نظرها يتأمل ملامح إيثار إللي تبيّن ذبولها : خبري أنك تحبين جدتك، لو تعيشين عندها أفضل بكثير من الحياة و التشتت إللي تعيشينه بـ هالفترة !
هزّت رأسها بالإيجاب ما تعترض فكرة إنها تعيش عند جدتها، لأنها الوحيدة إللي تتحمّلها و تخاف عليها من كل شيء بسيط يحصل لها !
-
دار محمّد | المغرب
بيّن الذهول على ملامح وجهها من وصل حكي أمها لـ مسامعها - اليوم جاك عريس و الشوفة بكرة بإذن الله - ، وقفت مباشرة تنطق بنبرة تبيّن إعتراضها : مستحيل ما ودّي، كلميهم و قولي أن هتّان رافضة فكرة الزواج كليًا !
هزّت سما رأسها بالنفي، تنطق بنبرة غير قابلة للنقاش : أبوك أعطى للرجال كلمة و لا لها رجعة، لا تفشلينه و تكسرين كلمته قدّام الرجال
ضحكت بسخرية توقف مقابل لـ سما : و هو لو يهتم لـ سعادة بنته ما كان أعطى للرجال كلمة من غير ما يأخذ رأي بنته، و كإن هو إللي بيتزوّج مو أنا، يـ
توّسعت عيونها بذهول لأن ما أمداها تكمّل جملتها من الكف إللي توّسط خدها، من تراجعت خطواتها و الذهول بيّن عليها لـ دقائق طويلة من فعلة أمها، نطقت بنبرة راجفة بعد ما طوّل صمتها : تدرين ؟ أحيانًا أحس إني مو بنتك على هالمعاملة إللي تعامليني فيها و لا كإني وحيدتكم ! ، ثقتي صارت قليلة بسببك و بسبب مقارناتك، صرت أكره نفسي بسببك أنتِ ! أكرهكم كلكم
ظلّت تردّد كلمة - أكرهكم - بصوتها العالي إللي يبيّن رجفته و خطواتها ساقتها لـ غرفتها !
قعدت وسط السرير تضمّ رجولها لـ صدرها و أجهشت بالبكاء، بكل مرّة تزين علاقتها مع أمها يحصل شيء و ترجع للأسوء
وقفت و أناملها أرتفعت تلقائيًا تمحي دموعها بوحشية، مقرّرة إنها ما تقعد بـ هالبيت ولا ثانية !
خرجت للخارج من غير ما ينتبه لها أحد، من ركبت بـ سيارتها تتنهد من أعماقها، ما تدري وين الوجهة بالضبط و لا تدري وين خطواتها بتسوقها لأنها ما تفكّر بـ هاللحظة غير إنها تبعد كليًا عن البيت و عن أمها و أبوها إللي تسبّبوا بـ دمار شخصيتها و ضعفها !
البحر كان أول وجهة و خيار جاء ببالها بإنها تروح له من بعد ما طوّل تفكيرها، خصوصًا إن بـ هالوقت تحديدًا ما عندها المقدرة الكافية بإنها تتناقش مع أيّ شخص حتى لو كان قريب منها و تبتعد عن كل شيء ضيّق صدرها و أستنزف من طاقتها !
نزلت من سيارتها بعد ما وصلت لـ وجهتها، توقف وسط الرمال و نظرها للموج الهايج، إبتسمت لوهلة من تذكّرت أن أخر مرة جات للبحر كانت وجد بجنبها، يضحكون ، يسولفون ، ناسين كل الدنيا و كل شيء حولهم ، مستسلمين!
تلاشت إبتسامتها تدريجيًا تتذكّر كل موقف سيء مرّت فيه، قعدت وسط الرمال و بكت من شدّة ضعفها، مهما حاولت تتخطى تمرّ بموقف يرجعها للصفر و تنهار مرّةً ثانية، إستحالة تنسى إنها هانت لـ هالحد، نزّلت رأسها تكمّل إنهياراها بمفردها وسط الرمال و الموج الهايج !
-
وجد
صعدت لـ غرفتها بعد جلسة مع أهلها غيّرت لها نفسيتها و أبهجت روحها، توّسطت السرير تمدّ يدها لـ جوالها تدق على هتّان، زفرت لأن صار لها دقائق تتصل على هتّان بس ما وصلها أيّ رد منها و هالشيء بثّ كثير التساؤلات لأن بالعادة ما يمرّ يومها إلا إنها تتواصل مع هتّان !
رمت جوالها وسط السرير لأن ما وصلها رد من هتّان أبدًا ، و لأن تفكيرها إنساق لـ تليد بالمثل كونه بالعادة يدق عليها و يتواصل ويّاها بس مرّت ساعات طويلة من بعد وداعه لها ما وصلها أيّ شيء منه، سواءً كان إتصال او مجرّد رسالة و هالإختفاء منه ما ريّح قلبها و لا ذهنها أبدًا !
↚
بإحدى مساكن المكسيك
رمى جوّاله و مفتاحه وسط السرير، و ذراعه ينزع التيشيرت من عليه و خطواته سارت ناحية الدريشة، بالرغم من المنطقة الشبه فاضية إللي قرّر إنه يستقرّ فيها إلا أن بـ هالوقت تصير فوضى و إزعاج بالشارع، أبتعد يتوجه للسرير بعد ما طوّل تفكيره لـ دقائق طويلة
تمدّد على سريره يغمّض عيونه لأن باله صار مشغول بـ وجد، وردة فعلها لو درت عن سفرته خصوصًا إنه مسافر للأشخاص إللي تسببوا بسجنه و ضيّعوا شبابه، ما يتمنى شيء بـ هاللحظة غير إنها ما تدري عن سبب سفرته حتى من بعد رجعته، يدري إنها بـ هالوقت هي تفتقده و تفتقد كل مسجاته، لكن للأسف أن هالسفرة بتطوّل لـ شهر كامل و يمكن أكثر، لأن فيه إجراءات و تحقيقات كثيرة بتكون بالمكسيك!
كان بإمكانه إنه يتجاهل هالسفرة كليًا و يتجاهل أدهم و شلته لكن لأن الخطر ما أكتفى لحدّه ! إنما وصلت المواصيل لـ تارا و هو مستحيل يسمح لأي شيء بسيط يصيبها و يضرّها !
-
سيارة لهيب
طلع من المستشفى بعد ما إنتهى دوامه، و ما ودّه يرجع للبيت بـ هالنفسية خصوصًا إن قلبه شايل هموم كثيرة، هم مرضاه إللي بعضهم نسبة شفاءهم قليلة، خوفه على تليد من أيّ ضرر ممكن يصيبه ! و ما فكّر بوجهة غير البحر كونها أكثر وجهة ممكن إن نفسيته تتحسن فيها و لو بنسبة قليلة و طاقته السلبية بأكملها يفرّغها بالبحر و السباحة .
وقف سيارته بمواقف البحر، ينزل من السيارة متوجّه للبحر ما عنده أيّ مخطط بخصوص وجهته للبحر إلا إنه يكتفي بإنه يمشي بالرمل إللي مقابل البحر
وسط خطواته العشوائية و إنشغاله بالجوال أستوقف خطواته صوت مثل الأنين، رفع نظره يوزّعه على المكان لجل يعرف مصدر هالصوت إلى أن أستقرّ نظره على هتّان، قاعدة وسط الرمال و ضامّة رجولها لـ صدرها
تقدّم بخطواته إلى أن صارت مقابل عينه بالضبط، إنحنى من لاحظ إهتزاز أكتافها دليل على بكاءها : وش حصل ؟
أعتدلت بجلستها من لاحظت وجوده و من رفعت أناملها تمسح دموعها و نظرها تشتّت تلقائيًا تنطق بنبرة راجفة : أبعد عنّي !
إستقام جسدها و ملامحها تبيّن إنزعاجها من وجوده بـ هاللحظة بالتحديد، و خطت خطواتها مقصدها تبعده عنه كليًا لكن ما أسترسلت أول خطواتها من كفه إللي إنمد لـ ذراعها يستوقف خطواتها : أحاكيك !
حرّرت ذراعها من قبضة كفّه تلتفت له و عصبيتها وصلت لأقصى المراحل بعد حركته : لا تمد يدك لا أكسّرها لك، و أبعد عني و لا تحاكيني .
بلع ريقة من حدّة نظرتها و دمعة عيونها إللي سالت وسط خدها : مالك روحة قبل تقولين وش سبب حزنك .
ثبتت نظرة عيونها بـ عيونه، من صار مقابلها بالضبط ينتظرها تبوح و تصرّح له عن سبب حزنها : وش بتسوّي لو عرفت سبب حزني ؟
تبسّمت ملامحه لوهلة لأنها لانت له، و لأن لو إستمرّ بالحكي معها فرصة إنها تفرّغ ضيقتها أكبر : شنبي ما هو على شنب رجّال لو ما ساعدتك .
رجفت شفايفها من لمست الحنيّة بنبرة صوته، من حسّت بـ بشعاع الأمل منّه و بمساعدته لها : إنخطبت من ولد صاحب أبوي، بيجبروني أتزوجه و أنا ما ودّي أبدًا ما ودّي
أسترسلت حكيها بعد ما أستجمعت كامل قواها : هذا غير التعامل السيء و المقارنات و التحطيم، عمري ما حسّيت إني بنتهم و وحيدتهم بسبب تعاملهم، تعبت و ما فيه أحد ملاحظ هالتعب منهم !
بتر حروفها الإتصال إللي وصلها و كان من - وجد - تنزّل نظرها لـ جوالها : صار وقت إني أرجع، إنسى إني كلمتك و إنسى كل شيء قلته لك .
رفعت نظرها من نطق قبل تبتعد عنه : بدق عليك بالليل، ضروري أحاكيك .
هزّت رأسها بالإيجاب من غير ما تعترض بحرف، ترد على إتصال وجد بعد ما توجّهت لـ سيارتها
↚
غرفة وجد
عدّلت قعدتها تتنهد براحة من وصلها رد هتّان تنتطق بنبرة تبيّن لهفتها : وينك أنتِ ؟
أخذت نفس تسترسل خطواتها إلى أن وصلت لـ سيارتها : فاضية الحين ؟ ، بجيك
هزّت رأسها بالإيجاب مباشرة : أنتظرك، لا تبطين !
دار معاذ
إبتسمت برضا بعد ما إنتهت من طبخ الحلى إللي أخذت وصفته من بتّال، تتوجّه لـ غرفتها و بيدها صحن الحلى بخطواتها المستعجلة .
بهتت كامل ملامحها من إستقرّ نظرها على أمها، واقفة وسط غرفة وتد و بيدها اللوحة إللي خبّتها وتد خلف مخدتها، بالرغم من إنها حرصت أن ما فيه أحد يشوف هاللوحة بالذات إلا أن تساؤلات كثير بعقلها كيف أمها شافت اللوحة !
بلعت ريقها تتقدّم بإتجاه أمها توقف مقابلها، تمد كفّها تأخذ اللوحة منها تنطق بإحراج : يمـ.
ما كمّل جملتها من نطقت فاطمة بتساؤل : وش معنى هاللوحة ؟
نزّلت وتد نظرتها لـ صحن الحلى إللي محتضن كفها : تبين تجرّبين هالحلى ؟
ضحكت فاطمة لوهلة من ملامح وتد إللي تبيّن شديد إحراجها و من نطقت تصرّفها - تبين تجرّبين هالحلى ؟ - : لا يا حبيبتي ما ودّي، إللي ودّي فيه أنك تجاوبيني وش معنى هاللوحة ؟
غمّضت عيونها من قوّة الإحراج يلي تحس فيه بـ هاللحظة، بالرغم من أن اللوحة إللي رسمتها - توصفها بحضن بتّال - ما بيّنت فيها ملامح الشخصيات إلا أن الموقف محرج، خصوصًا إنها ما تعوّدت لوحاتها تكون جريئة هالقد : هذي اللوحة أستلهمتها من لقطة بالفلم !
ضحكت فاطمة تهزّ رأسها بالإيجاب، و نظرها إنتقل للوحة و وتد إللي دخلت اللوحة بالخزانة، ما مشت عليها التصريفة لكنّها بتمشيها لـ وتد ، هالمرّة بس لأن لو تكرّر الموقف و اللوحات على هالنمط بتدخلها بتحقيق ماله أول و لا تالي !
-
بيت عماد
تبسّمت ملامح هتّان من تقدّمت وجد تضمّها لـ صدرها تنسى كل همومها بحضن وجد، تشدّ على خصرها تدري بحزن هتّان بس ما تدري عن سببه لأن وصلها إتصال من -سما- إللي كانت تسأل عن هتّان لو إنها موجودة عند وجد، من بعد إتصال سما و سؤالها عن هتّان و خوفها عليها درت أن حصلت مشكلة بين هتّان و سما و رجعت علاقتهم تسوء : من عيونك واضح أن إنهيارك كان قوي، وين كنتي و وش حصلك ؟
تراجعت بخطواتها تبتعد عن حضن وجد، ترفع نظرها للأعلى لأن مشاعرها أقوى من إنها ترد على سؤال وجد عن إللي حصل لها : ما ودّي أرجع للبيت، حتى اللقاء ما ودّي فيه !
عقدت حواجبها وجد تستغرب حكيها : بتنامين عندي الليلة، وش يعني هالكلام ؟
تأففت من ضيق حالها و من فرط تفكيرها باللي حاصل : هالموضوع بذّات يبيله قعدة طويلة !
هزّت رأسها وجد بتفهم لـ هتّان، تمد كفّها تحاوط ذراع هتّان متوجهين للداخل .
قعدت وسط السرير و هتّان مقابلها، تتأمل ملامح هتّان التعيسة تنطق بعد مدّة من صمتها : بيجبروني على الزواج من ولد صاحب أبوي، و يوم رفضت أمي مدّت يدها عليّ ! ، أنتِ مستوعبة إن حتى حياتي يتدخلون فيها و يفرضون رأيهم عليّ ؟ طيب أنا من حقي إني أختار شريك حياتي إللي أبيه، إللي أرتاح له مو يجبروني على شخص أنا ما أعرف عنه إلا أسمه ! ،
بتر حروفها إتصال وصلها و ما تدري ليش حسّت أنه لهيب ترفع نظرها لـ وجد تنطق بهدوء مُريب : دقائق و أنا عندك
أبتعدت كليًا عن وجد و خطواتها ساقتها للخارج تجاوب على إتصاله و سكنت ملامحها تلقائيًا من وصل صوته لـ مسامعها يبتدي حكيه بالسلام و بعدها تطمن على حالها و نفسيتها، من حسّت بنبرته الرؤوفة إللي هزّت كيانها : الحمدلله يا لهيب يسرّك حالي، بس وش سر إهتمامك فيني ؟
توترت لأن رده على سؤالها طوّل لـ دقائق، صمت مشترك منها و منه لأن ما يدري عن سر إهتمامه ! بنفسه يجهل هالإهتمام منه : ما فيه سر، بس بتتزوجينه ؟
هزّت رأسها تعترض فكرة إنها تتزوج تلقائيًا، ترفض هالفكرة رفض تام مجرّد التفكير فيها : لا طبعًا، بوقف ضدّهم و لو لزم الأمر بكلّم جدي يتدخل لأن الوحيد إللي ما يراضاها عليّ
بلعت ريقها من قاطعها ينطق بسكون : و لا أنا ارضاها عليك
أخذت نفس من أعماقها تنطق : أنا هتّان ما ينخاف عليّ، بتصرّف و بوقف بوجه الكل !
قفلت الإتصال تستجمع قواها ترجع للداخل و تحديدًا لـ غرفة وجد إللي تعدّلت من أنتبهت لـ دخولها : تعالي كمّليلي الموضوع
-
صالة يزيد
تعدّلت بقعدتها ترجّع ظهرها للخلف توجّه نظرها لـ أمها : وحشني تليد، مطوّل ؟
رفعت شروق أكتافها بعدم معرفة، تتنهد من أقصاها لأن بالمثل شوقها لـ تليد كل ثانية يزيد و قلبها ناغزها من سفرته بالرغم من إنه قال - بسافر أغيّر جو، كم يوم و أنا عندكم - إلا إن أحساس سيء ينتاب قلبها : مطوّل الظاهر، لأن كل ما أدق عليه ما يوصلني أيّ رد منه
تنهدت بضيق لأن إحساسها السيء وصل لـ أقصاه : كل محاولات إتصالاتي فاشلة، أن شاء الله إنه بخير !
إستقامت من وصلها إتصال من رقم غريب و الأدهى إنه رقم من دولة أجنبية، ما أهتمت للإتصال تتوجّه لـ غرفتها تتوّسط السرير كونها ما تهتم للإتصالات الغريبة من الأساس
تبيّن إنزعاج ملامحها لأن المتصل مُصرّ على ردها له و فعلًا أخذت جوالها تجاوب على إتصاله و سرعان ما سكنت ملامحها من الصوت إللي بلغ مسامعها و من ابتدأ حكيه بهدوء : أنا أدهم لو باقي تذكريني .
عقدت حواجبها بإستغراب تعتدل بجلستها، غريب هالإسم عليها لأن ما تعرف أحد أسمه أدهم إلا واحد و إستحالة إنه يكون ذاته إللي ببالها : ما أذكر أحد بـ هالأسم، الظاهر أنك غلطـ
بتر كامل حروفها من نطق بكل الثقة : لا ما أغلط أنا متأكد، أنتِ تارا بنت يزيد بن عصام و أنا أدهم بن سلطان، جيرانكم قبل لا ننقل لمدينة ثانية
تبسّمت ملامحها لوهلة من تذكّرت بقايا تفاصيل طفولتها و مواقفها معه للأن عالقة ببالها : عرفتك، تأمر على شيء ؟
بيّنت ذهول ملامحها من نطق - سلامتك، بس لا أحد يدري بإتصالي لك -
قفلت إتصاله تنزل جوالها وسط السرير، تتمدّد براحة و تفكيرها ساقها للماضي و طفولتها مع أدهم .
-
غرفة وجد
تبسّمت ملامح وجد بسبب هتّان إللي بالرغم من ضيق حالها إلا إنها بوسط فضفضفتها تضحك على حالها و أناملها تمسح على شعر هتّان إللي رأسها على فخذ وجد تسترسل فضفضتها : تهقين أنا مو بنتهم ؟ على هالمعاملة ما أستبعد أيّ فكرة غريبة تطري ببالي!
هزّت وجد رأسها بالنفي تعترض الفكرة كليًا : وش هالحكي إللي ما حبيته؟ لو ودّك أنا بتفاهم وياهم و بكلمهم عن الشرع و كيف أن ما يجوز للأب إنه يزوّج بنته من غير رضاها
ضحكت هتّان بسخريتها المُعتادة على حالها : لو فيه خير و يعرف للدين ما كان فكّر مجرّد التفكير إنه يزوجنـ.
بترت وجد حروفها تنطق بشبه حدّه : هتّان ! مهما حصل يظل أبوك، الله يهديك و يهديه بس .
زفرت هتّان تبعد عن وجد بضيق كبير إحتلّ قلبها، وجّهت نظرها بإنتباه لـ وجد إللي نطقت بتساؤل : حنين كلمتني عن تجمع بكرة، تجين ؟
هزّت رأسها بالنفي، لأن فعليًا مالها خلق لـ أيّ شيء يحصل و لا لها نفس للتجمعات من الأساس !
-
اليوم التالي | المغرب
أكتمل حسنها بعد ما جهزت لـ تجمع البنات - ببيت طلال - تنزّل نظرها لـ وجد إللي متمدّدة على السرير و الظاهر إن بالها مشغول كليًا و غارقة بهواجيسها، تقدّمت لها وجد تنطق : ما بتغيرين رأيك و تروحين معي ؟ صدقيني بتتغيّر نفسيتك مع البنات
ما ردّت على سؤالها لأن من فرط تفكيرها دموعها تجمعت حول محاجرها و صارت تبكي تلقائيًا : تعبانة يا وجد، ما فيه كلمات توصف مرارة الشعور إللي أحس فيه
ميّلت شفايفها وجد و الضيق وضح عليها على حال هتّان : صدقيني لو تجين معي نفسيتك بتتحسّن و لو شوي، ما بخليك على هالحال أنا ما بخليك !
أسترسلت حكيها من حسّت بلين ملامحها : يلا يا حبيبتي، دولابي مليان فساتين طبّي و تخيري .
-
بيت طلال
إبتسمت أجوان و نظرها إنتقل للبنات، تتأمل حلاوة قعدة البنات و أصوات ضحكاتهم إللي ترتفع كل شوي،
و تركّز نظر هتّان على وجد إللي قاعدة بجنبها، كيف إنها بوسط سوالفها مع البنات كانت تسرق النظر لـ هتّان الساكنة تتطمن على حالها، رفيقة دربها و تستند عليها و كإنها أكثر الأشياء الثابتة بالعالم !
أخذت نفس من أعماقها ترجّع ظهرها للخلف، تحاول تندمج مع البنات لجل تنسى ضيقها و لو للحظة .
لانت ملامح حنين لوهلة من إنذكر طاري موعد زواجها، تبتسم بالرغم من كثرة توترها إللي كل ماله يزيد : ننتظر تليد يرجع من السفر و بعدها بنعرّس
من ذكرت حنين أسم تليد و أنظار الكل توجّهت لـ وجد، إللي إنعقدت حواجبها تستغرب كلمة - يرجع من السفر - : تليد مسافر ؟
تلقائيًا تعدّلت بجلستها تكرّر سؤالها من صمت الكل، عضّت شفايفها السفلية و القهر بدأ يملاها لأنها عرفت سبب وداعه لها و للأسف إنها عرفت من غيره، ما عرفت منه هو !
هزّت رأسها بالإيجاب، تتوعّد فيه بداخلها لأن وقت تشوفه ما فيه بني أدم له القدرة بإنه يفكّه عنها، كشّرت ملامحها و نفسيتها إنقلبت تمامًا للأسوء توجّه نظرها و حكيها بهمس لـ هتّان : يومين و أنا شايلة همه، بالأخير مسافر و أنا أخر من يعلم، بس يرجع أوريه شغله !
بعد دقائق
وقفت هتّان من وصلها إتصال من محمّد - أبوها - ، ما كان ودّها ترد لكن نظرات وجد من قرأت أسم المتصل أجبرتها توقف و تخرج للخارج لجل تكلّمه، وقفت وسط الحوش و نظرها للأعلى ترد على إتصاله من غير ما تنطق بحرف تنتظر أبوها يبتدي حكيه : هتّان أبوي أنتِ
ما ردّت على نداءه تشدّ على يدها بمحاولة إنها تكتم دمعها لأن حنيّة نبرة أبوها بـ هاللحظة تجبر دموعها إنها تنهمر و بـ هالوقت و هالمكان أبدًا مو مناسب لـ دموعها : وش ودّكم مني ؟ ، كفاية إللي جاني منكم !
تنهد محمد من أعماقه ينطق بنبرة تخفي كامل حزنه على أمور عدّة و من أبرز هالأمور - هتّان - : طيب تعرفين أنا ليه سوّيت كذا ؟ إذا ودّك تعرفين و تغلين أبوك أرجعي للبيت، كفاية غياب وجّعتي قلبي و قلب أمك عليك !
بكت لأن قلبها ما يقوى مهما قست، بكت من حنيّة نبرته و لطف حكيه تنطق بنبرة تبيّن رجفتها : أبشر
قفلت الإتصال منه و كفّها إستقرّ على قلبها، تبكي من ضيق حالها، ظلّت دقائق و هي بالخارج دموعها على خدها و يدّها شادة على جوالها من غير ما تنطق بأيّ حرف
تراجعت بخطواتها و مقصدها ترجع للداخل بعد ما أستجمعت كامل قواها و هدأت نفسها، لكن سرعان ما شهقت بذهول من وجود لهيب خلفها !
ما قدر يكتم إبتسامته من عذب ملامحها ينطق : أسف ما كان مقصدي إني أخوّفك .
أسترسل حكيه من صمتها : طمنيني عنك ؟
أخذت نفس تهزّ رأسها بالإيجاب و نظرها ما كان عليه أبدًا و بالها مشغول : الحمدلله، شكرًا على سؤالك و إهتمامك .
نطقت جملتها بهدوء و خطت خطواتها تتوجّه للداخل، تاركه لهيب يتأمل بُعد خطواتها !
تركّز نظر وجد على هتّان الداخله، تقعد بجنبها تنطق بهمس : وقت نرجع رجّعيني لأهلي
هزّت رأسها وجد بالموافقة و ملامحها تبسّمت تلقائيًا من حسّت إن المشكلة بتنحلّ !
مطعم بتّال
تركت الدفتر بالطاولة توجّه نظرها للشخص للي قعد بجنبها بإستغراب : عفوًا ؟
بلعت ريقها ترفع نظرها لـ بتّال إللي واقف بين الموظفين و نظره كان عليها و على الولد إللي قعد بجنبها، تبسّم الولد يقرّب منها أكثر متجاهل كل الموجودين يلي بالمطعم، تلقائيًا من حسّت فيه يقرّب منها مدّت أناملها لـ كوب القهوة ترميه عليه تنطق بنبرة عالية : وش وضعك ؟
وقفت مباشرةً خلف بتّال تحتمي فيه من ترك كل إللي حوله تقدّم لهم بعد صوتها العالي، إنحنى للولد يقيّد عنقه ينطق بنبرة حادّة تبيّن كثرة غضبه بـ هاللحظة : أكسّر عظامك لو فكّرت إنك تقرّب منها و تعيد حركتك مرّة ثانية
رجف قلبها من حسّت أن المشكلة بتكبر، من مدّت يدها لـ كتفه تبعده عن الولد تلقائيًا : بتّال أبعد عنه تكفى !
أبعد عنه بالقوّة من الموظفين إللي أجبروه يبعد عنه، من ألتفت لها يتأملها من أقصاها لـ أدناها بإنتباه : أنتبهي لـ نفسك من هالفئة
ما ردّت على حكيه تبتعد عنه كليًا تتوجّه للطاولة لجل تأخذ شنطتها و تخرج خارج المكان !
-
بيت محمّد | مساءً
دخلت للداخل و أول شخص تركّز نظرها عليه كانت - أمها - إللي متوّسطة الكنب و الظاهر عليها أنها مشغولة البال و وقفت مباشرةً من إنتبهت لـ وجودها، تقرّب لـ حضنها تنطق بشبه حدّه : كيف لك قلب تخلّيني و أنا كلّي خوف عليك ؟
تراجعت بخطواتها تبعد عن حضن أمها، ترفع نظرها للأعلى تشتّت ذهنها لأن لو نطقت بـ هاللحظة مستحيل تسكت بعدها !
إنتبهت لـ خطوات أبوها إللي تقدّم لها، من مد ذراعه لـ ذراعها يقعدها بجنبه : بقولك كل شيء بالتفصيل
عدّلت جلستها بهدوءها المُعتاد تسلّمه كامل إهتمامها و سمعها له لكن سرعان ما تبدّلت ملامحها تبيّن ذهولها من نطق بنبرة تبيّن شدّة حزنه : يابوك أنا مريض سرطان من فترة طويلة، و المرض أنتشر بكلّ جزء منّي و أول ما ولد صاحبي خطبك وافقت ! ، وافقت لأني كلي ثقة فيه و كنت مأمنه عليك لإنه على علم بحالتي و لأن أنا مو دايم لك و بأي لحظة أنتقل من دار الفناء إلى دار البقاء
إبتسم وسط حزنه يمدّ أنامله يمسح دموعها : سامحيني يا حبيبة أبوك أنتِ، و أنا من دريت إنك زعلتي و تركتي البيت عشان إللي خطبك كلّمته و رفضته، و سوّي إللي يريحك و أنتِ ودّك فيه يا حبيبتي، مالي بـ هالدنيا غيرك أنتِ وحيدتي !
-
إستقرّ نظرها على أبوها و نبرة صوته إللي تبيّن رجفته، كيف إنه يحاول يتمالك نفسه ودموعه و هو يسترسل حكيه، بكت من فرط حزنها على أبوها ترتمي بأحضانه مباشرةً، تستودعه ربّها بقلبها و دعوات قلبها ما وقّفت أبدًا !
-
سيارة لؤي
إبتسم بعد ما إنهى إتصاله مع - تليد - ، بعد ما طوّل حوارهم عن عدّة أمور و من هالأمور كان عن موعد زواجه من حنين، لأن ما كان ودّه يسوي الزواج و تليد مو موجود و الشيء إللي ريّحه أن تليد حدّد له موعد لـ زواجه و بـ هالموعد تليد بيرجع من المكسيك !
بعد مرور عدّة أسابيع
تحديدًا بـ يوم زواج - لؤي | حنين -
توجّه لـ مواقف المطار و ملامحه بيّنت وهجها من إستقرّ نظره على لهيب إللي واقف بجناب سيّارته ينتظر وصوله، تعالت ضحكاته من قرّب يضمّه لـ صدره ينطق : الحمدلله على سلامتك، طوّلت الغيبة يا تليد !
إبتسم يبتعد عن حضنه : الله يسلّمك يا ولد العم، وجهتي لـ بيت عماد و الله يقوّيك
تعالت ضحكات لهيب لأنه فهم مقصده تليد، و لأن كثرة الشوق واضح على ملامحه !
-
غرفة وجد
واقفة مقابل المراية بالضبط تتأمل ملامحها و كثرة حلاوتها بالرغم من فرحتها إلا أنها كانت ناقصة بغياب تليد، مرّرت أناملها على خصرها النحيل تعدّل جانب الفستان بهدوء، حسّت بدخول أحد للغرفة لكنها ما ألتفتت و هي ظنّها - أوس - هو الداخل تنطق برقّة : أوس وش رأيك ؟
رفعت نظرها و كانت بتسترسل حكيها لكن الذهول بيّن على ملامحها و رجف كل جزء منّها لأن الداخل كان تليد مو أوس مثل ظنّها !
ما نطقت بحرف و لا رمش جفنها من فرط ذهولها بـ وجوده هاللحظة و كثير التساؤلات إللي عقلها يتساءل عنّها
تقدّم بخطواته و الشوق واضح و بيّن على ملامحه و نظرة عيونه إللي ما إنزاحت من عليها، يتأملها من أقصاها لـ أدناها و نطق يجاوب على سؤالها : زاهية
رفعت ذراعها إللي إنمدّ لـ وسط صدره تبعده عنّها : لا تحاكيني، ممكن ؟
رفع يده ينزّل ذراعها و خطواته تتقدّم و خطواتها تتراجع للخلف إلى أن حست إنها أصطدمت بالجدار إللي خلفها مدّ ذراعه للجدار يحاوطها و إنحنى لـ أذنها ينطق بهمس : مو ممكن، أحتاج قربك أكثر من أيّ شيء ثاني
لفّت وجهها بحيث إنها تطالع كل الوجهات بإستثناء وجهته : وينك عنّي كل هالفترة، توّك تحن ؟ ، تو قلبك يستوعب سواتك ؟ أبعد عني لأنك أستنزفت طاقتي و أهلكت مشاعري بما فيه الكفـ..
ما كمّلت كلمتها لأن دموعها خانتها بالأخير و لأن من رجفة صوتها ما قدرت تحكي، كل جسدها يرجف وسط قربه و عيونه تلاحظ كل تفاصيلها، مد أنامله تتوّسط خدها يمسح دمعها برقّة
↚
مد أنامله تتوّسط خدها يمسح دمعها برقّة : أسف، لو تدرين وش سبب غيابي عنّك بتعذريني و أنا متأكد !
أنذهل من أبعدته عنها بأقصى قوّتها و لأن صوتها العالي صار يتردّد بإذنه : و أنت حتى ما عطيتني خبر بغيابك، ما كنت أدري عنك أبسط الأشياء، حيّ ميّت تاكل تشرب وش مسوّي بيومك ما كنت أدري ! ، حرقت جوالك من كثر الإتصالات بس ما وصلني منك أيّ شيء ! ليالي طويلة ما نمتها بسببك و بسبب تفكيري و خوفي عليك و أنت بكل بساطة نسيت أن عندك وجد أساسًا، نسيت أن عندك زوجة تحبّك و تخاف عليك و تنتظر رسالة منّك، و الله كنت راضية و لو برسالة تطمني عليك و أنك حيّ لكنك خذلتني يا تليد خذلت وجدك، و الحين وش ودّك ؟ أبعد عني لجل سلامتك لأن لـ
بتر كامل حروفها من قرّب لها بسرعة ما أستوعبها عقلها، من صار أقرب لها من رمشها و بأنامله يمسح دمعها : أبعدت عنك لجل سلامتك !
ضمّها لـ حضنه و ذراعه صار محاوط عنقها من الخلف، يوجعه قلبه على كل دمعة تنزل منها بسببه تارة ما يلومها لأن غيابه طوّل عليها و من غير ما يطمّن قلبها عليه و تارة يفكّر أن غيابه كان لجل سلامتها و لجل ما يتعرّض لها بشر و بالرغم من قوّته إلا أن هالعصابة ما ينكر خطوتها و قوّتها و تهديدهم ينفّذ بأسرع وقت !
ظلّت بحضنه لـ دقائق طويلة و صياحها و شهقاتها ترتفع كل ثانية، للأن ما أستوعب عقلها إنه رجع لها بصّحة و قوّة و هي كانت تظن إنه إستحالة بيرجع لها بجسد سليم، خصوصًا من بعد كلام أوس و كلامه عن التهديدات إللي كانت توصل لتليد
إنحنى يقبّل عنقها لـ ثواني معدودة يقرّبها له أكثر وسط صياحها المستمر
أبعدها عن حضنه و كفه حاوط وجهها ينطق بإبتسامة خارجية بالرغم من وجعه الداخلي : لا تطوّلين و أنتِ تبكين، قلبي يوجعني على كل دمعة تنزل منك !
تراجعت بخطواتها تبتعد عنه بمسافة بسيطة : ما ودّي أحاكيك و لا ودّي عيني تشوفك، أبعد عنّي و لا تقرّب أبدًا و لو قرّبت ما بيحصل لك طيّب
تنهد من أعماقه و الهم غطّى على كل مشاعره، بالرغم من إنه كان متوقع صدّها و ردّة فعلها بعد ما يرجع من هالسفرة، لكن ما توقع أن هالصد ممكن إنه يطوّل كثير و هو ما يقوى هالبعد أكثر عنّها، أبدًا ما يقواه
هزّ راسه بالإيجاب يتقدّم لها و مقصدة يقبّل جبينها، أبتعد عنها كليًا يخرج خارج بيت عماد و خطواته ساقته لـ شقته .
وجد
كل جزء منها يرجف بسبب رجعته إللي ما توقّعتها و لو بنسبة قليلة، كيف طلع من عندها بعد ما قبّل جبينها و ملامحه تبيّن شديد ضيقته من صدّها الواضح له، من نطقت بـ - ودّي أحاكيك و لا ودّي عيني تشوفك، و أبعد عنّي و لا تقرّب أبدًا و لو قرّبت ما بيحصل لك طيّب -
كيف نطقتها من قوّة قهرها بسبب غيابه إللي ماله أيّ مبرر واضح لها، و أستوعب عقلها إنه أبتعد عنها و تركها على راحتها تستوعب رجعته إللي ما توقعتها، لإنها صارت توصف عكس مشاعرها بالضبط !
ساقتها خطواتها لـ المراية، تمسح دموعها و تعدّل ميكبها إللي تلخبط بسبب دموعها .
↚
قصر النساء
ميّلت شفايفها هتّان و نظرها إنتقل لـ جميع النساء تدوّر وجد ما بينهم كونها طوّل إنتظارها لـ وجد إللي إمتدّ تأخيرها لـ دقائق، توهجت ملامحها من لمحت وجد إللي تخبّي حزنها بصدرها بملامحها البشوشة و أستوقف خطوات وجد نداء شروق لها، تبسّمت ملامح شروق و نظرها ما وقّف تأمل بـ ملامح وجد تنطق بتساؤل : تليد مرّ عندك و حكى معك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب : ايوه !
كانت بتنطق شروق لكن بسبب جيّة تارا إللي سحبت وجد لجل تتصوّر وياها !
بعد مدّة
إبتسمت أمال و نظرها متركّز على وجد إللي بجنبها تارا و هتّان و ملامحهم تبيّن شديد سعادتهم بـ هاللحظة، كيف إنهم يتأملون طلّة حنين بإبتسامتها الواسعة رغم توترها من الأنظار إللي مستقرّة عليها، تسترسل خطواتها إلى أن وصلت للكوشة .
ضحكت وجد تهزّ رأسها بالنفي من قالت تارا - قومي أرقصي معي - : مستحيل !
رجّعت ظهرها للخلف تحرّر ذراع تارا من قبضته على كتفها : يا بنتي ما ودّي أرقص
كشرت تارا من رفضها توجّه نظرها لـ هتّان إللي وقفت بجنبها و بدأ الرقص بعدها
-
بعد ساعتان | مواقف القصر
خطت خطاويها إللي ساقتها خارج القصر، أسترسلت خطواتها بهدوء و تفكيرها مشغول كليًا بـ تليد و رجوعه، فزّت تعلن ذهولها و صوتها أرتفع تلقائيًا من أنتبهت لـ وجوده بـ جانب سيارتها و يدها أرتفعت مباشرةً تضرب صدره : خوّفتني، وش تسوّي هنا ؟
إمتد كفه يحاوط كفها يقرّبها له : الظاهر لي من ملامحك أن بالك مشغول فيني صح ؟
ضحكت بسخرية لأن ثقته بمحلّها، و عبست ملامحها لأن محاولة إنها تبعد عنه فشلت من قوّة قبضته : أبعد عنّي و لا تجبرني أمدّ يدي عليك، أسوّيها !
ضحك لوهلة يشتّت نظره للسيارات إللي ماليه المواقف و من بين كل السيارات إستقرّ نظره على سيارة تارا و إنعقدت حواجبه بإستغراب من وجود شخص واقف مقابل باب السيارة الأمامي و ملامحه مو واضحة له، إبتعد عن وجد و خطواته المستعجلة ساقته لـ سيارة تارا
الجهة الأخرى من مواقف القصر
رجعت ظهرها للخلف تقفل الأبواب لكن سرعان ما تبدّلت ملامحها و قلبها رجف تلقائيًا من إنتبهت لـ وجود شخص واقف مقابل بابها، بلعت ريقها من أشّر لها بإنها تفتح الدريشة : أهلين ؟
إنتقل نظرها لـ تليد و خطواته المستعجلة لـ سيارتها، زفرت تشتم هالشخص إللي تجهل هويّته و وجوده بجانب سيارتها !
تقدّم تليد و ملامحه إحتدّت من أستوضحت له ملامح هالشخص، من تقدّم يقيّد عنقه بغضب : أدهم ؟ وش عندك هنا يا ### !
رجف قلب أدهم و خطواته تراجعت تلقائيًا من قبضة تليد إللي مقيّد عنقه و أبعده عنّه بصعوبة : هدّيها ! ، جيت أتطمن على تارا بس
أمّا تارا إللي توّسعت عيونها بذهول من المعركة إللي وقعت بين تليد و أدهم و حكي أدهم يتردّد بذهنها و كثير التساؤلات إللي عجز عقلها يلقى لها إجابة !
غمّض عيونه و برزت عروقة من حسّ بشيء حادّ أشبه بالسكىين إللي إنغزر بكتفه، من حسّ بالدنيا تدور حوله لـ درجة إنه طاح بالأرض و نظره الحادّ تركّز على أدهم ينطق بصعوبة : و الله ما أخليك و أنا تليد بن يزيد !
إنحنت تارا لـ تليد إللي متمدّد على الأرض و الدم ينهمر من على كتفه و الدموع تجمّعت بمحاجر عيونها، توجّه نظرها لـ وجد إللي سارعت بخطواتها إتجاههم لأن كل شيء حصل بين تليد و أدهم كان تحت نظرها .
رفعت نظرها لـ أدهم إللي إنحنى لها و قرّب يهمس بإذنها : بسيطة بإذن الله، أهم شيء عيوني لمحت حسنك !
ما عاد لها الإمكانية بإنها تنطق من قوّة ذهولها بسبب حكيه، كيف يقدر ينطق لسانه بـ هالحكي بعد ما طعن أخوها مقابلها ! ، و إسمه ظلّ يتردّد ببالها من تذكّرت إتصاله قبل يوم، من نظرها إللي أتبع خطواته الثابتة إللي أبتعدت عنهم تلقائيًا و لا كإنه طعن تليد ! ، صوّبت نظرها لـ تليد إللي ساند رأسه على فخذ وجد إللي أرتفع صوت بكاءها تشدّ على كفه بكامل قوّتها !
أستقام بصعوبة بمساعدة من وجد إللي نطقت بنبرة تبيّن رجفتها : لازم تروح للمستشفى لجل يشوف جرحك لـ
بتر كلمتها الأخيرة قبل ينطقها لسانها، و نطق بعد ما أستنشق من هواه : ما ودّي بالمستشفى، عالجيني أنتِ !
وجّه نظره و حكيه لـ تارا الواقفة و تمسح دموعها، ينطق بشبه إبتسامة رغم شدّة ألمه : أوعدك إني بأخذ حقّك منه، أرجعي للبيت و أنتبهي لـ نفسك، و لا تعلمين أحد عن يلي صار لأن أنا إللي بتصرّف، و لا تحاتين أنا مع وجد !
أخذ نفس من أقصاه و بكل مرّة يزيد ألم كتفه كان يشدّ على ذراع وجد إللي تحمّلت شدّة قبضته، تعذره و إستحالة إنها تلومه لأن من قوّة ألمه ما يدري وش سواته !
بعد مدّة
وقّفت سيارتها مقابل لـ شقته بعد إصرار كبير منه بإنها تعالجه بشقته، ميّلت شفايفها و إحساس الضيق بسبب إصابته ضيّع عليها مشاعرها السعيدة، أخذت نفس من أعماقها تشتّت نظرها عنه تتذكّر نظرته لها طول ما هي تسوق، أستوقف هواجيسها من نطق بضيق : ما ودّك تنزلين و تعالجيني ؟
كانت بترد على تساؤله بالموافقة لكن أستوقفها إتصال أمها : هلا ماما
بلعت ريقها و ملامحها تبدّلت من نطقت أمها بتساؤل - وينك أنتِ ؟ تأخرتي - ، ما تدري وش الرد المطلوب على سؤال أمها بـ هاللحظة خصوصًا أن تليد ما ودّه أحد يدري إنه أنطعن !
لاحظ ملامحها إللي تبدّلت بوهقة و كإنه فهم سؤال أمها، مد ذراعه يأخذ الجوال منها يرفعه لأذنه : أعذريني يا عمّة، وجد معي .
ضحك لوهلة رغم ألمه ينطق بالرد على أمال : لا ما عليك وجد بقلبي و بأمانتي لا تشيلين همها !
و مد لها جوالها بعد ما قفل الإتصال و ينطق بهدوء : أنزلي
-
بيت طلال
كشّرت ملامحه يرمي جواله بجنبه بعد ما طوّل و هو يتصل على تليد بس ما وصل له أيّ رد منه !
رجّع ظهره للخلف يرفع نظره بإنتباه لـ دخول أمه و خلفها أجوان إللي تقدّمت له بعد ما نزعت عبايتها تنطق بإبتسامة : ما ورّيتك كشختي، شرايك ؟
توّسعت إبتسامته و عيونه تتأملها : يا بخت راعي النصيب
ضحكت ترجّع شعرها للخلف تقعد بجنبه : يلا حان الوقت بإني أقولك كل شيء حصل بالزواج
عدّل قعدته يمد أنامله للقهوة : جوّي هالفقرة، يلا أسمعك
كانت بتنطق لكن أستوقفها من نطق بتردّد : كيف وضع هتّان ؟
عقدت حواجبها تستغرب سؤاله : من أيّ ناحية ؟
أخذ نفس من أعماقه من تذكّر مرض أبوها إللي دائمًا يتواجد بالمستشفى إللي هو يعالج فيه : نفسيتها كيف ؟ لأن بكل مرّة أصادفها بالمستشفى و يتركّز نظري عليها القى عيونها غرقانة من دموعها
ميّلت شفايفها بضيق تتذكّر وضع هتّان بالزواج : تمثّل السعادة و تسرح فجأة، حاولت أكون قريبة منها و أغيّر جوّها و قالت لي إنها بترجع لـ سباقات الدراجات لجل تشغل نفسها و مـ
قاطع حروفها ينطق بذهول : ترجع للدراجة ؟ أهلها رافضين هالفكرة تمامًا خصوصًا من بعد الحادث
أجوان بتنهدة : سابقًا كانوا معترضين بس حاليًا لا، أمها تركتها على راحتها خصوصًا أن هتّان شخصيتها جدًا صعبة و تسوّي إللي براسها حتى لو رافضين !
أسترسلت حكيها و الإبتسامة زيّنت ثغرها من تذكّرت ملامح هتّان : بس جميلة سبحان من سوّاها .
أخذ نفس من أعماقه و هو يتضايق فعليًا كل ما يتذكّر ملامحها و ضيقها، عجيبة هالبنت بالنسبة له و بالرغم من كل إللي مرّت فيه إلى إنها تقوّي نفسها و تحاول إنها ما تبيّن ضيقها للي حولها، لكن هو يلاحظ هالحزن، يلاحظه على ملامحها و نظرة عيونها و حتى على نبرة صوتها !
-
بيت يزيد
دخلت لـ غرفتها تتوّسط السرير بعد يوم تستغرب أحداثه، بالها مشغول بإصابة تليد لكن قلبها مرتاح كل ما تتذكّر إن وجد بجنبه، نزّلت نظرها لـ جوالها و لكثير الإتصالات إللي وصلتها من أدهم و قلبها يرجف كل ما تنوّر شاشة جوالها من إتصاله !
إستحالة إنها ترد على إتصاله او على رسالة من رسالاته لأنها ببساطة تخاف منّه ! ، تخاف إنه يسوّي فيها بمثل ما سوّى بتليد و أكيد إنه يسوي فيها الأكثر !
للأن جملته الأخيرة إللي قالها لها عالقة بذهنها من فرط ذهولها عن سببها !
-
شقة تليد
خطت خطاويها للداخل و بجنبها تليد إللي متمسّك بذراعها إلى أن ساعدته بإنه يقعد على الكنب، أخذت نفس تقعد مقابله و نظرها تركّز على إصابة كتفه الأيسر و كيف إن الىدم غرّق تيشيرته، تغيّرت كامل ملامحها من قوّة خجلها من نطق بهدوء : أخلعي تيشيرتي
أخذت نفس من أقصاها من نظره إللي متركّز عليها، تمد أناملها لـ أسفل تيشيرته تخلعه منه بكل خفّة خوفًا من إنها تألمه !
وسط ما هي تخلع له تيشيرته نظره مستقرّ عليها بالضبط، يتأمل كل جزء منّها، كل حركة تفتعلها، رجفة أناملها وسط ما هي تمرّرها على صدره، نظرها إللي تشتّته لجل ما تلتقي عيونها بعيونه .
تراجعت بخطواتها من نزعت التيشيرت منه تنزّلها على الطاولة، بلعت ريقها تعضّ على أسفل شفايفها من نطق بهمس : قرّبي
من إنحنت له يقبّل عنقها ينطق و عيونه بعيونها : وش يرضيك ؟
أسترسل حكيه لأنها ما نطقت بحرف من تذكّرت زعلها منه و من أبتعدت عنه تقعد بالكنب المُقابل له : عاتبيني طيّب، ما أحب هالصمت خصوصًا لو كان منك أنتِ !
أخذت نفس من أعماقها تتعدّل بقعدتها : إنتهت عندي طاقة التمسك بالعلاقات، وجودك بقلبي او عدمه أنت و تصرّفاتك إللي تحدّده، و لا وش يعني تسافر شهر كامل من غير ما تعطيني خبر ؟ لـ هالدرجة هنت عليك ؟
هزّ رأسه بالنفي يعترض كلامها : ما تهونين عليّ أنتِ، أعطيني جوّالي و دقي على لهيب بحاكيه يخيّط جرحي و بعدها عاتبيني، ليلنا طويل
ضحكت بسخرية من كلمته - ليلنا طويل - : ليلنا طويل مين إللي يحدّده ؟ ، خلّ لهيب يداري جرحك أنا برجع للبيت
بهتت ملامحه من حكيها ينطق برفض تام لـ روحتها : و الله ما تروحين قبل ينتهي التفاهم بيننا، و قرّبي جوالي لي ما أقدر أمدّ يدي !
كشرت ملامحها تدري إنه يستعبط عليها و كل هذا لجل تكون قريبة منه، وقفت تتوجّه بجنبه تأخذ جواله تدق على لهيب : إتصالات كثيرة منّه أساسًا
قعدت بجنبه تمدّ له جواله بعد ما وصلها رد لهيب : تعال لـ شقتي، أبيك
نزّلت الجوال بعد ما إنهى حواره مع لهيب توجّه نظرها له من نطق : أقعدي بغرفتي على ما يعالج جرحي، و أفتحي الدولاب بتلقين شيء يحبّه قلبك !
إستقامت تهزّ رأسها بالإيجاب و خطواتها ساقتها لـ غرفته، لكن سرعان ما فزّت برعب من إستقرّ نظرها على الثعبان إللي متوّسط الغرفة،
تراجعت بخطواتها لـ الصالة تنطق بخوف : تبيني أقعد مع ثعبانك ؟ تعقب
ضحك يهزّ رأسه بالنفي : أنتِ باقي تخافين من هالثعابين ؟
بيّن ذهولها على ملامحها : بسؤالك هذا حسّستني إن الثعبان حيوان أليف، اسألك بالله أنت بكامل قواك العقلية ؟ ، معيّش ثعابين و تبيني أتعايش وياهم ؟
طوّل النظر بـ عيونها الناعسة ينطق بعد ما طوّل صمته و تأمله فيها : جديد عليّ أسلوبك ما حبّيته، عدّليه
ضحكت بسخرية لوهلة تتقرّب له إلى أن صارت مقابله مباشرةً : و اذا ما عدّلته وش بتسوّي ؟
رصّ على أسنانه بمحاولة إنه يهدّي أعصابه : بسوّي إللي ما يعجبك، أنقلعي للغرفة
عقدت حواجبها من كلمته - أنقلعي - : بعيدًا عن كلمة أنقلعي إللي المفروض إنها ما تنقال لي، كل شيء تسويه ما يعجبني وش بقى ما سوّيته ؟
شتّت نظره و يده أرتفعت تلقائيًا لـ كتفه : الألم يزيد كل شوي، يا تدخلين يا أكـ..
بترت حروفه تهزّ رأسها بالإيجاب تنطق بهدوء : شيل ثعابينك و بعدها بدخل
زفر بضيق لأن ما عنده المقدرة بإنه يوقف على حيله بـ هاللحظة أساسًا : أظن تعرفين وضعي، ثعابيني ما بتاكلك مب سامّة مثل ما تظنين
هزّت رأسها تبيّن إعتراضها، تقعد وسط الكنب : أجل مالي دخلة لـ غرفتك
لكن سرعان ما فزّت من وصل لـ مسامعها صوت سيارة لهيب، من إستقرّ نظرها على تليد إللي نطق حدّة : روحي لأيّ غرفة تصادفيها، عجّلي دبري نفسك قبل يدخل لهيب !
دخل لهيب للصالة و عيونه تتأمل الصالة ينطق بتساؤل من ريحة العطر النسائي إللي منتشر بالصالة و لاحظ وجود سيارتها أساسًا : زوجتك موجودة ؟
هزّ رأسه بـ أيه يجاوب على سؤاله و عدّل قعدته بتنهيدة : بالله تعال شوف وضع كتفي، أتعبني !
إنحنى لـ صندوق الإسعافات الأوليّة إللي على الطاولة، يتقدّم له و نظره مستقرّ على كتف تليد ينطق بذهول : مين مسوّي فيك كذا ؟
زفر بقهر و حقد كبير يحمله لأدهم : أدهم الـ###
رفع حواجبه لهيب بإستغراب من وجود أدهم : وش رجّعه من المكسيك هذا ؟
ضحك بسخرية رغم ألم جرحه من لهيب إللي بدأ يعقمه : راجع يثبت حبّه لـ تارا، لكن و ربي إللي خلق الروح فالإنسان إنه ما ياخذها و لو على قص رقبتي
هزّ رأسه بالإيجاب يتفهم ردّة فعله و من حقّه أساسًا : تارا تستاهل أفضل منّه هالمريض، يعني شين و قوي عين !
وجد
أستوقفت خطواتها و نظرها إستقرّ على مجموعة من الصور إللي منتشرة بالكنبة، تقدّمت توزع نظرها على كثير الصور إللي أكثرها كانت بالبحر و فيها ثلاث أشخاص، أولهم تليد و ثانيهم أدهم و ثالثهم شخص عجزت تعرفه بس الأكيد إنه صاحب تليد !
مدّت يدها لـ صورة عشوائية إستغربتها و إستقرّ نظرها عليها، كانت لـ تليد و بيدّه مسدس كل تركيزها على ملامحه الحادّة و نظرة عيونه إللي أربكتها بالرغم من إنها مجرّد صورة !
تنهدت تبتعد عن الكنب و خطواتها تسير وسط الغرفة بفراغ كبير تحسّ فيه
الصالة
كشّرت ملامح لهيب من تليد إللي أبعده بأقصى قوّته من فرط ألمه و نطق : يكفّي، جرح بسيط و أنت قاعد تعالجه سنة !
رفع لهيب حواجبه يرجّع نظره لـ كتف تليد : وش إللي جرح بسيط تستهبل ؟ ، ضروري تتعالج بالمستشفى
هزّ رأسه يعترض فكرة روحته للمستشفى : ما ودّي و لا تقدر تقنعني أساسًا، غيرك جرّب و ما فاد
ضحك لهيب لوهلة لأن فهم جملته - غيرك جرّب و ما فاد - إللي يقصد فيها إن حتى وجد حاولت فيه بإنها توديه للمستشفى لكنه رفض ! ، نزّل نظره للقماش إللي بيحاوط عليه كتف تليد : الله يعين يا ولد عمّي
بعد مدّة
دخل للغرفة بخطواته الثابتة، تلاقت عيونه بعيونها الناعسة إللي تقوده للجنون من فرط حلاوتها، يقرّب لها إلى أن صار مقابلها، ما قدرت تثبت على نبرة صوتها ينبض قلبها بجنون من نظرته الحادّة بانت لها أكثر من قربه، من وزّع نظره يتأمل تفاصيل الفستان إللي يعانق جسدها، ما قدر يبعد نظره عنها و لا ودّه يبعد النظر .
تراجعت بخطواتها للخلف و عيونه تراقب أبسط حركته تفتعلها، كيف إنها رجّعت شعرها خلف ظهرها تنطق بهدوء : الوقت تأخر، أظن إنك بخير و صحّة و لا تحتـ
قاطع حروفها يتقدّم لها و مع كل خطوة يخطيها لها خطواتها كانت تتراجع للخلف إلى أن مد ذراعه يحاوط خصرها يستوقف حركتها من قبضته على خصرها : باقي ما كمّلتي عتابك
ضحكت بسخرية تثبّت نظرة عيونها بعيونه : ما يهمك أساسًا، طول عمرك تفكّر بنفسك !
بيّن الذهول على ملامحه من يدها إللي أرتفعت تتوّسط صدره، تبعده عنها تنطق : وقت تستوعب أفعالك حاكيني
ما أستوعب بعدها عنه و لا أستوعب معنى حكيها، و خطواته إتبعتها ينطق بهدوء : و أنتِ وقت تهدّين حاكيني
ما نطقت بحرف تلبس عبايتها بهدوء تامّ وسط رجفة يدها، تخرج لـ خارج شقته بعيدًا عنه تمامًا و شعور القهر بكل خطوة تخطيها يزيد !
-
الصباح | المستشفى
بين خطواته العشوائية إللي تتمشّى بمرر المستشفى، إستقرّ نظره على هتّان إللي تعدّت من جنبه من غير ما تنطق بحرف و الواضح على ملامحها و أدرك السبب مباشرة، خصوصًا إنها خرجت من غرفة أبوها و أستوقف خطواتها من ناداها : هتّان؟
إلتفتت له عاقدة حواجبه بإستغراب من نداءه لها : ناديتني ؟
هزّ رأسه بالإيجاب و خطواته تقرّبت لها : مو على بعضك، حصل شيء ؟
ميّلت شفايفها تتنهد بضيق : حالة أبوي بكل ثانية تسوء، خايفة أفقده خصوصًا من بعد كلامه لي قبل شوي
أخذت نفس عميق تتذكّر كلامه لها و نبرة صوته إللي تبيّن رجفتها - كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ و الموت ما يستأذن وقت جيّته يا حبيبة أبوك و أنا الموت قرّب مني من غير ما أحس فيه و المرض أنتشر بكل جزء فيني، صلاتك يا هتّان لا تهملينها و كوني واثقة ما فيه شيء بيفيدك في هالدنيا سوى صلاتك و هالدنيا فانية !
أسترسل حكيه وسط كثير الدموع منها : الناس معادن لكن أمك حجر كريم يا هتّان لا تخلين يمسّها أي ضرر، و أنا أدري إنها أحيانًا تقسى عليك لكنها تظل أمك سندك و دنيتك و ملجأك لا تبعدين عنها أبدًا مهما حصل بينكم، وصيتي الأخيرة هي أنتِ ! ، سامحيني لو تسبّبت بزعلك بيوم من الأيام او قسيت عليك بكلامي بس من حبي و خوفي عليك، حقّقي أبسط أحلامك و واصلي طريقك لـ حلمك، و بكون فخور فيك و لو إني وقتها كنت تحت الثرى و لا تنسيني من صالح دعواتك ! -
-
مطعم بتّال
بتال يستغرب من غياب وتد من المطعم من بعد الموقف الي صار مع الولد بس بعدين تجي الاء و تقول ان وتد كلمتني و عندها مشروع تصميم للجامعة و تحتاجك فيه
زفر و أنتظاره لـ وتد طوّل كثير كونها من بعد الموقف إللي مع الولد إللي تعرّض لها من وقتها ما كرّرت زيارتها للمطعم نهائيًا، إبتسم وسط ضيقته من إنتبه لـ دخول ألاء بإبتسامتها الواسعة إللي تجبره يبتسم : حيّ الله الشيف بتّال
ضحك يدخّلها بين ضلوعه : الله يحييك، وش مناسبة زيارتك هالمرّة ؟
إبتسمت تبتعد عن حضنه، تنزّل نظرها لـ جوالها إللي متوّسط كفها : عندي لك خبر يحبّه قلبك، بس وش المقابل ؟
عقد حواجبه بإستغراب : لك إللي تبينه، بس وش هالخبر ؟
فتحت جوالها تدخل على المحادثة إللي كانت بينها و بين وتد : وتد أرسلت لي قبل مدّة، تقول أن عندها مشروع للجامعة و تحتاجك ك مودل لجل تعرض تصاميمها عليك !
أسترسلت حكيها بضحكة من صدمته إللي تبيّن على ملامحه : بالبداية كانت متردّدة من كثر خجلها، لكن بعدها كلمتني و لو موافق حاكيني لجل أعطيها خبر !