📌 روايات متفرقة

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الرابع 4 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الرابع 4 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الرابع 4 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الرابع 4

رواية عشق من قلب الصوارم بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الرابع 4


وقف يحدق بأبنيه النائمين .. وهو يتكيء على عصائة ...
حتى مدها ونكز المرافق من قدمه وحين فتح ذاك عينية وقف بصدمة وهو لايصدق وجود والده :يبه أنا ..كيف جيت ..من علمك ..
عقاب بحنق شديد وعينة على سلطان النائم :اقطع بس اقطع ...أنا على آخر عمري تجيني أخبار ولدي من الوراعيين ...!!!
بتال بأحراج وهو يفرك وجهه :فياض قال بينقل لك الخبر ..
عقاب بعدم أستحسان :وهو أنا شفت وجهه ... الله لايعوزني له ... وش قال الدكتور عن حاله ..
بتال وهو يقرب الكرسي له :أرتاح يايبه ...
وبعد أن جلس عقاب المرهق فعلاً:يقول جلطة وعدت ان شاءلله مالها عوارض ..
تركه على حاله متأملاً أبنه الأكبر ..قبل أن يعود ليسأله :من جابك ؟؟
عقاب بأزدراء :ليه بتعجزني على آخر عمري سيارتي وسواقي تحت أمري ماني بحاجة أحد ...
بتال :وكيف عرفت المستشفى ..
عقاب بضيق وهو يتذكر أضطرارة للسعي خلف الأطفال والنساء حتى يفهم مصاب أبنه :مرته قالت لي ...يوم ولدك يروح يعلم نايف ترى أبوك بالمستشفى يمكنه بيموت كله عشان مايروحون للمدرسة ...
بتال الذي كشر غير مصدق أن يفعلها حاكم ...
ولكن اللوم على من يقع ..عليه حين أعتقد أنه تصرف بحكمة بأخباره عبير حتى تراعي أختها وتنقل لها الخبر ...

××تغاضى قد ما تقدر ما دام إن العُمر محدود ولا تحزن على الفايت رحاب الأرض ممدوده.××

****

أستيقظ على صوت سكبها الماء جوار رأسه ...كانت قد رفعت يدها بالأبريق وتركت الكأس على الطاولة جواره ..ليحدث الماء صوت مزعج لشخص نائم...هل المقصود هنا سأهدر دمك مثل هذا الماء ..
فتح عينيه بغيض ..لتبادره وهي تنزل الأبريق وتتكتف
وبنظرتها المليئة بالكبرياء هذه اللحضة :أسمع ياولد عقاب أنا ليلي كله ماغفى لعيني جفن ... من هول الهروج اللي قلتهااا ...واللي ماترضاها أي حرة على روحهــا ...أنا بنت رجال ماأتدنس ولاأمشي درب الدنس ...
وأنت الله يستر عليك شكلك شايف بحياتك اللي شفته واللي مخليك هاللون ...بس اللي قلته كبير بحقي ومافيه عذر يدمحه ... قم ودني لديرة هلي وربعــي ..ماأكون بنت عايد لو بقيت بعد اللي قلته فيني في بيتك وتحت يدك ...
الحكم بملل من الموشح التي تبدو قد حفظته عن ظهر قلب :فزة أهجدي وأنقلعي عن وجهي هالحزة ماني طايق روحي ....
فزة :إذا كان هذا ردك أسمحلي أنا بتصل على عماني يجون يأخذوني ...
الحكم وهو يعتدل بجلسته :والله لو أشوف أحد من أهلتس معتب(داخل ) بوابة بيتنا لرشه بالرصاص ...
فزة بنرفزة :أنت وش عندك صرت تغلط وماعاد تحكم لسانك ...
يرمي لحافة ليخرج من سريره :أعرف أحكم لساني قبل لتلدتس أمتس ... ماأنتي طالعة من بيتي إلا يدتس بيد أخوتس ... غيرهااا لاا ...
هذا آخر ماعندي ولاتزيدين وتحطين بأمور بتضرتس أنتي بس ...
فزة :الحمدلله حاضري أبيض وماضي أبيض ماعندي اللي أخافه ...اللي المفروض يخاف اللي يقذفني بلا وجه حــق ... والله لو تموت يالحكم ماسامحتك على اللي غلطته بحقي ..وعسى حوبتي ماتعداك ...
وخرجت وتركته خلفهااا ..
تأفف من لهجة الألم في صوتهااا ..
تباً لها كم تتقن قلب الأدوار ..
كانت بالأمس مجرمة وبين ليلة وضحاها أصبحت الضحية ...


××مارخصت قدرك إلا من سواياك وإلا إنت كنت بدنيتي شِي ثاني××


****

عقاب الذي حضر بنفسه للمستشفى قائداً سيارته رغم أنه أخبر بتال بأن من أحضره السائق ...ولكن أسلوبهم بتجاهل أزعجة ويريد أن يثبت للنفسه قبل الجميع أنه قادر ومتمكن من تدبير أموره حتى في أعتى الأزمات ..
كان ينزل مع المصاعد حتى وصل للمواقف ..التي ركن فيها سيارته ..
التي صعد إليها وهو يحاول الخروج من الموقف كان الأمر مزعج إليه ولم يستطيع التركيز بطريقة جيدة ..
حتى يستسلم ويفتح باب سيارته ويقف جوارها ...
على الطرف الآخر كان ينتظر بمركبته ..
شاهد الموقف من بدايته وبالتأكيد يعرف صاحب المشكلة جيداً ...
نزل وتوجه إليه سلم عليه بأحترام ..
وبعدها سأله :تبغى مساعدة ياعم عقاب ..؟
عقاب بنظرة حادة :من أنت ؟؟؟
كبح نبرة السخرية في صوته وهو يخبره :أحمد بن عبدالله الصنهات ..
عقاب الذي من المتعارف بينهم لو كانوا من نفسه القبيلة أن يعرف بنفسه بلقب عائلته الخاصة ...أستثارة أنتباه نبرة الشاب وكأن له مقصد آخر بأزالة الصوارم :والنعم ..ايه طلع لي سيارتي ...
صعد أحمد خلف المقود .. للسيارة التي بوضع التشغيل من المفترض أن يخرجها أليس كذالك ..
إذاً لماذا ركب العجوز إلى جواره .؟؟؟
عقاب متجاهلاً أنه يعطله عن عمله .. وأن بأمكانه الأتصال في بتال بالأعلى الذي سينزل ويلبي له طلبه :وصلني بيتي ..أكيد أنك تدله ..
بعد دقائق من الصمت ...
سأله وهو قد لاحظ لباسه سابقاً :وش تسوي هنا؟؟
أحمد برحابة صدر:عملي هنااا ..
عقاب بتفحص :ووش شغلتك ؟؟
أحمد :طبيب أسنان ..
عقاب بفجاجة ليختبره:وأنت مالقيت أحسن من هالشغله ...يومك تفتح فمي الناس وتحفر بسنونهم ...
أحمد بتجاهل لنبرة الأزدراء بصوته:النصيب ..
عقاب صمت بملل ..لقد حاول أستفزازه ولم يستطيع .. لايحمل دمائهم الحارة وسط عروقة ..
لاحقاً حينما أوصله للقصر أخبره بأشارة بعصائه أن يتوقف أمام المجالس الخارجية ...
وبلهجة لاجدال فيها أمره أن ينزل ..
كل هذا وأحمد مستسلم لمصيره .. لافكاك ...
دقائق وقدمت إليهم القهوة وطعام الأفطار ...
عقاب :وأنا عمك رح أشتغل مع أبوك بحلاله وخل هالشغلة اللي ماتليق لك ... أبوك شاطر وأكيد بتطلع عليه أجتهد سنين وبتغطي على تجارً واجد ..
أحمد الذي يعلم جيداً أن عقاب يريد أستفزازة وكأنه أدخله للأختبار ولكن لايعلم ماأسبابه الفعلية :
أنا كاني ماغلطت ياعم مامشى بسلك العسكري على دربك غير أثنين من عيالك ... وأنا ماأبي أغطي على أحد كافيني اللي أكسبه بيدي ..
أبتسم عقاب ولم يعقب على رده ...
أحاديث قليلة بعامة أمور الحياة ...
قبل أن يقبل عقاب أستأذانه ...ويصر على أن يوصله أحد السائقين حيث مقر عمله ...
حين غادر قصر عقاب زفر بأرتياح ..
هو لايحب عقاب ولاأبنائه ولايرتاح لهم .. وكأن الله يعاقبه حتى يسقط بين يدي عقاب مباشرة ..
الذي تسلط عليه هذه المرة حقاً ...فهو لايتذكر أنه يستخدم هذا الأسلوب مع معارفة البعيد ..فهو أشد رسمية بالعادة ...من هذا العجوز الفضولي الذي ظهر به أمامه ...

××لحْد يتعشّم في .. بدايات العطا تفرق أصيل الخيل ..فـ اخير السباق××

****

بعد الظهيرة كان تجلس بالصالة العلوية تشرب شاهي مابعد الغداء ... حين أنضمت لها أسماء ..
ثم جائت فزة وجلست بعد أن سكبت له فنجان من الشاي وأضافة له بضعت أوراق من النعناع ..
وهي من لاحظت أضافة العاملات دائماً لوعاء يحتوي النعناع ورغم توبيخها الدائم لهن لكن مازالن على نفس الأسلوب ...
كانت تقلب عينيها بين الأثنتان بعدم أستحسان ...
لأن كل منهما تسبح في ملكوتها ...
أسماء عينها على هاتفها ولكنها لاتبدو بهذا العالم ..
وفزة وعلى غير العادة تبدو مندمجة بأفكارها الداخلية ..
وقد وضعت أطراف شعرها للأمام وتقوم بتكسير أطرافها بطريقة تلقائية ...
لتقول لها بتقزز :ترى فيه أجهزة تشيل التقصف كانتس ماتعرفينها أحجزلتس موعد يجون يضبطون شعرتس ..
فزة تعيد شعرها للخلف :ماتقصرين ياعمة الله يخليتس لنااا ..بس ماني محتاجة شعري يضربون فيه المثل بزينة ..
فهدة بوقاحة :أي شعرتس أزين من عقلتس ..
وحين سمعت شهقة أسماء المستنكرة أكملت غير مهتمة :جوزتس وينه عنتس !!! .. يمر الأسبوع والأثنين وهو هاج منتس وش أنتي مسـوية له ...
فزة بنرفزة:والله ياعمة هذا ولد بطنك وأنتي أدرى فيه أخذته كذا وبخليه لكم وهو كذا ...
فهدة بغيض :تناديني عمتي وكن ودتس تهفيني بكف ...
فزة بضحكة مستفزة :محشومة ياعمة عسى يدي للقص قبل ماتنرفع على أحد أكبر مني ...
وأن كان جلستي مضايقتك هاه بخلي لك الجلسة تهني فيهاا ...
وبعد مغادرتهاا سألت أسماء:هذي وش فيها ...
أسماء بأستنكار:عادي يمه تحسبين الواحد جدار مايحس كل واحد لابد يجيه يوم ويتغــير ..
وصمتت حين لاحظت دخول بتال عليهم ...
فهدة بعدم أستحسان :يعني لازم يموت أحد عشان تطلع من جحرك ...
بتال يقبلها على رأسها ويجلس ويزيح شماغه بأنزعاج :
الجو حر وكاتم ...
فهدة :مايونس هالحر غيرك ولا الجو هذا زينه ..
وضغطت على جرس أستدعاء الخدم وأخبرتهم أن يجهزوا غدائه ...
ليخبرها :يمه وش فيتس أنا صايم ...!!
فهدة بتكشيرة :ماخلصنا من هالصيام اللي ماله لا طعم ولالــون ..
بتال الذي لاحظ الأبتسامة التي لاتفارق وجه أسماء منذ دخوله :وأنتي وش فيتس مبســوطة ..
أسماء بنظرة كبرياء:محد قدي فايزة !!
فهدة بتصديق:ماشاءالله عليتس بوش فزتي عسى حصلتي جايزة أقسميلي منهااا ..
أسماء :مافيه جايزة بس النتيجة بالنسبة لي أكبر جائزة ...
بتال الذي فهم تلميحاتها جيداً:ايه قالوها الأوليين لاطاح الجمل كثرت سكاكينة ...
أسماء بضحكة مستفزة :الخطأ بالجمل من البداية ماهو بسكاكين ...
فهدة بضيق :بس خلوا عنكم هالخرابيط ...قومي هاتي ولدتس بلاعبة شـوي ...
وحين غادرت أخبرته :باقي لها ثلاث أسابيع وتطلع من عدتها وش رايك ..
بتال :رايي بوش ..؟؟؟
فهدة بتردد:نكلم خالك يردونهااا..
بتال ببرود لايماثل الحروف التي تتطاير من فمه :والله لو يجون مطالبين فيها لأنا اللي أطردهم هذي المرة ...دفتر حامد قفلنااااه لو مابقى على وجه هالأرض رجال غيره مارديت له أختي ... لو هي تبقى طول عمرها تجلس بدون جواز ...
فهدة بضيق :أجل تجلس مطلقه ...
بتال بضيق من عجلة والدته التي لاتعترف بالتريث أسلوب حياة :والمطلقة هذي وش كبرها 21 ماكملتها وش مستعجلة عليه حتى العدة ماطلعت منها ..
بعدين أبوي ماهو قايل لتس أرفعي يدتس عنها
ولاتبين تدخلون بمشاكل جديدة ..
فهدة بجزع:لاوالله فكني من المشاكل هو أصلاً يدورها علي من بعد زعلة بنت وضحى ..وده أنه يرمي غلطها علي ..
صمتت لحضة قبل أن تقول بأزدراء :السروق ...
بتال بملل وهو ويطوح برأسه للخلف :تدرين ليتها سرقتني مرة وحدة مع السيارة ...
فهدة بصدمة :الله يخيب فعولك دام هذي طموحاتك ...
بتال يكتم ضحكته :يمه قولي الصدز لو سرقتني مع السيارة بتفكرين بالسيارة ومايهمتس أنا صح ..
فهدة بضيق شديد من تلميحاته المزعجة عن مشاعره لها وكيف يتمنى لو يكون المسروق كطفل لاعقل له :أكيد بيهمني السيارة لأن ياولد بطني إذا رجال كبر الطحش أنسرق أكيد أنه مستسلم لهااا وعساه ينقلع هو وياااها ...
وأنقطع الحديث بينهم حين دخلت العاملة بفياض الصغير ...


××ماعِرفت أن الغَياب حيل موجع لين غبْت وكل عروقي أوجعتني××

***

كان يشاهد زوجته المتبرمة والمتأففة من تصرف أخته الذي متأكد أنه تصرف عفوي منها وليس مقصود ...
مريض وأحضرت له أخته طبق من الشوربة ماهو الأمر الغير عادي فيه والمتصنع على حد قولهاا ...
سلطان بتأفف :يامرة أهجدي عني وقفتي اللقمة في بلعــومي ...
حسناء بغل :أنا مسوية لك أكلك اللي يناسب حميتك هي وش لقفها تدخل وتطبخ شيء من طلب منهااا ..إلا غصب شوفوني السنعة ... ماتقدر تخلي طبع التفشخر راضعته مع حليب أمها ..
سلطان وهو يرمي الملعقة :ترى راسي مايتحمل الأصوات فكيني من شرتس وشيلي عشاتس ماأبيه ..ماأبي شي ...خليني مرتاح بس ...
حسناء :أنا تعبانه وهالكة عمري عشانك وأنت ملعقة وماتكمل الباقي ...أغصب نفسك كل عشان تتشافي وتنشط ...
أغلق عينية بتصبر وعاد ليتناول طعامه ...
وقد صمتت هي عنه هذه اللحضة ...
ولكن مظهرها وملامحها تشرح مقدار غلها على التصرف البسيط الذي بدر من أخته ..
حين فرغ فتح هاتفه ...على الرسائل وعاد يقرأها ...
ياسمين :خالي كيفك اليوم ..؟؟
ودي أجي أشوفك بس محد معطيني وجه يقولون عندك أختبارات أجلسي .. وثرثرة طويلة لم يكن قادرة على مجاراتها ...
ياسمين :خالي لاتأكل سمن طيب ..يقولون هو سبب الجلطة ...
ولأنه مل من الأرشادات التي لايبخلون عليه فيها ...ولكل شخص رأيه الخاص بسبب جلطته ..
رد عليها :ماشاءالله عليتس ..كيف عرفتي ؟؟
ياسمين التي أضافات وجيه ضاحكة :ماهو أنااا بس ماني قايلة لك مين لأنك تزعل وتقول لاتطرين الحريم عندي ..
أجل ضعي الذنب على السمن أو أي شي آخر ..
شخصي مرضي على مايرضي ضميــرك ولكن هذا لن يغير حقيقة ...أنه لم يتسبب بجلطتي ســـواك ...
أرسل لياسمين :قولـــي لهم :
كسرت خاطر قلبي ، و قلت لا بأس : م كن لي خاطر .. و لا كن لي قلب ! . و لا كنّها إلا (كسرة الشر .. فـ الكاس) : اللي تعثر من يدي لك .. و أنا أصبّ !
لم ترد علـيه إلا بمن عيوني ..

على الطرف الآخر كان ترسل ليارا ماوردها :شوفي خالي وش يبغى أقول لعمتي ...
يارا :اوبس مو من جده ...بتورينهااا ...
ياسمين :أكيييييييد ...
ألتقطت صورة شاشه للمحادثة وأرسلتها لها حتى لاتعتقد أنه تسخر منها أو تلاعبهااا ...

××حبيب النظر لاتلحق اللوم لو فارقت انا إنسان لي عمري ويومي وعاقبتي ' وصالك معي حسنه وسيّئه بنفس الوقت جميلٍ على قلبي وذنبٍ على رقبتي !!××

****

كانت بسهرتها المعتادة آخر الليل ..حين رن هاتف المنزل الأرضي .. ردت بتعجب لتجده أحمد الذي لم يعود من الرياض فقد قرر البقاء هناك لأنه تأخر بالعمل ...
كان صوته غير مريح وهو يخبرها :عمة صحي أبوي .. خليه يأخذ عمي خالد لرياض ...!!
جوزء بعدم أرتياح :ليه فيه شي ؟؟؟
أحمد بتأفف على الطرف الآخر :فيه بلاوي ... عبدالله حفيد عمي صاير عليه حادث ... ومايندرى عنه ..وعمي جاه الخبر ومن الصدمة مايقدر يسوق ..صحي أبوي بسرعة ...
تصرفت بعجل كما أمرها ..وعقلها مشلول ..هل حقاً عبدالله رفيقها بمشاوير الرياض يألهى ...مازال فتى صغير لم يصل العشرين من عمره حتــى ...
باليوم الثاني فهمت كل شـيء ..
وكم كانت الصدمة عظيمة ... تلك المناوشات بين الرجال الكبار على اللقب وصل أثرها على الشباب الأصغر سناً وكانت الحصيلة شجار تطور ...لملاحقة بالسيارة ...أنقلبت على أثره سيارة المطارد والذي لم يكن سوى عبدالله ...البريء الذي لاناقة ولاجمل فيه سوى أنه تم سب جده وأصل جده ودافع عنه لاأكثر ..
فهو ليس من الصوارم حتى...
××ياسكون الليل .. بك ناس سهارى يشتكون الشوق في وقت السكون . الوله ما يرحم قلوب الحيارى والسهر ما يرحم أهداب العيون××
****
كان يرتدي بدلته وهو متأخر عن عمله حين سألته على عجل :بتال بتكلمون الصنهات يتنازلون عن أخوي ...يعني ماهي معقولة بتخلونهم يضيعون مستقبله...
بتال بملل من مطالبها بهذة الساعة المبكرة :عبير روحي عن وجهي هالساعة ماني ناقصتس ولاعاد تدخليني بأمور مالي دخل فيهااا ..
عبير بترجي:أقولك أخوي عنده أختبارات نهائية ماصدقنا أنه يرجع للدراسة لو ماطلع بيضيع مستقبله ...
بتال بحنق :وولد الناس تحت الأجهزة مكسر وحاله بالحضيض كل هذا مايحرك في قلبتس ذرة أحساس ...
عبير :الله يشفية وأنا وش ذنبي كل واحد يهمه اللي من دمه ...ولا الشر مانتمناه للأحد ..
بتال بنرفزة:شفتي لو بيقصون أخوتس لاتجين تقولين توسط له ... سامعتني ... ايه لاتطالعين كذا ...خلي خساسة مصلح تنفعه ....
عبير بحقد :كل هذا بسبايبهااا ...
بتال بنظرة حادة :بسبايب مين .؟؟
عبير تبتلع الجملة التي أرادت إلقائها لأنها علمت أنه سيرد عليها بصفعه تجعلها تبتلع الحديث بأكمله ...
بتال بلهجة تهديد :لاتكثرين الحساب عليتس ..
وخرج وتركها خلفه ...
أتصلت على أخيها الأكبر مباشرة:هلا ياأبومحمد صباح الخير ..حاولت معه يمين وشمال ماعنده نية يتوسط لابخير ولاشر .. عمي مالي خاطر عنده ولايسمع مني كلمة ... طيب طيب بحاول وأشوف ...
عبير تحوقل :اف اللحين نتوسط عند مين خربناااها مع كل اللي بالقصر ...
خرجت بعد ساعة لتجد فهدة بجلسة الضحى المعتادة ...
بادرتها بعد أن صبحت عليها :ياعمة تكفين توسطي لنا عند عمي عقاب بموضوع أخوي تراه ضعيف وصغير وجاهل خليه يقفون معه عنده أختبارات لو ماطلع عشانها بيضيع مستقبله ...
فهدة بتكشيرة :خليه يضيع وش هالمستقبل اللي بيطلع من أخوتس ..لايكون مصدقه روحتس ..
مدخلينه جامعة بفلوس وتهرجين عن المستقبل ...
عبير المغتاضة من ردها تتحامل على نفسها وبلهجة رجاء :لو ماهو عشان دراسته الجلسة بالحبوس ماهي زينه له توه صغير وبتضيعه ...
فهدة بتشفي:وليه يضيع ماهو ولد عمتس الخايب الثاني معه خليهم يكملون صحبتهم بالسجن ...اللي ماوداهم له إلا الردى ...ولا تحسبين مانعرف علومهم ..
خليني ساكته بس الله لايبلى المسلمين ...
وأسمعيني وحطيني على بالتس ... لو طلع أخوتس خايب الرجى من السجن عيال ولدي ماأشوفتس مجرجرتهم وراتس لبيت أهلتس معليش ..أخوتس مدمن
وأنا الزم ماعلي أحفادي أنتي بسلامتس ...
عبير بصدمة قهر :الله أكبر ياعمة صار مدمن مرة وحدة ...
فهدة :الله يلقون بدمه أثر ممنوعات وش يسمى ؟؟؟
أنا ماأعرف لها إلا هالأسم ...
حين لم تستطيع معها الوصول إلا شيء قامت وتركتها بجلستها وهي تسمعها ترمي عليها عدة عبارات لم تفصح بعضهااا ...

××الناس لو أنك تحسب المحاذير محدً سلم من شرها لو ومنها××

****

بعد أصرار وألحاح شديد وجدت من يقلها حيث المستشـفى الذي ينام فيه عبدالله المصاب أصابات خطيرة ..
وكم دعت بطريق على من تسبب له بذالك ...
ماأن لاحظها أحمد حتى قال لأخيه بلهجة حادة :ليش جبتهااا ؟؟؟
جوزاء بأندفاع وهي تعلم جيداً انه كانت ستتلقى هذا النوع من الأستقبال:غصب عليه ولو ماجابني كنت بأخذ أي سيارة وأجي وشدخلك أنت ؟؟؟
أحمد بتوبيخ حاد:المكان كله رياجيل وش جايبتس وسطهم أمه ماجت تزوره ...
جوزاء بتزمت:بسلامتها وسلامة الرياجيل وش دخلني فيهم ...
وحين حاولت الأندفاع والدخول للغرفة أمسكها بلحضة الأخيرة فهد الذي كان خارج من الداخل :تعالي وين مدرعمة فيه رياجيل داخل ...حيا الله العمــة وشلونتس ...
جوزاء بأنزعاج :طيبة ..متى هالرياجيل بيفارقون أن شاءالله ...بعدين ليه تخلونهم يزورونه وهو هذا حاله فرجة هو ...
فهد الذي أمسكها مع ذراعها وأبتعد فيه وهو يحادثها حتى لاتكون بطريق الرجال حين يخرجون تحت نظرات أحمد المنزعجة ومازال يوبخ أسامه الذي كان يكرر :تقول لو ماجبتني بجي بنفــسي ...تضمن ماتسوق السيارة مرة ثانية ؟؟
لاحقاً أدخلها فهد عليه ...شهقت حين رأته غير مصدقة
هل هذا حقاً عبدالله رفيق مشاوير الرياض ...
ياءالله .. كيف أصبح بهذا الحال ...
لم تتعرف عليه للحضة من شدة ماتورم وجهة ...
فهد الذي لاحظ نظراتها من خلف النقاب كيف توسعت بصدمة :عشان كذا مانبي أحد يشــوفه ..
جــوزاء بهلع :طيب وبعدين يعني وش بيصير له ..
فهد قالها يطمئنها وهو غير مطمئن بالأساس:بيتحسن أن شاءالله عنده عميلة هالأسبوع خطيرة لكن ضروية وبعدها بنشوف وش يصير ..
جوزاء بحقد:حسبنا الله ونعم الوكيل على من تسبب عليه ..ياعساهم يتمنون الموت ومايلقونــه ...
وصمتت لم تجد ماتعبر فيه أكثر ولكن بداخلها آلااف الأدعية التي أدخرتها لوقت لاحق ...
أقتربت منه قرأت عليه ودعت له وخرجت ...
وهي خارجة رافقها أحمد الذي لايحدثها من شدة حنقة عليها .. ورأت القادم قبل أن يراهاا فحاولت قدر الأمكان أن تختبأ خلف أحمد حتى كادت تلتصق فيه ...
ولكن نظراته التي كان يوزعها بدقة بالمكان أصطادتها بسهــولة لاحظت تهدأته لمشيته ...
حتى أصبح خلفهم بعد أن كان يسير بالأتجاه المعاكس له ...سمعت نداء المرافق له بتعجب .. وهذا مالفت أحمد لوجــوده فألتفت هو الآخر للخلف حيث الصوت ...
ولكن تشبثها بيده جعله يكمل مسيرته ..
ولكن هذه المرة هو من ناداه طالباً منه التوقف :أحمد ...أحمد عبدالله ...
تأفف أحمد بصوت عالي :شفتي ليه ماأبيتس تجين ...تحطينا بمواقف مالها داعي ...
جوزاء :ياويلك توقف له ...تجاهله ...
أحمد بسخرية :ياشيخة ..!!!
ولكنه ألتفت للخلف وقال بلهجة حادة :بعدين معي الأهل !!!!
عنده حين لاحظ نظراتها المستجدية لأحمد ...تراجع عن تصرفه مالفائدة من السعي خلفهااا
وبعينيها نظرة الخوف من مواجهته ...
حين عاد للمتكتف ينتظره سأله مستنكراً :ياشيخ أحسدك على رواقتك ...هذا وقته تطرد ورى مرتك ..بأسياب المستشفيات ...
بتال بلا مبالاة :هذي الغرفة خلنا ندخل ...
عندها فقد طلبت من أحمد أن يقلها لبيت شيخة حتى تقف معها في مصابها ...
وطوال الطريق كان توبخ نفسهااا ... ماهذا الخوف الأحمق الذي فضحتي نفسك فيه ...
ماذا كان سيفعل أو يقـول بمكان عام لو وقفتي بشموخ وأستمعتي لما سيقوله ثم غادرتي بصمود ..
بدل مظهرك الخائف المذعور المثير للسخرية ...
ولحضتها قال أحمد ساخراً :والله ياعليتس مخالب حفرتي يدي حفر ورفع يمينة يهزها أمام عينيهااا ..وفعلاً كان يغطيها العديد من الخدوش من توقيعها ...
تظاهرت بعدم الأهتمام وهي تصد لتنظر من النافذة ولكنها محبطه حقاً لفشلها بمواجهته ...
والأسوأ أن أحمد كان حاضر الموقف ..
بعد دقائق وكأنه يدرس الموقف بتفكيره طوال هذا الوقت ..سألها :ليش خفتي يوم شفتيه ..
جوزاء بأنكار :ماكنت خايفة بس ماأحب المواقف المحرجة خلاص ماابغى أتكلم معه أكره ماعلي اللي يحطني قدام الأمر الواقع ..
أحمد لطف لهجته وهو يعود ليستجوبها:الجوز قولي الصدق ليه يخوفتس شوفته !!!
مسوية شي ماأعرفه ...
جوزاء :لاطبعاً وش بسوي ..
وقالت أخيراً مستسلمة حين لاحظت أصرارة بالنظرات :هو يخــوف ..!!
أحمد بشك :وش اللي يخوف فيه ... يعني أنتي عايشة معه طول هالوقت على الخوف ... لاتخلين الشيطان يلعب فيني .. وش شفتي منه عشان تخافين !!!
لايكون وألقى نظرة حادة عليهااا :والله لو يكون ضاربتس وساكته ...عاد ليسألها بشراسة :ضربتس .. ردي علي .. ضربتس ...
وكان صمتهاااا يثبت الواقعة ...شاهدته يلف المقود بطريقة مثيرة للهلع ...قبل أن يعكس الطريق الذي جاؤوا منه ...
وهي تسأله بهلع :أحمد وش بتــسوي !!! أحمد وين رايح ....
لم يكن يرد عليها مهما كررت السؤال ولا النداء ..
حتى توقف أمام المستشفى ...
ورفع هاتفه بيدة المرتجفة من الغضب :هلا أبو حاكم وينك ...!!
أيه إذا بتطلع مرني بالمواقف ...
تحت ذهوله :أحمد تكفى خلنا نمشي وش جالس تســوي أنت!!!!
أحمد بصوت مرتفع :أنت صكي فمتس ... حرف واحد ماأبي أسمع ..
جوزاء بحنق :تراني عمتك ...
تجاهلها حتى لاحظ الآخر قادم فهو حدد لها مكانه بالضبط ..بجواره أحد أخوته لم يهتم له ...
توجه له مباشرة وسأله بلامقدمات :عندك شك أن عمتي وراها رياجيل ...
بتال الذي فهم من منظر أحمد بوجهه المحتقن وشديد الأحمرار شماغه التي لم يعد ترتديها كلها تشير لأضماره الشـر :لاا وش له داعي هالهر..
ولكن جملته كان نصفها بالهواء حين تلقى أو لكمة منه ..
والآخرى كان قد تصدى لها فزاع الذي كان برفقته وقد دخل بجسده بينهما ...
تراجع للخلف وهو يشاهد فورة غضب أحمد الغير قادر فزاع على السيطرة عليه ....
ولكن بهذة اللحضة حط بنظرة لخلفه حيث كانت تجلس بالسيارة لايبدو منها شيء ظاهر ...هل أنتي سعيدة ..هل أقتصيتي مني بهذة اللحضة ..
كان أحمد يطلق العديد من التهديدات ولكنه لم تصل لعقله ...لأن كل مايفكر فيه ..لماذا الآن ؟؟؟
أحمد بحنق لأنه لم يستطيع الأستشفاء منه:ايه أندس ورى أخوك ماأنت كفووو تقابل الرياجيل ظفرك على الحريم بس ...وين بتروح مني مصيرنا نتقابل ...
وعاد لسيارته وحركهااا بسرعة جنونية ...
فزاع بأنزعاج من منظرهم أمام المارة :أبو حاكم ...ياولد ماهو وقت سجاتك أمش صرنا فرجة للخلق ...
ألتقط شماغه التي كانت قد سقطت بفعل لكمة أحمد ووضعها على كتفه ولحق بفزاع إلا سيارته ..
الذي لم ينفك طوال الطريق يسب بأحمد ...
ولم يكتفي بهذا بل أخبره وكأنه سيفعلها :ياخي طلق عمته وفكنااا ...خلهم يشبعون فيهاااا ...
ليخبرها بحدة :فزاع خلصنااا لاتعور راسي بهروجك ..
ماهو أنا اللي بحط راسي براس الوراعين ..
خلهم يهايطون مالهم كلمة على أحد ومرتي لو هي بالقوة أخذتها وحرف مايقدرون يردونه ...
فزاع :ووش تحتري ...
بتال :أحتري اللي أحترية أنا أعرف أدبر أموري ماعمري طلبت فزعة أحد ...
وصمت ليجاريه فزاع بالصمـت ...
وعاد تفكيره لهااا ..هل أخبرتيه ضربني ..
هل سيكون هذا أسلوبك للخلاص مني ..
هل ستفتحين حساباتنا التي أعتقدت أنها أغلقت..
وعاد لذهنه حديث أسماء عنها ..
وأنها فقط صامته وحين يحين الوقت ستكون ثورتهااا
كبركان ..

××عاشقك كل دربً لـ الوصال انهكه عادي أصبر ولكن .. لا تطرّي الوداع أرمني في مساري الليل والتهلكه نعنبو من عشانك ما يدلّ الضياع××

****
من جهتها كانت توبخ أحمد بلا توقف :أنا ماني مصدقة كيف تتصرف بهذي الهمجية أحمد أنت مو كذا ..ليه نزلت مستواك بهذي الطريقة ..
أحمد ليصمتها :أنا همجي وبربري وكل صفاتي حيوانية ..أرتحتي !!!
جوزاء بحنق:أنت أحرجتني وماأحترمتني مهما كان ماتتصرف بهذي الطريقة وأنا معك ...
أحمد بتهكم:ليه زعلتي عليه ...آسف لأني أهنته قدامك ...
جوزاء بأعتراض :أحمد !!!
أحمد الذي أوقفهاا أمام منزل شيخة :أنزلي بس ...لاتعورين راسي ...
نزلت بدون رد كأعلان لمخاصمتها له ... وأعطته نظرة حاقدة أخيرة وتركته خلفهااا ...
أما بالنسبة له فما أن نزلت حتى مد يده لعينية وأخرج عدستيه اللاصقتين الواحدة تلو الأخرى ورماها ..قبل أن يفتح درج النظارة ويخرج نظارته الطبية ...
ويعيد كرسيه للخلف ويسترخي بوضعيته ...
رسمياً هذه أول لكمات يوجهها من فترة طويلة تتجاوز السبع سنوات ربما ...
ماأخرج أسوأ مافيه وأطلق نزعته الحيوانية المتعطشة للعراك ...خوفها جواره ...
شعر بشخص يقترب من نافذة سيارته ..حرك السيارة وألقى نظرة سريعة على المرآة الجانبية ليتكشف أنه والد فهد لقد قابله قبل قليل بالمستشفى ...
لن يعتقد أن تصرفه مريب أليس كذالك ...
أرسل لها على عجل بعد ساعتين سأعود إليك كوني مستعدة ..

××لو شلت هم المسافة لا تكمّل معاي أنا دروبي طويله وأنت حافي قدم××

****
بمجلس عقاب بعد صلاة العشاء ...
سألهما :عزمتوا الرياجيل مثل ماقلت لكم ...
فزاع :يبه والله محد قاصر الشر كلاً شياطينة قايمة .. ياخوفي يتذابحون في مجلسك ...
عقاب بحدة :ماطلبت رايك أنا أسألك سويت اللي قلت لك عليه !!!
فزاع بأستسلام :سوينا كل اللي قلته زرنا الولد ..عزمنا أبوة ..وبتال دق على الباقين وأكد عليهم يحضرون عزيمة الجمعة على سلامة سلطان ...
عقاب :زين ماسـويتوا ..
بتال :يبه ترى فزاع صادز ..عيال محمد طاخين (مستسلمين ) وبيقصرون الشر ... بس الصنهاات كبارهم هاجديين بس صغارهم بروسهم حبً ماأنطحن !!!
عقاب بأزدراء:كل صغير وله كبيراً يلجمه أنا مالي هرج إلا مع عقالهم وإلا مهابيلهم هم أدرى فيهم ..
وألقى نظرة سريعة على ساعته :هذا وين غدى ...
ولحضتها دخل المنذر الذي بعد أنا ألقى السلام أخبره :يبه ترى خالي مصخن شكله ماهو حاضر ...
عقاب بتعكر :لاه وش جاه ..كيف حاله ؟؟؟
المنذر :ماأدري يكح ومعه حرارة وعواد يقول يمكن مايقدر يحضر ...بس هو على كلامه يقول بيجي ...
عقاب :الله يشفيه وييسر الأمور .. المهم خليكم جاهزين الجمعة وكلاً يفرغ نفسه ماهو أجمع خلق الله وعيالي اللي يغيــبون ..
حين غادرهم للداخل ..
تبادل أثنان من الجالسين نظرات غير مريحة قبل أن يخرج أكبرهم ...ولكنه وجد عند الباب من يعيده للداخل وهو يدفعه :أدخل أبيك بمــوضوع ..
وحين لاحظ الموجوديين :ماءشالله وش متجمعين عليه ...
بتال الذي جلس قصراً :عجل علي !!
فياض بزفرة حانقة وهو يأمر فزاع :ياولد صب لي قهــوة ..
وفتح أزرة ثوبة العلوية :توني جاي من سجن البناخي ..
الولد مضرب عن الأكل والكلام !!!
وتحت نظراتهم الذاهلة والمصدومة ...
فياض :أبو حاكم أنت رجال فيك دين تكفى زرة وتفاهم معه أن حاولت قلبته بغيت أضربة ابن اللذينا حتى الكلمة مايردهااا علي !!!
بتال بعدم أرتياح:لاحول ولاقوة إلا بالله ...علمته عن أبوه ..!!
فياض :علمته ماأعطاني أي ردة فعل والله كنه هالجدار اللي وراك مايرد الكلمة ولايرمش ولايحسسك أنك موجود !!
ماأدري هو عنده علم سابق ..ماأدري ماعاد يهمه شـيء ..
بتال يهز راسه بتفهم :طيب بكرة أمره وقت الدوام .. ووقف مودعاً :تمسون على خير ..
بعد مغادرته ..
فزاع لمنذر :أنت للحين ماأعتذرت من أخوك!!!
المنذر بكبرياء:ماغلطت على أحد عشان أعتذر منه ...
فزاع :ماهو وقتك والله العظيم ..الرجال قافله معه من كل جهة ..حتى اليوم ولد أخو مرته متهجم عليه ...
لاتكثرها عليه ..
المنذر وهو يلعب بسحبته :ومن هو هذا يمكن نسير عليه ...
فياض الذي فهم مقصده :محد يبغى مساييرك أقضب أرضك بداية المشكلة كلها وش هي ..!!
المنذر :عادي أنا وأخوي على ولد عمي وأنا وولد عمي على الغريب !!!
فزاع :اللحين أبوي يجمع الناس بيحل المشاكل وأنت بتروح من وراه وتكبرهااا بعدين بتال لو درى أنك متصرف من وراه بتخربها معه زيادة ..الرجال للحين حاط لهم خاطر عنده عشـان مرته ...
المنذر بشماته :والله ماعاد عرفنا لأخوك .. ذاك اليوم ماخلى سبه ماقالها عنهم ..واللحين زانو بعينه وحط لهم خاطر ...
فياض بضحكة وقحة :الخاطر لمريوشة العين ماهــو لهم ..
فزاع بضحكة مشابهة :المشكلة أنهم هاجمين عليه قدامهااا ...
فياض بدهشة :وسكت له ...
فزاع :بلعهااا وشرب عليها البارد ...
فياض :عزاه يالعضيد والله أن الحب لاعب فيه ..عسى الله يزينها له ...
وبداخله يفكر .. وماذا لوحصل العكس ..
هل سنحضى بعاشق مخذول جديد ...
هل ستحمل لهم الأيام القادمة المزيد من وجع القلب...
مسكين يابتال لم تجيد التعامل مع مشاعرك ...
ليتك كبحة جماح القلب قبل أن يخرج عن سيطرتك ..
لأنه ماأن ينتزع لجامه من يدك ...يصبح
هو من يسيرك ولاسطوة لك عليه ..

××عزيز نفس لو فيني عظيم الحب يهلكني شعور ولا يرخصني عابر××

****

كان تحدق فيه وهو سارح بالبعيد سألته وهي تعلم أنها ماأن ستبدأ بفتح موضوع معه سيغلقه بسرعة ويتوجه للنوم :عمي عقاب بيحل مشكلة أخوي صح ..!!
بتال بهدوء :الله يحلهاا ..أبوي بيصلح بينهم ويسوي اللي عليه ...واللي يبي مصلحته يتجاوز ويتنازل عشان تزين له ...
ماأن أنهى جملته حتى وقف وهو يخبرها :بدخل أرقد تصبحين على خير ...
ماأن دخل لفراشه حتى شعر بالجسد الصغير الذي أنضم إليه ..
لحضات ونسماتها تلفح وجهه ليسألها وهو مغلق عينيه :فرشتي أسنانتس ياوريف ..!!
وريف تحرك يدها أمام عينية:بابا أنت مغمض عيونك كيف تعرف أن أسناني مو نظيفة ..
بتال يفتح عينية :لأني أبوتس ..الأبو يعرف كل شيء عن عياله ...
وريف :طيب بروح أنظف أسناني بس لاتنام وتخليني ...
هز راسه بتفهم ..
ولكنها عادت تسألها :قول وعد ..
بتال :وعد بس روحي ..
ماأن أستكن وكاد يدخل لعالم النوم حتى عادت إليه ..
وريف :بابا لاتنام ماقلت لك وش سويت اليوم ..
بتال ينقلب على ظهره وهو يستمع لها بأستسلام :وش سويتي ..؟؟
وريف :سويت أشياء كثيرة ..
صمتت للحضة وقالت أكثر مايشغلها :بابا صدق أنت بس تحب خالة جوزاء وماتحبناا !!
بتال يسايرها:لاماهو صدق ..أنا بس أحب وحدة وأسمها وريف ...
وريف :كنت عارفة ..عمي سلطان ماراح يموت الحمدلله ...
بتال :أنت من وين تجيبين هالكلام ..
وريف :هم يقولون كذا ...خالة حسناء تقول الحمدلله مامات وترملت وتورطت بورعانه ..
بتال بضيق :يابابا عيب ماهو كل ماتسمعينه تروحين تقولينه ...اللي ينقل الكلام تدرين وش يسمونه ...
وريف :وش؟؟
بتال :نمام ..والنمام محد يحبه ..
وريف :لا أنا كل الناس تحبني ويعطوني شوكلاته وفلوس ويقولون لاتعلمين علينا ...
بتال :تبغين أحبتس وماأزعل منتس لاعاد أسمعتس ناقلة الهرج ..واللحين يالله روحي نامي بغرفتس ...
وريف وهي تطبع قبله على خده :تصبح على خير بابا..
ماأن دخلت غرفتها حتى أمسكتها والدتها :قلتي اللي قلت لتس ...
وريف :ايه بس بابا قال ماهو صدق هو بس يحب وريف ..يعني أنا ...
عبير :اهم شي قلتيه ..
وريف :ايه وقلت له الحمدلله عمي سلطان مامات وتورطت خالتي حسناء بورعانه ...
عبير بصدمة :وش تقولين أنتي ....
وريف بخوف من تحول ملامح والدتهااا :آسفة والله ..
عبير وهي تدفعها لسريرها :الشرهة ماهو عليتس أنا اللي آخر عمري أحوج نفسي لكم ...
وريف التي أندست بفراشها :ماما زعلتي مني ..
عبير بضيق :لاماني زعلانة نامي بس ...لاتعورين راسي ...
توجهت لغرفتها مجبرة ..
رغم أنها تعلم جيداً أنها لن تحظي بليلة هانئة من شدة تقلبه وهذا مايثير جنونهااا فهو يكاد لاينام طوال الليل رغم أنه يتظاهر بعكس ذالك ...ولكنها زوجته لعشر سنوات وتعلم جيداً أن كان نائم حقاً أو يتظاهر بالنوم ...

××غيبتك ، ذكراك ، لوعات الحنين كل وحده منهم عن كسرة ظهر .××

****

كانت مستلقية تستمع لثرثرة فاتن التي لاتنتهي ..
لقد عادت مع أم لافي التي وجدتها بزيارة لشيخة ...
وأخبرت أحمد برسالة باردة أنها ستعود مع لافي ...
ولم يرد عليها ..
هو من يعرفها جيداً تصرف معها بهذة الطريقة
لو كان أي أحد آخر لوجدت له العذر ..
ولكنه هو يفهم نفسيتهااا أكثر منها
ويعلم جيداً أنها لاتحب العنف وتكره مجرد مشاهدته ..
والأسوأ أن يتم أختيار القرارات عنها وتدخل بشئونها دون أن تسمح له ...
ونعم هي لم تجد من اللائق أن يضرب زوجها أمامها ...
مهما حدث لوكان مازال زوجها عليه أن يحترمة من أحترامهااا ...
فاتن بتأفف :والله ماأنتي معي ..
جوزاء بتدارك :وش تقولين ..
فاتن :كل هذا عشان زعل حبيب القلب ..طيب أرسليه راضيه ..
جوزاء :أراضية ولايبقى زعلان وش دخلك ...!!
فاتن :لأنه مسكين مايستاهل ..
جوزاء بحاجب مرفوع :الله ووش عندك على هذا الدفاع ..
فاتن تعتدل بجلستهاا :عمة لاتكون أنتي بعد رجعية ويعني لو دافعت عنه صار لي تفكير فيه ..معليش عاد أحمد !!!
جوزاء :ووش فيه أحمد ماهو عاجبك ..
فاتن التي تورطت قالت لتصحح الفكرة :قصدي يعني مثل أخوي وأنتم كل ماتكلمت عن أحد صار في بالي تطوروا شوي أنتي من جهة ولافي من جهة ...
وقاطعتها حين رأتها ستتحدث:معليش عمة خليني أكمل ..خايفين أتعلق فيه ويتحطم قلبي فاهمتكم زين ..
بكل صراحة أحمد ماهو في بالي ولا واحد بالمية ...
وأكملت بثرثرة حين رأت عدم نية جوزاء مجاراتها :على طاري اللي في بالي عمتي هيفاء ماهو من جدها متخيلة مفكرة فيني لحماها سلامااات ...ايه لاتطالعيني كذا ..
جوزاء بضيق فهي تخشى أن ترفع سقف توقعاتها وتتحطم لاحقاً :ووش فيه هذا بعد ..
فاتن :مافيه شي الله يستر عليه بس على قد حاله جداً ..
يعني لو بطلع من العائلة على الأقل أخذ واحد مريش ... ولاأسمر ووسيم ..
جوزاء :ايييه قولي كذا من البداية ..
فاتن بأحراج :عادي وش فيهااا ..أنتم ليه معقدين ... ماأبغى أخذ من عيال عمي أبغى واحد أسمر ...فيها عيب ليه الشباب يحق لهم يتشرطون وحناا لااا ...
جوزاء : الرجال مخابر يافاتن ماهم مناظر ...
فاتن :هرج ماأكول خيره ..وش فيها لو أخذت رجال وعلى الهيئة اللي أحب ...
جوزاء :تدورين وجع القلب ...
فاتن :راضية فيه ... لاتزوجت واحد على بالي ماراح يهمني أحد غيره ...
توقفت عن مجادلتها لما عليه أن تمتلك نفس أفكارك وتقنعيها بصحة نظرك ...
ربما هي محقة ..وقادرة على مواجهة العالم بأكمله لو كانت برفقة زوج ترتاح له ...
أنتي تحاولين أبعادها عن الأذى الذي طالك وجربتيه ...
ربما تعامل فاتن مع نفس الموقف يكون بطريقة مختلفة
وتكون هي الرابحة فيهاا ...
هي تعلم ماتريد جيداً ليست بأفكار متذبذبة ومباديء هلامية مثلك ..

××خل الليالي تعلمك وش كثر حبيتك وأنا الليالي تعلمني كبر غلطتي××

***

يغمض عينية وهو يتذكر لقائه مع عمه المفضل ...وكم كبح نفسه حتى لايقهقه بوجوده ويفضح كل مايسعى لأنجازة .. لقد أنطلت الحيلة عليهم ..لم يكن ليتوقع أنه بارع بالتمثيل لهذة الدرجة ..
لقد جائته الفكرة بحديثه مع أحد المساجين القداميء في بداية دخوله للسجن ... أخبره أن أشد مايكرهه المسئولين هو الأضراب
فهم دائماً مايبقون حائرين مرتبكين أمامه ...
ووجدها كفرصة حطت عليه من السماء ...
تناسبه جداً الفكرة .. ولكنه شكك بقدرته على النجاح بالأمر ... لكن بعد لقائه اليوم مع فياض هو متأكد أنه نجح وبأمتياز والجميع مقتنع بفكرة دخوله بنمط الكئابة
وأنه أضرابه عن الطعام والحديث نابع من داخله ...
ليس من السهل الحرمان من الطعام ...
ولكن لمثله الأمر بسيط جداً فهو قد تعلم الحرمان منه وجربه كثيراً ...
أما الصمت فليس هناك ماهو أسهل منه ...
لقد صمت لشهر بالصحراء كأطول مدة أختلى بها بنفسه ...

××تسألني في غيابك وش خسرت ضحكتي وأشياء تعني لي كثيير××

****
كان قد خلى المجلس إلا منه ..حتى هو مرهق ولديه الرغبة بالدخول للنوم... ولكن مازال ينهي بعض الأمور العالقة بعمله ورسائل من عبدالله لم تصله إلا متأخرة ...
كان يكبح تثاؤبة حين رن هاتفه الشخصي ..
وسأل نفسه لما لم يغلقة بعد ...ألقى نظرة سريعة عليه ..
لتتسع عينية ويترك هاتف العمل ويتلقى هذه المكالمة ..
الذي لايعني ورودها إلا حدوث أمر جلل ..
ماأن أنفتح الخط حتى تلقى صوت نحيبها الهاديء سألها بحدة :وش فيتس ...بنت ...أهلتس فيهم شيء ...
المنتحبة على الطرف الآخر غمغمت بكلمات لم يفهمها
ولكنه أستنطقها بعصبية :ماني فاهم شي وش فيتس ردي علي أرفعي صوتس ...
وكان ردها من بين شهقاتها :ليه تجيبها عندي ...أكرهك ...ليه جبتهاااا!!!!
جلس على أقرب مقعد حين فهم أن الأمر غير ماتخيل :من اللي جبتها أنتي تطقطقين علي ...
خزام بنحيب :ليه جبتها معك ...ليه ..ليه ... أنا وش سويت لك ...ليه تعاملني كذا ...أنا بكيت عليك أكثر مابكى عليك أهلك وأنت مريض ..ليه اللحين تعاملني كذا ...
فياض بعصبية من أتهامتها التي لايفهمها :بس خلاص ..أنتي وش تكلمين عنه ...من هي اللي تطرينهاااا ...
خزام بحقد :أشواق الحقيرررة ليه تجيبها غرفتي ليه ...
فياض بتصبر :والله لو جالسه تستهبلين علي ليصير يومتس أسود ...
وحين أنقطع الحديث من طرفها إلا من صوت شهقاتها الخافتة وكأنها تكبح صوتهااا ...
سألها بأرتياب وهو يفرك أعلى جبينه بحثاً عن تفسير لما تقوله :أنتي وش تسوين ؟؟؟
شهقة أعلى من رفيقتها قبل أن تخبره ببساطة :نايمة ...
فياض :وأنا وين جيتس ..
خزام وهي تتلفت حولها وكأن سؤاله صفعة لوجهها تخرجها من تأثير منامها وبشعور عظيم بالذنب وهي تكتشف ماذا أرتكبت :بغرفتي ...
فياض :وأنا عمري جيت غرفتس !!!
قبل أن يعود ليقول حين لم يجد رد منها :كل هذي حلوم(أحلام) فيني !!
صوت تلاحق أنفاسها من خلف الهاتف يزعجه :هذا لأنتس ماسمعتيني وماعطيتيني فرصة أوضحلتس الموضوع تعظمت هالمشكلة بداخلتس ...وصارت كوابيس ... تعالي نتفاهم ...
ولكن ردها جاء حازم :لاا عمي عقاب قال لاتقابلينه ولا بزعل منك ...
بالتأكيد وأمر متوقع أن يطلب منك هذا ...
فياض بمراوغة:مرة وحدة نتفاهم أشرحلتس كل شيء وننهي هالموضوع للأبد ..
ولكنها أصرت :ماأقدر ..
فياض بلهجة حازمة:بكرة الصباح جهزي نفستس من بدري نطلع بمكان هادي ونتفاهم ..
وحين لم يجد رد منهاا ..
فياض أنهى المكالمة بقوله :بعتبر سكوتس موافقة ..تصبحين على خير ..
بقى على وضعه لعدة لحضات ...
وجانب منه يسأله ماذا لو كانت تلاعبك !!!
هل يوجد من لايفرق بين الأحلام والواقع ..
لاتسيء الظن ..حتى لو لم تكن تحلم ربما أختلقت الموقف لتفتح مجال جديد لتفاهم على مشكلتهم الأصلية ...
أطلق تنهيدة تدل على نوعية الصراع بداخله ..
كم وضعه مزري حتى لم يعد يفهم جدها من هزلهااا ..
هل أصبح يخشاها لهذة الدرجة ..
حمل نفسه ليصعد لغرفته غداً لقائهم وسيوضح كل شيء ويرسم الكثير من الحدود ....
اليوم الثاني صباحاً ...
كانت ينتظرها أمام الملحق ...وهو منزعج من تأخرها وأكثر مايخشاه أن يكتشفه والده ...
بعد ليلة عكرة مليئة بالكوابيس ..ويالسخرية كان بطلتيها خزام وأشواق ...وكأن عقله الباطن يلاعبة ويثبت له ...
هل شككت بها أنظر ماذا أستطيع أن أفعل بك ..
أنقطع سير أفكاره حين لاحظ خروجها السريع وسرعان مافتحت الباب جواره وصعدت لمقعدها ...
وكانت تنظر للخارج وكأنه تشاطره نفس القلق ...
فياض بلهجة ساخرة :وعليكم السلام ...
ألتفت الآن عليه ورددت بتلقائيه :السلام عليكم ...
كبح ضحكته ولكنه لم يستطيع أخفاء أهتزاز جسده ...
سألها أخيراً بعد أن تجاوز التسلية على حسابها :نمتي أمس ...
خزام :ايوه ..
فياض بحسد:واضح من عيونتس راحة نفسية ونوم ووناسة ...
خزام بريبة :أنتا بتحسدني !!!
فياض :ايه تنكدين علي وبعدها تنامين ...
يتصنع أليس كذالك ... هل يريد أخبارها أنها أثرت به حتى سرقت النوم من عينية !!
توقف أخيراً أمام أحد الكوفيهات ودخلا معاً للقسم العوائل ... توجه لجلسة مغلقة ...
وبعد أن طلب لهما مشروبين ..
سألها :جاهزة نتكلم ..
خزام متوترة من كل الوضع وكأنها جازفت بمواجهة ليست مستعدة لها ...
فياض لم ينتظر ردها :شوفي من الأخير ...حياتي مافيه غيرتس وحطي تحت هالكلمة ست مية خط أحمر ... ولا لي أي علاقة بأنثى بغير نطاق أمي وخواتي غيرتس ... ولا راح يكــون ...وهاللي تكلمين عنها طالعة من حياتي من سنتين ومتزوجة غيري مالي أي علاقة فيها ...
وكل حركاتها ماتهمني ولاتأثر فيني ...
وحين لم يجد تجاوب منها وكل تركيزها على مكعبات السكر التي تصفها على شكل هرمي ....
فياض الذي يعي تشنج جسدها ورجفة رمشها مع كل كلمة :كل شيء بيدتس أنتي تبغيني مافيه أسهل مني ...تدورين المشاكل أنا لهاااا ...
أزاح بيده المكعبات التي كانت قد صفتها وسألها ونبرة صوته تتغير لنبرة جربتها عدة مرات من قبل وتعني أن مِزاجة رائق ويسعى للغزل :اللحين تعالي هنا ...
ومد ذراعة ليديرها حول الطاولة وهي أستجابت بكل سلاسة ليجلسها جواره ومازالت كفها داخله كفه :اللحين فهميني فقرة بكيت عليك أكثر من أهلك... ليه تبكين علي وبأي صفة ...
وحين لاحظ توترها وهي تشتت نظرها بالمكان :صدق بكيتي علي ...
وكأن صمتها يثبت الفكرة ..
سألها متشدقاً وهو يقترب منها بطريقة مبالغ فيها :وش تبين فيني ... يوم تبكيني ..!!!
حين ضايقتها أسألته ألتفتت عليه بتوتر :أصلاً ماكنت مركزة ايش أقول مو حقيقي ...
فياض بتلاعب :طيب قولي أحبك وأجبري قلبي المكســــور ...
خزام بأنزعاج لأنها تشعر بأستمتاعه على حساب مشاعرها:على أساس أنا كسرته حتى أجبره ...قلبك فندق روح شوف مين سكن فيه وكسره بس أكيد ماهو أنااا ..
رد عليها بنفس الأسلوب ليغيضها :على قولتس واجد بس شي واحد متأكد منه الجناح الملكي محجوز لتس ...
وصمت حين وصله صوت الجرسون يستأذن ليدخل طلبهما وأشار لها لتغطي وجهها ..
ففعلت بطرف طرحتهااا ..
حتى بعد أن وضع لهم طلباتهم وغادر ...
خزام بأكتفاء من فضاضته:رجعني البيت أو وصلني الكلية .. أصلاً أنا المفروض ماأطلع معاك عمي عقاب بيزعل مني ..
فياض بعدم أستحسان لم يستطيع كبحه:بس هذا اللي هامتس زعل عمتس عقاب !!!
خزام بتلقائية :أيه أنا أحبه وماأبغاه يزعل مني وأنا وعدته ...
فياض بتشدق:يابنت الحلال ركزي شوي أنا زوجتس حبيبني أنا ودوري على زعلي ورضاي أنا ..
وزالت أبتسامته حين لاحظ نظراتها التي معناها هل أنت أحمق لتقارن نفسك بوالدك !!!
فياض :عاد تناظريني تسذا ولاماتناظرين أنا أخذ من لسانتس أمس أعتراف لايحتمل الشك ...
خزام بنظرة فارغة :يعني على أساس حبي بيزيدك شيء ...
أخبرته بكل فتور :أيوه أحبك من زمان وبكيت عليك لما كنت بالغيبوبة وماكنت أبغى منك شيء .. بس حبيتك من بعيد لبعيد ...
هل من المفترض أن تضحك على توتر وجهه ...
لاتتقبل الحقائق ولكن تستمع بأختلاق المواقف ..
وشهقت حين لاحظت أقترابه منها وهو يخبرها بنبرة غريبة :هالأعتراف ماينفع كذا حاف ...
وأكمل طريقة لما ينوي فعله ... كان رأسها يدور تحاول تخليص نفسها من هذا النوع التقرب منه ...
ولكنه متشبث فيها ... حتى حين أعطاها الفرصة للأبتعاد أخيراً ...
أخبرته بأنفاس مقتطعة :ماأسمح لك ...
من جهته كان يتمالك نفسه وهو يشرب قهوته التي كانت ساخنه كفاية لتحرق لسانه ...
ترك فنجان قهوته وهو يسألها :وش اللي ماتسمحين فيه ...
خزام بوجه متوهج من المشاعر ومن الغضب :لاعاد تسوي هالحركات معي ماأسمح لك ...
أجل لاأسمح لك ...للمرة الثانية أهين نفسي بسببك ...
تلك المرة غضبت لأنك لم تخبرني بمشاعرك حتى ..
والآن تسحب مني أعتراف بحبك قصراً ...
وكأن كل مايهم أنت وأنا لايوجد أي أهمية لمشاعري
ولاأستحق أن أسمع أي كلمة تعني أنك تحمل مشاعر خاصة لي ...
فياض وهو يلقي نظرة سريعة على ساعة معصمة :أحسمي أمرتس أرجعتس البيت أو تروحين مدرستس ...
ألتقطت نقابها وأرتدته على عجل بيدين مرتجفتين وقالت بنبرة فاترة :الكلية ...
هل ستعود للمنزل حتى تكتشفها والدتها ...
لاحقاً بالسيارة بعد أن قطعا جزء من الطريق بصمت ...
سألها وهو يلاحظ تشبثها بحقيبة يدها :وش فيتس .. أصلاً ماني فاهم كل حركاتس ..وش اللي زعلتس ...!!!
أجل لن تفهم ...ولاتستطيع أن تصل لهذة الدرجة من المراعاة حتى تتفهم مشاعر الآخرين ..
صدت عنه للخارج ...
فياض بحنق :لو سكتي كذا عمرنا ماراح نوصل لتفاهم بأي موضوع ...
تريد أن تفهم ...هل تحتاج للمرشد لك بكل شيء لاتستطيع أن تتعلم شيء بنفسك ...
عاد يسألها :وش اللي مزعلك بالبوسة ...
خزام وهي تلتفت إليه :مالك حق تتقرب مني كذا بدون ماتقول لي كلام يقنعني بأهتمامك في ...
فياض بتوتر..يتأفف بصوت مسموع :شوفي كل هالخرابيط أنا ماأفهمها أنتي يامعقدة ياأنك خيالية وللحين مافهمتي الحياة ..
خزام بألم:عشاني طلبتك تقولي تحبني ومهتم فيني أو أي كلمة غبية ثانية صرت معقدة وخيالية ... لهدرجة ماتقدر تكلف على نفسك ..بالمقابل تطلب مني أحبك أنت وأهتم لزعلك ورضاك أنت ...
لم يرد عليها ولكن أدار الموسيقى وكأنه ينهي النقاش بهذا الموضوع ...
ولكن لم يمر دقيقة حتى خفض الصوت وقال بصوت هائج :ويحطون الذنب علي عشان ماأداني الحريم ...
وهن الواحد يحتاج دكتوراة بالفلسفة عشان يفهم تفكيرهن ... بكل شيء يلقن لهن عذروب ...
أكمل صياحة المزعج لأذنها :أنا المفروض أتزوج وحدة لغتها غير لغتي عشان أعرف أعيش معهااا ...
وهل ستنتهي بجاحته هناااا ..كلا مازال مستمر ..
يسمعهااا ...يحرقهااا .. يذر المزيد من الملح على جروحها...بكل حرف يخرج منه ...
فياض مستمر بفظاظته وكأنه لايستطيع كبح لسانه :يعني ماتمشي هالحياة لين أصير أحبها غصب هي ماأحبتس أكذب عليتس ....
كان يتوقف أمام كليتها حين أخبرته وهي تفتح الباب :أكرررررهك ...
فياض بفضاضة:فارقي بس فارقي ..
بقت للحضة على نفس الوضعية لم تنزل ولم تبقى ...
حتى عادت لتجلس وأغلقت الباب بحدة وهي تخبره بنفس لهجته :ماني مفارقة أيش عندك ...
وتكتفت ... وهي تنظر له بإزدراء وقهر وكـــــره ..
عينيها تطلق الشرار حقاً ... كم بأمكان عينيها أن تصبح شريرة ...
بهذة اللحضة هدأ نبرته وهو يخبرها :خزام أنزلي وراي دوام يكفي علي اليوم ماجاني منتس ...
خزام بعناد :ماحنزل يالله كيف حتخليني أفارق ...
فياض :ياررب صبر من عندك على هالبلوة !!!
أنتي ودتس بتكسير راس ... أنزلي ترى أنا فياض العناد مايمشي علي ..
خزام تهز كتفيها بلا أهتمام :وايش يعني فياض أنسان همجي مايعرف إلا الكلام الزفر ...الكلام العدل مايفهم فيه ...
كانت بهذة اللحضة تنظر بعينية مباشرة ..وهو بالمثل ..
كانت نظراتها تحدي ...ونظراته مليئة بالغضب ...
بلحضة لم تفهم شيء حين كسر النظر بينهما وألتقط علبة ماء وشربها بجرعة واحدة ...
قبل أن يعود ليحدق للأمام ..فتفعل هي المثل متجاهلته ..مرت دقائق قبل أن تشعر بيده التي قبضت على كفها وأخذ يحاول فتح أنكماشه حتى كان له ذالك ...
قبل أن تسمع صوته الهاديء :ماناسب بعض ياخزام ...
ومطالب كل واحد منا من الثاني مختلفة ...
بس خلاص صرنا بنفس الصورة ولازم نتحمل بعض ..
ألتفتت إليه حين شعرت بأنه سيقول شيء مهم من تردده :ماأعرف أعبر عن مشاعري بالكلام ... بس أنتي علميني ...
صمت للحضات :أنتي صح ياخزام وأنا الغلط...
طلبتي اللي تبغينه أهنيك على صراحتك ...
لو أستمريتي كذا يمكن تنجحين معي ..وتغيرين مني ...
قبل أن يستدرك :بس بدون عناااد ..
اللي سويتيه بالأخير هذا خطأ كبير ..
لو ماكنا بالسيارة ...ماراح أضمن أني ماأمد يدي عليك ...أنا كذا لساني زفر على قولتس ويدي طويلة ...وأعصابي بسرعة تولع وبسرعة تطفي ..
هاه صفيت لتس كل صفاتي عاد أنتي
شوفي كيف بتعاملين معهااا ...
وحين أعتقد أنه سيجد رد منهااا
فتحت الباب ونزلت دون أن تعـــــقب إلا بتحية وداع ...

××جيت أسمعها مشاعر و أشبعها غرور ويوم عيني جات في عينها قلبي سكت المدايح ما تكفي ولا تسقي شعور من كثر ما مجدوها لو أمدحها بكت ××

****
حين سمع أسم القادم لزيارته زاد خفقان قلبه ...
وتقشعر جسده ..لم يرتاح أبداً لهذة الزيارة .
توقع أي أحد آخر إلا هذا ...
بتال يشير له بيده ليجلس :وشلونك ...؟؟
وحين لم يسمع رده :يعني صادزين يوم ماتبي تهرج ...؟؟
مرتبك جداً يشعر بأنه سيفشل أمامه ..تظاهر بتجلده وهو ينظر للأسفل ..
بتال بقسوة :الحصني بتنطق ولا أنطقك غصب ...!!!
أنا ماني فياض ولاني أبوك !!!
خرابيطك هذي ماتمشي علي ...
وحين لم يجد رد عليه ...نظر للمرآءة خلفة ...
على الجهة الأخرى كان مدير السجن
وبجواره أحد الضباط ...
مدير السجن وهو يشير بتردد للعسكري ليدخل الأدوات المطلوبة ...وقال بعدم أستحسان :من يوم قالي فياض بيمركم بتال وأنا ماني مرتاااح لجيته ...
الضابط بغضب داخلي وهو لايعلم لما مديرة يستسلم لتدخلاتهم السافرة :والله لو يشتكي علينااا السجين رحنا فيهااا ..
مدير السجن وهو يعي جيداً أنه المسئول الأول والأخير والعقاب سيطاله أولاً:يشتكي على عمانه حنا طالعين منهااا ...
وعاد لينظر للغرفة الداخلية حيث هجرس وعمه ...
دخل العسكري وأمره بتال أن يقيد يديه للخلف ...
وفعل بالمثل للقدمية ...
كل هذا وهجرس صامد ولم يبدي أي ردة فعله ...
حتى أخرج سلك بلاستيكي ذو تجــويف يذكره بالمستخدم بالمستشفيات
وأقشعر جسده وأرتبك حين فهم ماينوية ولكنه لم يفتح فمه ...
أقترب منه ضغط بركبته على بطنه ...
وثبت فكه بيده ورفع رأسه ....
ماأن هم بأدخاله بأنفه ...
حتى صاح وهو يهز رأسه ولكن يده بتال كان قاسية جداً على فكة :لااا خلاص والله لأكل والله أكل هات العيشة وينهاااا ...
بتال بحنق حين سمع صوته أخيراً:لا ماهو اللحين خلك تجربها عشان تـتوب تجوع نفسك بعدهاااا ...
وأدخله قسراً وذاك توقف بذهول يخشى أن يتحرك ويؤذي نفسه ورغبة بترجيع تراوده ...
بتال بقى حتى لاحظ أمتلاء عينية بالدموع وأحمرارها فسحبه ..
وماأن أخرجه حتى بدى يكح بقسوة ويرجع عصارة معدته ....
بتال مازال منحني عليه :هذا درس وبعدك ماشفت شي من دروسي ياولد سلطان ...
ماني عايف أخوي عشان توصله للقبره بفعايلك وهذا آخر تحذيراتي لك ...
ورمى السلك من يده وخرج ...
حين واجه مدير السجن أخبره بلهجة رسمية :فمان الله وأستروا ماوجهتوا ...
المدير بعدم أستحسان :مع السلامة وان شاءالله ماعاد نحتاج زيارتك ....
شاهد رحيلة بضيق أنه أحتاج إليه ...
توجه بعينة للعسكري الذي يقف على باب الغرفة ليأمر :هات للسجين وجبته ولاتنقله لين يأكلها كامله وبعدها رجعه عنبره ....
هو ينتظر صدور قرار عفو السجناء قبل رمضان على أحر من الجمر ليتخلص من هجرس ...
لأنه ماأن دخل وقد تم رفع أوراقة وتم تسهيل الأمر من خلال فياض .. ولكن العفو بحقه لم يصدر بعد ....
لذالك مجبر على تحمله وتحمل عائلته وأعمامه المتعجرفين ..

××معاد تفرق وش تخبي لي الأيام جاني اللي كفى وخاطري طاب××
*المــاضي *



دارت في جميع الأرجاء وبحثت بتدقيق بالحديقة الكبيرة بحثاً عن أرنب أختها الذي ضل طريقة في حديقة قصر جدها ...
حتى أرهقت من البحث ..
حين لاحظت وجوده ..وبين يديه الأرنب المعني وهو بحالة يرثى لها ...
بعينين مصدومة حدقت فيه غير مصدقة :
ليش كذا يامجنون ياويلك من الله ...
هجرس الذي مازال مستمر بفعلته بنتف وبر الأرنب الحي ..بوقاحة فجة :أنتم عارفين أن الحصني بالأرجاء ليه تخلون الأرنب بدون حماية ....
ياسمين بشفقة على الأرنب المسكين ومنظرة يثير القشعريرة بجسدها :هاته ..يكفي حرام عليك ...
هجرس الذي أخرج سكينه وفتح أمانها ليغرسها بقلب الأرنب المسكين تحت أنظارها المصعـــــــوقة :مابعد السلخ إلا الذبح ...
فرت راكضة وهي تتوعده بداخـــلها ...
مساء تلك الليلة .. أقتربت تحمل كأسين من العصير ..أحدهما بالتوت الأحمر والآخر بالبرتقال ...
وحين حاول الحسن أختيار العصير بنكهة التوت رفضت :هجرس طلب التــوت وماني رايحة أجيب له مرة ثانية ....
هجرس يلتقط العصير بلونه الداكن وبنظرة الشك :شكلتس تافلة فيه (بصقتــي داخله ) بس مقبولة منتس يافلة ...
تركت العصير الآخر بصينيته على الطاولة ...
وتظاهرت أنها قد صدقت وعده حين طلب منها عصير
وبالمقابل يدعها تسهر معهم ...
هجرس بأستفزاز:قومي هناك ناقصين مصايب حنا ...
ياسمين تتظاهر بالغضب :بس أنت وعدتني ...
هجرس بخبث :فله والله أحلى سهرة معتس .. اللعب معتس رهيب وأحلى شي العقابات والتحديات ...بس لو شافتس أبوي معنا جلدني ...
خرجت بأنزعاج من نظراته الوقحــة ...بعد أن تأكدت من شربة نصف الكأس على الأقل ....
اليوم الآخر كانت مبتهجة وهي تستمع لرواية الحسن لما حدث بليلتهم ...
وكيف أنتهت سهرتهم بمرض هجرس وتقيئة وكيف نقله والده بعجل للمستشفى حيث مازال يرقد هنااك ...
حسناً كانت متأكدة أن بودرة الصراصير سيكون لها نفس التأثير على الصرصار الأكبر الموجود بحياتهم ...
بالمرة القادمة ربما تجرب عليه سم الفئران ...

هجـرس 18
ياسمـين 11




*الحـــاضر*



ماأن دخلت مع بوابة الكلية ...حتى لاحظت التي خلفها وترمي عليها عبارات وقحة ولكنها تجاهلتهااا ...
غير عابئة بكل ماتثرثر فيه ...أجل جئت مع خطيبــي وماشأنك ...
بعد أن نزعت عبائتها ووضعتها باللوكر الخاص بهاا ..
أخرجت هاتفها وأتصلت براما :فينك ؟؟؟
خزام :طيب أشتري لي قهــوة جايتك ...
حين وصلت إليها سألتها بعدم أرتياح :ليه وجهك كذا ...
راما تقرب لها قهوتها:تراكمات الدراسة والحياة ..وينك من يومين ماشفتك ..
خزام تلتقط الكوب وترتشف منه :من محاضرة لمحاضرة وشكلي ماراح أفلح ...
راما بتركيز على وجهها :ليه روجك ملطخ بعدين جدديه مختفي أنتي أكلتي حاجة بسيارة ...
خزام بصدمة ووجها محمر فتحت كاميرا هاتفها للتأكد من مظهرها للحسن الحظ أحمر الشفاة كان بلون فاتح ولم يبدو واضح جداً خروجه عن شفاتها مسحته بحنق ووضعت طبقة جديدة منه ..
راما التي تتأملها :من جد أحسدك أنتي وأسماء مرة فايقين للكشخة على الصباح ..
خزام وهي تعيد ترتيب شعرها الذي رفعته بكعكة أعلى رأسها فتعيد الخصل الشاردة لمكانها :اممم ماعندي مكان ثاني أكشخ فيه ...اما أسماء حاجة ثانية ترى حتى بالبيت كذا شكلهااا ...
راما بفتور :أكيد ماعندها حاجة تسويها في حياتهااا ...
خزام :ايش دراك ؟؟
راما وهي تتأمل أناملها وأنامل خزام:مايحتاج لها تفكير مين أبوهااا .؟؟
رفعت أناملها أمام خزام :شوفي أنا وشــوفي أنتي وبعدها شــوفي أسماء ...
خزام وهي تخرج مرطب وتفرك يديها مرة آخرى :احنا ناس على قد حالنا بس أنتي أبوك غني ليه ماعندكم خدم ...
راما بتأفف :لما كنت صغيرة كان عندنا بدال الخادمة أثنين ...بعدين كل شيء تغير فجأة صار ممنوع يدخل بيتنا خادمة بشكل دائم ...
خزام بتعجب هل يوجد سبب حتى تكون مقتدر على أيجاد من يخدمك وترفض حضوره :والسبب؟؟
راما وهي تقف بشكل مفاجيء:ماأدري .. يالله المحاضرة فوت منها عشر دقايق ..بالتوفيق ...
بعد رحيل راما ...أخرجت طلاء الأظافر وأعادت طلاء أظافرها .. وضعت المزيد من العطر ..ومشت بملل بطريقها للمحاضرة ...
وعادت لتجد تلك وترمي عليها جملة مشابهة ولكن هذه المرة لم تعد تحتمل ألتفت عليها وقالت بصوت عالي :وأنتي مااالك يوصلني خطيبي يوصلني صاحبي ان شاءالله يوصلني عشيقي ...ايش دخل أهلك ... خليكي في حالك وبطلي غيرة ...ياغيووورة ياحسوووود ...
أميرة بأنفعال كيف تتجرأ لترد عليه بل تجاوزت الحدود ووصفتها بالحسود والغيــورة :الوصخة قليلة الأدب ...شفتي وش تقــول والله لأفضحها عند الله وخلقه ..
صديقة أميرة :منجد أميرة أنتي أوفر مسوية محامية الأخلاق وش دخلك بالناس ...
أميرة بحقد مرير:والله لخلي فضيحتهم كلن يهرج فيها وأنا ناوية أستر عليها بنت الخدامة ...
صديقتها :ماأدري عن أي فضيحة تتكلمين فيها ...عموماً لو فكرتي تشوهين الحقائق ترى بتذنبين والموقف بدون أضافات عادي وواقعي ...لاتتدخلين أحسن لك ...
جلست بالصف الأخير بالمحاضرة فتحت هاتفها وراسلته ...
((فيه بنات مرا يضايقوني بالكلية عشان شافوني جاية معك ))
رد عليها مباشرة  أحقريهن وأن عاد كررنها عطيني أسمائهن )
رد متوقع ولكن لايهم قريباً ستخبره بالأسم تحت ذريعة أنها كررت الفعلة ..وسترى ماسيكون تصرفه ..
أجل هي من هذا النوع لاتتجنى على الآخرين
ولكن من يتعرض لها فهي لاتغفر بسهـــولة ...

××ماهوب عيب إن قلت والله أحبك الحب نعمه وأنت نعمه من الله××


***

الجمعة في مجلس بن نايف ...
كان قد أستقبل أولاً الصنهات في مجلس مستقل داخل القصر نفسه ..
بعد شربهم قهوتهم ...
قال عقاب :يالحى الغانمة أنا اليوم طالبكم ماتردوني ...
خالد أبو لافي :ماعمرنا ردينا لك طلب ياأبوسلطان ولاعمرك دعيتنا وصدينااا ...ولو أنك طالب رقبة واحد من عيالنا مابخلنااا فيهاااا ...
لكن حنا عارفين غايتك زين أنت تبي الصلح وعلمك غانم وجبينك أبيض ...لكن غيرك يابن نايف أستبد وسطى وزادت غاشمته ..ويبي له من يلجمــــه ...
عقاب الذي لم يتوقع الرد:يابو لافي الصلح زين ومن عفى وأصلح فأجره على الله ..
عبدالله متدخلاً :كم صلح سعينااا له ...ماعمرنا ردينااا من نخانااا ...
لكن عيال محمد ماعاد لنا تفاهم معهم إلا بالمحاكم ...
عقاب :بهذي أنا معكم أول من بيشهد لكم أنااا ... ومحسن خال عيالي ...
تسد عطاكم علمه ..
عبدالله يلعب بسبحته :يابو سلطان هذي سوالف مجالس شبعنا منهااا ..
عقاب بأنزعاج :هالحكي علي أناااا ...
خالد الذي حبكها جيداً مع أخيه : ماحنا محترين المحاكم عشان تعترفون فينااا لو أنك صادز بنيتك وترى أنا من الصوارم ... جوز حداً من عيالنااا ..
عقاب مقاطعاً ومطلبهم أذهله فرد مراوغاً :وولدي ماهو أخذ أختكم ..
عبدالله :أختنا مرة عيالها يتبعون أبوهم ...
خالد يرمي جميع أوراقة :عطنا وحدة من بناتك لصنهااات ومانبي لك شهااادة لأن فعولك دستور يأبو سلطان ومحد يقدر يحيد عن رأيك ولاسلمك ...
عقاب الذي وجد نفسه بالموقف الأشد على نفسه ..لن يبالغ لو قال أنه من أصعب المواقف التي مر فيهااا ..
خالد يشير للافي الذي كان يجلس صامت :هذا ولدي تجوزونه ...
عقاب بتكشيرة غيض والذي يعرف جيداً لافي فقد رآه عدة مرات وثرثرته التي تذكره بالنساء لاتحيد عنه ...ولم يفته الآن أن الشاب نفسه قد تغضن وجهه وكأن الآمر لم يعجبه ... بنات عقاب بن نايف لسن من مستواه ...
ألتفت على عبدالله وهو الذي لم يعرف من الصنهات إلا الشابين لافي المرافق الدائم لوالده وأحمد الذي تعرف عليه صدفة وربما رآه مرات سابقة ولكن ليس عن قرب :وين ولدك ياعبدالله ...
خالد مقاطعاً :موجود وهو من الصنهات بعد ...تخير اللي يملء عينك ياأبو سلطان ...
عقاب بحزم وكأن أختياره لشاب بعينة ولم يجبر على أحد يريحه :أجل بنجوز ولد عبدالله ..أحمد ..ماهو ولدك اللي بمستشفى ###
...ماهو تجيب لي ورعً ثاني وتقول جوزه ...
خالد تهلل وجهه بسعادة لم يستطيع كبحهااا لم يعتقد أن عقاب سيعطيهم موافقته بهذة السهولة :تسذا أتفقنا ياأبو سلطان ... اللي تبيه جاك تنازلنا عن عيال محمد اللي بالسجن ...والباقي نحله بالمحاكم ...لبغيتنا نملك أرقامنا عندك واللحين أعذرنااا ورانا مســرى ... وأنت وراك ربعاً بيتحمدون لك بسلامة أبو هجرس ...
توادعــوا معه وخرجوا ليوصلهم المنذر وبتال حتى سياراتهم ...ليبقى هو وحدة بالمجــلس حتى دخل عليه الحسن :يبه الرياجيل كلهم يسألون عنك ....
عقاب يمد يده له :عاوني ياأبوك طاحت على ظهري ثقالً ماني قادر أشيلهااا ..
الحسن الذي لم يعجبه حديثه والده ساعده حتى أوصله المجلس المكتظ بالمدعــوين ...
وحين أنحنى جانباً سأله فياض :وش فيه وجهك بارد قهو الرياجيل ...
الحسن بحزن من منظر والده السابق :أبوي يقول طاحت على ظهري ثقالً ماني قادر أشيلهااا ...و ش قصده ...؟؟
فياض بجزع:افااا ياذا العلم ...هو قالها صادز ...
حين دخل لاحقاً المنذر سأله :وش فيه أبوي الرياجيل يوم ودعتوهم وش علمهم ...
المنذر :محد دخل عندهم ماقابلهم إلا أبوي ..وهم ماشين مبسوطين...
فياض بأنزعاج :أجل وش فيه أبوي هذا حاله..
المنذر الذي لاحظ وجوم والده ووجهه لايتماشى مع وضعه وحماسه بالأيام الماضية ..

ماأن غادرهم آخر ضيف ..
حتى ركع عند أقدام والده وسأله :يابو سلطان وش فيك حالك ماهو عاجبني ...؟؟؟ وش اللي مكدر خاطرك دام كل اللي تبيه صار واللي سعيت له نلته ...
عقاب بوجه متغضن :اللي مكدرني أكبر من اللي مضى ...
فياض بمداهنة:مافيه كبير عليك ..والكبير نطوعه ...
عقاب بعدم أرتياح :هرج وأنا أبوك ولا لو عرفت وش اللي هادني كان زدتها علي ...
فياض وهو يقلب عيونه بين أخوته :أمر على رقبتي وتشوف لو مالبيت ...
عقاب بصوت مرتفع :الصنهات شرطهم أجوز حدى عيالهم ...وش رايك وأنا أبوك قالها متهكماً ...أي أنك أول المعارضين ...
كبح غضبه من الفكرة وأخمد ثورة أعصابة :وأنت وش رديت عليهم ...
عقاب بحدة :وش برد الرياجيل يقولون ماعندك إلا الهرج بالمجالس ولا لوجينا للحق ماأنت عادنا من الصوارم ... حتى شهادتك بالمحكمة مانبيهااا ...يعني زي اللي يقول شهادتك زور ترددها بس ماأنت مقتنع فيهاااا ...
فياض :عطيتهم ...
عقاب بنظرة حادة:أكيد عطيتهم ولاعندك شك بكلمة أبوك ...
فياض بأنفعال:أجل تجوزه من ورى خشمـــــهااا ...
بتال الذي لم يعجبه الموضوع بأي طريقة وكيف أستغلوا الوضع بأبشع طريقة لمصلحتهم وكيف جائتهم الجراءة ليطلبوا مثل هذا المطلب لقد حاصروا والده فعلياً وجعلوه بموقف صعب :فياض هد الوضع شوي ماله داعي تزيد النار حطب ...
فياض يعتدل بجلسته :الموضوع أنتهى ليلى تجــوزه...
وحين لاحظ نظرات أخوته المنزعجة :أجل أنا أتجوزه ...عندكم أخت غيرهااا ...
وخرج من المجلس بأندفاع تحت ندائته والده ولكن تجاهلهااا ...
دخل على مجلس أمه التي كان تستعد لتغادره :يمه وين ليلى ...؟؟؟
شعاع بجزع من دخوله المفاجيء :أنا ماني ناهيتك عن هالدخله لو عندي مرة بعدها ماسرت بتفضحنا بخلق الله ...!!!
فياض :عندي موضوع مهم ...وجلس ينادي بصوت مرتفع ...
وحين جائته يارا أخبرها :ماأبيتس أنتي وين خالتس ...
بتال الذي جاء خلفه برفقة فزاع نهاها :لاتنادين أحد أطلعي لغرفتس ..
ولكن ليلى التي جائت على ندائه الأول .. أجابت بعدم أستحسان من منظر وجوهمم :نعم ناديتني ..!!
فياض بنظرات حادة ليخيفها :أبوتس عطى الصنهات وحدة من بناته وش رايتس ...؟؟
ليلى التي تكتفت وهي لم تستوعب إلا كلمة (عطى) :تشاورني بمن ؟؟؟
فياض بحده :الصنهات ...
ليلى تعدل وقفتها وتحسم أمرها :أقول روح ألعب بعيد ماأخذت اللي أطيب منهم عشان أخذ منهم ...
بتال بتحذير :ليلى الأمور ماتنأخذ بهالطريقة نقــولتس أبوتس عطى كلمة ...
ليلى بشموخ رغم منظرها كفريسة بينهم بسبب وجوهم المتجهمة :ماهو ذنبي ..
بتال بشراسة :أبوتس ..
ليلى :البنات ملي البيــوت ماأتوقع بتوقف علي ...
فزاع بلهجة رجاء وهو لم يلحق بفياض إلا بعد سماع مجازفة سلطان الأخيرة فقط حتى لاينكسر والده :ليلى ..سلطان بيجوزهم بنته أم تسع سنين لو مارضيتي ..
ليلى بعنجهة:شفتوا عندكم مخرج غيري ...وألتفتت وصعدت السلم تاركة الجميع خلفهااا ...
فياض بحنق :يمه شوفيلتس دبرة مع بنتس ...
شعاع بضيق :وأنا وش اللي بيدي من يومك أنت وأختك ماتسوون إلا اللي بروسكم ..
تبادل أبناء عقاب الذكور النظرات
ليختمها بتال بجملته :دايم متعجل ودايم عجلتك مانطلع منها بفايدة ...
فياض :ايه أرموا هذي علي بعد ...
وتفرق الجميع وكل منهم يبحث بحل حسب قدراته الفكرية ...


××ترانا على سود الليالي وساع صدور لو انها ما خلت .. كل شيً على حله.××


****

دخلت غرفتها وهي ترتجف فعلياً من الغضب أغلقت الباب وصاحت بحنق : لااا لاا لااااا وألف لاااا ...
حدقت بعينيها بالمراءة :أنتي صح ...سويتي الصح ماهو من حقهم يفرضون رأيهم عليك ....
أولت المراءة ظهرها وجلست على طرف تسريحتهاااا ..
مايريدونه منها هم غير قادريين على فعله ...عليها أن تضحي بسعادتها ومستقبلهااا من أجل كلمة والدهااا ...
كل من ضحت من أجل العائلة وكلمة العائلة وعنجهية ذكور العائلة بقت ضحية للأبد ...
هي لن تتزوج إلا مرة واحدة ...ولايحق لهم أجبارها على الرضى بأي شخص ليكون شريك حياتهااا ...هي من ستعيش تلك الحياة ...هم سينتهي دورهم حين يضعون أيديهم بيده ويسلمونهااا له ...وترفع كلمتهم بالمجالس ويتباهون بفعلتهم ...
هي فقط من ستواجه تلك الحياة ...
ليغضب الجميع منها ويتحالفون ضدها حين تبقى ثابته على كلمتها وملتزمة برأيها هم من سيستلم فترة بسيطة وسيزول غضبهم وتنتهي عنجهتهم ...أما لو أستسلمت فستبقى تحت ضغط هذه المرحلة للأبد وستدفع ثمنهااا ماتبقى من حياتها ...
وكشرت حين تذكرت ماأخبرها فزاع ...سلطان سيزوج أبنته ...ليزوج سلطان أبنته أو حتى بتال ...أو ليكن فزاع ...لن أضحي من أجل أحد ...


××أخسر مدام إن الخسارة ربح ذات ولا تربح اللي ما يحاول .. يربحك××


****


أنفض الجمع على أمل نقاش آخر ...
ولكن تلك الليلة لم تنتهي بهذة الطريقة أبداً ...
فقد سمع الجميع الضجة التي خرجت من جناح سلطان وحســـناء ...
فهي قد وصلها الخبر سريعاً من مريم ...
حسناء مصدومة تيقظ سلطان الذي قد أستلقى للتو :أبونايف أجلس كلمني صدق هاللي يقولونه ....؟؟
سلطان بأنزعاج فقد دخل بالنوم للتو :يامرة أهجدي راسي مصدع وحالتي حاله لاترفعين ضغطي ...
حسناء بحنق وجنون :وباقي بتهجدني ...أنا ألف شيطان لابسني هاللحضة ...بنتي بتجوز بنتي ...يوم ماتقدرون على خواتكم العوب تحولون على بنتــــــــي ...ياللي ماتخاف الله ...
سلطان يجلس بسريرة :الله يهدتس ...قصري لسانتس فضحتيني بالله وخلقه ....
حسناء بثورة :تكلم عن الفضايح بعدك ماشفت شي والله الفضايح بتسمعهاااا قريب لو عادت فكرت تجوز بنتي قبل 18 ....
صمت عنها لأنه مريض حقاً ...وهي لاتفهم شيء ...وهل هو مجنون حتى يزوج أبنته هو فقط أراد أن يرتاح والده قليلاً وغداً سيجدون حل آخر ...ولكن هذه الشيطانه قد أستبدت عليه ...
حسناء التي صمته يثير غلهااا قالت بتشـــــفي:اللي ماهو قد كلمته لايعطيهااا الرياجيل ...أبوك يومه يعرفه ماله حكم على بنته يفضح نفسه بالعرب ليه ...
بنظرة سوداء :أبوي ماهو قد كلمتـــه !!! .. دام هذا أبوي ..أجل وش مجلستس مع ولده ...
حسناء روحي تراتس طالق ...
ووقف على قدمية بكل ثقل وغادر غرفته ...
ليجد نصف سكان المنزل يقفون بالصالة الأمامية ...
سلطان بكل هدوء :عينوا خير وأمرحوا ماحصل شيء ....
فهدة الحانقة كادت تدفعه وهي تتجاوزة لداخل جناحه ...
بينما هو توجه للباب الفاصل بين القسمـــــين ..
أسماء التي كانت قد أطلعت على نصف الأصوات وسمعت الكثير من الحوار ...توجهت لجناح والدهااا وطرقت على باب غرفته ...
وحين سمعت صوته يأذن لها بالدخــــول ...
دخلت وهي تسأله :أبوي نمت !!!
عقاب وهو مازال مضطجع :لاا بعدني ماجاني رقاد ...وش بلاتس ...
أسماء وهي تفرك يديهااا جلست على المقعــد قرب سرير والدهااا :أبوي ليلى ماتبي تزوج بهذي الطريقة ....
عقاب الذي أعتقد أنها جائت مدافعة عن حق أختها بالرفض :ايه ...؟
أسماء :وسالفة تزويج أبرار سخيفة ...!!!
عقاب بأرهاق هو لايريد أن يقسى عليهااا ولكن ليس بالمزاج المناسب لثرثرة الفتيــات :وأنتي وش رايتس ياأبوتس أكسر كلمتي بين الرياجيل بعد ماعطيتهم ....
أسماء بشجاعة تستمدها من صمت دائم بمواقف كان تستحق أتخاذ قرارت أكثر حزم وفرطت فيها : أنا 3 أسابيع وأطلع من العدة ...وموافقة أخذ اللي تبـــــيه ...
عقاب الذي أعتدل بجلسته بحماس ..قبل أن يتلكأ قليلاً وهو يتذكر أمر طلاقها وهل سيرضون فيها من الأساس ولكنه كيف يرد عليهااا بهذا أخبرها :أنا وعدتس ماأجبرتس على زواج ...
أسماء تهز كتفيها بثقة :أنت ماأجبرتني أنا اللي جيت أقولك موافقة أخذه ...
عقاب بعدم أقتناع بالفكرة من الأساس :توتس طالعة من حياة ومع رجال مايمديتس تأخذين غيره..وش بيقولون الناس عنااا ...
أسماء بأستماته وتشبث برأيهااا:ليه حرام ... لو هو حرام ماحطوا العدة ثلاث شهــور بس ...
عقاب بضيق من محاولة أدخاله الفكرة قصراً لرأسه :أنتي وش فيتس أردتس من هنا ترجعين علي من هناااك ...
أسماء تتدارك نفسها حتى لايفهم سبب ألحاحها :ليه غلطت بشي ياأبوي أنت فهمني ...
عقاب يحــوقل :معتس ثلاث أسابيع فكري وشوري روحتس وأستخـــيري... وبعدها أرد على الربع ...
أسماء بتردد :أبوي لاتقول لأمي شــــيء ...أخاف تروح توسوس لخالي ويرجعوني لولده غصب ...
عقاب بعصبية :لا بقول وبشوف من اللي بيردتس من ورى شوري وشورتـــــس ...يخســـون ماهو مرة إلا عشرين مرة ...
أسماء براحة :طيب يابوي سامحني أزعجتك تصبح على خير ...
عاد للأستلقاء وهو مازال غير مقتنع برأي أسماء .... هي تعتقد أنها تساعدة بهذا التصـرف والتضحية ..
ولكن مالا تفهمة وهل سيريدونك هم ياأبنتي ...
وماذا سيدور في خلدهم حين نرد عليهم بالموافقة على فتاة مطلقة لشاب أعزب ...الموضوع بأكلمه لايريحه ..
ويخشى أن يأخذوها كأساءة لهم ...
بينما هي كافحت تكبح أبتسامتها حتى خرجت من عنده ....
وأخيراً تجد مجال للراحة بداخلهااا منذ سمعت حديث والدتها وبتاال
تلك الظهيرة ...كانت قد أحضرت فياض الصغير حين سمعت فهدة تشاور بتال بمفاتحة خالها ليعيدها حامد قبل أنتهاء عدتهاااا ...وبذلت الكثير من المجهــود لتكبح أعصابها ولاتدخل وتتشاجر مع والدتهااا ليأتيها اليوم هذا الخبر كحل قد نزل من السمـــــاء ....من أفضل من أحد رجال الصنهات لتأخذه وتذل فيه حامد .... ليموت بغضية بعد أن يعلم أنها فضلت أن تأخذ من بعده من لايراهم شـيء ...

××حتى عيوبك ما تليق الا عليك لو هي بغيرك ما حبييتهاا !××


****

بقيت ذاهلة بعد رحيلة هل طلقها حقاً ...
كيف تجرأ ...لقد أصبحت مطلقة فقط لأنها دافعت عن أبنتهاااا ...
لم تستوعب من يتحدث معهااا ويلومها ويوبخهااا :يالخبلة يالبازغ اللي مافيتس عقل ....فيه وحدة تقول لزوجهااا كذا .. حديتيه حديتيه لين طلقتس وضيعتي عيالتــــس ...هذي سواه تسوينهاااا ... الله يضيعتس مثل ماضيعتي هالمساكين اللي مالهم ذنب ...
عبير الحانقة :ياعمة هذا ماهو أسلوب الأدمية مصدومة وأنتي تزيدين عليهاااا ... كله منهم حسبي الله عليهم ... يارب أنك تأخذ الصنهات كلهم هالليلة وماتبقي منهم أحد ...
فهدة :ايه ارمن رداتسن على خلق الله ....كلنا سمعنا حتى الجدران سمعت لسانها اللي هذا طوله على زوجهااا وتسب عقاب قليلة المروة اللي مافيها خير ...
فزة التي وضعت يدها على كتف حسناء :هدي أعصابك ياخيه ان شاءالله شدة وتزول ... وأبو هجرس رجال أجودي بيعرف غلطه ويصلحه ماهو معقولة تضيعون هالمساكين بينكم ...
حسناء بضيق :أجودي باقي تقولين أجودي عيال عقاب كلهم شرررر وبيجيتس يوم وبتعرفين قصدي ... مسكينة لو ترجين من وراهم خيـــر ...
فهدة بغيض :اسمع عقاب لاتطرينه على لسانتس ... محد هدم بيتس غيرتس ... كم حذرتس ونبهتس بس ماتوبين ...
عبير بقهر وهي تكاد تنفجر من أسلوب فهدة المستفزة ....حتى فزة العدوة لم تشمت مثلهااا :ياعمة بس خلاااص حرام عليتس ترى اللي تسوينه ذنب ....
فزة بشفقة:ياأم نايف لاتصيحين ياأخيه الله فوق وبينصرك على اللي ضامك أن شاءالله ... والطلاق ماهو نهاية الحياة بينكم كلها طلقة وترجعون تصالحون حتى هذي هي عمتي فهدة مطلقة من 15 سنة وتصالحوا بعدها وكنهم السمن على العسل ...ماشية حياتهم ..
فهدة التي شهقت بذهول كيف عرفت سرهااا صاحت بها بجنـــون :وش هو وش تقولين يالمجنــونة ياأم السكن ...
وهجمت عليها لتمسكهااا مع شعــرها ...
تحت نظرات الأختان الذاهلة ...
قبل أن تتدخل أسماء التي خرجت للتو من جناح والدها وتفرق بين الأثنتااان :يمه خلاص تكفين أطلعي خلي الناس بحالهم...
فهدة بفحيح :هين يابنت شقحى طبتس عندي والله لو تنامين بكفت الجني لأطلعتس ...
وخرجت وهي تصرخ من الغيض ...
فزة المرعوبة من هجوم فهدة عليهاا قالت مبررة :والله مادريت أنه سر !!!
أسماء التي لاتعرف ماحدث :فزة أطلعي روحي لغرفتس ماهو وقت التفرج على خلق الله ...
عبير بتكشيرة :فزة جالسة تواسي ... وأنتي ماعندتس كلمة زينها تقولينهااا ... ولا مثل أمتس تشوفين كل الغلط على أختي ..
أسماء بنظرة كبرياء ...وهي لم يفتها شماتتهم بطلاقها أبداً وقد وصل لمسمعها الكثير .. ويالعدالة الله لم يمضي ثلاثة أشهر إلا وتتطلق أحداهن :مالله خلقني أقيم الناس ياعبير ...الله يصلح بينهم ... عن أذنكم ...
خرجت ولم يفتها أنظار الفتيات المختبأت خلف باب غرفتهن ...
فقط هم من يستحقوا الشفقة أما غيرهم فلا يشغل بالها لحضة ...
فزة حين لاحظت تجميع حسناء لأغراضها وبالخصوص أطقم الموجوهرات التي أخرجتها مع أحد الخزنات المغلقة بقفل سري ألكتروني :ياأم نايف لو أنك تعتدين في بيتك أحسن ترى هذا الشرع ...
حسناء بضيق :فزة روحي الله يستر عليتس ماهي بنت محمد التي تجلس برجاء واحد طلقهااا ...
وصاحت بأختها حين لاحظتها ترتب ملابس الفتيات :وش تسوين
عبير بذهول :أساعدتس ...
حسناء تدفع الحقيبة لتوقعها بما تحتوية:وتلمين أغراضهن ليه ..؟؟؟ وين أوديهن خليهن ينثبرن بيت جدهن يضفهن ...
فزة بذهول :ضيعتي بيتس عشان مايجوزون البنت ويوم جاء وقت الجد بتخلين عنهن ...
حسناء تحوقل :وأنا تاركتهن بالشارع ... يحسب بيطلقني ويرمي ورعاانه علي ويروح يتجوز ... خليه يربيهن ...
عبير بعدم أستحسان للفكرة :يالمهبولة ماهو مربي أحد ...بناتس بيضيعن ...
حسناء بحنق :وأنتي وش دورتس خالة بلاش حطي بالتس عليهن ...
فزة التي حين لاحظت أحتداد النقاش بين الأخوات قررت المغادرة خصوصاً أنها لم ترى جدوى من مواساة حسناء وكأن حزنها لم يأخذ أكثر من دقائق معدودة ...خرجت وهي مذهولة كيف أنتهت هذه الليلة الغريبة من بدايتهااا ...
ماأن دخلت غرفتها حتى شهقت حين وجدته ينتظرها على سريرها وبادرها بعيون غاضبة :وين كنتي !!!
فزة وهي تنزع عبائتها وتعلقهااا :وين بكون بالبيت ماطلعت ...
الحكم يهز قدمه:ليه ماتردين على جوالتس ...
فزة وهي تختار أن تجلس بالمقعد البعيد عنه:بكيفي ماأبي أرد عليك ... المفروض فهمتهااا من أول بيزي عطيتك ياااه ..ورجاء لاعاد تحتك فيني أنا بس صابرة لين يطلع أخوي ولا الله يفرجها من عنده ... ولا لو عندي عزوة بهالديرة سويت سوات أم نايف ضفيت أغراضي وسريت على بيت أهلي ...
رغم ظاهر الكلام ولكن فهم باطنه هي بكل خبث تريد أن تثير شفقته ...وكأنه ستعذب ضميرة بتصرفاته معهاااا ...
الحكم :ماجوعتس ولاعذبتس ...ولاصبحتس بكف ومسيتس بعقال ... على وش كل هالنوح ...
فزة التي تذكرت دوائها ووقفت لتتناوله:أي أنت ودك بهذا بس ماتقدر لأن تعرف وراي عمي عقاب وأبو هجرس الله يطول بعمارهم ...
الحكم بضحكة ساخرة :توتس تنوحين ماعندي عزوه بهالديرة واللحين مابقيتي أحد ماخليتيه بظهرتس ...!!
كانت تتحدث وهي تفتح أقراص دوائها لترفع أحدها لفمها ولكن ألتقطه قبل أن يصله :هذا لاعاد تأكلينه ...
فزة بأنزعاج من تصرفه :أنت ماتخاف الله وش فيك تسطلت علي تبيني أموت ....
الحكم يرمي شريط الدواء على التسريحة:قلت لتس لاتأكلينه وبس أنتي ليه ماتطيعين بدون تعليق ..
فزة تلتقط الشريط مرة أخرى:وش فادتني فيه الطاعة العمياء ...يوم كنت أقول سم وأبشر ومن عيني ...كن أحد قدرهااا ...
وفتحت الأقراص لتأخذ حبة أخرى ولكنه ألتقط الشريط بأكمله ...
وزفر بحنق يجب عليه أن يوضح لهاااا حتى لاتعود وتستخدمه :هذا وش هــو
فزة بملل:علاج سخونة ..
الحكم :اللي هو ؟؟
فزة تتأفف:مضاد ؟؟
الحكم :طيب خلاص لاعاد تأكلين مضاد ...
فزة :وليه أن شاءالله
الحكم :تضمنين نفستس ماتكونين حامل ...
وحين شهقت بأنزعاج :والمضادات ماتستخدمها الحامل ولا أي دواء قبل لازم تقرين الورقة اللي معه ... قبل ماتأكلينه ... سمعتي ماهو تستخدمين أي شيء ..
فزة بحنق :مانيب حامل ...ولاأحمل ... لوبحمل حملت من قبلك ...
وحين لاحظت نظراته الحاقدة :أنا صادقة الحريم أدرى بأنفسهن أكيد أنا ماأجيب عيال يالله عطني دواي خلني أكله وأرتاح ....
وقفزت حين سمعت صوت الطرق العالي على الباب لتتوجه إليه وتختبيء خلفه :الحكم تكفى أنسى أنك زعلان مني وتراني في وجهك ...
الحكم يبعدها عنه :أنتي مهبولة وش فيتس ...
فزة وهي تغلق أذنيها من صياح فهدة خلف الباب :عمتي فهدة بتذبحني والله ماقصدي أفضحهااا بس هي طلعت معي تسذا تكفى أنا في وجهك لاتخليها تفتري فيني تراني ضعيفة ....
يقف خلف الباب ليخبر أمه :يمه بلبس ثوبي وجايتس أنتظريني بجناحتس ..
وحينها أختفى صوتها فيبدو أنها لم تتوقعه ...عاد لتلك يسألها :وش سويتي ...
فزة وهي تعض شفتها بشعور بذنب وتجلس على طرف سريرها :أنا نشدت جدة هجرس عن الحلوم اللي شفتها وأنا كان تسد حصلت لأني تحلمت مرة ثانية بسالفة الطلاق وقتها شفت أن عمي عقاب بعده شعره أسود وعندهم صبي صغير .. أكيد أنه واحدً منكم ...قلت بس هذا ماهو شي بيحصل ..هذا أكيد شيء حصل ومضى ....ويوم نشدت خالتي شعاع قالت ايه ولاتعلمين أحد هذا علم قديم قبل 15 سنة ...
الحكم بشك :ورحتي قلتي لأمي !!
فزة بخوف :لااا رحت قلته لأم نايف يوم طلقها عمي سلطان بهديهااا بحسن نية والله ...
الحكم بصدمة :سلطان طلق مرته ..
فزة بشعور بالراحة :وأنا وش أهرج عليك من الصبح ...
يخرج من الغرفة بعجل ويتركها خلفه ...وهي تتنفس الصعداء بعد رحيلة وأنه لم يوبخها على أفشاء سر أمه ... بدلت ملابسها على عجل ونامت ...


××شئ نبيه ويمضي العمر ما صار. وشئ يصير ولا حسبنا حسابه××
دخل بضيق لمكتبة ...أستلقى بأرهاق على الأريكة التي أعتاد النوم عليها كثيراً بالشهور الأخيرة ...
لايعلم سبب ضيقته الحقيقية ...ولكنها مجموعة من العوامل لها هذا التأثير عليه ... فكرة أن يصدق الجميع بأنه سيزوج أبنته الصغيرة حقاً... والأسوأ أن تكون هي قد فهمت مادار بين والديهااا ... طلاق جديد ... لقد تحمل ماهو أسوأ من هذا حتى لايحدث في تاريخة طلاق آخر ...
حتى لايكون بينه وبين أبنائه المزيد من سوء التفاهم والتباعد كما بينه وبين هجرس ...
لايعلم أحد كم بذل من مجهود في سبيل أستمرار هذا الزواج ...
وإلا بالواقع والحقائق المجردة كانت حسناء أكثر من تستحق الطلاق من بين زوجاته الثلاث ..
حتى كان يفكر أحيان أنها تقرأ أذكارها وتحصن نفسها بأدعية حتى لايرمي عليها يمين الطلاق ...
فعل كل شيء حتى لايصل لهذة النقطة ...
ترك كل شيء لها ...لايعارضها بقرارتها عن أبنائها ....لايطلب منها أي أهتمام به أوبضيوفة ...حتى قهوته لايطلب أن تعدهااا ..
فقط لتبقى بمكانة زوجة في خانة أسرته ...وأم فوق أبنائهااا
ولكن كل هذا لم يجدي ...
سيكون المخطيء بعيون الجميـــــــع ...
سمع عدة طرقات على باب مكتبه ولكن لم يستجيب لأي منهااا ...
وفضل أن لايواجه اليوم أحد ...
فلافائدة من مناقشة قرار قد مضى فيه ..

××أنا تراني من قسى الوقت مكسور نفسي من الضيقات ماعاد تشكي××


****
ألقى عليها نظرة مستنكرة وهو يراها متكتفة بنصف غرفة النوم ....
بتال وهو ينزع ثوبة :وش فيتس ...
عبير بحنق :وش في ...أخوك طلق أختي ...
بتال يرتدي ملابس مناسبة للنوم :والمطلوب ...
عبير بحنق وهي لاترى سبب لكل ماحدث سوى الصنهات :باقي تسأل عن المطلــوب كله بسببهم وباقي بتدافع ...
كله من الصنهاااات وجوزاء اللي ماترضى بالكلمة عليهااا ..
بتال بتكشيرة :كنا قبل الهوشة بفياض ومرته كيف قلبتي الموجة ...
عبير بغضب :الله يأخذهم كلهم وعساهم للفضيحة أنا وش دخلني ...
عقل أخوك عيب عليه أصلاً يطلق أم عياله تراه شايب ماهو شاب عشان نقول طايش ومايقدر تصرفاته ...
بتال بتهكم :أخوك فلان أخوك علان ... ركزي ترى عندنا حياة خاصة طلعي منها فلان وعـــلان ...
أسترخى بسريره قبل أن يقول بعتب :عبير أنتي صرتي حتى ماتسأليني عن حالي ...كلمة حلوة ماأسمعها من لسانتس ..
عبير بتأفف وهي تجلس على المقعد المجاور :أصلاً من يومك جوك خطأ ماتعرف حتى الوقت اللي تختار فيه الكلام بالرومانسية ...بالله اللحين فيه أحد بخاطره يقول كلمة زينه ...
بتال بنظرة حانية :أنا ابي اللحين أسمع كلام حلو ...كلام لين.. وش فيها طلبت شيء حرام ..يعني خلاص النفس طابت لهدرجة ..!!
عبير بتكبر وأستغلال للحضة :دق على أهل الخرج يسمعونك كلام حلو يقولون أنهم شاطرين فيه ...
بقى يتأملها غير مصدق كيف بأمكانها المغلاة للآخر لحضة ..حاول كثيراً
أن يعيد بعض الود بينهم ولكنها تفننت بصده تعتقد أن ماتفعله يعزز من رصيدهاا ولكنها تسير بتهـــور نحو قتل كل مشاعر الحب التي كانت بينهما ...
بتال بألم وندم على موت الكثير من العاطفة بينهما :كنتي غالية ياعبير ..كان لتس مكانة مستحيل أحد يصل لهااا لو أنتس حافظتي عليها وداريتيهااا ..بس أنتي تجبرتي يوم عرفتي مكانتس ...سطيتــــي يوم عرفتي أهميتس ...والنتيجة وش النتيجة ...ضيعتيــنا ...ضيعتي كل شيء كان حــلو بيناااا ....
ورفع يده حين حاولت تبرير نفسها :طفي الأنوار برقد وراي أمور كبيرة بكــــــرة ...

××أنت بأفعالك خسرت قدرك بقلبي ولا أنت كنت فـارق عـنهم جـميع××


****

دخل على والدته التي تدور بغرفتهااا ولاتكاد تهدأ :مسيتي بالخير ...
فهدة وهي تتقبل سلامة بملل :أسمع كانك تبي رضاي تقلع فرخ الحية هذي من بيتــي أنا ماعاد برتاح وهي عندي ...
الحكم بهدوء:يمة تراها ماتقصد شيء بس لسانها فلتااان ...
فهدة بصوت مرتفع :وأنا وش مضيعني غير اللي لسانهم مفلــوت ...
هذي تجسس وراي وتدور علومي أقلعها من البيت قبل أقضي عليهااا ..
الحكم :خلاص وعد أربيها ماعاد تدخل بأمورتس ....
فهدة بأنفعال :وبس هذا اللي قدرك الله عليه يالبارد ...
بدال ماتروح تدوس في بطنها على اللي سوته بأمك ...
الحكم :يمه تعرفيني ماراح أضرب أحد وأكسب ذنب على الفاضي ...
فهدة بعدم تصديق :يعني أمك ماتسوى عندك شيء ...أنقلع قم عن وجهي الله لايبارك بالساعة اللي جبتك فيها زيادة عدد وسط عيالي
لامن خيرك ولاكفاية شرك ..
الحكم يهز راسه بتفهم :طيب بنقلع بس أنتي هدي نفسك لاترفعين ضغطك على الفاضي ...
وخرج على صرخة طردها له من الغرفة ...وهي تتوعد بفزة وكيف ستخنقهـــا أمام عينية ...
لاتلومني لابديت أخاف وأحاتي / كل حاجةٍ غاليه ماودّي أخسرها / ولا أتضايق ، إذا كثّرت جيّاتي / ضيّعت فيك السنين وجيت ادوّرها !
****
ماأن أستيقظ حتى طلب رقمهااا رن قليلاً قبل أن ترفعه :هلا ياعمة كيف أصبحتي ... بخير جعلتس بخير ...علمنا يسرتس كله جرى على ماقلتي وشرتي عليناااا ...
على الطرف الآخر شعرت بالأرتياح وهي تخبره :لاتتصلون هو يتصل فيكم أثقلوا ولاتسعون ورى هالموضوع ...
أبو لافي :شورتس وهداية الله ...
وضحى :أجل أسمع هالعلم ... محسن ماحضر العزيمة مريض ...والمريض زيارته واجب ...
أبو لافي الذي فهم أن هناك تلميح آخر بصوتهااا :ومحسن باقي عنده بنات !!!
وضحى :محسن عنده عيال ... إذا ناسبتوا عقاب ومن بعده محسن ..بكرة كل الصوارم بيحسبون لكم ألف حساب ... أنت قدرت على عقاب ماهو معجزك محسن وعياله ...
أبو لافي بتردد :بس ياعمة ماني مفرط في بنتي ...
وضحى بحدة :وأنا اللي بفرط فيها عيال محسن أحسنلك من عيال عقاب
أهدى منهم بواجد ماهم راعين شر ولاشوفة حال ...
أبو لافي عاد ليخبرها :ترى عقاب وافق على أحمد مايبي لافي ..
وضحى بدهشة :وهو وين عرف أحمد ...
أبو لافي بحيرة لم تغادره من الأمس :والله الرجال خابرة ويعرف حتى وين مقر دوامه وقال لعبدالله هات ولدك أحمد لاتجيب لي غيره ماني مجوز غيرة ...
وضحى وهي تفكر مازالت على نفس حنكتك وفراستك ياعقاب:أنت كلمه.. أخوك بيقسى على ولده ...انت عطه العلم باللين والهداوة وسايسة ...
من البداية كان قد قرر مفاتحة أحمد بالموضوع بنفسه لأنه يعلم جيداً ان والده سيتصادم معه : ان شاءالله وزيارتنا لمحسن قريب إن شاءالله ...
وضحى :الله يحقق آمالكم ولايخيب لكم رجاء ..فمان الله ..


××ما سدوا مكاني الواجد وأنا واحد لو تمطر لك الارض أصحاب وأحباب××

****

لم يتجاوز الجميع أحداث الأمس حتى يستيقظوا اليوم الثاني على خـــبر بتال ...
الذي ترك الأمر للحضة الأخيرة حتى يخبرهم
أن كتيبته بأكملها ستتحرك للحــد .. ذهول ...صدمة..أندهاش .. هو مادار عليهم ...
كان يرتب شنطته وعبير الحامل تضع يدها خلف ظهرها وتدور خلفه :كيف وشلووون ...ماهو على كيفهم ...
بتال الذي يلقي مافيه يديه :اللي ماهو على كيفهم من ...أخذتيني وأنا عسكري ولامأخذتينــي أنتي عارفة وش شغلي ...
من البداية ماقضيت كل هالسنين أصرف عليتس عشان يوم جاء وقت الشغل صدق أجلس بجنبتس ...
عبير بضيق :ماهو قصدي بس ماهو وقته أبد ماهو وقته ..لاحول ولاقوة إلا بالله ..
بتال بضيق من وضعها :أنتي تدورين وراي وش تدورين خلاص أجلسي وراتس ...لمي أغراضتس وأنزل العصر لأهلتس ماهي سنعة جلستس هنااا ...
عبير :أروح لأهلي أحشر نفسي ليه بجلس بمحلي ...
بتال :سوي اللي تبينه ..
وعاد يرتب حاجياته بذهن غائب ...سيرحل ويترك أمره معها معلق .. أي وجع أرتبه مع حاجياتي كل جروحي وضعتها هنا ..
زفر بوجع وأغلق الحقيبة ..
لتسأله عبير :وش فيك تون تونس شي (تشعر بشيء )
بتال ينفي فهو لم يشعر بنفسه:ماونيت .
عبير بشك:إلا ونيت أنت وش بلااك .. تعذر منهم دبر لك عذر صحي ...
بتال :ليه رخمة بهج من الحرب ..أنتي أجلسي محلتس وأهتمي بعيالتس ومالتس شغل فيني .. وماهو شغلي اللي معصبني أموراً ثانية ..
عبير بمرارة :ايه نسينااا ..سلامة قلبك كل هالونين عشانهااا .. وباقي يقول للحين على العهد القديم ...ون ون حسبي الله ونعم الوكيل ...
تجاهل بتال أستيائها ولومهاا ..وهل يستطيع النفي .. أو وضع الأعذار الصمت أسلم ..مع أن تحسبها عليه وهو ذاهب للحرب أوجعه ولكن تعود على الوجــع ..
طرقة حادة على الباب قبل أن تدخل فهدة بأندفاع ... وتقلب نظرها بين الأثينين لتصيح بعبير :ليه ماترتبين شنطة جوزتس ... مخليته هو يسويها بنفسه ولدي اللي معودته كوب الماء أجيبه له يرتب شنطته وهو رايح للحرب حسبي الله عليتسن ..وأنفجرت بالبكاء بطريقة أرعبت الأثنين ...
بتال يقترب لتهدأت أمه :يمة أستهدي بالله ..ترى ماني طاب بنص الحرب للحين ماندري وش مهامتنا طمني بالك ... ياكثرهم اللي راحوا ورجعوا سالمين ...
فهدة مستمرة بالنواح :آآه ياحر جوفي ياوجع قلبي قلت لك من البداية وزارة الدفاع لااا لاا بس ماسمعتني آآه ياقلبي ... ياويلي ياويلي ...
بتال بيأس :يمه هاللي تسوينه ترى يضيق صدري بس وماهو مغير شيء
فهدة برجاء :ياولدي تكفى خلنا ندبر لك عذر صحي وأجلس وأنا أمك ..
بتال بتصبر :يمه أن أقسمت تعرفين وش معنى أقسمت أحمي الوطن ...هذي أمانة لو كل منا دبر له عذر محد وقف بالجبهة ..والعدو توطانا ودخل علينا في بيوتنا يرضيكم هذا ...
كلن غالي على أهله يمه ..وماحط صايبة إلا اللي الله كتبه له ...
وبعد محاولات أسترضاء طويله هدأت فهدة التي غادرت لجناحها لتكمل نواحها بعيد عنه حتى لاتضايقه أكثر ...
بتال بضيق :بروح ألعب مع البنات شوي وأسولف مع حاكم لاتقولين لهم شيء قولي مسافر ...
عبير بدموع قلقه فتماسكه سابقاً أقنعها ولكن أنهيار فهدة سبب لها القلق :بتال تكفى أنتبه على نفسك ..لاتهور ...
بتال بضحكة مجاملة :وش أتهور له رايح ألعب أنا هدي وأنتبهى على اللي بطنتس وماهو صاير لي إلا اللي الله كاتبه لــي ..

××المحبه زايله والليالي ما تدوم لاتعلق نفسك بناسٍ بُكره راحله××

****

سلطان الذي كان يجلس مع والده الذي تلقى خبر بتال للتو ...
أندهش من طلب والده بالتواصل مع خالد الصنهات :يبه ماهو وقته لاحقين خير محد مستعجل لهدرجة على ردناااا ...
عقاب بأنزعاج شديد :اتصل على الرجال ومثل ماقلت لك ...قله موعدنا بعد 21 يـــوم ...
سلطان الذي لم يفهم المغزى :ليه ...؟؟
عقاب صمت للحضات :أسماء فزعت للأختها تقول أنا موافقة أخذه أحتروني اطلع من العدة ...
سلطان بصدمة :وش هوووو؟؟ يبه أنت بتطاعوها على هالخــبال ...
عقاب بأرهاق :من هنا لين حزتها الله يحلهااا ... وصمت قبل أن يخبره بعد لحضات :خبالك اللي أمس قلته لاعاد تعيده ... ومرتك ردهااا ...
سلطان :أكيد بردها ولا هالوراعين من بيربيهم بس قبل بخليها تأدب ...
وحين أعتقد أن قد أنتهى منه عاد يسأله :أنت راجع تخطب أخت سعد ؟؟؟؟
سلطان :ايه ...
عقاب :وايه وش صار ؟؟؟
سلطان :ماوافقت ...
عقاب بعصبية :يعني رحت خطبتها وخربت عليها الخطبة اللي كانت فيها واللحين تقول ماوافقت ....
سلطان :وانا وش بيدي أسوية ...لا هي ولاأمها يبوني ....
لم يرد عليه عقاب إلا بالأستغفار بصوت عالي وأنهى الموضوع عند هذه النقطة ...
خرج من عند والده الذي لم يبدو في مِزاج مناسب لتحادث ...
ماأن وصل مكتبه وأغلق الباب على نفسه ...
كان يراسل سكرتيرة ليرسله له الأعمال التي تحتاج أنجاز ..
حين لاحظ محادثة واتس اب من ياسمين بوقت مبكر من ليلة أمس لم يكن قد أطلع عليها ...
فتح المحادثة ليجد رسالة صوتية ... ضغط الزر ليستمع ..
أحتاج للحضة وأختها قبل أن يدرك الصوت ومحتوى الرسالة لم يكن من ياسمين ...بل المتحدث غادة نفسها ...
بصوت فاتر بالبداية لم يكد يتعرف عليه ولكن مع تقدم التسجيل
كان يستطيع أيجادها بين الكلمات الخارجة من شفتيهااا وصميم قلبها ..
بالمرة الأولى لم يكد يفهم الرسالة أبداً فهو مشغول بأمور أخرى غير المعاني ...
أوقف الرسالة بمنتصفها وأعاد الأستماع إليها :
السلام عليكم ...الحمدلله على السلامة ياأبو هجرس ... شكل المواضيع بينا كثيرة وأنا ماأحب الوسايط والجمهرة ...
فالبداية ماحبيت هالفكرة من باب الحلال والحرام ...
بس بعدها أخذتها من باب أنك متقدم لي وفيه نقاش بيناا وأتوقع هذا مسموح بالشرع ...
بكل صراحة أنا مأخذت موضوعك بجدية من البداية ...
أنا ماراح أعيد لك بالماضي وصار وحصل ..
بجيبها لك من الحاضر ...وأنت تعرفني زين .. ماتغير فيني شي ..
غرت عليك وأنت أبو واحد ونكدت عليك وعليه ...واللحين جايني وأنت أبو مرة ورعان وش تدور وراي .. ناقصك أمراض ..
فيك صحة زايدة .. من الأخير لو تحسبني عقلت أستسلم من اللحين وأشتر سلامة روحك أنا أشد وأجن من الأول ...
صادق وبعدك تفكر بعد كل هاللي قلته تقدم بخطبتك ...
وشروطي ثلاثه وماراح أتناقش فيها ... الزواج بالسر وأول ناس ماأبيها تعرف هالوراعين اللي مخليهم مراسيل بينا ... أنا حرمة محترمة حالي ماأبغى الناس تضحك علي لاكثرت طلاقاتي ... ثاني شرط الدمام ماني طالعة منها اللي يبيني يجي لحد عندي ...وثلاث شرط أنت اللي وعدتني فيه لبغيت الطلاق بتطلقني ...
هذا آخر ماعندي ... جوابك بيكون لورجعت تطق بابناا ...ولا بعتبره أنتهى كل شي بينا والله يستر عليك ..
الرسالة هذي سجلتها من جوال ياسمين برسلها وأحذفهااا ..
يعني ماراح أحد يعرف باللي بينااا .. فمان الله ....
أغلق هاتفه بعد أن أكتفى من أعادتها ثلاث مرات ...
المرة الرابعة أوقف الرسالة بمنتصفهااا .. غرت عليك ..
هذا كل مايريد سماعه ... وهذا ماأفتقده لسنـــوات ...
غيرتك غادة من جعلتني أكتوي من بعدك لسنوات ...
حبك المتملك المجنون ... ماكنت أعتبره صفاقة وقلة عقل ...
عندما توبخيني حين ننفرد ببعض بسبب لفظ تحبب أطلقته لأحد أخواتي الأصغر عمراً وأن هذا لايحق إلا لزوجة ...
حينها أضغط عليك قليلاً وكم كنت بلاضمير حينهااا ..
أنتي لا لوم عليك سنك وغيرتك يقودونك أما أنا لاعذر لي
سوى أن ثورة مشاعرك تسكرني ...
فتجعلني مخمور بلا وعي أستلذ بجنون تصرفاتك ...
حتى حينما تزيد الجرعة ... تنقلب اللحضة علينا
وننكوي جميعاً من لظاهااا ...

××تلقاني مع الناس . . بارد و نسّاي لكن معاك بالذات ، حافظ تفاصيلك××


*****

غادر عصراً لم يستطيع مقابلة جميع أهله ...ولكن كل من أستطاع مواجهته ودعه حتى العم أمين زاره في منزله ولم يخبره أنه ذاهب للحرب فقط لمح له أنه سيغيب للفترة ...
ودع الجميــع ولكن أهم من أراد توديعها لم يستطيع الوصول إليها وحالت بينه وبينها ألف عقبة من صنع يديه ..
غادر وبأحد جيوبه هاتفه وبالآخر هاتفها الذي لم يستطيع أعادته لها أبداً ... وبماأن الشريحة داخله لم يستطيع التواصل معها ...
قبل رحيلة كان هناك مشوارين عليه قضائهم أحدهما قضاه والآخر أتفق مع أحد على مقابلته بالمطـار لتأديته وإلا لن يستطيع أنجازه ...
سافر وقطع مئات الكيلو مترات ...ولكن قلبه تركه خــلفه ...
وصدرة مشرعة أبوابة كل تيار يلطمه
فتلتهب جروحه ..
التي خلفها جوفه الفارغ من ذالك القلب ..

×× وشلون في وقت الفراغ اتناساك وانا اللي بـ عز انشغالي ذكرتك××

****

كان يجلس الجميع بعد خروج بتال الذي ودعهم وداع بسيط حتى لايشعرهم بأنه بخطر أو يتسبب لأحد بالقلق ...ولكن الوجوم كان على وجه الجمــيع ..
عقاب غير قادر حتى على نطق من شدة ماعبرة كبير تسد حلــقه .
هو من هدأ فهدة وعاقبهاا النهار بأكمله حتى لاتعيقه عن عمله ...
يشعر بالأختناق بعد رحيلة ..أنه واجبه ويجب عليه أدائه وهو شرف لرجل الدفاع عن وطنه ..
ولكنه هنا الأب الذي لايريد الفراق عن أبنه ...
ولم يشعر أبداً بالراحة هذه المـرة ..وبخبرته يعي جيداً أن بتال لن يكون على الحد بل سيتوغل بالمعركة ..
فكتيبة بتال لم تتحرك ولن تتحرك كما أخبرهم ...بل هم مجموعة طلبوا من أماكن متفرقة ..أي هناك مهام معينة لهم ...وستكون بالتأكيد بساحة المعركة نفسهــا ...
فياض بضيق من وضعهم :وش فيكم قلبتوها عـزاء .. مابعد مات الرجال ..
عقاب بجزع :اهبوا فالك ماقبلناااه ..
سلطان يضغط يد فياض الجالس جواره ليصمت عن والده ...
فياض قال ليغير الجـو :وهو متى بيرجع عشان أسوي عرسي ...
عقاب يهز راسه بأرهاق :عرسك بعد رمضان بتسوية رجع ولا بقى ... غصباً عليك ..
الحسن المتحمس لآمر آخر :انا خلاص قررت أدخل العسكرية ..
سلطان :وليه ياأخوك ..
الحسن :كشخة وهيبة وأتجوز ثنتين ...
فياض بقهقه :قسم هالولد مضروبة أعداداتها ...الحسن الله يبلاك بثلاث حريم ويطلعن عينك ترى ماهو لازم تصير عسكري عشان تثنـي ..
قاطعهم وقوف عقاب المفاجيء :أنا رايح المسجد قبل مايأذن تتجهزون وعلى الصلاة ماهو تحرون الأقامة الواحد منكم لازم يلحق ركعة ...
وخرج والضيق على محـياه ..

××يجي بكره .. و تتمنى الزمان يعود ، و لا ترجع لك الدنيا و لا أنا أرجع لك××

***

مرت عدة أيام .. تشعر فيها بضيق شديد لاتعلم مصدره ..هل بدأ مفعول الأشتياق .. وهل ستشتاق له ؟؟
بالتأكيد بفعل التعود ستفتقده ولكن أمر روتيني ..كما أعتادت عليه ستتعود على فراقه ..
هي أمور تحدث على سبيل التعود لاأكثر ..
إذا كان الأمر مجرد تعود ..ماشأن قلبها ليلتوي كلما تخيلت أنها لن تراه مرة أخرى ..
جوزاء لاتضغطي على نفسك ... كل شي سينتهي تقبلي جميع المرحلة التي ستمرين فيها من بعده
لقد دخل شخص ما حياتك ..ولم يكن بالشخص العادي ..كان له حضـور مجبرة على التصريح بقـوته ..
ولكن الأستسلام لمشاعرك هو الحل ..
حسناً لو كانت الذكريات تجلب الدموع لعينك أبكي ..
أخرجي مشاعرك حتى يرتاح قلبك ويتقبل المرحلة التي مر فيها ويستعد للمرحلة الجديدة ...
ولكن كل هذا نسته حين قابلت أحمد لاحقاً لتبادره :متى بنروح المحكمة ..
أحمد وهو يزيح شماغه ليضعها جواره :وش نسوي بالمحكمة ..
جوزاء بضيق :قلت لك ألف مرة برفع قضية خلع وش فيك أنت ..
أحمد بنظرة ضيق :جوزاء والله ماهو وقتس خبله أنتي ...تخيلي يطلبونه من الحد تعال مرتك رافعه عليه قضية خلع صاحية أنتي ...
جوزاء بصدمة :وش هوووو..حد وش أنت من جدك ؟؟؟
أحمد بتعجب :وش بلاتس أنتي صح النوم الرجال له أسبوع من روح ماعندتس خبر ..
جوزاء :لاوالله صح النوم أنتو... أنا من وين يجيني خبره ... ماهو أنت اللي تواصل معه ...
أحمد :لاحوول العلم عند لافي وهو قايل معطية حاجتن لتس من يومها وأحسبه علمتس وعطاتس أغراضتس ...
جوزاء بضيق شديد :وش يعني ببقى معلقة كذا وش هالحظ ..
لقد تلفظت بهذا الهراء حتى تكبح مشاعرها الحقيقية التي تخيفها جداً ..
ليرد أحمد موبخاً :لاتستعجلين على عمرتس يمكن ترملين ...
جوزا بصدمة :اعوذ بالله من فالك ..
وقالت لتبرر أندفاعها حين لاحظت نظراته المتفحصة :ترى عنده بزران وجاية بالطريق مولود يعني يتيتم وتوه جاي على الدنيااا ..
أحمد بتلاعب :ماعرفناتس ياأم قلب حنين ...
وأخذ ينادي راما لتحضر له القهــوة ..
وهي أستغلت الفرصة لتذهب لغرفتها وتختبأ فيها ..
رحل بكل بساطة لم يحاول حتى توديعها أو الحديث بأمرهم وماأهميتها وسط كل هذا بالتأكيد سقطت من تفكيره ..
هل يتذكر حتى أن مازال لديها زوجة أخرى ...
ودع رأس المال والحب الأول وأنتي أبقي مركونة حتى يعود أو تصبحي أرملة كما أخبرك أحمد ...
وستنظر تلك لأطفالها لتتذكره فيهم ...
وستنظرين أنتي للمراءة وبعيونك سترين جروحه وطعونه وتتذكريه فيهــا ..

××ما يعيش الحزن فيك وتحس بغربتك غير لا فارقت من كان بعيونك وطن .××


****

بعد يوم أستدعاها لافي بمجلس الرجال وحين دخلت وسلم عليهااا ...
لافي بضيق :ياعمه تكفين سامحيني لتس حاجة عندي ونسيتها ومد لها كيس :هذي قبل مايسافر أبو حاكم طلبني أقابله على السريع لحقته لين طريق المطار وقال عطها مرتي ..
وقال بأستنكار حين لم تمد يده لتأخذها :وش فيتس ..خذي أغراضتس ...
جوزاء :ماأبي شي منه ..
لافي :طيب على الأقل شوفي وش هي وهاتيها أخليها عندي لين يرجع بعد سنه ولاسنتين وأردها له ..
جوزاء بأستنكار :من صدقك أنت !!!
لافي بتلاعب :ايه رايح الحرب ماهي لعب ... هذا أذا مارجع جثه ...
جوزاء بعصبية :انتم وش فيكم بس تفاولون ترى عنده عيال خافوا الله ..
لافي وهو يمد لها الكيسة ثانية :طيب أمسكي شوفي أهم شيء هذا ومد لها أوراق فتحتها بلاأهتمام وقالت مستنكرة : وش هذا ..
لافي بضحك :هذي نقل ملكية السيارة مبروك ياعمتي البدوية صار عندتس سيارة قيمتها مليون وشوي وأنا ولد أخوتس سيارتي 100 ألف هذا من يرضي ...
جوزاء التي لم تفهم مالذي يحاول فعله من أخبره أني أحتاج سيارته الحمــقاء .. هل هذه أتعاب نهاية الخدمة ...
لافي وهو يفتح الكيس ليظهر الهاتف بكرتونه :أنتي مو تقولين خليتي جوالتس هناك ليه ماجابه جايب واحد جديد وهذي شريحتس وبدأ يفتح الهاتف ليضع شريحتها التي كانت بالظرف الآخر يكمل ثرثرته :شكله يوم سرقتي السيارة عصب وكسر جوالتس عاد قام رقعها جاب جديد ...وبالأخير طابت نفسه من السيارة يوم مارجعتيها ونقلها بأستمس قاله عساها لاترجع لاهي ولاسيارتها ...

جوزاء بتكشيرة خيالك واسع لما لاتشاركني كتابة رواية :كنت جالس معه حضرتك ...
لافي بضحكة ساخرة :لاوالله أتسذب والله أنه أجودي ومغير يوصي عليتس وحرمتي سوو لها وحرمتي حطولها ..إلا على طاري سوو وحطوا جدتي وضحى تبيتس ..!!! أنتي ماتكلمينهااا
جوزاء :إلا أكلمها وتهزأني كل يوم ليه مارجعتي بيت زوجك وبالأخير ماعاد كلمت ..
لافي :اخص ماقواتس حتى أمتس سحبتي عليهااا أعوذ بالله من قلبتس ...
جوزاء التي بعد سماع أمر رحيلة أتخذت قرارها ستعود لوالدتها لن يأتي فقد رحل :خلاص خلك هنا بلمي أغراضي وتوديني لهاا
لافي :بطلت الحجة هاه ياعسى جدتي تطردتس ... عشان توبين من العوابة ..
جوزاء بتهديد بارد :عادي لو طردتني بروح لبيت أبوك وبأخذ غرفتك ..
لافي :لاخلاص الله يحنن قلبها عليتس وخلي غرفتي لي ماراح يدخلها غير مرتي المستقبلية ..
لاحقاً وصلها للرياض لوالدتها وأخذ مفاتيح السيارة ليدخلها الوكـالة باليوم الثاني ...



××مَ عااد نشره? على المقفين لا راحوا ولا عاد نحرص .. على اللي ما يعبرنا××


***

كانت تشاهد والدتها المنكبة على التسبيح بعدد ثنيات أصابعهااا ...
ليلى بحزن :يمة شايفة عيالك وش يسووون فيني ...
شعاع ترفع صوتها بالتسبيح ...
ليلى :يعني ماصار عشان رفضت يعاملوني كذا ...
شعاع :أخوانتس مايعاقبونتس عشان رفضتي ..... نسيتي وش قلتي وكيف طولتي لسانتس عليهم ...
ليلى :يمه أبوي صادق يوم يقول أنتهت السالفة ...
شعاع :وأبوتس عمره كذب ... قالت معتس الوقت اللي حدده لتس أن كان تراجعتي وبتوافقين عطيه خبره ولا غيرها أنتهى الموضوع ماهو جابرتس على شي ..
ليلى :أحسها خطة محبوكة من أبوي عشان أوافق ..يمكن حرب نفسية ... أجلس أعد الأيام وأحتري الموعد وبعدها ألقى نفسي موافقة ...أنا لازم أنسى التاريخ يارب أنسى 5/9 ...
شعاع :قومي عني بذكر الله ...
ليلى :أقوم وين أروح حتى أنتي ماتبيني يمه ...
شعاع :دقي على حمواتس وأجلسوا تقهووا ...
ليلى بأنفعال:يمه مو من جدك أي حموات ذولي شانين حرب علي لو شافوني يمكن يقطعوني مطلعيني سبب طلاق حسنووة
وأني كنت بضحي بأبرار عشان مصلحتي ...
فتحت رسالة وردتها لتقول بحماس :اوووه خويتي السروووق ...صدق لو هي فيه يمديها وقفت بصفــي ....
اوب نسيت أن المشكلة بسبب أهلها ..
وأخذت ترد على رسائلها تحت نظرات والدتها المستنكرة لضحكتها المزعجـــة ...
وماأن فرغت من التراسل معها :والله مالها خاتمة ماراسلتني إلا تبغى مني حاجة ...
شعاع :أن كان قصدتس جوزاء ..والله انها بنت حلال داقة علي تحمدلي بسلامة سلطان حتى وهي زعلانة منااا ...
ليلى :على كيفها بعد تزعل خلاص حنا الزعلانين لو ماأهلها ماأخطبوا منا وأحرجوا أبوي ماصار كل هذا ...بس كل بسبب حسناء حسبي الله عليهااا والله طلاقها عقاب من الله ...
شعاع بغضب :أقطعي لاعاد أسمعتس متكلمة عن المرة تبغين الضعيفات يسمعنتس تكلمين عن أمهن ..مايكفي اللي جاهن ..
ليلى :وش جاهن هذا هن جالسات معززات مكرماات ...
البلاء كله جاء علي ..
يارا التي دخلت بالقهوة التي أعدتها :وش فيك لولو ترى أوفر تحلطم ماصار خوالي كرشوك خليك أقوى ...
ليلى :أسمعوا من ينصحني .. وش صار على الفتسان لقيتي مصممة ..
يارا :ايه لقيت مو وحدة عشر مو المفروض متأخرة ويكرشوني يقولون صح النوم ...وأروح أخذ أي فستان ويطلع العرس أسوأ شي بالعالم ..
ليلى :المهم متى نروح متحمسة أنا للفكرة .
يارا بتكشيرة لؤم :لاتحمسين مرة يمكن نأخذ معنا أبرار ..
أرتجفت مكانها حين سمعت صيحة جدتها التي لم يكن يرتفع صوتها من قبل وهذة أول مرة تسمع صرختهاااا
وقالت تلك وهي ترتجف :والله لو عاد سمعتسن مطريات هالكلمة لأكسر عصاي عن روستسن ...والله لو هي بقت على أبرار لأخليتس تأخذينه لو هو من شيبان الصنهااات أحمدي ربتس يوم الله عطى أبوتس اللي أعقل منتس ومارده لتسي الكبيرة الهبيلة ...
ليلى بعد توبيخ والدتها المفاجيء والتاريخي غادرت المكان حانقة ...
ويارا تجمدت مكانها قبل أن تتدارك نفسها وتفر لغرفتهااا ...

الطيّب اكثر شخص حس بمُعانآه يشوف كل الناس " بعيون طبعه "



****

بعد أن دخلت على والدتها التي أستقبلتها بهدوء أمام لافي ولكن بعد مغادرته وبختها حتى شعرت أنه قد نفذ رصيد سنة من التوبيخ ...
سألتها بعدم أستحسان :صدق اللي يقولونه أنتس هاجة بسيارة الرجال ..
جوزاء بضيق ترفع راسه فوق رأسها :ايه بعد طلعوني حرامية سيارات ...
وضحى بحزن حقيقي: أقطعي بس والله ياأن قلبي يتقطع عليه يوم جاء يودعنــي ..
جوزاء أنتي أيضاً ماذا هل جميع الأشخاص مهمين أم هذه رسالة يريد أيصالها لــي :ايه وش قالك ..
وضحى بنظرة ساخرة :تمهزي تمهزي(أسخري مني ) الله يردة بسلامة بس وأنا اللي بطلقتس منه ...ماتستاهلينه ..
جوزاء :يمة خلاص تعبت بكرة نكمل ترى الأيام قدامنا هاوشيني لين تشبعين ..إلا على طاري الشبعة ..مسويه مرقوق !!
وضحى :ايه مسوي روحي أغترفيلتس وصكيه لايبرد بتجي جارتي تعشى معي ...
جوزاء :ايه فالتها من بعدي ..
وضحى تتفحصها :وأنتي مافليتيها ببيت عبدالله
جوزاء بتبرم وهي تتذكر الملل الشديد التي تعيشة بمنزل غير منزلها ولاتمتلك أي أجهزة ألكترونية تكتب عليها وليست من محبي الكتابة على الورق :أمحق مغير أنا وأحمد متقابلين عبدالله مايرجع إلا تالي الليل وعلى فراشه ومرته من دوامها لبيت أختها ولاجمعات خوياتهاا ماأشوفها إلا على الغداء ..وراما تطلع تصيح من دراستها وترجع غرفتها تذاكر .. وأسامة على ألعابه ماتقولين رجال بالثانوي كأنه بزر بالأبتدائي..
إلا على طاري أم أحمد تقولي عندها بالمدرسة نقص مدرسات شكلي بتوظف معهاا..
وضحى لم تستحسن الفكرة :وش لتس بالشقاء بعدين يالله العافية الدوامات بعد أربع شهور وهالسنه مابقى عليها شي ..
جوزاء :لاخلاص طفشت بقولها بدوام معهاا عندهم صيفي ..
على الأقل أغير جــو وأشوف ناس ..
وضحى :صح النوم سنين أقولتس توظفي أطلعي شوفي الناس توتس صحيتي ..
جوزاء تصب لنفسها فنجان قهوة :اهم شي صحيت .. لو بعد فوات الأوان ..
وأخذت تسجل رسالة لهيفاء :تعالي وصلت بيت أمي وعندها مرقوق ألحقي قبل ماتأكله هي وجارتها ...
وضحى بأستنكار :أنتي علامتس صايرة مخفوفة ...ماألوم الرجال يومه ماركض وراتس ماتستاهلين اللي يتعنى لتس ...
جوزاء التي كشرت من العبارة وتذكرت لزمتها التي كان يطلقها كثيراً :يمة بطلع غرفتي لو بغيتي شي دقي علي ...
بعد أن حصلت على شريحتها تستطيع التواصل مع ليلى أو يارا لتطلب أغراضها ... نزلت الأسماء التي حفظتها على الشريحة ..تواصلت مع ليلى على الواتس اب لترد تلك مباشرة :هلا بالسروق .. صدق يوم قالوا لسرقت أسرق جمل ..!!!
جوزاء :ماسرقت شي ..
ليلى :والله درس جديد لكل البنات لهجيتي أسرقي سيارة جوزتس على الأقل تطلعين بشـيء ..وأهم شي المخالفات ياعزي لأخوي أسبوعين والمخالفات ماوقف جواله توصله له تمطر عليه ..
والله لو مفحطه بخريص ماجت كل هالمخالفات وش مسويه أنتي ...
جوزاء :أنا الغلطانة اللي أكلمك قلت ليلى كفو وهي اللي بتخدمني بعيونها
ليلى :أمري تدللي وش تبين ..
جوزاء :ابغى أغراضي..
ليلى :أطلبي شي ثاني غرفتس مقفلها بتال ومحلفنا محد يفتحهــا ..ماأقدر ..
جوزاء:يابنت والله أغراضي ضرورية ..
ليلى :أقولك والله ماأقدر .. روحي تقضي على حسابه فلوسه واجد وبتجية بدلات ماأدري رواتب زيادة عشان بالحرب ..
جوزاء :طيب خلاص شكراً ..
ليلى :جوزاء لاتزعلين والله ماأقدر أتدخل بخصوصية بتال أقشر ..كلمية وأذا عطاني الأذن أبشري نجيب لك أغراض لعندك ...
ودعتها وأنهت المحادثة ...
تريد أجهزتها ولن تستطيع الحصول عليها حتى هاتفها الذي فتح كلمات مرور بريدها لم يحضره لهااا ..
هي مقطوعة حرفياً عن عالمها السابق لاتستطيع الدخول لحساباتها ولابريدها ولا أي شـيء آخر ..
ولن تتواصل معه أبداً ...


××لو قدرت أقنع النسيان بـ أعذاري كيف أقنع وفاي اللي على الفطره××


****

كان يجلس مع والده وعمه الذي يحاولون منذ مايقارب الساعة لو كان ناجح بتقدير الوقت بمفاتحته بمــوضوع ما ..ولكن لم يجدوا الطريقة المناسبة ...
حتى فكر للحضة ..هل سيطلبون منه أن يتزوج أبنة عمــــه كما ألح والده كثيراً ..ولكن عمه بالتأكيد لن يفاتح بموضوع يخص أبنته ...
لافي الذي مل من أسلوبهم :ياولد من قاصيها ترى يوم رحنااا ذيك الجمعة عشان نخطب من عقاب زحلقني وأختارك ...
أحمد بعدم أستيعاب :تقولها صادق الله لايبشرك بالخير ...
لافي بقهقه :نجاني منجي يونس من بطن الحــــوت متخيل أخذ أخت بتال وفزاع عـــــوذى ...
خالد بنرفزة :أنت أقطع وأخس ولاأسمع لك صــوت ... من طيبك الرجال كشر بوجهك مايبي يجوزك بنته وش هو سامع عنك ...
لافي بوقاحة :أخلعته وسامــتي قال أزين من بنتي بيأذيهااا وغره ولد الصوارم المــــزيف ..
ولم يستطيع كبح قهقته ...
وهو يمسح دموعه :أحمد تكفى خفف من التان والله الصدمة بتكــون قوية الرجال مختار الأسمر الأشهب وأخرتهااا خلني ساكت ...
عبدالله الذي لاحظ ضيق أحمد :يعني هو مالقى مدخل عليك إلا لونك والله أنك ماتنقبل بجميع الأحوال ...
لافي :افا ياعم يعني ماأنت مجــوزني وأنا اللي كبيت(تخليت عن) بنات عقاب وأخترت بنتك ...
خالد بضيق :والله لو نطقت كلمة زيادة لتمرح(تنام ) هالليلة بشارع ...
عبدالله متدخلاً :يابن الحلال خله عنك يعني اللحين اللي بنعرف خبال ولدك ...وخلنا بموضوعنا ...
خالد :تراه مكلمني وموعدنا خمسه رمــضان ...
أحمد بضيق :يعني وش لبستوني هالورطـــــة ...أنا ماأقنعتني السالفة من يومها على لافي كيف اللحين وأنتم لفيتوهااا علي ...
عبدالله :أقولك الرجال يقول هات لي ولدك أحمد أجـــــوزه ...
وش تبغاني أرد عليه ..ماأنت كــفو أختيارة ....
هل هذا كابوس ... لقد أكتفى من عقاب وأبنائه وظهورهم بحياته ...حتى يصل الموضوع لدخــول أبنته لحياته ...
أنتفض من مكانه وخرج من المجلس غير متقبل الفكرة ...
ولايريد الأنفجار بوجه كبار عائلته ...
لافي الذي لحق به وصعد معه للسيارة :دز نفحط ...
أحمد الذي حرك سيارته ببرود :فحط على سيارتك ..
لافي :أسمع من آخرهااا السالفة ماهو لهنا وبس ... تدري أمي وش تقـــول ...
أحمد بقى صامت ينتظر الخبر الجديد...
لافي وهو يفرد ثلاث أصابع أمامه:عقاب عنده ثلاث بنات التسبيرة بناتها طــولهاا الثانية عزباء ماتزوجت ... نجي لثالثة الصغيرة شقيقة بتال ...مطلقة ومعها ولد ...
والرجال وش يقـول تعالوا لي عقب ثلاث أسابيع اليوم الثاني من خطبتنا منه... أمي تحلف أن المقصد خروجها من عدتهااا ... حتى أبوي ماعلمته تقول روح حط العلم عند أحمد عشان ماينصدم .... وأبشرك تقول برجع أسمي نفسي أم شيخة لو ماهي هذي السالفة ...
أحمد بضيق:طيب وش أسوي ...
لافي من البداية لم يكن لهم أي رأي بالموضوع كان القرارت تصدر من والده وعمه :وش بتســــوي ...خذهااا ..سنة ثنتين طق الجديدة ..
أحمد بأنفعال :أنت ماتفهم ياأخي ماأبيهم ماأدانيهم من بعيد عشان أخذ بنتهم ...
لافي :عاد وش نســوي هذي تضحية ولازم واحد يقوم فيهااا
كم مرة عادوها عليك كذا بس نقدر نثبت ومن ورى خشومهم من حناااا ...
بالمحاكم وعلى أرض الواقع ..
وش بيضرك فيه ...هذا هم الرياجيل كل يوم طاقين وحدة ..
أحمد بعدم أقتناع :أنا غير الزواج مأجلة ...وإذا تزوجت أبغى زواج مستمر ...ماهو زواج مصالح وشكليات ...
لافي :وش فرقها عن غيرها ...بعد بنت عقاب يعني مرة جيدة ومربية زين ..
أحمد بسخرية :ولوهي جيدة ليه تطلقت ...خلاص فكني من هالسيرة ... وين تبي تروح ..
وتجاهل محاولة فتح الموضوع مرة أخرى من قبل لافي المستميت ليقنعة بسلامة الفكرة وصحة المنطق ...
ولكن لاأحد يفهمه بهذا الموضوع سوى والده ...فماباله الآن أصبح معهم ضده ...
هل نسى ...كيف الزواج معضلة كبيرة بالنسبة له ...

××ما جيت أدور منك قدر وقيمه " لي قيمةٍ تصعب عليك وترزك "××
*الماضي *

كان يجلس بغرفته على لعبته الألكترونية حين طرق بابه ...
قبل أن تفتح الخادمة دون أن تسمع أذنه ...
وبعد أن رأته يتأفف أخبرته :هبيبي همــودي مافيه قوم أنا شيل ملابس روح ...
وفعلاً توجهت مباشرة لسلة المـلابس حملتها وخــرجت ...
أخبرها :سورنيتا سوي شاهي ...
وعاد للعبته غير مهتم أو منتبه للنظراتها التي ألتهمــــته ...ولم تعتق أي جزء من جسده ...
مرة أخرى ... كان يخرج من الحمام فقط يلف على جسده فوطة تغطي جزءة الأسفل ...حين وجدها ترتب غرفته ..
صاح بها مستنكراً :ليه تدخلين غرفتي ....ماتفهمين أنتي ...يالله برررى ...
ألقت عليه نظرة أحمر لها جميع جسده قبل أن تخرج ...
ليتوجه بشعور غير مرتاح أبداً ويغلق الباب من خلفهااا
رغم سنوات عمره التي لم تتعدى الثلاثة عشر ولكنه غير مرتاح لنظرتهااا أبداً ...
لاحقاً على سفرة الطعام أخبر والدته :يمه علمي الشغالة لاتدخل غرفتي وأنا بالحمام ...باقي بس تدخل على الحمام !!!
وحين لم ترد عليه ...ألقى نظره على والده :يبه قول لأمي لاتخلي الخدامة تدخل غرفتي ....
عبدالله الذي كان منشغل بمشاهدة التلفاز ألتفت بحدة :وش هو .. وش تسوي بغرفتك ...!!! .. ماجدة .. علمي شغالتس لاتدخل غرفة الولد ماتستحي هذي ...
أم أحمد بعدم أهتمام وعينها على التلفاز:يعني هي تدخل عليه تسوي سياحة ...تدخل تنظف الغرفة اللي ولدك يقلبها زريبة ...
عبدالله بنظرة حارة :قلت لتس الخدامة لاتدخل عند الولد لاطلع مدرسته ولاراح المسجد تنظف على كيفها ...قطع نظافتسن اللي ماتصير لين الولد جالس بغرفته ...
لاحقاً وبخته والدته :يعني لازم تفتح هالموضوع قدام أبوك ...تبغاه يعصب ويحرمني من الخدامة اللي مريحتني ...
أحمد باعتراض :أمي خلاص لاتدخل غرفتي أنا حر ماأبغاها عند غرفتي ...
قالت لتتخلص من ألحـاحه:طيب مثل ماتحب بس لاطلعت لاتقفل غرفتك ...


*الحاضر*


بعد أيام من معرفتها ذهابة للحد رن هاتفها برقمه وتجاهلته مرتين والمرة الثالثة ردت :هلا وعليكم السلام ...
كان صوته بعيد جداً :وشلونتس !! ..وصلتس أغراضتس ..
جوزاء بأنزعاج :جوالي وينه وش سويت فيه تدري أني محتاجته في أشياء ضرورية لي فيه وتعطلت أموري ..
بتال :جوالتس معي وش تبين منه ..
جوزاء بأنزعاج :وش يسوي معك ليه ماأرسلته لي ..
بتال :ليه تخلينه وراتس كل اللي خليتيه لي ..لين تجين وتأخذينه بنفستس ..
جوزاء بذهول :وأنا وين أجيك !!!
بتال :برجع وتجينــي ولا ماتوقعين جيتي ..تحتريني أموت وترملين من وراي ..
جوزاء بملل من هذا الموضوع :الله يخليك يابو حاكم لعيالك بترجع لهم أن شاءالله ..وبخلعك بالمحكمة وبفرج الخلق كلها عليك ...
بتال بأستمتاع بتهديدها :أنا في وجهتس ياجوزاء عن الفضايح لاتخلعيني ويضحكون علي بالمجالس ..
جوزاء :ايه تمصخر بتشوفها بعينك ان شاءالله ..
بتال الذي حده الشوق على هذا الأتصال الوداعي :كل هذا زعل ؟
جوزاء بضحكة ألم :وتستكثره علي ..ليه ماتشوف نفسك غلطاان ..بتال النفس منك طابت أنت حتى لقبك بخلت علي فيه ماتبيني أتسمى فيه ..
بتال لقد تجاهلها للأيام حتى لايكون هذا الحوار هو غير مستعد له :يقولون بتفسخينه مثل نعولك ..وماهوب نسب الرسول ..
جوزاء التي أهتزت بغضب هل يرد لها ماقالته :ماكذبت ..
بتال بتنهيدة مريرة:البلاء تدرين وش البلاء أنتس ماتكذبين ..
جوزاء :يعني من آخرها وش تبـي ..
بتال بشوق عمــيق :أبيتس ..
جوزاء لن تلين حدت نفسها على الغضب:تكفى عن الكذب كلنا عارفين ليه أخذتني من البداية ..خلاص جزاك الله خير ماقصرت معي .. فكني منك ..
وصمتت لدقائق لتذكره :الله يبي أحد يابتال يايأخذه كله يايتركه لروحه بلا تجريح مرة ورى مرة ...
بتال الذي لم يفهم إلا ماذا ترمي ولكن شعر أنه الأمر الأكثر مصيرية بكل هذا الزعل :وش قصدتس ..
جوزاء :أنا ماني عشيقة ولاخوية يابتاال .. أنا زوجة ..والزوجة يعني عيال..بس أنت ماتبي العيال من بنت الراعي اللي نسبهم أقل من نسبك ماتبي تكرر غلطت جدك !!!
بتال بحدة :ماهو وقته هالموضوع ولاأنتي فاهمة شيء ...
جوزاء الذي رده أوقد النار في قلبها قالت لتأذيه وهي غير واثقة هل فعلاً سيتأذى ولكن أرادت أيصال أنها غير مهتمة وكانت تلك ملاحظة وأرادت أيصالها :الحمدلله يابتال أن هذا رايك أتخيل لو تموت وعندي منك ورع وأبلش فيه ..
صمت للحضات قبل أن يقول ببرود يتحول مع تقدمه بالعبارة للعصبية حتى كان صوته أشبة بالصراخ في نهايتها :وأنا بعد أشكر الله على هالنقطة ..تدرين ليه ..لأنه لو مت وعندتس ورع مني بيأخذتس واحد من أخووواني .. وأنا أتعذب حتى بقبررري لو أخذتي ووواحد منهم عقبي ....
وأنقطع الأتصال من قبله ..
جوزاء التي ألقت الهاتف بعيداً ...ماهذا العته الذي تفوه فيه ...
أحمق عذر سمعته في حياتها ..
تشعر أنها مازالت تحمل الكثير بداخلها لم توصله إليه وهذا يزعجهاا ...وكل تفكيرها متى سيتواصل معها مرة أخرى حتى تمطره بالمزيد ...


××تغيب عن عيني ولا غاب لك طيف وأسامح جروحك ولو كنت مخطي ليتك تعرف الشوق في غيبتك كيف حتى تعرف القلب وشلون يعطي××



****

نزلت على طلبه وهي غير مصدقة أنه هو بذاته من طلبهااا ...
وقفت بتلكأ ماأن أقتربت من جلستهم :مساء الخير ...أبو هجرس طلبتنــي ...
سلطان وهو يلف رأسه ليستطيع رؤيتهاا :ايه طلبتس وش فيتس مندسة تعالي أنكسرت رقبتي أعاينتس ..
لفت وأسلوبه المعتاد معها يريحها ...ليخبرها :ألبسي عباتس وهاتي شنطتس وأنزلي أبيتس تنزلين السوق مع بناخيتس ...
صعدت ومازالت غير مقتنعه حتى عندما قابلت يارا التي نزلت مرتديه عبائتها سألتها بشك :أنتي بتروحين بعد !!!
يارا :أكيد بروح المصممة وش فيك زواجي 9 شوال وماعندي للحضة حتى موديل للفستان ....
ليلى :وأنا اللي ماسكتك كل هالأيام ...بلبس عبايتي وجاية ...
لاحقاً بالسيارة سألته بشك ربما أخطأت بالفهم:وش نســوي لبناتك ...
سلطان يعيد بملل:وش تسوين فصلي لهن فساتين أحسن المــوجود أثنين عرس يارا وعرس عمهن ...
ليلى بعدم أقتناع :عند مصممة فساتين العرايس ... خلني أشوف لهن مصممة فساتين أطفال أشيك وأحلى ...
سلطان :المهم دبريهن أنا وش دراني أن حتى الورعان مصمماتهن غير أهم شيء أبي الفستان اللي تلبس الوحدة منهن مايلبسه غيرها بالديرة كلهااا ...
ليلى بعدم أرتياح :بتقولي مكشف ومفصخ وخربتي بناتي ...
سلطان :وأنتي ناوية نية شينة من البداية حنا نقول لبسيهن ماهو فصخيهن ....
ليلى :أنا اشوف لهن المصممة أول وبعدين نتفق على كل شيء...
سلطان يحك ذقنه :خلصوا هالأسبوع الأسبوع الجاي عندي سفرة يمكن أغيب خلالها أسبوعين ...
ليلى بعدم أرتياح :كيف أسبوعين يعني أول أسبوع رمضان ماأنت فيه...
وحين لم يرد عليها أخبرته بتهكم :مين يرجنااا أبي فيمتو مليان ثلج ...
سلطان بعدم أهتمام :خلي الحسن يأخذ الدور عنــي ...
المهم لاسافرت الله الله في بناتي ولاتخافين كل شيء بحقة ..
ليلى :افا يعني أنا مادية هذي نظرتك لي ماكانت الهقوة ياأبو هجرس ...
يارا بصيحة مفاجئة :خالي بس هذا وقف هنااا ...
سلطان بتعجب من صيحتها :بنوقف ياأبوتس وماهو طاير الفستــان ... بالركادة ...
ولكنها لم ترد عليه لأنها غير مركزة إلا على المهمة ونزلت بعجل ...
ليقول مستدرك :أنتبهي لهااا خليها تختار شي زين وعليه القيمة وحاسبي لاتخلينها تحاسب شــيء ...
ليلى :طيب أبشر الله يكثر خيرك ...
ونزلت قبل أن تفتح الباب الخلفي وتنزل الفتاتان معهااا ...
وهي تفكر فقط لو أدخل لعقلك يارا ..
هل تريدين ذاك الزواج أم ترفضينه !!!
كيف بأمكانك أمتلاك كل هذه اللهفة لعرس غير راضية فيه ...

××أخترت قربك بين هالناس نقوه وأعميت عيني عن غلا كل مخلوق××




***

كانت تراقب بناتها يلعبن وحاكم الذي مل من السؤال عن والده وبدأ بأزعاجهن ..
حاكم كان دوماً فتى هاديء ولايريد سوى والده ...حتى حين تذهب لمنزل والدها لايريد الذهاب معها حتى لايفارق والده ..
لاينام إذا لم يأتي والده ليتحدث معه قليلاً ويودعه لليوم التالي ..
ومع أول أبتعاد سيبدأ بأزعاجها بألحاحه بالسؤال عن والده ...
بآخر أبتعاد لوالده حين غضب بسبب الوظيفة أقلقها من شدة ماسأل عنه .. حتى بدأت بتوبيخة فبكى وبقى لايتحدث معها لأيام ...
ياءالله ماذا لو حدث لوالده شيء ..ماذا ستفعل من بعده ..
هل سيجن الفتى ... وماذا ستفعل بمجموعة أطفال بدون رجل ...
عليه أن يعود وإلا لايستطيع أحد لومها لو فكرت بالزواج من أجل أبنائها ..
وإلا كيف ستربيهم وحيدة ...
وفكرت بزله شيطانية ..وكأن زوجها قد مات حقاً ..
وأبحر فيها الفكر والوساوس الشيطانية
سلطان محرم عليها فهو لن يجمع بين أختين ..أمر أنفصاله عن حسناء مؤقت وعودتهما شيء بديهي ...
والبقية أصغر منهااا ..
تبقى واحد هو الذي يستطيع أن يتزوجها ...
هزت رأسها لتبعد الفكرة التي أرهبها التفكير فيهااا
عليكي أن تغسلي تفكيرك بكلور حتى تذهبي العفن والخسة التي أصابته .
استغفرت بصوت عالي :استغفرالله يارب أهديني يارب أبعد هالوسواس عني ..يارب شيل أي أحد من قلبي ولاتبقى إلا زوجي وعيالي ...
حاكم الذي لف عليها :يمه وش فيك ..
عبير :مافيني شي روح لعمك الحسن ألعب عنده خل خواتك بحالهن ..
حاكم بتبرم :عمي مايبغاني يقول ماهو بزر عشان يلعب معي وأنتي ماتبغيني عشان بناتك وين أروح ...
عبير بضيق :خلاص روح عند جدتك ...
حاكم يرمي لعبة أخته التي أزعجته من أجلها :اوووف حتى جدتي ماتبيني تقول أنت بس تخرب ..ياليت أبوي أخذني معه ..
وخرج منزعج جداً ليتوجه لغرفته ...
تلاقى عند الباب مع زوجة عمه غريبة الأطوار حتى بالنسبة لطفل مثله ...
رغم أنها مسحت على رأسه وسألته بلطف :وش فيك يابعدهم من مكدر خاطرك ...
×الحبيب أن غاب زوله أو حضر ما يحب القلب محبوبٍ سواه××
***
دخل الغرفة وحين لم يجدها خرج بعدم أرتياح حتى حين سمع صوتها قادم من الغرفة الأخرى توجه غير مصدق للصوت الآخر ...
وقف على الباب يشاهد المنظر الغير متوافق ..
فزة ولعبة ألكتـرونية !!! ...
ليطلبها بكل برود :فزة تعال أبيتس شــوي ...
توقفت عن اللعب وأعادة جهاز التحكم لحاكم ...
وخرجت معه...
ماأن أغلق الباب عليهما حتى سألها بعدم أقتناع :وش اللي تسوينة ...
فزة تنفض شعرها للخلف وتجلس على طرف سرير ودون أن تنظر إليه :وش تشوف أنت ...
الحكم بلهجة حادة :اللي شفته أنتس جالسة تلعبين مع الصبي اللي شوي وتجلسينه بحجرتس ...
فزة ترفع عينهااا فيه :أجلسه بحجري !!! وش قصدك أنت ...تراه غليم ضعيف صدره ضايق على أبوه قلت أونسه (أسعده)شــوي ...
الحكم :من طلب منتس تونسينة ...عيال أخواني لاعاد تقربين منهم ...تراهم رياجيل ماهو بورعان ولاتغرتس الأعمار ...
فزة بلهجة مستفزة :سبحان الله ..تكلم الحكم والمفروض أنا نقتنع ونسكت ...
الحكم بلهجة حادة :ايه هذا المفروض والمطــلوب غرفتس لاعاد أشوفتس طالعة منهااا ...
فزة بتأفف :صرت بسجن مايكفي ماأقدر أطلع من هالجناح عشان أمك ماتهجم علي ...
الحكم بغضب :لاتطلعيني من ثيابي أسمعي اللي أقوله ...
خرج متأففاً لينزل للمجالس الخارجية حيث يجتمع أخوته ..
كان فياض يقول لحضتها :يارياجيل تكفون شغلوا هالمكيفات ذبحنا الحر ....
فزاع بعدم أقتناع :أمس فاصخ ثوبك الأسود واليوم بتشغل المكيف والله أنك بتجني على روحك ...
المنذر المشغول بهاتفه :لي ساعتين أقنعه أنه هذا مبيع الخبل عباته وماهو مقتنع يقول القيض دخل ...
فياض يتلفت على الموجوديين :الحسن وينه أرسله يجيب لنا عسكريم ..
لم يشعر إلا بنايف يقف قربه :عمي شوف مرتك أشغلتنا ماتخلينا نلعـــب لها عشر ساعات تلعب كراش وماخلصت المرحلة ....
ليغلق عينية بأحراج حين سمع قهقات أخوته الصاخبة ....
حتى سمع فزاع :نايف ياللي مافيك خير دام مرت عمك لها عشر ساعات ماعدت المرحلة ليه ماتعلمهاااا ....
قاطعه فياض بلهجة وقحة :يابن الحلال يعلم من أخت هــجرس مافيها طب ...رح وأنا عمك دورلك شيء ثاني تلعبه وخل البلستيشن لمرة عمــك أغديها لسهرة على اللعبة تختم المرحلة ...
وقف بضيق لاحظه الجميع وغادر المجلس ...
بالعادة يتقبل سخريتهم ويتفهمها ...ولكن الليلة
يكره كل مايحدث ..
عاد ليجدها فعلاً هناك بغرفة حاكم ...
وماأن رأت وجهه حتى رمت يد تحكم اللعبة على حاكم وقالت مبررة :لو بغيتني أفوزك مرة ثانية بفلوس ...
وخرجت متوجهة لغرفتهماا ...
أغلق الباب بحدة وسألها :أنا وش قايل لتس ...
فزة من وقعت بورطة :أنت وش فيك علقت علي .... ماعندك دوام ...ماعندك شله تروح تسهر معهم ..ماتسوى علي لعبت مع الوغدان نشبت لي ..
وحين توقعت صرخة منه أخبرها :روحي سوي شاهي نعناع وحطي فلم بتفرج معتس !!!
فزة التي ألتقطت الهاتف الثابت لتتصل بالمطبخ أخبرته بعد أن فرغت من المحادثه :أمك حذفت نعناعي وحلفت ماعاد يطب مطبخهااا !!! أشوى الفصفص داسته عندي ولايمديه لحق النعناع ...
كان يشاهد الأثنان الفيلم الذي أختارته ..هي منسجمة حقاً بما تشاهد ومتفاعلة ...
أما هو فكان يشاهدها لايشاهد الفيلم المعروض ...
قبل أن يوجه لها حديث مفاجيء :فزة ...
ألتفتت عليه وهي تقضم الحـب وحين لاحظت نظراته ركزت أنتباهها عليه ...
ليكمل :أنا بروح مكـه الأسبوعين الأولى من رمضـان بتكون خدمتنا هناك ...
فزة بحماس :وبتأخذني معك ...
الحكم يرفع حاجبه :لاطبعاً أقولك بروح للعمل .. أخذ أجازتي بالعشر الأواخر حزتها أخذتس لو بغيتي ...
فزة بملل تعود لمشاهدة الفيلم ...
قبل أن تسمع أسمها مرة أخرى على لسانه :وش بعد ...
الحكم بتردد :لو حصل ماحصل ماتطلعين من البيت وأنا ماني فيه ...
أخبرته وعينها على التلفاز :وأنا وين بروح أنت بس تحب تنكد علي خربت علي بسواليفك لاأنت أخذني مكه وبتغيب أسبوعين واللحين تقول لاتطلعين ...!!
البنات كل شوي يقولاً يالله نروح السوق بنحط ونسوي فيه زواجين بالصيف وأنا أتصدد ماأدري وش أرد عليهن أخرتها أسماء العصر لحت علي لين طقيت ...
الحكم :ماقلت لتس لاتطلعين السوق ..
فزة بسعادة:يعني أروح السوق ...
الحكم :ايه روحي ...بس الرياض ماتطلعين منهااا ...
حدقت فيه بعدم أستيعاب ...مالذي يريد الوصول إليه ...
حاولت تجاهلة والعودة لفلمها ولكن أصر عليها :أحلفي ماتطلعين من الرياض ...
فزة بضيق :لاحول الحكم وأنا أختك بك قل صح !!!
أنا ترى ماني جوزاء لاأعرف أسوق ولاعندي أخوان وعزوة حوالينا أفزع لهم ....وين ماخليتني بتلقاني ..
يعلم أنه أصابها بالجنون من ألحاحه ولكن هي لاتعرف مايعرفه :وإذا دقيت عليتس ردي ..سالفة تسفهيني مشيتها لتس واجد بس والله لو عاد سفهتي أتصالي وأنا مسافر بسود لتس عيشتس ...
من جهاز التحكم بيدها ضغطت الزر لتغلقه ولفت لتواجهه :بتسود عيشتي أكثر من كذا !!
الحكم المتكيء على طرف الأريكة :ايه تراتس بعدتس ماشفتي وجهي الثاني ...
زفرت بضيق وهي تقول :والله أنها كانت ليلة سوداء ..
الحكم بتهكم :اللي عرفتيني فيها ...
فزة بوقاحة:لا وأنا أختك اللي أعرسوا فيها أمك وأبوك ...
وحين لاحظت تحول ملامحة من السخرية للغضب أكملت غير مهتمة :كانت الدنيا بخير لو بقت على خالتي شعاع وعيالها أجاويد وكلاً يمدحهم ...
سحبها من أعلى عضدها حتى أصبحت بمواجهته ...ويكاد أنفها يلتصق بأنفه :مرة وماعليتس شرهة ولسانتس طــويل ... حتى الضرب فيتس حرام ...
فزة بشجاعة كاذبة :على قولتك مرة وفيني كل هذا ...بس الشرهة على الرجال اللي شاك بمرته وساكت لايهش ولاينش هذا وش نقـــول عليه ..
بفحيح بارد سألها :تبين أطبق عليتس اللي ينطبق على المشكوك فيها ...
ردت عليه بتوتر فأسلوبه بالحديث جعلها تشعر بأرتجاف قلبها من الخوف :أسبق خيل أبوك أركبه ...
يكمل بنفسه اللهجة :تدرين وش ينطبق على اللي مثلتس ..تنحبس بالبيت لين تمــووت وزوجها يأخذ عليهاا وهي تجلس طول عمرها لامتزوجة ولامطلقة .. حتى الخدمة منها مكروهه ...
كاان قلبها ينبض بجنون من مجرد تخيل هذا المصير ردت بلهجة باردة رغم التوتر الذي وضح بأرتجاف صوتها :لا أنا أعرف حكم ثاني والمره اللي يتهمها زوجها الحرة الشريفة تحتكم عند القاضي ووقتها أنت أدرى وش بيصير ...بيطلبوني جوزي اللي قبل وبيحلفونه وإذا عطاهم الجواب الحق ...تدري وش مصيرك يابعد خلاني ..
بيجلدونك يابعد الغاليين ...
كل منهما يعي أن الآخر على بعد شعره من الأنفجار ....
وبذاك القرب من الأفضل الأبتعاد ...
ولكنه جنون اللحضات أفقد صوابه ...
وكان أسلوبها بالكلام يضغط عليه ليجعله يذكرها من صاحب القوة بهذة العلاقة ...
فحين فرض نفسه عليها بقبلة قاسية المقصد بها الإيذاء النفسي ...
لكن حين وجدها لينه وغير مقاومة تبدلت نيتــه ...
ليتلقاها بين أحضانة بأستكنان ...
قبل أن يكبح صرخته بعد أن تلقى عضــه دموية لأسفل عنقة ...حتى شعر أن دمائة ستتفجر من مكانها...
دفعها لينظر لوجهها الذي تحول لشر والغضب :ماهو كل طير ينوكل لحمه يولد عقاب ...
الحكم ويده على أسفل عنقة :حشى سعــرة (وحــش ) ماأنتي بمرة ...
بس صبرتس علي إذا ماجبت المرة صدق وحطيتها بالغرفة اللي قبالتس ماكون ولد عقـاب ...
وتوجه للحمام ليطبب نفسه ويضمد الجرح الذي أحدثته عضتها ...والحفر التي تركتها أسنانها ستجعله مثار لسخرية كل من رآهااا ...
عقم الجرح وتأكد من تغطية الضماد له ...
قبل أن يستجمع نفسه ويخرج من الغرفة حاول قدر الأمكان أن لايلقي عليها أي نظرة ولكن صوت أصدارها لأصوات مستفزة من العلك بفمهـــا ...كان كفيل بإن يجعله يفر حتى لايعود لها وتتعقد الأمور بطريقه يصعب معها حلها ...


××من طعنة الي تحبه ليه مستغرب ؟ أغلب جروح البشر من واحدٍ غالي××



****

كانت تدرس بتركيز شديد حين دخلت عليها مروى بعجلة ...
ألتفتت عليها بحدة لتخبرها تلك :عمتي تصبغ شعرها ...
أغلقت كتابها بطريقة عنيفة :لااا ..
مروى بوجه مصدوم :والله ...
ياسمين بعدم تصديق للحضة الأخيرة أن عمتها ستتزوج فعلاً وكل المؤمرات التي حاكوها خرجوا منها بخسـارة:يعني من جدها بتزوج !!
مروى بأحباط :يارررربي ..
ياسمين بشك:أنتي متى صرتي معنا على الموجه ...
مروى بعدم فهم:أي موجه ..
ياسمين بصراحة:مانبغى عمتي تزوج ..
مروى :أنا اللي سويت الموجه لو تزوجت عمتي من بيهتم بجدتي بتطيح على روسنا ...
هزت رأسها بسخريه حين أعتقدت أن مروى فهمت سبب رفضهم زواج عمتهم الذي أصبح واقع ...
مروى تقف بملل :بروح أقنع أمي نستقدم خدامة ريانا تقول رجعوني ماما شعاع أو سفروني ...
عادت لكتابها ولكن الأحباط الذي يتملكها يمنعها من أي تفكير .. لقد أعتقدت حتى قبل أيام أن عمتها لانت من طرف خالها سلطان متى تفاقمت الأمور بينهم ...حتى تقبل بزواج سريع من آخــر ..
فتحت هاتفها توجهت للبوست الذي نزلته على الأنســتقرام ..
لأطفال من عروق مختلطة وكان التعليق عن جمال أندماج الجينات ...
نزلت بسرعة حين لاحظت تعليق من الحساب الذي تشك فيه لتجد التعليق التالي : ( في ذمتي ماأحلى من المــردد)
أعادة الجمـلة بعقلها حاولت تصحيحها أملائياً ولم تفهم ..
لحضة قبل أن تلاحظ تعليق من عمتها غادة :عسى ماهو أنت المردد ؟؟
ماذا ؟؟؟؟.. هل تمازحهاا ...
بلحضة كان يرد عليها :لا والله المـردد راعي الحساب أنا ماحصلي الشـرف ..
كان رد عمتها فقط :الله يعز الدولة حطوا بسجونهااا واي فاي !!!
رمت هاتفها وركضت للأعلى لتجد عمتها كما أخبرتها مروى قد صبغت شعرها ومازالت تغلفه ..
ولم تكون وحدها فهناك عماتها لم تعلم بوجودهن لأنه لم يكن هنا أطفال برفقتهن ...
حين لاحظت أبتسامة غادة الخبيثة لم تستطيع الكلام ..
بعد أن سلمت على عماتهااا ...
سألت :عمة سلمى وش معنى مردد ...
غادة بضحكة ساخرة :ياحرام نحتاج مترجم عشان نفهم الغزل لاحوول ...
سلمى ببساطة:مردد ..مكرر ...
غادة تكبح ضحكتها على منظر ياسمين التي ستنفجر من الغيض: لاأحد قالتس ياسلمي ولدتس مردد ولا ماهو مردد وش تقــولين ...
سلمى وهي تصب لنفسها فنجان قهوة :من وين يجي مردد !!! بلاسخافة ...
غادة :طيب ياسمين مردده ...
سلمـى :ايه الجيل الثالث ..
غادة بلطف يزيد من غيض ياسمين :خلاص وصلنا خير ... شوفي وأنا عمتس المردد يعني اللي متزوجين من نفس العائلة كل جيل يأخذون من بعض ... يعني عيال بتال خالتس مرددين ...
سلمى بلؤم :وعيال سلطان طبعاً ماننساهم ... ولو أخذوا من بعض لاكبروا بيصيرون مرددين للمرة المليون عسى وصلت المعلومة ...
ياسمين بتكشيرة :ايه فهمت هذا اللي تعبوا بالصحة يحذرونا منه زواج الأقارب جيل بعد جيــل ....
سلمى بضحكة :ايه وأنا عمتس وذولي يعيدون ويزيدون أبي ولدي مردد ...
غادة تكمل التلاعب فيها :بس لاتخافين ياسوسو ... هجرس أمه من برى يعني جيناته نظيفه أن شاءالله ...
وأكملت بتهكم :ماحلصه الشرف يصير مردد ..
أستأذنت وماأن وصلت غرفتها حتى راسلتها ...
ياسمين :كيف عرفتي أنه هــو ..
غادة :أرسلت صورة لحرف y قد رسمه على الأرض وملئة بزهور بيضاء ...
توجهت لحسابه بحثت بالصور حتى وجدتها كانت قديمة جداً ...
ماأن عادت للمحادثه حتى وجدت صورة أخرى مكبرة ...لتجد بين مجموعة من الأشياء شيء غير واضح الملامح
ولكن مع تدقيق ستجد أسمه محفور عليه ....
ياسمين :طيب ليه ماعملتيني ...
غادة :ليه ماكنتي تدرين !!!
كان الرد مزعج لها جداً وأفتقدت الرغبة بالخوض بهذا الموضوع أكثر ...
××دايم على البّال و طاريك مَا غاب ياكبر قَدرك في حنايَاا ضلوعي××


****

دخل عيادته متأخراً عشر دقائق كان يستعد بأرتداء اللباس الحامي فوق ملابسه غسل يديه ...
بأنتظار مريضة الذي أخذ عنه فكرة سريعة بنظره ألقاها على جهازة اللوحي ...
حدق بالنيرس التي دخلت برفقة المريض .....
أستلقى المريض على الكرسي ...
أحمد وهو يبعد عينية عن النيرس ويسلط كل أهتمامه على المريض :أخذنا بالجلسة السابقة المقاسات اليوم بنسوي تجربة مبدئية للتركيب لو كنت مرتاح مع فكك الجديد نقدر نركبة اليوم بشكل مستمر ...
أنشغل قدر مايستطيع مع المريض ...
متجاهلاً كلاً الأعراض الجانبية التي بدأت بالظهور عليه ....
متجاهلاً النيرس ومحجماً لدورها قدر الأمكان ...
ماأن خرج المريض بعد مرور مايزيد عن الساعة ...
خرج وخفقان قلبه يغطي على تسارع أنفاسه ..
رمى حامي الملابس والكمامة بالزبالة في طريقة للخارج حيث مكتب رئيس القسم دخل بأندفاع :دكتور عماد لو ماغيرت النيرس المرافقة لي أعتبرني أجازة من اليوم لين يرجع مساعدي ....
الدكتور عماد بنظرة مستهجنة :أجازة على أي أساس عيادة أبوك يادكتــور !!! ... المرضى اللي بتأجل مواعيدهم كم لهم ينتظرون أنت طبيبهم أكثر أنسان يعرف كم أحتاجوا حتى يوصلهم الموعد عشان تعالجهم وأتوقع شايف الحالات كيف بأسوأ أوضاعها وحاجتهااا لتدخل ....كل هذا نوقف ونعيقة عشان الدكتور المحترم عنده نظرة عنصرية للمــرأة ..ومايبغى في عيادته مساعد أمراءة ...
بهذة اللحضة كان تدخل مساعدة رئيس القسم ...
حين ألتفت عليها أحمد وبلامقدماات :نيرس أيمان ممكن تساعديني بالعيادة لين يرجع مساعدي !!!
أيمان بعدم تصديق وهي تنقل نظراتها مابين رئيسها وأحمد ...
دكتور عماد :تفضلي ياأيمان مع دكتور أحمد غطي مكان زميلك الغايب ...مازلنا بمعمعة رغبات الدكتور أحمد ...
لاحقاً بعيادته راقبته غير مقتنعة بكل مايحدث ...
كان تنفذ طلباته بروتينية ...
وتبحث عن العنصرية ضد المراءة التي يتحدث الجميع عنهاا ...
كانت هي كمساعدة أمراءة والمريضة أمراءة ....
سمعته يستعجلها :نيرس إيمان ...
أسرعت لمساعدته بماطلب ...
وكل تفكيرها وفضولها الأنثوي مسلط عليه ...
تريد أن تفهم مامشكلة النيرس السابقة التي أخرجها من عيادته وطلب مساعدتها ...علامة أستفهام كبيرة تحلق فوق رأسها ...
يتحدثون عن مِزاجية المراءة فمالذي تتعامل معه هنا ...
هل هو غريب الأطوار فعلاً ..
أم تعامل مع أناث غريبات أطوار صنعً منه رجل معقــد ...


××سقى الله صدفة فيك أجمعتني من عرفتك كل من قبلك نسيته××



****


حدقت بوالدتها التي تقف على باب غرفتها بكامل زينتهااا ...
فاطمة وهي تدخل ألماسة المتمسك بطرف عبائتها بتشبث :أمسكي أختك أنتبهي عليهااا ...أنا بروح لبيت عمك معزومين ....
ياسمين :مو من جدك طيب وحنا ليه مانروح ...
فاطمة ببرود :محد عزمكم ليه تروحــون ..مافيه بناات هناك رايحين لخوالهم ...حنا بس الحريم الكبار ..يالله أنتبهي لخــواتك ..
خرجت خلفها غير مصدقة ...
حتى تتلقى الصدمة الأخرى وهي تشاهد عمتهــا تنزل السلالم وبيدها فستان داخل تغليفه ولكن من الواضح أنه فستان مناسبة ...
لم تحدثها ولكن أشارت لها بعلامة النصر وهي تودعهااا ..
ياسمين تلتفت على مروى التي تشاهدها :بتزوج من جدها!!!
مروى بأحباط :شجابني للضيم جنت مدللــه ...
ياسمين بغل :ياعساك للضيم صدق أنا بأيش وأنتي بأيش ..
دخلت غرفتها وصفعت الباب من خلفها وحين وجدت ألماسه تجلس على السرير بأنتظارها ..
أعطتها دفتر التلوين ومجموعة الألوان الخاصه فيها ...
وبلهجة تهديد أخبرتها :لوني هنا مو على الجدار ياويلك تشخبطين برى الدفتر ...
تراسل يارا :ارسلي ليوسف أسأليه وش عندهم عزيمة وش المناسبة ...
ترد تلك :من رفعت الحظر عنه يقرأ رسايلي ومايرد ...
ماهذة الأحباطات المتتالية ..
لاشيء يمشي معها بطريقة سليمة الأونة الأخيرة ..
وكأن جميع الظروف تكالبت عليها ...
حتى حلمها بجمع خالها وعمتها وأعادة أحياء الحب
فشلت ..
ولاتعلم لما تشعر أن هذا الفشل يخصها ...
هي تتألم فعلاً بهذة اللحضات منزعجة لأبعد حد ..
كيف أستسلمت عمتها بهذة البساطة
ليتها صبرت قليلاً فقط لو تأنت
كان ليكون كل شيء على أفضل حال لجميع الأطراف ...


××عزي لمنهو صد عنه حبيبه وكمُل حياته بالشعر والتمني ِ عايش على قولة زمانه يجيبه يبكي على خله وخّله يغني××


****


كانت مستسلمة لأنامل مصففة الشعر التي تعمل على تطويع شعــرها ...
تبتسم للمرآة كل ماحطت عينها على أنعكاس صورتها ...
مشاعرها الليلة مبهمة ...تحاول أستجلاب شعورها الحقيقي ولكن يستعصي عليها ذالك ...
تريد أن تعيش جو الأرتباك والتوتر ....
ولكن مشاعرها أبرد من ذالك وأقرب أن تكون متجمدة من متوترة ...
تريد أن تزور نظرة فرح عينيها ولكنها تهدر مجهودها ...
على سبيل السخرية فكرت بأول ليلة عرس ...
ماذا كان يقلقها .. لم تكن تعرفه الجهل مقلق نوعاً ما ..
ولكن مازال نفس الشعور يوجد بداخلها ..
هي مازالت لاتعرفه ...كان ومازال لها مبهم وأحجية من الصعب حلها
لو أستطاعت حله والوصول لأعماقه هل كانت فشلت معه ...
بالأضافة للعديد من مثيرات القلق بسبب المظهر لحسن الحظ الآن غير مهتمه بهذة النقطة ...
لقد كان يعرف مظهرها سابقاً لو أراد الأفضل لما عاد لمحاولة الأرتباط فيهااا ...
كانت المصففة تسألها إذا كانت تود تسريحة بعينها حين دخلت أم يوسف على سؤالها وجاوبت عوضاً عنها :خليه نازل عشان يبينها أصغر ...
غادة بتكشيرة :ماأبي أطلع أصغر ياحصة عاجبني سنــي ...
أم يوسف :بلا خبال وتكبر اليوم عرستس أطلعي بطلة حلوة وخلي العناد عنتس ...
غادة بحنق :أرفعي شعري لاتخلين ولاشعره نازلة ...
أم يوسف بشماته :بالهون على روحتس كلها أقتراح ماأجبرناتس على شي ...بعدين وش هالتكشــيرة ...خافي الله ... قدري النعمة ترى الله يسخط عليتس ...
غادة بأنزعاج :وش قصدتس ...
أم يوسف وهي تجلس على ســرير أبنتها صاحبة الغرفة الغير متواجدة :وش قصدي بعد الشقة اللي أخذها لتس مطلة على البحر مبلغ وقدره ...ترى مايندس علينا شي ...
غادة :لاخابرة مايخفاك شيء ..ممكن اللحين الله يجزاتس خير تطلعين وتخليني أسترخي شوي راسي مصدعه في حرارة الأستشوارات ...
فعلياً هي لاترد بكامل تركيزها ..هي فقط ترد بروتينية والكلمات لاتصل للجزء الوعي والأدراك في عقلهااا ...
فقط تريد أن تبعد أم يوسف بثرثرتها عنهااا بهذة اللحضات التي تحتاج فيها أقصى درجات الهدوء والأستكنان...
ولكن عقلها لايهدأ وكأن مرجل يغلي داخله
يقارن لها كل لحضة من ليلتها الأولى وكافة أستعدادتها ومابين الليلة ...
أين النضج الذي أدعت أنها تمتلكة أمام أخواتها وتفاخرت أنها تتسيد الموقف وتتحكم بكافة مشاعرها وأنفعالاتها
مابالها لاتستطيع أيقاف تدفق أفكارهااا ...
فمابالك بالقادم ..
هل سترتجف أمامه وتفضح نفسها ...
عضت أناملها حتى شعرت بالألم ...
تريد الفرار من هذا اليوم ...هل من الممكن أن تتجاوز هذه الليلة ..
صوت صرير الباب الذي عاود الأنفتاح يضغط على أعصابها ويجعلها ترغب بالصراخ بوجه القادم ...
ولكنها كبحت نفسها حين شاهدت فاطمة التي دخلت تخبرها : لو جهزتي ...يبغونتس تنزلين تحت عشان الشيخ لازم يلزم يسمع موافقتس بنفسه ...
لقد فقدتي كل فرصك بالفرار ...هل ترفض وتنسحب باللحضة الأخيرة ..
آه لو تمتلك الجرأة على أيذائه بهذا التصرف ..
ولكنها تعلم جيداً أن الأذى سيطالها هي أيضاً ...
سألتها :وش رايك بطلتي ...!!
فاطمة :دايم وأنتي كشخة ياغادة مايحتاج نمدحتس ...والليلة عروس بمعنى الكلمة ...
غادة بلؤم وهي تتعداها رافعه طرف فستانها حتى لاتتعثر فيه وتسقط أو تمزقه بكعب حذائها :كثير على أخوتس صح ...
فاطمة بملل :الله يهديك بس هذا وقته ...
لاحقاً بصالة طعام الرجال التي سمع فيها الشيخ موافقتهاا ووقعت على عقد قرانها أخبرها سعد :يالله تجهــزي الرجال بيسري ماهو محتري عشاء ...
غادة بعنــاد شديد :براحته أنا توني ماحللت كشختي ولا طلعت للحريم ...
خليه يحتريني بعد ساعتين ثلاث ..
وخرجت متوجهه لمجلس النساء حيث تجتمع قله من نساء أخوتها وعدة صديقات دعتهن لحفل عقد قرانها ...
بعد قليل بمجلس الرجال ..أعتذر من سلطان مبرراً تأخر المزينة عليها وستحتاج المزيد من الوقت لتجهــز ..
وبنفس الوقت وردته رسالة من فاطمة تبارك له فيها وتخبره أن غادة تنتظر صديقات قادمات للمباركة لها ولاتستطيع الخروج قبل قدومهــن ...
ليسألها بحيرة :فاطمة قولي الصدق وش فيه ؟؟؟
فاطمة التي فهمت أن سعد قد فضح الأمر عنده :ولاشي عوابة خويتنا المعروفة لاتسوي فيها متفاجيء يعني توقع منها كل شيء أنت عارف ماأرجعت لك إلا بتبهذلك ...
أغلق هاتفه وأعاده لجيبه ...هو فعلياً لامشاعر لديه أتجاه هذا التصرف ...سوى الرغبة بالشماتة من وضعه لوتوقع غيــر ذالك ...
كانت محقة برسالتها هي لن تتغير ..
فرغ الضيوف من طعام العشاء وبدأوا بالمغادرة ومازال ينتظر ... بكل هدوء ...رغم التوتر الذي أصاب أخوتها
ولكنه تماسك بهدوء أعصابه ...
هو يعلم جيداً أنها بالنهاية ستخرج مهما طال الأنتظار
فنهاية هذه الليلة معروفة ...
حتى أخيراً أخبره سعد أنها ستخرج لينتظرها بسيارته ...
وفعلاً ماأن أدار محرك سيارته حتى أنفتح الباب جواره وصعدت بكل هدوء وهي تسلم بصوت بدأ مليء بالضيق
وكأنه قد خرجت من نقاش حاد للتو ..
حتى أنها وبخت أبن أخيها الذي أحضر حقيبتها وأغلق الباب من خلفه بقسوة ...
بعد أن حرك السيارة :عسى ماشر مين مزعلتس ...
ألتفت عليها بعينيها الحادة :من غيرهم يموتون لو مانكدوا علي جوي ..
سلطان بمجاراة :لامالهم حق بس يمكن الجماعة سهروا وتعبوا ودهم يرتاحون وحنا ثقلنا عليهم ..
غادة بوقاحة أشد :ايه لو أني مسوية الحفلة بقاعة ولامنة أحد ...
لم يعرف بما يرد عليها دون أن يكون من ضمن المغضوب عليهم هذه الليلة فصمت ...
حتى بدأ الصمت بينهما واسع ومريب جداً ...
وهي تفكر ماذا هل أستسلم مبكراً ..
وجد نفسه يخبرها :الليلة بنروح الفندق .. لو أنتس سامعة الكلام ومأثثة الشقة يمدينا اللحين مرتاحين فيها ...
لترد بتلكأ :أخترت الأثاث بس وش أسوي ذوقي صعب ومعقد وعلى بال مايجهزونه يبي لهم وقت ...
لتكمل بالجملة التي أحتفظت فيها طويلاً :وش الله حادك على كل هالمخاسير لو جلست بالرياض مع حرمتك وورعانك أوفر لك ...
أخبرها بهدوء وهو يفهم أسلوبها جيداً ستظهر أسوء مالديها حتى تختبر تمسكه فيها من البداية :الخسارة فيتس ربح ياغادة ...
أكتفت بهذا الرد الذي أرضاها لحضياً ...
حتى حين وصلوا للفندق أخيراً ..
لم تتفاجيء بالتأكيد حين كان الفندق الأفضل على مستوى المدينة ولا حين أختار أفضل الأجنحة ...
فيبدو أنه أصبح يشك بسحره الشخصـي حتى يستعرض بأمواله ليبهــر بصرها ...
بعد أن نزعت عبــائتها ... ألتفتت إليه وكان خلفها يضع البطاقة برف المرتفع ...
لتفاجئه بيدها التي مدتها لمصافحته قبل أن تقترب وتسلم على خديه ...وكأنه لقاء بعد فراق بسيط ...
ماأن طبعت قبلتها على خده الأيسر بكل رسمية وأبتعدت حتى أخبرته :هذي لسلامتك من الجلطة ...عشان ماتقـول طحت وماسألت عندي ...بس وش أسوي وقتها ماكنت تحل لــي ...
سلطان بدون أي أنفعال :راعية واجب ياغادة مانقدر نقول غير تسذا ...
وأكمل وهو يراها تجلس على أقرب أريكة واضعه قدم على أخرى وبيدها شنطته التي فتحتها لتخرج من هاتفهاا وترد على والدتهااا :أنا بروح عندي مكالمة بسيطة وراجعلتس ...
فتح الشرفة ليتلقاهـ الهواء الدافيء المحمل بالرطــوبة ...
اتصل بليلى التي أجابت بعد الرنة الثانية :وعليكم السلام هلا أبو هجرس أبشرك بناتك تعشن وأرقدن وماسألن عن هوى دارك لاأنت ولا المسعدة أمهن ... أنا قررت أتبناهن ماني لاقية ورعان بدون هم مثلهم ...
سلطان والذي يفهم رمياتها جيداً أن الفتيات أعتادن على عدم الرعاية فلم يعد يشكل غيابهم أي تأثير عليهن :ماتقصرين يالله خلي بالتس منهن ...تصبحين على خير ..
حين أنتهى من هذه المكـالمة عاد للداخل بعد أن أغلق هاتفه لهذة الليلة ..
ليجدها قد فتحت التلفاز وتشاهده بلاصوت ...
أخبرها وهو يسحب الطاولة التي عليها الضيافة التي أعدها الفندق لهم :تشربين لتس فنجال أكيد راستس مصدعة بعد دوشة الليلة ..
لتخبره بنظرة تحمل بين طياتها الكثير :لا الحمدلله راسي مايشكي شي ...يمكن الصداع حايشك أنت .. عاد تعرف الصداع لأصحاب الأمراض المزمنة ماهو زين تبغى أطلب جهاز ضغط من الفندق عشان نعاين ضغطك ....
رد عليها بأبتسامتة المحنكة :لاأبشرتس من سمعت موافقتس بأذني وأنا رامي كل الأدوية والأمراض ورى ظهري ...لأني لقيت طبي و دواي ...
رفرفت برموشها وهي تخبره بلهجة لينة لأبعد حد ولكن عباراتها لاتحمل نفس اللين التي غلفت لهجتها فيه :كنت مترددة باللي أقوله وخايفة عليك ماودي لك بضيقة الصدر وأنت رجال مريض وراعي علاجات بس دامك طيب وقدها أجل أسمع العلم ... مكالمات وأتصالات من فلانة وعلانة بحضوري ماأبيهااا ...تقفل جوالك .. ولا تحطهم حظر ..
أنت رجال ماتخفاك هالأمور وتعرف تدبر نفسك ..
لا طلعت من عندي سو اللي تبغاه لو بتقابلها بالغرفة اللي بجنبنا ...بس قدامي لاأبي أسمع لا أتصالاتها ولا ذكرهااا ...
أن كانك رجال قد هالشرط كملنا ليلتنااا ..
والله رجال متردد وماتقوى الحريم وتخاف تطنش أتصالاتهن ماني مخربة عليك وردني من الليلة لبيت أخوي اللي أخذتني منه ...
من البداية كان قد أتخذ قراره لن يوضح لهاا نوع علاقته بحسنـاء ..وإلا ماذا قد وصلت الأمور بينهم ...
لأن أمر عودتها لعصمته شيء بديهي ...وقد أخبر هذا لأخيها الذي أتصل به ليجس نبضه
حين أخبره حرفياً :أختك مانبي بمرخصها وبيتها كد جهزت لها وتراني مسجلة باسم ولدها كان بغته تدخل وهي على ذمتي ولا منفصله مني بجميع الأحوال هو لهااا ...وعلاقتي فيها تعتمد على نيتها هي تبي ترجع وتكون مرة في حالها وتخلي عنها طولت اللسان وخراب البيوت حياها الله ..مصره على قساوة الراس وطولت اللسان والغلط على حتى شيباني لاوالله إلا تخسى هي وكل من يرضى بهالكلام على أهلي ...
كان تدخل شقيقها لحضتهااا قوي وهو يخبره أنه سيكون له حديث معها شديد القسوة بالنسبة لهذا الموضوع وأنها لن تعود له إلا بأحترام نفسها أولاً وعدم الأساءة لشيوخ عائلته ..
كان تتأمل ملامحه التي أشد أبهام من ماتتذكره والآن وكل منهم ينظر للآخر مباشرة ...
لقد تاهت فعلاً من أفكارها ...لم تعد حتى تتذكر ماأخبرته أو الرد الذي تنتظره منه ...
لكنه بالتأكيد لم ينسى وبكامل تركيزة :شرطتس يناسبني ...
تقدرين تغيرين ملابستس وإلا إذا متوضية وجاهزة نصلي ...
وفعلاً هذا ماحدث ...
حتى بعد أن أعادة تعليق عبائتها توجهت لغرفة النوم حيث وضعت حقيبتهااا ..
أغلقت الباب خلفها وقفت أمام المراءة تفك تسريحتها لينسابها شعرها بتموجاته وبلونه الجديد أختارت له هذة المرة لون الكراميل ... يبدو طبيعياً ومريح للنظر ..
أرتدت ثياب نومها الفاخرة ..والتي أنتقتها بعناية لليلة ..
كنت تضع لمساتها الأخيرة على مظهرها وتضيف المزيد من رائحة عطرها ...حين بزغت لذهنها أول ليلة معه ...
لم تكن تعي أنها تنظر لأنعكاسها بأنشداهـ وكأنه لاتتعرف على صورتهااا ...وعقلها يحلق بالبعيد ...
قبل مايزيد عن العشر سنوات ..
كانت قد بنت التصور الأولي ليلتها على ماسمعته من أحاديث قريباتها وصديقاتهااا ...
التقرب ..اللطـف .. الأنبهــار ..التعلق الشديد ...
فجميع من حولها تحدثن عن هذا النوع من المشاعر
ولكن ماتلقته شي مريع ومحبط للغاية ...
حتى لو حكته لطرف آخر لسألها هل كانت هذه الليلة بعد زواج دام لثلاثين عام ...
لن تنســى ماحييت حين أدار ظهره لها وناام ...
أين النوم بالأحضان .. والأستيقاظ على القبلات التي رواها جميع المقربات من سنهااا ..
حتى لو لم يستمر ذالك طويلاً على الأقل بالشهر الأول ..وربما أمتد للأطول من ذالك لبعض المحظوظين ...
لقد أعتقدت لمدة طــويلة أن المشكلة كانت بهــا ..
لكن بعد أن نضجت تعي جيداً أن كل شيء بسببه هو ..
فمن البداية قد وضع نظام معين لحياته معهاا ..
والآن هي لاتستطيع أن تضع أي توقعات للقادم
لكن قد قطعت لنفسها وعد لن تكبح أي شعور
لامجال للندم في حيااتهااا ..
هل كانت غادة التي عرفها سابقاً مريعة ...
إذاً ليجرب نسختها المطــورة ..
فتحت الباب وإذا كانت تعتقدة سينتظرها خلف الباب فقد بالغت كثيراً ...
ألقت نظره عليه كان يحدق بالتلفاز كما كانت تفعل سابقاً
تركت الباب نصف مفتوح ...وتوجهت للسرير وأستلقت عليه نصف جالسه ...
حتى حين دخل ووجدها على ذالك الحال ..
كان ينزع ثوبه ليعلقه ...قبل أن ينضم إليها ..
ليسألها بلهجة ساخرة :يعني كل واحد بيمسك له طرف هذي خطتس لليلة ..
أتكتئت على كوعها الأيسر لتواجهه وهي تنفض شعرها للخلف :يعني بعد كل هذا عندك شك بخطة الليلة ...
مد ذراعه لها بدعوة لتقترب حتى أستقرت برأسها على أعلى كتفه ..
أمسك بذراعه البعيدة عنه وسألها وهو يتفحــصها :اللحين يومنا من السنين نجمع لتس بالغوايش وآخرتها اللحم مروح مالقينا إلا العظام ...
غادة التي كانت تركز على أصابع يده التي يشبكها بيدها ولاحظت دبلة فضة عتيقة فيها نزعتها بلا أكتراث وهي ترد عليه ورمتهاا بآخر الغرفة :تجمع لي بوش ؟؟؟
سلطان الذي لاحظ فعلتها ولم يكترث فهي مجرد أكسسوار في يده لم يكن يركز عليه كالخاتم ببنصره الإيمن :مجمع لتس غوايش تغطي يدتس ..وضغط على مفصل كفها من هنا ..حتى أوصله لمفصل ذراعها لهنــا ...
غادة بضحكة متلاعبة :وليه متعب روحك وتجمع بالغوايش جيب لي ثلاث أساور من كارتير ولا تكلف على روحك ...
سلطان وهو يبتسم لعينيها التي أخيراً وجدت الجرأة لتنظر إليه من هذا القرب :وهذي وش تصير بعد !!!
غادة وهو تعود لأنزال عينيها التي تخشى أن تفضح مشاعرها:بتعرفها ان شاءالله بوقتها ...
تحاوره تجيب على أسألته ولكن بالحقيقة هي تشعر بغرابة اللحضة ...لاتصدق حتى الآن أنها هنا ..
جواره وللتو وضعت رأسها على كتفه ...
أصبحا بهذا القرب حتى أصبحت تتنفس أنفاسه ..
وكأنه لم يكن هناك أي فراق بحياتهم...
كلا ليس هذا فقط هذا لايمثل ماكانت عليه حياتهم ...
هناك شيء مفقود ...هناك جدار كان يحيط نفسه فيه
لاتجده الآن ...
فبدأ كل شيء غريب عليها ...
حتى أصبحت لاتتعرف عليه ولاعلى نفسها في الأحداث المتقدمة من الليلة ...


××إلى هنا وأعذرني أختار السكوت طاح العتب من لهفتي وطاح الكلام××


****
كان عائد بوقت متأخر من عمله حين لاحظ شخص ما غريب ولايبدو من العمالة أو قد يكون من الضيوف يقف مع وسام ...
أقترب بعدم أرتياح وسأل وسام :من هاللي معك ..
وسام بتكشيرة فهو لم يكلف نفسه بألقاء التحية عليهم أنما بادره بسؤاله بطريقة فظة :عم خطاب وأمير ...أبن عم أمــي ...
فياض بعدم أستحسان وهو يبتعد عنهم :يالله لاتحيه هذا وش جايبه !!
ألتفت بحدة حين لاحظ أنفتاح باب الملحق ودخول الأثنان ...لحضات وكان خلفهم مباشرة يدخل غير مصدق أنهم يستقبلون هذا الضيف ثقيل الظل في منزلهم الصغير ...
رضا التي كانت تستقبل أبنها وأبن عمها العائدان من الصلاة تفاجئت بالقادم من خلفهم ولكنها رحبت فيه وهي تعرفه على قريبها كزوج أبنتها المستــقبلي ...
قبل أن تخبره بلهجتها :تفضل حماتك تحبك دوبني حضرت السفرة ...
فياض ببشاشة مختلقة :لو ماجيت بنفسي ماكنت بتعزميني ياعمة ...
وكأن أول الجالسين على السفرة وهو يدعــو الضيف ليشاركهم الطعــام ...
ليعلق لاحقاً :ماشاءالله ياعمه منزله كل المنيـــــو التركي !!! ..
كان يتناول الطعام بدون أستمتاع وهو يشاهد التشابه بين ملامح الأربعة ذكور الذين يشاركونه السفرة ...
وهاجسه الشيطاني يسأله كما أعتاد مابين فترة وأخرى :ماذا تفعل بينهم ...مالذي يدفعك لأقحام نفسك بينهم ...
أنت أشبه بمن زرع نفــسه مابين أظفر ولحمـــه...
بعدما سمع صوتها قادم من المطبخو توجه لها وسام ليعود بطبق الحلـــوى ...
وقف منهياً طعامه ... وهو يسأل :فيه غير مرتي بالمطبخ ياعمة ...
ولم يهتم بردها فهو قد توجه للمطبخ فعلاً وهو يكرر :طريق ياولد ...
دفع الباب ودخل ليجدها بذاك المطبخ الصغير توجه أهتمامها له وهي تجفف يديها التي غسلتها للتو..
وأبتسامة مترددة على محياها ..
كان يشعر بضيق لاحدود له قبل قليل ولكن بمجرد أبتسامة ليست كاملة منهاا شعر أن الكثير من ذالك الضيق يتبخــر ...
هذا ماينتمــي إليه ويجبره على التواجد رغم كل نفوره منهم...يجعله يتقبل كل الأختلافات المــروعة بينه وبين هذا المجتمع الذي لا ينتمــي إليه ...
أخبرها بتهكم وهو يلتقط أول فناجين القهوة المعده لما بعد العشاء:ماعرفتس وأنتي سنعة ...
قبل أن يلتقط كفهاا بيساره :وش فيها هاللون لايكون أحرقتيها يالرفلا ...
خزام بتكشيرة وهي تسحب كفها :المويا الدافية تخلي يدي حمراء ماعمرك جربتهااا ...
فياض وهو يقلب كفه :والله لو أحطها بالماء المغلي ماطلعت حمراء ...
أكمل وهو يرتشف من قهوتــه :سون لتس العـوب شـي ؟؟؟
وقد نست نيتها بتجرميهن وهل من السهل الكذب بوجوده :لاا ..
قبل أن تخبره برجاء :ممكن تطلع عندي شغل كثير وجودك يعطلني ...
فياض وهو يتكيء على الدولاب خلفه :شوفي شغلتس ماأعطل أحد أنا بس أنتي تدورين الأعذار ...الله ياشغل كلها قهوة وصبيها بالفنجال ...لاشقراء ولامهيلة ...
أعطته ظهرها وهي تركز على عملها ...مالذي يعني دخوله عليها بهذة الطريقة ... فقط تبقى غرفتها لم يفاجئها فيهاا ...
هو بكامل أناقته ...وهي بمنظرها الفوضوي بعد المجهود الذي بذلته مع والدته للأعداد السفرة للضيفهم ...
الذي جاء لسرقة أطفالها الصغار والأبتعاد فيه ...
لم تعلم أنها قد بدأت ذرف دموعها ...
حتى سمعت صوته المستنكر :أثرهم صادقين يوم يقولون تسوين الأكل بدموعتس ....يالخبلة القهوة كلها دموعتس ...الله لايجزى أبليتس خير ...
ألتفتت عليه بحنق :ايش دخلك ماراح تشرب منهااا ...
فياض بأنزعاج :وأنتي وش عندتس تبسين ...!!!
خزام بضيق وهي تشعر أنه مستمر بالسخرية منها ومن مشاعرها:مايخصك أمور أنسانية ماتفهم فيها ياعديم المشاعر بدهشة من هجومها المفاجيء: اللحين وش قلت عشان أصير عديم مشاعر مرة وحدة ..
بتأفف :أنت جاي عشان تحس بالملل وتبغى تتسلى على حسابي ...
فياض :افا هذي نظرتس لي ...وأنا اللي أقول أخيراً شفت بيومي شي حلــــــو ..
نظرت أليه بعيونها التي مازالت محتفظه بدمــوعها وعلامة عدم التصديق على محياهاا ..
ليخبرها وهو يطــوق خصرها بذراعه ويقربها منه :ِشفتي أنتي ماتوصلتس المشاعر بالكلام تحبين الأفعال مثلي ...
راقبت بخوف وتردد ماذا ينوي فعله ...ولكنه فقط غمرها بأحضـانه وهو يقــول بلهجة صادقة يغلفها بتهكم :أوعدتس لاجبنا عيال أسميهم خطاب وأمير ...
شعر بركبتها ترفسه بفخذه ليضحك مستنكراً :وش قلت اللحين بعد ...
خزام بأنزعاج كان واضح بصوتها :فياض خلاص سيبني بحـــالي ...
شعرت فيه يشد عليها بقوة قبل أن يفلتها أخيراً وهو يخبرها :إذا روقتي دقي علي ..
وغادر المطبخ ومن بعدها الملحق بأكمله ...
دخلت عليها والدتها ماأن خرج ..
بصوت منخفض غير مريح :ايش كان يسوي عندك !!!
خزام بملل وهي تصف الفناجين على الصينية وقد برد نصفها :أمي يعني أنا ناديته عندي ...!!!
رضا بضيق شديد :هذا قليل أدب وماهو محترمنااا ..البدوي المحترم قام من السفرة والضيف لسى ماقام عنهااا ...
خزام :يعني أيه ...
رضا بغل :يعني هذا عيب عندهم وأكيد قاصدها مو شايفناا حاجة ..والله خسارة الشيخ عقاب وعمتي شعاع هذا ولدهم ...
صمتت وهي خائفة فعلاً من والدتهااا فهي للمرة الأولى تنتقده بهذة الطريقة الحادة .. وتشكك بتربية الشيخ عقاب ...يبدو أنها بقمة غضبها ...
أرسلت له لاحقاً تخبره بأنزعاج والدتها من تصـــــرفه ...
ليرد بأعتذار وأن حقهم سيأتيهم ...!!!
اليوم الآخر وقفت تحدق مع والدتها بصحون العملاقة والذي يحتوي كل منها خروف بأكمله ...
وسام بأنزعاج :أنتم ايش قلتم لرجال ...يقول هذا حقكم وهذا حق ضيفكم ...
رضا التي نظرت إليها بحدة ..
خزام :أنا قلت اللي أنتي قلتيه !!!
رضا بغل :يابنت ياأم لسان مفــلوت أنا أقولك انتي تروحي توصلين الكلام له ليه ...
خزام بصدق:أنا ماأبغاكم تزعلون من بعض ..
رضا ترفع يدها لتضربها قبل أن تنزلها بأستسلام:هبلا وطول عمرك راح تبقين هبلااا ..يالله ياولدي روح ناد أبراهيم خليه يتغدى من حقه على قولت صهرنا البدوي ...!!
وإذا خلصت دق على جمعية حفظ النعمة يجوا يأخذوا الصحن الثاني يوزعونه على اللي يستحقـــــونه ...
يارب لاتسخط عليناا ..

××خطواتي لـ عذر الأصحابَ عجولة لو عذرهم أقبح من الذنب أسامح××



****

كان يكتب رسالة رد على خزام التي أرسلت له تخبره أنا والدتها وبختها وكانت ستضربها لأنها أخبرته ...
ليتوقف حين سمع سؤال فزاع :هاه بشر رضت عليك عمتك !!
فياض يغلق هاتفه بعد أن بعث الرسالة :ياولد والله هالعمة مافيه اللي يرضيها تربية عمتي فهدة ...
فزاع بتهكم :وأنت ماتستحي يوم تقول قبل الضيف فضحتنا حتى رضا تعرف أنه عيب وأنت خبل هذا كبرك ماتعرف الصح من الخطأ ...
فياض :لاياأخوك ماأعرف أبيك تعلمني ...أنا ماني يمهم هم وضيفهم أمور ثانية تشغلني ...
لم يكن يعي نظرات والدته التي تستمع بصمت ...
أي أمور أخرى تشغلك ....
هل هو ماوصلني .. هل أنت حقاً هكذا أبني ..
ومكالمة أم صالح وحديثها لايفارق عقلهااا :ياأم سلطان خافوا الله بالمسكينات ترى الدنيا الدوارة وأنتي عندتس بنااات ...كان ولدكم ماهو رجال يدخل بيوت الناس مع أبوابها لايلعب بالضعيفات وبكره يرميهن مثل غيرهن ...ترى عيالتس سطوا وتكبروا والظاهر ماوراهم كبير يخافونه ...
وحين سألتها عن من تتحدث أخبرتها أنها أعرف بأبنائهااا ...
ليلى أقنعتها أنها أنتقام بسبب طلاق حسناء ومحاولة جديدة لتشوية سمعة فياض لاأكثر ...
ولقد فعلوها سابقاً ولم تبقى قريبة ولابعيدة لم تتصل حتى تخبرها ليطلق أبنك زوجته فهي لاتريد والزواج ليس بالأجبار ...
هم فقط يريدون أيذائك من خلال فياض ...
ولكن ماذا لو كانوا على حق هذه المرة ..
وأبنها هو المخطأ ومن يستغل الفتاة المسكينة هل ستبوء بذنبها ...لو صمتت على مـاوصلها ...


××ما عادت الأيام هي نفس الأيام ولا عادت الناس الحبيبه ، حبيبه أحتار فكري ، قبل تحتار الأقدام الدرب موحش ، و المشاعر غريبة××


****

تتصفح هاتفها حين وردتها رسالة على الدايركت من أحد قرائها :السلام عليكم ..الكاتبة الرائعة الجوزاء ليه توقفتي عن الطرح ...
جوزاء بصوت مسموع :اللحين تذكرتوا الجوزاء يوم وقفت عرفتوني خلاص أعتزلت المهنة ..
ردت عليها :ماتعجبكم روايتي ..
القارئة :بالعكس كتاباتك جميلة وناضجة وتعجب الكثير ...
الجوزاء :وين الكثير اللي تكلمين عنهم ...الكثير والله شوفيهم عند كاتبات الأنســتقرام ...
القارئة :افا هذا وأسمك الجــــوزاء ..
خلك سما واترك القاع للقاع وارفع عيونك ، للنجـــوم المطله !!
على الطرف الآخر أخبرتها :أبشرك دهنت سير الكاتبة وشكلها بتكمل روايتها ...
ليلى بحنق :الله يشغلك أنتي وياها يوم أنا ماني راعية هالخرابيط وخليتيني أقرأ معك وأتورط ...وش فيها ياحظي ليه ماتكمل ...!!!
يارا :زعلانة من القراء ...
ليلى بتملل :وش تبي بعد ردينا عليها بالمنتدى وحطينا له ألف وترليون لايك بالأنستا ..
يارا تبحث بهاتفها :ماأدري عنهااا تقول ماعندي مثل كاتبات الأنسقترام ...
ليلى بفضول:وش يطلعون ذولي بعد ..
يارا تغلق هاتفها :مأدري عنهم هبة جديدة يكتبون لارقيب ولاحسيب وأن كان الواحد مايخاف الله بتشــوفين العجب ...والجمهور مايحتاج أقولك جيل هب هب ...
ليلى :المهم مالي شغل خليها تكملها ولاتروح برجع أتابع مسلسلات وهي بتأخذ ذنبي ...
يارا :تخيلي أكتب لها كذا عشان صدق تعتزل ولاعاد تكمل ذا الرواية وجود تعلق بأوربا ...
ليلى :لاخلاص لاتضغطين عليها أخاف تكتب نهاية مأساوية ...المهم بشريني خويتنا للحين ملتزمــة ...
يارا :ايه أبشرك ماعليها ماسكة خط بس اللي ماني فاهمته هي وش لها بالبدو وعلوم البدو ...كان جلست على رواياتها
الأبو اللي ساحب على عياله والبنات الفلتانات ...
ليلى :غديها تزوجت وعقلت ...
يارا :الله يكفينا شرها والله أن قلبي قارصني منهااا ...
ليلى كانت تتحدث بلكنتها العادية قبل أن تقلبها للهجة اللبنانية :على طاري قلبك اللي قارصك وش صار على سالفة عمتك عرفتوا من ماخذه ...
يارا بتحسر :لاوالله بس مصير الحي يتلاقى ونعرف وش مخبية ...
على الطرف الآخر
فتحت جهازها السابق الذي تركته خلفها في منزل والدتها
فتحت البرنامج الذي تكتب عليه رواياتها
حاولت أستحضار أفكارها
بحثت عن جــود وأبطالها ...
ولكن عقلها لايستحضر شيء ســوى منظر للحروب
وجنود ممزقين والدماء التي تغطي الطرقات ...
وصوت دوي القنابل والصــواريخ ...
لايوجد أي رومانسية أو أي من الشخصيات الخيالية التي تتفنن بنقل مشاعرها وأحداثها اليومية ...
فقط وجه أسمر ملطخ بالدماء يخرج من أسفل أنقاض المباني ...

××يا قلبي اللي تراقب من رحل عنك تبي تقرّب وخايف لا الخطا يبدر الوصل هيّن لكن المشكله أنك تقدر تكلم حبيبك .. بس ما تقدر ××



***


ينقلب على جانبة بفراشه الضيق يقرأ من
مذكراتها على الهاتف :
لم تكن مشكلتي بالعثرات ..فلقد تعلمت دائما كيف أصلب عظامي
وأجبر كسر نفسي بعد كل وقوع ..ولكن الفرق هذه المرة ..
لايوجد لدي رغبة بالنهـــوض ..
لقد أستسلمت روحي قبل جسدي ..
همس لنفسه :مرة وحدة بعد ..أصبري مرة ..
قبل أن ينقلب على ظهره ومازال هاتفها بيده يقرأ شيء آخر :
أشد مايؤذيني أنه كان عندي أكثر من فرصة لأحمي نفسي من كل هذا الألم
ولكن أستسلمت قبل أن أبدأ ...فقط لو قلت لاا لمرة واحد ...
لو تفوقت على خنوع روحي مرة فقط لكفيت نفسي كل هذا الأذى ...
أذى ..ألم ..وجع ..خلاص أرجوك توقفي ألا تمتلكين سوى هذه المفردات ..
همس بصــوت مسـموع :
ايه وش تركت لها يابتال غيرهن وش ذاقت على يدك إلا هن ...

أنه وسط حرب ..حرب كبيرة جداً ..ولكن حربه الصغيرة داخل قلبه أشد أذى وألم وفجيعة ...
أن تكون بعيد محروم من الوصل هذا مؤذي
وأن تكون تستحضر الذكريات وتعيش مشاعر الطرف الآخر
وهو يعري روحه عن أبسط خلجات نفسه
هذا أشد وأقــسى ...
لايستطيع النسيان ...ولامحي الماضي
ولاحتى أيقاف نفسه عن قراءة المزيد وكأن مايقرأه سياط
تجلد روحـــــه ...


××لاتلومني لابديت تشوف تقصيري أهملت وصلي ولا قدمت تبريرك مدامك تشوفني مثلي مثل غيري و شلون تبيني أميزك عن غيرك ××
*المـاضي*

حين أقتربت الطفلة بمظهرها المبعثر ... شعرها قد أنتكش ...
كنزتها مليئة بالغبار وبنطالها قد تمزق عند الركبة وسالت الدماء منها ..
الحكم يسألها بفزع :وش فيتس ..؟؟!!
ياسمين وهي تلهث :الكللب الككلب كان يلحقني ...
هجرس بنظرة شك :أي كلب ياكذابة ...
الحكم :أنت أسكت محد نشدك ... وين كنتي ...
ياسمين بشعور عظيم بالذنب :عند سور المزرعة كنت بأخذ توت من مزرعة الجيران ...وكلبهم لحقني ....
الحكم الذي توجه حيث كانت تشير ليتأكد من أمر الكلب وأنه لم يلحق بها حتى مزرعتهم ...
هجرس يمسك ذراعها بقسوة :قولي الصدق اللي يلحقك كلب ولا أنسان ...
ياسمين وهي تسحب نفسها بعيداً عنه :أنت مجنون قلت لك كلب ...
هجرس يضايقها بأقترابه منها حتى حاصرها على أحد الِأشجار:أمس كنتي تلعبين مع الكلب واليوم خايفه منه !!!
ياسمين :وخر عني ياغبي ...
هجرس يتذكر أمر قد غفل عنه:ماني موخر أنتي ليه ماتسمعين الكلام يوم قلت لتس لاتركبين الخيل ليه ركبتي ...
كانت منزعجة من قربه وفرض قوته عليها ....هو لاسلطه له عليها ولكن مجرد أن يعطيها أوامر دون عن البقية يجعلها تمقته لأبعد حد ....
ياسمين تكشر بوجهها حين لاحظت أبتسامته القذرة والغير مريحة بالنسبة لها حين تميل شفته السفلى لليسار فهو يبدو خبيث لأبعد حد :وخر عني ولابعلم عليك أبوك ...
هجرس :خذي راحتس صرخي نادي سمعي كل أهل المزرعة ... بس قبلها تذكري محد سامعتس وأنا بربطتس مع شوشتس بغصن الشجرة ...
زفرت بأرتياح حين أقترب الحكم الذي لم يعجبه المنظر :وش تســوي بالبنت أنت لي متى تستقوي على اللي أضعف منك ..ودك أمردغك قدامهااا !!! ...
أستغلت فرصة جدالهم وفرت ولم يفتها أن الحكم قد دفع هجرس على الأرض وبدأ يكيل له اللكمات وذاك لارد له سوى القهقة السخيفة ...
قبل أن تسمع صرخة الحكم وحين ألقت عليهم نظرة.. كان هجرس يقف وينفض ملابسه من الرمال العالقة بها ...والحكم يجلس على ركبتيه وذراعه تغطي عينية ..ففهمت أن الثعلب الماكر قد أستخدم حيلة ليخلص نفسه من المــوقف كعادته ...


*الحاضر*

كان ينظر بتركيز على ضيوفة يشعر بأن زيارتهم لم تكن بغرض الأطمئنان على حاله وعيادة مريض فقط ...
ملامحهم تقلقه .. رغم أنه قد أخبرهم سابقاً أنه معهم وسيشهد لصالحهم ...
خالد أبو لافي وهو يهز فنجانه علامة الأكتفاء :ياأبو عواد حنا فقدناك في مجلس الشيخ عقاب وجينا نتطمن على حالك ...وخيرة أن جيناك في مجلسك وتعرفنا على هالوجية الطيبة ..
عواد :ماعليك زود ياأبو لافي ومجلس أبو عواد مفتوح لكم بكل حزة ..
خالد يعود للموضع الرئيسي فمهما تحدث لايشغل باله سواه وقد أستصعب ماسيقدم عليه اللحضة والأكثر أزعاج له أنه لم يعجبه من المتواجديين من أبناء محسن إلا الأكبر وهو متزوج :موضوعنا اللي أنت خابر ياأبو عواد .. فيه حلاً ثاني له .. شاروا علينا فيه اللي يحبون الخير ومايبون المشاكل والمحاكم وطوالتهااا ...
محسن بصوت مبحوح من المرض :كلمتي على أولها أنا معكم باللي تختارونه ...
عبدالله يتدخل فهو يعلم أن الوضع أصبح أصعب على أخيه :الحل النسب ياأبو عواد ..!!
محسن الذي فهم الآن السر قدومهم :والله لو عندي بنات جوزتكم أن كان تعتبرونها حل مشكلتكم ....
خالد يتذكر طريقة وضحى بالحديث :عندك عيال وحنا نتشرف فيهم ونجوزهم من بناتنااا ...
عبدالله :الشهادة ياتكون من قلب ياماتكون ترديد كلام ... لو تجوز حدى عيالك من بناتناا هذي تكفي عن مية شهادة ...
خالد متدخلاً :وش رايك ياعــواد ؟؟؟
أحد الحاضرين من أبناء محسن يهز سبحته وقدمه بتوتر وحين لاحظ وجه أخيه الأكبر تدخل من أجله :أنا عزابي وأدور مرة وبنتكم أكيد أنها بنت رجال صح أني ماني بمثل عواد ... بس ماني ردي ...
خالد الذي تغضن وجه فهذا بذات لم يكن يعجبه حركته كثيرة ونحله يضايق أي من ينظر إليه ويبدو أصغر من أبنته حتى : حنا نشتري نسب أبو عــواد ...
حامد وهو يعود لينظر لوجه عواد الذي عاد للأرتياح فيشعر بصواب تصرفه :أجل توكلنا على الله ..حددوا اليوم اللي يناسبكم ونروح نحلل ونملك ...
محسن الذي لم يعجبه تعجل حامد فهو أشبه بغريق يتخبط ولايعي مايفعل حتى :أنا أقول شاوروا بنتكم بولدنا وأنشدوا عنه وبعدها نتكلم عن التحليل والملكة ...
عبدالله الذي شعر أن حديث محسن تملص :حنا أشترينا رجال وماراح نسأل وندور وراه ...مثل ماقال نحلل ونملك ..وخير البر عاجله ..
انفض المجلس على هذا القرار ولكن خالد لم يكن مرتاح أبداً لصهـره الجديد ...وأفضى لأخيه بذالك ولكنه طمأنه أنا أبناء محسن لم يعرف عنهم السوء أبداً ...
بعد خروجهم أنفجر عواد بأخيه ...
كان يصيح فيه بجنون بعيداً عن والده لايصدق أنه رمى بنفسه بهذة المراهنة المجنــونة ..
بعد خروجه من تجربة كانت الأثقل في حياته :ليه تدخل من طلبك منك تفزع ...أنت مجنون مهبول أنت قادر تجمع عقلك عشان تورط بنات الناس معك ....
حامد بلا أهتمام :أنا مارحت أخطب منهم هم جايين يرمون بنتهم علينااا ..وأنا مافزعت لك فازع لأم محسن ...
عواد بحنق لامثيل له :حامد ياأخوك الموضوع ماهو لعب ...
الرياجيل بيزوجونك بيكون بذمتك مرة من جديد ...تحس نفسك قد المسئولية تقدر تخوض هالتجربة من جديد ...
بدون ماتحطم نفسك وبنت الناس !!!
حامد :وش يبي لها ... قبل شهر كانت أمي تخطب لي ...
لافائدة لن يتغير شيء ...هو يستخدم نفس الأسلوب الذي كان يستخدمه حين يحاول نصحه في حياته السابقة ....
عواد :لاتكرر نفسك أخطائك ياحامد ...لو بتسمع لي بقولك أنت حتى سنة قدام ماأنت مؤهل للزواج ...وخوض تجربة جديدة ...
حامد بملامح مرتبكة :وش دراك يمكن أرتباطي هذا يقطع كل الطرق لحياتي الأولى ... بعدين أنت شايف أبو البنت متأكد لو بنته مثله بنسى الأوليين وطوايفهم ...
عواد برجاء :جلساتك لاتتركهاا أنت اللحين بحاجة لها أكبر ...
حامد بأنفعال :أنا ماني مجنون ... اللي هبلت فيني روحت الله يستر عليهااا ...أنا رجال عقلي براسي ماأحتاج دكتور عشان أعرف أتعامل صح بحياتي ...


نمشي على النيّات وقلوبنا بيض
وربي على حسن النوايا رزقنا

****
تقلبت بفراشها غير قادرة على مغادرته ... أو الشعور بالراحة والعودة للنوم ..
فرأسها يئن من الألم ...
حين يهدأ صداعها للحضة تفكر هل هذا ذنبها ليلة أمس حين سخرت من أمراضة وكبر سنه ...
هاهو يبدو بنشاط الشباب قد نهض وبدأ يومه بشكل طبيعي وهي مازالت حتى الظهيرة غير قادرة على مغادرة الفراش ...
أو التعامل معه ..
تعلم أن مظهرها بأسوء حالته وهذا ليس ماتخطط له
حين دخل عليها ودفع طاولة القهوة حتى وضعها قرب السرير ..
ليجلس على طرفه ويمد لها فنجان قد سكبه :أشربي هذا يمكن فاقدة القهوة ...
تقبلت الفنجان منه وهي تخبره :ماهجدته المسكنات بتهجده القهوة ..
سألته بغيض ونبرة شك :أمس دعيت علي يوم قلت اللي قلته عن أمراضك ..
رد عليها بلهجة مؤنبة :هالسؤال شاوري قلبتس فيه ؟؟
يالله أشربي قهوتس ...أنا بنزل تحت أخلصي كم شغله ...وأنتي جهزي روحتس بنطلع نتعشى ..فوتي الفطور والغداء ...
ردت على أتصال والدتهااا :هلا يمه بخير الله يسلمتس...يعني راسي شوي يعورني ...
ظلت تستمع لتوبيخ والدتها على الطرف الآخر وأن لم يصبها إلا عيون النساء أمس حين رقصت أمامهن كالمعتــوهة ..
لم تصدق حين غير الموضوت أخيراً وهي تخبرها :بنات سعد أكلني كل شوي جايه وحدة تدور فوق راسي بيموتن يعرفن من أعرستي عليه والله بيفضحنا بالعرب ...هوني عن خبالتس وخليني أعلمهن ...
أغمضت عينيها من الصداع الذي تفاقم حين تحمست لرد على والدتها :يمة طلبتك لاتقولين لهن شي أنا أبغى أدبهن شوي ..بالوقت المناسب أقولهن ...اللحين بقوم أتجهز بطلع ...
تقبلت دعوات والدتها بتأمين فيه أكثر من محتاجة لهذة الدعوات ...
وقفت لتستعد ...
وبدأت بحمام سريع فالجو قد أصبح دافيء جداً والرطوبة لاتساعد على الشعور بالراحة ...
حين فرغت من أستعدادها كانت قد أرتدت عبائتها حتى حين تذكرت أنها لم تضع لمستها من العطر ...
رفعت عطرها لتضع منه مع دخــوله وقعت عينها على أنعكاساتها بالمرآءة كان يدفع الباب من خلفه ليغلقه وهو يلاحظ ماتفعله ...
لتستسلم وتضع العطــر .. هي تعي جيداً فكرته عن تطيب المراءة والخروج ...
كان فعلاً ملاحظ لتصرفها ولكن تركيزة كان على مظهرها ...
الذي يقلقه فعلاً ... فقد كان بينهما فجوة عمرة كافية ويعيها ولكن بهذا المظهر هي تضيف عدة سنوات على الفارق بينهما ....
سألها بلهجة مشاكسة لم تكن تعلم أنه يمتلكها :ماهو حرام اللي تسوينه ...
غادة وهي ترتدي طرحتهاا ..لقد ظنت أنه سيفتح محاضرة عن الخروج متطيبة ...
ولكنه أخبرها بكل بساطة :سرقتي الزين عن جيلتس والجيل اللي بعدتس ...
ردت عليه وهي ترتدي نقابها :وش أسوي فيهم محد قالهم ينافسوني ...
سلطان بضحكة أستنكار :أمشي أمشي أنت مالتس حــل ...
لاحقاً بالمطعم ...
حين وردته رسالة على تطبيق الواتس ..رفع هاتفه ليفتحها ...
أبتسم كردة فعل على ماورده ... قبل أن يطبع عدة حروف ويغلق الهاتف ليعيده لجيبة ...
حين لاحظ تكشيرتها :ياسمين توعدني تزوجني اللي أحسن منتس ...!!
كانت ستزفر براحة حينها لأن توترها لم يكن له مثيل وهي تتخيل أن تلك الأبتسامة كانت لشخص آخر :يمكنها صادقة ...
رد مراوغاً وهو يتناول من المقبلات التي كان قد قدمت لهم :ماورانا شي نجرب وعدهاا ...!!!
كان تتكيء بكوعها على الطاولة حين أخبرته :ماهو زين لك ...
وحين رفع عينه لها أكملت :الحمص ثقيل عليك ...خلك على السلطة ...
كان تدور بعينيها بالمكان وتهز قدمها بتوتر لم يتغير شيء هو يعي مشاعرها جيداً ويحب التلاعب فيها ...
سرعان ماسيتشعل الفتيل بينهما ...
وتعود الأجواء المشحونة المتوترة والتصادمات التي لانهاية لها ...هي بحاجة لتهدأت نفسها ولكن هذا لن يحدث بقربه ...
وقفت بشكل مفاجيء وهي تخبره :بروح الحمام ...
لكنه يده التي قيدت معصمها كانت أسرع وهو يسحبها للمقعد جواره ويحكم تطويقه لكتفيها وهو يقول بكل تشدق :وأنتي الغيرة ماهي زينه لتس ...
لم تكن تعي مايفعله حتى وضع قطعة الخبز المغمسة بالحمص بفمها :جربي تأكلين وأنتي هادية ...وقتها مايضرتس شيء...
وأردف وهو يمسح يديه بمنديل السفرة :ماطلبت حلا..أنتي ماتحبينه وأنا مايعجبني من الحلا إلا نوع واحد ...
وحين لاحظ نظراتها المركزة عليه :أنتي وش بيكون بعد ...
كبحت أبتسامتها البلهاء .. وهي تـفــكر لقد أعتقدت أني تجاوزت الأفتتان بك فمابالي صرت مذهولة حتى بغزلك الفج عن الطعام ....

معاد اذكر من تواريخي إلا
تاريخ ميلادك وتاريخ لقياك


****
كان الجو بارد جداً وهو يسير بتلك الساعة المتأخرة يرتدي الزي الرسمي للبلد الثوب ومن فوقه حزام قماشي.. وخنجر في مقدمة وسطة ...ومن فوقة جاكيت رسمي .. وتحت ذا الجاكيت بالخلف سلاحة الناري ...
لن يتعرف أي أحد عليه لو رآه فهو يبدو كأبناء البلد فلايوجد فرق كبير بين الملامح العربية ولون البشرة ..
أستوقفه أحد الميلشيات بشك تحدث معه قليلاً وحين رد عليه بلهجة أهل البلد ولم يبدو عليه الأرتباك سمح له بالتجــاوز وأخبره أن حظر ولايسمع بالتجول في هذه الساعة ..وماأن أعطاه ظهره حتى أنقض عليه بخنجرة ليضرب بمؤخرته على رأسه حتى أفقده الوعي ...
فخرج من خلف المكان الذي أندسوا فيه مجمـوعة من الأجانب ..
أشار إليهم باللحاق فيه ...
وشخص آخر أخذ على عاتقه أبعاد الشخص المصاب حتى لايكتشفوه رفاقه ويكشف الأمر قبل أن يصلوا بالرهائن إلا بر الأمان ..
..
بعد ساعة كاأن قد أجتازوا المنطقة الخطرة وخرج الرهائن بسيارات يقودها رجال من أهل البلد ...
رفع هاتفه وأتصال :برق 1 ..تم الجزء الثاني من المهمة ..
:تم .. عد لموقعك السابق ..
أغلق عينيه بتصبر :أي موقع !!
:سبطر .. عد لموقعك ...
سبطر :عُلم ...
وعاد على أثره بصبر وثبات ...
عبر المنطقة المغلمة بالميلشيات حتى وصل للموقع المقصود ...
طرق على باب المنزل ..فتح له الباب بحذر ...
دخل وأغلق الباب من خلف وتوجه لغرفة خلف المنزل البسيط ونزل مع السلالم حتى وصل لباب طرق عليه وهو لايكاد يرى أمامه من شدة الظلام ...
فتح له الباب ليغزو ضوء شديد بعينيه ..
بدأ بنزع ثيابة وعلقها ليبقى بلباسه الأسود ...
ليسأله ذاك بتهكم :رجعت !!!
سبطر بضيق :ماأنتهى شغلهم معي ..
يوقد سيجارته وينفخها :مادخلت المعركة إلا من أسبوع .. وش مستعجل عليه ..
سبطر يجلس على مقعد أنبعث منه الغبار ماأن جلس عليه ..ولكن لم يتأثر فيه رغم أن الآخر كح بشدة على أثره :كملت مهمتي ...
مازال يكح :بأسبوع ..وتبغاهم يسمحلون لك بالأنسحاب .. وبعد أن فرغ من سعاله :ساعة يدك لاعاد تطلع فيهاا ..
سبطر نظر لساعته وأنتبه للخطأ الذي وقع فيه ..
نزعها من معصمه قلبها على الجهة الأخرى وألتقط حجار متساقط من الجدار المتهالك ...وبدأ بأتلافه وأول مابدأ فيه الحروف بخلف الساعة .. حين تأكد من مظهرها الغير ملفت تركها فهو مازال بحاجتها لمعرفة الوقت ...
تركه وبدأ يرسم على الجدار رموز عشوائية ..
وسبطر تجاهله هو الآخر وفتح مصحفة الصغير وبدأ يقرأ فيه ...
دوي أنفجار جديد بمكان قريب ..
ليقول ذاك متهكم :بتكون نهايتنا ياسبطر الموت بنيران صديقة ...
سبطر يرفع صوته :" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون "

****

يجلس الأثنان متواجهان في أحد المقاهي عصر يوم عمل طويل ...
فرك أعلى رأسه كأعتراض على الحديث الذي فتحه والده ..
وكان سيكون أحمق لو توقع أن والده سيقطع كل هذا الطريق من الخرج للرياض ويقابله بمكان بعيد عن العائلة إلا لمثل هذا الموضوع ...
عبدالله يرتشف من فنجان وهو يرى تحول ملامح أحمد بعد أن فتح معه موضوع الزواج :الدكتور يقول مافيه شي يمنعك أنك تزوج وتشوف حياتك وكل اللي عندك مخاوف ومحبطات المفروض ماتلتفت لها ...
أحمد يضيع نظراته بالمكان وجسده يسخن من قسوة فتح الموضوع عليه ..يضغط على الحروف وهو يتحدث بلهجته المنخفضة :بماأنك فتحت الموضوع ... هل هذي هي الطريقة المناسبة عشان يتزوج أحد بمثل حالتي ...
عبدالله بتكشيرة :وش هي الطريقة المناسبة بالنسبة لك ...
أحمد :الأقتناع لازم يكون من داخلي ...الرغبة بدخول هذي التجربة كان من المفترض يطرح من قبلــي ..والأنثى اللي بأرتبط فيها المفروض تكون من أختياري عشان أقدر أكون معها طبيعي ...
عبدالله يتغاضى عن الجزء الأول من الحديث هو لايريد كبح أرائه ولكن هناك أفكار يجب كبحها قبل أن تتفاقم :السالفة هذي خلصنا منهااا موضوع بعرفها قبل أرتبط فيها قايل لك من مبطي هذي ماتمشي عندي ...إذا تقبلت زواجك بأي وحدة بتعرفها بكرة بقبل اللي بتجيبه لي أختك !!!
مافيه أحسن لك من بنت معروف البيت المتربية فيه وأهلها مشهورين بالدين والصلاح ...
أحمد بأعتراض :هذي أفكارك أنت ماهي أفكاري ولا رغباتي ..
عبدالله يكمل هي معبر لأعتراضاته :اللي بتجيبها لي من الشارع بكرة أبسط أسرارك بتفضحهااا ...بس بنات الرجال لو صار ماصار مافضحتك وفرجت الخلق عليك ...
أسمع كلام أبوك عمري ماقصرت عليك وماأبي لك إلا اللي أحسن منــــــي ..
شرب قهوته الفاترة ...بماذا يرد عليه ... هل تتلافى تجاربك في ياوالدي ... لما أنت لم تبقى على قريبتك وأبنة خالتك ...
وتزوجت والدتي ....هل هذا سؤال سيطرحة أبن على والده ...


****
تستمع لأختها ولاتصدق هل هذه حقاً أفكارها أم مجرد ردة فعل حانقة على طلاقها ...
عبير بتأني :حسناء تكفين قصري صوتك لايمر أحد من الوراعين ويلقطها وننفضح ...
حسناء وهي تصب لنفسها فنجان وآخر للعبير :أنا ماأقولتس عشان تروحين تعلمين باقي البنات ..ترى تفكيرهن ماهو مثلي ومثلتس ...مثل أمي وجدتي ...أنا بس أنتظر أطلع من هالعدة وبتشوفين السعادة اللي بعيش فيها ..
عبير بضيق :السعادة اللي بتعيشين فيها بالمسيار ياحسناء مسيار!!!! من بيوافقتس عليه ...
تأففت بصوت مسموع :بتزوج مثلي مثل غيري ..وهالمسيار اللي ماهو عاجبتس ماهو وحدة ولاثنتين اللي جربنه وعايشين حياتهن على أحسن مايكون ...
عبير :والعريس اللي على مخططاتس من وين بتجيبيهن ...
حسناء :عندي خوية مضبطه وضعها ووضع غيرها ...كل اللي أبيه شايب وعنده ملايين ولا يزعجني ولايلاحق وراي ...
عبير :وليه ماترجعين لزوجك هو الله رازقة وموسع عليه ...
حسناء :الله رازقة لنفسه ماشفنا من خيره شي ...أنا أبي واحد يصرف علي بدون أسئلة ...وسلطان من يوم أخذته وهو كأنه يتصدق علي بالصرف ..بالله فكيني من طارية ...
ترى ماصدقت أرتاح من ذكره شوي ..كلً شان علي حرب عشان أرجع له ...
عبير :لو تزوجتي ماراح يبقون لتس عيالتس ...
حسناء :عيالي بيبقون عيالي وأحسن خليهم يربيهم وأنا أرتاح شوي ..بس الحقيقة ماراح تغير أنا ببقى أمهم ...اللحين خليني أشوف حياتي ...
وحين لاحظت نظرات أختها المستنكرة :لاتناظريني كذا ..حياتي ماهو مثل حياتك ....أنا أسمع بالحب ياعبير ولاجربته ... حياتي كانت كلها واجبات وتنازالات ...لو سلطان عنده شوية مشاعر لي كان رجعت له ...
بس عمره مافرط بمشاعره علـــي ...
عشان كذا أقولتس لاتقارنين حياتي بحياتك ...
أنا طول عمري كانت حياتي فارغة وصبري عشان العيال ..بس الواحد يوصل مرحلة معها يمل ...عارفة وش بتقولين
الحب بتلقينه عند الشيبان ...لاياحبيبتي عارفة ماعاد أنا لاقيته بس على الأقل بلقى أحد يكون منبهر فيني يقدر اللي قدامه ...
وحين لاحظت وجوم عبير سألتها بجس نبض :سمعتي آخر الأخبار ...
عبير بعدم فهم :لااا وش عسى خير ...
حسناء :حمانا العتيد ... رجع يلف ويدور على طليقته ...
عبير بذهول وعقله لايريد أستيعاب المعلومة :وش هو ...!!
حسناء تسكب لنفسها فنجان جديد وهي تتسلى بالأخبار التي سمعتها:والله هذا اللي سمعته مقابل أبوهاا بمجلس واحد من الجماعة وملمح له لو تبغى ترجع تأخذها تعال خذها بعباتهااا ...
عبير بحنق وهي من تكره المها كره شديد وكيف الحظ سيبتسم لها مرة أخرى بعد أن أصبحت مطلقة وأم طفل :وهي فوضى ..!!
حسناء :بكيفهم ...معقوله أهله مادروا ... قريب بتلقين عقاب منجلط تعرفين مايرضا على بنت أمين ... والسالفة بتولع بين الأثنين ...
رغم صدمتها بالخبر ولكن لم يفتهااا سخرية حسناء من جد أبنائهم وكأن الأمر أصبح شخصي بينها وبينه !!!

ما ظنتي الزلّه تفرق بين الأحباب
لكن اللي يبي البُعد أعذاره كثيييره

****
كانت تراقب أستعداده للنوم ... وحين لاحظ نظراتها وهو يضبط منبهه ...
عقاب بأنزعاج :وش فيتس تراقبيني وصوتس مايطلع ...!!!
فهدة بتنهيدة :ماأنت ناقص ياعقاب أرقد وخلها على الله ...
وضع المنبه بقسوة على الطاولة قربة :بتقولين اللي عندتس وإلا أقوم عليتس بعصاتي ....
فهدة التي تشعر بالراحة أنها ستخبره :ولدك راح لمجالس أهل طليقته ويتلصق فيه ويتميلح عندهم وماأدري وش خادمهم فيه ومعاونهم واللحين يقولون تعال خذ بنتنا بعباتها ..
عقاب بنظرة حادة :تخسين ويخسون ولدي ماهو مسوي تسذا ...هذي خرابيط حريم يحسب لاقالن تسذا بتمشي الأمور على هواهن ...واللحين قومي عني خليني أهجد مثل خلق الله ...
****
طرقات حادة على باب غرفتها من شدتها خشيت أن يستيقظ طفلها الذي ينام مع مربيته بالغرفة الأخرى فتحت الباب لتجد ليلى تقف متكتفة ...
أسماء بأنزعاج :يعني لو أحد من العيال قلت دفش ومايفهم بس أنتي ...
ليلى تدفعها لتدخل :شوفي أنا الدخان بيطلع مع أذني من النرفزة لاترجيني ...
أسماء بأعتراض على أسلوبها :ولدي بالغرفة الثانية ...لو قام هالساعة ماراح يرجع ينام بسهولة ...
ليلى بسخرية :تصدقين نسيت أن عندك ولد ماله حس ...المهم أسمعي أووووف وش أسمعي بعد .. أنا جيت هنا اهدي نفسي عشان ماروح أذبح السلقة مريم ...اوووف أدخن قسم بمووووت ...
أسماء وهي تسترخي على مقعدها المفضل :وش مسوية بعد ؟؟؟
ليلى :ماسوت شي أهلها وأخوك اللي بيسوون .... فياض بيرجع يأخذ المهااا متخيلة ...
أسماء بشهقة :وخزام ..
ليلى :تستهبلين صح ... وقفت عليه كلهم يأخذون على ثنتين ...
أسماء بضحكة أستنكار :تستهبلين صح عشر سنين ماتزوج واللحين بيأخذ ثنتين ...
ليلى بتأفف :بنجلط قسم لو وحدة ثانية قلت عادي بس الخايسة الكريهة أنا مابلعتها زمان عشان ترجع اللحين بحياتناا ماصدقت تزحلقت حسناء ...اللحين يتجمع بنات العم على راسي ..
أسماء وهي تتأمل أظافرها:أصلاً خزام لو عرفت بتتطلق منه ...
ليلى تعض شفتها بغيض:أنا ماأقدر أجلس كذا لازم أسوي شي تجين نروح بيتهم ندوس على وجهها ..
لم ترد على أقتراح ليلى السخيف وكل تفكيرها ..وبدأت أحلامك تتحطم على أرض الواقع ياخزام ..
هذا من أرتبطتي فيه .. أنتي مجرد رقم في حياته ويمكن أن تمتد الأرقام لأكثر منك ...
أرجوك خيبي ظنوني كوني ثائرة من أجلنا من لانستطيع أن نثور على مصائرنا ...
أنتي لايوجد خلفك عادات وتقاليد مجبره على السير على خطاها ...والتقيد بأحكامهاا ..
لاتستلمي لتكوني مجرد رقم فيه حياته ...
عادت تكرر جملتها وكأنها تريد أن ترسخها في ذهنها :خزام ماراح ترضى ماهي مضطرة ...
ليلى بعدم تصديق :ووش بيدها تسويه من وراها أصلاً ..
أنزلي بسقف توقعاتك رجاء ...تراها خزام بنت أمين ورضا ...
أسماء بأنفعال :لأنها خزام بنت رضا وأمين المفروض يكون هذا تصرفها لأنها ماعندها شي تخسره ولاأحد يضغط عليهااا ...
ليلى بنظرة أستنكار :وراها الفقر ياأمي ...أصلاً أنتي تعيشين تخبطات من قرارك الغبي ذاك ...
فكيف بتفهمين موقف غيرك ...لوجتك فكرة شريرة للأنتقام فيديني فيها ...
وأخبرتها وهي تفتح الباب :أسماء متأكدة أنك وارثة الخطط الشريرة بليز حركي عقلك شوي وأنصحيني ...
لم يكن ردها عليها إلا أن ألقت المخدة الصغيرة على الباب المغلق خلفها ..


احدٍ يدورلك خطا وانت ما خطِيت
واحدٍ يدورلك عذر وانت مخطي

****
لو أرادت تصنيف هذا اليوم لوضعته بالأيام الأشد سوداوية في حياتها بالأمس غادر الصغيرين ولم تستطيع حتى اللحضه تجاوز الأمر ...
فقط أمر العودة للمنزل بعد فراقهم هو من أشد اللحضات صعوبه على نفسها لن يبحث عنها أحد ليستلم ألواح الشكولاته التي تعود بها..
لن يفسد أحدهم قيلولتها لتساعده بدروسه وهو يبكي لأن بلقيس صاحت في وجهه حين لم يستوعب شرحها..
هل سيستطيعان الأنخراط بالدراسه كيف وهما لا يجيدان اللغه رغم تكثيف والدتها الدروس لهم ولكن لاتعتقد أنهما يجيدانها بشكل كافي ..
استيقظت من أفكارها على الكابوس الذي يقف فوق رأسها ...
ردت بتكشيره على طلبها الجلوس .
أميرة وهي تجلس وتضع قدم على أخرى لم يعجبها عبوس خزام هل تعرف الخبر فعلاً ألن أحضى بشرف نقله لها : كيفك ياحلوة تصدقين دايم اقول لصاحبتي اكثر وحدة تشبهني بالكلية خزام كلنا ندرس على حساب غيرنا ومقضينها لعب ووناسه ...
خزام وهي ترتشف من قهوتها : وش تبغين مني ..
أميرة تقلد لهجتها : وش تبغين مني .. ترى يع اللهجة النجديه على لسانك .. خليك على اصلك ..
خزام بتافف : تعرفين اشكالك وش صار يطلق عليهم متنمرين ..
اميرة: مصدقه نفسك سندريلا.. عشان أتنمر عليك ..
خزام وهي تحمل شنطتها لتقف .. لتتدارك تلك الموقف وتخبرها: شوفي ياحلوة صح ماأحبك بس ولو كلنا بنات ومانرضى الخديعه لبعض تدرين أن حبيب القلب بيرجع لطليقته.. نصيحة من قلب محب اتركيه قبل يتركك عشانها منظرك بيصير مو حلو...
اخبرت نفسها اغلقي اذنيك لاتستمعي لترهاتها تقدمت دون أن تلتفت للخلف ... حتى لاتوحي لها أنها قد صدقت شي من ماقالته...

غلطان يوم ان احسب المحبة تدوم
" الله .. لو اقدر ارد الليالي ورى

أغلق هاتفه للمرة الأخيرة وهو يتظاهر بالهدوء بوسط الأجتماع الجاري ...
هز قدمة بخفة أتصال والده لثلاث مرات متتالية في فترة عمله ...
تعني أن الخبر قد وصله ..
حذره سلطان من كل هذا الأمر ولكنه لم يعبأ بتحذيراته ...
ماأن وصله الخبر كان قد أخبره :وش تبي فيهم تخدمهم
ذولي اللي فضحوك وسط الجماعة كلهااا ..
كان قد رد عليه :مايهمني خلهم يطلعون بالشينة وأنا بالزينة ....
حينها درس ملامحه سلطان للحضات وأخبره :لاوالله للحين براسك حب ماأنطحن وبتخرب الأولي والتالي وماهو خسران غيرك ...تراك تجري ورى سراب يافياض ...
كان قد قهقه لحضتها وأخبره :ماباقي إلا تقولي عصفور بيدك ولاعشرة على الشجرة ...
لو أتينا للواقع هو يستمتع بكل مايفعله أن تنقلب الأمور لمصلحته وأن يبحثون عن حاجتهم لديه ...
هذا من شخصيته يحب أن يكون المنتصر دائماً ..
ولكن كل ذاك قد تخبر حين وصل الأمر لوالده فهو لايريد أن يكبر الموضوع عن حجمــه ولايحب أن يتدخل أي أحد
بأموره الشخصية فكيف بأمور عمله ...

الوقت مايرخص قدر غالي
الناس بأفعالها تخسر قدرها

****
كانت تغسل المواعين ويديها مغمورة بالمياة الدافئة ورغوة الصابون لم تعي أنها قد حطمت الأطباق حتى دخلت عليها والدتها تسألها بحنق ماذا كسرت !!!
جففت يديها تاركه حتى المياة متدفقة وتوجهت للشماعة حيث تعلق عبائتها التقطتها وأرتدتها على عجل ولفت طرحتها بلثمة سريعة وخرجت بعد أن تجاوز الحدود بتجاهله لكل اتصالاتها بل حتى قرأ رسائلها التي تطلب منه مكالمتها ولم يجب عليهااا ...
توجهت للمجالس حيث تعلم أنه موجود كل مساء ...
كان مندفعة وهي تكاد تدخل غير عابئة بأعداد الأحذية أمام الباب والتي تثبت أنه يوجد المزيد غيره ...
كان أول من أكتشفها أخيه الصغير الذي شهق ونظر للداخل قبل أن يشير بيده بالتحذير أن تدخل وهو يصيح بأسمه بشكل مفاجيء :فياض تعال أبيك ..
عندها ألتفت بحده على الحسن الذي قاطع حديثه مع ضيفة وحين لاحظ توتر ملامحه سأله بنظرة حادة :وش فيك .؟؟؟
الحسن بأرتباك وهو يتوجه للباب :تعال بسرعة ظرف طاريء ....
لحق به وهو ينوي بتأديبة بقسوة على تصرفاته الغير مهذبة بوجود ضيوفة ..وحين وصل للباب كاد يتوقف قلبه من الذي رآه ..
لم يستطيع حتى أن يسألها ماذا تفعل هنا حتى لايكتشف أحد وجودها سحبهااا وهو شبه يركض غير عابيء أنه يكاد يقتلع ذراعة من مكانها ...
صاح بها بعد أن شعر أنها قد أبتعد كفايه عن المجالس :وش تسووووين عند مجالس الرياجيل ...
خزام وهي تسحب ذراعها منه :ماعلي منك ومن الرياجيل ليه ماترد على مكالماتي ...
كان يغلي حقاً مِزاجه سيء من الأساس وتصرفها كفيل بأن يجعله يفقد كل تعقله :والله لو ماأختفيتي من وجهي هاللحضة لأبكيتس دم هالليلة ....
خزام رغم أنها أرتجفت من تهديده وصراخة المرعب في وجهها ولكنها لم تنسى سبب تصرفها الأساسي :لاتبكيني ولأبكيك طلقنــــــــي ..وروح تزوج حبيبة القلب ..
بس لاتحلم ترجع تتزوجهااا وأنا ببقى معاك ...
كان يصد عنها وهو يستغفر بصوت عالي يشعر بأنه سيرتكب جريمة هذه اللحضة بسبب أسلوبها المستفز :روحي من وجهي هاللحضة لاتخليني أندمتس على اللحضة اللي فكرتي فيها ترتبطين في ...
خزام بصياح أرادت أن يكون مشابه لصياحة :ومين قال ماندمت ...ندمت عشر مرات ... أنت أصلاً مو كفو أوافق عليك المفروض رفضتك مثل كل البنات اللي رفضوك ...
كان حقاً قد أنشد كل عصب بجسده ...فقط مايشفع لها هذه اللحضة أعترافها السابق وإلا كان قادر على رمي اليمين عليها هذه اللحضة والأنفكاك من كل هذا الجنون ...
لم ترتاح لصمته تشعر أنها لم تنتقم منه كفاية سيتزوج ستكون العتيقة مهما كان ... أخبرته بلؤم :تصدق أكيد بيجبرونها عليك ماهي معقوله مارضت فيك وأنت بكامل صحتك ورضت فيك وأنت مشوه ...
شخر بسخرية وهو يشير بعينية خلفها :ارجعي للبيتس ترى خلاص وصلت حدي بالصبر عليتس ...
خزام :إذا كنت مفكر بتتزوجها وببقى على ذمتك ماهو على كيفك طلقني ...
فياض وهو يرفع يده مهدداً :ماهي وحدة اللي بأخذ عليتس ثلاث وأنقلعي وراتس لاتوصلينها للأخير ...
خزام بعته :يعني أنت بتتزوج علي ومفكر ببقى ساكته مخذولة مثل أي بدوية ثانية لاحبيبي لو فكرت تأخذ علي وماتطلقني لاتلومني لو صاحبت عليك ...
لم تستوعب الصفعة الأولى التي وصلتها منه رغم أنها أشبه بأصطدام رأسها بالحجــارة حتى تلقت الأخرى التي بعثت شلالات من الدم من فمها وأنفهــــا ...
كان تحدق متجمدة ..متألمة.. مصعوقة ...وهي تشاهد أخويه الذين تدخــلا لتفريقة عنها فيبدو أن صوت أنفعاله الأخير كان مسموع من الجميع والألفاظ البذيئة التي أخذت تنهمر عليها منه وصلت لجميع أركان وزوايا الساحة والقصر ..
لم تكن تعي أن العم عقاب كان هناك أيضاً حتى شاهدته يأمره بكل حزم :طلقهااا ...
وحينها سمعت رد ذالك الفج وهو ينفض نفسه من أيديهم التي قيدته :ماني بمطلق لو تجمع لي مشايخ الجنوب والحجاز ...
وبتجوز اللي أبي ...
عقاب بحزم :أطلع برى بيتي ...وجهك لاعاد أشوفه ...برررى بررى ...
لم يستمع أكثر فقط ألتفت حيث الكراج وتوجه لسيارته وأنطلق فيها ....
كانت تستمع لصرير عجلات سيارته وهي تسير بكل تخبط للملحق حيث وجدت والدتها وأخوتها يقفون على الباب وعلى ملامحهم الصدمة تجاوزتهم للداخل ...
وأختبئت بسريرها لتنفجر بالبكاء تحت لحافها لقد ضربها ..ضربهااا ...وعلى مرآى الجميع ...
الحسن كان قد ساعد والده للدخــول بعد الأنفعال الذي مر فيه ....
المنذر وفزاع كان يتبادلان النظرات بعد خلو المكان إلا منهما ....
فزاع بزفرة ضيق :هذا مره زودهااا ...بيتزوج يروح يأخذ اللي يبيها بس مايغلط على ذا الضعيفة ...
المنذر بشخرة سخرية :ضعيفة ..!!!
ماضعيف غير أخوي هذي فرخ حية طلعت أخوي من ثيابه الله العالم وش مسوية له ...
كان يتأمل أسلوب المنذر المشابه لوالدته لايمكن أن يتقبلا الوضع على سجيته دائماً لهم أراء مخالفة للواقع ...

كيف آمن قلوب الاوادم ؟ لا خنتي
مو كل جرح تضمده كلمة ( اسف )

قلبي يشابه قلب يعقوب .. وانتي :
" دمعتك " تشبه دمعة اخوان يوسف !

****

فتحت هاتفها وتوجهت للمقطع أقتصته وأخذت المفيد لها ووضعته بخاصية الحالة ...
سألت يارا التي تجلس على الطرف الآخر من السرير ...
وكانت معها من بداية محاولتها الحصـول على المقطع :طلع لك ...
يارا :أكيد طلع بس ايش اللي كاتبته ...مافهمت !!
ليلى ببرود :ماهو لازم تفهمين أهم شيء الرسالة توصل ...
يس فتحت الحالة الملقوفة الهيلقية ... لحضة برسلها أن المقطع كامل عند فزاع إذا تبغاه ...
وفعلاً أرسلت لها: أعجبك المقطع ..تراه كامل عند زوجك أنا اخذته من جواله ... تقدرين تفرجينه على اللي تبغينه ...
....
((كان مقطع فياض وهو يلقي قصيدة عاشق خزام ..وأضافت عليه عبارة أن هويت لا تهّوى إلا الصعب الثمين ولا يروي ضماك بيرٍ كل عابر أرتوى منه ))
لاتعلم مالفائدة من هذه التصرفات ..
لقد أستسلم صاحب الشأن .. مازالت تتذكر الحالة التي نقلها الحسن لهم عن وجه خزام بعد أن تهجم عليها ...
كان هو غاضب ومتضايق وحانق من فياض فكيف
بصاحبة الشأن ...
جدها غاضب أيضاً ويسعى لتطليقهما ...
ليلى فقط التي تتصرف وكأنها بعالم آخر وكل مايهمها أن لاتعود تلك كزوجة لأخيها ...
وتريد تفريغ طاقتها السلبية بمريم وقريبتها ...

قدرت تنهي مابقالك من الود
كل شي آحبه فيك.. كرهتنّي فيه

****

كانت تجلس مع فهدة التي تنازلت وجائتهم لزيارتهم بالملحق ...كبادرة نادرة جداً وغير متكررة ...
فهدة :افا ياأم وسام يعني جيتي مالها خاطر عندتس ...
فكي هالتكشيرة أنا وش ذنبي لاهو ولدي ولاتوحمت فيه ...
رضا بضيق وهي تضغط على عصبة رأسها :اللي صار هذا مين يرضي ياأم بتال ...بنتي وجهها مشوه ماأقدر أنظر فيها إلا قلبي يحتــرق على الرمية اللي رميتهااا فيهااا ...
فهدة :يابنت الحلال لحضة شيطاان ...وترى بنتس غلطانه يقولون داخله على الرياجيل بالمجلس هذيx سواه تسويهااا...
بأندفاع ردت :بنتي جاهلة أخذتوها وأنتم عارفين أن مالها في عاداتكم ماجينااا وطلبنا قربكم أنتم اللي اللي جيتوا تطلبوهااا ماوافقنا إلا حشمة لأبو سلطان ولااا قليل الأصل مايستاهل ظفرهااا ..
كانت قد لاحظت أنها قد ألغت الكثير من مسميات الأحترام التي كانت تطلقها عليهم فهي أصبحت أم بتال والشيخ عقاب أصبح أبو سلطان ولكنها لم تدقق تجاوزت الأمور السطحية لعمق الموضوع :يابنت الحلال أنا مالي لاناقة ولاجمل جايه بس أطيب خاطرتس ولا مالي دخل بالموضوع ...
رضا وهي تلين بحديثها :جيتك على عيني وراسي بس قلبي محرووق محروق وأنفجرت بالبكــــاء ...
بطريقة أثارت غيض فهدة على فياض أضعاف مضاعفة ..
حتى حين عادت لعقـاب الذي كان قد طلب منها الذهاب للأعتذار وتلين القلوب ...
رمت عبائتها وجلست وهي تكاد تلهث :كنت عارفة أن هذي تاليتها ...محد له خاطر يسامح ولايرضى ...
رد بصوته المثقل بالهم :الله يحلهاا الله يحلهااا ..
عاد ليسأل بفتور :كلمتس ولدتس !!
فهدة براحة :لا على مكالمته اللي تخبر بس الخطوط عندهم ماهي جيدة .. وبعدين الحمدلله دامه بالشئون الأسلامية يعني ماهو بالخطر ...
كان يحدق فيها وهي تتحدث بأرتياح لايعلم كيف بالأمكان كذبة واضحة كهذة أن تنطلي عليها...
هل أفتقرت الدولة للمشايخ وأهل الدين حتى
يتم طلبه للمناصحة الدينية ...
حقاً الأم حين تريد أن تكون ساذجة وحتى شخصية مثل فهدة بأمكانها تقبل هذه الكذبة وأقناع نفسها فيها ...

بشّروا راعي الصبر حلمه قريب
لـو يطول الوقت لا يفقـد رجـاه


****

تجلس مع أمها التي سألتها للمرة الألف :رد عليتس فياض ...
كان قد أرسلت له من هاتفها رسالة صوتيه وبخته فيه بطريقة قاسية جيداً وأخبرته حرفياً أن يطلق ابنة الناس المسكينة
ويكفيها شره ...

ليلى وهي تسكب لوالدتها فنجان من القهوة وآخر لها :لا فتح الرسالة ...وسمعها ومارد هذا أمس واليوم مقفل جواله كل العيال يقولونه ...وراحوا له بكل مكان مالقوه ...
شعاع بحنق :ليه ماراحوا دوامه ..
ليلى :يمه الوزارة ماتدخل أي أحد ماهي المدرسة الأبتدائية هذي وزارة الداخيلة ...!!
شعاع :ماردى حاله إلا هالوظيفة وماجاب لنا المشاكل غيرها ...
كانت تقلب بهاتفها وهي تتذكر أنه قد شاهد حالتها أيضاً وهي من أعتقدت أنه xلن يكتشفها ... ولكن يالخسرية لم يهتم أو يطلب منها أزالتها ومن غضب هو سلطان ...
والذي أخبرها أن تزيلها وأضطرت فعلاً لأزالتها بعد سبع ساعات من وضعها فقط ...
عادتx على صوت والدتها يأمرها من جديد :دقي على سلطان بكلمه ماهو وقت غيباته يجي يوقف معنا بمصيبتنااا ...
ليلى :مقفل جواله هو بعد صايره تصرفاته غريبة يفتحه بس عشان يكلم بعدين لو أدق بعده بلحضة ألقاه مغلق ...

ياوقت لاتبحث خفايا المخاليق
ماعاد نبغى منك "غير السلامه"

أنا السعيد اللي ملا صدره الضيق
وأنا الحزين اللي بكى بـ ابتسامه


****

عادت للمنزل بعد يوم عمل مرهق كنت تبدل ملابسها بصعوبة ...
قبل أن ترمي نفسها على السرير ...وتفتح هاتفها لترد على محادثات عمتها التي تطلب منها القدوم للسهر معها الليلة ...
فاتن :اعذريني الليلة ماأقدر خليها الويكند ولاأول يوم رمضان اجي افطر عندكم ..
لترد تلك :أول يوم لاأشوفك ساعدي أمك ...
ضحكت على ردها وكان ستغفي للحضة ولكن رسالة جديدة وردتها .. كانت هذه المرة من والدها يأمرها أن تنزل إليه ...
أستغربت رسالته فهي قد كانت معهم قبل قليل ولم يحدثها بأي موضوع
حين نزلت له أخبرها :ماكنت بكلمتس قدام لافي ويالله صرفته شدها حديثه وسألته بشك :بتأخذ قرض ..!!!
خالد :والقرض وش أسوي فيه !! ...الموضوع يخصتس أنتي في عريس متقدم لتس وأبغاتس توافقين عليه ...
تغضن وجهها قليلاً :ليه ؟؟
خالد :وش اللي ليه ؟؟؟
فاتن حقاً الوقت لم يكن مناسب لعرض مثل هذا الموضوع تمنت لو طرح عليها بوقت آخر تستطيع فيه التفكير بصورة جيدة وليس بعد يوم عمل مرهق :ليه تبغاني أوافق عليه يعني فيه سبب ...لك مصلحة ..!!
خالد :شوفي وأنا أبوتس ..زواجتس من هالرجال مصلحه ماهو لي وبس ..بينفع عمانتس وعيالهم ...زواجتس منهم بيساعدنا بأثبات نسبنا للصوارم ...
فاتن بشك وهي تشعر بضغط من قبل والدها :ماشاءالله كل هذا ..!!
خالد :وأكثر ...الرجال اللي أبيتس تأخذينه ولد محسن من الصوارم ...اللي هو خال زوج عمتس جوزاء ...
كبحت زفرة وسألت برجاء :طيب أقدر أفكر ولا الموضوع أجباري ...
خالد يكبح نفسه حتى لايضغط عليها وهو يشعر أن الرد هو قرارها :لاطبعاً وأنا أبوتس فكري وأستخيري وخذي راحتس بالرد ..

إقرى من عيوني اللي مقدر اقوله
لا صار حمل الكلام أثقل من لساني

***

وقفت على أثر الرسالة الصوتية التي وردتها من فزة تطلب منها المساعدة لتخرج من المنزل بسلام دون أن تواجه والدتها ...
تكتفت وهي تشير لها أن تخرج ...
فزة التي تحمل حذائها ذو الكعب العالي بيدها :ياعمري ياأسوم الله يسخر لك عباده الصالحين والله أنك أجودية ...
أسماء بملل :وأنتي بتستمرين كذا ..مو الأفضل تواجهين عمتك وتعتذرين منهااا ...
فزة وهي تتوجه للمصعد التي أشارت عليها أسماء بالصعود إليه :ياأم فياضxعمتي ماتبي من اعتذار اللي تبيه أنتقام وأنا ماراح اسلم رقبتي لأحد ..
وأنغلق باب المصعد بينهما.. فزة أصبحت لاتطاق هي تعي جيداً انها حين نادتها بأسم ابنها لم يكن مقصدها الاحترام .. ‏‏أسلوبها في التعامل هو نفث سمها على كل من يقترب منها لا تفرق بين عدو وصديق ... ‏توجهت لي جناح والدتها حيث وجدتها تجلس مركزة على هاتفها ترتدي نظارة القراءة التي ازالتها وهي ترد عليه السلام وطلبت منها: تعالي طلعي لي رقم مرت أخوك
أسماء وهي تجلس بارتياح : اي وحدة فيهم ...
فهدة / من غيرها السروق ..
ردت بدهشة : يمه ماهو من جدك مع كل المشاكل اللي حنا فيها باقي تفكرين بجوزاء ...
فهدة بأنفعال/ ماني متصله زود غلاء ابوتس مبلشني بس يسأل عنها واليوم يقولي بيروح يزورهم ويشوف موضوع زعلتها من زوجها...
طلبت الرقم ومدت عليها الهاتف دون تعقيب ..
فهدة ماأن انفتح الخط حتى سلمت بعصبية : وشلونتس ... صوتس وش فيه لو مااعرفتس قلت من هالمايعه ... عطيني امتس .. وانتي جالسه لحالتس .. اعقلي وارجعي لبيتس وخلي الخبال عنتس ..مع السلامة
رمت الهاتف ماأن فرغت من المكالمة ..
فهدة : وجع ياصوتها انعم من الكناري بالتلفون لو مااعرفها قلت وش هالمزيونة..
اسماء: وهي وش
فهدة بضجر: انتي بس تبين تعانديني .. وش صار على المصممة كلمتيها تجي تسوي تاخذ مقاساتها..
اسماء: يمه كيف تاخذ مقاساتها والبنت تبي الطلاق اذا مصره نفصل عندها بقولها تفصل على مقاساتها السابقة واذا ماحصل العرس علقي الفستان عندك ..
فهدة بتجبر: بيحصل وأنا أم بتال .. بس البنت ضعفت بيغدي الفستان واسع عليها .. بعدين لون فستانتك ماأعجبني ..
اسماء بقلق : لا حلوو واهم شي عاجبني اللحين كل خوات المعرس يلبسن فاتح ..
فهدة بعدم أقتناع : ماني مرتاحه له من شفته كش جسمي ..
ياءالله حاسة والدتها السادسة تعمل جيداً .. يارب لتمضي هذة الأيام بسرعه فقط لو تستطيع تجاوز المرحله التي ستعلم فيها والدتها بأمر زواجها ...
هل أستحق الأمر .. ولكن هي لم تقدم على هذا الأمر من أجل نفسها .. هي قدمت خدمة كبير لوالدها وسمعته حين قبلت بهذا الزواج ...

يدقق في الصغاير ويبحث للخطا
لا حداه الوقت مآ عاد يلقى له صديق.

&&&&

كانت تراقبها وهو يجمع اغراضه على عجل .. قاطعاً شهر العسل الذي كان من المفترض أن يستمر لأسبوعين ولكنه لم يكمل الأسبوع الأول منه ..
تخفضي توترها وغضبها وهي تتظاهر بأهتمامها بهاتفها لاأكثر..
تعذر بظروف طارئه...لكن ماذا لو كانت الحقيقة غير ذالك ..
هل دخل الملل بينهما أم أشتاق لعائلته الصغيرة ..x
حمقاء لقد عادت لحياته تحت مبدأ مشاعري لن تتأذى من جديد هو من عليه أن يخشى على مشاعره .. والآن ماذا هي في حاله أسوأ من قبل ..
كان يعي جيداً ضجرها من سفره المفاجيء يريد أن يخبرها xأن تجمع أغراضها وتأتي معه لكنه يعرفها جيداً ويعرف أنه سترى عرضه كضغط عليها وستعتقد أن الأمر برمته خدعه ليلاعبها فيها ويجبرها على أسقاط شروطها ..
سألها حين لاحظ عدم تحركها لتجميع حاجياتها: أغراضتس جاهزة...
غادة وهي تهز قدمها المدودة : الجناح محجوز الليلة برتب أغراضي على رواقة وأدق على ولد أخوي يجي يرجعني ..
ترك مافي يده وأقترب ليجلس جوارها: زعلانة..
وهي تعدل جلستها : مافيه شي يزعل..
حاوطها كتفيها بذراعه حتى جلب راسها على صدره xوطبع قبله طويله على شعرها: إلا زعلانه .. تحسبين ابغى افارقتس من هين .. والله لو ماهي أمي اللي طالبتني وماتطلبين إلا من شديد كان ماتركتس لحضه .. أنا ماصدقت ألقاتس عشان أخليتس .. لاتستغربين لو رجعت لتس بعد يوم او اثنين ..x
تنهدت براحة رغم أن فكرت الاخرى والعودة إليها لن تبارح تفكيرها فهي متأكدة أنها ستجن بالفترة القادمة من الغيرة ..
لم تفته تنهيدتها بل جعلته يضمها أكثر لصدره لايفهم مخاوفها وهي لاتصرح بها .. هو قلق من هذا الفراق السريع ولكن هي من وضعت الشروط...
في الفتره التي مضت بينهما كان الصمت هو العنوان الاكبر لجلساتهم وكأن كل منهما يخشى الحديث حتى لايخطىء ... الحرص الشديد على عدم الخطأ ربما هو بحد ذاته بداية الخطأ...

لاياخذك غيري ترا خّاطري فيك
شِطر وقف بين الرضا والقناعه.

&&&

تحت كاميرا هاتفها وتأملت ملامح وجهها لامست بطرف أصابعها أنفها المزرق والمغطى بضماد ..شعرت بألم طفيف تذكرت اليوم لأول لأصابتها وكيف تمنت بالأغماء لتتخلص من الألم .. في البداية لم تفهم أنها تأذت بتلك الشدة لأن الألم النفسي كان أقوى .. ولكن مع مرور الوقت كان الاحتمال مستحيل حين ذهبت للمستشفى طمأنهم الطبيب بقوله كسر بسيط ولايحتاج لتدخل جراحي ووضعه لهاx
حركت يدها على شفتها هي الاخرى حتى بعد مرور خمس أيام مازال جرحها ظاهر والدماء تنزف منه بين حين وآخر ..
إما قلبها فهي تشك أن هناك من تأذى بقدره حتى باتت تشك أنه هناك عضلة نابضة خلف عظام قفصها الصدري ...x

لم تبكي بعد تلك الليلة لأنها اكتشفت حين تبكي الكثير من جروحها تالمها انفها شفتها وقلبها ... أما حين تتوقف عن البكاء فقلبها ينوح لوحده ويتجرع الألم...
عينية المليئة بالشك والشر تلك الليلة لاتكاد تبارح مخيلتها .. لم ولن تنسى تلك النظرات لو فكرت أن تغفر أو تسامح عليها أن تتذكر تلك العينين والرغبة بالأنتقام والأيذاء التي كان تمتلكها..
الصدمة التي شعرت فيها تلك الليلة هي الأعظم في حياتها لأنها جائتها من مصدر أمان بالنسبة لها ..
لقد كان مترسخ في ذهنها دائماً أنه لن يؤذيها حتى بعد أعتدائها عليها ظلت لساعات تتأمل أن يكون مايجري معها كابوس وتصحو منه ...
فتحت هاتفها ودخلت على تطبيق تويتر سجلت خروجها من حسابها الأصلي ودخلت بحساب مزيف ...
بحثت عن ( مصلح محمد) وتأكدت أن ذالك الحساب يحمل نفس الصورة التي أخبرتها راما أنها لأخ أميرة الأكبر وعدو والدها .. رجل أربعيني بملامح متزمته .. ارسلت له على الخاص صورة لأميرة حصلت عليها من أحد المقربات منها بطريقة ملتويه ..x
وكتبت تحتها (( اذا ماتقدرون تربون بناتكم لاتعطونهم جوالات انا رجال ماأحب الفضايح بس شف الصور كم واحد غيري يملكها )) ارسلتها وسجلت خروجها من الحساب ...
كل ماحدث كانت شرارة البداية منها هي من تظاهرت أنها ناصحة لها ونقلت لها الخبر الذي هز حياتها وزعزع ثوابتها..
قد لاتستطيع إيذائه ولكن ثورة غضبها سيدفع ثمنها الكثيرين بدأتها بأميرة ولاتضمن متى ستتوقف...

حنّا : خسرنا وأنكسرنا .. لين :
ما عاد ندري .. وش بقى منّا !

&&&

كان يجلس مع والدته على قهوة الصباح .. لأنها لم ترد عليه منذ غادر منها ارسل لفاطمة يسألها عنها.. ردت بأنها لم تعود .. شرب فنجانه بتوتر ..x
وعاد يتصل بها لترد بعد عدة محاولات بكل برود وصوتها يوحي أنها كانت نائمه ..
سال بعدم تصديق : انتي راقدة..
ابتعد عن الموجوديين وعاد ليسألها : وينتس...ارجعي للبيت الللحين وحسابتس يجي بوقته عشان تعرفين ترقدين بالفنادق لحالتس واغلق دون أن يودعها حتى ..x
عاد ليجلس وليلى التي كانت تسأل والدتها من يحدث صمتت لقدومه ليجيبها بنرفزة: أكلم مرتي ..
ليلى براحة فهي ستنجو من المسئولية التي وضعت على عاتقها x: يعني بترجعها..
سلطان وهو يشرب من فنجانه بتمهل ويهز بحركة دائرية بين رشفه وأخرى: ماهي أم نايف مرتي الثانيه ..
شهقت ذهول قبل أن تسأل : تزوجت من ورانا ..
سلطان يهز راسه بيأس : باقي بس أنتي اشاورتس ..
ليلى التي لاحظت عدم أهتمام والدتها للخبر: يمه كنتي تدرين .. طيب كان علمتوني ..
سلطان بتجاهل لها يحدث والدته : خلاص يمه انا على تسع عشر أمره في دوامه وأشوف وش تاليتها معه انتي بس لاتشغلين نفسك ..
شعاع بحزم : قله لاشوف وجهه لين يطلق المسكينة اللي بليناها فيه ..x
وقف ليغادر وهو يعدها: ابشري ماراح يصير إلا اللي يرضيتس .. ليلى تعالي ابيتس شوي ..
كان يقف أمام مرآة المدخل التي تغطي جدار بأكمله يعدل من مظهر شماغه حين لحقت به سألها : وش سالفة البنت وش صار معها ..
ليلى بتكشيره : خشمها مكسور ووجها كأنها مصارع مهزوم ..
سلطان ؛ وش سالفة المستشفى اللي كل يوم وثاني رايحه له ..
ليلى بأستدراك : اييه مأدري فجأة تقول ماأقدر اتنفس ويركضون فيها للمستشفى ماأدري يمكن عارض نفسي .. وتقول اتنفس دم ..
سلطان : لاحول ولاقوة ألا بالله .. يالله لاتنسين ضبطي السحور ..
ليلى تهز راسها بملل : بدت فوبيا رمضان ..
شعاع بشك بعد أن عادت لها: وش يبي فيتس ..
ليلى بخبث : يعلمني عن مرته الثانيه ..
شعاع : ماصدقتي روحي عني برتاح شوي وشوفي الحريم ان كان خلصن لف السنبوسة خليهن يفرزنها لاتنشف...
مرت على المطبخ لتجد العاملات مازلن يعملن ..
ليلى بعدم استحسان : اوه انتم مطولين ترى باقي حشوات ثانيه ..
لينا بعصبيه/ هذا شغل واجد ليه مايجيب نفر ثاني ساعد انا ...
ليلى تخشى ان تظرب عن العمل بهذا الوقت الصعب: خلاص بيجي نفر ثاني بس انتي لاتعصبين انا اطلب لك ايس كوفي بس روقي لفيها بحب مو ناقصين طاقه سلبيه حنا... بعدين اذا سويتوا شغل رمضان كويس مافيه مشاكل انا اعطيكم بالعيد ون ثاوزن ريال ...
لينا وهي تعمل وهي الوحيدة التي تجيد العربية : اوه ليلى انا ماتبقى فلوس انا ابقى روح سوي شوبينق .. روح سالون سوي بديكير..
ليلى براحة: حاضر من عيوووني اذا مادلعتكم بالعيد بس انتم عاد تحملوا رمضان..
لينا التي تعودت على أجواء رمضان : اوكي مافيه مشكل ...
وأخذت تتحدث مع البقية بلغتها لتتحسن الأجواء للافضل ..
خرجت من المطبخ يأرتياح لقد ضمنت العاملات ولكن بقي الأصعب أول سفرة رمضانيه لهذا العام ...

اشيل هم اللي عن الهم سالين
يارب سخر لي من يشيل همي !

&&&

على طاولة أحد المطاعم كان ينتظر بملل .. ينظر لساعة هاتفه بين لحضة وأخرى ..x
حتى سمع صوته من خلفه : تكفى قل انك طلبت ومااحتريتني ..x
وبعد سلام سريع سأله وهو يجلس: طلبت العيشة ..
سلطان ببرود: طلبت ماني مجوعك اللحين يوم تماطل في من الصباح وش مشكلتك ..x
فياض وهو يقطع جزء من الرغيف ويغمسه بالمقبلات : مااحب أحد يجيني بالدوام ماهو مكان نقاش مشاكلنا العائليه ..
سلطان بأسلوب جس نبض :تغدى وعين من الله خير وامش معي لأبوي تسامح منه وأنهي هالموضوع ..
فياض ببرود وهو مستمر بالأكل: ابوي هو للي طاردني وامي ماتبي تشوف وجهي لين اطلق .. يحسبون بيلون يدي بهالطريقه بس هين بعدكم ماعرفتوا من فياض ..

سلطان بعتب: انت سامع وش تقول عن والديك ..
فياض بأسلوبه الفج: ايه ادري وش اقول يوم انهم دايم مقدمين بنات خلق الله على ولدهم ..
سلطان : يعني وشx؟؟؟
فياض : يعني انا مرتاح في حياتي الجديدة لاتشغل بالك فينيx..
سلطان بشك : ووش هي حياتك الجديدة ..
يتكيء على ظهر كرسيه : اني أحصل كل اللي انحرمت منه في حياتي ..
قاله له محذراً : لو رجعت اللي انحرمت منه بتنحرم من شيء جديد ..x
رد بلهجة حاول ان تكون باردة قدر الأمكان: بأمر مين.. سلطان يأخذ ثنتين ثلاث عادي .. بتال عادي بس لاجت على فياض صار كل شيء حرام ..
بأنفعال ذكره : اصلاً لو تملك شوية كرامه مارجعت تركض ورى اللي فضحوك بالقبيلة بكبرها ..x
وانتظر هاتفه حتى تلك اللحضه ليرن بأسمها .. فياض الذي التقط الاسم بكل سهولة تحول وجهه بعد الانفعال لأبتسامة متلاعبه : رد ياراعي الكرامة ..x
قلب هاتفه بسرعه:من الأخير لو بترجع لدربك الأول انسى بنت أمين .
فياض وهو يشير بإصبعه على صدغه: ماهو بكيفكم .. بكيفي أنا .. ترى الموضوع كله عناد فيكم .. ولا ماهمتني لهاك الدرجة ..
قال ليزعجه : ندري انا ماهمتك أهل البيت وخدمه والمستشفيات كلها تدري انها ماتهمك ..
ببرود وهو يشرب من كأسه : وش قصدك ؟؟x
سلطان بنبرة أتهام: قصدي عن وجه المسكينة اللي شوهته .. مع ورقتها تحط خمسين ألف عشان تسوي فيه خشمها اللي تشوه ..
أستمر بتناول طعامه بدون أهتمام .. ايقن سلطان انه حقاً xغير مهتم خزام على مايبدو كانت نزوة برجوع من كانت الحبيبة الحقيقة لساحة لم يعد لها أي حضور بقلبه..
أستغل الفرصة التي أبتعد فيها فياض لغسل يديه ليرد عليها : هلا والله وشلونتس .. رجعتي البيت .. كنت مع ربع اتغدى معهم.. ماهو اللي تفكرين فيه ..
فياض الذي عاد ليأخذ هاتفه قال بصوت مسموع : يتغدى معي ياأم فياض ..
وترك المكان ضاحكاً بصخب ...
هز راسه بأستنكار ليعود لها : ماقصده شيء .. يخربط ماعنده سالفه .. واستنكر حين تحولت لهجتها بنعومه والدلع : حبيبتي أشتقت لك متى ترجع من سفرتك ...
سلطان بشك : عندتس أحد ..
على الطرف الآخر كانت تلعب بشعرها بدلال وهي تلاحق ياسمين التي دخلت لغرفتها بعينيها : ايوة ياروحي عندي بنت أخوي ياسمين بس ترى أحلى مافيها اسمها...
ياسمين التي كانت تتحمل اسلوبها المستفز من تصنع الدلال والدلع شهقت بأستنكار: عمة اوفر كيف تكلمين عني قدام الرجال ترى بعلم أبوي ...
غادة تكشر بوجهها وتعود لتستمع لتوبيخ من الطرف الآخر : لاتضايقين مرت ولدي ...
ردت بلهجة مؤنبة غيورة : يعني هم أهم ...
بلهجة نفي لاشك فيها وهو يشاهد فياض الذي يقترب من بعيد: مابعد حملت فيه أمه اللي أهم منتس .. يالله انتبهي على روحتس مع السلامة...
فياض وهو يجلس بأريحيه : ماجت القهوة والحلو ؟؟
بتلك اللحضه حضرت القهوة والحلوى ...
ليسأله سلطان بشك : وش عندك مخلي قهوة أهلك وربعك وتشرب قهوةً ماأنحمستلك ..
فياض ببرود وهو يرتشف قهوته التركيه: عارض جانبي الله يشفينا منه...




لو تقبل الفرقا مع القسمه الطرح
ما قلت حظي طاب والحظ خايب

وان كان حبه يضرب الجرح بالجرح
يا ما ضربنا بالحبايب .. حبايب ..
الماضي



بأحد الليالي أستيقظ على شعور غريب جداً ...
لم يستطيع التركيز بالموقف كان بلحضة غريبة عليه ومرعبة ...
أحمد بذهول وخوف من مايحدث معه :مين أنت ...ايش فيه ....
كانت الخادمة وتلتصق بجسده وتتصرف معه بطريقة غريبة ...لقد كان تلامسه ...ووو
لاحقاً كان يبكي بجنون بالحمام غير مصدق مايحدث معه ...
مالذي فعله ....الخادمة ....والفراش ...وأمور بالتأكيد محرمة ...وقذرة ...
شعور بالتقزز والرعب من الذي أرتكبه ....وخوف من أي يكتشف أحد ماحدث معه ....
أمور أكبر منه بكثير ...عقله الصغير لايستطيع أستيعابها ...تفكيره فقط أنه بأشد حالاته نجــاسة وأنتهاك لبراءة روحــه ...
وصوتها المقزز وهو يخبره كم هو جمــيل بأنجليزيتها المكسرة بنبرة شيطانيه ...
تجعله يرغب بأفراغ مافي جــوفه ..
جسده مستمر بأرتجافه والتعرق من فرط الفزع ...
هو لم يفعل ذالك ...كانت هي الشيطان ...
لم يكن برغبته كان تحت تأثير النـوم ...
يريد أن يفر من جسده من شدة الموقف عليه
وعدم قدرته على مــواجهة نفسه بماحدث معه ..


*الحاضر *

وقف لصلاة الليل اصطف بجواره القهوجي الذي جاء له بالقهوة وشاركه الصلاة .. حتى لاحظ لاحقاً انسحابه من جواره ليصطف خلفه وكأن شخص ثالث شاركهم الصلاة ... حين سلم أخيرًا سبح بيديه وألقى نظره على من شاركه الصلاة .. كان ينظر بملامح صارمة سرعانماتحولت للين والبهجة وهو يرحب غير مصدق : يالله تحيه انشهد انها الليلة المباركة ..
وقف ليسلم على جده وهو سعيد بترحيبه ...
هجرس وهو يقبل يديه : ماطلعني غير دعواتك ياجدي ..
عقاب وهو يربت على كتفه: بتصوم معنا اجل ...
هجرس بحماس : ان شاءالله ..
ووقف ليرد على تحية القهوجي الذي عانقه فرحاً به وهو يبارك له خروجه بلهجته المكسرة ...
عقاب: روح لجدتك خلها تفرح بشوفتك وبعدها تعال عطني علومك ... وان كانك تعبان تسحر وارقد لك شوي قبل الفجر ..
خرج ملبياً أقتراحه حتى ماأن دخل نادى بصوت مرتفع /
ياعرب ياأهل البيت درررب ../
شهقة بجزع ماأن سمعت صوته وغادرت المكان راكضه وسرعان ماأرسلت تخبر أختها بالمصيبة التي حلت عليها...
ليلى التي كانت تضع سماعات ولم تسمع أستأذنه كانت شهقتها أعلى حين وقعت عينها عليه يسلم بحماس على والدتها..
لتسأل بصدمه: سويتها هربت ./ بدق على أبوك غبي وش
جابك هنا هذا أول مكان يدورونك فيه ../
هجرس بتهكم : ياعمه شكل ماودتس بطلعتي ... لاتفرحين
طالع بطريقة نظاميه...
ليلى وهي تطلق زغروطة : وين سلطان ابشره واخذ الحلاوة .. ودفعت ابرار وهي تقول / سلمي على اخوتس ..
واسرعت هي لجناح سلطان لتنقل له الخبر..
هجرس بعدم تصديق / ماسلمت علي اهب ياحبها للفلوس ..
عاد لأخته الواقفه بخجل : ابرار الدبيه وشلونتس ... يابنت
متنتي وش تاكلين ..
شعاع : ياوليدي اذكر الله على الضعيفة ... تعال ارتاح خلني اقهويك من قهوتي ..
هجرس وهو يجلس أمامها : والله اشتقت حتى لقهوتس اللي
مليانه مسمار ياجدة ..
شعاع وهي تمد له الفنجان بيدها المجعدة المليئة بالتجاعيد : تقهوى وأنا أمك وخل الخرابيط عنك ..
هجرس بشك : الا عمي وينه لاتقولين راقد هالحزة ماتضبط لازم يحرق له بكتين ولاثلاثه قبل الأمساك ..
شعاع بهدوء : اقطع عني ولاتجيب طاريه ابوه طارده من
البيت ومانبي ذكره...
ارتشف فنجانه بعدم تصدق: ياجدة تراني انشد عن عمي
فياض .
شعاع: وانا اهرجك عنه قليل الخاتمه ..
صمت وعلى رأسه ألف علامة تعجب ... واستغل الفرصه حين وقفت شعاع متوجهه لدورة المياه ..
ليسإل ابرار: ليش جدي طرد عمي فياض ..
ابرار تهز كتفيها : ماأدري ..
هجرس بعدم استحسان وهو يرتاح بجلسته ويعيد شماغه للخلف : ايه ماعطتس طيب من ذهانتها..نذر لو انشدها لتعطيني العلم وهيبالدمام..
طرقت الباب على جناحه بعجل فتح الباب وهاتفه على أذنه سألها بحركه أستفهام بيده لتخبره بأندفاع : هجرررس طلع
البشاره لي طيب ..
شاهدت تقطيبة جبينه قبل أن يهز راسه بتفهم ويشير لها
لتذهب وهو يتحدث على الهاتف : تقولين تسحرتي أجل ...
ماهو بدري .. وش دوامه.. لاماني معترض انتي اللي تبين الشقاء لروحتس ...
فرت قبل أن يلاحظ تنصتها .. هل زوجته الجديدة موظفة ... هل أصبح سلطان من اصحاب المكالمات الهاتفيه ...
انه منظر غير لائق حقاً...
عادت لهجرس لتجده مندمج بالحديث مع والدتها ..
ليلى : هجرس حبيبي قوم سلم على عمتك..
وهو يقف سالها متهكماً: اشوى انتس تذكرتي بشري على
قلب ابوي. ماوقف من الفرحة...
بعد ان فرغت من السلام عليه : عزتي لك يالبناخي والله ماسأل فيك طاير بمرته الثانيه ورعه اصغر منك وتشفط من فلوسه ..
هجرس يجاريها : لاتقولينه افاااا يابو هجرس طحت بشر
اعمالك و نهايتك على يد الورعه ...
سلطان الذي نزل من المصعد : هلا هلا بولدي سندي
عضيدي... صرفت لعمتك ٥٠٠ يوم بشرتني فيك ..
هجرس وهو يبادل والده العناق الذي بادره فيه : يبه اعرس على اللي تبي بس لاتنسى عيالك ...
سلطان بتهكم وقد فهم السيرة التي كانوا يتحدثون فيها:
لاتخاف وأنا ابوك حقك محفوظ ..العمارة اللي بالنسيم لك ...قبل أن يأمره بحده: قم فز مقابل الحريم ومخلي جدك لحاله ..
ليلى تسمعه حين مضى بطريقة: الحريم هن اللي بيفطرنكم بكرة لاتخلوني احطكم براسي...
شعاع بانزعاج من صوتها: انا اقوم اصلي ركعتين واريح
راسي من صوتس ...
امسك بذراع والده قبل أن يدخلا المجلس ليسأله بتحفز: متى بنروح لدمام..
توقع هذا النوع من الطلبات ولكن ليس بهذا الوقت المبكر
تظاهر بعدم الفهم : وليه نروح لهم
هجرس بتهكم : نبارك لهم بشهر ..
سلطان بصراحه: ياولد اعقل اثقل لاتضحك العرب عليك .. ياويلك لو اطريت هالطاري قدام جدك ولا اي من خرابيطك خلك ثقيل وعاقل ..
هجرس بشك : ليه انا مهبول ..
سلطان : لا بس مرجوج وحركتك واجد خلك رجال ماهو
ورع ماتقدر تقضب مكانك ..
هجرس بلهجة رجاء : ونروح الدمام لعقلت..
سلطان يكبح ضحكته أنه يصبح كطفل كبير حينما يود ذالك : ايه بس لاعاد تفتح الموضوع انا اذا صرت جاهز قلت يالله مشينا..
كبح أبتسامته الخبيثه نجحت الخطه مع والده ..
أستمتع بقية الليلة بالمفاجئة على ملامح أعمامه الحاضر منهم .. وكانت هناك مفاجئة من نصيبه هو ايضاً....

ودك إن الغالي اللي داري انه غالي

ما يقوم يكرر الغلطات و أنت تحب

&&&&
استيقظت على صوت رنين هاتفها .. كان قبل الظهيرة بقليل سعد الذي غادر لعمله قبل ساعتين .. بأمكانها فهم سبب اتصاله وأنه يتعلقبالأفطار فوبيا أول يوم رمضاني وكأنهم سينفقون من صيام ستة عشر ساعه ..
ردت بفتور : هلا سعد بخير مايمدي حالي تغير.. كيف .. وش هذا مقلب ولانكتة !!!انت شكلك تحسبنا برمضان العام ولاقبل العام .. دق علىفادية ماتقصر خليها تسوي فطورهم وفطورك حتى أنت اليوم مالك عندي فطور ...
وأغلقت الهاتف بضجر شعرت للحضه بتأنيب الضمير وأنها تحرجه ولكن حينما تتذكر ان من يريد دعوتهم للأفطار من أخوانه وأزواجأخواتهم هم أكبر المحفزين له بزواجه الثاني تبخر أي شعور بذنب اتجاهه..
حسناً يحرم عليه بعد اليوم حتى تناول الفاكهة من تحت يدها.. لتطعمهم فاديه ..
عادت لنوم براحة أعمق ..
لاحقاً حين استيقظت وجدت المطبخ قد قلب رأساً على عقب من ياسمين ومروى المتحمسات لأول يوم رمضاني ...
فاطمة بتأمل للفوضى : ماشاءالله الله يقويكن أعتقد مالي مكان يالله شدن حيلكن ...
وخرجت براحة لامثيل لها لايوجد أي ضغط عليها كالرمضانات السابقة كم يبدو يوم مثالي بشكل لم تتخيله ..
أخرجت مصحفها لتقرأ المزيد على وردها بلاهموم أو تعجل ...
حتى حينما جائتها غادة لاحقاً بوجه ضاحك لتجلس وهي ترمي حقيبتها وتلحقها بعبائتها: انتي وش مسويه بفادية وسلمى ..موحدات الدعاءعليتس ..
فاطمة بأستنكار: ماسويت شي ان كان قصدتس عزيمة الفطور تعذرت من ابو يارا قلت ١٩ سنه وانا افطركم اول يوم هالمرة شف فاديهماتقصر انشط مني وأصغر.. بس وش دخل سلمى مستفزعه فيها ...
غادة بنظرة شك : بتفطروني انا وامي ولابتسحبون علينا..
فاطمة : عمتي اكيد بنفطرها وش فايدة تعبنا أن كان ماهو عشانها وانتي عارفة وش يشفعلتس ..ماتنضمنين تروحين تفضحينا فيه ..
وقفت بضحكة ساخرة : اشوى فكيتوا عماركم .. مسك صحيني لأذن ..
بقيت هي على حالها تعيش روحانية اليوم الأول من أعماقها بعيداً عن توتر العمل وضغوطات تجهيز الطعام .. لقد فاتها الكثير من الراحةوالروحانية في الأعوام الماضيه ولكن هذا العام سيكون مميز
ستحيييه وكأنه رمضانها الأخير في الحياة ...


يامحسن الظن لاتندم على طيبك
طيب النوايا .. فضيلة لا تخليها !

&&&&

كان الجو داخل المطبخ متوتر لدرجة تخشى أن يحدث أي
خطأ وتنفجر فيهم والدتها .. ورغم كل حذرها صاحت فيها :
امسكي اقلي بدال هالباردة .. بتحرق شغلي اللي تعبت عليه ..
اسماء بأعتراض : أنا من يوم دخلت معاك المطبخ قلت النار ماأقدر أقرب منها .. بشرتي حساسه بكرة تولع حساسيه
وحبوب ..
فهدة بنظرة حادة : كان حطيتي واقي قبل ماتدخلين المطبخ يعني بشرتس احسن منا..
لم تستطيع الرد لان فهدة ألتفتت على العاملة التي أوقعت
طبق على سبيل الخطأ وأنطلقت عليها بأدعية يقشعر لها البدن ..
قالت برجاء :يمه وش رايك تروحين ترتاحين وحنا بنضبط كل شيء ...
فهدة بلؤم : أنتم ماأوليكم سفرة الضحى
عشان أوليكم(اعهد إليكم بها) سفرة أول رمضان..

واستمرت الأجواء على هذا الحال لأن والدتها تريد أن تكون السفرة التي أنجزتها لعقاب وضيوفه يتحدث بها الناس بقية
الشهر ...!

ماتفعله يمناك في واجب الغير
تلقاه لاضاقت عليك الوسيعه

&&&&
كانت تجلس على مقعد قريب من والدتها التي وضعت موقد
الغاز المتنقل في الحوش حتى لاتفسد رائحة القلي أجواء
المنزل...
وضحى وهي تقلب كرات العجين بالزيت قالت محدثه
جوزاء التي تجلس مبتعده قليله عنه وقد ربطات رأسها بسبب
الصداع : قايله لتسعودي نفستس واقطعي قهوة العصر يالله
اللحين تحملي...وايقي ( اطلعي على) بالشارع شوفي عيال
الجيران ناديهم يوصلون لأهلهمفطورهم ...
وضعت لباس الصلاة وأطلت برأسها لتجد فعلاً أبناء الجيران يلعبون الكرة بالخارج ...
نادت بصوت مرتفع: حسن .. حسن ..
عادت لتخبر أمها : يمه ناديت حسن جاني واحد دب ..
وضحى بسخرية: بلاتس خبله الصغير علي ماهو حسن ..
حسن صار رجال .. المهم هاتس عطيه مديها عليه من ورى
الباب..
مدت عليه بمعلقين وأخبرته : واحد لكم والثاني لجيرانكم اللي فوقكم ..
حسن من خلف الباب : انعم الله خليكم ياخاله وضحى ...وكل عام وأنتم بخير..
جوزاء : من انادي بعد ..
وضحى : نادي رامي امه دايم ترسلي محشي ..
والله اني مااكله بس الأجوديه ماتقصر..
جوزاء: رامي ياولد يارامي .. يمه جو اثنين شكل كلهم اسمهم رامي ...
اعطت أحدهم طبق مغلف .. والآخر سألته بشك : أنت ولد ام حسام ..
وحين هز راسه بنعم اعطته صحن قصديري مغلف : انتم مارجعتوا صحون العام هذا يناسبكم ...
وضحى بشهقة : الله لايفضحنا انتي تمنين باللي تسوينه...
جوزاء تهز رأسها بعناد : ايه العام متقضيه صحون غاليه
كل الطقم صار عندهم مابقى إلا حبتين ..
شكلي برسلها لهم ...
وضحى : اقول خلي الخبال عنتس وقومي سوي القهوة ..
قامت بكسل فقط تريد أن تسمع الاذان لتشرب قهوتها وتعتقد بعدها ستنام بدون صداع ..
لاتعلم لما تخيلت لو أنها قضت هذا اليوم معه كيف ستكون
الأجواء ...
حمقاء ماذا ستكون .. كغيرها من الأيام .. ولحسن الحظ أنها لم يعدا معاً لأن حلول رمضان يعني أنه قد صام الكفار كاملة وكان سيطالببحقوقه ..
حسناً لقد افترقا بالوقت المناسب سيلتقيان المرة القادمة
بالمحكمة ...
عادت للواقع على صوت والدتها التي دخلت بوعاء اللقيمات التي أعدته بالخارج وهي تأتيها: القهوة انكبت على العين بتسدها ( تتلفها) ..
اغلقت النار تحتها .. ووضعتها على شعلة أخرى غير التي
انسكبت عليها وخفضت من مستوى الشعلة ..
وضحى التي تصف صحون التقديم : معتس هالأسبوع تروحين تشترين فستان لعرس حماتس بعدها مافيه دوجة بالأسواق ...
صمتت لأنها لاتريد الكثير من الجدل مع والدتها ستخبرها لاحقاً أنها لن تحضر ذاك العرس ...
مساءً كانت تحدق بالسقف بعينين لاتستطيع أغلاقها هل
بالغت بأحتساء القهوة...
أن تأثير الصيام عليها والقهوة سيء للغاية لأنها لاتستطيع أن تتوقف للحضه اليوم عن التفكير فيه وأستعادة مواقفهم معاً...
حتى ذهبت لمحرك البحث وبحثت تحت عبارة ( ماسبب التفكير بشخص آخر طوال الوقت ) ...
هل هذا يعني أنه يفكر فيها ... للحسن الحظ أنه الأفكار لاصوت لها وإلا لأحرجت نفسها بسخافة أفكارها ..
ينعاد بذهنها بالفترة الاخيرة عدة مواقف جرت بينهما لم تتفهمها بطريقة صحيحة في بداية حياتهم
ولكن حين أصبحت تعرف القليل عنه أصبحت ترى ردات فعله بطريقة أخرى ...
أول مرة نظر لوجهها بدون برقع ...
رغم أنه تصنع عدم المبالاة لكن بالحقيقة كان قلق ...
تريد أن تسأله عن سبب قلقه مالذي رأيته بملامحي حتى
تخشاني !!!
صوت نغمة الرسائل يجذب انتبهاها فتحتها رسالة من البنك عن تحويل مبلغ جديد ..
المصروف الذي أصبح يصلها منه كل شهر من بعد حادثة تحطيمه لبطاقاتها البنكية..
ضحكت بضيق وسرعان ماتحولت ضحكتها لدموع
تضاعف حين طلبت هاتفه ورد عليها المجيب الآلي كالعادة "الرقم المطلوب خارج نطاق الخدمة "

بعض البشر يفرض عليك الغلا فرض
مثل الذهب في كل الأحوال غالي ..

&&&
أختار أحد الفنادق الشهيرة لتناول أفطار أول يوم رمضاني .. والرفيق هو سكرتيره عبدالله الذي تخلت عنه عروسة الجديدة لتتناول الأفطارمع عائلتها ولأنه لم يرد أن يكون محل
سخرية عائلته شارك مديرة بالعمل هذا الأفطار الخالي من
الروحانية ..
فياض متهكماً : ياولد وسع صدرك وطق لك صورة لها
الفطور السنع خلها تشوفها وتندم .. قلها لو انتي اليوم
مسويه فطوري ولا مسوية لناطبق ومروحة مع لبيت أهلي كان فطرتس فيه بكرة...
عبدالله بشك : واذا تورطت معها وخلتني بكره أفطرها فيه لاتوبه أنا هالمواضيع ماأعرف أتعامل معها..
قلب عينيه على الطاولات من حوله : اهب كلهن حريم
مابقت مرة في بيتها ...
عبدالله مدافعاً: ذولي مشهورات وسيدات أعمال ولا الحريم
العاديات في بيوتهن ...
فياض بسخرية لاذعة: أنت أدرى ...
شخص ما لفت انتباه عبدالله ليخبره : استاذ فياض عن اذنك شفت واحد أعرفه ..
أشار له بيده وهو يشرب من قهوته ماأن غادر عبدالله ..
حتى أكتشف وقوف أحدهم فوق رأسه نظر له بعدم أهتمام وحين لاحظ أسلوبه فاللبس أخبره : غلطان يالأخو..
ولكن هذا لم يعيق الشخص من الجلوس .. دقق للحضه
بمظهره قبل أن يخبره بلهجة مستنكرة : طيب هولت بعمرك ماقدرت تغير ريحة عطرك...
الشخص الآخر : اللي مايعرفني ماراح يعرف ريحة عطري من اللي كان معك ..
فياض : سكرتيري.
الحكم: بالله هذي حالة راضي عن نفسك وأنت بهالوضع ..
فياض وهو يتأمل مظهره : تمام الرضى والله لايوفقك على
هالتنكر والله لو أحد يطق لك صورة انفضحنا بين العرب ..
الحكم بلا اهتمام وهو يضع سيجاره لم يشعلها بفمه : العرب محد يجي منهم هنا غيرك طبعاً دايم كاسر العادات ...
ووقف بشكل مفاجيء ليراقبه فياض مذهول من طريقته
الأستعراضية بالمشي لو لم يعرفه لصدق الشخصية التي
يتقمصها..
حين اكتفى من طعامه فتح هاتفه ليرى هجوم اليوم وكان من ليلى : امي تعبانه ومرتفع ضغطها والسبب معروف .. ترى اللي تسوية عقوق .. ماتسوى تعق والديك عشان بنت ..
لقد نصحه جميع أبناء عقاب ذكور وأناث لم يتبقى إلا الأحفاد ..
وحين فكر بالأحفاد.. ألم يخرج الثعلب ماباله لم يبحث عنه ..
حسناً لن يخيب ظنه لو تخلى عنه هو ايضاً فهو بطبعه التلون حسب مصلحته وبالتأكيد مصلحته هذة الفتره مع الطرف
الآخر...

يدور الزمان وكل يوم يطيح قناع
وتظهر لك وجيّه الناس وطبايعها

&&&&
لم تكن لتتخيل لقاء أسوأ من هذا مع أخيها الذي عاشت على
أمل خروجه الأيام الماضيه وهي تفكر أنه لن ينقذها من هذا المكان سواه ..
هجرس بلهجة شديدة السخط : ايه هذا اللي فالحه فيه لو
عرفتي انتس غلطانه صحتي ...
فزه بقهر وهي تمسح دموعها : مسرع ماعبوا راسك علي.
هجرس بأنفعال : ليه شايفتني طرطور اسمع هرج الناس انا شايف بعيني ليلتس امس كله ماأنتي فيه وماجيتي إلا هالحزة هذا الليربيناتس عليه ..
فزه بضيق : وانا كنت سهرانه بالمولات انا في بيت خالتي تسحرت عندهم ومسكوني للفطور...
هجرس : وانا وش محرق تسبدي غير هالموضوع تدرين
زين رايي بخالتس وبناتها وحالهن المايل تجين تخالفيني
وتروحين لهن ليه وبدون شورزوجتس...
فزه : شفت انت بس تدور الاغلاط علي من قال بدون شوره هو قايل روحي وين ماتبين بس لاتطلعين من الرياض...
هجرس بعدم أقتناع : انا من امس ادق عليه جواله مغلق ..
فزة التي ملت من دور المتهمة: هذا الكلام قاله لي قبل
لايروح مكه ..
شهر بسخرية: وهو وش يسوي في مكة .. عسى ماهو
يصلي التهجد بالحرم ...
فزه لم تستطيع أخفاء أنزعاجها من تهكمه عليه : ماأدري عنه ،، اللحين ياأخوي الغالي كانك خلصت تحقيق اطلع عني برتاح ..
هجرس وهو يفتح باب غرفتها ليخرج : وضعتس ماهو مطمني شكلتس مصاحبة حريم عماني ومطبعاتس بطبوعهن إذا
مارديتس لشقحى تضبط علومتس...
انتظرته ليخرج حتى جلست أستلقت بأرهاق بسريرها هي
حقاً مرهقه من التفكير منذ رأته وألف فكرة وأختها يتعاركن في عقلها...
هل تخبره بماحدث من الحكم كما هددت ..
هل تشعل فتيل الفتنة...
أم تخبره أنها أنتهت من عمه دون التطرق للتفاصيل..
عقلها لايسعفها على اتخاذ القرار الصحيح ...
هل تتركه كما هددت وتباهت أنها ستفعل لما أصبحت بهذا
الجبن حين حانت اللحضة الحاسمة ..
هل فراقه بهذة الصعوبة .. تعلم أهميته في قلبها ولكن
كرامتها أهم.. عليها أن تتحين الفرصة المناسبه وتخبر
هجرس برغبتها مرافقته حينيتوجه لزيارته جدتهما وحين
تصل هناك لن تعود حتي يأتي ويعتذر منها بطريقة لائقة ...

تاخذني العزّه ، ويردني الطيب
وياخذهم الوقت وتردهم حاجه

&&&

نزلت وهي تحدثه وحين رأت المجتمعين حول القهوة
ودعته بصوت مسموع : يالله تصبح على خير حبيبي نام على جنبك اليمين وأقرأ أذكارك أخاف عليك من الجاثوم والكوابيس وعيون الحساد...
وضحكت بأحراج من ردة على الطرف الآخر...
ليتعكر وجه ياسمين وتتأفف بصوت مسموع : يعني شوفوني محد تزوج غيري ... على زينها هي والمبع اللي أخذته..
فاطمة بشهقة أستنكار : بنت استحي بلاقلة أدب كيف تخطين على رجال ماتعرفينه ..
ياسمين بحقد: معليش على حركات عمتي واضح ان اللي أخذته شبه رجال .. وهي مرة مبسوطة فيه تمشيه على مزاجها..
غادة التي كانت تعدل شعرها أمام المراءة : وش عندكم اكيد تحشوني ..
طلبت وهي تجلس: مروى صبي قهوة... وانتي قومي ذاكري الأسبوع الجاي اختباراتكم النهائية فاطمه اسحبي جوالها...
فاطمه بملل: غادة بالله خلينا رايقين ..
هزت كتفيها بأستنكار: اروق من كذا ماراح تشوفين .. إلا قرت عينكم بطلعت هجرس ...
وحين لاحظت عدم الأندهاش عليهم سألت : ماشاءالله وصلتكم الأخبار ..
مروى : عمه أنتي كيف دريتي ...
عبست فاطمه وأجابت هي بكل هدوء :من انستقرامه أنا وياه ضايفين بعض وشفته منزل صورته مع جده ويقول أحلى فطور مع جدي بسوالله ياوجه عمي عقاب وده يهف بدله ..
عادت لتسأل بعدم أقتناع : وأنتي ليه تضيفينه !!!
غاده وهي تتذوق من الحلوى التي لم تعجبها: اكيد هذا أنتي مسويته .. وانا عمتس انا حرة اضيف اللي أبي حنا حلف المبغوضين نحبنضيف بعض ونرفع في بعض ...
مروى بفضول : طيب ياعمه زوجك بيطول بسفرته يعني بتجلسين معنا كل رمضان ..
غاده : لاياحبيبتي بيجي مايقدر يستغني عني .. عاد أنتم الله يعينكم دبروا نفسكم من بعدي .. يالله بروح انام بدون أزعاج رجاء..
بعد أنسحابها.. مروى : الله .. صرنا حنا اللي نزعج بعدين وش تقصد دبروا نفسكم من غيري هي وش تسوي أصلاً !!!
ولكن لم تجد أي رد لتساؤلاتها لأن ياسمين ووالدتها كل منهما لديها مايشغل بالها عن ثرثرات مروى صاحبة البال الخالي...
فاطمة تفكر بوالدتها المتعبة ومشاكل عائلتها التي عرفت عنها قريباً ..
ياسمين منزعجة جداً من أمر خروجه وحاستها السادسة تنبأها بخطر قادم ...

جيت حاجة بين روحي و ارتياحي
كني اللي عايش العمر أنتظرها

&&&

استيقضت على رنين المنبه .. رفعت هاتفها لتنظر لساعه ولم تفهم لما ضبطت المنبه من الأساس ..
آه الكلية كيف فاتها الأمر اليوم هناك أختبار لاتفقه فيه شيء وعليها أن تذهب مجبره بسبب ألحاح والدتها بتحضره ... وقد بدأت معهاأسطوانة جديدة عن عدم أمتلاكها أي مقومات لمستقبل جيد فهي ستصبح مطلقة وبلا شهادة ...
ومن تحدث عن الطلاق ..!!
الطلاق هو جميل لايستحقه .. سيتخلص منها بكل بساطه ويعيش حياته ...
لن تتخلى .. الخروج من حياته بهدوء نعيم لن يحضى به ..
صحيح أنها قطعت العديد من الوعود وحين يصبح جيداً معها تتناساها...
ولكنها تلك الوعود يزيد عددها مع الزمن وتقوى شوكتها ...
وقفت بمظهرها المشعث من النوم ..نظرت لأنعكاسها بالمراءة لقد أصبحت ترى وجه آخر غير وجهها تشعر بأن الأذى داخلها أنعكس بشكلشرير على مظهرها الخارجي ...
حكمت أنها تحتاج للكثير من الزينه حتى لايكتشف أحد أنكسارها حتى لو يعني هذا تأخرها على موعد الأختبار نفسه ..
لاحقاً خرجت بملامح متوتر من قاعة الاختبار حتى حين قابلتها أسماء التي أعتقدت أنه توتر ملامحها بسببها : وش فيه وجهك معفوس ...
خزام بعدم ارتياح : هذي الهبلا وترتني!!!
أسماء : مين بعد يابنت ماباقي أحد ماخربتيها معه ..
خزام بتكشيره: هذا رأيك فيه الله يسامحك ..
قبل أن تنحني وتهمس لها : الدكتورة الغبية علمتني الأجابات ...
أسماء بعدم تصديق : الله طلبتها تقرب لي معنى سؤال رفضت ...
خزام هزت كتفيها بحيرة: اصلاً ماأبغى أجابتها اروح اغير ترجع وتأشر ليه من جديد على الأجابة اوف خنقتني بتصرفاتها..
صمتت حين رأت أسماء تخرج قارورة الماء وتشرب منها : ياحظك ...
تعيد القارورة لشنطتها بعد أن شرقت بالماء الذي تشربه : سوري نسيت ...
خزام بشك : هذي الأخيرة صح لو طهرتي تكوني خرجتي من العدة ..
أسماء بتوتر : ايوه ...
خزام بحماس: مبروك ايش رايك نسوي حفلة ...
حين لاحظت تغير النظر بعيني أسماء شعرت انها ستقول شيء لن يعجبها: يعني انتي لو انفصلتي بتسوين حفلة ...
خزام التي كانت متقدمة في مقعدها عادت للخلف : ماراح انفصل هذي أمنيته ماراح أحققها له بهالبساطة...
بأحباط أخبرتها: هبلا وعبيطة أمنيه أي رجال هو تجميع الحريم ياحلوة انقذي نفسك بلاهبل وتحديات أنتي مو قدها أبوي واقف معك بعدشهر موعد زواجكم يعني مافيه مفر أختاري مصيرك بتعقل لاتضيعين نفسك ماأنتي مضطرة السلامة حلوة ....
خزام بحقد: انفصل عنه حتى يأخذ اللي يبغاها مستحيل ببقى زي الشوك في حلقه مايقدر يبلعني ولايطلعني...
بضجر من تهديداتها التي لاتستطيع الوفاء بها: لاصدقيني
يقدر يبلعك معدته تطحن الحديد...
انصرف انتباه خزام حين رأت أميرة بمظهرها المعتاد المتباهي لايبدو عليها أي تغير ....
تباً لها ولأخيها الأحمق شبيه الرجال أيراسله رجل غريب بصورة أخته ومازالت على قيد الحياة...

خلك على طبعك عسى الله يهنيك
وابشر بطبع جديد يعلمك قدري
كان ينام بأرهاق بعد أيام من السير على أقدامه في سبيل تنفيذ مهمة عاد منها سير أيضاً ومثخن بالجراح بعد أن فشل في تنفيذها
ينام كقتيل حين شعر بماء يسكب عليه ليجلس بمكانه بجزع وتقع عينيه على ذاك بعد أن شعر للحضة أنه قد سقط بيد العدو وهو تحتالتعذيب وجراحه وآلمة جعلت شعوره شبه حقيقي ...
أخبره متهكماً:أفطر ياسبطر أذن المغرب ..
سبطر الذي يتذكر للحضة أنه أمس فك صيامة بورق الشجر ووصل هنا بعد الأمساك تناول كأس الماء المعدني الذي مده عليه بترحاب وبرجفةشفاته الجافة والتي تحولت للون الأبيض :اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ..
قرب له ذاك صحن رطب ... وطبق آخر بدأ كأيدام لحم ..
أما هو فأوقد سيجارته لتكون ثاني الداخلين لجوفة بعد كأس الماء الذي لم يشرب بأكمله حتى ...

عاد إليه بعد أن تأكد أنه تناول طعامه بكبسولتين دواء أسقطها فيه يده وسأله :وش تقول بالشوق ياسبطر ..
سبطر وهو يبتلع الدواء وبوجع من جراحه : أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى ......أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي ..... وَلَكِنحُبُّ مَن سَكَنَالدِيارا

أبتسم بتــسلي فهو لم يتوقع أجابة مبهجـة كهذة من شخص جلف كسبطـر:طيب وش تقول بالحبيبة..
سبطر بأنين : ولقد ذكرتك والرماح نواهل ............ وبيض الهند تقطر من دمي فودتت تقبيل السيوف لأنها .......... لمعت كبارق ثغرك المتبسم...

سأله بوقاحة من عرف شيء سري هو متقدم عليه أصبح يعرف أسم حبيبته :سبطر دامك حضري ليه تهذي بأسم بدوية !!!
سبطر متهكماً وهو يتخيل لو كانت الحقيقه على هذة الصورة :بنت شيوخ وطحت بغرامة ..
يجلس أمامه بعد أن كان واقف :وبعدين ..
سبطربتشدق كاذب :حرموني منها ..
:ليه
سبطر :نسبنا ماهو متكافيء .. بنت الشيوخ ماتأخذ من أقلية القوم ..!!!
بخبرة عتيقة :أوصفها لي ..
وحين رأى نظرته المستكنه الحزينة تتحول للغضب ...
أطلق ضحكة النصـر ..
لو لم تكن له لوصفهـا .. فهو يعرف ديدن العشـاق ..
ابتعد بضحكته وهو يردد : أحمد أبراهيم علي بدر باسل اوووه واجد الأسماء اللي بدايتها a و b ..
وحين تظاهر بعدم فهم مايرمي إليه أخبره : ساعتك كان مكتوب عليها حرفين Aو B أسمك يبدأ بواحد من هالحرفين ...
سبطر : أسألني وش أسمك وأعلمك..
هز رفيقه رأسه علامة النفي: ممنوع أنا ماأعرفك ولا أنت تعرفني ... هالمكان بس يجمعنا .. أسرار المهمات ممنوع نتناقشها.. وبهالمناسبةمبروك الفشل بس طلعت منها حي هذا أهم شيء ... على فكرة الأنفجار اللي كنت فيه طلع بالأخبار يقولون حنا فجرناه..
سبطر وهو يعتدل بجلسته وأقشعرت جروح ظهره بسبب أحتكاكها بالجدار الأسمنتي ولكن لم يظهر هذا على ملامحة : وأنت وش رايك؟؟؟
بثقة : مستحيل خبير التفجير مو أنت .. أنت قناص...
مهمتك أغتيالات ..
سبطر:خطأ ماعندك فراسه ماعرفتني زين ...
الآخر لم تتزعزع ثقته : أهم شيء أنك مو اللي فجرت .. التفجير كان من طرف آخر هدفه أحباط عملنا ... أنت قناص ...
شفط أكبر كمية من الهواء : أشم ريحة عزرائيل معك ...
أغلق عينيه منهياً الحديث الشيق المهتم جداً به ولكن هو لايشعر اتجاهه بأي فضول وكل مايعرفه عنه أنه قد سبقه لساحة المعركة من وقتطويل ويتضح عليه ذالك من تأقلمه مع الوضع... ومتأكد جداً أنه بمرتبة أعلى منه ..


عمر الرخاء مايكشف الناس للناس
مايكشف الرجال .. غير الشدايد

ناسٍ تشوف الصعب وتقول لا باس
وناسٍ تشوف السهل وتقول كايد !


&&&

كان مدعو لطعام الأفطار لدى عائلتها قلبه يرفرف بين ضلوعه حقاً وكأنه نقص عشرة أعوام من عمره .. أكمل تهندمه بحماس عادةً ينام حتىالمغرب ولكن اليوم لم ينم بعد عودته من عمله .. وحتى الصداع الذي يصيبه بسبب أفتقاده لسجائر فترةالصيام اليوم لم يشعر به ...
رش من عطره بوفره كان قد ابتاعه يوم أمس نفس العطر الذي أهدته أياه بفترة ملكتهم ...
الشعور ..رائحة العطر ..كلها تثير فيه ذكريات الفترة التي ارتبطا فيها ...
حين كان قلبه سليم جداً ومندفع بمشاعره ولايوجد مايردعه .. يشعر بأنه في غيبوبة من السعادة لايريد الأستيقاظ منها ..
قاد سيارته بهدوء وحين وصل تأكد من ساعته أنه لم يكن مبكرًا جداً ..
دخل واستقبلوه بترحيب كان عادة يرى أنه يستحقه ولكن اليوم راوده الشعور للحضه أنه مبالغ فيه .. وبزغ لذهنه ترحيب فاتر ووجهة كشرهتستدعي المرح عادةً بداخله تمالك نفسه حتى لايقارن ..
كان كل شيء رائع يشعر أنه بالمكان المناسب ويفعل الصواب ..
كان على سفره غيره والدها وأخوتها وزوج أختها.. ومجموعة أطفال .. أصغرهم بعمر عامين أو أقل قليلاً حين سكب العصير وبخه أحدالأطفال الأكبر سناً ليأمر زوج الأخت ان يتوقف عن ازعاج ابن خالته فعلم لحضتها أنه ابنها..
القى عليه نظرة متأملاً بدى مماثل للجيمع هنا كان من الممكن أن يكون ابنه .. تفكير معقول إذاً لماذا يبزغ لذهنه طفل بعيون اسيويه وشعرشديد النعومه وربما عينين فاتحه كرمز لأبنه ..
حسناً الامر أصبح يتطور للأسوأوالضيق بدأ يراوده .. حتى يرى صحن حلوى يذكره بماصنعته حين كان قريبهم ضيف لديهم..
ليثبت لنفسه أنها خارج تفكيره ألتقط الملعقة وملئها من الحلوى ليضعها بفمه .. طعم خاطيء هذا شديد الحلاوة من المفترض أن يكون مالحقليلاً فهي تسقيه بدموعها .. توقف عن تناول الطعام وهو يقول : أنعم الله عليكم ..
كان أول الخارجين وبعدها لحق فيه الجميع .. حرك بسيارته من المفترض أن يتوجه للمسجد ولكنه توقف قبل الوصول إليه ... طلب رقم وهويشعل سيجارته لم يطل أنتظاره حتى انفتح الخط: هلا والله.. ماني مصدقه ..بعدك عايش ..
فياض ببرود : وشلونكم..
اسماء التي قامت عن السفره : طيبين ..
فياض بلا مقدمات ء: ارسلي صورتها سلطان يقول محتاجه عملية بخمسين الف ارسليها بقيم..!!
اسماء التي تضغط على نفسها وتتحمل وقاحته: ماعندي صور من وين اجيبها لك ..
فياض وهو يشعل سيجارة اخرى : روحي لسناب وادخلي على اسمها بتلقين الف صور بوجه بس ووجه تسلب ..
اسماء لأنها لم تستطيع تحمل وقاحته : طيب سلام عشان ارسل الصورة..
أردت صورة أذاً تفضل وارسلت الصورة التي وردتها منها اليوم الثاني من الحادثه حين سألتها عن حالها...
فتح الصورة ماأن وصلته .. رمى الهاتف بعيداً حين لم يحتمل النظر أكثر .. لم يفعل هذا اليس كذالك .. يريد ان يتذكر مافعل ذالك اليوم ولكنلايتذكر الا عبارتها عديمة الحياء وهي تهدده أن تعرف رجل غيره وهي على عصمته ..
ماذا حدث بعدها لايستطيع عقله استحضار المشهد ..
أين السعاده الذي كان يشعر بها عصر هذا اليوم ..
اين شبابه الذي عاد ..
لايوجد سوى هم عميق وألم يغزو قلبه ينتشر ببطء ولكنه حارق وكأنه يعده سأبقى هنا طويلاً ..
نزل متوجهاً للمسجد هو أشد مايكون بحاجه لصلاة ليبعد صورة وجهها عن ذهنه قليلاً..
بعد الصلاة عاد لمجلسهم مرة أخرى ليهزمها في ذهنه ... ويثبت أنه المتسيد لمشاعره ...
وكان خيار خاطيء لأنه يبدو كأبله غير قادر على الأندماج مع مستضيفيه ... يحاول مجاملتهم قدر الأمكان يجاري أحاديثهم ظاهريًا.. لكنحتى لنفسه كان سيبدو غريب ...
حين أنصرف أخيراً ... ليكتشف أنه وسط حرب شرسه بين كرامته وعواطفه ...
كرامته تسأله ماذا تفعل هنا... وعن أي حبيبه تتحدث ألم تكن هذة من أختارت الأنفصال عنك بأختيارها .. من تسببت لك بفضيحة .. منجعلت جميع الفتيات من بعدها لايرغبن الأرتباط بك لأن المها قد رفضتك فهن لسنا أقل منها ليرضين فيك ..
حتى خزام الجاهلة سخرت منك وهي تخبرك كيف سترضى بك من جديد وهي من رفضتك أولاً ...
وهل خزام هي الفاضلة ألم تخبرك أنها ستعرف رجال آخرين وهي على ذمتك ...
ولكن هي أيضاً من أحبتك قبل أن ترتبط بها وحتى طلبها للأنفصال بين حين وآخر غير جاد وهو محض غيرة من الأخريات .. ولكن كل هذالايشفع لها مافعلت ..
لما جميع أفكاره تعيده لخزام وخزام وخزام ...
كيف لها القدرة على أستحلال أفكاره بهذة الصورة ...
يبدو أن النتيجة محسومة ..
أنتهت الحيرة فبدى جلياً من ستشغل عقله بالأيام القادمة يبدو أن ماسرقته الأيام لن يعود بهذة البساطة ...
سلطان كان محق حين أخبره إلا يضيع مابيده وحينها شبه الموضوع بالعصافير ... ولكن مابين يديه طائر جارح وهو يخشاه فعلاً...
لايستطيع أن يفلته ويعي جيداً أن ذاك الطائر غير مروض وقد يدمي يديه لكنه مضطر للأمساك فيه لأنه لايضمن عودته إليه لو أفلته...


يا رفيقي لو تحاول ما تغيّر
هذا انا والحمد لله ما عطاني

المشاعر لو بها طب / و تخيّر
كان شفت بداخلي كم قلب ثاني ..

****

كانت تجلس بغرفتها تدرس مادة أختبار الغد ....حينها وردها أتصال والدها ..أنزلي لي بغرفة المكتب ...
نظرت لساعة يدها لقد تجاوز موعد نومه رسمياً ...
هل الأمر له علاقة بعقد القران غداً ..
نزلت بهدوء حتى حين وصلت الغرفة أخيراً طرقت الباب قبل أن يأذن لها بدخول ...
وقفت للحضات على الباب .. حين أكتشفت وجود غيره ..شخص لم يرفع عينه بهااا .. رغم أنها ألقت نظرة سريعة عليه بأعتقادها أحد أخوتهااا ...
عقاب بكل هدوء : قربي وأنا أبوتس ...هذا أحمد بن عبدالله ..دعيناه الليلة عشان الشوفة ..حقة بشرع الله ..
أقتربت بكل هدوء وجلست على المقعد المقابل وهي تفكر متى ياأبي كان لدينا أي نظرة شرعية ....وهانحن نستحدثها من أجل الصنهات ....
ألقت عليه نظرة حاولت أن تكون سريعة حين لاحظت أنشغاله بسؤال والدها عن أمر بعمله ....
كان وسيم بالتأكيد أليس من الصنهاات ...
أسمر ولكن ليس كما أخوتها يذكرها بسمار الأجانب ...آه فهمت بفعل التان ...يبدو مهتم بالمظهر جداً ...
صوته هاديء ومتمكن من حديثه لم يرتبك للحضة رغم أنه من المفترض أن يكون سؤال والدها مفاجيء تحت تأثير حضورها ...
أم أن حضورها ليس مؤثر لهذة الدرجة ...
هذا المرة السؤال كان من نصيبها ...
عقاب :كم بقى على أختبارتس وتخلصين ؟؟؟
أسماء وهي تنظر لوالدها :الأربعاء الجاي آخر أختبار ...
عقاب :زين زين ...
رفعت عينها حين أرادت المغادرة أستجابة لأشارة صغيرة من والدها حين لاحظت تركيز عليها ...لتهدي له أبتسامة تخص فيها
من تريد أزعاجهم وخرجت ...
أحمد الذي دار بينه وبين عقاب حديث بسيط قبل أن يستأذن مؤكداً على موعد الغد ...
لقد عرفها من أول نظرة ... نفس الفتاة التي رآها في منزل جدته وضحى ...هل كانت أبنة عقاب نفسها هي رفيقة راماا ...
فهم الآن المقصد من أبنة الشيوخ التي أرادت أزعاجه فيهاا ...
أصبح هناك شيء يستمتع فيه بهذة الزواجة ...
منظر وجه راما حين تعلم أن أبنة الشيوخ أصبحت تحت يده
بعد أن لمحت له أنها بعيدة المنـــــال ..
حسناً كانت مفاجئة جميلة أن تكون هــي ..
لن يخدع نفسه .. لقد أثرت عليه من النظرة الأولى .. فهي بشخصية ومظهر ليس من السهل نسيانه والتغافل عنه ..
وكما حكم عليها من النظرة الأولى وعززت الفكرة راما
هنا شبة متأكد من شخصيتهااا ...
هي تعرف جيداً من تكون وبماغمرها الله من هبات ..
وعنجهية أبناء عقاب تمتلك الكثير منهاا ..
رد على جــوزاء التي أتصلت فهي تنتظره :هلا ياعمة دقايق وأنا على بابكم ..عسى قهوتس جاهــزة ..
وحين دخل لاحقاً كان تنتظرة بتحفز ...
جوزاء وهي تتأمل مظهره الأنيق وكأنه يؤكد واقعية رسالته:اللحين وش هالرسالة الخايسة ... أنت صادق ولاتطقطق على راسي ...
أحمد يجلس بهدوء :والله هذا تخطيط أخوانتس وحطوني قدام الأمر الواقع ..
جوزاء بعدم تصديق حتى اللحضة :يعني بتشاركني حتى بالحظ السيء أخت بتال ياأحمد ..
وحين لم تجد رد منه ... فهو قد أخذ ترمس القهوة وبدأ بالسكب لنفسه :طيب شاورني حط عندي خبر ماهو تصدمني ...
أحمد بتقبل للواقع :بكرة الملكة ... وصمت للحضات :عقاب خلاني أشوف بنته ...
جوزاء وعينيها مفتوحة بتحفز وعدم تصديق :ايه ..؟؟؟
أحمد بتهكم مرير:مزيونة ماطلعت على أخوهااا ...
جوزاء هي تعي جيداً أن أهتماماته أعمق من القشرة الخارجية :وش يعني تقبلتهااا !!!
أحمد بأنزعاج من سطحية الفكرة :خليني أعاشرها وأقولتس تقبلتها أو لااا ...
جوزاء بتردد :وأنتي تدري وش وضعها ؟؟
أحمد :ايه علمتني عمتي أم لافي واليوم عقاب نفسه علمنــي ..لا وأبشرتس يعطيني الضوء الأخضر بعدين تجوز على كيفك كأني بشاوره ..
جوزاء بعدم أقتناع بالموضوع والأسوأ كيف أحمد يبدو بهذة السلبية بموضوع مصيري كالزواج :وأنت وش شعورك بالموضوع هذا زواج ماهو لعب ...
أحمد :نجرب ونشوف ...
جوزاء بشك:وش فيك بارد ..
أحمد وهو يعيش الفكرة لو كان شخص آخر :لاني بارد ولاشي بس الصدق معليش البنت تستاهل التجربة ....
جوزاء بصدمة :حسبي الله عليك هذي آخرتهاااا ...
أحمد بدون تعمق بالموضوع :وأنا وش قلت ...غير الصدق شكلها يشفع لهااا ...
جوزاء تجاري فكرة سطحيته :ولا ماهي أسماء وش كان سويت ....
أحمد يفرك أسفل عينه :خلينا من هالسالفة اللحين .. ماهو وقته ... عطينا جديدك ..
جوزاء وهي تسترخي بمقعدها بعد أن أطفء حماسها بتغيره الموضوع:وش جديده ..ألف سمبوسة العصر وأصلي التراويح بالليل ..
أحمد :أجل بكرة كثري السمبوسة بنفطر عندكم قبل مانروح للربع بعد التراويح ...
جوزاء لتزعجـــه :ايه عندي خبر طلبت لكم مفرزن ...
أحمد يكتم ضحكته على وقاحتهاا :افا ياعمة هذا قدرنا عندتس ...مفرزن ...
قالت بشك :أبوك بيجوز لافي ..
أحمد ليزعجها :والله لو علي نرده بس وش نســوي مجبورين نمشي على العادات ...لا والعنز السورية موافقة عليه ... أنا مأدري وش لاقيه فيه ..
جوزاء بتلقائية :اشوى فيه خبر يسر البال هالأيام ...
بعدين حدك عن لافي ياويلك تبهذلة ...
أحمد :ماكلمتس أبو حاكم ؟؟
جوزاء :لاا بس أول ماراح كلم مرة ..
أحمد :ايه ترى حتى أبوه يقول كلمهم مرة وقال لاعاد تحترون مني مكالماات أنا لاخلصت جيت مرة وحدة ..
جوزاء بغل :وليه ان شاءالله وش فيها المكالمات عجزان عنهااا ..
أحمد وهو يتفحص ملامحها الثائرة :لأنه ماهو هنااا أكيد طلع من الحدود ... وأسلم له مايتواصل بالوطن إلا في مجال مهمته ...
جوزاء بأندفاع تفضح أهتمامها :كل اللي يروحون يكلمون أن سألت بتويتر مافيه مشكلة ...
بس هو يحب يسوي لنفسه جو يعني شوفوني محد مثلي ...
أحمد ليتلاعب فيها :كان جيتي وسألتينا مايحتاج تسألين بتويتر ..!!!
جوزاء لتبعد تهمة الأهتمام عنها :ترى أبحث عشان بشوف متى يرجع ويطلقني ...وأعيش حياتي ...ماأكون مرتبطة في أحد ...
أحمد الذي وقف فجأة :يالله ياعمه بسري عشان ألحق السحور عند أمي ....
وغادر تاركها خلفه ... غير متقنعه نهائياً بهذة المفاجئة بل عقلها لم يستطيع حتى الآن أخراج رفضه للفكرة بصورة جيدة ...
فالمفاجئة ألجمتها حقاً....
ليست فكرة الأرتباط فقط ولكن كيف رضـــوا مالذي حدث ...
من أين شرقت الشمس صباح الأمس !!!
هل أستسلمت فهدة لأن تساق أبنتها للصنهات الأقل نسب وحسب منهم ...والله لو شاهدتها بأم عينها تنطق موافقتها لن تصدق ...
بتال وبقية أخوته أين كانوا من المشهد ...
هل فعلاً مقتنعين بهذا النسب والصهر !!!
هي لاترى أنا أحمد لايستحق بل تراه كثير عليهم
ولكن تفكر حسب عقليتهم الصدأة ...
فعلاً عش رجباً ترى عجباً ...

××يتغير الوقت و العالم .. و يحزني أني هذاك .. القديم إللي ما يتغير××


&&&

عادت لغرفتها ...هل تغمض عينيها حقاً الآن أمام المراءة
فتحتها وهي تهز رأسها برفض لهذة التصرفات السخيفة ...
ألقت نظرة سريعة لمظهرها ...
شعرها الذي رفعته بمنتصف رأسها ونزل أعلى أكتافها بتموجاته الكثيفة التي صنعتهااا بالجهاز الكهربائي يستريح أسفل خصرهاا بطريقة متقنة ...
حواجبها المرتبة ..وعينيها أكتفت بتكثيف رموشها بالماسكرا ..
وشفتيهااا قد طلتها بلون القرنفلي ...
جميلة بلاشك ولايستطيع أحد قول غير ذالك ..رغم أن والدها فاجئها بهذا اللقاء ...
وكأن كل مايهم بهذا الأرتباط جمالها ...
دعي هذه الحماقة ...فأنتي تعلمين جيداً أنه أرتباط مصالح ...
ورغم معرفتها بهذا مازال تتأمل جسدها بالمرآه تحت فستانها السـبورت الملتصق بكل خلية من جسدها ..
وقد أظهر الأمتلاء الذي أحاط بوركيهااا ..كأحد أعراض حملها وولادة أبنها ...
البعض يراه نوع من جمال الجسد للمراءة ولكنها تفضل الجسد الرياضي من غير أمتلائات ...
عادت لكتابها بأصرار على أزالة هذه الأفكار من بالهااا ...
ومع أول صفحة ..
عاد لذهنها أسمه :أحمد عبدالله الصنهااات ...
والأسم لم يكن غريب أبداً على ذهنهااا ...
أخذت تخط على حاشية الكتاب خطوط عشوائية وهي تعود بذاكرتها للماضي ...
حين تعطلت مركبة المدرسة ...وجاء المنذر وفزاع ليقلاهااا ...
وبعد أن مضوا بالطريق قليلاً ..
سأل المنذر الآخر :ياولد اللي كان واقف مع السواق ماهو غريب علي ...
فزاع :من أحمد الصنهاات ..الأقشر ..
المنذر :أي صنهااات ؟؟
فزاع بتهكم :وكم نعرف صنهات عيال الراعي ...!!!
المنذر :ايه ماغيرهم ...من وين تعرفه ...
فزاع :كان معناا بالثانــوية درس بالرياض ...
المنذر بفضول:ايه ووش فيه أقشر ...
فزاع :لأنه أقشــر ...ياولد كان ماله حس ماتعرفه تعده من الأجانب لا ويلبس بدلة ماتفرقه عنهم ...وأموره ماشية دايم من الأوائل الطالب المثالي ... وفجأة واحد داعية عليه أمه .. تقاشر معه ماأدري وش هو قايله ... يارجال وطاح فيه ماتحسمت للهوشة مثلهااا وطبوا معه عيال عمه والأقشر لحاله بس قسم ياصفقهم المدرسة للحين جدارنها تذكر الهوشة ...ياولد تعودنا على الهوشات كف رفسه كوع ...
هذا يصفق بروسهم الجدران والطاولااات مسكوه بالغصب الطلاب كان بيرمي واحد منهم مع الدريشة وحنا بالدور الثالث ...
أذكر صوروا الهوشة وأشتهـــرت ...
المدرسين جلسوا شهر يخافون يقومونه بالحصة بعد ماكان الطالب المثالي عندهم .... ومن قشارته على آخر سنة ونقصوه 15 درجة من السلوك وهذا سبب التسمية ثلاث سنين صامل على الأدب والمثالية وعلى الأخير خربهاا ..شفت أقشر منه !!!
المنذر بأنبهاار :ماتوقعتها تطلع منهم يقولون مايحبون المشاكل ويمشون جنب الحيط ...
فزاع :هو كان يمشي جنب الحيط بس فيه ناس أذية تبليك في عمرك ...
المنذر بأستدراك :بعدين وش جابهم الرياض وهم من الخرج ...
فزاع :ماأدري عنهم يمكن عشان مدارس الرياض أحسن أو بعد مخربها هناك وجاي لمدرسة محد يعرفه فيها على أساس يضبط وضعه بالثانوي ...
كانت لحضتها تستمع لهم دون أهتمام رغم أنها حاولت الرابط بين الشاب الشهم الذي توقف لمساعدة السائق حين تعطلت المركبة...
والشخص الهمجي الذي يتحدث عنه فزاع بمبالغة ويشاركه المنذر بأنبهــار من الحكاية ...

صـدفه جمعـتنا ولا حسبنا لها حـساب
ياللي حبك سكن بـين قلبي وعيني
عمري بدا من شوفـتك ياكـل الاحباب
وسنين عمري قبلك ماهي سـنيني
*الحاضر *


استيقظت على مشاعر متناقضة مابين القلق على ماتقدم عليه والتوتر من دخولها للحياة جديدة من غير رضا والدتها ...
حين تتخيل الموقف من بعيد يكون سهل ...لكن حين تعيش اللحضة يبدو كل شيء عسير ...لاتصدق أنها تساعد والدتها بأعداد الأفطار وبعد ذالك تشاركها إياه وهي تخفي عنها سر هكذا ...ولكنها تخشى حقاً أن تفسد الأمر باللحضة الأخيرة ...
وهي لاتعصي والدتها لمجرد العصيان ...هي أيضاً تسعد والدها بقرارها هذا ... ووالدها وهو من تكفل بنقل الخبر ...ولكن هل ستتفهم والدتها الأمر بهذة الطريقة ..
هي تخشى غضبها حقاً وتبعاته ....
بعد الأفطار صعدت مباشرة لجناحها متظاهرة برغبتها الأستعداد مبكراً لأختبارها الأخير بعد يومين ...والتفرغ للتسوق يوم الغد ...
خصوصاً أن والدها قد حدد العمرة يوم الخميس ...

××لا ينثني عزمك بقولة ما يصير دوّر علىٰ الي ما يصير و عانده××



****

عاد من صلاة التراويح بنشاط غريب أرتدى ملابس جديدة وطلب منها أن تبخره مرة أخرى وكأنه ليس لديه نيه للنوم هذه الليلة ....
وحين سألته بأستنكار وهي تحمل المبخرة :وش فيك يابو سلطان على وين النية ...
عقاب يعدل من وضعه عبائته :هنيا بس جايني ضيوف ..الصنهات جاين الليلة بيعقدون على بنتس ...
فهدة والمبخرة تهتز بيدها مع شهقة أستنكار :وش هو ؟؟؟
عقاب بحزم شديد:اللي سمعتيه وأقطعي وصوتس لايطلع ...أنا موافق والبنت موافقة ...ومانبي موافقة ثالثه ....بس شرتس كفيه عناااا ...
فهدة بعدم تصديق :بتجوز بنتي مع عيال الراعي اللي لاأصل ولافصل هذي تاليتها يابو سلطان هذي جزاتي مايكفي أخذت بنته لولدي وشربت الحنظلة وراهاااا ...
عقاب بلهجة من لن يحيد عن قراره :وهالمرة أشربي صبرة (عشبة شديدة المرارة ) ...
وخرج قبل أن تتفهم الموقف أو تظهر سخطها بشكل كافي ..
لحقته مع السلالم وكادت تتعثر أكثر من مرة ...ولكن عقاب الذي يستخدم المصعد لصعود والنزول كان قد غادر المكان فعلاً وبدأ بأستقبال ضيوفه
الذين قد سبقوه بالحضور...
××لي مدتن ما طب في عيني النوم ولا غشا طرف المشقى .. نعاسه َ اضحـك وكني على الكبد ماسـوم والضغط من فوق المعدل قياسه .××



*****
كان يقلب نظره بين الحاضرين ...والدها الشيخ عقاب ظاهرة السعادة ولكن يغالبه الكثير من القلق ...
أخوتها الثلاثه الحاضريين لم يكلف أحدهم نفسه بأبتسامة ...
أشد الموجوديين سعادة هو والده ويليه بالدرجة عمه ...
رسم أبتسامة متكلفة فكما درس الآخريين هناك من سيدرس وجهه ويحكم أنه هو أيضاً غير راغب بهذا الأرتباط ولايعلم لما يريد أن يفند هذا الرأي وكأنها حرب نفسيه بينه وبين ذاته ...
حينما فرغ من عقد القران وبدى بتلقي التهاني أنزعج من أحد أبناء عمومته الحاضريين والذي أختار تلك اللحضة ليصورة ...
ولم يكن يعلم أن كل مايحدث بمباركة والده وتخطيطة ليتم تداول تلك الصور والفيديوهات ونشرها بمرافقة الخبر على حساباتهم الشخصية ليعلم كل من يعرفهم بأمر
هذا الأرتباط ...
فيجب أن يتم أخراج الخبر بطريقة كاملة وتامة حتى يؤدي مفعولة بطريقة كافية ...

××هي مسألة وقت ولا مسألة مدة وتصفّق الناس بيديها ورجليها سوّ الذي ودك تسويه وتوده الناس حتى الرضا ما عاد يرضيها××

****
كانت قد توجهت للقسم خالتها شعاع حتى يتم أخذ موافقتها وتمضي على هذا العقد ...
لم يكن لديها القدرة لنزول أمام والدتها ...
هي كانت مقتنعة برأيها ولكن الفتور الذي يصاحب الأجواء أصابها بشك بقرارها ...
حتى أخوتها بدوا غير متحمسين لهذا الأرتباط ...ألم يكونوا قد ضغطوا على ليلى لتوافق ...
لحسن الحظ أن ليلى لم توافق هي جربت من قبل ولايهمها هذة الشكليات ولكن ليلى
كانت لتصاب بأحباط شديد وصدمة لو عاشت مثل هذا الأجواء بعقد قرانهاا ...
ليلى التي لم تستطيع كبح شعورها :وجع كل واحد ماد بوزه نسوا يوم بغوا يدفنوني
عشان أوافق ... يعني أصلاً هم مو راضين هذي أشكالهم وهم مو الضحية الحقيقية ...
أسماء :أنا مو ضحية واثقة من قراري ...
ليلى بنظرة جانبية :وأنتي عمرك ماكابرتي وقلتي واثقة بقراري.. كل اللي سويتيه عشان تقهرين طليقك ولا الموضوع كل
ولاهامك واضحة.. ...
أسماء :ليش مو هامني أنا سويت كذا عشان مصلحة الجميع ... وعلى فكرة أنا متأكدة أن قراري صح ..
ليلى :ماعلينا بس جوكم مو لهناك في ملكة برمضان لاحنا عارفين نفرح ولانهيص ...
بس ماعلينا نعوضها بالعرس ...
جلست بحماس وهي تلتفت على أسماء لتصبح مواجهتها بكل جسدها :تدرين من أكلها بكل الموضوع ...جوزاء
مسوية بتهج منااا آآه ياشماتي فيها بعد هاللزقة ...
أسماء :وليه أكلتها لوأنا مكانها وأبغى أنفصل ..أنفصلت لو أبوي نفسه أخذ أخت زوجي ...
ليلى بتكشيرة من ثقة أسماء :ايه أنتي بعد أقول جوزاء ماهو أنتي البنت الذربة الكيوووت .. إلا على طاري الكيوت خزام
وش سوت ...
أسماء التي أتضح الأنزعاج على ملامحها :متخيلة تقول ماأبي أنفصل ماأحب أتدخل بشئون الناس بس أقهرتني ...
ليلى التي وجدت مجال خصب للغيبة :وأخيراً حسيتي بأحاسيسي لما تنقهرين من شيء وماتقدرين تغيرينه قمة الجلطة ...
أحمدي ربك بتتزوجين
وتفارقين وأنا اللي بتورط لو فياض سواها وأخذ مها يععع ...مريم وبنت عمها فوق راسي ...
وحين لاحظت شرود أسماء صاحت بها :اييه وين رحتي... ...
أسماء بصراحة :أفكر كيف بروح العمرة معك أتوقع غير مقبولة من اللحين ...
ليلى :اقول حدك ترى أنا بالدين ماألعب .....
أسماء :قصدي بتحشين وتغتابين ......
ليلى :لاحبيبتي ماراح أحش وأغتاب لأني بنشغل بموضوع ثاني ...
أسماء :اللي هو ؟؟؟
ليلى بصراحة لحد الوقاحة :بدعي يجيني عريس على ميزاجي قبل مايلصقون فيني حيا الله واحد وأتوهق نفس وهقتك ...
يارا التي دخلت لتو :واااو أحسدك على صراحتك زين أنا دخلت ماهو أحد من خوالي.. ...
ليلى ببرود :على أساس بخاف منهم أصلاً لو تقدم لي واحد يعجبني وهم رفضوا بوقف بوجيهم وبقول لأبوي موافقة .. ...
يارا تتجاهلها وتوجه تركيزها على أسماء : خالة مبرووك ان شاءالله
زواجة الدهر..
ليلى :يع وش هالدعوة ..تدعين عليها مو تدعين لها ..قولي ان شاءالله يحبك ...يارب يكون خاتم بيدك... ...
يارا بأحباط من رومانسية ليلى المتهورة:أكثر شي ندمت عليه في حياتي علمتك على الروايات من بعدها طلعتي بسالفة
الزواج عن حب وهالخرابيط..
مالك إلا ولد عمك ولاخليني نوسعها ولد جماعتك
أسماء التي وقفت بشكل مفاجيء : جلستكم ماتنمل بس وراي دراسة..
بعد خروجها ليلى بوجة بائس :ياأختي أشفق عليها متخيلة من كل الصنهات الحلوين طاحت بواحد يع... ...
يارا بفضول :من جدك !!
ليلى التي سألت جوزاء عن عريس أسماء وأن كان نفس الشخص الذي زاره بالمستشفى :والله شفته بالمستشفى لما كانت
جوزاء مريضة أسمر...
يارا :طيب؟؟؟
ليلى بحماس:كلهم بيض حمر ورديين يهبلون وهي أخذت الأسمر شفتي حظ زي كذا...!! ...
يارا بقناعة جديدة :اهم شيء يكون رجال محترم والباقي ماهو مهم وش نستفيد بالأشكال ..
ليلى بنصف عين :تقولينها عشان زوجك أنتي بعد ماهو حلو!!
يارا بتأفف :من جد ماهي حالة يعني عشان مريم مختفيه بتحطين حرتك فينااا ... أنا اروح أدرس ولا أضف شنطتي أحسن...
بعد مغادرة يارا بقيت لوحدها تتأمل المكان فارغ آه لو لم تكن ليلة رمضانيه ..
لفعلت الكثير حتى تغيض العذال ..

××ان جاك مني طيب تستاهل الطيب وان جاك غير الطيب راجع سواياك××


*****

كانت ثائرة محطمة حانقة ...بعد أن أستوعبت الخبر ...
أخذت تنوح بمنتصف الصالة حتى أن العاملات تركن أعمالهن وبقين يشاهدنهااا ...حاول معها الحسن ولم يستطيع ...
فهدة بقهر يكاد يقتلهااا من شدة غضبها :آآه ياحسرتي راح ذراي بالليالي الســود ..وتجمعوا علي ...كلهم ضدي ...
يااوينك ياروح أمك لو أنك فيه محد تجرأ يسوي فيني اللي يسوونه هاللحين ...
دخل على عجل وحين لاحظها على وضعها ذاك والعامللات المتفرجاات صاح بهن ليدخلن المطبخ ...
أنحنى عليها يسألها :يمه ترى كل هاللي تسوينه مامنه فايدة أبوي لو يشوفتس تسوين كذا بيزودهاااا ..
فهدة بصيحة غضب :أنت وخر عني مالك شغل ...أنت أكيد أولهم ...
المنذر الذي يبحث دوماً عن لحضة سلام مع والدته :وش تبيني أسوي ...أروح لهم بالمجلس أنفضهم بالرشاش عشان مايأخذون بنتس ترضين كذا ..
فهدة التي عاودت النواح :قهروني متعمدين يسووونها فيني وين أودي وجهي بين الناس ...
يجلس على ركبتيه أمامهااا :تراتس بس تقهرين نفستس والله محد همه كل اللي تسوينه بيقولون تمثل عشان تردناااا وأولهم بنتس ...
فهدة تضرب بيديها على راسها من هول الموقف على نفسها:يافضحي وسط العرب يوم بنتي أخذت من أحفاد الصلبية ...
المنذر بيأس :شفتي دامتس أنتي تقولين تسذا كل الناس بتمهزء فيتس ....
فهدة وهي تعيش الخيال مفجع فكيف لو رأته على الواقع :وش أسوي وش أسوي هذا صدق بكرة يجوني أحفاد شقر عيونهم خضر ... آآه هذي حوبتس يابنت وضحى .... بنتي هي اللي بتجيب الأشقر ....
ورفعت عينها لتنظر إليه :وأنت بتأخذ منهم ...خلاص كملت كل أحفادي بيطلعون على الصنهات ...
المنذر قال بتلقائية :أن كان بيريحتس أنا ماأخذ منهم ماأبيهم ولاني أخذ منهم ...
فهدة بعدم تصديق :تقولها صادز ولاتأخذني على قد عقلي ...
المنذر لم يكن ذاك الأهتمام إلا لأزعاجها ومشاكستها وحين رأى ألمها على أرض الواقع لم يرتاح :صادق والله يشهد ...خلاص أنتي أختاري وأعودتس اخذ اللي اخترتيهااا ..
فهدة تهز راسها بنفي :رح أنت وأختار من بنات العرب اللي تبي بس بنات الصنهات لاااا ....
المنذريهز رأسها لأرضائها ولانية قريبه لديه للأرتباط :طيب مثل ماتقولين ....
ولكن بالتأكيد وعوده لم تكن كافية لتنسيها مصابها الحقيقي بأبنتها الوحيدة ...
أستمرت بالنواح والولوله ... وحريق قلبها لاينطفء بل يعاود الأشتعال ...
تكبح نفسها بصعوبة من الصعود وقتل تلك الفاسدة التي خرجت عن رأيها ...
وتكبح لسانها بصعوبة من الدعاء عليها ...
ولكنها بهذة اللحضة غاضبة وغاضبه بل أشد غضب حتى من اللحضة
التي وجدت نفسها بحفلة ملكة المنذر وقد فــر وتركها خلفه وبمواجهة عائلة العروس بلسان معقود
لاتستطيع أيصال خبر فرار أبنهاا من الأرتباط بأبنتهم ...

××على الجفا والقطيعه لاتشجعني ما ودي أمر عينك .. و أتعداها××

****

كانت تصور نفسها من جانب خدها للتأكد من مظهر أنفها وأنه لايبدو منحرف عن مكانه ... حين أنفتح الباب بطريقة فجة لتظهر رضا من خلفه وقد عقدت رباط رأسها :تصوري أيش يابنت ياخايبة والمذاكرة ...والدراسة والشهادة !!!!
أخفت هاتفها خلف ظهرها بقلق ...فوالدتها غاضبه حقاً وملعقة التحريك الطعام التي تحملها بيدها تخشى أن تستخدمها لغرض تأديبي فقد تحطم وجهها أو هاتفها ...
خزام :ياأمي لاتخافي والله درجاتي حلوة متأكدة كل أختباراتي حليت صح ...
رضا بعدم أقتناع :تحلي صح من فين يابنتي بعقل العصفور اللي عندك ماتحلي دروس بلقيس ...
خزام بتأفف :يعني لازم تحطميني أصلاً مو أنا حليت هم يعلموني الحل ...
رضا بعدم تصديق :ياخيبتك يارضا تغشي هذي خاتمتهاا تغشي ماخفتي من الله فوقك ...
خزام بقلق من غضب والدتها الذي يتصاعد ولايهدأ:والله ياأمي هما غششوني ... مو أنا ...
رضا بمحاولة لفهم الموقف :يابنتي موقايلة لاتثقي في أحد اللي مايخافون الله كثير يغششوك في رمضان ... ذولي يبغون يفسدون عليك صيامك ...
مو حذرتك من رفقة السوء ...
خزام :ياأمي مو صاحباتي الدكتورات نفسهم غششوني ...
رضا تجلس بأرهاق من الموقف الذي لاتستطيع فهمه :وهما بعقلهم حاجة يغششوكي ليه يمكن هذا أختبار للأمانة ...!!!
خزام :اووه ياأمي فين عايشه أنتي ..من جدهم يعلموني الأجابة أنا عارفة ليه ...أكيد الغبي فياض موصيهم ... عشان قلت له أن درجاتي مو حلوة لأنهم يعطوني بس البنات البدوية درجات حلوة وأنا عشان أسمي ينقصوني ...
رضا بأنفعال :الله ياأخذك أنتي وياه بتذنبوني لو سمعت الحرام وسكت عليه ...بعدين هذا ايش له عندنا لحتى يساعدك يروح يساعد نفسه أول ويدخل مستشفى يعالج نفسهم من عصبيته ووحشيته ..
خزام بملل :أقولك هذا الكلام زمان مو اللحين ..على الأساس داري عني اللحين يركض ورى ...
وقاطعتها والدتها بأنفعال :يجري ورى اللي يجري وراه أنتي مالك مو قلنا خلصنا من هالسيرة ...
خزام بتشبث برأيها :ماخلصنا من حاجة...والله والله ماأخليه يرتاح في حياته ...
رضا :بتفهميني أنك بتحطي راسك براس المصيبة هذا ...
خزام :أحط راسي براس الشيطان نفسه ولا أحد يفكر أني ضعيفة ويقدر يدوس علي ويمشي في طريقة ...
عرفت أن زفرت والدتها خلفها عقاب فتغطت بلحافها باللحضة التي ضربتها والدتها على جنبيها بما تحمله بيدها ....
××رفعت خشمي يوم خشمك رفعته وبتموت تحتي مابعد جيت تحتك وترا الغلط مني وانا الي صنعته لاني مدحتك .. ليتني مامدحتك××

****

تجلس مع لافي الذي أخبرها أنه قرر تفويت ملكة أحمد من أجل أن يسليها ...ولكن والده كان قد أحرجه حين قال :لاوالله ماله وجه يقابل الرجال اللي رفضه قدام الله وخلقه ...
حقاً لاتعلم كيف لخالد أن يكون بهذة القسوة على ابنه وأن يتقبل لافي الموضوع بقهقة ..
لوحدث مثل هذا الموقف مع والدتها لأتخذت موقف فعلاً لأنها أحرجتها بهذة الطريقة أمام الآخريين ....
لافي المسترخي أمام التلفاز :عمة برسلتس شيلة حطيها حالة تكفين ...
جوزاء بشك :بترسلي شي ماهو مضبوط صح ترانا برمضان ..
لافي :أستلمي ...
فتحت الرابط المرسل لتجدها شيلة :
راح الله يقلعه ماراحت الدنيا معه
الشوق لك بيرجعه صد عنه ياحشيم
لو كانوا خيراً لبقوا مثلنا لا مالقوا
بالحب ياخي أرتقوا كونوا على العهد القديم ..

لافي وهي يجلس ليواجها :
كيف بالله ماهي مفصلة لتس حطيها حاله وخلي العرب تدري أنتس بايعته ...
جوزاء تهز راسها بأستنكار :أنا ماأحب هالخزعبلات بحالتي .. بلاصفاقة رجاء ...
لافي :بس صفاقة متعوب عليهاا .. أوف وش فيهم الربع تأخروا كم لهم من عقدوا ...
بس أحمد مرسم الولد الأبتسامة ماطاحت عن خده جاه شد بعضلات فكة ...
جوزاء لتزعجه كما أزعجها بفتح موضوعها المفاجيء :عاد بملكتك تكفى خلك بنفس ثقله لاتفضحناا ..
لافي :تستهبلين برقص بملكتي وأخلي اللي ماشاف ويتفرج كانكم تبونها فضيحة خلوها فضيحة ...
وجلس بأعتدال حين أقتربت وضحى التي أعدت الشاي لهم ...
جوزاء :يمه مانمتي..!! ليه مانديتيني أسويه.. ...
وضحى :ناديتس بس ماأنتي فاضيه لي ...حيا الله لافي وشلون أمك وخواتك ...وليد شيخة بشر عنه؟؟ ..
لافي :لاماعليه الحمدلله أموره طيبة بعد العملية بس مستعجل على الطلعة ...
جوزاء :بكرة توديني له.. ...
وضحى :ايه جاهزة للمشورة.. ..
لافي يكتم ضحكته على أسلوب وضحى التطفيشي :
معي وضعها بالسليم... ماعليه ياجدة دامها
أهم شي أنتبهي لاتطلع لها بالسيارة ولاتقولين ماحذرتس فيه شباب طايش يتعمدون يضايقون البنات اللي يركبون سيارات
فاخرة ...
وأحيان يتعمدون يحدونهم ويتسببون عليهن بحوادث ...
تجاهل نظرة جوزاء التي حدقت فيه بتهديد لأنه فتح الموضوع أمام والدتها التي ستمنعها من الخروج تحت أي ظروف بسيارتها بعد ماسمعته منه
هي مرتابة بدون أن يخبرها بهذة الملاحضة ...
حقاً على سوء المرحلة التي عاشتها مع بتال ولكن كان لديها حرية أكثر من ماتعطيها والدتهااا ...حتي حين تتصرف من خلفه لم تكن ردات فعله
بنفس الدرجة من السوء الذي تتصرف فيه والدتها معها ...وكأنها سترتكب فضيحة ماأن تبتعد عنها قليلاً ... ...

×× لا تضايق يوُم خلاك جحاد الجميل الكسير اليا تعالج تخلى عن عصاه ××


****

مشاعرها تغالب بين الضحك أو الصمت أحترام لمشاعر هجرس ...الذي يبدو البؤس على وجهه منذ أعلن عقاب رغبته بمرافقتهم للعمـرة ...
للحسن الحظ هي من المرشحين لأن هذه الرحلة تأجلت للشهور والسبب عدة أسماء ...
المنذر يمتلك نفس الملامح الغير متقبلة للفكرة ولكن من يستطيع رفض أمر والده ... هي لاتستطيع تفهم رفضهم أو ترددهم مالذي يخيفهم هناك بمكة ...
ولم تستطيع كبح ضحكتها حقاً حين رد سلطان الذي كان عن هجرس الذي كان يسأله عقاب (وش فيه وجهك مكشر ) :كيف ماتبيه يكشر هو بيقلب قبلته شــرق ...
خرجت من المكان حين لم تستطيع أيقاف نفسها عن الضحك ....
وحين قابلت يارا التي تجلس بصالة الطعام برفقة كتبها :خير ضحكينا معك ...
ليلى وهي ترتمي على أحد المقاعد :آآه قلبي كان بيوقف ... من الضحك ...تخيلي أبوي يسأل هجرس وش فيك مكشر سلطان يقول ليه ماتبغاه يكشر وهو بيقلب قبلته شرق ...
يارا وهي تتأملها بملل :يعني وش ...
ليلى تتألم من بطنها :وش بعد نسيتي أصلك يعني الشرقيه ياقلبي يعني فلة ... تصدقين والله الولد جاد يحب يحليلة ..!!!
يارا بضيق :حبته القرادة ان شاءالله ...
ليلى :أقول ذاكري بس وخلي العلوم اللي أكبر منك ... على طاري العلوم اللي أكبر منااا .. توقعين عمتي فهدة درت !!!
يارا :وبعده سقف البيت فوق روسنا أكيد لسى مادرت ..
كانت منشغلة بالدراسة ولكن هناك أمر آخر يشغلها بنفس الدرجة :خاله تقولين زوجة خالي سلطان الجديدة وش أسمها ...
ليلى التي انشغلت بهاتفها :وش دراني بأسمها أقولك سمعت طراطيش كلام ..كان يكلمها وسمعت موضوع وظيفة وماأدري وش فأحسها دكتورة ...وأكيد من جدة ...لأنه سافر جدة وبعدها رجع متزوج ...
يارا :طيب يعني من جماعتنا ولا من برى ...
ليلى :عاد هذي الله أعلم فيها سلطان ماتضمنينه وماضيه مايشجع ...
يارا :طيب توقعين متى نشوفها ..
ليلى بملل :ماأدري يمكن بالعيد أو بعرس فياض ..على طاري عرس فياض فقعت قلبي المصممة ماضبطت الفستان بكره بروح أحوس وجهها قبل ماأروح مكة ...
حين خرجت من موضوع زواج خالها الثاني لم تعتد تهتم بما تقوله هي فقط كان لديها فضول حول هذا الموضوع ...حتى تتفاخر فيه أمام عماتها
حين تسافر إليهم ..

××يا ليت بعض الظنون تشوفها عيني مليت أحسّن ظنوني وأنصدم فيها××


****

خرج الرابعة مساءً من عمله بأرهاق لم يكد يسير قليلاً حتى لاحظ السيارة التي تعمدت مضايقته ...
وشعر أنها مألوفة بالنسبة له ..
وحين لاحظ أصرار الطرف الآخر على أزعاجه ...نزل بكل شره وقد ألتقط سلاحه من درج السيارة ...
طرق على نافذة السائق بجنون ...
ولكن الذي أنفتح هو الباب بجانب السائق وخرج آخر شخص كان ليتخيله .. ليعيد سلاحة لجيبه حتى لايتهور ويستخدمه ...
فياض :حسبنا الله ونعم الوكيل أنت بايع روحك وش تبي تدور وراي ....ضف وجهك وعلى بيت أمك ...
وسام الحانق :ماهو قبل لاتطلق أختي ...
فياض بصيحة أنزعاج : أقول روح عن وجهي هالساعة ترى أبليس
وأعوانه كلهم يجرون في دمي ....لاتخيلني أرتكب فيك جريمة ...
وسام بغضب فهو قد أحتمل كل عنجهية هذا الشخص وتصرفه الأخير لم يكن ليمر مرور الكرام لقد وصلوا لمرحلة فض مابينهم :
لو أنك رجال طلق أختي ماتبغاك ماأحد منا يبغاك...
فياض بفظاظته المعهودة :
ليه أخذكم بسعر الجملة... أنا عقاب بن نايف مامشى كلمته علي تجي
أنت تحسب بسمع منك... ...
وسام بأندفاع وتهــــور وكونه الذكر الوحيد في منزلهم بعد والده يضع على كاهله الكثير من الحمل ويشعره بالضعف لكل مايمرون منه دون أن يتدخل ويمنع عنهم القهر ...أبرز سكين كان يحملها :بتطلق أختي ولا وشلون ؟؟؟
فياض بملل من الموقف بأكمله :لا ودي بشلون هذي بجربها ...
وحين لاحظ أقتراب دورية أشار بيده وأكمل متشدقاً :تعالوا بالله شيلوا هالورع ربوه شوي خلوه يفهم أنه قبل مايشيل سلاح لازم يكون رجال ويتحمل ثمن أفعاله ماهو كل مرة بتسلم الجرة ...
وسام يعيد سلاحه لجيبه بقلق ويعود للسيارة بأرتباك وسرعان ماصعد إليها وغادروا ...
حسناً سيفرغ نفسه بوقت لاحق لتربية هذا الطائش ...
عدم حصول على عقابة بالمرة الماضية يجعله غير مدرك لعواقب أفعاله

××قل لخطواتك على درب الردى لا تخطي والبشر ما في يديهم نار ولا جنّه كلّ ما جادلت لك جاهل بتطلع مخطي ما يغلْب الجاهل .. الا واحد أجهل منّه××


****

يجلس بنفس المكان منذ أسبوع يتقمص نفس الشخصية الشهيرة على أحد
مواقع التواصل الأجتماعي والتي لاتظهر و جهها وقد تقدمبشكوى من
محاولة أجندة خارجيه تسخيره لقضيتهم عن طريق شخصيات معروفه
على مستوى البلد ..
رفع هاتفه ليصور عبر أحد التطبيقات ويضيفها على حساب الشخصية الذي أصبح بين يديه ...
لحضات وأقترب منه على مايبدو أحد عامليهم : السلام عليكم .. أستاذ
راعي الحطب ..
الحكم يشير على مظهرة على طريقة الشخصيه : كل هذا وتسألني عن
الحطب لو سمحت فارق الجو مليان غيم...
لم يكد يرفع قهوته لفمه حتى أقترب من يسعى خلفه بنفسه وهذة المرة كان متأكد على مايبدو من كونه الشخص المعني ...
حسناً لقد طال الأنتظار أرجوك أخرج جميع أوراقك سريعاً فلقد كرهت
حتى الملابس التي أرتديها...
سأمهلك ثلاثة أيام على أقصى حد لتخرج عرضك ..
ومن لهفة رفاقك السابقة اتوقع موعد أقرب لأستسلامك ...
لاحقاً بجناحه الفاخر ... وجد نفسه يطلب رقمها على أحد الاتصالات
المرئية ...
حين طال أنتظاره وكاد يفقد الأمل ردت أخيراً بصوت عنوانه الفتور: هلا ..
الحكم وهو يحدق بالشاشة التي تعكس السقف : فزه حطي الكاميرا الأمامية ...
فزة بأستنكار: وش كمرته ...
الحكم : وخري الجوال عن أذنك وشوفي الشاشه .. ويبدو أنها نفذت أمره لأنها ردت بصوت كلي بالشك : هذا أنت ..
أغلق عينيه حين تذكر مايرتديه.. ولكنه أجابها بثقة: أكيد أنه أنا ماتعرفين زولي ...حاولي بالجوال ماعمرك شغلتي الكاميرا الأمامية ..
فزه : وش قالوا جاهله ماأفهم بالجوالات...
انتظر للحضات قبل أن تظهر له صورتها بثياب نومها المثيرة لحد الوجع..
قال ليضايقها : وأنتي طول يومتس بلبس النوم .. تجيبين الكسل..
فزه وهي تنفض شعرها للخلف : وش أسوي بروحي كلها ساعه اطلع
افطر مع جدة أخيي وبعدها أقابل هالجدران.. انت وش اللي قالبك هاللون وش
هالسرير اللي متبطح عليه وين الكرف والشغل وانا اللي اكل بروحي
شايلةً هم فطورك وسحورك ...
الحكم : بتفهميني أنك تفكرين فيني ..
فزة : إلا افكر فيك ليلي مع نهاري بس عاد أفكار ماتجوز لك ...
الحكم بضحكة مستفزة : اهم شي اني اللي شاغل البال .. قرة عينتس ..
فزة :بشوفة نبيك .. مع أنها ماكنها من قلب ...
الحكم : ليه كاشفتن قلبي وعارفه وش اللي يطلع منه ولامن وراه ..
اتكئت على وسادتها نصف مستلقيه :وهو عندك قلب
الله يبشرك بالخير ..
ابتسامة ساخطة كل ماأنتزعته منه : لو شديتي حيلتس شوي بتغلبين على
أخوتس بثقالة الدم ..
فزة: اسمع ان كانك ماأنت بجاي قريب .. تراني بروح مع اخيي لجدتي
ابطيت عليها وهي مرتن مريضة ..
اعتدل بجلسته : انا وش قايل لتس الرياض ماتطلعين منها إلا معي ...
وبلهجة تهديد: لو رحتي معه لاتلومين غير روحتس على اللي بيصير له ...
وأنهى الاتصال بينهما...
نزع الأسكارف الذي يحيط به عنقه على سبيل الأناقة ولكن المقصد اللأساسي هو تغطية أثار شراستها..
تحسس المكان بأطراف أصابعه .. حتى الاثر يذكره بجمال أسنانها والفلجة بين القاطعين العلويين وكم تزيد أبتسامتها جمال ...
إلا يتحدثون بحكايات الأطفال عن الجميلة و الوحش ..
كان لتعنون حكايتهم بالجميلة المتوحشة ..

××أقراك يا وجهٍ احلى من شعور القصيد واحلى من ورود الايام .. وبساتينها قولي احبك على شان المشاعر تزيد وتنمّل اطراف جسمي من تقولينها ××

&&&

لكزتها ليلى التي تجلس جوارها :توقعين لو حشيت بهجرس عادي ...
أسماء بأف أخرجتها بصوت مسموع :ليلى ترى من جد راسي بينفجر مو نايمة زين وسوالفك صدعتني ...
ليلى تعود تنظر للخلف لهجرس بكمامة تغطي وجهه ويجلس بأحباط جوار والده كطفل ذاهب ليومه الأول بالمدرسة :والله بيفوتك بالله طالعي فيه ...مو من جده سلطان ملبسه كمامة غصب عليه بس مازالوا يتفرجون عليه ...
أسماء بعدم أهتمام :أنتي وسلطان كلكم موسوسين محد تفرج عليه بس أنتم فيكم أرتياب زايد عن الحد ...
ليلى الذي لاتفوتها أبداً هذه الأمور :لاحبيبتي حنا اذكياء أنتي اللي الماء تمشي من تحت رجولك ...
مافيه حرمة مرت ماأخذت له صورة محترمة بعقلهااا إلا اللي الله معافيهم ...
أغلقت عينيها وتمنت لو كان للأذنين نفس الخاصية نغلقهم ولانستطيع سماع أي شيء يزعجنا ... لاتعلم حقاً هل سلطان مرتاب ...
أم فعلاً هذا يحدث ...
وبماذا يهمها الأمر ... ولكن متأكدة أن تصرفه غير منصف فماذنب هجرس لو نظرت له العابرات ..
هل يخشى عليه أو منه !!!
ألن تهبط هذه الطائرة تريد الأبتعاد عن ليلى ...
والوصول بسرعة لمكة ..هي متأكدة لو وصلت هناك ستنزاح هذه الغمة التي تحط على صدرها منذ ملكتها ...وغضب والدتها منهااا ..
هي لاتتحدث معها ولاتتقبل منها أي شيء فقد وضعتها بقائمتها السوداء برفقة المنذر ...


تصيبها الأجواء بالأحباط ...لاتبدو كأي سفرة عائليه عادةً يكون الجميع
بمعنويات أعلى من هذه ...
حسناً لتكون واقعية من سيعطي طاقة أيجابية
وكل أفراد الرحلة من أصحاب الطاقة السلبية ...
هل يذهب أحد برفقة هجرس والمنذر لمكة ...
حسناً تذكرت دعوة جديدة ستدعو فيها أثناء عمرتها ...
فتحت المذكرة لتضيف الدعوة ...
حين سألتها أسماء مستنكرة :وش ذا ؟؟؟
ليلى :هذي قائمة دعواتي ...
أسماء بدهشة : والله عيب كيف تدعين كذا ماتستحين من الله ...يارب فياض مايرجع المها !!!
هذي دعوة ...
ليلى تغلق هاتفها :بيني وبين ربي ليش حاشرة نفسك ...ربي يعلم أكثر مني ومنك بوش بيصير لو رجعت المها لحياتنا ..بكل صراحة لو يرجع سلطان غادة أهون عندي مية مرة من المها وفياض ...
أسماء بعدم تصديق لطريقة تفكيرها حتى أنها لم تستوعب الأسم للحضات :وش طرى غادة أقسم بالله انتي ماتعتقين أحد ترى ذكر الناس بطريقتك هذي يعتبر غيبة ...
ليلى :أنا سبيتها أتوقع أني شبه مدحتهااا !! بس أنا افاضلك يعني أنا اتقبل أي شيء إلا المها ...
أسماء بصوت هامس :نمشي هذي وش دخلك تدعين عبير تجيب بنت وجوزاء تجيب ولد ...أصلاً البنت هربانه من أخوك تدعين تحمل ماتخافين الله !!!
ليلى :طيب أنا دعيت لهم بالخير ...عبير ماتعرف تعامل ولدها وهو واحد ليس يجيها ثاني ...وجوزاء مسكينة خلي يجيها ولد ويشيلها بكرة لاكبرت ...
أسماء بأستسلام من تقنع أنها ليلى نسخة فياض النسائية :أستغفري ربك ترى الدنيا دوارة ...
تجاهلت نصائح أسماء التي تعتقد أنها مدركة لكل شيء بالحياة
وأنها تستطيع العيش بهذة الطريقة المثالية ...


××دايم امانينا تجي لحظة الطيش الطبع يغلب فـ الحياه / التطبع لا عاد تسألني عن الحزن ذا ليش حزني على عرش الضلوع إمتربع ..××

&&&

يقف الأثنان بأنتظار سلطان وليلى الذي أفترقا عنهما وأخبرهما سيتقابلون هنا ...
سألته بعدم أرتياح لمظهرها المتصبب بالعرق رغم أن الجو ليس بذالك السوء فهم قبل الفجر بقليل :هجرس وش فيك تعبان ...
هجرس المتلف بأحرامه العلوي ويكاد يرتجف من الشعور المتناقض مابين البرودة والحرارة :متي بنخلص وين راحوا ذولي ...
أسماء :لو تعبان أجلس ...
وكأنه لم يصدق أن يقترح عليه أحد هذا جلس فعلاً متكيء على العمود خلفه ...
سحبت الكمامة من خلف أذنه وأنفكت بيدها بسهولة :مالها داعي لاتطعيه في كل شيء ..وحين حاول مد يده لأستعادتها كان قد تخلصت منها فعلاً ...
سلطان الذي وصل للتو :يالله أمش نحلق خلصنا ...وأنتن أطلعن للفندق قصن شعوركن هناك ...
هجرس يقف بأنزعاج :وأخيراً ...
سلطان بحدة :وش فيك أنت ؟؟؟
هجرس :قلت لكم ماأحب لبس الأحرام غصبتني أعتمر وأنا ماأبي ...
سلطان :امش بس الله يهديك ماأدري كيف بتنقبل عمرتك وأنت تقولها صريحة ماأبي أعتمر غصبتني ...
أفترقوا ...
لاحقاً بغرفة الأثنتان المتصلة بجناح عقاب والمنذر...
ليلى بعدم أرتياح :مرة هجرس ماأعجبني من جده عشان لبس الأحرام ...
أسماء التي تتأكد أمام المرآة من مقدار الشعر الذي ستقصه :على مظهره اليوم فعلاً الولد ماهو طبيبعي ...
ليلى وهي تتلمس شعرها القصير :كلهم مو طبيعين مو بس هو تعالي قصي شعري بس بالملي أوكي قيد أنملة تقصين قيد أنملة ونصف أقص لك نص شعرك وأنتي نايمة ...
أسماء :والله صراحة بجيحة تحمدين ربك بجلس أضبط شعرك الفوضوي أصلاً أحتاج دقة عشان اقصر لك من كل خصله صح ....
ليلى :المهم بسرعة ورانا سحور ...

في جناح عقاب
سمع والده يحدثه نزع السماعة من أذنه :سم يبه ...
عقاب :أقول وأنا ابوك طف لمبة هالبلية بنام لي شوي قبل الفجر ...
المنذر وهو يحمل حاجياته :طيب أنا طالع ماني بعيد إذا بغيت شي دق علي ولا على البنات ترى بغرفتهن ..
عقاب بأرهاق :قرب لي الماء وماني محتاج شي ...
ماأن خرج من الجناح حتى سمع ضجيج الأثنين ...
فيبدو أن سلطان الذي دارى أبنه طوال الوقت أنفجر من الأبن المدلل ...
حقاً كم أراد ضربه طوال الرحلة ..لايعلم كيف وصل لهذة المرحلة من الأفساد وكأن قصة أبيه وتدليله لفياض تعود أمام عينية ...
المنذر بكبح لأفكاره ضد هجرس :خير وش فيكم قدام الرايح والجاي ...
سلطان وهو ينسف أحرامه :تعال أسمع وشف مايبغى معي بنفس الجناح يبي له غرفة لحاله ...
هجرس بتهكم :لاأسمع مني أنا ... أبوي بجيب حرمته بكرة ويبيني أجلس معهم بنفس الجناح ...
المنذر بأستنكار:أي حرمة !!!
سلطان بأنزعاج من مظهرهم والجدال على حالهم هذا :حرمتي مرتي وش يعني أي حرمة ...
المنذر بعدم أستيعاب :طيب وليش ماجت معنااا ...
هجرس وبعينيه نظرة أتهام وكأن والده قد غدر فيه :لأنها بتجي من ديرة ثانية ماهي معنا بالرياض ...أنا ماهمني لو يجيب حريمه العشر أنا انحشر وسطهم قسم استحيت من اللحين ...
المنذر وهو يضع ذراعه على أكتاف هجرس الذي يقصره قليلاً :ياسلطان والله عيب عليك الولد يستحي أحجز له غرفة وأن كان مرة ماأنت قادر أنا احجز له ....
سلطان بحزم لأنهاء الجدل:وهي سالفة فلوس أنا أبي ولدي عندي وتحت عيني ...
هجرس بذهول :ايه مو حنا بلويس انجلس تخاف علي من الأنحراف ...
ورع أنا أبو 14 سنه ..
المنذر الذي بدأ يفهم أن الخطأ من سلطان وليس العكس :أقول ترى سالفة مرة سمجت ولاتركب بالعقل أحجز للولد ماهو منحشر معك ومع مرتك بغرفتين وحمام ...
سلطان بأستسلام :طيب خلاص أدخل اللحين تروش وغير ملابسك وأنا برتاح وأدق عليهم أحجز ...
المنذر :بماأن الموضوع أنحل أنا بنزل تحت بتقهوى لأن الوالد كرشني ...سلامو عليكم ...
كان يفكر وهو يضغط زر المصعد ليهبط فيه ...كم يمكن للأنسان أن يتغير للأفضل مع تقدم العمر من كان يصدق أن يولي سلطان ابنه كل هذا الأهتمام والأسوأ بهذا العمر !!!
وكأن الأدراك وصله متأخراً ...
فعلاً هو تأثير العمر ...والأحتياج للسند حين بدأ يفقد بعض صحته
وأبنائه الآخريين بعمر صغير وجد نفسه مضطر للأبن المشرد ...
آه كم هي الحياة مخيفة ولايؤمن جانبها ...

××ما أذخرك لـ أيامي السود يا فلان دامك معي أيامـي السود بيـضه××


&&&

بعد أن فقده لعدة ساعات علم أن الوضع أصبح خطر ويجب عليه تغيير
المكان حالاً ...
حمل حاجياته الضرورية بشنطة الظهر ..
التفت على المتبقي من حاجياته وحاجيات رفيقه بالمكان اخرج المادة سريعة الاشتعال نثرها على مايريد التخلص منه ثم ألحقها بعود كبريت..
وخرج من المكان سريعاً ...
بعد أن تأكد من سلامته وأمانه اتصل على من يتلقى منه التعليمات :
السلام عليكم .. سبطر مفقود مر على أختفائه. عدة ساعات ولم
يكن داخل مهمة ...
رد الطرف الآخر : خنفر خلك على تواصل معنا تنفيذ مهمتك أقترب .. سبطر بنمهلة ٢٤ ساعه إذا ماتواصل معنا بنعتبره مفقود ...
انهى الاتصال رتب مكانه الجديد .. وشعر بالحزن على رفيقه يبدو أنه قد وقع أسير في يد العدو ..
سبطر أحمق يبدو أنه بسبب فشل عمليته السابقة ولأن هناك تسريب بالمعلومات أدى لفشلها تصرف هذة المرة من تلقاء نفسه ...
وبدون أخذ التعليمات
لقد أخطأ حين توقع الأمور بهذ البساطة ...

××ولو يسرّك مطيحي والله أني لا أطيح شوف لي قاع تستوعب مطيّح الكبار××



****
تجلس بأحترام فقط لشعاع التي دعتها على الأفطار وإلا المتواجدات الآخريات لايستحقن أي أحترام ...
فهدة وهي تتناول طعامها بلاشهية :كانت دعيتي رضا يمكن الله يصلح الحال ويطيح اللي بخاطرها ...
شعاع على جلسة الأفطار الأرضية :والله ياختس المرة تقول مابقلبي شيً عليكم ... والله العالم باللي بالقلوب ..
عبير بتدخل سافرفهي لاتستطيع كبح لسانها عند فتح هذا الموضوع المستفز وكيف تم تكبير الأمور حتى طرد المسكين من منزله بسببها :ليه وش جاهم الله أكبر بنتها لاأول وحدة ولا آخر وحده يضربها زوجها وأكيد مامد يده عليها من فراغ ...
فزة بنصرة للمظلوم رغم أنها لاتعرف :ياأم حاكم كوني محضر خير والرجال مايمد يده أصلاً ...اللي يمد يده الرخمة ...
وفزعت من سباب فهدة وضحك مريم المستفز ...
فزة بتدارك :ياجدة أخيي والله ماقصدي بس يعني أنا أشرح لأم حاكم لاتصير هي والزمن على الضعوف ...
شعاع :فزة ماغلطت ماقالت إلا الحق هي صادزة ...
فهدة بحنق :كثير اللي يستاهلن الدبغ (الضرب الشديد ) من رجالهن بس وين آه الدنيا تحولت وتحــورت ..
مريم بخبث:يعني ياخالة عمي عقاب كان يضربك ..خالتي شعاع طيبة وبنت حلال ماأعتقد تستفز أحد بس أنتي ..
فهدة بتكشيرة :يعني قصدتس أنا العوبا ...عمتس عقاب مايحتاج يمد يده يصد وإذا صد ينشف دمتس مارجع يلتفت فيتس ...
ايه وش عرفتسن ... روحوا الرياجيل ...
وعقاب ماعقب إلا سلطان وبتال ولا الباقيين آه ...
مريم من جائت وهي بنيتها أفساد جمعتهم بعد تصرفات ليلى الأخيرة معها وشن الحرب عليها :وي خاله عاد لاتبالغين يمكن أبو هجرس ...بس أبو حاكم يده طويلة ماهو بعيد عن فياض ...
عبير التي تصدق أنها بهذة الوقاحة لتتحدث عن زوجها بهذة الطريقة :والله ؟؟بالله..!! ماشاءالله لك خبرة بالموضوع ..
مريم بأبتسامة مستفزة :ماأتكلم عنك ..أتكلم عن الجديدة جوزاء..
ولا ماصفقه ولد أخوها اللي هو نسيبكم الجديد وهو مارفع يده يدافع عن نفسه ... عندكم فزاع أسألوه هو اللي كان حاضر ...قولوا ليه أحمد الصنهات بناخي جوزاء فقع وجه بتال قدام مستشفى &&&
...
فهدة وهي تكبح نفسها من رميها بالكأس الزجاجي بيدها :أنتي وش فيتس طايل لسانتس علينااا ترى ماهو بس الرياجيل اللي يضربون حتى العمات يضربن تبين تجربين ضربي ...
مريم التي تستعد للنهوض :لاياخاله ريحي روحتس أنا أقوم واخليكم تهنون بلقمتكم ...
وفرت هاربة فعلاً حتى أنها كادت تتعثر بطرف السجادة وهي تتخيل أن فهدة قد وقفت فعلاً وستسرع من خلفها لتنفذ تهديدها ...
فهدة لعبير :وأنتي ماشاءالله تعرفين تفتحين مواضيع ..
عبير وهي تتظاهر بتناول الحلا :والله ياعمة الموضوع أنتم فتحتوه وأنا بس أبديت رايي فيه ...
فهدة :والله ماأتوقع انتي تتقلبين راي الناس في مشاكلتس فلاتحشرني روحتس بمشاكل غيرتس ...
فزة التي أكتفت من هذه الأجواء وقفت :سفرة دايمة ياجدة أخيي ...جاد الله عليكم ...
فهدة بعد مغادرتها :كنها أكلت مغير تفرج بخلق الله هذي كيف بتحمل وتولد وهي مسخوطة ولاتقدر حتى على العيشة ...
شعاع بأستنكار :تقدر الله يعينها ان شاءالله ترى تونا فكينا صايمنا ريحونا من المشاكل ...
لاحقاً هي وشعاع فقط على قهوتهن ...
قالت بزفرة حارقة :أخوي داق علي يعزمني على ملكة ولده ...
شعاع بحسن نية :ماشاءالله ياجعله مبارك ... لاتردين أخوتس روحي وافرحي معهم ...
فهدة بضيق شديد :ولد أخوي اللي جوزته وفشلني ...كنهم ماصدقوا ركضوا ملكوا له ...
شعاع بتفهم للموضوع :من مبطي وهم يخطبون له لاتحطينها في بالتس ...

فهده بندب للحظها السيء:وش أحط وش أخلي وهو عاد لي وجه أتشره على أحد أنا شايله هم بالعيد كيف بقابل خلق الله بعد مايدرون بنتي من أخذت ...
وبقت تحدق بالبعيد وهي تتخيل منظر الشامتين فيها وكيف أصبحوا يتداولون خبر أرتباط أبنتها بمن هم أقل منهم نسب وأصل ...

××لا توضح ضيقتك لو تضيق الأرض فيك خل في صدرك مقابر وفي وجهك حياه××

****
أستيقظ على صوت رنين المنبه بألحاح ...أغلقه وألتقط علبه الماء جواره وأفرغها في جوفه ...ليعود للنوم ...وهو يستمع لصوت صلاة المغرب بالمسجد القريب ولكنه غير قادر على الأستيقاظ ....
تقلب بضيق حتى حطت عينه عليها تجلس تحت النافذة على الضوء المتسرب من الخارج ...
بين يديها شي تعبث فيه ...أقرب مايكون للعبة ..
سألها ولايعلم كيف أستطاع النطق وهويشعر بكل هذا التعب وكأنه تحت جبل منهار عليه :وش فيتس ...
بعينيها الخضراء :الأبلة خاصمتني عشان لعبت بالفصل والبنت الثانية ماخاصمتها عشان هي بدوية وأنا لااا ....
:وأنتي تلعبين ليه بزر تراتس كبيرة ماهو أمس لابسة عباة ...
لم يكن يعلم أنه قد أمسك يدها ...حتى سحبت نفسها منه وهي تخبره بعينين متهمة :بعلم أمك أنك مسكتني هي قالت لو أحد من العيال قرب منك أو لمسك علميني عشان نعلم عليه عمك عقاب ...
كان يراقب رحيلها غير مصدق أنها تتهمة بلمسهااا !!!!!
كرر لنفسه :الشرهة مو عليتس على اللي يعطي الورعان وجه ...
ورددها هذه اللحضة وهو مابين الصحوة والنوم :من يومتس بسوس (نسبة للبسوس من حرب تغلب وبكر الشهيرة ) ...
سحب هاتفه وطلب رقمها دون تفكير :هلا والله مساء الخير وشلونتس ...
ردت بصوت فاتر رغم أنها ردت بسرعة :خير من فين نجيبه وأنت بكل بجاحة تتصل عليه ترى بعلم عمي عقاب عليك ....
فياض بتنهيدة لايعلم هل هي نسبة للتعب الجسدي أم النفسي :ياكثر ماتهددين بس صوتس يروووق والصفاوة مليون .. يعني خشمتس بسليم مايحتاج عمليات ..
شعر بأحتداد لهجتها :أنت عديم أحساس بعد كل اللي سويته تتمصخر عليه ...
بصوت مهدد :اششش خلينا مانفتح اللي صار واللي حصل لأنه بيجيب أجلتس ...
أرتفع صوتها بضحكة غير مصدقة :أجلي أناا ...أنت شكلك مو بوعيك ...
فياض يغلق عينيه ويوافقها الأمر بمغزى آخر:أكيد أني مو بوعيي أنا حتى ماصليت وداق عليتس ...
خزام وماكان تتحدث عنه بلقيس ووسام سابقاً عنه يبزغ في ذهنها :هذا سبب ضياعنا ماتصلي إلا قدام الناس ...
فياض بلهجة متهكمة :والله ...طيب أدعيلي بالهداية أنتي شكلتس دعواتس مستجابة ...
خزام بملل وهي تشعر أنها غير قادرة على أظهار غضبها فيه وهو بهذا الأسلوب :ممكن تقفل لأنك خربت مزاجي ...
فياض يرمي أقتراح :وش رايتس أمرتس نروح لنا مشوار قريب ...
خزام بحزم :شكراً ماأبي مشاويرك خلها لأحد ثاني ...
فياض بأستمتاع بإيقاد غيرتها :لو عندي أحد ثاني ماراح أشاورتس بطلعاتي معه ...
خزام بقلق:ايش قصدك يعني ...
فياض بتشفي:قصدي اللي أنتي فاهمته ..
خزام بوجع حقيقي وهي تنتفض من مجرد أن يكون ماتفكر فيه حقيقة :أنت أيش تبغى مني عندك أحد ثاني خلاص روح فارق عندها لاعاد تتصل فيني ...الله ياأخذك أنتي وياها ...
فياض بتشدق :لاتدعين عليهاا قلبي مايتحمل ...
خزام بعصبية تحاول إلا تظهرها بصوتها ولكنها واضحة من رجفة حروفها :أنت متصل فيني تستفزني صح الله يحرق قلبك مثل ماتتعمد تلعب في مشاعري ...
فياض بأنزعاج :لاتدعين ....
خزام بفقدان أعصاب :يارب تموت اللي تحبها وتتعذب من بعدها يارب عساها المرض اللي ماله علاج ...
وأغلقت الهاتف وهي تسمع لهجته شديدة الغضب بسبب دعائها على ساكنة قلبه ...
أستمرت بأطلاق السباب والأدعية المثيرة للقشعريرة بمجرد الأستماع عليها فكيف لو حدثت على أرض الواقع ....

××بح صوتي من كثر ما كنت أردّد حس فيني حس فيني حس فيني أعتبرني جيت هالمره أهدّد لا تضيّعني ترى غيرك يبيني ؟××

&&&

لاحقاً خرجت ملتفه بعبائتها ... مقنعة نفسها أن الخطوة التي تقوم بها ليست موضع شك ...فهي ستضع النقط على الحروف ...
أستقبلها بصوته العالي المزعج مرحباً :حيا الله أم وسام تو ماتباركت سيارتي ...وشلونتس ...
رضا وهي تكبح ردود أسوأ :لوني مايعجبك ياولد الشيخ ..خلينا نروح المكان الهادي اللي قلت عليه نتفاهم على موضوعنا ...
بأحد محلات القهوة الهادئة جلس الأثنان متقابلان ...
فياض وهو يضيف مكعبة السكر لقهوته بأسراف :شوفي يأم وسام أنا ماأحب ألف والدوران صار بينا اللي صار ولو قلتس لتس وش غلطت فيه بنتس ماراح بيرضيتس ...
رضا بمرارة :آه صحيح اللي يرضيني أسلوبك المتوحش اللي عاملتها فيه ...
فياض :غلطها كبير وماأعفي نفسي من الخطأ بس بنتس حدتني عليه حد ...
رضا بأنفعال :وإذا الجاهلة حدتك وأنت الكبير العاقل خلاص كم تبغى توصل عشان تعقل ياولدي بنتي مو من جيلك حتى ...أنت عارف زين ليه وافقنا عليك وعشان مين وظروفنا اللي تجبرنا نقبل أشياء لو بظروف أحسن ماقبلناها ...
حسناً لقد أستحقيت التذكير بهذة النقطة ...لستما من نفس الجيل ...
ولو الظروف أفضل لم تكن من المرشحين لأبنتي ...
لما يعتقد الآخريين أنه من السهل أخباره بهذة الأمور بوجهه !!!
ولو فعلها هو لأصبح الفظ الوقح !!!
فياض :ماني ناسي عشان تذكريني عارف زين الفروقات بينا وباخصها زين (مدركها جيداً ) ...لا تعايريني ولاأعايرتس ...
وهذا ماهو موضوعنااا ...علاقتي مع زوجتي ماهي محل نقاش ..
أنا اعرف أحل مشاكلنااا ...
صمتت فمن ستناقش شخص لايستطيع أدراك أخطائه ...ويعتقد أنه الصح الذي لايعرف طريق الخطأ ....
فياض :ولدتس لاحقني قبل يومين وحادني ومعه سلاح يتهددني فيه ...
رضا بشهقة :ياخيبتك يارضا ...ولدي وسام معه سلاح ...الله لايبشرك في الخير ...
بدهشة من أستمرارها بتذنيبه :شكلتس ودتس لو أني ميت على يده ....
وحين رأى صمتها الحانق :كلنا عارفين وضع أمين وأن مافيه حيل على ولده ...والكلمة الأولى والأخيرة عندتس فأنا جيت أحط عندتس خبر ولدتس ردي شره عني لأني مثل ماأنتي عارفة ماأني قليل شر ..والصراحة ماودي أصير ذباح خال عياله ...
كان تنظر إليه بنظراتها الساخطة ولم يكسر عينه هو أبداً...
هكذا إذاً تهديد على مستوى عالي ...سأستمر مع أبنتك ...وأنتبهي لأبنك
فلايؤتمن شري ...
رضا وهي تلتقط حقيبتها :الله يسامح اللي بلانا فيك...
فياض وهو يضع هاتفه في جيبه :ماعليتس زود ياعمة ...الله مير يسلمتس ....
وحين من المفترض أن يعيدها للمنزل أوقفها أمام أحد محلات المجوهرات الشهيرة :أختاري رضاوة لبنتس لأني لو قلت لها وش يرضيتس بتطلب جوال ..تعرفين أختلاف أجيال ...
بقيت بمكانها وهي تخبره بغيض :بنتي ماترضيها ماديات ... ولا هو قدرهااا ...
فياض بوقاحة :متأكدة أدق أنشدهاا ..
رضا بأنفعال :اسمع ياولد أنت ترى قلة أدبك وصلت حد ماني قادرة أتحمله أمشي رجعني بيتي أنكتمت بسيارتك وريحة القرف اللي ماليها ..
حسناً هذه كانت القاضية ..حرك السيارة وهو يفكر كم كسرة عود وضعها مبخراً المكان حتي يغطي على رائحة السجائر قبل أن تصعد إليها ...
حسناً هذه الحماة الأثيرية لن تستطيع أن ترضيها حتى لو حملتها على أكتافك وطفت بها العالم لاتحمل الموضوع محمل شخصــي ...

××ما للمشاريه الثقيله غير رحبّات الصدور وما للحمول الكايّده يا كود من يركي لها××

****
كانت تضع يدها على بطنها المنتفخة وهي تشعر بركلات الصغير داخل رحمها ...وكأن حركته تجاري تشنج أفكارها ...
قلقه من الخطوة التي تنوي الأقدام عليها ..
لكن ستموت غيضاً لو لم تفعلها ...
لم تفكر أكثر ...أرسلت الرسالة لرقمه وأغلقت هاتفها ...
بتال ليس هنا من سيعلم أنها راسلته ...
على الطرف الآخر كان في أحد مجالس أصدقائه ...
كانت تزعجه برسائلها عد أين أنت .. لقد حدث الكثير على الأفطار إلا تريد سماعه ...
حين وردته رسالة من رقم مجهول ...فتحها بتلقائية ...
قرأ قليلاً قبل أن يستوعب من المرسل ...
حتى حين فهم الكلام حذف الرسالة وهو يتوعدها بداخله لو كان هذا حدث فعلاً ...
لم تقدم أي من زوجات أخوانه على التواصل معه من قبل
وحين تم هذا لتشتكي زوجته أي فضيحة هذه ...
يبدو أن أهملها طويلاً حتى أصبحت بهذة الوقاحة ...
لم يستطيع الصبر ...غادر المجلس معتذراً عن أنتظار طعام السحور ...
لاحقاً بالسيارة أتصل بمن يعي جيداً أنها ستقول الحقيقة حتى بأبشع صورها ...
فزاع :هلا ياعمة وشلونتس لاأكون صحيتس ..تصلين ماشاءالله والجوال عندتس ...لا والله ماتمهزى بالعكس الله يثبتس ...
ايه بنشدتس عن موضوع ...
أم وسن وش هي قايلة اليوم عن بتال ...
كان يغمض عينيه وهو يسمع سبابها للزوجته وهي تخبره بكل مادار من اللحضة الأولى وكيف تحول الموضوع من فياض لبتال ومايليه من أحداث ...
فزاع :لا ماأشتكتكم بس سمعت طراطيش كلام وحبيت أتأكد لا أنا أعرف كيف أدبهااا ...
وتلعثم بحديثه وهو يخبرها :لاا ماأبي مرة ثانية أنا وحده ويالله أبلعها هالعقاب مايناسبني ...
وزفر براحة حين لم تضغط عليه ..
ماأن دخل جناحه حتى وجدها على حالها المتزين كالعادة ...
تشاهد التلفاز بأنسجام ...
فزاع بهدوء:مساء الخير ..
مريم بأبتهاج لقد فاز ترك مجلس أصدقائه وعاد إليها :هلا حبيبي مساء النور والله فاتك هالمسلسل يهبل ...
فزاع بسخط :مايحتاج أتابعة أنا أعيش كل يوم بمسلسلات ...وين جوالتس ..
مريم :على التسريحة يشحن ...
فزاع وهو يقف ليتوجه للغرفة :ايه زين ...
فصل الهاتف من شاحنه وخرج فيه ...
وأخبرها لحضة مروره فيها :هالمرة بأخذ جوالتس المره الجايه حتى التلفزيون بقطعه عنتس ...
مريم بشهقة :ليه بتأخذ جوالي وش مسويلك ...
فزاع بقهر:عشان تعرفين تطولين لسانتس على أخواني ياقليلة التربية ...
تظاهرت بالصدمة :أنا أتكلم عن حمواني اعوذبالله حبيبي لاتصدق العذال بيخربون بينا ..
فزاع بسخرية من لهجتها :لاهالمرة بسمع لهم لأن العذال ماعمرهم اشتكوا وطلبوا من شيء سبحان الله إلا أني كف شرتس عنهم ....
أسمعي ترى عمتي فهدة تدورلي مرة والله لو ماعلقتي لأتجوز عليتس صدق ...
مريم بملامح مهادنة :شفت ياحبيبي بيفرقون بينا أنا ماراح أكبر الموضوع عشان ماأعطيهم فرصه يشمتون فينا أنت الله يسامحك يوم صدقت فيني ...
للحضة كاد يصدقها ولكن لن يكذب الجميع عليهاا ..
وفعلاً الخبر الذي نقلته عن بتال هو من أخبرها فيه ...
ولايعرفه سواها فكيف سيختلقون القصة عليها ...

"×× و من كثر صدماتي بناس عزيزين قمت آتحرى صدمتي من ظلالي "××


****

تجلس برسمية جوار والدتها المنخرطة بحديث عميق مع والدة العريس ...
لاتعلم ماأمر هذه الملكة التي حلت عليها كصاعقة ...
فاتن وطليق أسماء ...هل يتعمد أحدهم شربكة خيوط علاقاتهم ...
لماأصبح كل من يحيط بها مرتبط بطريقة ما بتلك العائلة ...
والأنكى أن أهل العريس يتعرفون عليها ليس بأسمها بل بمرة بتال !!!
هل أصبحت تابعة لهذة الدرجة ....
ولاينتهي الموضوع هنا فبعد دقائق من الشك يتم طرح السؤال الآخر أم حاكم ...مع نظرة مقيمة لجسدها أي أين آثار أنجابك أطفاله ...
هل كانت تعيش أم حاكم في صندوق داخل المحيط ... حتى لايعرفها عائلة خاله !!!
أم ربما كل هذا لأستفزازها لاأكثر ...لاتعلم ولاتهتم ..
لأن مايشغل بالها حالياً هو أرتباط فاتن برجل مطلق !!!
ولم يطلق فتاة عادية ...أسماء ...لقد كانت ترى أنها كاملة من جميع النواحي ...
وكانت دائماً تفكر كيف لرجال أن يتحملوا مريم وحسناء ..
ويتم طلاق أسماء ...والزواج على فاطمة لن ننسى هذه النقطة ..
يبدو أن الأجواء لم تعجب هيفاء أختها التي جائت للأستمتاع بحفلة وليس الجلوس في رتابة وتبادل نظرات غير مريحة مع الضيوف ...
فأدارت شيلة على السماعات التي تم تجهيزها مسبقاً ..
سرعان ماألتفت إليها والدتها :أختس فيها نقص ترانا بشهر فضيل ..
جوزاء وهي تهز قدمها بملل :ماحطت موسيقى مو على أساس فرح أفرحوووا ...
وضحى بذهول :وش فيتس تهرجين من طرف خشمتس ...
جوزاء :لأني مخنوقة لو ماسحبتيني معك ماني مضطرة أشوف هالأشكال ...
وضحى :أقول اسكتي بس بلاخبال تدرين أني ماني جايه الخرج ومخليتس بالرياض لحالتس ...
صمتت لم تريد أن تجادل والدتها وتلفت الأنظار ...ولكن الرد الذي تكبحه وتخشى أن تظهره وماذا تفعلين أنتي هنا ألسنا في رمضان ...
متى أصبحتي مغرمة بحضور أحتفالات أخوتي لأبي ...
صفقت بطرف أصابعها لهيفاء التي تشاركها راما الرقص
وبنات شيخة ...
أنسحبت بهدوء وصعدت لفاتن طرقت الباب قبل أن تفتحه وتدخل ...
وأول ماوقعت عليه عينها فاتن أمام المرآة ... تقيم نفسها ...
فاتن :هاه ياعمة وش فيتس مليتي !!! المجلس بدوني مايسوى ...
جوزاء وهي تجلس على سرير فاتن المبعثر :لاوالله الأجواء نار جالسين يرقصون ...
صمتت للحضات :ليش وافقتي عليه ...وين المواصفات اللي صافتها لي عن فارس أحلامك قبل شهر ..
فاتن بضحكة مراوغة :من جدك ياعمة .. ذيك أحلام بس لاجاء الواقع ...اللي يقول أبوي تزوجيه بتزوجة ...
جوزاء :آه أهلاً ضحية رقم أثنين ...
فاتن بمرح وكأن لايوجد شي من الممكن أن يوترها :قصدك ثلاثة أنتي رقم واحد ...
تعلم أحياناً الصراحة تكون جارحة ولكن يجب أن نستمع إليها :ماأبغى أخوفك ...بس ترى اللي طلقها مو بنت عادية ... من جميع النواحي الشكل الأخلاق ...
فاتن بأقتناع :أكيد ماراح تكون عادية مو بنت عقاب ... بس كل هذا ياعمة مو مهم الوحيد مايدري نصيبة وين ... أنا قدمت النية الزينة ... والله يجازي على النيات ..
ربما أنتي محقة ...أنا قدمت النية السيئة كنت مرتابة ..
لقد أعتقدت دوماً أني لن أنجح في ذالك الزواج ...
حسناً حتى لو كانت أسماء كاملة ...
فاتن لديها الأفضل بمراحل على مستوى الشخصية هي مرنة لدرجة أحتواء أي شخصية أخرى حتى هي رغم قتامتها ولكن يوجد بينهم الكثير من الحديث والصراحة ...
تذكرت شيء حتى أخرجت هاتفها وأرسلت إليه :أحمد حبيبي قبل نمشي أبغى أقابلك جايبين لك هدية بمناسبة ملكتك ...
كان متصل فرد مباشرة :موجود ياعمة ماني رايح مكان مقابل طليق مرتي ..أجوائنا طيبة ...
ضحكة بمرارة وحين لفتت أنتباه فاتن أخبرتها :آسفة فاتن بس أحمد ضحكني يقول مقابل طليق مرتي ...بكرة يمكن أنتي تقولينها بعد مقابل طليقة زوجي ...
فاتن بلا أهتمام :أحمد معقد أنا ماتهمني هالأمور ماراح أشوفها إلا زوجة ولد عمي ...وأذا كانت هي كويسة على قولتك ماأعتقد بيصير بينا شي ...
أنتي عايشة مع ضرتك في نفس البيت ومراكبكم سايرة ...
لم تستطيع أن تكتم ضحكة سخرية :مراكبنا سايرة الله لايذوقك اللي ذقته على يدها هي وأختها ومانعفي طويل العمر زوج الغفلة ...
فاتن تلتفت إليها بعد أن كانت مشغوله بأعادة طلاء شفاها بلون آخر :يعني وش ســوى ..عمة أنتي حساسة وتبالغين ..
جوزاء :اوكي حبيبتي أنا حساسة ...أنتي فهميني لو قالك زوج المستقبل قصيدة بطليقته وش بيكون شعورك ...
وحين لاحظت شحوب وجهها :بالضبط كان يتغزل فيها قدامي !!!
خلينا مانتعمق بهالموضوع لأنه مايجي منه إلا وجع القلب ...
أنا ماأبغى أكدرك بيوم فرحتك ... بس بوضح لك الجاي ماهو سهل ولاتمنيته لك ...
أنسحبت حين شعرت أنها نقلت الكثير من الطاقة السلبية لفاتن ...
هي هكذا تريد أن تفعل الأمور بطريقة جيدة ولكن أسلوبها
دائماً يحمل الكثير من السوداوية ...
للحضات وجائتها رسالة من أحمد: ( أنا بمقلط الرجال تعالي )
توجهت لغرفة المعيشة التي تركت فيها هديته حملتها وتوجهت إليه ...
حين دخلت كان مسترخي وقد أزال شماغه وأغمض عينية قلقت من مظهره حتى فكرت أن تترك له الهدية وتخرج
ولكن سرعان مافتح عينية ...
أحمد وهو يقف ليسلم عليها :حيالله الجوز وشلونتس ...
جوزاء :طيبة الحمدلله أنتي اللي وشلونك وش هالوجه ؟؟؟
أحمد :عيوني متحسسة شوي ويمكن فيها ألتهاب ...
لم تريد أن تخبره أن السبب معروف ...مالفائدة هو مدرك جيداً لهذا الأمر ...
أحمد بعد أن أستلم البوكس مع باقة الورد :ماشاءالله مكلفين على عماركم ...
جوزاء :ترى ذوق أمي مالي شغل أختارت عطور حارة ... حاولت أقنعها شيء أهدى مافيه تفاهم ....
أحمد :ماتقصر جدتي والله وماينشك في ذوقهاا ..
جوزاء بجس نبض :ايه كيف شفت معرسنا !!!
أحمد :خليها على الله هذا أختيار أخوانتس الله ينجينا بس ..
جوزاء بأحباط :لهدرجة ...
أحمد :خليها مستورة ...والله خايف لافي مايتحمل الليلة ويقضي عليه ...
جوزاء بقلق :الله يستر ...
أحمد :كلهم مصدومين عماني مرة ماهو عاجبهم ...
عمي يزيد قالها صريحة فرطت بنتك برخص ياخالد ...
جوزاء بعدم أستحسان لأي شخص يعطي رأيه بعد فوات الأوان :وينهم من البداية دايم مايجون إلا بالأخير ...
أحمد بتغيرلهذا النقاش الذي لافائدة منه :إذا بغيتم أردكم لاتسهرون ...
جوزاء:توصلنا وهذا وضعك لاشكراً بنرجع مع شيخة وعيالها طريقنا واحد ...
حين عادت للصالة كانت فاتن قد زفت سلمت عليها مباركة ..
وعادت لتجلس جوار والدتها لتنتهي تلك السهرة عليها بنفس الرتابة التي بدأت فيها ...

××حفظتك سر ما يظهر على العالم ولا ينقال وزرعتك ما بين تنهيد الضلوع وبين حالي××


****

يراقب والده الذي لايبدو بوضعه الطبيعي ...
يبتهل بالدعاء بألحاح وانكسار ..
ألتفت للخلف حيث يجلس هجرس مشغول بتأمل المصليين أخبره موبخاً: صل ماهو تفرج ..
هجرس كبح رده ووقف لينضم لصفوف المصلين ...
وقف حين وقف والده وانضم هو الآ خر للمصلين..
سأله لاحقاً : أبوي فيك شي مضيق صدرك شيء
عقاب بأرهاق وهو يسير بمساعدة سلطان للفندق: اللي مضيقني خله بقلبي .. أنت خلك مني ورح استقبل مرتك لا تضيع الضعيفه بالمطارات..
سلطان : طيارتها ماتوصل الا الفجر ...
عقاب بعدم أقتناع : رح أحترها بالمطار أنا عندي المنذر...
سلطان بأنزعاج: والمنذر وينه ..
المنذر القادم من خلفهم: وراك تحشني حتى في بيت الله ..
سلطان وهو يسلمه يد والده : جيب لأبوي عيشتن زينه .. يالله فمان الله ..
المنذر الذي تولى أمر والده ..ألتفت على هجرس الذي يتبعهم وهو يلعب في سبحته :وش فيك تقلب يديك ...رح هات عماتك ..
هجرس بصدمة :يابن الحلال أنا والله لو رحت لأضيع ...
عقاب الذي أخذ الأمر على ظاهره :خله هن يدلن طريقهن لاتضيع الصبي وأبوه ماهو معنا ...
المنذر يهز رأسه مستنكراً كيف تنطلي على والده ...

لاحقاً كان الأثنان متقابلان بأحد المقاهي التي تقدم الشيشة ...
منذر وهو ينفث دخانه :لو رجعنا تروش من راسك لأصابع رجليك وثيابك على المغسلة على طول والله لو شم ريحتها أبو سلطان طلعنا من الملة ... مكة وشيشة ...
الآخر كان بعالم آخر ..
من بعد ظهوره يشعر بفراغ كبير لايملئه أي شيء ...
حتى الهروب إلى الصحراء يشعره بالوحشة ...بدل أن يكون هدفه كالعادة ...
مشاعر غريبة تبزغ بداخله عنوانها الوحدة ..يشعر أنه وحيد جداً رغم كل مايحيط فيه ...
لم يكن له أصدقاء من قبل ..رباح هو صديقه الوحيد وتحول بلحضة لعدو..
كان الشخص الوحيد الذي سمح له بالدخول لحياته ...
فقد كان يخشى كل شخص يحاول التقرب منه ويشعر أنه لغاية غير جيده ...
المقربان منه سابقاً رباح وياسمين ..
أجل ياسمين الطفلة ...يستغرب الجميع أختياره لها ..
لكن لن يفهم أحد أنها من القليلين الذين تقربوا من حياته ولامسوا مواطن حساسة من شخصيته ...
سابقاً حين يكونون مجموعة بمكان عام ...
يخشى التنقل لوحده كفوبيا ماتعرض له من تحرشات سابقة ...
دائماً من كان يتطوع لمرافقته ياسمين الصغيرة التي لم تكن تفهم شيء من أسبابه
وهي تفعل ذالك لأنه جزء من شخصيتها ...
هي شخص يمكن الأعتماد عليه ...وربما حتى في سنها ذاك تشفق على ضعفه
الذي لم يستطيع الكثيرين الأطلاع عليه ...
سمع سعال رفيقه قبل أن يسأله :ياولد وين الناس وصلت حايل ولا بعدك ...
إلا صراحني وأنا عمك شكلك حبيب والحب بحايل وهذا اللي مردي حالك غصبوك على بنت عمتك ....
هجرس بتكشيرة :ليه قالوا لك عمي اللي هج من ملكته ...
المنذر :ياورع أسترجل ...
وأستدرك قائلاً :يعني بتفهمني خاطبها بأقتناع !!
هجرس :وليه ماأقتنع فيها !!!
المنذر حين لاحظ لهجته المستنكرة :أخص والله وتطورنا وصرنا نحب قبل مانتزوج ... لاتقول المشاعر متبادلة ..!!!
هجرس متباهياً :وش رايك !!!
المنذر بأستخفاف :رايي ماراح يعجبك ...
هجرس بأندفاع :أجل خله لك ...
وعاد كل منهما ليسبح في ملكوته ...لايوجد الكثير من الأشتراكات بينهما
سوى السموم التي يستنشقانها هذه اللحضة ...

لا يدفعك للتمادي فالخطا دافع لو كان فـ المجتمع لك صوله وجوله .. خلك مع الناس مثل (الصيّب النافع) لاقرب فرحو به .. ولا آبعد تعنو له.

***
من جهته سلطان استلم السيارة التي أستأجرها وتوجه للجده ليتسقبل غادة ..
الذي لايصدق حتى اللحضه أنها قادمة فعلاً بعد أن كادت تختلق مشكلة من أمر ذهابة للعمره .. وعدم القدوم إليها ..
وحورت الموضوع كيف لم تطرح علي الفكرة ربما أريد مرافقتكم ...
وكأنها ليست من تطالب بسرية زواجهم ...
بعد ساعتين ... وضع حقيبتها بمرتبة السيارة الخلفيه وصعد خلف المقــود ...
سألها للمرة الثانية :أنتي محرمة اللحين ...
غادة تتجاهل بالحمق :لاوالله باقي ..
سلطان كبح سخطه وقال بمرونة لايشعر بها :مع أنه ماينفع تجاوزين ميقاتس بدون ماتحرمين بس يالله نروح الطايف تحرمين منه ...
تتدارك الوضع بسرعة :وش فيك أنت منجدك حرمة هذا كبري ماأعرف أحرم صح ...أحرمت ياابن الحلال ولبيت وكل شيء ...
ماتشوفين جايتك بدون نقاب ..
سلطان :ايه وأنا أقول وش اللي متغير فيتس ..
رغم أنه أخبرها سابقاً أنه لم يصطحب من النساء سوى أخواته لكن مازال لديها شك حتى اللحضة ..
ماهذة الزوجه التي تترك فرصة للألتحاق مع زوجها بالعمرة ... وتتركه لأخواته ...
كان تضغط على خاتم الأستغفار بعقل شارد ...
حين وجدته يوجه لها الحديث :وش فيتس هادية ..وين راحت السواليف ....
غادة :أنا اللحين داخلة بجو العمرة لو دخلت بجو السواليف خربت كل تعبي ...
سأل مرة أخرى ليجرها لأجواء الحديث :وصلتكم يارا ...
غادة متهكمة:ايه وصلت وماعلى لسانها إلا مرت خالها الجديدة ... الجداوية ...!!!
قهقه مستمتعاً من لهجة الغيرة بحديثها :خبلة أنتي تغارين من شيء ماهو موجود ...
غادة منزعجة من مشاعرها التي تستفز بسهولة :لاغرت ولاشي بس ليه جداوية بذات ...
سلطان ببساطة :عشاني قلت بسافر جدة لو قلت الشرقية فهموا السالفة ...
بعد صلاة الفجر بالحرم ...
غادة بتفكير:تصدق أحس نفسي تعبانة شكلي برتاح وأعتمر العصر ...
سلطان بعدم أستحسان للفكرة :أعتمري اللحين أحسنلتس كل ماأجلتيه تثاقلتيه ولاتصومين اليوم أنتي مسافرة ...
غادة بأستنكار :لا كيف ماأصوم ...بصوم ان شاءالله ...
ولكن مع شوط الثاني من الطواف أيقنت أنها لن تستطيع الصمود والأستمرار بصيام هذا اليوم ...فهي بحاجة شديدة للماء ...
ماأن فرغت من الطواف حتى جلست جواره وهو الذي ينتظرها ويقرأ القراءن ...
سلطان :هاه عسى ماتعبتي ...
غادة وهي تكاد تلهث ولكن لم تكن لتظهرأرهاقها حتى لايعزيه للعمر :لا الحمدلله برتاح شوي وبعدين بروح أسعى ...
كان يشعر بأرهاقها من خلال تنفسها وذبولها ولايعلم لما تتظاهر بعكس ذالك ...
حين كانا معاً سابقاً لقد كانت تبكي بصوت مرتفع أثناء السعي بطريقة سببت لها فضيحة ولم تكن تعبأ بما تصنعه ...
هل سيكون الأمر بهذا الأحراج لو فعلتها اليوم ... أم سيتقبل الوضع على سجيته ...
بعد ذالك بساعات كان تتقلب بفراشها بوجع وئنين
تكتمه هو ضريبة التظاهر بالنشاط والقوة ...
ليتها ركبت العربية التي عرضها عليها في السعي لم يكن هذا مصيرها ...
وجدت نفسها منحشرة بجهته بسبب تقلبها سحبت نفسها
ولكن تمسك فيها كما فعل بالمرات الثلاث السابقة
ليقبل صدغها وهو يخبرها :ناامي ...
لتنتظر حتى ثقلت أنفاسه وتسحب نفسها بعيداً عنه ...
كم تشعر بالأحراج من أيقاظها له لعدت مرات ..فأي راحة سينعم فيها بوجودها ...
كان تنام على يمينها لتواجهه ..مدت يدها لتحرك أصبعها على الخط الفضي الذي أخترق شعر ذقنه ...
لم يكن بارز وقت زواجهم الحديث بالتأكيد قد صبغه وقتها...
فتح عينيه المرهقة :وش فيتس ...
ردت بذعر حقيقي فهي لم تكن تتخيل أن يصحو حتى على لمسة أصبعها :ماسويت شيء ..انت شكلك مكثر قهوة ونومك قلق كل حركة تصحيك ...
يكشربأبتسامة قد أغتصبها من أجلها :يمكن أنتي اللي مكثره القهوة ..
فيتس شيء مشغل بالتس شيء ...
غادة تغلق عينيها عن نظرته العميقه :لاا بس تلخبط نومي عشان سافرت بالليل وهالحزة دايم أكون بدوامي يعني فات موعد نومي ...
وهو يسحبها من جديد قربه :يعني مايجيتس النوم ولا حتى على صدري ...
غادة لتتجاوز أحراج كلماته :ليه صدرك عنده خدمات تنويم ...
بلهجة مغوية :خدمات بس لناس الخاصين ...
أستكنت قربه كما طلب ...أغلقت عينيها ..وقاومت أفكارها ...
هذا كل ماكنتي تريدينه لما لتعيشين اللحضة بصمت ...
أستكني فالفرص لاتكرر ... وأنتي تعين جيداً تقلباته
اليوم أنتي القريبة وغداً ربما تكونين منفيه لأتفه سبب ..
ونامت تحت تأثير أفكارها السلبية ...

××أحبك ومالي غير حبك وطن وحدود احبك واذا خليتني من ... بيبقالي؟××


*****

حين أستيقظت بعد الظهيرة بقليل أول مافكرت فيه هو صنف الحلا
الذي ستعده لهذا اليوم ...
وكل تفكيرها أنه ستبعث لوالدته منه ...
حتى حين أصبح جاهزاً قبل المغرب بقليل ...رفض الجميع أيصاله ...
بلقيس أخبرتها بلهجة متهكمة :من جد كرامة ميح ...زيرو ...
أما وسام فهز رأسه مستنكراً وعينية تدين تصرفها ولم يعقب ....
والدتها المنشغله بتحريك الحساء أخبرتها :يابنتي بلاش تشحدي وصلي حاجتك بنفسك ...دقي عالجرس حتفتح الخدامة خبريها هذا لماما كبير وخلصي حالك محد بيعرف من وصله ...
بلقيس :أمي لاتشجعيها ...
خزام :مو لازم أحد يشجعني أنا واثقة باللي أسويه واللي أبغاه ...
وحملت الطبق الذي تريد أيصاله ...
وغادرت المطبخ ...تركته على الطاولة أمام الباب قبل أن ترتدي عبائتها على عجل حتى تلحق أيصاله قبل الأذان ...
كانت قد أقتربت من الباب حين سمعت صوت الخطوات السريعة على الدرج خلفها ...
وصوته متهكماً :هذا لنا ..
قبل أن يسحب الطبق من يدها ويفتحه :قطايف آه ياقلبي وتعرفين ذوقي بالحلى بعد ..
أعاده لها وأستغل أنشغالها بالأمساك بالطبق حتى لايسقط بسبب طريقته الفوضوية الذي أعاده فيها ... ليمسك بيدها ويضغط الجرس بالأخرى ...
ماأن أنفتح الباب حتى سحبها للداخل وهي غير مستوعبة لما يفعله حتى أنتصفوا بالطريق وهي تسمع :طريق يااووولد ان كان في حرمة تضف وجهااا أنا جيت ...
سمعت صوت والدته يرتفع مؤنباً ولاتستطيع فهم شيء لأن الأذان قد أرتفع .... وتداخلت الأصوات ...
لم تستوعب إلا وهي تقف برفقته على منتصف السفرة ...
وهناك أحد أخوته قد أنصرف منزعجاً ...
فهدة وهي تقلب نظرها بين الأثنين وبين شعاع الجالسة والغضب يبدو على محياها :أجلسوا يالله حيهم ... أفطروا بعدين نفضى للعتب والمعاتب ....
خزام وهي تسحب يدها من يده وبأحراج :أنا بس جيت أوصل أمي بعثته لكم وراجعة بيتنا...
فياض الذي جلس وبدأ بفك صيامة :أقول أجلسي مسوي نفستس ماجيتي برضاتس من اللي راجتني بتجي تفطر مع أمي ...
شعاع وهي تحدق فيه بعتب :اجلسي وأنا أمتس أفطري مافيه غريب وكثر الله خيركم ...
فهدة وهي تسحب الطبق الذي أحضرته ووضعته بنصف السفرة قبل أن تأخذ قطعة للتذوقها :وش فيه طبخ رضا تردى ماهي عادة ...
فياض متجاهلاً التي مازالت واقفة وكأنها غير قادرة على أتخاذ قرارها :
تخسى رضا تسويه هذي أكيد خزامة اللي سوته ..
فهدة بعينين مفتوحة :أقول أفطر وأنا عمتك الظاهر أنك تكلم وعقلك ماهو براسك ...
قبل أن تقول بلهجة حازمة مخيفة :اجلسي افطري ولاقمت عليتس ...
فياض ببرود وهو يشرب من العصير :لاتخوفين مرتي ...رقيقة ماتعرف لأسلوبتس ...
خزام التي جلست وهي تغلي من الأحراج ... وتود البكاء لوقت طويل ...
لعلها تخرج الطاقة السلبية الذي تسبب لها هذا الموقف ....
وهي وسط حيرتها وترددها ...وجدته بكل بساطة يمد لها كفه بتمـرة ...
بدون تعليق ألتقطتها لتضعها بفمها وتمضعها بلا أحساس ...
فياض الذي يعلم أن والدته غاضبه منه ولن تشارك بأي حديث كان يتحدث مع فهدة الذي رغم صعوباتها وتعقيدها فهي سهلة الأنجرار للحديث :عاد ياعمة أنتي أجازة من الطبخ دام أبو سلطان الله يحفظه غايب ...
فهدة :ومن أطبخ له وجيه ماتستاهل ومحشومة من هالهرج أم سلطان ...
بلهجة متمنية :وأنا أهلوس بشربتس الحريرية ...
فهدة بفخر لمدحة :بكرة تعال أفطر عندي أنت وأمك وتبشرون فيها ...
جيتس مرتين ياشعاع بكرة الفطور عندي ..
شعاع وافقتها بهمهمة قبل أن تقف متعذرة بالصلاة ...
فهدة بلهجة حازمة :ألحقها طح على راسها وتعذر منها أمك ماتستاهل كل هالقطاعة منك ...
مسح كفيه بمنديل السفرة ولحق والدته لغرفتها ...
أما هي قد بقت تحدق بالطعام أمامها قبل أن تحزم أمرها لتغادر ...
فهدة بلهجة تحذير :والله ماتعتبين مع الباب لين تقولين لعمتس انتس راضية بولدها وماتبين الطلاق ..
خزام بذعر :ايش ..
فهدة بقسوة :تثورين القوم على بعض وتنسحبين ايه قومتي الدنيا عليه واللحين مسوية روحتس حمامة السلام ... أنا باخصتس (عارفتك ) زين ..
من يومتس ورعة سوسة وتقلبين العلوم ...
خزام بجزع من أتهاماتها :انا ايش سويت اللحين عشان تكلميني كذا ...
فهدة بعينين حادة :يومتس تهجمين على مجلس الرياجيل وانتي عارفة أنه غلط وعيب وبعدها تلاسنين الرجال لين افحمتيه وطلعتيه من ثيابة ... ليس ماخزيتي الشيطان وكفيتي شرتس ...وفهمتي العلم زين ...
خزام بدفاع عن نفسها :أنا ماعملت كذا ... هم قالوا لي حيتجوز علي البنت اللي كانت خطيبته ...
فهدة بأنتباه شديد :من اللي قالتس ..
خزام لم تتردد للحضة :أخت حريم أولادكم ...اللي اسمها أميرة هي معانا بالكلية وأسألي أسماء ...ودايم ترمي علي هرجة بالطالعة والنازلة ...
فهدة بشهقة أستنكار :أي البذرة الفاسدة ان ماطلع من شر بنات محمد حسبي الله عليهن ...وأنتي خبلة صغيرة عقل كلمة توديتس وكلمة تجيبتس ...
خزام :يعني ايش اسمع وأسكت أنا اتصل عليه مايرد عليه بعدين جنيت من تصرفاته ...الواحد مو طول الوقت يفكر بعقله ...
فهدة بعدم أستحسان :مجنون ولقى له مجنونة ... أنتم حتى بالتمثليات ماحطوكم ...
فياض الذي خرج من غرفة والدته مرتاح لأستطاعته أسترضائها ويبدو أن دخول خزام معه فعل الكثير ليلين موقفها أتجاهه :ولا يقدرون يمثلونا لأن تحفة نادرة مالنا مثيل ...قومي أوصلتس بيتس تلقين عمتي رضا تحتريتس على نار ... بس لاتقولين لها أنتس شفتيني عشان ماتنهبل زيادة ...
وقفت ليس لتطيعه ولكن لأنها فعلاً بحاجة للهروب من هذا المكان ...
حين غادرت تذكرت فهدة يمينها فشهقت :حسبي الله عليها أثمتني اللحين طلع لي صيام ثلاث أيام بعد رمضان ...
نظرت لبنات سلطان المنشغلات بالطعام :لاتعلمن أحد باللي سمعتهن عيب ولاترى بعقابتسن مثل وريف ....
صمتت للحضات وهي تشاهد الفتيات المنكمشات على ذاتهن :أنتن شفتن أمتسن قريب ...
هزت أكبرهن رأسها بنفي ...
فهدة بحقد :الله لايوفق من تسبب علينا ألبسن بعد التراويح أن أوديتسن وعندي كلمتين أسمعها للعوبا أمتسن ...
شعاع التي دخلت على وعدها :يامرة أنتي بعدتس جالسة قومي صلي ...
فهدة بتندر :يمكن ماأصلي توني صغيرة ...
شعاع :أقول بلاخبالتس قومي صلي ولاتوعدين الوراعين تراه ضعوف يتمسكون بالوعود ...
فهدة بشهقة أستنكار :وأنا عمري وعدت وماوفيت ...والله لو هو عقاب اللي قايل مايطبن بيت أمهن لكسر كلامه وأوديهن وأنا أم بتال ...
أنا بروح لبيتي اجهزن بعد التراويح ...


أخبرته أخيراً حين أوصلا لمنزلها :ترى ماأحد بيصدق سخافاتك وأنا سويت الحلا عشان عمتي شعاع مو عشانك ...
فياض بلهجة متهكمة وهو يلاحظ أستماتها بتوضيح أنها لم تفعل هذا الشيء من أجله :راعية واجب من يومت ...يارجال تزوج السنعة مثل خزامة ولا لتزوج أبد ...
خزام وهي تهدية نظرة من أعلى للأسفل :سخيف وعلى فكرة دمك ثقيل وكلامك مايضحك ...
حين حاولا الدخول سحبها ليعيقها :تعالي وش سويتي نجحتي ...عاد تعالي بكرة قولي بتوظف وأنتي ناجحة بالغش ...
خزام بملل :لو جيت أطلبك عشان أتوظف ذكرني بالموشح هذا ...
ودفعت الباب لتدخل وسرعان ماأغلقته خلفها ...
وهو يراقب الباب المغلق بوجهه .. فكر ماذا تعني بجملتها الأخيرة
هل تعني أنها ستتجاوزه ولن تأخذ مشورته بأمورها ...
حمقاء لو أعتقدت أنه سيعطيها هذه الحرية ..ولكن حقاً قد أطمئن قلبه فهو كان يخشى
رؤيتها على الطبيعة بذاك الأذى الذي وصفوه له ...حسناً لايستطع أنكار وجود أثر طفيف ولكن أي شيء آخر قد محته الأيام ...
تأفف حين رن هاتفه برقم أخ المها ...
لقد تجاوز الحدود في محاولة التقرب منه ...ساعه يطلبه على عزيمة أفطار ...وأخرى على سهـرة سحور ...
رغم رفضه بأكثر الطرق لباقة ولكنه مصر على ملاحقته ...يبدو أنه سيضيء قائمة الحضر قريباً ...

أنا ماني على هذا الوضـع مسـؤول قصير البال | يكفيني عتب و أحزان ٰ وصلت لمرحّله ما ابغى النقاش يطول بمعنى " اعتذر " لو ماني الغلطـااان
*المستقبل *

تعترف أنها تأخرت بأكتشاف تغير أبنتها ...ربما لأنه كان تدريجي ...
أو لأن عقلها لن يشك بأن فتاتها المتزوجة قد تعود طفلة بين ليلة وضحاها لاتنام إلا معها ...
خرجت من الغرفة برأس مثقل من التفكير والألم ...
أتصلت على أبنتها الكبرى لم تستطيع كتم نحيبها
بعد السلام والسؤال عن الأحوال :ياهيفاء ألحقيني أختس بتروح من يدي بنتي تموت ...
تموت بين يدي ...
صمتت تستمع لرد الأخرى :يابنتي ماهو أكتئاب ولاهالخرابيط اللي تقولينها ..
البنت ماعاد تعرف حتى الصلاة من الصلاة ...يعني تنسيم ...لو صبخناها يزين حالها ...
أختس رجعت ورعة ماتنام إلا جنبي بالفراش ...
وش صدمته وش بيصير لها ...أن ماأخليها لحضة لحالها ...
إلا وصمتت بذهول :معقول ...لا ياربي بنيتي لايكون صار لها شيء وأنا ماني معهااا ...
أستحثتها الأخرى لتخبرها الفكرة التي توصلت إليها لتقول بذهن شارد :من روحتنا لمكة وجاي وهي متغيرة يعني صار لها شيء في بيت أخوهااا !!!!




*الحاضر*

تبكي بغرفتها وفوق رأسها والدتها التي تحاول أن تخرجها من حالها لأن ضيفة مفاجئة زارتهم ...
أميرة وهي تلتحف بغطائها :يمه أرجوك شايفتني فايقة أقابل أحد وأنا بهالحال يكفي اللي سواه ولدك فيني ...
ام صالح بصوت منخفض :يابنيتي لاتفضحينا هذي فهدة والله لو شمت طرف خبر من اللي صار لتفضحنا بالديرة كلهاا ..وماهي قايلة أخوها ضربها وبس بتقول كلام لاصار ولاحصل ...
أميرة بقهر :وهذا صار ولاماصار أحسهم خله ينفضح بالناس ...
حسناء التي دخلت للتو :يمه خلاص أنزلي قابليها أنا أتفاهم مع أميرة ...
خرجت ام صالح وهي تدعي لأبنتها بالهداية والصلاح ...
حسناء وهي تدفع مع كتفها :قومي ألبسي خلصيني لاتعلبين علي بهالشويتين ماشفتي من الضرب شي ...قومي يمكن فهدة جايته تشوفتس عشان تخطبتس لولدها ...ماهي جايه لله أكيد ...
أميرة بغل :الله يأخذ فهدة وعيالها كلهم وش تبيني فيني أنتي خلاص فكوني من شركم ...
حسناء :الله وش سوينا لتس اللحين عشان هالكفين اللي جتس من مصلح بعد ماأرسلوا له صورتس يقولون شوفي صور أختك عند من بعد ...
أميرة :مالي شغل فيهم أنا انضرب ليه ..
حسناء :ويتكسر راسك من البداية محذرينك من هالجوال بس ماتفهمين دايم خبلة ويلعبن عليتس البنات ...مصلح يقول لو أني شاك ذرة اللي معه صورتها رجال كان ذبحتها ودفنتها بمزرعتنا الميته ...ولاتخافين حقتس بيجيتس لأنه ماراح يخلي هاللي أرسلت له وبيطلعها لو هي تحت الأرض ...
أميرة بأنفعال :ماله شغل فيني أصلاً طول عمره صالح المسئول عنا واللي ربانا هو مايذكرنا إلا لاسمع شي عنااا ...
حسناء بملل:أيه مايعرفكم إلا لاسمع شيئ عنكم وأنتم ماتعرفونه إلا بنهايات الشهر لبغيتوا المصروف ...
أميرة بكبرياء:يعني وش يمن علينا لايصرف أنا اروح اتوظف بمحل ملابس أرحم لي من أحد يصرف علي بمنة ..
حسناء بعيون مهددة :كلمة زيادة وأنا أدق على اللي يربيتس ..اللي لاشميتوا ريحته بالبيت ماتطلعون من غرفكم ..
وحين لاحظت شحوب وجهها أخبرتها : البسي يالله من ستين الجلابية اللي طالبتها من حلال مصلح وانزلي تحت ...وحط بعيونتس كحل ياحظي يشتت الأحمرار اللي فيهااا ...
ماأن خرجت من غرفة أميرة حتى وجدت أبنتيها أمام غرفتها كما تركتهم تقفان بحياء :يووه ليه مادخلتن لحول أنا ماأدري متى تخلن هالحياء عنتسن ياويلي بياكلونتسن الناس حيات ليه ماطلعتن على عماتسن ....
ماأن أدخلتهن الغرفة حتى سحبت كفوفهن تنظر إليها :من جاب لتسن هذا ...
أبرار :بابا وجاب لبنات عمي بتال ووسن ...
حسناء :ايه كريم سبلا(لقب أطلق على أحد شيوخ القبائل المشهور بشدة الكرم وذكرته هنا على سبيل التهكم ) ... ووش تسون صمتي ياابرار ...
أبرار :ايوه صمت هالقد وفتحت أيديها لتحصيها ..
حسناء :ايه وأنا أمتس ماراح إلا هالقد ...يالله ألعبن مع أخوتسن مبطيات ماشفتهن ...نايف وشلونه ليش ماجاء معتسن ...
أبرار بسذاجة :مايبي قالت له جدتي فهدة أمش سلم على أمك ..قال أمي راحت وخلتنا لو تبغانا ترجع ...
حسناء بشهقة :اخص ياولد سلطاان ...
أبرار بتردد :يمه أخوي هجرس جاء عندناا ...عادي نتكلم معه ولامثل زمان مانعطي وجه ...
حسناء دون أدنى أهتمام:والله أنا أمتس بكيفكم ..ايه من الحليل(الطيب) معكم والأقشر ويهاوشكن ..
أبرار :عمتي ليلى هي دايم تجي عندنا تشوف نمنا وتنزل تأكلنا ...وفصلت لنا فساتين للعرس ... وجدتي دايم تقول خلكن تحت عيني ...وخالتي مريم تقول ماراح أهاوشكن وماعندكن أم ...
حسناء تخفي غلها :وخالتكن وينها عنكن ...
أبرار :خالتي ماتجي عندنا قسم جدتي شعاع ...وعمتي ليلى تقول هناك عيال وش يوديكن ...
حسناء تحرك فكها بأستياء :اخص عيال كله ورع واحد ولد عمكن بس خساسة عشان تفرق بينكم ...وبين بنات خالتكن ...ماعليك منها روح وألعبي مع بنات خالتك ...
أبرار :أصلا ًعمتي ليلى دقت على خالتي عبير وقالت هاتي البنات يلعبن مع بنات سلطان ..بس خالتي عبير قالت بنطلع الألعاب ...
كبحت الأمر بقلبها وصمتت ...هل من الغريب أن تتخلى عن بنات أختها ...أنتي تبحثين عن مصلحتك بالفترة الحالية ...فهل سيقع هم التفكير بمصلحتهن على الخالة ...


××ماني مدور للخطأ رد أعتبار أنا ماأحلم بك عشان أفسرك أنا أعتبر جمايلي فيك إنتصار لذلك إن أخطيت لازم أعذرك××


****

حين دخلت الجلسة شعرت أن الأجواء متوترة قليلاً ... عبير هنا يبدو أنها وصلت للتو ..
فهدة وهي تقف لتسلم عليها :يالله حي المزايين من يوم جيت وأنا أنشد عنتس ..أكيد راقدة ياحبتسن للنوم ...يابنات اليوم ...
ردت على سؤالها عن الحال وتجاهلت باقي حديثها ...
أحاديث عامة ...ثم وقفت وهي تقول :يالله يأم صالح ماأطول عليكم ...
ورغم تمسك والدتها بها إلا أنها رفضت وهي تقول :بس ودي بأم نايف بكلمتين على جنب كان تسمحون لنااا ...
حسناء تقف :حياتس ياعمة ماأنتي غريبة نروح المقلط وقولي اللي عندتس ...
ماأن خرجت الأثنتان حتى سألت بفضول :وش فيك ...
عبير بأنفعال :بتحط حرت اللي يصير معها فيني ...قال ايش كنه ماهو جوزها اللي بالحد من سوق لسوق ..
أم صالح بغيض :قصري صوتس المرة بعدها ماطلعت من بيتنا وهي صادزه من هل الشهر كل مادقينا عليتس أنا بالسوق رايحة لسوق راجعة من السوق ...
عبيرالتي لاتتقبل اللوم هذه اللحضة خصوصاً مع أسلوب فهدة المهين لها :أتقضي ورانا أعراس لين الضحية ...وولدها وش أسوي له أروح أحارب عنه ماهي وظيفته اللي ذابحنا فيها خلاص يتحمل وتتحمل هي بعد ....
حسناء التي عادت بوجه منفعل :أميرة روحي شوفيها بتقولتس كلمتين أنتي الباقية فينا ماأتهزأتي ...
أميرة بخوف :ليه وش دخلني أنا ...
أم صالح :روحي لاتفضحينا وصلي المره للباب وودعيها ماراح تأكلتس ...
فهدة التي كانت ترتدي عبائتها :تعالي وأنا عمتس وأسمعي هالكلمتين أنا مابغيت أقول قدام أمتس عشان ماتقوم عليتس هي بعد ... شغل القيل والقال والفتنة مافادت خواتس ...
أميرة بشهقة :أناا ..
فهدة بأبتسامة صفراء تثير القشعريرة عادة بماأن أمامها :بنيتنا خزام وخري من طريقها عارفة وأنا خالتس ماهو بيدتس متربيه على هالعلوم ..أنا أقولها لمصلحتس ..خزام جوزها أقشر وهي مدلعة وراعية تشكي ..يعني لو وصل له الخبر أنتس أنتي اللي مفتنه بينهم ..بيعاديكم وأنتم مأنتم بقده ...
أميرة كانت عيناها تشتعل غضباً ولكن أبتلعت رأيها ولم ترد عليها حتى سوى بأبتسامة مرتجفة تخفي الكثير من غيضها ...
وفهدة لم تنتظر رد غطت عينيها وخرجت وهي توصيها :قولي لعبير ترد البنيات معها.. أبوهن حالف مايباتن برى بيتهن ...فمان الله ..
عادت لأخواتها وهي تغلي ...
جلست بعنف وهي تلتقط خدادية قبل أن تعود وتلقيها :يمة كيف متحملينها هذي آآآآه بنفجر رفعت ضغطي مليون ..حنا ليش نتحملها وش الله حادنااا ...
أم صالح بقلة حيلة :إذا ماتحملناها وش نسوي نحط روسنا براس فهدة هذي من يومها ورعة وأهلها يشدون وينزلون والعجوز ام 70 تذل منها (تخشاها )...
أميرة بعدم أستيعاب لما تمتلك كل هذا المكانة من الأحترام والتقدير وهي الشخص الأكثر شر في من تعرفهم :على وش كذابة منافقة وأكبر مهايطية شفتهااا ...
عبير وهي تعدل جلستها :ماشفتي شي هذا اللي أنا بالعته وساكته عمتي فهدة ...المفروض حريم عيالها يزودون بمهرهن ..عشان بيتحملنها ...
حسناء بتشفي :أجل بنتها أخذت ولد الصنهات اخخخخ ..
عبير لاتشعر بنفس الدرجة من التشفي فهي مازالت تراها محظوظة أن ترتبط بأعزب بعد طلاقها :ايه ولد الصنهات بس طاحت واقفة دكتور وعقاب نفسه متخيره منهم ...
أم صالح بحسن نية :والله يقولون عيال الصنهات كلهم فيهم الخير ومايتعبون أهلهم بتربيتهم ...
حسناء :عاد أنتم اللي تحسدون المسكين على موتة الجمعة يعني تبغونها خربانة من كل جهة أكيد بيربون عيالهم صح ويخافون عليهم ..لأنه لو طلع منهم واحد فاسد بيقولون الحب يطلع على بذره ...
عبير التي لم تعجبها السيرة التي خاضوا فيها :نورة وينها ومنيرة مالهن حس ....
حسناء :أكيد مالهن حس يطبخن وينفخن تحسبينهن يفرن الأسواق مثلتس ...
عبير بضحكة مندهشة :الله أكبر العام كنتي معي ... وأذا حنيتي دقي على أبو عيالتس وقولي برجع وبيرجعتس ..
صمتت ولم ترد ... حقاً هي تشعر بالملل والتعب ... من طفل واحد فقط ...فارس الذي لاتستطيع الأعتناء به فقد أعتاد على خدمة العاملات طفل مدلل متطلب ... وتعاني من صعوبة بخدمة نفسها وغسيل ملابسها حتى أما الأشتراك في مساعدة والدتها بالطهي فهو حمل آخر ولكن لاتستطيع الراحة وترك العمل المرهق على والدتهاا ... حين كانت في منزل زوجها تحضر قبل الأفطار بدقائق وقد جهزت صينية وأثنتين من صنع الخادمات ...أما هنا فيوجد خادمة واحده ولاتجيد الطهي ..

××يالله عساني لا تعثرت ماأطيح...قدام من هو يستلذ إنكساري !××




****

كانت قد دخلت غرفتها لتنام ولكن لم تستطيع ...وجود مراهق واحد بالمنزل يحدث مثل هذه الضجة لحسن الحظ أنها أنجبت فتيات فقط ...
خرجت لهم لتجد الصالة قد تحولت للفوضى ...
ياسمين ترمي الأوراق بوجه الحسن :غشاش قسم بالله واضح الغش ...
الحسن بلهجة تهديد:قدها ترمين الأوراق في وجهي قد حركتس هذي ....
فاطمة بلهجة مؤنبة :ياسمين أحترمي خالك !!!
ياسمين بتكشيرة :آسفه ياخالي تحمست مع اللعبة ...
الحسن وهو يجمع الأوراق :ماعليتس شرهة بنت ... مروى يالفاغرة عطيني أوراقتس ....مسك هاتي ...
وعاد يدمج الأوراق من جديد ويوزعهاا ...
فاطمة بعدم أستحسان:مامليتوا من هاللعبة ..ماوراكم مذاكرة ..
كشر الأثنان بأنزعاج ...
الحسن الذي جاء مع يارا وتبقى لديه أختبار واحد يوم الأثنين :أنا ساعتين تكفيني .. وذاكرت ...
ياسمين :يمة خلاص نذاكر بعدين ماينفع هالأسلوب لاصرنا مبسوطين ذكرتينا بالدراسة ...
فاطمة بعينين مفتوحة :عشان هالأسلوب مافيه لعبة وبتقومين تذاكرين ...أنتم كملوا لعبكم نادوا يارا تجي مكانها ..
ياسمين بحزن :يمة تكفين ...
فاطمة :قومي يالله أدرسي .. بجي أسألك ..
قامت بتبرم :أنا ثانيه ثانوي تسأليني أيش بعدين عندي كيمياء !!!
فاطمة :وش يعني قالوا لك جاهلة أكيد أعرف الكيمياء ...أنتي مرة طايل لسانك ...على غرفتك بسرعة ...
دخلت غرفتها ولكن لم تفتح كتاب المادة ...بل جلست تلعب على هاتفها ...هناك تمرد يشن من داخلها ..منذ عرفت بأمر خروجه ..
بعد أن أملوها أنه لن يخرج قبل سنتين ...
تتفاجيء بظهور بشكل مفاجيء على الساحة ..
أي دراسه تسعى خلفها وهي مهددة بين ليلة وضحاها من أن تترك كل شيء ويسحبها خلفه للصحراء ..
××وشلون في وقت الفراغ اتناساك وانا اللي بعز انشغالي ذكرتك××



****

كان يلح عليها بالأتصال منذ الأمس ...والآن من المفترض أن تكون نائمه فهي بأجازة ...وصائمة ..ولكن هل يتركها لترتاح لقد تسلط عليها هذا النهار بأتصالاته ...
ردت أخيراً بحنق :يعني ايش ماأقدر أنام اش هالتسلط ...
على الطرف الآخر :هلا والله تصدقين أكرر الأتصال بس تسذا ماتوقعت تردين ...
خزام بنرفزة :فيييياااض ...
فياض بأبتسامة لن تراها :عيووونه ..سميي ..آمري ...
خزام بضيق حقيقي :حرام عليك أيش تبغى جننتني بنااام سهرانه مانمت فالليل ...
فياض ببساطة :تبغين تفتكين مني دقي على عمتس عقاب وقولي أنا ماأبغى أتطلق من فياض أنا أحووبه ووعد ماتسمعين صوتي إلا ليلة العرس ....
خزام التي ارتجفت من ذكر ليلة العرس :ومين قال أبغاك !!!
فياض بلهجة تحذير:يعني تبين الطلاق ...؟؟
خزام بتردد:يمكن ...!!
فياض يتحول صوت للهجة التهديد والوعيد :أحلمي فيه واجلسي في بيت أهلتس ...وفي القاعة اللي حاجزها بأخذ غيرتس وبنفس الليلة اللي المفروض أخذتس فيها وش رايتس ..
لاتستطيع أنكار أن دمها يغلي من مجرد سماع تهديده فكيف لو حدث حقاً :أكرهك لأنك حقير ندمت على اللحضة اللي عرفتك فيهااا ...
فياض :ليش ماعلموتس ماحذروتس وخري عن طريقه وش تبين فالمهبول ...
خزام بذهول برؤية نفسه على حق بجميع الأحوال حتى لو أساء لنفسه في سبيل تبرير دوافعه :مهبول على نفسك ...تبغى تطلب من أحد شيء أعتذر في البداية ...تأسف على خطاك ...تصرف كأنسان لمرة في حياتك ...
فياض بجدية ولهجة حاسمة :اللي يبدأ بالخطأ ماله حق يدور أعتذارات أنتي اللي بديتي الخطأ ..لاتلومين إلا روحتس باللي وصلت لها الأمور ..حذرتس من قبل أن رجال لاتوقفين في وجهي ... جيتي أستفزيتيني سويتي اللي غيرتس ماسواه ... أنا الرياجيل يوخرون عن طريقي وأنتي أقولتس روحي من وجهي هالساعة ومصرة على خطاتس ...
خزام بأنفجار لأن الجميع يحمل لها نفسه التهمة أنتي من أستفزيتيه :لو أنت سامع عني كلام مثل ماسمعت عنك وانا اطنشك وماأرد عليك وأقرأ الرسايل وماأرد بتسوي مثلي وبتتجاوز كل شيء عشان تواجهني باللي عرفته ...
فياض بصيحة قهر :واللي سمعتيه خطأ ماهووو صحيح ...كذب ..كذب
صمت للحضة يهدأ أعصابة ويخفض من نبرة صوته ...وبنبرة متأذية
من سوء ظنها وأعتقادها فيه :ليه كان لازم تصدقين الناس ..يعني ماتثقين فيني أبد ...كيف بتزوجتس وأتمنتس على بيتي وأنتي هذي نظرتس لي ... وأنتي كيف بتأمنين روحتس معي وأنتي تشوفين ماني قد الثقة وبخونتس فيتس أي لحضة ...
بدفاع مستميت عن شعورها وأفكارها:وأنت تركت لي مجال أثق فيك كم حُرمة طلعت في حياتك حتى اليوم ..لاتلومني لو صدقت فيك ... بعدين أنا عندي عذري لو أندفعت وزعلت وكسرت الدنيا ... أنا عندي مشاعر لك بس أنت عمرك ماحبيتني ولا خصيتني بمشاعر يعني ماأنلام لو ماوثقت فيك ماشفت منك شيء يزرع داخلي الثقة فيك ...
فياض بشخرة سخرية :يعني بتصير لنا هالمشاعر شماعة كل ماسويتي لتس مصيبة بتعلقينها على مشاعرتس لي ...
بنبرة باكية فلم تستطيع أحتمال أستخفافه بمشاعرها :شفت أستاهل أنا أسمع منك هالكلام ...كل الناس تنتظر مني أنفصل عنك ...الكل صار يشوفني بلا كرامة عشان رغم كل اللي صار مازلت متمسكة فيك ...وأنت ايش لاحب تعطيني ولامشاعر تكن لي ...
لا وتهدنني تتزوج وحدة بنفس موعد زواجنا لو مامشيت على رأيك ...
طال أنتظارها لرده وحين كانت ستغلق الأتصال بمشاعرها المستنزفة من شرح شيء لايستطيع فهمه أخبرها :الكلام وصل لمرحلة ماعدت قادر أفهم من اللي معه حق من الغلطان أفضل نوقف هنا بالكلام وكل واحد يفكر باللي قاله الثاني له ...
قالت بسخرية أليمة :بتفهمي بتفكر فيني لحضة بعد ماتقفل الخط ياءالله وش هالتواضع الصراحة ماأصدق ...
بلهجة مريرة :خزام تصبحين ولاصح تمسين على خير كملي نومتس ..
ولم ينتظر ردها لأنه أنهى المكالمة بالفعل ...



××خبني بالله في داخل ضلوعك عاشقك محتاج حب ونرجسيه ولا تطفي في معاليقي شموعك خلها / تاكل من ضلوعي شويّه انت لو تدري وش يسوي جزوعك ما تنام وجمرتك بـ الصدر حيّه××


****

كان يجلس بغرفته وعلى مصحفه فقد جلس قليلاً بعد صلاة العصر بالحرم وبعدها شعر بالأرهاق وعاد لغرفته ...
دخلت ليلى التي سمعت أمر وجائت للتأكد منه :أبوي صدق أنت قلت أنزلوا كلكم !!!
عقاب وعينية على مصحفة :وعلكيم السلام وأنا أبوتس ... ايه انزلوا وش يجلسكم جايبكم تعبدون الله ولا تسدحون بالفنادق ...
ليلى بأعتراض :بس اليوم دوري أجلس معك ...
عقاب بتصميم على رأيه :وأنا ماني ورع أحتاج أحد يجلس معي ...انزلي لأشوف وجهتس إلا بعد التراويح أنا أفطر واريح شوي وانزل للعشاء والتراويح مرة وحدة ....
ليلى بأستسلام :طيب أنتبه لنفسك ...
وغادرت بتبرم لغرفتهما ...
وهي ترتدي عبائتها لتواكب سرعة أسماء الجاهزة :يوم جاء دوري مايبغى أحد ليش حتى أبوي ضدي بالحياة ...
تكمل ثرثرتها فهي تعي أنها تحدث نفسها :يارب مانجلس بمكان مزعج زي أمس ...!!!
أسماء محذرة:على فكرة لو أحد صدم فيك بالخطاء رجاء لاتصرخين ترى سببتي لي رعب بصراخك ...
ليلى :خلاص تعودت وعلى فكرة الأصطدامت اللي مهونتها كتفي بنفسجي منهاا ماشاءالله على الناس المتعافية هم وش يأكلون !!
تهز كتفيها وتسبقها بالخروج :متأكدة مايفكون ريقهم بقهوة مثلك ...
ليلى وهي تجاريها بالمسير وتقترب الأثنتان من هجرس والمنذر المنتظرين لهما :على طاري القهوة أمس جوزاء عندهم ملكة ..مسوين حفلة خربتوا علينا ذاك اليوم ماسوينا حفلة ..وتخيلي من تزوجت ؟؟اللي حاطه عيني عليها للمنذر ...!!!
أسماء بتهكم :وتدرين من أخذت !!!
ليلى بعدم فهم :لااا ..
أسماء وهي تسير خلف المنذر وهجرس تغلق الموضوع بكلمة واحدة:أحسنلك ..
الأخرى لم تهتم فعقلها لايركز على شيء فلم تشرب قهوتها بعد ...ومع الأفطار بالحرم هي تتعب جداً حتى تنقضي صلاة المغرب وتفر بالأرجاء بحثاً عن قهوة سوداء ...
لأنها لو بعقلها لفكرت لما والدها يبعدهم جميعاً ويبقى لوحده بجناحه وكأنه يخفي أمر ما عنهم ....


××رجعنا أغراب لابيننا موده ولا كنّا في يوم أحباب××


****

في مكان آخر شرب المشروب الذي سكبه له دون أن يستطعمه ....وختمها بأبتسامة متشنجة ...
الشخصية المحرضة :الليلة التحويل بيجيك من شركة على أساس أعلان ....وخلنا نشوف شغلك ..
الحكم يتظاهر بإعادة شعره القصير للخلف :ماأخترتوني من فراغ أكيد عارفين من أنا ..
الشخصية كان يفكر داخله :أجل نعرف من أنت وعاء فارغ نطرقه فيحدث الكثير من الضجة :ولو أكيد نعرف من قدامنااا وكلنا ثقة فيك ...
دقائق وصوت جرس الباب ...
فتحه أحد مرافقين الشخصية ...
كان الداخل أحد العاملين بالفندق لكن تبعه المزيد منهم وبدأوا بأشهار أسلحتهم ..
شخص بزي السعودي هو آخر الداخلين :فلان الفلاني (الأسم الحقيقي للشخصية ) مقبوض عليك ..بتهمة التعامل مع أجندة خارجية لتغرير بشخصيات مشهورة في سبيل الأضرار بمصلحة الوطن ...
ومتظاهراً بالدهشة من عندنا هنا :هذا بعد شيلوه ...
الحكم وهو يرفع يديه مستسلماً متقمصاً شخصيته:غرروا فيني ياطويل العمر أنا كلي تعنصر وأنتماء لبلدي ...أفتح صدري قلبي مايخفق إلا بالنشيد الوطني ...شق وريدي بتلقى دمي أخضر ...
الضابط بحزم :خذه ياعسكري ...
قبل أن يردف متهكماً : هذا اللي حاط كيكة 5 أدوار باليوم الوطني الله لايكثر من أشباهك .....
الشخصية بعنجهة وكبرياء:أنت عارف أنا مين اصلاً وش عندك علي وين أمر ألقاء القبض ....
الضابط المسئول عن العملية : لاتخاف بيورونك كل شيء بس أنت حرك معهم اللحين ..
الحكم المقيد :ممكن اتصل بمحامي ..ترى عندي جنسية أجنبيه ...
الضابط :أقول حرك بس ...هذا لاتطلعونه للتحقيق علقوه 5 أيام بعدين سلموه المحققين ...


×× روحي وماملكت يداي فداه ...وطني الحبيب وهل أحب سواه ..
وطني الذي قد عشت تحت سمائه ...وهو الذي قد عشت فوق رباهٌ ××

****
خرجت من جناح حماها الذي تناولت طعام الأفطار برفقته هي وزوجها ...
لم تكن الفقرة مريحة بالنسبة لها ...فعقاب بدأ متباعداً جداً لاتعلم بسبب العمر أو تجاهل منه لعدم تقبله زواجهما ...ولكنها من البداية دخلت هذا الزواج وقد نحت عائلته من تفكيرها ...
كانت قد أستعدت حين دخل يستعجلها :يالله ياغادة بننزل ...
غادة أرادت بعض الأستقلالية :اسبقني أنت أنا أنزل لحالي ...
بنظرة حازمة :يالله قدامي ..
كان الثلاثة يخرجان من الفندق لساحة الحرم ...
وقد أعطاها السجادة التي يحملها حين أكتشف أنها لاتملك واحدة ...
ليلى التي فرغت بطارية هاتفها صعدت لتحضر البطارية المتنقلة ...
لاحظت حديث سلطان مع أحداهن ثم أفتراقهما ...
اقتربت منه غير مصدقة :من هذي ؟؟؟
سلطان الذي تفاجيء فعلاً بظهورها :وش دخلتس ...أنتي نازله تلعبين ولاتصلين ...
خبأت فضولها وقالت لتنفي تهمة العبث عنها :طالعة أخذ بطاريتي خلص شحن جوالي ...وهمست بصوت منخفض :هذي الجداوية ...
ولكنها لم تجد رد لأنه كان قد أنسحب وهو يساعد والده على السير ...
والمـراءة التي كانت برفقته قد أبتعدت ..وتشتت ذهنها بين اللحاق بها أو أتمام الأمر الذي خرجت من أجله فوجدت نفسها مجبرة على أحضار بطاريتها لأن الصلاة أقيمت لحضتها وستتأخر أكثر لو سعت خلف المراءة ..
من جهتها كانت قد لاحظت أقتراب الفتاة منهم قبل أن تتحدث حتى وشكت للحضة من هذه هل هي الأخرى ...
ولكن حين أقتربت أكثر تعرفت عليها بكل بساطة وأبتعدت بسرعة ...
نظرت خلفها حين دخلت المسجد وشعرت بداخلها بسخافة الموقف الذي تضعهم فيه ...


××خلك على النية تجيك التوافيق لو أغلب قلوب المخاليق ظلمه××


****

مساءً لم تكن حتى راغبة بمشاركة عائلتها الأفطار ..
حاولت معها والدتها قليلاً ولم تلح ..
ولكن بعد الصلاة دخلت عليها بلقيس متكتفه وبلهجة مشككة :رحتي أشتكي عليه بسرعة ..آه آه ماسابوني أكل معاهم ...
خزام المسترخيه على سريرها وتجلس على حسابها بتويتر :بلاسخافة عن ايش تتكلمين أنتي ؟؟؟
بلقيس :أنا بفهم بس أنتي أخذه موقف ضد مين !!! المهم تعالي شوفي السخافة اللي برى ...
لم ترد عليها ولم تفكر حتى بما قالته ولكن صوت والدتها المرتفع بأسمها جعلها تقفز من سريرها بعجل ...
حين خرجت وجدت الكل متكتف ويحدقون بها ...
وعلى طاولة طعامهم أصناف لانهاية لها من الأطعمة ....
خزام بعدم فهم :أيش هذا ...؟؟؟
رضا بتهكم :أنتي اللي ايش هذا ياروح أمك ...
وسام الذي بيده بطاقه يتلاعب فيها مابين السبابه والوسطى :بالعافية ياقلبي ...أكيد هذا مو من طرفي ولاطرف بلقيس وأمي خارج الحسبة ...
بلقيس بعدم تصديق :لهدرجة يشوفك دنيئة يراضيك بأكل !!!!
رضا بأنزعاج من وقاحتهم :أنتي وياه صكوا حلقكم لا أحط الجزمة فيه ...
وسام بصدمة :امي اشبك علينااا ..
رضا :أخذين أختكم مصخرة عيب عليكم ...أنا بس اللي أحاسب هنااا ...
خزام لتزعجهم فقط جلست لتأكل وبدأت بفتح الأطباق التي جائت على هذه الهيئة من المطعم :الله ايش هذا حاجة فخمة من الآخر ...من جد ذوق ..!!
رضا بسخرية لاتريد أحباطها ولكن تود لو تصحو على نفسها ولاتكون سريعة الأشتعال وسريعة الرضا تتمنى لو تتمتع بالمزيد من التريث في تصرفاتها ومشاعرها :ايوه ذوق المطعم حيرجع يأخذ مواعينة ...كلي صوري أعملي اللي ترتاحين له وبعدها صرفي الأكل ونظفي مواعينهم ...ياسندريلا ...
خزام بدأت لتزعجهم ولكن أعجبها الطعام وبدأت بتناوله :حتى أنتي ياأمي الله يسامحك!!!
بلقيس تنحني وتحدق بوجهها :يعني رضيتي ...
تهز رأسها بنفي :مستحيل بس نعمة الله ...يعني نكبها ...
بلقيس تسحب الكرسي بتنهيدة أرتياح :كان بيفوتني الأكل الحلو عشان كرامتك بس بماأنك ماراح ترضي نكرم النعمة حرام تنكب ...
رضا وهي تتوجه لغرفتها لترتاح :ارفعولي منها لسحور ...لاتصرفوها كلها ..
وسام يهز رأسه بأستنكار : صدق الجوعان طول عمره حيبقى جوعاان ...
بلقيس :يالله روح خلي كرامتك تنفعك وأحنا نعبي كروشنا ...
على حساب الغول .. صورتلك السفرة قبل مانأكل منهااا أرسليها له وأكتبي (( أنا مو دنيئة أكل من فلوس اللي مد يده عليه .. لو ماأخاف الله كبيتها في زبالة ...بس ببعثها لجمعية حفظ النعمة )))
خزام تهز رأسها لمضمون الرسالة راق لهااا ... ولفكرة أنها قد صورتها قبل أن يأكلوا منهااا ..حقاً بلقيس مفيدة جداً بهذة الأمور ...
بعد ذالك بساعة ...
بلقيس وهي تلقي بنفسها على الأريكة :الله لايوفقك يالغول ورطتنا بالأكل فيه أحد يطلب كل هذا تتوقعي كم الفاتورة ...
خزام وهي ترتشف من قهوتها التركية :حتى القهوة لها طعم حلو بعد الأكل الطيب ...
بلقيس حين سمعت رنين الجرس :قومي أفتحي الباب مافيه... مرا أحس بالتخمة ...
ولكن من فتح الباب كان وسام الذي أرتدى ثيابه ليخرج لصلاة التراويح ...
وعاد بوجه لايتفسر ليخبرها :تركت لك أغراضك عند الباب ..
وخرج وقد بان على وجهه الغضب ..
توجهت الأثنتان للباب ...
كان من التقط باقة الورد الحمـــراء العملاقة بلقيس التي كانت تعاني من التخمة قبل قليل ... وبدأت بأحصاء الهدايا الملحقة بها ...
بلقيس وهي ترفعه :جوال ...
ثم شهقت:وااااو الساعة مرا تجنن ... ايش هذا خزام خرافة ألماس ...
نظرت للهدية الأخيرة ...وسرعان مامزقت تغليفها وبدأت تبخ منها :شمي ,,,اااخ يخبل ...
خزام وهي تستشنق رائحة العطر :آآه روعة .. أحلى من عطر أسماء ..طيب وش أرد على هذا ...
بلقيس :قولي أنا عبيطة لو مارضيت ...وتوقفت عن ماتفعل :امزح ...قولي أنا مو مادية عشان تضربني وتراضيني بالماديات كل هذا مايرجع كرامتي اللي أنهدرت قدام اللي يسوى ومايسوى ...بس قبل هو فتح رسالتك الأولى ...
خزام تفتح هاتفها للتتأكد وقد أرتدت الساعة الهدية :اممم حط قلب مكسور ..آآه طلع عنده قلوب بالمفضلة !!!
بلقيس التي مازالت تتأمل الهدية :فيه بطاقة ... كاتب sorry ...
قبل أن تتحول لهجتها للهزل : خزام خلاص سامحية غير لغته عشان يعتذر منك مايقدر يقولها بالعربي ..بس لوقال اوزور ديليرم بيكون أظرف صح !!!
خزام :هاتي البطاقة ....
بعد دقائق :تتوقعين ليه 96 وردة لها معنى يعني ...
بلقيس تتظاهر بالذكاء :ممكن بمهلك 96 دقيقة وبعدها بنقلب عليك لو مارضيتي ...!!!
خزام تفكر بجدية :ممكن عدد الأيام الباقي عن فرحنا ...
بلقيس تهز رأسها بأستنكار :96 يوم هبلا أنتي أقل من 30 يوم ياأمي ...
خزام بشهقة :طيب ماجهزت حاجة ..
بلقيس :ايش دخلني دبري نفسك ...
تلفتت حولها بذهول قبل أن تقفز لغرفة والدتها وتطرق الباب بجنون ...
وحين فتحت رضا الباب وهي بملابس الصلاة والفزع يبدو عليها أخبرتهااا بسرعة :أمي ماجهزت للفرح ...
عضت رضا شفتها علامة على الغضب وكبحت لسانها عن الدعاء عليها ..
بلقيس :مسكت لسانها ماتدعي عليك هبلا أنتي ...
أنتظري ماراح تجهزي بالخمس ساعات الباقية من اليوم ..
كانت تنظر بالأرجاء بحيرة قبل أن تلتقط هاتفها وتكتب رسالة على عجل...
بلقيس :هبلا لاترسلين له حاجة ..
خزام المركزة على هاتفها :مو هو برسل لأسماء هي بتجهز من جدة بقولها تجيب لي فستان فرح من هناك ..!!!
بلقيس :آه من جد فكرة حلوة ..
بعد أن فرغت من أرسال رسالة لأسماء لم ترد عليها بتأكيد منشغلة بصلاة التراويح بالحرم ...يالها من أجواء رائعة ..
تقف بشعور غريب :أنا بروح أصلي ... أحس محتاجة أصلي وأدعي الله ..بسوي أستخارة أرضى عنه أو أبقى مخاصمته ...
لم تهتم بلقيس لأنها مشغولة بألتقاط صور للباقة والهدايا لتستخدمها لنفسها وتتفاخر أمام زميلات المدرسة ..
سألت خزام التي كانت قد أختفت خلف باب غرفتها :عادي أجرب جوالك ..
وبالتأكيد لم ترد لأنها لم تسمعها :السكوت علامة الرضا وبدأت بأخراج الهاتف من كرتونه ...
××أجمل هدايا الوقت وأغلى عطاياه قربك عساني ما خلا من وجودك××

****

بعد أن فرغت من الصلاة وجدته ينتظرها ..
سلطان وهو يأخذ السجادة منها :هاه تبين نرجع للفندق أو نأخذ فرة بالأسواق ...
غادة :لا أكيد السوق يمكن أشوف شي يعجبني وإخذ معي لأهل الدمام مع أني بفضح نفسي قلت لهم رايحة للبحرين ..
سلطان لم يستطيع كبح ضحكته على نفسها الطويل بالتخفي :والله أنتس راعية طويلة ...
كانت تسير معه بين المحلات الشعبية وذكرى بعيده تراودها ...
حين أصرت لحضتها على أن يشتري لها لعبة الكاميرا ...
لكنه رفض ناعتها بالطفلة ...
قالت لتختبره أو لتثير ذكرياته :الله وش رايك تشتريلي منها ...
لحضتها ألتفت للبائع بكل تلقائية :محمد بكم هذي ..كم تبين منها ...
غادة التي لم يعجبها ردة فعله :وحدة لي !!! أن كان تبغى لك وحدة أنت أشتر وعلى حسابي ...
سلطان :هات أثنين ...
رمى الكيس وهو يمد لها لعبتها ويحتفظ هو بلعبته بجيبه ..
غادة وهو تشبك كفها بكفة :والله كبرت ياسلطان وصرت تطيع الحريم ...!!!
سلطان :لاحدتس أنا ماأطيع الحريم ...وأكمل بلهجة ناعمة :أنا أطيع شيخة الحريم ...
صمتت لثواني قبل أن تقول بلهجة مستفزة :علمتك الدنيا ولا فيه غيري عرفن مفاتيحك وصرت سهل بيد كل وحدة ....
فجأة سحب كفه من كفها وكأن حديثها لم يعجبه ...تلفت حوله ثم سألها :أن كان مالتس غاية حقيقية بالسوق خلينا نرجع للفندق أحسن ...
أوصلها أمام باب الجناح وفتح لها وأعاد البطاقة لجيبه :بروح لأبوي وراجعلتس ...
ماذا أغضبه حديثها ليغضب وينفجر أيضاً ...
علقت عبائتها وشنطتها وتوجهت للحمام لتستحم ....
بعد أن خرجت من حمامها الطويل تذكرت أمر شعرها الذي سيحتاج الكثير من الوقت للتسريحة ...
فتنهدت بضيق ...كانت تعمل على تطويع شعرها ..
حين دخل وبدأ بتغير ملابسه مباشرة وأستلقى لينام ...
بدون أي حديث ...آه يبدو أنها لم تتخيل هو فعلاً يتخذ موقف من حديثهما السابق ...
كم أنتي رائعة أستطعتي أخيراً أفساد الجو ...
لو لم تفعلي لما كنتي غادة الباحثة عن النكد ...
بدون تفكير توجهت للسرير وأستلقت جواره ..
ولأنه كان يوليها ظهره ...
سألته بهدوء :سلطان بتنام ...؟
همهم بدون رد ..
غادة تمرر أصبعها على أكتافه:يعني وش زعلان مني !!!
سلطان وهو يلتفت عليها :ماني زعلان من أحد بس مالي هوى أقابل أحد بعد ...
غادة بجس نبض :ولاأنا ؟؟؟
سحب خصله من شعرها المبلل والتي نست أمره وأنها أنجزت جزء منه وتركته بعضه :اللحين انتي ماترتاحين لين تزعليني ببعض كلامتس
وأذا زعلتي ماأعجبتس ...
دخل أصابع يده أسفل شعرها وسحبها بهدوء إليه حتى أستقرت على كتفه :جوابي ياغادة على سؤالتس ...ماجابتها أمها اللي تملك مفاتيحي ...
تدرين ليه ... لأني بنفسي أسلم مفاتيحي للي القلوب يهواهااا ...
قبض على فكها ببين أبهامه وسبابته :لقلبي لقى اللي يهواها ...أسلمها نفسي وروحي وحلي ومالي وأقول أنا من يدتس ذي ليدتس ذيك ...
التي فهمت أنه يلاعبها لتجاوزها الحد بحديثها ...
يوحيها لها بأمر ويضع شروط غير ممكنة ...
غادة وهي تنقلب مبتعدة قليلاً وتتكأ على ذراعها لتواجهه :أجل الحمدلله ...
بماأنك تقول بعدها أمها ماجابتها للحين وإذا جابتها أمها وصارت بسن الزواج إلا أنت شايب مالك في العرس ...يعني للحين متاح لنا حنا المساكين اللي ماسلمتنا مفاتيحك ...
بتنهيدة :والله أنا المسكين ياغادة يوم طحت بين يديتس من جديد ...
غادة بدلال وهي قد فهمت من تنهيدته أنها تنهيدة غارق وليس كاره :
ندماان ياأبو هجرس ..
بنفس النبرة المرتخية :أكيد ندمان بس على السنين اللي مرت بدونتس ...
مد يده لها :تعالي أرويني مشاعر ياغادة أنا على حد الهلاك ...
بعدتس مامر علي غير الجفاف والقحط ...
خبأت أبتسامتها شكراً سلطان لهذة التسريبة ....
يبدو أن حياتك مع الأخرى ليست كما كنت أتوقع ...
ولاتفقد الأمل ربما مالكة مفاتيحك قد أنجبتها والدتها فعلاً ..وسينقشع الغمام
عن عينيك قريباً ...


××هذا أنت ياللي.. مال حبّك نهايات يستقبلك حاضري .. ويحضنك ماضي××



****

عائدين من الحرم للفندق ...
وليلى تسابق أسماء وتزاحم هجرس الذي ترك يد جده مذهول من تصرفاتها :أبوي خزام أرسلت لأسماء تأخذ لها فستان من جده ...
عقاب الذي لم يفهم عن ماذا تتحدث :وأنا ياأبوتس وش قلت .. قلتكم روحوا للمكان اللي تبونه أنا عندي سلطان ..
المنذر بأنزعاج :هذا وقت سواليف أنتظري نوصل للجناح ..
ليلى بتجاهل للكل وهي تمسك بيد والدها :أبوي البنت تبغى فستان فرح يعني رضت عن فياض تصالحوا ...متى أنت بتسامح فياض ..!!!
عقاب ينفض يدها عنه :هالموضوع محذركم ماتفتحونه معي ...
المنذر أعطاها نظرة غاضبة ولكنها لم تهتم وتراجعت لتخبر أسماء :ماشفتي سلطان ...قهر فاتني أكيد طلع مع الجداوية اللحين وين أمسكهم ...
لم يصلها أي رد من أسماء التي محتارة كيف تخبر خزام أنها فعلاً قد أختارت لها فستانها ويتم العمل عليه ... ولكن لحسن الحظ أنها أتخذت قرارها ... رغم أنه لم يعجبهاا ولكنها تعرف حدودها ولاتستطيع الخوض في هذا الموضوع معها أكثر ...
وهي تخشى لو عرفت خزام أنها تصرفت من خلفها بأمرالفستان أن تراه كتعدي على خصوصيتها ...
واستمرت بهذا التفكير طويلاً حتى أخيراً فضلت أن تخبرها الحقيقة ..
لم يكن رد خزام عليها إلا بسعادة لانهاية لها لأنها فكرت بمصلحتهااا ولم تدعها للظروف الضيقة ..


××ياعزة النفس ما هنتي ولاملتي لو كان بعض الأوادم بان تقصيره ، وأنا مع الناس عارفٍ وش مشكلتي أعطيت بعض العرب فوق تقديره××

****

قبل الفجر بقليل وصلتها رسالة على الهاتف الجديد الذي أستخدمته بعد أن وبخت بلقيس على فتحها له وحرمانة من بهجة اللحضة ...
كانت الرسالة لصورة ناقة بلون بني محمر وتحتها كتب :خلاص خذي هذي أغلى ماأملك الكحيلة ..
سألته بدون تصديق :هذي أغلى حاجة تملكها ...
رد مباشرة :مالتس علي حلفان ..
خزام :أيش يعني ..
فياض بأبتسامة :يعني والله ..
خزام وهي تكاد تنهار من المعلومة الجديدة :الناقة أغلى حاجة عندك !!!! ...أنتا مخلوق من أيش ..
فياض مستمتع بمشاكستها :من طين ...
خزام بأحباط:يعني هذا أقصى ماعندك ..
فياض :أبد ماعندي أغلى منها خذيها ماتغلى عليتس الغالي للغالي ...ولو تبغين تسمينها سميها ...لا وأبشرتس حامل بتجيب لتس حوار ويصير عندتس ناقة وحوار ..
خزام تفتح عينيها بعدم تصديق هل فقد عقله لما يورطها بالحيوانات كان الأمر جميل حين كانت الهدايا جمادات :وايش اعمل فيهم ...
فياض يقهقه على ردودها ولأنه بلوبي الفندق لم يستطيع الأتصال فيها فلن يكون مرتاح بالحديث وإلا هذه فقرة رائعة :لاتخافين ماراح تبلشين فيهم مع نياق أبوي وعندهن آدم ...
وحين لم تجد رد مناسب عليه صمتت ...
فياض حين طال صمتها ولم يجد رد على رسالته الأخيرة :هاه بشري رضيتي علينا !!! ..
خزام :ايوه مرا بعد الناقة كيف أبقى زعلانة عليك لأن أغلى حاجة في حياتك الناقة ...تصبح على خير ... وشكراً على 96 وردة كانت أحلى شي بكل اللي بعثته ...
ثواني ووصلها فيديو حين فتحته ...
لم تصدق عينيها لبرهة وأعادته مرة أخرى ...
كان هو يلقي قصيدة :لاتسألوني ليه أنا عاشق خزامى مستهام إذا عرفتوني أنا تدرون وش سر الغرام ...
عضت شفتها بعدم تصديق ...وسألت نفسها بصوت مسموع :ايش يعني هذا أعتراف أنه يحبني ...آآه أيش أرد عليه ...يعني قصده يحبني من جد ...والله ماني فاهمة حاجة ...
كانت تعيد المقطع الأول من القصيدة دون ملل ...
هذا أعتراف بالتأكيد لاتستطيع تجاوزه ...هل أحبها الآن ...أم كان حب من البداية ...هل فعلاً أختارها لأنه أرادها هي ..
حين شعرت أنها تجاوزت الحد في الرد ...
وضعت قلب ملتئم ....على عكسه حين وضع قلب مكســور ...
وكتبت :
(( سامحتك كتير سامحتك سامحتك بئلبي الكبير ومش غصب عني ولا ضعف مني ولكن لأني بحب بضمير ))
××اَسوق لك من غلاك علوم مفضوحه وغنيت لك من قصايد حب وجداني يكفي عشانك فرقت اَلصدرعن روحه واَهديت لك روح نادت لك على شاَني××


****

جلسا بعد الفجر بالحرم كان قد لاحظ تباعد والده الذي لاينبأ بخير ...
وبشخصية عقاب لايحب الألحاح بالسؤال ...ولكنه وجد نفسه مضطر يسأله مرة أخرى :أبوي فيك شي ...أحد مضايقك ... وعلى سبيل المزاح :تهاوشت مع عمتي فهدة !!!
عقاب بتنهيدة :لاهذي ولاذيك ...
صمت لمن يراه سيعتقد أنه يتأمل الكعبة ولكنه ينظر للبعيد :شفت أخوك جايني من الجنوب ... كله دم ...ناديته مارد علي ...ناديتوه كلكم عياله صاحوا عليه مايسمعكم .. تعداكم كلكم وقف عند بنت لافي مسح يدينه اللي ملطخة بالدم فيها وروح وخلاها ... توجه غرب ...
أقشعر جسده وهو سمع ولم يرى من مجرد التخيل ... ولكنه قال بصوت أخرجه بصعوبة :خير ان شاءالله ... شفت خير ان شاءالله ..
لم يبنس بحرف صمت وكأنه تعب من الحديث ...
من مجرد سماعه شعر بالوجع فكيف لو رأى فعلاً
ماذا تنقل لنا مناماتك من أخبار ياوالدي ..
هل هو الفراق الذي يلوح بالأرجاء ...!!

××أي والله أبكي ليتني ما فقدتك...و أي والله انه ماجبر خاطري شي
كل ما سجدت لوجه ربي ذكرتك...يالميت اللي باقي في داخلي حي××

****

توجه للقيادة العسكرية حيث مقر عمل بتال في الأحوال العادية ...نتيجة ألحاح من سلطان بأن والده رأى منام لايبشر خير في ابنه ... ولأنهم جميعاً يعرفون منامات والدهم جيداً ... أضطر لذهاب وتأكد بطريقته ...
بعد حديث يسير ومقابلته لمن ناب عن قائدة المباشر والذي يتمتع بأجازته ... خرج غير مصدق لما أخبره ... بتال لايوجد له أي توجيه للمشاركة بالحد ..ويتمتع بأجازة خارج الدولة بموافقة من رؤسائه ....!!!!!
كان قد كرر السؤال عليه عدة مرات ..وذاك يعود ويخبره أن هذا مايوجد بالسجلات الرسمية أمامه ...
حتى أن الكتيبة الذي ينتمي إليها جميع أفرادها متواجدين إلا من يتمتع منهم بإجازة ...
هاتف سلطان مباشرة وكرر الأتصال حتى رد :ماشاءالله راقد بالعسل ...
سلطان على الطرف الآخر :وعليكم السلام ...علامك داق ومعك شياطينك ...
فياض بنرفزة وهو يزيد من تكيف سيارته :رحت للي قلت لي ...أخوك لا بالحد ولاشي مسافر طويل العمر ...وأنا أناقز من أدارة لأدارة أنشد عنه ...
سلطان بعدم أستيعاب :كيف ..قام من سريره ليحادثه براحة وأغلق الباب خلفه :أنت علامك ماكنت معنا يوم طلع من عندنا مروح للحد ...
فياض :كنت معكم يوم طلع من عندنا والذريعة الحد ... الحكومة ماتكذب ...
سلطان ويديه على رأسه من صداع فتك به فجأة :لاحول ولاقوة إلا بالله ...أقولك أبوي شايفة بالمنام جاي من الجنوب ...
فياض يفرق مؤخرة عنقه بضيق :قال جاي من الجنوب ديارنا ...ولا قالك عن جنوبه هو ....
سلطان :بنشدة وأرد عليك بس ترى كلها نفس المعنى ...
فياض بتهكم :تعلمني ليه أنا مفسر أحلام ...
صمت للحضات ثم قال بأستدراك :من آخر واحد كلمه منكم ...!!!..بشوف أحد يطلع لي موقع المكالمة ...
سلطان قال متوقعاً :آخر واحد أبوي وأمه من بيكلم بعد ...
فياض :طيب خلاص بشوف آخر مكالماته وين موقعها ..
غاب لعد ساعات قبل أن يهاتفه مرة أخرى :وش أخبار ضغطك ...
سلطان بهدوء :لاتخفف دمك خلصني أبوي جنبي وأنا بالحرم ..عطني العلم وأخلص علي ...
فياض الذي لم ينام منذ أستيقظ لعمله وقد أقترب المغرب :كل مكالماته لكم وهو عندكم بالرياض ...وش رايك بالمفاجئة ...
سلطان يكبح أرتيابه ويرد بهدوء :زين يمكن هذا أحسن .. الله يجيب العواقب سليمة ...فمان الله ..
أنهى الأتصال وزفر بضيق .. منذ مكالمة سلطان والراحة قد فارقته ...
فقط لو كان خدعهم لغاية السفر للخارج لن يعقته ...
حسناً يتفهم أنه يدس الموضوع عن والديه وزوجاته
ولكن هم لم يكن عليه التلاعب معهم ...
آه الفكرة بمجملها سخيفة لم يقنعه هذا العذر أبداً ولكن لماذا يوجد في سجلاته أجازة خارجية ...
لما الأمور متكتم عليها بهذة الطريقة هناك وضع غير مريح بالأمر ...

××أنا اللي كل همي أنكِ بخير و أنا اللي ماني بخير إلا معك××

***

كان تتجول مع ليلى بالمـول ...هجرس والمنذر أنسحبوا لأحد المقاهي ..
لاتشعر بالراحة بأي غرض تبتاعه ...
كان الأجواء بين والدها سلطان غائمة جداً قبل مغادرتهم لجده ...
همست لليلى :قلبي ماهو مرتاح للي نسوية ..
ليلى بأندفاع :قلت لك يوم واحد مايكفي ماتفهمين لازم تضيقينها علينا ...
أسماء وهي تتوقف عن تأمل الألبسة المعروضة :أقصد لو ماجينا جدة من أصله ...أبوي مره وضعه ماهو مريحني جينا مكة وهو بشكل واللحين بشكل ثاني نهائياً ...
ليلى :أبوي شايل هم بتال ويفكر فيه كثير شكل يتخيل حتى وش يسوي هناك عشان كذا مو مرتاح ...أحلى شي في حياتي أني ماأعرف أتخيل ...هذا من أنعم الله علي ...واللحين لازم نأخذ لخزام من هذا أهتزت ميزانيتنا وحنا نقضي لها ...فياض ماعطاها مهر !!!
أسماء :ماتبغين تشاركين مو لازم أنتي أختاري بس أنا أدفع ..
ليلى وهي تحرك الألبسة المعروضة:ليه عشان أطلع البخيلة فالموضوع لاحبيبتي هذي هديتنا كلناا ...على طاري المهر أنتي بعد ماعندك مهر !!شكل الدكتور للحين ماسحب القرض ..
صح ولاجابلك شبكة ولاحاجة يعع وش هالقعيطي ...
أسماء بأنزعاج :ليلى لو مركزة حنا بالسوق خلينا في شغلنا اللحين ...
ماأن عادوا فجراً لمكة حتى أخبرهم سلطان مباشرة :طياراتنا الظهر أستعدوا ...
من أرتاح للخبر المنذر وهجرس فقط ....
أسماء شعرت بالتوتر لأمر العودة المفاجيء ..
وليلى لم يعجبها الأمر فهي أرادت المزيد من جولات التسـوق ...
كان قد خرج مع هجرس ليتوجه كل منهم لجناحه ...
ولكن سلطان أستوقفه :تبي تروح الشرقية صح !!!
هجرس بتوجس من العرض المفاجيء :ايه ..
سلطان :اجل خلاص أنت روح وصل خالتك لشرقيه وأنا برجع الرياض ....
هجرس بقلق :يبه أنا في وجهك لاتخليني معها لحالي ...
سلطان بنظره حادة :أقول اصلب روحك بس ... خلك رجال ...هذي الشرقية اللي تبيهااا ..
هجرس :بعدين هي ليه ماترجع معك لرياض وش عندها بالشرقية ..!!!
سلطان :مالك شغل نفذ اللي قلته لك وبلا زيادة هرج ...

××سقى الله صدفة فيك اجمعتني من عرفتك كل من قبلك نسيته××

****

دخلت المطبخ لتطلب من الخادمة أن تعد لها طبق لتأخذه لمنزل عائلتها حين تتوجه للأفطار عندهم مساءً ...
غطت وجهها بطرف طرحتها عن الحسن الذي دخل بأندفاع :يمه فياض يقولي بنروح نفطر عند النياق ...فطوركم جاهز ...
فهدة بعدم أهتمام:وش اللي جاهز تعالي بعد ساعة تو الناس العصر ماأذن ...
الحسن :المهم لاتأخرين علينااا هذا فطور ماهو عشاء ...
فهدة بعدم استحسان :لاتطول عند النياق بكرة عندك أختبار يكفي سربتك فالدمام ...
بعد خروجه سألتها :عمة تبين أساعدتس بطبق للشباب ..
أعطتها نظرة عدم أقتناع :توتس تقولين للحريم يسون فطور أهلتس متى نزل عليتس النشاط ...
عبير بمراوغة :غيرت رايي وتنشطت شوي بسوي صينيتين وحدة لبيت أهلي ووحدة خلي الشباب يأخذونهاا ...
لم ترد عليها وهي أعتقدت أن صمتها موافقة ...
خرجت بعد أن أنجزت عملها ...
فزة التي دخلت بمجرد خروجها سألت العاملة عن عجينة اللقيمات التي أعدتها سابقاً ...لتخبرها فهدة مباشرة :قلت لهن يحطن لتس المركب بالحوش أقلي فيه لتخربين ريحة مطبخي ...
صمتت وهي قد لاحظت أن الخادمة تقلي لفائف عديدة من العجين وفقط قليها هي من سيفسد المكان ...
قبل أن تخرج لعملها لاحظت فهدة تأخذ صينية كاملة وترميها بالزبالة لم تستطيع كبح شهقتها :حرام عليتس ياعمة غيرنا ماهو لاقيها ...
ردة فهدة بعيون شريرة :اسكتي أنتي ماتدرين عن شي ... كل شي تأكلينه لو ينحط لتس سم ...هاللي سوته ماسوته لله أكيد أنها حاط فيه من طبوبها بتسحر عيالناااا ...
فزة بصدمة :تحطينها في ذمتس وأنتي صايمة ...
فهدة بأقتناع تام بصحة رأيها :ايه في ذمتي يالله وخري عن وجهي ماباقي إلا أنتي تعلميني ...
فزة بتردد :يعني بتكبين لقيماتي بعد !!!
ردت بشراسة :والله الزيت المغلي اللي بينكب فوق راستس اللحين لو مافارقتي عن وجهي ...
خرجت بفزع بدأت بالقلي ...
حتى حينما رن هاتفها ردت مباشرة :هلاا ...ايه لازم ارد بسرعة مانسيتك تهديدك ..والله أقلي لقيمات ودي أنك هنيا وتذوقها ..ولايمكن أنت ماودك أنك تذوقها عندك الأحسن ...
وشهقت بفزع حين سمعت صوت من خلفها :بووووو ...
فزة وهي تلتفت لتجده خلفها مباشرة :حسبي الله على أبليسك قلبي وين أحصله اللحين ...
الحكم بشماته:الحقي لقيماتس أحترقت ...
قبل أن يجلس القرفصاء على الجهة الأخرى من الموقد :امي طاردتس من مطبخهااا ...
فزة وهي تعود لتجلس على مقعدها :أنت أدرى ...بس الصراحة عمتي تعاملني زين ...ياويلي ماشفتها يوم أم حاكم سوت ذيك الصينية تغافلت وكبتها بزبالة قلت ليه ياعمة غيرنا مالقاها ....قالت مالتس شغل ويوم طولتها قالت أطلعي لكب الزيت على راستس ...
الحكم يكبح ضحكته :أنا ماني ناهيتس عن الجدال مع أمي ...خليها لو بتكب عيشة العرب كلهااا ...
صمت الأثنين وحين لاحظ نظراته المسلطة عليها سألته بأنزعاج :وش فيك ...تطالعني هاللون ..؟؟
الحكم بنبرة هامسة :لون عيونتس فتنة بالشمس ...
وحين شهقت بأستنكار وقف وهو يحذرها :أنتبهي من الزيت لايحرقتس ...
ترى بعض الحروق وجعها شين ...
وكانت نبرته توحي بمعنى آخر غير الجروح المادية ...


××إنت ما كنت بـ حياتي .. غير عابر وقّف أيّامي .. وأخذ منّي : سنيني××


****

متأكدة أنهم أغرب الثنائي بالطائرة بأكملها ...لقد أعتقدت أن اللقاء مع هجرس سيكون ظريف ومثير للضحك ..
ولكن هجرس على الطبيعة لم يكن كحواراته عبر التطيبقات ...
بدى رجل حقيقي ..وأكثر تباعد وأنطواء على ذاته ..
بطريقة جعلتها تعي جيداً مكانتها ولاتحاول فرض نفسها عليه ..
سألها بشكل مفاجيء حين أعتقدت أنه لن يحدثها أبداً سوى بسلامه البارد في ساحة المطار :ليه رجعتي لأبوي ...
همست وهي تقرب رأسها منه وكأنها ستخبره سر :عشان فلوسه !!!
نظر لها بأرتياب ولم يعلق ...حتى عادت تهمس له :أنا وأنت أكثر أثنين نستاهل الفلوس حنا اللي عشنا المعاناة معه ...!!!
هجرس بهمس مشابه :بغيت أصدقتس لين جمعتينا بجملة وحدة ...
غادة :كيفك بس الصدق هذا رأيي ..
صمتت لحضات قبل أن تخبره :أبوك أشترى لي شقة بالدمام تطل على البحر ...أنت وش عندك ...؟؟
الذي أندهش بالمعلومة قال مكابراً :عمارة بحي النسيم ...
حدقت فيه غير مصدقة :يالخبل ...تقولها صادق .. عمارة بالنسيم وش تسوى ذي ..صدق أنك هبيلة ...
هجرس بضيق :وش قصدتس !!!
غادة :يالأهبل النسيم أرخص حي بالرياض يعني عمارته أرخص من التراب ماتسوى شي ...
هجرس :تقولين تسذا عشان تفتنين بيني وبين أبوي ...!!!
كتمت ضحكتها على تفكيره البسيط ولم ترهق نفسها معه ربما فعلاً ماتفعله هو أفساد لعلاقة الأثنين :أمزح معك أكيد أبوك ماراح يختارلك إلا الزين ...

××أنا البعيد إللي يحبك أكثر من قريبك××

****

كان عقله مشغول جداً لايستطيع التوقف عن التفكير بموضوع بتال ...
وحين أزدادت هواجسه ... بحثاً عن راحة عقله فتوجه لصحراء حيث أبلهم ...
بحثاً عن راحة نفسيه لم يجدها بالمدينة وبين البشر ...
ماأن وصل حتى توجه مباشرة لها وأستقبلته هي بكل وفاء ...
بزغ لذهنه فجأة فكرة ...ليخرج هاتفه ويبدأ التصوير معها ليشاكس بها شخص ما ...
فياض وهو يحاوط عنقها ويمرغ أنفه قرب أنفها :هلا والله ...هلا بالحب بالعشق الحقيقي اللي مايزعل ولايتشــره ...يابعد كل المزايين أنتي ...
آخخ يالكحيلة أشهد أني أحبتس حب ماوصلوا له البشر ...
سمع صوت الحسن من خلفه :عادي أصور غرامياتك ولا ممنوع ...
يغلق هاتفه مكتفياً بما صور وبعد أن أرسله لشخص معين .. وهو أول سناب منه لها ..
فياض الذي أكتشف بعد عودته أنه ليس والده ووالدته فقط من اتخذوا موقف منه ...بل الحسن ..أيضاً قد اتخذ موقف ضده ... فهو بشكل مفاجيء لايتحدث معه ولايراسله وحين يتصل فيه لايرد ..
وحين سأل فزاع عنه أخبره ...أنه يتخذ موقف ضده لأنه يشعر بذنب أتجاه ماحدث وأنه كان عليه التصرف دون أبلاغه ...وكان من الصعب استرضائه لم يرضيه إلا رحلة الأفطار هذه ...
لو كان غيره من أخوته ربما لم يهتم كثيراً ولكن الحسن أخ بنكهة أبن ...
وله منزلة كبيرة في قلبه ...
قاطع حبل أفكاره فزاع الذي أخبرهم أن حان وقت الأفطار ...
ورفع الأذان بنفسه ..
بعد الأفطار والصلاة كان يسترخي مع فنجان قهوته ...
تذكر السناب الذي أرسله لها ...ففتح بحثاً عن ردها ...
وعبارة وحدة جعلت ينفجر بقهقه مفاجئة ...((كفوك الناقة ))
أحيان يدعي بسره على من علمها كفوك وفارق فهم العبارتين الأكثر أزعاج له بالحياة ...
وتتفنن بأستخدامهما ضده ...

××جابك الله يوم قالو معوض خير أشهد أن الخير وجهك وترحابك.××



*****
كان قد رفض عرض أخوته بتناول الأفطار معهم عند الأبل ..
أجتمع الثلاثة على سفرة الأفطار ..
يبدو أنه هناك هدنه قائمة بين والدته وزوجته ..
من شدة الهدوء كان بأستطاعته سماع صوت أصطدام الملاعق والكؤوس ...
نطق ساخراً رغم أنه ليس من محبي الحديث ولكن لقد عاد للتو بعد غياب عشرة أيام ولايجد أي تفاعل: والله سواليفكم ماينمل منها...
فهدة بعذر جاهز : والله وانا امك راسي صاكني وماعندي سواليف خل مرتك تخرجك وتنشدك ..
فزة ترد مباشرة وهي تحرك الملعقة بطبق الشوربة: سوالفي ماتجوزلك
يعني لو قلت جارة جدتي عزة طلعت حامل بيهمك الموضوع...
فهدة بفضول : ماشاءالله كم لها معرسه ..
فزة التي كانت قد ذكرت الموضوع الذي يشغل بالها منذ وصلها : مبطيه على مرتين وجوزها عود وتقولي عياله بعيونهم شر كنهم
مفكرين فيها يالشينه .. مسكينه على انها مبطيه تبي الولد اللحين تقولي
ليتني ماحملت ولا اتورط معهم ويهرجون بشرفي ...
فهدة بأندماج : ايه اللي مايخافون الله واجد هم وش يبون فيها يتهمونها ظلم ياويلهم من الله ..
فزه بمكر وهي تضع عينها بعينه : اي والله ياعمه ياكبر ذنبهم قدام رب
العالمين يوم يبهتونها وهم ماعندهم دليل ...
فهدة الذي كان الموضوع قد شد انتباهها راحت تقص القصص عن
حوادث مشابهة ...
وهي معه بحرب عيون لانهاية لها ... حتى لاتستوعب ماذا تقص فهدة حتى ...
ولكن ماأثار صدمتها أنه بشكل مفاجيئ تحول من نظرته القاسية ليهدي لها قبلة من البعيد وكأنه يعرف ماسيزعجهاا ...لتصد عنه وتحاول التركيز على حديث والدته ..
صوت فتح الباب الأمامي وأصوات حركة وحديث لفت انتباههم .. ليقف وهو يقول : هذا شكله ابوي والمنذر معه انتي وين عباتس ..
فزه بهدوء : نزلت من غيرها...
الحكم : اجل اجلسي محلتس لاتطلعين لين اقولتس.. وخرج وقد سبقته فهدة التي كانت تعتقد أن عودتهم ستطول ليومين آخريين ...
لم يكن عقاب في مزاج جيد وكان يحتاج المنذر ليساعده بكل تحركاته ولكنهم لم يعلقوا ...
عقاب بحدة : يالله قوموا بنصلي جماعة ...
فهدة : خلني اصب لك فنجال قهوة وارتاح شوي توك اللي جلست ..
عقاب : لا صلينا نرتاح ...
وتوجه بمساعدة المنذر لغرفة مكتبه ليصلوا جماعه هناك ..
فهدة بصدمه لأسماء التي مازالت واقفة وتتحدث مع العاملة لتنقل اغراضهلغرفتها: ابوتس وش فيه راح بوجه وراجع بوجه ثاني ... وشسويتوله...
اسماء التي ارتاحت لوالدتها انها قد لانت معها ولم ترفض سلامها كم تفعل حين تكون غاضبة عادةً:كلما ملاحضين ونسأله يقول مافي شي...
وسلطان فجأة قال امشوا طيارتنا اليوم ...
فهدة: وهو وينه ليه مادخل ابوه ..
اسماء : تعبان هو بعد مانام ..
فهدة بعدم استحسان: لاوالله لقى له واحد يتخدم فيه ..وولده وين ؟؟؟
اسماء : ولد مين ..
فهدة بعصبية : ولد سلطان ..
اسماء بلا أهتمام : سافر مع زوجة ابوه.
فهدة بشهقة: اي زوجة سلطان تجوز ..
اسماء : ليه يمه توك تدرين حتى ليلى تدري تقول دكتورة من جدة بس ماطلعت من جده سافرت يمكن من الجنوب ...
تصفق كف يكف بصدمة: لاوالله اللي ماعاد أحد يحسب لي حساب كلن يتجوز على كيفه ...وهذا بيفضحنا أخذ وحدة ماندري وش هي ..!!
أسماء :يمه جوعانه يادوب فكينا صيامنا بسيارة بماء ... بروح أفطر ..
فهدة بأستنكار :ايه هذا كل همكم الأكل والراحة حتى ولدتس مانشدتي عنه ...وين جوالي خليني أتصل على أبو الوليد يجي يفحص أبوتس ...
أسماء بلهجة تحذير وهي تتوجه لصالة الطعام :يمه ترى أبوي ماراح يعجبه تصرفك من وراه ...لو يبي أحد يفحصه دبر عمره ..
ردت فهدة بشراسة :ماباقي إلأا أنتي تعلميني يالعوبا العاصية ...
تجاهلت رميات والدتها فهي أمر متوقع وتوجهت للصالة الطعام ..
حيث وجدة فزة التي ماأن سلمت عليها حتى طلبت عبائتها لتصعد فيها ...
وغادرت خلال لحضات بوجه واجم وكأنه تقاوم أمر ما ...

××أنا متغير .. صح لأنك ..تغيرت أرجع مثل م كنت و أرجع عشانك××


****

كانت رحلتهم متأخرة جداً عن رحلة أهل الرياض فكان وصولهم التاسعة مساءً ...
لاحضت تردد هجرس بمرافقتها لمنزل أخيها ...
سألته بشك وهم في طريقهم بسيارة أستأجروها عبر أحد التطبيقات :ليه ماهو بيت عمتك !!!
بتردد :لا أنا عندي خوي هنا مبطي عنه ويوم درى أني بشرقيه عزمني على السحور ...
غادة تراوغه :الله أكبر بتقابله من اللحين وينا وين السحور !!
هجرس :لا هم سحورهم بدري ...
غادة تهمس له :لاتزودها لاتخليني أحرجك قدام الرجال ...الظاهر فاهم هرجتنااا ...
أنا قبل خويك اللي ماأدري من وين طلع ...
نزل الأثنان أمام منزل سعد ..فتحت الباب بمفتاحها الذي تمتلكه ...
أدخلته للمجلس ...ودخلت هي لداخل المنزل ...
غادة وهي تقف على باب الصالة :السلام عليكم ..وين أمكن ...
بعد أن وقفن ليسلمن عليها ...
ياسمين بشك :أمي نايمة ..جاء زوجك ..!!
غادة تكتم ضحكتها هي قد طلبت منهم أعداد طعام محترم لأن زوجها سيشاركها الطعام :لاوين جائه شغل ضروري ...
بس لقيت واحد من بنيخي (أبناء أخي ) عند الباب وبيشاركني الأكل ...
وقالت بلهجة تحذير :أيه ترى مو يوسف لتطبين علينا أنتي ..
يارا بدهشة :عمة أوفر مو لدرجة هذي ...
غادة تنادي مسك :أمسكي عبايتي طلعيها فوق ..يالله جهزن السفرة بالمقلط بعدين دقن على جوالي ..وهذي مسك لعاد تجي عندنا بناخي
هذا حاط عينه عليها يمكن يخطبها ..
ياسمين بعدم استحسان :هذا اللي كان ناقصنااا ...
أعدت الفتيات الطعام بأجتهاد وجهزن السفرة على أحسن وجه ...
رن هاتف غادة وحين ردت :طيب يالله اطلعن اللحين جايين وصحوا أمكم بناخي هذا ولدها بالرضاعة ...
هجرس بشك :انتي وش تخربطين ...
غادة :ماقلت لأحد من اللي معي ...أخاف يحطون بلاء بالعيشة وأنا والله جوعانة بنات أخوي وأنا ابخص فيهن (أعرف فيهن )...
لاحقاً على السفرة كانت تسحب من أمامه بعض الأطباق وتقرب أخرى ...
وهو يشاهدها بشك :أنتي علامتس ..
غادة :يالخبل أقربلك الأطباق اللي مسويتها المرردة (كناية عن ياسمين )..
هجرس بأرتباك فهو لم يكن يتوقع أن يقع بغادة ولسانها :كل الأكل نعمة ربي ..
ولتكتمل الأجواء عليه دخل سعد بتلك اللحضة وهو يقول :ماشاءالله ريحة وبخور وعيشتن زينه من عندكم ...؟؟
غادة التي كادت تشرق بطعامها من دخول سعد المسرحي :محد غريب جوز بنتك ..
سعد الذي يقف على الباب هو من تلقى الصدمة فقد تحولت ملامحة المرتاحة للتشنج حين رأى ضيفه ...
وقال بتلقائيه :لاسلام على الطعام كملوا عيشتكم ..وأنا بحتريكم بالمجلس ...
ودخل مباشرة لداخل المنزل ...بوجه واجم سأل البنات الجالسات بأرتياح أمام التلفاز:وين أمكن ...
ونظرات الشك تملئه سأل :كنتن تدرن أنه بيجي ..
يارا التي أجابته فياسمين كانت مشغول بالتلفاز :وش فيك يبه ومن اللي جاء زوج عمتي !!!
سعد الذي فهم أنه لاخبر لديهم أو يتلاعبون به:زوج مين وبطيخ مين ...أمتسن وين ...
مروى التي خرجت للتو من غرفتها :أبوية وش فيك تصارخ أنفجعت ولطخت رسمتي ...
سعد يهز رأسه بأستنكار وبلهجه محذره :لحد يهوب (يتوجه )جهة قسم الرياجيل ..
يارا ترمي الريموت :لا أنا بنجلط لو ماعرفت من الضيف ..
وأخذت تهز مسك التي تضع سماعات على أذنها حتى أزاحتها :روحي شوفي من اللي عند عمتي بالمقلط بس بدون ماأحد يشوفك ..
سمعتي عمتي لاتشوفك ولاأبوي ...وحين رفضت أخبرتها :روحي عشان أطلب لك وجبة يالله بسرعة ..
ذهبت بحماس وعادت بوجه مصدوم ...
جلست دون أن تنطق بحرف ...
وبعد ألحاح يارا ...أنفجرت بالبكاء بطريقة أفزعت الموجوديين ...
يارا :وجع وش فيك فجعتيني ..
ياسمين بصدمة :مسك ياعمري وش فيك ..انتي وش سويتي لها قرصتيها صح ..
يارا ترفع يدها بنفي للتهمة :والله مالمستها ..
مسك بأنهيار باكي :ياسمين أنا آسفة كله مني ...
يارا بتوتر من بكائها فهي تخشى أن تصحو والدتها على صوتها وتوبخهن :والله لو مافهمتيني ايش فيك كففف ...
مسك بأنفعال:عمتي تزوجت تزوجت هجرررس ...
ياسمين ويارا :كيفففف وشووو؟؟
مسك بنشيج :اللي عندي عمتي بالمقلط هجرس يعني هو زوجها ...
ياسمين تقف بحنق ...وهي تركل الأرض :شفتي وش سوت ...اخخخ بموت ...مستحيل هذي عمة قسم عدوة ..
حتى هجرس تصاحبه عشان تعادينااا ...
يارا بمداراة :بنت أوص لاتفضحينااا ..اكيد عمتي ماقصدها أمي نايمة ولقته عند الباب وأضطرت تجلس معه ....
ياسمين :ليه ماقالت الصدق عشان أحوس أبو جد العشاء ... وماأخليه يأكل الأطباق اللي تفننت فيها على أساس نقهرها بزوجهااا أمحق
دايم هي اللي تقهرنااا ...
أنفتح باب فاطمة لتخرج بعيون مرهقة :أنت وش فيكن قلت عطوني ساعتين أرتاح فيها كلها هوشات وصياح ....
مروى التي كانت تتابع الحوار بصمت:يمة الحصني جاء وياسمين شايشة (كناية عن شدة الغضب )عشان عمتي مقلبتها وخلته يأكل من الفطور اللي سوته ..
فاطمة بنظرة توبيخ :أنتم ماعاد تحترمون حتى الضيف هذا وأنتن الكبيرات ...سويتوا لهم قهوة !!!
ياسمين بغضب شديد :أسويلهم حنضل زقوووم ...وتوجهت لغرفتها وصفعت الباب بأقسى طريقة ..
فاطمة :ذكروني أجلدها على صفقة الباب هذا ..احح حتى النونو خاف وجلس يرفس حسبي الله على أبليسكن ...
انتي قومي سوي قهوة لاتطيحينا بلسان عمتس ...
وعادت لغرفتها لتعد نفسها قبل أن تذهب لتستقبله ...

××تعال نعيش قصة حب قبل نشيخ ..اخاف العمر يمضي ، و يتعداني .. انا محتاج أخلد شي لـ التاريخ مثل ما خلد التاريخ جداااااااني××


****

تجلس متدثرة بلحافها بجوارها كوب مشروب ساخن والتكيف مفتوح ...
أجواء غريبة ولكن بسبب عدم أعتدال الجو فهو أشد من أن يكون دافيء ...
وأعجبها هذا التكيف معه ...
تكتب في روايتها جود وأكتشفت أن حبال الرواية قد فلتت من يدها ..فالبطلة جود قد تمردت بطريقة غريبة ولم تعد تريد يوسف زوجها الذي من المفترض أن تكون قد أغرمت فيه على طول السنوات السابقة ..
ولكن يالغرابة أصبحت ترى أن جود محقة وتستحق شخص أفضل من يوسف وهاهي عالقة مابين يوسف أو بطل جديد ...
وهل سيتقبل القراء هذا النوع من التغيير ..
حتى فكرت أن تكتب الرواية بالطريقتين وتفاضل هي أولاً بين الأحداث حتى أن راق لها أي الحالتين ووجدت الشخصيات منصهرة مع الأحداث وأكثر تشرباً لفكرة الرواية سارت بذاك الطريق ...
أنفتح الباب عليها بشكل مفاجيء وظهرت والدتها من خلفه :أنتي وينتس ليه معتس جوال أدق ماتردين عليه ..انزلي عندي جاراتي وينشدن عنتس ..
آه أنها اللحضة المناسبة لقطع الأفكار ...أهلاً جارات أمي ...
أعتقد أن حضور مجلسكم هذا ربما يمدني ببعض الأفكار لروايتي ..
ويهديني سبيل جديد لها ...
جوزاء وهي تطبق غطاء اللاب توب :ابشري يمه اللحين أجيتس ...
وضحى :لاتأخرين وألبسي لتس جلابية ولاشي زين ماعدتي بنت تنزلين بسراويلتس ...
كبحت ضحكتها وسرعان مافقدت مرح اللحضة حين تذكرت شخص آخر يسمي البنطال بنفس المسمـــــى ...
أين أنت ألم يحن موعد العـــودة ...؟؟!!
مضت أيام فكان هذا الفقد ...هل ستمضي حقاً سنوات حتى تعود كما أوحوا لي سابقاً ...

×××سلّم على قلبك و سلّم على احساسك أن كان ما ذكّرك ( ليل الشتا ) فيني ..!××

****

فتح عينية ولم يستطيع التمييز أمامه فجفن عينه ثقيل جداً ولايرتفع للأعلى وكأنه فقد السيطرة عليه ... يشعر أنه يتأرجح في الفراغ ...
أقدامه لاتقع على شيء ثابت ...
ويديه معلقه للأعلى ...
والكثير من الجروح والدماء تغطي وجهه ...
فهم اللحضة لقد تحقق مايفر منه لقد وقع بالأسر ...
كان قد تسلل لموضع حساس جداً ...
لايتذكر ماذا حدث وكيف تم أكتشافه فهذا غائب عنه اللحضة ...
حرك يديه يحاول فكاكها من قيدها ...
سمع صوت ساخراً يسأله أن كان قد عاود نشاطه ..ثم نادى على شخص آخر يخبره أنه جاهز للأستجواب مرة أخرى ...
هل أستجوبه سابقاً لما لايستطيع التذكر ...
وأنصبت عليه الأسئلة مع تهديدات مختلفه بزيارته للجحيم أن لم يجيب أسألتهم ...مامهمتك ...أين مقرك ..من زملائك ... ومابلدك ...فيبدو أن الأمور قد أختلطت عليهم فهم لم يعد يعلمون هل هو من أبناء جلدتهم ..
أم من مجموعة التحالف ...
والعديد من الأسئلة المختلفه ...
الذي لم يجيب عليها سوى بالبصق ...
قبل أن يرتجف بعنف حين تم صعقة بالكهرباء بطريقة بدائية ...
سمعهم لاحقاً يتشاورون بأمره وأنه قد مضى عليه مايقارب الخمسة أيام ولم يستطيعوا أستخراج شيء منه ..
يجب أن يبدأوا المساومة عليه ...ولكن حتى اللحضة لايعرفون لأي بلد ينتمـــــي ...
وحتى لو كان هذا بصالحة لن يعطي لهم أي مفتاح ليوصلهم لبلده ...
فقد وعيه للحضة حين عادوا عليه للأستجوابة بشراسة أشد ...
حين فتح عينيه رآها عن يمينه مستلقيه كعادها على جنبها وتوليها ظهرها ...
ولكن ماأثار جنونه أنها بدات تنزع ثيابها كما تفعل بلا أحساس في بعض الليالي ....
صاح يوقفها عن ماتفعل تحت هذيانه ...
فأعتقدوا أن أسألتهم قد وافقت حقيقة ما ...
فإزداد تنكيلهم به ...
ووجد لسانه ينطلق بشتائم ضدهم
وكل أهتمامه لحضتها أن لايلتفتوا خلفهم ويروها ...



من غاب عن عينك مع الوقت بيعود
لا تشتكي / من دمعتينً بكتها ..

دام الوفا بـ قلوب الاحباب موجود
ما فرّقت بعض الدروب / إجمعتها

بس البلا اللي ما بعد صده صدود
من كان فوق الارض و أمسى تحتها ...
*المستقبل*


جلست على الأرض لأنها لم تستطيع الصمود أكثر ...
فالدنيا تدور فيها لو أطالت الوقوف ...
وعقلها يعود ليكرر أحداث تلك الليلة بطريقة أشد بشاعة ...
هي تستطيع أن تشتم رائحة الأنفلونزا التي كانت مصابه بها ...تشعر بأن جسدها عاد ليشتعل مرة أخرى بالحرارة ...
عصراً كانت قد غادرت والدتها مع هيفاء للعمرة ...
وكانت رافضة بقائها لوحدها ولكنها أخبرتها أنها تواصلت مع أحمد وسيأتي ليقلها ...ولم تكن صادقة فهي تريد الأنفراد بنفسها ...مالذي ستفعله برفقة الآخريين ..
اليوم الثاني أستيقظت وقد أشتدت فيها أعراض المرض ..
كانت قد أتصلت باأحمد ليأتي ويأخذها للمستشفى فأخبرها بأن أجازته قد بدأت ولكنه سيأتي من أجلهااا ...
ولأنها لم تريد أن يضيع ليلة رمضانيه مهمة كهذة بالتنقل معها ..تراجعت وأخبرته أنه تواصلت مع شيخة وسترسل لها احد أبنائها وطبعاً لم تفعل لأنها لاتريد أن تعطل أحد عن التعبد هذه الليلة ...
بعد التراويح بقليل كانت قد أخذت جرعة الدواء المسكن حين سمعت رنين الجرس كانت تنزل السلم وتحاول فتح هاتفها الذي أنغلق بتلك اللحضة ... ولم تكد تخرج مع الباب الداخلي للمنزل حتى أنقطعت الكهرباء عن المنزل ...كانت تشعر بدوار حتى أنوار الشارع كان تتقافز بعينيها ...
طرقات من جديد على الباب سألت بتوجس :مين ؟؟؟
رد ثقيل لم تميزه لاتعلم بسبب صداعها أم هو كان غير فصيح بمفردة واحد فقط :أنا ؟؟؟
وفتحت الباب .. أنا !! ..ربما كانت تعني أحمد ..لافي ... أحد أبناء شيخة التي لم تتواصل معهم وربما أي شخص غريب ..متربص فيها ....



*الحاضـر*




ماأن وضعت رأسها على المخدة حتى أنفتح الباب ودخل ...
لم يأخذ الكثير من الوقت بأستعداده للنوم ..
وهو يستلقي قربها سألها :قريتي أذكار النوم ولامحتاجة مساعدة ...
فزة :الحكم والله أنك حليل وسوالفك توسع الصدر بس ماهو وقتك الليلة ...
الحكم :افا ليه وش جاتس مني ..
فزة بتردد :عندي علم بس أخاف أقوله وتقلب علي مثل هكى الليلة يوم قلت لك عن طلاق عمي عقاب لأمك ...
الحكم بعدم أرتياح :رجعنا لذا الموال ...خير وش عندتس وش شفتي من حلوم ...
فزة تكاد تتراجع ولكن تريد من تشاركه الهم حتى لو لم تثق بردة فعله :شفتنا بمجلس عزاء ...وماكان حلم ..شفته وأنا واعية ...
الحكم بحوقلة :لاحول ولاقوة إلا بالله ...أنا لله وأنا إليه لراجعون ...
صمتت لحضات قبل أن يسألها :أنتي تحرصين على أذكارك ...فزة اللي تشوفينه ماهو سهل ...
فزة :والله أني محافظة على أذكاري وأقولها الصباح مرتين والمساء مرتين ...هذا مو شيطان ...
الحكم بضيق وهو ينقلب على جانبه :لا والله إلا هذا الشيطان ...الله يكفينا شره ...أرقدي خليني أرتاح مع أن مابعد أخبارتس راحة ..



××اللي يبي وصلي عطيته حياتي و اللي يبي الفرقا سبقته عليها.××


****

تقلب بنومه ولكن لامجال لنعاس ليزور جفنه ... أنقلب على يمنيه ليحدق بسعد الذي أحضر فراشه ونام عنده ... وصوت شخيرة يملء المكان ...
سعد يعامله وكأنه السارق الذي جاء لسرقة أبنته ...
يجب أن يكون قد تحصن من المعاملة السيئة وأستباق تصرفاته بالظنون
ولكن حقاً لقد جرح بسبب الطريقه التي عامله بها ...
رغم أنه حاول وضعه بمكانة كضيف ولكن بختام الليلة عاد ليعامله
كشخص غير قابل للثقة ..
كان يعيد أحداث اليوم حتى ثقل جفنه وشعر بأنه على بعد خطوة واحدة من النوم ...
حين شعر بهزه قاسية لكتفه... فتح عينية وللحضة لم يستطيع فهم الموقف ...
أعتدل جالساً وهو يعيد النظر إليها من الأسفل حيث ضفيرتها التي تتحرك من خلف خصرها حتى وصل لوجهها وعينيها التي أرسلت له نظرات حانقة ...
كان مذهول بالموقف ..ولكنه ألتفت بعجل لسعد ثم عاد لينظر إليها غير مصدق ...
أبيها يخشى عليها منه ...وهي من تسلل إليه بكل جرأه لتجعله في موقف صعب ...
ياسمين بوقاحة :لاتخاف مايصحي حتى لو فجرنا عنده قنابل ...وختمت جملتها :ببووم ..بس مع كذا ماينفع نتكلم فوق راسه ...
وأشارة بسبابتها مستدعيته ليلحق بها ..
ألتقط ثوب نومه الذي تركه جواره على الأريكة وأرتداه على عجـــل ...
ولحق بها ليجدها تتكتف في صالة الطعام الصغيرة المقابلة للمجلس ...
توجه إليها وهو يلاحظ أنها ترتدي ملابس خروج ....وتحمل حقيبة صغيرة على ظهرها ... ومتزينة بالكثير من الأكسسوارت الملونة ...
قال بلهجة تحمل الكثير من الأنزعاج :على وين ان شاءالله ...
ياسمين تميل عنقها غير مصدقة ثم تهز راسها بيأس :مدرسة .. يصدف أن فيه كائنات حية مازالت تسعى خلف مستقبلها ..يدرسون وعندهم أختبارات ...
هجرس متحسساً من لهجتها ويديه بجيوب ثوبه :طيب وش تبغين فيني ..
ياسمين بعدم تصديق :أنا وش أبغى فيك ...أنت اللي وش تبغى !!!
وحين لم تجد أي رد منه سوى التحديق فيها كان تحرك يدها مستمية بشرح الوضع :هجرس أسلوب الحصـ ..عفواً الثعالب والمراوغة مايمشي عندي ... تدري أني ماأبغاك صح ...وأنت ماتبغاني.. أدري أن خوالي أجبروك يعني أكيد ماراح تضحي بحريتك والصحراء والأشياء المغرية وترتبط فيني ..وتضيع حياتك ...
هجرس بنظرة ملتهبة :غلطانه أنا اللي بغيتس هو مايبوني أخذتس ... وليه عشانتس خويتي(رفيقتي) الوحيدة ...
ياسمين بشهقة أستنكار :خاوتتك الجنانوه (رافقتك الجن )...متى صرت خويتك .. هجرس بلاهبل يسمعك أحد يصدق بينا شي ..
هجرس بأستمتاع بعد أن كان قلق من الموقف لكن ماذا كان يظن حسناً لن تستقبله بالأحضان أليس كذالك غير أنا في نهار رمضان لنتحارب قليلاً :خلاص صار بينا أشياء الشرع والدين وسجلات الحكومة تقول أن بينا شيء ...
ياسمين بحنق كانت تعتقد أنها ستستطيع خداعة :صدقني بندمك على تفكيرك في ...
هجرس بثقة :اللي ماتقوينه بيديتس واصليه برجليتس ...
ومد يده وربت بطريقة خشنه على شعرها والأشياء المنفرة التي تزينه فيها :وشيلي الخرابيط هذي من شعرتس بيقولون من عبدة الشيطان ...
ياسمين وهي تعيد ترتيب شعرها والحلقات التي تزين فيه أعلى ضفيرتها :لااه يامطوع بريدة ...ماسألتك ولاشاورتك ...
هجرس وهو يلف ليعود للمجلس :وعلى فكرة قميصتس شفاف بالشمس وشفت ملابستس الداخيلة وكل الخلق بتفرج فيها ...
ياسمين بقهر ترفع صوتها :حلاااااالهم ...
دخل للمجلس وأغلقه بطريقة مزعجة ...
ليستيقظ على أثرها سعد ويجلس ليحدق فيه لثانية ..
قبل أن يعود للنوم على جنبه الآخر ...
أما هي فتوجهت للداخل لتقابل يارا التي رفعت أصابعها العشر بوجهها :مالت عليكم يعععع ورعاان وش ذا الحوار الهابط !!!
ياسمين تلتقط عبائتها وترتديها :ايه لاتزودينها علي أنتي بعد ...
وبنبرة باكية : شفتي كيف يقهر ... ياررربي ...
الحقيررر ...
يارا :قلت لك تكلمي بالعقل بالعقل ...قولي ترى مافيه زواج اللحين أنا بدرس ...تكلمي بأشياء معقوله ... وش اللي خربطتيه ...
ياسمين التي رن هاتفها برقم السائق الذي سيقلها للمدرسة :يالله بااي واضح بجيب أبو العيد بالأختبار ..
حين صعدت للمركبة الصغيرة ألتفتت للباب الذي خرجت منه للتو وأغلقته خلفها لتراه يقف عليه وينظر إليها ...
ماأن جلست على المقعد حتى سألتها الفتاة جوارها :هذا أخوك ...!!!
ياسمين التي أعتقدت أن الفتاة تعرفها والسؤال عفوي :من أنتي ؟؟؟
الفتاة بأرتباك :لابس أسأل يعني مو لازم أعرفكم ...!!!
ياسمين التي فهمت للتو أن الفتاة تنظر له نظرة غير لائقة :أستغفرالله ترانا رمضان ...صوومي ..
أقنعت نفسها أن فتيات المدرسة بعضهن متخلف خصوصاً فترة الأختبارات وكأنت ستسأل حتى لو رأت والدهااا ...
فهن يصبن بلوثة عقلية فترة الأختبارات ...



××راعي الولع لو تنصحه بالفتاوي
المبتلي شور العرب مايـطـيـعه ××

*****

حاول مراوغة والده الذي يعلم جيداً أنه أرسل فياض ليسأل عن بتال ...
ولكن لم يستطيع الكذب عليه وهو ينظر إلى عينية فأخبره ماتوصلوا إليه ...
عقاب وهو يمسح على لحيته :لاحول ولاقوة إلا بالله ...
سلطان :يبه هد بالك ان شاءالله خير ...
ولكن عقاب لم يرتخي بدأ أتصالاته ليتوصل للخبر اليقين فبتال لن يكذب وقد توصل سابقاً أنه قد طلب فعلاً لدخول للحرب ...وبالتأكيد الأجازة الموجود بملفه هي أجراء شكلي ...لأنه يعمل تحت يد قائد آخر ..
فهي أجرائات شكلية ..
ولكن ماأثار ريبته أن الكل أصبح يتراجع عن أقواله السابقة وينفي أن يكون لديه خبر بالأمر !!!!
حتى من أخبره سابقاً أنه قد طُلب فعلاً ...أخبره الآن أن الأمر ذاك قد تم أيقافه ولم يعملوا فيه !!!!
بعد أن تقفلت بوجهه كل السبل ...كتب رسالة ألكترونية عاجلة لمكتب وزير الدفاع بأسمه ورتبته السابقة ولكونه متقاعد من القطاع العسكري ... يطلب منه أن يتم النظر في أمر أبناه الغائب والذرائع التي أصبحت يحاط بها ...
بعد ذالك بأقل من 72 ساعة وصله أتصال خاص ...
عرف عن نفسه بأنه المسئول المباشر عن أبنه ...
قائد بتال :أبو بتال الله يحفظك وردنا أتصالكم بالقيادة العليا ..ولو تواصلت معنا مباشرة كان أفدناك بوضع بتال ...
عقاب بأستنكار :وأنا أبوك ماتركت باب إلا وطقيته وأخرتها يقولون لي ولدك بأجازة !!!!
قائد بتال :كل اللي يحصل عشان مانثير قلق عائلته ونزعزع ثباتها .. حتى نطمئن على الوضع ... بتال بساحة المعركة وتواصله معنا شبه مفقود ...أنا عارف مجرد هالكلمة بتثير أرتيابك ... لكن الواقع غير ذالك ...أحيان يحاصر العسكري ولايستطيع التواصل معنا إلا بعد فترة ...بسبب صعوبة الأتصالات بالمنطقة ...
عقاب الذي يعني جيداً هذا الأسلوب :من أخرتها ولدي حي ندعي له ولاميت نترحم عليه وين فقدتوه بالضبط ...!!!
زفرة على الطرف الآخر :بتال فقدناه لأنه تصرف من تلقاء نفسه خارج الخطة ..مصدرنا هناك بلغنا عن أختفائه وهذا آخر خبر وردنا عنه ... فقدناه لنا أسبوع ..
عقاب بصوت محتشرج :وش أحتمالية كونه أسير ...
على الطرف الآخر :لو أسير وصلنا خبره بسرعة كافية وساومونا عليه ...
حوقل عقاب من جهته وطلب منه أن يبلغوه بأي خبر يرده عن بتال وأنهى الأتصال ...


××ماعاد فيني صدر يستحمل أوجاع
ولا عاد فيني حيل اضحك واجامل ××

****

نزلت من الأعلى وأزعجها الهدوء الذي يعم المكان ... أصبحت الأجواء أكثر هدوء ولاتناسب طموحاتها لرمضان ..
لا أجتماعات ولاسهرات ولا أي فعاليات أخرى ... الجميع ينام مبكراً كأي شهر آخر ..
رنين الهاتف الداخلي أحيا الأمل بداخلها ... ربما ضيفة قادمة لزيارة والدتها ...
وسرعان ماحبطت معنوياتها وهي تسمع صوت فتحي على الطرف الآخر :خير فتحي وش فيه ..
فتحي :ايوه ياست ليلى ...عندي هنا صهركم الجديد ..الأستاذ أحمد ...اسيبه يدخل ..الشيخ عنده خبر !!!
ليلى بحماس شديد:أكييد خله يدخل ..عيب عليك ياعم فتحي كيف توقفة خله يدخل على قسم عمتي فهدة ...أوكي المجلس الداخلي عندهم ...خل أحد يركب معه ويدله على الطريق ...
ماأن أغلقت السماعة حتى ألتقطت هاتفها من جيب بنطلونها :اشوى مانمتي صاحية ..كاشخة ...حلو ...لأن الدكتور أحمد جايكم ...
آيه لاتصرخين بأذني ...أنا قلت لفتحي يدخله بيجيكم بالمجلس اللي بقسمكم ...ايه الله الله بالكشخة ..اكيد حبيبتي من غيرك كلهم برى ..
أنهت الأتصال:استغفرالله يارب أني كذبت برمضان بس والله ماينفع أصحي النايمين ...
من جهتها رمت الهاتف بحنق ...وألتفتت على ابنها الذي بكى حين وقفت بشكل مفاجيء وهو متمسك بطرف السرير ويريدها أن تحمـــله ..
أسماء بأحباط :اووه فوفو مو وقتك ..حملته مجبره ...
وراح تطرق على باب الحكم حين فتحت فزة الباب أخبرتها :الحكم فيه ..!!
فزة :لاوالله ياخيه راح لدوامه اللي ماينعرف له لاشكل ولالون ...
أسماء وهي تمد عليها فياض :أجل أمسكي هذا لين أجيك ...
وقفت على جناح والدتها مجبرة طرقت الباب بعجل وسرعان ماوصلها صوت والدتها الحاد تسأل من :يمه أنا يعني من بيكون ...
فهدة من خلف الباب :أدخلي بسرعة وصكي الباب وراتس ...
حين دخلت نظرت غير مصدقة لما تفعله والدتها التي قد فرشت الأرض بمفرش وصفت عليه أطقم مجوهراتها ... وتقوم بتنظيفها وتلميعها ..
أسماء بتردد :يمه بقولك شي ناظري فيني ..!!!
فهدة تبعد نظارتها لمنتصف أنفها :وش فيتس !!!
أسماء تفرك راحتيها بتوتر:مافيني شي بس فيه ضيف بالمجلس ورطتنا فيه ليلى وأبوي نايم وش رايك تقابلينه !!!
فهدة وهي تنزل القطعة التي تعمل عليها وتضعها بعناية مكانها :يالله حيه ..عملتي الحريم يسوون قهوة ..من هو ..من عيال عمي ..؟؟
أسماء تبلع ريقها :لاا أحمد ...
فهدة بعدم فهم وهي تلتقط عبائتها لترتديها :وش هو أحمده ..
أسماء بتوتر :يمه عادي افهمي ..
فهدة التي عادت لها لتلاحظ التوتر عليها وبعدم تصديق :بناخي جوزاء ...هذا اللي كان ناقصني ...روحي نادي واحد من الوراعين يقابله ...
أسماء بلهجة رجاء:يمممه تكفين لاتسوين فيني كذا ...
فهدة بعدم أستحسان :آه لاتموتين علينا بس ..يالله يالله ..الله يعيني حتى ضيوفهم أنا أستقبلهم أصلاً وش تسون من غيري ..
أسماء :يمة تكفين لاتسوين معه فصل بايخ ..
فهدة لم يعجبها أبداً أنقلاب حال أسماء من أجله:لاأبتسي أحسن وش كل هالأهتمام ...اخص ياسليل الملوك ...
وخري عن طريقي لاترفعين ضغطي زيادة ...
وسبقتها للأسفل ...
فعلاً لم تكن واثقة بوالدتهااا ...وتشعر أنها ستتصرف بطريقة غير مقبولة ...هي كل مايمهما أن لايفهم الطرف الآخر عن مشاكلهم العائلية ...
توجهت لغرفة نايف وحاكم ...
أسماء :نايف ..حاكم ..أنتم رياجيل البيت وجدكم نايم وش رايكم تروحون تستقبلون الضيف مع جده فهدة ...
نايف يرمي اليد بعدم تصديق :يافضحي فضحاة أمش كالعادة جدتي فهدة فضحتنا وطلعت عند الرياجيل ...
حاكم وقف دون تعليق ولحق فيه...
أسماء تمسك حاكم :لاسمعت جدة قالت شيء غريب تعال قله لي ...
هز راسه بتفهم ..ولحق بنايف ...
أوقفتهم عند الباب الأمامي :تعالوا المجلس الداخلي وين رايحين الله يهديكم ..
وأخيراً تنفست الصعداء وتوجهت للمطبخ لتأمر الخدم فوجدت أنهم قد بدأوا فعلاً بأعداد القهوة والضيافة ...
من جهته حين عاد لمنزله قبل المغرب بقليل وجد والده قد أعد كل شيء ...
المهــر ..الشبكة أبتاعتها والدته ..لقد زينوها لتقديم حتى وكل المطلوب منه حملها والتوجه فيها لصاحبتها ...
وبديهياً أخبره أنه تواصل مع عقاب وأعطاه خبر بحضوره ..
فحين أستوقفه الحارس شعر بالأرتياب ....
ولكن بعد المكالمة التي جرت بين الحارس وداخل المنزل أرتاح قليلاً ...
كان قد دخل للمنزل من قبل فلم يستغرب ...
ولكن حين وجد المكان فارغ شعر بعدم الراحة ...
ولو فكر لعشر سنوات قادمة لن يجد في تكهناته أن من سيخرج له أمراءة ...
فمن منزل عقاب المكتظ برجال ... أستقبلته أم زوجته ...
فهدة التي كانت قد وضعت بذهنها أنه ستجد هيئة معينة تفاجئت بالموجود ... هي قد رأت أبناء لافي لم ترى الأحفاد ولكن الأبناء قد رأتهم من قبل ...
وهذا ليس من أنتاجهم .. أصابتها بعض الشماتة على أبنتها الحمقاء ...
لو كانت أختارته من أجل الجمال والأختلاف...
ولكنه ليس بسيء ..ربما لأنها تخيلت شي معين رأته منفر ...
وقف ليستقبلها وصافحها لسلام ...
وهي مستمرة بالترحيب والتقريب ...
فهدة بلهجة أستياء وهي لم تنزع برقعها بالتأكيد :لاتقول ما عرفتني أنا فهدة أم بتال كل الصوارم يعرفوني ...
حسناً لقد بدأت القصف ...الصوارم ... أنا لست منهم ...
هذا ماتريد أيصاله ...
أحمد بأسلوب مجاملة ثقيل :ايه ماشاءالله ياعمة والنعم والله ...أعذري جهلنا ...بس مالنا أختلاط واجد بالصوارم ...
هذه المرة هي من تلقت القصف .. ليس لنا اختلاط بالصوارم ..
هل سحب نفسه منهم علناً ... آه يبدو أنه ليس كل الصنهات مفتونين باللقب ...
فهدة وهي تتلفت حولها :أمك وينها ماجت معك .. هذي الأصول ..
أحمد ببرود من طبعه :معليش ياعمة أعذرينا على القصور ومثلك يعذر .......
كانت حانقة فعلاً ماباله لايرتبك لايتوتر ... إلا يشعر بالأحراج الذي أحاول أيصاله له ...
دخل بهذة اللحضة الصبيان ..
ووقف ليسلم عليهم ...
وهي تعرف عليهم بفخر :هذا نايف ولد سلطان ...وهذا حاكم ولد بتال ...وتراهم عيال خاله بعد ...
هز راسه بتفهم :رياجيل ماشاءالله الله يحفظهم ..
فهدة :عمتكم سوت القهوة ... وأكملت مسهبة :حنا مانخلي قهوة ضيوفنا للخدم لاا ياأنا يابنتي نسويها ...وأنتم من يسوي قهوتكم ...
أحمد الذي فهم شخصيتها قال ببرود :ياأنا ياأبوي نسويها ...نحمس قهوتها ندقها ونطبخها على عين ضيوفنا ...
كانت تجلس على نار ...كيف وقعت بهذا !!!
لم تعد تفهم هل هو محق أو ساخــر ...
طرقات على الباب ووقف نايف ليسحب عربة القهوة ...
فهدة ترشده :حطها قدام ضيفنا خله يقدع وقهوه ..
شرب ثلاثة فناجين وكان يعي جيداً أنها من صنع الخدم ...أبتلعهااا بتصبر ...
ثم أخبرها وهو يشير على العلب المصفوفة ومغلفة بطريقة عرض جميلة :هذا المهر والشبكة ياعمة ...مابغينا نتأخر عليكم ...
وأنا اللحين أستأذن سلمي على عمي عقاب والعيال ...
فهدة التي ألتقطت عينها المعروض من البداية وأعجبها :ايه الله يخلف عليك وأنا عمتك ... والله يسلمك من كل شر وسلامك واصل ...
ماأن خرج حتى أخبرت حاكم :روح ناد عمتك تشيل قراشيعها ...
وألقت نظرة سريعة عليها :خذ لمعة بس أكيد أنها من الخيش بيش ...
وهي خارجة قابلت أسماء :فاصوو وأنا أمتس فاصو ماكل يلمع ذهب ...
أسماء بغرور:آه على أساس كنت أنتظرها ...
وأردفت بوقاحة :مثل ماكنت أنتظر شبكة حامد ...
فهدة التي أتقدت عيناها غيضاً :والله عاد كلاً يمد لحافه على قد رجوله ...
ولد أخوي كان ضعيف على قده ...بس هذا دكتور وأخذ بنت عقاب المفروض يرهي يده شوي ...
صمتت لأنها لاتريد مجادلة والدتها أكثر ...كانت تنادي الخادمة لتساعدها بحملها ...
حين دخلت ليلى من خلفها ولأنها أستمعت للجدال قبل دخولها قالت لتغيض فهدة :الله ياعيني ياقلبي على الجمال آه أناقة حاجة راقية ...كذا الدكتور ياعمة !!!
فهدة التي كانت تقف على الباب :أنتي وش تدورين ..
ليلى وهي تخرج هاتفها:وش أدور بعد بوثق اللحضة ...؟؟
أشوف وبدأت بعد الأوراق النقدية ...
نايف يقاطع عدها :مية ..!!
ليلى بشهقة أستنكار :لاوالله ماهو على كيفكم ماهو على أساس أبوي محدد مهورنا على سبعين ..أنا اعترض ..هذا ظلم ...
والله ماأتزوج إلا بميتين ..
فهدة بحنق من حماقتها :خبلة ثولااا فكوني عليهااا أنتي عنز ناقة يوم تحطين لعمرتس قيمة وسعر ....اسكتي بس العرب لاتسمعتس ...عقاب مايجوز بناته بالفلوس ...
ليلى بشعور المؤامرة :ايه اسطوانه مشروخة خلوني اتزوج إذا مافلستكم بطلباتي ...
غادرت فهدة لأنها تكبح نفسها عن ضرب الأثنتين وبجنــون ...



××في صمتنا هيبة و حشمة و مقدار
حنّـا عن هْـزال الأمـور انـتـرفّـع××

****
كان قد وضع رأسه للتو على وسادته ...
حين رن هاتفه بنغمة رسالة لقد تركه مفتوح من أجل غادة التي لم ترد بعد على وداعة الليلى لها ..
وحين فتح الرسالة معتقداً أنها منها ...
ندم لأنها كانت من فياض ومتصل الآن :ياولد حولي 10 وأردها لك بعد ثلاث شهور ...
سلطان الذي يعي جيداً أن زنقة فياض المالية بسبب خلافه مع والده ولو كانت علاقتهما جيدة لما طلبه :ماعندي فلوس ...
فياض يقرأ الرسالة ويتنهد يعلم أنه يتصرف معه هكذا ليجبره على العودة :طيب على الأقل سدد لي الفندق ...
سلطان :والفندق هذا كم أيجاره أكيد أنها فوق العشرة ...!!! ليه مارحت أي فندق لازم الفشخرة مد لحافك على قد رجلينك ..
فياض هز رأسه بضيق وأرسل:ايه ياأبو حاكم صدق أنك فقيدة ...
سلطان رد بحزم :أقول بس لاتكثرها .. أطلع من الفندق وإذا شفتك فالبيت سددت الفندق ...هذا آخر ماعندي سلام عليكم ...
فياض المستلقي يضرب هاتفه بصدغه :صادق يالبناخي ياجماعة كيف مافيكم حميا ...شكل الدنيا بتحدني على بيعتس يالكحيلة ...
بس وهبناتس ..والهبة ماتنــــــرد ..


××أن تجملت فيني مايضيع الجميل وأن ترديت .. ما يلحقك مني ردى !××

****

دخل متنكراً كعادته تلفت حوله ...أقترب منه شخص لاتعطيه أكثر من مراهق ولكن حين يقترب يتبين لك أنه يفوق هيئته بالكثير ...
الحكم :تواصلت معك من خلال الأنستا ...
المراهق صاحب الهيئة الغريبة :ياخي ماني متطمن لك ماكأنك مثقف زيادة على المكان ...
الحكم بضحكة مفاجئة :الله يعز شانك أنا وين والثقافة وين !!!
يحك ذقنه :بس ياولد متأكد أن لك بصنعة ترى خصمك ماهو بسيط ...
الحكم :أزهلها ماراح يخسر من راهن علي ..
يشير برأسه:تمام أجل قدام ..
ثواني ووجد نفسه بحلبة المصراعة المحاطة بقفص ...
كم رأوا بالصور المكان ...
حين دخل خصمه وجده مألوف بالنسبة له حين بدأ العراك بينهما تأكد من هو ...لقد كانت تفوح منه رائحتهم ...
ولم يكن لديه أي فرصة للفرار فقط حطت القوات الأمنية على المكان ...
الحكم وهو يزيل قناعة :لاتخاف وأنا أخوك السجن للرجالة ...
ولكن المنذر لم يكن يحمل نفس النظرة المسالمة ...بل كانت نظرته متهمة أنه تعمد الأيقاع به ....
المنذر بلهجة مزدرية :صدقوا يوم قالوا أخس قطاع لاتضمن حتى أخوك ولد أمك وأبوك منهم ...
الحكم بثقة من موقفه :لاتخاف يطلعك أبو سلطان ....خل أعترافك واحد غرروا فيني ...
ماأن خرجوا من المكان وأبتعد قليلاً عن زملائه حتى طلب رقمة :ألو ..هلا أبو هجرس كيف أمسيت ..طيب طيب بدون أنفعال ..ترى الربع مسكوا المنذر ألحقوه ...ِشكله بيعيد عندهم ...
أغلق الهاتف حين طاله الكثير من السب والشتم ...
طلب رقمها بعد ذالك :هلا فزة جهزي شنطتس وشنطتي حق أسبوع ولاتخلين أحد يشوفتس ... أبد تسللي ... لا بس سويت طعة وأخاف أرجع البيت ...لاتطولين نص ساعة وأنا قدام البيت وأنزلي ...
كان ينتظرها أمام المنزل حين رن هاتفه بأسم فياض فرفض المكالمة وأغلق هاتفه بالتأكيد وصله الخبر ...

××ماني بناقص عتاب أحباب ومحاسب حاسبت نفسي بنفسي لا تحاسبني أحيان اشوف الخطأ صحيح ومناسب وأحيان أشوف الصحيح وما يناسبني××


****

على الطرف الآخر كان غاضب وهو يرتدي ملابسه ليخرج باحثاً عن من يساعده في أمر المنذر ...
ولم يترك لفظة سب إلا وأطلقها على الحكم :هذا شاخ وتبطر ...أهب أثرهم صادقين يوم يحذرون منهم ...الله لايطيحني في يده ...
رن هاتفه للمرة المليون برقم سلطان :طيب طالع والله لو أني سوبر مان ...أسمع حولي العشرة آلاف أتعاب مراكضي وراكم بالدوائر الحكومية والأمنية ...
أغلق هاتفه ووضعه بجيبة :ايه كلكم ماتجون إلا تسذا لازم الواحد يقتنص الفرص جوز فزة ماهو أحسن مني ...ماباع أخوه إلا هو طامع بترقية ...ولاأجازة ..ولادراهم ...
ماأن صعد خلف المقود ووضع هاتفه في المكان المخصص له ...
حتى فتح قائمة الأسماء وبحث بينها :هاه ياحريم ..جوز أي وحده فيتسن بينفعني ... جوز أحلام أي بالله هو اللي عندهم ...
طلب الرقم ورحب بلهجة قوية حين انفتح الخط :ياهلا يالله أنك تحية ..وشلون الشيخ ...ماعليك طيب ... لك ولا لذيب ياأبو فادي ..
كفو كفو ... اخوي المنذر عندكم مسكوه بصالة ملاكمة وهالخرابيط يعني سالفة تافهة ماتسوى يعني خلو قضايا المخدرات والتفحيط والبلاوي الحمراء ...ايه صح أنتم أدرى بشغلكم المهم هاه لاينسجل عليه قضية لفقها ..
يمين شمال ...واي شي يطري على بالك ..ترفع التلفون وتأمر علي ...
كفو والله أني عارف من اللي بيده الحل والربط صدق ... الرياجيل تنعرف من مواريهااا .. ماتقصر ياأبو فادي نخدمك بالأفراح والمسرات ...
أنهى المكالمة مستبشراً :لا مجتهدة فهدة بالدعاء لك مايمديني طلعت من شارع الفندق وأنحلت سالفتك ...
طلب رقمه وأخبره مباشرة :خلاص حليت السالفة لاتنسى التحويل ...
سلطان الذي يجلس برفقة والده قبل موعد السحور :طيب يصير خير ..ماني متفرغ لك اللحين ...
وينهي المكالمة ..
عقاب بنظرة ضيقة :وش فيك ..
سلطان تعمد يذكر الأمر ربما انصلحت الأمور بينهما :ولا شي هذا فياض مفلس ويبي قروش ورجني بأتصالاته عشان تأخرت بتحويل له ...
صد عنه ولم يرد وأصبح ينصت لحكاية ليلى :أبوي ترى جاء رجال وأنتم نايمين وأنا قلت لفتحي يدخله ...
عقاب بتعجب :أي رجال ومن أستقبله ..
ليلى تتظاهر بالهدوء :هذا اللي من الصنهات اللي تزوج أسماء أتوقع استقبلته عمتي فهدة ..
سلطان بأنفعال :واللحين تعلمينا بعد ماأنفضحنا بالرجال ..
ليلى بفزع :وش أسوي لكم نايمين ..
عقاب بأستدراك :ايه عبدالله دق علي قبل العشاء قالي بيجيكم ورحبت فيه والله نساني الشيطان مير مره ماذكرته ...
ليلى تكمل وكأن الموضوع يهمهم :أي جاب المهر والشبكة ...
سلطان بعدم أستحسان :وش عندهم مستعجلين ...
عقاب بأستنكار من لهجته :وليه مايستعجلون خلاص جوزناهم البنت لو يبي يجي بكرها يأخذها وتراني متفق معهم على ذو القعدة للعرس ...
ليلى حين لاحظت تقبل والدها للحديث والنقاش :طيب أبوي ممكن أقولك شي ..
عقاب وهو يلقي نظره سريعة على ساعة يده :قولي ..
ليلى هي ترى أن تحديد رقم معين للمهر هو أساءة لها :ليه تحدد مهورنا ب سبعين بعدين أسماء يعطونها مهر مية ...
لاحظت نظرات سلطان المشتعلة ولكنها ركزت نظراتها على والدها ...
عقاب بمراعاة لخفة عقلها فهي لاينقصها المال ولكن تصر أن تضع لنفسها سعــر :وأنا أبوتس أنا أحدد بالمعقول بس هم عطوا اللي يقدرونه ..
سلطان الذي أزعجه وقاحتها بفتح هذا الموضوع أمامهم وكأنه تحدث صديقاتها :أنتي بنعطي عرض عليتس ثلاثين ألف وتكاليف العرس عليناا ...
ليلى وهي تقف لتغادر حتى لايطالها شيء بعد الجملة التي ستقولها :لو كنت بنتك حط عرضي علي ..
وفرت من المكان ...
عقاب بأبتسامة أستحسان :خلاص سكتتك مايحتاج أرد أنا ...
سلطان يبادله الأبتسامة :الحمدلله اللي فكنا منتس أخت ماأنتي بنت ...
عقاب بنبرة حزينه :بنية بتال ماهي بعيدة عنها ...
وكأنه تذكر للتو :خواتك وين ياحاكم ...
حاكم الذي كان مع نايف يحدقون بهاتف ويتبادلون اللعب عليه :نايمات ياجدي مايصومون هم ...
عقاب بيأس :مير مالهن شوفه لاليل ولانهار ...
سلطان بغيض :بكرة ياحاكم بعد التراويح هات خواتك معك ...
حاكم :ان شالله بس أمي يمكن تأخذها معهن للسوق ..ولابيت جدتي ...
حين أنبرى ليرد عليه ...هز عقاب يده لينهاه عن تصرفه ...
كبحها بنفسه أمام والده فقط ولكن لن يمرر هذا الموضـوع ...
بعد الفجر مباشرة أرسل لفهدة ...رسالة صوتية طالباً منها أن توصلها لزوجة أبنهااا ...حرفياً ..
فهدة متشفيه كان تعيد أرسال الرسالة الصوتيه وتحدث نفسها :تعبت أرقع وراتسن يابنات محمد ... أعقلي لاتلحقــين أختس يالمسكنية ...
((كلمتين مالهن ثلاثة بتروحين لبيت أهلتس ولا للأسواق وقلة الأدب ..مع السلامة ..بس بنات أخوي ماعاد يعتبن باب البيت .. ولو عاندتي روحي لأهلتس من غير رده ولوجاء جوزتس هو أول من بيطردتس مع الباب لو درى أن بناته مع جدهن بنفس البيت وتمر الأسابيع ماشافهن ...))

××تمضي الأيام .. وتبيّن خفاها و من كسب حب الأوادم فاز فيها النفوس الصافيه كـمّـل معاها و القلوب الطاهرة حافظ عليها××

****
كان يشعر بالدماء تغطي ظهره كما يغطيها العرق بأيام الصيف الشديدة ...
أما داخل فمة فيشعر بتخدر لسانه ولم يعد يستطيع تحريكة ...
هو لايعلم هل مازال موجود أم أقتلعوه حين أنبرى بسبابه لهم يوم أمس
أو قبل ليلتين لايتذكر ...
أقترب أحدهم حين سمع أنينه ...ليسقيه ماء ولكنه أنحنى برأسه للجهة الأخرى ...
قبض على فكه بقسوه وحاول أن يسقيه ولكنه بصق الماء مع الكثير من الدماء ..
قال الآخر متهكماً :أتركه الرجال صايم ... بتفطره بالغصب ...
ضحك شامتاً وتوقف عن مايفعل ...
فقد وعيه بتلك اللحضة كان رأسه يتطوح بين كتفيه ...
هو هالك لامحالة ...
يبدو أنهم قد فقدوا الأهتمام بالمساومة عليه ...
وبماأنهم لم يستطيعوا أستخراج معلومات منه ..
أصبح كرت محروق لاأهمية له بعيونهم ...
يجب أن ينقذ نفسه ... وإلاهلك دون أن يعلم عنه أحد ...
تذكر ماترك خلفه ...والديه ..أبنائه ..زوجته ...
عـــائلته ...وحبيبتــه ...
أشياء كثيرة تدفعه الآن ليوقظ نفسه ... يحتاج لكمية عالية من الأدرينالين ...
كمية كافيه لتبث النشاط من جديد بجسده ..
لو كان لديه القليل من الدراية والتركيز فالشمس القادمة من الخارج على وشك المغيب خلال دقائق ..وهم سينتظرون بعدها ساعة على الأقل...
وثم سيتركونه لمدة تقارب العشرين دقيقة ...عليه أن يخلص نفسه خلالها ...
ويقضي عليهم ..ينفذ المهمة التي جاء من أجلها بالأساس ويرحل ...
يرحل دون أن يقع في قبضة مجموعة أخرى ...أو يسقط في طريقة ويموت بسبب فقدة لدم وتردي حالته الصحية ...
أنها أحد المهمات المستحيلة ...
ولكن عليه أن يفعلها بأي طريقة ...
ولكن رأسه الذي عاد يثقل لينبأه كم وضع الخطط سهل ...
ولكن التنفيذ ..يبدو المستحيل بذاته...
ضغط على تفكيره ..هذة فرصتك الأخيرة ...النشاط الذي تمتلكه اليوم وهذة الساعة ..والرغبة بالفكاك ..لن تشعر بها غداً لأنك ميت ...
أو لفقدانك كل قوتك ووعيك ...
أخرج من هنا أكسر ذراعك أو أنزع أصابعك ...
وفك قيدك وفر من هنا ...
غابت الشمـس وأشتد الظلام ... بعد مايزيد عن ساعة من غياب الشمس خرجوا لتناول الأفطار ...
هذه اللحضة الحاسمة رفع نفسه بالأعتماد على عضلات صدره .... حتى أستطاع الوصول لذراعه ..وكان قد حسم تفكيره ..
سيقتلع أبهامه اليسار بأسنانه حتى يستطيع أخراج يده من قيدها ....
كان التخطيط غير التنفيذ فحتى أسنانك لن تطيعك على أيذاء جزء من جسدك ...
بعقله بتفكيره صرخ من قلبه :أقدرر عليها وأنا ولد هجــــرس ...
أجل أنا لست شخص عادي ..
جدي صائد الذئاب نحن قوم نستطيع أقتلاع رؤوس الأعداء بأيدينا العارية .. دون أن يرف لنا جفن ....
هذا بدمي لقد ورثته ..سأقطع ذراعي كاملة لأخلص نفسي من أسرها ...لن أموت أسير ذليل ..
لو مت سيكون برصاص العدو ليس من التعذيب والجوع والعطش ...
وكان له ماأراد ... تحركت دمائه الراكدة وتوقف الأحساس والشعور لايوجد سوى الرغبة بالخلاص ...أقتلع أبهامه لايعلم هل سقط أم بقى متعلق وسط الدماء التي أنبثقت والتي لو أستمرت بنزف ستقتله ....
ولكنه أخرج ذراعة اليسار ...وبأربعة أصابع وخامس متدلي ...
خلص يمينه ...
وحينها كان الأمر منتهي ...ألتقط غطاء رأس قد ألقاه أحدهم وضمد فيها يساره ..
أخذ جوله هادئه جداً بالمكان ألقى نظرة من النوافذ لم يكن هناك أحد ...!!!
حسناً سينفذ المهمة ..
توجه لغرفة أسلحتهم ...وألتقط البازوكــة سلاح قديم رديء ولكن ليس بيد شخص مثله ...
صعد السلالم حتى وصل سطح البناء ...
من هنا تنفذ المهمة ...
هناك أجتماعهم كل مساء نظر بالمكــبر ...أجل هناك سياراتهم ..
قياداتهم جميعاً متواجدة ...
لم يفكر أكثر فقد أصبحت دمائه تتساقط على الأرض ...سيكون هو ملقى بعد لحضات على الأرض... عليه على الأقل أن يترك وصمــته عليهم ...
أطلق الصاروخ وسرعان مادوى الأنفجار ألحقه بآخر ...
كان يرى أشتعال المكان ...
أنسحب حسب السرعة التي يعطيها جسمه
الذي بعد أن حقق غايته عاد للفتــور ...
وهو ينزل السلالم تلقاه أحدهم كان يشير بسلاحه فــــي وجهه ...
لم يكن يحمل أي سلاح فهجمه عليه بذراعة الخالية ....
كان الآخر مذعوره وهو يرى مافعله ...يبدو أن الأنفجار أرهبه ..
فكان وقوعة بيده أسهل من الوضع العادة خنقه حتى رأى الموت بعينيه فألقاه ...
ألتقط السلاح الذي كان معه ..
الأثنين الآخريين بدأوا أطلاق النار ...
ترك لهم المجال طويلاً حتى يفرغون مخازن أسلحتهم فحين توقفوا عن الأطلاق قفز بشكل مفاجيء من سلم لآخر ...بطريقة لم يتوقعوها وكان بمواجهة مباشرة معه ...
طلقتين أردتهما قتلا ...
لقد أخطأوا من البداية حين تركوا أسيرهم في المكان الذي يحـــمون منه قياداتهم ...
أغبى تصرف من المفترض على حارس أن يفعله ....
لاتثق بأسيرك حتى لو دفنته هذا ماكان عليهم تعلمه ..
لكن للأسف لقد ماتوا باللحضة التي تعلموا فيها الدرس
لن يكون قادريين على نقله للأجيال القادمة ...
ألتقط قارورة الماء وخرج وهو يشرب منها
كان يقاوم الدوار الذي يشعر به ...
ويجذبه للأرض ...صعد لسيارتهم وأنطلق بها ...
سيكون الجميع تحت تأثير الأنفجار سيتركون نقاطهم ويتوجهون إليه فلايوجد تنظيم قوي هناا ... الغالبيه يتصرفون على حسب أهوائهم ...
وتفجير كالذي أحدثه قوي ومرعب بقدر كافي ليفقدهم تعقلهم إذا كانوا يملكون بعضاً منه ...
بدأ يفقد وعيه تدريجياً صوت نزيف دمائه كان
كصوت قطرات الماء من صنوبر غير محكم أغلاقه ...
حتى قدمه أصبحت أثقل بتحكمها في البنزين فأصبحت سرعته أنتحارية ...
وكان هذا آخر مايعيه ...
لاحقاً بين صحوة وغياب رأى نفسه يرتفع لسماء ...
كان خفيف ..خفيف جداً ولايشعر بأي ألم ...
هكذا هي الروح ... حين تجد متسع ستخترق جدار جسدك وتهرب بعيداً ...
غير مثقله بأعباءهـ ...
نظر للأسفل فوجد الكثير من مايعرفهم ...
تجاوزهم جميعاً ...حتى سمعت صيحتها التي أفزعت قلبه ...
فأكتشف أن الروح تشعر ...وأنه مازال يحس ...
بحث عنها بين الموجوديين ولم تكن هناك ..
ئن بصوت مسموع يريد ذكر أسمها لكن خرجت حروف لامعنى لها ...فناداها بقلبه (عبير) ...
سمع صوت يوصيه :سبطر شد حيلك ياسبطر ... بطلعك من هنا بتطلع ...بس كان لازم نجي هناا ..عشان أنقذك ...
ولم يعد يشعر بشيء ...
شخص مثله لم يعد يعلم هل هو حي أو ميت حتى ...
ولكن واثق أنه لم يمت ...بالموت سيأتيه منكر ونكير ...
كلا ..حين يصل قبره سيزوره الملكين مع الأسئلة الأصعب والتي ستحدد مصيره ...
وإذا لم يدفن لو بات ليالي طويلة في صحراء خاوية ...أو ثلاجة مبردة!!!
بالتأكيد سيزوره منكر ونكير في أول ليلة من موته ولايشترط نثر التراب على جسده ..
ولأنه مازال يستطيع التفكير بهذة الأمور ...
إذاً هو مازال حـــي ..
يشعر بأنه بمكان شديد البرودة ...ورائحة المكان يعرف رائحة المكان ..
رائحة المعقمات ..رائحة المستشفيات ...ولكنه ليست رائحة وطني ...
حتى مشافيكي ياوطني لها رائحة أخرى ..
هو مازال بالأرض التي تحول فيها لخاطف أرواح وهادم لذات ...
هل مرت دقائق ساعات أيام أم حتى سنوات ...
لايعلم ..ولكنه أستيقظ على صوت خنفــر ..رفيقه بالمخبأ ..
كان فوق رأسه يرتدي كمامه ومعطف الأطباء ويطمأنه بأنه أجرى عليه عملية ناجحة ...
خنفر تباً لك .. كان علي أن أعرف ...
فقد وعيه من جديد وأستيقظ مرة أخرى ...بيوم آخربالتأكيد وشعــور أخف بالألم ..وأكثر أحساس بالحياة ...
وهناك من جديد خنفر .. وأصواتهم الملحة على الحديث معه وهو يخبرهم
أنه مخدر ولايستطيع الحديث معهم ...
وأنطلق جدال حاد بين الطرفين ..وهم يخبرونه أنه ربما نسى من يكون
وأنه مجرد عمــيل خائن ...
أجل هذا مايجب أن يعيه كل خائن ... فلاأحد يحبه وحتى من يستغله لايدين له بالمعــروف ...
خائن ..خائن ..هذا كان مايتكرر في عقله ...
لماذا !!! لقد أعتقدتك شيء كبير كبير جداً ولكن كنت محق حين لم أفضي لك بأسراري رغم هذا لم أئمن خيانتك ...
أستيقظ المرة الأخيرة على أصوات أطمئن لها قلـــــبه ...
...أنها أصوات الوطـــن ..
أصوات التهليل والتكبير بعـــودته ...
كان يدفع على عربة الأسعاف ... ومروحية تتوقف قربه ..
هل نزل منها حقاً لقد فقد الشعور منذ فترة طــويلة ...
ولم يعد يحس بشـــيء ...
أصوات تبارك له بما فعل وأخرى تشيد ببطـــولته ...
فكر أجل لقد حصدت العديد من الأرواح أعتقد أني أستحق وسام بطولة ...

××وقفت بطل دون الوطن درع وحزام
ضحى بروحه لين جاها وعدها
الشامخ اللي لصعيبات مقدام ..
مايحسـب حساب الجمــوع وعددهـــا ××




****


بعد أن أصبح واعي أستقبل أول فرد من عائلته طار للجنــوب لمقابلته ...
بدراية منه وأختيار ...
أنكب يسلم عليه ويتحمد له بالسلامه ...
وحين كان يجلس يبدو أن عينه سقطت على يده الخاوية من أبهامها ...
ولم يستطيع كبح دمـوعها ...
ألتقط الدفتر جواره وكتب له : ( الرياجيل طارت رقابها وأنقصت أطرافها كانك بتجلس تبكي علي عشان أصبع فارقني )
المنذر الذي حـاول أن يتماسك أخبره :بننزل الرياض يومين بعدين بنروح وجهتنا ...ماعلمت أحد لين أخذ رأيك ...
عاد يكتب :رأي واحد ماأبغى أحد يدري عنــي ...ماني محتاج شفقة أحد ...بقابلهم لرجعــت كامل ...
المنــذر :أبوي محتاج يطمئن عليك ...
بتال يعاود الكتابة :أبوي أكثر أنسان ماهو محتاج يشوفني بهالوضع ... أخترتك على أساس صلب ...الظاهر لو مختار الحسن نفعني أكثر ..
المنذر كبح الكثير من الكلام الذي كان عليه أن يقوله له ...فربما نفسية بتال متأثر بماجرى معه ...
هو مازال حتى الآن لايصدق أن الحادثة التي سمع الجميع فيها بمنتصف الشهر ... هو من أنجـــزها بنفسه ..!!!!
حسناً هو يستحق اليوم أن يعامل معاملة الأبطــال ..
ليس لأنه أنجز ماكان عليه فعله ...بل لأنه أنجز ماعليه وعاد ...
فلقد أرهقت هذه الأرض من استقبل جثامين أبطالها ...
خرج من عنده ليحادث سلطان ثم من بعدها فياض ...
فلم يستطيعوا التواصل معه إلا كتابياً ...
ولم يكونوا يفهمــوا طبيعة مصابة حتــى ...
المنذر وهو يفرك مؤخرة عنقة رداً على سؤال سلطان عن وضعه النفسي :والله ماأدري كيف أشرحلك الوضع ... أبوهجرس والله ماعرفته ...!!!
كل شي فيه متغير حتى عيونه ماهي عيون بتال ...
هز رأسه مجارياً لعبارات سلطان التفاؤليه وأنها صدمة الحرب ...
وستزول ...حسناً تفائل لاأحد يكره الفأل الجيد ولكن ليس من سمع كمن رأى ...
عاد يخبره :28 طيارتنا من الرياض ومايبغى يقابل أحد ... تكفى حققوا له رغباته ... لاتندمي أني علمتك التاريخ !!!
والله ياأبوهجرس هذي رغبته هو ..صدقني مافيه مجال لتفاهم معـه ...
كان الخلاص من سلطان سهل ولكن فياض المصر على المجيء إليهم لم يكن بهذة السهولة فكان مضطر ليخبره بتواريخ مغلوطة ...
وسيغلق هاتفه باللحضات الأخيرة ...


××ماجات بالسهّل ولا جات بالحظ مافيه ضحكةٍ .. ما دفعنا ثمنها .××


*****

شيء يطبق على صدرها هذا ماتشعره من أيام فكرت هل حان موعد ولادتها لاتعلم لما تشعر بتوجس وعدم أرتياح تبقى لها شهرين وربما ثالث فلايوجد تقدير صحيح لحملهاا ...
كانت تتناول الحلا وهي تخبر أختهاا :ماني والدة لين أصير برميل ..ايه ويجي هو منسخط من الكرف ويعافني ..
حسناء بأستنكار :هذا بدال ماتدعين له يرجع بالسلامة ...
سمعن صوت أميرة تقول مستنكرة :يعع وش هالمسخرة ..!!!
قرف قرف بنات حماكم هذا مايستحي مقرف أكره الرجال الخفيف ...
حسناء بأستنكار :وش فيتس أنتي بعد ...
أميرة بأنزعاج :برسل على القروب شوفوة وأنا بروح أقلب الكيكة يمديها بردت...
عبيرة ويدها على بطنها المنتفخة :فكينا من كيكتس ماأحد أكلهااا بس بتمغصنااا...
أميرة بتكشيرة :والله ماأخليك تذوقينها ... وغادرت المكان ...
وصلهن المقطع جميعاً ...
لتقول عبير التي وضح عليها التشنج والضيق حتى أن طفلها داخل رحمها بدأ يركل بقوة :حسبنا الله ونعم الوكيللل ..
حسناء بصدمة :أنتي وش فيتس ..
عبيربغضب لاتستطيح كبحه :أكرهه أكرهه ..أنغاض أموووت حرة يوم أسمعه يقصد فيهااا
حسناء التي تغضن وجهها وهي تعلم أنها ستعود لسيرتها السابقة :بس خلاص صكي فمتس ترجع أميرة اللحين وتفضحين نفستس عندها خلاص أنتي جرأتس ماعاد لها حدود ...
عبير بجنون لاحدود له :ليه أنتي ماتغارين بعد ... لو كنتي مكاااني .. ماأقدر أقاوم ..شعوري أنه لي ماهوو لهااا ...
حسناء وهي تشعر بالقشعريرة من الفكرة المقززة أن تفكر بآخر بوضعها هذا:يالوصخة ولدتس في بطنتس وهذا كلامتس ..
عبير بجنون لاتستطيع أيقافه:تدرين وش أفكر فيه ...لو مااات بتال...
صمتت للحضة لتنطق بما حل على حسناء وكأنها كلمة كفــر: فياض بيأخذنـــــي..
حسناء بقهر وجنون :عساتس تموتين قبله ياقليلة الحياء الله يأخذ روحتس دام هذي أخر علومتس ...والله ماأسامحتس على هالكلام لو سماحي هو اللي بيطلعتس من النار ويدخلتس الجنه ...
وخرجت وهي تركض بجنون حتى دفعت أميرة التي كانت قادمة بالكعكة وأسقطتهااا ...
أميرة المذهولة من تصرفات حسناء ...بلعت أعتراضاتها حين رأت الذي يقف بالزاوية المظلمة ويتقدم منها هذه اللحضة ...
ليجمع الكعكة ويضعها بصحن وهي ترتجف من خروجه المفاجيء ...
قبل أن تنحني لتساعده وهي ترتجف قربه ...
مساعد يرفع لها الصحن ويشير لها أن تذهب ...
هزت رأسها بموافقة قبل أن تفر للمطبخ وهي تفكر متى حضر هذا ...؟؟؟؟
تكرهه وتمقت صمته ..
وعينية ياإلهي كم تحمل الكثير من الغضب ...
لايستطيع شخص طبيعي الأتصال النظري معه طويلاً ..
لأن نظراته أشبه بأشعة ليزر عالية المستوى ....
بعد ساعة فقط سمع الجميع صرخة عبير التي هزت أركان المنزل قبل أن تجدها أخواتها ميته بحمام الغسيل بفعل الصعق الكهربائي ...
صراخ.. جنون ...ذهول... لطم ...
كل هذا وهم يلتفون حول عبير الشاخصة عينيهاا للأعلى ..
أميرة بصياح رعب :دقوا على الأسعاف يمة خليني ندق على الأسعاف يمكن ماماتت أكيد ماماتت ...
كانت بيد مرتجفة تطلب الأسعاااف ...
قبل أن يدخل أخيها مصلح الذي وصل على صياح الأطفال الذي دخلوا عليهم المجلس ليلفها بعبائتها ويركض فيها للسيارته ....
أعلنت وفاتها ماأن تم الكشف عليهااا ...
الأطباء كانوا يهزون رأسهم بأستنكار على طلبه شق بطنها وأخراج الطفل ...
هي ميته والطفل ميت لقد أجروا أشعة ليتأكدون لايوجد نبض للجنين ... سينام مع والدته بقبر واحــــد ...
هذا ماكان ينقله مصلح عبر الهاتف لأخوته وهو مصعوق من خبر الوفاة المفاجيء بصعق الكهربائي .....
قبل أن يعود ليدق بيد مرتجفة ويحذرهم وهو حتى اللحضة لايصدق أن الموت أنتزع أحدهم بكل هذه السرعة ساعتين فقط مابين حياتها وأعلان وفاتها بالمستشفى :لاتدخلون الحمام اللي طاحت فيه لين نجيب مختص ...خلوا مساعد يفصل الكهرباء عنه هو الفاهم بالكهرب ...

××ليتني عن موتت الغالي فديته ..ليت عمــري كمل أيام وزاده
ياإله الكــون أرحم من خذيته ..وأسكنه جنات وأنهار وأمهــاد ××

***

قبل ذالك بساعتيــن ...
بعد أن خرجت من عندها حسناء ...شعرت بخوف مريع يتسلل لقلبهاا ...لقد أسهبت هذه المرة بالبوح بأمور توافق أهوائها الشيطانية ...
لقد أذنبت بهذة الليلة الكريمة ...
ناجت ربها بوجع يارب لقد أرهق قلبي من هذه المشاعر فأنتزعها من صدري ...أو أنتزعني من هذه الحياة ...
وقفت وبنيتها أزالة طلاء أظافرها وأحياء بعض ليلها بالصلاة لعل الله يغفر لها عظيم ذنبها ...
حين دخل عليها مساعد الصامت ...
عبير بتوتر :هلا مساعد مادريت أنك هنا وشلونك ...
كانت عينية أقسى اليوم من العادة ..ألقى كيس على الأرض ..
فهمت أنه لملابس المتسخة ...
سألته بأستنكار :وش أسوي فيه ...
كور قبضتيه وفركها ببعضها ...أي أغسليها ..
تنهدت بيأس ..وهي تعود لتنظر لأظافرها ..
عبير :طيب أبشر حبيبي خلها شوي وأغسلها بروح أصلي اللحين ...
هز رأسه ببرود بعلامة النفي ...وأشار للأسفل أي حالاً ..
ألتقطت الكيس وسارت بأرهاق للحمام الغسيل ..
شعرت برائحة مريبة قبل أن تدخل :مساعد فيه ريحة كهرباء ...
تراجعت للخلف بعد أن أكتشف خلو الحمام من الخف المخصص له ...
وهي بلا حذاء لأنها تشعر بتورم بقدميها وأحبت السير على السيرامك البارد ...
حين ألتفتت كان خلفها ... سيحاصرها حتى اللحضة الأخيرة ..
لتضع له ملابسه بالغسالة وترتاح ...
ماأن أقتربت من الغسالة حتى أكتشفت أن أرضية الحمام مبللة ...
فتحت الغطاء بسرعة ...ووصلتها صعقة كهربائية ...كانت كافيه لتلقيها للوراء فتصطدم بالجدار خلفها وتقع على الأرض...
وقف فوق رأسها حتى تأكد أنها فارقت الحياة وخرج بهدوء وهو يغلق الباب من خلفه ...




××العمر قطعه زجاج أنكسرت ولاطال أمدها..والعرب في العيد بدموع اليتامى مستهينه..
والشوارع لفها ثوب الظلام اللي هجدها..والبيوت أطلال من عقب المحبه والسكينه××

****


بعد منتصف الليل كان ينام بجوار زوجته التي جائت لتقضي الأيام الأخيرة معه من رمضان في الرياض ...
حين رن هاتفه ...رغم أنه قد وضعه على خاصية عدم الأزعاج ..
تقلب قليلاً قبل أن يلتقطه وينظر للرقم والأسم غير مستوعب ...آه يبدو أنه لم يزلها من الأرقام المفضلة ...
كان يدرك هذه اللحضة أن غادة قد أستيقظت وتحدق أيضاً للشاشة ...
لكنه رد بقلق :هلا أم نايف عسى خير ...
ايه ..وش تقولين والله ماني فاهم شيء ... من ..لاحول ولاقوة إلا بالله ..لاحول ولاقوة إلا بالله ....أنا لله وأنا إليه لراجعــــون ...
وأنقطع الأتصال من جهتها ...
غادة التي كانت نائمة وأستيقظت على الأتصال
كانت حانقة قليلاً على المتصل
ولكن أصبحت قلقه من وضع سلطان سألته وهي تراه يقف ليتوجه لثيابه قبل أن يغير أتجاهه للحمام ..
سألته :سلطان وش فيك أفزعتنــي ..
وقف لينظر إليها وكأنه تذكر وجودها ليقول بأختصار وصوت يائس :مرة بتال أم حاكم عطتس عمــــرها ..
ودخل وأغلق باب الحمام من خلفه ...
لقد جلست بدون شعور .. هل حقاً ماتت ...
بكل هذه السهولة شخص مات ..
هل تم عبر الهاتف نقل خبر مــوت بكل هذه السلاسة ...
ياإلهي لقد تيتم مجمــوعة من الأطفال ...
ولكنها أقدار الله اللهم لاأعتــراض ..
شاهدته يخرج ليرتدي ملابسه وبدأ أكثر تماسك وتقبل لصدمة ...
أخبرته بهدوء :عظم الله أجرك ...
سلطان وهو يعدل من وضعه شماغه :جزاتس الله خير ...اللحين أنتي وش بتسوين بتجلسين لحالتس ..
وزفر بضيق :بحاول ماأتأخر .. فمان الله ..
فجراً كانت قد صلي عليها ودفنت ...
عقاب الذي كان قلق من أن يدفن أبنه ويعترف حين جاء أبنائه لينقلوا له الخبر ...
جزع من أن يكون عن بتال ...
وراحة خسيسة أستقرت بقلبه حين كان الخبر عن زوجته ....
يشعر بندم مرير وحفيده يتمسك بجانب عصائه بدموع لاتتوقف عن المسيل وبلاصـــــوت ...
همس لفياض للمرة الألف :أخوك ماجاء !!!
فياض الذي كان قد أخبر والده عن أمر بتال وأنه في الجنــوب وحي يرزق وأراه بعض الصور بعد صدمة خبر موت زوجته ..
عاد ليخبره :يبه أنا غلطان بالتواريخ ...اليوم وصلوا ألمانيا ...
بنحتري الأمور تهدأ وننقل له الخبر ...مايمديه يرجع ولالها سنع رجعته ...عنده عمليات لازم يسويها ...
حين رفع رأسه بعد أن كان منكب بالحديث لوالده ...حتى أصطادت عيناه نظرة قاسية من أحدهم ..عاد لينظر غير مصدق مابال هذا الشخص ...إلا يحمل مشاعر حقاً ...
أختك من تدفن هناا ...
رائحة الموت تغطي المكان هل لديك القدرة على النظر بإزدراء أو أنفة ...
وجد نفسه يقلب عينيه بالحاضرين من أخوتها الجميع متأثر حتى أن أصغرهم يبكي كطفل مذهول من فكرة الموت أو ربما أحبها كثيراً ...حتى هو نفسه يشعر بالحزن
على أطفال تيتمــوا وعلى أخ ترمل وفقد زوجته التي أحبها بالتأكيد ...
مجرد فكرة أن يفقد من يحب ويفصل مابينه وبينها حاجز من تراب مرعب جداً ...
إذاً لما هذا الشخص لايحمل نفس مشاعرنا أتجاه المـــــوت ...

××أثرها ماتت وماتت كل فرحه في مهدها.. والربيع اقفت به اللي كانت التاج لجبينه جاورت عقب الحدايق حفرة ماقسى لحدها.. حفره ماني مصدق كيف ضمت ياسمينه××



****

كانت تحطم كل شيء يقع تحت يدها لايستطيع أحد أيقافها ..
وهي تكرر لما دفنوها وهي مقتــــولة ...لما لم يحققوا بالأمر ....
أحد زوجات أخوانها أقترحت أن يحضروا طبيبة لتحقنها بأبره مهدئة لأنها تثير وجع والدتها بتصرفاتها هذه ....
أميرة بصرخة أستنكار :أنت اللي تحتاجون أبرة تشغل عقولكم ...أقولكم ذبحها ...ليه ماتفهمــون ...
منيرة بنظرة يائسة:ياأميرة أنتي ماتدرين وش تقولين أهدي وأنا أختس الموت حق ومكتوب على كل واحد ...
أميرة بصرخة أعتراض :هذا موت مدبر ماهو من الله ...هذا قتل قتل ماتفهــــــمون ...
صرخة عند الباب موبخة ..أصمتتها لتبكي بدون صوت ..
قبل أن تلتف وتصعد للأعلي ...
وتعود تكرر لجدران غرفتها :ذبحها قتلها والله هو اللي قتلها ...كانت عيونه تقول أنه بيسوي مصيبة ...
عبير وش دخلها بالغسالة ...عبير ماغسلت ملابس عيالها عشان تغسل ملابسه ...الله يأخذ روحة ...حسبي الله ونعم الوكيل ...
يارب أنت فوق تشوف وشاهد ..ظلموها يارب خذ حقها من الظالم ..

××في نهار الحزن همي أرتديته ..وأظلمت دنياي وأعلنت الحداد
أحتواني اليأس ماأدري أحتويته ..وأنطفء فيني الأمل والهـــم ساد ××


****


كانت تجلس بمجلس العزاء بعقل شارد هي تحمل نفس أفكار أميرة
كل مانطقت فيه أميرة تعلم أنها محقة فيه
وهي أول من جرمها ونعتها بالجنون ..
ماتت عبير .. أختها التي كانت أشبه بتوأمها من شدة ماترافقتا بحياتهما ... فقدها أشبه بشرب حمض حارق والصمت على وجعه ...
مايوقد النار في قلبها أنها تفكر بتحملها للجزء من المسئولية
كانت كأخت كبرى عليها أصلاح هذا الموقف
قبل أن يصل لهذة المرحلة ...
ربما لو تصرفت بطريقة أكثر عقلانية وتفهمتها قليلاً ونصحتها
بطرق أكثر ذكاء وواقعية لأستطاعت أنقاذها من هذا المصير ...
مرارة هذه الموقف لايشبها حتى شرب الحنظل...
القاتل ..والمقتول كلهم من دمها ..
مات شخص ولاتستطيع التفريط بالآخر ...
والفضيحة ...ياإلهي كيف ستأكلهم الناس أحياء
لو فقط شاع خبر أن الأخ قتل أخته المتزوجة ...
أي عاقل سيقتنع بأنها جريمة دون سبب ...
لاتستطيع المجازفة ...الصبر على كل هذا الوجع هو مصير هذه المأساة ..
هذه حادثة للنسيان وليس لتفتيش فيها ...
كم حذرتك من هذا المصير كنت أعلم من حولنا لن يفهموا بالمشاعر
أنتي خائنة بنظرهم ..أنتي قذرة لاتستحقين العيش ...
ليته فكرة للحضة بأبنائك قبل أن يحكم عليك ويطبق الحكم ....
لو تريث قليلاً وشعر كم من العمر سيعيشونه أيتام من بعدك ...
ليتك كنت تفهم بالمشاعر يامساعد ليت ...
ربما حينها لم تقتل أختك بصمــــت كما تعيش كل حياتك ...

××ياحسرتي ياوجـودي ياكسر قلبي وعودي
عليه لحضة وداعة الله لايسقي وداعه ××

****
كانت تتكلم حانقة معترضة غيرقادرة على تقبل القدر برضاء: كل من عشعشتهم حذرتها من التردد على بيت أهلها وهذي خاتمتها ..ياويلي لو رجع ولدي وش أقوله .. يلوف قلبي عليك .. ياحسرتي ضاعوا الورعان من عقب أمهم ...
أسماء بحزن على الموقف برمته وأسلوب والدتها يجعل الأمر أصعب :يمه هذا اللي تسوينه أسمه اعتراض على القدر ..
فزة بحزن:الله يرحمتس ياأم حاكم دايم الطيبين مايعمرون ..
مريم التي تجلس جوار ليلى همست لها:هذي أكبر منافقة بالدنيا ..
ليلى بحقد :لا حبيبتي قلبها أبيض تشوف كل الناس طيبين مو مثلك ..
وقفت فهدة حين رن هاتفها برقم السائق لتخبرهن :يالله أمشن الله يعيني عليكن ...
أسماء بلهجة تحذير :يمه تكفين الناس فيها اللي كافيها لاتروحين ترمي من هالكلام قدامهم ..
فهدة بحنق :أمشي وأنتي ساكته ...
لاحقاً بمجلس العزاء كانت تقلب عينيها بالمكان قبل أن تنحني على أسماء التي كانت قربها :صادقة عمتي فهدة والله العشة أحسن من بيتهم أكيد بتنصعق بكهرباء زين ماطاح السقف عليهم ...
أغلقت عينيها وصدت للجهة الأخرى لتلاحظ أشارة والدتها لها أن تقترب ...
وحين أقتربت أخبرتها أن الأمراءة جوارها أبنة خالها وعليها أن تسلم عليها ...
سلمت على المراءة وعادت لمقعدها وسمعت سؤال المراءة عن كونها مرتبطة أو لااا ...
ياءالله كيف أصبحت مجالس عزائنا !!!
هل هذا المكان المناسب لتعارف ...
ماأن جلست حتى أخبرتها مريم :واضحة الحرمة حاطه عينها عليك وأنتي وش عندك كاشفة كل الناس بنقاباتها ..ولا يعني شوفوني حلوة حتى بدون مكياج ...
عادةً لاتهتم بمثل هذه الثرثرات ولكن قطعت عهد على نفسها أن تلقن مريم درس لن تنساه ماأن يعودوا للمنــزل ...



***

زفرت بضيق لايفوتها مايحدث من حولها أصبحت مراعاة مشاعر أهل الميت ... خلق يفتقده الكثيرين في هذا العصر ...
لاحظت أن فارس يأتي إليها ويقف جوارها ويهمس لها :بابا ونايف ..
ثم يخرج ويعود ليتمتم بكلمات غير واضحة ...
خرجت خلفه هذه المرة لتجد نايف عند باب المجلس شهقة بأشتياق وهي تضم لصدرها :يمه وليدي ليه يانايف وأنا أمك ليه تسوي فيني كذا شهر كامل ماتجيني شهر ...
نايف بأحراج :يمه آسفه ..أبوي يبيتس بالمقلط ...
حدقت بالأثنين .. هل ستخرج له فعلاً هي تعي أن خروجها له ومقابلته يعني أنها تقبل الرجوع إليه ...
أعتصر قلبها بألم على هذيانها وهل مازلتي تفكرين ...
هل ستتخلين عن أبنائك ألم تتعلمي شيء من مصاب أختك ...
سارت حيث ينتظرها دون تفكير ...
دخل نايف للحضة وعاد ليخبرها :تعالي يمه مافيه أحد ...
كان يجلس يوليها الباب الذي دخلت منه ظهره ..حين دخلت ألتفت إليها مباشرة ...
ومد يدها مصافحاً قبل أن يسحبها ليطبع قبله على رأسها :عظم الله أجرتس ...ياأم نايف ...
ردت وعبرة كبيرة قد سدت حنجرتها فظهر صوتها متحشرجاً :أجرنا وأجرك ..
سحبها ليجلسها جواره وهو يضع يده على أكتافها :أصبري يا حسناء أنما (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حساب))..طريق وكلنا ماشينه ماسمعنا أحد تخلد فيهاا ...اليوم هي وبكرة واحد منااا ...
الأيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ركن من أركان الأيمان ...
وبعد حديث طويل طلب منها :ناديلي عمتي بعزيهاا ...
حسناء بفتور :أمي تعبانه ماتقدر تحرك الحريم يسلمن عليها بغرفتها ...بسويلك طريق لأرسلت نايف تعال ..
فعلاً خلال دقائق ...كان يعزي المرأة العجــوز ...
التي كبرت عشرين سنه بأقل من شهر فهو قد زارها في أول رمضان ليبارك لها الشهر ...
بعد أن تحدث معها قليلاً ...أشتكت تخبره من بين دموعها :اللحين هالأيتام من بيتولاهم ... بيضيعون والله محد بيحرص عليهم مثل أمهم ...بس وش السوات هذا قدر رب العالمين ..أن بنشدك ياأبو هجرس ولاتسذب علي ..هي مرت أبوهم أجودية ولا بتضيمهم من بعد أمهم ...
حسنا تهدأها :يمه لاتشيلين هم أحد أمرضتي نفسك بالتفكير ...
سلطان يربت على يدها ليصمتها :ياعمة عيال بتال محدن بيضيمهم وأبوهم حي وراسه يشم الهواء ... ولا من عقب عينه ...
لو مايبقى له بالحياة إلا نص عم ماخلاهم ...
ولارضى عليهم بالضيم وهو عايش ...
ولاتخافين من الحريم ... اللي بتفكر تضرهم بيت أهلها يحتريهاا ...
وأصلاً محد موليهم لحرمة الأبو هنا عندتس وعند خالاتهم وهناك عند جداتهم وعماتهم ...
أم صالح بنشيج :طيب وأنا أمك وصاتي لك تقول لأبوحاكم إذا رده الله سالم معافى ... كانه يسمع شورنا ياأخذ خالتهم مافيه بعد الأم أحن من الخالة على عيال أختها ...
سلطان يغلق عينيه بتصبر ...
وحسناء تشير له بعيد عن أعين والدتها أن يخرج ...
فوقف مستأذناً أوصلته للقسم الرجال :سلطان تكفى أنسى اللي قالته أمي .. هي ماتدري وش تقـــول ..تكفى يكفينا ضحايا ...وخبال ...
خلاص اللي راح راح مانبي نظلم أحد جديد ...
سلطان يخبرها مهدأً :يوم يعود بتال إلا عمتي كد نست كل هالعلــوم ... يالله فمان الله لأحتجتم شيء كلموني ...


××غفلنا عن الدنيا ودارت بنا بـ سكات وضحكنا واثر الايام ماهيب ضحاكه !××



****


يجلسون في صالة والدتهم بعد أن رجعوا من العــزاء ..
حين دخلت أمراءة مسرعة لتصعد السلالم للحضات وكانت خلفها أخرى أشد سرعة ...
ليلى كانت الأخيرة وقد نزعت غطائها فبدت معروفة لهم :كفو أسماء أمسحي بوجها السيراميك وماجاك في وجهي ...
فزاع الذي وقف بجزع :من هذي حسبي الله عليتسن ...وصعد بسرعة حين أدرك أن الهاربة الأولى زوجته ...
فياض بحدة :أنتن وش فيتسن لاحياء ولاأحساس ماكنتسن راجعات من عزاء ...
ليلى بتشدق هي تقترب بهدوء لتجلس :إلا راجعين من عزاء ..سوينا الواجب ..وقبلها دعينا للميته ...بس مرتك وينها .؟؟؟ ماشفناها بالعزء ماتعرف الأصول ..
فياض وهو يعتدل بجلسته وبكل وقاحة :مرتي تقول ماتعرف تعزي ولاتدري وش تقول ...قلت أجلسي فالبيت أحسن لتس ..
ليلى بأستنكار :وأنت مصدقها ..من جد كيف تقدر تمشيها عليك ..
فياض :أسمعي خزامة مالتس شغل فيها روحي صفقي مريم ..دوسي في بطن مرت الحكم ... مرتي أنا لا خط أحمر ...
الحكم الذي يجلس بلا أهتمام بكل أحاديثهم :ايه مرت الحكم حيطة هبيطة في ذا البيت .. ياأخي دافع عن مرتك تغلط على حريم خلق الله ليه ..
فياض :اخص وصرنا نعرف ندافع !!! لافيه تحسن .. الحمدلله على السلامة ...سوت خير النحشة لمكة ...
ليلى :ايه على طاري مرتك أنت ألحق شكلها نشفت من الصياح ...
بكت عبير أكثر من أمها وخواتها ...
خرج وهي يدرك جيداً سبب بكائها وليس له علاقة بالمتــوفاة ..
حين أقترب من الغرفة كشر بوجهه حين وصله صوت هجرس المزعج ..فتح الباب بطريقة فجة ودخل قال بعد أن سلم :أنت حتى بغرفتي ألقاك ..
هجرس بأبتسامة صفراء :ريح قلبك مسافر ومخلي لك الرياض بكبرها ...
ووقف وهو يخبره :طلع أختي من الجحر اللي أنت حابسها فيه ...كل سلفاتها عندهن أجنحة وأختي بغرفة ...
أعطاه ظهره ونزع ثوبة وعلقه ..وذاك ألقى نظرة ساخرة وخرج وهو يغلق الباب من خلفه ...
أخبرها بعد أن رأى الحديث بعينيها :لو فكرتي تقولين بروح هناك ولا هناك أقولتس من اللحين لااا ...
فزة بتبرم :ايه أنا كل شيء لااا ...الحريم كلهن عايشات وأنا مدفونة بالحياة ...
يحرك فكة بملل :يعني هذا وحمتس اليوم !!!
فزة تنفجر بالبكاء بقهــر :وتشمت فيني بعد ياللي ماتخاف الله كل منك أصلاً ...ياليتني مت قبل لأعرفك وأبتلي فيك ..
الحكم وهو ينفض فراشه قبل أن يستلقي عليه :ماراح أرد عليتس لأنتس بحكم اللي مرفوع عنه القلم ...تصبحين على خير ..
وصحيني للسحور بكرة صيام بعد ...
من جهة فزاع الذي لحق بأسماء وزوجته ..
تنهد بأرتياح حين وجد أسماء عائدة دون أن تمسك بها فقد دخلت الغرفة وأغلقت على نفسها أخبرته بحقد :لو تدخل تحت الأرض بطلعها ..كان أحسن تخليني أخذ حقي منها اليوم لأن المرة الجاية بندمها على اللي قالته حتى لو قدام الناس ...

فزاع لم يرد ..لأنه لايريد الأشتباك مع أسماء صاحبة اللسان الحاد ..
طرق على الباب :مريم أفتحي أنا ...
فتحت باب الغرفة غير مصدقه أنها نجت :راحت أختك ...
فزاع بنرفزة :ايه راحت أنتي وش مسوية محد يسلم منتس ...
مريم بذعر فهي لم تتخيل أن أسماء ستلحق بها حقاً لتضربها كم تبدو ليلى بريئة أمامها :ماسويت شيء أختك مهبولة ماأدري وش صاير معها وبتحط حرتها فيني ...
فزاع :كذابة أسماء ماتخطي على أحد أكيد أنتس مخربتها معها ياأم لسانين ...
مريم :والله ماقلت شي بس هي حساسة من يوم تطلقت ...كل الحريم بهالبيت يكرهوني ..الوحيدة اللي كانت تسمعني جوزاء ...
يارب قرب جيتها خلاص راحت العدوة لو منها أرجع بفستان عرس ...
فزاع بذهول :حسبنا الله ونعم الوكيل أنتي ماتخافين الدنيا تدور علينااا ...يامسلمة خافي الله هذا موت موت ...
مريم بجزع من صياحة بوجهها:فزاع حبيبي لاتسوي مثلهم أنا وش قلت ..!!! والله كلام عادي ...
فزاع بيأس من أن تشعر بحجم الواقعة :أنا أروح أرقد أرحم لي ..الجلسة معتس صاير كلها ذنوب ..
مريم بذهول بعد أن أغلق الباب من خلفة :يمه وش فيه هذا ..أكيد عشاني بدون مكياج ولا لو كاشخة ماتجرأ يقول هالكلام بوجهي ...
جلست وفتحت التلفزيون ...أتصلت على والدتها لم ترد فأتصلت على أختها :الو هلا والله ايه رجعناا .. ورى ماجيتوا ..زين أبوي وافق .. المهم أقولك تخيلي ماجت أعوذ بالله عزاء هذا مافيه زعل وعدوات ... الناس كلها تهرج وين ضرتهاا فشلتنا ...


××اكثر الي يدورون العيوب هم اهل العيوب مدمن الحـاجه هو فقط الي يسعـى لها.××


****


أستيقظت على دخوله نظرت لساعة كان قبل الفجر بساعة ...
تظاهرت بالنوم لأنها فعلاً لاتستطيع التحكم بأعصابها بهذة اللحضة ...
وغداً ظهراً ستكون طائرتها من الأفضل أن لاتتواجه معه كثيراً ..بعد ماعرفته ..
تشعر أنها كانت بخدعة كبيرة ..لاتعلم كيف أنساقت خلف مشاعرها ..
حتى أصبحت بهذة السذاجة ..
كيف أنطلت عليها هذه الخدعة ...بالتأكيد لم يكن هناك أخرى طوال الفترة الماضيه لهذا كان لديه كل ذاك الوقت لمغازلتها
وأيهامها بمشاعر لايمتلكها هي كانت كالعجلة الأحتياطية ...
لم يكن لدية زوجة ..لقد أفترق عنها قبل أرتباطه فيها ...
لو لم تعرف والدتها على سبيل الصدفة وتسألها لتتأكد من الأمر
لبقت داخل هذه الخدعة طويلاً ...
لقد أسرفت بمشاعرها عليه جرحها هذه المرة مرير بطريقة تخشى معها حتى أن تشير إليه لأن مجرد الأشارة فقط ستؤلمها
فكيف لو لامست الجرح نفسه ...
وتتمت الرواية التي وصلتها اليوم أنه أعادها لعصمته ..
لم تفرح للحضة حتى ...لقد كان معرفتها بالموضوع متوازية ..طلقها... أعادها ...
كل شيء سيتغير ...وسترين التغير بعينيك ..
هو لم يزرك إلا مرة واحدة حين أتى ليتزوجك وبعدها أنتي من كنتي تأتين إليه ...الأنثى الراقية المراعية العملية ..
الغير تافهة ولاتتوقف عن توافه الأمور ...
سألها بصوت هامس :غادة !!!
لم ترد عليه فأعتقد أنها نائمة فخلد للنوم هو الآخر ...
حين شعرت من ثقل أنفاسه أنه دخل لعالم النوم ..
أنقلبت لتواجهه ..
أول التغيرات ..!!!
حين كان يأتي وهي تنام للجهة الأخرى كان يعدلها لتصبح بمواجهته غير مهتم حتى لو أستيقظت من الحركة !!!
بهذة اللحضة تتفهم الأشخاص الذي يقتلون أحبابهم من شدة الغيرة ..
لأنها بهذة اللحضة ..تريد أن تكتم أنفاسه بالمخدة التي تنام عليها ...
حتى لايحظي أحد غيرها فيه ...
عند هذه الفكرة قررت أن تغادر الفراش ..
خرجت لصالة الجناح التي كانت باردة جداً بفعل التكييف ...
ولايوجد لحاف آخر ..
حدقت بالشماعة قرب الباب والتي كانت تحتوي عبائته الرجالية ...
ألتقطتها وألتحفت فيها ونامت ..
كان عائد من صلاة الفجر حين وجدها مرتديه عبائتها وتستعد للخروج سألها غير مستوعب :يالله صباح الخير على وين العزم ..؟؟
غادة بهدوء :معليش حبيبي نسيت أخبرك أمس ..تعرف من جيت كان لازم أنزل السوق وماجتني الفرصة وطيارتي الظهر ..
سلطان ببرود وهو ينزع شماغة ويفتح أزرة ثوبه أستعداداً لنزعه :بلاها هالطيارة عيدي هنااا ...
غادة بنرفزة لم تستطيع كبحها :ليه عشان أعيد بين الأربع جدران وأنت مع حرمتك وورعانك ..
سلطان بصبر :طيب هدي وبلاها النرفزة الزايدة ...
غادة بتهكم :اعذرني هرموناتي ضاربه ..هذي خويتي تدق أكيد وصلت ...يالله عن أذنك ...
بعد خروجها هز رأسه بيأس ...كان يعلم أنها لن تكون على طبيعتها منذ رأها نائمة بالصالة ..
همس محدثاً نفسه :الله يستر من قلباتس ياغادة ...
زفر بضيق وهو يجلس مكانها .. هاهي غادة لاتبدو على طبيعتها وهجرس قد فر لجدته ..وكأن مجرد أعادته حسناء لعصمتــه
تسببت بكل هذة الكوارث وهم لم يعلموا بأمرها حتــى ...

××ما سألتك عن غيابك والظروف لأني أدري مالها عندك سبب ولا أبي أسأل وتعطيني حلوف خايف ذنوبك يزودها الكذب .××

إنتهـــــى
خرج ليستقبل المكالمة التي قلبت كيانه بعيد عن مسامع بتال ..ماأن أنهى المكالمة حتى وضع رأسه بين كفيه بصدمة ..
هذا حاله فكيف من الممكن أن يكون حال أخيه التي تكالبت المصائب على ظهره ..قبل أن يستقبل هذه المكالمة لم يعتقد للجزء من الألف أنها ستحمل له خبر موت ..وسلطان يطلب مشورته إذا كان بتال مستعد لسماع خبر كهذا ..
وختم حديثه بأن بتال مؤمن بالقضاء والقدر ولن يجزع من الأبتلاءت ..
لن يجزع ولكنه سيتدمر ...هذا ليس الوقت المناسب خصوصاً مع ظهور نتائج سيئة بالنسبة لقدرته على الكلام والتمتع بطلاقة الحديث مستقبلاً ...
نتيجة للأحداث والأضرار الشنيعة التي لحقت بلسانه وأحباله الصوتية ..
ولأنه هو من يقع عليه أمر نقل الخبر من عدمه ..
أختار عدم نقل الخبر إليه مؤقتاً ...
دخل على بتال الذي يشاهد التلفاز بذهن شارد :بتال توضىء بنصلي صلاة الغائب..
ألتفت عليه بهدوء ليكمل :واحد من خوياي مات الله يرحمه ..تصلي معي !!!
بعد أن فرغوا من الصلاة عاد يسأله :وش تحس فيه ..!!
بتال الذي يتجاهل أحيان الكثير من حديث المنذر ويتظاهر بعدم سماعه كتب له :
(لقد تأخر كل شيء، تأخرت الأعذار، تأخرت المحاولات، إن الأمور كان بإِمكانها أن تكون أفضل لو حدثت بالوقت المناسب ، لكن وببساطة فات الأوان )
هم اللي يكتبون كذا صادقين ...
المنذر الذي بهت وجهه ماشأن بتال بعبارات كهذة يشعر أن تفاهة من كتابة فتاة لاهم لها سوى التغريد على برامج التواصل الأجتماعي بشخصية المحطمة المكلومة المتأذية من الحياة ..الملاك الجريح ..
يمثل البساطة في حديثة :بيني وبينك أحسها كذا أفكار ماهي جادة ماتصدر إلا من البنات يحبون يكبرون المواضيع ..
بتال لم يبدو مصغي له وهو يعود ليحدث للهاتفه بيدة الأخرى ..
هو يعرف هذا الهاتف من المستلزمات الذي أستلمها من مقره في الجنوب ...
أخبره أن لديه حاجيات قد تركها في المكان الذي كان يسكنه قبل دخوله الحرب ..فذهب هو وأستلمها ...
وهو يختلف عن هاتفه الأصلي الذي حصل عليه قبل قدومه هو وكان برقم جديد ..
ورقمه القديم لايريد أستخدامه حتى لايتواصل أحد من أهله معه سوى من أختارهم وتواصل معهم سابقاً بأختياره ..
فمثلاً من أخوته لايعرف بوجوده سوى هو وسلطان وفياض ..وكان هو آخر العارفين به ..ولم يتواصل معه ..سلطان من أخبره أن بتال
مصاب بالجنوب ويريد منه الذهاب إليه ...
والده أصبح يعرف به من يومين لأنه أتصل فيه يسأل عن حاله ..
وقد شرح له وضعه بالكامل وماأخبره فيه الأطباء ..والحال الذي وجده عليه ..
حين قرر الأنسحاب عاد لها دفتر بتال بسؤال جديد :كيف يكتبون كذا لو مايعبر عنهم !!!
أرجوك ياأخي هل أنفي أم أثبت ...مالأجابة التي تنتظرها ..أن هذا أصعب حتى من الفيزياء النووية ..
المنذر بفلسفة :بتال وأنا أخوك هذا ماهو قراءن منزل يعني الواحد وقت زعله يقول أشياء كثير ويفكر بأشياء واجد بس لاصفاء جوه نسى كل هذا ...
ولم يستطيع كبح تساؤله :من اللي كاتب لك هالكلام ..؟؟
هذا بالتأكيد من الأسئلة التي تجاهلها بتال ..
فأستغل هو الفرصة وفر ...
وبغرفته وجد نفسه يعيد التفكير بالموضوع ...هل هي أم حاكم هل كان بينهم خصام ...ستكون الأمور سيئة لو عرف بموتهاا ..
لو كان بينهم هذا النوع من التوتر قبل فراقهم ..

××لو لا ظروف الوقت ماقيل لا بأس ولو لا الأمل مايبتسم فالزمن حي الله خلق هالناس .. تحتاج للناس لاتبخل اليا صرت .. تقدر على شي××


****

كان يسير بين أبل والده ...يسأل آدم عن أسمائها ..وآدم رغم أستغرابة كان يجارية ..أنها ليلة عيد لم يعتقد أبداً أن يحظى بمثل هذه الزيارة ...
الحكم بملل :ابي وحدة فيها حليب ومالها أسم ..
آدم :آآه طيب ياعمي ليتك بصرتني من البداية ...شوفي هذي مامسماه (ليس لها أسم )..
الحكم :كيف عسى حليبها طيب ..
آدم :والله كلها حليبها طيب وفيه خير ...
الحكم بأستبشار :زين هذي أسمها ولبة ...وش أسمها ولبة (أنثى الذئب عند البادية ) ..عشان لاحلفت أن هذا حليب ولبة ماأطلع قدام ربي تسذوب ...
آدم :طيب ياعمي اللحين أحلبها ليك ...
الحكم وهو يشمر عن أكمامها :لا المفروض أنا اللي أصيد الولبة وأحلبها أنت أمسكها لي ..
بعد قليل صعد لسيارته وهو متضايق من رائحته ...
ولكنه مرتاح لقارورة الماء التي ملئها بحليب الأبل ..
حسناً هو متأكد أن فزة لم تجربه قبل ذالك وستصدق أنه حليب أنثى الذئب ..
فياللعجب من تحب التحديات والمستحيلات تتوحم على حليب الذئاب ...
وهي تصر أن طفلها يجب أن يتغذى جيداً كما تغذت هي وأخيها في بطن أمهم ...
إذا كانت زوجتك مجنونة فعليك أن تكون أشد جنــون ومكر ..
وصل للمنزل بعد منتصف الليل ..كان الهدوء يعم الأرجاء
توجه لغرفته مباشرة ولم تكن هناك أتصل على هاتفها فرن جواره ...
ترك القارورة على المنضدة جوار السرير لتراها حين تدخل
وتوجه ليستحم ..خرج لاحقاً ولم تكن هناك ..
بمحاولة أخيرة أتصل على أسماء يسألها عنها فأخبرته :عند أمي تتحنى ..
حمل القارورة وتوجه لجناح والدته ...
وفعلاً كانت هناك وقد وضعت الحناء على كفوفها وبرفقتها بنات بتال ...
الحكم ساخراً :حنت يديها وأستعدت للظهور ..ماشاءالله فعاليات العيد ..
فهدة بفضول :وش هاللي بيدك ..
الحكم يرفعها متأملاً :هذا طلب فزة شكلها متوحمة عليه ...
نظرت إليه بصدمة كيف يفضح أمرها بهذة الطريقة ..
فهدة بعدم أستحسان فهي تمنت أن لاتحبل أبداً وهذا يكون سبب لأنفصالهم :ماشاءالله مابغيتوا ..
لكنها تردف بفضول :وش متوحمتن عليه ..
الحكم متهكماً :تعرفين يمة فزة غير الناس عشان كذا توحمت على حليب ولبة ...
شهقت بأستنكار :تشربون الحرام ياللي ماتخافون الله ...والله لو يدري عقاب ليصير أمركم عسير ..
الحكم :يمة هذا وحم ماهو بيديناا أنتي تعافين أن حفيدتس يطلع أخو السبع ..
فهدة بعينيها الحادة بعدم تصديق :وكيف بيصير أخو السبع يالمهبول
الحكم :أخوه من الرضاعة ..زي فزة وهجرس أخوان الذيب بالرضاعة ...
صح يافزة !!!
فزة بنظرة حانقة :أشربه أنت وصر أخوهم مثلنا ونتطلق عشان أخوان بالرضاعة ماأبي منك شيء ..
الحكم بحدة :والله لتشربينه غصب عليتس ...ليه تطلبينه من البداية
ولا كالعادة مو قد تحدياتس ..
فزة بفزع :ياعمة أنا في وجهتس ...
الحكم يستغل أنها لن تستطيع أستخدام يديها فيطبق على فكها ويسقيها الحليب بالأجبار ...
فهدة التي أستوعبت الموقف :يالمهبول لاتبلي المرة تطش الورع ...
يالخبل فكها ...
بحثت عن شيء جوارها لترميه فيه ...فألتقطت الشريط اللاصق بحجم الكبير نوعاً ما وألقته على رأسه ..ألتف عليها الحكم مذهول :حتي أنتي يمه ..
فهدة بأنزعاج :لا والله أنا اللي أقول حتى أنت ...أنت ماتتركون الخبال عنكم .... فك الضعيفة ماهو على كيفك تسقيها اللي ماتبغاه ...
الحكم بخبث وهو يتراجع ويغلق القارورة على مافيها بعد أنا أسقاها القليل :طيب يمه هي طلبته من الأساس عشان تلقي فيني لتهلكة ..ماأشفقت علي وأنا أروح البراري وأقص جرة (أثار أقدام ) الذيابة وأدور الولبة وأختالها وأربطها وأحلبه ...طيب لو هاجمتني السباع وأكلتني ...
فهدة بعدم أقتناع :من جنبها شكلك حالب سلقه (أنثى الكلب) وبتبلانا بعيالك يصيرون أخوان الجراوة (صغار الكلب) كلكم تسذبان مايصدق فيكم إلا وليدي ياعسى عيني ماتبسيه ...أما أنتم ورثتوا الخبال عن جداً لكم الله يرحمه ماني مطريته ...
الحكم بتعجب :كل هذا وماأنتي مطريته ..
ألتفت على فزة التي تقاوم التقيء حتى قفزت وأسرعت لحمام فهدة وتقيأت فيه لتشهق بحنق :حسبي الله عليكم وصختوا حمامي ..
برى أطلعوا برى كملوا خبالكم بعيد عنــــي ...
خرجت من الحمام وهي تغطي وجهها بمنشفة وقد غسلت يديها ..
الحكم :أحسن أصلاً ماأحب الحنا ..
وحين لم ترد عليه وألتقطت ثياب الصلاة وأرتدتها وخرجت بعجل لحق بها وهو يفكر هل هي غاضبه ...
حاول فتح باب الغرفة ليجدها قد أغلقت الباب عنه ..شهق بأستنكار :فزة يالمهبولة عطيني ثوب العيد على الأقل ...
××أنت مثل الحياة الفانية بالتمام عارف انّي بخليها ... وحبيتها ؟××

****
بعد خروجهم فهدة :تعالي وأنا جدتس أشوف حناتس .. أيه لا باقي ماطلع لونه يالله نامن بالفرش اللي حطيتها لتسن لين الفجر أنا أصحيتسن وتروشن ..
وريفا بوجه متغضن :ماما متى تطلع من المستشفى ..
فهدة التي شعرت بالهم من فتح هذا الموضوع فهم لم يخبروا البنات بموت والدتهن ويفضلون عودة بتال حتى لاتصطدم الصغيرتين بفقد الأثنان :لاصارت طيبة وأنا جدتس ماتبغن أخوتسن وأمتسن يصيرون طيبين ...!!
أتكئت على ذراعها بعد دخولهن للنوم .. هي لم تتحنى فهي ترى أنه غير لائق أن عزاء عبير مازال جاري وهي تتزين ..
لن يحتفلوا بالعيد أيضاً سيستقبلون المهنئين ولن يقيموا الولائم كالعادة ...
حفل زواج فياض قد تأجل ... الفرحة الوحيدة التي ستجري ولا يد لهم
فيها هي حفل زفاف يارا بالدمام سيسافر عقاب وبناته من أجله
هي وشعــاع سيبقين هنا مع الصغيرات ...
في الأونة الأخير أصبحت حمولها ثقيلة ..
أبن أسماء التي ستتزوج وتتركه خلفها ...بنات بتال ..
التي لاتعلم كيف سيتلقى الخبر بعد عودته ..
وهي تنتظر أن يعود لينقل الخبر لبناته فيكفي صدمة حاكم ..
الذي تجرع ألم موت أمه بصمت حارق ...
وبعينية فقد للأمل بعودة أبية ..
××ترانا على سود الليالي وساع صدور لو أنها ما خلت .. كل شيٍ على حله ما نبلش ليا منه حصل فالأمور أمور نعقد الحبل فـ وجيه الأيام ونحله××

****
كان قد تملل من الأتصال الخاصة بالعمل التي تلاحقه حتى اللحضة الأخيرة ..
رد بجلافة :خير وش بعد !!!
على الطرف ردة بأنزعاج :اشبك تزعق ..
فياض وصوته ينقلب للنقيض بطريقة لفتت أنتباه الموجودين :هلا والله ...
معليش أعذرينا ياشيخة المزايين مادرينا أنه أنتي ولامازعقناا ..أصلاً اكثر واحد يخاف على طبلة أذنك الرقيقة أنااا ...
فزاع المنكب على هاتفه يبادل معارفة التهانيء عبر الرسايل هز رأسه بأستنكار .. لم ننسى فضائحكم السابقة ..
الحكم بضيق :بتغازل أطلع برى .. ماهو قدامنا ...
فياض يرفع حاجبه بأستنكار وهو يسمع حديثها على الطرف الآخر :لحضة ياقاهرتهم لحضة ....وش عندك أنت وياه يالله برى برى ..
فزاع بصدمة :تطردنااا ...
فياض :ماهو أنا أخوك الكبير يعني أطردك يالله برى ...روحوا المجلس الثاني ...
الحكم صاحب المزاج السيء :أنت واحد وحنا واجد ..أنت اللي تطلع !!!
فياض وهو يقف ليخرج :اصلاً أنت مشتهيك من سالفة المنذر أخلص من المكالمة وراجع عليك ..
فزاع يتأمل الحكم الذي عاد لهاتفه :هج ياأبن الحلال تراه صادق بيرجع يجلدك ..
رن هاتفه بيده برقم يخص العمل أغلق عينية بملل ورد مباشرة ..ثواني ووقف مغادراً بغضب ..
ولم يرد حتى على تساؤل فزاع الذي عرف من وجهه أنه تم طلبه للعمل متجاهلين أجازته ومقاطعينها ...
بعد الفجر بقليل وهو يراقب أحد الشاليهات بعيون ناعسة ...
نظر لكوب الشاهي بالنعناع :تعال أنت نشربك بارد على الموضة ...
نزل حين لاحظ أنتفاح الباب وكأن هناك شخص سيخرج
أقترب منه وهو يتمدد ويسد تثاؤبه بظهر كفه :صباح الخير ... أقول ياشباب بتصلون الفجر معنا جماعة وبعدها العيد !!!
الشخص المرتبك :من أنت ؟؟؟
الحكم يمسح وجهه من آثار النوم :أنا جاركم هنا بالشالية اللي وراكم ..
الشخص وهو يتراجع للداخل :المساجد مفتوحة رح صل فيها جماعة ..
يعيق أغلاق الباب بقدمه :بس فيه واحد هنا خويي وودي أصلي معه ...
أعترض وهو يمد يده لجيبه بعجل ولكنه كبح حركته حين قبضه على كفه ولفها خلفه ..دفعه للداخل :أدخل أوريك خويي اللي أبي أصلي معه ..
الحكم وهو يشاهد المطلوب مقبوض عليه من قبل رفاقه :هذا هــو.. خوينااا ..عرفته يالله تهمتك تستر على مجرم مطلوب .. وكل عام وأنتم بخير ...
حين صعد لسيارة العمل المدنية ورده أتصالها :هلاا توتس تذكرتيني صباح الخير ...شكراً ماني معيد معكم ..
ورداً على سؤالها عن ثوبه أجابها:ألبسية !!!!
أنهى المكالمة ورافق زملائة لتوصيل المطلــوب ..هناك أشخاص يجب عليهم بالقيام بأعمالهم لتستمر الحياة بطريقة جيدة بالنسبة للآخريين ...

××علينا من الدنيا ضغوطٍ تهدّ الحيل فلا تحسب إن الله خلقنا على شانك××


*****
بعد صلاة العيد توجه ليهنيء أمين في ملحقة ..حين لاحظ لحاق فياض فيه أعطاه نظرة مستنكرة وهو يضع عصاه في طريقة ليعيقه عن التقدم :على وين ؟؟
فياض :أبو سلطان الله يخليك لنا ماهو وقت هالحركات الناس عيد والمسامح كريم بعدين نتناقش بالموضوع ..
هز رأسه بأستنكار متقبلاً على مضض ...
ماأن وقفوا على المنزل المشرع بابه وبعد النداء حتى يسمح لهم بالدخول ..
أستقبلتهم رضا التي كانت بأنتظاره وأدخلته لأمين ..
كان يسلم على أمين حين لاحظ صوت أبنه المستنكر بالحديث :هلا والله وآخيــراً مابغينا نشوفتس غطيتي حتى على البدر اللي نشوف ثلاث أيام بالشهر ...
عقاب يتنحنح مغطياً على صوته المزعج وهو يتبادل التهاني مع أمين وبنفس الوقت محرج جداً من تصرفات فياض الذي يعي جداً أنها ليست من باب السذاجة أو نقص في معرفة الأداب ..
ولكنه هكذا مصاب بأعوجاج بمبادأة من الصعب أستقامتها ...
بالخارج كان يسألها هامساً :هاه قدرت أشوفتس أو لااا ..
خزام التي تحترق من الأحراج خصوصاً مع صوت قبلاته الواضح لخديها :فهمت والله انك تقدر على كل شيء خلاص روح عندهم ...
فياض الممسك بذراعها بتملك وبنفس الهمس :تستاهلين ليش ماطلعتيلي البارح وعفيتي عمرتس من الأحراج ..
ليفلتها وهو يقــول بصوت عالي لوسام القادم بسلة شكولاته من الداخل :هذي حلاوتكم ماشاءالله ليه مكلفين على عماركم خزامة تكفيكم ....
وسام بتكشيره :خلها لك مانبيهااا ...
فياض بعد دخوله :شفتي مايبونتس ..مايبيتس غيري ...شاوري روحتس باللي قلته لتــس وردي علي ...
وحين تحرك ليدخل غرفة أمين تراجع ..وسحبها ليعيدها قربه من جديد وأعتقد أنه يهمس لها ولم يعلم أن صوته كان واضح للجميع : إلا وش حاطه على خدتس وش هالحلا ..لازم أخاف على عمري معتس بتجيبين لي السكر على تسذا ...
ودخل عليهم بكل ثقة والمجتمعين بالداخل هم من كانوا محــرجين بالنيابة عنه ...
لم يطل عقاب المكوث وخرج الأثنان بعد ربع ساعه من دخــولهم ...
وهم في طريقهم للمجلس ..
عقاب:شاورت نفسي بموضوعك وأشوف دام البنت راضية سافروا وبعد ماترجعون نسوي العرس ...
فياض الذي تفاجيء بموافقة والده :طول عمرك ماتعطي إلا الراي السديد ..
عقاب بتندر :لاوالله وأنا أبوك خايف من الفضايح أقول يمكن لأعرست تخف من خبالك شــوي يوم أنك يوم منغلث عليها ومرة يالله نفكها منك لاتذبحهااا ...
فياض بقهقة :منغلث مرة وحدة خليتني تسلب بس كل شي مقبول منك ياأبو سلطان ...
حين دخلوا المجلس كان قد بدأ بعض أبناء عمومتهم بالتوافد لتهنئة بعيد الفطر المبارك ...

××فقدتك ولكن ما فقدت الغلا والشوق..وحتّى لو انْك بعيد زولك تهيّا لي..
مادام القمر في كل ديرة مكانه فوق...ابرفع عيوني فوق واشوفك قبالي قلب أبيض..××


****

كانت تجلس بمنتصف صالتها جهزت قهوتها والضيافة ولكن بعقل شارد ...أبنتها التي نقلها أحمد إلا المستشفى قبل الفجر بقليل لم تعد بعد ..
كان قد أتصلت فيه مضطرة وبأحراج شديد في منتصف الليل حين عاودت الحرارة جوزاء يرافقها هذيان شديد ...
جاء أحمد مباشرة وأخذها للمستشفى ولم يعودا بعد ...
هيفاء التي دخلت مع أبنائها وزوجها :السلام عليكم ...
وقفت لتسلم عليهم ويتبادلون التهنئة ...
أبو ساير :ياخالة هذي سواه تسوونها تسرين أهل الخرج وحنا عندتس هنيا وراكم بشارع ...
وضحى بشعور بالهم :وانا أمك دقيت عليك وعلى مرتك تلفوناتكم مقفلة وأستحيت أدق على الباقين ...
أبو ساير :تستحين مع عيالتس ياخالة ...أخواني كلهم تحت شورتس ... وأمرتس ...
هيفاء بأنزعاج وهي ترتب لباس أبنتها الصغرى :ماتسوى عليها هالصخنة بتذبحهااا ...
وضحى :حذرتها من المكيف ماهو وقته ماهي حزته وهي تخربط على راسي تقول أنا أكيف على هالجو ...
أبوساير :هي أول مرة تروح المستشفى .
وضحى :قبل مانجي بليلة مسريها ولد شيخة للمستشفى ...
وسط حديثهم دخل أحمد يحملها ...منظر بات مألوف لوضحى ..
ولكنه يفتح أوجاعها كل مرة ..
هيفاء التي تفاجئت بالمنظر :خير وش فيها ...
أحمد وهو يلف للجهة الأخرى لأنه لم يدرك أن زوجها مازال هنا :السلام عليكم ..ولاشي نامت بالسيارة ...
صعد السلم بسرعة ..
هيفاء :يمه ماكنك ثقلتي على أحمد كان دقيتي على لافي ...
وضحى بشعور بالأنزعاج :لافي أبوه الليلة عنده العيد أكيد مشغول لين راسه وش أسوي حدتني الدنيا على الناس ..أنا جوزتها برتاح من هالهم رجعت لي أردى من أول ...لا وجوزها الله العالم حين ينرجى ولا ميت ينترحم عليه ...
أبو ساير :لاحول ولاقوة إلا بالله .. لاأن شاءالله الله يرده لكم سالم...
وضحى تفضي بهمومها :والله ماأعتقد حتى عزاء مرته مانزل عشانه شكله مفقود مثل ماتهرج الناس ...
وأنقطع حديثها بنزول أحمد الذي سلم عليه وأخذ يبادلهم التهاني ...
هيفاء التي كانت تصب لهم القهوة :ايوة ياأحمد متى بنفرح فيك ان شاءالله ...
أحمد بتهكم وهو يستلم منها فنجان:يعني ماأنتم فرحانين فيني اللحين .. لازم أعرس عشان تفرحون ...
أبوساير يشرب قهوته :ياولد خل عنك هالخرابيط والثقل الزايد ...حددتوا العرس ولا توكم ..
أحمد :بذو القعدة عاد اليوم نفسه ماني متذكر ..
هيفاء بأستنكار :كيف ماتعرف اليوم ماراح تأخذ أجازة وتضبط أمورك ..وش فيك أنت !!!
أحمد الذي شعر بحماقته :أقصد نسيت بتأكد من أبوي وأشوف ..
هيفاء بعدم أقتناع :بعدين وش سالفة كل كلمة والثانية أبوي !!!
أبوك اللي يحدد التاريخ أبوك اللي يحجز القاعة ..هو اللي بيتزوج ولاأنت ...!!!
وضحى تصرفها حتى لاتضغط عليه :روحي شوفي بنتس وين راحت لاتدخل المطبخ وتلعب بالثلاجة ..
أبتعدت وهي تفهم جيداً أسلوب والدتها لتغير الموضوع ...
فهي لاتحب أن تضغط على أبناء أخوانها أو تتدخل بشئونهم أو تشعر بالأرتياحية معهم ...
أبو ساير يقف ليستأذن ...
بعد خروج :أنا بروح أنام بالمجلس ياجدة ... ولابيجيكم ضيوف ..
وضحى :لاأرقد محد جاينا ولو جو ضيوف قلطناهم بالصالة ...ماأنت رايح لعمك تعايدة ...
أحمد ببرود :العصر قبل ماأنزل الخرج أمره وأعايده ...
وتوجه لينام ...
عصراً كان يغادر مجلس عقاب بعد أن هنئة بالعيد هو والمتواجديين من ضيوفة ..
قابل بطريقة للخروج فزاع الحاضر لحادثته مع بتال ..
كان يسلم عليه ويتبادلان التهاني حين قدم أبن سلطان الذي رآه في المرة السابقة :عمي فزاع ألحق عمتي أسماء صفقت مرتك ...
فزاع بأرتباك :ياولد أرجع وراك ...
نايف :مرتك مقفلة على عمرها بالحمام تقول والله ماأطلع لين يجي فزاع ..ألحق ترى متوعدين فيها مالي شغل علمتك أنا ...
فزاع بأحراج بعد مغادرة نايف فهو ليس جيد بأيجاد الأعذار وتغير المواضيع :ورع مايدري وش يقــول ..
أحمد متهكماً :فمان الله ألحق مرتك ...
لم يكن من الذي يصطادون الكلام ويستمتعون بأحراج الآخريين
ولكن هذه الحادثة كانت غريبة لدرجة وجد نفسه يكررها بوجه فزاع ...
ماذا من هذه المتوحشة التي أرتبط فيها ..آه كم أصبح يخشى على أختيه من الزوجة القادمة ...
في الداخل ..كانت مريم تغلق على نفسها بالحمام حرفياً ...
بعد أن كانت قد نزلت بعد حضور صيتة النايف لتهنئهم بالعيد ..
وقد حذرها فزاع من تجاهل عمته لو قدمت وماأن دخلت المجلس حتى وجدت أسماء أمامها ..التي بدأت انتقامها بسكب بعض القهوة على كفها وهي تصب لها القهوة وبعدها لحقتها للمغاسل وسكبت فوق رأسها علبة ماء كاملة ...
أسماء بتشفي :هذي عشان تنظف أفكارك ولو عاد سويتي هالحركات فيني قدام الناس بسوي فيك كذا قدامهم ...فهمتي ياأم وسن ... مادست لك على طرف ماتقربين مني ...أسمي مايجي حتى على لسانك ...
مريم المصعوقة من أفسادها لشعرها ومكياجها ولم تجد تفسير لتصرفها سوى الغيرة منها:كل هذي غيرة خربتي كشختي ...
أسماء تهز رأسها ساخرة :بعدك ماشفتي من غيرتي شيء ..مريم وخري عن وجهي أحسنلك ...
مريم المغتاضة من تصرف أسماء ألتقطت فواحة كانت على رفوف المغسلة ورمتها سائلها بوجه أسماء التي صرخت من المفاجئة ..ودخلت الحمام وأغلقت على نفسهااا ...
أسماء تركل الباب عليها :يعني بتباتين بالحمام مصيرك ترجعين ..
فهدة التي خرجت بعد أن سمعت صوت أبنتها مرتفع بشكل غريب :وش تسوين عندتس ...وش هذا اللي بوجهتس ..
أسماء :أنتظر مريم داخل الحمام ..
فهدة بعينين حادة :اطلعي لغرفتس فكيني من شرتس غير ملابستس ونظفي وجهتس وتعالي أعلمتس كيف تأدبين اللي تبين تأدبينه ...
بعد نصف ساعة عادت لتجد مريم قد عدلت من مظهرها هي الأخرى وتجلس ..
ماأن جلست حتى فتحت أمها الموضوع وهي تسأل أبنة صيته المتزوجة عن بناتها وتقول مازحة :تزوجون المعرس ولاماتبون إلا عزاب ...
لترد تلك :لو كان رجال نزوجه لو على ثلاث ..
فهدة وهي تلقي نظرة جانبية على مريم أي أنظري أنتي المعنية :ايه في واحد من بناخي مرته عوبا ولسانها طويل وماتفكه من المشاكل مرة مع سلفاتها مره مع حمواتها عاد قايل دوريلي مرة بس أهم شيء تكون متربية وقلنا من بيربي كثر بنات عمتك ...
كان ترد عليها المراءة مجاملتها وأشادتها وهي نظراتها على مريم التي بدأت تحتقن لتكمل فهدة :ايه وأنا أختس عادي يقول الجمال وش ينفعني فيه لو كان العقل فارغ والأخلاق تعبانة ...
عند هذه الجملة وقفت مريم حانقة وخرجت من المجلس ..
لتثبت التهمة على نفسها ...
شعاع التي لم يعجبها أحراج مريم المسكينة تدخلت لتغير الموضوع ...
ووصل الدرس بطريقة جيدة لأسمــاء ..حسناً من يجيد أعطاء الدروس بالأحراج الأجتماعي أفضل من والدتها ..
وهي تلميذة نجيبة ..تلتقط المعلومات بسهولة وتبدع بإعادة صياغتها ...

××للطّيب فرصه و أن تعدت تعدت وللنفس عزه لا كرهت شيّ صدت××


****

منزل سعد الدمام ..قبل زفاف يارا بيومين ..
عقاب والحسن وبناته قد وصلوا للتــو لمنزل سعد الذي قد تجهز لأستقبالهم ..
كان الجميع يجلس في صالة المنزل ..حين نزلت غادة التي كانت في أوج زينتها لأستقبالهم ...
ماأن نزلت حتى لاحظت الموجــوديين فحتى لاتحرجه لأنه الفتى الوحيد :هلا حسوني وشلونك ..
الحسن الذي كان منشغل بهاتفه ..شهق حين لاحظ دخول إمراءة غريبه عليهم ووضعه طرف شماغه على وجهه وفر ..
أم سعد بأستياء :أنتي وش فيتس مهبولة هججتي الولد من مجلسه ...
فاطمة لم تعلق لأنها رأت الموضوع عادي ..
غادة بأستنكار :وأنا وش سويت هذا ذنبي أرحب فيه ..
هلا بنات وشلونتسن ...وأخذت تسلم عليهن ...تو مانورت الدمــام ..عمي عقاب وينه ...
أم سعد :عمتس عقاب وش يجلسه وسطنااا ...ولاتروحين المجلس تروعين الولد ..
غادة وهي تجلس وبلهجة ساخرة :لو أم بتال جات كان قلت عينها مايمدي يمه تخرب العلاقة بينااا ...
تضع قدم على قدم وبفضول :ايه بنات وش صار على عرس فياض تكنسل ولاأجلتوه .. اووف والله من الخساير ..
أم سعد :وأنتي دافعة من جيبتس شيء ..
عند هذه النقطة لم تستطيع ليلى المقاومة فانفجرت بالضحك ...
غادة بهدوء ليس وكأنها أحرجت للتو :شفتي يمه الله يسامحك ضحكتي الضيوف علي ...
ماشاءالله ليلى أسنانك هذي بكم مسويتهااا ..
ياسمين التي جائت للتوهمست لها :عمة بليز لاتصيرين هيلقية وش تقول الناس علينااا !!!
غادة تهمس لها :بيقولون غادة هيلقيه وماشافت خير أنتي وش دخلتس !!! مسجلة بكرت عايلتي !!!
وصمتت لحضات قبل أن تسأل بخبث :بس الحسن اللي جاء معكم ..ماجبتوا هجرس ..
ليلى التي أنزعجت من أسلوب غادة فهي بالبداية بدت ظريفة وهي تحاول فتح مجال للحديث لكن بعد تطرقها لهجرس بدت خبيثة فهجرس هو أبن طليقها :لاحبيبتي ماجاء معنا هجرس عند جدته ...بس جات معنا فزة أخت هجرس ...دخلت غرفة البنات تصلي اللحين تجي ...
غادة بمبالغة :ماشاءالله وأنا أقول نوركم زايد أثريها أخت هجرس ومرة الحكم معكم ...
فزة التي كانت قد خرجت على جملتها :الله يعز قدرتس ياعمة البنات ... ماعليتس زود ....
غادة التي ألتفتت على الحديث القادم من خلفها لتجد النسخة الأنثوية من هجرس فتزداد أبتسامتها وهي تقف لتسلم عليها وترحب فيها لأنها بدت لطيفة من جهة ولتزعج ياسمين من جهة أخرى ...
حديث بسيط قبل أن تقف بأستعراض وهي تقول محدثه فاطمة :طفيتوا على الجريش ولا خليتوه يحترق ترى مسويته لعيون عمي عقاب ...
فاطمة بلهجة ساخرة لاتفهمها إلا غاده :لاماأنحرق وحلا المنقا والفراولة بعد تمام التمام بارد تسلم يدينك ياغادة من دون لمساتك عشانا مايسوى بس عسى تعبتس مايضيع على الفاضي ...
غادة التي سمعت رنت جرس الباب أبتسمت بغرور وهي تلف عنها للمطبخ :لاحبيبتي تعبي أنا بذات محســوب مايضيع ...
بغرفة البنات ...ليلى التي أخذت دورها بالصلاة وأجبرت أسماء على مرافقتها ...
أسماء بأستنكار من أسلوبها المحرج بوجود أم سعد :وش فيك أنتي..أحرجتيني قدام الحرمة ..
ليلى التي تشعر بقوة الخصم هذه المرة :وش في !!! أنتي ماتسمعين ماتشوفين ..ياويلي غادة تخطط على أخوي !!
أسماء بأستنكار :أي أخو عسى ماهو الحسن !!!
ليلى تكبح رد لاذع :لا ياهبلا جريش ..حلا فراولة ومنقا ايييه من يأكل هالمطاريس غير سلطان ...والله تخطط عليه ..
أسماء بعدم تصديق وهي تجلس على السرير خلفها :استغفرالله المرة متزوجة ..
ليلى بثقة بحدسها :أتحدى لو متزوجة بتستعرض قدامنااا قسم عينها من سلطان واضحة ...!!!
أسماء بلا أهتمام :طيب فرضاً حنا وش دخلنا بعدين معاه ثنتين بتجي ثالثة ..اوه ليلى أنا وش دخلني أصلاً .. خلينا بلي جاين له وبعدين أسرار الناس مالنا علاقة فيها ترى نظلمها كذا ...شوفي الحرمة في حالها صح ملقوفة شوي بس محترمة
وبصراحة لاذعة :يعني هذا طبعها ماهي بعيدة عنك ..
منجد حتى أمها لما تهاوشها نفس خالتي شعاع بس أنتي تعصبين هي ماتعصب تعلمي منهااا ...
ليلى وهي ترتدي ثوب الصلاة :روحي عني خليني أصلي بس آخر عمري أخذ غادة قدوتي ..عشان أضيع صدق كم وصلت وللحين ماتزوجت ..
كانت تتأمل صلاة ليلى .. وعقلها يفكر بالأفتراضات التي ألقتها بوجهها ... عادةً لاتحب التدخل بشئون الآخريين ...
لكن لو أجتمعت حسناء وغادة في عصمة سلطان فهذا يعني الكثير من الكوارث بحياتهم القادمـــة ...
هزت رأسها تبعد عقلها من التعمق بالفكرة هذه مجرد خيالات حمقاء من ليلى ...


أعلم بأن العمر ينقص مايزود واللي يفوتك منه صعب ترجّعه ولا تنظر لماضيك لأنه مايعود فكر بحاضرك الجديد وسنّعه

****
كانت تشاهده وهو يصلح ماأفسده ...
واضعاً كشاف في فمه ويعبث بأسلاك الكهرباء وخلفه فيصل يناوله الأدوات التي يمسكها له ...
للحضة تمنت أن تصعقه الكهرباء رغم أنها تعي جيداً أنها مفصولة من الخارج ...
مشاعرها أتجاهه مشوهة ..فهي تريد له الموت والعذاب ..
ولحضة تشفق عليه من الجريمة التي أرتكبها بحق بريئين ...
لكن أشد من يستحق شفقتها هي والدتها التي تقف مراقبة له تخشى عليه أن يلحق بأخته كما رددت على مسامعهم
وهي تؤنب صالح الذي لايريد أن يحضر كهربائي مختص ويدفع له الأموال ولديهم خبير بهذة الأمور ...
عادت تتكيء بصعوبة حتى جلست معها على نفس الأريكة :ضعيوا ولدي أول وبيضيعونه اللحين ...
هذا مصلح من فجر الله يدقدق صحوه يروح لشغله الونش مايعرف له إلا هو ..دفن ولدي مع هالآلات وضيعة ...
حسناء :يمه هدي نفستس ... والله ذابح روحتس عشانه وهو عايش حياته ماحس بشيء ...
أم صالح بعصبية :وأنتي صرتي مثلهم ...أرحمه يايمة عسى الله يرحمكم خلاص ذبحتوه... وضيعتوه يكفي اللي سواه في أبوه ...
تغمض عينيها وتزفر بتصبر ..وهاهو يختلط الماضي مع الحاضر فقط لأستجلاب الشفقة على من لايستحقهااا ...
ويتلقي والدها اللوم على مامضى وهو من ينام في قبره من سنين ...
ليس وكأن الحادثة التي تذكرها هنا هي من تسببت بمقلته ...
والدها كان رجل صعب وبدوي حتى الثمالة ...
كان يعشق الصحراء .. في صغر مساعد كان طفل شقي
مؤذي جداً ولكثرة الشكاوي عليه من أخواته البنات ..
كان يرافق والده في جميع تنقلاته ...
حتى رحلاته البرية منهاا ..
في أحد رحلاتهم طال بهم الأمد ولم يعودا ..
وحين تجاوز غيابهم الأربعة أيام ..لم ترتاح أم صالح وطلبت من أبنائها أن يبلغوا عن فقدان والدهم بالصحــراء ...
مر أسبوع كامل قبل أن يعثروا على سيارته خالية ..
وبعدها بيوم وجدوا جثته ..بعدها بيومين ...أي بعد مرور تسع أيام من فقدانهم وجدوا مساعد هائم على وجهه بالصحراء وأبكم ...
في ذاك العمر وبتلك الصدمة لم يستطيعوا التواصل معه وفهم ماحدث إلا بعد سنوات ..مات والده باليوم الرابع من تعطل مركبتهم واليوم الخامس من رحلتهم للصحراء .. ... وهام هو على وجهه بصحراء خالية من البشر ثلاثة أيام ...أثنان وسبعون ساعة لطفل بسن الثامنه كانت كثيرة جداً عليه لتفقد عقله ...ولكنها أكتفت بأفقاده القدرة على النطق العيش بطريقة أجتماعية ..
فهو بعد ذالك رفض العودة لمقاعد الدراسة ..أو دخول مركز يناسب حالته ..أو حتى تلقي العلاج بالمستشفيات وبقى حتى اليوم بسن السادسه والعشــرون أبكم وغير أجتماعي ..
فهو يقضي معظم وقته مع آلآلات التي يجيد قيادتها والتعامل معها مهما كبر حجمها وزاد تعقيدها ...
وبنفس الوقت هو أمي لايستطيع الكتابة ولا القراءة ...
لأنه أختار ذالك ...وأيضاً لم يتلقى التوجيه بشكل مناسب حتى يخرج من حالته تلك ..
هذا أيضاً من الأخطاء التي أشتركوا جميعاً بأرتكابها ...
لم يكن عليهم تركه على وضعه ذاك ..
حتى نشأ وحش قاتل وسطهم وبالجانب المظلم من حياتهم ...

××عن زلة الصاحب وغرّات الاجواد سمعي ثقيل وفي عيوني غشاوه ××

****

بعد العشاء لم يكونوا قد خرجوا بعد من صالة الطعام ...
الفتيات يرفعن الأطباق وهي فكرت أن تساعدهم بفتح النافذة لتجديد الهواء بالمكان ..
كان ستترك النافذة وتعود لتساعدهن حين لاحظت أمر لم يستطيع عقلها فهمه فشهقت بأستنكار ..
كانت ترى مخاوفها والهواجيس التي بثتها ليلى برأسها حقيقة على أرض الواقع ...
ياسمين التي لفتتها شهقت أسماء لم تستطيع كبح فضولها ووقفت جوارها لتشاهد مايوجد بالخارج ...
نافذة صالة الطعام كان تطل على السور الجانبي للمنزل
والأضاءة هناك مغلقة بفعل فاعل ولكن يكفي الضوء القادم من المنزل ومن الشارع ليساعدها على الرؤية بسلاسة
وأصطياد صاحبة الفستان الأحمر بسهولة ...
شهقت مصعـوقة :مستحيلل ...
وتبادلت نظرة مع خالتها أسماء التي حاولت أصلاح الموضوع بأغلاق النافذة وسحب الستارة ... ولكن ياسمين ألتفتت للخلف وأشارت إليهن حتى لفتت أنتباهن وأقتربن ينظرن للخارج ..
ولايمكن أن لاتكون الصورة واضحة الآن ...
فالموجد بالخارج سلطان والتي تمسح الآن على أعلى صدرة وتربت عليه بود هي غادة صاحبة الفستان الأحمـــــر ...
كان الجميع يتبادل النظرات بعقل مشلول من الموقف ...
لايمكن ظن السوء بالأثنين وبنفس الوقت لايوجد علاقة بينهم فماهذا الموقف ...
بالخارج عند الأثنين ..
كان تخبره بدلال :مع أنه هالجية ماهي عشاني ..بس أنا لعبت على نفسي وقلت تعنى وجاء عشاني ...!!
سلطان بتنهيدة :والله شكل العناء مطول معنا..أجل تقولين ماعاد أنتي طابة الرياض ...
غادة وهي تمسح على أعلى صدره :لاا .. هالمرة دورك تركض وراي ..
وألتفتت حين شعرت بضيق بتنفسها لتقع عينها على خيالات الأشخاص خلف النافذة ..فجزمت بأنها الفتيات ..
رفعت يديها لتطـوق عنقه بدلال :ايه ياحبيبي تقول قد ايش مشتاق لي ...
سلطان الذي شك بتصرفاتها ولم تفته نظرتها الجانبية رفع ذقنها بطرف أصبعه :عيب عليتس ياغادة أنتي أكبر من كذا لهنا وبس ...تدخلين وتقولين للبنات عن اللي بينااا ...
وحين لاحظ تغضن وجهها وكأنه خذلها ..طبع على شعرها قبلة طويلة وهو يخلص عنقه من يديها :بعد ساعة تجهزي نروح شقتنا بس لاتطلعين إلا وأنتي معلمتهم اللي بينا ...
وسبقها من جهته لقسم الرجال ...
لتمشي هي بملل للباب الآخر ...وتوجهت ماأن دخلت للبنات في صالة الطعام ..
وقفت على الباب وأتكئت بذراعها عليه :سوسو وش رايتس بزوجي ماهو شباب وحليوة ..
ياسمين بعدم تصديق أنها تلاعبت معهم طوال هذا الوقت :صراحة حركات بزران طاح من عيني خالي من جد ...
غادة :بنات أنتبهن تغلطن غلطة سوسو لأني بنقل كل كلمة لأبو هجرس يالله مروى وش رايتس ..
مروى تتوقف عن ماتفعل :مبروك عمتي الله يوفقكم وأعزميني على بيتكم ...
غادة :شاطرة وعاقلة أخذتي كل العقل عن خواتس ...هاه خوات زوجي وش رايكن ..
ليلى تجاهلتها وهي تسب وتشتم سلطان من داخلها ..
أسماء بمجاملة فهي لم تريد أن تكون عدوانية خصوصاً أنها هي من كشفت الموضوع :مبروك الله يوفقكم ...ويرزقكم الذرية الصالحة ...
ليلى بشماته وهي تتظاهر بمساعدة ياسمين ولكنها تخرب تنظيمها بالحقيقة :ايه صح هو ناقصة ذرية ..!!!
غادة تلف وتبتعد عنهم :نكتفي بهذا القدر من الأراء ..
صعدت للأعلى بكل هدوء بدأت بنزع أكسسواراتها فتحت شعرها كانت تستعد حرفياً لتخرج معه ...
ولكن فجأة أمام المرآة أنفجرت ببكاء هستري ...
لقد كانت محقة حرفياً أنها الكلمة الأكثر واقعية التي سمعتها في الأونة الأخيرة ...هل هو بحاجة للذرية ..
كلا بالتأكيد لاا ..هي الناقصة وليس هو ...
هي من حرمت هذا النصيب من الفرح ...
تعلم بداخلها أن هذه ليست اللحضة المناسبة للأنهيارها ..
ليس الآن لاحقاً فقط أصبري عدة أيام سيبتعد وسيكون لديك الفرصة لجميع ألوان الأنهيارات النفسية ...
حطمي المزيد والمزيد من الأقلام ...وأفعلي كل أمور الجنون والأسترخاء حتى يزول العارض النفسي ..
لكن اليوم ..توقيت خاطيء ...
سيفر منك ولن يعــود ..لن يتفهم أي شيء ..سيعتقد أنها لعبة جديدة منك ...
بعد مرور ساعة أتصل على هاتفها لم ترد ..
أرسل على فاطمة يخبرها أن تطلب من أحد الفتيات أن يصعدن لها ويخبرنها بخروجه ..
كان سعد قد أقل والده الذي أصر على المبيت بالفندق هو والحسن خصوصاً أن فياض وفزاع سيصلان لاحقاً بوقت متأخر من الليلة ..
دخلت عليه فاطمة بنفسها وبأرهاق جلست :والله ياسلطان أرسلت البنات عليها دقينا الباب ماعندك أحد هي من العصر تشتغل معنا يمكن تعبت ونامت وماحست بنفسها ...
سلطان بعدم أرتياح لهذا التصرف مباشرة لما حدث في الخارج :مافيه أحد غريب سويلي طريق ..
فاطمة بأستنكار :سلطان يمكن صدق ماتبي تقابلك ماهو بالغصب عاد ...
ولكن بالتأكيد لم يستمع لرأيها ...
طرق الباب وأخبرها بصوت مرتفع كفايه لتسمع :غادة أفتحي أنا سلطان ...
مع المحاولة الثانية أنفتح الباب كان ترتدي بيجامتها وقد وضعت غطاء فوق عينيها وكأنها كانت تنام وأيقظها ...
سلطان بعدم تصديق :أنتي نايمة وانا اللي جاي من سفر ومرهق سهرانة أحتري حضرتس تنزلين ..
غادة بصوت هاديء وكأنها كانت نائمة حقاً :ماأدري فيني تعب وقلت بريح شوي ..
مد يده وأزال الغطاء الذي تضع فوق عينيها فلاتبدو واضحة وفتح الأضاءة باليد الأخرى :واضح النوم ..
دفع الباب خلفه ليغلقه :من اللي زعلتس ...
غادة بأنفعال :أنت بعد من تبغى يزعلني غيرك ... كل نكدي وأذاي منك سلطان خلاص لو سمحت أطلع مالي خلق أخذ وعطى ...
كانت نظراته حادة مؤنبة على صوتها المرتفع ..
كان تريد أن تصرخ وتحرجه أكثر وبعدها هو سيخرج ولن يعود وسترتاح من كل هذا النقاش ...
ولكن أعصابها المرهقة أختارت هذه اللحضة للأنهيار من جديد ...
فحين جلست على ركبتيها بوقت مفاجيء وهي تنوح ..
لن يبالغ لو قال توقف قلبه للحضة عن النبض وعاد ..
من فضاعة الموقف لقد أعتقد كل تصرفاتها دلال ..تعنت المزيد من العناد ..
ولكن أنهيار ودموع هذا لم يكن من طبع غادة أبداً ...
أنحنى لها وهو لايعرف كيف يوقف نواحها المفاجيء :هدي يابنت الحلال والله مافيه شيء بهالحياة يسوى اللي تسوينه بنفستس ...
ولكن هي لم تكن تسمع أي شيء من طرفه لاترى ولاتسمع سوى مايجول في عقلها من جملة ليلى تلك ...
حملها وهو يقرأ عليها حرفياً وينفث فهو لن يستغرب لو كان تلبسها شيطان فالموقف بمجمله غير مألوف بالنسبة له ...
حين وضعها على السرير ..مسح على رأسها وسألها حين لاحظ أنخفاض في معدل نواحها وكأنها باتت أكثر سيطرة على نفسها :اللحين أنتي وش تبكين عليه ...يعورتس شي ...شايفه شي ..سامعة شيء ..
وحين لم ترد عليه :مافيه شي يسوى ...
غادة بأنفعال من تكراره لهذة الجملة وبشهقات متتالية :أبكي على نفسي ..نفسي ماتسوى ...
سألها بأهتمام غير مصدق أنها تأخذ وتعطي معه بعد أن فقد التواصل لفترة :وش اللي تحسينه شي يعورتس ...
غادة بألم من بين دموعها :قلبي ..قلبي يعورني ...
سلطان بحوقلة :وش معور قلبتس ..
تعض أصابعها من شدة الوجع والندم :أنا أجرمت بنفسي ..
شعر أنه بدأ يفهم الذي تريد الوصول إليه فقال ليرحم نفسه من سماع مايؤذية :غادة نامي هدي نفسك بكرة نتكلم ...
حين شعرت برغبته بالأنسحاب من اللحضة تشبثت فيه وهي ترفض فكرة أن يتخلى عنها بهذة اللحضة بذات :لا ماتروح اللحين ..يوم كنت ماأبغى أحد يشوفني بهالحال فرضت نفسك ودخلت عندي واللحين بتنسحب بسهولة ..
سلطان الذي يلف ذراعه حولها بعد تشبثه فيها :ماني منسحب تبغين أجلس عندتس جلست بتروحين معي يالله ...
وهي بوضعها ذاك شعرت كم أهدرت من مشاعرها أمامها ...
سحبت ذراعيها من حوله ... ضغطت على نفسها ..
كلا حتى هنا وتوقفي ليس بهذة الطريقة كفاك هدر لكرامتك ...
إذا لم يأتي الشعور من داخله لاتجبريه عليه ..
مافائدة أستجداء العاطفة ...
بقى على وضعه ينتظر رد منها لتخبرها بصوت متشنج :خلاص سلطان روح يكفي عليك اللي شفته الليلة ...
كان توقعقها على ذاتها واضح جداً ...لقد كان هو المخطأ بالبداية ..
لم يكن عليه فرض نفسه حين أعتزلت بنفسها ...
أخبرها بعدم أقتناع :لاهديتي أتصلي علي ...
وأنتهت هذه الليلة الكارثيه بأن تناولت قرصين من المنوم حتى توقف عقلها عن التفكير بالكارثة التي صنعتها ...


لا ترتبط بغيمة ما فيها مطر
لاحقاً بالسهرة كان تبادل الأتهامات على قدم وساق ..والسخرية من تخمينات البعض ...
يارا تقلد أسلوب ليلى بالحديث :الجداوية والجداوية وخليتينا نصدقك وصرنا مسخرة لها ..
ياسمين تفرك كفيها بقهر :اخخخ يوم أتذكر كيف تسبني وهي تكلمه وأنا قلبي بيوقف كيف تشوه سمعتي قدام الغريب ..الحسنة الوحيدة أنه كان خالي وماأنفضحت قدام غريب ...
ليلى صامته حانقة ...
عادت يارا بصوتها الناعم الحاد:طيب لييييه ؟؟؟
ياسمين التي حين واجهت أمها لم تعرها الكثير من الأهتمام وكل ماقالته:أمي تقول أحسن عشان تفكون الناس من لقافتكم ...
يارا بتفكير :والله معهم حق يعني ..احنا تفرجنا عليهم بدون مانعرف ..لو عرفنا كان حطيناهم تحت المجهر ..
ليلى التي ستختنق من الموضوع ولكن لاتستطيع أخراج مافي قلبها أمام الفتيات :خلاص قفلوا الموضوع راسي عورني ...
وبداخلها تتوعد غادة وكيف أستطاعت أن تسير سلطان على هواها حتي لم يشيع أمر زواجه منها ....فكرت أن تنقل الخبر لحسناء ..
ولكنها تخشى من بطش سلطان لو أكتشف أنها من نقلت الخبر وحسناء لن تغطي عليها ...
أسماء التي دخلت قادمة من الحمام بعد أن أستحمت :يالله ليلى دورك ...
ليلى صاحبة المزاج السيء :مو لازم يمكن أبغى أنام بقذارتي ..
أسماء التي تضع من المرطب على ذراعيها :فيه أنثى تقول هالكلام !!!
ليلى وهي تغطي وجهها :أنا مو أنثى أنا أخت العيال ..
ياسمين تشير ليارا لتخرج الأثنتان ..
بغرفتهما ..
يارا بصراحة :واضح خالتي ماسكة نفسها عشان ماتسفل بعمتي قدامنا ...
ياسمين التي فهمت الموقف بنفس الطريقة:واضح شوي وتنفجر ..بس منجد قلبي بيوقف من الفرحة ..شفتي كيف طايرين في بعض ..
هذا الحب اللي يقنعني أن فيه أمل بالحياة ...
يارا بعدم أستحسان للتصرف :بس قهرتني عمتي ليه ماطلعت معه منجد تحب النكد والدراما ...
ياسمين بواقعية :يمكن أنحرجت عشان كيف تروح معه قدام الناس ..
يارا بصدمة من تفكيرها :يووه أنتي بزر منجد ..من صدقك ليه عمتي يعني تحسينها تنحرج أو فرضاً لدرجة تنكد على نفسها وماتطلع عشانا هبلااا ..
ياسمين التي أشعرتها يارا أنها ساذجة :اسمعي عادي قولي رأيك غريب ...بس لاتحسسيني أني غبية أنتي مادخلتي قلبها وفهمتي مشاعرها ممكن أكون صح ...
يارا بنظرة أستصغار :غاسلة يدي منك من يوم هجمتي على المسكين وشرشحتيه ...
ياسمين بصدمة من قلبها للوضع وهي من شجعتها على الحديث معه:وسكين يا** هيي ترى أحترمتك عشان عروس قلبتي علي ..حتى الحصني صرتي بصفه ضدي !!!
يارا تلاعبها:بصراحة ياسمين ماشفتي فزة أنصدمت فيك شكلها تقول ياقلبي ياأخيي طاح بذا الذيبة اللي بتأكله وهو راقد !!!
ياسمين بشك :متى ..
يارا التي تريد أزعاجها لاأكثر ولم تلاحظ على فزة شيء :يوم أنك صرختي على مسك وحنا نجهز السفرة ...وقلتي لو ماجلستي عاقله بنتف رموشك ...
ياسمين التي كشفت كذبتها :كذابة مع عينك ماصرخت على أحد وكنت منتبهه لنفسي مو هبلا أنا ...
يارا التي أوقعتها :يعني تعترفين أنك داقة الكشخة والثقل قدام أخت الحصني !!!!!
ياسمين بنرفزة:يادوبا ياهبلا مو قصدي كذا بس أي أحد غريب ماأحب أصير خفيفة قدامة وأطيح الميانة على طــول بعدين هي راكدة وجميلة بطريقة تخلينك ماتمونين عليها بسرعة ...
يارا بشهقة :الله كل هذا بفزة ..مالاحظت أحسها سهلة حتى أسهل من جوزاء ..
ياسمين بوجه متكدر :يعني من جد اللحين خالي بتال وش وضعه !!!
يارا بنفس الوجه المنزعج:والله ماأدري شوفي حتى خالاتي ماهم فاهمين شيء وأمي تقول جدتي فهدة جداً عادية يوم تكلمها بالعيد يعني ماعندهم خبر زين ولاشين عنه ...
ياسمين بتفكير عميق :ياشيخة قلبي ماهو متطمن أحس جدي متغير ويسهى كثير ..
يارا وهي تستلقي على سريرها :يالله عاد طولناها وبكرة ورانا أشغال كثير ..روحي نادي مروى تنام ..
ياسمين تستلقي على السرير الآخر :أي مروى ..مروى طلعت تنام فوق بغرفة عماتي ..حلفت ماتنام على الأرض وجدتي سمحت لها ...
نامت يارا مباشرة ...وهي كان تتقلب وتفكيرها ...يطال أحداث اليوم ويصل لفزة وعينين فزة التي تحمل نفس لون عينية بطريقة جعلتها لاتريد أن تتواصل معها بصرياً..
ويعيدها لتفكير فيه .. بعد حديثها معه ..
صدمت بخبر سفره ...
حتى أن والدها دخل عليهم بوجه ضجر قائلاً :ولد أخوتس هذا مهبول ومايعرف يقدر الرياجيل ..أمس قايله أخوي أبو يوسف عازمة على الفطور ومأكد عليه ..
ويوم صحيت مالقيته دقيت عليه يقولي أنا ركبت القطار رجعت لرياض ..
فاطمة الحانقة ردت عليه وقتها :بالله ولك وجه تشره عليه سعد ترانا صايمين لاتخلينا نفسد صيامنا ...
ياويلي حتى بالسجن الظاهر ماعاملوه نفس معاملتك ...
وقتها رأت الشعور بالذنب على ملامح والدها :أنا ماأدري عنه أنتم اللي خوفتوني منه ..لو فيه ذنب تراه عليكم ..وأنا بريء منه ...
لتدخل هي وقتها بالحوار:أبوي ولاتشغل نفسك لحضة هذا الحصني حتى بمشاعره كذاب يعني هو يسوي كل هالفيلم عشان نقول يووه مسكين !! ... يالناس فيه ادمي عنده دم ينتف شعر البسة !!!
سعد بتكشيرة :وأنتي أشغلتينا بذا البسة !!!
ياسمين وهي تضع يدها على وسطها :والذيب اللي كان معلقة يصلخة ..
سعد وهو يمد يده على ثمرة عنب ليضعها بفمه ساهياً :هذي من الشجاعة ..
ياسمين ببرود :تراك أفطرت ...
حتى حين بصقها بذعر ضحكت عليه ليخبرها بحنق :والله أنتس تستاهلينه يالعوباااا ...
أغمضت عينيها ودخلت في عالم النـــوم ..حتى وجدته بطل أحلامها التعيسة ...



××من تولع في عيونه وهو ناوي يتوب والله أن يومي به الموت ما آخلص نيّته××


****

قبل الظهيرة بقليل أستيقظت لتجد والدتها تجلس بصالتها الصغيرة أمام غرفتها ..كانت تتحدث بالهاتف وأنهت مكالمتها حين رأتها ..
مودعة المتصل على عجل ..
غادة وهي تستلقي جوارها وتضع رأسها على فخذ والدتها :يمه مسجي راسي ...
أم سعد بعدم أستحسان :وراستس وش فيه ...وش أنتيم سوية البارحة ...ليه ماسريتي مع جوزتس ...رجعتي على عوابتس ياغادة أنتي ماتتوبين ...
غادة بدون أن تفتح عينيها:يمه أنتي اللحين حكمتي علي مباشرة يمكن جوزي هو اللي سحب علي وسرى ماأخذني معه ..
أم سعد بشخرة أستياء :تسذوب أنا قمت تالي الليل بصلي وشميت ريحة عطره ويوم قربت من غرفتس أسمع صياحتس عليه ...
غادة بصدمة :يمه تجسسين علي ...
أم سعد وهي تدفعها بحركة من فخذها :قومي عني سويلي قهوة ..جابت لي مروى قهوة كنها غسال ثوبها ..
غادة :يمه دقي على فاطمة تسويلك قهوة مالي خلق أنزل وأقابل أحد ..
أم سعد :ماأحد فيه ياحظي العرب قايمين من ضحى رايحين يقضون أمورهم مغير أنتي اللي نايمة كنتس جثه ..
وأنقطع حديثها حين رن هاتف غادة في جيب بيجامتها أخرجته لتجد رقمه يتصل بها ردت بهدوء :هلاا ..لاصاحية وعند أمي تهاوشني .. عشانك ..والله تعبانة وراسي يعورني مالي خلق طلعات بهالشمس ..
حين سمعت أرتفاع صوته بلهجة غاضبة :طيب أبشر بس لاتعصب ...
وقفت بأرهاق وهي تثرثر لنفسها :وأنا حظي معه كذا عشر سنين أضبط في نفسي ويوم رجعت له صار أردى مني مافيه ..على قولتهم لازان حظك باعلك وأشترالك ...
ولكنها أبت أن تظهر له بشكلها الرث عملت سريعاً لتحسين من مظهرها وتزينت بشكل كافي حتى حين خرجت أخيراً ..
سألته بسيارة :تأخرت عليك ...؟؟
سلطان بوجهة متغضن :ليه ماأنتي متعمدة تلطعيني بذا الشموس ...
غادة بشهقة أستنكار :لاوالله ماني متعمدة ..يعني هذا ظنك فيني ...
سلطان بمزاج سيء :ماهو وقت هالسوالف خلينا نوصل هالشقة اللي كل ماجينا بنطبها تعسرت ...شكل البلاء فيها ...
صمتت بقلق هذا الوجة الآخر لسلطان التي كانت تفكر أين أختفى ..!!!

××من أمسى في مزوحك وأصبح في نداك اشهد أنه من اهل الخير واصحابّ الغناه××

****
أستعاذت من الشيطان حين رأت رقمه يتراقص على شاشتها
ولكنهم وصلوا مرحلة يجب أن تحافظ فيها على الخطوط العريضة
ردت بمجاملة :هلا ياأبو فياض ...
حامد بتوتر من صوتها الذي لايريحه :هلا ياعمة وشلونتس ومن العايدين بعد الزحمة ..
فهدة لم تستطيع كبح لسانها :دايم وأنتي جاي بعد الزحمة ...
حامد بعجلة :جهزي ولدي بجي أخذه عشان يحضر العرس ..
لاتأخرين علي ياعمة وراي حلاق وتجهيزات معرس ...
فهدة تنعكس لهجتها وتصبح أكثر لين :ياوليدي وين بتاخذه أنت اللي بتشيلة ولا العروس ...
ورع ماهو داري عن شي ..
حامد بعصبية :أقول عاد ولدي وأبيه يحضر عرسي يالله جهزيه أمي بتأخذه وخواتي لاتخافين عليه ...
وضعت يدها على رأسه من أن أنهت المكالمة ...لقد كانت تعي جيداً أنا هذا الوقت قادم ...
فحامد الذي لم يسأل عن طفلة منذ الطلاق بشكل مفاجيء يرسل قبل العيد مصروف وكســوة والعديد من الهدايا ...
كان الأمر مريب من تلك اللحضة ..
توجهت للجناح أسماء حيث الصغير وعاملته ...
قالت بأختصار :جهزي فياض وتجهزي معه بيروح عند أهل بابا ..
رأت الأستياء على وجه العاملة لتخبرها :تحملي وأجيبلتس جوال جديد ولاكنتس تسمعين منهم شيء وعينتس على الورع تراه ...يحاول يوقف بأي لحضة بيمشي لاتخلينه بمكان مرتفع لحاله فهمتي ...
هزت العاملة رأسها برضا :أوكي مدام ..
فهدة وهي تغادر الجناح :والله أنه ولدتس أكثر من أنه ولد أمه لو هجيتي فيه ماألومتس ....

****
كان مسترخي بالصحراء ولم يعي أنه دخل بالنوم حتى رن هاتفه قربه ...رفعه ليجد رقم والده :هلاوالله ..وين بكون موقف لي بشعيب وغفت عيني بالهواء العليل ... لاباتسر أجيكم الليلة بسمر مع القمر والنجــوم ..لاتحاول والله ماعندي نية ...طيب عاد إذا جيت كلمتك ..
عاد يضع المزيد من الحطب على ناره التي أنطفئت صحيح أن الجو ليس بارد ولكنه يحتاجها ليصنع قهوته ...
كان قد أوقدها أولاً ولكن يبدو أن النوم غافله وسرقه لعالمه ...
كان يتمطى وهو يفكر أنه كان بحاجة لأجوء الصحراء ..
بعد غياب طويل ..
بأنتظار قهوته رفع هاتفه وأخذ يلتقط صور متفرقة لطبيعة ..
أخيراً ألتقط صورة له مع الشمس التي على وشك المغيب ...
أضافها على حسابة بالأنستقرام .. ووضع منشن لها ...
ثواني فقط ووصله رد من معرف لايعرفه ((ياناس فهموني وين الشمس بالضبط لأن أشعتها أجهرتني ))
هز رأسه بأستنكار :شكل عندها عمى ألوان هالخبلة ..!!!
ولكن أصبح الجميع يرد عليها مشيداً أو ساخراً ...
وهو غير قادر على مجارات حوارهم أو فهمه ..
فجأة أصبحت تصله تعليقات على الدايركت وأن كانت هذه فعلاً صورة صاحب الحساب ...
هجرس محدثاً نفس :اخص شكلهم للحين مانسوا فضيحتي ..
وأخيراً وصله الرد المنتظر :رجعت لموطنك الأصلي يالحصني ..
لقد وصلها منشن منه ودخلت الصورة كانت سترد ولكن أزعجتها كمية التعليقات ماذا أشعة الشمس أجهرتني ..ماهذا الغزل الهابط ..
الوقحة .. قليلة التهذيب .. وهذة توافقها ..وتلك تشيد بذوقها ...
وأكثر ماأصابها بالعصبية ليلى التي تجلس على بعد مقعدين منها تمنشنها على الصورة وتضيف تعليق:ألحقي البنات يتغزلون بزوجك ...!!!
وعمتها غادة ترد بتعليق مبهم حسب ظنها :الحصني أحذف الصورة فلة تغار عليك ..
هي الحمقاء التي مازالت لم تحظره ... وضعت لها حظر وأراحت تفكيرها ...
أبحثوا عن متعتكم بعيد عني ...ودعوني غافلة عن هذه الأمور ...
ماشأني به ليعيش بطيش ويتفاخر بمظهره وجماله ويتلقى المديح ماشأني ...
بل ربما تكون هذه فرصتي للخلاص منه ...
أرتاحت لهذة الفكرة وأقنعت نفسها بصواب ماتوصلت إليه ...

ياهني من قابلك على شبة النار
يناظر عيونك ويسمع حكاويك

****
مساءً كانت تجلس على المنصة أمام الحاضرين ...
بأبتسامة عريض لم يكدرها إلا عدم حضور جوزاء لعرسها ..
تعلم أنها مريضة ولكنها مستاءة جداً أنه لن يكون بينهما مثل هذه الذكرى ...
جائتها شيخة لتخبرها :يالله ياعروسه خلاص حللي كوشتك والمعرس بالغرف معصب ويقولون جايبلتس معه مفاجئة ...
فاتن بتغضينة :ماأحب المفاجئات ..أكيد هذا لافي بيلعب بأعصابي ...
بعد أن عادت لغرفة العروس فعلاً وجدت العريس المنتظر ...
ولم تتفاجيء بمظهره فقد أخبرها الجميع أنه يبدو أخ العريس الصغير أكثر من كون العريس نفسه ..
ولكن الطفل بين يديه هو المفاجئة بالتأكيد ..
لافي بهزل :وش هالترتيبات الخارقة اللي عندك مسوية الزفة بدري ليه ماني قلت أنتظري ..
فاتن التي تعي عينة العريس جيداً وتعلم أنه كان سيفسد زفتها ...
زفت أمام الحضور دون أن تنتظره ..
فاتن وهي تسحب طرف فستانها لتجلس جوار العريس الصامت :كنت مرتبكة ونسيت هالفقرة ...
لافي بأحباط لحامد :هذي عروسك ماودك تسلم عليها ...
حامد بحنق :العروس اللي تفرجوا كل خلق الله عليها قبل معرسها ...
لافي وعينية تتنقل بين الأثنين بأحباط :لاحول ولاقوة إلا بالله ..
فاتن تلتفت للعريس المتشنج مكانه وتمد يديها لتاخذ الطفل الذي أنسل من بين يديه بسهــولة ليتعلق فيها ..
لتلتفت للمصورة :خذيلنا صورة حلــوة ..
المصورة التي تنقل عينيها بالموقف غير مستوعبة ولكن تعودت على مظاهر أسوأ :طيب وريني أبتسامتك ...
من جهته كان متصلب بمكانه منذ دخلت ...
حرفياً هذا ماكان يخشاه ..وكأن الحظ يسخر منه ..أميرة جديدة شقراء هذه المرة ...
ألم يكتفي من الأميرات المدلالات ...
لما كتب بقدره أن لايرتبط إلا بهذا النوع من الفتيات ...
فاتن التي ملت من العريس المتصلب مكانه حتى جلسته غير مستوية أخبرته بلطف :ممكن تضبط جلستك عشان التصوير ...
آه هذا كل مايهمها كسابقتها كيفية الظهور أمام الناس ...
فاتن للمربية التي تقف بطرف الغرفة :فين مصاصته حطيها بفمه خليها يهدأ شوية ...
حامد بأنزعاج فهو فهم حديثها أن الطفل مزعج وهو يدمر الصورة التي تريد الوصول إليها ..
سحبه منها بفظاظه :خليه معي لاينكد عليتس ...
فاتن التي لم تتفاجيء من تصرفه فهو متشنج أكثر من الطفل حتى للمصورة :هاه كيف الصور حلوة ...
المصور بمجاملة ولأنها منزعجة من العريس الوقح :أكيد حبيبتي معقول صورة أنتي فيها ماتطلع حلوة ...شرف لكاميرتي أنها أخذتلك صورة يالحلوة ...
حامد أسلوب المصورة لم يعجبه ويكره هذا النوع من الحديث بين الفتيات :هذي بتخلص ولا شلون الفجر أذن ...
فاتن التي تشكر الله أنهم وصلوا لهذة المرحلة دون أن تتدمر اللحضة :خلاص حبيبتي شكراً تعبناك معنا ...
وجاء الوقت لتفاهم مع هذا العريس المتوتر ...
فاتن بعد خروج المصورة :واللحين ايش ..
حامد وهو يتلفت حوله بأرتياب وكأن السؤال باغته وليس الأكثر واقعية بوضعهم :اللحين يالله بنمشي الفندق ...
فاتن بطولة بال :طيب ممكن تنتظرني بالسيارة بسلم على أمي وخواتي ...
زفر بصوت مرتفع فهو يكره صيغة الأمر بحديثها :طيب يالله بس لاتأخرين ...
وخرج وهو يحمل الطفل كان الخطة أن يعيده لمربيته ...
لكنه أراد أن يقلقها لتفكر أنه سيأخذه معهما ...
بالخارج كان عرس الرجال قد أنتهى منذ فترة طويلة ..
يوجد بضعة رجال من الطرفين ينتظرون أهاليهم ...
من ضمنهم ..
أحمد الذي يقف مع لافي وفهد الحفيد ...
حين خرج حامد بالطفل كان بأنتظاره عواد الذي حين رأى الصغير معه أخذ يوبخه على تصرفاته لما لم يتركه مع النساء بالداخل ...
حامد بعصبية وتوتر شديد :عادي وش فيها ماهو ضايع مع أبوه ..
عواد بضيق :حامد خلاص بلاها هالحركات...عطني الولد برده لعمتي ...
حامد الذي يريد العناد لمجرد العناد اليوم ليس مستعد أبداً على أن يمشي ضمن مخططات أحد ...
وهو يتلفت بضيق يبحث عن جواب لاذع
وقعت عيناه على الضاحك برسمية يقف بين أقربائه ...
كان الدم يغلي بعروقه هذه اللحضة وأعتقد أن ماسيفعله هو أهانة له ...
توجه له وأخويه يراقبان تصرفة بحيرة ولم يفهما نيته ...
حامد حين وقف قربه :خذ ولد مرتك تعرف عليه قبل العرس ..
كان يبتعد وهو يعتقد أنه حقق أنتصار بتذكيره أن زوجته كانت متزوجة من قبل ..
أحمد الذي تلقى الطفل دون سابق أنذار ...
كان يرفعه بعيداً عنه لأنه لو لم يمسكه لايبالغ لو قال كان الطفل سصبح ملقى على الأرض ...
على وضعه ذاك كان ينظر للافي الذي يقف أمامه مصعوق من الموقف ...يبدو أنه لم يتوقع أن عريس أخته صفيق لهذة الدرجة ..
فهد الذي لم يعجبه الموقف ولكن وضع الطفل أيضاً غير مريح :يارجال أمسكه زين الولد شكله بتجيه صدمة نفسيه من أشكالكم ...
لافي بحنق :أنا والله اللي بتجيني صدمة نفسيه ...وانحنى جانباً حين رن هاتفه وتوجه مباشرة لداخل القاعة ...
أحمد الذي أخذ رأي فهد بجديه قرب الطفل ليضعه على كتفه ...فيشهق الطفل حين أصبح لايرى وجهه بأرتياح ..
فهد يكتم ضحكته :شفت كان مرتاع أيه خله كذا لايشوف وجهك ...
لاتخاف عمانه موجوديين خل بس أبوه الأذيه يسري وعطه لهم ...
كان غير مرتاح من الموقف بمجمله حين أقتربت عاملته :سير ..قف مي بيبي بليز ...
أحمد بوجه غير مرتاح :وأنتي مين ان شاءالله ..
العامله مازلت تمد يديها للطفل الذي ألتفت بسرعة على صوتها وأصبح يتحرك بين يديه بأنزعاج :بيبي ستر ..قف مي بليز..
سلمها الطفل بسرعة وأشمئزاز ..قبل أن يعيد يديه لداخل جيبه بتوتر ...
فهد بتهكم :مبروك فرجت أهلك عند السيارة روح لهم ..عقبالي ..
توجه لسيارته بعجل ...ماأن صعد لها حتى أخذ يبحث عن المعقم ..وسرعان ماسكب على يديه كمية كبيرة منه ...ولم تشفي غليلة ..
أم أحمد بأستنكار :وعلكيم السلام !!!
أحمد وهو يجفف يديه بمنديل :السلام عليكم ..سريناا ..
راما الغافلة عن مايحدث :أمي عادي أنزل في بيت جدتي وضحى ...
أم أحمد :ماهو وقته لاحقه عليها بكرة شبكة ولد خالك ..لاتسوين فيها بتهربين من الروحة ...
كان يجفف عرقه ويرفع على درجة التكييف لم يلاحظ أحد حالته فلديهم الكثير من النقاشات الخاصة بالزفاف ...
عند حامد الذي رفض عرض عواد أن يكون هو السائق بهم وفضل أخيه الآخر الذي كبح نفسه للحضة الأخيرة حتى لايضربه ..
فهذا الأحمق قد تكفل عواد بنصف مصاريف زواجة ومع ذالك يغار من فكرة أن الفتاة عرضت عليه أولاً ...معتوه ولاسبيل لتعديل أعوجاجه ...
بالسيارة يركب الأثنان كل منهما بزاويته ويبحر في أفكاره ..
كان متوقفين عند الأشارة حين رمى عليها طرف مشلحه (عبائته الرجالية )
نظرت إلى عبائته الملقاه على كفيها بعدم فهم ..أما من جهته فهو كان منزعج من منظر كفيها الناعم جداً بطلائه ولونها الفاتح جداً
كانت مبهرة جداً لدرجة لم يتحمل أن تلفت انتباه أخيه الذي يقود بهما السيارة ...
تجاهلت الحركة رغم أنها فهمت مضمونهاا ..
عنده كان تفكيرة عاصف .. أنها الليلة المصيرية ..
لو خسر أمامها الليلة سيصبح لعبة في يديها عمره القادم
لن يرتكب نفس خطأه السابق..
لو أكتشفت سهولته ستسيطر عليه وسيتذوق منها نفس المرارة السابقة ...
وهي تستعد أمام مرآتها لاحقاً فكرت أنها ليلة نمطية ...متأكدة أن ليس جميع العرسان سيكونون رومانسين ومتلهفين ..
هناك من نوعية عريسها الذي يحاول أن يخفي أرتباكه ..
بتكشيرته التي تذكرها بتكشيرة الأطفال ...
قال لها مستنكراً بعد أن جلس على الأريكة مرتدي بيجامه حريرية بلون أزرق داكن ...وعلى الطاولة أمامه ضيافة بسيطة: وش تمنظرين ..حتى بالتلفزيون ماشفنا مثلتس...
فاتن التي ألتفتت على عبارته وجدت نفسها مجبرة لتسأله بلهجة لطيفة وهي تقترب لتجلس:طيب ليه تقولها وأنت زعلان ..
ماهو عاجبك أني حلوة !!!
حامد الذي تراجع للخلف هذه أيضاً لاينقصها اللسان وأبتسامتها التي تشبه أبتسامة عاملات الأستقبال تزعجه :الزين الزايد مايعجب أحد مثل الملح لازاد بالأكل ...والسكر لازاد بالشاهي ..
فاتن بضحكة مستنكرة :بس كذا أنت تزعلني !!! من بدايتها بنصير كذا ياحامد !!!
حامد الذي وجد نفسه شبه محشور بالحديث كلا هذه ليست كأسماء هذه مخيفة أكثر :ليه وش سويت لتس أنا كذا اللي يبيني يتقبلني مثل ماأنا ...
فاتن تعيد الخصلة التي تقع على خدها خلف أذنها :بس أنت متأكدة الحياة ماتمشي كذا ... يعني أسلوب التنفير اللي تستخدمه معي تصرف غير صحيح في بداية حياتنا ...
حامد يرفع صوته بأنزعاج :أيه بدت بالفلسفة أنا مايحرق دمي إلا اللي تسوي نفسها فاهمة بكل شيء ..شوفي كل هذا مايمشي عندي ..وخرابيط المثقفين هذي ماهي عندي ...
تمد يدها لتأخذ أحد العصيرين وتشربه ...
ليخبرها :المفروض تشاوريني يمكن أنا أحب النكهة هذي ..يعني هذا الأسلوب الحضاري اللي أنت بتعاملين فيه أهم شيء رغباتك أنتي وغيرك بالطقاق ...
فهمت أن الأمر لاعلاقة له بالعصير ولكن فعلاً بدأت تشعر بالأنزعاج فهذا كثير جداً على أول ليلة ...
مدت له العصير حتى قربته من شفته :أشرب بالعافية ...
حامد بأرتباك :لاماقصدي كذا بس خلاص أشربية بالعافية ...
تراجعت وتركت العصير على الطاولة ...
ولكن هو لم يستطيع التراجع فقربها منه وأسلوبها كلها أسلحة دكت حصونه ولم يستطيع المقاومة وتجاهل وجودها ...
مد يده يداعب مؤخرة عنقها ويقربها إليه ..
حتى أسكنها أحضانه ..
لاحقاً بالسرير يوليها ظهره ... بصدمة كبيرة حتى بأسوأ توقعاته لليلة لم يفكر أنه سيفشل بالقيام بواجباته ...
لم يفهم كيف وصل به الوضع لهذة المرحلة وكيف ذكريات سيئة هاجمته حتى أرتبك وأصبح متشنج بمشاعر الماضي ...
ذكرى ليلة زواجه الأولى وتلهفه ومشاعره العاصفة بتلك الليلة ..
التي وأدت بتصرف شريكته حين أنسحبت بأنزعاج لم تستطيع كبحه فهمه كشعور بالنفور لما شاركته أياه ...
بمشاعرة الغضة سهلة الجرح ... ضل ذاك التصرف كوصمة لطخت ليلتهم الأولى بعينيه للأبد ...
بالنسبة لها لم تريد أن تعطي الأحداث أكبر من حجمها ..ولكن
الكثير من القلق بات يساورها في حياتها الجديدة ...
وماذا يعني كل هذا ...
هل هو شيء لحضي يخص التوتر الذي أضافه هو بنفسه لليلة ..
أم هو مرض دائم وبالتالي يفسر الكثير من ماجرى ...
كأنفصاله الأول ...
××عزتيلي يومني في حياتي ما أسترحت كل ما داويت جرحٍ يجي غيره بديل .××


****

كانت الفكرة من البداية أن يبقوا في منزل فاطمة لأن ليلى تريد البقاء مع يارا في آخر ليالي العزوبية ..ولم تريد أن تكون متكبرة أو مختلفة لو بقت هي بالفندق ولكن من أصبح متضايق من الوضع ليلى نفسها ...
رغم أنهم قد فرغوا لهم غرفة وفاطمة أخذت أبنتاها الصغيرتان لغرفتها .. لتبقى يارا مع ياسمين بغرفتهما ...
ليلى التي تتقلب بالسرير الضيق :وتلوموني يوم أقول ماأبغى أخذ واحد على قده ..أسماء غرفتي أكبر من بيتهم ...
أسماء التي تجرب عقد الشبكة على عنقها :طيب قصري صوتك ..والله عيب لو أحد سمعك أنتظري نرجع الرياض باقي يوم واحد وأشبعي حش ...
ليلى بأستنكار :أنا ماأحش فيهم أنا أحبهم بس هذي حقيقة ..
أسماء بفظاظة:تكفين ليلى لاتحبيني !!!
وصلتها رسالة أشغلتها عن ليلى التي أنطلقت تثرثر بموضوع ما
كانت من رقم المربية ..
أعادة مقطع الفيديو غير مصدقة ...هي لاتنكر أن المربية مهووسة جداً بتصوير أي شخص غريب يحيط بفياض ...
فهي صورت المنذر من قبل حين أخذه ... والحكم ...
حتى حين يزوره أحد الأطفال ليلعب معه تقوم بتصويره ..
ولكن هذه الصورة كانت تحلف أنها من نسج الخيال ..
مالذي يفعله فياض بين يدي أحمد وفي الشارع ....
عادت تفتح المقطع الصوتي ...لتجد المربية تنقل لها الخبر كاملاً وبتفاصيلة الطويلة ..
أغلقت عينيها بحنق على الموقف بأكمله ...
حامد المعتوه يأخذ أبنها ويحضر الزفاف ويبقيه خارج المنزل لثمان ساعات .. والآن يصلها الخبر ..
عادت ترسل للمربية حانقه لما لم تخبرها من بداية الوضع ..
ردت أنها لم تكن تمتلك شبكة بهاتفها وليس لديها رصيد أتصال ...
عادت تخبرها بمقطع صوتي أن العروس حملته وصورت معه ولكنها لم تستطيع ألتقاط صوره لأنه ممنوع التصوير وخشت أن يأخذو هاتفها منها ...
لحسن الحظ ياحمقاء أنك لم تصوري وإلا لأعتقدوا أني من دفعتك لهذا التصرف ...
عادت لتعيد المقطع بعد أن تفهمت الموقف ..
كانت تتأمل ملامحة الهادئة وفياض على كتفه ...
وبعد ذالك تشنجت ملامحه حين أقتربت العاملة تتحدث معه هل أزعجه تصويرها له ..
ولكن لم تعجبها ملامحه المتشنجة أبداً ..
لأنه أكثر مالفت أنتباهها فيه كيف يبدو هاديء حتى في المواقف الصعبة ...
حين وصلها صرخة من ليلى أغلقت شاشة هاتفها بعجل :وش فيك ..
ليلى بأستنكار :وش فيني !! ..وش فيك أنتي ..!!
أي فستان بلتبسـين لو بتسمعين كلامي الأزرق الملكي بيطلعك ملكة !!
قسم كل اللي تشمتوا بطلاقك بيعضون أصابعهم غيرة وحسد ..
أسماء بعدم أقتناع :لو بيصير ملفت كذا أفضل ماألبسه مو ناقصة حسد ..
ليلى ترمي رأسها للخلف :يامستفزة يامتكبرة ... غرورك ماله حد !!!
أسماء :بماأنا بنتكلم بصراحة ترى فستانك فضيحة وبكرة لو شافتك فاطمة بتفضحك عند خالتي ..
ليلى بثقة :قلتيها فستاني أنا حرة ...
أسماء :عفواً أنتي مو حرة خلينا واقعين ليلى الناس ماراح يقولون ليلى لبست ..بيقولون بنت عقـاب لبست ...
ليلى بوجه متغضن :يعني أنا اللي بخرب سمعتكم ...
وأردفت :يارب متى أتزوج وأرتاح عشان يقولون مرت فلان سوت مرت فلان حطت ماهو بنت عقاب ..وأرتاح من هذي المسئولية ..!!
هزت رأسها مستنكرة أسلوبها بالتهرب من المسألة الأساسية ..
أستلقت على سريرها وعادت تفتح الفيديو الذي جذب أهتمامها من جديد ..
××ياجمال الصدف يوم جابتك لي صدفتك تساوي فرحه العُمر واكثر××
****
كان تسخن الطعام الذي أحضره في بداية الليلة ولم يتناولاه حتى الآن ..في مطبخ شقتها الخالي من أي أدوات سوى دولاب أصم ومايكرويف وثلاجه ...يلزمها الكثير من التسوق ..
كان تترنم بصوتها :غريب تارك بلاده والأهل من أجل وااحد ..
ضايع وضيع شبابه ملووه حتى صحابه وسنتين على الدرب تايه
محد من الناس يابه...
كان قد لحق بها ليطلب منها أمر ما ولاحظ جوها العالي من البداية ...
آه هذه هي غادة كما عرفها إذا غضبت هي والطوفان من بعدها وإذا رضت أطربت الدنيا ببهجتهااا ..
ألتفتت عليه حين شعرت بوجوده :كيف تقيم الصوت !!!
سلطان بلهجة عاتبه :اللي أعرفه أن الأغاني حرام ...
غادة وهي تطوح برأسها للخلف ضاحكة :عشان كذا يسمونك سلطان القفلة ..ماعندك مرونة ...حبيبي أنا أغني لك ..مو لأحد غريب و ش الحرام بالموضوع ...
سلطان وهو يقف خلفها يحدق بالأطباق أمامها :الحرام كيف حفظتيهاا!! يعني سامعتها صح ...
وشغل الهز طول الوقت يخليها عادة وأنتي راعية طلعات ودخلات يمكن تنسين عمرتس وتهزين بالشارع ...
غادة بتكشيرة فعلاً أفسد مزاجها :متعمدها صح ...
يهز رأسه بنعم :نفس اللي سويتي أمس ..
وألتقط أحط الأطباق وحمله للسفرة ..
وهم يتناولون الطعام أخبرته :بكره بنزل سوق المواعين نكمل المطبخ ونمر السوبر نجيب أغراض ...
هز راسه بموافقة ...رغم أنه يعي جيداً أن غداً عرس يارا أين ستجد كل هذ الوقت لتبضع ...

لتخبره :ماسألت ليه بس بجاوبك ...عشان بطبخ لحبيبي اللي من الظهر قالب وجهه علي والعذر شغلي فيه مشاكل ...
حتى لو هو ماهمه صحته أنا تهمني ..ومايرتاح قلبي وأنا أشوف كل عيشته من المطاعم ...
يتوقف عن تناول طعامه ويرفع لها عينية حادتين :حبيبتس ...ماهو نفس اللي أمس سبب أذاتس ونكدتس !!!
غادة مستمرة بالعبث بطعامها أكثر من تناوله :لو ماأنحب الواحد ماتأذينا دايم سبب أوجاعنا اللي نحبهم ...
أكملت وهي تلتف حوله لتقف خلفه وتتكيء على أكتافه :ولا ماتفهم بهالكلام ياسلطان عندك الحب بغرفة النوم بس ...
هز كتفه ليبعد يديها :غادة أرجعي كملي عشاتس ...وبلاها هالحركات ..
غادة وهي تعــود لحركتها بل تضيف بأن تلصق خدها بخده :ليه تستحـــي ...!!!
يتوقف عن الطعام ويتكيء للخلف :ماراح يرضيني إلا أفهم وش اللي زعلتس أمس بصراحة وبدون لف ودوران ...
تتركه وتعود لمقعدها :مامنك فايدة سلطان القفلة ...تحب تسمع اللي زعلك ...
تناولت ملعقة من الطبق أمامها وعادت لتملئها من جديد حين لاحظت أنه متوقف عن تناول الطعام نهائياً وكأنه ينتظر الأجابه ...
أرتجف فكها رغم عنها وهي تخرج الجملة الذي طال أنتظاره لها :
ماله دخل اللي قالها ولاله ذنب بس لامست الحقيقة اللي أحاول أغطي عيوني عنها ...
سلطان بأصرار :اللي هي !!
تضغط على شفتها نفس الشعور بالمرارة يكتسيها وهي تعود لتذوق طعم العبارة مرة أخرى :وحدة من البنات تبارك لي مبروك والله يرزقكم الذرية الصالحة ...
أكملت وكلماتها أصبحت مرتجفة :والثانية ترد ليه هو ناقصه ذرية ...
سلطان مباشرة :وحدة لسانها طويل وش اللي مزعلتس بالموضوع ..
من البداية عرفت أن نقل شعورها له لين يصل أبداً ...
لن يفهم المعنى سوى صاحب المعاناة نفسه ...
حين طال الصمت بينهما أخبرته وهي تشرب من كأسها :على قولت القايل ياسلطان ماأنت ناقص ذرية فلاتنتظر ذرية مني ...!!!
لاتعلم لما قالت حتى هذه العبارة ولكن لم يعجبها الصمت ..
أرادت أن تكون هي القوية ..لم تريد أن يرى الضعف الذي رآه أمس ..
بغباء بالتأكيد فهم سبب أنهيارك محاولاتك الفاشلة تزيد الأمر سوء فقط ...
سلطان ببرود :وليه فيه حد معين لذرية !!! لازم نوقف عنده ..
وإذا اللي مخوفتس الشعور ..هذا أنا بكر أبوي ماأظلمه أقول مايحبني بس ماني المفضل ..
فياض رقم ثلاثه وهو ولده المفضل ...
غادة :والله ياسلطان لو جبت لي ولد يكفي بيصير المفضل عندي..
قبل أن تلين لهجتها بصورة فاجئته :ماهو مهم لو ماصار المفضل عندك ...المهم أكون أنا المفضلة والوحيدة بقلبك ...
كانت تنظر إليه بعينان ماكرتان وكأنها تثبت له كل مرة أوصلك لآخر حدود صبرك ثم أسكب عليك من مشاعري مايجمد كل تعابيرك ...
كان يداعب أناملها الذي لايعي متى عانقت كفه :ماعندي رد على كلامتس إلا مثل ماقال الشاعر ..
حبً على كبر صعب أبدله بغيره
بحتفظك فيك وأدري ماأنت نافعني
يمكن مع الوقت أقول محبتك خيره
والله تدري وش اللي معك دافعني
أني معك أنت أمارس آخر الغيرة ..
وأحب فيك البرود اللي يقاطعني
لو ماتكلمت صمتك صعب تفسيره ..
كانت تتكيء بخدها على ذراعها الآخرى مستمتعة ...حتى أخبرته حين فرغ :والله ماأدري تمدحني ولاتذمني ولاتواسي عمرك ...
بس كل هذا ماهو مهم ..تدري ليه ..
لأن لو قالوا لي الشمس تشرق مساء صدقت ...بس لو قالوا سلطان صار يقصد بقول كذابين ... وأهم شيء أن اللي أستفزيت قريحتك الشعرية ..
سلطان وهو يمسح كفيه بالمنديل :من ناحية الأستفزاز أنشهد أنك استفزيتيها ...
أكمل ساخراً بلسانة ولكن عينية كانت غارقة هياماً بها :وللحين هاتي رومانسيتس ياغادة راح حيــاي ...

اي والله أحبك وصايبني على حبك غلو
أشد من غلو ألتزام الدين عقب الهستره

إنتهــى
××ليلة واحدة قادرة على صُنع إنسان آخر لا يشبه ماكان عليه قبلهـــــا ××





وصلت أمس بوقت متأخر من الرياض مع زوجها .. أستيقظت قبل الظهيرة بقليل كان تشرب القهوة التي طلبها لها فزاع بالأضافة للأفطار بسيط ...حين سمعت مكالمة غريبة بين وبين أحد أخوته ..
سألته بفضول :من هذا !!
فزاع ببرود :سلطان يعزمني على الغداء ..يالله خلصي أنزلتس الصالون بلحق على غداهم !!!
مريم بشك :ليه هو عنده بيت هنا عشان يعزم عليه ..
فزاع :ايه عنده وكلمه زود ماأبغى أسمعها إذا جاهزة أمشي أنزلتس الصالون..
مريم بسعادة لاتستطيح كبحها :تكفى فزاع خذني معك الله يخليلك عمي عقاب وخالتي شعاع تأخذني معك العزيمة ماأبغى صالون ...بس أبغى أشوف بيت سلطان ...
فزاع بنظرة مفكرة :طيب أخذتس معي بس بشروط كلمها تطلعينها عن اللي بتشوفينه هنا لأهل الرياض أنتي طالق ... وش رايتس ..
مريم تضع يدها على فمها :ولاحرف حتى بس خلني أرضي فضولي ...
فزاع :ماسمعتي الشرط الثاني تساعدين المرة على الغداء ...
مريم وهي لانية لها بمساعدة أحد فهي ستذهب للمشاهدة وأيقنت هذه اللحضة أن سلطان لدية زوجة أخرى فيالجمال اللحضة :ابشر من عيوني الثنتين ...
****
لقد وقعت بشر أعمالها ...فهي أرادت أن تكيد لسلطان وهو من كاد لها ...
اليوم زفاف يارا ...ولكن لحظها السعيد جداً تقضية بالمطبخ لتصنع الغداء لزوجها ووالده وأخوته ... وأكثر ماكاد يتسبب لها بجلطة ...أن الغداء سمك ..مطبخها الجديد.. شقتها ..أثاثها.. ستدمرهـ بطهي السمك فيه ...
والرائحة التي ستغلل فيه ..لم تظهر له تبرمها أو شعورها بالهزيمة ...
بل كانت بقدر الكلمة التي قطعتها بالأمــس ...
حين تتذكر كيف أستيقظت بمزاج رائق وبدأت يومها بحمام طويل وخرجت ببشرة نظيفة مستعدة لتجهز لحفل الليلة ...
لتتفاجيء بماوجدته بالمطبخ جميع الأدوات التي ستحتاجه مصفوفة ورائحة السمك الزفرة ...
كان الكابوس الأشد في أيامها الحالية ...
والآن وقد أنتصفت بأعداد الطعام كل ماتفكر فيه ماسيحدث بعد أنتهائها من الطبخ لأنها لو نظفت الفوضى لن تفرغ إلا المغرب وستفــوت الزفاف هذا إذا كانت بحالة مناسبة للحضــوره ..
لقد وصل الضيوف قبل قليل وكانت جميع ضيافتهم جاهــزة ..
ولكن طرقه مابين الباب الفاصل للمجلس وبقية الشقة أثارة أرتيابها ..
لقد شمت رائحة العطر النسائي قبل أن ترى المراءة حتى ...
مريم التي فتحت نقابها وهي تتأملها ثم يدت يدها :السلام عليكم ..أنا مــريم مرة فزاع .. مبروك الزواج ...
غادة التي لم تمد لها يدها مصافحة تأملت من الأسفل للأعلى ..الفتاة قد جائت جاهزة لحضــور حفل المساء ... مالذي تفعل في شقتها بهذا الوقت ....
ردت عليها :وعليكم السلام ..حياتس ..أعز من زارنا ..بس أعذريتي ماأقدر أصافحتس يدي فيها زفرة وريحتي طبخ .. تعالي للمطبخ نتساعد ونســولف ..
وعادت لمطبخها ...مريم بقت مكانها متجمدة ..هذة ليست غريبة عنها لقد رأتها بمكان مــا ...ولكن أين !!!!
بالتأكيد من الجماعة ...هذة لكنة صوارم الشرقية ... ياءالهي تبدو مخيفة هل ألحق فيها أم أعود للسيارة وأتصل بفزاع ...
سمعت صوتها فجأة يرتفع من الداخل :يامريم يامرة فزاع تعالي للمطبخ مايمديتس تضيعين !!!
تلفت حولها بالمكان تبدو الشقة فاخرة جداً ..
ولكن رائحة الطبخ فيها تفسد الجـــــو ..
جلست مباشرة على المقعد وأخبرتها :والله حركة وصخة الله يسامحه أبو هجرس معقول يسوي فيك كذا !!! اوه لو حسناء ماتجرأ وخلاها تدخل المطبخ بيوم زي هذا ...
غادة التي ترتدي ملابسه بسيطة وتضع على وسطها مريلة مطبخ لفت عليها بكل هدوء :أسمعي يالحلوة بتطرين فلانه وتسبين بعلانة خذي راحتس ..بس أبو هجرس ماتجيبينه على لسانتس بكلمة ماهي زينه ...
ولا وقتها عاد محد يلومني فيتس ...
مريم التي تراجعت للخلف من نظراتها :لا أنا قصدي يعني أنتي طيبة ماتستاهلين ..
غادة تهز رأسها وهي تعود لتقطيع السلطة :من كذب عليتس وقال أنا طيبة... ليه ماعمرتس سمعتي فيني ..أسألي جوزتس بيقول اعوذبالله من الشيطان الرجيم ...تدرين اللحين نص حمواني خايفين أحط لهم بلاء بالأكل ... بس يجاملون أخوهم ..
مريم التي شعرت بغبائها كادت تشهق وهي تسألها أن كانت :أنتي غادة !!!
غادة بضحكة مستفزة :بشحمها ولحمها ليه أنتي مدرعمة علي وماتدرين من أناا!! ...قومي هزي طولتس طلعيلي من الثلاجة ليمــون ... ولاأقولتس تعالي كملي تقطيع الخضرة هذي وأنا بشوف أغراضي بنفسي ..
وحين لاحظت تلكأها عادت تطلب من بلهجة حادة :قومي وش فيتس فسخي هالكعب لو ماأنتي قادرة تمشين فيه !!!
كانت تريد الضحك على منظر الفتاة التافهة ..ماذا هل جائت لتصبح ضيفة على رأسها في هذا اليوم ..آه تقبلي ضيافتي بصدر رحب إذاً ...
مريم التي تقطع السلطة كان تلوم نفسه ألف مرة على غبائها ...لما لم تسأل من هي ... أنها عمة بنات فاطمة المشهــورة .. خروجها من هذا المكان سالمة يحتاج الكثير من الحذر ... أليست هذه من ترمي زوجها بالقهوة الحارة ...إذاً ماذا ستفعل بها لو أخطأت أمامها وضايقتهااا ...
كانت على أعصابها حتى جهزوا طعام الرجال حذرة بكل تصرف ... خدومة لم ترفض أي طلب لهاا بل عملت أكثر منهااا ..قطعت حتى البصل بيديها وأصبحت رائحتها كالعاملات ولكن كل هذا لايهم لو خرجت منها سليمة بدون أي تشــــوه ...
غادة تخبرها :أجلسي تغدي ...أرتاحي ماقصرتي ..سنعة ماشاءالله عليتس ..أجل ليه يقولون ماتعرف تسوي كأسة الشاهي ..
مريم تشهق :وليه يتكلمون عني أصلاً ..
غادة بأستنكار :يعني أنتي ماتهرجين عن أحد تغدي ياحبيبتي تغدي ورانا عرس ورقص ...
مريم بتأفف :أي عرس وريحتنا بصل وزفرة سمك ...
غادة بأستمــتاع:والله عادي حبيبتي لو جلستي بالفندق مخدومة محشومة أحسنلتس جاي تدورين ورى شقاتس ...
مريم بتكشيرة :جيت ضيفة ..
غادة :الضيفة تنعزم اللي تجي مثلتس يامريم معروفة نيتهاا تستاهل ريحة الطبخ وزفرة السمك ...لاتحسبيني من طقة أمي وأمتس ضيفة أحشمها لو هي جاية ونيتها خبيثة ... لاحبيبتي ماعرفتيني أنا غادة اللي تقول للعورى بعينها أنتي عــورى ..
أنقطع حديثهم على طرقت سلطان للباب ويتحدث بصوت واضح مع شخص آخر :أدخل داخل تلقين مدام اللي تقولتس سويه ..
لتدخل خادمة قادمة من الشركة ...فتزفر غادة الهم الذي كانت تحمله بأمر النظافة والترتيب ...
مريم بعدم أعجاب :ماشاءالله أمداك جبتي خدامة ..!!!
غادة للعاملة :حبيبتي روحي المطبخ تغدي بعدين سوي شغلتس ..
تعود لتحدث مريم :تغدي ياحلــوة لاتأكلين بطرف شوكتس ولاا طبخي ماأعجبتس ..
مريم بتكشيرة :حلو طبخك بس ماأبغى أكثر على قولتك ورانا عرس ورقص ...
وبقيت على أعصابها حتى رن هاتفها برقم فزاع فخرجت على عجل ولم تودع صاحبة المكان بطريقة لائقة ...
لاحقاً بالسيارة سألها :هاه كيف لقيتي مرة أخوي ...
مريم بأنزعاج وهي تكتف :ليه ماقلت أنها عمة البنات وطليقته الشهيرة ...وديتني عند الشريرة وخليتها تستفرد فيني ...
فزاع يكتم ضحكته ويتظاهر بالجدية :ليه وش سوت لتس .. يعني مو لهدرجة أنتي ضيفة عندها ...
مريم وهي تمد كفيها :أي ضيفه كرفتني خلتني أقطع حتى البصل ...
فزاع وهو مستمتع بورطتها حتى تتوقف عن فضــولها المحرج له :وأنا أقول الغداء لذته زايدة أثرك حاطة لمساتك عليه ...
مريم بتبرم وهي تشعر بالظلم :ايه حاط لمساتي ياربي تتكلم معي وهي تشيل السكينة كنت أحسها بتطعني ...يمة يارب ماعاد أشوفهااا وأنا أقول بنات فاطمة طالعات على مين ...
تجاهل فزاع بقية ثرثرتها وكان سعيد بما فعلته غادة فيها ...
البقية كانوا مازالوا يشربون الشاهي بمجلس سلطان ...
فياض يسأله متهكماً :أجل تقولي هالشقة باسم غادة يعني يمكن بأي لحضة تصول علينا وترمينا بالشارع ...
عقاب بأنزعاج :أشرب شاهيك وقوم ودني الفندق بريحلي شــوي قبل الصلاة ...
هجرس الذي جاء من الداخل :أبوي خالتي تبيك !!!
فياض :هي تبيه ياويلك ياسلطان لو جلدتك نادني ...
عقاب بأنزعاج :والله أنا شكلي اللي بجلدك ...أنت ماتعرف تصك فمك ..
فياض يلتفت على والده :بهالنقطة ماأوافقك الرأي بتجلد أحد أجلد فزاع وشهوله جايب مرته !! مايعرف يقولها لااا ..
عقاب بنفس النبرة :بجلدك أنت وياه بنفس العصا ..واللي بيمسكم أخوانكم الصغار عشان تصيرون درس لهم ..
فياض لهجرس :أجل مرة عمك طلعت تمشي برجولهاا حية ترزق ..اخص والله غادة ماهي غادة راحت علومهاا الجيدة اللي ينضرب فيها المثل ...
عقاب يقف بشكل مفاجيء :مشينااا ..
فياض يترك شايه ويلحق به ...ويلتفت على بقية أخوته :جالسين وش تحترون مشينااا ..
الحكم الذي يعي جيداً مقصد والده:بنكمل شاهينا ونجي أبوي بس يبيك أنت ...
سلطان الذي دخل عليهم بقهوة :وش فيكم ..أبوي وينه ...
الحكم :مشوا بيقيل أبوي قبل الصلاة ...
الحسن بأنحراج :أبو هجرس عادي أصور من صالتك بشوف البحر ..
سلطان وهو يفتح هاتفه :خذ راحتك وأنا أخوك ...هجرس دخل عمك ..
الحسن بقلق :لاماأبغاه معي أخاف يسوي يمزح معي ويدفني ويقول أنتحر !!
هجرس بعدم تصديق :أخص حتى أنت !!
سلطان :كانكم بتقلبونها مبزرة مع السلامة راسي منتفخ ماني ناقصكم ..
هجرس مغايضاً الحسن :أنا بروح أنام بغرفتي اللي فيه برندة على البحــر ..
الحسن وهو يغلق هاتفه ويقف بشكل مفاجيئ :ايه أنا بروح لبيت فاطمة تذكرت فلة موصيتني على شيء ...
الحكم بأستنكار :وكيف بتروح ..
الحسن وهو يغادر فعلاً :بطلب أوبر مع السلامة ...
الحكم يقف ليلحلق به :يالله مع السلامة ياجماعة أنشوفكم الليلة ..
بعد خروجهم وجه الحديث لوالده :يبه شفت وش يسون فيني !!!
سلطان وعينه على هاتفه :وش سوو لاتقول يكشون علي ..
هجرس :يبه
سلطان بأنزعاج :وحطبة ..خلك رجال لاتقلب ورع .. واللحين قلي قابلت مرتك !!!
هجرس بتكشيرة :لااا ..
سلطان وهو يتأمله غير مقتنع :وليه للحين ماطلبت عمتك قلت بجلس مع مرتي ...!!
وبنظرة شك :قل الصدق قابلتها برمضان صح ..
هجرس مندفعاً بتبرير الموقف :قسم بالله أنها هي طبت علي ماهو أنااا .. تقول عارفة ماتبيني وخلنا ننفصل ..
سلطان بعدم تصدق :ايييه وش سويت ..
هجرس بنظرة منزعجة :ماسويت شيء قلت بس أنا أبيتس ..
سلطان بطولة بال :أنا من البداية وش قلت لك !! ...روحتك كلها عشان وش .. ماهو عشان تتفق مع عمتك أنك تجلس مع مرتك وتتكلمون تشوفون هل فيه أمل لتفاهم تتعودون على بعض .. ولا ليه مالكين لك عليها ..
هجرس وهو يتذكر منظر سعد حين رآه أمس مع جده ووالده في منزل أبو يــوسف :أنت تقول تسذا بس هم مالهم نفس الراي أبوها خايف على بنته مني وش شايفني حونشي ولا سربوت نيته فيني ماهي زينة ...
سلطان بأنزعاج :أطلبه مثل الناس تكلم معه بالعقل وبيشوفك أعقل الرياجيل وره انك كفــو ...
قاطعه رنين هاتفه وحين رأى الأسم على الشاشة لم يقتنع رفع رأسه لهجرس وعاد لينظر لرقم ويرد عليه مباشرة :هلاا والله ..كيف ..وأبوتس وين ...طيب جايكم ...
وقف بشكل مفاجيء وهو مازال يتحدث على الهاتف قبل أن يغلقه ويطلب من هجرس شماغه :عطني شماغي ..
هجرس بأستفهام وهو يلتقط الشماغ ويمده إليه :وش فيك ..
سلطان بعدم تصديق :عمتك بتولد !!
هجرس بعدم فهم :أي عمة ..
سلطان بضيق من غبائه :عمتك فاطمة ..
هجرس بصدمة وعدم أستيعاب :عمتي فاطمة حامل ...!!!
سلطان مستنكراً غبائه :لاأنا الحامل وأنا أبوك ...
وخرج على عجــل من جهة لتدخل غادة من الجهة الأخرى بعد أن أستحمت وتلف شعـرها بفوطة سألته مستفهمة :وين أبوك !!!
هجرس بهدوء:راح لعمتي بتولد ...
غادة بشهقة :تستهبل هذي !!
هجرس يسأل بجدية فهو ايضاً استغرب الموعد غير المناسب :ليه الولادة على كيفها ..
غادة فكرت أنه يسخر منها :وش دراني أنا اوووف منجد تحب تسوي أزمة اللحين وش السواة مين بيوقف مع العروس لحول ..أنا ناقصني هم عشان أفكر بهموم الناس ... بماأن أبوك راح قم ودني الصالون ..
هجرس بتأفف :اللحين ودي أفهم تروحين الصالون ليه عندتس فرع جويل بغرفتس ليه الفسقة ...
غادة تتكتف :وأنت وش دراك عن اللي بغرفتي ..بعدين من عاد يسولف عن جويل تطور شــوي اللحين الناس تتكلم عن الفاشنسيتات المهم بجيب عبايتي وأجي ونسولف بالطريق ..
نزل ينتظرها بأسفل العمارة بسيارته المستأجرة ..
مشاعره اتجاه زوجة والدة أصبحت غريبة في الأونة الأخيرة ..
فهو لايستطيع كرهها كطفل .. ولايتقبلها كثيراً ..
ولكن لاينكر أنها تعامله بشكل محترم جداً ...
وحين يتذكر الطريقة التي عاملتها فيه حسناء التي كانت تتجاهله وجوده حتى أمام الآخريين ولاتسمح له بدخول جناحها منذ كان بـ13من عمره..
وبين غادة التي كان يشاركها نفس الجناح وحتى اليوم أعدت له غرفة بشقتها الخاصة ...
وقد حلف له والده أنه لايد له بتجهيز هذه الغرفة ... ومحل سكنة الأصلي هو الرياض ولايريد له أن يستقر هنا فكيف يضع له غرفة ...
الأستقرار هنا فكرة تبدو غير سيئة ولكن متأكد أن أبيه سيضع على الطائرة المغادرة للرياض كأول راكب ...


والديره اللي غلااها زايدن حده
لـحدن يـلوم الـذي متولـعن فـيها


****

بالسيارة كان يقود وهو يلاحظ تفكير والده العميق قبل أن يخبره :أسمع وأنا أبوك صح أنا أخوانك مايزعلون منك وينبسطون على هرجك ..بس هذا ماهو يعني خلاص تطلق لسانك بالهرج حتى عن حريمهم ...
فياض الذي شعر أن الأمر جدي قال مبرراً :أبوي أنا ...
قاطعه عقاب :خلني أخلص هرجتي ...أنت تعودت سلطان يضحك لك ويمشيها ..وبتال ماتقدر تقول بوجهه كلمة عن محارمة صح ..خلاص كل أخوانك صغيرهم وكبيرهم ماأبي أسمعك تطري حريمهم مثلهم مثل بتاال ..يعني اللي قدرك تكف لسانك عنه يقدرك تكف لسانك عن الباقيين ..أنت ترضى يهرجون بمرتك !! كان تأكلهم أحياء.. أجل خلاص الضحك الزايد ماله داعــي .. وهالباب صكه ..
فياض بجدية :طيب ابشر على هالخشم .. انا أحسبني ألطف الأجواء مادريت أني بعيونكم هبيلة ...
عقاب بتنهيدة من أرهقته التجارب :العمر يركض وأنا أبوك وبكرة عيال هالحريم اللي تضحك عليهن بيقلبون عليك وأنت عمهم وبتطيح بمشاكل بدايتها ضحكة ومزحة ...
وبعدين ماهو كل الحريم أجوديات مثل غادة بيسكتن ويقولون ايه فياض مانزعل منه لسانه متبري منه ...بعضهن بيزعلن ويحطن فيك ويوصلنها لأهلهن وتكبر ...فمنبع الشر أدفنه وريح راسك ...
فياض يهز راسه بأقتناع :صادق ياأبو سلطان هرجك حكم .. أنا كنت غافل وزين أنك نبهتني ...


××ما قـيمـة الـنـاسِ إلا فـيّ مبَـادئهـم لا الـمالُ يبقئ ولا الألّـقـاب والرتبُ××


****

تقف متفرجة على وضع والدتها التي فاجئها الطلق قبل الظهر بقليل ولكنها فكرت أنها ستطلق ليوم كامل كعادتها..
أو مايزيد على ذالك بأمكانها حضور الزفاف ..
وليلاً تتوجه للمستشفى ...هذا تفكيرها قبل ساعتين ولكن الآن تشعر أن طفلها سيخرج بأي لحضة ..
والطلق شديد وغير معتاد ...
ياسمين وهي تشاهد تقلب والدتها بسرير بأرتباك :يمه تكفين حاولي تمسكين نفسك ممكن أتحمل أي شيء إلا أنك تولدين قدامي ...
فاطمة الحانقة وعرقها يتصبب وظهرها يتمزق من الألم :يابنت روحي لاتخليني أدعي عليك هاللحضة والدعوة مستجابة ...
ياسمين وفكرهـ تبزغ بذهنها :دام الدعوة مستجابة ليه ماتدعين الله يفكني من الحصني ..
فاطمة بصرخة وجع :ياسمين ووجع روحي عن وجهي ...
تحملت للحضات ..وحين أصبحت قادرة على الحديث :يارب توفق هجرس وترزقه وتعطيه اللي تستاهله وتشوفه بعينها أحسن الناس ..
ياسمين بحنق :أدعيلي أنا بنتك ...
فاطمة تعود للتوجع وحين فك الألم لثواني أخذت تدعي ليارا أن تتوفق بليلتها وحياتها ..
ياسمين تجلس بملل:دايم أنا اللي بواجهة مصايبكم ودايم مسحــوب علي ...
وقفت بشكل مفاجيء حين رن هاتفها :يمه خالي شكله برى ..
وين الشنطة ...وركضت تساعد والدتها لتقف وتحمل الشنطة
التي سلمتها هي وأمها لخالها عند باب الشارع ..
لتزفر بأرتياح لحضي بعد أن غادرت :الله يستر ...وماتكشف يارا الوضع من بدري ..
وصعدت لها بكل هدوء ...
وحين سألتها بتوتر :أنتي وينك شوفي كيف الشغل ..
ياسمين بضحكة متوترة وهي تجلس على السرير :يهبل .. أقولك أمي راحت الصالون مع عمتي غادة ...
يارا بشهقة :ليه وهي تعبانة ..
ياسمين والكذبات تنساب على لسانها :تعرفين نفسيتها هاليومين مو قد كذا وتقول متأكدة ان الأرتست حقتك من جنبها ...
الأرتست بضحكة :طيب كثر خيرك حبيبتي !!
ياسمين بأرتيحاية :هذا رأي أمي مو رأيي .. يكفي بتسوين العروس أمي دقة قديمة تبغى مكياج أم العروسة مايمشي عندك كذا صح ...
المهم أنا مكياجي أبغاه بدون ألوان ثقيلة خلي اللي يشوفني يقول حرام منجدهم هذي بيزوجونها يمكن أحد يدعيلي وأنفصل ..
يارا بنظرة أستنكار :المشكلة ماهو بالوجه ..المشكلة بالجسم كل من شافك بيقول زين زوجوا هالبقرة قبل ماتطيح بكبودهم ...
ياسمين بضحكة باردة :طيب أرجعي من شهر البصل وأعلمك مين البقرة ..
خرجت لتطلب رقم والدها ولكن تراجعت باللحضة الأخير وهي تتذكر عبارة والدتها :أبوك أي شيء يربكة وهو ماهو ناقصة ربكة خليه بعرس بنته أنا ماني ضايعة ...
لاحقاً بالقاعة أصبحت يارا أكثر ألحاح بطلب والدتها وهي قد وصلها الخبر للتو قالت بقلق :بصرحة أمي ولدت ...
يارا بشهقة صدمة :اليووووم ...
ياسمين :أكيد اليوم أجل أمس ...
يارا بحماس :ايه وش جابت ياهبلااااا .!.!!!
ياسمين بتوتر وحماس والكثير من المشاعر المتضاربة :ولد مبروك وجهك خير ماأدري وجهة هو خير المهم يارب تخلص هالليلة على خير ...بموووت من التوتر قبل نهايتها ..
يارا براحة :اللهم لك الحمد يارب بكل سهولة ولدت أمي وجابت ولد وأنا ماأدري حلو ماتوترت بأنتظار الخبر ...
ياسمين تهز رأسها بتفهم وهي تضمر بداخلها كم أنتي مرتاحة دائماً وأنا من أواجه المصاعب والتعقيــدات ..
لما علي اليوم أنا ألعب أم العروسة ماهو ذنبي بهذة الحــياة ...


××حطني في وجه الأقدار و كبار الظروف و أسترح في ظل وجهي و سندها علي××


****

زفرت بملل وهي تراقب حالات حمولتها ... الجميع يبارك زواج يارا وأنواع التصوير من الأحتفال ...ليس وكأن أختها لم يمضي على مـوتها أسبوعين ..
وأمس عرضت ليلى هدايا الأخوال لأبنة أختهم .. بريق الألماس أجهر عينيها من خلف الشاشة ...
شد أنتبهاها والدتها تسأل :يابنيتي هي فهدة وش هالحالة اللي حاطتها الولد اللي بشروها فيه من هـــــو !!
حسناء التي لم تضيف فهدة بالواتس اب حتى لاتراقب حالتها :أشوف يمة ... وحين فتحت حالاتها فبعد المباركة من وقت مبكر صباحاً ليارا بليلة زفافها كان هناك حالة جديدة ((بشروني بشارة من عطا رب الملا ...بالولد والبشاير في حياتي تجــود ...أحمد الله وقلبي زاد طعم السلا ))
وبعدها مباركة لفاطمة بأبنها أصيل ...
حسناء تتمتم بغيض :حفيدتس أندفن مع أمه وفالحة تحطين حالات بشارة ...
ورفعت صوتها تخبر أمها :يمة هذي فاطمة ماشاءالله جابت ولد ...
أم صالح بأستبشار :هي اللي معها خمس بنات لاإله إلا الله ماشاءالله ...
وصمتت للحضات قبل أن تقول بأسى :حتى عبير كانت حامل بولد ...
حسناء بلهجة عدم رضا :ايه يمه الحظ لاقام قام ... بنتها تزوجت وهي جابت الولد ...
نورة التي كانت تشاركهم الجلسة وتراسل زوجهااا أغلقت هاتفها :لاإله إلا الله يابنت الحلال قولي الله يبارك لها باللي عطاها مو هذي نفسها المسكينة اللي أنتظرت الولد عشرين سنه وماكلمت السنه من يوم طق زوجها على راسها الثانية ..!!!
أجل وليست وحدها ياأختاه ...لم أخبركِ بعد إليس كذالك أنا أصبحت زوجة ثانية أيضاً ...وعادت تتذكر الرسالة التي وردتها منه قبل مغادرته الدمام ...
(( أم نايف أنا مسافر بحضر عرس يارا ويمكن أخذ بعدها أسبوع هناك ...
أتمنى لو رجعت تكونون جاهزين تنقلون لبيتكم ... اللي ناقص كمليه هالأيام ... الفلوس بيدتس والسواق عندتس ...
بس قبلها لازم تعرفين موضوع مهم ...أنا بفترة الأنفصال أخذت لي مرة ثانية .. بديرة ثانية ...ولالتسن علاقة في بعض ...
إذا بترضين بهذا الوضع خير وبركة ..تحسين ماأنتي قدها بعد بتنقلين للبيت مع عيالتس ..وأنا ماني مخليكم ...بس ماأقدر أجبر أحد علي ... فكري وشاوري روحتس وبسمع قرارتس لرجعت ))
لقد اتخذ كل القرارات ... ووضعها أمام الأمر الواقع
ومازال يتحدث عن القرارات ..
كانت الفكرة أن تتزوج هي وترمي أبنائها عليه ..
ولكن ماحدث هو من تزوج وأعادها على ذمته لتربي الأبناء فقط ...
آه عبير أين أنتي لو ترين حالي من بعدك وكيف دارت بي الدنيا
ورمت بوجهي كل خططي ...
حظي وحظك متشابه ياأختي حتى اللحضة الأخيرة ...


××علّم اللي من دروس الزمن ماله نصيب ... عـادة الأيــام تِـخلِف هـقاوي مـن هقى ..××


****


قررتا الحصول على جناح بالفندق وأستقبال الأرتست فيه بعيداً عن الأزدحام في منزل فاطمة ...
كان تصب لنفسها من القهوة العربية وتشرب وهي تلاحظ الهمس بين ليلى والأرتست فهما تتحدثان بصــوت مرتفع وحين تقترب تختفي أصواتهم ..
حين وقفت ليلى وتوجهت للغرفة الأخرى لترتدي ملابسها سألتها الأرتست ونظرتها لها غير معجبة :صدق تزوجتي مرتين ..!!!
أسماء بنظرة حادة :أتوقع أمر شخصي ومالك الحق تسألين عنه ..
الأرتست بعدم أستحسان :بس بعدك صغيرة وش مستعجلة عليه ...
بقت على أعصابها حتى خرجت لتسأل ليلى بضيق :ليه تقولين لها كم مرة متزوجة !!!
ليلى وهي تعدل من شعرها القصير وتتأكد من ثبات أكسسوار الشعر الذي يوحي أنه قبعة سوداء بشبكة تغطي مقدمة جبينها على نمط أنيق وأثيري:مانزلت عينها عليك من يوم جت وسألتني وش وضعها أختك قلت متزوجة مرتين !!!
أسماء بذهول من عدم مراعاتها للخصوصية :ياأخي لاتتكلمين عني !!! قولي أي تصريفة ..
بعدين وش وضعها تسأل عن الناس ..
ليلى وهي التي تعجبت من الفكرة وأستحسنتها بنفس الوقت :تقول دايم الناس يسألونها لو تعرف بنات حلوات يعني شغل خطابة بس بأسلوب آخر ...المهم يالله ألبسي عباتك أنتي وذا التاج صدق فضايح ...غصب أنا الملكة !!!
أسماء التي أرتدت فستانها الأزرق الملكي وأرتدت تاج فضي في مقدمة شعرها الذي تركته بتمــويجاته الأصطناعيه حتى أسفل ظهرها :أحسن من الملاك الأسود ..
قالته تعليقاً على فستان ليلى الذي يحمل جناح على جزء من ظهرها ...وبلون الأسود ...
حين رن هاتفها قالت تعجلها :طيب يالملكة لاتروح عربتنا ونطقها كعابي ...
لاحقاً بالأستقبال وجدا ياسمين تقف مع عماتها همست لها بتعجب :وين أمك ؟؟؟
ياسمين بوجه ضجر :ولدت وجابت ولد أنتي وين عايشة حتى جدتي فهدة حطت حالة وعلمت الدنيا كلها وأنتي معنا بنفس الديرة ماتدرين !!!
وأمام شهقاتهن قالت مجاملة وهي تشير لطرف الآخر :هذي عمتي أم يوسف وبناتها ...
سلموا عليهم وباركوا ودخلوا للقاعة ...
ليلى تهمس لأسماء وهي تفاضل بعينيها بين الطاولات :شكله جاي لهم عرض على القاعة صدقيني ماتلقين أرخص من كذا ...
أسماء تتظاهر أنها لاتسمعهاا ..
ليلى حين رأت فزة ومريم على أحد الطاولات أمرتها :ياويلك تروحين عندهم ...
ولكن أسماء توجهت لهم وجلست فمن المحرج جدا أن يتفرقوا على أعين الناس ...وجائت ليلى بكل عصبيتها وجلست هي الأخرى وحذرت مريم :لاأسمع لك صوت ...

على طاولة تبعد عنهم قليلاً كانت تجلس غادة وسلمــى وأختهم الثالثة وفادية زوجة الأب ...
سلمى بأستنكار وهي ترى ياسمين تصعد المنصة للمرة الثالثة لترقص :هذي وش عندهااا ... لازم تغطي على بنات عمها يعني ...ماهو خلاص تزوجت وجاها نصيبها ...
فادية تريد مشاكسة حماتها :يووه ياسلمى أنتي وتفكيرتس الدقة القديمة البنات يرقصن عشان ينبسطن ماهو عشان العرس ...
العمة الثالثة :سلمى صادزة خوات العريس أحق بها اليوم كشخة ولبس خلي يجيهن نصيبهن وياسمين حظها قايم مايحتـاج هذا أكيد تخطيط من خالاتها ..خصوصاً الأرملة السوداء هذي واضح كل البلاء من راسها ...
سلمى بضحكة ساخرة :خلها تدبر عمرها قبل ماتقطع سوق الناس خلت الناس يهرجون بعقاب بعد كل هالعمر ... وكيف بنته عنست ..
فادية بتأفف :ترى طفشتوناا واضح غيرتكم منهم ياتقومون ترقصون ياتشوفون لكم سالفة ثانية ..
وألتفتت على غادة :توقعين حماتس توافق على أخوي لو خطبها !!!
سلمى بشهقة مستنكرة :أي أخو ...!!
فادية :وأنتي وش دخلتس !!
سلمى بحنق:أخوانتس كلهم متزوجين من اللي يدور العرس على مرته ...
فادية التي زلت بلسانها أمام سلمى :خلاص أنسي محد متزوج ...
سلمى بحدس لايمكن أن يخيب :بتزوجين أبو عيالي صح هذي أخرتها يافادية أنا اللي سويت كل البلاوي عشان أزوجتس أخوي بعد ماعنستي ...
فادية تخرج قطعة علك من قرطاستها وتضعها بفمها :طيب أنتي قلتيهاا عوانس وش نسوي لازم نأخذ على حريم !!!
غادة وهي تقف بشكل مفاجئ :الله يقطع الجلسة معتسن أروح أرقص أسنع من مقابلتسن يالعجــــز ...
فزة لم تكن قادرة على الجلوس أكثر فهي متعبة ورائحة المكان تضايقها ولأنها لاتستطيع الأكل بسبب الوحام فهي تشعر بالدوار طوال الوقت ..
أستئذنت وتوجهت للخارج لتتصل على الحكم ليخرجها من هنا قبل أن تفقد وعيها ...
ليلى كانت تجد الكثير من المتعة بالحرب الجديدة بين مريم وأسمــاء ...
وأسماء لأنها لاتريد أن تتحدث مع مريم التي لاتغلق فمها ولاتترك شيء ولاتعلق عليه كان تشرب فناجين القهوة الواحد خلف الآخر ...
ليلى :ايه بيجيك أرق ..
شهقة مفاجئة من مريم لفتت أنتباههم ...
ليلى تمد لها علبة الماء :أشربي لاتموتين علينا عاد على طول بيتهمــونا بقتلك !!! ..
ولفت للنظر على المنصة لترى ماسبب لمريم كل هذه الصدمة ..
آه كان غادة المزعجة ترقص ...ورقصها يثير الحسد والغيرة بنفوس ...
مريم بغيرة شديدة :هذي من وين تجيب النشاط عشان ترقص بآخر الليل كأنها حية ...لاا ومع ذا الرقص كنها مو طبيعية ...
ليلى بصدمة :أنتي الحية ياقليلة الأدب والله لأعلم فزاع ..
مريم التي أدركت أنها جنت على نفسها بعبارتها :لاتكفين توبة والله ماأعيدها قصدي يعني مرونتها والله ماقصدي اللي فهمتيه ..
أسماء بتشفي :مالها ترقيع كلمتك .. وبكل صراحة أنتي لو يشتكونك اللي تسبينهم أتوقع تنحبسين مؤبد ...
ماأن نزلت غادة حتى وقفت ليلى لتقــول :بروح أرقص ...
مريم بأستجداء :أسماء تكفين أقنعيها ماتقول لفزاع أخاف يطلقني عشان زلة لسان ..
أسماء :وليه يزل لسانك ..أنتي لاقيتنا تسبين بعدين تقولين زلة لسان تحملي زلات لسانك ...
وصمتت حين لاحظت أن زفة يارا ستبدأ وتريد أن تركز عليها ...
أخرجت عبائتها وأرتدتها وفعل الجميع بالمثل لأن العريس سيكون مع عروسه ..
مرت الزفة بطريقة سلسة كان كل شيء رائع ...
العروس وعريسها وأخواته وأمه يرقصون من حوله ...
ثم حدث شيء غير مألوف ...لما فتيات يرتدين عبائات يرقصن بوجود العريس الذي أصبح بموقف سخيف ومحـــــرج ..
ليلى بصدمة :وجع بنات الآية ذولي لو سارقه أزواجهن ماسوون كذا ...
مريم بأنسجام هي الأخرى :شفت الموقف هذا قبل بس ماأدري وين والله صوارم الشرقية غطوا علينا بالخبث ..
أسماء المركزة على مريم جداً :تكلمي عن نفسك حبيبتي ..!!!
من جهة أخرى ياسمين التي تقف مع عمتها أخبرتهم بأنهيار أعصاب :والله لو ماتصرفتوا لأفضحكم ..أقسم لتشوفون شيء بحياتكم ماشفتوه ..
غادة بأنزعاج من تهديداتها :وحنا وش دخلنا ..
ياسمين بأنفعال :أنتم العمات أختي جالسه هناك تنحرق وبتسكتون ...
سلمى تنزع كعبيها وتتوجه إليهن وبصوت مرتفع نوعاً ما:بتنزلن ولاأنزل هذا على روسكن ياقليلات التربية ...تف عليكن وعلى أمكن اللي ماعرفت تربيكن ...
ولم يردن إلا بقهقه سخيفة وتركن المكان بعد أن أستطعن زعزعة الوضع وأزعاج العروس ...


××ماورى وجهك هموم ولا خسّاير كل من شافك بعد ربي توفّق××


****


لو كنت من المصطفين لأستقبال الضيوف بهذا الزفاف لايمكنك أن لاتلاحظ حركات فزاع المثيرة للسخرية ...
وهذا ماكان يشاهده الحكم والهجرس على الطرف الآخر المهمش من الأستقبال ...
فالضيوف يتوجهون لسلام على عقاب ووالد العروس ووالد العريس
والثنائي سلطان وفياض ... وبعد ذالك يتم تجاهل فزاع ..
وحاول أن يغير موقعه ليصبح بين الأثنان ..لكن الضيف ماأن يفرغ من سلطان حتى يلفت أنتباه فياض فيتوجه له مباشرة متجاوز فزاع
بطريقة كوميديه ...
هجرس بأنسحاب مفاجيء فقط أستمتع بالموقف لآخر لحضة :أنا بطلع أدخن لو سألك أبوي عني قل راح يراقب القهوجية ..
الحكم يسابقه للخروج :دورلك أحد غيري يغطي عليك ..بعدين وش حركات البزران لو سألك أبوي عني كم عمرك أنت ...مفرك من المدرسة !!!
ماأن خرج الأثنان كان هناك الكثير من الجلسات ...ويشغلها بعض الشباب الحاضر وصغار السن ...
أشعل هجرس سيجارته ...والحكم كان يجلس على نفس المقعد وتركيزه على هاتفه ..
صوت خبيث كان واضح لهما :هذا هـــــو !!!
بشخرة سخرية :قلت لك إلا ماتشوفه الليلة ..
:هاه أجل يوم الرياجيل صارت تهوى الرياجيل في ذمتي أنهم أختلفوا على السعر !!!
بلا مبالغة شعر بالدم يغلي بعروقه وألتفت حاقد ليرى من أستطاع أن يكون بهذة البذائة والوقاحة ويصدر مثل هذه التهم جزافاً ...
بل لو أمسكوه بهذة اللحضة وطلبوا الشرطة وقدموا محضر ضده وشهدوا بعض الحضور بتهمة القذف لكسب القضية بسهولة ...
ألتفت على صاحب الشأن فوجده يشرب سيجارته غير مبالي ...
قبل أن يلقيها ويقف ببرود عائداً للداخل ...
وهو لايصدق أنه بهذا الدم البارد وعدم الأهتمام إلا يمتلك بعض النخوة حتى يثور دون عرضة ..
بقى لفترة يراقبه ... حتى وقف فجأة وتوجه لدورات المياة ..
لم يفكر أن يلحق به .. ولكن شك حين لاحظ شخصين يقفان بشكل مفاجيء خلفه ...!!!
الحركة لم تكن غريبة عليه بدت مألوفة لحاسته السادسة ...
حين دخل لم يكن هناك أحد فقط الشخصين أصحاب الوجوه غير المريحة ..
تظاهر بدخوله لأحد الحمامات حتى لايبدو مريب ...
كان يستمع بهدوء للخارج ..
لايسمع إلا صوت مراوح الشفط ...
قبل أن ترتفع دندنة مألوفه له :أشوفك كل يوم وأروح وأقول نظره ترد الروح ...أعيش فيها عشان بكرة عشان ليلي اللي كله جروح ..
وبلهجة ساخرة :أجل طلع هذا جوكم ..السعر !! ..
لايعلم مالذي أخافهم من هجرس حتى تصبح أصواتهم فزعة وهم يردون ..بأنهم لايعرفون عن ماذا يتحدث ..!!!
هجرس وهو يلوح بما يحمله :اوووه ياعيال عيب عليكم خلوكم قد الكلام اللي طلع منكم ...لايخوفكم هذا ...هذا أخر شيء بأستخدمه ...
حين بدأ أصوات أرتطام أشبه بتحطيم للعظام خرج بأندفاع ..
ليزفر بأرتياح حين وجد هجرس هو المسيطر وليس العكس ..
هجرس حين لاحظ وجوده بالمرآة :ماني محتاج فزعتك .. بس تقدر تطلب لهم الأسعاف ...
وألتقط منظف المراحيض الأسيد وحين رفعه ليسكبه عليهم حذره :شوف الأمور لهنا ممكن تمــر ... بس بعد ماتحرقهم أو أي شيء أنت ناويه بتكبر المسألة ...
هجرس الذي أحتاج الأمر منه تفكير بسيط قبل أن يلقي العبوة غير مهتم :صادق ماتسوى علي أخذ قضية جديد على حساب تسلاب شوارع ...
بحركة أخيرة منه أخرج أوراق نقدية ورماها قربهم :هذا سعـــركم ..حسب تقيمــي الشخصي ..ماتسوون أكثر ..

××خذها من اللي خذا عبره من أيامه وجيه ماتستحي لا تستحي منها××
كانت تنام بشكل طبيعي بغرفتها .. حتى دخل عليها مع أنها قد تركت الأضواء مفتوحة لكن ماأن دخل حتى أنطفأت الأضاءة وكانت هناك أنوار قادمة من الخارج أختفت هي الأخرى لتتحول الغرفة لظلام دامس ..
تحاول الوقوف لفتح الأضاءة ولكن لاتستطيع ...
كم بأيامها الأخيرة تبدو منهكة والحرارة الشديدة والمسكنات تسيطر على جسدها ...فتبدو جثة بلا حول ولاقوة ...
أقترب منها سحب اللحاف وألقاه بعيداً ... مد يده إليها ...نظرت للجهة الأخرى ...لاتصدق أنه يقف يراقبها وهذا يحدث معها بدون أن يفعل شيء ..
وتبدو نظراته متهمة صاحت فيه خرج صوتها هذه المرة :لااا بتااال لااا أنا مالي ذنب ...مو أنااا لاااا ...
توقفت عن الصراخ على يد والدتها التي فتحت الضوء وتسألها ماأمرها وهي تهز كتفها وتتلمس جبينها تتأكد من أمر حرارتها ...
جوزاء برجاء :يمة ماأقدر تعبت ماأقدر أنام خليني أنام عندك تكفين يمه ..
هزت وضحى رأسها بأستنكار لطلبها ولكن لاحقاً أستسلمت لهااا ...فهي أيضاً تعبت من صوت صياحها كلما غفت عينها الذي يجعلها تصعد السلالم كل مرة بعجل وبأنفاس مقطوعة وعظام منهكة ...


××عطني من أطراف الليالي مواعيد وعطني على نسيانّ اﻷوجاع قوه .××



****

أخيراً وصلا لهذة المرحلة من الليلة هاهي تصف خلفه ليصليا ركعتي سنة يبدأن بها حياتهما القادمــة ..
ليلة عمرها التي سرقت منها...عبر أخيها الذي قرر أن يظهر للحياة يوم عرسها ...تأخر 20 سنة وحين جاء سرق منها الأضواء ...
كانت تفكر بهذا كنكتة ...أجل تضايقت جداً لعدم حضور والدتها لزفافها ..
ولأرتباك والدها بفرحة مخــطوفة بأبنه الذكر ...
فهو لايعلم هل يفرح بأبنته العروس أم بأبنه الرضيع ...
وكيف أصبح الجميع يبارك له زواج أبنته بأسمه الجديد أبو أصيل ..
كان الأسم غريب أختارته والدتها رغم أنه لم يعجب أحد ..
ولكن أصرت عليه ..
سحب ثياب الصلاة من يدها :خليه رتبتيه بطريقة هندسية ماشفت أرتب من كذا ..
يارا بضحكة ناعمة :عقلي ماهو معي أفكر بأصيل ..
يوسف يهز رأسه بتفهم :وأكيد ماهي أفكار سلمية ..ماهي معقول يارا الدلوعة بتمرر لأخوها تخريبه ليلتها ...
يارا تجاهلت لفضة الدلوعة :مين قال بمررها بعضه مع خده أول ماأشوفه وخل أحد يفكه مني !!
صمت للحضات قبل أن يـقول :اللي حصل اليوم أتمنى مايتكرر !!!
يارا وهي تضع قدم على أخرى :اللي حصل من أي طرف عماتك ولا بنات خالتك !!!
يوسف وأنتبه لتلاعبها بالكلمة :عماتي !!!
يارا لم تكن ستتطرق للموضوع اليوم ولكن هو من بدأ بفتح الموضوع:لا عماتي أنا ..الكل يعرف أن علاقتنا مع عماتي ماهي صافيه .. اللي حصل كله ضدي .. بس أنت ماأتوقع عند عماتي مشكلة معك !!!
يوسف :يعني اللي بتوصلين له ..
يارا بنبرة هادئة ولكنها تحمل الكثير من الغل أتجاه الموضوع :يوسف أنت اللي فتحت الموضوع أنا ماكنت بحمل أحد المشكلة بس أنت جاي تحذرني أنا أتوقع فيه أشخاص كثير يستحقون هذا التحذير أنا بذيل القائمة ..أنا جلست بمكاني مثل الهبلا وبنات خالاتك يرقصن قدامك !!!
يوسف إذا أمك تبغى تزوجك منهم وش راميك علي ولا هي بس تنكيد وتكسير راس ...
بلهجة تحمل اللوم :يعني هذا كل اللي فهمتيه من تمسكي فيتس وأختياري لتس تكسير راس ..
يارا :شوف شرحت كثير قبل مانوصل لهذا المكان مانناسب بعض شرحت لك وضحت لك ..لا أمك تبغاني ولا خواتك وعندهم خطط لك ...
بس نوصل لليوم وترجع تفتح موضوع تافه وتوجهه ضدي معليش تحمل اللي بتسمعه ..يوسف أنا ماراح أطلب كثير حكم عقلك وشوف من الغلطان ..
أكملت حين لم يرد عليها ويبدو متعمق بالتفكير:شكل المفاجئة كانت من نصيبك المرة هذي لاتتفاجيء يايوسف شفت أكثر بكثير منهم ...من الرقص قدامك ...سمعت ملايين المرات من يوم خطبتني وعلى أستمرار الوقت ... البرصاء .. المريضة وكلام أذكره وكثير يروح من بالي ...
يوسف بأنزعاج من محاولتها أفساد الليلة :كل هالكلام ماله داعي الليلة ..
يارا بجدية :لا هذا وقته أصلاً أنا جالسه أوضحلك كيف بيكون مستقبلنا مع بعض الكلام اللي حاولت أوصله لك من قبل بطرق شتى ومافهمته ..
بكرة بتبدأ المشاكل مابينا ..بكرة هذي ممكن تكون بعد أسبوع بعد شهر ..بعد سنة ... بس اليوم وبأيام الخطوبة كانت بذرتهااا ...
متى بتظهر على السطح الله أعلم ...وتخيل يايوسف من بيكون الضحية ...
أنا لأنك مستقبلاً بتمل من المشاكل ..وبتختار أمك وخواتك وخالتك وبناتها علي ...
بس تدري عمري ماراح أسامحك لأني مافرضت نفسي عليك ولاتمسكت فيك ... بس أنت خليتها شغلة عناد ولاا ليه يارا الدلوعة ترفضني ...
يوسف بصبر :خلصتي اللي عندتس !! أنا ماأحب الكلام الكثير أنا أفعالي تتكلم عني وبتشــوفين أنا ماأخترتس عبث ومالأحد حق يفرض علي اللي بتشاركني حياتي لاأمي ولاغيرها ...
وانا بخليها مثلتس على الأيام تعلمتس من أناا ..
صمت لم تجادل أكثر فهذا كان كثير على الليلة الأولى ...
ولكن النقاط كان عليها أن تضع على حــروفها ...
أعلم جيداً معدنك يوسف ولكن من هم حولك قادريين على أفساد حياتناا
ووضعوا بصمتهم من الليلة ...
تقبلت تقربه منها بهدوء .. سألها بتودد :نكمل ليلتنا ولا بينكدون علينا حتى هناا ...
يارا بدلال وهي تلف خصل من شعرها الفاتح جداً بفعل الصبغة :
لا خلاص زمن الهروب ولى ...بس أوعدني قبل تسمع مني دايم قبل أي أحد ثاني ..
وهو يلتقط الخصلة التي تعبث فيها بين أصبعية :حاضر..
واللحين خلاص خلي كل هالسوالف ورى هالباب وخلينا مع بعض بليلة العمر ...أنا وأنتي وبس...


××ما بقى من حلو نظرتها عتاب
كيف بزعل . والرضا بعيونها××

****

مرت الليلة على خير هي أسعد أنسانة اليوم ..لقد أنجزت المهمة بسلام ..
وغداً عليها أن تستيقظ لتعاود لعب دور الأمومة مع أخواتها من جديد وترتب المنزل من أجل أستقبال والدتها وأخيهاا ..
ولكن هناك شخص غير مستعد لمنحها الراحة هذه الليلة ...
فتحت الباب بعنف لتحدق بمروى بغضب :نعم خير ساعة بنام قبل الفجر وش فيه !!!!
مروى متكتفه تهز قدمها :أنا اللي وش فيه ...شوفي الكارثة اللي بالمجلس متخيلة بغيت أدخل على زوجك العلة الحصني !!!!
ياسمين بشهقة أستنكار :أكيد تتخيلين وش يسوي بالمجلس ...!!!
مروى بحقد فهي لم تتجاوز لحضة الرعب حين وقعت عينيها عليه مستلقي في مجلسهم :والله أسألي نفسك ..
دفعتها عن طريقها وتوجهت للمجلس وهي لاتريد أن تصدق الفكرة ...
ولكن كان هناك فعلاً مستلقي وتحت رأسه مركى يتوسده ..يضع قدم على قدم ويعبث بهاتفه ..هجرس بلهجة غير مبالية :وأخيراً من ساعتين مرسل مسك تناديتس ...
ياسمين بشهقة أستنكار :مسك مين.؟؟؟ أنت أهبل وش تسوي في بيتنا وحنا بنات لحالنااا ...
هجرس يتعدل بجلسته ويرفع كوب الشاي :قولي لمروى شكراً والله أنها راعية واجب !!!
جلست على أول مقعد :ممكن أفهم وش تسوي هنااا ..!!!
هجرس يرتشف من كوب الشاي الذي تركته مروى خلفها وفرت حين أكتشفت وجوده ليفهم أخيراً أن مسك التي فتحت له الباب لم تخبر أحد عن وجوده :وش أسوي جاي أقابل مرتي ..
ياسمين تغلق عينيها بأرهاق :اليوم حبكت اليوم ..
هجرس وهو يتظاهر أنه غير مركز عليها ولكنه درسه من اللحضة الأولى :بكرة مسافر ..وأبوي يقول قابل مرتك وتكلموا عشان تتعرفون على بعض ..
ياسمين بتحديقه عميقة :يعني أنت محتاج تعرفني ...!!!
هجرس يقلب كفه : لاأعرفتس مثل خطــوط كفي ..
ياسمين بأشمئزاز :وصدقني أنا ماني محتاجة أعرفك أحضر فيك دكتوراه ....والنتيجة ماناسب بعض ...
هجرس الذي وقف بشكل مفاجيء ليرمي بجسده قربها ويمد ذراعة على ظهر المقعد :طيب وش نسوي أنا حبيتس !!!
ياسمين ببرود :من كل خلق الله مالقيت تحب إلا أنا ... تستغفلني أنت ..
هجرس :لاحشاتس ..
ياسمين بمحاولة لفهمه:وش سبب هالمحبة ولاتقول من الله قديمة ذا الحركة ...
هجرس يفرك خده :لأنتس الوحيدة اللي صفقتني يوم بستها(قبلتها) ..
ياسمين بشهقة أستنكار لاتصدق أنه تجرأ وذكر ماضية النتن :يعني تعترف بقذارتك ...لا وبعد متحرش محترف ماهوبس أنااا ...
هجرس ينفي التهمة عن نفسه :عاد خليتيها تحرش مره وحدة كلها بوسة ..والصراحة بست أربع أنتي الوحيدة اللي صفقتيني والخبلات الباقيات فرحن بالبوسة ...
من وقتها بدت لتس مشاعر بقلبي ...
بحنق وتراودها رغبة بالبكاء:الله ياخذك أنت ومشاعرك يالمنحرف أربع حسبي الله عليك ...الحياة صايرة تخوف بوجود الناس مثلك ...
هجرس يهز رأسه بتفهم :بهذي أنا معتس الدنيا صايرة تخوف بس ماهو أنا السبب ...أنا كان قصدي شــــريف وقلبي يحب البنات ...
رفعت رأسها وهي تستمع لتهكمه ووقاحته :يعني عادي اللحين أي ولد يجي يبوس خواتك ..عندك أختين ...تخيل وأنت كذا واقف من بعيد تشوف رجال أو خلنا نقول مراهق يبوس أختك ...وش بيكون موقفك لحضتهااا ...!!!
هجرس ببرود :أذبحه ...!!!
ياسمين تقلب الكفة بشجاعة عليه :وأنت كان من الممكن يكون لك نفس المصير ...بس رحمت خالي ماله ذنب بفضايحك ... ودايم ياهجرس نرقع وراك بس حتى متى !!!
بقى للحضات يدرس ملامحها المنفعلة قبل أن يقول بلهجته المخيفة :فله شكلتس تسمعين بتحرش والفضايح ودتس تجربينها !!!
فهمت مبتغاه وأقشعر له جلدها ...
وحين لاحظ توتر ملامحها أخبرها :لاتضغطين علي عشان ماأجبرتس علي للأبد .. دامنا بهدنة خليها مستمـــرة ..
عشان تعطين نفستس فرصة تفهمين أن مصيرنا أنربط ...
ماألومتس لو مافهمتي ...ياسمين مهرتس كان غاااالي ودفعته ...
أنا أخذتس حق ماهــــــو عطى ...
فهمت إلى ماذا يلمح ...نعود لنقطة البداية ... كنت المكافئة على مافعله من أجل أسماء ...وبالحقيقة ماذنبها هي لتكون الجائزة !!!
وقفت ببرود :إذا خلصت اللي عندك تقدر تروح ..
ناداها بعد أن أعطته ظهرها لتخرج :ياسمين ...
وحين لفت إليه بنظرة عابسة :ريحتس فُل وجسمتس ...
وعض شفته السفلية :يبري العل (العلة )..
كشرت بوجهه وأبتعدت ...
أما هو أنمحت النظرة اللعوبة عن وجهه ..أحسنت لقد سيطرت على أعصابك للحضة الأخيرة .. لم تنزلق خلف أستفزازها ..
ولم تفضح أفتتانك بها ..
هو أيضاً لايصدق أنه قابلها لمرتين ولم يهجم عليها حرفياً
مع كل المشاعر التي تثيرها فيه منذ صغره ..


××كل تـفـاصـيلك لها بعيوني مكان وش تبي أكثر من عيوني تـشـيلك××


****

سبطر مرحبا ياصديقي ...
الأعتراف 22 من مذكرات خائن وطن كانت من نصيبك ..
لاتفزع بسبب الأرقام وتعتقد أنك غير مهم ..
ربما لم نعرف بعضنا إلا لأيام ولكن شعرت خلالها أني أعرفك لدهور ..
صديقي لقد سألنا بعض كثيراً عن الأسماء ,,والأصول ..والحبيبات ولكن لم تسألني عن هويتي أبداً ...
وهذا طبعكم كشعب سعودي لقد عشت بينكم خمسة عشر عاماً لقد كنت أعرف بعض الأشخاص لسنوات
وحين يعرف هويتي يضحك قائلاً :ماأنت صادق ياولد أحسبك سعودي !!!
في المدرسة كنا ثلاثون طالباً بالصف فقط.. في بداية العام الدراسي يأتي وكيل المدرسة متسائلاً :اللي مقيم يوقف .. وبعد أن يقف 18 طالباً منا ...يخبرنا :بكرة هاتوا صورة للأقامة معكم ...
وينتهي الأمر عند هذه النقطة ... ننصهر مع بقية الطلاب ..
كنا 18 بصف كعينة من مجتمع كم تعتقد نسبتنا بالمدرسة...بالحي ..بمدينتي سابقة ..!!
كل صباح كنا نحن من ترتفع أصواتنا مرددين النشيد الوطني ... ونحن أنفسنا من نتشاجر من أجل أندية هذا الوطن ...
نحن من ندرسة تاريخة ونتغذي من جغرافياته وتضاريسه ...
وفي عمر ما سينتزعنا أبائنا ويعـــودون بنا لبلادهم ...
أجل بلادهم هـــم ..فنحن أبناء هذا الوطن الروحيــن ...
صديقي هل تعتقد أنت أيضاً أن الهوية توهب بالولادة ...كما يعتقد الجمــيع ... أم هي مكتسبة ... أنا أكتسبت هويتي من تنفسي هواء هذا البلاد ...
لم أرد أن أكون خائن لكن أبــي أجبرني على ذالك ..
من البداية لم أريد أن أكون عسكري وأتجهت للطب ..
ولكن كان لأبي رأي آخر ... هو من دفعني لهذا المصير ...
حتى حين أصبحت بهذا المــوقف ..
بين بلدي وعــروقي وأنتمائي وهويتي ..وبين بلد كل المسلمين .. البلد الذي كان رفيقي فيه من بـورما ...وأمامي بالمسجد من باكستـــان ..
حينها كان علي أن أكــون خائن وطــن ...
حين تصلك رسالتي هذة أعلم بأني ميت ...
بعد تنفيذ مهمتــــــي كخائن ...
خنفر من بلاد الحرمين ..
كانت الرسالة قد وردته على بريده الخاص بالأمور الرسمية والعمل ...
أرسل لرئيسة يسأله :خنفــر مات !!!
رد ببساطة :من خنفر ماأعرف أحد بهالأسم ..؟؟؟
عاد يسأل بألحاح :خنفر اللي كان معي بنفس المكان بالمهمة ...
عاد ليرد :من جهتي ماأعرف أحد بهالأسم يمكن ضمن عملية أخرى ..
ضمن عملية أخرى وكيف جاء لي من البداية !!!
وكيف وصلت رسالته لبريدي!! ..
وكأن عقله يمتلك الصفاء حتى تصله رسالة خنفر وتبعثره
مشاعرة متضاربة مابين الحزن والحيرة والتأثر ..
هل كان أنقاذ خنفر له هو سبب مــوته ..
هو يعلم جيداً أن من أنقذه وأوصله لأيدي زملائة بالبداية خنفر
يتذكر حين وضعه على الكرسي المتحرك ودفعه حتى أخرجة من المستشفى بعد مراوغات طــويلة وكان قد همس له لحضتها :إذا ماطلعتك اللحين ماراح يقدرون ينقذونك من أيديهم ...
حين دخل عليه المنذر لاحقاً بقى يشاهده وهو يصلي بملامحة باهته حين فرغ سأله :وش تسوي ...
بتال لم يجيب أنتظر حتى جلس وألتقط دفتره وكتب له :أصلي صلاة الغائب على واحد من معارفـي ...
المنذر الذي رجع اللون لوجهه وعادت دقاته قلبه لمجراها الطبيعي :لاحول ولاقوة إلا بالله ..الله يرحمه ..
هذه الليلة يشعر بضيقة شديدة لاعلاقة لها بخبر خنفر الذي وصله
بل شيء أشد يطبق على صدره ...
ولهفة شديدة أتجاه أبنائه ...هو حرفياً منذ خروجه من الحرب يشعر بتصلب بمشاعره ...
شعور غريب وكأنه مازال في صراع داخلــي حول ماحدث معه هناك ...
ويخشى أن تتداخل مشاعره فجمد تفكيره حول أبنائه...
لم يمتلك حتى الرغبة بمقابلتهم .. فمشاعر الرحمة في قلبه مفقوده ..
فكان من المريع أن يقابلهم بتصلبه هذا ...
ولكن اليوم لديه شعور غريب ..شعور لين أتجاههم ...
أشتياق وقلق .. وألم مريع ...
وربما هو تأثير ماقرأهـ على لسانها ..عن الأب والأبناء ..
((لم أعرف أبي جيداً ...تعرفت على وجهه من الصور .. ولمسة حانية أتذكرها كحلم من رجل عجــوز كان مناسب ليكــون جدي ..لدي شعور غريب ..لن أحظى بأبناء وحين أحظى بهم ...سيعيشون نفس قدري لن يعرفوا أبيهم ..فالشخص المتوفر ليهبني
الأمومة .. هو غير مستعد ليكون أب لأبنائي ))

لاشي يلعب بأعصابة بالفترة الأخيرة بقدر كلماتها ...
أنها خيالية ناعمة من شد نعومتها تجـــرح كنصل سكين حادة ....
حين يفكر بكل مواقفهم معاً وحين كانت تصمت كثيراً
هنا كان ردهااا ...
كانت المواقف لدية تنتهي لحضتها تحت تأثير غضب أو يتشفى منها لحضتها بردود قاسية وينتهي الموضوع ..
ولكن يبدو أن المواقف تعيش معها أطول من ذالك ..
في البداية عرفها كشخصية باردة غير مهتمه إلا بمظهرها الخارجي ...
آه العدسات والأظافر ..
وأبتسامة حمقاء تحط على وجهه هذه اللحضة ..
وهو يتذكر تلك التفاصيل التي كانت تدهشة سخافتها وسطحيتها.....
ولكن بعد كل ماقرأه يعي جيداً أنها أعمق من ذالك بكثير ولكنها مبدعة بأخفاء مشاعرها ...
لايوجد أي دليل على أنه لمس عواطفهااا ..
ولا أعتراف تافه .. كلمة فقط ..كلمة تدل على وجوده بحياتهااا ..
لاشــــيء .. يبدو أنه لم يكن بذالك التأثير حتى ...
لقد عرف مكانته جيداً في حياتها وعليه أن لايطمح بالكثير ..

××مانيب أحبك لجل تملى فراغي فرّغت لك قلبي على شان تملاه××


*****

*بعد أسبــوعين من الأحداث الماضية *


تعترف أنها تأخرت بأكتشاف تغير أبنتها ...ربما لأنه كان تدريجي ... أو لأن عقلها لن يشك بأن فتاتها المتزوجة قد تعود طفلة بين ليلة وضحاها لاتنام إلا معها ...
خرجت من الغرفة برأس مثقل من التفكير والألم ...
أتصلت على أبنتها الكبرى لم تستطيع كتم نحيبها بعد السلام والسؤال عن الأحوال :ياهيفاء ألحقيني أختس بتروح من يدي بنتي تموت ...تموت بين يدي ...
صمتت تستمع لرد الأخرى :يابنتي ماهو أكتئاب ولاهالخرابيط اللي تقولينها ..البنت ماعاد تعرف حتى الصلاة من الصلاة ...يعني تنسيم ...لو صبخناها يزين حالها ...أختس رجعت ورعة ماتنام إلا جنبي بالفراش ...
وش صدمته وش بيصير لها ...أن ماأخليها لحضة لحالها ...
إلا وصمتت بذهول :معقول ...لا ياربي بنيتي لايكون صار لها شيء وأنا ماني معهااا ...
أستحثتها الأخرى لتخبرها الفكرة التي توصلها إليها لتقول بذهن شارد :من روحتنا لمكة وجاي وهي متغيرة يعني صار لها شيء في بيت أخوهااا !!!!

لاحقاً جائت هيفاء التي أحضرت معها أبنها ساير فقط لأنه المقرب للجوزاء ...
كانت تجلس معهم بذهن شارد وساير يحاول التقرب منها ...
حتى أخيراً أخبرها :جبت لك ورق عنب تبغين تجربينه ...
هزت راسها بالرفض ...ولكنه ألح عليها حتى أعطته الموافقة ...
فتحه ومده لها ..أكلت القطعة الأولى ... وألحقتها الثانية ..
لتقف بشكل مفاجيء وتسرع للحمام وتتقيء ماأكلته ...
هيفاء التي تقف على باب الحمام أخبرتها :يمكن عشان هذا أول شيء تأكلينه اليوم ...
لكن هي لديها فكرة أخرى ...فكرة كانت لتوقظها حتى لو كانت بغيبوبة ...
وتنتزعها حتى لوكانت في حوت بأعماق المحيط ...
صاحت بلا ...تنفي ماأدركه عقلها ...
وألحقتها بلااا أعلى وأشد أرتفاع أثارت فزعهم جميعاً ...
وألتقطت علبة الصابون على المغسلة وألقتها على المرآة لتحطمها ويتناثر الزجاج بالأرجاء ...
هيفاء وهي تتراجع للخلف من الزجاج المتناثر :جوزاء وش فيتس أذكري الله ... يمه ألحقي هذي ماهي صاحية خليني أدق على أبو ساير يودينا مطوع يقرأ عليها ....هاجت وهي بالحمام ...
كانت تخرج من الحمام وفي طريقها دفعت هيفاء التي تعيقها ...وأسرعت للغرفتها بالأعلى ...
دخلت وأغلقت الباب من خلفها ...
كانت منهكة لاتستطيع الوقوف لنقص السكر في دمها فهي لاتتغذى بشكل جيد في الفترة الأخيرة ...
جلست على الأرض لأنها لم تستطيع الصمود أكثر ...
فالدنيا تدور فيها لو أطالت الوقوف ...
وعقلها يعود ليكرر أحداث تلك الليلة بطريقة أشد بشاعة ...
هي تستطيع أن تشتم رائحة الأنفلونزا التي كانت مصابه بها ...تشعر بأن جسدها عاد ليشتعل مرة أخرى بالحرارة ...
عصراً كانت قد غادرت والدتها مع هيفاء للعمرة ...
وكانت رافضة بقائها لوحدها ولكنها أخبرتها أنها تواصلت مع أحمد وسيأتي ليقلها ...ولم تكن صادقة فهي تريد الأنفراد بنفسها ...مالذي ستفعله برفقة الآخريين ..
اليوم الثاني أستيقظت وقد أشتدت فيها أعراض المرض ..
كانت قد أتصلت باأحمد ليأتي ويأخذها للمستشفى فأخبرها بأن أجازته قد بدأت ولكنه سيأتي من أجلهااا ...
ولأنها لم تريد أن يضيع ليلة رمضانيه مهمة كهذة بالتنقل معها ..تراجعت وأخبرته أنه تواصلت مع شيخة وسترسل لها احد أبنائها وطبعاً لم تفعل لأنها لاتريد أن تعطل أحد عن التعبد هذه الليلة ...
بعد التراويح بقليل كانت قد أخذت جرعة الدواء المسكن حين سمعت رنين الجرس كانت تنزل السلم وتحاول فتح هاتفها الذي أنغلق بتلك اللحضة ... ولم تكد تخرج مع الباب الداخلي للمنزل حتى أنقطعت الكهرباء عن المنزل ...كانت تشعر بدوار حتى أنوار الشارع كان تتقافز بعينيها ...
طرقات من جديد على الباب سألت بتوجس :مين ؟؟؟
رد ثقيل لم تميزه لاتعلم بسبب صداعها أم هو كان غير فصيح بمفردة واحد فقط :أنا ؟؟؟
وفتحت الباب .. أنا !! ..ربما كانت تعني أحمد ..لافي ... أحد أبناء شيخة التي لم تتواصل معهم وربما أي شخص غريب ..متربص فيها ....
حين دخل شعرت بقامته التي تفوقها ولم تبدو عليها غريبه أبداً حتى كان سؤالها بشك :بتال ؟؟؟
كان رده بحروف مبهمة :امممممه ...
وبعد ذالك أقترب منها ليحملها فحكم عقلها المرهق والمتشنج بفعل المسكنات أنه هو ومن سيكون غيره ...
هو حتى لو كان مفقود ...هو حتى لو كانت ميت ...
ربما أختار عقلها هذه الفكرة السهلة عليه ..
أن يكون زوجها هو من تقرب منها هذه اللحضة لدرجة حملها بين ذراعيه ... دون أن يبنس بحرف ...
وأراد عقلها أيضاً أن يقتنع ...أنه من بدأ بنزع ثيابها عنها هذه اللحضة دون أن تكون قادرة على أصدار علامة رفض لعقلها ...من المفترض أن يكون زوجهااا ...
وبعد ذالك كل التقارب الذي حدث يجب أن يكون الطرف الآخر فيه زوجها ...حتى لو لم ينادي أسمها ...حتى لو لم ينطق بحرف أشتياق واحد بالتأكيد هو من سيكون غيره
..حتى لو لم يقبلها قبلة واحدة ... وغاب عقلها ..أو ربما فقدت الوعي ...حتى بعد أن استيقظت مع خروج الصباح ...
لم يكن لديها عقل سليم لتفكر ماحدث ....
بدأ الأدراك عندها بعد ذالك بثلاثة أيام ...حين بدأت تتحرى عن أخباره فأكتشفت أنه لم يأتي أبداً ...
فهو لو ظهر لهااا ...لظهر لعائلته ...من دخل عليها شخص يمشي على أقدامه ...سليم لدرجة أن يعاشرها ...
فلما سيتخفى عن عائلته ...
لما لن يحظر عــــــــزاء زوجته لم يدفنها لم يصلي عليها ...
هل يرتكب بتال تقصير كهذا ... هل ستموت زوجته الحبيبة دون أن يودعها وهو قادر على ذالك ...
للأسف لقد فرطت بنفسها لشخص غير زوجها
هذه هي النتيجة الحتمية ..وأصبح بداخلها بذرة فاسدة ثمرة تلك الليلة التي لن تنمحو من بالها بسهولة ....
وعلى سبيل السخرية السوداء .. يصلها خبره قبل ثلاث أيام...لقد تم أنقاذه بعد وقوعه بالأسر لمدة طويلة ..وتم نقله للعلاج بالخارج لتردي حالته ...
ليدق المسمار الأخير في نعش أمنياتها بأن يكون هو من جائها تلك الليلة ...
عليها أن تتدارك فضيحتها وتنقذ نفسها قبل أن يعلم الجميع بما حدث معها ...
أو يكتشف هو الأمر .. كما ترى بكوابيسها كل ليلة ....
رائع لقد أكتشفتي العلة وقطعتي الحكم ...
ربما لم يحدث شيء ...لقد كانت هلوستك المعتادة ...
ألم تستيقظي مغرب ذالك اليوم ست مرات وكل مرة تتناولين الأفطار ...ولكن بالحقيقة أنتي لم تغادري فراشك ...
ولم تشربي كأسة الماء إلا بعد الأذان بساعة أو أكثر ...
هل مايثبت الأمر ملابسك التي أرتديتيها بعشوائية ..
لقد كنتي مصابة بالحرارة يخطأ الشخص وهو واعي إذا كان عقله مشغول بالتفكير فكيف لشخص مصاب بالحرارة ..
تقيأتي لأنك لم تتناولي الطعام من فترة ..وطعمه كان حاذق جداً ..
لاتقــسي على نفسك .. ربما قتلتي نفسك بالأيام الماضيه بسبب هلوسات لاواقع لها ...يجب أن تقطعي الشك باليقين ..
التحليل سيثبت حقيقة ماحدث ..إذا لم يكن هناك حمل يجب أن تمحي هذه الليلة من عقلك للأبد ...
أما إذا كان هناك بذرة فاسدة تستوطن رحمك فعليك الخلاص منها ...أو تدعي الله أن يعود بتال بالوقت المناسب ويعاشرك .أجل ستوسلين الله ..أن يقترب منك الشخص الذي كنتي تنفرين منه ...لتلصقي فيه أبن لاتعلمين من أين حملتي فيه ...
هذه الحقيقية المجردة التي لاتستطيعين البوح فيها ..
لشدة بشاعتها لاتحيكها إلا عقول شيطانية ...
ولكن عليك أن تنقذي نفسك حتى بأستخدام هذا الأسلوب الرخيص ...
لامجال لأتباع المباديء والأخلاقيــات فموقف ستكونين فيه صاحبة فضيحة لن يرحمك أحد لحضتها حتى لو كنتي الضحيـــة ...
عليك أن تعضي على نواجذك وتتحمــــلي سوداوية مامريتي فيه ...
ولاتظهري لمخلوق حقيقة ماحدث معكِ أيام الضعف ولت ..
تكوني قوية تنقذي نفسك ..تضعفي للحضة تودي بنفسك
للمــــــــوت أو لفضيحة لن تنظفها حتى السنين ..فجدك مازال بعد مائة عام أبن الجارية ولم تتغير حقيقيته مع مضي السنين ...
وبهذة اللحضة عليك أن تسيطري على نفسك لأنك أصبحتي مفضوحة جداً ...
أمرك أصبح على وشك الأنكشاف ..وتذكرت ألحاح والدتها على معرفة إذا كان أمر ما حدث معها في منزل عبدالله ...الذي غادرت له في اليوم الثاني من الحادثة ..برفقة فهد أبن شيخة ..وهناك وتحت الحمى فقدت الكثير من الذكريات ...
دخلت للحمام أستحمت وبدلت ملابسها وركزت على ماتختاره وليس كما في الأيام الماضية ... شعرها الذي أصبح بطول مناسب لترفعه بتسريحة ذيل الحصان ... وضعت من أحد عطورها ...ولم تعجبها رائحته ولكن ضغطت على نفسها وكررت بصوت مسموع :تحمليه اليوم ...
نزلت بهدوء لتجد أحمد الذي لايكاد يغيب يومين إلا ويظهر باليوم الثالث وبلباسه الخاص بالعمل ...
لاحظت أن النظرات عليها كالعادة وصمتوا حين دخلت ..تظاهرت بأنها غير مركزة عليهم ولكن قالت لأحمد بأسلوب ساخر :حلو الأزرق على الرمادي ... بس لو تشيل العدسات بيطلع لايق عليها ..
هيفاء بحماس وهي لاتصدق أن جوزاء تتحدث بدون أن يوجه لها أحد الحديث بل وتعلق على أمر كلباس :أنا بعد أقوله ولايترك صبغة الشعر عنه ...
أحمد وهو ينظر للباسه :هذا اللحين أزرق رمادي ..ياحبكم للتدقيق كله أزرق ...وعيوني حتى أمي نست لونها وأنتي بعدتس ذاكره ...
عادةً هو لايحب جرهم له للمواضيع الشخصية ...ولكن اليوم قد يتقبل منها أي شيء ... فهو لايصدق حتى اللحضة بعد مانقلوا له ماحدث أن تنزل بهذة الهيئة الطبيعية ...
وضحى التي كان تراقبها غير مصدقة :تحسين بشيء ...
جوزاء تقذف الكذبات التي قد حاكتها تحت الدش :يمه أنا ماكنت بقولك الحقيقة بس بصراحة أنا لما سافرتي مارحت لبيت عبدالله ذيك الليلة وأنقطعت الكهرباء وأنا اتروش وزلقت بالحمام وبعدها صار اللي صار ...
بس أنا اللحين خلاص بديت أقرأ البقرة غصبت نفسي وقريتها وحسيت أني أقدر أتكلم معكم قبل أحس شي يمنعني وكأنكم بعيدين عني وبس أشوف خيالات تخوف وكوابيس ...
بالتأكيد لايستطيع أحد حبكة الروايات مثلها فالجميع صدق بلاأستثناء ..بداية ً بوالدتها الأمية وأنتهاءً بأحمد الدكـــــتور ..
كلام مقنع للحرف الأخير منه ...
هكذا عليك أن تكوني لن تتحملي ذنب جريمة لم ترتكبيها ...
لم يكن خطأك من البداية ...قد يكون خطأ أمك ..خطأ بتال ...خطأ أي مخلوق حقير أعتدى عليك ولكن لم تكوني أنتي المذنبة أبداً ...
لعب دور الضحــية زمن قد ولــــى وأندثر ...
عليك أن تبتلعي الخــوف كما أبتلعتي الشجاعة لسنــوات ...
وتنقذي نفسك لمرة واحدة عليكِ أن لاتفكــري سوى بمصلحتك ..



××سولف مع العالم مثل ما يحبون واترك لهم على الهوامش مساحة ٰ اثنين في هذا الزمن ما يعيشون راعي الضمير ومن يقول الصراحة××


****

لقد طلب منها الخروج ثلاث مرات ..وأرسل عليها أخيها الذي كان غير راضي هو الآخر بما يجري ..لقد أنتهت الحلفة صورت فعلت كل ماتود فعله ووعدها بعرس كامل بعد العودة من السفر ولكن مازالت لم تخرج ...
صعد لسيارته تحت نظرات أخوانه وغادر فيها ...
ماأن حرك حتى بدأ هاتفه بالرنين ولكنه لم يفكر بأن يجيب لأن رده سيكون لاذع ومؤذي ..لقد عمل حتى الرابعة هذا اليوم ولم يستطيع النوم عصراً ومن بعدها حتى اللحضة يقف في حفل الرجال ... مرهق حتى آخر خيلة منه ..وهذه المكافئة التي ينتظرها منها ..
لايريد شحن نفسه ضدها ولكنه غاضب فعلاً وأخبرها مرات عديدة أنه لايحب تكرار مايريده ...
كان قد أنطلق بسيارته بسرعته المعتادة حين أدرك أنه فوت مدخل الطريق المؤدي للفندق ...حين ماقرر تخفيف سرعته ...أكتشف الكارثة ...
مثبت السرعة عالق والمكابح لاتعمل ...
وسرعته كارثيه أستمر بالطريق السريع وبدأ يختار المخارج التي تؤدي فيه لخارج المدينة ...عقله يتصرف وكأنه أعتاد هذه اللحضة ..
ليس وكأنه في خطر سيودي به لتهلكة ...أتصل على الدورات الأمنية الذي وافقوه على فعلته وأنه سيجدهم بأنتظاره على الطريق الذي أتخذه ...
حسناً من السرعة التي يقود بها علم جيداً أنها النهاية ..
بهذة اللحضة يشكر الله ألف مرة أنها لم تصعد معه لسيارة...لقد أحسنت بتصرفها هذه المرة يبدون أن دعوات والدتها قد حصنتها من هذا المصير الكارثي ...
بعد أن قضى عشرون دقيقة من المسير ولا أمل في توقف السيارة أو إيجاد حل ...أنهى المكالمة مع أمن الطرق الذي يائسوا محاولين أيجاد حل مناسب لوضعه ...وتصاحبه دوريتين منهم ماأن دخل هذا الطريق ...
كانوا قد أخبروه أن يستمر بطريقة وسيبحثون عن حلول لايكون فيها خطر على حياته أو على الآخريين ..
نظر لهاتفه ووجد نفسه يطلب رقمه رغم أنه يعلم سيفزع من أتصاله ولكنه سيراوغ ..ربما هذه لحضاته الأخيرة ...
وفعلاً مع الرنة الثانية رد عليه بلهجة حادة :نعم !!!
فياض بأبتسامة مرتبكة وهو يتخيل والده يفتح عينيه على أتصاله وكم هو حاقد هذه اللحضة ومرتاب من الأتصال :سهران ولا صحيتك ...
عقاب بلهجة متهكمة :لا وأنا أبوك من وين يجيني النوم قايم أصلي أدعي الله يختم هالليلة على خير ... العادة الحريم يسهرن بعرس بناتهن يدعن لهن وأنا ياأبوك سهران أدعيلك ...
فياض بقهقه :كبير ياأبو سلطان ايه تكفى كثر من الدعـــــوات خصوصاً دعوة أن الله يجملني بعيونها ..
عقاب بأستنكار من ضحكته المبالغ فيها :أنت وش فيك صاحي!!!!
فياض محاولاً عدم الأفصاح عن الوجع الذي يشعر فيه من لحضة الوداع هذة:أبوي تدري أني أحبك !!!
عقاب بعد صمت :وتوك تذكرت أنك تحبني !!! وش فيك... عقلك فيه شي ماتسوى عليك فرحة العرس ..!!!
كان يفكر بأرتياب هل وضع فياض نفسه بمصيبة جديدة ...
فياض قبل أن يغلق فعبرة كبيرة تخنقه :طيب سامحنـــي ...وأرضى علي !!!
عقاب الذي فكر أن فياض يريد أن يبدأ بداية جديدة وربما أعتقد أنه مازال في قلبه شيء عليه :مسامحك ياأبوك وراضي عنك ...فمان الله ...
أغلق هاتفه ... لقد أنتهى من أمر والده ...وأمه لن يتصل بها أبداً لأنه لو سمع صوتها لن يقاوم عبرته ...
ولكن هي لايستطيع أن يغادر دون أن تفهم أنها ليست السبب ....فلو مات بهذا الحادث الكون كله سيخبرها أنها السبب ...
أتصل لمرتين ولم ترد تذكر الطريقة التي غادر بها ..
اتصل على أمها التي ردت من أول رنة وبدأ صوتها هاديء أكثر من المعتاد :أهلاً ..طيب اللحين تكلمك ...
وصله صوتها المحتقن مابين دموع وغضب :خير ايش فيه ليه راجع تكلمني مو رحت خلاص مع السلامة ...
حاول ان يهدأ لهجته وبدأ رقم أمن الطرق يعاود الأتصال فيه ولكن لم يستقبل المكالمة :زعلانة مني ..
خزام بصوت مبحوح من البكاء بعد أن أكتشفت تخليه عنها خرجت لتجد سيارته تغادر مع البوابة وأخوته يقفون من خلفه وقد شاهد الجميع أذلالها للمرة المليون :ليه ماأنتظرتني أووووووووف منك ... كنت أكلم أمير وخطاب...بعدين كلهم شافوني لما طلعت وأنت كنت روحت ..
فياض بلهجة مراعية وهي يكتشف سخافة أفعالة كالعادة :كنت عارف أن عندتس عذر بس أنا مهبول .. يالله افتكيتي مني هالليلة ..
خزام بصدمة :يعني ماحترجع !!!
فياض بمماطلة :اليوم لاا ...
خزام بصوت متألم بعد كل التجهيز الذي سعت إليه ليراها بأجمل أطلالة يحبطها بخبر كهذا أنها تشعر بهذة اللحضة أنها نهاية الحياة بالنسبة لها :طيب لللليه ..
فياض يرمي أعذاره بتشتت فهو لايريد أن يشعرها بشيء وبنفس الوقت هي مجروحة هذه اللحضة :لأني تعبان لو رجعت لتس يمكن أصقع بقرب عامود ...بس بقولتس شيء ...
خزام بملل :ايش ..
فياض بتنهيدة :أحبتس !!
شهقة ثم أختفاء صوتها وعاد بعد ثواني :حقيقي !!! طيب ليه تقولها دحين ..
وكأنها أستدركت خطأها :أنا أحبك برضو... متى جاي بكرة ...
فياض بغصة بالحديث :خزامة اللحين النوم كبس علي وأنا أقشر لجاني النوم وأخاف بعدما أرجع أخربها معتس ...
خزام تشعر أن فرحتها بالأعتراف مبتورة :طيب لحضة قبل ماتقفل بس سؤال أخير ... من متى تحبني !!!
فياض بضحكة موجعة :من الله خلقتس على هالدنيا .. يالله مع السلامة .. استدرك قبل أن تغلق : خزام دايم أنتبهي على نفستس وأسمعي كلام أمتس لأنها هي الوحيدة بعدي اللي تخاف عليتس ...فمان الله ..
أنهى الأتصال وبقى غير قادر على بدأ حديث جديد ... هذا الأتصال الثالث الذي يرفضة من أمن الطرق ...
حتى حين أتصلوا للمرة الرابعة رد بهدوء وحين عاتبوه أخبرهم :كنت أودع أهلي ... عارف وش هي نهايتي .. المهم أنتم عطوني الحل اللي معه ماأجني على غيري .. البنزين فُل يوصلني الدمام ويرجعني ثلاث مرات ...ياأبن الحلال أنت اللي أذكر الله بنزل على الخلاء ...لجت المنطقة اللي مافيها شبك ... عشان مانكلف على الحكومة ....
كان قد قطع 100 كيلــو حين حسم أمره .. مازالت دوريتين خلفه وواحد أمامه ...وبلحضة التي حسم فيها أمره ...
رغم أنهم حذروه من التصرف دون أذنهم ...بل قالوها صريحة لو تصرفت من نفسك ورميت السيارة كما تخطط لجانب الطريق على المنطقة الترابية ستكون أنتحرت حرفياً ...
ولكنه فعلهاا ..هو شخص لايمتلك الكثير من الصبر ...ومتعب ومرهق لحد أن ينام على نفسه هذه اللحضة وحينها لايضمن أن لايجني على الكثيرين من المرافقين له من أمن الطرق والكثير من العوائل والأبرياء الذين في طريق سفرهم ولديهم الكثير من المحبين ينتظرونهم ..
هو شخص واحد سيبكيه البعض لفترة بسيطة وسينسى...
ويركز جل أهتمامه بحلضاته الأخيرة على الموت لوحدة دون أن يتسبب على أحد ويترك خلفه من يدعي عليه ..
أنقلبت به السيارة خمس مرات كم أحصى وبعد ذالك فقد الوعي ...
دوريات أمن الطرق ورجال الأمن داخلها توقفوا بالتدريج بسبب السرعة التي كانوا يسيرون فيها ..
كان هناك خلفهم أسعاف قد تم تجهــيزه مسبقاً ...
نزلوا حيث أتجهت سيارته حين لاحظوا أنقلابها ..
بمجرد وصولهم لها أكتشفوا تحطمها بالكامل ...
ناداه أحدهم بأسمه بأمل ضئيل :فياض .. فياض ..!!!! من الأضاءة داخل السيارة أكتشفوا أنها خالية منه ..
كان يكشفون بكشافاتهم بمحيط المكان حتى وجدوه على بعد مناسب من السيارة ..
بمجرد ملاحظتهم حركة تصدر منه ...بدأوا يصيحون على الأسعاف يستدعونه على وجه السرعة ..
رجل الأمن :فياض تسمعني صاحي ...تحس بشيء ...
الآخر يسأله :رأسك مصاب !!!
فياض بأنين :اخخ ..أما مامت .. افف ..لو دروا الربع أني قلبت خمس مرات وبعدني حي بمــوت بفراشي ..
كان يأمرونه بعدم الحركة ويحذرونه من كسور الظهر والعنق ...
والكثير من الأرشادات ولكنه تحت ضغط اللحضة يتحرك بلاأدراك فهو مصدوم مذهول ..كيف نجى بعد أن فكر بنهايته وكفنة وقبره ..
وضعوه على حمالة المصابين ونقلوه للأسعاف ...كان أحدهم يتحدث معه وأن كان يريد منه الأتصال بأحد ليطمئنة على وضعه ..
ولم يجد بنفسه النشاط ليرد عليه ..هو يريد النوم هذه اللحضة ..
سمعهم يأمرونه بعدم النوم حتى يتأكدوا من الأشعة وأنه غير مصاب بالأرتجاج ...
ولكنه تجاهلهم فهو يعي جيداً أن هذا هو كان مطلبه الأول ...
ولولا حاجته للنوم لما تسبب بذالك الحادث ...فهو وصل مرحلة لاتفرق معه نوم لحضي أو أبدي ...
فتح عينيه لاحقاً وفهم حالاً أنه النهار ...فضوء الشمس القادم من الخارج ينير الغرفة ...
سمع صوت أحدهم يرتفع ليخبر الآخر :صحى الحمدلله بعد ماقلنا شكله بيأخذ خمس شهور هالمرة ..
شعر بدوار شديد هل دخل بغيبوبة فعلاً ...سأل المتحدث والذي لم يكن سوى هجرس :وش اليوم كم التاريخ ..الساعة كم ...وراي طيارة ..راحت علي السفرة !!!
هجرس يخبر شخص على الجهة الأخرى من سرير فياض :لا أبشرك الذاكر جيدة بعد ...مامر عليك شيء ريح عمرك أصلاً ماأعرف وش هو التاريخ بس أتوقع أنا نص الأسبوع ...وطيارتك مايمديها تطير مارقدت إلا سبع ساعات بس المرة ماأضمنها يمكنها راحت المحكمة تخلعك بعد ماهجيت وخليتهاا !!
تحدث الشخص الآخر على يمينه :الحمدلله على السلامة ماعليك من هالخبل أمورك تمام رضه بالكتف وشعر بيمينك ..
فياض وهو يجلس رغم شعوره بالألم بكافة أنحاء جسده :طلعوني لازم ألحق طيارتي ...
تلفت حوله وهو يشعر بألم شديد بعنقه :وين جوالي ...
هجرس وهو يراقب تصرفاته بتركيز ويشعر بالألم من مظهره فقط :أي جوال مامعك شيء أحمد ربك بعدك حي ...
فياض بتأوه :الحكم عطني جوالك بأتصل منه ..
وسحبه منه ماأن مده عليه طلب رقمها مباشرة :سلام عليكم ..صاحية ..من بكون يعني فياض .. أغراضتس جاهزة ... سفرتنا الليلة سمعتي أنا أمرتس شوي خليتس جاهزة بأي وقت ..
الحكم بعدم تصديق :سفر ايش فياض بلاخبال ...الواحد يسافر عشان رفاهية ووناسة ...أنت مكسر وحالتك بالحضيض وين بتسافر !!!
فياض بأصرار :مالكم شغل فيني ..وين عيشتهم ..عطوني أكل وقهوة بتنشط عشان أطلع ..
مساءً صعدت جواره للسيارة التي تعي جيداً أنها للعم عقاب ويقودها السائق ..
سألته بأستفهام :ليه أخذين سيارة عمي عقاب ..
فياض بوجه شاحب : عشان يوصلنا السواق ويرجع السيارة ..
وهز رأسه بأستنكار لمظهرها :وش كل هالمكياج ...
خزام بعدم تصديق أن يوبخها من اللحضة الأولى :طيب ايش أعمل على أساس عروسة ورايحة شهر العسل ...
فياض أستدرك غبائه فالمسكينة تعيش الدور لاتعلم عن همك شيء :ايه صح معليش دايخ مانمت زين ..
خزام بعدم أستيعاب :ايش مشكلة النوم معاك ...
لاحقاً بالمطار لم يصدق حين أعلنوا الصعود للطائرة ... وخزام التي تستمتع باللحضة لكن هناك شيء فيه يحيرها ويجعلها غير مرتاحة ..
وحين تأوه ماأن جلس بمقعده سألته بشك :ايش فيك ..فيه حاجة تعورك ...
فياض لينهي سلسلة أسألتها :أمس تزحلقت بالحمام وطحت ومن وقتها ظهري وكتفي اليمين يعورني ..شكلها حوبتس ..
خزام بصدمة :حرام عليك ..يعني أنا أتمنى عليك الشر ..الله يسامحك !!!
ولكنه لم يرد عليها وبدى متعب ففضلت الصمت .. كل شيء يحيرها ..
وأولها السفر لألمانيا لشهر العسل .. أختيار غريب جداً ..ولاتفهمه مهما حاولت ...هي رجته أن تكون تركيا لتقابل خطاب وأمير ووعدها أن يـكون هذا خيارهم القادم ولكن هذه المرة قد حجز الوجهة ولديه أسبابه ...
بعد ساعة أخبرها وهو يخرج من حقيبته التي يحلمها معه أقراص دواء :ذوبيها لي بالماء وعطينيها أشربها ...
خزام وهي تقلب الأقراص بعدم فهم :هذي تقدر تبلعها تعطي مفعول بدون ماتتذوب ...
فياض بأنزعاج :يابنت الحلال سوي اللي قلت لتس عليه أنا ماني قادر أحرك كتفي ..
فعلت كما طلب رغم أنه لم يعجبها أسلوبه الفظ ولكن بررت له بسبب المرض تفسد أخلاقه ..
نام لفترة طويلة وهي تارة تشاهد فيلم وتارة أخرى تصور بهاتفها وحاولت النوم قليلاً ...
حتى سمعت صوته الناعس الخشن يخبرها :أنا والله أني خبل يوم أخذتس معي ..
كانت تنظر له ورأسها مرتخي على المقعد جهته وهو بنفس الوضع على مقعده :وليه ان شاءالله ..
فياض بصراحة فجة :أنا عقلي بالحظيظ وياخوفي تضيعين يالمطفوقة ..وش أسوي وقتهاا ..
خزام بهدوء :دايم بالنكت ينبسطون لضاعت حريمهم يمكن تقولهم مواصفات وحدة شقراء بعد على أساس أنها زوجتك وأنا أضيع في بلاد الغرب وماأقدر أرجع وترتاح مني ...
فياض كان سيضحك فشعر بوجع بضلوع صدره التي يشك أنها قد تأذت أيضاً :وأنتي وش تبغين بهالنكت الهابطة ... وأنا لو ضيعتس كيف برجع الرياض ورضا فيها والله غير تأكلني وأنا راقد بجنب الشقراء ..!!!
مد يده وأعاد خصلة من شعرها شارده لداخل حجابها وأخبرها :حظتس كل مابغيتي تطيحين بيدي جاتس الفزعة من الله ...بس وين مردتس لي ...
خزام الذي أنصبغ وجهها وكأن قنبلة دموية أنفجرت داخلها صدت للجهة الأخرى ..
لتسمع ضحكته الهادئة على غير العادة فيبدو أن يتألم ولايستطيع أن يخرجها على طريقته المعتادة ...
شعرت بكفه الحار على كفها ولفت إليه بعد أن تجاوزت الأحراج الذي خلفته كلماته ...
ماأن نظرت إليه حتى وقع نظرها على كفها المغطى بالجروح :أوف ماصارت طيحة بالحمام هذي عدمتك ...
أخبرها وهو بنفس الجو الحالم :لو أنتس طلعتي معي البارحة يمكن كنتي وقتها معي بالحمام وأنقذتيني من هالمصير ...
لم تستطيع كبح شهقتها :من جد خلاص ..ايش هالكلام عيب عليك ... شكلك مو طبيعي خلاص ارجع نااام ...
أخبرها وهو يغلق عينيه :صادقة النوم أحسن هالساعة ...خزام لاجيتي تروحين حمام قوليلي قبل لاتخليني أصحى ماألقاتس ...
هزت رأسها بموافقة ... لأنها تريد التخلص منه هذه اللحضة بسبب كلامه
المحرج للغاية ...وأشد وقاحة من العادة ..
لاحقاً عرف كيف أنه بخسها حقها حين أخبرها ستضيع وسيتورط فيها ..لأنه فعلاً لولا وجودها لضاع هو ..هي من كانت متورطة فيه حرفياً ..
حتى حين صعدوا مع السائق لاحقاً عرف أن لايستهين بها ...لأنها حاولت محادثته بالأنجليزية الذي لايبدو أنها تجيدها وترك لها فرصة قبل التدخل ولكن فاجئته حين تحدثت بالتركية ليرد السائق بود وكأنه يعرفها سابقاً وينطلق بالحديث ...
فياض بعدم أستحسان :وش يخربط هذا خلاص كلمة ورد غطاها ...لايكون قلتي له أمتس تركية ...
خزام بهمس :ماقلت شيء لاتحرجنااا ...زين طلع تركي ... هنا مايتكلمون أنجليزي ولا عربي طبعاً ..واحنا مانعرف ألماني !!!
فياض بأنزعاج:عادي فيه تطبيقات ترجمة ندبر عمارنا ...
سرعان ماثقل رأسه بالطريق لحسن الحظ أنه كان قادر على أعطاء السائق العنوان ...
حتى حين وصلوا أخيراً للبناية التي حجز فيها شقة صغيرة ..على بعد بسيط من مستشفى بتال وسكنه ..
أثناء مسيرتهم البسيطة مابين السيارة والبناية ...
سمع صوتها يسأله :ليش أحسك حتطيح من طولك ...فياض أنت تهتز بتطيح !!!
تمسك بأقرب شيء صلب وجده وهو يخبرها :حنا عيال هجرس نطيح واقفين ..
من جهتها أعادة ترتيب حقيبة ظهرها التي سقطت من كتفها وعادت تسنده وهو يتمسك بدرابزين السلم :أيوة ماشاءالله عليكم حتى الجاذبية ماتمشي معاكم طينتكم مختلفه عنااا ...
فياض وهو يتطوح رسمياً :شكلتس أستغليتي الفرصة وسبيتينااا بس لأنه بيني وبينتس بمشيهاا والحمدلله ماحولنا عرب محد سمع ولاكان رحتي وطي ...
لم تصدق حين وصلوا أخيراً للشقة ..شكرت الحارس الذي ساعدها وحين وقف ينتظر بقشيشة سحبت المحفظة من شنطة فياض المحمولة وأعطته ماأراد ...
عادت لتجده قد رمى حذائة ومعطفه ونام بوسط السرير ولكن مازال بأستطاعته الحديث مع أحدهم على الهاتف :ياولد توي دخلت الشقة ماشفت شي بس بنام كم ساعة وأجيكم .. والله أنك ورع ..سلام سلام ...
فسخت عبائتها وعلقتها برفقت الطرحة ...علقت معطفة أيضاً ..ووضعت حذائه بالمكان المناسب ...
حين تأكدت أنه نام فتحت الشرفة وخرجت إليها مدت ذراعيها على وسعها ... وأخيراً بلاد جديدة ... تبدو المدينة رائعة رغم أنها لم تحب الدولة في البداية ...ولكن وضع فياض لايريحها .. هل سقوطه بالحمام سيرهقة لهذة الدرجة ..
كم الساعة هنا يبدو نهار ولكن لاتعلم بأي وقت ..
ستدخل لتنام فهي من حماس السفر لم تنام جيداً ..
عادت للغرفة ... لن تنام جواره بالتأكيد ...حتى لو فعلت جميع المتزوجات ذالك ... بحثت بالمكان فوجدت أن المكان المناسب هي الأريكة بالصالة ..
وبوجود أضاءة مزعجة قادمة من الخارج ستعاني قليلاً ولكن ستنام
فالنوم لاسلطان عليه ...فكرت قليلاً ببعض مخاوفها ولكن سرعان ماوجد النوم طريقة لعينيها ...

في عيوني شوق وبقلبي حنين
ي مـواعيد الـهوى متى اللقى❤


****
أحياناً المزح وزيادة الميانة توقعك بأحراج عظيم حين تقع بموقف كالذي أوقع نفس فيه ..
لقد راسله بتال ليسأله عن عمتــه ... كان قد أشيع خبر عودته من الحرب وسفره للعلاج .. بعد أن تحمد له بالسلامة .. ودار بينهم حوار ...وجد نفسه يعزية من باب الذوق بموت زوجته ليتفاجيء أنه لاخبر لديه ..
نظر لرسائل بتال المتتالية يسأله بمن يعزيه ...
لافي عاد يكتب له :شف وأنا اخوك أنا مالي الحق أقولك من اللي مات دام ماعندك خبر ... بس شف اللي من أخوانك معك خله هو يقولك الحقيقة ..مباشرة ...يعني بتكون أهون من أنك تعرفها مني ...
حذف هاتفه بصدمة مرتجفاً ...من سيموت ويعزيه فيه لافي ..والمنذر الذي يشاركه نفس المكان لم يخبره ...
لقد أجرى قبل يومين جراحة صعبة ومعقدة ولم تظهر نتائجها بعد ...
ولكن لسكنها تفكيره بكثيرة بالفترة الماضية وجد نفسه يراسل لافي ليسأله عن حاله فيصطدم بخبر آخر وتعزية لايعلم من تخص ...
كان ينتظر المنذر الذي خرج قبل قليل من عنده ليحضر لنفسه قهوة وسيعود ...
ماأن دخل حتى رمى عليه الدفتر وعبارة واحدة تملئة :مين اللي مات والناس تعزيني فيه وأنتي داس عني ...
قرأ العبارة وهو يعلم أن هذه اللحضة ستأتي ...وهو المكلف بنقل هذا الخبر .. مهما أجلوه ومضى الكثير مر مايقارب الشهر على وفاتها ...
هل يجوز تغطية الموضوع أكثر وماكانوا يخشونه العملية وأجراها ...
قال بهدوء :أبو حاكم أنت رجال مؤمن والموت والحياة بيد الله ماهي بيد البشر ..صمت للحضات وكأنه يخشى ماسيقوله :أم حاكم عطتك عمرها ..عظم الله أجرك ..هي خــويي اللي صلينا عليه الغائب أول أيامنا هنا ...
من نظراته التي سلها عليه عرف أن أفضل حل هو الأنسحاب من أمامه هذه اللحضة وهذا ماحدث ..
أما بتال فرنت الجملة في عقـــــله كمطرقة وقعت على معدن صلـــب ...
ماذا ...هل يعني أن الميت الذي يعزى فيه عبير ...زوجته ...
لقد توقع أي أنسان آخر لكن أن تكون هي لم يفكر للحضة ...
هل بسبب الحمل ..هل ماتت أثناء الولادة ...
جميع النتائج متساوية لايهم كيفية الموت ... كل مايهم أنها هذه اللحضة ميته ... كلا ليس من هذه اللحضة ... بل من شهر ...
وأرتجف قلبه للفكرة ... هل ماتت وهو هناك ... كان بأمكان أن يراها للمرة الأخيرة ولكنه قدم شخص آخر عليها ...لترحل دون أن يراها ...
وربما عاتبة عليه ...
رأسه يضج بالتفكير ..وبنفس اللحضة كان يرسل للمنذر أن يحجز له حالاً لأنه يريد العودة للــــوطن ...
المنذر الذي كان قد أختفى ساعه وعاد ماأن وصلته رسالة بتال أخبره :بتال هدي بالك ماهو وقت التسرع اللحين عندك مواعيد وعملية ثانية ..
أنت بس تدمر نفسك وماراح ترجع الميت ...
كان يخط له بعنف على الدفتر :أحجزلي اللحين برجع لعيالي ...
المنذر بتلكأ وهو يفتح هاتفه :طيب أسمع أمي تبي تكلمك توه من ثلاث أيام عرفت أنك رجعت من الحد ...
وأكمل مستطرداً : ماقلنا أبد أنك رجعت قبل ...وقت موت عبير محد يعرف أنك هنا الكل يحسب أنك مفقود وقتها ...
كان ينظر إليه بعدم أستيعاب ...من طلب منهم ذالك .. ولماذا كل هذه التغطية ..آه أنت من البداية من رفضت معرفة أهلك بوضعك ..
أجل أنت من سنيت هذا القانون وأنتظرت ببرود ومن البعيد أن ينقل غيرك الخبر ...لشهر كامل لم تحاول التواصل مع زوجاتك أبنائك والدتك ...
فقط رسائل جافة تبادلتها مع أبيك لاأكثر ...
ماذا كان عذرك لحضتها ...هل كنت تحتاج لصدمة من هذا النوع حتى يذوب الجليد الذي أحطت به مشاعرك ..
المنذر محق هو لايستطيع العودة الآن فلقد غامر بالكثير وأجرى هذه العملية التي تردد حولها كثيراً .. ولكنه غير قادر على أحتمال ماحدث يشعر بأطنان من الشعور بالذنب والألم تسيطر على قلبه
الموت لايستطيع أحد الأعتراض عليه ولكن كان بأمكان رؤيتها للمرة الأخيرة وحمل صورة لها بقلبه على هيئتها الأخيرة لسنين القادمة ...
ألم ألم يفوق أحتماله لاعلاقة بأوجاعه الجسدية فهو يشعر فيه بصدره ورأسه ..
الحب الأول ..شريكة الحياة.. أم الأبناء ... لم يكن لها مكانة واحد بقلبه بل ثلاثه ..
يشعر أنها أخطأ بحقها كثيراً بالسنة الماضية ...
حتى اللحضة الأخيرة من حياتها كان مقصر بحقها ...
لاأحد يستطيع تخفيف اللوم الذي يشعر فيه اتجاه نفسه ....
تذكر آخر يوم رأها فيه حين كان يئن على فراق جوزاء وسمعته وفهمت فحوى ألمه ...
ياءالله كم أسرف بمشاعرة الأنانية ... فقط لو تحكم ببعض تصرفاته لماكان هذه اللحضة يعيش هذه اللوعات ...

××من حزني وصبري وجرحه وهمّاله علمني ان الصدور تموت مقفوله فـ اللي بصدره كلام ومابعد قاله احسن يخليه في صدره ولا يقوله ..××

****
أستيقظ بعد أربع ساعات بشعور أفضل ... فعلى الأقل لايشعر بحمى
ولاألم بالرأس ..بحث عنها حوله ...
وحين جلس بفزع لاحظ وجود عبائتها فزفر بأرتياح ..ولكن أرتياحه لم يدوم ماذا لو كانت تخلصت من العبائة بالأساس خرج وهو يشعر بصعوبه بالمشي من ألم عظامه ...وأرتاح حين رآها تنام بالصالة ..
حدث نفسه بصوت مسموع وهو يفرك مؤخرة رأسه محل أصابة :هجت من أولها ...والله مافي حيل أشيلتس أرقدي محلتس ..
ودخل للحمام ليستحم بحذر وحين خرج لاحقاً ..
عاوده الدوار ...
اتصل على المنذر وأخبره :وينك ايه صحيت وش أقرب مقهى أنتظرني فيه ماني قادر أصلب طولي أبي عيشة وقهوة ...طيب أنتظرني تحت دامك قريب ...ايه جيب أي شيء من اكل وعصيرات عشان المرة لصحت ..
ونزل له بعد أن أرتدى ملابسه ..ليجد المنذر بأنتظاره وقد أحضر ماطلبه منه صعد ليضعه لها على الطاولة قرب الباب ويخرج ..
لاحقاً أخذ يسأله وهما يحتسيان قهوتهم في أحد المقاهي :وش صار بعد ماعرف ..
المنذر :من وقتها قالب علي كن اللي ذبحته مرته ...
فياض بنظرة أنزعاج :طيب راعي شعوره شوي ...
المنذر :وش أراعي وش أخلي لو تعرف اللي أعرف ولاخلني ساكت ...
فياض وهو يفرك مقدمة رأسه:ايه أسكت أحسن ..تقولي اللحين كيف وضعه .
المنذر :أسبوع تقريباً المفروض مايأكل وعاد أنت تخيل الوضع ..
فياض :أهم شي العملية تنجح ولا الأكل ملحوق عليه ...
شرب رشفة كبير من قهوته :المشكلة اللحين يسألني عن ولده .. كيف أقوله أنه مات هو بعد أنت لازم تفهمه أنا بيكرهني طول عمري لو سمع هالخبر مني بعد ...
فياض :الله يعين ..المهم اللحين عطني أماكان أودي لها خويتي عشان ماتسرينا لتركيااا ...
المنذر :ابشر أرسلك على الواتس اللحين برجع الشقة أنام بتال مايبغى يشوف خلقتي.. وأنت الله يعينك على لخبطة النوم ...
غادر تاركه خلفه .. أبتاع لها قهـوة جديدة ..وقال حين لاحظ أن المنذر لم يحاسب عنه :والله من قلت النخوة أنا أخوك ضيف عليك مخليلي الحساب ...
كان يسير بتمهل متأملاً الأجواء كانت الثامنة مساءً ولكن بدت لو كان منتصف الليل ..
ماأن فتح الباب حتى شعر أن هناك تغير بالمكان ...يبدو أنها أستيقظت ...
خرجت إليه من غرفة النوم ماأن سمعت صوت قدومه :فينك!! ..تدرين جلست مفجوعة لما مالقيتك ...
فياض وهي يتأمل أعتنائها بمظهرها :واضح الفجعة مالقيتي الوقت تمشطين شوشتس ..وتلطخين وجهتس ...
خزام بصدمة من أسلوبه الساخر :بليييز ماأحب الأسلوب هذا ليه ماعطيتني خبر أنك بتطلع ..!!
فياض وهو يضع لها كوب القهوة على الطاولة :أنتي شكل فقرة التحقيق عندتس طويلة وأنا رجال مكسره عظامي ورمى بجسده على الأريكة ...
وعينيه تلاحق ساقيها الفاتحة وهي تتوجه لطاولة لتأخذ القهوة ثم تعود بطبق وضعت في الكروسان الذي أحضرة المنذر سابقاً ...كل هذا وعينية تلاحق ساقيها حتى سألها أخيراً :اللحين رجليتنس مزيونه كذا من الله ولاحاطه عليها شيء !!!
خزام وهي تعيد ساقيها للخلف بجلستها وكأنها تغطي شيء ما ..لقد ترددت كثير قبل أرتداء هذا اللباس لأنه يظهرشعيرتها البنفسجية التي تغطي الجزء الخلفي من ساقيها تختفي لفترة وتعود بأوقات أخرى :عادي رجولي مثل كل الناس ...
فياض بتأمل ملتهب :لاوالله كليتس ماتشبهين الناس ... بس سؤال من أمس مسبب لي غصة في حلقي ... هالمناكير متى بتشيلينهاا !!!!
تتأمل أناملها وتتظاهر بعدم الأحراج :إذا الله شاء ..
فياض وهو يمد ذراعية على ظهر الأريكة بطريقة ألمته معها الرضة في كتفه :طيب بس هذا مايمنع تقربين نسولف صوتس من قريب له وقع خاص ...
فكرت أنا من بعيد ولاأستطيع النجاة من نظراتك المخيفة التي تشعرني بأنها تجري لي أشعة مقطعيه فكيف عن قرب ...
ولكن حملته كوب قهوتها وكأنها تحتمي فيه وجلست جواره ...
لحضة لحضتين وأخبرته صريحة :معاك ريحة ماهي كويسة ...
فياض بصدمة يقهقه :وتقولينها في وجهــي بعد ... معليش خربنا جوتس ..
هذي ريحة كريم العضلات ...
وأكمل هو يسحب خصلات شعرها التي تساقطت مغطية جهة خدها من جهته :اللحين بعد ماعدلتي راستس وش رايتس تقومين وتسحبين أصغر شنطة من شناطي تفتحيها وبتلقين فيه عدة القهوة وتضبطين لي هاتس المهيلة الشقراء اللي تعدل الراس صدز ...
خزام بنظرة جانبية وشرحة الطويل يضايقها :يعني مختصرها أعملك قهوة صح ..طيب ليه هالهرجة الطويلة ..
فياض :الهرجة الطويلة على قولتس لأني رجال أكيف من الوصف قبل ماأذوقها ...يالله وريني شطارتس ...
فعلت كما طلب سحب الشنطة المقصودة فتحتها أجل كانت هنا أدوات أعداد القهوة العربية ..تمر ..معمول وبعض السناكات ..وماهذا رفعت الكيسين بعدم أستحسان وضعتها جانباً وهي تفكر لأعد القهوة أولاً ...
عادت له وهي تخبره :فياض شوف لقيت حاجة شكلهم تاركينها لك هدية ..
ورفعت الكيسين أمام عينيه ...
فياض الذي لم يفهم فالبداية :عطيني أشوف وش هالهدية ..!!!
قلب الكيس الأول وتحولت أبتسامته لأنزعاج وفهم المضمون ...لقد أوصى ليلى بأن تشرف على أعداد هذه الشنطة ... ووضعت بصمتها ... لن تنتهي من هذه المسألة وتذكيرها المستمر بفارق العمر بينه وبين زوجته وهذة المرة تجاوزت الحد حين وضعت الحلــوى كرسالة مبطنة على أن زوجته طفلة ..
رمى الكيسين على الطاولة :أكيد الخدامة حطتها غلطانه تحسب السفرة فيها ورعان ...
خزام ولم ينطلي عليها الموضوع :ليه مو عارفة أنك لسى تزوجت عايشة خارج العالم هي .. وصمتت للحضات قبل أن تشهق :أنت عندك بزورة !!!!
فياض لم يشعره الأمر بالمتعة كالعادة بل بدى أن ثقته فيه لاحدود لها حتى يخدعها بوجود أبناء له من أخرى :بشويش على روحتس بغيتي تودعين على هالشهقة ... لا ماعندي طمني روحتس ...ألحقي القهوة لاتخلينها تفوح على عينهم وتعدمها ..
فتح هاتفه ماأن غادرت ليعود لمحادثته مع الحكم ..الذي أخبره أن تقرير سيارته قد خرج والحادث كان مفتعل .. ولأن السيارة لم تغادر كراج المنزل ..سحب فيديوهات كاميرات المراقبة وتعرف على الفاعل...
أرسل له الفيديو وهو يسأله :نسيب الربع وش فيه عليك ...هو يشكي من شي بعقله وش بتسوي بتشتكي عليه ...
كان يشاهد الفيديو غير مصدق ... ومازال يتذكر نظرته بالمقبرة ...
لقد رآه حاضر مع أخوته رغم أنه غير أجتماعي ولكن لم يعطي الموضوع أكبر من حجمة ... إذاً حضر ليسرع بأجله بدل أن يبارك له زفافه ..ولكن مامشكلته معه ..لايتذكر يوم أنه كان بعلاقة معه تتسبب هذا النوع من العداوة ...

عادت للمطبخ وسكبت القهوة التي أصبحت جاهزة بالزمزمية الخاصة بها والتي كانت قد أضافة لها الهيل والزعفران كما يفضل بالتأكيد ...
عادت بها مع التمر والمعمول والسناكات ..صبت له الفنجان الأول ..وضعه على الطاولة جـواره ..
وسحبها شكل مفاجيء ولاحظت التغير الذي حل بملامحه سألته بعد أن أسكنها أحضانه :ايش فيك ..!!
فياض وهو يدفن وجهه بين عظمة ترقوته وعنقها :اللي في أني تعبان من هالدنيا ...إلقى لي علاج عندتس ..!!!
بدى حزين جداً متضايق يمر بكربة لاتفهمها ...ويسألها المساعدة
وهذا الطلب يشعرها بالعجز وماذا تملك هي حتى تساعده ...بعد لحضات سألته :مين اللي زعلك ..!!!
فياض وهو يرفع رأسه أخيراً لها :اللي زعلني أنك تعيش حياتك تسوي الطيب بالناس ..وتكتشف أن فيها ناسك تعيش عشان تأذيك ...
بس تدرين ياخزامة وين مكمن العلة أنه أنا اللي رفعت ناس ماتســتاهل الرفعه ..
كل مافهمته أن لديه مشكلة خاصة مع أحد ما ولم يوضح أكثر ..
كان ستبتعد عنه وحين سألها ماذا تفعل :بصب لك قهوة ...
فياض وهو يثبتها محلها على فخذها :لاا هالمرة أنا اللي بصب لتس ... صب الفنجان بطريقته الفضة وهي تلاحظ كيف أصبحت القهوة تطفوعلى الصينية وأطراف الطاولة ..وسلمها الفنجان :سمي ..
أخذت الفنجان بتوتر فهي تخشى أن يسكبه عليها ..
وأخبرها بألحاح :ماسمعت ردتس ..
خزام بتوتر :شكراً ..
فياض وهو يركز عليها ولايريد التفكير بأمر يزعجه بهذة اللحضة :لاماأبي هذا ..أبي بشرب من الدله ولو كلها سـم ماهز فنجالك ولا قـول كافـي مادام من يمناك وتقول لي سـم باسم الله أشرب كل سمك عوافي ...
خزام بضيق أنها لاتستطيع مجاراته بما يريد :اوه فياض تعرف ماأعرف أقول شعر ... لاتحرجني ...
بضحكة هادئة يعيد رأسها للخلف ويداعب ذقنها بقلبه :وأنتي تحسبين أدور وراتس شعر ... يكفي منتس يا شوقي ليك .. اللي خلتني مصخرة لفزاع وأشكاله ...
وحين لاحظ عدم الفهم على محياها راح يقص عليها حادثة الملزمة والأغنية التي علقت براسه ....
وهي تذوب بملابسها من الأحراج ... وأكثر ماأحرجها موضوع تخلصه من خطوبة أخرى حين أستغل ماقرأه لمصلحته ... وتباهى بأن هناك من تحبه ولايريد كسر قلبها ..

××ما على وجه البسيطه من أشباهك شبيه طينتك من مسكً ابيض ومن تُربة قمر××

****

كانت قد وضعته على المخدة التي وضعتها بدورها على ساقيها تهزه بخفة رغم أنها سمعت تحذير شديد من هذه الحركة وأن الطفل بهذا العمر لايحتمل الهز فهو قد يسبب أرتجاج بالدماغ له ...
تحاول أن يكون هزها ضعيف جداً كأمواج هادئة ...
ماذا تفعل مضطرة لذالك فهو لايهدأ إلا بهذة الطريقة ...
فتح الباب بهدوء وأطل والدها برأسه :هاه صاحي ولا رقد ..
ياسمين بملل :نام بس أي حركة بتخليه يصحي ماأقدر حتى أنزله عن رجولي ..
سعد بمهادنة :معليش تحملي وأنا أبوتس الولد أقشر وأمتس محتاجة ترتاح ..
ياسمين:أكيد أنه اقشر هذا وتوه أسبوعين سوى كذا لاكبر وش بيسوي فينا
أكملت بوقاحة :لازم الواحد يفهم الدرس من اللحين وأن الدلع بيخربه ..
سعد يتجاهل رمياتها فهو يعي أنها مراهقة وهم يضغطون عليها بتحميلها مسئوليات فوق طاقتهاا :أنتبهي له من ألماسه أنا بوصل مشوار قريب وراجع لكم ..
ياسمين بأستغلال للفرصة :أبوي لاتنسى تجيب لي معك ...
قاطعها ضجراً :سبانش بطيخ مافلسني وطفرني غير قهوتس ذي ...يالله الله يعيني عليكم ..
حاولت حمله لتضع في مهدة وحين سمعت صيحة أعتراض منه تركته كما هو وألتقطت هاتفها تعبث فيه على أمل أن تستيقظ والدتها قريباً وتنقذها منه ...


××يالله أنا طالبك خاطر سمح و طول بال يسعفني أسايـر زماني واقوى بلاويّـه××

****

لاتبالغ لو قالت أنها الليلة الماضية لم يغمض لها جفن ... كل تفكيرها ينصب على ماستقدم عليه بعد قليل ... بعد التاسعة بقليل كانت جاهزة أرتدت عبائتهاا وخرجت دون أن تشعر والدتها المنشغله بمكالمة..
صعدت لسيارة التي تحتوي القليل من البنزين .. فهذا ماأكتشفته بعد أن أدارت محركها ...
كان تزفر بين حين وآخر لتهدأ من نفسها ...
ضغطت زر الكراج لينفتح كهربائياً بعد أخراجها لسيارة ..
عادت لتضغط زر التحكم وتغلقه ...لقد أنجز لها هذا الكراج لافي فهو يعتقد أن سيارة مثل هذه لايمكن أن تركن بالشارع وليسهل لها الخروج والدخول وضع هذا الباب ...
توجهت لمحطة الوقود أولاً ..
وبعد أن فرغت وضعت موقع المستشفى الذي ستذهب لتجري عنده التحليلات فهي لاتستطيع التنقل بدون تحديد المواقع ألكترونياً ...
بعد أن بحثت كثيراً أكتشفت أن تحليل الدم أكثر دقة من تحليل البول الذي يمكن أن تبتاعه من الصيدلية ...
حجزت موعد وبقت متوترة طويلاً وهي بأنتظار دورها ..
عندما دخلت على الطبيبة وجدت نفسها تستمع بصبر لاتمتلكة عن المرحلة القادمة وحياتها الجديدة كأم ...
وكل ماتريده حقاً هي أن تسحب عينة الدم وتخبرها هل نعم أم لا ..لكن حاولت قدر الأمكان أن تتظاهر بالأصغاء لحديثها والأهتمام بأرشاداتها ..
حتي حين وصلت للمختبر أخيراً ومرحلة سحب الدم كانت قد عانت الكثير من التوتر ...فأنعكس هذا عليها وكان من الصعب إيجاد أوردتها التي كأنها فزعت من النتيجة قبل ظهورها ...
سألت وهي ترتب أكمام عبائتها :متى تطلع النتيجة !!
الممرضة التي تتفهم لهفتها :تقدرين تنتظرين النتيجة نصف ساعة وتدخلين عند الطبيبة وتفتحين ملف متابعة معها وبتعطيك أرشادات تناسب حالتك
ولاتقدرين تمشين ونرسلك النتيجة على رقم جوالك !!!
جوزاء التي واثقة أنها لن تدخل على الطبيبة مرة أخرى :أوكي أجل أرسلوا النتيجة وغادرت ..
حركت السيارة للمرحلة الثانية من جولتها ... لو كانت حامل فهناك كارثة تنتظرها وهي أنها لاتعلم متى سيعود بتال الذي ستلصق فيها هذا الحمل !!!
وبوزنها الحالي الذي قاسته قبل قليل 42 كيلو ستفضح مباشرة ...
لذا عليها أن تزيد وزنهاا .. حتى لايبدو الحمل واضح عليها بسهولة حتى لو أمتد غيابه لشهور ...
كان تقود بتركيز ..وبنفس الوقت بين فترة وأخرى من الجمود الذي يصيبها تراودها نوبة هلع لحضية تسألها متى وصلت لهذة المرحلة المخيفة من التخطيط ...وكأنها تخطط حياة شخص آخر ...
نتيجة الحمل معناها ..أنك تعرضتي لأحتمالية أغتصاب بنسبة 99 بالمئة !!!
من شخص لاتعرفينه ..وربما هو يعرفك ...
هزت راسها تبعد هذه الأفكار عنها حتى لاتسبب على نفسها بحادث ...
فتحت القراءن ...
توقفت أمام متجر للمـواد الغذائية ...وركنت السيارة بكل تأني كما دربها لافي كثيراً ...نزلت للمتجر ..فتحت قائمة مشترياتها ...
حسناً لم تنام ليلة أمس ..وهي تبحث عن هذه الخلطات التي ستزيد وزنها
بطريقة سريعة .. موز ..حليب ..زبدة الفول السوداني ..السر بهذة ...عسل
مجموعة مكسرات ...والكثير من نكهات السيروب الجاهزة ...
مجموعة من ألواح الشوكولاته الغنية بالسعرات الحرارية ...
حين رن هاتفها برقم أمها ردت مباشرة :هلا يمة .. بسم الله عليك يعني من بيأخذها أنا اللي أخذتها .. ايوه رحت السوبر وش تبغين أغراض ...
بكيفك ...
أغلقت وقد تخلصت من هذا الضغط أيضاً معرفة والدتها أنها خرجت بالسيارة لوحدها ...بعد قليل وردها اتصال جديد من أمها لتخبرها بما ينقصهم من أغراض وهي من رفضت قبل قليل بتعنت يمكن للأنسان أن يغير رأيه بسرعة ..
ساعدها العامل لأيصال الأغراض لسيارتها شكرته وأعطتها مبلغ مالي مقابل مجهوده ...
ماأن جلست خلف المــقود ..حتى وصلتها الرسالة المنتظرة ..
ترددت هل تفتحها في هذه اللحضة او تنتظر حتى تصل المنزل بسلام ...
ولكن هل يوجد معنى للصبر حتى ...
لو كانت حامل تأجيل فتح الرسالة لن يغير الحقيقة ...
وفعلاً فتحتها لتجد النتيجة التي وضعتها بنسبة 70 بالمئة ...
هي حامل ... النتيجة أيجابية مباركة وملاحظة صوتيه بالأرشادات التي يجب أن تتبعها من طبيبتها ..
للحضة فتحت محرك البحث ..لتبحث عن طريقة لتتخلص فيها من هذا الحمل ...!!!
فكرت ماذا لو متي وأنتي تجهضينه !!!
كلااا لاتريد أن تتسرع بأتخاذ قرارها ..عليها أن تفكر أكثر ..فهو قرار ليس من السهل قطعه ..
وسط حيرتها تلك رن هاتفها بآخر رقم تنتظر أتصال منه ...
ردت بشحـوب فمجرد تخيل أن هذا الشخص يكتشف أمرها ستقع بكارثة :هلا وعليكم السلام بخير الحمدلله ...
وضلت تستمع لعتاب لاذع على الطرف الآخر ..وأساليب تشره عميقة وتصل حد الوقاحة والتطفل ...
كانت ترد بكل رابطة جأش ...لقد كان تهتز في آخر مكالمة لها معها لاتعلم كيف أصبحت أكثر شجاعة أو لأن خلفها مصيبة أعظم فهي تجد جراءة على مواجهة مثل هذا الحديث ...
فهدة التي أرهقت من العتاب والتشرة الذي لايجد عند هذه الباردة محل ويبدو لايشعرها حتى بالأحراج :جوزتس طايح مريض بألمانية .. ومايحرز حتى الهرج عاد أن قلت لعمتس عقاب أنا ومرته بنسافر له وش رايتس ...!!!!
ماذا هل تمازحها هل تعتقد أنها ستطير من الفرحة وتركض لتجهز حقائبها ...
أجل ستفعلين يامعتوهة !!!
أنسيتي ... لقد كنتي تفكرين كم سيطول أنتظارك وجهزتي العدة لتصحبي أكثر وزناً وإلى آخره من خططك والآن تأتيك الفرصة للوصــول إليه وترفسينها بقدمك ...
ردت بجمــود وعقلها تتفجر التناقضات فيه :بس أنا ماعندي جواز ...
فهدة على عجل :إلا يقولون عندتس شكله مطلعلتس وشايلة عنده ...المهم أنا بشوف هالموضوع كم يحتاج له وأعملتس قبل السفرة ...مع السلامة ...
ولم تفتها لفضتها الأخيرة التأففية قبل أن يغلق الخط بالكامل ..
فهدة لاتطيقها وتريد أن ترافقها لماذا ,,,آه بالتأكيد العم عقاب رفض سفرها وتجعلني ذريعة ...
من الجهة الأخرى أسماء تراقب والدتها غير مصدقة :يمه ماهو من جدك طيب عرسي ...
فهدة بكره شديد لهذا العرس :وأنا بجلس سنة !!! .. برجع لاتخافين ماأدري على وش هالصربعة ...أهم شيء بنات أخوتس حطي بالتس عليهن ...عارفه أنتس حتى ولدتس ماداريتيه بس البنات كبار مايحتاج لهن شغل واجد ...شوفي ليلى قامت بنات سلطان يوم أمهن خلتهن ... ومن وقتها أبوتس حاطها السنعة اللي مافيه مثلهااا ...
صمتت قليلاً وعادت تتحدث بلهجة أهدى :من اللحين أقولتس عيال في أول الزواج مالها داعي ولدتس الأول ماقابلتيه ..وزوجتس صغير يمديكم تصبرون لعشر سنين ...لاتورطينا بورطة جديدة من أولهااا ...
أسماء بتكشيرة :على أساس كنت ميتة بالحمل أنتي اللي رفضتي تخليني أخذ موانع على أساس تعقمني للأبد نسيتي نصايحك ...
فهدة تصب لنفسها من القهوة :لا اللحين أقولتس خذيها كل الحريم أكلنها ماماتن ...حتى رضا مخليه بنتها تأخذ أبرة عشان ماتحمل ...بس أص لحد يسمعتس ونتورط بزوجها ..
أسماء بثقة بمعلوماتها :من قال أخذت هي قايله لي ماأخذتها ..وقلدت نبرة صوتها :لأنها تحب البزوورة ...
فهدة بشهقة أستنكار :تسذب على أمها هذي البنت اللي ماأبيتس تمشين معهااا أخص عليها والله ماتوقعتها منها طلعت عوبا وراعية علوم ...
أسماء :طيب هي حرة تخلف .. تجلس بدون عيال قرارها هي وزوجهااا ..
فهدة بتفكير خاص:المهم لاتحمل من أول شهر عشان مايروح الفستان خسـارة ..يانحسة ذا الفستان عشانه أختياري ...
وأرتفع صوتها بشكل مفاجيء :ليه ماتقهوين ..
أسماء وهي تضع يدها على صدرها :يمه فزعتيني هذا مو أسلوب قلت لك مسويه دايت ...
فهدة بعدم أعجاب :ليه وش فيه جسمتس ياحبتس للفلسفه ..
هي تعي نظرة والدتها جيداً للموضوع تريد أن تقلل من كل مجهوداتها للحياتها الجديدة .. فقد كانت بالعكس قبل عرسها من حامد بل أكثر أهتمام وتوتر بالنسبة لهذة الأمور حتى تكون طلتهااا مبهرة لآخر للحضة ..

××مافيه مثلك في وفاك و نُبلك أقل ما ينقال عنك . . أعجوبه ٰ كل الل