📌 روايات متفرقة

رواية خريف الحب الفصل الرابع 4 بقلم خياله والخيل عشقي

رواية خريف الحب الفصل الرابع 4 بقلم خياله والخيل عشقي

رواية خريف الحب الفصل الرابع 4 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية خريف الحب الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية خريف الحب الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية خريف الحب الفصل الرابع 4

رواية خريف الحب بقلم خياله والخيل عشقي

رواية خريف الحب الفصل الرابع 4

أنتي من إنتشلني من لحظات ضعفي..تخاذلي..حزني.. وأعادتني للحياة..

أنتي من تطفلتي على يقظتي ..منامي.. ذكرياتي..

أنتي من باتت صورتها محفوظه بين جفوني وأراها كلما أغمضت عيناي بدون إن أعرف ملامحها..

أنتي من أشتاق لها.. أحدثها.. أنتظرها وهي لا تعلم بوجودي..

أنتي من تنحبس لها أنفاسي وتتسارع لها نبضات قلبي كلما ذكر أسمها من بين كل النساء..

أنتي من يحمل ثغرها سر الإبتسامه.. الفرح.. الأمل..

أنتي؟؟

سري الكبير..

وصدفتي الجميله..
الرياض، الرابعة والنصف صباحاً


وقف في ركن وأتظاهر بقراية وحده من المطبوعات الطبيه المعلقه عالجدار وعيونه عالممرضه وثريا اللي طلعوا من الغرفه وبمجرد ماأختفوا في نهاية الممر أتقدم من الباب وفتحه ودخل بهدوء

حس كإنه رجع ولد صغير وأتذكر إحساسه لما كان يتسلل مع وضاح وراجح وسلطان لمجلس جده قبل صلاة الفجر علشان يأخذوا من حلاوة العيد بدون محد ينتبه ويظلوا بعدها طول اليوم يتباهوا قدام الكل إنهم جمعوا أكبر عيديه وكمية حلويات.. نفس التوتر والخوف ودقات القلب اللي بتصم الأذان من كثر الترقب والإحساس بالخوف بإنهم بينمسكوا وبينفضح أمرهم بين لحظه والثانيه..

لكن المره ذي كان الوضع مختلف!

المره ذي كان الوضع مربك بسبب جرأة اللي فكر فيه وأقدم عليه بدون تردد و

فجأه

كل اللي كان يفكر فيه أختفى بمجرد ماجات عينه على الجسم النايم عالسرير والمغطى بالبياض ورفع عيونه لها بالتدريج وعقد حواجبه بإستغراب من وضعية نومها!

رغم إنها مغطيه بالكامل مثل ماطلب من الممرضه إلا إنه لاحظ إنها نايمه في طرف السرير على جنبها ومتكوره على نفسها مثل الجنين!

قرب من السرير وجلس جنبها عالأرض وهو يتأملها بإهتمام.. وخوف.. ولهفه.. وصدمه!

صدمه من الشيئ اللي شافه!

شيئ ماتوقع يشوفه نهائياً ولو بعد مليون سنه..

شاله!!!

مسك طرف الشال الملفوف على رأسها ومغطي وجهها بالكامل وهو يتحسسه بعدم تصديق وحس كإنه رجع بالزمن وبيعيش تفاصيل أول لقاء بينهم..

هو .. وهي .. والشال!

واليوم كمان شاله هو اللي غطاها وسترها عنه

أخذ نفس عميق وهو يسأل نفسه ليه أحتفظت بشاله كل هالمده و--

طلع من أفكاره وعقد حواجبه بتركيز لما سمعها تهمس وشاف إيديها تتحرك تحت الغطاء بإنزعاج وقف بسرعه ومشي وهو يسب الممرضه اللي قالت له إنهم بيعطوها منوم ومن ساعتها وهو يفكر إنها مارح تحس فيه إذا دخل أطمن عليها للحظات وخرج بسرعه قبل ماترجع ثريا اللي طلب من الممرضه تخترع لها أي حجه علشان تبعدها عن الغرفه لفتره .

كان على وشك الخروج لما سمع صوت شيئ طاح!

قفل الباب من جديد وإلتفت وجات عيونه على قناع الأوكسجين اللي رمته عالأرض وهي بتتحرك بعنف وتصارع الغطاء اللي عليها ببكاء، قرب منها وهو يحاول إنه مايطالع وجهها اللي إنكشف وسمعها وكإنها تنادي على أحد..

شد على أسنانه بقهر من دموعها وصوتها المبحوح من كثر البكاء والصراخ طول اليوم وهي بتحلم باللي صار لها مثل ماكانت تحلم بالذيب .. مد إيديه بتردد ومسك إيديها بشويش وهو يهمس لها/بسم الله عليكي.. لاتخافين أنتي بأمان--

قطع كلامه لما صار العكس وبدل ماتهدأ زي ماكان متأمل صارت تتلوى وتدف إيديه وتحاول تتخلص منها بإصرار، مسك إيديها بقوه أكبر وثبتها عالسرير وإنحنى عليها بهمس/خلص لاتخافين أنا معك لاتخافين.

جمد مكانه للحظات لما أنتبه للسنتيمترات البسيطه اللي بين وجهه ووجهها لدرجة إنه لاحظ طول وكثافة رموشها البنيه و ماحس بنفسه لما فك إيديها وجلس جنبها يمسح دموعها ومسك خصلات شعرها اللي إتحررت من شاله وأتناثرت على كتفها وجهها ورجعها وراء أذنها وهو يهمس لها /هووششش.. هووششششش

كانت شبه جالسه عالسرير وبتحاول تبعده عنها وهي تصرخ وتبكي بهستيريا ودموعها تنزل بغزاره حط إيديه على كتوفها وحاول يهديها من جديد غير مبالي بالضربات العشوائيه اللي أتلقاها على وجهه وصدره وهي بتدفه بقوه ماأثرت فيه ولا حتى هزته ..

لما أستمرت في حركتها العنيفه لف ذراعيه حولها وقربها منه أكثر وحبس إيديها على صدره وقيد حركتها وهمس لها/حبيبتي أهدي.. هذا حلم موبحقيقه أهدي ياقلبي أنتي بخير وأنا معك لاتخافين..

حس بإرتياح لما بدأت حركتها تهدأ وأتحول صراخها لهمس.. وبكاها لأنين.

فجأه..

كل راحته إتبخرت وحل محلها توتر وإستغراب لما لفت أيديها على رقبته ومالت عليه بجسمها وسندت رأسها على صدره!!

أخذ نفس عميق وهو يذكر نفسه بإنها ماهي واعيه لتصرفاتها وبإنه ماله حق في اللي قاعد يسويه ومدام إنها هدأت وإتخلصت من كابوسها فصار لازم يتركها ويطلع من غرفتها..

حررها من ذراعيه وحاول يبعدها عنه بشويش لكن اتفاجأ لما ضمت نفسها ليه أكثر وأتمسكت فيه وهي تشهق ببكاء/اتأخرت.. عليا ليه!!

كنت خا..يفه .. وأنا..ديك .....ليه ...سبتني .. أغرق.... ليه!

حاول يبعدها عنه وألف علامة إستفهام دارت في راسه وهو بيتسآل عن هوية الشخص اللي بتعنيه بكلامها ذا !!

وليه ظنته هو !

وش اللي يربطها فيه وخلاها تتمسك فيه لهالدرجه و--

إتحرك بعصبيه وتوتر لما أستوعب إنها صارت نايمه في حضنه وإيديها متمسكه برقبته بقوه غريبه مايدري من وين جاتها!

كانت متعلقه فيه مثل الغريق اللي متعلق بقشه وحياته مرهونه بتمسكه بها ومهما حاول يفك إيديها ويتخلص منها كانت تتمسك فيه بقوه وإصرار أكبر

ربلع ريقه بصعوبه وحس بنار تسري في عروقه لما أتكورت في حضنه وضمت نفسها لصدره بقوه أكبر ودفنت وجهها في جانب رقبته وأنفاسها بتلفحه بحراره ذوبت أوصاله..

وللحظات فقد القدره عالتركيز... والصمود!

لحظات بسيطه كانت أكثر من كافيه علشان يضيع وينسى !

نسي أخلاقه!

عقلانيته!

شهامته!

وعده!

نفسه!

لحظات بسيطه نسي فيها كل شيئ وماعاد أتذكر أو حس بشيئ غيرها وهي تعاتبه بأنفاس مقطوعه من بين دموعها اللي غرقت كتفه وثيابه !

ذبحته بشهقاتها العميقه وماقدر يبعدها عنه ولاقدر يمنع نفسه عنها أكثر

وضمها لصدره!!

غمض عيونه وضمها لصدره برقه كما لو كانت تحفه زجاجيه وخايف عليها من الكسر!

حس كإنه هوى من مكان عالي وغرق في حضنها اللي أستقبله بترحاب وهي تتمسك فيه أكثر وأكثر وغاص بوجهه في خصلات شعرها اللي إنسابت على ذراعيه الملفوفه حولها وأتنفس ريحتها بعمق وكإنه بيخزنها في ذاكرته قبل رئتيه قبل مايتعتذر لها بهمس عن تأخره المزعوم و---

فتح عيونه بضيق من الرنين المزعج والمتواصل اللي إنتشله من نعيم حضنها واتفاجأ بالظلام اللي محاصره وكسره نور الجوال اللي بيرن عالكمودينه، مد يده وطفى المنبه وظل مكانه لفتره وهو يتأمل صدره الفارغ بعدم إستيعاب وهو يتنفس بعمق ويحاول يهدي دقات قلبه المتسارعه وهو يذكر نفسه بإنها مو موجوده !

وبإن ذي مجرد ذكرى!

وحلم وردي..

أخذ نفس عميق ومسح وجهه بقوه وخرج من السرير وبكبسة زر إنزاحت الستاير وكشفت عن باب زجاجي محتل الجدار بإكمله وبيوصل لبلكونه كبيره خرج إستند على سورها وهو يتذكر وعده القديم والمنسي !

زمان وقت المكابره وعد نفسه بإنها لو سامحته رح ينساها..

رح يتخلص من طيفها للأبد..

رح ينسى صوتها وضحكتها..

رح يشيلها من باله وتفكيره..

مارح يحلم فيها بعد اليوم..

لكن لما سامحته وماصار شي من اللي وعد نفسه فيه إكتشف إنه كان بيكذب ..

كذب على نفسه لما وعد إنه رح يتخلص منها لإن طيفها ملاحقه في كل مكان!

وكذب على نفسه لما وعد إنه رح ينسى صوتها وضحكتها لإنه بيتردد على مسامعه طول الوقت!

وكذب على نفسه لما وعد إنه مارح يشغل باله ويفكر فيها لإنها بتقتحم أفكاره وتقطع تركيزه بكلامها وصخبها المعتاد!

والحين من بعد اللي صار بينهم وهي كل ليله تزور أحلامه بكل تفاصيلها وكأنها معاه!

.. حضنها.. أنفاسها.. ريحتها.. شعرها.. دموعها.. رقتها ونعومتها اللي بتثير حواسه بشكل لأول مره بيختبره!

إبتسم وطالع السماء بشرود وهو بيسأل نفسه. .

شكثر كانت حياته بارده بدون صوتها وضحكتها الدافيه اللي سحرته!

وشكثر كانت أيامه ممله وترتيبه قبل ماتدخل عليها وتملاها أثاره بحيويتها وحماسها وحركاتها المجنونه!

شلون قدرت تتسلل ببساطه وتزرع نفسها في عالمه بهالقوه!

شلون غزت عقله قبل قلبه وسيطرت عليه بدون حتى لاتدري أو يكون عندها أدنى فكره عن اللي سوته فيه !

زفر بضيق لما وصل لذي النقطه اللي لأول مره يركز فيها وهمس بتوتر/وش هالورطه ياسند!

حبيت وحده موبشايفه فيك أي ميزه أو شي حلو!

حبيت وحده كل فكرتها عنك إنك جبان وطفل كبير وبعد قالت إنك مطب في حياتها و--

الله أكبر الله أكبر

صدح صوت الأذان في عتمة الفجر وطلعه من أفكاره.. أخذ نفس عميق وفرد جسمه وهو يحاول يفكر بإيجابيه أكثر من اللي حاس فيها فعلاً ودخل غرفته وهو يردد الأذان وبيدعي إن جوري تغير نظرتها له في أسرع وقت.
جده، الثالثة عصراً



شايك برد..


رفعت رأسها لأخوها اللي طلعها من شرودها وأخذت منه كاسة الشاي الأخضر بإبتسامه/يسلمو حبيبي.

رد لها الإبتسامه وبتساؤل/اللي مأخذ عقلك.

رفعت اللي بين إيديها قدامه وبتكشيره/بدور على فضولي ولذحين مالقيته.

سحب منها مجلة ماجد وطالعها بصمت للحظات قبل مايأشر لها عالصفحه اللي كانت فاتحه عليها وبهدوء/كيف هتلاقيه وأنت جالسه بترسمي بدل ماتدوري عليه!

ردت بإستغراب/أرسم أي--

قطعت كلامها لما شافت رسمتها اللي ملت الصفحه وقفلت المجله وحطتها جنبها وشربت شايها بهدوء قطعه عبدالرحمن بكلامه/ذي نفس الرسمه اللي بترسميها كل مره لما تكوني سرحانه ومو داريه عن نفسك.. أيش قصدك بها!

شتت نظراتها بعيد عنه وبهدوء/أنتي هتعملي زي ياسمين !

رد بثقه/أنتي مالك في الرسم ولما بترسمي شي فبيكون شي معين داخلك وله معنى وقيمه عندك، زي حقنا السلسال وإسورة علي وكوب قهوتك وغيرها.

إلتفت له وقابلت نظراته المتسائله بصمت وهي فاهمه تلميحه وعارفه إنه ساكت بسبب وعده لها وأخوها مايستاهل منها ذا الغموض وبإبتسامه/ اسأل ياعبادي قبل مايطق لك عرق .

إتعدل في جلسته بسرعه وكإنه ماصدق وبثقه/أنتي تقصدي صاحب الشال برسمتك ذي صح!

ردت بتنهيده/واضحه لذي الدرجه!

إنصدم بتنهيدتها القويه وبتردد/أنتي تحبيه!!!

أتوسعت عيونها وطالعته بصدمه/أحبه!! أحب--

ماقدرت تكمل كلمتها وإنفجرت في ضحكه عاليه من قلبها لين نزلت دموعها وعبدالرحمن يطالعها براحه " الحمدلله مدام ضحكت يعني كلامي مو في محله وصدمها"

راقبها بصمت لين قدرت تتمالك نفسها وتوقف ضحك وراحت غسلت وجهها ورجعت وصوت غناها سابقها/حب أيه اللي أنتا قي تئول عليه أنتا عارف ابلا معنى الحب أيه .. حب أيه أيه أيه.. حب أيه أيه أيه.. حب أيه اللي أنتا قي تئول عليه.

سحبها وجلسها جنبه بنفاذ صبر/ ذحين وقت ظرافتك وخفة دمك يام كلثوم.

رجعت تضحك من جديد وبعدم تصديق/أنتا كمان مو سامع نفسك بذمتك ذا كلام !

رد بحده/كيف تبغيني أفكر ! أنتي موشايفه نفسك كيف بتتصرفي! شاله معك زي ظلك وكلامك الغريب عنه قبل وذحين رسمتك هذي.

ردت بإستغراب/وأنا علشان كلمتك عنه وجبت سيرته خلاص معناته حبيته! أنتا أساساً كيف قدرت تنطقها بذي الإريحيه الغريبه! أنا موقادره أصدق إن ذي الكلمه طلعت منك أنتا بالذات!

رد بضيق/ والله أختي وأبغى أطمن عليها والحب مو بيدك ولا عيب دامه بأدب ومافيه شي يغضب الله .

سكت للحظات وتابع بغيره/بعدين هذا مو أي واحد ذا صاحب الشال اللي ماترضي عليه.

وقفت ومشيت في الصاله بصمت وهي تفكر لفتره قبل ماتأخذ نفس عميق وتلتفت له بهدوء/وقت ماحصل الحادث صحيت ولقيت خالد وندى مغمى عليهم حاولت أصحيهم وناديتهم بس هما ماسمعوني ،خالد كان جنبي ويده باين إنها مكسوره وندى ماكنت قادره أشوفها ولا أوصلها وراء لإني كنت محشوره في السياره.. الكبوت كان مغروز في رجولي ومقيد حركتي وأنا كنت مشوشه ودايخه وبنزف وكتفي مخلوع والوجع اللي حسيته كان مو طبيعي وماأدري كم مره أغمى عليا ولا أدري كم مر عليا وأنا في ذيك الحاله..

سكتت للحظات وهي تتأمل ملامح أخوها الشاحبه كانت ذي أول مره تتكلم معاه عن الحادث وكانت ناويه تحتفظ بتفاصيله لنفسها للأبد لكن حالته وشكوكه وتحليله الغلط ماترك لها حل ثاني غير إنها تصارحه لكن مع تعديل وإخفاء شوية تفاصيل، أخذت نفس وتابعت/لما صحيت لقيت أثنين رجال بيحاولوا يساعدونا طلعوا خالد وندى وإتصلوا عالإسعاف والدفاع المدني.. واحد منهم حاول يساعدني بس أنا وقتها كنت كاشفه وحالتي حاله وماخليته يقرب مني و--

قاطعها عبدالرحمن بقهر/أنتي غبيه ماتعرفي إن الضرورات تبيح المحظورات .

ردت بهدوء/هوا كمان قلي نفس كلامك بس أنا أصريت وأترجيته علشان يروح.. كنت خايفه الله يأخذ أمانته وأنا بذاك المنظر.. عارف أيش سوا؟

هز رأسه بنفي وتابعت/ أعطاني شاله وقلي أتغطى فيه وبعدها حاول يساعدني هوا وصاحبه بس ماكان بيدهم شي وأضطروا يستنوا الدفاع المدني.. بس صاحب الشال ماسابني رجع كتفي مكانه وعالج رأسي .. مسك يدي وقلي أوثق فيه ووعدني إنه مارح يسيبني ولما فقت في المستشفى لقيت شاله معايا وإستغربت كيف ظل معايا كل ذا الوقت..

طالعت فيه بشرود / صاحب الشال وفى بوعده وماإتخلى عني وظل معايا عن جد.. صوفي قالت إني لما طلعت من العنايه المركزه وإستلمت حالتي جاها واحد وأعطاها فلوس علشان تهتم بغطايا وتخلي الشال على رأسي دايماً ولما سألت الممرضه اللي كانت مسئوله عني قبلها قالت لها نفس الكلام وفي الأخير إكتشفت إنه دفع لي مصاريف المستشفى من أول العمليه لأخر يوم خرجت فيه معاك.. قلي ياعبادي لو واحد عمل معاك ذا الشي وأنت مابينك وبينه معرفه كيف يمكن تفكر فيه أو تتعامل معاه!

وقف وصار يمشي في الغرفه وهو يحاول يستوعب كلامها وفي داخله" أنا أشهد إنه رجال من ظهر رجال" وبتفكير/ماعرفتي أسمه !شغله! أي شي يوصلنا له!

ردت بهدوء/ كل اللي قاله ليا إنه دكتور وأنا في المستشفى حاولت اسأل وأعرف شي عنه من الحسابات بس ماوصلت لشي وذحين خلاص ماعاد يهمني.

عقد حواجبه بإستغراب/ليه ماعاد يهمك!

ردت بإبتسامه/اللي زيه بيعمل الخير ويرميه البحر بدون مايستنى شكر علشان كذا ماخلى وراه طرف خيط علشان أوصله وأنا خلاص سميته فارس.

رد بعدم إستيعاب /وبعد كل اللي سواه علشانك كيف ماحبيتيه! إذا أنا حبيته خلاص.

ردت بضحكه/ عبادي فين ! وديت أخويا فين! أنتا مين بالزبط!

جلس وبتفكير/أنا أتكلم من جد.. يعني أنا ذحين بس فهمت سبب تعلقك بالشال وكلامك ا---

قاطعته بهدوء/عبادي أنتا فاهم غلط.. مشاعري ناحيته ماتتعدى الإحترام والثقه والإعجاب وذا شي طبيعي بعد اللي عمله معايا لكن إنها توصل لحب وكلام فاضي فذا اللي مو طبيعي بالمره.

طالعها بإستغراب/وليه مو طبيعي! والحب أيش هو غير كل اللي قلتيه!

هزت رأسها بعدم تصديق/بعد كل اللي حكيتلك ياه عني وعن خالد جاي تقول حب ثاني!

رد بحده/وخالد حقك ذا يتقارن بيه أصلاً !

ردت بهدوء/ أكيد مافي مقارنه.. عبادي أنتا لسا مصدوم من اللي قلته ليك بس أفهمني فارس بالنسبه ليا خيال وحلم مو أكثر واللي بحسه ناحيته مو أكثر من إمتنان وإعجاب برجولته وأخلاقه وإنسانيته.. فارس بطل من أبطال الروايات ال--

رد بإبتسامه/أيوووه سميتيه فارس على أسم فارس الأندلس.

سرحت بخيالها في سلسلة روايات فارس الأندلس اللي بتقرأها من صغرها واللي بتحكي عن الحقبة الزمنيه اللي تلت سقوط الأندلس وإحتلالها من قبل الأسبان وعن (فارس) الأمير الأندلسي اللي وهب نفسه للدفاع عنها بسيفه وجواده الأبيض وردت بإبتسامه/ وهو فارس بكل معنى الكلمه والفروسيه ماإنخلقت غير ليه، لكن عقدة البطل وحبي وتعلقي بيه ذي شيلها من رأسك بالمره لإني مابفكر فيه بذا الشكل.

سألها بإصرار/متأكده من كلامك ولا بتكذبي عليا وعلى نفسك!!

ردت بثقه /أنا خلاص بطلت أكذب على نفسي من زمان وعمري ماكنت صريحه معاك زي المره ذي وذحين بعد ماجاوبت على كل اللي كان شاغل بالك ياريت ماعاد تعلق أو تتسآل كل ماشفت الشال معايا وياريت نقفل السيره ذي نهائياً إتفقنا!

هز رأسه بموافقه وفي داخله" أنا بعرف بس الزفت اللي كنتي متزوجته أيش اللي سواه وخلاكي تكرهي الرجال كلهم وعقدك منهم" وقف وطالع ساعته وبهدوء/طيب أنا بروح أصلي وأنتي جهزي نفسك سلام.

ردت السلام وتبعته بنظراتها لين أختفى وزفرت بعمق وراحه وهي حاسه بحمل إنزاح عنها بعد ماأعترفت له بكل شي وخلصته من كل حيرته.
الرياض، السابعة والنصف مساءً



لا أهلا ولاسهلا وخل عنك التميلح.

ردت بضحكه/له له القميل زعلان مني ليه!

رد بحده/ليه مارحتي مراجعتك

وقفت ضحك وردت بإستغراب/يبه أنتا بتراقبيني ولا أيه!

رد بعصبيه/ الظاهر إنه ماينفع معك إلا هالحل لكن دكتورتك هي اللي إتصلت وقالت إنك فوتي مراجعتك.. ليه كذبتي وقلتي إنك رحتي وطلع كل شي زين ومافيكي إلا العافيه!

ردت بإحراج/يبه الله يحفظك ذي كذبه بيضاء ماتضر أحد و--

قاطعها بغضب/وشلون ماتضر وأنتي أول المتضررين، أنتي نسيتي شلون كانت حالتك ونسيتي بعد إنك كنتي تعبانه وخرجتي على مسؤليتي.. شلون تهملين مراجعتك ولمتى بتظلين تكذبين علي!

ردت بتنهيده/طيب معاك حق أنا غلطت لما كذبت عليك وأنا أسفه.

سألتها بنفاذ صبر/أنتي تبيني أجن ! أحاكيكي شرق تحاكيني غرب ليه مارحتي مراجعتك للحين!

جوري برجاء/سلامتك من الجنان ياقلبي أنتا، صلي عالنبي وقول لا إله إلا الله وأنا أفهمك.. أنتا بس روق وكل اللي تبغاه هيصير.

صلى عالنبي وذكر الله وتابعت بشرح/يبه لو رحت المستشفى عبادي هيعرف إني كنت تعبانه وهفك لنفسي باب أنا في غنى عنه وأنتا عارف عبادي ماهيصدق وحلني على مايروق ويهدأ وأنا ماحبيت أقلك إني مارحت علشان ماأشغل بالك بس وربي مو قصدي أكذب عليك.

رد بعدم تصديق/وعلشان عبادي لايعرف ولا تشغليني تقومين تهملين صحتك! إنزين كان رحتي مع مؤيد.

ردت بهدوء/يبه أنتا عارف لو جبتله سيرة مؤيد هيشك على طول وبعدين ياقلبي أنا ماأهملت صحتي شوفني مشيت ولأول مره في حياتي عالدواء بإنتظام غير إن قارورة الأوكسجين اللي جبتها ليا معايا وكمان كنت أتصلها كل ماحسيت بتعب وذحين الحمدلله مره خفيت ومو حاسه بشي أنتا بس أطمن .

رد بحزم/لا قالت لي هالكلام بنفسها ساعتها بتطمن وأرتاح.. بكره تجهزين نفسك إن شاء الله بمرك ونروح سوا.

ردت بإعتراض/يبه مو من جدك بتضرب مشوار لهنا علشان توديني قلتلك إنا بخير ومافيا العافيه --

قاطعها بأمر/والله الشغله موبعلى كيفك وبأخذك غصباً عليكي ولا الحين بدق على عبدالرحمن وأقله كل السالفه وخل يعرف إني كذبت عليه وماصنت الأمانه.

ردت بضيق/يبه الله يحفظك أنا ماأحب أسلوب الضغط ولوي الذراع ذا وكمان لاتحسسني بالذنب.

رد بحده/لايكثر هرجك وهذا اللي عندي رضيتي وإن مارضيتي إلا إذا بتكسرين كلمتي و--

قاطعته بسرعه/لاعشت ولاكنت يبه تنكسر يدي ولا أكسر لك كلمه .. خلاص تأمر أمر بس أهم شي لاتزعل نفسك ياعمري أنتا.

رد بضيق/الحين عمري وقلبي! شعقبه!الله يهديكي بس ويخفف يباسة هالرأس اللي يبي له تكسير.

ردت بزعل/أخص عليك يبه من يومك قلبي وعمري وكل شي حلو وفداك رأسي يبه كسره وأخلص بدل منتو بتهددوني بيه كل مره.

أخذ نفس عميق وبضيق/ أنا مو بعارف وش اللي مصبرني على هبالك و--

قاطعته بحب/لإنك تحبني يبه وماتستغني عني، بنتك ولله الحمد والمنه اللي يعاشرها مايقدر على بعدها و---

قاطعها بتنهيده/بس بس من وين جايبه شوفة هالنفس.

ردت بثقه/أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، يبه هذي مو شوفة زنفس هذي ثقه في نفسي وفي حبك ليا ولا أنتا ليك كلام ثاني!

رد بإبتسامه/لاثاني ولاثالث أنتي بس فكيني من هذرتك الزايده وجهزي نفسك.

سألته برجاء/طيب إذا ماعليك أمر ممكن نأجل المستشفى لأخر الأسبوع لإني مضغوطه في كم شغله والثلاثه الأيام ذي ماهتضر.

عقد حواجبه وبإستفسار/بعدك للحين ماخلصتي أمور الكافيه!

ردت بهدوء/ باقي شوية تفاصيل أرتبها علشان أسلم المفاتيح وعلى ماتجي بالسلامه أكون خلصت بإذن الله و--

يبه أنت سامعتني!
إلتفت لبدر اللي طلعه من ذكرياته وبتنهيده/شتبي يابدر!

رد بإستغراب/قلت لك إبي أروح معك جده بكره.

طالعه الجد بإبتسامه/أشتقت لخالتك جوري وتبي تشوفها!

رد بإحراج/هاا لا أنا.. أنا بشوف قصي .

بتول بشماته/يحزني اللي صار رجال ومارح يشوفها غير بالنقاب و--

قطعت كلامها بصرخه لما ضربتها الجده بعصاتها بحده/وش هالمساخه تادبي.

رد بدر بضيق/أنتي موبشغلك المهم أشوفها وخلص.

راحت تجلس جنب جدها مساعد وفركت ذراعها بألم/جده حرام عليكي بعدين أنا وش قلت خالتي اللي قالت إنه صار رجال ومايجوز تكشف قدامه.

ردت الجده بعصبيه/جلدوا إبليس عوذه منها ومن تعليمها قولي يمه.

ردت بتول بمسكنه/والله جده أحلى ياجده.

ظلوا يتناقروا وإلتفت الجد لولده مساعد وبإستفسار/ماقالت لك متى بتسافر صنعاء؟

رد بضيق/في رمضان يبه.. تبي تعتمر في رمضان قبل لاتروح.

رد بدر بصدمه/يعني بعد أسبوعين! بس يبه للحين ماصار شي من اللي قلت عليه شلون بتسافر.

الجد بثقه/لاتخاف يابدر من الحين لوقتها بنكون أتصرفنا وكل شي مشي مثل ماخططنا بإذن الله.

وقف بدر ورد بضيق/إن شاء الله إن شاء الله.

وتركهم وخرج وكله أمل إنه كلام جده يتحققد
جده،العاشرة مساءً


ندو حبيبتي أنتي بس لو تهدي شويه وتفكري هتعرفي إن معايا حق.

ردت بإستنكار/حق أيه يابو حق أنتا ناوي تجلطني ياخالد.

خالد بهدوء/وطي صوتك أحنا مو في بيتنا .

إتلفتت حولها وطالعت في الناس والأطفال المنتشرين في الملاهي بأصواتهم العاليه وبعصبيه/مو أنتا جايبني هنا علشان نتكلم براحتنا بدون ماعمه ولا لطيفه يسمعونا ويعرفوا حضرتك بتخططط لأيه من وراهم.

رد ببرود/إذا قصدك إني خايف أو مستحي منهم فأنتي غلطانه، أنا حبيت تغيري جو بدل الكآبه اللي أنتي فيها من يوم ماقلتلك ع--

قاطعته بقهر/ كآبه! زعلان من كآبتي!

طالع فيها بتفكير من أسلوبها وحالها اللي أتغير من ساعة ماقلها عاللي ناوي عليه.. في البدايه كانت مصره تترك البيت وتروح لأهلها لكن لما رفض وماخلاها صارت على طول قالبه وجهها ومو طايقه كلمه من أحد وحتى لما حاولت أمه تعرف منها أيش فيها ماقالت لها شي، مسك يدها وبرجاء/ممكن تفهميني أنتي ليه زعلانه بس!

سحبت يدها منه بعنف/ لايكون تبغاني أفرحلك وأزغرطلك كمان حلاوة الخبر الحلو اللي بلغتني بيه.

رد بإستغراب/أنا ماقلت كذا بس أنا مو فاهم أنتي ليه معصبه و رافضه---

قاطعته بعدم تصديق/ أنتا تبغى تجنني! تبغى تتزوج عليا والمفروض أتقبل الموضوع وأطير من الفرحه اللي موسايعتني!

رد بعتاب/حبيبتي اللي يسمعك يقول إني هتزوج من جد..

طالعته بصدمه/لاياشيخ وزواجك من جوري أيش الكاميرا الخفيه!

مسح وجهه بقوه وفي باله"ذي تمزح ولا هيا متنحه من جد" وبشرح/بس ذا مو زواج زواج.. جوري أساساً زوجتي من قبلك وأنا بس برجعها يعني هنرجع زي ماكنا .. يعني مو كأني بتزوج عليكي .. فهمتي.

ردت بغيره/ حقيقة إنها كانت زوجتك وتبغى ترجعها ماهتغير شي من الأسم الفعلي للي هتسويه، أنتا هتتزوج عليا كانت جوري ولا غيرها.

رد بإقناع/بس جوري مو أي وحده.. جوري كانت زوجتي وأنتي تحبيها وعشتي معاها سنين ولاتنسي إنها أم عيالنا و--

قاطعته بقهر/خالد لاتجنن أهلي، أحبها وعشرة سنين وأم عيالي شي وإنك تتزوجها عليا دا شي تاني.. أنتا خلاص طلقتها وكل واحد فينا أستقل بحياته بعيد عن التاني وأنا مو مستعده أشاركك مع أي وحده حتى جوري نفسها.

عقد إيديه على صدره وببرود/ بس أنا قررت ومصمم أرجعها وأنتي لازم تتقبلي وتكيفي نفسك على ذا الوضع زي ماهيا كانت متقبلتك ومشاركتك فيا ولا تنسي إنه لولا مساعدتها لينا أبوكي ماكان وافق على زواجنا وكنا هنقضيها مكالمات ومقابلات في الأسواق لليوم.

وقفت وردت صدمه/بتعايرني باللي سويته علشانك بتعايرني بحبي ليك ياخالد!

مسك يدها وجلسها من جديد وبندم /والله مو قصدي أنا بحاول أفهمك إن جوري مو وحده غريبه بتزوجها عليكي ذي جوري ياندى جوري.

أخذت نفس ومسحت دموعها اللي نزلت قبل ماتقرب منه وتطالع فيه وبإستفزاز/كويس إنك عارف إنها جوري.. جوري نفسها اللي كانت مو معبرتك ولا شايفتك من أصله.

مسك يدها وبحده/بلا هرج حريم وغيره فاضيه!

ردت بسخريه/هرج حريم وغيره! وهيا في وحده عاقله تقبل إن زوجها يتزوج عليها وكمان تشرط عليه يسكنوا في نفس البيت وتتحمل اللي شافته منا بداية زواجنا بكل ديك البروده إلا إذا كانت مابتحبه وهوا مو فارق معاها.

غمضت عيونها وشدت على أسنانها بألم من قبضته اللي إشتدت على يدها بقوه وتابعت بثقه/بيتهيألي إنك ماكنت أعمى لدي الدرجه وإنك كمان متأكد إن جوري عمرها ماحبتك ولاهتحبك ولو قدتلها صوابعك العشره شمع ماهترجعلك --

قاطعها بهمس غاضب/هترجعلي غصباً عنها جوري ليا أنا وبس.

ردت بمسايره/أوكي وأنا موافقه روح قلها إنك بتزوجها ليوم واحد علشان تقدر ترجعها وهتشوف بنفسك كيف هترفضك بكل بساطه ومن غير حتى ماتفكر.

فكت يدها منه ووقفت تطالع ملامحه الشاحبه بقهر وبسخريه مزيفه/هروح أشوف العيال علشان نرجع البيت ومانأخر ياسمين وقصي على جوري وبالمره أبقى فاتحها بفكرتك لما نوصلهم وخلينا نشوف رد فعلها كيف هيكون بيتهيألي هيكون فيلم تراجيدي عالآخر.

عدلت نقابها وعبايتها وراحت وتركته يفكر في كلامها اللي كان أشبه بطلقات الرصاص..

موجع وقاتل!!!
جده، التاسعه صباحاً


زادت قوة ضرباتها لكيس الملاكمه وهي بتحاول تتجاهل صوت خالد ودقه العنيف على باب الحوش وبتسأل نفسها.. ذا أتجنن ولا أيه! لا.. هوا أكيد أتجنن مافيها كلام!

موقادره تستوعب إنه اتجرأ وجاها البيت علشان يكمل باقي فيلمه الحقير اللي بدأه ذيك الليله وذحين كملها بكلامه عن صاحب الشال وذا اللي أستفزها وخلاها ترد عليه بذاك الرد ا--

جوري إذا مارديتي عليا مارح أتحرك من هنا.

طلعت من أفكارها على صوت صراخه وشدت على أسنانها بقهر وطالعت ساعتها" وينك يامازن ليه اتأخرت"

صرخ بغضب /إذا فاكره إني هسمح لك تتزوجيه تبقي بتحلمي، أنتي فاهمه بتحلمي لأني هقت---

أنت وش تسوي هنا!

شهقت بصدمه لماسمعت صوت أبوها مساعد وبقهر"يبه أيش جابك ذحين" وفكت قفاز الملاكمه من إيديها ورمته وهي تجري على غرفتها


،

،



إلتفت خالد للرجال والولد اللي طلعوا قدامه فجأه من العدم وبعصبيه/روح ياعم ذي مشاكل عائليه ماتخصك.

مسكه أبوسند من ياقة ثوبه وبغضب/أي عيله اللي تحكي عنها وأنت مطلقها وماعاد بينكم إلا العيال!

طالعه خالد بنفاذ صبر "مين ذا! شكله مو من حارتنا بس أيش عرفه باللي بينا" خلص ثوبه من بين إيديه وبإصرار/ياعمي قلتلك روح الله يسهلك هذا بيتي و--
قاطعه أبوسند بغضب/وبعد تكذب ياللي ماتستحي أنقلع من هنا قبل لا أمد يدي عليك يالنذل..
. بدر بحده/أنت لاتحكي مع أبوي بهالأسلوب.

رد خالد بحده/أقول خذ أبوك وأتسهلوا من هنا أنا موناقصني بزارين كمان .

إنفتح الباب في ذي اللحظه وطلعت جوري رأسها من وراء الباب وبهدوء/يبه واللي يسلمك أدخل وسيبك منه ذا واحد مجنون.

إلتفت لها خالد بلهفه/حبيبتي خ--

وقفه أبوسند بينه وبين الباب بحزم/أنت وين رايح على بالك الدنيا فوضى..سايبه!

خالد بعصبيه/يابويا حل عني أنا موفايق ل--

قاطعته جوري بأمر/خالد أحترم نفسك وكفايه فضايح لحد كذا وروح من هنا ق--

أيش اللي حاصل هنا!!

إلتفتوا لمازن اللي وصل فجأه وصار ينقل نظراته بينهم بصدمه، جوري بهدوء/مازن خذ أخوك من هنا وفهمه إن اللي قاعد يسويه عيب.

سحب خالد مازن وبإنتصار/كويس إنك جيت علش---

قاطعته جوري بتهديد/خالد إذا مابطلت جنانك ذا وربي مارح أسامحك فاهم مارح أسامحك أبداً

طالعهم مازن بحيره/أحد فيكم يفهمني أيش الحكايه عم مساعد! جو---

قاطعه خالد بعصبيه/أهلاً هوا أنتا عم مساعد.. أخيراً أتشرفنا بمعرفتك.

رد أبوسند بإحتقار/مقدر أقول نفس الشي عنك ياعديم المرؤه والمرجله.. جاي تتهجم عليها وأنت تدري إن البيت مافيه رجال يالنذل.

رد خالد بعصبيه/وأنتا مال أهلك لاتكون--

شهقت جوري وحط مازن كفه على فم خالد وقطع كلامه وطالع في أبوسند بإحراج/عم مساعد أمسحها في وجهي المره ذي وماعليك منه ذا المجنون موعارف أيش بيقول.

خرجت جوري وإلتفتت لبدر بأمر/بدر جيب البنات من السياره وأدخلوا البيت.

ومسكت أبوسند من يده وبإعتذار/ وأنتا يبه حقك عليا اللي مايعرفك يجهلك وذا أبو الجهل كله أدخل ذحين و--

قاطعها بغضب/والله مادخل إلا وهالكلب مقفي، مازن خذه ولا بتأخذون عزاه اليوم.

دف خالد مازن وبعصبيه/ماهرد عليك لإنك قد أبويا، بعدين أشوفك عرفتيه على كل العيله إلا أنا ماعرفتيني على أبوكي.

طالعت خالد ببرود/ أبويا مايعرف إلا رجال وأنا مو شايفه قدامي واحد علشان أعرفه عليه..

منعه مازن يقرب منها وسكته بحده/خالد بلا جنان وقلة حيا عيب اللي قاعد تسويه.

رد أبوسند بإحتقار/واللي مثله يعرف الحيا ماأقول غير الحمدلله اللي فكها منك وإن كان فيك خير قرب منها بس وبتشوف أبوها وش بيسوي فيك ياشبيه للرجال.

شافت كم واحد من أهل الحاره بيراقبوهم بفضول وسحبت أبوها ناحية الباب بهدوء/يبه والله مايستاهل إنك تعبره بنظره أدخل بس واللي يعافيك .

خالد بغضب/أنا ساكت عنك لإني شاري خاطرك لذحين فلا تزوديها.

إلتفتت له ببرود/وأنا بايعه وببلاش كمان وماسكتني عنك غير أمي وأخواني والعيال اللي بينا ولا أنتا مالك عندي لاميزه ولا أحترام وأطلع من حياتي ولاعاد توريني وجهك أوتسمعني صوتك.

رد بتهديد/أنا لوطلعت من حياتك ماهطلع منها لوحدي وحطي في بالك إن العيال هيفضلوا معايا لين أسمع منك الرد اللي أبغاه.

أعطته ظهرها ومشيت للباب وببرود/أجل هتموت قبل ماتسمعه وعيالي وقت ماأحب أشوفهم لا أنتا ولاعشره زيك هيمنعوني عنهم..

أتجاهلت صراخه الغاضب ورد أبوها عليه ومازن يسحبه بالقوه ودخلت البيت
جده، الثانية ظهراً


إنتبه لسيارة أبوه وسيارة عبدالرحمن اللي دخلت المواقف قبل مايرد على جواله /وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا عبدالرحمن .

عبدالرحمن/هلا بك أنت وين بالضبط ترى وصلنا!

رد بهدوء/خمس دقايق وأنا عندكم أنتوا أدخلوا بتلقى الحجز بأسم أبوي.

قفل وعيونه بتابع سيارة أبوه بتوتر وهو منتظر اللحظه اللي هتنزل فيها ويشوفها..

أبوه قال إنها مع ثريا وبتول وبدر وهو مع عبدالرحمن و--

شافها..

نزلت ووقفت جنب أبوه وهي تأشر على المكان وتتبادل معاهم الكلام بحماس واضح وبعد ماأتحرك أبوه وعبدالرحمن شبكت يدها في يد بتول وثريا ودخلوا وراهم..

خللهم يتقدموه بمسافه قبل ماينزل من سيارته ويدخل وراهم بهدوء.



همس بالحمد داخله لأكثر من مره لإنه شافها بخير ومافيها شيئ من اللي ظل طول الطريق يهوجس فيه وكله خوف لاتنتكس حالتها من جديد بعد اللي سواه طليقها النذل.

كان يكفيه إنه يشوف خطوتها الواثقه علشان يحس إنه رجع للحياة

يكفيه يلمح سوادها الأنيق علشان يقدر يتنفس براحه وعمق

حس بقلبه أخيراً هدي وأستقر مكانه بعد ماكان بيتخبط داخله بعنف من كثر خوفه وقلقه عليها..

الحين بس يقدر يرتاح ..

طفلته بخير..

وبيجمعهم نفس المكان..

وبيتنفسوا نفس الهواء..

إبتسم برضى وإمتنان لتفكيره اللي خلاه يتصل لأبوه أول ماعرف باللي صار وطلع بفكره إنه عازمه عالغداء برا وطبعاً أبوه قله ماينفع لإنه عند عبدالرحمن بس هو ماخلى مجال للإعتذار وبسرعه أتصل على عبدالرحمن وعزمه وبعدها كل شيئ مشي بسهوله.. كلم عصام سكرتيره يحجز له في أحلى مكان عالبحر وهو وصل جده عالظهر وصلى وسبقهم على هنا والحين كل شيئ ماشي مثل ماخطط له وبس يجلس مع أبوه بيعرف وش كان يبي هذاك الحقير منها.

،

،

،

أتناست كل اللي صار اليوم وحطته وراء ظهرها واتأملت المكان والبحر اللي قدامها بإعجاب/ياقلبي عالمكان يجننن روووووعه ماشاء الله.

ثريا بإبتسامه/ عن جد روعه لدرجة إنك تحسين إنك مو في جده.

إلتفتت لبتول وثريا بتساؤل/ياترى الأكل هيكون حلو كمان ولا هيلحفونا.

طالعها ثريا بإستغراب/جوري وش يلحفونا !

ضربت جبينها بخفه /يوووه نسيت إنك بنت عز ومالك في كلام الحواري .. يلحفونا ذي بمعنى هيضحكوا علينا بشكل المكان ويطلع الأكل مو قد كذا .. وصلت المعلومه!

ثريا بضحكه/يعني بعقلك الحين هم متعنين وصرفوا ملايين علشان يطلع المكان بهالشكل وفي الأخير موبقادرين يجيبوا طباخ عدل!

ردت بتكشيره/يمكن بيطبقوا مبدأ من برا هالله هالله ومن جوا يعلم الله غباء بعيد عنك و--

قطعت كلامها وبسرعه أتغطوا لما وصلتهم حنحنة الجرسون وهو بيستئذن قبل مايدخل يوزع الأكل عالطاوله ويسألهم إذا محتاجين شيئ ثاني، كشفوا بعد ماراح وحست جوري بلعابها يسيل من منظر وريحة الأكل اللي تفتح النفس.

بتول بإبتسامه/خالتي الأكل شكله تحفه ولذيذ.

مسكت شوكتها وطالعت صحن الإسباغيتي وستيك اللحم والفتوش اللي طلبتهم بحماس/ذحين هنكتشف الحقيقه ياجميلتي الصغيره.

سمت بالله وأكلت أول لقمه وذاقتها على مهلها قبل ماتطالعهم بإنبساط/يميييي.. أحلى أسباغيتي ذقتها في حياتي.

مر الوقت عليهم وهم يضحكوا ويتكلموا في كل شيئ وكل وحده بتذوق أكل الثانيه بحماس جوري اللي عداهم قبل ماتغلط بتول غلطتها الكبيره

،

،

،

بخلصه وأرسلك ياه الليل ...... حبيبي أنت أحلى عزومه لعيونك....... وحلا كمان كم فيصل عندي ...... ياخي كل اللي تبغاه بس فكني من غثاك ...... أكيد على قلبي زي العسل ولا كيف متحملك لذحين... فيصل قسم بالله لا أقفل في وجهك خلاص أطلع من رأسي...... حبك برص ياشيخ يلا سلام..

طالعه أبوسند بإبتسامه/أبن حلال هالفيصل حيل حبيته.

هز عبدالرحمن رأسه بموافقه/ القلوب عند بعض حتى هو دايم يذكركم بالخير .

سند بهدوء/أنا سامع حكي زين عن شركتكم.

عبدالرحمن بجديه/ فيصل تعب وحط كل اللي معاه في ذا المشروع والحمدلله كلها سنتين ثلاثه بإذن الله وبتتحول من شركه صغيره لأكبر شركه متخصصه في أنظمة الأمن والحمايه.

سند برفعة حاجب/تغيرت ياعبدالرحمن وش الغرور اللي صابك فجأه.

عبدالرحمن بإبتسامه/أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، هذي ثقه في الله أولاً وثم في شغلنا ثانياً بعدين المشروع ذا أخذ مننا سنتين مابين وقت ومال وجهد لين قدرنا نأسسه ونبدأ فيه صح والحمدلله برامج الحماية اللي بنصممها من أقوى وإنجح البرامج وصارت تنطلب منا داخل وخارج جده غير إن حراس الأمن اللي بنوفرهم سواء للشركات أو الشخصيات على قدر عالي من الكفاءه وبنخضعهم لبرنامج تدريبي مكثف وعلى أعلى مستوى واللي بيشرف عليهم كان ضابط سابق طلع تقاعد لظروف خاصه.

رد سند بإعجاب/ طلعت متحدث لبق وخلص أقنعتني وإحتمال يكون بينا شغل في المستقبل.

أبوسند بإبتسامه/نفس الأسلوب وبعد نفس الردود الله يعيني عليك أنت وهي.

غص عبدالرحمن بالمويا من رد أبوه ورن جوال سند في ذي اللحظه وفضل يتركهم ويروح يرد علشان ينقذ عبدالرحمن من الإحراج.

أتمشى في المكان وهو يكلم وضاح وريان اللي أتصلوا للمره الثالثه من الصباح للحين علشان يتطمنوا إنه بخير وإن كل شيئ على مايرام و--

عقد حواجبه بإستغراب لما شافها واقفه مع ثريا وبيكلموا الجرسون وخلاهم لما راحوا وناداه وسأله بهدوء/وش المشكله!

الجرسون بإرتباك/ دفعت حسابها.

وشو!!

قالها بعدم تصديق وهو يطالع الجرسون اللي رد بشرح متوتر/ الأخت دفعت حساب الأكل اللي طلبته مع أني فهمتها إن الحساب خالص لكن لما أصرت أضطريت أعطيها فاتوره وأخذ حسابها.

أشر له بصمت علشان يروح قبل مايبتسم ويلتفت ناحية طاولتهم بتفكير" عرفتي إني صاحب العزومه! الظاهر إن مشواري معك طويل وصعب بس ماعليه بنشوف من اللي نفسه أطول أنا ولا أنتي ياطفلتي العنيده"

أتوسعت إبتسامته وأتحولت لضحكه ورجع لعبدالرحمن وأبوه وهو بيفكر لها في خطه جديده.
التاسعه مساءً


أتزوجها!!!

نطقها مازن بصدمه وطالع أخوه وهو يكررها/ أتزوج جوري!!

تبغاني أتزوج جوري!!

رد خالد ببساطه/قلتلك الشغله كلها يوم واحد وتطلقها وبعد ماتخلص عدتها هرجعها وكل شي هيرجع زي ماكان.

هز رأسه بعدم تصديق/أنتا أكيد موطبيعي أكيد صار لعقلك شي.. أنتا سامع نفسك ياخالد!

وقف قدامه بثقه/أنا في كامل قوايا العقليه ومتأكد من اللي قلته ليكم ذي الطريقه الوحيده اللي هرجع فيها جوري و--

قاطعه مازن بشحوب/ليكم!! أنتا قلت لجوري على جنانك ذا.

رد بهدوء/أكيد قلتلها مو لازم أرتب معاها وأفهمها إن الهرجه كلها ع--

حس مازن بصداع مفاجئ وما عاد سمع كلام أخوه ومسك رأسه بقوه وكله ندم لإنه أصر يعرف من أخوه السبب اللي خلاه يروح لبيت جوري ويتصرف معاها بذا الشكل ..

غمض عيونه بقهر وهو يفكر في جوري..

علشان كذا كانت بتتهرب منه طول المده اللي فاتت!

علشان كذا حاولت تتجنبه من يوم مارجع من السفر ورفضت حتى يطلعوا مشوار سوا !

هي حتى رفضت تشوفه على باب البيت كذا مره بحجة إن عبدالرحمن مو موجود!!

وهو صدقها بكل غباء!!

ماجاء في باله ولا لثانيه ذا الفيلم اللي صار!

بس بعد اللي سمعه من خالد عذرها ومايقدر يلومها..

أكيد صارت قرفانه منه وخلاص كرهته ومو طايقه تشوفه!!

يتزوجها!!

كيف يتزوجها وهي كانت أمه الثانيه والأخت اللي كل أخ بيتمناها!

كانت أستاذته والوحيده اللي شجعته يسافر ويحقق حلمه..

جوري كانت كاتمة أسراراه..

صديقته المقربه و--

مو تصدق إنها زوجتك من جد ذا بس عالورق يعني مايكون بينكم خلوه ولا رح تلمسها و--

إلتفت لأخوه اللي طلعه من أفكاره بكلامه اللي صدمه وهجم عليهم بدون تردد وفي ثواني كانوا مشتبكين في صراع عنيف .


،

،

،

،

،



العاشره صباحاً


تسلم يدك ياخوله الفستان شكله يجنن وإن شاء الله المقاس يطلع مزبوط.
ردت أم رشيد بثقه/الله يسلمك، خوله مقاساتها وحده ومافيها تعديل وإن شاء الله هيزبط لاتقلقي.

الزبونه/طيب والقطعة اللي جبتها اليوم متى تخلص أنتي عارفه إجازه والزواجات كثيره.

راجعت خوله دفترها اللي مسجله عليه مواعيد التسليم وكمية الطلبات اللي عندها وبتفكير/أسبوعين وتخلص بإذن الله.

ردت بإعتراض/لا ياخوله مره كثير قدميها شويه .

خوله بشرح/معليش بس أنا عندي إلتزامات تانيه بس أخلص منها هبدأ في حقتك بإذن الله..

إتنهدت بإستسلام/طيب مو مشكله بصراحه خياطتك ماتتعوض وتستاهل نستناها..

ظلت عندها عشر دقايق وبعد ودعتها وخرجت ودخل عليهم رشيد وهي جالسه تحسب مصاريفهم وتشوف اللي لهم وعليهم وبإهتمام/ها إن شاء الله زبط الشهر ذا كمان؟

رفعت رأسها وإبتسمت بفرح/ الحمدلله خير ونعمه إذا أستمرينا عالحال ذا بنخص نسدد ديون أبويا بسرعه أكبر وبيرتاح في قبره.

رد بتفكير/الله يرحمه ويغفر له، أنا بفكر أشتغل دوامين لين تخلص الإجازه والفلوس اللي بتجيني بتنفع مع اللي معاكي.

سألته أمه بحنان/بس كذا مايكون تعب عليك!

رد بإبتسامه/ولدك رجال ويسلك في الحديد أنتي بس أدعيلي .

تركت خوله الورقه والقلم من يدها وسألته بحيره/إلا يارشيد مافكرت في اللي دلك عالشغل دا قصدي ماعرفت هوا مين!

حك خده بتفكير/أنا لما قريت الرساله وعرفت إنهم طالبين حراس أمن سعوديين في مول** قلت ذا شكله واحد طفشان من عيال الحاره وبيتونس على رأسي بس رجعت فكرت وقلت ياولد يارشيد روح جرب قبلوك خير وبركه ماقبلوك منتا خسران--

قاطعته خوله ويدها على صدرها/الحمدلله اللي جعل في وجهك القبول على قول أبله جوري وأنقبلت، بصراحه الألفين اللي بتأخدها جاتنا نجده.

رد بإستغراب/نجده ماأختلفنا بس أنا لذحين مو فاهم الهرجه ياخوله، أولاً أنا أصغر واحد في حراس الأمن اللي هناك جسماً وعمراً وغير كذا طالب وكله كوم ولما قلت للمدير إني أبغى إجازه علشان الإمتحانات كوم ثاني!

سألته بإهتمام /وليه إن شاء الله ماكل العالم بتطلب إجازه جات عليك أنتا؟

رد بإستنكار/أنتي صاحيه! إجازة أيه اللي أخذها وأنا كان مالي غير أسبوعين متعين ولا مفكره أخوكي معاه دكتوراه في الطب ولا الهندسه ومحد يقدر يستغنى عنه؟

ردت أمه بإبتسامه/إن شاء الله يارب يوفقك ويفتح عليك وأشوفك في أعلى المناصب يارشيد وتعين وتعاون الناس المحتاجه وتفرجها عليهم زي ماربي فرجها علينا.

رد بتفكير/الله كريم بس أنا أتوقعته بيهزئني أو يطردني يقوم هوا يوافق عالإجازه وكمان يمشيلي راتب! ذي اللي مابلعتها بالمره.

سرحت بأفكارها وفكرت في داليا ومراد اللي مافهمت لذحين كيف جوري عرفت حقيقتهم وكيف فكتها من شرهم كل اللي قالته لها هو إنها تنساهم وتشطبهم من ذاكرتها نهائياً ووعدتها إنهم مارح يقربوا منها بعد كذا، في البدايه خافت وألفت أفلام رعب وعاشتها بس لما شافت داليا قطعت إتصالاتها وأختفت اتأكدت من كلام جوري وأطمنت بس ذحين خوفها أتحول لرشيد بعد ماأقنعها بكلامه وبخوف/رشيد حبيبي لايكون المدير دا سكته بطاله وبيجرك معاه فيها!

رد بدفاع/لا والله الرجال أخلاق ومحترم وكل صلاة معانا جماعه وماسمعت أو شفت عليه شي.

ردت بإصرار/أسمع كلامي وأفهمه لازم ما تأمنله بالسرعه دي، خليك مفتح ونبيه ولا تروح معاه أي مشاوير برا الشغل ولا تأخد منه شي لا أكل ولا شرب إلا وهوا مقفول ومختوم كمان و--

قاطعها بإستغراب/خير إن شاء الله شايفه فيلم أكشن أمس ولا أيشبك!

ردت بمراره/رشيد حبيبي المظاهر خداعه والناس صاروا بألف وجه وجه ومو كل من سمعك كلمه حلوه وطبطب عليك صار يحبك، أحنا ناس على قدنا ومالنا ظهر علشان كدا أنتبه لنفسك وفكر ألف مره قبل ماتوثق في أحد الله يرضى عليك.

كلمته أمه بتأييد/أختك معاها حق يارشيد خليك واعي ومفتح وأنتبه لنفسك أحنا مالنا رجال غيرك أنتا سندنا وعزوتنا من بعد الله .

هز رأسه بموافقه/أبشري ياأمي وإن شاء الله ربي بيستر علينا أنتي بس أدعيلنا.. يلا أنا بروح أتصل عالمدير وأشوف إذا هيرضى على حكاية الدوامين.

راح وأمه بتدعيله إن الله يسهل أموره ويحفظه بدون ماتنتبه لخوله اللي صارت فريسه لمخاوفها الجديده على أخوها وعلى نفسهم.
صنعاء، الثانيه والنصف ظهراً


حيا الله أخي نور البيت، أتفضل

إلتفت لأخته وأخذ منها كأسة الشاي/سلمتي، جوري ماقالت لش إيحين هترجع!

ردت بإبتسامه / الصبح حاكتني من بيت المنذر الظاهر بتودعهم وقدي هتجي قريب

سأله علي بهدوء/وأنت ليش مستعجل على رجعتها!

طالعه أبوه بحده/ليش مستعجل! مش هي قالت بتكمل السنه وترجع وهيذا قد كملت السنه والحمدلله نجحت هي وعيالها ماعد باقي لجلستها!

ردت أم معاذ بتنهيده/كان باقي حقها المحل و الحمدلله --

قاطعها بضيق/ وهذا والكل ليش تفعله وهي داريه إنها كم شهر وراجعه، ضيعت فلوسها على الفاضي.

علي بإبتسامه/أنت داري إنها من زمان نفسها فيه ولما لقت الفرصه سوته وهي داريه إنه لفتره.

أبو علي /كان صبرت لما ترجع وتفتحه هانا بدل حقها الجنان.

دخل معاذ وصب له كاسة شاي وبإبتسامه/والله ياخال مش أنت غبي من بنتك ويباسة رأسها هي حتى مارضيت تشل مننا ريال وحلفت محد يساعدها وسارت باعت كل ذهبها وفعلت اللي في رأسها.

رد علي بتصحيح/مش كله، حق عرسها واللي كان خالد يشتريه لها بس لكن اللي مننا معاها لذحين.

أم معاذ بحسره/قصدها هكذا بتنساه ولاكإنها أتزوجت ولاكيف!

معاذ بضحكه/يمه الله يحفظك اللي يسمعك يقول كانت تشوفه والقبله سوا والله ولا في حسها منه ولاقد شفت وحده فرحت بطلاقها مثل بنتك كان عندها عيد.

أبوعلي بضيق/ولأي حين هتجلس معيده وفارحه بنفسها.

علي بهدوء/كم ماجلست خلوها براحتها وهي أخبر بنفسها.

أبوعلي بحده/علي لا تقع قليل عقل مثل أختك وتصدقها في حقها الجنان الله يرضى عليك المره مالها إلا زوجها.

وقف وباس رأس أبوه وعمته وبهدوء/ يبه اللي فيها مش جنان وقلة عقل.. أنا ذحين مسافر وإن شاء الله بعد مارجع نتفاهم أنتوا بس خلولها حالها ولاتكلموها في شي.. نشوفكم على خير

سلم على معاذ ووصاه على جوري وبعد ماأستودعوه الله وراح إلتفت لهم معاذ بإبتسامه/وأنا شوري لكم مثل شور علي خلوه يجي وهي والكل تجي بالسلامه وبعدها يحلها الله.

شرب شايه بهدوء وهو منتبه لنظرات الضيق وعدم الرضى اللي إتبادلتها أمه وخاله.


،

،

،

،

،


جده، السابعه مساء


طلعت من الحمام ووقفت قدام المرايه تتأمل صدرها بقرف وعدم رضى!


من يوم ماتركت بيتها وجات بيت أبوها وهي ملاحظه شكله المتغير.. صدرها اليمين كان أكبر بشكل ملحوظ وبشرته أقسى ولونها متغير، أخذت ماء ورد من التسريحه ومسحت صدرها بضيق/أعوذ بالله من عيون الناس قل أعوذ برب الفلق.. خلاص الناس صارت عيونهم حاره ومايعرفوا يصلوا عالنبي لما يشوفوا وحده حلوه!
مستكثرين عليا إني محافظه على جمالي وشبابي مع إن أولادي أكبر مني! ولا علشان الزفت عبدالفتاح سايبني زي بيت الوقف خلاص المفروض ألبس أسود وأعتزل الحياة باللي فيها! و--

قطعت كلامها لما رن جوالها وردت بضيق/هلا خلود.

خلود/السلام عليكم كيفك ماما وحشتيني.

جلست قدام التسريحه/وعليكم ماشي حالي وأنتي كمان وحشتيني.. أخوانك عاملين أيه!

ردت بهدوء/الحمدلله بيسألوا عنك وعلشان كدا قلت نجيكي لليوم من زما--

قاطعتها بسرعه/لا بلاش اليوم خليها بعد يومين.

خلود بإستغراب/إشمعنى بعد يومين!


ردت بإبتسامه/اليوم رايحه زواج وبكره معزومه على عصريه.

خلود بتنهيده/ أمممممم طيب تتهني يارب عموماً لماتفضي وتلقي وقت فاضي كلميني

سألتها بإشمئزاز/إلا أبوكي والعجوزه اللي متزوجها أيش عاملين معاكم! لا تكون بتسويلك شغل الخالات وممسكتك شغل البيت وهي حاطه رجل على رجل.. لاتخليها تركب عليكي كفايه أبوكي .

خلود بضيق / ماما الله يهديكي ماله داعي دا الكلام وقلتلك إنها في حالها ومو مقصره معانا .. يلا أنا مشغوله تبغي مني شي.

ردت بتكشيره/أزعلي يختي أزعلي والله موعارفه مين أمك أنا ولا هيا.. يلا سلام.

قفلت وبقرف/مالت عليكم كلكم أنا أستاهل اللي سألت..

نسيت بنتها في ثواني وطالعت صدرها للمره االأخيره وكملت لبسها وكل تفكيرها في العين اللي صابتها /لازم أشرب وراء ندى الحربايه أكيد هيا اللي طاقتني عين وإدا مانفع بروح لشيخ يقرأ عليا قبل مايجيبوا أجلي بعيونهم.
الرياض، العاشرة والنصف مساءً




وبالعافيه جده وماما ندى فكوهم وصوتهم واصل للشارع.


ردت بهدوء/ياسمين أنتي خذي أخوانك غرفتك وخلوكم هناك ومالكم صلاح بأي ش---


قاطعتها بتوتر/ماما أفهميني بابا شكله مره معصب وبيضارب دبان وجهو وعمو مازن ساب البيت وراح وجده ماوقفت بكاء من وقت مضاربتهم.. ماما حاسه الجو مره مكهرب ومو مريح أرجعي وخلينا نروح بيتنا أحنا مانبغى نجلس هنا..


ضغطت على جبينها بقوه وبتنهيده/طيب أيش رأيك تباتوا في بيت عمك مؤيد وأنا هكلمه يجي ياخذكم؟


ياسمين بضيق/يعني مارح ترجعي ولاهتقوليلي ليه رحتي فجأه وسبتينا و--


قاطعتها بحده/ياسمين لاتضغطي عليا أكثر من كذا ترى ماني ناقصه...


سكتت للحظات وهي حاسه بالندم من إنفجارها المفاجئ واللي كان من نصيب بنتها، أخذت نفس عميق وبتبرير/ أنا عن جد ماكنت حابه أسيبكم بس هيا جات كذا..


غمضت عيونها بقوه لما سمعت صوت ياسمين الباكي اللي زاد قهرها وندمها على حدتها معاها وبحنان/ياسمينتي خلاص لاتبكي ياماما أنا أسفه ماكان قصدي أحتد عليكي بذا الشكل خلاص سامحيني ياروحي.


ردت ببكاء/أنا اللي أسفه لإني.. طفشتك بكلامي أنا .. عارفه إنك مارح تسيبينا لله أكيد.. في شي صار وعلشان كدا أنتي رحتي ... مع جدو مساعد وعلشان كدا بابا ..وعمو أتخاصموا..


ردت بحنان/لا ياعمري أنتي أنا ماطفشت منك ولا هطفش في يوم، بس جدك مساعد تعبان شويه وكان يبغاني معاه ذي اليومين.. هيا يومين بس وإن شاء الله راجعه وبعدها خير.. خير بإذن الله أنتي بس بطلي بكاء أنتي عارفه إني ماأستحمل دموعك ذي ياماما.. خلاص يابنتي الله يحفظك خلاص.


سكتت للحظات قبل ماترد بتنهيده/خلاص بطلت مافيا شي بس أنتي وحشتيني ونادين ونادر هنا طفشوني ويبغوا يكلموكي.


ردت بإبتسامه/طيب ياروحي هاتي المفاعيص اللي جنبك أكلمهم وروحي غسلي وجهك وحطي شوية عطر وأنتعشي كذا وأستئذني من ماما ندى وهيا هتتفاهم مع أبوكي وجهزي غيار ليكي ولأخوانك على ماكلم عمك يجي ياخذكم تغيروا جو وتباتوا عنده.. أتفقنا.


ردت عليها بموافقه وأعطتها نادر ونادين اللي كلموها لفتره قبل ماتقفل وتتصل لمؤيد اللي هلا وسهل ومامانع..


قفلت معاه وراحت هيا كمان تغسل وجهها وترش من عطرها المفضل بكثافه.. لطالما كانت ذي الطريقه فعاله بالنسبه ليها علشان تنتعش وتجدد نشاطها وتزودها بالقوه حتى وإن كانت قوه غير ملحوظه بس كانت دائماً بتعطيها دعم وبترفع روحها المعنويه والإيجابيه لأعلى مستوى واليومين الجايه هيا محتاجه للإيجابيه ذي بشكل ملح ومكثف علشان تقدر تواجه أبوها وجدها بكره!


امس بعد العصر راحت المستشفى مع أبوها مساعد وثريا بعد ماراح عبدالرحمن لشغله مع بدر وأبوه اللي اتفاجأت وبوجوده معاهم وبإنه طلع صاحب العزومه!


وبعد ما أخيراً أبوها أتطمن عليها وعلى صحتها أصر إنها ترجع معاهم عالرياض خاصة بعد مارفضت تحكي له عن اللي صار بينها وبين خالد وعن معنى كلامه اللي سمعه وقتها.. أصر على سفرها معاه لإنه مو واثق في خالد وقال إنه ممكن يكرر حركته معاها في غياب عبدالرحمن.. وقتها جلست مع نفسها وفكرت في أخوها اللي أكيد هيوصله خبر عن اللي صار من الجيران اللي ماهيقصروا وهيزيدوا عليه تفاصيل من خيالهم الخصب ووقتها الله لوحده العالم أيش اللي ممكن يسوي عبدالرحمن !


إذا كان أخوها ترك خالد في حاله طول الفتره اللي فاتت فذا كان بسبب وعده لها وبسبب عيالها اللي عاملهم خاطر وحاسبه عليهم أب زي ماقال بس إذا عرف باللي سواه اليوم فمهما أترجته أو حلفته مارح يسمعها ذي المره وعلشان كذا لازم تبعده عن الحاره ذي اليومين بس.. عيالها!!


كيف تسافر وتسيبهم وراها!


حست بقلبها أنكسر نصين وحست بعجزها وقلة حيلتها قدام خالد..


ذي المره كان صريح وواضح رجوعها ليه مقابل عيالها!


بس هي حسمت أمرها وقررت.. عيالها مارح يصير عليهم شيئ حتى وإن كانوا بعيد عنها عالأقل هتكون مطمنه عليهم وهي عارفه إنهم مع أبوهم وأخوانهم.. لكن أخوها هو اللي هيكون موضع خوفها وقلقها الدايم إذا صار وأتواجه مع خالد..


زفرت بضيق من خالد اللي نغص عليها حياتها ورافض يتخلى عنها وعن أوهامه اللي هتوديه في داهيه..


خالد اللي أكيد ماعبرها وحكى لمازن على كل شيئ.. أكيد حكى له ولا ليه أتضاربوا بذيك الطريقه اللي حكتها ياسمين!


همست لنفسها بتعب /ليه ماتحل عني ومصر تخرب كل شي في حياتي ليه و--


رن جوالها بأسم رؤى وطلعها من أفكارها وأخذت نفس عميق وعدلت فستانها وشعرها وزادت روجها وهي بتتناسى كل شيئ قبل ماترسم إبتسامتها المزيفه على شفايفها وتخرج من غرفتها علشان تجلس مع البنات.
بعد أربعه أيام

الرياض، السابعة والنصف مساءً

أتوسعت عيونها بصدمه وهي تقرأ رسالته!!

الحقير ماكفاه إنه اتجرأ وجاء يخطبها رسمي من جدها وأبوها مع إنه متأكد من رفضها اللي سبق وبلغته ياه والحين وصلت فيه إنه يرسل لها رسايل حب وغرام!

من وين جاب رقمها!

وكيف يتجرأ يتصرف معاها بهالشكل بعد مارفضته للمره الثانيه وهالمره بشكل علني وعن طريق أهلها..

ومن بعد مارفضته صارت ماتفارق عيادتها إلا مع أمل علشان تتجنبه قدر الإمكان لإنها متأكده إنه مارح يفوت فرصه إلا وبيحاول ينفرد فيها مثل آخر مره ويذكرها باللي إنقال عليها وظل يتردد بين الناس لفتره من الزمن " مو بكفايه إني ماهتميت لا بماضيكي ولابحكي الناس عنك و--

ثريا ووجع شفيكي ماتردين

إلتفتت لمها اللي قطعت ذكرياتها وريحتها من صوت وليد الكريه وكلامه اللي مثل السكاكين.. مسحت دموعها من تحت نقابها وأخذت نفس عميق وردت بهدوء/هلا شردت شوي.

مها بشك/ثريا أنتي كنتي تبكين!

هزت رأسها بنفي/وش بيبكيني وحنا بالسوق.

شبكت جوري يدها في ذراع ثريا وبمرح/ أنا لو مكانك أبكي بصراحه.. أختك ذي أيش تحس فيه وهيا طايره من محل للثاني من ساعة ماوصلنا!

مها بضحكه/يحقلها عروس ووراها جهاز.

جوري بملل/يختي ماصار دبش ذا اللي بتشتري فيه من يوم ملكتها لليوم.. أيش بتدبش ليها ولعرايس الرياض!

مها بجديه/جوري الحين من جد ماتحبين السوق.

ثريا بإبتسامه /تحبه ساعات وساعات .

شدت جوري على يدها بحب/حبيبة ألبي اللي فاهمتني..

ردت رؤى بلكاعه /أقول أنتي وياها مافي حرمه ماتحب السوق فلا تقعدين تتفلسفين علينا يالجميله النائمه.

جوري بمرح/حبيبتي أنا عاذرتكم لإن السوق ذا الظاهر والله أعلم إنه شي في جينات الحريم وبيسري في الدم يعني موبيدكم.

مها بإستغراب / وأنتي مو حرمه حالك حالنا!

ردت بضحكه/حرمه بس مو مره و--

قاطعتها بتول وبدر اللي أتكلم بإندفاع/خالتي خالتي تعالي بسرعه.

وثريا بتساؤل/خير شصاير!

مسكت بتول يد جوري وبرجاء/ في لعبه نبيها من خالتي جوري و--

رؤى بتمثيل/ واخزيااااه تبونها تشتريلكم بفلوسها .. خلاص فلستوا ياعيال سند!

ثريا بإستنكار/بدر بتول وش هالكلام إذا تبون شي كلموني أنا مو--

قاطعتها جوري بعتاب/أفااا وأنا وأنتي مو واحد ياثريا ولا هيا توصل للفلوس وكل شي يتغير.

ردت بشرح/جوري مو بقصدي اللي فهمتيه بس إذا خاطرهم في شي و--

قاطعتها بتول بإحراج/عمه مانبيها تشتري لنا .. أنا وبدر نبيها لإنها الوحيده اللي بتقدر تجيب لنا هالشي.

طالعها الكل بعدم فهم قبل ماتتابع بغموض/تعالوا معاي وأنتوا تفهمون.

سحبت جوري معاها ولحقوهم البنات بإستغراب.


،

،



كان جالس في الكافيه مع عبدالرحمن وعيال أعمامه وهو بيتظاهر بإنه منتبه لكلامهم ومكتفي بهز رأسه من وقت للثاني وهو مو سامع ولا حرف وعقله في مكان ثاني..

من وقت مارجع عالرياض مع أبوه وأهله وعبدالرحمن وجوري معاهم وهو موقادر يستوعب إنها في بيته !

يومها كله بتقضيه مع أبوه وأولاده وأهله!

ولما جده طلب منهم يروحوا المزرعه علشان جوري تغير جو رفض الفكره فوراً وإتعذر بوجود تصليحات وصيانه فيها لإنه إذا راحوا المزرعه فأكيد رح تزور الأدهم وذا معناته إنه بيقابلها وذا الشيئ اللي خايف منه!

يدري إنه إذا لقي فرصه علشان يسمع صوتها أو يلمحها مارح يقدر يمنع نفسه عنها وذا الشيئ ماناسبه!

ماكان حاب يكرر غلطته في المستشفى ..

إحساسه بالخجل والندم من اللي سواه في لحظة ضعفه للحين ملازمه وماكان حاب يخون ثقتها أو يعاملها بذا الشكل مره ثانيه.

ماكان حاب يتطفل عليها وعلى خصوصياتها رغم إنه صار يعرف عنها الشيئ الكثير بفضل المرات اللي جمعتهم سوا بدون علمها ..

أتعبته مشاعره المتناقضه مابين قلبه اللي يبي قربها وعقله اللي شايف إن البعد عنها أسلم!

وفعلاً ومن يوم ماوصلت وهو بيقضي أغلب وقته برا البيت علشان يبتعد عنها.. شغل نفسه قد مايقدر وحاول يتناسى شوقه لها وحقيقة وجودها اللي غمره بالراحه والسكينه وإن كان موبشايفها ..

يكفي يطل على جده عشر دقايق قبل مايروح الشغل وقبل ماينام وهو يدري إنها كانت مع جده ويمكن يكون جالس في نفس المكان اللي جلست فيه ..
يكفي إنه يسمع عنها ويشوفها بعيون الكل من وين ماإلتفت..

واليوم من وقت اللي طلع الصباح مارجع عالبيت حتى للغداء ولولا إتصال وضاح وإصراره عليه إنه يطلع مع الشباب وتذكيره بإن عبدالرحمن معهم ومو حلوه يتجاهل وجوده ماكان وافق يطلع معاهم بس بعد وصوله بربع ساعه ولما سمع إن البنات معاهم في المول ندم إنه وافق وجاء..

دار بعيونه في المكان وهو بيسأل نفسه" ياترى رح تمرين وأشوفك اليوم حقيقه ولا بتظلين حلم مثل كل ليله !

ياترى ---

إنقطعت أفكاره لما رن جواله بأسم بتول ورد بسرعه/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا حبيبتي .

إنتبه للصمت اللي ساد فجأه وللعيون اللي طالعته بصدمه من كلمته اللي شدتهم وحب يلعب عليهم وتابع بإبتسامه /الحمدلله بخير دامك بخير ياعمري..... أبد أشرب قهوه مع الشباب..... الله يسلمك من كل شر.....بس كذا الحين أجيكي ليش لا أنتا تأمرين أمر...... شلون ماأعرفك وهل يخفى القمر أنتي بس خلك مكانك في أمان الله..

قفل ووقف بإبتسامه/مضطر أخليكم وإحتمال اتأخر..

أتبادلوا نظرات محتاره وكل واحد بيدور في رأسه نفس السؤال بس محد فيهم اتجرأ يسأله ، إنتبه لغياب عبدالرحمن المفاجئ وبإستغراب/ وين عبدالرحمن!

ناصر /عنده مكالمه وشوي وبيجي.

وضاح بضحكه/على وين ياعمري .

سند بإبتسامه/بروح لبتول وترى تسلم عليكم .

قاطعه مشعل بإندفاع/هي اللي كنت تكلمها!

رد بإبتسامه/وش رأيك ياعريس الغفله.. سلام.

تركهم وراح وكل واحد فيهم يتنهد براحه، سيف بغيض/للحظه بس صدقت إنه يكلم وحده.

وضاح بسخريه/وبتول وش تكون ثنتين!

ناصر /أنت فاهم قصدنا لا تغشم حالك.

وضاح بعدم تصديق/مالقيتوا غير سند يالمهبل! إستحي على وجهك أنت وياه.

مشعل بفشله /أنت ماشفته شلون كان يحكي معها أول مره أسمعه يحكي بهالشكل.

ناصر بإبتسامه/ بصراحه سند حيل تغير والتعامل معه صار مريح وأكثر سلاسه من قبل.

سيف بتنهيده/الحمدلله اللي تغير وكل شي بدأ يرد طبيعي.

هزوا رأسهم بموافقه وبدأ كل واحد فيهم يحكي عن التغيير اللي طرأ على سند وغير حياته للأفضل.
جده، التاسعه مساءً


يعني خلاص يامازن مارح ترجع البيت!

رد بضيق/أمي أنا ماقلت كذا بس ماقدر أرجع ذحين موطايق أشوفه ولا أسمع صوته .

أم خالد بمسايره/معليش يامازن مهما كان أخوك الكبير ولازم تتحمله.

مازن بإستنكار/هوا خلى فيها كبير بهرجه ذاك! مين ذا اللي يقدر يتحمله قوليلي بس!

ردت بتعب/ترى جننتوني مابينكم من جهه أنتا وخالد ومن جهه ندى اللي حالتها حاله من بعد اللي صار .

رد بعصبيه/هوا وندى ينحرقوا مالي فيهم أنا اللي تهمني جوري وبس.

ردت بضيق/لوتهمك ماطنشتها وكنت رديت على إتصالاتها هيا مالها دخل باللي سواه أخوك وأنتا بنفسك قلت إنها هزئته وطردته ليه بتعاقبها على جنانه!

مازن بقهر/أنا مابعاقبها بس كل ماأفتكر كلام ولدك الحيوان رأسي ينشرخ وكل ماأفتكر إنه قلها نفس الكلام أموت.. أمي أفهميني أنا ماعد لي عين حتى أرد عليها مالي وجه أسمع صوتها أو حتى أعتذر لها.

أم خالد بإقناع/بس هيا عارفه إنك مو موافق على جنان أخوك زي ماهيا كمان مو موافقه.. هيا قلبها مأكلها عليك وتبغى تتطمن عليك بس.. طيب عالأقل رد على رسايلها وريحها بكلمه الله برضى عليك .. أختك ماتستاهل منك ذا الجفا.. ذي جوري يامازن جوري.

رد بقهر/لإنها جوري موقادر أكلمها أو أرد عليها..كله من ولدك الغبي هوا اللي خرب كل شي بينا وأنا مارح أسامحه وقوليله لو أتصل عليا أو حاول يقابلني مره ثانيه ماهيحصله طيب.. مع السلامه.

قفل قبل ماترد عليه ورمت الجوال جنبها وهي تمسح دموعها اللي ماوقفت من وقت ماعرفت باللي صار.. وصلها صوت صراخهم من المجلس الخارجي وجريت هيا وندى وهم متوقعين مصيبه وفعلاً كانت مصيبه.. مازن وخالد ماسكين في بعض وكل واحد نازل ضرب في الثاني زي مايكون بينهم ثأر ومهما صرخت أو أتكلمت هيا وندى محد فيهم كان يسمع أو يوقف اللي بيعمله وبالعافيه قدرت هي وقصي يمسكوا مازن اللي طرد قصي من المجلس وحكى لها من بين أنفاسه المقطوعه على اللي سواه خالد في بيت جوري وعاللي طلبه منه ..

ماتنسى كيف جمدت مكانها مع ندى بصدمه وخالد بيسألهم هما ليش مكبرين الموضوع!

ولدها كان بيتكلم وكإن الله سواه وطلبه مجرد نكته!! مزحه!! شيئ عادي المفروض مايستغربوه ويهولوه زي ماقال..

وقتها رجولها ماعاد حملتها وجلست عالأرض تراقب خروج مازن الغاضب وشرح وبتبرير خالد لها ولندى بصمت .. ماكان عندها أي رد وبالأصح صوتها وعقلها ماأسعفوها علشان ترد أو تناقش أو حتى توقف صراخ ندى وتهون عليها وكل اللي قدرت عليه هو إنها ضغطت على نفسها علشان توقف وتروح غرفتها وتركت خالد بيعيد ويزيد لندى وبيحاول يقنعها بفكرته المجنونه ..


،

،

،

،

،


الرياض، الحادية عشره والنصف مساءً

طالعت في الجوال لماقفل في وجهها وكلمت نفسها بلوم/ لازم يعني تنسحبي من لسانك وتسدي نفسه قبل ماينام أنتي متى هتبطلي غبائك ذا!

إتنهدت وهي بتتذكر تفاصيل الأيام اللي فاتت وإتذكرت كيف أبوها وثريا مصرين يمشوها كل يوم وصار أغلب وقتها بتقضيه مع البنات برا مابين سوق ومطاعم .. مولات الرياض كانت أكبر وأفخم من اللي في جده بكثير واليوم ديما ماخلت محل ولا ركن إلا وعدت عليه في المول وعالساعه عشره رجعوا وحيلهم مهدود وطلعت غرفتها على طول مع بتول اللي بتنام معاها من يوم ماوصلت .

باست بتول وغطتها وإتصلت على جدها/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفك ياجدي .

الجد/ وعليكم السلام والرحمة.. نحمد الله ونشكره .

سألته بإحراج/يستاهل الحمد جدي أنزل ولا بتنام!

رد بحب/ تدرين ماأقدر أنام قبل لا أشوفك.

ردت بتنهيده/الله يجبر بخاطرك ياجدي يلا أنا نازله السلام عليكم.

قفلت ولبست عبايتها ونزلت بسرعه وهي تعدل نقابها، دقت الباب ودخلت /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ردوا السلام وجلست جنب جدتها وباست رأسها/كيفك ياجده وحشتيني.

ردت بزعل/صادقه شفتك يوم وصلتي تدوريني.

ردت بمرح/مال غنى عنك ياجده بس موحلوه أكبس على نفس عيالكم وأستفرد بيكم لنفسي.

رد أبوسند بحب/أنتي الداخله وهم الطالعين ياقلب أبوك.

الجد بإهتمام/ماهيب عوايدك تصعدين غرفتك قبل لاتقعدين معنا.. تونسي بشي يالجوري.

ردت وهي بتتلفت حولها بحيره /سلامتك ياجدي بس بتول كانت تعبانه شويه.. وطلعت معاها وبعدها كلمت ..ياسمين وقصي ومر الوقت بدون ماأنتبه.. معليش سامحوني.

أبوسند بهدوء/شلون عيالك!

ردت بشرود /الحمدلله بخير وبيسلموا عليكم ويبوسوا الأيادي.

الجده بإبتسامه/بتول ماقمنا نشوف--

ماكانت سامعه ولا كلمه من اللي قالتها جدتها وكل تركيزها مع الريحه اللي شدت إنتباهها وآسرت حواسها من أول ماجلست وفي داخلها

الريحه ذي.. الريحه ذي موغريبه عليا!

غمضت عيونها وأخذت نفس عميق وحبسته داخلها لفتره قبل ماتهمس بعدم إستيعاب/ فارس !! والله ريحة فارس !!

غرقت في بقايا ريحته اللي علقت في ثيابها وذاكرتها وعززتها

بسم الله عليكي شفيكي يمه!

سمعت صوت جدتها واصلها من بعييييد وفتحت عيونها وقفلتها كذا مره وهي بتحاول تجمع شتات نفسها وتركز مع أصواتهم اللي أتعالت بخوف وقلق

طالع الجد في ولده مساعد بأمر/أتصل بثريا خلها تجي تشوفها.

ضغطت على رأسها بقوه وردت بأرتباك/أنا .. أنا بخير .. ثريا لا.

أبوسند بخوف/صدرك يوجعك ! موبقادره تتنفسين! وش تحسي فيه!

ردت بمكابره /لاتخاف مافيا شي.. ضغطي نزل شويه.

كانت عن جد حاسه بثقل في أطرافها ودوخه غريبه مسيطره عليها وبذلت مجهود علشان تتعدل وتجلس بثبات قدامهم، الجده بعتاب/كله من هاللف في الأسواق وأنتي بلا أكل.

الجد بتفكير/عيالك فيهم شي أحكي!

هزت رأسها بنفي وأخذت كأسة المويا من يد أبوها وشربتها على مهل وأبوها يكلمها بعصبيه/قلت لك خليني أتصرف مع هالكلب أبوهم وأخذ العيال غصباً عليه بس أنتي ماطعتيني و---

قاطعته بتعب/يبه والله مافيهم شي، أنا بس تعبت من السوق زي ماقالت جده.

إلتفت الجد للجده /خل يحطون لها لقمه تأكلها وتصلب طولها.

وقفت بثبات عكس اللي حاسه فيه وبتنهيده/مالي نفس ياجدي بس أسمحوا لي بروح أنام وإن شاء الله لما أصحى هكون كويسه.

مسكها أبوسند وبإصرار/بتصل بثريا تجي تكشف عليكي وتطمنا.

ربتت على يده وبثقه / يبه صدقني مافيا شي وبس تصحى بتلقاني في وجهك بإذن الله.. يلا تصبحوا على خير ..

أبوسند بضيق /إنزين بوصلك لغرفتك عالأقل

ردت بحب/الله لايحرمني منك يبه أنت أرتاح وأنا بس أوصل غرفتي برنلك علشان تطمن أتفقنا! يلا السلام عليكم.

راحت بسرعه قبل مايرد عليها وبمجرد مادخلت غرفتها دقت عليه وطمنته .

فسخت عبايتها وغسلت وجهها وأخذت شالها وفرشتها وطلعت جلست في البلكونه وحطت شالها عالطاوله وبدأت تمشط شعرها وهي تطالعه بحيره/ ياربي كإنها نفس الريحه! طيب أيش جاب ريحة فارس لمجلس جدي!

ماقدرت تجلس وصارت تدور في البلكونه بإرتباك وهي تمشط وتكلم نفسها بأمر/ لا توهمي نفسك بأشياء موجوده في خيالك أنتي وبس .. فارس ذا مجرد حلم يقظه .. عابر سبيل مرك صدفه ومارح يرجع مره ثانيه.. مجرد صوره بدون ملامح أنتي أعقل من إنك تتعلقي بيها أكثر من لولد..

هزت رأسها بموافقه على اللي قالته وظلت تمشط شعرها لين حست ببالها يهدى ويرتاح وبعدها لمت شعرها وراحت أتوضت وصلت ركعتين ودعت من قلبها " اللهم لاتعلقني بماليس لي ولاتجمعني بمن لا خيرة لي معه لا صدفه ولاحلم"
أستقبلتهم ريحة القهوه والبخور أول مادخلوا المجلس بعد صلاة الفجر وجلسوا كل واحد فيهم باله مع جوري، طالع الجد في ولده مساعد بتفكير/تهقي أبوقصي دق عليها بتاللي الليل وكدرها!

أبو سند بثقه/ حتى إن دق عليها عديم المرجله والمرؤه ماهيب راده عليه يبه.. أنت ماشفت شلون مسحت بكرامته الأرض وخلته مايسوي ولولا هالشي ولا كنت طلعت بروحه وقتها .

الجده بإهتمام/ بعدها موبراضيه تحكي لك وش كان يبي منها!

هز رأسه بنفي وهو يتذكر محاولاته ومحاولات أبوه الفاشله معاها من يوم ماوصلت علشان تحكي لهم بدون فايده رغم إن اللي سمعه من خالد ماكان محتاج لذكاء علشان يفهمه ، وبقهر/ النذل يبي يردها يبه وبعد له عين يهددها بعيالها.

سمعتهم الجده وهي داخله وردت بحده/ يخسي ويعقب والله إنه ما يطولها هالناقص .

الجده بإبتسامه/ الناس تسلم وتصبح بالأول يالشيخه.

جلست جنبه وباست كتفه وبتنهيده/السموحه ياتاج رأسي ..السلام عليكم وصبحكم الخير.

ردوا بإبتسامه/ وعليكم السلام والرحمة وصبحك بالنور .

طالعت في ولدها بعصبيه/أنت موبناوي تخطبها لولدك! بتم تتفرج عليها وهالكلب ملاحقها ومأذيها!

أبوسند بضيق/شلون أخطبها وأنا أدري إنها بتردني، الجوري ماعاد لها خاطر بالزواج وأنا مدري شلون طاوعتكم.

ردت بفخر/بس هذا سند مو بأي رجال والله لو تدور الأرض بكبرها موبلاقيه واحدن مثله يعزها ويرزها.

أبوسند بسخريه/ عاد هي تحب وتعز سند من دون خلق الله من طيب فعايله معها ولو طلبها بتوافق وعيونها مغمضه.

الجده بحده/ وهي يصح لها ترفض يوم إن شيخ الرجال يبيها.

رن جوال الجد ورد بهدوء وقفل وإلتفت للجده بإبتسامه/إنزين هذي هي بتنزل الحين وقوليلها هالحكي كود الله يهديها وتقبل فيه.

ردت بثقه/أي بقلها وهي ماهيب رادتني.

رد أبوسند برجاء/يمه طلبتك لا تجيبين لها طاري، جوري تعبانه وماهيبناقصه والحين عبدالرحمن بيجي يتقهوى معنا.

ردت بضيق/بسكت عنها الحين بس و--



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. صباح الورد للورد.

إلتفتوا لجوري اللي دخلت وريحة قهوتها سابقتها وردوا السلام وأبو سند يطالع أمه بقلق وهي تسأل جوري عن صحتها قبل مايجيهم عبدالرحمن ويكملوا كلامهم.


،

،



​صباح الخير يالغاليه.


​وصلها صوته قبل ماتشوف إنعكاسه في المرايه وهو يقرب منها كعادته كل يوم لما يمرها بعد الفجر وقبل مايروح لجده وردت بإبتسامه/صباح بالنور والسرور يانظر عيني

باس رأسها وثنى رجوله وجلس قدامها عالأرض وهو يتأملها بإبتسامه/وش هالزين يمه، أبوي شلون طلع عنك وراح.

حطت الكحل من يدها وإلتفتت له بإحراج/عن العياره وبسك مجاملات.

باس يدها وبعتاب/تعرفيني ماحبها، بعدين أنتي موبشايفه نفسك عروس لا إله إلا الله.

اتأملته بتفكير" أبنها ماعاد التمثال البارد اللي كان عليه من سنين.. أبنها رجع للحياة وملامحه الرجوليه القاسيه خالطها بعض الرقه والحنان اللي سكنت كلامه وحركاته بشكل ماخفي عليها"
سألته بحنان/وأنت يمه ماودك في عروس تملى حياتك! وحده تتصبح بوجهها الحلو قبل لاتروح شغلك! وحده تشاركها يومك ومابخاطرك! وحده تدفي سريرك البارد وتلمها في حضنك تالي الليل!

شتت نظراته بعيد عنها /الله يهديكي يمه وش له داعي هالكلام الحين!

ردت بهدوء/له داعي ونص، لمتى بتظل على هالحال ! لمتى بتظل ناسي نفسك وأنت تدري إن السنه اللي بتمر من عمرك ماهيبراجعه يمه! أنت رجال مو بناقصك شي وألف وحده تتمناك.

رد بشرود/بس أنا ماأبي هالألف اللي تحكين عنهم أنا أب--

قطع كلامه لما أنتبه لزلته ووقف باس رأسها ومشي/من رخصتك اتأخرت على أبوي صقر

مسكت يده ومنعته يروح وسألته/تحبها يمه!

إلتفت لها وبعدم إستيعاب/ منو تقصدين!

مدت إيديها وعدلت شماغه وبمكر/ أقصد اللي خليت الدنيا ورحت لها يوم دريت عن اللي صار معها ومارديت إلا وهي معك .. أقصد اللي من وصلت ومزاجك رايق وإبتسامتك مافارقتك مع إنك تارك لها البيت واللي ماتصدق يصبح الصبح لأجل تسير على جدك لأجل تكون قريب منها.

إنصدم من كلامها اللي كان حقيقي ولأبعد حد!

إبتسامتها ونبرتها الواثقه حسسته بإنها كانت موجوده معاه لما خطط يرجع عالرياض وجوري معاه ولقي نفسه بيرد بإنكار/جوري مالها--

قطع كلامه لما طلع أسمها من بين شفايفه وحس بصداه يتردد في الغرفه، ردت أمه بإبتسامه/ بس أنا ماجبت طاري جوري.

حس كأنه وقع في الفخ ورد بمكابره/أنتي قلتي وصلت وطبيعي بظن إنك تقصدينها لإنه محد جانا غيرها.

أشرت بإيديها على صدره ورأسه وبحنان/ قصدك طبيعي لإنها هنا وهنا..

رغم إرتباك الداخلي إلا إنه حافظ على هدوئه وحاول ينسحب قبل مايحرج نفسه أكثر من كذا /في أمان الله.

منعته يخرج وسحبته من يده وجلست وجلسته جنبها وتابعت/موب لإني ساكته عنك ومخليتك بحالك معناها إني موبملاحظه اللي فيك.. أنا أمك وأكثر وحده تحس فيك..

سألها برفعة حاجب / وش هاللي لاحظتيه بالضبط!

ردت بحنان/ فرحتك وتعبك وحيرتك من اللي أنت فيه.

طالعها بصمت " لذي الدرجه كنت واضح ومكشوف! ولا لإنك أمي قدرتي تفهمين وش فيني و--

شدت على يده وقطعت أفكاره وكإنها قرأتها / مهما كبرت والشيب ترس رأسك بتم أشوفك بعين قلبي صغير ومهما خبيت علي بعرف وش فيك من عيونك.. فضفض وقول وجعك يمه.

نبرة الحنان اللي في صوتها لمست قلبه وزادت إرتباكه..

تبيه يفضفض !!

يحكي وجعه!!

بعد هالعمر تبيني أرد أحكي وأشكي من جديد يمه!

حاوطت وجهه بكفوفها وطالعت عيونه اللي حكت لها عن حيرته وتردده وتابعت بحنان/أحكي وش اللي مانعك عنها وأنتي تبي قربها اليوم قبل بكره! أحكي وكل شي له حل بإذن الله.

طالعها بأمل" الله يسمع منك يمه" وإتنهد بعمق وإستسلام ولقي نفسه بيحكي لها عن اللي شاغل باله بكل بساطه وجديه.

،

،

صلت الفجر وقرأت وردها وبعدها نزلت تجلس مع جدها وجدتها وأبوها وعبدالرحمن وشربت قهوتها وإعتذرت عن الفطور معاهم وخرجت لثريا اللي صارت تجري معاها كل يوم قبل مانروح دوامها وأختارت جهه معزوله من القصر تمارس فيه هوايتها براحه وهدوء.

كانت كعادتها تجري بنشاط قبل ماتنتبه لثريا اللي وقفت وهي تطالع جوالها وتقرأ الرساله اللي وصلتها بقلق..

زفرت ثريا بضيق من رساله وليد اللي بيصبح عليها بكل إستفزاز ، حذفت رسالته وغمضت عيونها وبرجاء/ياربي فكني من هالحقير على خير و--

من هوا ذا الحقير!

ألتفتت لجوري اللي صارت جنبها وبتردد/وليد.

طالعتها جوري بإستغراب/زميلك الدكتور اللي خطبك!

هزت رأسها بموافقه وتابعت جوري/طيب مو رفضتيه وإنتهى الفيلم أيش اللي جد في الموضوع!

ثريا بتوتر/بس هو رافض يفهم هالشي ومن وين ماإلتفت في المستشفى ألقاه في وجهي والحين قام يرسلي رسايل اللي مايستحي.

أعطت جوالها لجوري اللي قرأتها وطالعتها بهدوء/طول منتي ساكنه عنه هيتمادى أكثر اسأليني أنا عن ذا النوع.

ردت بقهر/وش تبيني أسوي ياجوري، الناس ماتركتني في حالي بعد رياض الله يرحمه وبعد سنه وحده بس بدأ كل واحد يألف قصص وروايات عن سبب رفضي للعرسان.. ​الناس أستكثروا علي أحزنه وأبكيه وحولوا حبي ووفاي لذكراه لعذر أخفي وراه عاري وشرفي اللي خسرته.. جوري اللي جاء لأهلي بسببي ماهوبقليل وهم أتحملوا بمافيه الكفايه وأنا ماعدت حمل أي فضايح وشوشر--

قاطعتها بإستنكار/أنتي ماسويتي شي غلط علشان تخافي من الفضايح.. رياض كان زوجك على سنة الله ورسوله ومحد يقدر يحاسبك على أي شي صار بينكم مهم--

قاطعتها ثريا بصدمه/بس حنا فعلاً ماصار بينا شي أنتي تبين تنكبين أهلي!

ردت بهدوء/ ثريا أنا مصدقتك وعارفه إنه ماصار شي بس حتى لو صار برضه محد ليه حاجه عندك لإنك ماغلطتي ولا سويتي شي يغضب الله، مو ذنبك إن الناس صارت تهتم بالعادات والتقاليد أكثر من إهتمامها بالشرع ولعلمك سلبيتك ذي هيا اللي بتجرأهم عليكي.

ثريا بعصبيه/ واللي يعافيكي فكيني من فلسفتك الفارغه، هذا أنتي ساكته عن طليقك وماعلمتي أخوانك عن سواد وجهه علشان ماتبين مشاكل وش تفرقين عني وعن سلبيتي و

قطعت كلامها لما هزت جوري رأسها بموافقه قبل ماتتابع بندم/جوري أسفه أنا عن جد متوتره وموبقادره أتحكم في أعصابي

رن جوال ثريا وقفلته وبشرح/ منبه علشان ابدأ أتجهز لدوامي.

شافت جوري ساعتها وردت/طيب أنتي أسبقيني وأنا إن شاء الله شويه وألحقك .

ثريا بتردد/بتجين معاي المستشفى ولا زعلتي من كلامي!

ردت بتفهم/الأخوات يتناقروا ويختلفوا بس مايزعلوا من بعض بعدين أنتي غلطتي وعزمتيني ولايمكن تخلصي مني بذي السهوله.

ثريا بإحراج/إنزين بروح أبدل وأتجهز وبقابلك عند أبوي صقر لاتنسين نفسك وأنتي تجرين .

هزت رأسها بموافقه وتابعت جريها ونظرات ثريا بتابعها وهي بتلوم نفسها"البنت اللي فيها مكفيها وموبناقصه أطلع فيها عصبيتي، حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياوليد"


،

،


تابعت جريها لمده أطول من اللي كانت ناويتها وهي بتفكر في كلام ثريا وبعدها رجعت أخذت دش ولبست وكلمت أمها وعيالها عالسريع وأرسلت رساله لمازن وكلها أمل إنه يرد عليها ولو بعد حين.

نزلت الدرج درجتين درجتين وهي مستغربه من عدم إتصال ثريا علشان تستعجلها واتفاجأت بأمها منيره اللي خرجت من المجلس وأتفادتها في لحظه قبل لاتصدم فيها، ضمتها بقوه/صباح الخير ياروحي .

مسكتها أم سند قبل ماتدخل المجلس وبإبتسامه/صباح النور حبيبتي شفيكي مستعجله وموبشايفه قدامك ..

ردت بتنهيده / كله من بنتك ، المهم الحمدلله إنك جيتي قبل ماأروح .

ردت بإستغراب/خير شصاير

ردت بمسكنه/ يمه لساتني مافطرت وبموت من الجوع يرضيكي كذا!

ردت بحنان/يخسي الوجع الحين أحضرلك أحلى فطور.

ردت بإبتسامه/الله لايحرمني منك.. إلا مساعد كيف سابك تقومي من جنبه لايكون أغمى عليه لما شافك يامنيره!

شهقت بصدمه/ماهقيتها منك ياجوري يغمى عليه مره وحده ليه شفيني أنا ع--

قاطعتها وهي تمط خدودها بخفه/أبويا عنده سكر ومايتحمل حلاوتك الزايده ذي خفي على الرجال لايطب علينا بعد الشر عنه.

قرصتها أم سند بخفه/ يابنت أستحي وش هالكلام الله يعين اللي بيأخذك مارح يدري وين الله حاطه من هاللسان المعسول اللي محد يقدر عليه.

شبكت يدها في ذراعها وجات بتدخل المجلس وهي ترد بمرح/ أنتي بس خليه يجي وليكي عليا أخليه يحب العسل وماعاد يأكل غيره هذا لو لحقني قبل ما لساني يصير فيه شي من كثر نقكم.. أنامو موعارفه أنتوا حاطين نقركم من نقره ليه بس !

طلعت ثريا قدامها ومنعتها تدخل وبإرتباك /وطي صوتك ووين مدرعمه لاتدخلين أمشي قبل لا يجرالي شي اليوم.. قالت عسل فعلاً عسل أسود.

ردت بدلع/ ياربي عالغيره واللي بتعمله فيكي يارورو.. بعدين أسود أبيض في الأخير كله عسل صح يمه.

سحبتها ثريا لبرا وهي كاتمه ضحكتها قبل ماتوقفها جوري بإنزعاج/إيشبك جارتني زي مكون غنمه بدخل أفطر مع أبويا وجدي قبل مانروح كلها دقيقتين وماهأخرك.

ثريا بإبتسامه/ والله ماتدخلين وأمشي بشتريلك أي شي وحنا ماشيين.

ردت بسخريه/حبيبتي أحلفي على زوجك مو عليا بعدين شايفتني بزره تضحكي علشان تشتري شي من الطريق وخري بس خليني أدخل لا أهفك بكس أنتي عارفتني لما أجوع أفصل.

مسكتها ثريا بإصرار/قلتلك والله ماتدخلين لو أموت و--

قاطعتها بضيق/أمنت بالله على ذا الصباح ثريا بلا سماجه وربي مره جيعانه حبيبتي أنتي بس لقمتين تصبيره.

هزت ثريا رأسها برفض/ لك عليا تأكلين فطور ملوكي بس خل نمشي ترى أخرتيني ولعلمك أبوي راح بعد.

ردت بزعل /كيف راح وهوا قال بيفطر معايا ب --

قاطعتها أم سند بإبتسامه/ أتصلوا عليه وراح يشوف شغله وأنتوا بعد روحوا ترى حيل اتأخرتوا.

إتنهدت بإستسلام قبل ماتصرخ بصوت عالي/جدي ترى ثريا ماخلتني أدخل أفطر وأسلم عليك أنتا أدعيلي إن الله يصبرني عليها وبس أرجع إن شاء الله بنشفلنا صرفه معاها، السلام عليكم.

إبتسمت لماوصلتها ضحكة جدها العاليه بس إبتسامتها أختفت لما أنفجرت ثريا وأمها منيره في الضحك، سألت ثريا ببرود/ سمعتي المثل اللي يقول وعلى نفسها جنت براقش!

هزت ثريا رأسها بإيجاب وهي تضحك وتابعت جوري بتهديد ساخر/أجل إن شاء الله اليوم هتفهمي أيش معناه.. يلا ياسندريلا أمشي لقضاكي.

باست أمها وعدلت نقابها وخرجت ولحقتها ثريا وهي مواصله ضحكها الهستيري.
جده، الواحده ظهراً


حس بمخه قافل ومو قادر يركز وهو يعيد ويزيد في الحسابات اللي كلها غلط في غلط وفي الأخير قفل الملف ورماه في الدرج!
طالعه زميله بإستغراب/ ليك كم يوم مو على بعضك ياخالد خير أيش فيه!

رد بقهر/مافي شي معين العادي حق كل يوم.

رد الثاني بمزح/من ناحية العادي حق كل يوم فمعاك حق أنتا صاير جوك عاصف من فتره و--

قاطعه خالد بحده/فكني من سماجتك ترى موفايق لك.

أتدخل الأول بمسايره/صلوا عالنبي ياجماعه ماصار شي وأنتا ياخالد ترانا نمزح علشان نطلعك من اللي أنتا فيا فلا تعملنا من الحبه قبه.

لم الملفات وحطها في الدرج وطفى جهازه وشال جواله ووقف بضيق/لا أعملك ولاتعملي بطلع وكملوا مزح براحتكم.

رد بإعتراض/تطلع وين باقي ساعه عالدوام.

خرج بدون مايرد عليه وكل تفكيره في جوري واللي سوته فيه..

من ليلة ماأقترح عليها زواجها بمازن وهو مو عارف يوصلها لابترد على مكالماته ولا على رسايله وكلام ندى أستفزه وخلاها يفكر في طريقه يقدر يوصلها فيها ..

ليلتها أتمشوا لفتره أطول من المعتاد وبدل مايوصلها العيال أخذهم يباتوا عنده بحجة إن الوقت متأخر وثاني يوم الصباح راح لها البيت بعد مااتأكد من خروج عبدالرحمن لشغله .. مالقي أي حل غير إنه يروح لها البيت ويكلمها إن شاء الله من وراء الباب بس بمجرد مارد عليها وعرفته سمعته كلمتين بارده وطلبت منه يروح ولما حاول يتفاهم معاها طنشته وماردت عليه..

المفروض إنه كان رايح يسايسها بأسلب هادي علشان يقنعها توافق بس لما لقيها بتعامله بنفس غرورها وبرودها وردودها الحاسمه اللي كانوا زمان بيخلوه يكره مجرد النقاش معاها في أي موضوع، فقد أعصابه وبدأ يسمعها كلام طالع نازل علشان بس تطلع من دور اللامبالاة وعدم الإهتمام اللي بيكرهه فيها.

بس كالعاده قلبت الطاوله على رأسه وأفحمته بردها اللي أصابه في الصميم ووصله لحافة الجنون.

طلعته عن طوره وماقدر يتمالك نفسه وهي بتحلف له وتوعده بزواجها بصاحب الشال في أقرب فرصه..

ولولا وصول العجوز مساعد وأخوه مازن كان ممكن ينط لها من فوق الجدار بدون أي إهتمام باللي هيصير بعدها..

هيا السبب في اللي قاعد يصير فيه وهيا السبب في اللي عمله معاها ولولا أسلوبها الزباله معاه ماكان هددها بالعيال..

بس هيا جات بحركتها وكملت عليه!

لما سمع ياسمين بتقول لأمه وقصي إنها سافرت الرياض وبتجلس هناك كم يوم لعن نفسه وسبها مليون مره على إحساسه الغبي اللي غمره بالذنب ناحيتها طول اليوم وهيا ولا على بالها وكمان سافرت الرياض مع العجوز مساعد

أيش قصدها بسفرتها ذي!!

أيش بتوصله !

إنه هيا ماهمها العيال وإن تهديده مافرق معاها و

طلع من أفكاره على صوت بواري السيارات المتواصل وهي بتنبهه للأشاره اللي فتحت والكل إتحرك إلا سيارته اللي واقفه في نص الخط ورد عليهم بحده وحرك سيارته ومشي.


،

،

،

،

،



الرياض، الثالثة عصراً

مطولين عندكم!

ردت بتفكير/بنتغدى بس لكن بعدين مدري يمكن البنات يبوا السوق.

رد بإنزعاج/سوق ثاني.

ردت بضحكه/علشان تعرف قيمتي بس .

رد بتنهيده/عارف قيمتك مايحتاج المهم إنتبهي على نفسك وحاولي ماتتأخري حتى لو بدر وصقر معاكم تراكي من الصباح برا

هزت رأسها بموافقه/ أبشر.. يلا وصلنا المطعم وبس يجد جديد بكلمك أستودعتكم الله ياقلبي السلام عليكم.

إلتفتت لثريا بمرح/حسبي الله على إبليسكم حتى عبادي عقدتوه بسوقكم ذا

ثريا بإبتسامه/بينكم أشياء كثيره مشتركه وكإنكم توم.

ردت بحب/هوا من جد تؤام روحي وبنحس وبنفهم على بعض بدون كلام ومهما كنا بعاد..

وقفت السياره ونزلوا وبعد مامشوا خطوتين شهقت ثريا بصدمه ووقفت مكانها، سألتها جوري بإستغراب/ بسم الله ايشبك يابنت !

ردت برجفه/وليد الحقير ..لاحقني لهنا.. هذا ش--

قاطعتها وهي تتلفت حولها/فينه!

تبعت أشارتها بنظراتها لين شافت نفس الإنسان اللي أستقبلهم بإبتسامته الصفراء على باب المستشفى الصباح وكان واقف جنب سيارته وشكله عن جد لاحقهم ، وبهدوء/واحد جاي بيتغدى وصادف إنه في نفس المطعم فين المشكله!

حست برعب بوهن في رجولها وإستندت على جوري وهي تبكي/لا مو بصدفه ياجوري.. هذا ناوي ينتقم مني ويفضحني.. لإني رفضته.. فوق ماهو كاتم على نفسي.. في المستشفى بعد لاحقني.. لهنا وأكيد بيلحقني للبيت.. وش بيصير فيني لو أحد من أهلي شافه و

قاطعتها وشدت على يدها بثقه/ صلي عالنبي وأذكري الله وبطلي بكا ذي مجرد أوهام ووساوس..أمشي ندخل للبنات وخليكي طبيعيه علشان محد يحس بشي وإن شاء الله بس نرجع البيت يصير خير.

طالعتها ثريا بشك وهي ودها تصدقها بس ماقدرت لإنها تدري إنها بتحاول تطمنها مو أكثر .. ألقت نظره أخيره على وليد اللي بيتأملها بإبتسامه وقحه قبل ماتمسح دموعها وتأخذ نفس عميق وتدخل بخطوات مهزوزه مع جوري اللي جلست عشر دقايق وبعدها إستئذنت من البنات علشان تروح دورة المياه وبمجرد ماإبتعدت عن طاولتهم واتأكدت إنه محد منتبه لها خرجت من المطعم وفي بالها شي واحد بس!
طالع في جواله للثواني قبل مايستئذن ويطلع من المجلس وفي داخله" الله يستر " رد بهدوء/وعليكم السلام والرحمة خير إن شاء الله.......

حس بصداع مفاجئ وضغط على جبينه بقوه وهو يسمع الطرف الثاني لفتره قبل مايكلمه بأمر/ معلومات صاحب السياره تكون عندي الحين وعينك لاتغفل عنها ولا ثانيه وبلغني كل شي يصير معها أول بأول سلام .

قفل الجوال وطالع السماء بتنهيده/وبعدين معاكي وش هالحركات اللي تسوينها! وش ناويه عليه هالمره ياطفلتي الغامضه!

قطع الحديقه بالطول والعرض وهو يفكر بجديه " لمتى ياسند بتظل تراقبها وتأخذ أخبارها من حارسها الشخصي !

لمتى بتظل تسمع عن اللي يصير معها وأنت واقف مكانك عاجز ومابيدك شي! ​

لمتى بتظل غرقان ومتخبط في حيرتك وعدم فهمك لكل الغموض اللي حولها وهي كل يوم تتصرف بغرابه أكبر من اليوم اللي قبله!

زفر بضيق وحس برأسه هينفجر من كثر الأسئله اللي دارت في باله..

لمتى بظل أشوفها طيف في أحلامي !

ولمتى بتحمل بعدها عني !

موبكفايه إني ضيعت كل هالوقت وأنا متجاهل مشاعري وبقمعها بدون فايده!

ضاعت من عمري وعمرها حول السنتين من أول مره سمعت صوتها وعرفتها !

كم سنه باقي من عمري لأجل أضيعها بدونها!

لمتى بظل أتطمن عليها وأتابع أخبارها من اللي حولي وهي قدامي!

كل اللي كان بيحول بيني وبينها أختفى!

زواجها إنتهى..

ومشاعري المشتته والرافضه لها خلص صارت واضحه وضوح الشمس والحين الساحه قدامي خاليه وكل المطلوب مني إني إتحرك وبسرعه..

لازم أحول الحلم لحقيقه وتكون معاي وبين إيديني دايماً لإن ذا هو مكانها الطبيعي والوحيد..
وبدل ماأظل عايش على ذكرى لحظات مسروقه في لحظة ضعف وبدون وعي مني ومنها لازم نعيش كل سنينا الجايه سوا وأنا واثق إني موبغلطان ولامسوي شي يغضب الله..

طفلتي تستحق معامله تليق فيها وفي مكانتها عندي.

طفلتي تستحق أعوضها عن كل شي شيئ سيئ مر عليها وشافته في حياتها..

أمي كان معها حق لما قالت إني لو بنتظرها لين تتحسن نفسيتها وتغير رأيها فالأفضل إني أتخلى عن هالفكره وأدق الحديد وهو حامي حتى لو كنت متأكد إنها بتنصدم وبعد بترفضني..

لازم أتحرك وأطلع من الدوامه اللي أنا عايش فيها..

لازم أحط النقط عالحروف وأدخل حياتها بأسرع وقت وبعدها الله يصلح الحال"

إبتسمت بثقه وغمره إحساسه عميق بالهدوء وراحة البال ورجع المجلس وهو بيضبط تفاصيل خطوته الجايه بكل إهتمام.



،

،

،

،

،


جده، السادسة مساءً


سلام يازعلانه..

رفعت رأسها عن الكتاب اللي بين إيديها وشافت ريم اللي دخلت وقفلت باب غرفتها، وقفت وبهدوء/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلين .

سلمت عليها وجلست جنبها بصمت قطعته ريم بتردد/لمتى هتقاطعيني ياخلود وأنتي عارفه إن مالي غيرك.

خلود بتنهيده/أنتي اللي أخترتي ياريم فلا تجي تلوميني دحين.

وقفت وبإستنكار/أنا أخترتها! أنا اللي زعلت وصرت أرد عليكي بدون نفس! أنا اللي ماعد جيت بيتك وزرتك ! ولا أنا اللي صرت أتحجج علشان حتى مانتقابل في أي مكان!

خلود بإستغراب/وأنتي أيش متوقعه مني بعد اللي عملتيه! تبغيني أتعامل معاكي بأي طريقه قوليلي!

ردت بغيض/ وأنتي مالك باللي عملته هوا كان فيكي ولاحد داسلك على طرف علشان ت--

قاطعتها خلود بحده/والله أنا مارح أستنى لما تعمليها ياريم وتطعنيني في ظهري ونا بصراحه ماعدت أوثق فيكي ولا أئمنك على نفسي.

طالعتها بصدمه/أخص عليكي ياخلود أنا أعمل فيكي كدا برضه.. أنتي أختي وصحبتي الوحيده كيف تفكري إني ممكن أخونك بالشكل دا!

خلود بعصبيه/أنا ماهكون أعز وأغلى من أمك اللي رسلتي صورها للحيوان اللي متعرفه عليه و---

قاطعتها برجاء/بس أنا قلتلك ليه رسلتها، خلود أفهميني أنا أحب زياد ولما طلب مني نتقابل رفضت وزعل مني لفتره حسيت إني هموت فيها وأضطريت أرسله الصور.

ردت بقهر/ياريتك رسلتي صورتك وأختلصتي منك ليه لكن تورطي أمك وتوزعي صورها أمك ياريم .

ردت ببكاء/أنا كذبت عليه وفهمته إني حلوه وفي الجامعه ولما شفت صورها فكرفإنه مارح يجرا شي لو رسلتها على أساس إنها أنا..

خلود بلوم/عذر أقبح من ذنب ياريم وم--

قاطعتها ببكاء/أنا عارفه إنه غلط بس.. ماكان قدامي غير الحل دا.. خلود أنا محد داري عني.. بابا على طول مسافر.. وماما موفاضيتلي.. وعادل الوحيد اللي أهتم بيا وحبني .. وأنا أحبه ومابغى أخسره.

حست خلود بالذنب من منظر ريم وكلامها لإنها أكثر وحده حاسه بإحساسها وفاهمتها .. كيف لا وهي كانت بتعاني من نفس مشكلتها واللي خلتها زمان تغلط نفس غلط ريم وإن كانت التفاصيل مختلفه.

جلست جنب ريم وضمتها بحنان/خلاص حبيبتي لاتبكي أنا أسفه .. لاتبكي وكل شي ليه حل.

إتعلقت فيها ريم بقوه وزاد بكاها وهي تسمع كلام خلود الهادي.


،

،

،

،

،


الرياض، الثامنه والنصف مساءً


أتوسعت عيونه بصدمه وهو يشوف الفيديو اللي وصله عالجوال وعاده مره وأثنين وهو بيحاول يكذب عيونه وبيدعي إنه يكون غلطان..

بس كيف يكذب عيونه اللي حافظتها وتقدر تميزها من بين ألف وحده!

وإذا كذب عيونه شلون بيكذب أنفاسه اللي إتسارعت بشوفتها وقلبه اللي مافز وزادت نبضاته إلا لها

دق بسرعه على حارسها الشخصي اللي مارد عليه ونفس الشيئ صار مع حراس أخواته وذا الشيئ أكد له إن المصيبه فعلاً صارت وإنتهت..

صرخ بغضب وبحركه وحده إتناثرت كل أغراضه اللي عالتسريحه عالأرض وصوت تحطمها بيتردد صداه في الغرفه بصوت عالي قبل ماتنتشر ريحة عطوره المكسوره وتملئ الجو بريحتها المركزه..

حس بالإختناق وفك إزار ثوبه العلويه وأخذ أنفاسه بصعوبه لفتره وهو ذكر الله ويصلى عالنبي داخلها لين قدر يتمالك نفسه وسيطر على دقات قلبه اللي أوشك على الإنفجار بسبب سرعة ضخ الدم الجنونيه اللي مر فيها ..

وأخيراً قدر يأخذ نفس عميق محمل بأكبر قدر ممكن من الهدوء ودق على سامر وطلب منه يجمع الحرس وينتظره على بوابة القصر ونفس الشيئ طلبه من ريان وعبدالرحمن..

قفل جواله وأخذ شماغه ونزل بسرعه وكل تفكيره في عبدالرحمن اللي مايدري بأي وجهه هيقابله!

مايدري شلون بيبلغه باللي صار !

مشي للبوابه وهو بيسأل نفسه ..


وش الطريقه المناسبه اللي ممكن يقول فيها لشخص إن أخته إنخطفت بدون مايصير فيه شيئ!!
​جمعت العمر في لحظه بها تاهت الاسباب
وش اصعب من فراق الأخت ياعالم أبي افهم


يذوب الكون في لمحه ولا تسمع بأنه ذاب
تموت احلام عشناها ولا نقدر نداري الهم

مصيبه يا بشر ننسى ونتباكى على الاحباب
وهم من حولنا يبكون على حضن عصاه الألم

غريب الوقت في طبعه كذوب وعافه الكذاب
صدوق القلب في حبه تناسى حجم ذاك الوهم

تساوى واقعي والحلم في حبك بدون حساب
وصرتي واقع بدنياي وفي دنياي كنتي حلم

حضرتي بعالمي طفله تدور للحياة اسباب
غديتي عالم بكبره يعلم من يبي يفهم

تروحي؟!.. وين ما رحتي بتلقيني سند وكتاب
تجيني؟!.. كل ما جيتي بحطك في عروق الدم

تعيشي حاضره بروحي برغم الواقع المنصاب
واضمك طيف في صدري لحين ارحل من العالم

غريب العمر في لحظة تركني والضياع اصحاب
وش اصعب من فراق الأخت يا عالم ابي افهم







تتمة الأحداث السابقه

الثالثة صباحاً


أتحرك في دوائر واسعه وهو بيتصل فيها للمره الثالثه وجوالها مغلق ورغم إنها كلمته من نص ساعه وقالت إنهم خلصوا وراجعين عالبيت إلا إنه فجأه حس بقلق ونغزه في صدره وهذي كانت الإشاره المعتاده لحدوث المشاكل معاها و--

إنقطعت أفكاره لما إنتبه لسند اللي بيتكلم مع ريان وسامر وسأل نفسه عن سبب إتصاله وطلبه إنه يقابله عند البوابه وراح له/خير ياأبوبدر صاير شي!

طالعه سند للحظات قبل مايمسكه من مرفقه ويمشي معاه بعيد عن البقيه وبهدوء/خير بإذن الله، بصراحه صار لي فتره توصلني رسايل من مجهول وفريق الأمن حاول يوصل لمصدرها لكن عبث وفكرت بما إنك هنا يمكن تفيدني بهالخصوص ..

مد عبدالرحمن يده وبإهتمام / رسايل من أي نوع ومتى أخر رسالته وصلتك!

أعطاه الجوال/هذي وصلتني من ربع ساعه.

ركز عبدالرحمن في الفيديو اللي كان لثلاثه رجال شكلهم قاطعين الطريق على سياره وماسكين سلاح وبيطلبوا من ركاب السياره ينزلوا وفجأه حركة الملثمين إحتدت وبدأ كإنه في مشكله أومقاومه من اللي في السياره !

أتوسعت عيونه بصدمه لما شاف أخته نزلت من السياره ومشت وسط الملثمين وهي بتواجه الكاميرا بهدوء لين ركبت سيارتهم وخلص الفيديو!!

مرت فتره وهو يعيد الفيديو مره وأثنين وثلاثه قبل مايلتفت لسند بعدم إستيعاب/أكيد في غلط ذي أختي أنا! ذا كيف وصلك !

رد سند/ شلون أختك هذي سيارتنا!

بلع ريقه بصعوبه ورد بإرتباك/ هي هي راحت مع زوجة مشعل ..وكلمتني من شويه وقالت إنهم راجعين عالبيت!

سكت للحظات قبل مايتابع بهلع/ كنت حاس إن في شي غلط كنت حاس إنه صار لها شي! أتصلت أكثر من مره بس جوالها مقفل وهي عمرها ماقفلت جوالها إلا وتصير معاها مصيبه

مسكه سند وبهدوء / عبدالرحمن أهدى و--

قاطعه بصراخ وهو يبعده عنه /أهدى كيف وأختي إنخطفت.. فاهم يعني أيش إنخطفت!

سند بإصرار / لازم تهدى علشان نعرف نتصرف و--

قاطعه وهو يطلع جواله /الشرطه هي اللي بتتصرف وت--

سحب منه سند الجوال بسرعه وبأمر/شرطه لا.. قلت لك أنا بتصرف .

إنقهر من حركته وبروده ورد بغضب/ تتصرف! أصلاً كله منك منكم كلكم أكيد لكم أعداء ومنافسين وأنتوا المقصودين باللي صار.. كيف تخلي أهلك بدون مراقبه! شكلهم كانوا يبغوا أختك بس هي فينها! أنا ماشفت غير أختي في الفيديو يعني الهرجه جات على رأسها وأختك نفذت بجلدها وعلشان كذا بتتكلم بذا البرود .

رد سند بهدوء/مارح أخذ على حكيك لإني مقدر وضعك وإذا أختك إنخطفت بالغلط بدال أختي فذا الشي بعد يهمني ومن مسؤليتي ولعلمك أهلي لهم نظام مراقبه خاص وأي واحد فيهم بيطلع برا فرجال الأمن عالبوابه بيكونوا عارفين شخصيته والسايق اللي معه وبيتابعوا تحركا--

قاطعه بصراخ وهو بيعيد الفيديو قدامه /طيب وين الأمن والحراس اللي بتقول عنهم! أنت موشايف كيف محاوطينها بالسلاح ! هذول الله وحده اللي يعلم أيش ناويين عليه وأيش مسويين فيها ذحين!

سند بهدوء/قلت لك الحرس متابعهم والحين سامر بيتواصل معهم وبنفهم السالفه.

رد بعصبيه/السالفه إنك خلاص أتطمنت على أختك وعرفت إنها بخير وعلشان كذا رافض الشرطه تتدخل، كل اللي همك هو صورتك وصورة بيت المنذر قدام الناس وأختي بحريقه م--

قاطعه سند وهو يمسكه من أكتافه ويثبته قدامه وبحده/ لاتحكي عن شي ماتعرفه ياغبي وأنكتم وأهدى شوي لأجل نعرف نتصرف.

قاومه بعنف وهو يصرخ فيه/مالك دخل فيني أنا موموظف عندك علشان تأمرني و--

قاطعه بقوه/لا منت بموظف عندي أنت أخوي وتهمني والحين حاول تهدى شوى قبل لا أخليك تهدى غصباً عليك..

سكت للحظات وأخذ نفس عميق وتابع/عبدالرحمن أنت الحين مصدوم أهدى شوي وأتنفس بعمق لوسمحت!

كان عن جد مصدوم ومو قادر يصدق الي حصل وحس إنه ممكن ينهار في أي لحظه.. غمض عيونه وهو يتذكر جوري ونوباتها وكيف كان يهديها وصار يتنفس بعمق وهدوء أكثر وصوتها وضحكتها بيتردد على مسامعه وبيهديه، ولما فتح عيونه كان جالس عالأرض ورأسه في مستوى ركبه بلع ريقه ومسح وجهه و

حس بإحراج لما قابل نظرات سند اللي جالس جنبه ويتأمله بصمت، سلك حلقه وهو يفرك رقبته بإرتباك/أنا.. يعني ..

سكت لما مالقي شيئ مناسب يقوله ووفر عليه سند بكلامه/لاتشيل هم حصل خير.

ضغط سند على يده وتابع بإقناع/ عبدالرحمن حاول تفهم اللي بقوله.. الشرطه مارح تسوي أكثر من اللي رح أسويه وتدخلهم يمكن يعرض أختك للخطر.. عبدالرحمن صدقني أنا مارح أتخلى عنها ومارح أوفر أي وسيله ولا بيغمض لي جفن قبل مااتأكد إنها في حضنك وبخير بعد .. أنت بس خل أملك في الله كبير وأوثق فيني أكثر من كذا وعطني فرصه أتصرف وأوعدك مارح أخذلك بإذن الله ..

طالعه بتوتر ومايدري ليه شرد فجأه وأتذكر كلام جوري عن صاحب الشال "مسك يدي وقلي أوثق فيه وإنه مارح يتخلى عني" كلامها كان مشابه للي قاله سند ونبرة الصدق والثقه اللي سمعها في صوته حسسته براحه بسيطه كانت أكثر من كافيه لشد عزيمته وأعطته دفعه معنويه إيجايبه ولقي نفسه بيهز رأسه بموافقه متردده.

ساعده سند يوقف/ أختك بنستودعها الله يحفظها وحنا بنسوي اللي علينا وإن شاء الله بترد لنا بالسلامه.

أخذ نفس عميق ودعا من قلبه/أستودعتها اللي خلقها يحفظها من كل شر ويرد كيد من أرادها بسوء في نحره و--

قاطعهم ريان بتوتر/سند حددنا موقع السياره وسامر واللي معه جاهزين..

سند/ أجل مشينا ياعبدالرحمن مانبي نضيع وقت.

وقف مكانه وبقهر /قد أخذوها ومشي الحال ووجودي ذحين ماله داعي أنتوا روحوا وأنا بجلس هنا بس أعطيني جوالك.

سند بنفاذ صبر /وش تبي بجوالي لا يكون غيرت رأيك!

رد بجديه/لا ماغيرته بس إذا وافقتك على عدم تدخل الشرطه مومعناه إني بحط يدي على خدي وأجلس أتفرج وأختي مخطوفه ومايعلم بحالتها إلا الله.

سند بحذر/ وش تقصد؟

سأله/مو قلت أوثق فيك وأعطيك فرصه تتصرف!

هز سند رأسه بموافقه خلت عبدالرحمن يتابع/ وأنا واثق فيك مليون في الميه وبخليك تتصرف بطريقتك وأنا كمان هتصرف بطريقتي أنت بس هات الجوال ولاتأخرني .

أشر سند لريان يتركهم وإلتفت لعبدالرحمن بتحذير/وش ماكان اللي ناوي عليه ياعبدالرحمن خلك متذكر إن الجرايم الإلكترونيه لها عقوبات صارمه وأي غلطه منك ممكن تكلفك الكثير خاصة وإنك موبسعودي !

مد يده لسند ورد بهدوء/ جرايم إلكترونيه!! مع إني موفاهم أيش قصدك بس حتى إذا كان اللي بسويه بيكلفني حياتي كلها فداها المهم إنها ترجع بالسلامه.

مرت بينهم لحظات مشحونه بالتوتر وهم يطالعوا بعض بصمت وكل واحد بيحاول يقرأ أفكار الثاني وفجأه أعطاه سند الجوال وبأمر/ بوصلك لفريق الأمن الخاص بالمجموعه وإذا في بالك شي فالأفضل إنك تكون معاهم علش--

قاطعه بعدم تصديق/منت واثق فيني وبتحطني تحت المراقبه!

مشي وهو يرد ببرود/لو موبواثق فيك مارح أدخلك عرين الأسد من الأساس فخل عنك هالأسلوب لإني أدري إنك بتخفي وراه قلقك وخوفك وأمش معاي ترى كل ثانيه تمر وحنا نتجادل ماهي بصالحها.

رد سند حسسه بالخجل من أسلوبه الهجومي ولحقه بصمت و---

تروح معاي المستشفى؟

إلتفت للصوت اللي إنتشله من ذكرياته المشؤمه وأستغرق لحظات علشان يستوعب سؤال سند اللي عاده..

المستشفى !

يعني أخته أخيراً فاقت وصار ممكن تحكي لهم اللي صار لأخته..

هز رأسه بموافقه وأتبادل الكلام مع أثنين من فريق الأمن قبل مايخرجوا بسرعه ويتوجهوا للمستشفى..




،

،

،




فتحت عيونها فجأه وهي بتشهق بقوه /أعوذ بالله من ..الشيطان الرجيم.. أعوذ بالله من --

ماقدرت تكمل بسبب وجع رأسها وأنفاسها المتلاحقه وحست بالعرق يتصبب منها وكإنها عن جد كانت تجري.. أخذت نفس عميق ومسحت وجههاو--

لقت شيئ مغطيه!!

إتعدلت وجلست على سريرها وسحبت اللي على وجهها وطالعت نقابها بإستغراب!

ضغطت على رأسها بقوه وهي حاسته ثقيل وكلمت نفسها بتعب/ياربي أيش الكابوس والصداع ا--

قطعت كلامها وهي تطالع حولها بعدم إستيعاب!

هذي مو غرفتها في بيتها ولا غرفتها في بيت جدها صقر و--

جمدت مكانها لفتره قبل ماتقفز من السرير زي ماتكون لدغتها أفعى ووقفت في الزوايه وأنفاسها بتتسارع لما إتذكرت اللي صار لها!

يعني ذا ماكان كابوس ولا أضغاث أحلام!!

يعني هيا عن جد إنخطفت!!

فكره مرعبه سيطرت عليها فجأه وخلتها ترفع عبايتها لخصرها وتتحسس جسمها لفتره قبل ماتنهار عالأرض وهي بتشهق بهمس/الحمدلله ماصار شي الحمدلله أنا بخير أنا بخير"

ظلت مكانها لفتره وهي بتحاول تهدي ضربات قلبها المتسارعه وتوقف دموعها اللي إنهمرت كالسيل بعد ما اتأكدت إن محد لمسها !!

جسمها بطبيعته كان حساس وشيئ زي الإغتصاب كانت هتحس بأثاره عليها حتى وإن تم وهي مخدره ومو بوعيها..

بعد فتره بدأت تسحب أنفاسها ببطئ وعمق ولما حست إنها إتماسكت وتنفسها إنتظم سجدت شكر لله قبل ماتوقف بثبات وأول شيئ سوته إنها مدت يدها لجيب عبايتها وهي بتدعي إنها تلقى سكينها وبمجرد ماحست فيها بين أصابعها طلعتها وضمتها لصدرها براحه وبهمس/ياربي لك الحمد والله لايحرمني منك يبه.

رجعت سكينها لجيبها وطالعت نفسها بإستغراب!!

هذول مالمسوها وكمان سابوها بعبايتها ونقابها وحتى جزمتها!!

مو كإنها زعلانه من ذا الشيئ بس عن جد كان شيئ غريب، إبتسمت فجأه/الحمدلله رب العالمين شكراً ياربي لإنك أستجبت لدعواتي.

أخذت نفس عميق وإتلفتت حولها وهي تلبس نقابها وتعدل عبايتها وتشدها على أكتافها بتوتر وهي بتتأمل الغرفه وحست بعيونها بتطلع من مكانها لما لمحت شنطتها عالكومدينه وبسرعه خطفتها وقلبت فيها وهي بتبتسم بفرح قبل ماتختفي إبتسامتها بنفس السرعه اللي ظهرت فيها لما إكتشفت إن جوالها مو موجود وأتذكرت كيف قفلته ورمته جنبها عالمقعد بعد ماحظرت رقم خالد اللي أزعجها بإتصالاته ورسايله..

زفرت بضيق من غبائها لإنهم أكيد ماتركوا لها الشنطه إلا بعد مافتشوها وحتى لو جوالها كان معاها كانوا أخذوه، فتحت محفظتها واتأكدت من وجود هويتها وأخذت قارورة المويا اللي في شنطتها وماتطلع من البيت غير وهي معاها ويادوب بلت ريقها وهي تفكر إنها لازم تقتصد لين تعرف أيش وضعها بالضبط وأيش طلبات الأفنديه اللي خاطفينها..

ضيقت عيونها لما إنتبهت لوجود بابين للغرفه!

مشت للباب الصغير اللي داخل الغرفه وفتحته ومثل ماأتوقعت كان حمام قفلته وراحت لباب الغرفه ولصقت جانب وجهها عليه وأرهفت سمعها وحاولت تميز أي صوت خارجه ولما ماجاوبها غير الصمت سحبت الباب بهدوء!
غمضت عيونها بإحباط لما ماإنفتح وهمست بسخريه متوتره/وأكيد ماهيسيبولك الباب مفتوح ياغبيه.

إتلفتت حولها للحظات بتفكير قبل ماتطفي نور الغرفه وراحت سحبت طرف الستاره وفتحت الشباك بهدوء وذي المره الحمدلله إنفتح معاها وطلعت رأسها تستكشف المكان بإهتمام وحذر..

كان واضح إنها في الدور الثاني رغم الظلام اللي كان مغلف الدنيا برا وماكسره غير إضاءه ضعيفه من لمبتين صفراء رسمت ظلالها عالمكان وزادت جو الكآبه والخوف داخلها رغماً عنها ولفتتها ريحة الأغنام المنتشره في الجو وشكت إنها كانت في مزرعه أو --

إنقطعت أفكارها لما سمعت أصوات حركه تحت وبأكبر قدر ممكن من الهدوء قفلت الشباك وعدلت الستاره وفكت النور من جديد وبسرعه رجعت شنطتها مكانها وقفزت عالسرير وتركيزها مع الأصوات اللي إرتفعت ..

معقول سمعوا صراخها الغبي وجايين يشوفوا أيش وضع رهينتهم!

إتمددت مثل ماكانت وإتغطت بالشرشف وبسرعه سحبت سكينها وضمتها لصدرها بقوه وهي بتستودع الله نفسها وبعد لحظات سمعت صوت المفتاح بيدور والباب بينفتح وبخطوات بتقرب منها وهي حاسه بقلبها بيتخبط داخل ضلوعها بقوه لدرجة الوجع وأخذت نفس عميق غمضت عيونها وحبسته داخلها وهي ناويه تدافع عن نفسها بأي طريقه !!
طالع بقهر في ديما اللي بكت بهستيريا بمجرد ماسألها عن اللي صار.. شاف كيف ضمها مشعل لصدره وحاول يهديها مع إن شكله يبغى له اللي يهديه واتأكد إنه ماغلط لما أتصل عليه وبلغه اللي صار لها، كلمته الممرضه بتردد/الدكتور قال إنها بتعاني من صدمه عصبيه وحالتها ماتسمح بأي كلام الحين ولازم لها راحه.

صدمه عصبيه...

كان متوقع ذا الشيئ من وحده في رقة ودلال أخته ديما اللي أكيد مارح تقدر تتحمل الوضع اللي مرت فيه، طالع أبوه وثريا اللي إلتفوا حولها بقلق وطلع وقفل الباب وراه، وقف عبدالرحمن وسأله بلهفه/بشر أيش قالت!

رد بهدوء/في حالة صدمه ويبي لها وقت لأجل تهدى وتتماسك.

رد عبدالرحمن بعصبيه/كنت ضغطت عليها شويه وحاولت تفهم منها أي شي أي كلمه قالوها قدامها ممكن تساعدنا.

أعطاه ظهره ومشي في الممر وهو حاس برأسه هينفجر وضغط على جبينه بقوه للحظات وأخذ نفس عميق قبل مايلتفت ويطالع عبدالرحمن ببرود/بعدك تظن إني مومهتم باللي صار لأختك و إني ماحاولت أفهم وش اللي صار!

رد بسرعه/لا ياسند أنا كنت معصب وقتها وماكنت عارف أيش بقول و--

قطع كلامه وزفر بعمق قبل مايتابع بتوتر/أنت شفت كيف وصلنا لطريق مسدود وأختك الوحيده اللي ممكن تقلنا شي يوصلنا لأختي علشان كذا حاول تقدر وضعي و--

قاطعه بتفهم/مقدر ياعبدالرحمن لكن هالشيئ لابيدي ولابيدك.

جلسوا بصمت وكل واحد باله في مكان..

تفاصيل ليلة أمس مرت قدام سند وكإنها فيلم سينمائي بالحركه البطيئه ..

الفيديو اللي وصله!

صورتها اللي مافارقته لحظه وحده!

الوقت اللي لزمه للوصول لعبدالرحمن وريان عند البوابه وهو بيحاول يعيد إتصاله بحارسها الشخصي بدون فايده!

أتصل كذا مره بحارسها ومالقي رد وبعدها بحرس أخواته اللي ردوا عليه ذي المره بسرعه ولما سألهم عن مكانهم وسبب إهمالهم لمكالماته قالوا إنهم في الملاهي وإنشغلوا عن الجوال بسبب الزحمه اللي خلت متابعة البنات صعبه ومحتاجه لتركيز أكثر وبعد ماأكدوا له إنهم بخير شدد عليهم يأخذوا حذرهم ويخلوهم قريب منهم وقفل وهو بيسأل نفسه إذا البنات بخير والحرس معاهم أجل وش هالفيديو اللي وصله من شوي وليه حارسها مارد عليه !

وبسرعه أتصل على ثريا وسألها عن جوري وقالت إن ديما تعبت فجأه ورجعت البيت مع جوري من المغرب وقبل ساعه حكوا معها!

كلامها حيره وزاد إرتباكه فطلب منها ترجع البيت فوراً هي وكل اللي معاها بدون إستثناء وبعدها أتصل لديما اللي كان جوالها مغلق وإضطر يتصل لأمه علشان يسألها عنها وهنا فهم وكل شيئ وضح..

ديما تعبت وراحت المستشفى مع جوري قبل ساعه !

وصل للبوابه وشاف عبدالرحمن بيتمشى ومشغول بجواله وبسرعه شرح اللي صار لسامر وريان وطلب منهم يعرفوا السايق اللي وصلهم ويتأكدوا من موقع السياره و--

قطع كلامه لما أنتبه لعبدالرحمن اللي قرب منه وسأله بإهتمام إذا كان فيه شيئ صاير، وقف يطالعه بصمت وخجل للحظات قبل مايبدأ يوصل له الموضوع بطريقه تدريجيه وغير مباشره.

كان رد فعل عبدالرحمن الأولي مثل رد فعله بالضبط ومرت عشر دقائق وهو بيعيد الفيديو مره بعد مره بعدم تصديق قبل ما ينفجر بشكل متوقع وبعد فتره قدر يهديه ويقنعه يتعاون مع فريق الأمن الخاص فيه ومايبلغ الشرطه وبعد ماراح عبدالرحمن عالمجموعة مع واحد من رجاله هو وريان واللي معاهم راحوا لموقع الحادث بعد ماأنقسم رجاله لفريقين فريق راح يشوف سيارة الحارس الشخصي اللي كان متابع سيارة البنات وفريق راح لسيارة أخته ولما وصلوا للسياره اللي كانت في شارع شبه مهجور ماهو في خط سيرهم اللي بيوصل للبيت في المعتاد، كانت السياره سليمه والزجاج المتناثر عالأرض هو الدليل الوحيد على وجود مشكله والسواق وزوجته وديما مغمى عليهم أما الحارس فماكان بنفس حظهم والرجال بلغوه بإن سيارته كانت مقلوبه رأساً على عقب على بعد شارعين من موقع سيارة البنات وحالته حرجه.

نقلوهم عالمستشفى وبعد ماأتطمن إن إغمائهم بفعل المخدر حط لأخته حراسه برا جناحها في المستشفى ورجع عالبيت علشان ينقل لهم الخبر .. كان محتاج لأكبر قدر ممكن من الهدوء وضبط النفس وهو يحكي لهم اللي صار بإختصار وحاول يطمن أبوه وأمه وجدته وثريا اللي إنفجروا ببكاء وبعدها ترك الموضوع بين إيدين جده وراح عالمجموعه وأعطى الضوء الأخضر لفريق الأمن علشان يتصرفوا بحريه وبأي طريقه علشان يوصلوا لطفلته لين تفوق ديما واللي معاها ويحكوا له عن اللي صار بالتفصيل..

بعد كم ساعه السواق كان أول واحد رجع له وعيه وقلهم إنه لما رجع أضطر يغير إتجاهه بسبب اللوحات والأضواء التحذيريه اللي كانت قافله الطريق والعمال اللي كانوا متواجدين قالوا إن فيه عطل خطير في الكهرباء ولازم له إصلاحات فوريه والأفضل يغير طريقه وذا اللي صار لكن بعد فتره اتفاجأ بسياره بتقطع عليهم الطريق وبرجال ملثمه هاجموه وزوجته وخ اللهدروهم قبل مايتصل على أحد وزوجته أيدت كلامه..

كلام السايق خلاه يشك في شغله حكاها لريان اللي سوا إتصالاته وعرف إن البلديه ماكان عندها علم بأي أعطال وإصلاحات في الشارع المذكور ولا أرسلوا أحد من الأساس !

وتحت قناع البرود والهدوء الظاهري كانت أعصابه بتغلي بغضب من العمليه اللي كان واضح إنه إترتب وإتخطط لها بشكل مدروس من قبل العصابه علشان يوجهوا السياره للمكان اللي هم سبق وحددوه لتنفيذ عمليتهم بكل سهوله.

وللحظات دعا الله من كل قلبه علشان تكون هذي مجرد عملية خطف عاديه من عصابه هدفها الفلوس.

لكن إحساسه قله شيئ ثاني!

حاسته السادسه كانت أشبه بجرس إنذار داخلي أثبت فعاليته أكثر من مره وحاسته ذي المره أكدت له إن اللي وراء هالسالفه هو نفسه اللي بيتمنى له الموت وسبق وحاول يحقق هالشيئ عدة مرات من قبل لولا لطف الله فيه.

لكن اللي كان غامض ومافهمه هو التغيير اللي صار!

ليه بعد ماكان هو الهدف الأول لهم فجأه فقدوا إهتمامهم بيه وحولوا إتجاههم ناحية أهله ب--




لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم...


إلتفت لما سمع صوت أبوه اللي طلع وقطع أفكاره ووقف يساعده علشان يجلس، سأله عبدالرحمن بأمل/هاا ياعم مساعد بنتك ماقالت شي!

طالعه بحسره/ والله ماغير تصيح وتتنافض وترد تنام بسبة هالمنومات.

رد عبدالرحمن بغصه/على الأقل هي بخير وزوجها معاها وكلكم حولها لكن أختي لحالها والله يع---

قاطعه سند بحزم / عبدالرحمن هالحكي ماله داعي الحين قلنا بنستودعها الله هو أرحم وألطف بها منا كلنا وحنا بنسوي اللي علينا..

إنتبه عبدالرحمن لنظرة الغضب اللي رماه سند بها وهو يأشر على أبوه وحس بالذنب من اللي قاله.. عمه مساعد كان أكثر واحد اتأثر وتعب والسكر أرتفع عنده بشكل موطبيعي من ساعة ماعرف باللي صار لأخته.. مرر يده في شعره بعصبيه وأعطاهم ظهره بصمت .

سند بحنان/يبه قعدتك هنا مالها داعي والأحسن ترد البيت و

قاطعه بقهر/شلون أرد البيت وجوري ماهيب معي! شلون أرد وأنا ماأدري وينها فيه! وش أقول لأمك وجدك وجدتك! وش أق--

قاطعه مشعل اللي خرج من غرفة ديما وبراحه / الحمدلله إن أخت عبدالرحمن كانت معها وإنخطفت بدالها ولا مدري وش ك--

أتوسعت عيون عبدالرحمن بصدمه من اللي سمعه وهجم على مشعل ببكس قطع جملته وأفقده توازنه قبل ينضم له عالأرض وهو يتابع ضربه بغضب/أختي ماهي رخيصه علشان تروح فدا لزوجتك ياكلب .

سحبه سند من فوق مشعل اللي كان مستسلم بصدمه وكتفه بذارعيه بقوه /عبدالرحمن أذكر الله وصل عالنبي مشعل م--

قاطعه بصراخ/ فكني ياسند أقلك فكني ..

شد عليه سند بقوه أكبر وإلتفت لسامر اللي ساعد مشعل يوقف وبأمر/ سامر خذه من هنا.

سحبه سامر وسلمه لواحد من الحرس علشان يبعده ، وقف مشعل وطالع عبدالرحمن بندم/عبدالرحمن والله ماكنت أقصد ا--

قاطعه عبدالرحمن بغضب/أنا الحق علي اللي سمحت لها تروح أنا الغلط--

إنكتم صوته فجأه لما حط سند كفه على فمه وبتهديد بارد/بتهدى ولا أخلهم يعطونك منوم ويخلوك هنا ويفكونا من هبالك اللي موبوقته الحين!

حاول يفك نفسه من سند اللي إتحول لكماشه بشريه ورفض يتزحزح أو يعطيه فرصه علشان يتنفس حتى وهمس له في أذنه ببرود/جوريتك الحين منتظرتك تلقاها وتردها البيت فأهدى وخل عنك حركات البزران ولا ذنبها بيكون برقبتك..

حس عبدالرحمن بالدم يغلي في عروقه من سند اللي نطق أسم الدلع اللي بيخصها فيه بذي السهوله وصار يتلوى بعنف ويحاول يضرب سند براسه بدون فايده.

قرب منه أبوسند برجاء/عبادي واللي يعافيك أذكر الله وهدي يابوك وكل شي بيكون بخير بإذن الله.

تابع سند إستفزازه البارد/ها ياعبادي مستعد تتحمل ذنب أميرتك طول عمرك إذا صار عليها شي لاقدر الله بسبة نوبة غضبك اللي موبقادر تسيطر عليها!

جمد مكانه وهديت حركته وهو يفكر في كلام سند اللي حرر فمه علشان يسمع رده وإن كان لازال متمسك فيه بإصرار، غمض عيونه برعب وعقله بيعرض له عشرات الصور والسيناريوهات عن وضعها الحالي!

ربطوها!

عذبوها!

جاتها نوبه من نوباتها وماقدرت تسيطر عليها!!

أو لاقدر الله صار لها الأسوء و--!!!

هز رأسه بعنف في محاوله للتخلص من اللي مر في باله وبلع ريقه بصعوبه وبدأ يتنفس بعمق وهو يذكر الله وماحس على سند لما فكه وجلسه على أقرب كرسي وجلس جنبه بصمت وبعد فتره وقف بهدوء وتركهم وراح بدون مايطالع فيهم.

أشر سند لسامر علشان يلحقه وإلتفت لأبوه اللي سأله بعتاب/وش اللي قلته له وخلاه يجن! الرجال قلبه محروق على أخته وماهوبناقصك أنت بعد.

غمض عيونه للحظات "جوريتي.. أميرتي" بدر زل بلسانه مره قدامه وقال إن عبدالرحمن يناديها بهالأسماء وكان متأكد إن عبدالرحمن مارح يهدأ إلا إذا ذكره فيها بهالشكل.

فتح عيونه ورد على سؤال أبوه بهدوء/موبلحاله قلبه محروق عليها.. هذا أنت وكل اللي في البيت من ساعة اللي دريتوا بالسالفه وكل واحد حالته أردى من الثاني، أنت لاتحاتي عبدالرحمن أنا أعرف شلون أتعامل معه.

أبو سند بندم/ ليتني ماطعتك وأصريت أرد وهي معنا ياسند.

أخذ نفس عميق ومسك يد أبوه وبإقناع/يبه أنت إنسان مؤمن وتدري إن المؤمن مبتلى واللي قاعد تسويه مايجوز ولا منه فايده قم رد البيت وأرتاح أنت صاحب سكر والزعل موبزين لك إذا لي خاطر عندك قم ورد البيت وإذا جد جديد أنا ببلغك.

إتنهد ووقف بإستسلام وطالعه برجاء/أمنتك الله ياسند تردها لي بالسلامه.

باس رأسه وضمه بقوه وبثقه/بردها يبه إن شاء الله بردها أنت بس أدعي إن الله يحفظها من كل شر.

تابع داخله" إن شاء الله بردك ياطفلتي أنتي بس أصبري وأتحملي شوي بعد وإنتظريني وأكيد بردك "





،

،

،

،

،





جده، السابعه صباحاً


كان جالس يفطر مع أمه وياسمين وقصي في صمت ثقيل بسبب غياب نادين ونادر اللي أخذتهم ندى وراحت على بيت أهلها من يومين، سألته أمه/أنتا متى بتروح تجيب زوجتك وعيالك!

رد بلامبالاة/لما تتصل بروحلها.

طالعته بحده/خالد بلا إستعباط أنتا عارف إنها مومتصله.

ماقدر يتظاهر بالبرود أكثر من كذا ورد بعصبيه/ وأنا مارح أتحايل عليها أكثر من كذا موكفايه إنها زعلت وراحت بدون سبب وكمان سابت ياسمين وقصي لوحدهم بدون ماتهتم بيهم.

التفتت له ياسمين بتردد/بصراحه يابابا هيا كانت بتأخذنا كمان بس أحنا مارضينا وقلنا نبا نستنى ماما علشان نرجع البي---

قاطعها بحده/ومن قلك إنكم بترجعولها أصلاً.

سألته بعدم فهم/يعني أيه موراجعين!

طالعها ببرود/يعني خلاص ما عاد لكم قعده معاها.

قصي ببراءه/ قصدك نجلس معاها بس مانبات عندها!

زفر بقوه/قصدي مارح تعيشوا معاها ولاتزوروها ولاتشوفوها نهائياً .

شهقت ياسمين وطالعته هي وقصي بصدمه، سألته أمه بحده/أيش الهرج الفاضي ذا.

بطل يأكل ووقف بهدوء/ والله ياأمي فاضي مليان ذا اللي عندي واللي هيصير من اليوم ورايح وكفايه إني بسمح لها تكلمهم.

إلتفت لياسمين وقصي بأمر/ وأنتوا مابغى أسمع إنكم عتبتوا عندها ولا رحتوا لها البيت فهمتوا!

إتجمعت الدموع في عيون ياسمين ومسكت يده برجاء/بابا أنتا مو من جدك تهرج و--

قاطعها وهويمسح على شعرها بحنان /حبيبتي أنتي لسا صغيره و موفاهمه شي أنا بسوي ذا كله علشانك وعلشان أخوكي.

طالعته أمه بعدم تصديق/خالد الله يرضى عليك بطل جنانك ذا.

إلتفت لها بهدوء/أنا كنت مجنون بس ذحين عقلت وهصلح كل شي أنتوا بس سوا اللي قلتلكم عليه.

رد قصي/بس أحنا موصغار ومانبغى نسوي اللي قلته أحنا نبغى نشوف أمي ونجلس معاها.

إلتفت له خالد بحده/يعني بتكسر كلمتي ياقصي علشانها!

رد بضيق/ أنا مابكسر كلامك بس أنتا بتخرب كل شي لإنك موفاهم حاجه.

مسك نفسه لايضربه ورد بغضب/اللي فهمته إنهاأختارت تسيبكم وهيا اللي خربت كل شي بسفرها ذا.

طالعته ياسمين ببكاء/بس هيا ماسابتنا يابابا، أيش فيها لو سافرت كم يوم تغير جو مدام في الأخر بترجعلنا.

رد بحقد/تغير جو! أجل خلي الناس اللي راحت لهم ينفعوها وأن كثرتي هرج أنتي وياه بسحب منكم الجوال وشوفوا كيف تكلموها بعدين.

طالعته أمه بنفاذ صبر/يابني أذكر الله وأخزي الشيطان ولاتدخله بينكم أنتوا بينكم عيال.

إلتفت لها /أمي لو سمحتي أنتي خليكي برا الهرجه وأنا مني ليها نختلص..وأنتوا

طالع عياله وتابع بأمر/ نفذوا اللي قلته من سكات ولا ماهيصير لكم طيب وأفهموا أني أدرى بمصلحتكم .

خلص كلامه ببرود وتركهم وطلع وهو بيموت من القهر والغيض..

ركب سيارته وحرك عالشغل وهو يفكر في اللي صار بينهم بجديه وهز رأسه بعدم تصديق كل ماأتذكر معاملتها الوقحه معاه وكأنه ولا شيئ..

صدمته بأسلوبها وكلامها اللي حسسه بإنه قدام وحده ماعرفها قبل كذا!

كل برودها وغرورها اللي أتعود عليه ومابلعه من يوم ماعرفها كإنه زاد وغيرها للأسوء لإن جوري ومهما صار بينهم عمرها ماقلت أدبها أوطولت لسانها عليه!

وفجأه وعلشان الحيوان اللي مايدري من أي مصيبه إنحذف عليهم وساعدها يوم الحادث تقوم تكلمه بذاك الأسلوب وللمره الثانيه تقولها في وجهه بكل بساطه .. أنت ماتسوى التراب اللي يدوس عليه !!

وقتها كل شكوكه القديمه رجعت تسيطر عليه من جديد وبقوه..

أكيد تعرفه وبينهم شيئ..
واحد حجز لها غرفه من الدرجه الأولى في مستشفى خاص بالأمراء وأصحاب الملايين !

ودفع لها الحساب اللي كان هيكلفه ثروه وكل اللي حيلته !

واحد على كلامها أهتم بغطاها وسترها وهي بين الحياة والموت!!

مومعقول يكون كله لله..

وتجي هي في الأخير وتحلف يمين عظيم إنه لو خطبها رح تتزوجه في نفس الليله وهي مغمضه عيونها!!

وبعد كل ذا ماتبغاه يشك فيها!
أكيد بينهم أكثر من الفزعه والكلام الفاضي اللي إتفلسفت بيه عليه وهي في المستشفى وعلشان كذا إنحمقت عليه ونسيت برودها ودافعت عنه بذاك الشكل.

وذحين جاء الوقت الذي لازم يتصرف فيه وعلى كثر ما صار بينهم إلا إنه عمره مافكر إنه يدخل العيال في اللي بينهم أو يستخدمهم ضدها !

لكن هي اللي أضطرته لذا الشيئ!!

هي اللي أجبرته يتخلى عن وعده القديم لها !

أهانته.. وذلته.. ومسحت بكرامته الأرض قدام أخوه ومساعد العجوز بدون أي إهتمام..

أبو الجهل كله!!

ومايستاهل أحد يعبره بنظره!!

وماهي شايفه رجال قدامها علشان تعرفه عالعجوز حقها!!

كيف كان ممكن يعاملها بعد كل اللي سوته فيه!

كيف كان ممكن يتحملها أكثر بعد كل اللي قالته عليه !

ماينكر إنه حب يكسر غرورها ويذلها زي ماذلته لما قالت قدامهم إنه مو رجال .

هددها بالعيال وأتوقع إنها عالأقل هتتصل تتفاهم معاه وتحاول تغير رأيه بس هيا ماعبرته وسافرت الرياض مع العجوز مساعد علشان تقهره أكثر ماهو مقهور وفوق ذا كله ماردت عليه مهما أتصل أو أرسلها..

ضرب الدريكسون بإيديه بغضب وقهر..

كان لازم يعرف إنه ماهيقدر يكسرها أبداً حتى لو حرمها من الشيئ اللي جمعهم في يوم ..

كان لازم يعرف إنه مافي أي أحد مهما كان يهمها ممكن يجبرها على شيئ هي ماأبغاه..

من يوم ماعرفها وهي رافعه خشمها وعمرها ماإنحنت ولا خضعت ليه مهما كانت ظروفها..

ومهما إتنازلت له ووافقته على شيئ فكان بيتم بشروطها وعلى مزاجها..

بس مدام أختارت تركب رأسها وتتحداه فلازم تتحمل نتيجة إختيارها..

وذي المره كل شيئ بيتم بشروطه هو..

ومارح يحن لها وعليها ولا رح يغير رأيه وياسمين وقصي هيفضلوا معاه ومارح تشوفهم غير لما تتصل عليه وتترجاه بنفسها..

المره ذي هو المتحكم بزمام الأمور والورقة الرابحة في يده ولازم يستخدمها صح .
الرياض، الثانية ظهراً


فردت ظهرها وإبتسمت وهي بتتذكر حالتها قبل كم ساعه وكيف كان قلبها بيوقف لما حست بواحد واقف جنبها وكانت مستعده تستخدم سكينها في اللحظه اللي هيلمسها فيها لكن الظاهر لما شافها ساكنه مكانها ظن إنها لازالت تحت تأثير المخدر وتركها في حالها وخرج وبسرعه أتعدلت وهي بتسحب أنفاسها بقوه وأصابعها متشنجه عالسكين برعب من فكرة إنها ممكن تأذي شخص بذا الشكل، همست لنفسها بإقناع/ ذا دفاع عن النفس وأنتي مضطره لإن مافي حل وسط ينتي ياهما.

هزت راسها بتصميم وأخذت نفس عميق وإتجاهلت صحن الجبنه والخبز والمويا اللي صار عالكومدينه وتركت السرير وبدأت تفحص الغرفه والحمام بدقه وهي بتدور أي كاميرات ممكن تكون مخفيه بدون ماتنتبه وبيراقبوها من خلالها ولما مالقت شيئ حطت صحن الأكل عالأرض وشالت الكومدينه ودخلت الحمام وحطتها وراء الباب وأتوضت براحه وصلت القيام وقرأت أذكارها وأستودعت الله نفسها وبعدها صلت الفجر والشروق وظلت تقرأ قرآن وهي جالسه في نفس المكان لين بعد صلاة الظهر وإتذكرت قوله سبحانه وتعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" هزت رأسها بموافقه وإبتسامه عريضه مزينه شفايفها/ ومن أصدق من الله قيلا .. الحمدلله على نعمة الإسلام.

حست إنها كانت بتتجنن لولا الصلاة والقرآن اللي ربط على قلبها وخلى بالها يهدى ويرتاح وذحين صارت مستعده للتفكير في وضعها الحالي بتركيز وهدوء، أخذت نفس عميق وقررت تفتح الشباك وتشوف هيا فين بالضبط بدون ماتهتم إذا أحد من اللي خطفوها شافها ولا لا.. أصلاً مارح تقدر تتظاهر بإنها لازالت تحت تأثير المخدر من أمس لليوم لإنها هتكون مبالغه منها وهتكون مكشوفه قدامهم..

وقفت واتأوهت بألم من رجلها اللي إتخدرت بسبب وضعية جلوسها اللي ماأتغيرت من عدة ساعات.. شالت شالها اللي صلت عليه ونفضته ولفته على رقبتها وإتحركت على مهلها وهي تعرج وفتحت الشباك وإستندت عليه وإتفرجت عالمكان بفضول وإهتمام وإتضح إنها في الجزء الخلفي من المزرعه أوالأستراحه أو أين يكن المكان اللي حاجزينها فيه ومو باين معاها لا بوابه ولا يحزنون ومالمحت غير جدار بعده صحراء!

رمشت كذا مره بعدم إستيعاب لما إصطدمت عيونها بأكوام وأكوام من الرمل على مد بصرها واللي أكدت لها إنها خارج الرياض والله العالم لأي مدى!

تاهت عيونها وسط تلال الذهب وصارت تسترجع كل كلمه وكل حرف سمعته وقت ماهجموا عليهم وبالتدريج بدأت أفكارها توضح وترتبط ببعضها بشكل لفت إنتباهها ..

اللي خطفوها كانوا ملثمين!

أوامرهم بتمنع لمسها!

عبايتها ونقابها وقفازها وحتى جزمتها صحيت وهي لابستهم!

كانوا كإنهم شالوها ورموها عالسرير وراحوا بدون مايلتفتوا وراهم!

غير دخولهم السريع عليها الفجر واللي ماأتضمن أي لمسه ولولا إنها كانت واعيه يمكن كانت ماحست على وجودهم معاها في نفس الغرفه!

همست بتفكير/ الظاهر إني بأمان في الوقت الحالي بس ياترى الأمان ذا هيستمر لمتى !!

حست زي ماتكون فعلاً غرقت في بحر من الراحه لما اتأكدت إنهم مارح يأذوها أو يقربوا منها طول ماهي معاهم، كل الأشارات بتدل على ذا الشيئ ولو يبغوا يأذوها كان الموضوع خلص وإنتهى من اللحظه اللي وصلت فيها هنا.. في النهايه هما خطفوها ومو كإنهم هيستنوها لما تفوق علشان يطلبوا إذنها قبل مايغتصب--

قطعت أفكارها الكئيبه وهزت رأسها بعنف علشان تطردها قبل ماتتابع بتفكير/أكيد الشغله شغلة فلوس وكلها مسألة وقت وهتطلعي من هنا !

ليه لا !

أكيد هما خاطفين ديما علشان الفلوس بس وأول مايستلموا الفديه اللي زمانهم طلبوها من أبويا مساعد هيسيبوني .. بإذن الله هيسيبوني.. بس معنى كذا إني بجلس تحت رحمتهم لين يصير ذا الشي!!

أخذت نفس أخير وقفلت الشباك وكلمت نفسها بمرح/ هعتبرها مغامره.. رواية أكشن هعيشها بكل تفاصيلها خطف ومجرمين وفديه و--

قطعت كلامها لما ركزت في شيئ مهم كانت ناسيته أو بتتناساه!

جلست على طرف السرير وبتنهيده/ خلينا واقعيين الأكشن ذا مو حلو لغيري..

مسكت طرف الشال ووجهت له الكلام/ عالأقل أنا عارفه إني بخير وماعدت خايفه وأنتا كمان معايا ومونسني، بس عبادي وأبويا وجدي وجدتي والبقيه مو عارفين ذا الشي! أكيد لقيوا ديما من زمان وعرفوا اللي حصل.. ياترى كيفها ذحين ! وهما كمان أيش عاملين ! وكيف حالهم!

غمضت عيونها وبتفكير/ عبادي أكيد مرعوب ومعصب من اللي سويته وأبويا عالغالب السكر زاد عليه وماأتحمل وطاح من طوله وجده ماوقفت صياح و--

ماقدرت تظل مكانها وأفكارها عنهم بتتدافع في مخيلتها وصارت تدور في الغرفه وحست كإنها كاتمه على أنفاسها اللي بدأت تضيق بالفعل ورجعت فتحت الشباك من جديد بدون ماتهتم بالحراره اللي لفحتها وهي تفكر بتوتر/ يارب مايكون عبادي كلم معاذ وعلي.

يعني أبوها مساعد والبقيه إجباري هيعرفوا لكن معرفة أهلها ذا شيئ ثاني..

جمدت مكانها وحست بقلبها طاح بين رجولها وهي تتخيل حالة أمها !!

شهقت بقوه/أمي لا ياعبادي الله يحفظك أمي لا..

جلست عالأرض وغمضت عيونها وهي تفكر في أمها وأخوانها لوعرفوا باللي صار لها!

أمها ورده وخالها وأحلام!

ياسمين وقصي!

أمها فاطمه ومازن ومؤيد وندى ولبنى و--

كل اللي تحبهم وأمرهم يهمها مارح يتحملوا خبر زي ذا وحياتهم هتتحول لجحيم بسببها!

همست برجاء/ياربي ياحبيبي سترك وعفوك ورضاك..يارب أسترني وأجبرني وأعطي عبادي الصبر والقوه علشان يسكت ومايكلم أحد وعدي كل شي على خير..

،

،



عبدالرحمن عالأقل أشرب القهوه أنت صار لك من أمس موبمأكل شي.

رفع رأسه عن الشاشه وشاف واحد من الفريق اللي حط عالمكتب صحن ساندويتشات وكوب نسكافيه وبتنهيده/سلمت يانواف بس مالي نفس أك--

قاطعه وحط السندوتش في يده بإصرار/ مو بلازم تأكل بنفس أنت مجبور تأكل علشان لا تتعب ونبتلش فيك..

أخذه منه وإبتسم بمسايره قبل ما يسأله نواف بتردد/ ممكن اعرف وش طبيعة علاقتك بالأستاذ سند!

تابع لما طالعه عبدالرحمن بعدم فهم/قصدي أنت أول واحد يشتغل معنا من برا الفريق والأستذ سند موصي عليك غير إنك مهتم باللي صار أكثر منا كلنا! يعني كإنك مأخذ السالفه بصوره شخصيه.

ماعرف بأيش يرد عليه وإكتفى بالصمت ..

كيف مايهتم ويأخذ الموضوع بصوره شخصيه واللي إنخطفت أخته!

كل فريق الأمن مفكرين إن اللي إنخطفت هي بنت المنذر لإن سند ماوضح لهم أي شيئ ماله داعي يعرفوه مثل ماقال .. سند أساساً ماجاب سيره لأحد عن اللي صار إلا لعيلته ولمشعل بحكم الضروره وكمان طلب منه مايبلغ أهله باللي صار عالأقل لين يستنفذوا كل الوسائل اللي قدامهم..

حط الأكل من يده ورجع يتفرج عالفيديو بحسره..

كيف يأكل وهو مايدري أخته بأي أرض وبأي حال!

بخير ولا موجوعه !

جيعانه ولاشبعانه!

مسح وجهه بتعب وهو يتذكر تفاصيل ليلة أمس وكيف لقي أثنين من فريق الأمن في أستقباله بمجرد وصوله لمجموعة المنذر وراحوا على قسم الأمن وأخذوه في جوله تعريفيه سريعه عالقسم والموظفين اللي أتعرف على بعضهم واللي كانوا من رواد الكومبيوتر في مجالات هندسة البرمجيات والتعقب وأنظمة الأمن على مستوى المملكه والعالم وبمجرد ماشافهم حس براحه نسبيه واتأكد إن سند كان معاه حق لما أصر عليه يستقر في ذا المكان..
القسم عبارة عن تحفه رقمية بكل المقاييس!

كان بمثابة حلم وإتحقق لأي شخص له علاقة بالحواسيب والأجهزه الذكيه.. مساحه واسعه مجهزه بكل الأجهزه والمعدات المتطوره المتصله بأسرع الشبكات وأحدث الإنظمه ومكان بالتجهيزات والأمكانيات ذي هو اللي محتاجه بالضبط علشان يقدر يلقى أخته..

وبمجرد ماإنتهى من الرسميات وأستقر في مكتبه اللي خصصوه له بناءً على أوامر سند اللي أعطاه حرية التصرف بدأ شغله وبعد فتره ق---


إنقطعت ذكرياته وقفز بتوتر لما رن جوال سند اللي محتفظ بيه وبيشتغل عليه وفي ثانيه صارت عيون كل اللي في الغرفه متعلقه بيه وبسند اللي فجأه صار واقف جنبه!!


،

،



ماصار له عشر دقائق من وقت مادخل يسألهم على آخر التطوات لما سمع جواله يرن وبدون تأخير كان جنب عبدالرحمن اللي طالعه بوجه شاحب وأنفاس مقطوعه، أخذ نفس عميق وماقدر يمنع رجفة يده وهو يفك الرساله ويتابعها بحواجب معقوده قبل مايعطي الجوال لعبدالرحمن اللي بلع ريقه بصعوبه واضحه وكان باقي شويه وعيونه بتطلع من مكانها وهو يشوف أخته نايمه بهدوء وإنتهى الفيديو هو بيقرأ الملاحظه اللي رافقته بصوت مسموع"معامله ملكيه لأميرة المنذر"

معامله ملكيه لأميرة المنذر!


عاد عبدالرحمن الفيديو من جديد لكذا مره وكإنه بيتأكد من اللي شافه وفجأه ضم سند وذا كان أول إحتكاك بينهم من بعد اللي صار في المستشفى وصرخ براحه/الحمدلله هي بخير جوري بخير ياسند بخير

شد عليه سند بقوه وصمت قبل مايبعده عبدالرحمن فجأه ويمسك رأسه للحظات بقوه /ذحين مو وقت العواطف خليني أركز.

أخذ نفس عميق وإلتفت يكلم البقيه بحماس قابلوه بموافقه وهم يهمسوا لبعض بكلمات تشجيع وكل واحد رجع لشغله بعزيمه أقوى خلت سند يتركهم وهو شاد على أسنانه بقوه واللي شافه بينعاد قدامه بإستفزاز!


كان الفيديو مايتجاوز النصف دقيقه وبيظهر طفلته وهي نايمه أو بالأصح وهي بتتظاهر بالنوم!
اللي صورها كان قريب منها ورغم إنها بنقابها إلا إنهم قدر يلاحظ تنفسها المضطرب والغير مستقر وذا معناه إنها كانت صاحيه!

شعوره كان خليط من الراحه والغضب والإحباط..

وعلى كثر مافرح بشوفتها وهي بعباتها ونقابها وإلا إنه كان بيغلي لمجرد التفكير في مقدار رعبها واللي بتمر فيه بسبب وجودها بين هذول المجرمين اللي شوشوه بذا الفيديو وتعليقهم السخيف "معامله ملكيه لأميرة المنذر"!

معامله ملكيه لأميرة المنذر!

بيستفزوه!

أو بيعشموه إنها بخير!

حس إنه بيغرق في دوامة مالها أخر من كثر تفكيره في اللي صار وإذا طلع شكه صح واللي خطفها هو نفسه الي بيحاول يقتله فذي هتكون الضربه القاضية ليه..

هو أذكى من إنه يظن إنهم خطفها لأجل الفلوس وإذا كان إحساسه في محله فالسالفه أكبر وأمر من كذا وبتقلب كل الموازين وبتغير كل حساباته!

كان طول الوقت متردد يصارح عبدالرحمن بسالفة التهديدات ومحاولات القتل اللي أتعرض لها ولما قرر أخيراً يعترف له بمخاوفه وصل الفيديو وغير رأيه!

الدموع اللي لمحها محبوسه في عيون عبدالرحمن وقت اللي شافها بخير والفرحه اللي بانت في ملامحه وهو يضمه ارخ براحه لجمت لسانه وخلته يتراجع عن قراره ويتأمله بصمت وهو بيغلي داخله قبل مايتركه ويروح مكتبه.

منظر عبدالرحمن بعد ماشاف الفيديو ملاه بالمراره والخجل وماقدر يتحمل وجوده معاه!

عبدالرحمن فجأه أتحول لشعلة نشاط وبعد ماإنتقل حماسه للكل مثل العدوى صار كل واحد فيهم يطلع بفكره وإقتراح جديد وهو ظل واقف بصمت يستمع لذا ولذا بدون مايملك القدره على التصرف وماقدر يتحمل ذا الوضع وفضل يروح على مكتبه.
كانت في غرفتها بتسترجع كل اللي صار أمس..

أتذكرت إتصال سند وسؤاله المباشر عن مكان جوري واللي أستنكرته في البدايه لكن لما عاد سؤاله بأمر بارد حست إن في شيئ غلط صاير واتأكدت من ذا الشيئ لما أمرها تترك كل شيئ وترجع عالبيت بسرعه بعد ماطلب منها تحاول تخترع لبنات أعمامها أي عذر مقنع علشان لايرجعوا معاها عالبيت وبعدها رجع سند وقلهم عالمصيبه اللي ماكانت لا عالبال ولا عالخاطر

جوري إنخطفت!

متى؟
لما راحت المستشفى مع ديما..

وكيف؟
قطعوا عليهم الطريق زي الافلام وخذوها بالقوه..

وليه ؟
هذا اللي مايدرون عنه للحين !

سند أعطاهم رؤس أقلام وأحتفظ بالتفاصيل لنفسه وتركهم وراح بعد مانبه عليهم مايجيبوا سيره حتى لأعمامه وبناتهم وبعدها راحت هي وأمها وأبوها لديما اللي ظلت أكثر من ساعتين فاقده الوعي ولما فاقت كانت في حالة صدمه وصراخها وبكاها ماوقف حتى بعد ماجاء مشعل وبالقوه أقنعت أمها ترد البيت علشان تطمن جدتها وجدها.. وبعد الفجر أتحسنت حالتها نوعاً ما ورفضت تظل في المستشفى كانت مرعوبه وأترجتهم من بين دموعها علشان ترجع البيت اللي كان مقلوب!
جدتها وأمها ماوقفوا صياح وأبوها السكر أرتفع عليه وتعب.. جدها الوحيد اللي حافظ على هدوئه وهو بيتواصل مع سند وبيسأله عالتفاصيل أول بأول و--



أضطرت تترك ذكرياتها لما دخلت عليها الشغاله فجأه وطلبت منها تروح لديما بسرعه.

دخلت جناحها بإستعجال وطالعت في أمها بقلق /خير يمه شصاير!

ردت أم سند بغصه/أختك دخلت الحمام وقفلت على نفسها وموبراضيه تطلع ياثريا!

هدتها بكلمتين وراحت دقت على أختها بهدوء/ ديما.. ديما لوسمحتي أفتحي الباب..


كان ردها الوحيد بكاها اللي زاد وخلى ثريا تتابع بحزم/ديما حبيبتي أمي موبناقصه دلعك الحين والبكاء موبزين داخل وأنتي عليكي الدوره بعد، أطلعي وخل نتفاهم هنا قبل مايصير فيكي شي.


كانت متأكده من خوف ديما اللي بيخليها تطلع بسرعه وفعلاً ماكملت جملتها إلا وديما تفك الباب وترتمي في حضن امها وهي تبكي ، ضمتها أمها بحنان/يمه الحين ليه تصيحين ؟

زاد بكاها وأضطرت ثريا تسحبها وتجلسها على سريرها بالقوه قبل ماتتعلق فيها ديما وهي تصرخ بهستيريا/يمااااه ...بيقتلوني.. بيذبحوني .. بيقت---

قاطعتها ثريا بهدوء وهي تضمها/ حبيبتي خلص أنتي بالبيت لاتخافين محد بيقدر يقرب منك الحين..

ردت برعب/إلا بيقتلوني.. بيقتلوني.

حاولت تهديها مع أمها وبعد فتره نجحت في ذا الشيئ، مسكت إيديها وسألتها بتردد/أنتي تدرين إنهم خذوا جوري!

بعدت عن ثريا فجأه وإنكمشت على نفسها وبإرتباك/ أنا مالي شغل.. هي قالت محد ..بيأخذني والله هي --

ماقدرت تكمل ورجعت تبكي من جديد في حضن أمها ، سحبتها ثريا بأمر/شقصدك ياديما ! فهميني وش اللي صار بالضبط !

دفت ثريا وببكاء/أنا مالي شغل .. أناماسويت شي.. ماسويت شي.

ضمتها أم سند بقوه وطالعت في ثريا بعتاب/ أختك تعبانه لاتزيدينها عليها.

ردت بجديه/ أدري إنها تعبانه بس سند قال لازم تحكي لنا وش صار يمكن تساعدنا نرجع جوري.

مسحت أمها دموعها / إنزين سند ماقالك وش صار معهم ! محد أتصل فيه! مايبون شي !

هزت رأسها بنفي وبتنهيده/الظاهر إن اللي وراء هالسالفه واحد ماهوبسهل والله العالم وش ناوي عليه.

ردت بحسره/حسبي الله ونعم الوكيل الأولى بتستخف والثانيه ماندري وين أراضيها.

جلست جنب ديما وبحنان/وعلشان كذا لازم تساعدنا.. ماتبين جوري ترد البيت ياديما!

غمضت ديما عيونها واللي صار بينعاد عليها ببطئ..

تعبها ..

روحتهم العياده..

واللي هجموا عليهم!!

مشاعر الرعب وعدم الأمان إتجددت داخلها وحست وكإنها بتعيش الموقف من جديد وفي نفس الوقت إتذكرت حنان جوري وإهتمامها بيها وثقتها وهي تضمها..

جوري ضحت بنفسها بكل بساطه!

أنقذتها عن جد وماسمحت لأحد يلمسها مثل ماوعدتها!

قطعت ثريا أفكارها بإصرار/ديما حبيبتي قولي وش صار بالضبط لإنك الوحيده اللي ممكن تساعد جوري الحين.

حسمت أمرها وبعدت عن أمها وهي تمسح دموعها بتفكير" جوري تستحق مني شوية شجاعه علشان تقدر ترجع لنا حتى لو كنت أساساً موبعارفه كيف رح أساعد في رجوعها" أخذت نفس عميق وطالعت ثريا بتردد/إنزين أنا بقلكم اللي صار.



،

،

،



ثمنيه وتسعين....

غمضت عيونه ورفعت نفسها بقوه/ تسعه وتسعين..........

جمعت كل طاقتها لأخر مره/ميه...


إنهارت عالأرض بتعب وظلت فتره طويله مكانها قبل تنقلب على ظهرها بالقوه وهي تسحب أنفاسها بجهد وعمق بعد المجهود الغبي اللي بذلته وهي تحاول تلهي نفسها عن حقيقة وضعها في ذي اللحظه، همست بتعب وشبه إبتسامه/وينك ....يامعاذ... تشوف ... الرقم.... القياسي ...الجديد

أخذت نفس عميق وفكرت في حالها .. كان أكثر شيئ بتكرهه في حياتها هو إنها تنحط في موقف ماتقدر تتحكم فيه!
موقف يحسسها بعجزها وقلة حيلتها!
وواقع إنها مخطوفه وماتعرف مكانها وماعندها وسيلة إتصال تطمن أخوها والبقيه عليها وفوقها محاصره بين أربع جدران بلاحول ولاقوه ومصيرها مرتبط بشوية مجرمين ماتدري على أيش ناويين !
ذا كان قمة العجز والضعف بالنسبه لها وكانت كل شويه تفتح االشباك علشان ماتحس بالإختناق من حبستها ذي، غير دخولهم المفاجئ عليها من شويه خلى أعصابها تتوتر وتنشد بشكل موطبيعي بسبب الكلام اللي دار بينهم وبالتالي حاولت تخفف من توترها قد ماتقدر ونظراً لظروفها اللي ماساعدتها عالجري إتنازلت عنه وظلت تدور في الغرفه لحد ماداخت وفي الأخير شغلت نفسها بالتمارين!
مية تمرين ضغط ضغطوا على صدرها وعضلات ذراعها وجسمها بالكامل لين حست إنها بتنفجر من الألم والحر اللي قرب يقتلها.
كانت مضطره تجلس بعبايتها طول الوقت رغم الحر تحسباً لأي دخول مفاجئ لإنهم أكيد مارح يدقوا الباب ويستئذنوا قبل مايدخلو عليها مثل مادخلوا عليها قبل شويه من غير لاأحم ولادستور


جرت نفسها بالقوه ووقفت قدام المكيف اللي كان عباره عن صوت أكثر منه هواء وحاولت تبرد نفسها قد ماتقدر لكن كونها لابسه عبايتها ونقابها فذا الشيئ ماساعدها خاصة وقت التمارين اللي حست بعدها إنها معفنه بمعنى الكلمه ولازمها دش طويل، دارت في الغرفه وعيونها عالباب المقفول عليها بتساؤل/يعني دخول الحمام بسرعه مقدور عليه بس كيف أتروش وشنقل ومنقل (شخصيات كرتونيه) ممكن يطبوا عليا زي القضا المستعجل وأنا في الحمام!

سكتت للحظات بتفكير قبل ما تتنهد بإستسلام وتأخذ فرشة شعرها ومناديل من شنطتها وتروح الحمام، قفلت الباب بالكومدينه اللي تركتها هناك من الفجر وصار بمثابة قفل ممكن يعطلهم إذا فاجئوها وهي داخله والحمام كان صغير وبالكومدينه ضاق زياده وماقدرت تمنع نفسها من التعليق بسخريه/ عصابه سنكوحه مدامهم موقد الخطف بيتفزلكوا ليه!بصراحه خدمتهم مره سيئه ولازم أكتب لهم شكوى قبل ما أطلع من هنا.

كانت بتسلي نفسها بالكلام علشان تتخلص من توترها وطلعت سكينها وخلتها قدامها تحسباً لأي طارئ وفسخت عبايتها ونقابها وإكتفت بشطف الجزء العلوي من جسمها من تحت بلوزتها وصدريتها وأتوضت بسرعه قبل ماأحد يطب عليها وبعد ماخلصت نشفت جسمها بالمناديل وحست بتحسن وإنتعاش خفيف وبعدها مشطت شعرها ولمته من جديد ولبست وطلعت .. أخذت قارورة المويا اللي خلصتها من زمان ووقفت قدام الحوض ​اللي كان في نفس الغرفه وفتحت الحنفيه المصديه وعبت قارورتها وجلست عالأرض تحت الشباك سمت بالله وشربت لين إرتوت وقالت الحمدلله..
رغم إنه موحاسه بالجوع إلا إنها حاسه بهبوط وآخر شيئ أكلته كانت سلطة فواكه أمس المغرب والمويا كانت الشيئ الوحيد اللي دخل معدتها مع قطعة علكه بالنعناع من وقت ماصحيت قبل الفجر لحد ذحين رغم إن الفجر جابوا لها خبز وجبن ومويا إلا إنها مالمستها.. مارح توثق فيهم وتخاطر وتأكل أي شيئ يقدموه مهما كانت جيعانه وبعد ماخلصت قارورة المويا اللي معاها فضلت تشرب من موية الحنفيه عالأقل مضمونه أكثر منهم، همست بتنهيده/صبراً جميل والله المستعان على ماتصفون.



،

،

،



شرب فنجان قهوته التركيه الثلاثين مثل ماقال ريان وحس إن مرارتها ماتقارن بالمراره اللي حاسها داخله بسبب وضعه اللي كان بيخنقه ببطئ..

كل اللي حوله مشغول وبيحاول يساعد بأي شكل وهو الوحيد اللي موعارف شلون يتصرف وبأي طريقه ومن الآخر حس إن مكانه غلط وماله داعي بينهم..

حس كإنه تحفه!

كمالة عدد!

كل اللي أتعلمه كل السنين اللي فاتت مونافعه بشيئ في ذا الوضع..

وش نفع الأقتصاد والعلوم السياسية!

تداول سوق الأسهم والسندات!

أسعار البورصه!

حتى شخصيته القويه والواثقه!!

ومهاراته البلاغيه وأسلوبه المقنع اللي بيخلي أقوى خصومه يوقف عاجز عن الرد عليه!!

كلها كانت ولاشيئ..

عديمة القيمة!

مالها فايده!

إنكسر فنجانه بصوت عالي طلعه من أفكاره وسحب منديل وكوره في يده المجروحه بإهمال وطلع بعد ماحس إنه هينفجر إذا جلس في مكتبه لثانيه زياده وقرر يقابل ح---




أنت رايح لمكان!

طالع في عبدالرحمن اللي طلع في وجهه فجأه وسأله بإهتمام/بشر وصلتوا لشئ!

هز رأسه بنفي/حاس إنا بندور حول نفسنا بس إلامانلقى ثغره توصلنا لها بإذن الله..

سكت للحظات وبتردد/أنت كنت خارج لمكان معين ولا ذا هروب أنيق!

رد ببرود/ماأظن خروجي بيعطلكم عن شي.
شدد على كلمة خروج وهو يطالع عبدالرحمن وكإنه بيتحداه يجادله أكثر..

رد عبدالرحمن بتوتر/ أنا.. أنا حاس فيك.. وعارف إنك شايف نفسك مالك دور معنا علشان كذا خليتنا وخرجت ..بس أحنا لولو الله ومن ثم كل اللي أنت موفره هنا ماكنا عرفنا نسوي شي ولاتنسى إنك في الواجهه ولو صار شي وإنصدنا أنت اللي بتتحمل المسئوليه ولا تفكر إن الشغله مخ وبس ا--

قاطعه ببرود/ في هالحاله أيه الشغله مخ وبس وإذا عالكم جهاز اللي قلت عليه أو حتى المسئوليه قدام السلطات أعتقد إنك كنت بتدبر عمرك بأي شي ومارح تنتظرني وأعتقد إنك موبهاوي أومبتدأ في هالشغله ومارح تنصاد بسهوله ياعبدالرحمن ولا أنا غلطان!

رد بثقه/لا مو غلطان.

سند برفعة حاجب/أجل ليه لما سألتك قبل عن تخصصك قلت علوم حاسب وموهت عالتفاصيل ! ولما سألتك البارحه وش ناوي عليه أنكرت وأدعيت الغباء!

رد بهدوء/ ماكنت عارف إنه المفروض أحط يافطه على صدري وأكتب فيها هكر تحت الطلب لكن بما إنك نبشت ورايا فذا خلاني اتسآل ياترى أنت بتدور في خلفية كل اللي بتقابلهم ولا أنا بس !

رد ببرود/أحذر من عدوك مره ومن صديقك ألف مره.
هز رأسه بعدم تصديق/الله يعينك على مابلاك عندك مشكله في الثقه بالناس وذا شي موبسيط و--

إبتسم سند بشرود وغرق في ذكرى مواجهته معاه في المزرعه لما قالت له كلام بنفس المعنىعن إنعدام ثقته في الناس و ---

الزبده ماهيكون بفعالية قسمكم والناس اللي شغالين فيه واللي يلا وصلنا له مجتمعين في أكثر من عشر ساعات كان ممكن يستغرق ضعف الوقت باللي هدبره وأنا لحالي بعدين اللي يسمعك يقول إنا خلاص وصلنا ! هم كمان مو سهلين وشرقوا وغربوا فينا.

إلتفت لعبدالرحمن اللي رجعه من ذكرياته بكلامه وسكت للحظات وهو يستوعب اللي سمعه قبل مايرد ببرود/عالأقل أنتوا بتحاولوا بس أنا مابيدي شي ولا--

قاطعه عبدالرحمن بجديه/سند كل واحد وله قدرات وذا شغلنا وفي المقابل أنت قدرتك بتتمثل في الفلوس والنفوذ وقوة الإقناع اللي أنت عارف تأثيرها عالناس وأنا متأكد إنك مارح توفر شي منهم وقت مايتصلوا عليك علشان يتفاهموا معك على طلباتهم اللي موفاهم ليه لحد ذحين ماأتصلوا علشانها!

سكت للحظات قبل مايتابع بحيره/ يمكن يبغوا يخلونا على أعصابنا علشان نوافق على أيش شي يطلبوه!! أنت أيش رأيك !!

هز رأسه بمسايره وغمض عيونه وهو بيسمع عبدالرحمن اللي أخذه من يده وراحوا على مكتب الأمن وهو بيتكلم على نياته وهو موفاهم شي عن حقيقة خطف أخته!
بعد دقايق رن جوال سند الخاص ورد بسرعه/هلا ثريا..
إلتفت له عبدالرحمن بسرعه بمجرد ماسمع أسمها وكل حواسه ركزت مع سند اللي أتغيرت ملامحه لثواني وهو يعقد حواجبه قبل مايرجع لجموده المعتاد وهو يركز مع المكالمه لفتره قبل مايرد بهدوء/ إنزين إذا إتذكرت شي ثاني كلميني فوراً.. سلام.

مسك عبدالرحمن يده وبتوتر/أختك قالت شي صح!
هز سند رأسه بموافقه صامته وطلب من البقيه يتركوهم لحالهم ، سأله عبدالرحمن بخوف/أختك أيش قالتلك علشان تخرجهم!

طالعه بتردد للحظات قبل مايسأله عبدالرحمن بخوف/سند ليه ساكت أختك أيش قالت؟

مسح وجهه بقوه وأخذ نفس عميق قبل مايحكى له اللي صار بإختصار بعد ماحذف منه كم كلمه متأكد إنها مارح تعجب عبدالرحمن لإنها ماعجبته أساساً وظل يراقب ملامحه بحذر.

وقف عبدالرحمن يطالعه بعيون متوسعه ووجهه شاحب وهو يحاول يستوعب معنى اللي بيسمعه وظل ساكت لفتره قبل مايسأل بعدم تصديق/مدام أختك كانت هدفهم كيف إنقلب الوضع بذي الطريقه! وليش أخذوا جوري !

قاطعه سند بهدوء /للأسف ماعندي إجابة لأسئلت --


ترك جملته معلقه لما صار عبدالرحمن يرمي كل غرض طاله بإيديه عالأرض بصراخ/ غبيه غبيه غبيه

قاطعه سند ومسكه بقوه /عبدالرحمن أهدى شوي.


دخل سامر والموظفين لما سمعوا صوت التكسير والصراخ وإلتفت لهم سند بأمر/برا ..

الكل خرج ماعدا سامر اللي وقف بتحفز واضح /أستاذ سند!

رد سند بنفاذ صبر/وأنت بعد ياسامر .

طالعه بتردد للحظات قبل مايخرج ويقفل الباب وراه، هز سند عبدالرحمن بعنف/ قلت لك أهدى وأذكر الله .

صرخ بغضب/ليش راحت معاهم بذي السهوله! ليش مادافعت نفسها وأستسلمت لهم بذي السهوله ليش ليش!!

رد بغضب مكبوت/لاتنسى إنهم مسلحين وأكيد هددوها وهي مجرد بنت ومابيدها شي.

هز رأسه برفض لكلام سند وهو بيتذكر الساعات اللي قضتها مع علي ومعاه في تمارين الملاكمه والدفاع عن النفس اللي أتمكنت منها أحسن من بعض الرجال غير طبيعتها العنيده ورأسها اليابس، وبعدم إستيعاب/ جوري ماهي من النوع اللي يرضخ للتهديد وتقدر تدافع عن نفسها مهما كا--

قطع كلامه فجأه وسكت للحظات قبل مايطالع سند بصدمه/كله بسبب أختك..

واجه سند نبرة الإتهام اللي في صوته بهدوء أستفز عبدالرحمن وخلاه يتابع إكتشافه بعدم تصديق/ لو أختك ماكانت موجوده ماكانت جوري راحت معاهم بذي البساطه.. أنا متأكد إنها راحت معاهم علشان لايأذوا أختك..

زفر سند نفس كان كاتمه في صدره من وقت ما بدأ عبدالرحمن يحلل الصوره الفعليه للي صار ورجع يركز مع عبدالرحمن اللي صار يصرخ بقهر/ هذي مارح تبطل جنانها ذا.. في الأول خوله وذحين أختك ! في كل مره بتتخلى عن نفسها ببساطه علشان تحميهم بدون ماتهتم ب--


قطع كلامه فجأه وأنفجر في الضحك ورمى نفسه على أقرب كرسي وكأن في ألف يد إمتدت وصارت تدغدغه بدون مايحاول يقاومها، جلس سند جنبه وصار يراقبه بصمت "مهما خبيت عنك في الأخير هي أختك وأكيد أنت تدري شلون تفكر" .

سكت عبدالرحمن وماصار ينسمع منه غير صوت أنفاسه وهو يطالع السقف لفتره قبل مايسأله سند بحذر/وش قصدك بخوله وكل مره!

رد بشرود / هذي ثاني مره تروح مني فيها ثاني مره.. مره راحت بدل خوله وذي المره بدل أختك.. طول عمرها غبيه وقلبها سابق عقلها بس ذي المره مسختها.. وعدتني إنها آخر مره.. قالت مقدر أكلم علي ومعاذ بس أنت غير.. أنت عبادي وأنا صدقتها بكل غباء وصدقت وعدها

طالعه سند بعدم فهم وحس نفسه مشتت بسبب كلامه اللي ظل يكرره بصدمه وعدم إستيعاب وكل حرف يطلع منه يقطر مراره وقهر وكان هيموت علشان يعرف قصده بس حالة عبدالرحمن وحسه السليم حتم عليه يجنب فضوله للحظات ويتصرف ويطلعه من صدمته قبل لاحالته تسوء أكثر..

ولما يأس إن عبدالرحمن يركز معاه ويسمع صوته راح أخذ قارورة مويا من الثلاجه اللي في زواية الغرفه وفرغها على رأسه وماأرتاح غير لما شهق من البروده المفاجأة.. شربه بالقوه ومسح وجهه وثبت وجهه بين إيديه وطالعه بأمر/عبادي صحصح وركز معاي أختك محتاجه لك الحين.

كأنه قال جمله بسخريه أو ضغط زر مخفي في عقل عبدالرحمن اللي سكت فجأه وصار يتنفس بعمق وهدوء وبعد فتره مسح وجهه ورد بجمود/أسمي عبدالرحمن.

ترك وجهه وهز رأسه بموافقه/مثل ماتبي ياعبدالرحمن المهم تهدى وتتمالك نفسك لأجل نقدر نرجعها بالسلامه.

مارد عليه وظل يفكر للحظات قبل مايقرر ويطلع جواله ويتصل لعلي ولما لقى جواله مغلق أتصل على أخوه اللي رد بترحيب/هلا والله باخي كيف الحال!

بلع ريقه بصعوبه وبصوت مهزوز/ معاذ.. أختك .. إنخ..طفت..

رد بضحكه/ومن المجنون اللي تورط وخطفها م--

قاطعه/أنا مش جالس أمزح معك يامعاذ جوري إنخطفت.

وقف ضحك ورد بعدم إستيعاب/عبدالرحمن أيش بتقول أنت بعقلك ولا لا!

رد بجمود/اللي سمعته وأنا أتصلت لعلي بس جواله مقفل أنت حاكيه وتعالوا بسرعه .

قفل الخط بدون مايسمع الرد وقبل حتى مايوقف رن جواله بأسم معاذ، خلاه صامت وحطه في جيبه ومسح وجهه بقوه وإلتفت لسند /أقدر أعتمد عليك تخلص لي موضوع الفيزه بسرعه!

بلع سند غضبه من اللي سمعه ورد بهدوء/ أرسل البيانات وأعتبر السالفه منتهيه بإذن الله.

هز رأسه بموافقه وبدأ يرتب ويجمع كل اللي رماه في نوبة هياجه المفاجئ وهو بيتجاهل وجود سند اللي فضل ينسحب قبل ماينفجر من تصرف عبدالرحمن اللي فاجئه فوق ما هو متفاجئ من تصرفها الغبي..

الظاهر أثنينهم متفقين عليه وكل واحد فيهم بيختبر صبره لأقصى حد!

بالأول طفلته المجنونه..

اللي ضح ت بنفسها بسهوله !

شلون تتصرف بهالشكل !

وش الحل مع غبائها وجنونها اللي ماله حدود!

والحين عبدالرحمن..

ليه يبلغ أهله وهم إتفقوا يتكتموا عالموضوع علشان ماينشغل بالهم والسالفه تكبر!

والأهم علي!!

علي اللي عبدالرحمن أتصل فيه أول واحد!

ليه يتصل فيه قبل أخوه !

ووش دخله من الأساس !

وبعد وش اللي بيسويه علشان يطلب حضوره !

أخذ نفس عميق ورمى كل مشاعره اللي مالها داعي وراء ظهره ورتب أفكاره ونادى ريان وواحد فريق الأمن وراحوا مكتبه علشان يرتب معاهم تفاصيل دخول معاذ وعلي اليوم وهو بيفكر يتأكد من الشكوك اللي دارت في رأسه بسبب كلام ديما.
وقف مكانه وهو يضيق عيونه بتركيز عالدور الثاني وفي داخله " منو هذي ووش تسوي هنا ! ومتى جات ! وشلون! و--


جراح وش جايبك هنا!

أختفت نظرته الثاقبه وملامحه الصارمه في أقل من ثانيه وإلتفت للي مسك ذراعه بحده، أشر له بيده وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه خلت اللي قدامه يزفر بضيق ويسحب دفتر صغير من الغتره اللي رابطها على وسطه فوق ثوب أصفر لونه من كثر الغسيل، حط الدفتر في يده وهو يأشر له بيده ويعيد سؤاله/وش جايبك هنا

رجع الدفتر لخصره ورفع الأكياس اللي بين إيديه بإبتسامه و--


أنا اللي قلت له يجيب الأغراض أول مايوصل يامشاري.

أخذ الأكياس وربت على كتف الرجال بإمتنان /مشكور ياجراح أنت رح خلص شغلك وانا بجهز الشاي وبجيك.

هز رأسه بموافقه وراح وهو يعرج ومشاري يصرخ بعصبيه/شلون تقله يجي هالصوب وأنت تدري إن معنا مصيبه فوق ياقايد !

رد قايد بهدوء/والمصيبه ذي ماكلت شي من أمس ولا تبيها تموت قبل لايجي صاحبها! بعدين الرجال أصمخ وأطرم بعد شلون بيدري عنها!

مشاري بنفاذ صبر/أصمخ وأطرم ماهوبأعمى وهي كل شوي تترزز في الطاقه وكإنها عالبحر وامداه شافها.. بعدين هي ماكلت شي من اللي أنت تعنيت وطلعته لها وماظنتي بتأكل الحين وإذا بعدها تظن إنها أميره في قصرهم فخلها تموت من الجوع وتفكنا .

قايد بضحكه/ وأنت هذا اللي حارك منها ليش إنها مترززه قدامك من الصبح وأنت بموبقادر توصلها!

رد بغيض/تخسي وتعقب مابقى غير هالبزر اللي تحرني وبعدين هي وين بتروح مني.

قايد بسخريه /أركد بس وناظر خشتك شلون قايله ولولا إن الله سلمك كان قطعت خلفك بعد.

إتحسس خشمه المتورم ورد بحقد/ هي اللي جنت على نفسها بس بالأول بنتظر لين أعرف وش يبينا نسوي فيها وبعدها بعرف شلون أخذ حقي منها ولا تظن بسكت عن مدة يدها علي!

قايد بتحذير/ بنت المنذر موبوحده من الزلايب اللي أنت متعود عليهم.. هذي شكلها موبصاحي وأنت شفت بعينك وش سوت فيك يوم لمستها وشلون غسلت شراعك قبل.. مشاري هذي قاعده تهدد وتتوعد وموبخايفه منا هي حتى لاصاحت ولا سمعنا لها صوت وكإنه موبهامها اللي صار لها و--


تابعوا كلامهم وماإنتبهوا للي أتوسعت عيونه بصدمه من اللي سمعه وأستمر في شغله بشكل طبيعي وبتفكير" بنت المنذر!! اللي شفتها كانت بنت المنذر!"

أتذكر لما رجع مشاري بشكله الغريب مع قائد وثلاثة بيشوفهم لأول مره وهم شايلين إجهزه ومعدات وكيف صرفوه من البيت وهو طلع علشان مايثير الشبهات بس سوا لفه ورجع لهم بحجة إنه نسى دفتره وسمع قايد وهو يكلم واحد عالجوال "أستلمنا الطرد وهو معنا بأمان في المزرعه"

ولما نزل مشاري من فوق وشافه عصب منه ونبه عليه مايقرب من البيت ويظل بعيد عنه وهو هز راسه بموافقه وراح وبعد ماتأكد من نوم الكل غير ملابسه وغطى وجهه وقام بجولته المعتاده وحاول يعرف حكاية الطرد اللي سمع عنه وقلب المزرعه شبر شبر بدون أي فائده وفي وسط إنشغاله سمع صوت وإنتبه للظل الأسود اللي برز فجأه في شباك الدور الثاني وميزه بوضح بفضل الإضاءه الخارجيه الضعيفه اللي إنعكست عليها رغم ظلام الغرفه وهالظل كان لبنت أختفت فجأة مثل ماظهرت !

وقتها جمد مكانه بإستغراب "معقول مشاري جايب وحده معه!" إستبعد الفكره بسرعه لإنه يدري إن ذا ممنوع حسب تحذيرات قايد المتكرره للكل غير إن كل تخبيصات مشاري اللي يدري عنها كانت تتم برا المزرعه وهذي أول مره يلمح فيها حرمه في ذا المكان من وقت ماجاء !

وأول ماسمع صوت قايد وهو يقول إنه بيطلع يشوفها إنسحب بخفه وهو بيفكر في اللي شافه..

وثاني يوم كان يسوي شغله وهو واعي لمشاري اللي كان يحاول يبعده عن البيت قد مايقدر لكن هالشيئ مامنعه يشوفها في نفس المكان لإنها لكذا مره فتحت الشباك

ووقفت تتفرج عالمكان بهدوء..

طلع من أفكاره وهز رأسه بعدم إستيعاب..


بنت المنذر!!

هي الطرد المقصود !

يعني هم خطفوا بنت المنذر !

وش يبون فيها!

وشلون وصلوا لها وقدروا يخطفوها!

وشلون قدرت تحوس وجه مشاري الكلب بهالشكل!

بنت المنذر!

ياترى أي منذر فيهم!

معقول تكون زوجة رياض !

إنحبست أنفاسه وجسمه كله أتوتر من الفكره اللي طرت في باله فجأه وإلتفت ناحية غرفتها بقلق وهو يفكر في شيئ واحد بس..

الليله لازم يطلعها من هنا بأي طريقه قبل لايصير فيها شيئ وبعدها بيحاول يعرف إذا كانت زوجة رياض ووش كانوا يبون منها بالضبط.


،

،

،


كانت مخلصه صلاة العشاء من زمان وجالسه عالسرير تكتب ولما سمعت أصواتهم برا وقفت كتابه ورجعت نوتتها وقلمها عالشنطه وأنفتح الباب وهي بتوقف وتعدل نقابها و--


مضطرين نزعجك يالأميره..

اتأففت داخلها لما سمعت صوت الكريه مشاري وعدلت عبايتها على رأسها وجمدت مكانها وهي تشوف الكاميرا والحامل اللي حطهم في زاوية الغرفه مع قائد وفكرت" الحمدلله أخيراً أتلحلحوا وقرروا يرسلوا إثبات لأبويا مساعد"

أشر مشاري على صحن الأكل اللي ماأتلمس وطالعها بخبث/الظاهر أكلنا موبعلى مزاجك يالأميره !

هي أساساً ماطالعت الأكل علشان يعجبها أو لا وردت ببرود/لا أكون جرحت شعورك بس !

طالعها بإستفزاز/كله سلف ودين والحين وقت الحساب.
ردت بتحدي/نتحاسب ليه لا..

طالعها قايد بتوتر/أنا لو مكانك أسكت شوي و--




هذا أنتوا يابيت المنذر ماتخلون عندكم العنجهيه والغرور مهما كانت ظروفكم..


التفتت ناحية الصوت اللي قطع كلامهم وصغرت عيونها بتركيز عالرجال اللي دخل عليها وبتشوفه لأول مره وكان متوسط الطول ولابس ثوب ومتلثم بشماغ وإنتبهت كيف أتراجع مشاري وقايد بصمت وإحترام أول ما شافوه!

ردت ببرود/قصدك ثبات وقوه بس مجرم زيك أكيد ماهيعرف الفرق بين الأثنين.

هز رأسه بعدم تصديق/ الظاهر اخوك عداكي بغروره لكن مقيوله كل حب يطلع على بذره.

عقدت حواجبها بإستغراب" أي اخ فيهم ! معقول ابوبدر! مافي غيره مغرور" وبهدوء/ لاتقول أنكم تعبتوا نفسكم وجبتوني لهنا علشان تقارنوا بين مستويات اللي سميتها الغرور والعنجهيه في عيلة المنذر!

ماقدرت تمنع نبرة السخريه اللي طغت على صوتها وأستفزته وخلته يرد بحده/ الظاهر إن كرم ضيافتي نساك إنك مخطوفه وحياتك بيديني يابنت المنذر.

ماتنكر إنها إتجملت منهم لإنهم سابوها بعبايتها ونقابها لكن كلامه ذا رفع ضغطها وحسسها وكإنه متفضل عليها بقعدتها معاهم ونسي إنه هوا ورجاله اللي خطفوها !

طالعته بتحدي/ الحر مايقبل السجن مهما بلغ كرم سجانه أما حياتي في بيد اللي خلقها وبس وإذا كنت جاي وراسم في بالك سيناريو الإنهيار والدموع فالحمد لله إني خيبت ظنك..

رد بحقد/خاب بالحيل لإني ماظنيت إن السنين بتغير دلالك وبتصيرين بقلب ميت مثل أخوك لكن ملحوقه وإن مانزلت دموعك قبل فأبشرك بتنزل الحين.

خلص كلامه وأشر لمشاري اللي وقف قدامها وشال شماغه وطالعها للحظات وإبتسامته واصله لأذانيه قبل ما ينشغل بالكاميرا !!

مع انها ما أرتاحت للي أسمه مشاري من أول لحظه إلا إن أسلوبه ونظراته وإبتسامته ذي ضغطت على أعصابها وهو يأشر على خشمه المتورم من أثر البوكس اللي فاجأته فيه أمس..

نقلت نظراتها بعدم إستيعاب بينه وبين قايد اللي أعطاها ظهره وصار يفرك رقبته بتوتر وبين الرجال اللي جلس على طرف السرير براحه خلت قلبها ينقبض فجأة وبعدت عن السرير وهي حاسه بإنه في شيئ غلط !

في شيئ فاتها وضاع منها وسط ثقتها المزيفه وردودها البارده!

طالعتهم بصمت وحيره لفتره قبل ما يكلمها الرجال بسخريه/ له له له وين قوتك وثباتك وكل حكيك من شوي ! هذا وحنا بعد مابدينا ياأميرة أخوها.


لا لا لا....


إذا كانت قبل لحظات حاسه انه في شيئ غلط فذحين صارت متأكده ..

بس أيش هو بالضبط؟؟؟؟؟؟

ورجعت تركز معاه وهويتابع/أظن خليناك بشيلتك وعباتك بمافيه الكفايه بس الحين جاء وقت الجد، وش رأيك تشيلين هالنقاب لأجل نشوف إذا دموعك نزلت ولابعد!

طالعته بعدم تصديق " بسم الله أنا نقيت على نفسي ولا أيه! ولاهو ب---

قاطع أفكارها بسخريه/ بتفسخينها بالطيب ولا بالغصب أنتي قرري!

رغم نبرته الساخره إلا إنه كان يتكلم بجديه هزت ثقتها في نفسها .. مسكت سكينها بقوه وغمضت عيونها وعدت من واحد لعشره وعشرين وهي بتدعي بهمس وتحاول تتمالك نفسها وتوقف الرجفه اللي سيطرت على جسمها، أخذت نفس عميق ورفعت رأسها وواجهته /إذا كنت مفكر إن وجهي الباكي بيكون مؤثر بشكل أكبر فأنتا غلطان لإن مافي دموع هتنزل لاذحين ولابعدين وأساساً أنتا مومحتاج مؤثرات زياده لإنك مهما طلبت فابويا هيعطيك أنتا بس صور وخلينا نخلص وكل واحد يروح في حاله.


عصبت من نفسها.. معقول ذا الصوت طلع منها!!
صوتها كان ضعيف ومهزوز وماأقنعها شخصياً وضحكتهم الساخره اللي دوت في الغرفه كانت الدليل على فشلها في التظاهر بالقوه والامبالاة اللي حبت تدعيها و--


قطع أفكارها بسؤاله/أنتي تظنين إن كل هاللي صار لأجل الفلوس؟

طالعته بحيره وهزت رأسها بموافقه صامته خلته يتابع/ هذا دين قديم بيني وبين أخوك وجاء وقت سداده.
عضت شفايفها بقهر " أخويا في عينك ذا اللي كان ناقصني" وأخيراً لقت صوتها/ ودامه بينك وبينه ليه ما واجهته وأخذت حقك منه ! قصر المنذر ومجموعتهم وكل شغلهم معروف في كل الرياض وأي ليموزين كان هيوص--

قاطعها بحقد/بيته وشغله أدله مثل كفي وحقي حاولت أخذه منه مره وأثنين وخمس بدون فايده لإنه طلع بسبع أرواح وكل مره ينفذ منها مثل الشعر من العجين .

شدت العبايه على رأسها بتوتر/الموت بيد الله ولكل أجلاً كتاب، طيب إذا الفلوس مو طلبك خطفتوني ليه!

رد بقهر/ مدام مايبي يموت ويريحني منه فمضطر أجيه بأسلوب ثاني.

ردت بإحتقار/و لماقدرت عليه قمت تتشطر عالحريم! ترى ماهي مرجله و--

قاطعها بإبتسامه/ كل شي مسموح في الحرب وأنا أخترت اللي بيموته ألف مره وهو يدري إنه السبب في اللي صار لك.

بلعت ريقها بصعوبه وحاولت تثنيه عن قراره وبإقناع/بس موتي مارح يثأثر عليه زي منتا متخيل لإني آخر وحده ممكن يهتم بيها وي---

قاطعها بثقه /أنتي طول عمرك أميرته المدلله وأنا متأكد إن اللي بيصيرلك الحين بيأثر فيه حيل وأكثر من الموت نفسه .

حست برأسها هينفجر من تلميحه اللي شوش تفكيرها " ذا أكيد يعرفهم بشكل شخصي ولا ماكان أتكلم بذي الثقه عنهم! ياربي ذا على أيش ناويلي "سألته بتوتر/ أنتا شكلك كبير على حركات الملاوعه واللف والدوران! ماتقول اللي عندك وتخلصنا.

هز رأسه بموافقه/ سمعت إن عرسك بعد العيد وزعلت ليش إن محد فيكم تذكرني وعزمني بس رديت وفكرت وقلت بدل هالزعل ليه ماأعزم حالي وبالمره أتكفل بسالفة العرس وأقدم موعده ...

جمدت مكانها وإتعلقت عيونها بوجهه اللي كان يشع بخبث وهو يتابع/وبما إن المعرس والأهل موبموجودين فكرت إن مشاري مارح يقصر وبيسد مكان الحبيب مشعل والله يخلي لنا هالكاميرات والجوالات اللي بتخلي أهلك يحضروا كل شي كإنهم معنا .


أتوسعت عيونها بصدمه وهي تستوعب كلامه اللي ضربها زي الصاعقه!

ذا مو من جده بيفكر في اللي فهمته !

فجأه كل راحتها إتبخرت!

وتفاؤلها المزيف اللي حاولت تحافظ عليه من أول لحظه إنخطفت فيها إتحول لمجرد فقاعه هواء إنفجرت وإتلاشت في ثانيه!

إحساسها بالأمان المؤقت اللي إتمكست بيه لحد اللحظه ذي إنتهى عند ذي النقطه!

فلتت منها شهقه قويه وفزت برعب لما إصطدم ظهرها بشيئ صلب!

إلتفتت بحركه عنيفه ولقت إنها أتراجعت لاشعورياً لحد ما صدمت في باب الحمام وهي بتحاول تتجنب نظراته الشيطانيه اللي لمحتها رغم الغطى اللي على عيونها وتصريحه الخبيث نسف كل توقعاتها وبدون تفكير دخلت الحمام وقفلت الباب وحطت الكومدينه وراه بسرعه قبل ماتنهار عليها وهي تغطي أذانها بكفوفها علشان ماتسمع أصوات ضحكاتهم المستمتعه بخوفها وهروبها المفاجئ



،


،


،


كانت عيونه معلقه بشاشات الكومبيوتر اللي قدامه وأصابعه بتتحرك وبتنتقل بخفه بين لوحات المفاتيح لكن قلبه وباله مع أخته والفاجعه اللي وقعت عليها!
من اللحظه الأولى اللي إنخطفت فيها وهو بيظن إن المسألة مسألة فلوس لإن في النهاية بيت المنذر هم من نوعية الناس اللي الواحد يطمع فيهم وممكن تصير معاهم شغلات الخطف والأفلام ذي وأكيد اللي دبروا ذي العمليه هيطلبوا فديه بالملايين مقابل رجوع اللي معتقدينها بنت المنذر..

وكان طول الوقت متفائل وإيجابي وبيفكر إنه مهما كان جشعهم اللي خلاهم يتجرأوا ويخطفوها إلا إنهم مو أغبياء لدرجة إنهم يورطوا نفسهم في شيئ أكبر من الخطف ومع ناس زي بيت المنذر..

وكان لأخر لحظه عايش على ذا الأمل ومتمسك بيه خاصةً بعد ماشاف أول فيديو لها بعد خطفها وهي نايمه ومانسى كيف حس بقلبه بيرفرف من السعاده لما شافها مستره بعبايتها ونقابها كعادتها وذا هون عليه واقع خطفها..

لكن الفيديو الأخير صدمه وإنهى أخر ذرة أمل داخله بكل قسوه !

هز رأسه بقوه وهو بيحاول يطرد اللي شافه وعلق في في تلابيب مخه بإصرار خنقه وخلاه عاجز عن التنفس..


عروسه بتنزف بالفستان الأبيض والورود حولها من كل مكان وصوت الضحك والزغاريط بتصدح..


وفجأه..




كل الورود ذبلت ولونها صار أسود!!

الزغاريط والضحك إنقلب لبكاء ونواح يصم الأذان!!

وبقعة دم أتوسطت الفستان وكبرت بالتدريج لحد ماغطت الشاشه وظن إنه بيطلع منها وبيلوث إيديه!!

مايدري كم مر عليه وهو واقف مكانه بجمود !

ولاكان حاس بنظرات االموظفين ولاسامع همساتهم المستنكره ولا لتحركاتهم !

عقله صار في معزل عنهم وكل تفكيره أتركز على شيئ وعيونه معلقه على الشاشه السوداء وهو بيحاول ينكر اللي شافه وفهمه بس الرساله كانت واضحه وصريحه لحد لدرجة إنها قتلته وهو واقف مكانه ..

هذي نهاية أخته!!

هذا المصير اللي راحت له برجلها و---


إنقطعت أفكاره وفز من مكانه وعيونه بتتوسع عالشاشه بعدم تصديق..



جوري !


أخيراً لقاها..


أخيراً وصل لأخته..
بعد ماطمنه عليه الدكتور وطلع رجع يتأمل ملامح أبوه الشاحبه وهو نايم عالسرير بإستسلام والسيروم وجهاز تخطيط القلب موصول بصدره..


كان في المكتب لما جاء أبوه وسعد اللي عرف باللي صار من زوجته اللي طبعاً عرفت من ثريا اللي بيتفاهم معها بعدين..


في البدايه سعد كان بيلومه على سكوته وتكتمه وبعدها صار يحاول يقنعه يتقدم ببلاغ رسمي للسلطات وفي وسط كلامهم أقتحم عبدالرحمن المكان فجأه وبدون مقدمات هجم عليه وإشتبك معاه بعنف عرف سببه بعد ما عرض عبدالرحمن الفيديو الأخير اللي وصل لجواله الي تاركه مع فريق الأمن ورغم إن محد غيره شافه وقتها إلا إن أبوه فهم إنه في شيئ صار لجوري وماقدر يتحمل وإنهار ونقله عالمستشفى بسرعه بدون مايلقى فرصه علشان يتفاهم فيها مع عبدالرحمن ويبرر له موقفه وفي الوقت اللي كان منتظر أبوه يتعالج ويعدى مرحلة الخطر كان قاعد يراجع كل شيئ من البدايه وأعصابه بتغلي.. شلون كان بهالغباء شلون!!!


من ساعة اللي صار وفي سؤال محيره؟

إشمعنى ديما وجوري اللي صار لهم هالشيئ!

لكن لما حكت ديما عن اللي صار لهم لفت إنتباهه لجزء مهم..

ديما قالت إنهم سألوا عنها بالأسم وذا يعني إنها كانت المقصوده والسالفه مو مجرد صدفه مثل ماكان يظن..
وهذا وصله لسؤال ثاني وثالث !

شلون عرفوا إن ديما بتكون برا في هالوقت بالذات!
وليه كانوا متفاجئين بوجود شخص ثاني في السيارة غيرها!

وقتها كل شيئ بدأ يوضح وماأحتاج لذكاء علشان يلقى جواب لأسئلته وصار متأكد من وجود جاسوس بيشتغل لحساب الناس اللي خطفت جوري!

وذا الجاسوس من البيت!!!

وهو اللي بلغهم إن ديما طالعه بهالوقت بالذات وإنها بتكون لحالها..

علشان كذا اتفاجئوا بوجود جوري وأضطروا يسألوا من فيهم ديما..

وأول شيئ سواه بعد قفل من ثريا وترك هو سحب سجل بمكالمات الليله اللي فاتت لكل الشغالات اللي عندهم لإنهم متواجدين طول الوقت وعارفين بتحركات أهله طول اليوم.

وفعلاً كان فيه شغاله إتصلت برقم لمده ماإتجاوزت الدقيقه قبل خروج ديما بعشر دقايق ولما أتصلوا على نفس الرقم طلع رقم مدفوع ومغلق كالمعتاد وماوصلوا لأي نتيجه وبعد ماحقق مع الشغاله وضغط عليها حكت شلون أتعرف عليها شخص قبل أسبوعين واعطاها مبلغ ماتحلم فيه وطلب منها تتصل على ذا الرقم أول ماتتأكد إن ديما طالعه لحالها وذا اللي صار لكن خروج جوري معاها في آخر لحظه لخبط كل شيئ.

والحين بعد ماوراه عبدالرحمن الفيديو عرف الجواب على سؤاله الأول


ليه ديما بالذات؟؟؟؟

وقتها مشاعره إتضاربت وماعرف يحدد كيف لازم يكون شعوره في هاللحظه بالذات..

جزء منه فرح لإن ديما نفذت بجلدها مثل ماقال عبدالرحمن ونجت من المصير اللي كان هيدمر حياتها وحياتهم للأبد!!

لكن باقيه حزن لإن طفلته هي اللي وقعت في الفخ وصارت كبش الفداء لأخته..

إنحرق ومات من الرعب والغضب بمجرد ماتخيل إن الكلاب رح يلمسوها ويقربوا منها ..

كان واقف قدام عبدالرحمن بيسمع كلامه وهو مصدوم وعاجز عن الرد لإنه كان معاه حق في كل اللي قاله..

كل كلمه وكل حرف قاله كانت سكاكين بتطعنه بدون رحمه وبتقتله بدون محد يدري عن اللي حاس فيه ووقتها أتمنى لو كان أعمى ولاشاف الفيديو من الأساس..
لأول مره في حياته يحس بهالإحساس!

كل تذمره وسخطه وعجزه اللي حس فيهم قبل مايتقارن بجزء بسيط من اللي حاس فيه الحين!

كل خوفه وقلقه وتوتره من لحظة ماإنخطفت كبر واتعاظم وفي ثواني إتحول لوحش كاسر أفترسه ببطئ موجع وصورة طفلته الطاهره والبريئه وهي بتصرخ وتبكي وبتحاول تدافع عن نفسها بيأس..

ضغط رأسه بين إيديه بقوه وحاول يتخلص من الصوره المرعبه اللي أقتحمت أفكاره وسيطرت عليه بقسوه ور--
السلام عليكم


إلتفت بحده وشاف سعد اللي قطع ذكرياته وصار معاه في الغرفه وهو يتابع/دقيت الباب بس أنت ماسمعت.
أخذ نفس عميق ومسح وجهه واتفاجأ بالحراره اللي شبت في جسمه بدون مايحس ووقف يسلم عليه بهدوء/وعليكم السلام والرحمة حياك بابو عبدالله السموحه بس كنت شارد شوي.

سأله سعد/شلون الوالد الحين

رد بهدوء/الحمدلله ماعليه شر بس الضغط والسكر أرتفع وأثر عليه شوي.

رد بتفهم/والله ماينلام هو عادها بنته واللي صار موبهين لكن الحمدلله على كل حال.

سند/ يستاهل الحمد.

سكت للحظات وبال مشغول على عبدالرحمن وطالع سعد بإهتمام/ أتمنى إنك تتابع بنفسك سالفة عبدالرحمن والب---

قاطعه سعد /عبدالرحمن رفض يقدم بلاغ بخطف أخته.

عقد حواجبه بإستغراب/بس ريان قال إنه طلع معك بعد اللي صار في المكتب وظنيت إنه راح يقدم بلاغ!

رد بسخريه/ مع إني موبعارف وش سبب اللي صار بينكم إلا إني أتوقعت إنه أخيراً بيبلغ لكن صدمني يوم عيا بإصرار وقال نفس حكيك عن عدم فايدتنا وقلة كفائتنا و---

قاطعه سند بإقناع/إذا فهمت هالشي من حكيي فالسموحه منك وأنتوا رايتكم بيضاء وماعليكم قصور بس حنا اللي ظروفنا استثنائيه وأتمنى تقدر هالشي.

رد بتنهيده/إنزين مارح نختلف لإن في الاخير كلنا بنسعى لنفس الهدف وهو سلامتها و--



للحين مافي ....خبر عنها!


إلتفتوا أثنينهم لما سمعوا الهمس المتعب وشافوا أبوسند شايل قناع الأوكسجين عن وجهه ويطالعهم بتعب، جلس سند جنبه ومسك إيديه بحنان/ الحمدلله على سلامتك يبه م--

قاطعه وعاد سؤاله بهمس متقطع خلى سند يبتسم ويرد بثقه/ أنت بس تشد حيلك وتطلع من هنا وبتلقاها معنا بإذن الله.

حس بطعنه في قلبه وشد على أسنانه بقهر من دموع أبوه اللي خانته ونزلت ومد يده ومسحها بسرعه وبرجاء/ يبه فديتك أهدى شوي ولاتسوي بعمرك كذا أنت تعبان والزعل والتوتر موبزين لقلبك .

رد بحسره/قلبي مارح يهدى.. ولا يرتاح إلا إذا تطمنت عليها.. ياسند ودريت.. إنها بخير..

أخذ نفس وتابع/عبادي.. شلونه.. إبي أشوفه

مسح وجهه وعدل عليه القناع وبحنان / عبدالرحمن بخير وبعده يشتغل مع الشباب ومن شوي أتصل يسأل عنك ويسلم عليك.

طبعاً ذا الكلام كان بين ريان وعبدالرحمن مو معاه..
سأله أبوه برجاء/وش صار... على جوري! وش اللي... كان يحكي عنه ..وخلاه يجن ... عليك ياسند!

ماأعطاه سعد فرصه ورد على أبوه بإبتسامه/ لاتحاتيها ماصار عليها شي بنتك قوية باس وبتدبر عمرها لين نلقاها ونردها بالسلامه وأخوها مثلها الظاهر العناد والثقه بالنفس وراثه في عيلتهم.

رد بتنهيده/وين قويه ياولدي.. وهي بين مجرمين.. مايخافون الله.

سعد بثقه/ أنت تدري إنها بعشر رجال
وتعرف تتعامل مع هالأشكال زين ولانسيت وش سوت أخر مره وشلون خلتني أنفذ وعدي لها!

شرد أبوسند في هدوئها وثقتها وهي تحكي لهم عن خطتها واللي سوته علشان تجيب الدليل اللي طلبه سعد وماقدر يمنع ظهور إبتسامته وهو يرد بتأييد/أيه هي أرجل... من الرخوم اللي ...خاطفينها وبعد أذكى منهم ...وإن شاء الله ربي... بينصرها وينجيها منهم مثل ...مانجاها ونصرها.... عاللي قبلهم.

تابع سند كلامهم بإستغراب وهم متناسين وجوده لفتره قبل مايودعهم سعد ويروح ورجع أبوه ينام..

واتأمل أبوه بذهن غايب وهو يحاول يستوعب الكلام اللي سمعه..

مجرمين!

تسجيل!

إعتراف!

تحريات!

اللي سمعه كان أشبه بالكلمات المتقاطعه ومافهم منه شيئ..

وش علاقة طفلته بسعد وبشغله

وش اللي سوته بالضبط!

وأي مجرمين اللي نجاها الله منهم!

وليه يحكي عنها كإنه يعرفها !

فجأه بدأت الخيوط تتشابك في ذهنه....

سالفة الوحوش اللي رفضت تسافر بسببها مع بتول!!

مشوارها مع مؤيد وحركاتها الغريبه ومقابلة سعد لهم!!

والأهم حكي جده عن مشكلة رفيقتها والخدمه اللي طلبتها من سعد بسببها و----




طالع جواله اللي رن بأسم ريان وقطع أفكاره ورد بسرعه/ بشر ياريان.

رد ريان بتوتر/ الشباب وصلوا لشي والمكتب تحت مقلوب وعبدالرحمن طلع مثل المجنون وأنا لحق--

قاطعه بأمر/ أرسل التفاصيل وخلك معه ولاتفغل عنه لين أوصل.

قفل وطلع بعد ماوصى الممرضه على أبوه وأول ماوصلته رسالة ريان أرسلها على رقم وأتصل على صاحبه اللي رد بسرعه/هلا أبو بدر أنت حركت!

سند/ إن شاء الله نص ساعه وأنا عندك.. أنت متأكد من رجالك!
أضمنهم برقبتي وأبشر بعزك وإن شاء ماتصبح إلا وهي معانا سلام.

قفل وهو يدعي بهمس/بإذن الله .


كان حاس بتفاؤل وراحه بسيطه من رده وماندم لإنه طلب مساعدته اللي مابخل عليه فيها رغم إنهم أتقابلوا لمره وحده لاغير لكن قرر يوثق فيه وهو متأمل إنه كل اللي سمعه عنه يطلع صح و--



إنقطعت أفكاره لما وقف المصعد وخرج واتفاجأ بإن سامر كان موجود معاه كل هالوقت بدون مايحس، إلتفت له بهدوء/ جهز الرجال بنتحرك الحين وماأبي أي غلطه .

هز سامر رأسه بموافقه وبدا إتصالاته وركبوا السياره وسند بيدعي من قلبه إن الله مايخيب ظنه ويوصلها قبل مايفوت الأوان.



،


،


،



كلمت فردة كوتش الرياضه اللي في يدها/ اتأكد ياكوتشي العزيز إن تضحيتك ماهتروح هدر بأذن الله.

لبسته وجربت تدوس عليه بخفه ولما ماحست بفرق حطت السكين في جيب الثوب وقارورة المويا في الجيب الثاني مع علك النعناع وحلاوة المصاص ولصق الجراح أما هويتها وبطاقة الصراف وصورها الثلاثه ومفاتيحها وقلمها فسبق وحطتهم في جيب بنطلونها الجينز .. الأشياء ذي كانت مهمه لها وماتقدر تتركهم وراها بسهوله زي محفظتها وشنطتها وباقي أغراضها..

وقفت قدام المرايه واتأكدت إن شعرها مختفي تحت الثوب اللي أضطرت تبدله بعبايتها علشان محد يكشفها ولفت الشال على رأسها واتلثمت وطالعت ساعتها ولقتها إتجاوزت الرابعه صباحاً وصار لازم تتحرك، عصرت طرف شالها بين أصابعها وهمست بتصميم/أما ذحين يافارسي أو أبداً.. توكلت على الحي الذي لا يموت.

رفعت طرف ثوبها ودسته في بنطلونها علشان تسهل حركتها وأخذت الحبل اللي خبته تحت السرير وزاحت الستاره عن الشباك المفتوح ودارت بعيونها للحظات في الظلام وبعد ماأتطمنت إن المكان فاضي رمت الحبل برا وبسرعه رفعت نفسها وجلست على حافة الشباك بحيث إن وجهها مواجه الغرفه وظهرها لبرا ومسكت الحبل اللي كان عباره عن شراشف السرير اللي قطعتها من قبل لشرائط عريضه وربطتها ببعض.. شدت الحبل أكثر من مره ولما اتأكدت إن عقدته اللي ربطتها في رجل السرير قويه ومارح تنفك إتمسكت فيه ووقفت ونص جسمها طالع برا الشباك وثبتت رجولها عالحافه وأخذت نفس عميق وسمت بالله وبدون تردد .....


قفزت!!!!!








!!!!!!








!!!!!!








!!!!!!









!!!!!!



في الحقيقه كان تأرجح خفيف وموزون للأسفل أكثر من كونه قفز وياما شافت أفراد الصاعقه في الجيش بيأدوه بكل سهوله في تدريباتهم المنقولة عالتلفزيون وبما إنها سبق وجربته مره في حياتها لمجرد التحدي فماكان عندها مشكله تعيدها بس المره ذي علشان تنقذ نفسها من المصير البشع اللي كان مستنيها والمره ذي كانت متأكده إن عبدالرحمن ماهيقول عليه غباء وجنان زي المره اللي فاتت.

بعد عدة أرجحات رجولها لمست الأرض وتركت الحبل وهي بتحمد ربها وكلها حماس وفرح لإن الجزء الأول من خطتها نجح وإتخلصت من سجنها وب---


إنقطعت أفكارها لما حست بشيئ حديدي ينقض عليها ويقفل فمها ويطبق على أنفاسها وبنفس الثقل يلتف على ذراعيها ويقيد جسمها بقوه/وش كنت تسوي فوق!!


،


،



زفر براحه لإن أخيراً الكل نام والأوضاع هديت وصار يقدر يتحرك براحته..
ثبت مسدسه الأول على خصره والثاني في جراب معلق في ساقه وغطى وجهه بقناع التزلج وطلع من المخزن اللي لازمه من بعد العشاء بعد مافهم الكل إنه تعبان وبينام لكن كالعاده كان بيراقب الوضع من بعيد وأنتبه للسياره اللي وصلت وقدر يطلع بدون محد ينتبه له وحفظ لوحتها ورجع المخزن وبعدها بفتره وصل لسمعه صراخ وهواش فهم منه إنه صار شيئ غلط وهالشيئ خلى الضيف المجهول في قمة غضبه لإنه صار يتوعد مشاري بأقسى الطرق قبل مايترك المزرعه..


إتحرك في المزرعه واتأكد إن الوضع آمن وأخذ السلم وراح للجزء الخلفي من البيت وبالتحديد للغرفه اللي حاجزينها فيها و--



جمد مكانه للحظات وهو يشوف واحد متعلق في حبل وبينزل من شباك غرفتها !!

"مشاري الكلب" ذا الشخص الوحيد اللي جاء في باله لحظتها وبهدوء حط اللي في يده وإتحرك بخفه وبمجرد ماترك الحبل هجم عليه ولف ذراعه على وجهه وكمم فمه ولف ذراعه الثاني على جسمه وحشر ساقه بين رجوله وباعد بينهم وقيد حركته وهمس له ببرود/ وش كنت
تسوي فوق!


إبتسم بسعاده لما إتحرك مشاري بعنف علشان يخلص نفسه وهو يأن بصوت مكتوم..
ياالله كم إتمنى اللحظه اللي هيمسكه فيها ويعذبه بطريقه عمره ماتخيلها من كثر مايكرهه وهمس بتهديد/حركه غلط وبتصير رقبتك بصوب وجسمك بالصوب الثاني.. قلي وش سويت فوق وليه نزلت بهالطريقه! كنت مال ولاما عاد في درج تنزل علي---


قطع كلامه لما ركز إن جسم مشاري كان أنعم وأصغر من العاده وصدره بارز بشكل غريب تحت ذراعه!
زاد ضغطه على فمه ورقبته وخفف من ضغط ذراعه على مشاري ومرر يده على جسمه اللي أتصلب للحظات وهو يتحسس بعدم إستيعاب وفي داخله"إما إنه أتمرن بشكل مبالغ فيه أو إن ذا مو مشاري!!!!!


إتشتت إنتباهه للحظات وهو بيفكر في إحتمالية إنه ممكن يكون غلطان في هوية الش---


إنقطعت أفكاره وكتم صرخة ألم لما حس بشيئ حاد بيخترق فخذه بقوه وفي ثانيه كان بيترنح لوراء قبل مايطيح عالأرض وهو متمسك باللي بين إيديه بإحكام!!!!


،


،


إنكتمت شهقتها وكانت لسا بتحاول تستوعب اللي صار لها لما سمعت صوت بارد أشبه بفحيف الأفعى بيسألها عن سبب وجودها في الغرفه وبدون شعور صارت تتلوى بعنف كعادتها كل مالمس أحد كتفها بذي الطريقه..

ضربات قلبها زادت وأنفاسها إتسارعت بجنون وهي تحاول تفك نفسها بدون فائده لإن الحيوان اللي مسكها ضغط على رقبتها بقوه ولصق ذراعيها على جسمها وقيد حركة رجولها وماصارت تقدر حتى ترفسه، أستودعت الله نفسها وهي بتحاول تسيطر على نوبة الهلع اللي بدأت تحس ببوادرها وظلت تحاول تتخلص منه بس كل ماحاولت كل ماحست بضغطه بيزيد عليها لدرجة خلتها تتنفس بصعوبه وهو يهمس لها ببرود/حركه غلط وبتصير رقبتك بصوب وجسمك بالصوب الثاني.. قلي وش سويت فوق وليه نزلت بهالطريقه! كنت مال ولاماعاد في درج تنزل علي---


قطع كلامه فجأه وإرتخت قبضته عليها وللحظات بس فكرت إنه هيسيبها وبلعت ريقها بشبه راحه و



فجأه ....


إتصلب جسمها وأتحول للوح خشب أول مايده صارت تتحرك على صدرها وبطنها وتتحسسها ببطئ خلى معدتها تقلب وقلبها يوقف من الرعب..


ذي اللحظه اللي كانت خايفه منها..


ذي النهايه اللي حاولت تهرب منها بكل قوتها وقدرت لحد ذحين لكن مدام وصلت لذي النقطه فهي مارح توقف تتفرج وهتقاوم لآخر نفس مهما كان الثمن" هقتلك يامشاري الكلب هقتلك"


أستغلت ضغطه اللي خف على جسمها وهو بيتحسسه وقدرت تحرك يدها وتسحب سكينها من جيبها وبدون تردد غرستها بكل قوتها في فخذه ولثانيه إتخيلت إنها سمعت صرخته وحست بإنه هيكسر رقبتها لما خنقها بقوه وبأخر نفس فيها مالت على صدره ورمت ثقلها عليه ورفعت رجولها اللي إتحررت لين حست بركبها بمستوى صدرها وضربتها عالجدار بقوه خلتها ترتد عليه وتفقده توازنه وطاح عالأرض بس ذا ماخلاه يسيبها زي ماكانت مخططه وسحبها معاه !!


حست بجسمه يصطدم بالأرض الصلبه بقوه وحمدت ربها إنها ماكانت مكانه ولا كانت إتسوت بالأرض تحته وبسرعه سحبت السكين اللي كان مستقر في فخذه بقوه خلته ذي المره يهمس بغضب/ الليله موتك على يدي يامشاري الرخمه.


بس هي ماأعطته فرصه ورمت نفسها بعيد عنه وطبعاً بعيد عنه كان عالأرض جنبه لإنه ماسمح لها تبعد أكثر من كذا لإنه شدها من شعرها بقوه لدرجة حست بشعرها إنقطع في يده وهي تصرخ بألم..

عقد حواجبه بتركيز لما أخترقت الصرخه الأنثويه طبلة إذنه وأتوسعت عيونه بصدمه لما طاح الشال وإنتثرت خصل الشعر على وجهه ويده اللي متمسكه في ذراع ال--


وقف بسرعه ورفع رأسه وطالع بعدم تصديق في البنت اللي صارت تحاول تضربه بالسكين بقوه وغضب/سيبني ياحيوان ياحقير والله لأموت--


إتجاوز صدمته وأتفادى السكين بسهوله وبضربه رماه عالأرض وفي نفس الوقت غطى فمها بكفه وماخلاها تخلص وصلة السب ولف جسمها لين صار ظهرها لصدره وبسرعه لف ذراعه على خصرها ورفعها عن الأرض وهي بتتحرك بعنف وإتحرك لزاويه مظلمه كان فيها براميل ومعدات أختفى وراها وحط حمولته المتفجره بمعنى الكلمه عالأرض وهي مستمره في مقاومتها رغم إنه لازال محتفظ بيها بين إيديه بكل سهوله وبأمر / أهدي شوي ترى صراخك صحى الأموات موبس اللي بالمزرعه.
أهدى!!!

"والله لأوريك ياحقير" كورت يدها على شكل قبضه ووجهت له ضربه خلفيه متزامنه مع رفسه على نفس الرجل اللي طعنتها ورغم إنه ضغط عليها بقوه وجعتها إلا إنها حست براحه نفسيه بسيطه من لزوجة الدم اللي غرق كفها ومن صوته المخنوق وهو يهمس لها/ انا صديق وكنت جاي أساعدك ياغبيه وإذا وعديتني تنطمين وصوتك مايطلع بتركك الحين وأفهمك السالفه.
كانت بتغلي من الغضب والإحراج من جسمه اللي لاصق فيها بذا الشكل وبتتنفس بصعوبه وحاسه بألم من ذراعه اللي حفرت بقوه في خصرها وقربت تقسمها نصين وللحظات بس غمضت عيونها وفكرت بعقل"صديق!! ذا من جد مو صوت مشاري!"


كان يدري إنها بتفكر في كلامه لإن حركتها فجأه هديت وماصار يحس غير بأنفاسها السريعه والمتلاحقه تحت إيديه اللي محاوطه جسمها وأخذ نفس عميق وهو يحاول يستوعب الموقف المحرج والصعب اللي لقى نفسه فيه و--

صوت مكتوم وهزه من رأسها طلعته من أفكاره وسألها/ صدقتيني وتبيني أفكك علشان نتفاهم؟


هزت رأسها بموافقه سريعه خلته يخفف ضغطه بالتدريج وهو يأكد عليها/لا تنسين أنا صديق و--


دفته بقوه وجريت للزوايه ورجعت كل اللي في معدتها وطاحت عالأرض وهي بتضغط على صدرها وبطنها بقوه من شدة الألم.. اللي استفرغته كانت المويا اللي بتشربها طول اليوم وعصارة معدتها الفاضيه وذا كان الموت بالنسبه ليها وحست إنها بتطلع في الروح.


أما هو فكان شبه متناسي رجله اللي بتنزف ومتجاهل الألم ومركز معاها ولما سمعها تستفرغ حس بالضيق من تصرفه اللي أكيد موتها من الرعب وخلاها توصل لذي الحاله ، قرب منها بدون مايشوفها وهمس بجديه/ أسمعي يابنت الناس أنا ماكنت أقصد اللي صار من شوي فالسموحه منك واستري ماواجهتي.

سمعته وسندت ظهرها عالجدار ومسحت وجهها وعيونها بقوه علشان توقف دموعها اللي بدأت تنزل.. دموعها كانت نقطة ضعفها ولو إستسلمت لها وظلت تبكي رح تفقد السيطره على نفسها وذا الشيئ موفي صالحها ذحين وصارت تتنفس بعمق وهدوء وهي تحاول تتحكم في الرجفه اللي سرت في جسمها وذكرت نفسها بأمر"أهدي ياجوري أهدي كل شي تمام وهيعدي على خير بإذن الله، أنتي ماصبرتي كل ذا علشان تخربي كل شي عالأخير ذي فرصة هروبك الوحيدة وإذا ضيعتيها هتكون نهايتك " زفرت آخر نفس ببطئ وعمق وحملته كل المشاعر اللي موبحاجتها حالياً..


خوفها..


قلقها..


ضعفها..


وأخيراً رجعت لطبيعتها المسيطره والواثقه.. مسحت إيديها الملطخه بالدم والتراب في ثوبها وطلعت مويتها وغسلت وجهها وإيديها وفمها وشربت بس ذا ماخفف إحساسها بالدوخه ولابرأسها اللي بيوجعها بسبب شده لشعرها.. غمضت عيونها ودلكت فروة رأسها للحظات قبل ماتلم شعرها وتدخله تحت ياقة الثوب وهي بتتذكر كلامه قبل "أنا صديق" وكان لازم تتأكد / إذا كنت صديق فمين أنتا وأيش اللي حذفك عليا ذا الوقت !

صوتها المهزوز حسسه بالذنب وبهدوء/أنا واحد مايبي لك المضره وكنت جاي اساعدك ويوم شفتك عالجدار بالثوب ظنيت إن مشاري إتعدى عليكي و--

قاطعته بكره/ وأنتا ماتفرق عنه.

مقارنتها له بواحد مثل مشاري أهان رجولته وجرحه ورد بحده/ الحين هذي جزاتي اللي إبي أساعدك وأردك لأهلك يابنت المنذر! فعلاً خيراً تعمل شراً تلقى.

رجعت كررت سؤالها/أنتا مين؟

زفر بعمق " وش هالبلشه ياربي وش أقلها بس" جلس قريب منها وشق بنطلونه وطلع كشاف صغير وفحص جرحه للحظات قبل مايفك حزامه ويربطه على فخذه بقوه علشان يوقف النزيف وماقدر يخفي فضوله/من وين جايبه هالسكين وشلون صاوبتيني بهالشكل !


ردت بهدوء/ تتوقع بتمطر اليوم!

"البنت جنت "رد بإستغراب/ وش جاب طاري المطر الحين!

ردت ببرود/لعبة الرد على السؤال بسؤال يقدروا أثنين يلعبوها.

إلتفت لها بحده/أنا موبقاعد ألعب ولا أنا بعدو و جيت اساعدك.

حست بدوخه وسندت رأسها على ركبها وماردت عليه، كانت منهكه جسدياً بسبب قلة النوم والأكل ونفسياً خاصةً بعد اللي إكتشفته في مواجهتها الأخيرة مع زعيم العصابه واللي مرت فيه ذحين كان القشه اللي قصمت ظهر البعير .


صوته أخترق طبقات الضباب اللي حاصرت عقلها وهو بيسألها إذا كانت بخير!

وبعد لحظات إتحسنت وأخذت نفس عميق وطلعت حلاوه مصاص وبدأت تأكلها مع إنها عارفه إن أكل السكريات بعد الإستفراغ ذا وفترة الجوع وعلى معده فاضيه بيرفع السكر بشكل عالي ومفاجئ للجسم بس هي كانت محتاجه لطاقه وبسرعه وماعندها خيار ثاني، وأخيراً ردت بهدوء/ كلامك لايغني ولايسمن من جوع وأنتا مارسيتني على بر ولاقلتلي أنتا مين و--


قاطعها بهدوء/أنا ضابط إرتحتي الحين!

ردت ببرود ساخر /وأنا بينك بانثر إتشرفنا ياحضرة الضابط.

قبل مايرد عليها سمع صراخ مشاري وبدون تفكير راح يتخبى جنبها ولما إتراجعت بسرعه لجهه مايوصلها الضوء أعطاها ظهره ودار بعيونه في المكان وهمس بحده/ لاتخافين بس مشاري في غرفتك ومابيه يشوفني.. عجبك الحين يوم صحيتي الكل بصراخك و--


قاطعته بغيض/والمفروض أخذك بالأحضان علشان حضر--
إنتبهت لزلتها وقطعت كلامها وهي تسب نفسها لما ركزت إنها فعلاً كانت بين إحضانه وطلعت حرتها في الحلاوه اللي في فمها..

حس بإحراجها وإتجاهل كلامها الأخير وشاف تغليفة الحلاوه عالأرض وبشك/أنتي قاعده تأكلين حلاوه!!

هز رأسه بعدم تصديق"هذي عن جد موبصاحيه" ولما اتجاهلته وماردت علق ببرود/لايكون دماغك أتأثر وجنيتي بسبب ضغطي عليه من شوي لإن تصرفاتك ماتدل على إنك مخطوفه.

ردت ببرود/مخطوفه! لا بعد الشر عليا بس كنت طفشانه من بيتنا فحبيت أجلس عندكم شويه وأغير جو .

أخذ نفس عميق"الصبر يارب" وبجديه/ وش تبيني أسوي علشان تصدقين إني ضابط متخفي كعامل في هالمزرعه!

يمكن ماكانت مصدقه إنه ضابط لكن كونه صديق فهي كانت متأكده من ذا الشيئ خاصة بعد ماشالها وخباها هنا غير إنها سمعته بيتوعد مشاري وذا بحد ذاته أقنعها لإن (عدو عدوي صديقي) بس كانت حاقده عليه ومانست اللي سواه فيها وعلشان كذا ردت بأمر/ بدايةً جيبلي سكيني وشالي اللي سحبته مني بوقاحه وبعدها هقرر.

كان قاعد يراقب الوضع من مكانهم وببرود/السموحه طال عمرك نسيت ماأخذ أذنك قبلها يمكن لإني كنت أفكر شلون أطلعك من هنا أو يمكن لإني كنت مصدوم لإن الشخص اللي جيت مخصوص لأجل أساعده هو نفسه اللي طعني ! أختاري اللي يعجبك.

ردت بنفس بروده/أختار إنك تحمد ربك لإنها جات على قد كذا.

طنشها وراح جاب أغراضها القريبه منهم ورجع بسرعه واتأمل سكينها للحظات بإهتمام قبل مايرميهم لها ورد بسخريه على كلامها /كنت أظن إني بلقى وحده منهاره ومحتاجه مساعده وماكنت أدري إنهم خاطفين وحده من السيرك بتمشي عالجدران ونازله طعن في خلق الله بسكين سويسري!

زفرت بضيق "ياربي ذول ليه مصرين يبكوني بالقوه" وحست بثقتها تزيد وهي تلف الشال على رأسها وكسرت عود الحلاوه اللي حطتها في فمها وإتلثمت وأخيراً صارت مستعده تواجه وأخذت نفس عميق ووقفت قدامه وسكينها في يدها وبجديه/ ياروح مابعدك روح علشان كذا خليك بعيد عني لإنك إذا فكرت تقرب مني هعيدها بس المره ذي اتأكد إني هنشن مزبوط وإذا كنت ضابط من جد بعد وخليني أطلع من هنا.
رد بأمر/وين بتروحين بهالليل حنا بخلا ، خلك مكانك وأنا بتصرف.

طالعت من بين البراميل وشافت الرجال بينتشروا في المكان وهم بيدورا عليها وكل واحد بيصرخ عالثاني وهمست بحده/تتصرف! أساساً كله منك ومن لقافتك وكفايه إنك خربتها وقعدت على تلها يافالح.


إستند عالجدار وطالعها بصمت وهي تنقل نظراتها بينه وبين اللي صاير في المزرعه بحذر وتوتر وكإنها بتفكر إذا تقدر توثق فيه أو لا بينما هو أخذ قراره وسألها/أنتي زوجة رياض !

إلتفتت له بإستغراب/من وين تعرف ثريا!!!

اتأكد إنها مو زوجة رياض وحس وكإن حمل إنزاح عن كتفه وبهدوء/ أعرف زوجها رياض الله يرحمه وكنا نشتغل سوا علشان كذا لما سمعتهم يحكون عنك قررت أطلعك الليله .

طالعته بتفكير " يعني طلع ضابط في مكافحة المخدرات ! ذحين كلامه صار منطقي بس ياترى هوا مع مين فيهم!" سألته بحذر/يعني إذا ماكنت زوجة رياض ماهتساعدني و--

قاطعها بهدوء/أكيد بساعدك بغض النظر عن صلتك فيه لأن ذا واجبي كإنسان قبل ماكون ضابط .

رده ريحها نوعاً ما بس إحتفظت براحتها لنفسها وسألته ببرود/ طيب ياإنسان مساعدتك الكريمه ناوي تقدمها اليوم ولا بتأجلها لوقت ثاني لإنه إذا مو ملاحظ أحنا تقريباً محاصرين وكلها دقايق إذا موأقل وهيلقونا!

نبرتها الساخره وبرودها الظاهري ماخدعوه وبسخرية/توك قلتي بتصرفين نفسك مسرع ماتغيرون حكيكم يالحريم.

الإنارة الخفيفه اللي بتتخلل مكانهم خلته يشوف إيديها اللي قابضه على حافة البرميل بشده ورجلها اللي حفرت في التراب وقربت تكون بير من كثر توترها وخوفها المسيطر عليها مع ذلك ردت بثقه / الحمدلله عارفه مقدرتي وقد قولي بس ذا مايمنع أدور خطة بديلة في حالة صار شي ماحسبت حسابه.

سكت للحظات بتفكير.. خطته الأساسية كانت بتعتمد على السريه التامه والبساطة بحيث إنه كان قادر يهربها ويوصلها لأهلها ويرد المزرعه بدون محد ينتبه لغيابه وبعدها بيتابع مهمته بشكل طبيعي لين يجمع كل الأدله اللي يحتاجها علشان يبني قضيته بشكل محكم وخالية من الثغرات لكن الحين كل شيئ أتغير بسبب صراخها الغبي اللي كشف هروبها وأستنفر كل اللي في المزرعه وأكيد الكل بيلاحظوا غيابه المفاجئ وهتبدأ الشكوك تحوم حوله ب--


الظاهر إني كنت غبيه لما فكرت أصدقك.


طلع من أفكاره على همسها الغاضب وهي تتحرك بعيد عنه وبدون مايفكر لقي نفسه بيمنعها بحده/وين بتروحين !

نفضت يده اللي قبضت على ذراعها فجأه وإلتفتت له وهي رافعه السكين في وجهه وبهمس غاضب /لو لمستني مره ثانيه لاتلوم إلا نفسك.

إتراجع ورفع إيديه قدامها بسخريه/ ماتقولين شلون بتطلعين من هنا والرجال في كل مكان !

ردت بأمر/أنتا حل عني ومالك شغل فيا وأنا بصرف نفسي.

أختفت إبتسامته وأخذ نفس عميق"أهدى ياحمد ولا تحط عقلك بعقل هالمجنونه" الإقناع/يابنت الناس أنني ليه موبراضيه تفهمين أني مابي غير مصلحتك! قسم بالله إبي أساعدك وأردك لأهلك بالسلامه.

طالعته بتردد للحظات قبل ما ترد بتوتر/ مصدقتك بس مو مستعده أجازف بفرصة هروبي الوحيده وأستنى هنا لحد مايلقوني.

هز رأسه بتفهم/أنا معك بس ممكن أعرف وش خطة هروبك!

أخذت نفس عميق وبجديه/خطتي إني أبعد عن هنا قد ماأقدر و--

قاطعها بهدوء/حنا ببر وممكن تضيعين فهالليل وماعاد تدلين الطريق.

ردت بثقه/وإذا أنسب وقت علشان أبعد وإتخبى لين تشرق الشمس وساعتها الباقي بيكون أسهل المهم ذحين أطلع من هنا وبسرعه.

هز رأسه بموافقه وهو يفكر بجديه لفتره قبل مايسألها/بتكونين بخير إذا غبت لدقايق!

ردت بحذر/وين بتروح؟
"أخيراً تصرف طبيعي"وبهدوء /لاتخافين مارح أدلهم عليكي بجيب شي ضروري وبعدها بطلعك من هنا بإذن الله

ردت بحده/من قال إني خايفه وأتفضل روح مكان ماتبغى مايهمني.

تابع وكإنه ماسمعها/ بغيب خمس دقايق حاولي تهدين ولا تلفتين إنتباههم لين أرد.

ضغطت على جبينها بتفكير/هوثق فيك بس يكون في علمك خمس دقايق وثانيه هسيبك وأمشي .

طالعها بصمت للحظات قبل مايهز رأسه بمواقفه وبجديه/إنتبهي لعمرك ولاتنسين خمسه وثانيه حركي وأبداً لاتلتفين وراك .

راقبته لما أعطاها ظهره لين أختفى وسط الظلام وإنزوت مكانها بهدوء وهي تطالع ساعتها بهمس/خمس دقايق ياجوري ممكن تغير عالمك كله خمس دقايق بس..
كان قاعد يتكلم بالجوال مع فريق الأمن وبيراجع خرائط المنطقه على (قوقل إيرث) وعيونه عالنقطه الظاهره على شاشة اللابتوب واللي بتبين الموقع اللي وصله فريق الأمن من آخر رساله وصلت لجوال سند.. مع إنهم لقوا الجوال مغلق كالعاده وماوصلوا لمكانه بالضبط إلا إنهم قدروا يحددوا أقرب برج إتصالات أستقبل أشارة الجوال قبل مايقفلوه وبكذا حصروا بحثهم في قطاع معين واللي كان خارج الرياض.


صداعه زاد ورؤيته أتشوشت وقفل جواله وسند رأسه على حافة شباك السياره المفتوح وأخذ نفس عميق وزفره ببطئ وغمض عيونه وشرد بأفكاره و أتذكر كيف خصامه معاها وزعله منها قبل خطفها بيوم ....




ساعه علشان تردي!



طيب أيش رأيك تقفل وتتصل من جديد وأنا هرد من أول مره.. ينفع كذا سيد عبادي!

عبدالرحمن بغيض/أكيد هتنكتي مو أنتي جالسه فوق مروقه وشاغله جوالك من أكثر من ساعه وناسيتني تحت.

ردت بتبرير / معليش حبيبي بس قلت أخذ دش وأكلم العيال على بال مالرجال يروحوا من عند جدي وأقدر أنزلكم بس الكلام أخذنا وماأنتبهت عالوقت.

حب يرفع ضغطها/ لاطعتني كل ذا علشان تكلمي زوج القرود حقك! مالت عليكي بس ياريته حد مهم.

ردت بحنان/ أخص عليك وفي عندي أهم منهم.

رد بثقه/طبعاً أنا وممكن غنى و--

إتنهدت بملل /أهم شي ست غنى اللي حاشرها في النص طيب كنت كلمتها بدل منتا بتشيك على جوالي مشغول ولا لا!

رد بحب/لاتوصيني على حبيبة قلبي لإني كلمتها بس حاس نفسي لسا ماشبعت منها ومن صوتها و--

قاطعته بسخريه/بس ياعم الجيعان صحن مندي مو بني أدمه!

رد بملل/تصدقي أنا الغلطان اللي بشكيلك لوعة الحب والفراق، أنتي حدك سبيستون وناشيونال جيوغرافيك أيش فهمك في الحب وأهله .

ردت بضحكه/خليت الحب وعمايله ليك يافالح وأنا خليني مع برامجي وحبيبي كونان وغراندايزر وسالي وباقي الشله قال لوعة وفراق الله لايبلاني ياشيخ.

إبتسم ودعا من قلبه/يارب وريني فيها يوم وأرزقها مثل مارزقتني حب يغير حياتها ويقلب كيانها ويخليها ماتعرف رأسها من رجولها ويسهرها ليالي وأيام وهي تقطع في الورد وتسأله يحبني ولا مايحبني و--

قاطعته بصدمه/بس بس حرام عليك صفحة حوادث مو دعوه! بعدين أنا أيش سويتلك علشان تدعي عليا كذا! أعوذ بالله منك ومن دعواتك لاتكون ساعة إستجابه.

رد بضحكه/آميييييين ولما يصير المراد من رب العباد ساعتها بجلس في أول صف مع حقي الفشار وأتفرج عليكي وهاتك ياضحك.

زفرت بضيق/ ياأخي فكني من سماجتك أنا مابغى أحب وأتنيل و--

قاطعها بإشمئزاز/ ياجوريتي لاتخلي تجربه فاشله تكرهك في الحب و إذا خالد ما--

قاطعته بحده/لاتجبلي سيرته ولا تجلس تسحب مني هرج وتعملي دكتور وتحللني نفسياً أنا موزيك أنتا وغنى كم مره صرت قايلتلك ذا الكلام.

عقد حواجبه بإستغراب/طيب كنت أمزح وماقصدت أجيب سيرته

ردت بجديه/لا ماكنت تمزح.. لا على بالك أنا موفاهمه تلميحاتك اللي بتمررها في كل مناسبه من تحت لتحت ! للمره المليون بقولها وحاول تفهمني أنا خلاص شلت موضوع الزواج والحب وكل الغباء ذا من رأسي..

أخذ نفس عميق وبحنان/حبيبتي أنا فاهمك بس كلامك مومنطقي في النهايه أنتي مريتي بتجربه قاسيه وطويله وطبيعي إن مشاعرك أنجرحت وأثرت على تفكيرك.

ردت بنفاذ صبر/أي جرح وأي تأثير!! أنتا اللي صاير موطبيعي بالمره بس أحب أطمنك حالتك مو صعبه ولها علاج ياقيس زمانك وكلها كم يوم وتجتمع بليلاك وكل لوعة الفراق اللي أثرت عليك بتزول وبإذن الله ماعدا تفترقوا لاعلشاني ولاعلش---

قاطعها بحده/ أنتي وبعدين معاكي كم مره قلتلك لاتتكلمي بذي الطريقه المستفزه!

ردت ببرود/مستفزه لإنها الحقيقه وكلامي وسكوتي ماهيغير حقيقة إني السبب في لخبطة حياتكم مهما حاولت أنتا وغنى تتظاهروا بالعكس.

رد بعصبيه/أولاً مالك دخل بغنى وثانياً أنا مومجبور أتظاهر بشي وقلتلك قبل كذا أنا مستعد أستقر هنا إذا ذا الشي هيريحك بس أنتي اللي رفضتي و--

قاطعته/رفضت لإنك هتخرب حياتك علشاني ..
سكتت للحظات وأخذت نفس عميق وتابعت / مشكلتك ياعبادي إنك لسا بتعاملني كما لو كنت جوري الطفله اللي مستنيه حمايتك ودفاعك عنها.. مصر تلعب دور الأخ الأكبر ونسيت إنك صرت زوج وأب مسئول عن أستقرار عيلتك وسعادتها.. أنتا رافض تستوعب إني خلاص كبرت وصار لازم أتحمل عواقب قراراتي مهما كانت و--

قاطعها بغضب/ماعاد إلا تقولي بسكن لحالي وبتبرا منكم و--

قاطعته بدورها/ياخي أنا ماقلت كذا بس لما سبت خالد كنت عارفه أيش مستنيني وإذا أنتا قلبك ماتحمل يشوفني بذي الحاله فأنا كمان مارضى لك تعيش مشتت بيني وبين زوجتك وبنتك.. أنتا سويت اللي عليك وزياده ومهما عملت معاك مارح أجازيك.

عصب منها وصرخ بأمر/بسك فلسفه وأنقلعي نامي.

ردت بتنهيده/ طيب قفل عالموضوع وخلينا نتمشى شويه وبعدها بريحك مني لذي الليله.

قتلته ببرودها وحس إنه ممكن يخنقها لو شافها وبعصبيه/ريحيني من ذحين وأحرميني من شوفتك.

ردت بهدوء/الله يحفظك بلا بزرنه ذحين بنزل و--

قاطعها ببرود /تمام ياعاقله بس البزر خلاص راح غرفته.
ردت بعدم إستيعاب/عبادي مو من جدك زعلت من كلامي وبتعاقبني عليه!

رد بنفس البرود/ بيتهيألي أنتي كبرتي وماعدتي طفله علشان أعاقبك.. تصبحي على خير.



رجع من ذكرياته لما سرت في جسمه قشعريرة بارده ذكرته ببروده معاها لما قفل في وجهها الخط بغضب بدون مايسمع ردها ليلتها وحتى لما قابلها الصباح عند جده صقر عاملها بجفاء وبرود وماسمح لها تفتح الموضوع أوتناقشه وحتى بعد ماأعتذرت له أستمر على نفس الأسلوب طول النهار ويادوب كان يكلمها علشان يعرف هي وين أو متى هترجع..
هو وفعلاً كان بيعاقبها على كلامها وأسلوبها البارد اللي بيجرحه بدون ماتحس فيه...

أخذ نفس عميق ومسح وجهه بقوه وهو بيدعي من قلبه إن الله يحفظها وتكون بخير ---




إن شاء الله بنلقاها ياعبدالرحمن

طلع من أفكاره على صوت سند ورد بحده/ إن شاء الله بلقاها وساعتها هتأكد إنها هتكون آخر مره أشوفك فيها.

رد سند بهدوء/ساعتها لكل حادثاً حديث.

إلتفت له عبدالرحمن وشاف ملامح وجهه الجامده والخالية من التعبير وكإنه منحوت من صخر وإنفجر فيه بغضب/مافي حديث غير اللي قلته ومو لإني ركبت معاك نفس السياره تفكر إني نسيت إنك السبب في كل اللي صار.. أختي لو صار لها شي أنا ماهسامحك.. أنا هقتلك فاهم هقتلك..


ضرب الطبلون بغضب وهو يتنفس بسرعه ورجع يلتفت للشباك وغرق في أفكاره الكئيبه ..


إتجاهله سند وشد على الدريكسون بقوه لين إبيضت مفاصله وهو مركز عالطريق بكل حواسه ..

ماكان مهتم بأسلوب عبدالرحمن ولا بكمية الحقد والكره اللي مالي صوته كثر ماكان مهتم بالحقيقه المره اللي رماها في وجهه بكل قسوه !

هو فعلاً كان السبب الرئيسي في اللي صار لأخته.. طفلته البريئه.. حبيبته الطاهره..

ومهما أتطاول عبدالرحمن عليه ومهما قال فهو عاذره ومقدر وضعه الصعب وماله حق يرد عليه لو بكلمه..

مارح ينسى ملامحه الرافضه والمصدومه لما فاجأه في المكان اللي أتفق عليه مع الرجال ولا نسي كيف قفل باب السياره بعنف وإعتراض أول ماأحتل مقعد السايق جنبه بدل ريان ولولا إن حياة أخته عالمحك كان ترك له السياره بكبرها ولا نسي وجهه المظلم ونظراته القاتله كل مايكتشفوا إن بحثهم كان في المكان الغلط و --


صوت الجوال اللي رن قطع أفكارهم وخلى أثنينهم يلتفتوا لبعض قبل مايسحب عبدالرحمن جواله ويفك الخط/ سلام عليكم عبادي ..


"ذا صوتها !والله صوت أخته" أتوسعت عيونه بصدمه وإنحبست أنفاسه وعجز عن الرد للحظات وهو يسمع صوتها اللي إتكرر بنفس الهمس/ حبيبي سامعني.. الو

أخذ نفس ورد بلهفه/جوري انتي بخير وينك!

ردت بحنان/بخير أنا بخير وحيةً أرزق ياروحي لاتقلق.

فجأه كل خوفه أنفجر وصرخ بعصبيه/كيف مااقلق ياغبيه بعد اللي سويتيه.

ردت بضحكه/ ياحيا ذا الصوت اللي يرد الروح وربي وحشتني يادب.

شد على أسنانه بقهر من أسلوبها وضحكتها اللي إستفزته وبحده/جوري مو وقت سماجتك أنتي بخير محد س---

قاطعته بثقه/والله بخير وكمان معايا مسدس وإن شاء الله ههرب ذحين بس هسيب الجوال هنا علشان توص--

ما أهتم غير بجزئية الجوال اللي هتتركه وقاطعها بصراخ/ياويلك تفلتي الجوال خليه معاكي ولاتقفلي الخط أبداً

ردت بسرعه/طيب هخليه معايا بس لازم أقفل علشان إتحرك ولاتتأخر عليا سلام.

صرخ بغضب لماقفلت الخط وبسرعه أشتغل عاللابتوب اللي كان موصل بجواله ومجهز ببرنامج تتبع وتحديد مواقع ومكون شبكه مع مكتب أمن مجموعة المنذر اللي متابعين معاه ومع باقي الرجال وصار واصلهم كل شيئ وبعد لحظات طويله جففت الدم في عروقه شافها قدامه وبالأصح الرقم اللي إتصلت منه وكان محدد موقعها بدقه وفي ثواني كل شيئ أتغير.



،


،


،


،


،


صنعاء، السادسه صباحاً


رجع من صلاة الفجر ودخل شرب القهوه مع أمه وظل يتكلم معاها لفتره قبل مايودعها ويودع زوجته وأولاده ويطلع مع صالح اللي أصر يشيل شنطته وبعد ماحطها في السياره ركب في مقعد السائق تحت أنظار أبوه المستغربه/صالح ليش ركبت السياره وين رايح!

صالح بهدوء/ أوصلك للمطار.

رد معاذ بنفاذ صبر/ أي مطار وأنا مسافر حجه (محافظه يمنيه)! صالح مش وقتك أنزل لاتأخرني.

صالح بثقه/ أركب لاتتأخر عالطياره أنا داري إنك مسافر لعمه جوري.

جمد مكانه للحظات قبل مايركب السياره ويلتفت لولده بحده/أيوه ياشارلوك هولمز أيش عرفك إني رايح لعمتك!

حرك صالح وهو يشرح/سمعتك وأنت بتحاكي عمي عبدالرحمن وشفت تأشيرة جوازك .

حس معاذ بضيق من كذبته اللي ماكملت لآخرها وبعد مافهم أمه وزوجته إنه مستلم قضية في محافظة ثانيه ولازم يغيب كم يوم يجي ولده اللي ماطلع من البيضه ويكشفه بذي السهوله، إتنهد براحه/يلا أنت أهون من أمك اللي لو عرفت ماعد تسكت وهاتك سين وجيم مدري من المحامي أنا ولا هي!

صالح بجديه/والمره هذي خير إن شاء الله ماقد وقع علشان تسافر لها!

رد بدون مايلتفت/ ومن قال إنه وقع لها شي! عمتك بخير ومافيها إلا العافيه بإذن الله.

رد بضيق/المره الأوله سافر لها عمي علي ورجعت معه مطلقه ورجلها مكسوره وماخفي كان أعظم والمره هذي الله يستر من سفرتك .. يبه عمتي فيها حاجه وأنت ماتشتيش تقلقنا عليها صح!

رد بهدوء/قلت لك عمتك بخير وأنا بروح علشان أتفاهم مع خالد على زيارات العيال أنت داري إنها خلاص هتستقر معانا ولازم نرتب لها كل شي علشان ترتاح وقلبها يهدا من ناحيتهم.. المهم هذا الكلام محد يدري عنه وأنت لاتقلق وأنتبه للبيت والحاره في غيابي وإذا في شي ضروري تحاكي عمك عبدالملك ولامروان (أخوان جوري بالرضاعة) هم عارفين إني مسافر وبيمروا عليكم كل يوم بإذن الله.

طالعه صالح بعدم إقتناع للحظات قبل يركز عالطريق ويرد بتوتر/مع إني مش متفائل لكن إن شاء الله يكون مثل قلت.

أتأمل معاذ ولده بشرود.. هو أكثر واحد عارف بعلاقته القويه بجوري من صغره وهي بالنسبه له صديقته وكاتمة أسراره وماهيبالغ لو قال إنها أمه الثانيه وخبر زي ذا رح يأثر عليه أكثر من البقيه علشان كذا الأفضل إنه مايعرف سبب سفره.

أصلاً كيف يصارحه باللي صار لها إذا كان هو بنفسه لازال موقادر يستوعب أو يصدق إنها إنخطفت!
جوري إنخطفت!!

على الرغم من إندفاعها المتهور اللي ياما وقعها في مشاكل من صغرها واللي ياما حاول يثنيها عنه بدون فايده إلا إنه ماتوقع ولا في أسوأ كوابيسه إنه بيصير معاها ذا الشيئ!!

وأسلوب عبدالرحمن الغبي في توصيل الخبر وتجاهل إتصالاته لساعه كامله بعدها ماساعده أبداً ولولا إتصال جده صقر وعمه مساعد اللي شرحوا له الموضوع وهم في قمة الحرج والإحساس بالذنب و كان إتجنن لاقدر الله خاصة مع غياب علي اللي بيضطر يقفل جواله لدواعي أمنية مشددة في بعض الأوقات وماكان بيده غير إنه يترك له رسائل مختصره على بريده الصوتي
ويتأمل إنه يراجعه في أقرب وقت .
كان يسوق بسرعه جنونيه وهو مو قادر يصدق إنها إتصلت!!

أخذ نفس عميق وهو بيتذكر كيف حس إن الزمن وقف في اللحظه اللي سمع فيها عبدالرحمن بيردد أسمها بعدم تصديق..

يد عبدالرحمن اللي عصرت ذراعه بقوه وعدم إحساس وهو يكلمها طلعته من حالة الذهول المؤقت اللي غرق فيه ورجع للواقع على صراخ عبدالرحمن المستنكر وكل اللي فهمه إن طفلته كانت بتمزح معاه !

طفلته إحتفظت بروحها المرحه لآخر لحظه بس علشان تطمنه وتريحه من العذاب في غيابها!

أتمنى لو عبدالرحمننسي نفسه وفك الإسبيكر علشان يسمع صوتها ويتأكد إنها بخير.. كان هيقبل بأي شيئ يوصله منها في ذي اللحظه حتى لو صوت أنفاسها علشان بس يحس إنه عايش !


بعدها كل شيئ أتغير !


عبدالرحمن الوديع رجع لشخصيته العنيفه اللي اتفاجأ فيها مؤخراً أكثر من مره وإنشغل لفتره عاللابتوب والجوال في نفس اللحظه اللي رن فيها جواله بإتصال من فريق الأمن وقبل مايرد إلتفت له عبدالرحمن وكإنه أخيراً اتذكر إنه متواجد معاه في نفس السياره وهو يقول بإنه لقاها!


رد عالجوال وسمع نفس الجمله منهم وقفل وعيونه مافارقت النقطه الحمراء اللي ظهرت على شاشة اللابتوب وسمع بتركيز سيل الكلمات الجارف اللي طلع من عبدالرحمن وهو بيدله على مكانها وبيحكي عن اللي قالته وهو موقادر يستوعب أو يصدق اللي بيسمعه منه!
مسدس!

والأهم إنها هتهرب منهم!!!

معقول بتقدر تهرب منهم!!!!

ولا هذي مجرد كذبه بترفع فيها معنويات أخوها !

في البداية ظن إنها فعلاً كذبه لكن لما بدأت النقطه الحمراء الصادرة عن الجوال تتحرك بثبات على شاشة اللابتوب وبتوضح مسارها بكل دقه ووضوح أخذ نفس مريح بمعنى الكلمه لأول مره من ساعة اللي صار ..


كان عبدالرحمن يكلم أخوه ويبشره بالخبر بفرح وبمجرد ماقفل معاه إلتفت عليه بإبتسامه/بشرت جدي وعم مساعد!

هز رأسه بنفي/لاصارت معنا بإذن الله ببشرهم.. ممكن تتصل عليها لأجل نتطمن.

أختفت إبتسامته فجأه وبتوتر/إتصلت وماردت، أكيد مركزه في السواقه مابغى أربشها.

هز رأسه بتفهم ظاهري وبالقوه منع نفسه لايطلب منه الرقم علشان يتصل عليها بنفسه ويرتاح من القلق لكن حركتها عالشاشه طمنته وغرق في أفكاره لفتره و --



وقفت!!


إلتفت لعبدالرحمن اللي صرخ فجأه وكرر كلامه/ وقفت جوري وقفت.. ليش وقفت فجأه.


رد سند بأمر/أتصل عليها ياعبدالرحمن.
أتصل عليها بسرعه ورجع لللابتوب وبغضب/يرن وماترد هذي بتموتني.



،


،


،



المستشفى، بعد المغرب


خلص صلاة وظل يتناقش مع ريان وسامر في آخر المستجدات وبعدها راح يتطمن على أبوه ولقي الكل عنده جده وأعمامه وأولادهم وبعد ربع ساعه إستئذن منهم وطلع..


كان أبوه في الدور الثالث وجناحها في الدور الخامس تجنباً لأي لقاء بين أحد من أهله اللي ماعندهم فكره عن اللي صار وبين عبدالرحمن وأخوه اللي وصل الصباح بعد ماكل شيئ إنتهى على خير، أتصل على معاذ وقال إنه نزل يجيب قهوه وأتفقوا يتقابلوا عند عبدالرحمن اللي كان منتظر برا جناحها لإن جدته وأمه وثريا عندها..

سلم على الحرس الواقف جنب المصعد والمنتشرين في الممر وطمنوه عالوضع وبعدها شاف عبدالرحم على نفس الكرسي اللي جالس عليه كل ماخرج من عندها من وقت مانقلوها على جناحها.. كان ساند مرفقيه على ركبه ودافن وجهه بين إيديه ومنعزل عن اللي حوله بشكل كامل ..

كان يدري بحقيقة مشاعر عبدالرحمن ناحيته واللي عبر عنها بصراحة لأكثر من مره خلال اليومين اللي فاتوا ومتأكد إنه أخر شخص ممكن يرحب بشوفته الحين خاصةً بعد إنفجاره الأخير وهي في غرفة العمليات ومع ذلك هو لازم يواجهه ويكسر الجدار اللي إنبنى بينهم فجأه وخرب كل اللي رتب له قبل ماتنخطف..


أما عبدالرحمن فكان في عالم ثاني..

كان حاط السماعه في أذنه وبيسمع مقاطع صوتيه كان مسجلها له ولجوري وهم يغنوا ويستهبلوا ويتثقالوا على بعض في كذا مناسبه ومع كل كلمه كان يسمعها كان يسترجع ذكرياتهم ومواقفهم وقلبه يغرق في الحزن أكثر وأكثر..

وإنتهى التسجيل وهو لازال غرقان في ذكرياته وأفكاره..

المره ذي كان ممكن يخسر أخته الأبد !

كان هيخسرها بسبب عواطفها الغبيه وقلبها اللي بيتحكم في كل تصرفاتها!

كان هيخسرها بسبب تهورها المجنون اللي رافضه تتخلى عنه واللي كان بيطلعها من مصيبه علشان يوقعها في الثانيه بدون أدنى أهتمام بالنهاية اللي رح تواجهها !
تهورها اللي رافضه تتخلى عنه بغض النظر عن ا--




عبدالرحمن..


إنتفض بقوه لما حس بهزه على كتفه وسمع أسمه بيتردد ولما رفع رأسه شاف سند واقف جنبه وأتذكر إن أهله معاها ووقف بخوف/ صار لها شي!

هز رأسه بنفي/ مافيها إلا العافيه بس حبيت أطمن عليك.

رمى نفسه على الكرسي براحه ممزوجه بإحباط وقلق من وضعها فرغم إن حالتها ماكانت خطيره مثل ماتخيل أول مالقاها والدم مغرقها وفي الأخير إتضح إنها رصاصه في الكتف وماأخذت منهم وقت في المستشفى علشان يطلعوها ويوقفوا النزيف ويعالجوا جرحها إلا إنها لازالت نايمه من وقت ماطلعت من غرفة العمليات لحد ذحين !

كان خايف يصير لها زي زمان وتدخل في صدمه وتنام و--


قطع سند أفكاره من جديد/وش رأيك تنام شوي وترتاح علشان لما تصحى تكون جنبها بصحتك ولاتخاف الكل بيظلون معها.

سند رأسه عالجدار وبمراره/ والله أخاف أنام وأصحى ألقاها سوت مصيبه جديده..

عذره سند وطالعه بتفهم وهو بيأخذ نفس عميق ويغمض عيونه بتعب / من صغرها وهي بتتحرك في كل مكان ومشاكلها كثيره وماتخلص مهما حاولنا نبعدها عنها ! ومن صغرها وهي بتتفنن في شد أعصابنا بسبب توترنا وترقبنا لمشكلتها وعلشان كذا سميناها مغناطيس المشاكل.. والمصيبه إن كل مشكله كانت لازم تنتهي بإصابة شكل..

إتفاعلت كل حواس بتركيز مع عبدالرحمن اللي إنطلق لسانه بالكلام بشرود/مره أغمى عليها بسبب ضربه على رأسها ومره خلعت كتفها ومره حرقت رجلها بشكل خلاها عاجزه عن المشي بشكل طبيعي لمدة ثلاث أسابيع.

عقد سند حواجبه بألم وهو يتخيل حالتها في كل مره يصير فيها شيئ من اللي بيحكي عبدالرحمن..

طفلته تكان قاعد يتكلم بالجوال مع فريق الأمن وبيراجع خرائط المنطقه على (قوقل إيرث) وعيونه عالنقطه الظاهره على شاشة اللابتوب واللي بتبين الموقع اللي وصله فريق الأمن من آخر رساله وصلت لجوال سند.. مع إنهم لقوا الجوال مغلق كالعاده وماوصلوا لمكانه بالضبط إلا إنهم قدروا يحددوا أقرب برج إتصالات أستقبل أشارة الجوال قبل مايقفلوه وبكذا حصروا بحثهم في قطاع معين واللي كان خارج الرياض.
صداعه زاد ورؤيته أتشوشت وقفل جواله وسند رأسه على حافة شباك السياره المفتوح وأخذ نفس عميق وزفره ببطئ وغمض عيونه وشرد بأفكاره و أتذكر كيف خصامه معاها وزعله منها قبل خطفها بيوم ....
ساعه علشان تردي!
طيب أيش رأيك تقفل وتتصل من جديد وأنا هرد من أول مره.. ينفع كذا سيد عبادي!
عبدالرحمن بغيض/أكيد هتنكتي مو أنتي جالسه فوق مروقه وشاغله جوالك من أكثر من ساعه وناسيتني تحت.
ردت بتبرير / معليش حبيبي بس قلت أخذ دش وأكلم العيال على بال مالرجال يروحوا من عند جدي وأقدر أنزلكم بس الكلام أخذنا وماأنتبهت عالوقت.
حب يرفع ضغطها/ لاطعتني كل ذا علشان تكلمي زوج القرود حقك! مالت عليكي بس ياريته حد مهم.
ردت بحنان/ أخص عليك وفي عندي أهم منهم.
رد بثقه/طبعاً أنا وممكن غنى و--
إتنهدت بملل /أهم شي ست غنى اللي حاشرها في النص طيب كنت كلمتها بدل منتا بتشيك على جوالي مشغول ولا لا!
رد بحب/لاتوصيني على حبيبة قلبي لإني كلمتها بس حاس نفسي لسا ماشبعت منها ومن صوتها و--
قاطعته بسخريه/بس ياعم الجيعان صحن مندي مو بني أدمه!
رد بملل/تصدقي أنا الغلطان اللي بشكيلك لوعة الحب والفراق، أنتي حدك سبيستون وناشيونال جيوغرافيك أيش فهمك في الحب وأهله .
ردت بضحكه/خليت الحب وعمايله ليك يافالح وأنا خليني مع برامجي وحبيبي كونان وغراندايزر وسالي وباقي الشله قال لوعة وفراق الله لايبلاني ياشيخ.
إبتسم ودعا من قلبه/يارب وريني فيها يوم وأرزقها مثل مارزقتني حب يغير حياتها ويقلب كيانها ويخليها ماتعرف رأسها من رجولها ويسهرها ليالي وأيام وهي تقطع في الورد وتسأله يحبني ولا مايحبني و--
قاطعته بصدمه/بس بس حرام عليك صفحة حوادث مو دعوه! بعدين أنا أيش سويتلك علشان تدعي عليا كذا! أعوذ بالله منك ومن دعواتك لاتكون ساعة إستجابه.
رد بضحكه/آميييييين ولما يصير المراد من رب العباد ساعتها بجلس في أول صف مع حقي الفشار وأتفرج عليكي وهاتك ياضحك.
زفرت بضيق/ ياأخي فكني من سماجتك أنا مابغى أحب وأتنيل و--
قاطعها بإشمئزاز/ ياجوريتي لاتخلي تجربه فاشله تكرهك في الحب و إذا خالد ما--
قاطعته بحده/لاتجبلي سيرته ولا تجلس تسحب مني هرج وتعملي دكتور وتحللني نفسياً أنا موزيك أنتا وغنى كم مره صرت قايلتلك ذا الكلام.
عقد حواجبه بإستغراب/طيب كنت أمزح .وماقصدت أجيب سيرته
ردت بجديه/لا ماكنت تمزح.. لا على بالك أنا موفاهمه تلميحاتك اللي بتمررها في كل مناسبه من تحت لتحت ! للمره المليون بقولها وحاول تفهمني أنا خلاص شلت موضوع الزواج والحب وكل الغباء ذا من رأسي..
أخذ نفس عميق وبحنان/حبيبتي أنا فاهمك بس كلامك مومنطقي في النهايه أنتي مريتي بتجربه قاسيه وطويله وطبيعي إن مشاعرك أنجرحت وأثرت على تفكيرك.
ردت بنفاذ صبر/أي جرح وأي تأثير!! أنتا اللي صاير موطبيعي بالمره بس أحب أطمنك حالتك مو صعبه ولها علاج ياقيس زمانك وكلها كم يوم وتجتمع بليلاك وكل لوعة الفراق اللي أثرت عليك بتزول وبإذن الله ماعدا تفترقوا لاعلشاني ولاعلش---
قاطعها بحده/ أنتي وبعدين معاكي كم مره قلتلك لاتتكلمي بذي الطريقه المستفزه!
ردت بقهر/مستفزه لإنها الحقيقه وكلامي وسكوتي ماهيغير حقيقة إني السبب في لخبطة حياتكم مهما حاولت أنتا وغنى تتظاهروا بالعكس.
رد بعصبيه/أولاً مالك دخل بغنى وثانياً أنا مومجبور أتظاهر بشي وقلتلك قبل كذا أنا مستعد أستقر هنا إذا ذا الشي هيريحك بس أنتي اللي رفضتي و--
قاطعته/رفضت لإنك هتخرب حياتك علشاني ..
سكتت للحظات وأخذت نفس عميق وتابعت / مشكلتك ياعبادي إنك لسا بتعاملني كما لو كنت جوري الطفله اللي مستنيه حمايتك ودفاعك عنها.. مصر تلعب دور الأخ الأكبر ونسيت إنك صرت زوج وأب مسئول عن أستقرار عيلتك وسعادتها.. أنتا رافض تستوعب إني خلاص كبرت وصار لازم أتحمل عواقب قراراتي مهما كانت و--
قاطعها بغضب/ماعاد إلا تقولي بسكن لحالي وبتبرا منكم و--
قاطعته بدورها/ياخي أنا ماقلت كذا بس لما سبت خالد كنت عارفه أيش مستنيني وإذا أنتا قلبك ماتحمل يشوفني بذي الحاله فأنا كمان مارضى لك تعيش مشتت بيني وبين زوجتك وبنتك.. أنتا سويت اللي عليك وزياده ومهما عملت معاك مارح أجازيك.
عصب منها وصرخ بأمر/بسك فلسفه وأنقلعي نامي.
ردت بتنهيده/ طيب قفل عالموضوع وخلينا نتمشى شويه وبعدها بريحك مني لذي الليله.
قتلته ببرودها وحس إنه ممكن يخنقها لو شافها وبعصبيه/ريحيني من ذحين وأحرميني من شوفتك.
ردت بهدوء/الله يحفظك بلا بزرنه ذحين بنزل و--
قاطعها ببرود /تمام ياعاقله بس البزر خلاص راح غرفته.
ردت بعدم إستيعاب/عبادي مو من جدك زعلت من كلامي وبتعاقبني عليه!
رد بنفس البرود/ بيتهيألي أنتي كبرتي وماعدتي طفله علشان أعاقبك.. تصبحي على خير.
رجع من ذكرياته لما سرت في جسمه قشعريرة بارده ذكرته ببروده معاها لما قفل في وجهها الخط بغضب بدون مايسمع ردها ليلتها وحتى لما قابلها الصباح عند جده صقر عاملها بجفاء وبرود وماسمح لها تفتح الموضوع أوتناقشه وحتى بعد ماأعتذرت له أستمر على نفس الأسلوب طول النهار ويادوب كان يكلمها علشان يعرف هي وين أو متى هترجع..
هو وفعلاً كان بيعاقبها على كلامها وأسلوبها البارد اللي بيجرحه بدون ماتحس فيه...
أخذ نفس عميق ومسح وجهه بقوه وهو بيدعي من قلبه إن الله يحفظها وتكون بخير ---
إن شاء الله بنلقاها ياعبدالرحمن
طلع من أفكاره على صوت سند ورد بحده/ إن شاء الله بلقاها وساعتها هتأكد إنها هتكون آخر مره أشوفك فيها.
رد سند بهدوء/ساعتها لكل حادثاً حديث.
إلتفت له عبدالرحمن وشاف ملامح وجهه الجامده والخالية من التعبير وكإنه منحوت من صخر وإنفجر فيه بغضب/مافي حديث غير اللي قلته ومو لإني ركبت معاك نفس السياره تفكر إني نسيت إنك السبب في كل اللي صار.. أختي لو صار لها شي أنا ماهسامحك.. أنا هقتلك فاهم هقتلك..
ضرب الطبلون بغضب وهو يتنفس بسرعه ورجع يلتفت للشباك وغرق في أفكاره الكئيبه ..
إتجاهله سند وشد على الدريكسون بقوه لين إبيضت مفاصله وهو مركز عالطريق بكل حواسه ..
ماكان مهتم بأسلوب عبدالرحمن ولا بكمية الحقد والكره اللي مالي صوته كثر ماكان مهتم بالحقيقه المره اللي رماها في وجهه بكل قسوه !
هو فعلاً كان السبب الرئيسي في اللي صار لأخته.. طفلته البريئه.. حبيبته الطاهره..
ومهما أتطاول عبدالرحمن عليه ومهما قال فهو عاذره ومقدر وضعه الصعب وماله حق يرد عليه لو بكلمه..
مارح ينسى ملامحه الرافضه والمصدومه لما فاجأه في المكان اللي أتفق عليه مع الرجال ولا نسي كيف قفل باب السياره بعنف وإعتراض أول ماأحتل مقعد السايق جنبه بدل ريان ولولا إن حياة أخته عالمحك كان ترك له السياره بكبرها ولا نسي وجهه المظلم ونظراته القاتله كل مايكتشفوا إن بحثهم كان في المكان الغلط و --
صوت الجوال اللي رن قطع أفكارهم وخلى أثنينهم يلتفتوا لبعض قبل مايسحب عبدالرحمن جواله ويفك الخط/ سلام عليكم عبادي ..
"ذا صوتها !والله صوت أخته" أتوسعت عيونه حس بصدمه وإنحبست أنفاسه وعجز عن الرد للحظات وهو يسمع صوتها اللي إتكرر بنفس الهمس/ حبيبي سامعني.. الو
أخذ نفس ورد بلهفه/جوري انتي بخير وينك!
ردت بحنان/بخير أنا بخير وحيةً أرزق ياروحي لاتقلق.
فجأه كل خوفه أنفجر وصرخ بعصبيه/كيف مااقلق ياغبيه بعد اللي سويتيه.
ردت بضحكه/ ياحيا ذا الصوت اللي يرد الروح وربي وحشتني يادب.
شد على أسنانه بقهر من أسلوبها وضحكتها اللي إستفزته وبحده/جوري مو وقت سماجتك أنتي بخير محد س---
قاطعته بثقه/والله بخير وكمان معايا مسدس وإن شاء الله ههرب ذحين بس هسيب الجوال هنا علشان توص--
ما أهتم غير بجزئية الجوال اللي هتتركه وقاطعها بصراخ/ياويلك تفلتي الجوال خليه معاكي ولاتقفلي الخط أبداً
ردت بسرعه/طيب هخليه معايا بس لازم أقفل علشان إتحرك ولاتتأخر عليا سلام.
صرخ بغضب لماقفلت الخط وبسرعه أشتغل عاللابتوب اللي كان موصل بجواله ومجهز ببرنامج تتبع وتحديد مواقع ومكون شبكه مع مكتب أمن مجموعة المنذر اللي متابعين معاه ومع باقي الرجال وصار واصلهم كل شيئ وبعد لحظات طويله جففت الدم في عروقه شافها قدامه وبالأصح الرقم اللي إتصلت منه وكان محدد موقعها بدقه وفي ثواني كل شيئ أتغير.



،


،


،


،


،


صنعاء، السادسه صباحاً



رجع من صلاة الفجر ودخل شرب القهوه مع أمه وظل يتكلم معاها لفتره قبل مايودعها ويودع زوجته وأولاده ويطلع مع صالح اللي أصر يشيل شنطته وبعد ماحطها في السياره ركب في مقعد السائق تحت أنظار أبوه المستغربه/صالح ليش ركبت السياره وين رايح!
صالح بهدوء/ أوصلك للمطار.
رد معاذ بنفاذ صبر/ أي مطار وأنا مسافر حجه (محافظه يمنيه)! صالح مش وقتك أنزل لاتأخرني.
صالح بثقه/ أركب لاتتأخر عالطياره أنا داري إنك مسافر لعمه جوري.


جمد مكانه للحظات قبل مايركب السياره ويلتفت لولده بحده/أيوه ياشارلوك هولمز أيش عرفك إني رايح لعمتك!
حرك صالح وهو يشرح/سمعتك وأنت بتحاكي عمي عبدالرحمن وشفت تأشيرة جوازك .
حس معاذ بضيق من كذبته اللي ماكملت لآخرها وبعد مافهم أمه وزوجته إنه مستلم قضية في محافظة ثانيه ولازم يغيب كم يوم يجي ولده اللي ماطلع من البيضه ويكشفه بذي السهوله، إتنهد براحه/يلا أنت أهون من أمك اللي لو عرفت ماعد تسكت وهاتك سين وجيم مدري من المحامي أنا ولا هي!
صالح بجديه/والمره هذي خير إن شاء الله ماقد وقع علشان تسافر لها!


رد بدون مايلتفت/ ومن قال إنه وقع لها شي! عمتك بخير ومافيها إلا العافيه بإذن الله.

رد بضيق/المره الأوله سافر لها عمي علي ورجعت معه مطلقه ورجلها مكسوره وماخفي كان أعظم والمره هذي الله يستر من سفرتك .. يبه عمتي فيها حاجه وأنت ماتشتيش تقلقنا عليها صح!

رد بهدوء/قلت لك عمتك بخير وأنا بروح علشان أتفاهم مع خالد على زيارات العيال أنت داري إنها خلاص هتستقر معانا ولازم نرتب لها كل شي علشان ترتاح وقلبها يهدا من ناحيتهم.. المهم هذا الكلام محد يدري عنه وأنت لاتقلق وأنتبه للبيت والحاره في غيابي وإذا في شي ضروري تحاكي عمك عبدالملك ولامروان (أخوان جوري بالرضاعة) هم عارفين إني مسافر وبيمروا عليكم كل يوم بإذن الله.

طالعه صالح بعدم إقتناع للحظات قبل يركز عالطريق ويرد بتوتر/مع إني مش متفائل لكن إن شاء الله يكون مثل قلت.

أتأمل معاذ ولده بشرود.. هو أكثر واحد عارف بعلاقته القويه بجوري من صغره وهي بالنسبه له صديقته وكاتمة أسراره وماهيبالغ لو قال إنها أمه الثانيه وخبر زي ذا رح يأثر عليه أكثر من البقيه علشان كذا الأفضل إنه مايعرف سبب سفره.

أصلاً كيف يصارحه باللي صار لها إذا كان هو بنفسه لازال موقادر يستوعب أو يصدق إنها إنخطفت!

جوري إنخطفت!!

على الرغم من إندفاعها المتهور اللي ياما وقعها في مشاكل من صغرها واللي ياما حاول يثنيها عنه بدون فايده إلا إنه ماتوقع ولا في أسوأ كوابيسه إنه بيصير معاها ذا الشيئ!!
وأسلوب عبدالرحمن الغبي في توصيل الخبر وتجاهل إتصالاته لساعه كامله بعدها ماساعده أبداً ولولا إتصال جده صقر وعمه مساعد اللي شرحوا له الموضوع وهم في قمة الحرج والإحساس بالذنب و كان إتجنن لاقدر الله خاصة مع غياب علي اللي بيضطر يقفل جواله لدواعي أمنية مشددة في بعض الأوقات وماكان بيده غير إنه يترك له رسائل مختصره على بريده الصوتي
ويتأمل إنه يراجعه في أقرب وقت .



،


،


،


،



،


كان يسوق بسرعه جنونيه وهو مو قادر يصدق إنها إتصلت!!
أخذ نفس عميق وهو بيتذكر كيف حس إن الزمن وقف في اللحظه اللي سمع فيها عبدالرحمن بيردد أسمها بعدم تصديق..


يد عبدالرحمن اللي عصرت ذراعه بقوه وعدم إحساس وهو يكلمها طلعته من حالة الذهول المؤقت اللي غرق فيه ورجع للواقع على صراخ عبدالرحمن المستنكر وكل اللي فهمه إن طفلته كانت بتمزح معاه !
طفلته إحتفظت بروحها المرحه لآخر لحظه بس علشان تطمنه وتريحه من العذاب في غيابها!
أتمنى لو عبدالرحمن فك الإسبيكر وسمع صوتها بنفسه واتأكد إنها بخير.. كان هيقبل بأي شيئ يوصله منها في ذي اللحظه حتى لو صوت أنفاسها علشان بس يحس إنه عايش !


بعدها كل شيئ أتغير !


عبدالرحمن الوديع رجع لشخصيته العنيفه اللي اتفاجأ فيها مؤخراً أكثر من مره وإنشغل لفتره عاللابتوب والجوال في نفس اللحظه اللي رن فيها جواله بإتصال من فريق الأمن وقبل مايرد إلتفت له عبدالرحمن وكإنه أخيراً اتذكر إنه متواجد معاه في نفس السياره وهو يقول بإنه لقاها!

رد عالجوال وسمع نفس الجمله منهم وقفل وعيونه مافارقت النقطه الحمراء اللي ظهرت على شاشة اللابتوب وسمع بتركيز سيل الكلمات الجارف اللي طلع من عبدالرحمن وهو بيدله على مكانها وبيحكي عن اللي قالته وهو موقادر يستوعب أو يصدق اللي بيسمعه منه!
مسدس!


والأهم إنها هتهرب منهم!!!


معقول بتقدر تهرب منهم!!!!

ولا هذي مجرد كذبه بترفع فيها معنويات أخوها !
في البداية ظن إنها فعلاً كذبه لكن لما بدأت النقطه الحمراء الصادرة عن الجوال تتحرك بثبات على شاشة اللابتوب وبتوضح مسارها بكل دقه ووضوح أخذ نفس مريح بمعنى الكلمه لأول مره من ساعة اللي صار ..

كان عبدالرحمن يكلم أخوه ويبشره بالخبر بفرح وبمجرد ماقفل معاه إلتفت عليه بإبتسامه/بشرت جدي وعم مساعد!

هز رأسه بنفي/لاصارت معنا بإذن الله ببشرهم.. ممكن تتصل عليها لأجل نتطمن.

أختفت إبتسامته فجأه وبتوتر/إتصلت وماردت، أكيد مركزه في السواقه مابغى أربشها.

هز رأسه بتفهم ظاهري وبالقوه منع نفسه لايطلب منه الرقم علشان يتصل عليها بنفسه ويرتاح من القلق لكن حركتها عالشاشه طمنته وغرق في أفكاره لفتره و --
وقفت!!

إلتفت لعبدالرحمن اللي صرخ فجأه وكرر كلامه/ وقفت
جوري وقفت.. ليه وقفت فجأه.

رد سند بأمر/أتصل عليها ياعبدالرحمن.
أتصل عليها بسرعه ورجع لللابتوب وبغضب/يرن وماترد هذي بتموتني.
المستشفى، بعد المغرب


خلص صلاة وظل يتناقش مع ريان وسامر في آخر المستجدات وبعدها راح يتطمن على أبوه ولقي الكل عنده جده وأعمامه وأولادهم وبعد ربع ساعه إستئذن منهم وطلع..
كان أبوه في الدور الثالث وجناحها في الدور الخامس تجنباً لأي لقاء بين أحد من أهله اللي ماعندهم فكره عن اللي صار وبين عبدالرحمن وأخوه اللي وصل الصباح بعد ماكل شيئ إنتهى على خير، أتصل على معاذ وقال إنه نزل يجيب قهوه وأتفقوا يتقابلوا عند عبدالرحمن اللي كان منتظر برا جناحها لإن جدته وأمه وثريا عندها..
سلم على الحرس الواقف جنب المصعد والمنتشرين في الممر وطمنوه عالوضع وشاف عبدالرحمن جالس على نفس الكرسي من وقت مانقلوها على جناحها وكان ساند مرفقيه على ركبه ودافن وجهه بين إيديه ومنعزل عن اللي حوله بشكل كامل.

كان يدري بحقيقة مشاعر عبدالرحمن ناحيته واللي عبر عنها بصراحة لأكثر من مره خلال اليومين اللي فاتوا ومتأكد إنه أخر شخص ممكن يرحب بشوفته الحين خاصةً بعد إنفجاره الأخير وهي في غرفة العمليات ومع ذلك هو لازم يواجهه ويكسر الجدار اللي إنبنى بينهم فجأه وخرب كل اللي رتب له قبل ماتنخطف..


أما عبدالرحمن فكان في عالم ثاني..

كان حاط السماعه في أذنه وبيسمع مقاطع صوتيه كان مسجلها له ولجوري وهم يغنوا ويستهبلوا ويتثقالوا على بعض في كذا مناسبه ومع كل كلمه كان يسمعها كان يسترجع ذكرياتهم ومواقفهم وقلبه يغرق في الحزن أكثر وأكثر..

وإنتهى التسجيل وهو لازال غرقان في ذكرياته وأفكاره..
المره ذي كان ممكن يخسر أخته الأبد !

كان هيخسرها بسبب عواطفها الغبيه وقلبها اللي بيتحكم في كل تصرفاتها!

كان هيخسرها بسبب تهورها المجنون اللي رافضه تتخلى عنه واللي كان بيطلعها من مصيبه علشان يوقعها في الثانيه بدون أدنى أهتمام بالنهاية اللي رح تواجهها !

تهورها اللي رافضه تتخلى عنه بغض النظر عن ا--



عبدالرحمن..

إنتفض بقوه لما حس بهزه على كتفه وسمع أسمه بيتردد ولما رفع رأسه شاف سند واقف جنبه وأتذكر إن أهله معاها ووقف بخوف/ صار لها شي!

هز رأسه بنفي/ مافيها إلا العافيه بس حبيت أطمن عليك.
رمى نفسه على الكرسي براحه ممزوجه بإحباط وقلق من وضعها فرغم إن حالتها ماكانت خطيره مثل ماتخيل أول مالقاها والدم مغرقها وفي الأخير إتضح إنها رصاصه في الكتف وماأخذت منهم وقت في المستشفى علشان يطلعوها ويوقفوا النزيف ويعالجوا جرحها إلا إنها لازالت نايمه من وقت ماطلعت من غرفة العمليات لحد ذحين !

كان خايف يصير لها زي زمان وتدخل في صدمه وتنام و--


قطع سند أفكاره من جديد/وش رأيك تنام شوي وترتاح علشان لما تصحى تكون جنبها بصحتك ولاتخاف الكل بيظلون معها.

سند رأسه عالجدار وبمراره/ والله أخاف أنام وأصحى ألقاها سوت مصيبه جديده..

عذره سند وطالعه بتفهم وهو بيأخذ نفس عميق ويغمض عيونه بتعب / من صغرها وهي بتتحرك في كل مكان ومشاكلها كثيره وماتخلص مهما حاولنا نبعدها عنها ومن صغرها وهي بتتفنن في شد أعصابنا واحنا منتظرين مشكلتها الجايه وعلشان كذا سميناها مغناطيس المشاكل.. وكل مشكله كانت لازم تنتهي بإصابة شكل..

إتفاعلت كل حواس سند بتركيز مع عبدالرحمن اللي إنطلق لسانه بالكلام بشرود/مره أغمى عليها بسبب ضربه على رأسها ومره خلعت كتفها ومره حرقت رجلها بشكل خلاها عاجزه عن المشي بشكل طبيعي لمدة ثلاث أسابيع..

عقد سند حواجبه بضيق وهو بيتخيل كمية الألم والعذاب اللي مرت فيه مع كل كلمه بيحكيها عبدالرحمن عنها..

طفلته كان لها تاريخ قديم وطويل مع المعاناة بيبدأ من صغرها..

ومع كل كلمه بينطقها عبدالرحمن كان إهتمام وقلق سند بيزيد!


إهتمام لإنه بيسمع عنها وعن طفولتها وذا الشيئ بيسعده وبيعني له الكثير وحس بسعاده غريبه وهو بيعرفها بشكل أقرب..


وقلق لإن ملامح عبدالرحمن وطريقة كلامه ماكانت تبشر بالخير، خاصةً بعد ماوقف وصار يتحرك ويدور مثل عقارب الساعه بدون توقف وصوته يرجف وعيونه محتقنه بالدموع وكان خايف ينهار مثل ماإنهار الصباح وأغمى عليه وعلى ذا المعدل رح يتعب بشكل أكبر وبيصف جنب أخته..

رجع يركز مع عبدالرحمن اللي تابع بضحكه غريبه/ذي كلها كانت بسيطه مقارنه بالمره اللي خلت جارنا يرفع عليها السلاح بسبب غبائها وتهورها ولولا لطف الله كانت راحت فيها ل--



رن جواله وقطع إفكاره وإنتبه لعبدالرحمن اللي لازال متابع كلامه بشرود ولما شاف أسم ريان عالشاشه عرف إنه شيئ مهم ولازم يرد عليه، وقف وربت على كتف عبدالرحمن علشان يركز معاه وبهدوء/بكلم ريان وبرد نكمل كلامنا إن شاء الله.


وراح وعبدالرحمن يطالعه بعدم إستيعاب قبل مايرجع يغرق في ذكرياته من جديد.



،



،

كانت تمسح رأسها بحنان وهي وهي تكلمها بعتاب/بسك رقاد يمه قومي


قفلت أم سند المصحف وردت بصوت مبحوح من كثر البكاء/تلقينها ماذاقت النوم والله يعلم وش صار لها ووش شافت وهي مع هاللي مايخافون الله.


ردت ثريا بهدوء/ قولوا الحمدلله اللي ردها لنا بالسلامه وهذي هي قدامكم مافيها شي والدكتوره طمنتنا عليها و----


قاطعتها جدتها بإستنكار /شلون مافيها شي وهي بهالحاله.


ردت بنفاذ صبر/ عالأقل صارت معنا وقدامنا بدل القلق والخوف اللي عشناها وهي بعيده عنا وماندري وين أراضيها فاحمدوا ربكم وامسحوا هالدموع تكفون.


إنطلقت إلسنتهم بالحمد والشكر وأخذت ثريا نفس عميق وهي تحاول تتحكم في دموعها.. خطف جوري وحالة ديما الهيستيريه وإنهيار أبوها المفاجئ ضغطوا على أعصابها بشكل كبير ودموع أمها وجدتها اللي ماوقفت ماساعدتها عالإسترخاء ومن وقت ماجابهم سند عالمستشفى وهي تحاول تقنعهم إن جوري بخير ووجودهم المستمر بيضايق أخوانها ومع ذلك ماسمعوا وحلفوا مايتركوا جوري ويرجعوا البيت إلا وهي معاهم..


إتنهدت وبعدت خصلات شعر كانت طايحه على وجه جوري الغايبه عن الوعي، سند ماحكى لهم أي تفاصيل عن اللي صار ولا شلون لقوها كل اللي قاله إنها بخير وفي المستشفى ولما وصلوا عرفت ليه أحتفظ بتفاصيل وضعها الصحي لنفسه.. أمها وجدتها إذا عرفوا بإنها إنصابت برصاصه بيصير فيهم شيئ و--



يمه جوري


إلتفتت لجدتها اللي طلعتها من أفكارها وإتنهدت براحه لما شافت جوري بتفتح عيونها وإستدعت الدكتوره ومسكت جوالها وإتصلت على سند وإبتسمت وهي تتخيل ردة فعله عالخبر..




فتحت عيونها وقفلتها عدة مرات وهي تغطيها بيدها وبتحاول تتفادى الضوء اللي أزعجها وعقدت حواجبها بإستغراب لما سمعت الأصوات اللي إتعالت حولها فجأه!

رأسها وجسمها كله كان يوجعها وحست بإيديها وكإنها مقيده ولما إعتادت عيونها عالضوء نقلت نظراتها بحيره بين جدتها وأمها منيره وثريا اللي إلتفوا حولها وكلهم بيسألوها نفس السؤال لكن بضيف مختلفه..


شلونك الحين!!


أنتي بخير!!


وش تحسي فيه!!


الحمدلله على سلامتك!!


طالعتهم بإستغراب/إيش --

غمضت عيونها بتعب وماقدرت تكمل جملتها بسبب جفاف حلقها اللي ماخلى صوتها يطلع، حست بشيئ يضغط على شفايفها وثريا تكلمها بحنان/بسم الله أشربي شوي شوي.

ماصدقت خبر وسمت وشربت وهي حاسه بإن الموقف ذا مر عليها قبل كذا وبعد لحظات حست نفسها أحسن وإن كانت لسا مو فاهمه سبب وجودهم في غرفتها و--


آآآه

فلتت منها صرخة ألم لما حست بطعنه في صدرها!

كانت مستنده على إيديها وبتحاول تعدل جلستها لما إتهاوت عالسرير وسمعت صوت ثريا وكإنه حلم وهي تخاصمها/لاتتحركين.


ساعدتها ترتاح وعدلت المخدات وراء ظهرها وهي تتابع/بعدك تعبانه وجسمك خامل لاتشدين عليه.

عدلت أمها منيره الشراشف عليها وبحنان/أرتاحي يمه أرتاحي.

شدت على إسنانها بقوه وهي بتحاول تتجاهل الألم اللي بيضرب في رأسها بقوه غريبه وأخذت نفس عميق وبتساؤل/ أيش فيه! أنا ليه تعبانه وأنتوا أيش جابكم غرفتي!

ردت جدتها بعتاب/ماتبين تشوفينا يالعوبا!

مسكت يد جدتها اللي كانت تمسح رأسها بحنان وباستها بإعتذار/الله المستعان ياجده وربي موقصدي.. بس موعوايدك تطلعي غرفتي وإستغربت و--
جده ليه تبكي! وأنتي يمه! ثريا أيش فيه!

سألتهم بإستغراب وخوف من دموعهم المفاجئه!!


رجعت ثريا خصلات شعرها وراء إذنها بهدوء/مافي شي بس إحنا بالمستشفى مو بالبيت حبيبتي.


طالعت ثريا اللي مستمره في ترتيب شعرها وبعدم إستيعاب/مستشفى! ثريا سيبي شعري وأهرجي عدل.

بعدت يد ثريا عن شعرها وإتلفتت حولها وإنتبهت لريحة المعقمات اللي ملت خشمها فجأه وللسيروم المشبوك في يدها وجمدت نظراتها عالدكتوره والممرضه اللي دخلوا عليهم !
مالت عليها ثريا بهمس/أنتي نسيتي وش صار لك لما كنتي مع ديما!




ديما !!!!!!


كلام ثريا إستحضر لعقلها لقطات سريعه ومشوشه..


اللي قطعوا عليهم الطريق..



بكاء ديما ورعبها..


المزرعه..



هروبها مع حمد ال--


شهقت بقوه لما أتذكرت كل شيئ وسألتها الدكتوه بإهتمام/حاسه بشي! إذا الألم زاد هعطيكي مسكن.

هزت رأسها بنفي وبدأت الدكتوره تفحصها وتسألها بشكل روتيني عن حالتها و هي جاوبت عليها بإختصار وبذهن غايب.. بالها كان مشغول بشيئ أهم وأخطر ووجود أهل أبوها مساعد وهي بذي الحاله زاد الطين بله وحسسها بعدم الراحه..

وبعد ماطمنتهم الدكتوره على وضعها وطلعت شدت يد ثريا وسألتها بتوتر / عبادي هوا اللي جابني هنا صح!

إترددت ثريا لثواني قبل ماتهز رأسها بموافقه في الأخير هي ماكذبت ووجود سند ساعة مالقوها مايغير من واقع إن عبدالرحمن فعلاً هو اللي جابها المستشفى.

اتوترت جوري فجأه وطالعت ثريا بتساؤل/هوا ماقال شي! طيب ماسمعتي شي من أبويا مساعد أو.. أو أخوكي.. أبو بدر!

نطقت أسمه بتردد هامس خلى ثريا تنحني عليها وتسألها بقلق/ شي مثل وشو بالضبط!

فركت جبينها بتفكير للحظات قبل ماتصرخ فجأه/ أشيائي فينها! لايكون رميتوها!

طالعتها ثريا بإستغراب/إذا تقصدين الأغراض اللي كانت معك يوم لقوكي فهي هنا بس وش ت--

قاطعتها وهي تهز رأسها بإيجاب / أعطيني ياها جيبيها.

سحبت كيس من الدرج وأعطته جوري اللي خطفته منها وهي تفحص محتوياته بتوتر غريب قبل ماتتنهد براحه واضحه وتضم الكيس لصدرها بقوه و


آآه


صرخت للمره الثانيه وحست بألم رهيب منتشر في صدرها وذراعها الشمال اللي ماقدرت تحركها وإتذكرت إن الدكتوره ماقالت لها نوع إصابتها واللي بسببها جات المستشفى أو يمكن قالت لها بس هيا ماركزت معاها!!!

أخذت منها ثريا الكيس ورجعته مكانه ومنعتها تفك ياقة قميصها ومالت عليها بهمس/أنتي شكلك مو بمتذكره وش صار، خل عنك اللقافه وبعدين بقلك.

طالعتها بعدم فهم للحظات وهزت رأسها بموافقه لما غمزت لها ثريا وإلتفتت لجدتها اللي عاتبتها بعصبية/أركدي شوي يامال العافيه لا بالعصا الحين..

أخذت نفس عميق قبل ماترد بإبتسامه خفيفه/عصاتك ذي ورايا ورايا ياجده حتى هنا!

زفرت بضيق/ويوم إنك تدرين إنك بالمشفى وحالتك بالبلاء وراء ماتمرضين مثل باقي خلق الله وتتركين عنك هالحوسه.

ردت ثريا بلعانه/وأنتي صادقه يمه بس أبو طبيع مايخلي طبعه.

طالعتها جوري بصدمه/هيي أنتي لاتشبيها تراها موناقصه.. يمه شوفي بنتك السوسه.

مسحت أم سند دموعها وبحنان /أذكروا الله وإتركوا بنيتي بحالها ولاتتعبوها أنا ماصدقت فتحت عيونها وسمعت صوتها.

مسكت جوري يدها وبرجاء/ياعمري أنتي ليه الدموع بس ! يمه شوفيني بخير ومافيا إلا العافيه.

ضمتها أم سند ورجعت تبكي بحرقه من جديد وإنضمت لها الجده وثريا اللي أخيراً إنفجرت وصارت جوري تهديهم وهي ماسكه نفسها بالقوه لاتبكي معاهم كمان.

وبعد فتره جفت دموعهم أخيراً ووقفت الجده / بخرج لعبادي وأبشره بقومتك بالسلامه.

شهقت جوري بقوه/عبااااادي كيف نسيته! فينه! هوا كويس !


ضحكوا عليها وردت ثريا/ أخوكي برا وأكيد عرف إنك فقتي وشوي وبيدق الباب علينا والأحسن نتركم لحالكم.
طالعتها جوري بعتاب/الله يسامحك كان قلتي ليه ساكته من أول.

ردت بتكشيره/كنت مشاركه في حصة بكاء جماعي وموبفاضيه.

غطت الجده وجهها وردت أم سند بإبتسامه/أكيد أمي بتم معكم وحنا اللي بندخل.

طالعتها ثريا بمرح/أخ منك يمه ماتبين تفوتين أهم لقطه بالفيلم الهندي اللي بيصير الح--

قطعت كلامها وضحكت لما دق الباب وتبعتهم جوري بنظراتها لما إنسحبت مع أمها منيره وأختفوا في غرفه جانبيه كإنها غرفة إستقبال وأخذت نفس عميق وإبتسمت بشوق لشوفة تؤام روحها.
كان حاس بتعب موطبيعي وبرأسه هينفجر من الألم.. وأتمنى لو أهل عمه مساعد يرجعوا بيتهم علشان يقدر يشوفها ويجلس معاها طول الوقت براحته.. يبغى يكون موجود لماتفتح عيونها ويكون أول واحد تشوفه زي ماقالت له مره و--


السلام عليكم


رفع رأسه وهو يرد السلام اللي قطعه فجأة وبصدمه/ علي!!


وقف وشاف معاذ اللي حط أكواب القهوة على طاوله صغيره وهو يرد مرح/أيش رأيك في الهدية اللي جبتها مع القهوه .

أتقدم بخطوات مهزوزه وسلم على علي بلهفه/الحمدلله على سلامتك.

ضمه علي بقوه وهمس له بلهجه مطمنه/الله يسلمك ويسلمها من كل شر..

غمض عيونه براحه للحظات قبل مايتذكر كل العذاب اللي مر فيه وبسرعه بعد عنه وبعصبيه/ وين كنت ! أنت داري كم مره أتصلت عليك!

أيش فايدة الجوال إذا كان مقفل ومحد قادر يوصلك!

أتأمل علي ملامحه المتعبه ودقنه المهمل وعيونه الحمراء وبهدوء/ أنت داري إني بضطر أقفله أوقات!
رد بعصبية/المفروض يكون في بديل لمثل ذي الحالات.
هز رأسه بموافقه/ معي رقم ثاني بس انت ما حاكيتني عليه.

سأله بإستغراب /أي رقم ثاني!

إلتفت لمعاذ اللي رد بضيق/رقم الطوارئ اللي مع أختك.

كرر وراه/رقم طوارئ!

غمض عيونه للحظات وبعدم تصديق/رقمك مع جوري وأنا من أمس بحاول أوصلك زي المجنون!

طالعه ببرود/وأنت تظن إني هجازف مره ثانيه وأخليها تبعد كل هذي المسافه بدون ماتقدر توصلي وين ماكون وفي أي وقت !

رد بمراره/حاشا وكلا.. لازم تجي تنقذها كالعاده و--

قاطعه ببرود/مش وقت جنانك ذحين وأهدى والحمدلله إنها رجعت بخير وسلامه.
ضرب عبدالرحمن الجدار بقبضته وبصراخ/لوكنت مكاني كنت إتجننت وأنت ماتدري أختك في أي خرابه.. كنت مت ألف مره وأنت عارف إن في شوية كلاب بيحاولوا يغ

قطع كلامه لما سحبه معاذ بحركه مفاجئه من قدام علي اللي عاقد ذراعيه على صدره وبيتأمله بصمت.

في البداية فضل يشرب قهوته بهدوء علشان يعطي عبدالرحمن فرصه يستوعب فيها وجود علي اللي هيحسسه بالراحه والأمان لإن علي كان بيمثلهم ذا الشيئ من صغرهم بس لما شاف تصرفه ماقدر يجلس مكانه أكثر كذا مع إنه مقدر الحاله اللي وصلها أخوه ويدري إنه أتحمل فوق طاقته وصار على حافة الإنفجار خاصةً بعد نومة جوري اللي طولت لكن إنه ينفجر في وجه علي بالذات فذا إختيار جداً سيئ ولأبعد حد، وبهدوء/عبدالرحمن خلاص بسك هباله سمعت بنا خلق الله.

دفه عبدالرحمن وأشر على علي بقهر/ وكإنه مهتم بهم هو وبروده ذا.

طالعه معاذ بعتاب/ أختك ورجعت بالسلامه ليش قلة الأدب وطولة اللسان.

رد علي ببرود/خليه يامعاذ، أيوه ياعبدالرحمن أيش كنت بتقول.

إتنهد معاذ بيأس من علي وبروده اللي هيعصب عبدالرحمن أكثر وبضيق/علي يرحم أمك مش وقت إستفزاز.

طالع علي بتحدي في عبدالرحمن اللي عيونه بتقدح شرار وقبل مايفتح فمه ويرد عليه شحب وجهه فجأه لما شاف الدكتوره والممرضه بيدخلوا جناح أخته بسرعه لجمت لسانه وشلت عقله خاصةً لما رن جواله بأسم سند، بلع ريقه ورد بصعوبه / هلا سند.

سند بهدوء/أختك صحيت وتقدر تدخل تشوفها الحمدلله على سلامتها.

قفل سند وجلس عبدالرحمن على أقرب كرسي بعد ماحس بوهن في رجوله وكان هيطيح من طوله وطالع علي ومعاذ وبهمس/صحيت جوري صحيت.
إبتسم معاذ براحه/ الحمدلله رب العالمين.
تركهم عبدالرحمن وإنزوى في كرسي بعيد عنهم وإحداث اليومين اللي فاتوا بيهاجموه بضراوه.
بينما معاذ جلس يحكي لعلي اللي صار من البدايه وعن عمه مساعد اللي منوم في نفس المستشفى وعن أهله اللي ماتركوا أخته من وقت ماطلعت من غرفة العمليات--


قاطعه علي بهدوء/ بعدين نكمل .

راح للدكتوره اللي خرجت من عند أخته وسألها عن حالتها بالتفصيل وبعد ماراحت إلتفت لمعاذ بأمر / شرف لنا طريق.

مشي وهو يرد عليه/ماعليك داخل في غرفه للنسوان بيجلسوا فيها ومابنلقى إلا أمي وديمه الله يحفظها .

دخل معاذ بعد مادق الباب وسمع صوت جدته يهلي بهم وإبتسم بمرح أول ماشاف أخته جالسه في سريرها وتطالعه بصدمه/معاذ!!

فركت عيونها بعدم إستيعاب لما شافت أخوها معاذ يمشي ناحيتها "معاذ! معقول عبادي كلمه!"وإتأكدت إنه حقيقه مو خيال لما ضمها بحنان/الحمدلله على سلامتك ياقلبي.

حست بطعنه في قلبها من كمية الألم والخوف والراحة اللي سمعتها في نبرته ودفنت وجهها في صدره وضمته بقوه بدون ماتهتم بوجعها/الله يسلمك من كل شر ياعمري.

إتنهد براحه لما إتمسكت فيه بقوه .. أخته أخيراً فتحت عيونها وردت عليه..

على كثر مافرح لما سمع إنهم لقوها أخيراً على كثر ماكان هيتجنن لما عرف إنها في غرفة العمليات بسبب الرصاصه اللي في كتفها ولما وصل المستشفى ولقي عبدالرحمن فاقد الوعي لإنه ماتحمل الضغط إتجنن زياده وهو مو عارف يفكر في مين فيهم، بعد عنها واتأمل ملامحها المصدومه من شوفته وبمرح/ ذبحتي أم النوم ياشيخه.. لو كان طولتي شويه كمان كنت فلتك ورجعت صنعاء.

سألته بإستغراب/ليه أنتا متى جيت وأ--


كيف حالك يمه وكيف صحتك.

إلتفتت ناحية الصوت اللي أخترق سمعها فجأه وقطع كلامها وطالعت بصدمه في علي اللي واقف يكلم جدتها وماتدري من متى!

ماقدر معاذ يمسك ضحكته لما شاف عيونها اللي أتوسعت بصدمه و هي ترمش بدون توقف وفمها المفتوح ببلاهه، مد يده وقفل فمها ومن بين ضحكه/خير يافاغره مسويه مصيدة ذباب بفمك ذا .

غمضت عيونها بإحباط"كنت في معاذ صرت في علي"
علي بهدوء/إذا تعبانه نخرج ونرجع لما ترتاحي!

إبتسمت بإحراج/ أنتوا راحتي ودوايا بس بصراحه لسا ماأستوعبت إنكم جيتوا علشاني.

ضمها بحنان وباس رأسها/الحمدلله على سلامتك وماتشوفي شر ياقردتي.. بعدين إذا ماجينا علشانش نجي لمن!

ردت بهدوء/ربي يسلمك والشر مايجيك أنتا الحمدلله على سلامة الوصول .

ردت الجده بعتاب/بسم الله عليها من القراده شفيك عليها ياعلي البنت توها قامت ، وأنتي يالعوبا تردين عليه بعد!

ضحك معاذ وبمكر/من علي تقبلها وأنا لاقلت لها قرده تقلب صورها (تكشر وتقلب وجهها)وتجلس تبربر.

ردت جوري بشرود / حتى ذي هتستكثرها عليا أنتا كمان.

نقل نظراته بإستغراب بينها وبين علي اللي كلمها بهدوء/كان كلمتيني وقلتي إنك فقدتينا وكنا جينا قبل بوقت.

باست كف علي وإحتفظت بها في يدها وطالعته بصمت.. كانت متعوده على أسلوب عتابه الملتوي والبارد واللي كان دائماً بينجح في إصابتها في الصميم وبيحسسها بالذنب.

وهو قرأ نظرة الإعتذار اللي إترسمت في عيونها بوضوح ماخفي عليه.. لطالما كان معجب بكبريائها وعزة نفسها اللي ماكانوا يسمحوا تتنازل وتخضع لأحد مهما كان وضعها ومع ذلك كانت إذا غلطت بتملك قدره عجيبه على الإعتذار وبشده لحد ماتتأكد إن إعتذارها لقي القبول من الطرف الثاني.

سألته الجده/أبوك صقر يدري إنك وصلت بالسلامه!

هز رأسه بنفي/ كنت أشتي أطمن على أميرتنا قبل كل شي.

حست بعقده إتكونت في حلقها من كلامه وشتت نظراتها بعيد عنهم وهي تحاول تقاوم دموعها اللي بتهدد بالنزول في أي لحظه، كحت وسلكت حلقها قبل ماتسأل جدتها بقلق/ كيف أبويا يارب مايكون تعب بسببي!

ردت عليها بتنهيده/الحمدلله مافيه إلا العافيه لاتحاتين وأنتبهي لعمرك.

إبتسمت براحه/ الحمدلله طيب وديما كيفها لاتكون لسا مغمى عليها من ساعة ماسبتها!

حاولت تخلي جملتها الأخيره مرحه أكثر من
ماكانت عليه في الواقع بس شكلها فشلت لإن جدتها زفرت بضيق مسموع ومعاذ إتغيرت ملامحه قبل مايعطيها ظهره و

وقفت افكارها بسبب الباب اللي إنفتح فجأه وأشرق وجهها بإبتسامه عريضه لما دخل عبدالرحمن وصرخت / عبادييييييي .

إتحركت في مكانها بحماس ومدت له يدها بشوق وهي تتابع /بطلي ومنقذي المغو---


الكف اللي نزل على خدها قطع جملتها وأتردد صداه بقوه مع شهقة جدتها المصدومه وصراخ معاذ المستنكر وهو يسحب عبدالرحمن اللي ضرب جوري!!!!


كانت هتطيح من السرير من قوة الكف اللي جاها لولا علي اللي حاوطها بإيديه وثبتها مكانها بقوه.

مسكه معاذ بغضب/أنت مجنون ليش تضربها ي---

قطع عبدالرحمن كلامه بصراخ/ هي اللي جننتني بغبائها .. هي اللي مش راضيه تبطل جنان .. أشتيها تفهمني أيش مشكلتها بالضبط لإن هذا ثاني مره تسويها.. قلها ليش عادتها !! قلها ليش بترمي نفسها بدل الناس مره بعد مره بدون ماتفكر وتسأل على أحد!

رد معاذ بحده/ذا الكلام مش وقته بعدين نتفاهم.

كان يتضارب مع معاذ بعنف وأخيراً إتخلص منه وهجم على جوري من جديد ودموعه تنزل بقهر/ ليش كذبتي عليا ! ليش خلفتي وعدك لي!! أنتي وعدتيني وعدتي--


قطع كلامه لما حس بأحد سحبه من رقبته بقوه وطلعه برا !!


جات عيونه على عيون علي اللي صار فجأة على مستوى نظره وجمد مكانه للحظات من الغضب اللي لمحه في عيونه وهو يكلمه ببرود / بتتمرجل عليها وتضربها في تعبها ياسبع!

رد بصوت مخنوق/أنت مش داري باللي سوته و--

قاطعه بقوه/مهما سوت يدك ماتمدها عليها ولاحتى تلمسها وإذا غلطت تحاكيني وأنا أتفاهم معاها.

حاول يخلص نفسه من إيدين علي ووجه له ضربات عشوائية ماأثرت فيه وبغضب/ أضربها ولا أموتها هي أختي وأنت مالك دخل ولا حق ع--

قاطعه معاذ بحده/عبدالرحمن بغير قلة حيا والزم حدودك.

وإلتفت لعلي وتابع وهو بيبعده عن أخوه بصعوبه/ لاتأخذش على كلامه هو ماكانش يقصد هو مش بوعيه ولا داري أيش بيقول.

إتجاهله علي وضغط على رقبة عبدالرحمن بقوه أكبر لدرجة إنه صار يكح ويتلوى بين إيديه وهو يكلمه ببرود/أنا لي الحق أتدخل في الصغيره قبل الكبيره في حياتها ومش لإني سمحت لك تجلس معاها هانا صدقت نفسك ونسيت أنا من أكون لها ياجاهل .

إحتقن وجه عبدالرحمن بالدم وصار يجاهد علشان يخلص نفسه ويسحب أنفاسه اللي ضاقت بسبب ضغط علي المستمر على رقبته وكلام علي نزل على دماغه زي الصواعق وهو يتابع ببرود/ أنت اللي بأي حق بتتحاكى والغلط راكبك من ساسك لرأسك! بأي حق بتحملها نتيجة غلطك وأهمالك!بأي حق بتلومها عاللي وقع لها وأنت السبب فيه!

سكت للحظات وزاد ضغطه على عبدالرحمن اللي إختنق و صار يتلوى بين إيديه بعجز قبل مايتابع/ اللي مثلك المفروض يعتذر ويتسامح منها وأنت عاد لك عين تواجهها وتفعل بها هكذا وقدامي ب--



علي يابوك خلص أتركه قبل لايصير فيه شي.


إلتفت علي لجده صقر اللي ربت على ذراعه وقاطعه برجاء قبل مايصرخ فيه معاذ وهو يسحبه بقوه/علي خلاص فلته هيموت في يدك يا مجنون و--
علي..

شق صوت جوري الأجواء المشحونه بالغضب والتوتر والقلق وجذبت إهتمام علي اللي إلتفت لها بأمر/ أدخل--

قاطعته بتعب/ علشاني ياعلي... سيبه علشاني..

ظلت مكانها للحظات قبل ماتدخل وتقفل الباب وهو أخذ نفس عميق وخفف قبضته عن عبدالرحمن وببرود / علشانها بس..

وفجأة شال إيديه عنه وتركه يتهاوى ويتكوم عالأرض وهو يشهق ويكح بقوه، وببرود / هذي المره شفعت لك عندي لكن إذا أنت باقي على عمرك لا عاد تخليني المحك يا--


ترك جملته معلقه لكن نظرة الإزدراء اللي رماه على عبدالرحمن قبل مايروح بينت رأيه فيه بوضوح.
دخل جناحها واتفاجأ بالحريم قدامه وأعطاهم ظهره ورجع فك الباب/ عفواً يمه سامحوني.

صرخت الجده بخوف/الحق جوري ياعلي.

إلتفت بحده وشاف أخته طايحه عالأرض بعد مابعدوا الحريم عنها وبخطوه واسعه قطع المسافه اللي بينهم وشالها بين إيديه وبحنان/فلته علشانش ياأميرتي لاتخافي عليه.

الجده بعصبية/كله من هالعبادي لابارك الله في شيطانه.

نيمها عالسرير وضغط زر إستدعاء الممرضه وهو يكلم جدتها بهدوء/خلاص يمه سار وماعد يجي وهي إذا أرتاحت شويه بترجع بخير لاتق--

قطع كلامه لما ضغطت جوري على يده وهمست له/علي طلعني..من هنا.. وجيب عيالي.
رد بحنان/أبشري ياروح علي أنتي بس--

قطع كلامه لما إنتبه لبقعة الدم اللي بدأت تتكون في صدر روبها لكفها اللي إتلوث بالدم لما سحبت منه إبرة المغذي وأخذ منديل وصار يمسح يدها بهدوء، إنحنى عليها لما مسكت يده وشدته ناحيتها وهي تهمس من بين شهقاتها بإصرار/علي روح... جيبهم.. ذحين..


حس بنفسه يحترق من الداخل وهو يشوفها ولأول مره من سنين في ذي الحاله..

وجهها الشاحب وأنفاسها المقطوعه ورجفتها الواضحه وعيونها اللي فاضحه خوفها وضياعها..

طلب من جدته تروح للحريم ومنع الممرضه تقرب منها ورفعها بحذر وسندها على السرير وحاوط وجهها بكفوفه وبهدوء/بسوي كل اللي تشتيه بس أنتي أهدي وأتنفسي.. أنا معش لاتقلقي.

سحبت أنفاسها ببطئ قد ماتقدر وغمضت عيونها وصوته بيتردد على مسامعها بنبرة عميقه وواثقه جلبت لها الراحه والهدوء وبعد فتره رفعت له رأسها بعد ماإنتظمت أنفاسها ورجع اللون لوجهها وبهمس/علي طلعني من هنا و--

قاطعها وهو يمسح خدها بحنان /إذا وعدتي تسمعي كلامي بدون نقاش من عيوني ذحين أطلعك.

هزت رأسها بموافقه وبإحراج/خلاص روح لأبويا طمنه عليا عبال ماصلي.

نادى الممرضه وإلتفت لجوري بأمر/أول خليها تشوفش وبعدها صلي وأنا شويه وراجع بإذن الله.

طلع بهدوء زي مادخل وبمجرد ماقفل الباب جاتها جدتها وأمها منيره وثريا وعيونهم الدامعه بتحكي لها أشياء فضلت تتفاداها بصمت وغمضت عيونها وإستسلمت لإيدين الممرضه بإمتنان ..
السادسة صباحا


كان جالس على حافة المكتب بيتأمل سلسالها الغالي بنظرات لو كانت ملموسه كان ذوبت المعدن من حرارتها الحارقه..

كانت عيونه مسمره على جملة تؤام روحي اللي مكونه شكل قلب نازل منه حرف عين بيحتضن داخله ورده جورديه صغيره!!

من أول مره شاف السلسال عرف إنه تصميم خاص وله قيمة عاطفيه عندها..

ولما كانوا في البر وحب يعتذر لها ورجع لها السلسال مع ثريا ورفضت تأخذه سمع حكيها عن أهميته واللي بيعنيه لها وكلماتها إنحفرت داخله ومانسيها لليوم..

قالت إن صاحبه لبسها ياه بنفسه ووعدها إنه بيظل معها رغم بعده عنها وعلشان كذا ماشالته من مكانه!

قالت إنه الشاهد على حياتها وإنه كان مصدر قوتها وفرحها!

ومن يومها وهو بيتسآل عن هوية صاحب السلسال!

بيتسآل عن هوية الشخص اللي سمته تؤام روحها واللي خصته بكل مشاعر الحب والإحترام!

ولما سمعها بتحكي للأدهم عن علي راح تفكيره تلقائياً ناحيته لكن ظل مجرد شك..

وكان كل مازاد إهتمامه وإنشغاله بها كل مارجع يتسآل ويشك فيه، لكن اللي صار أمس قطع الشك باليقين وصار متأكد من هوية صاحب السلسال..

إتذكر فرحته بخبر صحيانها وكيف بشر أبوه وعبدالرحمن ولما جده حب يشوفها أصر يوصله لجناحها.. كان بيتحرك بثقه وهدوء ظاهري لكن قلبه طاير وسابقه بلهفه علشان يكون قريب منها وكله أمل في إنه ممكن يسمع صوتها، بس كله فرحته إتلاشت وحل محلها الإستغراب أول ماشاف الكائن العملاق اللي معلق عبدالرحمن بين إيديه ومثبته عالجدار وكإنه شايل لعبه!!!

وإستغرابه زاد لما شاف كيف منع معاذ الحرس يتدخلوا وحاول يفك عبدالرحمن بنفسه وهو يكلم الكائن ويبرر له شيئ بإقناع!

مسك جده ذراعه ومنعه يفزع لعبدالرحمن وشرح له/هذا علي .

جمد مكانه من تصريح جده البسيط..

"هذا علي!"

وكإنه بذي الجمله أعطاه الحق في اللي قاعد يسويه!

وقبل مايرد على جده سمع اللي صدمه بقوه " أنا لي الحق أتدخل في الصغيره قبل الكبيره في حياتها ومش لإني سمحت لك تجلس معاها هانا صدقت نفسك ونسيت أنا من أكون لها ياجاهل"


هز رأسه بعدم إستيعاب!


معقول يقصدها!!


أي حق اللي يحكي عنه وخلاه يواجه أخوانها بهالثقه المطلقه!

وشلون يتكلم عنها كما لو كانت شيئ يملكه ويخصه!


سمحت لك تجلس معاها!!!

نسيت من أكون لها!!!!!



هالشخص من يكون بالضبط!

وش نوع السلطه اللي بيملكها وبيمارسها عليهم بكل برود و--


غمض عيونه بقوه....

هذي أكيد هلاوس بسبب الضغط وعدم نومه اليومين اللي فاتوا!

لايمكن يكون اللي سمعه ذا صوتها!!



يلعن الشيطان ....


لعن بصوت عالي لما إلتفت وشافها مطلعه رأسها المغطى من وراء الباب وهي تطلبه يترك أخوها..


مستحيل يكون ذا اللي قالته!!



سيبه علشاني!!


أكيد هو ماسمع عدل أ--


أوكيه..


إذا كان إنصدم من شوي بسبب كلمتها له فالحين رح ينجلط لا محالة..


لإن الكائن العملاق فجأة إتحول لحمل وديع وترك عبدالرحمن يطيح من طوله وهو يعيد اللي سمعه منها ويكرر كلمتها لعبدالرحمن "علشانها بس" وبعدها هدده وطرده بالمعنى الحرفي للكلمة و--


إنقطعت أفكاره بسبب جواله اللي رن وأخذ نفس عميق قبل مايرد على جده/ وعليكم السلام والرحمة، هلا يبه..... أبشر مسافه الطريق بإذن الله.

وقف وطالع السلسال للمره الأخيرة وحرف العين بيتراقص بين أصابعه بإستفزاز وبيذكره بصاحبه..


علي


علي


علي



شد على أسنانه بغيض ورمى السلسال في الخزنه وقفلها بقوه مالها داعي.

وزاح علي من تفكيره وأخذ نفس عميق ووقف قدام المرايه يعدل شماغه وهو يفكر في المجهول الفاقد الوعي اللي كان في السياره مع طفلته يوم لقوها واللي هرب من الحرس بمجرد وصولهم المستشفى!


طفلته هي الوحيدة اللي بتملك الإجابة على كل الغموض المحيط بسالفة خطفها ولازم يفهم منها كل شيئ.


،

،

،


فتحت عيونها بشويش وهي شامه ريحتهم وحاسه بدفا حلو غامرها وهمست برجاء/يارب مو حلم يارب موحلم.
إبتسمت براحه لما إلتفتت وشافت عيالها نايمين جنبها..
قصي متوسد ذراعها اليمين ولاصق فيها وياسمين عالشمال بس رأسها عالمخده وثلاثتهم نايمين عالسرير ..

باست ياسمين وضمت قصي بشوق وهي تتذكر كيف صحيت الفجر ولقت ياسمين بتصلي قدامها!

علي وفى بوعده وجاب عيالها..

وبمجرد ماخلصت ياسمين الصلاه هجمت عليها وضمتها ببكاء وبعد ربع ساعه رجع قصي من المسجد وإتجدد موال الأحيان والدموع وأخذتهم في حضنها تقريباً لإن إصابتها ماسمحت لذا الشيئ وإتمددوا كلهم عالسرير وقعدوا يتكلموا لين غمضت عيونهم وناموا من التعب بسبب سفرهم وهي غفت عينها معاهم.

أخذت نفس عميق وقامت من جنبهم وهي ضامه يدها الشمال لصدرها بحذر ووقفت قدام التسريحه وأخذت الورقه المعلقه في المرايه وعرفت خط علي..

صباح الخير أميرتي.. أبي صقر وأبي مساعد فضوا المزرعه لحسابش ومابش رجال غيرهم فخذي راحتش.. أفطري وأشربي الدواء ولاتنسي تلبسي الربطه ولاتنزلي بدونها.
ياويلش لوتخرجي لسانش ياقرده ..

عضت لسانها اللي كانت فعلاً هتطلعه وأبتسمت بخفوت على أخوها اللي كان حافظها وكان متأكد إنها هتطلع لسانها بتمرد كإعتراض على أوامره..

حطت الورقه وراحت غسلت وجهها وأسنانها وإتجاهلت الصينية الشفافه بمعجناتها المتنوعة وجك عصير البرتقال اللي عالطاوله وغصبت نفسها تشرب الأدوية وشدت على أسنانها بقوه وهي تلم شعرها كيفما إتفق ولبست عبايتها ونقابها وعلقت الربطه الطبيه على كتفها ودست ذراعها فيها بضيق.. حست بإرهاق موطبيعي رغم المجهود البسيط اللي بذلته لكن ألم صدرها وحرارتها العاليه بالإضافة لدورتها اللي طبت عليها الفجر إستنزفت كل قوتها..

وفي الأخير أخذت جوالها اللي أعطاها ياه علي ودفترها الأسود ونزلت وهي بتتسحب على أطراف أصابعها علشان محد يحس عليها وهربت عالأسطبل..

إستندت على باب الأسطبل بتعب وهي تدخل كلمة السر وظلت مكانها للحظات وهي تسحب أنفاسها بعمق ، وبمجرد دخولها شالت نقابها وطرحتها وبسبب تعبها إتجاهلت كل الخيول على غير العادة وأتوجهت رأساً للأدهم اللي حس بوجودها وصهل بصوت عالي قبل ماتوصله..

دخلت حضيرته بهدوء ووقفت قدامه ومدت يدها ومسحت رأسه ورقبته وهم يتبادلوا النظرات بصمت قبل مايمرغ خشمه في رقبتها ووجهها بمداعبه لطيفه كنوع من الترحيب، سندا رأسها على رقبته وبهمس/ كنت غبيه لما أفتكرت إنه هيفرح بشوفتي وينسى اللي سويته.. وكنت أغبى لما حملته فوق طاقته وضغطت على أعصابه ب--


قطعت كلامها بتنهيده من القلب سكتت بعدها لفتره قبل ماتبعد عنه وبإعتذار/الأحسن أبعد عنك لا أعديك بكآبتي بس بما إنك الوحيد اللي مازعلت مني وهتقدر تتحمل جوي الرمادي فأنا اليوم هجلس في ضيافتك إذا ماعندك مانع إتفقنا!

باست غرته لما صهل وكإنه موافق وجلست على كومة قش في الزاوية وهي تفكر في عبدالرحمن ومعاذ اللي ماشافتهم من بعد اللي صار ليلة أمس في المستشفى ولما سألت علي قال إنه بخير ومعاذ معاه.

فتحت دفترها وظلت ماسكه القلم لفتره قبل ماتبدأ تكتب..


لماذا كلما حاولت إن أساعد أحدهم ينتهي بي الأمر دوماً بجرح من أحب مرةً تلو الآخرى!!

وهذا يجعلني اسأل نفسي..

مالذي يجري معي حقاً!!

هل أعاني من خطباً ما!!

لماذا أقوم دائماً بإغضاب هؤلاء الذين يهمهم أمري!!

لماذا أثير إستيائهم.. حيرتهم !!

لماذا لا أستطيع منحهم السلام الذي يستحقونه!!

لماذا أنجح في إفساد الأمور وتعقيدها مراراً وتكراراً!!

لماذا!!

ولماذا!!

ولماذا!!

لكن مهما تسائلت..

يظل سؤالي هائماً على وجهه دون إجابه..

لإني حقاً لا أدري.. لماذا..
(خياله)



مثل ماتوقعت..

رفعت رأسها وقفلت دفترها لما شافت علي اللي واقف برا حضيرة الأدهم، أشر لها تطلع من مكانها وتابع/كنت متأكد إني هلقاش هانا لكن ماظنيتش غبيه علشان تدخلي عنده.

طالعت الأدهم اللي صار يتحرك بعصبيه وهو بيضرب الأرض بقوائمه وبيزفر من خشمه بقوه، مدت يدها بحذر ومسحت رقبته وهي تهمس له لين هدي وبعدها طلعت لعلي وبهدوء/هذي ثقه مو غباء والأدهم ذكي وعارفني ومتأكد إني ماهضره ولولا كذا ماكان سمح أقرب منه.

رفع قدامها كوب قهوه بإغراء/صنع إيديا مثل مابتقولي.

حطت دفترها وأخذت منه الكوب وبإمتنان/تدري إنك في ذي اللحظه تقريباً رجلي المفضل، تسلم يدك.

ناولها كرواسان بإبتسامه/ كل هذا علشان سويت قهوه!

ردت بتنهيده/ قهوه وكرواسان من بين أشياء ثانيه.

رد بتفكير/ماأظن هذا السبب لكن مثل قلت لش من قبل الظاهر إنش معجبه بي وبتكابري، اليوم صرت تقريباً وبكره يجوز كلياً كإن لحظة الإعتراف قربت.

شربت قهوتها وإبتسمت/مافي شي بعيد على ربنا أنتا خليك متفائل.

رد بتأييد/والنعم بالله، هيا خلصي أكلش..

مرت بينهم فترة صمت لين خلصت فطورها وبعدها سألها بهدوء/ذحين ممكن نتحاكي عن اللي حصل أمس !

فهمت قصده وهزت رأسها بموافقه وسمت بالرحمن وحكت له موضوع خوله من أول مكالمة مراد اللي سمعتها لحد الخطه اللي جابت فيها الدليل لسعد وزعل عبدالرحمن منها ذيك الفترة ..

خلصت كلامها وإنتظرت تعليق من أخوها اللي طال صمته وبهدوء/عارفه إني غلطت وخنت ثقتك وخيبت أملك فيا وإعتذاري مارح يغير حقيقة اللي سويته.

إتنهدت بعمق لإنها أخيراً إعترفت بكل شيئ.. ذا النوع من الأسرار كان بيشكل حمل ثقيل وغير مستحب بالنسبة لها التخلص منه كان راحه.

طالعته بتساؤل/ليه ساكت! بتفكر إني وحده غبيه ومجنونه ومامني فائده زي ماقال عبادي!

إلتفت لها بهدوء/ أنتي أحيان بتكوني غبيه وأكثر الوقت مجنونه لكن عمرش ماكنتي بدون فايده.. وساكت لإنش صدمتيني بكلامش وبحاول أستوعبه.

ردت بغصه/منتا أول واحد يحس بذا الشي وماهتكون الأخير.

عقد ذراعيه على صدره وبهدوء/عيبش إنش بتسوي الشي الصح بطريقه غلط ولو كنتي إديتي نفسش فرصه وفكرتي سوا كنتي هتحلي الموضوع بطرق أقل تطرف وأكثر واقعيه من أساليب الروايات و--


قطع كلامه لما إنتبه لرجفتها الواضحة ووجهها اللي إزداد لونه الأحمر"كيف نسي ذا الشي" وسألها بضيق/طبعاً ماشربتي أي دواء للحمى.

بلعت ريقها بصعوبه وبمكابره/أي حمى ! علي حل عني وكفايه المنوم اللي شربته علشانك فلا تسوق فيها.

ساعدها توقف ورد بهدوء/مهما كذبتي عيونش بتقلي كل اللي بتحاولي تخبيه عني.

ردت بتنهيده/الظاهر إني غلطت لما سويت تصحيح النظر .

إبتسم بثقه/لو لبستي ألف نظاره ما حجبتي شموسش عني .
بادلته الإبتسامة بأحلى منها/ أجل هتغطى عنك من اليوم ورايح ووريني كيف هتقراني بعد كذا.

رد بإستفزاز/في شي أسمه لغة الجسد وأنتي معبره بشكل ماتتخي--


السلام عليكم


إلتفتوا لمعاذ اللي دخل وردوا السلام قبل ماتتعلق بذراعه وبشوق/بابا معاذ .

من بعد موت أبوها ومعاذ بيعاملها وباقي أخواتها كأب أكثر من كونه أخ أكبر وذا خلاها تناديه في بعض الأوقات "بابا معاذ" من باب التحبب والإحترام.

إبتسم براحه لما شافها بتتصرف بطبيعتها وبتتجاهل اللي صار أمس وحاوط كتفها بحنان/صباح النور والسرور ياروح بابا معاذ، ماشاء الله وجهك منور اليوم وصوتك مرتاح عن أمس.

رغم شحوب وجهها وحرارة يدها اللي بتدل على مرضها إلا إنه حب يسايرها ويماشي تمثيلها علشان تفكر إنها أقنعتهم وترتاح.

إبتسمت برضى/الحمدلله أحسن بكثير، ومدام جيت فياريت تأخذ أبن خالك العزيز من هنا لإن حالته صارت صعبه..

ضرب جبينه بخفه/ خير ياتوم وجيري على أيش بتتضاربوا ذي المره، أيش سويت لها ياعلي!

سبقت علي بردها الساخر/ماسوا لي شي، بس أنا قلبي على ذي المخلوقات الحساسه اللي ماهتتحمل بروده أكثر من كذا وبتنفقع مرارتها.

طالعها علي للحظات قبل مايغمز معاذ بإبتسامه/لو صبرت بس شويه كنت دخلت وشفت دموعها وه--

قاطعته بإستنكار/دمووووع! ههههه كثر منها ذي.

شهق معاذ بتمثيل/أووووه لاتقول ياجني، كانت هتبكي!

هزت رأسها بعدم تصديق /معاذ مو من جدك هتصدقه!

رد علي برفعة حاجب/وليش مايصدقني!

طالعته بثقه/ببساطه لإني مو بكايه ومعاذ والكل عارفين ذا الشي وأنتا كمان عارف يارزل.

إبتسم علي بإستفزاز/قد شفتي بنت مابتبكيش! أنت قد شفت يامعاذ!

رد بشماته/أبداً، كلهن تقول طارحات قرب ماء بدل العيون.

لمعت عيونها بغضب"قرب ماء!" وسألت معاذ بحده/ تقدر تقلي متى آخر مره شفتني أبكي فيها ياحضرة المحامي.

ربت بأصابعه على خده بتفكير/أممممم آخر مره! آخر--

قاطعته إنتصار/هههههه شفت حتى أنتا موفاكر م--


في عرسك....


قاطعها بصراخ وتابع بحماس/ نسيتي كيف بكيتي في عرسك وكأنك شاه وساقوها للذبح!

جمدت مكانها للحظات من تعبيره اللي أصاب قلب الحقيقه بدون مايدري، وهزت رأسها ونفضت عنها ذكرى اللي صار في ذيك الليله، وردت بلامبالاة/ ذيك ماتنحسب أولاً لإنهاء من زمن جدتي وثانياً أي وحده في مكاني وبتلقى نفسها في ذاك الوضع مع واحد غريب هتسوي زيي.. أننا نفسك كنت هتبكي لو كنت مكاني.

طالعها علي بتحدي/الظاهر ذاكرتش بدأت تضعف لأن يومها إذا ماخاب ظني أنتي بكيتي بسببي وعلشاني.

"كيف ممكن انسى ذا الشيئ" أعطتهم ظهرها وردت بمكابره/أم الركبه ماعاد إلا أبكي علشانك، فرح نفسك بس.

سألها بإبتسامه/والله! ومن اللي حضنتني وهاتك يابكاء كإنها ماشافتني من سنين.

معاذ بتأييد/وأنا أشهد، وكنتي تصيحي ليش فلتني.. ليش مادخلت حسبتك ماجيت.

قال جملته الأخيرة وهو يقلد صوتها وأسلوبها بطريقه خلتها تصرخ بغيض/معاااذ!!

إتجاهلها وتابع بضحك/ولا خالد هههههه هههههههههه لو شفتوا كيف إنحول لما أتعلقتي برقبة علي زي القرده بدون ماتهتمي بوجوده --

قاطعته بإحراج/كنت تقريباً قد ياسمين ياسخيف يعني بزره و--

سكتت لما إنتبهت لإبتسامة علي ومعاذ التآمريه!

!
!
!

كانوا متعمدين يستفزوها وهي سمحت لهم بذلك الشيئ بمنتهى الغباء..

إتخصرت وطالعتهم بعيون متوعده خلتهم يضحكوا عليها وهي إتنهدت وماقدرت تمنع إبتسامتها العريضه من الظهور ونسيت إحراجها ومكابرتها وهي تتذكر شكل خالد اللي كان هيقتلها يومها وفي ثواني لقت نفسها بتجاريهم بمرح/ ولما قله علي إذا تعبان بحجزلك غرفه تنام فيها وأحنا بنسهر معاها وأنا وافقت عيونه طلعت من مكانها وفكه وصل للأرض من الصدمه.

إنفجروا في الضحك بشكل هستيري وكل واحد يعلق على خالد واللي صار له يوم الزواج.

وبعد فتره كانت بتمسح دموعها اللي نزلت من كثر الضحك وبإبتسامه/عن جد شكراً.

طالعوا بعض بصمت للحظات قبل مايسألها علي بسخريه/بتشكرينا علشان بكيناش في الأخير وشفنا دموعش!

هزت أسها بنفي وردت بإبتسامه/شكراً لإنكم حولتوا يوم زواجي من أسوء يوم لأحلى يوم.. وجودكم يومها سابلي ذكريات بتخليني أضحك من قلبي بدل ماأبكي كل ماأتذكرته.. أنتوا كنتوا الشي الحلو والمميز في ذاك اليوم ولازلتوا.

سكتت وأخذت نفس عميق قبل ماتطالع علي وتتابع بثقه/ ودموع الإنبساط والضحك ماتعتبر بكاء لذلك مهما عملتوا هتظل ذكرى بكايا اللي قبل أكثر من خمستعشر سنه هي المره الأخيرة اللي شفتوني أبكي فيها..

رقصت حواجبها وطلعت لسانها وهي تقهرهم بحركات طفوليه خلت معاذ يرفع إيديه بإستسلام/ تمام أنا معترف بهزيمتي وأنتي البنت الوحيده اللي مش مركبه قرب ماء مكان عيونها إرتحتي ذحين!

إبتسمت برضى/جداً بس مقدر أقول نفس الشي عن سيادة العميد.

إلتفت معاذ لعلي اللي كلمه ببرود/إنهزامي..

رد بإبتسامه/ وعن طيب خاطر وأنت خليك معاها مابين كر وفر وبشوف حربكم البارده هذي على أيش هتنتهي

علي بثقه/ هتنتهي بإعترافها وتسليمها طبعاً.

ردت بتحدي/لما تحج البقره على قرونها طبعاً.

إبتسم/مافي شي بعيد على ربنا ولانسيتي

وقف معاذ ومنعها ترد وبنفاذ صبر/ مش لازم تكون الكلمه الأخيره لك وأنت ..

إلتفت لعلي وتابع بضيق/ليش بترجع قليل عقل معاها وتجلس تحارشها كلمه بكلمه مثل الجهال يقلع غثاكم ومن جلس معاكم.

إنفجرت جوري في الضحك بعدم تصديق لما طالعهم معاذ بغيض وترك لهم الأسطبل وطلع وهو فيهم قبل
مايلحقه علي وهو يبتسم بخفه وإختفوا من قدامها وهي بتدعي إن الله يحفظهم لها ولايحرمها منهم..
العديد منا يمتلك أنواع مختلفة من العلاقات الأسرية..

وفي حياتنا..

قد نقابل الكثير من خارج محيطنا..

الأبيض والأسود..

الجيد والسيئ..

الرقيق والقاسي..

لكن يظل أفضلهم..

أولئك الذين لايربطنا بهم رابط الدم..

ومع ذلك..

زرعوا جذور محبتهم داخلنا برقي أخلاقهم.. وصفاء نواياهم

ملكوا قلوبنا بجمال قولهم.. صدق إحساسهم.. وجميل تعاملهم..

من إلتمسوا لنا الأعذار.. أحسنوا الظن بنا..
تحملوا نوبات غضبنا.. تناسوا زلاتنا..

وأحبوا جنوننا..

أولئك حقاً..
هم من يستحقون إن نتمسك بهم وندعوا لهم بطيب الدنيا ونعيم الآخرة..

( خياله والخيل عشقي)






الرياض



فتحت عيونها وهي حاسه براحه نسبيه بعد ماإبتدا مفعول المسكن والمغذي اللي أخذته في الطوارئ وشافت جوري مشغوله بجوالها اللي ماوقف عن الرنين مابين رسائل وإتصالات من أول ماركبوا السياره وهي بتتجاهله وبعد لحظات إتنهدت بصوت مسموع ورمت جوالها جنبها عالمقعد بنفاذ صبر واضح.
سألتها بمكر /المعجب السري موبراضي يحل عنك ويتركك لحالك!

إلتفتت لها جوري بمرح/أرحبواا.. ماشاء الله فقتي وروقتي وبتتونسي على قفايا كمان!

ضحكت بتعب وإتذكرت حالتها وهي تبكي من الألم وكيف وقالت للشغاله تكلم السواق علشان تروح الطوارئ تأخذ مسكن وبعدها اتفاجأت بجوري اللي أصرت تروح معاها، ردت برجاء/واللي يعافيكي لاتذكريني أنا ماصدقت المسكن أشتغل وأرتحت شوي.

سألتها جوري بجديه/ليه عودتي نفسك عالأدويه والمسكنات ترى كثرتها موكويسه ياديما !

ردت بدلع/يختي أنا مو زيك وماأقدر أتحمل كل هالوجع.

جوري بتنهيده/هيا صح توجع بالمره بس في أشياء بتساعد وتخفف أعراضها زي الرياضه والمشي والسوايل الحاره --

قاطعتها بعدم إقتناع/ وأنا وش اللي جابرني أتحمله وكلها أبره مره في الشهر ومارح تضر بعدين أنا وين وحقك المشي اللي ذابحتنا فيه وين ! أنا يلا أوقف تبيني أمشي وأسوي رياضه بعد منتي بصاحيه.

ردت بسخريه/طيب ياسندريلا خليكي عالمرقعه والدلع ذا وبشوف وقت الجد في أيش هينفعوكي.. بكره بتتزوجي إن شاء الله وبتحملي وبتولدي ووقتها بتعرفي إن الله حق

ردت بملل/فألك ماقبلناه و---

قطعت كلامها لما فرمل السواق فجأه وإتخبطوا بقوه داخل السياره وهم يصرخون بخوف، وبعد ماوقفت السياره إتعدلت هي جوري اللي سألتها وهي تفرك رأسها بألم /ديما صار لك شي! وأنتي يالاني!

طمنتها قبل ماتطالع السواق بعصبيه/كومار ووجع شفيك ماتشوفي و--

قطعت كلامها لما إنكسر زجاج السياره بقوه وصارت تصرخ مع الشغاله لما اتفاجأت بأثنين هاجمين عالسواق وزوجته اللي أغمى عليهم قبل ماتنفتح الأبواب الخلفيه ويبرز قدامهم أثنين ملثمين ماسكين مسدسات وبينقلوا نظراتهم بينهم للحظات وعلق واحد فيهم بصدمه/بس هذول ثنتين!

إتعلقت في جوري بقوه وهي تصرخ والكلام الثاني يسأل بحده /من فيكم ديما المنذر!

كررت وراه برعب /ديما!! ديما!!

حاوطتها جوري بذراعه وضمتها بقوه وهمست لها/لاتخافي مارح أخليهم يلمسوكي.

صرخ الرجال بعصبيه/ قلتلكم منو ديما!

ردت جوري/ليه بتسأل خير!

أشر لها بأمر/نزلي بسرعه.

دفنت ديما وجهها في صدر جوري وببكاء /يباااه.. يماااه الح..قونا.

همسات لها جوري بتوتر /هووششش لاتخافي حبي --

قاطعها الرجال بصراخ/حنا موبقاعدين نلعب اللي أسمها ديما تنزل بسرعه ولا قسم بالله لاأفرغ المسدس في الكل.

أنفجرت ديما في بكاء وصراخ هستيري وهي تنقل نظراتها بين جوري وبين الرجال اللي كان يلوح بالمسدس في وجوههم بعصبيه وخرجت الكلمات من بين بكاها متقطعه ومو مفهومه/ليه ... ديما... ليه!!

مسكت جوري وجهها ورفعته وهي تهمس لها بحنان/قلتلك لاتخاف وبطلي بكاء والله ماأخليهم يأخذوكي سامعتني هووووش لاتبكي محد هيلمسك أنا هروح معاهم و--

قطعت كلامها لما إنسحبت من كتفها بعنف وصرخت ديما بأعلى صوتها يمكن أحد يسمعها ويساعدها/جورييييي يبااااه إلحقني يباااااااه.

سمعت صوت وكأنه جاي من بعيد وماحست بأحد يمسك كتفها ويهزها دفته بقوه /يماااااه يبااااااه ألحق جورييييييي

لاتخافي ذا حلم حلم أصحي..

فتحت عيونها وطالعت الحرمه اللي بتحاول تحضنها وبعدت عنها وهي تصرخ/لاتأخذيني تكفين أنا ماسويت شي.. لاتذبحين--

قاطعتها بحنان/ لاتخافي ذا كان حلم مارح اسويلك شي أنتي في البيت بيتكم ياديما وأنا الممرضه تبعك لاتخافي.

كررتها كذا مره لين همست ديما من بين دموعها/حلم!! وذا بيتنا !!

هزت الممرضه رأسها بإيجاب واعطتها كأسة مويا شربتها بسرعه ورجعت تبكي بغزاره لفتره قبل ما تهدى وتسألها / وين مشعل وأمي وأبوي وينهم!

ردت بهدوء/ كلهم كانوا معك وظلوا يتناوبون مابينهم والدكتوره ثريا قالت أتصل عليها إذا قمتي مفزوعه، تبيني أحكي معها!

هزت رأسها بنفي وتابعت الممرضه/ إذا موبقادره تنامين ممكن أعطيكي منوم يريحك.

هزت رأسها بنفي/مابي أنام إبي جوالي وتقدرين تروحين الحين .

مسكت جوالها وإنشغلت فيه للحظات قبل ماتعطيه لديما وبإبتسامه/خزنت لك رقمي بأسم الممرضه غيداء إذا أحتجتيني أو مليتي لحالك دقي علي وبجيكي غرفتي جنب جناحك .

شكرتها بهمس وإنتظرت لين طلعت وقفلت الباب ودقت على مشعل اللي أول ماسمعت صوته إنفجرت في البكاء من جديد




،

،

،

،

،



وقف مكانه بجمود وهو موقادر يستوعب اللي صاير قدامه!

علي وحاتم مأخذين بعض بالحضن وبيسلموا على بعض بحرارة غريبه!!

ممكن يفهم سبب سلام علي الحار على إنه من باب الإمتنان لإنه أكيد عرف إن حاتم ساعدهم لكن اللي مافهمه هو تصرف حاتم المماثل اللي جلس جنبه وظلوا يتبادلوا السلام والكلام بإريحيه وهو متابعهم بصمت وعيونه مانزلت من عليهم..

أشر حاتم على قصي اللي يقهوي الجد وبغموض/من طول الغيبات جاب الغنايم.


هز رأسه بموافقه/الحمدلله طلعنا منه بفايده.

حاتم بعتاب/ لما كلمتني وقلت نتقابل بعد ماترجع من جده ما عرفت تقولي ليش رايح علشان أخاويك !

رد بهدوء/ أعذرني ياحاتم لكن الوضع كان مستعجل وقد شفت بعينك مايحتاج اقلك، والشغله ماتسوى وأنت داري إني ماأستغني عنك لكن شايلك للثقيله.

رد بغمزه/ياخي مااختلفنا بس كان ودي أحضر اللقاء وأنتا خربت أم الشغله.

أخذ القهوه من يد قصي/سلمت..

ولما خرج قصي تابع بهدوء/كلها خمس دقايق من الباب وهذاك هو نفسه اللي تعرفه .. يعني مافاتك شي.

إبتسم بخبث/خمس دقايق معاك ماتتفوت لكن يلا خيرها في غيرها.

سند كان جنب حاتم وسامع كل كلامهم بصمت وعدم إستيعاب..

هذول طلعوا يعرفون بعضهم وبشكل شخصي !!

بس من متى وشلون!

وشلون يحكوا عن خصوصيات طفلته بهالشكل!

ماكان محتاج ذكاء علشان يفهم تلميح حاتم ويعرف إنه يقصد طليقها وعيالها بكلامه!!

معقول علاقتهم حيل قويه لدرجة إن علي حكى له عنها!!

علاقتهم قويه لدرجة إن حاتم يعاتبه بخصوص سفره لجده بدونه وكان يبي يخاويه !!

إذا هو للحين مابلع سالفة إن علي هو اللي راح وجاب عيالها وإتذكر أول مره اتواجه فيها مع علي..


في جناح أبوه اللي خلى من أعمامه وعيالهم كان يكلم معاذ وبيتطمن على عبدالرحمن اللي خرج من المستشفى بعد صدامه مع علي ولحقه معاذ وقله إنه بخير ..

إلتفت لأبوه اللي قال بإحراج/والله موبعارف شلون بقابل علي الحين بعد اللي صار!

رد الجد / علي أجودي وفهيم وماهوبلايمنا على قضاء الله وقدره.

أبوه بقلق/يبه أخاف يأخذها ويردون صنعاء وأنا بعد ماشفتها!

رد بثقه/ لا تحاتي دام جوري ردت بالسلامه وشافها وتطمن عليها باله بيهدى وبيرتاح ووكاد ماهوبمأخذها وهي بهالحاله.

رفع حاجبه بإستنكار من اللي قاعد يسمعه، موبكفايه إن معاذ سمح له يعامل عبدالرحمن بهالعجرفه والتسلط وفوق هذا كله يجي الحين أبوه وجده ويشيلون هم زعله!

وش صاير لكل اللي حوله..

سواءً كانوا أخوانها أو أهله فالكل عامل ألف خاطر للي أسمه علي وبيحكوا عنه وكإنه ولي أمرها وله مطلق الحريه في التدخل في أمورها بهالشكل السافر والغريب !

ماقدر يمنع نفسه من السؤال/ وهو وش دخله لأجل يأخذها ويروح لأي مكان وعندها بدل الأخ أثنين! هو يتدخل بأي صفه!

رد الجد بعتاب/ قلت لك إنه حسبة أخوهم الكبير وإنهم مايمشون من غير شوره في الصغيره قبل الكبيره!

تابع أبوه بشرح/ وهو مربي جوري على إيده وكلمته عندها ماتصير ثنتين يعني وش ماطلب منها تلبيه.

هز رأسه بعدم تصديق من رد أبوه اللي رفع ضغطه بشكل موطبيعي" أنتوا موبعارفين شي" وببرود/حتى لو يظل ولد خالها وماله حكم عليها طا--

قطع كلامه لما دق الباب وسمع صوت بيستئذن في الدخول، فتح الباب وجمد مكانه وهو يطالع في عدوه اللدود وجه لوجه ..

علي

علي بإبتسامه وقوره وهو يمد يده/ السلام عليكم..

صافحه بهدوء/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا حياك.

دخل وهو يرد/الله يحييك..

إلتفت وشاف كيف سلم على جده وأبوه بإحترام وود واضح/الحمدلله على سلامتك يبه مساعد ماتشوف شر.

رد أبوه/الله يسلمك يابوك والشر مايجيك.

سأله الجد/متى وصلت!

رد بهدوء/ من المطار لعندكم.. سلمت

قالها أسند اللي قهواه قبل مايقول الجد/هذا سند ولد مساعد وهذا علي ولد خالد عبدالرحمن ومعاذ ياسند.

إتشرفنا..

أهلا وسهلا..

قالوها في نفس الوقت وإتبادلوا كلمات المجامله المعتادة قبل ماينخرط علي في الكلام مع أبوه وجده وإكتفى سند بتأمله بإهتمام..

ملامحه وقوره..

حركاته هادئه..

كلامه موزون..

وبيتمتع بشخصيه تجبر الواحد إنه يتابعه ويهتم بيه..

من الآخر كان شخص من النوع اللي بيفضله ويعجب فيه لولا عيبه الوحيد (حبه لطفلته) واللي نفى وبشكل قاطع إحتمال إنه ممكن في يوم من الأيام تجمعهم علاقه أكثر من المجامله البحته إكراماً لأهله وبما يقتضيه كرم الضيافة لاغير و--


طلع من أفكاره على صوت جواله وإستئذن منهم وطلع يرد على ريان/هلا ريان بشر وين وصلتوا!

زفر ريان بضيق/فص ملح وذاب بدون مايترك وراه أي أثر.

إتحرك في الممر بغضب/شلون يعني.. تبخر!!

ريان/الظاهر كذا..

سأله بتفكير/إنزين موبمعقول ماطلع معكم شي في كاميرات المراقبة!

ريان /بلا طلع بس مثل قلته أرسلت لك اللقطات شوفها وبعدين نحكي.. سلام.

جلس على اقرب كرسي وتابع اللقطات المركبه اللي أظهرت المقنع الغامض وهو بيخرج من غرفة الطوارئ بعد ماتخلى عن قناعه ولبس بالطو ونظارة وإتجول في ممرات المستشفى لفتره قبل مايدخل غرفة خاصة بالعاملين وبعد لحظات خرج وهو بيدف قدامه عربة النظافه وآخر لقطه كانت له وهو بيخرج من المستشفى!

عاد الفيديو كذا مره وهو بيحاول يتبين ملامح وجهه اللي كان حريص على إنه مايظهره بشكل كامل وكإنه عارف بوجود الكاميرات وبإنهم بيراجعوها بمجرد مايكتشفوا هروبه..

الخبيث....

حس دماغه هينفجر من القهر والغضب.. كان لأول مره ليفقد أعصابه قدام الناس وموظفينه بشكل خاص لكن لما أتصلوا عليه وبلغوه بهروب المقنع اللي كان مع طفلته في السياره جن وثار ..شلون قدر يفك نفسه ويفقد الدكتور وعيه ويغافل الحرس ويهرب بهالسهوله !

هرب وخلف وراها مجموعة بصمات وكاميرا صغيره أشبه باللي يستخدموها في أفلام التجسس ودفتر صغير مسجل عليه حروف وأرقام أشبه بالشيفره وثلاث مسدسات أخذها الحرس لما فتشوه وهم في طريقهم للمستشفى..

وجود المقنع أثار عدة تساؤلات محيره أولها كان سبب وجوده معها!

وثانيها هو سبب إصابته وبشكل بالغ!

وثالثها هو وجود اثار دم على سكين طفلته واللي إتضح بعد الفحص إنه مودمها!

ورابعها وهو الأهم من يكون هالشخص بالضبط!!!

وأخذ نفس عميق وبتفكير.. الدكتور قال إن جرح الرجال كان طعنة سكين والدم اللي على سكينها يمكن يكون يخصه..

معناه إنها إتسببت في إصابته..

وإذا إفتراضه كان صحيح فذا بيرجعه السؤال الأول..

وش كان يسوي معها!!!!

شلون تهاجمه من جهه ويجتمعوا في نفس المكان من جهه ثانيه!

أو يمكن هو فاجأها وهي تهرب بالسياره وهجم عليها وهي دافعت عن نفسها وطعنته!

إنزين وش كان بيسوي بالإغراض اللي كانت معه وليه ح---

إتنهد بصوت عالي لما حس بكل المعلومات دخلت في بعض ولخبطته زياده وهو أساساً ماذاق طعم النوم طول الثلاث الأيام اللي فاتت وذا شوش عقله وتفكيره بشكل كامل..

ذكر نفسه إنهم عالأقل وصلوا المكان اللي كانوا حاجزينها فيه وقبضوا على كل اللي فيه وحاتم إتدخل بعد مالغى أسم المنذر من التحقيقات ورتب السالفه مع معارفه في الشرطه وألتحقيق أخذ مجرى ثاني.

رجع لأبوه ولما دخل سمع جده يسأل/توك وصلت ياعلي وش تبي مسافر لجده الحين!

رد علي/ بروح أجيب العيال وجاي وإن شاء الله مانمسي غير عندكم.

أبوه/إنزين خلها بكره والصباح رباح.

علي/طلبتني ووعدتها تقوم من النوم وهم عندها.

الجد بإعجاب/ماتنلام الجوري يوم إنها طايرتن بك في السماء .

علي / وهي لو تطلب روحي ماتغلى عليها هذي أميرتي الغاليه و--

ماقدر يتحمل اللي سمعه وبدون مايحسوا لقى نفسه بيخرج من جديد وذي المره من المستشفى يكبرها وهو بيتأكل من الغيره والغضب..

طلبته !!

شلون إتنازلت له وطلبته !!

إذا تبي عيالها ليه ماطلبت أخوانها!

وهو بعد موبأحسن منها..

وعدها!!

وش أهمية وعوده لها!!

يسافر هالحزه لأجل يجيب عيالها لإن وعدها تصحى وهم عندها!!

هي طايره فيه وهو يفداها بروحه!

قاعد يتغزلون في بعض عيني عينك قدام أبوه وجده بلا مستحى و

أنتوا أحكوا براحتكم وحنا بنروح لأجل أبوك يرتاح

رفع رأسه بحده لجده اللي قطع ذكرياته بكلامه وشافه واقف مع أبوه ووقف بسرعه وطلع جواله/يبه حاس بشي! أطلب الدكتور!

هز رأسه بنفي/ خلك يابوك مافيني إلا العافيه مير بحرك رجولي شوي تدري القعده موبزينه لي.

وصله للباب ورجع جلس وعلي يتكلم بلهجة عسكرية صارمة /ممكن ذحين تحكوا لي كل شي من البدايه للنهايه.
يمه قلت لك بخير ليه مومصدقتني!

ردت بتنهيده/ مدري مال قلبي بيأكلني عليش قد له كم يوم.

ردت بثقه/ليه بس منا كنت بكلمك كل يوم ياجنتي وبطمنك عليا!

معاذ قلها إن عبدالرحمن صمم برنامج محاكاة لصوتها
وكان يكلم أمها وعيالها كل يوم أثناء خطفها ووجودها في المستشفى لإنه ماحب يعيشوا جو الخوف والقلق اللي عاشوه وقت ماسوت الحادث ودخلت في غيبوبه.

ردت أمها بإستغراب/والله مادليش علم يابنتي لكن لما كنتي تحاكيني كنت أحس صدري ضايق وأغلق معش وأنا بستودعش الله يحفظش .

"ياحبي لك يمه كنتي حاسه إنه مو أنا اللي بكلمك" نقلت نظراتها بين جدها وجدها وأبوها اللي جالسين يتقهوا معاها وبتلميح/ خلاص ياروحي كلها يومين وبتلقيني عندك بإذنه الله أنني بس أرتاحي وأتطمني.

نهرتها الجده بحده/أشوف شورك صار من رأسك وماعاد شفتينا يابنت صالح.

ردت بمسايره/مقبوله منك ياجده والله يسامحك بس أمي --

سحبت منها الجوال وقاطعتها بأمر/الكبار لي حكوا البزران يسكتون .

بعدت عنها وهي تتمتم بهمس/ طيب لاتنفخي..

طالعت جدها بنص عين لما سمعها وضحك ومالت عليه بهمس/ أيش فيها حرمتك اليوم لاتكون مزعلها وبتطلع حركتها فيا!

رد من بين ضحكه/بايع عمري لأجل أزعلها مثلك..

زفرت بضيق/أجل أيشبها نازله فيا تهزيئ وقلة قيمه من صباحية ربنا وماسكتلي عالحرف!

رد أبوسند بإبتسامه/خبزاً خبزتيه يالرفله كليه.

شهقت ووقفت بزعل/يبااااااه أيش رفله ذي كمان هيا ناقصه.. أنا أصلاً أيش مجلسني معاكم أقوم أروح لعيالي أحسن.

مسكها من يدها ومنعها تروح وبضحكه/ وش تبيني أقول وأنتي موبراضيه تقرين مكانك وتتركين عنك هالدواره في المزرعه من صباح الله خير .

ردت بتنهيده/ياهوو ليه محسسيني أني مكسحه ترى لو تعبانه كنتوا شفتوني إتحنطت مكاني زي المومياء من غير كلام.

رد الجد بإبتسامه/وأنتي ياطخه ياأكسر مخه ماعندك وسط.

أخذ أبوسند نفس عميق وبحسره/يابوك لاتنسين إنك خسرتي دم كثير وتوك طالعه من المستشفى.

ردت بحنان/ يايبه ياحبيبي لاتنسى إنهم نقلولي دم وبأخذ جرعات الحديد وبشرب الدواء والحمدلله شوفني محلاني.

رد بمراره ساخره/ توك طالعه إمداكي تتعافين وتحلوين بعد.

ردت بشقاوه/ أيوووه يبه خليك صريح وقول إنك تبا تشوفني لاتستحي.

ماقدر يمنع الإبتسامة اللي لقت طريقها لشفايفه من صوتها الخجول ورأسها المنحني وهي تداعبه بكلماتها المرحه والمجنونه اللي كان يدري إنها بتتعمدها لأجل تريحه وتنسيه اللي صار لها.. صار يعرف شلون تفكر ويدري إنها محرجه وموبمرتاحه في قعدتها معهم ومع ذلك ماقدر يسمح لها ترجع بيتها بذي السهولة وهي بذي الحاله اللي هم أتسببوا فيها.

مسك يدها وأكد لها بحنان/أيه أنا أبوك ولو إن أسمي مالحق أسمك.. أنتي بنت قلبي ويشهد علي الله إن غلاتك من غلات ثريا وديما إذا موبأكثر بعد.

كان ردها الوحيد هو إنها إتمسكت بيده بقوه وطبعت عليها بوسه من فوق نقابها وعيونها متعلقه بتفاصيل وجهه وكإنها بتضمه وتشم ريحته..

يقولوا عنها مجنونه..


عاطفية..


متهوره..


ساذجه..

كلامهم مايهمها ولا يعني لها شيئ طالما بتحس معاه بذا
الإحساس وبتعيش ذي اللحظه..

أبوها..

هو فعلاً أبوها..

ومهما أنكر الناس عليها ذا المسمى وذا الحق ف--


طريق ياولد..


رفع الجد صوته/ إقلط يامعاذ حياك..

سلكت حلقها من بقايا غصه إتكونت داخلها وتركت يده أبوسند وعدلت نقابها وأتنفست بعمق.

ردوا السلام على معاذ اللي دخل وإتبادل الجد وأبوسند نظرات الإستغراب لما جلس بعيد عن جوري وإتجاهلها على غير العاده !

أما هي فكانت متوقعة منه ذا التصرف خاصةً بعد ما حكت له في وقت سابق عن موضوع خوله علشان تخلص من ذا الحمل مره وحده وللأبد وكان رد فعله الوحيد" أنتي الموت حلال فيش مش بس الكف" جملته عقدت لسانها عن أي تبرير وإعتذار وماإستوعبت إنه تركها غير وهي مقابله الجدران ببلاهه.

طالعت أخوها اللي مندمج مع جدها وأبوها وفكرت بمراره"وذا معاذ كمان إنضم لمعسكر المخدوعين فيكي ياست جوري، ياترى الدور الجاي على مين ! مين من اللي تحبيهم باقي ماإنصدم فيكي! مين باقي ماجرحتيه بتهورك وجنونك!"

إتنهدت بعمق وإتعلقت أنظارها بالباب وهي متأمله إن عبدالرحمن يدخل في أي لحظه.. من بعد اللي صار بينهم وهو مختفي وكل اللي قاله علي إنه بخير.. إبتسمت بأمل وهي تشجع نفسها ومستعده تتحمل عتابه أو تجاهله أو مهما كان رد فعله المهم إنها تشوفه وتسمع صوته
وتتطمن عل---


لاتنتظريه ماهيدخل.

طلعت من أفكارها على صوت معاذ وهو يتابع/خلاص سافر.

مين.. ال..لي سا..فر!

قالتها بهمس متقطع وهي رافضه تزيح نظراتها عن الباب ..

رد ببرود/عبدالرحمن سافر.. أمس خرج من عندك عالمطار ورجع صنعاء .

أخيراً إلتفتت وهي تكرر وراها ببلاده /سافر!! رجع صنعاء !!

اتأملت ملامح وجهه الخاليه من التعبير وهو يهز رأسه

بمواقفه وسألته بعدم إستيعاب/وأنا !!

هز كتفه بلامبالاة/قال أنتوا أتصرفوا معاها لإني تعبت منها و--

قاطعه الجد بإستنكار/وش هالحكي يامعاذ!

دارت بها الغرفه وكلمات معاذ البارده إتسللت لداخلها
وجمدت أعمق نقطه فيها وهمست بصدمه/تعب.. مني!!

ضغط أبوسند على يدها وبرجاء/ماعليكي من حكي معاذ لاتصدقيه عبادي ب--

غمضت عيونها وسحبت يدها منه وهزت رأسها برفض لسماع أصواتهم اللي إتداخلت في عقلها وهم يعاتبوا معاذ ونفضت يدها بقوه / لحد يلمسني.

إتجاهلت جدتها اللي حاولت تمسكها وأجبرت نفسها عالوقوف ومشت وهي تجري رجولها خطوه وراء خطوه وراء خطوه وهي موواعيه لأي شي حولها بإستثناء صوت معاذ وكلماته اللي جلدتها بقسوتها مره بعد مره لين وصلت غرفتها وقفلت على نفسها وسحبت نقابها وطرحتها اللي كانوا كاتمين على أنفاسها ورمتهم عالأرض ..

عبادي سافر!!

إتخلى عنها!!

تؤامها تعب منها!!

تعب منها!!!!!

ليه فيه روح بتتعب من نفسها!

في نص بيمل من نصه الثاني!

مو المفروض إن التوائم يتقاسموا كل شيئ!!

فرحهم..

حزنهم..

خوفهم..

مو المفروض يحسوا ببعض!!

طيب ليه ماحس بلهفتها وشوقها لشوفته!!

ليه ماحس بحاجتها لحنانه ولحضنه بعد كل اللي مرت فيه!!

ليه ماحس بوجعها اللي كان من وجعه !!

ليه ماحس بحرقة قلبها عليه وهي كانت مستعده تقبل منه بدل الكف عشره بطيب خاطر بس علشان يرتاح

ليه ماحس بقلبها اللي بكي بدل الدموع دم لبكاه وصراخه وهو يطعنها بعتابه !!

جلست عالأرض قدام الكومدينه وطلعت الكيس اللي كان فيه أغراضها وفرغته عالأرض وهي بتدور عليه بيد ترجف..

بس هو وينه!!

خلعت الربطه الطبيه اللي مقيده حركتها وإتجاهلت ألم صدرها وذراعها وفسخت عبايتها وصارت تقلب في أغراضها بضياع ..

وخوف..

ثريا قالت لها أمس إنها إحتفظت بالأشياء المهمه عندها زي هويتها وصورها ومفاتيحها وسكينها وتركت الباقي في الكيس زي ماسلمتها ياه الممرضه..

فتحت عيونها على وسعها وسجلت اللي شايفته قدامها بتركيز ..

بنطلونها الجينز وبلوزتها ..

الثوب اللي هربت بيه واللي إتحول لخرقه باليه وبقعة دم كبيره مغطيه قسمه العلوي..

كوتشها ..

حتى ملابسها الداخليه كانت موجوده..

إلا أهم شيئ!!

إلا..



شالها!!


!


!


!



معقول نسيته في المستشفى!

بس كيف وهي ماطلعته من الكيس و--

شهقت بقوه.. كيف ماإنتبهت لإختفائه لما فكت الكيس وإتفقدت أغراضها أمس ..

بس كيف هتنتبه وهي بالها كان مع كوتشها والبلوه اللي فيه

غمضت عيونها وعصرت مخها وهي بتحاول تتذكر وين ممكن يكون..

من لحظة مارجع لها حمد الشال لحد ماركبوا السياره وهربوا من المزرعه وهي لافته على رأسها ومتلثمه فيه يعني كان معاها لآخر لحظه..


أجل وين راح!



إتبخر !!!!


جات عيونها عالتلفون وعلى طول رفعت السماعة وإتصلت على ثريا وأول ماسمحت صوتها همست برجاء/ثريا شالي معاكي صح! قولي إنه معاكي!

ردت ثريا بقلق/جوري شفيكي وأي شال اللي تحكي عنه!

همست برجفه/شالي كان معايا .. لما هربت.. منهم.. بس ذحين.. مدري وينه..مالقيته.. ماهو فيه.. أكيد طاح مني.. في المستشفى.

ثريا بتردد/بصراحه أنا ماشفته في أغراضك يوم جابتهم الممرضه.

ردت بصوت مخنوق/يعني أيه! شالي ضاع! ضاع!

ثريا بمسايره/لا ياقلبي وين بيضيع، أنتي أهدي شوي وأنا الحين بسألك الممرضه اللي كانت مسئوله عنك وإن شاء الل--

حست برجولها تذوب تحتها مثل الشمع وفلتت السماعه من يدها وإتهاوى جسمها عالأرض وفي طريقها للأسفل ضربت كتفها في حافة الطاوله بقوه قبل ماتستقر بدون حركه ..

جمدت مكانها لفتره ورأسها ينبض بألم فضيع شيئ دافئ يغرق صدرها ووجهها !

كان جرحها ينزف ودموعها تنزل بغزاره وهي بترمش بعدم إستيعاب من أسمها اللي بيتكرر بصوت عالي ومزعج لين ركزت إنه معاذ بيناديها وبيدق الباب علشان تفتح له..


تفتح له!!


من كل عقله متوقع إنها ممكن تفتح له وهي بذي الحاله والمنظر المزري!


شدت على أسنانها بقوه وزحفت وهي بتسند نفسها بيدها السليمه عالأثاث اللي صادفته قدامها لين وصلت للباب وحاولت تتحكم في ثباث صوتها /أنا كويسه يامعاذ.. روح من هنا..
دق الباب بقوه أكبر وبتهديد/ أفتحي الباب لا تخليني أنسى وين أحنا وأكسره على رأسش وأوريش الجنان صدق ..

عضت شفايفها بقهر .. كانت متأكدة من إنه هيسويها فعلاً بدون مايهتم بالمكان والناس اللي هم عندهم في الأخير هو من الجابر وجينات العناد وأحياناً الغباوه بتسري في دمهم و



١


طلعت من أفكارها على صوته وهو بيعد لها دلالة إنها آخر فرصه قدامها قبل ماينفذ اللي قاله، مسحت دموعها وخشمها بطرف بلوزتها بعدم إهتمام ورجعت خصلات شعرها المبعثر وراء أذنها و




٢




سلكت حلقها وأخذت نفس عميق وثاني وثالث





٣

فتحت الباب قبل مايخلص عد وببرود/آمرني !

رد وهو جاز على أسنانه بقوه/ مايأمر عليش ظالم ي--
هنتحاكى على الباب!

سألها بغضب لما وقفت قدامه ومنعته يدخل وردت ببرود/ماعندي شيئ أحكيه أنا فتحت علشان تطمن عليا وتريح بالك وماتحس بالذنب.

كتف ذراعيه على صدره ورد بسخريه/ماشاء الله والأدب، ليش أنتي شايفتني ولا أهمك أصلاً علشان تشيلي هم نفسيتي وإحساسي مهما كان!

ردت بجمود/ أجل لانطولها وهي قصيره.

خلصت جملتها وقفلت الباب في وجهه بدون مقدمات!

طالع معاذ في الباب بعدم تصديق!!

كان لسا بيحاول يفهم قصدها لما اتفاجأ بحركتها الغير متوقعه وقبل مايستوعب اللي سوته إنفتح الباب فجأة وطلت برأسها من وراه وببرود/وعلى فكره تهديدك ذا ماكان ينفع معايا زمان وأكيد ماهينفع ذحين فبطله أحسن.

ورجعت قفلت الباب من جديد، غمض معاذ عيونه وأخذ نفس عميق وهو بيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لايكسر الباب على رأسها من جد وخرج وهو يتصل لعلي وبيهمس لنفسه/ تمام ياجوري لنا بيت نتحاسب فيه.

قفلت الباب وجرت نفسها للسرير ولمحت علبة المنوم عالكومدينه مع باقي أدويتها وطلعت قرصين وبلعتهم بدون تردد وشربت وراهم نص جك المويا بدون ماتستخدم الكأس وبعدها دخلت الحمام وطلعت شنطة الإسعافات الأوليه اللي جهزتها لها دكتورتها اللي زارتها الظهر بناء على طلب أبوها مساعد.. فسخت بلوزتها وشالت الضماده الغرقانه بالدم ونظفت جرحها وعقمته وضمدته من جديد بدون مايرف لها جفن!!

كانت بتتحرك بجمود وعدم إحساس..

دماغها ورقة بيضاء خاليه من أي شيئ..

رجعت غرفتها وسحبت بلوزه نظيفه من الدولاب ولبستها وبعد ماقفلت الستائر وشغلت التكييف وغرقت الغرفه في الظلام رمت نفسها السرير وسحبت مخدتها لصدرها وأتكورت على نفسها وغمضت عيونها بإستسلام
في نفس الوقت، عدن


وقف لحظات طويله قدام الباب وهو بيحاول يتحكم في أعصابه وهو يمسح وجهه وعيونه المحتقنه بالدموع اكثر من مره، لازم يكون قوي ويتمالك نفسه قدام جوريته لإنها أكيد تعبانه ومارح تتحمل تشوفه بذا الشكل.. لكن أيش ممكن تتوقع منه بعد كل اللي مر فيه من بعد ماضاعت منه وبسرعه رجعت له صورتها وهي فاقده الوعي والدم مغرق القسم العلوي من الثوب اللي لابسته!!
هز رأسه بقوه ونفض عنه ذي الصورة اللي بتقلب عليه المواجع..


أميرته رجعت بالسلامه..


جوريته بخير وذا المهم..

أخذ نفس عميق وزفره على مهل وفتح الباب بهدوء وقلبه ينبض بعنف و

وديما كيفها لاتكون لسا مغمى عليها من ساعة ماسبتها !

إتسمر مكانه ويده جمدت على مسكة الباب وهو يطالع وجهها المبتسم وصوتها المرح بيتردد في عقله بإستفزاز/


لاتكون لسا مغمى عليها من ساعة ماسبتها !



لاتكون لسا مغمى عليها من ساعة ماسبتها !



لاتكون لسا مغمى عليها من ساعة ماسبتها !


حس كأن أحد هوى على رأسه بمطرقه عملاقه سوته بالأرض وهو يصرخ بأعلى صوته بس محد سمعه ولاحس فيه لإن صوته ماإتجاوز حنجرته وظل يتردد داخله وهو بيسترجع أكثر اللحظات المرعبه اللي مرت عليه في حياته واللي حس وكإنه هيموت فيها بسببها..

في البداية لحظة ماإنخطفت ..

والثانيه لما وصله الفيديو إياه..

والثالثه لما وقفت إشارتها فجأة..

والرابعه لما شاف سيارتها متوقفه على جانب الخط السريع بعد ماإصطدمت بعامود الإنارة الضخم ولقيها بشعرها المبعثر ورأسها المحني على الدريكسون وكإنها جثة هامدة..

والخامسه وهي في غرفة العمليات..

والسادسه واللي كانت القشه اللي قصمت ظهر البعير نتيجة فحص الدكتوره النسائيه اللي أثبت بالدليل القاطع إن أخته سليمه وماإتلمست نهائياً وعدا عن جرحها وبعض الكدمات والرضوض اللي بتعاني منها فهي بخير تماماً ومحد لمسها..


وقته رجوله ماحملته وإنهار عالأرض ودموعه تنزل وسجد شكر لله اللي حمى أخته ونجاها من أيدين السفله اللي كانوا هيهتكوا عرضها ويرموها للكلاب بدون مايرف لهم جفن..

هو مات ألف مره وهو بيلوم نفسه وبيتسآل عن حالها وهي فاقت وجالسه براحه بدون حتى ماتسأل عنه!!

هو ماتهنا بنوم ولا اكل ولاحياة في بعدها وهي بتضحك وتنكت وعلى بالها!

وكإن اللي صار ذا شيئ مايخصها ولايعنيها لامن بعيد ولامن قريب!

أو كإنها مجرد مزحه سمجه أو مقلب بتتسلى بيه !

ولأول مره في حياته وبدون مايحس لقي نفسه بيهوي على خدها بكف أودعه كل اللي حس فيه من اول ماإنخطفت لحد اللحظه ذي..

هاجمها بضراوة بعد فقد السيطرة على نفسه وإستسلم لبركان مشاعره اللي كانت مزيج سيئ من..


الغضب..

الإحباط..

الحقد..

القهر..

وماوعي على حاله غير وهو بين إيدين علي اللي حتى هو ماسلم من إنفجاره العنيف اللي خلاها يغلط عليه!
كانت أول مره في حياته يواجه علي بذي الطريقة ويكلمه بذي الوقاحه!

علي كان متربي معاهم من صغرهم وبيعتمدوا عليه في كل شيئ..

كان أخوهم الكبير..

صاحبهم..

مثلهم الأعلى..

وكونه أخو جوري وبيحتل مكانه خاصه في قلبها فذا زاد من رصيد محبته في قلبه وخلاه يحبه بشكل خاص.

بس هو خرب كل شيئ بفورة غضبه الغبيه وبعد ماوقفه علي عند حده وطرده خرج من المستشفى وهو موشايف قدامه ورمى نفسه أول تاكسي اللي ظل يدور في شوارع الرياض بدون هدف وبعد ساعه إنتبه إن معاذ معاه في نفس السياره وحس بالإمتنان لإن إكتفى بالصمت وإتجنب يفتح معاه أي موضوع.

بعد ماهدأت أعصابه ورجع لعقله وإتخلص من جنونه المؤقت حس بالخجل من تصرفه وماتحمل يطالع وجه أخوه او حتى يقعد في نفس المكان وطلب من السائق يروح عالمطار وأتصل على ريان وطلب منه يرسل له الابتوب تبعه وشنطة ملابسها اللي محافظ بجوازه فيها وبما إنه مايقدر يرجع بيتهم بدون أخته فسافر لعدن وحجز لنفسه في فندق لحد م---


إنقطعت ذكرياته بسبب رنين جواله المتواصل وأسم فيصل بيلمع في الشاشه وذكره إنه إتجاهله من الصباح وإستحى ورد/هلا فيصل وعليكم السلام..

فيصل/يابويا لو إنك رئيس الجمهورية كان حنيت عليا ورديت.

رد بضيق/ بلا رئيس بلا هم كل الحكايه تعبان ومافيني أرد عليك ..

فيصل بإستغراب/انتا أيش حكايتك لك أربعه أيام موعلى بعضك، في الأول سافرت الرياض وقلنا معليه شغلك بتمشيه من اي مكان وذا اللي صار وكنت عال العال، لكن إنك تسافر اليمن فجأه وتطنشني كذا ذا اللي مافهمته.

إتنهد/أعذرني يافيصل والحق معك أدري إني مقصر ذي اليومين وتارك الشغل كله على رأس--

قاطعه بقلق/ انا ماقصدي عالشغل، أنتا صوتك تعبان ونفسيتك متغيره لايكون صار شي لأهلك علشان كذا سافرت!

أتأمل البحر بنظرات فارغه/أهلي الحمدلله بخير وعافيه لاتشغل نفسك .

فيصل بعتاب/ واحنا من متى بينا ذا الكلام ياعبدالرحمن! ولا خلاص أنا صرت غريب !

حس بالذنب ورد بصدق/إذا أنت غريب يافيصل من القريب! أنت أخي وصاحبي والله يعلم بمعزتك في قلبي و--

قاطعه بمرح/ خلاص أحرجتني ووجهي قلب طماطمه لا تكمل أخاف بعد شويه تعترفلي بحبك و--

قاطعه بإبتسامه/ الحمدلله الذي عافانا مما إبتلى به غيرنا، بعدين كل تبن ياحيوان الحريم خلصوا علشان أحبك .

فيصل / هههه أشوفك سحبت على أم جود وصار فيها حريم لايكون بنات الرياض خرفنوك أعرفهم بنات اللذينا حلوات و --

عبدالرحمن بمكر/ماخروف غيرك شايفني زيك ي--
تابع كلامه مع فيصل اللي قدر بروحه المرحه يغير نفسيته المكتئبه وخلاه يضحك ويتناسى همه لفتره بسيطه قبل ماينقبض قلبه فجأه بقوه وتنحبس أنفاسه وعقله يفكر في شخص واحد..



جوري..


،


،


،


قتلت بنته !!!


قالها سند بعدم إستيعاب وهو يطالع علي اللي كرر كلامه بهدوء/اللي سمعته، هو قال إنك قتلت بنته والخطف كان الحل الأخير بعد مافشل في قتلك كذا مره والسؤال ذحين من هو هذا الشخص بالضبط؟


عقد حواجبه بتفكير "أي قتل وأي بنت وش هالهبال اللي يحكي عنه وهذا شلون عرف عن محاولة قتلي" وبإنكار/ أنا قتلت بنته وهو حاول يقتلني وكذا مره بعد! أنا رجل أعمال مو بزعيم عصابه وأكيد سمعت غلط أو مافهمت السالفه عدل والأحسن إنك ترد تسألها وتتأكد لإن الظاهر اللي صار أثر على دماغها وقواها العقليه..

كره نفسه لما قال عنها ذا الكلام لكن إنه يحكي عنها مع علي بالذات فذا اللي كرهه أكثر وأكثر ..

لما ترك جده وأبوه المكان ظل هو مع علي ومعاذ وحاتم وفتح السالفه وحكى لهم التفاصيل المهمه عن اللي صار وظلوا أكثر من ساعتين يتناقشوا فيها، بعدها إستئذن حاتم لإن عنده موعد مهم ووعد يبقيهم على إطلاع إذا جد جديد بخصوص رجال المزرعه وقبل مايصارح علي ومعاذ بخصوص الرجال المقنع رن جوال معاذ وإستئذن وطلع وتركه مع علي اللي قرر يستلم دفة الحوار ويستجوبه بطريقة مستفزه .


يعني ماسبق وإعترضت لمحاولات إغتيال فاشله، مثل تسرب غاز في فرنسا!!حادث سيارة في لندن!!

ذي المره سؤال علي صدمه بقوه" يعني اللي خطفها واللي حاول يقتلني فعلاً نفس الشخص!"

طالع في علي اللي بيشرب الشاي على أقل من مهله قبل مايتابع بتأكيد مستفز/يعني كلامها صحيح وطلعت مش مجنونه ولابتخرف .

" هسلم بسلامة قواها العقليةفي ذي النقطه بس لكن في علاقتها الغريبه معك موبمتأكد" وبهدوء / أيه اللي قالته صح لكن هالشي محد يدري عنه لا هلي ولاحتى أبوي وإبي الوضع يتم على هالحال.

رد علي بإبتسامه بارده/ طريفة إدارتك لحياتك ماتهمني علشان أناقشها مع أهلك عكس تصرفاتك اللي مافهمت السبب وراها ومحتاج أفهمها.

كان وده يمسح إبتسامة علي ببكس لكن لقي الكلام أبلغ ورد بإبتسامه مماثله/ شف يابوعبدالله أنت هنا بصفتك ضيف ولك مني الحشيمه والكرامه طول منت بينا، وكونك عرفت عني معلومات سرية بالصدفه فذا مايعطيك الحق في إنك تستجوبني كإني مجند في جلسة تأديبية لذلك أنا موبمجبور أبرر لك أو لغيرك تصرفاتي لإنها تخصني وبس وفي حال نسيت أحب أذكرك إن رتبتك العسكرية وإمتيازاتها إنتهت بعبورك الحدود.

طالعه علي بتسليه وهو يكبح إبتسامته.. نفور سند منه وعدم ميله له من أول ماقابله ماخفي عليه رغم محاولاته المثيره للإعجاب للسيطره على نفسه وإلتزامه بالأدب في تصرفاته وكلامه معاه بشكل حيره وأثار فضوله خاصةً بعد كلام عبدالرحمن اللي بيمدحه بإستمرار وإعجاب كبير بالأضافه للي سمعه من معاذ عن اللي سواه وكيف غامر بنفسه علشان يرجع أخته بدون مايهتم بالعواقب غير إنه كان بيعامل معاذ بطريقة مختلفة تماماً عنه وذحين كلامه ذا اللي حاول من خلاله يوقفه عند حده بألطف وأهدى الطرق بس للأسف هو غلط في إختيار كلماته وغلطه كان كبييييييير، وإذا كان في شيئ بيتمتع بيه لدرجه كبيره في حياته بعد إستفزاز جوري فهو إستفزاز الناس البارده والمغروره وسند كان على قمتهم.

حط كأسة الشاي من يده وإلتفت له بشكل كامل وببرود/أولاً أنا مش محتاج رتب ونجوم علشان أمشي أموري في أي مكان، ثانياً أمورك الخاصه ورطت أهلي وخلتهم طرف في نزاعاتك لذلك أنا لي كل الحق إني أتدخل وإن كان تدخلي بيزعج حضرتك فذا آخر إهتماماتي.. ثالثاً وهو الأهم اتأكد إني فعلاً هستجوبك لحد ما أفهم سبب لفك ودورانك اللي خلاك تحتفظ بتفاصيل كثيره ومهمه لنفسك.

طالعه سند بعدم تصديق لأسلوبه الوقح والبارد اللي أستفزه ورد بحده/ أرد وأقول أنت ضيف فلا تحدني على أقصاي و--

قاطعه علي بأمر/ عبدالرحمن ماقال عن الرجال اللي كان معاها في السيارة وقت مالقيتوها وهذا معناه إنه مش داري بوجوده وعالغالب إنه إنعمى على قلبه وماعاد شاف غيرها ذاك الوقت، لكن أنت ليش ماقلت لنا عنه ! والأهم وينه ذحين !

سند كان يسمعه وهو مصدوم!

مصدوم!
مصدوم!

شلون عرف وهو ماقال لمخلوق عنه ورجاله لايمكن يطلع منهم حرف مهما كان ال--

إلا إذا...

هي!!!

معقوله!!!

ليه لا؟

من ممكن يحكي له الرجال اللي كان في السيارة غير صاحبة الشأن نفسها ..

هالبنت رح تقتله بتصرفاتها وأريحيتها الغريبه مع ذا الآدمي..

حس بحقد ناحية هالعلي اللي مايدري من وين طلع له، والمشكلة إن بيتكلم عنهم بثقه في محلها لإن تحليله لوضع عبدالرحمن اللي فعلاً إنهبل وماعاد شاف ولاحس بشيئ غير أخته وهي بذاك المنظر اللي خلع قلوبهم وقتها وثقة طفلته فيه بذي الطريقه اللي خلتها تحكي له اللي صار بيثب له شكثر هالإنسان فاهمهم ويعني لهم ويهمهم.

إتجاهل شعلة الغيره اللي بدأت تشتعل داخله وأتنفس بعمق وهو يفكر"موبوقت العواطف ياسند كل ماحليت هالغموض وفكيت هالعقد اللي حولها بسرعه كل ماكان وصولك لها أسرع فلا تضيع فرصك معاها بسبب هالعملاق البارد المستفز" وطالع في علي وبهدوء/ماقلت عن الرجال لإنه ببساطه أختفى ..

سكت للحظات وتابع وهو يختار كلماته بعنايه متعمده/ كان فاقد الوعي بالمقعد الخلفي وهي كانت فاقده الوعي وتنزف وبما إن عبدالرحمن فعلاً ماكان مركز في شي غيرها فماحبيت أزيدها عليه وطلبت من الحرس يتصرفوا معه وهي أخذتها بسيارتي عالمستشفى وهناك كنت مشغول بالوضع لين أتصلوا علي وبلغوني إنه هرب منهم..

سأله علي بشك/هرب من حرسك!

هز رأسه بمواقفه/مع الأسف، بمجرد ماوصل المستشفى ودخلوه الطوارئ يكشفوا عليه افقد الممرضه والدكتور الوعي وغافل الحرس اللي عالباب وهرب ولو كان معاذ إنتظر دقيقه بس كنت بتسمعني وأنا ببلغه بهالشي لأجل يفهم لنا السالفه من أخته .

علي بسخريه/ ياحبيبي فلتوا مجرم لوحده في غرفة طوارئ بدون حراسه مشدده وماتشتيه يهرب! أيش كنت متوقع منه! يقلك أحجزلي يومين أرتاح أو يجي برجله لعندك ويعترف لك!

رد سند بحده/لعلمك هو كان في غرفة خاصة ومصاب وفاقد الوعي ومكلبش بعد بس مدري شلون فك نفسه، وأترك عنك المسخره وقلي وش سالفته وليه كان معها دامها حكت لك عنه.

صب علي لنفسه كاسة شاي ثانيه وببرود/ مافي سالفه هذا ساعدها تهرب من المزرعه .

طالعه سند بعدم تصديق/ساعدها تهرب! أنت من جدك!
رد بهدوء/ أغرته بالفلوس وهو ماصدق إن بنت المنذر بتدفع له ملايين بدل الكم ألف اللي كان متوقعها، دبر لها سياره وخرجها والبقيه أنت داري به.

هز سند رأسه بعدم إقتناع..
هي يمكن أغرته بالفلوس بس هو شلون طاوعها! شلون مافكر في اللي شغال معهم! هذول اللي يدخل معهم مايتركهم إلا بالموت وذا وافقها وخانهم بمنتهى البساطة لمجرد إنها بنت المنذر وبتدفع أكثر !

لا..

في شيئ ناقص وماإنقال في هالقصه و--



مالها جوري!!


إنقطعت أفكاره وإلتفت بحده لماسمع أسمها وإنتبه لعلي اللي وقف وإستئذن وطلع بدون مايعطيه فرصه للرد!

طلع وراه ووقف عالباب وإنتبه لمشية علي السريعه ووصله صوته وهو يتابع/مش قلتلك أنا بوصلها الخبر بطريقتي ليش تحاكيها يامعاذ.... تقوم تقهرها هكذا، أمس اخوك واليوم أنت .......... والله يامعاذ لو وقع بها شي ماأرحمكم.........


هل ممكن إن قلب الشخص يتوقف عن النبض للحظات ويظل صاحبه عايش!!


ذا كان إحساس سند وهو يسمع كلام علي.. قلبه وقف وأنفاسه إنحبست للحظات ..


طفلته صار لها شيئ!

طفلته موبخير!
جده


رد عالجوال بنعاس بس أول ماركز في صوت المتصل وعرفه فز من السرير ووقف وسط الغرفه بجمود وهو يطالع الجوال بعدم إستيعاب لدقيقه كامله قبل ماينتبه إن علي مستنيه برا!!

مسح وجهه بقوه طيرت باقي النوم وبلع ريقه بصعوبه وعيونه عالساعة!

علي يتصل عليه الساعه وحده ونص الصباح وكمان يقله
أطلع لي أنا برا عند الباب!!!!

هو متى جاء من السفر!!

وباب مين اللي واقف عنده!!

باب بيته!!

طيب ليه!!

وأيش يبغى منه ذ--

إتوسعت عيونه بصدمه لما ركز في سبب مهم يمكن هو اللي جابه ذا الوقت..

معقول جوري قالت له عن اللي صار بينهم!!

شحب وجهه فجأة .. كيف ماعمل حساب ذا الشيئ!

سب نفسه وعاتبها بتوتر وهو يغير ملابسه "كله من عصبيتي ولساني الغبي والمتسرع.. كيف نسيت أيش سوا فيا أخر مره علشان بس قلتلها وين أخوانك! ذحين أيش بيفكني منه وأنا متهجم عليها!

شرب كأس مويا وأخذ نفس عميق وحاول يهدى قد مايقدر وهو يعشم نفسه " جوري أعقل من إنها تورطني معاه بذا الشكل! هيا عارفه إنه همجي ومجنون وممكن يقتلني عن جد لو عرف اللي سويته أو قلته ليها.. جوري ماتسويها ماتسويها"

طالع في باب غرفة أمه المقفول للحظات، ياترى يصحيها وذي المره يودعها قبل مايروح ولا ماله داعي وإن شاء الله إنه راجع!

ياربي أيش الورطه ذي!

أنا كيف نسيته كيف !!!!

هز رأسه بقوه وحاول يطرد كل الوساوس منه وخرج الحوش وهو بيدعي إن الله يستر ويعدي الليله على خير.
وأخيراًوصل للباب وفتحه وبادره علي بهدوء /السلام عليكم.. كيف الحال.

سلم وسحب يده بسرعه لما لاحظ إنها ترجف وأتأمل علي بتوتر، لحد الأن كل شيئ طبيعي ومو مبين عليه إنه معصب أو إنه على وشك يرتكب جريمة، لكن علي من متى بيبان في ملامحه أي شيئ!!

بلع ريقه وبعد عن الباب علشان يدخل / وعليكم السلام والرحمة.. الحمدلله بخير انتا كيف والحمدلله على السلامة أتفضل.

علي / الله يسلمك، مش جاي أتضيف جيت للعيال.
حس بشعر جسمه وقف "وصلنا لمربط الفرس"وبحذر/ إيشبهم العيال!

علي/ أمهم تشتيهم وجيت اخذهم.

حس بجبينه يصب عرق وبتوتر/هي قالت لك تجي تأخذهم.. يعني جيت من صنعاء علشانهم!

طالعه علي بصمت للحظات قبل مايسأله/جيت في شغل بس أنت ليش بتسأل إذا جييت مخصوص علشانهم، أنت مانعهم من أمهم ولا كيف !

حرك إيديه بنفي سريع/لا لا بس الساعه..قصدي الوقت متأخر والعيال نايمين.

سأله بأمر/ متأكد إن هذا السبب بس!

لما هز خالد رأسه بتأكيد تابع/ عموماً أنا أتصلت عليهم وحاكيتهم وتلقاهم قاموا ذحين وإتجهزوا.

شد خالد على أسنانه بقهر/مو المفروض إنك تكلمني أول يمكن ماأوافق ولا موافقتي مو لازمتك .

رد بإبتسامه خفيفه/حاشاك يابوقصي أنت أبوهم وولي أمرهم بس هذا من العشم، أكيد أنت ماهتمانع يسيروا لأمهم في أي وقت.. بعدين أنا حبيت أوصل وهم جاهزين علشان لانزعجكم وأنت داري بي أحب أرتب أموري واحتاط لكل شي وماأخلي شي للصدف.

أسود وجه خالد لمافهم إنه بيلمح عن اللي سواه لما هدده يطلق جوري، ورد بكره واضح/لا ماهمانع بس ياريت ترجعهم بعد يومين لإني كنت مرتب نسافر كم يوم و--

قاطعه علي ببرود/أنتوا معاكم الرحمن لكن العيال بيسافروا وبيتمشوا مع أمهم.

صرخ خالد بإستنكار/نعم !! فين يسافروا!

رد علي بنفس بروده/وين يعني صنعاء، ولاتخاف بإذنه الله برجعهم لك بعد العيد بالسلامه.

رد خالد بإعتراض/ بعد العيد!! لا إحنا ماتفقنا على كذا ياع--

قاطعه علي بأمر/إتفاقنا قبل غير وذحين غير لكن هذا الكلام مش وقته برجع أتفاهم معك برواقه .

سأله خالد بعصبية/وايش اللي أتغير إن شاء الله!

رد بهدوء/اللي أتغير إنها ذي المره بتستقر في صنعاء
وماعاد ترجع وطبيعي إن العيال يجلسوا معاها ذي الفتره عالأقل.

أتوسعت عيونه بصدمه /تستقر في صنعاء!! بس.. بس العيال ماقالولي ذا الكلام ولا--

قاطعه ببرود /وأنت من تكون علشان يقولوا لك أنت اللي يهمك تعرفه إنهم بيسافروا معاها وبس والباقي مش عليك.. قلهم لايتأخروا ورانا طياره واعذري عالإزعاج خاطرك.

إستند خالد عالباب وطالعه بعدم إستيعاب وهو يعطيه ظهره ويحشر جسمه الضخم في الكرسي الأمامي للليموزين وبعد فتره حس بقصي وياسمين وهم يسلموا عليه وهو رد بأليه وجمود وتابعهم بنظراته لين ركبوا السيارة وأختفوا من قدامه و--




وأنا كل ماسألك تسرح وماترد والنهايه طيب!


رفع رأسه وشاف أمها اللي قطعت ذكرياته بسؤالها اللي كررته ورد بقهر/بدل ماتسأليني ليه غيرت رأسي وخليتهم يروحولها المفروض انا أسألك أنني كنتي عارفه إنها راجعه صنعاء!

ردت بتنهيده/ يابني ياحبيبي ربنا ماشفناه بالعقل عرفناه.. يعني بالعقل كيف تفكر إنها هتسيب أهلها وتعيش هنا طول عمرها !

رد بقهر /ما ذا اللي صار من بعد طلاقنا أيش اللي اتغير بس وخلاها تطلع بفكرة السفر ذحين!

ردت بشرح/بس هيا ماطلعت بالفكره فجأة هيا أتفقت مع أخوانها تجلس سنه وحده وبعد كذا بترجع ولا أنتا ناسي إن عبدالرحمن سايب أهله وشغله ع--

قاطعها بعصبيه/ماهو شغال هنا وعين الله عليه خلاص يجيب أهله ويفك أمنا من غبائه ذا.

طالعته بعدم تصديق/هوا اللي غبي برضه! تبغاه يلخبط حياته ويسيب أهله ويتغرب علشان يخلي أخته جنبك، أنتا أهبل ياولد!

رد بقهر/ أيوه أهبل لأني ماأتوقعتك هتخبي عليا شي مهم زي سفرها حتى ياسمين وقصي الكلاب ماجابولي سيره وكإني مو أبوهم، كان المفروض تكلموني من بدري علشان أرتب أموري وأقدر أمهد لها الموضوع وأقنعها ذحين كيف هسوي بعد ماراحت وأخذت العيال وانتي عارفه إني كنت بضغط عليها بيهم --

قاطعته بحده/يعني عارف إنها إذا رجعتلك فهيكون علشان العيال وبس أجل ليه متمسك فيها وهي ماتبغاك !

رد بحده /جوري كانت زوجتي وهتظل، وكنت أبغى أرجعها وحتى لو كانت زي ما قلتي أنا كنت هصلح كل شي وهخليها تحبني من جديد بس ذحين كل شي أتلخبط بسفرها ذا لإن أخوانها الحمير اللي متلمين حوالينها هيكبروا رأسها أكثر ماهو كبران وبعد ماأخذت العيال كمان أكيد مارح تفكر في كلامي ولاهتعبرني.

غطت وجهها بكفوفها بإستسلام وقلبها واجعها على أبنها اللي موراضي يفهم إن تفكيره ذا هيخرب حياته مع ندى وإنه مهما عمل جوري مارح ترجع له
ذبحتي مشاري!!

قالها بذهول وهو ينقل نظراته بين مشاري اللي ممد عالأرض وبين اللي واقفه على بعد خطوتين منه وماسكه مسدس في يدها وهي ترد عليه/ لاتتبلاني ذا أغمى عليه بس.

إنحنى عليه وقاس نبضه ولما لقاه بخير سحبه وكومه وراء المعدات بعد ماقطع جزء من ثوبه وكمم فمه ولما ربط إيديه إنتبه إنها مكسوره بس ماأهتم وتابع ربط رجليه قبل مايلتفت لها بغضب/ أي جزء من إنتظريني ولاتلفتين الإنتباه مافهمتيه، وشلون وصلك مشاري هااا !

أشرت على ساعتها /نفس جزء خمس دقايق وثانيه همشي وهسيبك ولاعلى بالك كنت أمزح معاك!

هو فعلاً ماتوقع إنها بتنفذ تهديدها وتروح، جز على أسنانه بقوه /ما قدرتي تصبرين الثلاث دقايق اللي اتأخرتها وبسببها كنتي بتورطين نفسك بغباء مع هالكلب مش--

قاطعته بحده /أيوه ماقدرت لإن ذي الثلاث دقايق غيرت حياتي وهتكون السبب في خروجي من هنا بإذن الله، بعدين أنتا أحول هوا اللي مغمى عليه مو أنا.

كان وده يفرغ فيها سلاحه على طولة لسانها معاه لكن ملحوقه الحين في شيئ أهم ولازم يسكت ويتحرك قبل محد ينتبه لهم وأشر لها تلحقه لين وصلوا لشبك كبير داخله قطيع خرفان فتحه ودخلوا أتخبوا بينهم وهو يهمس لها/طول منتي هاديه مارح يأذونك لاتخافين م--

قاطعته بملل/أيش اللي هخاف منه تراها خرفان مو أسود.

حس جبهته طارت وشد على أسنانه بغيض"أخبر كل البنات يخافون من الخرفان، هذي وش وضعها بينهم!" أتنفس بعمق حاول يهدي نفسه لايتهور ويخنقها بدل مايساعدها لكن لما إتذكر مشاري غير رأيه وسألها /أنتي شلون قدرتي تفقدي مشاري وعيه !

بعدت عن خروف بدأ يضايقها بحركته وردت بهدوء/ ضربته بكعب المسدس على قفاه.. قصدي مؤخرة رأسه.

هز رأسه بتفكير/أمممم وشلون وصلك المسدس!

ردت بإختصار/من مشاري.

كور إيديه بقوه وحاول يرد بهدوء/أدري إنه حقه بس مو معقول قلك أتفضلي خذيه.

ردت بتنهيده/أخذته منه بعد ماكسرت يده

إلتفت لها بصدمه/ كسرتي يده! شلون وليه!

ردت بنفاذ صبر/وأنتا مالك ولا هيا لقافه وبس!بعدين مو أنتا قلت إنك ضابط يعني شغلتك حماية الأبرياء والمفروض تخاف عليا مو عليه.

رد بعدم تصديق/أبرياء! وأنتي عاده نفسك منهم بعد اللي سويتيه! أنتي كفرتي في الرجال .

بس حبايبي بس لاتخافوا مارح يذبحكم..

قالتها للخرفان اللي أصواتها زادت وصارت تتحرك في كل مكان قبل ماترد عليه ببرود/لاتكفر على كيفك، بعدين أيش اللي ليه كسرتها! واحد خطفني وكمان حاول يمنعني أهرب وكنت بدافع عن نفسي ولا مفكره جاء يودعني ويقلي هتوحشيني ولاتقطعي الجوابات، بعدين لاتقول عليه رجال اللي زيه ماينطبق عليه وصف الرجوله ولاحتى يشبها.

أفحمته بردها وهو يفكر في كلامها بجديه، هي معها حق وزين منها اللي ماإنهارت وقدرت تدافع عن نفسها بشكل مثير الإعجاب وحده غيرها كان موضوعها خلص من أول نص ساعه في المكان ومع هالعالم الزباله و---

رنين مفاجئ قطع أفكاره وإلتفت وشافها تطلع جوال بسرعه وهي تهمس بغيض/ عبادي ياغبي مووقتك ولا أنا الغبيه اللي ماصمته.

سألته بقلق/تقول سمعوا الرنه!

هز رأسه بنفي وبتساؤل/وذا بعد من مشاري!

حركته قدامه وردت بإنتصار / تقدر تسميها غنيمة حرب وكلمت عبادي وإن شاء ذحين جاي في الطريق، عرفت ذحين فايدة الثلاث دقايق اللي موعاجبتك.

كان معصب منها وواصل حده وحب يجاكرها وبسخريه/ماشاء الله على كذا عطيتي هالعبادي العنوان!

ردت بثقه/عبدالرحمن أخويا مومحتاج الأشياء الضعيفه ذي أحنا في عصر التكنولوجيا وإتصالي بيه كفايه وهتشوف كيف هيقتحم المكان بكتيبه كامله وفي أسرع وقت بإذنه الله.

زفر بضيق/هذا أقل شي متوقع من بيت المنذر و--

قاطعته بحده/ وليه بتقولها كذا وكأنهم مو عاجبينك.

طالع ساعته ورد بهدوء/ أكيد مارح يعجبوني بعد مادمروا لي شغلي .

سألته بإستغراب/وهما مالهم بشغلك !

رد ببرود/أنتي تظنين إني كنت أمزح يوم قلت إني ضابط متخفي! ماسألتي نفسك وش بيصير لو الشرطه حاصرت المكان وقبضت عالكل لإنهم خطفوا بنت المنذر!

ردت بحذر/ بينسجنوا وبتنقص عصابات المخدرات وحده!

مل من سخريتها المستمره اللي رافضه تتخلى عنها ورد بنفاذ صبر /خل بالأول يثبتوا هالشي عليهم ياعبقرية زمانك لإن السالفه موبهالسهوله والحين وبسبب وجودك أضطريت أتخلى عن شغل سنه ونص وأنا متخفي في هالمزرعه وضيعت من يدي فرصه للقبض على وحده من أكبر عصابات تهريب السلاح والمخدرات وكل اللي بملكه كدليل هو شوية معلومات وكم صوره م

سكت للحظات قبل مايتابع/ أنا موبعارف ليه قاعد أحكي معك وأنتي مارح تفهمين ش--

قاطعته بهدوء/إذا كنت مفكر إنك الوحيد اللي كنت بتمثل عليهم وبتجمع معلومات فأنتا غلطان لإني كمان ماكنت قاعده ألعب.

سألها بعدم فهم/وش قصدك!

ردت بجديه/قصدي إن شغلك ماراح عالفاضي ياحضرة الضابط وإذا طلعنا من هنا بالسلامه ساعتها أنا هسلمك كل المعلومات اللي هتخليهم يأخذوا قصاص وأنتا تأخذ ترقيه و

أنتا ليه بتطالع في ساعتك كل شويه!

سألته بإستغراب

رد وهو يراقب الوضع برا/ لإني منتظر الوقت اللي هيروح فيه الكل للمخزن اللي حرقته علشان نقدر نهرب والكل مشغول..

سألته بقلق/بس إذا كلهم راحوا مو هيطفوه بسرعه و--

قاطعها بثقه/أنا وزعت شمع عالقش وبمجرد ماتشب النار فيه مارح يقدروا يسيطروا عليها بسهوله.. بس شلون عرفتي المعلومات اللي قلتي عنها !

ردت بسخريه/ لايمكن تتصور كمية ونوعية الكلام اللي هيقولها الناس ليك لما يفتكروا إنهم هيقتلوك بعدها و

ريحة حطب.. المخزن إنحرق..

قالتها بحماس وريحة الحريق بتنتشر في الجو بسرعه وشافت الرجال بيجروا في كل مكان وأصواتهم المصدومه طالعه وإلتفتت للخرفان اللي إتحول غثائها لصراخ وحركتها صارت هستيريه وبإدراك/سبحان الله حسوا بالحريق قبلنا وعلشان كذا كانوا خايفين و--

قاطعها بأمر وهو يأشر لها على بوابة المزرعه/أتركي عنك الخرفان الحين وركزي معاي، بتطلعين من هنا معاي ولا بتنظرين أهلك لين يجون بكتيبة الأعدام !

ردت بسرعه/لا أنا قلت لعبادي أني طالعه وبنتقابل في الطريق.

ماقدر يمنع تعليقه البارد/كإنك أستعجلتي في هالثقه!

ردت بثقه/ماخاب من قال يارب.

إتنهد بعمق/والنعم بالله، المهم إذا ماتبيني إلمسك خلك وراي بالضبط لين نوصل للباب الخارجي وبرا بنأخذ الهايلوكس الغمارتين موبأي سياره ثانيه و--

قاطعته بتفكير/ يعني في غيرها وكذا هيلحقونا يا---

قاطعها بسخريه/في الثلاث دقايق المشهوره فرغت كفرات السيارات الباقيه من الهواء وجهزت المخزن للحرق عرفتي ليه تأخرت.

ردت بتوتر وعيونها تراقب / طيب لاتزعل كل واحد أستثمرها بطريقته الخاصه وصرنا خالصين.

إنتبه إنها أول مره تقول شيئا أشبه بالإعتذار ومشي للباب وبأمر/أول ماأفتح الباب للخرفان بنركض ولاتنسين خلك وراي ولا بشيلك مثل قبل.

ماردت عليه وهزت رأسها بمواقفه وبمجرد مافتح الباب إتدافعت الخرفان المهتاجه من الخوف و إنتشرت في كل المزرعه وهي تحاول تنفذ بجلدها وفي نفس الوقت شتتت إنتباه الرجال اللي اتفاجئوا بخروجها.

راقبها بإبتسامه وهي تعطيه ظهرها وتعدل لثمتها قبل ماتلتفت له وهو أخذ نفس عميق وطلع المسدسين وذخرهم بإستعداد وهي إتصرفت بالمثل مع مسدس مشاري وبسهوله إستغربها!

أخذوا نفس عميق في نفس الوقت ومع إشارته ركضوا سوا وهم بيتخطوا الخرفان اللي صادفتهم وقبل مايوصلوا الباب بدأ ضرب النار.

رماها عالأرض وراء وحده من السيارات وصار يرد عليهم من مكانه ولما فرغ مسدسه الصغير من الرصاص صرخ فيها بأمر/عطيني سلاحك إذا مارح تستخدميه.

أعطته المسدس وبتوتر/ أنا أفضل إنك أنتا تقتلهم وأنا أطلعن و--

قطعت جملتها وإنحنت تخبئ نفسها من سيل الرصاص اللي نزل عليهم زي المطر وقربت منه ورفعت صوتها / أيش رأيك أنا أجري وأشغل السياره وأنتا تحمي ظهري .

قاس المسافه من مكانهم للباب وقارن بين فرص نجاتهم في الحالتين..

صحيح إن السياره أمنت لهم درع حمايه من هجوم الرصاص لكنه مؤقت لإن ذخيرته بدأت تتناقص بسرعه وإذا إنتهت بينتهي معها أملهم في الخروج بسلامه من هالمكان.. لكن لو إنها تعرف تسوق وكانت سريعه مثل ماهو متأمل فهيضغط على نفسه ويتجاهل ألم ونزيف رجله وبإذن الله هيقدر يأمن لها غطاء مناسب لين توصل للسياره..

لقي إن إقتراحها معقول ومناسب لوضعهم وأخذ قراره وبدون تردد أعطاها المفتاح وبأمر/هايلوكس غمارتين وبتتحركين مع إشارتي وإذا لاقدر الله أنصبت أوماقدرت إلحقك حركي بدوني صوب الشرق لين توصلين الخط السريع ومن هناك بتدلين الطريق وإبي منك وعد تنسين كل شي عني وماتجيبين سيره لمخلوق عن اللي قلته لك ذي مهمه سريه وأرواح ناس رهن هالسريه .

ردت بسخريه مرتجفه/ إن شاء الله ماهيصير شي وهنهرب سوا وبما إن في قسمكم مرتشين فمارح أوثق في غيرك وأسلمه المعلومات اللي عندي فأنتبه لنفسك ولا تضيع الترقيه من يدك يا.... إلا أنتا أيش أسمك!.... أسفه نسيت السري

قاطعها بهدوء/حمد المقدم حمد والحين أستعدي .

ومع إشارته إنطلقت زي السهم ولحقها وهو يطلق الرصاص بغزاره لين وصلوا السيارة اللي قفزت داخلها وشغلتها وحركت بسرعه وهي تصرخ بسبب وابل الرصاص اللي أخترق هيكل السياره وكسر كل زجاجها وهو يرد عليهم ضرب النار وبصراخ/لاترفعين رأسك..

أستمر إنطلاق الرصاص وهو يوجهها للطريق بصراخ علشان تسمع صوته وبمجرد ماإبتعدوا عن مرمى النيران واتأكد إنهم صاروا في أمان ومحد ملاحقهم رمى سلاحه جنبه وإتنفس بعمق قبل مايعلق براحه/ الحمدلله فلتنا من هالسلق.

همست بشرود/ الشروق في الصحراء ليه سحر خاص.

حس بصدمه من كلامها الشاعري في ذا الوقت بالذات "هالبنت موبصاحيه وش مشكلتها بالضبط!" وحاول يسألها بأدب/ممكن أجي قدام!

كان في المقعد الخلفي علشان كذا سألها..

ردت بإرتباك/لا ..

زفر بضيق وسند ظهره عالمقعد وهو عاقد حواجبه.. حالة رجله ساءت وماعاد حس فيها ولازم يعالجها في أقرب وقت، سألها بأمر/إنزين قولي وش المعلومات اللي سمعتيها لإني بنزل عند أول محطه قبل لاتقابلين أهلك.

ردت بتنهيده/ المعلومات مسجله.. على فلاش الكاميرا وبس نوقف... بعطيك ياه ..

إنتبه لتنفسها المضطرب وصوتها المتقطع ومال على كرسيها بقلق/شفيكي يابنت ص

قاطعته وهي تخفف سرعتها / أنا.. هجنب ...وأنتا.. سوق بد---

قطعت جملتها ومالت بالسياره حركه حاده ومفاجأه و--




سمع أصوات غريبه وحس بصداع وألم في جسمه كله!

حافظ على هدوئه وهو بيسمع الكلام الدائر بين الرجال والحرمه للحظات وأتذكر اللي صار..

آخر شيئ إتذكره هو إنها إنحرفت عن الخط وإصطدموا في شيئ قبل مايغرق في الظلام..

يعني الحين هم في المستشفى والممرضه كانت خايفه منه وتبي من الدكتور يشوف وحده غيرها تساعده..

إنتبه إنه مو حاسه بقناع التزلج على وجهه وأكيد بان الجرح البشع الممتد من زاوية عينه لأسفل خده وعلشان كذا خايفه بس الدكتور حاول يطمنها وقالها إن مامنه خطر طالما هو فاقد الوعي ومكلبش غير إن الناس اللي جابوه كلهم واقفين في إنتظاره برا.

حرك يده بخفه والتأكد إنه عن جد مكلبش وكمان شابكين له سيروم لإنه حس بالإبره إسترخى مكانه وفكر في وضعه.. مدام إنه وصل المستشفى فأكيد إن أهلها لقوها مثل ماقالت وأكيد هي الحين معهم والشرطه ماليه المستشفى ولازم يطلع من هنا بأسرع وقت قبل ماينفذ الدكتور كلامه ويحوله على غرفة العمليات لإن جرحه كبير ومأثر عالأعصاب ويحتاج نقل دم.. وفي ثواني فك الكلبشات بسهوله وصارت الممرضه بين إيديه وهو يهمس للدكتور بتهديد / أنا بس إبي أطلع من هنا لكن لو تنفست بقتل أثنينكم فهمت!

نظره وحده لوجه المرعب ولهجته البارده أقنعت الدكتور وهز رأسه بموافقه وبعدها طلب منه بنج ومدد الممرضه اللي فقدت وعيها من الخوف عالسرير مكانه وبعدها الدكتور أفقده الوعي بالضغط على منطقة معينة في الجزء الخلفي من رأسه واخذ حقه البالطو والنظاره الطبيه وحقن نفسه بالبنج الموضعي علشان يتحمل الألم ويتحرك بحريه و

ضرب طرف السرير بقبضته بغضب لما إكتشف إن الكاميرا والدفتر اللي بيحملوا كل المعلومات اللي جمعها في الثلاث الأسابيع الأخيرة أختفوا من بنطلونه وأكيد فتشوه وأخذوها منه، وقف قدام مرايه وحوض كانوا بيستخدموه للغسيل والتعقيم وبسرعه بدأ ينزع تنكره المتقن ويتخلص من طبقة الجلد البلاستيكي اللي مكون الجرح وغسل باقي المكياج..

طالع وجهه للحظات بتفكير قبل مايضغط على جرحه بخفه ولطخ وجهه بالدم ولبس البالطو والنظاره..
بنطلونه كان أسود والدم مومبين فيه لكن كان مقطوع وبيفضحه وبعد ماتأكد إنه أخفى القطع تحت البالطو إتحرك بهدوء للباب وأخذ نفس عميق قبل يرسم على وجهه علامات التوتر والقلق وفتح الباب وهو بيتظاهر إنه بيكلم الممرضه بعصبيه وبيقلها إنه مايقدر يعالج المريض لإنه بينزف بشده وحالته تستدعي عمليه ونقل دم ووجود أخصائي يفحصه قبلها ولما سأل واحد من اللي واقفين برا إذا كان واعي قله إنه مخدر وهو بيحرك إيديه قدام وجهه بحركات عصبيه مفتعله كانت بتخفي ملامحه بدون محد ينتبه .

زفر براحه لإنه تابع كلام الدكتور وردده بحذافيره وكان أداءه مقنع لدرجة إنه صدق نفسه وبعد ماإبتعد عنهم لف شوية بين الممرات لين لقي غرفه العاملين الخاصة بالأدوات الصحيه واللي بيستخدموها في تنظيف وتعقيم المستشفيات وهناك فسخ البالطو وجر عربة التنظيف وخرج من جديد بشكل عامل نظافه و--



لسعة ألم رجعته من ذكرياته وخلته يركز في تعقيم جرحه بحذر..

بعد ماخرج من المستشفى لف نص الرياض وهو يغير التاكسي أكثر من مره لإنه متأكد إنهم رح يدوره وبعدها راح بيته وغير ملابسه وأخذ هويته وراح المستشفى بشكل طبيعي وهناك إهتموا فيه وعالجوه وثاني يوم أصر يطلع ورجع بيته وظل يتابع الأخبار يمكن يسمع خبر عن بيت المنذر بس مالقي شيئ وفي الأخير قرر ينتظر ويرتاح لين جرحه يطيب وساعتها بيتصرف.

خلص تعقيم جرحه وشرب أدويته وطفى الإضاءة وإستسلم للنوم
سألتيني الصباح أيش الفرق بيني وبينك خاصة إني بتصرف بسلبيه زيك وسكت وغطيت عن خالد وتصرفاته وماشكيته لأخواني والجواب بسيط.. الفرق اللي بيني وبينك فرق السماء عن الأرض..

أولاً أنا وخالد بينا عيال مقيدين تصرفاتي نوعاً ما، يعني تقدري تقوليلي أيش هيصير فيهم لو خيلانهم وأبوهم مسكوا في بعض ولاقدر الله حصل الأسوء ! ثانياً أنا كذا كذا ماشيه من هنا فمو من العدل إني أورط أخواني في مشاكل لها أول مالها أخر مع واحد مايستاهل وأنا أساساً مو معبرته..

لكن أنتي غير ياثريا.. أنتي مابينك وبين وليد أي شي ممكن يشفع له ويصبرك عليه أو يخليكي تداري على سفالته ووقاحته معاكي .

إتسمرت نظرات ثريا على جوري وهي تمرر أصابعها في شعرها للحظات قبل ماترجع تربطه ذيل حصان وهي بترد عليها بهدوء ومو باين على وجهها أي إنفعال أو ضيق من كلامها الغبي وردت بخجل/ أوكيه انا فهمت وجهة نظرك وياليت تسامحيني عاللي قلته الصبح، أنا عن جد كنت متوتره من حركات وليد ورسايله وإنفجرت بوجهك بدون حق.

ردت جوري بإبتسامه/ مافي شي أسامحك عليه بعدين إذا مافضفضتي لي وطلعتي كل اللي مزعلك وقتها أي نوع من الأخوات هكون وقتها!

ضمتها بقوه /حبيبة قلبي الله لايحرمني منك ومن عقلك .

مسحت جوري على شعرها للحظات قبل ماتبعدها عنها بضحكه/خلاص كفايه أخاف تدخل أمل وتفهمنا غلط.

ردت بإبتسامه/لا ماعليكي أمل حبتك وإعجبت فيكي بعد ومارح أستغرب لو طلبت تداومين معايا بكره و--

قاطعتها بجديه/ثريا سيبينا من البهلله وخلينا في وليد.

إتنهدت بتعب/ وش أقول ووش أخلي ياجوري هذا صاير زي مسمار جحا ومن وين ماإلتفت ألقاه، ماشفتيه بعينك شلون منتظرني الصبح عند باب المستشفى ويوم رحنا المصلى والكافتيريا..

أنا خلص موبعارفه شلون أتصرف معه مليت وانا أصده واهزئه وهو مثل اللوح لا إحساس ولاضمير.

ردت بتأكيد/ طبيعي يتصرف كذا طول منتي ساكته عنه..ثريا ذا واحد جبان ونذل وصدقيني هوا بيستغل اللي مريتي فيه وبيتمادى في تصرفاته لإنه متأكد إنك هتفضلي الإنسحاب والسكوت في كل مره لحد ما تضعفي وتوافقي عليه في الأخير علشان تخلصي من ضغطه المستمر.

هزت ثريا رأسها بعدم تصديق/ مستحيل ياجوري وليد ماهوبغبي علشان يفكر بهالشكل.

ردت بثقه/ لا ياعمري غبي ونص.. وليد وخالد بيتمتعوا بنفس الغباء اللي بيخليهم يتمسكوا بأفكارهم وأوهامهم الغبيه مره بعد مره لحد مايصدقوها وذول بيكونوا محتاجين لشي يفوقهم من غبائهم .

أخذت نفس عميق وتابعت/أسمعي مني ياثريا وكلمي أخوكي وخليه هو يتصرف بمعرفته ويوقفه عند حده قبل مايتمادى أكثر من كذا ويتصرف بغباء يوديه ويوديكي في داهيه معاه.

سألتها بعدم إستيعاب/أي أخ فيهم!

ردت بهدوء/أبو بدر.

شحبت ملامحها فجأه وصرخت بعدم تصديق/ تبيني أحكي لسند! أنتي جنيتي!

جوري بتنهيده/يابنتي أبويا صحته ماتتحمل وشاهين طاير في السماء ومابقي قدامك غيره ع---

قاطعتها برجفه/سند لا ياجوري .. سند لوعرف باللي صار مارح يصير خير لوليد .

سألتها بسخريه/ هيقتله ببروده ولا بتحليلاته الغبيه اللي مدري من وين يجيبها!

صرخت فيها بعصبيه/ قلت لك كان سوء تفاهم وبعدين هو أعتذر لك أكثر من مره وأنتي خلص سامحتيه وش لها طولة لسانك الحين.

ضحكت جوري بمرح/ذحين بس فكيتي ولونك رجع لو كنت عارفه كان حشيت فيه من زمان.

جمدت مكانها بصدمه من ضحك جوري اللي زاد ورمتها بسماعتها الطبيه بقهر/صدق إنك سخيفه أنا حالتي بالويل وأنتي تنكتين!

وقفت ضحك وأخذت نفس وبهدوء/صح نكت للحظات بس أنا كنت بتكلم جد عن أخوكي وأنتي لازم تكلميه وبسرعه كمان.

دفنت وجهها بين إيديها وبرجفه/أقله عن رسائله اللي بيصبحني ويمسيني فيها.. ولا أقله عن وقاحته اللي خلته يتجرأ وينفرد فيني كل ماسمحت له الفرصه.. ولا عن ملاحقته لي من مكان للثاني.. ولا أقله إني صرت أحس إنه بيعد علي أنفاسي وقرب يخنقني.. وش تبيني أقله بالضبط ياجوري

جلست جنبها ورفعت وجهها الغرقان بالدموع وبهدوء/تقولي أنصاف الحقائق..

تقولي اللي هيضمن لك تصرف عاقل وحاسم من أخوكي بدون مايسيل فيها الدم للركب.. مثلاً قولي إنه وسط كذا زميله بينكم علشان يغيروا رأيك ويحاولون يقنعوكي توافقي وذا بيضغط على أعصابك .. أو قولي إنك بتحسي بنظراته المجروحه من رفضك وذا مو كذب..قولي إنك بتحسي بعدم راحه من تواجدك في نفس المكان.. إلفتي إهتمامه بشكل غير مباشر وخليه يتصرف بطريقته وأنتي عارفه الرجال ليهم أسلوب خاص بالتفاهم بينهم البين وبكذا وليد الزفت هيعرف إنك مولوحدك وإن وراكي رجال وبعدها هيفكر ألف مره قبل مايقرر يمشي معاكي في نفس الممر و---




لهالدرجة السالفه خطيره!!


شهقت بخوف لما سمعت صوت أخوها اللي قطع ذكرياتها وبإرتباك/هااا !

طالعها بقلق/وش اللي هااا، قلتي تبيني في سالفه وصار لك ربع ساعة محنطه ومافتحتي فمك بحرف شصاير يابنت أحكي شغلتيني.

بلعت ريقها بصعوبه وأخذت كأسة المويا اللي قدامها وشربتها بسرعه لدرجة إنها غصت وصارت تكح، طبطب على ظهرها بشويش وأعطاها منديل تمسح دموعها اللي سالت مع الكحه ومسك إيديها بحنان/ حبيبتي أهدي شوي وأحكي لي وش صاير معك واتأكدي إني في صفك ورح أساعدك مهما كانت السالفه إنزين!

كلامه حسسها بالراحه فأخذت نفس عميق وبدون مقدمات/بترك المستشفى وإبيك تنقلني مكان ثاني.

عقد حواجبه بإستغراب/وليه بتتركينها! أنتي تدرين إن هذي أفضل مستشفيات الرياض وبعد بيضم أفضل الكوادر الطبية وعلى مستوى المملكة.

هزت رأسها بموافقة/أدري بس أنا موبمرتاحه فيها وبيني وبينك مليت من جو الشغل ونوعية المرضى اللي بيترددون علي..

سكتت للحظات قبل ماتتابع بإبتسامه/تدري أنا قاعده افكر أقدم في مستشفى حكومي، حاسه إن الشغل هناك بيكون أكثر واقعيه.. يعني ناس عن جد مريضه وبتعاني ومحتاج لكل مساعده ممكنه مو بمثل المستشفيات الخاصة.. انا حاسه إني رح أطور نفسي وأزيد خبرتي في بيئة قليلة الإمكانيات.. وبعد لاتنسى عامل التحدي.. الشغل في القطاع الحكومي بيكون حافز لي علشان إتحدى نفسي وأحاول أثبت قدراتي كد--

شصاير ياثريا!

قاطعها بحزم بعد ماأستمع لسيل الكلام اللي طلع منها بإندفاع وإرتباك واضح..

إبتسامتها مااخفت رجفتها إيديها الواضحه !

ونبرة صوتها المتوتر ماأقنعه بتبريرها الضعيف!

أخته قاعده تكذب عليه وهي تظن إنها ممكن تخدعه ببساطه!!!

ردت بتوتر/هذاني قلت لك ياسند و--

قاطعها بهدوء/أتركي عنكي الحكي الفاضي وقولي السبب الحقيقي اللي تبين تتركين شغلك بسببه.

عضت على شفايفها بقهر"حسبي الله على شيطانك ياجوري زين الحين يوم ورطتيني معه و--

فزت من مكانها لما ضرب عالطاوله بخفه وقطع أفكارها وبنبره باكيه/سند شفيك خوفتني .

ضمها بحنان وبإعتذار/أسف موبقصدي بس أنتي موبعلى بعضك..

جلسها جنبه وبهدوء /أنتي أكثر وحده إتحمستي يوم قلت لك بتستلمين شغلك بهالمستشفى وعمرك ماشكيتي من كل هالنقاط اللي حكيتي عنها فطبيعي أشك وماأصدق هالسبب .

أعطاها فرصه ترد ولما ظلت تلعب بإصابعها بصمت تابع بإقناع/ قلت لك بسمعك وبساعدك مهما كانت السالفه ولا أنتي موبواثقه فيني!

ردت بتنهيده/والله واثقه ياخوي بس --

سكتت للحظات وجملة جوري بتتردد في بالها "قولي أنصاف الحقائق.. أنصاف الحقائق"، اخذت نفس وأتوكلت على الله وحكت له..
صنعاء، أول أيام رمضان



كيف يحدث أن تستيقظ ذات صباح لتجد أنك قد أضعت جزء منك!!!

جزءً لايعلم بوجوده أحداً غيرك !!

ولايشعر بفقدانه سواك!!

كيف يحدث أن تستيقظ ذات صباح لتفاجأ بإن داخلك قد أصبح أشبه بلعبة تركيب الصور!!

مهما قمت بجمعها وإعادة ترتيبها..

لاتكتمل !!

لإن أهم قطعة هي القطعة الأخيرة..

وبدونها..

ينتهي الأمر بمجرد إطارٍ لصورة مبعثره..

بأجزاء صغيرة لا معنى لها..

هكذا أنا..

منذ أستيقظت ولم أجدك بجوراي كما إعتدت..

قد أبدو أمام الجميع قطعة واحدة..

واثقة..

هادئة..

متماسكة..

إلا إني لست كذلك..

فأنا بدونك أشعر أني ..

ناقصة !!

خاوية !!

مبعثرة !!

أنا حقاً....

....أفتقدك..

وبشده....

(خياله والخيل عشقي)


قفلت دفترها وضمته لصدرها بقوه للحظات قبل ماتخبيه بين ملابسها وتطلع من غرفتها وهي تفكر فيه بمراره.. كم مره من وقت رجعت لوعيها ضبطت نفسها وهي بتدور عليه بغباء وهي ناسيه إنها ضيعته وفجأة تتذكر ذا الشيئ وترجع تكتئب..

ومهما حاولت تنساه إلا إنها فشلت في ذا الشيئ لإن كل شيئ بيفكروا بيه..

إفتقدت وجودها تحت مخدتها وهي نائمه..

وإشتاقت لملمسه وهو ملفوف على رقبتها..

ولحواراتها المجنونه معاه..

مرت خمسة أيام على وصولها لصنعاء مع معاذ وعلي اللي قال إن عبدالرحمن جاه شغل برا جده علشان كذا حجز لها ورجعت بدري وعلي أستقبلها في المطار أما معاذ فراح من المطار على مكتب المحاماة تبعه ورجع البيت في وقت متأخر وكإنه جاي من السفر.

حالتها النفسية والجسديه كانت أكثر من سيئه بعد ماإتلقت صدمتين في نفس الوقت..

الصدمه الأولى تخلي عبدالرحمن عنها..

والثانيه ضياع شالها..

ماكانت متذكره أشياء كثيره عن اللي صار بعدها لكن علي قلها إنها ظلت يوم ونص نايمه بسبب المنوم والحمى اللي خلتها أشبه بالجثه وبعد ماصحيت كانت لازالت بتعاني من أثار المنوم والمرض لدرجة إنه أضطر يشيلها شيل للسياره لما رجعوا على جده وفي بيتها قضت يومين في السرير لين إتخلصت من الحمى نهائياً وسافروا ومن يوم ماوصلت ومعاذ بيعاملها بأسلوب أقرب للتجاهل.. إذا كان الكل موجود بيوجه لها كلمتين أوثلاثه تجنباً للفت الأنظار وهي عاملته بهدوء وخففت من إريحيتها وحركاتها المعتاده معاه مو لإنها زعلانه منه لكن مراعاة لمشاعره وماحبت تضغط عليه.. أما عبدالرحمن فكانت تأخذ أخباره من غنى وأمها بطريقة غير مباشرة ومتأكده إنه بيتصرف بالمثل وبيتطمن عليها من بعيد لبعيد..


دخلت المطبخ وإبتسمت لمالقت ياسمين وغنى ونادية وبناتها منار ونهى وكل وحده مشغوله بشيئ والمطبخ حايس كعادته قبل الفطور مابين تسخين وقلي وتجهيز سفره، رفعت ملعقة الشربه في وجه البنات بتهديد/ياويلكم إن طلعتوا شقتكم وفي ملعقه وسخه في المطبخ.

غنى بلعانه/مع نفسش من اللي قالت مابلا (لازم) نتجمع في مطبخ واحد! خلاص إتحملي.

ناديه بتفكير/مش كان احسن ياجوري لو كل وحده طبخت في شقتها وبعدين نزلناه وقت الفطور !

ردت منار بضحكه/كل اول يوم في رمضان بتقولي نفس الجمله يمه..

ضحكت ياسمين ونهى وأيدوا كلامها وجوري ترد/مو أمك ياحبيبتي عندها ضعف في الذاكره لإن الأم بتفقد جزء من ذاكرتها في كل مره بتحمل فيها وأنتوا أربعه ماشاء الله يعني الله يستر لاتنسى أسمها.

ناديه بملل/بحجر الله كن بطلي حقش الدراسات والخباله اللي بتقريها، جدتي الله يحفظها عمرها تسعين وولدت عشره وسقطت ثلاثه وعادي ذاكره ماوقع لها وهي بنت سبع سنين

عمي عبدالرحمن جاء

إلتفتوا كلهم لما سمعوا صراخ صالح ورمت غنى السكين من يدها ووقفت تغسل وناديه تسألها بمكر / هيا مالش قمتي ياقمر هوذا أنتي زعلانه منه وقلتي ماهتحاكيه !

غنى بضحكه/قلت إذا فطرت أول يوم من غيره والحمدلله ماقد أذن مغرب.. يلا خاطركم .

منار بتساؤل/ والسلطة من هيقطعها ياعمه !

لبست شرشف صلاتها ونقابها/ مادخلني إتصرفوا ولا أقلكم مش لازم سلطه اليوم.

ناديه بضحكه/هييي نهار رمضان صوموا

شهقت غنى وبإحراج/بس قلة أدب البنات هانا جوري ش--

قطعت جملتها لما مالقت جوري وردت ياسمين بضحكه/جوري سبقتك من زمااااان .

صرخت غنى بغيض وطلعت بسرعه وشافت جوري مستنده عالباب بإبتسامه وعبدالرحمن في حضن أمه اللي بتبكي كالمعتاد كل ماأستقبلت أو ودعت أحد فيهم .



،


،


أول ماسمعت اللي قاله صالح لقت نفسها بتجري بدون ماتحس!

كان قلبها اللي بيجري مو رجولها وبمجرد مالمحته عند باب الصاله بيسلم على أمها وقفت مكانها تتمتع بالمنظر اللي قدامها، أمها أختفت في حضن أخوها اللي ضامها بقوه /أنفداكي يمه فقدتك خيرات وفقدت ريحتك..

ردت أمها/حيا بقلبي وروحي وأنا والكل فقدتك قوي.. الحمدلله على سلامتك

باس رأسها وإيديها/الله يسلم من كل شر ياقلبي وكل وأنتي بخير و--

أنا بابا أنا

قطع كلامه لما سمع صوتها وهي تشد ثوبه ورفعها من الأرض وضمها بحنان/الله من هذي الحلوه !

إتعلقت برقبته وردت وبشقاوه /أنا أميرتك زودي

إبتسم/هلا والله باأميرتي جودي.

بعدت عنه ونفخت خدودها بغضب/ بس أنت ماعرفتني يابابا!

قرص خدودها الحمراء بضحكه/ لإنك بتكبري بسرعه و--

قاطعته بحماس/هيييييي زودي أميره كبيره.

هز رأسه بموافقه/باقي بس تضبطي الجيم و--

الحمدلله على سلامتك

إلتفت لغنى اللي واقفه متخصره ومضيقه عيونه عليه وإبتسم لها وسحبها بذراعه الثانيه وضمها لصدره/الله يسلمك ياروحي كل عام وأنتي بخير .

ردت بحب/وأنت بخير ياقلبي نور البيت بوجودك.

قبل مايرد كانت جود بتشد رأس أمها وبتحاول تبعدها عن أبوها بحده/أنا بس سيري من هانا.

ضحك عبدالرحمن وبعدت غنى بشهقه/جود ماما حبوه، عيب عليش.

إتعلقت في عبدالرحمن وبغيره/ أنا أميرة بابا .

عبدالرحمن بعتاب/هااا جودي أيش قلنا !

زفرت وردت بضيق/قصر الأميرات فيه.. الأميرة جده والأميرة ماما والأميرة جوري.

رد بضحكه/وأنا حق من!

كتفت إيديها على صدرها بزعل/حقنا كلنا..

ردت غنى /ماشاء الله باين ياغيوره

أخذت ام معاذ جود من عبدالرحمن وبتساؤل /تقولوا لمن طالعه !

إنفجروا من الضحك لإن غنى المقصوده وردت بإحراج/خلاص ماأفعلكم قده طبعي الجني.

وقف ضحك لما إنتبه لجوري اللي قربت منه وهي تبتسم/ الحمدلله على سلامتك وكل عام وأنت بخير.

شتت نظراته بعيد عنها وهو يرد/الله يسلمك وأنتي بصحه وسلامه.

صرخ جواد أبن معاذ/سبقتك ياعم عبدالرحمن مره ثانيه.

هز رأسه بمواقفه وإبتسم بشرود لحركتها المعتاده، كانت تحب تكون اول وحده تهنئ أبوه سواء برمضان أو العيد وعلشان كذا كانت تنتظر أول يوم في رمضان بحماس وبتحاول تقولها بسرعه بمجرد ماتلمحه قبل مايسبقها وصارت عاده عندها حتى معاهم وكانوا يتجاكروا كل رمضان وعيد علشان يشوفوا مين اللي هيسبق بالتهنئة و--

إنقطعت ذكرياته لما ضمته فجأه وهي تهمس له/ أنتا بخير !

كمية القلق والحنان اللي في سؤالها خنقته وحس لسانه لصق في سقف حلقه وماقدر يرد وإكتفى بهز رأسه بمواقفه، باست كتفه قبل ماتبعد عنه وتحط كفها على خده وهي تتابع بنفس همسها/أجل أنا كمان صرت بخير ذحين.

طالعوا في بعض بصمت للحظات..

كان في باله كلام كثير نفسه يقوله لها..

أسف..

ندم..

شوق..

غمض عيونه وأخذ نفس عميق/وحشتي--

قطع كلمته وأتوسعت عيونه بصدمه لما فتح عيونه ولقي نفسه لحاله
الرياض



أخذ نفس عميق وإلتفت لوضاح بتساؤل/خير شعندك!
ضرب وضاح كفوفه في بعض بعدم تصديق/لا إله إلا الله، أنت اللي وش عندك ماهوبأنا!

طالع ملامح وضاح الجديه وبإستغراب/ وشو اللي عندي بعد شفيك تتكلم بالألغاز!

وضاح بضيق /أنت اللي صاير لغز ولك فتره وحالك مو بعاجبني.

إتنهد ورد بإبتسامه/إنزين وش اللي مو بعاجبك بالضبط!

أشر على وجهه /هذا اللي أنت فيه بالضبط ياسند.

تابع لما طالعه سند بعدم فهم/صاير مفهي وإبتسامتك شاقه الوجه طول اليوم وش سالفتك بالضبط ماتعلمني؟

رد بضحكه/أفا يالعلم مفهي مره وحده!

ضرب وضاح عالطاوله بإنتصار/فهمت قصدي الحين! سند المنذر الأولي كان يمكن يقتلني بنظره بسبب هالكلمه بس أنت ضحكت وإستانست بعد.

وقف ضحك وطلع من وراء المكتب ووقف يتأمل السماء من الشباك وبتساؤل/ لهالدرجه تغيرت ! لهالدرجه كنت كئيب ودمي ثقيل!

رد وضاح بإبتسامه/هو من ناحية إنك كنت كئيب فأيه وجداً لكن ثقيل دم لا .. أما التغيير فكإني قدام النسخه المحدثه من سند المنذر

سأله/وأنت شايف هالتغيير موبزين لي ياوضاح !

وضاح بمرح/ياخوي زين وسوا وموبايلي لو تبي بعد بس قلي وش العلم.

إلتفت له ببطئ وبإبتسامه/ إبي أتزوج.

طال بينهم الصمت ووضاح يطالع سند بذهول بعد مافجر قنبلته وظل محتفظ بإبتسامته وبعد فتره أخذ وضاح نفس وبعدم تصديق/منو اللي بيتزوج أنت! تبي تتزوج فعلاً! يعني تتزوج وحده مره --

قاطعه سند بإستمتاع/أكيد مره وش بتكون مثلاً تحفه!

تابع بعدم إستيعاب/ أنت من جدك تبي تتزوج.. إنزين وسمر !

إختفت إبتسامة سند بسرعه ورجع يطالع من الشباك وبهدوء/سمر الله يرحمها ويغفر لها بتظل جزء جميل من حياتي وبعد بتحتل جزء من ذكرياتي.. هي حبي الأول وزوجتي وأم أولادي لكن--

سكتت للحظات وهو يدور التعبير المناسب ولما مالقي إلتفت لوضاح وبتنهيده/هذي غير ياوضاح غير.

كرر وراها بعدم فهم/شلون غير ي-

طالعه بصدمه/تحبها ياسند! أنت تحبها!

رد سند بتفكير/ مدري وش اسمه ياوضاح بس هو مختلف عن اللي عشته مع سمر .. شي أقوى وأكبر منه بكثير.. اللي أحس فيه الحين شي عمري ماتخيلت إني ممكن أعيشه في يوم من الأيام..

رد وضاح بعدم تصديق/مو بقادر أصدق إنك أنت اللي تحكي هالحكي..

طالعوا في بعض بصمت لفتره وكإنهم بيستوعبوا اللي إنقال قبل مايسأله وضاح بفضول/ إنزين ياترى من من بنات حواء اللي قدرت تسحر قلب سند المنذر بجلالة قدره وتجري لسانه بهالدرر النفيسه!

رد سند بإبتسامه/مارح تتوقع وأخاف تنصدم إذا قل --



البرنسيسه

جمدت الإبتسامة على وجه سند لما سمع وضاح، هذا كان اللقب بيقصدها بيه كل ماجات سيرتها زمان وطالعه بتوتر/وشلون عرفت!

ماقد وضاح يتمالك نفسه لماشاف ملامح سند اللي أتلخبطت وصار يضحك من قلبه، رماه سند بنظره بارده/ بتقول شلون عرفت ولا --
قاطعه وضاح ببقايا ضحكه/ إنزين أعصابك لاترد سند الأولي الحين ولا موبقايل شي.. تصدق عاد طلعت معي عفويه بس الحمدلله ضبطت.

رد بأمر/أنت وين والعفويه وين، أخلص ياعادل إمام.

رد بصراحه/ يمكن لإني في داخلي إتمنيت هالشي يصير.

سأله بإستغراب/أنت أتمنيت أتزوجها! أشمعنى هي!

رد بضحكه/لإنها الوحيدة اللي طلعتك عن طورك وخلقت عندك ردود فعل خارجه عن عاداتك.. نسيت شلون كنت تتذمر منها وتكره سيرتها ! ياخوي أنت كنت تطيق العمى ولاتطيقها .

"نسيت! ههه وكإن هالشي ممكن" طالعه برفعة حاجب وبسخريه/أتمنيت أتزوج وحده أكرهها ! كفو ونعم الخوي

إبتسم بخبث/لإني مؤمن بالمثل اللي قال مامحبه إلا من بعد عداوه والحمدلله هذا اللي صار.. إنزين قلت لأبوي صقر ومساعد! متى بنروح نخطبها!

شبك إيديه وراء رأسه ورجع بظهره عالكرسي وإتنهد بعمق/ كنت ناوي أخطبها قبل رمضان بس صارت شوية ظروف والله ما كتب أما بالنسبه لأبوي والبقيه مابعد قلت لهم أنت أول واحد يدري عن السالفه.

وضاح بتساؤل/خبري فيك واضح وصاحب مبادره وموبعوايدك تترك أمورك معلقه بهالشكل، شصاير أحكي وأنا أخوك!

رد بإبتسامه/وأنا على خبرك بس الحين هي تعبانه والوقت موبمناسب لخطبه وزواج تدري هالأمور يبي لها ترتيب وتخطيط علشان أضمن الموافقه وأنول الرضى بإذن الله.

" يضمن الموافقة وينول الرضى!" طالعه وضاح بصدمه وهو موقادر يستوعب إن هالكلمات فعلاً طلعت من سند !

لهالدرجه يحبها ومايبي أي شيئ يوقف في وجه زواجه منها!

أخيراً عقدته إنحلت وبيعيش حياته من جديد، وبمكر / ماشاء الله الحبيب متابع أخبارها الصحيه ويدري بظروفها، أعترف منو جاسوسك أمي وديمه! أبوي مساعد! منو!

رد بإبتسامه/ كلمه من ذا وكلمتين من ذاك عاد المضطر يركب الصعب وأخوك مضطر عالأخر.

وضاح بضحكه/ وأنت الصادق أخوي وقع ولاحد سمى عليه..

ندم إنه حكى لوضاح اللي ماصدق ولقى عليه شيئ ورفض يقفل السالفه ويكملوا الشغل وأستلمه حش وصوت ضحكته واصل لبرا المكتب.
هي ؟

أشبه بصندوق العجائب ..

بداخلها..

الكثير من القناعات..

الكثير من التناقضات..

هي ؟

أبرد من قطعة جليد.. وأدفأ من شعاع شمس !

تملك قلب طفل.. وشجاعة محارب !

لها إندفاع مراهق.. وحكمة شيخ !

رقيقة كزهره.. وصلبة كجبل !

هي !

مصدر فخري..

سبب فرحي..

سر قوتي..

هي ؟

أميرتي الغالية..

وأختي الحبيبة..


(خياله والخيل عشقي)






صنعاء، بعد التراويح

نفسيتها ممكن تتأزم بعد اللي صار وإحتمال تحتاج علاج نفسي ياعلي !

علي بهدوء/ نفسيتها تعبت من الجو اللي لقته حولها بعد مارجعت أكثر من خطفها بحد ذاته لكن إن شاء الله فتره بسيطه وترجع أحسن من قبل أنت لاتقلق وتشغل بالك ياحاتم يكفي فزعتك وتعبك معانا ومعروفك هذا جميل ودين في رقبتي ل--

قاطعه حاتم بتنهيده/ياخي فكني من هرج الجمايل ذا.. أنتا عارف لما كلمني سند المنذر وحكى لي عن اللي صار وطلب مساعدتي ماترددت أول شي لإنه وثق فيا ولجأ لي رغم معرفتنا السطحيه وثاني شي لإني عارف علاقة أهله القويه بيك وأدري إنهم يهموك لكن لما أتصل عبدالرحمن وشرح لي الوضع قلبي وقف لإن سند ماقلي إن أختك اللي إنخطفت ولاكنت أدري إن أهلك عندهم من الأساس وأنتا عارف إني بعتبر أم قصي أختي الصغيره ومعزتها من معزتك ياعلي .

علي بصدق/يعلم الله إنك أخ وأعز ياحاتم وكل اللي هانا سواء معاذ وعبدالرحمن ولاأم قصي بيعتبروك أخ لهم وواحد من العايله .

حاتم بضحكه/خلاص صدقتك والله يديم المحبه بس برضك زحلقت أهلي وسافرت وعلقت أم العشوه والذبيحه سلامة أم قصي .

علي بإبتسامه/ الذبيحه كانت دفع بلاء عنها وقد ذبحنا وتمينا بعد خروجها من المستشفى، لكن العزومه هانا يابطل وباقي تشرفنا بحضورك الكريم أنت وأم محمد ولك اللي يسرك كم حاتم عندي.

رد بتفكير/أشرفك ليه لا بس موذحين لإن الشغل لفوق رأسي بس وعد مني إذا ربنا أراد أجيك في العيد .

علي/ أنت صاحب المكان والله يحييك في أي وقت.

حاتم/يبقيك يارب يلا أخليك مع أهلك أشغلتك عنهم، سلم عالشباب ونتقابل على خير بإذن الله .

قفل علي معاه ورجع للمجلس اللي الكل مجتمع فيه.

،

،


دار عبدالرحمن بعيونه عالموجودين بتنهيده.. اليوم خاله وأهله وأزواج أخواته فطروا عندهم وبعد العشاء أزواج أخواته راحوا وبعد ماصلوا التراويح رجع بقيتهم عالبيت وإنضمت أمه وزوجة خاله وجوري للمجلس وبسرعه إتوزعت بينهم كاسات الشاي والقهوه والحلا اللي جابوها معاهم.
أمه ومعاذ وخاله وزوجته بيتكلموا عالمزرعه والبيت وعلي خرج يتكلم بالجوال وجوري جالسه بين عبدالملك ومروان وأخوه نور وصالحة ولد معاذ وعيال أخواته أخواته وداد وعلياء ، أما جواد ولد معاذ الثاني وقصي وعبدالله وحمزه وصهيب عيال علي فكانوا مأخذين ركن وصوتهم وضحكهم مغطي عالكل ..

الكل كان مبسوط ومرتاح برجعتهم وإستقرار جوري معاهم أخيراً وبإستثناء تعليقهم الجماعي على نحفها وشحوبها اللي قابلته بكمية أحضان وبوسات فرقتها عالكل وهي بتقلهم إنه من كثر شوقها ولهفتها لشوفتهم فقدت شهيتها للأكل.. جنانها المعتاد وإبتسامتها العريضه ونبرتها الصادقه أفحمت الكل وصار كل واحد فيهم يوعدها بغدوه أوعشوه علشان يعوضوا عليها ..

حس بغصه وهو يتأمل ملامحها اللي باين عليها التعب..

وجهها الأبيض الصافي صار ذبلان وأصفر !

وعيونها اللي كانت أشبه بالشموس مثل مابيسميها علي على كثر مابتشع بفرح إنطفت وصارت باهته وحزينه!

ضحكتها اللي كانت بتجلجل في المكان وتعدي الكل كان بينقصها الحماس !

حتى إبتسامتها العريضه اللي مافارقتها من يوم ماوصلت كانت فارغه وبدون روح و--



علي بلا نذاله .
إنقطعت أفكاره على صوت جوري اللي صرخت فجأة!
عقد حواجبه بإستغراب من شكلها المعصب والكل ماسكين جوالاتهم وبيطالعوهم بحماس وترقب !

كانت جوري متخصره قدام علي اللي رافع ذراعه لفوق وفي نهايته صحن!

إلتفت لمعاذ بهمس/مالهم !

معاذ بتنهيده/أخذ عليها صحن اللقيمات والطرمبه (بلح الشام) .

إبتسم عبدالرحمن ورجع يركز عليهم وهو منتظر اللي هيحصل..

إذا كانت جوري بتكره شيئ في حياتها فهو إن أحد ينغص عليها وهي بتأكل حلا وعلي عارف ذا الشيئ..

علي بأمر/ تشتيه! قولي لوسمحت .

مدت يدها بأمر/ علي جيب صحني وبلا رزاله .

طالعتهم أم معاذ بتنهيده/جوري بغير قلة عقل كلي مع أخوتش ولاسيري إديلش من المطبخ .

ضربت الأرض برجولها بطفوليه / يمه خليكي حقانيه موعلشانه أبن أخوكي تطبطبي عليه تر ---

قاطعها علي بإبتسامه/صراحه تسلم يدش .

كان يأكل ويلحس طرف أصابعه بتلذذ عصبها ورفعت سبابتها قدامه بتهديد/أياك تحط لقمه ثانيه في فمك وجيب الصحن أحسلك .

شهقت بصدمه لما أخذ قطعه جديده وحركها قدامها بتحدي قبل ماتختفي في فمه المبتسم وإنفجر الكل في الضحك أول ماقفزت جوري عليه وحاولت تسحب الصحن اللي رفعه بسرعه وصارت تقفز وتقفز وهي تحاول توصل لصحنها المعلق في الهواء بدون فايده !

علي بسخريه/هذا آخرش !

همست له بقهر / خليني بس أطيب وبإذن الله وهوريك آخري ياعلي وساعتها خلي نذالتك تنفعك.

كان يدري إن جرحها ماإلتئم لذحين ولاكان ممكن تتسلقه بالمعنى الحرفي للكلمة علشان توصل لصحنها، أكل لقمه وهو يضحك بإستفزاز/لكن من ذحين لوقتها أكون شبعت.. ليش ماتختصري على نفسش وتسمعي الكلام.

ردت بتحدي/ترى الأحلام ببلاش وماعليها جمارك.

إلتفتت لعبدالرحمن بعفويه/عبادي ليه متنح ما--

قطعت جملتها لما إنصطدمت بمنظر معاذ وعبدالرحمن اللي شتتوا نظراتهم بعيد عنها وكإنهم ماسمعوا اللي قالته !

حست بغصه وبسرعه أعطتهم ظهرها ووجهت كلامها لأخوانها عبدالملك ومروان ونور وبتكشيره مصطنعه/وأنتوا كل واحد فيكم قد الحيط ماشاء الله ومحد فيكم فكر يفزعلي مالت عليكم بس.

رد عبدالملك بقهر/ماشفتش فزعتيلي بعد ماورطتيني معه في (قريح) العيد ولا نسيتي من أتغطس في الماء البارد.

إتذكرت شكله وعلي قالبه رأساً على عقب ومغطسه في برميل مويا بارده وبضيق /والله أنت اللي حمار ليه تخليه يمسكك! بعدين هوا أستفرد بيك بعد ماأنا سافرت ولولا كذا كان دافعت عنك و--

قاطعها على بسخريه/وماكنتي هتفعلي ياربع المتر!

ردت بحده/ربع متر في عينك أنتا اللي عامل فيها برج خليفه بجسمك ذا اللي مدري لمين طالع ع --

قاطعتها أمها بصدمه/بسم الله عليه، أذكري الله.

ردت بتنهيده/لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما سيكون وعدد الحركات والسكون يكفي كذا ولا أزيد !

وطالعت في أم علي وسألتها بشك/ بعدين يمه ورده أحنا مو راضعين نفس الحليب ولا لا! إشمعنى هوا أتنفخ النفخه ذي وأنا لا! لا يكون حليبك وصل لعندي وإنتهت مدة صلاحيته وخ---

صرخت بوجع لما شدت أمها أذنها بعصبيه/إنا مالش اليوم بتتخيبلي هكذا .

ردت برجاء/يمااااه موقدامهم .

أم علي بضحكه/مابلا يتغير كان ماهو ولانسيتي إن بينكم أكثر من عشر سنين.

حاولت تفك أذنها من أمها اللي متمسكه فيها بقوه وردت بتصحيح/أطنعشر سنه يمه بس زي قلتها شوفيه كيف جالس يعاندني زي البزوره... آآييييي يمه أذني بتطلع في يدك خلاص ماني متكلمه على حبيب قلبك ..

فكها أبو علي بإبتسامه / فلتيها أنتي داريه إنها بتضحك معه .

جلست جنبه وضمت ذراعه لصدرها وهي بتفرك أذنها بألم / خالي حبيبي محد فاهمني إلا أنتا ربي ما يحرمني منك..

وإلتفتت لعلي وطلعت لسانها قبل ماتتابع بتحدي /بس كل اللي قلته على ولدك حبيب قلب أمي ماكان مزح .

طالعت ام معاذ في أبوعلي وبحده/ قلتلك إنها قليلة أدب لكن انت مابتسمعش.

نور بشماته/هههههاي يوم الكبسات العالمي الحمدلله اللي برد قلبي فيش .

ردت بسخريه/أنتا بالذات المفروض تدافع عني تراك شبهي وإذا أحد هزئني كإنه بيهزئك ياغبي .

مرر نور أصابعه في شعره البني بغرور/مع نفسش قال أشبها هههههه ماعاد إلا هي.

جلس صالح جنبها وحط ذراعه على كتفها وبدفاع/وأحد يصح له يشبه شيخة الجابر ويقول لا إحمد الله عالنعمه .

باست صالح على خده ومطت خدوده وبحب / والله وثمر فيك السيريلاك وتغيير الحفايظ ياح---

قاطعها وهو يدفها بإنزعاج/مالت عليش وعلى ذكرياتش المعفنه الحق عليا حين دافعت عنش قلك شيخة الجابر وخري بس.


نور بشرح/ لو كنت أنت اللي بتمشي في الحاره وأنت داري إن الكل بيشبهك بها ماكنت إتحاكيت ودافعت عنها.

وإلتفت لمعاذ بعتاب/ بنات الجيران محد يعرف لهن صوره إلا أختك الجنيه كل رجال الحاره حافظينها وذاكرين لها ليش كنتوا تخلوها تخرج تلعب معاكم !

رد معاذ بسخرية/ماكانت ترضى تفهم وتسمع الكلام ومن صغرها شورها من رأسها ولذحين مافي شي أختلف..

وقفت وهي مكوره إيديها بقوه لدرجة إنها جرحت كفها بأظافرها ومع ذلك طالعت في معاذ بإبتسامه عذبه / كنت مفكره إن المحامين اللي زيك حياديين ومابيحكموا عالناس بناءً على تجاربهم ومشاعرهم الشخصية ! وكمان كنت مفكره إن المتهم بريئ حتى تثبت إدانته بس الظاهر إن ذي مجرد شعارات فارغه بتتبجحوا بيها في قاعة المحكمه .

إتجاهلت تصفيرات العيال وتعليقاتهم المعجبه بردها وطلعت من المجلس وقبل ماتوصل لباب الحريم حست بيد توقفها، همست برجاء /علي الله يرضى عليك سيبني أروح.

ماكانت محتاجه تشوفه أو تسمع صوته علشان تعرف إنه علي.. عمره ماأتناقر معاها ورفع ضغطها وخلاها تروح بدون مايصالحها غير إنه حضر اللي صار من لحظات وأكيد ماهيعديها بالساهل بس ذحين دموعها كانت بتهدد بالنزول وعلي بالذات ماتبغاه يشوفها بذا المنظر وبذا الضعف .

علي بهدوء/ نص ساعه وبخرج إنتظرش في الحوش لاتتأخري عليا.

كانت متأكده إنه ماهيرجع بيته غير بعد مايشوفها ويطمن عليها علشان كذا هزت رأسها بموافقه صامته وإنسحبت لغرفتها بهدوء وهي بتتفادى أخواتها وبناتهم..
نيويورك



جراح..


وأخيراً أصبح لصاحب الوجه المشوه أسم..

بعد مواجهته مع علي اللي أستفزه لأقصى حد اتفاجأ بإنهم أتوصلوا لنوع من التفاهم اللي ماكان متوقعه ولقي نفسه بيتبع نصيحة علي وبيتصل على حاتم وبيحكي له عن صاحب الوجه المشوه وبعد مرور عدة ساعات كشف حاتم هوية صاحب الوجه المشوه وزودهم بالمعلومات اللي قدر يحصل عليها من التحقيق مع رجال المزرعه ..
لكن للأسف أسمه وعنوان بيته وحتى ذكرهم لإعاقته ماوصلوه لأي شيئ يخصه !

لإنه حسب أقوال الجيران اللي عرفوه من الوصف إتضح إنه صار له حول السنتين من وقت اللي ترك بيته وماعاد شافوه في حارتهم المتواضعة!

أخذ نفس​ عميق ورجع يركز ويقرأ الرسالة اللي وصلته بعد ماإسترجع طفلته بيومين.

"الأغراض اللي إنأخذت مني أتمنى تحتفظ فيها كأمانه وبسريه لين يجي الوقت المناسب وأجي أخذها"

الرساله كانت من رقم مجهول لكن بمجرد ماقرأها عرف هوية المرسل..

جراح ..

اللي كان أشبه بفص ملح وذاب بسبب حرارة الرياض الخانقه..

حتى بصماته اللي كانت منتشره في غرفة الطوارئ ماوصلتهم لشيئ وذا أثار غضبه لأبعد حد خاصة بعد ماكان متأمل إنه يلقى له ملف في الداخلية فمجرم زيه أكيد له صحيفة سوابق أو كذا كان مفكر و---




بعدك تفكر فيه!



إلتفت لريان اللي إنتشله من ذكرياته وقرأ الرساله للمره الأخيره وهو عاقد حواجبه بتصميم/ ومارح أشيله من بالي إلا إذا عرفت وش سالفته..

إتحرك في المكتب وهويمرر أصبعه الصغير على الجرح اللي قاطع حاجبه بتفكير/ في شي غريب في هالسالفه ياريان.. الكاميرا اللي كلها صور للناس اللي قبضتوا عليهم في المزرعه ولغيرهم والدفتر اللي كله رموز وطلاسم !

ريان بثقه /أنا مع سامر في تحليله والظاهر إنه كان يبي يمسك عليهم ممسك يأمن فيه غدرهم أنت تدري هالأشكال مالها أمان و--

قاطعه بعدم إقتناع/ إنزين ورسالته الغريبه اللي بيطلب فيها أحافظ عالأمانه وكإنه عن جد رح يتجرأ ويجي لأجل يأخذها!! وماإكتفى بي لحالي لا بعد أرسلها لعيال أعمامي وكإنه موبمتأكد هي مع منو بالضبط!

ريان بتفكير/ أكيد موبجاي بدون خطه وأكيد بيساومك أو يحاول يهددك بشي م--

قاطعه بتساؤل وكإنه موسامعه/ وإعاقته اللي حكى عنها جيرانه واللي طلع مالها أساس من الصحة بدليل هروبه المتقن من الحرس والمستشفى بكبرها ! هذول الحرس الخاص بسند المنذر تدري وش معنى هالشي!

إتنهد ريان بملل من الجمله اللي ماكانت غريبه عليه لإنها بتتكرر من وقت للثاني وإن إتلفظت بصيغه مختلفه إلا إنها في النهاية بتتعلق بسند نفسه!
فسند رغم تواضعه مع المقربين منه وتعامله البسيط معاهم وكرمه وحبه لمساعدة الغير إلا إنه معتد بنفسه وفخور لدرجة الغرور أحياناً، ورد بتأكيد/سند المنذر يعني أكثر الخدمات تميز وتفرد وكفاءة في كل النواحي.

ضرب سند عالطاوله بقوه/أجل شلون سواها ونفذ منهم بهالسهوله ياريان! وبعد وش هالجرأه اللي عنده وخلته يطلب مني أحتفظ فيها بأغراضه بمنتهى البساطة! والأهم وين سمعت عن مجرم حقير يساعد ضحيته وبعدها يهرب بدون مايريق قطرة دم وحده وبدون مايترك وراها أي أثر !

رد ريان بغيض/إنزين أنت ليه معصب! المفروض تحمد ربك إنه ساعدها ورجعها لك بالسلامه وبدون أي --

قطع جملته لما طالعه سند بنظره كان ممكن ترعب شخص غيره قبل مايتابع بتنهيده/لا تناظرني وكأني قلت شي غلط أو شي المفروض إني ما أعرفه ولانسيت إني كنت موجود في أول مره تقابلتوا فيها وبعد حضرت مواقف--

قاطعه بحده/الظاهر إن الشغل أثر عليك ومحتاج إجازه ترتاح فيها وتن--

قاطعه ريان بثقه/ والله أنت اللي محتاج أجازه، أنت ماشفت حالتك يوم كانت مخطوفه وماندري وينها فيه ! أنت كنت ميت رسمي ياسند ولاتنكر هالشي عالأقل قدامي ومن بعد اللي صار وأنت ذابح نفسك في الشغل وقلبت سندباد على غفله وداير من بلاد لبلاد مثل المجنون .

طالع ريان ببرود وجلس على مكتبه وبدأ يقلب في الملفات وهو بيتسآل داخله بقلق " إن شاء الله مايكون أحد غيرك لاحظ هالشي! " وببرود/ هالجنون اللي تحكي عنه أسمه شغل وإلتزام وإذا ماعندك شي مهم تضيفه فالأفضل إنك تروح وتشوف شغلك بدل هالخرابيط اللي تحكي عنها .

إنفجر فيه ريان بقهر/ ترى مرينا بنفس هالموقف والجمله قبل هاليوم وبعد كانوا بسبب نفس الشخص بس أنت مصر تتمسك بكبريائك الغبي والأعمى اللي خلاك ترفض تعترف بإنك مهتم ف--


هذا حاتم..


قاطعه سند لما رن جواله وأستقام في جلسته بلهفه حاتم وعده يتواصل معه إذا جد شيئ وأكيد متصل لذا السبب.

صرف ريان بإشاره صامته بتدل على نهاية نقاشهم عالأقل من جهته لإن ريان طالعه بحده/بتركك الحين بس تأكد إن كلامنا ماإنتهى لهنا لإن وضعك صار ماينسكت عنه أبد.

وطلع وصفق باب المكتب وراه بقوه وسند يهمس بغيض /وذا بعد كان نفس موقفك الغبي اللي يرفع الضغط.


رن الجوال بإصرار وذكره بالإتصال المهم وشال ريان من باله مؤقتاً وأخذ نفس عميق وفتح الخط


،
،
،
،
،
،


الرياض


أموت وأعرف سر سعادتك وإبتسامتك اللي الأعمى يشوفها!

رفعت رأسها عن شاشة اللابتوب وطالعت أمل بإبتسامه/لا سر ولاشي كل السالفة إن حياتي ووضعي الحالي محسسيني بالرضى والإكتفاء .

أمل بتنهيده / أنتي بنت المنذر والمفروض تحسين بهالشي طول الوقت موبالحين بس.

إنتبهت ثريا على نبرة أمل وحست فيها بنوع من الحسد اللي ماقدرت تخفيه وردت بجديه/وأنا فخوره بهالشي وبحمد الله عليه بس اتأكدي إنه سلاح ذو حدين ومثل ماله إيجابيات بعد له سلبيات.

أمل بشك/سلبيات !

إبتسمت بمراره/كونك جزء من عيله معروفه ولها مكانه في مجتمعنا فذا سبب للتشكيك في شخصيتك ومصداقيتك طول الوقت والناس هتشوفك مجرد إمتداد وظل لأسم عيلتك ومهما كانت قدراتك أوذكائك أوإنجازاتك محد رح يعترف فيها لإنهم بيربطوها بالواسطه والمحسوبيه ومسح الجوخ، حتى علاقاتك الإجتماعية بتكون مصدر وشك دايم بيخليكي تسألي نفسك ياترى هم متعرفين عليكي حب وإعجاب في شخصك ولا لأسمك؟ فهمتي ياأمل !

سكتت أمل للحظات قبل ماتهز كتفها بعدم إقتناع/ ولو.. مارح أمانع لو أحد نظر لي هالنظره طالما بتمتع بباقي مميزات أسم عيلتي.. الناس في كل الحالات موبتاركين أحد في حاله فليه ماإنبسط وأعيش حياتي وخل يولون.

هزت ثريا رأسها بتفهم لردها.. أمل كانت من أسره على قد حالها ومطلقه ومسئوله عن أب مقعد وأم وأختين في المرحله الثانوية والمتوسطة ومع ذلك كافحت ولازالت علشان تقوم بإلتزاماتها ناحيتهم بدون تقصير ووحده في وضعها أكيد مارح تستوعب اللي قالته وبتظن إنها مجرد فلسفه فارغه من وحده مومقدره النعمه اللي عايشه فيها.

طلبت لها قهوه ورجعت تكمل شغلها عاللابتوب وهي تبتسم براحه.. ماكذبت على أمل لما قالت إنها سعيده ومكتفيه بحياتها حالياً بس ذي ماكانت الأجابة كامله !
الحقيقه إنها كانت ولأول مره من شهور فاتت تحس بالأمان والراحة..

وليد..

اللي كان منغص عليها حياتها وقارفها في عيشتها !
وليد اللي كان ناشب لها في الطالعه والنازله بح !
أختفى فجأة !

وبالأصح نقل من المستشفى ومن الرياض بكبرها !!
مارح تنسى صدمتها لما قالت لها أمل عن خبر نقل الدكتور وليد للدمام واللي إنتشر في المستشفى بسرعه وكانت بتظن إنها سمعت غلط أو بتهلوس!
لكن لما نزلت الكافتيريا وسمعت كلام الممرضات وتعليقاتهم المتحسره بسبب سفر الدكتور الوسيم اللي ولاوحده فيهم قدرت تعلقه في شباكها وتخليه يخطبها إتطمنت على سلامة قواها العقليه مع إن ضحكتها الهستيريه وقتها مادعمت ذا الشيئ وحولت أنظار كل اللي في الكافتيريا ناحيتها..

ولما داومت ثاني يوم كانت لازالت مومصدقه وحاسه إنه مجرد حلم بس لما ماإتصبحت بإبتسامته الصفراء على باب المستشفى ولا صادفته طول اليوم والأيام اللي بعدها وإنقطعت رسائله اتأكدت إنه فعلاً هم وإنزاح..
مهما يكون اللي صار لوليد فهي متأكده إن أخوها سند هو اللي وراه..

أخوها كان عند وعده ووقف جنبها وساعدها وأخيراً رجعت تتنفس براحه وصارت تقدر تكمل حياتها بدون خوف وترقب وهي متأكده إنه هيكون دائماً جنبها وهيحميها من وليد وغيره..
صنعاء


جوري الله يهديك أنتي ليه موبراضيه تحكين!

ردت بتنهيده/ طيب أيش أسوي إذا أنا مو عارفه أنتوا بتتكلموا عن أيه ياساره! قلتلك أنا ماقابلت في المزرعه غير اللي خطفوني والحمدلله إتمسكوا يعني زوجك يقدر يروح يسألهم ويحقق معاهم لين يوصل للي يبغاه وشاغله.

ساره بشرح/ شلون يروح يحقق معاهم وهو قايلك إنها مهمه سريه ومايقدر يخاطر بحياته ولولا إنه أختفى فجأه وماراجع المكتب ولاأتواصل معاه ولولا إنه بعد واثق فيكي ماكان سألك عنه.

ردت بهدوء/ وأنا مقدره ذي الثقه وبشكره عليها بس ياساره صدقيني أنا ماقابلت اللي أسمه حمد أوجراح وماأعرف حاجه عنه..

سكتت للحظات قبل ماتتابع بإقناع/ طيب ليه مايكون ساب المزرعه لما عرف إنهم خطفوا بنت المنذر يعني أكيد فكر إنه هيصير لبش وقروشه هتعرض غطاه للكشف وعلشان كذا فضل يبعد نفسه عن المشاكل ويمكن كلها فتره ويلقاه طاب عليه زي القضاء المستعجل.

ساره بتنهيده/سعد يقول إن حمد لايمكن يترك إنسان في ذاك الوضع بدون لايساعده فمابالك إذا كان هالشخص بنت.

حبت تنهي الموضوع وردت بحزم/خلاص أجل ربي بيعطيه على قد نيته وبيحفظه من كل شر والله يرضى عليكي يا ساره قفلي السيره أنا يلا أفكر في مشاغلي.
ساره/أخوانك بعدهم زعلانين للحين وحاقرينك!

إتذكرت معاملة معاذ اللامباليه رغم محاولاتها المتكرره للإعتذار منه بطريقة غير مباشرة نظراً لتجنبه المتواصل لها غير تهرب عبدالرحمن منها وردت بتنهيده/مهما عملوا مقدر ألومهم ياساره لإن معاهم حق وفي النهاية الغلط غلط مهما كانت النوايا.

ساره بتأييد/وغلطة الشاطر بألف ياجوري.

ردت بمراره/ إذا عالشطاره تهون بس أيش أسوي في غباوتي ولساني الطويل اللي إذا إنفلت محد يسلم منه.
سألتها بتردد/ شكلك ذي المره عكيتي حيل معهم!
إبتسمت بمراره/عكيت وبس! خليها على الله وبيحلها من عنده.

ساره بتفاؤل/إن شاء الله، وأنا متأكده إن زعلهم موبمطول وكلها كم يوم وبيرد كل شي مثل ماكان وأحسن .

ردت بأمل/بإذن الله، يلا ياستي أسيبك ذحين وبينا ألو.. السلام عليكم.

سكتت للحظات وهي تسمع توصيات ساره قبل ماتقفل وتستند عالجدار بتفكير..

كانت ألفت لعلي روايه مختصره عن حمد بدون ماتذكر فيها أي شيئ عن شغله أو حتى المعلومات اللي معاها بسبب وعدها ليه.. لكن الصدمه كانت لما إكتشفت إن علي ماعنده خبر عنه وإستغربت كيف عبدالرحمن ماجاب له سيره ولا لمعاذ!

ورغم إن حمد سبق وقال لها إنه بينسحب قبل ماتقابل أهلها إلا إن عقلها صار يألف قصص وروايات عن إختفائه المفاجئ..

كانت خايفه لايكون صار فيه شيئ!

يمكن إنصاب برصاصه وقت ماهربوا زي ماصار معاها!!
أو صار الأسوء وإنكشف والعصابه خلصت عليه في السجن قبل مايلحق يستوعب هوا فين!!

كانت عارفه إنها شطحت بخيالها بس مو ذا اللي كان بيصير في الروايات والأفلام لما العصابه بتكتشف حقيقة الضابط المتنكر وبتتساعد مع عناصر الشرطه الفاسده وبيتخلصوا من الشاهد الوحيد اللي ممكن يوديهم وراء الشمس على حد تعبيرهم!

بس لما رجعوا جده علي قلها كيف حمد هرب من حرس أبوبدر الخاص بدون مايترك وراها دليل..
ماتنكر إنها إرتاحت نوعاً ما لكن جزء منها ظل قلقان وبيفكر فيه..

مانسيت إنها طعنته ورجله كانت بتنزف بشده ورغم إنه كان متماسك وإتصرف طول الوقت وكأن شيئ لم يكن إلا إنها عارفه مقدار الألم اللي عانى منه ومر فيه..
في النهايه هي إتدربت على يد علي اللي كان بيلقنها أبسط الطرق في الدفاع عن النفس بس أكثرها فاعليه وتأثير في الخصم وهي نفذت تعليماته بدقه خلتها متخوفه من أثار طعنتها عليه..

ياترى جرحه إلتهب!!

قدر يعالجه!!

وين راح بالضبط!!

كل ذي الأسئلة كانت بتتردد في عقلها من بين أشياء ثانيه شاغلتها لكن جاء إتصال ساره بعد وصولها صنعاء بيومين وكمل الناقص!

قالت إن سعد زوجها كان في بيت المنذر وبالصدفه عرف المكان اللي كانت محجوزه فيه ومن لحظتها وهو بيدور حول نفسه بقلق وفي الأخير طلب منها تتصل عليها لإنه بيسألها عن شيئ مهم ولما رفضت ترد عليه بنفسها خلى ساره تسألها إذا كانت قابلت أحد في المزرعه بأسم جراح أوحمد وإذا كان بخير !!

وقتها جمدت مكانها بس عقلها كان بيدور على رد سريع..
وبدون تردد لقت نفسها بتنكر أي معرفه بيه..
م
ن جهه كانت بتحافظ على وعدها لحمد بإنها مارح تجيب سيره لأحد عنه وعن اللي قاله لها..
ومن جهه ثانيه ماكانت واثقه في سعد خاصة بعد اللي عرفته في المزرعه عن تورط بعض رجال مكتب المكافحة في أعمال مشبوهه مع الناس اللي خطفتها ورغم إنه أسمه ماإنذكر مع الأسماء اللي إنذكرت إلا إنها ماكانت مستعده تغامر وتعطي سعد أي معلومه ممكن تضر حمد واللي معاه في ذي العمليه اللي الظاهر إنها فعلاً سرية واللي يعرفوها ماينعدوا على أصابع اليد الواحدة زي ماقال حمد ولا كان ذيول العصابه في المكافحة وصلوا الخبر للمجنون اللي خطفها علشان ينتقم من أبوبدر وهو يفكرها اخته..

هزت رأسها بخفه وذكرت الله ودعت إنه يحفظه ويسهل أموره علشان تعطيه الأمانة اللي عندها وتبرأ ذمتها وترتاح من ذا السر اللي للأسف إضطرت تخبيه عن أخوانها وذا الشيئ هيزيد عمق الشرخ اللي بينهم.

إستندت عالجدار وهمست بحزن/كنت مفكره إن الدنيا إبتسمت لي خلاص.. إتخلصت من خالد ورجعت لأهلي وعيالي صاروا جنبي وأنتا معايا زي ظلي.
بس رجع كل شي وإتلخبط من جديد! لا خالد رضي يعتقني منه ولا أنا قدرت اتأقلم مع أخواني وأكون زي مايبغوني وأريح بالهم.. والأدهى والأمر إني ضيعتك.. ضيعتك بسهوله وبمنتهى الغباء.. وكل اللي باقيلي منك مجرد حلم وذكرى..

شهقت بعدم إستيعاب ومسحت وجهها بقوه وهي بتحاول توقف دموعها اللي سالت على خدها بدون ماتعرف سببها!!!!


،
،
،
،
،
،


جده



خرج من الحمام وأستغرب من برودة الغرفه الغرقانه في الظلام !

معقول ندى شغلت التكييف وطفت الأنوار لإنها عارف إنه بينام بعد الفطور .. إبتسم بسخريه وهو يفكر" وكإنها مفكره في وجهك وهي ماعبرتك من يوم مارجعت "

شغل الإضاءة وطلع بيجامته و بدأ يلبس بعصبيه..

ندى من يوم مارجعت من بيت أهلها وهي مطنشته، بتتجاهله فترة وجوده في البيت وكلامها عالقد حتى طلباتها تكتبها في ورقه وتعلقها على مراية التسريحه !

ندى أتغيرت وحس كإنه قدام وحده ثانيه !

ندى اللي يعرفها كانت ماتصدق اللحظه اللي بيرجع فيها للبيت وبتظل على طول معاه وكإنها لاصقه فيه...

ندى اللي يعرفها تهتم فيه ومابتبخل عليه بحبها ومشاعرها..

ندى اللي يعرفها تهرج وتضحك وتداعبه بحركاتها الإنثوية اللي بيحبها بس ذ--



ممكن تطفي النور !


إلتفت بحده للصوت اللي قطع أفكاره وعقد حواجبه بإستغراب/أنتي متى جيتي !

دفت اللحاف بإنزعاج/ أنا كنت نايمه وأنتا اللي جيت وصحيتني بحركتك المزعجه.

رد بضيق/ماأدري إنك هنا على بالي في المطبخ ولا مع العيال كالعاده .

شدد على آخر كلمه لعل وعسى تحس بس هي كتمت تثاؤبها وردت بنعاس/ أمس مانمت واليوم من بدري في المطبخ وماصدقت فطرنا قلت أنعس شويه للعشاء.. خلصني وأطفي النور بنام .

جز على أسنانه بغيض /معليش أتحملي لين أخلص لبس.

فك عيونه عليها لما وقفت ودخلت الحمام وهي تتأفف بطريقه عصبته.. موكفايه إنها إتصلت لأبوها وراحت بيت أهلها ومارجعت غير قبل رمضان بثلاثه أيام ومن يوم ماجات وهي بتتجنبه في غرفه النوم وكأنها موطايقه وجوده تقوم ذحين وتتأفف في وجهه بذي الطريقه و--


ترك أفكاره على جنب لما خرجت وهي تترنح للحظات قبل ماتصرخ وبدون مايحس قفز ومسكها قبل ماتطيح /بسم الله عليكي إيشبك !

لفت إيديها على خصره وسندت رأسها على صدره بعفويه/ رجلي إتشربكت في الزوليه..

نسي كل الكلام اللي فكر فيه من شويه وسكر بريحة عطرها وشدها لصدره ومرر يده على خدها واتأمل وجهها بشوق/الحمدلله جات على قد كذا.
ردت براحه/ لو مالحقتني بسرعه كنت طح--

قطعت كلامها بشهقه قبل ماتبعد عنه بسرعه وهي تعدل قميص نومها بحركه جذبت إنتباهه لجسمها، كانت لابسه قميص نومها البنفسجي المفضل عنده وذي أول مره تلبسه من يوم مارجعت..

يعني هو صح سابها في حالها وطنشها كمان بس ذا لإنه كان مضغوط وأعصابه متوتره غير إنه زعلان منها وماكان فيه حيل يداريها أو يفتح معاها أي نقاش لكن مايقدر ينكر إنه أشتاق لها طول الفتره اللي فاتت وذحين وهي بالمنظر ذا حس بعقله هيطير م--

جلس على طرف السرير وراقبها تعدل مخدتها قبل ماتسأله /هوا أنتا موناوي تطفي النور !

كان مشغول بالنار اللي سرت في جسمه وأنفاسه اللي إتسارعت من منظرها المغري وهي نايمه جنبه براحه بدون ماتنته لنظراته اللي مسحتها من فوق لتحت وهي تكرر سؤالها اللي ضايقه وخلاه يرد بعصبية مالها داعي/
أنتي عليكي عفريت أسمه أطفي النور !

ردت بهدوء/ بسم الله عليا من الجن والعفاريت ومافيا شي بس بنام عندك مانع !

رد بضيق/أحد ينام ذا الوقت !

قلبت شفايفها بإستنكار/منتا كل يوم بتنام وترتاح ذا الوقت كنت قلتلك شي !

رد بغيض/ خلااااص نامي وأشبعي نوم .

ردت بلامبالاة /لاتوصي..

كور إيديه بغضب لما أعطته ظهرها بكل بساطه وبسرعه سحب اللحاف وغطى جسمها اللي تشوف ريقه وتركها ومشي وقبل مايوصل للباب نادته بلهفه/ خالد !!

ماصدق لما سمعها تناديه وإلتفت لها بتردد/هلا .

ردت بتنهيده/ لاتنسى تطفي النور..

جمد مكانه للحظات قبل مايستوعب اللي قالته!

كان مفكر إنها كمان أشتاقت له وغيرت رأيها بس طلع غلطان وكمان غبي وبسرعه طلع من الغرفه وصفق الباب وراها بعنف وهو يكلم نفسه بغضب .
براغ


إتصاعد غضبه أكثر وأكثر وصوت علي الواثق بيتردد على مسامعه / الظاهر إنش معجبه بي وبتكابري، اليوم صرت تقريباً وبكره يجوز كلياً كإن لحظة الإعتراف قربت.... مهما كذبتي عيونش بتقلي كل اللي بتحاولي تخبيه عني.... لو لبستي ألف نظاره ما حجبتي شموسش عني .... في شي أسمه لغة الجسد وأنتي معبره بشكل ماتتخيليه.....


عيونها شموس !!

وجسمها معبر !!

جسمها معبر!!!!!


دمه وصل لدرجة الغليان بمجرد ماصار عقله يحاول يرسم صوره ويربطها باللي سمعه وهو مجرد كلام.. أجل وش كانت حالة الحقير وهو شايفها عالواقع !

شلون إتجرأ يحكي معها بهالشكل الوقح !!

وهي شلون سمحت له بهالشيئ !!


وين عزة نفسها وكبريائها اللي ماله حدود!!

وين ردودها اللاذعه وطولة لسانها اللي ماسلم منه يوم غلط عليها !

والأهم..

وين سوادها الأنيق اللي دوم ساترها !!

سوادها اللي سترها عن أبوه وجده اللي إتخطى السبعين موبالأفضل إنه يسترها عن عيونه اللي يبي لها رصاصه..

شلون تكشف عليه بهالبساطه وليه وهو حيا الله ولد خالها !

وأخوانها شلون سمحوا لها بهالشيئ !

هو يدري إن عبدالرحمن غيور بشكل موطبيعي ومعرفته بمعاذ خلال الفتره اللي قضاها معهم خلوه يكون فكره عن شخصيته، كان إنسان جاد وصريح وملتزم وماله في اللف والدوران وحيل أعجب فيه لكن موقفهم الغريب من علاقة علي بأختهم خلته يجن ويحتار خاصةً بعد ماسمع تعليقه اللي أصابه في مقتل وهو بيسألهم متى تنتهي حربهم وعلى وش بترسى !

كانوا بيتسألوا وبيتراهنوا من فيهم اللي بيستسلم وبيعترف بحبه للثاني !

مأخذين راحتهم ويتغزلون في بعض قدام معاذ !

كذا بكل بساطه وعيني عينك وكإنهم متعودين على هالشيئ !!

مهما كانوا أخوانها يحبوه ويعتبروه أخ لهم إلا إنه ماتوصل فيهم المواصيل إنهم يتهاونوا ويسمحوا له يعاملها بهالطريقه المثيره للإشمئزاز !

إنهال على كيس الملاكمه بلكمات قاتله وهو بيتخيل علي قدامه !
كان للحين مصدوم من شخصية علي اللي إتبدلت ولولا إنه سمعه بنفسه وهو يضحك ويسولف معها ماكان صدق هالتغيير الجذري اللي صار له !

هيبته وثقله إتلاشوا فجأة وحل محلها الظرافه وأسلوب جر الكلام الناعم والملتوي !

العملاق البارد إنقلب لحمل وديع في حضورها !

لعن وسب نفسه ألف مره وإتمنى الزمن يرجع فيه لوراء ولا إنه سوا اللي سواه..

لكن خوفه عليها وشوقه ولهفته لها جردوه كالمعتاد من منطقه وحسه السليم..

كل اللي كان محتاجه هو إنه يسمع صوتها ..

يتطمن عليها..

يسمع فضفضتها للأدهم ..

كان يبي يعرف وش صار لها..

يشاركها التفاصيل اللي عاشتها ويحس إنه كان معها..


لكن اللي قال إن الواقف خلف الأبواب هيسمع مالايرضيه صدق ولأبعد حد..

ماكان صعب عليه يعرف اللي دار بينهم بما إن الأسطبل مجهز بنظام مراقبه عالي التقنيه بسبب مجموعة الخيول العربية الأصيلة اللي بيملكوها.. نظام المراقبه كان بيتوقف عن العمل في كل مره بتتواجد فيها في المزرعه لإنه يدري إنها بتروح للأدهم بس ذي المره كانت إستثناء ووقف الكاميرات بس ..

لكن للأسف كل اللي سمعه كان بينتقل من سيئ لأسوء ...

بدايةً من غزل علي الصريح مروراً بدلالها عليه ونهايةً ببرود معاذ اللي صدمه !

وبين هذا وذاك كان حكيها عن يوم عرسها وإنهيارها يوم شافت علي !!

هو متأكد إن حبها له أخوي بحت حتى وإن بالغت في قربها منه ودلالها عليه ولولا هالشيئ كان وافقت عليه يوم خطبها بعد طلاقها..

لكن اللي مو قادر يفهمه للحين هو تصرف علي !

إذا كان يحبها من زمان وهذا اللي واضح حتى للأعمى ليه ماخطبها وتزوجها !

ليه تركها لين جاء الحيوان الثاني وخذاها منه !
ليه --



أنت تبي تقتل نفسك !!



إنقطعت أفكاره وإلتفت لسامر اللي تابع كلامه بقلق/ أستاذ سند فيك شي !

رد بتصلب/مافيني شي .

سامر بشك/صاير شي ! وصلتك رساله جديده !

هدر بحده/قلت لك مافي شي..

خلع قفازات الملاكمه وأخذ شنطة غياراته وأتوجه للحمام وسامر يتابعه بقلق..


هو رافق سند لقاعة الرياضة الخاصة بالفندق بعد ماحجزها بالكامل وأمن مداخلها ومخارجها ووقف ينتظره عالباب لكن لما الوقت تعدى الساعتين الي محددها سند لرياضته دخل يتطمن عليه وإتفاجأ بمنظره الغريب..
ماكان مستغرب تنفسه السريع أوالعرق اللي يتصبب منه بغزاره كثر ماأستغرب عدائيته ونظراته السوداء اللي كانت كلها كره وغضب وهو بيواجهه كيس الملاكمه كما لو كان ألد أعداءه !

همس بإستغراب/ياترى وش اللي صار وخلاه بهالحاله !


،
،
،
،
،
،


صنعاء


كان اللي سوته فانا متأكده إنها ماكانتش تقصد تزعلك ياعبادي.

لما مارد عليها تابعت بعتاب/أنا مش فاهمه ليش مكبرين الموضوع هي غلطت وأنتوا عاقبتوها يعني خلاص المسألة إنتهت ليش بتتجاهلوها وكأنها مش موجوده!

عبدالرحمن بمراره/لإن اللي سويناه فيها انا ومعاذ ماله عذر ياغنى.. كم مره حاولت أكلمها وأعتذر لها لكن كل ماشفتها أتذكرت إني مديت يدي عليها وضربتها..

شهقت غنى بصدمه!

ضربها !!

تابع عبدالرحمن بقهر /ضربتها ياغنى وهي مافتحت فمها بحرف.. ضربتها في الوقت اللي كان المفروض إني أحضنها وأتطمن عليها !
أشوفها هي بخير ولاتعبانه! أجلس معاها وأسألها عن اللي حصل وكيف وليه!وهي إستسلمت لإتهاماتي وهجومي وبعدها قامت بكل غباء ودافعت عني قدام علي ولولاها كان ممكن أرجع لك على نقاله هذا إذا كان لي عمر.

طالعته غنى بصدمه !

كانت حاسه بحيره من حالته اللي متغيره ثلاثمائة وستين درجه من أول مارجع من جده ولاحظت تعامله الغريب مع جوري لكن مهما فكرت في السبب اللي خلى عبدالرحمن يزعل منها إلا إنه ماجاء في بالها ولو لواحد في المئه إنه ضربها !

وعلي متى إتضارب معاه !

وعبدالرحمن ليش ضربها !

أيش اللي سوته علشان يضربها وهو مايتحمل النسمه تجرحها !

حبيبها كان بيعاني بصمت وكلامه المبهم ونبرة صوته الحزينه أثرت عليها وخلت دموعها تنزل بدون ماتحس، ضمته لصدرها بقوه وحاولت تهون عليه/خلاص حبيبي أنت ماسويت شي، أنت أكيد كنت معصب وخايف عليها بس غلطها يمكن كان كبير ذي المره وماقدرت تتحمله.

بعد عنها ورد بمراره/ لا ياغنى أنا اللي كنت غلطان .. أنا اللي غلطت أنا..

أخذ مفاتيح سيارته وطلع من البيت بعد ماقال لها إنه رايح مشوار ومافيا داعي تقلق عليه..

حس إنه بيختنق في البيت وكان محتاج يخرج ويشم هواء نظيف يغير مزاجه ويحسنه بعد إكتشافه الأخير..
هو ماكان بيكذب على غنى لما قال إنه هو الغلطان
وعلي فعلاً كان معاه حق لما قال إنه هو السبب في كل اللي صار...

هز رأسه بموافقه على تفكيره ولام نفسه بقسوه..

جوري مالها ذنب وماغلطت..

هو اللي وصلها لذي الحاله.

هو اللي إهملها وأتساهل في دخولها وخروجها مع بنات المنذر بذاك الشكل..

كان المفروض يحرص عليها أكثر من كذا ومايسمح لها تروح معاهم لكل مكان بذي السهوله.

كان لازم يرافقها مثل ظلها في كل خطوه برا البيت مثل ماهم متعودين ومثل ماطول عمره بيصير وماكان لازم يسمح لها تروح مع سواقهم حتى وإن كانوا كل البنات معاها..

أخته كانت أمانه في رقبته وحمايتها مسئوليته طول ماهي معاه وأهله ماوافقوا إنها تستقل بحياتها بعيد عنهم بشكل مؤقت إلا بعد إصراره ولإنهم واثقين ومعتمدين عليه، بس هو ضيع الأمانه وماكان على قدر المسئوليه اللي كلفوه بها وكل ذا بسبب عدم تقديره لعواقب الأمور..

كان لازم يفهم إن بيت المنذر لهم أسلوب حياة متكلف وخاص فيهم عكس حياته وحياة أخته البسيطه والمفروض كان يراعي الاختلاف اللي بينهم ومايتناساه ويتماشى معاهم بذي الإريحيه مهما حبوا بعضهم وأتعاملوا كأنهم أهل..

يمكن لو أتعامل معاهم بحدود ورسميه أكثر ماكانت أخته وصلت لذي الحاله وماكان فقد اعصابه وأتهجم على سند في مكتبه وأنفجر فيه وأتسبب في إنهيار عمه مساعد بذيك الطريقه اللي كان ممكن تقتله لاقدر الله.

لو حافظ عالمسافه بينهم ماكانت إنخطفت بدل بنت المنذر ولاكان ضربها وغلط على علي اللي لذحين ماسامحه وبيتجاهله ببرود يستحقه..

حس إنه إتحسن لما إعترف بغلطه وحس بالخجل من نفسه.. غلطه كان كبير وطال أكثر من شخص مالهم ذنب وصار لازم يصلح الوضع سواءً مع جوري وعلي أو مع سند، أخذ نفس عميق وحرك عالبيت وهو ناوي ينهي الوضع اللي إتسبب فيه بنفسه.
الرياض


رغم إنه ماصارله أكثر من خمس دقايق منتظر إلا إنه حسها خمس ساعات !

طالع ساعته اللي إتجاوزت الحادية عشرة مساء وزفر نفس عميق بتوتر غير مسبوق لكن نظراً لنقص المعلومات اللي بيعاني منه فالتوتر نتيجة طبيعية خاصة وهو بيتأمل المجلس الملكي بثرياته الكريستاليه المشعه وأثاثه وديكوره الفخم والمميز ومع إن منظر القصر من الخارج كان بيوحي بفخامة المكان إلا إنه فاق توقعاته بمراحل وزاد حيرته بخصوصها !

جو الفخامه والترف المبالغ فيه اللي شايفه الحين بيوفر بيئة مريحه وآمنه وخاليه من المسئوليات بالأخص للبنات اللي أكيد هيكونوا ناعمات وحساسات لدرجة ممكن تصيب الشخص بالغثيان لكن ذا كان بيتناقض مع شخصيتها اللي صدمته بقوتها وبرودها الساخر رغم الظرف الصعب اللي كانت فيه و--



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


إنقطعت أفكاره ووقف وهو يلتفت لمزيج الأصوات اللي سلمت عليه ورد بهدوء/وعليكم السلام والرحمة .
عرف الأثنين اللي دخلوا لإنه سبق وشافهم.. أتقدم وسلم عليهم بإحترام وبعد ماإتبادلوا كلمات الترحيب وقاموا بواجبه، اتأمله أبو سند بتركيز/ والله منت بغريب وكأني شايفك قبل هالمره بس موبمتذكر وين !

هز رأسه بموافقه وعرفهم بنفسه/ حمد ** وسبق واتقابلنا في ملكة رياض الله يرحمه وبعد في عزاه.

الجد بود/ الله يرحمه ويغمد روحه الجنه، والنعم بك وبأهلك زارتنا البركه.

حمد بتوتر/ ماعليك زود ياعم صقر ويبارك في عمرك بصراحه أنا --

سكت للحظات وهو محتار كيف يبدأ معاهم السالفه !


مشكلته الأساسيه ماكانت بسبب طبيعة مهمته اللي بتفرض عليه السريه التامه لكن كانت بسبب الحيره اللي وقع فيها بعد ماحاول يتواصل مع أخوها !

كان يدري إن قبيلة المنذر كبيره لكن بما إنها زلت بلسانها بأسم زوجة رياض لما سألها فذا أكد له إنها قريبه منها هذا إذا ماكانت أختها أو بنت عمها لذلك قلص دائرة البحث حول أهل زوجة رياض واللي كانوا أحفاد صقر المنذر وهنا كانت الصدمه ل--

أنتبه لشرود أفكاره ولصمته اللي طال وهم ينتظروا يكمل كلامه، سلك حلقه وأخذ نفس عميق وبهدوء / السالفه لها علاقه ببنتكم اللي إنخطفت قبل--

قاطعه أبو سند بصدمه / جوري !

هز رأسه بمواقفه وفي داخله "جوري ! مارح يخطر لي
هالأسم لو بعد ألف سنه و--

قطع الجد أفكاره بسؤاله المفاجئ / وأنت من وين تعرفها وشلون عرفت بالسالفه وحنا مابلغنا الشرطه وبعد محد يدري باللي صار !

حمد بتردد/أنا كنت معها في المزرعه و--

قاطعه أبو سند ومسكه من ياقة ثوبه بغضب/آه يالنذل ولك عين تجينا بنف--

قاطعه بتوتر /هدي شوي أنت فاهم السالفه غلط ياعم مساعد.

ضرب الجد الأرض الرخاميه بعصاته وبأمر/ أتركه عنك يامساعد .

صرخ /يبه شلون أتركه بعد سواته في الجوري !

طالع الرجال المستسلم لغضب ولده بهدوء ورضى غريب وسحب يد ولده وجلسه بأمر/قلت لك أتركه وخل نأخذ العلم بالأول .

جلس بدوره وألتفت للرجال الغريب اللي ملامحه بتوحي بالثقه وسأله بجديه/أنت وش سالفتك يابن الناس !

عدل حمد ثوبه وجلس جنب الجد وبهدوء/ أنا مالي علاقة بسالفة خطفها لكن أراد الله إني أكون بالمكان اللي كانت بنتكم محجوزه فيه وقت اللي إنخطفت ويوم عرفت إنها بنتكم ساعدتها تهرب وهذي هي كل السالفه .

أبوسند بعصبيه/ يعني مجرم وكذاب وجاي تلعب علينا وتبينا نصدقك !

سأله بمنطق/ بنتكم وصارت عندكم واللي خطفوها صاروا بالسجن ليه أكذب عليكم! وش بستفيد ياعم مساعد !

الجد بأمر/ قلت لك وش العلم أحكي !!

"هذا اللي كنت عامل حسابه" أخذ نفس عميق وطلع هويته وناولها الجد بهدوء/ أنا المقدم حمد ** وكنت زميل رياض الله يرحمه في مكتب المكافحة وإذا موبمصدقين تقدرون تسألون العميد سعد **

سكت علشان يعطيهم فرصه يتأكدوا من هويته ويستوعبوا إنه مو مجرم أو خاطف أو أي شيئ من اللي فكروا فيه من لحظات.

بمجرد ماسمع أبوسند أسم سعد طلع جواله وأتصل عليه وسأله عنه ورد بإنه يعرفه فعلاً وقال إنه بيجيهم فوراً..
إما الجد فبعد ماتأكد من الهويه أعطاها لولده اللي طالعها للحظات قبل مايكلم حمد بحده/ أعذرني عاللي صار لكن أنت اللي حديتني على هالتصرف.. هالسالفه حساسه وكان لازم تعرف عن نفسك بشكل أوضح وبعد جوري ماجابت طاريك أبد !

هز رأسه بمواقفه/ حصل خير ياعم مساعد .

الجد بإهتمام/ إنزين شلون ماقد شفناك قبل اليوم السالفه مر عليها ثلاث أسابيع ؟ وإن كنت ساعدتها مثل ما قلت شلون الجوري ظلت ساكته وحتى سند وعبدالرحمن ماجابوا طاريك !

رد بهدوء/بصراحه أحنا ساعدنا بعض لكن أنا إنصبت وقت اللي هربنا وأضطريت أختفي لفتره بسبب ظروف خاصة وكنت طلبت منها ماتجيب طاري عني لأي أحد لنفس الظروف ولي معها ومع أخوها عبدالرحمن أمانه و جيت اليوم لأجل أخذ أمانتي وأتسهل بإذن الله.

طالعه أبوسند بإستغراب/ أمانه مع جوري وعبدالرحمن !
حمد/ هي قالت إن أسمه عبدالرحمن و--

قطع جملته وفكر للحظات قبل مايتابع بإستغراب/ بس الغريب إني يوم سألت مالقيت أحد بأسم عبدالرحمن المنذر !

إنتبه للنظرات الغريبه اللي إتبادلها الجد مع ولده قبل ما يرد الجد بهدوء/لإن مابه عبدالرحمن المنذر أنت تقصد عبدالرحمن الجابر .

هز رأسه بنفي ورد بتفكير/ أقصد عبدالرحمن المنذر.. هي قالت إنها حكت مع أخوها عبدالرحمن وإنه بيقابلنا عالطريق وأنا كنت ناوي أخذ اللي يخصني وأروح قبل لايجي لكن مدري وش اللي صار وفجأة قمت وأنا بالمستشفى ففكرت إن عبدالرحمن اللي حكت عنه هو اللي أسعفنا وهو بعد اللي حطني تحت الحراسه وأخذ أغراضي وأنت توك قلت إنه ماجاب لكم طاري عني .

عقد حواجبه بتركيز وهو يلاحظ تبادل نفس النظرات الغريبه بينهم وكإن في كلامه شيئ غلط !

لحظات الصمت الي تلت كلامه ونظراتهم الغريبه كانت أكثر من كافيه علشان يتأكد من شكه..
ل
ما كان بيحاول يتبع أخبارها ويعرف شلون إنتهت السالفه إكتشف إنه مافي أي شخص بأسم عبدالرحمن المنذر !

وللحظات شك في إنه سمع الأسم غلط لكن كيف سمعه غلط وهو للحين متذكر نبرة الفخر والأعجاب اللي ميزت صوتها وقت اللي حكت له عن أخوها عبدالرحمن أو عبادي على قولتها ..

لكن عبث.. مهما دور أوسأل فالنتيجة وحده!
وزي مايكون بيدور على أبره في كومة قش واللي أسمه عبدالرحمن ماله وجود !

وفي الأخير أضطر يرسل رسالة جماعية لكل أحفاد صقر المنذر !

رسالته كانت مبهمه وغير مفهومه بالمره لكن بمجرد ماتوصل للشخص اللي أسعفهم عالمستشفى وأخذ أغراضه الخاصة رح يفهم قصده فوراً .

لكن كلامهم ذا ضرب بكل توقعاته وجهوده عرض الحائط ويمكن ضيع منه معلومات بالغة الخطورة والأهمية،

طالعهم بحذر/ يعني البنت اللي ساعدتها بنتكم ولا لا ؟ أخوها اسمه عبدالرحمن ولا لا؟

وقف الجد ورد بثقه/أيه بنتنا بس بالأول خل ننشدها عنك .

وقف معاه وبهدوء/ خذ راحتك وأنت بس قلها المقدم حمد يبي الأمانة اللي عندك وهي بتفهم وإذا ممكن بعد أبي أقابل عبدالرحمن وياليت يكون الحين .

إبتسم بوقار/ خير بإذن الله أنت موبغريب تقهوى وعين خير لين يوصل سعد وسحورك الليله عندنا وحنا شوي وبنرد.

هز رأسه بموافقة وبمجرد ماصار لوحده أتصل على سعد..

أما أبوسند أول ماطلع سأل أبوه بعدم إستيعاب/يبه أنا موفاهم شي! هذا وش يقول !

مسح على لحيته بتفكير/سند هو اللي لقاها وأخذها عالمستشفى ووكاد هو اللي أخذ أغراضه ويدري بالسالفه..

إلتفت لولده بأمر/أتصل عليه خل نأخذ العلم منه.

سأله بعصبية/ إنزين والجوري وش السواة معها! هالبنت تبي تذبحني بهبالها يبه !

إتنهد من قلبه قبل مايرد بإبتسامة/جوري خلها علي ولا تحكي معها بأي شي وأياني وأياك تجيب طاري لسند عن اللي صار بينها وبين حمد .

طالعه بشك/ يبه شناوي عليه أنت بعد!

أتوسعت إبتسامته /ناوي ألعب بأعصاب ولدك اللي موبراضي يتحرك للحين.

رد بضيق/ سند ماهوبغبي وأكيد يدري إنها بترفضه عقب اللي صار وبعد يدري بمرضها ولأجل هالشي تم ساكت للحين .

رد بخبث / والحق معه لكن إبي أبرد حرة أمك المسيكينه اللي كان الود ودها سند يملك عالجوري قبل لاتسافر وبغت تموت علي يوم سافر سند بعدها بدون لايجيب لنا طاري خطبه وعرس .

رد بتنهيده/ يبه العله موبسند العله في اللي رأسها أقسى من الحجر.. كلكم تبونه يستعجل ويخطبها وكإنها تحتريه وبتقول حاضر وتم وهي ماتدري عن هوا داره..

ربت على كتفه وبثقه/ أنت بس سوي اللي قلت لك عليه وربك بيفرجها من عالي سماه.
هز رأسه بموافقه/ونعم بالله..

وطلع جواله ودق على سند وفتح أزرار ثوبه العلويه بأصابعه ترجف وأخذ نفس عميق قبل مايرد عليه .




،
،
،
،
،
،

الرد باقتباس اقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
{[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ - إلهي لكـ الحمد والشكر نستغفركـ ياعفو ياغفور ]} 1140 إضافة تقييم لـ خياله والخيل عشقي التبليغ عن المشاركة
قديم(ـة) اليوم, 10:19 AM
خياله والخيل عشقي خياله والخيل عشقي غير متصل
©؛°¨غرامي فعال ¨°؛©


اللهم أملا قلبي بحبك


تاريخ التسجيل: Aug 2015

رقم العضوية : 912705

المشاركات : 532

تقييم العضوية : 39939
خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute
الدولة: المملكة العربية السعودية
الافتراضي رد: خريف الحب/بقلمي

صنعاء



كانوا في المول لما جات ديما الدوره وحبت ترجع البيت لإنها عارفه نفسها بتبكي وتتلوى قدام خلق الله وقررت إنها ترجع معاها من جهه كانت ماله من اللف في الأسواق اللي كل يوم والثاني والبنات ساحبينها معاهم فيها ومن جهه ثانيه عبدالرحمن كان متضايق من نزلتها الكثيره وهي أساساً زعلته منها الليله اللي فاتت بكلامها عن تضحيته وتركه لغنى وجود وماحبت تزيدها بينهم.. وبعد مارجعوا عالبيت ديما طلعت تشرب مسكن وتريح وهي جلست مع أمها منيره والبقيه تحت بس عالمغرب جات الشغاله وقالت لامها منيره إنها بتروح المستشفى مع ديما لإنها تعبت زياده ومالقت مسكن من اللي بتحتفظ فيه ثريا لذي الحالات ولما طلعت تشوفها ولقتها تبكي من الألم حزنت عليها ودقت على أخوها تستئذنه وراحت معاها لأقرب مستوصف وبعد ساعه كانوا راجعين عالبيت..
طالعت في ديما اللي سانده رأسها عالمقعد ومغمضه عيونها بتعب وحست بحنان أمومي ناحيتها.. ديما فكرتها بياسمين اللي كانت تتعب وقت ماتجيها الدوره ولازم تطيح أول يومين بدون حركه وهي تقعد رايحه جايه بكأسات النعناع والزهوارت وقربة المويا الحاره في محاولة للتخفيف عنها بس ديما أخذتها من قاصرها وفضلت المسكنات ع--

إنقطعت أفكارها بسبب جوالها اللي رن وهمست بضيق / والله لو تتصل من ذحين لسنه قدام ماني راده عليك.

صمتت الجوال وطالعت رقم خالد اللي بيلمع عالشاشه لين فصل.. اليوم أستلمها إتصالات ورسائل وهي مطنشه وشغاله تمسح فيها أول بأول، طالعت الجوال للحظات قبل ماتحظر رقمه وترمي جوالها جنبها بنفاذ صبر/أنا اللي غبيه واستأهل.

كان بإمكانها تحظره من قبل بس ظلت لآخر لحظه تفكر إنه ممكن يصير شيئ لاقدر الله لعيالها ويحتاج يكلمها عن جد وذا اللي خلاها تتحمله بس ذحين صبرها نفذ وحست إنها بتنفجر لو لمحت رقمه مره كمان و


إلتفتت لديما اللي صحصحت وبدأت تستهبل عليها وأخذهم الكلام عن المسكنات والحلول البديله لتخفيف الآم الدورة و



إنقطع كلامهم لما فرمل السواق فجأه وإتخبطوا بقوه داخل السياره وهم يصرخوا وبعد ماوقفت السياره إتعدلت وهي تفرك رأسها بألم /ديما صار لك شي! وأنتي يالاني!

طمنتها ديما قبل ماتطالع السواق بعصبيه/كومار ووجع شفيك ماتشوف و--

قطعت ديما كلامها لما إنكسر زجاج السياره بقوه وصارت تصرخ مع الشغاله بخوف لما اتفاجئوا بأثنين هاجمين عالسياره !

كانت رافعه الغطاء عن عيونها وشافتهم بيهجموا عالسواق وزوجته اللي أغمى عليهم قبل ماتنفتح أبواب السياره الخلفيه !

فقدت القدره عالتفكير للحظات وحست إنها في فيلم هندي لما برز قدامها الملثمين ماسكين مسدسات وبينقلوا نظراتهم بينها وبين ديما للحظات قبل مايعلق واحد فيهم بصدمه/بس هذول ثنتين!

إتعلقت ديما فيها بقوه وهي تصرخ والثاني يسأل بحده /من فيكم ديما المنذر!

كررت وراه ديما برعب /ديما!! ديما!!

حاوطتها بذراعها وضمتها بقوه وهمست لها/لاتخافي مارح أخليهم يلمسوكي.

صرخ الرجال بعصبيه/ قلتلكم منو ديما!

أخذت نفس وردت بحذر/ليه بتسأل خير!

أشر لها بأمر/نزلي بسرعه.

دفنت ديما وجهها في صدرها وببكاء /يباااه.. يماااه الح..قونا.

همست لها بتوتر /هووششش لاتخافي حبي --

قاطعها الرجال بصراخ/حنا موبقاعدين نلعب اللي أسمها ديما تنزل بسرعه ولا قسم بالله لاأفرغ المسدس في الكل.

ضمت ديما بقوه وفي داخلها"ديما! مالقيتوا إلا ديما تخطفوها! ذي ممكن تموت قبل ماتعدي باب السياره" نقلت نظراتها بتوتر بين ديما المتعلقه فيها وهي تبكي
وتصرخ بهستيريا وبين الرجال اللي كان يلوح بالمسدس في وجوههم بعصبيه وديما تسأله ببكاء/ليه ... ديما... ليه !!

حست برعبها من سؤالها اللي كان متقطع ومو مفهوم، بعدتها عنها بشويش وهي تصرخ بإعتراض ورفعت
وجهها وهمست لها بحنان/قلتلك لاتخافي وبطلي بكاء والله ماأخليهم يأخذوكي سامعتني هووووش لاتبكي محد هيلمسك أنا هروح معاهم و--

قطعت كلامها لما إنسحبت من كتفها بعنف وكرد فعل لاإرادي سددت ضربه خلفيه بمرفقها للشخص اللي سحبها وهي بتدعي إنها تصيب مكان حساس وقبل مايلحق اللي سحبها يستوعب اللي صار رفعت ذراعها لجانب وجهها وسددت لكمه خلفيه بأقوى ماعندها واتأكدت إنها أصابته لما حست قبضتها بتصطدم بشيئ عالأغلب إنه وجهه تبعتها صرخة ألم مدوية ومصدومه ملحوقه بسيل شتائم من العيار الثقيل..

إتجاهلته وعدلت جلستها و هي بتحاول تتحكم في تنفسها السريع وقلبها اللي بيقرع زي الطبل وحست براحه لماشافت ديما أغمى عليها عالأقل هتفكها من صراخها اللي بيصم الأذان ويشتت التركيز و



والله لأذبحك ياالكلبه

إنقطعت أفكارها لما هجم عليها ورفعت إيديها قدام وجهها بحركة كاراتيه دفاعيه بس قبل مايقرب منها
مسكه الملثم اللي معاه وصرخ فيه بحده /أنت جنيت!

دفه بصراخ/أتركني قسم بالله لذبحها الليله ..

مسكه من جديد وبأمر/لاتنسى الأوامر ممنوع نلمسها ياغبي.

رد بغضب/ أنت موبشايف وش سوت فيني !

تابعت حوارهم الغريب بإهتمام وإستغراب والملثم الأول بيمنع الثاني اللي ضربته من إنه يهجم عليها وبيذكره بالأوامر اللي بتمنع لمسها بأي شكل من الأشكال !

إتوسعت عيونها بعدم تصديق لما لاحظت إن اللي ضربته كان ضاغط بيده على خصمه بقوه وشماغه غرقان بالدم !
معقول كسرت خشم الرجال !!

عدم تصديقها أتبخر فجأة وهي بتفكر بإنه يستاهل وعقبال ماتكسر يده القذره اللي لمسها بيها..

إلتفت لها الملثم الثاني وأشر لها بالمسدس/نزلي وخلصينا وبلاها هالحركات اللي بتجيب آخرتك.

كانت أكثر من شاكره للوقت اللي وفره لها نقاشهم وخلاها تسيطر على نفسها وتستعيد فيه برودة أعصابها وردت بصوت ثابت/ قولوا اللي تبغوه وخلونا نتفاهم هنا أحسن وكل اللي هتطلبوه هيجيكم بدون ماتورطوا نفسكم في مشاكل مالها داعي .

رد بحزم/التفاهم ماهومعنا نزلي وخلصينا .

رد عليها المضروب بحقد/نزلي دام النفس عليكي طيبه قب--

قاطعته ببرود ساخر/شكلك حمار ومن النوع اللي مايتعلم من أول بوكس .

سحب الزناد وصوب مسدسه على ديما بتهديد/ والحمار ذا منتظر الشاره لأجل يخلص منك ومن أهلك .

تابع العاقل وهو يمد لها يده/ تراه غبي ومايتفاهم نزلي أحسن ماتتحملي ذنبهم ب--

قاطعته بسخريه وهي ترخي الغطاء على عيونها/ماشاء الله تعرفوا الحلال والحرام وبتشيلوا هم الذنوب كمان !

دفت يده بشنطتها اللي سحبتها من أرضية السياره
وبأمر/بنزل لوحدي

ألقت نظره أخيره على ديما وأستودعت الله نفسها قبل ماتنزل وبسرعه حاصروها من الجهتين،إتمسكت بشنطتها بقوه وعيونها عاللي ماسك كاميرا وواقف يصورها، مال عليها المضروب بهمس /لاتظنين بعديها لك يالأميرة بيجي وقت ونتحاسب فيه .

ردت ببرود/أعلى مافي خيلك أركبه .

كانت تدري إن إستفزازه بذي الطريقه غلط وخاصةً وهي تحت يدهم لكن لو بينيت ضعفها وخوفها الحقيقي إنكشف لهم بيأكلوها حيه ويرموا بقيتها للكلاب هذا إذا كان فيها بقيه..

رفعت رأسها وواجهت الكاميرا بهدوء وثقه وهي بتدعي لنفسها بهمس/ توكلت على الحي الذي لا يموت.. حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.. اللهم أني أستودعتك نفسي وعرضي وديني يامن لاتضيع عنده الودائع.. اللهم ان في تدبيرك ما يغني عن الحيل وفي كرمك ما هو فوق الأمل وفي حلمك ما يسد الخلل وفي عفوك ما يمحو الزلل اللهم فبقوة تدبيرك وعظيم عفوك وسعة حلمك وفيض كرمك أسألك أن تدبرني بأحسن التدابير وتلطف بي وتنجيني مما يخيفني ويهمني اللهم لا أُضام وأنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا حول ولا قوة إلا بك......

أستمرت على ذا المنوال وماخلت دعاء ماحفظته من بداية حياتها لحد اليوم إلا ودعت لنفسها بيه لين وصلت سيارتهم وبمجرد مادخلت السياره وقبل ماتستوعب إنها فعلاً إنخطفت هجم عليه شخص وكتم أنفاسها وفي ثواني حست بجفونها تترتخي وبأنفاسها تهدى وبأطرافها تثقل وتسحبها للظلام..




وقفت مكانها بعد ماخلصت تحكي لهم اللي صار ودارت بعيونها على أخوانها اللي يطالعوها بصمت وملامحهم خليط من الخوف والصدمه والغضب.. عضت شفايفها بتوتر هذي وهي ماجابت لهم سيره عن اللي كانوا مخططينه ليها ولا عن اللي صار مع حمد ولاكان فتحت على نفسها أبواب ماتتقفل .

إتذكرت كيف اتفاجأت بإتصال عبدالرحمن اللي طلب منها تطلع شقة معاذ لإن علي ومعاذ منتظرين هناك وبما إن ناديه وغنى اليوم راحوا بيت أهاليهم فتوقعت إنهم أخيراً هيتكلموا وذا اللي حصل و


اللي في رأسش هذا مخ ولافردة جزمه !


صوت معاذ الحاد قطع أفكارها وخلاها تلتف له بهدوء/ مخ بس متأكده إنك موشايفه كذا .

صرخ فيها بغضب/أكيد لإن مافي وحده عندها مخ ترمي نفسها هذي الرميه !

ردت بإستنكار/ رميت نفسي! وأنا كنت قلتلهم تعالوا أخطفوني ذا نصيبي يعني ربي كاتبه ليا و--

قاطعها بصراخ/وربنا قلك توهميهم إنك بنت المنذر وتروحي معاهم !

طالعته بتساؤل/ وكيف كنت تبغاني أتصرف وهم معاهم سلاح ! أيش اللي كان بيدي وماسويته ماتقلي !


كيف تتصرفي ! وأيش بيدك !


كررها بعدم إستيعاب قبل مايحط إيديه على خصره ويلتفت لعلي وعبدالرحمن بعدم تصديق/جوريتكم بتسأل كيف تتصرف وأيش كان بيدها !

كان منتظر يسمع تعليقهم على ردها اللي كان مومستوعب إنه صدر منها بذي السهوله ولما محد فيهم رد عليه رجع يلتفت لجوري اللي كررت سؤالها بإصرار وكإنها تتحداه يجاوبها !

رد بغضب / وسرعتش اللي محد بيجاريش فيها ليش ماجربتيها ! دروس الكاراتيه والدفاع عن النفس وين سارت! تقنية تجريد الخصم من سلاحه ليش ماطبقتيها!

إلتفت لعلي بسخريه غاضبه/ مش هذي تلميذتك النجيبه اللي محد يضاهيها ! مش هذي اللي بتضرب فيها المثل للجنود المستجدين في معسكرك ياسيادة العميد ! أيش فايدة كل اللي علمته لها طول هذي السنين إذا مانفعها في هذا الظرف !

رد علي بهدوء/ لاتنسى إنها بنت وزد عليها إنها لحالها وأنت داري إن الكثره تغلب الشجاعه وبعدين هذي هي رجعت بالسلامه بفضل الله وثم بفضل كل اللي أتعلمته ولا تحسب إنه طلع لها جنحان وطارت لهم فجأه !

إتجاهلت تبرير علي اللي ماعجبها وشرحت لمعاذ بهدوء/مو صعب أدافع عن نفسي وأنفذ كل اللي أتعلمته بس يا معاذ أنا ماكنت لوحدي ومعايا ناس سلامتهم متعلقه بتصرفي ولو مارحت معاهم كانوا نفذوا تهديدهم وسووا شي في ديما والسواق والشغاله اللي مالهم ذنب .

صرخ بغضب/وأنتي مش وكيلة أدم في عياله( يعني مالها دخل أوعلاقه بالخلق) أنتي ألزم ماعليش نفسش وبس .

صدمها منطقه الغريب وطالعته بعدم تصديق/أنتا اللي بتقول كذا ! أيش حال لو ماكنت محامي وشغلتك الدفاع عن المظلومين و--

قاطعها بحده/بطلي الفلسفه ولاتلفي وتدوري ف--

قاطعته بنفاذ صبر/أنا مابتفلسف ولابلف وأدور، تبغاني أصرف نفسي وأسيب ديما ببساطه! ذي وحده بتخاف من ظلها وماتعرف تتصرف وأنا لو سلمتها لهم كأني قتلتها بنفسي وموهيا بس أبويا مساعد وأمي منيره والبقيه.. كيف كنت هحط عيني في عينهم وهواجههم بعد ماأتخليت عنها وأنقذت نفسي كيف!

إتحرك عبدالرحمن ناحية جوري ومسكه علي وبأمر/لاتتدخل.

طالعه بقلق/معاذ الجن بيتنططوا قدامه وجوري ماهتقدر تسكت وقفهم قبل مايتهوروا و--

قاطعه ببرود/أجلس وخلي كل واحد يخرج اللي داخله ونخلص مره وحده، حركات الجهال والمقاطعة حقكم ماشتيش أشوفها بعد اليوم.

عبدالرحمن ماأقتنع بس ماقدر يعترض على كلام علي اللي لأول مره بيكلمه بشكل طبيعي من يوم مارجعوا مع إنه راح لبيته وأعتذر له عاللي صار بينهم إلا إنه ظل متباعد و بارد في تصرفاته..

زفر بضيق ورجع يركز مع معاذ وجوري اللي كانت بتقول/ماهجادلك في موضوع خوله لإني غلطت لما أتصرفت بذيك الطريقه المتهوره ووعدت إ--

قاطعها عبدالرحمن بحده/وخلفتي وعدك لي وإتهورتي من جديد .

جزت على أسنانها بقهر/أنا.. ماخلفت ..وعدي و--

سكتت وأعطتهم ظهرها وأخذت نفس عميق كذا مره لين هديت وبدون ماتلتفت لهم/أنا ماخلفت وعدي ياعبادي، هما اللي أفتكروني ديما و--

قاطعها معاذ بإتهام/ وأنتي جاريتيهم وماصححتي الفكره وهذا نفس الشي .

وواجهتهم وحاولت تشرح لهم وجهة نظرها بإقناع/أنا جاريتهم في تفكيرهم لإني شفته أحسن حل قدامي.. وجود ديما كان ملخبط كل شي لإنهم هددوني بيها و--

قاطعها عبدالرحمن بغيض/والله كنت عارف إنك غبيه وقلت لسند ذا الكلام .

سألته بضيق/ وين الغباء إذا هما في كل الأحوال هيأخذوني وأنا وأنتوا كلكم عارفين ذا الشي ولاهيا تلاكيك وبس !

أفحمتهم بردها وماخلت لهم مجال يردوا وصار معاذ وعبدالرحمن يطالعوا في بعض بقهر وهي أستغلت صمتهم وتابعت بمنطق/أنا لاأخلفت وعدي ولا إتهورت كل الموضوع إني شفت في إستسلامي المؤقت حل هينقذ الكل، هما هيسيبوا ديما والبقيه بخير وأنا هكون برأسي وساعتها هقدر أخلص نفسي منهم زي السلام عليكم.

أنهت جملتها الأخيرة بفرقعة أصابعها دليل على السهوله والسرعه وماإنتبهت إن حركتها ذي زادت عالنار حطب وأفقدت معاذ أعصابه وخلته يصرخ وهو يقلد حركتها بغضب/زي السلام عليكم! بتسمي خطفش ومحاولة إغتصابش والرصاصه اللي في كتفش زي السلام عليكم !


شحب وجهها فجأة وطالعتهم بصدمه!

من قال لهم عالإغتصاب!!

أيش عرفهم بإن السفله كانوا بيخططوا لشيئ بذي البشاعه والقذاره!!

كيف وهي ماجابت لأحد سيره!

معقول مشاري وقائد إعترفوا بذا الشيئ !

بس علي قلها إنهم --

إنقطعت أفكاره لما دفها علي فجأه ومسك معاذ قبل مايوصول لرقبتها ويخنقها وبأمر/ أذكر الله وأهدى خلاص هي ذحين بخير ومعانا.

صرخ بقهر/كانت هتموت وتموتنا معاها بجنانها وهي ولا في حسها وعادها بتتسيمج! كل شي عندها مزح وضحك عديمة الإحساس والضمير.

طاحت عالأرض رغم إن علي دفها بشويش بس صدمتها بمعرفة أخوانها باللي خبته عنهم أفقدتها توازنها.

راح لها عبدالرحمن وسندها وسألها بقلق/صار لك شي !

ردت بعدم تركيز/لا.. كويسه.. ماسووا شي..مافيا شي...

ضغطت على صدرها بقوه.. كان قلبها يدق بسرعه ورأسها بيوجعها من كلام معاذ المستمر وصرخت بإنفعال /والله ماسووا لي شي.. محد لمسني .. محد قربلي.. والله العظيم محد محد س--

قاطعها عبدالرحمن بحنان/أحنا عارفين إن محد لمسك ولاقربلك خلاص .

هزت رأسها بهستيريا وبتأكيد/ورب البيت محد لمسني يامعاذ والله ماسووا لي و--

ضربت عبدالرحمن وبصراخ/لاتلمسني ياحيوان .


إنحنى عبدالرحمن ومسك بطنه وهو يتأوه بألم وصدمه من البوكس القوي اللي فاجأته فيه أخته لماحاول يضمها !

جمد معاذ مكانه بعدم إستيعاب وهو يشوف جوري بتضرب عبدالرحمن بكل قوتها بينما علي مسك إيديها اللي كانت بتكيل الضربات لعبدالرحمن وهي بتسبه وتتوعده وضمها لصدره وقيد حركتها وهو يكلمها بأمر/ أنا علي علي بس أهدي خلاص.. بس ياجوري ..

حست كإن أحد صب عليها مويا بارده وغمضت عيونها وهي تسمع صوت علي الهادئ اللي خلى حركتها تهدأ وأفكارها تصفى وصارت تذكر نفسها "ذا علي ياجوري علي.. ذا علي موخالد ولامشاري" وبعد لحظات إستوعبت إنها غاطسه في حضنه الكبير وقلبها طاح من الإحراج.. كانت متعوده على عبدالرحمن وقربه المريح منها وماكانت بتحس بحرج إذا ضمته أو باسته بس ذي أول مره تقرب من علي بذا الشكل المحرج، دفته وبعدت عنه بسرعه وبإرتباك/منا عارفه إنك علي ولامفكرني فقدت الذاكره !

إبتسم علي براحه وهو يشوف عيونها اللي بترمش بتوتر وجهها الأحمر اللي بتحاول تخفيه بخصل شعرها وهي بتتظاهر بترتيبه.

اما معاذ فطالعها بصمت وهو محتار كيف يتعامل معاها !

أخوه نور وولده صالح ماأتعبوه وجننوه قد ماتعبته وجننته أخته بتصرفاتها الغريبه و--


عجبك كذا لماقطعتي خلفي !

صوت عبدالرحمن المتألم قطع أفكاره وإلتفت لقاها واقفه جنبه بتربت على كتفه وتتفقد وجهه بإرتباك/لا لا إن شاء الله بتخلف درزن عيال .. بس هوا عصبني و--

قاطعها معاذ بإستنكار/أنا اللي عصبتك ! أنتي يابنت مجنونه خلقه ولا بتستهبلي على أهلي !

ردت بمكابره/أيوه كله منك أننا اللي قعدت تستفزني وتقلي دروس وتعليم وأنا كنت بوريك أني أقدر أدافع عن نفسي كويس .

رد عبدالرحمن بصدمه/وأنتوا تختلفوا وأنا أنضرب علشان توضحي وجهة نظرك !

طالعته بندم/والله أسفه سامحني آخر مره .

رد معاذ بسخريه/آخر مره قبل المصيبه الجايه طبعاً ..
طالع في ساعته وتابع/ يعني أحسب لها ساعه بالكثير وأتفرج --

قاطعه علي ببرود/ حقك الصياح والمسخره ماهيحلوا الأمور .

إلتفت له بحده/ لا !! إذاً برودك هو اللي هيحلها يابن خالي ..

ردت جوري بدفاع/ الموضوع يخصني أنا فلا تحشر علي في النص وتطلع حرتك فيه .

إلتفت لها بحده/ أنتي أصص ولاأسمع صوتش يأم المصايب .

ردت بإستنكار/أيش اللي أص أمال أحنا متجمعين ليه ! مو علشان نتفاهم وكل واحد يطلع اللي في خاطره وننهي المهزله ذي !

رفع يده قدامها بتهديد/جوري أنقلعي من قبالي لاتخليني أمد يدي عليش.

وقف علي قدامه وببرود/الظاهر إني مش مالي عينك أنت وياه لما قد كل واحد بيضرب ويهدد في وجودي !

إلتفت له بنفاذ صبر/علي لاتدخل نفسك الله يرضى عليك.

رد علي ببرود/لاأدخل نفسي! مش هذي الجمله اللي
قالتها لك من شويه وجننتك ليش بتعيدها ذحين عادي !

أتدخل عبدالرحمن لما شاف الموضوع هيقلب جد وسحب جوري جنبه وبتوتر/ معاذ مايقصد ياعلي وأنا قلت لك أسف وحقك عليا ياخي .

وراح باس رأسه وبإعتذار/سألتك بالله تسامحني والله ماكنت أقصد اللي قلته أن--

قاطعه بأمر/هذا الكلام قوله لها مش لي وإذا سامحتك أعتبر الموضوع منتهي.

ردت بهدوء/مافي شي أسامحه عليه ياعلي ذا كان سوء تفاهم و--

قاطعها معاذ بعدم تصديق/سوء تفاهم ! أي جزء منه بالضبط لإني ماكنت مركز، تعرفي كنت مشغول بتدوير أسمك في صفحة الحوادث والوفيات لكن لو إتكرمتي وذكرتيني أكون شاكر لطفش وإهتمامش.

سحبت عبدالرحمن وراحت لمعاذ وطالعت وجهه الاحمر وعروقه البارزه واتأكدت إنها جرحته بتصرفها اللي ماكانت قاصده من وراه إلا الخير والخير وبس .. مسكت يده اللي حاول يسحبها وشدت عليها بقوه ورفعتها لخدها وسوت نفس الشيئ مع عبدالرحمن وطالعتهم بإبتسامه / إذا الضرب والصياح هيريحكم أضربوني وصيحوا وطلعوا كل اللي حاسين فيه ورب البيت ماهزعل منكم..

طالعوها بعدم تصديق للحظات قبل ماتنفذ كلامها وبجديه/ يلا أضربوني.. خاصموني.. أقلكم شدوا شعري ! أنتوا بتحبوا تشدوا شعري وهوا هيعورني .. يلا شدوه بقوه وذي المره ماهعترض ولا أوقفكم .. يلا سووا أي شي بس لا تسكتوا وتطنشوني لاتطنشني يامعاذ .. لاتطنشني ياعبادي --

قاطعها عبدالرحمن وهو يسحب يده اللي بتضرب فيها نفسها وبصدمه /جوريتي بلا هباله محد يبغى يضربك خلاص محنا زعلانين قلها يامعاذ قلها.

حس معاذ بقبضة بارده مسكت قلبه وعصرته بقوه وهي بتضرب وجهها بكفه وبتحاول تخليه يشد شعرها وبتترجاه لأول مره في حياتها !

صوتها كان مخنوق ووجهها أحمر من كثر ماهي ماسكه نفسها لاتبكي ويدها ترجف..

لف يده وصار هو اللي ماسك كفها بقوه وهزها بعصبية/ أحد يدور لنفسه الضرب ياغبيه ! نسيتي إنش مريضه وكتفش كان فيه رصاصه يامجنونه .

ردت بإصرار/أنا مو مريضه ومافيا شي أضربني وبس ومالك صلاح أضربني يامعاذ.. أضربني إذا ذا هيريحك ويخليك تسامحني أضربني ..

صرخ فيها بقهر/ومن قلش إني هرتاح لو ضربتش يامجنونه ..

ردت بضحكه مهزوزه/أنتا طول عمرك بتقول إنك لو قدرت تمسكني وضربتني وشديت شعري قلبك هيرتاح وأنا ذحين جيتك بنفسي يلا عيش حياتك.

جمد مكانه بألم .. ذي عن جد كانت جملته الدائمه كل ماسوت فيه حركه وهربت منه بدون مايمسكها لإنها عن جد سريعه، ترك إيديها وإتنهد بعمق/طيب روحي ذحين وبعدين نتفاهم.

رفعت نفسها وباست رأسه وبهمس/سامحني يابابا معاذ..

وقبل مايرد عليها كانت خرجت وقفلت الباب وراها، جملتها ذي كانت هي القاضيه على بقايا غضبه، ومسح وجهه بقوه وهو يذكر الله ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وترك عبدالرحمن وعلي وراح يتوضى ويصلي.
جده



إذا تبغي.. ترجعي له أنا ماعندي.. مانع

أتوسعت عيونها بصدمه واضحه/ندى أنتي شاربه شي ولا زوجك عداكي بجنانه !

ندى بضيق/جوري ترى أهرج جد وم--

قاطعتها بتعب/أنتوا في أحد مسلطكم عليا ولا أيه! ترى اللي فيا مكفيني وماني ناقصه هبلكم أنتوا الأثنين.

حطت ندى يدها على رأس جوري المختفي بين إيديها وبخوف/جوري إيشبك بأيش حاسه!

دفت يدها وطالعتها بسخريه/بأيش هتحسي لو كنتي مكاني ياندى.. طليقك وأبو أولادك إتجنن ومسكت معاه يزوجك أخوه علشان يردك لعصمته وزوجته الغبيه جايه تعطيكي الأذن علشان تنفذي، أنتي قوليلي بأيش هتحسي!

طالعتها ندى بتمعن وإستغراب من حالتها.. جوري إتصلت عليها أمس وقالت تبغى تشوفها وتشوف العيال قبل ماتسافر بكره.. لما سمعت صوتها كان واضح إنها تعبانه بس لما شافتها إنصدمت بمنظرها السيئ اللي نادراً ماشافتها بيه !

كانت نحفانه عن آخر مره شافتها ووجهها كان أصفر وتحت عيونها هالات سوداء ولما سلمت عليها حست بحرارتها المرتفعه وجسمها اللي يرجف !

وللحظات ظنت إنها تعبانه بسبب حيرتها وترددها من طلب خالد اللي واضح إنه مصر على رجوعها بس بعد ردها ذا ماعدا فهمت شيئ وصارت هيا اللي محتاره!

سألتها بتردد/أفهم من كلامك إنك موموافقه على إقتراح خالد وإنك ماتبغي ترجعي له!

مسحت جوري وجهها وبهدوء / إذا كان ربي يعاقبني بيكم بسبب ذنب أذنبته فأستغفر الله العظيم وأتوب إليه من جميع الذنوب والخطايا وإذا كان إبتلاء فيارب أجعلني من الصابرين عند البلاء والشاكرين عند العطاء..

ندى بضيق/جوري وبعدين معاكي ترى دا مو أسلوب أنتي جايبتني بيتك علشان تهزئيني!

ردت بحده/ وأنتي موشايفه كيف عمالين تبيعوا وتشتروا فيا أنني وزوجك زي مكون إنخلقت علشان أرضيكم! هوا يخطط ويزوج ويطلق على كيفه وأنتي جايه تسمحيلي وتديني مباركتك وأذنك و--

قاطعتها بعصبيه/ جوري لا تهرجي كدا و--

قاطعتها بمراره ساخره/وهو في هرج بعد هرجك المفقع أنتي وزوجك الفاصل.. قال أيه بيزوجني مازن لإن بيوثق فيه ولإنه موغريب وأنتي موافقه!! طيب أنا أيش دوري في الفيلم السخيف ذا !كومبارس صامت ! مالي رأي !

صرخت بغيره/ أيش تبغيني أسوي إدا هوا يحبك ويب--
قاطعتها جوري بغضب/حبك برص منك ليه، أنا موناقصه غبائك وجنانك أنتي الثانيه كفايه مجنون واحد في العيله..

إنهارت عالأرض وهي تتذكر صراخ خالد وتصريحه بحبها لما رفض مازن يتزوجها وكلامه معاه وببكاء/أنتي ماشفتي أيش صار فيه بعد ماطلقك ! خالد أتغير وماعاد نفسه ياجوري.. خالد يحبك.

جلست جوري جنبها عالأرض وهي تضحك بطريقه خلتها تطالعها بخوف.. كانت سانده رأسها عالكنبه وراها وبتضحك بجنون وإيديها على بطنها ودموعها تسيل !

أول مره تشوف جوري بذا الشكل الغريب والمخيف، هزتها و بعدت عنها وهي تصرخ بخوف لما شهقت جوري فجأه وإنحنت وهي ماسكه كتفها بقوه وبتحاول تكتم ضحكتها اللي إختلطت بأنين مفاجئ!

قربت منها والقلق /جوري لاتخوفيني عليكي، أنتي كويسه !

هزت راسها بمواقفه وسحبت أنفاسها بعمق وبطئ وبعد دقيقتين هديت وأخذت منها المناديل ومسحت دموعها وطالعتها بهدوء/ لاتخافي انا بخير بس كلامك ضحكني وماقدر أمسك نفسي.

طالعت وجهها الشاحب بقلق/ليه نطيتي لما مسكت كتفك أنتي فيكي شي!

إبتسمت بخفه/ البيت كان مقفول من فتره وصار كله غبار ولما كنت أمسح الطاولات خبطت كتفي فيها وأتعورت تعرفيني مطيوره بس بسيطه لاتقلقي.

هزت رأسها بصمت وراقبت جوري تشرب مويا على أقل من مهلها قبل ماتلتفت لها بهدوء/أنتي كنتي عايشه معانا وشايفه كل شي بنفسك تقدري تسمي اللي كان بيني وبين زوجك حب !

ردت بتفكير/ماأدري ياجوري، أنتي كنتي بالنسبه ليا لغز وعمري ماقدرت أفهمك وعلى قد منتي صريحه وطيبه على قد منتي قويه وغامضه ومحد يعرف في أيش بتفكري و--

قاطعتها بنفاذ صبر/ سيبيكي من نفسيتي المكلكعه أنا بهرج على علاقتنا ببعض عالأقل الظاهره قدامكم، أنتي شايفتها كانت شبه علاقتك بيه ؟

هزت رأسها بنفي وبتردد/ أنتي.. ماحبيتيه .

زفرت براحه/وأخيراً طلع عندك شوية نظر.
ندى بيأس/ أيش الفايده إدا هوا برضه يحبك وبيفكر فيكي ليل ونهار.

مسكت يدها وطالعتها بثقه/زوجك ياندى عمره ماحبني، زوجك زي الطفل اللي أشترى له أبوه لعبه ماعجبته بس هيا في الأخير صارت ملكه وفكر إنها هتظل كذا على طول، بس لما لقي اللعبه ضاعت منه فجأه إحلوت في عينه وصار يبغاها مو حباً فيها لا بس علشان محد غيره يأخذها.. يعني تفكير طفولي بحت ماله علاقه بالحب لا من بعيد ولامن قريب.

قلبت الكلام في دماغها لدقايق وهي بتتمنى يطلع كلامها صحيح وخالد عن جد مايحبها لكن حالة خالد ماكانت مطمنتها، خالد سابها في بيت أهلها ومع إنه بيتصل كل يوم يطمن عليها وعالعيال ويشوف طلباتهم إلا إنه ماقلها أرجعي!

هوا حتى ماسألها ليه راحت ومن أيه زعلانه!

وعمتها قالت إنه قال مارح يرجعها غير إذا هيا أتصلت وطلبت منه

طالعت جوري بغيره/ يمكن كان زي ما قلتي في البداية بس بعدين حبك ولو مايحبك ماكان سوا اللي سواه علشان يرجعك ولاكان سابني عند أهلي وهوا ولاعلى باله!

ردت جوري بسخريه/ياعيني عليكي بتسألي وتجاوبي، مدامك ذكيه كذا تقدري تقوليلي كيف يحبني من جهه ويتعرف عليكي ويحبك ويتزوجك من جهه ثانيه !

شحب وجهها فجأة والخجل غمرها من رأسها لأطراف أصابعها.. ذي كانت أول مره جوري تلمح لها عن اللي كان بينها وبين خالد، تابعت جوري وكإنها حست بإحراجها/ أنا ماقصدي أدقك بالهرج بس أبغاكي تفهمي إنه صار بيني وبينه حاجات انتوا حتى ماتعرفوها.. أشياء خلتنا نقسى ونجرح ونزعل بعض حتى من غير قصد بس في الأخير مابقي في قلوبنا مكان للحب .

أخذت نفس وتابعت / ريحي نفسك ياندى وأفهمي اللي بقوله، زوجك لاحبني في البداية ولا في النهاية، كل الهرجه إن الطفله اللي أخذها من عند أهلها وظلت معاه خمسطعشر سنه وهو مفكر إنه محور حياتها فجأه أختفت من قدام عينه وهوا ماتقبل ذا الشي لإني في النهايه ملكه أو هوا مفكر كذا ..

سألتها بيأس /طيب والنهايه مع دماغه المتنك اللي موراضي يستوعب إنكم خلاص قفلتوا صفحتكم مع بعض وكل واحد راح في حاله .

إبتسمت بمكر/والله الحل عندك ياأم الحلول، شوية كهن وكيد نساء على شوية دلع وحركات قلة أدب وهينسى كل الهبل اللي هوا فيه وهيرجع خاتم في أصباعك زي ماكان مو أنا اللي هفهمك ياندى أنتي ماشاء الله عليكي يتفات لك بلد بحاله وماهتغلبي .

ضربتها على ذراعها بخفه/سخيفه بلا قلة أدب و--

قاطعتها بضحكه/أقول أنطمي بس تراكي تموتي في قلة الأدب والحمدلله إنك ماعديتيني ب---



خير إن شاء الله ضحكيني معاكي .


صحت من ذكرياتها وطالعت أم خالد اللي كلمتها وردت بإبتسامه/ إتذكرت جوري وجنانها ربي يسعدها .

ردت بحب/آمين يارب ويعدل بختها ويرزقها بأبن الحلال

ندى أمل/يارب يسمع منك ساعتها يمكن ولدك يفكنا من هبله .

أم خالد بإبتسامه/الله يستر عليه لاينهبل على يدك.

راحت جلست جنبها بفضول/ليه قلك شي ولا أشتكى لك

ردت بضحكه/ البيبان لو لها صوت كان أشتكت من كثرمايرزع فيها، الولد صار يمشي يكلم نفسه من عمايلك فيه ياندى .

طالعتها ببراءة /لاتظلميني ياعمه أنا حتى ماجيت جنبه ولا كلمته .

أم خالد بضحكه/ وهوا ماجننه غير البعد والثقل اللي ماأتعود عليه منك .

ردت بتنهيده/وعلى بالك أنا مرتاحه ! وربي هموت على قربه وحماته.. خالد حبيبي وزوجي وأهلي بس جرحني ياعمه وأنا مارح أمشيها ليه ببساطه .

هزت رأسها بموافقه/الله يهديه ويسخرلك ياه.

أمنت من قلبها وإتجاهلت جوالها اللي رن ، شافت أم خالد أسمه عالشاشه وبعتاب/ ردي عليه وقومي ألبسي عبايتك ويلا نطلع لايعصب ويدخل يسمعك كلمتين تراه بيتلكك وماهيصدق .

حطت رجل على رجل وهي تتسآل بمكر/ ياترى أيش هيقول لما يشوفني ! هيعجبه فستاني !

أم خالد بتأثر /ندى خفي عليه أنا مومستغنيه عن ولدي .

إبتسمت بحب/ ولا أنا مستغنيه عنه بس دي قرصة أدن وبعدها بدلعلك ياه وبعو---

سكتت لما سمعوا صوت باب الحوش أنقفل بقوه وأشرت لها أم خالد بضحكه مكتومه وطلعت، أما ندى أخذت نفس عميق وأستعدت للمواجهه
الرياض



سافروا !!


رشف قهوته وهو يفكر بقلق في السبب اللي خلى أبوه وأمه يسافروا لصنعاء فجأه وبدون مايعطوه خبر "معقول تكون تعبانه!"

طالع جده بتساؤل/ زيارتهم عاديه ولاصاير شي في بيت عبدالرحمن !

الجد بغموض / الليله بنأخذ العلم بإذن الله

رفع حاجبه ​بضيق من رده المبهم والمختصر!

معنى كلامه إنه صاير شي معاها بس للحين جده موبعارفه وذا الشيئ اللي ماصدقه !

بالعاده جده وجدته وثريا مطلعين على كل أخبارها واللي يخصها ومنظرهم الحين وهم يتبادلوا الكلام بهمس أكبر دليل على إنه صاير شيئ..

إنشغل مع بدر وبتول اللي بعد ماسلم عليهم جلسوا جنبه من الجهتين وبدأوا يتكلموا بحماس وبدون إنقطاع وهم بيكملوا جمل بعض بطريقه بينت مدى تواصلهم وقربهم اللي إعتاد عليه الكل في الفتره الأخيره..

أخيراً قدر يقنعهم إنه بيجلس معاهم وبيعوض عليهم فترة غيابه اللي قاربت الثلاثة أسابيع قضاها في رحلات مكوكيه مابين أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وهو بيحاول يخلص كل العقود والإلتزامات اللي بتتطلب سفره ووجوده شخصياً علشان يفضي نفسه فترة العيد ومابعدها علشان ينفذ أول وأهم خطوه في حياته ---



خل ناصر يجي لزوم أعلمه بالسالفه الليله لأجل أكلم أمها ونتفق على يوم الخطبه.

إلتفت لجدته اللي قطعت أفكاره بكلامها اللي إعترضت عليه ثريا /يمه تكفين لاتحرجين البنت وتحرجينا معاها .

إلتفتت لجدها برجاء/ يبه صقر واللي يسلمك قل شي لاتتم ساكت..

نقل سند نظراته بينهم بعدم فهم للي داير بينهم وطالع
جدته بتساؤل/ شصاير يمه !

إلتفتت بعصبيه/موبصاير شي وخلني بحالي .

رجعت تتبادل الهمس مع الجد بدون ماتهتم بسند اللي أنصدم بردها الحاد والغير مسبوق!

هو يدري إنها مأخذه على خاطرها منه بسبب سفره المتواصل الفتره اللي فاتت لكن عمرها ماكلمته بذي الطريقه مهما كانت معصبه أوزعلانه منه!

مد يده يسندها لما جات بتوقف وبحنان/فديتك يالغاليه لاتزعلين علي و--

قاطعته وهي تسحب يدها وتوقف لحالها/ مانيب زعلانه الله يستر عليك ويوفقك من رخصتكم أنا بروح داري ولا جاء ناصر خل يجيني .

الجد بأمر/ لاتحكين مع الجماعه لين أشاوره وأسمع رأيه بالسالفه.

هزت رأسها بموافقه صامته وطلعت وثريا تسأله بضيق/يبه أنت شلون تطاوعها وأنت تدري إن جوري مارح توافق !

إلتف لهم سند بكل حواسه بمجرد ماسمع أسمها وسأل

جده بحذر/ خير شالسالفه يبه ؟

طالعه جده بإبتسامه/ كل خير، وديمه تبي تخطب الجوري لناصر .

ردت ثريا بتنهيده/يبه جوري رافضه الزواج خير شر و بعد اللي صار أنا متأكدة إنها بترفض وماله داعي نحرجها معنا.

سأله ببرود/وإشمعنى ناصر بالذات !

الجد بشرح/لإنه أقرب واحد فيكم لعبدالرحمن اللي بعد يعزه ويغليه ولاخطب أخته بيقنعها فيه ويجوز تغير رأيها وتوافق .

"هذا اللي ماحسبت حسابه ياسند الله يهديك يمه" حافظ على ملامحه الجامده وبهدوء/ ثريا معها حق والبنت يمكن تفهم الخطبه رد جميل لا أكثر و--

قاطعه الجد بحزم/ومنو قال إنا بنخطبها رد جميل ! حنا من أول نبيها لواحد منكم لكن الظروف عاكستنا.

رد بإقناع/وبعدها معاكسه للحين دامها ماتبي تتزوج وأخوانها أكيد مارح يجبرونها عل--

قاطعه الجد بتنهيده/ هذاك كان بالأول بس الحين ماظنتي بيخلونها براحتها بعد سالفة حمد .

سأل بإستغراب/ حمد!! منو حمد ! وأي سالفه !

رد الجد بهدوء/ المقدم حمد ** اللي جيت لأجل ترد أمانته.

كرر بعدم إستيعاب/المقدم حمد ** اللي جيت لأجل أرد أمانته ! يبه أنت وش تقول أنا موبفاهم شي !

رد الجد بشرح/الرجال اللي جانا البارح طلع ضابط وبعد يعرف سعد ورياض الله يرحمه وهو اللي هرب الجوري وكان معها بالسياره .

عقد حواجبه بتركيز​ وهو يحاول يستوعب اللي سمعه !

شلون أسمه حمد وبعد ضابط !

أجل جراح ** اللي ظل رجاله ورجال حاتم يدورون من يكون !

طالع جده بنفاذ صبر/ ليه ماعلمتني بكل اللي صار من الأول ! ليه خبيت علي وقلت إنه أتصل وسأل عني ويبي الأمانه والحين طلع إنه جاء البيت وعرف عن نفسه بعد!

رد بهدوء/واحد جاي يحكي عن أمانه تركها معك ومع الجوري اللي قال إنه ساعدها وأنتوا ماجبتوا طاريه أبد وبعد علي ومعاذ ! كان لزوم أفهم وش سالفته معكم ووش يقصد بالأمانة اللي يبيها منكم .

رد بحده/وشو ! أي أمانه اللي معها !

رد بشرح/قال إنه يوم هربها كان معها شي يخصه وقبل لايأخذه صار اللي خبرك وأضطر يختفي كمن يوم حاول يوصلك فيها بس ماتوفق والحين جاء يبي أعراضه.

طلع جواله وناوله لجده/إنزين هذاني وصلت يبه لا هنت أتصل عليه خل يجي الحين أتفاهم معه.

أخذ الجوال وحطه جنبه وبإبتسامه/ ماهو بجاي الليله ولا ظنتي باكر بعد لكن أنا بدق علي علي وأخذ منه العلم وأردك خبر..

طالعه بعدم تصديق / وش علاقة علي بالسالفه ! لاتكون قلت له عنه !

أتصلبت أكتافه وكور إيديه بغضب وهو يحاول يستوعب كلام جده !

لما سأله عن علي كان حاس إن الرد اللي هيسمعه مارح يعجبه لكن ماتوقع إنه هيكرهه لذي الدرجه !!




،
،
،
،
،
،
،



صنعاء




كانت فاكه الشباك وجالسه على حافته العريضه ويدها ممدوده لبرا أما يدها الثانيه ماسكه جوالها وصار لها أكثر من ساعه وهي تكلم مازن اللي أخيراً رجع لطبيعته معاها وإن كان لايزال محرج من إقتراح خالد الغبي لكن هي كانت متأكده إن الأيام كفيله بإزالة أي حرج أو سوء تفاهم وبمجرد ماقفلت معاها رمت جوالها وخرجت الحوش وهي تجري بحماس ورفعت وجهها للسماء وإستقبلت قطرات المطر البارده بفرح..

حمد أخيراً ظهر وكمان جاهم البيت مع أبوها مساعد وأخذ أمانته اللي كانت مسببه لها قلق ومعاذ وعبدالرحمن اللي اتفاجئوا بظهوره في البداية أتفهموا موقفها وسامحوها لما حكت لهم اللي صار.. ومازن ووافق على إنه يخطب خوله لكن بشرطين الأول إنه بيخطبها بعد العيد والثاني إنها تكون موجوده و--



كنت عارف إنك ماهتفوتي الفرصه .


إلتفتت لعبدالرحمن اللي حاط يده على خصره وواقف في العتبه يراقبها .

أشرت له بحماس/عبادي تعال نلعب .

هز رأسه بنفي /لاحبيبتي أنا كبرت عالحاجات ذي وبطلتها من زمان ..

إبتسم على شكلها الفوضوي.. وجهها وشعرها المفرود على ظهرها وبجامتها اللي رافعه بنطلونها لتحت ركبتها غرقانين مويا ورجولها غاطسه في الأرض الترابيه اللي إتشربت المطر وإتحولت لرقعة طين كبيره .

فردت ذراعيها ودارت حول نفسها وهي بتقفز بطفوليه/تعال لايفوتك وبلا بلاهه قال كبرت يعني من صغري ولاتخاف غنى بتنشف شعرك وتدفيك علشان لاتبرد .

رد بإبتسامه/ أوقات كثيره بظن إن عمرك وقف عند الخمسطعش ومهما كبرتي بحسك صغيره.. أما غنى فهتموتني لو طلعت لها بنفس منظرك قالت تنشفني وتدفيني خليها الأول تدخلني وبعدها يصير خير

ردت بضحكه/ أفااا يالخواف طلعت غنى مهجدتك.. بس حبيت عمري اللي وقف أحتفظ بالفكره ذي لبعد عشرين سنه من ذحين وسمعني ياها علشان ترفع معنوياتي .

طالع الساعه اللي إتجاوزت الثامنه صباحاً وبتساؤل /متى هتنامي ولا ناويه تفطرينا شربه وسمبوسه بس !

ردت بتكشيره/ ترى ماصار لنا كم ساعه من وقت الإمساك ومن ذحين تفكر في الفطور يامفجوع !

صفر بإدراك/أيوووه أختصري وقولي إن ماعليكي صلاه و---

قطع كلامه وأتفادى بسرعه كتلة طين رمتها عليه وبتهديد /أنتي ماتحرمي! لاتخليني أنزل أبطحك وسط الطين وساعتها والله ماأفكك لو أذنتي أذان..

ردت بإحراج/وأنتا أحترم نفسك وبلا قلة أدب اللهم أني صائم ..

طالعها بإستفزاز/ يعننيك كذا أقنعتيني لما دعيتي !

صرخت بغيض/وربي صايمه ياسخيف أنتا أيش اللي جابك بس روح لحرمتك.

فرط من الضحك على شكلها المعصب وجلس عالدرج وهو بيسألها / أنا موعارف أنتي كيف أتزوجتي وجبتي أثنين وأنتي بالعقليه ذي .

شهقت بصدمه /عبادييييييي أنتا وبعدين معاك ..

إتخلص من بقايا ضحكته ورد بتنهيده/خلاص خلاص زلة لسان لا أكثر.

زفرت بضيق وأعطته ظهرها وصارت تتمشى بصمت بين أشجار الفواكه المتنوعه وفجأة قفز لعقله سؤال مهم مر في باله أكثر من مره بس ماكان قادر يسألها بسبب اللي صار بينهم، لحقها ومشي معاها وبتردد/ وين شالك ! ماشفته بالمره من يوم مارجعنا من جده !

وقفت وجمدت مكانها بصمت للحظات قبل ماتصدمه بردها/ضاع .

طالعها بعدم إستيعاب/ضاع! كيف ضاع ووين !

ردت بهدوء/ماأدري ضاع وخلاص

أتوسعت عيونه بصدمه من ردها اللامبالي وسألها بإصرار/ أيش اللي ضاع وخلاص.. كيف ضاع وهو معاكي زي ظلك !

إبتسمت على رد فعله الغريب !

من كان يصدق إن عبادي اللي كان يغار من شالها واللي بسببه زعلوا من بعض لفتره هو نفسه عبادي اللي بيسأل عليه باللهفه والقلق ذا، وبتهوين / عادي ياعبادي ضاع زي مابيضيع كل شي ثاني لباقي الخلق..

رد بعدم تصديق/بس ذا شالك.. شال فارس.. كيف عادي..
مسكت يده وأتمشت معاه وبشرح/لما هربت من المزرعه كنت متلثمه فيه ولما صحيت في المستشفى مالقيته ولما دورت وسألت قالوا ماشافوه وزي ماظهر فجأة أختفى فجأة..

قالت أخر جملتها بتردد خلته يوقف ويطالعها بتردد/وخلاص ! الموضوع إنتهى على كذا ! منتي زعلانه عليه !

إتذكرت صدمتها ورد فعلها واللي كان علي ومعاذ مفكرينه بسبب صدمتها من سفر عبادي وقتها، ردت بتنهيده/ تبى الصراحه ! في البداية زعلت ولذحين بحس أني ضيعت جزء مني وأني ناقصه بدونه بس مؤخراً بديت اتأقلم على عدم وجوده معايا..

اتأملها بتركيز وهو بيحاول يستشف من ملامحها أي مراوغه أوتزييف لمشاعرها كعادتها بس اتفاجأ بإنها كانت بتعني كل كلمه قالتها !

سألها بحيره/ أفهم من كلامك إنك خلاص نسيتيه ! ماعدتي بحاجته !

هزت رأسها بنفي/ يمكن وجوده ماصار ملموس زي قبل بس هوا وموقفه معايا هيظلوا جزء مني ومارح أضيعهم هما كمان..

ربتت على كتفه وتابعت بإبتسامه/ لاتخاف عليا أنتا عارف قد أيش ذكرياتي مهمه بالنسبه ليا علشان كذا فارس هيكون معايا للأبد ومارح أنساه.. أدخل قبل ماتبرد وإذا غنى مادخلتك ناديني وبجي أتوسطلك.. تصبح على خير .

دخلت وهو يطالعها بصمت وبيحاول يعصر دماغه ويتذكر إذا شالها كان معاها وقت مالقيوها ولا لا بس بدون فائده.. وقتها الرعب كان مسيطر عليه ولولا وجود سند معاه ما--


سند !!


سند كان موجود وقتها وهو اللي صرخ فيه وإنتشله من حالة الذهول والصدمه اللي كان بيتخبط فيها..

إبتسم براحه لما لمعت الفكره في رأسه فجأه..

كيف مافكر في ذا الشيئ من أول !!

سند هو الوحيد اللي ممكن يساعده !!

سند هو الوحيد اللي ممكن يعرف وين راح شال فارس !!

،

،


أما جوري فاأول مادخلت البيت إتوجهت للحمام وأخذت دش سريع ولبست بيجامه خفيفه وجلست جنب الشباك تجفف شعرها بهدوء.. هي ماكذبت على عبدالرحمن لما قالت له ذاك الكلام بس كمان ماقالت له الحقيقه كامله !

كيف تفهمه إذا هيا نفسها موفاهمه نوع المشاعر اللي بتحسها ناحية فارسها !

كيف تشرح له مدى تأثيره على حياتها بدون ماتظهر بشخصية الإنسانه المجنونه واللي هما أساساً مقتنعين أنها هيا فعلاً !!

بس هيا عن جد موطبيعيه..

ولا في إنسانه طبيعيه وبكامل قواها العقليه تتمسك بحلم وتعيشه كل يوم كأنه واقع لدرجة إنها قربت تتجنن !!

ليه بتحس إنه عن جد كان معاها في يوم من الأيام!!

ليه مصره ومتأكده إنها سبق وسمعت صوته !!

شمت ريحته !!

حفظت دقات قلبه !!

حست بحرارته وهو يضمها لصدره و--

رمت المنشفه وجزت على أسنانها بقوه من شدة الإحراج/ مجنونه.. غبيه..

وقفت وطالعت قطرات المطر المنسكبه من السماء بدون توقف وبهمس/اللهم ثبت علي العقل والدين وأكتب لي الخير حيث كان وأرضني به ياكريم.

إتنفست بعمق لكذا مره قبل ماتمشط شعرها بخفه وتروح تفك دولابها وتطلع دفترها..جلست على فراشها وسحبت طاولتها الخشبيه الصغيره جنبها وفكت دفترها ومسكت القلم لفتره وهي تطالع الورقه البيضاء بهدوء..

عمرها ماسمت نفسها شاعره أو حتى كاتبه وكل اللي كانت بتكتبه كان وليد اللحظه وبيعبر عن شيئ داخلها.. شيئ مابتقدر تقوله لأحد حتى لنفسها..

بس كانت بمجرد ماتمسك القلم وتلقى ورقة فاضيه قدامها كانت الكلمات بتمر قدامها فجأة وبشكل مربك أحياناً وكأنها بتتدافع عالخروج من سجن عقلها المزدحم !
إبتسمت بمجرد مابدأت أول كلمه بالقفز قدامها وفجأة صار القلم يتحرك بدون شعور ويخربش الورق بكلمات مو بالضروره بتسعدها وتخفف عنها دائماً.. لإنها أوقات كثيره بتنصدم من اللي بيطلع معاها زي ذا الوقت مثلاً ..

إتوسعت عيونها بصدمها وهي تقرأ بتردد..


عندما ظننت أني فقدتك..

إكتشفت أني مخطئه ..

كيف أفقدك وأنا أراك كلما أغمضت عيناي !

كيف أفقدك وأحلامي تدور حولك !

لذلك أسقط في غيبوبة مثاليه..

تجمعني بك..

غيبوبة أرحب بها إيما ترحيب..

فهي راحة أحتاجها بشده..

وأقتطعها لبعض الوقت..

في غفله من عقارب الساعه..

وعندما أستيقظ..

وأفتح عيناي بسعاده..

لأجد سقف غرفتي !!

جدرانها !!

أثاثها !!

جميعهم يرمقونني بنظرات شفقة صامته..

نعم..

أنتي بمفردك..

وما من أحدٍ هنا سواكِ..

لإنه في مكانٍ آخر..

حيث تحول بينكما الكثير والكثير من الأشياء..

الأبواب..

المسافات..

الحدود..

عندها أدرك إني كنت أحلم..

وتخبو إبتسامتي..

وأحاول جاهده إن أتمسك ببقاياك..

أنفاسك الدافئه..

نعيم ذراعيك..

نبضات قلبك تحت أذني..

رائحتك التي أحتلت خلايا عقلي ..

لأعترف أخيراً..

نعم..

لقد كان مجرد حلم..

حقاً مجرد حلم..

وعندما أدرك ذلك..

أستعيد إبتسامتي سريعاً ..

وأعود لإغمض عيناي ..

فإن كان هناك مايميز الأحلام !!

فهي أنها تعود من جديد ..



(خياله والخيل عشقي)


طاح القلم من يدها ورمشت عيونها بإرتباك وهي بتستوعب اللي كتبته وبسرعه قفلت الدفتر وفزت من فراشها ورمته في دولابها وصفقة بابه بقوه..

طالعت وجهها الأحمر وبعدم تصديق/كنتي غبيه ومجنونه وذحين صرتي قليلة أدب ! قليلة أدب !

هزت رأسها بعنف ونعكشت شعرها بغيض قبل ماتجري عالحمام وتغسل وجهها بمويا بارده وهي تسب نفسها بغيض .
( تذكير بالإحداث السابقة)

،

،

،




الحين صدقتي حكيي!


طالعت في جدها بجديه/ يبه أنا مصدقتك من البدايه وعلى هالأساس وافقت أساعدك بس السمع غير الشوف يبه! أنت ماشفت شلون كانت حالته لما كانت في المستشفى.. أنا كنت معاه وشفت قلقه وخوفه عليها واضح في كل حركه مهما حاول يخبي ويتظاهر بالبرود.


حس براحه من خطته اللي أثمرت أخيراً وسألها بإهتمام/يعني خلص موضوعه منتهي!


أتذكرت كيف إنعش جوري وشالها بين إيديه بدون تردد وذا الشيئ اللي ماحكت لأحد عنه حتى لجدها وبضحكه/إنتهى وبس! يبه سند وقع ولاحد سمى عليه أنت ماشفت شلون صار يسحب مني أخبارها وعلى باله إنه ذكي ووقعني في الكلام ولاإهتمامه بمراجعتها وأنا شايفه إنا نبدأ مع جوري ونركز جهودنا عليها.


ضحكوا بإستمتاع وهم يتذكروا أسلوبه الملتوي وأسئلته الغير مباشره و



السلام عليكم وعساها دووم هالضحكه


طالعوا في سند اللي دخل عليهم وردوا السلام بعد ماإنكتمت ضحكة ثريا، طالعها سند بشك/لايكون تحشون فيني!

ردالجد بإبتسامه/ حاشاك مير تذكرنا سوالف الجوري وشوفة عينك.

طالع ثريا اللي قهوته وبهدوء/سم الله عدوك، إلا وش رأيك تتعرفين على أهل سعد يعني موبحلوه نعرف الرجال من فتره وللحين ماتعرفتوا على أهله .

ردت بإبتسامه/خبرك قديم ياخوي أحنا متعرفين وخالصين من ملكة ديما.

رد بهدوء/ماكنت أدري وإن شاء الله أتفقتوا مع أم عبدالله.

هزت رأسها بموافقه/ماشاء الله عليها أخلاق وذوق ودمها خفيف.

الجد بخبث/مزين من الجوري إلا مجايبها.

طالعه سند بتساؤل/شلون يعني!

الجد بإبتسامه/ زوجة سعد طلعت رفيقة الجوري أحكي له ياثريا .

ثريا بحماس/ هذا ياطويل العمر والسلامه يوم عزمنا جوري في ملكة ديما سألتنا إذا ممكن تجيب صديقتها معها وقلنا الله يحييكم وهناك أتعرفنا بس لما ردت معنا جوري عالبيت وسولفنا كلمه في كلمه إكتشفنا إنها زوجة سعد.

سألها بتفكير/بس شلون أتعرفوا على بعض يعني هذيك في جده وهذي هنا!

ردت بإبتسامه/سبحان الله فعلاً الدنيا صغيره وعم سعد أبو ساره جيران جوري في جده والثنتين صحبه من سنين وبعدها ساره أتزوجت وجات الرياض .

زفر براحه وفي باله " يعني الرقم اللي في سجل مكالماتها وبإسم سعد كان لزوجته" سأل ثريا بهدوء/ماشاء الله وعلى كذا بينهم زيارات وطلعات مستمره.

ردت بإبتسامه/أيه علاقتهم للحين مستمره وبعد قويه وحتى وقت اللي كنا في لندن كلمتني جوري وساره عندها وأطمنوا على بتول..

حطت القهوه جنب أخوها ووقفت/أنا أسمحوا لي بروح أتجهز لدوامي..


خرجت وباله مع اللي قالته واللي زاد حيرته أكثر!

وجود زوجة سعد معاهم وقتها في نفس المكان وفي ذيك الظروف الغامضه معناه إن اللي بينهم شيئ كبير بس وش ممكن يكو--




وين وصلت!


إلتفت لجده اللي قطع أفكاره وأخذ لحظات علشان يرتبها وبهدوء/أبد بس لاحظت إنه رغم علاقه أخت عبدالرحمن القويه بزوجة سعد إلا إن الرجال نفسهم ماسلموا على بعض في ملكة ديما.

إستغرب الجد إهتمامه بسعد وعلاقته بعبدالرحمن ورد بمسايره/بس وقت ملكة ديما عبدالرحمن كان ماله فتره من جاء من اليمن علشان يظل مع أخته ووقتها ماكان يعرف سعد إلا بالأسم فشلون بيكلمه أو حتى يقابله.. والجوري وزوجة سعد يوم جونا ماكانوا يعرفون حنا من ولا وش لقبنا ولا كانوا يدرون إنهم وسعد حضروا نفس الملكه.

سند بتفكير/ بس يوم عزمت سعد عالمزرعه آخر مره عبدالرحمن جاء سلم عليه وقال إن بينهم سالفه يبي لها توضيح وطلعوا مع بعض وهالشي غريب بالنسبه لأثنين يتقابلون للمره الأولى ولا لا يبه!

اتأمل الجد ملامح سند الجديه ونظرات التساؤل اللي في عيونه بتفكير " معقوله يكون عندك علم باللي صار! بس شلون! إذا حنا وأبوك وأخوها ماعرفنا غير وقتها!" وبهدوء/ سعد هو اللي طلب يجينا يومها لإنه يدري إن عبدالرحمن بيكون موجود.

طالع جده بقلق/ أنا قلت إن في مصيبه صايره.. يبه قلي شالسالفه لايكون عبدالرحمن متورط في ---

قاطعه الجد بهدوء/الجوري كان عند رفيقتها مشكله وطلبت مساعدة سعد .

وقف لاشعورياً وبحده/حكت مع سعد!

أتوسعت عيون الجد بصدمه للحظات من رد فعله الغير متوقع قبل مايرد بإبتسامه/حكت لزوجته ووسطتها بينهم.

سأله بغيض/إنزين دام عندك فكره عن اللي صار قلي وش السالفه حنا بعد نعين ونعاون بإذن الله.

الجد بخبث/أنا اللي أدري، الجوري ماتخش عني وعن مساعد شي لكن وأنا أبوك ماقدر أحكي لإن سعد منبه علي تدري هذي أسرار شغله ولزوم تظل بينا.

رد بإستنكار/على أساس إنك وأبوي جهات أمنيه عليا ولاشلون!

الجد بإستفزاز/على أساس إنا أهلها أنا جدها وأبوك أبوها لكن أنت مالك صفه لأجل نحكي لك مشاكلها.

طالع في جده للحظات وهو يحاول يتجاهل ملاحظته الأخيره وأخذ نفس عميق وببرود عكس اللي داخله/عالأقل قلي وش صار على موضوع رفيقتها عسى إنحل بس، أظن هذي مافيها أسرار ولا أنا غلطان!

إبتسم برضى/ لا حاشاك من الغلط يابوبدر وسعد مثل منت خابره رايته بيضاء وماقصر والحمدلله السالفه إنتهت على خير.

وقف ورد ببرود/عساه عالقوه وجزاه الله خير.

طالعه الجد بإبتسامه/وين ماخلصنا حكي!

أشر على ساعته وبهدوء/ورانا إجتماعات مهمه ومابي اتأخر على وضاح وريان وراجح بيعرض المخططات الجديده ولازم يتوقع عليها بالقبول أوالرفض.. في أمان الله.




الجد بإبتسامه/إستودعناك.



إهتزت كتوفه في ضحكه مكتومه لين اتأكد إن سند إبتعد قبل ماينفجر في ضحكه عاليه بعد مااتأكد إن سند موضوعه فعلاً منتهي



،
،
،


ندو حبيبتي أنتي بس لو تهدي شويه وتفكري هتعرفي إن معايا حق.

ردت بإستنكار/حق أيه يابو حق أنتا ناوي تجلطني ياخالد.

خالد بهدوء/وطي صوتك أحنا مو في بيتنا .

إتلفتت حولها وطالعت في الناس والأطفال المنتشرين في الملاهي بأصواتهم العاليه وبعصبيه/مو أنتا جايبني هنا علشان نتكلم براحتنا بدون ماعمه ولا لطيفه يسمعونا ويعرفوا حضرتك بتخططط لأيه من وراهم.

رد ببرود/إذا قصدك إني خايف أو مستحي منهم فأنتي غلطانه، أنا حبيت تغيري جو بدل الكآبه اللي أنتي فيها من يوم ماقلتلك ع--

قاطعته بقهر/ كآبه! زعلان من كآبتي!

طالع فيها بتفكير من أسلوبها وحالها اللي أتغير من ساعة ماقلها عاللي ناوي عليه.. في البدايه كانت مصره تترك البيت وتروح لأهلها لكن لما رفض وماخلاها صارت على طول قالبه وجهها ومو طايقه كلمه من أحد وحتى لما حاولت أمه تعرف منها أيش فيها ماقالت لها شي، مسك يدها وبرجاء/ممكن تفهميني أنتي ليه زعلانه بس!

سحبت يدها منه بعنف/ لايكون تبغاني أفرحلك وأزغرطلك كمان حلاوة الخبر الحلو اللي بلغتني بيه.

رد بإستغراب/أنا ماقلت كذا بس أنا مو فاهم أنتي ليه معصبه و رافضه---

قاطعته بعدم تصديق/ أنتا تبغى تجنني! تبغى تتزوج عليا والمفروض أتقبل الموضوع وأطير من الفرحه اللي موسايعتني!

رد بعتاب/حبيبتي اللي يسمعك يقول إني هتزوج من جد..

طالعته بصدمه/لاياشيخ وزواجك من جوري أيش الكاميرا الخفيه!

مسح وجهه بقوه وفي باله"ذي تمزح ولا هيا متنحه من جد" وبشرح/بس ذا مو زواج زواج.. جوري أساساً زوجتي من قبلك وأنا بس برجعها يعني هنرجع زي ماكنا .. يعني مو كأني بتزوج عليكي .. فهمتي.

ردت بغيره/ حقيقة إنها كانت زوجتك وتبغى ترجعها ماهتغير شي من الأسم الفعلي للي هتسويه، أنتا هتتزوج عليا كانت جوري ولا غيرها.

رد بإقناع/بس جوري مو أي وحده.. جوري كانت زوجتي وأنتي تحبيها وعشتي معاها سنين ولاتنسي إنها أم عيالنا و--

قاطعته بقهر/خالد لاتجنن أهلي، أحبها وعشرة سنين وأم عيالي شي وإنك تتزوجها عليا دا شي تاني.. أنتا خلاص طلقتها وكل واحد فينا أستقل بحياته بعيد عن التاني وأنا مو مستعده أشاركك مع أي وحده حتى جوري نفسها.

عقد إيديه على صدره وببرود/ بس أنا قررت ومصمم أرجعها وأنتي لازم تتقبلي وتكيفي نفسك على ذا الوضع زي ماهيا كانت متقبلتك ومشاركتك فيا ولا تنسي إنه لولا مساعدتها لينا أبوكي ماكان وافق على زواجنا وكنا هنقضيها مكالمات ومقابلات في الأسواق لليوم.

وقفت وردت صدمه/بتعايرني باللي سويته علشانك بتعايرني بحبي ليك ياخالد!

مسك يدها وجلسها من جديد وبندم /والله مو قصدي أنا بحاول أفهمك إن جوري مو وحده غريبه بتزوجها عليكي ذي جوري ياندى جوري.

أخذت نفس ومسحت دموعها اللي نزلت قبل ماتقرب منه وتطالع فيه وبإستفزاز/كويس إنك عارف إنها جوري.. جوري نفسها اللي كانت مو معبرتك ولا شايفتك من أصله.

مسك يدها وبحده/بلا هرج حريم وغيره فاضيه!

ردت بسخريه/هرج حريم وغيره! وهيا في وحده عاقله تقبل إن زوجها يتزوج عليها وكمان تشرط عليه يسكنوا في نفس البيت وتتحمل اللي شافته منا بداية زواجنا بكل ديك البروده إلا إذا كانت مابتحبه وهوا مو فارق معاها.

غمضت عيونها وشدت على أسنانها بألم من قبضته اللي إشتدت على يدها بقوه وتابعت بثقه/بيتهيألي إنك ماكنت أعمى لدي الدرجه وإنك كمان متأكد إن جوري عمرها ماحبتك ولاهتحبك ولو قدتلها صوابعك العشره شمع ماهترجعلك --

قاطعها بهمس غاضب/هترجعلي غصباً عنها جوري ليا أنا وبس.

ردت بمسايره/أوكي وأنا موافقه روح قلها إنك بتزوجها ليوم واحد علشان تقدر ترجعها وهتشوف بنفسك كيف هترفضك بكل بساطه ومن غير حتى ماتفكر.

فكت يدها منه ووقفت تطالع ملامحه الشاحبه بقهر وبسخريه مزيفه/هروح أشوف العيال علشان نرجع البيت ومانأخر ياسمين وقصي على جوري وبالمره أبقى فاتحها بفكرتك لما نوصلهم وخلينا نشوف رد فعلها كيف هيكون بيتهيألي هيكون فيلم تراجيدي عالآخر.

عدلت نقابها وعبايتها وراحت وتركته يفكر في كلامها اللي كان أشبه بطلقات الرصاص..

موجع وقاتل!!!
الرياض، الحادية عشره والنصف مساءً

طالعت في الجوال لماقفل في وجهها وكلمت نفسها بلوم/ لازم يعني تنسحبي من لسانك وتسدي نفسه قبل ماينام أنتي متى هتبطلي غبائك ذا!

إتنهدت وهي بتتذكر تفاصيل الأيام اللي فاتت وإتذكرت كيف أبوها وثريا مصرين يمشوها كل يوم وصار أغلب وقتها بتقضيه مع البنات برا مابين سوق ومطاعم .. مولات الرياض كانت أكبر وأفخم من اللي في جده بكثير واليوم ديما ماخلت محل ولا ركن إلا وعدت عليه في المول وعالساعه عشره رجعوا وحيلهم مهدود وطلعت غرفتها على طول مع بتول اللي بتنام معاها من يوم ماوصلت .

باست بتول وغطتها وإتصلت على جدها/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفك ياجدي .

الجد/ وعليكم السلام والرحمة.. نحمد الله ونشكره .

سألته بإحراج/يستاهل الحمد جدي أنزل ولا بتنام!

رد بحب/ تدرين ماأقدر أنام قبل لا أشوفك.

ردت بتنهيده/الله يجبر بخاطرك ياجدي يلا أنا نازله السلام عليكم.

قفلت ولبست عبايتها ونزلت بسرعه وهي تعدل نقابها، دقت الباب ودخلت /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ردوا السلام وجلست جنب جدتها وباست رأسها/كيفك ياجده وحشتيني.

ردت بزعل/صادقه شفتك يوم وصلتي تدوريني.

ردت بمرح/مال غنى عنك ياجده بس موحلوه أكبس على نفس عيالكم وأستفرد بيكم لنفسي.

رد أبوسند بحب/أنتي الداخله وهم الطالعين ياقلب أبوك.

الجد بإهتمام/ماهيب عوايدك تصعدين غرفتك قبل لاتقعدين معنا.. تونسي بشي يالجوري.

ردت وهي بتتلفت حولها بحيره /سلامتك ياجدي بس بتول كانت تعبانه شويه.. وطلعت معاها وبعدها كلمت ..ياسمين وقصي ومر الوقت بدون ماأنتبه.. معليش سامحوني.

أبوسند بهدوء/شلون عيالك!

ردت بشرود /الحمدلله بخير وبيسلموا عليكم ويبوسوا الأيادي.

الجده بإبتسامه/بتول ماقمنا نشوف--

ماكانت سامعه ولا كلمه من اللي قالتها جدتها وكل تركيزها مع الريحه اللي شدت إنتباهها وآسرت حواسها من أول ماجلست وفي داخلها

الريحه ذي.. الريحه ذي موغريبه عليا!

غمضت عيونها وأخذت نفس عميق وحبسته داخلها لفتره قبل ماتهمس بعدم إستيعاب/ فارس !! والله ريحة فارس !!

غرقت في بقايا ريحته اللي علقت في ثيابها وذاكرتها وعززتها

بسم الله عليكي شفيكي يمه!

سمعت صوت جدتها واصلها من بعييييد وفتحت عيونها وقفلتها كذا مره وهي بتحاول تجمع شتات نفسها وتركز مع أصواتهم اللي أتعالت بخوف وقلق

طالع الجد في ولده مساعد بأمر/أتصل بثريا خلها تجي تشوفها.

ضغطت على رأسها بقوه وردت بأرتباك/أنا .. أنا بخير .. ثريا لا.

أبوسند بخوف/صدرك يوجعك ! موبقادره تتنفسين! وش تحسي فيه!

ردت بمكابره /لاتخاف مافيا شي.. ضغطي نزل شويه.

كانت عن جد حاسه بثقل في أطرافها ودوخه غريبه مسيطره عليها وبذلت مجهود علشان تتعدل وتجلس بثبات قدامهم، الجده بعتاب/كله من هاللف في الأسواق وأنتي بلا أكل.

الجد بتفكير/عيالك فيهم شي أحكي!

هزت رأسها بنفي وأخذت كأسة المويا من يد أبوها وشربتها على مهل وأبوها يكلمها بعصبيه/قلت لك خليني أتصرف مع هالكلب أبوهم وأخذ العيال غصباً عليه بس أنتي ماطعتيني و---

قاطعته بتعب/يبه والله مافيهم شي، أنا بس تعبت من السوق زي ماقالت جده.

إلتفت الجد للجده /خل يحطون لها لقمه تأكلها وتصلب طولها.

وقفت بثبات عكس اللي حاسه فيه وبتنهيده/مالي نفس ياجدي بس أسمحوا لي بروح أنام وإن شاء الله لما أصحى هكون كويسه.

مسكها أبوسند وبإصرار/بتصل بثريا تجي تكشف عليكي وتطمنا.

ربتت على يده وبثقه / يبه صدقني مافيا شي وبس تصحى بتلقاني في وجهك بإذن الله.. يلا تصبحوا على خير ..

أبوسند بضيق /إنزين بوصلك لغرفتك عالأقل

ردت بحب/الله لايحرمني منك يبه أنت أرتاح وأنا بس أوصل غرفتي برنلك علشان تطمن أتفقنا! يلا السلام عليكم.

راحت بسرعه قبل مايرد عليها وبمجرد مادخلت غرفتها دقت عليه وطمنته .

فسخت عبايتها وغسلت وجهها وأخذت شالها وفرشتها وطلعت جلست في البلكونه وحطت شالها عالطاوله وبدأت تمشط شعرها وهي تطالعه بحيره/ ياربي كإنها نفس الريحه! طيب أيش جاب ريحة فارس لمجلس جدي!

ماقدرت تجلس وصارت تدور في البلكونه بإرتباك وهي تمشط وتكلم نفسها بأمر/ لا توهمي نفسك بأشياء موجوده في خيالك أنتي وبس .. فارس ذا مجرد حلم يقظه .. عابر سبيل مرك صدفه ومارح يرجع مره ثانيه.. مجرد صوره بدون ملامح أنتي أعقل من إنك تتعلقي بيها أكثر من لولد..

هزت رأسها بموافقه على اللي قالته وظلت تمشط شعرها لين حست ببالها يهدى ويرتاح وبعدها لمت شعرها وراحت أتوضت وصلت ركعتين ودعت من قلبها " اللهم لاتعلقني بماليس لي ولاتجمعني بمن لا خيرة لي معه لا صدفه ولاحلم"

،
،
،


صباح الخير يالغاليه.


​وصلها صوته قبل ماتشوف إنعكاسه في المرايه وهو يقرب منها كعادته كل يوم لما يمرها بعد الفجر وقبل مايروح لجده وردت بإبتسامه/صباح بالنور والسرور يانظر عيني

باس رأسها وثنى رجوله وجلس قدامها عالأرض وهو يتأملها بإبتسامه/وش هالزين يمه، أبوي شلون طلع عنك وراح.

حطت الكحل من يدها وإلتفتت له بإحراج/عن العياره وبسك مجاملات.

باس يدها وبعتاب/تعرفيني ماحبها، بعدين أنتي موبشايفه نفسك عروس لا إله إلا الله.

اتأملته بتفكير" أبنها ماعاد التمثال البارد اللي كان عليه من سنين.. أبنها رجع للحياة وملامحه الرجوليه القاسيه خالطها بعض الرقه والحنان اللي سكنت كلامه وحركاته بشكل ماخفي عليها"
سألته بحنان/وأنت يمه ماودك في عروس تملى حياتك! وحده تتصبح بوجهها الحلو قبل لاتروح شغلك! وحده تشاركها يومك ومابخاطرك! وحده تدفي سريرك البارد وتلمها في حضنك تالي الليل!

شتت نظراته بعيد عنها /الله يهديكي يمه وش له داعي هالكلام الحين!

ردت بهدوء/له داعي ونص، لمتى بتظل على هالحال ! لمتى بتظل ناسي نفسك وأنت تدري إن السنه اللي بتمر من عمرك ماهيبراجعه يمه! أنت رجال مو بناقصك شي وألف وحده تتمناك.

رد بشرود/بس أنا ماأبي هالألف اللي تحكين عنهم أنا أب--

قطع كلامه لما أنتبه لزلته ووقف باس رأسها ومشي/من رخصتك اتأخرت على أبوي صقر

مسكت يده ومنعته يروح وسألته/تحبها يمه!

إلتفت لها وبعدم إستيعاب/ منو تقصدين!

مدت إيديها وعدلت شماغه وبمكر/ أقصد اللي خليت الدنيا ورحت لها يوم دريت عن اللي صار معها ومارديت إلا وهي معك .. أقصد اللي من وصلت ومزاجك رايق وإبتسامتك مافارقتك مع إنك تارك لها البيت واللي ماتصدق يصبح الصبح لأجل تسير على جدك لأجل تكون قريب منها.

إنصدم من كلامها اللي كان حقيقي ولأبعد حد!

إبتسامتها ونبرتها الواثقه حسسته بإنها كانت موجوده معاه لما خطط يرجع عالرياض وجوري معاه ولقي نفسه بيرد بإنكار/جوري مالها--

قطع كلامه لما طلع أسمها من بين شفايفه وحس بصداه يتردد في الغرفه، ردت أمه بإبتسامه/ بس أنا ماجبت طاري جوري.

حس كأنه وقع في الفخ ورد بمكابره/أنتي قلتي وصلت وطبيعي بظن إنك تقصدينها لإنه محد جانا غيرها.

أشرت بإيديها على صدره ورأسه وبحنان/ قصدك طبيعي لإنها هنا وهنا..

رغم إرتباك الداخلي إلا إنه حافظ على هدوئه وحاول ينسحب قبل مايحرج نفسه أكثر من كذا /في أمان الله.

منعته يخرج وسحبته من يده وجلست وجلسته جنبها وتابعت/موب لإني ساكته عنك ومخليتك بحالك معناها إني موبملاحظه اللي فيك.. أنا أمك وأكثر وحده تحس فيك..

سألها برفعة حاجب / وش هاللي لاحظتيه بالضبط!

ردت بحنان/ فرحتك وتعبك وحيرتك من اللي أنت فيه.

طالعها بصمت " لذي الدرجه كنت واضح ومكشوف! ولا لإنك أمي قدرتي تفهمين وش فيني و--

شدت على يده وقطعت أفكاره وكإنها قرأتها / مهما كبرت والشيب ترس رأسك بتم أشوفك بعين قلبي صغير ومهما خبيت علي بعرف وش فيك من عيونك.. فضفض وقول وجعك يمه.

نبرة الحنان اللي في صوتها لمست قلبه وزادت إرتباكه..

تبيه يفضفض !!

يحكي وجعه!!

بعد هالعمر تبيني أرد أحكي وأشكي من جديد يمه!

حاوطت وجهه بكفوفها وطالعت عيونه اللي حكت لها عن حيرته وتردده وتابعت بحنان/أحكي وش اللي مانعك عنها وأنتي تبي قربها اليوم قبل بكره! أحكي وكل شي له حل بإذن الله.

طالعها بأمل" الله يسمع منك يمه" وإتنهد بعمق وإستسلام ولقي نفسه بيحكي لها عن اللي شاغل باله بكل بساطه وجديه.

،
،
،



تابعت جريها لمده أطول من اللي كانت ناويتها وهي بتفكر في كلام ثريا وبعدها رجعت أخذت دش ولبست وكلمت أمها وعيالها عالسريع وأرسلت رساله لمازن وكلها أمل إنه يرد عليها ولو بعد حين.

نزلت الدرج درجتين درجتين وهي مستغربه من عدم إتصال ثريا علشان تستعجلها واتفاجأت بأمها منيره اللي خرجت من المجلس وأتفادتها في لحظه قبل لاتصدم فيها، ضمتها بقوه/صباح الخير ياروحي .

مسكتها أم سند قبل ماتدخل المجلس وبإبتسامه/صباح النور حبيبتي شفيكي مستعجله وموبشايفه قدامك ..

ردت بتنهيده / كله من بنتك ، المهم الحمدلله إنك جيتي قبل ماأروح .

ردت بإستغراب/خير شصاير

ردت بمسكنه/ يمه لساتني مافطرت وبموت من الجوع يرضيكي كذا!

ردت بحنان/يخسي الوجع الحين أحضرلك أحلى فطور.

ردت بإبتسامه/الله لايحرمني منك.. إلا مساعد كيف سابك تقومي من جنبه لايكون أغمى عليه لما شافك يامنيره!

شهقت بصدمه/ماهقيتها منك ياجوري يغمى عليه مره وحده ليه شفيني أنا ع--

قاطعتها وهي تمط خدودها بخفه/أبويا عنده سكر ومايتحمل حلاوتك الزايده ذي خفي على الرجال لايطب علينا بعد الشر عنه.

قرصتها أم سند بخفه/ يابنت أستحي وش هالكلام الله يعين اللي بيأخذك مارح يدري وين الله حاطه من هاللسان المعسول اللي محد يقدر عليه.

شبكت يدها في ذراعها وجات بتدخل المجلس وهي ترد بمرح/ أنتي بس خليه يجي وليكي عليا أخليه يحب العسل وماعاد يأكل غيره هذا لو لحقني قبل ما لساني يصير فيه شي من كثر نقكم.. أنامو موعارفه أنتوا حاطين نقركم من نقره ليه بس !

طلعت ثريا قدامها ومنعتها تدخل وبإرتباك /وطي صوتك ووين مدرعمه لاتدخلين أمشي قبل لا يجرالي شي اليوم.. قالت عسل فعلاً عسل أسود.

ردت بدلع/ ياربي عالغيره واللي بتعمله فيكي يارورو.. بعدين أسود أبيض في الأخير كله عسل صح يمه.

سحبتها ثريا لبرا وهي كاتمه ضحكتها قبل ماتوقفها جوري بإنزعاج/إيشبك جارتني زي مكون غنمه بدخل أفطر مع أبويا وجدي قبل مانروح كلها دقيقتين وماهأخرك.

ثريا بإبتسامه/ والله ماتدخلين وأمشي بشتريلك أي شي وحنا ماشيين.

ردت بسخريه/حبيبتي أحلفي على زوجك مو عليا بعدين شايفتني بزره تضحكي علشان تشتري شي من الطريق وخري بس خليني أدخل لا أهفك بكس أنتي عارفتني لما أجوع أفصل.

مسكتها ثريا بإصرار/قلتلك والله ماتدخلين لو أموت و--

قاطعتها بضيق/أمنت بالله على ذا الصباح ثريا بلا سماجه وربي مره جيعانه حبيبتي أنتي بس لقمتين تصبيره.

هزت ثريا رأسها برفض/ لك عليا تأكلين فطور ملوكي بس خل نمشي ترى أخرتيني ولعلمك أبوي راح بعد.

ردت بزعل /كيف راح وهوا قال بيفطر معايا ب --

قاطعتها أم سند بإبتسامه/ أتصلوا عليه وراح يشوف شغله وأنتوا بعد روحوا ترى حيل اتأخرتوا.

إتنهدت بإستسلام قبل ماتصرخ بصوت عالي/جدي ترى ثريا ماخلتني أدخل أفطر وأسلم عليك أنتا أدعيلي إن الله يصبرني عليها وبس أرجع إن شاء الله بنشفلنا صرفه معاها، السلام عليكم.

إبتسمت لماوصلتها ضحكة جدها العاليه بس إبتسامتها أختفت لما أنفجرت ثريا وأمها منيره في الضحك، سألت ثريا ببرود/ سمعتي المثل اللي يقول وعلى نفسها جنت براقش!

هزت ثريا رأسها بإيجاب وهي تضحك وتابعت جوري بتهديد ساخر/أجل إن شاء الله اليوم هتفهمي أيش معناه.. يلا ياسندريلا أمشي لقضاكي.

باست أمها وعدلت نقابها وخرجت ولحقتها ثريا وهي مواصله ضحكها الهستيري.

،
،
،




رفعت رأسها عن الكتاب اللي بين إيديها وشافت ريم اللي دخلت وقفلت باب غرفتها، وقفت وبهدوء/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلين .

سلمت عليها وجلست جنبها بصمت قطعته ريم بتردد/لمتى هتقاطعيني ياخلود وأنتي عارفه إن مالي غيرك.

خلود بتنهيده/أنتي اللي أخترتي ياريم فلا تجي تلوميني دحين.

وقفت وبإستنكار/أنا أخترتها! أنا اللي زعلت وصرت أرد عليكي بدون نفس! أنا اللي ماعد جيت بيتك وزرتك ! ولا أنا اللي صرت أتحجج علشان حتى مانتقابل في أي مكان!

خلود بإستغراب/وأنتي أيش متوقعه مني بعد اللي عملتيه! تبغيني أتعامل معاكي بأي طريقه قوليلي!

ردت بغيض/ وأنتي مالك باللي عملته هوا كان فيكي ولاحد داسلك على طرف علشان ت--

قاطعتها خلود بحده/والله أنا مارح أستنى لما تعمليها ياريم وتطعنيني في ظهري ونا بصراحه ماعدت أوثق فيكي ولا أئمنك على نفسي.

طالعتها بصدمه/أخص عليكي ياخلود أنا أعمل فيكي كدا برضه.. أنتي أختي وصحبتي الوحيده كيف تفكري إني ممكن أخونك بالشكل دا!

خلود بعصبيه/أنا ماهكون أعز وأغلى من أمك اللي رسلتي صورها للحيوان اللي متعرفه عليه و---

قاطعتها برجاء/بس أنا قلتلك ليه رسلتها، خلود أفهميني أنا أحب زياد ولما طلب مني نتقابل رفضت وزعل مني لفتره حسيت إني هموت فيها وأضطريت أرسله الصور.

ردت بقهر/ياريتك رسلتي صورتك وأختلصتي منك ليه لكن تورطي أمك وتوزعي صورها أمك ياريم .

ردت ببكاء/أنا كذبت عليه وفهمته إني حلوه وفي الجامعه ولما شفت صورها فكرفإنه مارح يجرا شي لو رسلتها على أساس إنها أنا..

خلود بلوم/عذر أقبح من ذنب ياريم وم--

قاطعتها ببكاء/أنا عارفه إنه غلط بس.. ماكان قدامي غير الحل دا.. خلود أنا محد داري عني.. بابا على طول مسافر.. وماما موفاضيتلي.. وعادل الوحيد اللي أهتم بيا وحبني .. وأنا أحبه ومابغى أخسره.

حست خلود بالذنب من منظر ريم وكلامها لإنها أكثر وحده حاسه بإحساسها وفاهمتها .. كيف لا وهي كانت بتعاني من نفس مشكلتها واللي خلتها زمان تغلط نفس غلط ريم وإن كانت التفاصيل مختلفه.

جلست جنب ريم وضمتها بحنان/خلاص حبيبتي لاتبكي أنا أسفه .. لاتبكي وكل شي ليه حل.

إتعلقت فيها ريم بقوه وزاد بكاها وهي تسمع كلام خلود الهادي.


،
،
،

وقف في ركن وأتظاهر بقراية وحده من المطبوعات الطبيه المعلقه عالجدار وعيونه عالممرضه وثريا اللي طلعوا من الغرفه وبمجرد ماأختفوا في نهاية الممر أتقدم من الباب وفتحه ودخل بهدوء

حس كإنه رجع ولد صغير وأتذكر إحساسه لما كان يتسلل مع وضاح وراجح وسلطان لمجلس جده قبل صلاة الفجر علشان يأخذوا من حلاوة العيد بدون محد ينتبه ويظلوا بعدها طول اليوم يتباهوا قدام الكل إنهم جمعوا أكبر عيديه وكمية حلويات.. نفس التوتر والخوف ودقات القلب اللي بتصم الأذان من كثر الترقب والإحساس بالخوف بإنهم بينمسكوا وبينفضح أمرهم بين لحظه والثانيه..

لكن المره ذي كان الوضع مختلف!

المره ذي كان الوضع مربك بسبب جرأة اللي فكر فيه وأقدم عليه بدون تردد و

فجأه

كل اللي كان يفكر فيه أختفى بمجرد ماجات عينه على الجسم النايم عالسرير والمغطى بالبياض ورفع عيونه لها بالتدريج وعقد حواجبه بإستغراب من وضعية نومها!

رغم إنها مغطيه بالكامل مثل ماطلب من الممرضه إلا إنه لاحظ إنها نايمه في طرف السرير على جنبها ومتكوره على نفسها مثل الجنين!

قرب من السرير وجلس جنبها عالأرض وهو يتأملها بإهتمام.. وخوف.. ولهفه.. وصدمه!

صدمه من الشيئ اللي شافه!

شيئ ماتوقع يشوفه نهائياً ولو بعد مليون سنه..

شاله!!!

مسك طرف الشال الملفوف على رأسها ومغطي وجهها بالكامل وهو يتحسسه بعدم تصديق وحس كإنه رجع بالزمن وبيعيش تفاصيل أول لقاء بينهم..

هو .. وهي .. والشال!

واليوم كمان شاله هو اللي غطاها وسترها عنه

أخذ نفس عميق وهو يسأل نفسه ليه أحتفظت بشاله كل هالمده و--

طلع من أفكاره وعقد حواجبه بتركيز لما سمعها تهمس وشاف إيديها تتحرك تحت الغطاء بإنزعاج وقف بسرعه ومشي وهو يسب الممرضه اللي قالت له إنهم بيعطوها منوم ومن ساعتها وهو يفكر إنها مارح تحس فيه إذا دخل أطمن عليها للحظات وخرج بسرعه قبل ماترجع ثريا اللي طلب من الممرضه تخترع لها أي حجه علشان تبعدها عن الغرفه لفتره .

كان على وشك الخروج لما سمع صوت شيئ طاح!

قفل الباب من جديد وإلتفت وجات عيونه على قناع الأوكسجين اللي رمته عالأرض وهي بتتحرك بعنف وتصارع الغطاء اللي عليها ببكاء، قرب منها وهو يحاول إنه مايطالع وجهها اللي إنكشف وسمعها وكإنها تنادي على أحد..

شد على أسنانه بقهر من دموعها وصوتها المبحوح من كثر البكاء والصراخ طول اليوم وهي بتحلم باللي صار لها مثل ماكانت تحلم بالذيب .. مد إيديه بتردد ومسك إيديها بشويش وهو يهمس لها/بسم الله عليكي.. لاتخافين أنتي بأمان--

قطع كلامه لما صار العكس وبدل ماتهدأ زي ماكان متأمل صارت تتلوى وتدف إيديه وتحاول تتخلص منها بإصرار، مسك إيديها بقوه أكبر وثبتها عالسرير وإنحنى عليها بهمس/خلص لاتخافين أنا معك لاتخافين.

جمد مكانه للحظات لما أنتبه للسنتيمترات البسيطه اللي بين وجهه ووجهها لدرجة إنه لاحظ طول وكثافة رموشها البنيه و ماحس بنفسه لما فك إيديها وجلس جنبها يمسح دموعها ومسك خصلات شعرها اللي إتحررت من شاله وأتناثرت على كتفها وجهها ورجعها وراء أذنها وهو يهمس لها /هووششش.. هووششششش

كانت شبه جالسه عالسرير وبتحاول تبعده عنها وهي تصرخ وتبكي بهستيريا ودموعها تنزل بغزاره حط إيديه على كتوفها وحاول يهديها من جديد غير مبالي بالضربات العشوائيه اللي أتلقاها على وجهه وصدره وهي بتدفه بقوه ماأثرت فيه ولا حتى هزته ..

لما أستمرت في حركتها العنيفه لف ذراعيه حولها وقربها منه أكثر وحبس إيديها على صدره وقيد حركتها وهمس لها/حبيبتي أهدي.. هذا حلم موبحقيقه أهدي ياقلبي أنتي بخير وأنا معك لاتخافين..

حس بإرتياح لما بدأت حركتها تهدأ وأتحول صراخها لهمس.. وبكاها لأنين.

فجأه..

كل راحته إتبخرت وحل محلها توتر وإستغراب لما لفت أيديها على رقبته ومالت عليه بجسمها وسندت رأسها على صدره!!

أخذ نفس عميق وهو يذكر نفسه بإنها ماهي واعيه لتصرفاتها وبإنه ماله حق في اللي قاعد يسويه ومدام إنها هدأت وإتخلصت من كابوسها فصار لازم يتركها ويطلع من غرفتها..

حررها من ذراعيه وحاول يبعدها عنه بشويش لكن اتفاجأ لما ضمت نفسها ليه أكثر وأتمسكت فيه وهي تشهق ببكاء/اتأخرت.. عليا ليه!!

كنت خا..يفه .. وأنا..ديك .....ليه ...سبتني .. أغرق.... ليه!

حاول يبعدها عنه وألف علامة إستفهام دارت في راسه وهو بيتسآل عن هوية الشخص اللي بتعنيه بكلامها ذا !!

وليه ظنته هو !

وش اللي يربطها فيه وخلاها تتمسك فيه لهالدرجه و--

إتحرك بعصبيه وتوتر لما أستوعب إنها صارت نايمه في حضنه وإيديها متمسكه برقبته بقوه غريبه مايدري من وين جاتها!

كانت متعلقه فيه مثل الغريق اللي متعلق بقشه وحياته مرهونه بتمسكه بها ومهما حاول يفك إيديها ويتخلص منها كانت تتمسك فيه بقوه وإصرار أكبر

ربلع ريقه بصعوبه وحس بنار تسري في عروقه لما أتكورت في حضنه وضمت نفسها لصدره بقوه أكبر ودفنت وجهها في جانب رقبته وأنفاسها بتلفحه بحراره ذوبت أوصاله..

وللحظات فقد القدره عالتركيز... والصمود!

لحظات بسيطه كانت أكثر من كافيه علشان يضيع وينسى !

نسي أخلاقه!

عقلانيته!

شهامته!

وعده!

نفسه!

لحظات بسيطه نسي فيها كل شيئ وماعاد أتذكر أو حس بشيئ غيرها وهي تعاتبه بأنفاس مقطوعه من بين دموعها اللي غرقت كتفه وثيابه !

ذبحته بشهقاتها العميقه وماقدر يبعدها عنه ولاقدر يمنع نفسه عنها أكثر

وضمها لصدره!!

غمض عيونه وضمها لصدره برقه كما لو كانت تحفه زجاجيه وخايف عليها من الكسر!

حس كإنه هوى من مكان عالي وغرق في حضنها اللي أستقبله بترحاب وهي تتمسك فيه أكثر وأكثر وغاص بوجهه في خصلات شعرها اللي إنسابت على ذراعيه الملفوفه حولها وأتنفس ريحتها بعمق وكإنه بيخزنها في ذاكرته قبل رئتيه قبل مايتعتذر لها بهمس عن تأخره المزعوم و---

فتح عيونه بضيق من الرنين المزعج والمتواصل اللي إنتشله من نعيم حضنها واتفاجأ بالظلام اللي محاصره وكسره نور الجوال اللي بيرن عالكمودينه، مد يده وطفى المنبه وظل مكانه لفتره وهو يتأمل صدره الفارغ بعدم إستيعاب وهو يتنفس بعمق ويحاول يهدي دقات قلبه المتسارعه وهو يذكر نفسه بإنها مو موجوده !

وبإن ذي مجرد ذكرى!

وحلم وردي..

أخذ نفس عميق ومسح وجهه بقوه وخرج من السرير وبكبسة زر إنزاحت الستاير وكشفت عن باب زجاجي محتل الجدار بإكمله وبيوصل لبلكونه كبيره خرج إستند على سورها وهو يتذكر وعده القديم والمنسي !

زمان وقت المكابره وعد نفسه بإنها لو سامحته رح ينساها..

رح يتخلص من طيفها للأبد..

رح ينسى صوتها وضحكتها..

رح يشيلها من باله وتفكيره..

مارح يحلم فيها بعد اليوم..

لكن لما سامحته وماصار شي من اللي وعد نفسه فيه إكتشف إنه كان بيكذب ..

كذب على نفسه لما وعد إنه رح يتخلص منها لإن طيفها ملاحقه في كل مكان!

وكذب على نفسه لما وعد إنه رح ينسى صوتها وضحكتها لإنه بيتردد على مسامعه طول الوقت!

وكذب على نفسه لما وعد إنه مارح يشغل باله ويفكر فيها لإنها بتقتحم أفكاره وتقطع تركيزه بكلامها وصخبها المعتاد!

والحين من بعد اللي صار بينهم وهي كل ليله تزور أحلامه بكل تفاصيلها وكأنها معاه!

.. حضنها.. أنفاسها.. ريحتها.. شعرها.. دموعها.. رقتها ونعومتها اللي بتثير حواسه بشكل لأول مره بيختبره!

إبتسم وطالع السماء بشرود وهو بيسأل نفسه. .

شكثر كانت حياته بارده بدون صوتها وضحكتها الدافيه اللي سحرته!

وشكثر كانت أيامه ممله وترتيبه قبل ماتدخل عليها وتملاها أثاره بحيويتها وحماسها وحركاتها المجنونه!

شلون قدرت تتسلل ببساطه وتزرع نفسها في عالمه بهالقوه!

شلون غزت عقله قبل قلبه وسيطرت عليه بدون حتى لاتدري أو يكون عندها أدنى فكره عن اللي سوته فيه !

زفر بضيق لما وصل لذي النقطه اللي لأول مره يركز فيها وهمس بتوتر/وش هالورطه ياسند!

حبيت وحده موبشايفه فيك أي ميزه أو شي حلو!

حبيت وحده كل فكرتها عنك إنك جبان وطفل كبير وبعد قالت إنك مطب في حياتها و--

الله أكبر الله أكبر

صدح صوت الأذان في عتمة الفجر وطلعه من أفكاره.. أخذ نفس عميق وفرد جسمه وهو يحاول يفكر بإيجابيه أكثر من اللي حاس فيها فعلاً ودخل غرفته وهو يردد الأذان وبيدعي إن جوري تغير نظرتها له في أسرع وقت.

،
،
،

حيا الله أخي نور البيت، أتفضل

إلتفت لأخته وأخذ منها كأسة الشاي/سلمتي، جوري ماقالت لش إيحين هترجع!

ردت بإبتسامه / الصبح حاكتني من بيت المنذر الظاهر بتودعهم وقدي هتجي قريب

سأله علي بهدوء/وأنت ليش مستعجل على رجعتها!

طالعه أبوه بحده/ليش مستعجل! مش هي قالت بتكمل السنه وترجع وهيذا قد كملت السنه والحمدلله نجحت هي وعيالها ماعد باقي لجلستها!

ردت أم معاذ بتنهيده/كان باقي حقها المحل و الحمدلله --

قاطعها بضيق/ وهذا والكل ليش تفعله وهي داريه إنها كم شهر وراجعه، ضيعت فلوسها على الفاضي.

علي بإبتسامه/أنت داري إنها من زمان نفسها فيه ولما لقت الفرصه سوته وهي داريه إنه لفتره.

أبو علي /كان صبرت لما ترجع وتفتحه هانا بدل حقها الجنان.

دخل معاذ وصب له كاسة شاي وبإبتسامه/والله ياخال مش أنت غبي من بنتك ويباسة رأسها هي حتى مارضيت تشل مننا ريال وحلفت محد يساعدها وسارت باعت كل ذهبها وفعلت اللي في رأسها.

رد علي بتصحيح/مش كله، حق عرسها واللي كان خالد يشتريه لها بس لكن اللي مننا معاها لذحين.

أم معاذ بحسره/قصدها هكذا بتنساه ولاكإنها أتزوجت ولاكيف!

معاذ بضحكه/يمه الله يحفظك اللي يسمعك يقول كانت تشوفه والقبله سوا والله ولا في حسها منه ولاقد شفت وحده فرحت بطلاقها مثل بنتك كان عندها عيد.

أبوعلي بضيق/ولأي حين هتجلس معيده وفارحه بنفسها.

علي بهدوء/كم ماجلست خلوها براحتها وهي أخبر بنفسها.

أبوعلي بحده/علي لا تقع قليل عقل مثل أختك وتصدقها في حقها الجنان الله يرضى عليك المره مالها إلا زوجها.

وقف وباس رأس أبوه وعمته وبهدوء/ يبه اللي فيها مش جنان وقلة عقل.. أنا ذحين مسافر وإن شاء الله بعد مارجع نتفاهم أنتوا بس خلولها حالها ولاتكلموها في شي.. نشوفكم على خير

سلم على معاذ ووصاه على جوري وبعد ماأستودعوه الله وراح إلتفت لهم معاذ بإبتسامه/وأنا شوري لكم مثل شور علي خلوه يجي وهي والكل تجي بالسلامه وبعدها يحلها الله.

شرب شايه بهدوء وهو منتبه لنظرات الضيق وعدم الرضى اللي إتبادلتها أمه وخاله.
بخلصه وأرسلك ياه الليل ...... حبيبي أنت أحلى عزومه لعيونك....... وحلا كمان كم فيصل عندي ...... ياخي كل اللي تبغاه بس فكني من غثاك ...... أكيد على قلبي زي العسل ولا كيف متحملك لذحين... فيصل قسم بالله لا أقفل في وجهك خلاص أطلع من رأسي...... حبك برص ياشيخ يلا سلام..

طالعه أبوسند بإبتسامه/أبن حلال هالفيصل حيل حبيته.

هز عبدالرحمن رأسه بموافقه/ القلوب عند بعض حتى هو دايم يذكركم بالخير .

سند بهدوء/أنا سامع حكي زين عن شركتكم.

عبدالرحمن بجديه/ فيصل تعب وحط كل اللي معاه في ذا المشروع والحمدلله كلها سنتين ثلاثه بإذن الله وبتتحول من شركه صغيره لأكبر شركه متخصصه في أنظمة الأمن والحمايه.

سند برفعة حاجب/تغيرت ياعبدالرحمن وش الغرور اللي صابك فجأه.

عبدالرحمن بإبتسامه/أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، هذي ثقه في الله أولاً وثم في شغلنا ثانياً بعدين المشروع ذا أخذ مننا سنتين مابين وقت ومال وجهد لين قدرنا نأسسه ونبدأ فيه صح والحمدلله شركتنا صارت معروفه و برامج الحمايه صارت تنطلب منا داخل وخارج جده غير إن حراس الأمن اللي بنوفرهم سواء للشركات أو الشخصيات على قدر عالي من الكفاءه وبنخضعهم لبرنامج تدريبي مكثف وعلى أعلى مستوى واللي بيشرف عليهم كان ضابط سابق طلع تقاعد لظروف خاصه.

رد سند بإعجاب/ طلعت متحدث لبق وخلص أقنعتني وإحتمال يكون بينا شغل في المستقبل.

أبوسند بإبتسامه/نفس الأسلوب وبعد نفس الردود الله يعيني عليك أنت وهي.

غص عبدالرحمن بالمويا من رد أبوه ورن جوال سند في ذي اللحظه وفضل يتركهم ويروح يرد علشان ينقذ عبدالرحمن من الإحراج.

أتمشى في المكان وهو يكلم وضاح وريان اللي أتصلوا للمره الثالثه من الصباح للحين علشان يتطمنوا إنه بخير وإن كل شيئ على مايرام و--

عقد حواجبه بإستغراب لما شافها واقفه مع ثريا وبيكلموا الجرسون وخلاهم لما راحوا وناداه وسأله بهدوء/وش المشكله!

الجرسون بإرتباك/ دفعت حسابها.

وشو!!

قالها بعدم تصديق وهو يطالع الجرسون اللي رد بشرح متوتر/ الأخت دفعت حساب الأكل اللي طلبته مع أني فهمتها إن الحساب خالص لكن لما أصرت أضطريت أعطيها فاتوره وأخذ حسابها.

أشر له بصمت علشان يروح قبل مايبتسم ويلتفت ناحية طاولتهم بتفكير" عرفتي إني صاحب العزومه! الظاهر إن مشواري معك طويل وصعب بس ماعليه بنشوف من اللي نفسه أطول أنا ولا أنتي ياطفلتي العنيده"

أتوسعت إبتسامته وأتحولت لضحكه ورجع لعبدالرحمن وأبوه وهو بيفكر لها في خطه جديده.

،
،
،


أتزوجها!!!

نطقها مازن بصدمه وطالع أخوه وهو يكررها/ أتزوج جوري!!

تبغاني أتزوج جوري!!

رد خالد ببساطه/قلتلك الشغله كلها يوم واحد وتطلقها وبعد ماتخلص عدتها هرجعها وكل شي هيرجع زي ماكان.

هز رأسه بعدم تصديق/أنتا أكيد موطبيعي أكيد صار لعقلك شي.. أنتا سامع نفسك ياخالد!

وقف قدامه بثقه/أنا في كامل قوايا العقليه ومتأكد من اللي قلته ليكم ذي الطريقه الوحيده اللي هرجع فيها جوري و--

قاطعه مازن بشحوب/ليكم!! أنتا قلت لجوري على جنانك ذا.

رد بهدوء/أكيد قلتلها مو لازم أرتب معاها وأفهمها إن الهرجه كلها ع--

حس مازن بصداع مفاجئ وما عاد سمع كلام أخوه ومسك رأسه بقوه وكله ندم لإنه أصر يعرف من أخوه السبب اللي خلاه يروح لبيت جوري ويتصرف معاها بذا الشكل ..

غمض عيونه بقهر وهو يفكر في جوري..

علشان كذا كانت بتتهرب منه طول المده اللي فاتت!

علشان كذا حاولت تتجنبه من يوم مارجع من السفر ورفضت حتى يطلعوا مشوار سوا !

هي حتى رفضت تشوفه على باب البيت كذا مره بحجة إن عبدالرحمن مو موجود!!

وهو صدقها بكل غباء!!

ماجاء في باله ولا لثانيه ذا الفيلم اللي صار!

بس بعد اللي سمعه من خالد عذرها ومايقدر يلومها..

أكيد صارت قرفانه منه وخلاص كرهته ومو طايقه تشوفه!!

يتزوجها!!

كيف يتزوجها وهي كانت أمه الثانيه والأخت اللي كل أخ بيتمناها!

كانت أستاذته والوحيده اللي شجعته يسافر ويحقق حلمه..

جوري كانت كاتمة أسراراه..

صديقته المقربه و--

مو تصدق إنها زوجتك من جد ذا بس عالورق يعني مايكون بينكم خلوه ولا رح تلمسها و--

إلتفت لأخوه اللي طلعه من أفكاره بكلامه اللي صدمه وهجم عليهم بدون تردد وفي ثواني كانوا مشتبكين في صراع عنيف .



،
،
،

،


أتوسعت عيونه بصدمه وهو يشوف الفيديو اللي وصله عالجوال وعاده مره وأثنين وهو بيحاول يكذب عيونه وبيدعي إنه يكون غلطان..

بس كيف يكذب عيونه اللي حافظتها وتقدر تميزها من بين ألف وحده!

وإذا كذب عيونه شلون بيكذب أنفاسه اللي إتسارعت بشوفتها وقلبه اللي مافز وزادت نبضاته إلا لها

دق بسرعه على حارسها الشخصي اللي مارد عليه ونفس الشيئ صار مع حراس أخواته وذا الشيئ أكد له إن المصيبه فعلاً صارت وإنتهت..

صرخ بغضب وبحركه وحده إتناثرت كل أغراضه اللي عالتسريحه عالأرض وصوت تحطمها بيتردد صداه في الغرفه بصوت عالي قبل ماتنتشر ريحة عطوره المكسوره وتملئ الجو بريحتها المركزه..

حس بالإختناق وفك إزار ثوبه العلويه وأخذ أنفاسه بصعوبه لفتره وهو ذكر الله ويصلى عالنبي داخلها لين قدر يتمالك نفسه وسيطر على دقات قلبه اللي أوشك على الإنفجار بسبب سرعة ضخ الدم الجنونيه اللي مر فيها ..

وأخيراً قدر يأخذ نفس عميق محمل بأكبر قدر ممكن من الهدوء ودق على سامر وطلب منه يجمع الحرس وينتظره على بوابة القصر ونفس الشيئ طلبه من ريان وعبدالرحمن..

قفل جواله وأخذ شماغه ونزل بسرعه وكل تفكيره في عبدالرحمن اللي مايدري بأي وجهه هيقابله!

مايدري شلون بيبلغه باللي صار !

مشي للبوابه وهو بيسأل نفسه ..


وش الطريقه المناسبه اللي ممكن يقول فيها لشخص إن أخته إنخطفت بدون مايصير فيه شيئ!!

،
،
،



شرب فنجان قهوته التركيه الثلاثين مثل ماقال ريان وحس إن مرارتها ماتقارن بالمراره اللي حاسها داخله بسبب وضعه اللي كان بيخنقه ببطئ..

كل اللي حوله مشغول وبيحاول يساعد بأي شكل وهو الوحيد اللي موعارف شلون يتصرف وبأي طريقه ومن الآخر حس إن مكانه غلط وماله داعي بينهم..

حس كإنه تحفه!

كمالة عدد!

كل اللي أتعلمه كل السنين اللي فاتت مونافعه بشيئ في ذا الوضع..

وش نفع الأقتصاد والعلوم السياسية!

تداول سوق الأسهم والسندات!

أسعار البورصه!

حتى شخصيته القويه والواثقه!!

ومهاراته البلاغيه وأسلوبه المقنع اللي بيخلي أقوى خصومه يوقف عاجز عن الرد عليه!!

كلها كانت ولاشيئ..

عديمة القيمة!

مالها فايده!

إنكسر فنجانه بصوت عالي طلعه من أفكاره وسحب منديل وكوره في يده المجروحه بإهمال وطلع بعد ماحس إنه هينفجر إذا جلس في مكتبه لثانيه زياده وقرر يقابل ح---




أنت رايح لمكان!

طالع في عبدالرحمن اللي طلع في وجهه فجأه وسأله بإهتمام/بشر وصلتوا لشئ!

هز رأسه بنفي/حاس إنا بندور حول نفسنا بس إلامانلقى ثغره توصلنا لها بإذن الله..

سكت للحظات وبتردد/أنت كنت خارج لمكان معين ولا ذا هروب أنيق!

رد ببرود/ماأظن خروجي بيعطلكم عن شي.
شدد على كلمة خروج وهو يطالع عبدالرحمن وكإنه بيتحداه يجادله أكثر..

رد عبدالرحمن بتوتر/ أنا.. أنا حاس فيك.. وعارف إنك شايف نفسك مالك دور معنا علشان كذا خليتنا وخرجت ..بس أحنا لولو الله ومن ثم كل اللي أنت موفره هنا ماكنا عرفنا نسوي شي ولاتنسى إنك في الواجهه ولو صار شي وإنصدنا أنت اللي بتتحمل المسئوليه ولا تفكر إن الشغله مخ وبس ا--

قاطعه ببرود/ في هالحاله أيه الشغله مخ وبس وإذا عالكم جهاز اللي قلت عليه أو حتى المسئوليه قدام السلطات أعتقد إنك كنت بتدبر عمرك بأي شي ومارح تنتظرني وأعتقد إنك موبهاوي أومبتدأ في هالشغله ومارح تنصاد بسهوله ياعبدالرحمن ولا أنا غلطان!

رد بثقه/لا مو غلطان.

سند برفعة حاجب/أجل ليه لما سألتك قبل عن تخصصك قلت علوم حاسب وموهت عالتفاصيل ! ولما سألتك البارحه وش ناوي عليه أنكرت وأدعيت الغباء!

رد بهدوء/ ماكنت عارف إنه المفروض أحط يافطه على صدري وأكتب فيها هكر تحت الطلب لكن بما إنك نبشت ورايا فذا خلاني اتسآل ياترى أنت بتدور في خلفية كل اللي بتقابلهم ولا أنا بس !

رد ببرود/أحذر من عدوك مره ومن صديقك ألف مره.
هز رأسه بعدم تصديق/الله يعينك على مابلاك عندك مشكله في الثقه بالناس وذا شي موبسيط و--

إبتسم سند بشرود وغرق في ذكرى مواجهته معاه في المزرعه لما قالت له كلام بنفس المعنىعن إنعدام ثقته في الناس و ---

الزبده ماهيكون بفعالية قسمكم والناس اللي شغالين فيه واللي يلا وصلنا له مجتمعين في أكثر من عشر ساعات كان ممكن يستغرق ضعف الوقت باللي هدبره وأنا لحالي بعدين اللي يسمعك يقول إنا خلاص وصلنا ! هم كمان مو سهلين وشرقوا وغربوا فينا.

إلتفت لعبدالرحمن اللي رجعه من ذكرياته بكلامه وسكت للحظات وهو يستوعب اللي سمعه قبل مايرد ببرود/عالأقل أنتوا بتحاولوا بس أنا مابيدي شي ولا--

قاطعه عبدالرحمن بجديه/سند كل واحد وله قدرات وذا شغلنا وفي المقابل أنت قدرتك بتتمثل في الفلوس والنفوذ وقوة الإقناع اللي أنت عارف تأثيرها عالناس وأنا متأكد إنك مارح توفر شي منهم وقت مايتصلوا عليك علشان يتفاهموا معك على طلباتهم اللي موفاهم ليه لحد ذحين ماأتصلوا علشانها!

سكت للحظات قبل مايتابع بحيره/ يمكن يبغوا يخلونا على أعصابنا علشان نوافق على أيش شي يطلبوه!! أنت أيش رأيك !!

هز رأسه بمسايره وغمض عيونه وهو بيسمع عبدالرحمن اللي أخذه من يده وراحوا على مكتب الأمن وهو بيتكلم على نياته وهو موفاهم شي عن حقيقة خطف أخته!
بعد دقايق رن جوال سند الخاص ورد بسرعه/هلا ثريا..
إلتفت له عبدالرحمن بسرعه بمجرد ماسمع أسمها وكل حواسه ركزت مع سند اللي أتغيرت ملامحه لثواني وهو يعقد حواجبه قبل مايرجع لجموده المعتاد وهو يركز مع المكالمه لفتره قبل مايرد بهدوء/ إنزين إذا إتذكرت شي ثاني كلميني فوراً.. سلام.

مسك عبدالرحمن يده وبتوتر/أختك قالت شي صح!
هز سند رأسه بموافقه صامته وطلب من البقيه يتركوهم لحالهم ، سأله عبدالرحمن بخوف/أختك أيش قالتلك علشان تخرجهم!

طالعه بتردد للحظات قبل مايسأله عبدالرحمن بخوف/سند ليه ساكت أختك أيش قالت؟

مسح وجهه بقوه وأخذ نفس عميق قبل مايحكى له اللي صار بإختصار بعد ماحذف منه كم كلمه متأكد إنها مارح تعجب عبدالرحمن لإنها ماعجبته أساساً وظل يراقب ملامحه بحذر.

وقف عبدالرحمن يطالعه بعيون متوسعه ووجهه شاحب وهو يحاول يستوعب معنى اللي بيسمعه وظل ساكت لفتره قبل مايسأل بعدم تصديق/مدام أختك كانت هدفهم كيف إنقلب الوضع بذي الطريقه! وليش أخذوا جوري !

قاطعه سند بهدوء /للأسف ماعندي إجابة لأسئلت --


ترك جملته معلقه لما صار عبدالرحمن يرمي كل غرض طاله بإيديه عالأرض بصراخ/ غبيه غبيه غبيه

قاطعه سند ومسكه بقوه /عبدالرحمن أهدى شوي.


دخل سامر والموظفين لما سمعوا صوت التكسير والصراخ وإلتفت لهم سند بأمر/برا ..

الكل خرج ماعدا سامر اللي وقف بتحفز واضح /أستاذ سند!

رد سند بنفاذ صبر/وأنت بعد ياسامر .

طالعه بتردد للحظات قبل مايخرج ويقفل الباب وراه، هز سند عبدالرحمن بعنف/ قلت لك أهدى وأذكر الله .

صرخ بغضب/ليش راحت معاهم بذي السهوله! ليش مادافعت نفسها وأستسلمت لهم بذي السهوله ليش ليش!!

رد بغضب مكبوت/لاتنسى إنهم مسلحين وأكيد هددوها وهي مجرد بنت ومابيدها شي.

هز رأسه برفض لكلام سند وهو بيتذكر الساعات اللي قضتها مع علي ومعاه في تمارين الملاكمه والدفاع عن النفس اللي أتمكنت منها أحسن من بعض الرجال غير طبيعتها العنيده ورأسها اليابس، وبعدم إستيعاب/ جوري ماهي من النوع اللي يرضخ للتهديد وتقدر تدافع عن نفسها مهما كا--

قطع كلامه فجأه وسكت للحظات قبل مايطالع سند بصدمه/كله بسبب أختك..

واجه سند نبرة الإتهام اللي في صوته بهدوء أستفز عبدالرحمن وخلاه يتابع إكتشافه بعدم تصديق/ لو أختك ماكانت موجوده ماكانت جوري راحت معاهم بذي البساطه.. أنا متأكد إنها راحت معاهم علشان لايأذوا أختك..

زفر سند نفس كان كاتمه في صدره من وقت ما بدأ عبدالرحمن يحلل الصوره الفعليه للي صار ورجع يركز مع عبدالرحمن اللي صار يصرخ بقهر/ هذي مارح تبطل جنانها ذا.. في الأول خوله وذحين أختك ! في كل مره بتتخلى عن نفسها ببساطه علشان تحميهم بدون ماتهتم ب--


قطع كلامه فجأه وأنفجر في الضحك ورمى نفسه على أقرب كرسي وكأن في ألف يد إمتدت وصارت تدغدغه بدون مايحاول يقاومها، جلس سند جنبه وصار يراقبه بصمت "مهما خبيت عنك في الأخير هي أختك وأكيد أنت تدري شلون تفكر" .

سكت عبدالرحمن وماصار ينسمع منه غير صوت أنفاسه وهو يطالع السقف لفتره قبل مايسأله سند بحذر/وش قصدك بخوله وكل مره!

رد بشرود / هذي ثاني مره تروح مني فيها ثاني مره.. مره راحت بدل خوله وذي المره بدل أختك.. طول عمرها غبيه وقلبها سابق عقلها بس ذي المره مسختها.. وعدتني إنها آخر مره.. قالت مقدر أكلم علي ومعاذ بس أنت غير.. أنت عبادي وأنا صدقتها بكل غباء وصدقت وعدها

طالعه سند بعدم فهم وحس نفسه مشتت بسبب كلامه اللي ظل يكرره بصدمه وعدم إستيعاب وكل حرف يطلع منه يقطر مراره وقهر وكان هيموت علشان يعرف قصده بس حالة عبدالرحمن وحسه السليم حتم عليه يجنب فضوله للحظات ويتصرف ويطلعه من صدمته قبل لاحالته تسوء أكثر..

ولما يأس إن عبدالرحمن يركز معاه ويسمع صوته راح أخذ قارورة مويا من الثلاجه اللي في زواية الغرفه وفرغها على رأسه وماأرتاح غير لما شهق من البروده المفاجأة.. شربه بالقوه ومسح وجهه وثبت وجهه بين إيديه وطالعه بأمر/عبادي صحصح وركز معاي أختك محتاجه لك الحين.

كأنه قال جمله بسخريه أو ضغط زر مخفي في عقل عبدالرحمن اللي سكت فجأه وصار يتنفس بعمق وهدوء وبعد فتره مسح وجهه ورد بجمود/أسمي عبدالرحمن.

ترك وجهه وهز رأسه بموافقه/مثل ماتبي ياعبدالرحمن المهم تهدى وتتمالك نفسك لأجل نقدر نرجعها بالسلامه.

مارد عليه وظل يفكر للحظات قبل مايقرر ويطلع جواله ويتصل لعلي ولما لقى جواله مغلق أتصل على أخوه اللي رد بترحيب/هلا والله باخي كيف الحال!

بلع ريقه بصعوبه وبصوت مهزوز/ معاذ.. أختك .. إنخ..طفت..

رد بضحكه/ومن المجنون اللي تورط وخطفها م--

قاطعه/أنا مش جالس أمزح معك يامعاذ جوري إنخطفت.

وقف ضحك ورد بعدم إستيعاب/عبدالرحمن أيش بتقول أنت بعقلك ولا لا!

رد بجمود/اللي سمعته وأنا أتصلت لعلي بس جواله مقفل أنت حاكيه وتعالوا بسرعه .

قفل الخط بدون مايسمع الرد وقبل حتى مايوقف رن جواله بأسم معاذ، خلاه صامت وحطه في جيبه ومسح وجهه بقوه وإلتفت لسند /أقدر أعتمد عليك تخلص لي موضوع الفيزه بسرعه!

بلع سند غضبه من اللي سمعه ورد بهدوء/ أرسل البيانات وأعتبر السالفه منتهيه بإذن الله.

هز رأسه بموافقه وبدأ يرتب ويجمع كل اللي رماه في نوبة هياجه المفاجئ وهو بيتجاهل وجود سند اللي فضل ينسحب قبل ماينفجر من تصرف عبدالرحمن اللي فاجئه فوق ما هو متفاجئ من تصرفها الغبي..

الظاهر أثنينهم متفقين عليه وكل واحد فيهم بيختبر صبره لأقصى حد!

بالأول طفلته المجنونه..

اللي ضح ت بنفسها بسهوله !

شلون تتصرف بهالشكل !

وش الحل مع غبائها وجنونها اللي ماله حدود!

والحين عبدالرحمن..

ليه يبلغ أهله وهم إتفقوا يتكتموا عالموضوع علشان ماينشغل بالهم والسالفه تكبر!

والأهم علي!!

علي اللي عبدالرحمن أتصل فيه أول واحد!

ليه يتصل فيه قبل أخوه !

ووش دخله من الأساس !

وبعد وش اللي بيسويه علشان يطلب حضوره !

أخذ نفس عميق ورمى كل مشاعره اللي مالها داعي وراء ظهره ورتب أفكاره ونادى ريان وواحد فريق الأمن وراحوا مكتبه علشان يرتب معاهم تفاصيل دخول معاذ وعلي اليوم وهو بيفكر يتأكد من الشكوك اللي دارت في رأسه بسبب كلام ديما.


،
،
،

كانت مخلصه صلاة العشاء من زمان وجالسه عالسرير تكتب ولما سمعت أصواتهم برا وقفت كتابه ورجعت نوتتها وقلمها عالشنطه وأنفتح الباب وهي بتوقف وتعدل نقابها و--


مضطرين نزعجك يالأميره..

اتأففت داخلها لما سمعت صوت الكريه مشاري وعدلت عبايتها على رأسها وجمدت مكانها وهي تشوف الكاميرا والحامل اللي حطهم في زاوية الغرفه مع قائد وفكرت" الحمدلله أخيراً أتلحلحوا وقرروا يرسلوا إثبات لأبويا مساعد"

أشر مشاري على صحن الأكل اللي ماأتلمس وطالعها بخبث/الظاهر أكلنا موبعلى مزاجك يالأميره !

هي أساساً ماطالعت الأكل علشان يعجبها أو لا وردت ببرود/لا أكون جرحت شعورك بس !

طالعها بإستفزاز/كله سلف ودين والحين وقت الحساب.
ردت بتحدي/نتحاسب ليه لا..

طالعها قايد بتوتر/أنا لو مكانك أسكت شوي و--




هذا أنتوا يابيت المنذر ماتخلون عندكم العنجهيه والغرور مهما كانت ظروفكم..


التفتت ناحية الصوت اللي قطع كلامهم وصغرت عيونها بتركيز عالرجال اللي دخل عليها وبتشوفه لأول مره وكان متوسط الطول ولابس ثوب ومتلثم بشماغ وإنتبهت كيف أتراجع مشاري وقايد بصمت وإحترام أول ما شافوه!

ردت ببرود/قصدك ثبات وقوه بس مجرم زيك أكيد ماهيعرف الفرق بين الأثنين.

هز رأسه بعدم تصديق/ الظاهر اخوك عداكي بغروره لكن مقيوله كل حب يطلع على بذره.

عقدت حواجبها بإستغراب" أي اخ فيهم ! معقول ابوبدر! مافي غيره مغرور" وبهدوء/ لاتقول أنكم تعبتوا نفسكم وجبتوني لهنا علشان تقارنوا بين مستويات اللي سميتها الغرور والعنجهيه في عيلة المنذر!

ماقدرت تمنع نبرة السخريه اللي طغت على صوتها وأستفزته وخلته يرد بحده/ الظاهر إن كرم ضيافتي نساك إنك مخطوفه وحياتك بيديني يابنت المنذر.

ماتنكر إنها إتجملت منهم لإنهم سابوها بعبايتها ونقابها لكن كلامه ذا رفع ضغطها وحسسها وكإنه متفضل عليها بقعدتها معاهم ونسي إنه هوا ورجاله اللي خطفوها !

طالعته بتحدي/ الحر مايقبل السجن مهما بلغ كرم سجانه أما حياتي في بيد اللي خلقها وبس وإذا كنت جاي وراسم في بالك سيناريو الإنهيار والدموع فالحمد لله إني خيبت ظنك..

رد بحقد/خاب بالحيل لإني ماظنيت إن السنين بتغير دلالك وبتصيرين بقلب ميت مثل أخوك لكن ملحوقه وإن مانزلت دموعك قبل فأبشرك بتنزل الحين.

خلص كلامه وأشر لمشاري اللي وقف قدامها وشال شماغه وطالعها للحظات وإبتسامته واصله لأذانيه قبل ما ينشغل بالكاميرا !!

مع انها ما أرتاحت للي أسمه مشاري من أول لحظه إلا إن أسلوبه ونظراته وإبتسامته ذي ضغطت على أعصابها وهو يأشر على خشمه المتورم من أثر البوكس اللي فاجأته فيه أمس..

نقلت نظراتها بعدم إستيعاب بينه وبين قايد اللي أعطاها ظهره وصار يفرك رقبته بتوتر وبين الرجال اللي جلس على طرف السرير براحه خلت قلبها ينقبض فجأة وبعدت عن السرير وهي حاسه بإنه في شيئ غلط !

في شيئ فاتها وضاع منها وسط ثقتها المزيفه وردودها البارده!

طالعتهم بصمت وحيره لفتره قبل ما يكلمها الرجال بسخريه/ له له له وين قوتك وثباتك وكل حكيك من شوي ! هذا وحنا بعد مابدينا ياأميرة أخوها.


لا لا لا....


إذا كانت قبل لحظات حاسه انه في شيئ غلط فذحين صارت متأكده ..

بس أيش هو بالضبط؟؟؟؟؟؟

ورجعت تركز معاه وهويتابع/أظن خليناك بشيلتك وعباتك بمافيه الكفايه بس الحين جاء وقت الجد، وش رأيك تشيلين هالنقاب لأجل نشوف إذا دموعك نزلت ولابعد!

طالعته بعدم تصديق " بسم الله أنا نقيت على نفسي ولا أيه! ولاهو ب---

قاطع أفكارها بسخريه/ بتفسخينها بالطيب ولا بالغصب أنتي قرري!

رغم نبرته الساخره إلا إنه كان يتكلم بجديه هزت ثقتها في نفسها .. مسكت سكينها بقوه وغمضت عيونها وعدت من واحد لعشره وعشرين وهي بتدعي بهمس وتحاول تتمالك نفسها وتوقف الرجفه اللي سيطرت على جسمها، أخذت نفس عميق ورفعت رأسها وواجهته /إذا كنت مفكر إن وجهي الباكي بيكون مؤثر بشكل أكبر فأنتا غلطان لإن مافي دموع هتنزل لاذحين ولابعدين وأساساً أنتا مومحتاج مؤثرات زياده لإنك مهما طلبت فابويا هيعطيك أنتا بس صور وخلينا نخلص وكل واحد يروح في حاله.


عصبت من نفسها.. معقول ذا الصوت طلع منها!!
صوتها كان ضعيف ومهزوز وماأقنعها شخصياً وضحكتهم الساخره اللي دوت في الغرفه كانت الدليل على فشلها في التظاهر بالقوه والامبالاة اللي حبت تدعيها و--


قطع أفكارها بسؤاله/أنتي تظنين إن كل هاللي صار لأجل الفلوس؟

طالعته بحيره وهزت رأسها بموافقه صامته خلته يتابع/ هذا دين قديم بيني وبين أخوك وجاء وقت سداده.
عضت شفايفها بقهر " أخويا في عينك ذا اللي كان ناقصني" وأخيراً لقت صوتها/ ودامه بينك وبينه ليه ما واجهته وأخذت حقك منه ! قصر المنذر ومجموعتهم وكل شغلهم معروف في كل الرياض وأي ليموزين كان هيوص--

قاطعها بحقد/بيته وشغله أدله مثل كفي وحقي حاولت أخذه منه مره وأثنين وخمس بدون فايده لإنه طلع بسبع أرواح وكل مره ينفذ منها مثل الشعر من العجين .

شدت العبايه على رأسها بتوتر/الموت بيد الله ولكل أجلاً كتاب، طيب إذا الفلوس مو طلبك خطفتوني ليه!

رد بقهر/ مدام مايبي يموت ويريحني منه فمضطر أجيه بأسلوب ثاني.

ردت بإحتقار/و لماقدرت عليه قمت تتشطر عالحريم! ترى ماهي مرجله و--

قاطعها بإبتسامه/ كل شي مسموح في الحرب وأنا أخترت اللي بيموته ألف مره وهو يدري إنه السبب في اللي صار لك.

بلعت ريقها بصعوبه وحاولت تثنيه عن قراره وبإقناع/بس موتي مارح يثأثر عليه زي منتا متخيل لإني آخر وحده ممكن يهتم بيها وي---

قاطعها بثقه /أنتي طول عمرك أميرته المدلله وأنا متأكد إن اللي بيصيرلك الحين بيأثر فيه حيل وأكثر من الموت نفسه .

حست برأسها هينفجر من تلميحه اللي شوش تفكيرها " ذا أكيد يعرفهم بشكل شخصي ولا ماكان أتكلم بذي الثقه عنهم! ياربي ذا على أيش ناويلي "سألته بتوتر/ أنتا شكلك كبير على حركات الملاوعه واللف والدوران! ماتقول اللي عندك وتخلصنا.

هز رأسه بموافقه/ سمعت إن عرسك بعد العيد وزعلت ليش إن محد فيكم تذكرني وعزمني بس رديت وفكرت وقلت بدل هالزعل ليه ماأعزم حالي وبالمره أتكفل بسالفة العرس وأقدم موعده ...

جمدت مكانها وإتعلقت عيونها بوجهه اللي كان يشع بخبث وهو يتابع/وبما إن المعرس والأهل موبموجودين فكرت إن مشاري مارح يقصر وبيسد مكان الحبيب مشعل والله يخلي لنا هالكاميرات والجوالات اللي بتخلي أهلك يحضروا كل شي كإنهم معنا .


أتوسعت عيونها بصدمه وهي تستوعب كلامه اللي ضربها زي الصاعقه!

ذا مو من جده بيفكر في اللي فهمته !

فجأه كل راحتها إتبخرت!

وتفاؤلها المزيف اللي حاولت تحافظ عليه من أول لحظه إنخطفت فيها إتحول لمجرد فقاعه هواء إنفجرت وإتلاشت في ثانيه!

إحساسها بالأمان المؤقت اللي إتمكست بيه لحد اللحظه ذي إنتهى عند ذي النقطه!

فلتت منها شهقه قويه وفزت برعب لما إصطدم ظهرها بشيئ صلب!

إلتفتت بحركه عنيفه ولقت إنها أتراجعت لاشعورياً لحد ما صدمت في باب الحمام وهي بتحاول تتجنب نظراته الشيطانيه اللي لمحتها رغم الغطى اللي على عيونها وتصريحه الخبيث نسف كل توقعاتها وبدون تفكير دخلت الحمام وقفلت الباب وحطت الكومدينه وراه بسرعه قبل ماتنهار عليها وهي تغطي أذانها بكفوفها علشان ماتسمع أصوات ضحكاتهم المستمتعه بخوفها وهروبها المفاجئ

،
،
،

رجع من ذكرياته لما سرت في جسمه قشعريرة بارده ذكرته ببروده معاها لما قفل في وجهها الخط بغضب بدون مايسمع ردها ليلتها وحتى لما قابلها الصباح عند جده صقر عاملها بجفاء وبرود وماسمح لها تفتح الموضوع أوتناقشه وحتى بعد ماأعتذرت له أستمر على نفس الأسلوب طول النهار ويادوب كان يكلمها علشان يعرف هي وين أو متى هترجع..
هو وفعلاً كان بيعاقبها على كلامها وأسلوبها البارد اللي بيجرحه بدون ماتحس فيه...

أخذ نفس عميق ومسح وجهه بقوه وهو بيدعي من قلبه إن الله يحفظها وتكون بخير ---




إن شاء الله بنلقاها ياعبدالرحمن

طلع من أفكاره على صوت سند ورد بحده/ إن شاء الله بلقاها وساعتها هتأكد إنها هتكون آخر مره أشوفك فيها.

رد سند بهدوء/ساعتها لكل حادثاً حديث.

إلتفت له عبدالرحمن وشاف ملامح وجهه الجامده والخالية من التعبير وكإنه منحوت من صخر وإنفجر فيه بغضب/مافي حديث غير اللي قلته ومو لإني ركبت معاك نفس السياره تفكر إني نسيت إنك السبب في كل اللي صار.. أختي لو صار لها شي أنا ماهسامحك.. أنا هقتلك فاهم هقتلك..


ضرب الطبلون بغضب وهو يتنفس بسرعه ورجع يلتفت للشباك وغرق في أفكاره الكئيبه ..


إتجاهله سند وشد على الدريكسون بقوه لين إبيضت مفاصله وهو مركز عالطريق بكل حواسه ..

ماكان مهتم بأسلوب عبدالرحمن ولا بكمية الحقد والكره اللي مالي صوته كثر ماكان مهتم بالحقيقه المره اللي رماها في وجهه بكل قسوه !

هو فعلاً كان السبب الرئيسي في اللي صار لأخته.. طفلته البريئه.. حبيبته الطاهره..

ومهما أتطاول عبدالرحمن عليه ومهما قال فهو عاذره ومقدر وضعه الصعب وماله حق يرد عليه لو بكلمه..

مارح ينسى ملامحه الرافضه والمصدومه لما فاجأه في المكان اللي أتفق عليه مع الرجال ولا نسي كيف قفل باب السياره بعنف وإعتراض أول ماأحتل مقعد السايق جنبه بدل ريان ولولا إن حياة أخته عالمحك كان ترك له السياره بكبرها ولا نسي وجهه المظلم ونظراته القاتله كل مايكتشفوا إن بحثهم كان في المكان الغلط و --


صوت الجوال اللي رن قطع أفكارهم وخلى أثنينهم يلتفتوا لبعض قبل مايسحب عبدالرحمن جواله ويفك الخط/ سلام عليكم عبادي ..


"ذا صوتها !والله صوت أخته" أتوسعت عيونه بصدمه وإنحبست أنفاسه وعجز عن الرد للحظات وهو يسمع صوتها اللي إتكرر بنفس الهمس/ حبيبي سامعني.. الو

أخذ نفس ورد بلهفه/جوري انتي بخير وينك!

ردت بحنان/بخير أنا بخير وحيةً أرزق ياروحي لاتقلق.

فجأه كل خوفه أنفجر وصرخ بعصبيه/كيف مااقلق ياغبيه بعد اللي سويتيه.

ردت بضحكه/ ياحيا ذا الصوت اللي يرد الروح وربي وحشتني يادب.

شد على أسنانه بقهر من أسلوبها وضحكتها اللي إستفزته وبحده/جوري مو وقت سماجتك أنتي بخير محد س---

قاطعته بثقه/والله بخير وكمان معايا مسدس وإن شاء الله ههرب ذحين بس هسيب الجوال هنا علشان توص--

ما أهتم غير بجزئية الجوال اللي هتتركه وقاطعها بصراخ/ياويلك تفلتي الجوال خليه معاكي ولاتقفلي الخط أبداً

ردت بسرعه/طيب هخليه معايا بس لازم أقفل علشان إتحرك ولاتتأخر عليا سلام.

صرخ بغضب لماقفلت الخط وبسرعه أشتغل عاللابتوب اللي كان موصل بجواله ومجهز ببرنامج تتبع وتحديد مواقع ومكون شبكه مع مكتب أمن مجموعة المنذر اللي متابعين معاه ومع باقي الرجال وصار واصلهم كل شيئ وبعد لحظات طويله جففت الدم في عروقه شافها قدامه وبالأصح الرقم اللي إتصلت منه وكان محدد موقعها بدقه وفي ثواني كل شيئ أتغير.
ذبحتي مشاري!!

قالها بذهول وهو ينقل نظراته بين مشاري اللي ممد عالأرض وبين اللي واقفه على بعد خطوتين منه وماسكه مسدس في يدها وهي ترد عليه/ لاتتبلاني ذا أغمى عليه بس.

إنحنى عليه وقاس نبضه ولما لقاه بخير سحبه وكومه وراء المعدات بعد ماقطع جزء من ثوبه وكمم فمه ولما ربط إيديه إنتبه إنها مكسوره بس ماأهتم وتابع ربط رجليه قبل مايلتفت لها بغضب/ أي جزء من إنتظريني ولاتلفتين الإنتباه مافهمتيه، وشلون وصلك مشاري هااا !

أشرت على ساعتها /نفس جزء خمس دقايق وثانيه همشي وهسيبك ولاعلى بالك كنت أمزح معاك!

هو فعلاً ماتوقع إنها بتنفذ تهديدها وتروح، جز على أسنانه بقوه /ما قدرتي تصبرين الثلاث دقايق اللي اتأخرتها وبسببها كنتي بتورطين نفسك بغباء مع هالكلب مش--

قاطعته بحده /أيوه ماقدرت لإن ذي الثلاث دقايق غيرت حياتي وهتكون السبب في خروجي من هنا بإذن الله، بعدين أنتا أحول هوا اللي مغمى عليه مو أنا.

كان وده يفرغ فيها سلاحه على طولة لسانها معاه لكن ملحوقه الحين في شيئ أهم ولازم يسكت ويتحرك قبل محد ينتبه لهم وأشر لها تلحقه لين وصلوا لشبك كبير داخله قطيع خرفان فتحه ودخلوا أتخبوا بينهم وهو يهمس لها/طول منتي هاديه مارح يأذونك لاتخافين م--

قاطعته بملل/أيش اللي هخاف منه تراها خرفان مو أسود.

حس جبهته طارت وشد على أسنانه بغيض"أخبر كل البنات يخافون من الخرفان، هذي وش وضعها بينهم!" أتنفس بعمق حاول يهدي نفسه لايتهور ويخنقها بدل مايساعدها لكن لما إتذكر مشاري غير رأيه وسألها /أنتي شلون قدرتي تفقدي مشاري وعيه !

بعدت عن خروف بدأ يضايقها بحركته وردت بهدوء/ ضربته بكعب المسدس على قفاه.. قصدي مؤخرة رأسه.

هز رأسه بتفكير/أمممم وشلون وصلك المسدس!

ردت بإختصار/من مشاري.

كور إيديه بقوه وحاول يرد بهدوء/أدري إنه حقه بس مو معقول قلك أتفضلي خذيه.

ردت بتنهيده/أخذته منه بعد ماكسرت يده

إلتفت لها بصدمه/ كسرتي يده! شلون وليه!

ردت بنفاذ صبر/وأنتا مالك ولا هيا لقافه وبس!بعدين مو أنتا قلت إنك ضابط يعني شغلتك حماية الأبرياء والمفروض تخاف عليا مو عليه.

رد بعدم تصديق/أبرياء! وأنتي عاده نفسك منهم بعد اللي سويتيه! أنتي كفرتي في الرجال .

بس حبايبي بس لاتخافوا مارح يذبحكم..

قالتها للخرفان اللي أصواتها زادت وصارت تتحرك في كل مكان قبل ماترد عليه ببرود/لاتكفر على كيفك، بعدين أيش اللي ليه كسرتها! واحد خطفني وكمان حاول يمنعني أهرب وكنت بدافع عن نفسي ولا مفكره جاء يودعني ويقلي هتوحشيني ولاتقطعي الجوابات، بعدين لاتقول عليه رجال اللي زيه ماينطبق عليه وصف الرجوله ولاحتى يشبها.

أفحمته بردها وهو يفكر في كلامها بجديه، هي معها حق وزين منها اللي ماإنهارت وقدرت تدافع عن نفسها بشكل مثير الإعجاب وحده غيرها كان موضوعها خلص من أول نص ساعه في المكان ومع هالعالم الزباله و---

رنين مفاجئ قطع أفكاره وإلتفت وشافها تطلع جوال بسرعه وهي تهمس بغيض/ عبادي ياغبي مووقتك ولا أنا الغبيه اللي ماصمته.

سألته بقلق/تقول سمعوا الرنه!

هز رأسه بنفي وبتساؤل/وذا بعد من مشاري!

حركته قدامه وردت بإنتصار / تقدر تسميها غنيمة حرب وكلمت عبادي وإن شاء ذحين جاي في الطريق، عرفت ذحين فايدة الثلاث دقايق اللي موعاجبتك.

كان معصب منها وواصل حده وحب يجاكرها وبسخريه/ماشاء الله على كذا عطيتي هالعبادي العنوان!

ردت بثقه/عبدالرحمن أخويا مومحتاج الأشياء الضعيفه ذي أحنا في عصر التكنولوجيا وإتصالي بيه كفايه وهتشوف كيف هيقتحم المكان بكتيبه كامله وفي أسرع وقت بإذنه الله.

زفر بضيق/هذا أقل شي متوقع من بيت المنذر و--

قاطعته بحده/ وليه بتقولها كذا وكأنهم مو عاجبينك.

طالع ساعته ورد بهدوء/ أكيد مارح يعجبوني بعد مادمروا لي شغلي .

سألته بإستغراب/وهما مالهم بشغلك !

رد ببرود/أنتي تظنين إني كنت أمزح يوم قلت إني ضابط متخفي! ماسألتي نفسك وش بيصير لو الشرطه حاصرت المكان وقبضت عالكل لإنهم خطفوا بنت المنذر!

ردت بحذر/ بينسجنوا وبتنقص عصابات المخدرات وحده!

مل من سخريتها المستمره اللي رافضه تتخلى عنها ورد بنفاذ صبر /خل بالأول يثبتوا هالشي عليهم ياعبقرية زمانك لإن السالفه موبهالسهوله والحين وبسبب وجودك أضطريت أتخلى عن شغل سنه ونص وأنا متخفي في هالمزرعه وضيعت من يدي فرصه للقبض على وحده من أكبر عصابات تهريب السلاح والمخدرات وكل اللي بملكه كدليل هو شوية معلومات وكم صوره م

سكت للحظات قبل مايتابع/ أنا موبعارف ليه قاعد أحكي معك وأنتي مارح تفهمين ش--

قاطعته بهدوء/إذا كنت مفكر إنك الوحيد اللي كنت بتمثل عليهم وبتجمع معلومات فأنتا غلطان لإني كمان ماكنت قاعده ألعب.

سألها بعدم فهم/وش قصدك!

ردت بجديه/قصدي إن شغلك ماراح عالفاضي ياحضرة الضابط وإذا طلعنا من هنا بالسلامه ساعتها أنا هسلمك كل المعلومات اللي هتخليهم يأخذوا قصاص وأنتا تأخذ ترقيه و

أنتا ليه بتطالع في ساعتك كل شويه!

سألته بإستغراب

رد وهو يراقب الوضع برا/ لإني منتظر الوقت اللي هيروح فيه الكل للمخزن اللي حرقته علشان نقدر نهرب والكل مشغول..

سألته بقلق/بس إذا كلهم راحوا مو هيطفوه بسرعه و--

قاطعها بثقه/أنا وزعت شمع عالقش وبمجرد ماتشب النار فيه مارح يقدروا يسيطروا عليها بسهوله.. بس شلون عرفتي المعلومات اللي قلتي عنها !

ردت بسخريه/ لايمكن تتصور كمية ونوعية الكلام اللي هيقولها الناس ليك لما يفتكروا إنهم هيقتلوك بعدها و

ريحة حطب.. المخزن إنحرق..

قالتها بحماس وريحة الحريق بتنتشر في الجو بسرعه وشافت الرجال بيجروا في كل مكان وأصواتهم المصدومه طالعه وإلتفتت للخرفان اللي إتحول غثائها لصراخ وحركتها صارت هستيريه وبإدراك/سبحان الله حسوا بالحريق قبلنا وعلشان كذا كانوا خايفين و--

قاطعها بأمر وهو يأشر لها على بوابة المزرعه/أتركي عنك الخرفان الحين وركزي معاي، بتطلعين من هنا معاي ولا بتنظرين أهلك لين يجون بكتيبة الأعدام !

ردت بسرعه/لا أنا قلت لعبادي أني طالعه وبنتقابل في الطريق.

ماقدر يمنع تعليقه البارد/كإنك أستعجلتي في هالثقه!

ردت بثقه/ماخاب من قال يارب.

إتنهد بعمق/والنعم بالله، المهم إذا ماتبيني إلمسك خلك وراي بالضبط لين نوصل للباب الخارجي وبرا بنأخذ الهايلوكس الغمارتين موبأي سياره ثانيه و--

قاطعته بتفكير/ يعني في غيرها وكذا هيلحقونا يا---

قاطعها بسخريه/في الثلاث دقايق المشهوره فرغت كفرات السيارات الباقيه من الهواء وجهزت المخزن للحرق عرفتي ليه تأخرت.

ردت بتوتر وعيونها تراقب / طيب لاتزعل كل واحد أستثمرها بطريقته الخاصه وصرنا خالصين.

إنتبه إنها أول مره تقول شيئا أشبه بالإعتذار ومشي للباب وبأمر/أول ماأفتح الباب للخرفان بنركض ولاتنسين خلك وراي ولا بشيلك مثل قبل.

ماردت عليه وهزت رأسها بمواقفه وبمجرد مافتح الباب إتدافعت الخرفان المهتاجه من الخوف و إنتشرت في كل المزرعه وهي تحاول تنفذ بجلدها وفي نفس الوقت شتتت إنتباه الرجال اللي اتفاجئوا بخروجها.

راقبها بإبتسامه وهي تعطيه ظهرها وتعدل لثمتها قبل ماتلتفت له وهو أخذ نفس عميق وطلع المسدسين وذخرهم بإستعداد وهي إتصرفت بالمثل مع مسدس مشاري وبسهوله إستغربها!

أخذوا نفس عميق في نفس الوقت ومع إشارته ركضوا سوا وهم بيتخطوا الخرفان اللي صادفتهم وقبل مايوصلوا الباب بدأ ضرب النار.

رماها عالأرض وراء وحده من السيارات وصار يرد عليهم من مكانه ولما فرغ مسدسه الصغير من الرصاص صرخ فيها بأمر/عطيني سلاحك إذا مارح تستخدميه.

أعطته المسدس وبتوتر/ أنا أفضل إنك أنتا تقتلهم وأنا أطلعن و--

قطعت جملتها وإنحنت تخبئ نفسها من سيل الرصاص اللي نزل عليهم زي المطر وقربت منه ورفعت صوتها / أيش رأيك أنا أجري وأشغل السياره وأنتا تحمي ظهري .

قاس المسافه من مكانهم للباب وقارن بين فرص نجاتهم في الحالتين..

صحيح إن السياره أمنت لهم درع حمايه من هجوم الرصاص لكنه مؤقت لإن ذخيرته بدأت تتناقص بسرعه وإذا إنتهت بينتهي معها أملهم في الخروج بسلامه من هالمكان.. لكن لو إنها تعرف تسوق وكانت سريعه مثل ماهو متأمل فهيضغط على نفسه ويتجاهل ألم ونزيف رجله وبإذن الله هيقدر يأمن لها غطاء مناسب لين توصل للسياره..

لقي إن إقتراحها معقول ومناسب لوضعهم وأخذ قراره وبدون تردد أعطاها المفتاح وبأمر/هايلوكس غمارتين وبتتحركين مع إشارتي وإذا لاقدر الله أنصبت أوماقدرت إلحقك حركي بدوني صوب الشرق لين توصلين الخط السريع ومن هناك بتدلين الطريق وإبي منك وعد تنسين كل شي عني وماتجيبين سيره لمخلوق عن اللي قلته لك ذي مهمه سريه وأرواح ناس رهن هالسريه .

ردت بسخريه مرتجفه/ إن شاء الله ماهيصير شي وهنهرب سوا وبما إن في قسمكم مرتشين فمارح أوثق في غيرك وأسلمه المعلومات اللي عندي فأنتبه لنفسك ولا تضيع الترقيه من يدك يا.... إلا أنتا أيش أسمك!.... أسفه نسيت السري

قاطعها بهدوء/حمد المقدم حمد والحين أستعدي .

ومع إشارته إنطلقت زي السهم ولحقها وهو يطلق الرصاص بغزاره لين وصلوا السيارة اللي قفزت داخلها وشغلتها وحركت بسرعه وهي تصرخ بسبب وابل الرصاص اللي أخترق هيكل السياره وكسر كل زجاجها وهو يرد عليهم ضرب النار وبصراخ/لاترفعين رأسك..

أستمر إنطلاق الرصاص وهو يوجهها للطريق بصراخ علشان تسمع صوته وبمجرد ماإبتعدوا عن مرمى النيران واتأكد إنهم صاروا في أمان ومحد ملاحقهم رمى سلاحه جنبه وإتنفس بعمق قبل مايعلق براحه/ الحمدلله فلتنا من هالسلق.

همست بشرود/ الشروق في الصحراء ليه سحر خاص.

حس بصدمه من كلامها الشاعري في ذا الوقت بالذات "هالبنت موبصاحيه وش مشكلتها بالضبط!" وحاول يسألها بأدب/ممكن أجي قدام!

كان في المقعد الخلفي علشان كذا سألها..

ردت بإرتباك/لا ..

زفر بضيق وسند ظهره عالمقعد وهو عاقد حواجبه.. حالة رجله ساءت وماعاد حس فيها ولازم يعالجها في أقرب وقت، سألها بأمر/إنزين قولي وش المعلومات اللي سمعتيها لإني بنزل عند أول محطه قبل لاتقابلين أهلك.

ردت بتنهيده/ المعلومات مسجله.. على فلاش الكاميرا وبس نوقف... بعطيك ياه ..

إنتبه لتنفسها المضطرب وصوتها المتقطع ومال على كرسيها بقلق/شفيكي يابنت ص

قاطعته وهي تخفف سرعتها / أنا.. هجنب ...وأنتا.. سوق بد---

قطعت جملتها ومالت بالسياره حركه حاده ومفاجأه و--




سمع أصوات غريبه وحس بصداع وألم في جسمه كله!

حافظ على هدوئه وهو بيسمع الكلام الدائر بين الرجال والحرمه للحظات وأتذكر اللي صار..

آخر شيئ إتذكره هو إنها إنحرفت عن الخط وإصطدموا في شيئ قبل مايغرق في الظلام..

يعني الحين هم في المستشفى والممرضه كانت خايفه منه وتبي من الدكتور يشوف وحده غيرها تساعده..

إنتبه إنه مو حاسه بقناع التزلج على وجهه وأكيد بان الجرح البشع الممتد من زاوية عينه لأسفل خده وعلشان كذا خايفه بس الدكتور حاول يطمنها وقالها إن مامنه خطر طالما هو فاقد الوعي ومكلبش غير إن الناس اللي جابوه كلهم واقفين في إنتظاره برا.

حرك يده بخفه والتأكد إنه عن جد مكلبش وكمان شابكين له سيروم لإنه حس بالإبره إسترخى مكانه وفكر في وضعه.. مدام إنه وصل المستشفى فأكيد إن أهلها لقوها مثل ماقالت وأكيد هي الحين معهم والشرطه ماليه المستشفى ولازم يطلع من هنا بأسرع وقت قبل ماينفذ الدكتور كلامه ويحوله على غرفة العمليات لإن جرحه كبير ومأثر عالأعصاب ويحتاج نقل دم.. وفي ثواني فك الكلبشات بسهوله وصارت الممرضه بين إيديه وهو يهمس للدكتور بتهديد / أنا بس إبي أطلع من هنا لكن لو تنفست بقتل أثنينكم فهمت!

نظره وحده لوجه المرعب ولهجته البارده أقنعت الدكتور وهز رأسه بموافقه وبعدها طلب منه بنج ومدد الممرضه اللي فقدت وعيها من الخوف عالسرير مكانه وبعدها الدكتور أفقده الوعي بالضغط على منطقة معينة في الجزء الخلفي من رأسه واخذ حقه البالطو والنظاره الطبيه وحقن نفسه بالبنج الموضعي علشان يتحمل الألم ويتحرك بحريه و

ضرب طرف السرير بقبضته بغضب لما إكتشف إن الكاميرا والدفتر اللي بيحملوا كل المعلومات اللي جمعها في الثلاث الأسابيع الأخيرة أختفوا من بنطلونه وأكيد فتشوه وأخذوها منه، وقف قدام مرايه وحوض كانوا بيستخدموه للغسيل والتعقيم وبسرعه بدأ ينزع تنكره المتقن ويتخلص من طبقة الجلد البلاستيكي اللي مكون الجرح وغسل باقي المكياج..

طالع وجهه للحظات بتفكير قبل مايضغط على جرحه بخفه ولطخ وجهه بالدم ولبس البالطو والنظاره..
بنطلونه كان أسود والدم مومبين فيه لكن كان مقطوع وبيفضحه وبعد ماتأكد إنه أخفى القطع تحت البالطو إتحرك بهدوء للباب وأخذ نفس عميق قبل يرسم على وجهه علامات التوتر والقلق وفتح الباب وهو بيتظاهر إنه بيكلم الممرضه بعصبيه وبيقلها إنه مايقدر يعالج المريض لإنه بينزف بشده وحالته تستدعي عمليه ونقل دم ووجود أخصائي يفحصه قبلها ولما سأل واحد من اللي واقفين برا إذا كان واعي قله إنه مخدر وهو بيحرك إيديه قدام وجهه بحركات عصبيه مفتعله كانت بتخفي ملامحه بدون محد ينتبه .

زفر براحه لإنه تابع كلام الدكتور وردده بحذافيره وكان أداءه مقنع لدرجة إنه صدق نفسه وبعد ماإبتعد عنهم لف شوية بين الممرات لين لقي غرفه العاملين الخاصة بالأدوات الصحيه واللي بيستخدموها في تنظيف وتعقيم المستشفيات وهناك فسخ البالطو وجر عربة التنظيف وخرج من جديد بشكل عامل نظافه و--



لسعة ألم رجعته من ذكرياته وخلته يركز في تعقيم جرحه بحذر..

بعد ماخرج من المستشفى لف نص الرياض وهو يغير التاكسي أكثر من مره لإنه متأكد إنهم رح يدوره وبعدها راح بيته وغير ملابسه وأخذ هويته وراح المستشفى بشكل طبيعي وهناك إهتموا فيه وعالجوه وثاني يوم أصر يطلع ورجع بيته وظل يتابع الأخبار يمكن يسمع خبر عن بيت المنذر بس مالقي شيئ وفي الأخير قرر ينتظر ويرتاح لين جرحه يطيب وساعتها بيتصرف.

خلص تعقيم جرحه وشرب أدويته وطفى الإضاءة وإستسلم للنوم .

،
،
،
،

سألتيني الصباح أيش الفرق بيني وبينك خاصة إني بتصرف بسلبيه زيك وسكت وغطيت عن خالد وتصرفاته وماشكيته لأخواني والجواب بسيط.. الفرق اللي بيني وبينك فرق السماء عن الأرض..

أولاً أنا وخالد بينا عيال مقيدين تصرفاتي نوعاً ما، يعني تقدري تقوليلي أيش هيصير فيهم لو خيلانهم وأبوهم مسكوا في بعض ولاقدر الله حصل الأسوء ! ثانياً أنا كذا كذا ماشيه من هنا فمو من العدل إني أورط أخواني في مشاكل لها أول مالها أخر مع واحد مايستاهل وأنا أساساً مو معبرته..

لكن أنتي غير ياثريا.. أنتي مابينك وبين وليد أي شي ممكن يشفع له ويصبرك عليه أو يخليكي تداري على سفالته ووقاحته معاكي .

إتسمرت نظرات ثريا على جوري وهي تمرر أصابعها في شعرها للحظات قبل ماترجع تربطه ذيل حصان وهي بترد عليها بهدوء ومو باين على وجهها أي إنفعال أو ضيق من كلامها الغبي وردت بخجل/ أوكيه انا فهمت وجهة نظرك وياليت تسامحيني عاللي قلته الصبح، أنا عن جد كنت متوتره من حركات وليد ورسايله وإنفجرت بوجهك بدون حق.

ردت جوري بإبتسامه/ مافي شي أسامحك عليه بعدين إذا مافضفضتي لي وطلعتي كل اللي مزعلك وقتها أي نوع من الأخوات هكون وقتها!

ضمتها بقوه /حبيبة قلبي الله لايحرمني منك ومن عقلك .

مسحت جوري على شعرها للحظات قبل ماتبعدها عنها بضحكه/خلاص كفايه أخاف تدخل أمل وتفهمنا غلط.

ردت بإبتسامه/لا ماعليكي أمل حبتك وإعجبت فيكي بعد ومارح أستغرب لو طلبت تداومين معايا بكره و--

قاطعتها بجديه/ثريا سيبينا من البهلله وخلينا في وليد.

إتنهدت بتعب/ وش أقول ووش أخلي ياجوري هذا صاير زي مسمار جحا ومن وين ماإلتفت ألقاه، ماشفتيه بعينك شلون منتظرني الصبح عند باب المستشفى ويوم رحنا المصلى والكافتيريا..

أنا خلص موبعارفه شلون أتصرف معه مليت وانا أصده واهزئه وهو مثل اللوح لا إحساس ولاضمير.

ردت بتأكيد/ طبيعي يتصرف كذا طول منتي ساكته عنه..ثريا ذا واحد جبان ونذل وصدقيني هوا بيستغل اللي مريتي فيه وبيتمادى في تصرفاته لإنه متأكد إنك هتفضلي الإنسحاب والسكوت في كل مره لحد ما تضعفي وتوافقي عليه في الأخير علشان تخلصي من ضغطه المستمر.

هزت ثريا رأسها بعدم تصديق/ مستحيل ياجوري وليد ماهوبغبي علشان يفكر بهالشكل.

ردت بثقه/ لا ياعمري غبي ونص.. وليد وخالد بيتمتعوا بنفس الغباء اللي بيخليهم يتمسكوا بأفكارهم وأوهامهم الغبيه مره بعد مره لحد مايصدقوها وذول بيكونوا محتاجين لشي يفوقهم من غبائهم .

أخذت نفس عميق وتابعت/أسمعي مني ياثريا وكلمي أخوكي وخليه هو يتصرف بمعرفته ويوقفه عند حده قبل مايتمادى أكثر من كذا ويتصرف بغباء يوديه ويوديكي في داهيه معاه.

سألتها بعدم إستيعاب/أي أخ فيهم!

ردت بهدوء/أبو بدر.

شحبت ملامحها فجأه وصرخت بعدم تصديق/ تبيني أحكي لسند! أنتي جنيتي!

جوري بتنهيده/يابنتي أبويا صحته ماتتحمل وشاهين طاير في السماء ومابقي قدامك غيره ع---

قاطعتها برجفه/سند لا ياجوري .. سند لوعرف باللي صار مارح يصير خير لوليد .

سألتها بسخريه/ هيقتله ببروده ولا بتحليلاته الغبيه اللي مدري من وين يجيبها!

صرخت فيها بعصبيه/ قلت لك كان سوء تفاهم وبعدين هو أعتذر لك أكثر من مره وأنتي خلص سامحتيه وش لها طولة لسانك الحين.

ضحكت جوري بمرح/ذحين بس فكيتي ولونك رجع لو كنت عارفه كان حشيت فيه من زمان.

جمدت مكانها بصدمه من ضحك جوري اللي زاد ورمتها بسماعتها الطبيه بقهر/صدق إنك سخيفه أنا حالتي بالويل وأنتي تنكتين!

وقفت ضحك وأخذت نفس وبهدوء/صح نكت للحظات بس أنا كنت بتكلم جد عن أخوكي وأنتي لازم تكلميه وبسرعه كمان.

دفنت وجهها بين إيديها وبرجفه/أقله عن رسائله اللي بيصبحني ويمسيني فيها.. ولا أقله عن وقاحته اللي خلته يتجرأ وينفرد فيني كل ماسمحت له الفرصه.. ولا عن ملاحقته لي من مكان للثاني.. ولا أقله إني صرت أحس إنه بيعد علي أنفاسي وقرب يخنقني.. وش تبيني أقله بالضبط ياجوري

جلست جنبها ورفعت وجهها الغرقان بالدموع وبهدوء/تقولي أنصاف الحقائق..

تقولي اللي هيضمن لك تصرف عاقل وحاسم من أخوكي بدون مايسيل فيها الدم للركب.. مثلاً قولي إنه وسط كذا زميله بينكم علشان يغيروا رأيك ويحاولون يقنعوكي توافقي وذا بيضغط على أعصابك .. أو قولي إنك بتحسي بنظراته المجروحه من رفضك وذا مو كذب..قولي إنك بتحسي بعدم راحه من تواجدك في نفس المكان.. إلفتي إهتمامه بشكل غير مباشر وخليه يتصرف بطريقته وأنتي عارفه الرجال ليهم أسلوب خاص بالتفاهم بينهم البين وبكذا وليد الزفت هيعرف إنك مولوحدك وإن وراكي رجال وبعدها هيفكر ألف مره قبل مايقرر يمشي معاكي في نفس الممر و---




لهالدرجة السالفه خطيره!!


شهقت بخوف لما سمعت صوت أخوها اللي قطع ذكرياتها وبإرتباك/هااا !

طالعها بقلق/وش اللي هااا، قلتي تبيني في سالفه وصار لك ربع ساعة محنطه ومافتحتي فمك بحرف شصاير يابنت أحكي شغلتيني.

بلعت ريقها بصعوبه وأخذت كأسة المويا اللي قدامها وشربتها بسرعه لدرجة إنها غصت وصارت تكح، طبطب على ظهرها بشويش وأعطاها منديل تمسح دموعها اللي سالت مع الكحه ومسك إيديها بحنان/ حبيبتي أهدي شوي وأحكي لي وش صاير معك واتأكدي إني في صفك ورح أساعدك مهما كانت السالفه إنزين!

كلامه حسسها بالراحه فأخذت نفس عميق وبدون مقدمات/بترك المستشفى وإبيك تنقلني مكان ثاني.

عقد حواجبه بإستغراب/وليه بتتركينها! أنتي تدرين إن هذي أفضل مستشفيات الرياض وبعد بيضم أفضل الكوادر الطبية وعلى مستوى المملكة.

هزت رأسها بموافقة/أدري بس أنا موبمرتاحه فيها وبيني وبينك مليت من جو الشغل ونوعية المرضى اللي بيترددون علي..

سكتت للحظات قبل ماتتابع بإبتسامه/تدري أنا قاعده افكر أقدم في مستشفى حكومي، حاسه إن الشغل هناك بيكون أكثر واقعيه.. يعني ناس عن جد مريضه وبتعاني ومحتاج لكل مساعده ممكنه مو بمثل المستشفيات الخاصة.. انا حاسه إني رح أطور نفسي وأزيد خبرتي في بيئة قليلة الإمكانيات.. وبعد لاتنسى عامل التحدي.. الشغل في القطاع الحكومي بيكون حافز لي علشان إتحدى نفسي وأحاول أثبت قدراتي كد--

شصاير ياثريا!

قاطعها بحزم بعد ماأستمع لسيل الكلام اللي طلع منها بإندفاع وإرتباك واضح..

إبتسامتها مااخفت رجفتها إيديها الواضحه !

ونبرة صوتها المتوتر ماأقنعه بتبريرها الضعيف!

أخته قاعده تكذب عليه وهي تظن إنها ممكن تخدعه ببساطه!!!

ردت بتوتر/هذاني قلت لك ياسند و--

قاطعها بهدوء/أتركي عنكي الحكي الفاضي وقولي السبب الحقيقي اللي تبين تتركين شغلك بسببه.

عضت على شفايفها بقهر"حسبي الله على شيطانك ياجوري زين الحين يوم ورطتيني معه و--

فزت من مكانها لما ضرب عالطاوله بخفه وقطع أفكارها وبنبره باكيه/سند شفيك خوفتني .

ضمها بحنان وبإعتذار/أسف موبقصدي بس أنتي موبعلى بعضك..

جلسها جنبه وبهدوء /أنتي أكثر وحده إتحمستي يوم قلت لك بتستلمين شغلك بهالمستشفى وعمرك ماشكيتي من كل هالنقاط اللي حكيتي عنها فطبيعي أشك وماأصدق هالسبب .

أعطاها فرصه ترد ولما ظلت تلعب بإصابعها بصمت تابع بإقناع/ قلت لك بسمعك وبساعدك مهما كانت السالفه ولا أنتي موبواثقه فيني!

ردت بتنهيده/والله واثقه ياخوي بس --

سكتت للحظات وجملة جوري بتتردد في بالها "قولي أنصاف الحقائق.. أنصاف الحقائق"، اخذت نفس وأتوكلت على الله وحكت له..

،
،
،

كيف يحدث أن تستيقظ ذات صباح لتجد أنك قد أضعت جزء منك!!!

جزءً لايعلم بوجوده أحداً غيرك !!

ولايشعر بفقدانه سواك!!

كيف يحدث أن تستيقظ ذات صباح لتفاجأ بإن داخلك قد أصبح أشبه بلعبة تركيب الصور!!

مهما قمت بجمعها وإعادة ترتيبها..

لاتكتمل !!

لإن أهم قطعة هي القطعة الأخيرة..

وبدونها..

ينتهي الأمر بمجرد إطارٍ لصورة مبعثره..

بأجزاء صغيرة لا معنى لها..

هكذا أنا..

منذ أستيقظت ولم أجدك بجوراي كما إعتدت..

قد أبدو أمام الجميع قطعة واحدة..

واثقة..

هادئة..

متماسكة..

إلا إني لست كذلك..

فأنا بدونك أشعر أني ..

ناقصة !!

خاوية !!

مبعثرة !!

أنا حقاً....

....أفتقدك..

وبشده....

(خياله والخيل عشقي)


قفلت دفترها وضمته لصدرها بقوه للحظات قبل ماتخبيه بين ملابسها وتطلع من غرفتها وهي تفكر فيه بمراره.. كم مره من وقت رجعت لوعيها ضبطت نفسها وهي بتدور عليه بغباء وهي ناسيه إنها ضيعته وفجأة تتذكر ذا الشيئ وترجع تكتئب..

ومهما حاولت تنساه إلا إنها فشلت في ذا الشيئ لإن كل شيئ بيفكروا بيه..

إفتقدت وجودها تحت مخدتها وهي نائمه..

وإشتاقت لملمسه وهو ملفوف على رقبتها..

ولحواراتها المجنونه معاه..

مرت خمسة أيام على وصولها لصنعاء مع معاذ وعلي اللي قال إن عبدالرحمن جاه شغل برا جده علشان كذا حجز لها ورجعت بدري وعلي أستقبلها في المطار أما معاذ فراح من المطار على مكتب المحاماة تبعه ورجع البيت في وقت متأخر وكإنه جاي من السفر.

حالتها النفسية والجسديه كانت أكثر من سيئه بعد ماإتلقت صدمتين في نفس الوقت..

الصدمه الأولى تخلي عبدالرحمن عنها..

والثانيه ضياع شالها..

ماكانت متذكره أشياء كثيره عن اللي صار بعدها لكن علي قلها إنها ظلت يوم ونص نايمه بسبب المنوم والحمى اللي خلتها أشبه بالجثه وبعد ماصحيت كانت لازالت بتعاني من أثار المنوم والمرض لدرجة إنه أضطر يشيلها شيل للسياره لما رجعوا على جده وفي بيتها قضت يومين في السرير لين إتخلصت من الحمى نهائياً وسافروا ومن يوم ماوصلت ومعاذ بيعاملها بأسلوب أقرب للتجاهل.. إذا كان الكل موجود بيوجه لها كلمتين أوثلاثه تجنباً للفت الأنظار وهي عاملته بهدوء وخففت من إريحيتها وحركاتها المعتاده معاه مو لإنها زعلانه منه لكن مراعاة لمشاعره وماحبت تضغط عليه.. أما عبدالرحمن فكانت تأخذ أخباره من غنى وأمها بطريقة غير مباشرة ومتأكده إنه بيتصرف بالمثل وبيتطمن عليها من بعيد لبعيد..


دخلت المطبخ وإبتسمت لمالقت ياسمين وغنى ونادية وبناتها منار ونهى وكل وحده مشغوله بشيئ والمطبخ حايس كعادته قبل الفطور مابين تسخين وقلي وتجهيز سفره، رفعت ملعقة الشربه في وجه البنات بتهديد/ياويلكم إن طلعتوا شقتكم وفي ملعقه وسخه في المطبخ.

غنى بلعانه/مع نفسش من اللي قالت مابلا (لازم) نتجمع في مطبخ واحد! خلاص إتحملي.

ناديه بتفكير/مش كان احسن ياجوري لو كل وحده طبخت في شقتها وبعدين نزلناه وقت الفطور !

ردت منار بضحكه/كل اول يوم في رمضان بتقولي نفس الجمله يمه..

ضحكت ياسمين ونهى وأيدوا كلامها وجوري ترد/مو أمك ياحبيبتي عندها ضعف في الذاكره لإن الأم بتفقد جزء من ذاكرتها في كل مره بتحمل فيها وأنتوا أربعه ماشاء الله يعني الله يستر لاتنسى أسمها.

ناديه بملل/بحجر الله كن بطلي حقش الدراسات والخباله اللي بتقريها، جدتي الله يحفظها عمرها تسعين وولدت عشره وسقطت ثلاثه وعادي ذاكره ماوقع لها وهي بنت سبع سنين

عمي عبدالرحمن جاء

إلتفتوا كلهم لما سمعوا صراخ صالح ورمت غنى السكين من يدها ووقفت تغسل وناديه تسألها بمكر / هيا مالش قمتي ياقمر هوذا أنتي زعلانه منه وقلتي ماهتحاكيه !

غنى بضحكه/قلت إذا فطرت أول يوم من غيره والحمدلله ماقد أذن مغرب.. يلا خاطركم .

منار بتساؤل/ والسلطة من هيقطعها ياعمه !

لبست شرشف صلاتها ونقابها/ مادخلني إتصرفوا ولا أقلكم مش لازم سلطه اليوم.

ناديه بضحكه/هييي نهار رمضان صوموا

شهقت غنى وبإحراج/بس قلة أدب البنات هانا جوري ش--

قطعت جملتها لما مالقت جوري وردت ياسمين بضحكه/جوري سبقتك من زمااااان .

صرخت غنى بغيض وطلعت بسرعه وشافت جوري مستنده عالباب بإبتسامه وعبدالرحمن في حضن أمه اللي بتبكي كالمعتاد كل ماأستقبلت أو ودعت أحد فيهم .
جراح..


وأخيراً أصبح لصاحب الوجه المشوه أسم..

بعد مواجهته مع علي اللي أستفزه لأقصى حد اتفاجأ بإنهم أتوصلوا لنوع من التفاهم اللي ماكان متوقعه ولقي نفسه بيتبع نصيحة علي وبيتصل على حاتم وبيحكي له عن صاحب الوجه المشوه وبعد مرور عدة ساعات كشف حاتم هوية صاحب الوجه المشوه وزودهم بالمعلومات اللي قدر يحصل عليها من التحقيق مع رجال المزرعه ..
لكن للأسف أسمه وعنوان بيته وحتى ذكرهم لإعاقته ماوصلوه لأي شيئ يخصه !

لإنه حسب أقوال الجيران اللي عرفوه من الوصف إتضح إنه صار له حول السنتين من وقت اللي ترك بيته وماعاد شافوه في حارتهم المتواضعة!

أخذ نفس​ عميق ورجع يركز ويقرأ الرسالة اللي وصلته بعد ماإسترجع طفلته بيومين.

"الأغراض اللي إنأخذت مني أتمنى تحتفظ فيها كأمانه وبسريه لين يجي الوقت المناسب وأجي أخذها"

الرساله كانت من رقم مجهول لكن بمجرد ماقرأها عرف هوية المرسل..

جراح ..

اللي كان أشبه بفص ملح وذاب بسبب حرارة الرياض الخانقه..

حتى بصماته اللي كانت منتشره في غرفة الطوارئ ماوصلتهم لشيئ وذا أثار غضبه لأبعد حد خاصة بعد ماكان متأمل إنه يلقى له ملف في الداخلية فمجرم زيه أكيد له صحيفة سوابق أو كذا كان مفكر و---




بعدك تفكر فيه!



إلتفت لريان اللي إنتشله من ذكرياته وقرأ الرساله للمره الأخيره وهو عاقد حواجبه بتصميم/ ومارح أشيله من بالي إلا إذا عرفت وش سالفته..

إتحرك في المكتب وهويمرر أصبعه الصغير على الجرح اللي قاطع حاجبه بتفكير/ في شي غريب في هالسالفه ياريان.. الكاميرا اللي كلها صور للناس اللي قبضتوا عليهم في المزرعه ولغيرهم والدفتر اللي كله رموز وطلاسم !

ريان بثقه /أنا مع سامر في تحليله والظاهر إنه كان يبي يمسك عليهم ممسك يأمن فيه غدرهم أنت تدري هالأشكال مالها أمان و--

قاطعه بعدم إقتناع/ إنزين ورسالته الغريبه اللي بيطلب فيها أحافظ عالأمانه وكإنه عن جد رح يتجرأ ويجي لأجل يأخذها!! وماإكتفى بي لحالي لا بعد أرسلها لعيال أعمامي وكإنه موبمتأكد هي مع منو بالضبط!

ريان بتفكير/ أكيد موبجاي بدون خطه وأكيد بيساومك أو يحاول يهددك بشي م--

قاطعه بتساؤل وكإنه موسامعه/ وإعاقته اللي حكى عنها جيرانه واللي طلع مالها أساس من الصحة بدليل هروبه المتقن من الحرس والمستشفى بكبرها ! هذول الحرس الخاص بسند المنذر تدري وش معنى هالشي!

إتنهد ريان بملل من الجمله اللي ماكانت غريبه عليه لإنها بتتكرر من وقت للثاني وإن إتلفظت بصيغه مختلفه إلا إنها في النهاية بتتعلق بسند نفسه!
فسند رغم تواضعه مع المقربين منه وتعامله البسيط معاهم وكرمه وحبه لمساعدة الغير إلا إنه معتد بنفسه وفخور لدرجة الغرور أحياناً، ورد بتأكيد/سند المنذر يعني أكثر الخدمات تميز وتفرد وكفاءة في كل النواحي.

ضرب سند عالطاوله بقوه/أجل شلون سواها ونفذ منهم بهالسهوله ياريان! وبعد وش هالجرأه اللي عنده وخلته يطلب مني أحتفظ فيها بأغراضه بمنتهى البساطة! والأهم وين سمعت عن مجرم حقير يساعد ضحيته وبعدها يهرب بدون مايريق قطرة دم وحده وبدون مايترك وراها أي أثر !

رد ريان بغيض/إنزين أنت ليه معصب! المفروض تحمد ربك إنه ساعدها ورجعها لك بالسلامه وبدون أي --

قطع جملته لما طالعه سند بنظره كان ممكن ترعب شخص غيره قبل مايتابع بتنهيده/لا تناظرني وكأني قلت شي غلط أو شي المفروض إني ما أعرفه ولانسيت إني كنت موجود في أول مره تقابلتوا فيها وبعد حضرت مواقف--

قاطعه بحده/الظاهر إن الشغل أثر عليك ومحتاج إجازه ترتاح فيها وتن--

قاطعه ريان بثقه/ والله أنت اللي محتاج أجازه، أنت ماشفت حالتك يوم كانت مخطوفه وماندري وينها فيه ! أنت كنت ميت رسمي ياسند ولاتنكر هالشي عالأقل قدامي ومن بعد اللي صار وأنت ذابح نفسك في الشغل وقلبت سندباد على غفله وداير من بلاد لبلاد مثل المجنون .

طالع ريان ببرود وجلس على مكتبه وبدأ يقلب في الملفات وهو بيتسآل داخله بقلق " إن شاء الله مايكون أحد غيرك لاحظ هالشي! " وببرود/ هالجنون اللي تحكي عنه أسمه شغل وإلتزام وإذا ماعندك شي مهم تضيفه فالأفضل إنك تروح وتشوف شغلك بدل هالخرابيط اللي تحكي عنها .

إنفجر فيه ريان بقهر/ ترى مرينا بنفس هالموقف والجمله قبل هاليوم وبعد كانوا بسبب نفس الشخص بس أنت مصر تتمسك بكبريائك الغبي والأعمى اللي خلاك ترفض تعترف بإنك مهتم ف--


هذا حاتم..


قاطعه سند لما رن جواله وأستقام في جلسته بلهفه حاتم وعده يتواصل معه إذا جد شيئ وأكيد متصل لذا السبب.

صرف ريان بإشاره صامته بتدل على نهاية نقاشهم عالأقل من جهته لإن ريان طالعه بحده/بتركك الحين بس تأكد إن كلامنا ماإنتهى لهنا لإن وضعك صار ماينسكت عنه أبد.

وطلع وصفق باب المكتب وراه بقوه وسند يهمس بغيض /وذا بعد كان نفس موقفك الغبي اللي يرفع الضغط.


رن الجوال بإصرار وذكره بالإتصال المهم وشال ريان من باله مؤقتاً وأخذ نفس عميق وفتح الخط

،
،
،


خرج من الحمام وأستغرب من برودة الغرفه الغرقانه في الظلام !

معقول ندى شغلت التكييف وطفت الأنوار لإنها عارف إنه بينام بعد الفطور .. إبتسم بسخريه وهو يفكر" وكإنها مفكره في وجهك وهي ماعبرتك من يوم مارجعت "

شغل الإضاءة وطلع بيجامته و بدأ يلبس بعصبيه..

ندى من يوم مارجعت من بيت أهلها وهي مطنشته، بتتجاهله فترة وجوده في البيت وكلامها عالقد حتى طلباتها تكتبها في ورقه وتعلقها على مراية التسريحه !

ندى أتغيرت وحس كإنه قدام وحده ثانيه !

ندى اللي يعرفها كانت ماتصدق اللحظه اللي بيرجع فيها للبيت وبتظل على طول معاه وكإنها لاصقه فيه...

ندى اللي يعرفها تهتم فيه ومابتبخل عليه بحبها ومشاعرها..

ندى اللي يعرفها تهرج وتضحك وتداعبه بحركاتها الإنثوية اللي بيحبها بس ذ--



ممكن تطفي النور !


إلتفت بحده للصوت اللي قطع أفكاره وعقد حواجبه بإستغراب/أنتي متى جيتي !

دفت اللحاف بإنزعاج/ أنا كنت نايمه وأنتا اللي جيت وصحيتني بحركتك المزعجه.

رد بضيق/ماأدري إنك هنا على بالي في المطبخ ولا مع العيال كالعاده .

شدد على آخر كلمه لعل وعسى تحس بس هي كتمت تثاؤبها وردت بنعاس/ أمس مانمت واليوم من بدري في المطبخ وماصدقت فطرنا قلت أنعس شويه للعشاء.. خلصني وأطفي النور بنام .

جز على أسنانه بغيض /معليش أتحملي لين أخلص لبس.

فك عيونه عليها لما وقفت ودخلت الحمام وهي تتأفف بطريقه عصبته.. موكفايه إنها إتصلت لأبوها وراحت بيت أهلها ومارجعت غير قبل رمضان بثلاثه أيام ومن يوم ماجات وهي بتتجنبه في غرفه النوم وكأنها موطايقه وجوده تقوم ذحين وتتأفف في وجهه بذي الطريقه و--


ترك أفكاره على جنب لما خرجت وهي تترنح للحظات قبل ماتصرخ وبدون مايحس قفز ومسكها قبل ماتطيح /بسم الله عليكي إيشبك !

لفت إيديها على خصره وسندت رأسها على صدره بعفويه/ رجلي إتشربكت في الزوليه..

نسي كل الكلام اللي فكر فيه من شويه وسكر بريحة عطرها وشدها لصدره ومرر يده على خدها واتأمل وجهها بشوق/الحمدلله جات على قد كذا.
ردت براحه/ لو مالحقتني بسرعه كنت طح--

قطعت كلامها بشهقه قبل ماتبعد عنه بسرعه وهي تعدل قميص نومها بحركه جذبت إنتباهه لجسمها، كانت لابسه قميص نومها البنفسجي المفضل عنده وذي أول مره تلبسه من يوم مارجعت..

يعني هو صح سابها في حالها وطنشها كمان بس ذا لإنه كان مضغوط وأعصابه متوتره غير إنه زعلان منها وماكان فيه حيل يداريها أو يفتح معاها أي نقاش لكن مايقدر ينكر إنه أشتاق لها طول الفتره اللي فاتت وذحين وهي بالمنظر ذا حس بعقله هيطير م--

جلس على طرف السرير وراقبها تعدل مخدتها قبل ماتسأله /هوا أنتا موناوي تطفي النور !

كان مشغول بالنار اللي سرت في جسمه وأنفاسه اللي إتسارعت من منظرها المغري وهي نايمه جنبه براحه بدون ماتنته لنظراته اللي مسحتها من فوق لتحت وهي تكرر سؤالها اللي ضايقه وخلاه يرد بعصبية مالها داعي/
أنتي عليكي عفريت أسمه أطفي النور !

ردت بهدوء/ بسم الله عليا من الجن والعفاريت ومافيا شي بس بنام عندك مانع !

رد بضيق/أحد ينام ذا الوقت !

قلبت شفايفها بإستنكار/منتا كل يوم بتنام وترتاح ذا الوقت كنت قلتلك شي !

رد بغيض/ خلااااص نامي وأشبعي نوم .

ردت بلامبالاة /لاتوصي..

كور إيديه بغضب لما أعطته ظهرها بكل بساطه وبسرعه سحب اللحاف وغطى جسمها اللي تشوف ريقه وتركها ومشي وقبل مايوصل للباب نادته بلهفه/ خالد !!

ماصدق لما سمعها تناديه وإلتفت لها بتردد/هلا .

ردت بتنهيده/ لاتنسى تطفي النور..

جمد مكانه للحظات قبل مايستوعب اللي قالته!

كان مفكر إنها كمان أشتاقت له وغيرت رأيها بس طلع غلطان وكمان غبي وبسرعه طلع من الغرفه وصفق الباب وراها بعنف وهو يكلم نفسه بغضب .


،
،
،

رغم إنه ماصارله أكثر من خمس دقايق منتظر إلا إنه حسها خمس ساعات !

طالع ساعته اللي إتجاوزت الحادية عشرة مساء وزفر نفس عميق بتوتر غير مسبوق لكن نظراً لنقص المعلومات اللي بيعاني منه فالتوتر نتيجة طبيعية خاصة وهو بيتأمل المجلس الملكي بثرياته الكريستاليه المشعه وأثاثه وديكوره الفخم والمميز ومع إن منظر القصر من الخارج كان بيوحي بفخامة المكان إلا إنه فاق توقعاته بمراحل وزاد حيرته بخصوصها !

جو الفخامه والترف المبالغ فيه اللي شايفه الحين بيوفر بيئة مريحه وآمنه وخاليه من المسئوليات بالأخص للبنات اللي أكيد هيكونوا ناعمات وحساسات لدرجة ممكن تصيب الشخص بالغثيان لكن ذا كان بيتناقض مع شخصيتها اللي صدمته بقوتها وبرودها الساخر رغم الظرف الصعب اللي كانت فيه و--



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


إنقطعت أفكاره ووقف وهو يلتفت لمزيج الأصوات اللي سلمت عليه ورد بهدوء/وعليكم السلام والرحمة .
عرف الأثنين اللي دخلوا لإنه سبق وشافهم.. أتقدم وسلم عليهم بإحترام وبعد ماإتبادلوا كلمات الترحيب وقاموا بواجبه، اتأمله أبو سند بتركيز/ والله منت بغريب وكأني شايفك قبل هالمره بس موبمتذكر وين !

هز رأسه بموافقه وعرفهم بنفسه/ حمد ** وسبق واتقابلنا في ملكة رياض الله يرحمه وبعد في عزاه.

الجد بود/ الله يرحمه ويغمد روحه الجنه، والنعم بك وبأهلك زارتنا البركه.

حمد بتوتر/ ماعليك زود ياعم صقر ويبارك في عمرك بصراحه أنا --

سكت للحظات وهو محتار كيف يبدأ معاهم السالفه !


مشكلته الأساسيه ماكانت بسبب طبيعة مهمته اللي بتفرض عليه السريه التامه لكن كانت بسبب الحيره اللي وقع فيها بعد ماحاول يتواصل مع أخوها !

كان يدري إن قبيلة المنذر كبيره لكن بما إنها زلت بلسانها بأسم زوجة رياض لما سألها فذا أكد له إنها قريبه منها هذا إذا ماكانت أختها أو بنت عمها لذلك قلص دائرة البحث حول أهل زوجة رياض واللي كانوا أحفاد صقر المنذر وهنا كانت الصدمه ل--

أنتبه لشرود أفكاره ولصمته اللي طال وهم ينتظروا يكمل كلامه، سلك حلقه وأخذ نفس عميق وبهدوء / السالفه لها علاقه ببنتكم اللي إنخطفت قبل--

قاطعه أبو سند بصدمه / جوري !

هز رأسه بمواقفه وفي داخله "جوري ! مارح يخطر لي
هالأسم لو بعد ألف سنه و--

قطع الجد أفكاره بسؤاله المفاجئ / وأنت من وين تعرفها وشلون عرفت بالسالفه وحنا مابلغنا الشرطه وبعد محد يدري باللي صار !

حمد بتردد/أنا كنت معها في المزرعه و--

قاطعه أبو سند ومسكه من ياقة ثوبه بغضب/آه يالنذل ولك عين تجينا بنف--

قاطعه بتوتر /هدي شوي أنت فاهم السالفه غلط ياعم مساعد.

ضرب الجد الأرض الرخاميه بعصاته وبأمر/ أتركه عنك يامساعد .

صرخ /يبه شلون أتركه بعد سواته في الجوري !

طالع الرجال المستسلم لغضب ولده بهدوء ورضى غريب وسحب يد ولده وجلسه بأمر/قلت لك أتركه وخل نأخذ العلم بالأول .

جلس بدوره وألتفت للرجال الغريب اللي ملامحه بتوحي بالثقه وسأله بجديه/أنت وش سالفتك يابن الناس !

عدل حمد ثوبه وجلس جنب الجد وبهدوء/ أنا مالي علاقة بسالفة خطفها لكن أراد الله إني أكون بالمكان اللي كانت بنتكم محجوزه فيه وقت اللي إنخطفت ويوم عرفت إنها بنتكم ساعدتها تهرب وهذي هي كل السالفه .

أبوسند بعصبيه/ يعني مجرم وكذاب وجاي تلعب علينا وتبينا نصدقك !

سأله بمنطق/ بنتكم وصارت عندكم واللي خطفوها صاروا بالسجن ليه أكذب عليكم! وش بستفيد ياعم مساعد !

الجد بأمر/ قلت لك وش العلم أحكي !!

"هذا اللي كنت عامل حسابه" أخذ نفس عميق وطلع هويته وناولها الجد بهدوء/ أنا المقدم حمد ** وكنت زميل رياض الله يرحمه في مكتب المكافحة وإذا موبمصدقين تقدرون تسألون العميد سعد **

سكت علشان يعطيهم فرصه يتأكدوا من هويته ويستوعبوا إنه مو مجرم أو خاطف أو أي شيئ من اللي فكروا فيه من لحظات.

بمجرد ماسمع أبوسند أسم سعد طلع جواله وأتصل عليه وسأله عنه ورد بإنه يعرفه فعلاً وقال إنه بيجيهم فوراً..
إما الجد فبعد ماتأكد من الهويه أعطاها لولده اللي طالعها للحظات قبل مايكلم حمد بحده/ أعذرني عاللي صار لكن أنت اللي حديتني على هالتصرف.. هالسالفه حساسه وكان لازم تعرف عن نفسك بشكل أوضح وبعد جوري ماجابت طاريك أبد !

هز رأسه بمواقفه/ حصل خير ياعم مساعد .

الجد بإهتمام/ إنزين شلون ماقد شفناك قبل اليوم السالفه مر عليها ثلاث أسابيع ؟ وإن كنت ساعدتها مثل ما قلت شلون الجوري ظلت ساكته وحتى سند وعبدالرحمن ماجابوا طاريك !

رد بهدوء/بصراحه أحنا ساعدنا بعض لكن أنا إنصبت وقت اللي هربنا وأضطريت أختفي لفتره بسبب ظروف خاصة وكنت طلبت منها ماتجيب طاري عني لأي أحد لنفس الظروف ولي معها ومع أخوها عبدالرحمن أمانه و جيت اليوم لأجل أخذ أمانتي وأتسهل بإذن الله.

طالعه أبوسند بإستغراب/ أمانه مع جوري وعبدالرحمن !
حمد/ هي قالت إن أسمه عبدالرحمن و--

قطع جملته وفكر للحظات قبل مايتابع بإستغراب/ بس الغريب إني يوم سألت مالقيت أحد بأسم عبدالرحمن المنذر !

إنتبه للنظرات الغريبه اللي إتبادلها الجد مع ولده قبل ما يرد الجد بهدوء/لإن مابه عبدالرحمن المنذر أنت تقصد عبدالرحمن الجابر .

هز رأسه بنفي ورد بتفكير/ أقصد عبدالرحمن المنذر.. هي قالت إنها حكت مع أخوها عبدالرحمن وإنه بيقابلنا عالطريق وأنا كنت ناوي أخذ اللي يخصني وأروح قبل لايجي لكن مدري وش اللي صار وفجأة قمت وأنا بالمستشفى ففكرت إن عبدالرحمن اللي حكت عنه هو اللي أسعفنا وهو بعد اللي حطني تحت الحراسه وأخذ أغراضي وأنت توك قلت إنه ماجاب لكم طاري عني .

عقد حواجبه بتركيز وهو يلاحظ تبادل نفس النظرات الغريبه بينهم وكإن في كلامه شيئ غلط !

لحظات الصمت الي تلت كلامه ونظراتهم الغريبه كانت أكثر من كافيه علشان يتأكد من شكه..
ل
ما كان بيحاول يتبع أخبارها ويعرف شلون إنتهت السالفه إكتشف إنه مافي أي شخص بأسم عبدالرحمن المنذر !

وللحظات شك في إنه سمع الأسم غلط لكن كيف سمعه غلط وهو للحين متذكر نبرة الفخر والأعجاب اللي ميزت صوتها وقت اللي حكت له عن أخوها عبدالرحمن أو عبادي على قولتها ..

لكن عبث.. مهما دور أوسأل فالنتيجة وحده!
وزي مايكون بيدور على أبره في كومة قش واللي أسمه عبدالرحمن ماله وجود !

وفي الأخير أضطر يرسل رسالة جماعية لكل أحفاد صقر المنذر !

رسالته كانت مبهمه وغير مفهومه بالمره لكن بمجرد ماتوصل للشخص اللي أسعفهم عالمستشفى وأخذ أغراضه الخاصة رح يفهم قصده فوراً .

لكن كلامهم ذا ضرب بكل توقعاته وجهوده عرض الحائط ويمكن ضيع منه معلومات بالغة الخطورة والأهمية،

طالعهم بحذر/ يعني البنت اللي ساعدتها بنتكم ولا لا ؟ أخوها اسمه عبدالرحمن ولا لا؟

وقف الجد ورد بثقه/أيه بنتنا بس بالأول خل ننشدها عنك .

وقف معاه وبهدوء/ خذ راحتك وأنت بس قلها المقدم حمد يبي الأمانة اللي عندك وهي بتفهم وإذا ممكن بعد أبي أقابل عبدالرحمن وياليت يكون الحين .

إبتسم بوقار/ خير بإذن الله أنت موبغريب تقهوى وعين خير لين يوصل سعد وسحورك الليله عندنا وحنا شوي وبنرد.

هز رأسه بموافقة وبمجرد ماصار لوحده أتصل على سعد..

أما أبوسند أول ماطلع سأل أبوه بعدم إستيعاب/يبه أنا موفاهم شي! هذا وش يقول !

مسح على لحيته بتفكير/سند هو اللي لقاها وأخذها عالمستشفى ووكاد هو اللي أخذ أغراضه ويدري بالسالفه..

إلتفت لولده بأمر/أتصل عليه خل نأخذ العلم منه.

سأله بعصبية/ إنزين والجوري وش السواة معها! هالبنت تبي تذبحني بهبالها يبه !

إتنهد من قلبه قبل مايرد بإبتسامة/جوري خلها علي ولا تحكي معها بأي شي وأياني وأياك تجيب طاري لسند عن اللي صار بينها وبين حمد .

طالعه بشك/ يبه شناوي عليه أنت بعد!

أتوسعت إبتسامته /ناوي ألعب بأعصاب ولدك اللي موبراضي يتحرك للحين.

رد بضيق/ سند ماهوبغبي وأكيد يدري إنها بترفضه عقب اللي صار وبعد يدري بمرضها ولأجل هالشي تم ساكت للحين .

رد بخبث / والحق معه لكن إبي أبرد حرة أمك المسيكينه اللي كان الود ودها سند يملك عالجوري قبل لاتسافر وبغت تموت علي يوم سافر سند بعدها بدون لايجيب لنا طاري خطبه وعرس .

رد بتنهيده/ يبه العله موبسند العله في اللي رأسها أقسى من الحجر.. كلكم تبونه يستعجل ويخطبها وكإنها تحتريه وبتقول حاضر وتم وهي ماتدري عن هوا داره..

ربت على كتفه وبثقه/ أنت بس سوي اللي قلت لك عليه وربك بيفرجها من عالي سماه.
هز رأسه بموافقه/ونعم بالله..

وطلع جواله ودق على سند وفتح أزرار ثوبه العلويه بأصابعه ترجف وأخذ نفس عميق قبل مايرد عليه .


،
،
،


كانوا في المول لما جات ديما الدوره وحبت ترجع البيت لإنها عارفه نفسها بتبكي وتتلوى قدام خلق الله وقررت إنها ترجع معاها من جهه كانت ماله من اللف في الأسواق اللي كل يوم والثاني والبنات ساحبينها معاهم فيها ومن جهه ثانيه عبدالرحمن كان متضايق من نزلتها الكثيره وهي أساساً زعلته منها الليله اللي فاتت بكلامها عن تضحيته وتركه لغنى وجود وماحبت تزيدها بينهم.. وبعد مارجعوا عالبيت ديما طلعت تشرب مسكن وتريح وهي جلست مع أمها منيره والبقيه تحت بس عالمغرب جات الشغاله وقالت لامها منيره إنها بتروح المستشفى مع ديما لإنها تعبت زياده ومالقت مسكن من اللي بتحتفظ فيه ثريا لذي الحالات ولما طلعت تشوفها ولقتها تبكي من الألم حزنت عليها ودقت على أخوها تستئذنه وراحت معاها لأقرب مستوصف وبعد ساعه كانوا راجعين عالبيت..
طالعت في ديما اللي سانده رأسها عالمقعد ومغمضه عيونها بتعب وحست بحنان أمومي ناحيتها.. ديما فكرتها بياسمين اللي كانت تتعب وقت ماتجيها الدوره ولازم تطيح أول يومين بدون حركه وهي تقعد رايحه جايه بكأسات النعناع والزهوارت وقربة المويا الحاره في محاولة للتخفيف عنها بس ديما أخذتها من قاصرها وفضلت المسكنات ع--

إنقطعت أفكارها بسبب جوالها اللي رن وهمست بضيق / والله لو تتصل من ذحين لسنه قدام ماني راده عليك.

صمتت الجوال وطالعت رقم خالد اللي بيلمع عالشاشه لين فصل.. اليوم أستلمها إتصالات ورسائل وهي مطنشه وشغاله تمسح فيها أول بأول، طالعت الجوال للحظات قبل ماتحظر رقمه وترمي جوالها جنبها بنفاذ صبر/أنا اللي غبيه واستأهل.

كان بإمكانها تحظره من قبل بس ظلت لآخر لحظه تفكر إنه ممكن يصير شيئ لاقدر الله لعيالها ويحتاج يكلمها عن جد وذا اللي خلاها تتحمله بس ذحين صبرها نفذ وحست إنها بتنفجر لو لمحت رقمه مره كمان و


إلتفتت لديما اللي صحصحت وبدأت تستهبل عليها وأخذهم الكلام عن المسكنات والحلول البديله لتخفيف الآم الدورة و



إنقطع كلامهم لما فرمل السواق فجأه وإتخبطوا بقوه داخل السياره وهم يصرخوا وبعد ماوقفت السياره إتعدلت وهي تفرك رأسها بألم /ديما صار لك شي! وأنتي يالاني!

طمنتها ديما قبل ماتطالع السواق بعصبيه/كومار ووجع شفيك ماتشوف و--

قطعت ديما كلامها لما إنكسر زجاج السياره بقوه وصارت تصرخ مع الشغاله بخوف لما اتفاجئوا بأثنين هاجمين عالسياره !

كانت رافعه الغطاء عن عيونها وشافتهم بيهجموا عالسواق وزوجته اللي أغمى عليهم قبل ماتنفتح أبواب السياره الخلفيه !

فقدت القدره عالتفكير للحظات وحست إنها في فيلم هندي لما برز قدامها الملثمين ماسكين مسدسات وبينقلوا نظراتهم بينها وبين ديما للحظات قبل مايعلق واحد فيهم بصدمه/بس هذول ثنتين!

إتعلقت ديما فيها بقوه وهي تصرخ والثاني يسأل بحده /من فيكم ديما المنذر!

كررت وراه ديما برعب /ديما!! ديما!!

حاوطتها بذراعها وضمتها بقوه وهمست لها/لاتخافي مارح أخليهم يلمسوكي.

صرخ الرجال بعصبيه/ قلتلكم منو ديما!

أخذت نفس وردت بحذر/ليه بتسأل خير!

أشر لها بأمر/نزلي بسرعه.

دفنت ديما وجهها في صدرها وببكاء /يباااه.. يماااه الح..قونا.

همست لها بتوتر /هووششش لاتخافي حبي --

قاطعها الرجال بصراخ/حنا موبقاعدين نلعب اللي أسمها ديما تنزل بسرعه ولا قسم بالله لاأفرغ المسدس في الكل.

ضمت ديما بقوه وفي داخلها"ديما! مالقيتوا إلا ديما تخطفوها! ذي ممكن تموت قبل ماتعدي باب السياره" نقلت نظراتها بتوتر بين ديما المتعلقه فيها وهي تبكي
وتصرخ بهستيريا وبين الرجال اللي كان يلوح بالمسدس في وجوههم بعصبيه وديما تسأله ببكاء/ليه ... ديما... ليه !!

حست برعبها من سؤالها اللي كان متقطع ومو مفهوم، بعدتها عنها بشويش وهي تصرخ بإعتراض ورفعت
وجهها وهمست لها بحنان/قلتلك لاتخافي وبطلي بكاء والله ماأخليهم يأخذوكي سامعتني هووووش لاتبكي محد هيلمسك أنا هروح معاهم و--

قطعت كلامها لما إنسحبت من كتفها بعنف وكرد فعل لاإرادي سددت ضربه خلفيه بمرفقها للشخص اللي سحبها وهي بتدعي إنها تصيب مكان حساس وقبل مايلحق اللي سحبها يستوعب اللي صار رفعت ذراعها لجانب وجهها وسددت لكمه خلفيه بأقوى ماعندها واتأكدت إنها أصابته لما حست قبضتها بتصطدم بشيئ عالأغلب إنه وجهه تبعتها صرخة ألم مدوية ومصدومه ملحوقه بسيل شتائم من العيار الثقيل..

إتجاهلته وعدلت جلستها و هي بتحاول تتحكم في تنفسها السريع وقلبها اللي بيقرع زي الطبل وحست براحه لماشافت ديما أغمى عليها عالأقل هتفكها من صراخها اللي بيصم الأذان ويشتت التركيز و



والله لأذبحك ياالكلبه

إنقطعت أفكارها لما هجم عليها ورفعت إيديها قدام وجهها بحركة كاراتيه دفاعيه بس قبل مايقرب منها
مسكه الملثم اللي معاه وصرخ فيه بحده /أنت جنيت!

دفه بصراخ/أتركني قسم بالله لذبحها الليله ..

مسكه من جديد وبأمر/لاتنسى الأوامر ممنوع نلمسها ياغبي.

رد بغضب/ أنت موبشايف وش سوت فيني !

تابعت حوارهم الغريب بإهتمام وإستغراب والملثم الأول بيمنع الثاني اللي ضربته من إنه يهجم عليها وبيذكره بالأوامر اللي بتمنع لمسها بأي شكل من الأشكال !

إتوسعت عيونها بعدم تصديق لما لاحظت إن اللي ضربته كان ضاغط بيده على خصمه بقوه وشماغه غرقان بالدم !
معقول كسرت خشم الرجال !!

عدم تصديقها أتبخر فجأة وهي بتفكر بإنه يستاهل وعقبال ماتكسر يده القذره اللي لمسها بيها..

إلتفت لها الملثم الثاني وأشر لها بالمسدس/نزلي وخلصينا وبلاها هالحركات اللي بتجيب آخرتك.

كانت أكثر من شاكره للوقت اللي وفره لها نقاشهم وخلاها تسيطر على نفسها وتستعيد فيه برودة أعصابها وردت بصوت ثابت/ قولوا اللي تبغوه وخلونا نتفاهم هنا أحسن وكل اللي هتطلبوه هيجيكم بدون ماتورطوا نفسكم في مشاكل مالها داعي .

رد بحزم/التفاهم ماهومعنا نزلي وخلصينا .

رد عليها المضروب بحقد/نزلي دام النفس عليكي طيبه قب--

قاطعته ببرود ساخر/شكلك حمار ومن النوع اللي مايتعلم من أول بوكس .

سحب الزناد وصوب مسدسه على ديما بتهديد/ والحمار ذا منتظر الشاره لأجل يخلص منك ومن أهلك .

تابع العاقل وهو يمد لها يده/ تراه غبي ومايتفاهم نزلي أحسن ماتتحملي ذنبهم ب--

قاطعته بسخريه وهي ترخي الغطاء على عيونها/ماشاء الله تعرفوا الحلال والحرام وبتشيلوا هم الذنوب كمان !

دفت يده بشنطتها اللي سحبتها من أرضية السياره
وبأمر/بنزل لوحدي

ألقت نظره أخيره على ديما وأستودعت الله نفسها قبل ماتنزل وبسرعه حاصروها من الجهتين،إتمسكت بشنطتها بقوه وعيونها عاللي ماسك كاميرا وواقف يصورها، مال عليها المضروب بهمس /لاتظنين بعديها لك يالأميرة بيجي وقت ونتحاسب فيه .

ردت ببرود/أعلى مافي خيلك أركبه .

كانت تدري إن إستفزازه بذي الطريقه غلط وخاصةً وهي تحت يدهم لكن لو بينيت ضعفها وخوفها الحقيقي إنكشف لهم بيأكلوها حيه ويرموا بقيتها للكلاب هذا إذا كان فيها بقيه..

رفعت رأسها وواجهت الكاميرا بهدوء وثقه وهي بتدعي لنفسها بهمس/ توكلت على الحي الذي لا يموت.. حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.. اللهم أني أستودعتك نفسي وعرضي وديني يامن لاتضيع عنده الودائع.. اللهم ان في تدبيرك ما يغني عن الحيل وفي كرمك ما هو فوق الأمل وفي حلمك ما يسد الخلل وفي عفوك ما يمحو الزلل اللهم فبقوة تدبيرك وعظيم عفوك وسعة حلمك وفيض كرمك أسألك أن تدبرني بأحسن التدابير وتلطف بي وتنجيني مما يخيفني ويهمني اللهم لا أُضام وأنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا حول ولا قوة إلا بك......

أستمرت على ذا المنوال وماخلت دعاء ماحفظته من بداية حياتها لحد اليوم إلا ودعت لنفسها بيه لين وصلت سيارتهم وبمجرد مادخلت السياره وقبل ماتستوعب إنها فعلاً إنخطفت هجم عليه شخص وكتم أنفاسها وفي ثواني حست بجفونها تترتخي وبأنفاسها تهدى وبأطرافها تثقل وتسحبها للظلام..




وقفت مكانها بعد ماخلصت تحكي لهم اللي صار ودارت بعيونها على أخوانها اللي يطالعوها بصمت وملامحهم خليط من الخوف والصدمه والغضب.. عضت شفايفها بتوتر هذي وهي ماجابت لهم سيره عن اللي كانوا مخططينه ليها ولا عن اللي صار مع حمد ولاكان فتحت على نفسها أبواب ماتتقفل .

إتذكرت كيف اتفاجأت بإتصال عبدالرحمن اللي طلب منها تطلع شقة معاذ لإن علي ومعاذ منتظرين هناك وبما إن ناديه وغنى اليوم راحوا بيت أهاليهم فتوقعت إنهم أخيراً هيتكلموا وذا اللي حصل و


اللي في رأسش هذا مخ ولافردة جزمه !


صوت معاذ الحاد قطع أفكارها وخلاها تلتف له بهدوء/ مخ بس متأكده إنك موشايفه كذا .

صرخ فيها بغضب/أكيد لإن مافي وحده عندها مخ ترمي نفسها هذي الرميه !

ردت بإستنكار/ رميت نفسي! وأنا كنت قلتلهم تعالوا أخطفوني ذا نصيبي يعني ربي كاتبه ليا و--

قاطعها بصراخ/وربنا قلك توهميهم إنك بنت المنذر وتروحي معاهم !

طالعته بتساؤل/ وكيف كنت تبغاني أتصرف وهم معاهم سلاح ! أيش اللي كان بيدي وماسويته ماتقلي !


كيف تتصرفي ! وأيش بيدك !


كررها بعدم إستيعاب قبل مايحط إيديه على خصره ويلتفت لعلي وعبدالرحمن بعدم تصديق/جوريتكم بتسأل كيف تتصرف وأيش كان بيدها !

كان منتظر يسمع تعليقهم على ردها اللي كان مومستوعب إنه صدر منها بذي السهوله ولما محد فيهم رد عليه رجع يلتفت لجوري اللي كررت سؤالها بإصرار وكإنها تتحداه يجاوبها !

رد بغضب / وسرعتش اللي محد بيجاريش فيها ليش ماجربتيها ! دروس الكاراتيه والدفاع عن النفس وين سارت! تقنية تجريد الخصم من سلاحه ليش ماطبقتيها!

إلتفت لعلي بسخريه غاضبه/ مش هذي تلميذتك النجيبه اللي محد يضاهيها ! مش هذي اللي بتضرب فيها المثل للجنود المستجدين في معسكرك ياسيادة العميد ! أيش فايدة كل اللي علمته لها طول هذي السنين إذا مانفعها في هذا الظرف !

رد علي بهدوء/ لاتنسى إنها بنت وزد عليها إنها لحالها وأنت داري إن الكثره تغلب الشجاعه وبعدين هذي هي رجعت بالسلامه بفضل الله وثم بفضل كل اللي أتعلمته ولا تحسب إنه طلع لها جنحان وطارت لهم فجأه !

إتجاهلت تبرير علي اللي ماعجبها وشرحت لمعاذ بهدوء/مو صعب أدافع عن نفسي وأنفذ كل اللي أتعلمته بس يا معاذ أنا ماكنت لوحدي ومعايا ناس سلامتهم متعلقه بتصرفي ولو مارحت معاهم كانوا نفذوا تهديدهم وسووا شي في ديما والسواق والشغاله اللي مالهم ذنب .

صرخ بغضب/وأنتي مش وكيلة أدم في عياله( يعني مالها دخل أوعلاقه بالخلق) أنتي ألزم ماعليش نفسش وبس .

صدمها منطقه الغريب وطالعته بعدم تصديق/أنتا اللي بتقول كذا ! أيش حال لو ماكنت محامي وشغلتك الدفاع عن المظلومين و--

قاطعها بحده/بطلي الفلسفه ولاتلفي وتدوري ف--

قاطعته بنفاذ صبر/أنا مابتفلسف ولابلف وأدور، تبغاني أصرف نفسي وأسيب ديما ببساطه! ذي وحده بتخاف من ظلها وماتعرف تتصرف وأنا لو سلمتها لهم كأني قتلتها بنفسي وموهيا بس أبويا مساعد وأمي منيره والبقيه.. كيف كنت هحط عيني في عينهم وهواجههم بعد ماأتخليت عنها وأنقذت نفسي كيف!

إتحرك عبدالرحمن ناحية جوري ومسكه علي وبأمر/لاتتدخل.

طالعه بقلق/معاذ الجن بيتنططوا قدامه وجوري ماهتقدر تسكت وقفهم قبل مايتهوروا و--

قاطعه ببرود/أجلس وخلي كل واحد يخرج اللي داخله ونخلص مره وحده، حركات الجهال والمقاطعة حقكم ماشتيش أشوفها بعد اليوم.

عبدالرحمن ماأقتنع بس ماقدر يعترض على كلام علي اللي لأول مره بيكلمه بشكل طبيعي من يوم مارجعوا مع إنه راح لبيته وأعتذر له عاللي صار بينهم إلا إنه ظل متباعد و بارد في تصرفاته..

زفر بضيق ورجع يركز مع معاذ وجوري اللي كانت بتقول/ماهجادلك في موضوع خوله لإني غلطت لما أتصرفت بذيك الطريقه المتهوره ووعدت إ--

قاطعها عبدالرحمن بحده/وخلفتي وعدك لي وإتهورتي من جديد .

جزت على أسنانها بقهر/أنا.. ماخلفت ..وعدي و--

سكتت وأعطتهم ظهرها وأخذت نفس عميق كذا مره لين هديت وبدون ماتلتفت لهم/أنا ماخلفت وعدي ياعبادي، هما اللي أفتكروني ديما و--

قاطعها معاذ بإتهام/ وأنتي جاريتيهم وماصححتي الفكره وهذا نفس الشي .

وواجهتهم وحاولت تشرح لهم وجهة نظرها بإقناع/أنا جاريتهم في تفكيرهم لإني شفته أحسن حل قدامي.. وجود ديما كان ملخبط كل شي لإنهم هددوني بيها و--

قاطعها عبدالرحمن بغيض/والله كنت عارف إنك غبيه وقلت لسند ذا الكلام .

سألته بضيق/ وين الغباء إذا هما في كل الأحوال هيأخذوني وأنا وأنتوا كلكم عارفين ذا الشي ولاهيا تلاكيك وبس !

أفحمتهم بردها وماخلت لهم مجال يردوا وصار معاذ وعبدالرحمن يطالعوا في بعض بقهر وهي أستغلت صمتهم وتابعت بمنطق/أنا لاأخلفت وعدي ولا إتهورت كل الموضوع إني شفت في إستسلامي المؤقت حل هينقذ الكل، هما هيسيبوا ديما والبقيه بخير وأنا هكون برأسي وساعتها هقدر أخلص نفسي منهم زي السلام عليكم.

أنهت جملتها الأخيرة بفرقعة أصابعها دليل على السهوله والسرعه وماإنتبهت إن حركتها ذي زادت عالنار حطب وأفقدت معاذ أعصابه وخلته يصرخ وهو يقلد حركتها بغضب/زي السلام عليكم! بتسمي خطفش ومحاولة إغتصابش والرصاصه اللي في كتفش زي السلام عليكم !


شحب وجهها فجأة وطالعتهم بصدمه!

من قال لهم عالإغتصاب!!

أيش عرفهم بإن السفله كانوا بيخططوا لشيئ بذي البشاعه والقذاره!!

كيف وهي ماجابت لأحد سيره!

معقول مشاري وقائد إعترفوا بذا الشيئ !

بس علي قلها إنهم --

إنقطعت أفكاره لما دفها علي فجأه ومسك معاذ قبل مايوصول لرقبتها ويخنقها وبأمر/ أذكر الله وأهدى خلاص هي ذحين بخير ومعانا.

صرخ بقهر/كانت هتموت وتموتنا معاها بجنانها وهي ولا في حسها وعادها بتتسيمج! كل شي عندها مزح وضحك عديمة الإحساس والضمير.

طاحت عالأرض رغم إن علي دفها بشويش بس صدمتها بمعرفة أخوانها باللي خبته عنهم أفقدتها توازنها.

راح لها عبدالرحمن وسندها وسألها بقلق/صار لك شي !

ردت بعدم تركيز/لا.. كويسه.. ماسووا شي..مافيا شي...

ضغطت على صدرها بقوه.. كان قلبها يدق بسرعه ورأسها بيوجعها من كلام معاذ المستمر وصرخت بإنفعال /والله ماسووا لي شي.. محد لمسني .. محد قربلي.. والله العظيم محد محد س--

قاطعها عبدالرحمن بحنان/أحنا عارفين إن محد لمسك ولاقربلك خلاص .

هزت رأسها بهستيريا وبتأكيد/ورب البيت محد لمسني يامعاذ والله ماسووا لي و--

ضربت عبدالرحمن وبصراخ/لاتلمسني ياحيوان .


إنحنى عبدالرحمن ومسك بطنه وهو يتأوه بألم وصدمه من البوكس القوي اللي فاجأته فيه أخته لماحاول يضمها !

جمد معاذ مكانه بعدم إستيعاب وهو يشوف جوري بتضرب عبدالرحمن بكل قوتها بينما علي مسك إيديها اللي كانت بتكيل الضربات لعبدالرحمن وهي بتسبه وتتوعده وضمها لصدره وقيد حركتها وهو يكلمها بأمر/ أنا علي علي بس أهدي خلاص.. بس ياجوري ..

حست كإن أحد صب عليها مويا بارده وغمضت عيونها وهي تسمع صوت علي الهادئ اللي خلى حركتها تهدأ وأفكارها تصفى وصارت تذكر نفسها "ذا علي ياجوري علي.. ذا علي موخالد ولامشاري" وبعد لحظات إستوعبت إنها غاطسه في حضنه الكبير وقلبها طاح من الإحراج.. كانت متعوده على عبدالرحمن وقربه المريح منها وماكانت بتحس بحرج إذا ضمته أو باسته بس ذي أول مره تقرب من علي بذا الشكل المحرج، دفته وبعدت عنه بسرعه وبإرتباك/منا عارفه إنك علي ولامفكرني فقدت الذاكره !

إبتسم علي براحه وهو يشوف عيونها اللي بترمش بتوتر وجهها الأحمر اللي بتحاول تخفيه بخصل شعرها وهي بتتظاهر بترتيبه.

اما معاذ فطالعها بصمت وهو محتار كيف يتعامل معاها !

أخوه نور وولده صالح ماأتعبوه وجننوه قد ماتعبته وجننته أخته بتصرفاتها الغريبه و--


عجبك كذا لماقطعتي خلفي !

صوت عبدالرحمن المتألم قطع أفكاره وإلتفت لقاها واقفه جنبه بتربت على كتفه وتتفقد وجهه بإرتباك/لا لا إن شاء الله بتخلف درزن عيال .. بس هوا عصبني و--

قاطعها معاذ بإستنكار/أنا اللي عصبتك ! أنتي يابنت مجنونه خلقه ولا بتستهبلي على أهلي !

ردت بمكابره/أيوه كله منك أننا اللي قعدت تستفزني وتقلي دروس وتعليم وأنا كنت بوريك أني أقدر أدافع عن نفسي كويس .

رد عبدالرحمن بصدمه/وأنتوا تختلفوا وأنا أنضرب علشان توضحي وجهة نظرك !

طالعته بندم/والله أسفه سامحني آخر مره .

رد معاذ بسخريه/آخر مره قبل المصيبه الجايه طبعاً ..
طالع في ساعته وتابع/ يعني أحسب لها ساعه بالكثير وأتفرج --

قاطعه علي ببرود/ حقك الصياح والمسخره ماهيحلوا الأمور .

إلتفت له بحده/ لا !! إذاً برودك هو اللي هيحلها يابن خالي ..

ردت جوري بدفاع/ الموضوع يخصني أنا فلا تحشر علي في النص وتطلع حرتك فيه .

إلتفت لها بحده/ أنتي أصص ولاأسمع صوتش يأم المصايب .

ردت بإستنكار/أيش اللي أص أمال أحنا متجمعين ليه ! مو علشان نتفاهم وكل واحد يطلع اللي في خاطره وننهي المهزله ذي !

رفع يده قدامها بتهديد/جوري أنقلعي من قبالي لاتخليني أمد يدي عليش.

وقف علي قدامه وببرود/الظاهر إني مش مالي عينك أنت وياه لما قد كل واحد بيضرب ويهدد في وجودي !

إلتفت له بنفاذ صبر/علي لاتدخل نفسك الله يرضى عليك.

رد علي ببرود/لاأدخل نفسي! مش هذي الجمله اللي
قالتها لك من شويه وجننتك ليش بتعيدها ذحين عادي !

أتدخل عبدالرحمن لما شاف الموضوع هيقلب جد وسحب جوري جنبه وبتوتر/ معاذ مايقصد ياعلي وأنا قلت لك أسف وحقك عليا ياخي .

وراح باس رأسه وبإعتذار/سألتك بالله تسامحني والله ماكنت أقصد اللي قلته أن--

قاطعه بأمر/هذا الكلام قوله لها مش لي وإذا سامحتك أعتبر الموضوع منتهي.

ردت بهدوء/مافي شي أسامحه عليه ياعلي ذا كان سوء تفاهم و--

قاطعها معاذ بعدم تصديق/سوء تفاهم ! أي جزء منه بالضبط لإني ماكنت مركز، تعرفي كنت مشغول بتدوير أسمك في صفحة الحوادث والوفيات لكن لو إتكرمتي وذكرتيني أكون شاكر لطفش وإهتمامش.

سحبت عبدالرحمن وراحت لمعاذ وطالعت وجهه الاحمر وعروقه البارزه واتأكدت إنها جرحته بتصرفها اللي ماكانت قاصده من وراه إلا الخير والخير وبس .. مسكت يده اللي حاول يسحبها وشدت عليها بقوه ورفعتها لخدها وسوت نفس الشيئ مع عبدالرحمن وطالعتهم بإبتسامه / إذا الضرب والصياح هيريحكم أضربوني وصيحوا وطلعوا كل اللي حاسين فيه ورب البيت ماهزعل منكم..

طالعوها بعدم تصديق للحظات قبل ماتنفذ كلامها وبجديه/ يلا أضربوني.. خاصموني.. أقلكم شدوا شعري ! أنتوا بتحبوا تشدوا شعري وهوا هيعورني .. يلا شدوه بقوه وذي المره ماهعترض ولا أوقفكم .. يلا سووا أي شي بس لا تسكتوا وتطنشوني لاتطنشني يامعاذ .. لاتطنشني ياعبادي --

قاطعها عبدالرحمن وهو يسحب يده اللي بتضرب فيها نفسها وبصدمه /جوريتي بلا هباله محد يبغى يضربك خلاص محنا زعلانين قلها يامعاذ قلها.

حس معاذ بقبضة بارده مسكت قلبه وعصرته بقوه وهي بتضرب وجهها بكفه وبتحاول تخليه يشد شعرها وبتترجاه لأول مره في حياتها !

صوتها كان مخنوق ووجهها أحمر من كثر ماهي ماسكه نفسها لاتبكي ويدها ترجف..

لف يده وصار هو اللي ماسك كفها بقوه وهزها بعصبية/ أحد يدور لنفسه الضرب ياغبيه ! نسيتي إنش مريضه وكتفش كان فيه رصاصه يامجنونه .

ردت بإصرار/أنا مو مريضه ومافيا شي أضربني وبس ومالك صلاح أضربني يامعاذ.. أضربني إذا ذا هيريحك ويخليك تسامحني أضربني ..

صرخ فيها بقهر/ومن قلش إني هرتاح لو ضربتش يامجنونه ..

ردت بضحكه مهزوزه/أنتا طول عمرك بتقول إنك لو قدرت تمسكني وضربتني وشديت شعري قلبك هيرتاح وأنا ذحين جيتك بنفسي يلا عيش حياتك.

جمد مكانه بألم .. ذي عن جد كانت جملته الدائمه كل ماسوت فيه حركه وهربت منه بدون مايمسكها لإنها عن جد سريعه، ترك إيديها وإتنهد بعمق/طيب روحي ذحين وبعدين نتفاهم.

رفعت نفسها وباست رأسه وبهمس/سامحني يابابا معاذ..

وقبل مايرد عليها كانت خرجت وقفلت الباب وراها، جملتها ذي كانت هي القاضيه على بقايا غضبه، ومسح وجهه بقوه وهو يذكر الله ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وترك عبدالرحمن وعلي وراح يتوضى ويصلي.
سافروا !!


رشف قهوته وهو يفكر بقلق في السبب اللي خلى أبوه وأمه يسافروا لصنعاء فجأه وبدون مايعطوه خبر "معقول تكون تعبانه!"

طالع جده بتساؤل/ زيارتهم عاديه ولاصاير شي في بيت عبدالرحمن !

الجد بغموض / الليله بنأخذ العلم بإذن الله

رفع حاجبه ​بضيق من رده المبهم والمختصر!

معنى كلامه إنه صاير شي معاها بس للحين جده موبعارفه وذا الشيئ اللي ماصدقه !

بالعاده جده وجدته وثريا مطلعين على كل أخبارها واللي يخصها ومنظرهم الحين وهم يتبادلوا الكلام بهمس أكبر دليل على إنه صاير شيئ..

إنشغل مع بدر وبتول اللي بعد ماسلم عليهم جلسوا جنبه من الجهتين وبدأوا يتكلموا بحماس وبدون إنقطاع وهم بيكملوا جمل بعض بطريقه بينت مدى تواصلهم وقربهم اللي إعتاد عليه الكل في الفتره الأخيره..

أخيراً قدر يقنعهم إنه بيجلس معاهم وبيعوض عليهم فترة غيابه اللي قاربت الثلاثة أسابيع قضاها في رحلات مكوكيه مابين أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وهو بيحاول يخلص كل العقود والإلتزامات اللي بتتطلب سفره ووجوده شخصياً علشان يفضي نفسه فترة العيد ومابعدها علشان ينفذ أول وأهم خطوه في حياته ---



خل ناصر يجي لزوم أعلمه بالسالفه الليله لأجل أكلم أمها ونتفق على يوم الخطبه.

إلتفت لجدته اللي قطعت أفكاره بكلامها اللي إعترضت عليه ثريا /يمه تكفين لاتحرجين البنت وتحرجينا معاها .

إلتفتت لجدها برجاء/ يبه صقر واللي يسلمك قل شي لاتتم ساكت..

نقل سند نظراته بينهم بعدم فهم للي داير بينهم وطالع
جدته بتساؤل/ شصاير يمه !

إلتفتت بعصبيه/موبصاير شي وخلني بحالي .

رجعت تتبادل الهمس مع الجد بدون ماتهتم بسند اللي أنصدم بردها الحاد والغير مسبوق!

هو يدري إنها مأخذه على خاطرها منه بسبب سفره المتواصل الفتره اللي فاتت لكن عمرها ماكلمته بذي الطريقه مهما كانت معصبه أوزعلانه منه!

مد يده يسندها لما جات بتوقف وبحنان/فديتك يالغاليه لاتزعلين علي و--

قاطعته وهي تسحب يدها وتوقف لحالها/ مانيب زعلانه الله يستر عليك ويوفقك من رخصتكم أنا بروح داري ولا جاء ناصر خل يجيني .

الجد بأمر/ لاتحكين مع الجماعه لين أشاوره وأسمع رأيه بالسالفه.

هزت رأسها بموافقه صامته وطلعت وثريا تسأله بضيق/يبه أنت شلون تطاوعها وأنت تدري إن جوري مارح توافق !

إلتف لهم سند بكل حواسه بمجرد ماسمع أسمها وسأل

جده بحذر/ خير شالسالفه يبه ؟

طالعه جده بإبتسامه/ كل خير، وديمه تبي تخطب الجوري لناصر .

ردت ثريا بتنهيده/يبه جوري رافضه الزواج خير شر و بعد اللي صار أنا متأكدة إنها بترفض وماله داعي نحرجها معنا.

سأله ببرود/وإشمعنى ناصر بالذات !

الجد بشرح/لإنه أقرب واحد فيكم لعبدالرحمن اللي بعد يعزه ويغليه ولاخطب أخته بيقنعها فيه ويجوز تغير رأيها وتوافق .

"هذا اللي ماحسبت حسابه ياسند الله يهديك يمه" حافظ على ملامحه الجامده وبهدوء/ ثريا معها حق والبنت يمكن تفهم الخطبه رد جميل لا أكثر و--

قاطعه الجد بحزم/ومنو قال إنا بنخطبها رد جميل ! حنا من أول نبيها لواحد منكم لكن الظروف عاكستنا.

رد بإقناع/وبعدها معاكسه للحين دامها ماتبي تتزوج وأخوانها أكيد مارح يجبرونها عل--

قاطعه الجد بتنهيده/ هذاك كان بالأول بس الحين ماظنتي بيخلونها براحتها بعد سالفة حمد .

سأل بإستغراب/ حمد!! منو حمد ! وأي سالفه !

رد الجد بهدوء/ المقدم حمد ** اللي جيت لأجل ترد أمانته.

كرر بعدم إستيعاب/المقدم حمد ** اللي جيت لأجل أرد أمانته ! يبه أنت وش تقول أنا موبفاهم شي !

رد الجد بشرح/الرجال اللي جانا البارح طلع ضابط وبعد يعرف سعد ورياض الله يرحمه وهو اللي هرب الجوري وكان معها بالسياره .

عقد حواجبه بتركيز​ وهو يحاول يستوعب اللي سمعه !

شلون أسمه حمد وبعد ضابط !

أجل جراح ** اللي ظل رجاله ورجال حاتم يدورون من يكون !

طالع جده بنفاذ صبر/ ليه ماعلمتني بكل اللي صار من الأول ! ليه خبيت علي وقلت إنه أتصل وسأل عني ويبي الأمانه والحين طلع إنه جاء البيت وعرف عن نفسه بعد!

رد بهدوء/واحد جاي يحكي عن أمانه تركها معك ومع الجوري اللي قال إنه ساعدها وأنتوا ماجبتوا طاريه أبد وبعد علي ومعاذ ! كان لزوم أفهم وش سالفته معكم ووش يقصد بالأمانة اللي يبيها منكم .

رد بحده/وشو ! أي أمانه اللي معها !

رد بشرح/قال إنه يوم هربها كان معها شي يخصه وقبل لايأخذه صار اللي خبرك وأضطر يختفي كمن يوم حاول يوصلك فيها بس ماتوفق والحين جاء يبي أعراضه.

طلع جواله وناوله لجده/إنزين هذاني وصلت يبه لا هنت أتصل عليه خل يجي الحين أتفاهم معه.

أخذ الجوال وحطه جنبه وبإبتسامه/ ماهو بجاي الليله ولا ظنتي باكر بعد لكن أنا بدق علي علي وأخذ منه العلم وأردك خبر..

طالعه بعدم تصديق / وش علاقة علي بالسالفه ! لاتكون قلت له عنه !

أتصلبت أكتافه وكور إيديه بغضب وهو يحاول يستوعب كلام جده !

لما سأله عن علي كان حاس إن الرد اللي هيسمعه مارح يعجبه لكن ماتوقع إنه هيكرهه لذي الدرجه !!


،
،
،

كانت فاكه الشباك وجالسه على حافته العريضه ويدها ممدوده لبرا أما يدها الثانيه ماسكه جوالها وصار لها أكثر من ساعه وهي تكلم مازن اللي أخيراً رجع لطبيعته معاها وإن كان لايزال محرج من إقتراح خالد الغبي لكن هي كانت متأكده إن الأيام كفيله بإزالة أي حرج أو سوء تفاهم وبمجرد ماقفلت معاها رمت جوالها وخرجت الحوش وهي تجري بحماس ورفعت وجهها للسماء وإستقبلت قطرات المطر البارده بفرح..

حمد أخيراً ظهر وكمان جاهم البيت مع أبوها مساعد وأخذ أمانته اللي كانت مسببه لها قلق ومعاذ وعبدالرحمن اللي اتفاجئوا بظهوره في البداية أتفهموا موقفها وسامحوها لما حكت لهم اللي صار.. ومازن ووافق على إنه يخطب خوله لكن بشرطين الأول إنه بيخطبها بعد العيد والثاني إنها تكون موجوده و--



كنت عارف إنك ماهتفوتي الفرصه .


إلتفتت لعبدالرحمن اللي حاط يده على خصره وواقف في العتبه يراقبها .

أشرت له بحماس/عبادي تعال نلعب .

هز رأسه بنفي /لاحبيبتي أنا كبرت عالحاجات ذي وبطلتها من زمان ..

إبتسم على شكلها الفوضوي.. وجهها وشعرها المفرود على ظهرها وبجامتها اللي رافعه بنطلونها لتحت ركبتها غرقانين مويا ورجولها غاطسه في الأرض الترابيه اللي إتشربت المطر وإتحولت لرقعة طين كبيره .

فردت ذراعيها ودارت حول نفسها وهي بتقفز بطفوليه/تعال لايفوتك وبلا بلاهه قال كبرت يعني من صغري ولاتخاف غنى بتنشف شعرك وتدفيك علشان لاتبرد .

رد بإبتسامه/ أوقات كثيره بظن إن عمرك وقف عند الخمسطعش ومهما كبرتي بحسك صغيره.. أما غنى فهتموتني لو طلعت لها بنفس منظرك قالت تنشفني وتدفيني خليها الأول تدخلني وبعدها يصير خير

ردت بضحكه/ أفااا يالخواف طلعت غنى مهجدتك.. بس حبيت عمري اللي وقف أحتفظ بالفكره ذي لبعد عشرين سنه من ذحين وسمعني ياها علشان ترفع معنوياتي .

طالع الساعه اللي إتجاوزت الثامنه صباحاً وبتساؤل /متى هتنامي ولا ناويه تفطرينا شربه وسمبوسه بس !

ردت بتكشيره/ ترى ماصار لنا كم ساعه من وقت الإمساك ومن ذحين تفكر في الفطور يامفجوع !

صفر بإدراك/أيوووه أختصري وقولي إن ماعليكي صلاه و---

قطع كلامه وأتفادى بسرعه كتلة طين رمتها عليه وبتهديد /أنتي ماتحرمي! لاتخليني أنزل أبطحك وسط الطين وساعتها والله ماأفكك لو أذنتي أذان..

ردت بإحراج/وأنتا أحترم نفسك وبلا قلة أدب اللهم أني صائم ..

طالعها بإستفزاز/ يعننيك كذا أقنعتيني لما دعيتي !

صرخت بغيض/وربي صايمه ياسخيف أنتا أيش اللي جابك بس روح لحرمتك.

فرط من الضحك على شكلها المعصب وجلس عالدرج وهو بيسألها / أنا موعارف أنتي كيف أتزوجتي وجبتي أثنين وأنتي بالعقليه ذي .

شهقت بصدمه /عبادييييييي أنتا وبعدين معاك ..

إتخلص من بقايا ضحكته ورد بتنهيده/خلاص خلاص زلة لسان لا أكثر.

زفرت بضيق وأعطته ظهرها وصارت تتمشى بصمت بين أشجار الفواكه المتنوعه وفجأة قفز لعقله سؤال مهم مر في باله أكثر من مره بس ماكان قادر يسألها بسبب اللي صار بينهم، لحقها ومشي معاها وبتردد/ وين شالك ! ماشفته بالمره من يوم مارجعنا من جده !

وقفت وجمدت مكانها بصمت للحظات قبل ماتصدمه بردها/ضاع .

طالعها بعدم إستيعاب/ضاع! كيف ضاع ووين !

ردت بهدوء/ماأدري ضاع وخلاص

أتوسعت عيونه بصدمه من ردها اللامبالي وسألها بإصرار/ أيش اللي ضاع وخلاص.. كيف ضاع وهو معاكي زي ظلك !

إبتسمت على رد فعله الغريب !

من كان يصدق إن عبادي اللي كان يغار من شالها واللي بسببه زعلوا من بعض لفتره هو نفسه عبادي اللي بيسأل عليه باللهفه والقلق ذا، وبتهوين / عادي ياعبادي ضاع زي مابيضيع كل شي ثاني لباقي الخلق..

رد بعدم تصديق/بس ذا شالك.. شال فارس.. كيف عادي..
مسكت يده وأتمشت معاه وبشرح/لما هربت من المزرعه كنت متلثمه فيه ولما صحيت في المستشفى مالقيته ولما دورت وسألت قالوا ماشافوه وزي ماظهر فجأة أختفى فجأة..

قالت أخر جملتها بتردد خلته يوقف ويطالعها بتردد/وخلاص ! الموضوع إنتهى على كذا ! منتي زعلانه عليه !

إتذكرت صدمتها ورد فعلها واللي كان علي ومعاذ مفكرينه بسبب صدمتها من سفر عبادي وقتها، ردت بتنهيده/ تبى الصراحه ! في البداية زعلت ولذحين بحس أني ضيعت جزء مني وأني ناقصه بدونه بس مؤخراً بديت اتأقلم على عدم وجوده معايا..

اتأملها بتركيز وهو بيحاول يستشف من ملامحها أي مراوغه أوتزييف لمشاعرها كعادتها بس اتفاجأ بإنها كانت بتعني كل كلمه قالتها !

سألها بحيره/ أفهم من كلامك إنك خلاص نسيتيه ! ماعدتي بحاجته !

هزت رأسها بنفي/ يمكن وجوده ماصار ملموس زي قبل بس هوا وموقفه معايا هيظلوا جزء مني ومارح أضيعهم هما كمان..

ربتت على كتفه وتابعت بإبتسامه/ لاتخاف عليا أنتا عارف قد أيش ذكرياتي مهمه بالنسبه ليا علشان كذا فارس هيكون معايا للأبد ومارح أنساه.. أدخل قبل ماتبرد وإذا غنى مادخلتك ناديني وبجي أتوسطلك.. تصبح على خير .

دخلت وهو يطالعها بصمت وبيحاول يعصر دماغه ويتذكر إذا شالها كان معاها وقت مالقيوها ولا لا بس بدون فائده.. وقتها الرعب كان مسيطر عليه ولولا وجود سند معاه ما--


سند !!


سند كان موجود وقتها وهو اللي صرخ فيه وإنتشله من حالة الذهول والصدمه اللي كان بيتخبط فيها..

إبتسم براحه لما لمعت الفكره في رأسه فجأه..

كيف مافكر في ذا الشيئ من أول !!

سند هو الوحيد اللي ممكن يساعده !!

سند هو الوحيد اللي ممكن يعرف وين راح شال فارس !!

،

،


أما جوري فاأول مادخلت البيت إتوجهت للحمام وأخذت دش سريع ولبست بيجامه خفيفه وجلست جنب الشباك تجفف شعرها بهدوء.. هي ماكذبت على عبدالرحمن لما قالت له ذاك الكلام بس كمان ماقالت له الحقيقه كامله !

كيف تفهمه إذا هيا نفسها موفاهمه نوع المشاعر اللي بتحسها ناحية فارسها !

كيف تشرح له مدى تأثيره على حياتها بدون ماتظهر بشخصية الإنسانه المجنونه واللي هما أساساً مقتنعين أنها هيا فعلاً !!

بس هيا عن جد موطبيعيه..

ولا في إنسانه طبيعيه وبكامل قواها العقليه تتمسك بحلم وتعيشه كل يوم كأنه واقع لدرجة إنها قربت تتجنن !!

ليه بتحس إنه عن جد كان معاها في يوم من الأيام!!

ليه مصره ومتأكده إنها سبق وسمعت صوته !!

شمت ريحته !!

حفظت دقات قلبه !!

حست بحرارته وهو يضمها لصدره و--

رمت المنشفه وجزت على أسنانها بقوه من شدة الإحراج/ مجنونه.. غبيه..

وقفت وطالعت قطرات المطر المنسكبه من السماء بدون توقف وبهمس/اللهم ثبت علي العقل والدين وأكتب لي الخير حيث كان وأرضني به ياكريم.

إتنفست بعمق لكذا مره قبل ماتمشط شعرها بخفه وتروح تفك دولابها وتطلع دفترها..جلست على فراشها وسحبت طاولتها الخشبيه الصغيره جنبها وفكت دفترها ومسكت القلم لفتره وهي تطالع الورقه البيضاء بهدوء..

عمرها ماسمت نفسها شاعره أو حتى كاتبه وكل اللي كانت بتكتبه كان وليد اللحظه وبيعبر عن شيئ داخلها.. شيئ مابتقدر تقوله لأحد حتى لنفسها..

بس كانت بمجرد ماتمسك القلم وتلقى ورقة فاضيه قدامها كانت الكلمات بتمر قدامها فجأة وبشكل مربك أحياناً وكأنها بتتدافع عالخروج من سجن عقلها المزدحم !
إبتسمت بمجرد مابدأت أول كلمه بالقفز قدامها وفجأة صار القلم يتحرك بدون شعور ويخربش الورق بكلمات مو بالضروره بتسعدها وتخفف عنها دائماً.. لإنها أوقات كثيره بتنصدم من اللي بيطلع معاها زي ذا الوقت مثلاً ..

إتوسعت عيونها بصدمها وهي تقرأ بتردد..


عندما ظننت أني فقدتك..

إكتشفت أني مخطئه ..

كيف أفقدك وأنا أراك كلما أغمضت عيناي !

كيف أفقدك وأحلامي تدور حولك !

لذلك أسقط في غيبوبة مثاليه..

تجمعني بك..

غيبوبة أرحب بها إيما ترحيب..

فهي راحة أحتاجها بشده..

وأقتطعها لبعض الوقت..

في غفله من xxxxب الساعه..

وعندما أستيقظ..

وأفتح عيناي بسعاده..

لأجد سقف غرفتي !!

جدرانها !!

أثاثها !!

جميعهم يرمقونني بنظرات شفقة صامته..

نعم..

أنتي بمفردك..

وما من أحدٍ هنا سواكِ..

لإنه في مكانٍ آخر..

حيث تحول بينكما الكثير والكثير من الأشياء..

الأبواب..

المسافات..

الحدود..

عندها أدرك إني كنت أحلم..

وتخبو إبتسامتي..

وأحاول جاهده إن أتمسك ببقاياك..

أنفاسك الدافئه..

نعيم ذراعيك..

نبضات قلبك تحت أذني..

رائحتك التي أحتلت خلايا عقلي ..

لأعترف أخيراً..

نعم..

لقد كان مجرد حلم..

حقاً مجرد حلم..

وعندما أدرك ذلك..

أستعيد إبتسامتي سريعاً ..

وأعود لإغمض عيناي ..

فإن كان هناك مايميز الأحلام !!

فهي أنها تعود من جديد ..



(خياله والخيل عشقي)


طاح القلم من يدها ورمشت عيونها بإرتباك وهي بتستوعب اللي كتبته وبسرعه قفلت الدفتر وفزت من فراشها ورمته في دولابها وصفقة بابه بقوه..

طالعت وجهها الأحمر وبعدم تصديق/كنتي غبيه ومجنونه وذحين صرتي قليلة أدب ! قليلة أدب !

هزت رأسها بعنف ونعكشت شعرها بغيض قبل ماتجري عالحمام وتغسل وجهها بمويا بارده وهي تسب نفسها بغيض .
أبي .. أمي ..

زوجي .. أبنائي ..

أخوتي .. أهلي .. أحبتي ..

كل عام ونحن معاً ..

يداً بيد... وقلباً على قلب ..

كل عام وأنتم أماني .. قوتي ..

كل عام وأنتم فخري .. وإعتزازي ..

كل عام وأنتم الروح التي أحيا بها ..

كل عام وأنتم النبض الذيَ يسكن قلبي ..

كل عام وأنتم أجمل مشاعري ..

كل عام وأنتم أصدق دعواتي ..

كل عام وأنتم سر ضحكاتي ..

كل عام وأنتم سعادتي بالدنيا ..

كل عام وأنتم بخير ..


(خياله والخيل عشقي)

صنعاء


ياسمين وين سارت أمش!

إلتفتت لجدتها اللي دخلت شايله صينية فيها صحن شربة دجاج حاره وكاسة عصيرليمون شالتها منها بلوم/برضك جبتيلها أكل ياجده ! عموماً هيا راحت تتروش علشان تنزل حرارتها وتصحصح .

راحت أم معاذ لشباك الغرفه المفتوح وقفلته بقوه/ومايفعلها الترويش وهي ساع النار ..


زفرت بضيق من بنتها اللي مو راضيه تترك عنادها..
لما صحيت الظهرإستفقدت جوري اللي متعوده تمرها كعادتها أول ماتصحى.. راحت غرفتها ولقتها نايمه وإستغربت لما نادتها كذا مره وماردت عليها جوري نومها خفيف واحياناً بتقوم من فكة الباب !

سحبت الغطاء من فوقها ومسحت شعرها وهي تناديها بحنان اتحول لخوف أول ماإنتبهت لشعرها الملتصق بجوانب وجهها الأحمر وبحلقها المتورم.. كانت بتتصب عرق وبتتنفس بصوت عالي وجسمها يغلي من الحمى !

قفلت الشباك وغيرت مخدتها ولحافها اللي إبتلوا بالعرق وراحت جابت ماء بارد ومنشفه وبدأت تمسح وجهها ورقبتها وتسوي لها كمادات وهي بتقرأ عليها وبتتجاهل شهقاتها وأنينها المتقطع وحركة إيديها الضعيفه وهي تحاول تبعد المنشفه البارده عن وجهها ..

إتنهدت وهي بتدعي إن الله يهديها ويخفف عنادها وتصرفاتها الطفوليه اللي مرضت بسببها..

أمس السماء امطرت بغزاره وأستمرالمطر لساعات الصباح الأولى وجوري بمجرد ماقرأت وردها وصلت الشروق خرجت الحوش وجلست تتمشى وتلعب تحت المطر لين ماخرجت بنفسها وخاصمتها وخلتها تدخل غصب و---

إنقطعت افكارها لما دخلت اللي شاغلتها وهي لابسه روب حمام مغطي جسمها بالكامل ولافه شعرها بمنشفه، حاولت ياسمين تسندها وهي تكلمها بمرح/ حمام الهناء ياعروسه .

ماخلتها جوري تساعدها ومسحت خدها بحنان وراحت إتمددت جنب أمها الي جالسه في طرف الفراش وحطت رأسها في حضنها وسحبت اللحاف فوقها، فكت أمها المنشفه من رأسها برقه وبدأت تنشف شعرها على مهلها وهي تكلم ياسمين بقهر/ هيا ذحين يا ياسمين قوليلي مافعل بأمش ! أكسر رأسها اللي ساع الحجر ولا أمعط أذانها قدي هذك اللي مابتسمعش بها !

ردت ياسمين بضحكه/وتسخي عليها ياجده !

كحت جوري للحظات ورغم تعبها إلا إنها ماقدرت تمنع إبتسامه باهته من الظهور.. أمها وآهلها كانوا على طول بيحاولوا يجاروا طريقة كلام عيالها علشان مايحسوا بغربه ولإن بعض الكلمات بيستعصى فهمها عليهم بس مدام رجعت تتكلم صنعاني فذا يعني إنها معصبه منها وعلى أخرها.. مسكت يدها وباست باطن كفها وردت عليه أمها بزعل وهي تسحب يدها وترجع تنشف شعرها/ لاتحبيني ولا شي كان الا سمعتيني الصبح بدل منتي مريضه وترحمي الله (حالتها تحزن)

أشرت بسبابتها على فوق وردت أمها بحده/أنا داريه إنه مكتوب من الله لكن الله ماقالش تجلسي تلعبي بين المطر ساع الجهال وترجعي ترقدي والطاقه مفتوحه لفوق رأسش لوما استبردتي ذحين أبسري( شوفي) كيف قد أنتي مثل الخرقه وحتى صوت ماعدبش ( مافي) .

ردت ياسمين بنذاله/حرام عليكي ياجده أحنا عقلنا وبطلنا من زمان نسوي حركات الجهال على قولتك .

ردت أم معاذ بإنفعال/ والله إنه صدق لكن مافعل يابنتي كل البنات كبرين وعقلين إلا أمش مابيقطع فيها لاحكى ولا صياح .

إتوسعت إبتسامة ياسمين لما كشرت جوري وهي تتوعدها وحاولت تكتم ضحكتها وقربت الأكل منها وهي تغير الموضوع/أما جده عاملتك شربة دجاج وعصير ليمون لا احكيلك ياماما هتأكلي أصابعك وراها .


دفت جوري الصينيه بعيد عنها وغاصت بوجهها في بطن أمها وهي تستنشق بقايا العطر والبخور العالق في ملابسها بقوه.. ريحة الأكل قلبت معدتها فوق إنها صايمه ولايمكن تفطر، ربتت أمها على ذراعها بحنان/ قومي أشربي الشربه وعادي حاميه على سب ( علشان) حلقش أبسري كيف قد لوزش منفخه قوا(رجاءً) يابنتي .

طالعت أمها وحركت رأسها برفض وأشرت لها عالساعه بمعنى بعد الفطور.

ياسمين بتنهيده/ قلتلك ياجده لاتتعبي نفسك عالفاضي بس أنتي الله يهديكي ماسمعتيني .

ردت بقهر/ كان مافعل! أجلس آتفرج عليها !
إلتفتت لجوري اللي رفعت رأسها وجلست جنبها وبتفكير/ عد أحاكي معاذ يديلش أبره للحمى وهو راجع من العمل ووال --

قطعت كلامها لماحطت جوري يدها على فمها علشان لاتحلف وهي تحاول تكتم السعال اللي هاجمها فجأة وتابعت برجاء/ يابنتي أفطري اليوم ومابش عليش ذنب بإذن الله " فمنَ كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَۚ"


إتنهدت بإستسلام لما شافت إصرار جوري عالرفض وهي تعدل لحافها ومخدتها علشان تنام .. هي كانت متأكده من رفضها لكن قالت تحاول لعل وعسى تشرب عصير الليمون المخلوط بزيت الزيتون الدافئ يمكن يفك حلقها ويرجع صوتها اللي راح من قوة الإلتهاب .

أم معاذ بضيق/كان أفعلي ماشتيتي ( اللي تبغيه) أنتي أخبر بنفسش والبسي ملابس تدفيش .

باست جوري يدها ورأسها بإعتذار قبل ماتخرج وتلحقها ياسمين بصينية الاكل بعد ما حطت لها ملابس داخليه وبيجامه عالفراش وقامت قفلت الباب ورجعت لفراشها بتعب..

لبست وهي بتلوم نفسها على عادتها الغبيه اللي ماتخلت عنها من صغرها.. كانت متعوده تنام والشباك مفتوح وبتسدل الستاره الداخليه الخفيفه عالشباك بمثابة حاجز دفاع إمام هجوم الناموس اللي لابيكل ولابيمل..

وعادتها ذي كانت بالنسبه لها متعه بحد ذاتها خاصة إنها بتعشق الأجواء الماطره الغير رعديه ومابتصدق تصادف ذا الجو علشان تتمتع بالمشي واللعب تحته وريحة التراب المتشبع بالمطر والممزوج بروائح أشجار العنب والحمضيات والورود والأعشاب العطريه المزروعه في حوشهم وبتعتبره مزيج لايقاوم،
لكن شعرها اللي الظاهر ماجففته بشكل كافي والشباك المفتوح إتحالفوا ضدها ونجحوا في إسقاطها ضحية للبرد..

كانت في شبه غيبوبه ومافاقت غير بصعوبه على صوت أمها ولمسات الكماده اللي خلت جسمها ينتفض من البرد وبعد فتره ضغطت على نفسها وصلبت طولها بشق الأنفس علشان لاتقلق أمها وراحت واتوضت وصلت الظهر وبعدها رجعت تنام لين صحتها ياسمين لصلاة العصر وبعد ماصلت فضلت تأخذ دش يخفف تشنج عضلاتها وحرارتها العاليه وبعد ربع ساعه طلعت بحاله أسوء من قبل لإنها كانت هتغرق في البانيو بعد ماغفت داخله بدون ماتحس !

وجود أمها وياسمين في غرفتها ماساعدها وكانت بدأت تيأس من خروجهم ودوختها وحرارتها العاليه وألم رأسها وحلقها كان لايحتمل ومع ذلك حاولت تتماسك قدامهم على قد ماتقدربس في الأخير جسمها خذلها وكل اللي كانت بحاجته هو فراشها ومخدتها ..

كانت بتتحرك وعيونها تقريباً مقفله وخلصت لبسها بصعوبه بسبب جسمها اللي بيألمها مع أقل حركه.. لفت شعرها بمنشفه جافه وفتحت شباكها من جديد وضبطت المنبه قبل الإأذان المغرب بربع ساعه وحطت رأسها على مخدتها وضمت الثانيه لصدرها وإتكورت تحت اللحاف وعيونها تتأمل السماء من شباكها للحظات قبل ماتستسلم للنوم بدون مقاومه


،
،
،
،
،
،
،
،


الرياض

ريان لاهنت إبي هالمعامله خالصه بكره بإذن الله .

إلتفت ريان لسند اللي ناوله ملف وفتحه بإستغراب/ وش هالمعامله المهه الل---

قطع كلامه لما ألقى نظره عالورق وصار يقلب فيه بعدم إستيعاب/ ذي معاملة زواج !

هز رأسه موافقه بسيطه خلت ريان يتابع وهو يرفع الملف قدامه بحيره/ متى وشلون !

الملف كان بيحوي أوراق ثبوتيه تحاليل وكشف طبي كلها بتخص سند وجوري الجابر!!!

سند بهدوء /متى ؟ بعد مالقيتها .
وشلون ؟ وهي في المستشفى .

سأله ريان بعدم تصديق/أنت تبي تجنني ياسند،
أي مستشفى وهي ماظلت فيه غير يوم واحد وبعد أخوانها معها !

رد بثقه/ هاليوم فيه أربعه وعشرين ساعه وهي أكثر من كافيه لأجل شوية تحاليل وكم ورقة وكل اللي صار إني إستغليت الوقت لصالحي .

وشرد وهويتذكراليوم اللي لقيها فيه ...


رجوعها بالسلامة كان بمثابة فرصه ثانيه من الله عزوجل علشان يعيش من جديد وماكان مستعد يضيع
هالفرصه من يده أبداً.

وأول ماوصلوا للمستشفى وبمجرد مادخلت طفلته غرفة العمليات عمل أول شيئ إتبادر لذهنه لما شاف منظرها وصار في قائمة أولوياته هو تبرعه بالدم لها لإنه لما لقاها كانت بتنزف بغزاره والثاني تكليف المستشفى بعمل كشف طبي خاص لإثنينهم والي هيحتاجه لما يحين الوقت المناسب بمجرد ماتقوم بالسلامه بإذن الله ..

وفعلاً أوامره إتنفذت بمنتهى السرعه والسريه التامه بسبب توفيق الله أولاً وثانياً بسبب أسمه وثروته اللي فتحوا له كل الأبواب المغلقه، في النهاية إذا مانفعوه في وقت مثل ذا وش فايدتهم له بعدها خ---

البوكس اللي تلقاه في كتفه من ريان المبتسم قطع أفكاره وخلاه يسأله ببرود متعمد/ خير شفيك !

ريان بإستفزاز/ أبد بس إستسلامك أسعدني لو إنه متأخر شوي ..

رد بسخريه بارده/أن تصل متأخرً خير من إن لاتصل أبداً .

إتحولت إبتسامة ريان المستفزه لإبتسامه سعيده قبل ما يضم سند وهو يعلق بمرح /أجل الحمد على سلامة الوصول وبالمبارك ياخوي .

بادله الحضن بإبتسامه خفيفه/ يبارك فيك الفال لك إذن الله .

غمزه بمكر/ على يدك يالحبيب ضبط لي أختها ولا وحد--

قطع جملته لما جمدته نظرات سند البارده اللي بتبأ بتغيير مزاجه للأسوء !

فكر بصمت " ماكان لازم أنسحب من لساني وأجيب طاريها" وسلك حلقه للحظات قبل مايتابع بإعتذار مرح/ ترى أمزح أصلاً أنا بعنس مابي إتزوج .. إنزين أنا بباشر الموضوع من الحين وببلغك بالتطورات سلام .

إنسحب بسرعه وسند يتابعه بنظراته البارده في ظاهرها لكن داخله كان بيحترق !

هو من البدايه كان متردد ومايبي يكلف ريان بهالمهمه لإنه متأكد إنه مارح يسلم من تعليقاته الخبيثه حاله حال وضاح وإن كان وضاح أرحم منه بمراحل..

عالأقل وضاح ماعنده فكره عن اللي صار بينهم عكس ريان ..

لكن بعد مافطروا وصلوا المغرب إتخذ قراره وقرر يصارح ريان علشان يخلص نهائياً من تعليقاته ونغزاته اللي ماوقفت من يوم إقتحمت طفلته حياته وقلبتها رأساً على عقب ..

لكن تلميحه العفوي بخصوص إستسلامه ذكره باللي حاول يتناساه طول الفتره اللي فاتت !!

ريان كان الشخص الوحيد اللي على درايه بالقدر اللي جمعه بطفلته ..

هو بعد مثله كان موجود.. شافها وكلمها وحاول يساعدها يومها ..

وهواللي كان متابع حالتها ومتكلف بتفاصيل إقامتها في المستشفى وقت الحادث ..

غير إنه كان بيدافع عنها كل ماكانت تجي سيرتها اللي كانت بتفقده أعصابه من قبل لدرجة إنه سماه محامي الدفاع الخاص فيها !

وذا الشيئ كان بيرفع ضغطه وبيوصله لأقصى درجات الغضب ولازال !

لدرجة إنه اتمنى لو كان لوحده ذاك اليوم علشان محد يشاركه ذكرى أول لقاء بطفلته ..

أخذ نفس عميق وهو بيذكر نفسه إن اللي صار صار وماعد في أي فائدة من التمني وفي الأخير طفلته هتكون بإذن الله من نصيبه هو وبس ..

عند ذي النقطه حس بثقته وإبتسامته ترجع من جديد ودخل وهو بيدعي إن الله يتمم له على خير ويجمعه بطفلته عن قريب..

،
،
،
،
،
،
،


صنعاء

من أول ماركبوا السياره وهي سانده رأسها عالشباك بصمت وكان متأكد إنها غرقانه في عالمها الخاص اللي نادراً مابتسمح لأحد إنه يدخله بس اليوم شكلها بتشاركه أفكارها وذا اللي فهمه من كلامها لما طلبت تخرج من المستشفى وشددت ليه إن محد يشاركهم السياره لإن في كلام مهم لازم تقوله !

إلتفت لها بتساؤل/​​كل هذا بترتبي الكلام في عقلش !

ردت بدون ماتلتفت/ كنت مستنيه تطلع من الزحمه علشان نأخذ راحتنا في الكلام..

رد بهدوء/وهذا أحنا في الخط السريع من ربع ساعة ولحالنا مثل ماطلبتي هيا قولي اللي عندش.

سألته بتوتر/ شفت الرجال اللي كان معايا!

سأل بإستفهام /أي رجال!

ردت بحذر/الرجال اللي كان معايا في السياره اللي هربت بيها قبل مايلقاني عبدالرحمن هوا ماقلك!

إلتفت لها بهدوء/أي رجال وأيش كان بيفعل في السياره ياجوري !

ردت بحذر/ذا واحد من اللي في المزرعه قعدت أحاول فيه وأطمعه بالفلوس وقلتله إذا رجعتني لأهلي هيدفعوا لك بدل المليون أربعه وخمسه وتكون ليك لحالك وزن في زن في زن لين إقنعته يهربني برا المزرعه..

ماإقتنع بكلامها وكان منتبه لحركة أصابعها المتوتره والمنديل اللي فرمته فوق عبايتها وبمسايره/ طيب أيش أسمه علشان نعرف هو أي واحد من اللي إنقبض عليهم .

ردت بتوتر/مدري.. نسيت اسأله.. أسمه مومهم المهم هوا فين لاتكون الشرطه مسكته ولا عبادي واللي معاه عملوا فيه شي ! علي تراه من جد ساعدني ودبر لي السياره والجوال اللي كلمت بيه عبادي وهوا كمان اللي حرق المخزن علشان يلهيهم وكمان نسم كل كفرات
السيارات اللي في المزرعه علشان مايلحقونا ..

طالعها للحظات بتفكير قبل مايرد/أنا مصدقش لكن عبدالرحمن ومعاذ ماعندهم خبر عن اللي قلتيه ولا كان حاكوني، أنتي متأكده إنه كان معش في السياره و--

قاطعته بإصرار/علي أقلك ساعدني وهربنا من المزرعه في نفس السياره أنا سقت وهو كان يتناوش معاهم بالسلاح حتى بالأماره رجله مجروحه.

رد بهدوء/هذا الشي متأكد منه والرصاصه اللي في كتفش تشهد لكن الرجال هذا ماقد إنذكر لابخير ولابشر لكن باقي الناس اللي كانوا في المزرعه إنقبض عليهم بالكامل.

سألته بحيره/ يعني عبدالرحمن لما لقاني كنت لوحدي ولا هوا شافه وأتكتم عالسيره ولا أيه بالضبط!

طالعها للحظات وبهدوء/مدري لكن خلي هذا الموضوع على جنب وأنا بفهمه بطريقتي وكملي الباقي ا--

على مهلش .

صاح فيها لما رفعت رجولها فجأه ومد لها ذراعه اللي مسكتها وعدلت جسمها وسندت ظهرها عالشباك وهي تواجهه ، طالعها بإبتسامه/ الظاهر الكلام مهم مدام الشيخه دخلت الديوان (المجلس).

غمضت عيونها بألم للحظات قبل ما تتكلم بجديه/طول الوقت كنت مفكره إنهم أختاروا ديما علشان فلوس أبويا مساعد ويمكن ذا اللي خلاني ماأفكر مرتين لما رحت معاهم، كنت فاكره إنهم هيتصلوا ويطلبوا كم مليون وهيرموني في موقف سيارات ولا أقرب محطه ويادار مدخلك شر و--

قاطعها ببرود/ الروايات وأفلام الأكشن لعبت برأسش لما ظنيتي إنش في واحده منها ..

زفرت بعمق/ماأنكر إني فكرت بذا الشكل بس مو في البداية ياعلي لأن وقتها كل تفكيري إنحصر في ديما.. ديما نسخة شيماء يعني رقيقه وهشه وقابله للكسر مع أقل لمسه وماكانت هتقدر تتعامل معاهم أو-- يارجال ذي ماتحملت وأغمى عليها أول ماسمعت أسمها وكان لازم أحميها بأي شكل .

سألها بجمود/ وأنتي مافكرتي من اللي هيحميش منهم ! ولا صدقتي إنش البنت الحديديه مثل ماكانوا عيال الحاره بيسموش !

أخذت نفس عميق قبل ماترد بتنهيده/أنا لاحديديه ولاعندي قوة خارقه كل مافي الموضوع إني لقيت نفسي وسط المعمعه وكان لازم أتصرف بسرعه و--
قاطعها بحده/ بس تصرفش هذي المره كان متهور لأبعد حد ولولا لطف الله وستره كان ممكن يكلفش ويكلفنا فوق طاقتنا .

مالت عليه ولمست خده بحنان/ بس أنا ذحين بخير ومعاك ومافي داعي تقلق وتخاف عليا .

زفر بعمق وزاح كفها عن وجهه ببرود /لاتدي نفسش أكبر من حجمها .

كان متعمد يعاملها ببروده ولامبالاة علشان يحسسها بفداحة اللي سواه من جهه ولإنها بتهمل نفسها إهمال يرفع الضغط من جهه ثانيه ..

مسكت يده وبتنهيده/ مع إني كنت خايفه ومتوتره إلا إن ثقتي بالله أولاً ومن ثم ثقتي في نفسي وفي اللي علمتني ياه خلوني أتشجع وأتصرف بذي الطريقه!

إلتفت لها بإستغراب لما حطت كفه تحت خدها وسندت رأسها عليها وهي مغمضه عيونها ومبتسمه !

ذي كانت من اللحظات النادره اللي بتتخلى فيها عن نحفظها المعتاد معاه و--


قطعت أفكاره بكلامها اللي جذب إنتباه / رحت معاهم وأنا مستعده بدروسك وخططك اللي طبقتها بحذافيرها من قبل حتى ما أنزل معاهم وبمجردت مافقت وإطمنت إني بخير أتمالكت نفسي وسيطرة على أعصابي وحددت خطواتي .. إتجاهلت سلطتهم وإستفزيتهم ببرودي وإتلاعبت بيهم وضربت رأس في رأس علشان اكسب وقت وأخطط لهروبي وسحبت منهم معلومات على قد ماأقدر وبعد كذا وفي اللحظه المناسبه نفذت بجلدي وربنا وفقني وسهل أموري وأرسل من يساعدني والحمدلله شوفني قدامك مافيا إلا العافيه ياسيادة العميد ..

كان بيسمعها وهو بيتخيل حالتها لما لقت نفسها في ذاك الوضع وهو متأكد من حالة الرعب اللي سيطرت عليها وقتها رغم إنه ماكان عنده شك في كفائتها وقدرتها اللي خلتها من أحسن الناس اللي دربهم على يده وماكان تفرق عن أي مجند عنده إذا ماكانت أفضل، إلتفت ورجع يتأملها كأنه بيتأكد من كلامها !

مع إن إبتسامتها مزينه وجهها كالعاده إلا إن التعب والشحوب الظاهر عليه كان بيدل على كل اللي مرت فيه إلا العافيه اللي حكت عنها !

ركز عالطريق وهو يتابع سيارة جده صقر اللي بتتقدمهم للمزرعه اللي فضل جده إنهم يباتوا فيها لما عرف إن جوري بتخرج وأصر إنه يرافقهم مع جدته وديمه بعد ماأتفق مع عمه مساعد إنه بينضم لهم بمجرد خروجه من المستشفى .

سحب أنفاسه ببطئ وهو بيحاول يسيطر على مشاعر الخوف والغضب اللي إتراكمت داخله من أول ماسمع رسالة معاذ وعرف اللي صار لها وفضل يوجه مشاعره لإتجاه ثاني /وياترى أيش المعلومات اللي سحبتيها منهم ؟

ردت بتنهيده/ وأنا هناك قابلت اللي خطط لكل الفيلم ذا طبعاً كان ملثم بس باين إنه كبير في السن يمكن في عمر أبويا مساعد واللي فهمته من كلامه إنه يعرف بيت المنذر بشكل مقرب وخاص وحكاية الخطف ذي كانت إنتقام من أبوبدر اللي حاول يقتله قبل كذا كذا مره ولما فشل في ذا الشي قرر يعتمد وسيله جديده ---

عقد حواجبه بتركيز وهو يحاول يستوعب اللي بيسمعه من أخته وبتساؤل/يعني منافسة رجال أعمال قلبت بوساخه و--

قاطعته بضيق/ياريت الهرجه كذا ياعلي.. المجنون قال أيه أبوبدر قتل بنته !! قتل بنته ! بالله عليك ذا كلام !
إلتفت لها بإهتمام/وليش مستغربه ذا الشي وكأنك متأكده إنه مايسويها !

أتوسعت عيونها بصدمه/أنتا أكيد تمزح ! ذا يكون أبن أبويا مساعد وأكيد ماهو مجرم بغض النظر عن كل عيوبه .

إلتفت لها بتساؤل / وأنتي أيش عرفش بعيوبه !
زفرت بضيق/ مومحتاجه معرفه كلنا فينا عيوب وأبن المنذر مو إستثناء بس ماتوصل إنه يصير قاتل .

سكت للحظات قبل مايرد بهدوء/يخلق من ظهر العالم فاسد بعدين هذول بيتعاملوا بالملايين والمليارات وأوقات هذي الحاجات بتسيطر على عقول أصحابها وبتغير نفوسهم للأسوء وأبن المنذر مش إستثناء .

إلتفت وشاف ملامح عدم الإقتناع عليها وهي ترد بتفكير/ الموضوع مو موضوع فلوس ياعلي، الرجال كان يتكلم عنهم وكأنه يعرفهم شخصياً، عارف دلع ديما وغرور وبرود أبوبدر وكان راسم سيناريو وردود فعل معينه بناءً عالمعرفه ذي.. ذا مراقبهم أول بأول وكمان طلع مشغل وحده من شغالات أبويا مساعد لحسابه والحيوانه هيا اللي بلغتهم بخروج ديما لحالها ذاك الوقت ولولا إن ربي قدر إني أروح معاها في آخر لحظه كان زمانها ورطانه .

هز رأسه بيأس من مخها اللي موراضي يستوعب إنها هي اللي كانت في ورطه ورد ببرود/حاتم قال إنهم عرفوها وأتصرفوا معاها .

شهقت بصدمه/ حاتم! وذا أيش جابه هنا !

رد بهدوء/ أبوبدر أتصل عليه وطلب مساعدته وبعدها بعشر دقايق كان عبدالرحمن بيتصله وبيطلب نفس الشي وطبيعي يكون مطلع على كل التفاصيل والرجال بيض الله وجهه ماقصر .

غطت وجهها بكفوفها وبإحراج/ ياربي فشلتك مع خويك ..

رد بإستفزاز/ إذا ساعدني للمره الثالثه في شي يخصش هعتقد إن قدركم واحد وبزوجش به وأفتك من الإحراج.

رفعت رأسها وطالعته بتكشيره /علي صدقني يبغالك تشتغل أكثر على حس الدعابه عندك لإنه مايضحك بالمره .

إلتفت لها بإبتسامه عريضه/من قال إنها دعابه ! فكري فيها بمنطق عالأقل هيكون موجود في مغامرتش الجايه ومايحتاج نتصل عليه .

إتنهدت بعمق قبل ما تغير الموضوع/طيب ياعم المنطقي متى بتروح جده !

تابع في المرايه سيارة الحرس اللي مشت وراهم بمجرد خروجهم من المستشفى ورجع يركز عالطريق وبهدوء/ أوصلش المزرعه بالسلامه وبطلع عالمطار مسافة الطريق أجيبهم ونرجع لهانا رأساً بإذن الله لاتقلقي.

لمست ذراعه بتوتر/علي أنا يمكن ماقدرت أعرف أسم الرجال أو شكله بس يمكن إذا أنتا حذرت أبوبدر هوا هيعرف مين عدوه ويقدر يحمي نفسه والبقيه من شره.. الحقير حاطهم في رأسهم والمرات اللي فاتت كان أبوبدر الهدف والمره ذي ديما أخاف المره الجايه يكون الدور على بدر وبتول .

هز رأسه بقوه وإتخلص من بقايا الذكرى اللي غرق فيها فجأة وبدون مايحس طلع محفظته وسحب من جيبها الداخلي صوره صغيره وفلتت منه ضحكه خفيفه أول ماطالع شكلها.. كانت صوره قديمه وهو بيتوسط معاذ وعبدالرحمن وجوري مستقره على أكتافه وهي فارده إيديها في الهواء وكإنها بتطير وإبتسامتها المشرقه ماليه وجهها الصغير عكس أحلام اللي كانت متعلقه في ذراعه بخوف .. ومع إن جوري وقتها ماكانت بتتجاوز الرابعه من عمرها إلا إن تعابيرها وتصرفاتها كانت بتعطي تصور واضح عن شخصيتها المغامره والمرحه اللي ماتغيرت حتى بعد مانضجت وصارت أم لطفلين

بعد زواج أخواتها وداد وعلياء وتركهم البيت كبرت جوري وهي محاطه برجال عيلتهم سواء كان أبوها أو هو ومعاذ وعبدالرحمن وحتى صدام وذا الشيئ أثر في طبيعتها وخلاها تتناسى جانبها الأنثوي وتميل للصبيانيه في تصرفاتها وتفكيرها وذا أضاف أبعاد جديده لشخصيتها وخلاها تتعلق في اللي تحبهم وتحاول تجنبهم الألم والقلق قدر المستطاع، لكن اللي ماأتوقعه هو إنها تتمادى في غريزة الحمايه لدرجة إنها تتصرف بذا الشكل المتهور في موضوع خوله !

أخته إتجاوزت حدود العقل والمنطق بفكرتها الغبيه والمجنونه وصار يشك في حاجتها لمراجعة أخصائي نفسي خاصة بعد الظروف اللي مرت فيها من بداية خطفها لزعل معاذ وعبدالرحمن منها ومروراً بحكاية المقدم حمد اللي ماكانت لا على البال وعلى على الخاطر !

من البدايه ماكان مقتنع بموضوع الرجال اللي ساعدها بسبب الفلوس ولما جاب له حاتم معلومات عن جراح صاحب الوجه المشوه اللي هرب من حرس سند المنذر اتأكد إنها إحتفظت لنفسها بتفاصيل أكثر من الكلام المقتضب اللي قالته وجات مكالمة جده صقر وحطت النقط عالحروف والحمدلله إن الرجال طلع كفو وساعد أخته وفي الأخير جاء أخذ أمانته بنفسه ووعد إنه مارح يجيب سيرة جوري وبيخليها برا القضية .

إتنهد بعمق ورجع يتأمل صورتها وللحظات نسي كل خوفه وقلقه عليها وإبتسم بحب وفخر وهو بيتذكر كلام حمد عن طريقة هروبها واللي سوته وقتها..

أميرته الشجاعه والمجنونه لطالما كانت مصدر فخره وإعتزازه ولازالت وفي كل مره بتثبت له إن نظرته فيها عمرها ماخابت ..


،
،
،
،
،
،
،
،
،
،
،
،

جده

ممكن شويه من وقتك يادكتور ..

طالع في خالد اللي دخل غرفته بدون إستئذان وبسخريه/ دامك دخلت وخلصت ممكن ليش لا .

جلس خالد على السرير وطالع في أخوه اللي رجع يقرأ بلامبالاة وبضيق/ لذي الدرجه موطايقني يامازن !
ترى مهما صار بينا لساتني أخوك الكبير ولانسيت !

رد مازن ببرود/ لامانسيت وعلشان كذا رجعت البيت وإذا منتا مركز ترى جالسين في غرفتي وكل شي رجع زي ماكان .

إتجاهل خالد سخريته ورد بهدوء/ بس أنا موشايف إنه رجع زي ماكان، أنتا من يوم مارجعت وسلامك وكلامك معايا صاربارد وماله طعم.. يارجال أنتا أوقات بتسيب المكان لما أجي أجلس معاكم .

طالعه مازن بصمت في أخوه اللي كان معاه حق.. هو صح رجع البيت أول يوم في رمضان وإتصرف بشكل طبيعي مع أمه وندى وكمان سلم على خالد وبارك له بالشهر الكريم ومع ذلك كان فيه نوع من التحفظ والرسميه بينهم..

رغم كل محاولاته المستميته لنسيان اللي صار بينهم إلا إنه فشل في ذا الشيئ !

كان يكفيه يلمح وجه خالد علشان يتذكر كلام وتصرفه الغبي اللي بيفقده أعصابه ويضيق صدره من جديد وماعاد يقدر يجلس معاه في نفس المكان !

قفل كتابه وإتنهد بعمق قبل مايلتفت لخالد / شوف ياخالد أنا عن جد حاولت بس والله موقادر أنسى جنانك وقلة أدب----

قاطعه خالد بضيق/ ياخي قلتلك كنت مضطر ليه موراضي تفهمني... بعدين ذا موضوع حساس وأنتا الوحيد اللي أقدرأوثق فيه ب --

قاطعه مازن بقهر/ ويرجع يقلي ثقه وماثقه أنتا يابني مجنون ولا أهبل ولا أيش وضعك بالزبط !

خالد بحده/ وبعدين في طولة اللسان أهرج عدل .

رد مازن بعصبيه/ مو لما أنتا تهرج عدل وتعرف أيش بتقول، بتتعدى على حدود الله وتقلي مضطر وثقه وهرج فاضي يابويا سري ( روح،أقلب وجهك) من هنا .

صرخ فيه خالد بإستنكار/ حدود الله ! هو أنا قلتلك تتصاحبوا ! ذا زواج على سنة الله ورسوله بشيخ وشهود يعني شرعي ميه في الميه .

شد شعره بقهر من أخوه اللي حقيقةً ماكان عارف هو غبي ولايستغبي عليه، وسأله بشك/أنتا بتفهمني إنك موعارف إن زواج التحليل حرام ومايجوز شرعاً .

رد خالد بحده/ أيش اللي مايجوز، ترى أنا مابدعته من عندي وياما سمعنا عن ناس رجعوا زوجاتهم بذي الطريقه يعني أنا مو أول واحد ولا أخر واحد .

اتأمله مازن بعدم تصديق !

طلع أخوه ماكان بيستغبي وهو فعلاً جاهل بحكم الشرع في اللي كان ناوي عليه ..

سحب خالد وجلسوا وهو بيأخذ نفس عميق علشان يهدأ ويقدر يشرح لأخوه حجم الغلط اللي كان مقدم عليه بدون قصد .
الرياض


شعندك أنت وياه من أول تتساسرون فيه !

إلتفت سيف أول ماسمع صوت جده وحس بطرف عصاته على كتفه وطالع ناصر للحظات قبل مايرد بإرتباك / سلامتك يبه مافي شي .

طالعه ناصربعدم تصديق لرده المتخاذل !

صار لهم من بعد الفطور وهم منتظرين اللحظه المناسبه علشان يفتحوا السالفه ولما جات الفرصه طيرها سيف من يدهم في لمح البصر، قرصه في فخذه بقوه وهو يهمس بقهر/ ولعنه تلعن إبليس أنت خبل ! وش اللي سلامتك مومتفقين نحك--

قاطعه أبوه بملل/ عن المبزره أنت وياه وتحكوا شفيكم .

فرك سيف مكان القرصه وبإحراج/يبه الله يهديك ترى حنا رجال الحين لاتشمت فينا العواذل.

أبوسلمان بعتاب/يعني يوم صرتوا رجال بتكبرون علينا ياسيف !

راح سيف لأبوه وباس رأسه بإعتذار/معاذ الله يبه والله ماقصدت اللي فهمته تكفى سامحني ..

ووسوا نفس الشي مع عمه أبووضاح/ وأنت بعد يبه أمسحها بوجهي هالمره والسموحه .

راجح بإبتسامه/إنزين منو تقصد فينا بالعواذل !

رد ناصربنفاذ صبر/راجح واللي يسلمك ماعليك منه وخلنا في المهم .

وقف وراح باس رأس جده وجلس قدامه وهويسلك حلقه للحظات وبعصبيه/يبه طالبك طلبه وقل تم .

طالعه الجد بإستغراب قبل مايهز رأسه بموافقه/إن كان في مقدرتي تم يابوك وإن ماكان الله بيقدرنا عليه قول شعندك .

نقل نظراته بين جده وأبوه وبتوتر/ أبي العنود بنت عمتي نوره .

محد إنتبه للجد لما طالع في سند اللي رفع له حاجبه وبادله النظرات بثقه صامته قبل مايلتفت لسيف اللي صرخ في ناصر بإستنكار/ أشوفك ماجبت له طاري عني.. حنا موبمتفقين يالنذل .

رد ناصر بغيض/ ماهوبأنت اللي قال سلامتك يبه مافي شي ! أجل خلك مكانك .

إبتسم الجد لما فهم سبب إرتباكهم وسأل سيف / وأنت منو تبي بعد !

رد بإرتباك/أنا أبي وتين .

صرخ أبووضاح بحده مفتعله/وش تبي ببنتي ياقليل الحيا هاا !

بقفزه وحده صار سيف عنده وبرجاء /يبه الله يهديك أي قلة حيا أنا أبي أتزوجها على سنة إلا الله ورسوله، شفيكم علي اليوم !

مسك ناصر يد جده بلهفه /وأنا بعد يبه صقر تكفى إبي إتزوج العنود..هاا شقلت متى بتخطبوها لي..

أتبادل الكل نظرات التسليه على أشكالهم البائسه وهم يطالعوا الجد برجاء، رد الجد بإبتسامه/مامداك نطقت وقمت تسأل عن موعد الخطبه !

ناصر بغيض/يبه مشعل البزر بيعرس في العيد وبيجيه عيال وأنا أتفرج عليه ..

إلتفت الكل لمشعل وهم متوقعين رد من ردوده الصاخبه والمرحه لكن اتفاجئوا برده الهادي/ بالأول قول إن شاء الله ربي يتمم لنا على خير، بعدين أنت اللي كنت متمسك بعزوبيتك وماتبي تعرس فلاتحطها فيني الحين .

وضاح بضحكه/ ماصدق وش هالعقل يامشيعيل لو أدري إن العرس بيعقلك كان من زمان زوجناك .

مشعل بإبتسامه باهته / ياخوي المفروض تعزز لي أهل المدام كلهم هنا وماإبيهم يغيرون رأيهم .

أبوسند بضحكه/الله يالدنيا.. نسيت ياوضاح رجتك قبل! أخبر ماعقلت غير بعد ماأعرست على صافي .

حك وضاح رقبته بإحراج/يبه مساعد الله يهديك هذاك كان ماضي وراح وشو له تفتح الدفاتر القديمة !

أبووضاح بتسليه /من حفر حفرة لأخيه وقع فيها .

مال سند على وضاح وبإبتسامه/زين الحين يوم طارت جبهتك يالخوي !

إتناسى إحراجه بلمح البصر ورقص له حواجبه بخبث/ تطير ماهمني دام الحب نايم بحضني كل ليله لكن الدور والباقي عليك .

بلع الرد اللي كان هيقوله لما سمع عمه أبوسلمان /إنزين دام الشباب عزموا عالعرس موبالأحسن نخطب لسند بالأول !

ساد صمت مفاجئ عالمكان وأتوجهت كل النظرات لسند اللي اتفاجأ بكلامه لثواني قبل مايلمح غمزة عمه التآمريه ويهز رأسه بمسايره/ ليش لا .. شورك وهداية الله يبه .
وزي ماالكل سكت فجأة رجعت أصواتهم وشهقاتهم تصدح فجأة وهم بينقلوا نظراتهم مابين سند وعمهم أبوسلمان اللي رد بإبتسامه عريضه/أجل توكلنا على الله وقبل لا نخطب لسيف وناصر بروح بنفسي وأخطب لولدي سند اللي تليق فيه .

إتجاهل سند الهمسات المصدومه ورد بهدوء / عشت يبه ماتقصر .

كان عاذرهم ومقدر صدمتهم من اللي صار لإن اللي أقترح فكرة زواجه هو عمه حمد (أبوسمر) الله يرحمها !

وطبعاً ولا أحد فيهم يدري إنه زار عمه وعمته من يومين وفاتحهم بنيته في الزواج ..

هو صح كان يتجنب أم سمر من بعد وفاتها إلا إن علاقته بعمه كانت قويه وسبق وطلب منه ينسى سمر ويستمر في حياته عالأقل علشان بدر وبتول علشان كذا فضل إنهم يعرفوا بخبر خطوبته المفاجئ من أحد غيره وينصدموا ..

في الأخير سمر بنتهم وأكيد بيتأثروا إذا جات وحده غريبه وإحتلت مكانها فجأة فحب إنه يجهزهم نفسياً ويعطيهم وقت علشان يتأقلموا عالوضع الجديد قبل لا يحول الحلم لواقع لكن الظاهر إن عمه لما سأله إذا كان فاتح غيره بسالفة خطبته وقال له إن الوقت ماكان مناسب لطرح مواضيع من ذا النوع وبإن وضاح هو الوحيد اللي يدري ظل باله مشغول من وقتها للحين بسالفة زواجه ومتى هيتم !

وعلشان كذا بمجرد مافتح ناصر وسيف سالفة الخطبه فاجأه بسؤاله قدام الكل بذي العفويه المقصوده وهو بيظن إنه بيساعده وبيقصر عليه المسافه علشان يصارح الكل برغبته في الزواج وهو حب يجاريه في تمثيليته لإن في الأخير عقلانية عمه حمد ومحبته له خلته يتصرف بهالطريقه و--


أجل من اليوم بندور لك على بنت الحلال .

إلتفت لعمه أبووضاح اللي قطع أفكاره ورد عليه عمه أبوسلطان بتردد/ وإن لك خاطر في وحده من بناتنا قل وهي توص--

قاطعه الجد وهو يرفع يده قدامهم / عروس سند عندي .

الكل سكت وصاروا أولاده يطالعوا بعض بصمت وترقب.. نبرة أبوهم الحازمه حسمت النقاش والكل صار منتظر يسمع أسم العروس المحظوظه اللي كان كل واحد فيهم بيتمنى إنها تكون بنته ..

طالع سند أعمامه وبإعتذار/ ماتقصرون ورايتكم بيضاء بس هذولي خواتي وتاج رأسي والله يرزقهم الزوج الصالح اللي يقدرهم ويسعدهم .

قلاع أماني أعمامه اللي أنبنت في مخيلاتهم فجأه بمجرد ماوافق على فكرة الزواج إنهدمت وأتناثرت في الهواء بسبب رفضه القاطع والصريح لبناتهم وصاروا يطالعوا بعض بخيبة أمل وقلة حيله بينما إتنهد أبوسلطان بإستسلام خالطه نوع من الرضى لرد سند اللي خفف عنه وحسسه إن رفضه المهذب لشذى مو لسلوكها وتصرفاتها اللي سبق وخلته يشكي له منها وبعد يعاقبها ولكن بسبب مشاعره الأخويه تجاهها وتجاه بنات أخوانه على حداً سواء وماكان قدامهم غير إنهم يخفوا خيبة أملهم ويتقبلوا رفضه الدبلوماسي .

وفي الأخير طغى فضول أبو وضاح على ضيقه وسأل أبوه بتردد /إنزين يبه العروس من بنته !

إتبادل الجد ووأبوسولده مساعد نظرات الإنتصار قبل مايرد الجد بإبتسامه عريضه/بنت عرب أجاويد وموبملاقي أحسن منها لأبوبدر . .

أبو سلمان بحماس/لهدرجه زينين يبه !

وضاح بخبث/ هذا سند عين السيح مو بحيا الله وأبوي صقر موبجايب له غير الزين إذا ماكان الزين كله و--

قاطعه سند ببرود/ المهم أخلاقها وباقي التفاصيل ماتهمني .

أبوسند بحماس/ من هالناحيه لاتحاتي الطيب يابوك وبإذن الله ربي بيعوض صبرك بكل خير.

كان حاس إن الأرض مواسعته من الفرحه ولولا إنه سمع سند بنفسه كان ماصدق إنه فعلاً وافق ونطقها بنفسه..

وضاح ببراءة/ وهذا اللي قصدته بالضبط يبه والف مبروك ياخوي منك المال ومنها العيال .

طالعه سند بنظرات تهديد سوداء لإن إبتسامته وإن كانت أشبه بإبتسامة طفل إلا إنها مابتحمل ذره براءه منها وهو متأكد من ذا الشيئ ووضاح كمان ..

الجد بتهكم/أي عيال الله يهديك يا وضاح خل يوافقون عليه بالأول وعقب يصير خير .

أبوسلطان بإستنكار/ ماهم بمجنانين يوم يرفضون أبوبدر يبه .

وتبعته أصوات التأييد من أخوانه اللي نسوا رفض سند وأخذوا جانبه فوراً والكل جزم بالموافقة الحتميه من أهل العروس المحظوظه وكلهم بيفكروا بنفس المنطق" من ذا اللي هيرفض سند كصهر إلا إذا كان عن جد مجنون ومو في وعيه"
بينما طالعهم أبوسند بحسره وهو يفكر في جوري وردة فعلها إذا عرفت باللي ناويين عليه ورد بضيق/السالفه ماتنوخذ بهالطريقه وأنا أخوك، الزواج عرض وقبول .

أبو وضاح بإقناع/ ندري ياخوي بس أبوبدر رجال ماعليه قصور ونسبه ماينرفض من القاصي قبل الداني ..

الجد بإستفزاز/ وهي بعد ماهيب قليله دين وأخلاق وحسب ونسب وكلن يطلب ودها ويبي قربها ..

سند غمض عيونه وذكر نفسه إن اللي بيتكلم ذا يصير جده مو وضاح ..

جده اللي مايدري وش مشكلته معاه بالضبط !

ليه مصر يستفزه رغم إنه أتفق معاه على كل شيئ !

والظاهر إنه إذا ماأتصرف بسرعه بيلقى جده يقول فيها قصائد شعر بدون مايهتم بالمكان اللي هم فيه أو حتى بالموجودين !

غمض عيونه وأخذ نفس عميق "ياربي كنت في وضاح وتلميحاته الخبيثة والحين صرت في جدي اللي ماأدري شفيه قام يناشبني فهالبنت !"

وبعد مااتأكد إنه اتمالك نفسه طالع جده بهدوء /محد يدري الله وش كاتب له ولاوين النصيب يبه لكن من الحين لين نتقدم لهم بسأل الله التوفيق وتسهيل الأمور .

بذل الجد مجهود جبار علشان يكبح ضحكته العاليه
بسبب نبرة الأمر اللي حاول سند يلطفها قد مايقدر وهو بينهي النقاش بشكل غير مباشر وهذا اللي مايبغاها .. إستفزاز سند كان مصدر تسليته طول الأيام اللي فاتت ويعلم الله إنه ماكان مستعد يتخلى عن ذي التسليه الحين ومهما كان الثمن.

إتنهد بمبالغه ورد ببراءه خبيثه / والنعم بالله مير أبيك تدري إنك موبأول واحد يتقدم لها وترفضه ببال خالي ووكاد منت بآخر واحد ..

سند بغموض /بس أنا مو بأي واحد يبه واتأكد إنه في اليوم اللي بنروح نخطب فيه مارح أرد إلا وهي على ذمتي وبعد معي بإذن الله .

إتجاهل الجد ضحك الشباب وصيحاتهم الحماسيه وتعليقاتهم المشجعه لسند وظل يطالعه بتفكير.. هو يدري إن سند لاحط شيئ في باله فهو بينفذه مهما صار وهذا اللي شجعه وخلاه يحاول يجمع بينه وبين الجوري رغم إن عنادها وقوتها موبأقل منه ويدري إنها موبموافقه عليه بسهوله إذا ماكان أبداً لكن أمله وثقته في الله كبيره ويدري إنه مارح يرده خايب ..

لكن نبرة سند الواثقه حيرته وزادت فضوله علشان يعرف وش ناوي عليه خاصةً إن هذي ثاني مره يحكي فيها بهالطريقه الغريبه والغامضه عن موافقتها الحتميه وكلامه الواثق الحين تركه مصدوم !!

اليوم اللي بيخطبها فيه بيرد وهي زوجته وبعد بتكون معاه !!

شلون بس !!!

مسح لحيته وطالعه بشك/ كإنك إستعجلت بالحيل في كلمتك يابوبدر ! أخاف تتفشل قدامنا وترد مثل مارحت !

رد بثقه/ موسند المنذر اللي يتفشل.. أنا ولله الحمد والمنه ماقد دخلت معركه وطلعت منها خسران ولاقلت كلمه ورديت فيها وأنت تدري بهالشي زين يبه .

أبو سند بتأييد/ كفو ولدي والله ينصرك عليها ويجعلها من نصيبك عاجلاً غير آجل .

أمن سند وراه وهو يبتسم لأبوه اللي كان واضح إنه رح يطير من الفرح بقراره لدرجة إنه سأل نفسه منو فيهم اللي بيتزوجها !

قاطع ناصر أفكاره بسؤاله / ومنو تطلع ست الحسن والدلال اللي موبشايفه أحد يليق بحضرة جنابها لدرجة إنها بترفض كل اللي تقدموا لها !

كان ناصر متضايق بعد ماإتسلط الضوء على سند وخطبته اللي مايدري من وين طلعت له فجأه وحب يرسى على بر علشان يرجعوا يركزوا في موضوعه .
إلتفت له سند ببرود/ أنا لو مكانك أخلني في العنود وأفكر شلون أقنعها توافق بدل ماشغل نفسي باشياء ماتخصني .

يدري إن ناصر مايدري عن نية جدته لكن مجرد أقتران أسمها بأسم أي شخص غيره كان كفيل بإثارة غيرته وغضبه منه لأقصى حد و --

أخت عبدالرحمن ..

كور إيديه وجز على أسنانه بقوه لما قطع الجد أفكاره بتصريحه اللي صدم الكل وذا كان واضح من الشهقات والهمسات اللي إتعالت فجأه وذا اللي أثار غضبه فعلياً !

أخت عبدالرحمن !

عبدالرحمن الجابر !

المطلقه !

قاطعهم الجد بصرامه/ أيه هي بشحمها ولحمها لاتكون ماهيب عاجبتكم !

أبو وضاح كان إول من عبر عن الأفكار اللي دارت في بال الكل بس بصوت عالي/ يبه ندري إنك تغليها لكن ما توصل إنك تزوجها بسند.. هذا سند يبه سند.. تدري وش يعني !

الجد بثقه/ ولأنه سند ولإني أدري وش يعني إبيه يأخذها .

أبووضاح بحميه/جماعتنا وقبيلتنا تسد عين الشمس وبناتهم كل وحده تقول الزود عندي وش فيها أخت عبدالرحمن لأجل يأخذها سند دوناً عن بنات خلق الله !

أبوسلطان بإقناع/إن كان ماله خاطر ببناتنا لإنهم مثل خواته فماعليه لوم لكن عالأقل يأخذ من جماعتنا يبه .

أبو وضاح بحده/هو بس يطب ويتخير ومحد براده منهم يبه لكن هالأجنبيه معصي .

أبوسند بصدمه/ أجنبيه !!

حاول يستوعب اللي سمعه وأخذ نفس عميق قبل مايتابع بقهر/ أنا تميت ساكت لإني مابي شي يتم بخاطرك أنت وياه لكن تغلطون على بنيتي لا وألف لا وكل واحد يثمن حكيه قبل لايقوله ..

أبو سلطان بعصبية/ أترك عنك هالخرابيط قال بنيتي ومدري شن--

قاطعه بغضب/بنيتي غصباً عن اللي مايرضى وسند موبمأخذ غيرها رضيتوا وإن مارضيتوا .

أبوسلمان في محاولة أخيرة يائسه/ياخوي واللي يسلمك أخت عبدالرحمن مطلقه واللي أعرفه إن عليها ولدين .

فك أزرار ثوبه وهو حاس بإختناق من اللي قاعد يسمعه.. ماكان متخيل إن أخوانه بذي العقليات المتخلفه وبعدم تصديق/ماهقيت منكم هالحكي ! أجنبيه ومطلقه ! إذا أنتوا يالجامعيين المثقفين تفكرون بهالشكل العقيم أجل وش خليتوا للمتعصبين والجهله !


أبو وضاح بعصبيه/ياخوي خل عنك هالفلسفه المأخوذ خيرها، العرب بينقدون علينا وبيقولون أبوبدر ترك بنات عمومه وقبيلتهم وراح يأخذ وحده مطلقه بعد وبنصير علك بحلوقهم .

نفذ صبر الجد وهم يسمع كلامهم اللي ماعجبه وضرب الأرض بعصاته بغضب /عنبوكم أي أجنبيه وأي منقود هاللي تحاتونه ! هذيلي اللي حاقرينهم الله ذكرهم في كتابه الكريم والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال عنهم هم مني وأنا منهم ، وهم أصل العرب اللي تفرعوا منه في الجزيره .

إتعالت أصواتهم بالصلاة على الحبيب المصطفى قبل مايتابع بحده /وهذا سند أرمل وأنتوا كنتوا تتسابقون على نسبه من شوي يعني ماهوبناقص وهي حالها حاله .

وضاح بتأييد/وبعد راجح تزوج مهره وهي أرمله وأم أثنين والحمدلله عايشين مرتاحي--

قاطعه أبو سلطان بحده/مهره بنت عمتكم وراجح أولى بها ولاكنت تبي عيالنا يربون مع واحد غريب ياوضاح !

راجح بهدوء/ماأنكر إن القرابه لها دور في زواجنا لكن في الأول والأخير أنا تزوجتها لأني إبيها عن قناعه يبه .

حسم أبو سلمان رأيه وطالع سند بتردد/ إنزين أنت وش قولك ياسند !

إلتفت الكل لسند اللي كان واقف وهو عاقد ذراعيه على صدره وبيطالعهم بصمت غريب قبل مايرد ببرود / لله الأمر من قبل ومن بعد ومالي قول بعد قول أبوي صقر وأبوي وأنا واثق من إختيارهم والبنت وأهلها والنعم فيهم أصلهم ونسبهم معروف ومايحتاجون شهادتي ولاشهادة غيري ومن هاللحظه أخت عبدالرحمن صارت تخصني واللي يمسها يمسني .

الكل جمد بصمت وصدمه من تصريحه الحازم اللي كان أكثر من كافي علشان يفهموا إنه السالفة بالنسبه له إنتهت وماعادت موضوع تفكير أونقاش من قبل أي شخص ومهما كانت مكانته وكلمة "تخصني" اللي شدد عليها معناه إنها صارت من الحين خط أحمر والكل يوقف عنده ومومسموح لأي شخص إنه يجيب سيرتها حتى لو بالإشاره ..

طالعه الجد برضى/سندي ومحزمي من يوم يومك يابوبدر الله لايخليني منك ..

باس رأس جده وبهدوء/ ولامن رضاك يالغالي عساني فدوه لك .

وكرر نفس الحركة مع أبوه وأتعمد يتجاهل أعمامه اللي كانوا يطالعوه بعدم تصديق للنهاية اللي وصلوا لها .

رفع ناصر إبهامه بإبتسامه/والله عبدالرحمن وأهله كذا والنعم فيهم وأنا أول مؤيد لهالنسب وبالمبارك عليك مقدماً يابوبدر .

رد ببرود/الله يبارك فيك والفال لك إن شاء الله

وإلتفت للكل وتابع بأمر/ إذا ما عليكم أمر الحكي ذا ماأبيه يطلع من هالمجلس .

هزوا الشباب رؤسهم بموافقه بينما إتبادل أعمامه نظرات الضيق وعدم الرضى بصمت .

أبوسند بتأييد/ وأنت صادق الحريم بيعفسون الدنيا فوق تحت بلويتهم وحنتهم وخرابيطهم اللي ماتخلص .

راجح بإبتسامه/ بالمبارك ياسند والله يتمم عليكم على خير بس متى ناوي تتوكل وتخطب !

رد بهدوء/ يبارك في عمرك وبس أتفاهم مع الوالده عالتفاصيل بعطيكم خبر .. يلا استأذن الحين وراي كم شغله .

إتخلى وضاح عن دور المصلح ورجع لإستفزازه الخبيث/أي شعليك معرس وتبي تضبط أمورك من الحين علشان تتفرغ لشهر العسل .

رمى وضاح بنظره في برودة الجليد وخرج بهدوء بدون مايرد عليه .

،
،
،
،
،
،
،
،
،



صنعاء


مو كان أحسن لو أخذتي أبرة السخونه وخلصتي بدل ماتتروشي كل شويه وتتصفقي بالهواء من جديد !

ردت بصوت مبحوح ومتقطع/إن شاء الله ..... بكره بالكثير.. أرجع زي... ماكنت ....لا تحبكيها... ياسمي---

فاجأتها نوبة كحه قطعت كلامها وخلت ياسمين تطفي الاستشوار اللي قاعده تجفف فيه شعر أمها وناولتها كاسة مويا بقلق/ بسم الله عليكي..

إنتظرت لما رجعت أمها تأخذ نفسها وتابعت بضيق/ أنتي لو تبطلي عناد وتسمعي الكلام ماكنتي طحتي الطيحه ذي .. الله يهديكي بس .

كانت معصبه من أمها اللي صار لها يومين تعبانه ومع ذلك مصره تتحرك وتتصرف وكإن حرارتها المرتفعه وحلقها الملتهب ماأثروا فيها وحتى صوتها اللي إختفى مامنعها تمشي اللي في رأسها.. لاهي اللي سمعت كلامهم وفطرت ولاهي اللي شربت الدواء وارتاحت وريحتهم..

دخل قصيبعد مادق الباب /ماما خالي علي يقول إذا موقادره تجي اشوف له طريق وبيجيكي .

هزت رأسها بنفي / جايه ..

طالعت وجهها في المرايه وماعجبها اللي شافته وأكيد ماهيعجب علي..

مسحت وجهها وأخذت نفس عميق ولمت شعرها اللي جف ذيل حصان وحطت روج مايل عالبرتقالي الباهت وأخيراً حطت مسحة من المسك الأبيض اللي بتعشق ريحته وراحت المجلس ..

سلمت وإتوجهت رأساً لخالها اللي أخذها في حضنه وبقلق / وعليكم السلام والرحمه سلامتش ريته فيني ولافيش .

باست رأسه ويده/ الله يسلمك ياخال .. بعد الشرعنك .

بادلها علي سلامها ببرود وطالعها للحظات قبل مايعلق بلامبالاة / وين المرض اللي قلت عنه الظاهر بنت أختك ببتدلع عليك .

غمضت عيونها "برود وبنت أختك يعني طابخ مني عالآخر" وردت بمسايره/محد فاهمني غيرك.... قلهم بالله علشان.... محد راضي يصدقني .

جلست جنب خالها بصمت " الله يسامحك ياخال كان لازم تكلمه" إلتفتت لخالها اللي حاوط كتفها بذراعه وسألها بحنان/ مابيوجعش ياروحي ..

سندت رأسها على كتفه/ حلقي كان... يوجعني ياخال .... بس ذحين خف.. الحمدلله لاتقلقوا..

علي ببرود/ قلتلك ياحج إنها قرده ومافيها إلا العافيه ماصدقتني وخليتني افلت عملي وانزل من المعسكر عالفاضي

أبوعلي بتنهيده/ علي لاتكن تضحك عليك بحقها الخباله والله إن قد لها يومين الله يعلم بحالها ..

إلتفتت أم معاذ لعلي بزعل / أشهد على أختك ياعلي أنا الصدق قد تعبت وماقدرت لجنانها .


إبتسمت بأسى" هيا ناقصتك يمه ياربي أيش ذا اليوم!" وبمرح مزيف / افا ياأروى تشتكيني ... ماكان العشم ..

عقدت إيديها على صدرها وبحده/والله من حلاش ياقمر.. ماخرجتش بين المطر والبرد كل يوم وأنتي داريه بنفسش لازكمتي ولابردتي ماعد تستري (تقدري) تقومي من مكانش .

ردت بهدوء وهي بتحاول تربط كلماتها ببعض قد ماتقدر/ يمه الدنيا تمطرمن اسبوع وانا كل... يوم عالحال ذا وماصار لي ش--

قطعت كلامها بصدمه لما رفعها علي فجأة من حضن أبوه /كله ولا عقوق الوالدين ولايهمش ياعمه ذحين أعقلها لش .

وبسرعه لفها ورماها على ظهره كإنها خيشة رز وخرج !

له يومين فاقد إتصالها اللي إعتاد عليه كل يوم لكن إنشغاله ماخلاه يفكر كثير في ذي النقطه خاصة بعد ماستلم منها رسالتين زاخره بجنانها المعتاد لكن صوت أبوه وهو يقله إنها تعبانه خوفه عليها لإنه محد في أهله بيقول إنها تعبانه غير وهي في أسوء حالاتها وذا خلاه يترك شغله ويجي يشوفها مع إن الساعه اتجاوزت الحاديه عشره مساءً ولما شاف منظرها اتأكد إنه معاه حق..

منظرها فكره بحالتها بعد خطفها ومعرفتها بسفر عبدالرحمن وذا عصبه عالآخر...

غمضت جوري عيونها للحظات.. كانت دايخه ماتدري هو من ثأثير حركة علي السريعه ولا من تأثير المرض اللي خلى إستيعابها للأمور أبطء من المعتاد !

كان معلقها على ظهره وماسكها بيد وحده زي مايكون معلق حقه الجاكيت !

زفرت بغيض وحاولت تسحب يدها / علي بلاهباله...نزلني ..

كان واعي إن يده الكبيره أشبه بالقيد الحديدي حول معصمها الرقيق وحاول يكون حذر علسان ماتتوجع وهي بتحاول تخلص نفسها منه، سألها بشرود / المنظر من فوق مابيذكرش بحاجه !

ردت بعصبيه/ بيذكرني بقرود الهدى وهي شايله عيالها... نزلنى أحسلك .

هو كان قصده يذكرها بأيام زمان لما كانت تظل معلقه على ظهره وكتفه طول ماهو موجود لكن ردها المغتاظ خلاه يضحك من قلبه غير إن محاولتها الفاشله للخلاص وصوتها المخنوق والمحرج وهي تأمره ينزلها زاد متعته ونساه خوفه عليها من شويه ..

رد دبإستفزاز/ وأنتي عاد فيش روح علشان تهددي ! أسكتي بس لايطق لش عرق .

صرخت بقهر/ قلتلك نزل--

كحت فجأة وماقدرت تكمل جملتها وذا خلاه ينزلها بسرعه..

سندها بذراعه علشان ماتطيح وربت بيده الثانيه على ظهرها بخفه وهو يأمرها بلطف/ قري لحظه لما تكملي سعلتش .

كانت بتتلوى بين إيديه ويدها الشمال مغطيه فمها واليمين بتحاول تفك ذراعه اللي حول خصرها والمره ذي مو بسبب خجلها منه لكن بسبب إلم حلقها اللي كان إشبه بالسكاكين لدرجة إنها ذاقت دم الدم في فمها بسبب كحتها اللي قطعت أنفاسها وهي بتذكر نفسها إنها قويه ومومحتاجه مساعده من أحد وبالأخص علي ..

علي خط أحمر بالنسبه لها ولازم ماتنسى ذا الشيئ !

لكن علي إتجاهل رفضها وشالها من خصرها ومشي لحنفية المويا اللي بيسقوا بها الزرع وسندها عالجدار وبعد ماسحب اللي من الحنفيه وغسلها إنتظرها لحظات لين تتخلص من بقايا كحتها ..

كان عارف إنها رغم مرضها هترفض مساعدته ومارح تشرب من يده علشان كذا إختصر الموضوع وقربها للحنفيه علشان تشرب بنفسها وتبل حلقها وترتاح شويه..

اخيراً وبعد ماقدرت تأخذ نفس عميق جلست جنب الحنفيه وغسلت وجهها وإيديها وملت كفها مويا وسمت وشربت.. رفضت تأخذ شاله لما ناولها تنشف وجهها وطلعت مناديل من جيبها وبهمس / سلمت .

فضل يشغل إيديه المتشنجه في لف شاله على رأسه وهو يسألها/ أنا مش قلت لش تبطلي خرجة الحوش هذي اليومين !

هزت رأسها بموافقه صامته خلته يتابع /مدام أيوه ليش مابتسمعي الكلام ! بتعانديني ولا بتعاندي نفسش !

وماكانت هذي المره الأولى اللي بيسأل نفسه ذا السؤال لكن مهما سأل !

ومهما فكر !

مالقي جواب لسؤاله اللي حيره من سنين !

ورغم إن سؤاله كان بسيط إلا إن جوابه ماكان بنفس البساطه وماقدرت ترد عليه غير بنفي قاطع/ مو عناد....

رد ببرود/ لش اسبوع على هذا الحال وأنا مفلتش براحتش لكن قلت لش قبل أمس إن في منخفض جوي ومشتيش جنان وأنتي أيش فعلتي ! إذا مش هو عناد أيش تسميه !

نزلت رأسها بصمت .. هو فعلاً سبق ونبه عليها تنتبه لنفسها بس هيا من وين كانت هتعرف إنها هتمرض ..

هيا كانت عالمه الغيب !

ولاهتشم على قفا يدها مثلاً !

أخذت نفس عميق وبتبرير/بس أنا ماحسيت بإن الجو إختلف لدرجة إني همرض.... كل اللي صار إني مانشفت شعري عدل ونمت..... والشباك مفتوح وصار اللي صار..... أمر الله عاد لاتسوي من الحبه قبه....

قرب منها وطالع وجهها الآحمر اللب حس بحرارته لما سلمت عليه وبتساؤل/ حمى وإلتهاب في الحلق وصوت مختفي ومش قادره توقفي على رجلش ومسوي من الحبه قبه !
أيش عد باقي ! أنتي منتهيه رسمي .

دقته بمرفقها في جنبه وبتكشيره/ليه شايف مومياء واقفه قدامك...... ذي مجرد وعكه صحيه هتعدي بسرعه .... بس أنتا خليك حباب ولاتصير زنان زي أمي ماشي...

إتجاهل كلامها وشد أطراف بلوزتها الصوفيه حول جسمها اللي بيرتجف من البرد والحراره العاليه قبل ماتدس يدها في ذراعه وتسحبه معاها وهي مستمره في ثرثرتها المتقطعه ..

مشي معاها بإستسلام وباله مشغول بها..

كان حاس بعجز مابيحسه غير معاها !

جوري ماكانت كذا زمان !

أتغيرت وأتغير تعاملها معاه !

وبالتالي أتغيرت علاقتهم للأغرب ...

علاقتهم كانت ضعيفه وقويه في نفس الوقت !

ثقتها المطلقه تجاهه فيها شيئ ناقص ولازال لحد الأن بيحاول يلقاه !

وتصرفاتها المتناقضه معاه بتصيبه بالحيره من سنين !


اتأملها بصمت وهو بيسأل نفسه " أيش اللي غيرك ! "
الرياض

راحت لديما وهي واصله حدها منها وناويه تقلها كلمتين في عظمها لعل وعسى تحس على دمها وتنهي المهزله اللي عايشتها ومعيشتهم فيها من يوم اللي صار لها أو بالأصح اللي صار لجوري ..

كانت تدري إن أختها حساسه ورقيقه واللي صار أثر على نفسيتها لدرجة إنها من وقت اللي طلعت من المستشفى لازمت البيت وماعتبت خارج القصر بالمره وهي إتفهمت خوفها وعذرتها وظنت إنها مع الأيام بتتخلص من أثار الحادث مثل ما قالت دكتورتها النفسية، لكن رمضان دخل ومرت أيامه وهي لازالت معتصمه في جناحها ورافضه حتى تروح معاها لصلاة التراويح اللي كانوا متعودين يصلوها في المسجد وذا المكان الوحيد اللي سند سمح لهم يروحوه بدون مايترجوه خاصةً بعد مامنع خروجهم الفتره ذي إلا للضرورة القصوى بالإضافة للحراسه المشدده اللي فرضها على كل بنات العيله اللي للحين مايدروا عن اللي صار وكل اللي فهموه إن ديما بتمر بحالة توتر وإكتئاب بسبب قرب زواجها ..

زفرت بضيق لما دقت الباب لكذا مره بدون ماتسمع رد وفي الأخير دخلت ودارت بعيونها في جناحها اللي كان عباره عن غرفة جلوس كبيره طاغي عليها اللون الفوشي والأبيض ومؤثثه بكل وسائل الراحة والتسلية ولما مالقتها دخلت غرفة نومها وكمان لقيتها فارغه..

طالعت ساعتها اللي إتجاوزت سبعه الصبح وفكرت وين ممكن تكون ديما بهالوقت !

إتنهدت براحه لما سمعت صوتها جاي من غرفة الملابس.. أختها نفسيتها كانت مومستقره هالفتره وخافت تسوي شيئ في نفسها و--

وقفت جنب الباب بصدمه وهي تشوف ديما جالسه عالأرض ودموعها تنزل بغزاره وصوت شهقاتها يقطع القلب قبل ماتسمع همسها الباكي/بس دورتي لأول مره تتأخر وخفت أكون حامل........ إنزين والناس اللي يدرون إن عرسنا بعد العيد وش بيقولون لو تزوجنا فجأة وتركنا كل شي.......... الحمدلله اللي سترعلي و-- -........... مشعل أدري إني زوجتك بس لاتنسى إنا مملكين بس واللي صار بينا كان غلطه و---

دارت الأرض بثريا بقوة وإتراجعت لغرفة النوم وجلست على طرف السرير وهي بتحاول تستوعب
اللي سمعته!

حطت رأسها بين إيديها بعجز وكلمات ديما تتردد على مسامعها وبتزيد صدمتها أكثر وأكثر..

بس دورتي لأول مره تتأخر وخفت أكون حامل

اللي صار بينا كان غلطه !

غلطه !!!

وحمل !!!

يعني ديما ومشعل -----

!!!!

إنزين شلون!

ومتى !

ووين !!!

صوت ديما المرتعب إخترقت عقلها وقطعت أفكارها /ثريا !! أأننتي..شتسوين هنا! وومن متى!

رفعت وجهها وطالعت ملامح ديما الشاحبه وردت بهمس أشبه بالفحيح/ من وقت اللي بشرتي فيه حبيب القلب إنك موبحامل ...

شهقت ديما وإتراجعت كم خطوه للوراء وبلعثمه/ ثريااا أنتي... فاااهمه غلط... أنا..أأنا..

تركت باقي جملتها معلقه وأنفجرت في نوبة بكاء جديده خلت ثريا تسألها بعدم إستيعاب/أنتي وشو وشو!

أترجتها بضعف/ثريا تكفين قصري صوتك وخ--

قاطعتها بصراخ/أقصر صوتي! الحين خايفه من الفضيحه! شعقبه ماتقوليلي!

إنعقد لسانها وماقدرت ترد وإنهارت عالكنبه وثريا تتابع بمراره / شلون حطيتي نفسك وحطيتينا معك في هالمصيبه ! شلون نسيتي كل اللي صار لي بهالسرعه ! أنتي ماتعلمتي شي من اللي صار فيني ----

هجوم ثريا الحاد صعقها وحرقها في ثواني وهي بتسترجع كل لحظة معاناة مرت على أهلها لسنين خلت ولازالت بسبب إلسنة الناس اللي لاكت عرض أختها وشرفها بدون خوف من الله وعقابه و---

من متى وأنتي مستغفلتنا ! وشلون اتقابلتوا ووين وأنتي عمرك ماطلعتي معاه بروحك ولا وتين ورؤى ضبطولكم كل شي!

إتهام ثريا الغاضب قطع أفكارها وخلاها تشهق بقوه/أنا مااستغفلت أحد والبنات مالهم علاقه .

وقفت قدام ثريا ومسكت يدها وتابعت ببكاء/ثريا صدقيني حنا ماكنا ناويين هالشي ولا خططنا له...

دفتها بقهر/وش كنتي متوقعه دامك كل مره تقابليه بذاك الشكل المغري ! ياما نصحتك وقلتلك لاتلعبين بالنار
بس ماطعتيني وهذي النتيجه الحتميه لتصرفاتك المستفزه لرجولته و-- ولا أي رجوله اللي أرتجيها من واحد نذل ماصان عرضه و----

قاطعتها ديما بصراخ/أنتي موبفاهمه شي ومشعل ماهوبنذل ومارح يتخلى عني مثل ماسوى رياض معك .

طالعتها ثريا بثبات/ رياض ماتخلى عني ، رياض شهيد وربي أختاره لإنه يحبه وإن شاء الله بيجمعني فيه بالجنه .

لما شافت ديما وجه أختها اللي إتحول لورقه بيضاء أستوعبت اللي قالته في لحظة تهور وقربت منها بندم /ثريا تكفين سامحيني والله موبعارفه شلون قلت اللي قلته.. والله ماكنت أقصد شي بس أنا نفسيتي صارت زفت بسبب الدوره اللي اتأخرت وخفت أكون حامل والسالفه تكبر .

إتجنبت ثريا لمستها وبجمود/ مهما كان اللي صار فمارح يغيرواقعك الحين وبعظد مهما قلتي أنتي أو غيرك فأنا واثقه في نفسي على عكسك تماماً وأنصحك من الحين تتمين تدعين الله يتمم لكم على خير لإنه إذا صار شي لاقدر الله وهالعرس ماتم ساعتها مشعل مارح ينفعك .

بلعت ريقها الجاف بصعوبة/ إن شاء الله كل شي بيتم على خير.. ومشعل يحبني ياثريا ومارح يتخلى عني مهما صار .

ردت برجفه/أتمنى هالشي لمصلحتك ولمصلحتنا كلنا لإن هالمره أبوي مارح يتحمل نتيجة تهوركم ويمكن يروح فيها ب--

قاطعتها بخوف/بسم الله على أبوي لاتفاولين عليه ... وين رايحه وتاركتني !

كانت ثريا طالعه من الغرفه ووقفت لما سمعت صوت اختها المضطرب وإلتفتت لها بقهر/وجودي ماعاد له أي معنى أو فايده الحين .

إتجاهلت نغزتها وسألتها/إنزين وش كنتي تبين مني لما جيتي تدوريني !

ردت بمراره /جيت أواسيكي وأحاول أطلعك من اللي أنتي فيه.. كنت متخيله إن خوفك من اللي مريتي فيه وإحساسك الذنب ناحية جوري هو اللي مأثر على نفسيتك بهالشكل بس للأسف إكتشفت إني غبيه وسادجه.. لا .. كلنا كنا أغبياء ومغفلين وأنتي عايشه حياتك بالطول والعرض وماهمك أحد .

هزت ديما رأسها بإعتراض وبرجاء/والله السالفه موبكذا ياثريا.. خليني أشرح لك و--

قطعت جملتها لما إتجاهلتها ثريا وخرجت وصفقت الباب وراها بقوه..

وإنهارت عالأرض وهي تبكي بغزاره..

كانت متأكده إن ثريا رح تفسر اللي صار بهالشكل وبتحط الحق على لبسها وتصرفاتها اللعوبه والمتهوره مع مشعل وعلشان كذا ماقدرت تلجأ لها وتصارحها بالمصيبه اللي وقعت فيها..

والحين بعد ماأخيراً إتاكدت إنها موحامل وبدأت تظن إن كل شيئ أستقر وإنتهى على خير رجعت الأمور تتلخبط وإتحولت من سيئ لأسوء .


،
،
،
،
،
،
،


جده


​​عبدالرحمن أذكر الله وأدعيلها .

إلتفت لحاتم اللي لحقهم للمستشفى بعد مارتب مع معارفه في الشرطه أمر القبض على اللي في المزرعة وأتكفل بالموضوع وبرجفه/لا إله إلا الله لا إله إلا الله بس أنت ماشفت حالتها لماوصلنا لها ياحاتم! ماشفت الدم اللي دخوله لها من شويه .

حاتم بتطمين/ لا تكبر الهرجه كلها رصاصه في كتفها بيطلعوها ويوقفوا النزيف وهتكون بخير بإذن الله.
إتوسعت عيونه بصدمه وصرخ بعدم تصديق​/مكبر الهرجه! أنا مكبر الهرجه ! أنت موفاهم شي و لاتدري هم أيش ---

عبدالرحمن ..

قاطعه صوت سند الآمر وإلتفت وشافه بيتقدم منه بخطى واثقة وبارده كعادته، وماقدريمنع نبرة المراره اللي طغت على صوته الساخر/ سند المنذر أخيراً فضي وشرفنا !!


إتجاهل سند سخريته وقرب منه بهدوء/ أنا ماطلعت برا المستشفى لأجل أشرفك بجيتي ولولا إني إنشغلت بشي مهم ماكنت تركتك ومع ذلك أنت ماكنت لحالك والشباب كانوا يطمنوني عنك أول بأول .

تبع إشارة سند لأثنين من الحرس اللي واقفين في الممر بدون ماينتبه لهم وذا فجر غضبه بشكل أكبر كيف يظن إن وجود الحرس معاه هيعوضوا عن غيابه !


سند كان جنبه طول الأيام اللي فاتت ولحد مالقوا أخته وجابوها على هنا ظل معاه خطوه بخطوه لكنه أختفى بمجرد وصولهم للمستشفى وأختفائه المفاجئ أثر على نفسيته وخلاه يدور زي المجنون قدام غرفة العمليات في إنتظار أحد يطلع ويطمنه على نصه الثاني..

كان محتاج لوجود سند اللي كان طول الوقت واثق ومتحكم في أعصابه بشكل يحسد عليه وثقته وهدوئه مدوه بقوه غريبه خففت عنه وساعدته يتخطى الأوقات الصعبة اللي مر فيها وأخته مفقوده ومالها أثر ..

بس الظاهر إن اللي الفاجعه اللي صارت والظروف اللي جمعتهم بذا الشكل ماشكلوا أي فرق بالنسبه له !

وذا خلاه يفقد أعصابه بشكل غريب، سأله بإزدراء متعمد/ إن شاء الله أطمنت على رصيدك في البنك ووقعت كم صفقه بكم مليون تعوضك عن الوقت اللي ضيعته معانا ال --

قاطعه سند ببرود/أنا مقدر حالتك لكن صبري له حدود ياعبدالرحمن وصدقني مارح تحب وجهي الثاني فأهدى وأترك--

قاطعه بصراخ/ وانتوا متى هتبطلوا تتفلسفوا عليا وتقولولي أهدى ! محد فيكم حاس فيني و--

قاطعه حاتم بأمر/بطل شغل النواح ذا وخلك رجال .

هجم عليه بصراخ/أنا رجال غصب--

وقف سند قدامه ومنعه يوصل لحاتم اللي بيبتسم له بإستفزاز وبهدوء/ لو سمحت يابومحمد أتركنا لوحدنا شوي .
طالع حاتم في عبدالرحمن للحظات قبل مايرد بإزدراء متعمد/ تدري هروح أشرب قهوه لأني صدعت من شغل العيال ذا بس إذا رجعت والوضع مثل ماهو هتصرف بطريقتي لإن الوضع زاد عن حده .

راح وعبدالرحمن بيزمجر بغضب وبيحاول يفلت من ذراعين سند اللي مقيدته بشده عكس صوته اللي كله هدوء/ أنت تدري إن حاتم قلقان عليك وهالحكي كله من وراء قلبه ..

أخذ نفس عميق وتابع/وأنا حاس فيك وعاذرك وأدري إن قلبك محروق عليها بس خلاص أرحم نفسك شوي وأرتاح اختك مافيها إلا العافيه وبإذن الله كلها مسألة وقت وبتشوفها وتطمن عليها بنفسك .

صرخ فيه بهستيريا/ أي عافيه وأنت أكثر واحد عارف أيش سووا فيها الكلاب ولانسيت! نسيت رسالتهم و--

قطع كلامه لما خرجت ممرضه من غرفة العمليات وبدون مايحس مال على سند اللي مسكه بقوه وسألها بأنفاس متقطعه/جج جووري فييها ش--

ردت بتنهيده / خسرت دم كثير ب--

ماسمع باقي كلامها لإن الأرض مادت تحته فجأة وفقد توازنه وطاح وكان آخر شيئ سمعه هو صوت سند اللي قال إن أخته بخير قبل مايغمض عيونه ويفقد الوعي--

بتخليني أتم واقف عالباب !


رجع من ذكرياته على صوت سند العميق وحك رقبته بإحراج لما أنتبه إنه غرق في ذكرياته وتركه واقف برا باب بيته، بعد عن الباب وأشر له يدخل بإرتباك/حياك يابوبدر أتفضل .

دخله المجلس وأعتذر منه للحظات وراح غير الشورت اللي كان لابسه ببنطلون بيجامه قبل مايدخل المطبخ ..

جلس سند ودار بعيونه في المجلس وهو يتنهد براحه ..

للحظه ظن إن عبدالرحمن هيقفل الباب في وجهه وهيرفض يستقبله في بيته خاصةً بعد نظراته المصدومه اللي طالعه فيها أول مافتح الباب بس بعد لحظات من وقوفه لاحظ شروده المفاجئ وملامحه اللي كانت بتتغير بإستمرار بدون مايحس واتأكد إنه بيتذكر او بيفكر في اللي صار ولولا إن شكله صار غبي وهو واقف عالباب ونظرات الفضول بتلاحقه من الرايح والجاي كان ممكن يعطيه وقت أطول وهو مستغرق في ذكرياته وأفكاره أياً كان نوعها..

إنتبه للملفات والأوراق المتوزعه عالأرض وجنب الابتوب المفتوح الخاص بعبدالرحمن قبل ما يدخل ذا الأخير ويحط قدامه صينيه عليها فنجانين قهوه تركيه وكاسة مويا ومد له الفنجان وهو يتمتم بإعتذار/ اعذرني بس مافي غيري في البيت وما اعرف اضبط القهوه العربيه بس قهوتي التركيه ماشي حالها وتنبلع لو ماكنت تفضل ماركة معينه ..أتفضل

أخذ الفنجان ورد بصدق/ زاد فضلك يكفي إنك أتعنيت وسويتها .

أخذ رشفه منها وهز رأسه بإستحسان وداعبه بإبتسامه خفيفه/ منت هين يجي منك بس شلون عرفت إني أحبها ساده !

رد بعفويه/ كيف ماأعرف وأنت ماشربت غيرها لما كانت جور--

قطع جملته لما ركز في اللي كان هيقوله وبدء يجمع الأوراق والملفات بتوتر /لو كنت قدمت شويه كنت شفت فيصل كنا بنراجع شوية شغل وبنقفل الحسابات وكذا .

إتجاهل زلته ورد بهدوء/ حبيت أتركم تخلصوا شغلكم لأجل تتفرغ لي زين ونقدر نحكي براحتنا .

إلتفت له عبدالرحمن بشك/ تتركنا ! أنت كنت عارف إنه عندي في البيت ! أنت تراقبني ؟

حط سند فنجان القهوه ورد بشرح/ماهو بالمعنى الحرفي بس أنت سافرت فجأة وتركت كل شي وراك ورسالة الشكر المختصره اللي وصلتني منك كانت رسميه وسخيفه ومالها داعي وبينت بوضوح إنك بتتجنبني وبما إني متأكد من رجوعك لأجل تنهي أمورك المعلقه فمالقيت غير هالطريقه لأجل اشوفك واحكي معك .

ماحب يحرجه ويقول إنه حضر اللقاء العاصف بينه وبين علي واللي على أثره غادر المملكه بدون كلمة وداع .

طالعه عبدالرحمن بتوتر/اضطريت اسافر وفي وجود علي ومعاذ وعم مساعد وأهلك كنت مطمن عالوضع هنا و--

سكت للحظات وهو يحاول يرتب أفكاره اللي إتلخبطت في وجود سند الغير متوقع !

سفره المفاجئ وإن كان ماعطل شغله لدرجه كبيره وذا بسبب التكنولوجيا اللي قربت البعيد وسهلت شغلهم إلا إنه سبب لهم تعقيدات هم في غنى عنها خاصةً وشركتهم في بدايتها ومع إن فيصل هو المساهم الأول والأساسي برأس المال إلا إنه هو المحرك الفعلي للشركه بمجهوده وأفكاره اللي كانت بتعوض نقصه المالي بجداره وذا أضفى على شراكته مع فيصل نوع من الترابط والإنسجام اللي عزز مكانتهم في مجال عملهم، وكان لازم يحافظ على مستواهم ذا وعلشان كذا رجع جده من ثلاث أيام قضاها في شغل في الشركه طول النهار والليل بيتخللها وجبات الفطور والسحور في بيت فيصل اللي كان معاه زي ظله لكن الليله فضل يشتغلوا في بيته و --

أتوقع إن وجودي الغير مرغوب فيه هو سبب شرودك المتواصل .

رفع رأسه لسند اللي قطع أفكاره بكلامه اللي أحرجه وحسسه بقلة ذوقه الغير معتاد مع ضيوفه بس سند موضيف !
والمشكلة إنه موعارف يصنفه تحت أي مسمى..

صديق !

لا ..

علاقتهم موقديمة ولا يعرفوا الشيئ الكثير عن بعضهم لدرجة إنهم يصيروا أصدقاء..

مجرد معرفه !!

قطعاً لا خاصةً بعد اللي أتشاركوه مؤخراً..

أخذ نفس عميق فشل في إخفاء توتره/يمكن أستقبالي البارد أوحى لك بكرهي لوجودك بس ذا ماهو صحيح والأصح إني ماتوقعت أشوفك هنا لإني كنت هتجنبك قد ماأقدر عالأقل لحد ماأرتب شغلي مع فيصل وأتفرغ عالآخر .

رده الصريح مافاجئ سند بالعكس كان مستعد له ومتوقعه / موبكإنك بالغت ياعبدالرحمن ! اللي صار بينا المفروض يقربنا من بعض ولو بشكل بسيط مو يبعدك ويخليك تنفر مني وتكره شوفتي حتى لو كنت أنا السبب الرئيسي في اللي صار لإختك .

هز عبدالرحمن رأسه بنفي وحاول يختار كلامه بعنايه علشان يوصل شعوره لسند وبتنهيده/هو فعلاً قربني منك وخلاني أشوف سند الإنسان مورجل الأعمال اللي أتعودت عليه وبصراحه اللي شفته منك فاجأني لدرجة إني مالي وجه اقابلك خاصه بعد كل كلامي ووقاحتي معك وقتها وكنت محتاج إتخطى إحراجي قبل ماأقابلك وأعتذرلك ..

سكت للحظات قبل مايعترف باللي كان يفكر فيه من فتره/أما بالنسبه للي صار فأنت مالك دخل ولا لك ذنب فيه وإذا كان في أحد غلطان فهو أنا لإنها أختي ومسئوله مني مو من أحد ثاني وفي النهايه هذا قدرها وربي كاتبه لها ..

الإحساس بالذنب حرق سند وهو يشوف ندم عبدالرحمن وصدقه ورد بحزم/ لا ياعبدالرحمن انت موبغلطان في شي وتدري زين إنهم كانوا يقصدوني أنا لذلك أنا المسئول عن اللي صار لأختك وصدقني هالشي مارح اسامح عليه نفسي لأخر عمري .

وفي داخله تابع عتابه لنفسه بقسوه "أنا اللي إتسببت لها في كل هالألم ... خفت عليها من طليقها وبعد غرت منه وجبتها معاي علشان أحميها وماكنت أدري إني جايبها لقدر أفضع منه! كنت أبيها تظل معاي وتحت عيني وفي الأخير كنت رح أخسرها بسبب أنانيتي وغروري.. كان لازم أحميها من نفسي قبل لا أحميها منه و--

الظاهر بتحاول تقنع نفسك بكلامك !
جملة عبدالرحمن المريره قطعت أفكاره وخلته يرد بثقه/ انا فعلاً مقتنع وإبيك أنت بعد تقتنع وماتلوم نفسك أكثر من كذا.. وكون متأكد إني ماكنت رح أوفر أي طريقه لأجل أرد أختك بالسلامه ومهما كان الثمن ..

طالعه عبدالرحمن بصمت للحظات قبل مايربت على كتفه بإمتنان/ متأكد وماعندي شك في ذا الشي خاصةً بعد كل اللي سويته وأنا ماهنسى لك ذا المعروف --

قاطعه سند بعتاب/ ردينا على هالمساخه والحكي الفاضي !

عبدالرحمن بإصرار/ أولاً هذا موكلام فاضي هذا الصدق ثانياً أنا مابتكلم بس عن التسهيلات اللي قدمتها ولاعن الثروه اللي صرفتها وقتها ولاحتى عن الخطوط الحمراء والقوانين اللي إتجاوزناها واللي أنت إتحملت مسئوليتها بالكامل، أنا بتكلم عن وقفتك جنبي وت--

سكت بعجز وحاول يدور عن كلمات تعبر عن إمتنانه الكبير وفجأة لقي الكلمات بتنساب منه بتلقائيه/ماهكذب لو قلت إنه لولا الله ومن ثم أنت ماكنت قدرت إتحمل اللي صار ولا أتعامل معاه.. سند أنت كنت صخرتي اللي إستندت عليها وكلي ثقه إنها مارح تتزحزح مهما زاد ثقلي عليها ويمكن علشان كذا تماديت معك وفقدت السيطره على نفسي بذاك الشكل الوقح .

إنعقد لسان سند لفتره وهو يحاول يستوعب اللي قاعد يسمعه من عبدالرحمن.. ماكان يتوقع ولا في أحلامه إن عبدالرحمن أو غيره بيشوفه بذا الشكل !

ماسبق وسمع أحد بيطلق عليه هالمسميات حتى من أهله وأقرب الناس له

صخرته اللي ماتتزحزح !

حس بإرتباك غير مسبوق وعجز يلقى رد مناسب يغطي إرتباكه اللي أنقذه منه عبدالرحمن في آخر لحظه وهو يكلمه بإحراج/ هذا كان شي غبي سمعته وعلق في ذاكرتي وطلع لاشعورياً وياريت تسوي نفسك ماسمعته والأحسن إنك تنساه نهائياً .

إتظاهر إنه يفكر في كلامه/أنساه ! ماأظن.. خلنا صريحين انا موبكل يوم ألقى واحد يعتبرني امانه وصخرته و--

قاطعه عبدالرحمن بضيق/أنا غلطان اللي إستشهدت بكلام فاضي من ناس مجنونه .

رد بصدق/ بالعكس كلامك أثر فيني وصار عندي فضول أتعرف عالشخص اللي قاله وخلاه يعلق في ذاكرتك .

طالعه عبدالرحمن ببلاهه/هااا.. تتعرف على مين ! ليش !
عقد سند حواجبه شك"شفيه ذا إرتبك! وكإنه !!
معقوله !!!

كرر سؤاله ببراءة/أتعرف على اللي قالك هالحكي .

حرك عبدالرحمن إيديه بإعتراض عنيف / ماأعرفه من قال إني أعرفه.. ذا ذا كلام مدري وين قريته.. كلام فاضي ماعليك منه..

هز سند رأسه بمسايره وإبتسم بدون مايحس.. كان في شيئ داخله بيأكد له إن ذا كلام طفلته.. عبدالرحمن مايرتبك بهالشكل إلا لما تتعلق السالفه فيها و--

لحظه !!

صخرتها !!

منو تقصد بهالحكي !!

منو هالشخص اللي بيعني لها هالشيئ ا ---

لااااا...

معقول تقصده !!!!!

هز رأسه بعنف وأخذ نفس عميق وحاول يطرد شبح علي اللي سيطر على مخيلته ...

أما عبدالرحمن فنسي إحراجه لما شاف إبتسامة سند النادره واللي بتغير ملامحه الجديه للحظات قبل مايرجع لقناعه الجامد ولقي نفسه بيبتسم بدوره وهو يفكر إنه خلاص حدد علاقته بذا الإنسان، طالع سند بإبتسامه/ أنت سبق وقلت لي إني أخوك ولا أنا غلطان !

إتذكر سند لما صرخ فيه عبدالرحمن وقت اللي إنخطفت طفلته (أنا موموظف عندك) وهو رد عليه( لا أنت أخوي) هز رأسه بإيجاب وإتناسى علي للحظات وإبتسم بود حقيقي خلى عبدالرحمن يمد له يده وهو يتابع بثقه/وانا يشرفني إنك تكون أخي ياسند ..
أتوسعت إبتسامة سند وإتجاهل يد عبدالرحمن الممدوده ووقف وهو يكلمه بأمر/تعال أعلمك شلون الأخوه يسلمون على بعض .

ضمه سند للحظات قبل مايبعد عنه وهو يعلق بلؤم/الحين صرت صخرتك رسمي .

طالعه عبدالرحمن بتكشيره/ شكلك هتمسكها وماهتعدي مناسبه إلا وأنت بتذكرني بها .

رد بإبتسامه/ بيكون سلاحي السري وبستعمله وقت اللزوم .

ضحك عبدالرحمن براحه وصار يرد على أسئلة سند بخصوص فيصل وشغلهم بشكل عام قبل مايتذكر شيئ مهم..

الشال !!

رغم كلام جوري وإستسلامها لضياعه إلا إنه كان مصمم يسأل عنه ويعرف مصيره علشان خاطرها وسند كان معاه ومافارقه للحظه وأكيد الشال طاح في سيارته لما أسعفوها عالمستشفى .

فجأة كل مرحه وعفويته أختفت وحل محلها التوتر وهو بيفكر كيف يسأل سند عن الشال بدون مايجيب سيرة جوري ويحرج نفسه معاه !!!
جده



ظل واقف إكثر من خمس دقائق قدام الباب وهو بيحاول يتحكم في نفسه اللي بتسابقه على دخول الغرفه علشان يشوفها وهو بيتخيل المنظر اللي هيشوفه واللي أتعود عليه الفتره الأخيره منها وصار يسأل نفسه "هتكلمني اليوم ولا هتنطنشي كمان! طيب ليه ماأكلمها أنا وأفتح لها مجال عل--لا لا يمكن تفشلني .. أكيد هتفشلني وهتقلي شي بايخ وبارد من اللي بتسمعني ياه كل يوم.. أنا اللي استاهل أيش رجعني بس كنت جلست عند رائد أحسلي من اللي أنا فيه "

كان رائد ولبنى عازمينه عالفطور اللي يادوب أكل منه لقمتين مجامله وهو قاعد على أعصابه بشكل غريب حيره وبعدها إستئذن منهم ورجع البيت وذحين لما وصل حس بندم وأتمنى لو إنه أخذ لفه عالبحر أو راح لأي أحد من خوياه...

أخذ نفس عميق وسمى بالرحمن ودخل شغل الإضاءة وعيونه عالجسم المكوم تحت اللحاف بوضوح.. فسخ تيشرته ورماه عالأرض بإهمال وطلع جواله ومفاتيحه ومحفظته وحطها عالتسريحه بقوه علشان يزعجها ويلفت إنتباهها لوجوده ولما ماصدر منها أي تصرف دخل الحمام وصفق الباب وراه بعنف وبعد عشر دقائق خرج وهو لاف المنشفه على خصره وأتوجه للسرير بعناد"والله إذا موعاجبها لبسي تروح الغرفه الثانيه وتريحني من شكلها المستفز"

رفع اللحاف وإندس جنبها وقبل مايفرد ظهره عالسرير سمعها تشهق بقوه/غطيني بسرعه .

إتعدل وصرخ بعصبيه/أبغى أنخمد بس ومارح أكلك ول--

قاطعته برجاء/خالد بليييز غطيني... هموت من البرد .

زفر بقوه وهو بيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ورجع اللحاف عليها بدون مايلتفت لها.. كان مشتاق لها وهيموت على مايضمها ويشم ريحتها لكن طول ماهي بتعامله بذا الأسلوب فمارح يلمسها لو يموت من شوقه لها و --

كل أفكاره أتبخرت لما حس بحرارة بشرتها تحت يده اللي لمست ذراعها بالغلط وبسرعه إلتفت لها وهو يسحب عنها الغطاء من جديد .. كانت معطيته ظهرها ومتكوره على نفسها ولابسه بيجامه طويله مغطيه كل بوصه من جسمها على غير العاده ، همست برجاء/خالد وربي هموت من البرد و--

قاطعها بقلق وهو يلفها عليه/حبيبتي إيشب--

قطع جملته لماحس جبينها بكفه ومااتفاجأ بحرارتها المرتفعه خاصة بعد ماإنتبه لوجهها الأحمر ورجفتها الواضحه، غطاها بسرعه وبخوف/سلامتك يا عمري ليه ماقلتيلي إنك تعبانه كذا

أعطته ظهرها وردت بتعب/مالك صلاح وروح وسيبني أنام.

رد بعدم إستيعاب/أيش اللي مالي صلاح مو شايفه نفسك كيف طايحه !

دفت إيديه اللي مدها علشان يعدل جسمها وصرخت بألم/أيوه مالك صلاح أطيح أموت سيبني في حالي ولاتعملي فيها مهتم .

حس بطعنه من كلامها ورد بحده/أنا مومجبور أمثل الإهتمام لإني عن جد مهتم ياندى .

غطت وجهها باللحاف وبمراره/طريقتك في الإهتمام غريبه.. ومالها داعي.. سيبني في حالي

سحب اللحاف ولفها عليه بنفاذ صبر/ندى مووقت بزرنه أنني تعبانه قومي اوديكي المست-

قطع كلامه لما شهقت وأنفجرت تبكي وهي تحاول تخبي وجهها، مسك إيديها بقلق/حبيبتي ليه تبكي بس !

دفت يده ومن بين دموعها /لاتقول حبيبتك أنتا ماتعرف تحب أحد ..

جمد مكانه للحظات قبل مايأخذ نفس عميق وهو يحاول يهدئ وبعد لحظات سحبها وعدلها عالسرير بالقوه وبأمر/ماهحاسبك على جنانك ذا لإنك مسخنه وبتهلوسي وذحين ألبسي علشان أوديكي المستشفى وبعدين نتفاهم .

صرخت فيه بهستيريا/ مابغى أروح مكان سيبني أموت علشان ترتاح م--

جملتها وضمها لصدره بقوه /بعد الشر عليكي يا عمري لاتقولي كذا..

ضربت صدره وهي تبكي بقهر/لاتقول ياعمري أنا ولا شي ليك ولاشي .. أنا خلاص تعبت وموقادره أتحمل أكتر من كدا و--

قاطعها بغضب/ حبيبتي وعمري وكل شي ليا يا حماره لإني أحبك تفهمي أيش يعني أحبك !

كان قاعد يهزها بقوه وكأن حركته ذي هتخليها تستوعب كلامه بصوره أسرع وماعرف إنه زاد الطين بله غير لما طاحت بين إيديه وهي فاقده الوعي !


،
،
،
،
،
،
،
،


(في بيت ليلى)


أنا موقادره أصدق اللي قلتيه، أنتي كيف عملتي العمله المنيه دي وكيف محد فينا عرف !

قالتها لطيفه بعدم إستيعاب للي سمعته من أختها ليلى ..

ردت ليلى بتنهيده/ قلتلك بحبه ياتيفه وعلشانه ممكن أعمل اللي ماينعمل .

ردت بشهقه/ وأيش اللي لسا هتعمليه أكثر من كدا، يابنتي أنتي إتطلقتي علشانه .

زفرت بضيق/ الله عليكي يالطيفه وعلى عكننتك ياشيخه كان لازم تفكريني بزوج الندامه و---

قاطعتها بسخريه / إكس هازبند ياحلوه إكس بس تصدقي خساره ضيعتيه من يدك دا معيشك ولا الأميرات يافقريه .

ردت بقرف/ اللي يسمعك يقول ضيعت مصباح علاء الدين مالت عليه بس دا لولا فلوسه ماكنت إستنيت معاه المعفن أبو عيون زايغه وهوا كل شهر والثاني طاقها زواجة مسيار من كل بلد خليني ساكته بس .

ردت لطيفه بحقد/ هما الرجال كذا أول ماتجري الفلوس في يدهم يطقوها زواجه ياقلبي اسأليني أنا مهوعبدالفتاح أول ما ربي فتحها في وجهه نسي نفسه وراح أتزوج عليا الحافي المنتف الكحيان مابالك بزوجك اللي شايلهم على قلبه أكوام أكوام .

زفرت ليلى بضيق " أيوه دحين هتبدأ موشح عبدالفتاح وزوجته وهتصدعني " صبت لها قهوه وهي تغير الموضوع/ المهم ياتيفه ياقلبي ماهوصيكي سيرة الطلاق دي بينا وحسك عينك أحد يعرفها أنا موناقصه خالد وقرفه ولا أمي ومواعظها .

ذكرتها باللي عايشته وبغيض / أنتي هتقوليلي يالوشه دا أنا كرهت حياتي بسبب أخوكي اللي أشتغلي بواب وعلى رايحه فين وجايه منين وأنتي معلقه والعين عليكي وكلام الناس وبلا بلا بلا الله وكيلك قرفني في عيشتي ولا أمك اللي مشتغله محامي دفاع لحبيب قلبها عبدالفتاح وقالت أيه أنا ماأستاهل زوج زيه .. بلا في شكله المعفن .

ردت بتنهيده/ علشان كدا بنبه عليكي، أنا اتفقت مع اللي مايتسمى إني هقعد في البيت مع الاولاد وأبغى أعيش برواقه أزبط نفسي وأدلع لين تخلص عدتي وأشوف حياتي .

سألتها بإهتمام/ وبعد ماتخلص عدتك ناويه على أيه !

ردت بثقه/ هتزوجه طبعاً أمال أنا عملت دا كله ليه .

طالعتها لطيفه بشك/ والله ياخوفي لايطلع واحد ابن كلب يل--

قاطعتها بحده/ زياد مو كدا، دا بيموت في التراب اللي بمشي عليه.. يابنتي دا من يوم ماعرفته وهوا بيترجاني علشان يجي يخطبني بس أنا اللي كنت برفض بحجة إن نفسيتي متأزمه بسبب طلاقي .

لطيفه في محاوله لتلطيف الجو/ طيب لاتنحمقي أنا خايفه عليكي لاتطولي بلح الشام ولاعنب اليمن ..

ردت بضيق/ لا يختي ارتاحي وحطي في بطنك بطيخه صيفي زياد يحبني ومستني اليوم اللي هيجمعنا سوا وكلها شهر وتخلص العده ونتزوج على طول .

لطيفه بتفكير/ طيب ماهيستغرب لما فجأه تقوليله يلا تعال اخطبني.. يعني ماهيشك ويسأل نفسه ليه غيرتي رأيك .

ردت بإبتسامه/ ويستغرب ليه منا هقله حب شفاني وعدل مزاجي وفتح نفسي عالزواج .

إنفجروا في الضحك وصاروا يخططوا لتفاصيل الزواج القادم ومانتبهوا لزوج العيون اللي كان يراقبهم وسمع كل اللي دار بينهم بصدمه وعدم تصديق !!!!


،
،
،
،
،
،
،
،
،

صنعاء


ليش ما تجاوبني !

طالع في صدام اللي كان مصر يعرف سبب سفره لجده أخر مره ومارضي يقتنع بالعذراللي قدمه له بداية نقاشهم، رد بتنهيده/ جاوبتك وماعجبك الجواب ..مازد أفعلك .

صدام بإصرار/والله شكلك أنت ومعاذ وعبدالرحمن كل ماكنت أسألكم عنها وكلامك ذحين ما يطمن ولايدل على الكلام الفارغ اللي قلته ..

علي بنفاذ صبر /صدام الله يرضى عليك مش وقت أوهامك و--

قاطعه بثقه/هذي مش أوهام ياعلي وأنا مش جاهل ولاغبي علشان ماأفهم إنها كانت في مشكله وقتها ولا بنتظن إني صدقت إنك سافرت لها لإن خالد ماخلاها تشل العيال معاها !

رد بهدوء/ وأنت فعلاً غبي لإن المهم إنها رجعت بالسلامه بغض النظر عن اللي وقع من قبل صح ولا لا !

طالعه بعدم تصديق/ طبعاً لا أنا أشتي أعرف أيش فيها وليش كانت مريضه..

سكت للحظات وهو بيحاول يهدي ضربات قلبه اللي زادت لما اتذكر كلام أمه اللي زارتها بعد رجوعها من السفر وقالت له إن شكلها مريضه.. وقتها بس اتأكد إنه في مصيبه صارت وذا اللي خلى علي يقطع جولته مع قيادات الأركان المصحوب بوفد رئاسي واللي كان لتقييم مستوى الآداء في المعسكرات والوقوف على مدى جاهزيتها وذي كانت من الإنجازات المهمه اللي بتنضاف لسجل علي العسكري خاصةً إنه تم إختياره من بين عشرات المرشحين واللي كان هو من ضمنهم وذا اللي خلاه يشك لما إتصلوا عليه من قيادة الأركان وقالوا إن علي إضطر يقطع الجوله ورشح لهم أسمه علشان يتابع مهمته !

رجع يركز مع علي وهو مصر يعرف السبب الحقيقي وراء سفره لها وبحده/ أنت ليش مش راضي تريحني وتقلي مالها ! ليش تخبي عني وأنت داري إنها تهمني وداري بكل شي بيني وبينها و---

قاطعه بصرامة/ صدام أنتبه لكلامك وأتذكر إن اللي بتتحاكى عنها هي أختي وعيب عليك تلمح لشي أنت داري إنه مش موجود بينكم .

شحب وجهه فجأه من نظرة الغضب اللي لمحها في عيون علي رغم نبرته البارده ولحظتها بس حس بالتلميح المتهور اللي إتضمنه كلامه ورد بتوتر/ أنا ماقصدت أقول أوألمح لشي بطال ياعلي وأنت داري إني لايمكن أغلط عليها بذي الطريقه.

أخذ علي نفس عميق/صدام لازم تفهم إن نظرة جوري لك م--

قاطعه بغضب/لا تقول أخوها لإني مش هكذا.. ليش مصر تعيد نفس كلامها الغبي ليش !

رد بحده/لإنه الواقع وأنت مهما صبرت عليها ومهما حاولت تقنعها ماهتستفيد شي.. أنت بالنسبه لها مثلي ومثل معاذ وعبدالرحمن وحتى لو كنت آخر رجال في العالم ماهترضى تتزوجك أي حين تفهم ياغبي .

صرخ بقهر/ أنت وهي الأغبياء.. بتظنوا إنكم لو عدتوا لي هذا الكلام مره وأثنين ومليون خلاص عد أصدق إنها أختي وأنسى حبي لها وكأنه ماكان..

مسكه علي من كتوفه وهزه بقوه وبأمر/لازم تنساه وتنساها .. جوري مش لك ياصدام وكل مافهمت هذي الحقيقه بسرعه كل ماإتخلصت منها في وقت أسرع .

هذي كانت الحقيقه اللي وإن كان صدام متأكد منها إلا إنه رافض يستوعبها ويصدقها !

ماحاول يتخلص من إيدين علي مو لإنه أقل منه ضخامه وقوه لكن لإن كلامه أثر فيه وأفقده توازنه ولولا علي المتمسك فيه كان طاح من طوله، همس بمراره/ زوجها وعيالها ماخلوني أنساها كل هذي السنين كيف تشتيني أنساها بعد مارجعت لي حره من جديد و---

قاطعه علي ببرود/جوري ماعادت حره وإن شاء الله بتحضر عرسها عن قريب .


صحيح هو إتعمد يجرحه بالحقيقه اللي عنى منها كل حرف لكنه ماقدر يتحمل يشوف أثاراللي قاله على أبن خاله زعلسان كذا فضل يغمض عيونه بس للأسف ماكان سريع لدرجة إنه ماينتبه لصدام اللي إنخطف لونه وطاح من طوله .
الرياض


وقفت في الممر واتأملت الصندوق اللي بين إيديها بإبتسامه عريضه من تحت نقابها.. اليوم خمسه من مرضاها الصغار فاجؤها بهدايا بمناسبة العيد ورغم إن ذي مو أول مره تصير معاها إلا إن الهدايا ذي المره أثرت فيها لدرجة إنها كانت هتذرف دموعها قدام إمهات الأطفال اللي أترجوها علشان تقبلها ..

لطفهم وظرافتهم ذوبوا قلبها وحسنوا نفسيتها اللي إتأزمت بسبب كارثة ديما ومشعل اللي صدمتها وقلبت عليها المواجع اللي كانت بدأت تتناساها وت--

صوت جرس التنبيه اللي أعلن عن وصول المصعد قطع أفكارها اللي أخذت منحى غير مرغوب فيه.. غمضت عيونها وأخذت نفس عميق وهي بتستعيذ بالله من الشيطان الرج---

فلتت منها صرخه مدويه بمجرد ماإنفتح باب المصعد وشافت اللي داخله !


وووليييد !!!

قالتها بهمس بالكاد سمعته وهي بتشد الصندوق لصدرها بحركة غريزيه وكإنها بتحتمي فيه من المخلوق اللي إتقدم ناحيتها وهو يرد بسخريه / أيه وليد.. وليد اللي ظنيتي إنك إتخلصتي منه بسهوله..

إتلفتت في الممر الخالي بنظرات زائغه وهي بتتراجع برعب من إبتسامته الصفراء ونظرات الشر اللي حبست إنفاسها..
وفي دوامة الإنفعالات اللي غرقت فيها لمحت مخرج الطوارئ وبدون تفكير لقت نفسها بتحري بكل قوتها ناحيته !

ورغم إن المسافه ماإتجاوزت الخمسة أمتار إلا إنها حستها خمسة أميال وعلى ماوصلت للباب كانت أنفاسها مقطوعه..

دفت الباب بكتفها بكل قوتها وصارت تنزل السلالم وهي بتتعثر بسبب سرعتها وعبايتها اللي داست عليها أكثر من مره في رحلة هروبها بدون ماتركز في عدد الطوابق اللي نزلتها وكل همها إنها توصل للدور الأرضي وهناك بتكون في أمان وسط موظفين الأستقبال وباقي المراجعين اللي أضطروا يظلوا لذا الوقت المتأخر وأهم من هذا وذاك رجال الأمن اللي هتطلب من واحد فيهم يمشي معاها للسيارة وبكذا تضمن إن وليد مارح يفكر يلحقها للمواقف كالمعتاد و


فجأه طاح الصندوق منها وحست بكتفها إنخلع لما إنسحب الباب من يدها بقوه ورجع إنقفل من جديد قبل مايستند عليه وليد وهو يلهث يقوه /هالمره مارح تهربين مني وبنتحاسب .

إتسمرت عيونها عالباب بيأس بعد ماإنهارت خطة هروبها وإتراجعت وهي تسحب أنفاسها بصعوبه وكانت حاسه إن قلبها هيخرج من صدرها من كثر مابيخفق بجنون وجسمها كان بيرتجف بعنف مع كل نفس بتأخذه وعقلها بيشرق ويغرب فيها..

نتحاسب !

نتحاسب على وش بالضبط !

أيش يقصد بكلامه ؟

ووش ناوي عليه ؟

أكيد موشيئ زين بدليل إنتظاره لنهاية دوامها وذي مو أول مره يسويها الحقير..

أخذت نفس عميق علشان تهدئ وتتمالكت نفسها ومع ذلك صوتها كان يرجف /مالك حق تحاسبني وأتركني بحالي عيب عليك هالحركات .

رد بإصرار/ موقبل مانصفي كل شئ بينا .

فقدت أعصابها وصرخت فيه/أحترم نفسك وثمن حكيك أنا مابيني وبينك شي ولآخر مره بحذرك يادكتور وليد أبعد عني ولاتتعرض لي مره ثانيه .

رد بحقد/ وش بقى تهدديني فيه بعد ماخربتي حياتي ودمرتيني !

شهقت بعدم تصديق/أنا خربت حياتك ودمرتها !

هز رأسه بإيجاب ورفع يده وعدد على أصابعه/ إنطردت من المستشفى بس بطريقة دبلوماسية وأضطريت اترك أهلي وكل حياتي هنا وإنجبرت أعيش في مكان ثاني وأبدأ من أول وجديد واللي يحر ويبط الكبد إنك السبب في كل اللي صار لي..

سكت للحظات علشان يتنفس فيها قبل مايتابع بحقد/ أكيد السالفه ماأحتاجت أكثر من إتصال للإدراة لأجل يتسابقون وينفذون أوامر بنت المنذر اللي محد يتجرأ يرد لها طلب ولا تبين تفهميني إن مالك علاقه باللي صار وماتدرين عن شي !

الحقد والقهر اللي طفح من صوته وملامحه حسسها بالرضى على الأقل الحقير عانى بسببها ولو إنه أقل من اللي يستحقه بكثير وبإحتقار/ إمبلا أدري وهذي جزاتك لإنك تطاولت علي وإتجاوزت حدودك معي ولاكنت تظن إني رح أتم ساكته عن---

قاطعها بغضب/كل ذا لإني إبي إتزوجك ! كل ذا لإني إتجرأت وطلبت يد بنت المنذر !

ردت بحزم/لا تتغابى لإنك تدري زين إن هذي ماهيب الحقيقة.. أنت من البداية حاصرتني وصرت تطلع لي في كل مكان بالمستشفى ولما رفضتك شخصياً إتجاهلت رفضي وإتقدمت لأهلي وبعد جاك نفس الرد ومع ذلك أنت ماأحترمت قراري ولاقدرت رغبتي في إختيار شريك حياتي وعييت تفهم وتتركني لحالي وأصريت على موقفك وآخرتها وصلت فيك تراسلني وتراقبني وتلحقني من مكان للثاني بدون حيا.. وش كنت متوقع مني ! إني أمل وأرضخ لك في نهاية المطاف وأوافق عليك !

رد بعصبيه/وليه ماتوافقين علي! وش اللي موبعاجبك فيني !
ردت بقرف/ ياخي مابيك.. ماواطنك بعيشة الله.. موبنازلي من زور.. شتبي بعد ..

رفع سبابته قدامها بتهديد /سمعيني زين انا بسوي نفسي ماسمعتك وبنسى كل اللي صار وبكره برد أطلبك من أهلك مره ثانيه وهالمره رح توافقين.. الأفضل إنك توافقين ولا مارح أضمن لك شلون بتصرف معك هالمره .

"وبعد يهدد!" ردت بإشمئزاز/ أنت لايمكن تكون طبيعي.. أقلك أبعد عن طريقي وخلني أروح تراني موبناقصتك ووجودك معي ممكن ينفهم غلط و --

قاطعها بلامبالاة/ قاعد أسولف مع خطيبتي ومحد له شي عندي .

طالعته بعدم تصديق"ذا عن جد مجنون وبعد غبي مثل ما

قالت جوري وصار لازم أوقفه عند حده قبل مايبلي نفسه ويبليني بمصيبه" وبنفاذ صبر / أسمعني يادكتور وليد وأفهم اللي بقوله زين، أحنا كل اللي كان بينا زملاة عمل لا أكثر والحمدلله إنتهت بنقلك من هنا وبالنسبه للي في بالك فأحب أقلك إنه لايمكن يتم ولعلمك أنا إنخطبت وقريب بكون على ذمة رجال وأنت الله يرزقك ببنت الحلال اللي تنسيك الأوهام اللي عايش فيها .

أخذت نفس عميق وهي مستغربه كيف قالت ذا الكلام وكيف خطر لها !

والأغرب إنها كانت تتكلم بثقه ومنطق أقنعوها شخصياً وموبعيد وليد كمان يقتنع ويتركها في حالها .. إن شاء الله يقتنع ويتركها في حالها..

سألها وليد بحده/إنخطبتي ! متى وشلون وحنا ماسمعنا شي !
"غبيه كيف نسيت إن سالفة مثل خطبتي رح تكون خبر الموسم وأكيد الكل هيسمع فيها لكن دامي بديت السالفه لازم أكملها للنهايه "ردت ببرود/ مثل العالم والناس وأنا موبملزومه أقدم لك ولغيرك تقرير عن حياتي والحين أبعد عني .

وقف قدامها ومنعها تتقدم وطالعها لفتره بغيض "شكلي ضيعتك وراحت علي لكن الله يلعني إن تركت تتهنين بخطبتك بعد كل تعبي وحرقة أعصابي" زفر بقوه وعقد ذراعيه على صدره وبإستفزاز/إنزين ومنو سعيد الحظ اللي قبل فيكي وأنتي بهالسمعه ! أووووه.... لا أكون جرحتك أو قلت شي ماتعرفينه ! يلا عاد أكيد تدرين إن فضيحتك وسيرتك على كل لسان وموبمحتاجه أقلك هالشي !

ماأهتمت بتجريحه وسخريته الواضحة كثر ماإهتمت بجوابه عن السؤال اللي كانت شاكه فيه طول الفتره اللي فاتت وبجديه/ بس أشوف هالشي مامنعك تتقدم لي بالعكس أنت حفيت وراي وماخليت أي أسلوب ضغط مامارسته علي لأجل أوافق أتزوجك فياترى وش اللي خلاك تتغاضى عن سمعتي المزعومة وتتصرف بهالشكل !

طالعها بصمت للحظات وهو يتذكر الوقت الطويل اللي ضيعه معها وكل محاولاته البائسة في التأثير عليها واللي باءت بالفشل الذريع وفي الأخير جاء واحد غيره وأخذها عالجاهز، ضحك بتسليه/لاتظنين إني كنت ميت عليكي يادكتوره كل السالفة إني حبيت أضمن مستقبلي ومافي ضمانه أحسن من نفوذ بيت المنذر وملايينهم اللي بتفتح لي كل الأبواب ..

ماتقدر تقول إن رده صدمها لإنها كانت متوقعه هالتفكير الخبيث منه وحست براحه غريبه لما إتأكدت إن أحساسها في ذا الشخص ماخاب.. كان معاها حق لما كرهته ونفرت منه من أول مره شافته فيها وكان معاها حق لما رفضته.. إنها تعنس وتقضي آخر يوم من عمرها وحيده أفضل وأحب على قلبها من إنها ترتبط بواحد مريض وتافه مثله .

تابع بغيض/كان المفروض تحمدين ربك اللي لقيتي واحد ماأهتم بماضيكي ورضى يستر عليكي وجاء يخطبك.. بس أنتي طلعتي خبيثه وحسبتيها صح ورفضتي تربطين نفسك بواحد مثلي وأنتي تدرين إن ملايين أبوكي بتشتريلك أطلق عريس وأكيد بيكون مركزه أحسن من مركزي بألف مره .

سكت للحظات وميل رأسه وإتأملها من فوق لتحت بنظرات بطيئه قبل مايتابع بوقاحه/ ولو إن ملايينهم مارح تعوضه النقص اللي فيكي .

شمخت برأسها وواجهته بثقه/مايطري النقص إلا ناقص ولا أنا الثريا واللي مثلك مايطالني ولو في أحلامه ياعديم المرجله ..

أسود وجهه ورد بقهر/ زين الحين بشوف إذا بتظلين بسماكي ولا بتتسوين بالتراب .

قرن قوله بالفعل وهجم عليها بسرعه خلتها تتراجع ب--
إنحبست أنفاسها وإتسمرت نظراتها على الشخص اللي ظهر فجأه من العدم ووقف بينها وبين وليد وإشتبك معه في القتال بدون مقدمات وهو يزمجر بغضب / تخسي وتعقب وماغيرك بيتسوى بالتراب اليوم ..

لصقت ثريا في الجدار ورمشت بعيونها بعدم إستيعاب للي شايفته !

المجهول اللي موشايفه منه غير ظهره بيتبادل الضربات مع وليد أوالأصح الضرب بأنواعه كان من نصيب وليد اللي إتحول لكيس ملاكمه بشري والمجهول يتابع/ ولو فيك خير كان قلت هالحكي قدام الرجال ياشبيهم بدل منت جاي تستقوي وتفرد عضلاتك عالحريم يالرخمه .


صرخ وليد/وأنت منو علشان تتدخل بينا ب---

رد بغضب/ أنا سعيد الحظ..

خطيبها ..

إتوسعت عيون ثريا وفكها وصل للأرض من الصدمه..

خطيبي !!!!!!

شلون !!

ومتى !!

إنزين موبلازم أكون أول وحده تعرف إذا كنت مخطوبه ولا لا !!!

لا... الظاهر جنيت وقمت أتخيل !!

فركت عيونها بقوه وهي متوقعه إنها بعد ماتفتحهم بتلقى نفسها وحيده مع وليد لكن توقعها خاب لما لقت وليد مازال بيتصارع مع المجهول اللي موشايفه منه غير ظهره !

أما وليد فبمجرد ماسمع كلمة (خطيبها) جمد مكانه وأتوقف عن المقاومه للحظات هو يطالع الرجال اللي ماسكه من ياقة ثوبه ومثبته قدامه بقوه وكأنه على وشك إفتراسه "خطيبها ! يعني هي ماكذبت علي.. وش هالبلوه اللي بليت فيها نفسك ياوليد !" حاول ينقذ نفسه وصرخ من بين أنفاسه اللاهثه / أنت فاهم السالفه غلط.. في سوء تفاهم ب---

إنقطعت جملته لما طار في الهواء للحظات قبل مايتكوم عالأرض في الجهه المقابله من مخرج الطوارئ وهو يأن بألم قبل ماينحني عليه الرجال بتهديد/أطلع من هنا قبل لا أبلي نفسي في كلب مثلك وإن سمعت إنك قربت من الثريا أو حتى لمحتها بيكون آخر يوم في عمرك فهمت !

إتكور وليد على نفسه بألم من الرفسه اللي أتلقاها على بطنه بكل قوه والرجال يصرخ فيه/أنقلع من هنا .

إستجمع باقي قوته وكرامته اللي إتبعثرت وزحف للباب بصعوبه وأختفى وراه..

خلص لاتخافين !!

رفعت ثريا رأسها وطالعت في اللي كلمها بنظرات مشوشه..

كانت حاسه بدوخه وغثيان خلاها تجلس عالدرج بدون ماتحس وهي بتحاول تستوعب اللي صار من شويه و--

أنتي متى بتتركين هالغباء !

فقدت تركيزها بسبب سؤال المجهول اللي قطع أفكارها
وسألته بعدم إستيعاب/عفواً أنت تكلمني !

هدر بصوت عالي/أكيد أكلمك ولا أنتي شايفه أحد غيرك هنا !

إستغربت من أسلوبه الهجومي ونبرته الغاضبه الغير مبرره..

حلو والله.. بالأول وليد والحين هالمجنون اللي الظاهر صدق إنه عن جد خطيبها !

ردت بحده/مابي لا أشوف ولا أسمع شي منك وجزاك الله خير على مساعدتك و--

قطعت كلامها وإترنحت للحظات قبل ماتحس بأحد يسندها وهو يهمس لها / غمضي عيونك شوي .

نفضت يده بعيد عنها ونفذت أمره مضطره وجلست عالدرج وغمضت عيونها بتعب وبعد فتره حست بهزه رقيقه ناقضت صوته الغاضب /أشربي ذا وبتصيرين أحسن .

رفعت رأسها وأخذت منه الكأس وشربت اللي فيه بتردد..

يمكن حاط لها فيه ش--

ليمون !

طالعت الكأس بتمعن ورجعت ذاقته مره ثانيه ..

إلا ليمون ومن الكافيه تبع المستشفى بعد !

ياترى كم مر وهي جالسه عالدرج ومغمضه عيونها ورايحه في شبه إغمائه بدون ماتحس بالوقت لدرجة إنه راح وجاب لها عصير ورجع !

طردت كل الوساوس من بالها وشربت العصير لآخر قطره..

ماتقدر تنكر إنه جاء في وقته لإن ريقها كان ناشف وضغطها نزل بسبب كل الأحداث اللي إتعرضت لها اليوم .

حطت الكأسه جنبها وأخيراً لقت الجرأة علشان تلتفت لمنقذها الغريب اللي كان واقف جنب الباب وكأنه بيحرسه، ووقفت وهي مضيقه عيونها عليه بتركيز.. كانت حاسه إنها تعرفه !
صوته وشكله موبغريب عليها و--

شهقت بصدمه/هذا أنت !

عقد ذراعيه على صدره ورد بتجهم/ شعور متبادل ..

رده الجاف والضيق اللي في ملامحه ماترك لها مجال للشك في إنه كره الصدفه اللي جمعته بها وإتمنت الأرض تنشق وتبلعها على كثر ضيقها وإحراجها وردت متقطع / جزاك الله خير.. تقدر تتفضل.. ومشكور عالل--

قاطعها بحده/صرتي أحسن !

صوته الحاد خلاها تنتفض ومع ذلك هزت رأسها بموافقه صامته وبدأت تجمع أغراضها المتناثرة بسرعه وإرتباك زاد لماإنحنى عالأرض وبدأ يساعدها وهي بتتمنى تختفي من قدامه بقدرة قادر----

بوصلك لسيارتك .

قطع أفكارها وردت بتوتر بدون ماترفع رأسها/ لا مافي داعي ت--

قاطعها بأمر /أنا ماطلبت أذنك أنا عطيتك خبر لا آكثر وأمشي قدامي من سكات .

نسيت إحراجها في ثواني وإلتفتت له بإستنكار / أمشي من سكات!!! أنت جنيت ! بأي حق تأمرني ولا كذبت الكذبة وصدقتها !

إستمر في جمع أغراضها وببرود / لاتنسين إن هالكذبه من تأليفك وأنتي اللي جبرتيني عليها ..

حست كإنه أعطاها كف ورمت اللي في يدها بعصبيه /أنا ماطلبت منك تجاري كذبتي ولا كنت أدري إن في أحد سامعني من الاساس أنا كنت أبيه يتركني في حالي و--

إبتسم بسخرية/شلون يتركك بعد ماحطيتي نفسك بين إيديه لقمه سايغه !

حست بالذل من تلميحه وردت بشراسه/أحترم نفسك ولاتظن إن مساعدتك تعطيك الحق علشان تهيني.. أنت ماتدري وش السالفة فلا ترميني بأحكامك المتخلفه و--

" هذي أخت سند خويك ياغبي"ذكر نفسه بذي الحقيقة وأخذ نفس عميق وبشرح/ أنا ماقصدت شي من اللي فهمتيه.. أنا قصدت نزولك من مخرج الطوارئ واللي عزلك عن الكل وتركك ضعيفه بين إيديه .

تبريره السريع وصوته المتوتر حسسها بصدقه وبدد غضبها من ناحيته بسرعه.. في الأخير هو ساعدها ولولا الله وثم وجوده الله العالم وش كان بيصير مصيرها وهي محتجزه مع المجنون وليد..

بررت بضعف /أنا كنت إبي أوصل الطابق الأرضي بسرعه ومافكرت إنه ممكن يلحقني و--

إنخنق صوتها وماقدرت تكمل وهي تتذكر لحظات الرعب اللي عاشتها.

رد بهدوء/خلص أنسي اللي صار وفي كل الأحوال الوقت متاخر والافضل إني أوصلك لسيارتك .

خافت من معنى كلامه وبتوتر/ مااظن إنه غبي وبايع عمره علشان يفكر يلحقني بعد اللي صار فيه وبعد بكلم عم جلال يلاقيني للباب .

إلتفت لها وبجديه/لو حكيتي لسند عن ملاحقته لك من البدايه كان وقفه عند حده وماكان إنحطيتي بهالموقف السخيف اللي ماكان الأول من نوعه مثل ما فهمت من حكيك ولاأنا سمعت وفهمت غلط !

طالعته بصدمه.. ذا شكله حضر الموقف من بدايته وسمع كل اللي إنقال !

إنزين دامه شاف كل شيئ من البدايه ليه ماتدخل بسرعه بد --

أهاااا ....

غمضت عيونها بقهر لما وصلت للإستنتاج البديهي الوحيد وإتملكها الخزي وإتجمعت الدموع في عيونها وحست إنها لو ظلت مكانها لدقيقه وحده رح يصير لها شيئ، وبدون أي مقدمات فتحت الباب وطلعت تجري وهي بتتجاهل صوته الغاضب اللي همس بأسمها أكثر من مره .


،
،
،
،
،
،
،
،
،

صنعاء


خرجت من المطبخ على صوت أختها علياء اللي بتستعجل عيالها علشان يخرجوا لأبوهم، سألتها بإستغراب/ على وين يامهون !

دخلت أغراضها في شنطتها /عالبيت ياجوري يعني وين هنسير هذي الساعه .

باست بنات أختها اللي سلموا عليها بسرعه قبل مايجروا على برا وبرجاء /طيب أتسحروا معانا عالأقل وبعدها روحوا .
شيماء بسخريه/وأيش الفايده لاتسحروا هانا خليهم يروحوا ويلحقوا لهم نص ساعه عالأقل .

سألت جوري بعدم فهم/فايدة أيش ! ويلحقوا أيش !
ناديه بضحكه/ أنتي خليش على جنب ..

إلتفتت لعلياء وتابعت بخبث /ومحمد إذا ماطار وقطع كل الإشارات الليله علشان يكسب الوقت لاتسموني نانا .
غنى بحماس/قوا ياعلياء إذا قطعها صدق حاكينا علشان نورط ناديه في عزومه على حسابها .

علياء بإبتسامه/ بإذن الله متورطه أنتي بس أختاري المكان وبعدين نشوف يوم ونخرج .

نقلت جوري نظراتها بين شيماء وغنى وناديه اللي أنفجروا في الضحك وصرخت فيهم بغيض/وجع يوجع الشيطان حسستوني إني مزهريه بينكم أهرجوا عدل وبطلوا إستهبال ! وأنتي ياعلياء كلمي زوجك وأقعدوا اتسحروا بلا هبل .

علياء وهي تلبس جلبابها/ماعليش منهم وعليكم بالعافيه بس محمد مستعجل وإن شاء الله في العيد بجلس معاكم ونعوضها ياروحي .

شيماء بضحكه/ لازم يستعجل مافيش وقت ..

طالعت جوري ساعتها/ باقي ساعه ونص عالأذان يمديهم يوصلوا ويتسحروا و--

قطعت كلامها لما ركزت في غمزات البنات وأخيراً فهمت قصدهم ووجهها أحمر من الخجل وصرخت فيهم/ قليلات أدب .

ضمتها علياء وبأسى /سرتي وجيتي وأنتي نفس الخبلا ماتغيرتي الناس في وادي وأنتي في وادي .

عقدت حواجبها وبضيق/بدل ماتهزئيني أتادبي وأدبي ذول اللي مايستحوا .
إتنهدت علياء بعمق /أهزئش! مش وقته ذحين لكن ذكريني بعدين أجلس معش وأشوف حل لحقش التناحه اللي بترفع ضغطي، تصبحوا على خير .

تركتها مع البنات اللي تابعوا ضحكهم وحركاتهم المستفزه لها وسألتهم بإنزعاج /أنتوا وبعدين معاكم متى هتبطلوا تلميحاتكم الوقحه ذي ترى منتوا بزوره متى هتكبروا !

هزت شيماء كتفها بلامبالاة / وأحنا مادخلنا هي وزوجها اللي مفضوحين .

جوري بغيض/مايتنيلوا ولا يتهببوا أنتو مالكم بيهم ياقليلات الأدب !

ناديه ببراءة/ليش أيش قلنا !

ردت بإستنكار /كل ذا وماقلتوا ! موباقي غير تروحوا معاهم .

شيماء بضحكه/يختي أنا أشتي أفهم أنتي كيف كنتي متزوجه ! عيالش كيف حملتي بهم .

صرخت بتهديد /شيماء أحترمي نفسك أحسلك .

نطت غنى جنبها ومسكت يدها وبرجاء /جوري والله صدق كيف حملتي بهم وأنتي بتستحي من الكلام مابالش بالفعل .

صرخت بصدمه /يااااا !!!!!

سحبت يدها من غنى بقوه قبل ماترجع تحاصرها مع ناديه وشيماء في الزاويه وهم بيكرروا سؤالهم بإصرار ساخر رفع ضغطها وخلاها تدفهم وهي تصرخ فيهم / زي ماحملتوا بعيالكم منك ليها ليها وترى مسختوها عيب عليكم .

ناديه بضحكه مكتومه/ لو جيتي للصدق أحيان كنت أرحم لحال زوج... قصدي طليقش وأقول الله يعينه على حياش ولولا قصي وياسمين كنت قلت إنك عادك بنت لليوم .

كشرت بضيق/ههههه لا شربات يابت بس ماسخ وماله طعم .

غنى بتردد/جوري خلينا صريحين يعني الرجال يشتي وحده تدلعه وتناغشه يعني أنتي فاهمه قصدي .

شيماء بضحكه/أحلق دقني لو هي فاهمه شي.. يابنتي جوري اسأليها على أحسن مسدس للقناصه ! عن أحسن هداف في الدوري الانجليزي ! ولا من القائل الليل والخيل والصحراء---

قاطعتها جوري بسخريه /أولاً القناصه بيستخدموا البنادق، ثانياً المتنبي لو سمعك كان أعتزل الشعر أسمها الخيل والليل والبيداء تعرفني لا تحرفي على كيفك .

شيماء بلامبالاة/ يعني غلطت في البخاري ! هو واحد عاطل وماكانش معاه عمل قام يرطن على روسنا والخبل اللي مثلش بيحفظوا رطنه .

إنفجرت ناديه وغنى في الضحك على ملامح جوري اللي شهقت بصدمه/ أبو الطيب المتنبي عاطل وبيرطن !

شيماء بثقه وهي تضرب جانب رقبتها /لاذمتي رطن رسمي .

جوري بقهر/ المتنبي كان ومازال من أشهر شعراء العرب وأكثرهم تمكن من اللغة العربية وقواعدها وذي من أحلى قصايده ياجاهله .

طالعت شيماء في غنى وناديه وبسخرية/ماقلت لكم أحلق دقني، قال أيش دلع ومناغشه هذي جلستها مع علي خلتها عسكري من ضمن حقه العساكر .

جوري بسخريه/ أحلقيها يختي والا أقلك تعالي وأنا أحلقها ليكي عالأقل تطلعي بوجهك سليم بدون شلفطه .

وإلتفتت لناديه وغنى وتابعت/ وأنتوا ياحنينات منك ليها لاتشيلوا هم طليقي الحمدلله ربي عوضه بكتكوته بدل العسكري اللي كان قارفه وماشاء الله عليها مومقصره دلع ومناغشه وكل اللي نفسك فيه .

ناديه بقهر/ الله يعينش على برودش لو أنا مكانش كان مت من زمان .

ردت بإبتسامه/ولكن الله سلم .. نصيحه سيبيكي من برودتي وركزي مع الغلبان أخويا ودلعيه وعيشي حياتك يختي .. يلا اسيبكم لدروس التقويه يامنحرفات وأروح أتروش السلام عليكم..

غمزتهم وخرجت وهي تضحك وهم بيطالعوا بعضهم بإحباط من برودها ولامبالاتها .
يوم العيد

قفل مع ياسمين وقصي اللي عيدوا عليه ووقف يعدل شماغه وقت مادخلت ندى الغرفه وقفت وراه وإلتقت عيونهم في المرايه للحظات قبل مايلتفت لها ويضمها بحب/ كل عام وأنتي الحب ياأحلى زوجه في الدنيا .

فاجأها بحركته وبسرعه حطت المبخره عالتسريحه وبعتاب/ خالد الله يهديك موشايف المبخره ! أيش هيحصلي لو إنحرقت لاقدر الله !

باس رقبتها وبهمس/ واللي يشوف الحلاوه ذي هيركز في شي ثاني !

عقدت إيديها على رقبته وردت بإبتسامه/ كل عام وأحنا مع بعض .. كل عام وأنتا حبيبي وكل دنيتي و---

قطع جملتها ببوسه طويله على شفايفها قبل مايضمها لصدره من جديد وهو بيحمد الله إنه رجع لعقله وصلح كل شيئ بينهم قبل مايخسرها .

همست برقه/حبيبي هتفوتك صلاة العيد ونادر ونادين صار لهم ربع ساعه واقفين برا عالباب .

إتنهد بإستسلام وهو يبعدها عنه وبغمزه/ بسإن شاء الله
لما أرجع هنكمل من هنا .

بخرته وهي ترد بدلع / أوكيه هستناك .

بعد ماخرج رمت نفسها عالسرير والإبتسامه ماليه وجهها وهي تتذكر كيف أهتم فيها وهي تعبانه.. كان ملازمها وماتركها لحظه وحده..

أكلها.. أدويتها.. لبسها.. كل شيئ يخصها أهتم فيه بنفسه وهو يعيد لها نفس الجمله " أنتي بس إتحسني وكل شي بيكون زي ماتبغي " وهذا اللي صار فعلاً .



خرج خالد الصاله وشاف أمه تبخر مازن وبتمثيل/ لا أنا كذا هبدأ أغير ولاهوا علشان دكتور ياام خالد !

مازن بإبتسامه / طبعاً يابني الناس مقامات .

أم خالد بضيق / والله ياحبيبي أنتا رجال متزوج وزوجتك ماشاء الله من الفجر تدور وراك وتزبطك لكن الدور والباقي عالعزابي الغلبان اللي مولاقي حد يطالع في وجهه ولا يق--

قاطعها مازن بصدمه/ المفروض ذا أنا !

خالد بشماته / أنت لو أخذت ركن على باب المسجد وغنيت الوصله ذي هتكسب ثروه ياحبيبي .

أم خالد بعتاب/ بس ياولد سيب أخوك في حاله ولا عشانك متزوج هتشوف نفسك عليه !

ضرب مازن جبينه بخفه/ حسبي الله على إبليسك يامؤيد كله من قعدتك معاه اللكيع أبولسان ط---

قطع جملته لما رن جواله ولقيه مؤيد وبتنهيده / جني ياربي بيجي عالسيره .

ضربته أمه على كتفه / بسم الله عليه ليه ماتقول أبن الحلال يبان عند ذكره .

خالد بمرح/ كنا إفتكرنا مليون مو أحسن !

فتح مازن الإسبيكر وبإبتسامه/ أحد يتصل عالناس الفجرياقلق !

مؤيد بمرح/أصل الديك أخذ إجازة وراح يدلع دجاجته تعرف عيد فأستلمت مكانه وقلت أكسب فيكم أجر تصلوا بعدين أي ناس ! أخر مره شيكت عليكم طلعتم أهلي .

خالد بضحكه/ من جد ! محد قلي .

أم خالد بتنهيده/ أنتوا هتشتغلوني من الصبح ماتبطلوا سماجه وتفارقوا من هنا .

مؤيد بصراخ/ من جد إنكم سامجين وينك ياحيوان منك ليه أنا في المشهد صار لي أكثر من عشر دقايق والناس هتصلي وحضراتكم متكيين عندكم .. أقول ياأمي ذول مايبغالهم غير زنوبتك ( شبشبك) الخضراء الحلوه ذيك--

خالد بعدم إستيعاب/ زنوبتها الخضراء !

مؤيد بتأكيد / أيوه هيا القديمه ذيك اللي كانت تزغرط على قفاك زمان لاتقول إنك نسيتها لإنها بصراحه ماتتنسي .

إنفجر مازن وأم خالد في الضحك على خالد اللي إنفجر بغيض/ وشكلها اليوم هتزغرط على قفاك ياخفيف .

مازن بضحكه/ مؤيد شكلك هتتنفخ اليوم، يلا فارق خلينا نخرج في يومنا ذا .

قفل في وجهه قبل مايرد عليه وباس رأس أمه وخرج وهو يضحك ولحقه خالد وهو يتوعد لمؤيد بالويل والثبور .


،
،
،
،
،
،
،
،



الرياض


إختلطت رائحة العود والعطور برائحة القهوه المطيبه بالهيل والزعفران، وإتعالت أصوات بدر وبتول بالمعايده والتبريكات وهم بيسلموا على البقيه بصخب ومرح غير معتاد منهم !

إبتسم سند وهو يتأملهم بحب وفرحه مالها حد ..

طول السنين اللي مضت كان العيد بالنسبه له مجرد شعيره دينيه بتعني نهاية شهر الَٰصوم (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)
لكن على المستوى الشخصي فماكان بيعني له أي شيئ..
بل بالعكس يوم العيد كان بيذكره بمرور سنه جديده على خسارته لزوجته ومرض بنته وذا أثر عليه بشكل سلبي فكان يوم العيد بيعزل نفسه نفسياً ومعنوياً وبيمارس طقوسه بأليه وجمود بدون مايحس بفرحته أو بتأثيره الإيجابي سواءً فيه أو في كل اللي حوله !

أما ذا العيد فكان مختلف كل الإختلاف ..

ذا كان أول عيد يمر على بتول بعد مارجع لها نظرها ...

ثقتها في نفسها كانت بتناطح السحاب وحسنت نفسيتها بشكل كبير..

كان كل إهتمامها في الثلاثه الأيام الأخيرة من رمضان منصب على يوم العيد..

متى بيجي !

وش بتلبس !

شلون بتسرح شعرها !

والأهم وش بيكون شعورها وهي بتستقبل العيد وهي مفتحه !!!

وبدر ماكان يقل عنها في حماسه ولهفته للعيد وإن كانت إهتماماته بتنحصر في كيفية تصرفه ..

شلون يستقبل الضيوف !

وش المواضيع اللي يمكن يفتحها معاهم !

والأهم كيف بيقضي العيد معاه ومع بتول !

ولده بدر صار شخص مختلف عن بدر القديم ...

صار صاحب شخصيه قويه وواثقه .. إجتماعي .. مرح

التغيير اللي مر فيه هو وأولاده وفرحتهم بالعيد وحماسهم وحيويتهم أثرت عالكل بشكل إيجابي وخلت للعيد طعم جديد ومختلف ..


،
،
،
،
،
،
،


صنعاء

دخلت غرفتها بإستعجال وفسخت عبايتها وعلقتها وعينها عالساعه.. ماتوقعت بيتأخروا كل ذا في صلاة العيد بس ذا طبيعي وأخوانها بيسلموا ويعيدوا عالرايح والجاي ..

غيرت بنطلونها الجينز بفستان أبيض قطني طويل وينربط بحمالات رقيقه عالكتف ولبست عليه جاكيت جينز خفيف بأكمام طويله وجزمه بيضاء بكعب ووقفت قدام المرايه رطبت وجهها بكريم خفيف وكحلت عيونها بكثافه وحطت روج وردي وإتعطرت..
فكت شعرها ومشطته بضربات سريعه ورفعته من الجنبين بمشابك ذهبيه وتركت غرتها حره على جانب وجهها وتركت باقي شعرها مفرود على ظهرها لإن أخوانها بيحبوا شكلها كذا..

وأخيراً لبست إكسسوارات مختاره بعنايه ولها ذكرى محببه في نفسها وإبتسمت برضى من شكلها وفتحت دولابها وطلعت منه غرض وهي كاتمه ضحكتها وخرجت للبقيه .


بمجرد مافتحت الباب صرخت بحماس / كل عام وأنتوا جميعاً بخير ومن العايدين الفايزين تقبل الله منكم صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم ويارب السنه الجايه حاجين زايرين واللي بدون زواج متزوج واللي عاطل يشتغل و--


دوى صوتها العالي في كل البيت بفضل الميكرفون اللي ماسكته قبل مايخطفها منها صالح بحركه سريعه، صرخت بصدمه/ بطل بياخه قطعت معايدتي .

رد في الميكروفون/ وأنتي علشان تعيدي تفقعي طبلة أذني .

طلعت له لسانها وبشقاوه/أصلاً سبقتكم وعيدت وخلصت أشبع بيه .

جريت على أمها وحضنتها بقوه/ من العايدين ياأحلى أم في الدنيا وكل عام وأنتي بخير وعافيه ورضى من الرحمن .

أم معاذ بحنان / وأنتي بصحه وسلامه ياروحي ومجبوره بعيالش وأخوتش .

أخذت عيديتها بحماس/ تسلمي ياعمري معوضه كل ريال بعشره الآف يارب .

سلمت على معاذ اللي رد بضحكه/ أنا أشتي الريال بمليون ولو يورو يكون أفضل .

ردت بمكر/ يورو دولار جنيه إسترليني كله موجود أنت بس شخلل جيبك وزود العيديه وأبشر ب--

قاطعها نور بسخريه / خفي علينا ياصندوق النقد الدولي ..

ردت بإستفزاز/ جهز عيديتي ترى دورك جاي ياظريف .

حضنت عبادي بقوه/ كل عام وأنتا وبس والباقي خس .

رد بضحكه/ والمفروض أعيد عليكي بعد السلطه ذي !

صالح بغيض/ وهي خلت شي علشان تقوله ! قد سمعت نشرة الأخبار أول ماخرجت من غرفتها .

رقصت له حواجبها / وأنتا مالك باللي أقوله ، ولا أنتا نقيب المعايدين وأنا مومنتبه لاسمح الله .

نور بتأييد/ والله ماكذب قلتي كل شي وماخليتي لنا كلمه نقولها .

ردت أم معاذ بإبتسامه/ ناهي وأنتم هي نفس المعايده حق كل الناس وقد لنا بنقولها من ليلة ثمانيه وعشرين ماوقع علينا !

حطت جوري فلوسها في منديل وحطتها في صدرها وشدت صالح ونور من أذانهم وبتهديد/ شوف منك ليه عيديتي هتطلع منكم بالذوق بالعافيه هتطلع .

دفها نور وبإبتسامه/ المفروض أنتي اللي تعسبيني (تعيديني) مش أنا أولاً لانش أكبر مني ثانياً لانش أغنى مني ثالثاً وهو الأهم لإنش مش بحاجتها .

شهقت بصدمه / أنا لسا بستفتح وبقول ياهادي وأنتا قاعد تحسب في عيديتي يااا ولابلاش علشان عيد .

صالح بمسكنه/ والله ياعمه معاه حق يعني أحنا ورانا مكالف ( حريم) نعيد عليهن يعني نشتي دعم وأنتي حقش العسب (العيدية) ينفع ميزانية دوله ماشاء الله والمفروض تخرجي زكاه عنه حتى ربي يبارك لش فيه .

طنشتهم وراحت سلمت عالبقيه وعيدت عليهم وسط حشات نور وصالح اللي ماخلصت، إلتفتت لمعاذ اللي يضحك وبغيض/ مبسوط ياقلبي وكمان بتضحك ! ماتشوف لك حل في ولدك وأخوك اللي يبغوا يورثوني بالحياه عيني عينك .

معاذ بضحكه / أي حياه ياجدتي ! أنا بعد الصره اللي خبيتيها في صدرش بديت أشك فيش .

دارت بعيونها عالكل ويدها على صدرها وبتفكير/ أنا الفار إبتدا يلعب في عبي وحاسه بريجة خيانه ومش مرتاحلكم خالص .

إتبادل نور وصالح النظرات بصمت قبل مايقرب منها صالح بشر/ مش الفار ياروحي هذا العسب بيناشدنا نفرج عنه .

جريت وهي تصرخ لما هجم عليها نور وصالح وصاروا يتلاحقوا وسط ضحك الكل عليهم .

،
،
،
،
،
،
،
،
،

تسريع للإحداث ..

الرياض

مرت أيام العيد بسعاده للبعض ..
كانت سعيده لبيت المنذر بشكل عام وزادت سعادتها بسبب بتول وبدر اللي كان لهم ظهور خاص في ذا العيد ..

الجد وأبوسند وأمه وبدر وبتول كانوا منتظرين خطوة سند القادمه واللي هتقرب منهم جوري بفارغ الصبر ..

الجده كان بالها مشغول على مشعل وديما وطول الوقت بتدعي اإن الله يسترعليهم ويتمم لهم على خير خاصةً بعد ماجاها مشعل وحكى لها اللي صار بينه وبين ديما وحملها أمانة الدفاع عنها لو صار له شيئ قبل مايتم زواجهم .

ديما ومشعل.. كانوا عايشين في رعب من المستقبل لكن كانوا بيحاولوا يقووا ويخففوا عن بعض وبيدعوا الله يتمم لهم على خير..

ثريا.. كانت بتصارع القلق وطول الوقت بتسأل نفسها متى رح تنفضح ويعرف سند باللي صار معها !


أما سند فكان على أعصابه وبيعد الساعات والثواني اللي بتفصله عن طفلته ومنتظرلحظة لقائه بها على أحر من الجمر ...


،
،
،
،

جده


خالد وندى بيعيشوا أحلى أيامهم وأخذها هي والعيال وسافروا تركيا منه تغيير جو للأولاد ومنه شهر عسل جديد له ولندى ..

،
،
،

مازن قويت علاقته بخالته أم رشيد اللي قرب منه بشكل كبير الفتره اللي فاتت وصار بيعتبره بمثابة أخ أصغر له وصار يفكر في خوله كشريكة حياته ومنتظر متى جوري توفي بوعدها وتجي علشان تخطبها له .

،
،
،

لطيفه لازالت معلقه ومستمره في متابعة حلقتها الإجتماعية المفرغه ومهمله أولادها وتاركه مسؤليتهم على عبدالفتاح وزوجته أمينه ..

وكذلك مهمله صحتها اللي بدأت تتدهور وصور لها غرورها
إن هذي مجرد عين وصابتها بسبب جمالها .

،
،
،

ليلى كل مالها بتغرق في بحر خطيئتها بشكل أخطر وبدون أي إحساس بالذنب ..

إتجاهلت الحلال والحرام وإستهانت بغضب الله عليها ونست عذاب الآخره وإستسلمت لإغراء شيطاطين الحن والأنس ..

وكل ماإزدادت جرأة زياد معها كل ماظنت إنه غرق في حبها أكثر وأكثر وذا خلاها تتساهل معه وتسمح له بتجاوز بعض الخطوط الحمراء اللي ظنت إنها ماتضر دامها ماسلمت له جسدها بالكامل !

وريم بنتها لما مالقت حولها لا أب حازم ومسئول ولا أم حنونه ومتفهمه بدأت أول خطواتها نحو الهلاك وبدأت تفكر بجديه في مقابلة حبيبها المزعوم عادل .

،
،
،
،
،

صنعاء


مرت أيام العيد على جوري كالحلم وهي بين أمها وأخوانها وأهلها .. كل يوم كانت بتعيش تفاصيله وبتعطيه حقه بحماس ورضى من النهايه اللي إستقرت عليها حياتها ..

أهلها فاجأوها بحفلة تخرج أكثر من رائعه توجتها هدية عبدالرحمن اللي قدمها لها قبل ماتنام واللي ماخطرت على بالها أبداً !

وثاني يوم كانت مفاجأة علي اللي رجعتها لذكرى آخر زياره لأبوها لها قبل مايموت ..

هدية علي صدمتها وأثرت فيها لدرجة إنها ولأول مره من سنين فقدت سيطرتها على نفسها وذرفت دموعها قدامهم !

ماكانت دمعه أو أثنين كانت دموع حقيقيه بكل تبعاتها من شهيق وسيلان أنف وإنهيار أصاب الكل بالصدمه !

وبعدها بيومين ودعت أولادها اللي طاروا رأساً لتركيا بعد مانسقوا موعد وصولهم بالتزامن مع وصول رحلة أبوهم من جده ...

،
،
،
،
،
،
،

الرياض

إتبادل بدر وبتول نظرات الإستغراب من أبوهم اللي طال صمته رغم إنه قال لهم إنه يبيهم في سالفه مهمه والحين صار لهم عشر دقائق جالس يتأملهم بصمت !


حسم سند أمره وسألهم مباشره/ لو قلت لكم إني بتزوج بتزعلون !

راقب ملامحهم بتركيز علشان يقيم ردة فعلهم الأوليه على كلامه واللي كانت مثل ماتوقع ..

إلتفتوا التؤامين لبعض بسرعه وإيديهم متمسكه بجواف الكنبه بشده بس اللي إستغربه هو الإبتسامة الصغيرة اللي إختفت قبل ماترتاح على شفايفهم !

مادقق كثير في ذي النقطه وأخذ نفس عميق وتابع بحنان/ لاتسكتون.. إبيكم تقولوا مافي خاطركم مهما كان..خلونا نسولف كالعاده يعني خذوا راحتكم في الحكي وقولوا رأيكم حتى لو كان رفض في النهايه هذي بتكون حياتنا كلنا ولازم نتناقش ونقررها سوا .

طول ماكان يتكلم كان بدر وبتول بيحاولوا يسيطروا على الفرحه اللي إجتاحتهم وكانت هتخليهم يقفزوا من كمكانهن وعلشان كذا اتمسكوا بالكنبه بقوه لا يعملوها وينفضحوا ..

لكن بدر كان باله مشغول بنقطه مهمه ماتدري عنها بتول وعلشان كذا إلتفت لأبوه وهو يبلع ريقه بتوتر/ إنزين ممكن نعرف من اللي تبي تتزوجها !

حس سند براحه من سراله اللي هيحطهم على بداية الطريق وبتساؤل/ شخصية العروس بتفرق في موافقتك من عدمها !

رد بإندفاع / أكيد مو بتصير أمي .

كور إيديه بشده من وقع الكلمه عليه وهز رأسه بإيجاب صامت بينما تابع بدر بشرح/ قصدي إني إبي أعرف إذا كانت زينه وطيبه.... يعني هي لو كذا رح تحبنا وتهتم فينا.... لكن لو كانت موزينه وشريره بتكرهنا وبتصير ...

إتدخلت بتول لما سكت وهو يحرك إيديه في الهواء بدون معنى وبحماس/قصده بتصير مرة أبونا الشريره وبتعذبنا مثل مرة أبو سندريلا ..

كان متفهم مخاوفهم اللي كانت طبيعيه لكن تشبيه طفلته بمرة أبو سندريلا خلاه يضحك من قلبه ..

طفلته ممكن تكون شرسه ..

حادة اللسان ..

هجوميه ..

لكن مرة أبو وشريره بعد !

لايمكن أبدأ..

ظل يضحك لفتره وهو يحاول يتخيلها بذي الصوره وهم يطالعوه بعدم فهم لسبب ضحكه !

وبعد فتره وقف ضحك وأخذ نفس وطالعهم بترقب/ بتزوج خالتكم جور--

إنقطعت جملته قبل لايكملها بسبب بتول اللي قفزت وهي تصرخ بهستيريا / يس يس يس ..

أما بدر فزفر نفس طويل ويده على صدره/الحمدلله الحمدلله ..

إبتسم سند ببلاهه على رد فعلهم اللي أثلج صدره .. هو كان متأكد من حبهم الكبير لها لكن ردة فعلهم على زواجه منها هي اللي كانت مسببه له القلق ب---

أنزين متى العرس!

سوؤال بتول اللي قفزت لحضنه بحماس قطع أفكاره وخلاه يطالعها بإبتسامه/ أفهم من سؤالك إنك موافقه !

ردت بضحكه/أنا لو علي كان زوجتها لك منذو مبطي .

شاركها الضحك وفي باله" منذو مبطي ! أجل وينك فيه من زمان " وإلتفت لبدر المبتسم بتساؤل/ وأنت يابدر مابعد قلت رأيك موافق ولا ....

رد بصراحه/ لو وحده غيرها ماكنت رح أوافق بس هي موافق بكل اللغات .

سألهم بإهتمام/ لهدرجه تحبونها !

إكتفى بدر بموافقه صامته خجوله بينما بتول ردت بإبتسامه عريضه/ موعارفه شلون أعبر بس والله إني أحبها حيييل يابابا وكم دعيت الله إن يجعلها من نصيبك .

إبتسم على برائتها وإتنهد بعمق /أجل إبي منك تشدين حيلك وتكثفين هالدعوات شوي لإني بخطبها بكره بإذن الله ومحتاج دعواتكم الصادقه إنزين !

نفذت كلامه فوراً ورفعت إيديها للسماء وإبتدت تدعي من قلبها .
صنعاء

وقف معاذ يطالع جوري بصدمه / أيش اللي طارحاه ( حاطاه) في وجهش هذي المره !

كشر كعادته كل ماشاف وجهها اللي مختفي تحت خلطه من الخلطات اللي كانت بتعملها كل يوم والثاني والمره ذي كانت خضراء وعجز يعرف كهنها بالضبط !

ردت بمكر/ حناء مع زبادي وليمون تذوق !

دف يدها اللي قربتها من فمه وعلي أصابعها عينه من اللي في وجهها وإتغيرت ملامحه فوراً للتقززلإنه بيكره شيئ أسمه حناء ولابيطيق ريحته وسألها بقرف/ وذي مالقيتي لها صحن قمتي إتبرعتي لها بوجهش ولا كيف .

ذا قناع لشد البشره وتصفيتها ياحبي .

إلتفت لما سمع صوت ناديه اللي ردت عليه وإنصدم بوجهها الأخضر وأشر لها تبعد وهومكشر بإشمئزاز/ حبش برص ولاتفكري تقربي إلا بعد ماتغسلي وجهش سبع مرات .

إنفجرت جوري في الضحك على ملامح ناديه المصدومه واللي ماأخفاها القناع / هههههههههه سبع مر ههههههههه ليش هههههههههه حاطه في ههههههههههه وجهها كلب هههههههههههه هههههههههههه.

ماقدرت توقف من كثر الضحك وطاحت عالأرض وصار معاذ يسحبها من رجولها بقهر/أنتي الكلبه أنا مش قلت لش توخري عن مرتي ولا تعلميها لحقش التخبيص .

ولما لقاها مستمره في الضحك بلامبالاة تركها وإلتفت لناديه اللي جمدت مكانها بعدم إستيعاب لسبب عصبيته وهو يصرخ فيها /وأنتي داريه إنه مابيعجبينش الجني هذا ليش سويتيه ! ليش بتسمعي كلام القرده هذي ليش !

ردت بصوت مخنوق/ طول عمري بفعل سدر لوجهي وماقد إتحاكيت ليش اليوم بتصيح !

رد بعصبيه / لإنش داريه إن الحناء مابيعج ---- !

سكت لما ركز في اللي سمعه .. هي قالت سدر !!

إلا قالت سدر..

صح سدر.. أصلاً ناديه داريه إنه بيكره الحناء علشان كذا مابتتحنى زي أمه وباقي أخواته .. كيف مانتبه لذي النقطه !

إلتفت لجوري اللي وقفت وبتحاول توقف ضحكها بصعوبه / وربي كنت أمزح معاك ههههههههه أيش عرفني إنها بتجي فجأة ههههههههههههه .

وقف يطالعها بغضب من إستمتاعها الواضح بالمقلب اللي صارو خرج وصفق باب غرفتها بقوه ..

أخيراً قدرت توقف ضحك وراحت لناديه اللي كانت تبكي، ضمتها وبإعتذار/ ناديه وربي ماكان قصدي أورطك .. كنت بنقزه (برفع ضغطه) شويه .. من وين هعرف إنك هتبطي عليا زي القضاء المستعجل وأنتي قايله بتطلعي شقتك .

ردت بقهر/رجعت اسالش إذا تشتي تشربي قهوه لكن أنا الغلطانه استاهل اللي وقع لي بسببش .

مسحت دموعها وبحنان/لا ماتستاهلي وهوا مايقصد.. بالله عليكي معاذ متى قد رفع صوته عليكي ولا خاصمك كذا من يوم ماتزوجتوا !

ردت ببكاء/ هوذا صيح اليوم إرتحتي !ّ

شهقت بثمثيل/ أخص عليكي ياناديه قصدك إني أبغاكم تتخاصموا ! ولايمكن قصدك إني بسويلكم مشاكل علشان أخرب بينكم و--

قاطعتها ناديه بعدم تصديق/ أنا ماقصدتها بهذي الطريقة .

ردت بإصرار/ إلا قصدتي ونص.. يمكن تحسبيني من المطلقات المعقدات اللي بيحبوا يطلعوا عقدهم على غيرهم .. ولا من اللي مابيحبوا يشوفوا غيرهم مبسوطين بحياتهم ولايمكن --

كانت تتكلم بحده وهي تدور في الغرفه بطريقه دوخت ناديه اللي كانت مصدومه من إتهامها وصرخت برجاء/ والله ماقصدي شي من اللي بتقوليه بطلي خباله الله يحفظش .

وقفت وعقدت إيديها على صدرها وبزعل / طيب ليه لما قلتلك هوا ماقصده ماصدقتيني وأنتي داريه إنه زوجك الأهبل بيتجنن وفيوزه بتضرب لما بيسمع أي كلمه فيها حاء ونون .. ولا تبغي تضحكي عليا وتنسيني اللي قلتيه !

هزت رأسها بنفي/ والله مابضحك عليش ولا شي.. أصلا معاذ حبيبي وماقد زعلني بس هو بيقع أهبل صدق لما يبسر الحناء وأنا هبلا زيه لإني زعلت منه وهو معصب .

ردت بضيق/ لو سمحتي لاتغلطي على أخويا أنا بس اللي أهزئه أنتي زوجته ولازم تحترميه .

ناديه برجاء/تمام تمام سدي (أختلصي) أنتي وأخوش بس لاتزعليش قوا (رجاء) حبيبتي أنتي .

كتمت جوري ضحكتها بصعوبه على ناديه اللي قاعده تسلك لها ..

هي عارفه إن ناديه ماكانت ضعيفة الشخصيه ولا بتخاف من أحد بس كانت حنونه ومن النوع اللي ماتحب تجرح أحد حتى لو غلط عليها ..

ضمت ناديه بقوه/ تدري إني أحبك يانونو ولايمكن إتخيل إني أجلس في البيت ذا من دونك !

بادلتها الضمه بأقوى منها وهي تهز رأسها بإيجاب وجوري تتابع/ وتدري إني كنت قاعده إنصب عليكي من شويه بس بالله لاتزعلي مني كنت بضيع هرجة أخويا الأهبل .

ضحكت ناديه غصباً عنها كعادتها كل ماكانت مع جوري، هي بمثابة أختها الصغيرة وهي أحب وحده لقلبها من أخوات معاذ وعارفه طيبة قلبها وصدق مشاعرها اللي نادراً تعبر عنها بالكلام و--

قطعت جوري أفكارها بتعليقها الماكر/ لو أنتي بنت أمك صدق تروح تحضني معاذ وأنتي بذا الوجه ا ---

قاطعتها ناديه بضربه على رأسها/ أنتي مامنش فايده صدق كلبه زي ماقال أخوش.. وخري خليني أروح أصالحه لابارك الله في عدو--

سكتت لما فتح إنفتح الباب فجأة وطل معاذ برأسه وبهدوء/ ناديه أطلعي البيت..

هزت رأسها بموافقه وإتحركت بدون نقاش وهو إلتفت لجوري بإمر/ جهزي القهوه جدي صقر وأبي مساعد في الطريق .

صرخت بحماس/ شف أبويا وحركاته تصدق ماقلي أبن الأيه .

خرج من عندها وهو يتنهد بإستسلام من أخته ذي مهما كبرت هتظل طفله في براءتها ومشاعرها الصادقه، هي بس لو تخفف الجنان حقها كانت تصير ياسلام..

الحيوانه جننته ونسته إنه كان جاي يقلها على إتصال أبوه مساعد ولقي نفسه بيخرج من عندها معصب قبل مايتذكر ويرجع يق--

وذي أحلى بوسه لأحلى بابا معاذ .

إنقطعت أفكاره لما قفزت أخته القرده على ظهره فجأة وهي تبوسه بقوه، رفع ذراعه لقفاه وقبض على ملابسها وحاول يسحبها بدون فايده ..

جوري صارت أشبه بعلقه بشريه ( العلق نوع من الطفيليات)
عصرت رقبته بذراعيها بقوه ولفت رجولها على خصره وهي تترجاه/ مارح أنزل غير لماتسامحني ..

حاول يخفف من مسكتها اللي قربت تخنقه وبغيض/ جوري بغير قلة عقل... أنزلي عيب عليش .

هزت رأسها برفض ولصقت خدها بخده بإصرار/ عيب عليك أنتا تحط عقلك بعقلي وتزعل من دعابه برئيه .. سامحني وأنا أنزل .

حاول يبعد وجهها الأخضر عنه وبصوت مخنوق/ أول إنزلي ولا بتصلوا عليا جماعه يامجنونه ..

فكرت بعقل ولقت معاه حق وخففت من قبضتها عن رقبته وفكت رجولها من خصره وبرجاء/ معاذي حبيبي أنتا وعدت ووعد الحر دين .. والدين عند الله الإسلام .. و

ماخلاها تكمل ثرثرتها الفارغه وسحبها من فوق ظهره بسرعه، إتراجعت بمجرد مالمست الأرض وهي تذكره/ أنتا وعدت يعني لازم توفي ... توفي ولا جالكسي طيب بلاش ذي .. أنتا الكبير والكبير يعطف عالصغير و --

قاطعها بصراخ/ باااااس ..

غطت فمها بكفها وهي تأشر له بيدها بمعنى أهدى علشاني ..

جريت عالمطبخ لما كح وجابت له كاسة مويا أخذها منها وشرب قبل مايطالعها بغيض/ أنتي مجنونه ! بالعه راديو ! لوك لوك لوك مابتفصليش ! ليش ساكته !

صرخ بعدم تصديق لما بحلقت فيه بعيونها وهي تأشر على فمها اللي مكممته / لا بالله ذحين نزل عليش الأدب وبتسمعي الكلام ! من إي حين !

نزلت يدها وردت ببرطمه/ أنا من زمان مؤدبه بس أنتا دايماً تفهمني غلط و---

مسح خده بكم قميصه من أثار خلطتها وإبتسم بسخريه/ أيوه أنا الشرير والمجرم والسفاح وكل الحاجات البطاله وأنتي الملاك البريئ والنسمه اللطيفه والطفله الظريفه تمام هكذا !

شبكت إيديها وراء ظهرها واتمايلت في وقفتها وهي ترمش وتبسم بخجل / كذا بديت تفهمني صح بس مافي داعي للمبالغه بتحرجني و---

أشر لها تسكت وغمض عيونه بغيض من منظرها ..

البارد والمستفز والسامج بشكل ماينوصف ..

لكن المشكلة إنه بيحب سماجتها وبرودها وإستفزازها لما يجتمعوا مع بعض !

أخذ نفس وذكرها بهدوء/ جدي صقر والقهوه والدايوان ماذكروش بشي !

طالعت ساعتها / أنا مانسيت علشان أتذكر .

سألها بجديه/ طيب أيش منتظره ماتتحركي الجماعه على وصول .

نفخت خدودها بطفوليه / منتظره كلمه السر.. مفتاح التشغيل.. كر---

قاطعها بتنهيده وهو يأشر لها بيده/ سامحتش سامحت بس أتوكلي على شغلش .

كان متوقع إنها هتطير لما تسمع كلامه بس هي ظلت واقفه مكانها وبإستغراب/ خير ماعد باقي ليش واقفه عندش .

عقدت إيديها على صدرها وبضيق/ شكلك ماكان يدل إنك بتسامح بني آدمه شكلك كان أقرب لواحد قاعد يهش ذبانه .

زفر بنفاذ صبر/كان ماتشتي ! أنزلش دمعتين !

ردت بهدوء/تسامحني من قلبك .

طالعها بصمت وهو متأكد إنها مارح تتحرك غير لما يسامحها عن جد.. قرب منها وربت على كتفها بحنان / سامحتش ياهبلا يلا طير --

ماخلته يكمل وباسته في خده وبحماس / فريره يابابا معاذ

وفي لحظات كانت أختفت من قدامه وهو بيبتسم بحب لمجنونته الصغيره .


،
،
،
،
،
،
،
،


أهلا وياسهلا بكم في أي وقت يابني البيت بيتكم .

قالها أبوعلي لسند اللي أعتذر عن حضورهم المفاجئ لإنه ماأتصل بمعاذ غير بعد ماوصلوا مطار صنعاء الدولي ..

ومثل ماتوقع كان علي أول وجهه شافه بمجرد نزوله من السياره وكإنه متعمد ذا الشيئ !

كان علي وأبوه ومعاذ وعبدالرحمن ومعاهم شاب في سن المراهقة وولدين في عمر بدر وقصي في إستقبالهم عند باب البيت وبما إنهم وصلوا على أذان المغرب بالضبط فراحوا كلهم عالمسجد اللي كان قبال بيتهم وبعد صلوا المغرب قضوا ربع ساعه في سلام وكلام مع جيرانهم اللي شكلهم يعرفوا أبوه من زيارته السابقه وأبوه ماقصر وقام يعرف الكل عليهم وبعدها أختصرمعاذ السالفه في كلمتين / أرحبوا للديوان .

وبعدها لقي نفسه في المجلس مع عشرين شخص بيشوفهم لأول مره ودارت بينهم فناجين القهوه والتمروالضيافه وسط الترحيب وهم يأهلوا ويسهلوا فيهم وبعدها اتفرعت أحاديثهم وحواراتهم وطالت كل المواضيع من سياسيه وماليه وإجتماعيه وثقافيه إلا...

الموضوع اللي جاء علشانه !

والظاهر إن جده مارح يفاتحهم فيه دام نص جيرانهم موجودين !

والمشكله إنهم ظلوا لين صلاة العشاء وكان شايل هم إنهم لاخرجوا من الصلاة بينعاد نفس الفيلم لكن ربي لطف فيه
ورجعوا البيت لحالهم ..

واخيراً إقتصر على أهل طفلته وعليه هو وجده وأبوه وعمه حمد ووضاح والشيخ اللي جابه معه علشان كل شيئ يتم يشكل قانوني وسامر اللي رفض رفض قاطع إنه يتركه خاصةً بعد مارفض إنه يأخذ باقي الحرس معه ..

محلاه وهو رايح يخطب والحرس محاوطينه !

عز الله إنرفض من قبل لايخطي الباب ..

وبعد السؤال عن الحال والأحوال جذب الجد إنتباهه الموجودين ورفع صوته في الكلام/يالوجيه الطيبه حنا جايين الليله وطالبين القرب منكم يابوعلى ولنا الشرف في نسبكم ووصلكم ونبي بنتنا الجوري لولدنا أبوبدر حليله على سنة الله
ورسوله .

إرتفعت اصواتهم بالصلاة عالنبي ومعاذ وعبدالرحمن وابوعلي وحتى صالح وعبدالله وجواد بيتبادلوا نظرات مصدومه بينما إكتفى علي بإبتسامه صغيره ، مسح أبوعلي لحيته بتوتر/الشرف لنا ياعم صقر وأنتوا مننا وفينا ولا حنا جاهلين أصلكم وفصلكم وأبوبدررجال والنعم فيه وماينرد والبنت بنتك مثل ماقلت لكن الله يقدم اللي فيه الخير .

إبتسم الجد برضى / بارك الله فيك وهذا العشم وحنا ماجيناكم إلا لإنا ندري بأصلكم الطيب ولو درنا هالارض شرق وغرب موبملاقين أزين من الجوري رحم الله من رباها .

أبوسند بقلق / شف يابوعلي أنت تدري إنها مثل بنتي وأعز ميرمانبي نقطع أمر إلا برضاها .

كلامه قلب عليه المواجع وذكره برفضها القاطع أخر مره لما فاتحها في الموضوع وإتنهد بيأس" مدام برضاها مابش زواجه يابوسند"

رد علي بثقه/ لاتوصي يبه مساعد أكيد بنشاورها ونأخذ رأيها بناتنا ماينجبروا على شي واللي تقول عليه هو اللي بيكون .

قال جملته وعيونه على سند اللي بادله نظراته بنظرات أبرد من البرود نفسه وهو بيتوعده بصمت .

وقف الجد وطالع علي بأمر/ علي يابوك شف لي درب إبي أحكي مع الجوري شوي إذا مانضيق عليكم .

وقف أبوعلي بعتاب / الله المستعان ياعم صقر الضيق ضيق القبور الله يوسع علينا وعلى موتانا وموتى المسلمين ولا حكمت أنت الداخل وأحنا الخارجين .

ربت على كتفه بود/ عساك سالم بابوعلي ..

طلع علي جواله وإتصل وأول ماسمع صوتها رد بإبتسامه/ وعليكم السلام والرحمه..... بخير لاتقلقي بس شوفي لي طريق الحبايب معي..... وعليكم السلام والرحمه

علي بهدوء / أتفضل ..

إلتفت لأبوه مساعد / وأنت والكل يبه مساعد .. عن أذنكم ياجماعه البيت بيتكم .

خرج علي مع ابوه اوالجد وعمه مساعد تحت نظرات سند اللي كانت بتحرق الأخضر واليابس..

مو قادر يفهم ليه الكل عامله هالقيمه المبالغ فيها !

وأولهم جده اللي بيشاوره في كل شيئ !

ماكان شايف عبدالرحمن ومعاذ واولاده لأجل يطلب منه هو بالذات يحكي معها !

وهي بعد ردت بسرعه وكإنها تحاتي إتصاله !

وبعد قاعد يتصرف كإنه صاحب البيت !

إنزين ...

خل بس الأمور تتم على خير وأنا بشوف لي صرفه معك يهالعله ..

إن ماحرمتك من صوتها وح---


قطع وضاح أفكاره لما سأله بهمس / سند أنت مالي يدك من موافقتها!

رد بإختصار / بإذن واحد أحد ..

وضاح بقلق /بصراحه أنا موبمتفائل.. ماشفت خالها وأخوانها لونهم شلون إنخطف أول ماحكى أبوي صقر ولا علي لما قال بناتنا ماينجبرون ! حسيته ذب الكلمه وهو قاصدها .

شد على أسنانه بقوه/ خل يولي مابيده شي وبسك مساسره شكلنا موبزين قدام الخلق .

حاول يبعد تفكيره عن علي اللي الحين قاعد مع طفلته ومأخذ راحته وإلتفت لعبدالرحمن بتساؤل / شكلك موبموافق ياعبدالرحمن !

طالعه عبدالرحمن بإرتباك/ لا مو القصد.. بس بصراحه مصدوم شويه.. يعني كنا مع بعض أخر أسبوع في رمضان وماجبت لي سيره .

رد بشرح/ مابيك تأخذ على خاطرك مني بس أنت تدري هالسوالف يبي لها ترتيب وتوقيت مناسب والأصول إني أطلب عروسي من بيت أبوها وولي أمرها ولا أنا غلطان .

هز رأسه بنفي صامت خلى معاذ يرد بالنيابه عنه/ حاشاك من الغلط يابوبدركفيت ووفيت وماعليك قصور .

وبعد لحظات وقف عبدالرحمن واستإذن منهم وخرج..

من أول ماسمع سبب حضورهم ماكان قادر يجلس على بعضه ..

وماكان قادر يتخيل رد فعل جوري لما تعرف الخبر وكلامه مع سند خلاه يقلق أكثر وآكثر وكان لازم يكون جنبها في ذا الوقت .. لازم ..

،
،
،

جهزت القهوه والشاي والضيافه وبخرت البيت وأذن المغرب وهي منتظره أحد من أخوانها يجي يناديها علشان تسلم على أبوها وجدها بس لما سمعت أصوات الرجال بعد الصلاة تكت في المطبخ مع ناديه وبناتها وبدأو يجهزوا العشاء ويلقموا الشاي والقهوه لإنها تدري بطبع رجال حارتهم بيجلسوا لصلاة العشاء وإذا مافي ضيوف وفي مباراه بيخرجوا يتابعوها في المجلس الخارجي اللي بيستقبل فيه معاذ مصالح الناس وطلباتهم بما إنه عاقل (عمدة) حارتهم .

وأخيراً إتصل علي وحان وقت اللقاء.. طلبت من البنات ينطموا وفتحت الباب وراحت جهزت القهوه ولبست عبايتها بسرعه ..

دخلت وهي تسلم وحطت القهوه عالطاوله قبل ماتلتفت لجدها بلهفه/ الحمدلله على السلامه كيفك ياجدي بشرني عن صحتك .

رد الجد بإبتسامه/ الله يسلمك ويبارك فيك الحمد لله بخير ونعمه وماعلينا خلاف .

جلست جنب أبوسند وبشوق / وأنتا ياروحي كيفك وكل عام وأنتوا بخير بعد الزحمه .

ردوا إثنينهم / وأنتي بصحه وسلامه .

إلتفتت لابوسند بإستغراب/ ليه ساكت أنا ماوحشتك ولا أيه .

رد بتنهيده / وحشتيني والله يعلم شكثر لكن وش حيلة الأشواق لا الظروف إجبرتنا يابوك !

طالعت في علي لما سلك علي حلقه بخفه وهو يقهويهم.. قد قلها قبل كذا تخفف من حرارتها العفويه في كلامها مع عمه مساعد وهي حاولت لكن كانت بتفشل في كل مره..

أيش تسوي إذا مشاعرها بتخونها قدام ذا الرجال ومابتقدر تكبح جماحها !

لكن أبوها معاه حق (وش حيلة الأشواق لا الظروف إجبرتنا )

وبمرح/ صح لسانك يبه ماكانت أعرف إن بعدي عنك خلاك شاعر .

رد الجد بإبتسامه / شفتي شلون يالجوري .. لكن هذا هو جاء يقصر المسافه ويبوح بالشوق .

ردت بتفكير / عاد ذي حاستها طالعه من قلبك لشيخة المنذر..

إتوسعت إبتسامته/جدتك مكانها وسط الحشى مزروع من وين إلتفت اتفيا ظلالها مير هالحكي لك أنتي .

إبتسمت بحب / الله يهنيك ياجدي ولايحرمكم من بعض .

طالعت في أبوها مساعد اللي ملتزم الصمت بطريقه ماريحتها خاصةً مع ملامحه المتعبه، طالعت ساعتها ووقفت بقلق/ أنا هروح أحط العشاء للرجال وهجي اقيس لك السكر لاتروح ..

نادها الجد بهدوء/خلك من العشاء وأقربي يالجوري إبيكي بسالفه .

هزت رأسها بموافقة/هرجع ياجد--

قاطعها أبوسند بحنان/ أنا زين ومافيني إلا العافيه لاتحاتين .

تابع الجد بثقه / ولا سمع منكي اللي يبيه بيصير أزين بعد .

جلست وردت بحب / بس كذا ! ماطلب شي وأنا كلي له ياجدي هو بس يأشر ويبشر باللي يرضيه .

كلامها خلى آبوسند يوقف فجأة/ أنا هونت ..

طالع جوري بأمر/ اطلعي واقفلي الباب وراكي .


أمره الجد بهدوء/ أقعد يامساعد لاتفضحنا عند العرب .

وقفت وسألته بإستغراب / أيش اللي هونت أنتا لسا قلت حاجه !

رد بحده/ قلتلك أطلعي .

الجد بحزم/أقعدي مكانك يالجوري ..

رقبتها إتشنجت وهي تتلفت بينهم شمال ويمن وحست إنها كوره بيمرروها لبعض وهيا زي الهبلا بينهم !

طالع الجد ولده مساعد بأمر/ وأنت أقعد ومالك شغل ولا لا أنت ولدي ولا أعرفك .

صرخ برجاء / يبه طلبت--

ضرب الجد الأرض بعصاه بغضب وذا خلى أبوسند يخرس فجأة !

عضت شفايفها بتوتر.. أول مره تشوف جدها ساعة غضبه.. ملامحه إتغيرت وصار واحد ثاني ..

وأبوها مساعد كان مكسور !

ضيقذت عيونها عليه بتركيز وماقدرت تكتم شهقتها !

مستعده تحلف إنه شافت لمعة الدموع في عيونه !

طيب ليه وأيش اللي صار لذا كله !

ومع إنها كانت موفاهمه شيئ إلا إنها متأكده إنها موضوع الخلاف .

إلتفتت لجدها بتوتر /كل شي هيمشي زي ماتبغى ياجدي بس أنتا أهدى ولاتعصب .

راحت لأبوها وبرجاء/ قولي أيشبك ياقلبي أيش مزعلك !

إستمر في تجاهلها ورفض حتى يرفع رأسه ويطالعها !


كررتها كذا مره ولما إتجاهلها ثنت رجولها وجلست قدامه عالأرض و--

حست بإنها إتلقت طعنة في منتصف قلبها ..

أو زي مايكون في يد إمتدت داخلها وقلعت قلبها من بين ضلوعها وسحقته لين إتحول لفتات ..

أبوها كان يبكي !!!

يبكي !!

كتمت شهقه كادت تفلت منها وبلعت غصتها وسألت خالها بصوت مخنوق/خالي ممكن تسيبونا شويه ! وأنتا ياعلي ممكن تقول لامي والبنات يطلعوا شقة ناديه !

إلتفت خالها لعلي اللي هز رأسه بموافقه وأخذه وطلعوا ..

جلست جنب أبوسند وهي تحاول تحجب وجهه عن جدها اللي كان جالس وراها..

أخذت نفس عميق ومدت يدها ومسحت دموعه اللي زادت بسبب حنانها ومراعاتها لمشاعره ..

همست برقه/ يبه ..

أخيراً نطقتها .. ماكانت قادره تناديه بذا الأسم تقديراً لخالها وكانت حاسه كلامها ناقص بسبب ذي الكلمه .

لمست يده وتابعت/ يبه مابغاك ترد عليا ولاتطالعني بس إذا لي خاطرعندك لاتعذب نفسك ..
مهما كان اللي تبغاه أنتا وجدي ورجعت عنه في أخر لحظه والله ماسوي غير اللي أنا مقتنعه فيه وهذا أنا حلفت .

رفع رأسه وطالعها بصدمه " درت عن السالفه"

تابعت بنفس الهمس/ معقول لسا ماعرفتني يبه ! بنتك محد يجبرها على شي.. لا زوج سابق ولا تجار مخدرات ولا ذياب ولا حتى خاطفين .. أنا ذيبتك يبه ذيبتك ولانسيت !

إبتسم من بين دموعه على مغامراتها المجنونه وهز رأسه بموافقه خلتها تتابع برقه/ إذا قدرت اتخطى كل ذول وهم كانوا بيتمنوا سقوطي وإنكساري تفتكر إني مارح أقدر اتخطى جدي صقر اللي مايقبل النسمه تجرحني !

رد بصوت مرتجف / بس هالمره أنتي مقابل ولدي وثنينكم عنده في نفس الكفه .. ولدي اللي سبق وتعرض لك وضربتين في الرأس توجع يابوك وأخاف ماتتحملينها هالمره !

طالعته بعدم إستيعاب وهو يعترف لها بخزي/ سند حكى لي كل شي من زمان .

سحبت نفس عميق وزفرته ببطئ "أبوها طلع عرف باللي صار بينهم وخبى عليها كل ذا الوقت" ردت بهدوء/ الضربه اللي ماتقتل تقوي يبه وأنا أقوى مما تتصور .. ودامه حكى لك فذي تنحسب نقطه في صالحه .

سألها بقلق/ وش تقصدين يالجوري ! وش ناويه عليه !

ربتت على يده بحنان/كل خير ياوجه الخير أنتا ريح بالك ولاتقلق وزي ماقلتلك محد هيجبرني على شي هسوي اللي أبغاه ومقتنعه فيه بس تمام ياروحي .. يلا قوم يبه طيب خاطر جدي وروح أغسل وجهك وخذ دواك على بال ماحط العشاء و---

قاطعها بتنهيده / ومن عاد له نفس يتع--

قاطعته بمرح / لا معليش هتتعشى وبنفس كمان أنا من المغرب لين ذحين في المطبخ ..

وقفت ووقفته معاها وإلتفتت لجدها بهدوء/الموضوع وصلني ياجدي بس بما إنه مافي وقت أسمحلي نقوم بواجبكم وبعدها أعطيك رأيي !

رد بجديه/ شلون بتعطيني رأيك وأنا بعد ماحكيت معك ولاقلت لك شي عن عريسك !

عريسي !!!

ياحليلك ياجدي جاي متحمس ...

ماتدري كيف مسكت ضحكتها في أخر لحظه بس ذا مامنع نغمة الضحك من الظهور في صوتها وهي ترد/لاتشيل هم ياجدي لإني هعرف اللي أبغاه عن عريسي بطريقتي الخاصه وأوعدك أعامله بعدل .. إذا أتفقنا ممكن أروح !

هز رأسه بموافقه وسلمت عليهم وخرجت علشان يتفاهموا واتوجهت للمطبخ رأساً .
كان الكل قاعد في المجلس على أعصابه وكل واحد بيحاول يخمن نتيجة كلام الجد مع جوري !

وبالأخص عبدالرحمن اللي لما وصل عندهم كان علي وخاله خرجوا ومنعوه يدخل لإن أخته طلبت ذا الشيئ .

إندق باب الحوش قبل مايسمعوا صوت صدام /يالله يالله ...

قفز صالح بترحيب/ أتفضل حياك .

إلتفت معاذ لعلي وهمس بقلق/يالله هذا أيش جابه ذحين !

رد بهدوء/ أنا إتصلت له المغرب وقلت له يجي .

إنصدم معاذ من حركته بس ماقدر يرد لإن صدام دخل ووقفوا يسلموا عليه، لكن بما إنه كلمه المغرب فذا يعني إنه قاصد يجي ذا الوقت بالذات ط--

إتوسعت عيونه بصدمه لما فهم قصد علي من عزومته اللي كانت متعمده " الله يهديك ياعلي.. لامنك ولا من أختك.. الله يستر وماينجلط الرجال "

سلم صدام عالكل وإتعمد علي يجلسه جنب سند !

وبدأ يعرفه عالجميع لين وصل لسند / وهذا أبوبدر ياصدام .

مد صدام يده وسلم على سند بترحيب / حيا الله من جانا ياهلا ويامرحبا ..

سند بهدوء/الله يحييك ويبقيك المرحب باقي ..

علي بتذكير/ أبوبدر يكون أبن أبي مساعد وحفيد أبي صقر .

سند بإستفزاز/ ونسيب معاذ وعبدالرحمن عن قريب بإذن الله .

إتشنجت قبضة صدام اللي كان لازال محتفظ فيها بكف سند وبعدم إستيعاب /أيش !

سند بتآكيد لعلي آكثر منه لصدام / خطبت أخت معاذ وإن شاء الله بنملك الليله .

علي بإبتسامه ساخره /مش لما توافق أول عالخطبه .

رد بثقه /إن شاء هتوافق وماتصبح غير وهي على ذمتي بإذن الله .

إضطرسند يتخلى عن حرب النظرات الدايره بينه وبين علي لما حس بعظام كفه بتنطحن وطالع بإستغراب في صدام اللي شحب لونه فجأة !ّ

إنتبه لسامر اللي كانت عينه بتابعه بتركيز وشكله هيهجم عليهم غي أي لحظة وأشر له بمعنى "خلك مكانك"

حاول يسحب يده بهدوء بس هيهات !

اللي اسمه صدام كان في ضخامة علي ورغم إالثوب والكوت اللي لابسه إلا إن عضلاته المفتوله كانت بارزه للعيان بشكل واضح لكن اللي حيره هو نظرات الكره اللي بتشع من عيونه بشكل غريب م---

إنقطعت أفكاره على صوت علي الساخر / صدام فلت يده الرجال متأمل يعقد الليله يعني عاده بحاجتها .

ترك صدام كف سند وسأل علي بجمود/وافقت !

علي ببرود/ أنت مش غريب ياصدام وداري بكل شي .

كان قصده يذكره بالكلام اللي دار بينهم قبل عن زواجها القريب بس سند فهم غلط وظن إنه بيلمح لعلاقتهم الغريبه اللي الظاهر حتى ولد خالته يعرفها..

معقوله بترفضه علشان علي !

بس هي ماتحبه بهالطريقه !

للحظات شك في نفسه وفي خطته وصار لازم يتصرف، سحب سند يده وحطها جنبه بهدوء/ إن شاء الله هتوافق .

إتجاهلهم وإلتفت لوضاح ودخل في أحاديث مختلفه مع البقيه وبعد دقايق دخل جده وأبوه وإتعلقت أنظار الكل عليهم، دارالجد بعيونه عليهم لاحظات قبل مايركز على سند وبهدوء/بتفكروترد لنا وإن شاء الله خير.

قام صدام سلم على الجد وأبوسند وإتبادل معاهم كم كلمه وإلتفت لعلي/أنا مرو--

قاطعه علي بأمر/والله ماتتحرك أجلس مكانك .

رد بجمود/ رسالتك وصلت وماعد لوجودي لزوم .

علي بهدوء/أنت أبن خالها وأخوها الكبير يعني عزوتها وسندها قدام الناس ولازم تكون موجود في يوم زي ذا ولاتشتيهم يقولوا نسايبهم مايعرفوا الأصول والواجب !

غمض عيونه للحظات وهو يحاول يهدأ ويتمالك نفسه، كلام علي كان زي السم بيزحف ببطئ ويخدر الحواس بالتدريج وتركه عاجز ومايملك القدره حتى على الصراخ !

واللي يشوف هدوءه الخارجي لا يمكن يعرف عن الصراع اللي داخله في ذي اللحظه!

،
،
،

كانت واقفه جنب شباك المطبخ وتطالع ظلمة السماء بتفكير..

ياربي أنا عارفه إن لك حكمه في كل شيئ بس ليه حطيتني في ذا الموقف الصعب !

كانت حاسه نفسها بين نارين !

أهلها وأبوها مساعد ومحاولاتهم المستمره في تزويجها..

وهي وقناعتها ورفضها لذي المحاولات...

من جهه ماتبغى تكسر قلبهم أو تشغل بالهم ..

وفي نفس الوقت ماتبغى تكسر قلبها وترضيهم على حساب نفسها ..

فلتت منها ضحكه لما إتذكرت جدها وهو يقول (عريسك)

عريسها !!

أبوبدر !!

يعني حتى لو فقدت عقلها للحظات فلا يمكن أبداً تتخيل إنها تربط بنفسها بذا الشخص !

هو أصلاً لايمكن يكون خيارها في يوم من الأيام !


وين وصلتي !

طلعت من أفكارها على صوت ناديه اللي تابعت/البراد بيغلي من أول ليش مالقمتي الشاهي الناس هيقوموا من السفره .


طالعت ساعتها ولقت إنهم صار لهم أكثر من نص ساعه من وقت ماحطوا العشاء ويمديهم فعلاً خلصوا.. حضرت ثلاث أنواع من الشاي براد شاي بالنعناع وثاني بورق الليمون وثالث شاي أخضر .

سألتها ناديه بقلق /مالك ياجوري من وقت ما رجعتي من عند جدش وأبوش وأنتي مش معانا.. ماوقع!

ردت بهدوء/ أبويا مساعد خطبني من خالي لولده أبوبدر .

شهقت ناديه بسعاده.. من يوم ماتعرفت على بيت المنذر وهي منتظره ذي اللحظه بالعكس هي إستغربت مرور كل ذي الفتره بدون مايصير أي شيئ بينهم !

كانت شايفه إن ذي الخطوه حتميه خاصةً بعد ماعرفت إنه أبوبدر وبتول اللي مافارقتها لحظه في زواج أحلام كان أرمل !

غير إن جوري بتعشق أبوها مساعد وأمها منيره وحتى الجد والجده وذا اللي لاحظوه كلهم سواءً من كلامها عنهم طول المده اللي فاتت أو من اللي لمسوه وشافوه بنفسهم وقت مازاروهم وذا الشيئ اللي هيخلي جوري ممكن تتراجع عن رفضها وتوافق تتزوج ..

سألت جوري بلهفه/وأنتي أيش رديتي عليهم .

ردت بهدوء/أفكر وأشوف--

قاطعتها ناديه بعدم تصديق /وافقتي عالنظره الشرعيه !

سألتها بإستغراب/أي نظره شرعيه وأي بطيخ، أنتي من وين بتجيبي ذا الكلام !

ناديه بحماس/منش أنتي عادش ذحين قلت--

قاطعتها بنفاذ صبر/أنا قلت أفكر وأشوف مو أشوفه شخصياً و---

قطعت كلامها فجأة وهي بتسأل نفسها ..

أشوفه !!

طيب والله فكره مو بطاله !!

أنا ليه مافكرت فيها قبل كذا !!

سألتها ناديه بحذر/جوري.. في أيش بتفكري وأنتي مبتسمه هكذا !

لمست شفايفها واتفاجأت بإنها عن جد مبتسمه !

إتوسعت إبتسامتها وردت بغموض/ في عريسي طبعاً .

مسكت ناديه يدها برجاء/جوري الله يحفظش بغير جنان ..

هزت رأسها بصمت وراحت غرفتها ..

،
،
،

أخيراً خلص العشاء اللي ماحس بطعمه بسبب تركيزه في الأهم.. إستغل فرصة وقوفه جنب معاذ وهم يجففوا إيديهم وهمس له /معاذ ممكن كلمه على إنفراد .

هز رأسه بموافقه وخرج معاه الحوش، معاذ بتساؤل/خير ياسند أمر !

رد بهدوء/مايأمرعليك ظالم.. شف يامعاذ أنا أدري إن أختك رافضه الزواج بشكل عام وأدري بعد إنها بترفضني من غير حتى ماتفكر .

معاذ بتفكير/مدامك عارف ليش إتقدمت لها! يعني ليش حطيتنا في هذا الموقف البايخ وإحرجت نفسك وإحرجتنا معكم !

رد بصدق/لإني إبيها تكون زوجتي على سنة الله ورسوله يامعاذ وعلشان كذا إبي أجلس أحكي معها كلمتين مهمه.

معاذ بإهتمام / وأيش الشيئ المهم اللي ممكن تقوله ويخليها تغير رأيها وتوافق عليك !

سند بثقه/هقول كل اللي يلزم علشان تغير رأيها وأنت لو ساعدتني بتشوف بنفسك بس عطني عالفرصه ومارح تندم .

معاذ بتفكير/هشاور خالي وعلي وأرد لك خبر .

عقد حواجبه بإستغراب وقبل مايسأله وش علاقة علي بالسالفه كان علي بيسأل /تشاورني في أيش يامعاذ !

إلتفت له معاذ/ سند يشتي يجلس يتحاكي مع جوري وقلت أشوف رأيكم .

علي بسخريه بارده / أنا أعرف إن النظره الشرعيه تكون بعد الموافقه ولا أنتوا شرعكم (عادتكم) غيرعنا !

سند ببرود/ بس أنا ماأقصد الشوفه الشرعيه، كل اللي إبيه إني أحكي معها في كم شغله يعني تدخل بعباتها وغطاها وبعد في وجود أخوها وأظن هذي مافيها شي !

رد ببرود ساخر/لامافيها شي وعداك العيب.. بصراحه شوقتني للكلمتين اللي مصر تقولها لدرجة إني أنا اللي بجلس معاكم .

وقفت الكلام على طرف لسان سند لما تركهم علي ومشي بدون مايعطيه فرصه يعترض على قراره..

ماكان ناقصه غير إنه يجتمع بطفلته بوجوده !

إلتفت له معاذ بإعتذار/ لاتزعل من علي هو أسلوبه جاف وبارد لكن مافيش في طيبة قلبه .. وإنصحك تستغل وجوده معكم وتختار كلامك بعنايه لإنه إذا إقتنع به هتكون قطعت نص المسافة لموافقه أختي..

سند بعدم فهم/ وش تقصد !

معاذ بإبتسامه/جوري بتثق في علي ثقه عمياء وإذا كان في أحد ممكن يأثرعلى قرارها ولو بواحد في الميه فهو علي فأستغل ذا الشي لصالحك ..

رغم ثقته في نجاحه في إقناعها عالموافقه إلا إن كلام معاذ خلق صدع في طبقة بروده الخارجيه وخلى كل توتره وقلقه يظهر بوضوح على ملامحه وهو بيسأل نفسه ..

هل من الممكن فعلاً إن علي يوقف في صفه ويزكيه عند طفلته !!


،
،
،
يتبع
كانت لازالت بتحاول تستوعب اللي صار !

تصرف أبوها الغريب وحدته معاها وغضب جدها إربكوها !

وشيئ داخلها حذرها وقلها إن القادم مارح يعجبها أبداً ..

وذا اللي حصل!

صدمتها بدموع أبوها اللي نزلت بدون مقدمات ماتركت لها فرصه علشان تنصدم بموضوع خطبتها نفسها !

وقتها إتصرفت بالشكل بالطريقه الوحيده اللي تعرفها في ذي الحالات..

كتمت كل شيئ داخلها كعادتها !!

وحاولت تهدي جدها وتطمن أبوها بصوت كله هدوء وثقه إكتسبتها على مر السنين..

وبعد ماطمنت عليه تركته مع جدها يحلوا أمورهم وإتوجهت رأساً للمطبخ حطت العشاء للرجال وكإنها روبوت مبرمج عالحركه !

أول شيئ جاء في بالها لماعرفت إن أبوها وجدها جايين هو إن ثريا قالت لهم عن رفضها حضور زواج ديما اللي كانت ملاحظه إنها بتتجنبها قدر المستطاع.. كانت متأكده إن الحادث لازال مأثرعليها بشكل واضح ويمكن حاسه بالذتب ناحيتها
وذا اللي خلاها تعاملها برسميه طوا الفتره اللي فاتت.. بتكلمها بإختصار واحيان كثيره بترد على مكالماتها برسائل إعتذار بسبب إنشغالها بسبب التجهيز وذا خلاها تقرر ماتحضر زواجها علشان لاتفكرها باللي صار لها وتخرب عليها ليلة عمرها .

كانت على نياتها وفكرت إنهم جايين يأخذوها غصب عنها، لكن إتضح لها إنها فعلاً في وادي والناس في وادي زي ماقالت أختها علياء وذا أذاها لدرجه كبيره !

وإحساسها بإنها إتعرضت للغدر من أقرب الناس كان أكبر من إنها تستوعبه وتركها مشوشه عالآخر وحتى عبدالرحمن لما جاء يطمن عليها ماأعطته فرصه وقفلت معاه الموضوع قبل مايبدأ وناديه هي الوحيدة اللي فتحت معاها الموضوع، هذا إذا كانت الكلمات القليله اللي قالتها تعتبر حوار من الأساس ....

ماقدرت تتحمل الثقل اللي كاتم على صدرها وملت من الأخذ والرد مع نفسها لذلك مسكت جوالها وإتصلت على ثريا وهي بتحاول تبلع غصتها .

،
،
،
،
،
،
،


الرياض

قطعت جملتها لما رن جوالها وفزت من مكانها أول مالمحت أسم جوري عالشاشه وإلتفتت لأمها / هذي جوري .

أم سند بحب/إنزين ردي على مرة أخوكي .

دارت في الغرفه بتوتر / يمه موبوقت مزح الحين تلقينها زعلانه لإني ماقلتلها وبتظن إني شريكه في الجريمه .

ردت بإبتسامه/على أساس إنه كذب ! ترى طابخينها سوا وأنا أمك، ردي عليها وهديها وحاولي تقنعينها تقعد مع أخوكي وكل شي بيصير زين .

ناولتها الجوال برجاء /إنزين أنتي ردي عليها وفهميها إني مالي شغل هي مارح تعصب عليكي تكفين يمه .

رفضت تأخذه وإتحركت للباب وهي ترد وبمنطق/لو كانت تبيني كان دقت علي ردي ياثريا ولاتزيدين الطين بله وأنا بروح لإختك .

وخرجت وقفلت الباب وراها ..

أخذت نفس طويل وزفرته ببطئ وردت / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلا جوجو شلونك .

سألتها بهدوء/ لو جاتك طعنة غدر من أقرب ناسك كيف هتكون حالتك يادكتوره !

ردت برجاء/جوري لاتظلميني والله ---

قاطعتها بسؤالها/وأنتي ماظلمتيني لما سبتيني على عمايا لين مالقيت أخوكي في نص بيتي وبيخطبني !

ثريا بتبرير/سند هو اللي أمرني ماأتدخل أو أجيب لك سيره وهذا أخوي ياجو --

قاطعتها بصدمه /وأنا مو أختك ياثريا !

هزت رأسها بموافقه سريعه/والله أختي أختي بس أهدي شوي وخليني أشرح لك .

جوري بمراره/ لوكنت أختك كنتي وقفتي جنبي وساعدتيني .. أنا.... أنا وثقت فيكي عارفه يعني أيش وثقت فيكي! يعني فتحت لك قلبي وقلتلك اللي عمري ماقلته لغيرك ! إعترفتلك إني ماأنفع كزوجه لأي شخص ! بس أنتي أيش سويتي لما عرفتي بنية أخوكي ! ولا شي ... تابعتي المسرحيه اللي قاعده تصير بصمت لا أنتي اللي منعتيهم ولا أنتي اللي حذرتيني من الجاي ..
طيب عالأقل كنتي قولتي لأخوكي إني مابغى آتزوج لا منه ولامن غيره... كنتي قلتيله يصرف نظر عن الموضوع .

غمضت عيونها بقهر/ بلى قلت له وللكل بعد بس هو كان حاطك في باله من زمان و--

قاطعتها بعدم إسيعاب/حاطني في باله ! يعني هوا متعمد يسوي كذا !

حست ثريا بفداحة كلماتها المتهوره وهي تسمع صوت جوري المصدوم وبتدارك /لا لا موبقصدي اللي فهمتيه أنا قصدي إنه يح---

قاطعتها بإستنكار/ يعني قصده يخرب بيني وبين أبويا صح ! قصده يبعدني عنكم زي ماكان يبغى زمان ولما شاف فلوسه ماجابت نتيجة فكر يتقدم لي وهوا متأكد إني هرفضه وأبويا هيزعل و


قاطعتها ثريا ببكاء/والله السالفه موبكذا سند عن جد يبي يتزوجك و---

قاطعتها بغضب/وأنا مابغى أتزوجه ياثريا مابغى ولا هوا بالغصب.. موعلى كيفه يدخل بيني وبينكم ويخرب كل شي مو على كيفه وأنا مارح أسمح له بذا الشي .

صرخت برجاء / جوري واللي يسلمك ا--- جوري الووو

زاد بكاها وهي تناديها بدون فايده لإنها قفلت الخط في وجهها وإتهاوت عالكنبه وكلها ندم !

هي صح قالت لسند إنها مارح توافق وإنها رافضه فكرة الزواج نهائياً لكن ذا مايعني إنها بريئه أو إنها بكذا سوت اللي عليها ..

ماكان لازم تسمع كلام أخوها وتتركه يتصرف مثل ماقال للكل ..

كان لازم تمهد لها وتعطيها فكره عن اللي بيصير ..

أوعالأقل تلمح لها بشكل غير مباشر ..

موقف المتفرج اللي إتخذته وإن كان لمصلحة جوري فهو يظل غلط في حقها ..

هي فعلاً خانت ثقتها وخذلتها بسكوتها ..

لا...

مو بس هي ...

الكل خانها وخذلها ومابقي لهم غير الدعاء إن الله يستر ويتمم كل شيئ على خير ...

،
،
،
،
،
،
،
،


صنعاء


أكيد دريتي إن أبن أبوش خطبش .

ردت ببرود/عرفت ومو موافقه ياعلي .

رد بسخريه /هو أنتي أصلاً فكرتي علشان توافقي أو ترفضي .

هزت كتفها بلامبالاة/وهفكر في أيه ! كله زواج يعني زيه زي غيره .

رد بهدوء/أصابع يدش مش سوا وأبوبدرغير خالد ! أبو بدر في كفه والناس في كفه ياأميرتي .

فزت من مكانها بعنف .. هي من لحظة مافهمت وهي بتحاول تتصرف بعقل وهدوء علشان خاطر أبوها لكن كلامها مع ثريا أجج النار في داخلها وأشعل أول جمره من جمرات غضبها ومع ذلك لازالت بتحاول تطفيها قبل لاتشعل باقي أخواتها لإنه ساعتها نارها بتحرق الكل وهي بتكون أول من تنحرق بنارها .

إتحكمت في أعصابها لكن سمحت لنفسها بالتعبيربحريه /أكيد في كفه ثانيه لإن محد قدر يوصل لحقارته وس--

قاطعها بصرامه/ لاتغلطي عالرجال وإنتبهي لكلامش .

ردت بعدم تصديق/ أنتوا حد مسلطكم عليا ولا أيه ! موكفايه أني ماقدرت أقول شي قدام ابويا وجدي تقوم أنتا تجي تدافع عنه كمان !

كان يدري إن أبوبدر مايهمها ولو مثقال ذره وإن كل اللي كان شاغلها هو علاقتها بعمه مساعد وأهله واللي خايفه إنها تتأثر برفضها لأبنهم وعلشان كذا متحامله عليه وهذا واضح من نبرة الكره اللي في صوتها وحتى في ملامحها وهذا اللي كان خايف منه ولازم يمنعه بكل الطرق .

سحبها من يدها وجلسها جنبه/ممكن تهدي علشان نتفاهم !

ردت بنبره قاطعه /لا.. موموافقه لوتنطبق السماء عالأرض ولوكان أخر رجال في العالم موموافقه موموافقه.

جلست وسحبت إيديها من بين إيديه ورفعتها لشعرها وصارت تفرده وتلمه وترجع تفرده وتلمه من جديد وهي تهز رجولها بعصبيه !

راقبها علي للحظات قبل مايقرر يتكلم.. صح كان واضح إنها على وشك إرتكاب جريمه لكنها ساكته وذي بحد ذاتها فرصة ذهبيه علشان يقنعها بمنطق/أنا ياأميرتي كنت دايماً بدعمش في كل قرارتش مهما كانت.. وقفت معش لما قررتي تستمري مع خالد رغم معارضة الكل ووقفت معش لما قررتي تتطلقي ونفس الشي مع عملش، وماأعترضت لما رفضتي يوسف لإنش مش مستعده للزواج ولا على صدام لإنه مثل أخوش وكنت ممكن أدعمش حتى لورفضتي تتزوجي بشكل نهائي لكن هذي المره أنا بسحب دعمي ومش موافق على تصرفش أبداً .

سألته بعدم إستيعاب/ يعني أيه ياعلي ! هتتخلى عني !

هز رأسه بنفي/عمري ماأتخلى عنش أنتي بنتي وأختي و--

قاطعته بعصبيه/لاتلف وتدور وجيبها على بلاطه .

رد بهدوء/قصدي إن رفضش هذي المره ماله مبرر ومرفوض تماماً .. أبوبدر رجال والنعم فيه وأنا موافق على زواجش منه .

كلامه نزل عليها زي الصاعقه وتركها بدون روح، همست بصدمه/وافقت عليه ! أديته كلمه بدون ماتسألني ! هتزوجني غصب عني ياعلي ! غصب عني !

هز رأسه بنفي ومسك كفوفها بين إيديها وقرب منها وبجديه/ يمكن ماقلتها له لكن أنا مقتنع به كزوج وموافق عليه.. أنا جلست معه وكلمته وصدقيني أبوبدر هو الوحيد اللي هكون مطمن ومأمن عليش معاه .. وهو الوحيد اللي هيسعدش ويعوضش عن كل شي .

كانت تطالعه بصدمه وعدم تصديق !

موافق عليه !

هيطمن ويأمن عليها معاه !

وهيسعدها ويعوضها !

أبوبدر !!!

كلام علي كان أشبه بريح هبت وإشعلت جمر غضبها اللي حاولت تبقيها تحت الرماد وفي ثواني إندلعت النيران في كل مكان وحرقت الأخضر واليابس وهي تفز من مكانها بعنف /لاتصدقه ياعلي ذا كذاب وبيضحك عليك.. أصلاً هوا بيكرهني ويبغى يفرقني عن أبويا علشان كذا سوا ذا الفيلم الحقير.. عارف إني هرفض وجدي وأبويا هيزعلوا مني علشان كذا خطبني لاتصدقه لاتصدقه .

وقف وحاول يهديها / أهدي ياروحي أهدي من قلش إنه بيكرهش ويشتيش تبعدي عن أهله و--

قاطعته بصراخ / الحيوان ضحك عليك وخلاك تصدقه وهيخلي أبويا يسيبني ياعلي أبويا هيسيبني .

صدمته بإنفجارها المفاجئ وهي تصرخ وتتتحرك زي المصروعه !

مسكها من كتوفها وثبها قدامه بقوه/ هذي أوهام في راسش وأبي مساعد يحبش ومهما حصل ماهيفلتش أبداً ل--

قاطعته وهي تضرب صدره بهستيريا/ هيسيبني زي ماسبتني كلكم هتسيبوني .. بيكرهني ياعلي بيكرهني .. كلم كذابين وهتسيبوني... كلكم هتتخلوا عني ك--

ماخلاها تكمل وضمها لصدره وهو يهمس بحنان/كلنا معش يامجنونه ومحد هيتخلى عنش سمعتي .. كلنا نحبش ...

ظلت تهذي بنفس الكلمات عن كذب أبوبدر وكرهه لها وإنه هيفرقها عن كل اللي تحبهم وهو ظل يردد لها إنه مارح يتخلى عنها وإن الكل يحبها ومايقدر يعيش من دونها ..

إستمروا عالحال ذا لفتره وهويمسح ظهرها وشعرها بحنان لين بدأت تهدأ وبكاها خف بالتدريج وماعاد طلع منها غير شهقاتها اللي بتفلت منها غصب عنها لين حس بجسمها ثقل بين إيديه وعرف إنها فقدت الوعي .

شالها وخرج بها من المجلس لغرفتها ونيمها على فراشها وهو بيحمد الله إن عمته والبنات في شقة غنى ولا كان الموضوع إتعقد آكثر، زفر بضيق وهو يتأمل وجهها الأحمر الغرقان بالدموع ورجع خصلات شعرها المبعثرة في عقده عشوائية ورفعها عالمخده ومسح وجهها بخوف حقيقي ..


ذا كان ثاني إنهيار لها في ظرف أسبوع !

إنهيارها الأول كان ثالث أيام العيد لما حب يفاجأها بخيل عربي أصيل بيملكه واحد من أصحابه.. كان متوقع إنها هتتجنن من الفرحه لما تقضي معاه يوم بكامله لكن المفاجأة كانت من نصيبه لما لقاها بجأت تبكي وتنتحب بجنون وماعلى لسانها غير (أسفه، سامحني، ماستاهلك) ومن يومها وهو بيحاول يفهم سبب اللي صار ومعنى كلامها لكن بدون فايده !

وذحين إنهيارها الثاني !

أميرته القويه وإن كانت متماسكه ظاهرياً إلا إنها بدأت تضعف وتنهار من الداخل بشكل سريع ومخيف وعبدالرحمن سبق وحكى له كلام دكتورها اللي حذر من إحتمال تعرضها لإنهيار عصبي إذا ماارتاحت من كل الضغوط اللي بتكتمها داخلها وبتتحملها بصمت ..

إتنهد بعمق وهو بيسأل نفسه .. ياترى هل إستعجل في قراره بالموافقه على سند ؟

وهل اللي قاعد يسويه ممكن يكون السبب في إنهيارها القادم !!

،
،
،

الله الغني عن موافقتها دامها من طرفه .

كان رده بارد بعكس النار اللي بتشتعل داخله من جده اللي طلب منه يكلم علي علشان يتوسط له عند طفلته علشان يخليها توافق عليه !

هذا اللي ناقص بعد..

على جثتي ..

قطع الجد أفكاره بسؤاله / أنت ماتعلمني وش مسويلك الرجال وش غلط عليك فيه حتى ماتداني أسمه !

رد بغضب مكبوت/ وأنت كنت بتشوفه يمشي قدامك لو إنه غلط علي ول---

لو سمحت ياأبوبدرتفضل معي .

إلتفت بحده لعلي اللي قطع كلامه بطلبه ووقف وهو يسأل نفسه" بقابلها!"

إلتفت لعلي اللي تابع/أسمحوا لنا ياجماعه .

خرجوا تحت نظرات صدام اللي كانت بتقدح شرار وهو بيحاول يهدى علشان مايفضح نفسه قدامهم ..

الموضوع ماعاد فيه مجال للشك مثل ماكان بيعشم نفسه وبيضحك عليها !

علي جاء علشان يوصل اللي أسمه سند لجوري حبيبته !!

هذي كانت النظرة الشرعية !

هو صار له أكثر من شهر بيتمنى يلمح طيفها بدون فايده !

وهذا من أول مره مشد بس بيلمحها إلا بيجلس معاها ..

هيشوف عيونها النجلاء الشبيه بالشموس مثل ماكان يسميها علي ...

ويشوف وجهها وإذا االله يحبه هيشوف إبتسامتها اللي أكيد هتسحره ..

هيسمع صوتها العذب ويمكن تحن عليه بضحكه حلوه من ضحكاتها اللي هتأسرهد ..

مش هذا الشيئ اللي حصل معاه !

وقع في غرام ضحكة بنت في السادسة من عمرها ومن يومها وهو أسير هذيك الضحكه !

ضحكتها اللي قضى مراهقته وشبابه وإتجاوز الأربعين بكذا سنه ولازالت لحد الأن مش قادر ينساها !


ماقدر يتحمل أكثر وهو بيتخيلهم جالسين وبيتكلموا سوا وفز من مكانه فجأه وإستأذن منهم بحجة إن عنده إتصال مهم وخرج بسرعه وهو على وشك الإنفجار ...



إما عبدالرحمن فبمجرد ماخرج علي وسند أشر لمعاذ على جواله ومسك خاصته وأرسل له /معقول جوري وافقت تشوفه !

مسك معاذ جواله وارسل له/أكيد ولا ليش خرجوا ياذكي .

عبدالرحمن/ قلبي بيأكلني عليها من أول أنا بروح اجلس معاهم .

معاذ/مش هي حفله أجلس مكانك وبطل حقك الجنان وفلت الجوال وإلتفت للرجال .

حط معاذ جواله وإتجاهل نظرة عبدالرحمن الساخطه عليه ورجع لسوالفه مع عمه مساعد والبقيه وهو بيدعي إن الله يهدي أخته وتوافق ذي المره .

،
،

خرج سند مع علي اللي كلمه بإستفزاز/ من حسن حظك إن أميرتنا وافقت على طلبك بس هذا مش معناه إنك تأخذ راحتك، معك ربع ساعه بس يعني تنجز وتقول الدرر اللي عندك .

وقف سند وعقد ذراعيه على صدره وببرود/وياترى منو اللي حدد لي هالربع ساعه !

وقف علي بدوره وإبتسم /أنا حددتها وداري إنه كرم مني ومايحتاج تشكرني لأجل عين تكرم مدينه .

كان سند بيغلي من الغضب ومع ذلك رد ببرود / إنزين دام كذا تم كرمك الحاتميد للآخر وشف لي حد غيرك يدخل لإني بصراحه مابيك تحضر جلستي مع عروسي .

ماقدر علي يمسك نفسه أكثر من كذا ورنت ضحكته في هواء الليل البارد بإستمتاع من غيرة سند اللي مهما حاول يخفيها إلا إنها واضحه عالأقل بالنسبه له ..

بينما كور سند إيديه ودخلها في جيوب كوته قبل ماتلاقي طريقها لوجه علي اللي إستفزه لدرجة عمره ماوصل لها في حياته أبداً !

إتمالك علي نفسه وطالع سند اللي عيونه بتشتعل بكره واضح، وبمسايره/تمام ذحين أمشي خليني أوصلك لعروستك وبعدها يحلها الله .

كلمة عروستك اللي سمعها منه كانت بمثابة إعتراف منه بحقه في طفلته وذا إمتص جزء بسيط من غضبه وخلاه يتبعه بصمت لين لفوا حول البيت لين وصلوا لمدخل ثاني .. إرتقى الدرج اللي بيفضي لمدخل متوسط الحجم ومبلط في نهايته باب خشبي وعلى جانبه درج بيوصل للأدوار العلويه، علي بشرح / معاذ عايش في الدور الثاني وعبدالرحمن في الثالث وإن شاء الله عن قريب بيتموا الرابع علشان لما يتزوج نور يكون جاهز ..

فتح علي الباب ولقي سند نفسه صاله كبيره مفروشه ببساطه وبيتوسطها مكتبه بتضم تلفزيون كبير وبيطل عليها أكثر من باب واضح إنها لغرف النوم ..

أختارعلي أول غرفه جنب المدخل وفتحها .. كانت الأضاءه شغاله مسبقاً والقهوه والتمرعالطاوله والشبابيك المفتوحه سمحت للهواء بالدخول وتبريد الغرفه بشكل طبيعي .

رفض سند القهوه اللي ضيفه ياها علي بينما هو صب لنفسه فنجان وجلس يتقهوى براحه وكإنه بيثبت له إنه صاحب المكان وله الحق فيه بدليل حركته العفويه اللي بتدل على تعوده عالمكان ..

قطع سند الصمت بأمر/ أنا لازالت عند كلامي مابيك تظل معنا والأفضل إنك تقوم قبل لاتوصل عروسي .

علي بتفكير / إذا قلت لي سبب مقنع يخليني ماأحضر جلستك مع عروستك أوعدك إني هنسحب بسلام وفوقها أمدد لك الوقت للل ... نقول ساعه مارأيك !

سند بهدوء/ من ناحية مقنعه فهي مقنعه لكن أداب الضيافه تمنعني أبوح به---

قاطعه علي بإقناع/ إن جينا للضيافه فالضيف في حكم المضيف وأنا سامحلك تقول مافي خاطرك ومن جهه ثانيه فأنت تقريباً منا وفينا يعني بإعتبار إنك أبن أبي مساعد وبإعتبار موقفك المشرف معنا آخر مره يعني أنت مش ضيف، لذلك معك الضوء الأخضر فخذ راحتك .

كانت ذي الفرصه الذهبيه اللي منتظرها من أول ماعرف بوجود ذا الإنسان في الجنس البشري لذلك مافكر مرتين قبل مايرد عليه بصراحه/ إذا قلت لك إني كرهتك من قبل لا أشوفك بيكون سبب مقنع !
وإذا قلت لك إني كرهتك زود بعد ماشفتك لدرجة إني موبطايقك ولابطايق أسمع صوتك هيكون سبب مقنع !

إبتسم علي بتسليه/ يالطيييييف لذي الدرجه ! طيب ليش ! أيش السبب !

رد ببرود/ بدون سبب، كذا لله في لله ماأدانيك والحين خل واحد من أصحاب البيت يجي وبالنسبه للساعه اللي تكرمت بها فأحب أقلك خلها لك لإني بأخذ كل الوقت اللي لازمني لين أوصل للي ابيه .

إعجاب علي بسند كان بيزيد في كل لحظه وعلشان كذا هز رأسه بموافقه وإن ماتخلى عن أسلوبه الساخر والمستفز/ بصراحه أسبابك مقنعه ومعاك حق، صعب إنك تأخذ راحتك مع ناس ماتحبهم وهذا بيأثرعلى معنوياتك وتركيزك وأنت أكيد بحاجة لكل ذرة تركيز لإن أميرتي صعبة الإرضاء وماتقتنع بسهوله خاصةً لما الطرف الثاني يكون غريب عنها ومابيعني لها شي ..

ماأعطى سند فرصه للرد وأتصل لعبدالرحمن وطلب منه يحضر وقبل مايقفل معه إندق الباب وإنفتح بهدوء ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وقف سند بمجرد ماسمع صوتها المبحوح وجمدت عيونه على كتلة السواد اللي دخلت ووقفت جنب الباب !

عينه إنعمت عن كل شيئ حوله وماعاد شاف غيرها !

إتناسى وجود علي وسمح لنظراته تمرعليها من بداية رأسها لأطراف عبايتها ببطئ وتركيز مره بعد مره كما لو كان جهاز كشف بالأشعه السينيه !

طفلته واقفه قدامه بشحمها ولحمها وسوادها الأنيق اللي كأنه زاد أناقة بمرور الأيام و---

رد السلام واجب ..

صوت علي الساخرنزله من السماء السابعه اللي كان محلق فيها مع طفلته .. عقد حواجبه بتركيز وهو بيحاول يجمع شتات نفسه علشان صوته مايخذله في حضورها اللي أفقده توازنه ونساه كل شيئ ماعداها ..

بلع ريقه قبل مايرد بهدوء/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

علي بأمر/ أدخلي لاتوقفي عند الباب .

كان لسا بيحاول يستوعب نبرة الأمر اللي كلم بها علي طفلته وهو بيسأل نفسه بأي حق ب--

لقي جواب سؤاله لما إمتثلت لأمر علي بكل طاعه وراحت جلست جنبه !


جنبه !!!

تركت كل المجلس وراحت جنبه !!!

من متى وطفلته مطيعه !!!!

علي بإبتسامه / أهلا وسهلا نورتي المكان ياأميرتي .

ردت بهدوء/تسلم منور بوجودك يابوعبدالله .

كان هيموت وهو واقف من اللي قاعد يحصل قدامه ..

هو من البدايه كان رافض وجود علي معاهم والحين بس عرف ليه !

وكأن قلبه كان حاس بالمهزله اللي رح تصير وحب يرحمه من العذاب اللي حاس فيه الحين ..

الحيوان الحقير ماكفاه كلامه اللي رفع ضغطه من شوي عن كونه غريب عنها ومابيعني لها شيئ وبعد خلف وعده وتم قاعد لين صار اللي يبيه ودخلت وشافها وكله كوم وأميرتي اللي مصر يناديها بيه وكإنها ماعندها أسم أ---


لحظه ...

وش فيه صوتها كذا !!

صوتها كان فيه بحه حافظها زين ..

ويقدر يميزها من بين ألف صوت ..

طفلته كانت تبكي !!


تبكي !!

إنزين ليه بكت !!

كل هذا كره فيه علشان خطبها !!

ولا كانت رافضه تشوفه وعلي إجبرها !!

معقوله بيملك هالنوع من السلطه عليه---




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


سلام عبدالرحمن اللي دخل قطع أفكاره ورد السلام وعيونه على علي اللي وقف وبهدوء / إنا إنتهت مهمتي ولازم أرجع للرجال وأنتوا خذوا راحتكم واتفاهموا .

بمجرد ماخلص كلامه وقفت جوري / ابغاكم لحظه .

خرج علي وهي معاه ولحقهم عبدالرحمن تحت نظرات سند المصدومه من تصرفها !!


بمجرد ماقفل عبدالرحمن باب المجلس سحبته هو وعلي من إيديهم لغرفتها وشالت نقابها وبدون مقدمات/أنا مابغى أحد فيكم يجلس معانا .

عبدالرحمن بصدمه/نعم يختي ليه إن شاء الله !

فكر علي بسخريه "أنتوا متفقين عليا ولا أيش ! هو مايشنيش أحضر وذحين أنتي أيش الحكاية ! "

عبدالرحمن بعصبيه/لا ياماما أنسي إنك تجلسي معاه لحالك ا--

قاطعته بضربه على رأسه / وأنا متى قلت إني هجلس معاه لحالي،أنتا أهبل ياولد !

علي كان مصدع ومو ناقص جنانهم اللي على وشك الحدوث، إلتفت لجوري بأمر/ خلصيني ليش ماتشيناش ندخل، أيش الكلام المهم اللي ماتشتيش احد يعرفه !

ردت بهدوء/ لامهم ولا يحزنون كل الحكايه إني ماهاخذ راحتي وانتوا فيه.. هرتبك واتوتر وماعرف اتكلم فلو سمحت خلي صالح ولا عبدالله يدخلوا معايا علشان اخلص في ليلتي ذي ترى الساعه هيدعش الليل والناس جايه من سفر .

علي بإستفزاز/ قلت لش خليها لبكره لكن أنتي اللي إصريتي الظاهر متحمسه تشوفي العريس !

ردت ببرود /الباب اللي تجيك منه الريح سده وإستريح ولاتنسى إن زواج بنتهم بكره يعني لازم يتوكلوا من هنا بالسلامه في أسرع وقت .

عبدالرحمن ماكان مهتم غير بموضوع الجلسه وبإصرار /محد هيدخل غيري وأنتي سوي نفسك موشايفتني ولا أقلك أنا ماهخليكي تحسي بوجودي و--

قاطعته بهدوء/ خلاص ماني داخله وصلوا له رفضي وفضوها سيره .

صرخ بعصبية/ أنا ماقلت لك ترفضي ع--

قاطعه علي بأمر/ خلاص ياعبدالرحمن أنت من صالح مافيش فرق رح قله يجي .

طالعه عبدالرحمن بحده/ علي الشغله مو على كيفها .

رد بهدوء/ مدام خطبها هي فهو على كيفها ولا جاء يخطبك أنت ساعتها إتشرط تمام !


طلع جواله ودق على صالح وقله الموضوع وقفل وإلتفت لجوري بحنان مايخلو من الأمر/ أنسي كل الأوهام االلي في عقلش واسمعي كلامه للآخر.. ادي للرجال فرصه يثبت حسن نيته ويبرئ نفسه قدامش ولاتظلميه وتظلمي نفسش تمام ياأميرتي !

هزت رأسها بموافقه وهو باس رأسها وخرج، إلتفتت لعبدالرحمن المعصب وسألته / أنتا أيش رأيك في العريس ياعبادي !

زفر بعمق وإتناسى رفضها لدخوله معاها وبثقه/ خذيها مني عن سابق تجربه سند رِجال ياجوري والرِجال محد يفرط فيها .

سألته ببرود/يعني أنتا موافق عليه !

رد بإبتسامه/ وأنا مغمض ولو كان عندي بنت مازوجتها غير به بعدين ليه نروح بعيد مابدر خطب جود وأنا وافقت وزي مابيقولوا هذا الشبل من ذاك الأسد ..

ماردت عليه ولبست نقابها وخرجوا مع صالح اللي جاء وإبتسامته شاقه وجهه من الأذن للأذن/ ألف مبروك ياعمه صبرتي ونلتي الله يتمم لكم على خير .

طالعته بسخريه /لاتقولها .... أنتا كمان موافق عليه ! ذا باينه تصويت بالإجماع !

عقد حواجبه بقوه/ليش أوأنتي بتفكري ترفضيه ساع اللي قبله ! هيييي عمه بغير جنان الله يرضى عليش .

بعد ماضمها عبدالرحمن بتشجيع وراح مجلس الرجال ردت بلامبالاة/ بعدين نتفاهم في موضوع الجنان المهم لاتلصق لي وروح أجلس بعيد علشان اقول الكلمتين اللي واقفه في حلقي وأطلع .

سكت للحظات وهو يفكر قبل مايتلفت حوله بحذر وبهمس / جدتي وأمي طالع وأبي وعمي عند الرجال والبيت فاضي مارأيش أجلس أتفرج في الصاله وأنتي تخلي الباب مفتوح وتتحاكي براحتش !

قلدت حركاته وهي متناسيه إن البيت فاضي وبضيق/ وأنتا على بالك عبادي هيقر مكانه، هتلاقيه كل شويه ناطلي هنا زي عفريت العلبه وساعتها بقرأ عليك الفاتحه وأنتا لسا مادخلت دنيا ياقلب عمتك .

راح للباب اللي يفصل مجلس الرجال عن الصاله وقفله بالمفتاح وسوا نفس الحركه مع باب الصاله الرئيسي.. دخل المطبخ وبعد دقيقتين خرج بصينيه عليها كأسة شاي ومويا وصحن كيك وشغل التلفزيون وهو يضحك/ لزوم الجلسه، ماينفع أخليكم في خلوه وأسير ألقط رزقي في المطبخ .

هزت رأسها بموافقه وأخذت نفس عميق وعدلت عبايتها على رأسها وهي تسمي بالرحمن قبل ماتدخل وراه .
من اللحظة اللي طلعت فيها من المجلس وهو قاعد على نار وبيسأل نفسه ليه طلعت !!

معقول ماتبي تقعد معاه إلا بحضور علي !

أو إنها هونت عن القعده كلها !

ألف عشرات القصص عن سبب خروجها وكل قصه بتزيد توتره أكثر من اللي قبل---



إنقطعت أفكاره ووقف أول ماانفتح الباب وإتفاجأ لما دخل صالح وطفلته وراه وهم يسلموا وبعد مارد السلام كلمه صالح بمرح/شف أنا بجلس في الصاله علشان تأخذوا راحتكم بس مش قوي لإني يمكن أكبس عليكم فجأة .

هز رأسه بموافقه وهو وده يبوس رأسه على هالمراعاة اللي ماتوقعها وجات في وقتها ورد بصدق/ مشكور ياصالح نردها لك في الأفراح .. بصراحه كنت رح أقترح هالشي بس أنت سبقتني .

حك صالح رقبته وبإحراج /لا تشكرني لإن لو عليا ماكنت هوافق على إقتراحك لكن معي أوامر من الجهات العليا أبعد عنكم قد ماقدر لذلك قلت أخرج بكرامتي واتابع الفيلم اللي خارج أحسن .

طالعته جوري بعدم تصديق"ياحيوااااان محد بيفكك مني اليوم"

إتجاهل صالح نظراتها اللي كان متأكد من حدتها وحط يده على ظهرها ودفها قدامه وبمرح/ أرتاحي البيت بيتش وخطيبش مش غريب .. ياجماعه بصراحه أنا بدأت اتفائل بهذي الجلسه لإن من أولها واضح إن بينكم توارد خواطر وهذي أشاره عل--

قطع جملته فجأه وصار يكح لما دقته جوري بمرفقها بخفه !

عقد سند حواجبه بتركيز.. صالح لما قال جهات عليا ظن إنه بيقصد علي بكلامه بس كلامه الحين وإلتفاتة طفلته الحاده لصالح اللي قطعه كلامه بطريقه واضح إنها متعمده ولما سلك حلقه وبادلها النظرات وهو يودعها بغمزه إبتسم بدون مايحس ..

يعني هي اللي طلبت منه يتركهم لحالهم ويعطيهم شوية مساحه علشان يأخذوا راحتهم !


ركز مع صالح اللي قطع أفكاره للمره الثانية بهباله /بس هاا مش تقول كلمه كذا ولا كذا قبال عمي علي وتورطني معه أنا عادني صغير ومادخلت دنيا على قول خطيبتك .

" خطيبتي !! والله إني حبيتك ياذا الولد " هز رأسه بموافقه صامته وتبعه بنظراته لين خرج وترك الباب مفتوح ..

كانت قاعده في الزاويه وإتعمد يجلس قريب بشكل اللي يخليه ينتبه لكل حركه صادره منها وعلشان يضمن ذا الشيئ لف عليها بجسمه كله وصار مقابلها ..

رغم إنها كانت مرتاحه لقرارها بمقابلته وحتى بعد دخولها مع علي وخروجها ظلت على هدوئها لكن ذي المره حست بإرتباك وعدم راحه مفاجئ خلاها تستغرب من نفسها !

حاسه بشيئ غريب بيشوش تفكيرها على غير العاده !

يمكن بسبب وجوده وجلوسه القريب منها !

أو بسبب الصمت الثقيل اللي ساد بينهم !

أكيد هوا ذا السبب..


مرت لحظات وسند يتأملها بعدم تصديق..

أخيراً شاف طفلته وهالمره وهي جالسه قدامه وجه لوجه !


رغم إنه وعد نفسه إنه مارح يقرب منها بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف من الظروف إلا إنه كان هيموت وقت اللي إتصل معاذ بعلي وبلغه بإنها تعبت فجأه.. وقتها كان هيجازف بكل شيئ علشان بس يلمحها ويطمن عليها بعد اللي صار خاصةً بعد ماعجز يشوفها بعد مالقيها وأسعفها عالمستشفى بسبب عبدالرحمن وأهله اللي لازموها زي ظلها، وحتى لما تركوا المزرعه ماقدر يلمحها لإن الزفت علي قرر يسافروا فجأه ووقتها هو كان في المجموعه ..

والمره الوحيده اللي قدر يشوفها فيها كانت بعدها بيومين لما سافرت اليمن.. يومها إتعمد يتواجد في المطار في نفس التوقيت بحجة سفره وهناك قابل معاذ وعلي بصدفه من تخطيطه وقدر يودعها بنظرات مسروقه في غفله عن الكل ..

كانت جالسه معاه وكله ثقه بإن ضربات قلبها منتظمه عكس ضربات قلبه اللي بتركض بجنون، وأخيراً لقي صوته وبهدوء/ أسف ..

قالها بندم حقيقي لدرجة إنها حسته فعلاً وهو يتابع/ على كل اللي قلته وصار مني في المزرعه و--

قاطعته بهدوء/إعتذارك مقبول والموضوع إنتهى بالنسبه ليا .

عادها للمره الثانية / أسف ..

إتململت في جلستها بعدم راحه .. صح كانت مقهوره من حكاية الخطوبه اللي حطتها في موقف محرج مع أبوها وجدها إلا إنها مابتحب تشبك المواضيع في بعض وهي فعلاً سامحته وقبلت إعتذاره اللي وصله مع جدها وثريا لكن إصراره عالإعتذار بذا الصدق أخجلها فهو مهما كان رجال وغريب عنها و---

كل اللي صار لك كان بسببي ولو كان صار لك شي أنا ماكنت رح أسامح نفسي أبداً .

قطع أفكارها بكلامه وعقدت حواجبها وهي بتحاول تفهم قصده "اللي صار لي بسببه وما--- آآه ذحين يقصد موضوع ديما" أخذت نفس وردت بصدق /ذا كان نصيب.. قضاء وقدر محد يقدر يرده أو يغيره وال--

قاطعها بإهتمام/شلونك الحين ! حاسه بشي يألمك أو--

ماعاد سمعت باقي كلامه بسبب إرتباكها.. فرغم إنها ماطالعت فيه أساساً إلا إنها حست بنظراته متركزه عليها ونبرة الإهتمام اللي في صوته زادت إرتباكها !

همس لها صوت يحذرها من الوقوع في فخه !

لاتكوني صدقتي إنه مهتم وخايف عليكي !

أكيد ذي لعبه من الاعيبه علشان يضحك عليكي زي ماضحك على أخوانك اللي صدقوا تمثيله المتقن !

رجعت لعقلها بسرعه وإتجاهلت الرد على سؤاله الخاص بصحتها وسألته بنبرة إتهام ماقدرت تخفيه / وعلشان كذا جيت تخطبني ! كنوع من التعويض ! أو يمكن رد للجميل !

كان متأكد إنها بتربط الأمور بهالشكل لو خطبها مباشرةً بعد اللي صار وعلشان كذا فضل يترك الأمور على حالها لين تتحسن نفسيتها والسالفه تهدى بس الظاهر إنها مارح تنسى، وبجديه/اللي سويتيه فعلاً جميل ودين بيظل في رقبتي طول العمر ومهما سويت فمارح أقدر لا أعوضك ولا أرده لابزواج ولا بفلوس، لذلك زواجنا ماله أي علاقه بكل اللي قلتي عليه وكوني متأكده من كلامي .

ردت بجديه مماثله/ قلتها بنفسك كلام.. وأنا ماأصدق الكلام ..

سكتت لثانيتين بس قبل ماتتابع بتفكير/ وعلي فرض صدقت كلامك وإنه زواجنا فعلاً ماله علاقه باللي صار، أجل ممكن تقلي ليه علاقه بأيه !

رد بهدوء/ بنا أحنا.. أنا وأنتي ..

أحنا !

وأنا وأنتي !

إبتسمت بسخريه / طيب قول كلام معقول ، يعني أحنا شخصين مابينا أي شي مشترك ممكن يكون أساس لزواج ناجح ناهيك عن إنا من عالمين مختلفين عن بعض كل الإختلاف وزد عليها سوء الفهم اللي حصل في وقت من الأوقات ووضح رأينا الشخصي في بعض وذا بيخلي فكرة (أحنا وأنا وأنتي) موزابطه بالمره ..


رد بمنطق/أرائنا الشخصية بتكون مبنيه في مجملها عالمواقف اللي بتصادفنا في حياتنا يعني بتتغير حسب تغير الموقف وأعتقد إنا إتجاوزنا موقفين بدليل قبولك إعتذاري وبكذا نقدر نبدأ من جديد وبناءً على هالبدايه نكون أرائنا الشخصية الجديدة .

رغم إن كلامه كان مقنع إلا إنها رفضت تعترف بذي الحقيقه وببرود/وبما إنا إتجاوزناها فذي نهاية القصه وبصراحه أكثر موحابه يكون ليها جزء ثاني.. فيا ريت ننهي الموضوع بهدوء وتشوف نصيبك مع وحده غيري ..

رد بثقه/ إن شاء الله نصيبي معك لإني مابي غيرك وموافقتك هي اللي بتنهي الموضوع .


طالعته بغيض وهي شاده على أسنانها من غروره اللي رفع ضغطها لأقصى حد !

هوا في غرور كذا !!

ذا فاكرنفسه مين !

البارد..

الحقير ..

المغرور ..

السب والغلط موبلايق عليكي وبعد ماينطبق علي .

إتوسعت عيونها بصدمه من تعليقه اللي قطع وصلة السب اللي كانت بتتغنى بيها في عقلها وبشك "هوا أنا إتكلمت بصوت عالي ول-

لاتخافين ماقلتي شي بس خمنت .

ذي المره غمضت عيونها وعضت شفايفها بإرتباك للحظات قبل ماتركز في اللي قاله وترد بحده/لايق عليا ! لاتتكلم عني وكإنك تعرفني، ذي ثاني صفه بكرهها في الناس .

سألها بإهتمام /إنزين أجل وش أول صفه !

رمشت بعيونها بعدم إستيعاب/ على فكره أنتا موطبيعي بالمره !

رد بهدوء/ ليه بس ! الحين أي أثنين مخطوبين موبلازم يقعدون يسولفون علشان يتعرفوا عل--

قاطعته بإستنكار/مخطوبين !!

ماخلصت صرختها إلا وصالح واقف عند الباب يسألها بتوتر/خير ياجماعه صوتكم ليش عالي !

إلتفت له سند بهدوء/ أي أثنين في بداية خطبتهم بيكون بينهم إختلاف في وجهات النظر وعمتك الحماس جرفها شوي.. أنت روح ولاتشغل بالك .

شهقت من قوة الكذبه اللي حتى صالح ماصدقها/ مخطوبين ! والحماس جرفها ! تمام الله يوفقك ويسهل أمرك ..

سند بأمر/ وبما إنك بتسمع صوتها بعد فياليت تسوي نفسك ماسمعت شي، أنت تدري تفاصيل الخطبه وخلافه ورح نطول ..

واحد !

ثلاثه !

عشره !

ذي عدد اللكمات اللي فكرت توجهها للمريض النفسي اللي قاعد يتكلم عنها وكإنها مو موجوده و--

أنقذه صالح من بين أفكارها وهو يكلمها برجاء/عمه الله يحفظش وطي صوتش وبدون حماس تمام !

بمجرد ماخرج همست بغيض /أنتا بني آدم لايطاق وأنا غلطانه اللي فكرت أقابلك بس مو مشكله أساساً كنت جايه علشان شي واحد وهو إني أقلك إن طلبك مرفوض وأنا موموافقه عالخطوبه ذي وأعتقد إني صرت عايدتها مرتين وبيتهيألي سمعك سليم وكمان بتفهم معنى كلامي ففضها سيره يابن أبويا وحل عني .

طالعها بعدم إستيعاب وهو يركز في اللي قالته..

فكرت أقابلك !

يعني علي ماقلها إنه يبي يقعد معها وهي جات بناءً على رغبتها الخاصه !

ووش سالفة أبن أبوها ذي !

على بالها كذا بصير أخوها وأصرف نظر ولا وشو ا--

ترك أفكاره معلقه لما إنتبه إنها وقفت تعدل عباتها على رأسها إستعداداً للخروج وبأمر/ مابعد خلصت حكيي لأجل تطلعين.. قعدي مكانك .

غمضت عيونها بقوه وهي بتحاول تكتم غيضها "هوا في كذا ياربي !" أخذت نفس وببرود/ أوامرك ذي تمشي على موظفينك موعليا فأحتفظ بيها لنفسك.. أنا أسوي اللي أنا أبغاه ووقت ماأحب فهمت !

عقد ذراعيه على صدره وبهدوء/ السالفه موسالفة أوامر بس مو من الذوق إنك تطلعين قبل لاتستأذنين من اللي معك خاصة لماتكونوا وسط سالفه مهمه .

سألته بعدم تصديق/الكلام ذا ليا أنا !

سألها ببرود/ أنتي شايفه أحد غيرك هنا !

يدري إنه بالغ في ردوده بس كان مضطر يستفزها علشان تجلس معاه لأطول مده ممكنه ..

حست بدخان يطلع من أذانها وشد عبايتها بين أصابعها بقوه وهي بتهمس من بين أسنانها بغضب/ أنتا آخر واحد تتكلم عالذوق ولولا إنك في بيتي أنا كنت إتصرفت معاك تصرف ثاني فرووق ولا تختبر صبري تراني على آخري منك .


(رووق) !!!!

طفلته معصبه وتهدده بعد !

يازينها والله..

كبح إبتسامه صغيره كانت على وشك الخروج للعلن وسألها بهدوء/تدرين وش مشكلتك !

" أنا برضه اللي عندي مشكله !" وبحده/لا ماأدري بس ممكن أستفيد منك يابوالعريف.. إتحفني !

إتجاهل سخريتها ورد بنفس الهدوء/مشكلتك إنك داخله وأنتي مقرره الرفض سلفاً.. لذلك مهما حكيت مارح تفهمين أو تقتنعين بإسبابي ..

طالعته بكره /مدامك متأكد من ذا الشيئ جيت ليه ! ولا قلت ذي فرصتي علشان أحقق اللي فشلت فيه زمان !

عقد حواجبه وبعدم فهم /وش تقصدين !

ردت بقهر/لاتستعبط وتلعب دور البريئ لإنه مولايق عليك.. لاتكون مفكر إنك أقنعتني بكلامك عني وعنك وأنتي نصيبي ومابغى غيرك وكلام الأغاني ذا ! لا يابابا أنا عارفه إنك عامل الفيلم ذا كله وأنتا متأكد من رفضي.. تبغاه تصير زعله بيني وبين أبويا وجدي والبقيه علشان تخلص مني وتفرقني عنهم.. بس تحلم بذا الشي .. أنا مارح أسمحلك فاهم مارح أسمحلك .

طول ماكانت تتكلم كان قاعد يسمعها بصدمه وعدم إستيعاب لتحليلها الغبي !

يعني هو فكر في كل الإحتمالات اللي ممكن تجي في بالها لما تعرف إنه خطبها لكن سالفة تفريقها عن أبوه ماطرت على باله ولاحتى لاحت له من بعيد !

كان يظن إنها بمجرد ماسامحته وقبلت إعتذاره فذا معناه إنها صفيت من ناحيته ..

أو عالأقل ماعادت حاقده عليه مثل قبل ..

وفي أسوء الحالات نسيته وماعاد يعني لها شيئ ..

لكن ماتوقع إنها رح تفكر فيه بالطريقه البشعه !

لهدرجه شايفته شخص خبيث ومعدوم الضمير لأجل يفكر في هالخطه الجهنميه !

بلع غصته اللي كبرت في حلقه من تجريحها المستمر وطالعها بهدوء/أنتي غلطانه حيل وبعد قاعده تظلميني بأفكارك المجنونه .

ردت بمراره/غلطانه وبظلمك بجنوني ! أنا ! أجل أيش تبغاني أقول عنك وأنتا بتتصرف بذا الشكل وبتقول الكلام الغريب ذا !

إتسائل بهدوء/ وش الغريب في اللي قلته وسويته ! أنا رجال حالي حال كل الرجال في هالدينا، لقيت بنت ناس وأخلاقها عاليه وحبيت أرتبط فيها لإني شفت فيها شريكة حياتي المثاليه .. ليه حولتي شيئ بهالبساطه لشيئ معقد هالكثر!


ردت بصراحه/ يمكن لإنك شايف نفسك أحسن من غيرك وكلمة البساطه ذي موفي قاموسك .

عقد ذراعيه على صدره وبتساؤل/موملاحظه إنك بتكيلي بمكيالين ! من جهه ماتحبين أحد يحكي عنك وكإنه يعرفك ومن جهه سمحتي لنفسك بهالشي معاي !

أفحمها بكلامه اللي كان صحيح مائه بالمائة وفقدت القدره عالرد للحظات وهي مستغربه من نفسها !

لطالما كانت شخصية حياديه ونظرتها للأمور والناس بتتسم بالموضوعية..

ماكانت بتسمح لعواطفها بالتدخل في أحكامها وطريقة تعاملها مع الغير خاصةً في وجود المشاكل ..

بتحب تسمع للطرف الثاني وبتحاول دائماً تحط نفسه مكانه وبتلتمس له الأعذار ..

طيب أيش اللي أتغير ذحين !

إلتفتت للشخص الجالس قريب منها وهي ترد على نفسها بقهر ..

هوا ذا اللي أتغير !

أبوبدر !!!

هوا الشخص الوحيد اللي قدر يفقدها هدوء أعصابها وبرودها اللي ياما إتحلت بيهم وقت المواجهه مع أي شخص !

هوا الشخص الوحيد اللي قدر يستفزها بردوده البارده وثقته العمياء في نفسه وغروره اللامتناهي !

هيا صح كانت داخله وهي مقرره رفضها سلفاً زي ماقال بس كانت مستعده تسمعه وتناقشه بمنطق وحياديه بعيداً عن كل شكوكها وكرهها لخطوته اللي كانت متأكده من سبب إقدامه عليها، لكن بمجرد ماشافته وجلست معاها كل شيئ كانت مستعده ليه إتبخر فجأه !

إحساس مفاجئ بالتوتر والقلق وعدم الراحه والرهبه سيطر عليها من أول لحظه جمعتهم سوا !

أيوه رهبه !!

رهبه لأول مره بتحسها في وجود شخص وماتدري أيش سببها ومهما حاولت تتجاوز ذا الإحساس بسخريتها وسهام كلامها الجارحه اللي إتعمدت تطلقها عليه بين كل كلمه والثانيه على غير عادتها إلا إنها فشلت في ذا الشيئ !

تفكيرها ذا زاد توترها وخلاها تتكلم بإندفاع/ أعتقد وصلنا لنهاية الطريق وماعاد فيه لزوم لوجودي هنا بس أحب إنبهك لنقطه.. قبل ماتحاول تستغل رفضي في التأثير على أبويا بأي شكل من الأشكال إتذكر إنه تعبان وصحته مومتحمله.. لمره وحده بس إتخلى عن أنانيتك وغرورك وفكر في غيرك.. وخليك فاكر إن اللي بيروح مابيرجع ووقتها مهما ندمت أوسويت مارح تستفيد أنتا فاهم !

ماكان محتاج ذكاء علشان يفهم تلميحها الغير مباشر بموت سمر وعلاقته اللي إتعقدت بأولاده بعدها وفي نفس الوقت كانت بتخوفه على أبوه وبتطالبه بالحذر في تصرفاته !

أعترف إنها لمست رجولته بعنادها وإصرارها على رفضها له لكن هو موبأقل منها عناد وإصرار وماهيكون سند المنذر إن مانفذ اللي في رأسه وملك عليها الليله بإذن الله ..

طلع جواله من جيبه ورن على سامر رنه وقفل ورد بهدوء/ يجوز عقلك صورلك إني شيطان بدون قلب وإن أهلي هم آخر إهتماماتي بس أحب أقلك إنك غلطانه وبيجي يوم وبتندمين فيه على ظلمك لي .

طالعته بتوتر/مالك صلاح بعقلي ولاتقولني كلام ماقلته أنا حذرتك وبس عن أذنك ..

وقف قدامها ومنعها تمشي وبأمر/ قلت لك أقعدي مابعد خلصت حكيي .

شهقت بصدمه لما إنتبهت للجدار اللي إنبنى قدامها فجأه وإتراجعت خطوتين لوراء وهي بتتلفت وبتتسآل.. هو الجدار موكان ورايا أيش اللي--

لقت رد لسؤالها الغبي لما إنتبهت للمخلوق الكبير اللي واقف ساد الطريق عليها وهوعاقد ذارعيه على صدره براحه قهرتها / وبعدين في قلة أدبك لثاني مره بتعمل الحركه السخيفة ذي معايا ..

إتجاهلها كالعاده وبهدوء /إني أعيد كلامي مرتين هذا أول وأكثر شي أكرهه في الحياه !

ردت بعصبيه /وأنا مالي باللي تحبه.. واللي بتكره ! أنتا ...

ماقدرت تكمل جملتها وتركتها معلقه بسبب حواسها اللي إتعطلت فجأه !!


ريحة عطره اللي إستنشقتها بقوه مع شهيقها المفاجئ إحتلت كل جزء فيها وتركتها مشوشه بالكامل !


ريحته جمدتها مكانها وعقدت لسانها !!




طالع جواله اللي رن وإتوجه للباب/صالح لاهنت سامرواقف برا ومعه غرض يخصني ممكن تجيبه !

طالعه للحظات بتفكير قبل مايفتح باب الصاله ويخرج وفي ظرف ثلاثين ثانيه كان بيناول سند علبة هدايا وهو يسأله بحماس/شكلها وافقت صح !

رد بهدوء/إن شاء الله .


دخل المجلس ورد الباب وراه والحمدلله لقاها جالسه وأخيراً سمعت كلامه وهجدت بس ليه ماسكه رأسها !

وللحظه ندم لإنه قسي عليها بحكيه البارد اللي أكيد أتعبها وجلس جنبها وهو بيأخذ نفس عميق وبيدعي الله يعدي السالفه على خير علشان يرتاح ويريحها معاه ...


أما جوري اللي ظن سند إنها تعبت وسمعت كلامه فهي كانت في عالم ثاني بعيد عن عالمه بملايين السنين الضوئية !

إحساس مفاجئ بالخدر زحف لكل جسمها وتركها عاجزه عن الوقوف وإضطرت إنها تجلس قبل ماتخونها رجولها وتستسلم للجاذبية الأرضية !


ضغطت على رأسها بقوه وهي تفكر بإنها خلاص إتجننت رسمي !

كيف سمحت لفكره مجنونه إنها تشتتها وتضعفها بذا الشكل الغريب ...

بس ذي ماكانت مجرد فكره مجنونه !

ذي كانت ريحة فارسها !

نفس الريحه اللي شمتها في حلمها !

ونفس الريحه اللي كانت على بلوزتها لما فاقت في المستشفى واللي لازالت بقاياها عالقه فيها للأن !

بس كيف !!

كيف أبوبدر بيحمل ريحة فارسها !!

هي لايمكن تغلط وتخلط بينه وبين شخص ثاني خاصةً لما يكون الشخص ذا هوا أبوبدر !

أبوبدر !!

هزت رأسها بقوه وبعنف / ذا مجرد وهم يا غبيه مج--

جوري !!

رفعت رأسها لأبوبدر اللي قاطع جنونها بصوته اللي أختفى منه البرود وحل محله الإهتمام والقلق وهو يطالعها بتركيز..

نزلت إيديها وعدلت نقابها وهي بتحاول تطرد أفكارها المجنونه اللي لعبت في رأسها وشكلها هتجننها معاها ، أخذت نفس عميق وحاولت تكون هاديه/أنا ماعندي كلام غير اللي قلته و--

سكتت لما طلع صوتها بهمس مهزوز كرهته ..

مد لها سند العلبه /أتفضلي .

طالعت بإستغراب في علبة الهدايا الفخمه بلونها الأسود "ذا أهبل ولامجنون ! أقله موموافقه يقوم يجيبلي هديه و---



إنقطعت أفكارها ورمشت عيونها بسرعه وهي تحاول تستوعب اللي بتشوفه قدامها !

شالها !!

شالها مستقر داخل العلبه !

العلبه اللي جابها أبوبدر !

أيش بيسوي شالها معاه !

كيف وصله !

ومتى !!

إنحبست أنفاسها لما مد لها العلبه اللي أخذتها منه بإيدين ترجف وشالته بهدوء يناقض العاصفه اللي داخلها وهمست بعدم تصديق/ذا شالي.. شالي ..


قبضت عليه بقوه وهي مومصدقه إن شالها رجع لها من جديد..

وبرجوعه رجع الرابط اللي جمعها بفارسها و--


صحت من أفكارها الحالمه لما إتذكرت شيئ أهم من رجوع الشال !

ورفعت رأسها لسند وبحيره/أيش اللي جاب شالي عندك !

من لحظة ماناولها العلبه وعينه مانزلت من عليها.. كان بيسجل كل حركه وكل نفس علشان يتأكد بنفسه من أهمية شاله عندها !

كان يبغي يتأكد من إحساسه اللي قله إنه رح يكون السبب في موافقتها عليه !

لكن اللي مو متأكد منه هو رد فعلها عاللي هيقوله لها الحين !

إستجمع شجاعته ورد بهدوء/ قصدك شالي ..

كررت وراه بعدم إستيعاب/شالك !!

رد بتأكيد/أيه شالي.. ذا اللي بين إيديكي شالي أنا ..

ضغطت على جبينها وهي بتتنفس بصوت مسموع وبإستنكار هامس/ شالك ! ذا كمان صار شالك !

في ذي اللحظه ماتدري ليه إتراءت لها صورة الشيطان اللي دائماً تظهر في أفلام الكرتون !

صارت شايفه أبوبدر وهو طالع له قرنين في رأسه وذيله طويل وملتف على شوكه كبيره ماسكها في يده !

قهرها وعصبيتها وكل غضبها اللي حست فيه من لحظة ماعرفت بخطبته لها لحد الأن كان مجرد نقطه في بحر اللي حاسته ذحين !

وقفت وصرخت فيه بغضب أعمى /ما كفاك سلسلتي اللي أخذتها مني زمان بدون وجه حق وجاي ذحين تقلي إنه شالك !
مفكر إني هسيبه ليك زي ماسبت سلسلتي المره اللي فاتت ! أنا إذا كنت سبتلك سلسلتي فذا لإنك إشتريتها وصارت ملكك لكن كونك لقيت شالي فذا مابيعني إنه صار ملكك هوا الثاني وذي المره لاتحلم إني أتنازلك عنه لوتموت أنتا فاهم لوتموت ماتأخذه مني ..

كان متوقع غضبها وأستعد نفسياً لذا الشيئ لكن ماتوقع إن غضبها بيبلغ ذا الحد !

وقف يواجهها بهدوء/أنتي فهمتي غلط .. أنا أقصد إن ذا شالي أنا.. مو لإني لقيته لا لإني صاحبه الحقيقي اللي عطاكي ياه .

صرخت بقهر/ أنتا أيش تبغى مني بالزبط ! ليه حاط نقرك من نقري وكإني قاتلتلك عزيز ! بتسرق كل ذكرى حلوه في حياتي ليه ! مصر تكسرني في كل مره ليه ليه !

ماكانت في حاله تسمح لها تستوعب أي كلمه من اللي بيقولها .. كانت أشبه ببركان ظل يغلي ويغلي لسنين تحت السطح وفجأه ثار وإنفجر وحممه سالت وحرقت كل شيئ في طريقها !

كانت بتصرخ فيه بهستيريا فقد معاها كل هدوئه اللي حاول يحافظ عليه لدرجة إنه مسك إيديها وهزها بقوه /أتركي عنك هالجنان وأسمعيني زين.. أنا اللي ساعدتك وقت اللي صار لك الحادث وعلقتي في السياره وأنا اللي عطيتك هالشال لأجل تسترين نفسك مني .. أنا صاحب الشال صاحب الشال فهمتي !

كانت بتتلوى بين إيديه بعنف وغضب وبتحاول تتخلص من قبضته اللي كانت هتهشم عظامها بس كلامه كان أشبه بصفعه نزلت على وجهها وخلتها تجمد مكانها للحظات وهي تطالعه بصدمه قبل ماتنفجر في الضحك !

حررها من قبضته وأعطاه ظهره وزفر نفس عميق كان حابسه في صدره من رد فعلها اللي جرحه بشكل موجع !

عماااااه !!!

إلتفت لصالح اللي صرخ بصدمه بعد ماجاء على صوت ضحكتها العاليه ..

إلتفتت له وأشرت له بيدها يقرب ومن بين ضحكها/ صلوحي ههههههههههههههه تعال اسمع هههههههههههههه ههههههههههههههه طلع هوا هههههههههههههههههه شالي ههههههههههههههه مجنون ههههههههههه---

إتوسعت عيون صالح بصدمه من ضحكها الهستيري وماقدر يتحمل شكلها وسحبها من يدها وهي بتهذي بكلمات غير مترابطه لسند اللي كانت نظراته مسلطه عليها بتركيز وخرج من المجلس وراحوا لغرفتها..

قفل الباب وراه وترك يدها بعصبيه/أيش هذا اللي فعلتيه فضحتينا عند الرجال .

شالت نقابها وطاحت عالأرض وهي مواصله ضحكها بهستيريا /موقادره هههههههههههههههه أصدق صلوح ههههههههههههههههه يقول حقه هههههههههههههه هوا فارس ههههههههههههههه فارس !

مسح وجهه بقوه وبحده /كل هذا على سب إدالك هديه ! كان رفضتيها وخلاص بدل الجنان حقش ..

هديه !!

كلامه كان له مفعول سطل مويا مثلجه وإنسكب على رأسها وفوقتها من نوبة الهستيريا اللي فاجأتها...

سندت ظهرها عالجدار وهي بتحاول تسيطر على ضحكاتها اللي إبت الإنقطاع وفي نفس الوقت بتحاول تستوعب اللي سمعته بس ماقدرت !

أصلاً كيف تستوعب !

أبوبدر يطلع فارس !

كيف تجي ذي !

أبوبدر هوا اللي سترها وساعدها وظل معاه لآخر لحظه حتى بعد مادخلت الغيبوبه !

لا....

مومعقول !

أكيد في شيئ غلط !

أكيد ذي خدعه جديده منه زي الشيك اللي حرره لها زمان بمبلغ خيالي علشان يخلص منها !

أخيراً قدرت تتمالك نفسها ووقفت ضحك وقفت وهي تمسح دموعها اللي سالتوخرجت من غرفتها وراحت المطبخ غسلت وجهها وبلت ريقها اللي نشف من كثر الضحك ورجعت تأخذ نقابها من غرفتها ولقت صالح اللي سبقها بسؤاله/لاتقولي إنش بتدخلي عنده مره ثانيه !

ردت بحده/ صالح لاتجنني موناقصتك .

رد بعصبيه/قدش مجنونه من غير .. أشتي أدرى ماقلش لوما جننتي هكذا... أحمدي الله إن عم علي وعم عبدالرحمن في الديوان ولا والله لاتقع ليله جن الجن .

صرخت فيه / حل عني وخليني أدخل إنهي المهزله ذي قبل مايجرالي شي ..

مانتظرت رده وخرجت وهي تلبس نقابها وتعدل عبايتها ودخلت المجلس بدون ماتدق الباب.. نظره وحده على أبوبدر اللي ماسك شالها وبيقلبه بين إيديه حولتها لثورهائج أحد لوح بقطعة قماش حمراء !

هجمت عليه وسحبت شالها منه بعنف/ أنتا بأي حق بتلمس أشيائي الخاصه !

رد ببرود /خل بالأول تصير أشيائك وعقب حاسبيني .

تم جملته وسحب الشال منها بحركه سريعه ماتوقعتها وزادت هيجانها خاصة بعد مارفع لها حاجبه بإستفزاز !

رجعت سحبته منه وذي المره كومته بين إيديها بقوه/ فكر تلمسه مره ثانيه وساعتها هنسى إنك أبن أبويا وهنسى آداب الضيافه اللي أنتا ماأحترمتها وهكسر لك يدك بدون مايرف لي جفن فاهم !

كل اللي عرفه عنها من أول لحظه قابلها فيها لحد الأن ونبرة الثقه اللي ملت كلامها أكدت له إنها صادقه وقادره تنفذ تهديدها بمجرد مايرفع يده ناحيتها.. ومع ذلك كان معجب بشراسة طفلته ومستمتع بفقدها لإعصابها بذا الشكل وذا خفف جزء من الإحباط والألم اللي إتسببت فيه بعدم إعجابها الواضح بيه... بلا مايقول كره حفظاً لماء وجهه عالأقل ..

سألها بجديه/أفهم من تصرفك إنك ماصدقتي حكيي عن إني نفس الشخص اللي ساعدك يوم الحادث وبالتالي موبمصدقه إن هالشال يخصني بعد !

ردت بحده/كونك عرفت إنه صار لي حادث ذا مايثبت إنك صاحب الشال.. واحد زيك سهل إنه يعرف معلومه زي ذي بمكالمه وحده .. ليه نروح بعيد ليه ماتكون عرفت من أبويا هوا كان عارف وزارني في المستشفى و--

قاطعها بثقه/أبوي عرف عن طريقي.. أنا اللي قلت له عن الحادث اللي صار لك وعن المستشفى اللي ظليتي فيه طول فترة غيبوبتك.. أنا عطيته ملف بكل شي يخصك، عمرك ووضعك ومكان سكنك وأي شي ممكن تتوقعيه .

ردت بإصرار/الإنسان مومحتاج أكثر من معلومه وحده علشان يقدر يبني عليها عشرات الفرضيات والإحتمالات وأكيد ذا اللي أنتا سويته م --

إنقطع كلامها لما وقف قدامها فجأه ورجع الخدر يزحف لإطرافها من جديد !


كان قريب منها لدرجة إنه إنتبه على عيونها اللي بترمش بسرعه ووضوح رغم الغطاء اللي عليها !

كان قريب منها لدرجة إنه لاحظ صدرها اللي بيصعد ويهبط بتنفس سريع ومضطرب !


ماكان محتاج أكثر من إنه ينحني عليه علشان يلغي السنتيمترات اللي بتفصل بينهم ويضمها بين إيديه وذا كل اللي فكر فيه أول مالمحها داخله عليه ولولا بقية العقل اللي متمسك فيه بقوه كان سواها !

إتنفس بعمق علشان يتخلص من الفكره المجنونه اللي سيطرت عليه قبل مايهمس لها /يومها كنتي تبكين وإترجيتيني أتركك وأروح لإن ماعليكي غطاء.. قلت لك الضرورات تبيح المحظورات بس أنتي ماقبلتي وقلتي مابي أقابل ربي بمعصيه تذكرين !

غمضت عيونها بضعف وأحداث ذاك اليوم بتنعرض عليها وكإنها صارت أمس مو قبل أكثر من سنه وهمسه المستمر بيغذي ذاكرتها بالتفاصيل وبيعطيها مصداقيه أكبر من اللي كانت تذكرها !

ماحست بنفسها لما جلست ولا حست بنفسها وهي بتهز رأسها بموافقه على كلامه وهو يتابع بحنين/وقتها مالقيت غير شالي يغطيكي عني لأجل أقدر أساعدك .. وأنتي وقتها قلتي لي إنك موبخايفه مني.. مسكت يدك وقلت لك توثقين فيني وحلفت لك مارح إتركك غير وأنتي معاي تذكرين !

تتذكر !!

ليه هيا نسيت علشان تتذكر !

كيف تنسى واللي صار كان بينعاد عليها في أحلامها يوم بعد يوم وليله وراء ليله !

كيف تنسى وهوا وفى بوعده وماتخلى عنها لآخر لحظه !

كيف تنساه وهوا بطلها ..

منقذها ..

فارسها ..


طول ماكان بيهمس لها كان حاس بتوتر وقلق من رد فعلها ..

ماكان يبي يذكرها بالحادث لإنه خايف يأثر عليها بشكل سلبي !

هو أكثر واحد حاس باللي مرت فيه وقتها وأكثر واحد يدري بمدى رقتها وحساسيتها اللي بتخفيها وراء تصرفاتها البارده والقويه !

آخيراً إتحركت وطالعت فيه لما سحب الشال منها وبهمس /ذا أنتا عن جد ! موقاعده أحلم !

رجع الشال داخل العلبه بعد ماأدى دوره بنجاح مثل ماتوقع وبهدوء/ قسم بالله أنا وموب قاعده تحلمين.. أنا قدامك بشحمي ولحمي وجيت أخطبك بعد .

إلتفت لصالح وعلي اللي دخلوا ووقفوا عند الباب يطالعوهم بنظرات ناريه بسبب قربه الشديد من طفلته اللي سألته بهدوء/وتبغى تتزوجني عن جد !

إتجاهلهم وإلتفت لها وبتأكيد /ومارح أتزوج غيرك ..

وأنا موافقه ..

ثلاث أزواج من العيون إستقرت عليها بعد مانطقت ذي الكلمتين وكل زوج عيون كانت لنظراته أسباب مختلفه !

سند نظراته مزيج من الفرحه والإنتصار والراحه لدرجة إن موافقتها ظلت بتنعاد على مسامعه كالصدى ..

صالح كان بيعاني من الصدمه من لحظة ماأصابتها نوبة الضحك الهيستيريه ولحد ما إنفجرت فيه وإتجاهلته ورجعت المجلس وذا اللي جمده للحظات قبل مايقرر ينسحب من الموضوع ويسلمه لعمه علي وعلشان كذا راح ناداه يشوف حل في اللي صار والأن صدمته زادت من موافقتها المفاجئه !

أما علي فنظراته كانت مزيج من الراحه والإعجاب والفضول !

راحه بسبب موافقتها على سند لإنه ماكذب لما قال لها إنه بيشوفه الزوج المناسب ..

وإعجاب بسند اللي إثبت له إنه كان عند حسن ظنه وماخيب نظرته فيه ووفى بوعده له بإنه رح يحظى بموافقتها ..

وفضول ..

أيه فضول وشديد لمعرفة السر وراء موافقتها !

أيش اللي حصل بينهم !

وكيف أقنعها !

وأيش الكلام اللي قاله لها و--


إتخلى عن أفكاره لما وقفت جوري وأخذت معاه العلبه اللي كانت جنبها عالكنب ووقف معاها سند/إنتظري بعد ماتفاهمنا عالتفاصيل .

مشيت وردت بهدوء/ أتفاهم مع أخواني وأنا موافقه عاللي تقرروه .

مسك علي ذراعها ووقفها وبجديه/أبوبدر يشتي يعقد عليكي الليله !

كررت بعدم إستيعاب/الليله !

وقف سند جنب علي وهو بيقتله بنظراته وبسرعه سحب يده المرتاحه على ذراع طفلته وبغضب مكبوت /ماهتبارك لي ياعلي !

ماكان مهتم بمباركته قد ماكان يبي يبعد يده القذره عن طفلته وبعد مانفذ اللي باله إلتفت لها بشرح/بما إنا نعرف بعض زين وموبحتاجين تسألون علي فمن رأيي مافي داعي للخطبه والشكليات المعتاده والأفضل نخليها ملكه وش رأيك !

سكتت للحظات قبل ماترد بهدوء/ موافقه .

إتحركت شفايفه بالحمدلله براحه بينما إلتفت علي لجوري بإهتمام / لاتتسرعي ياأميرتي خذي وقتش وفكري هذا زواج مش لعبه .


كور سند إيديه بغضب ومنع نفسه بالقوه علشان لايهجم على الحقير اللي قدامه ببوكس على فمه يمنعه من بث سمومه في عقل طفلته علشان تغير رأيها وت--

مدام هوا مرتاح كذا أنا موافقه ياعلي ومومحتاجه أفكر عن إذنكم .

قطعت أفكاره بردها الرقيق اللي كان أشبه بمويا بارده أخمدت النيران اللي أشعلها علي داخله بإهتمامه المزيف اللي تابعه قبل ما تخرج/طيب لش طلبات أوشروط معينه نكتبها في العقد !

ردت بهدوء/مالي أي طلبات وشروط ومهري وصلني خلاص .

ضيق علي عيونه بتركيز على علبة الهدايا اللي رفعتها لهم وهي تختم جملتها وتخرج بعد ماتركت وراها قلبين إمتلئوا بالحيره والإستغراب ..

وقلب بينبض بجنون من شدة فرحته
أنتي منو !

إلتفتت وشافت رؤى اللي تابعت بذهول/جوري ! يخرب بيت جمالك .. ماشاء الله لاقوة إلا بالله .

إستسلمت للعنود اللي مسكت يدها ولفتها حول نفسها وهي تهتف بعدم تصديق/يمااااه منك تجننين ماشاء الله.

دفتها وتين وضمت جوري برقه/جوجو من يومها تجنن بس هي اللي ماتحب تظهر نفسها .. ألف مبروك ياقلبي .

رؤى بحماس/ عن جد ألف ألف مبروك ولو إني للحين مومصدقه إنك صرتي زوجة ولد عمي الوسيم العبوس ا-- آآآييييي وجع يوجع العدو

إلتفتت للجازي اللي قرصتها بغيض/لاتخوفينها ولا تبينها تهج من ولد عمك المحترم من أولها !

رؤى بإنزعاج/وأنا وش دخلني إذا هو مايعرف يبتسم .

روعه بلهفه/أحكيلنا شلون شفتيه ! عجبك صح ! وش حسي--

قاطعتها ثريا اللي دخلت بعدم إسيعاب/ وش عندكم تاركين الضيوف وطالعين هنا !

روعه بإبتسامه/جينا نبارك لجوري عالملكه بس صدمتنا بطلتها الحلوه .

إتأملت ثريا جوري اللي عن جد كانت متغيره بشكل كبير..


كانت أول مره تشوفها بمكياج كامل !

الظلال المتداخله مابين الأسود والأحمر والذهبي ورسمة الإيلاينر الكامله والكحل الأسو زاد عيونها العسليه جمال فوق جمالها وشفايفها اللي إنصبغت بلون الدم زادتها جاذبيه .. غرتها كانت على جنب وباقي شعرها مشدود من الجانبين لفوق ببروش ذهبي والباقي مسترسل بطوله على ظهرها .. فستان من التل الأسود بشكل فتحة قارب عالكتف وأكمام ضيقه للمرفق وماسك عالجزء العلوي من جسمها اللي إلتف عليه حزام أحمر بين رشاقة خصرها ويبدأ يتوسع بتنوره لحد الركبه من الأمام ويتدرج طوله ويزيد من الخلف إتلائم مع النقوش الخفيفه اللي زينت إيديها ووحده من سيقانها بينما الساق الثانيه كملتها بخلاخل ذهبي وختمتها بجزمه كعب باللون الأحمر..

إتجاهلتها جوري وشغلت نفسها بلبس إكسسوارها اللي كان عباره عن ساعه وحلق وسلسله ماسكه عالرقبه وثلاث خواتم ناعمه باللونين الأسود والذهبي بينما إلتفتت ثريا البنات بجديه/إنزين إذا خلصتوا نزلوا للضيوف قاعدين يسألوا عنكم .

هزوا رأسهم بموافقه وأخذوا جوري في أحضانهم وباركوا لها بسرعه ونزلوا، وشافت فريق التجميل اللي بيجمعوا أغراضهم قبل ماتمسك يد جوري وتسحبها لجنب وتهمس لها برجاء/إنا مابي أخسرك بسبب سوء التفاهم اللي صار خلينا نقعد نحكي بعد مايخلص العرس على خير موافقه !

طالعتها جوري للحظات قبل ماتهز رأسها بموافقه صامته خلت ثريا تبتسم بأمل /إنزين أمي وأمي وديما يسألون عنك لاتتأخرين عليهم ..

خرجت وتركت جوري اللي رمت نفسها عالكرسي وهي تتنهد بعمق من الأحداث السريعه اللي مرت فيها من أمس لليوم !

مواجهتها مع أبوبدر واللي كانت صدمة عمرها !!

زواجها اللي تم في نفس الليله !

سفرها معاه ثاني يوم لحضور زواج ديما !


توجههم من المطار لقاعة الأفراح مباشرة لضيق الوقت وهناك إستقبلها جدتها وأمها منيره وصافي وثريا وبتول وأمها فاطمه جدة أولادها وفاطمه زوجة مؤيد إستقبال حار واللي إختلطت فيه دموع الفرح والمباركه والدعاء اللي كان نابع من القلب وبعدها سحبوها لغرفه فيها إخصائيات التجميل والشعر اللي خصصوهم لها ولزوجات أخوانها !

ولأول مره إستسلمت بدون مقاونه لأيديهم اللي عبثت بوجهها وشعرها بدون إعتراض منها !

رجعت رأسها عالكرسي وراها وغمضت عيونها وتركتهم يحددوا المناسب لها بدون ماتعلق على أي تفصيل !

فهي إن كانت من قبل مشوشه ومرتبكه بسبب خبر خطوبتها المفاجئه فمعرفتها بحقيقة أبوبدر جردتها من كل أسلحتها ..

قوتها ..

برودها ..

تظاهرها ..

لامبالاتها ..

وبفقدهم فقدت كل قدرتها على الخداع.. إصطناع المرح والحماس وإهام اللي حولها إنها بخير وبإن كل شيئ يخصها على مايرام ..

أوبالأصح ماعاد فيها حيل أو طاقه للكذب والتمثيل مثل قبل لذلك ولأول مره ظهرت أمامهم بذا المنظر ..

هادئه...

مستسلمه ...

وكل شخص بيحركها على مزاجه ..

أمها أمس خلتها تتنقش لإنها المفروض عروسه !

وغنى إختارت لها الفستان اللي هتحضر بيه الزواج وناديه الإكسسواروخبيرات التجميل أختاروا تسريحة شعرها ومكياجها وهي نفذت بصمت كل كلامهم وبدون أي نقاش آو--

رنين جوالها قطع أفكارها وخلاها تفتح عيونها الخاليه من الحياة وردت بإختصارعلى غنى اللي بتستعجلها تنزل ..

شافت ساعتها اللي إتجاوزت العاشره والنصف ووقفت بدون حتى ماتطالع في وجهها اللي ماتدري لحد الأن أيش صار فيه ورشت من قارورة العطر اللي عالتسريحه بدون ماتهتم بحقيقة إنها ماتخصها أو إنها مونوعها المفضل ونزلت .

،
،
،

عند الرجال الوضع كان مختلف بالمره !

سند ورغم هدوئه الخارجي إلا إنه في داخله أشبه بشخص ربح الجائزه الكبرى !ّ

كان سعيد بتحقيقه لآهم جزء في مخطط زواجه بطفلته ..

طفلته اللي صارت زوجته وحبيبته قدام الله وقدام الناس ..

طفلته اللي أخيراً صارت له...

ملكه ...

ومعاه ...

ورغم كل اللي صار بينهم إلا إن الجزء الوحيد اللي علق في ذاكرته هو صوتها وهي تنطق بموافقتها ..

موافقه ....

كلمه وحده فقط هي المسئوله عن كل سعاده اللي حاس فيها الحين ..

شلون كلمه وحده من الشخص اللي نحبه تقدر تسعدنا بهالشكل !

وشلون يكون لها كل هالتأثيرعلينا لدرجة إنها تغير حياتنا بكاملها !

وبمجرد مانطقتها صرح برغبته بإنه يملك عليها في نفس اللحظه !

كان حريص كل الحرص على ذي الخطوه الجوهرية !

كان متأكد إنها لازالت مصدومه من معرفتها بشخصيته الحقيقة واللي كانت السبب الرئيسي والوحيد في موافقتها وكان لازم يضمن عدم قدرتها عالتراجع عن قرارها لما ترجع لوعيها وتبدأ تفكر من جديد ..

ومع ذلك للحين موقادر يستوعب إن كل اللي صار حقيقه موبحلم !!!


ماتبي تقلي وش اللي قلته لها وخلاها توافق عليك ياأبوبدر !

إلتفت لجده اللي قطع أفكاره بسؤاله ورد بإبتسامه/ موبمهم وش قلت المهم إنها وافقت وصار اللي إبيه .

الجد بإعجاب/ للحين ماني مصدق إنك تزوجتها وبعد جبتها معك مثل ماقلت ! أنا أشهد إنك كفو ورجال من ظهر رجال .

سند بثقه/كفوك الطيب يبه بعدين أنا قلت لك إني بإذن الله بملك عليها في نفس اليوم اللي بخطبها فيه وبعد برد وهي معاي يعني المفروض ماتشك في صحة كلامي أبد .


ماينكر إنه كان شاك في قدرته على تنفيذ وعده لهم موبلإنه موواثق فيه لكن لإنه متأكد من رفض جوري وتمسكها برأيها ..

لكن لما رجع سند المجلس وهو مبتسم براحه عرف إنه قدر يغير رأيها وحظى بموافقتها وموبس كذا لا.. هو فاجأ الكل لما إلتفت للشيخ وطلب منه يملك لهم في لحظتها وسط تأكيد علي لهم بموافقتها على كلامه !

حفيده نفذ وعده وماأمسى إلا وجوري على ذمته وثاني يوم الصبح ردوا الرياض بعد ماتركوا سند اللي ظل لأجل يردها معه وفعلاً ما جاء المغرب إلا وهو راد معها ومع أهلها والحين أبوعلي ومعاذ وعياله وعبدالرحمن قاعدين معاهم والحمدلله كل شيئ مثل ماتمنى وأكثر ....

،
،
،

أول ماوقفت في رأس الدرج إتركزت عليها الأضواء الكاشفه اللي عمتها للحظات قبل ماتدوي أصوات الزغاريد والأغاني اللي رافقتها في مسيرتها لين وصلت لأمها منيره اللي أستقبلتها بحراره للمره الثانيه وكان كل شيئ ماشي بنفس الهدوء والسكينه من قبلها لين سمعت الجمله اللي صعقتها ..

(زوجة ولدي سند)


(زوجة ولدي سند)


(زوجة ولدي سند)



هذي كانت الصفه اللي قدمتها بيها أمها منيره لضيوفها علشان تعرفهم عليها !

ولأكثر من ساعه دارت معاها في القاعه من شرقها لغربها بذهن غايب وتفكير مشوش وهي بتصافح وتحضن عشرات وعشرات من الحريم اللي كانت نظراتهم مزيج من ...

الصدمه !

عدم الإقتناع !

الحسد !

الإعجاب !

الكره !!!


وكل ماطال بيها الوقت وهي مشاركه في مسرحيتهم كل ماسمعت همساتهم المصدومه والمستنكره لأصلها !

همساتهم وصلتها مو لإن سمعها حاد أو لإنها مركزه معاهم بكل حواسها لا.. بل لإنهم ماإهتموا بيها للدرجه اللي تخليهم يحسوا على دمهم ويتمتعوا بشوية ذوق وأخلاق علشان يخفضوا نبرة صوتهم العاليه !

وذا خلاها تطلع من حالة الجمود والتبلد اللي سيطرت عليها من لحظة ماعرفت إن أبوبدر هو نفسه فارسها !

وذا ماكان في صالحهم ولافي صالحها !

الغضب كان أول شعور عصف داخلها يليه البرود اللي إتعلمت تلجم بيه جماح غضبها وتبقيه تحت السيطره لكن نظراتهم المتسلطه عليها من بداية شعر رأسها نهايةً لأظافر رجلها المطليه بمناكير أحمر واللي بتبرز من طرف جزمتها المفتوحه من قدام مامنعها من الشعوربالإشمئزاز والغثيان من نفاقهم الإجتماعي !

ولأول مره في حياتها فهمت طبيعة الفحص الدوري تبع السيارات واللي كان مسئول عن الكشف عن أي عيب أو عطل في السياره المراد بيعها علشان يوقعوا تقريرهم بعدم أهليتها ومطابقتها للمواصفات المطلوبه !

وإكراماً لأمها منيره اللي أخرستهم بردودها الحاسمه وهي تمدح فيها وتقلهم عن مقدار الجهد اللي بذله ولدها أبوبدر علشان توافق عليه فضلت تنسحب من بينهم قبل ماتمسح بيهم بلاط القاعه اللي كان بيبرق أساساً !!


فكرت في كلام أمها منيره بسخريه ومراره..

أي جهد وأي محاولات بتتكلم عنها !!

ماتدري ليه مجرد تذكرها للي صار بينهم حسسها بالغثيان أكثر من قبل !

خرجت من القاعه الرئيسية وراحت الحمام بسرعه ورجعت كل اللي معدتها ولما وقفت تغسل إنصدمت بشكلها قدام المرايه !

من ذي !

كانت قدام وحده ثانيه غير نفسها اللي تعرفها !

فهي رغم دموعها اللي نزلت بسبب غثيانها وإستفراغها إلا إن مافي شعره إتزحزحت من مكانها !

ولا نقطة كحل سالت من عيونها ولطخت وجهها ولولا عيونها الحمراء ورموشها المبلله كانت حلفت إنها ما دمعت حتى !

وإن ملامحها إنصبت في قالب إسمنتي حنط كل جزء من وجهها وحفظه من التلف !

وأكثر شيئ رعبها هي الشعلة الناريه اللي إتوسطت وجهها !

فمها !!

فمها اللي كان أشبه بجمره متقده بلونها الأحمر الناري واللي بتكره بسكل موطبيعي !

لمست صورتها في المرايه وهمست بصدمه /ذي موأنا .. موأنا !

مسحت شفايفها بباطن كفها ولما ماراح سحبت كومة مناديل من العلبه الكريستاليه اللي عالحوض وبدأت تمسح شفايفها بعنف وهي تهمس من بين دموعها اللي نزلت فجأه/ مو مره ثانيه ! مومره ثانيه !

لما إكتشفت إن مكياجها من النوع الثابت اللي بيستلزم مزيل خاص للمكياج زاد جنونها وصارت تحاول تتجاهل إنعكاسها اللي بدأ يهمس لها بخفوت /ليه سويتي فينا كذا ياجوري ليه !

أعطت ظهرها للمرايه وركعت عالأرض وغطت أذانها بكفوفها وحركت رأسها برفض/موسامعتك موسامعتك روحي من هنا روحي .. أنتي وهم وهم .

إرتفع الصوت وهو يعاتبها/وهم ! مدامك جبانه ليه سويتي كذا ! ليه سجنتينا من جديد ليه !

وقفت في مواجهة المرايه وضربت عاالحوض بإيديها بحده/أنا موجبانه موجبانه .. وهذا موسجن.. أنا ماهسمح له بذا الشي .. ماهسمح له

رد إنعكاسها بخيبة أمل/أنتي سمحتي له... وافقتي عليه .. نسيتي وعدك .. ضحيتي بحريتنااا..

هزت رأسها بنفي/أنتي فاهمه غلط.. هذا فارس فارس .. كان لازم أوافق ... أنا حلفت أوافق و--

قاطعتها بغضب/بس أنا ماحلفت .. ليه تورطيني معاكي ليه !
هوا فارسك أنتي موأنا.. ليه تسجنيني معاكي ليه !

لمست جوري المرايه برجاء/ أنا أسفه أسفه ماكان قصدي.. ماكان بيدي شي صدقيني ماكان بيدي .. بعدين هوا فارسنا .. أنا وأنتي واحد ولا نسيتي !

إبتسمت بشر/لا مو واحد.. ومن اللحظه ذي أنتي من طريق وأنا من طريق.. أنا ماهرجع للعذاب بسبب غبائك ووعودك السخيفه... ماهرجع أعيش في قلق وخوف من نظراته واللي بتعريني .. ماهرجع أتكوم في طرف السريروالنوم مجافيني بسبب إيديه القذره اللي بتستبيح جسمي كل ليله ...

صرخت بإستنكار/فارس مو كذا ومارح يعاملني بالش--

قاطعتها بضحكة شيطانيه/فارس وخالد وصدام ويوسف كلهم زي بعض... كلهم بيفكروا بنفس الطريقه ... وكلهم يبغوكي علشان ذا الشي ولا على بالك ميتين عليكي ويعشقوكي ! لا ياغبيه أنتي مجرد طفله .. طفله في جسم حرمه بيشبع رغباتهم القذره و--

إنقطع كلام إنعكاسها لما هوت بقبضتها بكل قوه عالمرايه وهي تصرخ بقهر/ أنتي كذابه.. كذابه.. فارس مو كذا .. فارس موزيهم ... موزيهم ...


ظلت تهمس لنفسها /فارس موزيهم..فارس موزيهم مو--

قطعت وحده من العاملات همسها الشارد لما سألتها بخوف إذا كانت بخير!

إلتفتت لها بعيون زائغه وأنفاس مضطربه بينما مسكت العامله يدها بحذرونفضتها من بقايا الزجاج اللي علق فيها وغطتها بالمناديل وهي بتقول إنها بتجيب علبة الإسعافات الأولية !

لون المناديل اللي إتحول للأحمربسرعه بسبب نزيف يدها خلاها تركز للحظات.. أخذت جوالها اللي كان بيرن بإستمرار وهربت من الحمام بخطوات متعثره وهي منزله رأسها لين وصلت لزاويه بعيده وخاليه من الحريم... سندت ظهرها عالجداروهي بتحاول تختفي قدر المستطاع ولما رن جوالها من جديد وشافت أسم أخوها ردت ببكاء/عبادي طلعني من هنا ..

سألها بخوف/جوريتي مالك ! بأيش حاسه !

ردت من بين أنفاسها / موقادره إتنفس .. تعال بسرعه ..

إتلفتت حولها بضياع ووصفت له مكانها قبل ماتتهاوى هالأرض ويطيح جوالها معاها، إعتدلت في جلستها ونزلت رأسها لأسفل وهي بتحاول تسحب أنفاسها ببطئ وعمق بكل جهدها !

ظلت فتره على ذا الحال بس بدون فايده وبدأت تحس بألم في صدرها بسبب ضربات قلبها اللي وصلت لأعلى مستوى وعلى وشك إنها تحطم ضلوعها...

وجسمها بدأ يرتجف وهي عارفه إنها مسألة وقت لين تفقد السيطره على نفسها ..

لفت طرف فستانها على يدها المجروحه بعد مافشلت المناديل في إمتصاص كمية الدم اللي بتسيل منها وحاولت تتنفس بعمق وب-- ّ

جوري أيش حصل !!

إلتفتت لغنى اللي ظهرت فجأه وجلست جنبها وبدأت تلبسها عبايتها بصدمه/عبادي اتصل وقال إنش تعبانه.. أيش حصلك ! وليش ماحاكيتيني ل---

شهقت بتفاجأ من منظر يدها اللي بتنزف وساعدتها توقف وغطت وجهها وهي تتابع /عبادي منتظر عند الباب أتحملي شويه بس .

إستندت عليها وبدأت تمشي معاها بدون ماترد عليها توفيراً لأنفاسها اللي بدأت تتناقص ..

،
،
،

قفل مع جوري وخرج وهو يتصل على غنى وطلب منها تأخذ عباية جوري وتروح لها علشان توصلها للباب الرئيسي و--

خير شصاير !

إلتفت لسند اللي مسك ذراعه وصار جنبه فجأه !

سحب ذراعه ومشي بإستعجال/ مافي شي بس أهلي تعبانين شو--

قاطعه سند وهو يمشي معاه /أختك صارت زوجتي لاتنسى هالشي.. شفيها !

إتذكر إنه عقد عليها أمس وبعصبيه/ماأدري بس الأحسن أوقف تاكسي وأخرجها قبل ماتتعب أكثر .

إلتفت سند لسامراللي كان وراه بأمر/جيب السياره عند مدخل النساء بسرعه .

ولما وصلوا إتصل عبدالرحمن لغنى اللي قالت له إنهم عند الباب بس لازم يدخل لإنها مولابسه عبايتها وجوري ماتقدر تطلع لحالها .

قال لسند اللي إلتفت للموظف اللي عالمدخل وخلاه يبعد ودخل عبدالرحمن وبعد عشر ثواني خرج وهو شايلها بين أيديه لسيارة سند اللي ساعده يدخلها للمقعد الخلفي وهو بيسمع صوت تنفسها الحاد بخوف ..

ركب عبدالرحمن مكان السايق وطالع سند بتوتر/لاتقلق هذي حاله بسيطه هتنتهي بتغيير المكان، أنت أرجع وأخترع لخالي ومعاذ أي حكايه علشان ماينتبهوا لغيابي وأنا هأخذ بها لفه ونرجع بإذن الله .

سند كان معصب لإنه مضطر يتركها علشان الناس اللي داخل، كور إيديه بقوه/ إزهلها، أنت بس دير بالك عليها وطمني عنها وأنا بحاول إنسحب وألحقك يلا أتحرك .

ضرب الكبوت بقبضته وودعها بنظراته وهو يدعي لها وإلتفت لسامر اللي رد عليه قبل لايكلمه/ الشباب وراهم لاتقلق .

زفر بعمق ومسح وجهه بقوه.. هو بمجرد مالمح عبدالرحمن اللي إنخطف لونه وفز من مكانه عرف إنه السالفه متعلقه فيها ولولا وجود زوجة عبدالرحمن معها كان دخل بنفسه وشالها ..

بس وش اللي صار لها علشان توصل لهالحاله !

هالنوبات ماتجيها إلا إذا خافت أو أحد زعلها والإحتمالين غير وارده فهالوقت وهالمكان و--

معقوله أحد إتجرأ وقال لها شيئ ضايقها !

أو في شيئ صار داخل مايدري عنه !

وبسرعه طلع جواله وإتصل عالوحيده اللي ممكن تحل هالغموض وتريح باله شوي ...

ثريا ...
جده

دخل غرفتها بعد مادق عليها أكثر من مره بدون مايتلقى أي رد وإتفاجأ من حرارة الغرفه الخانقه وبوجودها جالسه عالأرض وجهها بين ركبها وإيديها لافتها على سيقانها وضامتها لصدرها وشعرها منسدل زي الستاره ومغطيها من كل ناحيه وإنتبه لبقايا التفاح الأخضروالكوب اللي فاحت منه ريحة النسكافيه المركزه ..

كان ملاحظ إنها اليومين اللي فاتوا شربت كميه كبيره من القهوه المركزه بتعادل كمية القهوه اللي بتشربها في أسبوعين وذا مو من عوايدها !


طالع سريرها المرتب وساعته اللي إتجاوزت التاسعه صباحاً وبتساؤل" معقول اليوم كمان مانامت!"

بعد تعبها أمس وسفرهم لجده أتوقع إنها بتغرق في النوم بمجرد ماتحط رأسها عالمخده لكن سريرها اللي باين إنه ماإتلمس من أمس دل عالعكس !

جلس قدامها وبعثر شعرها علشان يلفت إنتباهها/جوريتي أيش رأيك تقومي تنامي شويه علشان ترتاحي، لك يومين بدون نوم وأكيد هتمرضي ..

رفعت وجهها وردت بهدوء/النوم هيتعبني ماهيريحني.. ذحين اسويلي قهوه وهصير كويسه .

ردها الغريب زاد منظر وجهها الذبلان وعيونها الحمراء اللي بتزينها الهالات السوداء سوء وخلاه يرفعها من الأرض بدون أي مقاومه منها حتى وهو يرميها عالسرير، وإتحرك بعصبيه /قهوه في عينك إنخمدي قبل مايحصلك حاجه يامجنونه.. بعدين ليه طافيه المكيف الغرفه زي الساونا ماإنخنقتي من الحر !

نزلت رجولها عالأرض وقامت من السرير بتنهيده/ياخي أنا عاجبني الحر أنتا روح غرفتك وإتبرد فيها زي ماتبغى لاتقروشني .

جمدت يده على زر تشغيل المكيف وإلتفت لها بإدراك/أنتي متعمده تجلسي في الحر علشان لاتنامي !

ردت بإبتسامه باهته/عفارم عليك جبت التايهه و--

قطعت كلامها وإتأوهت بألم من يدها اللي وجعتها لما حاولت تجمع شعرها ..

أخذ عبدالرحمن فرشة الشعروجلسها عالأرض وجلس وراها عالسرير وصار يمشط لها وبتساؤل/كوابيس !

هزت رأسها بشبه موافقه وبهمس /تقدر تقول حاجه زي كذا .

"كان لازم أفهم ذا من أكواب النسكافيه والقهوه اللي ماإنقطعت ورفضك للنوم بذا الإصرار" رد بحنان/طيب أيش رأيك أنام جنبك وإذا شفت بداية الأكشن هصحيكي على طول .

هزت رأسها برفض وبعتاب /عباديييي أيش اللي تنام جنبي خلاص كبرت وصرت أم لأثنين وأنتا لسا مفكرني في إبتدائي .

ضربها على رأسها بخفه وبدأ يظفر شعرها بمهاره وبسخريه/ الله يرحم زمان لما كنتي ماتنامي غير في حضني .. بعدين ليش نروح بعيد عادني من فتره فرشت لي جنب سريرك وجلست مبقق عيوني عليكي طول الليل زي كلب الحراسه علشان لاتقومي تجنني كالعاده .

إتذكرت ذيك الفترة لما تعبت غنى وإضطر يسافرلها وهي ظلت عند أبوها مساعد، وبسخريه مماثله/ الله لو تسمعك غنى هتبقى في خبر كان .

حس براحه لإنه قدر يغير مزاجها خاصة بعد اللي صار لها أمس وبإبتسامه/أخوكي ذكي ويخارج نفسه علشان كذا قلتلها كل شي قبل ماتزلي بلسانك وتورطيني يعني من الآخرأمنت نفسي .

ضحكت بخفه/ ذا مع نفسك ياحبيبي ذي غنى والأجر على الله يعني لوطليت في معزه معديه في الشارع هتتجنن.. ذي بتغير من أي شي ليه علاقه بتاء تأنيث .

ضحك باستمتاع/ وتحسبيها ماسوتها المجنونه ! سوتها سوتها لكن غيرتها بالنسبه لي دليل على حبها واليوم اللي هتبطل تغير فيه هتأكد إنها بطلت تحبني فهمتي .

إتناست إتصال أمها وخالها ومعاذ وصراخهم الغاضب اللي إستقبلت بيه يومها وإتناست صداعها وأفكارها الكئيبه لفتره وهي بتضحك من قلبها مع أخوها اللي قعد يحكي لها مقتطفات من غيرة غنى اللي أساساً بيعشقها .

،
،
،
،
،
،
،

الرياض


مشيت مع أم سند وهي بتفكر في كل اللي حصل من يومين..

ماكانت مصدقه لما قلهم صالح إنها وافقت على أبن المنذر اللي خطبها ولما جاء معاذ وعبدالرحمن وصالح خرجوا سلاحهم وقالوا إنهم هيعقدوا لهم في نفس الوقت كانت بتظن إنها في حلم وماصدقتهم غير ماسمعت صوت ضرب الأوالي (طلق البنادق) اللي رج حارتهم آخر الليل كعادتهم في هذي المناسبات ..

كانت مستغربه من بنتها اللي كانت بتتفرج عليهم بسكوت غريب مش من طبعها !

إستغربت كيف وافقت عليه بسرعه وهي اللي كانت رافضه الزواج لدرجة إن أخوها أبوعلي زعل منها آخر مره بسبب رفضها !

خبر زواج بنتها إنتشر بسرعه بعد ماحضر العقد عدة جيران وإنسمع صوت السلاح وبعدها تلفون البيت ماوقف من إتصالات الجيران اللي بيباركوا.. وزاد عليها أخوها وعيالها اللي ماخلوا ناس من جماعتهم ولا معارفهم إلا وبلغوهم وعزموهم عالغداء ثاني يوم وفعلاً ماجاء الفجر إلا وعلي ومعاذ واقفين في الشارع مع العمال اللي نصبوا خيمة الرجال وزينوا الحاره بعقود اللمبات وبيتهم إمتلى بالضيوف رجال ونسوان اللي لبوا دعوتهم عالغداء اللي بعده سافروا رجال بيت المنذر علشان عرس بنتهم وبقي زوج بنتها اللي لزم عليهم يسافروا معاه ويحضروا عرس أخته مع إن جوري قد اتفقت مع أخوتها من رمضان إنها ماهتحضرعرسهم وإن علي ومعاذ وعبدالرحمن بس هم اللي هيسافروا يوجبوا مع الناس ويرجعوا ثاني يوم وهذا اللي مافهمت سببه !

وأمس وصلوا الرياض مع زوج بنتها وكان كل شيئ ماشي تمام وبنتها كانت زي القمر ليلة تمامه وأم سند مافلتتها لحظه وحده وماخلت أحد ماعرفته عليها وبعد فتره إنتبهت إنها إختفت من القاعه وجلسوا يدوروا عليها لين قالت غنى إنها تعبت شويه ورجعت مع عبدالرحمن لبيت المنذر ولماخلص العرس ورجعوا مالقوها وعرفوا إنها سافرت جده مع عبدالرحمن !

ماعرفت أيش تسوي ولا أيش تقول وإتمنت الأرض تنشق وتبلعها من كثر ماأستحت من أم مساعد ومن أم سند اللي صاروا يدوروا أعذار لبنتها ويخففوا عنها ويحلفوها ماتزعل منها ول---



لاتستحين يأم معاذ سند ولدك الحين .

إلتفتت لأم سند اللي قطعت ذكرياتها وإنتبهت إنها واقفه عند الباب دخلت وبصوت واطي / السلام عليكم .

شافت رجال طويل حط فنجان قهوته ووقف وهو يرد السلام وبعدها قرب منها وباس رأسها وبهدوء/شلونك يمه بشريني عنك .

ذي كانت أول مره تقابله وردت بتوتر/نحمد الله بخير ونعمه .. أنت كيف حالك يابني .

سند بهدوء/ الحمدلله بخير الله يسلمك ويبارك فيكي ويوم شفتك صرت أحسن .. إن شاء تكوني مرتاحه معنا وموبناقصك شي .

ردت بصدق/أكرمكم الله يابني والله يوسع عليكم أمك وجدتك وخواتك ما قصرين بشي وأنا جاء تقصير فهو منا و--

قاطعها بجديه/ماعليكم قصور يمه وماجاء منكم إلا كل خير..

كلامه حسسها بالخزي من تصرفات بنتها اللي ماعاد دريت أيش جرالها ! وليش بتتصرف بهذي الطريقه الغريبه !

أم معاذ بإحراج/ صدق مابينك وبين بنتي إلا عقد لكن مدام جات معك المفروض ماتخرج إلا برضاك وعلمك واللي فعلته مايسبرش (غلط ومايصير) وعبدالرحمن والكل غلط لكن أنت أحكم ومالك إلا اللي يرضيك .

سند بهدوء/ مابي غير رضاكي يمه وأنا كنت مع عبدالرحمن لما خرجت معاه وبعدها كلمني وإستإذن مني يروحوا جده وأنا وافقت وحجزت لهم بنفسي وإرسلت لهم أغراضهم عالمطار يعني ماصار شي لاتكدرين نفسك .

مع إن عبدالرحمن قلها نفس الكلام إلا إنها ماصدقته وظنت إنه بيكذب علشان يهديها لإنها إتصلت على جوري وصيحت عليها وسمعتها كلمتين مش حاليه لكن مدام زوج بنتها قال نفس الكلام يعني طلع صادق ومع ذلك لازم توضح له حاجه.. وبتوتر/ أسمع يابني المفروض كنا نقلك هذا الشي من قبل ماتعقد على البنت لكن كل شي تم بسرعه وأتربشنا ومحد إتلوه (إنتبه) يحاكيك ساعتها.. جوري عندها مرض لكن مش هو مرض صدق يعني هو نفسي مثل ماقالوا يعني أوقات إذا إفتجعت ولا زعلت قوي صدرها بيضيق ومابتقدر تتنفس سوا.. وهي مابيعجبهاش أحد يشوفها وهي بهذي الحاله وأمس يعلم الله ماوقع لها لما مرضت وخرجت مع أخوها .. وأنا حاكيتك على سب (علشان) لاتظن إننا غشيناك ---

قاطعها بهدوء/حاشاكم يمه وأنا أدري بكل شي يخصها وإبيها ومثل ماقلتي مرضها نفسي وحنا زواجنا صار بسرعه وذا يمكن أثر فيها شوي وتعبها فماعليه خل ترتاح اليوم وإن بإذن الله بكره بسافر لها وبتفاهم معاها من بعد أذنك ..

كانت المره الأولى اللي بتجلس فيها مع رجال غريب عنها وإن كان زوج بنتها فهي ماتعودت عليه ولاتعرفه عكس أزواج بناتها الباقيين .. لكن كلامه شال حمل عن ظهرها وريحها وخلاها تتجرأ وتعرف رأسها علسان تشوف الرجال اللي صار من نصيب بنتها، وبإمتنان/الله يجبر بخاطرك ويريح قلبك مثل ماريحتني و ذحين هي مرتك مايقع شي لو سرت لها وجلست معاها.. سير يابني إتفاهم معاها والله يصلح بينكم ويسعدكم .

رد بإبتسامه/آمييين يارب أنتي أدعيلنا من هالدعوات الحلوه وإن شاء الله كل شي بيكون بخير

هزت رأسها بموافقه وإتاملته بصمت وهومتابع كلامه اللي طمنها وأكد لها إن بنتها عتكون بخير معاه وبدون ماتحس كانت بتبتسم له براحه ..

ماكان طوله وعرضه وملامحه الرجوليه هي سر إبتسامتها لكن شبه بعلي أبن أخوها واللي كان بيبان مع كل لحظه خلاها ترتاح له..

كان بيملك نفس هيبته وجديته اللي فيها حنان بالذات لا جاء أسم بنتها الخبلا في الكلام ..


إتنهدت براحه وبتفكير"مدام شبه علي بيعجبها وبينصلح حالها معه بإذن الله "

،
،
،
،
،
،
،

جده


كانت طاولتهم الأكثر صخب وإزعاج في كل المطعم بسبب ضحكاتهم وأصواتهم العاليه اللي ماإنقطعت رغم إنهم بيتعشوا ..

إلتفت لواحد من أصحابه لما سأله / في أي كليه بتقدم يامحمد !

بلع اللقمه اللي فمه وبإبتسامه / إن شاء بتخصص إدارة أعمال .

صرخ واحد فيهم برجاء / محمد بلا هباله قدم في الكليه العسكريه معانا ولو إنها سابقينك بس المهم إنا هنكون مع بعض .

ضربه واحد من العيال على رأسه بغيض/وين يقدم وهو يمني ماينقبل يامتنح (من شروط قبول الطلاب في الكليه العسكرية أن يكون سعودي الجنسية)

فرك رأسه بألم /كسر ياحيوان بعدين هوا بيهرج أحسن مني ومنك لدرجة إني نسيت إنه يمني ..

رد ثالث بضيق/ أنتا إتولدت ودرست وبتشتغل وإن شاء الله عمرك كله بتقضيه هنا والبلد مستفيد منك وفي غيرك كثيربذا الوضع والمفروض تأخذوا الجنسبه دايركت .

رد رابع بتنهيده/والله ذا نظام البلد ومحد يقدر يغيره .

محمد بلامبالاة/ يابويا أنا مرتاح كذا لاأبغى جنسيه ولايحزنون .. بعدين أيش أبغى بحقك العسكريه أنا بساعد أبويا في شغله وبطوره .

رد واحد فيهم بمرح /على فكره حتى لوكنت سعودي ماكنت هتنقبل لإن رأسك كبير ومو مطابق للمواصفات المطلوبه .

إنفجر الكل في الضحك وواحد فيهم بعثر شعر محمد /والله عشنا وشفنا أبورأس داخل الجامعه قبل مانموت ..

تابع اللي بعده/من كان يصدق إن التمبل ذا أخيراً بيتخرج من الثانوي وبتقدير ممتاز أنا بصراحه كنت فقدت الأمل فيك .

مرر أصابعه في شعره ورتبه ورد بغرور مصطنع/علشان تعرفوا بس إني كنت بتعمد أرسب علشان ماأعقدكم بذكائي .

سايروه في كلامه وتابعوا حش فيه قبل مايجي الدور عاللي بعده.. كانوا جيران وزملاء دراسه من الإبتدائي ومتعودين يتعاملوا مع بعض بإريحيه وبساطه وهروج الحش اللي من النوع ذا مابتزعل أحد فيهم ..

إلتفت له واحد منهم لما خلص أكله ووقف/على وين ياحبي لايكون بتفقع وتورطني في الحساب !

رد بسخريه/على أساس عازمنا أنتا ووجهك ماكلنا قاطين في أم الليله ذي والحساب اوردي مع ياسين .. قول إني هوحشك لاتستحي ولاتخاف بروح أغسل وجاي بإذن الله .

صرخ فيه بغيض/ يارب تتزحلق في الحمام .

تركهم وراح يغسل وهو يضحك براحه.. حياتهم إتغيرت من بعد ماإتزوج أبوه بخالته أمينه اللي حس إنها أمه مو مرة أبوه وخلال شهور بسيطه قدرت تدخل قلوبهم بطيبتها وحنانها ومشاعرها الأموميه الصادقه اللي مابخلت بيها عليه وعلى أخوانه اللي إتحسنت نفسيتهم بشكل كبير بعد ماإستقروا معاها.. أخته خلود صارت مرحه وضحكتها ماتفارقها، وأخوه لؤي إتخلى عن إنطوائيته وطريقة كلامه إتحسنت بشكل ملحوظ وصار يقدر ينطق أكثر من جمله بدون مايتخللها أي تأتأه أو إرتباك ودرجاته المدرسيه في تحسن مستمر وذا بفضل رعايتها وإهتمامها بيه..

حتى أبوه اللي كان على طول مهموم ونفسه مكسوره بسبب تعامل أمه السيئ معاه إتبدلت أحواله ووجهه نور والإبتسامه لقيت طريقها لشفايفه اللي ماكانت بتبتسم غير ليهم وبوجودهم، فهو ورغم حياته البائسه مع أمه إلا إنه عمره ماحسسهم بتقصير وكان دائماً بيحاول يعوضهم بحنانه وإهتمامه عن إهمال وقسوة إمهم والحمدلله إن ربي عوضه بخالته أمينه وق---


بيبي خلاص أحرجتني ..


إنقطعت أفكاره بسبب الصوت اللي أخترق مركز السمع عنده بشكل مباشر وجمد مكانه وهويفكر إنه يعرف صاحبة الصوت ذا !

إلتفت للجلسه اللي كانت من النوع المغلق بحواجز خشبيه ماتتجاوز منتصف الجدارومابتوفر خصوصيه تامه لروادها..

كان مغمض عيونه وهو بيدعي إنه يكون غلطان وإنها ماتكون اللي في باله ولو إنه متأكد من هويتها بما لايقبل الشك !

بعد لحظات حس بدمه يفور في عروقه وماتحمل المسخره اللي كان قاعد يسمعها وبدون مايحس هجم عالجلسه وزاح الحاجز الخشبي وهناك شافها !

كانت بشعرها وكامل زينتها وجالسه تقريباً بين أحضان شاب في أواخر العشرينات إنتفض بسرعه أول ماشافه وصرخ فيه /أنتا كيف تدخل علينا ياحيو---

قطع كلامه ببوكسين إنهال بيها على وجهه اللي إنفجر الدم منه قبل مايتهاوى للأرض فاقد الوعي وهي بتهمس برعب/ محمد الله.. يخليك... لاتسويلي .. شي ..

إنهال عليها بصفعه إسقطتها عالكرسي قبل مايشدها من شعرها وبأمر/حسابك مو هنا أستري نفسك وأمشي من سكات مابغى فضايح ..

أعطاها ظهره وإنحنى عالشاب يفتش جيوبه لين لقى محفظته، أخذ منها هويته ورخصته وبطاقاته البنكيه ورماها في وجهه قبل مايلتفت للي غطت شعرها ووجهها كيفما أتفق بسبب رعبها اللي خلى إيديها ترتجف وبدون كلام سحبها من يدها وجرها وراه وخرج من المطعم !


،
،
،
،
،
،

جده



إتنهد وهو يتذكر الأحداث السريعه اللي مرت عليه أمس ..

إتصال عبدالرحمن بعد ساعه من خروجهم من زواج ديما وكيف طمنه على طفلته وقال إنهم لازم يسافروا جده فوراً وإن ذا أفضل لها في ذي الحاله !

وهو ماإعترض على سفرها بالعكس قال له حرك عالمطار وبتلقى كل شيئ جاهز وفعلا خلى ريان يحجز لهم وأرسل لهم أغراضها اللي تركتها في قاعة الأفراح مع سايق عالمطار وكان ناوي يلحقهم ثاني يوم على جده.. لكن أثناء إنشغاله معاه فاجأه جده بإعلان خبر زواجه وسط القاعه اللي صجت بأصواتهم المباركه والمصدومه على حدً سواء وبعدها وجه لهم دعوة لحضورالعشاء ثاني يوم بهالمناسبه وطبعاً هو ماقدر يتخلف عن الحضور بصفته نجم الحفل !

وأخيراً وبعد منتصف الليل إنسحب أخر ضيف منهم وبعدها خلص كم شغله وسافر جده وإتوجه رأساً لطفلته ولما وصل حارتهم على الركعه الأولى من صلاة الفجر دخل المسجد صلى وقرأ ماتيسر له من القرآن قبل مايخرج ويلتقي بعبدالرحمن عند باب المسجد وبعد ماسلم عليه وعرفه على كم شخص من جيرانهم بصفته زوج أخته ..

إتوجهوا لسيارته وبلغ عبدالرحمن إنه بيمرهم العصر علشان يشوفها ويطمن عليها بس عبدالرحمن حلف مايروح وأصر عليه يجي يبات عندهم وهو يداعبه (ماتنام غير في بيت أخوك وزوجتك)

ماكان محتاج يفكر مرتين قبل مايقبل دعوته بسرور خفي وهو بيدعي إنه يشوفها بمجرد دخوله البيت ..

بس الظاهر إنه ماله نصيب حتى يسمع صوتها فهو من لحظة مادخل ماقابله غير السكون اللي مابيجتمع معها في نفس المكان بالعاده !

ودع سامر عند الباب بعد ماأكد إنه بيكون عنده الظهر ودخل المجلس مع عبدالرحمن اللي ضيفه بكأسة عصير وجهز له فراش وإستئذن منه وراح يجيب فطور وهو أخذ منشفته ودخل آخذ دش ولبس فانيله كت وبنطلون قطني مريح باللون الرمادي .. جفف شعره ومشطه قدام المرايه ودخل المجلس وأخذ عطره من الشنطه وإتعطر وحطه عالرف قبل مايوقف قدام المكتبه الصغيره وهو يدور بعيونه عالكتب والروايات العالمية اللي صنفت حسب نوعها مابين مرعبه وبوليسية وخيال علمي ومغامرات وتشويق وإبتسم لما شاف مجلة ماجد ومغامرات بطوط وميكي ماوس !

ماقدر يقاوم وسحب مغامرات بطوط وهو بيحاول يتذكر متى كانت آخر مره بيقرأ فيها ذا النوع من القصص وحس كإنها عمر..

رمى نفسه عالفراش ورتب المخدات وراء رأسه وإستند عليها براحه وبدأ يقرأ ...

،
،


أتراني جننت؟

أم أنا على أعتاب الجنون ؟

رباه ..

لم أعد أدري حقاً مالذي ألم بي !!

وماذا دهاني !

فارسي ..

كيف مررت بي صدفه وعشت معي عمري بأكمله !!

كيف سكن طيفك أجفاني رغم إني رأيتك لمره واحده فقط !

كيف إعتدت عناقك مع إني لم أحتضنك إلا في أحلامي !!

كيف أحببت وجودي بين ذراعيك !

وأدمنت رائحة عطرك !

ودفئ أنفاسك !

وأماني الذي لايكون إلا بقربك !

فارسي..

لقد عشقت أحلامي بك..

وأصبحت كما قال أحدهم..

وإني لأهوى النوم في غير حينه.. لعل لقاكم في المنام يكونُ ..

(خياله والخيل عشقي)


غبيه غبيه غبيه

صرخت وهي بتنتزع الورقه من دفترها بعنف وتتبعها بثانيه وثالثه ورابعه وفي الأخير رمت دفترها بكل قوتها عالجدار !

صدرها كان بيصعد ويهبط بحركه سريعه إترافقت مع تنفسها المسموع وهي بتضغط على رأسها بقوه/أطلع من رأسي أطلع من رأسي ..


نزلت دموعها من كثر الألم الي حاسه فيه في رأسها بسبب عدم نومها الثلاثه الأيام اللي فاتت !


بالتحديد من ليلة ملكتها على فارسها ..

أو بالأصح أبوبدر ..

عضت شفايفها بقهر..

فارسها ماعاد مجهول الهويه !

ولا عديم الملامح !

وذا الشيئ اللي كان بيخفف ويهون عليها كل ماإتعلقت بيه أكثر وأكثر !

كانت كل ماحست بخجل من حلمها نفسها تقولها ليه مكبره
الموضوع !

هوا أنتي كنتي تعرفيه أصلاً !

أيش يعني إذا ضمك بين إيديه ونيمك على صدره !

ذا مجرد حلم ومع ذلك عمره ماتجاوز حدوده معاكي !

ولما كانت تحتج وتعترض وتقول وأيش الحدود اللي باقي ماتجاوزها وهو دافني وسط صدره وأنا متعلقه فيه زي الطفل المتعلق بأمه ترد نفسها وتقول باقي حاجات وحاجات وأنتي عارفتها كويس لاتستعبطي !

ومع مرور الوقت إتعلقت فيه لدرجة إنها إتناست خجلها وصارت تنتظر ساعات نومها بفارغ الصبر ..

لإنها هتكون مع فارسها اللي صار لها..

نعيمها ..

راحتها ..

ملجأها ..

أمانها ..

بس ذا كله أتغير بمجرد ماعرفت شخصية فارسها الحقيقية !

وحلمها الوردي إتحول لكابوس حرم عيونها النوم وقلبها الراحه !

كيف تنام وهي متأكده إنه هيجمعهم حلم بمجرد ماتغمض عيونها !

كيف تنام بين إيديه وعلى صدره وهي بتعرف هويته !

كيف هتلف إيديها على رقبته وتتعلق فيه وهي عارفه إنه ذي المره رح يطالعها بوجهه الحقيقي !

وشتان بين أبوبدر وفارسها عديم الملامح ..

أبوبدر كان بارد ..

قاسي ..

مغرور ..

نذل ..

بينما فارسها كان ..

دافئ ..

حنون ..

متواضع ..

شهم ..

لا..

هوا مو شهم ..

فارسها كان فارس بحق ..

إجتمعت كل صفات الرجوله فيه ..

فارسها كان في كفه ورجال الأرض كلهم في كفه ..

لذلك كيف يمكن يكون أبوبدر وفارسها نفس الشخص كيف !


وقفت ومشت بخطوات متثاقله لحد التسريحه وإتأملت شكلها المرعب في المرايه.. كانت لابسه شورت أسود قصير وبدي بنفس اللون ورابطه طرحه بشكل أفقي على جبينها ورأسها بقوه أملاً في تخفيف ألم رأسها اللي هينفجر.. أما عيونها فحدث ولاحرج هالات سوادء تحت عيونها اللي صارت بلون الدم من قلة النوم وجفونها منتفخه من البكاء وشعرها المتشابك منسدل بإهمال على ظهرها لإنها ماقدرت تمشطه وفوق ذا كله حاسه بيدها وكإنها بتحترق من كثر الألم ..

مسحت وجهها بيدها السليمه وجلست عالسرير جنب الصينيه
اللي عليها كوب قهوه وقطعة كيك بالشكولاته كانت جابتها من قبل الفجر.. سمت بالرحمن وأكلت وما حطت الملعقه عالصحن غير بعد ماقضت على قطعة كيك الشوكولاته اللي بتعشقها بالكامل وشربت قهوتها رغم برودتها حتى أخر قطره بس ذي المره بدون ماتتلذذ بيها أو حتى تستطعمها بس كانت محتاجه لكثير من الطاقه علشان تقدر تقاوم النوم اللي حرمت نفسها منه !


زفرت بضيق من نفسها.. جسمها كان بيتعرق وهتموت من الحر رغم إنها أخذت دش قبل صلاة الفجر لكن عدم تشغيلها للتكييف ماساعدها في ذا الجو وماعاد قدرت تتحمل أكثر من كذا ..

دخلت الحمام وغسلت وجهها وطلعت من الصيدليه اللي فوق الحوض طلعت علبه صغيره أخذت منها مقدار ملعقه صغيره خلطتها بشويه مويا في كأسة لين إتكون عندها معجون أصفر شبه سائل غمست فيه فرشة أسنانها وبدأت تفرش أسنانها ببطئ وحذرعلشان اللون الأصفر مايلطخ شفايفها ودقنها !


شوية كركم ومويا والنتيجة مبهره !

ذي كانت وصفتها السحرية والناجحه لبياض أسنان ناصع طالما إتميزت بيه وذحين بعد كمية القهوه اللي إستهلكتها الايام اللي فاتت كانت بتستخدمها مرتين لثلاث في اليوم ..

بعد ثلاث دقايق غسلت فمها وبدلت فرشة أسنانها بثانيه وبدأت تغسلها بالمعجون !

كان عندها هوس بنظافة أسنانها زي مابيقولوا أخوانها بس ذا طبيعي خاصةً وهي فاغره أربعه وعشرين ساعه وبتبتسم طول الوقت فأقل واجب إن أسنانها تكون صحيه ونظيفه ..

وبعدها كومت شعرها في قمة رأسها لإنها غسلته من شويه ومالحق يجف وأخذت دش دافئ وطلعت.. دهنت إيديها وجسمها بمرطب وحست بوخز في يدها وحاولت ماتشد عليها وإتعطرت ولبست بيجامه قطنيه مريحه وطالعت الساعه اللي عالجدار/إن شاء الله عبادي مالحق ينام ..

أخوها مر عليها قبل مايروح يصلي الفجر بس مدام ماجاها بعد الصلاه فشكله مره تعبان ورجع ينام ..

أخذت فرشة شعرها وراحت المطبخ شربت قبل ماتروح لغرفة أخوها، دقت الباب بشويش /عبادي نمت !

فكت الباب بشويش ولقت الغرفه فاضيه وذا بيعني إنه صاحي وأكيد جالس في المجلس وذا من حسن حظها لإن ألم رأسها عن جد كان غير محتمل وحاسه إن عيونها بتخرج من محاجرها !

راحت المجلس وهي تناديه /عبادي عبادي ..

وقفت عند الباب وطالعت أخوها بشبه إبتسامه.. كان متكوم تحت اللحاف ووجهه غاطس في صفحات كتاب ماإنتبهت لأسمها وبتنهيده /حبيبي .. ممكن تمشطلي شعري شويه !
انتظرتك .. عمري كله .. وانتي حلم

ومرت الايام والله .. وانتي حلم..

ليه تأخرتي علي ..

توهي مره واسالي ..

كوني في غير الزمان .. والا في غير المكان ..

كوني عمري .. عمري كله..

اللي باقي .. واللي كان..

انتظرتك عمري كله .. وانتي حلم ..

كل نجمه شعشعت والقلب عتمه .. كانت انتي ..

كل حرفٍ حرك شفاهي بكلمه .. عنك انتي ..

وكل حبي اللي مضى والحب قسمه .. منك انتي ..

كانوا الاحباب ظلك .. بعض احساسك ونورك ..

ما عرفتك يوم كلك .. ياللي في غيابك حضورك ..

انتظرتك عمري كله .. وانتي حلم ..

هذا إنتي .. قولي والله إنه إنتي ..

وين غبتي ؟ .. عني هذا الوقت كله ..

وين كنتي ؟



جده




كان مبتسم وبيقرأ بإندماج بس إبتسامته إختفت بمجرد ماسمع صوتها..

عبادي عبادي


إلتفت بسرعه ناحية الباب اللي إنفتح فجأه وماحس بنفسه غير وهو دافن وجهه في صفحات الكتاب ومغطى نفسه باللحاف !

غمض عيونه وحاول يتحكم في نبضات قلبه اللي بدأت تتسارع وهو بيسأل نفسه ليه سوا هالحركه الغبيه !

المفروض هي اللي تتفاجأ وتستحي وتغطي نفسها منه موبالعكس !

حبيبي .. ممكن تمشطلي شعري شويه !

حبيبي !!!

رغم إنها ماتقصده بهالكلمه إلا إنه ذاب في رقة صوتها وهي تنطقها ..


الحين بس عرف سبب حركته الغبيه اللاشعوريه..

لو شافته ماكانت ظلت معاه في نفس المكان وإن ظلت لأي سبب كان فمارح تكون بطبيعتها الرقيقه ذي ولاكان سمع هالكلمه منها ولافي أحلامه ا--



ريحة حلوه إتسللت لأنفه وقطعت أفكاره قبل مايحس بضغط خفيف على طرف فراشه دل على جلوسها جنبه !

ماكان يبي يقابلها بهالطريقه المفاجئه بس بعد حركتها ذي صار مضطر يكشف عن وجوده لها وبالمره يتفاهم معاها بهدوء ..

زاح كتيب بطوط لأسفل وجهه ببطئ وهو بيدعي إنها ماتنجلط لما تشوفه بدل عبدالرحمن و---

كانت جالسه قباله وعاطيته ظهرها وذا أعطاه فرصه علشان يتأملها براحه ولو إنه موشايف منها غير لون بلوزتها البيضاء وجزء من شعرها البني اللي مغطي مؤخرة رأسها لإن باقيه حاطته على كتفها و---



عبادي.. أنتا غيرت عطرك !


قطعت تأمله بسؤالها المفاجئ "أكيد لاحظت إنه موبعطر عبدالرحمن، وش اللي خلاني أتعطربس"
ولقي نفسه يرد بإختصار/ أمممم ..

ردت بحده /يعني سألته عن عطره ! مو على أساس ماتبغى تبان بمظهرالمعجب المهووس ! أيش اللي أتغير فجأه !

زفرت بغضب وهي رافضه تستنشق عطره أو بالأصح عطر فارس--

عطر أبوبدر !

عضت شفايفها بغيض.. من وقت ماخطت داخل المجلس وهي بتشم ريحته بس كانت تظن نفسها بتتخيل !

ليه لا وهو محتل تفكيرها طول الوقت وصار هاجسها الوحيد !

وريحته صارت أشبه بلعنه بتطاردها في كل مكان وفي كل وقت !

بس لما جلست جنبه ريحته حاصرتها بقوه عرفت معاها إنها ماكانت بتتخيل !

ريحته هاجمت أنفها بضرواه وإحتلت حويصلاتها الهوائيه غصباً عنها !

وذا اللي خلاها تتذكرتصريحه في مره من المرات عن إعجابه بعطر أبوبدر (حتى عطره تحسيه شخصية زيه.... بس أحس شكلي غبي لوسألته عن نوعه أخاف يحسبني معجب مهووس) ذا كان كلام أخوها الغبي بالحرف الواحد !

الغبي ساب كل العطور ومالقي غير ذا العطر علشان يعجبه !

وفي الأخير شكله إتغلب على إحراجه وسأله عنه !

قال أيه لايحسبه معجب مهووس !

مهووس !

وبمين ؟

بأبوبدر!

حست إنها بتختنق وماقدرت تتحمل ريحته اللي بتذكرها بالشيئ اللي بتجاهد علشان تنساه وفضلت ترجع غرفتها و---


سحبها بقوه ورجعها مكانها وهي بتصرخ بصدمه /عبادي إيشبك !

مارد عليها وثبتها قدامه وهي تابعت بضيق/خلاص مابغى تزفتني تمشطلي سيبني بروح غ----


قاطعها بأمر /هووووششششش ..

كان لسا بيحاول يفهم كلامها الغريب عن العطر بس لما وقفت فجأه وحاولت تبعد عنه نسي كل شيئ وجذبها بقوه لدرجة إنها إصطدمت بصدره وهو يضغط على كتوفها بقوه وبعدها ثبت رأسها لين إستقرت مكانها بإستسلام .

هو ماصدق إنه شافها وسمع صوتها حتى وإن كان بدون علمها وإذا ظنت إنه بيسمحلها تروح بذي السهوله فهي غلطانه !

زفرت أنفاسها بصوت مسموع وبتعب /عبادي حاسه رأسي هينفجروموطايقه نفسي ولافيا حيل للمناهده معاك فأجل غباوتك لوقت ثاني وسيبني أقوم الله يحفظك .

صوتها وتنهيدتها المتعبه كانت أشبه بحجر أصابه في وجهه بقوه !

يدري إنها تكره الأدوية وأكيد ماخذت مسكن للصداع !

طفلته بتعاني بصمت وهو مارح يتفرج عليها !

وبدون تردد إلتفت عليها بشكل كلي لين صار جالس خلفها بالضبط ...

إذا كان قلبه في السابق إتسارعت نبضاته بسبب صوتها فهو الحين على وشك الإنفجار لإنه رح يلمسها وهالمره بكامل وعيه !

حط يده على صدره للحظات "أهدى يرحم والديك مابي يصير فيني شي قبل لاإتأكد إني موبقاعد أحلم" أخذ نفس عميق محمل بريحتها اللي حاصرته من كل الجهات.. مد إيديه وسحب شعرها من على كتفها و---


طالع بعدم إستيعاب في شعرها اللي غطى ظهرها لنهايته وباقيه إتكوم عالأرض لما حطه من يده !


مالفته لونه كثر مالفته طوله اللي خلاه يرفع حاجبه اليمين بنظره تقييميه وهو يحاول يتخيل طوله وهي واقفه !

ماقدر يقاوم رغبته وغرز أصابعه في شعرها اللي كان لازال رطب وعرف بإنها توها مآخذه دش !

غمض عيونه وأخذ نفس عميق علشان يهدأ.. ثبت أصابعه على رأسها من الجهتين وبدأ يدلك فروة رأسها بحركات دائريه خفيفه طالت كل رأسها وهو يزيد من قوة ضغطه بالتدريج !

رغم إنها كانت مصره عالخروج هرباً من ريحته اللي خنقتها إلا إن حركة أصابعه المهدئه خلتها تستكين وتهدأ غصباً عنها لدرجة إنها إتنهدت براحه بدون ماتحس وبهمس/ عبادي الشاش إتبلل وفكيته وماعرفت أضمد يدي مره ثانيه أنتا لفلي ياها تمام !

قطعت تركيزه باللي قالته وعقد حواجبه بقلق !

فكت الشاش !

ليه وش فيها يدها ع--

إتذكر إن الحراسه اللي كانت متابعتهم بعد خروجهم من زواج ديما بلغوه بإن عبدالرحمن مر الصيدليه ليلتها بس هو ماجاء في باله إنها ممكن تكون مصابه جسدياً ..

يعني هي فوق نوبة الهلع اللي صابتها كانت مجروحه بعد !

ياترى وش اللي صار لها !

كتم ضيقه وخوفه داخله وحاول يركز في اللي بين إيديه وهو يرد بنفس الطريقه/أممممم .

لمساته المريحه بدأت تعطي مفعولها وخففت جزء من ألمها لكن لما حست إنها بدأت تنعس وجفونها صارت تنغلق على بعضها غصب عنها إنتفضت ودفت يده من رأسها ورفعت له الفرشه من فوق كتفها وبعتاب /عبادي بلا نذاله لا تحاول تنيمني بالغصب .. ويلا مشطلي وخلصني بروح أجري شويه وأنتا نام عني وعنك ..

إتفاجأ من حركتها وهي تبعد إيديه عنها وبنبرتها الحاده ومافهم وش تقصد بكلامها عن محاولة تنويمها بالغصب !

لكن اللي متأكد منه هو إنه حب الإتصال الجسدي اللي كان بينهم ومايبيه ينقطع لذلك أخذ فرشة الشعراللي مدتها له وحطها جنبه ورجع يلمسها من جديد بس ذي المره قبض على مؤخرة رقبتها وللحظه سرى في جسمه تيار كهربائي من ملمس بشرتها الناعم !


خفف من قوة قبضته عليها وبدأ يدلك رقبتها وكتوفها وهو بيحاول يتجاهل مشاعره المضطربه بينما تابعت بضيق /ياخي ماهو غصب أوووف منك ترى ماحبك وأنتا ديكتاتوري ولعلمك يدك صايره زي المرزبه وشكل تزغيط غنى جاب نتيجة ماشاء الله و ---

نسي قلقه عليها للحظات بسبب سلوكها اللي شابه سلوك طفله في الخامسه وهي بتتذمربنبره طفوليه محببه خلته يبتسم خاصة وهي تتابع تهديدها لعبدالرحمن/ تحسبني أمزح لاحبيبي هحرشها عليك عقاباً لرزالتك ذي.. هقلها عالبنات اللي بيرقموك في السوق كل مارحنا .. وعلى ذيك اللي كلمتك مره بالغلط وإستحلت صوتك وصارت تدق كل يوم.. ولا على حق الملاهيييييييي... هههههههه... هيا ذي اللي هتجيب--- آآآه أيوه هنا.. أممممم هنا مره يعورني .


إتوسعت إبتسامته لما قطعت هبالها وصدرت عنها همهمة إستحسان وهي تأشر على نقطه في كتفها وصار يحرك أصابعه براحه وحريه أكبر على رقبتها وكتوفها وذراعيها وهو مستمتع وسعيد بقربها اللي كان للحظات خلت أشبه بحلم مستحيل !

بينما هي كانت بتتعمد تتكلم في أي شيئ لإنها عارفه إن الهدوء مو في صالحها وإن الصمت في حالتها ذي نتيجته حتميه ومعروفه ...


النوم ....


لكذلك ظلت تتكلم وتتكلم وتتكلم علشان تحافظ على صفاء ذهنها وتركيزها لكن عبث !

صمت تؤأمها ولمساته الخبيره إرخت عضلاتها المتشنجه وريحة فارسها إتكفلت بالباقي ..

ريحته خدرتها لدرجة إنها ماقدرت تحافظ على وضعية جلوسها المستقيمه لذلك ضمت رجولها لصدرها وسندت رأسها على ركبها وهي بتكتم تثاءبها مره بعد مره وبتحاول تبقى عيونها مفتوحه وبرجاء/ عبادي.. يلا مشطلي.... خليني أقوم...

كانت بتحاول قدر المستطاع تقاوم شبح النوم اللي بدأ يفرض سيطرته عليها والهروب كان الحل الوحيد ..

ورغم إنه كان مستمتع بملمس بشرتها ضد بشرته إلا إنه أجبر نفسه يتوقف ..

أخذ نفس عميق لكذا مره لين إتمالك نفسه وإتخلص من أفكاره المتهوره اللي بدأت تسيطر عليه وكانت هتخرب كل شيئ وصله لحين وفضل يركز في مشكلته الحاليه !

حط يده على خده للحظات وهو يفكر شلون بيمشط لها وهو ماقد مشط شعر بنت من قبل !

و السؤال الأهم كان ..

شلون بيمشطه بدون لا ينتفه لها !

شجع نفسه "هونها وتهون وكل شيئ له مره أولى ياسند حتى تمشيط الشعر"

سمى بالله ومسك خصله من شعرها ومررالفرشه عليها بحذر لين فك التشابك اللي فيها ..

لما ماطلع منها صوت يدل على إنه آلمها أوأزعجها حس براحه لدرجة إنه نسي خوفه من إنها تكشف أمره وبدأ يمشط لها بنفس الطريقه وبعد عشر دقائق إنسدل شعرها على ظهرها وهو بيلمع بنعومه !

إتراجع للخلف وهو يقيم شغله برضى وحس بشبه راحه لإنه إنتهى من الجزء المتعلق بالتمشيط بنجاح وصار باقي س---

إنقطعت أفكاره لما مالت على جنبها بشكل مفاجئ وبسرعه ثبتها بين إيديه وبقلق/ جوري !

قلبه إتوقف عن النبض ولفها عليها علشان يطمن عليها بعد ماخوفه نساه إنها ماتدري عن وجوده وزاح خصلات شعرها اللي غطت وجهها وهو يبلع ريقه بصعوبه ..

عقد حواجبه وطالعها للحظات بعدم إستيعاب ..

طفلته كانت نايمه !

نايمه !!

هو لاحظ إنها وقفت ثرثرتها العابثه اللي كانت مابين زعل وتهديد لعبدالرحمن وظن إنها ببساطه تعبت وحبت تريح لسانها شوي !

ماجاء في باله نهائي إنها إستسلمت للنوم بهالسرعه وبهالوضع !

ضمها لصدره بقوه وزفر نفس طويل كان كاتمه داخله بسبب خوفه عليها واستبدله بشهيق أطول محمل بريحتها العطره وهو يردد لنفسه "ماهيب حلم ماهيب حلم "

طفلته نايمه بين إيديه ورأسها مرتاح على صدره مثل ماكان بيحلم بها كل ليله !

بس هالمره ماكانت حلم.. كانت حقيقه وأتمنى لويظلوا عالحال ذا لبقية عمرهم..

لكن دوام الحال من الحال !

صوت باب الحوش إنتشله من عالمه الوردي وذكره بشيئ كان ناسيه !

أو بالأصح بشخص !

غمض عيونه لثواني علشان يركز ويلقى مخرج للوضع المحرج اللي لقى نفسه فيه !

ومالقي غير حل واحد وماتردد في تنفيذه !

وبسرعه مرر ذراع تحت كتفها والثاني تحت ركبها ووقف ورفعها بين إيديه وخرج !

،
،

سمع صوت الباب وهو بيحط أكياس الفطور في المطبخ، شغل الغلايه وخرج الصاله وهو يكلمها /حبيبتي تمام إنك لسا صاح---

قطع جملته وجمد مكانه بصدمه لما لقي سند في نص الصاله وأخته بين إيديه !

أخته بين أيدين سند !

طالعه بغضب وهو بيقطع المسافه اللي بينهم في ثلاث خطوات و--


أوقف عندك تراها زوجتي الحين .

نبرة سند الآمره كبحت جماح مشاعره المتفجره وجمدته مكانه بصدمه !

وجملته كانت أشبه بنور أضاء فجأه وسط الظلام وعمى الأبصار للحظات قبل ماعيون الشخص تتعود عالنور !

ساد صمت ثقيل بين الأثنين وهم واقفين يطالعوا بعض بنظرات غريبه !

سند كان يطالع عبدالرحمن ببرود ظاهري عكس الغيض والسخط اللي حاس فيه وهو بيسأل نفسه متى عبدالرحمن رح يستوعب حقيقة إنه صار زوجها مو بغريب عنها علشان كل ماسأله عنها أوشافه معها جن بهالشكل الغبي !

بينما عبدالرحمن كان بيعيد جملة سند في عقله مراراً وتكراراً ...

تراها زوجتي الحين !

تراها زوجتي الحين !

يعني أيش !

سند صار زوج أخته ومن حقه يشوفها ويلمسها وهو واقف يتفرج عليها !

عقله رفض يستوعب ذي الحقيقه رغم بساطتها وبدون تردد مد إيديه لسند بغضب / هات أختي بسرعه ولاتظن إن العقد اللي بينكم يعطيك الحق في اللي قاعد تسويه .

رد ببرود/ هالعقد يقول إني زوجها وذا بيعني إني بملك حقوق عليها أكثر من حقوقك نفسها فأهدى شوي وأترك عنك هالجنان .. وين غرفتها !

صرخ بإستنكار/أكثر من حقوقي ! مالك يوم متزوجها وجاي تطالب بحقوقك وكإ---

قاطعه بأمر/ قلتلك أترك عنك هالجنان وأرخي صوتك، خل أحطها في غرفتها لأجل ترتاح في نومها وعقب نتفاهم .

إتناسى غضبه للحظات وسلط نظراته على أخته اللي كانت سانده رأسها على صدرسند براحه ونايمه بعمق وموحاسه بالحرب اللي إندلعت حولها !

طالع سند بكره لما شاف كيف لف ذراعيه حول أخته وقربها لصدره بتحدي وثقه خلته يكور إيديه بغضب أكثر من السابق خاصةً لما أضطر يدله على غرفتها رغماً عنه !


فتح الباب لسند ودخل قبله يشغل الإضاءه والتكييف قبل ماينتبه للأوراق المتناثره ودفتر خواطرها المرمي عالأرض !

بينما سند تبعه بصمت ودخل غرفتها وهو يسمي بالله وإنتظر لين زاح عبدالرحمن اللحاف علشان يحط طفلته عالسرير برقه و--

إستغرب لما حس بشيئ يشده لأسفل قبل ماينتبه ليد طفلته اللي إلتفت على طرف فانيلته بقوه لدرجة إنه ظل منحني عليها !

طفلته متمسكه فيه وماتبي تتركه ومجرد تفكيره في ذا الشيئ صار قلبه ينبض بجنون !

طفلته رح تقتله بدون ماتدري !

أخذ نفس عميق وإلتفت لعبدالرحمن اللي كان قاعد يجمع أوراق من الأرض وبهمس /عبادي .. عبادي ..

لما إلتفت له عبدالرحمن أشر له على يدها، بينما إتوسعت عيون عبدالرحمن بصدمه من اللي شافه !

حس إنه إتلقى صفعه على وجهه !

ذي الحركه بتسويها لما تكون خايفه من شيئ !

وبتسويها معاه بس !

يعني موكفايه إنها راحت له برجلها ونامت بين إيديه كمان متمسكه فيه كما لو كانت خايفه لايتركها ويختفي !

وجهه وعروقه إحتقنت بالدم وحس إنه رح ينجلط إذا جلس لثانيه كمان !

وبدون مايفكرأعطاهم ظهره وطفى النور وخرج وقفل الباب وراه بقوه !

إتنهد سند بتعب من تصرف عبدالرحمن اللي صدمه وجلس عالأرض جنب طفلته اللي شكلها ماسمعت صوت الباب اللي هز الجدران..

مد يده وإتلمس طريقه لوجهها بحذر بسبب الظلام اللي عم الغرفه وهمس بحب /أخوكي الغيورطفى النورعلى باله كذا مارح أشوفك ! الغبي مايدري إني شايفك بقلبي وصورتك قبالي من وين ماإلتفت .

،
،

خرج من الغرفه وهو بيشتعل من الغضب ..

والصدمه ..

والغيره !

راح المطبخ وحط الأكل اللي جابه في الثلاجه وقفلها بعصبيه وهو يردد كلمات سند بطريقه ساخره وهو هينفجر /تراها زوجتي الحين ولي حقوق أكثر منك ننننننننننننننننننن

راح المجلس وطالع في الفراش اللي حطه له بقهر / أصلاً أستاهل كله مني ..أنا اللي جبته بنفسي .. حلفت وصممت ينام هنا وفي الأخير يق--

سكت لما شاف فرشة شعرها مرميه عالأرض وبسرعه فهم اللي صار !

شال فرشتها ووجه لها الكلام بغيض/ خلاص ماعاد عندك لاإحساس ولانظر ! كيف مالاحظتي إنه موأنا !
كيف ماشفتيه بطوله الغبي ذاك ! وليه ماسكته بذيك الطريقه الغبيه ياغبيه .

رمى الفرشه بغضب وراح غرفته وإنتبه إنه لازال ماس دفترها الأسود !

رماه في دولابه بعدم إهتمام وغير ملابسه وطلع إلقى نظره أخيره على باب غرفتها قبل مايخرج من البيت !
الرياض

أذكر الله يامساعد مايجوز اللي تسويه يابوك .

رفع رأسه وطالع أبوه اللي قطع أفكاره وبتنهيده/لا إله إلا الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .. وش تبيني أسوي يبه وهي قاعده تضيع مني علمني بس !

شهقت أمه بخوف/بسم الله عليها وش ذا الفال ياوليدي ماقبلناه ماقبلناه .

الجد بهدوء/ماقالك عبدالرحمن إنها بخير ومافيها إلا العافيه وش اللي بيضيعها بس !

رد بمراره/ دامها طلعت في نص العرس وسافرت جده يعني خلص يبه أكيد ماقدرت تجاملنا أكثروغيرت رأيها في سالفة سند .

الجد بإقناع / هما قالك سند إنه بيتصرف خلص خل نشوف وشلون بيدبر عمره معها !

زفر بضيق من سيرة سند وبحده/وأنا موبمجنني غير سند اللي حتى ماخلانا نشوفها بعد ماملك عليها !
ماعلى لسانه غير أتركوها بحالها ولاتضغطون عليها وأنا بتفاهم معها.. ماتقلي شلون بيتفاهم معها بس وهي بصوب وهو بصوب !

إبتسم الجد وبثقه/لا تظن إنه بيتركها في جده وبيتم يتفرج عليها ! ماهوبسند المنذر إن ماطلع حرة اللي سوته فيه الدبل وبتقول أبوي قال .

رد بغصه/ يبه أنا موبشايل هم سند وأدري إنه قدها لكن مابيها تزعل مني .. أخاف تشيل بقلبها علي وماتسامحني عاللي سويته فيها !

ربت على كتفه وبتطمين/شلون تزعل منك وروحها معلقه فيك ! يعني ماتدري شكثر تحبك وتغليك !

رد بحزن/هالحكي كان قبل لا أجبرها على سند يبه و--

قاطعه بحزم/أنت متى جبرتها على شي ولاتظن إنها وافقت بسبتك !

إتنهد وبتساؤل/أكيد بسبتي ولا وش اللي خلاها توافق عليه فجأه وبدون مقدمات !

رد بثقه/ ماوافقت إلا بسبة ولدك وأنا قلت لك من قبل ولدك ماهوبخالي والله العالم وش اللي قاله لها وخلاه تطخ رأسها وماتثني له كلمه ولانسيت شلون تزوجها في نفس الليله وبعد رد وهي معه مثل ماوعد !

فرك لحيته بتفكير/وهذا اللي مجنني يبه.. من وين وافقت وطاوعته في اللي يبيه ومن وين تركت له العرس وهجت فجأه ! هالبنت عجزت أفهمها يبه ..

الجده بقلق/ والله ياوليدي إنها كانت مثل البدر.. ورده على أسمها ومادرينا غير وهم يقولون إنها طلعت ! وخوفي يكون صابتها عين من هالحريم اللي مايخافون الله ساعتها وش السواة !

الجد بإبتسامه/من وين طلعتي لنا بسالفة هالعين الحين البنت مافيها إلا العافيه مير ولدك هبل فيها لين ماعد درت وين الله حاطها .

ردت بحنان/ لاتتبلاه هي من يومها مهبوله والله يستر على وليدي لايصير فيه شي من هبالها .

رد أبوسند بضيق/يمه الله يهديكي وش هالحكي،الحين جوري العاقله الرزينه مهبوله !

ردت بإبتسامه/عاقله ورزينه ماقلنا شي بس هماها مهبوله ورأسها يابس وبتشيب بولدك قبل أوانه .

الجد بضحكه/ هبالها اللي تحكين عنه هو اللي جاب رأس ولدك وخلاه يتعنى لها من بين بنات الناس .

أبوسند بإستغراب/ يبه كإنك مستانس باللي قاعد يصيرذ !

رد بإبتسامه/حييل يابوك والله يصبرني لين يجتمعوا أثنينهم ووقتها بنشوف اللي عمرنا ماشفناه .

باس رأس الجده ووقف / قوم خل نجلس مع العرب تأخرنا عليهم.. من رخصتك يالشيخه ..

،
،

نزل من سيارته وزفر بعمق لما مالقي سيارة سند واقفه عند الباب مثل ماتركها الصبح وبهمس/ذا أحسن شي سويته لإ---

الحمدلله إني نلت رضاك .

سمع صوت معاذ الساخر وإتذكر إنه كان يكلمه وبيطلب منه يرجعوا الرياض اليوم، دخل البيت وبتنهيده/معاذ اللي فيني يكفي وزياده لاتكمل الباقي.. بعدين ليه نرجع الرياض بس فهمني !
العرس وخلص ليش عادكم جالسين عندكم ! سافروا صنعاء من هناك وأنا وجوري من هنا وخلصنا ليه اللفه الطويله ذي !

معاذ ببرود /ليش أنت فهمتني ليش سافرتوا ولا شاورتني في المقام الأول علشان تشتيني أفهمك ذحين ياعبدالرحمن ! واللي فيك أنت السبب فيه لاتجي تتشكى ذحين .

رد بضيق/ياخي قلت لك أيش حصل لها وقتها وكنت مضطر آجيبها هنا ولذحين ماجلسنا سوا ولافهمت منها شي بعدين أنا كلمتك وأحنا في المطار وقلت --

قاطعه بنفس البرود/ قصدك أعطيتني خبر مش شاورتني.. عموماً مش وقت نقاش، تفاصيل الحجز عندك أشتي أرجع من صلاة العشاء بإذن الله القاكم هنا وساعتها لكل حادثاً حديث خاطرك .

رد برفض/معاذ ل--

ماسمح له معاذ يكمل كلامه وقفل الخط في وجهه !

فتح باب الصاله ورمى نفسه عالكنبه وطالع الساعه اللي إتجاوزت الرابعه والنصف عصراً وإتذكر إتصال سند بعد صلاة الظهر واللي إتجاهله علشان توصله بعدها رسالته (رد البيت الحين لإني مضطرأسافر وأترك أختك ومابيها تظل لحالها)

قرأ الرساله لكذا مره بعدم تصديق !

هو عرف رجال بعدد شعر رأسه بس زي ذا الرجال ماقد مر عليه أبداً !

من وين جاب ذا البرود والتسلط !

عاد له عين يأمره ويكلمه بذا الأسلوب بعد اللي سواه !

ماغلط اللي لقبه بملك الجليد ..

أصلاً الجليد إنظلم معاه ..

زفر بضيق من أفكاره وسند رأسه عالكنبه وغمض عيونه بتعب ..


،

،


رمشت عدة مرات قبل ماتفتح عيونها بإنزعاج من الضوءالخفيف اللي إتسرب من خلف الستاره ونغص عليها نومتها المريحه ..

دارت بعيونها في المكان بتشويش للحظات قبل ماتركز إنها في غرفتها وعلى سريرها وآكيد تؤامها هو اللي جابها كالمعتاد ..

غطت فمها بكفها وهي تتثاءب بنعاس قبل ماتضم مخدتها لصدرها وترجع تنام من جديد بس بدل ماتنام فعلاً مرغت وجهها في المخده وهي تستنشق ريحتها بعمق وإبتسامه عريضه مزينه شفايفها و---

صوت جوالها اللي رن قطع عليها لحظات إسترخائها وبإنزعاج /مين البارد اللي بيتصل من صباحية ربنا ذا !

طنشته بس لما رن بإصرار إتأففت ومدت يدها وسحبت جوالها من الكومدينه وردت بدون ماتشوف مين/السلام عليكم مين !

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أخرجي لي من الجوال ضاربيني أحسن مالش بتردي بغير نفس !

سلكت حلقها وإبتسمت بحب/هلا علي معليش ماشفتك.. ثقصدي ماشفت رقمك دوبي فتحت كيفك ..

رد بإستغراب/مالش نايمه لذحين تاعبه !

ردت وهي لازالت على نفس وضعها نايمه على جنبها اليمين وضامه مخدتها لصدرها /لا مافيا شي، ليه كم الساعه !

رد بسخريه/بركاتك يابن المنذر.. كنتي بتكلميه طول الليل ولا سهرانه تعدي النجوم لوما ماعد دريتي كم الساعه !

إنقلبت على ظهرها وطالعت السقف وهي بتتخيل إنها سماء وبتعد نجومها عن جد وذا خلاها تضحك بنعومه/ طيب ليه القفله ذي عالصبح ياسيادة العميد دانا حتى صاحيه مروقه فسيبك من المزح البايخ ذا علشان مانخسر بعض ياحلو إتفقنا !

رد بتسليه/ صبح وحلو وأخيراً أفرجتي عن ضحكتش لا.. الظاهر ناموسيتش كانت كحلي الساعه أربع العصر ياضنى أربعه ..

طالعت الساعه بصدمه/من جد عصر ! كيف نمت كل ذا ! حسبي الله على إبليسك ياعبادي

علي بضحكه/والله إنه بطل مدام رقدش طول النهار وخلاش تعوضي ..

إستغفرت لما إنتبهت إنها فوتت صلاة الظهر وبضيق/ من ناحية رقدت طول النهار فذا من جد، أنا نايمه من سته ونص الصباح وعبادي حتى ماصحاني أصلي أي بطل بس ..

رد بهدوء/رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ وربش غفور رحيم.. المهم إنتبهي لنفسش ولصحتش ياأميرتي تمام !

إبتسمت بحب/لاتقلق ياعلي أنا اليوم أحسن بكثير وكمان حاسه إن كل شي هيكون بخير وزي مابتمنى أنتا بس أرتاح ولاتشغل بالك وكلها بكره ولابعده بالكثير وأنا عندك بإذن الله يلا خليني أصحصح وأشوف اللي ورايا .. السلام عليكم ..

رمت جوالها عالسرير بعد ماودعها وغاصت بوجهها للحظات في مخدتها قبل ما تركز إنها ريحة فارسها وترفع رأسها وهي تهزه وبإرتباك /ماهو ياأحب ريحة عطره ياأكرهها لكن اللخبطه ذي ماتنفع مره ماتنفع ..

رمت المخده عالأرض وقامت لمت شعرها كعكه نص خصلها ماتلمت وإتوضت وصلت وظلت على سجادتها لفتره وهي بتناجي ربها وتدعيه يكتب لها الخير وين ماكان ويرضيها بيه وماقامت غير وهي بتبتسم براحة !

رغم إن بيجامتها كانت متشبعه بريحة عطره إلا إنها ماضايقتها زي ماكانت متخيله ولذلك ظلت لابستها وإكتفت بتكحيل عيونها وروج لحمي على شفايفها وأخذت جوالها علشان تتصل لعبدالرحمن وخرجت من غرفتها ..

إبتسمت لما لقيت أخوها نايم في الصاله وبمرح/ أهلاً بالديكتاتوري الحمدلله على سلامتك ..


فتح عيونه وإلتفت وشاف أخته تطالعه بإبتسامه شريره قبل ماتقفزعليه وتبدأ تلكمه في كتفه بخفه/ يعني سويت اللي في رأسك ونيمتي بالغصب أمشيها ليك لكن ماتصحيني وصلاة الظهر والعصر تفوتني مارح اسامحك ..

كان بيحاول ينسى وذي جات ذكرته بكل بساطه، دفها بضيق/ ترى عادني دخلت وبعدين موأنتي اللي رحتي.... جيتيني برجلك علشان امشطلك ولا انا اللي حلفت عليكي !

ردت بغيض/قلتها بنفسك تمشطلي سريع سريع ونخلص، مو تجلسني غصباً عني وتسويلي مساج لرأسي لين أغمى عليا ورحت في سابع نومه يالئيم !

إلتفت لها بصدمه" لا ذا أخذ راحته عالآخر وذي زي الأطرش في الزفه " وبحده/وليه بالغصب كنت ربطتك بالحبال ولا سقيتك حاجه أصفرا يختي !

عدلت جلستها ورفعت رجولها عالطاوله قدامها وبإبتسامه/ حبال وأصفرا.. أيش شغل الأفلام الهابطه ذا ! يدك ياحبيبي كانت ولا أقدعها حبل ولولا لطف الله كانت رقبتي إنكسرت بسبب غباوتك .

سألها بقهر/ مدام كنت هكسرها ليه مانقلعتي غرفتك ووفرتي عليا الفيلم ذا !

إتمطت بكسل /هوا أنتا أديتني فرصه ! أول ماأعطيتك ظهري كفشت في قفايا زي ماتكون قرد ولقي أمه وبصراحه ماقدرت أقاوم لمساتك السحريه .. خذها مني نصيحه وافتحلك محل مساج بلا فيصل بلا هندسة برمجيات صوابعك ذي هتأكلك لوز ياحبيبي لوز .

كلامها فكره بمنظرها وهي متمسكه في ملابس سند وزاد غيرته بشكل موطبييعي/لو شفتي نفسك كيف مسكتي في فانيلتي بيدك واسنانك وأنا شايلك ماكنتي جبتي سيرة القرود ياأغبى قرده في حياتي .

باست خده بقوه /عالعموم شكراً عالنومه الظريفه بعدين ياخي حضنك دافي وحنون ولايقاوم موبيدي!

زفر بضيق /قايل غبيه ياناس غبيه محد صدقني .

شبكت يدها السليمه في ذراعه وبمرح/ أعصابك ياعم أنتا زعلت علشان شبهتك بالقرد ! ماهو أنا لو قرده طبيعي تكون من نفس فصيلتي لإن جيناتنا وحده ولا أنتوا كنتوا لاقيني على باب الجامع من جد !

دفها ووقف وهو يشد شعره بغيض / أنا بسحب كلامي أنتي مو قرده لإن القرد قطعاً أذكى منك أنتي طلعتي ثور ثووووور .

ماقدرت تتحمل منظر أخوها المعصب بوجه الأحمر وعروق وجهه اللي برزت وردت بضحكه/ الثور ذا أنتا ياأهبل أنا أنثى يعني بقره .

رد بقهر/ومالك بتقوليها بفخر ترى في الأخير كلهم حيوانات ..

ردت من بين ضحكها/أصلي أول مره أشوف ثور وسيم زيك .. قصدي شبهك ..

طالع بعدم إستيعاب في أخته اللي كانت مروقه ومبسوطه عالآخر ومختلفه عن الإنسانه اللي الفجرماكانت قادره ترفع رأسها من التعب وبغيره/كل ذا الإنبساط والضحك من تأثير النوم عليكي ولا ..

من تأثير سند !

قال آخر الجمله في داخله وهو منتظر ردها بترقب !

خلصت ضحكها وطالعته بإبتسامه/تصدق ياعبادي نومتي ذي كانت أحلى وأحسن شي صار لي من وقت حادث ديما .

إنصدم من ردها وذا بان على ملامحه لإنها هزت رأسها بموافقه وتابعت بصدق/عن جد نمت نومه ملكيه لذلك أنا مروقه ومبسوطه وجيعانه كمان لإني يادوب صحيت قضيت صلاتي اللي أنتا خليتها تفوتني يلا الله يسامحني ويسامحك .

ردها ماعجبه وزاد غيضه منها ومن سند وبسخريه/خليتها تفوتك ! على أساس إني لوصحيتك كنتي هتصحي ! ياحبيبتي أنتي الحرب العالمية الثالثه إنفجرت جنب رأسك وأنتي حتى مارمشتي قال أيش ماصحيتها تصلي ياأمي طيري بس .

كان قصده على مواجهته مع سند اللي كانت غافله عنها وهي نايمه بين إيديه ولا على بالها ..

ردت بتنهيده /عاد النومه ذي كانت خيره.. لإني عن جد كنت محتاجه أنام وبشده علشان أصفي ذهني وأفكاري وأقدر أفكر وأخذ قراري النهائي .

عقد حواجبه بعدم فهم / قرارك النهائي بخصوص أيش !

ردت بهدوء/ بخصوص زواجي من أبوبدر..

سألها بإستغراب/ قرار أيش اللي لسا هتاخذيه ذحين وأنتي إتزوجتي وخلصتي !

ركزت نظراتها عليه وهي بتحاول تتخيل ردة فعله على كلامها اللي إنساب منها بكل سلاسه/ماأنا قررت ماأستمر في ذا الزواج.. أنا هطلب الطلاق .

صرخ بعدم إستيعاب / تطلبي أيش !

عادت كلامها بثقه/الطلاق.. هطلب الطلاق ياعبادي لإني إتسرعت لما وافقت عليه.. ماكنت في وعيي وقتها و--

قاطعها بغضب/أيش اللي ماكنتي في وعيك هو لعب عيال هذا زواج زواج ياجوري .. بعد ماكل صنعاء عرفت بزواجك جايه تقولي طلاق ! تبغي تتطلقي بعد يومين من زواجك !

سألته برجاء /عبادي ممكن تجلس جنبي وتسمعني للآخر بدون ماتقاطعني..

طالعها للحظات قبل ماينفذ طلبها ويرجع جنبها بينما هي تابعت بهدوء/ أنا من وقت مارجعنا من الرياض وأنا بفكر في اللي صار.. عقلي كان هينفجر ومو قادره أستوعب اللي سويته واليوم بس وصلت لذا القرار وقلت يابنت سلمي أمرك لله وأتوكلي عليه وصلي إستخاره وماخاب من إستخار.. صليت بعد الفجر ووعدت نفسي إني هنفذ اللي هحسه بقلبي سواء كان إيجابي أوسلبي.. وزي منت شايف من أول مافتحت عيوني وأنا حاسه براحه غريبه ..

أخذت نفس عميق وحطت يدها على صدرها وتابعت بإبتسامه/ عبادي أنا أول مره أحس بالراحه والهدوء والأمان في نومي بذا الشكل.. ولما صحيت حسيت قلبي في خف الريشه وكإنه ماعرف وجع أو هم من قبل.. وكل المخاوف والأفكاراللي كانت شاغله بالي إتبخرت فجأه !

مسكت يده بتساؤل/ إذا كل ذي الحاجات ماكانت إشارات بتثبتلي صحة قراري قلي أيش تكون !

" تكون إشارات بس لشيء ثاني ياغبيه " أخذ نفس عميق وإتناسى غيرته للحظات وبإهتمام/ كل ذا حسيتيه وأنتي نايمه اليوم !

هزت رأسها بموافقه/وأكثر مماتتخيل، أنا موقادره أوصف لك إحساسي بس هوا شي غريب ماحصلي قبل كذا غير في الأحلام .. يعني طول عمري بسمع جملة النوم عالغيوم وماعمري فهمت المعنى بس بيتهيألي الإحساس هيكون مشابه للي حسيته اليوم لإني حسيت إني نايمه بين الغيوم فعلاً .

بعثر شعره وهمس بعدم تصديق/ هو فعلاً شي غريب ومايتصدق.. كيف قدر يسيطرعليكي بذا الشكل و--

سألته بإستغراب/ أنتا بتبرطم وتقول أيه !

ماعرف بأيش يرد عليها.. يقولها إن اللي كانت جالسه معاه ومشطلها وسوالها مساج هو سند !

ولا يصدمها ويقول إنه كمان شاركها غرفتها ونومها وإحتمال يكون إن كل اللي حاسته ذحين هو السبب فيه و--

ياهوو فين رحت ! نحن هنا حول !

قطعت أفكاره بصوتها المرح وهي بتلوح بيدها في وجهه وحاول يجس نبضها بطريقه غيرمباشره وبحذر / إتخيلي إن كل اللي حاسه فيه ذا مو بسبب راحتك من الإستخاره لكن بسبب شي ثاني أيش هيكون موقفك !

ردت بمرح/ذا بيعتمد على نوعية الشي اللي بتقول عنه .. عبادي أنا نمت بحال وصحيت بحال ثاني متغير ميه وثمانين درجه .. أيش اللي هيغير مزاجي ونفسيتي كذا إلا الإستخاره
ذي معجزه ياحبيبي معجزه وذي ربنا بس اللي يقدر عليها .

هز رأسه بمسايره وبتفكير " معقول معجزتك اللي بتقولي عنها تكون سند !" إتخلص من كل الأفكار اللي شاغلته وبهدوء/معاذ أتصل وطلب نرجع الرياض الليله .

إختفى مرحها بسرعه وحل محله الجديه التامه وهي تفكر قبل ماترد بهدوء/نرجع ليه لا أساساً لازم أجلس مع معاذ وخالي وو...وأبويا علشان نتفاهم وننهي كل شي بهدوء .

مد له يدها وبحنان/ طيب قومي أمشطلك واساعدك تلمي اشيائك مانبغى نتأخر .

وقفت ومشت معاه وبإبتسامه/قد قلتلك إني من غيرك أضيع !

هز رأسه بنفي خلاها تتابع بمرح/هيا سجلها عندك وليكتبها التاريخ في صفحاته الخالده و... لحظه بالنسبه للأكل أيش وضعه ترى عصافير بطني بتصرخ وتستغيث .

هز رأسه بيأس من فصلتها السريعه وربت على بطنها بمرح/ أصبروا شويه ياحلوين وبجيبلكم أحلى صحن ديدان مشويه م---

قاطعته وهي تضربه على رأسه/ حسبي الله على إبليسك هتسد نفسي ياثور و-- عاااااااا

صرخت بمرح لما شالها فجأه على كتفه وصار يدور فيها وهي تضحك بإنبساط ..



،
،
،
،
،
،


الرياض

خلص مكالمته مع أخوه وظل يدور في الحديقه وهو يتذكر اللي صار قبل أمس...

كيف أخذه سند بعيد عن عيون الضيوف وحكى له الموضوع بطريقه بسيطه علشان مايقلق على آخته ولما كلم عبدالرحمن قله نفس الشيئ نوبة هلع مفاجأة إضطر معاها إنه يخرجها من القصر وبيرجعوا عالبيت بس بعدها بساعه الكلام أختلف وصار فيه سفرلجده !

في البدايه كان عاذرها ومقدر موقفها خاصة بعد الأحداث السريعه اللي مرت فيها !

هو بنفسه كان مازال مصدوم ومومصدق إنها فعلاً وافقت على سند وإتزوجته كمان !

لكن إنها تسافرو بدون ماتهتم بحجم الأحراج اللي سببته سواءً لبيت عمه مساعد أو لهم فذا شيئ ماينسكت عنه !

وعبدالرحمن ماكان أحسن منها !

يكفي إنه طاوعها في جنانها وماأتذكر يكلمه غير في المطار وقبل ماتقلع طيارتهم بدقائق !

حس ببركان يغلي داخله من إستهتاره وتجاهله وإتوعد له بصمت وهو بيبادل رجال بيت المنذر الكلام بهدوء مزيف وإبتسامه دبلوماسية إختفت بمجرد ماأعلن جده صقر خبر زواج سند في القاعه اللي سادها الهرج والمرج بسبب صدمتهم من اللي سمعوه ..

متى صار الزواج !

ليه تم بذي السرية !

ومن الناس اللي ناسبهم !

وهنا دخل هو وخاله في دائرة الضوء وبدأت مرحلة التعريف والسلام والمباركه اللي طالت وماإنتهت إلا بدعوة الجد العامه لجميع الموجودين لحضور العشاء ثاني يوم بمناسبة زواج سند ..

مرت ساعات الزواج ببطئ وكل تفكيره في القادم ولما رجعوا بيت المنذر إضطر يبلغ خاله وجده وعمه مساعد بسفر أخوانه واللي ترك الكل مصدوم !

ماهينسى وجه خاله اللي ماقدره يرفعه في وجه جده صقر وعمه مساعد لما عرف بسفرهم !

وماهينسى عمه مساعد اللي إنخطف لونه وطاح من طوله وهو يكرر بندم (كله مني.. أنا السبب ..أنا السبب) وكان متأكد إن السكر إرتفع عنده لإنه إنسحب فجأه وسند لحقه بسرعه !

أما جده صقر فإبتسم وكلمهم بهدوئه المعهود وقلهم إن الشغله عاديه ومافيها شيئ لو سافروا لإن أخته أكيد مستحيه منهم وماقدرت تواجههم بصفتها الجديده كزوجه لولدهم !

كان عارف إن جده بيحاول يهديهم ويهون عليهم اللي صار بس كلامه كان له تأثير عكسي عليه وزاد من غضبه على أخوانه اللي حطوه وخاله في موقف محرج ومخزي قدام بيت المنذر و--

شلونك معاذ ..

إلتفت لسند اللي قطع أفكاره وبإبتسامه/بخير الله يسلمك... أنت مش كنت مسافر !

سلم عليه بود/كان عندي شغله مستعجله خلصتها ورديت ..

معاذ/ تمام الحمدلله على سلامتك ..

سند بإهتمام /تسلم من كل شر.. شفيك قاعد هنا عسى ماشر !

رد بتنهيده/كنت أكلم عبدالرحمن وعادني خلصت على جيتك ..

حس إن ذي فرصته ولازم ينتهزها/ممكن نحكي شوي !

هز معاذ رأسه بموافقه ومشيوا لجلسه مظلله وجلسوا فيها، طالعه سند بجديه/بصراحه يامعاذ أنا إبي زوجتي معي هاليومين يعني شوفوا شلون تبون السالفه تمشي وأنا مستعد.. تبون نسوي عرس هنا حاضر.. تبونه في صنعاء من باكر بتلقوني عندكم ..

طالعه بصمت للحظات قبل مايصارحه /والله ياسند أنت رجال والنعم فيك ومهما درنا مابنلقى مثلك ولامثل أهلك لكن أظن إن موضوع العرس صعب يتم هذي الفتره مثل منت شايف الظاهر إن زوجتك ماقد إتقبلت وضعها الجديد وإذا أنت متمسك فيها مثل ماقلت لي قبل فلازم تصبر عليها شويه و--

قاطعه إقناع/وماأظنها بتتقبله طول ماهي بعيده عني.. معاذ أنا شاريها وأبيها ولك مني وعد مارح أطالبها بشي ولا أجبرها وبصبر عليها وأعطيها كل الوقت اللي تحتاجه لين نعرف بعض أكثر ونتأقلم على وضعنا الجديد بس وهي معاي وإبيك تساعدني ياخوي وتقنعها توافق وش قلت !

طالعه معاذ بتفكير..سند قال كل اللي كان بيفكر فيه !

خايف إن كلام علي يكون صحيح وإن سفرها لجده هو بداية رحلة هروبها اللي هتوجها بالرفض !

وعالغالب تحليل علي هيكون في محله.. كالعاده !

وهو ماكذب لما قال لسند إنه مارح يلقى مثله لإنه متأكد من ذا الشيئ ..

هو للأن مايدري أيش خلى سند يتقدم لها ..

مره يفكر إنه بسبب تعلق أولاده وعمه مساعد فيها !

ومره يفكر إنه بسبب اللي صار لها بسببه !

ومره يفكر إنه معجب فيها !

لكن مهما كانت أسبابه فالشيئ اللي متأكد منه هو إنه فعلاً شاريها ومتمسك فيها لأبعد حد وهذا اللي يهمه كأخ بيتمنى الأفضل لأخته .. وهو واثق إنه إذا أخذ فرصته معاها رح يكون لها نعم الزوج وبيعوضها عن كل شيئ سيئ مر عليها وهو لازم يساعده ويقدم له هذي الفرصه ..

إتخذ قراره وربت على كتف سند بإبتسامه/خلاص أبشر أنا بعمل جهدي معاها وبخلي عبدالرحمن يقنعها من جهته هو أقرب واحد لها وأكيد هتأخذ بكلامه .

رد بتفكير/خل بالأول هو يقتنع وتالي يقنعها .

رد معاذ بثقه/لا من ذي الناحيه اطمن عبدالرحمن هو أول واحد شجعها توافق عليك وأكيد هيقنعها بالعرس .

إبتسم سند بسخريه/خبرك عتيق ياخوي عبدالرحمن الحين موبطايقني والظاهر ندم على موافقته.. يعني لاتواخذني في الكلمه بس حاس وكإني إتزوجت الوالده مو أخته .

كور إيديه بقوه وبتساؤل /لاتقول بدأ شغل الجنان والغيره حقه معك !

هز سند رأسه بموافقه وهو يتذكر أسلوبه ونظراته الحارقه بينما تابع معاذ بإحراج/أعذره ياسند هو متعلق فيها بزياده وهي نفس الشي يعني ماقدر أشرحلك بس إن كان لك نصيب وعمر تكمل معاها بإذن الله هتشوف بنفسك وتفهم.. ذحين خلينا ندخل للجماعة وبعدها نتفاهم براحتنا .

هز رأسه بموافقه وعدل شماغه ودخلوا مجلس جده صقر وأثنينهم بيفكروا في نفس الشخص ..


،
،
،
،
،
،
،


جده


خرجت من الحمام ورمت نفسها عالسرير وكملت بكاها اللي ماوقف من أمس !

من وقت اللي كشفها محمد ولد خالتها لطيفه مع عادل !

موقادره تنسى كيف صرخ فيها بوحشيه ومنعها من الكلام بمجرد ماحاولت تتبررله الوضع اللي لقاها فيه !

صح ماسوالها شيئ وكان ساكت طول الطريق بس ملامح وجهه المرعبه خلت عقلها يصور لها موتها على يده بأبشع طريقه وأبطأها !

وماصدقت لما وصلوا بيتهم وهي لازالت بتتنفس بس فرحتها ماتمت لما وصلت أمها من سهرتها في نفس الوقت ونزلت من الليموزين وإتوجهت ناحيتهم بإستغراب/ أنتي موقلتي إن فرح صحبتك اليوم، أيش رجعك بدري وأيش جابك مع محمد !

نزلت دموعها وطالعت محمد برعب وهي متوقعه إنه هيفضحها بس هوا فاجأها برده/ تعبت فجأه ودقت عالسواق ومارد عليها علشان كذا كلمتني ورحت جبتها من القصر .

نقلت ليلى نظراتها بينهم بلامبالاة/أهااا كويس إنك فيه يلا أدخل نتعشى سوا من زمان عنك .

رد بهدوء مزيف/ خلي العشاء مره ثانيه بس هدخل عالسريع لإن ريم قالتلي إن حقها الكومبيوتر فيه مشكله وتبغاني أشوفه ليها صح ياريم !

إتوسعت عيونها بصدمه من كلامه بس هزت رأسها بموافقه لما شافت نظراته المحذره ..

إتعلقت عيونها بأمها اللي دخلت وسابتها وحاولت تلحقها بس سحبها من يدها بقوه وهمس لها بسخريه/هتشردي مني وين ! قدامي على غرفتك .

مشيت معاه بخطوات متعثره وهي بتحاول تعرف ليه يبغى يدخل غرفتها !

معقول بيسويلها شيئ !

شهقت بصدمه وهي بتتخيل إنه يمكن فكرها وحده لعابه وممكن يتسلى معاها و--

إنقطعت أفكارها بسبب صوت الباب اللي إترزع بقوه ولقولقات نفسها في غرفتها وبسرعه إتراجعت للخلف وهي متمسكه في عبايتها ببكاء/محمد والله أول مره أخرج معاه وربي أ--

قاطعها بأمر/ هاتي الزفت جوالك ..

جمدت مكانها للحظات قبل ماتركز في اللي طلبه.. ذا لوشاف اللي في جوالها هيقتلها في لحظتها !

هزت رأسها برفض/جوالي ل--

ماخلاها تكمل جملتها وهجم عليها ولوا ذراعها وراء ظهرها بقوه/لايغرك سكوتي قدام أمك وتحسبيني بسكت عن مصايبك.. طلعي الجوال وأتقي شري ياريم قبل ماتشوفي وجهي الثاني طلعيه .

قالها بصراخ جمد آوصالها من الرعب غيريدها اللي حستها بتنكسر وبألم/آآآهههه محمد يدي .. خلاص هجيبه ... يدي خلاص ..

دفها بقوه عالأرض وإتجاهل بكاها وهو يصرخ/ واللابتوب طلعيه بسرعه ..

فصل الكومبيوترالمكتبي وأخذ البوكس وإنتظرها لين وقفت بالقوه وهي مساكه يدها وبتشهق من الألم.. طلعت جوالها من الشنطه وجابت شنطة اللابتوب من جنب السرير وناولته وهو حطهم فوق البوكس وشالهم وطالعها بإحتقار/ إن سمعت إنك عتبتي برا البيت لاتلومي إلا نفسك وأنا بكره بالكثير وجاي أفهم حكاية الداشر اللي أنتي بتتصرمحي معاه من وراء أهلك وإن فكرتي تآخذي جوالات آخوانك هعرف فإنتبهي لنفسك مني فاهمه ..

رمي تحذيره في وجهها وخرج بدون مايهتم إذا كان كسر يدها ولا لا..

ماكانتتبكي على نفسها قد ماكانت بتبكي حبيبها اللي إنهار قدامها قبل ماتطلع أو بالأصح تنسحب غصباً عنها لبرا المطعم ..

منظر الدم اللي مغرق وجهه مافارقها طول الطريق وذحين محمد حرمها من كل وسائل الإتصال ومارح تقدر تتطمن عليه..

إضطرت تستنى لين نامت أمها وأخوانها وإتجاهلت كل تحذيراته لها وجريت عالصاله علشان تتصل من التلفون الأرضي بس لقيته مفصول وبدون حراره وحتى لما راحت سرقت جوالات اخوانها وهم نايمين لقتها مقفوله برمز سري !

حست كإن العالم كله متفق ضدها وضد حبها !

حبها اللي حاولت تدافع عنه وتعطيه فرصه يشوف النور ..

قابلت عادل لأول مره وإعترفت له بكذبتها اللي ماأثرت في حبه لها زي ماكانت متخيله..

صح في البدايه إنصدم وعاتبها بس لما أستوعب الموقف كل شيئ أتغير ..

قال إن تفكيرها وشخصيتها أساساً أكبر من عمرها وعلشان كذا هوا حبها وإتعلق فيها ..

ومدام إنهم بيحبوا بعض فحبهم هيكون أقوى من كل الظروف وهيستمر ..

والأهم إنها بنوته زي القمر وأجمل من الصور اللي أرسلتها بكثير ..


كلامه وتصرفاته ورقته ورومانسيته معاها خلتها تندم لإنها أخرت مقابلتهم كل ذي الفتره ..

كانوا يادوب بدأوا يجلسوا براحتهم بعد ماحلوا سوء التفاهم لما طب عليهم محمد فجأه وخرب كل شيئ وذحين هتكون تحت رحمته وفي إنتظار زيارته اللي الله يستر منها ويعديها على خير ولو إنها مو متفائله خاصةً وإن كل غرامياتها مع عادل صارت معاه وتحت يده !!

،
،
،
،
خالتي جورييييييي


قالتها بتول بصراخ لما شافت جوري وما أعطتها فرصه وجريت عليها وحضنتها وهي تبكي/ خالتي ليه رحتي وتركتيني .

إنصدمت جوري للحظات من صوت بكاها قبل ما تضمها بقوه /أسفه حبيبتي أسفه بس كنت مضطره أروح ..

ظلت فتره في حضنها وهي تمسح ظهرها بحنان /توته لاتبكي أهو أنا جيت خلاص ياروحي بطلي بكى ووريني وجهك وحشتيني .

بعدت عنها بالقوه ومسحت دموعها وبمزح/ييييييي يالطيف من ذي وين بتول !

بتول بزعل/لاتحاولين مارح أسامحك لإنك رحتي بلا ماتكلميني .

باست خدها /وإذا قلتلك هتنامي عندي هتسامحيني ولا لا !

طالعتها بتفكير/ بالأول بشوف بدر إذا بيسامحك ولا لا، لإنه بعد زعلان منك حييل .

عدلت شعرها بتول وبإبتسامه / يعني هتتفقوا عليا ماشي أنتي كلميه خليه يجي على ماأسلم عالبقيه بس أدعيلي أرجع قطعه وحده لإنه بايني هتنفخ اليوم .

همست لها بتول بمرح/لاتخافين بابا حذرهم وقالهم محد يجي صوب زوجتي.. هو حتى قال مانتصل عليكي لأجل مانضغط عليكي ونتركك براحتك.. شفتي بابا شلون جنتل مان ويخاف عليكي ..

هزت رأسها بمسايره ومشيت وهي تفكر "معقول دافع عني وكمان ماخلاهم يضغطوا عليا ! هيا جينات فارس بدأت تأثر عليع ولا أيه ! البني أدم ذا لخبطلي دماغي عالآخر "

هزت رأسها بخفه ودارت بعيونها عالموجودين وأول ماشافت جدتها راحت لها وهي تبتسم من قلبها/أحلى جده في حياتي ياناس ..

شهقت بتفاجئ /جوري ! بسم الله الرحمن الرحيم .

ردت بمرح/ترى عبادي لسا عند الباب ويقدر يرجعني عادي.. كله إلا زعلك ياجده.

ضمتها بقوه وبهمس /شغلك بعدين يالعوبا موبالحين .

باست رأسها وردت بضحكه/تمام يعني يمديني أخبي عصاتك ياغزالة جدي ..

ضربتها بعصاها بخفه/مافيكي طب يابنت صالح ..

ضحكت وإلتفتت لأمها اللي طالعتها بعتاب قبل ماتضمها بصمت.. شدت عليها بقوه وهي تستنشق ريحتها بعمق وبهمس/ وحشتيني ياجنتي وحشتيني .

بعدتها عنها وحاوطت وجهها بكفوفها وإتأملتها بحنان/كيف أنتي ذحين أحسن !

حطت كفوفها على كفوف أمها وباستهم بحب/ بخير يا--

قاطعتها بشهقه وهي تمسك يدها الملفوفه بالشاش/مال يدش ماوقع بها !

سحبت يدها وحطتها وراء ظهرها وبمرح/ لاتخافي بسيطه و-- يمه منيره ..

قالتها بحماس أول ماشافتها داخله وجريت عليها/ وينك من أول ادور عليكي ..

ضمتها بحنان/ وأنا بعد كنت أدورك بس الحمدلله اللي لقيتك ..

فهمت عتابها المبطن وبمرح/أممم وصاحب الدقه يستلقى ماشي يامنيره بعدين نتفاهم واللي له حق يصف جنب جدتي ..

همست لها بمكر/ أجل الله يعينك على رجلك هو صاحب الحق الأول والأخير الحين ..

ردت بإبتسامه/هي جات عليه بعدين أنا كريمه وهوا يستاهل ..

ضحكت أم سند من قلبها بينما جوري سلمت على البقيه وهي محافظه على إبتسامتها ومرحها ..

صح كانت متأخذه قرار الطلاق ومقتنعه بيه بس هيا مارح تسمح له يكون حاجز بينها وبينهم عالأقل من جهتها ..

رح تستغل كل ثانيه باقي ليها معاهم وبتتشاركهم في ذكريات حلوه تحلي أيامهم الجايه إذا ماساءت العلاقات بينهم رغم إنها هتسوي المستحيل علشان تمنع ذا الشيئ و--

سندريلا جات يابنات ...

صرخة رؤى المجنونه قطعت أفكارها وخلتها تسد أذانها بإنزعاج/لا إله إلا الله أنتي شايله اللوز وحاطه أوفرات يابنت !

شهقت بقوه/ لايكون ولد عمي الوسيم العبوس لحق يأثر عليكي ونساكي ضحكتك وصوتك العالي .. تكفين لاتقوليها ياقدوتي ومثلي الأعلى !

ضحكت وردت بثقه/لا ياحبيبتي ذول خط أحمر ولا ولد عمك ولا ولد خالك يقدر يغيرها ..

صفقوا كفوفهم ببعض بمرح وبسرعه نسيت إندمجت معاها ومع البنات ونسيت أبوبدر !

،
،
،


خرج من الحمام بعد ماأخذ دش خفف من توتر الأعصاب اللي عاناه من وقت ماوصل ..

نظرات خاله وأخوه اللي كلها عتاب ولوم من جهه ..

ونظرات عمه مساعد اللي سأله عن جوري وحالها بمجرد ماشافه ..

والأسوء نظرات سند البارده واللامباليه !

والله لولا إنه بيحبه وبيحترمه وفوقها جالس في بيته كان قام خنقه بسبب نظراته المستفزه اللي كان متأكد إنه بيتعمد يرميها عليه من وقت للثاني و--

إنقطعت أفكاره لما طلع ملابسه وشاف دفتر خواطرها الأسود داخل شنطته !

حطه عالسرير ولبس وهو يتذكر كيف لقاه مرمي عالأرض بإهمال بالإضافه لعدة أوراق متناثره وواضح إنها قطعتها من الدفتر في نوبة غضب !

وذا كان شيئ غير مسبوق !

وقتها جمع أوراقها المتناثره وسط الدفتر وبعد ماإنصدم من تعلقها بسند رماه في دولابه ولما رتب شنطته حطه مع أغراضه علشان يرجعه لها ونسيه للأن !

جلس عالسرير وطلع الأوراق اللي جمعها وكانت في جاله يرثى لها وحاول يفرد تجاعيدها بعد ماقلبها عالجهه البيضاء منها علشان مايقرأ اللي كتبته..

عمره ماإتجرأ يقرأ دفتر أخته رغم فضوله الدائم لذا الشيئ !

كان خوف أكثر منه إحترام لخصوصيتها !

خوف من اللي هيشوفه فيه !

كان مقتنع إن قراءته لكتاباتها أشبه بتجريدها من ملابسها !

تعريه لروحها اللي أخفتها عنهم وفضلت تظهرها في كلماتها اللي سطرت كل ورقه على مر السنين و--

أسم فارس اللي لمحه وسط الورقه جمده مكانه للحظات قبل مايقلب الورقه بشكل كلي ..

ورغم إن الورقه قدامه إلا إنه ظل يشتت نظراته في جهه ثانيه !

كان في حرب بتدور داخله بين تردده وفضوله لكن بعد فتره فضوله غلب تردده أخيراً وخلاه يركز نظراته على السطور القليله اللي كتبتها ..


أنت ؟

قصه ​أخفيتها بين طيات ﺩفاتري ..

حروفاً ذهبيه في سطور أيامي ..

حلماً مخبأ في دهاليز ذاكرتي ..

حقيقه ينتهي عندها كل متخاذل مدعاً للرجوله ..

فارسي ..

أنت فقط ..

وتباً للرجال من بعدك !!

(خياله والخيل عشقي)


قرأ كلامها مره بعد مره بعدم إستيعاب !!

يمكن مايكون كلامها إعتراف صريح بالحب لكن هيكون حمار وغبي ومايفهم لو ماكان ذا تلميح بالحب !

الحرمه لما تنعمي عن كل الرجال وماعد تشوف غير رجال واحد في كل العالم فذا يعني إنها تحبه !

الحرمه لما عالمها كله يدور حول شخص واحد فذا يعني إنها تحبه !

الحرمه لما تثق ثقه عمياء في شخص غريب عنها فذا أكييييد إنها تحبه !

بس ذا بيناقض كل كلامها ووعودها السابقه له !

لا والله .. ماناقض أي شيئ ..

هو بس اللي كان غبي ومافهم عليها !

كان لازم يفهم إن إعجابها وإحترامها وثقتها في فارسها كان حب !

في النهاية الحب أيش بيكون غير ذي الأشياء مجتمعه !

حتى وإن كانت هي نفسها بتجهل ذا الشيئ !

أخته كانت بريئه ومعدومة الخبره وبعد تجربتها الفاشله مع خالد وكل اللي حكته له كان لازم يفهم إنها مارح تميز الحب حتى لو جاء بنفسه ودق على بابها وقال أنا هنا ..

دار في الغرفه بعصبيه وعيونه على أوراقها المقطوعه وهو متأكد إنها كلها بتتكلم عن فارسها !

فرك جبينه بقوه وبتفكير ..

قطعتيها لإنك صرتي على ذمة رجال وأستحيتي تحتفظي بشيئ متعلق برجال غيره !

ولا إكتشفتي متأخر إنك تحبيه وماتقدري تتزوجي غيره وعلشان كذا قررتي تتطلقي !

حس براسه هينفجر من الإحتمالات اللي فكر فيها وماقدر يجلس مكانه أكثر من كذا ..

دس صفحاتها وسط دفترها وأخذ جواله وراح يشوفها ويفهم منها قبل مايحصل له شيئ !
السلام عليكم..

إلتفتت لأخوها اللي وصل ومسكت يده بمرح/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. يلا خلينا نروح لأبويا وجدي وبعدها بإذن الله هجلس معاك وأشوف أيش الشيئ المهم اللي جاي تشوفني علشانه .

مشي معاها وبضيق/ قلتلك شيئ ضروري وماينفع يتأجل بس أنتي ماتفهمي .. يعني من يوم ملكتك ماشفتيهم إشمعنى ذحين مسكت معاكي !

ردت بشرح/ ياحبيبي مو تمسيكه بس أنا كلمت أبويا وقلتله بجيه قبل منتا تكلمني وبعدين اديك قلتها بنفسك ماشفتهم من يومها وموحلوه اجي اليوم كمان واخلي الليله تعدي بدون ماشوفهم واسلم عليهم ذي هتكون قلة أدب رسمي ..

عبدالرحمن بعصبيه/ بس أنتي لو جلستي معاهم ماهتقومي لو بالطبل البلدي وهتنسيني وم--

قاطعته بحب / انساك ! ده كلام ؟
انساك ! ياسلام .. اهو ده اللي مش ممكن ابدا ولا افكر فيه
ابدا... دا مستحيل قلبي يميل ويحب غيرك ابدا..
اهو ده اللي مش ممكن ابدا .. اهو ده اللي مش ممكن ابدا ..

مشي معاها بصمت وهي مستمره في غناها بصوت عذب ويدها في يده..

هو أخذ دفترها ونزل يشوفها ويفهم منها حقيقة مشاعرها ناحية فارسها وأتصل أكثر من مره بس جوالها كان مشغول ولما ردت أخيراً قالتله إنها رايحه لجده صقر !

ظروفه عاكسته والظاهر مكتوب عليه يظل في حيره لفتره أطول .. قلها تنتظره علشان يروحوا سوا وأضطر يرجع دفتر خواطرها لشنطته وجاها وهو باله شخص واحد بس ..

سند ..

هو لما خرج من مجلس جده صقر وراح غرفته سند كان موجود وذا يعني إنه هيجلس مع أخته !

شكله إستحلى الموضوع وهيستغل فرصة وجودهم هنا علشان يشوف أخته كل شويه !

بس تحلم ...

مارح أخليك براحتك وهجلس لك زي اللقمه في البلعوم وبطلع اللي سويته الصباح من عيونك وياأنا ياأنتا ياسند ياأبوحقوق !

إتكلم فجأه/ ترى سند جالس مع جدي .

وقفت وبتفاجئ/ بس أبويا قلي مافي أحد ..

رد بغيره/ أكيد هيقول كذا وهيضبط ولده علشان يشوفك .

ردت بعتاب /عبادييي لاتقول كذا أبويا لا يمكن يستغفلني علشان خاطر ولده إستحاله ..

هز كتفه بلامبالاة/أنا لما سبتهم كان موجود بس لما جيتك ماعد مريت عليهم يمكن خرج ...

هزت رأسها بموافقه/أكيد خرج ولا أبويا ماكان قلي تعالي .. بعدين هوا لويبغاني أشوف ولده هيقولها ببساطه لاتنسى إنه حقه وطب--

قاطعها بعصبيه/نعم يختي! يعني أيه ! لو طلب يشوفك بتوافقي
وبتجلسي معاه عادي !

وقت قدامه وحوطت وجهه بكفوفها وبتنهيده/عبادي أهدى شويه وحاول تفهم إنه بغض النظرعن رفضي لذا الإرتباط إلا إنه واقع ملموس حتى إن كان عالورق فأبوبدر صار زوجي
وطبيعي هيشوفني ويكلمني زي زيك و--

قاطعها بعدم تصديق/زيي زيه !

ماقدر يصدق إنها حطته معاه في نفس الخانه وذا أصابه بالجنون !

زاح كفوفها عن وجهه بعنف / هو من يكون علشان يكون زيي زيه ! اللي عرفتيه نص عمرك ماساويتيه بي وذا ماله يومين متزوجك وقمتي تساويه بي !!

صرخت بحده / أياك تقارنه بخالد أبداً أنتا فاهم !

طالعها بصدمه.. هي دافعت عنه ذحين !!!

نظرات أخوها المصدومه خلتها تنتبه لإنفجارها اللاشعوري.. أخذت نفس عميق وفركت جبينها بقوه / أنا قصدي إنه مورجال غريب ومافيها شي لو كلمني أوشافني حتى بشعري هوا في الأخير زوجي ولو بصفه مؤقته .


ظل ساكت وماينسمع منه غير أنفاسه المتسارعه وهو مكور أيديه بغضب من كلامها اللامعقول بالنسبه ليه بينما هي مسكت إيديه وبتنهيده/ أنتا أصلاً كيف تفكر إني ممكن أساويك بأي إنسان مهما كانت علاقته بيا ! هوا مجرد شخص ما-- ما بيعني لي أي شي ولاهوا ولا مليون زيه يساويك عندي.. لكن أنتا كل شي .. تؤامي ونصي الثاني .. أنتا عبادي حقي وأنا جوريتك وتؤامك وأميرتك صح ولا لا !

طالعها بصمت وهو يفكر إنه رغم كل اللي قالته إلا إنه جس بنوع من التردد في كلامها ..

مهما فرقتهم الظروف وباعدت بينهم المسافات هي تظل تؤأم روحه ونصه الثاني ويقدر يفهمها مهما خبت عنه أوإتظاهرت بشيئ غير اللي حاسته ..

بينما هي كانت بتتنهد داخلها بتعب .. كانت أكثر وحده عارفه غيرة أخوها اللي بتفقده تفكيره المنطقي وبتخليه يتصرف بجنون في بعض الأحيان !

بس ماتوقعت ذا التصرف منه خاصةً لمايكون الطرف المعني هوا أبوبدر !

ذا كان لحد أمس الإنسان الأكثر إستحقاق لإحترامه وحبه في كوكب الأرض !

أيش اللي حصل علشان يتغير عليه فجأه !

مهما كان اللي صار بينهم فذا مايهمها ذحين.. اللي يهمها هو أخوها اللي جرحته وبس..

وقفت قدامه وحولت عيونها وشفطت خدودها وطلعت لسانها ..

فطست خشمها وكشرت بأسنانها ..

سحبت عيونها وكلمته بالصيني اللي حافظه منه كم كلمه ..

ظلت تسوي حركات غبيه بوجهها وهو بيتظاهر باللامبالاة وبيلف وجهه عنها ..

صرخت بإنتصار/ ضحكت ياهبل شفتك لاتحاول ضروسك با--

قاطعها بإحراج /خلاص بلا هباله وشغل بزرنه أعقلي شويه ..

طالعت وجهه المحمر من نظراتها المتفحصه ومطت خدوده بشقاوه/يختي كميله ياناس.. أيه دا ! حمار وحلاوه ياقدع--

دفها من قدامه وقاطعها بإنزعاج / ترى أنا مومرتاح لمعاذ وحاس إنه بيخطط لحاجه غبيه ..

ردت بمرح/ولو إنك بتحاول تغير الهرجه بس ماشي ياثوري الوسيم.. هاا قلتي المتر بيخطط .. هو حول هندسه ولا أيه !

زفر بضيق من لامبالاتها.. هو صح كان ببيغير الموضوع لكن ماكذب عليها لإن نظرات معاذ وسند وهمساتهم اللي إتبادلوها طول الليل ماريحته خاصةً مع إبتسامة سند الواثقه ورفعة حاجبه المستفزه اللي أكدت له إنه بيخطط لشيئ وإحساسه بيقول إن هذا الشيئ متعلق بجوريته وقطعاً مارح يعجبه !

إلتفت لها بجديه /أنا مابمزح معاذ وسند بيخططوا لحاجه وأنا مومطمن لهم ولازم أنتي كمان ماتتطمني وتكوني حذره ..

ردت بهدوء/ خليهم يخططوا زي مايبغوا في الأخير قراري هوا اللي هيتنفذ لإن ذي حياتي أنا وبس .. أنتا لاتشغل بالك وخليك بعيد ولاتتدخل كفايه التهزيئ اللي جاك من تحت رأسي ..

رد بلامبالاة/ كلمه تفوت ولاحد يموت بعدين طول عمرك جايبتلي التهزيئ أيش الجديد يعني ..

نطت فوق ظهره ولفت ذراعيها على رقبته وبإستفزاز/ لاااا ! طيب ياريت يكون عن جدي علشان نجلس ونأخذ وندي مع بعض يجوزأغير رأيي ويعجبني وساعتها هخليه هوا تؤام روحي ون---

قاطعها بغيره/هيا والله ماتدخلي ولا يشوف عبايتك حتى .

ولف ورجع بيها وهي ميته من الضحك /عبادي بلا هباله أمزح معاك رجعني أبويا وجدي مستنيني ..

رد بعصبيه/كلميهم يجوا بيت عم مساعد يشوفوكي لكن ريحه هناك وا---

قاطعته بسرعه/لاتحلف مو من جدك يجوني هما ذا الناقص يلا عبادي حبيبي أنتا مو وقت يباسة ثيران ذحين ..

ظلت تترجاه من بين ضحكها لين وافق وراح لبيت جده صقر وهو يهددها ويتوعدها طول الطريق ..


،
،
،

إلتفت بإستغراب لأبوه اللي فز من مكانه لما رن جواله
بس آول سمعه يناديها بأسمها بلهفه عذره ..

تابع مكالمتهم بإهتمام وفرح لفرح أبوه اللي كان بيبتسم لأول مره من يوم ماسافرت جده ..

ويدري إنه قسي عليه لما طلب منه يتجاهلها ومايتصل عليها بس هو كان خايف إن إهتمامهم وسؤالهم يضغط عليها ويزيد من تعقيد الآمور بينهم وحب يعطيها مساحه خاصه تنفرد بيها لنفسها وتفكر بعقلانيه أكثر بدون ماتتهور ..

ودامها كلمت أبوه وبتجي لجده الحين فمعناها إنها هديت وأعصابها إرتاحت ولله الحمد و---

إنقطعت أفكاره وإلتفت لمعاذ اللي كلمه بإحراج/هي زوجتك ذحين أجلس وأعتبرها شوفه شرعية ولو إنها متأخره لكن مشي حالك ..

رد بهدوء/ لاتشغل بالك بهالسالفه يامعاذ ويكفيني إنها جات برضاها فخلها تقعد براحتها بلا مااضايقها بوجودي .

هز معاذ رأسه بموافقه وإستئذن منهم وقبل مايطلع راح لأبوه وبحنان/إستانس مع بنتك يبه وعوض كل اللي فاتك ..

دعا له بحب/روح يابوك عسى ربي يجعلك قرة عينها ويرمي محبتك في قلبها ويجمع بينكم على خيروالله مارح أطلع من جزاك م--

قاطعه بضمه قويه/المفروض أنا اللي أقول هالحكي فلولا الله ومن ثم أنت ماكنت قابلتها ولا وصلنا لهاليوم ..

أبوسند بحنان/إنزين أنا بحكي معها لأجل تشوف--

قاطعه بإبتسامه/عساني مانحرم منك يالغالي أنا مرتب أموري زين أنت لاتشغل بالك فيني وإستانس معها .. تصبحون على خير ..

باس رأسه وخرج وهو بيدعي بنفس الدعاء اللي كان بيدعي فيه مؤخراً (اللهم ياجبار القلوب اجبر كسر قلبي و ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس)

هو صح كان مشتاق لها ويبي يشوفها ويسمع صوتها لكن أمله في الله كان كبير ومثل ماجبر بخاطره وجمعه فيها الفجر بغير ميعاد وبأحسن مماتخيل بيجمعه فيها مره ثانيه وعلى أحسن حال بإذن الله ..

هو سلم أمره لله وكل اللي عليه إنه يتروى وينفذ خطواته بهدوء ودقه ودام معاذ وخالها إقتنعوا بحكيه وصاروا في صفه فالمسألة مسألة وقت لين يتنفذ اللي برأسه .. إتنهد بعمق وهو يصبر نفسه "إتحمل ياسند إتحمل شوي بعد وطفلتك بتكون معك بإذن الله"

،
،
،

يبه !!!


نطقتها بإستغراب لما شافت أبوها مساعد يدورعند باب الفيلا الرئيسي وراحت له بسرعه !

وقف لما سمع صوتها وشافها جايه عليه وبقلق/يبه إيشبك واقف هنا ! في شي !

وقف يطالعها بصمت زاد قلقها، مدت يدها لكتفه وهزته بشويش/يبه أنتا كويس ! بأيش حاس!

إلتفتت لعبدالرحمن بخوف/عبادي شوف أبويا إيشبه ! يبه ر--

قطعت جملتها لما سحبها لصدرها وضمها بقوه !

في البدايه جمدت مكانها بصدمه من حركته اللي فاجأتها
وبعد لحظات غمضت عيونها وإستسلمت لفيضان المشاعر اللي غمرها وعقد لسانها وتركها عاجزه عن الرد !

لفت إيديها على خصره وسندت رأسها على كتفه بصمت وهو بيشتكي من قسوتها وعدم سؤالها عليه !

بيشتكي لامبالاتها وإهمالها ليه !

حست بسكاكين بتطعنها مع كل كلمة طلعت منه وهي تقطر حزن وخيبة أمل ..

ندمت إنها سافرت ..

وكرهت نفسها لإنها كانت السبب في وجع اللي كان بيخاف عليها من نسمة الهواء ..

كيف طاوعها قلبها تهمله طول الأيام اللي فاتت بسبب اللي بينها وبين أبنه !

مو هذا الإنسان اللي ربنا أرسله لها علشان يكون لها الأب اللي كانت مفتقده وجوده في حياتها !

مو هذا الإنسان اللي غمرها بحبه وحنانه وعاملها كما لوكانت بنته من صلبه !

عمره ماحسسها بإنها تفرق عن ثريا وديما لدرجة إنها نست حقيقة إنه مابيمت لها بأي صلة قرابه ومابيربط بينهم دم !

وين وعدها بإنها مارح تسمح لأحد إنه يفرقها عنه !

هيا اللي إتخلت عنه ببساطه !

إنشغلت بنفسها ونسيته بكل بساطه !

أنقذت نفسها من الدوامه اللي غرقت نفسها فيها بإرادتها وتركته يغرق بدون ماتمد يدها وتساعده !

إكتشفت إنها أنانيه وحقيره وبنت عاقه من الدرجه الأولى !

وإترجته من بين دموعها/أسفه يبه.. سامحني.. أسفه..

بكاها الحار وإرتجافها نساه قلقه وخوفه وحتى زعله منها/ خلص يابوك خلص المهم إنك رديتي لي الحين ..

ضمته بقوه وبندم / والله ماكان قصدي... أزعلك سامحني... يبه سامحني....

مسح على رأسها بحنان / قلت لك خلص المهم إنك معي.. لاتبكين دموعك تذبحني .

كلماته كان لها مفعول عكسي وبدل ماتهديها زادت إحساسها بالندم ناحيته وزادت معاها دموعها اللي أبت الإنقطاع ..

يدري إنها تحبه وتموت فيه حتى وإن تركته وراحت ...

لمعة عيونها لما تشوفه ونبرة الشوق اللي في صوتها كانت بتثبت له صدق مشاعرها مره بعد مره ..

لهفتها عليه وغيرتها الواضحه من بناته كل ماكان يضمهم ويداعبهم براحه وهي موبقادره تقرب منه حالها حالهم هي اللي خلته يوافق على خطة أبوه ..

زواجها من سند كان الحل الوحيد اللي هيقربها منه وهيلغي كل الحواجز اللي بيفرضها عليهم الشرع ..

ماعادت بنت قلبه مثل ماكان يحسها قبل الحين هي صارت بنته قلباً وقالباً ..

بنته شرعاً وقانوناً ومافي شيئ يمنعه عنها ..

جلس عالأرض وهي لازالت متعلقه فيه وبالقوه قدر يسحب نقابها من وجهها علشان لاتختنق بدموعها وظل يمسح على ظهرها بحنان وراحه ..

أما عبدالرحمن فمن بداية اللي صار إبتعد عنهم وأخذ ركن وإكتفى بمراقبتهم بصمت إتخللته دموعه اللي نزلت غصب عنه بسبب منظرهم اللي يدمي القلب ..

منظرهم كان محزن ومفرح في نفس الوقت !

كم مره خاصمها لإنها بتنسى نفسها وبتمسك يد عمه مساعد وتبوسها وهي ناسيه إنه مايحل لها حتى وإن كانت من قوق نقابها وهي ترد بنفس الرد اللي بيكسرها قبل مايكسره (نسيت إنه موأبويا فعلاً)

كان دائماً بينبه عليها تخفف من مشاعرها وعفويتها الزائده معاه لكن عبث !

بمجرد ماتشوفه أو تسمع صوته كانت مشاعرها بتجرفها وبتتصرف بطبيعتها البسيطه والتلقائيه مع اللي بتحبهم ..

هي من النوع اللي بتعبرعن مشاعرها باللمس أكثر من الكلام علشان كذا إتعود هو وأخوانه على أحتضانها الدائم لهم ..

بوساتها المتفرقه اللي بتغمرهم بها طول اليوم ..

وإيديها اللي مابتتوقف عن لمسهم كل ماكانت جنبهم فهي ياأما بتسمك إيديهم يابتتعلق في ذراعهم أو بتسند رأسها عليهم ..

وذي صارت عاده صعبه تتخلى عنها مع مرور الأيام !

طالع فيهم للمره الأخيره ولقي نفسه بيبتسم لإن أخته أخيراً قدرت تعبر عن حبها لعمه مساعد بدون مايضطر يخرب عليها زي كل مره..

إتنهد بعمق ودخل بدون مايحسوا بمروره من جنبهم وراح يبلغ جده إنهم مطولين على مايدخلوا عنده ..
إتململ في نومه بإنزعاج من صوت الرنين اللي إخترق طبقات النعاس اللي كان غرقان فيه..

فتح عيونه ببطئ ودار بنظراته في المكان الغرقان في الظلام ومابيتخلله غير نور خفيف بيتسلل من وراء الستاره ومد يده للكومدينه وطفى المنبه اللي كان بيرن بإصرار أزعجه قبل مايرجع يلف ذراعيه حول الجسم الناعم والدافئ المستند على صدره براحه وبتنبعث منه ريحه حلوه إستنشقها بعمق وإستمتاع ..

كيف لا وهي ريحة طفلته لنايمه !

إتذكر كيف إتمدد جنبها عالسرير لما رفضت تترك فانيلته !

فكر إنه مارح يصير شيئ لو ضمها بين إيديه وإتنعم بقربها بهالشكل للحظات قليله بس ..

بس الظاهر إنه غفى بدون مايحس واللحظات القليله إمتدت لساعات طويله من النوم المريح ..

زاد في إحتضانه لها وهو بيفكر في قوله تعالى ..
(ولسوف يعطيك ربك فترضى)

فأي شيئ أعظم من عطايا الرحمن اللي وعد بها عباده في محكم كتابه ..

سبحانك ربي ماأعظمك ..

سبحانك ربي ما أكرمك ..

بعد ماكان بيتمنى بس يشوفها ويسمع صوتها الله أعطاه وأجزل له العطاء ..

بعد ماكان بيحلم فيها ويتخيل طيفها بينام في حضنه كل يوم الله جبر بخاطره وخلى حلمه واقع ..

طفلته نايمه بين إيديه ..

بيلمسها ويحسها وهالمره بدون قيود ..

بدون مايخاف من عواقب قربه منها ..

لا هيغضب ربه بتعدي حدوده ..

ولا هيقترف ذنب بلمسها ووجوده معاها ..


هالمره هي زوجته وحلاله ..

ومافي شيئ يمنعه عنها ..

حس بإيديها بتشتد على خصره وهي بتلتصق فيه أكثر وأكثر وكإنها بتكافئه على صبره على بعدها طول الفتره اللي فاتت !

قشعريره حلوه سرت في جسمه بسبب أنفاسها اللي لفحت صدره وهي بتمرغ وجهها فيها !

كانت أشبه بقطوه صغيره بتتمرغ في حضن صاحبها بدلال !

ضغط فمه على قمة رأسها علشان يمنع صوت ضحكته من الخروج وهو بيتخيل رد فعلها لما تعرف بأيش شبهها ..

أخذ نفس ووقف ضحك لما إتذكر بإنه للحين مايعرف شكلها !

فهو وإن سبق له وإجتمع فيها لأربع مرات إلا إنه في كل مره ماكان بيتعمد يشوفها أوحتى يتواجد معاها ..

المره الأولى يوم الحادث ووقتها ماشاف فيها غير سمر الله يرحمها !

والمره الثانية كانت لما طلعها من المسبح ورغم قربه الشديد منها إلا إن كل اللي كان شاغل باله وقتها هو شلون ينقذها !

والثالثة لما إتسلل لغرفتها في المستشفى علشان يتطمن عليها بعد غرقها ورغم إنه ضمها لصدره وظل معها لفتره إلإ إنه بعد ماشافها لإنه بمجرد ماوعي للي سواه بعد عنها وغطى وجهها وطلع بسرعه !

والرابعة كانت لما لقيها مع عبدالرحمن بعد خطفها ووقتها كل اللي إنتبه له هو وضعها الخطير وهي مرميه داخل السيارة المصطدمه بعمود الإنارة الضخم في الخط السريع !

هز رأسه بخفه علشان يطرد الصور الكئيبه اللي مرت عليه ومد يده وفك إيديها اللي شابكتها وراء ظهره بهدوء وإبتعد عنها ونزل من السرير وفتش عن زر الإضاءه وضغط عليه وهو بيدعي إنه يكون نومها ثقيل وماتصحى لكن هي إنقلبت على جنبها الثاني وكإنها إنزعجت من الضوء ..

وجمد مكانه وهو بيسب نفسه على غباءه ..

هذي نهاية الطمع ياسند الحين بتصحى وبتبدأ حرب البسوس من جديد !

بس الحمدلله خيبت ظنه وهدأت من جديد ووقتها بس زفر براحه ورجع لها وعيونه مثبته عليها بحذر لين وصل لسريرها وثنى رجوله وجلس جنبها عالأرض بهدوء ..

أول شي لفت إنتباهه هو شعرها الطويل اللي كان مبعثر حولها وأخفاها تحته حرفياً !

كانت نايمه على جنبها الشمال وضامه مخده لصدرها وبعد ماحس بأنفاسها المنتظمه اللي بتدل على نومها العميق مد يده وزاح الخصلات اللي كانت حاجبه وجهها عنه وحطها وراء ظهرها و--

إنحبست أنفاسه لما وقعت عيونه على ملامحها لأول مره !

قرب من السرير وسند دقنه على حافة فراشها بحيث صار وجهه مقابل وجهها بالضبط ..

مر بنظراته المتفحصه على وجهها ببطئ وكإنه بيتشرب ملامحها وبيحتفظ لها بصوره داخل عقله ..

وجه أبيض بيشبه القمر في إستدارته ..

حواجب بنيه مقوسه ..

صفين من الرموش البنيه بتحرس زوجين من العيون الغافيه ..

خشم واقف بشموخ ..

غمازه مرتاحه عالخد اليمين ..

وأخيراً ..

شفتين مكتنزه أشبه بحبة فراوله ناضجه وجاهزه للقطف !

مرر أصابعه على وجهها ببطئ بدايةً من حواجبها وخشمها وغمازتها نهايةً لشفايفها اللي إستقرت أصابعه عليها للحظات
وهو يمرر إبهامه عليها وكل خليه في جسمه بتترجاه علشان يذوقها !

قرب منها ببطئ لين إختلطت إنفاسهم ووو ...



مال بشفايفه في آخر لحظه وطبعها على خدها !

غمض عيونه وظل لفتره على نفس الوضع وهو بيحاول يضبط أنفاسه اللي إضطربت وقلبه اللي كان بينبض بجنون وكإنه مشارك في ماراثون !

أخيراً قد يتمالك نفسه وإبتعد عنها بس مابعد كثير..

مال على إذنها بهمس/ مرتنا الأولى بتكون مميزه لدرجة إنك مارح تنسينها أبداً وذا وعد مني ..

طبع بوسه طويله أسفل أذنها وهو بيستنشق ريحتها بعمق قبل مايبعد عنها وذي المره بشكل كامل ..

رجع يجلس بنفس وضعيته السابقه وهو بيتسال عن لون عيونها وكله فضول علشان يشوفها !

مسك خصله من شعرها وهو يتأمل لونه البني بإعجاب قبل مايشدها برقه على طول جسمها ويتركه عالشرشف !

كرر حركته على كل شعرها لين جمع كل خصلاتها المتناثره
في حزمه طويله جنبها وهو يطالعها بعدم إستيعاب !

رغم إن شعر أمه وأخواته يعتبر طويل إلا إنه مابيتجاوز الخصر ..

لكن شعر طفلته إتجاوز نص فخذها !

أول مره يشوف شعر بذا الطول !

مرر أصابعه خلال خصلاتها الناعمه وهو بيذكر الله وبيصلي عالنبي من جماله قبل ما يركز في لونه !

نقل نظراته بين حواجبها ورموشها وشعرها بتفكير..

لما شاف لون شعرها في المجلس ظن إنه مصبوغ بس لما ركز في حواجبها ورموشها لقاهم بنفس اللون وذا بيعني إنه لونه طبيعي !

ركز إن لون شعرها مشابه لشعر عبدالرحمن بس على أفتح !

معقوله عيونها بعد عسليه مثل عيونه !

ليه لا ..

جمع شعرها كله وحطه وراء ظهرها ووقف ..

شاف باب داخل الغرفه ومثل ماتوقع طلع حمام .. غسل وجهه ودور في دولاب في الزاويه ولقي الإسعافات الأوليه اللي كان محتاجها.. جلس جنب سريرها ومسك يدها اليمين وفك الشاش اللي كان ملفوف عليها بإهمال لمجرد تغطيتها بس ..

عقد حواجبه بغضب لما شاف الجروح اللي غطت أصابعها وظهر كفها بشكل عشوائي وبينها جرح كبير نوعاً ما !

شلون جرحت نفسها بهالشكل !

وشلون إكتفت بتضميدها بس بدون لاتخيطها !

سب عبدالرحمن وإتوعد فيه بسبب إهماله لها وبدأ يعقمها بحذر وهو منتبه لملامحها اللي بتتقلص بألم مع كل حركه منه ..

ضمدها وباس كفها وحطها جنبها وبعدها مرر أصابعه على حواجبها اللي عقدتها وفكها وطبع بوسه على كل جفن برقه وغطاها ووقف ..

كان يتمنى لو يجلس معاها أكثر من كذا طالما هي نايمه وموحاسه بوجوده بس صوت أذان الظهر اللي صدح خلاه يتركها غصب عنه ..

رجع شنطة الإسعافات مكانها قبل مايسوي جولة تفتيشيه سريعه على صيدلية الحمام عرف منها نوع معجون الإسنان والصابون اللي بتستخدمه بس اللي ماعرفه هو نوع الشامبو لإنه مالقي أي قارورة شامبو رغم ريحة شعرها المنعشه !

خرج ودار بعيونه بفضول في غرفتها اللي كانت في قمة البساطه جدران باللون الأبيض وغرفة نوم باللون البني مطونه من سرير بسيط بمفرش باللونين البيج والبني وكومدينتين عليها إباجوره مخصصه للقراءه وجنبها مصحف وثلاث كتب والثانيه جك مويا فارغ وكاسة ..

وتحت الشباك كرسي وطاوله بعد عليها كتب وكأس كريستالي فيه ورده ..

راح لدولابها الصغير وفتح الباب الأول لقي فيه أربع بجايم نوم قطنيه طويله ملونه وثلاثة شورتات !

إلتفت لها بإبتسامه شريره وهو بيتخيل شكلها لوكانت دخلت له وهي لابسه شورت و--

طرد الفكره من رأسه بسرعه لماإتذكر إنها أساساً داخله لعبدالرحمن وأكيد مارح تدخل له بذا اللبس ..

أعصابه ثارت بمجرد تفكيره في إنها ممكن تلبس شورت قدام عبدالرحمن وذا خلاه يقفل الدولاب بنوع من الحده قبل مايركز في تصرفاته..

أخذ نفس عميق وفتح الباب الثاني ولقي فستان سهره أسود أتوقع إنه اللي حضرت فيه عرس ديما وجنبه فستاتين للنهار وثلاث جينزات مع بلايزها وأسفل الدولاب جزمتين كعب وجزمتين رياضية ..

إنتقل للتسريحه اللي كان عليها وعائين من الزجاج الدائري واحد فيهم داخله أصداف وقواقع بحريه والثاني داخله أحجار بمختلف الآحجام والألوان !

وبيتوسط التسريحه قارورة عطر من ماركة عالميه قربها من خشمه وإستنشقها بعمق قبل مايرجعها مكانها..

سله صغيره في داخلها كريم مرطب وكريم أساس وقلم كحل وثلاثه أرواج وقارورة مسك أبيض ..

فتح الأدراج وكانت كلها فارغه ماعدا واحد قفله بسرعه بمجرد مالمح ملابسها الداخليه !

ذي تعتبر منطقه محرمه ومن الأفضل عدم الإقتراب منها ..

زفر بقوه وطفى النور وخرج وهو ينادي عبدالرحمن ولما مارد عليه راح المجلس إتصل على سامرسامروأخذ دش سريع وغير ملابسه وأخذ أغراضه وشنطته وراح غرفتها من جديد ..

كان يبي يودعها قبل لايروح بس لما شاف هيئتها الملائكيه وهي نايمه ماقدر يقاوم وإتمدد جنبها.. دس ذراع تحت رقبتها والثاني لفه على خصرها وسحبها لصدره وضمها بقوه..

كان يبيها تدخل بين ضلوعه ويحملها معاه وين ماراح ..

تنصهر وتتخلل مسامه وتكون جزء منه..

دفن وجهه في شعرها وظل يستنشق ريحتها بعمق لفتره ..

يبي يخزن ريحتها داخله قد مايقدر وهالطريقه الوحيده اللي يعرفها ..

مرغ خشمه على طول رقبتها ووزع عليها بوسات رقيقه متفرقه وبعدها رفع رأسه ومر بأصابعه ببطئ على كل جزء من وجهها وهو بيطبع تفاصيله في ذاكرته قبل يسحب نفسه من جنبها بهدوء ..

وقف وإنحنى عليها وغطاها وهو يهمس لها/ مهما بعدتي بتظلين داخلي ومهما هربتي مني بتردين لحضني لإنك لي ياطفلتي العنيده ..

إستقرت شفايفه على جبينها في بوسه طويله قبل مايستودعها الله ويطلع ..

إنتبه لنظرات الجيران اللي إتصوبت عليه من كل ناحيه لما شافوه خارج من البيت وهم بيتسألوا عن هويته خاصةً وهم يعرفوا إن ذا بيت عبدالرحمن !

حط شنطته في السياره قبل مايتوجه لهم وهو يسلم عليهم وبعد ماردوا السلام سألهم إذا ممكن يدلوه عالمسجد لإنه غريب عن الحاره ومايدل فيها غير بيت عبدالرحمن الجابر أخو زوجته اللي تزوجها قبل يومين !

ثقته وهو يتكلم ومظهره الوقور قفل باب التساؤلات والإشاعات وأنهاها من قبل لا تبدأ وبمجرد ماقرب من المسجد شاف بعض الجيران اللي قابلوه الفجر مع عبدالرحمن وسلموا عليه وعرفوه عالبقيه وذا ساهم في إنتشار خبر زواجه بطفلته إنتشار النار في الهشيم وذا اللي كان يبيه بالضبط !

من جهه لجم إلسنة الناس قبل لايحكوا في طفلته بكلمه ناقصه ..

ومن جهه عرف الكل إنها صارت على ذمة رجال وبكذا أصبحت غير متوفره علشان لحد فيهم يتجرأ يفكر فيها ..

صلى الظهر وإتصل لعبدالرحمن اللي مارد عليه وبعدها أرسل له رساله بيبلغه فيها بخروجه من البيت علشان لايترك طفلته لحالها وبعدها جاء سامر وطلعوا سوا عالمطار ..

إلتفت للي كان يمشي جنبه وبتنهيده/وذا كل اللي صار.. وش رأيك في اللي سمعته !

صهل الأدهم بقوه وكإنه بيرد عليه وهو مسح على رقبته وبإبتسامه/كنت أدري إنك رح تفهمني وبتوافق على حكيي وأوعدك أول مانتفق بجيبها لك آدري إنك إشتقت لها ..

سكت للحظات قبل مايتابع بلهجه أقسى /بس من الحين مابي حركات ماسخه يعني تحترم حالك وتنتبه لتصرفاتك ولا مارح أجيبها لك مره ثانيه فهمت !

حرك الأدهم رأسه بموافقه مصحوبه بصهيل عالي خلى سند يتمتم /إنزين بنشوف يلا خل أردك الأسطبل مابي اتأخر عليهم .

أمس بعد ماخرج من عند جده ماقدر يظل في البيت وفضل يروح المزرعه يبات فيها وقضى أغلب وقته مع الأدهم والحين صارت الساعه ست ونص الصبح ولازم يرد لأجل يشوف وش سوا معاذ في اللي إتفقوا عليه !

،
،
،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قالتها بمرح رغم إن وجهها محمر من الخجل لإن ذي كانت أول مره تدخل لجدها صقر بدون عبايه ونقاب !

حطت صينية القهوه من يدها وعدلت لفة شرشف الصلاه على رأسها بإحكام وإتوجهت لجدها اللي رد السلام ووقف يستقبلها بترحاب /ياهلا ويامرحبا بالجوري تو مانور البيت ..

ضمها لصدره للحظات قبل مايبعدها عنه وهي باست رأسه ويده وبإرتباك/هلا بك ياجد.. منور بأهله ..

سحبت يدها وراحت سلمت على خالها اللي طالعها بعتاب صامت وضمته بقوه /خالي حبيبي فقدتك ياتاج رأسي .

باست رأسه ويده وتابعت بحب/ الحب زعلان مني ! أنا فداك ياخال مالك إلا طيبة الخاطر بس لاتزعل مني تمام ..

رد بتنهيده /تمام مش وقته ذحين ..

هزت رأسها بموافقه وجابت القهوه وقهوتهم قبل ماتجلس جنب جدها اللي بادرها بالكلام / بالمبارك يابنيتي الله يجمع بينكم على خير .

عضت على شفايفها بإرتباك وهزت رأسها بصمت..

هي تبغى تتطلق وجدها يادوب بيبارك لها !

صبرً جميل والله المستعان ياجوري ..

سألته بإهتمام/أنتا كيفك ياجدي طمني عنك وعن صحتك ..

رد بحنان/نحمد الله ونشكره مافينا إلا العافيه أنتي شلونك وسلامتك وش فيها يدك !

سحبت كمها لين غطت كفها وبإبتسامه/ الله يسلمك من كل شر بسيطه لاتشغل نفسك أنتا عارف هبال على قولة جدتي ..

أبوعلي بجديه/حاكيتي عيالش إنش إتزوجتي !

ردت بهدوء/لا ياخال ماكلمتهم ذا شي ماينقال في التلفون بعدين مافي داعي يعرفوا ..

عقد حواجبه بإستغراب/ليش مافيش داعي يعرفوا ! هذا زواج على سنة الله ورسوله لاهو عيب ولاحرام لوما تستحي وتسكتي ..

هي ماكانت تبغى تفتح الموضوع ذحين بس هيا جات كذا..أخذت نفس عميق وإتوكلت على الله/ماقلتلهم لإني مابغى أكمل في ذا الزواج .. أنا أبغى أتطلق ..

صرخ أبوعلي بصدمه/ماهو !

الجد كان متوقع إنها هتفكر في الطلاق خاصةً بعد سفرها المفاجئ لكن بعد كلامه مع علي إتأكد لذلك ماإنصدم وحافظ على هدوئه / تدرين وش بيقولون الناس عنك لاتطلقتي وأنتي مالك كمن يوم مملكه !

ردت بثقه/ محد يهمني غيركم ياجدي ولا الناس كلامهم مارح يفرق معايا ولايهمني أنا مومسويه شي غلط ذا ش

قاطعها أبوعلي بعصبيه/ كل اللي سويتيه وعادش بتسويه غلط في غلط.. أهلنا وجماعتنا عادهم لليوم بيتصلوا يباركوا ويسألوا من ناسبنا وأنتي تشتي تطلقي يامجنونه !

ردت بهدوء/ والله ياخالي ذا شرع ربنا وأنا ماهموت نفسي علشان أرضي الناس ذي حياتي أنا وأنا اللي بعيشها ومحد له دخل بي--

غمضت عيونها لما نزل كف خالها على خدها بقوه وقطع كلامها وهو يصرخ بغضب/ مالنا دخل ! ليش إحنا مش أهلش ولاخلاص قد شورش من رأسش !

وقف الجد بينه وبين جوري ومسكه وبحده/يابوعلي الله رضى عليك السالفه ماتنوخذ بالصراخ والضرب ..

رفعت رأسها وبعدت جدها من قدامها وطالعت خالها بهدوء/أنا قصدت الناس بكلامي ماقصدتك أنتا وأخواني، أنتوا تاج رأسي وأنا متربيه وأعرف حدود--

قاطعها بصراخ/ لو أنتي متربيه صدق ماخرجت منش كلمة طلاق في مجلس الرجال بدون لاتشاوريني.. أنا أبوش حتى لو أنتي ماقلتيها بلسانش أنا أبوش وكلمتي تمشي عليش غصب عنش وطلاق والله ماتطلقي ومالش خرجه من بيت زوجش إلا لقبرش و--

خير وش صاير !

إلتفت الكل لأبوسند اللي دخل مع معاذ وعبدالرحمن، الجد بآمر/عبدالرحمن خذ أختك وأطلع ..

هم حضروا كل اللي قاله أبوعلي من شويه لذلك مسكها بدون تردد / تعالي معايا شويه ..

سحبت يدها من يده وطالعت الجد بهدوء/ ومالك لوا ياجدي بس أسمحلي أنا موطالعه من هنا قبل ماإنهي الموضوع .

جلست بهدوء خلى خلاها يظن إنها بتتحداه وبصراخ / يعني تشتي تكسري يميني وتمشي اللي في رأسش يابنت صالح ..

إلتفت لمعاذ بغضب/أختك تشتي تتطلق يامعاذ .. قالت حياتها
وهي حره ومحد له دخل بها ..

معاذ بهدوء/صلي على رسول الله ياخال ومالك إلا اللي يرضيك بس أهدى شويه .

معاذ كان عاذرخاله ولولا إن عبدالرحمن صارحه هو وعمه مساعد بقرارها قبل مايدخلوا كان أنفعل وثار مثله وأكثر ..

صرخ أبوعلي بعدم تصديق/أقلك تشتي تتطلق تتطلق عادها مالها يومين من حين إتزوجت وتشتي تتطلق.. ماعيقولوا عليها الناس ! مافيها لوما إتطلقت مره ثانيه وبعد يومين من عرسها وأنت بتقلي أهدى !

حاول أبوسند يهديه/يابوعلي كل شي ينحل بالتفاهم وهذي بنتك مارح تطلع من شورك ..

أبوعلي بقهر/لو هي معتبره نفسها بنتي صدق ماكانت خرجت من العرس وسافرت ولا كانت جات ورقدت أمس قبل لاتبسرني ولا إتحاكت ذحين من رأسها بدون لاتفعلي قدر وقيمه.. هي بنتك أكثر ماهي بنتي.. هي بنتك أنت ..

كورت إيديها بقوه وغمضت عيونها للحظات علشان لحد فيهم يشوف تأثير كلامه عليها وبتساؤل/ حبي ليك وفرحتي بوجودك وأماني معاك ذول كلهم ماحسيت بيهم ! ولاماكانوا كفايه ! ليه نسيت كل حاجه بينا وماإفتكرت غير الكلمه اللي ماقدرت أناديك بيها ! زعلان علشان سافرت بدون ماأكلمك ! أكلمك كيف وأنا صوتي مخنوق ..
زعلان علشان نمت بدون ماأشوفك ! أشوفك كيف ووجهي كله دموع .. زعلان علشان ماشاورتك قبل ماأطلب الطلاق !
أشاورك كيف وأنا عارفه إن ذا هيكون ردك ..

حاوط أبوسند وجهها بكفوفه بخوف /خلص يالجوري أهدي شوي .

درت بمراره/ أنا هاديه بس.. شيل يدك علشان لايقول.. أنا بنتك وهوا لا ..

بعدت إيديه وطالعت خالها وبثبات/خلاص إرتاح وأطمن مارح أكسر يمينك وكلامك هوا اللي هيمشي.. تبغى من بكره نسوي الزواج تمام نسويه حتى لو فيه موتي بسويه بس لاعاد تقول إنك مالك قدروقيمه عندي تمام !

معاذ بحده/محد بيكسر حد ومحد بيموت حد أذكروا الله وصلوا عالنبي وبعدها نتفاهم ..

ذكروا الله وصلوا عالنبي عليه الصلاة والسلام وإلتفتت لمعاذ بغصه/ أتفاهموا أنتوا وخططوا لموتي زي ماتبغوا وبلغوني علشان إتكفن وأستعد للدفن بس لوقتها سيبوني في حالي ومابغى أشوف حد فيكم ..

إتجاهلت شهقاتهم المستنكره وتركتهم وطلعت بسرعه بدون ماتلتفت وراها ..

منع الجد عبدالرحمن إنه يلحقها/أتركها الحين أتركها ..

رد بعصبيه/كيف أتركها وهي بذي الحاله كيف !

إلتفت لخاله وتابع بعتاب/ من صغرها وهي تقلك يبه وماقالت ياخال إلا لمادخلت المدرسه لكن عمرها مافرقت بينك وبين أبي .. هي حتى مابتنطقش كلمة أبي مساعد قبالك علشان لاتزعلك وتكسر بخاطرك.. ليش حاكيتها هكذا! ليش قهرتها ليش !

قالها بنبره حاده خلت معاذ يصرخ عليه بغضب/عبدالرحمن أحترم نفسك ولاترفع صوتك ..

كور إيديه بقوه وبقهر/ وأنتا ليش مادافعت عنها وقلت له إنه ظلمها ! قلت لك من قبل كلام الدكتور.. جوري مريضه وأي صدمه قويه ذي المره هتنهيها يامعاذ هتنهيها ..

نهى جملته بصراخ وخرج زي المجنون يدور عليها بينما معاذ رجوله خذلته ورمى نفسه عالأرض ودفن وجهه بين إيديه والكل إجتمع حوله وداخلهم ألف سؤال وسؤال !

،
،
،

كانت جالسه على فراشها بتشرب كأسة المويا اللي جابها علي قبل مايخرج من غرفتها !

حطت الكأسه ووقفت قدام المرايه وشهقت من منظرها المزري.. وجهها أحمر وجفونها منتفخه من كثر البكاء وشعرها م---

سلامٌ قولً من ربً رحيم.. لاتأذونا ولانأذيكم ..

صوت علي الساخر خلاها تغمض عيونها بإحراج ..

موكفايه إنه حضر إنهيارها المفاجئ واللي ماتدري كيف صار وفوق ذا هوا اللي فوقها من إغمائها وذحين شافها بذا المنظر اللي يعر !

ردت بإرتباك/ أطلع طيب لا ألبسك ذحين .

أعطته ظهرها وفكت شعرها وصارت تمرر أصابعها فيه في محاولة لترتيب خصلاته المتشابكه بسبب دموعها قبل ماتلمه كعكه وهي بتحاول تبعد عن نظرات علي المتفحصه اللي بتحسسها بالخجل ..

علي ببرود/ مدام رجعتي لطولة لسانش معناها إنتي بخير وأنا اللي ظنيت إني ماهسمع صوتش لشهر ..

قالها بسخريه تدري إنها بتداري قلقه الفعلي عليها، طالعته بإبتسامه/ وأنتا تظن إن شوية دوخه بتغير طبيعتي ! أنا ممكن أقولك قصيدة شعر وأنا مغمى عليا ولايهمني أنا قردتك وذا شي تافه بالنسبه ليا والمفروض تكون عارف ذا الشي ياسيادة العميد ..

هز رأسه بموافقه وبجديه/ ولإني عارفش مستغرب ليش متحامله على أبوبدر بهذي الطريقه .. أيش اللي مش عاجبش فيه علشان ترفضيه بهذا الإصرار ياأميرتي .. أيش سوالش علشان تظني انه بيكرهش !

سيرته عكرت مزاجها اللي كان بدأ يتحسن بسبب أخوها والظاهر مزاجها هيظل معكر طول ماذا الموضوع معلق علشان كذا لازم تنهيه ..

ردت بهدوء / الأرواح جنود مجنده وأنا ماإرتحت لذا البني أدم.. كذا لله في لله ولولا إرتباطه بأبويا مساعد أنا كنت منعت أسمه ينذكر قدامي ..

رد بإستغراب/لذي الدرجه !

هزت رأسها بإيجاب/ وأكثر لذلك مافي إحتمال لو صفر في الميه إني أوافق عليه ياعلي ولو كان آخر رجال في المجره مو بس في الأرض زي ماقلت قبل كذا ..

رد بجديه/بس بهذا الشكل أنتي بتغلطي وقوي ياجوري.. أبوبدر رجال كامل والكمال لله ومهما دورت ماعد ألقى رجال مثله يستاهلش ..

طالعته بعدم تصديق..

علي ماكان من النوع اللي بيعجب في أي أحد ..

ولا من النوع اللي بيوثق في الناس بسهوله ..

وإذا وصل الموضوع ليها ولأحلام فعلي بيكون صعب الإرضاء لدرجة مستحيله !

فكيف قدر ذا الإنسان يحوز إعجابه وثقته العمياء لدرجة إنه يشوفه الوحيد اللي يستاهلها !

سألته بشك/ أنتا متأكد إنا بنتكلم عن نفس الشخص ! أبوبدر المنذر ماغيره !

هز رأسه بموافقه خلتها تتابع بإستفزاز/ أفهم من كلامك إنك بتوثق فيه زي مابتوثق في صدام !

إذا كان عبدالرحمن تؤام روحها فصدام كان تؤام علي و--

قاطع أفكارها بهدوء/ صدام وسند عينين في رأس ..

ذي المره رده صدمها عن جد وخلاها تسكت للحظات ..

كيف بيساوي بين تؤام روحه وأخوه وأقرب ناسه وبين واحد زي أبوبدر!

سألته بمكر/ بس بينه وبين صدام مين اللي تشوفه يناسبني أكثر كزوج !

رد بهدوء/أثنينهم والنعم فيهم ، لكن حالتش أنتي أبوبدر أنسب لش من صدام .

كانت متوقعه إنه هيزكي صدام ويختاره بدون تفكير بس هوا خيب ظنها وبقوه !

صرخت بإستنكار/وليه إن شاء الله، أيش اللي فيه زياده عن صدام !

رد ببرود/حاجه الصغار اللي مثلش مايعرفوها واللي خلته يكون زوجش المستقبلي المناسب ..

ضحكت بسخريه/ زوجي المستقبلي ! وحاجه ماأعرفها ! وذي اللي هيا تطلع أيش بالصلاة عالنبي ! أيش الشي المهم اللي شفته فيه من بين كل خلق الله !

عليه الصلاة والسلام ..

قالها وشرب شايه على مهل وعينه عليها قبل مايتابع بغموض/ولو إنش بتتسيمجي لكن هقولش .. شفت أشياء كثيره مايفهمها إلا رجال مثله وهذا اللي خلاني أوافق عليه .

ماتقدر تنكر إنه أثار فضولها لأقصى حد !

أيش اللي شافه فيه علشان يتفوق على صدام !

أيش الشيئ اللي بيميز ذا الإنسان عن غيره !

أيش الل---


لودخلتي لأبوبدر بذا الوجه أظن بيتراجع عن الخطبه !

إلتفتت لعلي اللي قطع أفكارها بتعليقه الساخر وردت بسخريه مماثله / لاتقولها.. قلبي لسا صغيرعلى كسره بذي الطريقه .

سألها بجديه / مش أنتي اللي أقنعتي أحلام تجلس مع يزن علشان تتفاهم معاه ! ليش ماتعملي بنصيحتش ! ليش ماتجلسي معاه وتحاولي تقربوا وجهات النظر !

ردت بهدوء/ أحلام كانت محتاره ومتردده وإحتاجت دفعه بسيطه تساعدها في إتخاذ قرارها، لكن أنا عارفه أيش اللي أبغاه ومتأكده منه وأنا ببساطه مابغى أي شي يربطني بذا الإنسان ناهيك عن تقريب وجهات نظرنا فهمت ياعلي ..

رد بتفهم/ تمام كلامش بس هذا مايمنع إنش تجلسي معاه بالعكس هذا أدعى وأهم عارفه ليش !

هزت رأسها بنفي وبإهتمام/ ليه !

رفع حاجبه وبخبث/ هتكوني ضربتي عصفورين بحجرواحد !منها يتراجع عن خطبته وتفتكي منه.. ومنها يتحمل اللوم بدالش عالرفض وبتطلعي ببياض الوجه قبال أبي مساعد وأبي صقر مش هذا اللي يهمش غي الموضوع .. أبي مساعد وأبي صقر!

طالعت فيه بصمت وهي تقلب كلامه في دماغها بتفكير!

كلامه جاء عالجرح !

هو صح قالها بمزحه بس ليه لا !!!

ماهيا من بعد ماحطت لهم العشاء وهي بتفكر في ذي الهرجه..

وكانت ناويه تأخذ رأيه في إنها تقابل أبوبدرعلشان تبلغه برفضها شخصياً بس مو قبل ماتفهم سبب خطبته لها في المقام الأول !

وهوا وفرعليها بمزحته ذي كل اللي كانت هتقوله علشان تقنعه يسمح لها تقابل عريس الغفلة !

ذي كانت فرصتها ولازم تستغلها لصالحها !!

أخذت قرارها وطالعته بإبتسامه / وأنا موافقه وهروح ألبس عبايتي .

علي بإستفزاز/ بس أحنى ماتفقنا على عبايه لازم تدخلي كاشفه ولا تشتي تضحكي على الرجال من أولها !

ردت بحده /لو يموت مايشوف ظفري وكفايه عليه هجيه بنفسي وكمان أكلمه .

رفع إيديه قدامها يهديها / أعصابش ياأميرتي أعصابش لاتنسي إنش داخله علشان تخلصي نفسش مش تخلصي عليه .. ركزي في هدفش وخلي مشاعرش على جنب .

زفرت نفس طويل وإستعاذت بالله من الشيطان الرجيم قبل ماتهز رأسها بموافقه صامته ..

مسك يدها وبجديه /أنا داري إنش داخله وأنتي ناويه ترفضيه في كل الأحوال لذلك ماهتخسري شي لو أديتيله فرصه علشان يحاول يقنعش فيها بطلبه.. عالأقل من باب الضيافه والمساواه وتكافؤ الفرص ياأميرتي ...

ردت بتنهيده/ تمام ياسيادة العميد تمام ..

وقف بهدوء/على خيرة الله أحنا بنسبقش لديوان النسوان لاتتأخري .

تركها وخرج وهي راحت تغسل وجهها وتستعد للمواجهه !

تنهيدتها العميقه رجعتها من ذكرى الموقف اللي إتسبب في أم المصيبه اللي ورطت نفسها فيها وصرخت بقهر/ تستاهلي ياغبيه تستاهلي ..

إتحركت في الحديقه بعصبيه ..

ماكان لازم أدخل من البدايه !

ماكان لازم أقابله !

كان لازم أخذ وقتي وأحسبها من كل الجهات !

هذي نهاية تهوري وتسرعي !

هذي نتيجة قطع الوعود ساعة الغضب !

ماكفاني وعدي الأول لخالد واللي كان أول مسمار دقيع في نعشي !

قمت قطعت وعد ثاني كان هوا السبب في اللي أنا فيه ذحين !

زفرت بعمق وفركت جبينها بقوه...

ماكانت قادره تصدق إنه مر أربع أيام على وجودها في الرياض بدون أهلها !

أهلها اللي سافروا اليمن بدونها !

أهلها اللي رجعوا لبيتهم وتركوها في بيت زوجها !

بيت زوجها !

عضت شفايفها بغيض لين أدمتها وهي بتتذكر كلام معاذ لها قبل مايسافر
(اتأكدي إن كل اللي بسويه علشانش ولمصلحتش)

علشانها !

ولمصلحتها !

إتخلى عنها وتركها وإتجرأ يقولها إن ذا علشانها ولمصلحتها و---


رنين جوالها قطع أفكارها وأسم أبوها مساعد اللي نور الشاشه بعث شعاع شمس إخترق طبقات السواد والغضب اللي غلفتها للحظات خلت وبددتها بسرعه !

أخذت نفس عميق قبل ماترد بحنان/السلام عليكم.. هلا ياروحي ..

أبوسند بحب/وعليكم السلام والرحمه.. وينك فيه ياروح أبوك .

دارت بعيونها في الحديقه الشاسعة اللي كانت متنفسها طول الأيام اللي فاتوا وبمرح/شفتك مشغول أنتا وجدي بضيوفكم قلت أجري شويه على بال ماتخلصوا تعرف أمي وثريا وبتول برا وذي فرصتي علشان أجري براحه ..

أبوسند بضحكه/إنزين ماعد به أحد تعالي بسرعه لإني محضر لك مفاجأة لاتتأخرين ولا بتروح عليكي ..

شهقت بفرح/ مفاجأة !

رد بغموض/وبتعجبك حيل بس لاتطولين ..

قفل وتركها تحك رأسها بتفكير/مفاجأه بتعجبني ! ياترى أيش هيا !!

إتحمست بسرعه ونسيت كل اللي كانت بتفكر فيه وجريت علشان تأخذ دش سريع قبل ماتروح تشوف مفاجأتها ..

ذي كانت مفاجأة وهي بتعشق شيئ أسمه مفاجآت ..
حيا الله من جانا .. حيا الله علي ..

إلتفت علي للجد صقر اللي رحب فيه للمره العاشره خلال نص ساعه /الله يحييك ويبقيك يبه صقر..

أبوسند براحه/زين منك اللي جيت ياعلي يابوك ماتدري شلون وجودك ضروري ..

علي بإبتسامه /الظاهر أميرتي شاده حيلها وماخلت أحد ماجننته لا عندكم ولاعندنا !

الجد بضحكه/منت جاهل سوالف أختك .. الجوري ذيبه وتعجبك .

أبوسند بإبتسامه/محد معجب في سوالفها كثرك يبه ولا سند ماظنتي عاجبه قعدتها عندك ..

إلتفت لعلي بشرح/أختك أم رأس يابس ماعتبت باب بيتي وظلت مع أبوي هنا من يوم سافروا أهلك وفوق منها مابعد شافت سند للحين ..

إتوسعت إبتسامة علي وبتسليه/هذا أقل شي تسويه، طيب والعريس وينه ذحين ! لايكون مل منها وفلت لها الجمل بماحمل وهج !

أبوسند بحب/اللي يعرف بنييتي لا يملها ولايعوفها.. وتوني إتصلت فيه وقال الحين بيدخل بإذن الله .

الجد بثقه/ سند ماترك لها الجمل على قولتك إلا وهو موثقه زين ميرإرخى لها الرباط لأجل مايقطع مابينه وبينها .

علي بإبتسامه/ وهذا العشم فيه لكن هذا مايمنع إنا ندعي الله يعينه ويصبره.. لإنه بصراحه هيحتاج لصبر أيوب عل---

السلام عليكم ورحم---

إلتفتوا لسند اللي دخل يسلم وقطع سلامه فجأه !

وقف سند بجمود وهو يطالع في وجه عدوه اللدود ..

علي !!!

وش اللي جابه !!

قرب منه وصافحه ببرود/أهلا وسهلا .. شلونك يابوعبدالله .

علي بإبتسامه /المرحب باقي بخير الله يسلمك ويعافيك أنت كيفك طمني عنك يااا عريس !

قالها وهو رافع له حاجبه بسخريه إتجاهلها سند وهو بيجلس براحه /عريس مثل ماقلت يعني حالي من أحسن مايكون والحمدلله ..

علي بإستفزاز/ غريبه ! مش هذا اللي وصلني بس يمكن أكون فهمت غلط ..

ماقدر الجد يمنع نفسه من التعليق بخبث/تصدق عاد ياعلي الجوري حيل بتستانس يوم تشوفك وتقعد معك زين إنك جيتنا ..

فز سند من مكانه بعنف !

تشوفه وتقعد معه !

إذا كانت بتظن إنه بيسمح لها تقابله وتحكي معه مثل قبل فهي بتحلم !

وذا ماهيكون غيرعلى جثته !

وجثة علي قبله !!

إلتفت لعلي اللي طالعه بإبتسامه مستفزه ذكرته بذكرى مزعجه ماقدر يتخلص منها وغرق فيها فجأه ...


بعد خروج طفلته اللي أعطتهم موافقتها خرج مع علي ورجعوا لمجلس الرجال.. وقف علي في الحوش وأشر له على شجره كبيره بإبتسامه/ذا مكان أميرتي المفضل ودايماً بنجلس تحتها نتقهوى وتقرأ لي شعر ..

إنصدم سند من اللي سمعه ووقف مكانه بعدم تصديق"ذا ماهوبصاحي أبد .. الحقير النذل " طالعه بإحتقار/ أحترم وحشم أصحاب البيت اللي عادينك واحد منهم واستأمنوك على عرضهم وإذا كنت تظن إنك بهالحركات رح تخليني أهون عنها فأنت غلطان لإني رح أملك عليها الحين بإذن الله .. فإتقي شري وأحترم حالك ولاتجيب طاري زوجتي على لسانك ..

تركه ودخل للرجال وهو يمثل الهدوء مع إنه بيشتعل من الغضب.. بلغهم بموافقتها وطلب من الشيخ يملك لهم في نفس اللحظه اللي دخل فيها علي وأكد لهم كلامه وبعد دقايق حضر عدد من الجيران وفي لحظات كان بيوقع على عقد زواجهم وهو منتبه لعلي اللي همس لمعاذ بضع كلمات غير مسموعه وبعدها أخذ معاذ الدفتر لطفلته ورجع بعد دقيقتين ..

ولما طلب الشيخ الشهود طالع بحيره في علي اللي قدم بطاقته كشاهد !

وإنضم له صدام ولد خاله وبعد لحظات أضاءت السماء المعتمه بأضواء العيارات الناريه وشق صوتها سكون الليل الهادي مع أصوات الزغاريط اللي صدحت في البيت رافقتها التبريكات والتهاني اللي إنهالت عليه من كل اللي في المجلس ..

الحين بس قدر يتنفس براحه وإبتسامه حقيقيه بتزين وجهه ..

طفلته صارت زوجته رسمي ..

وأخيراً ...

ماكان قادر يصدق أويستوعب إنه أخيراً صارت له و--

ولو إني كنت شاك فيك لكن طلعت عند كلمتك ..

إلتفت لعلي اللي قطع عليه أفكاره السعيدة ورد ببرود/كلمتي موبموضع شك لإني دايم أوفي بها وسبق وقلت لك مابنمسي إلا وهي على ذمتي والحمدلله صار اللي أبيه وخل هالشي في بالك.. اللي أبيه هو اللي يصير .

مال عليه بهمس /مش معنى إنك كسبت أول معركه يعني إنك كسبت الحرب ، العبره دايماً بالنهايه .

رفع له حاجبه وبثقه/ هالمعركه خاضوها كثير قبلي والكل خرج منها خاسر وأنت أولهم والنهايه معروفه بأخذ زوجتي وبنبدأ حياتنا بعيد عنكم .

أنفجر علي بضحكه عاليه ماإستغربها ..

الرجال جن عالآخر ..

أكيد جن ولا في أحد عاقل يكون الشاهد على زواج وحده كان يبيها !

وقف علي ضحك ورد بغموض /أنا أبداً ماكنت خيار وارد لدخول هذي المعركه وعمري ماهكون خاسر تدري ليش ! لإن مهما مر في حياتها أنا هكون الثابت الوحيد في قلب أميرتي ومكانتي عندها محفوظه لإني ببساطه علي .. ع ل ي ..

كلامه خلى الدم يغلي في عروقه وبدون مايحس أرتفعت قبضته وطارت لوجه علي اللي مال وإتفادها بسهوله وقبض على ذراعه بسرعه ولواها وراء ظهره وبأمر/أهدى فرجت الناس علينا ياعريس ..

وإلتفت للكل بضحكه/كان بيننا رهان لو تم العقد الليله هسمح له يوجه لي لكمه بس العريس مع الفرحه ماضبطها ..

شاركه الكل الضحك بمرح بينما سند خلص ذراعه من يد علي وهو بيشتعل من الغضب ..

في داخله نار هتحرق الأخضر واليابس !

هالحقير من لحظات إستهزء بيه !

وضحك الكل عليه و--

خلي روحك رياضية ولاتنسى إن خبرتي القتاليه أكبرمن خبرتك وبوكس تافه مثل هذا مستحيل يلمسني ..

كلماته الساخره اللي همسها علي بصوت ماسمعه غيره زادت من نار غضبه !

غمض عيونه وأخذ نفس عميق وزفره ببطئ قبل مايفتح عيونه اللي إتحولت لجليد أسود وببرود/لاتظن إني بتركك بيجي يوم نتواجه فيه لوحدنا ووقتها بتشوف شلون بلمسك وأدفعك ثمن كل حرف قلته وذا وعد مني .

هز رأسه بموافقه/وأنا هنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر و---





علييييييييييي !!!!!



صرختها المصدومه إخترقت سمعه مثل طلقة الرصاص ورجعته لواقعه اللي صدمه !

إلتفت لمصدر الصرخه اللي كان عارف صاحبتها وشافها !

في ثانيه كانت واقفه عند باب المجلس !

وفي اللي بعدها كانت في أحضان علي !

هي خطوه وحده بس اللي خطاها ناحيتها قبل ماتنطلق زي السهم وترمي نفسها في حضن علي اللي أستقبلها بذراعين مفتوحه ولفها حولها وضمها لصدره ودار فيها وهي تضحك بفرح غامر!


إتسمر مكانه وقلبه بيضخ الدم في عروقه بجنون من اللي قاعد يشوفه و---

لو أدري إن شوفة علي أخوكي بتخلينا نسمع هالضحكه كان قلنا له يجي من زمان ...

وأنا لو أدري إن أختي حبيبتي بتفرح بجيتي هكذا كنت سكنت جنبكم يبه صقر ..

علي أخوكي !

أختي حبيبتي !


ذا كل اللي علق في ذاكرته من كل اللي قالوه !

علي أخوكي !

أختي حبيبتي !


ظلت تتردد على مسامعه مره بعد مره وهو ينقل نظراته بينهم بعدم إستيعاب ..

من أخو من !

متى !

وشلون !

كان مصدوم لدرجة إنه فقد القدرة عالنطق وإكتفى بالتحديق في العملاق اللي نزل طفلته عالأرض ووقفها قدامه وطالعها بإبتسامه / لو كنت أدري إنش بتفقديني هكذا بعد زواجش كنت زوجتش من زمان يا أميرتي ..

ضربته بوكس على بطنه وبغيض/أنا دايماً بفقدك بس أيش أسوي إذا الله رزقني بأخ بارد ماعنده إحساس ولاتمييز.. أنتا تحمد ربك إني لسا بكلمك .

ضمها لصدره وباس رأسها وبضحكه/أيوووه هذي أختي اللي أعرفها.. بصراحه كنت بديت أشك في سلامة قواش العقليه .

أبوسند بحنان/هااا وش رأيك في مفاجأتي يالجوري !

دفت علي وراحت ضمته بحب/ الله لايحرمني منك ياقلبي أصلاً الحلو مايجي منه غير الحلو .

علي بإنتصار/قلت لش إنش معجبه بي وبتكابري بس الحمدلله اللي إعترفتي إني حالي في وجود شهود ..

ردت بثقه / لما تكون أختك جوري الجابر طبيعي تأخذ شويه من حلاها غير كذا كنت هتعنس وتخلل جنبي ياعم الحلو ولا لا يبه !

أبوسند وهو يمسح على رأسها بحب/معلوم ياقلب أبوك أنتي وردة الجابر وشيختهم بعد ويحمد ربه يوم صرتي أخته ..

الجد بإبتسامه/مارح تسلمين على رجلش يالجوري من ساعه وهو يناظرك ..

تبعت إشارة جدها لين وقعت عيونها على أبوبدر اللي واقف يطالعها بجمود !

حمدت ربها إنها لابسه شرشف الصلاه اللي إتعودت تقابل بيه جدها وأبوها طول الأيام اللي فاتت.. عدلت طرحة الشرشف اللي إرتخت من جنانها مع علي وبلعت ريقها وسحبت أنفاسها بعمق وراحت وقفت قدامه ومدت يدها بدون ماتطالعه وبهدوء/أهلين ..

قشعريره سرت بطول ذراعها بمجرد ماإستقر كفها في كفه وبسرعه سحبتها وإخفتها وراء ظهرها ورجعت وقفت جنب علي اللي مسك كفها وضغط عليه بحنان وكإنه حس فيها..

الجد بهدوء/علامكم واقفين أرتاحوا وخل نتقهوى ..

ذكرت نفسها " جاء وقت الحساب ياجوري" وبإعتذار/ معليش ياجدي ممكن تسمحلنا شويه !
أصل أخويا حبيبي وحشني وحابه أجلس معاه نعوض اللي فاتنا..

قالت جملتها الأخيرة وهي تطالع سند بتحدي مافات على علي !

هز الجد رأسه بموافقه وهي مسكت يد علي وبدلع/علاوي حبيبي يلا !

طالعها علي برفعة حاجب "علاوي ! وحبيبي ! خير اللهم أجعله خير" وقف معاها وبمسايره /يلا ياأميرة علاوي وروحه .. السموحه ياجماعه ..

طالعت سند بإبتسامه عذبه ورفعت يدىعلي لفمها وباستها بحب وطلعت تحت إنظار سند المصدومه !!
في شيئ غلط في المشهد اللي صاير ! |
ذا الشيئ الوحيد اللي ظل يردده بينه وبين نفسه في ظل تبلده المفاجئ ومع كل حركه وحرف صدرت عن الثنائي اللى قدامه !
أكيد في شيئ غلط ...
هاللي قاعد يشوفه لايمكن يكون حقيقي ..
يمكن حلم !! |
کابوس !!
أكيد كابوس..
أصلا ذا التفسير الوحيد للي قاعد يشوفه ...
لأن طفلته لايمكن تتصرف بهالشكل في الواقع ..
مهما حبت اللي أسمه على كأخ إلاإنها لايمكن تتجاوز حدود الله وتغضبه بتعاملها معه بذا الشكل السافر..
طفلته مارح تسمح لأي أحد يدنس طهرها ويلمسها بدون
وجه حق…

،،،،،،،،،،،،،،،،

لامت نفسها على تهورها اللي خلاها تحت رحمة علي واللي كانت متأكده انه مارح يتركها إلا بعد مايسمع رد مقنع على سؤاله لذلك قررت تصارحه بجزء من الحقيقة فأخذت نفس عميق وردت بهدوء/ ببساطه كنت بشوف ردة فعله على طبيعة علاقتنا وإذا كان من جماعة هوا مش أخوها حقيقي بس من الرضاعه وإلى آخر الكلام الغبي اللي سبق وسمعته قبل كذا، يعني تقدر تسميه إستباق للإحداث أو أختبار.. اللي يعجبك.

هز رأسه بتفهم وسألها بجديه/وأيش اللي طلع معش.. كيف شفتيه !

زفرت بضيق/ماأدري ماأدري ..تفكيري مشوش ومحتاره بشكل غريب لدرجة إني ماعدت عارفه نفسي، يااخي الرجال ذا مرات بحس اني بكرهه ومرات --

تركت جملتها معلقه وصارت تدور بعصبيه وعلي بيراقب كيف بتفتح فمها وتقفله لكذا مره بدون ماتتكلم وكإنها بتحاول تلقى كلمه مناسبه تعبر بيها عن اللي حاسته !

مسك يدها ورد بخبث / بس بيقولوا إن الكره هو الوجه الثاني للحب و - - - - -

قاطعته بحده/ حبك برص منك ليه، الظاهر أنك مسخن وبتهلوس ..

نفضت يده بعنف وأعطته ظهرها ومشيت بينما تابع بإستفزاز/ يجوز اني مسخن وبهلوس ويجوز انش معجبه به ومش قادره تعترفي لنفسش بهذي الحقيقه.


،،،،،،،،،،،،،

رد بعصبيه/يعني ماكفاك انك جبرتني اسافر وافلتها! وذحين بتمنعني اكلمها!

رد ببساطه/والله اذا كلامك بيشجعها ع الجنان اللي في رأسها فأكيد همنعك، اختك مجنونه جاهزه مش بحاجة دعمك ياتوامها..

رد بعدم تصديق /مجنونه علشان تشتي تختار حياتها بنفسها!

ضرب سطح المكتب بقوه وبحزم/ وهذي هي حياتها اللي اختارتها بنفسها ومحد غضبها عليها ولانسيت؟

رد عبدالرحمن بسرعه/ صح محد غصبها، لكن هي ماكانت في وعيها وقتها والدليل انها أتراجع عن قرارها بمجرد ما استوعبت ال---

قاطعه بغضب/ ماكانت في وعيها كيف واستوعبت ايش بالضبط ! اليوم موافقه وغدوه اشتي اطلق؟؟ معاك خبر انت واختك ساع الناس ولا هو لعب جهال وضحك عالدقون !

مسح عبدالرحمن وجهه واخذ نفس عميق وحاول يتكلم بهدوء / يامعاذ اهدى وحاول تفهم،، انت ماشفت شكلها كيف كان وقتها؟ ماشفتها كيف كانت ببتصرف بغير حس! زي ماتكون في صدمه او حالة عدم إستيعاب، اكيد سند قلها شي خلاها ت---

قاطعه معاذ بإستنكار غاضب/ ايش هيكون قلها يعني؟ هددها بالقتل لو ما وافقت! او يمكن بالخطف! اقلك.. اكيد هو اللي خطفها هاذك المره واعترف لها ذحين بذا الشي، فقالت أوافق اسلم؟ ايش رايك مش ذا الفلم ارتب واضبط من حقك؟؟؟؟؟

،،،،،،،،،،،،،،،،،

جده كان طول الوقت يدري بحقيقة مشاعره ناحيتها وبيختبره !

علشان كذا كان دوم يطريها ويقرنها بعلي بإصرار !

كان بيتعمد يستفزه !

وبيضغط عليه بإستمرار وبطرق غير مباشره وبعدها بيحلل كل تصرفاته !

جده كان أشبه بصياد رمي طعم في البحر وإتظاهر بنسيانه بينما هو كان منتظر سمكته بكل صبر وتأني لين تلتقط الطعم وتوقع في قبضته !

ومع الأسف ..

هو كان هالسمكه اللي بلعت الطعم بكل سذاجه ..

،،،،،،،،،،،،،،،،،


أتزوجتي من ورايا ياخاينه .

بعدت الجوال عن اذنها لثواني وهي بتضغط عليه قبل ماترد بضيق/خرمت أذني وطبلتي مالها قطع غيار ياغبي .

رد بقهر/جوري بلا سواقه ترى موناقص سماجه روحي واصله لخشمي م--

قاطعته بسخريه/أجل أنتبه تعطس ياخفيف .

مؤيد بعدم تصديق/يابرودك يا شيخه ذا اللي ربنا قدرك عليه! موكفايه ثلاث أيام أتصل وحضرتك عامله فيها عبده مشغول وماتردي

ردت بتنهيده/ كنت محتاجه أجلس لوحدي بعدين أيش تبغاني أقولك ، ياسبدي خلاص اللي صار صار وأختك إتدبست و--

قاطعها بعدم إستيعاب/إتدبستي ! يعني أنتي موموافقه ! أجل إتزوجتيه كيف ! لاتقولي محد أخذ رأيك وصحيتي لقيتي نفسك على ذمته زي لما إتزوجتي خالد ولا كيف يعني !

حست بضيق من سيل الأسئله اللي إنهمر عليها بدون إنقطاع وذا موغريب على مؤيد اللي كانت متأكده إنه زعل لإنها ماقالت له على ملكتها وعرف من أمها وفاطمه زوجته و--

قاطع أفكارها بصراخه/أنتي ناويه تجلطيني ردي ليه ساكته !

فكرت بمراره ساخره "لا موغصباً عني .. كنت عارفه وموافقه.. أنا حتى وقعت على عقد الزواج بنفسي
حيا الله من جانا .. حيا الله علي ..

إلتفت علي للجد صقر اللي رحب فيه للمره العاشره خلال نص ساعه /الله يحييك ويبقيك يبه صقر..

أبوسند براحه/زين منك اللي جيت ياعلي يابوك ماتدري شلون وجودك ضروري ..

علي بإبتسامه /الظاهر أميرتي شاده حيلها وماخلت أحد ماجننته لا عندكم ولاعندنا !

الجد بضحكه/منت جاهل سوالف أختك .. الجوري ذيبه وتعجبك .

أبوسند بإبتسامه/محد معجب في سوالفها كثرك يبه ولا سند ماظنتي عاجبه قعدتها عندك ..

إلتفت لعلي بشرح/أختك أم رأس يابس ماعتبت باب بيتي وظلت مع أبوي هنا من يوم سافروا أهلك وفوق منها مابعد شافت سند للحين ..

إتوسعت إبتسامة علي وبتسليه/هذا أقل شي تسويه، طيب والعريس وينه ذحين ! لايكون مل منها وفلت لها الجمل بماحمل وهج !

أبوسند بحب/اللي يعرف بنييتي لا يملها ولايعوفها.. وتوني إتصلت فيه وقال الحين بيدخل بإذن الله .

الجد بثقه/ سند ماترك لها الجمل على قولتك إلا وهو موثقه زين ميرإرخى لها الرباط لأجل مايقطع مابينه وبينها .

علي بإبتسامه/ وهذا العشم فيه لكن هذا مايمنع إنا ندعي الله يعينه ويصبره.. لإنه بصراحه هيحتاج لصبر أيوب عل---

السلام عليكم ورحم---

إلتفتوا لسند اللي دخل يسلم وقطع سلامه فجأه !

وقف سند بجمود وهو يطالع في وجه عدوه اللدود ..

علي !!!

وش اللي جابه !!

قرب منه وصافحه ببرود/أهلا وسهلا .. شلونك يابوعبدالله .

علي بإبتسامه /المرحب باقي بخير الله يسلمك ويعافيك أنت كيفك طمني عنك يااا عريس !

قالها وهو رافع له حاجبه بسخريه إتجاهلها سند وهو بيجلس براحه /عريس مثل ماقلت يعني حالي من أحسن مايكون والحمدلله ..

علي بإستفزاز/ غريبه ! مش هذا اللي وصلني بس يمكن أكون فهمت غلط ..

ماقدر الجد يمنع نفسه من التعليق بخبث/تصدق عاد ياعلي الجوري حيل بتستانس يوم تشوفك وتقعد معك زين إنك جيتنا ..

فز سند من مكانه بعنف !

تشوفه وتقعد معه !

إذا كانت بتظن إنه بيسمح لها تقابله وتحكي معه مثل قبل فهي بتحلم !

وذا ماهيكون غيرعلى جثته !

وجثة علي قبله !!

إلتفت لعلي اللي طالعه بإبتسامه مستفزه ذكرته بذكرى مزعجه ماقدر يتخلص منها وغرق فيها فجأه ...


بعد خروج طفلته اللي أعطتهم موافقتها خرج مع علي ورجعوا لمجلس الرجال.. وقف علي في الحوش وأشر له على شجره كبيره بإبتسامه/ذا مكان أميرتي المفضل ودايماً بنجلس تحتها نتقهوى وتقرأ لي شعر ..

إنصدم سند من اللي سمعه ووقف مكانه بعدم تصديق"ذا ماهوبصاحي أبد .. الحقير النذل " طالعه بإحتقار/ أحترم وحشم أصحاب البيت اللي عادينك واحد منهم واستأمنوك على عرضهم وإذا كنت تظن إنك بهالحركات رح تخليني أهون عنها فأنت غلطان لإني رح أملك عليها الحين بإذن الله .. فإتقي شري وأحترم حالك ولاتجيب طاري زوجتي على لسانك ..

تركه ودخل للرجال وهو يمثل الهدوء مع إنه بيشتعل من الغضب.. بلغهم بموافقتها وطلب من الشيخ يملك لهم في نفس اللحظه اللي دخل فيها علي وأكد لهم كلامه وبعد دقايق حضر عدد من الجيران وفي لحظات كان بيوقع على عقد زواجهم وهو منتبه لعلي اللي همس لمعاذ بضع كلمات غير مسموعه وبعدها أخذ معاذ الدفتر لطفلته ورجع بعد دقيقتين ..

ولما طلب الشيخ الشهود طالع بحيره في علي اللي قدم بطاقته كشاهد !

وإنضم له صدام ولد خاله وبعد لحظات أضاءت السماء المعتمه بأضواء العيارات الناريه وشق صوتها سكون الليل الهادي مع أصوات الزغاريط اللي صدحت في البيت رافقتها التبريكات والتهاني اللي إنهالت عليه من كل اللي في المجلس ..

الحين بس قدر يتنفس براحه وإبتسامه حقيقيه بتزين وجهه ..

طفلته صارت زوجته رسمي ..

وأخيراً ...

ماكان قادر يصدق أويستوعب إنه أخيراً صارت له و--

ولو إني كنت شاك فيك لكن طلعت عند كلمتك ..

إلتفت لعلي اللي قطع عليه أفكاره السعيدة ورد ببرود/كلمتي موبموضع شك لإني دايم أوفي بها وسبق وقلت لك مابنمسي إلا وهي على ذمتي والحمدلله صار اللي أبيه وخل هالشي في بالك.. اللي أبيه هو اللي يصير .

مال عليه بهمس /مش معنى إنك كسبت أول معركه يعني إنك كسبت الحرب ، العبره دايماً بالنهايه .

رفع له حاجبه وبثقه/ هالمعركه خاضوها كثير قبلي والكل خرج منها خاسر وأنت أولهم والنهايه معروفه بأخذ زوجتي وبنبدأ حياتنا بعيد عنكم .

أنفجر علي بضحكه عاليه ماإستغربها ..

الرجال جن عالآخر ..

أكيد جن ولا في أحد عاقل يكون الشاهد على زواج وحده كان يبيها !

وقف علي ضحك ورد بغموض /أنا أبداً ماكنت خيار وارد لدخول هذي المعركه وعمري ماهكون خاسر تدري ليش ! لإن مهما مر في حياتها أنا هكون الثابت الوحيد في قلب أميرتي ومكانتي عندها محفوظه لإني ببساطه علي .. ع ل ي ..

كلامه خلى الدم يغلي في عروقه وبدون مايحس أرتفعت قبضته وطارت لوجه علي اللي مال وإتفادها بسهوله وقبض على ذراعه بسرعه ولواها وراء ظهره وبأمر/أهدى فرجت الناس علينا ياعريس ..

وإلتفت للكل بضحكه/كان بيننا رهان لو تم العقد الليله هسمح له يوجه لي لكمه بس العريس مع الفرحه ماضبطها ..

شاركه الكل الضحك بمرح بينما سند خلص ذراعه من يد علي وهو بيشتعل من الغضب ..

في داخله نار هتحرق الأخضر واليابس !

هالحقير من لحظات إستهزء بيه !

وضحك الكل عليه و--

خلي روحك رياضية ولاتنسى إن خبرتي القتاليه أكبرمن خبرتك وبوكس تافه مثل هذا مستحيل يلمسني ..

كلماته الساخره اللي همسها علي بصوت ماسمعه غيره زادت من نار غضبه !

غمض عيونه وأخذ نفس عميق وزفره ببطئ قبل مايفتح عيونه اللي إتحولت لجليد أسود وببرود/لاتظن إني بتركك بيجي يوم نتواجه فيه لوحدنا ووقتها بتشوف شلون بلمسك وأدفعك ثمن كل حرف قلته وذا وعد مني .

هز رأسه بموافقه/وأنا هنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر و---





علييييييييييي !!!!!



صرختها المصدومه إخترقت سمعه مثل طلقة الرصاص ورجعته لواقعه اللي صدمه !

إلتفت لمصدر الصرخه اللي كان عارف صاحبتها وشافها !

في ثانيه كانت واقفه عند باب المجلس !

وفي اللي بعدها كانت في أحضان علي !

هي خطوه وحده بس اللي خطاها ناحيتها قبل ماتنطلق زي السهم وترمي نفسها في حضن علي اللي أستقبلها بذراعين مفتوحه ولفها حولها وضمها لصدره ودار فيها وهي تضحك بفرح غامر!


إتسمر مكانه وقلبه بيضخ الدم في عروقه بجنون من اللي قاعد يشوفه و---

لو أدري إن شوفة علي أخوكي بتخلينا نسمع هالضحكه كان قلنا له يجي من زمان ...

وأنا لو أدري إن أختي حبيبتي بتفرح بجيتي هكذا كنت سكنت جنبكم يبه صقر ..

علي أخوكي !

أختي حبيبتي !


ذا كل اللي علق في ذاكرته من كل اللي قالوه !

علي أخوكي !

أختي حبيبتي !


ظلت تتردد على مسامعه مره بعد مره وهو ينقل نظراته بينهم بعدم إستيعاب ..

من أخو من !

متى !

وشلون !

كان مصدوم لدرجة إنه فقد القدرة عالنطق وإكتفى بالتحديق في العملاق اللي نزل طفلته عالأرض ووقفها قدامه وطالعها بإبتسامه / لو كنت أدري إنش بتفقديني هكذا بعد زواجش كنت زوجتش من زمان يا أميرتي ..

ضربته بوكس على بطنه وبغيض/أنا دايماً بفقدك بس أيش أسوي إذا الله رزقني بأخ بارد ماعنده إحساس ولاتمييز.. أنتا تحمد ربك إني لسا بكلمك .

ضمها لصدره وباس رأسها وبضحكه/أيوووه هذي أختي اللي أعرفها.. بصراحه كنت بديت أشك في سلامة قواش العقليه .

أبوسند بحنان/هااا وش رأيك في مفاجأتي يالجوري !

دفت علي وراحت ضمته بحب/ الله لايحرمني منك ياقلبي أصلاً الحلو مايجي منه غير الحلو .

علي بإنتصار/قلت لش إنش معجبه بي وبتكابري بس الحمدلله اللي إعترفتي إني حالي في وجود شهود ..

ردت بثقه / لما تكون أختك جوري الجابر طبيعي تأخذ شويه من حلاها غير كذا كنت هتعنس وتخلل جنبي ياعم الحلو ولا لا يبه !

أبوسند وهو يمسح على رأسها بحب/معلوم ياقلب أبوك أنتي وردة الجابر وشيختهم بعد ويحمد ربه يوم صرتي أخته ..

الجد بإبتسامه/مارح تسلمين على رجلش يالجوري من ساعه وهو يناظرك ..

تبعت إشارة جدها لين وقعت عيونها على أبوبدر اللي واقف يطالعها بجمود !

حمدت ربها إنها لابسه شرشف الصلاه اللي إتعودت تقابل بيه جدها وأبوها طول الأيام اللي فاتت.. عدلت طرحة الشرشف اللي إرتخت من جنانها مع علي وبلعت ريقها وسحبت أنفاسها بعمق وراحت وقفت قدامه ومدت يدها بدون ماتطالعه وبهدوء/أهلين ..

قشعريره سرت بطول ذراعها بمجرد ماإستقر كفها في كفه وبسرعه سحبتها وإخفتها وراء ظهرها ورجعت وقفت جنب علي اللي مسك كفها وضغط عليه بحنان وكإنه حس فيها..

الجد بهدوء/علامكم واقفين أرتاحوا وخل نتقهوى ..

ذكرت نفسها " جاء وقت الحساب ياجوري" وبإعتذار/ معليش ياجدي ممكن تسمحلنا شويه !
أصل أخويا حبيبي وحشني وحابه أجلس معاه نعوض اللي فاتنا..

قالت جملتها الأخيرة وهي تطالع سند بتحدي مافات على علي !

هز الجد رأسه بموافقه وهي مسكت يد علي وبدلع/علاوي حبيبي يلا !

طالعها علي برفعة حاجب "علاوي ! وحبيبي ! خير اللهم أجعله خير" وقف معاها وبمسايره /يلا ياأميرة علاوي وروحه .. السموحه ياجماعه ..

طالعت سند بإبتسامه عذبه ورفعت يدىعلي لفمها وباستها بحب وطلعت تحت إنظار سند المصدومه !!
قال صلى الله عليه وسلم ( ان الله تعالى يبسط يداه بالليل اليتوب مسي النهار.ويبسط يداه بالنهار ليتوب مسي الليل
حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه مسلم





الورقة الثامنة والستون


لعيونها ... بس لعيونها....
قلبي سراب بدونها ..
قلبي سراب ... وعيني سراب..
ما اقول أعشقها بعقل...
مجنونها...
البارحة مريت في أحلى الفصول ..
صيف وشتاء..
وناظرتها..
وقلبي يقول هذي العيون إلى متى ؟
حبيبتي ياكثرها عيونك على هاالليل ..
وين ما التفت اشوفها ..
حبيبتي يازينها عيونك على هاالليل ..
سحرني برق سيوفها..
ما أقول أعشقها بعقل..
مجنونها..
قمري .. يا شمس الذهب ..
سفري وراء عيونك تعب..
قلبي تعب... وصبري تعب..
ومن الهدب لين الهدب... بحر ومراكب من لهب .. وأمواج تلعب بي غضب ..



الرياض



لحظه وحده فقط ...

مجرد لحظة وحده قدرت تغلفه بهاله من التبلد الذهني سيطرت على حواسه بشكل كامل ومفاجئ وهو بيتابع اللي صاير قدامه بعدم إستيعاب !

طفلته لا.... زوجته .. زوجته في أحضان علي !! علي !

اللي حلف إنه هيقتله قبل لا يلمح طيفها ..

وإنه لو يموت ماهيسمع صوتها ..

مو بس لمحها ! ولا حتى سمع صوتها !

هو شافها ....

لمسها ....

وموبأي لمسه !

أو حتى مصافحه عاديه !

هو ضمها لصدره !

بالأصح إبتلعها داخل حضنه الضخم اللي حجبها عنه وإن كان حضنه مامنعه من سماع ضحكة سعادتها الواضحه بشوفته !

في شيئ غلط في المشهد اللي صاير ! |

ذا الشيئ الوحيد اللي ظل يردده بينه وبين نفسه في ظل تبلده المفاجئ ومع كل حركه وحرف صدرت عن الثنائي اللى قدامه !

أكيد في شيئ غلط ...

هاللي قاعد يشوفه لايمكن يكون حقيقي ..

يمكن حلم !! |

کابوس !!

أكيد كابوس...

أصلا ذا التفسير الوحيد للي قاعد يشوفه ...

لأن طفلته لايمكن تتصرف بهالشكل في الواقع ..

مهما حبت اللي أسمه على كأخ إلاإنها لايمكن تتجاوز حدود الله وتغضبه بتعاملها معه بذا الشكل السافر..

طفلته مارح تسمح لأي أحد يدنس طهرها ويلمسها بدون وجه حق ..
لكن !!!

وش هالكابوس اللي حاكي الواقع بكل تفاصيله !

أصواتهم ..

ضحكاتهم ..

تعابيرهم السعيده ..

خاصة تعابيرهالأثنين اللي بيتصرفوا بأريحيه قتلته ؟

إحساس بالإختناق بدأ يسيطر عليه وهو بيحس بعجز عن التنفس بشكل طبيعي كما لو إن كل الهواء اللي حوله بدأ بالتناقص بشكل تدريجي وسريع ! |

وحرارته إرتفعت لدرجة موطبيعيه !

إرتفعت لدرجة إنه حس بغليان دمه في عروقه !

وقلبه بيخفق وبيتخبط داخل ضلوعه بجنون وهو بيتخيل موت علي بألف طريقة وطريقه ومع ذلك ماكان قادريتحرك !

حس بنفسه متسمرمكانه وكأن جاذبية الأرض كلها إتمركزت تحت رجليه بقدرة قادر !

وهن سيطر على كل جزء في جسمه وخلاه يراقبهم بعدم إستيعاب و------

لو أدري إن شوفة علي أخوكي بتخلينا نسمع هالضحكه كان قلنا له يجي من زمان....

اللي سمعه كان أشبه بسهم أخترقه بقوه وأخذ طريقة مباشرة لقلبه لكن العجيب إنه بدل لايقتله أحياه ! |

دفعة مفاجئة وصادمة من الأوكسجين أقتحمت رئتيه بسرعه خلته يسحب نفس عمیق بعد ماكان حابس أنفاسه بصوره لاإرادية !! |

حس إن الحياة دبت فيه من جديد وهو بيسحب أنفاسه بهدوء وعمق أكبر وهو بيسمع رد علي اللي مااستوعبه فعلياً !

وأنا لو أدري إن أختي حبيبتي بتفرح بجيتي هكذا كنت سكنت جنبكم يبه صقر..

علي أخوكي ! أختي حبيبتي!

أربع كلمات كان لها تأثير قوي وفوري على عقله اللي ترجمها لاشعوريا ل (محرم) و(يجوز) و(وجودهم سوا طبيعي) وطلعته من حالة التبلد اللي علق فيها لفتره حسها أطول من حقيقتها الفعليه !

أربع كلمات قلبت كیانه بكامله وغيرت شعوره لمئة وثمانين درجه في ثانيه وحده وإن كان مو مستوعب كيفية حصولها!!!

أخذ شهيق عميق وأتبعه بثاني وثالث وعاشر وهو بيحاول يتنفس الراحه اللي هاجمته بشراسه مفاجئه خلته يترنح اللحظات قبل مايتمالك نفسه بمجهود جبار إستلزم كل طاقته الواهنه أساسأ وعقله بيكرر نفس الكلمات اللي جذبت كامل إنتباهه ..

علي أخوكي !

أختي حبيبتي !

كيف يمكن إنك تحس براحه بسبب بضع كلمات أنت مافهمت معناها؟؟؟
ذا كان إحساسه بالضبط ....

جزء منه حس براحه فورية من اللي سمعه ومع ذلك كان لازال موبمستوعب معناه للحين !

منو أخو منو !

ومتى ! |

وشلون !

عشرات الأسئله دارت في عقله وطالبته بإجابه فوریه موبموجوده عنده أساساً!

شلون يجاوب وهو موبفاهم شيئ من اللي قاعد يصير حوله !

نقل نظراته بينهم بعدم إستيعاب وهو لازال بيعاني من حالة الخرس المفاجئ اللي أصابته وربطت لسانه ومنعته من سؤالهم عن قصدهم باللي قالوه قبل مايسلط نظراته وتركيزه على المخلوقه اللي أحتلت تفكيره وغزت أحلامه واتربعت على عرش قلبه بدون مايكون عندها أدنى فكره !

حالة الهيام اللي غرق فيها بدون مايحس وهو بيسمع صوتها اللى انحرم منه لأيام ماأستمرت للأبد بعد ماركز إنها لازالت في أحضان علي ..

على اللي أخيرا أفرج عنها وسمح لها بالخروج من بين ذراعيه ونزلها عالأرض وإن كان لازال متمسك فيها وهو بيمازحها وبيضمها لصدره ويبوس رأسها بعاطفه واضحة .. .

مارح تسلمين على رجلك يالجوري من ساعه وهو يناظرك ! |

سؤال جده المفاجئ قطع افكاره وفي نفس الوقت جمد حركة طفلته للحظه قبل ماتعدل حجابها وتتقدم ناحيته لين وقفت أمامه مباشرة ومدت يدها وسلمت عليه بكل بساطه !!

صعقة كهربائية سرت على طول عموده الفقري أول مالامست أصابعها كفه بخفه وقبل مايبادلها سلامها كانت سحبت كفها بسرعه وتركته ورجعت توقف جنب اللي المفروض إنه أخوها بسكون وجمود خلاه يتسأل إذا كانت فعلاً سلمت عليه أو كان بيتخيل!

طرد كل شيئ عن رأسه ورجع يركز عليها وهو بيراقب تحولها السريع والمفاجئ !

طفلته بعد ماكانت شعلة حيوية وطاقة إتحولت التمثال خالي
من الحياة من شدة برودته وسكونه !! |

وللمرة الثانية قاطع جده أفكاره بمداخلته /علامكم واقفين أرتاحوا وخل نتقهوى ..

أخذ نفس عميق وقبل مايحاول يحرك رجليه اللي كان ناسي وجودها اتفاجأ بصوتها اللي صدح فجاه بردها السريع / معليش ياجدي ممكن تسمحلنا شويه! أصل أخويا حبيبي وحشني وحابه أجلس معاه نعوض اللي فاتنا ..

صوتها الناعم التي لطالما داعب حواسه بإستفزاز أستفزه هالمره بشكل أكثر من المعتاد !

يمكن لانها اخيرا قررت تظهر له وجهها بعد ماكانت بتحاول تداريه خلف علي لأجل لايشوفها!

أو يمكن بسبب نغمة الدلال اللي خصت فيها على ؟

أو يمكن لإنها قالت جملتها الأخيرة وهي بتمسك يد علي وتشده ناحيتها قبل ما تتابع بدلال ناقض نظراتها الغريبه المصوبة ناحيته /علاوي حبيبي يلا ! |

وجاء رد علي الرقيق واللي كان موبلايق عليه أبدا وكمل الناقص؟؟

يلا ياأميرة علاوي وروحه .. السموحه ياجماعه ..

علاوي حبيبي !

وأميرته وروحه !!

نقل نظراته بينهم بغيره وغل لا إرادي من حميميتهم الزايده و---

وإتوسعت عيونه بصدمه لما رفعت كف على وباستها برقة !! |

باست كفه وعيونها مصوبه ناحيته في تحدي واضح مافهم سببه !!

وبعدها وقفت واتحركت تحت أنظاره المصدومه اللي زادت لما شافها شلون إندست في حضن علي اللي لف ذراعه حولها وهم ماشيين قبل مايختفوا من مجال نظره ! |



،
،
،
،
بعدت عنه بمجرد خروجهم لبرا البيت قبل ماتلتفت له برجاء / لاتسأل عن ا------

قاطعتها ضحكته اللي جلجلت في المكان بإستمتاع واضح من اللي صار قبل لحظات واللي زادت لما شافها بتضرب راسها بخفه في جذع أقرب شجره وهي بتمتم بكوميديا يائسه / مكنش يومك ياجوري، ايش اللي هيفكك منه ذحين ؟؟؟؟

حوط رقبتها بذراعه وسحبها ناحيته وببقايا ضحكه / حتى لو في احتمال واحد في الميه انش تفقدي ذاكرتش بهذي الطريقه انا ماهنسى وهذكرش باللي حصل لبقية عمرش..

ردت بسخط /أنتا هتقلي.

طالعها بإبتسامه/ وانا اللي قلت هفاجأش بجيتي طلعت المفاجأة من نصيبي انا، وأي مفاجأة!

اتخلصت من ذراعه وعدلت طرحتها بتوتر/ انتا جاي من سفر ادخل ارتاح لين اجهز العشاء و----

قاطع بمكر /وبالنسبه لنافورة الوحشه والأشواق اللي انفجرت داخل قبل شويه أيش وضعها ؟

اتذكرت كلام أبوبدر وردت بغضب ماخلي من بعض السخريه / إن شاء الله تمطر على دماغ واحد وتبله من أوله لاخره علشان يفوق ويبطل تخلف ويعرف هوا بيقول ايه ..

تابع رحيلها الغاضب للحظات قبل مايلحقها وهو بيضحك بإستمتاع / شكلك اتسرعت وبدأتها بغباء ياابن المنذر.. والظاهر انك هتحتاج مساعدتي عن قريب.
ظلت نظراته معلقه بالباب لفتره وهو !! |
بيتنفس بعمق في محاوله للتحكم في
أعصابه اللي كانت بتغلي وعلى وشك الإنفجار ..
أي إنسان غيره من لحم ودم أكيد هيحس باللي حاسه الحين خاصة بعد كل الضغط اللي عاشه في هالفتره البسيطة ..
منظرهم كانت الشراره اللي أشعلت فتيل غضبه وفي نفس الوقت رجعته للدوامه اللي كان غرقان فيها واللى إتناسها للحظات فقط ! |
شلون يكون أخوها ؟
الحين مو بهذا نفس علي اللي سمعها تكلمه في الإستراحه
وبترفضه كزوج وحددت له مكانته بالنسبه لها كولد خال وأخ كبير لاغير!
موبهذا نفس علي اللي كان قاعد يغازلها بكلماته المبتذله والغربية عن الحب في الأسطبل بعد خروجها من المستشفي!
غزله اللي إنحفر داخله وللحين بيتردد في أذنه وكإنه
سمعه للتو !
نفض عنه كل اللي مر فيه في ثانيه وحاول يتناسى المنظر اللي صار من شوي وركز في شغله وحده بس واللي هي أخوتهم الغير مفهومه بالنسبه له للحين..
إلتفت لجده وأبوه وهو بيردد سؤاله بصوت مسموع/شلون؟؟ |
أختصر كل حيرته في كلمه وحده ورغم ملامحه المبهمه ولهجته البارده اللي حافظ عليها قدامهم إلا إنه كان بيحترق في إنتظار جوابهم اللي ماأتوقعه نهائيا ...
من الرضاع ..
ذا كان رد جده بكل بساطة واللي خلاه يعقد حواجبه بعدم إستيعاب بينما تابع أبوه بشرح مستفيض / جوري راضعه من أمي علي يعني هو يصير ولد خالها وأخوها بعد و--
ماكان محتاج يسمع شرح أكثر من كذا علشان ترجع خلايا عقله للعمل من جديد بسرعه أكبروذي المره وهي بتستوعب وبتربط بين كل الأحداث اللي مرت عليه بس
هالمره بطريقه مختلفه ..
إعجابها وحبها الكبير له واللي صرحت فيه للأدهم ! |
حشمتها وسوادها اللي كانت بتتخلى عنهم في حضوره !
ثقتها فيه وإعتمادها عليه !
وأهم من ذا كله موقف معاذ وعبدالرحمن المتساهل مع علي واللي أصابه بالجنون وأستنكره بشده ! |
كل تصرفاتهم اللي لقاها وقتها قمة في التناقض والغرابة
صارت مبرره ومنطقيه ..
الحين بس فهم معنى لكل اللي شغل تفكيره من قبل وماقدر يستوعبه ..
موجة إرتياح جديده غمرته بقوه بس هالمره حررت معها كل الأفكار اللي كانت مسيطره عليه طول الفتره اللي فاتت وكانت هتزهق أنفاسه الأخيرة لذلك ماأنتبه لأي كلمه من الحوار الدائر بين أبوه وجده ..
كان عايش في عالم ثاني .. وعقله بيصرخ بفرح من فكره إن علي فعلا أخو طفلته ..
أخوها ..
يعني كل اللي كان مطير النوم من عيونه مجرد وهم ! كل حيرته .. غضبه ..
وغيرته ..
غيرته اللي كانت بتحرقه وتحيله لرماد مره بعد مره كانت
بدون معنى !
تنهد براحه مالها حدود وهو بي----
فجأه قفز في باله سؤال غفل عنه وسط كل الصدمات اللي مرت عليه اليوم ..
دام جده وأبوه يدرون عن علاقة الأخوة التي تربطهم ليه محد فيهم جاب له طاري ؟
لیه محد فيهم وضح له سوء الفهم اللي كان واقع فيه مع إنه سبق وصار بينهم مواقف كانت بتبين جهله بأخوتهم وبتستدعي منهم رد واضح وصريح؟
بس بمجرد مالمح إبتسامة الخبث اللي زينت وجه جده إتحولت أفكاره لمنحنی مختلف خلته ينقل نظراته للحظات بين جده المبتسم وأبوه اللى بيت فجأة وصار يتحاشی نظراته بتوترواضح جمد أطرافه بصدمه .. .
معقول !!!
مستحيل يكونوا !!!!
إدراكه المتأخر خلى فرحته تتبخر في ثانيه وحل محلها غضب وبرود طالهم لأول مره من فتره طويله وهو يطالعهم بعدم تصديق وقبل مايسألهم عن اللي وصل له تفكيره اتفاجئ بصوت علي اللي دخل وهو بيسلم عليهم..

ردوا السلام والجد يطالعه بإستغراب/أشفيك خليت أختك وعودت؟
رد بإبتسامه /ابد بس قالت تجهز العشاء الأول وبعدها نجلس براحتنا ..
جلس جنب سند وإبتسم وهو يتابع بخبث/ولو اني من البدايه فهمت انها اتعذرت بي علشان تخرج، الظاهر يا جد ان اميرتي عادها ماتعودت على وجودها عندكم ....
رد الجد بخبث مماثل/ وين ماتعودت يابوك وهي مقابلتنا من صبحنا لممسانا ولولا العيبه كان ارقدت معنا بعد ..
نظره وحده لوجه سند اللي اسود وبرزت عروقه من شدة الغضب خلت ابوه يتدخل بسرعه وهو يرد بعتاب / الله يهديك ياعلي اختك ماهيب محتاجه لاعذار لأجل تتحرك في بيتها، مير فرحتها بشوفتك خلتها تنسى كل شي وبس خرجت معك وهدت تذكرت انك جاي من سفر ويبي لك راحه ومداراة فاجلت قعدتكم لين تتعشى وترتاح .. فصلوا عالنبي واذكروا الله وخل عنكم الهرج اللي مامنه رجا..
ومد يده وربت على ذراع سند وهو بيحاول يهديه بلطف / انت بعد ارتاح واتقهوى وبعد شوي بتذوق اكل من يد زوجتك بتاكل أصابعك وراه ..
قبض سند كفوفه بقوه للحظات واخذ نفس عميق قبل ما يطالعه بنظرات هاديه نسبياً ويهز له رأسه بموافقة صامته …

،
،
،
،
غسلت وجهها لعدة مرات قبل تستند على الحوض وهي بتنفس بعمق علشان تهدأ وتتخلص من كل غضبها وحقدها وصدمتها اللي انفجرت مره وحده وعلى مرأى ومسمع من الجميع!
ابوها وجدها وحتى اخوها!
اخوها المسكين اللي استغلت وجوده وحبه بذي الطريقه المبتذله والسخيفه!
من كان يتوقع انه وبعد أيام من الهروب وعدم تقبل واقعها ورفضها له هيكون لقائهم الأول بذا الشكل الصادم !
همست لنفسها بتبرير/ هو اللي أضطرني لذا التصرف وكان لازم يتحمل نتيجة أفعاله.. كان لازم يفهم حدوده حتى وإن كنت مازلت مصممه على قرار انفصالنا…
مسحت وجهها ورتبت شعرها وبخت رشة عطر في الهواء واشتنشقتها بعمق قبل ماتهز رأسها بأقتناع/ كل الرجال في حياتي ومهما كانت مكانتهم مارح يعوضوا مكان أخواني وعلي أولهم وأهمهم…
ابتسمت برضا من تصرفها ورفعت راسها بتصميم وراحت ع المطبخ تجهز العشاء.


،
،
،
،
،


طوال الساعتين التاليه اتنوعت الأحاديث وطال الكلام في عدة مواضيع عامه كان بيتخللها بعض تلميحات علي الخبيثه لسند اللي حاول يتمالك نفسه قدر الإمكان ويتجاهله واكتفى بمشاركتهم ببضع كلمات مقتضبه وبارده وهو بيحاول يعدي الليله على خير وهو ينتظر حضورها على أحر من الجمر..

كان يبي يشوفها ويشوف ملامحها اللي ماركز فيها ولا انتبه لها قبل شوي بسبب صدمته من الزفت اللي أسمه علي واللي صار من لحظة ماوصل، زفر بغيض من الحاله اللي انتابته لحظتها واللي ماسمحت له ينتبه لتفاصيلها أو حتى لعيونها اللي كان بيمني نفسه بشوفتها و----
التفت لأبوه اللي قفل جواله وقلطهم عالعشاء وقام معهم وعيونه معلقه بالباب، قرب منه علي وهمس بتساؤل /منتظر أحد ؟

التفت له سند بنفاذ صبر قبل بينما تابع على ببراءه / مش فضول بس قلت إذا كنت منتظر جوري لاتتعب نفسك.. عادها كلمتني وقالت لي لاتنتظرني وكل بالعافيه و--

ماانتظر لين يخلص كلامه وبعد عنه بخطوات سريعه مغتاظه وجلس عالسفره وهو على أخره وموبقادر يتحمل اكثر من كذا واكل لقمتين عالسريع واعتذر منهم وخرج …
،
،
،

خرج وهو بيفك ازرار ثوبه بأصابع ترجف من كثر الغضب!
حس بانفاسه تضيق عليه أكثر وأكثر ومع كل خطوه بيخطيها كان غضبه وقهره بيزيد بشكل اكبر من اللي قبله!

انحنى بجذعه واستند بذراعيها على ركبتيه وهو بيتنفس بعمق علشان يهدأ ويتمالك نفسه وهو بيفكر في حاجتين بس…
الصحراء!
والأدهم!
الأدهم اللي كان بمجرد مايعتلي صهوته وينطلق بيه في الصحراء اللي بتمتد على مرمى البصر إلى مالانهايه بيحس بالراحه …
ذي كانت طقوسه الخاصه اللي بتساعده بتساعده في التخلص من جزء من الضغوط والتوتر اللي بتواجهه في حياته اليوميه..
والحين ومع كل اللي عاناه من دقايق ومع كل الأفكار الي بتعصف داخله بجنون في هاللحظه كان محتاج لهالخلوه وبشده و------

وانا اللي ظنيت ان عندك عمل مستعجل علشان هكذا خرجت وفلت (تركت) الاكل واخرتك بتلوي هانا!

صوت علي الساخر قطع عليه أفكاره وخلاه يجمد مكانه للحظات قبل مايلتفت له بغضب /وأنت بعد بتحاسبني على خطواتي ولا شلون؟
رد ببراءه/حاش لله بس لو قلت لي كان خرجت معك واتسلينا سوا ياالنسيب..
جز سند على أسنانه بقوه وهو بيتعوذ من ابليس اللي بيوزه يقتل ذا الادمي ويخلص منه مره وحده..
رد بكره ماحاول يخفيه/ انت تدري زين انك اخر واحد ممكن اتسلى معه وبعد تدري زين بشعوري ناحيتك، فليه ماتختصر وتقول وش عندك من الآخر.
اتلفت علي في الجهتين وهو يرد بإبتسامة /اي شعور ياابن الحلال لااحد يسمعك ويفهم غلط، انا رجال متزوج وعندي عيال ركز في كلامك.
طالعه سند بصدمه اختفت بعد ماشاف ابتسامته المستفز، واعطاه ظهره وهو يرد بغضب/الشرهه موبعليك الشرهه عاللي يرد عليك .
وتركه وراح بينما علي لحقه وهو بيسأله بإهتمام /انت بالعاده أخلاقك قافله مع الكل ولا انا انسان خاص بالنسبه لك؟؟
التفت له بعنف/انا واحد نفسيه انزين! اشتبي مني ماتروح لاميرتك ؟
رد بابتسامه / بسم الله عليك من النفسيه والأمراض المستعصيه انت سيد الناس يارجال هو في احد مثلك.. بعدين اميرتي ملاحق عليها وين هتسير مني يعني !
هز راسه بعدم تصديق للي بيسمعه وهو بيجزم ان ذا الإنسان استحاله يكون طبيعي!
استحاله يكون في انسان بيحمل كمية البرود والاستفزاز والسماجه ذي!
انزين وين يروح علشان يخلص منه؟
يروح المزرعة؟
ماينفع..
إذا ساق للمزرعه أو خرج بس بالسياره وهو في هالحاله ممكن ينتهي بحادث لاقدر الله ..
ومايبي يروح مع السائق لإنه ما كان طايق يشوف أي شخص في هاللحظه ..
هو اساسا يبي يخلص من العله اللي مستمر في المشي والكلام معه بمنتهى البرود ولا كأن في شي حاصل و---

القبو…..
لمعت الفكره في رأسه وحطها قيد التنفيذ الفوري وبدون تردد إتوجهه للقبو ودخل من الجهة الخلفي المخصصه لدخول باقی شباب عائلتهم في حال تجمعهم عندهم .. .
شغل الإضاءه والتكييف واتجاهل على اللي دخل وراه وهو يردد (طريق ياولد) كنوع من التنبيه..
راح لركنه الخاص في غرفة الملابس و أتخلص من شماغه وباقي ملابسه و إكتفي بلبس بنطلون قطني باللون الأسود الشبيه بمزاجه وخرج وهو بيتمنى انه مايلقى اللي اسمه علي قدامه، لكن للأسف بمجرد خروجه لقاه في وجهه بالضبط ومع ذلك استمر في تجاهله وأتوجه لزاويه مثبت عليها رفوف ممتلئه بالعديد من المستلزمات الخاصة بالرياضه..
أخذ لفة رباط ولفها حوالين إيديه وأتوجه رأسا لكيس الملاكمة وإنهال عليه بلكمات متتابعة حاول فيها يفرغ كل مشاعره الغاضبه اللي قربت تخنقه بقوتها …
كان محتاج لشيئ بديل عن الادهم والصحراء علشان يخلصه من كل اللي حاس فيه وكيس الملاكمه كان انسب شيء في الوقت الحال و---
على مهلك ياعريس لايطق لك عرق ويجرالك شي
وتجلس أختي تمرض فيك طول الليل .
جملة علي الساخره خلته يوقف سيل
لكماته المتواصل ويحاول يثبت كيس الملاكمة اللي بيتأرجح قدامه وهو بيسحب أنفاسه بقوه قبل مايتابع على بأحراج ساخر/ عفوا قصدي الوالده تمرضك نسيت إنك عريس مع وقف التنفيذ..
جمد للحظه في مكانه لما جات في باله فكره معينه وهو بیطالع علي بشك !!
ياترى علي وش وضعه في هالحكايه ؟
معقول يكون!!!
ليه لا؟
إستفزازه المستمر ليه كل ماإجتمعوا بيرجح ذا الإحتمال ..
وذا بيعني إنه هو بعد كان على علم بمشاعره ناحية أخته ؟ كان يدري عن حبه السري لطفلته أو اللي كان يظنه سري !
طالع على بکره ماحاول يخفيه وهو بيشد على كل حرف طلع منه بتهديد صريح من بين أنفاسه اللاهثه/ من الأسلم لك.. إنك تختفي من قبالي بسرعه.. قبل لاأنسی إنك ضيفي وأتصرف.. معك تصرف مارح يعجبك ..
رد علي بإبتسامه واسعه/ مقبوله منك وبصراحه عاذرك لإن الحقيقه هي هكذا.. دااااايم تصدم لكن مااقول غير الله يعينك ....
إتمسك بكيس الملاكمة بإيديه وهو بيحاول يثبت مكانه بالقوه قبل لايقفز عليه ويشبعه دق وقتل لين يتفل العافيه و----
نظراتك كإنها بتقول ياريتك ياعلي مكان هذا الكيس، صح ولا أنا غلطان؟

كلام علي الساخر طير البقية الباقية من هدوئه وخلاه يرد بغل / لا موبغلطان لإن اللي حاسه الحين ناحيتك ماله وصف واللي خاطري أسويه فيك لا يمكن يخطر على بال إنسان !
ماقدر على يمسك ضحكته اللى جلجلت في المكان للحظات وهو متجاهل سند اللي إتحول لشعلة نار بشريه هتأكل الأخضر واليابس .. .
ضحك ومسح وجهه وأخذ نفس عميق قبل مايسأله بغموض /اطيب واللي يرفع عنك الحرج ويطيب خاطرك أيش تقول فيه !
رفع سند حاجبه وطالعه بعدم فهم خلي علي يقرب منه ويبدأ يتحرك حوله وهو يتابع بإبتسامه عريضه/ نزال شريف والوجه من الوجه أبيض ...
طالعه سند بعدم تصديق بينما تابع على وهو يأشر على نفسه بإيديه وبيبتسم بإستفزاز / أنا قبالك وبعرض عليك فرصه ماتتكرر یاالنسيب ..
قرن قوله بالفعل وفسخ ثوبه بينما سند بيطالعه بصمت والفكره بتتردد في عقله ببطئ ...
مواجهه مع خصمه اللدود !!
ماينكر إن الفكره عجبته بشكل فاق تصوره ..
لطالما أتمنى هالمواجهه من أول مره سمع فيها بأسمه ..
لطالما أتخيل إنه بيمحى إبتسامته الساخره والمستفزه وإستبدلها بملامح مشوهه ..
ومافي طريقة أفضل من مواجهه بيتخللها الكثير والكثير من اللكمات اللي هتنفس عن جزء بسيط من اللي حاس فيه
هاللحظه وفي نفس الوقت يحقق هالأمنيه !
أخذ قراره وأتجه للرفوف المعدنية وسحب رباط مشابه للي استعمله ورماه في وجه علي بقوه متعمده و هو بيكلمه من بين أسنانه / وعدتك قبل إنه بيجي يوم نتواجه فيه لوحدنا ووقتها بتشوف شلون بلمسك وأدفعك ثمن كل حرف قلته وهاليوم أخيرا جاء .. تذكر!
مسك علي الرباط قبل مايلمس وجهه وبدأ يلفه على إيديه وهو بيتظاهر بإنه بيفكر في كلام سند قبل مايسأله ببراءة مستفزه/ قصدك يوم ماقلت لك على مكاننا المفضل لشرب قهوتنا وهي بتقرأ لي شعر ! ولا لما قلت إني عمري ماهكون خاسر لإن مهما مر في حياتها أنا هكون الثابت الوحيد في قلب أميرتي ومكانتي عندها محفوظه للأبد !
سكت للحظات وهو بيتأمل وقع كلامه على سند اللي إتشنجت ملامحه وأسودت فورا قبل مايتابع بإبتسامه
عريضة / أكيد أذكر لإني مابنساش أي تفصيل يخص
أميرتي مهما كان صغير .




غمض عيونه وجز على أسنانه بقوه للحظات قبل مايطالع علي بنظرات شر خالص ….

يعلم الله كم صبر وإتجاهل واتحمل فوق طاقته علشان لايوصل للحظه ذي …

اللحظه اللي بيفقد فيها السيطرة على نفسه …..

اللحظه اللي بتنسف معاها كل طولة باله وضبط نفسه و بروده اللي لطالما إتحلى بهم وميزوه عن غيره !

اللحظه اللي بيلغي فيها عقله وبيستسلم فيها لمشاعر غضبه وكراهيته !!

اترددت في أذنه كلمات علي المستفزه ونبرة الحب الواضحه وهو يتكلم عن طفلته ..
وانعاد عليه منظرها وهي ملتصقه بصدره وبتتمسك فيه بكل قوتها !

ولحظتها بس….
سرعان ماإنفجر البركان اللي كان بيغلي في أعماقه من شهور واتطايرت حمم غضبه وأصابت وجه علي بكل بعنف !!!
(صنعاء)
كانت فوق سجادتها بتسبح وتذكر الله لما دخلت بنتها وهي بتسلم وتصبح وتبوس ايديها ورأسها كعادتها بس
استغربت لما شافتها حاطه مكياج على وجهها على غير العاده وبتساؤل/ كيف لش طارحه كل هذا البودره والحمره ! وين عسيري؟

عدلت شعرها على جنب وجهها وردت بابتسامه /ابدا
بس صحيت مروقه ولي مزاج اتمكيج قلت خليني العب في وجهي شويه.. مو حلوه ؟

طالعتها بعدم اقتناع للحظات قبل ماترد بحنان/قمر الله يحفظش..

وقبل ماتقوم من فوق السجاده لقت رأسها بيندس في حجرها بطريقه فاجأتها للحظات قبل ماتبتسم لطفولية بنتها اللي رافضه تتخلى عنها ..
مررت يدها بحنان على شعرها وهي بتسألها بمكر/ مسرع إتقهويتي أنتي وجدش ولا لقيتي زوجش معه وهربتي منه!

لما ماردت عليها إتنهدت وسألتها بحده حاولت تخفيها/ لأي حين عتهربي منه ياجوري وليش ! مش أنتي وافقتي عليه بإرادتش ومارضيتي حتى تفكري مثل ماقالوا لش أخوتش !
ردت بإختصار وهي لازالت على وضعيتها/كنت غلطانه وغيرت رأيي ومابغاه ..
صوتها المخنوق ماخلاها تركز في اللي قالته وحاولت ترفع رأسها من حجرها بس هي رفضت وضغطت وجهها على بطنها وحضنتها بقوه أكبر خلتها تتركها على راحتها..

يمه ابغى اتطلق من أبوبدر..

جمدت حركتها بصدمه من اللي سمعته منها قبل ماتسالها بعدم إستيعاب / ماهو (أيش) !

ردت بتنهيده/اطلق يمه اطلق، ماأنفع له يمه وأحسن له يشوف له غيري تسعده ويسعدها وبنات الحلال على قفا من يشيل ..

رد بنتها البارد ولامبالاتها الواضحه خلتها تفقد أعصابها وتصرخ بحده /وأنتي مش أنتي بنت حلال ولا كيف لوما بتقولي يتزوج غيرش ! ليش ماينفعش ! ليش ماتسعديه ! ماهو اللي ناقصش لوما تتطلقي مره ثانيه !

ردت بابتسامه باهته/وأنا كل ماكلمت حد قلي هتتطلقي للمره الثانية ! ترى أعرف أعد وعارفه إنه طلاقي الثاني مایحتاج تذكريني ياجنتي ..

ضربت صدرها بصدمه/ليش لمن قد قلتي غيري؟

شالت راسها من حضنها واعتدلت في جلستها وببساطه/للكل.. جدي وابي مساعد وخالي..

قامت من سجادتها وهي تردد بصدمه /حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل، فضحيتينا عند الناس مايقولو علينا ذلحين؟ بنلعب بهم.. امس تتعرسي واليوم تتطلقي!

ردت باستنكار/يمه الله يحفظك فضيحة ايش بس.. هو انتي لقيتني مع ولدهم وراء الخرابه!

مسكت ذراعه وهزتها بعنف/ اصه ولا تجننيني بحكاش الاخبل هذا، انتي راكنه أن طلاقش مرتين مش هي فضيحه ! | عاد الناس بيتحاكوا لليوم عن طلاقش الأول .. أنتي داريه مابيقولوا عليش ! بيقولوا يعلم الله مافعلت بنت الجابر لوما طلقها زوجها بعد هذا العمر كله ! وأنتي عادش تشتي تتطلقي مره ثانيه!

هزت كتفها بلامبالاة/أولا أنتي وكل أهلي متأكدين وعارفين إني ماغلطت ولا أجرمت في حق اللي كان زوجي في يوم من الأيام وبرضه عارفين إن طلاقي كان بإرادتي وبإختياري وذا لوحده يكفيني وثانيأ ذي حياتي وهعيشها بالطريقه اللي تريحني فلا تظني للحظه أني ههتم بكلام الناس اللي لا هيقدم ولا هيأخر ..

مسحت وجهها وهي بتذكر الله قبل ماتزفر بقوه وبعصبيه/ يابنتي الله يحفظش أحنا أهلش وأدرى الناس بتربيتش لكن أحنا مش عايشين لحالنا والناس مالها إلا الظاهر وأنتي مره والمره مالها إلا سمعتها و-- |

قاطعتها بهدوء/ ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).. يمه الناس مالها شغله ولا عمله غير الخوض في أعراض الناس وأنا ماهقدر أمنع كل واحد من الكلام ولا هقفل فمهم لكن في يدي أطنش كلامهم وماأعطيه أهمية طالما محد فيهم إتجرأ وقاله في وجهي ..
صرخت بإستنكار/وانتي عادش تشتي يقولوها قبالش !
ردت بثقة /عالأقل ساعتها كنت هعرف أسكت كل واحد وأعرفه مقامه..
سكتت للحظه قبل ماتتابع بإبتسامه /بعدين خليهم يتكلموا ويأخذوا ذنوبي ويزيدوا حسناتي ب--
قاطعتها بقهر/ تشتي الحسنات أسعي لها مانشتيش الحسنات اللي تجي من حكاهم عليش ياقليلة العقل.
ردت بهدوء /بسعى لها وإن شاء الله ربي يتقبل مني وذي أنا مادورتها أصحابها فرطوا فيها وجاتني لحدي بارده مبرده…
تنهدت بيأس من بنتها وعقلها اليابس فحاولت تأثر عليها بطريقه ثانيه وراحت سحبتها من يدها وجلستها عالسرير قدامها وهي تكلمها بإقناع / يابنتي زوجش رجال طيب ماتلقي مثله .. أنتي داريه أني جلست معه وحاكيته بعد ماسرتي جده مع أخوش ولو سمعتي ماقلي والله لاكنتي دخلتي وحبيتي رأسه ..
هزت رأسها بموافقه/ أدري إنه طيب وأحسن مني مليون مره علشان كذا بقلك ماينفع لي يمه ماينفع لي ..
سألتها برجاء/ وليش ماينفعش ! أنتي عادش ماقد أبسرتي خيره من شره !
ردت بهدوء/ أنا اللي ماهيشوف مني غير الشر يمه أنا موهوا وأتطلق ذحين وأحنا عالبر أحسن ما أعيش معاه كم شهر وأرجعلك مطلقه وذي المره وأنا حامل .. عرفتي ليه ماينفع لي !
ردها الغريب زاد حیرتها وقلقها وفجأه شحب وجهها واتحسست وجهها وجسمها بخوف / أنتي مريضه ! فيش حاجه !
باست إيديها وهدتها / يمه الله يحفظك مسرع مرضتيني منا قدامك زي القرده ومافيني الا العافيه ..
سكتت للحظات قبل ماتسألها بخفوت / يمه ليه كلكم مصرين عالزواج ذا ؟
خلاص صرت ثقيله عليكم وتبغوا تخلصوا مني ؟
ولاكرهتوني لإني مطلقه و---
قاطعتها ببكاء وهي تضمها لصدرها بقوه/ قد أبسرتي (شفتي) أحد بيكره نفسه! أنتي قطعه مني ونفسي تجلسي معي العمر كله ولو قاسمتيني شربة ماء وكسرة خبز ماثقلتي عليا لحظه .. من أين بتدي (من وين بتجيبي) هذا الحكا الأخبل ؟
بعدت عن حضنها ومسكت إيديها بقوه وبرجاء/ اطيب خلیه يطلقني وخلونا نرجع بيتنا أنا مابغي أجلس هنا يمه الله يحفظك خلينا نرجع بيتنا وأوعدك مارح أتعبكم بشي بعد كذا ورح أسمع كلامك مهما كان بس خلونا نرجع البيت هااا ..
خلصت إيديها منها ومسحت دموعها وبمسايره /تمام عد أحاكي معاذ لكن ماعتقولي لأمش منیره وأبوش وجدش وجدتش وعياله اللي متعلقين بش!
عضت أصابعها وهي بتفكر للحظات قبل ماترد بتفكير/ أنتي بس كلمي خالي ومعاذ وخليهم يوافقوا عالطلاق وسيبيلي الباقي والله بيعيني عليه المهم نمشي من هنا اليوم رجاء يمه ...
أول ماهزت رأسها بموافقة ضمتها بقوه وبإمتنان/الله لايحرمني منك يمه الله لا يحرمني منك كنت عارفه إنك الوحيده اللي هتفهمني ..
مسحت على ظهرها بحنان وقلبها بيبكي على حالتها اللي ماتسر عدو ولاحبيب ..
من وقت ماجلست مع أبوبدر وهي بتحمد الله اللي جعله من نصيب بنتها وظلت تدعي إن الله يصلح بينهم ويوفقهم ولما رجعت من جده ظنت إن الله إستجاب لدعائها وهداها ورد لها عقلها بس كلامها هذا خلاها تعرف إنها كانت غلطانه !
طلاق !
وبعد أربع أيام زواج !
واللي حارق قلبها هو شكلها وهي حابسه دموعها بالقوه.
دموعها اللي كانت قد نسيت شكلها !
حاولت تتذكر متى كانت آخر مره بنتها فضفضت لها وجع أو غبنه حاستها ؟
بس مااتذكرت !
جوري مابكت يوم ماسافرت وإتغربت عنهم لأول مره !
ولا بكت يوم موت أبوها الله يرحمه ويغفرله !
حتى يوم مافارقوها عيالها ورجعوا لأبوهم مانزلت منها دمعه !
كل ذكرياتها عنها وهي بتضحك وتبتسم..
| طول عمرها كانت بتخبي وجعها ودموعها لنفسها..
و أول وآخر مره شافتها بتبكي من يوم زواجها بخالد لليوم كانت في ذا العيد وبسبب هدية علي اللي ماتدري ليش بكتها !
الظاهر إن بنتها خلاص تعبت وماقدرت تتحمل كل اللي مر عليها .. .
ضمتها بقوه بقلب أم محروق على ضناها وهي بتفكر في كلامها بجديه ..
معش حق يابنتي ..
يكفي غربه ..
يكفي بعد ..
يكفي وجع لقلبش اللي ماشاف من الدنيا غير الهم والغلب و----
صحت من ذكرياتها بسبب جوالها اللي رن.. ماكانت محتاجه تشوف صورة الورده الجوريه عالشاشه علشان تعرف إنها بنتها فهي كانت متعوده تتصبح بصوتها بعد صلاة الفجر وهذي كانت عادتها من سنين ..
حست بغصة في نص حلقها لما إتذكرت كيف خلتها في بيت زوجها وسافرت رغم إنها كانت إقتنعت بكلامها وقررت تكلم معاذ وأخوها يساعدها وينهوا زواجها ..
لكن جلستها مع معاذ غيرت كل شيئ ..
معاذ إستنكر موقفها ورفض قرارها رفض قاطع ولامها على موافقتها على جنان جوري زي ماسماه واللي هي بنفسها متأكده منه ..
لكن أيش كان بيدها !!
كيف ماتوافقها وهي بتشوف بنتها في ذيك الحاله !!
كيف تعارضها وهي بتطلب مساعدتها لأول مره !!
وكعادتها كل ماأتعلق الموضوع بجوري وقفت مكانها بصمت ..
من جهه .. عقلها قلها تطاوع بكرها لإن الحق معه ومهما كان هو أدرى بمصلحة أخته وأكيد يشتي لها الأحسن غیر إنه ماهيسوي شيئ يضرها ..
ومن جهه ثانيه .. قلبها رق لدموع بنتها المحبوسه وفضفضتها اللي حرقت قلبها عليها وخلتها مستعده تنفذ رغبتها حتى وإن كانت هي بنفسها مش راضيه عنها ..
ولفتره إحتارت وماعرفت أيش تسوي ومن تسمع فيهم !
لكن في النهايه سمعت كلام العقل ومعاذ ..
معاذ اللي اترجاها تسمع كلامه وتخليه يتصرف بطريقته وهو بيوعدها إنه مارح يضرها وإنه إذا تهمها مصلحة بنتها فلازم تقسى قلبها شويه علشان في الأخير تشوفها مرتاحه وسعيده ..
مرتاحه وسعيده ! | مش هذا حلم كل أم ؟
سعادة وراحة عيالها ..
وهي كانت مثل كل الأمهات ...
طول عمرها بتتمنى هذا الشيئ لعيالها وبتدعي إن الله يكتب لهم الراحة والسعاده وين ماكانوا، وإذا تخليها عن بنتها وتركها عند زوجها حتى لو بهذي الطريقة بيضمن لها سعادتها ولو بعد حين فهي هتتخلى عنها عن طيب خاطر وبدون ندم !
مسحت دموعها وشربت علشان تبعد الغصه عن حلقها وإبتسمت قبل ماترد على بنتها ..

،
،
،
،
،


الرياض


دخلت المجلس وعلى وجهها إبتسامه عريضه/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ياصباح الخيرات والرضى على أحلى ناس ..

إتعالت أصوات جدها وجدتها وأبوها مساعد وهم يردوا عليها بإبتسامات مماثله .. وزعت القهوه وباست إيديهم قبل ماتجلس كعادتها جنب أبوها اللي حاوط كتفها بذراعه وهو يسألها بحنان /اطمنيني عنك شلونك الحين ؟

باست كتفه وبمرح /زي الحصان ولو أيش ماكان فيني بعد شوفتك أكيد بكون بخير يبه أتطمن .

الجد بمزح/ غدينا مالنا عازه يابنت أبوك ..

ردت بحب / كيف بس ياجدي وأنتا الأصل ورأس المال ومحبته من محبتك لاتشك في ذا الشي.

وإلتفتت لأبوها وحاوطت وجهه بكفوفها ولفته عليهم وهي تتابع بحب /بس بذمتك ياجدي أحد يطالع الوجه الصبوح ذا وما يروح تعبه ؟ انفدا ذي البسمة اللي كإنها مضاد إكتئاب ودواء مهدي للأعصاب .. منظم لضربات القلب ياعالم و ---

قاطعتها الجده وهي تميل شفايفها عالجنبين / يمه منك ومن لسانك محدن يغلبك بالحكي ..

ردت بثقه /أكيد محد يغلبني لإنه طالع من قلبي ياجده .. بعدين زوجك جنبك دلعيه زي ماتبغي وطلعيني من راسك انا وابويا تمام…

طالعتها الجده بتنهيده/ يالله صباح خير من هالعوبا قومي من قبالي وأدحري إبليس .

الجد بإبتسامه/ وين تقوم يابنت الحلال تونا أستانسنا بها .

شربت جوري قهوتها بتلذذ و غمزته بشقاوه/غزالتك مورايقه اليوم والظاهر والله أعلم إنها غيرانه .. ماصبحت عليها ياجدي ولا --

قاطعتها الجده بعصبية / وش أغير منه يالصفرا . .

اتحركت من مكانها تحسباً لأي لحظة غدر من جدتها اللي فعلاً رفعت عصاتها علشان تضربها بس مالحقت عليها، رفعت لها دوري حواجبها بإستفزاز / راحت عليكي ياجده يرجى المحاوله في وقت لاحق..

أنفجرت في الضحك مع جدها وأبوها لما اتحتفتها جدتها بشكواها الساخطه المعتاده وردت من بين ضحكها/ ياويلي ياجده إنتي تخوفي وماينمزح معاكي .. اقلك خلاص لاتزعلى بلاش يصبح عليكي ذا حتى كثر السلام يقل المعرفه ياشيخه ..

أبوسند بضحكه/ يبه خلها نظرات من بعيد لبعيد أسلم ي--

يالله يالله

ردوا السلام على علي اللي دخل يسلم بينما هي حاولت تتخلص من شعورها بالاحراج من هروبها ليلة أمس وباست كفه وبمزح / ماشاء الله مركب خشم ولا جهاز إستشعار جاي عالقهوه بالثان----


السلام عليكم .. صبكم الله بالخير ..

غمضت عيونها ورخت رأسها بصدمه لما سمعت صوت أبو بدر إ

ذا أيش اللى جابه ذحين ؟

كانت متعوده إنها تنزل الفجر تتقهوى مع جدها وجدتها وأبوها وتظل معاهم لربع ساعه بعدها بتنسحب علشان تترك المجال لأولاد جدها صقروأحفاده اللي بيمروا عليه زي ماعرفت وذا النظام كانت ماشيه عليه حتى من قبل ما تدخل بيتهم كزوجه لأبوبدر واللي كان بيحترم خصوصيتها الأيام اللي فاتت وماسبق وطلب إنه يشوفها أو حاول إنه يفاجأها بحضوره زي اليوم !

معقول اتاخرت اليوم في نزلتها ولا الوقت سرقها لدرجة إنها نست موعد جيته المعتادة كل يوم !

ولااا !!!

يكون سلامهم السريع أمس خلاه يفكر إنها خلاص نست موضوع الطلاق وقبلت بزواجهم و ---

بسم الله عليك وش صار لك ياسند !!

صوت جدتها الملتاع قطع أفكارها وجذب إهتمامها خاصة
لما رد أبوبدر بهدوء/ يمه مافيني الا العافيه لاتحاتين و--


قاطعه أبوه بقلق/وينك ووين العافيه وانت بهالوجه ! وش صار لك احكي ..


ماقدرت تقاوم فصولها ورفعت رأسها تطالعه و---

فهمت سبب لوعة جدتها وخوف ابوها وغطت فمها بكفوفها وهي تطالعه بقلق ..

ذا ايش اللي صار فيه ولخبط خلقته بذا الشكل؟

امس لما شافته كان بخير ومافيه شي !

معقول طلع في الليل وصار له حادث بالسيارة ؟

ولا - - - -

انقطعت أفكارها لما رد علي بتفكير/ معقول بتمشي وأنت نايم يالنسيب وضربت وجهك في الباب ؟

استغربت من رد أخوها اللي كان بيقطر سخريه محد أنتبه لها غيرها، ركزت في نظرات أبوبدر لعلي اللي قابله بإبتسامة عريضه وهزة كتف لامباليه خلتها تنقل نظراتها بينهم بحيرة …


وأنت الصادق ضربت في صبه بس ابشرك هي بعد اخذت لها اللي فيه النصيب ..

أنقبض قلبها من رد أبوبدر المتعجرف واللي خلاها تشك في شيء مو معقول ولكن وارد ..

معقول ذول الاثنين اتضاربوا امس؟؟

داخلياً كانت رافضه تصدق الفكره لكن لما دققت في وجهه أخوها اكتشفت وجود كدمة مختفيه تحت لحيته ومابان منها غير شيء بسيط …


طالعتهم بصدمه وعقلها بيصرخ بعدم إستيعاب…

يعني أيش !!

أبوبدر ضرب أخوها !!

واخوها ضرب أبوبدر !!

أخوها ضرب فارسها !!

أخوها ضرب فارسها !!

ماحست بنفسها لما سحبت اثنينهم في ايديها وطلعت بهم وعلي وسند بيتبعوها بصمت وصدمه من تصرفها المفاجئ
!!!!

بعد فتره ولما لقي علي نفسهم في مكان هادي وبعيد عن الانظار سحب يد جوري اللي كانت مكمله طريقها لحيث لايعلم ووقفها بخفه/ بس أوقفي لوين تشتي توصلينا بالضبط.. سور الصين مثلاً ؟

وقفت وطالعت فيه وكأنها توها اتذكرت وجوده وردت بعدم تصديق /انتا اللي فين تبغى توصلنا بحركاتك ذي ياسيادة العميد ؟

طالعها بسخريه/ وانتي خليتي فيها عميد بعد سحبة حرامية الغسيل هذي !

ردت بعدم تصديق / وانا المفروض كيف اتصرف بعد مااشوف الشوفه السوده ذي ؟

رد بخبث/ شوفته سودا لذي الدرجه ! يعني مافي أمل ت----

قاطعته بنفاذ صبر/بطل استعباط ياعلي ولا تلف الهرجه، اتضاربت معاه ليه ؟؟

رد بلامبالاة / اتضاربنا وتمينا وكل واحد صلح سيارته انتي ايش مشكلتش ؟

صرخت بغضب/ انتا مشكلتي ياعلي، بتتضارب ياعلي ؟ ومع مين؟ مع ذا! سبت خلق الله كلهم ومالقيت غير ذا تتضارب معاه؟

رد علي بسخريه/وليش مااتضارب معه يعني ! على رأسه ريشه ولا عاده نغه ومحد يسخى عليه ؟

ردت بقهر / لان ذا بالذات ماينفع تسوي معاه كذا و---

قاطعها بإستفزاز / ايوووه بدينا شغل الواسطه وبعدين مالش ماسكه يده زي الجاهل اللي خايفه لايضيع عليش؟

نقلت نظراتها ليدها الشمال اللي كانت فعلاً ماسكه يد سند اللي نسيت وجوده تماما بينما سند واقف يطالعها بصمت غريب ونفضت يدها بقوه وبعدت عنه بإرتباك وعلي بيستفزها باصرار/مالش سكتي فجأه! اشمعنى هذا بالذات اللي ماينفع اتضارب معه؟

فركت جبينها بتوتر وعجز وهي بتفكر ايش تقله !

وكيف تشرح له !

ردت بقهر/ علي الله يرضى عليك حاول تفهم، اذا فيه بينكم مشكله تحلوها بالعقل وزي العالم والناس ماله داعي ذا الأسلوب.

والتفتت لسند وهي بتأشر بسبابتها قدامه بغضب/وانتا مالك صلاح باخويا ولا لك علاقه فيه لامن بعيد ولامن قريب، اخواني خط أحمر وأولهم علي فاهم ولا لا !

وتركتهم وراحت وهي بتمتم بقهر/ شغل بزران ولا كإن الشيب تارس روسهم، الناس تكبر وتعقل وذول يكبروا ويخرفوا - - - -

هز علي رأسه بيأس وهو بيسمع سيل انتقاداتها اللاذعه اللي وصله بوضوح واللي كعادتها الغبية كانت تظنه بينها وبين نفسها ….

التفت لسند اللي جامد مكانه وعيونه معلقه على أخته رغم أنها ابتعدت بمسافه وبسخريه/ مااتاخرت على شغلك ولا عجبك التهزيئ وقلة القيمه من صبح الله..

التف له سند وطالعه بصمت للحظات قبل مايلبس نظارته الشمسيه وينسحب بهدوء…

إبتسم علي بإستمتاع من حالة سند اللي واضح إنه لازال مو مستوعب الإعصار الصغير اللي عصف به من لحظات والمتمثل في اخته، وهمس بسخريه / واحد مفضوح والثانيه متنحه الله يعينني ع العاهات هذي بس ..


،

،

،

دخل السيارة وسند رأسه عالمقعد وغمض عيونه بهدوء وهو بيتنفس بعمق وبيحاول يستوعب الشي اللي شافه واللي كان عبارة عن..

شموس !!!


ذي هي الكلمة الوحيده اللي اترددت داخله في اللحظه اللي جات عيونه في عيون طفلته ..


شموس واسعه صفراء مكحله برموش طويله وكثيفه سحرته وثبتته مكانه من غير حول ولاقوه وهو بيسمع صوتها الغاضب بشكل ضبابي وكأنه في حلم !

عيونها اللي ظل أيام وليالي وهو يحلم بها !

واللي كان هيموت لأجل يعرف لونها وشكلها !

كانت صدمه بكل المقاييس !!

صدمه شلته وتركته عاجز عن الحركة وهو بيتأمل أدق تفاصيلها عن قرب …

عيون طفلته كانت عبارة عن…

شموس متوهجه !!

ووجهها الأحمر المشتعل من الغضب زينته غمازه اتوسطت خدها الأيمن المشابه لأسمها وزادتها جمال.!!

وسبابتها اللي وكزت صدره عدة مرات وهي بتهدده بغضب ووعيد !!

طول الأيام اللي فاتت وهو يسمع من بتول وأمه وأخواته قصايد غزل عن جمال طفلته اللي بيظنوا انه للحين يجهله، لكن اللي كان بيثير فضوله بجنون هوعيونها اللي ماقدر يشوفها وهي نايمه واللي كلهم أجمعوا على إنها رح تصدمه بلونها وجمالها الغريب .

ورغم إنه كان متخيل إن عيونها عالأغلب بتشبه عيون عبدالرحمن العسلية إلا إنها في الحقيقه كانت بعيده كل البعد عنها !

طفلته في مجملها كانت مختلفه عن الكل ..

ووجهها في الحقيقة كان أجمل من كل الوجوه اللي اتخيلها ورسمها لها في خياله الآف المرات !!

رفع كفه واتاملها بعدم إستيعاب قبل مايرفعها لانفه بتردد وهو بيستنشقها بعمق ..

إبتسم بإنتشاء لما شم بقايا عطرها العالق في كفه "يعني هي فعلاً كانت معه !

كلمته !

مسكت يده !

وبغض النظر عن السبب اللي خلاها تمسكها ، إلا إنها اتمسكت بها بإرادتها وبكل قوتها !

وذا بيعني شيء واحد ….

طفلته حاسه بشي ناحيته !

بتحمل له شعور داخلها !

بغض النظر عن ماهيته وبغض النظر عن بساطته فهو يظل شعور وأحساس بيه وإن كانت بتنكره !


إتنهد براحه عجيبه كان مفتقدها من أيام وسأل نفسه ياترى إذا رد من شغله بيشوفها ولا بترد تهرب منه كعادتها من يوم ماجات !

إبتسم وهمس بتوعد /سامحيني ياطفلتي بس لهنا وكافي.. وقت الهروب إنتهى ……
(تركيا)


ذحين ممكن نتكلم زي الناس ؟

طالعته بهدوء/ نتكلم ونتحاسب ليه لا.

رد بإستغراب / نتحاسب! نتحاسب على ايه؟ ومين اللي هيحاسب مين إن شاء الله؟

زفرت بقوه / انا وانتا هنتحاسب واللي ليه حق يأخده ولا مفكر اللي نسيت كل الهبل اللي قلته وعملته طول الفتره اللي فاتت، انا فاض بيا وماني مستحمله اكتر من كدا وياانا ياهيا ياخالد..

رد بتفكير / قصدك جوري ؟

ردت بهدوء/ شوف ياخالد أنا سبتك كل الفتره اللي فاتت تخبص في الكلام وتعمل مابدا لك بدون ماتراعي شعوري وقلت يابنت عديها مهما كان اللي بينهم عشرة عمر ولسا مو متعود على فكرة طلاقهم بعد السنين دي واكيد بعد فتره هيهدأ ويعقل ويرجع عن اللي في باله، لكن مدام وصلت بيك انك تخطط تزوجها باخوك علشان تردها لعصمتك فلهنا وستوب ياحبيبي و-----

قاطعها بتساؤل/بعني هتعملي ايه بالضبط ؟

ردت ببرود/انتا اللي هتعمل مو انا،، وانتا اللي هتقرر يانستمر في حياتنا ياكل واحد يروح في حاله.

عقد حواجبه بتفكير/يعني ايه مافهمت؟

ردت بسخريه /يعني حكاية هارون الرشيد اللي لام حريمه حواليه ومسكنهم في بيت واحد وعايش في سبات ونبات دي تنساها..

رد بتنهيده/ لاتقلقي وتشغلي بالك بالهرجه الفاضيه ذ---

قاطعته بعصبيه/ لو انتا شايف ان حياتنا سوا هرجه فاضيه فنفضها ونخلص يابن الناس وبلا--

قاطعها بضيق/ خليني اكمل كلامي ولاتنطيلي في النص بدون ماتفهمي ..

ردت بغضب/ لاانطلك ولاتنطلي هي كلمه ورد غطاها،، إذا بترجع جوري انا هاخد أولادي وراجعه بيت ابويا وذا اخر كلام عندي ..

عقد ذراعيه على صدره وبسخريه/ بتلوي ذراعي يعني!

طالعته بعدم تصديق /بلوي ذراعك ! دا اللي فهمته من كلامي !

رد بضيق / والله هو ماينفهم غيركذا..

ردت بقهر / وليه مافهمت اني كذا بدافع عن نفسي وعن بيتي ، ليه مافهمت اني بحاول لاخر لحظه أحميك من غباءك وتهورك اللي هيضيعنا..

سكتت للحظات وهي تتنفس بعمق قبل ماتتابع بقوه/انا ندى ياخالد ندى ، ندى اللي حاربت أهلها علشانك واستنتك سنتين لين صرت من نصيبها،، وإذا فاكرني زي جوري تبقى غلطان.. انا مارح اتخلى عن حقي فيك بسهوله ولا رح اباركلك وانتا بتجبلي حرمه تانيه لبيتي.. أنا مارح اتفرج عليك وانتا بتضيع من ايدي وتضيع معاك أولادي وبيتي علشان شوية اوهام وافكار غبيه في راسك و---

قطعت كلامها لما ضمها بقوه لصدره/وانا مارح اتخلى عنك لا بسبب جوري ولا غيرها ياغبيه…

استكانت في حضنه للحظات قبل تبعد عنه وهي تطالعه بعدم فهم/يعني أيه!

حاوط وجهها بكفوفه وبتنهيده /يعني انا مو هارون الرشيد ولا محتاج لحريم حوليا، انا يكفيني وجودك انت وبس في حياتي.. يكفيني انك تحبيني وترضي فيا بكل عيوبي الغبيه وتهوري ..

سألته بعد تصديق/ وعصبيتك من شويه وبتلوي ذراعي و---

قاطعها بإحراج / انتا كنت هقولك اصلا اني راجعت نفسي وعرفت اني غلطان وخلاص قفلت الموضوع لكن - -

قطع جملته وسكت وهي طالبته بتساؤل/لكن !!

رد بإبتسامة /لكن لما شفتك عصبتي وبديتي تهددي وتتوعدي قلت اجاكرك شويه واشوف آخرك أ----

بعدت عنه وهي تسأله بغصه /وإن شاء الله انبسطت واتسليت بحرق اعصابي و--

قاطعها بجديه/لا والله ماكان قصدي اقهرك بس كنت بشوف أيش هتسوي علشاننا..

صرخت إستنكار/كان لازم تثق اني هسوي كل شي علشان حبنا وحياتنا تستمر مو تمتحني وتعملي اختبار ..

وطلعت وتركته وهو ينادي عليها، ولمدة اسبوع بعدها وهي بتتجاهله بينما هو بيحاول يصالحها بشتى الطرق لين قدر يمتص غضبها ويطيب خاطرها ويخليها تسامحه، ومن بعدها بدت حياتهم تستقر وتهدأ و--

صباح الخير..

التفتت لخالد اللي طبع بوسه على خدها وردت بحب /صباح النور حبيبي، لسا بدري ايش صحاك؟

اتمطى بكسل /يادوب نلحق اليوم من أوله، الاولاد صحيوا ولا لسا؟

ردت بإبتسامه /عملوا زيك ورجعوا من صلاة الفجر واغمى عليهم من جديد.. امس مره اتاخرنا برا ومالحقوا يشبعوا نوم ..


سحبها بحركه مفاجئه لصدره/ طيب ايش رايك نسيبهم يناموا براحتهم واحنا كمان ناخذ راحتنا ..

همست بدلع/ كله بيعتمد عليك وعلى وسائل الراحه اللي هتوفرها..

قلبها على ظهرها واتاملها بمكر/ أنتي سيبي لي نفسك وانا هدلعك اخر دلع ..

،

،

،

،

،

(صنعاء)


بصراخ / أتزوجتي من ورايا ياخاينه .

ضغطت على أذنها وبضيق/خرمت أذني وطبلتي مالها قطع غيار ياغبي .

رد بقهر/جوري بغير سماجه روحي في طرف نخري (خشمي) و---

قاطعته بسخريه/أجل أنتبه تعطس .

نور بعدم تصديق/استغفر الله هذا اللي ربنا قدرش عليه ! مايكفي ثلاث أيام أتصل وحضرتش مابتجاوبيش وبتمكنيني رسايل اصبر وانا اكلمك اصبر وانا افهمك !

اتوقفت عن ترتيب التسريحه وجلست وبتنهيده/ كنت محتاجه أجلس لوحدي بعدين أيش تبغاني أقولك بس ، خلاص اللي صار صار وأختك إتدبست و--

قاطعها بصدمه/إتدبستي ! يعني أنتي مش موافقه ! بس صالح قلي إنه كان فيه شوفه شرعيه وحتى خلاكم لحالكم علشان تتكلموا براحتكم وحتى---

قاطعته بعصبيه /شوف الحيواااان ماشي يسيح لي و---

قاطعها بضيق/ خلي الحيوان على جنب مش وقته ذحين.. وفهميني وافقتي برضاش ولا أحد غصبش عليه ؟ احد قلش شي ولا - - -

حست بضيق من سيل الأسئله اللي إنهمرت عليها بدون إنقطاع وذا موغريب على نور اللي كانت متأكده إنه زعل من زواجها المفاجئ اللي تم وهو مسافر و---

قاطع أفكارها بصراخه/أنتي ناويه تجلطيني ردي ليش ساكته !

فكرت بمراره "لا محد غصبني .. بس كنت متنيله على عيني ووافقت ووقعت كمان واللي كان كان


نور بنفاذ صبر/ مدام مش غصب ووقعتي بنفسش كيف صارت تدبيسه !جوري رحم الله والديش اتحاكي سوا لاتجننيني .

إتوسعت عيونها بصدمه من أفكارها اللي قالتها بصوت عالي وسمعها نور واللي أكيد مارح يقفل غير بعد مايفهم أيش قصدها باللي قالته، ردت بتنهيده/ قصدي كل شي صار بسرعه لدرجة إني مالحقت أفكر ومن الآخر حاسه إني إتسرعت ..

رد بسخريه/ اخوتش قالوا إنكم عقدتوا في نفس الليله اللي خطبش فيها وذحين جايه تقولي إنش إتسرعتي ! لايختي من قال هذي مجرد إشاعات .

زفرت بضيق/ نور ترى موناقصه تريقه واللي فيا مكفيني وزياده .

رد بإستنكار / الله عاد الزعل لش انتي ! انا اللي المفروض أزعل.. أغيب كم يوم وارجع واسمع انش اتزوجتي وسافرتي مع زوجش وانا آخر مو يعلم.. لحد اتصل ولا حتى فكر فيني كأني غريب ولا مش مهم و---

قاطعته بضيق/ ياابني بقلك الموضوع كان ملخبط وسايح على بعضه وتم في غمضة عين تقلي مهم وغريب ! هوا انا كان فيا عقل ساعتها ولا حاسه بشي.. اتعوذ من ابليس وبطل هبل ولا تخلي أفكارك تروح لبعيد الله يرضى عليك والله مو ناقصه ولا فيا حيل للمناهده ..

زفر بقهر / ايوه اضحكي عليا بكلمتين.. صالح الكلب يحضر كل الاكشن وانا لا بسيطه، والله ماراحت لش .

ردت بإنزعاج /ههههه تستظرف انت ووجهك! فيلم هوا وانا مدري.. ماتجيب لك شوية فشار بالمره !

رد بإستفزاز / لا مايحتاج خليه لما تجي انتي وزوجش علشان نتسلى سوا ..

همهمت بكلمات مومفهومه خلته يسألها بجديه/ياسمين وقصي دريوا ولا عادهم !

ركزت معاه وردت بهدوء/لا ومابغاهم يعرفوا ذحين ذا شي ماينقال عالجوال بعدين خليهم ينبسطوا في سفرتهم مابغى إنكد عليهم .

نور بتساؤل/ قولش أيش هيكون رد فعلهم.. هيزعلوا منش !

ردت بتفكير/بيتهيألي ياسمين هتتقبل الخبر بمرونه أكثر من قصي اللي أساساً متخوف من ذي السيره وسبق واتكلمنا في فيها وعلشان كذا بقلك إتسرعت ..

رد بتنهيده/ خلاص قد تموا الناس والكلام مامنه فايده أنتي إتزوجتي وا--

قاطعته بجديه/لا ياحبيبي مافي شي تم إحنا لساتنا عالبر والدعوه ملكه تتف--

قاطعها بحده/ ماهو ! هيا اذكري الله وصلي على رسولش واهجعي قالت عالبر والدعوه ملكه !

ردت بنفس الجديه/أنتا لاتشغل بالك يانور أنا عارفه كيف أحل أموري .

رد بغضب / أيش من حل ياخبلا بغير جنان هذا زواج مش هو لعبه---

قاطعته بتنهيده / قلتلك أنا هتصرف خلاص .. ويلا أقفل بعدين اكلمك .. السلام عليكم


رمت جوالها وزفرت بتعب وهي بتدلك رقبتها المتشنجه من التوتر والضغط اللي حاسته ..

أهلها كانوا بيضغطوا عليها بشكل مو طبيعي…

خالها سافر وهو زعلان منها رغم إنها سلمت عليه واتصرف كما لو إنه ماصار شي بينهم وطول الايام اللي فاتت إتجاهل اتصالها وسألها عليه…

بينما معاذ !

آه من معاذ اللي بيتصل لها كعادته وبيتعامل معاها كعروسه حقيقة بيتطمن عليها وبيسأل على زوجها وأهله وهو مايدري إنها أساساً عامله مقاطعه للي أسمه زوجها ومقيمه أقامة جبريه في بيت جدها من يوم ماسافر وتركها وراه ..

وأمها حبيبتها بتحاول تهون عليها وتصبىها قد ماتقدر وفي نفس الوقت بتقنعها إن أخوها معاه حق وتصرفه هو الأصح والأنسب …

كل ذول كوم وأخواتها وحريم اخوانها اللي من يوم سفرها لليوم بيتصلوا عليها وبيسمعوها الوصايا السبع في فن التعامل الزوجي والأسري كوم ثاني !!

احلام وعبدالرحمن وساره هم الوحيدين اللي حاسين بيها وبيحاولوا يتفهموا وضعها ومع ذلك كانوا بينصحوها تعطي زواجها فرصه للنجاح …

أما بالنسبة لأهل ابوها مساعد من أول جدها مرورا بابوها وامها منيره لحد ثريا فذول كانوا أشبه بنسمة هواء بارده في ليلة صيفيه حاره !

الكل بيتعامل معها بحب وموده كالعاده ورغبتها الصريحه في الإنفصال عن أبنهم واللي قالتها علانيه مااثرت في علاقتهم مثقال ذره …

الوحيده اللي عاتبتها وزعلت من تصرفها ورفعت عليها العصى كمان هي جدتها، واللي فوراً شغلت لها إسطوانة المدح والغزل في أبوبدر اللي إكتشفت إنه حبيب قلبها وثاني أكثر شخص تحبه بعد جدها صقر..

والغريب في الموضوع إن ذا ماأزعجها بالعكس هي لقيت
نفسها بتهز رأسها بموافقه لكل اللي قالته جدتها وإبتسامه غبيه مزينه شفايفها طول اليومين اللي فاتوا ..

كانت وكأنها بتحاول تربط بين صورة فارسها اللي لطالما رسمتها ليه، وبين مآثر وحسنات أبوبدر اللي على مايبدو إنها أكثر من ماكانت تتصور وذا بشهادة الجميع !


رمت نفسها عالسرير وإتنهدت بحيره وتعب من حالتها وهمست برجاء /ربي أكتب لي الخير واختار لي لإني تعبت بجد ….


،

،

،

،

،


(جده)


وانتا متى هتتلحلح وتخطب ولا ناوي تعنس وتقعدلنا زي العمل الردي .

رد بإنزعاج/العب يافاشل العب، شايفني بنت علشان تقول اعنس ! اسمها اعزب عزابي مو----

قاطعه بسخريه/ والله عزابي عانس كلها نفس المعنى في الاخير هتخلل وريحتك تحمض وهذا وجهي لو لقيت وحده تعبرك يادختور ..

رد بنفاذ بضيق/انتا بس اطلع منها وهيا تعمر يافالح..

استمر في اللعب وباله مع جوري اللي وعدته انها هتكون حاضره خطوبته واللي كانوا مقررين إنها هتكون بعد العيد اللي خلص وأنتهى وماصار أي جديد !

بس ذا كان قبل زواجها الغريب والمفاجئ واللي صدم الكل وهو أولهم !

ماكان متوقع إنها ممكن توافق عالزواج مره ثانيه وبعد الفتره البسيطه ذي !

معقول اتزوجت بسبب المشاكل اللي عملها خالد الفتره الأخيره وهو بيحاول يردها لعصمته !

ولا وافقت لإن اللي أتقدم لها ابن عمه مساعد وماقدرت ترفضه بسبب حبها ليه وبسبب علاقتهم القويه ببعض !

عموماً أيا كان السبب اللي خلاها تقرر وتأخذ الخطوه المهمه ذي في حياتها فإن شاء الله تكون مرتاحه وسعيده في حياتها الجديدة و----

إذا انتا مستني جوري فاتوكل على الله وخلص امورك ولاتربط نفسك بيها ..

التفت لمؤيد اللي قطع أفكاره بكلامه ورد بإستغراب/ ليه هيا قالتلك انها مارح تجي ؟

رد ببرود/مايحتاج تقول ياابوالعريف، بس بالعقل كذا هتجي خطوبتك بمناسبة ايش وبأي صفه إن شاء الله ؟

مازن بعفويه / بصفتها اختي الكبيره اللي اختارت لي العروسه وهتخطبها ليا كمان ..

وقف مؤيد لعب والتفت له بسخريه / ذا كان قبل ماتتزوج ياحبيبي .. ذحين بح .. كان في منها وخلص ..

رد بإستغراب/ أيش اللي بح وخلص! ايش دخل زواجها في الهرجه !

مؤيد بعدم تصديق/ كيف أيش دخل زواجها ! إذا زواجها هو الهرجه بذات نفسها يامخ .. يعني زوجها ذا كرنبه ولا رجل كرسي ولا ايش وضعه !

ضرب جبهته بقهر من مازن اللي طالعه بعدم فهم قبل مايتابع بنفاذ صبر/ تقدر تقلي يادكتور مين الرجال اللي هيرضى يخلي زوجته تروح تخطب لأخو زوجها… بلاش نقول زوجها خليها طليقها السابق ! هااا مين ؟

عقد مازن حواجبه بتفكير/قصدك انه هيمنعها ؟ لا ياشيخ مااظن.. انتا عارف إن علاقتنا فيها مو مرتبطه بخالد من الأساس.. بعدين ايش دخل ذا في ذا، يعني لو قالت بتجينا البيت كنت اقول ممكن يرفض ويمنعها بس هيا هتروح بيت خوله يعني الهرجه مالها صلاح ب----

قاطعه مؤيد بعصبيه ساخره/صلاح عند امه ياحبيبي وسيبك من الفزلكه الزايده.. علاقتنا اللي على قولتك ذي بينا وبينها واكيد إنها ماتهم الرجال لا من بعيد ولا من قريب.. احنا بالنسبه له اهل طليق زوجته وبس..

سكت للحظات قبل مايتابع بغيض / أصلاً انتا ماشفته كيف كلمني يوم مارحنا زواجهم في الرياض..
وتابع كلامه وهو يقلد صوت سند / مارح تبارك لكي زواجي من أخت عبدالرحمن.. أخيراً صرنا نسايب بلابلابلا…

عض يده بقهر/ أأخ لو شفت نظراته المستفزه وبروده وقتها.. كإنه بيقلي ذي صارت حقي ويلا هوينا مالك شي عندنا .. وانتا تقلي تجي تخطبلك! ياعمي طير وكل فطير بس..

سكت مازن وهو بيفكر لأول مره في مصير علاقتهم بعد وضعها الجديد …

كيف راحت عن باله ذي النقطه المهمه ومافكر فيها !

مؤيد عنده حق في اللي قاله.. زوجها يمكن يرفض لااا هو أكيد هيرفض أي علاقه تربط بينهم وبين جوري… وهو طبعاً عنده حق ومافي احد يقدر يلومه او يغلطه في تصرفه ذا..
في النهايه ومهما كانت علاقتهم قويه ومشاعرهم صادقه ناحيتها.. ومهما حاولوا يوضحوا أرتباطهم الأخوي الوثيق بيها إلا إنهم يظلوا قدامه وقدام الناس أهل زوجها السابق، ومافي رجال مهما كان تعليمه او مستوى ثقافته وانفتاحه هيقبل على نفسه ذا الشيئ …

التفت لمؤيد بإستسلام /يعني خلاص… مارح نقدر نشوفها ولا نكلمها حتى !

هز مؤيد راسه بعدم تصديق /يااخي انتا دلخ ولا ايش نظامك! اقلك الرجال موطايقني رسمي تقلي نشوفها ونكلمها! انتا كمان متعشم تشوفها… ليه هيا سبهلله! وا---

سكت فجأة وهو بيتذكر كلامها معاه قبل يومين وطالع في مازن بتفكير /تصدق انا مو مرتاح لا لجوري ولا اللي اسمه سند ذا كمان.. وحاس ان الزواجه ذي مارح تعمر ..

مازن بجديه/فال الله ولا فالك ياشيخ.. إن شاء الله ربي يعوضها ويكون نصيبها المره ذي أحلى من نصيبها مع أخوك.. عم مساعد يحب جوري ونفسه يشيلها من عالأرض شيل وإن شاء الله ابنه يطلع زيه .. بعدين انتا بنفسك شكرت فيه وغنيت مووايل ذحين صار كخه ومو مرتاح له!

مؤيد بإعتراض/ ياغبي الناس والنعم فيهم ولذحين هغنيلك فيهم مووايل .. وأبوبدر مع إنه شويه بارد ودمه ثقيل إلا إنه رجال محترم وكفو، بس المشكله في جوري اللي لما كلمتها اباركلها عارف أيش ردت ؟
هز رأسه بنفي ومؤيد تابع بتفكير/قالت مالت عليك بتبارك لي على أيه؟ اجل مباركتك لين يصير اللي في بالي وبعدين لما سألتها عن اللي في بالها سكتت وغيرت السيره! فشكلها والله اعلم انها ناويه تفركش أم الليله !

سكت مازن وهو بيستوعب كلام أخوه.. فهو ان كان مايعرف سند ولا قد شافه غير بشكل عابر في الجرايد وعالتلفزيون، إلا إنه يعرف جوري ويعرف طباعها وتفكيرها تمام المعرفه وذا اللي خلاه يقلق عليها أكثر وأكثر….
(الرياض)

كان بيتجول ولسانه ماوقف عن ذكر الله وعيونه بتدور بإعجاب من منظر حديقة قصر المنذر اللي إمتدت على مرمى البصربتنسيق هندسي زاد روعه أشعة الشمس اللي بدأ وهجها يخف ويتدرج بالوان الغروب ..


ليلة أمس كام مشغول باللي صار في مجلس جده أول ماوصل أو بالأصح أول ماوصلت اخته ..

تصرفها وكلامها الغريب وخروجها الدرامي حسسه بإنه جزء من فيلم !
وفي الوقت اللي اخذت فيه اخته دور البطوله وهو دور البطل المساند كان سند بيلعب دور الكومبارس الصامت بجداره …


وبعد خروجهم الفيلم إتحول لمسار كان متوقع بالنسبة له واللي هو ببساطه الهروب واللي كان عذره جاهز بالنسبة لها ..

الوقت اتأخر وانت جاي من سفر وبجهز العشاء …

جمله بسيطه ومرتبه قالتها بكل بساطه وتركته وراحت او بالأصح هربت بدون ماتعطيه فرصه للرد…

لكن مهما حاولت تتهرب في الأخير مصيرها توقع بين إيديه وهذا اللي صار في الأخير…

طالع في اخته اللي بتتمشى جنبه وهي بتحكي له أحداث لها اول ومالها آخر عن أشياء عجيبه مالها علاقه ببعض في محاولة فاشله منها لتشتيته عن الموضوع الأساسي ولو تركها براحتها متأكد إنها ممكن تتكلم لثاني يوم بدون كلل أو ملل !

لذلك لف ذراعه على رقبتها وسحبها بشكل أقرب له وبسخريه/ كان نفسي اجلس والعب معك لعبة القط والفار لكن ورايا سفر ووقتي ضيق فياريت تغردي وتتحفيني ياأميرتي..


زفرت بغيض من محاولاتها الفاشله في تجنبه طول اليوم واللي انتهت أخيراً بسحبها من يدها وجرها معاه للحديقة ومحاصرته لها بذا الشكل ..

كانت أكثر وحده عارفه أخوها وعارفه إن نظراته البارده وهدوئه المخادع بيخفي وراه فضول وأصرار على معرفة سبب تصرفها الغريب عليه ليلة وصوله واللي زادت عليه بأنفجارها الغبي عليه وعلى سند الصباح ..

ومع ذلك مايأست وحاولت تلهيه بثرثرتها المعتاده بس عبث ..


طالعته بضيق وهي بتحاول تبعد عنه /واللهي ذا بيعتمد على مدى تعاونك ياسيادة العميد..

اطلق سراحها ورد بإستهزاء/يعني أيش المطلوب؟

اخذت نفس عميق وحطت شعرها وراء أذنها وإبتسمت بعذوبه / يعني هتغرد.. هغرد واشجيك.. هتأخذ وضعية شارلي شابلن هعملك فيها لوريل وهاردي .. الكوره في ملعبك..


إبتسم وعقد ذراعيه على صدره وإتأملها بصمت..

اخته ببساطه بتساومه !

وذا بيعني إن نظراتها البارده وهدوئها الظاهري مجرد قناع بتخفي تحته إهتمام وفضول غير محدود للي صار بينه وبين سند، وذا إهتمام وفضول غير طبيعي بشخص مصره على الطلاق منه !


طالت حرب النظرات الصامته بينهم فقطعتها بسخريه/ ممكن اعملك يانسون دافي يريح احبالك الصوتيه ويخلي صوتك يعلى..

علي بسخريه مماثله /اليانسون خليه لش لانش هتغردي لفترة طويله وهينفعش، انا تغريدي هيكون سريع وموجز..

ربتت على خدها بتفكير/ ياراااجل! مع إن اشكالكم الصباح مادلت عالسرعه اللي بتقول عليها !

رد بإبتسامة / الوقت مش مقياس في حالتنا المهم النتيجة اللي بنوصل لها ..


هزت رأسها بموافقه وهي بتتذكر وجهه أبوبدر المشوه، بينما تابع علي بخبث/ بس ايش رايش في لوحتي الفنية !

جوري بنفاذ صبر/فنك مايهمني بقدر مايهمني سببه مو الأساس يابيكاسو..

رد بإختصار / كنا بنتعرف على بعض ..

طالعته بعدم إستيعاب / بتتعرفوا ! كذا !

رد بشرح/ انتوا النسوان بتتعرفوا على بعض بجلساتكم حق بعد العصر وشاهي وقهوه وحش في خلق الله.. لكن أحنا الرجال طريقتنا غير.. احنا علشان نتعرف نتواجه ونندبغ ونعرف نقاط وضعف بعض وهذا بيخلينا نقرب من بعض وبعدها نقرر إذا كان الرجال ذا ينفع ولا لا ..

هزت رأسها بتفهم وقربت منه وصارت تحرك وجهه للجهتين وهي بتفحص الكدمه الوحيده اللي في خده واللي أساساً يادوب باينه مع سماره ولحيته المغطيتها، وبسخريه/ طبعاً واضح مين اللي اندبغ فيكم ..

رد بخبث/ لاماعليش وهو طلع ذيب وماقصر بس تعرفي اخوش عميد وتحت يدي مجندين مش حلوه ادخل عليهم بوجه مثل وجهه لذلك الكدمات من الرقبه وتحت ..
وإذا على وجهه المورم! لاتخافي شوية اهتمام منش على كمادات ليومين ثلاثه ويرجع ينور من جديد وعلى ضمانتي..

ردت بغيض/لا حنين ياخويا وقلبك كبير، بتجرح وتداوي ماشاء الله..

إبتسم وبأمر/ دورش ياأميرتي .. ليش أتصرفتي مع سند بهذي الطريقه ؟ أيش فعل ؟

عقدت حواجبها وطالعته بتركيز صامت وكإنها بتحاول تستوعب سؤاله قبل ماتغمغم بخفوت /هوا الرجال نطق علشان يسويلي شيئ منتا كنت موجود وشفت بنفسك .

إبتسم بسخريه...

وكأنه محتاج يشوف أو يسمع شيئ من اللي دار بينهم علشان يسألها!!

سألها بتفكير/ يعني سند ما قلش شي عني ! ما منعش تكلميني أوتقابليني ! مالمح لش بأي شي يخص علاقتنا علشان كذا أتحديتيه وأتصرفي بهذيك الطريقه !


إتوسعت عيونها بصدمه للحظه قبل ماتهز رأسها بنفي سريع وقاطع زاد شكه وخلاه يمسك كتوفها وهو يسألها بأصرار/ متى تفهمي إن مهما كذبتي عالكل ما---

قاطعته بتنهيده وهي بتضغط يده اللي على كتفها بخفه /موقاعده أكذب عليك ولاصار شي من اللي أنتا فكرت فيه.. أنا أصلاً ماشفته من يوم ماوصلت وأول مره شفته كان امس ذا إذا أعتبرناها شوفه من الأساس ..

إتأمل عيونها اللي رفعتها في مواجهته بثقه قبل مايحررها من قبضته ويزفر بعمق ..


سؤاله لها ماكان سؤال قد ماكان تأكيد ..

هو متأكد من إن سند ماعنده أي علم بالعلاقه اللي تربطه بها وبناءً على هذا الجهل كان أول شيى هيعمله بعد زواجه منها هومنعها من أي إتصال بينهم مهما كان بسيط وهو واثق من هذي الخطوه مائه في المائه ..

واللي حصل بينهم أمس كان أكبر دليل على هذا صدق حدسه ..

لكن الصدق اللي شافه في عيونها والثقه اللي سمعها في صوتها وهي بتتعمق في نفيها كان أكبر دليل على صدقها !


طيب ايش اللي حصل علشان تتصرف بذي الطريقه الغريبه عليها !

أيش اللي خلاها تتحداه ومن خلاله هو بالذات وك---

لاتعقدها .. مولازم توقف عند كل تصرف وتحلله لإن أحياناً بنتصرف بدون تفكير وحساب وذي أسمها عفويه إذا ماسمعت عنها ياسيادة العميد .

قطعت جوري أفكاره بكلامها اللي ماأقنعه ولو لجزء من الثانيه ورفع حاجبه بإستهزاء/ عفويه !! تشتي تقنعيني إن فيلم علاوي حبيبي الوحيد اللي كنتي بطلته كان لله في لله !


دفته بعتاب/ فيلم ! أنتا كذا بتجرحني وبتشكك في مصداقيتي من ناحيتك و--

قاطعها بجديه / أحنا لحالنا ومافيش داعي تلفي وتدوري لذلك إختصري ..

وقفت مكانها بعد ماكانت بتتمشى حوله وطالعته بصدمه / إنتا مفكر اللي سويته امس كان تمثيل ! بتشك في صدق مشاعري ناحيتك ياعلي !

هز رأسه بنفي/ عمري ماشكيت في مشاعرش ناحيتي وعارف إنش تحبيني وتموتي فيني وماتتخيلي حياتش بدوني رغم كل تحفظش وتصرفاتش وكلامش اللي بيدل عالعكس وهذا اللي خلاني أتقبل معاملتش المتناقضة لي من بين البقيه .. لكن لما ألقاش بتستعرضي ملحمة الحب الأخوي فجأه وقباله بالذات وأنتي ماسبق وجاهرتي به لي شخصياً طبيعي أستغرب وأشك ولاتظني إني ماإنتبهت لنظراتش وإبتسامتش اللي وجهتيها له قبل مانخرج، أنتي كنتي بتتحديه رسمي لاتنكري ..


طالعته بصمت وهي بتفكر بجديه " انا كنت جامده وجاحده معاه لدرجة إني مع اول بادرة حب ناحيته هكون مصدر شك وإستغراب بالنسبه ليه ؟ ولا لأني كبرت على يده زي ماقال صار حافظتي وفهمني مهما خبيت واستغبيت؟"

في كل الحالات كان لازم تتذكر إن أخوها مو الشخص اللي بيعدي أي تصرف بدون مايحلله ويفهمه، وكان لازم تتذكر إنه مارح يعدي اللي صار بسهوله ..
فحاولت ترضي جزء من فضله وردت بلامبالة/ معاك حق.. أنا كنت بتحداه.. خلاص ارتحت ذحين ؟

هز رأسه بنفي/ مش قبل ماتقولي ليش وإشمعنى هو بالذات؟

لامت نفسها على تهورها اللي خلاها تحت رحمة علي واللي كانت متأكده انه مارح يتركها إلا بعد مايسمع رد مقنع على سؤاله لذلك قررت تصارحه بجزء من الحقيقة فأخذت نفس عميق وردت بهدوء/ ببساطه كنت بشوف ردة فعله على طبيعة علاقتنا وإذا كان من جماعة هوا مش أخوها حقيقي بس من الرضاعه وإلى آخر الكلام الغبي اللي سبق وسمعته قبل كذا، يعني تقدر تسميه إستباق للإحداث أو أختبار.. اللي يعجبك.

اتذكر كيف صرخت بإسمه ورمت نفسها في حضنه وهي بتتمسك فيه وكأنه غايب من سنين !

ماينكر إنه للحظات إنصدم من إستقبالها لكن كعادته ماقدر يقاوم لحظات عفويتها النادره معه واللي بتعبر فيها عن مشاعرها تجاهه بدون تحفظها المعتاد غير إن حماسها وفرحها كان من النوع المعدي واللحظات نسي أسلوبه المستفز معاها وسمح لنفسه يتصرف بعفوية مماثله ورفعها من خصرها ودار فيها وهو ضامها لصدره بشوق قارب شوقها وزاد ..

هز رأسه بتفهم وسألها بجديه/وأيش اللي طلع معش.. كيف شفتيه !

زفرت بضيق/ماأدري ماأدري ..تفكيري مشوش ومحتاره بشكل غريب لدرجة إني ماعدت عارفه نفسي، يااخي الرجال ذا مرات بحس اني بكرهه ومرات --

تركت جملتها معلقه وصارت تدور بعصبيه وعلي بيراقب كيف بتفتح فمها وتقفله لكذا مره بدون ماتتكلم وكإنها بتحاول تلقى كلمه مناسبه تعبر بيها عن اللي حاسته !

مسك يدها ورد بخبث / بس بيقولوا إن الكره هو الوجه الثاني للحب و - - - - -

قاطعته بحده/ حبك برص منك ليه الظاهر، أنتا شكلك مسخن وبتهلوس ..

نفضت يده بعنف وأعطته ظهرها ومشيت بينما تابع بإستفزاز/ يجوز اني مسخن وبهلوس ويجوز انش معجبه به ومش قادره تعترفي لنفسش بذي الحقيقه.


التفتت له بسرعه وردت بتهكم /مررررره.. ماشفتي كيف اخذته بالأحضان اول ماشفته امس..

رد بإبتسامة /أيووووه وصلنا لمربط الفرس،، ايش اللي قاله لش وخلاش تتعصبي وتطلعي الحب الدفين على غفله !

ماردت عليه وفكرت بمراره ساخره " اقلك أيه بس ! مابغى أحطملك صورته المثاليه اللي رسمتها في بالك عنه.. كفايه أنا إنصدمت فيه و----

طلع من جماعة هو مش أخوها صدق ومنعش تكلميني ؟

قطع أفكارها بسؤاله اللي أصابها في مقتل وهي بتتذكر كلامه مع جدها وجدتها وردت في داخلها " كنت بفهمه إنه ماله كلمه عليا وإني رافضه سلطته كزوج بيحاول يفرض عليا أفكاره المتخلفه عليا.. كنت بكسرغروره وبوقفه عند حده وبحاول أرد له الصاع صاعين وفي وسط الدرس نسيت إنك مارح تعدي اللي صار بسهوله وبدون أسئله "

ومع ذلك ماحبت تأكد له شكه وتحدث شرخ بينهم بدون داعي وردت بهدوء/ لاقلي ولا كلمني.. أصلاً انا من يوم جيت ماشفته غير امس ولولا وجودك ماكان لمحني من الأساس، وحتى لو منعني انا ببساطه اقدر أرفض وفي وجهه وبدون مايرف لي جفن لأني صاحبة حق ..

طالعها للحظات بصمت وهو بيحاول يستشف إذا كانت بتكذب عليه لكن نظراتها الواثقه ونبرتها الثابته كانت بتأكد صدق كلامها ومع ذلك كان متأكد إن سند منعها فعلاً بغض النظر عن الطريقة ..

إبتسم بخبث/ تمام ياأميرتي هصدقش، لكن يكون في علمش مهما كان الشي اللي خلاش تتصرفي بذي الطريقه فتأكدي إن اللي فعلتيه أمس كان أفضل وأحلى من أي رد كنتي هتقوليه في وجهه ..

طالعته للحظات وهي بتحاول تفهم قصده قبل ماتسأله بشك / ليه عندي إحساس إنك شمتان فيه ؟


رد بإبتسامة / وأحساسش في محله ..

ردت بإستغراب / غريبه! على أساس إنه عاجبك وجاي على هواك وآخر حبه في الكرتون ولا نسيت كلامك عنه لما جاء يخطب !

أنفجر في الضحك اللحظات على تعبيرها اللي كان بيأكد إنه فعلاً في مشكله بينها وبين سند…

هز رأسه بموافقه / وهو فعلا عاجبني لكن هذا مايمنع إني أتسلى .. تقدري تقولي إني بتعرف على الجوانب الشخصية المخفيه لذا الرجال .


ردت إنزعاج/ وانتا جاتك من الله، منها تتعرف ومنها تتسلى على قفايا يابن خالي…


رد بغموض/والله كل إنسان وله مدخل يابنت عمتي وربك بيسهل من عنده هتعترضي على تدبيره؟

ردت بإبتسامه/ونعم بالله أنا أقدر اعترض.. المهم إن شاء الله تكون اتسليت وإنبسطت واتعرفت كمان !

أتذكر وجه سند اللي كان يطالعهم بنظرات زائغه ووجه بيشابه الموتى في شحوبه !

صدمته البشعه كانت مطبوعه في كل جزء من ملامحه وواضحه وضوح الشمس في كبد النهار لدرجة إن قلبه رق له ورأف بحاله ..

جلجلت ضحكته في الغرفه بقوه قبل مايرد بإستمتاع / وأيما إنبساط وتسليه، مهما قلت لش ماهوفيش حقش..

رغم إستغرابها من رد فعله إلا إنها ردت بتنهيده /طيب ياحبيبي مدام كذا عد الجمايل وافتكرها هاااااا ..

سحب مقدمة شعرها وفركه في وجهها بإستفزاز / كل شي تستنفعي منه مافي شي لوجه الله ..

دفت يده بعد معاناة وزفرت بإنزعاج / ياهووو بطلوا الحركه ذي ..

وتابعت بغيض/ ومافي شي لله انا ماديه رأسماليه إنتهازيه ووصوليه إن كان عاجبك !

رد بإبتسامة / عاجبني عاجبني بعدين امر الله ونفذ ولا إعتراض على حكمه .. وخلينا في المهم..

طالعته بإهتمام وهي بتجمع شعرها وبترتبه من اول وجديد وهو بيتابع بجديه/ سند مايعرفش أننا اخوه من الرضاع ..

طاحت ربطة شعرها اللي كانت حاطتها في طرف فمها وانفلتت خصلات شعرها من إيديها وردت بعدم إستيعاب /نعم ياخويا !

عاد كلامه بأصرار / بقلش زوجش كل اللي يعرفه عني هو إني ابن خالش وبس ..

هزت رأسها بعدم إقتناع / إخوتنا مو سر ياعلي والكل داري بذا الشي واكيد هوا كمان يدري .

علي بشرح/ قصدش بالكل جدي صقر وابي مساعد ونسوانهم وهذول طبيعي انهم يعرفوا بعلاقتنا لكن سند يعرف إننا اخوه بمناسبة ايش! لا انتي عروسه تقليديه وبينه وبينش كلام علشان تحكي له عن اهلش ولا هو أقرب اصحابي ويعرف كل شي عني !

شردت في كلامه وهي بتدور في الغرفه وبتفرد شعرها وتلمه بحركه لاشعوريه قبل ماتهز رأسها بعدم تصديق /مو لازم نكون بالصوره اللي قلتها علشان يعرف.. ذي معلومه بسيطه واكيد حد قله عليها ماهي شغلانه يعني.. اكيد قالوا له صح !

جملتها الأخيرة كان فيها نوع من التردد وهو حس بذا الشي واستغله بذكاء/ وانا بقلش وانا متأكد ميه في الميه إن محد قله ولاعنده علم بذا الخبر…

عضت شفايفها بتوتر وهي بتقلب كلام أخوها في رأسها "معقول يطلع كلام علي صح وهو مايعرف ! ليه لا ؟ هوا لو كان يعرف إنهم أخوان أكيد ماكان قال ذاك الكلام الفارغ.. يعني هو صح مغرور وشايف نفسه بس ماهو غبي علشان يفكر بذي الطريقه.. ولا يمكن---

قطع علي أفكارها وسألها بجديه /أنتي ليش ماتسأليه مدام مش مصدقه كلامي ..

طالعته بصمت خلاه يتابع / اسأليه بنفسش واتأكدي علشان لاتظلميه وتاخذيه بذنب هو برئ منه… زوجش رجال يعرف الأصول والعيبه ماتطلع منه.. انتبهي تطلع منش انتي يابنت الجابر …

وباس راسها وراح وتركها تفكر في كلامه بهدوء…



،

،

،

،

،

(صنعاء)

رد بعصبيه/يعني ماكفاك انك خليتني اسافر وافلتها! عادك بتمنعني اكلمها!

رد بشرح/والله اذا كلامك بيشجعها ع الجنان اللي في رأسها فأكيد همنعك و--

قاطعه بصدمه /ومن قلك اني بيشجعها او حتى موافق على كلامها ؟

رد بحده /لان هذا اللي بيحصل دايماً.. في كل موقف وفي كل مشكله انت الوحيد اللي بتوافقها على كل قرارتها واختك المجنونه هذي المره مقرره وجاهزه مش بحاجة دعمك اللي هيخليها تصر اكثر واكثر على جنانها ..

ضحك بسخريه/ ماهرد على اتهامك ورأيك في علاقتي بها لاني حافظه كلمه كلمه ولاني تعبت وانا افهمك وانت مش راضي تفهم ف براحتك فكر فيني مثل ماتحب.. لكن انك تخليها مجنونه علشان تشتي تختار وتقرر حياتها بنفسها هذي جديده يامعاذ جديده !

ضرب سطح المكتب بقوه وبحزم/ هذي هي حياتها اللي اختارتها بنفسها ومحد غضبها عليها.

عبدالرحمن بتصحيح/ صح محد غصبها، لكن هي ماكانت في وعيها وقتها والدليل انها أتراجعت عن قرارها بمجرد ما استوعبت ال---

قاطعه بغضب/ ماكانت في وعيها كيف واستوعبت ايش بالضبط ! اليوم موافقه وغدوه اشتي اطلق؟؟ معاك خبر انت واختك ساع الناس ولا هو لعب جهال وضحك عالدقون !

مسح عبدالرحمن وجهه واخذ نفس عميق وحاول يتكلم بهدوء / انت مش كنت موجود وقتها؟ ماشفت شكلها كيف كان ؟ ماشفتها كيف كانت ببتصرف بغير حس زي ماتكون في صدمه او حالة عدم إستيعاب، اكيد سند قلها شي خلاها توافق غصب عنها - - -

قاطعه معاذ بإستنكار غاضب/ ايش هيكون قلها يعني؟ يمكن هددها بالقتل لو ما وافقت! او يمكن بالخطف! اقلك.. اكيد هو اللي خطفها هاذك المره واعترف لها ذحين بذا الشي، فقالت أوافق اسلم؟ مش ذا الفلم ارتب واضبط من حقك؟؟؟؟؟

رد بثقه / ايش قال وايش سوا مايهم مدام وصل لهدفه واتزوجها، لكن اللي يهمني واللي متأكد منه وانت وعلي كمان متأكدين منه هو انها كانت رافضه الزواج منه او من غيره لكن جلستهم سوا هي اللي غيرت كل شي.. فلاتجي الان وتحملني ذنب شي انا مالي علاقه فيه ..
وإذا كنت وافقت على كلامك وسمعته وسافرت وفلتها عنده فذا لاني واثق في حكمك ومتاكد من إنه في مصلحتها بغض النظر عن قناعتي الشخصية ورايي فيه كزوج لها، لكن لهنا واسف مااقدر اسمع كلامك ولا انفذه.. تقول عني إمعه ومالي رأيي.. تقول عني ضعيف قدامها.. كل ذا مايفرق معي ولايهمني لاني عارف نفسي بعكسك يااخي الكبير …
وتركه وخرج ومعاذ بيطالعه بغضب

،
،
،
،
،


(جده)


قفلت مع خالد اللي كان بيطمن عليها والتفتت لفاطمة اللي سألتها بقلق/هاا ياعمه عرف شي؟

ردت بإبتسامه / استغفر الله.. يابنتي هيعرف من فين بس إذا محد منا قله .. بعدين اهدي شويه اكلتي راسي وماعرفت اكلمه زي الناس..

ردت بضيق / طيب ايش اسوي الهرجه ذي مسويتلي قلق وقلت يمكن احد من جيرانا ******** يقله ولايلمح له بشي ونروح فيها ..

ردت بتنهيده / عارفه يافاطمه لو قلتي ذا كلام قبل شهر كنت خفت وقلقت زيك بس ذحين لا.. عرف او ماعرف ماصارت تفرق .

فاطمه / ليه بس؟

أم خالد بإبتسامه/علشان خالد قبل غير خالد ذحين.. خالد ذحين ربي هداه وركز وعرف أيش المهم في حياته ومين اللي يبغى يكمل معاها.. خالد ذحين جوري ماصارت تهمه ولا تعني له شي فماهتفرق معاه اذا اتزوجت ولا لا ..

هزت رأسها بتفهم قبل ماتسالها بإستغراب /مدام خالد مو مهتم ليه نبهتي علينا مانجيب سيرة زواجها حتى قدام لطيفه وليلى ؟

زفرت بنفاذ صبر/ علشان الاولاد يافالحه ولا نسيتي انهم لسا ماعرفوا .. جوري مو قالت إنها بتكلمهم بنفسها لما يرجعوا.. ولطيفه وليلى يبغوا جنازه ويشبعوا فيها لطم وماهيصدقوا يسمعوا خبر زواجها علشان يشعللوها.

ضربت فاطمه فمها بخفه/ لا وعلى ايه خلي الناس مبسوطه مو ناقصين نفسيات.. كويس انك ذكرتيني علشان لاافلت بكلمه قدام لطيفه وتعرف انها اتزوجت مني وانا اللي اتدبس في الهرجه - -

مين دي اللي اتزوجت وماتبغوني اعرف ؟

التفتتوا بصدمه للطيفه اللي دخلت عليهم بدون مايحسوا وقطعت كلامهم، ردت ام خالد بتصريف/وحده الله يستر عليها، مالك ومال الناس ولا انتي هتحاسبيهم ؟

ردت بعصبيه/ مدام مالي ومالهم حشرتوني ليه في النص إلا إذا في شي يخصني!

والتفتت لفاطمه بأمر/هااا يافاطمه مين المهمه ذي اللي اتزوجت وخايفين مني لا---

قاطعتها فاطمه بإبتسامة / ذي سمر صاحبتك اتزوجت وماكنت بقلك علشان لاتزعلي ولا هنخاف من ايه يعني ..

ردت بعدم إستيعاب /سمر اتزوجت ! متى ! وكيف! ومين اللي انضرب على عينه واخذها؟

كانت فاطمه لسا هترد عليها بس سبقتها لطيفه بشهقتها القويه قبل ماتتابع بصراخ/ وايش قصدك بإني هزعل!
قصدك اني هغير من سمر المعفنه علشان اتزوجت ! ماتتزوج ولا تنحرق انا مالي ومالها.. أنا لو ابغى اتزوج كنت اتزوجت من زمان بأشاره مني..

حركت فاطمه إيديها قدامها وهي بتحاول تمسك ضحكتها /طيب اهدي اهدي هتصحي جوري وذي لو قامت منكده هتنكد عليا الليل بطوله..

صرخت بقهر/ كمان هتقلي جوري أنتي قاصده تعصبيني صح!

صرخت فيها ام خالد بأمر/بس يامجنونه انطمي فضحتينا بصوتك اللي جايب لآخر الشارع .. ايش قلة الحيا ذي ! اخ

ردت بغضب/وانتي موسامعه حرمة ولدك السوسه وهيا بتغلط عليا ولا بس بتسمعيني انا ..

طالعتها فاطمه بعدم إستيعاب / انا متى غلطت عليكي ولاجيت جنبك ولا هوا رمي بلى وخلاص !

ردت بغضب/ وقصدك إني هزعل لو عرفت بزواج المعفنه كان ايه هاااا! قصدك اني بغير منها وهحسدها على زواجها ! قصد----


قاطعتها ام خالد بنفاذ صبر/ أنتي هتحاسبينا عالنيه كمان.. سيبي حرمة اخوكي في حالها وبطلي هبل وروحي شوفي كنتي رايحه فين وفكينا من شرك ...


لبست عبايتها وهي تصرخ بإهتياج/ ايوه انا دايماً الغلطانه والشريره وحريم عيالك ملايكه بجناحين…. واخرتها بتطريني من بيت ابويا عشانهم…. ماشي انا هخرج واريحكم مني بس والله ماهعديها - - - -

وخرجت ورزعت الباب وراها وصوتها واصلهم وهي بتهدد وتتوعد..

جلست ام خالد وهي بتحوقل وتستغفر وفاطمه جريت تجيب جوري اللي صحت من النوم مفزوعه وبتبكي، كدت ام خالد يدها لفاطمه/بسم الله عليكي حبيبيتي تعالي ياماما تعالي الله يسامح عمتك بس..

اخذت جوري اللي بتشهق من البكاء وقرأت عليها آية الكرسي والمعوذات والفاتحه لين هدأت ورجعتها لفاطمه ترضعها..

سالتها بإستغراب/إلا مين سمر ذي اللي كذبتي على لطيفه وقلتي لها انها اتزوجت ؟

ردت بإبتسامه / سمر *** صاحبة لطيفه… التخينه الحلوه اللي سلمت عليكي في الزواج قبل يومين افتكرتيها !

هزت رأسها بموافقه خلت فاطمه تتابع/ اليوم اتصلت وعزمتنا على زواجها آخر الأسبوع يعني لاكذبت ولاشي..

أم خالد بهدوء /ماشاء الله ربي يتمم لها على خير.. طيب لطيفه ليه زعلت وقلبت الدنيا لما عرفت؟

فاطمه بتنهيده /ذي ياستي اتطلقت من حوالي سنتين ولطيفه الله يهديها لااحكيك ماعتقت البنت من لسانها اللي انتي عارفته، واستلمها بمناسبه ومن غير مناسبه وعلى ليه ماتزوجتي لذحين؟ روحي اشفطي روحي انفخي؟ المهم فضحت البنت وكرهتها في حياتها لدرجة إنها قبل ماتجي تبارك لي في نفاسي اتصلت وسألت اذا لطيفه بتكون موجوده ولا لا علشان لاتقابلها..

هزت رأسها بعدم رضا/لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم، الله يهديكي يالطيفه الله يهديكي..
(الرياض)

وش اللي صار في بيت عبدالرحمن اليوم يبه!

إلتفتت له بحده/بدر قلك؟

رد بهدوء/مو مهم من اللي قالي المهم هو وش كان يسوي هناك ووش يبي .

رد بعصبيه/ الكلب يبي يردها.

سند بعدم إستيعاب/هي قالت لك هالحكي..شلون يردها وهي ماتحل له! أنت موبقايل إنه مطلقها بالثلاث!

ضرب الطاوله بقوه/عيت تقول وتفهمني شيبي منها وقالت مجنون وماعليك منه لكن حكيه كان واضح يبي يردها وقالها عيان بيان بلا خوف ولامستحى..

سكت للحظات وإتلفت حوله يدور عبدالرحمن وتابع بقهر/قالها إن موبطالع من حياتك لحالي وبيظلون معي لين أسمع الرد اللي أبيه..عديم المرجله والمرؤه خذا عيالها وبيساومها بهم ويبيها ترد له غصب.

طالعه بصمت للحظات قبل مايسأله / وهي تبي ترد له و--

قاطعه بغضب/ جوري ماتبيه ومستحيل ترد له لو على موتها وأنت ماتدري علي وش سوا فيه لأجل يطلقها ويفكها منه.
شرب قهوته وبهدوء/أتركنا من علي وبطولاته الحين وخلنا في المهم ..هالمره الله ستر وكنت موجود ووقفته عند حده لكن وش يضمن لك إنه مايرد يتهجم عليها مره ثانيه في غياب عبدالرحمن!

وقف ورد بغضب/الله لايخليني إن خليته يعيدها هالكلب و--
قاطعه وهو يجلسه مكانه وبهدوء/يبه واللي يعافيك هدي شوي ترى مايستاهل تعصب لأجله.

رد بعصبيه/لاتعيد لي نفس حكيها وشف لي حل ياسند.. جوري ماتبي أخوانها يدرون ويبتلون فيه وهو موبراضي يتنومس ويكف بلاه عنها.

أخذ نفس وبتفكير/إنزين وش رأيك يسافرون الرياض هاليومين لين نفكر لنا في حل.

رد بفرح/والله انك جبتها.. اي باخذها معي وبعدها نشف له دبره…



كانت مصدومه باللي بتسمعه من ابوها مساعد وهو بيحكيها عن موقف سند يوم مااتهجم عليها خالد في البيت!

هزت رأسها بعدم تصديق وهي بتتمني الأرض تنشق وتبلعها ….

ليه ياربي بس !

موكفايه انه كان موجود وقت الحادث وشهد على ذلها وهوانها على يد خالد، وذحين كمان شهد على خسته ونذالته معاها وكإنه مكتوب عليها إن يكون حاضر في اكثر المواقف المخزيه في حياتها !!

ياترى ايش قاعد يقول عليها ذحين !

وأيش الفكره اللي آخذها عنها و----

انتي زينه ؟

سؤال ابوها قطع عليها أفكارها وخلاها تطالعه بعد إستيعاب للحظات…

طالعها بقلق وهو بينتبه لوجهها الشاحب والمصدوم من كلامه.. بس كان مضطر يحكي لها عن سند ويحاول يلمح لها إنه اتزوجها لإنه هاويها موبلإنه مجبر أو لإنه يبي ينتقم منها أويلعب عليها أو أي شي من الكلام الفاضي اللي في بالها..

ضم كفها بين إيديه واخذ نفس عميق وسألها / تدرين ليه حكيت لك عن اللي صار يومها ؟

هزت رأسها بنفي وهو تابع / لإن أبيكي تعرفين من هو سند.. سند الرجال النشمي والكفو اللي يخاف الله موب سند اللي أتعرض لك في المزرعه وغلط عليكي… موب سند اللي أثرعليه حادث مرته وبنته وحوله لواحد بارد مايعرف غير يأمر وينهي ..
أبيكي تعرفين سند اللي أنتي رديتيه لنفسه.. لسند القديم الطيب والحنون والمتفهم …


طالعته بعدم إستيعاب /أنااا !

إبتسم بحب/إيه أنتي… كلامك معه يوم ماتعرض لك كان مثل الكف اللي صحاه من غفلته وخلاه يسأل نفسه أنا منو ووش قاعد اسوي… كلامك رد له عقله وخلاه يفكر في حياته واولاده اللي قاعدين يضيعون منه بدون مايحس…

حست بإرتباك وخجل من كلامه المبالغ فيه ومالقت رد مناسب تقوله..

أبوسند بحب / تدرين يوم جاء وقال إنه يبي يخطبك قلبي بغى يوقف.. وبعدها حسيت نفسي اسعد واحد في هالدنيا.. قلت خلص يامساعد بنت قلبك رح تصير بنتك عن جد.. بتم معك وبتظل قبال عينك.. بتنتبه لها وتصير مسؤل عنها مثل ماكنت تتمنى…

سكتت للحظات قبل مايتابع بإعتذار / لكن فرحتي فيك نستني كل مرارتك ورفضك للزواج وطاريه..
فرحتي نستنى كل معاناتك ووجعك من زواج انجبرتي تستمري فيه لسنين.. فرحتي نستني كل فرحك واحلامك اللي بنيتبها بعد طلاقك..

بلع ريقه واتنهد بألم / فرحتي خلتني أناني مثل زوجك السابق.. هو حاول يضغط عليكي ويجبرك تردي له عن طريق عيالك، وانا ضغطت عليكي وجبرتك على زواجك من سند عن طريق حبك لي.. يعني انا ماأفرق عنه في شي طلعت مثله نذ---

حطت كفها على فمه ومنعته يكمل كلمته، هزت رأسها برفض/لااا يبه انتا مو زيه.. حتى لو سويت اللي قلت عليه برضك مو زيه… انا كنت بالنسبة ليه مجرد غرض قديم محتفظ بيه.. غرض مومهم ومابيعني له شي بس لازم يظل ملكه..

سكتت وشالت كفها عن فمه ومسكت كفوفه بين كفوفها بقوه وطالعته بحب وهي بتغالب دموعها علشان لاتنزل قدامه/بس أنتا غير… أنتا ربي زرع محبتي في قلبك وحبيتني بدون قيد أوشرط… حبيتني من قبل لاتعاشرني وتعرف خيري من شري… حبيتني بغض النظرعن إننا غرب ومابيربطنا ببعض رباط دم ولانسب.. فكيف بعد كل كذا بتشبه نفسك بيه أو حتى تحط نفسك معاه في نفس الجملة !

سحبها لصدره وضمها بقوه واستسلموا لدموعهم اللي اتمردت عليهم وهم بلاحول ولاقوة..

وبعد فتره بعدت جوري عنه وهي بتحاول تتمالك نفسها، اخذت كمشة مناديل ومسحت دموعها وخشمها وهي بتبرر بكاها بعذر واهي / الغبار دخل عيوني وحرقني.. شكل الغرفه من زمان محد دخلها ولانظفها والتراب اتراكم..

مسح عيونه وهو يبتسم على تصريفتها الواضحه وأخذ نفس عميق وبجديه/ شوفي ياجوري أنا مابي أظلمك ولا أجبرك على شي لكن بقلك شي وبعدها أنتي قرري وش تبين وانا بعون الله بكون معك موبعليكي..


هزت رأسها بموافقه خلته يتابع / الرجال اللي يغار على اعراض الناس رجال كفو وينشد الظهر فيه.. رجال الواحد يأمن نفسه معه وهو مغمض عيونه.. وسند رجال صاحب غاريه وناموس فلاتظني إنه اتزوجك لأجل يأذيكي او لغرض في نفسه مثل منتي متخيله و---

قاطعته بتوتر/يبه الله يهديك ايش الكلام ذا مين اللي قال---

قاطعها بحزم / لا تظني إني موبعارف وش تفكرين فيه.. وانا عاذرك اللي صار لك منه واللي سواه فيك موبقليل.. وهو سبق واعترف بغلطه وبعد ندم وتاب عنه.. وخير الخطائين التوابين ..
وانا لإني عاذرك تركتك هالأيام اللي طافت عند أبوي براحتك وماحبيت أضغط عليكي وأجبرك على شوفته وقلت متى ماهديتي بتفكري زين وتحلي امورك معه..
والحين كل اللي أبيه منك هي فرصه … فرصه لأجل تعرفين منو سند الحقيقي اللي أنتي تجهليه.. فرصه يمكن تكون فاتحة خير لكم أنتوا الأثنين… وبعدها إذا شفتي نفسك باقيه على رأيك الأولي أنا تحت أمرك ووش مابغيتي بيكون ولوغصب عالكل وأولهم سند…


فركت جبينها بتوتر وإرتباك من كلام أبوها اللي مااعطاها مجال الرفض ..

اللي قاله كان منطقي وسليم حتى وإن ماجاء على هواها لكن للأمانه ولوكان غيرها في ذا الموقف كان نصحته بنفس الكلام..

طالعته بصمت وهي تفكر ايش ترد عليه بدون ماتكسر نفسه أو تزعله منها وفي نفس الوقت ماتظلم نفسها، اخذت قرارها وصارحته بهدوء/ يبه أنتا مو محتاج تزكيه اوتشهد له بشي.. أنا متأكده إنه رجال على خلق ودين ويكفيني إنه ابنك.. بس انتا عارف إني مو رافضته هو شخصيا لكن رافضه الزواج ككل.. يعني المشكلة فيا انا..

سكتت للحظات واخذت نفس عميق واتوكلت/لكن أبشر ماطلبت شي إن شاء الله بجلس معاه في أقرب فرصه وهنحل كل شي بينا والله يكتب لنا اللي فيه الخير.. أنتا ارتاح ولاتشيل هم ..

ماكان متوقع إنها توافق بذي السرعه ورد بعدم تصديق/تقولينها صادقه !!

إغتصبت إبتسامه وهزت رأسها بموافقه صامته خلته يبوس رأسها بفرح/ والله مارح تندمين وبتقولين أبوي قال.. خل الحين انزل لجدك وعقب لاراحوا اخواني بنحكي على مهل إنزين !

ردت بموافقه/إن شاء الله يبه …

إتنهدت بتعب وتبعته بنظراتها وهو خارج وعلى وجهه إبتسامة عريضه وبيدعي لها بفرحه غامره ..


،
،
،
،
،
،


وقف برا المجلس وهو يرتب شماغه وياقة ثوبه وعدل ساعته وكبكه وقلمه بحرص وبدأ يتنفس بعمق علشان يهدي ضربات قلبه اللي بدأت تتسارع من فرط الأثارة والترقب و----

عريس عريس ماشاء الله …

التفت لعلي اللي لف ذراعه على كتفه وهو بيتابع بإستفزاز/ الظاهرالليله الشوفه الشرعيه يالنسيب !

طالعه سند بعدم إستيعاب لحركته الغريبة قبل مايبعد ذراعه عن كتفه وببرود/ ماأظن إن معرفتنا بتسمح بذا النوع من الموده ..

ابتعد علي عنه وهو بيرد بأسف مصطنع/ الله يسامحك.. وأنا اللي قلت ادعمك وادخل معاك علشان احنن قلب أختي عليك !

جزعلى أسنانه بقوه / وفر خدماتك للي يحتاجها، انا أعرف شلون احل اموري مع زوجتي ..

هز علي رأسه بعدم رضا/الظاهر إن وقف الحال اللي انت فيه عاجبك! وناوي تحل امورك بالطريقة الصعبة..

وتركه ودخل وسند لحقه وهو بيستعد نفسيا لإستفزاز وسخرية علي اللي هترافقه طول جلستهم سوا ..

بمجرد مافتح الباب سمع أصوات أعمامه واولادهم اللي كان ناسي إنهم بيجتمعوا عند جده كل ليله وفي ذا الوقت، واللي كانوا بيرحبوا بعلي ويسلمواعليه ..

فكر بضيق "يعني ماهيب موجوده ، وكل هالتشخيص راح عالفاضي !"

وسرعان ماإبتسم بسخريه على حالته قبل ساعه وهو يشذب لحيته اللي عذبته وملابسه وإكسسوارته اللي اختارهم بعناية وإهتمام وفي الأخير طفلته لاشافته ولادرت عنه !!


إتنهد ودخل وهو بيسلم بس مالحق يقول السلام عليكم إلا والكل حوله بيسألوه عن اللي صار له !

اتذكر منظر وجهه اللي كان ناسيه واللي خلاه يتغيب عن المجموعة ويعتكف في المزرعه وهو بيتحاشى الجميع علشان يتجنب صدمتهم واسئلتهم اللي انهالت عليه من كل صوب، سلامات.. ماتشوف شر.. خير.. شصاير؟

بصراحه كان عاذرهم ومقدر صدمتهم !

منظر وجهه بزواية شفته المشقوقه وعينه اليمين اللي زين أسفلها كدمة منتفخه بنفسجيه تنشاف من على بعد ميل !

منظر مايسر لاعدو ولا حبيب !

وجهه كان مشوه ومتورم بشكل سيئ مايملك الواحد معاه إلا إنه يتسآل وش صار فيه !

وفي الاخير طمنهم وقلهم إنه حادث بسيط بالسيارة وإن مافي أي شي يقلق ويخوف …

وبعد السلامات المولد إنفض والكل رجع لمكانه، وهو سلم أمره لله وشغل نفسه في الكلام مع وضاح على وجه الخصوص والبقيه بشكل عام بينما إتجاهل جده وابوه وما فتح معهم أي حوار بشكل خاص وإكتفى بالرد عليهم إذا وجهوا له الكلام واتجاهل نظرات جده اللي سلطها عليه بين فتره والثانيه موعقوق اوجحود فيهم، لكن كان مازال مصدوم منهم ومو بقادر يصدق إنه للغدر والخيانه من أقرب الناس ليه !!


انقطع تفكيره لما سأله علي بهمس/ قارورة العطر اللي اتغسلت بها كملت ولاعاد فيها رشه ؟

إلتفت له بغضب مكتوم/ والمطلوب ؟

همس علي بسخرية/ انا بقول كن خف يدك العطر شكله غالي وخسارة تكمله في ليله ، وفوق هذا زكمتنا.. خف يدك..

إبتسم ورد بسخرية مماثله / دام كذا موبخسارة فيك مصنع عطور…

فهم علي قصده الشامت ورد بإستفزاز / أكيد لأجل الورد يتسقي العليق !! هذا العشم فيك يالنسيب..

كور قبضته بقوه وأخذ نفس عميق وهو بيحاول يهدأ ويتجاهل إستفزاز علي وسخريته المستمرة علشان لايلفت إنتباه البقيه لهم ..

يدري إن سهرتهم مطوله وهيحتاج كل البرود اللي بيملكه علشان يعدي الليله على خير …



،

،

،

،

،

،





خلصت تقرأ وردها وضمت مصحفها لصدرها وبهمس /سبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ..

أخذت شهيق طويل وحبسته داخلها لفتره قبل ماتزفره ببطئ وهي بتفكر في كلام ابوها مساعد…

رغم إنها وعدته تقابله إلا إنها في داخلها متخوفه من نتيجة المقابله ذي !

لاااا …

هي دايماً كانت متخوفه من مقابلته.. وحتى وقت ماخطبها كانت برضه خايفه رغم إنها فكرت تشوفه وترفضه لكن ذا كله كان مجرد تفكير في بالها مااتجرأت تنفذه إلا بعد كلامها مع علي اللي شجعها وقدم لها الدعم اللي كانت بحاجته وقتها..

لكن وقت الجد ولما وعيت لنفسها ولقت إنها اتورطت وصارت فعلاً زوجته تركت كل شيء وهربت ببساطه ..

بس بعد ماشافته أمس لا وكمان صرخت فيه بهستيريا ماعاد في أي معنى لقرارها بعدم مقابلته وذا اللي حرصت عليه من يوم ماجات ..

كانت ببتنزل الفجر تتقهوى مع جدها وجدتها وأبوها وبعدها تنسحب بسرعه قبل وصوله ..

عقدت حواجبها وزمت شفايفها بقوه وإعترفت لنفسها إنها فعلاً كانت بتهرب من مواجهته ..

بس خلاص ماعاد في هروب ..

ولاتأجيل ..

تقابله وتسمع اللي عنده بالمقابل وبكذا تكون سوت اللي عليها وزياده ..

تقابله زي ما وعدت ابوها وبالمره تساله على كذا شغله أثارت فضولها وتبغى تعرفها منه ….

وأساساً علي ما يسمح لها بمتابعة إعتصامها اللي أكيد عرف عنه من جدها والأفضل تستفيد من وجوده وتنهي كل شيئ علشان ترجع معاه وإذا كان ذا بيعني تواجدها مع أبوبدر فذا اللي هتسويه ..

لازم تخلص نفسها من ذا الزواج ..

لازم تفك الطوق اللي إلتف حول رقبتها من جديد وقرب يخنقها …

حسمت أمرها وقامت سوت روتينها اليومي في العنايه بشعرها وجمعته في كعكة ضخمه في مؤخرة رقبتها ودهنت وجهها بكريم مرطب وقبل وقبل ماتكحل عيونها جمدت يدها في الهواء لما أتذكرت وجود أبوبدر !

تدري إنه زوجها لكن إذا كان لابد من المواجهه فالأفضل إنها تكون محتشمه وعلى طبيعتها وبدون رتوش !

مارح تتجمل لزوج ماجمعها بيه غير ورقه إن شاء الله هتنفسخ ويبطل صلاحيتها في أقرب وقت وذا اللي نازله علشانه …

أخذت قرارها وإتخلت عن كحلها وإكتفت بمرطب شفايف شفاف المعتاد وبعطرها اللي إتنفسته بعمق، ولبست شرشف صلاتها وأخذت جوالها وكم حبة تمر من الطاوله واكلتهم في طريقها للمطبخ ..


صبحت على ام سالم اللي كانت كعادتها في المطبخ بتجهز القهوه والفطور وجهزت قهوتها بتوتر وهي بتدعي إنها ماتلقاه في وجهها أول ماتدخل ..
كانت محتاجه وقت علشان تأقلم نفسها على فكرة وجودها معاه مو كرهاً فيه أوخوف منه لكن إحترام وتقدير لشخصه !

في النهايه ذا يكون فارسها !

حتى وإن كانت رافضه إرتباطهم أوحتى عاملته بنوع من البرود أو إتخذت منه موقف بسبب وقاحته مع أخوها إلا إن الإحترام والتقدير اللي بتحملها ليه مارح يتبخر بين يوم وليله ..

وحتى بعد طلاقهم هيضل محتل جزء من قلبها وحياتها وذكرياتها ..

هيظل فارسها بلا منازع ..


أخذت نفس عميق ودخلت المجلس وهي بتسلم وتصبح عليهم بهدوء سرعان ماتلاشى لما عرفت إنه موموجود ..

إبتسمت براحه وباست روس الموجودين وجلست جنب
أبوها وبدأت في مناكفة جدتها وإشعال غيرتها على جدها كالعاده وكإنه موصاير شيئ فيكفيها إنها تشوف وجوههم اللي بتفيض بحب يخصها علشان ترجع لها روحها المرحه وتعيش لحظتها وتنسى كل الضغط اللي مقبله عليه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ردوا السلام على علي اللي دخل وصبح عليهم ووقفت باست كفه وناولته قهوته /صباحو قشطه بالعسل

بأس رأسها واخذ منها القهوه ورد بإبتسامه /صباح الروقان ياأميرتي ..

جلس جنبها ومال عليها بهمس/ مستعده للقادم ؟

عقدت حواجبها بعدم فهم / أي قادم ؟

إبتسم وأشر لها برأسه ناحية الباب وقبل ماتلتفت سمعت صوت أبوبدر وهو بيسلم ويصبح عليهم ..

لمحته بطرف عيونها بيجلس جنب جدتها ويبوس كفها /شلونك يالغالية ؟

ردت بحب/بخيرعساك بخير يانظرعيني ..

لمست وجهه بقلق/أوش قالوا لك بالمشفى؟ جابوا لك مراهم ودوا ؟ توجعك حيل يمه !

ربت على كفها بحنان/يمه لاتحاتين مافيني إلا العافيه وصرفوا لي علاج وإن شاء الله كلها يومين وتروح ..

ردت بعتاب/انت وش جاك وماشفت الصبه يمه.. تعبنا وحنا قولكم لاتسرعون يمه سوقوا على مهل وأنتوا مابذنكم ماي.. زين الحين يوم بغيت تروح لولا ستر الرحمن و---

قاطعها الجد بهدوء /يابنت الحلال اللي صار صار والحمدلله على سلامته المهم إنه بخير ومافيه الا العافيه..

ردت بموافقه/ على قولك الحمدلله على كل حال..

والتفتت لجوري بحد /وانتي ياالجوري موبشايفه زوجك ؟ ورا ماتسلمين عليه وتقهوينه ؟

ردت بعدم إستيعاب / هااااا !

ردت بسخريه /من قال ها سمع، قومي يامال العافيه تحركي لايظن إنا زوجناه خبله ..

أبوسند بحب/ هو يصح له مثل الجوري يمه ! هذي وينة البنات ..
الجد بتأكيد/ أي بالله والحمدلله اللي صارت من حظه ونصيبه ..
أخذت نفس عميق ووقفت بهدوء وهي بتحاول تتجاهل اللي صار من لحظات، صبت فنجان قهوه وناولته لأبوبدر وهي بتدعي إنه ماينكب عليه من كثر توترها وبخفوت/ اتفضل …

التفت لها واتأمل نظراتها المصدومه من جدتها وخجلها من جده وأبوه اللي دافعوا عنها..
ولما مشت ناحيته..
شاف فراشه بتطير مو إنسانه بتمشي !
وصوتها الواطي اللي داعب حواسه لما مدت له فنجان القهوه كان بالنسبة له شدو بلابل !

انتبه لرعشة يدها الخفيفه وأخذ منها الفنجان بحرص زايد علشان لايلمسها بدون قصد ويزيد توترها وإرتباكها ورفع نظراته لوجهها المشتعل من كثر إحمراره، ورد بهدوء /تسلمين ..

انسحبت بخفه مثل ماجات وتابعها بنظراته لين جلست جنب علي اللي لف ذراعه على كتفها وهمس لها بشي خلاها تهز رأسها بموافقه وهي بتقبض على شرشف صلاتها بكل قوتها ..

إستغرق في تأملها وعلى وجهه إبتسامة راحه ..


اسبوع بالتمام والكمال مرت عليه من يوم ما شافها فعلياً لأول مره ..

اسبوع مر وهو لازال بيحاول يستوعب حقيقة وجودها في بيته .. وبيحاول يصبر ويطول باله وبتفهم عنادها وتصرفاتها الرافضه للوضع اللي فرض عليها قسراً من قبل أخوها معاذ !

إتجاهل رفضها العلني لزواجهم واللي إستخدمت فيه كل الوسائل المتاحه لها ..

رفضت واقع إنه صار زوجها ..

أستقرت في بيت جده ..

وإتجاهلت وجوده بالمعنى الحرفي للكلمة..

وهو طوال الأيام اللي مرت على وجودها في بيتهم اتحمل كل ذا منها ومافكر يشوفها أو حتى يضغط عليها أحتراماً لرغبتها ..

كل ذا وهو بيصبر نفسه وعايش على ذكرى ضمها لصدره ونومها في أحضانه ذاك اليوم اللي إنحفرت كل تفاصيله في ذاكرته…

لكن كل شوقه ولهفته وحنينه لها واللي حاول يتحكم فيهم بكل قوته طول الأيام اللي فاتت إنفجروا مره وحده وعاثوا فساد في داخله مع أول لمحه لوجهها أول مادخل ..

ومع ذلك إتمسك بهدوئه بكل قوته وحاول يتعامل مع الكل بشكل طبيعي وكل شي كان ماشي بسلاسه لين اتكلمت جدته وخلتها تجيه بنفسها !

لكن الحين وهو شايفها قدامه وبذا القرب ، مو بقادر يتحمل جفاها وبعدها أكثر، وداخله إحساس بيلح عليه بإصرار إنه يسوي مثل ماسوت فيه امس ويمسكها من إيديها ويطلع معاها ويأخذها بعيد عن كل العيون اللي بتراقبهم بإهتمام وفضول !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ)

؛

؛

؛


( رحم الله وغفر وعفا عمن رحل وكان الأب .. والأخ ... والصديق )

اللهم أرحم واغفر وأعف عن موتانا وموتى المسلمين




- - - - -



الرياض








دارت بينهم فناجين القهوة الصباحية ورغم تفاوت اصواتهم واختلاف المواضيع إلا إن كل شخص فيهم كان باله مشغول بشيء أهم !!

الجد صقر كان بيتنقل بنظراته مابين جوري وسند بمراقبة امتزجت بتسلية صارت نادراً ماتفارقه الايام الماضية.. راقبهم بإدراك لحالة الارتباك اللي صابت جوري في وجود سند اللي قرر يشاركهم قهوة الصباح واللي الظاهر من وجهه أنه ناوي يخليها عادة دائمة ..

ومدرك لنظرات سند اللي بتحاوط جوري وتفاصيلها رغم مشاركته البسيطة في الحديث الدائر بينهم واللي متأكد إنه للحين مانسى سواته هو وولده مساعد فيه بخصوص علي واخوته للجوري ..

بينما علي كان كل همه انه يجذب اخته الشاردة لأحاديثهم بشكل طبيعي في محاولة منه لصرف انتباهها عن وجود زوجها بينهم ..
ابتسم والتفت لسند عند ذي الكلمة وهو يكررها في باله زوجها.. زوجها ..
وللحظات عذر اخته على عدم إستيعابها لفكرة زواجها المفاجئ من سند !!
إذا كان هو بنفسه لا زال مش مستوعب إنها فعلا اتزوجت!!
ومن من !!!
من الشخص اللي قالت عنه لو كان آخر رجال في العالم ماحتتزوجه !!
ولولا إنه حضر عقدهم وسمع موافقتها اللي كررتها على مسامع الشيخ وقت اللي سألها عن رأيها كان فكر انه مجرد حلم يقظة..

بينما سند كان في عالم آخر كليا..
سند كان في صراع مابين قلبه وعقله !!

قلبه اللي كان يترجاه يقوم يسحب طفلته من يدها ويطير بها لاي مكان بعيد عن عيون المتطفلين اللي بتراقبهم بإهتمام ..
بينما عقله بيحثه على التروي والهدوء والتصرف بحكمه وعدم تسرع لأجل مايخسر كل اللي حققه ووصله اليوم..

لكن في الأخير انتصر قلبه على عقله وجرفه مع فيضان لهفته وشوقه لها..

قلبه اللي متشفق على شوفتها وعلى سماع صوتها اللي حرمته منهم وهم تحت سقف واحد!!
أسبوع بكامله وهو تاركها براحتها لأجل يعطيها وقت كافي تستوعب حقيقة اللي صار بينهم لأنه عاذرها وفاهم حجم صدمتها وتفاجأها اللي خلاها تطلب الطلاق بعد رجوعها الرياض مع عبدالرحمن..
..
أسبوع كامل وهو يعد الايام والساعات في إنتظار انها تجود عليه بلمحة او كلمة منها وهي ولا على بالها !!!
أسبوع وهو يقول اليوم بقعد معها وبحل كل شيء لكن عبث !!
وكل يوم يصير بينهم موقف يعقد اللي بينهم أكثر بدل لا يحله !!

وكل يوم يجر اللي بعده بدون أي تقدم لحد مااستنفذ كل صبره وطاقته وماعاد عنده استعداد يضيع يوم زياده بدونها .. وبدون تردد وقف ووجه حديثه الكل/ السموحة منكم بس أبي زوجتي على انفراد
..
وتابع وهو بوجه لها الكلام/إذا سمحتي؟؟
صمت تام عم المكان قبل ماتتوجه انظارهم لجوري اللي كانت في عالم ثاني خرجها منه جدها بكلامه/الجوري قومي مع رجلك وشوفي وش يبي منك ..

أشرت على نفسها بصمت وهي تطالعه ببلاهه خلت
جدتها تنهرها/ ايه انتي يامال العافيه ولا متزوج غيرك وحدنا ماندري ؟
تابع سند بإصرار/ إذا سمحتي ..

طالعته بتيه قبل ماتلتفت لعلي اللي ضمها وهمس في أذنها بتشجيع/سيري معه واسأليه عن كل اللي محيرش وحلي امورش معه..

غمضت عيونها لثواني وأخذت نفس عميق وزفرته ببطء قبل ماتحسم أمرها وتوقف تعدل طرحتها على رأسها وتخرج من المكان بصمت...

،
،
،
،
،


تبعها بصمت ومشي على مسافه بسيطة منها وحاول يبدأ معها الكلام/
تحبي نقعد هنا ولا نطلع مكان ؟؟



اكتفى بالصمت وطالعها بهدوء وهي بتتنفس بعمق واعطاها وقتها لين التفتت له وجاوبته على سؤاله بهدوء/ ما أظن كلامنا هيتغير بتغيير المكان لذلك ماتفرق ..

رد بصدق/ المكان مايهمني كثر ماتهمني راحتك لذلك سأ----

قاطعته بتهكم / لو راحتي تهمك كنت مااحرجتني قدامهم بطلبك وخليته بينا...

رد بتساؤل/ وشلون أخليه بينا وأنا بموقادر اوصلك !!! شلون اخليهم بينا وانتي حابسه نفسك عند ابوي صقر ومتجاهلتني قدام الكل من يوم وصلتي الرياض

اسلوب عتابه المبطن ذكرها بأسلوب علي وذا خلا نار غضبها تخمد نوعا ما قبل ماترد بنفي قاطع/ أنا ماقصدت اتجاهلك ولاقصدت أقلل منك قدامهم بس أنا كنت محتاجه أبعد عن ثأثيرك شو----

قطعت كلامها لما سمعت اللي قالته قبل ماتتابع بإرتباك / قصدي اللي صار.. يعني كل شيء صار بسسرعه لخبطت كل شيء ...

منع إبتسامته من الظهور على إرتباكها وحركتها العشوائية وهو بيرد بتفهم / معك حق كل شيء صار فجأة وزواج ديما واللي صار فيه وخلاك تسافري على جدة اتكفل بالباقي ....

جمدت مكانها بصدمه وهي بتفكر (هوا ايش عرفه باللي صار في زواج ديما ومين اللي قله!! لايكون احد شافني يومها وه---

قاطع افكارها بهدوء/أكيد موبمحتاج احد يقلي انه صار لك شيء وقتها وهو اللي خلاك تتركي الرياض بكبرها وتسافري ...

طالعته بصدمة وغيض من قرائته لافكارها واللي خلتها قدامه اشبه بكتاب مفتوح وذا الشيء ضايقها بقوة وخلاها ترد بنفاذ صبر/ ممكن تبطل تحللني وتقرأ افكاري وتكتفي باللي اقوله ليك ؟

وتركته ومشيت وهو تبعها بهدوء/ موبحكاية احلل واقرأ لكن طبيعي إني افكر بهذا الشيء لانك موب إنسانه لامبالية او عديمة مسؤولية لدرجة انك تسافري فجأة وتتركينا وتتركي اهلك في موقف محرج و---


التفتت وقاطعته بعصبية/ وممكن كمان تبطل تتصرف وكأنك تعرفني من زمان و---

قاطعها بهدوء /انزين هدي شوي خلص ماصار شيء هدي يابنت الحلال وأنا بسكت انزين ....

كانت بترد عليه رد ناري لكن كلامه ووقوفه المفاجئ قدامها وايديه اللي رفعها بإستسلام قدامها في محاولة منه لتهدئتها خلتها تنتبه لردودها وتصرفاتها اللي يمكن تبينها مجنونة في نظرة !!!!

اعطته ظهرها ومشت وهي بتمسح وجهها بكفوفها وبتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهي بتفكر ان ذا الشخص يمكن يكون الشيطان بذات نفسه !!

هو الوحيد اللي بيطلعها من طورها وبيثير اعصابها بشكل مستفز وغير مسبوق بشكل محير !!!

بينما سند تبعها بصمت وهو بيحاول يسيطر ويتحكم في نفسه وبيحاول ينتقي كلماته بعناية لأن كل كلمة مهما كانت بسيطة وغير مدروسة ممكن تنهي كل اللي بناه !!


كان فاهم إن طفلته في المرحلة ذي وكأنها ماشية على حبل رفيع معلق في الهواء وأي كلمة او تصرف منه أشبة بهبة ريح بتحركها وبتثير ردود أفعال غير متوقعه منها وممكن توصلهم لمكان مسدود ولا رجعة فيه !!!

وقفت فجأه والتفتت عليه بتساؤل/ أكيد جدي ولا أبويا بلغك بقراري بعد ما رجعت من جدة وعلشان كذا ابغى تكلمني ؟

هز رأسه بإيجاب / الموضوع متعلق بحياتنا وأكيد مارح اتركه معلق الى مالا نهاية ، لذلك أبي اعرف سبب قرارك المفاجئ

قاطعته بسرعه/ قراري مو مفاجئ وانت اكثر واحد عارف ان ذي النتيجة الحتمية لزواج تم في ظروفنا ذيك ..

رد بتساؤل/ وش فيها ظروف زواجنا !! زواج مثل بقيه هالخلق أنا اتقدمت لك على سنة الله ورسوله وانتي وافقتي ، لكن انك تطلبي الطلاق بعدها بيومين هو ذا المفاجأ ..

اتوسعت عيونها بعدم إستيعاب من سهولة كلامه ومنطقه الغريب وبعدم تصديق/ انتا بتستهبل صح ؟ أكيد بتستهبل لأني ماكنت لوحدي لما قلتلك اني رافضه الزواج !!!

رد بإيجاب/ لاماكنتي لوحدك وبعد أنا ماكنت لوحدي لما غيرتي رأيك وقلتي انك موافقة نملك في نفس اللحظة ولا أنا غلطان ...

كلماته رجعتها لذيك الليلة وخلتها تفقد السيطرة على نفسها بدون ماتشعر /أكيد هغير رأيي لما حضرتك تختار ذيك اللحظه علشان تكشفلي شخصيتك وتذكرني بوعد قطعته على نفسي بسبب واحد حيوان خلاني اوافق عليك في لحظتها ...

اتجهمت ملامحه من اللي سمعه وهو بيتسآل عن قصدها /أي وعد ومنهو الحيوان اللي تقصديه !!

اعطته ظهرها ومشت وهي بتفرك جبينها بقوة وندم(غبية وهتظلي طول عمرك لسانك سابق تفكيرك، ذحين ايش بيفكني منه ومن اسئلته )

زفرت بقوة قبل ماتلتفت له بنفاذ صبر/ سيبك من التفاصيل اللي ما منها فايدة واسمع مني يابن الناس علشان لااتعبك ولا تتعبني ...

أخذت نفس عميق وهي بتحاول ترتب كلامها قبل ماتتابع/أنت رجال ماعليك قصور وربي يبارك لك وتبغى زوجة وأم لاولادك وذي ابسط حقوقك لكن أنا ماانفعك، والله ماانفعك ولا اصلح أكون زوجة في المقام الأول ناهيك عن صلاحيتي كأم لأولاد زي بدر وبتول ..

سالها بغيض/ومن قالك أنك ماتنفعي، ليه حكمتي على زواجنا بالفشل من قبل لايبدأ و----

قاطعته برفض/ لانه بغض النظر عن انه مابينا تفاهم وتفكيرنا مختلف عن بعض فزد عليها اني ادرى بنفسي وامكانياتي، وأنا ياابن الناس ماعاد عندي طاقة أجبر نفسي على احد ولاعاد في عمري قد اللي راح علشان اضيعه في شيء انا مو حابته ....

عقد حواجبه بعدم فهم من نبرة الخوف اللي لونت صوتها وهو بيفكر في كلامها !!

الظاهر السالفة مو سالفة خذلان وصدمة من شخص قاسمته جزء كبير من حياتها وفي الاخير اتخلى عنها في اسوء ظروفها وذا عقدها وخلاه تكرهه وتكره طاري الزواج من بعده ...

السالفة فيها أكثر من الظاهر له واللي كان فاهمه و---
قطعت أفكاره بجملتها/ مدام سكت فالحمدلله شكلك بديت تقتنع وتعطيني الحق في كلامي ؟

زفر بعمق وبجدية/ ماانكر ان بدايتنا كانت غلط واترتب عليها سوء فهم كبير سوا لنا لخبطه بس الله عز وجل أعطانا فرصة ثانية نبدأ من جديد وبشكل صحيح هالمره، فلاتقفلي الباب بيني وبينك واعطينا الوقت الكافي علشان نفهم بعض ونحل كل الاشكالات اللي بينا ومثل ماوعدت معاذ برد واوعدك اني مارح افرض نفسي عليك ولا اجبرك على شيء اني موبحابته مهما كان ...

شهقت بصدمه وبدون ماتحس/ياقليل الادب ...

ردد وراها بعدم إستيعاب/قليل أدب !! أنا !!!!

اتجاهلت سؤاله وردت بعصبية / انتا كيف تسمح لنفسك تقله شيء زي كذا وليه ؟

هام للحظات في وجهها المحمر بخجل وعيونها اللي بترمش بصدمه من كلامه اللي شافه عادي ومافيه أي تجاوز ورد بهدوء/ قلت له لانه ولي أمرك ولانه كان بيأخذك معه وهالشيء ماكنت هسمح فيه ،، كان لازم اقنعه بصدقي وجديتي في الأمام ونجاح زواجنا لاجل يوافق تظلي معي وماتسافري وانا لازلت عند كلامي وفعلا تركتك براحتك عند ابوي صقر ولافكرت اجبرك على شيء .

عضت شفايفها بقهر وهي بتفكر انه فعلا ما سبق طلب يقابلها او حتى يكلمها ولا اجبرها على شيء بالعكس سابها براحتها وبتدخل وتخرج بدون حتى ماتعطيه خبر ويمكن لو شخص غيره كان رفض تصرفها ذا لكن عقلها الرافض لعلاقتهم ككل أبى انها تعترف له بذا الشيء وخلاها ترد بعناد/ واهو اليوم طلبت تكلمني وبكره اكيد هتبدأ تطالب بحقوقك الباقيه وتجبرني عل---

قاطعها بكبرياء /موب سند المنذر اللي يجبر حرمه على شيء ولو كانت آخر وحده بالدنيا ..

طالعته بإنزعاج من الغرور اللي حسته طغى على نبرة صوته وهو بيقول أسمه وهزت رأسها بيأس بينما هو سكت للحظات وهو بيكتم غيظه من عنادها قبل ما يتابع بجدية/ أنا صبري معك سماء مالها حدود وإن شاء الله بتعرفي هالشيء مع الوقت، انا طلبت اشوفك واحكي معك لأجل نتفاهم ونوصل لحل يرضيك ويرضيني .. لازم تفهمي إن زواجنا واقع لامفر منه وانه مابيقتصر علي وعليك لاااا أهلي وأهلك معنيين بالأمر ويمكن أكثر منا بعد ولا أنتي مفكره إنه عاجبهم حالنا الواقف وأحنا لابطايلين سماء ولا أرض ؟؟

كلامه لمس فيها وتر حساس فكرت فيه لمرة وحاولت تتناساه لمرات ...

أهلها بحد ذاتهم كانوا المشكلة فمهما صار ومهما زعلوا منها او اعترضوا على طلاقها ففي النهاية يظلوا أهلها ستر وغطا عليها وفي الاخير سعادتها كل اللي يهمهم ...

لكن المشكلة كانت أهله !!!!

ماكانت شايله هم جدها وجدتها وبتول وبدر كثر ماكانت شايله همه هو !!!!

أبوها مساعد !!!

ابوها مساعد اللي لازالت صورته للأن مطبوعه في ذاكرتها ...

دموعه وقت اللي خطبها ...

كسرته قدامها وقدام جدها صقر ...

وفرحته وسعادته بزواجها بأبنه واللي تخطت كل توقعاتها ....

وبعدها كسرته للمرة الثانية لما عرف بنيتها في الطلاق !!!

وطلاقها الفعلي هيكسر قلبه حرفيا وممكن لاقدر الله يصير له شيء بسببها !!!

ياترى هل هتقدر تكون السبب في ذا الشيء !!!

وهل هتقدر تسامح نفسها وتكمل حياتها لو صار له شيء !!!

هزت رأسها بعنف لما بدأ عقلها يصور لها عدة سيناريوهات وكل سيناريو اسوء من اللي قبله وهي بتردد برفض/ لا لا لا .. ابويا لاااااا.. ابويا لاااااا

جوري !!!


جوالها اللي رن وصوته سند قطع سيل افكارها اللي بدء يجرفها معاه يجنون ....

نقلت نظرات الزايغه بين جوالها اللي بيرن باصرار بأسم تؤام روحها وبين سند اللي ماسك ذراعها وبيطالعها بنظرات غريبة عجرت تفهمها في حالتها ذي وبدون شعور نفضت ذراعه ومسحت مكان لمسته بعنف واعطته ظهرها وهي بتسأله برجفه/ممكن نأجل كلامنا لوقت ثاني لا____

قاطعها سند بقلق/ انتي بخير !! حاسه بشيء ت---


قاطعته بسسرعه/بخير بخير بس بعدين ... بعدين أنا لازم اروح..

وبدون ماتعطيه فرصة يرد عليها رفعت اطراف شرشف صلاتها وجرت من قدامه واختفت ...
وهو بيتابعها بنظراته المصدومة والخايفة وهو بيردد (طفلته مو بخير !!! مو بخير أبدا !!!!!)
قفل جواله وودع صديقه وطلع وهو بيشتم طليقته أثير اللي قرفته برسايلها المبتذلة واخرتها ذي الرسالة اللي عكرت مزاجه وخلته يستاذن صديقه ويطلع مع انه ماله عشر دقائق من وقت اللي جاء يطل ويسلم عليه ...

كان الدوام في نهايته والممرات خلت تقريبا من الاطباء وطاقم التمريض والمراجعين على حد سواء والمصاعد خياليه من روادها ومع ذلك استخدم مخرج الطوارئ وهو بيفكر ان نزول الطوابق التسعه مشي يمكن يهديه ويخليه يتناسى استفزازها لكن عبث ..

زفر بضيق وهو يفك اول ازار ثوبه وهو بيفكر كيف يتصرف معها !!!

رغم انه من اول مرة لمحت له فيها انهم يرجعوا صارحها بإستحالة رجوعهم وقفل لها السالفة نهائيا الا إنها لازالت مصره وبإستماته في محاولاتها المتكررة لتذكيره بحبهم المزعوم وايامهم الوردية اللي بتظن انها بتخليه يصفح ويسامح وينسى ماضيها المخزي معه و.....

صرخة نسائية طلعته من افكاره وخلاه يلتفت حوله قبل مايسمع صوت جاي من الاسفل/هالمره مارح تهربين مني وبنتحاسب ...

طالع تحت وشاف واحد مستند على باب مخرج الطوارئ قبل مايوصله صوت نسائي يرجف/مالك حق تحاسبني وأتركني بحالي عيب عليك هالحركات .

عقد حواجبه بإنزعاج وإستغراب من الاثنين اللي قطعوا عليه خلوته وافكاره بوجودهم الغريب وكلامهم الأغرب !!!!

ماكان من طبعه الفضول ولا التدخل في مالا يعنيه لكن شيء خفي حثه على النزول بخفه وهو بينصت لكلامهم بتركيز واهتمام ازداد مع رد الرجال / مو قبل مانصفي كل شئ بينا ..

صرخت الحرمه بحدة/أحترم نفسك وثمن حكيك أنا مابيني وبينك شي ولآخر مره بحذرك يادكتور وليد أبعد عني ولاتتعرض لي مره ثانيه .

رد بحقد/ وش بقى تهدديني فيه بعد ماخربتي حياتي ودمرتيني !

شهقت بعدم تصديق/أنا خربت حياتك ودمرتها !

هز رأسه بإيجاب ورفع يده وعدد على أصابعه/ إنطردت من المستشفى بس بطريقة دبلوماسية وأضطريت اترك أهلي وكل حياتي هنا وإنجبرت أعيش في مكان ثاني وأبدأ من أول وجديد واللي يحر ويبط الكبد إنك السبب في كل اللي صار لي..

سكت للحظات قبل مايتابع بحقد/ أكيد السالفه ماأحتاجت أكثر من إتصال للإدراة لأجل يتسابقون وينفذون أوامر بنت المنذر اللي محد يتجرأ يرد لها طلب ولا تبين تفهميني إن مالك علاقه باللي صار وماتدرين عن شي !

جمد في مكانه بصدمه(بنت المنذر) !!!

أي منذر !!!

المنذر اللي يعرفهم !!!!

سند وشاهين وعمه مساعد !!!!

ومن هي بنته وشل !!!!

قطعت افكاره بصوتها/ إمبلا أدري وهذي جزاتك لإنك تطاولت علي وإتجاوزت حدودك معي ولاكنت تظن إني رح أتم ساكته عن---

قاطعها بغضب/كل ذا لإني إبي إتزوجك ! كل ذا لإني إتجرأت وطلبت يد بنت المنذر !

ردت بحزم/لا تتغابى لإنك تدري زين إن هذي ماهيب الحقيقة.. أنت من البداية حاصرتني وصرت تطلع لي في كل مكان بالمستشفى ولما رفضتك شخصياً إتجاهلت رفضي وإتقدمت لأهلي وبعد جاك نفس الرد ومع ذلك أنت ماأحترمت قراري ولاقدرت رغبتي في إختيار شريك حياتي وعييت تفهم وتتركني لحالي وأصريت على موقفك وآخرتها وصلت فيك تراسلني وتراقبني وتلحقني من مكان للثاني بدون حيا.. وش كنت متوقع مني ! إني أمل وأرضخ لك في نهاية المطاف وأوافق عليك !

رد بعصبيه/وليه ماتوافقين علي! وش اللي موبعاجبك فيني !
ردت بقرف/ ياخي مابيك.. ماواطنك بعيشة الله.. موبنازلي من زور.. شتبي بعد ..

صرخ بتهديد /سمعيني زين انا بسوي نفسي ماسمعتك وبنسى كل اللي صار وبكره برد أطلبك من أهلك مره ثانيه وهالمره رح توافقين.. الأفضل إنك توافقين ولا مارح أضمن لك شلون بتصرف معك هالمره .

ردت بإشمئزاز/ أنت لايمكن تكون طبيعي.. أقلك أبعد عن طريقي وخلني أروح تراني موبناقصتك ووجودك معي ممكن ينفهم غلط و --

قاطعها بلامبالاة/ قاعد أسولف مع خطيبتي ومحد له شي عندي .

ردت بنفاذ صبر / أسمعني يادكتور وليد وأفهم اللي بقوله زين، أحنا كل اللي كان بينا زملاة عمل لا أكثر والحمدلله إنتهت بنقلك من هنا وبالنسبه للي في بالك فأحب أقلك إنه لايمكن يتم ولعلمك أنا إنخطبت وقريب بكون على ذمة رجال وأنت الله يرزقك ببنت الحلال اللي تنسيك الأوهام اللي عايش فيها ..

سألها بحده/إنخطبتي ! متى وشلون وحنا ماسمعنا شي !

ردت ببرود/ مثل العالم والناس وأنا موبملزومه أقدم لك ولغيرك تقرير عن حياتي والحين أبعد عني .


ردودها الحازمه والمفصلة حطته في الصورة وبينت له مدى جديتها واحترامها لنفسها عكس الثور اللي واقف يناطحها في الخفاء بكل خسه وقلة حياء أثارت غضبه لذلك نزل الدرج بخطوات واسعه وهو ناوي على الكلب ذا نيه قشرا وهو بيتابع كلامه المنحط اللي بيزيد الطين بله....


إنزين ومنو سعيد الحظ اللي قبل فيكي وأنتي بهالسمعه ! أووووه.... لا أكون جرحتك أو قلت شي ماتعرفينه ! يلا عاد أكيد تدرين إن فضيحتك وسيرتك على كل لسان وموبمحتاجه أقلك هالشي !

ردت بجديه/ بس أشوف هالشي مامنعك تتقدم لي بالعكس أنت حفيت وراي وماخليت أي أسلوب ضغط مامارسته علي لأجل أوافق أتزوجك فياترى وش اللي خلاك تتغاضى عن سمعتي المزعومة وتتصرف بهالشكل !

ضحك بتسليه/لاتظنين إني كنت ميت عليكي يادكتوره كل السالفة إني حبيت أضمن مستقبلي ومافي ضمانه أحسن من نفوذ بيت المنذر وملايينهم اللي بتفتح لي كل الأبواب ، كان المفروض تحمدين ربك اللي لقيتي واحد ماأهتم بماضيكي ورضى يستر عليكي وجاء يخطبك.. بس أنتي طلعتي خبيثه وحسبتيها صح ورفضتي تربطين نفسك بواحد مثلي وأنتي تدرين إن ملايين أبوكي بتشتريلك أطلق عريس وأكيد بيكون مركزه أحسن من مركزي بألف مره .

سكت للحظات قبل مايتابع بوقاحه/ ولو إن ملايينهم مارح تعوضه النقص اللي فيكي

واجهته بثقه/مايطري النقص إلا ناقص ولا أنا الثريا واللي مثلك مايطالني ولو في أحلامه ياعديم المرجله ..

رد بقهر/ زين الحين بشوف إذا بتظلين بسماكي ولا بتتسوين بالتراب .

مع إن غضبه كان بيزداد مع كل كلمة يسمعها أثناء نزوله السريع إلا انه بلغ ذروته لما فهم نية قليل الناموس ناحيتها !!!

وما امداه ينصدم أو يفكر لما وصل وشافه قرن
قوله بالفعل وهجم عليها بسرعه خلتها تتراجع بخوف خلاه يفقد اعصابه ويهجم عليه وهو يصرخ بغضب/ تخسي وتعقب وماغيرك بيتسوى بالتراب اليوم ..

وبدون مقدمات انهال عليه بالضرب بكل قوته وهو يتابع بإشمئزاز/ ولو فيك خير كان قلت هالحكي قدام الرجال ياشبيهم بدل منت جاي تستقوي وتفرد عضلاتك عالحريم يالرخمه .


صرخ وليد/وأنت منو علشان تتدخل بينا ب---

رد بغضب/ أنا سعيد الحظ..

خطيبها ..

مايدري شلون قالها ولا ليه قالها !!!

لكن كلماته الخبيثة كانت بتنعاد على مسامعه وبتثير غضبه بشكل افقده السيطرة على نفسه !!!!

صرخ وليد من بين أنفاسه اللاهثه / أنت فاهم السالفه غلط.. في سوء تفاهم ب---

مااتحمل يسمع تبريره القبيح وبدون مقدمات رفعه من ياقته ورماه عالجدار بكل قوته للجهه المقابله لمخرج الطوارئ واتكوم عالارض مثل الشوال ووجهه بينزف وهو يأن بألم ....

لحقه وانحنى عليه وهو بيرغي ويزبد بتهديد/أطلع من هنا قبل لا أبلي نفسي في كلب مثلك وإن سمعت إنك قربت من الثريا أو حتى لمحتها بيكون آخر يوم في عمرك فهمت !

الحق جملته برفسة في بطنه خلت وليد يتكور على نفسه بألم قبل مايصرخ فيه/أنقلع من هنا .

واتراجع عنه وهو بيمنع نفسه بالقوة من مواصلة ضربه وشافه وهو بيحاول يوقف ويزحف للباب بصعوبه ويخرج منه ...

التفت لثريا وشافها ملتصقة بالجدار في رعب واضح خلاه يحاول يهدأ وهو يكلمها/ خلص لاتخافين !

طالعت فيه بصمت خلاه ينفجر فيها/ أنتي متى بتتركين هالغباء !

سألته بعدم إستيعاب/عفواً أنت تكلمني !

هدر بصوت عالي/أكيد أكلمك ولا أنتي شايفه أحد غيرك هنا !

اتقدمت منه وردت بحده/مابي لا أشوف ولا أسمع شي منك وجزاك الله خير على مساعدتك و--

جري عليها وسندها لما قطعت كلامها واترنحت ووجها للدرج وهو يهمس لها / غمضي عيونك شوي .

نفضت يده بعيد عنها وجلست عالدرج وهو تركها وخرج بسسرعه ...

مايدري كيف وصل لمقهى المستشفى ولا كيف طلب لها عصير وهو بيتذكر حالتها وهي بتترنح قدامه وكأنها على وشك السقوط من صدمتها باللي صار !!!!

كان عاذرها لان اللي سمعته ومرت فيه ماهو بقليل وإن شاء مايجرالها شيء لأنه وقتها هيبتلش فيها ولا يعرف كيف يتصرف !!!

واقف للحظات بتردد لما رجع وشافها مستنده على درابزين الدرج ورأسها منحني بتعب واضح خلاه يحاول يلفت انتباهها بدون لايخوفها !!!

وكزها بكأسة العصير بخفه /أشربي ذا وبتصيرين أحسن .

انتبه على نبرة صوته الغاضبه وشتم نفسه على غباؤه اللي خوفها وخلاها ترفع رأسها وهي تطالعه بحذر قبل ماتأخذ منه الكأس وتأخذ منه رشفة بتردد واضح خلاه يطمنها بضيق/ ليمون ....

وتركها واتوجه للباب وهو بيدعي إنه محد يستخدم مخرج الطوارئ ويجي يشوفهم بذا الوضع لان البنت ماهي بناقصة قيل وقال ..

راقبها بصمت وهي بتطالع الكأس بتمعن قبل ما تتطمن وتشربه لآخر قطرة .....

وبعد مافرغت منه حطت الكأس على جنب وبادلته النظرات للحظات قبل تشهق بصدمه/هذا أنت !

زفر بضيق من معرفته لشخصيته اللي أكيد ماأسعدتها وعقد ذراعيه على صدره ورد بتجهم/ شعور متبادل ...


صمتت للحظات قبل ماترد بصوت متقطع / جزاك الله خير.. تقدر تتفضل.. ومشكور عالل--

قاطعها بحده/صرتي أحسن !

صوته الحاد خلاها تنتفض ومع ذلك هزت رأسها بموافقه صامته وبدأت تجمع أغراضها المتناثرة بسرعه وإرتباك زاد لماإنحنى عالأرض وبدأ يساعدها لأجل ينهي الموقف المحرج اللي حط نفسه فيه وبأمر /بوصلك لسيارتك .

ردت بتوتر بدون ماترفع رأسها/ لا مافي داعي ت--

استفزته برفضها وقاطعها بأمر /أنا ماطلبت أذنك أنا عطيتك خبر لا آكثر وأمشي قدامي من سكات .

إلتفتت له بإستنكار / أمشي من سكات!!! أنت جنيت ! بأي حق تأمرني ولا كذبت الكذبة وصدقتها !

إستمر في جمع أغراضها ورد ببرود / لاتنسين إن هالكذبه من تأليفك وأنتي اللي جبرتيني عليها ..

رمت اللي في يدها بعصبيه /أنا ماطلبت منك تجاري كذبتي ولا كنت أدري إن في أحد سامعني من الاساس أنا كنت أبيه يتركني في حالي و--

إبتسم بسخرية من غبائها /شلون يتركك بعد ماحطيتي نفسك بين إيديه لقمه سايغه !

ردت بشراسه/أحترم نفسك ولاتظن إن مساعدتك تعطيك الحق علشان تهيني.. أنت ماتدري وش السالفة فلا ترميني بأحكامك المتخلفه و--

" هذي أخت سند خويك ياغبي" ذكر نفسه بذي الحقيقة وأخذ نفس عميق قبل مايشرح بتوتر/ أنا ماقصدت شي من اللي فهمتيه.. أنا قصدت نزولك من مخرج الطوارئ واللي عزلك عن الكل وتركك ضعيفه بين إيديه .

بررت بضعف /أنا كنت إبي أوصل الطابق الأرضي بسرعه ومافكرت إنه ممكن يلحقني و--

حشرجة صوتها وسكوتها المفاجئ خلاه يرد بهدوء/خلص أنسي اللي صار وفي كل الأحوال الوقت متاخر والافضل إني أوصلك لسيارتك .

ردت بتوتر/ مااظن إنه غبي وبايع عمره علشان يفكر يلحقني بعد اللي صار فيه وبعد بكلم عم جلال يلاقيني للباب .

إلتفت لها وبجديه/لو حكيتي لسند عن ملاحقته لك من البدايه كان وقفه عند حده وماكان إنحطيتي بهالموقف السخيف اللي ماكان الأول من نوعه مثل ما فهمت من حكيك ولاأنا سمعت وفهمت غلط !

طالعته بصمت للحظات قبل تترك اللي في ايديها وبدون أي مقدمات فتحت الباب وطلعت تجري وهو بيهمس بأسمها أكثر من مره بغضب بدون فايدة !!!!


اتراجع وقفل الباب قبل لايلفت انتباة أي شخص وهو بيشتم نفسه على غباؤه !!!!!

غبي يافواز غبي أكيد أحرجتها وفهمت كلامي غلط في غلط ...

دار بعيونه على أغراضها اللي بعثرتها على الأرض في فورة غضبها وبدأ يجمعها من جديد وهو بيفكر في القدر اللي جمعه بالانسانه ذي للمرة الثانية وكل موقف اسوء من اللي قبله !!!!


رجع للواقع على صوت تنهيدته العميقة وحاد بنظره عن صندوقها القابع في دولابه من وقت اللي صار وبدء يلبس بتجهم وهو بيفكر شلون يوصل لها أغراضها بدون مايسيئ لها ويحرجها ......
جدة





السلام عليكم دكتورنا وتقبل الله ...

التفت مازن وشاف رشيد جاي عليه بإبتسامة عريضة والظاهر انهم كانوا سوا في صلاة الفجر بس هو ما انتبه لوجوده ..

رد بترحاب/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين منا ومنكم صالح الاعمال .. هلا رشيد طمني عنك .

رشيد بإبتسامه /الحمدلله من الله بخير بس منك لا...

مازن بإ ستغراب/افااا ليه بس أيش سويت؟

رشيد بعتاب/ عزمتك ووعدتني تجيني لما ترجع من السفر وصار لك شهر من وقت ماجيت ..

رد بإعتذار/ والله حايس ومشغول شويه بين ترتيب شغلي والأهل وكذا ومافضيت للأن ..

رد بتفهم/كان الله في العون، أهم شيء رجعت بالسلامه والباقي ربي يسهله .. كنت بقولك اتفضل عالفطور بس شكلك مشغول لذلك متى ماخلصت وروقت خلينا نشوفك


ربت على كتفه بود/الله يسلمك حبيبي واعذرني ذي المرة عن جد مشغول ويادوب الحق لكن ماعليك جايك إن شاء الله في اقرب وقت

اتبادلوا الكلام للحظات قبل مايسلموا على بعض وكل واحد يروح في طريقة ومازن بيفكر بإستغراب !

اكيف مااتعرف على رشيد من زمان مع انهم في حارة وحده واهلهم مقربين من بعض بشكل كبير !!

ابتسم لما اتذكرأم رشيد اللي عرفها واتقرب منها وقت عمليتها وطول فترة علاجها اللي لازمها فيها ومايبالغ لو قال انه حبها وصار بيعتبرها شخص من العائلة لكن اللي فاجئه إنه بعد مارجع من السفر امه فاتحته في موضوع زواجه وأنها شايفه له عروسه واللي هي أخت رشيد الكبير واسمها خولة !!!

ماكان رافض فكرة الزواج في العموم لكن فكرة إنه يخطب من ناس على معرفة بأهله هو ذي اللي كان متخوف منه !!!

يمكن البنت ماتعجبه اوالعكس !!!

ويمكن مايتفقوا !!!

ويمكن الزواج كله مايتم لأي سبب كان !!!

ساعتها علاقة اهله واهل البنت هتتوتر ويمكن تخرب خاصة انهم في حارة وحده ويعرفوا بعض وهذا اللي قلقان منه لذلك طنش الموضوع لفترة لكن زن أمه وإصراراها خلاه يفكر بجدية ويكلم جوري يستشيرها وهي ايدت كلام امه ومدحت في البنت واعترفت انها من زمان عينها عليها وتبغاها له وبعد إصرار منهم استخار وحس براحه خلته يوافق بينه وبين نفسه على ذي الخطوة وفعلا بدء يرتب اموره ويخطط لحياتهم الزوجية القادمة ...


لكن كلام مؤيد آخر مره شغله ونساه موضوع الخطوبة من الأساس وصار كل تفكيره بعلاقتهم بجوري وكيف هتكون بعد مااتزوجت برجل غير أخوه !!!

ياترى هتستمر معاهم ولا زي ماقال مؤيد انه زوجها يمكن يرفض علاقتهم ويمنعها عنهم !!!!

وبدون تردد رجع عالبيت وهو ناوي يفاتح امه في موضوع خطوبته وعلاقتهم بجوري اللي زواجها لخبط علاقتهم ......







؛

؛

؛

؛


؛




الرياض





سند !!!


سم يبه ...

قالها وهو بيتوجه لأبوه اللي ناده وتابع بقلق / الجوري وينها ؟؟ لايكون ازعلت لانك قلت تبيها ؟

رد نفي/ ابد بس عبدالرحمن اتصل واستئذنت وبنرد نكمل كلامنا بعدين، تآمر على شيء تأخرت على ريان ..

قرب منه ابوه وربت على كتفه اسأله بخجل/ بعدك زعلان ومآخذ على خاطرك مني ومن جدك ؟؟

رد بجمود/ الله لايجيب زعل بعدين أنتوا وش سويتوا لأجل أزعل ..

طالعه أبوه بحنان/ أدري انا غلطنا وكان لازم مانخبي عليك إن علي يصير أخوها بالرضاع بس يابوك انت طولت السالفة وهي قصيرة وكان لزوم نحركك شوي ..

قبض على أيديه بقوه ورد بمكابرة/ ترى انتوا اللي قعدتوا تحنوا علي اتزوج ويوم جبتوا العروس ووافقت خليتوا فيها سالفة !!! وبعدين هذا مو موضوعنا يبه ... موضوعنا هو علي اللي الكل يدري إنه أخوها ومحد عطاني خبر وكإنه سر ومو بلازم أعرفه !!

انا اللي منعتهم يعلمونك عنه ..


التفت لجده اللي قطع حديثهم وأخذ نفس عميق قبل مايجاوب بجدية/ أنا موببزر لأجل تلعبون علي يبه ولا في داعي لهاالشيء ..

اتكى الجد بيديه الاثنين على عصاته وبتهكم/ وش السواة وانت مابغيت تتحرك وتنهي لنا هالسالفة ،، قلت ازيد النار حطب لعل وعسى ...

ترك الجد جملته معلقة لكن ابتسامته شرحت لسند كل شيء وخلت غضبه يزيد من غباؤه اللي صور له إنه كان الذكي الوحيد وهو بيأخذ أخبارها وهم في غفلة عنه ونسي إن جده الصقر ونظراته الحادة مايفوتها شيء وسالفة إنه يكابر ويدعي الغباء ماعاد لها لزوم ...


لكن ماقدر يكتم غيضه وهو بيسأل بتجهم/ وعسى أستانستوا وأنتوا شايفين خطتكم ماشية مثل ماتبون ؟

ضحك الجد ورد بتسلية/ وشلون مانستانس ونفرح وسندنا اخيرا قلبه دق ورجع مثل اول واحسن، والمفروض انك تفرح بعد لان نيتنا كانت وحده وإن اختلفت الطرق وفي الاخير الجوري صارت بنتنا رسمي وصارت لك ومن نصيبك حلال زلال ..


حط ابوه ذراعه على كتفه وبقلق / ياولدي خل عنك اللي راح وفكر في الجاي وبس ومثل ماخليتها توافق عليك في ساعتها فالحين لازم تفكر شلون تخليها تنسى سالفة الطلاق ..

نظرات ابوه ونبرة الرجاء اللي في صوته خلته ينسى او يتناسى تلاعبهم به ...

صحيح إنه عزت عليه نفسه لما عرف إنهم استغفلوه واستغلوه وهو بيظن العكس ،لكن في الاخير كلام جده صح !

كل شيء جايز في الحب والحرب ..

ومهما اختلفت طرقهم وخططهم وأساليبهم إلا إن كلهم كانوا في نفس الطرف ...

وبيسعوا لنفس الهدف !!!

جوري ....


وبحمد الله ومنته طفلته اخيرا صارت من نصيبه ...

زوجته ...

حلال زلال مثل ماقال جده ...


ومثل ماقال ابوه بعد ... اللي راح مو مهم كثر اللي جاي !!

وإن كان زواجهم تم بالحيلة فالاستمرار فيه لازم يكون عن إقتناع ...

ضغط ابوه على كتفه وهو بينظر له برجاء قطع افكاره وخلاه ينسى كل اللي صار ويركز في شيء واحد بس ...

يقنع طفلته تنسى سالفة الطلاق وتظل معاه للأبد ...



؛


؛

؛

؛

؛

؛



صنعاء


انتي وينك ماتردي من أول !!!!


قالها عبدالرحمن بعصبية اول ماانفتح الخط اللي ظل يرن لأكثر من مرة بدون استجابة أثارت قلقه وخوفه ..

السلام عليكم، ياالله صباح خير مين اللي مزعلك بس ؟؟

رد بنفاذ صبر/ وعليكم السلام وفايقة تنكتي بعد ماطنشتيني ذا كله...

ردت بضحكة/ أي تطنيش بس ذي يادوب ٤مكالمات دولية على مكالمتين واتس على ٣ ---

قاطعها بعصبية/ وين انتي وليس مابتردي؟؟ صار لك حاجة؟ حصل لك شيء؟ ليش ماتجاوبي؟؟

ردت بسخرية/ وصفحة الحوادث اللي بتقراها ذي كيف ينرد عليها !! عالاقل افصل بين كل سؤال والثاني علشان اعرف اجاوبك طيب ..

استعاذ بالله من الشيطان وهو بيتنفس بعمق للحظات قبل ماتتابع جوري بنفس السخرية/ طبعا لو قلت لك اني كنت بتمشى في الجنينة مع ابو بدر وقت اللي اتصلت ومارديت ماهتصدقني وبعدها هتسبني وبعدها هتركز وتبدأ تسألني ليه وكيف ومتى صح ؟؟

سألها بذهول/ بتتمشي مع ابو بدر في الجنينة !!!

قالها بلهجة مصرية بحته خلتها تضحك من قلبها وهي بترد بنفس اللهجة/ أه والله زي مابألك كده يااخويا ..

تابع بنفس الموال/ وعلى كده شربتوا اتنين لمون وريحتوا تحت شجرة كمان ؟

نفت بضحك/ مش للدرجه دي ياعبده دا لسا اول معاد مابينا.. بعدين لمون ايه وشجرة ايه ؟؟ انتا عايزه يقول على اختك حبيبتك خفيفة وبتتشأط من اول خروجه !!

صرخ بعصبية/اصبحي وقولي يا الله رضاك.. وقولي ايش فيه اتخارجي ...

سلكت حلقها واخذت نفس عميق وردت بهدوء/ طلب يتكلم معايا وطلعت معاه والحديقة مشينا واتكلمنا او بالاصح اتناقرنا وبعدها جاتني الحالة وفصلت وسبته ومشيت وهذا علمي ولاجاك شر ...

قبض على يده بقوه وهو بيتخيل مواجهتهم واللي قاله لها سند وخلاها اخته تتعب وتفصل على قولها ..

سألها بحذر/ وأيش اللي قاله وماعجبك لدرجة انك فصلتي عليه وفلتيه ؟؟

ردت بخفوت/ بصراحة ماقال شيء جديد اللهم انه فكرني باللي بحاول اتجاهله من وقت ماطلبت الطلاق.. ذكرني بإني هخسر ناس أنا مااقدر ولا مستعدة اني اخسرهم ..

رد بتفهم/ أبي مساعد واهله ..


ردت بنفي/ مو بس هم ياعبادي .. أنا خايفة اخسر كل شيء بزواجي المتسرع منه ..

عقد حواجبه وهو بيردد بعدم فهم/ تخسري كل شيء؟؟


ردت بتنهيدة ساخره/ اولهم خالي اللي لسا زعلان للأن وامي فاطمة ومازن ومؤيد اللي اللي أكيد ان اللي اسمه زوجي هيعلق على علاقتي فيهم وهيبدي رأيه لامحاله.. وياسمين وقصي اللي اساسا كان متخوف من حكاية زواجي وسبق واختلفنا بسبب ذا الموضوع والمضحك المبكي اني قلت له وقتها اني لو بتزوج فهتزوج بمزاجي وفجأه وبدون ماأخذ رأيه واتفضل هذا اللي صار ..


سكت للحظات وهو بيحاول يتفهم مخاوفها اللي كانت في محلها ...

أخته فعليا في موقف لاتحسد عليه والضغوط عليها من كل ناحية وخايف انها لو حاولت تمسك العصا من النص تتأذى هي في الأخير ..

وبتفهم/ أنا ماهسألك عن الشيء اللي قاله لك ابوبدر واللي خلاكي توافقي عليه من البداية... ولا هقلك فكري في نفسك بس وارمي هذول كلهم وراء ظهرك لانك ماهتسويها ... لكن لاتتسرعي في قرار ممكن يأذيكي لوحدك في النهاية .. خذي وقتك وفكري.. خذي كل الوقت اللي يلزمك علشان تكوني في الأخير مرتاحة وراضية عن قرارك واتأكدي اني معك ايش ماكان قرارك ذا ..

طالعته بحيرة/بعض النظر عن قراري ياعبادي الا اني موقادره افهمك ذي المرة ! مرة تمدح ابو بدر وتشجعني ارتبط بيه ومرة احسك مو طايق سيرته ونفسك تأكله !! مرة وافقي ومرة سيبيه !! لدرجة اني ماعاد فهمت انتا ايش حكايتك مع ذا الآدمي !!

حك خده وهو بيسترجع مواقفه الكثيرة مع سند ....

مواقف خلته يحبه ويعجب فيه ....

ومواقف خلته يكرهه ومايطيقه بالذات الموقف اللي بتتضمنها جوريته ....

كشر وهو يتذكر نومها العميق وهو شايله بين ذراعيه وضامها لصدره بتملك اثار غضبه وغيرته وقتها ولايزال ماهينكر ذا الشيء ..

وما هينكر كمان إن بالرغم من واجهته الباردة والمتحفظة إلا انه صاحب شخصية تجبر الكل على إحترامه ...

شخصيته لها جوانب كثيرة حلوة ومخفية عن الكل لكن اللي عاشره وعرفه هيعرفها مثل ماعرفها هو ...


رد بتنهيدة/ هو صحيح اني حاليا مو طايقه وذا لاسباب تخصني لكن احقاقا الحق انه رجل خلوق ومحترم وانا اول واحد شجعتك ترتبطي به ولا نسيتي ؟



ردت بتنهيدة/ لا مانسيت وكمان مانسيت إن ذا كان رأي علي ومعاذ كمان وحتى صالح اللي مايعرفه صوت لصالحه ...

سكتت للحظات قبل ماتتابع بخفوت / طيب انتا مو شايف إن معايا حق في طلبي الطلاق؟ أنا مااصلح كزوجة و---

قاطعها بحده/ من اللي قال انك ماتصلحي كزوجة ؟

ردت بإحراج / أنا أدرى بنفسي ياعبادي وقلت لك قبل كذا أنا ماني حابه الحياة الزوجية ولا متقبلتها ولا مستعدة اتورط فيها من جديد، غير اني مو متقبله ذا الانسان..احس انه غريب وله كذا شخصية والأهم احس محنا مناسبين لبعض.. طباعنا مختلفة وحياتنا وعوالمنا مختلفة ...

ضرب جبينه بكفه بنفاذ صبر ورد بشرح/ ياحبيبة قلبي اصابعك مو سوا وعدم تقبلك للزفت الاول من الأساس اكيد هو اللي كرهك في الحياة الزوجية يعني انتي أكيد ماكرهتيها من الباب للطاقة ،، والاكيد إن سند مايشبه الزفت الاول لان ما في مقارنة بينهم ..


سكتت للحظات وهو بيأخذ نفس عميق قبل مايتابع/ أما بالنسبة لغرابة الشخصية فأنتي آخر وحده تتكلمي عليها لانك مو أحسن منه وانتي بنفسك اضطريتي تعيش بكذا شخصية وكذلك جانب علشان تقدري تواجهي حياتك بعد مابعدتي عننا وهو مثلك مر بتجارب سيئة وخيبات أمل الله اعلم فيها واكيد غيرته وخلته يتلون ويتغير حسب اوضاعه لكن في الأساس معدنه طيب وابن حلال وإن شاء الله حياتك معاه هتكون افضل وأجمل إذا اعطيته واعطيتي نفسك فرصة ..

هزت رأسها بتفهم وردت بتفكير/ والله الفرصة ذي بتعتمد على جوابه على اسئلتي في موعدنا الجاي ..

سألها بسخرية / وياترى الاختبار هيكون شفهي ولا تحريري ؟

ردت بجدية/ وأنتا الصادق واقعي واجوبته هيا الشيء الوحيد اللي ممكن تخليني افكر ابدء معاه ٫ ويلا حبيبي لا أطول عليك أكيد وراك شغل استودعتك الله والسلام عليكم...

هز رأسه بيأس من حركاتها لما انقطع الاتصال واختفت صورتها من شاشة جواله وهو لسا بيرد السلام وزفر بعمق وهو بيردد ( سترك يارب )

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يقولُ اللَّهُ: إذا أرادَ عَبْدِي أنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فلا تَكْتُبُوها عليه حتَّى يَعْمَلَها، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها بمِثْلِها، وإنْ تَرَكَها مِن أجْلِي فاكْتُبُوها له حَسَنَةً، وإذا أرادَ أنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْها فاكْتُبُوها له حَسَنَةً، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها له بعَشْرِ أمْثالِها إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ)


؛

؛

؛

؛



هون على نفسك همومك واحزانك وكل مايدور في خلجات قلبك.. فسيجعل الله بعد العسر يسرا






الرياض






ابتسمت بتول برضى وهي تطالع شعرها بعد ما سرحته له جوري على شكل ضفيرة هندية وزينتها بفراشات صغيرة اضفت عليها لمسه جمالية خلتها تحضن جوري بموده/ ثانكيو خالتو شعري صار يهبل ..

ردت بمرح/ولو انك تهبلي من غيرشيء لكن يلا عدي الجمايل ..

ردت أم سند بابتسامة/ انتي بس سرحي شعرها كل يوم ولاتشيلين هم بتعدها وتذكرها لك وحده وحده ..

هزت بتول رأسها بمواقفه/كلها كلها بس كل يوم تسريحة غير مو بنفسها من الحين اقلك ..

طالعت في أم سند بعتاب صامت قبل ماترد بهدوء/إن شاء الله حبيبتي .. إن الله احيانا يصير خير ...

اتلفتت بتول حولها وهي تعلق حماس / وين جوالي بتصل لبدر وبابا اوريهم شكلي شلون صار ..

لمت جوري ربطات الشعر والفرش وبتصريف /وأنا بروح اتصل لعلي اشوف وينه كأنه طول برا ..

مسكت أم سند يدها ومنعتها تروح وطالعت بتول بحنان/حبيبتي روحي لم جدتك وديمه وكلميم من هناك وانا بحكي شوي مع خالتك وبنلحقك ..

هزت بتول رأسها بموافقة واخذت جوالها وطلعت وهي غافلة عن التوتر اللي عم الغرفة بصمت !!!

ربتت أم سند على كف جوري بحب/ احكي لي شلون شفتي سند ؟؟

ردت جوري بتنهيدة/ جدة لحقت تقلك الخبر ؟

رد بمراوغة/ اتركينا من اللي قال وخلينا في المهم، ماقلتيلي شلون شفتيه ؟

ردت بعدم فهم/ عادي يمه طلب يكلمني وطلعت معاه، هوا اللي قلك ماحكا لك التفاصيل ؟

ضربتها على رأسها بخفه وبنفاذ صبر/موبوقت غباء الحين، اقصد شلون شفتي حكيه .. شخصيتة.. اسلوبه.. شكله مثلا ...


طالعتها جوري بصمت وهي بتسترجع لقائهم القصير اللي ماخلي من توترها وانفجاراتها المفاجئة وردت بخفوت/ مدري يمه !! يعني مالحقنا نتكلم زي الخلق علشان اكون انطباع معين عنه ..

ردت أم سند / انزين فهمنا ماقعدتوا كثير بس بتفهميني انك في الثلاث مرات اللي صادك فيها ماانتبهتي لشكله وطوله ورزته .. مالفت انتباهك بالمره ؟؟

ردت بإستنكار/ يمه ايش صادني ذي ! شايفتني فريسة ؟

هزت رأسها بمواقفه/ شايفتك غزاله وهو صيادك بعون الله ..

ضحكت على ملامح جوري اللي انعفست وواضح إن الكلام ماعجبها وتابعت/بعدين انا صادقة عند ربي وماكذبت ، انتوا وين قعدتوا مثل الناس، يوم خطبتكم ادري انك دخلتي بعباتك والمرتين اللي بعدها مره درعمتي عليهم يوم وصل اخوك وماكنتي تدري انه موجود واليوم وهو صايدك عند جدك ول---

قاطعتها جوري بخفوت/ مهما قلتي معاكي حق يمه، في الاخيرهوا ولدك واكيد زعلانه على وضعه ، لكن اوعدك إن الوضع ذا ماهيطول و----


قاطعتها بإستنكار/هو ولدي وانتي بنتي ولا نسيتي ؟

نظراتها الحزينة ونبرتها المعاتبه خلت جوري تحضنها بدون شعور وهي حاسة برغبة في البكاء ...

والأختفاء !!!

كانت بتتمنى الأرض تنشق وتبلعها ولا تكون في ذا الموقف ... وفي ذا المكان ..

هذي اللحظات اللي كانت خايفة من مواجهتها من ساعة ما وصلت عندهم !!!

اللحظات اللي بتكون فيها متأكدة إنها جرحت اقرب الناس لهيا حتى وإن كان بدون قصد !!

اللحظات اللي كانت بتفرض عليها أشياء هي رافضتها لكن وقتها بتكون قابلة للمساومة !!!


بعدتها أم سند عنها ومسحت على وجهها وشعرها بحنان/ لاتشكي في مكانتك في قلبي او تظني في يوم إني بعاملك معاملة الحماة لزوجة ولدها .. أنتي بنت قلبي مثل ماكان يقول مساعد من يوم اللي عرفك وعرفنا عليك.. وإن كنت اليوم عاتبتك او رح اعاتبك فذا عتاب الام لبنتها فهمتي ؟
مسحت دمعه اتمردت عليها وسالت على خدها وهزت رأسها بموافقة صامته وهي بتتنفس بعمق وأم سند بتابع كلامها بإبتسامه/ يوم جاني سند وقالي يمه قررت اتزوج فرحت له من كل قلبي وقلت الحمدلله اللي عانه على نفسه وقدر ينسى اللي صار زمان .. لكن يوم قالي انه يبيك انتي !!

بنت قلبي ...

حسيت الارض ماوسعت فرحتي وحسيت إن ربي استجاب لدعاي اللي ماانقطع من يوم عرفتك وانا اتمنى تكوني من نصيبه .. قلت ربي ماخيب رجانا فيه .. وبتصيري بنتنا شرعا وقانونا غصبا عن الكل ...

سكتت للحظات قبل ماتتابع بتنهيدة/ لكن على كثر فرحتي بقراره على كثر ما خفت من رفضك اللي كنت متأكدة منه وقلته لسند لكن تدرين وش قالي ؟

هزت رأسها بنفي خلاها تتابع بابتسامة/ قال بتوكل على الله وهوعالم بنيتي ناحيتها ومارح يردني خايب وهذا اللي صار ..


استرجعت لحظات لقائهم المتفجر وكيف باغتها بأنه هو نفسه فارسها ...

صاحب الشال ...

صارت تدور في الغرفة وهي بتحاول تتحكم في اعصابها لكن عبث !!!

غضبها وقهرها منه كان واضح في نبرة صوتها بوضوح وهي بترد بمراره/ بلا نية بلا بطيخ انتي صدقتيه .. ياحبيبتي ولدك كان مخطط وحاسب حساب رفضي وعرف يخليني اوافق وأنا مااشوف الدرب ..

ردت ام سند بابتسامة/ وليه مااصدقه وانا اكثر وحده ادري بنيته من بعد رب العالمين !! بعدين هذا مقدر ومكتوب وربي رايدكم لبعض وأيش ماكان اللي قاله او سواه وخلاك توافقين فهذا مجرد سبب .. يعني الله سبحانه وتعالى سبب الاسباب وخلاك توافقين وانتي ماتشوفين الدرب مثل ماقلتي لذلك لاتحطينها في ولدي ...

ردت بقهر/ يمااااااه انتي تبغي تجلطيني !!

ردت بضحكة/ بسم الله عليكي من الجلطة وانا وش قلت هذا كلامك موب كلامي .. بعدين وحده يصح لها ان امها تكون حماتها وترفض ؟؟ بنصفك وبنصرك عليه يالخبله احمدي ربك بس ...

عضت ايديها بغيض وردت بعدم تصديق / وكمان تنكتي يمه !!! انتي شمتانة فيا صح ؟

سحبها من يدها وجلستها وصبت لها كأسة مويا وبجدية/ سم بالله واشربي وادحري ابليس واستعيذي بالله منه واسمعيني زين ولا تقاطعيني ..


هزت رأسها بمواقفة واستعاذت بالله من الشيطان الرحيم وهي بتتنفس بعمق وعلى مهل بينما أم سند تابعت بهدوء/ سند قال انه صار بينك وبين سند سوء تفاهم اول ماجيتينا أي نعم ماقال وش هو بالضبط لكنه كان متأكد إن هالشيء بيأثر على صورته قدامك وخلاكي تأخذي فكرة سيئة عنه وبدل لاكنتي رافضه الزواج بصفه عامة صرتي رافضته هو شخصيا ...

اسمعيني زين يالجوري أنا مارح امدح ولدي ولا بقلك انه ملاك منزل من السماء ... سند إنسان فيه صفات زينه وصفات شينة وفيه الحلو والمر مثل باقي هالبشر لان محد منا كامل يمه ... ونصيبك إنك ماشفتي منه غير هالجانب الشين واتمسكتي فيه ورافضه تشوفين شيء ثاني ..

وحقك علي كبنتي إن شفتك غلطانه اوقفك واقلك انتي غلط .. وانتي غلطانه ياجوري وغلطانه بالحيل ...

سألتها بعدم تصديق/غلطانه علشان رافضه اكرر ماسأة كرهتني في عيشتي ؟؟

هزت رأسها بإيجاب/ أيه غلطانه... تصميمك عالطلاق قبل لاتشوفي خيره من شره غلط ...
وطلاقك منه قبل لاتعطيه فرصة يثبت فيها صدق نواياه تجاهك هم غلط ...


وقفت وهي ترد بقهر/ يمه اللي يده في النار مو زي اللي يده في المويا ومحد فيكم عارف انا كيف عشت وايش استحملت !!


مسكت إيديها وبحنان/ ادري إنا مو بعارفين شيء عن حياتك وحنا مو بقاعدين نحكم عليك بس حنا نبي مصلحتك.. كلنا نحبك ونبي مصلحتك بس ومانبي منك لا تحبيه ولا تعشقيه ... كل اللي نبيه فرصة ... اعطيه بس فرصة ...

لا تستعجلين وتقفلين الباب بينكم وخليه موارب لأجل تقدرين تشوفين سند الثاني سند الرجال الكفو... سند الشهم والكريم ... البار في اهله واللي محد قصد بابه ورده خايب ... اعطي نفسك فرصة تعرفيه بالاول وإذا ماعجبك اللي عرفتيه ساعتها كلنا بنوقف معك ضده موب أنا بس ...

هزت رأسها بموافقة صامته وخرجت بدون ماتعطي أم سند فرصة تضيف أي شيء لكن سمعتها بتتمتم لها بالدعاء قبل ما تبتعد عن غرفة بتول وتتوجه للدرج ومنه للسطح في محاولة لتفادي أي شخص ممكن يقابلها لو نزلت تحت واتوجهت للحديقة ....


غطت عيونها للحظات من اشعة الشمس اللي صدمتها بشدتها واتذكرت إنها في الرياض بشمسها الساطعه وحراراتها الخانقة اللي بتتناساها بسبب التكييف المركزي
!!

وبمجرد مااعتادت عيونها عالشمس والحرارة بدأت تمشي وتقطع السطح ذهابا وايابا وهي بتعاتب نفسها بقسوة على انفجارها الصغير الغير مرغوب فيه !!

من متى وهي بتسمح لأحد إنه يستفزها ويستدرجها في الكلام بذي السهولة !!

من متى وهي بتحكي عن اوجاعها ومخاوفها لأحد علشان تبرر رفضها لشيء !!!

ليه كل ماتعلق الموضوع بذا الشخص بتفقد اعصابها وبرودها بمنتهى السهولة !!

ليه كل ما تقرر تسمعه وتكون منصفة وحيادية معاه كلمة وحده منه بتخليها تنفعل وتثور وتترك حديثهم معلق في منتصفه وتروح ..

أو بالأصح تهرب !!!

بتهرب هي الكلمة الصحيحة للي بتسويه كل ماواجهته ...

في شيء في ذا الانسان عجزت تفهمه !!!

شيء بيخليها حذرة ومتوترة وعلى أعصابها وكإنها بتمشي حافية على إسفلت ساخن !!!!

شيء بيشوش تفكيرها وبيضلل أحكامها ويخليها ترفض وجوده قربها بشكل غريب !!

كره !!

مستحيل !!

اذا كان خالد بنفسه ماكرهته بعد كل اللي سواه فيها وكل اللي بحسه ناحيته هو الشفقة والأشمئزاز والنفور منه ...

تقوم تكره أبو بدر !!!!

صاحب الشال !!!!

وفارسها المغوار !!!!!

مستحيل !!!!!

مستحيل !!!!

ضغطت على رأسها بقوة وهي حاسة إنه على وشك الانفجار من كثر التفكير وهمست بألم ( يارب حلها من عندك انا تعبت تعبت )



؛

؛

؛

؛

؛

؛




كانت ترقص عالكوشة بكل احترافية وغرور وهي عايشه في
عالمها الوردي وبتتخيل يوم زفافها على سند !!!!

فستانها اللي هيكون من اكبر دور الأزياء العالمية ...

وطقم الالماس اللي هيكون من أعرق دور المجوهرات اللي لبست ملكات وأميرات !!!

فريق خبراء التجميل العالميين اللي هيزيدوا جمالها جمال ليلتها !!!

القاعة وديكورها وتفاصيلها اللي هتكون قمة في الفخامة بمايتناسب مع مكانة شذى المنذر !!!

حرم سند المنذر !!!!


سند اللي هيخليها سيدة بيت المنذر اللي تأمر فتطاع !!!


سند اللي هيخليها تتحكم في كل شيء وكل شخص !!!


سند اللي هيكون لها طال الوقت او قصر !!!


واللي هتوصله مهما كانت الطريقة !!!


التفتت لأختها مها اللي ضغطت على يدها وقطعت أحلامها ومالت عليها/ ثريا تبينا ..

طالعت في ثريا اللي كانت جنب طاولتهم وقاعدة تأشر لهم بيدها وردت بغطرسة/ هذا الناقص بعد !!! حبيبتي الللي يبيني يجيني أنا موب رايحه لأحد ..

كملت رقصها ومااهتمت لمها اللي نزلت من الكوشة هي وبنات اعمامها وراحوا والتفوا حول ثريا بإهتمام سرعان ماتحول لصرخات تعجب وفرح استرعت انتباهها خاصة بعد مااتعالت ضحكاتهم المصحوبة بزغاريدهم الرنانه وثريا تحاول تهديهم بدون فايدة !!!

وعلى قدر لامبالاتها بهم وعدم إهتمامها إلا إن فضولها غلبها وخلاها تروح لهم تعرف اللي صاير وبمجرد ماقربت منهم سمعت جمل متفرقة

أنا مو مصدقة إنه اخيرا اتزوج ؟؟

ثريا أنتي من جدك !! جوري ماغيرها ؟؟

تصدوا عاد احسهم لايقين على بعض حيل ...

انا مارح صدق غير لما اشوفهم سوا بعيني ..

وشلون وافقت وهي اللي كانت رافضه الزواج خير شر ؟؟

حبيبتي سند المنذر ما ينرفض ...

وهذا بعد مو هين شلون اتزوج وفجاة !!! كذا بدون مقدمات !!!


طالعت البنات بتيه من كلامهم اللي دخل في بعضه ولخبطها ...

سند !!!

زواج !!!

جوري !!!

وبدون شعور صرخت فيهم/ انتوا وش تهذون وفيه ! من اللي تزوج ؟؟

ردت العنود بفرح/ سند اتزوج جوري ياشذى .

سألت بعدم إستيعاب/ سند اتزوج من ؟؟

قربت منها رؤى بابتسامة عريضة/ سند ولد عمي عرفتيه !! تزوج جوري .. وأمس كانت ملكتهم ...

التفتت لثريا بعدم تصديق/هذي وش قاعدة تخربط !! انتوا منو قلكم هالكذبة ؟

ابتسمت ثريا وبثقة/ وليه نكذب يعني !! ابوي وجدي وسند سافروا امس لليمن وخطبوا جوري من اهلها وملكوا ساعتها واليوم رد وهي معه ..

تابعت وتين بحماس/ وهي الحين فوق تتجهز ونازله بعد شوي ..

طالعتهم بصدمه وعدم تصديق/ كذب !! مستحيل !!! سند مستحيل يتزوج !!! ومنو !!!!

ماقدرت تستوعب نظراتهم وكلماتهم المؤكدة ودارت الأرض من تحتها وفقدت توازنها ولحقوها البنات قبل لاتطيح وسندوها وطلعوها من القاعة وهي فاقدة الوعي !!!!!




انتي وبعدين معك !! متى بتبطلين هبالك ذا ؟؟




التفتت لمها اللي دخلت ورجعتها من ذكرياتها المريرة وصرخت بعصبية/ انقلعي واطلعي برا واتركيني في حالي ...

قفلت مها الباب وهمست لها بغضب/ برا في عينك ياقليلة الحيا ..انتي شلون تمدين ايدك على رينا ياللي ماتستحين جنيتي انتي !!


اشرت على رأسها بتكبر/ شغالتي وانا حره فيها إن شاء أكسر راسها بعد ..

ردت بغضب / ليه إن شاء الله ! شاريتها من سوق العبيد !! تراها موظفة عندك بجهدها ووقتها يعني منتي قاعدة تتصدقين عليها ولولا الحوجة ماكان ظلت دقيقة وحده و---

قاطعتها بنفاذ صبر/فكيني من مواعظك وانسانيتك الزايدة واطلعي برا وهي شغلها عندي دامها دايره تفتن وتعلم علي عندك ..

طالعتها للحظات بعدم تصديق !!!


اختها طول عمرها وقحة ولسانها طويل لكن الفترة اللي فاتت اتمادت واتخطت كل الحدود وماعاد عملت حساب لأحد !!!

سألتها بشك/ من يوم زواج ديماا وانتي متغيرة وشادة حيلك علينا وما عاد حشمتي احد ولا حد ملى عينك !! خير إن شاء الله ... لاتكوني زعلتي لإن سند تزوج جوري ؟؟


طالعتها بغضب/ وانتي شايفه سواته ماتزعل ؟ ترك بنات اعمامه .. بنات الحسب والنسب وراح خذا هالنكرة اللي لا اصل ولا فصل ومدري من اي شارع اترمت علينا !!!


انصدمت من ردها وهي اللي كانت تظن انها رح تستحي وتنكر لكن وش الغريب !! هذي شذى وهذا طبعها !!!

طول عمرها بتظن إنها محور الكون وكل شيء مسخر لها !! وإن مافي احد قدها ولا يسواها سواء من عيلتهم ولا خارجها !!!

كتفت ذراعيها على صدرها وردت بإستهزاء/ والله هالنكرة اللي موب عاجبتك عجبت ولد عمك وجابته على ملى وشه على قولة اخوانا المصريين واتعنى لها بجاهه تسد عين الشمس لأجل بس توافق عليه وترد معاه .....

كلمات مها طيرت البقية الباقية من عقلها وخلتها تهجم عليها وهي تصرخ بغضب/ انتي جايه تحريني وتحرقين دمي!! اطلعي برا ياحقيرة اطلعي ...


مسكتها مها من أيديها وهزتها بقوة وبقهر / بسك غباء واصحي من الاوهام اللي انتي عايشتها .. سند عمره مافكر فيك ولا شالك من أرضك .. ولو كنتي آخر إنسانه في العالم مارح يفكر يأخذك ..

دفتها بغضب / حقودة وطول عمرك تغارين مني وتكرهيني واكيد بتقولين كذا ...

صرخت فيها بنفاذ صبر/ اعقلي ياشذى وكافي فضايح وسند اتزوج وخلص وكل اللي قاعدة تسوينه ما منه فايدة ..


اخذت تحفة ورمتها على مها وهي تصرخ بجنون/ سند لي .. سند لي أنا ... ولو ياخذ عشرة مرده لي .. اطلعي برا ياحيوانه ... برا ....


انحنت مها وهي بتحمي وجهها بذراعيها واتفادت التحفة الزجاجية اللي اصدمت بالجدار خلفها بأعجوبة لكن الشظايا اللي اتطايرت بقوة اصابتها وخلتها تصرخ بألم وهي تطالع الدم اللي سال من ذراعها بغزارة !!!

رفعت نظراتها لأختها وانصدمت بإنها اخذت شيء ثاني وشكلها جنت وناوية تقتلها !!!


وبدون تردد ضغطت على جرحها وجرت بكل قوتها وخرجت من الغرفة وهي بتسمع صراخ شذى المصحوب بصوت كسر تحفة ثانية ....

وثالثة .....

وعاشرة !!!!!
المهم لاقدك بخير كله يهون ويمضي ياصدام


ابتسم بوجع/ لاتشيل همي أنا قدنا والف على كسرة النفس مش هي جديدة عليا


رد بحدة/ اللي بيكسر رووس الرجال مايتكلم على كسرة النفس مثل النسوان .. سارت ولا جات هي مرة واللي خلقها خلق غيرها ...

رد بتنهيدة/ وين غيرها هذي وينها !! قلي وانا والله لا اخطا لها حافي .. لكن وينها ياعلي قلي !!!!


زفر بقوة/ يابن الحلال كل واحد ماله الا نصيبه واللي ربي كاتبه وان شاء ---


قاطعه بمرارة/انت داري أيش اللي يقهر في الموضوع !! زمان لما اتزوجت اول مرة كنت اتعذر واقول كنت صغير وجاهل لا احل ولا اربط ولا بيدي شيء وبعد ماكبرت وربي فتح عليا وهي اتطلقت قلت جات منك واللي ضاع مني زمان عد اعوضه ذلحين .. اتعشمت وبنيت احلام ووقت الصدق كل شيء ضاع مرة ثانية ... طلعت باني احلامي عالرمل ومع اول موجة انهدت واختفت .. وهي سارت معه .. سافرت وانا جالس بقعتي اتامل خيالها اللي قفى ...

ماقدر يسمع باقي فضفضته الموجعه وقفل المكالمة !!


قفل المكالمة قبل ما تفلت اعصابه ويتصرف تصرف لايحمد عقباه ...

وعلى من !!

على صدام !!!


اللي اتقاسم معه الجوع والبرد والوجع !!!

صدام !!!

صديق الطفولة ...

ورفيق دربه ...

واخوه ...

اخوه اللي كان مجبر يخليه قدام الأمر الواقع علشان يصحيه من اوهامه واحلامه الوردية اللي بناها بإستماته وهو متأمل إن جوري توافق عليه في يوم من الأيام ...

ومافي واقع اكثر من انه يحضر عقد قرانها ...

مافي واقع أكثر من إنه يشوفها بعينه وهي بتنزف على رجال غيره ...

للمرة الثانية ...

الكل عاتبه على تصرفه القاسي اللي كان من وجهة نظرهم خالي من الرحمة ومن غير داعي !!

ابوه وخاله وحتى معاذ وعبدالرحمن !!!

لكن محد فيهم حس بوجعه وقهر على صدام يومها وهو بيشوفه اشبه بواحد ميت !!!

بس أيش كان بيده وهو متأكد إنه بيعشق أخته ومانساها !!!

حتى لما اتراجع عن خطبتها كان لازال متأمل إنه إذا صبر عليها هتكون من نصيبه في يوم من الأيام !!

اخوه وصاحبه وهو أكثر واحد عارف كيف بيفكر !!!

وماكان قدامه غير انه يخليه أمام الامر الواقع !!

ومافي واقع افضل من انه يشوف زوجها بعينه ويجلس معه وكمان يوقع على عقد زواجهم !!

كان لا بد من انه ينهي ويحطم أي أمل باقي له في أخته وينهي قصته معها ...


وإن شاء الله مايكون غلط واستعجل وحطم ونهى أخوه مع نهاية قصته !!!!



؛

؛

؛

؛

؛

؛





جدة





(اللهم طولك ياروح)

همس مازن بضيق وهو بيسمع نكت اخوة السخيفة والغازة الأسخف اللي مو راضية تخلص من اكثر من ساعة !!!


بينما مؤيد تابع بحماس/ واحد ماشي وهو ينقط ليه ؟؟؟


فاطمة بتخمين/ لانه قلم حبر ؟؟

رد بتكشيرة/ لا .. ومو وقت تناحة يابطتي ..

علقت الأم بابتسامة/ كان مبلول ؟

هز رأسه بنفي / ولو انها حلوه يانبع الحنان بس يرجى المحاولة لاحقا ..

والتفت لمازن اللي مأخذ ركن ومنزوي فيه وييتابعهم بصمت وسأله بضيق/ وانتا ماعندك مشاركه !! شغلي البطيخة اللي فوق كتافك ذي بدل منت قاعد قاعد تشربلي في الشاي كاسة وراء الثانية زي المطلقة ...

رد عليه بتنهيدة/ والله من سماجتك اللي مو راضية تخلص ..
وقلد نبرته / واحد ماشي وهو ينقط ليه ؟؟

رد عليه مازن بسرعه / لان اسمه حنفي ...

قالها وانفحر من الضحك وتبعته امه وفاطمة اللي علقت من بين ضحكتها /حلوة ماتوقعتها ..

طالع مؤيد في مازن /شفت انها حلوة بس انتا اللي نفسية ..

وتابع بمرح/ طيب خذ ذي .. أخطبوط زعلان ليه ؟؟

اتعددت الاجابات اللي رد عليها كلها بنفي لين مل منهم وقال ببساطه /لانه مو عارف يده من رجله

ههههههههههههههههه

طيب ..واحد قل لزوجته أيش رأيك ياحياتي نرجع زي زمان ، قالت له كيف يعني ؟ قلها لاتعرفيني ولا اعرفك ....

ههههههههههههههه

بخيل اشترى آيفون وحطه في جيبه بنطلونه اللي وراء وجلس وسمع صوت كسر قال إن شاء الله يكون عمودي الفقري

ههههههههههههههه

ماقدر مازن يتحمله اكثر من كذا وبدون شعور رماه بعلبة المناديل وهو بيترجاه /خلاص يااخي يرحم امك فكنا من سماجتك ذي ... وانتي ياامي لاتجلسي تسلكي له ..

والتفت لفاطمة وبعدم إستيعاب/ وانتي بالله عاجبتك سماجته ذي اللي تجيب الحموضة للواحد ...

فاطمة بضحكة/والله حبيبي يضحك ودمه خفيف بس انتا اليوم نفسيه مدري ايشبك؟؟

رد مؤيد بتريقة / يعنني دكتور وبرستيج وكذا انتي أيش فهمك ...

طالعه مازن بنفاذ صبر/ممكن ياأستاذ مؤيد بعد أذنك إذا سمحت تبطل تهريج وتركز معايا شوية ولا والله لأقوم وامشي وكمل انتا سماجتك براحتك ...

اتعدل مؤيد في جلسته وسلك حلقه وبجدية مصطنعة/ اتفضل يادكتور مازن المايك عندك وكلي أذان صاغية ..


طالعه مازن بصدمة وقام من مكانه بعصبية/انا غلطان اللي جيت م----

قاطعه مؤيد وهو يمنعه من الخروج/هيييييي ياابويا أيش فيه صلي عالنبي خلاص روق روق ياحبيبي ريلاكس .. أنا اسف واعتذر روق بس ..

انكتمت ضحكة فاطمه بينما طالعته امه بقلق/ مازن في شيء ؟ اخوك وندى والاولاد صار لهم شيء ؟؟

زفر بقوه وصلى عالنبي قبل مايرد بضيق/ امي الله يصلحك انتي الثانية يعني لو صار لهم شيء بجلس اسمع التفاهه ذي من بعد العصر لذحين وساكت ..

رماه مؤيد بعلبة المناديل وبتكشيرة/ همشي لك حكاية التفاهه علشان تعرف أني مو تافه وبقدر الاوضاع.. ها خير أيش عندك ؟ اطربنا ؟؟

اخذ نفس عميق قبل يسأل / اشوفكم ماجبتوا سيرة أخت رشيد والخطوبة !! كأنكم نسيتوها ؟

طالعه مؤيد بصدمه للحظات قبل ماينفجر من الضحك وينسدح عالارض ...

التفت مازن لأمه بغيض/ عاجبتك حركات ولدك ؟ ولما اقله تافه له عين يزعل ؟؟

طالعته امه بحنان/وذا اللي شاغلك ومخليك مو على بعضك طول اليوم !!

ما لقي فرصة يرد بسبب مؤيد اللي قفز عليه فجأة وبسخرية/ وانا اقول ايشبك من ساعة ماجيت مادلي بوزك كأنك شفاط النمل اتاريك بتفكر في أخت رشيد وعاملي فيها رومانصي !!!

بعده عنه برفسه مباغته وعدل جلسته وملابسه ورد بضيق/ يااخي فكك من التفاهه وخلينا في المهم..

والتفت لأمه بتساؤل/ أمي انتوا بطلتوا موضوع الخطبة ولا ايش هرجتكم ؟

هزت رأسها بنفي / الهرجة أني كنت مرتبه مع أختك تجي بعد العيد وتفاتح خوله بنفسها في الموضوع ولما تتفق معاها هنروح سوا ونخطبها من أهلها، لكن زواجها المفاجئ لخبط لنا كل الترتيب وعلق لنا الخطوبة ..

سألها بجدية/جينا لمربط الفرس .. جوري كلمتك وقالت انها مارح تجي!!يعني زوجها منعها تقابلنا او ----

قاطعته بإستغراب/ أيش اللي منعها وماهتكلمنا انتا من وين جبت ذا الكلام ؟

أشر على مؤيد اللي أكد على كلامه/أنا اللي قلت له .. بعدين انتوا ليه ناسيين إنها اتزوجت رجال ثاني واكيد زوجها ماهيرضى تكون لها علاقة بأهل طليقها ..

ردت بإستنكار / بطل هبل قال يمنعها واهل طليقها !! حبيبي هذي بنتي .. اطلقت ولا اتزوجت بنتي وبينا اولاد انا جدتهم وانتوا اعمامهم ومحد يقدر يمنعها عنا ...

رد بشرح /أمي حبيبتي بغض النظر عن زوج جوري اللي ماتعرفيه فالطبيعي إنها بعد مااتزوجت كل شيء في حياتها يتغير حتى علاقاتها لان في زوج بيقعد على رأسها يسأل ويستفسر ويأمر وينهي واكيد هيقرفها ويقرفنا في عيشتنا ..

اخذ مازن جواله ومده لامه بعصبية/ اتصلي عليها شوفي بترد على رقمي ولا لا ؟

سألته فاطمة بإستغراب/ طيب ماتتصل انتا ليه معطيها الجوال ؟

رد بسخرية مريرة/ يمكن زوجها مانعها تكلمني فماله داعي احرجها واعملها مشكلة ..

اخذت امه الجوال واتصلت وهي ترد بإستنكار/هات وبلا هرج فاضي قال مانعها قال هذا الناقص والله ..

طالعهم مؤيد بصمت وهو بيفكر إن امه واخوه بينظروا لعلاقتهم بجوري على انها من المسلمات اللي مفروغ منها وناسين او متناسين حقيقة زواجها من سند المنذر اللي كان حاس وشبة متأكد أن علاقتهم بجوري مارح تعجبه .....

وبمجرد ماسمع صوت جوري بيصدح بالسلام ترك افكارة على جنب وركز مع المكالمة اللي هتحدد مصير علاقتهم ....


؛


؛


؛


؛


؛



الرياض





بعد صلاة المغرب الكل اجتمعوا في مجلس الجد والجدة.. ابوسند وأمه وثريا وهم بيتبادلوا العلوم والاخبار بينما جوري كانت معهم بذهن غايب وكل تفكيرها في مكالمة أمها فاطمة ومؤيد ومازن اللي كانوا خايفين إن ابوبدر يمنعها عنهم بحكم انهم أهل طليقها وذا شيء عملت حسابه من بعد مافاقت من صدمة زواجها السريع واللي زاد عليها رفض أبوبدر لعلاقتها بأخوها علي او اللي ظنت وقتها إنه رفض وذا اللي نفاه علي بثقة و-----


رفعت رأسها لابوها مساعد اللي ضغط على كتفها وقطع أفكارها بهمسه/امي تكلمك ..

والتفتت لجدتها وديمه بحرج/ هلا ياجدة معليش ايش قلتي ؟


ردت الجدة بسخرية / قلت بلاك منخشة تحت باط مساعد من يوم اللي دخلتي وماسمعنا لك حس !

طالعتها بعدم إستيعاب للحظات قبل ماتركز وتنتبه لجلستها وهي جنب أبوها مساعد وشابكة ذراعها في ذراعه وساندة رأسها على كتفه ..


من يوم وصلت الرياض وغمرها ابوها مساعد بفيض احضانه الدافيه صارت ذي جلستها المفضلة في وجوده ..

طالعت في ابوها بحب للحظات قبل ماتبوس كفه وترجع تتعلق في ذراعه بتملك وردت بإستفزاز/ ابويا راضي وانا راضي انتي ايش مزعلك ياجده ! بعدين منتي لاصقة في جدي اهو كنت قلت حاجة ولا حتى لمحت !!

اشرت بأصبعها على رأسها بغرور/ ويطلع لك بعد تلمحين !! هذا حلالي وكيفي الزق فيه واسوي مابدا لي موبشغلك ..

رد ابوها مساعد وهو يحضنها بحنان/ وانا بعد حلال بنيتي وكيفها تسوي فيني اللي تبي يمه ...

ميلت الجدة شفايفها بإمتعاض/ والله محد استفاد من زواج هالمقرود سند غيرك ولا هو ياحظي ماطال منها لا ضمه ولا شمه ..

طالعتها جوري بصدمة/ قل--------

حط ابوها مساعد كفه على فهمها ومنعها تكمل كلمتها وهمس لها من بين ضحكه / هاذي امي يالمهبوله اركدي شوي ...

بينما شهقت ثريا وهمست بإستنكار / يمااااااه ...

ردت الجدة بنفاذ صبر/ وصمة .. وعن المساخة الزايدة انتي بعد وش قلت انا !!

ردت أم سند بإحراج/ يمه الله يهديك وهذا كلام ينقال الحين !

كانت بترد بس الجد سبقها بأمر هادي / مالنا ولهم يالشيخة و
عصيدتهم يمتنوها ..

زفرت بضيق وردت بعدم اقتناع/ هذاني صابره وساكته لين اشوف آخرتها ...


بينما ابوسند وقف طالعهم بضحكة / في أمان الله ...

وطلع وسحب معاه جوري اللي لازالت مصدومة من جدتها وراحوا على غرفتها وقفل الباب وراهم ...

انفجر ابو سند في الضحك لما هربت منه وجريت على سريرها واتغطت باللحاف وسألها / وناويه تتمين تحت الغطاء لمتى إن شاء الله ؟

اتمنت الارض تنسيق وتبلعها من الأحراج والخجل !!

بأي وجه تقابله بعد الكلام اللي قالته جدتها !!

او بالأصح بأي وجه تقابلهم !!!

جلس على طرف السرير وبتنهيدة / خلص ماعليك من حكي أمي تدرين إن سند عندها خط احمر وماترضى عليه ومو اول مره تسمعك هالكلام ..

سحبت اللحاف من رأسها بسرعه وهي تعترض بخجل غاضب/ يبه لوحدنا اتعودت وماقلت شيء بس مو تحرجني كذا قدامكم اتخيل كان بدر وبتول موجودين ؟ كيف هيكون شكلي قدامهم بالله ؟

رد بموافقة / ولا سند بعد ؟؟

صاحت بصدمة/ يباااااه

رجعت اللحاف فوق رأسها من جديد بس ذي المره لحقها وسحبه منها بأمر/ خلص عاد فكينا ولاتطولينها وهي قصيرة ، مردي بشوفك اليوم ولا باكر ولا بتردين تتغطين مني مثلا ؟

هزت رأسها بنفي/لا خلاص راحت علينا ..

حط ذراعها على كتفها وطالعها بإبتسامه/ عاد هي صادقة محد استفاد من زواجكم ذا غيري انا .. ولا من كان يصدق إني بعد ماكان اتشفق على صوتك صرت اشوفك واخذك في حضني ..

ابتسمت وضمت رأسها على صدرها وبتنهيدة/ أهي ذي الحسنة الوحيدة لزواجي من ولدك يبه واللي هشكره عليها طول عمري ..

سألها بتفكير/ يعني أثنينا ضحكنا على هالمسكين واستغليناه !!

ردت بإبتسامة / تصدق صح ! خليناه كوبري لعلاقتنا ا---

قاطعها بمرح/ اختاري الفاظك لا تسمعك جدتك وتفهمنا غلط ..


طالعته وبإدراك / سيبك من جدتي انا عارف انه مهما صار بيني وبينه انتا خلاص صرت ابويا و ---

قاطعها بخيبة أمل/ انتي للحين مصرة على االط.. رأيك ؟؟


ارتبكت للحظات من ملامحه اللي انقلبت وردت بتنهيدة/ مدري .. يعني ماابغى استعجل في ذي الخطوة وبعطي نفسنا فرصة قبل مااقرر أي شيء ...

اشرقت ملامحه بأمل وشد على يدها بقوة/ الله يكملك بعقلك هذا الحكي الزين وانا ابوك، اقعدي معاه وخذي واعطي في الحكي وانا متأكد بعون الله انك رح تشوفين سند الحقيقي .. سند اللي يستاهلك ويليق فيك يالجوري وبتقولين أبوي قال خذيها كلمة مني بإذن الله ..

هزت رأسها بموافقة واترددت اللحظات قبل ماتسأله بخفوت/طيب ممكن تعطيني رقمه ؟

رد بضحكة / ممكن !! انتي تامرين امر .. لو تبين سند بنفسه بتنازل لك عنه مايلزمني ... سجلي عندك ..

قامت تدور جوالها وردت بإحراج/ رقمه يكفي يبه ماتقصر ..

وبعد لحظات من البحث طالعت ابوها / شكلي نسيته تحت عند جدي ..

دق ابوسند على ثريا وبعد لحظات رد بلهفه/ ثريا ارسلي جوال جوري لغرفتها بسرعه ..

فهمت سر لهفته وردت بتنهيدة/ يبه لاتخاف ماهغير رأيي ، انا كذا كذا كنت ناويه اخذ رقمه واكلمه.. بيني وبينك الموضوع طال وشكلنا صار بايخ قدامكم ...

رد بصدق/ السابقة موب سالفة بياخة ولا منظركم قدامنا .. كل مافي الموضوع إن طريقتك في رفض هالزواج كانت غلط ..
كنت منتظر منك تقعدين مع سند وتواجهينه بكل اللي شاغلك وتوصلون لحل يرضي اثنينكم لكن هروبك واحكامك المسبقة عليه صدمتني !!

وين ذكائك وقوتك وبأسك اللي خلوك تواجهين مجرمين بدون مايرف لك جفن وتطلعين من بينهم سالمه !!

وين حكمتك ورزانتك اللي ردت سند الاولي لنفسه وردت له عياله بعد ما ضيعهم !!!

همست بخفوت/ كله من ولدك اللي لخبط كل اعداداتي وشكلي يبغالي إعادة ضبط من جديد !!

ماسمع تمتمتها الخافته لانه التفت للباب اللي دق والشغالة اللي بتستئذن تدخل وبسرعه اعطاها جوالها وملاها رقم سند قبل لا تغير رأيها وتركها وطلع علشان تأخذ راحتها وهو بيدعي ان الله يحنن قلبها على ولده وتتخلى عن فكرة الطلاق نهائيا ...
كان جالس في سيارته وعاقد إجتماع مصغر بيضم ريان ووضاح في مكالمة فيديو وهو ماسك جهازة اللوحي بيراجع عقد وبيتابع معاهم التفاصيل والبنود في هدوء وتركيز قطعه صوت بوري سيارة !!

التفت وشاف سيارة علي واقفه على مسافة قريبه منه قبل مايفتح علي الشباك ويكلمه بإهتمام/السلام عليكم، سلامات في شيء ؟

هز رأسه بنفي ورفع جهازه لعلي وهو بيوجه كلامه لوضاح/ انا مضطر اقفل الحين انت عدل النقاط اللي ذكرناها وارسلي النسخة الاخيرة عالايميل وبينا اتصال .. في امان الله ..

قفل المكالمة وجمع اغراضه ونزل من السيارة واتوجه لعلي اللي نزل بدوره من سيارته واتصافحوا وهو يرد بهدوء/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شلونك يابوعبدالله ...

اتكا على السيارة ورد بإبتسامه / نحمد الله ونشكر فضله، انت طمني عنك وعن اميرتي ياترى في تطور في حكايتكم ولا محلكم سر ...

رد ببرود/ اعتقد إنها لو تبيك تعرف كانت حكت لك ...


هز رأسه بتأكيد/ حكت لي حكت لي لكن موجز لاني كنت خارج، بس ماعليك بتوافيني بالتفاصيل في نشرة التاسعة بعد شوية بس قلت اخذ فكرة علشان استعد واقدر اساعدك اذا لزم الأمر ..

عقد ذراعيه على صدره ورد بثقه/ وفر مساعدتك لأحد محتاجها، وبعون الله مثل ماخليتها توافق عالزواج هم بخليها توافق نستمر ..


رفع كفوفه لفوق وهو يدعي بصدق/آمين يارب العالمين عاجلا غير آجل لاني مش فاضي لحكاية القط والفار حقكم ، فاتخارج وانجز الله يرضي عليك ..

طالعه سند بغيض وضيق في نفس الوقت !!

من اول مرة سمع بأسمه من طفلته وبعدها من أهله طغت عليه مشاعر الغيرة والكره ناحيته واللي زادت بعد ماقابله واتعرف عليه !

شخصية قوية وبحضورلافت مثله كان بالنسبة له غريم وخصم لايستهان به بينافسه على قلب طفلته وبيهد كل خططه المستقبلية معها !!

وبعد ماعرف بعلاقتهم الأخوية صحيح انه ارتاح نوعا ما لكن مشاعره ناحيته باقي ماتغيرت !!!

موبقادر ينسى اسلوبه المتلاعب والمراوغ في تعامله معاه وكانه كان يدري بحبه لاخته ويدري بعد بجهله بعلاقتهم ولذلك كان بيتعمد يثيرغيرته ويصيبه بالجنون !!!!

وعند ذي النقطة ماقدر يمنع نفسه من السؤال/ كان عندك خبر اني ماادري عن سالفة اخوة الرضاع اللي بينكم ؟


هز رأسه بنفي/ خبر لا .. بس كنت شاك ومع الوقت اتأكدت ..

طالعه برفعة حاجب وسأله بإستهزاء/ وشلون اتأكدت ؟

رد بإستهزاء مماثل/ نفورك واسلوبك الهجومي معي ماترك لي مجال للشك في جهلك بأني اخوها خاصة بعد ما شفت تعاملك الطبيعي مع الكل .. يعني الشغلة كانت واضحه ومايحتاج لها ذكاء ..

اخذ نفس عميق قبل ما يسأله بشك/ وليه سكت وما وضحت سوء التفاهم اللي صار ؟

رد بضحكة/ واخرب خطط أبي صقر ومساعد ؟

رد سند بمرارة/ يعني كنتوا متفقين تلعبون علي ؟؟

هز رأسه بنفي / اتفاق لا لكن لعبة ممكن ...


ماقدر يتمالك نفسه وضرب كبوت السيارة بغضب/ لغز هو ولا انت قاعد تتمسخر علي !

وجه سند المكفهر وعروقه اللي برزت خلت علي يفكر بإنه زودها شويه معه وذا ممكن يخرب علاقتهم اكثر من ماهي خربانه ورد بجدية/ الله المستعان ياابو بدر ما عاش من يتمسخر عليك صل والنبي واذكر الله يارجال وانا افهمك ..


اعطاه ظهره ومسحت وجهه وهو بيستعيذ بالله ويصلي عالنبي بينما تابع علي بهدوء/ لا بينا اتفاق ولا خطط مثل ماظنيت .. كل مافي الموضوع اني استغربت سبب جهلك بقصة اخوتنا مع ان ابي صقر وابي مساعد داريين بذا الشيء !! وفهمت انهم مااعطوك خبر لشيء في نفس يعقوب ولما شفتك وجلست معك فهمت السبب ..

التفت له وطالعه بتفكير/ أممممم ... وياترى وش اللي فهمته بالضبط ..

ابتسامة علي اللي ظهرت للحظات قبل ماتختفي ماتركت مجال للشك بإن عشقه اللي كان بيظنه سر مخفي اتضح انه كان واضح للكل وضوح الشمس في كبد السماء !!

فاجأه علي لما حط ذراعه على كتفه وخلاه يمشي معاه وهو يرد بإبتسامه/ فهمت انك كنت الشخص الصح في الوقت الصح ..

وقف فجأه وطالعه برفعة حاجب خلت علي يضحك ويرجع يسحبه ويمشوا من جديد وهو يرد/ انت عادك هتبهرر لي (تبحلق)! المثل بيقول اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك ، اي نعم ماخطبتك ولا لمحت لك لكن تقدر تقول خليتك تتحرك وتاخذ خطوة بدل منت منتظر الفرج والحمدلله هذا انتوا متزوجين ياالنسيب ..

دف ذراع علي من كتفه بعنف ورد بإستنكار/ انا موب حاجة احد يحركني ويملي علي شلون اتصرف ومتى !! انا كنت خايف عليها وابيها ترتاح وتتخطى اللي صار معها قبل ---

قاطعه علي بابتسامة/ داري ..وداري انه لو كان شخص غيرك ماكان قدم راحتها ورغباتها على راحته ورغباته الشخصية وكان سوا اللي في رأسه بغض النظر عن أي شيء ثاني ..
عرفت ذحين ليش قلت لك انك الشخص الصح في الوقت الصح ؟

سكتت للحظات وهو بيراقب رد فعل سند على كلامه قبل يتابع بنفس الابتسامه/ وعلشان كذا مااهتميت باللي قلته لها ولا بمهرك السري اللي خلوها توافق تعقد عليها في نفس اللحظة كثر مااهتميت بالنتيجة نفسها ! النتيجة اللي اثبتت ان احساسي كان في محله واني ما غلطت لما شفتك اجدر شخص بأميرتي وأنك الشخص الانسب لها والوحيد اللي ممكن يسعدها وهذا اللي خلاني اشجعها توافق تقابلك وتسمع منك يمكن ربي يطرح القبول بينكم ويتمم لكم على خير وهذا اللي حصل ولله الحمد ...


سند كان بيسمع علي وهو مشدوه وعاجزعن الرد !!!

ماكان متخيل ولا في احلامه إنه ممكن يسمع هالكلام في يوم من الايام !!

ومن منو !!!

من علي !!!

عدوه اللدود !!!

أو اللي كان بيظنه لحد وقت قريب عدوه اللدود !!

علي اقنع طفلته وشجعها ترتبط بيه و----


رنين جواله قطع افكاره وخلاه يستجمع شتات نفسه قبل مايطلع جواله ويشوف المتصل اللي انقذه من اكبر احراج اتعرض له في حياته و----

اتوسعت عيونه بصدمه وهو يشوف اسم المتصل !!!

لااااااااااا !!!

الظاهر اليوم يوم الصدمات العالمي بالنسبة له !!!

بداية بعلي وكلامه اللي ماخطر على باله !!!

وإنتهاء بإتصال طفلته اللي كان محتفظ برقمها من وقت قصتها مع ابوه ومساعدتها له ولو انه كان مسجل رقمها سابقا بأسم ( الوقحة ) واللي اتغير مع الايام وصار
طفلتي العنيدة وجنبها وردة حمراء !!!!

اعطى علي ظهره وابتعد عنه لمسافة وهو بيحاول يأخذ انفاسه ببطء وعمق قبل مايرد بأكبر قدر ممكن من الهدوء/ هلا ..

غمض عيونه بإستمتاع وهو بيسمع صوت أنفاسها المضطربة اللي دامت للحظات قبل ماترد بخفوت/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ابوبدر ؟


احتار للحظات وهو بيفكر كيف يرد عليها !!

يدعي الغباء وعدم معرفتها ولا يرد طبيعي ويشوف هي شلون بتكلمه !!


وفي الاخير حسم امره وادعى عدم معرفتها / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. من معي ؟

جوري .. جوري الجابر .. اخت عبدالرحمن !!!

اتمالك نفسه علشان لايضحك على ارتباكها الواضح لكن ماقدر يمنع ابتسامته من الظهور ورد بمداعبه/ هلا وغلا بأخت عبدالرحمن شلونك طمنيني عنك ؟؟

الحمدلله بخير ... أمممم .. كنت بسألك اذا فاضي شوية ؟؟
رد بقلق/ولو مشغول افضى لك .. آمري.. صار لك شيء !! في---

قاطعته بسرعه/ مافي شي لاتخاف بس .. يعني ... ممكن نكمل كلامنا ؟

رد بدون تردد/ الحين اجيك، انتي عندنا ولا عند ابوي صقر ؟

لا تجي !! انا بجي !! قصدي نطلع الحديقة .. يعني نكون لوحدنا !! قصدي بدون مقاطعة !! فاهمني !!

أنفاسها المتسارعة وارتباكها الواضح بينت له وش كثر ضغطت على نفسها لين اخذت قرارها وحكت معه !

وذي بالنسبة له فرصة لازم يستغلها على أكمل وجه وبالشكل الصحيح ...

رد بجدية/ اكيد فاهمك ولذلك وش رأيك نروح المزرعة ؟ هناك بنأخذ راحتنا في الحكي بدون قيود وبدون مقاطعه من احد ؟

المزرعة !! في ذا الوقت !! ولوحدنا !!

نبرة صوتها حيرته وازعجته في نفس الوقت !!

وماعرف يميز إذا كان خوف منه أو شك في نواياه تجاهها !!

سألها بجدية / كلامك بيحمل معنيين مالهم ثالث .. ياخوف مني او عدم ثقة فيني ؟

اكيد ولا واحد منهم، اطلاقا..

ردها السريع والحازم نزل على قلبه مثل الغيث وانعش روحه حتى أرتوى ...

طفلته بغض النظر عن رفضها له إلا إنها بتحمل له في داخلها ثقة مطلقة !!

وثقتها فيه ممكن تكون حجر الأساس في علاقتهم .. وبداية الطريق لقلبها !!

موافقة ...

موافقتها اخترقت مسامعه وطلعته من افكاره واحلامه اللي حطها قيد التنفيذ الفوري وبدون تردد / خذي وقتك واجهزي وخذي لك غيار وانا في سيارتي عند ابوي صقر انتظرك ..

وقفل بدون مايعطيها فرصة للرد واتوجه لسيارته واتفاجأ بعلي اللي لازال واقف وبيطالعه باهتمام وقبل لا يسأله قرب منه وكلمه بإنزعاج ماقدر يخفيه/ بأخذ زوجتي مشوار ويمكن نطول ..

رد علي برفعة حاجب/ زوجتك !! اللي هي اختي !!

رد بزفرة غيض/أيه.. زوجتي اللي هي أختك مع الأسف ..


طالعه علي بتفكير/ دامك استأذنت ف---

قاطعه بإستنكار/ انا اعطيتك خبر لا أكثر ولا تفكر تعترض لأني بأخذها واطلع لو يصير اللي يصير ..

رد بابتسامة واسعة / مافي اي إعتراض اتوكل على الله .. لكن اتمنى ماتأخرها مافيش عندنا بنات يسهروا خارج البيت لآخر الليل ..

رد ببرود/ مااقدر اضمن لك هالشيء لان كلامنا هيطول واحتمال نرد بكره ولو فهمت إن قوانينك ماتسري علي اكون شاكر .. في أمان الله ..


وتركه ومشى مغتاظ من ضحكته اللي جلجلت بإستمتاع واضح وراه ...
ندمت إنها كلمته ورمت جوالها ونعكشت شعرها وهي تكلم نفسها بعدم تصديق/ جوري الجابر ياغبية ! يعني هوا يعرف كم جوري في حياته علشان تردي ذا الرد !! وأخت عبدالرحمن !!! أخت عبدالرحمن !! الحمدلله إن عبادي مو موجود علشان لا يسمع ويشوف ذا الغباء ياحمارة ياغبية..

وبعد لحظات اخذت جوالها وهي بتفكر كيف توصل الموضوع لجدها وأبوها ولعلي بدون ماتحرج نفسها وفي الاخير ارسلت لهم رساله تبلغهم فيها برغبتها في الخروج مع أبوبدر وبتستأذنهم في ذا الشيء وطلبت من أبوها يبلغ جدها ويأخذ لها الأذن منه ..

رمت جوالها في انتظار ردهم ودخلت الحمام وانصدمت بشعرها المتشابك وغسلت وجهها علشان تفوق وتركز في اللي هي مقبله عليه والقت نظره على وجهها الخالي من أي زينة بإستثناء كحل عيونها الاسود ومرطب شفايفها الشفاف ولبسها المريح المكون من جينز وبلوزة قطنية نص كم كانت لابسته من شوية وقررت ماتغيره ..

لكن جملة خذي غيار اتكررت على مسامعها بإزعاج سرعان مااختفى وهي بتفكر انه معاه حق في اقتراحه لان المزرعة خارج الرياض والطريق طويل غير إن الوقت قرب عالعشاء وماهيمديهم يروحوا ويرجعوا في نفس الليلة ..

اخذت فرشتها وبدأت تمشط شعرها وهي بتقطع غرفتها ذهابا وايابا لعدة مرات لين حسمت امرها وراحت طلعت لها طقم رياضي وبيجامة خفيفة وملابس داخليه وشرشف صلاة وجهزت باقي لوازمها الشخصية اللي تحتاجها في شنطة يد صغيرة ..

جريت على جوالها اللي اعلن عن وصول رسايل وكانت من ابوها وعلي وابتسمت بحب وتأثر من تصرفهم ..

اثنينهم فهموا إحراجها منهم وردوا عليها برسالة مماثلة اختلفت في الاسلوب واتشابهت في المعنى واللي كان عبارة عن نصايحهم المعتادة في انها تتروى وتهدأ وتسأل ابوبدر عن كل شكوكها وبالمقابل تعطيه فرصة يشرح موقفه ويوضح أي سوء تفاهم بينهم وفي الاخير كشرت بضيق لما قالوا إنه سبقها واعطاهم خبر عن طلعتهم المفاجئة وهمست بغيض/مسوي فيها مؤدب ويستأذن منهم و---

سكتت وزفرت بضيق من تعليقها الغبي والمتسرع !

مالها حق تحكم على تصرفه البديهي وتسيء الظن فيه بينما هي نفسها عملت نفس الشيء لانه التصرف الصح والطبيعي في حالتها ..

راحت للتسريحة تلم شعرها وطالعت في انعكاسها عالمرايه وهمست لنفسها بأمر/ لا للأحكام المسبقة .. لا للهجوم الغير مبرر .. لا للتسرع والإنفعال .. هكون هادية ومنطقية وهسأله وأعطيه فرصته واسمع منه بكل هدوء وعقل .. هاه .. بكل هدوء وعقل ..

أخذت شهيق وزفير عميق لعدة مرات قبل ما تلبس عبايتها ونقابها وأخذ اغراضها وخرجت وهي بتدعي إن الله يكتب لها مافيه الخير ويرضيها بيه ...


؛

؛

؛

؛

؛

؛

جدة




رجعت من بيت مؤيد ولقيت بناتها ليلى ولطيفة جالسين في الصالة وقدامهم القهوة والشاي والحلا والمعجنات وهزت رأسها بيأس لما شافت صحن فصفص( بذر،حب )كبير بيتوسطهم عالكنبة وذا معناه إن ليلتهم حافلة بأخبار أهل الحارة والحارة اللي جنبهم ..

قامت ليلى وسلمت عليها وبعتاب/ كل ذا عند مؤيد ياامي كنت هرجع بيتي بدون مااشوفك ..

اعطتها عبايتها تعلقها وردت بزعل/ ماهو اتصل وعزمك انتي واختك والغداء وانتوا طنشتوه ..

ردت بتبرير/ مدري عن لطيفة بس انا والله كنت معزومه عالغداء ومامداني اعتذر في اخر لحظة، بس قلتله غدانا الجمعة عنده إن شاء الله ..

هزت رأسها بموافقة /إن شاء الله، وين عيالك ماجوا معاكي ؟

ردت بنفي/ حبيبي حمودي مر هوا وخلود وراحوا السوق يجيبوا اغراض المدرسة ؟

ردت لطيفة بإمتعاض/ ماشاء الله اولادي للناس مافي منهم وانا كلمتي توقف لهم في الزور ...

طلعتها ليلى بصدمة/ اخص عليكي يالطيفة دخين انا واولادي صرنا ناس ؟

اشرت بيدها بعدم اهتمام بينما امها اتنهدت بضيق من تصرفات بنتها الكبيرة اللي عقل اصغر احفادها اكبر من عقلها !!

ربتت على فخذ ليلى بحنان/ وانتي هتأخذي على كلامها ! يعني ماتعرفي لسانها كيف متبري منها !

رن جوالها باسم خولة وقفت وطالعت ليلى بابتسامة / سيبيكي من اختك الهبلا ومالك فيها وانا كلم خولة واصلي العشاء واجي لاتروحي ..

انتظرت لطيفة لين امها اختفت والتفتت لليلى وبتفكير/ بنت يالوشة منتي ملاحظه ان في شيء غريب صاير مع امي اليومين دي ..

طلعتها ليلى بسخرية/ دحين صرت لوشة !! منا من دقيقة بس كنت ناس ..

ضربتها على كتفها بخفة وبتأفف/ قلبك اسود ياشيخه ما قالتك امي لساني متبري مني .. خلينا في المهم ..

طالعتها ليلى بملل/نعم ياستي ايش هوا ؟

قربت منها وبشك/ اقطع ايدي اذا امي مو مخبيه حاجة عنا وماتبغانا نعرفها ؟

حركت يدها بلامبالاة/ حاجة ايه اللي هتخبيها بس ! دي ماتعرف غير اهل الحارة وحريم اخوانك وحبيبتها جوري ودول مااظن عندهم لا هرجه ولا سر علشان تخبيه ..

ردت بإصرار/ والله انتي على نياتك دي كل ماجاها اتصال راحت غرقتها غير مؤيد ومازن اللي كل مااجتمعوا معاها القاهم يتودودوا ولما يشوفوني يسكتوا ولا يغيروا الموضوع دغري ..

طالعتها ليلى بتفكير/ تفتكري هيكون في ايه مثلا ؟؟

فكرت للحظات قبل ماتاشر لها تنتظر ومشت بخفه ناحية غرفة امها اللي كان بابها مردود ولصقت في الباب وهي بتسترق السمع بفضول لدقايق قبل ماتتوسع عيونها بصدمة من اللي سمعته !!!


وبدون تردد جريت على ليلى اللي طالعتها بسخرية / ها سبع ولا ضبع يختي ؟

ردت بعدم إستيعاب/ لا دا ولا دا .. جوري !!

اتأففت بنفاذ صبر/ انتي هتنقطيلي الهرجة ! ماتخلصي مالها ست جوري كمان ؟؟

رمت نفسها على الكنبة وبذهول / اتزوجت ..

طالعتها بخيبة امل/ بس !! طلع هوا دا السر اللي دوختيني بيه !


اخذت لحظات لين استوعبت الخبر وردت بعدم تصديق/ المعفنة ذي اتزوجت !! متى ؟ ومين ؟؟

ردت ليلى بلامبالاة/ تلقيه واحد من قرايبهم يعني هتتزوج مين بالله ؟

وافقتها لطيفة بشماته / على قولك تلقيه واحد معفن زيها يعني هتلقى واحد احسن من أخويا فين !!

وسكتت اللحظات وهي تفكر قبل ماتعلق بإدراك/ لا والسهتانه اتزوجت سكيتي بدون ماتعطي خبر حتى لاولادها ..

ردت بإستغراب/ وانتي ايش عرفك ؟

زفرت من غباء اختها وردت بغيض/ يابنتي مانا سامعتها وهيا بتقول للزفته التانية انها شايلة هم زعل اولادها لما يعرفوا عن شبكتها المنيلة ..

طلعت ليلى مبرد من شنطتها وبدأت تبرد أظافرها وتعدلها وبعدم اهتمام/ ياستي فكيني منها ولما يرجعوا اولادها تختلص معاهم ..

طلعت جوالها وابتسمت بشر/ وأنا لسا هستناهم لما يجوا !! فرصة وجاتني لحد عندي علشان انكد على ندى الحربايه واخوكي الزفت اللي سفرها يفسحها ..

هزت رأسها بيأس/ يووه انتي لسا زعلانه علشان مااخدك معاه ! قلبك اسود ..

ردت بغرور/ مين دي اللي زعلانه !! أنا !! لا يا حبيبتي فهمتي غلط ، كل الحكاية اني مستحلفه لندى اني اخرب عليها سفرتها وانكد عيشتها، وشوفي كرم ربنا نولني ياها اسرع من ماتخيلت علشان تعرفي انها تستاهل .. فعلا على نياتكم ترزقون ..

طالعتها ليلى بذهول للحظات قبل ماترد بسخرية/ وانتي هتقوليلي على نيتك !! الله يزيدك إيمان ياشيخه لطيفة ..

اتجاهلتها لطيفة واتصلت على أخوها وكيانها بيرقص بفرح على النار اللي هتشعللها بعد لحظات عبر الأثير !!





؛

؛

؛

؛

؛

؛



الرياض






كأنها اتاخرت !!!

معقول غيرت رأيها !!!

زفر بقوة وهز رأسه علشان يتخلص من عشرات الافكار اللي دارت في باله وهو قاعد ينتظرها ..

حرفيا كان بيعد اللحظات ونظراته بتنتقل مابين ساعته والباب في إنتظار موتر للأعصاب و ---

أخيرا ...

همس بها لما استقرت نظراته على كتلة السواد اللي ظهرت فجأة أعلى الدرج وجمدت مكانها للحظات وكأنها بتراجع قرارها !!!

وبدون تردد نزل وارتقى الدرج بهدوء ظاهري بينما في الحقيقة قلبه كان بيطير ويسبقه لها بلهفه ...



قفلت الباب وراها ولما شافته بينتظرها في سيارته زي ماقالها اتسمرت مكانها وهي بتفكر إنها يمكن اتسرعت في موافقتها !!!


لاااا ، هي أكيد اتسرعت والافضل ترجع غرفتها وتقفل بابها عليها و----

انقطعت افكارها لما نزل من سيارته وصعد الدرج وكأنه جاي عليها !!

ايوه جاي عليها !!!!


ارتفعت انظارها لفوق لما وقف قدامها بطوله المهيب ومد كفه لها وهو بيسلم / السلام عليكم .. شلونك ...

للحظات حست انها نسيت كيف تتنفس !!

وصوته العميق اخترق سمعها ببطء غريب وهي بتحاول تلقى صوتها اللي خانها واختفى فجأه !!!

حاولت تلقى ريق تبلعه علشان ترطب حلقها اللي نشف كأنها صامت طول اليوم وبعد عدة محاولات لقيت صوتها وردت السلام بحشرجة خافته ومدت يدها له اخيرا ....





كان حاس ان الدرج امتد إلى مالا نهاية وماصدق وصل اخر درجة واصبح قدامها ..

او بالأصح هي صارت قدامها بشحمها ولحمها وسوادها الانيق اللي بيجذبه لها كل مرة ...

مد يده لها بهدوء ناقض دقات قلبة الصاخبة وسلم عليها وانتظر كفها تعانق كفه لأجل يتأكد من وجودها !!

لكن انتظاره طال للحظات قبل لا اخيرا يسمح صوتها الخافت وهي بترد عليه وتمد كفها و ---------



























تعطيه الشنطة !!!!!



جمدت نظرات بعدم إستيعاب على سير الشنطة اللي استقر في كفه قبل لا تتوسع عيونه بذهول من طفلته اللي تركته ونزلت الدرج بخطوات سريعة وركبت سيارته بصمت تحت انظارة المصدومة !!!!!





؛

؛

؛

؛

؛

؛


كان بيكلم اخوه وبيطمن عليه قبل مايباغته فهد بسؤاله/ ياولد صدق خويك سند اتزوج ؟

طالعه بتوتر/ منو قالك ؟

رد فهد بإستغراب/ تستهبل انت ! ليه هو بقى تطبيق في وسائل التواصل مانشر الخبر ! حتى الجرايد والمجلات ناشرة الخبر والتهاني من علان وفلتان .. هذا سند المنذر مو حي الله وخبر زواجه صار قنبلة الموسم ..

هز رأسه بموافقة/ أيه .. سند كفو ويستاهل والله يتمم له على خير ...

طالعه فهد باستغراب/ شفيك ياخوي قاعد تسلك لي !! كانك موب عاجبك انه اتزوج !!

زفر فواز بقوة وهو حاس بضيق ووجع على اخوه ..

شلون يقله إن سند اتزوج أخت عبدالرحمن !!!

اتزوج البنت اللي يحبها وكان يبي يخطبها !!

اذا هو بنفسه انصدم لما سمع الخبر !!!

كل شيء كان ماشي بشكل طبيعي في عرس مشعل ابن عم سند لين فجر الشيخ صقر قنبلة الموسم على قولة اخوه وأعلن إن سند اتزوج ودعا الجميع على العشاء بمناسبة ملكته ثاني يوم في قصر المنذر !!!!

ما انصدم من خبر الزواج بحد ذاته لانه لاحظ ان سند اتغير كثير عن قبل ، غير انه سبق ولمح له بإن في مشروع زواج عالأبواب ...

لكن اللي صدمة هو معرفته للبنت اللي اتزوجها !!!

لما الشيخ صقر قام يعرفهم على نسايبهم واذا به يتفاجأ بأنه عبدالرحمن !!!

عبدالرحمن الجابر ماغيره !!

لحظتها حمد الله وشكره إن فهد كان عنده مؤتمر طبي في فرنسا واعتذر عن حضور العرس ولا ماكان يدري وش بيصير في اخوه لما يعرف إن حبيبته صارت لغيره وقدامه !!!



يالحبيب

صوت فهد رجعه لأرض الواقع وخلاه يمسح وجهه بتوتر لاحظه فهد اللي سأله بشك/ ياولد لاتكون غرت من سند لانه اعرس قبلك ؟

اختفى توتره في لحظه وصاح بإستنكار/وشو !!! وشو له اغار !! شايفني متشفق عالعرس ولا ادور له بشمعة !!!


ضحك فهد بتسليه/ وليه ماتغار يابعدي ! هذا هو سند المنذر الأرمل الزاهد في الحريم غير رأيه واعرس وش ناقصك انت ماتعرس مثله ؟

رد بإنفعال/ هو يبي العرس الله يهنيه ويوفقه انا وش علي فيه !

رد بإقناع/ خويك ياخوي خويك ولازم يكون قدوة لك، وانا اخوك وابيلك الخير .. انت بس طيعني واسمع مني واعرس وخليني اشمت ف .. افرح فيك ..

صاح فيه بعصبية/ أه يالسلوقي قوم انقلع على شغلك قوم قال خويي وقدوة ! امحق خوي وامحق اخ دام ذي سوالفك انقلع ..


اختفت ضحكة فهد واتغيرت ملامحة للجدية/ خلك من سوالفي وفكر زين في كلامي وقلت لك اذا موب عشانك فعشان سديم .. بنتك تحتاج أم ياخوي .. طيعني يافواز طيعني عشان بنتك قبل لاتضيعها وتندم ...


قفل المكالمة في وجهه وصورة سديم الباكية وهي بتطالب برجعة أمها بإصرار بتنعاد عليه بالحركة البطيئة !!

سديم اللي اتغذت على حقد وجشع امها وهو في غفله عنها لين الله نور بصيرته وفهم لعبتها الحقيرة ومنعها عنها الفترة الاخيرة لكن بعد أيش !!

بعد ما دمرت نفسية البنت وخربت حياتها وحياته !!!

ولما يأست من بنتها غيرت خطتها وابتدت تمارس حيلها القذرة عليه !!

الظاهر إن فهد كان معاه حق في كل كلمة قالها قبل !!

وإنه طول ماهو عزابي بتظن إنه باقي على ذكراها وفي منه رجاء بس بيثقل عليها !!

اعلن جوالة عن وصول رسالة فتحها وفي لحظة كان الجوال بيصطدم بالجدار وبيتهشم لألف قطعة وهو بيهمس بغضب/ جبتها بضحك يافهد الكلب والظاهر بتقلب جد !!! لكن معليه !! كله يهون لأجل سديم !! كله يهون لأجل بنتي !!


وطلع وهو متخذ قرار كان لاغية من حياته ولا عمره شك للحظ إنه بيأخذه ولو بعد سنين !!!!!

تعليقات