📌 روايات متفرقة

رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 بقلم رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 بقلم رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4

رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4

مازال يجلس على اعصابه المشدوده في انتظار خبر سار ينتشله من هذا القلق الذي يدنيه من حتفه كلما طال الإنتظار،
حتى بعد خروج جثة احدهم قبل قليل من غرفة العمليات، كانت رسالةً تدعوه ان يزيد إيمانه و ان لا يكون جزوعاً من القدر المكتوب مهما حدث..
ولكن كيف للقلب الموجوع ان يهدأ؟!
فُتح باب القسم مجدداً ليرى الجرّاح ومعه طبيب آخر لم يتمالك فضوله ليسأل/بشر يا دكتور؟! شلون قاسي؟
هز رأسه بأسف/للأسف اضطرينا نبتر ساقه..كان لازم نضحي بها في ظل تلوثها..
نزفت دموعه بلا تردد/يعني؟!
الطبيب/هو بخير و حالياً بالإفاقه لكن بنبنج موضع العمليه.. الحمدلله على سلامته، تذكر ان ساقه اللي فقدها في ساحات الدفاع عن الشرف هي وسام فخر.
سمع حديث الطبيب بقلب اصبح فارغاً سوى من ألمه ،فهو يتحدث عن وجعه، نطق بلهفه/اقدر اشوفه هاللحين؟!
اشار الطبيب للممرض/خلوه يشوفه بالإفاقه، بس أرفق عليه يا أدهم ترى هو مخدر و غايب عن الوعي حالياً.
أشار برأسه و لحق بالممرض..يريد فقط أن يراه ، و أن يطمئن قلبه ...
.
،
.
صباحاً...،
توقفت السياره أمام المنزل لينزلون جميعهم لتبتسم لها الشموس/الحمدلله على سلامتك يا أم التوأم ..
ام رواد بابتسامه/دامها مابعد سمتهم بنناديهم كذا..تفضلي يمه بيتك الحمدلله على سلامتك
ابتسمت وهي تمسك اسفل بطنها بخوف/الله يسلمكم..
دخلوا جميعاً لترى راكان يتهادى بخطواته و جوري خلفه متحمسه له/ركووون حبيبي !!
ضحك كعادته و انحرف بمشيته ليتجه لأمه التي استقبلتها بذراعيها و حملته بسعاده/هلا بالشيخ راكان خلاص صرت تمشي بتزعجنا؟!
ضحكت ام رواد و هي تقترب منها و تأخذه منها/هاتيه يا زينه ويازين ازعاجه
جلست نيفادا على اول جلسة استقبال وهي تتبسم لذلك الطفل الذي يسلب قلوب الجميع في هذا المنزل/هاتوه خاطري ابوسه
راحت ام رواد تجلس عندها براكان و يداعبانه..،لتجلس عندهم لولوه..،
إلتفتت الشموس إلى لولوه وهي تهمس لها/روحي نادي ليال قولي نيفادا رجعت
أومت برأسها جوري و ذهبت مستعجله،..لتلتفت إليهم الشموس/يلا انا رايحه مشوار
استنكرت لولوه/لييه هالوقت؟!
الشموس/اي مشوار ساعتين كذا وراجعه ماني مطوله..يلا ارتاحي نيفو يا قلبي سلام
خرجت تحت نظرات حسرة لولوه وهي تتذكر لحظة انكسارها البارحه بعد حديث اختها الموجع الذي وجهته لها..
تسائلت وهي تضع راكان على حجرها/وين ليال ما اشوفها؟!
ردت وهي تجلس/طلعت دوامها بدري.. يا بنتي نزلي الولد ناسيه عمليتك!
ابتسمت/خلييني اشتقت له حبيب خالته، جبت لك ولد و بنت علشان تنبسط و ماتمل بس هاا صيروا اصدقاء يا ركون لا تضربهم،
لولوه/من حركاته ركون شقي،طلع كل هداوت الاربعين بسم الله عليه من مشى
ضحكت ام رواد/بسم الله عليه ،سعد عيني يوم اشوفه يكبر و يصير مثل ابوه .
تنهدت نيفادا/يارب يا خالتي يطلع مثل أدهم صدق،
تبسمت لولوه/و يطلعون عيالك مثل ابوهم بالشجاعه و الطيب.
ابتسمت وهي تتذكره/امين يا رب.
،
.
،
هدوء يعم جناحه ، امسك بيده المرتاحه بجانبه على السرير كانت موسومه بخدوش ليشد عليها بحزن و فرحه معاً فهو حي يُرزق ونال شرف الدفاع عن وطنه و دينه و نصرة المظلوم، عرف انه جلب معه يمنيين ليتلقوا العلاج هنا قبل يده و رفع عينيه لوجهه المسمر و ذقنه قد بدت مهمله..
يالله ينام بإرهاق واضح، كالذي لم ينم دهراً!!
همس له وهو يناديه/قاسي! قاسي، قوم يا رجال ..
لم يرد كان يغرق في سباته العميق..،
ابتسم وهو يرى إنتظام تنفسه/الأمير بيجي يزورك وانت نايم ؟! يا رجل اصحى بس عطني نظره و كلمه وارجع كمل نومك
تحركت اهدابه بسرعه ثم تغضن جبينه،
انتبه له أدهم وهو يعصر يده لنادي بصوت عالي و كأنه في ارض المعركه و يأمر جنوده/علييهم يالنشاما علييهم
اختلطت دمعته مع ابتسامته ليمسحها بسرعه و يرد عليه/ماقصرت كفيت ووفيت يالنشمي
فتح عينيه بسرعه وهو يعتدل جالساً بفزع، ليرى المفاجأه، لم يصدق في البدايه كان كل شيء كالحلم المسلط عليه ضوء ساطع يعمي العيون، تلى البسمله وهو يحاول ان يركز بالحاله/وين انا
شد على يده وهو يتحدث بتأثر/انت بالمستشفى العسكري يا قاسي انت بديرتك
استبشر بالصوت الذي فقده كثيراً ليلتفت بعدما داهمه أدهم بعناق حار بكى خلاله ليبتسم/ارحب ياأدهم في ذمتي
شد على عناقه حتى ارتاحت روحه ليبتعد قليلاً و يخبره/ارحب أنت يا بطل ، رفعت راسي فوق يا قاسي، اهل الديره كلهم ينشدون عنك الصبح جوا اهل الخرج ابو عبدالكريم وهل الحاره و عيال حوالك ابشرك جوا ، الكل فخور بك و فرحان برجعتك من الموت
هز رأسه بروح معنويه عاليه/اللهم لك الحمد، انا ماسويت شيء ،الله ينصر خوياي اللي بالميدان.
ابتسم لرجولته لعدم ذكر فضائله/تبي ترجع مره ثانيه؟!
ابتسم بسعاده/ان شاء الله ان سمحت لي القياده بعدما أركب ساق جديده..
استغرب رده المتفائل/كيف دريت ان رجلك مبتوره؟!
بنفس ابتسامته/يا أدهم انا كنت ما حس بها من كنت باليمن، اول ماجيت شخصها الدكتور بتر لأنها متجرثمه بالسم...فالحمدلله على كل حال..باذن الله سبقتني للجنه.
اجتمع الدمع في عينيه مجدداً وهو يرى صلابة الرجل و إيمانه/ياخي انت شلون
اتسعت ابتسامته/والله ماني خابر دمعتك قريبه ،علامك انا قدامك حصان مافي إلا العافيه،صحيت الظهر ولقيتك نايم و تركتك ورجعت انام يا رجل فيني نوم لو اوزعه على اهل الرياض كفاهم شهر
ابتسم رغماً عن حزنه/يا جعل تبطي سنينك يا قاسي..
تذكر أمراً/ماعينت جوالي، بتصل على امي و زوجتي وخواتي.
تذكر الخبر السعيد/ابداً امك بالطريق مع ساره و مدى مع زوجها جايين برحلة بكرا..اما زوجتك تقدر تكلمها لانها ماتقدر تجي وهي توها والد
اتسعت عينيه من الدهشه/قل قسم؟! يا ولد شتقول انت باقي لها شهر ونص
ضحك/عيالك مستعجلين ياخي وش تسوي بالله الضعيفه..المهم مبروك جالك ولد و بنت من اسبوعين تقريباً وامهم بخير و ماعليها إلا العافيه، كنا نبي نعلمك بس ماقدرنا نوصلك..
هنا نزلت دمعاته مع ابتسامة سعاده/اللهم لك الحمد والشكر على سلامتها ..الحمدلله الحمدلله.
لم يراه متأثراً إلا بخبرها كم يحيره هذا الرجل،تهزه إمرأه و لا يهزه قطع ساقه/الله يهنيك بسلامتها و بقدوم الحلوين الصغار، وهذي صورهم اول ما انولدوا تلقاهم كبروا شوي هاللحين يعني انولدوا قبل موعدهم
اخذ الهاتف وهو يتأمل الصور بسعاده افتقدها منذ مده طويله، خصوصاً بعد فقد فلذة كبده طفله خالد..هذين الطفلين كلاصق الجروح الذي وُضع على جرح مفتوح فأغلقه.
.
،
.
،
.
في احد المولات الكبرى تسير تتسوق بصحبة رفيقة العمر نوره ، لعلها تسلى عما يؤذيها ، حاولت قطع عقد الخيبه الذي يطوّق عنقها مراراً ولكنها تفشل في كل مره..!
توقفت نوره أمام محل لألبسة الأطفال ومستلزماتهم و ابتسامتها تتسع/شرايك؟!
إلتفتت إليها مستغربه حماسها/رأيي تكملين دراسة الماستر بالتخصص اللي تحبينه طبعاً دام ان جامعة الملك فيصل قبلتك ليه التردد وهو حلمك
نوره بحماس/لاا ماقصدت الجامعه ، انتي مو سألتيني إذا عرفت جنس النونو و إلا لا؟!
ضحكت على تداخل مواضيعها قد كانت تثرثر عن الجامعه منذ قليل/وقلتي وقتها خليها مفاجأه!
نوره/خلاص قررت اقول لك، راح تعرفين من الألوان اللي بشتريها، طبعاً ما استغني عن ذوقك طال عمرك مشينا
دخلت معها وهي تنظر للأشياء كمعتاده عليها و لكن اتسعت حدقة عينيها وهي ترى نوره تختار اللون الزهري/بنت!!!
نظقت بسعاده/الحمدلله بكري بنت..بس هااه ما نزوج حي الله ولد..
صغرت عينيها لتمازحها/حبيبتي تحمد ربها ان اخترتها لولدي.
ضحكت نوره/ماعليييه يام راكان بكرا تجون على ركبك انتي وولدك تبون الرضا و نقول لا امعصي
ضحكت/شوفي لا تخليني من هاللحين احجزها لولدي ..!! وش هالتسويق يا مره، خلي البنت تطلع للدنيا بالأول!!
بممازحتها المعتاده/اسكتي قاعده اتدرب أكون أم عروسه من هاللحين.
فعلاً نوره اخرجتها من مزاجها السيء/الله يسعدك يا نوره ..تعالي نشوف اغراض البنوتات كيف
اخذت معها جوله موسعه في المحل و المحلات المجاوره حتى وقفت أمام قطعة لباس فاتنه للبنات و بتصميم جديد
وقفت نوره بجانبها/اشوف اعجبك هالبوتيك؟! ترى ماراح اخذ منهم انا ابي اخذ شيء قطني و ادوات مهمه، وهنا كل شيء فخم و حق استقبالات
تجرأت واخذتها/التصاميم حلوه وجديده علي، هالمصممه مبدعه ،أنا باخذه
استغربت/وش تبين به؟!
نظرت إليها وهي تجيبها/تعالي ننسق معه جزمه حلوه..و ربطه
ضحكت نوره/واضح انك مخططه على بنت بالثاني انتبهي لا يطلع ولد بس و يطيح الفستان بكبدك
ضحكت بدورها لتمازحها/لا تخافين بحتفظ فيه لين تجي البنت.
استغربت/انتي صدق حامل؟!
هزت رأسها بالنفي و هي ترى مزحتها تنطلي عليها/الحمل فكره وارده جداً بس هالملابس اخترتها لبنت اختي ناسيه انها جابت بنوته بعد، يلا بس خليني اشتري اغراض بعد لتوأمها الولد .
تذكرت/يووه زززين ذكرتيني، انا حتى مازرتها بالمستشفى
الشموس/ماعليه تجينها بأي وقت، يلا نوري خلينا نخلص تأخرت على ولدي .
نوره/يلا مابقى غير شيء بسيط. والباقي بكمله مع زوجي بعدين.
رن هاتفها لتُخرجه و ترى إسمه، إستغربت ان يتذكرها الآن،لترد/الوه
على الطرف الآخر/السلام عليكم
ابتعدت بهدوءها عن نوره المنشغله/و عليكم السلام، هلا أدهم بشر عن قاسي
على الطرف الآخر، استغرب عدم سؤالها عن تلك الفتاه/بخير و لله الحمد، كنت عنده من شوي بس جات امه و اخته ساره وطلعت.
سألت محاولةً إغاظته/غريبه ما جات مدى؟!!
ابتسم/لا تشيلين هم ،مدى بتجي بكرا ان شاء الله، المهم وينك شكلك برا البيت؟!
حاسبت ودفعت وهي ترد عليه بهمس/اعتقد ما يهمك أمري..إذا كنت داخل البيت و الا برا.
بهدوءه/لا ترى يهمني يام راكان
لاحظت نبره جديده كم تكره ان يناديها هو بالذات بأم راكان/أشتقت لي يا قلبي؟!
تنهد/الشوق عندي ماهو شعور جديد.
ضحكت وحاولت ان تسيطر على ضحكتها بسرعه/انت متصل تضيّع وقتي وانا ماني فاضيه طالعه مشوار.
تسائل ببرود/مع من؟!
إلتفتت إلى نوره التي تقف هناك تحاسب/مع اللي الحب...يلا عاد سلام أدهم مضطره اسكر، اوكي؟! باي
اغلقت الهاتف و هي تخرج بصحبة نوره التي انشغلت بحسابها و بحمل اكياسها ثم لحقت بها/الشموس وقفي يا بنت
رن هاتفها مجدداً لترى انه هو لترد بعد ثلاث رنات/هلا
رد غاضباً/ليه تسكرين التلفون بوجهي؟!!
تحدثت وهي تحاول ان تكون لبقه فنوره بجانبها هذه المره/اعتذر،بس مشغوله حيل يا أم رواد نتكلم اول ما اوصل للبيت..سلام
لاحظتها تغلق الخط و تدسه في حقيبتها/شفيها ام رواد؟! يمكن راكان يبكي
استعجلت بخطاها وهي تخفي ابتسامة كيدها/لا سالفه ثانيه مو راكان...يلا نوري مشينا بس
.
.
،
أبهـــــا...,
لم يصدق انها تتحدث معه هكذا و تستعجل لتغلق الخط بوجهه للمرة الثانيه و تخفي هويته عمن يرافقها ، لماذا تناديه ام رواد؟! بالتأكيد لا تريد من يرافقها ان يعرف من هو!!
نجحت في بعثرته، حتى ركل الطاوله الصغيره في غرفته الفندقيه لآخر الغرفه،سيجن جنونه....
تلقى إتصالاً من سيف رد بعدما اخذ نفساً عميقاً ليستعيد نفسه/هلا سيف!
على الطرف الآخر/هلابك دكتور..اتصلت بك امس و بالليل ما رديت
أدهم/كنت مشغول ، وش عندك سيف فيه مشكله؟!
على الطرف الاخر/لا طال عمرك بس ام راكان ما طلعت للآن من المؤسسه...طلعوا كل الموظفين الا هي..سيارتها و سايقها ينتظر و توه مشى وما اخذها..!! وقلت اكلمك لان خفت من تأخرها و ما اقدر ادخل
تنهد بغضب،تلك الماكره خرجت، نجحت بالهروب من المراقبه../اوكي سيف ماعليه هي راحت البيت تقدر تروح انت
ارتاح سيف ليتحدث عما حدث/امس كنت بكلمك اعلمك شصار،،بس
استنطقه/شصار بعد يا سيف؟! قول
قرر ان يقول/امس تعرض لسيارتها واحد حاول يتحرش ولحقته و لاحظت سياره تلاحقه غيري و بعد توقف نزلت لهم لقيت الرجال ضرب المتحرش و أدبه تأديب..طلع الرجال الشهم فيصل الراشد
اشتد غضبه/وشو؟!!
سيف/هذا اللي صار طال عمرك فيصل سوا معه الواجب..
لم يستطيع ان يحتمل ما يسمعه، فيصل مازال يلاحقه و يخنقه، وما حدث دليل على تتبعه لها /زين يا سيف فيه شيء جديد؟!
سيف/لا طال عمرك.
اغلق الهاتف بعدما انهى المكالمه وهو يتقلب على نار الغيره..كل شيء حوله يغلي و بصدره قلب قابل للإنفحار ...،
فكر ان يرسل لها رساله ولكن لا الرساله لا تكفي..،
جلس على كرسي المساج وهو يحاول ان يهدأ ، لا يدري كيف ستنقضي هذه اليومين حتى يتم نقل قاسي لمستشفى الرياض حيث هم..
هذه المرحله شعوره مرتبك و قلبه غير مرتب و حالته مزريه.. تعرف تماماً كيف ترمم قلبه و لكنها تأبى و تجفى ..حبها كارثي بإمتياز لا يترك خلفه أحد على قيد العقل..!!
.
،
.
خرجت من غرفة نيفادا التي نامت باكراً وهي ترى هنالك باب جناح الشموس بندم، لا تقصد ما قالته كانت في لحظه غريبه ..
لم تكن تميز ، لم تفوتها نظرات عمتها لولوه طوال النهار بعكس الشموس التي تتحاشاها منذ عودتها من التسوق..
حسناً الشموس كانت تبالغ في ردة فعلها،
وهي لم ترتكب خطأً..
تركت مكانها الذي تقف به لتذهب لغرفتها..،
.
،
.
على بعد مسافة قليله من أبها ، هنالك في النماص..،
وصلت منذ يومين لمنزل زوجها الذي يطل من فوق المرتفعات الخضراء و يطل على مدرجات زراعيه ساحره .. سيقيمون الليله حفلاً صغيراً عائلياً قبل العوده للرياض..،
كان الجو جميلاً و يميل للبروده..
علمت ان اخوات زوجها سيجتمعون و حتى بنات اخواته المتزوجات و غيرهن ، الجميع سيكون هنا..تعرف ان اخته الكبرى زوجة الدبلوماسي و ابنائها لم يحضروا الزواج في الرياض لتواجدهم خارج المملكه حينها.. متخوفه من لقاءهم بمفردها..فقط ارتباك لا اكثر..
دخل وهو يستعجلها للخروج/هند وينك للحين خواتي بيجون هاللحين
استدارت إليه مبتسمه/كذا حلو؟!
ابتسم وهو يحرك نظارته/شهادتي مجروحه ، انا اشوفك حلوه بكل حالاتك.
اتسعت ابتسامتها وهي تقترب منه لتخرج معه/تدري شلون؟!
حرك رأسه بالنفي/لا
توقفت أمامه بحيره/الحياه صعبه شوي مع المدح الدايم
استغرب/افا ليه ؟! تبيني أسب؟!
احابته ببساطه/أخاف بعد عزلتي معك اطلع للناس و انصدم ..عودتني اسمع كلام حلو ومدح..
نزع نظارته الطبيه ليضعها بجيبه و يمسك خصرها ثم يسحبه/هذا أسمه دلال ..حتى تذمرك هذا فيه نوع من الدلع ..
لاحظته يلتصق لترد بدلعها/يحق لي.
لا يمكن التعامل مع من تتقن الحديث سوى بإخراسها بقبله ..اقترب من شفتيها حتى سمع..،
شهقه صغيره من خلفهم ...ليتركان بعض وهما يلتفتان بخوف !!!
طفل صغير و آخرى كبيره نوعاً ما تقف معه/خالي كلنا جينا امي تسأل عليك
شعر انه في ورطه من نظراتهما بالأخص البنت فهي في الصف الخامس وليست صغيره/اوكي غيداء اخذي يزن و انزلي يا ماما ..
نظرت لهما بتساؤل و خرجت..،
احمرت هي خجلاً و بردت يديها/ياووويلي فضيحه قدام الصغار يا عبدالرحمن
يعرف انهم فضوليون ولكن لم يتوقع ان يدخلون غرفته/ماعليه بينسون بعدين ماسوينا شيء..كنت ناوي وبس ما امداني
وضعت اناملها على جبينها دليل توتر/ينسوون البنت مو صغيره احس ماني قادره اطلع، انت ماشفت نظراتها؟!!
ابتسم بخبث وهو يخرج/يلا بس انا نازل الحقيني لا تتأخرين
لم تظل مكانها لحقت به وهي تمسك بيده/بنزل معك ماحب ادخل عالناس لحالي
.
تحت،
امسكت مشاعل بطفلها/ليه راايح غرفة خالك يالملقوف عيييب!!
معن بخوف/غيداء هي اللي قالت تعال معي فوق
رفعت عينيها لغيداء/ليه يا غيداء؟! هذا وانتي الكبيره تكذبين!!! منال تصرفي مع بنتك
اشارت لها/بعدين بوريها شغلها، غيداء روحي نادي زارين و ريما من البلكونه.
في هذه اللحظات نزلا وهما يبتسمان، ليرحب عبدالرحمن/يا هلا و مرحباا بخواتي نورتوا بيتكم
،
.
،
في الشُرفه المطله على المنحدر الجبلي ، تحدثت ابنة خالتها بحماس/ريما كيف عرفتيه؟!
ضحكت بسخريه/هذا شغلي زارين، و اسمعي بعد رئيس مجموعة الشموس
حاولت تذكر الإسم/لا ماهو شغلك و ماخبرك راعية سوالف بطّاله، لكن احس مو غريب علي هالإسم
ابتسمت بخبث/طبيعي تكونين قد سمعتي به، هذا أدهم المناع سبق و زارنا في لندن ابوي كان صديق مقرب لراكان الله يرحمه ، انا من شفته بالمطار ماتوقعت انه معي بالطياره رايحين للجنوب، بس القدر خلاني اشوفه جنبي و بالسياحيه بعد!
استغربت/يمممه منك، متأكده ماخططتي لهالشيء؟
تصنعت البراءه/حرام عليك، معاد إلا هي اتتبع رجال، اوكي صحيح هو معجبني، بس مو لدرجة اخطط اجلس جنبه ما يمديها أبداً يا زارا.
حاولت تذكيرها هي تعرف من هي ريما/ريما احذرك من تهورك ترى انتي بالسعوديه و لو عرف خالي عبدالرحمن عن سوالف سنابك و الهبل اللي تقولينه فيه، بينحرك و بيعلقك على مدخل النماص عبره، ادري انك جايه بالسعوديه من اسبوع و حاضره ايفنتات و قلتي يلا ازور خالي ابارك له ,
رفعت حاجبها بعدم رضا/نعمم!! انا ريما الحازم بنت سعادة الدبلوماسي السعودي سالم الحازم ما يقالي هالكلام.
ابتسمت بسخريه/يا بنتي حصانة ابوك ما راح تنفعك انتبهي، ترى سمعتك مو لعبه..
حركت شعرها بدلع و إبتسامة واثقه/شوفي زارين انا ماني عايشه هنا ولولا حبيبي خالي دحوم ماتعنيت للجنوب يعني حدني الرياض وبس، لذلك ماني مهتمه باللي ينقال عني هنا..
حركت كتفيها بمسايره/اي هيّن لو ما يهمونك ما هجرتي مناسباتهم، خاايفه من مواجهة ناسك، بس انتبهي نهايتك على يد دحوم خالك، خصوصاً انك ماحضرتي زواجه وتشره عليك وااجد،احمدي ربك انه مو راعي سناب و لا سوشال ميديا.
لتتذكر ما حدث في زواج خالها، و زوجة صالح اب هند و ضيوفها/ايييه تذكررررت هاللحين عرفت وين سمعت بالشموس و عايلة المناع،، تدرين ان زوجة أدهم تصير بنت اخو زوجة ابو هند صالح و اذكر اني سمعت ان معها ولد منه، لكن ماشفته.
اتسهت عينيها/الشموس المناع! بنت راكان المناع ماغيره؟!
لم تفهمها/ايوه ،ليه التأكيد بالسؤال يعني؟!
بإصرار عضّت طرف شفتيها وهي ترى طرف الخيط الواضح/لا بس لازم نتعرف وكذا،خصوصاً ان ابوي وابوها كانوا اصحاب يعني
زارين تفهمها جيداً/ريما ما انصحك تحتكين بالشموس واضح انها شخصيه من صمتها وابتساماتها المحسوبه و نظراتها الدقيقه، هي بزنز وومن مو راعية سوالف ضحى او سناب شات مثلك.
إبتسمت و هي تحدق بتحدي/انتي تحذريني منها يا زارا؟!!
زارين بجديه/اي نعم ماراح يحصل لك طيب، فلا تحتكين ببنت الشيوخ قبل لا تقولين ليتني سمعت كلام زارين.
حاولت تشتيت الموضوع/عموماً انا ماراح اسوي شيء حالياً جايه استمتع لأيام مع خالي وعروسه و اجدد جوازي وهويّتي و راجعه لندن بعدها.
هزت رأسها بفقدان أمل/اجل الله يعينك يا هند بنت صالح.
ضحكت وهي تعبث بهاتفها، حتى ناداهم من بعيد/يا بنااات وينكم
قررت تركها/برووح لخالي هاللحين امي معصبه طولنا جالسين هنا
لحقت بها بعد لحظات و هي تتبسم له يجلس و بجانبه زوجته الخجول/خااالووو حبيبي
وقف ليسلم عليها ماداً يديه كما عودته،عانقتها بحراره/اشتقت لك حبيبي
رأت كيف ترتدي هذه البنت التي يسميها ابنة اخته لا تصدق، هي الوحيده التي تلبس هكذا، فستان ابيض عاري الاكمام و فوق الركبه و ان كانت ترتدي مايغطي فخذها و سيقانها إلا انه شفااف جداً !!!
تحدث عبدالرحمن و هو يشد شعرها بلطف/علميييني ليه ماحضرتي زواجي مع امك و اخوانك؟! هااه
تصنعت الألم ثم قبلته على خده/ااي خالي كان عندي فاينل و برزنتيشن مهم، بس هذا انا جيتك بدونهم و بقعد عندك فتره !!
شد على يدها وهو يشير لمن تجلس بجانبه/اووكي دام اختبار بنمشيها هذي هند زوجتي اللي كلمتك عنها، هنود هذي ريما بنت اختي هاجر..زوجها دبلوماسي هاك و ساكنين ببريطانيا
إلتفتت إليها لتبتسم وهي تسلم/هاي هند، مبروك
سلمت و ردت ببرود/هاي ريما، الله يبارك فيك.
ابتسمت لها ريما وهي ترى مواصفات خالها التي اخبرها عنها تشتعل في عينيها، تبدو حقاً حادة الطباع من نظرة عينيها الشرسه!،
،
.
،
المستشفى؛
سكب له فنجان قهوه وهو يبتسم/هاه مستعد للسفر الليله
رد بسعاده، وهو يلتقط الفنجان/اكثر مما تتصور،
ابتسم بسعاده و راحه وهو يراه بمعنويه عاليه جعلته هو يتخطى ما أصاب قلبه عليه في غيابه/في ذمتي انك كفو يا قاسي، بس هااه ترى بتروح مستشفى الحرس هناك، لا تفكر فيها
ابتسم بإصرار/وش خلاني استعجل الروحه إلا هي و الله ما ارتاح فالرياض الا بشوفتها يا أدهم شفتهم كلهم إلا هي.
تصنع الغضب/لا تتكلم عن بنت عمي كذا قدامي!!
بنفس إصراره/أم عيالي، انت مالك دخل.
ضحك قليلاً ليصمت وهو يتذكر ما يود قوله منذ شهور طويله مضت، بات الآن الوضع ملائماً ليعترف/تصدق يا قاسي، و الله انه اسعد خبر في حياتي يوم دريت ان بيجي لك ولد و اللي زاد هالسعاده انهم جوا تووم بنت وولد و انت رجعت لنا مرفوع الراس و مليتنا فخر .
عاد ليبتسم من حديثه/يا طيب حظي يوم انك انت اخوي.
.
،
تلقى إتصالها وهو يخرج من عمله، سيمر المستشفى ليرى أطفال أخته كما وعدها،
رد وهو يقود سيارته/الو
على الطرف الآخر/هاي بيبي
استغرب رقمها الجديد/هاي أولينا،
بنبرة عتاب/نايف انا مش كويسه.تعال الهوتيل ناااو
ابتسم /أما عاد ناو، انا رايح الهوسبيتل علشان البيبي تبين تجين تشوفين معي و منها اغديك بعد هاه ؟!
بصوت حماسها/اوكي .. ويتينغ يو
،
.
،
انتهت من ترتيب غرفته لتشعل شموع عطريه جديده وتأخذ المبخر معها بعدما أصبحت الغرفه تعج بريح العود، لتحمل نفسها و تخرج بهدوء قبل ان يعود للغداء..،
وقفت عند المصعد،
فُتح لترى الشموس تغمض عينيها و تتكىء واقفه/الشموس فيك شيء؟!
فتحت عينيها الكسوله وهي تتبسم بتعب/لا، بس كسلانه حيل و ابي بنام، سلام
راقبتها حتى ذهبت لتدخل المصعد بدورها لتنزل تجهز غداء نايف بنفسها..،
،
.
،
خرجت من حمامها تلتف بروب إستحمامها، ثم جلست على الصوفا و هي تمد ساقيها و تسترخي مكانها، تحاول تنظيم تنفسها المضطرب منذ عدة أيام.. لتتذكر جملته التي لا يزال صداها يتردد في قلبها "الشوق عندي ماهو شعور جديد"
و الشوق عندي يا صاحبي أيضاً ليس بجديد ولكنه صار يكبر و يتمدد داخلي حتى ضقت به ذرعاً!
الروح تخون و القلب يتواطىء مع ذكرياتك ، مازلت أُصارع جوارحي حتى لا تخون هي الأخرى فهي آخر ما سأتحصن به دون الإذعان للإهانه و الهزيمة مرةً أخرى..
رن هاتفها وقد غفت عينيها لتفزع و تترك اريكتها و تذهب لسريرها حيث حقيبتها التي يرن هاتفها داخلها، اخذت هاتفها لتستلقي و هي ترد بكسل على إتصاله/ألوه
على الطرف الآخر/غريبه شكلك نايمه منتي بالعمل هالوقت؟!
تنهدت بدون قصد وهي تلتف للجهة اليمنى و تتغطى بالدفء/حسيت بتعب و رجعت انام، تبي شيء؟!
ضحك ساخراً/لا ما اصدق ، تتعبين زينا؟!
تحدثت بنبره متخمه بالكسل/أدهم بنام و الله ماني رايقه لتريقتك
تحدث اخيراً بجديّه و تلميح/شكل مشوارك البارح كان مرهق و مانمتي زين
ابتسمت وهي ترمش بكسل و كأنها تنظر لعينيه/الظاهر أنت اللي مانمت زين و جالس تفكر بمشواري.
ضحك قليلاً ثم نطق بجديته/انتي حكمتي على نفسك بالنهايه يام راكان، بعدما سكرتي الخط بوجهي امس.
بنفس هدوءها/يالله ،نهايتي مرتبطه بتقفيلة خط!!.. طيب بنظرك وش نهاية الخاين؟!
نطق بغضب حاول كبته و عجز/من كان معك امس؟!
ردت ببرودها/مو على اساس انك ما تسأل سيف عن مشاويري!! اشوفك انجنيت امس لاني طلعت مع موظفتي و تركته ينتظر برا..هاللحين توضح لي كل شيء، انت ما تخاف علي ، انت فقط ماتثق بي!!
هدأ هنا وهو يحاول السيطره على مشاعر غضبه وغيرته/ما قصدت هالشيء..أنا
نطقت بتعب حقيقي إتضح بنبرة صوتها/أنا تعبانه وربي تعبانه يا أدهم، اتركني أنام .
صمت قليلاً ليرد بعدها/طيب نامي وارتاحي، الليله راجع بـ قاسي ولنا لقاء طويل.
قاطعته بنبره ليست من عادتها/لا طويل ولا قصير، يرحم أمك الغاليه يا أدهم تتركني و تتجاهلني، خلاص صار اللي صار إذا اوجعتك اسفه و إذا اوجعتني مسموح.. و انتهينا..انا راضيه بس فكني طلبتك معاد فيني حيل.
سمع تعثر نبرتها، لا يُصدق هل تبكي تلك المتعجرفه؟!، ذلك يؤكد أنها ليست بخير، حاول ان ينهي المكالمه عليه ان ينهي الإجراءات باكراً لسفر قاسي/طيب يام راكان نلتقي على خير ان شاء الله..سلام،
لم تصدق انه أغلق الخط بهدوء أخيراً، مسحت دموعها التي تبلل خدها لتغلق الهاتف نهائياً و تضعه على الطاوله الجانبيه لسريرها بتعب لامت نفسها على هذا الضعف الغبي الذي لم تشعر به إلا بعد مكالمته، تباً له كم يرهقها هذا القلب، حاولت ان تتجاوز عثرتها بالكلام معه ثم عادت لتنام،
جسدها يضعف منذ اسبوع كانت تقاوم الإنهيار و كل شيء فيها يدعوها لنومة طويله و بما أن راكان مع جوري وعمتها لولوه فلا خوف عليه..،
.
،
.
دخلا قسم المواليد بعدما أخذ كل منهما اسوارة دخول فهي دخلت بصفتها خاله للأطفال. بمباركة نايف الذي طلبهم ان تدخل واخبرهم بذلك...
وقفت بين السريرين مبتسمه كل منهما يرتدي زياً معقماً.. تأملتهما كثيراً و عينيها تلتمع لهفه..،
ابتسم نايف لابتسامة الطفل النائم/نايمين و لا على بالهم عيال اختي.
طلبت من الممرضه ان تحمل الطفل لتحمله برفق و تضعه،يبدو خفيفاً و ناعماً جداً..
نايف/اعجبك الوضع هاه؟!
ابتسمت له/سوو كيوووت
ضحك وهو يقترب و يأخذه منها ليحاول إلتقاط ملامح اخته فيه، كان يريد تصويرهم لها ولكن ذلك ممنوع..
،
.
،
انتظرت أمام قهوتها ساعتين حتى بردت و نادت الخادمه لتأخذها، صالح ينشغل كثيراً هذه اليومين و تركي يذهب للجامعه يتابع دراسته مع عمله..،البنات أصبحوا مع ازواجهن و فرغ البيت من الدفء الذي كان يُضفيه وجود المؤنسات هند وشهد..،
شعرت بالركل داخل بطنها لتبتسم و هي تداعبه كم تشتاق لرؤيته..و كأنها تجرب هذا الشعور لأول مره..!
لحظات لتسمع صوت الباب يُطرق..، ابتسمت فأحدهم سيأتي الآن و سيملأ فراغها..
إتجهت للباب وهي تنوي فتحه فتذكرت ان تركي و صالح كلاهما يحملان نسخ من مفاتيح المنزل..و الوقت ليس وقت زيارة الجارات...!!
وقفت تسأل وهي تمنع خادمتها من فتح الباب..، اتجهت للباب سائله/من؟!
لم يرد ..!
خافت وهي تكرر سؤالها/من؟!
من خلف الباب نطق بصوته الجهوري الذي لطالما أرعبها/ابو تركي يام تركي..
بالكاد إستطاعت ان تبتلع ريقها، لم تستطيع الرد وهي تبتعد قليلاً عن الباب لا شعورياً..
ناداها مجدداً/وش فيك سكتي يا هند؟! منتي مرحبه بأبو عيالك، السلام لله طيب!
نطقت أخيراً وهي تشعر ان قدومه لن يمر بخير هكذا/اظن معاد بيننا سلام يا حسين، اطلع برا و قاني مره لا تجي البيوت و انت عارف محد من الرجال فيها ، عيب عيلك
نطق غاضباً/جيت اشوف بنتي و ولدي اللي كرهتيهم في، ولا واحد شفته من تركوا البيت!! اتقي الله يا مره
نزلت دمعتها مختلطه ببإبتسامة قهر مازال يتهمها بتقصيره!،ليؤكد ان فراقه كان رحمة من الله/من قدّم السبت لقى الأحد يا حسين ، لو انك اب مثل بقية الأباء ما هجروك عيالك لكنك ما بريتهم من الأساس و ما ساعدتهم في برك وهم تحت جناحك و يطلبون رضاك، فلا تطالب بحق انت ماقمت فيه ابداً..
صرخ/والله و طلع لك لسان يا بنت عبدالعزيز!!
لم يشعر إلا بيدٍ تهبط على كتفه و تديره بقوه/أنت وش جاي تدور عند أمي ؟!!
ابتسم بخبث وهو يرى إبنه بثوب و شماغ و يبدو أطول بكثير من السابق و بشاربين طويلين /ما شاء الله صرت رجال يا تركي!!
كم يرهقه أن يقف بوجه أبيه ولكن هذا الأب حرمه حتى من التعاطف معه/اقصر الشر يبه وأطلع ، كبرنا معاد لك عند أمي طلابه.
زم شفتيه بغضب/وين اختك؟!
ابتسم بسخريه/انت تدري انها صارت زوجة نايف المناع و تدل بيته، فيك خير روح وواجه الرجال ماهو تجي لبيوت الناس و تهاجم حريمهم
مد يديه ليشده من ياقة ثوبه و ينفضه بقوه/انت زودتها بالحيل يا ولد هند.
صرخ غاضباً/تتعدى على حرمة أمي وهي بذمة رجال و تبيني اسكت ماني رخمه مثل عمامي.
اسقطه أرضاً لينهال عليه بالضرب بعقاله/أنا بأدبك يا ولد هند،
سمعت صوت الضرب ولم تستطيع ان تصبر اكثر لتأخذ شالها المعلق و تخرج مسرعه وهي تصرخ به/حسيييين،بسس
توقف وهو يراها تخرج له، لم يصدق وهو يراها بعد كل ذلك البعد، كانت ذات عينين جميله و ازدادت رونقاً بالكحل الذي يبرز جمالها، و صوتها الناعم ثابت لا يرتجف كالسابق ..كان واضحاً بروز بطنها!! هل هي حامل حقاً، لم يصدق..!!
تحدثت بصوت قوي و ثابت/اسمع يا حسين علم ياصلك و يتعداك و الله ان جيت هنا ثاني مره و الا مديت يدك على ولدي ما يردني عنك إلا الشرطه و المحاكم يا قليل المروه.
قويه ليست تلك الضعيفه التي كان يعرفها/أنتي حامل؟!
بلا شعور وضعت اناملها على بطنها، خوفاً من نظراته..
توقف تركي أمامها وهو يتناسى ألآم ضرب العقال على جسده/احشم نفسك عن مد النظر يا حسين وتوكل على الله.
تنهد وهو يرى انها تبتعد و تزداد فتنه و النار في جوفه تزداد لهيباً، كم كانت فاتنه،و لكنه باتت أكثر من ذلك، و كأن حرمانه منها هو العذاب الذي لا خلاص منه.. يالله أحملت من رجل آخر غيره !
هل لمسها غيره و ذاق لذة عناقها؟! لم يصدق ..!
شعر بشيء داخله يتهاوى، شيء يتهشم و يفقد حيويته..،
قرر التراجع وهو يصد و يبتعد فالدمعة التي يخشاها قد لطمت عينه و ذرفت غبينه..،
ركب سيارته وانطلق مسرعاً..
،
،
عرفت ما داهمه و تفهم ما قلبه رأساً على عقب، مسحت على بطنها بسعاده لم تعرف ان حملها سيكسره، كم حاول مراراً كسرها طوال سنوات ..
تجاهلت التفكير اللحظي به فهو لم يعد موجوداً في عالمها و لا بتفكيرها أصلاً، لتلتف لإبنها الذي بات رجلاً حقيقياً يدافع عنها /شلونك يمه يوجعك شيء
ابتسم وهو يصلب طوله/لا يمه بس لا يكون ابوي أذاك و الا قط عليك كلام ماله داعي.
ابتسمت له وهي تقترب منه و تداعب ذقنه بأناملها كم هي فخوره به/لا يمه ما قال شيء..انت جيت علطول..بس
خاف/بس وشو يمه.
اقتربت من وجهه لتطبع قبلتها على خده/هذا أبوك مثلما أنا أمك، احترامك له واجب ما احد يقدر يسلبه منه، الرجوله تكتمل اذا بر الولد في والديه ، مهما كانوا، انسى اللي صار بيننا و اعدل معه، و مصيره بيلين معك.
نزلت دموعه وهو يسمع حديثها الجميل ليعانقها بصمت، هي النبع البارد الذي يروي حرارة ظمأه حينما تقسو عليه الحياة..
.
،
.
خرجت من غرفتها وهي ترى ليال تداعب راكان الذي يجلس في حضنها و يلعب بلعبته التي تصدر أصوات موسيقيه طفوليه،
قبلته و حضنته بقوه/حبيب خاالته ركووني يلا نوم؟! اليوم مانمت
هز رأسه بالنفي وهو يستمر بلعبته المزعجه حتى اغلقت الموسيقى/هاللحين بتعرف ترتاح وتنام
جلست في الطرف الاخير من الأريكه المقابله/ايه ازعجك مثلما ازعجتك امه هذيك الليله يا راعية السهر
رفعت ناظريها لعمتها بهدوء/عمتي رفيقتي رشا بتجي بعد شوي ماله داعي هالكلام، لو سمحتي
رفعت حاجبها/ماله داعي!!! ، ماقول غير يا حسرتك يالشموس
لم ترد لتنادي الخادمه بعدما رن الجرس/جووووري تعالي افتحي الباب و اخذي راكان.
وقفت لولوه وهي تتجه لراكان و تحمله/انا اللي باخذه و بفكك منه، لكن تأكدي انه ما راح يمر اللي صار على خير حتى لو سكتت الشموس انا ما راح اسكت.
لم تخاف من تهديدها لم تصدق أنها ستفعل ما يضرها ثم ان وليد زوجها و لا يحق لأحد ان يعترض..
وقفت وهي تسمع خطوات رشا قادمه مع الخادمه لتبتسم لحضورها الذي انتظرته اليوم/هلااا برشا نوورتي الحي كله.
اتسعت ابتسامتها وهي تسلم عليها/هلابك حبيبتي،ما شاء الله بعيد بيتكم مابغيت أوصله!!
ضحكت وهي تلتقط طفلها منها/بس علشانك اول مره تجينه، تعالي حياك تفضلي المجلس الداخلي احسن
صاحبتها وهي ترى تفاصيل المكان حولها/ما شاء الله يا ليال، وش خلاك تتركين هالعالم و تاخذين اخوي يا الخبله
ضحكت وهي تلتفت إليها/رشاا لا تقللين من قيمة حبيبي قدامي ترى اطردك والله
ضحكت بدورها/و الله تسوينها انا من شفت السيكيورتي واقفين عند الباب عرفت ان الوضع هنا مو سهل،
اتسعت إبتسامتها لتداعبها بالحديث/لا بالله الوضع ماهو سهل هنا اللي يزعلني انسفه باتصال واحد، يعني انتبهي لنفسك
رفعت حاجبها/لا والله ترى للحين بالبر و مابعد تزوجتي اخوي، لا تخليني استغل هالفرصه و اختلي به في ألمانيا و ألعب بحياتكم لعب
ابتسمت بسخريه وهما يدخلان المجلس/اقوول يا رشا تعالي اضيفك قبل العب بولدك هاللي نايم من بدايتها و اوريك كيف ألعب بقلبك بين يدي
مثلت الصدمه/لااا عااد كلللش ولا ولدي يالمجرمه..
ضحكت وهي تتركه ينام على طرف الأريكة و تجلس وهي تتبسم لها/يازينك يا رشا والله من زماان عن سعة الصدر..
.
،
.
دخل بسيارته بهو ساحة المنزل لينزل وهو يحمل هم زواجه بعد غداً لا يعرف كيف سيكون هذا الإرتباط الذي فرضته الظروف بمن لم يفكر بها يوماً،
جلس في مكان اجتماع العائله لا احد هنا سوى القهوه و طبق تمر سكري و آخر كليجا..، اخذ فنجاناً ليسكب لنفسه و كسب دقيقة راحة لنفسه..،
سمع خطوات احدهم يدخل ليلتفت و يراها/هلا يمه
بإبتسامتها/هلا حبيبي، اخيراً شفتك، من ثلاث ايام ماترجع الا و الكل نايم!!
ابتسم مسايرةً/اشغال يمه إلا وين عبود؟!
بسعادتها/اخذوه عمانه عبدالوهاب و كسار يقولون بيحلقون شعره و بيضبطونه و بيطلعون ثيابهم اللي خلصت من الخياط
فرح بعودة اخوته اخيراً/الحمدلله اللي انتهت دراستهم و افتكيت من هم غيابهم.
سكتت قليلاً وهي تنظر لصمته/ما رحت تشوف جناحك بعدما خلص قول لنا رايك يمكن ما يعجبك ترتيب و شغل جوزاء
ابتسم/ما يحتاج اشوفه بعد جوزاء، اكيد بيعجبني ، المهم يعجب سلطانه.
فرحت بأنه ذكر إسمها أخيراً /لا تخاف بيعجب سلطانه، جوزاء اخذت رأيها بكل شيء دامك رفضت تتدخل..،
صمت محاولاً لمره تذكر ملامح سلطانه التي رآها تلك الليله حينما اسعفها، تبدو صورةً ضبابيه لأنثى خجول باكيه..
بعد يومين ستدخل تلك الأنثى حياته..، شعور غريب ينتابه،.. إلى متى سيتحمل تبعات أعمال أخيه..قلبه لم يرتاح حتى الآن و الخوف يزداد مع اقتراب زواجه من أرملة أخيه المجهولة تماماً بالنسبة له..!
.
ليلاً ..،
وقفت تمشي في غرفتها براحه وهي تضع يديها اسفل بطنها، تريد ان تتجاوز هذه المرحله بسرعه، يجب ان يطيب جرح العمليه لتزور أطفالها بإستمرار،
سمعت من عمتها لولوه ان أدهم قادم غداً ومعه قاسي، لا تستطيع الإنتظار حتى الغد الله وحده يعلم كم إشتاقت، لن تصدق حتى تراه بعينيها سالماً معافا..
لحظات ليُفتح الباب و تدخل اختها مبتسمه/سهرانه نيفو؟!
ابتسمت و هي تخطو خطواتها ناحية السرير/شوفت عينك، ماني قادره ارتاح وعيالي بعيد.
اقتربت منها وهي تساعدها حتى جلست على السرير/تطمني على عيالك، فكري ببكرا الحبيب راجع وش شعورك؟!
ابتسمت وعينيها تلتمع/أحس قلبي بيطير من مكانه،هالفتره احس بضياع و تشتت، اولادي و زوجي ..و أنا..ما طلعت من المستشفى إلا علشان خاطر خالتي أم رواد حاسه اني تعبتها معي كثير.
مسحت دمعاتها التي سقطت بلا انتباه منها، حديث نيفادا عن الشعور بالآخر كان عميقٌ جداً/يا حلوو هالأم الصغيره يا نااس، و لا يهمك بكرا اذا جاء قاسي روحي معه لعيالكم و اجلسوا هناك ان بغيتوا.
صمتت وهي تفكر بتلك اللحظه الجميله التي ستجمعها به و بأطفالها في منزلهم الجميل، لكنها تذكرت أنها لم ترى الشموس اليوم!/غريبه من الشموس ماجتني اليوم، من من عوايدها و الله!!
حتى هي إستغربت ذلك/من جدك؟!
باستغراب/اي والله ماشفتها، حتى يوم دخلتي توقعتك الشموس!
سكتت ليال وهي تفكر بما يمكن ان يشغل الشموس عن القيام بواجبها!!!..،
،
.
،
تباطئت عودته، فهو لم يتغدا و لم يتعشى في المنزل ولم يتصل!
حسناً اتفقت معه ان لا تهتم به و لا يهتم بها ولكن كان ذلك إدعاءاً و مسايره فقط.
انتهت من لبس نومها و نزعت كل شيء من شعرها و اسدلته على ظهرها على طبيعته، اتفقت مع نيفادا ان تنام عندها الليله ..
خرجت من غرفتها لتراه يصل للتو و شماغه على كتفه/اوه كنت اظنك رجعت من بدري ونمت!
ابتسم وهو يرى روب نومها القصير/يعني ما انتظرتيني و لا راح تسأليني ليه تأخرت؟!
حركت رأسها بالنفي/ليه أسأل؟!
تنفس براحه وهو يحبذ الحديث معها بأي شيء/يعني قلت يمكن تفكرين انو زوجي و كذا، سوالف المتزوجات يعني
ابتسمت بخبث/اصابع يدك ماهي سوى، يعني لو فعلاً متزوجتك ما راح احقق معك.. الحياه احلى من كذا وفيها حاجات أرقى من جدالات عقيمه
سأل بفضول وهو يشعر بالجاذبيه لأسلوب حديثها الشيّق/وش هالحاجات الأرقى عندك يعني؟!
رفعت ناظريّها له بإستفهام مغناج/عاادي اقولها؟!
رفع حاجبه وهو يُصر عليها/اي عادي قوليها، اظن اتفقنا مابيننا حواجز و تكلمنا عن كل شيء..
ابتسمت بلمعة عين، وهي تقترب منه حتى كادت تلتصق، أحبت جموده وعدم حركته فقد ادهشته لتهمس/لا تتأخر علي ثاني مره..
ابتلع ريق الرغبه و شعر بحراره تسري بجسده،بعدما إلتصقت و رفعت قدميها ثم عانقته لتهمس بعدما طبعت قبلتها المطوله على عنقه/اشتقت لك..
إزداد لهيبه وخوفه معاً فهي تشدّه في عناق جعل الحرارة تسري في عروقه، ما جعله يمد يديه و يبادلها العناق بقوه لم تتوقعها هي لتهمس/حبيت ردة فعلك...
تذكر نفسه ليتوقف عن عناقها فجأه و يبعدها عنه هذه اللحظه و الخطوه التي يخاف منها، و يظن انه يعجز عن تجاوزها..!!
لاحظته ينسحب و يتركها ليدخل غرفته بتهرب و يغلق الباب، لتبتسم وهي تضع يدها على صدرها المضطرب، كانت المرة الأولى التي تتجرأ و تعانق فيها رجلاً..
فرحت من داخلها وهي تخطي هذه الخطوه المهمه، يبدو واضحاً أنه يميل لها و يهتم بها و إلا لماذا يُصر على الحديث معها؟!
حسناً ليست مستعجله مازال الوقت باكراً على النتيجه المرجوه، مادامت معه ليست مكترثه كثيراً بالوقت الذي يمضي..،
.
،
.
هدوء الغرفه يصاحبه صوت انفاسها المتقطعه و البطيئه..!
منذ الصباح تنام في سريرها و ترفض اي طلب خروج للأكل او للقهوه، طلبت من جوري ان تساعد عمتها لولوه في العنايه براكان..، ثم خلدت للنوم..
صوت طرقات باب خفيفه..تبعها فتح له،
دخلت ليال و هي تهمس مناديه لها/الشموس!
لم ترد تلك..، دخلت متوجسه وهي تشعر ببرودة الغرفه حد التجمد..،إتجهت لسريرها المحاط بإضاءه خافته لفت إنتباهها علبة مسكن بجانب علبة ماء فارغه وكوب ماء..!
اقتربت منها وهي تزيد في الإضاءه وتناديها بعدما لاحظت إحمرار خديّها/الشموس
لمست جبينها و خديّها لتجدها ساخنه جداً..حزنت لرؤيتها تعتزل في مرضها و لم تخبر أحداً، يالله ماذا لو لم تدخل و تتفقدها!!
وقفت وهي تتجه لأدراج الصيدليه الخاصه بـ راكان هنالك كمادات و مقياس حراره و كل شيء قد وفرته الشموس لحالات راكان الطارئه..
بدأت بعمل كمادات و زيادة جرعات الخافض..فعلت كذلك وهي تسمع هذيانها الغير مفهوم..،
رن هاتفها بجانبها لترى اسم أدهم، لم تحبذ التدخل و الرد ..،
اغلق الخط لتتفاجىء بعدد مكالمات أدهم!!!
إتصل مجدداً لترد وهي قلقه/الوه..،
على الطرف الآخر بقلق/من معي؟! ليال؟
ليال/اي أنا معليه تلقفت ورديت على جوال اختي بس مضطره
خاف/ليه عسى ما شر وش فيها الشموس؟!ليه ماترد طول النهار والليل؟!!
تنهدت/والله مادري وش اقولك اختي من الصبح رجعت بدري و ماطلعت من غرفتها طلعت محمومه مادرينا وهي مستحيل تشكي لأحد,, انا عندها حالياً و ان شاء الله تتحسن
بقلق/وديها المستوصف يا ليال انا بتصل بالسايق يجهز السياره
بابتسامه/لا تشيل هم أدهم انا بجلس عندها و اذا مانزلت حرارتها لو درجه بوديها المستشفى
مازال قلقاً/ليال تكفين طمنيني طلبتك ،اذا فيها شيء غير الحراره لا تخبين علي
قاطعته وهي تبتسم للهفته/والله مافيه شيء غير الحراره، عموماً بتجي بكرا و بتلقاها طيبه ان شاء الله
برجاء/يا رب ، يلا انتبهي لها و بتصل كل شوي اتطمن ماظن اقدر انام بزعجك بس تحمليني..سلام
ودعته بابتسامه /سلام
إلتفتت لأختها وهي تغير كماداتها وتبتسم لها/ماصدق ان اللي متصل أدهم، لهفته عليك خلتني اشك مادري أنتي أمه اللي يخاف يفقدها و الا زوجته اللي مطلعه عينه
صمتت وهي تسمع أنين خفيف يصدر من اقاصي صدر اختها الكتوم..،
كم هي جباره و قاسيه على الكل و لكنها على النقيض من ذلك تحبهم و تخاف عليهم، جانب القسوه و التشدد يطغى على تعاملها مع الغير رغم رِقّة داخلها ..!!
تذكرت حديثها القاسي و إتهامها لها بالفشل بعلاقتها مع أدهم، كم كانت وقحه و ظالمه في نعتها بالفاشله، لا تستحق ذلك، هي تعرفها جيداً
مثاليه تحب أن يتم كل شيء على أصوله،
لا تحب النقص في الأشياء و لا الزياده.
كانت محقه في نعتها بالمتهوره،
"اتفق معك يالشموس قد كنت أسخر ممن يتبعون قلوبهم على غير هدى"
.
،
.
اليوم التالي....،
في طريقه لمنزل أهلها..،
خرج على مسؤليته ليوم واحد على ان يعود لإستكمال علاجه المتبقي..،
إلتفت إلى صاحبه/ماتحس انك تهورت يا ولد؟! الدكتور عصّب من خروجك و المدير باليااله وافق، مادري ليه تغامر وجرحك طري؟!
بإبتسامه تتسع و عينيه تتنقل بين شوارع الرياض التي يراها اليوم أجمل من أي وقت مضى،قد أوفى بوعده لوطنه إما النصر او الشهاده..و لكن ما أعاقه هو بتر ساقه و فقدانها في ميدان الشرف/ماني مرتاح لين أشوف اهلي
رفع حاجبه وهو يبتسم بخبث/بس اهلك زاروك فالجنوب!
إلتفت إليه/صحيح بس باقي أم سلمان
فرح بالتسميه/ونعم بالمسمى و المسمى عليه، طيب و البنت؟!
تنهد/هذي عند أمها.
إكتفى بالإبتسامه وهو يكمل طريقه، تمنى على الله ان يرزقه فرحة قدوم ساره كما رزقه فرحة عودة رفيق عمره و أخاه..
.
،
.
قاربت الشمس من مغيبها وهي تترقب إنخفاض حرارتها التي لا تنزل!
لاحظتها تفتح عينيها و تغلقها ثم تنظر إليها بتساؤل/كم الساعه؟!
اقتربت من السرير وهي تقيس حرارتها بيدها/انتي من امس نايمه، باقي شوي و يأذن المغرب..
كانت ستعود للإستلقاء و لكن شعرت بغثيان لتقفز من سريرها و تهرع للحمام..
رحمتها وهي تسمع صوت أنينها،حتى خرجت وهي تجفف وجهها/اكيد من الجوع، حااولت فيك تاكلين ورافضه!
تنهدت وهي تجلس على طرف سريرها/ليال وش جابك؟
ابتسمت/يختي مهما تهاوشنا نبقى خوات ترى افضل اموت ولا اشوفك تتألمين يالشموس، تبين اجيب لك اكل لو شوربه؟!
بالكاد تفتح عينيها وهي تشعر بضعف جسدها/اطلعي مابي شيء، ابي أنام وبس..وين راكان؟
بحزن/لا تشيليهن هم راكان، الكل منتبه له، اهم شيء انتي، قوومي والله البيت مايسوى بدونك يالشموس.
لم تعد تؤمن بهذه الحقيقه، الجميع استغنى بنفسه و بشريكه عنها، هي تشعر بذلك فهي ليست غبيه، حتى أدهم الذي ظنته عشقها لم يغفر لها، و فضل الهجر على البقاء، لا احد يحتمل ان يعيش معها، شعور لا تعلم لماذا باتت تشعر به و تتضايق منه!!
حتى أيقنت أنها لو إبتعدت لن يسأل عنها أحد، بل الكل سيرتاح من سلطتها بالتأكيد.. يالله ما أقبح الشعور بثقل النفس و كراهيتها..
اقتربت منها وهي تربت على كتفها/ارتاحي و بجيب لك شوربه ساخنه تدفيك مادري ليه ترجفين و حرارتك مرتفعه
ابعدت يدها عنها وهي تأمرها/ليال برا مابي منك شيء، انا بخير لا تكلفين نفسك فوق طاقتها.
استنكرت ردها/أكلف على نفسي؟! من جدك الشموس!!
أشارت للباب/يرحم والديك ليال اطلعي ماني رايقه اتكلم ، انتبهوا لراكان.
إمتثلت لطلبها لتخرج و هي مستغربه نبرتها ،..
لم تصدق بخروجها حتى أخذت جهاز التحكم بالتكييف لتخفض الحراره و تستلقي مكانها كالمغمي عليها, فهي تفتقد لقواها ..!
.
،
،
نزلت للأسفل و هي محبطه من تصرفات الشموس رغم مرضها، يجب ان تبقى بجانبها لتعتني بها و لكنها عنيده...،
سألتها لولوه بلهفه/كيف الشموس عاللحين؟!
ردت بضيق وهي تحمل راكان و تجلّسه بحضنها/و الله عنيده ماتبي تاكل و لا تشرب..تبي تنام وبس
خافت/هذا ماهو نوم هذا مرض..
ليال/عمرها ما طاحت للمرض بس هالمره ماتبي شيء و لا تبي احد جنبها، مادري شفيها
نطقت بقهر/ماقصرتي بإهانتها ووجعها هذيك الليله و تبينها تتقبلك جنبها؟!!
تأففت/اووهوو يا عمه لا تكبرينها
صمتت وهي ترى المصعد ينفتح و تخرج منه ام رواد بصحبة نيفادا/يالله تسيّرها و لا تحيّرها...هااه نزلنا يوم درينا ان الشوق بالطريق!!
ارتسمت على شفتيها ابتسامه عذبه وهي تقترب و تجلس براحه/الحمدلله اللي رجعه لي بخير
صمت الجميع وهم خائفين من ردة فعلها لو رأته مبتور الساق..!!
رن هاتفها وهي تبتسم/هذا أدهم شكلهم وصلوا..!!
.
،
.
اوقف تركي سيارته بانتظار أدهم و لكن ثار إستغرابه و الشكوك بداخله وهو يرى احدهم يصور المنزل من بعيد و استنكر ما يفعله ليركب سيارته ويلحق به حاول ان يوقفه ليسأله و لكن صاحب السياره إنطلق ليلحق به تركي وهو يعقد العزم على تتبعه حتى مكانه الذي قدم منه..!!
.
،
.
لحظات ليدخل أدهم بصحبة نايف ليسلم على عمته و طفله و والده بعدما تركا قاسي بالمجلس الداخلي ..،
دخل نايف ليأخذ نيفادا لرؤية زوجها..،
استغرب وهو لا يراها، رفع راكان لمستوى وجهه/وين ماما يا حلو؟!
ابتسم وهو يعبث بقلمه الذي اخذه من جيبه، لترد عنه عمته/والله الشموس مادري شقولك، تعبانه من يومين و مافيها حيل تنزل، و لا حتى راضيه نوديها مستوصف!
ابو أدهم بقلق/ماهي بعادتها تتركني يومين ماتشوفني ، لو في حيل رحت لها فوق مير حيل الله أقوى.
خاف وهو يتذكر صوتها المُرهق البارحه وهي ترجوه ان يغلق الهاتف و يدعها تنام/اعرفها عنيده الله يهديها..، يلا عن اذنكم بروح اشوفها..,
اخفت رضاها وهي تراه يقوم بنفسه و يقرر الذهاب لها، لعل الله يهدي النفوس بعد نفورها ...!
.
،
.
بالكاد تمشي وهي تتشبث بيد نايف، قلبها يخفق بشكل شعرت معه أنه سيخرج من صدرها،
لله ما يبعثره الفراق و ما يجمعه اللقاء، و كأن نبضات القلب تبحث عن بعضها مجدداً لترتب نفسها من جديد، و كأن الروح تُبعث من براثن الغياب المرير...،
كم يُنضجنا الفراق و كم يهلك النفس و يشعلها معاً..!!
تناقضات لا يستوعبها إلا صدر فاقد..!
دخلت أخيراً ليدخل معها نايف خوفاً من إنهيارها فور رؤية زوجها على كرسي متحرك!
لم تصدق وهي تراه أخيراً رأي العين، يجلس ببدلة رياضيه ، إبتسمت ثم إلتمعت عينيها و سقطت دمعتها كمن لم تثق برؤيته مجدداً، بعد كل ما حدث/قاسي!
إتسعت إبتسامته وهو يراها اخيراً/ارحبي يام سلمان..
انتبهت انه لم يقف لها لتقترب بعدما انتبهت لكرسيه الذي يجلس عليه!!/قاسي شفيك ؟!!
تحدث نايف وهو يحاول تهدأتها/قلنااالك إصابه بسيطه يا بنت الحلال ، وشوفي الرجال قدامك بخير.
اقتربت وهي تكاد تنهار نسيت جرح بطنها و انحنت إليه تعانقه بحراره و تزرع القبلات على خده مبللةً بالدموع..!
شعر نايف بالحرج أمام زوج أخته ليبتسم له قاسي و يشير إليه ان الامور ستكون بخير... لينصرف مستعجلاً للخارج..
لم تنتبه لخروج نايف كانت جوارحها مع قاسي فقط بهذه اللحظه، ابتلعت ريق اللهفه وهي تتفقد وجهه ..!
.
،
.
خرج ليقف قليلاً بعيداً عند سيارته اشعل سيجارته و هو يحاول تناسي دموع اخته قبل قليل و عناقها لزوجها الذي ذكرها بلذة العناق الذي فاجئته به شهد البارحه،
لم يكن يريد تركها لولا خوفه و خيبته التي تستجلب الهموم على قلبه ، مازال حديث الطبيب يتردد في اذنه ..،
لم ينتبه وهو ينهي سيجارته بسرعه، حتى رن هاتفه بجيبه كح وهو يرمي عقب سيجارته و يدوس عليه،، ليُخرج هاتفه و يرد بعد رؤية إسم تركي/هلا تركي،..شفييك تتنفس وكنك تركض يا ولد،، لحظه و ركز معي ..طيب بركب سيارتي و اجيك ، لا ماني متأخر ان شاء الله..انتبه لعمرك..
.
،
.
فتح باب غرفتها التي تكاد تتجمد من شدة برودتها!!!
اتجه مباشرةً للتحكم بجهاز التكييف القابع على الطاوله الصغيره بجانب سريرها..،
رفع درجة حرارة الغرفه قليلاً ثم تركه وهو يلتفت إليها.. تبدو شاحبه جداً !
إقترب منها ليلمس جبينها ليجدها تشتعل سخونه، جلس بجانبها بعدما نزع شماغه و رماه جانباً ليناديها بهمس/الشموس!... الشموس ردي علي
فتحت عينيها بتثاقل لتراه كالحلم، شيء داخل رأسها يذوب و لا تشعر به/ها
ابتسم وهو يحاول ان يسحب الغطاء عنها/وشو اللي هاا.. قوومي ردي علي زي الناس
انكمشت وهو يسحب الغطاء عنها غير مدركه لوجوده/ليال قلت اطلعي براا ، ماابي شيء
حاول ان يجعلها تنتبه لوجوده/الشموس انا أدهم، قوومي بسرعه ابي اكلمك بموضوع.
لم ترد مازالت غير مستوعبه لحالها..
اقترب منها وهو يمرر ذقنه المهمل على خدها الناعم لكنه لم ليشعر بحركتها مما يعني انها فاقده للوعي تماماً،
كم إشتاق لها بشكل لم يستطيع معه صبراً, إستغل وضعها ليزرع قبلاته على وجهها لم يصبر حتى تمتمت بكلمات غير مفهومه ليغلق ثغرها بقبله كادت تخطف أنفاسها.. حتى انتفضت وهي تتنفس بسرعه،
أراد ان يستغل الوضع لصالحه فقط ليشفي غليل غروره الذي يمنعه منها وهي بكامل وعيها..
كحت كثيراً حتى شعر بالذنب..،ليحملها رغماً عنها للحمام فهي محمومه، تمتمت بالرفض و المقاومه الضعيفه ولكنها عاندها رغماًعنها/اسف بس لازم دش باارد ياعنيده محد بيقدر فيك غيري..الحمى بتلعب فيك بدون ماتحسين..
رن هاتفه ولكنه قرر ان يترك العالم خلفه الليله ليهتم بعنيدته هذه، كما فعلت معه سابقاً..، و الحساب لاحقاً.. كل شيء سيتأجل حتى تطيب وتستعيد هذه المعتده بنفسها صحتها..
.
،
.
في مكان بعيد ..،
مازال متوقفاً أمام فيلا دخلها الرجل الذي يشتبه به و ينتظر دعم نايف و ماذا يشير عليه به، ليست المرة الأولى فهذه السياره نفسها كانت هنالك في زواج نايف بأخته..!!
لم تشأ ان تترك يده، ما زالت لا تصدق أنه على قيد الحياة أمامها، كانت تعيش رعب فقده طوال الفتره الماضيه، القلب مرهق من إدعاءالصمود أمام فترات غيابه الطويله و المقلقه..
لاحظ صمتها يطول وهي تضم كفه بيدها، و كأنها نسيت جرح عمليتها، يالله كم تُشعره بالرضا عن كل سخط الحياة و ضجرها، رفع يدها ليقبل ظهر كفها/كفي دموعك، ليه تبكين؟!
ابتسمت وهي تمسح دمعاتها باليد الأخرى/ماني مصدقه رجوعك، كنت خايفه لآخر لحظه قبل اشوفك، كنت اظن ان كلامهم عن سلامتك مجرد بنج لأسئلتي اللحوحه عنك..، ما أخفيك اني يأست بلحظه من اللحظات.
بإبتسامه/افرضي اني ما رجعت،لازم تتقبلين هالشيء علشان عيالنا صح؟!
مازالت موجوعه لفقده ساقه و تحارل كتم ألمها وهو يتحدث عن موته لم تستطيع ان ترد مجرد تخيّل فقدانه للأبد يجعلها تترك يده تنهار باكيه و تحاول ان تضعها على بطنها الذي شعرت بألم كالسكين ينغرس بها، لتكتم ألمها..
إضطر ان يحرك كرسيه و يتجه لها بلهفه وهو يلوم نفسه على غباء حديثه،مازالت مُتعبه/نيف قلبي وش يوجعك؟ بطنك فيه شيء وش منه الألم؟ انطقي
عضت على شفتيها وهي تحاول ان تتجاوز الألم بصمتها فالحديث بات موجعاً..
لم يحتمل قفز من بنشاط من كرسيه لجانبها في الأريكه الطويله ليقوم بعناقها لتشعر انه مازال بخير و بجانبها/نيفو تكفين بسك بكاء قسم بالله انه رصاص بقلبي تكفين خلاص،
شدت على عناقه بقوه وهي تراه كما عهدته، لم تبدله الحرب و لم تقسّي قلبه عليها مازال الحبيب و الفارس الذي ينزع قناع القسوه و ينسى سيفه خارج الغرفه قبل ان يدخل ليراها..
.
،
.
نزل من سيارته بعدما حضر نايف بسيارته و توقف.. ليقفز هو الآخر منها ويتجه إليه متسائلاً/هذا هو البيت يا تركي؟!
تركي وهو يربط شماغه على رأسه بطريقه فوضويه/ايه هذا هو، شرايك هاللحين وش نسوي؟!
نايف/صعب ندق الجرس هالوقت وماندري يمكن شافوك تلاحقهم لين بيتهم
تركي بقهر/خلني أنط السور و افتح لك الباب و نهجم احسن شيء ،هالبيت ماني مرتاح له يا نايف.
عقد نايف حاجبيه بغضب/غبي أنت؟!! كلنا اثنين و لا ندري وش ينتظرنا داخل، يعني لو صار شيء محد داري عننا.
تركي بغضب/يعني شلون بالله؟! ننظر لين تصير كارثه ؟! و الله انه راعي السياره صور البيت اكثر من عشر صور فيه شيء يتم التخطيط له بس مادري وشو
حاول التفكير مع رنين هاتفه في جيبه/شوف إنّا عرفنا مكان الفيلا و السياره ..خلنا نرجع و نشوف أدهم وش يقول احسن شيء.
زم شفتيه بغضب/اتصلت فيه و مايرد علي
تذكر دخول أدهم لأخته/اكيد مشغول ذيك الساعه، و الوقت تأخر.
تركي/لو بيدي نطيت السور و لا علي من احد ماهي اول مره اشوف هالسياره قدام بيتكم
اشار إليه وهو يرد على إتصالها في هكذا وقت/ألوه..
على الطرف الآخر بخوف/نايف بليز هيلب مي ، انا خايفه
استغرب/وش فيك؟!
بقلق/آي دونت نو، آي جست كانت نت سليب.
بهدوء وهو يحاول إنهاء المكالمه فنظرات تركي الشكاكه تحاصره/طيب طيب جايك هاللحين..
بشك/هذي اختي؟!
بعفويه كاذبه/ايه تدلل علي،
هز رأسه بمسايره/طيب وش ناوي
نايف وهو يهم بالذهاب/بروح لها.. و بكرا نلتقي عند أدهم، اوكي ؟!
صعد سيارته وهو يراه يذهب ليقرر في لحظتها اللحاق به وهو يتمنى ان تخيب شكوكه فيه..
بعد دقائق من تتبعه تفاجىء من سلوكه طريقاً آخر ليس طريق منزله...!
ليتفاجىء به يتوقف بعد ذلك عند فندق حياه ريجنسي!!
نزل ولحق به بلا تردد،حتى باب الغرفه التي توقف عندها، حيث فتحت تلك الأجنبيه له الباب و بادرته بعناق جعل تركي يترك المكان وهو يغلي و يكاد رأسه ينفجر من احتقان الدم في رأسه الغاضب.
،
.
تأفف وهو يراها ترمي نفسها عليه، ليبعدها عنه بهدوء وهو يحاول ان يجعلها تفهمه/أولينا يكفي..
نظرت إليه باستغراب/وات؟!
دخل واغلق الباب وهو يتحدث إليها بجديه قد كانت تتحدث معه قبل قليل و كأن كارثه قد حلّت ليتضح له أنها فقط تستدرجه/أولينا ستوب، أفهمي أنا و أنتي جست فرندز.. اوكي انا اهتم لك هنا لأنك طلبتي اساعدك باتقان العربيه و استأجرت لك الفندق علشان هالفتره المتبقيه من معهدك و راح انقلك لشقه مؤقته لكن تتحولين لهدف آخر غير التعليم أنا راح اسحب دعمي لك و راح اتخلى عنك..
بحزن/و لكن لماذا نايف؟!
رفع حاجبه وهو ينهي حديثه/قلت لك خليك بحالك، و من هنا ورايح تعاملي معك بالتليفون. لين تخلصين وتسافرين مفهوم؟!
ابتلعت غصّة رفضه لها وهي ترد بغضب/جست ساي إت "يو آر ****"
لم يحتمل كلمتها التي تنتقص منه ليخرسها بصفعةٍ جعلتها تسقط بعيداً/Bitch، من بكرا تدورين لك مكان ثاني يلمّك غير هذاا.
خرج بعدما ترك خدها متورماً لتذهب مسرعه لهاتفها وتتصل وتتحدث بحقدٍ دفين و نيران غيره...
.
،
.
حاولت تهدئته وهي تتحدث له مستغربه في ساحة المنزل ملتفه بشالها/تركي حبيبي شلون تبيني اترك بيت زوجي بهالليل؟!
تحدث غاضباً/شههد قلت لك اطلعي معي هاللحين قبل اسوي بنفسي شيء يخليك تندمين
شدته بياقته وعينيها تلتمع بخوف/تهددني بك يا تركي؟!
تحدث وهو يصّر عليها/ان كنت غالي عليك تعالي معي البيت حالاً والا قسماً بالله معاد تشوفين وجهي يا شهد انا اقسمت
انهارت باكيه/بتذبحني يا تركي بتذبحني
شدها من كتفيها/جعلني قبلك يا شهد،و الله لولا غلاتك ما اجيك اخذك تالي الليل. يلا بتجين معي والا ارحل من هالدنيا كلها
هزت رأسها بفقدان أمل ودموعها تنزف فهو يهددها بحياته/معك لين اموت يا تركي لييين اموت..
إلتمعت عينيه وهو يراها تمتثل لطلبه و تقرر الذهاب معه ليهمس بصوت لا يسمعه احد/لين أموت أنا يا شهد لين اموت أنا
.
،
.
أوقف سيارته وهو يسند رأسه بتعب نزع شماغه و رماها بجانبه ليأخذ هاتفه و ينزل، مازالت كلمة تلك الرخيصه تتردد في أذنه، تطعنه في رجولته، فقط لأنه لم يحاول لمسها و لا مره من تلك المرات التي تحرشت به فيها..كان ينتزع من رأسه الاقتراب من كل النساء بلا استثناء، هو حتى لا يستطيع ان يطيل النظر في عيني شهد التي يعشق هدوءها و عالمها اللطيف، فتاه مثلها حلم لكل رجل ، لكنه مازال يشك في قدراته مازال يخاف من تلك الخطوه فهو لا يعلم ما إذا كان سينجح أم سيسقط من عينها و يموت حينها من العار..!
لم ينتبه لنفسه حتى توقف أمام باب غرفتها وهو يطرق الباب!، شعر بالورطه وهو يقف ينتظر خروجها له في أي لحظه، بماذا سوف يتحجج وهو يأتي لغرفتها قبيل الفجر هكذا..!!
توقع ان تكون نائمه، فهي لا ترد ..قرر ترك الباب و العوده لغرفته...،من الجيد انها لم تحرجه و تفتح له الباب...
دخل غرفته وهو يُغلق الباب خلفه بيأس من حالته التي وصفتها تلك الرخيصه، مادامت قالت هي ذلك ماذا ستقول شهد و ان اختلفت كل منهما فهذه زوجه محتشمه و تلك ساقطه..هنالك فرق مابين الثريا والثرى لكن بالنهايه كلاهما أنثى لها رغباتها الخاصه...
سيحتمل كل شيء ماعدا ان تتركه شهد بعدما عرفها وعرفته، هي من تفهمه وان كانت لا تعرف سبب عزوفه عنها إلا انها لا تثبر تلك النقطه و تريد البقاء معه مهما كان شكل العلاقه..اقترابها عميق رغم انه غير متكلف ولكنه يُحدث في النفس اثراً عظيماً يزداد كل يوم ..،
.
،
.
الساعه الثامنه صباحاً..،
أزعج راحتها خصلات من شعرها تغطي وجهها لتبعدها و تفتح عينيها بكسل وهي تنام على جانبها الأيمن، لم تصدق ما تراه، كان يجلس هنالك على الأريكه بملابس نوم فضفاضه و أمامه كمبيوتره المحمول!!،
و من الواضح أنه منشغل به تماماً!!
تسائلت مستغربه كيف صعد لغرفتها؟!
تنفست ببطء و هي تشعر بخمول يمنعها من ان تتحرك، و كأن للسرير طاقة جاذبيه غريبه!
أبعدت اللحاف عن كتفيها قليلاً و هي ما زالت مكانها..
الجو بارد جداً و يدعو للتمسك بالسرير و عدم مفارقته..،
لا تعلم كم الساعة الآن ولا تريد أن تعرف، و لكن من الواضح أنه مضى وقت طويل فأدهم يجلس بأريحية بملابس نومه على تلك الأريكه و أشعة الشمس المتلصصه تتسلل من خلف الستائر ،
"مالذي أتى به إلى هنا؟!" سؤال يحيّرها فهو لم يزعجها و لم يحاول إيقاظها!!
من الواضح أنه عرف من ليال مابها فأشفق عليها،بالتأكيد فقد أقسم على ان كل شيء بينهما إنتهى و لم يعد يريدها و ذلك يتجلى بكل ما يفعله، هو فقط كما قال يجبر نفسه على البقاء شكلياً كمتزوجين حفاظاً على مكتسبات العائله فقط .
لم تستطيع تدارك دموعها المنهمره، هنالك شعور لعين داخلها يجعلها تبكي كثيراً هذه الأيام، تذكرت ما بدر منه قبل فتره لتكتمه داخلها ..،
شعر بحركتها الخفيفه بعدما حركت اللحاف عنها قليلاً، ليسألها من مكانه/صحيتي؟!
حاولت تجاوز بكاء قلبها لترد وهي مكانها/لا
عقد حاجبه الأيسر وهو يغلق كمبيوتره و يتجه إليها ليقف ينظر لعينيها/حتى و انتي مريضه تستهبلين؟!
أرمشت بكسل وهي ترد/أخبرك ما تحبني اقتحم عزلتك ، من سمح لك تجي غرفتي؟!
إبتسم بخبث/حبي لك سمح لي.
إشمئزت من كذبته التي يقولها ملء فمه لا تعرف لماذا شعرت أنه يقولها بسخريه/معليش حابه اقعد لحالي ،ممكن تتفضل ؟
بإبتسامته الجانبيه الماكره/لا مايصير اعرف ان زوجتي مريضه و اقعد تحت اتفرج عليها من غرفتي؟!!
تنهدت و هي تعتدل جالسه و تلتزم صمتها مسندةً رأسها المثقل على وساده اسندتها على رأس السرير خلفها، لتنتبه لما ترتديه، فقط روب استحمام!!، فتحته قليلاً من الأعلى لتجد انها لا ترتدي تحته شيئاً..!!
إتجه لثلاجتها الصغيره ليخرج منها عصائر ، ليلتفت إليها مبتسماً وهو يراها تتفقد نفسها للتو، و يقدمها لها بعدما جلس على طرف سريرها وهي تُحكم إغلاق روبها جيداً/جيتك البارح كنتي محمومه و بلا وعي ، اخذتك للحمام و سويت لك دش بارد شوي و ماكان فيه شيء قريب مني غير الروب..
ما زالت تلتزم بصمتها و عينيها تراقبه..، محاولة تجاوز هذا الهم..،
أردف بنفس إبتسامته وهو يضع العصير في يدها/عادي ترى أنا للحين زوجك، لا تسوين فيها مستحيه يلا اشربي العصير علشان اعطيك الحبه هاللحين،و خذي بالك منتي نازله من السرير لين تطيبين، انا تحت امرك، بعدها سوي اللي تسوينه
نظرت قليلاً للعصير بين يديها وهي تتأمل تصرفاته لترفع ناظريها له وتتحدث بصوت تشوبه البحّه/لمتى يا أدهم؟
لم يفهم مقصدها/وشو اللي لمتى؟!
ابتسمت بخيبه كمن يرى خسارته العظيمه وهو عاجز عن تعويضها/ضياع الأحلام و الخيبه و الخذلان..
فهم مقصدها بعد تعثرة نبرتها، الله وحده يعلم كيف تموت أحلامه فيها كل يوم مهما حاول إنعاشها لكل شيء طاقه تنفد، و كثيراً من الأحيان كلمات الأسف لا ترتق شقوق القلب الممزق/سبق و انتهينا من هالكلام يام راكان
إلتمعت عينيها التي تجحد البكاء/انتهى كل شيء من صرت تناديني أم راكان..صح؟
تباطئت رده لتستعجله/ليه ساكت؟
مسح على وجهه وهو يقف بعيداً قليلاً و ينطق بما يثقل صدره منذ فترة ليست بقصيره/ماحب اتذكر شيء أزعجني لكن اللي صار صعب تجاوزه.. منتي قليلة بقلبي و انتي راعية مكان لكن لكل جرح ثمنه و جرحك أنتي بالذات غالي، مع ذلك كنتي عنيده و تكابرين.
شعرت أنها النهايه الحقيقيه لما بينهما/معك حق ،الحياة معي صعبه، دايماً كنت أفشل بكل مشروع اجتماعي سواءاً في اخواني و بقية عايلتي و أنت.
لم يتوقع ان تتخلى عن عنجهيتها و تعترف بفشلها أمامه و تتحدث عن موضوع علاقتهم بتأثر هكذا، كل ذلك لا يمحو انها جرحته حينما لم تثق فيه رغم صدق أفعاله/شكل الحراره رجعت و بديتي تهذين، تبين خافض؟!
تنهدت وهي تبعد خصلة شعرها المتمرده لخلف أذنها بتصرف عفوي وهي تبتسم/أنا بخير
عاد ليتأمل عينيها الذابله و يتجه نحو علب أدويه رآها في خزانة الأدويه بالحمام/شفت أدويه كثيره في صيدليتك!! انتي فيك شيء غير الحراره و الحمى و لا علمتيني؟!
تفاجئت من سؤاله، لم تستطيع الرد لتنظر ببلاهه/هاه
إبتسم من سرحانها في عينيه، ليقترب من سريرها مجدداً/قومي قدامي ألبسي بوديك المستشفى هاللحين
توترت وخافت/لا ماله داعي، أنا بخير الحمدلله
امسك بيدها/بدون نقاش يلا قومي مافيه فكه مني اليوم.
حاولت الرفض ولكنه يُصر حتى نزلت من سريرها بتعب/أدهم وربي مافيني شيء بس مرهقه خلني ارتاح
كاد ينطق ولكنها قاطعتها وهي تذهب مسرعه للحمام و تغلقه خلفها لتستفرغ..
لحق بها وهو يحاول ان يفعل شيئاً/الشموس لا تخبين علي وش فيك؟!
خرجت له وهي تمسح وجهها بمنشفتها الصغيره لتبتسم له براحه وهي ترى اللهفه و ان كانت شفقه، فهذه مبادئه لا تتغير
اقترب منها وهو يرجوها بنبرته/الشموس تكفين قولي لي علامك؟
تكفيها تلك اللهفه الآن لترتاح/انا بخير صدقني، لا تشيل هم، افطرت و إلا تجلس تفطر معي؟!
مازال يشك في ذبولها/لا مابي فطور شربت قهوه و جلست امشّي شغلي من الجوال و اللابتوب لحد ماتصحين و اتطمن عليك.
برجاء غير مباشر/بس توك تقول تحت أمري لين أطيب؟! و إلا أنا اتوهم؟!
تردد في البقاء معها الآن فلم يحين الوقت بعد، لن يسمح لها ان تجره و تكسره كما تريد ، هاهي تريده ان يعود كأن شيئاً لم يكن/حالياً مالي نفس افطر بنزل غرفتي و اخلص بعض الامور بالمكتب و بفطر هناك..إذا بغيتي شيء ضروري اتصلي بي.يلا سلام
إزداد شعورها بالضيق وهو يتهرب علانيه ليأخذ جهازه و هاتفه و يخرج هكذا بدون أي توصل لحل لما بينهما،
كان دائماً يتهمها بالتهرب من حل مشاكلهما وهاهو الآن يفعل الشيء نفسه ، حاولت التقرّب منه و حاولت بالإبتعاد عنه و لكنه في كلا الحالتين لم يستطيع منحها الغفران و إنهاء معاناتها، أي حل مؤقت لن يفيد في هذه إنعاش هذه العلاقه الميته.. حتى خبر الحمل الذي بدأت تعاني من أعراضه لن يفيد، ماذا تريد به إن كان سيعود من أجل حملها لطفله فوجود راكان بينهما لم يحل المشكله..
عادت تجلس على سريرها براحه مُدعيّه وهي تفكر بالذي يراودها منذ مده، و القلق الذي يخترق قلبها و يُرهق باقي جسدها، قلقه من هالة اللاشيء التي تحيط بأيامها رغم زخم الأحداث حولها... ما زالت هموم القلب تراوح مكانها..
،
.
،
النماص؛
نظرت لساعتها التي تشير للعاشره و النصف متباطئه لعودته وهي تسمع إطلاق نار قد إعتادت عليه هنا منذ صغرها في المناسبات التي تجري في المنطقه ، جارهم عاد إبنهم من الرياض بعدما أنهى دراسته فيها محملاً بشهادته و منذ العصر يقيمون العروضات و يستقبلون المهنئين،
جميل إظهار مظاهر الاحتفال. ومشاركة الفرحه بين ابناء هذه المحافظه.. طريقة يجهلها سكان المدن ..
جلست متأففه من ملل الإنتظار وحدها و "ريما" قد سبقتها للنوم منذ التاسعه..
قررت صنع كوب قهوه يسامرها حتى يعود عبدالرحمن ،،،
اخذت روبها القطني الثقيل فالجو هنا بارد لتخرج من الغرفه و تنزل للأسفل بخطواتها الهادئه لتتفاجىء بسماع اصوات تأتيها من الاسفل..
نزلت وهي تدقق في الصوت وتتجه ناحيته لتتفاجىء بوجوده هنا ،
يرمي شماغه جانباً و يجلس بجانبها في الاريكه المواجهه للتلفزيون امامهما علب بيبسي و اكياس فشار و كلاهما يعلقان على فيلم يشاهدانه مما يعني انه هنا منذ وقت/طيب كان ناديتوني اسهر معكم
إلتفتت ناحيتها/حبيبتي مرت خالي معليش توقعتك نمتي بدري
ابتسم لها وهو يشير للكرسي المنفرد/تعالي اسهري معنا
لاحظت تلك بالقميص القطني القصير و تمد ساقيها الملساء امامه بلا خجل من خالها، لتجلس هي بإبتسامه باهته، ..
وقفت تلك واخذت علبة بيبسي لتقدمها لها/شكراً
عادت تلك لتجلس مكانها و هي تلاحظ ردات فعل هند/شكل الفيلم ماعجبك يا هند!
ارتشفت من علبتها وهي تحاول ان تبلع إعتراضها على ما يحدث الآن/توني مابعد شفته كيف احكم عليه!
ابتسمت/زعلتي؟!
استغربت سؤالها/ازعل من إيش؟! شكل الفيلم ماعجبك انتي!!
ضحكت تلك و هي تلتفت لخالها و تغمز له و هي ترمي كلمه في اذنه لتعود و ترد عليها/لا كنت امازحك مرت خالي
إلتفت عبدالرحمن إليها وهو ابتسامته تتسع/ماعليك منها هند تراها تحب تستهبل شوي..
لم تعلّق اكتفت بنظره لعبدالرحمن ثم عادت لمتابعة الفيلم بغضب داخلي مكبوت، لم تستطيع الإنتظار دون ان تقتلها، لتقف هي تمثل التعب/ادري انها تمزح، يلا عن اذنكم.
استغرب انصرافها وقد حضرت للتو فظن أنها غاضبه،ليوقفها وهو يذهب إليها على مرأى من ريما/حبيبتي فيك شيء؟!شكل منتي بخير!
ابعدت يديه عن يديها بلطف وهي تهمس/أبداً حابه انتهز الفرصه دام السرير فاضي و أروح انام بدونك و بدون انفاسك و حضنك، و انت روح كمل سهرتك مع بنت اختك.. تصبح على خير.
راقبها تتركه و تذهب لتصعد درجات السلم بهدوءها الغاضب، ليعود و يجلس مكانه وهو مازال يفكر بها و منشغل بما قالت و بالحيره ..
استغربت سرحانه في الطاوله أمامه رغم اصوات الفيلم العاليه/دحوم شفيك؟
أتنام لوحدها؟! وبدونه؟! مستحيل فلم يمر شهر كامل على زواجهما بعد ليقفز واقفاً/تصبحين على خير ريما بروح انام، لا تنسين بكرا رحلتنا للرياض.
ابتسمت بخبث وهي تلتقط علبة البيبسي و تسترخي مكانها و تتابع الفيلم بإنسجام تام.....!
.
،
.
نزلت من الأعلى وهي تحاول تجاوز تعبها الذي يلازمها منذ فتره لن تلفت الأنظار لها باكراً، بل ليست في مزاج يسمح بتبادل المجاملات و إستقطاب أي لفت نظر لحالها..،
اخذت راكان معها لتذهب به لعمها كعادتها الصباحيه..،
لمحت ليال قادمه بكوب قهوه و بيدها عبائتها، حاولت تجاوزها وهي تمر ...،
لم ترتاح و هي ترى صدود أختها الكبرى يزداد و صمتها عنها يقلقها، لتعترض طريقها برجاءبعدماتركت كوبها على كونيول قريب منها/الشموس اناديك ليه تسفهين؟!
توقفت وهي ترمقها ببرود/ما سمعتك، خير؟
نظرت لعينيها الصارمه بشكلها المعهود/لا سمعتيني بس تطنشين!
رفعت حاجبها/طيب؟! وش المطلوب؟! دامك تعرفين أني مابي اكلمك ليه معطلتني؟!
امسكت بيد راكان برجاء/علشان خاطر راكان لا تسوين فيّ كذا؟! لا تصدين و لا تهجرين انتي قاسيه والله اني ماتحمل جفاك
رفعت حاجبها و ابتسمت بسخريه/نسيتي تذكرين عقدة فشلي اللي أعاني منها مع زوجي هالمره!! و إلا الموضوع ماهو بصالحك ؟!!
حاولت ترك عنجهيتها قليلاً فيبدو جرح أختها جلياً/شوشو قسم بالله آسفه انا غبيه و ..
قاطعتها بهدوء إبتسامتها المتسامحه مع الحقيقه/لا منتي آسفه، انتي جالسه تمارسين شيء تشوفينه من حقك، و مازالت نظرتك لي اني فاشله بعلاقتي حقيقيه ، و الدليل انفصالنا قدامكم كلكم..انا و أدهم ماننكر هالشيء ليه تنكرينه هاللحين مع انك سبق و اتهمتيني فيه؟!
شعرت بغبائها أمامها لا يمكن مجاراة الشموس/شفته البارح كان عندك و...
لاحظت صمتها لتكمل عنها ما يصعب التصريح به/و ما صار شيء ما زالنا عالقين بمشاكلنا، لكن الفرق ان أدهم ماهو قادر يتلون قدام قلبه.. ومهما زعل أبقى عزيزه و غاليه..لذلك شفتيه يدخل غرفتي البارح
ليال/بس بينكم ولد
قاطعتها بدون وعي/وأكثر
ليال/يعني مازلتي تحبينه؟!
أنهت حوارها بنظره وهي تقرر تجاوزها/ماهو شغلك عن اذنك بروح لعمي دام انتهى كلامك
رأتها تذهب و تتركها واقفه، كم هي قويّه تلك الشموس..ما ان يشك احدهم في إنهيارها حتى تنهض من جديد و كأن شيئاً لم يكن!
،.
في المجلس الداخلي..،،
منذ دقائق تجلس عند عمها و يتبادلان الأحاديث و احتساء القهوه بينما راكان يجلس في حجر جده و يعبث بسُبحته..
تكاد تقسم أن هذا الرجل قطعه من النعيم، لا تدري لماذا ترتاح حينما تجلس تبادله الاحاديث، بات الجلوس معه شيء ضروري كشرب الماء، تلك الهاله من الوقار التي تُحيط به تُذكرها بالرجل الألطف بحياتها الذي غاب عن ناطريّها فجأه ورحل ..،
لاحظ بريق عينيها بينما هو يتحدث/ما قلتي لي وش سويتي عقب تعب امس وقبله اشغلتي قلبي عليك يا بنتي.
ترددت هل تخبره أم لا/صرت احسن الحمدلله، اعتقد تقلبات الجو هالأيام
دخل في هذه اللحظات وهو يبتسم لرؤية طفله في حجر والده/صبح ابو أدهم
ابتسم له/صبحك بالرضا.
قفز راكان لوالده بحماس وهو يناديه/باااباا
ضمه بقوه وهو يبتسم مغلقاً عينيه لتعلق طفله به/اشتقت لك يا ولد وينك امس؟!
ضحك وهو يلتقط قلمه من جيبه و يجلس بعيداً يلعب .،
ابتسم له وهو يلتفت لوالده بممازحه وهو يعني الشموس/ما يقول غير كلمة بابا شايف يبه؟! رساله واضحه
ابو أدهم بإبتسامه/الأم حقها محفوظ و انت أدرى
الشموس/ماعليك منه عمي،مايدري انه يقول جوري قبل بابا
ضحك العم وهو يحاول الوقوف حتى وقف، كان يريد ان يجلسا معاً/يلا بروح اتوضى و اصلي الضحى..
تقسم أنها تفهم عمها جيداً و تصرفه هذا مفهوم/تقبل الله عمو
راقب والده حتى ذهب ليلتفت إليها و يراها تحتسي كوباً غير فنجان القهوه العربيه/وش قاعده تشربين
ابتسمت مستغرب، تعرفه جيداً حين يحاول أن بدأ حديث/زهورات
سكت وهو يراقب جلوسها الهادىء وشعرها المستريح بشكل ناعم على كتفها الأيمن يدعوه لأشياء اخرى صار حدوثها بعيد المنال، كم يحسد كوبها حين يقبّل فاها في كل مره ترتشف منه ، ما أقبح الشوق اللعين بعد الفراق..
رفعت عينيها إليه متسائله بعينيها من نظراته/بخاطرك شيء تبي تقوله؟!
أردف بنفس الهدوء كيف عرفت انه مليء بالكلمات/ما سألتيني عن البنت اللي ردت على جوالي بالطياره!!
بنفس هدوءها/مو تقول انفصلنا؟! خلاص معاده شيء مهم..فليه أسأل؟!
عاد ليصمت قليلاً وهو يلاحظ حركة أناملها المتوتره وهي تحمل الكوب ليسألها/مو كأنك استعجلتي بترك السرير؟، باين للحين تعبانه.
ابعدت خصلتها التي تمردت على خدها وهي تقف تنوي تركه/صحيح طلعت من غرفتي اسلم على عمي بس برجع ارتاح لأن الليله رايحه زواج فيصل الراشد.
استغرب ليناديها/تعاالي هذا ما تزوج وخلص؟!!
ابتسمت/تأجل الموعد..
بدون تردد/لازم تروحين يعني؟!
حركت كتفيها بإبتسامتها/الواجب
تذكر ما أخبره به سيف عما فعله فيصل و عن هروبها/فيصل..
استغربت نطقه له بتلك التنهيده/شفيه فيصل؟!
عاد ليبسم بقهر فنصفه يحبها و نصفه الثاني يحترق بسبب النصف الأول/يبي لنا حديث طويل، يمديك الليله؟!
هزت رأسها بالنفي/ماظن، أدهم ماني رايقه لأي احاديث طويله حالياً..ممكن؟
رفع حاجبه الأيسر بإستنكار/رايقه بس تحضرين زواجات!
وقفت وهي تنهي هذا الحوار الصقيعي/حضوري للزواج الليله واجب، و تطمن ما راح أتأخر هناك .
بإلحاح/إذا بترجعين بدري انا بنتظارك بالغرفه تحت..طيب؟! لا تتأخرين
هزت رأسها بمسايره و هي تنوي عدم الذهاب لغرفته الليله كما طلب، تعرف أنه سيجرها لحواره الطويل المرهق و ذلك ما لا تريده/اوكي.. ممكن اروح ترى تعبت
اشار للباب/روحي ارتاحي ورانا سهره طويله.
تركته وهي تخرج ، ليظل جالساً متوتراً مما يعيشه، فكر بالأمر كثيراً ...مهما كان فـ إحداهن لن تعوّض مكانها، و نفسه تأبى من النساء غيرها، تبقى تلك الشموس المعتده بنفسها متفرده في نظره،و جميله بعنادها الذي عرفها به، صعبة مراس و لا تنحني .. حتى محاولاته لترويضها فاشله بمرتبة الشرف...لذلك لا يستطيع ان يعالج الفشل معها بأنثى أخرى.. فالهروب عنها بالزواج الثاني هو إعتراف رسمي منه بفشله في ترويض قلبها، و ذلك مالا يريده ..
..
تذكر ان لديه اعمال عليه القيام بها و نايف تأخر في النزول إليه... ليُخرج هاتفه من جيبه و يحاول الإتصال به..
.
،
.
إستيقظ متأخراً على رنين هاتفه ليلتقطه وهو يفتح عيناً واحده و يرد بصوت كسول/الوه..هلا بو راكان
على الطرف الآخر/نايف وينك للحين؟! ترى صيّفنا عالموعد يا رجل!
تذكر عمله ليعتدل جالساً ويرمي لحافه جانباً/خلاص شوي و جايك أدهم راحت علي نومه
أغلق هاتفه و نزل مسرعاً من سريره وهو يتجه لدورة المياه، انتهى من حمامه السريع و خرج مستعجلاً،،
ما زال مستغرباً عدم إيقاظ شهد له، قد إعتاد خلال فتره قصيره ان تصّبحه و ترتب له يومه، كان يتناول إفطاره وقهوته هنا بدلاً من تحت..هذا الصباح إكتشف أنها كانت تختصر عليه العناء في أشياء كثيره!
لماذا إذن تغيب، قد تكون مريضه!!
إنتهى من أناقته بعطر رجالي به لمسة عود..
ليخرج متجهاً لغرفتها، طرق الباب بهدوء و لكنها لم تفتح! ليزيد طرقه للباب،لم تفتحه!!
قرر ترك الباب و الذهاب وهو يتصل بها، كان هاتفها مغلق أيضاً..بدأ يقلق، ليواجه ام رواد عند باب المصعد/خالتي نواره ما شفتي شهد؟!! مقفله الغرفه من البارح وماترد!!!
لم يعجبها حاله وهو يسأل عمن تسكن غرفة منفصله عنه بهذا الشكل و لا يعرف عما يحدث معها/جاء اخوها البارح واخذها..
استنكر ما سمعه وغضب/البارح!!!
بهدوءها، فتصرفاته مع زوجته لا تعجبها/ايه قبل تروح جات تسلم علي و قالت لي انها بتروح و بتقعد عند اهلها ومادري متى بتجي..
لم يعجبه تصرفها الذي يتجاهله، ليترك ام رواد و يدخل المصعد غاضب..!
لم تهتم كثيراً فهو من نفى زوجته بغرفه لوحدها ، لماذا يغضب ان تصرفت من نفسها؟! شهد لم تخطىء يوماً بحقه و بالتأكيد لم تذهب لبيت اهلها سدى..
تركت مكانها الذي تقف به لتذهب لغرفة نيفادا..،
.
.
.
منذ ان إستيقظ باكراً وهو يعمل على تمرين حركته بالعكاز بإنتظار جاهزية ساقه المستعاره، الحياه تفتح له أحضانها من جديد و أطفاله بإنتظاره، لم بعد يطيق البقاء بعيداً عن زوجته و أمه ومنزله.. ما أجمل العودة للديار... أشياء كثيره بإنتظاره.
فتح الباب لتدخل وهي تشهق/يوويلي وشتسوي يمه؟!!
ابتسم وهو يضع الأثقال من يده ويتجه إليها بعكازه وقدمه/هلا يمه...ولدك يبي ينجز علاجه و يطلع لك يالغاليه
دمعت عينيها وهي تعانقه رغم طوله الفارع لينحني لها/رجعتك من الحرب وانت حي ترزق والله انها تسوى عندي الدنيا وما فيها يا قاسي
قبل رأسها ليرى دخول منيف و مدى معاً/ارحبوا كلكم ، يازين هالصباح
ابتسم منيف وهو يتقدم ليصافحه و يسلم عليه/تبقى يابو سلمان، لاا ما شاء الله اليوم حصاان
دفعته مدى وهي تسلم على أخيها/قول ما شاء الله لا تعطيه عين
ضحك كلاهما لينطق منيف/جالس اعطيه دفات معنويه انتي علامك؟
قاسي بضحك/مدى ودها بالزين يا منيف
سألته بلهفه/شلون جرح البتر؟!عساه برى
بإبتسامه/ابد بخير ابشرك كلها يومين و اطلع وبعد اسبوع اركب الرجل الصناعيه لا تشيلون هم. المهم مارحتوا لسلمان و غنى؟!
براحه تغمر قلبها/عساني اشوفك تشيلهم قدام عيني و تدللهم قل أمين. مارحت لهم ناويه اروح لهم باكر ان شاء الله مع نيفادا تقول بترسل سواقها لي
فرح فهو يرى أمه سيدة أخرى غير التي كان يعرفها في الماضي/على خير ان شاء الله.
،.
أراحت فنجانها على الطاوله بجانبها و تابعت تدويناتها التي بدأتها منذ فتره..،
مازال هنالك وقت فراغ و هدوء..
نزلت من الأعلى وهي تفكر بما فعله أخيها، لماذا طلبها في وقت متأخر و بشكل عاجل ثم يؤجل الحديث عن أسبابه؟!!
لمحت والدتها هنالك في المقابل من شُرفتها المعتاده أمام زرعاتها التي زرعتها على مدى شهور ماضيه..،
سمعت صوت خطواتها لترفع عينيها من جهازها و تراها تجلس في كرسي هناك/شهوده
ابتسمت لها/تعب عليك يمه ابعد هالجهاز عنك
بادلتها الإبتسامه/ما يأثر ماعليك، المهم شفيها حبيبتي ذبلانه اليوم..لا يكون تقلديني!!!<<< ختمت حديثها بغمزه!
من المفترض ان تخجل و لكنها شعرت برغبه في الضحك و الإبتسام مازالت نهايتها مع نايف مجهوله/لا يمه توو الناس، انا بس مانمت زين البارح، إلا وين تركي؟!
عادت لتكتب/خبري به عنده محاضره بعد الظهر..
استغربت/اجازة الحج عالابواب، ما خلص!! ما قالك متى بيرجع
بابتسامه/مادري! ليه فيك شيء؟!
تذكرت طلبه وإلحاحه الشديد في أن لا تتصل أو ترد على نايف، ولكن رفض ان يخبرها لماذا!
تلاحظ شرودها مجدداً من الواضح أن هنالك ما يشغلها..، حاولت ان تريحها ما دامت لا تريد الحديث عما يشغلها/طيب يمه روحي جيبي لنا القهوه، مسويه لكم بسبوسه محشيه يحبها قلبك،، جهزيها بصحن علبال ما يرجع عمك هذا وقته
ابتسمت وهي تقف وتمتثل لطلبها/ابشري يمه.
تنهدت وهي تراها ذاهبه لتمتم/الله يشرح صدرك و يصلح حالك يا بنتي.
،
.
.
مساءاً..
لاحظ سيجارته لا تنطفىء وهما يقفان عند السياره يتحدثان،تدخينه الشره وغير المبالي بمن في المنزل يثير حفيظته حتى لم يستطيع الصمت/نايف ماعليك امر
ابتسم وهو يخرج سيجارته من بين شفتيه و ينفث دخانها للجهه الأخرى/سم
تحدث بشفافيه/مابي اقولك اترك التدخين لكن طلب صغير لا تدخين فالبيت و خاصه بوجود راكان، تقدر؟؟
تفاجىء من طلبه ما يعرفه منذ كان مراهقاً ان التدخين شيء عادي وكان والده مدخناً/ابشر ما طلبت شيء بحاول
بإصرار/ما تجتمع أبشر و بحاول بنفس الوقت ، الرجال كلمته وحده
ابتسم مجدداً وهو يطفىء سيجارته/ومن هاللحين بعد، انت تامرني، ..
ابتسم وهو ينظر لساعته تشير للتاسعه و النصف ينتظر خروج والده لزيارة قاسي كما طلب..
تردد في الوقت الذي هم فيه وما حدث البارحه/تعال أدهم وش بغيت اقولك
خرجت في هذه الأثناء لتلفت إنتباهه بطقطقة كعبها الرفيع كيف تمشي به بأسلوب سلس يجعل منها فاتنه وان تدثرت بعبائتها!!
ابتلع ريق اللهفة وهو يراها مكتملة كالبدر الليله! أو هكذا أكبرها الهجر في عينيه،
كم مضى على اخر مرة؟! لا يعلم، بل يعلم ذلك جيداً فمثلها لا تُنسى..
قد عاقبها بالهجر حتى أضاع مع عقابها طريق العوده، الكبرياء البغيظ يشيّد بينهما جدراناً عاليه.
هي لحظات كانت تمر فيها و لكنها سانحه ليلتهم تفاصيلها التي يعشق!
شعر أنه يتحدث بينما عينا أدهم ليست معه فقد كان ينظر وراءه ، ابتسم بعدما فهم السبب، قرر ان يذهب لها فمنذ ذلك اليوم تتجاهله ولم يراها/هذي الشموس!..عن اذنك أدهم،ابيها بكلمة راس
لم يأتي بردة فعل فقط فتح باب سيارته و ركبها بهدوء....
تركه نايف وهو يستعجل خطاه لها قبل ان تركب سيارتها/الشموس لحظه تكفين
إلتفتت إليه وهي تمسك بباب السياره المفتوح، فهي ما زالت غاضبه منه/خير؟!
حاول تقبيل رأسها ولكنها منعته بوضع يدها على صدره لتبعده/تكلم بسرعه وش عندك مهم و الا خلني امشي
امسك يدها الممدوده برجاء/طلبتك يالشموس لا تسوين بي كذا تمر الأيام بدون سؤالك و بدون سوالفك معي وانتي بنفس البيت معي!
بناظريّن حادين كالسيف/طيب استسمحت من زوجتك؟!، طيّبت خاطرها مثل الرجال؟!! شلت هم وجعها؟ يعني ماراح تقنعني انها بترضى بين يوم وليله!!، و لا حتى شهر و لا دهر
نطق بضيق/لا تصعبين الحياة يا الشموس المهم عندي رضاك انتي، ان رضيتي بترضا الدنيا و تبتسم لي، أرضي علي و ابشري باللي يسّرك
نطقت بجديّه/اللي بيسرّني رضا شهد و عدلك معها، شهد ماهي حي الله بنت بالنسبه لي و لا هي مجرد زوجة أخو، شهد اختي و اللي يمسّها يمسّني أنا..من الأفضل انك تروح تراضيها و تكرمها.
استغرب/اروح اراضيها!!..من قال انها زعلانه!!
بغضب تحاول ان تكبته/تروح لبيت اهلها بأنصاص الليالي و امها بخير و مافيهم الا العافيه و تبي تقنعني انها مجرد زياره!! عدّل وضعك مع زوجتك و الا اتركها بمعروف و كرامه، ان كان منت رجال تقدرها فلا تهينها، ترى فيه من بيقدرها و بيحشمها و انا يا ولد أمي و أبوي بنفسي اللي بقوم بزواجها .. الحال المايل ما يعجبني "إما غنات الذيب يا نايف و الا مماته" ..عن اذنك
رأها تركب سيارتها و ترحل بعدما قالت الذي لم يتخيل أنها ستقوله له بيوم من الأيام، تقف مع غيره ضده!
تتزوج شهد غيره!! وهي الحلم الذي يحققه فهو لم يلمسها بعد، حتى و ان لم تكن عزيزة و ذات مكانه في قلبه فزواجها من رجل غيره يعني فضيحه أخرى ستطارده،و ذلك ما لن يسمح به.
توقع ان غضب الشموس عليه لن يطول فهي تحبه مهما أخطأ كدأبها و لكنها هذه المره كشفت له وجهها القاسي مجدداً و أكدت له أن غضبها لم يكن مجرد غيوم صيف عابره..،
عاد إلى السياره وهو مكسور القلب و خائف من غياب شهد المفاجىء، بينه و بينها إتفاق و لا يعلم مالذي جعلها تذهب فجأه في ساعه متأخره و دون ان تخبره!!
لاحظ كيف منعت أخيها حينما أراد تقبيل رأسها، رغم رجاءه لها و محاولاته المستميته للحديث لم تنصت له!!.. هنالك أيضاً مشكله بينها وبين أخيها ..و ذلك يثبت له أنها جباره حين تغضب و تخاصم، حتى مع أخيها!!!
الآن عرف سبب تراجعها عن ترشيح أخيها للإداره مهما كلفها الثمن حتى أنها سلمته كل شيء مقابل ان لا يولّي نايف أي منصب قيادي!!!!
كان صمت نايف دليلاً على إحباطه و ما يحمله داخله من هم غضبها، لا يلومه فقد مر بما يمر، الشموس حارقه ..!!
.
،
.
منذ خرجوا من المنزل حتى المطار في طريق عودتهم للرياض و تلك المتطفله عديمة الذوق تتلقف الحديث مع عبدالرحمن و تمسك بذراعه حينما يمشون سويه و تحاول ان تكسب الجو و كأنها محور الكون و ايقونة العالم!!
حاولت كثيراً ان تكون صبوره فكلها أيام و تسافر و تتخلص منها..
تسلب عقل خالها بشكل عجيب و لم يكلف نفسه ان يبدي ملاحظاته على حجابها المتساهل..!!
جلست معهما على طاولة مقهى في إنتظار رحلتهم..
ليسأل عبدالرحمن/وش تشربون؟!
قررت هنا الحديث/كابتشينو
بابتسامتها لخالها/تعرف مشروبي المفضل ما يحتاج
بادلها الإبتسامه/اسبريسو طبعاً
بسعاده/للأبد
تكاد تستفرغ من دلعها المصطنع والغريب، لم تصدق ذهاب عبدالرحمن لتسألها بفضول/انتي كذا عالطبيعه و الا حاله مؤقته؟!!
استغربت سؤالها و هي ما زالت مبتسمه/مافهمت!
ظلت تتأمل نظراتها المندهشه/لا و لا شيء.
فتحت هاتفها على تطبيق السناب شات/عندك مانع تطلعين معي عالسناب و الا فيه تحفّظ و كذا
استنكرت طلبها/لا طبعاً لا تصوريني !!
ابتسمت و هي ترفعه للأعلى لتجد زاوية تصوير مناسبه وتمازحها/راح تفوتين على نفسك فرصة أضواء الشهره
بادلتها بسخريه/ماعليك انا مبسوطه وأنا في عايشه فالظل ..
ابتسمت تلك وهي تلتقط تهكمها/تقولينها عن قناعه وحرية إختيار و إلا مجبره على حدود رسمها لك مجتمعك؟!
استغربت طريقة سؤالها/ليه اللي يخالف توجهاتكم تخلونه غريب مع انكم دايماً تطالبون بالحريات!!!
استغربت ردها الذي لم تتوقعه/كان سؤال فقط.
أجابتها بنفس هدوءها/ما كان مجرد سؤال !! انتي تتكلمين عن مجتمعي و كأنك من بلاد ما وراء المحيط!! هذا انتي من نفس المجتمع وعايشه انفتاحك على كيف اهلك مثلك مثل الكثيرات، بإعتقادي كلن يسوي الشيء اللي يمليه عليه ضميره و يرتاح له..بلاش دراما الحريات البايخ حقكم
ابتسمت بإعجاب/اول مره ألاقي جواب يلجمني، ما كان يمزح دحوم لمن قال انك صعبه.
لم تفهم ما كان يقصده ثم لماذا يتحدث مع هذه بكل ما يخصها؟!!! طفح الكيل لتسكت وهي تراه قادم بالمشروبات..
.
،
.
الليله زواجها الثاني..،
للمرة الأولى تشعر أنها مرعوبه و تحمل هم لقاء أحدهم، قد مات إحساسها منذ تزوجت ماجد، تجاهلها حتى ماتت نبضات إحساسها و بردت ردات فعلها الطبيعيه...،
الليله هنالك شخص آخر و إن كان أخوه إلا انه رجل غامض مستعصم بنفسه عن النساء، لربما كانت لديه مواصفات لم يستطيع أن يجدها في إحداهن و ربما وجدها ولم يستطيع الزواج بها،
أيً كان يجب ان لا تخسر هذه المره، يجب ان تدفن الماضي و ان تدفن تلك الأحاسيس الميته و الذكريات البائسه،
كم هو صعب الحديث مع النفس عن روعة المستقبل وهو غامض!
حتى الثقه بالنفس قد تتزعزع،
عبث بها ماجد وهو يخونها جهاراً و سراً..
ليدعها تتسائل هل لم تكن كافيه لتلك الدرجه ؟!
أم العيب به هو و ليس بها؟!
أفكار تمزقها، تارةً تجعلها تتفاءل و تارةً تجعلها تخاف وترتعب من الخطوه القادمه مع فيصل...
يالله مالذي جعلها تقبل به، كانت ستبتعد من وحل الذكريات المقيته في هذا المنزل.
لحظات لتدخل جوزاء وهي تراها قد انتهت من زينتها وتجلس ذابله أمام مرآتها/خلصتي سلطانه ؟!
خافت ان تخونها أنفاسها الليله فالصدر منقبض و الأطراف بارده/جوزاء حاسه اني تهورت، اللي قاعد يصير غلط و..
قاطعتها وهي تربت على كتفيها وتنظر لإنعكاس صورتها بالمرآه/اششش لا تقولين هالكلام هاللحين، اخاف تندمين بكرا،
إلتمعت عينيها/ما اقدر أطلع يا جوزاء
رفعت حاجبها بإستنكار/وصديقاتك و اهلك اللي تعنوا لك؟! بعدين لا تشيلين هم، فيصل ماراح يدخل بس انتي انزلي و سلمي و خذي تبريكاتهم
دخلت سهام اخت سلطانه في هذه اللحظهوهي تبتسم/سلطانه من ربع ساعه تاركتك مخلصه وينك؟!
جوزاء بابتسامه/تتغلى يا سهام تعالي نطلعها غصب..
اتجهت سهام للمبخر لتضع فيه كسرت عود معتق و تتجه به إلى أختها لتغمز لجوزاء بأن تعطرها بالعطر الذي أشارت لها به/اقوول بس يلا قومي ورينا طولك خلينا نبخرك و ننزل و عقب سوي اللي تبينه
وقفت بتردد/بنات والله مو لازم أنزل
وقفت أختها خلفها بالمبخر وهي ترفع شعرها المنسكب على ظهرها وتبخره/اقول وش مستعجله عليه ، ترى مديه على غرفة فيصل
اتسعت حدقة عينيها و احمر وجهها/سهااام عييب
ضحكت جوزاء/والله ما ينفع لك غيرها..عطيها يا سهام
ضحكت ثم همست لجوزاء/بكرا تشوفيها ساحبه علينا يا بنت الحلال و بتقول ورى ما بخرتوني زين بعد
تململت من احاديثهن اللامزه/انا لو نازله بوسط الناس كان أرحم من كلامكم ياللي ماتستحون..مشينا
غمزت لجوزاء وهما يلحقان بها/شاايفه؟ اعرف دواها هالخجول.
.
،
.
، في مخيّم صالح المعهود في طرف الثمامه، حيث يجتمع بالأصدقاء و الأقارب مضى ، من الليل ربعيّه كان قد بدت له بعض الخيالات البغيظه ماذا لو حدث ما هددت به الشموس؟!
هي قادره على فعل أي شيء، يعرف جيداً حزمها حينما تتحدث عن أمر أنها ستفعله لا محاله ..
لم يستطيع ان يطيل البقاء هنا بين الرجال ليستأذن من صالح و والبقيه و يخرج مستعجلاً..،
إستأذن أدهم ليلحق به خارج الخيمه/ويين يا رجال؟! شاون تعتذر وتطلع بدون تقول لي ناسي أننا جايين بسياره وحده؟!
صد وهو يحاول التنفس و إراحة رئتيه/اعذرني نسيت افكر بالسياره
فرد شماغه لينسفها مجدداً على رأسه بشكل مهمل/الله يهديك هذي ماهي سواة متزن، شلون أطلع ابوي هاللحين؟! كان مبسوط بالطلعه
أتى من خلفهم/ماقصرنا بالسهر يا عيال، الليل انتصف عاد خلونا نعوّد
شعر بالندم للحظه/يا عم و الله ماقصدت ازعجكم
ابتسم وهو يربت على كتفه/يا ولدي اصلاً ماتعودت اسهر لهالحزه الساعه عشر ونص !
قبله أدهم على رأسه/يا جعل عمرك طويل، دام تبي نمشي، مشينا خلني اودع صالح و الربع.
..
ركب السياره وهو يشعر بالنار تكاد تحرقه، لا يكاد يرتاح وهو بعيد عنها، لماذا لم ترد على إتصالاته؟!! سيُجن، كيف تتركه فجأه و هي التي كانت تقول أنها تريده زوجاً و ان حرمها من حقوقها، ذلك يريبه حقاً،
لم يعرف يوماً انه سيحترق بالتفكير بها.
.
،
.
دخل في هذه اللحظات ليسمع صوت التلفزيون قادماً من الصاله الجانبيه بالتأكيد هي شهد فوالدته صارت تنام باكراً..،
تذكر طلب صالح له بأن يذهب معه المخيم ولكنه لم ينتهي من ارتباطاته إلا متأخراً..
كم يعز عليه ان يرفض طلباً لصالح.
وقف وهو يراها جالسه ملتفه بشالها تجلس في أريكه امام شاشة العرض/السلام عليكم
إلتفتت إليه بدون اي تعابير على وجهها/ظنيتك بتنام برا
ابتسم وهو يدخل و يجلس في كرسيه المنفرد/شدعوه ترى بدري، فيه شيء يوكل؟!
تحدثت بنفاذ صبر/فيه كل خير بس ياخي قولي وش فيك جايبني من البارح ولا فتحت فمك بأي سبب يقنعني، ابي ارتاح يا تركي انا سريت مثلما قلت و ما رديت على اتصالاته و قلبي موجعني
نزع شماغه من على رأسه ليضعه جانباً و يتحدث بهدوء/هالنايف ما يصلح لك، و ان كانه يصلح لك فعلاً و يبيك لازم يتعدل ويثبت لي و لك انه يبيك، انتي منتي ضعيفة جناب و انا اخوك علشان يستهين بك.. إذا كانه مستضعفك فوالله و بالله انه معاد يمس شعره منك و لعاد تطبين له بيت و انا ولد هند
لم يخبرها مالسبب الحقيقي و لكنه لمّح لها، هذا يعني انه رأى نايف يخونها و لكنها فهمت جيداً ما يرمي له، يالله من ذلك النايف .., في الحقيقه لا تستطيع ان تسأله اكثر هي تعرف أصلاً انه بعيد كل البعد عنها، ومن الواضح أنه لم يلتزم بالوعد كما قاله..
رن جرس ليقف/بروح اشوف من هذا اكيد سليّم جايب اوراق الجامعه.
وقفت /بررح اجهز القهوه
امرها لتجلس/ما يحتااج اجلسي توني انا وياه راجعين من مطعم متعشين هو بس جايب اوراق من بيته تو طلبتها منه،
عادت لترتاح مكانها و لكن ما سمعته من أخيها عن نايف و غضبه الشديد يؤكد انه رأى منه ما يكره..
لم يكن تركي إلا يحترم نايف..،
.
،
،
عند الباب الداخلي؛
رآه يقف عند الباب ينتظر لم يحبذ رؤيته رغم انه يريد ان يواجهه وان يكيل اللكمات على وجهه/خير؟!
استغرب نبرته ولكنه تجاوزها فهو يبحث عن شهد و هي الأهم/هلا تركي وين شهد؟!
ببرود/داخل اكيد وين بتكون!
أعاد رفع طرف شماغه الأيمن بعجله/بالله نادها لي
بنفس بروده/امعصي.
إستغرب إجابته/افا، ليه طيب؟!
بهدوء مصطنع/طارت الطيور بارزاقها مير توكل على الله.. مابي اغلط عليك
شده من ياقة ثوبه بانفلات اعصاب/وش اللي طارت هذي زوجتي فااهم و باخذها غصب عن خشمك،يلا يا بزر روح نادها لي
استجمع غضبه العارم منه ليدفعه عنه بقوه وهو يصرخ بوجهه/و الله ما ترجع لك و انا راسي يشم الهواء، روح لبنت الحرام اللي تسري لها توالي الليل فالفنادق ..
رفع حاجبه وهو ينكر إتهامه/انت وش تقول؟ انهبلت!!
بعين الغضب/انهبلت هااه؟! قلتلك توكل يا نايف و اقصر الشر اختي ماهي ناقصه و لا طايح حظها علشان تقعد عندك و انت راعي سواد وجه
هجم عليه مجدداً وهو يضربه و يتبادلان الشتائم حتى تدخلت وهي تمنعهما بصوت صراخها/بسسسس!!
ابعدتهما عن بعضهما وهي تقف بينهما بعينيها اللامعه و نبرتها المرتجفه/يرحم والديكم خلاص
مسح عن وجهه ندبة دم على وجنته/انبسطت انها طلعت هااه، ادخلي
اتجهت لأخيها وهي تتفقد وجهه بأناملها بحرقه،لا يكفي ذلك النايف بجرحها بل حتى إذا أعز بشر تعرفه بعد أمها/فديتك يوجعك شيء؟!
نطق بقهر/بمووت إذا رجعتي معه فاهمه بموو...
اغلقت فمه وهي تقاطعه/كم مره اطلبك لا تقول هالكلام ..ادخل تكفى
تنهد تنفسه وهو يقبل رأسها/بسكت بس ينقلع هالأدمي
نطقت برجاء/طيب بس خلني شوي معه فيه كلام بخاطري يسمعه.
قرر الرضوخ لطلبها كما كان يفعل دائماً ولكن همس مجدداً/تذكريني يا شهد
هزت رأسها بالموافقه وهي صامته حتى ذهب، وهي تشعر بالإذلال بعد رؤية جروح أخيها تدمي وجهه من نايف، لتلتفت إليه بعد ذهاب أخيها/نعم يا نايف وش جديدك غير الوجع؟!
نطق بتساؤل/تتركين البيت بدون أذني و ماتردين على اتصالاتي!، و اجي ادورك يهاجمني اخوك!!
انتظرته حتى أنتهى من حديثه لتتكتف بيديها وترد بهدوءها/ليه أستأذن منك؟! ناسي انك تقول خلينا نعيش بدون مانتوقع الإهتمام ببعض؟! انا وافقت على شرطك على أساس تحترمني كزوجه قدام خلق الله لكنك ما وفيت. وتظن انك بكل مره بتنجو ومحد من الأهل راح يكشفك!!
حاول التبرير وهو يشك ان تركي اخبرها/شوفي تركي اكيد فهم غلط،صح انا رحت لأولينا الفندق بس ..
قاطعته فذلك الحديث يثير إشمئزازها وهو اعترف بنفسه/تركي أصلاً ما علمني بسالفة الفندق،..يعني انت تعترف انك ماوفيت بوعدك صح؟! ما احترمتني من وراي...اخوي كره يشوفني مستغفله، مع ذلك ما قال لي انك رايح فندق علشان تشوف وحده من وراي..ليش تلومه و تضربه؟! لأنه واجهك بالحقيقه؟!
نطق بضياع/شهد بغض النظر عن كل شيء مافهمه اخوك انا ابيك بحياتي، ماني مستعد اخسرك ابد و انا تو لقيتك...
نزلت دموعها وهي تحاول ان تمسحها و تكون قويه/صعب يا نايف، خلاص
استغرب/وشو اللي صعب؟! قرارك بيدك،
ردت بتعب/بأذنك سمعته، فراقك مرتبط بحياته ومماته.. وانا مابي اترك اخوي يموت قهر علشان واحد ما قدّرني مع أني تجاوزت عنه و غفرت و تنازلت له عن كل حقوقي بدون مقابل..!
لم يصدق ما يسمعه منها/يعني؟!
ابتلعت ريق الوجع وهي تحاول الوقوف بثبات أمامه/المعنى واضح هذا آخر مابيني و بينك طلقني.
أشار بالسبابه غاضباً/ماراح يلوي ذراعي اخوك فاهـ...
قاطعته بهدوء/انتهينا يا نايف ولا تنسى انها كانت رغبتك و ذليتني فيها كثير..خلاص جاك طلبك على طبق من ذهب ، انا جد تعبت من تلونك معي...تكفى روح عن وجهي خلاص طلقني وريحني من زواجنا الميت هذا.
لم يرد ولكن نظراته كان تحكي الكثير، لماذا ألقت كل ثقلها الموجع في هذه الليله ، الشموس و الآن شهد..ذلك ايس عدلاً..سيموت و لن يفهمه أحد !!
تركها و ذهب مستعجلاً صامتاً...،
نزلت دموعها التي تحاول مسحها كثيراً، لماذا يحدث معها ذلك لا تعرف!
"ليعلم الله أنني حاولت أن اتجاوز عثرات حظي به و لكن من الواضح ان سوء حظي أقوى من كل شيء، أو أنه مثلما قالت أمي بأن العلاقه حين تبدأ مع احد يجبرك على التنازل عن كل شيء من طرف واحد هي حياة فاشله من الأساس وغير قابله للحياة."
.
.
،
وقفت عند المدخل برفقة جوزاء وهي تنوي الخروج/من جديد ألف مبروك لمعاريسكم و الله يهنيهم،
جوزاء بسعاده/الله بارك فيك، بس بدري عالروحه
الشموس/معليه تعبت هذا حدي بالجلوس سلمي علي الوالده ماقدرت اودعها وسط رفيقاتها
ناظرتها بعين الشك/اها لا يكون حامل بس
بابتسامه/ايه
فرحت لها/ مبرووك و الله يتمم لك و يعينك
بخوف فهذه اول مره تصرّح لأحدهم بحملها، و لكن جوزاء ليست قريبه من عائلتها لا مانع من اخبارها/الله يبارك فيك
بسعاده/كنت حاسه بيّن من عيونك التعب مع ذلك جيتي الله يسعدك و الله انك فرحتيني و فرحتي سلطانه بجيتك، راح توترها و انبسطت هالليله ماتصدقين كيف كانت قبل تنزل و تجلس معك
ابتسمت براحه/ماعليك فيصل بينسيها التوتر و القلق، و ماراح يخليها تندم طول عمرها ان شاء الله
استغربت لتتحدث بعفويه/يا رب ، بس مو كنه تدافعين عنه و كأنك اخته!
بنفس إبتسامته تتذكر حديث والدها عن اعجابه به/اي واحد يمدحه ابوي الله يرحمه معناته كفو..ابوي ماعمره مدح احد كثر فيصل..عاد الله الله بسلطانه شوفيها لنا بكرا كيف
استغربت لتنطق بسؤال يحيرها منذ مده/دامكم تعرفون فيصل كفو ليه اختك ليال رفضته،ادري السالفه قديمه و مالها داعي تنذكر الليله بس من جد خليتي عندي فضول.
بهدوء ابتسامتها/محد يقدر يتحكم بالنصيب يا جوزاء ، كل منهم نصيبه ماكان عند الثاني..
ردت بإبتسامتها/من جد والله
.
،
.
رأت سيارة أدهم موجوده قد عاد باكراً الليله تجاهلت وجوده و طلبه للحديث معها ليست بمزاج يسمح لها بالجدالات العقيمه ، دخلت وهي ترى المنزل هادىء من الجيد ان الجميع نائم ومن ضمنهم طفلها..
تعرف أنها باتت تتركه مؤخراً ولكن ذلك خارج عن إرادتها، حملها هذه المره كان اثقل من حملها براكان و زادته ظروفها ثقلاً آخر يزيد رغبتها في الرحيل من هذا المنزل بكامله..
دخلت غرفتها مُرهقه و هي ترمي حقيبتها الصغيره و عبائتها على السرير و تجلس مرهقه بجانبها، لم تتوقع انها ستتأخر هناك..لتستلقي مكانها وتغمض عينيها في محاوله للبحث عن لحظة راحه بحثت عنها كثيراً..،
إبتسمت وهي تتذكر حديث عمها اليوم صباحاً وهي تقلّبه في رأسها،لا تعرف و لكنه فاجئها حقاً بما قاله لها..!
سمعت طرقاً خفيفاً على بابها بعد محاوله لفتحه..،توقعت أنه نايف أو ليال، هؤلاء الأثنين يثيران مراكز الأعصاب عندها..،
تجاهلت الطرق و لكنه متواصل لتتجه إلى الباب وهي تفتحه بنفاذ صبر/نعـ..
لم يسمح لها دفعها بخفه و دخل و أغلق الباب خلفه وهو يرفع حاجبه/ساعه اطق الباب!! ليه ما جيتي مثلما قلتلك؟؟
بلامبالاه/كيفي..مابي اجيك
أبتسم بخبث وهو يلتهم تفاصيلها مازالت بفستانها الضيق القصير ذو فتحة الصدر الواسعه ليطل عليه نحر كالمرآه..!
لاحظته يسترق النظر بطريقه لم تعجبها لترفع يدها وهي تحاول شد فستانها للأعلى في محاوله يائسه/خيرر!! خلاص اطلع بنزل لك هاللحين..
بابتسامته الخبيثه/شفيك؟ خايفه مني؟!
نطقت بضيق/ماني خايفه، قد ماني قرفانه منك.. ياليت تحس على دمك وتطلع.
إقترب وهي تتراجع/بطلع لكن انا محتاج ادردش معك الليله فتحمليني.
تراجعت حتى كادت تسقط ولكنها إستعادت توازنها بسرعه/ماني مضطره أتحملك.
تركها ليهدىء من نفسه و يذهب ليجلس على طرف سريرها وهو ينظر إليها بتأمل للحظات، و كأنها في خصام مع شعرها كلما جمعته جانباً تبعثر مع توترها، لا يعرف السحر الذي يغشاها حتى حين تكون ناقمه و غاضبه من كل شيء و كأن جزء منها خُلق من نار كلما غضبت إشتعلت و اشعلتني معها..!!
لا يعرف أنه بحضوره الليله هنا بدون عذر او قبول عذر ، حضور يجهز عليها و يقتلها، لا تحب حضوره و نظرات الرغبه تلك من عينيه وهو يشهر سيف القطيعه صراحةً بينهما!!
و كأنه يتعمد ان يُشعرها بأنه يستخدمها لقضاء حاجته فقط و من ثم رميها و المضي/قلت أني ماراح اصبر عنك وراح انزل لك تحت أدور حضنك الدافي، و لكن أشوف صار العكس ياأدهم!!
انتظر لحظه ليستوعبها ويستوعب الشوق لها الليله لم يستغرب ذكاءها في فهمه ،من الطبيعي ان تفهم نواياه/تأكدت من قسوتك بعد زعلك من أخوك..و تعجبت من قسوتك عليه.ليه ناويه تقصينه من كل شيء
بإبتسامه جانبيه/ترى أقدر أجاوبك بكرا..ماظن السالفه مستاهله مداهمه تالي الليل.
فتح زري ثوبه وهو يرتاح في جلسته على السرير ليرى حقيبتها التي كانت معها/أوكي دام ما ودك تجاوبين الليله..نتكلم بأي شيء..
رأته يأخذ حقيبتها و يفتحها و يتطفل على محتوياتها,لم تحتمل تصرفه الذي يثير جنونها, وتعرف مقصده/تدري شلون تاركه لك الغرفه..
لحق بها عند الباب ليمنعها من الخروج بإمساكها من خصرها ليلصق ظهرها بصدره و يثبتها وهو يهمس ويده المتلصصه تتحسس جسدها/سمعيني صوتك يلا!
نزفت دموعها المقهوره وهي تراه يهينها للمرة الثانيه و يستخدمها ككرسي إسترخاء يلقي عليه كل إرهاقه ثم يرحل/أقسم أنك بتندم ..أقسم يا أدهم
بيده المتلصصه التي إستقرت على بطنها بشكل عفوي ضغط بقوه وهو يلصقها به ويتذكر فيصل و حديثها السابق عنه و مساعدته الاخيره لها,نطق بصوت أشبه بالبحه/اشش و لا كلمه..
شعرت وأنا أنفاسها ستصعد وروحها ستفيض بين يديه الآن,حاولت نزع يده عن بطنها بيأس حتى صرخت وهو يغرقها بقبلاته/بطني يرحم والديك..
مازال يمسكها بعناد,قد كانت تذوب بلمسه منه و تبادره ما يفعل و لكنها الليله تثير جنونه بتمنعها ليغلق ثغرها بيده وهو يهمس/كل جسمك بيوجعك صدقيني
تفاجىء بدموعها الغزيره تبلل يده ليبعد يده عن ثغرها دموعها هذا لا تحتمل/لا تمثلين علي,,بتعرفين عقابك وش فيك؟
نطقت بصوت مبحوح من تعبها/احتمال هالمره أجيب لك حجر عثره بحياتك..
لم يفهم ما تقصده بالضبط ولكنه تذكر جملتها هذه/مافهمت!!
نطقت بدموع حاره/أنا حامل..
إبتسم لا شعورياً/أحلفي!!
نطقت بحقد/والله وأنا أم راكان ماتهنى فيه, وان تعاني مثلما أعاني.
لم يفهم مقصدها جيداً ولكنه الآن يعيش أحلى خبر ممكن يسمعه, قد تكون ساره/سوي بي للي تبين..
شعرت بالغثيان لتتمالك نفسها أمامه/ما راح أنتظر أذنك يا أدهم علشان أنتقم.. أنا ما أنام على وجعتي, وتذكر كلامي هذا زين, لا تقول أنها ما حذرتني..
كان جل إهتمامه بهذا الخبر الذي أمطرته به,أما أحاديثها الباقيه وتهديداتها ستنساها مع الوقت..لن تتعدى أحاديث غاضبه/من متى حامل؟ وليه ما بشرتيني من قبل؟
صدت عنه وهي تنوي تركه ولكنه مسكها مجدداً ولكن بلطفه المعهود ليعيدها أمامه/ان طلعت منك هالليله خالي وفاض بتلعنك الملائكه لين بكرا, و أنا مابيها تلعنك.. أقسم أني أعتذر عن كل شيء و من هالليله.
لا تصدق أنه بهذه البجاحه, لم يكن سيتحدث عن إعتذارات لولا أنها أخبرته بحملها, لتمد يدها لذقنه المرتب و تداعبه بإبتسامه تخفي وعيداً سرمدياً وتقترب من وجهه/و أنا أقسم أني لأدفعك ثمن هالليله.. و تذكر كلامي هذا زين
فرح بإقترابها ومبادرتها ليلف يده خلف ظهرها وهو يفتح سحاب فستانها و من ثم ليخرس وعيدها بإلتهام شفتيها...لولا أنها تبادله هذا الإقتراب لصدقها ووعيدها ولكنه تثبت بحرارة عناقها أنها لن تفي بوعيدها..!
,
.
.
ظلت جالسه تنتظره في جناحه ، تكاد تنهار من الإنتظار.. تأخر كثيراً أم ان جوزاء استعجلت حينما أدخلتها ..
ولكن الساعه الآن الواحده بعد منتصف الليل و ذهبوا ضيوفها القليلون الذين حضروا..منذ ثلاث ساعات !!
لا تعرف لماذا إزداد شعورها بالندم وهي تنتظره هكذا بلا فائده.. هذه رساله واضحه، لا يريدها..هذا ما فهمته..
قررت ان تقف و تذهب لغرفتها و ترسل له رساله تعذره فيها و تُعفيه من مشقة الإعتراف بحقيقة مشاعره الاي لا تريدها..،
فُتح الباب هذه اللحظه بهدوء وهي تراه يدخل و يغلق الباب بقفل المفتاح..أبتلعت ريق الخجل و هي تشعر ان وجهها يشتعل ، هي هكذا أمامه بكامل زينتها لأول مره..
رفع رأسه للتي تقف هنالك عند الأريكه ليراهاتكاد تكسر رقبتها وهي تنظر للأرض ليلقي تحيته بصوته المليء فخامه/السلام عليكم
بالكاد ردت عليه وهي تشعر بخطواته ناحيتها حتى وقف أمامها ليمد يده يصافحها ...لتصافحه وهي تطأطأ رأسها ليرفع وجهها بيده الاخرى حتى عانقت عينيها عينيه، شعرت أن أنفاسها تهرب منها لم تكن تعرف أنه بهذه الوسامه،
في الواقع لم تكن مولعه بالنظر لوجوه من ليسوا محارماً، كان أكثر وسامة مما تظن كان، لا تعرف إن كانت مواقفه الرجوليه هي من أكبرته في عينيها، أم أنه حقاً بالغ الوسامه!!
نطق بهدوء نبرته المعهوده/ما شاء الله، لا قوة إلا بالله..
عادت لتصد مجدداً، وتسحب اناملها من يده ،تشعر أنه فقط ملزم ان يجاملها و هو يُظهر إنبهاره..إمرأه مثلها تشبعت كذباً وخذلاناً..و لم تعد تصدق و لم يعد يبهرها المديح..
تبدو متوجسه و خائفه، لا يلومها أبداً/أنا آسف تأخرت بالمجلس كان فيه خوي لي ما وصل إلا متأخر من الدمام و اضطريت اقعد معه و اضيفه تخبرين يعني صعبه الرجال يترك ضيوفه،لذلك أعذريني هالليله
لم تصدق أنه يعتذر عن تأخره من أول ليله!!، لم يكن سيء الذكر يعتذر عن أي ذنب يقترفه حتى خياناته المجلجله، إلتفتت إليه غير مصدقه !!
إبتسم مجدد وهو يستأذنها يريد فقط سماع صوتها بعد رؤية وجهها/هاه بتسامحيني و بتخليني اجلس بالغرفه او بتطرديني؟!
نطقت اخيراً/ماكنت و لاعشت علشان اطردك يا فيصل.
عاد ليمسك بطرف اناملها مجدداً وهو يجرها للحديث/لا يا سلطانه البيت بيتك انتي انا الضيف هنا و انتي المعزبه، إن ماجاز لك الوضع لا تسكتين على فيصل
عاتبيه و ذكريه بالله..
أحمرت عينيها من جموع الملح التي انهمرت اخيراً ، و كأن فيصل هو الرضا من الله و هو حسن الثواب!!، اختنقت بعبرتها ..
لم يحتمل إنهيارها هكذا أمامه كان موقفاً صعباً، لم يعرف كيف يتصرف ليوقف دموعها، قرّبها إليه وهو يسألها بإلحاح فهذه الليله ستكون مفصليه/ان كانت دموع خوف قولي لي يا سلطانه والله معاد ادخل هالغرفه ثانيه و لا أأذيك و تبقين زوجه معززه مكرمه ببيتك مع بنتك
لم تستطيع الرد فبكاءها يخنقها حقاً، إستغلت إقتراب صدره الذي تراه أمامها لتعانقه فقط...
فهم ما تعنيه بذلك و وصل ما يريده منها، الآن إرتاح تماماً أنها ليست فقط مضطرة للزواج منه...،
الآن فقط شعر انه قام بواجبه و جمع عائلته ، و استطاع ان يحل أزمة زواجه من أرملة أخيه الأزمه التي أخذت من وقته الكثير.. وإن داس على قلبه و أحلامه التي رسمها مع إحداهن..!
خُيّل له أن ليال بين يديه الآن و ترتمي بحضنه، لم يستطيع ان يقاوم تلك الفكره، ليداهم سلطانه بسلسلة قبلات كادت تفقدها عقلها...حتى إقترب من شفتيها ليفيق على وجه سلطانه، ابتلع ريق الخوف من تصرفه قبل قليلا بلا وعي منه، هل أخطأ بحقها بدون قصد؟!
لا يعرف فقط تركها وهو يستأذن وهو على عجله من أمره/عن اذنك شوي فيه شيء نسيته تحت...
رأته يتركها فجأه و يخرج مسرعاً وكأنه مقروص!!!
لم تعلّق داخلها ، بالتأكيد نسي شيء يخصه تحت.. قررت تغيير فستانها وهي تبتسم لما آلت إليه الأمور..
إرتاحت كثيرا. بعد الذي حدث،، ...
.
,
.
إستيقظت باكراً وهي تشعر بغثيانها يزداد ولم تجده بجوارها..عرفت أنه تركها بعدما أنهى ما كان تأمره به غريزته ليخرج من غرفتها..
ذهبت لتنتهي من حمامها الصباحي لتتصل بخادمتها وهي تأمرها/جوري..جهزي شنطة راكان وملابسه و كل أغراضه...و لا تقولين لأحد.أوكي
علبى الطرف الآخر بإمتثال/اوكي مدام..
إتجهت لجهازها المحمول وهي تُلقي منشفت شعرها جانباً, هنالك أمور مهمه عليها أن تقوم بها قبل سفرها..
..إتصلت بنوره و توكلها بالعمل بحجة التعب..ثم أغلقت الهاتف...
أبعدت شعرها المبلول وهي تكمل عملها بشكل سريع..
كل شيء يجب أن يتم قبل عودته من العمل و قبل أن ينتشر خبر حملها بين العائله..وهي تقسم أنه سيدفع ثمن عذاباتها و لامبالاته بها..
إبتسمت بخبث وهي تنتهي من عملها بشكل سريع..وتحوَل أموالها لحساب إحتياطي..أنشأته منذ مده وبدأت بتحويل الأموال إليه لفترات....
تلقت إتصالاً منه لتخاف أن يكون عاد باكراً من عمله ,,ردت بقلق لتتحسس أخباره فقط/ألوه
على الطرف الآخر/صباح الخير
خافت فنبرته مرتاحه/صباح النور
بسعاده/للحين بغرفتك أجيك؟ و الا نزلتي؟
ابتلعت ريق الذعر لو كان عاد حقاً/أنت هنا؟
ضحك/وش فيك خايفه؟..و الله ما اجيك متسلل زي البارح تطمني...أنا للحين بالعمل
ارتاحت/طيب وش بغيت؟..
براحه/حجزت لنا سفره و بتكون استرخائيه يحبها قبلك..لنا اربعتنا انا وانتي و راكان و ساره ان شاء الله.. و موعدها بكرا تجهزي يا قلبي طيب؟
بمسايره/الله يديم الرضا..
نطق بشيء كان يصعب عليه الإعتراف به أمام عينيها الناريتين/تدرين يالشموس؟.. قلبي معك..أنا طلعت من اجتماع ماكملته علشان بس اسمع صوتك..
نزلت دموعها بحسره, كما قيل قديماً " البِر لا ينفع حين تبدأ الحرب"../ناقص تقول تحبني
بلا تردد/والله أني احبك..
ضحكت بسخريه وسط دموعها,تأخر كثيراً في الإعتراف بها..حتى فقدت بريقها.. وتبدلت لذّتها بعلقم لا يُمكن إبتلاعه..ما حدث البارحه كان القشه التي قصمت ظهر صبرها..
أنهت المكالمه وهي تقف لتنتهي لبسها و شعرها..هي دقائق ثم إتصلت بجوري لتأتي تأخذ حقيبتها و تخرج...بهذا توقيت لا أحد سينتبه...
لم ترتاح و تشعر أنها بأمان حتى ركبت سيارتها مع سائقها منطلقه بعيداً عن ذلك المنزل...,هذه المره ليشتعل أدهم ..الجميع يستغنون عنها فلماذا تفكر بهم الآن كفاها تفكير بإخوتها..قالتها ليال صراحه..هي حشريه وفاشله في إستمالة زوجها, وأثبت ذلك لها البارحه لم يتحدث عن الغفران حتى عرف بحملها, تعرف جيداً أنه فقط يخاف على طفله وليس على مشاعرها, هل يظنها بنت؟,,تمنت من الله أن لا يرزقها منه بالبنات أبداً..بل إن كان ما ينمو في أحشائها بنت ستقتلها..!!!
.
,
.
في ممرات المشفى تتجه ناحية حضانة الأطفال بصحبة دييغو الذي يحذرها من أن تفشل مهمتها في الحصول على أحد الطفلين..
تركها تتجه ناحية الحضانه وهو يراقبها من بعيد.كانت تلبس عبائة و طرحه, قررت البحث عن الممرضه التي تعرفت عليها تلك المره...
إبتسمت وهي تراها تقترب..من الحضانه لتلتحق بها ...
أحياناً نهرب لنعيش ضياعنا بعيداً عمن نحبهم ليكون أقل قسوه علينا من الضياع و نحن بينهم..!
.
،
.
دخلت ام قاسي بصحبة الممرضه، منذ اسبوع لم تزور الاطفال،الشوق بلغ مبلغه، انتبهت للسرير الفارغ فهو في الطرف إلتفتت للممرضه وهي تكتم صرختها/وين الولد؟!!
خافت وهي تلتفت لترى خروج الممرضه الأخرى من الغرفه الجانبيه/بيبي معي
اتجهت ناحيتها وهي تكفكف دموعها المرعوبه/بسم الله عليك يمه .
دخلت في هذه الاثناء ام رواد بصحبة نيفادا التي رأت دموعها و خافت/خالتي وش فيه ولدي؟!
تجاهلت ما ارعبها قبل قليل، ليس من الجيد ان ترتعب وهي نفساء/مافي شيء بس اشتقت لهم من اسبوع ماجيتهم بعد قلبي
ابتسمت وهي تتجه لطفلها الذي بات افضل من ذي قبل/تحسنوا صح؟!
ام رواد/اي الحمدلله قااايله لكم بطلعهم قبل يتمون شهرين هنا..الله عطاهم اسبوعين بس و بعدها بجي أنا و أم قاسي و بناخذهم، شقلتي ام قاسي؟!
فرحت من قلبها/وش اقول فير الله يبلغني فيهم هالصغيرين و اشوفهم يركضون بصحتهم وعافيتهم..
كلاهما بصوت هامس/اميين.
.
،
تلك ابتعدت مستعجله وعادت حيث يقف دييغو لم تستطيع ان تتحدث تعرف انه سيحرقها غضباً..،
تحدث اخيراً بالأسبانيه/دوندي إيست إلبيبي؟!!
ردت بتوتر وهي تلتفت/نو بوودي،فاموس دييغو
فهم ان هنالك ماعرقل العمليه ليخرجان وهو يفكر بيوم آخر ولكن يجب ان يستعجلون.. فيزة الزياره ستنتهي..!
.
،
.
وصل المنزل وهو يحمل اكياس من الهدايا، الجميع في المنزل له نصيب.. إكتفى من الأسى ولم يعد يريد ان يلامس دوائر الماضي الموجع أبداً ..
دخل وهو يرى والده وحيداً ومعه احداهن رفعت شالها بمجرد ان سمعت صوته ينادي راكان../السلام عليكم ..
فرح بإبتسامته/وعليكم السلام
ردت ليال/وعليكم السلام..
جلس وهو يدير ناظريه/كيفكم كيفك ليال؟!
ليال وهي تقف محرجه تريد الذهاب/بخير الحمدلله، عن اذنكم بروح ادور ركون و ارسله لكم، من الصبح عند أمه ،حتى هي ما طلعت من جناحها
الشايب/اي والله ماهي من عوايد راكان، دايما يصبح علي هنا و يحوس حولي.
نطق بحماس/اي والله هاتيه.
ذهبت وهو يلتفت لوالده و يمد له علبة كبيره مغلقه بمخمل اسود و شرائط مذهبه/سم يبه هذي الهديه من ولدك
اخذها وهو يتسائل ما بداخلها/العيد مابعد جاء وش مناسبتها
بإبتسامه تزين ملامحه/ولد ومهدي أبوه مايبي لها مناسبه يالغالي، يلا افتحها وشوفها، أخاف ماتعجبك
فتحها بهدوءه ليجدها "بشت أبيض"/ما شاء الله بشت حساوي ! ماقصرت يا ولدي.
فرح انه أعحبه/تستاهل، يزهاك البشت يبه.
لحظات لتطرق الباب وتدخل بعدما ذهب أدهم لفتحه/ارررحبي يا هوازن ،وش هاليوم المبروك هذا
قبّلت جبينه وهي تبتسم/تبقى لي يا أدهم
فرح برؤية الغائبه منذ مده/التراحيب كلها راحت علي اجل!!
حمل أدهم طفلها منها و اتجها إليه ليجلسان لدقيقتين حتى وصلته رساله في هاتفه الموضوع على الطاوله أمامه ، لمح إسمها الذي يلقبها به "العاتي" فتح الرساله ليصفعه ما قرأه فيها، لم يصدق وهو يسمع صوت ليال خلف الباب و تخبره/أدهم الشموس ماهي موجوده،يمكن أخذت راكان علشان التطعيم حقت السنه !
عاد ليقرأ الرساله القصيره مجدداً وهو يفرد طرف شماغه ثم ينسفه مجدداً[أنا سبق و حلفت لك و قلتلك انك بتدفع الثمن غالي و بتعاني مثلما أنا عانيت، تركت لك البيت و طلعت، لا تتعب نفسك و تسأل بالمطارات أنا هنا بالسعوديه ما هاجرت، و برضو لا تتعب و تتصل و تسأل سيف، لأنه ماراح دوامه اليوم وسيارته مبنشره و قزازها معطوب~،ولدي معي و اللي ببطني عليك منه سلام، ما راح اقول انك ماراح تشوفني، لا راح تشوفني ان شاء الله بس ماهو هاللحين ،راح أرجع بمزاجي مثلما رحت بمزاجي, و ان رجعت بمزاجي ساعتها بيكون كل شيء منتهي..."أنا ماني كرسي إنتظار يا أدهم"]
شعر أنه ينهار الآن، كيف سيتعامل مع هروبها الواضح أمام الجميع!!!
شعر ببرودة يديه و هو يحاول الوقوف،
استغربت هوازن تصرفه/أدهم شفيك حبيبي
رد بعد ثواني/العمال متصلين علي من المعرض فيه مشكله بروح اشوف..سلام
لم تصدق ليال ما سمعته منه، نبرة صوته تعكس توتراً ملحوظاً،هنالك شيء ضبابي يحدث!!!
لم يعلّق والد أدهم فقط هز رأسه بخيبه، إبنه يغرق بمشاكله مع زوجته...وذلك واضح للعيان.
.
.
،
ركب سيارته وهو يحاول ان يتصل بها مراراً و لكن هاتفها خارج الخدمه..!!!
تذكر حديث وعيدها ليلة البارحه الذي ظنه مجرد "فشّة خلق" سيمحيها عناق منه!!
فتح أزرار ثوبه العلويه وهو يحاول ان يتنفس، كيف سيواجه عائلته و شالناس وزوجته هاريه منه؟!
بل كيف سيستردها قبل فوات الآوان لن يستطيع ان يبات ليلته دون ان يجدها،
إنطلق بسيارته لا يدري إلى أين و لكن سيبحث عنها في أي مكان يتوقعه،
راوده شك ان يبدأ بالمزرعه ..ليذهب إليها.
.
،
.
في طريق العوده،
تفكر كيف تطلب من السائق ان يذهب بها لمستشفى الحرس الوطني لزيارة قاسي، ذلك صعب بوجود أمه ، هي محرجه و بطنها بدأ يؤلمها قليلاً..،
لاحظتها ام رواد شارده وسط احاديثهن لتسألها/شكل منتي منتبهه معنا يانيفو!!
حاولت التركيز معها/شوي يعني،
ام قاسي بسعاده/امس زرت قاسي و اموره الحمدلله طيبه ووعدني انه كلها اسبوع او اثنين و يطلع، و بناخذ الصغار لبيت ابوهم عااد ترى ماالك قعده عند اهلك سمعتي يام سلمان؟!
ام رواد/مثلما تبين، بالاول نشوف صحتهم كيف لازم رعايتهم
تنهدت وهي تتوق لأخذ اطفالها و الراحه بعد كل ذلك العناء/ودي ارجع بيتي يا خاله بس اخلص الاربعين و الخمسين حتى، عمليتي توجعني هالأيام.
رحمتها،لم تسمعها يوماً بهذه النبره الموجوعه، هي يافعه جداً على كل هذا/الله يشفي جرحك و ترجعين مثل قبل غزال.
ام رواد/امين يا رب..عاد يام قاسي هي ماراح تربي اثنين لحالها واحد منهم بيصير مسؤليتك ترى، نيفادا وراها دراسه
فرحت بالفكره ان يكون لها طفل ترعاه بعد هذا العمر، سيكون للعمر قيمه و للأيام طعم/كلهم عيني والله ما اعز من الولد إلا ولد الولد.
خافت كثيراً من ان تتحكم ام قاسي بتربية اطفالها و تحرمها الإستقلال و الخصوصيه و لكن لم تعلّق على موضوع الاطفال الآن مازال الوقت مبكراً جداً...
.
.
،
في مكتبه منذ الصباح، يباشر عمله المعتاد و يشعر أن شيئاً ما يكاد يسحب أنفاسه ببطىء،..
وصلت رسالةً نصيّه على هاتفه من تركي ليقرأها غاضباً[طلّق اختي بالطيب و الوجه من الوجه أبيض،هذا انت سمعتها منها]
مسح على وجهه بغضبٍ عارم جعله ينسى كل شيء حتى تلك السياره التي تراقب منزله وتتبعها مع تركي!!
إتصل بها بدون تردد وهو يحاول ان يتحدث إليها ولكنها لم ترد و كأنها تحتقره بعدم الرد على إتصالاته،فقط لو أنها لم تطلب الطلاق ذلك الطلب الذي لم يظن أنه سيبعثر أوراقه!!
،
.
،
لاحظتها تغلق هاتفها مع كل نغمة رنين وتستمر في حديثها معها، لتسأل بفضول/انتي وراك تقفلين الخط كلما رن؟!!
بهدوء/واحد مزعجني،
استغربت/قولي لأخوك يتصرف او عالاقل سوي له حظر.
بمحاوله منها لرؤية ما تكتبه/مصيره يزهق و يوقف اتصال من نفسه،.يمه وريني اللي كتبتيه اشوف
منعتها وهي تغلق اللابتوب/لااا ياويلك مابعد انتهيت منها
كتمت ضحكتها/يممه ترى بس بقرأ
بإصرار/ولو ما احب احد يقرأ مسوداتي قبل نشرها..هذا شيء خاص جداً و حساس بالنسبه لي
سكتت مستغربه/من جدك يمه؟!
سمعوا صوت الباب يُفتح،ليرون صالح يدخل بصندوق متوسط الحجم يحمله بين يديه/السلام عليكم
بابتسامتها/وعليكم السلام راجع بدري اليوم وش هالرضا
وضع الصندوق على الطاوله ليفتحه ويخرج مافيه و يريها ما يحتويه/سمي يا احلى كاتبه..
لم تصدق وهي ترى أسم روايتها موقّع بإسمها، بغلاف جميل/روايتي!!!
صالح/هذي النسخ وصلتني لمكتبي كهديه لك من الشموس و انا اللي اقدمها..طبعاً هي طبعت منها 200الف نسخه بشكل أولي..
قفزت لعمها وهي تفتح الصندوق و تأخذ نسخه لها لتنطق أسم الروايه بحماس/إمرأة في الظل..! للكاتبه هند عبدالعزيز المناع...واااو يممه اخيراً راح أقرأ لك!!
شعرت بالخجل و الخوف نوعاً ما، سيقرأها الجميع الآن زوجها و أبناءها و الأقارب!
و ما زالت لم تصدق..،رفعت ناظريها لصالح الذي يقف مبتسماً بلطف بشكل يضفي السعاده على قلبها..
اخذت الكتاب وهي ترى رحلت نظراتهما تبدأ الآن/بروح اجهز لي كاسة شاي و اقرأ ..اخليكم انتم مع القهوه..
انتظرها حتى ذهبت ليتجه إليها ويجلس بجانبها/مبروك يا قلبي..
نطقت بسعاده/الله يبارك فيك..وش رايك انت؟!
امسك بأناملها/بالنسبه لي فرحان اني شاركتك فرحة أول إصداراتك، وواثق بنجاحك من قبل أقرأ
إلتفتت إليه برجاء/بس لازم تقرأه..
بإبتسامته الهادئه/إهداء الكتاب لي ،اكيد بقرأه
تذكرت ذلك اليوم حينما جعلتها الشموس تكتب إهداءاً "محتملاً" لأول إصداراتها..
شد على أناملها/اقرأي لي الإهداء بصوتك، ودي أسمعه منك .
ابتلعت ريق إرتباكها وهي ترى إصراره لتفتح الكتاب على صفحة الإهداء ،لم تصدق أنها كتبت ذلك حينها/هذه الروايه إهداء إلى الحُب الذي أنضجته سنوات إنتظاري."صالح".
إنتظرها حتى إلتفتت بعينيها اللامعه لينطق بحب/والله أنك أحلى من كتب.
إبتسمت بعفويه ولكنها أجابا بقلق طبيعي/لا تلبسني الغرور، ترى مابعد تلقيت ردود أفعال القراء، أخاف ترفعني انت للسماء و الواقع يرميني القاع.
قبّل يدها التي يمسك أناملها/طبيعي الخوف، بدال ما نخليه يعطلنا خلينا نعتبره دافع لتقديم الأفضل، يلا استعدي لمهرجان الكتاب الأسبوع الجاي و راح تُنشر روايتك فيه لأول مره..من هاللحين استعدي للشهره
فرحت بحديثه، و حسدت نفسها على ما آلت إليه حياتها، تلونت و بات لها طعم و لون و رائحه..زواجها الأول ما كان سوى سقطه ونهضت منها و نسيتها تماماً بكل آلآمها و مآسيها..كل ذلك إنمحى بدخول هذا الرجل إلى حياتها..،من قال أننا لسنا بحاجة بعضنا البعض، سيبقى الإنسان مكملاً لشريكه الإنسان حتى يرث الله الأرض ومن عليها..الحياة مُرة بلا شريك يساندك و يقف بجانبك و تدعمه ، تفرح له و يفرح لك .
.
،
.
الساعه الآن الواحده بعد منتصف الليل الذي بدا طويلاً عليها..!
وهي تقف على شرفة غرفتها المظلمه تحت أضواء حديقة القصر المتمرده على جدرانه..
أغلقت هاتفها من وليد وهي تتبسم وتتذكر حديثه المتازح ومواقفه اليوميه.. و لكن سرعان ما اختفت إبتسامتها وهي ترى قدوم أدهم و جلوسه لدقيقه بسيارته و من ثم أنزّل شماغه على كتفه و يفتح كل أزرة ثوبه ليجلس محبطاً على الممر، كان شكله بائساً و يدعو للشفقه,لا ينبغي لرجل مثله أن يكون بحالته هذه,لطالما عرفته رسمياً و غامضاً, وهاهو اليوم يتكشف حاله بعد غياب أختها الغريب في هكذا توقيت!
من الواضح أن الأمر بينهما وصل لمرحلة الإنفجار..الشموس كتمت غضبها من الكل و لم تفضفض لأحد، حتى مشكلتها مع أدهم لم تتحدث عن اسبابها لها، شخصيه صعبه جداً , و تدّعي الصمود بشكل جعلها تنفجر مرةً واحده و ترحل بهذه الطريقه الجنونيه المتهوره!
تسائلت مراراً كيف لشخصية كتومة مثلها أن تستمر في الحياة؟!
دورة المشاعر في حياة الإنسان يجب أن تأخذ حقها من قلبه وجسده، السعاده و الحزن والغضب، الإحباط ..وغيرها من الإنفعالات يمر بها كل إنسان و يجب عليه ان يتعايش معها لا أن يكبتها و يتجاهلها ظاهرياً وهو يحترق وحده و يموت داخله!
تماماً كالذي فعلته الشموس كبتت كثيراً ظناً منها أن إظهارها لعواطفها التي تعصف بها سيؤثر على مكانة شخصيتها القويه و القياديه!!
...حسناً الغريب جداً هو صبر أدهم على شخصيتها التي تقود ولا تُقاد..!
لن يصبر عليها سوى عاشق ولكنها لم تفهمه أو أنها تفهمه و لا يسير الأمر على ما يرام..
سمعت طرقات باب خفيفه على غرفتها..استغربت و لكن ظنته وسام ، ولكن وسام يفتح الباب بعد طرقه واحده/الباب مفتوح
دخلت بمشيتها المتعبه/الحمدلله انك مانمتي
استغربت نبرتها وهي تتجه إليها و تمسك بيدها/خير نيفو يا قلبي شفيك؟!
لم ترد حتى جلست على طرف السرير وهي خائفه/شفت كابوس خوفني ماقدرت أنام لحالي.
ابتسمت لها وهي تجلس بجانبها و تجمع خصلات شعرها البني مجدداً و تعيد ترتيبه في ربطته/بسم الله عليك..افهم انك تبين تنامين عندي؟!
هزت رأسها بالإيجاب/مايبي لها سؤال، للوش قسم بالله مرعوبه.
اقتربت منها وعانقتها لتشعر برجفت اضلاعها/بسم الله عليك، اي والله من جد ! تعاالي نامي خليني أغطيك باللحاف، مايصير ترجفين انتي.
بسرعه دخلت في فراشها و غطتها جيداً.. و نامت بجانبها، تفاجئت ليال باقتراب اختها و نومها على كتفها وتشبثها بيدها! ابتسمت وهي تتركها ترتاح، لا تعرف كم أحزنها موضوعها، تحملت جزءاً كبيراً بعمر صغير، حتى زواجها لم تكن راضيه عنه تمام الرضا مازالت طفله على كل هذا،
الجيد في الموضوع ان زوجها رجل عاقل لكن ماذا لو كان العكس؟!
بالتأكيد نيفادا طيبة القلب ونقيه جداً ليمنحها الله زوجاً يتفهم طيش عمرها و يستطيع بذلك التعامل معه، أم أنهما رُزقا حب بعضهما، فالحب رزق ومن أطيب الأرزاق التي يمنحها الله لبعض القلوب بسخاء.
,
,
,
إستيقظت باكراً وهي تشعر أنها تحمل طاقة نشاط جباره، رغم صعوبة الأمس!
‏ لا يهم هل كان تصرفها صحيحاً أم لا ، كانت واضحه منذ البدايه معه و تنازلت كثيراً و أكثر مما يجب،
نعم تصرفت بقسوتها المفرطه و لكن هذه هي هذه شخصيتها التي لا تستطيع عنها تبديلاً ...لم يعد يعجبها الوضع الذي جعلهم فيه بتعنته معها رغم عشقها و حبها له ، لكنه ماطل كثيراً ،بينما هي لم تماطل لتغفر له!!
، لو كان يعرفها حقاً لعرف كيف أنه تمكّن من قلبها بشكل لم يسبقه عليه أحد و لكنه أخذته العزّة بالشدّه معها للحصول عليها بدون أي غفران واعتراف بهزيمه!!، هكذا مثل طفل يعبث بالأشياء الثمينه غير آبه بقيمتها، فقط يلقي كل ما هو غالٍ تتمكن منه يديه على الأرض، فيظل هكذا خاسراً للأبد!
لم تكن يوماً تحبذ الهرب حتى كثرت بقلبها ندوبه ، لذلك فالطريقه الوحيده الموجعه له ستكون هجره بلا سابق إنذار..
ان تجعله يعجز أمام أهلها حين يسألونه أين هي؟!متى ستعود؟..لماذا الآن؟!
لابأس من تركه في دائرة خاويه من الوقت تجعله حزيناً كما كان قبلها..فالحزن يغسل القلب و الهجر يمحّص المشاعر الحقيقيه من الزائفه..!
،
،
إطمأنت لنوم طفلها في مكانه و خرجت تتفقد المنزل و ما ينقصه.
وصلت البارحه مرهقه ونامت،لم تتفقده كله،
بيت طرازه قديم جداً رغم ان جدرانه تبدو مطليه حديثاً ..
مرت على غرف النوم الأربعه توقفت عند إحداها كثيراً أثاثها قديم ولكنه محتفظ برونقه..لا بأس ستبدأ تأثيث المكان بما يتناسب مع ما تراه مريحاً لها، فهي لا تعلم كم من الوقت ستبقى هنا..
خرجت لساحة المنزل الصغيره جداً بالنسبه لساحات قصرها ...هنالك اماكن تسمح بوضع أحواض زراعيه و أرجوحه لها ولطفلها..و طاوله صغيره،أفكار كثيره تشغلها حول هذا المنزل الجديد ..
رن جرس الباب وهي تنظر لساعتها من سيأتيها الآن؟! رن هاتفها ذو الرقم الجديد لترد/الوه..هلا أم سيّار..طيب هاللحين افتح لك..
تفاجأت وهي تفتح الباب بدخول الجاره التي تعرفت عليها بالطريق البارحه بصحون الفطور وحافظات الأكل/ما شاء الله يا خاله وشوله تكلفين على نفسك و تجيبين فطور؟!
ابتسمت لها وهي ترفع برقعها وتأمر خادمتها بإدخال الأكل وترتيب السفره/هذا واجب يا بنتي و ادرري ان البيت هاللحين فااضي
فرحت ببساطتها وهي تدخل معها و ترتب معها السفره ..
جلست السيده الخمسينيه لربما كان هذا عمرها أو أكبر تبدو بصحه جيده, جلست على طرف السفره الاخر وهي تتأملها بإبتسامه يشوبها الشيء الكثير/ما تخيلين فرحتي يا بنتي من دريت ان نزل عندنا جيران مستأجرين جدد، مبطين عن الونس و انا عيالي تزوجوا وما بقى لي غير فواز اخر العنقود يدرس بالثانويه ..
بادلتها الإبتسامه/الله يحفظه لك..دام كذا مريني كل يوم يا خاله و خلينا نونس بعض.
استغربت/لااا بس زوجك اخاف يتضايق من كثر ما اسير عليكم كل يوم
كتمت ضحكتها/لا ما عليك زوجي يشتغل بالرياض و ماهو فاضي لنا دايم.
إبتسمت بسعاده/دام كذا ما راح تستاحشين و انا جارتك،
بادلتها بابتسامه صغيره ثم بدأت إفطارها معها، كمية من البساطه لم تعشها من قبل، الحياه هنا أقل ضوضاء و اكثر راحه/خالتي ممكن اطلب منك طلب؟!
إلتفتت إليه بترحيب/سَمّي؟
تذكرت ما يجب ان تقوم به في المنزل/ابيك العصر تمريني انتي وفواز ونروح السوق، عساك فاضيه؟!
بإبتسامه/ووش مشغلني؟! ماعندي إلا الفراغ اللي طفشني من نقلت جارتي و سكنوا مكانها ناس ماودهم يختلطون بأحد، تركتهم وش ابي بعربان مايبون أحد!
استغربت حديثها المسهب عن الوحده/بناتك مافيهم اللي ساكنه قريب منك؟!
تنهدت بألم/كان عندي بنت رفضت تزوج و شالت هم ابوها لين مات بين يديها بفراش المرض، بعدها عليها تزوج كانت الكبيره واخذت واحد معدد وشرطت عليه تسكن عندي حملت و جابت ولد وماتت وهي تولده ظلت حسره بقلبي وندامه ،عقب ما كبروا عيالي و تزوجوا اكلتني الوحده صدق اللي ماعندها بنيات يونسونها ما خلّفت. وظل عندي ولد بنتي فواز اللي تشوفينه معي.
حاولت تخفيف حزنها بعدما إستثارته من دون قصد/الله يرحمها و يصبرك، يعني يا خاله ندمتي عالأولاد؟!
ابتسمت بشكل محزن على فقدها العظيم/لا حشى ماندمت على رزق ربي لكن مثلما يقولون "الولد ولدي لين يتزوج، أما البنت بنتي لين أموت" هذي حقيقه رغم ان عيالي ما يقصرون لكن مهما كان ماتكتمل الأمومه و لا الأبوّه بدون البنت.
حتى لو ربي رزقهم دستة أولاد وهذا من تجربتي.
تعجبت وهي تسمع عن وحدتها الموحشه وتتذكر أدهم ووالدته/ماهو كل الأولاد جافين وينسون أمهاتهم ، أعرف لك واحد من وهو طفل يزور قبر أمه كل اسبوع ولو بيده نام عند قبرها و مره من المرات أخذ زوجته للمقبره علشان يبشر أمه بمولوده اللي بالطريق!
دمعت عينيها وهي تسمع ما قالته/ما شاء الله هذا وينه فيه؟! عسى الله يرزقه بركة دعاء امه طول عمره،اللي مثله قليلين يا بنتي و مانسمع عنهم إلا بقصص الأولين
نطقت بحنين وهي تتذكر زيارته لقبرها وهي معه،كان يبكي بصمت وحينما حدثها عن والدته نزلت دموعه بلا تردد/لا والله شوف عيني محد قال لي.. مازال يبكي لا تذكرها و مازال يتمنى يرزقه ربي بنت و يسميها على أمه دعواتك له يا خاله
رفعت كفيها للسماء/الله يرزقه بالبنيه اللي يسميها على أمه و يبرد خاطره فيها دامه رضي والدين يا رب أمين.
فرحت بدعوتها رغم حمم غضبها البارحه، إلا أنها اليوم تُشفق عليه كلما تخيلت صدمته بعد هجرها له تضيق رئتيها بأنفاسها رغماً عنها..!
هي تعلم تماماً أنها تخنق نفسها بنفسها بإبتعادها عنه و لكن الكرامه لا حياة بدونها.
،
.
،
فتحت عينيها وهي ماتزالت مستلقيه في مكانها من السرير ،إستفاقت متأخره لم تتوقع انها ستنام براحه هكذا لدرجة أنها لم تشعر بأي إزعاج أو منغص، كانت نومه للتاريخ لن تنساها،
قررت النهوض لتعرف كم الساعة الآن لتراه ينام بجانبها!!
لم تصدق!! ظنت انها للحظه تحلم، هي انتظرته يعود ولكنها نامت مجهده رغماً عنها!
متى عاد يا تُرى؟! و لم يزعجها..ظلت تتأمله قليلاً وهي تراه يغرق في نومه ، لا تستطيع إيقاف ما يدور في رأسها من افكار الآن ..،متسائله عن كمية الراحه و الهدوء الغامض المصاحب لهذا الرجل!
تجاهلت افكارها وخوفها، الخوف الذي ينتابها من أي حدث يعقب الهدوء المفاجىء لحياتها، لطالما كانت سيئة حظ في كل شيء ، منذ تعثر خطبتها من ابن خالتها البائس و من ثم الزواج من ماجد الذي لم يقصّر معها بأصناف العذاب،...
نزلت بهدوء وهي تحسب خطواتها لتذهب لدورة المياه..و هي تتأهب كعروس في صباحها الأول مع زوجها..
.
،
إستيقظ على صوت إغلاق الباب وهو مازال في مكانه يوهمها أنه مازال نائماً ليراقب تحركات تلك الأنثى الغريبه التي تتجول في جناحه لأول مره، بفستانها الزهري القصير و شعرها المسدول بطريقه طبيعيه ..
هاهي ترتب الفطور على الطاوله الصغيره بكامل اناقتها البسيطه و الجميله بنفس الوقت..،انتهت ليغمض عينيه وهو يراها تتجه ناحيته مبتسمه،ماهذا الرضا يا الله؟!
إقتربت منه وهي تحاول بطريقه لإيقاظه، شعرت بغبائها وهي تقف هكذا و تطيل التفكير لتنطق أخيراً/فيصل،...فيصل!
لم يرد عليها متعمداً لتقترب اكثر منه، !!
ترددت في البدايه ولكنها إقتربت لتمد يدها لكتفه و عضده وهي تهمس/فيصل
تحرك و فتح عينيه ليعتدل جالساً وهو يراها أمامه تماماً تقف بإرتباك واضح ليبتسم لإراحتها/صباح الخير
بإبتسامة خجوله/صباح النور
جعل ينظر إليها عن كثب، وهي تتهرب بنظرات عينيها عن مواجهته،كم هو جميل هذا الخجل الأنثوي المحمود/البارح رجعت الغرفه لقيتك نايمه وانتي جالسه عالكنبه، شكلي تأخرت عليك، كيف اصبحتي اليوم؟،
نطقت بعتاب مبطن/جلست انتظرك توقعت انها دقايق و ترجع بس انك تأخرت و الظاهر نمت مكاني وانا انتظرك.
فهم مقصدها وهو يقف وتختفي إبتسامته الصغيره حتى اقترب منها و من ثم ذهب لدورة المياه، وهي مستغربه عدم إقترابه منها حتى بالخطأ..!!!
عاثت بها الظنون تجاه نفسها و مكانتها عنده حتى لمحت ميدالية مفتاحه الفضيه بحرف الـ (ل)..
تركت مكان وقوفها لتذهب لطاولة الفطور و تجلس تنتظره بصمت و كبت،ماذا عساها ان تفعل؟!
!
!
إتصلت بأخيها مراراً و لكنه لا يرد، نزع قلبها خوفاً عليه بعد تأكد غياب زوجته قسراً !
مازالت تتذكر جملته التي قالها حينما سألته عن الشموس[هي محل الروح من الجسد ماينتهي حبها لين تنتزع الروح من هالجسد]
فزعت قلقاً ..لتكتب له رسالة نصيّه لعله يقرأها.و اغلقت هاتفها لتتركه جانباً و تلتقط الفنجان لترتشف قهوة قلقها ..
لم تنتبه لمن دخلت و جلست تتحدث..
تحدثت تلك وهي تضع ساقاً على الأخرى و تحدق بتلك التي ترتشف قهوتها بصمت مطبق و غير مبالي/هيي ترى جالسه اتكلم انا
تركت التحديق في الفراغ لتلتفت إليها ومازالت صامته ومتعجبه،كيف لهذه الفتاه القدره على التذمر و العبوس طوال الوقت!!
اكملت تلك بغضب غير مبرر/ايييه متهنيه بنت ال مناع يحق لك تحقرين خلق الله، انا لو مكانك ما أوافق على واحد مسكّني عند أمه واهله، لكن وش نسوي بالفسقه عندكم
إبتسمت وهي تحاول أن تجد رداً على ثرثرتها البائسه/تصدقين يا فاتن؟بالبدايه عذرت شخصيتك الغاضبه و الناقمه ظنيت انك كنتي تمرين بضغوط نفسيه ومحد يعرفها، لكن بعدما عرفتك تأكدت انك انسانه فاغره و ضيقة أفق، لدرجة ان سعادتك مقترنه بتعاسة الناس!!
إرتفع حاجبها مستنكره/قصدك اني نفسيه؟!
مازالت مبتسمه/وش رايك باللي بوضعك؟!حتى من قبل طلاقك كنتي كذا، الطلاق ماله دخل أبداً.. لو تعرفين وش واجهت بحياتي عرفتي انك ماذقتي الهم بحياتك ، لكن الفرق اني شاكره ربي و محتسبه طول عمري و رغم كل شيء، وانتي ماعمرك رضيتي بواقعك..!
صمتت هي ترى دخول والدتها وتجلس،..
وقفت متجاهله احاديث تلك الفارغه، لتسكب لأم زوجها قهوتها/سمي يا خاله.
اخذت منها فنجان القهوه وهي تأمرها/حطي عالأخبار، جارتي ام خالد تقول انهم سمحوا بسواقة الحريم هو صدق؟!
ابتسمت لها وهي تلتقط جهاز التحكم و تضعه على قناة الأخبار/إيه صدق يا خاله منّة الله و لا منّة خلقه،انتي شرايك يا خاله
ام مهند/انا ماعلي منهم اسوق من قبل اعرس، ما تركت السواقه الا من تركت الديره وجيت الرياض مع ابو مهند..زمااان
ضحكت/الله ،يعني لقيت من بيعلمني السواقه.
نطقت فاتن بغيض/على اساس اخوي بيخليك تسوقين؟!
تحدثت ام مهند/و ليه ما تسوق عيب؟! و الا وش؟! هو خابرني اسوق بعد و ان قالها الله بسوق بالرياض و عينه تشوف
دخل في هذه الأثناء وهو يسمع حديثها/كفو يام مهند ترى الجيب لك
ابتسمت لدخوله/يعني امورنا بالسليم؟!
ابتسم لها بدوره وهو يمازحها/الحكومه تقول مالنا حق نمنعكم،وش تبيني اقول انا يالمواطن؟!، بعدين فكه السواق اذا انتهت اقامته سفرته، و بلاها مصاريف.
بحماسها/انا حجزت خالتي تعلمني السواقه
مهند/انتبهي ترى أمي تحب السرعه، كانت اذا رحنا لخوالي بالديره تسوق بنا والله ياهي ترثع بنا بهالموتر
ضحكت/تذكرها يا ولدي؟! كنت صغير!
ضحك/ووين صغير بالابتدائي الله يحفظك.
ضلت مستمتعه باحدايثهم عن الماضي و هي تلاحظ فاتن تراقب هاتفها بين لحظه و اخرى!!!، تخاف من حقدها الدفين و الذي لا تستطيع كبته، بل يظهر على سطح حديثها دائماً..،
.
،
.
في مكان مريب تسكنه منذ مده طويله، غرفة بارده و صقيع يلف جدران غرفتها الصامته.
لا تعرف لماذا قادوها هنا !!! مالجرم الذي إقترفته حتى تُرمى بهذا المكان بدون ان يسأل عنها أحد،
سمعت صوت خطوات احدهم قادمه من الممر الذي خلف باب غرفتها، تذكرت صراخ تلك السيده و ألفاظها الخادشه وقذفها الغير مبرر سوى انها هنا بلا اهل!!!
(هل تكون جريمه حينما اكون وحيدة في هذه الحياة لتُلقى جثتي حيّة في مكان كهذا البائس؟!!
انا بريئة انا كنت مجرد ضحيه غبيه لا أكثر، لو كنت ذكيه لما تم إستغلالي ولكن المال أعمى و الطمع عدو النفس.)
كم من الوقت مر وهي هنا لا تقدر على حسبتها تكاد تسير على حافة الجنون، وهي هنا !
فُتح باب الغرفة بقوة وهي تدفعه غاضبه و تتحدث بصوت خشن تكرهه/انتي للحين ماطفيتي لمات الغرفه؟! متى بتنخمدين ان شاء الله؟!
تحدثت برجاء/تكفين بخلي النور هالمره، ماني نايمه هاللحين
بأمر/اقوول شعرك هذا تظفرينه ان شفته مسدول غير اليوم تراني اقصه لين رقتبتك و ثانياً إذا صرتي ببيت ابوك هذاك الوقت تحكمي بحياتك أما هنا لااا.
نطقت بقهر وهي تراها تطفىء الانوار و تخرج وتغلق الباب/انتم طلعتوني من بيت ابوي انتم اخذتوني هنا انتم ..كنت مرتااحه و ربي كنت مرتااحه ،علموني ليييه انا هنا ليييه؟!!
ظلت تبكي تحت إضاءة الشارع المتسلله خلف النافذه النصف مغطاه بحاجز آخر يصد عنها الرؤيه ، الوضع هنا لا يُطاق باتت فكرة الهرب تراودها ولكن كيف خلف كل تلك الابواب و الاغلال؟!!
إنتحبت كثيراً و صار لابد من إيجاد فكرة للخروج من هنا..تذكرت إحداهن وهي تطلب منها الهرب مراراً ، و كأنها بدأت تقتنع إثنتان أفضل من واحده، ولكن كيف؟!!
،
.
،
مر أسبوع كامل على غيابها و تهرّبه من تواجده في المنزل..!!
الجميع يلتزمون الصمت حياله وهو يرى الشفقه في أعينهم، شيء غريب و كأن الأرض إنشقت و إبتلعتها!!
كان غيابها هذه المره مُحكماً و بلا أثر لم تذهب لأي مكان كان يتوقعها فيه !!
و نايف يظنها مسافره كما اخبروه اخواتها
تمنى لو ان نايف يساعده و لكنها أيضاً غاضبه من نايف و لا تتحدث معه!
كيف لها ان تختفي أسبوعاً ؟!
عاد للمنزل وهو يتصل بالخدم ليخبروه أن والده هو الآخرغادر منذ اسبوع إلى الخرج، بالتأكيد لم يتحدث إليه بسبب ما حدث!!!
قد يحتمل غضب الجميع ما عدا والده الذي للتو عثر عليه بعد عمر كامل.
أخرج هاتفه من جيبه ليتصل به, رد بعد ثلاث رنات و ارتاح بعد سماع صوته/السلام عليكم يبه، وينك؟!
على الطرف الآخر من الإتصال/وعلييكم السسلام هلا بولدي اللي ماعينته من كم يوم!ماهي من عوايدك يا أدهم
مسح جبينه و عينيه بتوتر واضح/يبه و الله انشغلت اسف يبه حقك علي بس انت وينك؟! نشدت عنك قالوا طالع من اسبوع!!
بصوت غير متأثر/أبد ابو عبدالكريم كان عندي بالرياض يسوي له شغيله و مرني و قلت اطلع معه لمزرعته فالدلم اغير جو تخبر هناك مخيم و سعة صدر و ابل مغاتير تشرح الصدر
ارتاح قليلاً على الأقل عرف أين هو ما دام انه يستطيع الخروج وحده فحالته تحسنت بشكل جيد و ملحوظ/الله يمتعك بصحتك و عافيتك يبه، دامك مبسوط عندك ابد خذ راحتك انفداك متى ما بغيت تعود اتصل بي .
سأله بفضول/بشر رجعت زوجتك و الا باقي على طلعتها؟!
شعر بالغصه ترتكز في حنجرته وهو يحاول تجاوزها ليخفت صوته/هي قالت لي انها مسافره يبه،وبترجع ان شاء الله
على الطرف الآخر/خير ان شاءالله..يلا سلام
اغلق الهاتف وهو ينظر بمراره للفراغ وسط هذا الكم الهائل من اللاشيء.. كم هو مُرْ طعم الهزيمه..و قاس مافعلته به، جعلته صفراً حينما أرادت وجعلته يعاني، أوفت بكامل وعودها حينما وعدت..
دخل في هذه اللحظات رواد وهو ينظر إليه بنظرات تساؤل و جلس صامتاً..،
استغرب صمته ونظراته ليبادره بالسؤال/وشفيه رواد؟! ليه ساكت؟!
نطق بعد تردد/بخير..،بس ابي اسألك،
ابتسم لطريقته/اسأل يعني وقفت عليك؟! وش سؤالك؟!
بفضول/متى بترجع الشموس وراكان؟! اشتقت لهم
تأمل سؤاله للحظه وهو يجيبه بعفويه/حتى أنا اشتقت لهم
ابتسم/خلاص خلنا نسافر لهم، والله اني اشتقت لراكان
تنهد وهو يحاول ان يجد راحته المفقوده في تعديل طريقة جلوسه/ايييه يا رواد لو ادري وينهم ما شفتني صاف يديني هنا مثل التمثال بلا فايده، اختك ثعت بي.
استغرب اخر جمله لم يفهمها..!!
لحظات ليسمعون صوت تركي ينادي ليرد عليه/اقلط يا ولد
دخل تركي و بوجهه الجامد رفع طرف شماغه و هو يلقي تحيته/السلام عليكم
وقف ليسلم عليه ثم إلتفت لرواد/اعجل علينا بالقهوه يا رواد
ذهب الاخير مستعجلاً ليلتفت تركي إلى أدهم/وينك فيه من اسبوع ادورك، بالمجموعه جيتك كذا مره وما كنت هناك، زين لقيتك هنا
استغرب بحثه عنه/عسى خير يا تركي وش صاير؟!
استغرب هو اكثر سؤاله/ليه؟! نايف ما قالك؟!
حاول التذكر/يقولي عن ايش يا تركي تكلم الله يرضا عليك
قرر الحديث/قبل اسبوعين كنت جايكم و لقيت نفس السياره اللي بزواج نايف واقفه و تلتقط صور للبيت انا استغربت حاولت اوقفهم و لا قدرت لحقتهم لييين مكانهم و طلعت فيلا اتصلت فيك لكنك مارديت ساعتها، ثم اتصلت بنايف و جاني ،
تحمس معه/ايوه وش صار؟!
نطق بقهر/كنت بنط السور او اي تصرف المهم ما اتركهم لكن نايف كان له راي ثاني و قال مايصير يمكن انهم اكثر مننا، بصراحه ما اقتنعت بكلامه ، لكن اللي قهرني اني رحت الصبح اليوم لنفس الفيلا و لا لقيت احد فيها يقول المكتب ان المستأجرين سلّموها قبل اسبوع يعني حسوا بالخطر و تصرفوا قبلنا
ضرب بيده على خشبة الكرسي بقهر وهو يقف غاضباً/و لييييه محد منكم قااالي شيء مثل هذا ما ينسكت عنه ابد
وقف تركي وهو يعقد حاجبيه/كان الاولى نايف يتصرف و يخاف لأنه بيته توقعته ما يمسي ذيك الليله الا مقوم الدنيا لكنه... <سكت
رفع حاجبه وهو يرمي بنظرته لتركي/لكنه إيش؟...وش فيه نايف؟!
تأفف وهو يصد عنه لنظراته/خلني ساكت ازين، تراها واصله معي منه لين هنا
لم يستطيع الإحتمال/يا تركي تعوذ من ابليس ، هذا نسيبك و..
قاطعه/و بيطلق اختي ان شاء الله، اختي ما يشرفها واحد راعي سهرات فالفنادق مع سقط المتاع..
تذكر غضب الشموس منه حتى انها لم تستطيع الغفران، الآن فهم لماذا انفجرت و رحلت..، مسح على جبينه وهو يحاول إستيعاب هذه الصدمات المتتاليه..!
..
كم يكره ان يرى أدهم منهاراً ولكن كان يجب ان يعرف كل شيء من البدايه/أدهم والله و الله ماكنت ابي لك ضيقة الصدر لكن فيه اشياء ما ينسكت عنها
ابتسم اخيراً له وهو يشكر ما فعله/والله يا تركي منت قليل..قد في يوم زعلت عليك و ضربتك لكن هاللحين اشوف لي رجال ينغزى به.
بادله ابتسامته الحزينه/ما اخفيك اني وقتها بغيت ذبحتك..لكن هاللحين والله اني ناقد على نفسي واحاول ما اتذكر سواد وجهي
ربت على كتفه/كل جواد وله كبوه، و انت كنت توه ما بعد خط شنبك..انا معترف انك كفو و لو ماني عارف انك قدها ما سلمتك كل اعمالي الشخصيه تديرها بنفسك
تذكر تلك الأعمال وهي عباره عن تطوعيه و اموال وصدقات يوزعها على المحتاجين و المرضى/الناس يحبونك و هم مايعرفونك، قالوا لي اخوك قلت الله الله..هو احد يحصل له يخاوي الذيب ؟!
راح يجلس وهو يحاول ان يجد حلاً لما هم فيه/طيب يا مخاوي الذيب وش تقول براعي السياره كيف نلقاه؟!
تحدث خائفاً/مادري كيف نلقاه لكن كل اللي خايف منه انه يكون يراقب احد في هالبيت و ناوي عليه!! وليه فجأه غيّر مكان اقامته؟! ووين راح
تذكّر زوجته و طفله الغائبين بقهر، ماذا لو كانا هدفاً لأحدهم ،خصوصاً التهديدات التي وصلتهما...،شعر و كأن الدم يحتقن في رأسه و يديه مقيّده، فقط لو كانت هنا تحت ناظريه..،
.
،
..... بكل دقه ومهاره انتهت من تزيين كيكتها الثانيه برضا عن النتيجه، وهي تفكر كيف ستتخلص من ابنة اخت زوجها، حتى لا تطلب منها مرافقتنا لمنزل خالها..،
في نفس الوقت تحمل هم تركها هنا..!!
رن جرس المنزل لتدهب تفتحه كان عامل توصيل إحدى الشركات الشهيره!!
ترك صناديق كثيره و لم يطلب نقود!!
لفت نظرها الظرف الكبير المكتوب عليه[إلى السيده ريما سالم الحازم]
متى طلبت "أونلاين" لتصلها المشتريات بهذا السرعه!!
دخلت بعدما نقلت الصناديق للداخل وهي تستغرب غياب ريما حتى الآن وهي تقول أنها ذهبه إلى عزومة غداء عند أحد الصديقات في الرياض هنا، من تلك الصديقه التي سترسل سيارتها الفارهه لها؟!
ما يجعلها تستغرب ان عبدالرحمن لا يعترض على ذهابها ولا يسألها !!!
ينتابها الفضول في تصرفات تلك التي تغيرت منذ ان ردت على حديثها عن الحريات..!!
تركت الصناديق مكانها وهي تنوي الصعود للاعلى تنتهي من تجهيز نفسها قبل عودة عبدالرحمن لتذهب لمنزل خالها تزور نيفادا و يحتفلون بوالدتها..، و لكنها تفاجأت بصوت إنفتاح الباب..!
لحظات لتدخل تلك وهي تتبسم/هاي مرت خالو.
تفاجأت/هلا! انتي من وين لك المفتاح؟!
بنفس إبتسامتها/من دحوم عطاني نسخه منه البارح قبل ينام
توقفت مبهوته للحظه لتتدارك نفسها/اها..طيب..
انتبهت للصناديق الكرتونيه لتبتسم/ما شاء الله وش طالبه؟!
اشارت اليها/ماطلبت شيء هذي جايه باسمك شوفي حطيت لك الظرف فوقها.
تذكرت الاتصال الهاتفي البارحه/ايوه صح. انا طلبت شوية حاجات
بعدم تصديق/وش هالشركه اللي توصل بهالسرعه ما شاء الله!!
ضحكت/كويس انهم وصلوها بدري.. تعالي بهالمناسبه عازمتك الليله ايش رايك؟!
لم ترتاح لها ابداً هي تخفي شيء و لا تريدها ان تعرفه و ربما عبدالرحمن على درايه به/لا مشكوره انا رايحه مشوار بعد
تحمست/اوكي رايحه معك ماعندي شيء لحالي هنا
شعرت بإحباط وهي تسمع رنين هاتفها، لترد/هلا ليال...حلو يعطيك العافيه انا جهزت كيكتين يحبها قلبك..ادري انكم مضبطين كل شيء بس ولو هذي خالتي الحبيبه هنود تستاهل الله يسعدها.
شدتها المكالمه وهي تنتظرها تغلق الخط/شكل الدعوه فيها حفلات!
اضطرت ان تخبرها ليس هنالك مفر/زوجة ابوي هند المناع أصدرت روايتها الأولى ومفاجئينها الليله بحفله عائليه صغيره ببيت اهلها
فرحت انها ستدخل ذلك المنزل بدون عقبات/حلو يعني عندنا الليله حفله، اوكي اجل انا رايحه اخذ اغراضي لفوق و اجهز نفسي
نادتها بعفويه/ماقلتي ريما متى بترجعين اهلك؟!
بإبتسامتها التي لا تخفت/شكلك مليتي مني؟
بإبتسامه زائفه/لا يووه بالعكس، بيت خالك اقعدي كثر ماتبين، بس قلت يمكن عندك جامعه و الا شيء ،عموماً خلصي بسرعه لان عبدالرحمن شوي و جاي يودينا ماودي اتأخر على اهلي.
تجاهلت حديث هند و هي تذهب لغرفتها ، اغلقت مفتاحها و اتجهت لأخذ هاتفها الجوال بعدما نزعت عبائتها..
لتتصل/ألوه ..اسمعي ألغي مشوار الليله ..مالي خلق..نسقي معهم وقت ثاني يناسبني، بس ما يكون هالاسبوع حابه اقعد بالبيت ،سلام.
اغلقت الهاتف وهي تتأفف، للمرة الأولى تطيل المكوث في السعوديه بدون أهلها،.. ولكن عذرها ان والدتها تعرف ما تفعله
.
،
.
عادت محمله بالهدايا و المشاعر اللطيفه و الأصداء الجميله التي لاقتها بعد مرور اسبوع من إصدار روايتها الأولى كانت التعليقات الأوليه تدفعها و تبني طموحاً و روحاً جديده تدفعها للأجمل..
حقيقةً هي تمر بألطف لحظات عمرها منذ زواجها بصالح..
دخلت منزل اخيها وهي ترى المكان يعمه الهدوء و اميره و وسام يستقبلانها بباقات ورود الزنبق البيضاء التي تعشقها/يا عمررري الحلوووين اموره ووسام
لترى لوحة بنر جانبيه عند جلستهم المرتبه هناك على يمينها من مسافه عليها غلاف روايتها و اسمها و صوت اغنيه قادمه من بعيد من جهة ليال التي ترحب بها/الف الف مبرووك نجاحك يا احلى عمه ، يا ناس وين هالابداع من زمان
ابتسمت لهم/بركات الشموس، ليتها موجوده
ليال/لا تحاتين، إذا رجعت لها حقها بعد،
اقبلت من خلف ليال لتعانقها/مبرووك يا احلى زوجة اب فالدنيا يا نااس يا حلو ام اخوي
دمعت عينيها/الله يبارك فيك حبيبتي هنوده،
سلم الجميع عليها و من ثم انضموا لجلسه واحده ...
كانت ريما تلاحظ الجو العام لطيف جداً هنا الكل يسقط الكلفه عن الآخر و يبدو الجو حميمياً/ما شاءالله خالتي هند مبروك.. تشرفت بمعرفتك
لم تعرفها/الله يبارك فيك،
نطقت هند الصغرى وهي تخبرها عنها/هذي ريما الحازم بنت اخت عبدالرحمن جايه عندنا اجازه كم يوم وقلت اجيبها معي تنبسط معنا
تحدثت ريما/و بالصدفه الحلوه طلع الوالد يعرف الشيخ راكان المناع وكانوا زملاء دراسه..تشرفت فيكم
ابتسمت لها ليال/يا هلا بمعارف الوالد، دام كذا لا تقطعينا
ابتسمت/ودي بس ساكنه مع اهلي لندن الوالد دبلوماسي بالسفاره
ام رواد/والله اذكر مره قال لي راكان عن عزيمه ببيت اهلك بس استحيت اروح معه ،كنا اساساً مسافرين للشموس يوم تدرس بلندن، يلا فرصه نتعرف
اتسعت ابتسامتها/فرصه سعيده يا خاله،
اندهشت هند صالح وهي تسمع بالمعرفه بين الابوين،لماذا لم تذكرها إلا الآن؟!!!
حسناً لعلها مخطئه في ظنونها و تلك الريما طيبه و مجرد شخصيه عفويه حقاً..!
ربما..
استغربت ليال غيابها/عمتي وين شهوده ما جات؟! وش هالثقل؟!
اصطنعت الابتسامه محرجه من الموقف الذي وضعتها فيه شهد/راحت تزور ابوها مريض و بترجع الليله ان شاء الله
،
.
،
لمح سيارة صالح قادمه و عرف ان عمته قادمه بالتأكيد ستكون شهد معها..
دخل الى قسم المطبخ وهو يسأل عنها الخادمه القادمه من المجلس/تينا نادي مدام شهد بسرعه
رفعت كتفيها/بس مدام شهد مافي موجود!
لم يصدق ان تفعل ذلك به وهي التي تداريه منذ تزوجته و تُصّر على البقاء معه مهما حدث!!!
خرج مسرعاً وهو يركب سيارته أشعل سيجارته بيدين ترتجف توتراً وهو يفكر بها، لا يصدق انه يفكر بها بهذا الشكل!!!
أدار محرك سيارته و انطلق في طريقه غاضباً من كل شيء..!!
.
،
.
مساءاً...،
إنتهت من إعداد إبريق الزهورات الخاص بها مع وريقات بابونج تمنحها الإسترخاء في نهاية يومها الملي بالعمل..
فرحت بالنتيجه التي حصلت عليها بعد ترتيب المنزل بأسلوبها الخاص، صغير و حميمي جداً تبقى القليل لتنتهي من باقي حديقتها التي صممتها كما تخيلتها تماماً..
لن يمر اسبوع آخر حتى تنتهي تماماً من تغيير هذا المسكن الجميل..
عملت كثيراً على إضاءة الصاله التي ستكون محل غرفة المعيشه..و الأريكه التي تتحول لسرير في منتصف المنزل تعطي خصوصيه اكثر..هكذا منزل يُشعر بالإكتفاء الذاتي عن العالم.. جلست لتلتقط "الريموت كنترول" لتفتح التلفزيون على القناة التي اخبرتها عنها نوره سكرتيرتها لتغطية معرض الكتاب.. نوره صمام امان و رفيقة العمر الحقيقيه مهما كثروا الرفيقات تضل هي صاحبة سرها.
ابتسمت وهي ترى المذيع يتحدث عن الكتاب الجدد و اعلى المبيعات..حسناً كانت تتوقع نجاحاً لها و لكن ان يكون نجاح بأصداء جميله هكذا، إلتمعت عينيها وهي ترى سعيها لحلم عمتها يثمر، كانت مؤمنه بذلك..
مازالت تتذكر نصاً في روايتها توقفت عنده كثيراً [‏كنت أقاوم أحزاني بإيماني، كمن يحاول النجاة من الغرق في بحرٍ هائج بقارب مثقوب!]
فعلاً مازالت تقاوم تلك العمه اللطيفه حتى إستقرت حياتها ووجدت سعادتها عند رجل آخر، سعادتها لم تكن أبداً عند ذلك الحقير الذي صبرت عليه طوال سنوات شبابها..
لتعطيها بذلك درساً هل يستحق احدهم ان تصبر على جحيمه عمراً بأكمله وهي ترجو ان يتغير؟! ذلك الجحيم بعينه...
ها أنا مرتاحه هنا بعيداً عن تشنج الإقتراب و تشابك الأحداث بعيده كل البعيد كما يريدون لا أرى افعالهم و لا يسمعون نقدي.
المرء يحتاج لفُسحةٍ من كل شيء..النفس لها طاقة إحتمال لا تستطيع تجاوزها حتى و إن أحبت...و ماذا يعني الحب إن لم يجلب سوى الوجع و الصداع و التفكير؟!
اخر مراحل موت الحب حين يقتصر في تغديته اللذة الجسديه فقط..
تذكرت آخر ليلةٍ قضتها معه بعد معرفته بحملها، كانت ليلةً مريرة لا تُنسى..
.
،
.
توقف أدهم و بصحبته تركي أمام ذلك المنزل المقصود... لينزل وهو يرى لوحة الإعلان عن تأجيره هل من المعقول ان يظل منزلاً في هكذا موقع بدون إستئجار اسبوعين !!
لاحظه تركي يصور اللوحه و يعاين المكان بتفحص/أدهم وش ناوي عليه؟!
ثنى ركبتيه وهو يكشف بكشافة الضوء على عتبة المنزل/المحامي الناجح يعاين كل اطراف قضيته بنفسه و ما يكتفي بس بأوراق الموكل اللي يقدمها له..
ابتسم لإهتمامه/ليتني اعرفك من زمان كنت اخترت ادرس حقوق
ضحك/تعال نكمل شغلنا قبل نفلها هاللحين بالسوالف.
ركب تركي السياره وهو يلتفت إليه /هاللحين وين بنروح؟!
أدار محرك السياره وهو يفكر بمخطط سيوقع بالجميع/بالأول راح نتأكد من مكتب العقار اللي ناشر هالمالك إعلانه عنده وبعدها بيتوضح كل شيء..
انطلقا بسيارتهما مسرعين ...،
.
،
.
في مكانها تحت تشاهد فيلم " وول ستريت وولف"لمحبوبها ليناردو دي كابريو، فيلم ذو قصه ملهمه و اداء جديد له رغم ألفاظه المتجاوزه و جرأته ، لم تمل كانت هذه المره الثالثه التي تشاهد فيها الفيلم، رغم ان الفيلم بتحليل ليال لا يستحق سوى مشاهده واحده ..حسناً كلٌ و ذوقه ..
عموماً هي ترى ان كل ما يقدمه دي كابريو مدهش رغم حصوله على الأوسكار مرة واحده فقط بعد سنين طويله من الافلام الناجحه!
إرتشفت من علبة الفروتز بالتوت التي معها وهي تتابع فيلمها بإستمتاع حتى رن الجرس..!
لم تعيره إهتماماً لعله "الديلفري" نادت الخادمه/سييتيي تعااالي.
اتت مهروله من الداخل/نعم مدام؟
اخذت النقود التي جهّزتها/خذي هذي وروحي افتحي الباب هذا اكيد عامل التوصيل جايب البيتزا ..
خرجت مسرعه بعدما أخذت النقود..،
لحظات ليدخل و تدخل خلفه الخادمه و يأمرها بالإنصراف/روحي داخل
إلتفتت بعد سماع صوته وهي تقف متكتفه/نعم؟!!
إبتسم وهو يراها بلباس النوم الضافي، كم يحب لطفها الذي إفتقده، خصوصاً بعد جفاء الشموس التي فجأه اصبحت كالذئبه الشرسه! /اقسم اني اشوف القسوه بعيون هالعالم وما اشوف بعيونك غير الأمان تبين تحرميني؟!
رأته يقترب حتى توقف أمامها تفوح منه رائحة السجائر بشكل واضح هذه المره/انت متى بتبطل دخان؟!
اقترب منها ليقبّل جبينها/ارجعي لي والله لأبطلها.
دفعته عنها بلطفها الذي لا تجيد غيره/بلا دلع, بطلها لنفسك و صحتك، ماعليك من احد و الا احترق فيها شدخلني؟
امسك بيدها متجاهلاً حديثها/يلا مشينا طلبتك، والله ان دنياي ماتسوى بدونك
سحبت يدها لتعود تجلس مكانها غاضبه/اللي يسمعك يقول لنا عمر مع بعض!! ترى كلها فتره قصير و حتى ماكنت طايقني لدرجة كل واحد كان بغرفه..،بلييز نايف لا تتكلم و كأن بينا شيء مثل اللي بين الأزواج وجاي تذكرني فيه, ليه؟...لأني انا ماراح ارجع لك مثلما قالك اخوي..أصلاً ليه أفكر بالرجوع لك و لوحدتي معك؟! أنا ماعدت أبي أعيش لحالي.
هز رأسه وهو يجلس بجانبها ويفكر بحديثها الواقعي جداً، هو متعب و يقسم ان راحته حينما تكون في الجوار، أحياناً يمنحنا الله السكينه على هيئة بشر نستأنس بقربهم و هذا ما يحمله إقترابها منه..
أخذ زجاجة الفروتز الخاصه بها من أمامها ليشربها وهو يشير للشاشه/دي كابريو بدددع في هالفيلم، وكان يستحق اوسكار عليه
تحدثت وكأن شيئاً لم يكن/كل أفلامه بلا منازع
حاول ان يستميلها/ماعدا تايتنك! ماحبيته
لم تلتفت إليه وهي ترى مشاهد لم تحبذ ان تراها بصحبته دي كابريو يخون حبيبته مع الشقراء/مو مهم تحبه او لا.
لاحظها تلتقط الريموت وتنوي تغيير المشهد..ليثبت يدها بإبتسامة خبث/سلامات يوم جت المشاهد الحلوه!!
نطقت بغضب/اي مشاهد حلوه؟ رجل يخون حبيبته مع ثانيه!!
لمح لمعة عينيها التي تتهمه بكل شيء و تبرئه في نفس الوقت من كل شيء، و إرتجافة شفتيها المحمره بشكل واضح من شراب التوت الذي تشربه للتو..تبدو مشتعله كالجمره تحت هذه الإضاءه.
ابتلعت ريق الخوف لم تراه ينظر إليها بهكذا نظرات من قبل، لتصد وهي تدّعي أنها تلتفت مجدداً للتلفزيون، مازال ذلك المشهد الخادش امامها تمنت انها لم تشاهد الفيلم الليله على القناة المشفره..
وهي تلاحظه يلتصق بها و يحتضن ذراعها حتى وصل كفها وهو يداعب أناملها!!!
لم تستطيع فعل شيء فهي على معرفه ان كل ما يفعله ماهي إلا ردة فعل أسد مهزوم، ترحمه كثيراً و تشفق عليه حتى من رجاءه لها، " يالله حتى بعزّة غضبي أخاف عليه و أشفق عليه من انكساره أمام عينيّ التي تعرف سرّه المكنون و ربما هذا السر هو من جعله رجلاً مشتتاً وناقماً أحياناً..!
بدأت تملأه النشوه وهو يلتصق بها لم يعرف لذلك مثيلاً!.، هل لهربها و رفضها المستفز دور في ذلك لا يعلم و لكنه في هذه اللحظه لا يفكر سوى بها، بإرضاءها، لو فقط اقترب منها ..،ليبدأ بتقبيل يدها و يسير بقبلاته على ذراعها للأعلى..
لم تشعر حتى لسعتها أنفاسه الملتهبه تحت أذنها بشكل جعلها تغيب عن واقعها لثواني ,ثم لف وجهها بقوه وهو يلثم ثغرها بشده حتى سقطت خلفها .،خافت وهو يفقد السيطره على نفسه ، لم تكن تصدق انه سيصل لهذه المرحله!!
كيف يتشبث المرء بأحدهم اكثر حين يعلن الرحيل عنه؟! لدرجة أنها أحيت الأسد الميت الذي بداخله!!!!
كانت تظن أنها فقط ردة فعل لحديثها عن موقفها و حديثها لتهمس له تستفز رجولته فقط, فعمها في المخيم و اخيها سيتأخر مع أدهم كما اخبرها/كفايه عليك لين هنا..اخاف تتعب علي هاللحين؟!و الخدامه مابيها تطلع و تنصدم!
و كأنها تصب الزيت على النار ليقفز بنشاط و هو يحملها و يتجه بها للأعلى!!
,
.
,
رن هاتفها كثيراً و لكنها اخيراً قررت ان تجيب لتقف وهي ذاهبه/عن اذنكم بنات بروح أرد هذي الوالده
ام رواد/اي والله روحي ردي لا تطولين عليها ثم تحاتيك المسكينه تراها فالغربه..
هند صالح ابتسمت على مشاعر ام رواد"يا طيبتك يا خاله نواره"
نطقت ليال بعد ذهابها/بنات بالله من تذكركم فيه؟!
نيفادا/مادري ما ذكرتني بأحد
ليال/معقوله ماتذكرتوا من تشبه؟!!!
تحمست هند/من تشبه يعني؟! ادوختينا معك!
ابتسمت بسخريتها المعهوده/مادري حتى انا مادري من
عضّت شفتيها نيفادا بغضب/عطوني الكاسه تكفون خلني احطها بجبهتها.
هند صالح/من جد والله علبالي عندها سالفه
ضحكت ليال لتتحدثت بجديّه/بس و الله البنت حلوه يا جماعه، سنع وددي اسألها وين تهتم ببشرتها كلها تبررق!! وراي عرس انا لازم اشتغل بعمري
ضحكت هند عمتها/والله عشت و شفت ليال تفكر بعرسها!!! و ان شاء الله وش تبين تغيرين ببشرتك، احمدي ربك كلنا نبي سمارك هذا
ليال/مالكم شغل بسماري، انا ما قلت عنه شيء ، انا ابي اهتم فقط، وددكم بلون بشرتي لكن موتوا بغيظكم
هند صالح/وانا معك لا تنسين نفس الفصيله
ضحكت نيفادا/مادري اللي يسمعكم يقول كللش انتم مختمين الجمال روحوا زززين
رقصت حاجبيها /دام مايعجبك اجل اتركي كريمات التان يا عمري ، و اللي ما يطول العنب حامض عنه يقووول
ام رواد/اهاا هاللحي فيكم خير سكتوا ليال إذا روقت
هند صالح/يازين الروقان بس
،
.
،
منذ دقائق تمشي في الحديقه وهي تتحدث في هاتفها بإندماج ، حتى انتبهت لخطوات قادمه تبعها ظل طويل !!
قلقت في البدايه حتى عرفت أنه هو لتبتسم بخبث..!
مشى في طريقه إلى غرفته كعادته الليليه القديمه و لكنه هذه المره لم يأتيها منذ غادرته من سلبت الفؤاد و ما حوى حتى صار يمشي فارغ القلب!!!
رأى خيالاً لها و ظنه هي ترتدي فستانها الأسود الذي تحبه، شعرها كما قصته تماماً الى نصف ظهرها.. إقترب حتى وقف خلفها ليهمس وهو يمرر يده من حول خصرها/طولتي الغيبه و اشتقتلك!
امسكت يده التي لامست خصرها، كانت تعيش لحظتها الخاصه بها..
رآها تبادر و تمسك بيده ليديرها بردة فعل سريعه ويعانقها مغمض العينين مكبلاً بشوقه الذي جرفه عن جادت العقل ..!
لم تصدر أي ردة فعل كانت ترتجف فقط وهي ترفع يديها و تبادله العناق الذي أغرقها في صدره..لحظه كانت هي على كف الريح فقط و فوق الغيمات..!
كاد يتحدث و لكنه تذكر ان الشموس طويله نوعاً ما وليست بهذا الحجم أبعدها بسرعه وهو ينظر لوجهها مصدوماً متأزماً مما فعله منذ قليل، اللعنه تطارده حتى يموت, ماذا كان يظن ؟ أن تهجره الشموس ثم تعود إليه بهذا الشكل الهزيل!مستحيل أن تفعلها/انتي من؟!
عبست وهي تذرف دمعها/انت عارف انا من لكن ما حبيت اسوي فضايح، تتسحب وراء البيت و تجي تتصيد بنات خلق الله
تذكرها هي نفسها البغيضه التي ركبت معه نفس طائرة أبها/الله يكفيني بلاك انتي وش جابك هنا؟!
انهارت باكيه/الله لا يبيحك و لا يحللك مثلما لمستني بالحرام
شعر و كأن رأسه سينفجر من حديثها و من عناقه لأخرى غير الشموس، كيف لأحداهن ان لا تقاوم بل بادلته العناق بحراره،
ترك مكانه وهو يدخل غرفته ويغلقها و ينهار لأول مره، لأول مره يجلس يبكي بعدما قاده جنونه بتلك التي هجرته أمام الجميع قاده جنونه بها أن يراها تتصور حتى بالإنس و الشياطين معاً ...
إن لم يعثر عليها ستكون وفاته بسببها ذات يوم ..حاول تذكر أي شيء في مشكلته الحاليه وهو يفتح هاتفه..
قرر العوده و الإتصال بتركي..بعدما سقطت عينيه على جهاز التجسس المركب على المنزل بجانب شاشة العرض في المكتب/ألو تركي ، اسمع بكرا تجيني بدررري و تكنسل اي مشوار ...في شيء كنت ناسيه من زمان و لازم له نبش.
على الطرف الآخر/وشو يا أدهم؟!
ابتسم وهو يشعر ان الفرج قريب/نسيت اني حاط نظام كاميرات مراقبه حول البيت!!..
متوقع انها بتخلينا نعرف عالأقل تحركات اللي يراقب البيت
اغلق الهاتف وهو يفكر بحماس ما ستنفعه به هذه الكاميرات و يتجاهل تلك الرخيصه التي قبل قليل، لا يصدق ان هنالك فتيات على شاكلتها. بل الذي سيجننه كيف وصلت هنا.!!!
،
،
منذ ساعتين في المطبخ مع خادمتها تحضّر مالذ و طاب بعدما أخبرها أنه يريد ان يتناول معهم العشاء الليله،
حتى أنه عاد باكراً الليله و على غير العاده.. و كأنه يحاول أن يكفّر عن ذنوبه تجاهها..
أي ذنوب؟! قد تزوجها من اجل اطفال أخيه فمالذي تنتظره منه؟!
حسناً و إن يكن ذلك هدفه ، لي أنا هدفي أيضاً وهو محو فشل الماضي و عيش حياه طبيعيه مع رجل طبيعي و كفوء مثله..،
حتى وان كانت رغبته في غيرها قبلها في تعرف بذلك و هو لم يخبىء شيئاً كان واضحاً بشكل جعلها تثق به، حتى جفوله منها تلك الليله و تعذّره بالخروج لثواني جعلها تحترمه اكثر!!!
من يعطي النساء حقهن من الإحترام يجب أن يوضع بعين الإهتمام...ليسو الرجال سواسيه حتى و إن كانوا إخوه..!
،
،
انتهت من اطباقها لتلتفت لصورتها في المرآه، عليها ان تتأنق قبل ان تقدم العشاء لتتحدث مع الخادمه/اسمعي رتبي صحون السفره اللي قلتلك عليها فاهمه؟! و طفي عاللي بالفرن بعد خمس دقايق اوكي؟
بابتسامتها/اوكي مدام
خرجت وهي على عجله من أمرها...،
.
،
.
في غرفة المعيشه حيث تجلس مع إبنها البار/يازين من جاني بدري الليله؟! من متى ماتعشيت معنا يا فيصل؟!
ابتسم بخجل و هو يسمع عتاب والدته اللطيف/احسبي حسابك يالغاليه كل ليل بتعشى معك وش تبين بعد؟!
فرحت برده/ابي لك الزين يا ولدي..
إلتفت بناظريّه/وين الصغار؟!
إبتسمت/الصغار ناموا بعدما عشتهم أمهم..
لمحها قادمه من تلك الجهه ترتدي فستاناً بأقصى درجات اللون الازرق ناعم جداً يصل طوله لنصف ساقها البراق، إلتقط تفاصيلها في لمحه حتى تلك الإبتسامه التي تتضح منها غمازه واضحه في منتصف خدها و لم ينتبه لها من قبل!!!
لم يكن يراها بهذا الجمال قبل هذه الليله!!
توقفت وهي تناديهم/العشاءعالسفره حياكم.
لاحظت نظرات إبنها التي لم يسبق و رأتها/يا ولدي لا تسج و انت وسطنا قم نتعشى و نعيّن خير
خجلت من نظراته أمامها لتتسع إبتسامتها بعد ذهاب أمه لتخفض نبرتها له وهو يقف و ينظر اليها بتوهان غريب عليه و لكنه اعجبها/شكل الفستان عجبك؟!
إقترب خطوتين ليمد يده لخدها/لا والله الغمّازه
ردت بكيد تعرفه بنات جنسها/بس؟!!
حرك إبهامه من خدها ليمرره على شفتيها بخفه ومن ثم سحبه ليقبّل إبهامه/و هالثنتين خمرها ندي.
ابتسمت بمكر و هي ترفع حاجبها بتساؤل/متى ذقتها؟!!
لم يستطيع الرد وهو مازال يقف مكانه..، هذه أول مره يتورط مع إحداهن!
قررت إراحته من عناء الإجابه المعروفه لدى كليهما/تعال غسل يدك و ذوق طبخي احسن شيء و اسهل شيء.
فهم مقصدها الماكر جيداً ليلحق بها إلى ان توقفوا عند اماكن غسل اليدين لتقف عنده وهي تراقبه بالمنشفه الصغيره حتى انتهى، ليقف مكانه وهو يرفع حاجبه من ردها قبل قليل، و يطلب المنشفه بصمت..،
إقتربت من و هي تمدها إليه ولكنها تفاجأت به يمسك بمعصمها/نشفي يدي ووجهي
جففت يديه ووجهه لا تعلم لماذا يفعل ذلك حتى انتهت/ماما تنتظرك عالسفره يا قلبي مشينا؟!
سحبها بقوه وهو يقبلها بشغف حتى إرتد نفسه المتوتر في إقترابها ليبتسم بشعور جديد يمر به الليله بل منذ أيام يداعبه/هاللحين انفتحت نفسي للأكل
إحمرت خجلاً كمن تمر بهذا الشعور الفاتن لأول مره، عاشته بتفاصيله و بلحظات، كان السحر في هذه القُبله لحظتها الجنونيه و غير المتوقعه!..، للأشياء الجميله لذّه أخرى حين تأتي بشكل مفاجئ و دون مواعده حتى القُبل.
.
،
بالكاد أعتقها من جنونه لتبتعد بوسادتها اقصى سريرها تبتعد بعيداً عنه وهي وتبكي بدموع صامته..
شعر وأن ظهره يكاد ينشطر إلى نصفين وهو يستلقي مكانه بإبتسامه أعقبتها ضحكه مجلجله وهو يستلقي بجانبها..
شعرت بالعار وهي تنكث عهد اخيها و تسمح له بالإقتراب, حسناً كانت تشك بقدراته و تظنه سيكون برداً و سلاماً و لكن الليله كل شيء تغير.. و أثبت بصمته على جسدها...طوال العمر!
لامس أناملها بجانب أنامله ليقبض عليها و يرفعها ليضعها على صدره بصمت في موقف هربت منه الكلمات..!!
نطقت أخيراً/إطلع قبل يجي أخوي
رد بهمسه/أنا زوجك و..
قاطعته/أنا زوجتك من زماان..ليه هاللحين توك تدري وتحس؟!
إلتفت إليها وهو يبعد الغطاء عنها ولكنها سحبته لتغطي جسدها/حبيبتي و الله لأعوضك..بس
قاطعته جازمه وخدها يغرق بدموعها/ والله ما أكسر حلف حلفه أخوي..
نطق بضيق/يعني تبيني انتظره يموت؟!! علشان اخذك لبيتي
ابتلعت غصتها وهي تضربه على صدره/اسسكت لا تفاول عليه
ابتسم وهو يمسك بيدها مجدداً ليثبتها و يقترب منها/ دام سالفة أخوك مطوله, مجبوره تحملين زوجك الليله..
صرخت ولكنه أغلق ثغرها بيده وهو يضحك/أمززح يالخبله امزح
ارتاحت و هو يضمها و يهدىء رعبها, الليله كُتبت له ولاده جديده على يد هذه المجنونه التي إلتصقت به و آمنت به حتى آخر لحظه رغم كلما رأته منه..
،
.
،
صباحاً و مع أذان الفجر الذي يصدح بالمآذن ... إعتلت صرخاتها من الألم وهي تستفرغ و تنادي بأعلى صوتها،
و رفيقتها هي الأخرى في العنبر الآخر تتعرض للشيء ذاته!
حالة إستنفار بين النزيلات و المربيات في هذه الدار لتأتي تلك السيده المثلقله بوزنها الزائد و صراخها المتعالي/خييير انتي شبلاك؟! وش ماكله غير اللي اكلوا البنات؟!
تحدثت المشرفه الاخرى بصوت حزين/يا استاذه البنتين بحاله يرثى لها اخاف يصير شيء و نتحمل مسؤليتهم!
تلك لم تتحرك مشاعرها ولكن خوفها من تحمل المسؤليه لو تعرضا للأذى/طيب طيب اتصلي بالإسعاف وخلي البواب يفتح الباب و يفتح عينه زززين، فااهمه؟!!
،
،
.
بعد ساعتين
في الطوارىء..
تظاهرت بالنوم وهي ترى حالات اخرى حرجه تدخل و ينشغل بها الطاقم الطبي..!
نزلت من سريرها وهي تهب بالخروج من الباب الآخر لتتبعها رفيقتها التي تابعت هروبها بعدما اختلط الحابل بالنابل..!!
انتظرت موظفة الدار في الإنتظار ،حتى طال انتظارها و نامت!
،
.
،
دخلت بصحبته وهي تتبسم للممرضه و تتحدث إليها بشكل ودي، حتى وصلتا لحضانة المواليد...!
حاولت بها وهي تطلبها ان تفتح لها الباب و لكنها رفضت معللةً ذلك بأنظمة المستشفى الصارمه منعاً لسرقة الأطفال!
اخذتها للإنتظار و دييغو يسمعها بواسطة سماعة هاتفها المفتوحه..
ليدخل بذقنه الكثيف و شعره المرتب للخلف و نظارته الكبيره، وهو يقترب حتى جعل ظهره لكاميرا المراقبه و وجهه للممرضه الواقفه ليفتح معطفه وهو يريها المسدس و يضع يده عليه مهدداً لها بصمت..!!
ابتلعت ريق الخوف وهي ترى انها لوحدها تمنت لو تصرخ و لكنها ستقتل لا محاله و لن تستفيد من صراخها..
لم تغترب من بلادها لتقتل في بلاد غريبه ، ذهبت لتفتح الباب و تخرج الطفل لأولينا بصمت..!
أخذته فعلاً و ذهبا مسرعين لترفع سماعة الهاتف وهي تبكي بقهر هذه المرة الأولى التي يُسرق من عهدتها طفل..
... دخلا غرفة إنتظار ليغيرا ما يرتديانه بسرعه و ينزع لحيته المستعاره التي وضعها و يجمع شعره و يلبس ملابس فاتحة اللون ثم نزلوا للعيادات الخارجيه و مخارج الطوارىء الى مرآب السيارات حيث ركنوا سيارتهم السوداء...!
..
في غضون ثواني أُغلقت كل منافذ المشفى و تم تفتيش من فيه....دون جدوى " إختفى الطفل"..بطريقه محكمه كان مخطط لها منذ فتره..!!
.
،
.
في طريقه هو ووالدته و ام رواد ليستلموا الأطفال تلقى إتصالاً من المشفى يخبره بما حدث ليعتزي بطفله المفقود/ابو سلمان !! كيف انخطففف انت وش وتقول
دخل مستعجلاً بعكازته وهو يشعر بحرقته من النار التي تلتهم أضلاعه و لا أحد يشعر بها غيره ليتجه نحو الحضانه التي يقف عندها افراد شرطه،حاول احدهم منعه و لكنه دفعه بقوه ليدخل وهو يصرخ/وين بنتي؟!
كانت بيد الممرضه التي تقف وتبكي/بابا سووري
أخذ طفلته و ضمها لصدره وخرج بها حتى وصل اقصى كراسي الإنتظار ليجلس يخبىء وجهه بطفلته يشمها و يبكي بحرقه،
نار فقد خالد تتقد من جديد و لكن من خلال سلمان الذي لم يمتع ناظريه به كثيراً،..
توقف الظابط الذي حضر للتو/اسفين عاللي فقدك يا بو سلمان و ان شاء نلقاه و هو بكامل صحته
حاول التماسك ولكن فقد الطفل يكسر الظهر و يحفر في القلب فجوة يمر خلالها الألم جماعات وفرادا ليستوطنه بلا هجره!
اقتربته منه والدته التي حاولت ان تأخذ الطفله/يمه هات غنى عنك البنت صغيره و ضعيفه بعدها ما كملت وماتتحمل شيل و حط
تذكر ان سلمان بنفس ضعفها و لكنه مع لصوص، إزداد الهم هماً حتى أنه لم يستطيع ان يفكر بأي شيء او أي حل الآن!!!
بالكاد إستفاقت من حالة بكائها لتتصل بهند لعل صالحاً يأتي بها و لعلها تتصل بأدهم يأتي معها يقف مع أخيه الذي إتضح إنهياره التام بشكل موجع و مؤثر!
لا تصدق أن رجلاً شجاعاً عاد للتو من الحرب يفقد اعصابه بهذا الشكل، ما أعظم مكانة الضنى و ما أعظم حب الوالدين!
،
.
،
وصلت للغرفه التي جهزتها لإستقبال الطفل ..وهي تتحدث لدييغو بحزن على بكاء الطفل/كم سيستغرق الوقت؟!
ابتسم بخبث/اسبوعاً او اسبوعاً ونصف لنستخرج جواز سفر من السفاره الإسبانيه ومن ثم نعود للباسك ، وحينها فليسترزوا طفلهم إن أرادوا
حضرت فرانشيسكا من غرفتها مسرعه،و على ملامحها اللهفه/اين الطفل؟!
اشار أولينا لسرير الطفل وهي تجلس متعبه/هناك، انا متعبه من هذا اليوم الشاق
اخرج هاتفه من جيبه وهو يخرج من الغرفه/و أنا سأتصل بديفد ليبدأ إجراءات الجواز..
اتجهت لسرير الطفل و هي تدعو الله ان لا يلين قلبها برؤية حفيدها، تماسكت حتى خرجا من عندها، من الأولى ان لا تلمسه و لا تحملق فيه طوال الوقت.. حتى لا يتعلق قلبها فيضعف!!!
حاولت ان تقاوم رغبتها الملحه لتخرج مسرعه و تتركه يبكي خلفها..!
"لا يعرف لماذا شعر برعشة قلبه وسط أضلاعه وهو يتخيل مشاعر ذلك الطفل اليتيم و حزنه الطاغي..""
.
.
وقف مصدوماً مما رآه في فيديو كاميرات المراقبه، السجلات المسجّله توضح ان أولينا كانت السارقه لطفله و المربيه هي من لحقت بها لتوقفها..و لكن تلك الأخيره سقطت في كيد تلك الشمطاء بعد تدخل احداهن، لم يعرفها ..،لكن لم يؤكد ذلك لم يراها جهراً حتى يتأكد!
تحدث تركي فهو يعرفها جيداً/ناظر ليال جت بالوقت المناسب و لكن الحراميه صديقة نايف نكبت الضعيفه
حاول التدقيق في ملامح تلك الشقراء/هذي قدرت تضحك على بيت كامل و سكنت عندهم بعد..!!
تركي/و هذي هي الأجنبيه نفسها اللي زارها نايف بالفندق هذاك اليوم
تحدث بفضول و غضب/ابي اعرف وش نيتها بسرقة ولدي؟!!
اخذ تركي بسحب بقية الشريط وقام برؤيته حتى وصل الى يوم مطاردته السياره السوداء ..أعاد اللقطات و قام بتقريبها و تصويرها ثابت... و من ثم سفر الشموس..!!
ابتسم على ذكائها فهي إستغلت سيارة أجره عامه، حتى لا يتتبع سيارتها التي ستذهب بها..كانت حذره حتى بتوقيت سفرها..! غبي جداً من يستهين بوعيد النساء و بالأخص حين تكون مثل الشموس!
كالفرس البريّه ترفض الترويض وحين تهيج غضباً تركض بعيداً ثم تعضّ نفسها حتى ينفجر عرق دم فيها ويسيل حينها فقط ترتاح و تهدأ ..هكذا هي ..اسمٌ على مُسمى ،سامح الله من سماها..!
رآه يلتزم صمته بعد رؤيته لسفر الشموس/أدهم شفيك
ابعده أدهم ليوقف الفيديو و يقرّب الصوره على طفله الذي كان يبتسم قبل ركوبه السياره!..
تأمله كثيراً ثم أغلق الجهاز وهو يقف مستعجلاً/مشينا يا تركي
،
في ساحة القصر..،
تفاجىء أدهم برؤيتهم ينزلون من السياره بطفل واحد فقط ، رأى قاسي ينزل و يحمله بين يديه و يضمّه لصدره!!
كاد يسأل حتى رأى وجه قاسي ليفهم ان هنالك كارثه حدثت/ارحبوو نور البيت يا عيال قاسي
لم يستطيع رد الترحيب كان وجهه شاحباً و الحزن يعتريه..،
إقترب منه وهو يحاول ان يفهم شيئاً/قاسي علام وجهك أزرق؟!! تكلم يا رجل وش صاير لك؟!!
تنهد وهو يتحدث بحرقه/اليوم يا أدهم اول مره احس ببتر ساقي،
ابتلع عبرته ثم اكمل حديثه /أول مره احس بنقصي و أنا اللي كنت اركض في الميادين ادافع عن ديرتي و نجيت من الألغام حول عشر مرات..اليوم انا ماقدر ادافع حتى عن ولدي !!
شعر و كأن الألم به هو لينطق بخوف/محشوم عن النقص يا قاسي وش فيه سلمان؟! ليه ما جبتوه معكم صار له شيء؟!
نطقت ام قاسي بحرقة بكاء/الولد يا أدهم خطفوه اللي ما يخافون الله
اقترب من اخيه وهو يربت على كتفه يواسيه على مصابه الجلل الذي أرعبه هو أيضاً على طفله الغائب عن عينيه مع أمه/بأذن الله نسترده يا قاسي البلد فيها أمن و الامن قوي قادر انه يجيب لك حقك و يرد لك ولدك بعد الله
ابتسم بخيبه،وهو ينظر لطفلته/الله يعين، عن اذنك بدخل أوديها لأمها و اتطمن عليها عندها و بين يديها و بعدها اتفرغ للي اخذ ولدي
شد على كتفه/كفوو يا قاسي يلا انا بسبقك رايح لنايف بالمؤسسه متى ما خلصت تعال
نطقت ام رواد بقلق بعدما ذهب قاسي و أمه/أدهم يمه
توقف و إلتفت إليها/سمي يام رواد؟
لم تستطيع كبت خوفها/الشموس يا أدهم ماعندك خبر عنها؟! ووين اراضيها
استغرب صيغة سؤالها، هذا يعني انها لم تصدق رواية سفرها التي كذب بها عليهم/وش تقولين يام رواد؟!
تحدثت وهي تعتي ماتقوله/يا أدهم الشموس اعرفها زين و الله ما عمرها صدت عن احد إلا زعل، خاصه لا صار له مكانه بقلبها و انا خايفه هالمره عليها، مقفله جوالها و ماتتصل بأحد من البيت عمرها ماسوتها!!
فهم ما صرحت به/وش دراك انها زعلانه على أحد؟!
هزت رأسها وهي تجيبه/الحقيقه ما تغطى بغربال يا أدهم، ان تجاهلوا الناس بسكاتهم علشانك انت بس و الا تراهم يدرون، و انا اعرفك تنطح المصايب ما تتهرب منها، أما الغلا تراك غالي عندها بالحيل و لا تشك بهالشيء أبد، الشموس كلش بتتحمله إلا وجعتها من احبابها... عن اذنك بروح افزع لهم داخل عسى الله يجبر مصيبتنا
لم ينتبه لذهابها و صدى حديثها يتردد في مسامعه، كل شيء يشتبك في رأسه الآن، حتى ناداه تركي من السياره..،
ترك مكان وقوفه و ذهب إليه،ليركب السياره و يشغلها وهو يتحدث بضياع/وهذا ولد اخوي انخطف غصب من المستشفى.
لاحظ تركي إرتجافة يده وهو يديد محرك السياره و يقودها بتهور/أدهم انت وش تقول؟! خطفوا ولد قاسي صدق؟!
ضرب بيده بقوه على "الدركسيون"/الولد تووه نتفه وش يخليه يتحمل ؟!مالقوا غير يخطفون طفل ما كمل شهوره؟!!
عرف انعقد صبره انفلت الآن/أدهم انتبه للطريق يا رجل بنروح فيها وورانا اشغال لازم نسويها،
هدأ و لكن مازال مستمراً في قيادته المتهوره، و كأن ثقل قدمه كلّه على دعّاسة السرعه!/هاللحين نروح لنايف و نشوف وين سلقته اللي جابها معه من ألمانيا وين أرضها من سماها.
استغرب فأخته لم تخبره بذلك/هو اللي جايبها معه؟!
نطق بقهر/و سكّنها بالبيت وسط العايله ..
إزداد غضب تركي من اخته و من نايف، لن يسامحها على اهانته بهذا الشكل، كيف تتقبل أمراً كهذا يمسّ إحترامها ؟!!
.
،
أجرى إتصالاً مهماً مليئاً بالوعود أن التسليم سيكون خلال شهر على الأكثر ،.. ليغلق الخط وهو يتأفف و يرمي هاتفه بغضب على الأريكه التي أمامه..!!
خافت من تصرفه الغاضب وهي تسأله/مالذي حدث؟! ماذا قال لك؟!
إلتفت غاضباً/يقول أن الزعيم لن يصبر اكثر على إعادة المال الذي اختلستيه، سيكون عقابه شاملاً لنا العوده إلى إسبانيا بدون المال تعني مقتلنا
ابتلعت ريق الخوف وهي تجلس تفكر بالذي فعلته بغبائها/لماذا نعود إذن دعنا نهرب
إتسعت عينيه متفاجئاً بحديثها البارد، لينحني لها وهو يشد شعرها و يوقفها غاضباً/تورطيننا في الكوارث ثم تطلبين اغبى الحلول !! لو كان الهرب فكرةً سهله لهربنا حينما خرجنا من اسبانيا و ليس ان نمكث هنا لمجرد ان نحصل عن ابنتك الثريه او طفلها كرهائن،انا كنت رجل مافيا ذهب لولا انني تورطت بالزواج منك و الوثوق بك حتى بددتي الاموال كلها ، إن لم نعيد ما عبثتي به سنلقى حتفنا جميعنا و بلا رحمه ولكن قبل ذلك ثقي تماماً أن ذلك الكائن الصغير الذي يصرخ في الغرفه كل الوقت سيُقتل أمام عينيك أولاً من قبل كاسترو نفسه و انتي تعرفين من هو كاسترو
ابتلعت ريق الخوف وهو ينفضها من يده لتسقط على أريكتها مرعوبه من المجهول ان لم يحدث ما يريدون ..!!
.
،
.
،
الجميع في حالة إنهيار تام، ما حدث كارثه، ولكن إتفق الجميع ان لا يصل الخبر إلى نيفادا..،
جلس عندها بعدما ترك الطفله بين يديها ..
إحتضنت طفلتها وهي تقبلها بسعاده بين يديها وهي تتسائل/وين سلمان يا قاسي؟! مع خالتي؟!
ابتلع وجعه سكاكين غير مسننه وهو يجيبها/سلمان رفض الدكتور يسمح له يطلع،يقول صحته ممتازه بس لازم يزيد عالاقل نص كيلو، اخته بطله واحسن منه
اختفت إبتسامتها/حبيبي ماما قعد لحاله!! طيب ليه تجين غنوش؟! ليه ماجلستي مع اخوك تسليّنه ثم تطلعون سوى؟!
نزلت دمعته حاره بعد إحمرار عينيه حاول ان يقاومها و عجز عن ذلك.،،
لاحظته يمسح عينيه وقلقت/قاسي شفيك؟! انت تبكي؟!
حاول الإبتسام واخذ نفس/لا بس حزنت عليه لحاله ليتني جبته او جلست معه.
ابتسمت/شفيك صااير حسااس، قاسي صحيح اشتاق لهم و ابيهم حولي طول الوقت بس اهم شيء عندي صحتهم، الواقعيه مطلوبه و مصلحة سلوم أهم
هز رأسه وهو يقف مستنداً على عكازه الذي أشعره بعجزه و إحباطه لأول مره، مالذي يستطيع فعله بساق واحده و طفله الضعيف مخطوف ولا يعرف مامصيره/انا بطلع تبين شيء قبل اطلع للشباب تحت؟!
إلتهت بحضن طفلتها و تأمل ملامحها/لا شكراً
قرر الذهاب وهو يسحب ذيول خيبته و هوانه على نفسه، حتى نادته وهو يفتح الباب ليلتفت إليها/سّمي؟
ابتسمت له و هي تشير بيد طفلتها/نحبك.
ابتسم بصعوبه ليكتفي بها و يخرج و يغلق الباب خلفه وينادي بأنه سيخرج حتى لا يصادف احداهن..خرج وهو يحبس الإنفجار في قلبه، الغضب، الكبت ، الصرخه التي ستهز المدينه لو صرخها..!
نادته والدته وهي تريد الذهاب معه ولكنه مشى من دون ان يسمعها، كان فقط يسمع نحيبه الداخلي و صوت غليان دمه..!
ركب سيارته لينطلق بها خارج اسوار هذا المنزل بعيداً عن الجميع، ليقف جانب الطريق و ينفجر باكياً، يالله لم يبكي يوماً بسبب قلّة حيلته و لا من شعور بالضعف سوى بعد خطف طفله و ساقه مبتوره، ما أشد قهر الرجال.
.
،
.
،
دخل مكتبه غاضباً كالريح و هو يتجه لنايف الذي يجلس خلف مكتبه كعادته و بيده اوراق جداول عمل اليوم،
استغرب الدخول المفاجىء ولكن الأغرب هو مداهمة أدهم له وشّده من ياقة ثوبه للاعلى ليوقفه/أدهم علامك؟! وش صاير؟!
نطق بغيظ/السلقه اللي جبتها معك من ألمانيا وينك حاطها فيه؟ كيف تعرفت عليها ومن متى؟!
استغرب مناسبة الحديث عنها/ليه وش فيها أولينا
نطق تركي بقهر/حاولت خطف راكان ولد اختك من شهور طويله و اليوم تفاجئنا كلنا بخطف سلمان ولد اختك الثانيه نيفادا!!
تفاجىء/انت انهبلت؟!و الا تمزح؟
نفضه أدهم و رماه على كرسيه بكل قوته المفرطه/و بعقلك هذا وقت ينمزح فيه؟! تبيني اصحيك من غفوة غبائك؟! علشان تصحي و تستوعب اللي حاصل حولك!
تركي بغضب/طلّق اختي يا نايف، ترى النفس منك طابت
ابتسم بسخريه/امعصي ماهو انت اللي تامرني ، وزوجتي بترجع غصب
نطق غاضباً/والله ما ترجع لك إلا وانا ميت!
امسكه أدهم ليردعه /تركي لا تحلف!
أصر غاضباً/اقسم بالله وانا بأختي عارف،
خاف للحظه وهو يتذكر بكائها و هاجسها تركي وغضبه!!!
أدهم بضيق/يا عيال خلونا باللي حنا فيه ولد اخوي مخطوف و انتم خابرين ساقه مبتوره و القهر بيشق صدره
نطق تركي بعد تفكير مبسط/اللي خطف مخطط من فتره حتى انه انتظر الطفل بالحضانه لأنه عارف انه خديج
تذكر نايف انه قبل فتره ذهب بأولينا لزيارة الاطفال و زعم انها خالتهم ليسهل دخولها ،جلس منهاراً/هي الله لا يوفقها هي
استغرب أدهم/من هي؟!
رفع رأسه وهو يتذكر وعيدها له و نطق بندم/قبل فتره اخذت اولينا معي للحضانه، على أساس انها خالتهم ، لا يكون هي ؟!!!
لم يصدق أنه يفعل شيئاً غبياً و أحمقاً كهذه الفعله/وشو؟!! وش المناسبه بالله؟!!!
كاد تركي ان ينفجر/علشان تدرون انه ماهو كفو ثقه
قفز نايف عليه ليتعارك معه و لكن أدهم فرقهما بصوته ولكن لم يستجيب نايف حتى فرقهما بيده ووقف بينهما/وقف انت وياااه خلنا نخلص من مصيبتنا هذي بالأول، الولد لازم يرجع باقرب وقت،الشرطه ماهي مقصره لكن المعلومات عندنا نايف لازم تروح وتقول اللي عندك لهم،
تردد/وش تبيني اقول لهم؟!
تحدث تركي بسخريه/بلاك عاارف ان معلوماتك سواد وجه.
تحدث بين اسنانه/أدهم تراني ساكت عنه علشانك
رد أدهم بغضب هو الآخر/يا نايف علي الحرام اني صابر و كاف يدي عنك بالغصب ، تصرفاتك الغبيه هي وراء هاللي صار كله، و قبل سلمان كانت اولينا بعد بتخطف ولدي لولا لطف الله، انت دخلت غريبه لبيتك ماتعرف عنها شيء و هذي آخرة تهورك و الله يستر من اللي جاي!
لم يتوقع ان يصارحه أدهم بما في داخله، ليشعر فعلاً بغباء أفعاله التي جلبت أولينا المنزل..ترك المكتب لهما و خرج بدون أي تعليق..
جلس أدهم منفعلاً ، الضغوط تزداد عليه من كل ناحيه، ذلك ليس جديداً و لكن خطف ابن اخيه و غياب طفله شيئان يضغطان على قلبه بشكل مباشر..
يعرف تماماً ما يشعر به قاسي.
دخل قاسي في هذه اللحظات لينطق بلهفه/بشروا شباب
تحدث تركي بخيبه/ما يمدي يستجد شيء، لكن الشكوك كلها راح تتقلص بعدما تطلع الشرطه على شريط الفيديو بالمستشفى.
تحدث أدهم وهو كاره لما سيقوله/الشك الأكبر حول الاسبانيه اللي جابها نايف البيت..لأن لها سابقه في محاولة خطف ولدي
استغرب قاسي ليتحدث بقهر/و انتم ليه تتركونها بالبيت ولها سوابق؟!!
تنهد أدهم/للاسف ما شفنا شريط كاميرات المراقبه الا تو... المهم نلقى الطفل بخير دامنا عرفنا المجرمين بتسيطر الشرطه عالوضع ان شاء الله.
جلس هو الآخر والحسره تأكل اطراف قلبه/وش بيصبرني انا؟! امه للحين ماقلنا لها باللي صار، لكن لمتى بنخبي؟!
خاف تركي/وش قلت لها؟!كيف اقتنعت
مسح قاسي على وجهه بتوتر/عمري ماكذبت لكن اضطريت اكذب واقول انه بالحضانه لازم يقعد شوي، حتى اني ماقدرت احط عيني بعينها يا خوان،قسم بالله ان كرهت نفسي
تقدم تركي ليربت على كتفه/قاسي ترى همك هو همنا،الولد ولدنا بعد،و الله ما ارتاح لين اطلع هذيك السحليه من تحت الارض
استغرب قاسي/اي سحليه؟!
تركي/عندي احساس ان أولينا بتدلنا عليهم.بس نطيح عليها
أدهم بتأييد/هو خيط واحد بس إذا طحنا عليه بتنحل العقده كلها.
رن هاتف المكتب ليرفع أدهم السماعه/نعم؟! ايوه يا محمد،بشّر تواصلت مع صاحب الxxxx؟!
حلوو..، طيب طيب شكراً
سأله تركي بلهفه/مكتب الxxxx تبع الفيلا؟؟!
أشار بالإيجاب/إيه ويقول الفيلا مستأجره من وحده سعوديه!
استغرب تركي ثم نطق يفكر او انه متفاجىء/ما قال أسمها؟!!
أدهم/يقول ان معلومات مثل هذي خاصه ويبي لها اذن خاص من المحكمه علشان يدلون بها!
استغرب سكوتهم المفاجىء/وش العلم يا شباب؟!
أدهم نظر لهاتفه الذي يرن من ناحية مهند/انا مخي بدأ يشوش علي، وراي عشاء عمل الليله مع وفد شركه اجنبيه و ما ادري كيف بركّز معهم عن اذنكم شباب طالع ،خذوا راحتكم ..تركي ضيّف قاسي..قاسي لا تخاف ما اعتقد انهم بيأذون طفل ماله حيله،بننتظر يوم او يومين واكيد بيتواصلون، الأرجح انهم يبون فديه..لذلك بيكونون حريصين على حياة الطفل
لم يعلّق قاسي ليؤيده تركي/حتى انا اتوقع هالشيء
اشار أدهم لتركي حتى يهتم بقاسي و ترك لهم المكتب ثم خرج..،
حاول تركي مواساته/تراهني ان ولدك بيرجع بخير و قريب ان شاء الله؟!
رفع رأسه وهو ينظر إليه مستغرباً/كيف تتكلم بهالثقه؟! الولد صغير بالحيل وما بعد اختلط بالعالم الخارجي،و مخطوف تحت تهديد السلاح!
تركي بإبتسامه/لأنه بيد ممرضه مغتربه مسكينه، لو بيد واحد مننا يا أهله ما اخذوه لو نموت دونه.. قاسي لا تقلق والله انهم جبناء و اضعف من انهم يؤذون طفل صدقني
لاحظه يتحدث عن الطفل باهتمام و كأنه له/شفت سلمان؟!
ابتسم/كل يوم انا و الوالده ننط له فالحضانه، امي تعلقت فيهم بشكل ما تخيلناه كلنا،عسى الله يرده لنا.
إلتزم صمته وهو يستشك في حماس تركي ، و يكره نفسه حين يشك به، لو لم يكن تركي بهذا الوضوح لكان إستحق الشك ولكنه واضح كعين الشمس و رجل يثق به أدهم في مكتبه، أدهم يعرف معادن الرجال،..
.
،
،
.
أحد المطاعم الشهيره ؛
تجلس بصحبة مديرة أعمالها تماضر وهي تتحدث إليها/تماضر تحمليني هالفتره و إذا حابه ترجعين الدمام ماعندي مشكله أجلي كل شيء بعد اسبوعين.
تماضر بتأفف/و الله محتاجه للراحه، كرهت القعده بالفندق لحالي و كله كوم و الاتصالات اللي علشانك كوم، امس ازعجني واحد بالواتساب ظنيت عنده سالفه بالنهايه قال بتقدم لخطبة ريمي !! سلامات صرت خطابه!
ضحكت ريما/من جدك؟
إلتقطت شوكتها لتكمل اكل السلطه/إييه اضحكي علي..انتي ببيت خالك و زيارات و وناسه و انا هنا بالفندق انتظرك تصدقين علي بإطلاله!
اخذت كأس الماء من أمامها وهي ترتشفه لتقع عينيها على من دخل في هذه اللحظات بصحبة رجال من الواضح انهم اجانب و رجل اخر يحمل حقيبة اوراق صغيره و يرتدي الزي السعودي يبدو أنه موظف عنده!
لاحظتها تماضر مازالت تمسك بكأس الماء الفارغ و تنظر لتلك الطاوله المقابله/هييي وين وصلتي؟! القلاص مافيه ماي ليه ماسكته؟!
ابتسمت بخبث وهي تخبرها/هذاك هو اللي قلتلك عليه
إلتفتت تماضر لما تعنيه ريما/اللي يتكلم و
بيده خاتم اسود؟!
بتأكيد/ايووه هو.
رفعت حاجبها وهي تلتزم صمتها بإبتسامه..!!!
لاحظت صمتها لتلتفت إليها مستنكره/هييي لا تطولين النظر، هذا حلالي بس
استغربت/بتخشين الثانيه؟!
بتساهل/عادي إذا أدهم والله عادي عندي، بعدين إذا عرفني بيعيف غيري انا واثقه
بتشكيك/واحد مثله راعي مؤسسات و من عايله معروفه و متزوج بعد ماظنتي بيتزوج مشهورة سناب في لندن و ناويه تنتشر هنا!
بقلق/تصدقين خلاني اتراجع عن كل شيء، هذاك اليوم خفففت بنتهم الصغيره تعرفني، و الا الحمدلله كلهم ما يتابعون بالسناب، و يستخدمون بشكل بسيط
ضحكت/المفروض تتضايقين اذا ماعرفوك يالخبله، شفيك تغيرتي؟!
بتشويش وعينيها تراقبه فقط/مادري ماحبيتهم يدرون، عايلتهم جداً ارستقراطيه، علشان كذا اقولك اخذي اجازه اسبوعين وكنسلي كل شيء بالسعوديه و الخليج.
.
،
.
بالكاد نفذ من إجابة سؤال احد ضيوفه حتى أحال بقية الاسئله لمهند، ليرتشف من كأس الماء الذي أمامه شعور عميق بالضياع و الصداع في آن معاً..!
أحاديث مفرغه من كل شيء و لكنه ملزم بها رغم ما يتعرض له من ضغوط..
و لكنه تلقى إتصال من احد رجال الاعمال الذي انتشر خبر اختطاف الطفل بينهم الكل أبدى تعاطفه ودعواته، لم يحبذ ان ينتشر خبر كهذا و لكن المستشفى لم يلتزموا الصمت ،استأذن ليذهب للرد ..
اغلق الخط بعد إنتهاء المكالمه ليقف يتنفس قليلاً ذهب لدورة المياه ليغسل توتره من ملامح وجهه.. ثم عاد لمكانه ويعتدل في جلسته لتقع عينيه في عينيها التي تنظر إليه من بعيد!
إبتسم بهدوء و اندمج في أحاديث ضيوفه..،
.
،
.
،
لم تصدق وهي تلتفت لتماضر/قلتلك انا ماتكلمت عن زواجي منه بلاش،شايفه؟!
تماضر تبتسم لها بغير تصديق، (كم هي غبيه وهي تصدق زيف إبتسامته، وهل هنالك رجل عاقل تفتح له إحداهن حضنها منذ اول لقاء ثم يتزوجها؟!، كم هي مجنونه!..)
،
.
،
.
.
انتهت من عملها اليومي و تأكدت من نوم اطفالها..لتذهب بعد ذلك لغرفتها، إبتسمت له وهي تراه مازال جالساً يعمل على اللابتوب في مكانه/مانمت للحين؟!
رفع ناظريّه لها/انتظرك.
دخلت" الدريسنغ روم" تغير ملابسها وهي تتحدث معه/معليش ابوفهد ،الليله بهذلني عبود بسم الله عليه ارتفعت حرارته و اعطيته خافض و سويت له كمادات حتى انخفضت حرارته و تطمنت عليه..و بعد بروح له بعد ساعه اتطمن.
إبتسم للطفها البالغ و رحمتها مع ذلك الطفل،سيده كهذه كيف يمكن مجازاتها و مباراتها في الحب؟!/إذا تعبان يا سلطانه خليني اوديه المستوصف احسن
انتهت من لبسها و خرجت له وهي تربط روبها الأبيض جيداً/لا ما يحتاج الحمدلله تنفسه طبيعي، بعد ساعه اذا ارتفعت حرارته و تغير علي بنوديه
راقبها بنظراته وهي تلتهي بنفسها و تقف أمام مرآتها و تفتح شعرها الذي تربطه بمشبك ، ثم جادت على نفسها من عطرها، راحت تخفت إضاءة الجناح و عينيه تلاحقها حتى إنتهت من عملها الليلي المعتاد ثم جلست في مكانها من السرير وهي تبتسم له..!!
كم تعشق نظرات الإنبهار في عينيه، نظرات الذي لم يعشق سواها أحد، أي نبل يحمله في قلبه حتى لا يشعرها بأن لا انثى قبلها؟!! هل هنالك رجل بلا ماضِ؟! إن كان فهو هذا الأربعيني الفاتن!
تذكر شيئاً ليلتفت يبحث عن هاتفه/كم الساعه؟!
تفهم ما يرمي إليه تماماً كم هو راقٍ حتى في تلميحاته/ساعة المنبه و جوالك مو جنبك؟!
أضاء المصباح و رأى المنبه ولكن تذكر انه نسي هاتفه في السياره/اووف نسيت جوالي بالسياره بنزل اجيبه، تبين شي و أنا راجع؟!
رأته ينزل من السرير و يلتقط مفتاحه ذو الميادليه بحرف الـ"ل" لم تستطيع الإحتفاظ بإبتسامتها هنا، تغيرت حتى نبرتها/لا شكراً ، بنام
لاحظ عينيها تقع على مفتاحه لينتبه للميداليه ذات الحرف، لم يتوانى في أن ينزعه أمام عينيها ليتجه لسلة المهملات في الغرفه و يرميه فيها/ها قلبي،تبين شيء؟!
بشبه إبتسامه/اخذ روبك ترى برا شوي برد.
ابتسم براحه لها بعد إبتسامتها له ليلتقط روبه و يخرج..،
الليله فقط تزوجته، بات لها حقاً ، حتى انه فهم ماتريد بدون أحاديث مطوله و لا عتاب!
جلست مكانها براحه وهي تنتظر عودته،..
.
،
.
،
.
مســـاءاً؛
لم تصدق ما سمعته من مهند/مهند وش تقول انت؟! سلوم مخطوف؟!
تحدث بتأثر وهو يجلس على اريكته/اي والله و أدهم حالته حاله،اليوم بالإجتماع كان مضيّع لولا اني مرتب معه الاوراق و حضرت معه و الا كان جاب العيد، عمري ماشفته بهالشتات..أصلاً من اسبوعين ماهو بخير!
ارتعبت حقاً وهي تقف بتوتر هذا يعني ان غياب زوجته قسرياً و ليس للنزهه، لو كان للنزهه لعادت او لسافر معها/مهند قلبي قوم ودني له
إرتفع حاجبه/بهالليل؟! صاحيه انتي؟!
نظرت لساعتها تشير للعاشره و النصف/ارهانك انه ما نام من الهم
تركها متجهاً لسريره/اقول عيني خير و نامي روحتك له هالوقت مامنها فايده، ريحي نفسك بس.
لحقت به وهي تجلس عنده/مهند قلبي الله يخليك ودني له،شلون بينام اخوي وهو بهالحاله؟
مازال غير مقتنع بالتوقيت/و أنا شلون بنام بهالحاله؟! مافكرتي بي؟!
ابتلعت الغصّه/مهند!!
بإصرار/تعوذي من ابليس و تعالي ننام، الصباح رباح.
لم تعلّق اكثر إمتثلت لطلبه رغم قلقها و مصيبة اخيها التي تعتبرها مصيبتها، اغلقت الإضاءه و ذهبت لمكانها في السرير وضعت رأسها على وسادتها و أدارت نفسها لتعطيه ظهرها مدعيةً النوم..،
ابتسم وهو يراها تبدي غضبها بشكل هادىء جداً و لم تصرخ و ترفع صوتها بل امتثلت لأمره، حتى و إن إحتجت بإدارت ظهرها له..،لم تعوّده ذلك حتى صار يعرف انها لا تدير ظهرها الا غضباً..! يالهدوء غضبها الذي يزلزله!!
شعرت به يقترب منها ليلصق صدره بظهرها و يداعب ذراعها بيده الكبيره و من ثم بطنها ليشدّها له اكثر وهو يعانقها بهدوء ليطبع قبلته خلف أذنها ثم يهمس لها بهدوء/ان رحتي لاخوك هالوقت بيقلق اكثر، عشان كذا احسن شيء تروحين له الصباح بدري خليه يصبح بلطافة الدنيا بعدما نام على نكدها.
و ان بغيتي اقعدي عندهم طول اليوم، بس احسبي حسابك الليل بجي اخذك، و الله ماقدر انام بدونك، وش قلتي؟!
ابتسمت وقد نزلت دمعته منه قبل قليل، لتستدير بصمت و تعانقه بشده..،
.
،
.
،
.
،
في مكانها بعيداً كل ما يحدث،
حزنها لم يكن يوماً عرضة لعيون البشر،و لا تتظاهر حتى به، و لا تشاركه أحداً فقط تكتفي بنفسها حين يخذلها من تحبهم و الحياة، فتنعزل بعيداً عن كل ما يؤلمها و تغلق كافة وسائل التواصل لتعتكف مع نفسها تعيش راحتها كما لم تفعل ذلك من قبل،
سنوات طويله و هي منشغله عن ذاتها عن الهدوء، تستحق وقتاً مستقطعاً من العزله ولو كان وقتاً يسيراً..قد فقدت في حياتها العمليه و وسط إنشغالها بهم ،فقدت التواصل مع ذاتها و التفرغ لعيش ماتحبه، لم تحبذ يوماً الإنصهار في قوالب ليست تناسبها، قد كانت في ما مضى تجاهد رغباتها وسط تلبية رغبات والدها و حماية عائلتها التي صارت تتذمر من تدخلها في شؤونهم..!
يالله كم فقدت صلتها مع ذاتها في خضم كل ذلك.."لا بأس من عيش لحظات التمرد و التفرد، و البحث عن راحة النفس"
.. الضعف و الإنكسار ليس من شيمها،
ليست ممن ينتظرون إنتصارهم في رأي الأخرين أو إنتظار حبهم ..إن لم ترفع المرأه عن نفسها الهوان و إلا لن يسّرها أن يفعل ذلك لها رجلاً و إن كان زوجها..
الكرامه و رفعة الشأن تنبع من الذات لا تُستجدى من أحدٍ كان...
،
فقدت صوت طفلها لتبتسم و هي تلاحظ نومه بين ألعابه، إتجهت إليه لتحمله و تتجه به لغرفتها حيث سريره بجانب سريرها..
وضعته و هي تبعد خصلات شعره عن عينيه وهي تتأمله بهيام واضح،هذا الحب المرعب الذي تحمله له في قلبها يكاد يهلكها، ترتعب بمجرد ان يصوّر لها خيالها أنه قد يتأذى بأي شيء..!
هذه الملامح التي تحب و الروح المجتزئه من الروح و قطعة القلب التي تمشي على الأرض..إنها حقاً أشياء لا تُشترى!
تذكرت أنها حرمت أدهم من هذا كلّه لتتنهد/الله يعين أبوك.
تركته في سريره و هي تخرج تمارس عاداتها الجديده ومنها السهر على فيلم أو احتساء كوب قهوه في باحة المنزل الصغيره وسماع اغنياتها المفضله او مراقبة النجوم في تلسكوبها الصغير..المهم أنها لا تخطط لشيء معيّن كما كانت تفعل طوال حياتها..
...الآن لا شيء ينتظرها غداً و لا تفكر بعمل او مرتبطه بأي شيء..
بل تتخلّص من كل أعباء الشموس القديمه و إجازه لها من كل شيء و بلا موعد إنتهاء محدد..!
.
،
.
،
في مطبخها انتهت من عمل فنجاني قهوه لها و له كما طلبها..لتصعد للأعلى حيث غرفتها،..
سمعت صوتاً يأتي وسط صمت الممر..إستغربت الذي تعرفه أنها ذهبت للنوم باكراً اليوم!
إقتربت لباب الغرفه حتى تسمع جيداً ما يدور!
هزت رأسها بصدمه وهي تترك الباب و تذهب لغرفتها يكفيها ما سمعته!
دخلت غرفتها وهي مازالت تحت تأثير ما سمعته!
وضعت فنجان القهوه على طاولته التي أمامه و عادت لكرسيها ترتشف فنجانها بصمت...،
إستغرب صمتها بإبتسامه وهو يحمل فنجانه و يرتشف منه رشفه/شفيهاالليله ساكته؟! مافيه مواضيع جديده مادريت عنها غير كتاب أمك؟!
إلتفتت إليه صامته، متسائله بنظراتها، هل يعرف ماتفعله ريما أم أنها تتوهم..!!
إتسعت إبتسامته/شفيك تناظريني كذا؟! عندك شيء بتقولينه؟
نطقت بلا تردد/لا ..
عاد ليرتشف قهوته بصمت،و يده الأخرى تداعب هاتفه..،
تحدثت بفضول يدفعها/ريما وش تخصصها اللي تدرسه؟!
ابتسم مستغرباً/ليه ما سألتيها؟!
حركت كتفيها بتردد/مادري خفت تظن انها لقافه
ضحك/ريما متخرجه العام من تخصص إدارة و تسويق، تشتغل بلندن اعتقد بمؤسسه
استغربت فالذي اخبرتها به ريما أنها ما زالت طالبه!!/موظفه و بالتسويق!!
لاحظ نظراتها له/انا رحت محل عملها جداً محترم و ابداعي بالتسويق باذن الله نروح لندن و تزورينهم، بالنهايه ابوها ماهو موافق على عملها إذا ما كان مناسب.
مازالت مشككه، من أي ناحيه مناسب؟! ما سمعته الليله منه ومنها و احاديثها السابقه يجعلها تتيقن أنها فتاة مراوغه بإمتياز/يلا حلو اخذ منها خبره دامها موجوده، يجوز افتح محل و الا اصير تاجره و احتاج مسوّقه
لم تعجبه نبرتها شعر فيها نوعاً من السخريه او الشك، ليترك فنجانه جانباً وهو يلتفت إليها ناطقاً بجديّه/هند، أي شيء من ناحية ريما انسيه، مالك علاقه فيها، وهي كلها أيام وتتيسر بحالها، قط الكلام اللي ماله داعي ماحبه..
تفاجأت بحديثه الذي يؤكد انه يتعرض لغسيل دماغ، كيف يرى عملها و لا يرى تصرفاتها؟!!/عبدالرحمن! وشو الكلام اللي قلته و ماله داعي ،حكيي كله عفوي و ماقصدت شيء!!
إلتفت إليها وقد وصل السرير/عفويتك هذي لا تستخدمينها معي فااهمه!! تصبحين على خير
لا تصدق ما يقوله !يرى حديثها هي غير عفوي و افعال تلك وتصرفاتها عفويه!!! ريما ليست سهله (ولكن أنا أيضاً ليست سهله، و لنرى أي عفويه ستنجح يا ابنة الدبلوماسي!)
.
،
.
،
.
،
استيقظ باكراً على صوت المنبه الذي وضعه بعد صلاة الفجر.. بالكاد نام ساعتين فقط،
إستلقى مكانه بإرهاق نفسي وروحي أكثر منه جسدي،..
هذا السرير البارد و الغرفه الميته تعيده لتلك الطفوله، ذلك الطفل الحزين الذي كانه.
وحيد كما كان بل بعزلة أكبر و بهموم اكبر..!
إلتفت لمكانها بجانبه وهم يتخيلها غاضبه و مع ذلك تعيد الغطاء على جسده حينما يبعده عنه و يتصنّع النوم.. كانت لا تعرف ان تقسو عليه مهما غضب منه!
من كان قبلها؟! و كيف صار بعدها؟ و ماذا حل به الآن؟!!
قد يتجاوز كل شيء و كل صدمه ماعدا غيابها الذي كشفه و سرق الراحه من جفنيه و السعاده من عالمه!
غيابها الذي كشف الغطاء عن كل جروحه القديمه، و أذكى جروحاً أخرى..
لا أحد يسأل عنه و لا أحد يهتم..!
تماماً كذلك الطفل البائس، غير أنه الآن بات في وسط عائله و متزوج!
لا يعرف لماذا شعر برعشة قلبه وسط أضلاعه وهو يتخيل مشاعر ذلك الطفل اليتيم و حزنه الطاغي..
كان يتوق لأن يكبر ليتغلب على ضعفه و احزانه و لكنه كبر ومازالت احزانه ترافقه و تكبر معه و هاهي الآن تُضعفه و تذكره بماضي أحزانه، و كأنه نسي!
سمع طرقات باب ليترك سريره ،تذكر أنه يرتدي فقط ملابسه الداخليه ليلتقط روبه و يخرج من غرفته و يذهب ليفتح باب المكتب وتفاجىء بوجودها/هوازن!
لم تستطيع تجاوز ذبوله و حزنه الظاهر، كانت تعرفه دائماً صلب و يقف بكل قوه أمام كبار الأمور، ابتسمت بصعوبه و هي تمد إليه كوب قهوه/صباح الخير
أخذ كوب القهوه وهو يحاول بفشل ان يبتسم لينحني و يقبّل رأسها/حي هالصباح.
أشارت للداخل/ادخل عندك و إلا تطلع معي المجلس احسن؟
اشار لأريكة المكتب بصمت وهو يدخل و يجلس في الكرسي المنفرد، لتدخل و تغلق الباب و تجلس هي في المقابل على الاريكه الطويله وهي ترى صمته/أنا عارفه الأوضاع اللي صايره و معكره جوك..قلبي معك ياخوي ومصيرها تُفرج ان شاء الله
إرتشف من كوب قهوته وهو يصغي لحديثها بصمت..،
أردفت بحزن على حاله/الضغوط ماهي شيء جديد عليك يا أدهم، انت شايف اللي تحت عينك، منت ملاحظ انك تغيرت لدرجة ماعدت تتصل بي وانت اللي ماكنت تتركني قبل تعرف اني اختك؟!! انت عمرك ماتترك واجباتك عبث ، أدهم قول وشفيك يا عزوتي؟!
نطق حزنه على ملامحه، فلم يسأله أحد بهذا الإلحاح من قبل و لكن اخته اخترقت قلبه في هذا الصباح الخانق له/تعبان شوي
سألته بلهفه وهي ترى لمعة عينيه الصامده/وش متعبك؟!
نظر إليها وهو يرى قلق الأمهات على ملامحها،لا تعرف أنها سألته سؤالاً عميقاً بعمق وجعه بحيث لم يعد يعرف ما يُتعبه مما يعذّبه/تعبان من كل شيء..، تعبان من الهواء اللي أتنفسه، تعبان من هزايمي، تعبان من فشلي وحظي اللي واقف بوجهي حتى بعلاقاتي مع اللي أحبهم، تعبان لدرجة أني انتظر موتي كل صباح واشوفه يعاندني يمر جنبي و يتعداني، تصوري حتى موتي يعاندني!!
نزلت دمعتها وهي تضع قهوتها على الطاوله أمامها/بسم الله عليك من التعب، وش هالكلام يا أدهم كنت اشوفك دايماً قوي وماتهاب!
ابتسم بخيبه/قوي؟! هذي اكثر صفه تقمصتها بحياتي، القوّه ناسبت شكلي الخارجي فقط لكن داخلي ضعيف ومهزوم ,داخلي طفل صغير يبكي على موت امه من 32 سنه..!
مسحت دمعتها الحاره وهي ترى تماسكه رغم كل شيء سكتت قليلاً وهي تحاول إستيعاب صوت وجعه الموغل في القلب/غريب! كيف تخفي المظاهر اللامعه أنقاض بقايا إنسان؟! انا كنت اظن محد ذاق التعب والحزن كثري او عالأقل اكثر مني!
ابتسم يداري حزنه/هذا جزء بسيط، تدرين وش اكثر شيء مُتعب في هالحياة هو إني مضطر أعيش و أقوم بواجباتي كامله تجاه الكل و كأنه ما صار شيء، و بداخلي صوت يصرخ وده اني انسحب من هالحياة بكبرها.
سكتت للحظات وهي تتأمل عمق الحزن الذي فاجئها به، و غياب الشموس المريب/لو بيدي اخذت هالتعب منك ياخوي..قول لي وش بخاطرك و اسويه،انت منت لحالك انا معك وابونا بعد.
ابتسم وهو يتأمل ملامحها القريبه من والده/زين اللي تزوج ابوي و جاب لي اخت تفزع لي ولو بعد كل هالسنين.
أحبت نبرته ونظرته التي تشوبها لمعة براءة ذلك الطفل الذي تحدث عنه/فديتك، عرفت الشموس باللي صار؟!
ترك الكوب على الطاوله أمامه ليحاول تجاوز أزمته التي تعصف به منذ غادرته فلم يعتاد الفضفضه/الشموس مادرت عن شيء، أو أنها درت و ما تبي ترجع..الله اعلم.
استغربت إجابته ولكن فهمتها بعد كل تلك الفضفضه/أفهم من هالكلام أنك ماتدري وينها؟!
وقف وهو يبتسم بخيبه/للأسف يا هوازن ما أدري وهذا اعتبريه اعتراف بفشل اخوك و خيبته ، لذلك مهما صار لا تثقين بواحد فاشل ومهزوم مثلي أبداً .
وقفت وعينيها تنطق حزنا لتعانقه وتشد عليه/بظل أثق فيك لين اموت انت أملي بعد الله و ظلي اللي اتذرى فيه، مهما باروا فيك العالم تذكر ان لك أخت ما تشوف الدنيا إلا فيك.
بادلها العناق وهو يشعر بنوع من الراحه بعد فضفضته لها، و دموعها ليهمس لها/وراي روحه للشرطه بعد شوي و انتي عطلتيني ببكاك.
ابتعدت عن صدره قليلاً وهي تنظر لوجهه و تتفحص ملامحه لتتحدث برجاء/طلبتك هالكلام اللي قلته لي انساه عندي لا تقوله لأحد ثاني، انت قوي و قد هالعالم و متأكده انك بتغلبهم، صدقني حتى الشموس بتندم عاللي سوته، مصيرها ترجع معتذره و تفهم قلبك، قوول لي انت من تقدر تبتعد عنك؟!
بنفس ابتسامته/الشموس قدرت و ابعدت.
هزت رأسها بالنفي/مستحيل تبعد، و راح اراهنك على هالشيء، حتى يمكن انها حالياً قريبه منك و منت حاس فيها، المهم انها ما ابعدت عن دوايرك انت،و بتقول قالت هوازن.
لم يصدق نفسه كيف تحدث أخيراً بما يقتله من الداخل ببطىء؟!، هذه الأخت كغيمة ماطره ساقها الله لتمطر في صحراء قلبه، ابتسم بخفوت/أنتي وش جابك لي مع هالصباح؟!
شدت على يده بإهتمام/مانمت البارح، و من فتره افكر فيك، اقول قل اتصاله و حتى طلته علي انقطعت، اكلني قلبي عليك، هاللحين عرفت وش موجعك و عرفت ان قلقي عليك معه حق.
لم يستطيع ان يعلّق على دفء لهفتها، اقترب ليطبع قبلته على جبينها/الله لا يحرمني هالقلب..يلا ابي اجهز نفسي و اطلع الشرطه قبل اروح عملي تامرين شيء
نطقت برجاء/طلبتك إذا اتصلت بك رد علي حتى لو بكلمه ورد غطاها أو حتى رساله، لا تشغل قلبي عليك..
حرك رأسه بالإيجاب وهو يتركها ليذهب لغرفته،، تنهدت وهي تستودعه في ودائع الرحمن، اخذت كوبي القهوه و خرجت مغلقةً الباب خلفها...،
واجهتها ليال وهي تجلس في جلستهم المعتاده في الصاله الجانبيه و تكاد دمعتها لا تجف/صحى؟!
جلست بحزن/صحى و كان شكله شكل اللي ما نام،ويلي على اخوي.
تنهدت بحسره/من اللي ارتاح بنومه بهالبيت؟! عسى الله يعديها على خير ، ما قالك خبر عن الشموس؟!
نطقت بتعب وهي تحمل هم أخيها/ما سألته عنها
استغربت/مو معقول حتى أدهم ما يدري عنها وين رايحه!
تنهدت/الله يسامحها.
شكّت ليال في موضوعها/تظنين ان الشموس مسافره من وراء زوجها و من دون علمه.
ردت وقلبها مشغول به فقط/ما ادري، لكن اللي متأكده منه انه لو الشموس عندها خبر باللي صار لولد اختها مستحيل تغيب دقيقه..
هزت رأسها بموافقه/بهذي صدقتي، و هذا يؤكد لي انها مغلقه جوالها نهائي و كل وسيلة اتصال و حتى ما فكرت تسأل عننا من بعيد لبعيد..
نزلت أم رواد من اعلى وهي تسأل بلهفه/محد اتصل؟!
ليال/لا و نايف من البارح ماهو مبين، يا رب ارحمنا من هاللي إنّا فيه،
جلست ام رواد بتعب على طرف الأريكه وهي تنتحب،كبتت كثيراً وهي بغرفة نيفادا التي لم تعرف شيئاً بعد.،بكت حتى اقتربت منها هوازن و ليال كل منهما تحاول ان تواسيها ولكن المصاب يجمعهم ..
إنهارت ليال باكيه و كأنه لم تبكي قبلاً، لتنضم معهم اميره التي كانت تراقبهم من بعيد وتلعب بجهازها اللوحي..،
.
،
.
،
منذ ليلة البارحه وهو يبحث عن أي دليل يقوده إليها و لكن لا جدوى!
سيجن مما فعله بعائلته،هو الملام و لن يسامح نفسه أبداً إن حدث مكروه لأحدهم..
دخل تركي مستعجلاً وهو يراه بدلاً من أدهم، ليقرر ترك المكتب له..
ناداه قبل ان يخرج/تركي وقف
توقف تركي بإشمئزاز وهو يلتفت إليه/خير ان شاء الله!
نايف/تركي بلا هالصدود ترانا اهل
ضرب بيده الباب وهو يكرر ما قاله/بينك وبين اختي موتي يا نايف ..فااهم "مووتي"
توقف بقلّة حيله بعدما خرج تركي و تركه بين حيرته،لعن الفكره التي جعلته يساعد أولينا بالقدوم هنا و جعلها تسكن مع أهله..،
.
،
نزل من سيارته متفاجئاً من احداهن كادت ترمي بنفسها أمام سيارته، لينزع نظارته وهو يصرخ بهن غاضباً/ناويه تنتحرين انتي؟!!
تركت مكانها الذي تقف به لتتجه ناحيته/اسفه يا ستاذ أدهم لكن قسم بالله
تركها وهو يتهرب ويشير لرجال امن المؤسسه بطردها،لا تنقصه مصائب تأتي من خلف النساء، يكفيه جداً ما هو فيه منهن..
رأته يدخل المؤسسه و الرجال يمنعونها من الحديث معه لتبكي وهي ترجوهم و معها صاحبتها التي أتت معها/تكفون ياهل الخير والله اني محتاجه وقفة احد معي، أدهم
تجاهل صوتها و لأول مره يتجاهل صوتاً يستفزع مرؤته، عاد ليلبس نظارته وهو يقف في الإستقبال و يلقي أوامره عليهم/ممنوع دخول أي جنس مره للمجموعه،تحت أي ظرف كان مفهوم؟ ابيك تعمم هالكلام للسكيورتي.
استغرب الموظفين طلبه ولكن امتثلوا له/ابشر طال عمرك..
رفع ناظريه للكاميرا الموجهه إليه ليتذكر أمراً مهماً/تركي وصل؟!
الموظف/وصل لكن طلع من شوي
ضرب بيده على الطاوله بخفه ثم تركهم ليستخدم المصعد للأعلى..وهو يتصل بتركي على عجاله من أمره/الوه تركي اسمعني زين ابيك تروح للشرطه حالاً وتعطيهم اسم الفندق اللي نزلت فيه المتهمه،اكيد عندهم كاميرات مراقبه ،اولينا استحاله تكون لحالها اكيد معها فريق يساعدونها
دخل مكتبه بعدما اغلق الهاتف وهو يشعر بخفة في نفسه،شعور جيد بعد مجالسة أخته صباحاً ،كاد يختنق وحيداً لولاها بعد الله..
.
،
.
،
تحت مظلات مواقف السيارات..،
رجتها بخوف وهي تلتفت يميناً و شمالاً/مريم شكلنا غلط وحنا واقفين هنا وش نننتظر بالله
مريم بهزة جسد غريبه/ماراح اتزحزح لين أقابل أدهم المناع، اذا تحركت من هنا بيمسكونا و انا ارحم عندي انتحر و لا ارجع لدار الرعايه يا غريبه
ابتلعت الخوف و هي ترى نظرات عامل النظافه بين الحين والآخر/مريم شووفي هذاك يناظرني بشكل يخوف!
التفتت إليها وهي غاضبه/ما ينلام عمره ما شاف هالعيون الزرق غطي وجهك يا بنت لا تلفتين الانظار لنا
غطت وجهها بيدين مرتجفتين وهي تثبت نقابها/وش ذنبي انا يا رب رحمتك
تذكرت اسئلتها الكثيره بخصوص غريبه فلا احد كان يسمح بالاحاديث الجانبيه كثيراً في الدار لتسألها بفضول/تعالي انتي وش اصلك..معليش بس جد شعرك مايل للاشقر و واضح خلقه عيونك مادري كيف لونها ازرق او باهت!!
تذكرت الماضي بحزن و نطقت بعد تردد/والله مادري ابوي يتهم امي و امي تبري نفسها و تحلف و جدتي تقول ماهي لنا و دايم مسكرين علي البيت و لا اطلع لأحد.. المشكله اني نفس بشراتهم كلهم لكن فرقت معهم العين والشعر
لم تفهم بعد/يا بنتي معليش خذيني على قد عقلي، كيف ما يبونك ومخلينك عندهم ، اقصد كيف وصلتي الدار دام عندك عايله!!
غريبه بحزن اعمق/ابوي انفصل عن امي بعدما جابتني و عشت دايم محبوسه اذا جونا ناس او مناسبه و مره من المرات كسرت الحجز و نزلت من غرفتي بحفلة خطبة اختي كان وقتها عمري 17 سنه لبست و تجهزت و نزلت لهم استغليت انشغالهم عني ، تخيلي ما يخلوني اطلع لجماعتنا!!
طلعت لهم هذاك الوقت و الله لا يوريك الكل انكرني بداية بأمي و جداتي و نهايه باختي اللي اكبر مني!!
من يومها انزع الخوف و الرهبه منهم، عرفت اني فعلاً غريبه عنهم اسم على مسمى ،كرهتهم و عرفت ان هالدنيا مالها صاحب و فليتها وكل ما سألوني ما جاوبتهم لين جاء يوم وغبت عنهم فتره يومين و ثلاثه و اسبوع كنت اروح عند رفيقتي بس ما علمتهم، بلغوا الشرطه و اتهموني بأشياء غريبه ماعمري سويتها
طبعاً انا كل اللي كنت اسويه اهرب منهم لصديقتي وجدتها ناس طيبيين
بفضولها الذي شدها/طيب وش صار بعد هالسالفه وراء ماقعدتي عند العجوز دام اهلك مرخصينك كذا
أجابت بقهر/خالهم شافني مره بالغلط و اعتقد اعجبته و انا صغيرة سن و يدري ان اهلي مايبوني، طلب يتزوجني بس رفضت خير اتزوج واحد اكبر مني بخمس و ثلاثين سنه!! بعدها الشايب الحقود بلّغ عني و شوفت عينك..
مازالت مستغربه/غريبه من جدك؟! هذي تصرفات اطفال وشو اللي تهربين من اهلك للجيران و
تنهدت/اكيد وقتها كانت تصرفات اطفال بس من كان يحس بي؟! هم كانوا عارفين كل شيء يصير معي و انبسطوا يوم مسكتني الشرطه و رفضوا يستلموني منهم بعدها الشرطه اخذوني لمركز الرعايه و هذا انا من هذيك السنه خمس سنوات ماشفت أمي ولا أبوي اللي كان ماهو متقبلني.
دمعت عينيها وهي تتذكر والدتها الرحوم/كانت عندي أم تسوى الدنيا و كنت انا بنتها الوحيده بعد وفاة اخوي بحادث قبل زواجه بشهر..تعبت امي و بطلت وظيفتها و انا تركت الدراسه و اشتغلت بدالها في مشغل محترم...كنت مبسوطه لان تصفيف الشعر و قصّه شغله تستهويني و كان لي زبايني،
لين جاتني يوم من الايام زبونه دهورتني بكذبها و قالت بفتح لك مركز تجميل خاص فيك و بموقع ممتاز بس تنفذين اللي ابيه و وافقت في لحظة طمع كنت ابي استقل بشغلي و بعدها معاد شفت الخير .. خربت بيوت ناس و حبستني ببيت مهجور و شفت جريمة قتل قدامي خلتني انهبل دخلت بتحقيقات و سين وجيم و قضيت فتره بالمستشفى ما اتكلم ماكنت مستوعبه كمية الخبث و النجاسه في هذيك المخلوقه لدرجة ان امي ماتت مقهوره و قالتها لي ببرود لا انا غسلتها ولا وقفت بعزاها..و عشان مالي احد دخلوني دار الرعايه،. انا ماني مجرمه و حتى عندي صك براءه من المحكمه و عندي بيت ليه تحطوني بالرعايه!!!
استغربت صديقتها، لتبتسم/يلا هذانا طلعنا و افتكينا
مريم بخوف/لكن ماندري وش تاليتها يا غريبه، ان ما فزع لنا أدهم بنروح فيها
مازالت مستغربه إصرارها عليه/وش معنى أدهم؟!واضح انه رجال اقشر و شايف نفسه ماشفتي كيف كرشنا من بوابة الشركه و خلا السكيورتي يطردونا
بأمل يتجدد رغم كل شيء/هذي ماهي شخصية أدهم،أدهم اللي اعرفه ما كان كذا، لكن طبيعي يكره جنس الحريم وما يثق فيهم ما ينلام ،اللي سوته فيه مها يحط العقل بالكف..ووالله اني اشك انه مازال مع زوجته
استغربت اكثر/مها هذي لا يكون راعية سالفة المشغل اللي ورطتك؟!
هزت رأسها بالإيجاب/هي، و قد ما اقولك فيها كيد و خبث و ذكاء ماراح اوفيها وصفها ..كانت جميله بشكل يفجع لكن بنفس الوقت زي ماتقولين شيطانه متلبسه بقالب بشري جميل، الخبيثه للخبيث عمر الطيب ماياخذ خبيثه و العكس.. هذي هي مها باختصار طوول عمرها خبيثه و بنفس الوقت الله بلاها بعشق رجال طيب و الله سبحانه حفظه منها،هي ماتت بسوء افعالها وهو بقى. واللي تورط بالنص واكل تبن انا الغبيه.
وقفت غريبه بعدما رأت خروج أدهم/هذا هو طلع ياربي وش نسوي وين نروح لو طردنا بعد
وقفت مريم متشبثه بعبائتها الباليه لتنتظره عند سيارته وتمنع الحارس من أخذها لإيصالها له..
ترقف الحارس مستغرباً/يا أخت لو سمحتي ابي السياره ابعدي عن طريقي
تحدثت مريم بصوت مرتجف/ماراح ابعد لين اشوف مديركم أدهم.
تأفف وهو عاجز عن الإقتراب منها خوفاً من أن تبتليه بنفسها/لا حول ولاقوة إلا بالله، انتي من وين طلعتي لنا هاليوم؟!!
وقفت بإصرار/قول اللي تقوله ماني متحركه من عند السياره
تركها وهو غاضب ليعود لأدهم بخيبه، حضر أدهم غاضباً ليشير إليها بتهديد/انا ماني فاضي لاشكالكم انتي و إياها ان ما ابعدتوا عن هالمكان و حليتوا عن سماي و الله ما يردني إلا الشرطه.
بكت مريم/يا أدهم والله ماجيتك انا و رفيقتي إلا متسكره بوجيهنا من كل جهه، ..طامعه بفزعتك أمي اللي انا وحيدتها ماتت و ماقدرت احضر عزاها ولا حتى غسلتها و من بعدها الدنيا نهشت بي ،مالي احد والله العظيم مالي احد ينصفني من اللي ظلموني انا و هالبنت غيرك و انت محامي و تقدر تساعدنا، كل اللي ابيه ارجع اسكن ببيت امي معززه مكرمه.
لم يكن ينقصه هم ليبتلي بآخر، هذه البنت استطاعت ان تلامس قلبه حينما ذكرت وفاة والدتها..هدأت نبرته وهو يستعيذ من إبليس إن كان يؤزها/شوفي يا مسلمه أنا ما امارس المحاماه حالياً، و كل اللي اقدر عليه اني اوكل لكم محامي يوقف معكم لين تاخذون حقكم، غير كذا اسمحوا لي..
بكت/طيب وين بنسكن للحظتها ..؟!
نزع نظارته وهو يُخرج هاتفه النقال و يجري إتصاله بالسكرتير/اسمع يا محمد ابيك تأمن شقه مفروشه بشكل عاجل خلال دقايق يعني، و تسلمها للبنتين اللي راح تلقاهم بالمحاسبه، لحظه وش اساميكم انتم
شعرت بانفراجه قريبه/انا مريم وهذي غريبه صديقتي و لها قضيه بعد
عاد ليكمل حديثه مع السكرتير/اساميهم مريم وغريبه، شوفوا امورهم و وكل لهم محامي من اللي نعرفهم خله يتابع قضيتهم و عطوني الاخبار اول بأول..يلا سلام
نطقت بسعاده و دمعتها تبلل نقابها الله يوفقك و يسعدك و يجعل لك من كل ضيق مخرجا يا رب العالمين..اقسم انك سويت فينا خير ما يعلمه غير رب العباد، الله يقدرني و ارده لك
نطق بضيق وهو يتركها و يمشي/فكيني من شرّك ولعاد تلحقيني و بتكونين سويتي خير و رديتي جميل.
رأته يبتعد لتتنهد ألماً/رغم كل شيء وقف لنا بالقراج و سمع لنا بكل مروءه و ساعدنا وانتي قبل شوي تقولين مغرور!! هاللحين فهمت موت مها عليه!، الله يكفينا شر الحرام و يقويني على رد جميله حتى لو بالاعتذار
غريبه بتردد/اعذريني ماتعودت اشوف رجال حقيقيين.
اخذت نفسها لتلحق بالسكيورتي الذي دعاها للمؤسسه/تعالي يا غريبه قلتلك هو رجال واحد ان ساعدنا و الا بنروح فيها، وهذا الله يسره لنا و ساعدنا.
لحقت بها غريبه و هي مازالت تحت تأثير الصدمه التي جعلتها تخجل حتى من نفسها، تمنت ان لا تقابل أدهم مرةً أخرى حتى لا تتذكر غبائها وهي تتهمه بالغرور.
ابتسمت بسعاده وهي ترى بوادر إنفراج أزمتها ..تريد إستعادة كرامتها التي عبث بها مرضى عائلتها..
،
.
،
بمساعدة رجال الشرطه تم التحفظ على شريط الكاميرات التي أوضحت الكثير..هنالك سيده و رجل صورته واضحه جداً ..،
ابتيم تركي بفخر وهويرى تفكير أدهم المتواصل معه يجعل عملهما أسهل من تعقيدات عبث نايف..،
إلتفت للضابط/اعتقد طال عمرك صار واضح معكم وجوه كل المتهمين
الضابط/صحيح لكن الأهم هل هم ما زالوا بالسعوديه و إلا سافروا؟! هذا شيء راح نعرفه بعد البحث الجنائي و ان شاء الله راح نعرف إذا هم بالأراضي السعوديه أو خارجها..
إرتعب تركي من فكرة أن يتم إخراج الطفل إلى خارج البلاد/و ولدنا طال عمرك؟!يقدرون يطلعونه معهم
ابتسم/يا تركي هذول واضح من عملهم التنظيم و الخبره، يعني اكيد ما خطفوا الطفل إلا مرتبين وضعه معهم ومكان إقامته حتى..الطفل بيكون امان لهم و راح يكون الورقه الأخيره اللي بيحاربون بها إذا كانوا مازالوا بالسعوديه، أما إذا خارجها فالحسابات تختلف جداً
شعر بالإحباط يراوده و يزعزع ما بناه من ثقه....
ليخرج بعد خروج رجال الشرطه و يصعد سيارته وهو يفكر لعله يجد حلاً لم يخطر على بال أحد..
.
،
.
مضى أصعب أسبوع مر عليه في حياته كلها...، أصعب حتى من أن يواجه العدو عارِ الصدر و بلا سلاح في معركة محسومة ضده!
حتى زوجته لم يستطيع رؤيتها، كان يتحاشا زيارتها و يكتفي بالكلمات القصيره في مكالماتها..
قضى أياماً يطيل السير على غير هدى من مكان لآخر وهو يعرف تماماً انه يبذل مجهوداً فارغاً ولكن الجلوس في المنزل لن يفيده أيضاً..،
ألم يدك أضلاع صدره و هم يمسك بخناقه، و يحبس أنفاسه..
،
وجدت إبنها يجلس متأنقاً ينتظر أذان صلاة الجمعه باكراً كعادته، غرس والده و أدهم بنفسه حرصه على الصلاة مذ كان طفلاً صغيراً جداً..،
و لكنها تراه الآن يذبل يوماً بعد الآخر هذا الإبن عانى كثيراً مع ابناءه و عانى قبل ذلك من زوجته الأولى، هذه الحياة لا تلبث ان تصفو له حتى تنقلب ضده..! حتى زوجته التي زرعت السعاده في قلبه لم يطيل البقاء معها ليذهب لساحات القتال ومن ثم بتر ساقه و الآن في قلبه لوعة فقد طفله و فلذة كبده، قاسي لا يستحق ذلك كله ، "يالله لا تعاقبني بعذاب إبني" ،
تذكرت بندم عذاباتها التي كانت تكيلها لأدهم وهو طفل، يالله هل تعاقبني في طفلي؟! يارب اغفر لي و ارحم قلبه و رد له طفله حياً معافا..
لمح والدته قادمه ليحاول الوقوف خوف من سؤالها/يلا يمه انا رايح اصلي
امسكت بيده وهي تتحدث له/لا تشيل هم يا ولدي، بيفرجها ربك،
هز رأسه بمسايره وهو يهم بالخروج/الله كريم ..،عن اذنك يمّه.
رأته يخرج منكسراً هنالك شيء ما يقول لها أنها السبب في تعاسته،جلست تبكي مكانها لأول مره تشعر أنها عاله و عبء على أحدهم، صنائع صباها تحصدها بوجع أبنائها..ما يؤلم القلب أننا لا نستطيع دفع الحزن و الألم عن ابنائنا مهما فعلنا و لكننا نقاسمهم الألم و الحزن نفسه و بشكل مضاعف..
لمحتها ساره بصحبة مدى وهما يخرجان من المطبخ، خافتا ان مكروهاً لطفلهم حدث لتبكي هكذا،لتتحلقان حولها متسائلة ساره/يمه ليه تصيحين بعد، سلّوم صارله شيء عرفتوا عنه شيء؟!
مدى بإلحاح/تكلمي يمه تكفين.
نطقت وهي تحاول كفكفة دموعها الغزيره/هذي حوبة أدهم، والله ما اشوف عيالي مبسوطين إلا و يتنكدون..هذي حووبته ماراح تتركني ليوم الدين..واللي راح بالرجلين قاسي
دمعت ساره وهي تحاول تهدئتها/يمّه تعوذي من ابليس، هذي وساوس..
هزت رأسها بالنفي/لا ماهي وساوس،قد حذرتني اختي مضاوي من حوبة اليتيم لكن ما اقتنعت..يارب تعفو عني و تسامحني ياااارب
تنهدت مدى وهي تعانقها/الله يسامحك على كل حال يا قلبي، ارفقي على نفسك تكفين..
جلست ساره وهي صامته،ما اوجع تأنيب الضمير و بكاء الأمهات..
.
.
.
بعد العصر ..،
وضعت قهوتها على الطاوله و بعض الكوكيز و صحن كيكه صغيره..وهي تنتظر عبدالرحمن الذي اخبرها انه سيذهب لمشوار مهم بعد الصلاة ثم سيعود..سكبت فنجان قهوه لريما و تراها مشغوله بجهازها و بالسناب خاصه، تراها تتحدث به بالإنجليزيه كثيراً /اقول ريما عطيني سنابك ابي اضيفك
ترددت كثيراً و لكن فكرت في تخصيصها لتبتسم/اوكي هاتي جوالك
اخذت هاتفها بعدما أضافتها لتبتسم بخبث/مشكووره ريوومه..
ابتسمت لها وهي تلتهي بسنابها/شدعوه!
عادت هند لتصور حساب السناب لريما ومن ثم خرجت منه لتدخل بحساب آخر يحمل إسماً آخر اجنبي و تضيفها، تعرف تماماً أن ريما ليست غبيه لتدعها تطلع على ماتفعله...، لم تعد تستسيغ غموضها و براءتها المصطنعه أمام عبدالرحمن..،
تحدثت بحيره/اقول هند!
وضعت هاتفها على الطاوله و بدأت بإحتساء قهوتها/قولي
نطقت وهي تدير خاتماً في إصبعها/أدهم.. اقصد زوجته رحنا لهم مرتين ماشفتها ؟!! غريبه يعني!
فهمت نبرتها حينما نطقت أولاً اسم أدهم/الشموس ماهي زوجه عاديه او مجرد ربة منزل،الشموس سيدة اعمال و تسافر كثير وهالشيء متعودين عليه و شيء عادي يعني..
بفضول/تسافر للخارج لحالها؟!! عادي عندكم!!
ابتسمت وهي تتأملها كيف تنأى بنفسها/عندكم؟!! على اساس فيه فرق؟! المهم ماعلينا هي سفراتها الداخليه تروح بلحالها عادي لأنها ترجع بسرعه بس للخارج مستحيل يخليها أدهم،يموووت عليها تلقينهم يسافرون برا سوا و يطولون شوي.
شعرت بحرقه/وش نشاطها التجاري دام أدهم هو الرئيس؟!
ارتشفت هند من فنجانها وهي تجيبها/كلن له مجاله وهي برضو لها مجالها ،خصوصاً انها من وجوه المجتمع. ما شاء الله عليها ذكاء و جمال ومال وش يبي الرجل اكثر من كذا
ضحكت وهي تلتقط من الكوكيز/سمعت ان الرجال ما يحبون المرأه الذكيه!!يعني تكون فيه دايماً صدامات و كذا
ضحكت هي بدورها/الرجل الحقيقي الواثق من نفسه ما يخاف ..و لا تخافين انتي بعد المره الذكيه تعرف متى وكيف تحافظ على زوجها و بيتها..يعني اذا تركته فتأكدي ان كبدها حايمه منه.
صمتت وهي تفكر في حديثها و كيف لها اللقاء بأدهم مجدداً ،الظروف الحاليه جداً مربكه ،لذلك اي وقت يضيع هنا بلا فائده..!!
.
،
.
،
ليلاً في الشرطه..؛
انتهى الضابط من سرد نتائج البحث الجنائي/مثلما قلت لكم العصابه أسبانيه و تاريخ دخولهم للمملكه من دبي من تقريباً 6شهور ما عدا أولينا طبعاً..
تذكر أدهم السياره التي طاردت نيفادا في وقت مضى،قد أخبرته انها إماراتيه و قائده اجنبي لم تتضح ملامحه جيداً لها/من الإمارات؟!! هذا يفسر ان سياراتهم كانت بلوحات إماراتيه
ابتسم الضابط/مو شرط، احياناً تكون لوحات مزوره و كثير مسكنا ناس بلوحات مزوره او بدون لوحات أصلاً..الإجرام ماله حدود..
قاسي بخيبه/يعني حالياً مافيه خبر عنهم
الضابط/حنا مجتهدين و ماخذين بعين الإعتبار ان معهم طفل صغير وممكن يتأذى لو عرفوا بتحركاتنا وراهم..مازلنا معممين عالفنادق و كل مكاتب الxxxx و حتى المنافذ الحدوديه و كل مكان تتخيلونه..اذا طولوا بالإختباء يومين او اسبوع مصيرهم يطلعون من جحرهم اللي هم فيه و راح ينصادون لحظتها.
هز رأسه قاسي وهو يقف متعكزاً و يخرج ليتبعه أدهم و تركي الذي ظل يفكر بالسياره السوداء و حديث الضابط عن تغيير اللوحات..!
ركبوا السياره وهو من يقودها ليفكر بشكل مسموع/هم يستخدمون سيارات ويغيرون لوحات ماهي صعبه يعلقون لوحة على بيت و يقولون للإيجار..حتى لو المستأجره سعوديه..معليه فيه شيء غامض بقصة هالبيت
إلتفت إليه أدهم وهو يوافقه/انا مابلعت السالفه من اولها بس سكتت لان الدعوه فيها سعوديه، ماتوقع انهم بيتعاونون مع سعوديه و تخليهم يستخدمون اسمها في جريمه، هذا اسمه غباء مهما كان..!
استغرب قاسي حديثهم/انتم وش تتكلمون عنه اي بيت هذا؟!
تركي بحماسته/انا بروح للبيت واشوف بنفسي، من الاوول شاك فيه
أدهم رفع شماغه بشكل فوضوي للأعلى/قدام يا تركي انا طاقة صبري نفذت إما حياة سعيده و إلا موته شهيده
مسح قاسي على وجهه بقهر فلا يستطيع حتى الركض مثلهم لو ارادوا و لا القفز، كل الذي فعله هو انه يفكر جدياً في عجزه الذي طعن حيويته و روحه الوثّابه لإنقاذ الناس و فعل الخير و المروءه..ما أقبح قهر الرجال.
أوقفوا سيارتهم ثم نزع كل منهم شماغه بعد رؤية المنزل مضاء في الأعلى ولوحة الإعلان مازالت معلقه!!!
أشار تركي للسور من الخارج/أنا بنط من هنا و بفتح لك يا أدهم
ابتسم أدهم وهو يرفع طرف ثوبه ويربطه على خصره و يسبقه للسور/يلا نط و عطني خبر بجوالك لا تفتح الباب وتسوي مشكله ان كان البيت فيه ناس بنط معك من نفس المكان و قاسي ينتظر بمكان السايق متى ما انتهينا جينا ركض
قاسي بقلق فهو يعرف النظام جيداً وما يفعلانه ضد النظام/شباب و اذا انتم غلطانين بالبيت ،دخولكم بهالشكل جريمه
تركي بإصرار/اقص يدي من مكانها اذا ماهم فيه،لكن ماعندي دليل اقدمه للشرطه
أدهم/يا قاسي ماراح نضر أحد نبي ولدنا وبس، لو هم اتصلوا و طلبوا فديه كان دفعنا اللي يبونه لكن واضح ان الهدف شيء اكبر و يمكن ناويين يسفرونه معهم برا ويخلونه ورقة ضغط و بعدها تحلم تشوف الولد.
شد شعره بيساره وهو يكتم صرخته/يعني انتم بتغامرون لولدي تدافعون عنه وانا اقعد هنا انتظركم بلا فايده؟!!
قبل أدهم رأسه/انت دافعت عن ديرتك واهلها كلهم،ما يمنع نفزع لك يوم و نرد دينك
نزلت دمعته ليتفاجىء بيد أدهم تمسحها وهو يشدد عليه/والله انها تحرقني فلا تزيدها علي يا قاسي
هز رأسه وهو يصد عنهم و يشير خلفهم/يلا روحوا وانا بنتظركم هنا و السياره بتكون شغاله بس شووفوا ان تأخرتوا او ما اتصلتوا بي ترى بتصل بالشرطه
فكر أدهم قليلاً ليرد/عطنا ربع ساعه اذا ماردينا عليك اتصل بالشرطه..
.
،
.
،
طفل اخته مازال مفقوداً .. و رقعة الأيام تزداد دون بوادر للعثور عليه!
لا يستطيع وضع عينه بعين احدهم، حتى قاسي، كانت اخته محقه حينما خاصمته، حتى زوجته ان لم ينال ثقة تركي فلن تعود له شهد هكذا قالت و جزمت..،،
دخلت ليال عليه غرفته وهي ترى شروده/نايف من متى انت هنا؟!
تنهد وهو يربط حذاءه جيداً/جاي أبدل ملابسي و طالع..
تنهدت/مافي خبر عن سلمان؟!
أجاب وهو يلتقط هاتفه ويبحث عن مفتاحه/لا للحين
صمتت عاجزه..
تذكر مادار بينه و بين اولينا..و الأحداث التاليه و شكوك تلك السياره التي تتبعها هو وتركي..، العصابه كلهم إسبان..
و صاحب المنشأه اخبره ان أصحاب الأملاك و المستأجرين لا يُفصح عن اسمائهم، و لكن المستأجره سعوديه ليلتفت إليها بفضول/ليال بسألك، فرانشسكا اخذت الجنسيه؟!
تذكر ذلك جيداً/اذكر انها كانت تلح على ابوي علشان تاخذها مع انه ابوي قال ماله داعي، خصوصاً انت عارف ما اسلمت!
لكن اخذتها و بمباركة الوالد الله يرحمه
ارتفع صوته وهو يجد ما يبحث عنه/بس والله انها هي الخاطفه،العصابه كلهم اسبان ،تم التبليغ عنهم بكل مكان ومستحييل يتنقلون بسهوله بدون محد يكشفهم إلا ان معهم جواز اخضر..
لم تصدق/قصدك انها هي وراء جريمة خطف سلمان؟!!!
اتجه للباب وهو ينوي الاتصال بالشرطه والتوجه لذلك المنزل و ليحدث ما يحدث ولكنه تفاجىء بوقوف نيفادا التي تكاد تنكسر من إنحنائها و بكائها/من متى سلمان مخطوف؟! تكلموووواا
جاءت ام رواد تركض من صوتها المرتفع و ليال التي حاولت تهدأتها دون جدوى/نيفو لا تخافين كل..
قاطعتها بصراخ/من اسبوعييين مفقود منتم قادرين تلقونه؟!! لازم اعرف بعد غياب قاسي لازم افهم ليه الكل ساكت و البيت هادي
نايف بفقدان صبر/ هدوها انا رايح ما معي وقت و ان شاء الله ابشركم بكل خير.
إستطاعت التملص من أيديهن لتلحق به ، كان يركض وهي تحاول ان تسرع في خطواتها، إزداد بكائها و هي ترى نفسها تعجز عن فعلٍ بسيط وهو الركض خلفه قد كانت تسبقه ، خرجت من الباب حافية القدمين و ليال مازالت تحاول الإمساك بها خوفاً عليها..، نزلت عتبات الباب لساحة المنزل لتصرخ به وهي تراه يتركها و يركب سيارته ذاهباً/ناااااايف خذني معك ابي ولدددي..
اخيراً أمسكت بها ليال وهي تحاول تهدأتها بعدما توقفت عن الركض بهذا القميص القصير/يا بنتي بتتعبين عالفاضي، قاسي و أدهم و تركي و نايف كلهم ماهم مقصرين، و الشرطه و الامن بالبلد مستنفر من فتره علشان ولدك لا تخافين ان شاء الله بيرجع لك
للتو وصلت ام رواد التي باتت دمعتها لا تجف،هي من ربت هذه الطفله منذ صغرها هي من تحملت طيشها و تفهمت كل انفعالاتها،هي من احتوت بكائها الليلي حينما كانت تمرض او ترتعب،همست لها وهي تضم ذراعها بلطف/يمه نيفو لا توجعين قلبي عليك
صرخت بأعلى صوتها الموجوع وهي تنادي/سلماااااااان
اغلقت ثغرها بيدها وهي تضمها لصدرها رغماً عنها/ارحمي جسمك الضعيف تكفين بنتك فوق لحالها..
انقطع صوتها و لاحظت ليال إرتخاء يدها و ميلان رقبتها وهي تعانق ام رواد/خالتي نواره نيفو شفيها؟!
شعرت بثقلها لتتأكد انها فقدت وعيها،صرخت بليال/ساعديني نوديها فوق و نتصل بالدكتوره بسرعه..
.
،
.
،
منذ نصف ساعه تحتسي شراب النعناع مع جارتها وصديقتها الجديده أم سيّار..
كانت الأخيره تتحدث عما تجده في الأسواق من جديد و اخبار اولادها.. يحزنها ان سيده مثل هذه الطيبه العاشقه للحياه لا تجد من يؤنس وحدتها،.. الوحده ليست حلاً هي تعرف ذلك، لابد ان يستأنس المرء بدفء أحدهم..
سمعت صوت الباب لتلتفت ام سيّار بقلق/الله يستر يبي يفتح الباب!!
ضحكت/ما يمديه يا خاله تووه نتفه
نطقت بحزن/الله يكفينا الشر انتبهي شوفيه يبي يحط الكرسي و يتردعه، لا تنسين بابك مفتوح، هالايام الاطفال يخطفون حتى من حضن اهلهم
خافت/شدعوه خالتي مبالغه!!
اعتدلت بجلستها/يا بنتي ماهي مبالغه،توهم خاطفين نتفه توه مولود من الحضانه لا و الضعيف مولود مابعد اكتمل اشوف صوره بالجوالات..حتى ملامحه توه تبين الله يصبر اهله
اتذكرت انه في واتسابها لتفتح هاتفها و تريها صورة الخبر/ناظري الخبر في الجرايد
اخذت هاتفها منها لتقرأ تفاصيل الخبر..حتى وصلت اسم الطفل "سلمان قاسي خالد"!!! لتقف مخطوفة اللون/من اسابيع مخطوف وانا هنا ما ادري!!!
استغربت ام سيار/خير يا بنتي؟! تعرفينه؟!
مسحت دمعتها التي تكرهها/ولد اختي يا خاله، تكفين ابيك توديني للرياض هاللحين
رحمتها وهي تربت على كتفها/ابشري بسعدك هاللحين اتصل بفواز ويجي مهما كان مكانه
تركتها وهي تدخل لترتب حقيبة سفرها و اشياءها المهمه..إتجهت إلى درجها المغلق منذ قدومها هنا ،أخرجت هاتفها القديم لتفتحه بسرعه بيدين مرتجفتين لم تتفاجئ بالكم الهائل من رسائله و من اتصالاتهم جميعاً..!! ما جعلها تستغرب ان هنالك مكالمات يوميه له..آخرها صباح اليوم..!!!
كم تشعر بالعار وهي هنا بينما احتها الصغرى تصارع فقدها وحدها هناك..
كلنت تلملم أشيائها وهي تبكي..
.
.
،
.
في ذلك المنزل، طل واقفاً كثيراً خلف الجدار الفاصل بجانب الباب وهو يخشى أن تدخل تلك السيده للغرفه و يكتشفه حتماً ستكون كارثه..
دخل أدهم من الجهه الأخرى وهو يرى الباب المفتوح من الغرفه المقابله ليغمز لتركي من بعيد،يريد الإتصال بقاسي ولكن الوضع صعب مع تواجد العصابه فوق بأكملهم..،
انتظروا عشر دقائق حتى نادتهم إحداهن للأسفل لم يفهموا اللغه ولكن من الواضح انه عشاء...
بالكاد تنفس كل واحدٍ منهما ليترك مكانه..
تركي بخوف/سمعت صوت الصغير من هذاك الاتجاه، أدهم لغتهم نفس لغة نيفادا انا اذكرها إذا زعلت وعصبت تشتمنا بالاسبانيه..
كاد يرد ولكنه سمع خطوات احدهم قادمه ليغلق فم تركي بيده و يدفعه بعيداً..حتى عادت الخطوات و اختفت..
تحدث أدهم بهمس/انا بتصل بالشرطه تحضر مامعنا وقت روح للغرفه هذيك وانا هذيك نفتش سوى..اهم شيءناخذ الولد قبل يلوون به ذراعنا..
اسرع تركي لتلك الغرفه وهو يترك أدهم يتصل بالشرطه..،
لم يتعنى بالبحث قد كان سرير الطفل أمامه تماماً كما اخبر أدهم..إتجه بسعاده للسرير ليجده نائماً بسلام، حمد الله انه بصحه جيده ليحمله بلفته على صدره و يربطه بشماغه بشكل سريع فهو سينزل من النافذه..
تفاجىء بطعنة من الخلف بجانبه الأيمن ليكتم صرخته كاد ان يسقط لولا انه تماسك مع دخول أدهم الذي أردى تلك صريعه بعد ضربها على رأسها بمصباح كان على الطاوله، ليتجه إليه وهو يرى دمه /تركي انت بخير؟!!
ابتسم له ووجهه يتعرق/ايه بخير ماعليك اهم شيء الولد،يلا مشينا
اتجه أدهم للنافذه وهو يرى سهولة النزول ويخبر تركي/انزل من هنا و امش لين توصل هناك و بجيك اساعدك بالنزول
نزل تركي بشكل سريع وهو يتحامل على إصابته البالغه حد انه يشعر ان قواه تنفذ مع حرارة الدم النازف على جانبه الايمن كله..
وصل للمكان الذي اخبره به أدهم ليسمع صوت إطلاق نار وصرخة أدهم المدويه...
ترك انتظار أدهم وهو متيقن انه تأذى ليتسلق الانابيب نزولاً ليقفز بعدما اقترب من الأرض وهو يتجه للسور مع اصوات الشرطه و الإسعاف..!!
حاول مراراً ان يصعد السور تقطعت انفاسه و بدأ يشعر ببرودة أطرافه مع ازدياد النزيف..هو متأكد ان كليته تأذت..،
اتجه للشجره القريبه من السور تسلقها بتثاقل حتى قفز للسور وهو يرى قاسي ومعه نايف و رجال الشرطه..!! بدأت الألوان تختلط في عينيه مع بكاء الطفل المفزوع ..
نزل بعدما حاول الثبات للرمق الاخير ليتلقفه قاسي الذي إرتعب من منظر ثوبه المسجى بدمه وهو يستغرب ما يحمله/تركي علامك وش هالدم؟!
فتح تركي شماغه المربوط وهو يبتسم/ابشر بسلامة سلمان..
اخذ طفله وهو يستغرب من نظرات تركي الذي سقط بعدما سلّمه ليصرخ به/ترركي ترركي
فزع نايف وهو يتقدم له بسرعه بعدما نادى المسعفين/ترركي!!رد علي وش فيك
تحدث وهو يكح من فقدان نفسه و جهده/أدهم انتبهوا له تكفوون تراه مرمي وراي بمسدس ولا ادري شصارله
انقطع صوته و المسعفين يتحلقون حوله و يقلبونه ليجدوا مكان الطعنه العميقه،ليحملوه فوراً للمشفى..
ضم طفله وهو يبكي على حالهم الذي وصل بهم ،سلامة طفله لن تكتمل إن لم يستعيد تركي عافيته، سيظل مديوناً لتركي طوال العمر..
خرجت الشرطه بعد تبادل قصير لإطلاق النار..و لم يرى خروج أدهم بعد!!!
إلتفت لنايف وهو يعطيه طفله و يلتقط عكازته فهو لم يمشي جيداً بعد على قدمه المستعاره..،
وقف الضابط يتحدث لمجموعته التي أنهت للتو إقتحامها و تطهيرها للمنزل/قواكم الله يا رجال، سويتوا اللي عليكم،الطفل انقذه خاله و انتم كملتوا الباقي..كم كانوا؟!
تحدث الرقيب/كل الموجودين بالبيت ماتوا ماعدا المره كانت تحاول تهرب من باب لقيناه جانبي للعماره الثانيه..!
اقتادها احدهم واركبها للدوريّه..،
وقف عند الضابط وهو يبحث بعينيه عن اخيه/نقيب سعد وين أدهم المناع؟! ماشوفه
إلتفت إليه بعد خروج الجثث من المنزل، ليتحدث بحسره/لو قالوا لنا شكوكهم عن هالبيت من وقت ابكر ما كان صار اللي صار،أدهم و تركي اثبتوا شجاعتهم ويمكن خوفهم على الطفل هو اللي دفعهم للتضحيه.،
وقف مذهولاً مشلولة عينيه حتى عن تحريك اهدابها وهو يرى الجواب أمام عينيه !!!
شيء أشبه بإنتزاع الروح من الجسد.. لا طاقة بي للفراق أبداً يالله بعد كل ذلك العناء...استغفر الله ان اعترض و لكن كسر ساقي يهون و لا ان تُنتزع روح أخي..
تمتمات قلب شقي مُتعب وصل به مركب الخوف المتهالك إلى مراسي الوجع...،
رآى النقّالات مغطاه بغطاء نايلون نحاسي اللون ليقترب وهو يسأل بصوت اشبه بالصرخه/وين أدهم؟!
حاول الشرطه منعه ولكنهم لا يعلمون انه احد جنود الحرب الذين لا يُشق لهم غبار دفعهم بكل قوته ليصل للمسعفين حاول فتح اول نقاله ليسمع صوته قادماً خلفه/يا رجال انا بخير، وين تركي؟!
إلتفت مسرعاً ليراه ببقع دم على ذراعه، ليتجه اليه مسرعاً و يعانقه بقوه/روعتني عليك ياخي
ابتسم وهو يربت على ظهرها/لا تخاف عمر الشقي بقي.
تركه ليتفحصه/وش صابك؟!
اشار ليده/اطلقوا علي الناس بس مرت بجنبي و بعد هوشه دخلت الشرطه و انقذت الموقف ماقصروا .
تحدث الشرطي/تهورتوا لكن لطف ربي هالمره ،
رد أدهم يخوف/الوضع كان بيكون كارثي لو تأخرنا،كانوا ناويين يهرّبون ولدنا و يسلمونه لناس ثانيه علشان تبتزنا كنا بنكون بمصايب مب بمصيبه وحده
تنهد قاسي/اللهم لك الحمد..هاللحين نبي نتطمن على تركي اخذوه الاسعاف متصاوب
أدهم بقهر/طعنته الحيه اولينا افف مالحقت عليه
الضابط بتأكيد/تم القبض عليهم و قتل اثنين منهم لكن بيلحقكم عسكري للمستشفى علشان نتطمن، و يبي لكم هالفتره تنتبهون على انفسكم، حنا للحين ماندري و ش وراهم '
تقدّم نايف وهو يحمل الصغير بلفته/شباب البزر يبكي لازم اوديه لأمه ثم بلحقكم.
قاسي/شلون بتسوق وهو معك هاته انا بوديه بنفسي، انت روح مع أدهم للمستشفى و انا بلحقكم بعدين الرجال اكيد بيحتاج نقل دم
وكب كل منهم و انطلق بسيارته..لتبقى الشرطه تطوق المكان و تحقق بالحادثه و تأخذ الخاطفين..
.
،
.
في الطريق السريع عائده إلى الرياض بصحبة ام سيّار و حفيدها..،
لم تتوقع ان تعود الى منزلها بهذه السرعه فلم يمضي سوى ثلاثة أسابيع ، لم تتوقع ان تسوء الأمور بهذا الشكل الصادم، "عملية خطف!!" هذا مالم تفكر به أبداً..!
نام طفلها في حضنها وهي تفكر بقلق كيف هو حال أختها الآن، بالتأكيد هي منهاره..
فتحت هاتفها و تجاهلت كل شيء لتذهب لـ "تويتر" لتتفاجىء بخبر الإختطاف و تعاطف المغردين مع الطفل و ذويه، شعرت بكم هائل من الندم،
لم تشعر بهكذا شعور نادم قبل اليوم!
انتقلت للإتصالات الوارده الكثيره هذا الرقم لم تستخدمه منذ فتره!!
رن هاتفها لترى إسم جوزاء يعتلي الشاشه، لم تستطيع الرد فقط انتظرته حتى انتهى لتضعه على وضعه الصامت..،
شعرت بمغص خفيف و ألم، خافت و ارتعبت اكثر، هذا الحمل بالذات لا يجب ان تخسره أبداً.. هي من سعت له و هي من أرادته رغم تصرفات أدهم المنفره منه، إلا انها صبرت من اجل حدوثه.. قد يظن انه صدفه و لكنه لم يكن كذلك بل بتخطيط متقن منها..راكان يجب ان يكون له أخوه و لن يكونوا من غير أدهم بالطبع، فكرة ان تنجب من غيره محرّمه في قاموسها.
ذلك التناقض الموجع خارجياً فقط ولكن ما ينبض خلف الأضلاع له شأن آخر، ما أجمل تضحيات الحب و ما أقبح تناقضه..!
.
.
،
استغربت جوزاء و خافت من عدم رد الشموس عليها، لتلقي هاتفها بجانبها/بسم الله، مو صحيح ان الشموس من اسبوع ماترد علي!!
سلطانه بتأثر/و الله معذوره لو تنسى جوالها بعد، اللي صار لهم ماهو شويه
جوزاء/لازم ازورهم
دخل وهو يسمع جملة جوزاء الاخيره/من تبين تزورين؟!
جوزاء/ال مناع،.وعلي ولا وحده منهم ترد علي.!! شصار عليهم
تجاوزها ليتجه لسلطانه و يجلس بجانبها براحه/لا تقلقين ابشرك الولد ولقوه و هاللحين تلقينه وصل حضن أمه..
فرحت/الحمدلله ،الله يقر عينهم فيه و يحفظ عيالنا من كل مكروه يا رب..بروح ابشر أمي من عرفت بسالفة الخطف وهي مرتعبه وشايله هم البزر و امه.
رآها تذهب مستعجله ليلتفت للتي بجانبه و تدعي الهدوء، نزلت عينيه ليدها المرتاحه على فخذها ليمد انامله لها و يتمسك بها/شفيك ساكته؟!
خجلت من همسه و اقترابه في منتصف المنزل/لا و لا شيء، كنت افكر بمصير الطفل المخطوف بس الحمدلله دام رجع لأهله بخير.
ابتسم بخبث ويده الأخرى تتمرد من خلفها و تعانق خصرها و تلصقها به بصمت، يستمتع بخجلها حين يقترب و احمرار خديها..
تمنت ان يبتعد الآن قبل ان يراهما احد، لترتاح بعد طلبه..،
عاد يجلس مكانه بجانبها بكل هدوء ليأمرها/نسيت اللابتوب بالغرفه روحي بسرعه جيبيه لي.
بالكاد وقفت من جلوسها بجانبه لتذهب من هذا المكان المحظور مستعجله،..
ليقف هو الآخر مبتسماً بخبث بعد ذهابها فقد كان يريد فقط إستدراجها و اللحاق بها.. ليترك الصاله و يصعد خلفها...،
.
،
.
،.
في صالة الاستقبال، حيث اتخذته مكاناً لها حتى يعود طفلها سالماً...،
مازالت صامته دامعة العينين تحت تأثير صدمتها تراقب طفلتها هنالك على سريرها المتنقل الصغير و إهتمام ليال بها ..
يالله بات عقلها مشوشاً و قلبها ممزقاً ، هنالك حرقة كبد تمنعها من لذة الحياة..!
اخذت كأس الماء الذي أمامها لتبل به جفاف حلقها ولكنه زادها حرقة ..!
سمعت صوتاً قادماً كانت تنتظر ذلك، تحركت بلا شعور وهي تتجه للباب تنوي الخروج/وصلوا ..سمعتهم
تركت ليال الطفله لتلحق بها وتمنعها من الخروج/يا بنت الحلال ارتااحي مافيه صوت يتهيأ لك
هزت رأسها بنفي وهي تهم بفتح الباب/انا سمعت الصوت قلبي يقول انهم جوا
سمعوا صوت السياره ومن ثم صراخ رواد الفرح، لتفتح الباب وهي ترى قاسي ينزل من السياره و هو يحمل الصغير بين يديه، تركت الباب لتنزل له مسرعه..
لأول مرة يراها تركض ناحيته وعينيها على غيره، شوقها ولهفتها هذه المره ليست له، لهذا الصغير الذي أخذته منه بلا مقدمات فقط اخذته و دفنته بصدرها بعدما اغرقته بقبلاتها/قرة عينك يام سلمان
بالكاد انتبهت له لترفع عينيها التي أذبلها الدمع لتردد/الحمدلله الحمدلله..
اقترب منها معاتباً/وش هاللبس؟! برد عليك ادخلي
ابتسمت وهي تتذكر أمراً لتقترب منه و تطبع قبلتها على خده، وهي تستدير تريد الذهاب و لكنها تذكرت أمراً..،
للمرة الأولى يشعر بأن مجرد قبلة واحد قادره على ترميم جرح و بناء ثقه كانت منهاره بالكامل، قبلتها هذه لم تكن الاجمل و لكنها الأمثل بوقتها الضيق و حالتهما المزريه..كانت القبله الألطف على الإطلاق بالنسبة له!
عادت بعدما تذكرت أمراً/قاسي وين الشباب أدهم و تركي ونايف..كنت حاسه انهم مشغولين بالولد معك، عمري ماراح انسى معروفهم عمري كله يا قاسي
تذكر تركي برقّة قلب لم يعهدها فالذي منحه إياه تركي صار كالمعروف الذي لا يُجازى مهما بلغ الثمن، تركي اثبت ان الرجال مواقف و ليست مناظر أبداً،شخص مثله يحمل هم عائلته و أقاربه سيكون ذا شأن في المستقبل/تركي وأدهم اقتحموا بكل شجاعه المكان اللي كان فيه سلّوم، وتركي بنفسه طلّعه لي من المكان مثلما انتي شايفه ولا خدش ولكنه تلقى طعنه قويه في خاصرته و نقلوه للمستشفى، لحقوه الشباب و انا جيت اوصل لك الولد و ألحقهم..
صُدمت من الذي سمعته، تركي اليوم لم ينقذ طفلها فقط بل رد لها روحها بعد الله/تركي انصاب!!! كيف كان يوم اخذوه واعي؟! كان مفتح عيونه؟! قاسي طمني عليه تكفى،
قاسي/ان شاء الله ابشركم بسلامته
نطقت برجاء و دمعها ينسكب/هو بخير صح؟! يعني اصابته ماهي قويه صح؟!
لم يستغرب مشاعرها في هذه الحاله ليقترب وهو يربت على كتفيها/ما عندي علم بمدى قوة إصابته ، لكن ادعو له،
لم ترتاح لرده لتتحدث و شفتيها ترتجف/لو صار لتركي شيء أ...
اغلق شفتيها بأنامله/أشش لا تقولين شيء تكفين، ادخلي يا نيفادا خلاص تعبتي بما فيه الكفايه
ابعدت يده وهي ترجوه/ابي ازوره يا قاسي، تركي دينه برقبتي
سمع صوت ليال وهي تناديها ليرد عليها/ليااال تعالي اخذي اختك انا رايح..
تركها واقفه مكانها وذهب مستعجلاً..، لتخرج ليال مسرعه بلهفتها وهي تأخذ الطفل من يدي أمه لتراه صامتاً ينظر إليها، يبدو ضعيفاًو لكن تنفسه طبيعياً و يبدو بحاله جيده كانت تتفحصه بعدم تصديق، ثم عانقته بوضعه على صدرها/الحمدلله الحمدلله...انا بتصل بالدكتور حالاً يجي..ماني مرتاحه لين يفحصونه، وش درانا وش كانوا يأكلونه و كيف نظافتهم.
نطقت بحزن/تركي متصاوب يا ليال،
خافت مجدداً/وش تقولين انتي؟!!
ابتبعت الغصه وهي تتحدث بخوف/اخذ الطعنه لعيون سلمان..والله اعلم كيف حالته هاللحين
ضمت الطفل وهي خائفه و مرعوبه/إلا تركي ، عمتي تو ما ارتاحت
بصفحة ذكريات طفولتها معه و حتى طيشها، كان تركي مهذباً مهما أراد التمرد، لن تنسى انه يكره ان يدخن حتى مزحها بالتدخين كان يُغضبه، لم تعرف ان ذكرياته السيئه مع والده المدخن هي السبب،
تتذكر تلك الليله حين اخبرها انه لن يتزوج إلا إبنتها فقط بشرط ان تسميها نيفادا أيضاً..لا تعلم لماذا إنقبض قلبها عند هذه الجمله.. لتنهمر الدموع مجدداً/تركي بيروح
امسكت بيدها ليال لتدخلها المنزل/فال الله و لا فالك..تعالي خالتي هند و بنتها بيجون بعد شوي يتطمنون عليك لا تسوين مناحه يرحم والديك..نفسيتك متقلبه هالايام
رددتها باكيه وهي تدخل المنزل معها/بيرووح يا ليال بيروووح
.
،
.
منذ نصف ساعه وهما يقف أمام سريره..،يرى نايف منهاراً عند السرير..شيء ما ينهار داخله وهو يتذكر عمته هند..إنقباضة قلب و عذاب داخلي يمزّقه فهو يشعر أنه تأخر عن حماية ظهر تركي كما يجب، كان من المفترض ان يموت هو لا تركي...مسح وجهه بيديه وهو يحاول ان يكون اقوى،ليتمتم بعد صمت رهيب في هذا الموقف المهيب/إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا و أخلفنا خيراً منها، اللهم ارحمه و اغفر له و اكرمه يا اكرم الاكرمين..
لم يبكي نايف كما هذه المره في حياته كلها، هو السبب يعرف ذلك جيداً، شد على يد تركي البارده بجواره ليضعها على رأسه، مات غاضباً منه ومات بسبب تلك الحقيره التي جلبها هو ليتمتم/علي الحرام انك ارجل مني و أوفى مني..الله يبيحك لكن كيف تروح كذا؟!
شده أدهم وهو يبعده غاضباً/لا تنتحب عنده يا ولد خلاص..
تحدث نايف باكياً منهاراً/ذبحته انا يا أدهم انااااا،
اغلق فمه وهو يكتفه و يبعده ليخرجه خارج الغرفه/اسسكت و لا كلمه ادعو له بالرحمه ياخي
بحزن يكاد يثقل صدره/والله لا برد قلبه حتى ولو انه ميت..والله ما اتهنى عقبه مع غيرها
استغرب ماتحدث به ولكنه لم يعلّق،،
نطق نايف بحزن بعدما حاول التماسك ولكنه لم يستطيع/ليه الكفو يروح بسرعه يا أدهم ليه ما يبطي؟!
تذكر من فقدهم في حياته ليذهب و يجلس منتظراً انتهاء بقية الإجراءات و قدوم صالح و قاسي...هذا قدره أن يودع دائماً..
كان تركي نبتةً صالحه، عرفه عن كثب وثق به في مدةٍ وجيزه أحبه كأخ..كان معه و يشاركه كل شيء كان العوض عن كل الرفاق و القريب المقرب الذي عرف اعماله التي لا احد إضطلع عليها سواه..تركي كان نسمة عاطره عابره حقاً..و النسمات العطره لا تدوم طويلاً...
،
.
،
بالكاد وصلت لتنزل من السياره مستعجله بيدها طفلها الذي لمح رواد من بعيد ليبتسم له وينادي أمه/ماما ماااما
انتبهت للقادم من جهة الحديقه لتراه يبتسم/رواد حبيبي
عانقها بشده ليتركها و ينزل يحمل راكان الذي عانقه ببراءه/اخيراً رجعتي يالشموس اشتقتلكم
لم تستطيع الصبر/رواد وش صاير لسلمان؟!
استغرب انها لم تعرف/كان مخطوف من اكثر من اسبوعين و الحمدلله لقوه البارح بخير ،شوفيه مع نيفو داخل
فرحت بهذا الخبر الذي هدأ روعها قليلاً ولكنها بحاجه لرؤية نيفادا و اطفالها الآن..تركته و دخلت لتعود وهي تأمره/حبيبي روح للسياره هذيك و هات اغراضي منها ..و اترك راكان يدخل معي..
تركت المكان وهي تدخل بصحبة طفلها تبحث بعينيها عن احداهن،لتنادي/ليااال، ام رواااد..جووري!
قدمت تلك من المطبخ مستعجله وهي تتبسم لها وعينيها على راكان الذي ركض ناحيتها/مدام !!الحمدلله عالسلامه
بقلق/الله يسلمك، جوري وين ليال ونيفو وين مدام ام رواد
اشارت للأعلى/كلو فوق..الحمدلله اليوم يجي بيبي سلمان كويس الحمدلله
اتسعت ابتسامتها/رجع؟!!
تركتها بدون ان تكمل لتذهب مستعجله للأعلى.. تطاولت الخطى بخفّه حتى وصلت للغرفه التي وجدتها مفتوحه ودموعها تنهمر انابهت لنوم نيفادا لتدير عينها و ترى ليال تضع الطفل في سريره و تتأمله بحب/ليال!!
لم تصدق أنها سمعت صوتها لتلتفت ناحيتها بابتسامه غارقه في دموع الفرح/شوشووو!!
اقتربت منها بسرعه وهي تعانقها و تنهار باكيه، لم تبكي منذ فترة طويله و كان هنالك شيء بداخلها يجب ان يخرج على هيئة دموع و نحيب..مشاعر لا تعرف ترجمة سوى الدموع فقط..
تفاجأت من بكائها هكذا لم تفعلها الشموس طوال حياتها بل لم ترى دموعها سوى في عزاء والدهم ووالدتها، اخرجتها من الغرفه عن نيفادا/تبكين!!
حاولت ان تتماسك لترى قدوم عمتها/كلنا بخير و حتى شوفي عمتي هند جات..لا تبكين طلبتك خلاص
اقتربت هند وهي تربت على كتفها و تديرها نحوها بإبتسامه/افااا!! الشموس تصيح!!
عانقت هند وهي تحاول ان تتجاوز ثقل قلبها الذي تحمّل كثيراً من كبت مشاعرها، بالكاد هدأت حتى تكلمت/اسفه يا جماعه، غبت عنكم بعز حاجتكم لي مالي وجه و لا لي عذر عنكم.
امسكت بيدها وهي تجلس بجانبها/يا بنت الحلال وش كنتي بتسوين يعني،حدث شيء خارج عن إرادتنا كلنا، شيء كان صعب تدخل اي وحده فينا و الحمدلله ربي لطف فينا و رد لنا ولدنا..
ابتسمت لأختها التي لطالما اتهمتها انها متهوره في علاقتها مع خطيبها ونسيت انها المتزنه طوال حياتها/ليال احبك
استغربت نطقها لها،هي تعرف ذاك ولكن الشموس لا تقول ماتشعر به بصراحه/لا الدنيا فيها شيء!!، ماما من وين تعلمتي هالكلمه؟!
ضحكت هند/و ربي انها صادقه، كيف قدرتي تقولينها؟!
رفعت حاجبها/بلا استهبال كلكم تدرون اني احبكم..ماهو لازم اقولها كل شوي
هند/معناته بنبطي ماسمعناها منك مره ثانيه.
ليال/طبعاً ،في السنه حسنه، لكن المهم اننا حاسين بحبك يا احلى اخت، إلا وين راكان حبيبي
تنهدت وهي تحاول ان ترتاح للتو تذكرت انها حاملاً/اخذته جوري..ماشفتيه كيف طار من الفرحه اول ما شافها..
اقبلت شهد وهي مستعجله/يمه لقوه صدق؟!!
ضحكت ليال/تو الناااس!! اخيراً جيتي بيتك!!
لم ترد شهد وهي ترى الشموس/هلااا ببنت الخال نورتي بيتك
ابتسمت لرؤيتها/هلابك حبيبتي، البيت بيتك طال عمرك حنا اللي ضيوفك
لم تعلق فقط جلست بعد السلام وهي تسألها/اشتقتلك و اشتقت لراكان بس ماعطاني وجه يلعب مع جوري تحت
ليال/هالجوري ذبحتني وهي تسأل عنه متى بيجي؟،المسكينه خافت تسافر بدون تودعه..
سألت بلهفه/غريبه نايمه نيفو هالوقت؟! شفيها؟
تذكرت ليال ماحدث لتركي و ردة فعل نيفادا التي كانت قويه و مرهقه/من عرفت ان ولدها مخطوف ما ارتاحت و لا نامت زي خلق الله، خليها تنامو تريح راسها شوي.
هند بفضول/صالح حطني هنا وهو ساكت ما علّق،كل اللي قاله انهم لقوا سلمان، و هالتركي اتصل عليه و مايرد الله يصلحه.
دخلت هوازن في هذه اللحظه وهي تراهم جميعاً أمامها ،كانت تحمل الخبر اليقين، الذي اوكلها به أدهم و عجز عن ذلك صالح،عز عليها ان تؤلمها و لكن هذه حال الدنيا، امرت الخادمه بأن تدخل بطفلها/السلام عليكم
وقف الجميع ليبادلها السلام..لتعود لعمتها هند و تمسك بيدها/خلونا نجلس
خافت الشموس من لونها المخطوف و نظراتها الهاربه/هوازن فيك شيء؟!
رفعت ناظريها للشموس ثم إلتفتت لهند و بصوت متعثر/عمتي اذكري الله..كلنا به مؤمنين و له مرجعنا
استغربت نبرتها و مناسبة حديثها/ونعم بالله هو حسبنا و نعم الوكيل..
فهمت ليال ان الأمر جلل و تذكرت إنهيار نيفادا/يارب رحمتك
هنا خافت شهد/شالسالفه انتم؟!
هوازن بألم و صوت يختنق/تركي اخذ طعنه من اولينا وهو ينقذ ولد نيفادا..نقلوه للمستشفى و..
استنطقتها بحسره وهدوء مميت/مات صح ؟!!
إنهار الجميع باكياً ماعداها كانت في طور صدمتها،فقط دموع تنهمر و ثبات في جلوسها،
لم تستطيع الشموس ان تبقى متفرجه عليها من بعيد وهي تتذكر والدها حينما مات جالساً ، لتقترب منها و تمسك بيديها التي تجمدتا وهي تهزها/عمتي بسم الله عليك..تكلمي قولي اي شيء،
نطقت بإيمان تام/الله يرحمه ويرضا عليه ويغفر له،و يجبر كسري عليه و يصبرني، اللهم اجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها.
لم تتفاجىء بصبرها لطالما صبرت هذه المرأه و تجاوزت كثيراً من ألآمها عانقتها وهي تواسيها/اللهم امين اللهم امين
.
،
.
. ليلاً وقد اجتمع الجميع وحتى وصل والد أدهم الذي جاء مع ابو عبدالكريم..،
الساعه صارت العاشره..انقضى المعزون لهذا اليوم..،
دخل ليرى قاسي يجلس وهو يغطي وجهه بشماغه،يعرف جيداً انه منهار و انه اكثر من بكى بينهم وسقط بينهم في المقبره، لم يتوقع كل ذلك من هذا القاسي الشجاع..!
جلس بجانبه وهو يتحدث بهدوء الجميع يشعر بفراغ ذلك الشاب النبيل/اذكر الله يا رجال، قاسي شفيك؟! اكثر واحد ودع اصحاب انت،
لا يعلم ماذا فعل تركي به و ماذا ترك في نفسه، كل ما فعله تركي بجانب و شهامته معه وانقاذه لطفله جانب اخر/تحمل وجعه و نزيفه لين وصل ولدي ليدي، ثم إنهار مثل الجمل كان شامخ لين اخر لحظه، مثل العظيم اللي غزاه الموت بعز قوته، تركي نال المراجل كلها، لو الله مد بعمره والله ان تشوف لك رجال ماعمرك شفت بطيبه بين الرجال، والله يا أدهم ماينبكى الا على موتة الطيب.
تنهد أدهم وهو يتذكر مواقفه و امنيته ان يصبح مثله يوماً ما/الله يرحمه و يغفر له..تركي فضّل يموت شجاع.
وقف وهو يحاول ان يبتعد/انا بروح للبيت.
امسك به/تبي اوصلك؟!
دخل نايف على سؤاله/انا اللي بوصله
أشار بالنفي وهو يخرج/محد موصلني، خلوكم هنا عند أمه لا تخلونها، ترى والله ان أصعب ما يلوع أبن أدم في قلبه هو موت فلذة كبده...الله الله بأم تركي ياعيال، بكره ان شاء الله بعزيها..سلام
شعر بحزن وهو يراه يخرج متهدج الصوت، ، حتى انه اليوم يعرج وليس يمشي براحه، تذكر إنهياره بموت ولده خالد بعد حديثه عن فقد فلذة الكبد، قد ينسى الناس ولكن الوالد الفاقد لا ينسى ابداً..!
.
،
خرج لسيارته ليرى سيارة تركي مركونة هناك كما تركها..،تذكر جملته حينها"يا قاسي ترى ماهو ولدك لحالك،هو ولدنا بعد، وسلامته تهمنا".."انا و امي كل يوم نروح نزور سلمان الوالده تحبه ومتعلقه فيه"..
و كأنه هذه الذكريات القليله تستدعي كل حزنه،..
ترك الوقوف وركب سيارته ثم انطلق بها لمنزله..،
.
،
.
،
دار في المطبخ خلف الخادمه،اليوم لا احد ينتبه له فقط الخادمه هي من تهتم به بعد انشغال والدته بالعزاء و ما فعلته شهد..،
أشار للأعلى وهو يشد ثياب الخادمه و يناديها/جوجوو
فرحت بنداءه لها،للمرة الأولى ينطقها منذ ان عاد و قد مانت تطالبه ان يقولها كما السابق، اخذته بابتسامه وهي تضعه على كرسي/يو ونت جووس؟!!
ابتسم وهو يشير برأسه بالموافقه..هي من تطعمه ما يريد عكس والدته المتشدده في كل شيء يخصه..
رأها تتركه و تذهب تحضر العصير و لكن لفت نظره خروج الخادمتين الأخريتين من الباب الخارجي للمطبخ لينزل بابتسامة شقاوه و يلحق بهما، حتى رأهما يتجهان للمجلس الخارجي!!
كان سيتبعهن و لكنه لمح وقوف رجل يعرفه جيداً و لم يراه منذ فترة طويله، اتسعت ابتسامته وهو يتمتم بصوت غير مسموع/بابا..باباا
اتجه إليه ثم تشبث في طرف ثوبه من الخلف وهو يناديه/باااباااا
لم يصدق انه يسمع صوته..،ليلتفت إليه ويحمله بصمت كان يلتثم بطرفي شماغه حتى لا يظهر تأثره للاخرين.. اسكنه صدره و أطال عناقه ..
تركه نايف و ذهب لخارج الحديقه ليتحدث مع السائق و الحارس...،
.
دخلت المطبخ تبحث عن ماء لتأخذ حبة مسكن للصداع بعد صراخ نيفادا وشهد كلتاهما لم تكونا صابرتين كما فعلت والدته التي كبتت حزنها الذي نزل على هيئة دموع صامته ثكلى.
تفاجأت ببحث جوري عن احدهم/جوري وين راكان؟!
خافت وهي تلتفت للباب/ممكن روح مع شغاله ثاني للمجلس!!كان هنا مدام
لم تدعها تكمل لتخرج من نفس الباب و تذهب،تعلم ان الجميع ذهب كما اخبرها نايف، كادت تكمل طريقها للمجلس ولكنها وجدت طفلها بين يدي والده، كان يعانق والده بشكل لم تتوقعه،طفلها يبهرها في كل يوم، لم تتوقع منه ان يتعلق به هكذا..!!
رأت أدهم يززع قبلاته على عينيه و خديه و يمسح على رأسه،يمشي به ذهاباً و إياباً وهو يضمه لصدره..شعرت بحرقة الدمع في عينيها ولكنها مسحتها بسرعه وهي تقرر الدخول، حتى ناداها طفلها الذي لمحها..لكنها اكملت طريقها للداخل..،
إلتفت حيث ينظر طفله ليراها هنالك تقف بشعرها المرفوع بشكل مهمل و بنطال ابيض وشال اسود خفيف يخفي ما ترتديه تحته..،كانت تبحث عن طفلها بالتأكيد و لكنها ذهبت بمجرد رؤيته،لينزل طفله بصمت وهو يأمره/روح لماما يا شاطر
تشبث بيديه وهو يرفض الإبتعاد عنه/لااا لا
عاد ليحمله يقبّله و يشمّه/يلا نروح ننام بابا؟!
عانقه بحماس وعينيه تنطق فرحاً به..،
.
،
.
،
اغلقت باب الغرفه و خرجت منها متأثره يطويها الحزن، لم تصدق حتى الآن ان تركي غادر للأبد!
تأكدت من نوم زوجة أبيها قبل خروجها..،
الليله حقاً كان للحزن ثقله عليها و على الجميع... ردة فعل زوجة أبيها كانت موجعه
ما أصبر تلك الحزينه..!
تفاجأت بقدوم الشموس لتمنعها/خالتي هند نامت اتركيها ترتاح
تنهدت تنفسها/بعد قلبي، شلون نامت، قبل شوي كنت عندها!
هند/اعطيتها بندول نايت..أبيها تريّح راسها
بحزنها/وتظنين فقد الضنى يفارق القلب؟! والله ان تموت مانسته، لكن الله ينزل السكينه على قلبها و يلهمها الصبر و السلوان..
هند/امين يا رب..انتي بعد روحي ارتاحي، و انا بروح اشوف شهد و بنام عندها ماني مخليتها، سمح لي عبدالرحمن اقعد هنا كل فترة العزاء.
فرحت بمبادرتها/جزاك الله خير يا هند، والله يسعدك انتي و زوجك.
بابتسامه/ويسعدك بعد..يلا انا رايحه تبين شيء قبل اروح لشهد
ربتت على كتفها/وجودك مع عمتي و بنتها يكفي يا هند، خليك معهم تراهم يغلونك بالحيل.
هزت رأسها وهي تتركها و تذهب في طريقها..
لتذهب هي لغرفة نيفادا التي ترى نورها مضاء...
فتحت الباب لترى اختها تجلس على سريرها باكيه بصمت بينما ليال تحمل احد الأطفال و تعطيه رضعته بصمت/مانام يا ليال
تحدثت بهمس/نشّف ريقي علشان ينام، اول مره اشوف طفل عنيد كذا هذا وهو نتفه!!!
اقتربت منه لترى وجهه لم تشبع بعد من رؤيته/بهالشكل اكيد بيعذبك وقت النوم،المفروض لفيتيه قبل ترضعينه، علشان ينام علطول، الاطفال يرتاحون باللفّه، خصوصاً انهم مابعد تحموا بيدينهم.
تذكرت ما كانت تفعله ام رواد/والله انك صادقه،اشوف ام رواد تسوي كذا دايماً علشان كذا ما غنوش ماتبكي معها!!!
بابتسامه بالكاد تُرى/يلا هذا درس بكرا اذا جالك ولد تعرفين تتصرفين
إلتفتت إلى نيفادا بحزن لتقترب منها/نيفو بس يا بنت ارتاحي.
إلتفتت إليها بحزنها الطاغي/احس اني مخنوقه، ودي اني اقدر اصلي لو ركعتين افرّغ قلبي فيها و ارتاح.
جلست بالقرب منها وهي تمسك طرف يدها و ترفعها لتضعها على صدرها/ان ماقدرتي تصلين بعذرك، لكن تقدرين تداوين روحك بالدعاء، ادعي لتركي بالرحمه و ادعي لروحك بالطمأنينه. مناجاة الله بالدعاء راحه صدقيني.
اقتربت منها وعانقتها بصمت، تريدها فقط، هي الاخت الحريصه القاسيه و الأم الحانيه التي لم تهاب احد سواها، لطالما غضبت منها و لطالما رضيت، تثق ان لها في طيّات قلبها مكانة وحب صادق لا تبدّله الأيام..
.
،
.
خرجت من غرفتها لترى ما إن عادت هند أم لا، لكنها تفاجأت بوجود خالها تحت في الصاله لوحده و يبدو نائماً وهو جالس، غريب هل ينام هنا لوحده؟!.اقتربت متوجسه..،
شعر بخطواتها ليفتح عينيه/مانمتي للحين؟!
بابتسامتها/بلى نمت بس قمت عطشانه و قلت انزل اشوف اذا رجعت هند، شفيك نايم هنا؟!
مسح على وجهه وهو يعتدل جالساً/هند ما رجعت، خليتها عند زوجة ابوها.محتاجتها هاليومين.
نطقت باستغراب/غريبه هالهند شلون تحب زوجة ابوها؟!
ابتسم وهو يتذكر تصرفاتها واحاديثها/هند حبيبه ووجهها يجيب السعاده ، تلقين زوجة ابوها تحبها اكثر..
بلسعة غيره/شكلك انت بعد تحبها و الا وش خلاك سهران بغيابها..!
بنفس ابتسامته/شرايك تقومين تسوين لنا قهوه، اليوم ماتقهويت
وقفت بدلعها/ااوكي،اكيد دام المدام ماهي موجوده كيف بتتقهوى؟! عموماً انا بعد بروح حجزت على طيارة بكرا الليل، بروح اعزيهم و امشي
رفع حاجبه مستنكراً/سلامات على اساس باقي اسبوع!
بإبتسامة دلع تتقنها/خلك ترتاح مع حبيبة القلب شوي، حاسه اني كاتمه على نفسكم..
لم يعجبه ما قالته/ريما فيك شيء؟! زعلانه من شيء؟!
تركته و ذهبت لتلتفت بإبتسامتها الخافته/لا تخاف برجع بشهر واحد..عندي شغلات بخلصها
صمت وهو يراها تذهب ليعود لصمته وهدوءه، يالله كيف تلك الحياة بدونها؟!!..
.
،
.
.
لم تنم تلك الليله لقد مثّلت أنها نامت و لكنها عجزت عن إغماضه واحده لله حزنها و لله تفوّض أمرها، وهل بعد وجع فراق الضنى وجع؟!
فتحت هاتفها وهي تتحرى الوتر لتصليّه و تنثر دموعها على سجادة صلاتها.. لترى صورته التي وضعتها منذ فتره كخلفية للشاشه، مبتسماً و يقف بجانب صالح في صباح العيد الأول الذي جمعهما، لن تُنسى تلك السعاده التي عاشتها في ذلك العيد..،كانا عائدين من أداء صلاة العيد سويه وهي معهما..،
تأملت صورته كثيراً وهي تنتحب..حرقة مابعدها حرفه و فقدٌ عظيم.
تركت السرير لتذهب تتوضأ و تلجأ لمن بيده ملكوت كل شيء منه وحده المدد و منه الراحة و السند..
.
،
.
،
صباحاً ،
اغتسلت تحت ماء بارد وهي تأخذ على عاتقها الإنتقام و تفكر بأسوء الأمور التي من الممكن أن تفعلها، لا شيء سيُطفىء نيرانها المتقده داخلها، حتى ان هذا الماء البارد ينزل حمماً على جسدها الغض..!
لم يعد نايف كما كانت تنظر إليه فهو الآن بات قاتل أخيها بنظرها، لو لم يجلب تلك المشعوذه الشقراء للمنزل لما تسبب بكل تلك الكوارث ..
سمعت صوت طرقات الباب ومن ثم نداء هند التي خافت بعد تأخرها في الإستحمام...،
خلف الباب قلقت من صمتها ولكن ارتاحت بعد سماعها لتوقف الماء وخروجها من تحته
لحظات لتخرج لها بروب إستحمامها السكري و شعرها المنثور بلا منشقه، كان وجهها يوحي بشيء غريب، ناظريها اليوم معقودان و هي صامته/شهد لا تخوفيني عليك تكفين بلا صمتك المرعب هذا..!
تجاوزتها ثم راحت تجلس على الأريكه وهي تجفف شعرها بصمت مطبق.. الجميع يعرف و لكن الجميع يصمت لأنه نايف لكنها لن تصمت وتبتلع ما فعله بسهوله!
تحدثت شهد برجاء وهي تلتقط مشطاً و تذهب إليها لتمشط شعرها المبلول وتجحد دموعها/شهودة قلبي والله اني حاسه بوجعك، تركي اخوي مثلما هو اخوك، فجعني فراقه مثلما فجعك، وابي من يواسيني يا بنت
شعرت بيدها تهتز و يسقط منها المشط على الأرض، لتلتفت إليها غير متفاجأه بمشاعرها ولكنها ازدادت حزناً لتلوم نفسها وهي ترى هند تنهار باكيه هكذا!!
وقفت من جلوسها لتلتفت إليها تواسيها بعناق باكي/يا هند انا استمد قوتي فيك، تركي راح من الدنيا لكن بداخلي احسه ما ابعد و لا غاب، احساس ان اسمه ماهو مفارقني،
خافت هند من حديثها/شهد لا تخوفيني عليك..
اكملت شهد بدموع وهي تروي ما رأته/البارح في منامي كان يقول انا راجع ماني مفارقك، فرحت لدرجة قمت و انا اتبسم و ابكي فرح لكن الواقع صدمني...لا راجع و لاني شايفته
إزداد حزنها عليها/احلام يا قلبي احلام..يلا ألبسي و جففي شعرك، المعزين بيجون و ابوك جاي بالطريق مثلما قال نايف.
إلتمعت عينيها اكثر و هي تتذكر ذلك الأب، فقط لو احتضنهما و لم يحتاجا لنايف..،
.
،
.
،
قررت تجهيز الفطور مع الخدم، لم تستطيع النوم و طفلها ليس في جوارها ..
انتهت من ترتيب الفطور البسيط عند عمها في صالة المنزل البعيده عن داخله،
لاحظ شحوبها اليوم ليس كالأيام السابقه/وش فيك يا بنتي اليوم منتي بخير!
اخذت الدلّه لتسكب له فنجاناً/لا ابد مانمت زين البارح، ولا قدرت انام بعد الفجر...
اخذ منها الفنجان وهو يرتشف منه بهدوء/علشان راكان مع ابوه؟!
جلست وهي تجيبه/يعني مثلك خابر ماتعودت،
تحدث وعينه في فنجانه الذي يرتشفه/هذا وضعك ليله بس، تخيلي وضع اللي له حول الشهر ما شاف ولده..!!
رفع عينيه لها وهو يردف/الشوق للولد ما يباريه شوق، جعل عدو عينك يا بنتي محروم من شوفتهم.
لم تستطيع التعليق كان رده موجعاً فكيف لو سمعته من أدهم ذاته..،
حضرت هوازن وهي تجلس بعدما ألقت تحيتها/السلام عليكم
ردت السلام و سكبت لها فنجاناً لتسألها بعد ذلك/كيف صحة مازن هاللحين؟
براحه/الحمدلله احسن من قبل كثير بعدما استجاب للعلاج،هاللحين يمشي ولو ماهو هذاك المشي لكن افضل
نظرت لساعتها بشكل سريع/الحمدلله،الله يحفظه لك
لاحظتها تتلفت و كأنها تنتظر أحداً/راكان وينه؟!
ردة وهي تحاول ان تلتهي بخاتمها/نايم عند ابوه من البارح
نظرت لساعتها/بعد قلبي اخوي من انخطف ولد نيفادا و قاسي ما ارتاح و لا تهنى بنومه و البارح كملت معه، الله يرحمك يا تركي،
لا تعلم لماذا شعرت بنبرة اللوم من حديث هوازن، قررت الذهاب لغرفتها في الأعلى او احد اخواتها..،
رأها تقف فجأه/وين يا بنتي ما افطرتي
بدون تردد/شوي وراجعه يا عمي
راقبتها هوازن حتى ابتعدت/نفسي ادري وين كانت فيه،ما شاء الله عليها ما تخاف!!
ترك فنجانه ليأمرها/قومي وديني لغرفة اختي
استغربت طلبه/وش تبي تروح لها شوي وتنزل
تنهد/عمتك هاللحين مكسورة قلب وتبي من يواسيها، لا احد منكم يتركها يلا قومي يا بنتي وديني لها
.
،
.
.
بالكاد فتحت باب الجناح الذي هجرته منذ مده..،
دلفت و اغلقت الباب خلفها وهي تمرر ناظريّها على اثاث المكتب الذي لطالما أحبته و ارتاحت في جنباته، الكتب مازالت مكانها و كل شيء كما تركته..،
اتجهت لباب الغرفه المغلق لتفتحه و تستقبلها البروده الشديده!
اسرعت في خطواتها بعدما أضاءت بعض المصابيح الصغيره وهي تبحث عن جهاز التحكم بالتكييف حتى رفعت درجة الحراره،
لتلتفت للسرير تبحث عن طفلها لتجده متوسداً صدر والده العاري، سيموت أدهم ولن يغير عادته هذه!
لم تستطيع ان تشيح بنظرها عنهما ولو لثانيه!
منظرهما معاً يبدو فاتناً، و الوضع يبدو طبيعياً، و رائحة الذكريات تفوح من زوايا الغرفه،
يالله حتى بعد محاولاتي اليائسه في تشتيت ذكرياتي تعود علي عكسيه !
انتبهت لحركته التي سكنت،ينام بشكل عميق و يبدو مرهقاً، من الواضح ان راكان عذّبه بالسهر ليلة البارحه حتى نام..
إقتربت لتأخذ طفلها معها قبل ان يستيقظ أدهم ولكنها تفاجأت به يثبته و يمنعها من أخذه لتهمس/بوديه غرفته أريح لك!
انزله بجانبه ليعتدل جالساً/الغرفه ماهي ضايقه فيه..خليه ينام هنا
هزت رأسها بمسايره وهي تتشبث بشالها الخفيف على كتفيها لتقرر الخروج/مثلما تبي.. عن اذنك
تحدث بهدوءه/زين اللي جيتي تقوميني، اعمام تركي الله يرحمه وابوه جايين بعد نص ساعه، جهزوا القهوه بالمجلس الخارجي.
إنتابها الفضول بعد حديثه/دفنتوه قبل يجي ابوه!!
ابعد الغطاء عن باقي جسده وهو ينزل من السرير و يلتقط منشفته/إكرام الميت دفنه.
راقبت تحركاته بفضول لتسأله/وش اللي صار معكم قبل وفاته؟!
توقف قليلاً عند سؤالها ليستدير و يلتفت إليها بتمعن كيف لها ان تكون بارده كل هذا البرود بعد الذي فعلته به، كيف تواجهه و تنسى بسهوله..!
إرتابت من حدة نظرته و لكن لم تُظهر له ذلك/اسفه.. مو وقته هالسؤال،
رن هاتفه ليذهب إليه و يلتقطه وهو يرآها تذهب لطفلها وتغطيه جيداً/نعم محمد؟ ..وعليكم السلام وش عندك من بدري؟!! ...اي محامي؟! اييه تذكرت،اسمع حوّل له المبلغ اللي طلبه، و اخذ منه تقرير من قضايا البنات...يومين وراجع وبشوف كل شيء ماشي حسب الأصول..
سمعت جيداً ما قال في المكالمه، هنالك أيضاً "بنات" ولكن هذه المره لم يخفي الأمر ربما أنه لم يعد هنالك خط رجعه يفكر به!!،..تركت الغرفه و خرجت بنفس هدوء دخولها،..
ناداها قبل ان تفتح الباب/كيف الحمل معك؟!
ابتلعت ريق الغضب، قبل قليل لم يجيبها على سؤالها و الآن يبادرها بآخر، إستدارت إليه مستفهمه/أي حمل؟!
رفع حاجبه و احتدت نظرته/حملك..ماقلتي لي انك حامل؟
ابتسمت بسخريه/اذكر، بس وقتها كنت ابي اتخلص منك لا اكثر، و للأسف ماتخلصت منك اضطريت اتحملك ليله كامله..
لم يصدق ما تقوله/شلون يعني؟! كذبتي علي؟!
هزت رأسها وهي تثبت شالها الرقيق/شوفت عينك ، بس شكراً لأنك ما قلت لهم عن حملي الكاذب..ماني ناقصه مجاملات عائليه ...عن اذنك.
ألجمته الصدمه لم ينبس بكلمه أخرى، فقط أخذ منشفته و استدار للحمام خلفه..
بأنفاس متقطعه، لم يكن ينتظر حديثاً كهذا منها،
و كيف ينتظر منها ان تعامله وهو من يعاملها بحسب مزاجه؟!!
اغمض عينيه وهو يقف تحت الماء المتدفق محاولاً نسيان كل شيء..
يريد ان تمر هذه الفتره بكل ما فيها بسلام..مرهق من كل شيء و زاده فراق تركي المفاجىء ألماً ..
حتى زوجته التي كان يبطن لها الوعيد تبخر كل وعيده في اللحظه التي رآها فيها..
لا شيء يصالحه في هذه الحياة سوى وجود راكان و ضحكته..و لن يسمح لها بسلبه مجدداً..
.
،
.
،
انتهت من لبسها وهي تخرج من غرفتها متثاقله باكيه،تركي بمثابة الأخ الأصغر ليس أقل من ذلك..خبر فقدانه المفجع أتى بمدامعها كلها وهي تفكر بكيف حال زوجة ابيها و شهد..يالله ألهمهم الصبر و السلوى،
جلست منتظره لقدوم ريما التي طلبت منها مرافقتها للعزاء،ظلت تتمتم بدعاء و تلح عليه..
كان جالساً متأثراً و مستغرباً لحزنها العميق، دموعها لا تجف منذ أخبرها، رق قلبه لها وهو يسمع أناهيدها و عبراتها ليدفعه ذلك لمواساتها/ادعي له بالرحمه و المغفره يا قلبي بدال هالبكى، شلون بتروحين تواسين أمه واخته و انتي تصيحين كذا؟!
رفعت عينيها له وهي تحاول ان تعبر/تعرف لمن تكون مقطوع بصحراء و مالك أحد غير رفيق واحد هو اللي مصبرك على عطش هالصحراء و يساعدك على الحياة فيها، هذا تركي بالنسبه لأمه واخته، تركي حتى انا كان يعاملني مثل اخته، يخاف علي و يداري خاطري مع خاطر شهد ، يجيب اللي احبه ويشاركنا باللي يحب، نسولف و نضحك سوى،
انسان يحب الكل
اقترب منها وامسك بيديها ليحاول تهدأتها/الله يرحمه و يغفر له و يربط على قلوبكم، هذا مصير محتوم، و لكن يا بخت تركي في حبايبه الكثار، صلينا عليه بالمقبره و كان الناس زحمه و الصفوف كثيره ، و اليوم رحت العزاء فالظهر و ما شاء الله الناس يزيدون..هالولد محظوظ و اكيد عنده خبيئه ما يعلم بها إلا الله..
فرحت بما قاله عن مراسم وداعه الأخيره/الحمدلله الحمدلله الله يجبر خاطرك يا عبدالرحمن.
نزلت في هذه اللحظات/خلصت يلا نمشي
وقف و ساعدها على الوقوف وهو ممسكاً بيدهاو يسير بها و يحاول ان يواسيها...،
ظلت تراقبهما مبتسمه وهي تمشي خلفهما، يبدو عبدالرحمن عاشقاً حقيقياً و رجلاً بمعنى الكلمه، تعجبها معاملته لهند و رقّته معها يتحول لشخص آخر حينما تكون أمامه..!
.
،
.
،
انتهى من استجوابهم في المحكمه و طلب المحامي بإخلاء سبيلهن حتى البت في قضاياهن الشائكه..،
توقف المحامي امام مريم متسائلاً باستغراب/انتي لك بيت بس مالك ولي أمر و هذي مشكله في النظام اللي يشرط تسليمك لولي أمر او كفيل
تسائلت بحزن عميق/و إذا مالي أحد؟! اقعد محبوسه طول عمري؟! انا انسانه بالغه عاقله مو معقوله اثناء التحقيقات و العقوبات يعاملوني كمستقله و مسؤله عن نفسي و لمن تثبت ببرائتي و يجي وقت اطلاق سراحي اكون ماني قد الثقه ولازم لي ولي أمر!!
ابتسم المحامي الذي اكتسى وجهه الشيب/مرافعه اقوى من مرافعاتي يا بنتي، لكن ابشرك الامور بالسليم و حقك و حق رفيقتك بتاخذونه،ابو راكان موصي عليكم توصيه و بإذن الله يعينني ربي و اساعدكم.
فرحت ببارقة الأمل/ياا رب
اشار للسياره التي أقلّتهم للمحكمه/يلا يا بنتي روحوا مع سواقكم و لا تنسون فيه جلسه السبوع الجاي احتمال يتم استدعائكم..
اشارت بالموافقه وهي تركب سيارة الشركه التي وفرها أدهم لهن..
إلتزمت صمتها وهي ترى رفيقتها تنتحب بجانبها، لتلتفت إليها/شفيك تصيحين انتي، الرجال طمنا و كل شيء بيكون بخير
إلتفتت إليها بعينين غارقه في دموعها/صعبت علي نفسي..و انا اشوف الأغراب يدافعون عني و يحموني ..واهلي المحسوبين علي نافريني و ماهم سائلين عني..من قال ان الامهات ما يكرهون عيالهم؟!
تحدثت مريم بحقد فقصة غريبه تحز في النفس/الأمهات ما يكرهون حتى في فصائل الحيوانات..لكن أمك ماهي من اي جنس الله يـ....
قاطعتها بخوف/لا تدعين عليها..تكفين
نزلت دمعتها بحزن/ماتطيقك، كانت حابستك عن عيون الناس و كأنك عار و بعد هذا كله ما سألت عنك خمس سنين في الدار!! و للحين قلبك يحن؟!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي ما زالت تذرف الدموع/تظل أمي ..جنتي يا مريم
لم تجد كلاماً لترد به على هذا الكم الهائل من اللطف و السريره النظيفه بـ"غريبه" رغم كل شيء قذر واجهته منهم ، هذا ما يسمونها النفوس الطاهره التي مهما تعرضت للألم لا تستطيع ان تكره أو تحقد!!!
من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه؟!!
.
،
.
إنتهت الليله من إستقبال المعزيات عند مقعدها بجانب عمتها المُحتسبه و الراضيه بقضاء الله وقدره.. كان قدوم هند بنت صالح كارثياً لم تكن عوناً أبداً اكتملت مع شهد في صف واحد حتى اخذتهما ليال للداخل و تركت تلك التي حضرت مع هند لوحدها تسارقها النظرات بين اللحظه و الأخرى..!!
مالذي تريده بنظراتها تلك في وقت كهذا؟!!
قدم يمشي وهو يحمل هاتفاً محمولاً و يلعب به، عرفت انه جهاز أدهم، لتأخذه منه وهي غاضبه من تصرفه،كيف يعطي هاتفه لطفل صغير؟!!/بابا راكان ليه كذا؟! تعال اجلس هنا
ابتسم بخبث وهو يبتعد/لاا
استغربت للمرة الأولى ينطق هذه الكلمه/روح جوري يلا
حرك رأسه بالنفي وهو مازال يبتسم حتى انتبهت له هند/تعال لبى قلبك تعال ابوسك يا حبيبي
فرح بنداءها ليتجه ناحيتها، حملته و اجلسته على فخذها لتقبله، ما اجمل رائحته و صوت انفاسه بعدما ركض بسرعه، تذكرت الفقيد حينما كان في عمره لتضمه لصدرها بهدوء و هي تحاول ان تهدىء روع فقدها/الله يحفظك و يقر عين والديك فيك يا حبيبي انت
تأثرت وهي تعرف ما داهم عمتها حينما عانقت راكان/اميين يالحبيبه اميين، الله يجعله من البارين فيك بعد..
بحزن ابتسامه/ولد أدهم و الشموس ما ينخاف عليه..بيطلع عليهم ان شاء الله .
إلتقطت تلك الحديث لتسأل بفضول لم تستطيع كتمانه/هذا ولد أدهم؟!
استغرب الجميع صيغة سؤالها، لتجيبها الشموس التي إستحالت نظراتها المستنكره لها/نعم..ولده
توقعت ان يكون ابن أدهم اكبر من هذا و لكن من الجميل ان يكون طفلاً صغيراً/اجل من فيكم الشموس، لأن ماتعرفت
ام رواد لم تعجبها هذه البنت و لا حتى وقت تعارفها هذا، لتقف وهي تتجه لهند/ام شهد تعالي ارتاحي طولتي بجلستك و بطنك وش كبره يا عمري..
سايرتها و ذهبت معها، بالأساس تريد التواري عن الأنظار قليلاً لترتاح في سكب دموعها..،
تبعتهم لولوه و جلست هوازن وحدها معهم..
اجابتها الشموس/وش معنى الشموس؟!
بصراحتها/حابه اشوف زوجة أدهم كيف بتكون.. أدهم معرفة الوالد من معرفة راكان الله يرحمه وسبق و زارنا في لندن و شخصيته جداً قياديه و فخمه
تحدثت هوازن باستغراب/انتي من جدك
إلتزمت هدوءها رغم غليانها الداخلي/قياديه و فخمه!...اها من هو الوالد؟! ومن انتي
أجابتها بفخر/ريما سالم الحازم..
عرفت والدها،ولكن لم ترتاح لمعرفتها هي/اجل زاركم بلندن؟!
اشارت بالإيجاب/ايوه مره كان لحاله و مره كان بضيافة الوالد بعشاء للسفير و مجموعه رجال اعمال متواجدين بلندن.. وألتقينا مره انا وياه في طياره لأبها..و كان جنبي، انسان راقي.
تتذكر تلك المره حينما اتصلت به و ردت عليه فتاه، أكانت هذه؟! هل أصر على الرحله في السياحيه من اجل هذه؟! لم تعلّق على ما سمعته اكتفت بالصمت و النظر لساعتها حتى رن هاتفها بإسم نوره موظفتها و رفيقتها بنفس الوقت، لتذهب و هي ترد على مكالمتها ..،
استغربت ريما تلك النظرات الحاده منها، شخصيتها ذات الهيبه و نبرة صوتها الواثق تجعلها محل شك في نفسها، لتلتفت إلى هوازن/اجل انتي زوجة أدهم؟!
ابتسمت بخفوت على غبائها وهي تراها تتعمد إستفزاز الشموس/لا و انتي الصادقه أنا أخته..هذي اللي تو كانت جالسه وراحت تكلم بتليفونها هي الشموس.
لم تصدق، هذه من أجابتها على الخط ذلك اليوم، تذكرت نبرة الصوت جيداً إلتزمت صمتها وهي تفكر بضرتها، لذلك ابتسم لي أدهم تلك الليله، هو يعاني منها...هكذا كانت تفكر..،
.
،
.
،
انتهت من مكالمة نوره التي كانت تعزي و تعتذر لتعبها، لتتلقى فوراً اتصالاً من أدهم،
استغربت اتصاله،كيف عرف أنها أعادت تشغيل رقمها، اخذت نفساً وهي ترد/نعم
على الطرف الآخر/خلي ريما الحازم تفتح جوالها، خالها يتصل عليها و الا قولي لها تطلع وراها رحله بالطياره
بعدم تصديق/خالها..! اوكي بقول لها تطلع لك.
ناداها قبل ان تغلق الخط/الشموس!!
ليس مجالاً للضحك و لكنه يدعوها لذلك/لا ماقصدي شيء بس كنا بسيرتك قبل شوي و البنت وااضح انها تعرفك و حييل معجبه فيك، اوكي لا تخاف بقولها خلاص،باي
اغلقت الخط قبل ان تنتظر ما سيقول..،لتنادي الخادمه التي تلاعب طفلها/جوري تعالي ...
.
،
.
هذا ما استنتجه هو الآخر تلك الفتاة لا تمتلك ذرة حياء و خجل، حتى في اوقات كهذه!!!!
يشعر بالخجل ان رجلاً مثل عبدالرحمن قريباً لها، عبدالرحمن لا يستحق ان تعبث بسمعته فتاه مثلها..،
يريد الدخول قبل خروجها ولكن اضطر ان يخبره بأن كل شيء على ما يرام و ستخرج له ابنة اخته حالاً...،
تذكر تلك الليله في ظلام الحديقه وهي تبادله العناق في لحظة ضياع منه ثم هددته بها فعرف لحظتها ماهو مطلبها من هذا الفخ القذر..ستدفع ثمن ذلك و لكن ليس الآن..، عليه ان يكون حكيماً و يفكر جيداً هذه المرّه..،
إستعاذ من كيدها و دخل مجلسه عند والده..
كان اليوم مرهقاً كالأيام الماضيه..
لاحظ صمته و سرحانه في الفراغ أمامه ليسأله معاتباً/ليه يا ولدي ما اتصلت بي فالخرح وقلت لي اللي صار من بدايته؟!
تذكر جيداً انه لم يخبره ولكن كيف جاءه هو الخبر ليرفع ناظريّه له/ما حبيت اني ازعجك توقعت الامور بتنتهي على خير، لكن لله ما اعطى و لله ما أخذ... بس انت يبه من علمك باللي صار؟!
تفاجىء بسؤاله، للحظه حاول ان يفكر بحيله/دريت من الجوال، ابو عبدالكريم يقول الخبر جايه فيه.
إستغرب و لكن فعلاً الخبر انتشر منذ ايام عن اختطاف الطفل،ليعود و يرفع طرفي شماغه و يتحدث بألم/شعور الذنب بيقتلني ياليتني ما خليته يجازف معي
قاطعه غاضباً/استغفر الله يا ولد، هالكلام ما يجوز و انت رجل صالح و مؤمن بالأقدار، تعوذ من ابليس ترى هذي افكاره
نظر لساعته وهو يرفع رأسه لوالده/الليله سهرت انفداك، والسهر ما يصلح لك
وقف وهو يتجاهل عصاه التي بجانبه/انا بخير و لا في إلا العافيه، ولدي عندي و بنتي بخير و عرفت خواتي و ربعي و ناسي، و الله يا ولدي انها سعاده ما عرفتها من سنين طويله، فلا تشيل همي و ارتاح
لاحظه يترك عصاته و يسير بدونها لينتابه شعور الفرح/الحمدلله صاير تستغني عن العصا، وش السر وانت تارك نص ادويتك هنا؟!
تذكر الخرج و أيامه التي قضاها هناك بين المزارع و الغذاء الطبيعي/الخرج علومها زينه يا ولدي
ابتسم لحماس والده/يا يبه اخاف بس تزوجت هناك من وراي!
ابتسم مسايره و هو يمر امامه/مشينا مشينا ننام، ماني مخليك تستدرجني لين اعترف لك.
.
،
.
دخل يحسب خطواته حتى وصل الطابق الثاني كان يبحث عنها و بداخله خوف لا يعلم ما سببه أو لعله يعرف و يحاول ان يتجاوزه ..،
في الصاله العلويه تحتسي قهوتها المره وتحاول إستنطاق صمت مدامعها من قلقها عليها لمحته ليال قادماً لتقف و تشير لنيفادا بأن تذهب معها/يلا نيفو علشان تاخذين دواك قبل تنامين..تصبحين على خير شهود
لم ترد كانت تنظر للفراغ أمامها، ما أبشع برد الغياب وشعور فقدان السند ،بل فقدان الحبيب الحقيقي ،تركي كان المقرب حينما كانت وحيده في منزل والدها، كان السند لها طوال حياته، خسارتها فادحه و قلبها من فراقه الأبدي مفطور ..
فرح بذهاب اخواته ليتقدم ويجلس بجانبها بهدوء بعدما قبّل رأسها/عظّم الله اجرك و احسن الله عزاك..
لم ترد كانت صافنه أمامها و دمعتها لا تتوقف/....
لم يلومها بل كان يريد رؤيتها منذ الأمس ولكن لم تحن الفرصه، يعرف انها الآن تمر بأسوأ أزماتها، مد انامله ليمسح دمعاتها و لكنها ابعدت يده عن وجهها بهدوء قاتل..،
تنهد وهو يحاول ان يفتح مجال الحديث ليجعلها تفضفض عن مكامن حزنها/فقدك هو فقدي يا شهد، تركي أ
قاطعته بنفس هدوءها المميت/و الله مافقده بهالدنيا كثر اخته أحد و لا انوجع كثر أمه أحد..لا تكذب بمواساة مالها قيمه
اغمض عينيه ليفتحها وهو يحاول ان يتبنى حديثاً لائقاً لهذا الموقف/ادري يا قلبي، لكن تأكدي اني بكون جنبك طول العمر، ما راح اقول اني بغطي غيابه لأن محد يحل مكان احد لكن بحاول قد ما فيني يا شهد
ابتسمت بسخريه وهي تلتفت إليه أخيراً/يا جعل منت العوض يا نايف. و الله اللي ماحولي احد.
استنكر مقولتها/مابي اغلط عليك اعدلي كلامك تراني زوجك، توفي اخوك و محترم حزنك فلا تغلطين على واحد ما
قاطعته بصرامه و بنفس نبرتها الهادئه/انا غلطت غلطة عمري بأني خليتك تقرب مني بالوقت اللي اخوي حالف ما ارد لك إلا وهو ميت..بعدها علطول مات و قاتلته رفيقتك، ، طلقني يا نايف النفس طابت و معاد ودها بك.
استنكر حديثها ليرد بنبرة اعلى من قبلها وهو يقف/انا ماني مكلمك هالفتره ، بتعدي هالأيام و بتعرفين انك غلطانه و استعجلتي على زوجك.
وقفت لترد بنفس قانعه منه/الزوج بداله زوج لكن الأخ ماله عوض يا نايف و انا ماقدر اقعد مع واحد ادري ان زوجي المهزوز هو سبب مقتل اخوي
اخرسها بصفعه بعد حديثها الذي يجرحه وهو غاضب/و الله يا بعد هالكلام ان طلاقك ما راح تشمينه طوول عمرك،
تحسست خدها وهي تبتسم بإنكسار/الله يرحمك يا خوي كان عندك بُعد نظر..قليل مرجله
صرخ بها/شههد!!! بسس
حضرت الشموس و ليال من غرفتيهما بسرعه و خلفهما ام رواد التي كانت عند الصغار../شفييكم صوتكم طلع
نطقت شهد وهي تنوي ترك المكان/انا بكرا راجعه مع أمي للبيت و والله و انا اخت تركي يا نايف معاد يجمعني بك عقد زواج سواءاً طلقت او ما طلقت "انت آخر همي"..أصلاً مالك موقفٍ مع الرجال علشان يوخذ بكلامك..
تركته يحترق من وهي تذهب تحت انظار والدتها التي تراها من باب غرفتها و تبكي بصمت، تعرف جيداً ان شهد لم ترفع صوتها يوماً و لم تتحدث بهكذا كراهيه إلا الليله، و بذلك فهي جاده بموقفها من هذه العلاقه، لن تضغط عليها فهي تعرف منذ البدايه ان نايف لم يحبها و كيف كانت شهد معه..،
اغلقت الباب في محاوله لغلق احزانها لهذه الليله، لم تعد تحتمل اكثر مع اقتراب موعد ولادتها..!
.
لم تعلّق اخواته وهن ينظرن إليه بشفقه الجميع يعرف ان قاتلة تركي هي تلك السوسة الشقراء التي غرسها هنا بينهم حتى تمكنت ..
لم يحتمل نظراتهن هذه ليعقد حاجبه وهو يؤكد موقفه/طلاق ماني مطلقها و خلوكم شاهدين بتقعد طول عمرها معلقه..
الشموس بجديّه/ماهو احسن لك، ترى ما ينجبر قلب على قلب يا نايف
بلا مبالاة فقد جرحته شهد بما يكفي امام الجميع/ماهو لازم تكون ببيتي لو هي بآخر الكون بتكون معلقه، والله ماخليها تعرف غيري وانا ولد راكان
ابتسمت بخيبه وهي تراه يذهب غاضباً و يتخذ قراراً مجحفاً و ظالماً بحق زوجته المكلومه بوفاة أخيها/لك الله يا راكان عز الله ما جبت ولد.
أيدتها ليال بصمت..نايف كان خيبةً كبيره لا يمكن دفعها سوى انه أخ عزيز .. و يعادل الروح مهما فعل ومهما ملأته العيوب..
.
،
.
مضى على الأحداث الأخيره قرابة الشهر.. ولدت خلاله هند و أنجبت صبياً أسماه صالح "عبدالعزيز" كما تمنى ذات يوم تركي..
لكنه لم يخبر أحداً ان ذلك من اجل تركي ، هند سعيده بالطفل الذي ملأ عالمها و واسى قلبها المكلوم، و شهد مازالت على موقفها وسط امتناع الجميع عن الحديث بخصوص موضوعها الآن .
.
.
،
..
نزل من الطائره عائداً من رحلة عمل،
منذ ان عاد وهو يفكر بالركود الذي يسود حياته، لا شيء جديد يحدث سوى انه ينغمس بالعمل و يغرق فيه، حتى نايف هو الآخر صار مثله لا يعود للمنزل سوى لينام فقط ..
أما تلك العصيّه تركت كل شيء و تفرغت لنفسها و لما تحب، تفعل ما تريد، تمارس حياتها بمعزل عنه و أمام الجميع!!
لم يعد يطيق صبراً في جفاءها و صدودها حتى وجد نفسه يتصل بها ،تأخرت قليلاً ثم ردت عليه بعد اربع رنات/اخيراً
على الطرف الآخر ببرود تتقنه/ما انتبهت للجوال وانت مو بالعاده تتصل!
تحدث متسائلاً/إلا انتبهتي له و ادري مطنشه
بعد ضحكه قصيره/زين انك داري..وش بغيت؟!
ضاق ذرعاً تعرف انه للتو وصل من سفر لمدة اسبوع و لا تكترث/اتصلت بأبوي و ما يرد شوفي وينه؟!
على الطرف الآخر/اتصل بهوازن يمكن عندها، انا ماعندي خبر عنه وماشفته اليوم
بتساؤل/ليه وينك؟!
بهدوءها/طالعه برا الرياض اغيّر جو في هالامطار
استغرب/لا يكون راكان معك؟!
بسخريه/اجل اخليه عندك وحولك؟!! كفايه عليك شهر، اختي و راحت بيت زوجها وعمتي ولدت و تطمنت عليها و كل شيء تمام.. بطلع شوي للمكان اللي احبه باريح راسي
توقف امام موقف السيارات وهو غاضب من تصرفها، ولكنه حاول ان يكون هادىء، فأسلوب الشد لن ينفع معها وهو اصبح يعرف ذلك جيداً/طيب و أنا؟! لين متى بقعد كذا لحالي ، ارجعي بيتك و اللي طاف انسيه و انا بنساه.
ضحكت وهو يتحدث عن النسيان ببرود وبدون أي بوادر إعتذار مناسب لمستوى وجعها/معليه انتهى وقتي معك ...و ترى بضطر اقفل جوالي اذا ناوي تتصل كل شوي... فلا تخليني اقفله و افتح الجوال الاحتياطي
بغضب/الشموس!!
ببرود اعصاب إعتادت عليه/ترى الزعل ماهو زين للصحه، نصيحه سو مثلي و اطلع برا الرياض بمكان هادي حتى لو البر و اقعد مع نفسك شوي..صدقني بترتاح ..يلا بسكر الخط ترى..باي..
استمع لها حتى اغلقت الهاتف ببرودها!! ليضع هاتفه في جيب معطفه و يتجه لسيف الذي ينتظره امام سيارته مبتسماً/الحمدلله عالسلامه يابو راكان ..
ابتسم وهو يتذكر تركي فهو اعطاه سيارته كما طلبت عمته هند ان تُعطى صدقه لمن يستحقها، و سيف الأمين يستحق سيارة تركي/الله يسلمك شلونك سيف؟!
اخذ منه حقيبته/بخير ولله الحمد جيتنا وجبت معك البرد والمطر
بنفس ابتسامته الهادئه/الخير جاي ان شاء الله، بشر كيف تمشي امور زواجك انت و محمد لقيت البيت الزين؟! ترى اعين واعاون لا تستحي وانا اخوك
فرح ان اصبح رجلاً مثل أدهم رفيقاً له وان كان مجرد علاقة موظف برئيسه/معاد يحتاج طال عمرك، محمد طلقها فالملكه و انا زواجي كنسلته .
استغرب/افااا لييه؟! محمد خابر زواجه نهابة الاسبوع و إلا؟! و انت مابقى الا البيت و إلا؟!!
تنهد/محمد يقول ما ارتحت و قررت اعفي بنت الناس مني، ما اقتنع بها، البنت توها بالثانويه وخاف يظلمها يقول اكيد غاصبينها...أما أنا البنت الله يستر عليها رفضت تقول ماتبي بيت إيجار تبي ملك باسمها..و المره اللي هذي طلباتها من واحد تدري انه على قد حاله ما تصلح.
حزن لنبرة الإنكسار في حديثه/محمد سوى عين العقل و أنت ماعليك و انا اخوك بيرزقك الله باللي أطيب منها و ترضى بك..بس ما قلت لي انها بنت عمك؟ ليه ما كانت تعرف وضعك المالي و اخوانها مايعرفون؟!
ضحك/كلهم يعرفون بس عاد وش نسوي بالطمع..ماقول الا عز الله انهم مالقوا اللي يطمعون فيه..
ضحك أدهم لراحته بالحديث/شوف وانا اخوك المره الجايه اذا جيت بتخطب انا طاالبك طلبه يا سيف وقول تم
خاف انه سيعطيه/بس يا بو راكان
بإصرار/قووول تم
بتردد/تم بس على وشو
أدهم بجديّه/متى مانويت الزواج ترى بيتك و تكاليف زواجك كلها علي..
لم يصدق ان يغدق عليه هكذا حتى انها إلتمعت عينه/بس هذا واجد يا بو راكان واجد بالحيل
ربت على كتفه/خويي ما ينضام يا سيف لا تقول واجد ما جاك الا حقك.
لم يستطيع التعليق واصل طريقه بصمت و حمد لله وحده، الله يعلم كم عانى في توفير علاج لوالدته المريضه بفشل كلوي، حتى خسرها ولم يجد متبرعاً يخلصها من معاناتها، باع كل شيء يملكه حتى انه لم يكمل تعليمه الا بعد وفاة والدته و توظف في وظيفه متدنيه..، الله لا ينسى عبده مهما طال انتظار الفرج سيكون جزاء الصبر اكبر مما يتخيل المرء..
رن هاتف أدهم ليرد بعد رؤية رقم قاسي/هلا بو سلمان.. لا و الله مشغول والا كان جيتك..
.
،
.
في السياره المتجهه الخرج تحت زخات المطر الخفيف ضحك ابو أدهم وهو يستمع لردودها/علامك عليه يا بنتي كان قلتي رايحين مزرعة ابوك
إلتفتت إلى عمها بابتسامه ماكره/خله ثاني يحوس شوي عقب رجعته من السفر ، إلا عمي جوالك مفتوح؟!
اشار إليه/هذا هو قدامك يا بنتي،ليه؟! وش بغيتي؟!
ابتسمت وهي تلتقطه لترى هل فعلاً اتصل به و لكنه لم يتصل به، كان فقط يتحجج بوالده ليتصل بها/ابد أدهم شكله حاس انك اخذت السياره اليوم
ضحك/أنا متصل فيه و قايل له باخذها.. بعدين ترانا بنروح نشوف المزرعه و بنرجع، اجل يبيني اخذ رايه و اعلمه بمشاويري بعد؟!!
ضحكت من ضحك عمها/والله شكله معصب مرره، ترى عاد انا دخيلتك ما يسوي فيني شيء
هدأت ضحكته/ما يحتاج يا بنتي، أدهم بالذات يوذي نفسه ولا يوذيك..الله يرحم خاله خالد ربى رجال أدهم و قاسي ينحطون على الجرح و يبرى.
صمتت وهي تنظر للطريق أمامها بتأييد كامل لما قاله، مواقف كلا الرجلين تدل على نبل واضح و أساس صالح ، لكنها تعجز عن الغفران..ليس عدلاً ان تبادر في كل مره ،نفذت طاقة تحمل ذلك الوضع المرتبك، الآن حالهما أفضل بعد الإنفصال، حتى انه بات لطيفاً و لم يعد يفرض نفسه و لا رأيه و كأنه ذلك يعود لذلك الرجل الذي أحبته...غير أنه فقد شغف المبادره و كأنه إقتنع بهذا الحد من التقارب، فلم يعد هنالك نقاش عقيم و لا جدال ينتهي بخصام..
وكأنهما وصلا مرحلة الفتور العظيم..!
.
.
،
. في بلاد البافاريا " ميونخ" ألمانيا..،
تحدث لزميلته الدكتوره الألمانيه مبتسماً/اعتقد بأنني سأبقى هنا
إتسعت إبتسامتها فهي التي لطالما ألحّت عليه بذلك/ممتاز وليد قرار صائب، لطالما ان عملك هنا مضمون لما لا.
لم يعلّق وهو يرى سعادتها بقراره النهائي، يريد ان يتناسى كل ما خلفه هناك..
تسائلت وهي تلمّح له/ماذا عن خطيبتك؟!
تنهد وهو يسند ظهره على كرسي مكتبه بتعب و يفكر فيها كيف سيخبرها قراره وكيف ستكون ردة فعلها/انا قررت البقاء و لن تكون معي.
شعرت بإنتصار وهي تقف بعدما رن هاتفها/حسناً هو قرارك..أراك لاحقاً لدي عمل الآن..
خرجت لتسقط عينيه على هاتفه الذي يرن بإسمها، لم يعد هنالك شيء متقد و الشعله بداخله إنطفأت من ناحيتها، حتى الحديث معها يريد ان يقطعه..، عليه ان ينهي هذه العلاقه و لكن كيف الخلاص منها؟!
مد يده لهاتفه و ضغط قفل الهاتف الأحمر..
حتى رشا قطع اتصاله بها هذه الفتره حتى لا تضغط عليه بخصوص صديقتها..و انتقل من هامبورغ إلى ميونخ..،
.
،
.
لم تصدق انه فعل ذلك بها، لابد و ان هنالك خطأ ما حدث في الإتصال، وليد لا يغلقه في وجهها أبداً..
تركت ما تفعله ليست لحوحه بطبعها و لكن شيء ما يخبرها أن الأمور ليست كما كانت..،
مصيبه ان يجتمع حدس قوي و شوق عارم في قلبٍ عاشق و ناضج ..
.
،
.
.
،
.
غابت الشمس تحت وقع المطر الهتان كانت تتنقل مع عمها وسط الحقول و بين النخيل صُدمت ان مزرعته كانت مساحه ضيقه جداً و ان أدهم هو من اشترى الأراضي حولها و قام بإستثمارها و إحيائها من جديد..
لمح البروق قادمه من جديد خاف،هذه الليله ستكون ماطره طوال الليل لذلك عليهم العوده بسرعه/الشموس يبوك المطر كأنه جانا معوّد! ،مشينا للرياض؟!
لاحظت تشبث راكان بطرف عبائتها التي ترتاح على كتفها يريد النوم/مثلما تبي يا عمي، اصلاً راكان خلاص داخ من اللعب و لازم له حمام و تغيير قبل نووم..
امسك بيد حفيده وهو يبتسم له/مشينا يبه؟!
ابتسم له وهو يرمش بكسل شديد وهو يمشي معه..،
تبعتهما بشعور رائع لم تفكر بيوم ما انها ستعيشه مجدداً بعد والدها، هذا الرجل ذو الستين أشعرها بالسعاده و ملأها بالأمل مجدداً..
ركبا السياره حتى خرجا منها..، لمح احدهم يتبعه حينما رآه يخرج من بوابة المزرعه و لكنه لم يعيره انتباهه حتى إستقام في الطريق السريع، هنا خاف و عرف ان ذلك لم يعد صدفه..
لاحظت إرتباك عمها و نظره المستمر للخلف و للأمام فقلقت لعله من شدة المطر هذه الليله/عمي فيه شيء؟!
لم يود إخافتها من تلك السياره و في نفس الوقت لن يستمر في طريق سفر و ذلك الرجل يتبعه..، قرر العوده للخرج مباشره/ماتعودت امسك خط سفر بالمطر يا بنتي مبطي عنه، خلنا نرجع ننام في بيتنا و الصباح رباح...
إرتاحت رغم نظراته/اللي يريحك الله يحفظك
تقدم صاحب السياره وهو يلحق بهم..
كانت الأمور غير مريحه..قرر الإتصال بأبو عبدالكريم و لكن لن يرعبها وهي بجانبه، عليه ان يصل للمنزل بخير الآن..،
إلتفتت للخلف لتجد طفلها ينام في مكانه..، رفعت ناظريها للسياره التي خلفهم لم تتضح معالمها تحت المطر الغزير و الظلام..، فعادت تراقب الطريق مع عمها حتى وصلوا المنزل..،
رأي في المرآه العامسه تلك السياره تتوقف خلفهم/انا ابو أدهم صدق، العلم انتفخ!!
خافت/عمي وش فيك؟!
قررإخبارها/راعي السياره اللي وقفت ورانا يمشي معنا من طلعنا من المزرعه..
إلتفتت إليه لترتاح/عمي هذي من سياراتنا..يجوز نايف
توقع نايف لينزل غاضباً من حركة التتبع المريب هذه/نااايف!!
نزل ببنطلونه الاسود و قميصه الابيض مبتسماً تحت المطر/امررك طال عمرك
ابتسم لرؤيته فقط ارتاح بعد كل ذلك الصمت/اررحب ارحب يا ولد ساره
رأتهما يتبادلان العناق بحراره، الليله فقط خسرت ركنها السرّي و اكتشف سرها أدهم..،
لمحها تنسحب و تترك المكان و تدخل بطفلها النائم..،
.
،
.
في الريـاض؛
رأتها تلف أخيها النائم و تضعه في سريره بعدما نام..لتظل تتأمله بخوف و ألم، ذلك الشعور الذي صار يلازمها.. يجعلها بشخصيه أخرى ليست شهد القديمه، وفاة تركي غيرتها تماماً كل ما حدث غيرها من فتاه حساسه خائفه لأخرى لم تعد تخشى أحداً و لا حتى مجرد شعور سوى فقد هذا الأخ الصغير و أمها الحنون..،
تلاحظ جيداً تغيّر طفلتها لم تعد شهد القديمه موجوده الآن، هذه طفله كبيره حزينه صامته معظم الوقت /شهد حبيبتي تعالي ارتاحي يا بنت و اشربي قهوه
تركت أخيها و راحت تجلس في مكانها،صامته!!!
تحدثت هي مجدداً ولكن بنبرة ألم/شهود قلبي لين متى الحزن؟! أنا أمه و ما سويت سواتك
تركت النظر للفراغ لتلتفت إليها بدموع تغص بها عينيها/و بكاك تالي الليل و انتي تضمين عزوز و تنادينه تركي؟! انا ماني عمياء و احس بك يمه لا تكابرين
نزلت دموعها/ومن قالك بنسى ولدي؟! لكن ليه انتي ما تخليني بحالي و تتركين اوجاعي تغفى ولو وقت بسيط يمه،غيري هالاسود ترى ما يجوز الحداد اكثر من ثلاث ايام و انتي لك فوق الشهر حتى ابتسامه بالغلط مافيه
بكت وهي تهز راسها بنفي قاطع وحزن يزداد/انا خنت اخوي يمه خنته بحياته و ماقدر اسامح نفسي .. حلف اخوي للحين يتردد صداه بأذني و السبب نايف
استغربت/كيف خنتيه؟!
ترددت في إخبارها و نارها تزداد من نايف/و الله لاحرق قلبه و الله
تركتها و ذهبت باكيه... تتنفس حمماً و ليس هواءاً..ما يجري بعروقها فورة غضب تريد الإنفجار..
استغربت تصرفها هذه الليله،لماذا انفجرت و ذكرت نايف مجدداً وهي قد اخذت عهداً ان لا تنطق اسمه مجدداً..؟!! لماذا بكت بحرقه و ذهبت هكذا..
يالله ماذا تريد من غضبها هذه البنت سوى الوجع الدائم و الدموع؟!
.
،
.
تمشى في المنزل الذي تغير كلياً بلمساتها، جعلته نابضاً بالحياة و استغلت كل ركن فيه وجعلته يضج بالحياة و الإسترخاء معاً..!
ما عدا غرفة والديه تركتها كما هي...فقط غيرت اغطية سريرها و سجادتها..
نام والده باكراً وتركه في الصاله!
لماذا يريده ان ينام في منزله كالغريب!!
قرر الصعود إليها..،
خرجت بعدما انتهت من حمام طفلها و تنويمه و من ثم حمامها، لا تريد لقاءه الليله و لكنها تفاجأت به يصعد من الدرج ويتوقف قبالتها!!!!/ بسم الله!!
رفع حاجبه/شايفه جني؟!!
لا تعرف ما يدور في رأسه من اسئله/ماتوقعت تتسلل مثل الحراميه كذا، شتبي؟!
تردد ثم فكر بشكل سريع/ابي شاحن جوالي بيطفي
استغربت طلبه/تووني منزلته لك قبل شوي شدعوه تااكله أنت؟!!
تذكر ذلك ليحاول تدارك ما يفعله هنا/ابي ..قهوه..ما شربتها اليوم و احس اني بصدع بعد شوي منها
تعرف انه فقط يتلكأ/زين انزل و بلحقك بعد شوي
بحركات عفويه غريبه/وش يضمني انك بتنزلين؟! اخاف ترجعين غرفتك
استغربت تصرفاته هذه الليله!!ليس ذلك الرجل الثقيل و المتزن/أدهم ماني بزر اتراجع عن كلامي، يلا روح
اشار أمامه/ماني نازل لين تنزلين قدامي
تأففت من إلحاحه لتمر من أمامه و تذهب معه/يلا امرري لله..المفروض حتى ما اسوي لك قهوه بهالليل و الناس بتنام،
ظل فقط يلحق بها وهي تمشي حتى دخلوا المطبخ ظل واقفاً يراقب حركتها داخل المطبخ الذي غيرته بشكل جميل وفاتن يليق بها فقط هذا الجمال و الأناقه، قد ظلمها ذات يوم حينما قال انها لن تتنازل لتسكن منزلاً كهذا..!
جهّزت كوب قهوته و تسائلت قبل ان تضع السكر/كيف تبي سكرك؟!
لم يرد كان سارحاً فيها فقط..!
إلتفتت إليه و زمت شفتيها بغضب وهي تراه ينظر إليها بهذه النظرات و لا يرد عليها/هييي فقدت سمعك بعد؟!
اقترب منها حتى خافت و اوقفته بيدها على صدره/أدهم الظاهر نسيت نفسك!!
تحدث وعينيه تراقب طول العنق و الخصل التي تلتف حوله،،لتمر بشفتيها حتى تستقر في عينيها لينطق بثماله/ابي ثنتين بس
اتسعت حدقة عينيها بغضب وهي تخفي توترها من اقترابه المربك لتخفض صوتها/نعممم!!!
ابتسم لردة فعلها/قصدي ملعتين سكر
ارتاح تنفسها وهي تتراجع لتعود لكوب القهوه تضع ملعقتين سكر ومن ثم ثم تقدمه له/سَم
لاحظ انطفاء ثورة غضبها فجأه/مشكوره
قررت تركه و الذهاب لغرفتها/عن اذنك
نادها حتى توقفت عند الباب/البيت حلو تسلم يديك
إلتفتت إليه/بعدما عرفته معاده بيتي للأسف..
استغرب/شقصدك؟!
بجديّه/انت و عرفته لذلك راح ادور مكان ثاني
استنكر تصريحها/ليه مصره تبعدين؟! ليه ما تتركين مجال للفرص بيننا ؟!
انتظرته حتى انتهى من حديثه لتبتسم/الفرص انتهت خلاص انا اغيب لأني فقط ابي احافظ على "شيء بداخلي" مابي قربك الناري يحرقه..احياناً شدة الإقتراب مضره
تسائل بحرقه/لين متى مسلسل التهرب البايخ هذا؟!
رفعت كتفيها بعدم جدوى خصوصاً بعدما وصفه بـ"البايخ"/ماظن فيه موعد انتهاء لهالعذاب إلا بموت واحد مننا.. تصبح على خير
رأهاه تترك المكان له و تخرج بكل برود العالم!! لا احد اشد عنفاً و مقاومه من سيده تقتات على كبريائها ..!!
لا يعلم لماذا شعر انه خسرها حقاً فهي تتحدث و كأنها انتهت منه و لم يعد في حساباتها.. يالله كل شيء سأتقبله ماعدا ان يفقد حضوري و أسمي رهبته في قلبها و مسامعها..
هل تخلت حقاً؟!!
ياقاسمَ الليلِ بين الساهرين , أنا
أزدادُ كيلَ حزينٍ فوق ما سهِروا
‏أحتاجُ قلبي كاملا
كي أعبرَ الذكرى الغزيرةْ
حاولتُ لكنْ دائمًا
أنهارُ عند الخطوةِ الأخيرةْ
..........................ساري.
انتهت من تحضير القهوه العربيه بوضع الهيل و القرنفل.. لتلحقها بقية الإفطار في المجلس العربي الذي زينته لعمها كما يحب..
لترى أدهم في طرف السفره يتبادل الأحاديث مع والده ..
جلست بصمتها و بدأت بسكب القهوه لهما و بقيت صامته لم تعلّق على ما يتحدثان عنه..
امور كثيره و تتعلق معظمها بالزراعه و امور النخيل و كيفية تسويق منتجاتها..،
تفاجأت بأن أدهم ذو خبره كبيره في هذا المجال، لا شك فقد رأت بعينيها مزرعته و انتاجيتها..
لحظات ليرن هاتف عمها ويقف مستنداً على يديه بعدما رد عليه ثم رتب شماغه على رأسه/يلا عن أذنكم يا عيالي بروح
استغربت/عمي وين رايح هالوقت؟!
بإبتسامه/طلبني ابو عبدالكريم على طلعة زينه عند ابله بنمسي عندها كم ليل..و انا ماقدر ارفض لابو عبدالكريم طلب. انتم متى ما قضيتوا ارجعوا للرياض.
بإبتسامة أشبه بإبتسامة إنتصار/بحفظ الله يبه .
رأته يخرج و يتركها في ورطتها مع أدهم المبتسم أمامها/شفيك تناظرني كذا؟!
بنفس إبتسامته/محسستني باكلك!! وش نظرات الخوف اللي بعيونك تراني أدهم
لا تعلم لماذا فرحت عندما قال أدهم و لم يقل زوجك،هذا يعطيها شعور بأنه لن يؤذيها، عادت لترتشف من فنجانها بهدوء/ماني خايفه منك
ظل يتأملها بحب حتى شعر أنه أربكها من حركة يديها و هروب نظراتها منه/ابوي قال لي انه صاحب هالفكره ، تقعدين هنا كم يوم و ترجعين لكن اعجبتك القعده هنا لحالك.
رفعت ناظريها له وهي ترى شعره مبعثر و فوضوي على غير عادته وهو يتحدث براحه/محد يحب يقعد لحاله.
استغرب وهو يمد فنجانه لها/طيب وش سر تمسكك بالهجر و الانعزال؟!
إلتمعت عينيها وهو يبعثر شجونها منه، سكبت له قهوه و أعادت له فنجانه بيد مرتجفه/اشرب قهوتك و خلنا نرجع الرياض احسن.
اخذ الفنجان وهو يلاحظ يدها/ليه دايماً تتهربين مني ؟! أنا قدامك و لحالنا تكلمي قولي لي اللي بخاطرك، ما راح نطلع من هالبيت إلا و انتي قايله كل شيء..مستعد اسمعك سواءاً عتاب شكوى شتيمه انا وانتي لازم ننهي هالتدمير المتبادل بيننا.
رفعت عينيها إليه مجدداً و بنبره اقل من سابقتها، طلبها ان تزيح عمّا على قلبها و ما يثقل صدرها و كيف له/تخيل تشكي لموجعك عن وجعه اللي سببه؟! تتوقع بينصفك منه؟!
فهم ما تعنيه و اوجعته تلك النبره/ان كان اوجعتك بلا وعي ابشري بالإنصاف لو على قطع رقبتي
كم تكره ان تبكي، حاولت التماسك قليلاً و اخذت نفساً عميقاً وهي تجحد الدموع و البكاء، لتتحدث/بس انا ما راح انبسط إذا انت تأذيت ..مهما صار أنا ما اكره لهذي الدرجه.
تاه في ليل عينيها اللامعه بشكل يوحي بالكثير من البوح و الكثير من الألم/اجل وش يرضيك علميني وش اللي تبينه؟! والله ان بعدك تعب و هجرك صعب، و ان الحياه بينهم مثل الاحتضار لا مت مع الميتين و ارتحت و لا حييت مع الأحياء.
اهتز صوتها قليلاً و هي تجيبه بعدما تركت العبث في فنجانها، هو يلّح في طلب بوحها و هذا ربع الحل/ما كنت ابي شيء كبير او صعب ، مابي غير يبقى قلبي على مشاعره الأوله..ابي قلبي يرجع للحظه اللي كان مغرور فيك لدرجة يحب بلا شعور و يسامح و يتغاضى عن هفواتك اللي كنت اشوفها و احس بها بس اطنشها،.. هذي هي طلباتي، صعبه؟
لم يسمع منها هذه النبره الدافئه منذ مده ليبتسم بحنين، هل تعترف بلا شعور أنها احبته،"هكذا اعتراف يزيده تعلقاً"/بالبدايه ماعرفتك زين لكن حبيتك بخوف، كنت اقاوم قوة شخصيتك اللي ظنيتها تشوف نفسها علي، و كنت فقط احاول عسف الشموس و بعدين..
رفعت ناظريها لناظريه المتعلقه بها لتستعجله اكمال الحديث/وبعدين؟!
بنفس تلك الإبتسامه/عرفت ان النساء مقامات و ان القويه فيهم هي اللي ما تخضع لإهانة مشاعرها، احترامك لذاتك بحد ذاته يغريني اكثر ، ما اكذب عليك رغم صعوبتك و تعبي إلا اني للحين متمسك فيك و مابي لك بديل..
ابتسمت بسخريه/رجل و يقول مابي بديل..اعتقد هذي أكذب جمله مرت على البشريه.
نطق بصدق نيه/تتوقعين لو أبي بديل و بوضعي هذا بنتطر رأيك؟! ..اكيد بحطك بالأمر الواقع و اجيبها بنفس البيت بعد.. لكن أنا ماحب حياة الخفاء، و الأهم اني مازلت انتظر لحظة صفاء تجمعني بك مره ثانيه، و بصبر لين استعيدك، انا و الصبر انخلقنا سوا و رضاك انتي بالذات يستحق الإنتظار.
وترها حديثه عن الاخريات لتنطق بتعب لم تعد تطيقه/مادري ليه نتكلم هاللحين؟! وش الفايده؟
نظر لظفيرة شعرها التي ترتاح على كتفها/نتكلم لأننا محتاجين للفضفضه و البوح ..اعتقد أننا وصلنا لمرحله لو فيها اي اثنين غيرنا قد انتهوا و انفصلوا من زمان ، لكن دامنا للحين ما انفصلنا فأكيد فيه شيء صح بالموضوع و انا مؤمن به.
استغربت/شيء صح؟؟؟
نظر لعينيها المتفاجئه/راكان.. و لا تعتبريني أستخدمه كورقة ضغط.. ماني من الرجال قليلين الحيله.
بدأت بلملمة السفره بشكل سريع و يوضح توترها/انجاب الاطفال ماهو شيء خارق للعاده.و راكان كان بيكون من غيرك لو تغير الوضع..
امسك بيدها التي تأخذ الصحن ليثبتها حتى رفعت عينيها لعينيه المتقده/بس غيري ما راح يصبر عليك مثل صبري.
ابتسمت بتعب/اشوف ما طولت بحديثك الذرب بسرعه قلبت!
بادلها الإبتسامه وهو مازال يمسك يدها/محد يصبر وعنده وحده حلوه مثلك..لكن لجل الحب و لجل عيونك بصبر لين ينطحن هالحب اللي براسك
سحبت يدها بدموع وهي تقف لم تعد تستطيع السيطره عليها لتتحدث بصوت عالي ويدين مرتجفتين/متى بتفهم؟!! ان ساس المشكله انت من البدايه مو أنا،. انا ما في راسي حب يبي طحن يا أدهم، انا كل اللي محتاجته اني استعيد ثقتي فيك فقط..
لم يستطيع الرد وهو يرى دموعها تنهار بشكل عذب، ترسم على ملامحها اجمل الإطلالات الساحره، للمرة الأولى يعشق رؤية احدهم يبكي!!
إلتقطت انفاسها وهي تحاول ان تهدأ من دموعها قليلاً لتردف بتعب روح/لا تظن ان هالبعثره اللي بحياتنا عاجبتني, لااا انا انسانه تقليديه عاديه جداً وتحب الإستقرار و كل شيء يمشي حسب الأصول ، ليه انت تصعّب الامور..و تحسسني اني ماده كيميائيه صعبة التركيب؟!!
صحى من سكرة دموعها متفاجئاً من إنفجارها العظيم هذا،
ليقف مذهولاً من تصريحها و يتقدم متجاوزاً السفره، حاول لمس يدها و لكنها ابتعدت خطوتين حتى امسك بذراعيها المرتجفه و ثبتها امامه متأملاً تهرّب عينيها منه، لم يكن يعرف انها كانت تعاني مثلما يعاني/ان ما وقفت دموعك ورجفتك فلا اسمي أدهم و لاني ولد عبدالله المناع..و وقتها معك حق تطلبين الطلاق ..والله ما اقول لا ، هذا عهد مني لك يالشموس..وش تبين ضمانه بعد انا جاهز
رفعت عينيها له و هي تراه جاداً و جامداً لا يتقدم اكثر من ذلك، تعرف أنه يخاف من ان تفهمه خطأً و ليكن يا أدهم، دعه يفهمها خطأً..تراجعت في اللحظات الأخيره عن إقترابه المثير لتتحدث بتعب/نرجع للرياض؟!
ضغط على يدها/شرط نكون في جناحنا.. و ماعندي مانع انام بالمكتب بس خليك بالغرفه مع ركون، وجودكم قريب مني يريحني، وش قلتي؟!
استغربت تغيّره المفاجىء، لقد فاض التعب و لا تلومه حينما تنازل و تحدث، من الجيد انه تنازل، فلماذا لا تتنازل هي الأخرى فالهدف واحد/خايفه
فهم رغبتها و ترددها/أدري منتي واثقه للحين, و ما ألومك.
بخوف لا تعرف مصدره في قلبها/وجع الصدمه الثانيه دايماً اثقل من الأولى و اخاف تطالبني بشيء مقدر عليه..
نطق بدون تردد وهو يريد ثقتها فقط و الباقي سيأتي تباعاً/إذا هالشيء موترك ، و الله ما أطالبك بشيء ماتبينه.. كل اللي ابيه ..ابتسامتك و ثقتك و اوعدك ما اخيبها لك، و الأيام بتثبت لك كلامي.وش قلتي؟!
بعد لحظات صمت كانت تراقب فيها بريق عينيه و تقرأ اللهفه على شفتيه،ابتلعت ريق الصمت لتنطق ببحه/راكان متعلق فيك بشكل يحزني لمن يسأل عليك، ما توقعت ان طفل بهالعمر يشتاق كذا وما ينسى! و اصدقك القول ماني حابه أعيّش ولدنا بحيره بيننا، ان اجتمعنا محبه و الا اجتمعنا احترام لعيالنا.
إتسعت إبتسامته لهذه البدايه التي لم يكن يتوقع حدوثها ليقبّلها بين عينيها/اجل دام كذا، خليني اروح اصحّي راكان و نرجع للرياض فوراً..
جمعت كفيّها الباردتين بعد ذهابه لتتكتف تلتمس الدفء بعد برد ذهابه عن محيطها،
حدث شيء عظيم منذ قليل، الإستسلام المتبادل شيء لم تتوقع حدوثه على المدى القريب على الأقل..
فاجأها بإصراره عليها ، لا تخفي انها كانت تريد مبادرةً منه فقط..تعترف بينها و بين نفسها انها لم تعد تحتمل لسعات برد ليالي الوحده..مسحت على بطنها بنوع من القلق..تعرف انها يجب ان تخبره بحملها ولكن ليس الآن..لكل شيء وقته الخاص.. تعرف تماماً ان معاملته تلك الليله تغيرت بسبب اعترافها الغبي له بحملها...ولكن من الجيد انها نفت ذلك قبل ان ينتشر الخبر، و هذه من صفات أدهم التي تعجبها ليس رجلاً ثرثاراً بما يحدث بينهما..
.
،
.
،
ألمانيا..،
رن هاتفه ليستيقظ متعباً و مرهقاً، ليرد على إتصال "ريتا" التي إعتاد إتصالها في كل صباح و على أي وقت,هي لا تدعه يحتاج لأحدهم رفقتها تكفيه عن هذا العالم.. ليقف بعدما استعاد نفسه..،
اليوم لديه اعمال كثيره، سيدرس امكانية تقليل فترات عمله..وذلك يحق له بحكم انه استشاري و العقد المبرم مع المشفى يعطيه اولويه ..
بالكاد انتهى من لباسه ليلتقط معطفه الثقيل قبل الخروج فنهايات الخريف هنا لا ترحم..،
امور كثيره تشغل باله ولكن الصفه التي اكتسبها مؤخراً هي الصمت و مراقبة الناس في طريقه للمشفى حيث يعمل..
وقبل ذلك جلوسه على طاولة مقهى مفتوح يحتسي فيه كوب قهوته الساده و يتناول معها قطعة كرواسون صغيره لتسد صراخ جوعه فقط .
يتخلل ذلك الصمت الخارجي ضجيج داخلي بعد رؤيته لرسائلها التي تضغط عليه..الأمور تبدلت و لم تعد كما يراها سابقاً..!
حتى لمح احداهن تجلس هنالك مع رفيق لها و شعرها الأسود يغطي معظم ظهرها ..عجيب كيف تمتلك نفس شعرها!!
تلك السمراء بعثرت كل الذي كان يحاول طيّه منذ فتره.. انتهى الأمر و إلتقى بنصيبه ولم يعد يريد إتمام هذا الزواج معها فلماذا تطارده خيالاتها؟!!
اطلق تنهيدته و حرك يده وهو يقف معترضاً على طارىء الذكريات اللئيم لتنسكب قهوته و يتدحرج فنجانه البارد من على الطاوله و يسقط أرضاً محدثاً ضجيجاً جعل من حوله يلتفت إليه مستغرباً..
وقف للحظات عاجزاً عن فعل شيء حتى هرعت إليه نادلة مبتسمه وهي تخبره ان لا مشكله وقامت بتنظيف المكان..
ترك المكان و هو يخرج عجلاً بعدما اعطاها مبلغاً من المال كحساب..
استغربت النادله كل هذا المبلغ و لكنها لم تستغرب هو زبون ودود و يسكن بالجوار، و لكن هذا اكثر من البقشيش المعتاد بكثير، و من الواضح انه اخطأ في محاسبتها..
حاولت اللحاق به و لكنه كان اسرع!
وقف احدهم من مكانه و اتجه للنادله/سألحق به .
كانت سترد بأن لا داعي سيعود في الغد و ربما المساء و لكنه ذهب هو الآخر..،
.
،
.
توقف عند رصيف الشارع العام، تذكر انه نسي سيارته اليوم كما فعل البارحه..
كم يكره نفسه التي فاجأته بضعفها..لم يكن عليه ان يستعجل بعقد قرانه..هي كانت محقه في ذلك التأخير...
قرر انتظار سيارة اجره و لكن توقفت عنده سياره بيضاء صغيره و تبدو كلاسيكيه قديمه نوعاً ما، ليشير اليه سائقها بأن يركب متحدثاً بلهجته/يا رجال اركب ترانا عيال ديره وحده.
لم يكن مُركزاً و لم يؤكد انه عربي و ابن عم لولا ان فضحته اللهجه النجديه/سعودي؟!
ضحك وهو يمد جذعه و يفتح له الباب/الله الله ..اركب ترى بنتأخر على دواماتنا
ركب معه بهدوء لا بأس ان كان ابن عم/السلام عليكم
بابتسامته/وعليكم السلام..اررحب
انطلق بسيارته وهو يتحدث بأريحيه وكأنه للمرة الأولى يلتقي بأحدهم/انا هنا من كم سنه و ماتعرفت على سعوديين، بالبدايه قلت احسن علشان اتقن الألمانيه زين بس مع مرور الايام مليت و الله ابي احد من ربعنا ..معك آدم.
هنا إلتفت إليه/سعودي؟!
اتسعت ابتسامته فليس السعودي الأول الذي يستنكر اسمه/الله الله آدم حمد العبدالله ومن حي الملز بعد جاي اكمل ماستر ودراسات عليا في علم النفس و اكتسب لغه و قريب تخرجي..وانت؟!
لاحظ ملامحه عربيه و عينيه ملونه بشكل مغاير/وليد العمرو..طبيب استشاري أول جراحة مخ و اعصاب و باحث في قسم الاورام بالمستشفى,تقدر تقول إقامه شبه دايمه هنا.
نطق بانبهار/ما شاء الله.كل هذا و ماقلت الدكتور قبل اسمك..انا لو مكانك انقشه نقش على صدري
ابتسم لحديثه العفوي الذي اعتبره ممازحه/انجازاتنا احياناً ما توازي تعبنا اللي نبذله. .
لم يفهمه/وش قصدك؟!
إلتفت إليه/افاا هذا وانت اخصائي بعلم النفس؟!!
ضحك/يا رجل خلنا ندردش شوي عالاقل مو تحجير من بدايتها الله يهداك دكيت الجبهه دك.
ضحك اخيراً حتى تنهد تنفسه بعمق .،
لاحظ تغير مزاجه بعد الذي حدث في المقهى قبل قليل،..كاد يسأله و لكنه سكت بعدما سمع التنهيده الاخيره، هل بلغ الهم في هذا الرجل ان يتنهد تنفسه...!
.
،
.
،.
،الريــــــــــــــــــــــــــاض:
خرجت من دورة المياه وهي مرعوبه من صوت ضرب الباب بقوه و الكلمات النابيه التي تسمعها لترى رفيقتها تقف هنالك تبكي و تتشبث بشالها/غريبه وش فيك؟! من هذول؟
بدموعها التي تبلل وجهها/ابوي و اخواني بيذبحوني يا مريم بيذبحوني
خافت مريم وهي تعقد حاجبيها/ماهو بكيفهم هالهمج، شيين وقوي عين يعني ماعجبهم انك تطالبين بحقك!
بخوف/مريم شلون اتصرف بيكسرون الباب والله
بدون تردد اتجهت للهاتف القديم الذي اقتنته مؤخراً لتتصل بالمحامي كما طلب منها في اي طارىء...،
لم تستطيع الوصول للهاتف، اقتحموا المنزل بما فيه..،
وقف اخيها سليط اللسان/اخيراً لقينا مكانك يالمنفلته! والله ان تشوفين مني ليلٍ اسود قبل تموتين
خرست وهي ترى نفسها محاصره بهم و قد امسك اخوها بشعرها...لم تستطيع الرد هي بين المطرقه و السندان تعرف ان لا احد يحبها منهم..،
صرخت مريم من الجهه الاخرى وهي تتشبث بجلال صلاة اخذته فوراً/اتركوها يالهمج و الله ان اوديكم بستين داهيه
انا وياها معنا حكم قضائي بابعادكم فترة التقاضي، لا تظنون اننا اغبياء
إلتفت إليها بابتسامة خبث/اجل انتي ابليس اللي وسوستي لها تهرب من الدار هاه
ردت هي بسخريه لاذعه/وانت الرخمه اللي قاط اختك بالدار وماتدري عنها من خمس سنين ماشافت منكم احد وجايين هاللحين بتكملون جوركم عليها يا ظلمه
كاد يتهجم عليها و لكن ردعه ابوه اخيراً ونطق/اتركها عنك ، لقينا البنت و بناخذها خلاص، امش
قال البنت و لم يقل "بنتي"..كان قاسياً معها حتى بالألفاظ العفويه، ظلمه لها ليس له حدود!!، كانت تسمع بكاء مريم فقط وهي تخرج معهما كالمتهمه بالقتل ، حتى وعيد والدها و أخيها لم يعد يؤثر بها، بالأساس لم ترى يوماً جميلاً في السابق معهما، هي تعرف جيداً ما ينتظرها في المنزل هذا إن لم يقتادوها لمكان آخر يقتلونها فيه و يرتاحون..هي هم عليهم و لا تعلم لماذا كل هذا الكدر؟!
ما يفعله والدها ينفي تماماً ما كانت تسمعه من قصص مريم بأن "الدم يحن"..!
.
،
.
في طريقهما إلى الرياض لا صوت يعلوا فوق صوت راكان الذي يغني مع والده،
شعرت بدوار وهي تضع يديها على اذنيها/أدهم واللي يرحم والديك بسك ازعاج انت وولدك، بعدين رجعه للكرسي وراء كذا خطر عليه
ضحك وهو يشير لأبنه ليصمت/ماما زعلت يا ركون،
إلتفت إليها ببراءه ليقبّلها لم تقاوم قبلته المفاجئه/حبييب ماااماا يلا ارجع كرسيك حبيبي.
مد شفتيه باعتراض ولكن مع نظرتها الجديّه عاد لمكانه ..
اكتفى بمراقبة تصرفها مع طفلها و كيف انصاع لطلباتها بدون بكاء و صراخ/توقعت بيطلع الولد دلوع معك بس ما شاء الله
إلتفتت إليه وهي ترفع حاجبها مستنكره حديثه/افهم من كلامك ان المره بنظرك ماتعرف تربي الولد؟!
اتسعت ابتسامته وهو يمسك بيدها/العفوو طال عمرك، لا تفهميني غلط مره ثانيه بعد.
صدت وهي تنظر للأمام حيث الطريق تطوى امامهم/أصلاً مابعد انتهينا من الأولى, بعدين أنا ما فهمتك غلط بالأولى أنا بنيت موقفي على أشياء ملموسه وشفتها بعيني فلا تخلط بالأحداث.
لم يرد كانت محقه هو صمت ولم يبررأي شيء منذ البدايه, وتركها فريسة ظنونها.
غرقوا في صمتهما ماعدا صوت لعب راكان الذي نام اخيراً مكانه..
ليرن هاتف أدهم و يُخرجه وينظر لأسم المتصل مستعيذاً بالله/الوه.. لا راجع للرياض خير وش صاير جديد؟!... شلون اقتحموا الشقه واخذوا البنت صااحي انت؟!!....
اسسمعني تسوي بلاغ فالشرطه و انت تعرف المسوغات و القانون ما يحتاج افهمك شغلك،.. طيب و البنت الثانيه كيفها؟!... خلاص انا جاي و بتابع قضيتهم بنفسي هالشيء اسمه قلة حياء و قلة مرؤه، حتى لو هي بنتهم سبق و رموها .. ايه سو مثلما قلتلك و هالمره انا اللي بوقف لهم.
تابعت غضبه اثناء المكالمه ويده التي تشد على مقود السياره بشكل يوحي بانفجار قادم، وحديثه عن بنات و شقه انتظرت حتى اغلق الخط لتسأل/فيه مشكله؟!
تنهد وهو يحاول كبت غضبه الآن فقد تم الاعتداء على من استجرن به/فيه مشاكل يالشموس،مشاكل الله لا يبلانا بس,من شاف مصايب غيره هانت عليه مصايبه.
استغربت صيغته/اقدر اعرف هالمشاكل هذي؟
نطق اخيراً/طبعاً لازم تعرفينها,أنا ما استغني عن مشورتك..
عرفت ان الأمر معقد/طيب؟
أردف بإهتمام/فيه بنتين جوني للشركه من مده و استجاروا بي و رفضت كنت وقتها متشتت و ما ركزت، ماهي من عادتي ارفض اساعد احد ، و لمن شفت اصرارهم ومذلتهم بالشارع ماقدرت اصد عنهم، لكن ما تعاملت معهم بشكل مباشر كلفت موظف عندي يقوم بتوفير سكنهم ومعيشتهم و محامي يتابع قضيتهم، طلعوا بنات هربانات من الدار وكل وحده لها قصه مختلفه.
تفاجئت/وش معنى جوك انت بالذات؟! وليه كانوا مصرات عليك؟!
فهم مقصد سؤالها/الشموس اقسم بالله ماعرفهم، ولا ادري ليه نصوني انا بالذات، ادري الشك يدور حولي و لا انتي مصدقتني ولكن هذا الصدق..انا والله ما اعرفهم..
أحبت طريقة تبرئته لنفسه يبدو جاداً في بدء صفحه جديده و طي صفحة الغموض الكئيبه تلك/اوكي كمّل وش قصتهم
اكمل مايعرفه عن قضيتهما وهي تستمع إليه بإهتمام..
.
،
.
،
.
،
سمع ضحكها وهو يدخل من باب الشقه، اليوم أفضل أيامه فقد سمع صوت ضحكتها بعد انقطاع طويل,خصوصاً بعد صدمتها الثانيه بأمها التي ساهمت في خطف أطفالها كانت صامته طوال الوقت و حزينه بشكل مضاعف..،
تسلل وهو يدخل و يرى ان صوتها قادم من غرفة أطفالهما...
وقف عند الباب يراقب ما يضحكها، حتى هي اليوم ترتدي فستاناً ابيضاً ناصعاً و تسدل شعرها الذي يصل الى نصف ظهرها تبدو انثى فاتنه وهي تلاعب طفلها و رائحة عطرها تعانق انفه منذ دخوله..
توقف ضحكها وهي تراه يغفو و ينام بعدما لعب قليلاً..يبدو فاتناً لتتنهد/لو تدري شكثر احبك!!
شهقت بعدما شعرت به يحملها ويستدير بها لخارج الغرفه و يتركها خارجها ليحاصرها بنظرات شوقه المتقد، صمت رهيب وهو يلتهم تفاصيل ملامحها و دلالها الذي فاق الحد بعدما اصبحت أماً..
رفعت حاجبها بإستفزاز أنثوي تتقنه/راحت ساقك لكن اشوفك مازلت قوي، فكرت انه خلاص معاد..>>>صمتت
استعجلها بالحديث وهو يحد نظرته/ معاد إيش..؟!
اكملت وهي تتصنع البراءه/معاد تبيني بعدما جو هالصغار؟!
كاد ينفجر من اسلوبها، لترتخي عصبيته قليلاً حتى هدأ/انا بس انتظر متى الحلو يفضى لي؟!
نطقت بتحدي وهي تبتسم بغنج/لو انت مشتاق لي صدق مانتظرت افضي لك..كنت بادرت ... بعدين ما يصير اقولك المفروض تفهم.
هز رأسه وهو يغزو عينيها الخدره/المفروض أفهم..هاه!
أرمشت بدلع و بإصرار/هذي الأصول.
لم يستطيع الإنتظار حتى باغتها بقبله تخرسها و يديه تعبث في فستانها من الخلف حتى نزع جزء منه و حملها بكل خفّه...،
.
،
تجلس مع وسام و أميره اللذان يرسمان أمامها ويزينا بعض اللوحات مع بعضهما في هدوء تام..تماماً كما يعشق وسام..
ولكن عينيها بين المرة و الأخرى على هاتفها الذي هجره صوته منذ فتره,
لا تدري لماذا و لا تستطيع السؤال عنه وهي تراه يفتح رسائلها و لا يرد عليها...!!
عليها الصبر لم يتبقى سوى بضعة أسابيع ليعود..و ستراه بالتأكيد لن ينجو منها هذه المره...
تركت الأطفال في الغرفه لتنزل و هي مشتته لا شيء جديد سوى الإنتظار..خاصةً بعد ذهاب نيفادا و أطفالها..
لمحت أم رواد تجلس تراجع سوراً من القرآن.. و أمامها إبريق شاي و قطع كرواسون صغيره..لم تتحدث معها فقط جلست وسكبت لنفسها كاسة شاي.. وجلست تنتظر بصمت كما تفعل مؤخراً...,
لحظات ليدخل نايف بهدوءه المعتاد ليجلس/السلام عليكم..
كلاهما/ وعليكم السلام..
أغلقت مصحفها وهي تبتسم له/شلونك اليوم؟عسى ماتعبت
بادلها الإبتسامه/بخير عساك بخير انتي.. ما شاء الله مهما كثرة أشغالك يا خاله ما تهجرين القرآن عسى الله يكتب اجرك
وقفت لتقرّب له صحن الفطائر مبتسمه/والله إننا مقصرين عسى الله يعفو عنا.
وقفت هي تسكب لأخيها الشاي/الله لنا محد ينسأل عن احواله إلا نايف..ترى كلنا نطلع أشغالنا ونرجع محد سأل عنا..شدعووه يخاله
ضحكت/أنتي عندي طول اليوم لكن نايف بعد قلبي شايل كل شيء على راسه ,يطلع من صبح و لا ينشاف الا المغرب و يطلع بعدها بعد..
نايف/لبى قلبك يا خاله..علميها الذرابه..زين انك موجوده تنشدين عني و الا من لي؟و الشموس غايبه.
رفعت حاجبها/لا تتمسكن ترى عندك زوجه كانت مسويه بك يا دهينه لا تنكتين لكن دبلت كبدها و ما تحملتك, انحااشت منك.
إلتزم صمته عند ذكراها, لم يراها منذ عزاء أخيها.مازال يلوم نفسه على ذلك الكف اللئيم الذي لم يكن موفقاّ وأخاها للتو توفي..
خافت أن تكون مست مشاعره,لم يعجبها صمته المنكسر, خصوصاً بعد نظرات لوم أم رواد لها قبل ذهابها..وقفت و إتجهت لتجلس بجانبه وهي تربت على كتفه/نايف حبيبي والله ما قصدت أكدر خاطرك وانت واضح مرهق ومنت رايق لي..
إبتسم بخفوت وهو يلتفت إليها,الجميع لطيف معه و يخشى ان يعكر مزاجه أخواته و زوجة والده, لم يكن يعرف انه محظوظ لهذه الدرجه/بس أنتي ما غلطتي, كلامك كله صح, شهد هربت مني
بمدارات ومجامله أخويه خالصه/هي الخسرانه صدقني, ومصيرها ترجع لك,
حرك رأسه بالنفي/ما ظنتي..شهد راحت من يدي,
كادت تتحدث و لكنه قاطعها بسؤال/لو انقتلت و شكيتي لو اثنين فالميه ان وليد قتلني..بتقعدين معه؟
رفعت حاجبها بإعتراض/لا طبعاً, هذا إذا ما اخذت حقي منه و قتلته بيدي... بس شدخل يا نايف
حرك رأسه/هذا هو...شهد محملتني ذنب قتل اخوها لأن القاتله هي أولينا... لذلك أنا عاذرها و ما أقدر أطلبها فوق طاقتها..
بخوف/بتطلقها؟
بضيق/ماقدر أطلقها و لا لي حق أرجعها غصب..أنا في دوامه مالها نهايه.
رحمته وهو يفضفض أخيراً عن ضيقه ووجعه, لتقترب و تعانقه بصمت,...
لحظات ليدخل ذلك الصغير وهو يوزع إبتساماته البريئه ثم يقف وهو يراهما جالسان,حتى صرخت ليال سعيده برؤيته و تتسابق باللحاق به هي و نايف الذي ينسى نفسه برؤية هذا الطفل الذي ينشر البهجه بإبتساماته التي لا تختفي من وجهه الصغير,,
.
.
.
دخلا المكتب من باب الحديقه وهو خلفها يحمل الحقائب عنها..ويراها لا تنزع عبائتها و تكتفي بنزع شالها الذي يقع على كتفها/نزلي عباتك..نورتي بيتك
حركت شعرها وهي تغلغل أناملها فيه لتهويته وتلتفت إليه/بنزلها فوق..
إقترب خطوتين حتى منعته بعينيها/و اتفاقنا؟
بإبتسامه مريبه/ما صار فيه شيء..بروح فوق و أرتب وضعي ثم ازين غرفتي هنا بمفارشي و أغراضي أنا..
إرتاح وهو يبادلها الإبتسامه ثم تنهد فأمامه إختبار صعب و يلزمه من الصبر أمامها مالله به عليم/الله يعين
رفعت حاجبها بنفس تلك الإبتسامه وهي تعرف مدى تأثيرها عليه و على رغبته التي يحاول أن يجاهدها الآن/اللي يبي رضاي لازم يتعنّى له...
رآها تتركه في وسط الجناح تحت تأثيرها..نعم عجز عن عناد حاجته لها.عجز عن الصدود..عجز حتى عن أن يفكر بأنثى غيرها..هي العافيه التي ينشدها..يكفيه أنه منذ صباح اليوم وهو بشعور مختلف و إنتشاء لذيذ بعد إستسلامهما المتبادل و إنهاء كل ذلك الفراق و إن كان جزئيا وبسيطاً.إلا أنه جيد جداً بالنسبة لما حدث سابقاّ..
وجدتهما يحاصران راكان و يتحدثان إليه وكأنهما في عمره..كلاهما يبدوان مضحكان/اتركوا ولدي شفيكم عليه؟
إلتفت إليها بإبتسامه تتسع/هلا وغلا بأختي الكبيره و أمي
تعرف أنه فقط يستدر عطفها لتنسى وتصفح/هلابك,شلونك نايف؟
اقترب منها ليقبل رأسها ثم عانقها ليهمس/والله ان البيت و أنا مانسوى بدونك
رفعت عينيها له بجمود/رجعت زوجتك؟
إستضاق من هذا السؤال الذي بات يزعجه و لكن هو لا يريد إزعاجها مره أخرى/أنتظرها تروق ثم اروح لها ان شاء الله
شعرت بإحباط/تنتظرها تروق!! مر شهر يا نايف, لو انت رجل تبيها من جد ماخليتها طول هالشهر بدون زياره وحده تخليها تحس أنك فعلاً ندمان و شاري قربها,شلون تروق لك وانت هاجرها...!
تأفف وهو يحاول ان يلتزم أعصابه/الشموس نتكلم بعدين عن هالموضوع تكفين ماني ناقص نكد
نطقت بضيق/حتى أنا ماني ناقصه ضيق..ولا عاد بتكلم معك عن رجوع زوجتك من عدمه.. أنا تعبت من التفكير بأحوالك وماعاد فيني صبر على طيشك..
أخذ نفسه وخرج صامتاً و غاضباً من كل شيء..
امسكتها ليال لتهدئتها/الشموس ماله داعي تكلمينه بهالموضوع خلاص
ردت بغضب/يا ليال اللي سواه اخوك مع زوجته ما يرضي الله,شوفت عينك كمل عليها و ضربها كف بعزاء أخوها..وبعدها شهر كاامل ما راح يعتذر, وش ينتظر حضرته؟ علباله الناس كلها مثل خواته بيسامحون,إذا أنا اخته مليت من لا مبالاته.
ليال بضيق/بس..
قاطعتها بألم/أنتي لو يوجعك زوجك مثلما قاعد اخوك يسوي بزوجته,بتصبرين عليه؟؟والله ما تصبرين
خافت فهو لم يرد عليها منذ فتره, والقلق عليه يحيط بقلبها...,
تحدث عنها بإصرار/والله يا ليال عقب هالهوى كلّه لو ذلّك ماراح تسكتين فلا تبررين أفعال اخوك الرديه و تستنكرين ردة فعل شهد.
نطقت بصوت يحفه الخوف/مابي لهم الفراق.. ماراح احد يحب نايف كثر شهد, وانا والله أحبها وجودها هنا كان فارق.
تشك كثيراً بعودة شهد ولا تحمّلها أي ذنب/لا تلومين شهد وكلنا شاهدين على تصرفات اخوك معها بالبيت..إلا يا صبرها عليه صبراه..عن اذنك رايحه ارتب اغراضي وارتاح..ارسلي لي ريحانا
جلست بعد ذهاب أختها وهي تشعر بوخز في قلبها من ناحية وليد..ليست مطمئنه لإنقطاع تواصله معها..هنالك رياح تدفعه بعيداً عنها شيئاً فشيئاً,ذلك الغموض يحمل معه خوفاً يطوق قلبها و لا تعلم لماذا..!
.
,
بعد مرور يومين على الأحداث السابقه...,
تجلس في غرفتها قبالة جهاز اللابتوب وتبحث عما كانت تبحث عنه منذ عدة أيام "أنسب طرق الإجهاض وافضل الأطباء و الحلول".. رغم رعشة أناملها وهي تضغط مفاتيح الجهاز و عينيها اللامعه إلا إنها مصممه على ذلك..هذا الكائن البغيض لن يبقى داخلها حتى يكبر و تتكشف أمام والدتها..,
سمعت صوت طرقات باب ثم فُتح لتغلق الجهاز بسرعه بعدما رأت والدتها تدخل/أمي؟
إستغربت أسلوب إغلاق جهازها فجأه حينما رأتها ولكن تجاوزت ذلك/شهود وش مقعدك لحالك ومخليتني لحالي؟!
وقفت بإرتباك/شفت عمي صالح عندك وقلت اخليكم براحتكم
ابتسمت لها/عمك طلع بعدما افطر عنده شغل بدري..تعالي عندي مليت لحالي يا بنتي.
بادلتها بإبتسامها مرتبكه وهي تترك جهازها و تلحق بها/مشينا يا قلبي..
أصبحت تستغرب تصرفاتها مؤخراً, حتى غرفتها فقدت رونقها و روائحها العطريه التي كانت تعشقها..باتت جامده بلا حياه..مفرش سريرها لم تغيره منذ أسابيع وهذا ليس من عادة إبنتها..تعرف شغفها بالترتيب و الأناقه في غرفتها وفي نفسها..
خرجت معها وهي تفكر بأن مقتل أخيها هو من جعلها أنثى بلا روح..و لكن إلى متى؟,,عليها أن تتجاوز فالقاتله في قبضة العداله وسوف يتم القصاص منها...,
حزنت على حالها فهي تمتلك ملامحها و تحمل جينات حزنها..لعلها ترث القدر المرير الذي جربته سابقاً خاصة بعد صفعة نايف في عزاء تركي...ذلك مالا تريده, ولن تحتمل أن ترى إبنتها تجربه..
.
,
.
في غرفة قصيّه داخل اسوار المنزل..تم وضعها فيها منذ أيام ..حتى والدتها لم تطل عليها لتراها..تعلم أن والدتها ووالدها منفصلين ولكن ولو..هي إبنتها..!
تذكرت حديث مريم ذات يوم"أنتي بنت معجونه من الندم و الكراهيه , صدقيني لو في أمك ذرة إحساس بالأمومه ما هجرتك..و كانت سوت المستحيل علشان تشوفك لو من بعيد..هذي مستحيل تكون أم مستحيييل"
شعرت أنها تتنهد تنفسها..البرد ينهش جسدها الغض في هذه الغرفه البارده بدون ستائر و في بدايات الشتاء..جفاف العاطفه لا يبقي ولا يذر..
سمعت صوت همس خلف النافذه لتمسح دموعها البائسه بظهر كفها كطفله ولدت يتيمه مُلقاه على قارعة الطريق تنهشهشا الوحده ولم ينتبه لها أحدٌ من الماره..,
تجدد الهمس لتقف متردده ثم شدت خطواتها المرعوبه بعدما سمعت رجاء خلف النافذه, شعرت أنه صوت جديد عليها لا تعرفه, بصوت مرتعب/من؟
شعرت بقربها من النافذه من صوت اناهيد أنفاسها فنادتها مجدداً/غريبه أنا عارفه انك جنب الطاقه طلّي علي بسرعه..والله بقولك شيء مهم يخصك ,غريبه أنا ماني مثلهم اقسم بالله
بطبيعتها الطيبه صدقتها و اطلت عليها بصمت حتى تبيّن وجهها لها..
صمتت للحظه بعد رؤية وجهها ملائكي الطلّه,أكبرتها وهي تذكر الله جهاراً, لم يدور بداخلها أن تكون غريبه بهذا الجمال الخالي من أية رتوش, حتى أثار الضرب و البكاء لم تزيدها إلا فتنه!!
تداركت نفسها لتتحدث/غريبه, يمكن ما تعرفيني..أنا طيف زوجة اخوك عبدالملك..لسى متزوجين من سنه ونص و ما عرفت عنك إلا من فتره
إلتمعت عينيها, أتزوج أخوها,آه سارت الحياه بأهلها و عاشوا أيامهم بدونها, وهي التي كانت تفكر بهم في كل لحظه هل مازالوا بخير هل يذكرونها هل ستراهم مجدداً/احسن لك يا طيف تروحين قبل لا تصيرين مطلقه..
حركت رأسها بالنفي/ماني رايحه قبل اقولك اللي عندي..غريبه أنا ماعرفك, لكن تصرفات اهلك معك خلت عقلي بكفي..ماني مصدقه ان فيه أهل يجورون على ضناهم كذا..
ابتسمت وسط دموعها لحديثها الذي يبدو غريباً,الكثير مثلها يتعرضن للظلم من ذويهم و دار الرعايه مليئه بالقصص التي جعلتها تظن ان حب الأهل ماهو إلا قصص مسلسلات/الجور ماهو ظاهره كونيه..
قاطعتها بحزن/ولا هي ظاهره طبيعيه يا غريبه..أنتي شفتي السوء بعينه هنا ..ما راح انتظر منك كلام منطقي أو متفائل, أدري أن ظلم القرابه أشد من ظلم غيرهم.
استغربت حضورها/طيف انتي تضيعين وقتك ويمكن مستقبل زواجك مع وحده ما تعرفينها, روحي احسن لك ترى نهايتي معروفه
هزت رأسها بالنفي/طزز بزواجي..أصلاً بعد اللي عرفته مستحيل أكمل هالزواج ,الظلم متغلغل بنحور اخوانك وابوك...غريبه أنا جايه اقولك شيء مهم..سمعت من عبدالملك تخطيط ابوك يمكن ناويين يودونك لديرتكم..و اظن بيزوجونك واحد اسمه دسمان أو شيء زي كذا أسمه صعب
لم تصدق ماتسمعه لتتكتف خائفه,كانت تنتظر الموت بكل ترحيب أما أن يزوجوها ذلك الرجل الذي ينبذونه عشيرته وهجروه!!!
أردفت طيف بخوف وهي تتلفت/غريبه أنا جيت أحذرك و امشي..دعواتي لك ربي ينجيك منهم..واخذي هذي معك يمكن تنفعك, سلام
بعد تردد اخذت الشيء الأسود الصغير الذي قدمته لها و رأتها تذهب مسرعه,,!!!
نظرت ليدها لتنتبه أن ما اعطتها إياها هو سكين ذكيه صغيره جداً تضغط زر فتخرج من غمدها بشكل خاطف...!!
استغربت تصرفها الشجاع ولكنها ذكرتها بأدهم..هنالك أناس ليس بمقدورهم إلا أن يكونوا طيبون...
ولكن ماذا عساها ان تفعل بهذه السكين؟ لن ترفعها على اخوتها و لا والدها حتى وان همّوا بقتلها..!!
.
,
.
في الطرف الآخر من نفس المنزل..في الملحق شابين أحدهما في الثلاثين و الآخر في العشرين بجانب والدهما,
ليتحدث عبدالملك/يبه وش السوات..البنت طاحت بكبودنا
والدهم/الليله جاينا واحدن من الديره عنده بالرياض مواعيد و معاملات..اسكتوا و لا احد يدري..
إستنكرعبدالمجيد /ياليييل ما يجون إلا في آخر الشهر والناس طفرانه!!
رد عبدالملك/المصيبه لا يكون اهله معه..و هذيك ما بعد وديناها المزرعه, مادري وش أخرنا لهاللحين؟!!
فكر الوالد بفكره لم تخطر على بال احدهم/إن كان ولابد فالبنت مثلما قلتلكم تروح للديره استر لنا..و نزوجها دسمان..و تقعد هناك و المهر والعرس علي بعد...
ابتسم عبدالمجيد/عز الله انها فكره..مافيه غيره
سمعوا ضرب الباب ولم يفكر احدهما بفتحه حتى أمرهم والدهم/روحوا افتحوا الباب كسروه علي
ذهب احدهما ليفتحه بتذمر ....,
.
.
توقف أدهم بصحبة سيف أمام منزل أهلها المنشود مع دورية للشرطه ترافقه, لم يجد أدنى شك أنهم ليسوا رجالاً كما تدّعي مظاهرهم الكاذبه..
أضواء المنزل مطفئه و ابوابه مغلقه رغم تواجد سياراتهم..عكس ما رآه في بقية الحي ..!
نزل الشرطي بعدما أمر العسكريين لأن يسبقاه و يطرقا الباب أولاً..
وقف سيف بصحبة أدهم بجانب الرقيب ينتظران, لم يحتمل ما يحدث/يا بو راكان,هذوول ماهم عرب..أو انهم عصابه..البيت ظلام واصوات البزارين واصله للشارع!!
نطق وهو يداعب سبحته بين سبابته و إبهامه/لكل قوم حثاله يا سيف.
نطق بقهر/بس البنت ليه تنحاش منهم؟مشكله
رد وهو يعقد حاجبه/يا سيف هذي سالفتها سالفه بقولك إياها بعدين, لكن اللي موجعني هاللحين أخذتهم لها وهي بحمايتي..و الله ان يندمون دامني مسكت قضيتها بنفسي
رد بإعجاب/كفو يابو راكان..تقول و تطول..
أخيراً تم فتح الباب ليخرج لهم احدهم/نعم خير ان شاء الله؟!!!
العسكري برسميه/معنا امر من المحكمه بأخذ المواطنه غريبه....
رفع حاجبه مستنكراً/الظاهر انك غلطان ماعندنا وحده بهالأسم يالطيب
اقترب الرقيب غاضباً/أقول طلعوا المطلوبه بهدوء,ترى فيه شهود انكم انتم من خطفها
كاد يتحدث ولكن قاطعه أدهم/علم ياصلك ويتعداك انت و من معك,ان حصل للبنت شيء تراني غريمكم , وقدام الحكومه اعلنها..إن كان فيكم رجال يدق الصدر وقتها يدافع عن نفسه
زم شفتيه بغضب وهو يسمع من أدهم هذا التهديد الصريح ليحاول الهجوم/انت وش دخلك اصلاً؟!
ابتسم بسخريه/طبيعي ما تعرفني يالزلابه، لكن موعدي معكم المحكمه بكرا بالكثير إن ما جيتوا و البنت معكم والله ان أثمن حلفي ووقفتي هذي
صرخ بوجهه/اعلى ما بخيلك اركبه البنت ماهي عندنا
اشار أدهم بيده وهو يستدير و قد عزم على أمره/جاك العلم..
خاف سيف من تهديد أدهم، فهو يعرف تماماً انه لم ينثني يوماً عن وعد قطعه ترك المكان و لحق بأدهم بعدما تحدث مع رجال الشرطه .
إنطلقا و الصمت يعم الحو لثواني لينطق سيف/وش ناوي عليه طال عمرك؟! هذول واضح ماعندهم ذمه
انشغل بالنظر لهاتفه الذي تصله رسائل مهمه/ملاحظ انك تفخم الوضع بيننا يا سيف ترى ماله داعي كل شوي طال عمرك وطال عمرك
تذكر الماضي ليلتفت إليه بجديه/أدهم انا خايف عليك، روحك ماهي لعبه كان تركت الشرطه تتولى المهمه
اغلق الهاتف ليلتفت إليه بهدوءه المعروف عنه/لا تخاف اللي مثلهم جبناء، عمرك لا تخاف من واحد يستقوي على مره.
رن هاتفه/هذا المحامي يتصل وصلني المكتب و روح بعد انت مكتبك.. و نلتقي بالمحكمه ترى انت اللي بتجيب البنت الثانيه.. انا ما أأمن احد غيرك
تأفف سيف فهذا العمل ليس من شأنهما، و لكن عليه ان يقف بجانب أدهم، ما زال لا يؤمن لأهل غريبه،و يراها تكبد أدهم المشاكل..
،
.
.
في تجمع للموظفات بمناسبة عودة إحداهن من اجازة وضعها، تبدو غرفة الاجتماعات مبهجه بألوان البالونات والباقات الورد وطاوله مليئه بالهدايا،..
تجلس هي توزع إبتسامات المجامله و تستمع لأحاديثهن و ضحكاتهن،
مضى شهرين على موعد عودته و لكنه لم يعد حتى الآن!!
و منذ ذلك اللحين وهو يقاطع الإتصال بها و يتجاهلها!!
ليست غبيه فهي تعلم ان الجميع في المنزل يتسائل عن غيابه من تلميحاتهم،
غيابه بات مزعجا..
لم تلاحظ ان المكان قد بات خالياً بعدما رحل الجميع حتى ربتت عزه على كتفها وهي تجلس بجانبها/وين وصلتي؟
عادت للواقع وهي تلتفت إليها بصمت لثواني ثم نطقت/راحوا البنات!
ضحكت/لااا واااضح انك كنتي بعيد و يمكن برا السعوديه كلها بعد
لم تستطيع الصبر اكثر لتسألها/يتصل فيكم وليد؟
استغربت حتى طريقة سؤالها/يومياً يكلم أمي و انا كل اسبوع تقريباً، ليه؟
صدمها الجواب/يعني هو بخير؟ الحمدلله
زاد استغرابها لتبتسم وهي تغمز ممازحه/يعني بتفهميني انكم ماتكلمون بعض يومياً؟!! كثري منها
تركت الكأس الذي بيدها وهي تترك الطاوله، يغمرها شعور لعين بالضعف و الحنين و الخوف/من اكثر من شهرين ما اتصل.. و حبيت استفسر عنه فقط لأن موعد رجعته راح و هو للحين ما رجع و لااتصل، بس دامه بخير فهذا يكفيني
شعرت بنبرتها مرتجفه و ليست كما العاده، صدمها تبلد وليد وهو الذي كان ثائرا و سعيدا جداً حينما تمكن من الزواج بها وعقد قرانه معها!!!
جلست على كرسيها خلف مكتبها في الجهه الاخرى من الغرفه، لترى الدهشه ترتسم على محياها/شفيك عزه؟.. روحي نادي عاملات النظافه يرتبون طاولة الاجتماعات و جهزي لي ملفات الطلاب ابي اشوف مستوى تقدمهم و تقييم معلماتهم و، لأن بكرا بيجينا وفد من الخدمه الاجتماعيه و التعليم الخاص.
استغربت تجاوزها الموضوع من شخصي الى العمل، هنالك سر لاتعرفه، ليال ليست كثيرة ثرثره و لا احاديث، سؤالها اليوم عن وليد كشف شيئاً مخفيا... /ان شاء الله عن اذنك
تنهدت وهي تلقي القلم من يدها المرتجفه بعد خروج عزه، لتلوم نفسها لأنها لم تسيطر على نفسها الملهوفه عليه أمام اخته، هو بخير و يتصل بهم باستمرار!!
إذن لماذا يتجاهلها بهذا الشكل الموجع؟!!
تمنت على الله ان لا يكسر لها قلباً..
،
،
.
أوقفت السائق أمام العماره المطلوبه و هي ترى موقعها و حجمها، أدهم ليس بتلك السذاجه ليضعهن في اماكن مكتظه بالسكان، يحسب له انه ايضاً جعلهن على مقربه من مقر عمله،..
رن هاتفها لترى أسمه يزين الشاشه لتجيبه/هلا أدهم
على الطرف الآخر/وصلتي المكان يا قلبي؟!
نزلت وهي تتحدث إليه/ايوه وصلت..
على الطرف الآخر بنبره قلقه/متأكده انك ماتبين احد معك
بضحكه صغيره/شدعوه أدهم، انت مو تقول البنت لحالها ليه اخذ احد معي؟! إلا ان كنت مستقل بقدراتي هذا شيء ثاني!
هدأت نبرته/اشك بنفسي و لا أشك فيك..
ضحكت مجدداً بعدما دخلت المصعد و اغلقته/قد مره قلتلك ان اسلوب غزلك قديم و معاد احد يستخدمه؟!
بنفس نبرته الهادئه/لا ما قد قلتيها بس ما عليه انتي موجوده علميني!
ابتسمت وهي تراه يتحين الفرص/بس الغزل مثل الحب و الوفاء محد يتعلمه من احد..
تنهد حتى سمعته ليتحدث/إذا قلت انك صعبه لا تلوميني.. يلا اشوفك بالبيت
اغلقت الهاتف وهي تقف امام الشقه المنشوده، وتحاول نسيان التفكير به، عليها ان تتعلم القوه اكثر من ذلك عليه ان يعرف أن رجوعها إليه ليس يعني رجوع المياه لمجاريها الطبيعيه..،
طرقت الباب لتنتظر لحظات حتى فتحت الباب، استغربت انها لم تسأل عمن يطرق الباب/السلام عليكم
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي ترى حضور الشموس شخصياً إليها، ما سيجعل الأمر يزداد تعقيداً ان تذكرتها/وعليكم السلام هلابك ام راكان تفضلي
دخلت وهي تلتزم صمتها و تنظر لأرجاء الشقه بنظرتها المتعاليه، لتدخل قبل ان تنتظرها...
لحقت بها والرعب يدب في كل ذرات جسدها، تمنت ان لا تعرفها الآن حتى لا ترميها لكلاب الشوارع مجدداً، الشموس قادره على ذلك و ما غيرة مها المجنونه الا دليلٌ دامغ على ذلك، مها التي لم تهزمها إمرأه كما فعلت بها الشموس!!
لم يفوتها إرتباكها و صدمتها من حضورها لتتحدث/شفيك يا مريم ليه لونك مخطوف كذا؟!
لم تستطيع السكوت اكثر من ذلك لتتحدث بنبرة مرتجفه باكيه/الشموس و رب الكعبه كنت ناويه اقول لأدهم عن كل شيء سويته و عن لعبة مها القذره معك لكن خفت يتخلى عن مساعدتي انا صفقتني الدنيا يالشموس، انا تبهذلت بهذلت عمري وفكرت في من راح يساعدني بدون يذلني و يستغلني من اللي عرفتهم و ما لقيت إلا أدهم. و اذا اعترافي له بيريحني من عقابك فأنا مستعده اعترف اني انا اللي ساعدت مها في تخريب حياته
وضعت ساقا على الأخرى وهي تنظر إليها بتأمل لثواني بصمت، لا تعرف كيف ذهبت كل صرخات الغضب و الويل و الثبور التي كانت تستلج داخلها، الشكر كله لعمها الذي أعطاها فرصة الإختلاء بالنفس و الراحه من كل ضغوطها/لا مابيك تفضحين نفسك كفايه الذل اللي انتي عايشته لكن جاوبيني..
شعرت بالحزن على نفسها فهي من وضعت نفسها بهذا الموقف المخزي/اسألي بجاوبك بكل شيء
سألتها بتحقيق/اختفيتي فجأه وين رحتي فيه حتى امك مالقيناك عندها!
جلست منهاره وهي تتذكر مافعلته بها مها من رعب وسجن و حرمان و اخيرا رؤية عملية قتل أمام عينيها/خطفتني مها و سجنتني ببيت اهلها القديم، لو تذكرين مره اتصلت بك وقلت تعالي لمستوصف كنت ناويه اقولك كل شيء لكنها كانت عامله حسابها لكل شيء و كشفتني و حبستني.. كانت مجنونه بأدهم و زاد جنانها بعدما قرر يرفض الانصياع لطلباتها وخافت مني افضحها لأني عارفه كل شيء سوته، عرفت كيف تستغل حاجتي و ضعفي.
ظلت الشموس تستمع إليها بصدمه، ما فعلته مها من إجرام و حقاره يفوق اي تخيل لإنسان سوي الفطره!!
،
.
،
.
اغلق الهاتف وهو يترك مكانه و يعود لمكتبه حيث المحامي ينتظره، ليجلس وهو يبتسم له..،
استغرب المحامي وهو يرى ابتسامته في هكذا ظروف/سمعنا الاخبار الطيبه
اجابه وهو يضع هاتفه امامه على سطح المكتب/الاخبار الطيبه ابيها منك،الجلسه الجايه ابيك تشكك في نسب غريبه لأهلها و تطالب بتحليل الـdna
اتسعت حدقة عينه/ليه طيب؟ شايف شي ماني شايفه؟
بهدوء جاد/انا رحت قبل شوي لبيت اهلها يا رجل محد منهم عينه ملونه!! حتى البزارين طلوا علينا من وراء الباب و ما فيه منهم اللي عينه ملونه او فاتحه عكس البنت المستوره ماشفنا غير عيونها وكانت فاتحه بشكل يثير الريبه!!
هالشيء خلاني استشك و هالشك بيقطعه التحليل.
قلق المحامي/اخاف هالتحليل يفتح لك ابواب انت بغنى عنها!
ارتاح بجلسته/انا جاهز لكل شيء و لا يهمك.. شوف شغلك بس، ابي اخلص من هالقضيه بأسرع وقت..
هز المحامي رأسه وهو يقف/مثلما تبي، انا ماشي سلام
راقبه يخرح/سلام
.
،
.
دخلت منزل اهلها يسبقها أطفالها المبتهجين بإبتساماتهم/ندى انتبهي لاخوانك
ضحك وهو يراهم يركضون للداخل بدون ان يلتفتوا خلفهم/شفيهم تركونا وكأنهم كانوا محبوسين
بابتسامه/كله لعيون التوأم، متشوقيين يشوفونهم
نزع نظارته وهو يغزوها بنظراته/دام كذا يبي لك تجيبين لنا توأم.
رفعت حاحبها بإبتسامه كيد نسائيه تتقنها/على يدك، شد حيلك حبيبي
عاد ليرتدي نظارته وهو مازال مبتسماً/على خير، يلا انا طالع تامرين شيء؟
قبلت جبينه وهي تودعه/سلامتك يابو ندى
تنهد وهو يلتفت للمنزل/شكل قاسي ماهو موجود نادي خالتي بسلم عليها قبل امشي
هزت رأسها/ابشر
تركته وهو يراقب خطواتها المبتعده عنه حتى إلتفاتتها الأخيره مقترنه بإبتسامتها، يالله كيف الحال يتبدل من جليد لنيران تشتعل؟!
كيف يبدل الفراق و الشقاء كل الأحوال رأساً على عقب!
هذه هي اللهفه التي حلم بها في عينيها، و الإحترام الذي لم يتبدل بها منذ عرفها قد كانت الصفه التي تجعلها مفضله لديه مهما كان برودها، تحترم وجوده وغيابه تحترم كل ما يخصه من والدين و اهل و حتى اشياءه الخاصه...، لم يجد في نفسه سوى الحب لها..
لا يعلم لماذا يتذكر كل ذلك الآن، و بهذه اللحظه التي ودعها بها لأيام معدودات ستمضيها بعيده عنه..
قطع تفكيره بها صوت خالته التي رحبت به و هي قادمه من بعيد...،
.
.
.
في الداخل كانت تجلس و بجانبها طفليها كل في عربته، وحولها اطفال مدى الذين يعبرون ببرائتهم،
ضحكت وهي ترى القلق على ملامح نيفادا/لا تخافين أدهم يحبهم و ماهو مأذيهم
ابتسمت وهي تقف لتسلم عليها/حي الله ام ندى
إلتفتت اليهم بعدما سلمت عليها/ما شاء الله تغيروا
بإبتسامتها/اكيد خلاص كبروا
إلتفتت إليها بعدما حملت احدهما/وين قاسي؟!
هزت كتفيها/طالع مقناص مع رفيقه، تعرفين من زمان ما مسك سلاح و ما اطلق رصاص ويده بدأت تحكه.
ضحكت لتسأل بفضول/بشري كيف نتيجة اختباراتك؟!
بسعاده/ابشرك نجحت، صحيح مو المأمول لكن ماني مصدقه بزحمة حياتي الجديده، الاهم نسبة الثانويه
ضحكت/كان أجلتي هالسنه ليه مستعجله
حركت يديها/انتي عارفه اخوك، معند مايبي شيء يمنعني من دراستي وما قصر معي و الله، وخالتي بعد ماقصرت شالت هم الصغار اغلب الليالي لحالها
تذكرت تغير والدتها الجذري/بس ماتخيلين سعادة أمي اذا اتصلت فيها، ماهي فاضيه لشيء كل سوالفها عن الصغار و ترسل صورهم بقروبنا، مع كبر سن أمي ترقق قلبها مثل طفل مع عيال قاسي، خصوصاً بعد كل اللي مرت فيه من انكسرت
ضحكت وهي تتذكر رجائها/اسكتي صارت تخلق لي مليون عذر علشان ينام واحد من الصغار عندها، اخر شيء بعدما طلعت نتايجي قالت سافروا استانسوا انتم ما سافرتوا شهر عسل و اتركوهم عندي
تكاد لا تصدق ماتسمعه منها، لتسألها/تقدرين تروحين و تخلينهم عندها
هدأت وهي تتذكر الماضي الذي يؤلم قلبها/أي أم حافظفت على عيالها و حبتهم اكيد بتحافظ على احفادها منهم.. اكيد بأمنهم عند خالتي حصه وهي احرص مني عليهم ، بس كل اللي اخاف منه اني اتعبها
سمعتها وهي قادمه، خفق قلبها وهي تسمع للمرة الأولى أحداً يطريها هكذا، لم تعرف ان السمعه ليست مكلفه فقط خلق طيب و حسن معامله، مسحت دمعتها وهي تدخل/أبداً مافيه تعب و لا شيء انتي بس اصملي
ضحكت مدى/الوالده ماعندها وقت يا نيفو، لا تدورين اعذار و سافري تراه عرض مغري، ليت احد يقولي بمسك عيالك بس روحي دلعي عمرك
ضحكت نيفادا/قل اعوذ برب الناس!! خالتي اسكتي لين تروح هالحسود
مضت ليلتهن بأجواء عائليه حميمه صارت سمة لهذا المنزل، الذي تغير قدره و سكانه منذ دخلت نيفادا إليه...!
"
.
.
.
.
في طريقهما ناحية شمال شرق نجد حيث الصحاري و بدايات الشتاء و موسم الطيور المهاجره..، بمقعد الراكب يلف شماغه الكشميري على رأسه بطريقه يتقنها و مشغولاً بحشو حزامه بالرصاص و تنظيف مسدسه،..
ابتسم صاحبه وهو يراه منهمك بسلاحه/يا بوسلمان ترى اشغلتني انت و سلاحك ليه ماجهزت فالبيت
ابتسم وهو يتذكرها/مابغيت اروع المره، اخذته ومشيت، أساساً طلعت وهي زعلانه ماهي راضيه بطلعتي تقول خايفه
انفجر ضاحكاً /ما شاء الله عليك قدرت تعصاها
رفع حاجبه وهو يمازحه/اجل تبيني اقعد جنبها دايم!! سووق بس و لا تنسى توقف عند اقرب محطه و عب التانكي بنزين، مانبي ننسى شيء
هز رأسه وهو مازال يضحك/ابشر يالحمش
تأفف وهو يكتم ضحكته هو الآخر/مسلط و لقى له سالفه وش بيسكته!!
بعد لحظات تجاوزتهما سيارة من نوع "جيب" مسرعه بشكل مفاجئ و جنوني لتتبعها سيارة أخرى كادت تصطدم بهما، يعرف تماماً هذه السياره و لكن ظن انه فقط يتوهم ليصمت لذكرى تركي التي مرت به في هذه اللحظه التي تمسه بشكل خاص.
.
.
عاد بعدما تأخر الوقت كثيراً، نزع شماغه وهو يدخل المكتب ليراها تجلس هنالك امام المدفئه كتابها بيدها و كوبها على الأرض أمامها..! هل تنتظره؟! لا يصدق/مساء الخير
إلتفتت اليه/قصدك صباح الخير.. الساعه وحده ونص!
ابتسم وهو يقترب/يعني افهم انك كنتي تنتظريني؟!
راقبته حتى جلس/يعني انت كل اللي تبيه من رجوعي للجناح اني انتظرك؟!
ظل يرمقها للحظات، ترتدي قميصا اسودا يبدو قصيرا و يتضح له كاملل ساقيها و تضع فوقه الشال الذي لاحظ أنها باتت تحب لبسه مؤخراً وترفع شعرها بمشبك و بشكل مهمل تدلى منه خصلات كثيره تجعلها اكثر فتنه مع وجهها الخالي من أي رتوش/انتي زايد حلاك و الا الجفى زينك؟!
رفعت حاجبها و هي تبتسم/هروب تكتيكي حلو!
ضحك وهو يفتح زرين من ثوبه، حتى ارتاح و إلتفت إليها مجدداً ليراها تتابع الشرب من كوبها/وش صار على مشوارك اليوم؟! عرفتي شيء مهم.
ارتشفت من كوبها لتجيبه/أمم داربيننا حديث عادي.. حكينا شوي و عرفت ان مالها احد حالياً إلا خاله وحده كبيره متزوجه كويتي بس منقطعه الاتصالات بينهم من بعد اللي صار لها ولاهي قادره تتصل فيها ضيعت ارقامها، رحمتها يا شين الوحده.
بهدوءه/هذي سهله، خالتها نقدر نوصلها بالكويت و نتواصل معها بعد، بس اهم شيء تكون صادقه
ابتسمت بخفوت/انت ساعدتها قبل تثق بحالتها و صدقت قضيتها.. كيف تشكك هاللحين؟!
تنهد وهو يقف ليجلس بالقرب منها أمام المدفئه/انا كان دافعي مرؤه لكن الأيام علمتني ما اثق بكل صاحب حاجه يلجأ لي، مايصير كل من هب ودب يستغل شهامتك،وانا انقرصت سابقاً وكان الثمن باهض لذلك الحذر واجب.
سكتت قليلاً لتطرح سؤالاً داهمها/ندمت على خير سويته؟!
اقترب حتى اخذ كوبها من يدها/ذوقيني
ضحكت وهي ترى ردة فعله بعد تذوق كاسها/زهورات
أعاد لها كوبها وهو عابس/شفيك من فتره ماتشربين الا زهورات، وين قهاويك الحلوه؟
بإبتسامتها الضاحكه/و الله مزاجي، مادريت انك بتتلقف وبتاخذ كوبي
عاد ليجلس مكانه بجانبها/من اليوم وطالع قوليلي وش بكوبك قبل اذوقه و اتورط، وترى مافيها شيء لو سويتي لي معك كوب قهوه زي قبل
هدأت إبتسامتها وهي تراه يمثل الغضب بشكل مضحك/اوكي طال عمرك، أوامر ثانيه قبل أدخل أنام؟!
فتح عينيه على اتساعهما وهو يلتفت ليمسك بيدها/بدري! اجلسي اسهري معي شوي
بإبتسامتها وهي تقف ذاهبه/ماتفقنا على كذا،اوكي رجعت بغرفتنا لكن كل شيء زمان تغير و قلتلك مافيك تطالبني بشيء ما أقدره.
تغيرت ملامحه وبان ضيقه/لهالدرجه الجلسه معي ثقيله؟! حتى عشاء ما تعشيت!
كادت تدخل الغرفه و لكنها توقفت ثم إستدارت وهي تنظر إليه بإبتسامه وهو يتذمر كطفل/اوكي كنسلت النوم..
بسعاده/احلى قرار سمعته اليوم
تعلم انه يسخر/شووف انا راح اقعد بس علشان اعشيك، لأنك كسرت خاطري...يلا قوم تشطف و غير ملابسك هذي علبال ما اخلص تجهيز عشاك
إرتسمت الإبتسامه مجدداً على وجهه وهو يراها ذاهبه، مهما كان عذر بقائها معه هو سعيد بها...،
،
.
،
على جال طريق الدهناء الصحراوي،..
نزل احدهم ملتثما وهو يشير لعامل المحطه بأن يعبي سيارته الجيب..
لينزل صاحبه و هو يصطحب احداهن من معصمها و كأنه يجرها، حتى وقف عند باب دورات المياه ليتحدث من بين أسنانه وهو مقطبا حاجبيه/اسمعيني زين، تخلصين و تطلعين لي حالا واقسم بالله ان سويتي حركه مالها داعي لأوريك نجوم الظهر وغطي عيونك عساها الفقع
أشارت برأسها وهي تدخل دورة المياه، ظلت واقفه للحظات تلتقط أنفاسها وهي تتفقد عنقها التي حاولوا خنقه مراراً قبل ان يركبوا السياره و يجلبوها هنا، الاحمرار يطوق عنقها و بياض وجهها تحول لزرقه مخيفه..
حاولت غسل وجهها مراراً في و تكرارا حتى تستعيد بشرتها الأكسجين الذي فقدته.. شيئاً فشيئاً عاد بعض لونها وهي تفكر جدياً بالسكين التي معها، هل تقتلهما وتهرب بنفسها؟ لم تتوقع ان تذوق العذاب قبل زواجها المحتوم من ذلك الرجل، لماذا يضربونها بهذا الغل؟!
تسائلت كثيراً وهي تحاول ان تجد عذراً لقسوتهم عليها..!!
.
توقف صاحبه عند المحطه ليملئ خزان الوقود/قاسي انا رايح البقاله تبي شيء
باهتمام/بطاريات الكشاف لا تنساها و كثر منها.
أومى برأسه وهو ذاهب.. لينزل قاسي يتفقد السياره و الأمتعه، تحدث مع العامل ليحاسبه ليراه منشغلا بالنظر للجهة الأخرى!
ناداه مجدداً /يالطيب!
انتبه له العامل ليشير للجهة الأخرى/سير هذا واجد مشكل!!
إلتفت لمن يقصدهم العامل ليرى احدهم يضرب باب الحمام و من ثم يقتحمه ليخرج بإحداهن و يجرها بإذلال!!
عقد حاجبيه و حاول ان لا يتدخل ليحاسب عامل المحطه و لكن صوت سقوطها و صرختها جننته ليتحرك ناحيتهم بكل غضب...
توقفت سياره أمامها حينما سقطت لينتبه اخوها للرجل الملتثم الذي نزل وهو يأمره بترك يدها/هذي نهاية اللي يثق باشباه الرجال، تجر البنت جر الحمار يا كلب!!
تحدث اخوها بغضب/اقول توكل على الله و ابلع العافيه
لم يجعله يكمل حديثه حتى لكمه احدهم من جانب وجهه و سقط أرضاً لتناديه ببكاء/عبدالملك!!
لم يعد يسمع سوى غليان دمه في عروقه، ليكمل ضربه، ما فعله هذا اللئيم بإمرأه ضعيفه امام الناس يدعو للإشمئزاز..،
ابتسم سيف وهو يرى الصدفه الجميله تجمعه بقاسي، حتى وان لم يتعرف عليه، فتح باب سيارته ليمسك بيد"غريبه" و يدخلها للسياره رغماً عنها، صرخت وقدم اخيها الآخر و لكن بعدما اغلق عليها سيف سيارته ليلفت إليه سيف و يضربه و يثبته أرضاً /ان كنت رجال بلغ الشرطه.. وو رط نفسك بنفسك
لم يعرف سيف و كاد يموت غيضا/اترك اختي يالحيوان زواجها بكرا و...
قاطعه بضربه على فمه و تركه بعدما بصق عليه/الله ياخذ اشكالكم اشباه رجال..
ترك قاسي يضرب ذاك و ركب سيارته و انطلق مسرعاً... لينتبه قاسي أخيراً ان الرجل قد انتهى من ضربه..
حضر مسلط بعدما رأى الجمهره البسيطه فالمحطه قليلة الرواد ومعظمهم عمال فيها/قاااسي شبلاك كسرت الرجال؟!!
تحدث غاضباً وهو يشير للبنت و لكنه لم يراها/قهرني الله يقهر يضرب هالضعيفه قدام العالم.. ماتحملت
استغرب مسلط/اي ضعيفه؟!
إلتفت للمكان ولم يراها/كانت هنا وين راحت
تحدث أحد العمال/فيه سياره صغير اخذت بنت وروح من هنا..
رفع حاجبه معتزيا بأخته/اخو ساااره النت اخذت!!!
اخذه مسلط لسيارتهم وهو يحاول تهدئته/يا رجال ماتدري يمكن ربعها اللي خذوها..
ضرب بيده على السياره/اخاف اني تسببت على البنت و بس
حزن من ردة فعله، الشهامه تسري بعروقه/انت نويت الفزعه و الله لا يخيب رجاك.
كان سيعود للرجال الذين ضربهم و لكن رآهم يتركون المكان و يذهبون، هم نفسهم اصحاب الجيب الذي تجاوزهم قبل قليل!! وهاهم يعكسون الاتجاه ويعودون، بات يشك ان تلك البنت ليست لهما أصلاً و أن هنالك خلاف كبير حولها...!!! .
.
.
.
ضمت نفسها برعب لم تعيشه من قبل، يالله هل هذه الحياة التي هربت من الدار من أجلها؟
الظلام يحيط بالطريق و السياره وذلك الرجل الذي يقود السياره ملتزما صمته و ملتثم بشماغه..لا ينبس بكلمه..
حتى اخرج هاتفه من جيبه و اتصل بأدهم فوراً ليخبره بما حدث فأدهم ليس لديه خبر بالذي فعله.. لكنه لم يرد عليه..،
تجرأ أخيراً ثم تحدث إليها/كنا بناخذك بشكل محترم اليوم لكن اخوانك مافيهم خير،
تحدثت بنبره باكيه/وش تبون بي؟! ليه كل هذا
رد بلا مبالاة/اسمعيني انا متهميني بشيء و الود ودي احذفك بهالصحراء،
انهارت باكيه وهي تشعر انها تسير للمجهول، ما جام ان هذا الرجل لا يهمه أمرها فلماذا يختطفها من اخوتها بهذا الشكل، و كيف صار حال اخوتها بعد ضرب ذلك الرجل لهم، رأت بعينيها الدماء تلطخ ثوب أخيها فتألمت، لم يكن عليها ان تفعل ذلك كله..،
أخرجت سكينتها تريد الإنتقام الآن فلعله مجرد غادر سيأخذ ما يريد منها ثم سيتركها تواجه مصيرها!
خرج من الطريق للحظات ليبتعد و يتوقف وهو ينزل بصمت.. يثق انها لن تنزل في هذا الظلام...،
خمنت أنه فقط يريد قضاء حاجته، انتابها رعب فوق رعبها هل سيغدر بها هنا؟!!
بعد دقائق عاد ليركب السياره ولكنه فقد انفاسها ليلتفت للخلف ولم يراها بحث جيداً في السياره و لكن دون فائده ليلتقط الكاشف الضوئي و ينزل مسرعاً يبحث عنها وهو ينادي/يا بنت!!.. يا بنت وينك؟!
ركض في كل الاتجاهات ليعود ادراجه وهو يلهث تنفسه/بنت!!!
.. شعر بحركه قريبه منه ليلتفت و يتفاجئ بضربه خاطفه بسكينتها على وجهه جعلته يصرخ...
.
،
.
،
وضعت صحن العشاء و انتظرته.. ليخرج إليها بمنشفته يجفف بها شعره و بقميص نوم مقلم ويبحث عن هاتفه/سمعت جوالي رن وينه؟!
رفعت حاجبها وهي تلتقط هاتفه و تغلقه/بعد الساعه 2 مافيه مكالمات يا بعدي، و اللي عنده عمل ينتظر للصباح ثم يتصل فيك.
رفع حاجبه بعدم رضا/الشموس ترى زودتيها بشروطك
لم تعلق على رده لتقف وهي تأخذ هاتفه وتقدمه له/اسفه.. افتحه و اتصل براحتك، العشاء عندك متى ما خلصت اتركه و باخذه بكرا.. تصبح على خير
ثبت يدها التي تمد الجوال وهو يغمض عينيه للحظه ثم يفتحها محاولا كبت غضبه/لحظه،
توقفت الشموس وهي تنظر لعينيه الغاضبه تعرف أنه يحاول ان يكون لبقا، لتبتسم له/اي خدمه؟!
بهدوء غاضب/لا تستفزيني.
حركت رأسها بالإيجاب/اوكي.. تصبح على خير.
زم شفتيه بغضب وهو يرمي هاتفه على الأريكه/اجلسي معي.
ابتعدت عنه لتذهب و تجلس بصمت في مكانها قبل قليل/تأمر أمر ولوو
كم تتعبه و ترهقه ليلتفت إليها و يذهب ليجلس مكانه/صبي لي شاهي.
لاحظت عدم نظره لها لتبتسم على تصرفه الطفولي الجميل كيف يكبت غضبه و هو يغلي منها/جبتلك عصير برتقال و جزر أحسن لك، ما جبت شاهي علشان تنام مرتاح و بدون قلق.. سم بالله
ارتفع ناظره لها/تسلم يديك بس ماحب الجزر مع البرتقال
بنفس إبتسامتها/بتحبه يا ماما هو مفيد اكثر من الشاهي و القهوه يلا اكل بسرعه قبل يبرد الاكل
ابتسم أخيراً وهو يمد يد و يأكل/شاركيني طيب
مدت يدها معه/شكرا عالدعوه..كنت خايفه ما تعزمني تصدق
ضحك وهو يراها تسايره فقط/تدرين لو ماني جوعان كان وريتك الطقطقه كيف بس يلا نمشيها الليله، احمدي ربك بس
كتمت ضحكتها/الحمدلك يا ربي.
،
.
،
. وقف يتفقد وجهه مكان جرحهه ليراه طويل نوعاً ما،شعر بحرقه وهو يراها ترمي السكين عند قدميه بخوف وتنكمش على نفسه بخوف كقطة مرعوبه، ليلتفت إليها بعينين تقدح غضب، اخذ كشاف الضوء ليتجه إليها وهو يشدها بقوه و يسلط الضوء على عينيها ولكنها تغمض عينيها من شدة الضوء كاد يصرخ بها و لكنه تفاجئ بالوجه الأنثوي الذي يراه، خصوصا انه يعيش وحيداً منذ زواج اخته الكبرى و وفاة والدته، تشجع ليواجهها فهما وحيدان و الشيطان موجود ليصرخ بها رغم كل شيء/هاللحين مسويه خايفه و قبل شوي شقيتي وجهي افتحي عيونك يلا.. هاللحين تنظفين جرحي بنفسك
فتحت عينيها المحمرتان من البكاء/ططيب اتركني الله يخليك..
تركها فوراً بعد رؤية عينيها مع ملامح وجهها ليأمرها بصوت عالي/بسم الله الرحمن الرحيم، اعوذ بالله من الشيطان.. ارجعي للسياره يا بنت، بسررعه ارجعي لها.و غطي وجهك.
ابتعدت مسرعه للسياره وهي تلملم بقايا شالها و عبائتها، حينما صد عنها فور رؤية وجهها جعلها تستغرب للمرة الأولى يصد احدهم عند رؤية عينيها، هذا الرجل جعلها تشعر انها قبيحه من حيث لا يعلم و لكنها سعيده جداً بردة فعله هكذا ضمنت انهت سترتاح منه،..
فتح باب السائق و اخذ ماء و جعل يغسل جرحه الغائر، بالتأكيد سيترك أثراً لن يمحى، انتهى من ذلك وعاد ليركب السياره وهو يحاولت ترتيب تنفسه/اسمعي يا بنت انا سيف خوي أدهم، صحيح هو ما كلفني اراقب اخوانك لكن خفت عليه من غدرهم لانه هددهم حرفياً لو ما جابوك المحكمه بيعتبر القضيه تخصه هو و بيصير خصمهم و انا اعرف خويي ان وعد ما اخلف.. لذلك قدخت من راسي و راقبت اخوانك و عرفت انهم بيودونك لكن مادري وين... افهمي زين اني مابي لك الشينه يا بنت الناس، بس ساعديني لين نوصل الرياض على خير..
تنفست براحه أخيراً ما دام انه من طرف أدهم و يعرف بامور القضيه...،
تذكر أمرا مهماً ليسألها/عندك بطاقة هويه؟!
ردت بصوت بح من بكائها/بطاقتي مع إدارة الدار
تأفف/لا حول و لاقوة إلا بالله.. ان وقفونا تفتيش بتروح سمعتك فيها. و انا بتمرمط
تنهدت فالأمر سيان الآن، اهلها أذلوها تماماً ومن يحميها هو الغريب، ما أبشع شعورها الآن و ما أقبح الحياة في عينيها..،
تفهم صمتها و أناهيدها فقرر حزم أمره و اكمال طريقه بتوكل على الله وحده..،
.
.
.
.
استيقظت متأخره على غير العاده لم تستطيع رفع رأسها حتى سقطت عينيها على ساعة المنبه أمامها تشير للتاسعه!!
اعتدلت جالسه وهي ترتب خصلات شعرها ثم سحبت روبها و لبسته وهي تنزل بكسل من السرير، هل ذهب للعمل بدون ان يوقظها لتعد له الفطور!!..
نزلت لتتفاجىء به جالساً يحتسي كوب قهوته و بجانبه حقيبته يرتدي قميصا ابيض مفتوح من اعلى و بنطلون اسود رسمي بحزام رفيع، يبدو انيقا جداً.. /عبدالرحمن! انت مسافر؟!
ابتسم لها وهو ينظر لساعته/اي يا قلبي، سفرة عمل صغيره و راجع
استغربت/كذا فجأه! لدرجة ما امداك تقول لي!!
إرتشف من فنجانه بسرعه ووقف وهو يلتقط معطفه الأسود/ماعليه يا قلبي ما امداني..
تحدثت بغضب فهو يتحدث ببرود/انا و انت سهرانين البارح و نمت بحضني كيف ما امداك تقول شيء!!!..طيب عالاقل كان قومتني بدري علشان توصلني بيت اهلي، و الا ناوي تخليني هنا لحالي و انت مسافر!!!
ضرب جبينه وهو يتذكرها/تصدقين عاد نسيتك، طيب يمديك تتصلين بالوالد يجي ياخذك يا قلبي انا معاد معي وقت الطياره بعد ساعه... سلام
رأته يخرج بكل برود العالم ويتركها واقفه في منتصف المنزل، شعرت بغليان دمها مما يفعله بها، عبدالرحمن لم يتغير.. و سفره المفاجئ يثير غيرتها من أقصاها لأقصاها..
تركت مكانها وصعدت للأعلى بسرعه... ستريه ما ستفعل به...، لن يمر ذلك مرور الكرام..
أخذت هاتفها لتفتح السناب باحثه عن سنابات لريما فعندها الخبر الأكيد... .
،
.
،
.
توقف أمام باب الفيلا بسيارته وهو ينتظر خروج أدهم فهذا وقته.. قد اتصل به قبل قليل...،
،
.
.
.
رأته يلبس شماغه مستعجلا و ينظر لساعته.. استغربت/اسفه ما صحيتك بدري بس ترى انت غلطان سهرتنا البارح
إلتفت إليها وهو يشير لهاتفه خلفها على الطاوله/البارح صارت مشكله تخص البنت الثانيه وسيف ماقصر اتصل بي يبي مساعده لكن بركاتك قفلتي الجوال بوجهه.
لامت نفسها/عسى ما كانت السالفه ضروريه؟!
اخذ ساعته ليلبسها وتوتر فالمشكله تخصه و سيف ضحى بنفسه ليحميه من وعده/اهل البنت حاولوا يهربونها لمكان الله اعلم وينه والله اعلم وش بيسوون فيها.. انا ما حميتها صح الحق علي انا
رأته يعجز عن لبس ساعة معصمه ككل مره يتوتر فيها،يتورط مثل طفل صغير و لا يعرف كيف يلبسها، تقدمت إليه لترحم محاولاته و قلقه امسكت بالساعه و ألبسته إياها بسهوله/لا تقلق، دام البنت قدر سيف يستردها فالامور بخير.. إهدأ ما يسوى عليك كل هالزعل.
نطق بضيق/بس أنا دقيت صدري وعدتها مع رفيقتها و ما وفيت بوعدي، انا اللي عرضتها لهذا كله
شدت على يده/أدهم لا تلوم نفسك انت سويت كل شيء تقدر عليه، انا رحت للشقه اللي حطيتهم فيها وموقعها و حجمها، انت حطيت لهم محامي و اشرفت على قضيتهم، انت ما قصرت معهم لكن ابتليت بغريم غادر و قليل مرجله.. مريم حكت لي اللي صار يوم اقتحموا الشقه، لذلك لا تلوم نفسك..
إرتاح نوعاً ما من حديثها، و كأن لكلماتها مفعول الطبطبه و الحضن، شعر للحظه برغبه في ان تبادره بعناق يمنحه بدايه رائعه ليومه و لكن قرر ان يلتزم بوعده و يصد/انا طالع لسيف البنت معه بالسياره.. بشوف بنحطها فيه هالمره هالمسكينه...
رأته يخرج لتتحدث بدون تفكير/خلها تقعد عندنا.
استغرب طلبها فهي كانت تغلي من وجود الغرباء فالمنزل/بس هذي غريبه و ما..
قاطعته بإصرار وهي تتذكر حديث مريم عن قصتها الموجعه/البنت مكسورة جناح.. يكفي فعايل أهلها يا أدهم... خلها عندي و انا بدبر الامور
أشار بالإيجاب وهو يخرج...
للحظه ندمت انا طلبت ذلك الطلب.. و لكنها لن تتراجع الآن لتبدو غبيه أمام أدهم....،عموما القضيه لن تطول كما اخبرها أدهم..
.
.
.
.
على طاولة الطعام كالعاده تجلس هي و في المقابل أم رواد.. و بجانبها راكان الذي استيقظ قبل والديه و خرج لهم..مازالت في دوامة تفكير لا نهاية لها.. كيف يتصل بأهله و يتجاهل إتصالاتها!! تكاد تجن من تصرفه معها.
لاحظت سرحانها الطويل في الطبق الذي أمامها ولم تأكل/ليال فيك شيء؟!
رفعت عينيها لها بفتور/هاه!
ابتسمت لردة فعلها/الدعوه وصلت لهاه!!.. انتي من فتره منتي عاجبتني.. وش مقلق قلبك و مشغلك يا بنت؟
تنهدت وهي تحاول ان تبعده عن تفكيرها و لكن دون جدوى!/ولا شيء،. يمكن لأني صايره اسهر
هزت رأسها بمسايره وهي ترفض تصديقها، تعرف ليال حين تضيق بشيء داخلها... لترى قدوم الشموس التي تبتسم لرؤيتهم/لا بالله اشرقت شمسنا اليوم
ضحكت وهي تجلس و تأخذ فنجان قهوه/صباح الخير كيفكم حبايبي
غمزت بإبتسامتها/بخير.. اشوفكم تأخرتوا اليوم شالسالفه؟!
اتسعت ابتسامتها/ام رواد هالسوالف ماهي لك.. هذي نبرة عمتي لولوه و عبير
ضحكت بدورها/عسى الله يسعدكم.. و يجمعكم على طاعته
لاحظت سكوت ليال و شرودها/ليال للحين ماصحصحت.. اسمعوا ترى بتجينا ضيفه عندنا كم يوم،
تسائلت ام رواد/مرحبا بالضيوف، من هي؟!
رن هاتفها لترفعه وترد/هلا أدهم... اوكي برسل لها الشغاله تفتح الباب..
اغلقت الهاتف وهي تنادي الخادمه/ريحانا.. تعالي افتحي الباب..
نطقت ليال أخيراً بأستغراب/الضيفه لك و الا لزوجك؟!
بإبتسامتها/ضيفتنا كلنا.
سمعوا صوت الخادمه قادمه وهي ترشد من معها على الطريق ليلتفتوا جميعاً للقادمه..،
اختفت إبتسامة الشموس للحظات بعد رؤيتها لتتدارك نفسها و تعيد رسم ابتسامتها مجدداً وهي تقف لها مرحبه فهي من دعتها/أهلاً..
نطقت بخجل و حزن/السلام عليكم
الجميع/وعليكم السلام..
مدت يدها لتصافحها/انا الشموس زوجة أدهم.
نظرت إليها عن قرب وهي تتذكر حديث مريم عنها, فعلاً تبدو غير تقليديه، إمرأه غير التي اعتادت أن تراهن، المكان جداً راقي وغير متوقع بالنسبة لها، كل شيء غريب في هذا المكان/انا ماحبيت اثقل عليكم لكن أدهم أصر و قال ان هذا بطلب منك علشان كذا نزلت...كثر خيرك يالشموس
ابتسمت لها وحزنت من نبرة صوتها المنكسره/ماعلينا من هالكلام.. تعالي معي اوريك غرفتك، تشطفي و ارتاحي و بيجيك فطورك لين مكانك مبين ليلتك البارح كانت طويله وصعبه..
إلتمعت عينيها وهي ترى من يعزها غريب و من يذلها قريب يالقبح ما تعيشه..
ام رواد/يلا يابنتي روحي مع الشموس و لا تشيلين هم اي شيء دامك ببيتنا
ذهبت معها للمصعد ليبتعدا.. وتتحدث ليال/يا ناس حد يقنعني ان هذي الشموس!!
ضحكت/ليه شفيها بسم الله عليها
نطقت بتعجب/يام رواد البنت قد هربت من البيت و من زوجها و هجرتنا كلنا و هاليومين ما كأن شيء صار..لا و رجعت تنام بجناحهم و هاللحين تستقبل ضيفة زوجها!!
ابتسمت بخفوت/الشموس ماهربت هي راحت تختلي بنفسها شوي وترتب افكارها المشوشه، لأن لو انها ماتبي الرجعه و الله ما ترجع حتى لو توطى أدهم على رقبتها،.. ترى اللي مرت فيه ماهو سهل على وحده مثلها..
شعرت بالتعب اكثر وهي تسمع حديث ام رواد عن الاختلاء بالنفس/ليتني بعد انا اقدر اختفي لو شهر
ضحكت/تبين وليد يجي يدورك ما يلقاك!! ثم نبتلش فيه
لم تستطيع حتى الإبتسامه/هو خليه يدورني بالرسايل و المكالمات بعدين يصير خير.. يام رواد شوفت عينك المفروض يجي قبل شهر علشان الزواج ولكنه مارجع ولا اتصل يقول أي شيء، هالرجال بيذبحني
رأتها تقف و تذهب بعدما قالت ما كان يختنق به صدرها.. لماذا يفعل بها وليد ذلك؟!!!
عقدت حاجبيها بغضب وهي ترى الانكسار الذي لم تعتاده في عيني و نبرة ليال "حسافه طلعتك معه لانصاص الليالي"
.
.
.
وصلت غرفتها وهي تشعر ان ذرات الاكسجين تغادر صدرها الضيق غضباً..
لتلتقط هاتفها و ترسل له رسالة صوتيه لم تتردد في إرسالها/مساء الخير وليد.. ماني حابه اطول عليك واخذ من وقتك الثمين، هي كلمتين بقولهم لك..يا أنا يا ألمانيا.. أما انك تركني على رف انتظارك اسفه حبيبي، سلام"
اغلقت المحادثه وهي تذهب لتجهز نفسها للذهاب للعمل..،في محاولة لعدم التفكير به و بردة فعله التي تعرف تماماً أنها ستزعجها و لكنها سترضيها فيما بعد فهو يحبها كما كانت تعلم...،
.
.
.
بعد صمت لربع ساعه تحدث إليه غاضباً /ثاني مره لا تسويلي فيها راعي فزعات، رايح لحالك و انت عارف انهم كثار و ماتدري وين مودين البنت
بإبتسامه وهو يضع الضماده على خده/ما صار إلا كل خير
بقلق/ وقاسي وشلونه؟!
بنفس تلك الإبتسامه/لا تنشد عنه انشد عن اللي ضربه، فزع للبنت وهو مايدري شالسالفه يعني نفعني من حيث لا يعلم.
تملل من هاتفه وهو يتصل لكن بلا فائده/جالس اتصل فيه و جواله مقفل!
حاول تجاوز ألم جرحه/طالع المقناص اكيد بعيد و ما حوله تغطية شبكه
استغرب مسكه لخده/انت وش جرحك بوجهك؟! ورني اشوف
تردد في إخباره/هاه.. ابد من الهوشه البارح بس مافضيت اروح المستشفى
ابتسم وهو يكذّب روايته/نروح اول شيء للمستشفى وبعدها اوديك البيت ترتاح و لا تشوفك عيني الا لين ترتاح, اليوم لا تداوم.وبعدين اشوفلك صرفه.
.
.
.
دخلت عليها في المطبخ لتراها منهمكه بعمل ما,..انتظرت قليلا لتناديها/شهود يمه وش قاعده تسوين؟
شعرت بالورطه وهي تغطي القدر الذي أمامها قبل أن تلتفت إليها بإبتسامه/هلا يمه..أنا شوي أخلص العصير و اجيك
بإبتسامه/عصير بقدر يمه!!..تعالي يبنت الحلال روحي لعزوز اقعدي عنده شوي أنا ابي اتشطف..
ترددت وهي تترك ما تهم بعمله/طيب..هاللحين رايحه
بإصرار/روحي هاللحين مابي اخليه لحاله..
تركتها وهي تخرج تحت أنظارها..لتتجه لغرفة إستقبال أخيها..لكنها صدمت وهي تراه أمامها/أنت!!
بإبتسامه/السلام لله..
عرفت أنه فخ من والدتها/أطلع برا..
حاول الهدوء وهويقترب منها/شهد اسمعيني
تراجعت قليلاً/ابعد عني..و اطلع براااا مابي أسمع لك صوت
زم شفتيه بغضب/هذا ماهو كلام ناس عاقلين..أهدي خلينا نتكلم بهدوء
حركت يدها بتوتر وهي تبعد خصلات شعرها المتمرده للخلف/جاي بعد كل شيء سواه يبي الهدوء والعقل!!..يا أدمي أنا ماطيقك..ما اتحملك
كاد يتكلم ولكنها قاطعته بصوتها المبحوح/يا رجال أنا قاعده أختنق..أنا كرهت نفسي بسببك..كلما أتذكر أني ......>>>سكتت وهي تشعر بالغثيان لتهدأ قليلاً..
إقترب منها اكثر ليحاول لمسها من الواضح انها مريضه/شهد!!
إبتعدت عنه وهي تعاود الحديث ببكاء/لا تقررب , أنا ما اشوف إلا عدو يستاهل القتل..
ارتفع حاجبه مستنكراً/شهد أنا بعد كنت ضحيه مثلك!
بإبتسامه مخضبه بالدموع/أنت كنت تدخلها غرفتك بعز نهار رمضان ..أنت تركتني يوم صباحيتي علشانها..أنت سفلت بي قدام أهلك و أنا ساكته مراعاة لظروفك..لكنك تماديت حيل معها و بالنهايه هاللي جبتها تحرّ قلبي كملت حرتها و قتلت أخوي..أنت منت ضحيه أنت شخص أناني و غير مبالي..
صمت وهو يشعر بكل كلمه قالتها..هي محقه..و قد ذهب حقه فيها منذ ذلك اليوم الذي قتلها فيه بإدخال انثى غيرها بحضرتها...!!
.
,
.
دخلت غرفة مكتبها بعد يوم شاق و زياره رسميه من اللجنه الإجتماعيه بالوزاره..
جلست مسترخيه وهي تغمض عينيها ..ثم فتحتها لتأخذ سماعة المكتب تطلب قهوه..لترى الرسائل منه تضيء شاشة هاتفها بعد مكالمتين فائتتين..
حاولت الإتصال به و لكنه لم يرد لتعود وتفتح رسائله في الواتساب..
لتتفاجىء بصوته الغاضب في التسجيل (ماله داعي تتكلمين مع اختي عن اللي بيننا, اقلقتيني بإتصالاتك بكل وقت..افهمي دامني ما رديت معناته مابي أرد..ترى زودتيها.)
لم تصدق ما سمعته للتو..أغلقت هاتفها وهي تستند على كرسيها كالنار التي سُكب عليها ماءاً باردا للتو...!!!!
اخذت الأمور منحى آخر،
لم أظن أبداً أن الخذلان وارد بيننا..!
و لكنه أخذني على حين غره.
ليرميني بداخل الزوبعه..!
....
،
حضرت تستعجل خطاها بعدما ارتفع صوت إبنتها، لتتفاجئ بجلوسها وحدها و تبدو منهكه لتقترب منها بخوف فهي تبكي/وبعدين يا شهد؟! لين متى هالعصبيه؟! يا بنتي ليه تحرقين قلبي؟!
إلتفتت إليها بعيون دامعه و غضب تحاول كبته/وبعدين معك انتي يمه؟! طلبتك يمه اوقفي معي، انا مابي هالرجال ماابيه.. لا تنادينه و تستدرجيني علشان اشوف وجهه
تنفست بضيق/يا يمه و الله ما ناديته، هو اللي جاءمن نفسه، يبيك و ترجاني، وهذا ولد اخوي الغالي
ردت بحزن و عبره تكاد تكتم مجرى تنفسها/و اخوي بعد غالي علي.. مثلما اخوك غالي عليك..يمه طلبتك انا مصره عالطلاق
هزت رأسها بمسايره وقلبها يحترق على فقيدها/طلقك؟!
نطقت بتوتر/بيطلقني ان شاء الله هو قال كلمته و اتمنى يكون رجل لو مره بحياته و ما يتراجع عنها، ابي احس برجولته لو مره بحياتي.
لم تستطيع منع نفسها من صفع ابنتها/بس عاااد سكت لك واجد.. لكن خلاص زودتيها وانتي تجرحين بولد اخوي قدامي كل شوي.
ابتسمت وسط دموعها/طبعاً، هذا اللي خلاه يتجرأ و يسوي اللي يبيه دون محاسبه.. ماترضون عليه و كأنه طفل صغير لين ما كبر وصار اناني و لا يهتم غير بسعادة نفسه.. اكرهه و اكره اليوم اللي رضييت اكون تحت رحمته
تركت لها المكان وخرجت، لتجلس هي على أريكتها بإحساس بالعجز تجاه إبنتها..،
لحظات لتدخل هند بحقيبتها لتنزع نقابها وهي ترى دموع زوجة أبيها لتبادرها بالسلام/السلام عليكم... خالتي هند!! شفيك؟!
مسحت دمعتها وهي تبتسم/وعليكم السلام، هلا هند.. زين اللي جيتي يا بنتي
عرفت ان المشكله تتعلق بشهد/شهد مضيقه صدرك صح؟!
تنهدت/تعبت منها، اللي تسويه بنفسها يوجع قلبي يا هند يوجع قلبي.
شعرت بنبرتها تخترق قلبها لتجلس بجانبها و تربت على كتفها/سلامة قلبك.. باذن الله اتفاهم معها هالخبله..
.
.
.
.
في المطبخ تجهز مع الخدم الصحون لتقديم الغداء.. كانت منهمكه بعملها برأس هادئ من كل ما يؤرقه،
حتى الخدم باتوا يعتادون وجودها في المطبخ منذ عزاء تركي حينما قدمت من عزلتها وهي بروح آخرى...،
شعرت قليلاً بالتعب لتأخذ كأس ماء و تجلس تشربه بهدوء... رأت الخادمتين يتحدثان بشكل جانبي لتربع حاجبها/وش تنتظرون ودوا الصحون للسفره و رتبوها سير أدهم جاي بعد دقايق
هزت رأسها ريحانا لتتقدم وهي تسألها بفضول/مدام انتي بيرجننت صح؟!
سكتت قليلاً متفاجئه من سؤالها لتشير لخلفها/انا قلت روحي ودي الصحون هذيك، صح؟
هزت رأسها بنعم/صح مدام
رفعت حاجبها تمثل الغضب/اجل روحي سوي اللي قلتلك واتركي اللقافه
تركتها وهي تذهب لعملها متبسمه، قد تأكدت منها..!!
رتبت الشال ليغطي بروز بطنها الصغير، لتتذكر "جوري" تلك الخادمه اللطيفه، لم تستلطف خادمه او تحتك باحد من خدمها سوى جوري التي يحبها راكان و تحبه..، قد تركت فراغاً بسفرها لإجازتها..
دخلت في هذه اللحظات هوازن وهي تتبسم فهي عرفت بخبر عودتها من اخيها/يا هلااا و سهلااا اخييرا نورت الرياض!!
بادلتها الإبتسامه وهي تقف لتسلم عليها/عن العياره ترى توني رايحه ما مداني
غمزت لها/بس هالمره غير الروحه و الجيه غير، والأجواء بالبيت حلوه
فهمت ما ترمي إليه لترفع حاجبها بإبتسامه جانبيه/معناته قالك أدهم
ضحكت/للامانه فقدت اتصاله و اتصلت فيه و بعدها عرفت انه مانشغل عني إلا بك.. وش مسويه باخوي يا بنت؟! الرجال مستانس الله يديم سعادته.
بالتأكيد فرحت بما تسمعه و لكن كعادتها لا يتضح ما في قلبها على ملامحها أمام احد، لتبتسم وهي تستدير و تلتهي بمساعدة الخدم واخذ احد الصحون/اي طبعاً بيستانس بولده
صغرت عينيها وهي تقترب منها وتساعدها/اييه سويلي فيها ثقيله و ماني منتبهه...
ضحكت وهي تمشي و تتركها/وانتي سويلي فيها ام زوج ملقوفه..
ضحكت وهي تتبعها ويتحدثان بممازحات.. حتى رأوا قدوم ليال الهادئ.. مرت بجانبهم بدون ان تنتبه رغم نداء اختها لها...!!
خافت هوازن/البنت ماهي طبيعيه ما سمعتنا و لا التفتت لنا!!
عرفت ان اختها تريد الانعزال مؤقتاً/ماعليه ليال اذا تعبت واجد بالعمل و هي سهرانه اليوم اللي قبله تهنق و تصير ماتنتبه لاحد.. بعدما تشبع نوم بتلقينها احسن
لم تقتنع هوازن ولكن عليها تصديق ذلك/مايسوى عليها هالتعب. الله يعينها.
اكملت الشموس طريقها وهي تناديها/تعالي نرتب السفره بس، أدهم جاي بعد شوي.
.
.
.
.
اغلق سماعة هاتف مكتبه بعدما طلب من سكرتيره حجز موعد عند طبيبه و رحله لألمانيا، منذ فتره يشعر بألم في ظهره و حوضه بشكل جعله يخاف وهو الذي لم يخاف أبداً ولكن شعوره بالمسؤليه تجاه عائلته بدأ يزداد و يكبر، وعليه ان يكون بكامل صحته و عافيته ليقوم بمهماته...،
اسند ظهره على كرسيه المريح الذي صمم خصيصا له، ليتذكر حديثها الموجع و بريق عينيها، كانت متوتره جداً و اعصابها مشدوده بشكل غريب، تلك الانثى الناعمه لم يجرحها احد و يجعلها بهذا الحال سوى مافعله بها.. فقط لو أنه استخدم عقله و لم يدخل تلك الحرباء لبيته و أمام عينيها..
شحوبها غريب.. شعورها بالغثيان وهو يتحدث جعله يشعر بالإنكسار هل كرهته حد الإشمئزاز؟!!
لم يعد يحتمل حتى البقاء في منزله وسط نظرات اهله... الشموس قالت له بصراحه ما خشي ان يقوله له الجميع..
رفع يديه على عينيه محاولا تجاهل الضجيج الذي داخله..
دخل ليراه بهذه الحاله/ناايف وش فيك؟!
ابعد يده عن عينيه وهو يراه يقف هنالك عند الباب، كيف لم يشعر بدخوله/مافي شيء أدهم
استغرب وهو يتهرب بنظراته و يلتهي بترتيب اوراق على مكتبه/اذا مصدع ترى عندي بندول
ابتسم له/لا يبن الحلال مافي شيء..
اعاد ترتيب شماغه بعد فردها/طيب يلا قم مشينا نتغدا فالبيت
اشار بيده بعلامة الإكتفاء/طالع مع رفيق لي عالغداء من زمان ما تواجهنا و عزمني امس
استغرب من تبريره الطويل/براحتك انا ماشي، انتبه لنفسك.. سلام
.
.
.
.
مازالت غير مصدقه انها نامت البارحه في قصر..! تمنت لو ان رفيقاتها في الدار معها الآن.. ليتجاوزن حالة البؤس التي جعلوهم اهاليهم يعيشونها،،
تذكرت مريم، اخبرتها الشموس انها بخير ولكنها تريد التواصل معها، لولاها لما تجرأت بالمطالبه بفتح الملفات القديمه و مواجهة عائلتها و المطالبه بحقها،
مريم بعد الله كان قدومها للدار سبباً في ترك عزلتها و يأسها.. كانت جريئه في المغامره لطلب حقها..
نعم هي مغامره تستحق التجربه.
وقفت خلف الستار تنظر من خلف الستار للمحيط اللطيف و المبهج الذي يحيط بالمكان الذي هي فيه منذ البارحه... إلتمعت عينيها بلا سبب، شعرت انها لم ترى سعادة قط..!
طرق الباب لتدخل الشموس و خلفها الخادمه بالغداء/حلو ظنيتك للحين نايمه
ابتسمت للطفها/ماقدر انام بمكان توه جديد علي..
استغربت/اذا الغرفه ماهي مريحه ترى عادي قولي الغرف كثيره اختاري منها
خجلت من كرمها معها/لا يووه كيف ماهي مريحه.. بالعكس ما شاء الله، الغرفه من كثر ماهي تفتح النفس استنكرها عقلي ماهو مستوعب للحين.. ماتعودت
لمحت سريرها على ترتيبه السابق/انتي حتى ما استلقيتي ولا ارتحتي طول الوقت!!!
اشارت للاريكه/لا بالعكس الاريكه مريحه.. مايحتاج السرير..
رفعت حاجبها وهي تعرف الحل/فهمت، خلاص بعد الغداء اوديك غير هالغرفه، بعيجه عن زحمة هالغرف و اطلالتها حلوه يعني مكان للضيووف و بسس
ارتاحت نوعاً ما فكونها بغرفة احدهم يمنعها الحياء من الراحه فيها/تعبتك معي
بهدوءها/عادي انتي ضيفتي، يلا تغدي بعده بنتكلم عن امور ثانيه تخصك..
استغربت/امور ثانيه!
الشموس/يعني قضيتك و عملك.. اكيد تبين عمل يكفيك حاجة الناس صح
فرحت من قلبها/الله يسعدك و يوفقك انتي وأدهم... جمايلكم ما علي ماتنسي.
هزت رأسها وهي تنوي الخروج/يلا انا طالعه علشان تتغدين براحتك.. سلام
ردت بسعاده/سلام.
،
.
،
.
جلس ينتظرها وهو يرى اخته تساعد راكان في اكله/ليه حاطين الغداء هنا.. و ام رواد و الصغار وينهم؟!
أخذت الملعقه من يد راكان/ام رواد من الصباح رايحه لعمتها و قالت بتتغدا عندهم اخذت وسام معها بعد
عاد لصمته وهو ينتظر دخولها من ذلك الباب.. ليرى قدومها أخيراً/شرفتي اخيرا مت جوع و انا انتظر
ابتسمت وهي تسحب كرسيها و تجلس/فديت اللي ينتظرني.. لو داريه ما كان تأخرت يا عمري
رفعت عينيها لهما وهي تستغرب ما يحدث.. ليس من عادتهما هذه الاسلوب و الاحاديث..!
تحدث بإبتسامه/طيب وين ضيفتك ما جات معك؟!
رفعت ناظرها إليه بإبتسامه/خليتها تاكل براحتها بالغرفه، ماحبيت اضغط عليها.
اكمل اكله/الله الله فيها لين اخلصها.
لم تعد هوازن تحتمل/تخلص وشو؟!!! انتم وش بلاكم تتكلمون كذا
ضحكت الشموس/اعصابك يا هوازن، قصده يخلصها من قضيتها.
هزت راسها وهي ترتاح أخيراً /ايه تكلموا بوضوح.. علباالي بعد!
ابتسمت الشموس وهي تلتفت لأدهم بسحر ابتسامه/يا حبك لسوء الظن.. الله يهديك يا هوازن.
فهم انها تعنيه ليتحدث بدوره/لو تتعلم الركاده والهدوء منك يا قلبي ما كان شكت في
ستجن هوازن لتنظر إليهما/انتم شفيكم اليوم؟!! شصااير!!
ضحكا من قلبيهما على ردود فعل هوازن الغير مقتنعه بحواراهما...
.
.
.
.
.
دخلت غرفتها غاضبه ، لتراها واقفه هنالك تراقب المطر الخفيف عبر النافذه/وبعدين معك يا شهد؟!
لم ترد ظلت صافنه في خارج الغرفه...
اقتربت منها وهي تسألها بقلق/سويتي بنفسك شيء و الا باقي؟!
ردت وهي تتأمل زخات المطر الهادئه/باقي.
ابتسمت و لكن مازالت خائفه/الحمدلله تراجعتي عن هبالك و..
قاطعتها بنفس الهدوء/اخذت موعد تنظيف بكرا..
ازداد خوفها لتهددها/وشوو؟!! تنظيف من الباب للطاقه!!
انهبلتي؟! اي دكتوره و مستشفى رحتي لهم؟!
مازالت تتحدث ببرودها المصطنع/عادي، الجنين مافي نبض..اكيد ماراح اخليه ببطني..
لم تستطيع احتمال حديثها الجليدي لتديرها نحوها وتنفضها/ناويه تزورين تشخيص الجنين!! انتي انجنيتي رسمي خلاص، و معاد فيك قلب! شلون تتكلمين عن نهاية حياة بني ادم بهالبرود
تأففت و هي تسحب يدها منها و تذهب لتجلس على طرف سريرها بنفس ذلك الهدوء/اي بني آدم؟! اهدأ من كذا، ترى للحين ما قطعت ثلاث شهور حتى..
دخلت بهذه اللحظات من خلال الباب المفتوح وهي ترى إحتقان هند مقابل هدوء شهد، لتقف مستغربه!!
خافت شهد للحظه ان تكون أمها سمعتهما/أمي..!
ام شهد/وش مزعله اختك فيه بعد؟!!
ابتسمت وهي تلتفت لهند/ولا شيء.. هي تبي ننزل السوق وانا رافضه اليوم يعني نخليها بعدين، لان انا هالاسبوع محتاجه ارتاح..
استغربت لتلتفت لهند المتفاجئه/صحيح هند؟!
كرهت استخفاف شهد بها لتقرر الخروج غاضبه بدون ان ترد عليهما...
استنكرت ماحدث لتعود وتتحدث مع ابنتها/انتي بعد مزعله هند؟!! عاد هند ماتستاهل تسوين فيها كذا، لا يكون انتي مسويه تحديد للكل و تبين تنكدين حتى عيشتي معك؟!!
عادت لتجلس براحه فأمها لم تكتشفها/يمه ترى ما صار شيء
بصرامه/لا عاد توصل لهند الطيبه و اللي تحبك و تقدم نفسها عليك.. هنا ما راح اسكت عنك، اذا منرفزتك علاقتك مع زوجتك ترى الناس مالهم دخل،
لو فعلاً انتي بنت هند المناع محد راح يدري وش بينك وبين زوجك لين الله يفرجها بينكم و ترسون على بر وتنفصلون.. شوفت عينك 20 سنه مع ابوك مافتحت فمي بشكوى او ضيقه لاحد من خلقه.. مع اني اقدر اتكلم و اهرب منه حتى لكن علشانكم سكت
ردت ببرود/كان بينكم اطفال.. انا مابيني و بين هذاك اي شيء.... و الوضع يختلف
ردت بقهر/ما منك فايده انتي انجنيتي خلاص.. قلت احفظي زوجك لين تنتهي علاقتك فيه رسمي حتى و ان كان بينك وبينه ثار. لا تخلين الظروف و عواطفك الضعيفه تتحكم فيك..
وقفت وهي تنوي الذهاب لدورة المياه/عن اذنك يمه
تعرف انها تتهرب، شعرت بقلق شديد من تصرفات ابنتها الأخيره ولكن مالحيله، هي أمها على كل حال.. تركت غرفتها و ذهبت..
.
.
.
أمامها هاتفها على شاشته صورته وهو يعانقها بقوه ويلصق شفتيه على خدها...
منذ عادت من عملها وهي تجلس في منتصف سريرها بصمت.. لاشيء يتردد في إذنها سوى صوته في ذلك التسجيل الذي أرسله لها مؤخراً..،
حديث يعصف برأسها أشبه بالصداع.. و اقوى من سلطة البوح..، هل كان كل ذلك تمثيل او مجرد نزوه بددتها الرياح تلك الليله!!
ليس وليد.. ليس هو...
هو سبق و اعترف انه لم يتزوجها بسهوله و أنها اصعب شيء حصل عليه في حياته الممتده اربعين عاماً..
إذن مالذي حدث؟! مالذي جد في الموضوع؟!
لم يكن عليه ان يرسل صوته بعد طول جفاء بتلك الرساله التي جرحتها بشكل لم يسبقه عليه أحد..!
عجباً كيف للحب أن يجعل من أتفه الأمور مأساة عظيمه!!
ماذا سيحدث بعد ذلك؟! بماذا ستواجه الشموس اكثر شخص إنتقد خروجها معه..،
لطالما كانت الشموس ذات بعد نظر.. حتى تأكدت ان الخروج معه كان خطيئه ستحمل وزرها ماحيت... ليس لشيء فهو زوجها ولكن لمكانتها بين اهلها و امام نفسها أولاً..
كان من المفترض ان لا يتم شيء قبل حفل الزواج..
كل شيء حدث معه أصبح غصه.. حتى اللذه باتت علقم.
سمعت طرقات باب، حاولت ان تتنفس براحه و هي تمسح دموعها، لا تريد ان يتضح عليها شيء..
تقدمت للباب لتفتحه فتفاجأت بالخادمه/نعم ريحانا
بابتسامتها/مدام الشموس تناديك
تنهدت/قولي لها طيب..
رأتها تبتعد لتترك غرفتها بعدما اخذت روب إستحمامها، و تتجه للمصعد بالبيجامه، ستذهب لمكان لن يرونها فيه على الاقل حتى غدا..
ضغطت زر المصعد لأسفل طابق حيث "البيسمنت"..
.
.
.
كانت تجلس تشرب من كأس ماء في غرفتها الجديده لتسمع صوت إرتطام شيء على سطح الماء في المسبح!!
خرجت بفضول لتطل من بعيد و ترى احداهن تسبح!
و على طرف المسبح الفيروزي روب إستحمام و بعض الثياب..!!
ظلت تتأمل المكان و اسلوب الرفاهيه في السكن،
من تلك التي تسبح؟! هذه ليست الشموس بالتأكيد.. ربما اختها ليال الصامته..!
ضلت تراقب استرخائها في الماء حتى رأتها تنزل تدريجياً أسفل سطح الماء ثم تغطس..!!
استغربت و لكنها رأتها تخرج رأسها ثم أعادته في الماء حتى أطالت هذه المره..!!
انتظرتها تخرج و لكنها لم تفعل...، تركت مكانها بدون تفكير و هرولت ناحية المسبح لتقفز داخله وهي تناديها/لياال
في محاولة لإنقاذها ولكنها نسيت انها لا تعرف السباحه..!!
رفعت ليال رأسها من الماء وهي مستغربه سقوط تلك، و من ثم محاولتها الفاشله بالسباحه!!
عرفت انها تريد قول شيء و لكنها تغطس بدلاً من ان تطفوا..!!...
أسرعت ليال تجاهها لإنقاذها...،
،
بعد لحظات..، على اريكة غرفتها المطله على المسبح.. تجلس متدثره بغطاء سريرها وهي مبلله تماما...
سألتها ليال الملتفه بروب استحمامها و مستغربه/ليه تطبين كذا وانتي ماتعرفين تسبحين؟!
اجابتها وهي تتشبث باللحاف/كنت ابي انقذك ظنيتك غرقتي بعدما طولتي بالغطس
ابتسمت ثم انفجرت ضاحكه وهي تتذكر قبل لحظات كانت تساعدها بإخراجها من المسبح/قمتي غرقتي!
ابتسمت وهي محرجه/شسوي ما فكرت قبل ارمي نفسي. خفت تغرقين وانا اتفرج بدون فايده
بابتسامتها/هذا يدل على طيب اصلك، لكن كان بتصير مصيبتين يعني بدال غرق شخص واحد بيصير غرق شخصين وهذا تهور.. لازم نحسب خطواتنا قبل نسوي شيء مهم.. والا بنخسر اكثر مما نكسب.
هزت رأسها/دخيلتك لو كلن بيفكر محد ندم... وما بتصير دنيا دنيه.. لكن هذا حال الدنيا..وحنا بشر إلا مانتهور بيوم ونندم على تهورنا..
تنهدت ليال وهي تؤيدها/صادقه إلا مانتهور ونندم على تهورنا.
عادت لتبتسم لها بعد رؤية تغير ابتسامتها/المهم مانقعد بمحطة الندم كثير.. لأن هذا وقت يحسب من اعمارنا بعد..
فكرت بحديثها الذي كانت تحتاج سماعه/انتي فعلاً غريبه..!
ضحكت/هذا أسمي.. و بعد عنوان قصتي.
وكأنها تريد سماع حزن غيرها لتنشغل به عن حزنها/سمعت عنك بعض القصه لكن ماعرف تفاصيلها و عندي فضول اعرف ليه اهل يفرطون ببنت طيبه مثلك..!!
بإبتسامة وجع/شدراك اني طيبه؟ يمكن بي مليون عله.. و اولها بعمر17 كسرت حصار اهلي اللي كانوا يمنعوني اظهر بمناسبات جماعتنا من انولدت.. و الذنب الثاني بعد اللي صار اني حاولت اهرب من عقابهم عند صديقتي بنت جيراننا وابات عندهم بالليالي هي وجدتها..
مازالت تشعر بغموضها/اعتقد ان اللي سويتيه مجرد ردة فعل.. ليه يسجنونك؟ وش ذنبك اللي يستحق سجن و انتي بنت 17 سنه
هزت كتفيها بضياع/كنت اجهل السبب بالبدايه لين سمعت اخواني يتكلمون من ورايه عن اني غير عنهم.. اعتقد حتى هم مظلومين لانه تم تعبية روسهم بالكلام عن الفروقات الشكليه بيننا..
ابتسمت لطهر داخلها/جالسين يلاحقونك بالمحاكم و رموك قبلها بالدار و رفضوا ياخذونك و مع ذلك تلتمسين لعداوتهم الاعذار بكل طيبه و طمأنينة روح!!! انا صحيح اخصائيه اجتماعيه لكن بالنسبه لي حالتك كسرت القواعد، انتي جداً غريبه..!
عادت بها الذاكره البائسه للوراء، وهي تتذكر كيف كسروا قلبها مبكرا و كيف نبذوها لتتحدث من واقع عاشته/عشت واقع مرير و عايشت ناس افكارهم سوداء و نياتهم ما تحمل غير سوء الظنون مع ان وضعهم احسن من وضعي منطقيا عالاقل عندهم اهل وعندهم المال اللي يغنيهم عن المذله لخلق الله عندهم حريتهم..ومع ذلك ماهم سعيدين بحياتهم....
كنت اشوف هالعينات و اناظر لحالي من المفروض يكون سعيد ومن المفروض يكون تعيس؟!...
لذلك قررت اكون انا مهما صفعتني الدنيا.. لا احقد على احد و لا افكر كيف اجرح احد.. ظنوني تركتها لله.. و اعرف انه مطلع على كل شيء وما يخفاه حالي..
إن الله إذا احب عبد إبتلاه.. لذلك انا مطمنه لهذا الحب.. كم مره يا ليال اكون قريبه من حتفي ولكن بقدرة الله انفذ منه..هذا يدل ان فيه شيء بنهاية هالنفق المظلم و انا متحمسه جدا له..
لم تستطيع إخفاء إنبهارها بكيفية الحفاظ على ذاتها في وسط ظروف كتلك التي عاشتها/مادري وش اقول.. لأول مره تعجبني عقلية احد من اول حوار.. لكن بطلبك شيء شرايك تتوظفين بوقف الوالد عندي؟! اتوقع عقلك النظيف بيكون إضافه للمؤسسه ولي..
لم تستطيع الرد كان الطلب الذي لم تتوقعه في حياتها أبداً...!!!!
.
.
.
عاد باكراً هذا المساء، بيده كيس أبيض.. و بضلوعه مئات الكلمات تريد التحرر لعلها تجد طريقا إلى قلبها..
جلس منتظرا خروجها من الغرفه..،
أتاه صوتها من داخل الغرفه المفتوحه/أدهم جيت؟!
رد وهو وعينه على الباب الشبه مفتوح/اي، وين راكان؟!
عاد إليه صوتها/راكان داخل مع هوازن وولدها...
عاد ليصمت وهو يحترق للدخول ولكنه يحاول ان يلتزم بوعده معها.. تأخرت قليلاً ليقف و يتجه بخطواته المتأنيه ناحية الباب ليراها تقف هناك أمام مرآتها تعطيه ظهرها.. يبدو أنها تتأنق لحفلة ما او زياره!!!
تبدو اكثر فتنه مما سبق، وعهده يجعلها اكثر حرارة في عينه!
ترك مراقبتها ثم عاد يجلس مكانه و يلقي شماغه بتعب قلب وعينين تسقط في الفراغ الذي أمامه..،
خرجت من الغرفه بعدما تأنقت بفستانها السكري القصير وماكياجها الخفيف بتثقيل الكحل قليلاً.. و عبائتها على ذراعها.. وتغطي به بطنها بحركه تدعي العفويه/انت للحين هنا!
كان اول ما جذبه رائحة عطرها التي يعرفها جيداً وافتقدها كثيراً، ليرفع رأسه مستغرباً /انتي طالعه لمكان؟!
هزت رأسها بالموافقه/شوفت عينك.. ليه راجع بدري هالمره؟!
وقف وهو يتجه ناحيتها مستنكرا/ليه ماقلتي لي؟!
بإبتسامتها/تو ارسلت لك قبل شوي و عطيتك خبر الظاهر ما انتبهت لجوالك.
يكاد يجن/تعطيني خبر!..يعني مو تاخذين أذني.
لاحظته يقترب بلا تردد و الغضب على محياه/انا قبلت انزل هنا بدون قيود و انت وافقت على هالشيء بدون ضغط ، ليه هاللحين اشوفك معصب؟!.
نطق وهو يحاول كبت غضبه هذه اللحظه/مضبوط هالكلام بس.. ماتوقعتك تهمشين وجودي لهالدرجه..
بهدوءها الذي صارت تتقنه، استغلت اقترابه و لم تتراجع، حتى كاد يلتصق بها لتفاجئه بإبتسامتها/و لا يهمك، كنت بروح ملكة رفيقتي علشان ما اضطر احضر الزواج لكن اذا ماهو في خاطرك اروح مو مشكله، أنا مقدره حبك للسيطره علي.
وكأنه قد سكب عليه ماءا بارداً إقترابها كل ذلك الإقتراب زاده إشتعالا، لم يستطيع الرد.. كانت تسيطر عليه بشكل جنوني...!
تعرف تماماً ما حل به.. و لكنها قررت الإنصراف وسط هذا الصمت لتتفاجئ به يمسك ذراعها، لتلتفت إليه مستفهمه/تبي شيء ثاني؟!
ابتلع ريق اللهفه وهو يتحدث/انا ما ابي امنعك من شيء، و لا يجي ببالك ان اقصى طموحي اتحكم فيك او اسيطر عليك... روحي المكان اللي تبين.. انا طالع.
لاحظته يترك ذراعها ويخرج بدون أدنى إلتفاته..لتناديه/أدهم
توقف عند الباب ليلتفت إليها/نعم
بفضول/وشو أقصى طموحك؟!
صمت لثواني وهو يحرقها بنظراته لينطق بهدوءه/أنتي اقسى و اقوى مره شفتها بحياتي، انتي بلا قلب..!
استغربت جوابه، و لم تستنكر ما قاله فهي تعرف تماماً شخصيتها غير اللينه، لتبتسم/اوكي، بس ما جاوبت سؤالي!
اخذ نفساً عميقاً و قرر الخروج حالا/سلام
كانت ستتبعه للخارج حيث سيارتها و لكن لفت نظرها الكيس الذي تركه خلفه!!
لم تستطيع تجاهله لتتقدم و تأخذه لتعرف ما بداخله!!
تفاجأت وهي ترى الأساور الناعمه من ماركة ذهب معروفه و سلسله ناعمه بخاتم من نفس الماركه..!!
كان ذوقه رفيعا للغايه، بالتأكيد هي هدايا لها .. عادت لتضعها بمكانها فوق المكتب و من ثم خرجت الى ما كانت تريد الخروج إليه....،
،
.
.
.
انهى ترتيب حقيبته بنفسه و من ثم تركها جانباً، ليتجه لمعطفه يرتديه قبل خروجه، كان مرهقا و يشعر ان كل تعبه يجتمع في ظهره، مثيرا لمخاوفه..
وقف قليلاً وهو ينظر للمرآه يتذكر جيداً حديث الطبيب له قبل العمليه، "لن تستطيع الزواج و لن يكون لك أطفال" .. لتعود به الذاكره إلى تلك الليله التي قضاها مع شهد.. كان حديث الطبيب لا معنى له ولكنه شعر ببعض التعب صباح اليوم التالي..
ترك مكانه وغرفته وهو يخرج يصطحب حقيبة سفره ذات العجلات،..
دعس على زر المصعد و انتظر.. ليتفاجئ بإحداهن لم يعرفها كانت تضع شالا و إلتثمت بطرفه بخجل حتى صد عنها و ذهبت مسرعه....
دخل المصعد وهو يتساءل من هي؟! لم يفوته خجلها الانثوي اللطيف و هربها كانت عينيها كقطعه من البلور!
تناسى ما قابله و مضى في طريقه..،
،
.
.
.
.
.
.
دخلت واغلقت باب غرفة ليال خلفها، لتقف تنظر إليها بخجل/يووه
لاحظتها ليال تضع يدها على رأسها و تبدو متوتره/شفيك؟! تعاالي اجلسي
راحت تمشي جيئة و ذهاباً في الغرفه وهي تفكر بالموقف/صادفت اخوك بالمصعد.. يا فشيلتي..!!
ابتسمت لعفويتها/عادي عليك شال و متحجبه فيه
جلست وهي تندب حظها/ما يكفي.. يارب لا تعاقبني اصلا المفروض اخذ احتياطي في بيت فيه رجال.. وانا ماصدقت ارسلتي لي الشغاله وجيتك
لا تصدق انها مازالت تحت تأثير حيائها/صدقيني ما انتبه يشوفك.. تلقينه مستعحل ونازل.. انسي يا بنت الحلال..
حاولت النسيان لتلتف إلى ليال/ناديتيني لموضوع مهم، وشو؟! وتكفين خذيني على قد عقلي.. لا تكلميني بمثل الباحثين الاجتماعيين.. تراني على قد حالي قدامك
ضحكت ليال وهي ترى فيها ما هو اسمى من ذلك.. كل ذلك ولم تتعدى المرحلة الثانويه فكيف لو اكملت، فعلاً مدرسة الحياة هي اصدق مدرسه..!
.
.
.
.
.
.
..
.
اعدت قهوتها العربيه كما يفضلها أخيها مع قطعتين تارت، لتطلب من الخادمه ان تلحقها بها في حديقة المنزل حيث يجلس بالقرب من النار التي أشعلها ويجلس امامها بفورته يتأمل إشتعالها...،
ابتسمت وهي تراه شارد الذهن في لهيب النار أمامه/اللي خذا عقلك...
انتبه لجلوسها و لقهوتها/ايووه جات القهوه بوقتها تسلم هاليدين وانا اخوك
بنفس ابتسامتها سكبت له فنجان بعدما قدمت له طبق الحلى/تقهو.. و عطني علومك
ابتسم بخفوت/مامن علوم..نايف توه مسلم علي قبل شوي و مسافر.. العلوم عندك انتي، وشلون مهند و ولدك.. عسى مرتاحه يا هوازن.
فرحت من قلبها للهفته و سؤاله الدائم عنها/ابد انت ماجيتني السبوع اللي راح و جيت دورك قلت اخاف يكون مريض او منعه شيء قوي، طلعت رايح تجيب ام راكان.. عسى الله يتم عليكم السعاده
تنهد وهو يحمل فنجانه/الله كريم.. اما السعاده فهي شيء ماعرفته الا ايام و ضاع مني..
خافت قليلاً /بسم الله عليك.. اشوف انك تهول الامور.. أدهم انا ماني غريبه عليك انت و الشموس.. شفت كل شيء و هالمره هي رجعت للجناح معك،
ابتسم بيأس فهم لا يعلمون ماهي شروط عودتها له و كم تنازل حتى يبقيها بجانبه/صحيح رجعت، لكن لا تنسين انها هربت و تركتني.
تذكرت امرا مهما وهي تترك فنجانها على الطاوله امامها/ماهربت علشان تتركك، هربت لأنها معاد تتحمل حبها لك لأن تعاملك الموجع كان فوق طاقتها..انت يمكن ماتدري ان ابوي هو اللي أشار عليها تترك البيت وتروح.. لكنها رفضت بالبدايه لين قالها عن بيتنا بالخرج.. وقال انه مجرد وقت لين تهدأ النفوس..
استغرب انها حتى هي تعلم، عقد حاجبيه/كنتي تدرين ولا قلتي لي؟!!
حاولت تهدأته/لا ماكنت اعرف وقتها بس ابوي توه قالي، يعني بعد وفاة تركي و رجوعها... أدهم انا لو ادري كنت ارسلتك لها،
شعر بخيبة أمل فهو مع ذلك لم ينال راحته و الشموس لم تلين بعد/حتى لو رحت وش كان بيفيد.. هالبنت راسها يابس..
فهمت الآن ان رجوعهما كان شكليا فقط، تعرف وجع أخيها الذي يفضفض لأول مره/تذكر يا أدهم يوم طلبتك تجيبها بيتنا فالخرج و انت رفضت بحجة انها ماراح تتقبل البيت و ماراح تتنازل!.. شايف كيف رفضت هاللحين الروحه لأي مكان و وافقت يوم قالها ابوي تروح لبيتنا القديم..!! ماتحس انك ظلمتها بهالنقطه..؟
صمت وهو يتذكر كيف جعلت من ذلك البيت جنه، لينطق بإبتسامه طفيفه/لو تشوفين كيف صار بيتنا بعدما سكنته... ماراح تتخيلينه وكأن اللي ماسكه مصمم ديكور... انا نفسي ماعرفته.. حتى الغرف اللي كنت اشوفها ضيقه وصغيره حسيت انها صارت واسعه كيف مدري!
ابتسمت وهي تلمح له/ماسوت هالشيء إلا انها حاسه انه بيتها، لذلك اخذت راحتها فيه... قايله لك للحين تحبك بس البنت واضح انها موجوعه منك، و الوجع يصير ثقيل من اللي نحبهم.. لأننا ماكنا متوقعينه.. وااضح انها ماتبي غيرك و لكن محتاجه وقت علشان ترجع لك مثل قبل. زوجه وحبيبه.. و لا تكون لين مرره ولا قاسي مره بين البين..
فهم ماتقصده ماعدى اخر جملتين/وش قصدك؟!
اخذت فنجانه الفارغ من امامه وهي تجيبه/يعني لا تذكرها كل يوم بالاعتذار... تكرار العذر مايفيد.. اسكت و اترك هالمهمه للايام... ومصيرها تعرف وتقتنع ان أدهم المناع عكس كل ظنونها و شكوكها..
ابتسم وهو يلتقط الفنجان منها/انا وش كنت بسوي بدونك؟! اقسم بالله كنت متضايق حتى من سفر نايف اللي رتب له من وراي... ماقول غير الله يحفظ الخوات وبس.
إلتمعت عينيها بفخر/ويحفظك لي ذخر..
.
.
.
ألمانيا..،
خرج من عمله الفتره المسائيه ليلتقي برفيقه الجديد "آدم العبد الله".. سرعان ما تطورت صداقتهما التي كان دافعها فرط الإحساس بالغربه،
رن هاتفه خاف ان تكون هي المتصله.. ولكن لم تكن هي بل زميلته الطبيبه، رد عليها وهو ينزل من سيارته لذلك المطعم الإيطالي الذي يلتقي فيه مع رفيق الغربه..
اغلق هاتفه بعدما انهى مكالمته، ريتا تحاول ان تكون لطيفه معه، يعرف نواياها و لكن مازال مترددا جداً من الإقتراب منها، استغرب كيف تريده بعد كل ماتعرفه عنه!!!
تجاهل ما يفكر به وهو يرى آدم أمامه لا يبتسم على غيرالعاده/سلام
بوجه باهت/وعليكم السلام.. هلا وليد..
استغرب رده البارد/آدم وانا اخوك فيك شيء؟!
حاول ان يكون عادياً والتفت للنادل يطلب منه/شتبي غداء اليوم.. اكيد ما اكلت شيء من صبح
امسك بيده وهو يصر عليه/اتركك من الاكل هاللحين و قول لي علامك اليوم منت على بعضك؟ الاهل فيهم شيء، الوالده بخير؟!
تنهد وهو ينطق بتعب/الوالده تقول انها بخير، بس واضح من صوتها الضيقه، من تزوج اخوي حاتم و سافر مع زوجته بعثتها و محد يمها..توني اعرف بسفرهم.. كانت لحالها مع الخدامه
استضاق صدره من ضيق صاحبه فهو لديه أم ايضا و يشتاق لها/وين خواتك عنها؟!!
ابتسم بخيبه وهو يتذكر حزن والدته و فزعها ليلا حينما تحلم بطفلتها المتوفاه/اخر العنقود كانت بنت وماتت بعد الولاده.. أمي ليومك هذا تهذي بها.. تخيل اذا جت تسولف تقول يوم حملت ببنتي سلاف.. و اذا جات تشبه على بنت صغيره و حلوه قالت مثل حلات سلاف.. للحين ماهي مقتنعه بموتها،
استغرب/كم لها متوفيه؟!
تنهد الضيق من اقصى صدره/تقريبا 23 سنه او حولها كذا.. ماني متأكد.. كنت صغير وقتها.. و ابوي توفي بعد وفاتها بكم شهر... رفضت امي تتزوج و جلست تربيني انا وحاتم.... حاتم ضحى بكل شيء علشان يسعدها و يجلس بجنبها... ومن ألحت عليه يسافر مع زوجته.. سافر و حزنت...!!
ابتسم وهو يخفي حزنه/الأمهات ماتقدر تفهم حبهم.. تبي ولدها يحقق كل شيء و ماتبيه يغيب عن عينها.. عين تراقبه و عين تبكيه.. المهم وش قررت انت؟!
حاول ان يبتسم قدر المستطاع/الحمدلله مثلما قلت لك معاد من المشوار إلا آخر محطه هالاسبوعين اخر شيء لي هنا.. وراجع لها.. الله يصبرها لين ارجع لها.. ابيها تفرح برجوعي و بتخرجي
ابتسم له/عسى الله يوفقك.. دام الوضع ببيتكم هادي تزوج وخل امك تستانس وتلتهي باحفادها ترى الوحده شينه لكبار السن
ضحك أخيرا /تصدق هذي جملة امي لنا انا وحاتم، تزوجوا ابي عيالكم يونسوني...
فرح بأن رفيقه ضحك أخيراً بعد فضفضته/الله يرزقك ببنت الحلال الطيبه..بس عاد هااه اعزمنا.
رفع رأسه للسماء/امييين، ابشر انت اول المدعوين يا رجل.. العمر راح وانا ادرس في علم الاجتماع و ماحسيت بنفسي.
صمت وهو يرى النادل مقبلا يأخذ الطلبات.. من هذه الصدف ان رفيق غربته الجديد اخصائي وباحث اجتماعي.. و زوجته التي سيتركها أخصائيه وباحثه اجتماعيه، ابتسم وهو يعيد عينيه على جهاز هاتفه لعله يرى رداً على رسالته الصوتيه.. ولكنها لم ترد رغم سماعها لها..!!
يعرف ليال جيداً ككف يديه، يعرف كم تنازلت من اجله عن امور كثيره..،
تذكر انه لولاها لما كان اليوم الجراح الأشهر في مجاله، ولكن الأحلام لا تتحقق بمجرد تقديم التنازلات..
عليها ان تفهم ذلك.. و لهذا عليها ان تتلقى قسوته ووجهه الآخر، الوجه الذي سيصدمها به..!
انتهى من سرد الطلبات على النادل ليلتفت لوليد/وانت يالطيب متى ناوي تجيب العروس؟! ياخي انزل عالاقل اسبوع تزوجها واخذها معك هنا تونسك.. ما عندك سالفه بهالمماطله!
اختفت ابتسامته/والله يا صاحبي الظاهر مافي نصيب، انا طردتها من حياتي قبل حتى اطلقها.
استغرب/افاا.. ليش طيب؟! مغصوب عليها و الا فيه مشكله.. فضفض ترانا اخوان..
نظر لعينيه و نظراته المهتمه، يبدو رجلاً جدياً حينما ينتهي المزاح.. تعجبه شخصيته التي تذكره بقاسي.. لا يعلم ولكنه مثله تماماً.. كثير المزاح و تجده عند اللازم.. رجلاً يعتمد عليه.....!!
.
.
.
انتهت من جولتها مع غريبه في اقسام الوقف، لترى علامات الاعجاب على محياها/هاه شرايك؟!
مازالت تحت تأثير الصدمه الإيجابيه/وشو وش رايي؟، شيء يفوق الوصف.. مايحتاج رايي والله.. عسى الله يزيدكم من نعيمه..
ابتسمت ليال للطافتها و بساطتها/امين.. يلا بعد كل الاقسام اللي شفتيها. وش اكثر شيء جذبك.. علشان نعينك فيه؟!
احتارت في الرد لتتحدث ليال/خليك هنا تفكرين علبال ما اروح أرد على اتصال مهم .. وتعاليني بالمكتب فوراً..
رأتها تذهب لتتحدث أخيراً عائشه سكرتيرتها/والله محد توظف هنا عند استاذه ليال المناع بالساهل غيرك يا غريبه .. يا انك محظوظه يا أن هذي دعوه أمك تالي الليل على سجادة الوتر!
استغربت/لهالدرجه ليال شديده؟!
نطقت بجديه/فوق ما تتصورين و حاطه تقييم وظيفي للعاملات هنا خصوصا اللي يتعاملون مع الاطفال و متبنينهم.. يعني مجهودك هو اللي يحدد استمراريتك معها... بس انتي ما شاء الله جابتك بدون حتى اختبار و لا مقابله و لا اعلان وظايف.. تبارك الله..
ابتسمت بدمعه بعد ذهاب عائشه، لا تعلم تلك أنها خبيئه بينها وبين الله دعوات الليل و صبرها رغم كل ماحدث لها... ستختار ما يختاره الله ولكن بعد حكم المحكمة غداً الجلسه التي ستحدد كل شيء في حياتها.. و لكن،
تلقت رساله من أدهم.....!!!!
.
.
.
.
وصل المنزل ليجلس على اريكته بإسترخاء بعدما رمى شماغه جانباً وهو يتحدث مع سيف عبر الهاتف/اسمع انا ما اثق في غيرك.. ابيك تروح بكرا و تاخذها من الموقع اللي برسله لك.. و توديها تسوي تحاليل. ثم ترجعها للبيت.. و قبل هذا خلها تزور مريم..
على الطرف الآخر/يابو راكان غيرت وظيفتي وانا مادري؟!
ضحك/و الله ياسيف ماحد قالك تحشر نفسك بالسالفه ترى محد قالك تراقب اهلها و تاخذها منهم و ترجعها.. انت اللي دخلت نفسك بالسالفه
على الطرف الآخر/بغيناها فزعه لك يالخوي.. لا تستغلني عاد
بابتسامه وهو يرى دخولها من خارج المكتب/انا واحد استغلالي.. محد قالك تتورط معي.
ضحك سيف أخيراً /و الله انه علشانك يا بو راكان و الا وش وراء الحريم
بنفس ابتسامه/وراهم كل خير وبذكرك فيها بعد.. يلا روح اخذها للمكان اللي قلتلك عليه.... سلام
جلست وهي تراه يبتسم لها بعدما اغلق هاتفه/وش هالروقان اللي اليوم!
بنفس إبتسامته/بعد الروقان بتحاسبيني عليه؟!
استغربت سؤاله/لهالدرجه مضيقه صدرك بأسئلتي؟! ترى كنت افتح دردشه معك لا أكثر!
صمت قليلاً وهو يتأمل ملامحها الغاضبه، لينطق بعد خفوت ابتسامته/و انا بعد اعتبريني افتح دردشه إذا سألتك عنك و عن مشاويرك.
ماكر يعرف كيف يجعل الامور لصالحه/اوكي،..
رأها تصمت ليطلبها/فيه عندك شيء بارد ينشرب؟!
وقفت/عندي.. اصبر شوي..
راقب ذهابها و عودتها إليه بكأس ماء/ماء..! مافيه عصير؟
رفعت كتفيها بلامبالاة وهي تعود لتجلس/انت ماحددت شيء معين، قلت شيء بارد و بس!
انتهى من شرب الماء ثم اتجه لمكتبه وهو يفتح الدرج و يخرج اوراقا تخص العمل/مشكوره على كل حال..
لاحظته يسكت عن ذلك الكيس، هل نسيه؟!/امم شلون المؤسسه و العمل؟!
استغرب سؤالها، لأول مره تطرحه/الامور تمام و لله الحمد.. بس هاليومين بنضغط شوي بسبب سفر نايف... صحيح.. ليه معاد شفتك تداومين؟! ماهي من عادتك!
مازالت تفكر بغموضه الذي تشعر به اليوم/هالفتره ماني حابه أسوي أي شيء.. وكلت نوره تقوم بالإداره مؤقتاً بدالي...
ابتسم وهو مازال ينظر لأوراق ملف بين يديه/غريبه مع انك حتى بحملك براكان و بعد الاربعين كنتي تباشرين العمل.. وش صاير بالدنيا..
وضعت اناملها على بطنها وهي تراه منشغل بملفاته/هالمره حابه اخذ كل راحتي اللي استحقها..
لم يرد كان يدقق في ملفاته...،
مرت الدقائق و الصمت يخيم عليهما.. كرهت صدوده هذه المره و عدم اكتراثه، هل سيكتفي بهذا الحال،من الواضح انه ارتاح لعودتها و اكتفى بها ، لتتذكر ماحدث البارحه/انت مانمت هنا البارح!! وين نمت؟!
شعر انها تريد الحديث معه وهي تطيل هكذا بالجلوس، مالسر و هي دائماً تتهرب منه و تقصيه، ليبتسم لها بعدما اغلق الملف الذي بين يديه/نمت برا.. ليش فيه شيء
رفعت حاجبها/ليه ماقلت لي؟!.. كيف نمت برا وانت كنت راجع ومابخاطرك تطلع؟!
استرخى بجلسته، وهو يستغرب إلحاحها/لا لا الدعوه كبرت، انتي أبداً ماتصلح لك جلست البيت ارجعي لعملك احسن لك وفكيني من هالتحقيقات تكفين.
عقدت حاجبها وهي تقف تريد الذهاب وترك المكان له/لهالدرجه سؤالي صعب و تبي الفكه من وجودي؟! ناسي انك كنت دايما تقول اتركي العمل؟! ماعرفت لك يا أدهم!!
رآها تفتح الباب لتخرج غاضبه، ليدخل خلفها طفلهما مستغرباً تجاهلها له/ماما!!
ابتسم له أدهم وهو يناديه/تعال هنا بابا، انا جيت
ذهب إليه راكضا ومتناسيا ما فعلته والدته وهو يرتمي بحضنه،..
كم يعشق حجمه الصغير وطريقة مشيته التي لم تتزن حتى الآن، أجلسه امامه فوق طاولة المكتب وهو ينظر إليه بحب/ماما اذا عصبت ماتشوف اللي قدامها، لازم نتحملها يابوك صح؟
اخذ النظاره من جيبه وهو يبتسم و ينطق بسعاده/ثححح
لم يصدق انه يردد خلفه سحبه و عانقه بشده وهو يلعبه وسط ضحكات راكان الطفوليه الساحره...،
.
.
.
لم تصدق ما اخبرها به نايف قبل قليل عبر الهاتف لتغلقه بعد انتهاء المكالمه و تخرج من غرفتها متجهه للصاله حيث تجلس ليال امامها كمبيوترها المحمول و ترتدي نظارتها الطبيه وتبدو مهتمه لما تتصفحه.!!
وقفت عندها غاضبه/لياال ليه ماقلتوا لي ان نايف سافر ألمانيا؟!
استغربت وهي تلتفت إليها/من قال؟! ومتى سافر؟!
اقبلت الشموس من غرفتها وهي تسمعهما/توني عرفت من أدهم انه سافر.
تحدثت بغيض/شفيكم معاد تدرون عن بعض؟! انتم منتم الاولين.. كلكم ماكنت اخاف عليكم.. ماكنت اخاف غير على نيفادا البزر و هذا هي بسم الله عليها جالسه ببيت زوجها و ربي يسعدها... لكن انتم يالكبار كل مالكم تصدون عن بعض..!! كل مالكم تنغلقون عن بعض..
ساكنين ببيت واحد ولا ندري عن بعض!!
تأففت ليال/يالله كنت ابي اسافر معه.. ليش ما قال لي عن السفر؟!
استغربت ام رواد/ليه ناويه تروحين تسألين زوج الغفله ليه مايبي يجي؟!!
استرخت بجلستها وهي تدعي الهدوء بإبتسامه/لا.. مشتاقه له بروح اسلم و ارجع..
عرفت انها تمزح و لكن هذا ليس وقته أبداً لتتجه بحديثها لها/انتي يمكن تقولينها نكته لكن والله اني اشوفها واقع.. استغباك و تركك.. انا معاد اجامل بشيء اشوفه غلط، لنا عيون تشوف يا ليال.. الجماعه اكلوا وجهي بأسئلتهم..
تركتهم و مشت تحت انظار الشموس الصامته،، لتلتفت إليها ليال/باقي كلامك انتي متى بتقولينه لي؟!
جلست الشموس بهدوء/انا تكلمت بالبدايه و سكتت، يعني دامك تحبينه و مبسوطه، ما راح اتمنى لك غير السعاده. لكن الشيء الملفت تدرين وشو؟!
نظرت لها بتساؤل صامت..؟!!
لتجيبها الشموس/الشيء الملفت ان ام رواد عمرها ما انتقدت و لا عصبت إلا بهالسالفه..!!
مازالت تلتزم صمتها و هي تتكتم على حرائقها الداخليه، لا كلمات ممكن ان تصف ما تشعر به..
تذكرت الشموس أمراً لتسألها/اذا اتصل فيك صارحيه بهالموضوع.. تأخر كثير.. واكيد ام رواد ماتكلمت الا من شيء يستاهل.. امس كانت بمناسبه و اكيد سمعت كلام ماعجبها..
وقفت ليال وهي تحاول التهرب من هذا الضغط/يصير خير.
لم تعجبها تهرب نظراتها وهي تتحدث معها و الآن هي تريد الذهاب/وين رايحه؟! اجلسي نتقهوى مع بعض و ندردش شوي
ردت وهي ذاهبه/معليش مصدعه، نادي ام رواد و غريبه وتقهووا سوى.
لم تعلق وهي تراها تذهب بتهرب هكذا، من الواضح ان هنالك مشكلة ما...تعرف ليال حينما تكون تخبىء أمراً..
.
.
.
استيقظت مبكرا وهي تشعر بصداعها..، نظرت للساعه المركونة على الرف لتصعق و تنزل من سريرها مستعجله...،
خرجت متجهه إلى غرفة شهد و لم تراها!!، بحثت عن عبائتها و لم تجدها!!
لا تصدق انها كانت جاده إلى هذا الحد!!!
ستجن لو حدث ما قالته،
بحثت في أدراجها عن اوراق تدل على مستوصفها الذي ستذهب إليه.. على الاقل ستجد اوراق مراجعه او شيء من هذا القبيل..،
تفاجأت بأقراص غريبه عليها!! في كيس صيدليه تابعه لأحد المستشفيات!!!
قرأت ورقة الدواء وهي تمسكها بأنامل مرتجفه و دموع.. ستقتل جنينها لتمرر انه اصلا بلا نبض!!
صرخت/مجنوونه وقسم بالله مجنونه
دخلت بعد رؤية باب غرفة ابنتها مفتوح و صوت هند تصرخ تعرف انه ابنتها ليست هنا بل ذهبت لبيت خالها كما اخبرتها/هند شبلاك تصيحين لحالك هنا؟!
إلتفتت إليها بدموع/خالتي ماكنت مصدقه انها كانت جديه لهالدرجه.. انا غبيه اللي سمعت كلامها و ماقلت لك عن حملها.
لم تستوعب بعد/لحظه.. انتي تقصدين شهد؟!!!
نطقت بخوف/اي يا خاله، شهد حامل من فتره و حلفتني ماقول لاحد لين تستعد و بعد فتره قالت تبي تجهض..! انا زعلت عليها و قلت انسيني لو نزلتيه لكنها مصرره... والله ماظنيتها بتضحي بالجنين ظنيت قلبها بيلين! موعدها اليووم اليوم اكيد نزلته.
و كأن سكب عليها ماءا بارداً.. راحت لتجلس على الاريكه/بس هي قالت بتروح بنات خالها راكان..!!
بكت وهي تذهب لغرفتها و تتصل بالسائق.. لتعرف اين ذهبت.. و لكنها تأكدت من احساسها لتعود لهند/شاايفه يا خاله السايق يقول وداها المستوصف من نصف ساعه..
اشارت بيدها لها وهي تبكي/انزلي لابوك و ناديه لي.. بسرعه.. لازم نلحقها.
.
.
.
منذ الأمس وهو يسير بشوارع برلين وحيداً بعد لقاءه بالطبيب و اطمئنانه على صحته.. يحتاج لعلاج طبيعي.. ولكن ما نثر الهم على قلبه هو ماعرفه من الطبيب حينما اخبره بما حدث..و عرف ان شهد سألت عنه الطبيب حينما زارته في ألمانيا بعد العمليه و اخبرها بكل شيء..!
كانت تعرف انه ليس قادراً ومع ذلك سكتت و صبرت و سايرته كثيرا وهو ماذا فعل؟! إهانه تلو إهانه و جلب مع تلك الحقيره الشقراء لتقضي على قلبها الذي كان ينبض له بالنقاء..
جلس على ناصية مقهى بالقرب من محطة القطار وهو يحاول ان يجد هدوءا لضجيجه الداخلي.. هو اليوم بالذات ليس هو كما في الأمس و الماضي من حياته..
تمنى كخاسر ان يستبدل ما يعيشه الآن من فوضى قلب و ضياع.. ان يستبدل كل شيء موجع.. بهدوء و طمأنينه.. ان تتقبله شهد و ان تمنحه فرصة أخرى تجعله فيها يكفر عن كل حماقاته السابقه بحقها..
لن يلومها بعد الآن.. و لكنه لا يستطيع منحها حريتها منه وعليها ان تتحمل ذلك ما دام انه لن يتدخل بشؤنها بعد الآن..
سمع صوتها يردد في أذنه جملتها التي صرخت بها في وجهه "أنت واحد أنااني"
رفع بصره للماره وهو يحاول ان يشتت ما يفكر به.. ليلمح شخص يحمل ملامح يعرفها جيداً /ولييد!!!
خاف وليد وهو يسمع صوته الذي يعرفه بمعرفة اخته حاول عدم الإلتفات و المضي و لكن اوقفه نايف/اوه نايف
رفع حاجبه مستنكرا بروده ليصافحه/اووه عشت مع الألمان و اخذت برودهم!!
ابتسم أخيراً/هلا نايف وش اخبارك؟! انا توني جاي من هامبورغ لاسباب العمل، انت متى وصلت هنا؟!
اشار للمقهى القريب/يا رجل تعاال نتقهوى و نسولف و حنا جلوس ازين..
إرتاح وليد وهو يرى ارتياحه، من الواضح ان ليال لم تخبر أحداً بشيء.. تلك الحمقاء ما زالت تصمت إزاء كل شيء!!! متى ستقتنع أنه لا فائده من انتظارها له؟!!..
،
.
.
،
دخلت مع صالح الذي يمسك بيدها حتى لا تنهار..سألوا عنها و اخبرتهم الموظفه بأنها هنالك في قسم النساء و الولاده..
إنهارت باكيه وهي تشد ذراع صالح/بنتي بتروح مني بعد يا صالح.. بتلحق اخوها
رآها تنهار ليحاول ان يثبتها وهو يمسكها بعضديها/اذكري الله للحين ماندري وش صار عليها اهدي وتعوذي من ابليس
هزت رأسها بفقدان أمل/يا صالح، ألم التسقيط ألعن من الولاده، بنتي ماراح تتحمله..منت فاهم و لا راح تفهم انا مجربه و اعرف.. بنتي ماراح تتحمل..
حاول تهدأتها ليرى طبيبه ترتدي لبس العمليات وتخرج من ذلك القسم/هذي الدكتوره طلعت من غرفة العمليات اكيد المشرفه عليها..
اتجهت إليها مسرعه لتسألها بلهفه.. و لكن تفاجأت بحديث الطبيبه/اطمنوا كل شيء تمام وهي بخير
خافت/اجهضت خلاص؟!!
الطبيبه/ايوه كان فيه صعوبه شوي، لان البنت ضعيفه ونزفت، لكن الحمدلله عدت على خير..
لم تستطيع التحمل اكثر من ذلك ليغمى عليها و يمسكها صالح، كان يعرف انها لن تحتمل..!!!
،
.
...
وقفت كثيراً تنتظر مكالمه من والدها ليخبرها عما حدث ولكن مازالت تدور بالصاله على غير هدى...
رن هاتفها الذي تركته عند اخيها لتذهب إليه بسرعه وترد بصوت باكي/يبه بشر وش صار على شهد؟!
تحدث و يبدو على صوته الغضب/سقطت و خالتك مغمي عليها.. تعبت ويمكن نتأخر.. لا تقلقين يلا سلام
كانت تريد الإستفسار عن حالة شهد و لكن والدها كان مستعجلا، جلست تبكي مافعلته شهد، آه لو أخبرت والدتها ما كان سيحدث ماحدث..
رن هاتف بجانبها لترى انه هاتف ام شهد نسيته من ارتباكها و قلقها لترد بعد رؤية اسم الشموس/الوه
على الطرف الآخر خافت من نبرتها الباكيه/انتي من؟!
حاولت عدم البكاء/انا هند صالح..
سألت بقلق/هند وين عمتي عن جوالها؟!
تحدثت بألم/فالمستشفى..
خافت الشموس/ليه عسى ماشر؟!
سكتت قليلا لتأخذ نفساً فهي تشعر بالذنب/شهد اجهضت.. و هي راحت لها من شوي و انا جالسه عند اخوي بالبيت،
لم تصدق ما سمعته/شهد كانت حامل؟!! طيب ماتدرين اي مستشفى..
اخبرتها بما قاله والدها فقط و انهت المكالمه..،
.
.
.
.
خرجت من غرفتها مستعجله و أحدثت ضجه خفيفه اثناء خروجها كفيله بأن يستيقظ لها أدهم وهو متفاجئ بلبسها و نيتها للخروج هذا الوقت وهو ينظر لساعته التي أمامه/الشموس وين رايحه من الصبح بدري!
لبست شالها على عجله وهي تجيبه/يقولون شهد سقطت..كلمت السايق يجهز السياره بروح لها عمتي هند تعبانه و ماظن تتحمل تقعد عندها
ترك مكانه لينهض بخفه/خليك هنا بغير و اوديك أنا.. كلمي السايق يرجع السياره لمكانها..
فرحت بمبادرته/استعجل بس انتبه لا تصحي راكان معك.
إلتفت إليها وهو عند باب الغرفه/تعالي جهزي لي ملابسي، علشان اخلص لك بسرعه
تركت عبائتها و لحقت به بهدوء/ااشش لا يصحى ركون و اتورط به
ابتسم/ماعليك.. اذا صحى باخذه معي و بريحك منه..
اخرجت ملابسه وهي تتقدم له بها/مشكور على خدماتك يا احلى أب ممكن تستعجل شوي حبيبي!؟!
خلع فانيلته و ألقاها ليأخذ منها المنشفه فقط و يدخل دورة المياه..،
لحقت به لتذكره/أدهم استعجل الله يخليك..
توقف و إلتفت إليها بعدما فتح باب الحمام/تعالي ادخلي معي احسن
تخصرت وهي تحاول ان تهمس بصوتها/إذا ناوي تتأخر علمني علشان اطلع مع السايق ابرك..
صغر عينيه وهو يحاول استفزازها/لا تحديني اسفر السواقين كلهم!!
تركت ما بيدها له و خرجت/انتظرك بالمكتب اتمنى تخلص قبل الظهر.
ابتسم وهو يراها تخرج غاضبه، ليدخل الحمام بسرعه.. هل تظن ان طلباتها و شروطها عليه سيمررها بدون ثمن؟!!
.
.
.
.
دخلت مكتبها بعدما سلمت غريبه وظيفتها الجديدة، أصرت عليها ان تعمل حتى و ان لم تنتهي قضيتها بالمحكمه..،
جلست خلف مكتبها منهكه من قلبها، منهكه من تفكيرها الذي عجزت قوالب اللغه عن إستيعابه و صياغته ..
حتى الشموس لا تستطيع ان تخبرها بما تمر به بعدما قالته البارحه، ماهذا الجحيم الذي وضعها وليد فيه وحيده!
لم تكن تشك للحظه واحده أنه سيعذبها بقية حياتها،
. للأسف جعلها تكفر به وتؤمن أنها أحبته أكثر مما ينبغي....
لا أحد يشعر بمرارة ما تمر به.. لا أحد.
ما أقبح الخذلان و ما أوجع الخيانه.
.
.
.
.
دخل إدارة المستشفى وهو يرفع طرفي شماغه للأعلى فما حدث شيء خارج القانون.. كيف يتم إجهاض حمل لا يشكو من عله طبيه مبرره؟!!
و زوجته هنالك منهاره ما جعله ينشغل بها عن شهد..!
فتح باب مدير المستشفى بدون استأذان ليرى اجتماعا، تجاهله وهو يسألهم/ووين المدير؟!
وقف من بينهم وهو يستنكر دخوله هكذا/نعم اخوي فيه مشكله..؟!!
تحدث صالح بنبرة غاضبه/فيه مشكله ماهي مشاكل..
إلتفت إلى موظفيه/اوكي روحوا انتم و نكمل اجتماعنا بعدين..
خرج الجميع و جلس المدير وهو يطلب من صالح الجلوس/تفضل يا اخ
تحدث وهو مازال واقفاً /ما فيه مجال للجلوس يا دكتور، ممكن اعرف كيف ومن متى تتم عندكم عمليات الإجهاض بدوون سبب طبي؟!
استغرب حديثه/من انت؟ ومن قال هالكلام؟!
رد وهو مازال يحترق على زوجته و ابنتها الحزينه/انا المحامي صالح.. بنتي تعرضت لعملية اجهاض بمستشفاكم اليوم.. اقسم اني ما راح اتنازل عن حق اهلي منكم.. وراح احاكمكم و اخذ حكم تشهير و غرامه فوق إغلاق المنشأه..
خاف وهو يتذكر مصدر رزقه/يا رجل إهدأ وخلنا نتفاهم انا اول مره ادري باللي قلت لك.. لحظه اتصل بقسم التوليد..
اخذ سماعة الهاتف وهو يتصل بسرعه بذلك القسم/ألووه.. اعطيني الدكتوره احلام بسرعه... لااا قلها تترك اللي بيدها وتكلمني بسررعه الموضوع مهم
إلتفت لصالح/اسم المريضه لو سمحت استاذ صالح؟!
.
.
.
.
على سرير التنويم تستلقي ودموعها تنسكب بعد الذي تعرضت له قبل قليل.. تجاوزت كل عقباتها الداخليه... تجاهلت كل نداءات قلبها..
لن تنسى صرخات إحداهن.. وهي تبكي فقد جنينها الميت و كأن صوتها كألة تفتيت الصخور وهي تدك قلبها و تحاول ان تنعش إحساسها الميت..!!
و لكن ما يموت لا يعود للحياة مرة أخرى.....،
كانت تحاول ان تتحضر نفسياً لخوض هذه التجربه المريره.. و لكن حينما سمعت صراخ احداهن و بكاء الأخرى بدأ الضعف يتسلل إلى قلبها.. وهي ترى الممرضه ترتب الملاقط والمقصات و ما إلى ذلك..
حاولت المضي لهذه العمليه بإغماض عينيها...حتى سمعت خطوات الممرضه تقترب منها لتفتح عينيها وهي تراها تحقن إبرة في كيس السيروم المعلق لتسألها بخوف وعين لامعه/وش هذا؟!
تحدثت تلك بإبتسامه/هذا عشان يسوي طلق بسييط ممكن هذا بيبي ينزل بدون مشكله
فتحت عينيها على إتساعها، لتنزع الإبره بعنف من ظهر كفها لتصرخ من ألم نزع الإبره، وهي تعترض/لا لا
استغربت الممرضه وهي تراها تحاول النزول من كرسي الولاده/مدام ليه يسوي كذاا؟!!
صرخت وهي تنادي الطبيبه/لا تلمسيني مابي انزل شيء
الممرضه بحزن/بس مدام بيبي موت.. انتي في اخذ دواء دكتوره قبل يومين صح؟!
تذكرت ذلك الدواء الذي طلبت منها الطبيبه استخدامه إذا ارادت ان تجهض، ولكنها اخبرتها انه مقويات لها.. ولا تخص الجنين..!!!
حسناً هي من أرادت الإجهاض ولكن كان على الطبيبه ان تكون واضحة معها/نااادي الدكتوره بسررعه ناديهاا
طرقت الباب وهي تنادي من خلف باب غرفة الولاده/نيررس!!
فتحت الممرضه وهي غاضبه/مدام ممنوع دخوول
دفعتها الشموس وهي تدخل متجاهله المنع/وين شهد حسين؟!
كانت تستلقي مكانها و دم يدها يلطخ السرير و لبسها الزهري.. لمحت دخول الشموس و لكن لم يعد بها قوه، شعرت انها تبذل مجهوداً نفسياً وجسديا منذ أيام بلا فائده، لتناديها بصوت ضعيف/الشموس...
اقتربت منها وهي مرعوبه من منظر الدم.. غطتها جيداً وهي تمسك بيدها و تقترب من رأسها خائفه/وش سوولك هنا يا بنت؟! وش سبب التسقيط لا يكون تعبتي نفسك بس
ابتسمت للشموس ثم غابت عن الوعي اثر نزيفها و معاركها الداخليه..، شعرت ان روحها تسحب من بين جنبات ضلوعها.. يترائى لها وجه تركي الباسم لتبتسم وهي تغلق عينيها...!
خافت الشموس وهي تراها تفقد وعيها بين يديها لتصرخ بالممرضه التي ذهبت مسرعه تنادي الاطباء، اما الشموس فأخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بأدهم وهي تتحدث بنبره باكيه/أدهم خلهم يجهزون الإسعاف لازم ننقلها غير هالمستشفى تكفى
على الطرف الآخر/الشموس وش صاير للبنت؟! ليه نوديها مستشفى ثاني؟!
بنفس بكائها/البنت بتعبانه و ما شفت عنايه تمريضيه و القسم مافيه اطباء، ما راح انتظر اخسرها مثلما خسرت جنينها.. بسرعه حبيبي..
،
خارج القسم..
اغلق هاتفه منها ليجري اتصالاته وهو يذهب للإستقبال.. إضطر لإستئجار سيارة إسعاف لتنقلها..
كان كل ذلك خلال عشر دقائق... حتى عاود الاتصال بها وهو يدخل مع المسعفين والممرضه التي ساعدتها..
ركبت معها في سيارة الإسعاف وهي تبكي على حالة شهد مع إصفرار لونها المفاجئ!!
وضعت يدها بطنها بخوف الفقد.. ليس هنالك ارعب من هذه الفكره بمخيلتها الآن.. كان الله في عون شهد..
.
.
.
.
.
.
في غرفة الطوارئ بعدما استعادة وعيها أخيراً، جلست وهي تتحسس رأسها و ترى زوجها يقف أمامها و يتحدث بالهاتف بإهتمام.. تراه يبدو غير قلق وهو يرد على المتصل/اهم شيء صحتها صارت بخير... مشكوور انت والشموس والله انكم فكيتوا ازمه..
تحدثت و هي تحاول ان تنزل لا تعلم كم لبثت/صالح وين بنتي؟! ودني لها تكفى بشوفها
ابتسم وهو يعيدها لتجلس مكانها/ارتااحي شووي.. تعبتي و جلست معك كم ساعه.. اما شهد لا تخافين عليها معها الشموس و أدهم اخذوها لمستشفى ثاني..
إزداد قلقها/لمستشفى ثااني!! ليه شفيها بنتي يا صالح ليه ياخذونها من هنا
احتضن اناملها بكفه وهو يحاول تهدأتها/هاللحين بنروح و نتطمن عليها، قلتلك الشموس معها لا تخافين..
.
.
..
مازالت لا تفهم حقيقة ما حدث لشهد!
هي بخير الآن واستعادت وعيها و ما زالت صامته!!
دخلت الطبيبه مبتسمه/هاه ان شاء الله صرتي احسن يا شهد.؟
لم ترد لترد عنها الشموس/صارت احسن بس الظاهر مرهقه..
جلست وهي تطلب من الممرضه وضع الجل على بطن شهد/بس باقي نشوف السونار وش يقول و بعدها نقرر اذا تروح بيتها ترتاح او تقعد عندنا..
بدأ قلق الشموس وهي ترى برود ردة فعل شهد تبدو بلا روح!!/سونار!
بدأت الطبيبه بتمرير جهاز السونار على بطنها للحظات ثم تحدثت بما تراه/ما شاء الله كل الامور بخير ووضع الجنين ممتاز.. مستغربه كيف شخصوا حالتك هناك!
ما زالت صامته لتثير شكوك الشموس التي تسأل بدورها الطبيبه/سمعينا النبض لو سمحتي
استجابت لها وهي ترفع صوته/نبضه طبيعي جدا لجنين بحجمه..
ابتلعت تلك الغصه وهي تسمع صوت جنينها ولكنها لم تلتفت للشاشه التي بجانبها،.. لم تحاول يوما ان تطلب سماع صوت نبضه ولكن الشموس بهذا الطلب تضعفها..
انتهت الطبيبه من عملها و خرجت، لتتوجه الشموس بالحديث لها/سببتي لأمك رعب الله يهديك..
تذكرتها لتسأل أخيراً /وينها؟!
الشموس/جاتك بهذاك المستوصف لكن تعبت و انهارت وقت ما ظنت انك سقطتي.. وحاليا هي بخير و جايه لهنا بالطريق و طلبتها تجيب لك ملابس و عبايه..
مسحت دمعتها التي انسكبت وهي تفكر بما حدث"
سألتها بفضول فهي تشك بما حدث/انتي ماتبين هالحمل صح؟.. جاوبي بصراحة انا اختك يا شهد
تحدثت تلك بنبرة موجعه/كنت ناويه اتخلص منه بس ضعفت باللحظه الاخيره، فقدت شجاعتي
كانت متأكده من ذلك/يعني غيرتي رأيك؟!
صمتت بحزن وهي تنوي عدم الإحتفاظ به..
ألحت بسؤالها فهي كأختها و نايف يهمها ان يكون له ولد/افهم انك حابه تولدينه؟!
تذكرت تركي و حرقة مقتله/أنا خذلتني قوتي هالمره و تراجعت عن العمليه، لكنها ما زالت تدور براسي.. انا مابي نايف يالشموس و مابي أي ذكرى منه..
حزنت الشموس/لهالدرجه كرهتيه؟! و انا اللي كنت اظنك تحبينه!!
نطقت بألم/على قدر حجم الحب يصير الخذلان اضعاف يالشموس... كل شيء ينتعوض إلا اخوي ماله عوض لو كيف ما يكون.
ابتسمت الشموس بحزن/غريبه، انا رغم زعلي من أدهم وكل اللي صار بيننا و رغم هجري له و طلبي للطلاق منه مافكرت أبداً أنتقم منه باجهاض حملي.. لأني معتبرته شيء لي أنا مثلما له هو.. حرقتي على فقده بتكون اكثر و اكبر من غضبي من ابوه... اقصى شيء سويته اني للآن ماقلت له عن حملي الثاني وناويه اقوله قريب خلاص
بكت/انتي قويه يالشموس اهنيك على نفسك.
ابتسمت/و انتي اقوى بعد.. الجنين حق لك، المفروض تشوفينه كغنيمة حرب انتي الرابحه فيها مو كإبن لعدوك.. فكري فيه و انسي ان له أب جارحك.. لا تفكرين بنايف.
ابتسمت لها أخيراً /اخر شخص توقعته بيقول لي انسي نايف هو انتي..!!
عبست وهي تحاول ان تخرجها من حالتها النفسيه/بلاك ماتدرين اني مخاصمته من زمان و ما اكلمه.. اوكي صحيح هو اخوي بس أنا ما احب الخطأ و لازم يدفع ثمن اخطاءه..انا ماني عمياء يا شهد، لو أدهم سوى سوات اخوي ما سامحته.
سكتت وهي تشعر بتحسن بعد فضفضتها مع الشموس، وتتبسم وهي تتذكر انها حامل، لتنطق بدهشه/من جدك حامل و محد يدري للآن؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تتبسم/اي نعم و بولد قبلك بعد. دعوااتك تكون بنوته.
تنهدت بإبتسامتها/الله يرزقك بما تتمنين..
بإبتسامة سعاده/اميين.. المهم قبل انسى، موضوع الإجهاض خليه بيني و بينك و اي شيء تقررينه انا معك فيه، بس طلبتك لا تسوين شيء لحالك.. شهود ترى انتي مثل خواتي ليال و نيفو و اميره، اللي يوجعك يوجعني و اللي يفرحك يفرحني فاهمه يا شهود؟
امسكت بيدها التي تعانق أناملها بإمتنان/مادري وش اقولك والله، بس احبك والله
فرحت وهي تراها تتفاعل معها/و انا بعد احبك.. يلا شدي حيلك و تجاوزي هاللي تمرين فيه، و تذكري مافي شيء يستاهل ضيقتك و لا زعلك.
صمتت ممتنه لهذا اليوم الذي جعلها تسمع ما يجعلها تشعر بالأمل.. مشاركة الشموس لها أعادت لها جزء من نبضها، أحياناً لا نريد من أحد شيء سوا ان نشعر أنه يقف إلى جانبنا، ويشعر بنا... مشاركة أحاسيس و تضميدة قلب لا أكثر ولكنها تصنع فارق.
.
.
.
خرج من عمله متجهاً لأخذها كما طلبه أدهم..،بصمت يطرق سيارته ماعدا صوت مذيع الراديو..
توقف عند المكان المطلوب، هنا مكان الوقف و لكن كيف سيتواصل معها لتخرج له الآن؟!!
أخرج هاتفه وهو يقرر الإتصال بأدهم ليخبرها ان تخرج فهو بالتأكيد يعرف رقم هاتفها..،
.
.
منذ تلقت إتصال أدهم وهي مرتبكه، شعور التوتر لا تستطيع التغلب عليه فالذي سيأخذها هو سيف وليس أدهم...،
خرجت من مكتبها بعدما اتصلت بليال واستأذنت منها..، كانت على علم بأن مواعيد قضيتها لم تنتهي بعد لذلك عذرتها...،
وصلت لسيارته وهي تسمي بالله و تركب و تغلق الباب هدوء/السلام عليكم.
لم يلتفت فقط حرك السياره/وعليكم السلام..
إلتزمت الصمت وهي تلاحظ جرح وجهه مازال لم يلتأم بعد، شعرت بلؤمها للحظه ولكن هو يستحق ذلك حينها لم تكن تعلم من هو...،
تحدث وهو يلعن إرتباكه الذي يداهمه هذه اللحظه/ترى بنروح المستشفى علشان تسوين تحليل
كتمت ضحكتها، هل يظن انها ستخرج معه بدون ان تدري عن وجهتها/أدري.
شعر بالغباء للحظه/خفت يعني تكونين ناسيه لوين بنروح.
استغربت/يعني اكيد رايحين مشوار يخص القضيه.
قرر الصمت أفضل له من هذا الهراء الذي يقول..،
أنبت نفسها كثيرآ ليس من الجيد الرد عليه بهكذا رد، شعرت للحظه بأنها عديمة حياء..!
.
.
.
.
انتهى من جلسته العلاجيه الأولى و خرج من المركز.. تمنى لو أنه أنجز فترته العلاجيه الأولى و لم يقطعها، إزداد العبء على ظهره الذي لم يكن مستعداً كل الاستعداد لكثرة الحركه التي تعرض لها حينما عاد للرياض..،
شعر للحظه أنه يحمل أطنانا من الحجاره على ظهره،
رفع هاتفه وهو يريد الإتصال بوليد و لكنه رأى رسالته، و استغرب انه اعتذر عن موعد الغداء الذي اقترحه..
اغلق هاتفه وهو ينوي إحتساء فنجان قهوته و من ثم العوده إلى الفندق طلباً للراحه...،
الجو لاسع البروده و ماطر بشكل خفيف... دخل في احد المقاهي التي تعج بمرتاديها..
طلب ما يريده من النادل و جلس ينتظر وهو يلتهي بهاتفه بين يديه، يفكر كيف لأدهم ان يتحمل كل شيء لوحده دون ان يتذمر.. اتصل به صباحاً و طلب منه ان لا يفكر بأمور العمل و ان يظل هنا حتى يشعر بتحسن..
من الجميل انه لم يستفسر اكثر عن تفاصيل ما يمر به...
يعجبه إتزان أدهم و صبره،
رفع بصره من هاتفه بتنهيده ليرى مالم يصدقه، هنالك يجلس وليد مع إحداهن وتبدو أجنبيه..!
لم يصدق ما يراه، هل اعتذر عنه ليقابل إمرأه؟!!!
حاول ان يهدأ  و لكنه يرى يدها تمتد لأنامله على الطاوله..!! كان صامتاً وهي من تتحدث!
للحظه شعر بغضب و هو يرى وليد يماطل في العوده و يخترع الحجج لتأخير زواجه من ليال وهو في المقابل هنا مع غيرها..!!!
قرر ان يترك المكان قبل ان ينتبه له وليد و يتعرض للحرج، ذلك لن يكون في صالحهما.. لن يتركه سيريه ماذا سيفعل به..
استقل سيارته وهو منفعل و غاضب،
تذكر تركي لحظتها، لو انه لم يتسرع في الحكم عليه لما تركته شهد ولما افترقا... هو فعلاً في حيرة من أمره..
سبق و ان دفع فاتورة تسرعه السابق..
لذلك سيتراجع عما فكر به و لن يحكم بما رآه، لعل هنالك شيء يدور في كواليس هذا اللقاء..
لو علمت ليال ستقيم الدنيا و لن تقعدها، و لكنه لن يخبرها بشيء، ما أدراه ما لقصه!
لن يظلم وليد بالحكم عليه فوراً،
.
.
.
.
.
.
بالعوده لذلك المقهى..،
فهم ما ترمي إليه زميلته، ما دعاه ان يصدم بصراحتها معه وهي تمسك بيده، الزواج لم يعد مطلباً له..،
رغم كل شيء ما زالت هذه الطبيبه تطوق عنقه بما تعرفه و ما تريده منه!
تحدثت وهي تراه يلتزم صمته بعد الذي صرحت به/لماذا تصمت؟! اعرف ان صراحتي ربما ستصدمك و لكن انا لا اتقن التلميح و انت لا تفكر بشيء آخر!
ما زال ينظر إليها ويحاول ان يجد رداً /ريتا دعينا نؤجل الموضوع قليلاً... ما زلت عالقاً في الماضي.
ابتسمت/و لكن لا يسعك ان تظل تفكر بشيء مضى و انتهى..!اعرف انك وحيد بما فيه الكفايه و  انا أريد ان ابقى بجانبك.. مالمانع؟!
اطلق تنهيدته وهو يصد للجهة الأخرى و يفكر بما تقوله، هي تحاول ان تحيط به من كل الجهات، ولكن أمر الزواج لم يعد واردا في قاموسه... هي بلا شك تضغط عليه... تضغط كثيراً.
.
.
.
.
.
عادت ليلاً بعدما إطمئنت على شهد.. جلست لترتاح على أقرب أريكة متسائله لماذا لم يتصل بها أدهم قد تركها مع عمتها و شهد بالمستشفى و ذهب لأعماله..،
في الجانب الآخر من الصاله الكبيره لمحت ليال تدخل من الحديقه برفقة غريبه ويتضح الإنسجام
، عجيب فاختها محدودة الصداقات ولا تختلط بأحد بسهوله، مازالت تتفاجىء من اختها منذ قبولها الزواج بوليد و تصرفاتها معه..
تعبت كثيراً اليوم، وقفت وهي تشد خطواتها إلى غرفتها لتنام و لكن نادتها ليال لتقف تنتظرها/..
اقتربت ليال بلهفه/هاه وش صار؟! شهد بخير
بإبتسامه طفيفه/الحمدلله، عدت على خير..
غريبه بإبتسامه/الحمدلله على سلامتها
الشموس/الله يسلمك غريبه... اسفه انشغلت ونسيت وعدي لك بالوظيفه..
غريبه بابتسامه تتسع/و لا يهمك حتى أنا نسيت إلين ذكرتني اختك ليال و ماقصرت معي وظفتني عندها.. ان شاء الله ما اسود وجوهكم عاد
ليال بسعاده/متأكده انك بالمكان المناسب لا تقلقين
إلتفتت إلى اختها بإبتسامه، لم تتغير ليال رغم كل ما مرت به، مازالت تمارس ما تراه صحيحاً بدون أي تأثر/اي احد تثق فيه ليال معناته كفو الثقه.. مبروك الوظيفه يا غريبه.. بس ما قلتي شصار عالموعد اليوم
بقلق/عرفت من المحامي ان استاذ أدهم طلب منه الطعن بنسبي لأهلي، ما كنت اظن ان الامور بتوصل لهالدرجه، رحت اسوي تحليل الdna..
استغربت طلب أدهم و تدخله في عمل المحامي، و لكن لم تعلق على هذا التدخل، لترد بهدوء/لا تخافين، أدهم رجل قانون قبل كل شيء، اكيد ما يقدم على خطوه إلا حاسب حسابها،
ليال بتخمين/اتوقع يبي يكسب وقت لا غير
شعرت غريبه بقلقها يعاودها فما زالت خائفه من نتيجة ذلك التحليل الذي سيحدد ملامح مستقبلها بعد الله/الله ييسر الامور.
تلفتت تبحث عنه و لم تراه/وين ركون؟!
ابتسمت ليال/جاء أدهم و اخذه للغرفه اعتقد ناموا و اميره زعلت و راحت تنام هي الثانيه كانت تبي تسهر
استغربت فهي لم تنتبه لسيارته في الخارج/طيب انا بعد رايحه أنام، تصبحون على خير
كلاهما/وانتي من اهله.
تسائلت بفضول/شهد تقرب لكم مره
ليال/بنت عمتي وزوجة اخوي نايف.. تعالي بس نسوي قهوة نسهر شوي
بابتسامه/يلا
.
.
.
.
.
دخلت جناحها لترى اريكته مرتبه، اتجهت للغرفه لتتفاجئ بأدهم ينام بصحبة راكان على السرير،
وقفت متفرجه للحظات وهي ترى راكان يتوسد ذراع أبيه...، للحظه شعرت بلؤمها وهي تبتعد عنه في الفتره الماضيه،
تذكرت مافعله اليوم تركها و ذهب بدون ان يخبرها و من ثم لم يرد على إتصالاتها، هو أحياناً يقلقها بتصرفاته المزاجيه معها. كيف يلح ان يأخذها بسيارته صباحاً ثم يتجاهلها ليلاً؟!
اقتربت للسرير لتأخذ راكان لسريره و تغطيه جيداً عن البرد..
أعادت نظرها المرهق لأدهم وهو يغط في نوم عميق في السرير الذي كان يوما ما يجمعهما، كانت حريصه ان يكون مكاناً خاصاً جداً لهما بعيدا عن اي حديث و عن اي  عتب و عن أي شيء من منغصات الحياة، كان المكان المحرم..
و لكن الآن هو عبارة عن محطه مهجوره تعج بالذكريات.. ذكريات موجعه للقلب و آسرة للروح..
تركته متجهه لدورة المياه، لحظة إستحمام دافئ قبل الذهاب للنوم لعلها تنام و ترتاح من التعمق في تفكيرها الذاتي، عليها تجاوز المرحله، التجاوز فقط.
انتهت من استحمامها وهاهي تجفف نفسها أمام المرآة وتحدق في ملامحها، عينيها تشكو جفائها وتطلب الرحمه، شفتيها لم تعد قادره على كل ذلك الكم الهائل من الصمت..!
انتهت من ذلك لتخرج بالبيجامه الحريريه اللحميه و تتجه لخارج الغرفه بعدما وضعت لمسة عطر خفيف..؛
حاولت النوم إستلقت للنعاس بكل شوق، لتغمض عينيها، و لكن ما حدث اليوم لشهد و ما سمعته منها يمر أمامها، شهد ذاقت الوجع و لم تستطيع الخلاص منه لدرجة أنها فكرت في إسقاط جنينها،.. بينما هي لم تفكر بذلك بل حرصت في ظل كل شيء حدث بينها و بين أدهم ان تحمل منه، كانت تريد ذلك و حصلت عليه!!!
ان تغضب منه شيء و أن تتخلى عن طفله منه شيء آخر.
لا يجوز الخلط بينهما، رغم انها تعرف مدى الألم الذي ينهش قلب شهد و لكن عليها ان تفكر بنفسها و ان تقتنع ان الطفل حق لها، فليس لرجل ضعيف حق الأبوه..
اطلقت تنهيدتها وهي تتوجع لنايف الذي قست عليه كثيراً، تعترف بينها وبين نفسها انها تجور عليه و لكن ذلك بصالحه هي متأكده من ذلك...قد كبر و عليه ان يعرف انه تجاوز الطبطبه و المداراه منها كطفل صغير او مراهق طائش..،
.
.
.
طرقت الباب قبل ان تدخل و لكنها لم تسمع رداً، تعرف انها غاضبه منها رغم مافعلته بها البارحه و اهتمامها بها حينما عادت من المستشفى..
فتحت الباب و دخلت لتراها شبه جالسه على سريرها و تلتهي بجوالها بين أناملها/يعني صاحيه و ما تكلمتي!
ردت بدون ان تلتفت إليها/مابي اتكلم مع احد.
ابتسمت وهي تقترب من سريرها وتجلس بالقرب منها، تعرف انها غاضبه منها/ما راح ألومك لو زعلتي مني.. انا نفسي ماني طايقتها.
لم ترد، ظلت تلتهي بجوالها بصمت/....
إلتمعت عينيها بحزن/مافيني خير لأحد.. أحس اني بلا هدف، خفت أجيب ولد او بنت و أفشل بتربيتهم،.. أحيانا الكراهيه مرض ماينشفى منه و يأثر على الشخص طول عمره.. حبيت اتخلص من هالكراهيه اللي بداخلي، قلت بنزله و برتاح بس ما قدرت.. ما قدرت!
حزنت على حالها وهي تسمع لفضفضتها، حديثها هذا يدل على حالة إكتئاب مابعد الصدمه و لكنها لا تشعر، ردت بهدوء/لأن الحب داخلك طاغي على الكراهيه.. انتي اللي داخلك ماهي كراهيه، اللي داخلك مجرد تعب و جرح عابر.. يجوز يكون قوي لكنه بالنهايه عابر.
نزلت دمعتها الحزينه/أنا سيئه وضعيفه، عمري ماكنت بهالضعف حتى وقت ما ضغط علي ابوي و حتى لما كنت اعيش عذاب أمي معه؟! كنت اشوف انه بكرا بيتغير الوضع و بكرا الحال يتعدل... كنت دايماً اشوف بصيص أمل داخل العتمه.
فرحت/افهم انك ممكن تتراجعين عن ترك نايف؟!
هزت رأسها بالنفي/إطلاقاً.. وهذا أضعف الإيمان.
خافت/و الجنين وش قررتي
ابتسمت لإهتمامها و نسيانها لغضبها/الجنين أمره بيد اللي خالقه، اذا الله كاتبه لي بحتفظ فيه و بسميه تركي ان شاء الله..
ابتسمت أخيراً لتنطق بحماس/و إذا بنت؟!
أحبت ابتسامتها الحماسيه/إذا بنت بسميها هند وخليها تصير مملكة هند بهالبيت..
مدت شفتيها/لا عاااد كذا كثييير، اجل ان شاء الله يجي ولد ونشوف تركي راجع حسه بهالبيت من جديد
دمعت رغم ابتسامتها، فالراحل لا يعود أبداً و عليها أن تعتاد...و تتجاوز.
.
.
.
.
خرج من غرفته وهو يبحث عنها، ليراها تحتسي قهوتها على أريكته التي إعتاد النوم عليها و تلتحف بغطاءه، ليبتسم/اخذتي دوري البارح
رفعت عينيها له/ماحبيت ازعجك بنومك
جلس على الكرسي المنفرد وهو يمد ساقيه على الطاوله أمامه و يراقبها بصمت كمن يراها لأول مره..!
لم تعيره انتباها عادت ترتشف من كوب قهوتها بصمت، و هي تفكر كيف تخبره...
إسترق النظر لها وهي تلتهي بقهوتها/متى جيتي البارح ماحسيت بك؟!
عادت لتلتفت إليه/لو جيت تاخذني بدال السايق كان عرفت، مو فالصبح تبي تسفره و بالليل تغير رايك!
ابتسم بفتور/انتي محد يقدر يجاريك بالعتب و اللوم! سألتك سؤال صغير جاوبي على قده، و الا لازم فلسفتك يعني..!
ابتسمت/اوكي شطب عالعتب و اللوم بعد هاليوم.. كله و لا زعلك من الصبح.
رفع حاجبه متعجبا من برودها وهي تبتسم هكذا رفم غضبه/انتي وش فيك اليوم بالضبط؟!
حاولت ان ترتب ما ستقوله/أدهم ممكن تهدي شوي؟! لأن عندي لك موضوع مهم، لازم اقوله، بس بهالتوتر هذا انسى.
صمت قليلاً وهو يصد عنها ليرتب انفاسه ثم عاد لينظر إليها/هدينا.. وش موضوعك المهم هذا؟!
ترددت في إخباره مجدداً /تبي قهوة و الا فطور أول؟!
رن هاتفه الذي بيده ليغلقه ثم رفع حاجبه/ابي موضوعك المهم، قولي يلا اسمعك
تنهدت وهي ترى نظراته الغاضبه/شوف من المتصل عالصبح يمكن شيء مهم!
اعتدل في جلسته وهو يتسائل/انتي مو تقولين موضوعك مهم؟!! اوكي تكلمي واتركي كل شيء، انتي اهم بالنسبه لي من اي اتصال و من أي شيء.
لا تعرف لماذا قلقت بعد الذي قاله/أدهم أنا قبل فتره.. كذبت عليك بشغله.. بس كنت مضطره انت ماخليت لي مجال
استغرب/وش هالشيء اللي يخليك تضطرين تكذبين؟! اللي اعرفه هو انك ما تخافين!
تذكرت تلك الليله بإختناق/اخر ليله قبل اترك البيت تذكرها؟!
عاد لهدوءه مره أخرى، هي تحاول فقط نبش الوجع/اي اتذكرها وللأمانه ماني ندمان عاللي سويته..
ردت بهدوء مصطنع/ما اقدر اخفيك انها كانت اصعب ليله مرت بحياتي..!!
شعر بالحرقه بعد إعترافها بنفورها منه/تطمني ما راح تنعاد.. النفس لها كرامه مهما حبت.
شعرت بالإختناق اكثر فهو لم يفهمها/وقتها انت ما كنت ناوي تسوي شيء او حتى تتنازل و تغفر لين قلت لك اني حامل، فجأه انقلب عبوسك لإبتسامات و فجأه صرت تطالب بحق المبيت و حق العشره... تذكر؟!
تأفف من ذكرها لتفاصيل تقتله كلما يتذكرها/وقتها كنتي كذابه.. ليه ما ذكرتي هالشيء؟!  ليه ما لقيتي لك كذبه غير الحمل!!
إلتمعت عينيها وهي تهز رأسها بنفي قاطع/ماكانت كذبه، أنا فعلاً حامل.. لكن اضطريت اكذب الحمل بعد اللي صار هذيك الليله، خليتني أكره نفسي..
وقف غاضبا وهو يعقد حاجبيه/بسسك كذب يرحم والديك، كلما بغيتي تنقذين نفسك قلتي انك حامل!!
ابعدت الروب عن بطنها لتريه حجمه الصغير/اقسم لك إني حامل و ببداية الشهر الرابع.. ارتحت؟!
شعر بحرارة الدمع في عينيه وهو يشعر بغباءه أمامها، كيف تلاعبت به؟! كيف كذبت حتى صدقها؟!..
هز رأسه بمسايره و ترك المكتب ليعود للغرفه..
خافت من صمته، لعله غضب!!، و لكن ماهي إلا لحظات لتراه يخرج بثوبه و مرتبا لشماغه على رأسه، ليمر بجانبها مرور الكرام وهو ينوي الخروج بصمت....،
وقفت مستغربه تصرفه/أدهم وين رايح؟! ما افطرت!
وقف عند الباب وهو يرتدي نظارته السوداء قبل الخروج ليلتفت إليها/عندي شغل...
لحقت به وهي تناديه/أدهم.. عمتي جايه اليوم لازم ترجع بدري.
نظر إليها ثم خرج مستعجل/طيب
ظلت واقفه مكانها مستغربه لردة فعله الغريبه، لم يعلق و لم حتى يبين غضبه او فرحته، لم يبين أية مشاعر!!!
جلست متوتره وهي تفكر به و بما سيفعل؟! كيف اجتاحه البرود فجأه..؟!
.
.
.
.
.
.
وضعت حقيبتها جانباً وهي تجلس و تسأل سكرتيرتها/عايشه وين عزه من كم يوم ما مرت علي!!
قدمت لها ملفا طلبته منها/المسكينه امها تعبانه ومحد عندها غيرها..
استغربت انها لم تخبرها/من وقع على إجازتها.
عائشه/فالحقيقه هي ماتصلت حتى تستأذن.. بس أنا استفقدتها واتصلت فيها و قالت ان حالتها حاله وماقدرت تفكر بشيء، الله يشفي أمها.
خافت/طيب عايشه روحي شوفي شغلك.
إلتقطت هاتفها وهي تبحث عن اسم "عزه" لتتصل بها..
.
.
.
.
.
دخلت وهي تحمل أحد اطفالها و من خلفها الخادمه تحمل الآخر و تأمرها/اتركي غنى و روحي جيبي شنطتهم من السياره
رأتها وهي قادمه من المطبخ لتتسع إبتسامتها/لا لا من جاااينا ام سلوووم ووعيالها يا هلااا
ابتسمت هي الاخرى وهي تسلم على ام رواد التي التقطت سلمان من يدها/اشتقت لك خالتي شلونك
احتضنت سلمان بشوق وهي تشمه/انا بخير بشوفتكم، يا بنتي لعاد تبطين عني
تلفتت وهي تبحث عن احدهم/حبيبتي خالتي..وين البقيه؟!
اتجهت للصغيره الاخرى و جلست بجانبها/الشموس بالمطبخ تحوس تبي تسوي كيكه و راكان عذبها بالمطبخ، و ليال للحين مارجعت اما اخوانك الصغار من رجعوا من مدرستهم نايمين، شوي ويصحون
اتسعت عينيها بحماس/بروح للشموس بالمطبخ اشتقتلها و لركون.
.
انتهت من صب خليط الكعك في قالبه و من ثم اتجهت للفرن لتضعه فيه وهي غاضبه من راكان الذي يتتبعها/ركوون ابعد عني لا تحترق يا ملقوف.
صوت من الطرف الاخر ينادي/ركون تعال عندي حبيبي
اغلقت الفرن وهي تلتفت بإبتسامتها لصاحبة الصوت/نيفوو يا مرحبا و الله.. اخيرا يا بنت
اتجهت لهابشوق و عانقتها/اشتقتلك قسم بالله اشتقتلكم كلكم.
لاحظت صحتها افضل بكثير مما كانت عليه لتبتسم بدمعه/ما شاء الله يا نيفو صايره تجننين، كبرتي يا نونو
ضحكت وهي تشعر بمبالغتها/الشموس محسستني من زمان عنكم ترى مالي شهر
شدتها من خدها/شهرر كثييير وانتي عندي بالرياض اتقي الله بقلبي
غمزت لها/يعني مثلك عارفه ابوسلمان ما يخليني و هه
صغرت عينيها وهي تذهب لتجهز طبقها الآخر/ابو سلمان بكلمه تجيبينه و بكلمه تودينه لكنك تبين تكونين لاصقه فيه... خلي عنك الدلع و الحجج الواهيه با بنت ابوي
انفجرت ضاحكه/اااه مشكلتي قصتي مفضوحه عند اهلي..
ضحكت هي الأخرى وهي تعلم كل شيء/يازين هالقصه الحلوه.. خلي عنك، اهم شيء انك مبسوطه معه يا قلبي.  الباقي مو مهم
خفتت ابتسامتها ونبرتها قليلاً وهي تسمع هذا الحديث من اختها/غريبه، كنتي اكثر المعارضين بشده، كيف تسامحتي مع الوضع؟
تركت ما بيدها وهي تلتفت إليها بشعور لا تستطيع تفسيره، فقط هو شعور عميق بالراحه والتسامح مع الذات/مادري، بس تعجبني العلاقه اللي انبنت على تفهم طرف لطرف آخر، بمعنى انه قاسي انسان ناضج و انتي المفترض بعدك مادخلتي سن النضح مع ذلك قدر يحتويك اكثر مني انا اختك اللي عجزت اعقل فيك.. "ابتسمت لتكمل"
ايه قاسي غيرلي نظرتي بأشياء كثير، الحب صبر على المحبوب و احترام متبادل.
إلتمعت عينيها وهي تبتسم/يا حلوك و انتي رايقه!. بشري عسى ضبطت امورك مع ابو راكان
حاولت تغيير الموضوع و لكن ذلك ليس متاحاً الآن/اي الامور مع ابو راكان جداً ممتازه بس اللي مو ممتاز امور اخوك و زوجته..
قلقت/اتصل بي امس و توني عرفت انه بألمانيا حبيب اخته .. بس ما قال لي شيء عن شهد، خير وش جديدهم بعد؟!
تنهدت الشموس و لكنها لن تتحدث عن إجهاضها/يعني حامل ونفسيتها تعبانه، خبرك اللي صار وفقد اخوها مو سهل عليها، للحين متضايقه من نايف.. يبي لنا ما نتركها فريسه لأفكارها..
فهمت ما تقصده/من جد عاد أصلاً شهود حساسه خلقه.. باذن الله ازورها بكرا.
تذكرت ما تصنعه/يلا اتركينا من السوالف هاللحين وساعديني الليله مسويه حفله بسيطه و كله من شغلي لأول مره
تحمست/يا سلام ابشرري بالمساعده بس من وين  أبدأ؟!
.
.
.
.
.
للمرة السادسه تتصل به و لكنه لا يرد، ستجن من بروده و تجاهله، تذكرت السناب لتفتحه بحسابها الآخر، لأن ريما حظرتها فور إضافتها لها، هي ليست غبيه..
مازالت تتحدث مع الصديقات و تتسكع فالشوارع مع رفيقاتها الاجنبيات.. تبدو حقاً أجنبيه بينهن، تصرفاتها مصطنعه شخصيتها ليست سويه.. على الاقل ليست كمثلها هنا!!../معذووره ماتبين تعيشين فالسعوديه ياريما، هنا مافيه صرمحه بالشوارع و بهالخلاقين، الله يهديك بس و يفتح بصيرة اهلك.
كانت ستخرج من سنابها الممل لولا أنها لمحت زوجها في جلسة المنزل الخارجيه معها و بجانبه احدى رفيقاتها التي تتحدث معه بحديث لا تسمعه ثم تضحك!!!
نادته ريما وهي تمازحه/دحووم هالمره انتبه انا اللي بغاار ترى و بقوول
اطلق ضحكتها وهو يأمرها ان تبعد الهاتف/ريما قلتلك لا تصورين يا بنت!!
ضحكت ثم ادارت هاتفها ناحيتها وهي تغمز للشاشه بتكذيب/لا تخاف مسويه تحديد بس رفيقاتي...
انتهت السنابات بعد هذا الفيديو المثير للغثيان.. شعرت برغبه في الإستفراغ رغم انها كانت بخير.. لتغلق جهازها و ترميه بجانبها على السرير و تنهار باكيه،..
كانت تشعر ان هنالك شيئاً يدور خلف كواليس سفره المفاجئ.. لم تستطيع كبت مشاعر غيرتها المشتعله..
ستري ريما معنى الغيره الحقيقيه و رد الإعتبار و سيعلم عبدالرحمن انها ليست المغفله التي تجري الماء تحت قدميها دون علمها.....
سمعت صوت باب غرفتها يفتح لتمسح دموعها بسرعه و تصطنع القوه ثم التفتت ناحية القادمه بإبتسامه/شهوده!
ما شاء الله طلعتي من قوقعتك؟!!
ابتسمت تلك وهي تشير للباب/تعالي معي تحت عن عزوز و أمي.. تخبرين وراها طلعه من الاربعين لازم نجهز لها و الا نسيتي؟!
عادت لتبتسم متناسيه ماحدث/لا لا هذي بحق، نسيت طلاعت الغاليه و اربعين عزوزنا!!
ضحكت/اهم شيء اربعين عزوزنا، تعاالي يا حلوه خلينا نساعد الوالده ترى اللي سويته فيها ماخلاها تفكر بنفسها الله يسامحني
اقتربت منها وهي تشعر بأن شهد لم تتغير، يكفي إحساسها بالذنب و تفكيرها بأمها/و الله انتي بنت طيبه و باره بأمك بس عليك بعض الحركات ترفع الضغط
اتسعت إبتسامتها/مقبوله منك يا سميت الحبيبه
هند بحماس/يلا مشينا نبي ندلع هند المناع و نخليها احلى عروس.. يستاهل الدلال صالح فديته
ضحكت تلك وهي تصطحبها نزولا.. مع ثرثرات هند التي بدأت بالتخطيط لكل شيء..
.
.
.
.
.
ليلاً..،
اجتمع الكل في حديقة المنزل رغم برودة الجو كانت المدفئه تحيط بجلستهم.. الجميع سعداء..
ام رواد لم تكن تريد الخروج في هذا البرد لذلك طلبت ترك صغار نيفادا داخل مع خادمتهم..،
و لكن الجو العام كان سعيداً مع حضور العمه لولوه.. و انتشار خبر حمل شهد وخبر حمل الشموس.. كانت احتفاليه عائليه بسيطه من اعداد الشموس نفسهاو بكل ساعه تمر تنظر لساعتها تنتظر عودته كما اخبرت الجميع انه سيحضر بالتأكيد.. و لكن الليل مضى بدونه!!
كسر قلبها الليله بعدم حضوره بالتأكيد..
كانت تريد ان تصلح ما انكسر، و ان تتجاوز و لكنه لم يساعدها على ذلك... تعلم انه غاضب و معه كل الحق، فقد سلبت فرحته بهذا الحمل منذ بدايته، فلا يحق لها عتابه الآن.
دخلت نيفادا بطلب من ام رواد التي اخذت معها راكان النائم، و تبعتها ليال التي رافقتها غريبه، اصبحتا رفيقتين مقربتين ...
ذهب الجميع ماعدا هي جالسه تراقب اشتعال النار أمامها.. و هنالك لولوه تجلس في المقابل لها...،
تحدثت لولوه أخيرا /ماتوقعتك تحملين هالوقت! ولدك بعده ما كمل سنتين!
ابتسمت بفتور/قصدك اني استعجلت؟
ابتسمت بسعاده/بالعكس الود ودي ان هذا حملك الرابع مو الثاني.. يا بنتي منتي صغيره.. بس زين حملتي، ترى احسن لك.. كلما تأخرت الوحده بالحمل كلما صار اصعب و اكثر تعب
استرخت بجلستها وهي ترتاح قليلاً من توترها لتمازحها/تطمني يا عمه انا مخططه اجيب سته ، أدهم يقول يحب العايله الكبيره.. ومحد غيري بيحقق هالرغبه
فرحت بما سمعته بالتأكيد/الله يسمعنا الأخبار الطيبه.
بابتسامتها/امين يارب..
تسائلت بفضول/أدهم وراه تأخر الليله،، بسم الله هماك تقولين بيجي؟!
تنهدت فهي تكره الكذب/اتصل و قال بيتأخر  اكيد عنده شغل مهم.. عمتي شرايك اصب لك قهوه دامنا سهرانين و جالسين نسولف
اشارت بيدها و هي تقف/لا لا بنااام و بكرا بزور هند و برجع للدمام سيده، و الله جيت علشان هالاخبار الحلوه عسى مبروك يا بنتي انتي وشهوده...
ألتمعت عينيها بفرح و قلق/الله يبارك فيك عمتي ما قصرتي يالغاليه، حضورك رغم زحمة وقتك يعني لي كثير.
ابتسمت وهي تترك لها المكان خالياً و تدخل،..
ظلت تنتظره و كأنها لا تنتظره.. الأمر بينهما ليس جيداً تماماً و لكن تتمنى ان لا يتدهور مجدداً لم تعد قادره على الصدود بعد الآن و عليه ان يفهم ذلك بعد اعترافها البارحه بأنها كذبت عليه، كان كل شيء ردة فعل لما فعله بها.. لا اكثر.
ساعه مرت و لم يعد بعد... لتترك المكان و تذهب بعد اشتداد البرد..
.
.
.
.
.
في الصباح الباكر...،
عاد وهو يشعر انه مثقل بهم لا يدري من أين ينهال عليه،..ليراها نائمه بوضعية الجلوس و كأنها كانت تنتظر أحد..!
أخذ اللحاف الذي يقع بجانبها ليغطي به ساقيها المكشوفه و باقي جسدها..، بدون ان ينظر إليها..ثم انصرف لداخل الغرفه سينام بعد تعب يوم طويل و ليلة ثقيله..،
كان يتقلب فقط في سريرها الذي يعج برائحة عطورها المميزه، لا يصدق انه كان ينام هنا معها في هذا النعيم الذي إفتقده و أصبح يتوق له ويحلم به..،
سمع صوت خطواتها قادمه يبدو انها مازالت ليست في وعيها تقريباً، دخلت الحمام ثم خرجت بعد اربع دقائق لتتجه للطرف الآخر من السرير كعادتها..تبدو ثمله من شدة نعاسها!..
شدت اللحاف وهي تأخذ وضعها في النوم براحه فالأريكة لم تكن مريحه لها..
لتتفاجئ به ينفض اللحاف و يعتدل واقفاً ثم أخذ هاتفه و خرج..!!
استغربت؛ منذ متى عاد، و لم تشعر به؟!
لحقت به لترى انه يلتحف بلحافه على الأريكه مغمضا عينيه و يصطنع النوم، هي تعرفه حينما يمثل ذلك..
تركته و عادت لغرفتها،
تمنت لو أنها عرفت بوجوده في السرير، على الأقل لن تدعه يخرج هاربا هكذا..، لا تعرف و لكن قصة إبتعادهما وهما تحت سقف واحد، طالت بينهما طالت جداً..وهو قد أقسم ان لا يقترب.. و بر بقسمه.!
لعنت لحظات الضعف التي تجعلها تلوم نفسها..
ليست بحاجته ولن تبادر... ستتجاوز ضعفها و ستكون الأمور بخير.. هو يريدها بشكلها الحالي... و لم يشترط شيئاً لذلك عليه ان يحترم تعهداته لها بعدم إثارة غضبها مجدداً... فهو من فرض تلك التعهدات لا هي..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
المستشفى..،
أمام غرفة الأشعه المقطعيه، وقفت بجانب عزه وهي تربت على كتفها بمواساه/يا بنت اذكري الله و لا تبكين.. الوالده بتكون بخير بس دعواتك
تنهدت وهي تحاول ان تتوقف عن بكائها/كانت بخير و مافيها إلا العافيه، شلون فجأه تطيح علينا ممغوصه ثم يقولون في ورم بأمعائها؟!! ليال هذي أمي تعرفين يعني ايش افقدها؟!
حزنت لحديثها وهي تتذكر تلك الفقيده بلمعة عين/انا اللي عايشت الفقد يا عزه مو بس اعرفه، احمدي ربك امك عايشه و ان شاء الله بتتحسن مثلما طمنا الدكتور.. صدقيني كل شيء له علاج إلا الموت..
تذكرت أنها قلبت مواجعها لتعانقها ببكاء/ليال و الله ما كان قصدي اذكرك بفقدك، انا ماني قويه حيل، اتصلت بوليد من اسبوع و للحين ما رجع..خواتي وحده بجده ووحده بتبوك.. صعب يجون بوقت الدوامات.
لمحت القادم من آخر الممر يسارع بخطواته الواسعه و ينزع نظارته السوداء ليرتدي الطبيه و ينظر لساعته باهتمام، لا تصدق أنها تراه الآن بعد كل ذلك الإبتعاد، كيف ساقها قدرها لتكون اول من يراه من أهله، تجاهلت كل شيء الآن/تطمني يا عزه هذا وليد رجع
إلتفتت و هي تسمع صوت خطواته، لتتركها وتذهب للسلام عليه/أمي يا وليد أمي
سلم بعجاله وهو يتركها/عزه مافي وقت خليني ادخل مع الدكاتره اشوفها
تركته يمر ليلمح الواقفه هنالك عند الباب ليلقي تحيته ببرود/سلام
لم يسمح لها بالرد، تركها ودخل فوراً...لم تلومه فأمه أهم في هكذا لحظات صعبه...،
تركت مكانها وهي تتجه لعزه التي انهارت باكيه مجدداً /عزه والله ماتوقعتك ضعيفه لهالدرجه، يا بنت بدال البكى، أدعي لها
عانقتها بقوه و هي ترتجف من بكائها لتنهار بين يديها فجأه، و كأنها مرهقه او لا تستطيع الوقوف حتى فقدت وعيها تماما وهي تتمتم بأمها...!!
حاولت ليال ان تساعدها بالوقوف و لكنها فشلت لتنادي احدى عاملات النظافه التي كانت تمر و ساعدتها وهي خائفه، قد قررت الذهاب بعد رؤية وليد و لكنها بهذه الحاله ستضطر للبقاء/عزه مو وقتك و ربي..
.
.
.
سمعت صوت ضحكات راكان قريبه لتبتسم بكسل وهي مكانها لم تراه منذ البارحه كان مع أم رواد ، نظرت لساعتها بخمول ثم جلست مستغربه من نومها كل ذلك الوقت فليست ممن يحبذون النوم نهاراً.،
دخلت الحمام لتغسل وجهها و ترتب نفسها قبل الخروج بالتأكيد أدهم هو من يلاعب راكان في غرفة المكتب المجاوره...
كانت ستربط الروب القصير لتخفي بجامتها الحريره ذات الشورت و لكن قررت ان تتركه هكذا و تخرج بهاتفها وهي تتصل بالخادمه لتعد قهوتها...،
رآها تخرج عليه بهذه الهيئه منذ فترة طويله لم يراها هكذا، مرت حتى جلست على الأريكه لتجلس بإسترخاء أمام عينيه و طفلها يقفز لحضنها يداهمها بطلب عناق و قبلات..،
ابتسمت له بعدما اغلقت هاتفها/صباح الخير.
رد بهدوء وهو يحاول ان يتجاهل ما يراه و يعاود تقليب اوراق أمامه/صباح الظهر، صايره تطولين بالنومه ما كنتي كذا!
زرعت قبلاتها على وجنتي راكان الذي نزل من الاريكه و عاد للعبته/حملي هذا غريب عكس راكان، خلاني اترك كل شغلي و استريح بالبيت، الظاهر هالمره بتجينا بنت دلوعه..
هي تشعل قلبه مجدداً، تحاول ان تبعث الروح لذلك الشوق القديم لطفلة الأحلام، لعلها تحاول التلاعب بعواطفه فقط فهي تعرف تماماً انه يريد طفله..، لم يرد.
شعرت أنه فقط يلتهي عنها بالأوراق التي أمامه لتثير سؤالها الممزوج بالدلال/اممم لو بنت وش بتسميها؟!
رد وهو يقرأ نص المحامي وكيل غريبه/الله اعلم، كل طفل ينولد وأسمه معه..
رفعت حاجبها بإستنكار فقد كان يريد ساره و يلح دائماً/يعني ماتبي نسمي ساره على أمك؟!
ترك النظر للأوراق بين يديه ليرفع رأسه لتلك الجالسه بدلالها قبالته/لا، مابيك تسمينها... ساره بنتي غيمة سعاده تمطر فرح ماتجي إلا بحب.. و طيب خاطر
شعرت بالغيره وهي تحاول بلا فائده ان تتجاوز مقصده الذي يشعلها إشتعالا/يعني أفهم انك ماتبي ساره تكون مني؟!
نزع نظارة القراءه بهدوءه المميز/ما بيها تجي أصلاً، طابت النفس.
رفعت حاجبها بإبتسامه ماكره/لا تخليها تسمع هالكلام ويضيق صدرها منك.. هي تتحرك ببطني من كم يوم و انا قلت لها انها ساره..
نطق بلهفه لم يستطيع السيطره عليها/تحرك الجنين؟!
هزت رأسها وهي تقف للباب الذي يطرق الآن/اي من فتره بسيطه
غطت نفسها بالروب قبل فتح الباب للخادمه اخذت منها القهوه ثم عادت تضع امام أدهم فنجان ثم عادت لمكانها ترتشف من قهوتها و تبتسم له بخفوت.
أخذ فنجانه ليرتشف منه صامتاً، متجاهلا نظراتها له، لا يعرف على ماذا تنوي مجدداً، تغيرت كثيراً بعد عودتها من عزلتها في الخرج.. تذكر في هذه اللحظات حديث هوازن عن الشموس و عن مدى حبها له..، مازال يشك.
الشموس لا تحب بل تتملك .. لو أنها تحب حقاً كما قالت هوازن لخضعت.. فالحب يعلمنا الخضوع للمحبوب و هي تجهل الخضوع و تأنفه...
الشموس قد تتقن كل شيء إلا الحب.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
اطمأنت على عزه النائمه من شدة الإجهاد و السهر ثم قررت الخروج، لا فائده من بقائها ما دام ان وليد صار موجوداً..،
أخذت حقيبتها لتخرج هاتفها و تتصل بالسائق...،
تفاجأت بدخوله وهو يسألها عن اخته/نامت؟!
صدت عنه وهي تكمل حديثها للسائق/سنجاي تعال للمستشفى بسرعه...
اغلقت هاتفها وهي تقرر الذهاب رغم نداءه لها لكنه اتجه إليها غاضباً ثم امسك بيدها ليوقفها عند الباب/أناديك، ليه ما تردين؟!
رفعت حاجبها وهي ترد بنفس حديثه بالرساله/دامني ما رديت فمعناته مابي أرد كيفي.
فهم انها ردة فعل بعد تلك الرساله، شعر ببعثره أمام سمراءه التي عشقها كمن لم يرى من النساء سواها، كم هو مرهق و متعب/ء أنا بس ابي اشكرك على وقفتك مع اهلي..
زاد غليانها من بروده/وقفتي مع اهلك!!..
حاول الهروب من عينيها المتقده/يعني تركتي شغلك و جلستي هنا مقابلتهم و...
قاطعته/أولاً أنا جيت اوقف مع صديقتي و أمها.. لا تظن اني جيت علشانها اخت زوجي و أمه... بالمناسبه بتجيك ورقه الأيام الجايه من المحامي تبعي.. اتمنى تخلصها بسرعه.
لم يعلق، و كأنه يعرف ما تقصده بالورقه/ما يحتاج محاكم ، كل شيء بيصير مثلما تبين. تطمني.
لم تستطيع التنفس وهي تراه بارداً كالثلج أمامها، هو يقتلها بهكذا رد و كأن برسالته الصوتيه يتردد صداها في أذنها، قررت تركه و العوده لمنزلها بدون ان ترد عليه بكلمه..
راقب خروجها الموجع ثم جلس على الاريكة الجلدية السوداء بعدما نزع معطفه الشتوي وهو يشعر ان انفاسه تغادر صدره.. شيئ اشبه بالإختناق بأول اكسيد الكربون..
تذكر حديث طبيبته ريتا قبل قدومه بليله (ستشعر بالضيق لكن هذا من ضمن الأعراض الأوليه لا تخف)
تنهد تنفسه بشكل أشبه بزفرة الموت.. لم يشعر بالضيق إلا بعد مواجهتها الموجعه هذه.
يعرف أنها تحترق و هدوءها هذا يدل على قلب تشبع بالخذلان..
وصلته رساله على هاتفه ليقرأها ويبتسم فهي من آدم رفيقه [هههه ماقدرت تصبر عني، علطول لحقتني!! رحت استقبلك و مالقيتك.. عموما نورت الرياض]
تذكر انه اخبره البارحه بسفره.. ولكنه نسي..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لم تستطيع البكاء كما يجب، و كأن البكاء أصبح عاجزاً عن وصف الألم الذي تمر به.. الوجع الذي يمزقها أكثر من أي شيء موجع عرفته في حياتها..،
الخذلان.. الخيانه... فقدان الأمل.. هي أوجاع أقسى على النفس من أعتى الألآم الجسديه..
دخلت غرفتها وهي تخلع ما ترتديه من عباءه و حتى كنزتها الثقيله.. و فتحت أزرة قميصها الرقيق... ثم فتحت نافذتها للهواء الشتوي البارد الذي يخالطه زخات من المطر تزداد تباعاً ثم تخف قليلاً..
الجميع هاربون من بلل المطر لا احد يمشي تحته، رغم انهم يشتاقون إليه و يستبشرون بهطوله!!
كيف لأحد ان يحب و يشتاق لأحد و يخشى لقاءه؟!!
لسعها البرد لتبتعد باكيه و تجلس هنالك على أريكتها.. لا مفر من البكاء الذي لا نفع منه....!
كانت قويه و عقلانيه طوال حياتها، و لكنها انجرفت ذات مشاعر... فمالت ميلا كبيراً... جعلها تندم كثيراً..
"للمرة الأولى أشعر بالضعف و عدم القدره على مواجهة حزني، للمرة الأولى أخجل من أن اقف أمام المرآه  لأرى بقايا أنثى جنيت عليها بتتبعي العبثي لقلبي.. كانت تلك الخطوه التي قادتني إليه هي خطيئة العمر التي لا تغتفر"
.
.
.
كانت ستذهب لتطل على ليال و لكنها وجدت الباب مقفل و هي لا ترد... تركتها وهي تصمت لعلها عادت مجهده ثم نامت مباشره...،
جلست قلقه في المطبخ وهي تنتظر مكالمه غير متوقعه من أدهم او سيف ليخبرها نتيجة التحليل..  يشغلها شيء بدأ يكبر داخلها، من غير المعقول ان تكون قد ولدت في منزل ليس منزل أهلها هي لم تعرف سواهم منذ عرفت هذه الدنيا..، كيف شكك أدهم بنسبها وجعل والديها يخضعان للفحص أيضآ؟!!....،
.
.
.
على مكتبه في المؤسسه يمارس عمله اليومي كعادته...،
وصله ظرف لونه بيج من المراسل يخبره أنه له من... !!
عرف فوراً من أين هو ليفتحه بلهفه..،
قرأه وهو متشوق لمعرفة ما إذا كانت شكوك أدهم بمكانها أم لا... و هنالك خوف يهز اطراف قلبه ان تكون ليست إبنة شرعيه بالأساس،.. لا يعرف لماذا ولكن متخوف فحسب..!
اتسعت عينيه على آخرها وهو يلتقط هاتف أدهم ليخبره/الو بو راكان، موجود بمكتبك؟!.. خلاص شوي و جايك..
على الطرف الآخر/انا رجعت البيت يا سيف، فيه شيء  استجد بالعمل؟!
وقف وهو يلتقط الملف/دام كذا انا جايك حالا..
.
.
.
اغلق الهاتف وهو يبتسم لرؤية والده ينزل مع كاسر و ابوه ابوعبدالكريم/الله حي ابو أدهم و ضيوفه
انتهى من السلام عليهم جميعا ليعود و يمسك بيد والده و يقبلها مجدداً /شلونك يبه عسى استانست
اشار ابو أدهم لأبو عبدالكريم/ماقصر هاللحية الغانمه.. لو طاوعته كان طولت عنده بعد
ضحك ابو عبد الكريم/يا رجال من يومين تهوجس بأدهم و تقول اشتقت له و لراكان..
ابتسم له أدهم/اقلطوا و تبشر يبه براكان هاللحين اجيبه لك..
دخل المكتب باحثا عنها و لكنه سمع صوتها داخل الحمام وتبدو تستفرغ..!!
ناداها و كأنه للتو دخل الغرفه/الشموووس!.. و ين راكان يالشمووس!!
خرجت بعد ثواني و التعب يذبل ملامحها و بالكاد تمشي/ناديتني؟!
إلتفت إليها مستعجلا/جهزي لي راكان و ارسليه مع رواد للمجلس،، ابوي رجع و مشتاق له.
هزت رأسها بالموافقه وهي تذهب لتجلس بتعب على اريكتها/هاللحين اتصل بالشغاله تجهزه وترسله
تجاهل نفسه التي تراوده للسؤال عن صحتها/طيب لا يتأخر.. و لبسوه ثوب
ارمشت بكسل/ان شاء الله
ترك الوقوف المرتاب ليقرر الخروج... ثم توقف عند الباب ويستدير/وش بغيت اقول..
ابتسمت رغم أنها تشعر أنها ليست بخير/قول!!
تراجع أخيراً عن ذلك/لا.. و لا شيء.. بس استعجلي راكان.
بالكاد رأته يخرج، كانت مرهقه حد الإنهيار إلتقطت هاتفها الذي على الطاوله أمامها لتتصل بأم رواد/الو ليال تعاليني غرفتي بسرعه تكفين..
.
.
.
.
منذ دقائق سمع صوت سياره تخرج.. ولكنه إلتهى بطفله الذي بين يديه حتى أخذه كاسر الذي كان يناديه و يرفضه..
صار يحرك قدميه باعتراض بضحكاته الطفوليه..
كاسر وهو يداعبه و كأنه يتقاتل معه/يا أنا يا انت يا ولد أدهم.. واحد مننا بيكسر راس الثاني اليوم.. مسوي فيها
ضحك ابو عبدالكريم/هالولد خشن يحب المضارب فاللعب
ابتسم أدهم/احسن شيء خله يصير خشن
ابو أدهم بممازحه/بكرا تجيه اخت و بتشوفه يلعب معها هاللعب و بتضربه
سكت أدهم وهو يبتسم و يتذكر حديث الشموس عن تفاؤلها بالحمل ببنت، لا يستطيع الانتظار حتى تلد..
ثم تذكر حالها حينما رآها تبدو ليست بخير، ليقف وهو يستأذن للخروج..
ثم خرج عند باب المجلس يتصل بها.. استغرب تأخرها بالرد حتى ردت أخيراً /الشموس ليه ما رديتي
على الطرف الآخر بصوت قلق/انا ليال.. اخذت الشموس للمستشفى من شوي.. كانت تعبانه و ماحبت تشغلك عن ضيوفك..
ابتعد عن المجلس وهو يخرج ليعرف يتحدث بوضوح/عسى ما شر، وش تشكي منه؟! عرفتي شيء هي ليه ماتكلمني؟
شعرت بالحرج/أدهم توهم يفحصون وياخذون تحاليل لها..مو متأكدين من شيء للحين
.
.
.
دخلت الغرفه بعدما اغلقت الهاتف من أدهم، كانت تنظر لأختها بقلق وهي ترى دموعها/الشموس شفيك بسك دموع؟ للحين ما قالوا كلامهم صحيح و الا مجرد تخمين.. استغفر الله ماخبرتك ضعيفه أبداً
نطقت و دمعها ينسكب/اذا صرتي أم بتفهمين ليه ضعفت.
تأففت/بدينا دراما..! الشموس الدكتور ما قال شيء للحين اذا فيه مشكله بقلب الجنين ليش يخبي يعني، تفائلي هو يقول احتمال ، و مو معناته انك لازم تنز...
قاطعتها وهي ترفع حاجبها باعتراض/ليال اذا بتعيدين لي كلام الدكتور اطلعي برا.
تأففت/فهمت.. الله يعين أدهم عليك
تسائلت بفضول و نبره اقل/قال بيجي؟!
هزت كتفيها للأعلى/مادري،  بس ما سأل عن المستشفى
لم تعلق ابتسمت بسخريه وهي تلتهي بوجعها، و تتذكر تجاهله لها اليوم رغم وضوح المرض عليها.. و لربما حتى يرفض ان تنزل الجنين مهما كان الثمن، تعرف كم هي لهفته على الاطفال...
فتحت حقيبتها لتتناول حبة مسكن الصداع الخاص بها و تردفه بشربة ماء/كان يوم اغبر من بدايته.
استغربت/مصدعه والا شفيك بعد انتي؟!
فركت جبينها قليلاً وهي تسترخي في كرسيها/انا راضيه بالصداع، اهم شيء ما يجيني شيء اكبر من الصداع.
لم تفهم ما تتفوه به/انتي وش تقصدين؟!
تنهدت و لكن لابد ان تخبر أختها على أية حال/بعدين اقولك.. خلينا نخلص من مشكلتك هاللحين.
سكتت هي الأخرى و تفكيرها معها،...
.
.
.
.
للمرة الأولى تشعر بخيبه و لكنها لن تبكي.. ألقت جهاز التحليل في سلة المهملات بالحمام و خرجت وهي ترى شهد منشغله في جهاز اللابتوب على مكتبها الصغير لتجلس قبالتها/افف انتي ماتتعبين من مقابل هاللابتوب؟! صايره ممله هالايام
ردت وعينيها على الشاشه أمامها و اناملها تكتب/هند، عندي مشروع تخرج.. و لازم اخلصه قبل يثقلني الحمل.. ماني ناقصه هم
سكتت قليلاً لتسألها/وش ناويه عليه؟! اقصد مستقبلاً، يعني من جدك انتي مصره على الطلاق؟! رغم الحمل!
نزعت نظاراتها بهدوء إبتسامه وهي تلتفت إليها/هند و ربي ماهي حاله كلما جلستي تكلمتي عن طلاقي و الولد اللي جاي بالطريق.. ترى لا أنا اول وحده و لا آخر وحده تقرر تنفصل.. لا تشيلي همي بليز
بخوف و قلق عليها لا اكثر/بس فيه ولد بالنص يا حرام. جد فكري شوي شهود
شهد بعقلانيه/اعتقد نربي ولدنا منفصلين و بدون نحتك ببعض افضل من اننا تحت سقف واحد و بيننا ألف حاجز.. بليييز هند قفلي هالسيره.
تنهدت وهي تتذكر خروج والدها مع زوجته/توقعي وين صالح ماخذ هند.. ياليت خالتي هند تركت لي عزوز كان ياخذون راحتهم و أنا ألقى شيء يسليني
عادت لتبتسم/الله يسامحك يا عبدالرحمن كنت اخذتها معك.. البنت بس تفكر تزعج خلق الله وناسيه نفسها
تذكرت عبدالرحمن بغصه،. ذلك الغموض الذي يحيط بعلاقتها معه  لاتدري ما خلف الصور و ماخلف كذبه عليها.. لن تسامح ريما أبداً..
رن هاتفها لتراه رقمه السعودي، هاقد وصل إذن، لتخرج و ترد ببرود/نعم!
بسعاده/وشو اللي نعم يا قلبي؟! سافرت و لا رفعتي التلفون علي تنشدين افاا
بابتسامة سخريه/لو عارفه انك رايح مريض و تتعالج كان اتصلت بس عارفه انك رايح تتمشى وتغير جو فليش انكد عليك يا قلبي
فهم نبرتها الغاضبه/حبيبتي أنا وصلت الرياض شوي و بمرك جهزي نفسك
ضحكت/لا يشيخ!.. من جدك؟!
استغرب/وشو اللي من جدي؟! هند بلا استهبال تجهزي انا بالطريق لبيتكم.
قاطعته/مو الليله.. انا حابه اقعد فتره عند اهلي..
خاف/ليه طيب وش صاير بغيابي؟!
كم تكره استغفاله لها/حابه أراجع علاقتنا شوي، حاسه فيه شيء غلط أو حلقه مفقوده بيننا..
نطق بغضب/وش هالفلسفه البايخه؟! وش حلقه مفقوده و مادري ايش؟!!
بثبات/عبدالرحمن انت انسان منت واضح معي و اخر شيء صرت تسافر و ماتقولي.. كأني رجل كرسي بالبيت عندك.. لا وتطلع و بدون أي عذر او أي اتصل.. حتى مسج بالواتساب مافيه
زم شفتيه بغضب/يعني؟!
تنفست بعمق/اتركنا فتره نقيم الوضع.. انا حاولت اتغاضى كثير بس تعبت و انا اتغاضى.،
على الطرف الآخر/طيب يا بنت صالح متى ما انتهى تقييمك خلي ابوك يرجعك البيت.. سلام
نزلت دموعها وهي تراه يغلق الخط و ينهي حديثه ببرود،وعدم اكتراث لقرارها الذي من الممكن الذي ينهي علاقتهما..!!
وقتها فقط أخذت عهداً على نفسها لتنتقم من ريما..،
.
.
.
.
وصلت غرفتها وهي تشعر بإرهاق شديد بعدما حدث اليوم.. شيء ما بداخلها ينكسر... لا تعلم لماذا تسمع صوت دوي داخلها...
كلما تتذكر تبلده اليوم الذي كان امتداداً لأيام سابقه..
عرف بتعبها و لم يتكبد عناء السؤال عن صحتها و بعدها لم يكلف نفسه عناء اللحاق بها للمستشفى و الإطمئنان عليها..!
حتى خبر حملها لم يعد له ذلك الوقع و البريق في عينيه...!
سمعت صوت الباب يغلق.. شعرت بشعور غريب توقعت ان يدخل يسألها عن حالها بعد المستشفى..،
تباطأت دخوله لتترك تفكيرها به.. و تقوم لحمامها الدافئ، هكذا ستواجه بروده..،
خرجت من حمامها وهي تتجه للمكتب تستطلع ما يفعله و إذا ما كان نائماً... لكنها تفاجأت بالذي رأته...!!!
هو و أخرى لم تعرفها تجلس في حضنه و يداعبها أمام عينيها...!!!
لتصرخ فزعه بالذي رأته.. حمدت الله انه مجرد حلم..
و لكنه حلم بغيض، و كريه جداً.. ما أشد نار الغيره التي تتقد داخلها الآن..،
تركت سريرها فعلياً و ذهبت لدورة المياه..
.
.
.
.
.
جلس خلف المكتب وهو يفكر بنتيجة تحاليل غريبه و أهلها، كيف يكون ذلك؟!!.
لماذا يصرون على أذيتها بهذا الشكل وهم ليسوا أهلها لماذا لم يقولوا انها ليست لنا و ينتهون من كل هذا الصداع!!!
هنالك لغز و يجب فكه...،
شعر بالدوار بعد هذا اليوم الطويل..، لديه غداً الكثير ليفعله..
استرخى في كرسيه وهو يفتح أزارير ثوبه و يعيد شعره القصير للوراء بحركة لا إراديه حين يشعر بالنعاس، حتى انه لم ينزع ثوبه..
رآها تخرج إليه بقميصها القصير و من فوقه روب ثقيل نوعا ما و شعرها المبلول و كأنها تتعمد أن تعذبه بتصرفاتها الغريبه هذه، لطالما انه لم يشعر أبداً أنها كانت تستفز رجولته او تحاول ان تلمح له برغبتها.. لم تفعلها.. هي فقط تريد العبث به.. تجاهل النظر إليها...،
اقتربت وهي بالكاد ترسم ابتسامتها/مساء الخير
رد وهو ما زال يتجاهل/مساء النور
ابتسمت وهي تجلس على كرسي منفرد لتعاتبه بهدوء/يعني عرفت اني تعبانه و بالمستشفى و ما كلفت نفسك حتى تتصل و تطمن! و هاللحين حتى مافيه سلامتك؟! ولوو!!
بالكاد يتنفس مع اقتحام عطرها لكل جوارحه/قلت لو انك محتاجتني كان اتصلتي، لكن واضح ان امورك تمام بدوني ..
شعرت بالغضب من برود رده، و لكنها تحاول ان تلتف حوله من جديد/اوكي بس عالاقل حسسني انك قلقان على النونو مو علي
ابتسم لإجابتها ليرد بما بين يديه/معليه انشغلت شوي اليوم مع المحامي خصوصاً بعدما طلعت نتيجة تحاليل الحمض النووي تبع غريبه..
انشغل بغريبه عنها، هو هكذا دائماً، من يساعدهم أهم من حياته معها/اها انشغلت بهذيك.. وش النتيجه بالله؟
ترك الورقه امامه وهو يسترخي بكرسيه/ماراح تصدقين..
تركت كرسيها واتجهت إليه بفضول وهي تقف بجانب كرسيه، لتنحني تأخذ الورقه وتقرأها بصدمه/وش هالمصيبه؟!..
استغرب ردة فعلها/وين المصيبه؟! الناس طلعوا مب اهلها و هالشيء بصالح القضيه و بصالح البنت و بتفتك منهم..
تركت الورقه وهي تلتفت إليه بمحاذاتها/بتفتك منهم و ببتلش فيها أنا.. صح
ابتسم/لا تخافين بأمن لها بيت و بحطها فيه لحالها مع رفيقتها.
رفعت حاجبها بعدم رضا/نعم!.. ناوي تصرف عليها بعد! ..أدهم متى ناوي تفصل عملك عن مشاعرك؟! انت شغلتك تخلصها من جور اهلها و بس اي شيء ثاني مالك دخل فيه.
رفع حاجبه وهو يلتقط نبرة الغيره، ليبتسم بخبث/انا ما اترك احد بنص الطريق.. بوقف معها لين تتعدل أوضاعها.. لا تخافين ماراح اتزوجها..
لم تحتمل ذلك/ماني خايفه من شيء. لكن منت منتبه على تصرفاتك هالفتره صاير مشغول فيها ليل نهار.. و ما كأنك موكل عنها محامي ..!!!
مازالت تكابر على غيرتها و مشاعرها، نزلت عينيه إلى ما ترتديه ذلك القميص القصير تحت الروب المفتوح، ليقترب منها بهدوء و يمد يديه لخصرها..
خرس مؤقت جعلها تقف صامته وهو يقترب هكذا و يمد يديه هكذا و أنامله تلتقط طرفي الروب بهدوء جعل انفاسها تنحبس للحظه..،
فهم ما يحدث داخلها من صمتها و إرتباكها الواضح، ابتسم بخفوت وهو يجمع طرفي روبها المفتوح و من ثم يغلقه ليهمس لها/تصبحين على خير.
ابتلعت ريق اللهفه و تنفست أخيراً بعد ابتعاده الى أريكته.. صمتت قليلاً وهي تراه يسير و يخفت الإضاءه كلها ماعدا مصباح واحد ثم إتجه لأريكته و يستلقي عليها/هذي طرده يعني؟!
إلتفت إليها وهو يلتحف بغطاءه/اعتقد أنا المطرود من سريره ماهو انتي..
هزت رأسها وهي تهم بتركه و تتجاهل ما يلمح له/الغرفه قدامك... و السرير ما حوله حرس يمنعونك..
رد وهو ينزع ثوبه/العهود لها حرمتها و انا شخص ملتزم..
ابتسمت بمجامله/طيب يا ملتزم أنا رايحه اسوي لي قهوه، تبي؟!
رد وهو يدير و جهه عنها و يعطيها ظهره/لا مشكوره، بس خليني أنام وصحيني بدري، وراي أشغال
حاولت السيطره على انفعالاتها وهي تتركه و تخرج إلى المطبخ.،
إلى ماذا يرمي ذلك البارد.. كيف صار يبتعد الآن وهو الذي يقتحمها منذ عرفته..؟!!
حاولت تجاهله وهي تصنع فنجان قهوتها المحكم، و لكنه يسيطر على تفكيرها، شعرت للحظه أنها قامت بتنازلات كبيره بدون ان تشعر..!! حققت كل ما أراده تركت العمل و تفرغت لطفلهم و هاهي حامل... امتنعت كلياً عن سؤاله عن سير العمل و لكنه يزيد صدوده.. أو انه اكتفى بما مضى ..!!!
.
.
.
صباح اليوم التالي...،
خرج من غرفته مستعجلا وهو يرى ساعته تشير للتاسعه، تأخر عن والدته اليوم، لبس تيشرته وهو يمشي من شدة عجلته....،
فتح باب ليهم بالخروج فتفاجئ بأحدهم يقف امامه بلباسه السعودي الأنيق/نعم اخوي!!
إبتسم له بمجامله/عفواً، انت الدكتور وليد العمرو؟!
وليد بإستغراب/اي نعم أنا
بسؤال آخر/الله يعافيك هويتك لو سمحت علشان اتأكد اني سلمت الدعوى للشخص الصح...انا مندوب
ما زال مستغرباً، اخرج هويته ليتأكد ذلك الشاب و من ثم وقع على ورقة الإستلام ليأخذ الملف ذو لون البيج و يركب سيارته.. استغرب و شعر بالفضول مما يحتويه هذا الظرف.. ليفتحه و يتفاجئ بأنه دعوى خلع!!!!!!
لم يصدق للحظه... هو يعرف أنها لن تحتمل ما فعله بها و لكن توقع ان تطلب الطلاق لا أن تتقدم بطلب خلع هكذا...!!
.
.
.
دخلت غرفتها باكراً تريد الحديث معها قبل ذهابها لعملها، سمعت صوت المياه داخل الحمام فجلست تنتظرها.. رأتها تخرج من دورة المياه و تبدو ليست بخير، استغربت حتى أنها لم تنتبه لوجودها كانت تضع يدها على صدرها للأعلى حتى رقبتها بشكل يوحي بأنها ليست بخير/ليال فيك شيء؟!
خافت من وجودها بهكذا وقت/بسم الله انتي هنا؟!
تركت مكانها وهي تتجه إليها/اي هنا، وش فيك مبين منتي بخير!
تنهدت تنفسها وهي تقف أمام المرآه ترتب نفسها قبل الخروج/أبداً شوية حرقان.. عادي، انتي شعندك بغرفتي؟!
تذكرت ما أتت من أجله/أدهم تأكدت شكوكه.. و طلعت غريبه فعلاً ماهي بنت اهلها..
إستدارت إليها مبتسمه/الحمدلله.. خبر حلو
رفعت حاجبها/وين الحلو بالموضوع، لا تنسين احتمال تكون غريبه لقيطه بعد.. يعني ان سلمت من اهلها وين بتروح؟! أي بيت بيلمها؟!
استغربت نبرة اختها/الشموس اسكتي لا تسمعك البنت هاللحين والله يدوب ارتاحت نفسيتها
صدت وهي تستغفر الله بسرها/انا جالسه اقول إحتمالات.. يعني احتمال بعد تطلع لنا بقصه جديد و بصراحه أنا في غنى عن هالقصص... تعبت من الاشياء الغريبه اللي جالسه تحصل بهالبيت.. نفسي ارتاح
ابتسمت لها/هرمونات الحمل لاعبه فيك لعب، والا الشموس ماتتكلم بهالمنطق..
تأففت وهي تصغر عينيها/اقوول بس لا تمارسين علم النفس علي رجاءاً
ضحكت/متى بتفهمين اني باحثه واخصائيه اجتماعيه مو نفسيه.. نفسي اعرف
تركتها وهي تستدير/كلهم محصلين بعض... سلام بنزل لأم رواد احسن لي..
تفاجأت بوقوف غريبه في الممر عند الباب لا تعلم هل هي هنا منذ حديثها عنها أم أنها للتو وصلت/غريبه انتي هنا..!
هزت رأسها بإبتسامه خافته/تو جيت
هزت رأسها وهي تهم بالذهاب/طيب، عن اذنك
نادتها وهي تراها تذهب متوتره/الشموس
توقفت و استدارت ناحيتها/نعم!
بإبتسامه/انا الليله راجعه للشقه مع مريم ان شاء الله
حركت كتفيها بلا مبالاة/سوي اللي تبين...
هزت رأسها وهي تحاول تجاوز الموقف/انا حبيت اقولك لأنك راعية البيت، و بنفس الوقت تعطين أدهم خبر.. مابيه يتضايق اذا طلعت من دون اذنه
شعرت بالغليان هذه اللحظه، و لكنها حاولت ان تكبت/مافي مشكله... إذا بغيتي شيء ثاني مره اتصلي بي أنا.. اوكي؟!
هزت رأسها بصمت هذه المره حتى ذهبت الشموس من الممر بكامله..،
لتدخل و ترى ليال تقف هنالك خلف الشرفه تراقب الغيوم الكثيفه  التي تغطي سماء الرياض هذا الصباح الشتوي البارد/صباح الخير
إلتفتت إليها بحزن يغيم عليها كما تغيم السماء/صباح النور.. هلا غريبه
استنكرت ردة فعلها و احمرار عينيها، وهيئتها التي لا تبشر بخير/ليال، انا من فتره بسيطه عرفتك.. لكن اول مره اشوفك بهالذبول و التعب، وشفيك؟!
تنهدت وهي ترى هذه الغريبه تحمل أعباء أسرارها عنها/رفعت على زوجي دعوى خلع بالمحكمه..
لم تصدق ما تسمعه، كيف تخلعه و زواجهما لم يكتمل بعد...؟!!
.
.
.
رآه خارجاً من قسم التنويم و يبدو شاردا، ناداه و لكنه لم ينتبه له حتى أوقفه/وليد!! علامك ياخي الوالده فيها شيء؟!
حاول الهدوء/آدم!!.. هلا
استغرب تصرفاته/وليد علامك؟ .. قول تراني رفيقك، وشفيها الوالده؟!.
تنهد/الوالده بخير الحمدلله، مافيه شيء يخوف، الورم طلع حميد و لحقنا عليها قبل تزيد المضاعفات، يعني شغلة يومين و بنسوي العمليه
استغرب اكثر/دام الامور تبشر بخير ليه اشوفك منهد حيلك و وجهك اصفر، استجد شيء بهذاك الموضوع؟!
رفع ناظريه له وهو يتسائل/واضح بوجهي؟!
يعرف تماما ما يعاني منه/وليد لا تشيل هم شيء ، كل شيء مقدور عليه دام الوالده بخير و امورها طيبه..
تنهد تنفسه وهو يحاول ركلها من دائرة تفكيره/معك حق، كل شيء مقدور عليه.. المهم بشرني كيف صار عملك؟!
ابتسم بسعاده/من افضل ما يكون.... ترقيت منصب مهم بالتنميه الاجتماعيه.. و الامور تماام.. علشان كذا جاي ابشرك و اعزمك عالعشاء الليله.
بإبتسامه صغيره/تستاهل كل خير يا آدم.. مبروك
.
.
.
بعد مرور اسبوع على الأحداث السابقه..،
خرج من المحكمه بصك الحكم الذي جعله ينتصر امام خصمه  و لكن لم ينتهي كل شيء الآن..
لاحظ وقوف ذلك الرجل الذي من المفترض انه والدها، لاحظه يقف هنالك صامتاً وابناءه حوله يحاولون إستنطاقه دون جدوى!! ليترك سيارته و يتجه ناحيتهم/خير ياخوان شفيه الوالد؟!
نطق احدهم وهو غاضب/و انت وش تبي يا وجه النكبه؟!
تجاهله وهو يتجه بسؤاله للرجل الصامت الكبير/يا عم علامك ساكت، اذا فيك شيء قول،
إلتفت إلى أدهم و الحيره تكاد تقتله.. لاحظه يستدير ليذهب ولكنه نطق أخيراً/يا ولدي البنت ما اخذتها لقيطه و لا بنت شوارع...
كان ذلك إعتراف جيد منه/دام كذا ليه عاملتها بهالقسوه؟!.. يعني حتى لو انها لقيطه منت مبهذلها هالبهذله هذي كلها..! تذكر انه يجوز لكم بنت ضايعه بعد و ماتدرون عنها.
اعترض احدهم/اقول انقلع و لا يكثر.. البنت وعندك، ما عاد لك عند...
قاطعه والدهم وهو يشعر بالغصه من حديث أدهم/انتم اسكتوا...
قرر أدهم تركهم و لكن كان يفكر بما صرح به هذا الرجل...
.
.
.
.
رن جرس الباب فارتعبت بالعاده لا يرن هذا الجرس سوى مره بالأسبوع عندما يأتي حارس العماره بالمؤونه، كما اخبرها أدهم..!
إتجهت إلى الباب وهي تنظر من العين الساحره لترى عيني رفيقة الوجع من خلف نقابها لتفتحه بسرعه/غريبه!!
عانقتها و هي تبكي بحزن، اليوم بالذات شعرت و كأنها ورقة سقطت من شجرة ما في أحد الشوارع و تناقلتها رياح القدر حتى يبست و تفتفتت و ذرتها الرياح..،
.
أجلستها وهي تسألها عن حالها بلهفه/بشريني عنك يا غريبه كيف صارت قضيتك..؟! و ربي تعبت من الوحده
ابتسمت وسط دموعها/تطمني خلاص.. أنا بضل عندك من اليوم و رايح.. قضيتي انتهت بأني ماني ابنه بيولوجيه لأهلي.. تخيلي! وهم انكروا انهم متبنيني، احس بضياع عمري ما حسيت به رغم كل ظروفي..!
استغربت اكثر/يعني احتمال كبير يكون فيه لغز بالقصه..!! شيء غريب
تنهدت بألم/و احتمال اكون لقيطه ليه لا..
حاولت ان تبتسم لتهدئتها وهي تمسك بأناملها/مهما كنتي و من وين جيتي، انتي اختي اللي ماجابتها أمي.. انا وانتي مالنا غير بعض... الحمدلله أدهم بشرني انه اقدر ارجع بيتي و محد له حق عندي.. بيتي هو بيتك، برجع اشتغل بالمشغل و الا على حسابي و بتكون امورنا تمام بإذن الله.
ابتسمت بحزن حاولت ان تخفي ملامحه عنها و لكن هيهات..تعلمت في حياتها تلقي الصفعات لا البشارات، و أن أي إنفراجه بسيطه تعقبها صدمه كبيره..!
.
.
.
دخل وهو يبتسم لجلستهم الجميله بالقرب من موقد المجلس،اخته ووالده و زوجته و رواد و اميره، ليستقبله راكان بسعاده/السلام عليكم
الجميع بصوت متفاوت/و عليكم السلام
بدهشه/ماتوقعت اشوفكم هنا.. شالسالفه
ابو أدهم/مابي اضايق ام رواد داخل يا ولدي، هنا أزين لي
قبل رأسه و من ثم سلم على هوازن ليلتفت للشموس بنبرة أمر/روحي نادي لي غريبه.
استنكرت اسلوبه و لكن أسرتها في نفسها/للأسف غريبه راحت لمريم و قالت بتسكن هناك..
رفع حاجبه مستنكرا/وهي شلون تطلع بدون تقول لي؟! لا يكون سمعت كلام ماعجبها هنا
اتسعت عينيها من رده لها أمامهم و لكنها مازالت تلتزم هدوءها/والله ما قالت أسبابها..اخذت نفسها وطلعت.. عن اذنكم
هوازن/أدهم اجلس تقهوى وبعدين اسأل الله يهديك مو كذا
إلتفت لهوازن/يا بنت ابوي نفسي ارتاح لكن وش السوات؟!
قررت ترك المجلس و الخروج.. بدون أي رد.
شعرت هوازن بالورطه، لو كانت بمكان الشموس لاشتعلت غضباً من تصرفه هذا امامهم/تدري يا أدهم؟ لو زوجي قايل لي هالكلام قدام اهله ماقعدت عنده ثانيه وحده.. انا من اليوم ورايح ما راح ألومها.
تحدث ابو أدهم أخيراً وهو يفهم ما يدور، مقصد أدهم لم يكن الغضب لخروج غريبه و لكن مجرد الغضب من الشموس/تعوذ من ابليس.. و اجلس تقهوى.. و انتي يا هوازن روحي زيني لنا الشاهي.
ذهبت وهي تفهم ما ينويه والدها/ابشر يبه.. يزن راكان تعالوا معي ماما.
ذهب الجميع وجلس بصمت هو يلتقط فنجانا و يسكب لنفسه من الدلة الفضيه المركونه بجانب النار..، وحديث هوازن يدور برأسه..
تحدث أخيراً/كم لكم من رجعتوا و للحين ما طاح الحطب؟!
ابعد فنجانه من شفتيه وهو متفاجئ من حديث والده!!
أردف وهو يبطن عتابه/منت قادر ترضيها ليه ترجعها؟!.. يا ولدي انت الرجال.. و انت اللي لازم تلين... و مايصير بعد تناقشها او تعصب عليها قدام احد و تبي الصراحه، عصبيتك هالمره على موضوع ما يسوى كل هالعصبيه...
لم يستطيع الرد، كمن شعر أنه تورط معها أكثر من اللازم وغاص معها اكثر في رمال متحركه من المشاكل..!
.
.
.
ليلاً..،
خرجت بصحبة ابيها و زوجة ابيها وشهد للعشاء في احد المطاعم.. كان المقترح من شهد و إلا لكانت لن تخرج، كمية تبلد تجتاحها و لم تعهد لها مثيل، الوضع في زواجها لم يعد يطاق مع ذلك هي متريثه، أي قرار بالانفصال الآن فهو يعني خسارتها المعركه..، و لكنها محتار كيف ومن أين ستبدأ...
كلها أفكار تشغلها و تفكر جدياً بعمل شيء يخفف من المراره التي تشعر بها منذ سفر عبدالرحمن للندن..،
استغربت شهد رؤيته الآن/وش جاب عبدالرحمن الليله؟!
إلتفتت لما تنظر إليه شهد لتراه يتوقف أمام باب المنزل و ينزل من سيارته وهو يرتب شماغه و يتقدم بكل ثقه ناحية والدها.. لم تعد تحبذ رؤيته بعد الذي فعلته.. رؤيته تذكي جراحها منه..
شهد وهي تمازحها/الرجال جاي يدور من يا ترى؟!!
إلتفتت إليها بتصغير عينيها/يازينك ساكته بس
لحظات ليعود صالح مبتسماً ويفتح الباب من ناحيتها/هند.. الظاهر شفتي اللي جاء
فكرت قليلاً وهي تتذكر ما تريده لتبتسم/اي شفته.. بس ما قالك متى رجع؟ لأنه ما اتصل!
بإبتسامته/يقول توه واصل الصبح.. ما امداه يجي من التعب.. يلا ان كانه ما اتصل يعلمك امسحيها بوجهي هالمره.
ام شهد بممازحه/ماعليه يا بنت الحلال، روحي معه و لا تنسين تعاقبينه، لا يعيدها ثاني مره
شهد بضغط/هنوود ما يسوى عليه هالوقفه..و بكرا تعالي اخذي اغراضك
قررت النزول الآن.. لن تجعل والدها ينتظر كثيراً وهو واقف و لكنها تبيت الويل و الثبور لعبدالرحمن.. ليست قليله حينما يستغفلها و يسافر ليرى غيرها... و بما أنه عاد بنفسه قبل... هذا افضل من ان تذهب بنفسها له..
.
.
.
امسكت بيده وهي تجلسه و هي تتبسم بسعاده/نوورت الرياض يالغالي والله نورت..
ابتسم لها وهو يرى طفلته قد كبرت.. هاهي تستقبله بطفليها/تصدقين من زمان محد استقبليني بهالاستقبال الحلو.. اشتقت لذيك الأيام يا نيفو..
رأت اللمعه في عينيه، حاولت ان لا تبكي لتبتسم مجدداً /الظروف هاللحين تغيرت لكن تأكد ان الكل مازال يفرح برجعتك... لا تلومهم انشغلوا بحياتهم...
بحزن ابتسامه/بس انتي ما تغيرتي..
للحظه شعرت انه تائه ويبحث عن أي احد يلملمه من شتاته، للحظه شعرت انها ستبكي من انكساره هذا، نايف ليس الذي كان في السابقه، ابتسمت بلمعة دمعة حاولت ان تخفيها..
رأته يحمل طفلها و يداعبه لتبتسم/شرايك ناخذ لفه بالسياره انا بعد من زمان ما مسكت الطاره و فحطت...
رفع ناظريه لها و ابتسامته تتسع/و انا اقول البنت خلاص صارت أم و بتعقل.
ضحكت/حبيبي اعقل ايوه بس عاد نستانس و نمارس هوايتنا ياخي... يلا نطلع؟!
ضحك هو الآخر/علشان يدري زوجك ثم نتمشكل
بعينين ضاحكتين/ماعليك، قاسي رايح الخرج الليله معزوم على عرس.. يعني ما راح يرجع بدري
شعر بالحماسه للحظه/يعني مصممه؟!
حملت طفلتها وهي تتخدث بحماس فقدته منذ زمن، ولكن تريد فقط الترويح عن قلب اخيها/ثوااني اودي عيالي لجدتهم داخل و اخذ عباتي.. ما راح اتأخر.
رآها تخرج بحماستها وابتساماتها، لم يخطئ حينما ذهب إليها مباشره من المطار..
.
.
.
صوت رنين هاتفها أزعج نومها لتمد يدها وتفتحه لترد بصوت كسول ظنت انه الصباح ولعلها غريبه هي المتصله/ألوه
على الطرف الآخر/ما شاء الله نايمه بدري، آسف عالإزعاج
استلقت بتملل وهي تعرف صوته/ازعجتني و انتهى الأمر.. وش تبي متصل هالوقت؟! الوالده فيها شيء؟!
بصوته المرتاح/لو فيها شيء ما اتصلت فيك.. امي بخير لكن مستغربه انك ما زرتيها
ضحكت بسخريه فهو يتحدثو كأن شيئاً لم يكن/اها و انت متصل تعاتب يعني و الا مرسول من الوالده؟!
على الطرف الآخر تنفس بضيق/لا ما مرسول من احد.. انا بس حبيت استفسر عن ظرف وصلني من قبل كم يوم و..
قاطعته/تكلم مع المحامي اللي وكلته.. هالموضوع هو ادرى فيه و بإجراءاته.
تحدث بثقه/انا ما انخلع يا ليال.. فيه مليون طريق تطلبين فيها الانفصال غير المحكمه
ضحكت/و أنا ما أنهان يا وليد فااهم.. ما انهان.. و لا تحدني على شيء اكبر من الخلع
على الطرف الآخر عقد حاجبيه/نعم!! وش الداعي لهالاسلوب؟.. تقدرين تنتقمين بشكل افضل من كذا.. لكنك بعقل تقليدي غبي و متحجر و الا وش خلاك لين هالعمر بدون زواج!
شعرت بالإختناق بعد كلماته الصادمه لها، لتعتدل جالسه.. ارتفع صدرها و نزل وهي تحاول ان تهدأ اعصابها التي يوترها هو بما يفعله بها و لكن بعد الذي قاله فلا تستطيع ان تحتمل اكثر/انا غبيه يا وليد؟!
على الطرف الآخر ابتسم بسخريه وهو يحترق بداخله/بعمري ماعرفت بنت أغبى منك.. و ماظن فيه..
نزفت دموعها بحرقه على كل شيء فعلته من أجله.. على الدموع و اللهفه، على الانتظار المر، بكت على التضحيات الكبرى و المقابل البخس..!
هزت رأسها بتأييد و كأنه يراها/فعلاً، أنا مثلما قلت غبيه اللي ضحيت بنفسي علشان حضرتك يرتفع اسمك و يعلى سهمك و تحصل على الجنسيه اللي ماعمرك حلمت تأخذها لولاي، انا غبيه لأني حطيت لك قيمه و وثقت فيك و طلعت معك.. ، انا غبيه و استحق العقوبه فعلاً..
..
شعر بجوفه يحترق وهو يسمع اناهيدها خلف كلماتها المخذوله قبل ان تغلق الهاتف بوجهه،.
نهت مكالمتها مع شهد بعدما إطمأنت عليها، ثم جلست تفكر بما حدث بالمجلس اليوم امام عمها و ابنته، شيء ما يجعلها تغلي.. شعرت بحرارة عينيها، حاولت منع دموعها و لكنها عاندتها..،
رن هاتفها مجددا، لترى أسم عبير يضيء الشاشه، حاولت ان تتجاوز غصتها و هي تفتح هاتفها لترد بصوت تشوبه البحه/هلا عبير..
على الطرف الآخر قلقت من نبرتها/هلابك، شوشو صاير شيء؟!
تركت مكانهاوهي تتجه للنافذه الكبيره لتفتحها تريد هواء منعش بعد شعورها بالإختناق/ما صاير شيء، ليه؟!
على الطرف الآخر/صوتك ماهو عاجبني يا بنت، متأكده انك بخير والباقين بخير
تنهدت والتيار البارد يلفحها/أبداً، صدقيني بخير و كل الامور تمام الحمدلله.. انتي شخبارك؟! وش اخبار خلودي من زمان ما جيتي نشوفه
عبير/خلود صار كبير هاللحين و يطلع مع ابوه بدوني
ابتسمت/ياعمري.. عاد تلقينك مستانسه يشيل همه لحاله
ضحكت عبير/اي طبعاً مو مثلك مابعد كمل ولدي سنتين و حملت... يممه سمعنا و سلمنا
ابتسمت بخفوت، فلا قدرة لها على الضحك وبالقلب غصه/عبير خاطري اضحك.. تعالي ونسيني احس هالمره حملي اكتئاب فاكتئاب.. ابي احد معي ننبسط سوى مليت بالبيت بلا شغل و مشغله
عبير/ارجعي للعمل، قلت لك انتي تعودتي عالخروج و العمل مستحيل تتقبلين جلسة البيت بس ما صدقتيني،
صوت انفتاح باب غرفتها...، جعلها تلتفت لتراه يقف عند الباب بوجه خالٍ من التعابير...!!
على الطرف الاخر نادتها عبير/شوشو وينك؟ تسمعيني؟
إنزعجت من دخوله رغم مافعله بها اليوم لترد عليها/عبير بعدين اكلمك.. مشغوله..
تقدم بخطوات موزونه و هادئه ناحيتها و هي تحاول تجاهله بمحاولة الخروج من الغرفه.. لكنه اعترض طريقها، حاولت التملص مجدداً ولكنه يتحكم بها حتى يأست..!!
رفعت عينيها له برجاء تخفيه نظراتها المتحفزه للبكاء/ابعد..
رأته يمد يده ليلمس خدها و لكنها ابتعدت بجفول وعينيها تلمع بحده/قلت لك ابعد...
لأول مره يرى بكائها بسببه هو، بكائها الذي يفضحه إضطراب تنفسها أمامه في هذه اللحظات/قلتي برجع بس بشروط و من ضمنها مالي علاقه فيك!، بس اشوف طلعتي تغارين زي باقي البنات!!!
نزلت دموعها بقهر/لا والله، وانت وش مفكرني طول هالوقت؟! ما أحس؟! طبيعي لمن وحده تشوف زوجها يهتم بغيرها أي كان نوع هالاهتمام بتغار.. وخصوصاً إذا كلمتني بطريقتك اليوم قدام اهلك بسببها.. اوكي رجعت لك بس الاتفاق كان اهم نقاطه الاحترام المتبادل و هالشيء انت نقضته اليوم قدام اهلك!،
ابتلعت غصتها وهي تحاول بفشل جحد بكائها لتردف بغضب/انا تعبت أدهم اطلع برا ماني متحمله اشوفك هاللحظه.
استنكر دموعها الغزيره وهي تحاول الصدود عنه قدر الإمكان و لكنه أمسك بيدها ليثبتها بقوته المفرطه/ناظري فيني، تكلمي ليش تبكين؟!
حاولت ابعاده عنها بيدها الأخرى و لكنه سحبها لصدره بقوه، كانت تقاومه بشده و لكنه ثبتها و قاوم غضبها، حتى سمع صوت بكاء لم يسبق له أن سمعه..!
بادلته العناق برعشة بكائها المكتوم منذ مده و انفجر الآن..!
أي شيء قد توقعه إلا إنهيارها المفاجئ، أتبكي حقاً من شدة غيرتها أم أنه يحلم؟!!!
شدها إليه اكثر... وهو يحاول إسكات صوت الألم الذي يؤذيها..
كانت كالجبال الشامخه لا تتأثر بالعواصف و لكنها ذابت على صدره لحظة عناقه لها..!
.
.
.
.
عاد بعد صلاة الفجر ليرى المنزل هادئاً.. لا أحد هنا..
و على بعد خطوات منه رأى لعبة صغيره بالتأكيد هي لراكان.. ابتسم وهو يلتقطها و يرى اثار لعبه الخشن عليها،
جلس قليلاً على اقرب أريكة و ظل يتأمل صمت المكان الذي لطالما كان يضج بهم..
يالخواء الروح الذي يعيشه رغم كل ما يمتلكه إلا أن شعوره بالإختناق وحيداً يكاد يقتله،
وذلك الشيء الذي جعله يؤمن ان السعاده ليست بالعيش وحيداً.. إن أسوأ شيء ممكن ان يحدث لأحدهم هو أن يعود للمنزل بعد سفر طويل ولا يجد أحداً في إنتظاره، ليحمل عنه عبئ الغربه و يخبره بما في داخله من حكايات و مغامرات حدثت معه طوال رحلته..
سمع صوت سعلتها الناعمه وهي تخرج من المصعد و تتجه لجهة المطبخ بيبجامتها الفضفاضه ذات اللون الكحلي و المزينه بنجوم بيضاء، تبدو له أكثر نحافة عن السابق، ليناديها بصوت اقل/صح النوم ليال
إستدارت إليه وهي تحاول أن تركز في صاحب الصوت لتبتسم/ناايف!!
بإبتسامته الهادئه/بنفسه
تركت مكانها لتذهب و تسلم عليه/هلا حبيبي، الحمدلله على السلامه،
قبل جبينها وهو يجلسها بجانبه/الله يسلمك، ارتاحي.
جلست بجانبه وهي تمسك بيده/بشرني عنك، هالمره طولت و حتى ما اتصلت و لا شيء، قلت للشموس اخونا شفيه و طمنتني لأن أدهم يتواصل معك
فرح بداخله بما سمعه، الشموس تسأل عنه/اسف لأني اشغلتكم علي.
شعرت بكمية حنين و لهفه لتعانقه كالسابق، هو سندها الباقي لها، خصوصا بعدما تخلى عنها الرجل الذي وثقت به و صدمها به/لا تتأسف، انت خلك موجود جنبنا وبس، يا نايف انت ماتدري قد إيش وجودك مهم بحياتي و حياة خواتك، نايف انت مو بس اخو، انت السند و الحبيب و الأبو..
خاف من كمية مشاعرها هذه و عينيها المتحفزه بالدموع، تبدو ليست بخير/ليال، يرحم والديك لا تخليني ابكي هاللحين والله اني سافرت لشيء ضروري، لو ماهو ضروري والله ماخليكم و اسبب لكم هالقلق
خافت لاتدري مالسبب/ضروري؟! لألمانيا؟!
شعر انه يتورط معها فلا حيله أمامه سوى ان يخبرها/كان عندي موعد عند دكتوري، خفت اتأخر عنه و تطلع عندي مشاكل، بس الحمدلله كل شيء طلع تماام ابشرك
فرحت/الحمدلله، الله يحفظك لنا و للنونو الجاي..
استغرب/نونو؟!
استغربت/اجل محد قال لك؟! لا لا دام كذا هات البشاره شهد حامل و جايكم نونو عن قريب ان شاء الله.
أمطار فرح و سعاده، شعور غني بالراحه بعد عناء و تعب، هي لا تعلم أنها بهذا الخبر أعادت نبضه كما كان بل بأفضل حال، لا تعلم كيف فعلت به هذه البشاره التي نطقت بها للتو، لم يتمالك دموعه..! بل عجز عن الرد..
لم تتوقع ان تكون ردة فعله بهذه الطريقه/ناايف تبكي؟!
ابتسم وهو يمسح دموعه و يردد/اللهم لك الحمد. اللهم لك الحمد.
ليال بتأثر/حبيبي و ربي لو عارفه ان هالشيء بيسعدك هالشكل كنت اتصلت فيك هناك و قلتلك، لكن ظنيت الشموس سبقتني
حاول ان يهدأ ليسألها بلهفة وهو يتذكر حالها آخر مرة رآها فيها كانت تشعر بالغثيان و تبدو ليست بخير، ما يعرفه انها لم تعد تطيق رؤيته/شهد شلونها؟! اقصد يعني.. هي اذكر كانت تعبانه..
رحمته وهي ترى لهفته تصطدم بواقع علاقته بزوجته/لا تخاف شهد بخير و بأحسن ما يكون، بس طبعاً مقاطعه هالبيت... بصراحه ماني متفائله اذا بتخلي الولد يجينا حتى
لا يهمه شيء حالياً سو خبر حملها، كل شيء سيكون بخير لاحقاً/الوقت كفيل بتغيير كثير أشياء،
استغربت/يعني ماراح تحاول ترجعها ثاني مره؟!
وقف وهو يشعر بإرهاق الدنيا يلقي بثقله على كتفيه/ما راح اطلقها، لكن ما راح أضغط عليها ترجع لبيتي، أصلاً ماهو وقته..شهد مازالت ماخذه موقف مني و معها كل الحق فيه..
لم تصدق ما اعترف به/يعني معترف بخطاك؟!
إلتفت إليها وهو يجيبها بألم/جايب وحده بنت كلب قدام عينها بالبيت و سامح لها تدخل غرفتي وهي عينها تشوف و تبينها تنسى و تسامح بسهوله؟! انا ماقصرت بالخطأ يا ليال، واضح اني كنت احاول أنفرها مني بكل تصرفاتي.. فليش استنكر النتيجه؟
للمرة الأولى تراه يعترف بخطأه بكل شفافيه هكذا، نظرات عينيه تحكي ندماً سرمدياً و لكنه يُعذّبه، لم تستطيع التعليق و قد اعترف بذنبه، قبلها على جبينها ثم رحل من امامها إلى المصعد...،
تذكرت حقارة وليد لتختنق أكثر، هم هكذا كل الرجال، يغرسون الوجع و ينقشون الجروح على جدران القلوب و من ثم يعلقونها بالمشانق..
.
.
.
في فندق الفور سيزون.. :
خرجت من حمامها فجراً وهي تجفف شعرها وتتجه لمرآتها، تسبغ عليها من عطرها و تضع مرطبا على كفيها، وهي تراقب إنعكاس صورته على السرير بالمرآه، ينام كما لم ينم دهراً..,
لتلتفت لما فعله بالجناح من ترتيبات خاصه، كليلة دخلتهما و أجمل، اجتهد في عدم ذكر أي خلاف، حضور فيلم بالسينما.. و عشاء فاخر  و من ثم هنا...،
جلست أمام الكيكه الصغيره التي احتفل بها بعيد ميلادها الذي لا تتذكر متى آخر مره احتفلت به، هي لا تهتم بمناسبة الميلاد بعكس اخواتها..
يحاول  ان ينسيها ما حدث.. أم انه اشتاق فقط؟!
أو انه فاق من سكرة تلك السفره.. ثم تذكر انها زوجته؟!
اسئله كثيره تدور بذهنها و لكنها رغم ذلك عازمه على ان تنتقم ممن استغفلها.. و استصغر غضبها.. و استهان بأنوثتها...،
سمعت صوت آذان الفجر... لتترك مكانها و تذهب لتوقظه للصلاة في وقتها...،
.
.
.
.
شعرت وانها تنام على الغيوم.. راحه لم تعهدها منذ مدة طويله، كان في حلمها.. و كانت في حضنه...
حلم لم تود الإستيقاظ منه..،
شعرت بحرارة جسده بالقرب منها، خافت ان تفتح عينيها لتكتشف أن كل ما مرت البارحه كان أضغاث أحلام...
بالكاد فتحت عينيها بكسل وكأن أجفانها تعجز من ثقل أهدابها، لتراه شبه جالس بجانبها و ينظر إليها كمن ينظر لنجمه مشعه أو ظاهره كونيه فريده! /أدهم؟!
بإبتسامه دافئه مد يده لأناملها التي ترتاح بجانبها وهو يلامسها/طولتي بالنومه، وكأنك مانمتي من سنه!
مازالت على وضعها تتأمله بعينين مثقله بالكسل/وللحين ابي أنام
ظل يتأمل خدرها و كأنها ثمله، ليشد على أناملها/هذا اسمه دلع طال عمرك، قومي نفطر
شدت على انامله بدورها ثم تركتها بهدوء لتعود تغمض عينيها/مافيني اتحرك، اتركني انام
أحب وضوحها الجلي و سطوعها هذا الصباح ليرفعها رغماً عنها و يساعدها في الجلوس بجانبه و يلف وجهها ناحيته بأنامله/الشموس صحصحي، انتي بخير؟!
نطقت بدلال واضح وهي تميل بجذعها على كتفه القريب منها و تغمض عينيها بكسل/حابه اظل نايمه لأيام لأسابيع، بس عاد خلك جنبي مهما طولت..
حاسه اني كنت اعيش حياه ماهي لي أو بالأحرى ما خططت لها و مارسمت فيها احلامي، كنت فقط انفذ توجيهات و ألبي رغبات ابوي و اساير وضعي الإجتماعي.. وهالشيء مرهق يا أدهم
ابتسم وهو يرى هذا الجانب منها، كانت تحاول جاهده إخفاءه عن الآنظار لتحتفظ بصورتها الصارمه، و لكن هي اليوم أرق من النسيم و أعذب من الماء العذب/و انا من ضمن رغبات أبوك.. صحيح تزوجتي بي لكن بطلوع الروح و بالحيله اجبرتك. يعني انا بعد ماني من اللي بأحلامك؟!
رفعت رأسها لتقبل خده/بالعكس، كنت مثل اللي باحلامي بالضبط و هالشيء كان يستفزني وقتها، لا تنسى انه أنا اللي ماكنت بأحلامك، مانسيتها لك يا أدهم لمن قلتها بأذني وقت الملكه، تذكر؟
تذكر الماضي بشيء من الندم/لأن وقتها صعب وحده مثلك تكون بأحلامي
رفعت حاجبها باستنكار/محامي و شاطر بلوي المعاني.
أردف بصوته الهادئ/انتي كنتي كثيره على خيالي و ذكرياتي الحزينه، شيء صعب يستوعبه رجل ما شاف الجانب الحلو من الدنيا، الجانب اللي ينبض حياة و ألوان
قبلت كتفه التي تعانقها/يا حلو حكيك وانت هادي.
ضحك بخفه وهو يحاول ان يخرجها من ثمالتها بواقعيته/ماتلاحظين انك بتأخريني عن عملي.. الشموس  لا تحسسيني اني بطلع و بينتهي كل شيء، قدامنا عمر كامل بنقضيه مع بعض ان شاء الله
خافت وهي تشد كتفه بأناملها الرقيقه/لمن تحسب عمرك و عمري و عمر الهجر اللي احرقنا بناره بتلقى ان عمر الهجر يساوي اعمارنا مجتمعه.
ابتسم وهو يبعدها عن كتفه لينظر إلى عينيها/بس انا ماحب احسب السنين الموجعه لانها راحت بكل ما فيها ومعاد نبي نتذكر منها شيء.. خلينا نبدأ من هاللحين عمر جديد و صفحه بيضاء. شرايك؟
إلتمعت عينيها وهي تراه يسايرها بالحديث الرقيق الذي لطالما انتظرته رغم غرورها لتقترب منه مجدداً و تعانقه و تطبع قبلتها الرقيقه خلف أذنه و تضل لثواني،
اتسعت ابتسامته بسعاده/لا شكل اللي ببطنك صدق بنت و دلوعه بعد ، الشموس ترى عندي شغل يا قلبي.
شدته برجاء ان يجلس معها ولو اليوم فقط.. تحتاج  له هذه الفتره المريعه التي تمر بها، ولكن عجزت عن طلبه البقاء/للحين تبي بنت صح.. بس تكابر
فهم حركاتها و هي تتعمد إبقاءه بجوارها في السرير/من اليوم معاد فيه مكابر، انا فعلاً مازلت ابي البنت و ابيها مثلك كذا مغروره على الكل و تقدس أبوها
فهمت مقصده لتختفي إبتسامتها بتساؤل وهي تبتعد عنه قليلاً /لهالدرجه أنا كذا شايفه نفسي!
ضحك قليلا ليجيبها وهو يترك السرير/و الله بكل شفافيه انتي شايفه نفسك و دلوعه و خشمك مرفوع
نزلت لتلحق به/أدهم وقف تعال مين اللي دلوعه؟، أنا؟! ووقف
دخل الحمام و اغلقه خلفه وهو يكتم ضحكته ويرد عليها/لا اطلع إلا و القهوه و الفطور جاهز يالدلوعه.. هه
سمع صوت كلمات وعيدها له بعد اغلاق الباب، مناوشتها و ممازحتها لطيفه، للتو عرف ان شخصيتها لم يتعرف عليها أحد كما افصحت عنها اثناء ثرثرتها الثمله قبل قليل.. قلبها بكر لم ينبض لغيره، هي جديده على مشاعر الحب و كل جديد قد يتعثر في البدايه.. للتو عذر كل ما ارتكبته ،
تذكر حديثها عن طفلته، فشعر بشوق جارف لرؤية تلك الطفله التي تحدثت عنها للتو... ابتسم لطيفها في خياله..،ما أكرمك يالله حينما تجزل العطايا..،
.
.
.
خرجت للتو من المطبخ بيدها كوب قهوتها وهي ترفع صوتها لتسمعها مريم التي بالغرفه القصيه/مريوم انا ترى طالعه للدوام مع السايق هاللحين اذا جاب الاغراض تبين شيء؟
خرجت من الغرفه مستغربه/مو بتمرك ليال؟!
ارتشفت من قهوتها/اتصلت و قالت بتتأخر و طلبت اروح مع السايق اللي يجيب لنا الاغراض..
خافت/منتي خايفه؟!
ضحكت/يرحم والديك وحده مرت بكل اللي مرت فيه و حافظت على نفسها تظنين احد بيكسرها؟!
بقلق/ترى مو كل الناس مثل سيف، طلبتك تنتبهين، سبحان الله انا زاد خوفي و معاد ابي شيء منتظره ارجع بيتي هالخميس و اسكر على نفسي الباب،وماعندي مانع اعيش على تقاعد ابوي
رفعت حاجبها/مريم!، الضربات المفروض تقويك مو تكسرك!
رن الجرس لتتركها/خذي قهوتي، هذا اكيد السايق جايب الاغراض، بقوله ينتظرني، و بدخل الاغراض
جلست وهي ترتشف من كوب غريبه و تدعو الله لها ان يحفظها و ان يقيها شرور خلقه، باتت الأخت وليست الصديقه فقط..،
.
فتحت الباب لتتحدث وهي تراه يضع الاشياء بصمت و لمحت طرف بنطلونه البني و بريق حذاءه الأسود/راجيف لا تروح انتظرني بالسياره علشان توديني الدوام
لمحته يذهب بعد الذي قالته لتحمل الاكياس و تدخلها.. لم تستغرب صمته لطالما كان صامتاً في الفتره الأخيره، فقط يضع الأشياء و يذهب أدراجه..،
ودعت مريم لتنزل بنشاطها، اليوم هو اليوم الذي انتظرته، متحمسه جداً للبدء بممارسة شيء يفيدها ويفيد المجتمع، ليال صنعت لها معروفاً لن تنساه ما حيت،
نزلت واتجهت لسيارة السائق وركبتها بحشمتها المعتاده، لتنطلق السياره،شعرت بلسعات البرد فتذكرت انها نسيت معطفها على كرسي المطبخ، لتتصل بمريم/الو مريم ليه ماذكرتيني جاكيتي، انصدمت بالبرد برا وفيه شوية مطر..
... لا مريوم مايمديني أرجع.. اليوم مهم عندي، مابي اخيب ظن ليال... اوكي.. لا لا تخافين بدبر نفسي... وياك يا رب..
اغلقت هاتفها وهي تجمع يديها بعفويه تلتمس الدفء بإحتكاكها مع بعض،..
مد يده إلى مكيف السياره ليرفع درجة الحراره.. لعلها تدفئها..، لم يستطيع الحديث حتى لا تكشفه، من الجيد اليوم انه استخدم سيارة المؤسسه لا سيارته، يريد الحديث ولكنه خائف جداً من ردة فعلها، إمرأه محتشمه مثلها لا يليق بها ان يثير خوفها او يحرجها، مد يده وهو يلمس جرح وجهه الذي جعلت منه علامة فارقه بوجهه، لا يصدق أنها بلا نسب،و لن يقول مجهوله فهو يعرفها..يعرفها فقط.
أوصلها لمحل عملها وانطلق وهو يعزم الأمر لشيء ما..
.
.
.
منذ دخلت مكتبها وهي تتحدث مع عائشه عن لقاء احدهم/عايشه مافهمت، انا علاقات عامه، وش دخلني ألتقي وفد حكومي و مادري كيف
ابتسمت عائشه/هذا طلب استاذه ليال، بما انها ما راح تجي اليوم...
خافت/سلامتها، ليه ماراح تجي بسم الله عليها
لا تلوم ردة فعلها، ليال رائعه مع الجميع/ما قالت السبب بس ماراح تجي، صعب اقعد اسألها و انا موظفتها، المهم تعالي نرتب لك الجوله و نجهز كل طلباتهم، تحسباً لأي طارئ يعني خذي بالك المسؤلين اللي راح يجون رجال ما معهم غير وحده اعتقد اسمها دكتوره سلوى، وحده مخضرمه يعني و طيوبه  متعوده اشوفها بكل وفد يجينا
حاولت ان تتنفس بشكل عميق قبل الوقوف و الذهاب معها، عليها ان لا ترتبك و ان تكون طبيعيه،سامحك الله ياليال، جديّه في العمل منذ البدايه!
.
.
.
سمعت صوت باب الغرفه يفتح بشكل بطيء،عرفت أنه هو، لتغمض عينيها وتدعي النوم،
شعرت بخطواته على الباركيه، كان يحاول جاهداً ان لا يزعجها، حتى وقف أمامها لينظر متأملا ملامحها التي تريح قلبه و تزرع الطمأنينه لروحه، لن يذهب للمركز ما دامت لن تذهب.،
شك انها مريضه.. مد يده لتلامس أنامله جبينها و خدها كما تفعل له حينما يمرض و تسهر ليلها بجانبه..، فرح انها ليست ساخنه، و لكن مازال قلقاً فهي كانت تستيقظ له بمجرد دخوله..!
مد أنامله الصغيره ليدها التي ترتاح على وسادتها ليمسك بها بنعومة يديه التي كالقطن ثم أمال رأسه عليها... هنا يشعر بالسكينه.. هنا راحته التي ينشد..
فتحت عينيها وهي ترى طفلها الأسمر الرقيق يحاول عدم إزعاجها.. و مع ذلك يفعل ما تفعل حين تقلق على صحته، ابتسمت لكمية السعاده التي يسكبها هذا الطفل على قلبها الموجوع، لم تكن تريد رؤية أحد و لكن هذا الطفل لا، لتهمس له/وسام حبيبي
رفع رأسه لها وهو يبتسم على غير العاده/ماما
مسحت على رأسه ثم ابعدت قليلا خلفها لتفرغ له مكان/تعال نام بحضني حبيبي
اتسعت ابتسامته ليقفز و يستلقي بجانبها و يعانقها وهو يدفن وجهه بصدرها بتصرف طفولي بحت، دمعت عينيهاوهي تربت على ظهره، هو يعاملها كأمه تماماً، اكمل سبعة اعوام وهاهو يدخل الثامنه، لا تستطيع ان تتخيل فقط مجرد تخيل انها قد تضطر ان تغير معاملته حينما يكبر، ذلك يؤلم قلبها حقاً..
تذكرت أحاديث الشموس التي كانت تخبرها بعواقب تربيتها لولد لا تربطها به علاقة رحم، كانت تحسب للمستقبل كإقتصاديه و سيدة أعمال، هكذا كنت أظن و لكنها محقه، الشموس تتحدث بعقلانيه دائماً و ذلك مالا يتقبله شخص عاطفي..
رأت شاشة هاتفها الصامت تضيء أمامها على الطاوله الجانبيه لسريرها لتمد يدها وتلتقطه، تأففت وهي تفتحها و تقرأ ماذا أرسل لها مجدداً، باتت تشعر أنها تستحق ذلك التدمير الذي يفعله بها وليد،
رفعت حاجبها وهي تستنكر ما كتبه[إذا ما سحبتي دعوى الخلع، دخلت أدهم بالموضوع، لأن مالك حق تخلعيني، انا ماني غبي بالقوانين]
استغربت كيف يماطلها بهذا الشكل، إن كان يريد الإنفصال لماذا كل تلك المناورات الغبيه، لم ترد..
و عليه ان يفهم أنها قطعت دابر هذه العلاقة من جهتها،
آه كلما تتذكر ما حدث بينهما تشعر بحرقة معده لا حدود لها...،
اغلقت الهاتف بشكل كامل و رمته على الطاوله لتعود وتنام...
لن تعكر مزاجها اليوم به..
.
.
.
نظرت لساعتها بقيت نصف ساعه على قدوم الوفد البحثي، طرق الباب لتدخل احدى موظفات الخدمه وهي تحمل كيس هدايا انيق.. و من ثم وضعته على المكتب أمامها/اعذريني غريبه دخلت مدرعمه بس مستعجله بروح لزميلاتي اساعدهم
أوقفتها/لحظه يا.. شسمك انتي؟!
الموظفه/ام يزيد..
ابتسمت لها مجامله/هذا الكيس لمن يام يزيد؟! ماقلتي لي الله يحفظك
الموظفه/يقول الحارس ان اللي وصله السايق اللي وصلك وقال انه لك.. عن اذنك...
.
.
رأتها تخرج لتعود بنظراتها المتعجبه لهذا الكيس الذي أمامها، من اين اتى به السائق!
فتحته لتجد شال شتوي رمادي ثقيل و بجانبه جاكيت اسود انيق!!!
لمحت كرتا صغيراً في الأسفل رفعته لتقرأه [ما هان علي تنسين جاكيتك بالبيت و ينهشك البرد في العمل، ... تدفي ]
ارخت يديها على الطاوله أمامها وهي متفاجأه!
من هو صاحب الكيس؟! هي لا تعرف أحداً وليس لها علاقه بأحد، ثم كيف عرف أصلاً أنها نسيت جاكيتها اليوم؟
دخلت عائشه وهي تستعجلها/غريبه الوفد وصل.
تركت الكيس جانباً و اتجهت للشماعه تلتقط نقابها و تستعد لإستقبال الوفد...،
.
.
انزل نظارته وهو ينظر لتنظيم المبنى و مميزاته ليلتفت للسيده التي معه/المبنى و مرافقه مبين متعوب عليه يا استاذه سلوى، بس ماندري كيف مخرجاته و نظامه
تحدثت تلك/كلو ممتاز، و هنا افضل مركز توحد غير خدمات الإيواء طوال الأسبوع، كان لأيتام التوحد فقط وبعدها قررت ليال المناع مديرته انها تخلي خدماته لكل اللي يعانون من التوحد و بشكل مجاني يعني اللي ساكنين اهله برا الرياض يقدرون يتركوا طفلهم بأمان هنا و يجوا ياخذوه نهاية الأسبوع طبعا على حسب الحاله.
ابدا إعجابه الأولي بالفكره/اعتقد شيء حلو يقوم به القطاع الخاص..
اشارت له بالدخول/تفضل الجماعه جاهزين للجوله
دخلوا جميعاً ليرى احداهن تقف في المقدمه، تجمع كفيها ببعضها و بجانبها ثلاث اخريات يبدو انهن مساعدات او موظفات، سلم كما فعلت سلوى، ليمد يده يصافحها.. و لكنه تفاجأ بعدم مدها ليدها!!.. ليستوعب انها متحجبه اصلا، ابتسم وهو يرفع ناظريه لها ليلفته لون عينيها!! /السلام عليكم، آدم العبدالله باحث واخصائي اجتماعي
استغربت انه يقدم نفسه كباحث واخصائي اجتماعي فقط بينما سلوى اخبرتها انه المدير لفرع التنميه الاجتماعيه للمنطقه! /أهلاً انا غريبه.. مسؤلة العلاقات العامه و..
قاطعها وهو يلتفت لسلوى/كنت اظن ان الاستاذه ليال المناع بجلالة قدرها تستقبلنا، ماهو موظفة علاقات عامه!!
ردت غريبه بدلاً عنها/الاستاذه ليال غايبه اليوم لظروف صحيه خارجه عن إرادتها ووكلتني بالمهمه، لا تستهين بموظفة علاقات عامه استاذ آدم.
لاحظ بريق عينيها ذات اللون المميز بالنسبة له، من ردات فعلها الهادئه تبدو واثقه من نفسها، حتى انها لم تتنرفز حينما حاول إستفزازها/ممتاز...اجل خلونا نبدأ.
اشارت له ليتقدم بالدخول، لتهمس لها عائشه/سبحان الله نفس لون عيونك!
خجلت ان يكون أحداً سمعها، لتوكزها هامسه/اش..
لم يفوته همس تلك الموظفه لغريبه، هذه فعلاً مصادفه غريبه!!.. لا يخفي سعادته بهذا الأمر، فهو نادر الحدوث..
.
.
.
الساعه الآن العاشره*
انتهى من لباسه و اخذ علبة دواءه في جيبه قبل خروجه، ليلتقط هاتفه وهو قلق لعدم ردها عليه!
استفزها كثيرا رغم انه يحتاجها حوله في أيام كهذه، قاتل الله الظروف..
.. سيذهب للمستشفى حيث والدته التي ترافقها عزه، سمع صوت الباب استغرب من سيأتيهم هذا الوقت!!
رد من بعيد/طيب جاااي جااي
لم تصدق انه فتح الباب وانه ذلك الذي قاطعها كثيرا في ألمانيا، لتعانقه ببكاء/!!
ابتسم لزوجها الذي يقف خلفها يحمل طفلهما/وش هالمفاجئه الحلوه..
ابعدت عن صدره قليلاً وهي تمسح دموعها/ليش تسوي فيني كذا لييش؟! لييش أمي تمرض هالمرض و تسوي عمليه و ماتقولي!!
تنهد/أمي بخير و الحمدلله كلها فتره بسيطه و تطلع من المستشفى لا تزودينها رشا
حاولت ان تستوعب ما قاله/دام كذا وديني لها ابي اتطمن
صوت من خلفها بلهجته العراقيه المحببه/انزين صبري نسلم على الرجال زي الأوادم بالأول
تقدم وليد ليرحب به/ارحب يابو فرهاد، حياكم الله
ابو فرهاد/هلا بيك وليد، الحمدلله على سلامة الوالده
بابتسامه/الله يسلمك، تفضلوا ارتاحوا،
بنفي قاطع/ماني مرتاحه لين اشوف أمي، يلا ودوني لها
ابو فرهاد/مالنا غير هالحل علشان ترتاحين، يلا وليد ترى ان ما وديناها بتصرع روسنا
.
.
.
على طاولة الإجتماعات يجلس بالطرف الآخر و يقلب اوراقا تخص برامج المركز و انجازاته و حالات الطلاب..
ابتسم وهو يرفع ناظريه لها في الجهة الاخرى من الطاوله/عمل متكامل و جبار ما شاء الله، و الجميل ان الطلاب كانوا ودودين بالنسبه لحالاتهم،
حركة يديها بعفويه وهي تتحدث/الأستاذه ليال عملت بجد و بقلب علشان تنجز شيء مفيد لهالفئه، واللي ساعدها بهالنجاح هو عملها ببداياتها كباحثه ومتطوعه بعدة مراكز، يعني هاللي شفته اليوم هو نتاج تراكم خبرات و دراسات مو فكره بين يوم وليله.
اعجبته هي بحديثها المنمق عن مديرتها و كأنها موجوده/واضح ان استاذه ليال لها البصمه في كل شيء هنا.
غريبه/اساس اي مشروع ناجح مدير ناجح و صاحب تخصص.
تحدثت سلوى بعد رؤية اوراق أمامها/احنا عندنا شوية متطلبات و للأمانه بعد اللي شفناه اعتقد ان هالمركز حيفوز بجائزة الخدمه الاجتماعيه لانه حصد كل النقاط.
استغربت/متطلبات إيش؟!
ابتسمت/بما انه هالمركز  مرخص من الوزاره راح يتم تعيين موظفين عندكم بالترشيح من جهتنا.. و لا تخافون راح تكون جزء من رواتبهم من صندوق الموارد البشريه.
همست عائشه لغريبه/مستحيل توافق استاذه ليال، اعرفها، حتى لو بيدفعون هم الراتب كله
صمتت قليلاً لتجيبهم/اعتقد هذا مركز وقف بناء و إدارة قطاع خاص و له اصحابه القائمين عليه، طرح مثل هالاقتراحات لازم يكون فيها طرف من اصحاب الوقف..
أيدها آدم وهو يلتفت لسلوى وهو يهمس/هالشيء إلزامي يعني؟!
سلوى/من ضمن متطلبات وزارة العمل..
إلتفت آدم لها وهو يقف/عموماً راح نتكلم بهالموضع قريب و بتكون استاذه ليال موجوده.
تحدثت بجديه/اعتقد مافي فايده من الرجوع للكلام بهالموضوع يا استاذ آدم، لأن استاذه ليال راح ترفض بالتأكيد.. شرفتونا.
عاد لينظر إليها مجدداً، ليرى ثباتها/هذا ما يمنع الحديث بالموضوع لتقريب وجهات النظر.. سلام
لحقت به وهي تودعهم، لتهمس لها عائشه/تهقين يضغطون على استاذه ليال؟!
ردت وهي تراه يبعد بخطواته/مايندرى.. يمكن
توقف ثم عاد بفضول ليقف أمامها على بعد مسافه/لو سمحتي، ماتعرفنا باسمك كامل علشان نرسل برقية شكر
استغربت عائشه طلبه!، لتلتفت لغريبه تنتظر جوابها/يكفي ترسلون باسم الاستاذه ليال المناع.
زاد فضوله تجاهها، لكن حاول ان يمضي في طريقه كما حضر، ثم مالذي جعله يعود، لو أنه أرسل سلوى أو أخذ اسمها بأي طريقه/طيب، سلام.
لاحظته ينظر إليها بطريقه لم تفهمها، و لون عينيه أثار داخلها الحزن الذي بسببه جعل حياتها مع أهلها كالجحيم.. يالله هل واجه هذا الرجل ما واجهته، و لكن لا هو رجل قوي سوي..وربما هو ليس غريباً في عائلته... و أنا في النهايه لم أكن إبنة بيولوجيه لمن ظننتهم اهلي منذ طفولتي!!
يالله بعض التفاصيل الصغير تثير ضجة كبيره في الروح و الوجدان..
للمرة الثالثه نادتها عائشه/غرريبه!! شفييك؟
انتبهت لها أخيراً لتستدير بسرعه و كأنها لم تتأثر/يلا نرجع شغلنا يا عايشه، لازم اكتب تقرير كامل لليال عن اللي صار اليوم..قبل نهاية الدوام.
لحقت بها عائشه وهي مبتسمه/كل يوم يمر يثبت لي ان نظرة استاذه ليال ماتخيب أبداً بالأشخاص اللي تختارهم!
.
.
.
خرجت من المطبخ مع ام رواد وهي تحمل بيدها كوب قهوه و هن يتسايرن بالأحاديث، لتجلسان قبالة التلفزيون.. أخذت الشموس الريموت كنترول وهي تخفض صوت التلفزيون قليلا وتلتفت إلى أم رواد بجديه/و ليش تترددين يام رواد، روحي مع ولدك و انبسطي، ترى ماهو كل يوم يجيك!
تحدثت بقلق/جاسر تغير حيل كبر بعيد عني الله يسامح ابوه، وما ادري وش كانوا يحشون راسه..ماسووا فيني خير، الولد متصل فيني البارح و صوته مخنوق، جاسر ما كان يكلمني و مانع اخته تتواصل معي!
تنهدت وهي تفكر بحالها سابقا و حال اطفالها/فعلا لمن يكون فيه اطفال بالعلاقه المفروض ماتنقطع.. لازم احد الطرفين يضحي و ينهي الخلاف من ناحيته، علشان ما يطلعون هالاطفال متشبعين بعقد عداوات مالهم فيها يد
تنهدت وهي تحاول تجاوز عثرة نبرتها/يعلم الله اني تنازلت كثير لكن شوفت عينك انتهى بي هالزواج لطلاق و فضيحه خلتني اقتنع ان الرجل اذا ما كان عاقل و شوره من رأسه و مروءته فلا خير فيه.
حاولت التخفيف عن ضيقها/يا بنت الحلال عوضك ربي باللي شيخك ان شاء الله ما توفي إلا وهو راضي عنك وانتي راضيه عنه
ابتسمت بدمعة انسكبت في الحال للراحل الأغلى/عز الله انه سيد الرجال. الله يرحمك يابو راكان، ما كان يناديني غير يالغاليه.
بادلتها الإبتسامه/كان يحبك.
اكتفت بإبتسامه حزينه فذلك الحبيب قد رحل..،
لتمر لحظات صامته....
لاحظت هدوئها و مزاجها العالي اليوم بعكس البارحه يخيم عليها الصمت/شلون صار الوضع هاللحين بينكم؟! انا من زمان ابي اسألك و اتراجع،لكن اليوم انتي مرتاحه و اظن هاللحين وقت الاسئله
نظرت إلى كوب قهوتها بإبتسامة رضا ومن ثم صرفت نظرها لزوجة أبيها/مادري كيف اشرح لك.. يعني الوضع مثل لما تكونين مصدعه ثم  تشربين قهوه رايقه و تروقك معها.
ابتسمت لتشبيهها/عسى الله لا يفرق بينكم.
تنهدت/أمين.
.
.
.
خرجت من عملها تحمل ملفا و كيسها بيدها، لترى سيارة السائق قريبه، ركبت وهي تتحدث بالهاتف/اوكي مريم بمر السوبر ماركت و بجيبه معي، في شي ثاني؟!... طيب سلام
اغلقت الهاتف وهي ترفع رأسها مخاطبه السائق/راجيف مر السوبر ماركت
سكت حتى توقف عند اقرب سوبر ماركت ليتحدث أخيراً/آمري طال عمرك
شهقت وهي تتقدم/سيييف!!
لا يستغرب مفاجئتها/اي أنا.. و لا تفهميني غلط تكفين ، انا...
قاطعته بغضب/انت انتهازي.. و اعرف نوعيتك زين، لا تظن اني لقمه سهله يا سيف
رد بهدوء/لا تغلطين علي الله يهديك، انا من فتره اجيب لكم الاغراض بعدما سافر راجيف لظروف اهله..
و ما احتكيت فيك، و ما تلقفت وقلت بوصلك لعملك، انتي اللي طلبتي اليوم اوصلك و سكت ماقلت شيء، و لا احرجتك بكلمه، و لا دريتي عني اصلاً، يا غريبه لو نيتي شينه ماني عجزان عنك ترى..
زمت شفتيها بغضب وهي تحاول فتح الباب ليصرخ بها/قفلي البااب.. منتي فاتحته لين اوصلك
اخفت خوفها من ارتفاع صوته المفاجئ لترد بصوت عالي هي الأخرى/انت مالك سلطه علي، و خلاص بعد اليوم، اعتذر لأدهم عن اي شيء يخصني اذا طلبه منك
نطق من بين اسنانه/من انتي؟! علميني من انتي؟! علشان تامريني؟!.. هاااه من؟!!
غرقت عينيها بالدموع وهي تكتم بكائها الذي فضحه إختناق صوتها/صحيح تعرف قصتي، لكن مالك حق تعايرني كذا يا سيف، مالك حق!
صدمه ردها الذي زلزله وأعاده للواقع، ولما فهمته هي، مسح على وجهه بتوتر وهو كاره لنفسه هذه اللحظه/غريبه والله ماقصدت أبكيك.. بس انتي طلعتيني من طوري مع اني ماسويت لك شيء! يعلم الله كنت اقوم بواجبي بس، مابي اهينك و لا أغلط عليك.
كانت تبكي، و لا يُسمع سوى صوت أناهيدها المكتومه!!..
أكمل طريقه وهو نادم أشد الندم، لم  ينوي بها شرا أبداً، ولكن معها حق في عدم إبداء حسن النيه مع أي رجل اجنبي، و كان عليه ان يتفهم ذلك...، قرر انه سيصلح كل ما افسده بطريقته و سيجعل كل ما حدث طي النسيان بالنسبة لها..
لم تصدق أنه توقف أمام العماره حيث شقتها.. لتنزل مستعجله و تغلق الباب بقوه تنفيساً عن غضبها..
انطلق بعد نزولها بلحظات وهو يفكر ماذا لو أشتكته إلى أدهم؟!
لا يستطيع التنبؤ بماذا سيحدث حينها،..
وصلته رساله قصيره ليفتح هاتفه بعدما رأى اسمها، ليصدمه ما كتبته  [علمتني ان الخير له وجيه كثيره وانت أسوأها.. لكن مسامحتك لجل أدهم]
استغرب من سرعة الرساله و مضمونها الذي جعله يحتار في أمرها...!!
.
.
.
خرجت من حمامها ملتفه بروب استحمامها المشمشي، لا تصدق انها نامت حتى بعد الظهر اليوم!!،
وقفت عند المرآه تجفف شعرها وهي تتبسم لما حدث البارحه من سهرتها مع نايف على السياره، مشيا و سهرا حتى الفجر  افطرا سوياً ثم عادت للمنزل مرهقه... و نامت، حمدت الله ان قاسي لم يرجع حتى الآن..، حتى لمحت انعكاس صورته على المرآه يجلس على طرف السرير هناك/قاسي!
بوجه خال من التعابير/ما ادري اقول نعيماً، و الا صح النوم يا مدام؟!
إلتفتت إليه مبتسمه تخفي قلقها من نبرته و نظرته التي شكت في مغزاها/اللي يجي من خاطرك حبيبي،
رآها تعود ملتفه لطاولة الزينه و تضع عطرها المنعش و تشعل مبخرتها الكهربائيه القريبه منها و تبخر شعرها كعادتها اليوميه، ليقف متجهاً نحوها بهدوء حتى وقف خلفها وهي تراه من انعكاس صورته أمامها/وين كنتي لين الفجر؟!
اخذت في دعك كفيها بمرطب وهي تجيبه بهدوء/انت تدري اني طالعه مع اخوي و انا اعطيتك خبر بالواتساب و ما عندك مانع، ليه هالنبره؟!
رفع حاجبه و ملامحه تنطق بالغضب/انا وافقت على اساس مره عاقله و أم مسؤله بتطلع نص ساعه او ساعه بالكثير و بترجع، مو لين الصبح!! و نامت و ماتدري عيالها وين!!
إستدارت وهي تتكتف/شفت اخوي ضايق صدره قلت..
قاطعها/قلتي اسحب على عيالي و ارميهم عند جدتهم و الخدامه.. ماقلتي هذي مره كبيره بتتعب منهم، ما فكرتي بهم ناموا و الا قاموا و الا كلو و ازعجوا امي بالبكاء!!
أنا توقعت انك خلاص تعديتي مرحلة الطيش و الطفوله لكن اشوف بيصير العكس!
بهتت من حديثه الموجع و اتهامها بالباطل/علشان نص ليله طلعت فيها بتنسف كل شيء سويته و بتنساه يا قاسي؟!! خلاص صرت ماني مسؤله بنظرك عشان كم ساعه طلعت فيها مع أخوي؟! و ناسي نفسك؟!
قل لي بربك، سبق و اشتكيت لك من خروجك بالأسابيع علشان الصيد؟! قل لي يلا سبق و اشتكيت لك من هروبك من الغرفه لأنك ماتحمل كثرة بكاهم تالي الليل؟!
تبيني احسب لك كم ليله نمتها بدونك بعدما رجعت من بيت اهلي؟!
لاحظ دموعها تنزل ليمسك بعضدها/دام هذا كله بقلبك ليه ماتكلمتي؟!
نفضت يده وهي تبتعد عنه خطوتين/تبي تعرف ليه؟!لأني ظنيتك مقدر لتعبي اللي مايخفى عليك و لأني ابي راحتك يا زوجي "الحبيب" ومابي اضغط عليك و اطالبك بواجباتك، لكن للأسف طلعت غلطانه، المفروض انكد عليك عيشتك ليل نهار و اذكرك بتقصيرك كل يوم علشان تعرف من فينا اللي متحمل و ساكت!
تفاجئ من سيل كلماتها المكبوته، و التي اخرجها منها ببجاحته، رآها تتركه وتذهب لخزانة الملابس، اخذت ما تريد إرتداءه اختارت فستان منزلي قصير و ناعم و بدأت بإرتداء ملابسها متجاهله لوجوده الذي يجرحها للمرة الأولى،..
انتهت من لباسها لتتجاوزه تريد الخروج، حاول الإمساك بيدها و لكنها كانت مراوغه و خرجت رغماً عنه ليقف حائراً مكانه، كيف نزع جمال يومه بنفسه؟!!
.
.
نزلت لأم زوجها تسألها عن اطفالها، تعرف انهم ينامون عندها في اسرتهم التي وضعتها جدتهم لهم بحب، لم تحرمها منهم و تركت الحريه لها في ان تمارس حقها كما تريده، و بالفعل انشغلت بهم وتركت مناكفتها/السلام عليكم خالتي
ابتسمت لها وهي ترتب درجا عندها/و عليكم السلام، طولتي بالنوم على غير العاده بسم الله لا يكون تعبانه
استغربت ردها هل لم تعرف بعودتها/لا خالتي تاخرت برا مع نايف و بعدها نمت وماحسيت بنفسي شوفت عينك
عذرتها  لطالما انها لم تخرج أبداً سوا مرة عند اهلها فقط/انا مانتبهت لرجوعك، اصلا ناموا الصغار بدري كالعاده و نمت معهم، قلت للشغاله تنتظرك علشان تشوف وش تبين وتساعدك فيه
اتجهت لسرير سلمان وهي تنظر لنومته الهادئه/اتعبتك معي يا خاله؟ إذا هالصغار يزعجونك معاد انزلهم لك الا شوي تسلمين عليهم و اسكر عليهم باب غرفتهم فوق
اتسعت حدقة عينيها بالاستنكار/لا يا دافع البلا فيه جده تكره احفادها، وبعدين عيالك انتي وقاسي بيدي من وهم نتف روحي معلقه فيهم يا بنتي لا تحرميني منهم حتى لو يزعجون على قلبي زي العسل
ابتسمت لها/تطمني محد بيحرمك من عيالك، اثاري صدق ما اعز من الولد إلا ولد الولد!
ابتسمت لجملتها التي أراحتها/اي والله يا بنتي إي والله.
سمع ما دار بينهما ليدخل وهو يبحث بنظراته عنها/نيفادا سوي قهوة وجيبيها لي انا وامي بالصاله.
لم ترد عليه فقط خرجت من الغرفه متجهة للمطبخ،...
رأى نظرتها الناريه التي لطمته بها عند ذهابها، و لكنه تجاهل مبتسماً، كبرت كثيراً و اصبحت تفوق الوصف، تغضب بشكل فاتن و لكنها لا تشعر بفتنتها تلك..!
لمحت شيئاً و استغربته/كأن مرتك زعلانه؟!
ابتسم لها وهو يتجه لطفلته ويلاطف شعرها الخفيف بأنامله/لا تشيلين هم، زعل عادي و بيعدي
رفعت حاجبها رافضه لما قاله/الحق ينقال انتم يالرجال مايعجبكم العجب و لا الصيام في رجب!
تعجب من ردها/لا لا الظاهر نسيتي انها نيفادا
ردت بعتب/لا ما نسيت انها أم سلمان و غنى، اللي تحملت كل التعب لحالها وهي صغيره، والله لو انها غيرها كان للحين بزر ما تعرف السنع.
حاول مشاكسة والدته فقط/انا اللي ربيتها.
لم يعجبها رده لتحاول ان تنهي هذا الحديث السمج/انت تدري و انا ادري انك تضيع علومك بدونها، لكن الظاهر ناوي تاخذك العزه بالاثم!!
ابتسم لها بصمت..،
.
.
.
منذ يومين يتحاشى ذكر ما قاله لها، ترى تصرفاته وتتابعها بريبه، لم تعد تثق به و ذلك ما ينحرها بقربه بصمت..،
سمعت صوت انفتاح الباب لتراه يعود باكرا من عمله و يقبل عليها بإبتسامه و هو يحمل شيئاً بيده!!
أقبل و بداخله ألف رجاء بأن تكون نسيت ما تفوه به تجاهها، يجب ان لا يخسر هند مهما حدث/السلام عليكم
بالكاد بادلته بإبتسامة باهته/وعليكم السلام... غريبه راجع بدري هالمره!
جلس بالقرب منها وهو يسترخي بجلوسه و يلتفت إليها/اشتقت لك.
هزت رأسها لتكمل إرتشاف كوب قهوتها/اللهم اجعله خير! من متى؟
فتح الكيس الذي أحضره معه ليخرج منه علبة انيقه صغيره و يقدمها لها/تفضلي
أخذت العلبه منه لتفتحها و تجد أسوارة ألماس، لتبتسم بسخريه!!!/وش المناسبه؟! او انت مثل الرجال اللي يزعلون زوجاتهم ثم يراضونهم بهديه!
بابتسامته/هند أنا مقصر معك، أدري بهالشيء، مع هذا انتي ما خذيتي بخاطرك و رجعتي معي لبيتك بهدوء و بدون عتاب.
سكتت قليلاً لتنطق بعدها بنفس هدوءها/العتاب على قدر المحبه يا عبدالرحمن.
خاف من ردها الذي لم يعرف جيدا مغزاه/افهم من كلامك ان محبتك لي راحت؟!
ابتسمت بسخريه/أي محبه؟!
اقترب منها وهو يضم اناملها بكفه/هند انا ترى مهما شرّقت و الا غرّبت ما بقلبي غيرك
لم تعجبها جملته/تقولها و كأني بموت لو طلعتني من قلبك؟!.. شرّقت او غرّبت براحتك لكن لا تظن اني كرسي انتظار يا قلب اهلك.
استغرب/انتي للحين زعلانه؟!
نظرت لوجهه الذي يستنكر عليها مشاعرها الطبيعيه و يصادر حقها بالاحتجاج على معاملته/يعني عارف انك مزعلني؟! حلو كنت اظنك تستهبل طول الوقت!
سحبها إليه وهو يسكنها أضلعه/و الله يا هند اني احبك و ان زعلك يكدر خاطري، حتى خوياي بالعمل لاحظوا علي يقولون منت بخير، رجعت من سفري تعبان و قرفان من الدنيا وحطيت حرتي فيك سامحيني
تنهدت وهي تسمح لدموعها بالنزول وهي تستند على صدره، لم يكن سهلاً عليها ان تصمد كل ذلك الوقت، يالضعفها وهي تحاول ان تغطي جرحها منه..،
حاول إبعادها عن صدره لرؤية وجهها و لكنها رفضت ذلك و هي تتمسك بعناقه جيداً، كم يرى نفسه غبياً بعد الذي عرفه عن ريما، الدم يغلي بعروقه هل تعبث من خلف أهلها أم ماذا؟! مع الأسف ان ما رآه كان في اليوم الاخير لسفره، كان يظنها مع رفيقات فقط لا رفاق..!!
.
.
.
ترددت كثيرا في قرار الحديث مع الشموس عن إنهاء علاقتها بوليد ولكن بات من اللازم الحديث والتخلص من كل شيء يربطها به، لن تجعله يستخف بها أكثر من ذلك....،
لم يدع لها ما يشفع له بالبقاء في حياتها،
نزلت من المصعد وهي تتجه ناحية مكان جلوس العائله المعتاد هنالك بالقرب من المدفئه..،
لم تجد سوى ام رواد وحدها و تبدو للتو أنهت مكالمه فهاتفها بيدها على غير العاده/السلام عليكم
رفعت ناظريها لها بفتور/وعليكم السلام.. ليه واقفه اجلسي
ليال باستعجال/ابي الشموس، محتاجه اتكلم معها بموضوع مهم وينها لا يكون راحت تنام
وضعت هاتفها على الطاوله أمامها بشكل مهمل/الشموس راحت تنام قبل شوي
جلست محبطه/يالله.
لا يخفاها إنخطاف لونها و توترها/وش فيك؟! صاير شيء؟!
ترددت بشأن إخبارها بما تفعله وتنوي فعله/مادري وش أقولك يام رواد!! أنا حاسه اني بكابوس طوويل و مو قادره أصحي منه، كابوس كابس على نفسي من فتره.
نسيت تلك المكالمه و انتبهت لما صرحت به/بسم الله عليك، ليال فضفضي يا بنت وش يوجعك؟
شعرت بالغصه كالسكاكين تكاد تقتلها وهي تنوي البوح بما يوجعها، ما أصعب الفضفضه عن الوجع..!!
قاطع شعورها الخانق رنين هاتفها الذي بيدها، لترد بعد رؤية أسم "غريبه" و كأن اتصالها هو المنقذ من تهورها ، لم تنتبه للوقت المتأخر/مرحبا غريبه.
على الطرف الآخر تحدثت بنبره باكيه/ليال! ، هذي أنا مريم.. غريبه تعبت علي اليوم و هاللحين حرارتها ماتنزل و ما تدري باللي حولها
خافت و هي تقف/بسم الله عليها، اليوم مداومه و بخير!
بكت مريم/يمكن لأنها نست جاكيتها بالبيت، مادري بس ألحقيني بسواق تكفين ما اثق غير فيكم
ليال بدون تفكير/خلاص مريم أنا جايتكم فوراً.
وقفت معها أم رواد مستنكره/وين رايحه هالوقت يا بنت؟!!
تركتها ليال بعجله/شغله ضروريه، غريبه مريضه و محد هناك يساعدهم
حاولت ثنيها عن الذهاب بهذا الوقت المتأخر و لكن دون جدوى!! /الله يستر.
.
.
.
انتهى من إعطاء الدواء لوالدته ثم جلس بجانبها ليطمئن عليها/يلا يمه لازم تنامين علشان مفعول الدواء
ابتسمت وهي تسترخي على وسادتها/الله يالدنيا من بعد ما كنت انومك بسريرك صرت انت عندي تنومني بسريري!
بادلها الإبتسامه وهو يرتب لحافها عليها/ان شاء الله اقتنعتي هاللحين اني صرت كبير.
إلتمعت عينيها رغم ابتسامتها وهي تمسك بطرف أنامله القريبه منها/تظلك بعيني طفل يا وليد و بشيل همك لين تحملني لقبري
انقبض قلبه لثواني بعد الذي قالته/الله يحفظك لي يمه..
شدت على انامله برجاء/يا ولدي متى بتتزوج؟! حددت الزواج و معاد رجعت تتممه،ليه
شعر بنفسه يضيق/يمه خلي هالسالفه بعدين
بإصرار/يا ولدي هذي ماهي سالفه نخليها بعدين.. هذا زواج و انت ماخذ بنت حموله ماهيب حي الله، لمتى بتأجل؟!
تردد في الجواب،سقطت عينيه في الفراغ لوهله ليقف و جيبها بصوت هادىء/أنا ما أجلت الزواج يمه، أنا تراجعت عنه..
لم تصدق ما سمعته/وشو؟! مافهمت اللي قلته
بحزم/انا ألغيت فكرة الزواج.. و قررت اطلق ليال.
مازالت في طور صدمتها، قد كان سيطير فرحاً بزواجه منها/ليه وش الاسباب يا ولد منيره؟! وش شايف على البنت يوم تبي تطلقها؟!
شعر بالضيق يجتاح ضلوع صدره/يمه ما شفت عليها شيء.. انا فقط مابي اتزوج.. الاسباب احتفظ فيها لنفسي
صغرت عينيها/شايف لك اجنبيه في ذيك الديره اكيد، و الله لو...
قاطعها برجاء/لا يمه لا تحلفين..قفلي هالموضوع بهالليله تكفين ونامي، اتركك مني و من زواجي اهم شيء صحتك يالغاليه..
رفعت حاجبها وهي غاضبه من حديثه/روح نام و الصباح رباح يا ولد منيره
ابتسم ليلطف الجو، واقترب منها ليطبع قبلته على جبينها/لبى قلبك يا منيره نامي و لا تشيلين هم.. يلا تصبحين على خير.
راقبت خروجه بصمت، لن تسمح له بطلاق ليال، أي مجنون سيرتبط بفتاه من ذلك المستوى ثم يطلقها ببرود و حتى قبل الزواج، لابد وأنها عين حاسده، أو نفس شريره، ما يفعله وليد ليس صائباً، هنالك شيء خاطئ.
.
.
.
مضت ساعتين منذ قدومها مع البنات للمستشفى،
اطمأنت على وضع غريبه التي تعرضت لنزلة برد حاده!
اتجهت لمريم بالحديث/انتبهي لغريبه، انا رايحه اشوف الدكتور و أدفع الحساب
هزت رأسها لتتحدث بإمتنان/مشكوره ليال..
لم ترد تركتها لتخرج وهي ترد على هاتفها فالمتصل "ام رواد" لتطمئن عليها..،
كان هنالك رجلان يقفان و يتحدث احدهما للموظف و الاخر يمنعه و يبدو ان كل منهما يريد ان يحاسب بدلا عن الآخر، انتظرتهما حتى رأت الموظف الآخر يتقدم لخدمتها/سمي اختي، كيف اقدر اخدمك؟!
تجاهلت اصوات الواقفين بجوارها لتتحدث/بغيت ادفع حساب المريضه غريبه عبدالوهاب
سألها وهو يبحث بالكمبيوتر أمامه/اوكي، كاش او بطاقه
اخرجت بطاقة الصراف الآلي/بطاقه..
اخذ بطاقتها ليرى اسمها/بأسم ليال المناع؟
استغربت سؤاله/طبعاً بأسمي!
رن هاتفها لترد/مريم شوي و جايتك
على الطرف الآخر/تعالي الدكتور جاء و معه نتايج تحاليل غريبه
خافت فنبرتها لا تبشر بخير/طيب جايه حالاً.
.
رآها تترك المكان لتعود للتنويم مجدداً ، إذن هذه "ليال المناع" التي من المفترض ان يلتقيها اليوم و لم يجدها!
ذهب زوج خالته و أقبل صاحبه وهو قلق/آدم!، وش صاير؟!
إلتفت إليه آدم فرحاً بقدومه رغم هذا الوقت المتأخر/وليد!! الحمدلله انك جيت، اعذرني طلبت فزعتك هالوقت لكن والله لو ماهي ضروريه ما اتصلت بك
باستعجال/خير أحد من الاهل فيه شي؟! الوالده بخير؟!
آدم/ولد خالتي صاير له حادث و قالوا براسه نزيف و دخل غيبوبه و انا خايف.. خالتي مالها غيره بعد الله دموعها ماوقفت عند غرفة العنايه، و بصراحه انا اثق فيك يا وليد، طلبتك محد يسوي العمليه غيرك
مسح على وجهه بتوتر وهو يستعيذ من هواجسه/يا آدم هذي عمليه كل جرّاح مخ واعصاب يسويها، ما يحتاج أتدخل بشغل غيري و...
قاطعه برجاء/طلبتك يا وليد.. لا تفشلني
مسح على شعره وهو يشعر أنه في ورطه/بروح إدارة المستشفى و اتكلم معهم و بشوف
فرح بموافقته/مشكوور يابو خالد ما تقصر.
.
.
.
صباحاً..
استيقظت متأخره رغم حرصها على ان تستيقظ باكراً،..
لم تراه بجانبها.. ظنت انه ذهب لعمله.. لتترك فراشها و تتجه للحمام غسلت وجهها و انعشت نفسها،
ثم خرجت لتطمئن على طفلها الذي نام عند ام رواد البارحه،.. لتتفاجىء بأدهم يرتب طاولة الإفطار بنفسه.. هكذا أمر لا يحدث كثيراً..لتبتسم تلقائياً/معقوله!! لا لا شكلي للحين بالحلم!!
جلس وهو يبادلها الإبتسامه ممازحا/خلني اذكر اني مره سبقتك... يعني لا تفرحين واجد، بندلعك اليوم بس
ضحكت و هي الأخرى تجلس بصمت وتتسائل بداخلها عن طفلها لتتحدث/ركون خليته عند ام رواد، صاير يحب يقعد معها و زمان ما كان يحب يبعد عني!
سكب لها كاسة شاي ليقدمها لها/الولد عارف انه بيجي بعده واحد يسحب البساط من تحته، قال خلني آخذها من قاصرها
ابتسمت لوجه راكان الذي لاح أمامها/راكان له مكانه خاصه بقلبي، محد يوصلها حتى لو يجي بعده عشره
سكت قليلاً وهما يتناولان الفطور، تغيرت عن قبل تمامآ و كأنها كانت تنتظر عناقا واحداً منه لتنهمر..، ظل يتأملها وهي تأكل بهدوء أمامه، مازال غير مصدق لما حدث..!
لاحظت نظراته، وحاولت ان تلتهي بفطورها، مازال هنالك أحاديث عالقه و أمور تنتظر البوح بها..
ما يهم الآن ان جليد هذه العلاقة بدأ بالذوبان..،
حاول ان يتجاوز مسافات الهجر و ان يطفئ نيران الماضي لينطق بندم وهو ينظر لكاسته/ضغطت عليك الفتره اللي راحت.. آسف..
لم تعلّق، ما يحدث منذ ليلتين بينهما لا يصدق، هو الآن  يدون تاريخاً جديدا لعلاقتهما بحديثه الهادئ و نبرته التي لا تمل.. تمنت ألا يسكت..!
أردف وهو يرفع ناظريه لها/كنت رافض التنازل رغم اني الخاسر الوحيد من صار اللي صار..
نطقت بإقتناع/منت الخاسر الوحيد...انا مثلك كنت خاسره
هز رأسه بالنفي/ماهو بحجم خسارة شخص ماله احد غيرك... ما اقدر اوصف لك الضياع اللي كنت أعانيه. خاصه اللحظه اللي تركتي فيها البيت و رحتي..
ما اقول هالكلام علشان تتأثرين، انا جالس اصارحك بشيء أوجعني حيل يالشموس و محد بيداويه غيرك.
تفاجأت من حديثه و أوجعتها تلك النبره التي سرد بها ألمه دون حواجز، لم تستطيع الرد شعرت للحظه بمدى لؤمها كان يراها كل الذين يعرفهم و هي كانت تتفنن في إقصاءه عنها رغم مشاعرها التي تميل له منذ عرفته..!
عاد  بناظريه لها ليرى انسكاب دموعها للمرة الثانيه بعد تلك الليله/لا لا، انا ما قلت هالكلام علشان اشوف دموعك!
حاولت السيطره على دموعها لتبتسم/ان زعلتك ثاني مره لا تسامحني و لا تسايرني أبداً يا أدهم.
ابتسم لردها العاطفي الذي لم يتوقعه، فهي شخصيه واقعيه لأبعد حد/بسامحك لين اموت يالشموس..
نظر لساعته ليقف/يلا رايح للدوام وان شاء الله ارجع بدري اليوم.. تبين شيء؟!
هزت رأسها بالنفي/سلامتك..
مر من جانبها ذاهبا للغرفه لتظل هي تبحر بكل ما حدث و ترتشف الشاي بتلذذ  لم تعهده منذ فتره طويله، و كأن عبئاً إنزاح من على ظهرها..
وضوحه و حديثه اللطيف عما يمر به من انفعالات و عن فقده لها يجعلها تتأكد انه مازال أدهم الذي عرفته أول مره... و يجعلها تعقد العزم على ان تكون له لا عليه، هو وحيد مهما تعرف على والده و أخته و رجل نبيل مثله يحتاج من تقف معه وتعينه و تفهمه، كان كذلك منذ عرفته و لكن غيرتها عليه كادت تنهي علاقتها بالرجل الألطف بحياتها بعد والدها الذي لن يجاريه أحد..
خرج مسرعا  يرتب شماغه على رأسه وهو يسألها/الشموس، تدرين وين ليال من البارح؟!
استغربت وخافت في آن معاً/اختي كانت نايمه قبل انام أنا.. ليه تسأل؟!
اكمل إغلاق أزرة ثوبه بقلق/سيف يقول انهم بالمستشفى و غريبه تعبانه، معقوله ما كلمتك
وقفت بقلق/اكيد ماحبت تزعجنا البارح، بتروح للمستشفى؟!
إلتقط هاتفه من على الطاوله الصغيره/اي بروح
تركت مكانها لتذهب للغرفه مسرعه/لحظه بلبس و بروح معك..
رد وهو يخرج/انا انتظرك بالسياره
.
.
.
ما زالت في طور الصدمه من نتائج تحاليل غريبه، البنت لا تشكو من أي عله و بشرتها تشع نضاره، كيف تعاني من نقص في الصفائح الدمويه و نقص في الهيموجلوبين!!
لن تسكت هنالك خطأ ما بالتأكيد..!
خرجت من الحمام وهي ترى شرود ليال يطول اكثر من اللازم/ليال وش مقعدك هنا روحي داومي، مريم عندي خلاص
استنكرت برودها/انتي شلون تتكلمين بهالبرود؟! شلون تبيني اروح و اخليك بهالحاله؟!! ، بقعد و بنتظر الدكتور يشرف، انا ماني تاركتك بكون جنبك لين تطيبين
ابتسمت لها/ليال ترى و الله ماتعودت على اللهفه، وش فيها إذا مرضت؟! عادي يعني كلن يمرض
إلتمعت عينيها بحزن فهي تعرف جيداً كم هو من الصعب ان يواجه احدهم المرض وحيداً دون سند/لا ماهو عادي، انا اكثر وحده تعرف قيمة ان شخص يوقف جنبك و يدعمك، ماني تاركتك فاهمه؟
رأتها تقف متوتره/ليه وقفتي، ارتاحي والله ما ازعلك
اخذت شالها لتتحجب و تغلق عبائتها و هي تنوي الخروج بعدما أخذت حقيبتها الصغيره/بروح اسوي اتصالاتي، ماراح انتظر الدكتور يداوم.
دخلت بهذه الأثناء مريم وهي تحمل اكواب قهوه/ليال وين رايحه؟!
اخذت كوب قهوه منها و ردت بصيغة أمر/لا تعطين غريبه قهوه، مايصلح لنقص الحديد و ضعف الدم، انا رايحه مشوار هنا وراجعه
جلست مريم متسائله/وين راحت ليال؟!
غريبه/رايحه للدكتور، معانده ماتبي تروح بيتهم لين تطمن.
تأثرت مريم وهي تتذكر الأذى الذي كانت ستذيقه لهذه العائله التي لم تعاملها إلا بكل لطف!/ناس طيبين مره، رغم كل شيء هالبذخ اللي هم فيه، إلا انهم يحسسونك ببساطتهم
.
.
.
.
.
إتجهت للعيادات.. ليخبروها ان الطبيب لم يحضر اليوم!، لتقرر بعدها الذهاب للإداره بنفسها و ستفعل ما تراه صائباً، للحظه شعرت بالغثيان، رن هاتفها لترد وهي تقف بالقرب من قسم الإداره.. توقفت لترد هي ملزومه بذلك فالمتصل هي الشموس/هلا الشموس.. اووكي ادري اني غلطانه بس و الله الأمر ضروري... ليه انتي و أدهم مافي داعي تجون..!
مر من أمامها عمال النظافه تفوح من منظفاتهم تلك الروائح التي كرهتها منذ أيام مرضها حينما كانت رفيقة المستشفيات..، شعرت بالغثيان للحظات وهي تنهي الإتصال بالشموس..
قررت دخول القسم حتى رأت خروجه منه بلباسه الإخضر هذا اللبلس تعرفه جيداً، و كأنه يعمل هنا..!
يبدو منهكاً و التعب يتضح على عيناه التي سقطت عليها..، حاولت تجاوزه وهي تثبت لثامها، لعله لم ينتبه لها..
و لكنها تفاجئت بصوته يوقفها/لا تسوين نفسك ما شفتيني
حاولت تجاهله وهي تمر بجانبه حتى أمسك بذراعها و يوقفها أمامه/بنت!
لتسحب ذراعها من يده و لكنه يثبتها بشكل جعل غضبها يزداد أضعافا منه/أنا أصلاً ماني شايفتك، مو اسوي نفسي ما شفتك، اترك يدي الله ياخذ... <<<لم تستطيع إكمالها...
استغفر الله، انت مو تبي ننفصل ليه واقف بطريقي؟!
يكاد ينفجر كبتاً وهو يراها تفهمه خاطئه تظن أنه يريد فراقاً، ولكن ما يحدث الآن أبشع من الفراق بمسافات ضوئيه مهلكه..
هي ثواني فقط، لاحظته يتدثر الصمت مجدداً و يدعها فريسةً لظنونها و نيران غيرتها.. لتنفض يدها من يده بقوه، و كأنها تنتزعها، عليه ان يعي أن مسلسل متعته معها إنتهى تماماً و هو بنفسه قتل المشاعر التي جعلتها تحبه يومآ..لتتركه و تدخل ذلك القسم..،
عاد للقسم مجدداً لن يدعها وحيده، سيعرف ماذا تريد و  من هو المريض من عائلتها...و لكن لن يجعلها تراه فتتوتر.. سيساعدها حتماً..
.
.
.
نزل بصحبته الشموس القلقه/الشموس تركدي، شكلك ناسيه انك حامل
بقلق لا تستطيع ان تخفيه/كل خوفي تكون هي المريضه و انا يا غافلين لكم الله مثل المرّه اللي راحت، هالبنت شااطره تخبي عني
كان سيرد و لكنه لمح رفيق العمر يخرج من المستشفى و لم ينتبه له/وش جاب وليد هنا؟!!
الشموس التفتت لما ينظر إليه، لتستشك في وجوده وليال بنفس المكان/متى رجع البلد و ليه ما درينا عنه؟!
بنفس تساؤلها/لو أدري ما استنكرت وجوده، لكن لي تفاهم معه، خلينا نشوف وضع ليال بالأول.
ألتزمت صمتها تجاه ذلك الرجل الذي علّق أختها به ثم انقطع...، كل ما تخشاه أن يخيب أمل ليال وتنكسر ....،
.
.
.
انتهت من ترتيب غرفتها و وضعت كتبها جانبا بعدما جمعتها في احد الرفوف التي خصصتها لها، لتعود لأخيها الصغير الذي تركته في سريرها نائماً بسلام و يتبسم!
مدت أناملها لأنامله الناعمه بإبتسامه، يبدو فاتناً و لطيفاً..
بعد أشهر قليله من الآن سيكون لها طفلها الذي يخصها دون غيرها، طفلها الذي ستعيش من أجله.. سيشاركها هذه الغرفه و سينام في حضنها ها هنا.. سيكون أسمه تركي، سيعود تركي مجدداً للحياة..
إلتمعت عينيها وهي تتذكر أخيها الفقيد،
في رمضان الماضي، كان يتمنى ان يكون حمل والدتهم بصبي ليعادل كفة البنات و ليلعب معه كرة القدم، و لكنه توفي قبل ان يولد هذا الصبي الذي تمناه كثيراً، و مازالت كفت البنات هي العليا...،
للمرة الأولى تتمنى ان تفقد ذاكرتها المشبعه به، ففكرة أنها لن تراه مجدداً تكاد تُفقدها أنفاسها، تثير حزنها  الذي أصبح لا يفارقها مهما تلاهت عنه..
فُتح الباب في هذه اللحظات لترى دخولها الفوضوي كعادتها.. و لكن هذه المره كانت محمله بأكياس هدايا و محلات أطفال معروفه و كلمتها المعتاده/أنا جييييت!
وقفت لتسلم عليها و هي تمازحها/انتي يا بنت ما أمداك تغيبين ترى وش جابك
صغرت عينيها وهي تبعدها/ماجيت لسواد عيونك جايه لعزوز ابعدي عني بس
ضحكت وهي تراها تخرج الهدايا و ترميها حول أخيها/يا بنت مابعد عرف كيف يحرك يدينه علشان يمسك هالألعاب
إلتفتت إليها بإبتسامه مشاكسه/اووه خليني انبسط تكفين، من سنييين نفسي ادخل محلات ألعاب الأطفال و اشتري و الحمدلله ربي تلطف بي و صار عندي حجه ادخلها
ضحكت وهي تحمل إحدى الدمى الكبيره/هالبارني باخذه لي
تذكرت ما أحضرته لها/فدوه، ايي صحح تذكررت خذي هذاك الكيس تراه لتركي
ابتسمت وهي تلتقط الكيس و تفتحه، لترى علبة حذاء صغيره جداً و بجانبها طقم بربتوزات ملونه، و دميه صغيره/يا عمرري هنوده، عقبال اشتري هدايا ولدك، بس ليش جايبه جزمه مره صغيره
بابتسامه وهي ترفع حاجبها/طبعاً حبيبتي أجل تبين تركي الصغير تحرقه الرمضاء و الا تلعب به الاشواك و القزاز.
ابتسمت وهي تتخيل ذلك الطفل الذي تحدثها عنه، سيكون لها، و لكنها لا تشعر بشيء الآن، هي فقط تحاول أن تتأقلم على واقعها، عليها ان تفعل ذلك لأجل والدتها و لنفسها... "الشموس محقه هذا الطفل لي"
.
.
.
خرج من غرفته منزعجاً، لم يأخذ كفايته من النوم بعد.. و لكن جرس الباب لا ينفك يرن،... من سيزوره بهكذا وقت و المطر يشتد..
فتح الباب وهو يكظم غيظه/نعم!!
إلتفت إليه وهو يرفع حاجبه بغضب/اي والله تغيرت يا وليد بدال مرحبا" نعم"!!
ابتلع الخوف إبتلاعاً، هل عرف بما حدث بينه وبين ليال!! /هـ هـلا ابو راكان تفضل..
اتجه إليه وهو يشده بياقة بيجامته بقوه و ينفضه/وش عندك؟!
خاف/أدهم خلنا ندخل عن المطر و نتفاهم
ابتسم له وهو ينفضه بقوه/وش نتفاهم عليه يا وليد؟!
عرف الآن أنه لم يعرف بشيء وانه فقط يمازحه..
.
.
منذ ساعات يتجول في الأسواق.. يبحث عن هديه أو شيء جميل يليق بالضيف القادم و يليق بها،
للمرة الأولى يعشق التسوق، أخذ كل ما يتعلق بطفله الذي ينتظره... هكذا وجد نفسه يفعل..،
خرج بمشترياته و خلفه عامل يحمل معه الأكياس لمواقف السيارات المبتله بمياه الأمطار..
ليتفاجئ بصراخ العامل الذي هرب و يرفع رأسه وينصدم بتلك السياره الزرقاء تتجه ناحيته بسرعه هائله و بدون ان تشعل المصابيح...!!
حدث كل شيء خلال ثواني...، ثواني فقط أنهت كل شيء...
انقلبت الموازين بلحظه، لم يسمع سوى صوت المسعفين.. أحدهما كان يقول ان النزيف في تزايد...
توقف فجأه مكانه حتى انقذه احدهم بسحبه من أمام السياره.....، حالة ذهول أعادة له التفاصيل لتلك الحادثه،
كان يرى انفعال الرجل الذي سحبه و لكنه عاجز عن إبداء ردة فعل مناسبه لهذا الموقف،..
حتى نفضه الرجل بقوه وهو يصرخ به/يا رجال وش بلاك؟! انت أصم؟! أشر براسك و طمنا
انتبه أخيرا و أستوعب الموقف الذي مر به ليلتفت لتلك السياره التي كادت تودي بحياته بلحظه/ راعي السياره وقفوه.. بسرعه
رد نفس الرجل/السياره ما يمدينا نوقفها راحت، الظاهر انه شاب مستهتر او توه يسوق و ماقدر يسيطر عالسياره في هالمطر
ظل يفكر بنوع السياره، ليست بغريبه عليه، انتبه للرجل الذي انقذه بشعور غريب ليصافحه/مشكور اخوي ما قصرت، اشغلتك معي
شد على مصافحته قبل ان يترك يده/ماعليه بس ثاني مره انتبه الله يهداك...
ودعه بشبه ابتسامه سرعان ما اختفت، ثم ركب سيارته منطلقاً في طريقه،.. لا يدري مالذي مر به قبل قليل، كان شيئاً أشبه بالخيال المخيف، أو كحلم يقضه مروّع.
.
.
.
.
.
.
.
.
أخذ فنجان القهوه من صاحبه الذي شعر بتغيره، يبدو أنحف و أقل بهجه منذ آخر مرة رآه فيها،/هااه بشرنا عنك يالقاطع!، يصير تروح بالشهور و ماتتصل؟! كنت مزعجني قبل تاخذ بنت عمي و بعدما خذيتها ترديت في خويك!! وش العلم؟!
لم يستطيع ان يبتسم له، حاول ذلك و لكنه لم يعتاد الكذب أمام أدهم بالذات، و لكن موضوع كالزواج و الإنفصال هو موضوع حساس و يجب عليه ان يجد طريقه للحديث معه/أدري اني مقصر معك يبو راكان، حقك علي..
رفع حاجبه وهو يستنكر اسلوب حديثه الرسمي معه/ماقلت لي جاي اجازه طويله او قصيره، علشان ندبر الوضع ونشوفه
فهم ما يقصده/و الله ودي و لكن بصراحه انا جاي علشان مرض الوالده الله يحفظها، كان معها ورم حميد و تو مسويه عمليه و يبي لها فترة نقاهه ماهي بسيطه يعني.
استنكر ما سمعه للتو/أفااا، خالتي ام وليد مرضت و سوت عمليه و مادريت عنها، هذي بحق يا وليد!!، شلون ما قلت لي خلنا نسوي الواجب معها..!!!!!
شعر بنبضات قلبه الآن و كأنها تخبره ان حتفه قريب لا محاله و ماهي إلا كلمة منه، كلمه واحده ستدمر علاقته بشكل أكيد مع رفيق دربه و أخ المعاناه و رفيق العمر/أدهم مابي اكلف عليك، و انت راعي واجب
استغرب رده/تكلف علي؟!! وش تقول أنت، من متى كنا نخبي عن بعض شيء، من متى هالرسميات بينا يا وليد؟!
لم يجد مبرره الآن، لا يعلم مالذي يربط لسانه فجأه..!
أردف أدهم وهو يرى تغيرات رفيقه/أنت منت بخير يا وليد..
رفع عينيه إليه، هل إتضح عليه لهذه الدرجه؟!!
وقف أدهم وهو ينوي الرحيل بعدما بدا له ما لم يحبذه/وضعك ماهو عاجبني، يبي لنا جلسه طويله و نحط النقط على الحروف
شعر بإنقباضه، لا يعلم سببها، ماهي النقط و ماتلك الحروف التي يعنيها/حروف!!
جمع خرزات سُبحته في يده وافلتها بحرفيه ثم تحدث بجديته المعهوده/موضوع زواجك، وليد أنا ماني خبل، سكوتي عن الفتره الماضيه و غيابك و تخلفك عن موعد الزواج المحدد ماهو غباء مني..انا اعرف الرجال إذا قرر ينسحب من علاقه، و انت بالذات اعرفك و لأني اعرفك و لأنك صديقي ماحبيت نتناسب للأمانه، و علشان اكون صادق معك انا رفضت زواجك من بنت عمي لأنك صديقي. تدري ليش؟!
نطر إليه مستفهماً؟!!
ليردف أدهم بكل جديه/لأني ما راح أرحمك لو آذيت بنت عمي أو جتني تشتكي لي منك
تجرأ ليسأل، و لا يعرف كيف أتته تلك الجرأه/هي أشتكت لك مني؟!
بهدوءه الذي يشبه هدوء ما قبل الطوفان/للحين لا، و عموما نلتقي نهاية الاسبوع لنعرف انت وش ناوي عليه دامها للآن ماتكلمت..
لم يعلّق، صمت على وجعه.. لم يستطيع ان يعبر عما بداخله، هنالك فوضى عارمه..و لا يدري مالنهايه لكل هذا..!
.
.
.
وضعت كوبها بعبوس وهي ترجو مريم/بس مريم واللي يرحم أمك ارتويت من هاللي مادري شسمه
مريم بابتسامه قلقه/كم مره أقولك أسمه قظيم، يا بنت صح طعمه مب حلو بس والله مفييد لفقر الدم و قد جربته أمي جعلها الجنه وفادها خلال شهر فقط.
غريبه وهي تعتدل جالسه/الله يرحمها، بس ترى انتي تهولين الامور دمي عشره.. يعني ماعندي فقر دم مررره
حركت رأسها بيأس/ما فيك فايده، ان شاء الله تخلص الشموس مكالمتها و تجي تتفاهم معك.
رأت الشموس تترك الشرفه هنالك و تعود إليهن محبطه بعدما أغلقت هاتفها/شفيك ام راكان؟! من هاللي خلتك معصبه كذا
جلست بإحباطها/ام سيّار جايه من الخرج تزور اختها، كانت جارتي و عزيزه علي، طلبتها أضيّفها بس أصرت على الرفض تقول ماتقدر هالمره لأنها اساساً جايه لأختها تقول طاحت عليهم مريضه فجأه.
حزنت مريم/يا عمري عليها، الله يشفيها و يعافيها
ابتسمت غريبه بحزن لمريم التي تمر بمرحله من اسوأ مراحل عمرها، الخوف و الذعر الذي ينتابها من كل شيء و يجعلها مرتابه و باكيه معظم الوقت/مريوم قلبي ما خلصتي اغراضك، موتقولين بنرجع بيتك هالسبوع وش مجلسك عندي هنا روحي ضبطي اغراضك
هزت رأسها بالنفي/ماعندي شيء اخذه معي غير ملابسي وملابسك.. ومن كثرها بعد شنطتين صغار يكفونا
لاحظت الشموس ذبولها الذي جعلها شاحبه، لم تعد تلك السمراء المشعه بالحياه، سبق و ان رأتها قبلا و تعرف كم كانت تهتم بنفسها... عكس الآن، تبدو عليها كل علامات اليأس/مريم وش ناويه تسوين؟ يعني لقيتي عمل او رجعتي لمشغلك القديم؟!
مريم بخوف/لا احس ودي اروح بيت اهلي و اقفل على نفسي بابنا.... عن اذنكم بروح اشوف دكتور إذا بيرخصنا نطلع
خرجت تحت نظراتهن لتتحدث غريبه/مسكينه مريم، النفسيه عندها دمار، تخيلي للحين تهلوس باللي شافته بهذاك البيت المهجور، و تخاف تقفل غرفتها على نفسها وحتى باب الحمام الله يكرمك تخاف تسكره، و أي حركه او صوت عادي يرعبها
تأثرت بما سمعته وهي تتذكر ما حدث سابقاً، لم تقصر مها في تدمير نفسية مريم قبل رحيلها... سامحها الله على كل حال فقد ودعت الدنيا و واجهت مصيرها..،
هزت رأسها بموافقه/واضح و الله، الله يعينها، غريبه انتبهي لها و اذا صار شيء أو احتجتوا شيء قوليلي،
بإبتسامة إمتنان/مشكوره أنتي وأدهم و ليال بعد ماتقصرون.
دخلت إحدى عاملات النظافه بباقة ورد لتقدمها لغريبه بإبتسامه/هذا لك مدام
استغربت وهي تكتم ضحكتها/ورد لي أنا
تقدمت لها الشموس مبتسمه لتساعدها في اخذه وهي ترى كمية الورد الابيض/يابختك والله، كل هالورد!!
غريبه بنفي وهي تنادي عاملة النظافه/هذي اكيد غلطانه، هيي تعالي مو لي انتي
ابتسمت العامله وهي تؤكد بعربيه مكسره/لا مدام هذا رجال برا قول ودي لمدام غريبه هذا غرفه..
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تتذكره بالتأكيد هو، لم تستطيع التعليق وهي تلاحظ نظرات الشموس التي لا تخفاها/هالغبيه اكييد غلطانه..
وضعت الورد مكانه و التفتت إليها بابتسامه جانبيه/يمكن..
عادت لتصمت تفكر بجنون ذلك السيف و غباءه الذي سيطمس على سمعتها التي تعتبرها رأس مالها الذي لا تملك غيره...ماذا يريد.؟! مهما كان الذي يفكر به لن يحدث. و كونها بلا أهل لن يجعلها لقمه سائغه لأحدهم حتى وان اضطرت... لا تريد نظرات مرتابه كنظرات الشموس هذه..
.
.
.
تلقت درعاً لطيفاً بأسمها و هي في غمرة عملها، لتسأل عائشه سكرتيرتها/عايشه وش صار مع الوفد؟! شكلهم انبسطوا
استغربت/ما قالت لك غريبه؟! قالت بتسلمك التقرير بنفسها، وهذا هي غابت اليوم، صدق انها غريبه!
هزت رأسها بالنفي/غريبه نايمه من البارح بالمستشفى الله يشفيها، تعبت و نقلناها له.. هاه ماقلتي شصار
عائشه/معهم واحد جديد،ما سبق وشفته معهم، بالبدايه زعل يوم درى بغيابك، مادري وش ظن،.. و بعدها تعجبك غريبه، لدرجة حسيت انها راعية مكان و لها فتره معنا
بإبتسامه/حلو، ماخيبت ظني.
عائشه/نسيت اقولك ترى اتصلوا اخذوا رقمك، اعتقد بيتواصلون معك
كادت تسألها و لكن رن هاتفها بإسم "رشا" لتبتسم تلقائياً/اوكي عايشه يعطيك العافيه نكمل بعدين، روحي شوفي شغلك
فتحت الاتصال بعد ذهاب عائشه/يا مرحبا
على الطرف الآخر/يا هلا.. صباح الخير مرت اخوي اللي ماتنشاف و لا تتصل ابد.
ضحكت/وين بتشوفيني وانتي برا البلد،وتوك واصله!
تنهدت/توقعت اشوفك عند أمي، لي ثلاث ايام هنا و ماشفتك زرتيها استغربت!!
اختفت ابتسامتها/رشاا طبيعي ماراح تشوفيني عندها، ترى للحين ماتزوجت اخوك.، شفييك؟!!
على الطرف الآخر/عارفه بس أمي تتشره عليك، تقول وين بنيتنا ليال ، لا تنسين هي تحبك
حاولت اخذ نفس عميق قبل ان ترد/وانا أحبها والله بس يعني... أقصد..
قاطعتها/لياال! زيارة المريض ما يبي لها بسبسه، بعدين إذا حيل مشغوله، مري عليها حتى لو عشر دقايق، راعي ظروفها وبعد أنا تراني اشتقتلك وما اقدر اترك امي و ازورك، تعاالي للوش بليييزز
هذا مالم تريده، ان يتم الضغط عليها، خصوصاً مع مماطلة وليد لها الذي قرر الإنفصال بأبشع طريقه و لم يريحها به!!
أنهت مكالمتها مع رشا لتقرر ان تتصل بالمحامي وهي تقرر القرار الحاسم.. و ليحدث ما يحدث، إنكسر قلبها و أي شيء آخر لن يكون أكثر ألماً من إنكسار القلب..
.
.
.
انتهت من وضع أطفالها في عربتهم المشتركه بعدما لبست عبائتها تنوي الخروج، و ساعدتها الخادمه في أن تحمل معها حقيبة الاطفال للسياره،، لترتبهم في مقاعدهم..
حاولت الانتهاء وهي ترى سيارة قاسي تتوقف الآن وهو ينزل منها بهدوءه الغاضب، و لكنها لم تلقي له بالاً...،
ترك سيارته متفاجئاً برؤيتها تخرج/خير على وين العزم ان شاء الله؟!!
بهدوءها التي باتت تتقنه/حابه اغير جو.
رد ساخراً/طيب وين، يمكن بعد اروح معكم اغير جو
تعرف انه فقط يسخر/ههه لا مو معقوله اطلع اغير جو وأخذك معي.. كذا ما استفدت شيء!
استغرب ولكن قرر مسايرتها/أهاا.. ماتبيني.. طيب إذا بغيت اتطمن عليك وين ألقاك؟
بإبتسامه/اذا حاب تطمن يكفي تتصل.. او حتى ترسل مسج.. راح إرد عليك لا تخاف.. يلا حبيبي"آديوس"
راقبها تركب السياره و تغادر..!
هكذا.. غادرت لتستشق اكسجيناً نظيفاً من رائحته.. هذا مافهمه من حديثها..!
لا يصدق انها طفلته التي لا تستطيع البقاء بعيدا عنه!!!
قرر تجاهل ما سمعه وما حدث منها.. لعلها فقط تريد ان تذهب لزيارة أهلها لا اكثر... هذا من حقها..
.
.
.
جلست على طاولة المطبخ وهي تطلب من الخادمه ان تصنع لها كوبا من عصير الليمون، هي ليست مرتاحه لما تمر به...منذ فتره قصيره راودتها بعض الأعراض و لكنها لا تهتم، لربما فقط من ثقل الحمل، و لكن لم تكن تشعر بهكذا عوارض مؤلمه في حملها السابق!
حاولت تجاهل ذلك، لربما كانت بنت بالتأكيد حمل البنت يختلف عن الولد... إبتسمت لما فكرت به و نسيت وساوسها، لتقرر بينها و بين ذاتها ان تذهب مع أدهم للمستشفى لمعرفة جنس الجنين معاً، متحمسه لردة فعل أدهم لو كانت بنتا كما يتمنى..
دخل في هذه اللحظات ليرى ابتسامتها في كوب العصير بين يديها، داهمها بقبلة على خدها وهو يحتضنها للحظات/اشتقت لك ياللي معاد تشتاقين
اتسعت ابتسامتها وهي تراه بعد مده طويله، تشعر انها لم تعد تحمل ذرة غضب عليه، يكفيه ما حصل عليه من عقاب تجزم انه لن يفلت منه طوال حياته وهو ابتعاد شهد/هلا بحبيب أخته
ارتاح لانفراد وجهها له أخيراً ليجلس على كرسي بجانبها/الحمدلله، توقعتك معاد تبيني اخوك
مدت يدها لتمسك بيده/و من قال ما بيك؟! انا اذا عاقبتك مو معناته اني كرهتك، لكن كرهت تصرفك فقط، انت تسوى روحي يا نايف، لا تخلط الأمور.
بإبتسامه تتسع/يا قوتك اذا عصبتي.. شرسه
ضحكت وهي تتذكر ماحدث و ترى إبتسامته التي تحب/جد و الله؟! عشان تتعلم بس
تنهد وهو يعتدل بجلوسه على كرسيه/الامور مشت عكس ما أنا أبي، شغلات دخلت ببعضها بلحظة ضعف و يأس.. و خسرتها خلاص
بجديه اكثر/كيف تقولها كذا؟! شلون انت واثق انك خسرتها، يمكن تتغير الأمور مع البيبي الجاي
ابتسم بسخريه/هالطفل هذا بالذات أبعدها عني اكثر..
لم تفهم حقيقة ماحدث بينهما/منت ناوي تروح لها، حتى لو زياره عاديه؟!
هز رأسه بالنفي/الأحسن نقفل هالموضوع و نرضى، ماقلتي وش وداك للمستشفى؟ من مريض؟
تعرف انه فقط يحاول ان يتجاوز حزن قلبه لتبتسم له/الموضوع ما راح ينتقفل لين تنفصلون، هذا طلب شهد، خله ببالك.
هدأ من توتره ليجيبها بإصرار/طلاق ماراح أطلقها. لو تقعد طول العمر معلقه
بعقلانيتها المعهوده/بس انت كذا تظلمها معك
وقف وهو يحاول ان لا يبين غضبه، وان يتحدث بهدوء/لازم تحترم وجود طفل بينا، عالاقل تنتظر لين تولد ثم تتكلم عن انفصال،
دخلت ليال بهذه اللحظات وهي تسمع بالإنفصال/شالسالفه يا جماعه؟!
مازالت في حيره من امرها/لاتزعل يا قلبي محد بيفرض عليك شيء بالنهايه انتم الاثنين قرروا بعد الولاده اعتقد هذا انسب وقت يعني، ومنها تكونون اخذتوا وقت تفكرون بوضعكم و ماتتجاهلون الولد اللي بينكم
حاول الإبتسامه بفشل، ثم قبّل جبينها وهو يهم بالخروج/ان شاء الله، يلا سلام رايح غرفتي انام
جلست تلك برؤيه ضبابيه بعدما فهمت انهما يتحدثان عن طلاق نايف و شهد، لتطلب قهوتها السوداء المعتاده و تلتزم بصمتها بعد ذهاب اخيها..،
لاحظت صمتها المفاجئ و نظراتها في الفراغ/وش جديدك اليوم؟!
رفعت عينيها من هاوية تفكيرها العميق لتستقر بعيني الشموس بتردد، ثم نطقت بجديه/تروحين معي نزور أم صديقتي توها مسويه عمليه استئصال ورم..
رفعت كاستها ترتشف منها/أعرفها؟!
ردت وهي تأخذ كوب قهوتها و ترتشف منه/ايوه آم عزّه موظفتي
دهشت من وصفها!/امما قصدك ام زوجك؟! طبعا بروح، يووه ما أبردك يا ليال...!!!
ألتزمت صمتها بعد الذي سمعته منها، لم تستطيع الثرثره لها بما يحاصر رئتيها و تضيق به رئتيها ، مازالت مصدومه و قلبها مفطور، لذلك ستأخذ الشموس و كذلك زوجة أبيها لتلك الزياره، ستكون الأخيره لأجل تلك السيده الطيبه والدته فقط،
.
..
.
في عيادة رفيقه..،
ترك أشعة أحد مرضاه من يده وهو يلتفت لوليد بصمت و بملامح متفاجئه!!!
ابتسم له وليد وهو يتحدث ببرود/يا معتصم عادي انا متعايش مع وضعي الجديد بلا دراما.
اتجه إليه ليجلس على الكرسي الذي أمام رفيقه/يا زول أنت عارف شنو معنى الكلام دا؟!
هز رأسه بالإيجاب و توتر بلهجته السودانيه/عشان كدا حابب تطلق زوجتك؟!.. بس انتا ما قلتلي عن سببك في المره اللي فاتت! ، ليه داير تقوليه هادي المره عن مرضك؟!
تنهد وهو يجيبه بفقدان أمل/مادري حسيتك لازم تعرف، انا تعبت من الكتمان، يجوز هالمرض ما يقتلني فوراً لكنه قاعد يقتل داخلي الحياه بالتدريج، و هالشيء أسوء من الموت نفسه يا معتصم صدقني أسوء منه بمراحل، هاللحين اقدر أقولك أني وصلت لمرحله مابي شيء.. أبي فقط تمحيني ليال من ذاكرتها فقط مابيها تتذكرني بشيء حلو..
حاول فهمه و لكنه لم يفهمه/ليه تبي تطلقها و ليه بهالأسلوب انت دمرت كل شيء حلو يا زول، عالأقل سيب لها الذكريات الطيبه.
إبتسم لجمال كل ما حدث بينه و بينها ثم هز رأسه بنفي قاطع/بس الذكريات الحلوه موجعه حيل بعد الفراق، لذلك تدميرها احسن قبل الفراق، خلها بعدين تقول خيره و افتكيت منه.
مازال غير مصدقاً لما يهذي به صديقه/وليد انت بتصرفك هذا تظلم نفسك و تظلمها،
وقف وهو يصطنع الإبتسامه/اتركنا من هالموضوع هاللحين و قولي وين حاب تعشى الليله؟
وقف معه وهو يلتقط أوراق احد مرضاه/انا زول ما فاضي لك، عندي عمليه بعد شوي و راجع البيت رويدا بأي لحظه ممكن تولد.. كان نفسي اقول عقبال لزوجتك
يعرف تماما انه يستفزه و لكنه ضحك/ما راح تأثر بي يا معتصم... يلا اجل و تولد المدام بالسلامه اشوفك بكرا عالغداء اذا ما ولدت و لا تتحجج.. سلام..
رآه يخرج بهدوءه ووجعه الذي يحمله، شعر بخيبه و ألم، لم يستطيع ان يساعده و هذا الشيء يجعله غير قادر على وضع عينه بعين ذلك الرفيق.. لطالما كان وليد الأمل لمريض كان آخر أمل له بعد الله بين أنامله البارعه التي تجري أصعب و أدق العمليات الجراحيه و أكثرها حساسيه و لكنه اليوم يُبتلى بما ليس له بيده حيله.. كان الله في عونه،
رن هاتفه ليرى متفاجئاً بإسم قد هجره منذ سنوات ليست بقليله، فرح انه مازال يحتفظ برقم هاتفه .. "معتز" /معقووله! معتز؟
..،
.
.
ليلاً..،
انتهى من دراسة أوراق أمامه ليلتفت لمحمد مدير مكتبه/هاه بقى شيء من مواعيد اليوم
ابتسم له وهو يلملم أوراقه/ابد ستاذ أدهم انتهينا، ناظر الساعه كم مابقى غيرنا و حراس الأمن بالمبنى
فرك اسفل رقبته وهو يشعر بإرهاق العمل/هالمناقصه مهمه بالنسبه للعمل، اتوقع اسافر للندن علشانها
محمد/الله يعينك، اتوقع عرضنا بيكون افضل من عروض البقيه
وقف أدهم بابتسامه/المهم خلك جاهز بتسافر معي
لم يصدق/وشو؟! أنا اسافر معك استاذ أدهم؟ بس العمل هنا و..
ربت على كتفه/يا رجل سافر معي غير جو
شعر بالحرج/ان وافقت الوالده، تخبر مالها غيري
اتسعت ابتسامته بإعجاب/اي يا محمد اهم شيء موافقة الوالده.. اللي يبدي أمه بكل شيء ربي يوفقه.
، يلا اترك اللي بيدك و مشينا نتعشى قبل لا يسري كل واحد لبيته.
رتب الاوراق في درجه واغلق عليها بسعاده وهو يخرج مع أدهم.. يتصرف معه كصديق لا موظف تحت يده، ذلك الشيء يزيد احترامه له كثيرا و هو لا يشعر بذلك..،
.
.
.
تنظر لساعتها كل لحظه وهي تغمز للشموس بأن يعودان للمنزل، و لكن عمتها هند مسترسله بالأحاديث مع الخاله ام وليد، شعرت بأنها لم تعد تستطيع التنفس وهي هنا بمنزله، ذلك فوق طاقتها، لتقف فجأه تحت نظراتهن المتفاجأ!!
ام وليد بإبتسامه/بسم الله عليك يا بنتي وراك قمتي كنك مقروصه؟! ارتاحي بعد شوي العشاء ام رواد وعدتني بالعشاء
تنهدت الضيق نفسه وهي تحاول ان تبتسم و تنظر لأم رواد التي تبتسم لها، ثم قررت الخروج/رايحه دورة المياه،
خرجت بعدما عاد الجميع لأحاديثه، المنزل يخلو منه، ولكن فكرة انه منزل الرجل الذي جعل منها مغفله غبيه ينتزع الأكسجين من رئتيها غصباً..،
رفعت هاتفها وهي تطلب رقم سائقها الخاص و تتصل به، لن تظل هنا حتى يصل و يراها تزور منزله حتى وان كانت الزياره لوالدته، لا تريده ان يعرف بقدومها،
رأتها عزه و سمعتها تطلب السائق لتتجه إليها/أفااا ناويه تروحين وامي حالفه تعشون معنا؟! مالك حق والله
حاولت مسايرتها حتى يأتي السائق/معليه عندي شغل و
وكزتها بكتفها/عن العياره ليال، ترى بكرا الجمعه أي شغل وراك؟! تعالي معي المطبخ ترى هذا يُعتبر بيت زوجك خلاص، لا تسوين فيها يعنني مستحيه
حاولت الرفض و لكن عزه لها قدره عجيبه حتى استدرجتها للمطبخ، وفي كل ثانيه تنظر لهاتفها اللعين تنتظر منه إتصالاً من السائق يخبرها انه وصل...
ولكنه تأخر و بدأت بتقطيع السلطه مع عزه/السايق هذا خلاص معاد اتحمله
ضحكت/خلاص يا ماما اطرديه و سوقي سيارتك بنفسك ليه هالزعل
ليال بضيق/هذا اللي بيصير لكن مابعد طلعت رخصه للأسف.
لاحظت توتر اناملها وهي تقطع أمامها حتى جرحت نفسها، لتتجه إليها توقفها/ليااال شوفي الدم!!
لم تنتبه كانت تحترق داخليا، لتنتبه اخيراً، أكان هذا ما يؤلمها؟!! تريد الخروج من هنا فوراً
صدمها برودها وهي تنظر ليدها النازفه رغم رعشتها/انا رايحه اجيب الاسعافات الأوليه من فوق خليك تغسلين يدك تحت الماء.
استجابت لها وهي تعرض يدها للماء المنهمر من الحنفيه أمامها... كميات الدم هائله!!
شعرت بدخول احدهم من صوت الجلبه مع دخوله لتلتفت و تراه يضع بعض الاكياس من السوبر ماركت قررت الخروج بسرعه/انا جايه زياره لأم عزّه و خلاص طالعه سلام...
امسكها بذراعها وهو متفاجئ من نزيفها ليرفعه مستقيماً للأعلى و قد بدا على ملامحه القلق/خليك ثابته كذا لا يزيد النزيف
لم تهتم لتنزل يدها بعد ابتعاده يبحث عن شيء يوقف به نزيفها/مو مهم، اطلع برا قبل ترجع عزه بسرعه
ترك ما بيده ليعود لها و يرفع يدها للأعلى رغماً عنها وهو غاضب/بلا عناد اطفال، الموضوع جِدّي و ممكن يصيرلك شيء لو عاندتي
تحدثت مبتسمه بلا مبالاة/وش هالشيء أموت مثلاً؟! الموت راحه.
مازال مثبتاً لذراعها للأعلى/و وسام تتركينه لمن لو متي ما فكرتي فيه؟!
بإيمان تام/اللي سخّرني له بعدما تخلو عنه والديه، بيسخّر له اطيب مني، تأكد يا وليد انه ما يروح طيب إلا ويجي بعده واحد اطيب منه.
لابد ان تأتي اخته لتساعده على هذه العنيده، رأى الخادمه تدخل بمناشف مرتبه للمطبخ/اسمعي، روحي نادي عزه بسرعه.
لم تعد تريد البقاء و لكنه يثبتها تماما حتى شعرت بألم جعلها تغمض عينيها و تطلق أهات مكتومه يسمعها هو فقط لترجوه بألم /خلاص وليد، ابعد.
ابتلع ريق الشوق بصىعوبه وهو يرى ألمها و لا مبالاتها بنفسها التي زرعها بنفسه بها.. دخلت عزه بنظراتها لهما، ليناديها/تعالي، وين مختفيه؟
اقتربت بعجله وهي تضع حقيبة الإسعافات الأوليه/رحت ادور الإسعافات الأوليه بغرفة أمي ومالقيت رحت غرفتك واخذت حقتك... يووه نزفتي واجد ما يسوى هالجرح
حاول التلميح لها وهو يجلّسها/التوتر الزايد بيزيد النزيف خليك هاديه، ترى مافيه حاجه تستاهل يا ليال.
لم تعد تبالي، لا تعلم لماذا تبلدت هكذا وهي تراه يتصرف بشكل عادي و بارد، غير مكترث بحرائقها الداخليه، لا يعلم انه دمر نصف ليال و النصف الآخر يشتكي الخراب..، استسلمت له وهو يجلس أمامها و ينظف جرحها بدون ان يرفع عينيه لها..!
تمنت ان يسترق نظره فقط لتستعيد بعضها من عينيه..!
شعرت عزّه أن عليها تركهما لوحدهما، خصوصا بعد ردود فعل كل منهما، لا توجد أي إبتسامه و لا حتى نظره ترحيبيه من كلاهما للآخر/أنا بروح احط الصحون على السفره و اجهزها..
شعرت بوخز لتحاول سحب يدها من بين انامله/آآه وليييد، قلت خلااص،
رفع ناظريه لها بعد هذه الجمله، هل تتعمد ما تفعله؟! لتثير إنتباهه فقط/سلامتك، كان يبي لها خياطه عالأقل غرزه، لكن مابي يدك تتشوه يا قـ.... يا ليال، هاللحين ألفه وننتهي.
رأته يلف جرحها بهدوء بعد خطأه الفادح حين كاد يقول لطيفه و تراجع، شعرت بحرقه مع غثيانها الذي ينتابها حينما تشتم رائحة المعقمات الذي زاده تعبها مؤخراً/الله يسلمك يا قلبي، شكراً لإهتمامك بشكل و مظهر يدي!
أنهى لفها وهو يراها ليست بخير و ترد بنبرة ساخره/فيك شيء؟!
سحبت يدها بهدوء بعدما انتهى/دوخه و غثيان مع برد يعني تقدر تقول من تقلبات الأجواء
خاف جداً مما يفكر به، هو لا يعرف حقاً تاريخه المرضي الذي اكتشفه للتو، رآها تهم بأخذ هاتفها لتخرج ليبادرها بسؤال يرعبه/تستفرغين؟! كيف الشهيه عندك؟!
لم تفهم مقصده بدايةً/مافيني إلا العافيه، المهم ابيك تروح للمحكمه يوم الأحد و احضر الجلسه بليز..
أعاد سؤاله بإلحاح/جاوبيني بالأول، تستفرغين أو لا.
استغربت وهي ترى إصراره الغريب/راح اجاوبك اذا عرفت وش قصدك؟ يعني ماشوف له داعي بصراحه!!
حاول التحجج بأي شيء/يعني ملاحظك تعبانه و تقولين عندك دوخه و غثيان.
ابتسمت/لا تطمن مافيّ إلا العافيه، عمر الشقي بقي.
رن هاتفها لتتركه و تذهب للرد عليه، رأت أسم سائقها الخاص/سيارتي و صلت، لازم أمشي.. سلام
كم ترهقه هذه المسافه الشاسعه بينهما و كم يؤلمه هذا الإقتراب الحارق/لحظه.. قبل ما تروحين ليال
توقفت لتلتقط نفساً ثم إستدارت ناحيته/نعم!؟
شعر انه يختنق في هذه اللحظات و لكن عليه ان ينتهي من هذا التذبذب و هذا العذاب/اتصلي بمحاميك، و أسحبي الدعوى.
ابتسمت وهي تهز رأسها بعدم رضى/ما راح أسحبها، و على فكره قررت اقول لأدهم و الشموس عن انفصالنا
اخذ نفساً و زفره و كأنه يبحث عن اكسجين/تقدرين تقولين لهم، أنتي طالق و ورقتك بتوصلك بكرا ان شاء الله.
ابتسمت، لم تفهم شعور البروده التي إصطدمت بالحراره داخلها ، اضطرب الإحساس لديها، لتهز رأسها بالموافقه بهدوء لم تتوقعه، عادت لتنظر لعينيه بنظرة مودعٍ فقد الأمل بالعوده ، لتستدير بعدها و تخرج بمشيه لم تكن متوازنه،... لم تظن أن كلمة كهذه قد تقصم ظهر كبريائها و تهزمها،..
رآى الخيبه في أوجع صورها عبر إبتسامتها لخذلانه لها.. لا تستحق منه كل ذلك و لكنه مضطر لتحطيم صورته داخلها قبل تركها، عليها ان تكرهه و ان تلفظه من ذاكرتها للأبد...!
جلس على كرسي الطاوله متكأً بيدي الخيبه، يغرس أنامله في شعره بتوتر وينظر للفراغ كمن خسر كل ما يملك في لحظه واحده.. المال و الولد و الأهل و الأصدقاء... كمن خسر آخر فرصة للنجاه من الغرق المحقق..!
...............
في ذلك المستشفى..،
خرجت من غرفتها لعلها تمشي قليلاً بصحبة مريم، لعلها تغير من نفسيتها المتوتره منذ لقائها بسيف،...
مريم بنعاس/والله مو وقت تمشيتك يا غريبه، خليني أنام و بكرا اوعدك نطلع حديقة المستشفى
بابتسامتها/ارجعي نامي ليه لاحقتني؟!
مريم بخوفها الذي بات يلازمها/لا والله ما اخليك لحالك و لا اقعد لحالي، رجلي على رجلك
واصلت المشي حتى وصلت لركن أشبه لاستراحه وفيها قطعة سجاده حمراء مثل التي في المساجد، وهنالك إحداهن تجلس و تبدو للتو إنتهت من صلاتها.. و الآخرى بالقرب منها تبدو تبكي يتضح ذلك من احمرار انفها و تنهيدتها المسموعه، تبدو كبيرةً في السن لتقترب منها غريبه/السلام عليكم
إلتفتت تلك التي كانت تصلي لتبتسم لها/ وعليكم السلام
بادلتها الإبتسامه وهي تقترب لتلك الباكيه مواسيةً لها/اذكري الله يا خاله ليه تبكين؟!
بنبره باكيه/لا إله الا الله، حي ذكره و فاله يا بنتي
سألتها مجدداً/ليه تبكين عسى ما باس؟!
وكزتها مريم وهي تلاحظ انها تتدخل.. و لكنها أصرت...
أجابتها بتنهيده/ولدي مسوي عمليه برأسه
أكملت عنها رفيقتها وهي مبتسمه بسعاده/والحمدلله العمليه نجحت لكن ام هتان حساسه شوي، و للحين مرعوبه على وليدها وحيدها
ابتسمت لتلك السيده الفاضله تلك و هي تتحدث ببشاشه/تبكي و انتي معها يا خاله، والله مالها حق، أم هتان ولدك حبيبك بخير و تبكين؟!!!
ردت مريم لتجاريها/المفروض من بكرا توزعين حلوان سلامة هتان على كل المتنومين هنا.. صدقه و شكر لله
ابتسمت اخيراً/اي و الله هذا اللي بيصير ان شاء الله
تحدثت تلك وهي تبتسم لغريبه، وجه تلك الفتاه يريح الناظر إليها و عينيها تبدو مألوفه جداً/ما شاء الله عليكم يا بنات انتم منتم خوات، صح؟!
مريم بابتسامتها الخجوله/خوات دنيا يا خاله، تقدرين تقولين مالنا غير بعض
شدت على يدها غريبه/مثلما قالت اختي مريم.. انا متنومه هاليومين هنا و طالعه ان شاء الله، قلت اتمشى شوي قبل انام و زين شفناكم
تحدثت ام هتان بعدما إرتاحت قليلاً وهي ترى ملامح غريبه/هذي مريم لكن انتي وش اسمك يمه؟!
غريبه بإبتسامه تتسع/اسمي غريبه.
تأملتها قليلاً ثم ألتفتت إلى رفيقتها/ملامحك يا غريبه قريبه من القلب، ذكرتك بمن يام آدم؟!
ابتلعت غصتها/أميمتي عساها الجنه نفس خشمها و فمها
ابتسمت غريبه لتمازحهما/حتى نفس لون عيوني؟!
ابتسمت أم هتان بعين لامعه/نفسها و الله العظيم، ذكرتيني بها يمال الجنه،
ضحكت ام آدم وهي تقف و تترك سجادتها و تجلس على الكرسي المقابل/ماتكون أم هتان إذا ماتصيح... أمي ميته وهي بعمر الحدعش. و لهاللحين تصيح كلما جاء طاريها.
تأثر بها غريبه لتربت على كتفها/يا عمري خالتي ام هتان.. الله يسعد قلبك الرهيف.
حاولت مريم إضفاء جو المرح على حزن تلك السيده/تبين تخمين غريبه هذا هي قدامك خميها ي خاله
إلتفتت ام هتان لأم آدم وهي تصغر عينيها وترد مزحتها/عالاقل أصيح على أمي اللي ربتني و عرفتها مب اصيح على بزر ما جلس بحضني غير دقايق
اختفت إبتسامتها تدريجياً ولكنها أجابتها/ام هتان ما ينمزح معك، بني ادم ما ينسى ضناه.. يلا قومي خلينا نروح نشوف ولدك و الا ترى بتركك و اروح لأم سيار تراها بالبيت لحالها و طفشت...
رأتها تتهرب و كأنها لم تتأثر حتى خرجت، ندمت ام هتان لتذكيرها بتلك الحادثه لتقف ترتب نقابها و عبائتها على رأسها/ليته انقص لساني، رحت أذكرها ببنتها، يلا بنات استروا ما واجهتوا
استغربت مريم و يبدو أن النوم تسلل من عينيها/وين بنتها يا خاله؟!
أجابتها على عجله/ماتت بعد الولاده قبل اكثر من عشرين سنه...
حزنت كلاهما/يا عمري و لا نست!!
تنهدت أم هتان/ابن آدم إذا ما اقتنع مشكله يا بنتي. يلا بروح ألحقها أمداها صاحت وخلصت.
رأتها تذهب مستعجله و يختفين من المكان بلمح البصر.. هذه الدنيا عجيبه، كل شخص فيها يحمل قصته الخاصه به على كتفه ويظل يكافح طوال عمره حتى ينحني ظهره منها و لكنه مع ذلك يظل يحملها..!
انتبهت لسرحانها مريم/يختي وراك جلستي هنا و سرحتي!!
ابتسمت لها وهي تقف و تعيد تثبيت لاصق ألإبره على ظهر كفها/الواحد يظن انه الوحيد اللي بصدره هموم.. و بعدين يكتشف ان كلن له من الهم نصيب.
تنهدت مريم وهي تؤيدها/صادقه، بس عالاقل عندهم عزوه و اهل، عزتيلي مالي من العربان احد الله يرحم امي و ابوي واخوي.. من بعدهم و الله ماشفت وجه احد من هالعايله
مازالت تبتسم لها وهي تضم ذراعها، وتتهكم بكوميديا سوداء/وش تبين بالعايله كلها ارتباطات و ألتزامات، لا تبدين مناحه، يا بنت الحلال تبيني اصير أمك ماعندي مشكله، بس لا تمدين هالبوز.
ضحكت مريم وهي ترى من لا تعرف شيئاً عن حقيقتها شيئاً تبدوا أكثر تفاؤلاً منها.. غريبه حاله يجب أن تُدرّس.
.
.
.
في جلستها الصاخبه مع اخويها و صوت البلايستيشن يعلو مع صوتهما صرخ بها رواد وهو يضحك/قاايلك بتخسرين بس ماصدقتيني
عبست وهي تزم شفتيها بغضب/لاااا
ضحك نايف وهو يلتقط يد اللعبه منها/انتي فقدتي لياقتك باللعب خلاااص قومي بس رضعي عيالك
رفعت حاجبها الأيسر مستنكره حديثه/لا والله؟!! ما سمعت شقلت؟!!
أدار لها ظهره وهو يبدأ لعبه جديده مع رواد/يلااا بس خلينا نلعب
غمزت لأميره هناك بأن لا تخبرهما، اتجهت لقارورتي الماء الموجوده على الطاوله لتسكبها عليه كامله و تهم بالهرب وهي ضاحكه مع صرخاته المتوعده لها، ليقفز ويلحق بها...،
دخلت في هذه الأثناء لتراهم يلعبون، نايف يلحق بنيفادا و الأخرى تقفز من مكان لآخر..وسط ضحكات رواد و تشجيعه لنايف وابتسامات وسام الخافته جداً..
لا أحد يجلس بمكانه هادئاً سوى أميره/وين أمك؟!
أميره/أمي راحت مع جاسر
استغربت ظهوره مجدداً بعدما حدث سابقا منذ مدة طويله..!!
تركت المكان وهي تذهب للمصعد متجهةً لغرفتها بهدوء.. محاولةً لتقوية نفسها بعدما حدث، لا شيء يستحق بكائها... لا شيء....و لكن هذا اللاشيء هو من دمرها.
يديها المرتجفه لم تساعدها على فتح الباب بسهوله،
دخلت بعد عدة محاولات لفتحه... لتدخل غرفتها متوتره بسبب كبت بكائها، من الصعب تجاوز عواصفها الداخليه...
إنهارت باكيةً مجدداً عندما لمحت إنعكاس صورتها على مرآتها الطويله بجانب طاولة الزينه الخاصه بها.. لترى صورتها المكسوره و الضعيفه، منظر لم تعهده و لا تعرفه..
لتجلس على الأرض مستندة بظهرها على سريرها بإنكسار..
بعض الألآم لا ينفع معها التجاهل، فأثرها باق طوال العمر..!
دخلت نيفادا في هذه الأثناء مستنكرةً دموعها.. ماتعرفه أن ليال لا تبكي بسهوله، بل نادراً ماتبكي هي الأقوى بينهن/ليال تبكين؟!!!
ظلت تبكي بلا تردد و لا حتى خجل، كم كانت تكره أن يرى دموعها أحد.. و لكنها الليله خسرت لياقة حبس دموعها أيضاً...،
.
.
.
ترك ما بيده وهو ينظر لسيف المتسمر أمامه على الطرف الآخر من الطاوله، بعدما ذهب محمد مدير مكتبه قبل قليل/انت من جدك يا سيف؟!
سيف بإصرار/ايه من جدي، انت ادرى بظروفي انا رجال ساكن بالبيت لحالي بعد وفات أمي.
استند على كرسيه بتفكير/مادري، يعني أنا مالي حق على البنت، لو تطلبها من نفسها أو.. و الله مادري وش اقولك يا سيف
خاف/كيف اطلبها من نفسهايا أدهم؟!... انت قلت لي اذا نويت الزواج قولي بس و انت تمون عليها مثل الأخ و ام راكان بعد.. ياليت تخدمني هالخدمه و تخطبونها لي.. و انا حاضر باللي هي تبيه
تردد/والله مادري، انا قصدت تكاليف العرس ماهو الخطبه الله يصلحك... بس تدري شلون بخلي أم راكان تسألها و الله يكتب اللي فيه خير..
مازال متوتراً/يا رب يا رب..
ابتسم بخبث/اشوفك مستعجل؟! وقبل كم يوم ماعندك طاري؟!!!
ابتسم أخيراً /يابو راكان لا تلمح، ماني ناقص توتر والله
ضحك وهو يرى هروب عينيه عن النظر إليه، سيف هذا نادر جداً،
نظر لساعة معصمه وهو يهم بالوقوف/يلا دام انتهت سالفتك نمشي،
سيف وهو مازال جالساً بكرسيه/لا أنا بقعد شوي
بإبتسامه/براحتك، سلام.
ظل مكانه وهو يحاول ترتيب افكاره، لا يصدق أنه طلبها من أدهم و انتهى من ذلك الهم، بالتأكيد ستفرح بخطبته لها، لا يصدق متى سيلتقي بها مجدداً...!
.
.
.
عادت للمنزل غاضبه وهي تبحث عن ليال التي تركتهم ووضعتهم في موقف محرج أمام اهل زوجها...
و عمتها هند تحاول تهدأتها بعد رؤية الغضب على ملامحها، فغضب الشموس لا يمكن حجبه/الشموس رووقي، ماندري عن عذرها
وقفت في منتصف البهو وهي منفعله/مهما كان عذرها يا عمه انتي راعية المواجيب و تدرين ان اللي سوته ليال عند اهل زوجها عييب، والله تفشلت من نظرات ام وليد، المسكينه مب مصدقه ان ليال تنسحب كذا بدون تودعها..!!!!
هند بحزن/صدق شيء يحيّر، ليال راعية مواجيب ماصدق اللي سوته!
نزلت نيفادا وهي حزينه لإنهيار ليال المفاجىء لتراهما يقفان في الصاله/متى جيتوا؟! انتوا مو كنتوا سوا و الا شالسالفه؟ ليه رجعت ليال قبلكم لحالها؟!
الشموس وهي تضع حقيبتها على الأريكه مع عبائتها و تلتفت لها/وينها ؟!
تنهدت وهي تجلس/في غرفتها من رجعت بس ماظنها بخير ابد
استغربت هند/بسم الله عليها، وش فيها؟!
نيفادا بحزن/كانت منهاره و جالسه عالأرض تبكي، أول مره اشوفها بهالحاله المزريه بصراحه، هي راحت معكم و الا لا؟!
تركتهم الشموس وهي تتجه للمصعد/انا رايحه لها.
سألتها بقلق/طيب قالت لك شيء؟ عرفتي وش مبكيها؟!
رفعت كتفيها للأعلى وهي تتكتف بقلة حيله/للأسف يا عمه ما قالت لي شيء.. يوم ألحيت عليها تركتني و راحت الحمام..
جلست هند وهي تفكر بها بوسوسه، مالذي حل بليال يا ترى؟!، هي لم ترتاح لترددها في الزياره و لصمتها الغريب، و وجهها الذي لم يعد يبتسم كالسابق..،
سألتها/عمه تبين قهوه اجيب لك معي؟!
اخرجت هاتفها من حقيبتها/مشكوره حبيبتي، صالح جاي بالطريق شوي و رايحه..
.
.
.
حاولت فتح الباب لتجده مغلقاً، طرقته بهدوء وهي تناديها /ليال افتحي الباب
لا إجابه..!!!
طرقت مجدداً وهي ترجوها بنبرتها/ليال قلبي افتحي الباب و الله ما اعاتبك بس ابي اتطمن عليك،
لم ترد..،
تحدثت بإصرار وهي ترفع صوتها قليلاً/ادري انك مابعد نمتي و ماتبين تفتحين لكن بقعد هنا طول الليل لين تفتحين لي ماراح انزل حتى لو انام عند بابك سامعه؟
لحظات لتفتح الباب بروب الحمام و تلف شعرها بالمنشفه وهي تتبسم/شفيك؟ يعني الواحد مايتسبح براحته؟!
وجهها لا يوحي بأن الأمور بخير من الواضح انها بكت كثيراً، اقتربت منها لتنزع المنشفه من شعرها فينتثر شعرها بلا بلل، لتنطق بحزن/واضح كنتي تتسبحين! علميني ليه تركتيني انا و عمتك ورجعتي بدون حتى تودعينهم!!
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تأخذ المنشفه من يد الشموس و تترك مكانها و تدخل/واضح ان الوقت متأخر و انتي ازعجتيني
لحقت بها وهي تغلق الباب خلفها وتسألها بإصرار فقد بلغ الصبر آخره معها/علميني بصراحه وش بينك و بينه؟! مستحيل تسوين سواتك و تخليني بموقف محرج كذا و تروحين البيت بدوني وحنا متفقين تعشى عندهم!
تنهدت وهي تحاول الصدود بقدر المستطاع، ان ترى أي شيء بالغرفه و لكن ليس عيني أختها التي لطالما لم تحب علاقتها بوليد/الشموس يرحم والديك خلاص، انا تعبانه.
لاحظت تنفسها المضطرب وهي تجلس هناك على طرف السرير وتضع يدها على صدرها، و كأنها تشتكي ألماً أو تهدأ من روعها لتجلس بجانبها قلقه عليها/حبيبتي ليال فيك شيء؟!
تنهدت وهي تجيبها بعفويه و ألم/لا مافيني شيء، أنا بخير.. بس قلبي يوجعني.
تأثرت بنبرتها، للمرة الأولى تشتكي من ألم، أحست بالذعر وهي تضع يدها على كتفها/قلبك؟ كنت حااسه ان فيك شيء.. قوولي من متى يوجعك؟!
نزلت دمعتها وهي تنحني برأسها على كتف أختها، لم تعد تستطيع الكتمان/انفصلت عن وليد،، أو بالأحرى هو معاد يبيني،
لم يصدمها الخبر بقدر إنهيار اختها بين يديها هكذا، ليس بيدها الآن سوى المواساة، أي عتاب لن يفيد بهذه اللحظه/نصيبك، ما كان لك من البدايه.
تعرف أنها فقط تواسيها، ابتسمت وسط دموعها وهي تقف و تمشي خطوتين بلا هدف لتستدير لها و تستحضر ذكرياتها معه/كنت له يالشموس رغم زعلك مني، اكثر شخص تمنيته وكنت مستعده أواجه العالم علشانه، اكثر شخص كنت احس معه بالأمان و ان الدنيا بخير.. اكثر شخص خلاني اغيّر من قناعاتي علشان بس أعجبه..وهو بالمقابل اكثر شخص دمرني، فتره طوويله ما اتصل بي وهو بألمانيا و يوم ألحيت عليه بالإتصال، و الرسايل الصوتيه تدرين وش رد علي حرفياً و ببرود "مابي أرد عليك، لعاد تتصلين"
*ضحكت على ما مرت به من شعور بائس لتردف/كسرني اللي ماتوقعت يكسرني بعدما استغلني مثلما يبي ثم تركني، لا و يتهمني بكل بجاحه ويقول غبيه!! أنا غبيه يالشموس، هااه قولي غبيه؟!!
عرفت الآن ان اعصابها قد تلفت و ان السد العالي لليال قد إنهار تماماً الليله لتقف و تقترب منها تحاول تهدأتها بإمساك يدها/ليال حبيبتي منتي غبيه، انتي حبيبته باخلاص و عملتي اللي انتي مقتنعه بصحته وقتها، إذا هو يشوف ان كل شيء سويتيه علشانه غباء، فهذا من سوءه هو ماهو من سوءك أنتي، احمدي ربك انه انكشف قبل الزواج و الا كان تورطتي به، أنسيه و لا كأن الله خلقه.
رمت نفسها بحضن أختها وهي تبكي بلا أي خجل، بطريقه لم تفعلها سابقاً لتشد على عناقها وتشهق باكيه..،
لم تتمالك دموعها وهي تضم اختها التي لم تنهار بهذا الشكل في مرضها الذي كاد يقتلها، هاهي تبكي بلا حرج أمامها و بين يديها و تتحدث بإنهزاميه لم تعهدها منها.. لم يعد لديها ما تسأله الآن، هي في حالة صدمه و عليها ان تتريث لتسألها عن كل شيء لاحقاً....،
.
.
.
كانت ليله لا تستطيع ان تصف جمالها.. أخيراً ابنها البكر يعود لأحضانها مجدداً.. اخذها لجدته المريضه و كانت ترجوها ان تعفو عنها لتموت بسلام.. لا أحد يفكر بأن ينظّف صفحته حتى يشعر بالمرض يهلك قواه... سامحتها فقد اقتص لي الله منها ،ثم إني أيضاً ارجو مغفرة الله و عفوه... وصلت لمنزلها و نزل ليفتح لها باب السياره، تغير كثيراً صار شاب وسيم، لم تستطيع ان تحبس دموعها،..
امسك بيدها ليقبلها/مشكوره يمه، جدتي ماكانت تحلم انك تسامحينها، و اشوفها ارتاحت اليوم بعدما شافتك.
مدت يدها لذقنه تلامس تلك الشعيرات بإبتسامه/آخر مره شفتك فيها كنت طفل و ما بعد سقت السياره، سامح الله اللي ابعدك عني انت و اخوك وحرمني شوفتكم و انتم تكبرون قدام عيوني.
اتسعت إبتسامته وهو يقلص المسافه بينهما و يعانقها/لعاد اشوف دموعك يالغاليه، قريب بيرجع ياسر من امريكا و نجي كلنا نزورك.
هزت رأسها/يلا يمه تأخر الوقت، روح و طمني عليك.
.
.
.
.
رن هاتفه ليستفيق مفزوعاً ظن انه أطال نومه بعدما عاد من صلاة الفجر ، في الحقيقه لم ينام بشكل جيد البارحه وهو ينتظر الشموس التي لم يراها بجواره و لم يرى راكان في سريره، يبدو أنها نامت في غرفتها في الداخل،
الساعه الآن الثامنه
رفع حاجبه وهو يتأفف، يستحيل ان تتخلى عن دلالها،
انتهى من غسيل وجهه و لبس ثوبه و لم تأتي بعد..!
إلتقط زجاجة عطره وهو يرش منها بشكل سريع و يتجه لهاتفه الذي رن بنغمة رسالة قصيره ليفتحها و يقرأها بإبتسامه جانبيه وهو يتذكر ذلك الموقف في المطعم...
سمع صوت خطواتها ليرمي هاتفه على الطاوله و يلتفت إليها/اهلا اهلا
لمحته وهو يغلق الهاتف و يرميه فور شعوره بوجودها، لتحاول ان تبتسم لإبتسامته/اسفه تركتك البارح بدون اعطيك خبر
استغرب لتتسع ابتسامته/لا لا ماقبل الأسف بهالطريقه
اقتربت منه بهدوء و عانقته و تزرع قبلتها خلف اذنه و تتركه بهدوء وهي تنظر لعينيه بإستفهام/ها رضيت؟!
شعر انها تخفي أمراً/اي يرضيني مؤقتاً بما أني طالع للعمل، خذي حسابك انا طالع لندن السبوع الجاي و احتمال اقعد خمس ايام كذا
هزت رأسها وهي تشير لباب الغرفه/بالاول خذ قهوتك و افطر و بعدها نتكلم
استغرب طريقتها، وخلو وجهها من أي تعابير/فيك شيء، صح؟!
خرجت/تعال علشان تتقهوى بالأول
لحق بها بعدما لبس شماغه بشكل مستعجل ليخرج و يىاها تجلس و تسكب له فنجان من القهوه العربيه و تمده له بعدما جلس في اريكته/الشموس منتي خاليه ابد، تكلمي يا بنت
تحدثت بهدوء/عندك خبر ان وليد طلق ليال؟!
اختفت كل تعابير وجهه من سؤالها او خبرها الذي قالته الآن/وشو؟! شلون؟
بجديتها/هذا اللي صار.. بعدما ماطل شهور و قاطعها من اي اتصال قالها بكل برود انتي طالق!،
لم يستوعب ما يسمعه الآن، بدأ الدم يغلي في عروقه ليقف غاضباً/من البدايه ما وافقت على زواجه منها، لكن أمر الله،
استغربت/دامه بهذا السوء ليه ما اعترضت على الزواج من البدايه؟ ليه انتظرت لين انقرصت بنت عمك؟!
لم تفهمه/لااا وليد عمره ما كان سيء، حتى انه أنجح رجال عرفته، و لأنه رفيقي مابغيت يكون بينا نسب علشان هذا اليوم، الله يسامحك يا وليد.
ردت بضيق/الله لا يسامحه، عمري ما شفت اختي بهالحاله مثل البارح ماقدرت اتركها لحالها و انام، انت ماتدري شلون كانت تحبه، لدرجة..
عقد حاجبه و امسك بذراعها هو غاضب/لدرجة وش انطقي؟!
خافت من زلة لسانها، هي أيضاً ليست متأكده من شيء/لدرجة بكت قدام الناس و هي اللي محد يشوف دمعتها، البارح نامت وهي تبكي، ماراح اسامح وليد
ترك ذراعها بقوه ووقف يرتب شماغه على رأسه وهو غاضب،...
سألته بفضول/هاه وش ناوي عليه؟
بجديه/وش تبيني اسوي؟! تبيني اروح اعاتبه ليه يطلق بنت عمي؟! والله ما ارخصها و انا بو راكان.
معه حق، ولكن ماذا عن الذي تفكر به، تنهدت/مقهوره على اختي يا أدهم، الخذلان مُر و يقتل القلب..
لمح تلك اللمعه في عينيها، ليتجه لمكتبه و يأخذ ملفً كان عليه.. و يفكر ماذا سيحدث لو عرفت بأمر تلك البنت التي تلاحقه بمراهقه متأخره جداً..!!
سألته بفضول/ماقلت لي وش رايح تسوي بلندن؟!
إلتفت إليها وهو يتذكر أمراً مهماً.. لا يعلم لماذا خاف من سؤالها، عينيها تخبره أنها تعلم بكل شيء و لكنها تتجاهل بمزاجها فقط..!
صار يعرفها جيداً بعد كل الذي حدث بينهما.
.
.
.
لم تصدق ما سمعته منه للتو/وشو قلت طلقتها؟ا!!!
ارتشف فنجان قهوته ببروده المصطنع/ايه شفيك مصدومه
رشا بقهر/لا سلامتك المفروض تزغرد لك بعد!!
وليد بلا مبالاة/رشاااا!!
قاطعته بغضب/اللحين عرفت وش صار بينكم البارح، اكيد قهرتها علشان تطلع بدون تقول سلام ياهل البيت!، كان بإمكانك تكون أرقى
رد عليها بغضب لأول مره/موو شغلك رشا نقطيني بسكاتك
التفتت لوالدتها/يماااه بيجنني الباارد يقول مو شغلك!!!
ام وليد بحسره/ليه يمه وش زين البنيه و ش زين اخلاقها يا وليدي وشوله العجله؟!
وقف وهو يتعمد ان يكون عادياً/زينه عند أهلها الله يستر عليها و يوفقها.. عن اذنكم سفري بكره
نطقت بغضب/ووليييد منت رايح لين تصلح اللي سويته
إلتفت إليها وهو موقن بما يقوله/انتهى كل شيء لا تحاولين
رن هاتفه بأسم آدم ليفتحه ويرد وهو خارج...،
جلست رشا باكيه وهي تعجز عن فعل أي شيء/معاد لي وجه أقابل فيه ليال يمه
تنهدت ام وليد وهي تسلم أمرها فليس بيدها حيله/و انتي وش دخلك يا بنتي، ماظنتي ليال صغيرة عقل علشان تحكم عليك وعلي و تقاطعنا
تنهدت/هذا ما يعني ان الأمور راح تكون مثل قبل يمه،خلاص فيه شيء انكسر و ما ظنتي يرجع زي قبل.
.
.
.
اليوم لا يبدو المنزل كعادته، مع ان الجميع متواجدون في المنزل... نايف منذ علمه بطلاق ليال لا يبدو بخير، و رواد و وسام يجلسان بين يديهما جهاز لوحي،.
إلتفتت لتراها تتجاهل هاتفها وهي ترتشف قهوتها معهم و في كل مره تضعه على وضع الصامت/من هاللي يتصل وراك ماتردين عليه؟!!
بلا مبالاة/مو مهم
عرفت ماذا خلف تلك الكلمه المصطنعه/ما يخفى عليك حال ليال..
ابتسمت وهي تسكب لها فنجاناً آخر/تطمني ماني مثلها.
وقف نايف وهو يلتقط شماغه ويخرج متوشحاً صمته...، شعر و أنه في لعبه كبيره، لا يعلم لماذا ينتابه شعور بالخديعه في أمر ما ولكنه لا يعلمه..،
.
تلقت رساله منه على هاتفها لتفتحها و تتفاجئ بمحتواها، لتقف غاضبه و تذهب وهي تتصل به...
على الطرف الآخر بضحكه/ايه يام سلمان رديتي لأن الموضوع يخصك هااه
بنفاد صبر/قاسي وش هالكلام اللي بالرساله؟
ببرود/اتركي الكلام و علميني ليه ما تردين علي؟!
فهمت الآن انه فقط يريدها ان ترد عليه/كنت مشغوله
على الطرف الآخر/مشغوله! بس يوم قريتي الرسلله اتصلتي لأن الأمر يخصك
فتحت الباب لتخرج للباب المؤدي للمجلس وهي تراه يقف هناك عند سيارته/طبعاً الأمر يخصني.. انت كيف تطلع قرار من راسك بدون ما تشاورني
رآها تخرج إليه وهي ترفع حاجبها/ايوه ومن متى شورك يطلع عن شوري؟!
ابتسمت بسخريه وهي تغلق الهاتف وتقف أمامه/وشو اللي شورك و شوري؟! ناقص تقول وين راحت تربيتي لك؟!
الآن فهمها لينزل هاتفه من اذنه و يدسه في جيبه/اخيراً لقيتك!! وش هالصدّه؟!
بنفس ابتسامتها الساخره/على أساس ما تدري عن مكاني يعني هاه؟!!
صمت قليلاً وهو يرى لباسها القصير ثم نظر لعينيها لوهله/منتي مضيفتني؟! قهوه شاهي.. بوسه؟
استدارت وهي تأمره/تعال معي المجلس و بتجيك قهوتك
قاطعها/إذا منتي جايبتها بنفسك ماني بداخل
عادت لتلتفت إليه/تعال المجلس و بلا تهديد.. بردت وانا واقفه هنا.
كتم ضحكته وهو يلحق بها/ابشري...،
،
في الأعلى من هذا المشهد كانت تقف على شرفتها المعتمه تراقبهما صدفه، تبدو نيفادا غاضبه تعرفها حين تكون كذلك حتى و إن حاولت ذلك ويبدو قاسي هادئاً و يتبسم محاولاً إمتصاص غضبها،
كبرت نيفادا حقاً و باتت لها حياتها الخاصه و اسرارها الخاصه التي لاتبوح بها بأحد.. حتى هي التي كانت تفضفض لها..،
ابتلعت غصتها وهي تتذكر مشهد الأمس، ابتعدت عن الشرفه وهي تحاول ان لا تسترسل في تذكره...
عليها ان تمسحه تماماً من ذاكرة أيامها..،
.
.
.
لندن...
وقف قبل ان يخرج وهو يرتب ربطة عنقه بدقه وهو يخبر زوجته/لا تنسين يام ريما أدهم المناع جاي بكرا و مابي اي شيء ناقص.
ردت باهتمام/لا تخاف كل شيء مرتب،
تنهد بحزن لذكرى رفيقه/الله يرحم راكان ما عرفت له الا كل خير حتى ولد اخوه يسابقه الطيب
سألت بفضول وهي تراه يتحدث عنه/قصدك أدهم يبه؟!
أجابها وهو يخرج/ايه، يلا سلام..
إلتفتت إليها والدتها وهي تراها تتبسم وتذهب بعيداً/وش دخلك تسألين عن الرجال؟!!
بابتسامه/عادي يمه مافيها شيء
رفعت حاجبها/فيها ونص... خذي ببالك غير سلطان ولد خالتك عايده ماافيه.. الرجال ينتظر اشارتك بس
وقفت وهي تقلب فنجانها على صحنها و تنوي الذهاب/و أنا مابي رجال ينتظر إشارتي...
رأتها تذهب بلا أي تأنيب ضمير/رووويم ووقفي وين رايحه
اشارت بيدها مودعه وهس عند الباب/بااااي يمه عندي اوفر تايم
وقفت مكانها وهي تحتسب/حسبي عليها من بنت ناويه تفضحني و الا ماهي جايبتها للبر
.
.
.
.
.
عند باب سيارتها تريد فتحه، ليرن هاتفها برساله فتحتها لتتفاجئ أنها من أدهم نفسه.. لم تصدق حتى قرأتها مجدداً !! [طيارتي بكرا الساعه 3] °°
ركبت سيارتها وهي تتصل برفيقتها هنا/ألو.. وينك؟! أنا جايتك اخذك خليك عند الباب.... و لا كلمه بسرعه.
شيء ما يرفض أن ينتهي..!!
.
تركت هاتفها من يدها بعد اتصالها بغريبه التي رفضت تماما عرض الزواج من سيف... غريبه محقه نوعاً ما، ما رأته في حياتها من مغامرات لا يجعلها تقدم على مغامره أخرى بالزواج، كل شخص لديه وجهة نظر تختلف بحسب زاوية رؤيته و ما تعرض له من تحارب و ظروف...، في النهايه هي حره بحياتها..،
استرخت وهي تشعر بوخز اسفل بطنها.. حاولت ان تنام ولو قليلاً..،
اعتدل جالساً وهو يراها غير مرتاحه/باين تعبانه اتركي الكتاب و تعالي سريرك يا بنت ليه السهر..؟!
تنفست بضيق/ذبحني الأرق، و النومه بالسرير احسها تاخذ من صحتي، افضل انام بأي مكان إلا سريري
ابتسم وهو يقفز من السرير/افااا شكلي محسود عليك، بما انك ماتبين السرير.. لكن ماعليك بجي لين عندك لا تخافين يا قلبي
ابتسمت وهي تراه يضايقها و يتغطى بغطائها الرقيق الذي تلف به نصفها السفلي/أدهم ترى بالزوور نومت راكان لا تسويلي هاللحين سواته تكفى
امسك بيدها المرتاحه على فخذها/دامك تعبانه يالغاليه خليك بالرياض ماله داعي تسافرين معي يا عمري
ابتسمت بخبث/لا يا عمري انت بسافر معك وخذ بالك كل سفره رجلي على رجلك
ترك يدها وهو يستند بجانبها بإبتسامته/افااا مافيه ثقه؟!!
بإبتسامة سخريه/بسم الله عليك، اكيييد اثق فيك بس ماعليه فضول انثوي لا غير، احترم غريزة غيرتي عليك يا قلبي... رجال بوسامتك مطمع لكثير من البنات
إلتقط السخريه من حديثها ليتكتف/تتريقين يا بنت راكان؟!!! الله يسامحك، بكرا تشوفين الـبنات يـ
قاطعته وهي تلتفت إليه و تمسك ياقة بلوزته القطنيه /أشوف وشو؟!! علمني..؟!
ابتسم و هو يتصنع ابخوف و يردف/تشوفين البنات ينحاشون اذا شافوا وجهي
نفضته وهي تصد عنه/ارجع نام بسريرك لوعت كبدي.
امسك يدها ليلفها خلف رقبته ويميل بجذعه عليها /والله مانام بعيد عنك.. تحلمين بالفكه مني
مازالت قلقه مما يحدث، خصوصا مع انقلاب علاقة ليال ووليد، التي كانت تقسم انهما عاشقان من الطراز الأول الذي اختفى تماماً، بعد انهيار اسطورتهما، زرع ذلك خوفاً داخلها، خوفاً تحاول ان تتجاوزه، فهي وعدت أدهم ان تثق به مهما حدث/الأيام ماتنضمن يا أدهم
فهم ماتعنيه/يعني ما تضمنيني؟!
بتفكير مشتته/مادري،
اعتدل بجديه في جلسته/مافيه شيء أسمه مادري، يا تضمنين او لا..
مازالت مسترخيه مكانها و الأفكار تعبث بها/اللي صار مع ليال موجعني..
قاطعها وهو مازال يسألها بجديه/تضمنين والا ما تضمنين؟! جاوبي
لم تحب ضغطه هذا/أدهم بلا هالسؤال هاللحين..
استغرب تهربها الغير مبرر في نظره/معناته ماتثقين فيّ للحين!!! اجل ليه احس ان المياه رجعت لمجاريها بينا و الامور بخير! تمثيليه؟!!
اعتدلت جالسه وهي تحاول ان لا تنفعل/أدهم بلا دراما، لا تدخل المواضيع ببعضها و تقوّلني شيء ما قلته!
رفع حاجبه غاضباً/و تصرفاتك وش معناتها؟
وقفت غاضبه لم تعد تحتمل اتهامه، رداء الهدوء لا يناسبها كثيراً خصوصا حين تغضب/معناتها اني أبيك بحياتي، لمن اتغاضى عن كل شكوكي و اركض لحضنك معناتها وصلت لمرحله غبيه من المشاعر و ابي قربك على علاته.. أنا ابيك هذا تفسير كل تصرفاتي و انفعالاتي.
ابتسم وهو يقف امامها بعدما انتهت من حديثها/نفسي لو مره تغلطين وتقولين هذيك الكلمه بصراااحه، ترى سهله.. أسهل من كلمة أبيك و بنفس عدد الحروف.
بإبتسامه جانبيه و مراوغه/هذا انت عارفها ليه تبي تسمعها مني؟! بلا دراما يرحم والديك
تذكر/يوووه على طاري ابوي يبي يرجع من الخرج.. بعد بكرا وش اسوي
فرحت أنه غير الموضوع اخيراً/عادي يروح نايف يجيبه
رآها تخرج ليلحق بها/وين وين؟! زعلتي من جدك انتي؟ ترى امازحك قبل شوي!
مدت يمينها لتداعب عارضه ولحيته غير المشذبه بإبتسامه/ماراح اتركك حتى لو زعلت، انت ورطة عمري.. بروح اسوي لي كوب قهوه بما ان الفجر ما باقي عليه الا ساعه و نص تبي اجيب لك؟!
ارتاح لما قالته/دام كذا روحي مابي قهوه، انا بنام هالساعه و صحيني للصلاة..
خرجت تحت انظاره التي ترافقها/طيب..
تنهد تنفسه وهو يتجه لسريره يفكر بريما و التواصل المريب معها، لن يتسرع هذه المره سينتهي ذلك التواصل بزواج ولكن حينما يتخلص من كل العواقب...، خصوصا بعد قرار الشموس السفر معه،...
.
.
.
.
.
.
دخلت المطبخ وهي تراه عتمه على غير العاده أضاءته لترى ليال هنالك تجلس على كرسي خلف الطاوله و أمامها كوب قهوتها/بسم الله وش مصحيك لهالوقت؟!
بالكاد ابتسمت واختفت بسرعه تلك الإبتسامه/ما جاني نوم...
اتجهت إلى الموقد و تبدأ بصنع قهوتها الفرنسيه و تبادل اختها الحديث/ليال لو تتركين البلاك كوفي و تشربين معي فرنش كوفي بتدمنينها
ارتشفت من كوبها واعادته للطاوله وهي تستريح في جلستها/ماتفرق عندي كلها تنشرب
اكملت اعداد قهوتها ثم جلست على الجانب الآخر من الطاوله، تعجز عن فتح حوار جدي معها لأول مره تشعر أنها مزحومه بالأحاديث و الأسئله التي تحتاج أجوبة شافيه، انتظرت اسبوعاً حتى تهدأ جراح اختها و تجف دموعها،...
لاحظت صمتها و نظراتها المتقطعه لها/الشموس فيك شيء؟!
بتشتت/هاه.. لا مافي، بس انتي فيك شيء؟! محتاجه شيء؟!
ابتسمت وهي ترى تصرفات الشموس الغريبه/لا شكراً، سمعت انك مسافره مع زوجك
هزت رإسها بالموافقه/اي.. يعني بيروح اسبوع فقلت اغير جو من زمان ما سافرت، حاسه اني محتاجه اغير جو
لم تعلق، سرحت مجدداً في كوبها الذي انتصف، لا شيء تنتظره و لا شيء بمقدوره ان يغير ماحدث للأفضل، الخديعه و قد وقعت، للحظه شعرت انهل لم تعد تمتلك حتى نفسها، وليد لم يتركها كما أخذها... لن تغفر له.
لاحظت ارتجاف الكوب بين يديها وهي تضعظ عليه بكلتا بقوه، من الواضح انها متوتره... وتوترها هذا يوترها هي أيضاً/ليال بسألك سؤال واحد مهم وابي منك جواب شافي لأن محد يعرف عنك غيرك انتي
لم تحمل هم السؤال، تشعر بتفاهة كل شيء و لا تعلم مالنهايه لكل هذا الهم/اسألي وش ورانا
ترددا قليلاً لتسألها بصراحه/انتي ممم اقصد يعني للحين فيرجن؟!
تسمرت نظراتها للحظات.. حتى رأت نظرات الشموس تحتد بعد سكوتها وهي تكره الجواب الذي ستقوله، لتشير برأسها و تبعد بعينيها عنها، يتملكها شعور بشع لا تعرف له وصف..
ضربت بيدها الطاوله وهي تحاول ان لا ترفع صوتها في هذا الوقت المتأخر/معناته شكي بمحله.. كنت حاسه.
لم تستطيع الدفاع عما فعلته، وليد كان سخياً في طعونه التي لن تبرحها حتى مع فراقهما...،
صمتت الشموس بضيق، فجأه ضاع الكلام...!
قررت الحديث و مواساة أختها التي تبدو و كأنها أصيبت بخرس مؤقت/لا تظنين اني ندمانه، أنا حتى ما احس بالذنب، كل شيء حصل حلال فلا تكبرين الأمور
ستنفجر من تصنعها للبرود/لا تكذبين على وحده تعرفك زين ، الندم مو مخليك تنامين ياليال.. انتي بنظر الناس مجرد مخطوبة فقط... الزواج ما تم... وش بتسوبن بكرا إذا صار النصيب و جاء وقت الزواج؟! ردي علي
بتوتر مكبوت/ماراح اتزوج.. خلاص شلت الفكره من راسي تطمني.
ضحكت بسخريه/ماتقدرين تجاوزينه رغم انه هرب منك برا البلد ، كذا الكل بيقول ترى
وقفت بضيق/الشموووس خلااص!!!
وقفت معها بغضبها المكبوت/صحيح أصلاً الحديث بالموضوع عبث..
نزلت دموعها وهي ترجو الشموش بنظراتها/دامه عبث، انسيه لعاد تذكريني فيه، انا أصلاً ماراح أنساه هو نقش على جدران قلبي، ابتعاده ما يعني اني بكرهه، ابتعاده يعني وجع قلب ماراح ارتاح منه طول عمري.
لا تعرف لماذا شعرت بالندم وهي ترى ضعف أختها، و انسحابها من أمامها مهزومه، يكفيها ما فيها على الأقل ليمر وقت كافي...،
....
.
.
.
خرج من منزل خالته بصحبة والدته و خالته/هااه يمه شلون هتان عساه اليوم ازين؟!
براحه/الحمدلله
ام سيّار/بس ياليت ابوه ما طلعه من المستشفى بدري، عمليته ماهي سهله براسه
آدم/ماعليه قدامه العافيه، ابوه مسيكين يبي يرتاح و يريح خالتي ام هتان ماغير بهالمستشفى مقابلته
لا تخافون العمليه مسويها خويٍ لي كفو
ام آدم/الله يوفقه و يرزقه و يحفظه من كل سوء يا كريم
الجميع/امين.
ام سيار/انا عاد اظن برجع الخرج، طوولت عن بيتي ماتعودت
آدم بإبتسامه/لا طال عمرك يا خاله... اسبوووع اضافي علشان الوالده، و فواز بعد يبي يستانس الولد
ام آدم/اي والله بعد قلبي فواز يتحايلني اقنعك تقعدين هالسبوع عالأقل.
وافقت برضا/هالسبوع بس،
ضحك آدم/ماهي مشكله هالسبووع
رن هاتفه ليبتسم وهو يرد/هلا بوخالد.. لااا يا رجل جاايك وشو اللي بتسحب علي!
اغلق الهاتف لتسأله مستغربه/من ابو خالد هذا يا ولدي؟!
اتسعت ابتسامته/يمه لو عندي زوجه ما غارت علي و راقبتني مثلك، يمه هذا الدكتور وليد، متفق معه عالعشاء، و انشغلت اوصلكم...
توقفت السياره وهي تهم بالنزول/دامه الدكتور وليد لا تأخر عليه.. يلا بس لا تأخر برا البيت يمه
.
.
.
خرجت من المطبخ بطبق فواكه لتتجه للصاله حيث صوت طفلها الصغير تلاعبه ابنتها، ابتسمت وهي ترى ابتسامتها تعلو وجهها مؤخراً لا شيء يضاهي سعادتها برؤية ابنتها تبتسم و تضحك اخيراً بعد الحداد الذي اعتنقته بعد وفاة أخيها، غير أن الأسود و الألوان القاتمه صارت ألوانها المفضله، يالقلبك الشقي يا شهد...
رأت والدتها مقبله لتقف و تلتقط منها الصحن و تضعه على الطاوله/ليه تتعبين نفسك يمه، كان قلتي لي و انا اجيبلك الله يهديك
هند بجديه/هالفاكهه ماهي لي، جايبتها لك علشان تاكلينها قدام عيني كلها،
اتسعت عينيها/سلامات يمه كثييير والله!!
رفعت حاجبها بإصرار/تاكلينه يعني تاكلينه، بسرعه ابدأي بالموز غني بالحديد و انتي عندك نقص حديد
مدت يدها وهي تلتقط موزه بصمت..، و تراقب ردة فعل والدتها بلبس أخيها...،
*
*
*
حملت طفلها وهي تستغرب لبسه، لترفع حاجبها مستنكره/ليه ملبسه اخوك من ملابس نايف اللي جايبها لولده؟!
ابتسمت/شرايك فيها على عزوز تهبل صح؟!
ردت بضيق/يا بنتي نايف جايب لعزوز اصلاً، ليش تلبسينه من ملابس ولده!!
ردت هدوء/ولد شهد و بس..انا اللي حملت و تعبت و أنا اللي بولد، هذاك ماله فيه شيء، يعني لو ما علمتوه ما كان درى.
بإصرار/مصيره ينادونه الناس باسم ابوه، فلا تتعصبين لمشاعرك يا بنتي قلبي معورني عليك.
ابتلعت الضيق ابتلاعاً، لله ما يختلج في صدرها من صرخات مكبوته، لدرجة أن الضحكات مهما علت تأخذ نصيبها من الكئآبة/يمه انا رضيت بكل اللي قلتيه و بتقبل اني للحين زوجته، لكن لا تضغطين علي من ناحيته، ابي روحي ترتاح،، لا تذكرين أسمه و لا تجيبين طاريه..
قررت ان لا تبحر في ذات الموضوع/بكيفك أنا ترى طالعه بعد شوي مع عمك صالح رايحين مشوار. انتبهي لأخوك
اشارت بعينيها وهي ترى والدتها تذهب لتلتقط حبة عنب، و تحاول ان تسترخي في جلستها على الأريكه..،
وصلتها رساله على هاتفها الذي أمامها على الطاوله لتلتقطه و تراها منه، فتحتها بدون أي ردة فعل لتقرأها لا تعرف لماذا بردت بعد كلماته، أعادت قراءتها مره أخرى وهي تحاول فهمه، كان كل يوم يرسل كلمة[ آسف]
فقط.. و اليوم يزيدها بـ [آسف، سامحيني]
استغربت تغييره للرساله اليوم... مالذي استجد؟!!
تركت هاتفها بعدما داعبته قليلاً بين أناملها، لن تشغل تفكيرها كثيراً به..
.
.
..
منذ عودته آخر مرة من بريطانيا وهي تراقب تصرفاته، لن يخدعها بلفه و دورانه على تصرفاته التي أساء بها التصرف معها لن تغفرها، لن تضره و لكنها ستكشف له زيف إدعاءه ببراءة الأفعى ريما و خبثها...
كل شيء يهون إلى أن يسافر بدونها ليرى غيرها، يضحك مع تلك و يبتسم للأخرى..!
خرجت من المطبخ وهي تحمل كوب الإسبريسو الذي طلبه و تضعه أمامه على الطاوله وهو منشغل بعمله على اللابتوب و اتصالاته..
جلست بالأريكه المفرده وهي تلتقط هاتفها و تتصفحه ما دام منشغلاً عنها.. ابتسمت وهي ترى سناب ريما
مع رفيقاتها في غداء في احد مطاعم لندن الشهيره... تبدو سعيده جداً ومن ثم جولتها مع احداهن.. كان ستغلق سنابها الممل لتنتبه للبسها الذي غيرته و صور فوتوشوت على جسر لندن الشهير.. و بحركه أشبه بحركة مارلين مونرو الشهيره... هل هذا ما يجعلها ترفض التعرف على جماعتها في السعوديه و ترفض الاختلاط بهم؟!!!
اتسعت إبتسامتها وهي ترى البريئه كما وصفها خالها، استغفرت الله كثيراً و الافكار تنتابها في سترها لا يجب ان تنتقم هكذا بأن تشهر بها، "ذلك ليس من شيمها أبداً"... و لكن هي من تصور نفسها و تشهر بنفسها لماذا لا تخاف.. هذا يعني انها لا ترى انها مخطئه.. و لا تخاف بأن تتم معاقبتها...!
انتبه لإبتساماتها المريبه وهي تنظر لشاشة هاتفها تبدو منسجمه جداً معه ، بدأ الفضول يدفعه ليرى و يكتشف ما يجعلها تتبسم وحدها هكذا و لا تنتبه له..!
ليأتي من الخلف و ينظر معها كان سيخيفها بداية و لكن شدّه رؤية ابنة اخته على شاشة الجوال بتنوره قصيره جداً تصل إلى نصف الفخذ في احد الصالونات و من يسرح شعرها رجل و تتحدث معه على أنها ستلتقي بأحدهم قريباً و يجب ان تكون مميزه وتعجبه!!! .. لم يسيطر على ردة فعله، أخذ هاتفها وهو غير مصدق/أفا يا ذالعلم!!!
خافت حقاً رغم انها كانت تنوي ان تخبره لكن لم تحبذ ان تكون بهذه الطريقه/عبدالرحمن! مو من حقك تاخذ جوالي مني
زم شفتيه وهو يغلي/من متى تتابعينها؟! تكلمي و كيف؟! هي عطتك سنابها او كيف، قوولي انه خااص قوولي
رفعت حاجبها و هي تأمره/"قصّر صوتك أنا ماني راعية السناب فلا تصرخ بوجهي كذا، ثانياً وش دخلني ببنت اختك اللي انت تقول عنها؟!.. من اول ماتزوجنا و سنابها معي طبعا انا طلبته، وهي سوت لي بلوك لأني مو ستايلها و ما أؤمن بحريتها اللي هي عايشتها بالغلط، رحت و اضفتها بسناب ثاني، هي استغبتني علبالها ناراح اعرف اذا سوت لي بلوك، مشكلة المنفتحين يستقلون باللي ما يوافق افكارهم.
فرك جبينه وهو يشعر بأن الصداع سيخرمه/الله ياخذها بنت، يعني هي مصورتني هذاك اليوم بهالسناب الفضيحه؟!!!
بإبتسامة سخريه/ايووه وقت ما كنت تسولف و رايح ملح مع مليسا ام شعر احمر... معقوووله يا دحوووم مثلما تناديك ماتدري عن حركات بنت اختك سلامات تستهبل علي؟!! أو انك عارفها بس ماتدري ان سنابها عاااام؟!!! هذي لها حسبه ثانيه ترى، يعني إذا
لم يحبذ نظراتها تلك ليقاطعها/لا يا هند انا ماني مثلما تظنين و اصلا علبالي ذاك اليوم جيتها و رفيقاتها عندها بحديقة بيتهم و عزمتني و شفت الدعوه كلهن اجنبيات عاجي عندهم و جلست و توقعت انها تصور بالجوال فقط مانشرته يعني!!!
هزت رأسها... لم يعجبها ما تعذر به، حينما اخطأ بحقها عندما اخبرته بتصرفات ريما بالبدايه انفجر بوجهها كالجحيم مدافعاً عنها و الآن هو يحاول ان يبرر أي شي...،
لم يرتاح لنظراتها التي تتهمه، و من ثم قرارها بتركه في الصاله وحيداً بهذه الطريقه لحق بها ليمسك بذراعها و يوقفها/انا ما سويت شيء، ليه تسفهيني و تروحين كذا؟!
رفعت حاجبها مستنكره حديثه/اشوف بتتحكم بتحركاتي بالبيت بعد، دامك بالحيل حمش روح سنع بنت اختك
زم شفتيه وهو يحاول ان لا تفلت اعصابه عليها و هي لا تستحق ان يخطئ بحقها/هند لا تزودينها
ردة بثقه/انا ماني لعبه بيدك يا عبدالرحمن علشان تتحكم فيها، و تصرفك هذاك اليوم اللي رجعتني فيه من بيت ابوي ما نسيته، لكن شفت ابوي مبسوط هو وزوجته و مابغيت أنكد عليه و انا ادري انه لو عرف انت وش تسوي بي ماراح يرتاح لين تبرد كبده منك.
لم يستطيع الرد ابتلع كلماته الغاضبه إبتلاعاً وهو يراها تدير ظهرها و تترك البهو الذي يقف فيه، لن يخسرها الآن من أجل ريما التي صار يشك بها بعد اخر مره في لندن ...
أما ريما فجزاءها قريب، والدها الدبلوماسي الغارق بعمله يجب ان يكون على علم و هو يجزم انه رجل صالح و لن يرضى ان تكون ابنته التي منحها الثقه تعبث بسمعته و سمعتهم جميعهم حتى كسرت عينه أمام هند التي عرف الآن حجم صبرها عليه..،
.
.
.
جلست قبالتها متفاجئه من موقفها بسبب رفضها الزواج من سيف، لا تصدق/ما تقولين لي ليه ترفضين سيف؟ الرجال شاريك.. و عارف وضعك و خابرك.
تركت ما بيدها من ترتيب للملابس/بسبب اللي يعرفه عني و بسببي أنا، مابي أجيب عيال و اعقدهم بعدين بسبب مالهم ذنب فيه.
مريم بحسره/حرام واضح الرجال يحبك.
غريبه بلا مبالاة/الحب افتراض، مافي شيء اسمه حب يا مريم، هو اعجبه شكلي فقط، يعني سيف مو من عقله يفكر يتزوج وحده مثلي إلا تسليه.
استغربت استنتاجها/شدراك بنواياه؟!!! ، الواحد منا يالله يعرف نيته و انتي حكمتي عالرجال بشيء ماهو ظاهر للعيان حرام عليك.
مازالت تتذكر نظراته لها حينما خدشت وجهه بالسكين، نسي الجرح الذي وسم خده و أدماه حينما وقعت عينيه على وجهها للحظات، تغيرت نبرته و نسي حتى صراخه و غضبه عليها و أمرها بصرامه ان تبتعد عن وجهه و تركب السياره، لم تفهمه حينها و لكن الآن فهمته،...!!
ثم تذكرت آخر مره خاصمته حينها صرخ بها و أخبرها بأنه لو أرادها بسوء ليس صعباً عليه ذلك،...،
تجاهلت كل شيء عنه وهي تحاول نفضه من رأسها