📌 روايات متفرقة

رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 بقلم رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 بقلم رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4

رواية ما وراء الغيوم الفصل الرابع 4

مازال يجلس على اعصابه المشدوده في انتظار خبر سار ينتشله من هذا القلق الذي يدنيه من حتفه كلما طال الإنتظار،
حتى بعد خروج جثة احدهم قبل قليل من غرفة العمليات، كانت رسالةً تدعوه ان يزيد إيمانه و ان لا يكون جزوعاً من القدر المكتوب مهما حدث..
ولكن كيف للقلب الموجوع ان يهدأ؟!
فُتح باب القسم مجدداً ليرى الجرّاح ومعه طبيب آخر لم يتمالك فضوله ليسأل/بشر يا دكتور؟! شلون قاسي؟
هز رأسه بأسف/للأسف اضطرينا نبتر ساقه..كان لازم نضحي بها في ظل تلوثها..
نزفت دموعه بلا تردد/يعني؟!
الطبيب/هو بخير و حالياً بالإفاقه لكن بنبنج موضع العمليه.. الحمدلله على سلامته، تذكر ان ساقه اللي فقدها في ساحات الدفاع عن الشرف هي وسام فخر.
سمع حديث الطبيب بقلب اصبح فارغاً سوى من ألمه ،فهو يتحدث عن وجعه، نطق بلهفه/اقدر اشوفه هاللحين؟!
اشار الطبيب للممرض/خلوه يشوفه بالإفاقه، بس أرفق عليه يا أدهم ترى هو مخدر و غايب عن الوعي حالياً.
أشار برأسه و لحق بالممرض..يريد فقط أن يراه ، و أن يطمئن قلبه ...
.
،
.
صباحاً...،
توقفت السياره أمام المنزل لينزلون جميعهم لتبتسم لها الشموس/الحمدلله على سلامتك يا أم التوأم ..
ام رواد بابتسامه/دامها مابعد سمتهم بنناديهم كذا..تفضلي يمه بيتك الحمدلله على سلامتك
ابتسمت وهي تمسك اسفل بطنها بخوف/الله يسلمكم..
دخلوا جميعاً لترى راكان يتهادى بخطواته و جوري خلفه متحمسه له/ركووون حبيبي !!
ضحك كعادته و انحرف بمشيته ليتجه لأمه التي استقبلتها بذراعيها و حملته بسعاده/هلا بالشيخ راكان خلاص صرت تمشي بتزعجنا؟!
ضحكت ام رواد و هي تقترب منها و تأخذه منها/هاتيه يا زينه ويازين ازعاجه
جلست نيفادا على اول جلسة استقبال وهي تتبسم لذلك الطفل الذي يسلب قلوب الجميع في هذا المنزل/هاتوه خاطري ابوسه
راحت ام رواد تجلس عندها براكان و يداعبانه..،لتجلس عندهم لولوه..،
إلتفتت الشموس إلى لولوه وهي تهمس لها/روحي نادي ليال قولي نيفادا رجعت
أومت برأسها جوري و ذهبت مستعجله،..لتلتفت إليهم الشموس/يلا انا رايحه مشوار
استنكرت لولوه/لييه هالوقت؟!
الشموس/اي مشوار ساعتين كذا وراجعه ماني مطوله..يلا ارتاحي نيفو يا قلبي سلام
خرجت تحت نظرات حسرة لولوه وهي تتذكر لحظة انكسارها البارحه بعد حديث اختها الموجع الذي وجهته لها..
تسائلت وهي تضع راكان على حجرها/وين ليال ما اشوفها؟!
ردت وهي تجلس/طلعت دوامها بدري.. يا بنتي نزلي الولد ناسيه عمليتك!
ابتسمت/خلييني اشتقت له حبيب خالته، جبت لك ولد و بنت علشان تنبسط و ماتمل بس هاا صيروا اصدقاء يا ركون لا تضربهم،
لولوه/من حركاته ركون شقي،طلع كل هداوت الاربعين بسم الله عليه من مشى
ضحكت ام رواد/بسم الله عليه ،سعد عيني يوم اشوفه يكبر و يصير مثل ابوه .
تنهدت نيفادا/يارب يا خالتي يطلع مثل أدهم صدق،
تبسمت لولوه/و يطلعون عيالك مثل ابوهم بالشجاعه و الطيب.
ابتسمت وهي تتذكره/امين يا رب.
،
.
،
هدوء يعم جناحه ، امسك بيده المرتاحه بجانبه على السرير كانت موسومه بخدوش ليشد عليها بحزن و فرحه معاً فهو حي يُرزق ونال شرف الدفاع عن وطنه و دينه و نصرة المظلوم، عرف انه جلب معه يمنيين ليتلقوا العلاج هنا قبل يده و رفع عينيه لوجهه المسمر و ذقنه قد بدت مهمله..
يالله ينام بإرهاق واضح، كالذي لم ينم دهراً!!
همس له وهو يناديه/قاسي! قاسي، قوم يا رجال ..
لم يرد كان يغرق في سباته العميق..،
ابتسم وهو يرى إنتظام تنفسه/الأمير بيجي يزورك وانت نايم ؟! يا رجل اصحى بس عطني نظره و كلمه وارجع كمل نومك
تحركت اهدابه بسرعه ثم تغضن جبينه،
انتبه له أدهم وهو يعصر يده لنادي بصوت عالي و كأنه في ارض المعركه و يأمر جنوده/علييهم يالنشاما علييهم
اختلطت دمعته مع ابتسامته ليمسحها بسرعه و يرد عليه/ماقصرت كفيت ووفيت يالنشمي
فتح عينيه بسرعه وهو يعتدل جالساً بفزع، ليرى المفاجأه، لم يصدق في البدايه كان كل شيء كالحلم المسلط عليه ضوء ساطع يعمي العيون، تلى البسمله وهو يحاول ان يركز بالحاله/وين انا
شد على يده وهو يتحدث بتأثر/انت بالمستشفى العسكري يا قاسي انت بديرتك
استبشر بالصوت الذي فقده كثيراً ليلتفت بعدما داهمه أدهم بعناق حار بكى خلاله ليبتسم/ارحب ياأدهم في ذمتي
شد على عناقه حتى ارتاحت روحه ليبتعد قليلاً و يخبره/ارحب أنت يا بطل ، رفعت راسي فوق يا قاسي، اهل الديره كلهم ينشدون عنك الصبح جوا اهل الخرج ابو عبدالكريم وهل الحاره و عيال حوالك ابشرك جوا ، الكل فخور بك و فرحان برجعتك من الموت
هز رأسه بروح معنويه عاليه/اللهم لك الحمد، انا ماسويت شيء ،الله ينصر خوياي اللي بالميدان.
ابتسم لرجولته لعدم ذكر فضائله/تبي ترجع مره ثانيه؟!
ابتسم بسعاده/ان شاء الله ان سمحت لي القياده بعدما أركب ساق جديده..
استغرب رده المتفائل/كيف دريت ان رجلك مبتوره؟!
بنفس ابتسامته/يا أدهم انا كنت ما حس بها من كنت باليمن، اول ماجيت شخصها الدكتور بتر لأنها متجرثمه بالسم...فالحمدلله على كل حال..باذن الله سبقتني للجنه.
اجتمع الدمع في عينيه مجدداً وهو يرى صلابة الرجل و إيمانه/ياخي انت شلون
اتسعت ابتسامته/والله ماني خابر دمعتك قريبه ،علامك انا قدامك حصان مافي إلا العافيه،صحيت الظهر ولقيتك نايم و تركتك ورجعت انام يا رجل فيني نوم لو اوزعه على اهل الرياض كفاهم شهر
ابتسم رغماً عن حزنه/يا جعل تبطي سنينك يا قاسي..
تذكر أمراً/ماعينت جوالي، بتصل على امي و زوجتي وخواتي.
تذكر الخبر السعيد/ابداً امك بالطريق مع ساره و مدى مع زوجها جايين برحلة بكرا..اما زوجتك تقدر تكلمها لانها ماتقدر تجي وهي توها والد
اتسعت عينيه من الدهشه/قل قسم؟! يا ولد شتقول انت باقي لها شهر ونص
ضحك/عيالك مستعجلين ياخي وش تسوي بالله الضعيفه..المهم مبروك جالك ولد و بنت من اسبوعين تقريباً وامهم بخير و ماعليها إلا العافيه، كنا نبي نعلمك بس ماقدرنا نوصلك..
هنا نزلت دمعاته مع ابتسامة سعاده/اللهم لك الحمد والشكر على سلامتها ..الحمدلله الحمدلله.
لم يراه متأثراً إلا بخبرها كم يحيره هذا الرجل،تهزه إمرأه و لا يهزه قطع ساقه/الله يهنيك بسلامتها و بقدوم الحلوين الصغار، وهذي صورهم اول ما انولدوا تلقاهم كبروا شوي هاللحين يعني انولدوا قبل موعدهم
اخذ الهاتف وهو يتأمل الصور بسعاده افتقدها منذ مده طويله، خصوصاً بعد فقد فلذة كبده طفله خالد..هذين الطفلين كلاصق الجروح الذي وُضع على جرح مفتوح فأغلقه.
.
،
.
،
.
في احد المولات الكبرى تسير تتسوق بصحبة رفيقة العمر نوره ، لعلها تسلى عما يؤذيها ، حاولت قطع عقد الخيبه الذي يطوّق عنقها مراراً ولكنها تفشل في كل مره..!
توقفت نوره أمام محل لألبسة الأطفال ومستلزماتهم و ابتسامتها تتسع/شرايك؟!
إلتفتت إليها مستغربه حماسها/رأيي تكملين دراسة الماستر بالتخصص اللي تحبينه طبعاً دام ان جامعة الملك فيصل قبلتك ليه التردد وهو حلمك
نوره بحماس/لاا ماقصدت الجامعه ، انتي مو سألتيني إذا عرفت جنس النونو و إلا لا؟!
ضحكت على تداخل مواضيعها قد كانت تثرثر عن الجامعه منذ قليل/وقلتي وقتها خليها مفاجأه!
نوره/خلاص قررت اقول لك، راح تعرفين من الألوان اللي بشتريها، طبعاً ما استغني عن ذوقك طال عمرك مشينا
دخلت معها وهي تنظر للأشياء كمعتاده عليها و لكن اتسعت حدقة عينيها وهي ترى نوره تختار اللون الزهري/بنت!!!
نظقت بسعاده/الحمدلله بكري بنت..بس هااه ما نزوج حي الله ولد..
صغرت عينيها لتمازحها/حبيبتي تحمد ربها ان اخترتها لولدي.
ضحكت نوره/ماعليييه يام راكان بكرا تجون على ركبك انتي وولدك تبون الرضا و نقول لا امعصي
ضحكت/شوفي لا تخليني من هاللحين احجزها لولدي ..!! وش هالتسويق يا مره، خلي البنت تطلع للدنيا بالأول!!
بممازحتها المعتاده/اسكتي قاعده اتدرب أكون أم عروسه من هاللحين.
فعلاً نوره اخرجتها من مزاجها السيء/الله يسعدك يا نوره ..تعالي نشوف اغراض البنوتات كيف
اخذت معها جوله موسعه في المحل و المحلات المجاوره حتى وقفت أمام قطعة لباس فاتنه للبنات و بتصميم جديد
وقفت نوره بجانبها/اشوف اعجبك هالبوتيك؟! ترى ماراح اخذ منهم انا ابي اخذ شيء قطني و ادوات مهمه، وهنا كل شيء فخم و حق استقبالات
تجرأت واخذتها/التصاميم حلوه وجديده علي، هالمصممه مبدعه ،أنا باخذه
استغربت/وش تبين به؟!
نظرت إليها وهي تجيبها/تعالي ننسق معه جزمه حلوه..و ربطه
ضحكت نوره/واضح انك مخططه على بنت بالثاني انتبهي لا يطلع ولد بس و يطيح الفستان بكبدك
ضحكت بدورها لتمازحها/لا تخافين بحتفظ فيه لين تجي البنت.
استغربت/انتي صدق حامل؟!
هزت رأسها بالنفي و هي ترى مزحتها تنطلي عليها/الحمل فكره وارده جداً بس هالملابس اخترتها لبنت اختي ناسيه انها جابت بنوته بعد، يلا بس خليني اشتري اغراض بعد لتوأمها الولد .
تذكرت/يووه زززين ذكرتيني، انا حتى مازرتها بالمستشفى
الشموس/ماعليه تجينها بأي وقت، يلا نوري خلينا نخلص تأخرت على ولدي .
نوره/يلا مابقى غير شيء بسيط. والباقي بكمله مع زوجي بعدين.
رن هاتفها لتُخرجه و ترى إسمه، إستغربت ان يتذكرها الآن،لترد/الوه
على الطرف الآخر/السلام عليكم
ابتعدت بهدوءها عن نوره المنشغله/و عليكم السلام، هلا أدهم بشر عن قاسي
على الطرف الآخر، استغرب عدم سؤالها عن تلك الفتاه/بخير و لله الحمد، كنت عنده من شوي بس جات امه و اخته ساره وطلعت.
سألت محاولةً إغاظته/غريبه ما جات مدى؟!!
ابتسم/لا تشيلين هم ،مدى بتجي بكرا ان شاء الله، المهم وينك شكلك برا البيت؟!
حاسبت ودفعت وهي ترد عليه بهمس/اعتقد ما يهمك أمري..إذا كنت داخل البيت و الا برا.
بهدوءه/لا ترى يهمني يام راكان
لاحظت نبره جديده كم تكره ان يناديها هو بالذات بأم راكان/أشتقت لي يا قلبي؟!
تنهد/الشوق عندي ماهو شعور جديد.
ضحكت وحاولت ان تسيطر على ضحكتها بسرعه/انت متصل تضيّع وقتي وانا ماني فاضيه طالعه مشوار.
تسائل ببرود/مع من؟!
إلتفتت إلى نوره التي تقف هناك تحاسب/مع اللي الحب...يلا عاد سلام أدهم مضطره اسكر، اوكي؟! باي
اغلقت الهاتف و هي تخرج بصحبة نوره التي انشغلت بحسابها و بحمل اكياسها ثم لحقت بها/الشموس وقفي يا بنت
رن هاتفها مجدداً لترى انه هو لترد بعد ثلاث رنات/هلا
رد غاضباً/ليه تسكرين التلفون بوجهي؟!!
تحدثت وهي تحاول ان تكون لبقه فنوره بجانبها هذه المره/اعتذر،بس مشغوله حيل يا أم رواد نتكلم اول ما اوصل للبيت..سلام
لاحظتها تغلق الخط و تدسه في حقيبتها/شفيها ام رواد؟! يمكن راكان يبكي
استعجلت بخطاها وهي تخفي ابتسامة كيدها/لا سالفه ثانيه مو راكان...يلا نوري مشينا بس
.
.
،
أبهـــــا...,
لم يصدق انها تتحدث معه هكذا و تستعجل لتغلق الخط بوجهه للمرة الثانيه و تخفي هويته عمن يرافقها ، لماذا تناديه ام رواد؟! بالتأكيد لا تريد من يرافقها ان يعرف من هو!!
نجحت في بعثرته، حتى ركل الطاوله الصغيره في غرفته الفندقيه لآخر الغرفه،سيجن جنونه....
تلقى إتصالاً من سيف رد بعدما اخذ نفساً عميقاً ليستعيد نفسه/هلا سيف!
على الطرف الآخر/هلابك دكتور..اتصلت بك امس و بالليل ما رديت
أدهم/كنت مشغول ، وش عندك سيف فيه مشكله؟!
على الطرف الاخر/لا طال عمرك بس ام راكان ما طلعت للآن من المؤسسه...طلعوا كل الموظفين الا هي..سيارتها و سايقها ينتظر و توه مشى وما اخذها..!! وقلت اكلمك لان خفت من تأخرها و ما اقدر ادخل
تنهد بغضب،تلك الماكره خرجت، نجحت بالهروب من المراقبه../اوكي سيف ماعليه هي راحت البيت تقدر تروح انت
ارتاح سيف ليتحدث عما حدث/امس كنت بكلمك اعلمك شصار،،بس
استنطقه/شصار بعد يا سيف؟! قول
قرر ان يقول/امس تعرض لسيارتها واحد حاول يتحرش ولحقته و لاحظت سياره تلاحقه غيري و بعد توقف نزلت لهم لقيت الرجال ضرب المتحرش و أدبه تأديب..طلع الرجال الشهم فيصل الراشد
اشتد غضبه/وشو؟!!
سيف/هذا اللي صار طال عمرك فيصل سوا معه الواجب..
لم يستطيع ان يحتمل ما يسمعه، فيصل مازال يلاحقه و يخنقه، وما حدث دليل على تتبعه لها /زين يا سيف فيه شيء جديد؟!
سيف/لا طال عمرك.
اغلق الهاتف بعدما انهى المكالمه وهو يتقلب على نار الغيره..كل شيء حوله يغلي و بصدره قلب قابل للإنفحار ...،
فكر ان يرسل لها رساله ولكن لا الرساله لا تكفي..،
جلس على كرسي المساج وهو يحاول ان يهدأ ، لا يدري كيف ستنقضي هذه اليومين حتى يتم نقل قاسي لمستشفى الرياض حيث هم..
هذه المرحله شعوره مرتبك و قلبه غير مرتب و حالته مزريه.. تعرف تماماً كيف ترمم قلبه و لكنها تأبى و تجفى ..حبها كارثي بإمتياز لا يترك خلفه أحد على قيد العقل..!!
.
،
.
خرجت من غرفة نيفادا التي نامت باكراً وهي ترى هنالك باب جناح الشموس بندم، لا تقصد ما قالته كانت في لحظه غريبه ..
لم تكن تميز ، لم تفوتها نظرات عمتها لولوه طوال النهار بعكس الشموس التي تتحاشاها منذ عودتها من التسوق..
حسناً الشموس كانت تبالغ في ردة فعلها،
وهي لم ترتكب خطأً..
تركت مكانها الذي تقف به لتذهب لغرفتها..،
.
،
.
على بعد مسافة قليله من أبها ، هنالك في النماص..،
وصلت منذ يومين لمنزل زوجها الذي يطل من فوق المرتفعات الخضراء و يطل على مدرجات زراعيه ساحره .. سيقيمون الليله حفلاً صغيراً عائلياً قبل العوده للرياض..،
كان الجو جميلاً و يميل للبروده..
علمت ان اخوات زوجها سيجتمعون و حتى بنات اخواته المتزوجات و غيرهن ، الجميع سيكون هنا..تعرف ان اخته الكبرى زوجة الدبلوماسي و ابنائها لم يحضروا الزواج في الرياض لتواجدهم خارج المملكه حينها.. متخوفه من لقاءهم بمفردها..فقط ارتباك لا اكثر..
دخل وهو يستعجلها للخروج/هند وينك للحين خواتي بيجون هاللحين
استدارت إليه مبتسمه/كذا حلو؟!
ابتسم وهو يحرك نظارته/شهادتي مجروحه ، انا اشوفك حلوه بكل حالاتك.
اتسعت ابتسامتها وهي تقترب منه لتخرج معه/تدري شلون؟!
حرك رأسه بالنفي/لا
توقفت أمامه بحيره/الحياه صعبه شوي مع المدح الدايم
استغرب/افا ليه ؟! تبيني أسب؟!
احابته ببساطه/أخاف بعد عزلتي معك اطلع للناس و انصدم ..عودتني اسمع كلام حلو ومدح..
نزع نظارته الطبيه ليضعها بجيبه و يمسك خصرها ثم يسحبه/هذا أسمه دلال ..حتى تذمرك هذا فيه نوع من الدلع ..
لاحظته يلتصق لترد بدلعها/يحق لي.
لا يمكن التعامل مع من تتقن الحديث سوى بإخراسها بقبله ..اقترب من شفتيها حتى سمع..،
شهقه صغيره من خلفهم ...ليتركان بعض وهما يلتفتان بخوف !!!
طفل صغير و آخرى كبيره نوعاً ما تقف معه/خالي كلنا جينا امي تسأل عليك
شعر انه في ورطه من نظراتهما بالأخص البنت فهي في الصف الخامس وليست صغيره/اوكي غيداء اخذي يزن و انزلي يا ماما ..
نظرت لهما بتساؤل و خرجت..،
احمرت هي خجلاً و بردت يديها/ياووويلي فضيحه قدام الصغار يا عبدالرحمن
يعرف انهم فضوليون ولكن لم يتوقع ان يدخلون غرفته/ماعليه بينسون بعدين ماسوينا شيء..كنت ناوي وبس ما امداني
وضعت اناملها على جبينها دليل توتر/ينسوون البنت مو صغيره احس ماني قادره اطلع، انت ماشفت نظراتها؟!!
ابتسم بخبث وهو يخرج/يلا بس انا نازل الحقيني لا تتأخرين
لم تظل مكانها لحقت به وهي تمسك بيده/بنزل معك ماحب ادخل عالناس لحالي
.
تحت،
امسكت مشاعل بطفلها/ليه راايح غرفة خالك يالملقوف عيييب!!
معن بخوف/غيداء هي اللي قالت تعال معي فوق
رفعت عينيها لغيداء/ليه يا غيداء؟! هذا وانتي الكبيره تكذبين!!! منال تصرفي مع بنتك
اشارت لها/بعدين بوريها شغلها، غيداء روحي نادي زارين و ريما من البلكونه.
في هذه اللحظات نزلا وهما يبتسمان، ليرحب عبدالرحمن/يا هلا و مرحباا بخواتي نورتوا بيتكم
،
.
،
في الشُرفه المطله على المنحدر الجبلي ، تحدثت ابنة خالتها بحماس/ريما كيف عرفتيه؟!
ضحكت بسخريه/هذا شغلي زارين، و اسمعي بعد رئيس مجموعة الشموس
حاولت تذكر الإسم/لا ماهو شغلك و ماخبرك راعية سوالف بطّاله، لكن احس مو غريب علي هالإسم
ابتسمت بخبث/طبيعي تكونين قد سمعتي به، هذا أدهم المناع سبق و زارنا في لندن ابوي كان صديق مقرب لراكان الله يرحمه ، انا من شفته بالمطار ماتوقعت انه معي بالطياره رايحين للجنوب، بس القدر خلاني اشوفه جنبي و بالسياحيه بعد!
استغربت/يمممه منك، متأكده ماخططتي لهالشيء؟
تصنعت البراءه/حرام عليك، معاد إلا هي اتتبع رجال، اوكي صحيح هو معجبني، بس مو لدرجة اخطط اجلس جنبه ما يمديها أبداً يا زارا.
حاولت تذكيرها هي تعرف من هي ريما/ريما احذرك من تهورك ترى انتي بالسعوديه و لو عرف خالي عبدالرحمن عن سوالف سنابك و الهبل اللي تقولينه فيه، بينحرك و بيعلقك على مدخل النماص عبره، ادري انك جايه بالسعوديه من اسبوع و حاضره ايفنتات و قلتي يلا ازور خالي ابارك له ,
رفعت حاجبها بعدم رضا/نعمم!! انا ريما الحازم بنت سعادة الدبلوماسي السعودي سالم الحازم ما يقالي هالكلام.
ابتسمت بسخريه/يا بنتي حصانة ابوك ما راح تنفعك انتبهي، ترى سمعتك مو لعبه..
حركت شعرها بدلع و إبتسامة واثقه/شوفي زارين انا ماني عايشه هنا ولولا حبيبي خالي دحوم ماتعنيت للجنوب يعني حدني الرياض وبس، لذلك ماني مهتمه باللي ينقال عني هنا..
حركت كتفيها بمسايره/اي هيّن لو ما يهمونك ما هجرتي مناسباتهم، خاايفه من مواجهة ناسك، بس انتبهي نهايتك على يد دحوم خالك، خصوصاً انك ماحضرتي زواجه وتشره عليك وااجد،احمدي ربك انه مو راعي سناب و لا سوشال ميديا.
لتتذكر ما حدث في زواج خالها، و زوجة صالح اب هند و ضيوفها/ايييه تذكررررت هاللحين عرفت وين سمعت بالشموس و عايلة المناع،، تدرين ان زوجة أدهم تصير بنت اخو زوجة ابو هند صالح و اذكر اني سمعت ان معها ولد منه، لكن ماشفته.
اتسهت عينيها/الشموس المناع! بنت راكان المناع ماغيره؟!
لم تفهمها/ايوه ،ليه التأكيد بالسؤال يعني؟!
بإصرار عضّت طرف شفتيها وهي ترى طرف الخيط الواضح/لا بس لازم نتعرف وكذا،خصوصاً ان ابوي وابوها كانوا اصحاب يعني
زارين تفهمها جيداً/ريما ما انصحك تحتكين بالشموس واضح انها شخصيه من صمتها وابتساماتها المحسوبه و نظراتها الدقيقه، هي بزنز وومن مو راعية سوالف ضحى او سناب شات مثلك.
إبتسمت و هي تحدق بتحدي/انتي تحذريني منها يا زارا؟!!
زارين بجديه/اي نعم ماراح يحصل لك طيب، فلا تحتكين ببنت الشيوخ قبل لا تقولين ليتني سمعت كلام زارين.
حاولت تشتيت الموضوع/عموماً انا ماراح اسوي شيء حالياً جايه استمتع لأيام مع خالي وعروسه و اجدد جوازي وهويّتي و راجعه لندن بعدها.
هزت رأسها بفقدان أمل/اجل الله يعينك يا هند بنت صالح.
ضحكت وهي تعبث بهاتفها، حتى ناداهم من بعيد/يا بنااات وينكم
قررت تركها/برووح لخالي هاللحين امي معصبه طولنا جالسين هنا
لحقت بها بعد لحظات و هي تتبسم له يجلس و بجانبه زوجته الخجول/خااالووو حبيبي
وقف ليسلم عليها ماداً يديه كما عودته،عانقتها بحراره/اشتقت لك حبيبي
رأت كيف ترتدي هذه البنت التي يسميها ابنة اخته لا تصدق، هي الوحيده التي تلبس هكذا، فستان ابيض عاري الاكمام و فوق الركبه و ان كانت ترتدي مايغطي فخذها و سيقانها إلا انه شفااف جداً !!!
تحدث عبدالرحمن و هو يشد شعرها بلطف/علميييني ليه ماحضرتي زواجي مع امك و اخوانك؟! هااه
تصنعت الألم ثم قبلته على خده/ااي خالي كان عندي فاينل و برزنتيشن مهم، بس هذا انا جيتك بدونهم و بقعد عندك فتره !!
شد على يدها وهو يشير لمن تجلس بجانبه/اووكي دام اختبار بنمشيها هذي هند زوجتي اللي كلمتك عنها، هنود هذي ريما بنت اختي هاجر..زوجها دبلوماسي هاك و ساكنين ببريطانيا
إلتفتت إليها لتبتسم وهي تسلم/هاي هند، مبروك
سلمت و ردت ببرود/هاي ريما، الله يبارك فيك.
ابتسمت لها ريما وهي ترى مواصفات خالها التي اخبرها عنها تشتعل في عينيها، تبدو حقاً حادة الطباع من نظرة عينيها الشرسه!،
،
.
،
المستشفى؛
سكب له فنجان قهوه وهو يبتسم/هاه مستعد للسفر الليله
رد بسعاده، وهو يلتقط الفنجان/اكثر مما تتصور،
ابتسم بسعاده و راحه وهو يراه بمعنويه عاليه جعلته هو يتخطى ما أصاب قلبه عليه في غيابه/في ذمتي انك كفو يا قاسي، بس هااه ترى بتروح مستشفى الحرس هناك، لا تفكر فيها
ابتسم بإصرار/وش خلاني استعجل الروحه إلا هي و الله ما ارتاح فالرياض الا بشوفتها يا أدهم شفتهم كلهم إلا هي.
تصنع الغضب/لا تتكلم عن بنت عمي كذا قدامي!!
بنفس إصراره/أم عيالي، انت مالك دخل.
ضحك قليلاً ليصمت وهو يتذكر ما يود قوله منذ شهور طويله مضت، بات الآن الوضع ملائماً ليعترف/تصدق يا قاسي، و الله انه اسعد خبر في حياتي يوم دريت ان بيجي لك ولد و اللي زاد هالسعاده انهم جوا تووم بنت وولد و انت رجعت لنا مرفوع الراس و مليتنا فخر .
عاد ليبتسم من حديثه/يا طيب حظي يوم انك انت اخوي.
.
،
تلقى إتصالها وهو يخرج من عمله، سيمر المستشفى ليرى أطفال أخته كما وعدها،
رد وهو يقود سيارته/الو
على الطرف الآخر/هاي بيبي
استغرب رقمها الجديد/هاي أولينا،
بنبرة عتاب/نايف انا مش كويسه.تعال الهوتيل ناااو
ابتسم /أما عاد ناو، انا رايح الهوسبيتل علشان البيبي تبين تجين تشوفين معي و منها اغديك بعد هاه ؟!
بصوت حماسها/اوكي .. ويتينغ يو
،
.
،
انتهت من ترتيب غرفته لتشعل شموع عطريه جديده وتأخذ المبخر معها بعدما أصبحت الغرفه تعج بريح العود، لتحمل نفسها و تخرج بهدوء قبل ان يعود للغداء..،
وقفت عند المصعد،
فُتح لترى الشموس تغمض عينيها و تتكىء واقفه/الشموس فيك شيء؟!
فتحت عينيها الكسوله وهي تتبسم بتعب/لا، بس كسلانه حيل و ابي بنام، سلام
راقبتها حتى ذهبت لتدخل المصعد بدورها لتنزل تجهز غداء نايف بنفسها..،
،
.
،
خرجت من حمامها تلتف بروب إستحمامها، ثم جلست على الصوفا و هي تمد ساقيها و تسترخي مكانها، تحاول تنظيم تنفسها المضطرب منذ عدة أيام.. لتتذكر جملته التي لا يزال صداها يتردد في قلبها "الشوق عندي ماهو شعور جديد"
و الشوق عندي يا صاحبي أيضاً ليس بجديد ولكنه صار يكبر و يتمدد داخلي حتى ضقت به ذرعاً!
الروح تخون و القلب يتواطىء مع ذكرياتك ، مازلت أُصارع جوارحي حتى لا تخون هي الأخرى فهي آخر ما سأتحصن به دون الإذعان للإهانه و الهزيمة مرةً أخرى..
رن هاتفها وقد غفت عينيها لتفزع و تترك اريكتها و تذهب لسريرها حيث حقيبتها التي يرن هاتفها داخلها، اخذت هاتفها لتستلقي و هي ترد بكسل على إتصاله/ألوه
على الطرف الآخر/غريبه شكلك نايمه منتي بالعمل هالوقت؟!
تنهدت بدون قصد وهي تلتف للجهة اليمنى و تتغطى بالدفء/حسيت بتعب و رجعت انام، تبي شيء؟!
ضحك ساخراً/لا ما اصدق ، تتعبين زينا؟!
تحدثت بنبره متخمه بالكسل/أدهم بنام و الله ماني رايقه لتريقتك
تحدث اخيراً بجديّه و تلميح/شكل مشوارك البارح كان مرهق و مانمتي زين
ابتسمت وهي ترمش بكسل و كأنها تنظر لعينيه/الظاهر أنت اللي مانمت زين و جالس تفكر بمشواري.
ضحك قليلاً ثم نطق بجديته/انتي حكمتي على نفسك بالنهايه يام راكان، بعدما سكرتي الخط بوجهي امس.
بنفس هدوءها/يالله ،نهايتي مرتبطه بتقفيلة خط!!.. طيب بنظرك وش نهاية الخاين؟!
نطق بغضب حاول كبته و عجز/من كان معك امس؟!
ردت ببرودها/مو على اساس انك ما تسأل سيف عن مشاويري!! اشوفك انجنيت امس لاني طلعت مع موظفتي و تركته ينتظر برا..هاللحين توضح لي كل شيء، انت ما تخاف علي ، انت فقط ماتثق بي!!
هدأ هنا وهو يحاول السيطره على مشاعر غضبه وغيرته/ما قصدت هالشيء..أنا
نطقت بتعب حقيقي إتضح بنبرة صوتها/أنا تعبانه وربي تعبانه يا أدهم، اتركني أنام .
صمت قليلاً ليرد بعدها/طيب نامي وارتاحي، الليله راجع بـ قاسي ولنا لقاء طويل.
قاطعته بنبره ليست من عادتها/لا طويل ولا قصير، يرحم أمك الغاليه يا أدهم تتركني و تتجاهلني، خلاص صار اللي صار إذا اوجعتك اسفه و إذا اوجعتني مسموح.. و انتهينا..انا راضيه بس فكني طلبتك معاد فيني حيل.
سمع تعثر نبرتها، لا يُصدق هل تبكي تلك المتعجرفه؟!، ذلك يؤكد أنها ليست بخير، حاول ان ينهي المكالمه عليه ان ينهي الإجراءات باكراً لسفر قاسي/طيب يام راكان نلتقي على خير ان شاء الله..سلام،
لم تصدق انه أغلق الخط بهدوء أخيراً، مسحت دموعها التي تبلل خدها لتغلق الهاتف نهائياً و تضعه على الطاوله الجانبيه لسريرها بتعب لامت نفسها على هذا الضعف الغبي الذي لم تشعر به إلا بعد مكالمته، تباً له كم يرهقها هذا القلب، حاولت ان تتجاوز عثرتها بالكلام معه ثم عادت لتنام،
جسدها يضعف منذ اسبوع كانت تقاوم الإنهيار و كل شيء فيها يدعوها لنومة طويله و بما أن راكان مع جوري وعمتها لولوه فلا خوف عليه..،
.
،
.
دخلا قسم المواليد بعدما أخذ كل منهما اسوارة دخول فهي دخلت بصفتها خاله للأطفال. بمباركة نايف الذي طلبهم ان تدخل واخبرهم بذلك...
وقفت بين السريرين مبتسمه كل منهما يرتدي زياً معقماً.. تأملتهما كثيراً و عينيها تلتمع لهفه..،
ابتسم نايف لابتسامة الطفل النائم/نايمين و لا على بالهم عيال اختي.
طلبت من الممرضه ان تحمل الطفل لتحمله برفق و تضعه،يبدو خفيفاً و ناعماً جداً..
نايف/اعجبك الوضع هاه؟!
ابتسمت له/سوو كيوووت
ضحك وهو يقترب و يأخذه منها ليحاول إلتقاط ملامح اخته فيه، كان يريد تصويرهم لها ولكن ذلك ممنوع..
،
.
،
انتظرت أمام قهوتها ساعتين حتى بردت و نادت الخادمه لتأخذها، صالح ينشغل كثيراً هذه اليومين و تركي يذهب للجامعه يتابع دراسته مع عمله..،البنات أصبحوا مع ازواجهن و فرغ البيت من الدفء الذي كان يُضفيه وجود المؤنسات هند وشهد..،
شعرت بالركل داخل بطنها لتبتسم و هي تداعبه كم تشتاق لرؤيته..و كأنها تجرب هذا الشعور لأول مره..!
لحظات لتسمع صوت الباب يُطرق..، ابتسمت فأحدهم سيأتي الآن و سيملأ فراغها..
إتجهت للباب وهي تنوي فتحه فتذكرت ان تركي و صالح كلاهما يحملان نسخ من مفاتيح المنزل..و الوقت ليس وقت زيارة الجارات...!!
وقفت تسأل وهي تمنع خادمتها من فتح الباب..، اتجهت للباب سائله/من؟!
لم يرد ..!
خافت وهي تكرر سؤالها/من؟!
من خلف الباب نطق بصوته الجهوري الذي لطالما أرعبها/ابو تركي يام تركي..
بالكاد إستطاعت ان تبتلع ريقها، لم تستطيع الرد وهي تبتعد قليلاً عن الباب لا شعورياً..
ناداها مجدداً/وش فيك سكتي يا هند؟! منتي مرحبه بأبو عيالك، السلام لله طيب!
نطقت أخيراً وهي تشعر ان قدومه لن يمر بخير هكذا/اظن معاد بيننا سلام يا حسين، اطلع برا و قاني مره لا تجي البيوت و انت عارف محد من الرجال فيها ، عيب عيلك
نطق غاضباً/جيت اشوف بنتي و ولدي اللي كرهتيهم في، ولا واحد شفته من تركوا البيت!! اتقي الله يا مره
نزلت دمعتها مختلطه ببإبتسامة قهر مازال يتهمها بتقصيره!،ليؤكد ان فراقه كان رحمة من الله/من قدّم السبت لقى الأحد يا حسين ، لو انك اب مثل بقية الأباء ما هجروك عيالك لكنك ما بريتهم من الأساس و ما ساعدتهم في برك وهم تحت جناحك و يطلبون رضاك، فلا تطالب بحق انت ماقمت فيه ابداً..
صرخ/والله و طلع لك لسان يا بنت عبدالعزيز!!
لم يشعر إلا بيدٍ تهبط على كتفه و تديره بقوه/أنت وش جاي تدور عند أمي ؟!!
ابتسم بخبث وهو يرى إبنه بثوب و شماغ و يبدو أطول بكثير من السابق و بشاربين طويلين /ما شاء الله صرت رجال يا تركي!!
كم يرهقه أن يقف بوجه أبيه ولكن هذا الأب حرمه حتى من التعاطف معه/اقصر الشر يبه وأطلع ، كبرنا معاد لك عند أمي طلابه.
زم شفتيه بغضب/وين اختك؟!
ابتسم بسخريه/انت تدري انها صارت زوجة نايف المناع و تدل بيته، فيك خير روح وواجه الرجال ماهو تجي لبيوت الناس و تهاجم حريمهم
مد يديه ليشده من ياقة ثوبه و ينفضه بقوه/انت زودتها بالحيل يا ولد هند.
صرخ غاضباً/تتعدى على حرمة أمي وهي بذمة رجال و تبيني اسكت ماني رخمه مثل عمامي.
اسقطه أرضاً لينهال عليه بالضرب بعقاله/أنا بأدبك يا ولد هند،
سمعت صوت الضرب ولم تستطيع ان تصبر اكثر لتأخذ شالها المعلق و تخرج مسرعه وهي تصرخ به/حسيييين،بسس
توقف وهو يراها تخرج له، لم يصدق وهو يراها بعد كل ذلك البعد، كانت ذات عينين جميله و ازدادت رونقاً بالكحل الذي يبرز جمالها، و صوتها الناعم ثابت لا يرتجف كالسابق ..كان واضحاً بروز بطنها!! هل هي حامل حقاً، لم يصدق..!!
تحدثت بصوت قوي و ثابت/اسمع يا حسين علم ياصلك و يتعداك و الله ان جيت هنا ثاني مره و الا مديت يدك على ولدي ما يردني عنك إلا الشرطه و المحاكم يا قليل المروه.
قويه ليست تلك الضعيفه التي كان يعرفها/أنتي حامل؟!
بلا شعور وضعت اناملها على بطنها، خوفاً من نظراته..
توقف تركي أمامها وهو يتناسى ألآم ضرب العقال على جسده/احشم نفسك عن مد النظر يا حسين وتوكل على الله.
تنهد وهو يرى انها تبتعد و تزداد فتنه و النار في جوفه تزداد لهيباً، كم كانت فاتنه،و لكنه باتت أكثر من ذلك، و كأن حرمانه منها هو العذاب الذي لا خلاص منه.. يالله أحملت من رجل آخر غيره !
هل لمسها غيره و ذاق لذة عناقها؟! لم يصدق ..!
شعر بشيء داخله يتهاوى، شيء يتهشم و يفقد حيويته..،
قرر التراجع وهو يصد و يبتعد فالدمعة التي يخشاها قد لطمت عينه و ذرفت غبينه..،
ركب سيارته وانطلق مسرعاً..
،
،
عرفت ما داهمه و تفهم ما قلبه رأساً على عقب، مسحت على بطنها بسعاده لم تعرف ان حملها سيكسره، كم حاول مراراً كسرها طوال سنوات ..
تجاهلت التفكير اللحظي به فهو لم يعد موجوداً في عالمها و لا بتفكيرها أصلاً، لتلتف لإبنها الذي بات رجلاً حقيقياً يدافع عنها /شلونك يمه يوجعك شيء
ابتسم وهو يصلب طوله/لا يمه بس لا يكون ابوي أذاك و الا قط عليك كلام ماله داعي.
ابتسمت له وهي تقترب منه و تداعب ذقنه بأناملها كم هي فخوره به/لا يمه ما قال شيء..انت جيت علطول..بس
خاف/بس وشو يمه.
اقتربت من وجهه لتطبع قبلتها على خده/هذا أبوك مثلما أنا أمك، احترامك له واجب ما احد يقدر يسلبه منه، الرجوله تكتمل اذا بر الولد في والديه ، مهما كانوا، انسى اللي صار بيننا و اعدل معه، و مصيره بيلين معك.
نزلت دموعه وهو يسمع حديثها الجميل ليعانقها بصمت، هي النبع البارد الذي يروي حرارة ظمأه حينما تقسو عليه الحياة..
.
،
.
خرجت من غرفتها وهي ترى ليال تداعب راكان الذي يجلس في حضنها و يلعب بلعبته التي تصدر أصوات موسيقيه طفوليه،
قبلته و حضنته بقوه/حبيب خاالته ركووني يلا نوم؟! اليوم مانمت
هز رأسه بالنفي وهو يستمر بلعبته المزعجه حتى اغلقت الموسيقى/هاللحين بتعرف ترتاح وتنام
جلست في الطرف الاخير من الأريكه المقابله/ايه ازعجك مثلما ازعجتك امه هذيك الليله يا راعية السهر
رفعت ناظريها لعمتها بهدوء/عمتي رفيقتي رشا بتجي بعد شوي ماله داعي هالكلام، لو سمحتي
رفعت حاجبها/ماله داعي!!! ، ماقول غير يا حسرتك يالشموس
لم ترد لتنادي الخادمه بعدما رن الجرس/جووووري تعالي افتحي الباب و اخذي راكان.
وقفت لولوه وهي تتجه لراكان و تحمله/انا اللي باخذه و بفكك منه، لكن تأكدي انه ما راح يمر اللي صار على خير حتى لو سكتت الشموس انا ما راح اسكت.
لم تخاف من تهديدها لم تصدق أنها ستفعل ما يضرها ثم ان وليد زوجها و لا يحق لأحد ان يعترض..
وقفت وهي تسمع خطوات رشا قادمه مع الخادمه لتبتسم لحضورها الذي انتظرته اليوم/هلااا برشا نوورتي الحي كله.
اتسعت ابتسامتها وهي تسلم عليها/هلابك حبيبتي،ما شاء الله بعيد بيتكم مابغيت أوصله!!
ضحكت وهي تلتقط طفلها منها/بس علشانك اول مره تجينه، تعالي حياك تفضلي المجلس الداخلي احسن
صاحبتها وهي ترى تفاصيل المكان حولها/ما شاء الله يا ليال، وش خلاك تتركين هالعالم و تاخذين اخوي يا الخبله
ضحكت وهي تلتفت إليها/رشاا لا تقللين من قيمة حبيبي قدامي ترى اطردك والله
ضحكت بدورها/و الله تسوينها انا من شفت السيكيورتي واقفين عند الباب عرفت ان الوضع هنا مو سهل،
اتسعت إبتسامتها لتداعبها بالحديث/لا بالله الوضع ماهو سهل هنا اللي يزعلني انسفه باتصال واحد، يعني انتبهي لنفسك
رفعت حاجبها/لا والله ترى للحين بالبر و مابعد تزوجتي اخوي، لا تخليني استغل هالفرصه و اختلي به في ألمانيا و ألعب بحياتكم لعب
ابتسمت بسخريه وهما يدخلان المجلس/اقوول يا رشا تعالي اضيفك قبل العب بولدك هاللي نايم من بدايتها و اوريك كيف ألعب بقلبك بين يدي
مثلت الصدمه/لااا عااد كلللش ولا ولدي يالمجرمه..
ضحكت وهي تتركه ينام على طرف الأريكة و تجلس وهي تتبسم لها/يازينك يا رشا والله من زماان عن سعة الصدر..
.
،
.
دخل بسيارته بهو ساحة المنزل لينزل وهو يحمل هم زواجه بعد غداً لا يعرف كيف سيكون هذا الإرتباط الذي فرضته الظروف بمن لم يفكر بها يوماً،
جلس في مكان اجتماع العائله لا احد هنا سوى القهوه و طبق تمر سكري و آخر كليجا..، اخذ فنجاناً ليسكب لنفسه و كسب دقيقة راحة لنفسه..،
سمع خطوات احدهم يدخل ليلتفت و يراها/هلا يمه
بإبتسامتها/هلا حبيبي، اخيراً شفتك، من ثلاث ايام ماترجع الا و الكل نايم!!
ابتسم مسايرةً/اشغال يمه إلا وين عبود؟!
بسعادتها/اخذوه عمانه عبدالوهاب و كسار يقولون بيحلقون شعره و بيضبطونه و بيطلعون ثيابهم اللي خلصت من الخياط
فرح بعودة اخوته اخيراً/الحمدلله اللي انتهت دراستهم و افتكيت من هم غيابهم.
سكتت قليلاً وهي تنظر لصمته/ما رحت تشوف جناحك بعدما خلص قول لنا رايك يمكن ما يعجبك ترتيب و شغل جوزاء
ابتسم/ما يحتاج اشوفه بعد جوزاء، اكيد بيعجبني ، المهم يعجب سلطانه.
فرحت بأنه ذكر إسمها أخيراً /لا تخاف بيعجب سلطانه، جوزاء اخذت رأيها بكل شيء دامك رفضت تتدخل..،
صمت محاولاً لمره تذكر ملامح سلطانه التي رآها تلك الليله حينما اسعفها، تبدو صورةً ضبابيه لأنثى خجول باكيه..
بعد يومين ستدخل تلك الأنثى حياته..، شعور غريب ينتابه،.. إلى متى سيتحمل تبعات أعمال أخيه..قلبه لم يرتاح حتى الآن و الخوف يزداد مع اقتراب زواجه من أرملة أخيه المجهولة تماماً بالنسبة له..!
.
ليلاً ..،
وقفت تمشي في غرفتها براحه وهي تضع يديها اسفل بطنها، تريد ان تتجاوز هذه المرحله بسرعه، يجب ان يطيب جرح العمليه لتزور أطفالها بإستمرار،
سمعت من عمتها لولوه ان أدهم قادم غداً ومعه قاسي، لا تستطيع الإنتظار حتى الغد الله وحده يعلم كم إشتاقت، لن تصدق حتى تراه بعينيها سالماً معافا..
لحظات ليُفتح الباب و تدخل اختها مبتسمه/سهرانه نيفو؟!
ابتسمت و هي تخطو خطواتها ناحية السرير/شوفت عينك، ماني قادره ارتاح وعيالي بعيد.
اقتربت منها وهي تساعدها حتى جلست على السرير/تطمني على عيالك، فكري ببكرا الحبيب راجع وش شعورك؟!
ابتسمت وعينيها تلتمع/أحس قلبي بيطير من مكانه،هالفتره احس بضياع و تشتت، اولادي و زوجي ..و أنا..ما طلعت من المستشفى إلا علشان خاطر خالتي أم رواد حاسه اني تعبتها معي كثير.
مسحت دمعاتها التي سقطت بلا انتباه منها، حديث نيفادا عن الشعور بالآخر كان عميقٌ جداً/يا حلوو هالأم الصغيره يا نااس، و لا يهمك بكرا اذا جاء قاسي روحي معه لعيالكم و اجلسوا هناك ان بغيتوا.
صمتت وهي تفكر بتلك اللحظه الجميله التي ستجمعها به و بأطفالها في منزلهم الجميل، لكنها تذكرت أنها لم ترى الشموس اليوم!/غريبه من الشموس ماجتني اليوم، من من عوايدها و الله!!
حتى هي إستغربت ذلك/من جدك؟!
باستغراب/اي والله ماشفتها، حتى يوم دخلتي توقعتك الشموس!
سكتت ليال وهي تفكر بما يمكن ان يشغل الشموس عن القيام بواجبها!!!..،
،
.
،
تباطئت عودته، فهو لم يتغدا و لم يتعشى في المنزل ولم يتصل!
حسناً اتفقت معه ان لا تهتم به و لا يهتم بها ولكن كان ذلك إدعاءاً و مسايره فقط.
انتهت من لبس نومها و نزعت كل شيء من شعرها و اسدلته على ظهرها على طبيعته، اتفقت مع نيفادا ان تنام عندها الليله ..
خرجت من غرفتها لتراه يصل للتو و شماغه على كتفه/اوه كنت اظنك رجعت من بدري ونمت!
ابتسم وهو يرى روب نومها القصير/يعني ما انتظرتيني و لا راح تسأليني ليه تأخرت؟!
حركت رأسها بالنفي/ليه أسأل؟!
تنفس براحه وهو يحبذ الحديث معها بأي شيء/يعني قلت يمكن تفكرين انو زوجي و كذا، سوالف المتزوجات يعني
ابتسمت بخبث/اصابع يدك ماهي سوى، يعني لو فعلاً متزوجتك ما راح احقق معك.. الحياه احلى من كذا وفيها حاجات أرقى من جدالات عقيمه
سأل بفضول وهو يشعر بالجاذبيه لأسلوب حديثها الشيّق/وش هالحاجات الأرقى عندك يعني؟!
رفعت ناظريّها له بإستفهام مغناج/عاادي اقولها؟!
رفع حاجبه وهو يُصر عليها/اي عادي قوليها، اظن اتفقنا مابيننا حواجز و تكلمنا عن كل شيء..
ابتسمت بلمعة عين، وهي تقترب منه حتى كادت تلتصق، أحبت جموده وعدم حركته فقد ادهشته لتهمس/لا تتأخر علي ثاني مره..
ابتلع ريق الرغبه و شعر بحراره تسري بجسده،بعدما إلتصقت و رفعت قدميها ثم عانقته لتهمس بعدما طبعت قبلتها المطوله على عنقه/اشتقت لك..
إزداد لهيبه وخوفه معاً فهي تشدّه في عناق جعل الحرارة تسري في عروقه، ما جعله يمد يديه و يبادلها العناق بقوه لم تتوقعها هي لتهمس/حبيت ردة فعلك...
تذكر نفسه ليتوقف عن عناقها فجأه و يبعدها عنه هذه اللحظه و الخطوه التي يخاف منها، و يظن انه يعجز عن تجاوزها..!!
لاحظته ينسحب و يتركها ليدخل غرفته بتهرب و يغلق الباب، لتبتسم وهي تضع يدها على صدرها المضطرب، كانت المرة الأولى التي تتجرأ و تعانق فيها رجلاً..
فرحت من داخلها وهي تخطي هذه الخطوه المهمه، يبدو واضحاً أنه يميل لها و يهتم بها و إلا لماذا يُصر على الحديث معها؟!
حسناً ليست مستعجله مازال الوقت باكراً على النتيجه المرجوه، مادامت معه ليست مكترثه كثيراً بالوقت الذي يمضي..،
.
،
.
هدوء الغرفه يصاحبه صوت انفاسها المتقطعه و البطيئه..!
منذ الصباح تنام في سريرها و ترفض اي طلب خروج للأكل او للقهوه، طلبت من جوري ان تساعد عمتها لولوه في العنايه براكان..، ثم خلدت للنوم..
صوت طرقات باب خفيفه..تبعها فتح له،
دخلت ليال و هي تهمس مناديه لها/الشموس!
لم ترد تلك..، دخلت متوجسه وهي تشعر ببرودة الغرفه حد التجمد..،إتجهت لسريرها المحاط بإضاءه خافته لفت إنتباهها علبة مسكن بجانب علبة ماء فارغه وكوب ماء..!
اقتربت منها وهي تزيد في الإضاءه وتناديها بعدما لاحظت إحمرار خديّها/الشموس
لمست جبينها و خديّها لتجدها ساخنه جداً..حزنت لرؤيتها تعتزل في مرضها و لم تخبر أحداً، يالله ماذا لو لم تدخل و تتفقدها!!
وقفت وهي تتجه لأدراج الصيدليه الخاصه بـ راكان هنالك كمادات و مقياس حراره و كل شيء قد وفرته الشموس لحالات راكان الطارئه..
بدأت بعمل كمادات و زيادة جرعات الخافض..فعلت كذلك وهي تسمع هذيانها الغير مفهوم..،
رن هاتفها بجانبها لترى اسم أدهم، لم تحبذ التدخل و الرد ..،
اغلق الخط لتتفاجىء بعدد مكالمات أدهم!!!
إتصل مجدداً لترد وهي قلقه/الوه..،
على الطرف الآخر بقلق/من معي؟! ليال؟
ليال/اي أنا معليه تلقفت ورديت على جوال اختي بس مضطره
خاف/ليه عسى ما شر وش فيها الشموس؟!ليه ماترد طول النهار والليل؟!!
تنهدت/والله مادري وش اقولك اختي من الصبح رجعت بدري و ماطلعت من غرفتها طلعت محمومه مادرينا وهي مستحيل تشكي لأحد,, انا عندها حالياً و ان شاء الله تتحسن
بقلق/وديها المستوصف يا ليال انا بتصل بالسايق يجهز السياره
بابتسامه/لا تشيل هم أدهم انا بجلس عندها و اذا مانزلت حرارتها لو درجه بوديها المستشفى
مازال قلقاً/ليال تكفين طمنيني طلبتك ،اذا فيها شيء غير الحراره لا تخبين علي
قاطعته وهي تبتسم للهفته/والله مافيه شيء غير الحراره، عموماً بتجي بكرا و بتلقاها طيبه ان شاء الله
برجاء/يا رب ، يلا انتبهي لها و بتصل كل شوي اتطمن ماظن اقدر انام بزعجك بس تحمليني..سلام
ودعته بابتسامه /سلام
إلتفتت لأختها وهي تغير كماداتها وتبتسم لها/ماصدق ان اللي متصل أدهم، لهفته عليك خلتني اشك مادري أنتي أمه اللي يخاف يفقدها و الا زوجته اللي مطلعه عينه
صمتت وهي تسمع أنين خفيف يصدر من اقاصي صدر اختها الكتوم..،
كم هي جباره و قاسيه على الكل و لكنها على النقيض من ذلك تحبهم و تخاف عليهم، جانب القسوه و التشدد يطغى على تعاملها مع الغير رغم رِقّة داخلها ..!!
تذكرت حديثها القاسي و إتهامها لها بالفشل بعلاقتها مع أدهم، كم كانت وقحه و ظالمه في نعتها بالفاشله، لا تستحق ذلك، هي تعرفها جيداً
مثاليه تحب أن يتم كل شيء على أصوله،
لا تحب النقص في الأشياء و لا الزياده.
كانت محقه في نعتها بالمتهوره،
"اتفق معك يالشموس قد كنت أسخر ممن يتبعون قلوبهم على غير هدى"
.
،
.
اليوم التالي....،
في طريقه لمنزل أهلها..،
خرج على مسؤليته ليوم واحد على ان يعود لإستكمال علاجه المتبقي..،
إلتفت إلى صاحبه/ماتحس انك تهورت يا ولد؟! الدكتور عصّب من خروجك و المدير باليااله وافق، مادري ليه تغامر وجرحك طري؟!
بإبتسامه تتسع و عينيه تتنقل بين شوارع الرياض التي يراها اليوم أجمل من أي وقت مضى،قد أوفى بوعده لوطنه إما النصر او الشهاده..و لكن ما أعاقه هو بتر ساقه و فقدانها في ميدان الشرف/ماني مرتاح لين أشوف اهلي
رفع حاجبه وهو يبتسم بخبث/بس اهلك زاروك فالجنوب!
إلتفت إليه/صحيح بس باقي أم سلمان
فرح بالتسميه/ونعم بالمسمى و المسمى عليه، طيب و البنت؟!
تنهد/هذي عند أمها.
إكتفى بالإبتسامه وهو يكمل طريقه، تمنى على الله ان يرزقه فرحة قدوم ساره كما رزقه فرحة عودة رفيق عمره و أخاه..
.
،
.
قاربت الشمس من مغيبها وهي تترقب إنخفاض حرارتها التي لا تنزل!
لاحظتها تفتح عينيها و تغلقها ثم تنظر إليها بتساؤل/كم الساعه؟!
اقتربت من السرير وهي تقيس حرارتها بيدها/انتي من امس نايمه، باقي شوي و يأذن المغرب..
كانت ستعود للإستلقاء و لكن شعرت بغثيان لتقفز من سريرها و تهرع للحمام..
رحمتها وهي تسمع صوت أنينها،حتى خرجت وهي تجفف وجهها/اكيد من الجوع، حااولت فيك تاكلين ورافضه!
تنهدت وهي تجلس على طرف سريرها/ليال وش جابك؟
ابتسمت/يختي مهما تهاوشنا نبقى خوات ترى افضل اموت ولا اشوفك تتألمين يالشموس، تبين اجيب لك اكل لو شوربه؟!
بالكاد تفتح عينيها وهي تشعر بضعف جسدها/اطلعي مابي شيء، ابي أنام وبس..وين راكان؟
بحزن/لا تشيليهن هم راكان، الكل منتبه له، اهم شيء انتي، قوومي والله البيت مايسوى بدونك يالشموس.
لم تعد تؤمن بهذه الحقيقه، الجميع استغنى بنفسه و بشريكه عنها، هي تشعر بذلك فهي ليست غبيه، حتى أدهم الذي ظنته عشقها لم يغفر لها، و فضل الهجر على البقاء، لا احد يحتمل ان يعيش معها، شعور لا تعلم لماذا باتت تشعر به و تتضايق منه!!
حتى أيقنت أنها لو إبتعدت لن يسأل عنها أحد، بل الكل سيرتاح من سلطتها بالتأكيد.. يالله ما أقبح الشعور بثقل النفس و كراهيتها..
اقتربت منها وهي تربت على كتفها/ارتاحي و بجيب لك شوربه ساخنه تدفيك مادري ليه ترجفين و حرارتك مرتفعه
ابعدت يدها عنها وهي تأمرها/ليال برا مابي منك شيء، انا بخير لا تكلفين نفسك فوق طاقتها.
استنكرت ردها/أكلف على نفسي؟! من جدك الشموس!!
أشارت للباب/يرحم والديك ليال اطلعي ماني رايقه اتكلم ، انتبهوا لراكان.
إمتثلت لطلبها لتخرج و هي مستغربه نبرتها ،..
لم تصدق بخروجها حتى أخذت جهاز التحكم بالتكييف لتخفض الحراره و تستلقي مكانها كالمغمي عليها, فهي تفتقد لقواها ..!
.
،
،
نزلت للأسفل و هي محبطه من تصرفات الشموس رغم مرضها، يجب ان تبقى بجانبها لتعتني بها و لكنها عنيده...،
سألتها لولوه بلهفه/كيف الشموس عاللحين؟!
ردت بضيق وهي تحمل راكان و تجلّسه بحضنها/و الله عنيده ماتبي تاكل و لا تشرب..تبي تنام وبس
خافت/هذا ماهو نوم هذا مرض..
ليال/عمرها ما طاحت للمرض بس هالمره ماتبي شيء و لا تبي احد جنبها، مادري شفيها
نطقت بقهر/ماقصرتي بإهانتها ووجعها هذيك الليله و تبينها تتقبلك جنبها؟!!
تأففت/اووهوو يا عمه لا تكبرينها
صمتت وهي ترى المصعد ينفتح و تخرج منه ام رواد بصحبة نيفادا/يالله تسيّرها و لا تحيّرها...هااه نزلنا يوم درينا ان الشوق بالطريق!!
ارتسمت على شفتيها ابتسامه عذبه وهي تقترب و تجلس براحه/الحمدلله اللي رجعه لي بخير
صمت الجميع وهم خائفين من ردة فعلها لو رأته مبتور الساق..!!
رن هاتفها وهي تبتسم/هذا أدهم شكلهم وصلوا..!!
.
،
.
اوقف تركي سيارته بانتظار أدهم و لكن ثار إستغرابه و الشكوك بداخله وهو يرى احدهم يصور المنزل من بعيد و استنكر ما يفعله ليركب سيارته ويلحق به حاول ان يوقفه ليسأله و لكن صاحب السياره إنطلق ليلحق به تركي وهو يعقد العزم على تتبعه حتى مكانه الذي قدم منه..!!
.
،
.
لحظات ليدخل أدهم بصحبة نايف ليسلم على عمته و طفله و والده بعدما تركا قاسي بالمجلس الداخلي ..،
دخل نايف ليأخذ نيفادا لرؤية زوجها..،
استغرب وهو لا يراها، رفع راكان لمستوى وجهه/وين ماما يا حلو؟!
ابتسم وهو يعبث بقلمه الذي اخذه من جيبه، لترد عنه عمته/والله الشموس مادري شقولك، تعبانه من يومين و مافيها حيل تنزل، و لا حتى راضيه نوديها مستوصف!
ابو أدهم بقلق/ماهي بعادتها تتركني يومين ماتشوفني ، لو في حيل رحت لها فوق مير حيل الله أقوى.
خاف وهو يتذكر صوتها المُرهق البارحه وهي ترجوه ان يغلق الهاتف و يدعها تنام/اعرفها عنيده الله يهديها..، يلا عن اذنكم بروح اشوفها..,
اخفت رضاها وهي تراه يقوم بنفسه و يقرر الذهاب لها، لعل الله يهدي النفوس بعد نفورها ...!
.
،
.
بالكاد تمشي وهي تتشبث بيد نايف، قلبها يخفق بشكل شعرت معه أنه سيخرج من صدرها،
لله ما يبعثره الفراق و ما يجمعه اللقاء، و كأن نبضات القلب تبحث عن بعضها مجدداً لترتب نفسها من جديد، و كأن الروح تُبعث من براثن الغياب المرير...،
كم يُنضجنا الفراق و كم يهلك النفس و يشعلها معاً..!!
تناقضات لا يستوعبها إلا صدر فاقد..!
دخلت أخيراً ليدخل معها نايف خوفاً من إنهيارها فور رؤية زوجها على كرسي متحرك!
لم تصدق وهي تراه أخيراً رأي العين، يجلس ببدلة رياضيه ، إبتسمت ثم إلتمعت عينيها و سقطت دمعتها كمن لم تثق برؤيته مجدداً، بعد كل ما حدث/قاسي!
إتسعت إبتسامته وهو يراها اخيراً/ارحبي يام سلمان..
انتبهت انه لم يقف لها لتقترب بعدما انتبهت لكرسيه الذي يجلس عليه!!/قاسي شفيك ؟!!
تحدث نايف وهو يحاول تهدأتها/قلنااالك إصابه بسيطه يا بنت الحلال ، وشوفي الرجال قدامك بخير.
اقتربت وهي تكاد تنهار نسيت جرح بطنها و انحنت إليه تعانقه بحراره و تزرع القبلات على خده مبللةً بالدموع..!
شعر نايف بالحرج أمام زوج أخته ليبتسم له قاسي و يشير إليه ان الامور ستكون بخير... لينصرف مستعجلاً للخارج..
لم تنتبه لخروج نايف كانت جوارحها مع قاسي فقط بهذه اللحظه، ابتلعت ريق اللهفه وهي تتفقد وجهه ..!
.
،
.
خرج ليقف قليلاً بعيداً عند سيارته اشعل سيجارته و هو يحاول تناسي دموع اخته قبل قليل و عناقها لزوجها الذي ذكرها بلذة العناق الذي فاجئته به شهد البارحه،
لم يكن يريد تركها لولا خوفه و خيبته التي تستجلب الهموم على قلبه ، مازال حديث الطبيب يتردد في اذنه ..،
لم ينتبه وهو ينهي سيجارته بسرعه، حتى رن هاتفه بجيبه كح وهو يرمي عقب سيجارته و يدوس عليه،، ليُخرج هاتفه و يرد بعد رؤية إسم تركي/هلا تركي،..شفييك تتنفس وكنك تركض يا ولد،، لحظه و ركز معي ..طيب بركب سيارتي و اجيك ، لا ماني متأخر ان شاء الله..انتبه لعمرك..
.
،
.
فتح باب غرفتها التي تكاد تتجمد من شدة برودتها!!!
اتجه مباشرةً للتحكم بجهاز التكييف القابع على الطاوله الصغيره بجانب سريرها..،
رفع درجة حرارة الغرفه قليلاً ثم تركه وهو يلتفت إليها.. تبدو شاحبه جداً !
إقترب منها ليلمس جبينها ليجدها تشتعل سخونه، جلس بجانبها بعدما نزع شماغه و رماه جانباً ليناديها بهمس/الشموس!... الشموس ردي علي
فتحت عينيها بتثاقل لتراه كالحلم، شيء داخل رأسها يذوب و لا تشعر به/ها
ابتسم وهو يحاول ان يسحب الغطاء عنها/وشو اللي هاا.. قوومي ردي علي زي الناس
انكمشت وهو يسحب الغطاء عنها غير مدركه لوجوده/ليال قلت اطلعي براا ، ماابي شيء
حاول ان يجعلها تنتبه لوجوده/الشموس انا أدهم، قوومي بسرعه ابي اكلمك بموضوع.
لم ترد مازالت غير مستوعبه لحالها..
اقترب منها وهو يمرر ذقنه المهمل على خدها الناعم لكنه لم ليشعر بحركتها مما يعني انها فاقده للوعي تماماً،
كم إشتاق لها بشكل لم يستطيع معه صبراً, إستغل وضعها ليزرع قبلاته على وجهها لم يصبر حتى تمتمت بكلمات غير مفهومه ليغلق ثغرها بقبله كادت تخطف أنفاسها.. حتى انتفضت وهي تتنفس بسرعه،
أراد ان يستغل الوضع لصالحه فقط ليشفي غليل غروره الذي يمنعه منها وهي بكامل وعيها..
كحت كثيراً حتى شعر بالذنب..،ليحملها رغماً عنها للحمام فهي محمومه، تمتمت بالرفض و المقاومه الضعيفه ولكنها عاندها رغماًعنها/اسف بس لازم دش باارد ياعنيده محد بيقدر فيك غيري..الحمى بتلعب فيك بدون ماتحسين..
رن هاتفه ولكنه قرر ان يترك العالم خلفه الليله ليهتم بعنيدته هذه، كما فعلت معه سابقاً..، و الحساب لاحقاً.. كل شيء سيتأجل حتى تطيب وتستعيد هذه المعتده بنفسها صحتها..
.
،
.
في مكان بعيد ..،
مازال متوقفاً أمام فيلا دخلها الرجل الذي يشتبه به و ينتظر دعم نايف و ماذا يشير عليه به، ليست المرة الأولى فهذه السياره نفسها كانت هنالك في زواج نايف بأخته..!!
لم تشأ ان تترك يده، ما زالت لا تصدق أنه على قيد الحياة أمامها، كانت تعيش رعب فقده طوال الفتره الماضيه، القلب مرهق من إدعاءالصمود أمام فترات غيابه الطويله و المقلقه..
لاحظ صمتها يطول وهي تضم كفه بيدها، و كأنها نسيت جرح عمليتها، يالله كم تُشعره بالرضا عن كل سخط الحياة و ضجرها، رفع يدها ليقبل ظهر كفها/كفي دموعك، ليه تبكين؟!
ابتسمت وهي تمسح دمعاتها باليد الأخرى/ماني مصدقه رجوعك، كنت خايفه لآخر لحظه قبل اشوفك، كنت اظن ان كلامهم عن سلامتك مجرد بنج لأسئلتي اللحوحه عنك..، ما أخفيك اني يأست بلحظه من اللحظات.
بإبتسامه/افرضي اني ما رجعت،لازم تتقبلين هالشيء علشان عيالنا صح؟!
مازالت موجوعه لفقده ساقه و تحارل كتم ألمها وهو يتحدث عن موته لم تستطيع ان ترد مجرد تخيّل فقدانه للأبد يجعلها تترك يده تنهار باكيه و تحاول ان تضعها على بطنها الذي شعرت بألم كالسكين ينغرس بها، لتكتم ألمها..
إضطر ان يحرك كرسيه و يتجه لها بلهفه وهو يلوم نفسه على غباء حديثه،مازالت مُتعبه/نيف قلبي وش يوجعك؟ بطنك فيه شيء وش منه الألم؟ انطقي
عضت على شفتيها وهي تحاول ان تتجاوز الألم بصمتها فالحديث بات موجعاً..
لم يحتمل قفز من بنشاط من كرسيه لجانبها في الأريكه الطويله ليقوم بعناقها لتشعر انه مازال بخير و بجانبها/نيفو تكفين بسك بكاء قسم بالله انه رصاص بقلبي تكفين خلاص،
شدت على عناقه بقوه وهي تراه كما عهدته، لم تبدله الحرب و لم تقسّي قلبه عليها مازال الحبيب و الفارس الذي ينزع قناع القسوه و ينسى سيفه خارج الغرفه قبل ان يدخل ليراها..
.
،
.
نزل من سيارته بعدما حضر نايف بسيارته و توقف.. ليقفز هو الآخر منها ويتجه إليه متسائلاً/هذا هو البيت يا تركي؟!
تركي وهو يربط شماغه على رأسه بطريقه فوضويه/ايه هذا هو، شرايك هاللحين وش نسوي؟!
نايف/صعب ندق الجرس هالوقت وماندري يمكن شافوك تلاحقهم لين بيتهم
تركي بقهر/خلني أنط السور و افتح لك الباب و نهجم احسن شيء ،هالبيت ماني مرتاح له يا نايف.
عقد نايف حاجبيه بغضب/غبي أنت؟!! كلنا اثنين و لا ندري وش ينتظرنا داخل، يعني لو صار شيء محد داري عننا.
تركي بغضب/يعني شلون بالله؟! ننظر لين تصير كارثه ؟! و الله انه راعي السياره صور البيت اكثر من عشر صور فيه شيء يتم التخطيط له بس مادري وشو
حاول التفكير مع رنين هاتفه في جيبه/شوف إنّا عرفنا مكان الفيلا و السياره ..خلنا نرجع و نشوف أدهم وش يقول احسن شيء.
زم شفتيه بغضب/اتصلت فيه و مايرد علي
تذكر دخول أدهم لأخته/اكيد مشغول ذيك الساعه، و الوقت تأخر.
تركي/لو بيدي نطيت السور و لا علي من احد ماهي اول مره اشوف هالسياره قدام بيتكم
اشار إليه وهو يرد على إتصالها في هكذا وقت/ألوه..
على الطرف الآخر بخوف/نايف بليز هيلب مي ، انا خايفه
استغرب/وش فيك؟!
بقلق/آي دونت نو، آي جست كانت نت سليب.
بهدوء وهو يحاول إنهاء المكالمه فنظرات تركي الشكاكه تحاصره/طيب طيب جايك هاللحين..
بشك/هذي اختي؟!
بعفويه كاذبه/ايه تدلل علي،
هز رأسه بمسايره/طيب وش ناوي
نايف وهو يهم بالذهاب/بروح لها.. و بكرا نلتقي عند أدهم، اوكي ؟!
صعد سيارته وهو يراه يذهب ليقرر في لحظتها اللحاق به وهو يتمنى ان تخيب شكوكه فيه..
بعد دقائق من تتبعه تفاجىء من سلوكه طريقاً آخر ليس طريق منزله...!
ليتفاجىء به يتوقف بعد ذلك عند فندق حياه ريجنسي!!
نزل ولحق به بلا تردد،حتى باب الغرفه التي توقف عندها، حيث فتحت تلك الأجنبيه له الباب و بادرته بعناق جعل تركي يترك المكان وهو يغلي و يكاد رأسه ينفجر من احتقان الدم في رأسه الغاضب.
،
.
تأفف وهو يراها ترمي نفسها عليه، ليبعدها عنه بهدوء وهو يحاول ان يجعلها تفهمه/أولينا يكفي..
نظرت إليه باستغراب/وات؟!
دخل واغلق الباب وهو يتحدث إليها بجديه قد كانت تتحدث معه قبل قليل و كأن كارثه قد حلّت ليتضح له أنها فقط تستدرجه/أولينا ستوب، أفهمي أنا و أنتي جست فرندز.. اوكي انا اهتم لك هنا لأنك طلبتي اساعدك باتقان العربيه و استأجرت لك الفندق علشان هالفتره المتبقيه من معهدك و راح انقلك لشقه مؤقته لكن تتحولين لهدف آخر غير التعليم أنا راح اسحب دعمي لك و راح اتخلى عنك..
بحزن/و لكن لماذا نايف؟!
رفع حاجبه وهو ينهي حديثه/قلت لك خليك بحالك، و من هنا ورايح تعاملي معك بالتليفون. لين تخلصين وتسافرين مفهوم؟!
ابتلعت غصّة رفضه لها وهي ترد بغضب/جست ساي إت "يو آر ****"
لم يحتمل كلمتها التي تنتقص منه ليخرسها بصفعةٍ جعلتها تسقط بعيداً/Bitch، من بكرا تدورين لك مكان ثاني يلمّك غير هذاا.
خرج بعدما ترك خدها متورماً لتذهب مسرعه لهاتفها وتتصل وتتحدث بحقدٍ دفين و نيران غيره...
.
،
.
حاولت تهدئته وهي تتحدث له مستغربه في ساحة المنزل ملتفه بشالها/تركي حبيبي شلون تبيني اترك بيت زوجي بهالليل؟!
تحدث غاضباً/شههد قلت لك اطلعي معي هاللحين قبل اسوي بنفسي شيء يخليك تندمين
شدته بياقته وعينيها تلتمع بخوف/تهددني بك يا تركي؟!
تحدث وهو يصّر عليها/ان كنت غالي عليك تعالي معي البيت حالاً والا قسماً بالله معاد تشوفين وجهي يا شهد انا اقسمت
انهارت باكيه/بتذبحني يا تركي بتذبحني
شدها من كتفيها/جعلني قبلك يا شهد،و الله لولا غلاتك ما اجيك اخذك تالي الليل. يلا بتجين معي والا ارحل من هالدنيا كلها
هزت رأسها بفقدان أمل ودموعها تنزف فهو يهددها بحياته/معك لين اموت يا تركي لييين اموت..
إلتمعت عينيه وهو يراها تمتثل لطلبه و تقرر الذهاب معه ليهمس بصوت لا يسمعه احد/لين أموت أنا يا شهد لين اموت أنا
.
،
.
أوقف سيارته وهو يسند رأسه بتعب نزع شماغه و رماها بجانبه ليأخذ هاتفه و ينزل، مازالت كلمة تلك الرخيصه تتردد في أذنه، تطعنه في رجولته، فقط لأنه لم يحاول لمسها و لا مره من تلك المرات التي تحرشت به فيها..كان ينتزع من رأسه الاقتراب من كل النساء بلا استثناء، هو حتى لا يستطيع ان يطيل النظر في عيني شهد التي يعشق هدوءها و عالمها اللطيف، فتاه مثلها حلم لكل رجل ، لكنه مازال يشك في قدراته مازال يخاف من تلك الخطوه فهو لا يعلم ما إذا كان سينجح أم سيسقط من عينها و يموت حينها من العار..!
لم ينتبه لنفسه حتى توقف أمام باب غرفتها وهو يطرق الباب!، شعر بالورطه وهو يقف ينتظر خروجها له في أي لحظه، بماذا سوف يتحجج وهو يأتي لغرفتها قبيل الفجر هكذا..!!
توقع ان تكون نائمه، فهي لا ترد ..قرر ترك الباب و العوده لغرفته...،من الجيد انها لم تحرجه و تفتح له الباب...
دخل غرفته وهو يُغلق الباب خلفه بيأس من حالته التي وصفتها تلك الرخيصه، مادامت قالت هي ذلك ماذا ستقول شهد و ان اختلفت كل منهما فهذه زوجه محتشمه و تلك ساقطه..هنالك فرق مابين الثريا والثرى لكن بالنهايه كلاهما أنثى لها رغباتها الخاصه...
سيحتمل كل شيء ماعدا ان تتركه شهد بعدما عرفها وعرفته، هي من تفهمه وان كانت لا تعرف سبب عزوفه عنها إلا انها لا تثبر تلك النقطه و تريد البقاء معه مهما كان شكل العلاقه..اقترابها عميق رغم انه غير متكلف ولكنه يُحدث في النفس اثراً عظيماً يزداد كل يوم ..،
.
،
.
الساعه الثامنه صباحاً..،
أزعج راحتها خصلات من شعرها تغطي وجهها لتبعدها و تفتح عينيها بكسل وهي تنام على جانبها الأيمن، لم تصدق ما تراه، كان يجلس هنالك على الأريكه بملابس نوم فضفاضه و أمامه كمبيوتره المحمول!!،
و من الواضح أنه منشغل به تماماً!!
تسائلت مستغربه كيف صعد لغرفتها؟!
تنفست ببطء و هي تشعر بخمول يمنعها من ان تتحرك، و كأن للسرير طاقة جاذبيه غريبه!
أبعدت اللحاف عن كتفيها قليلاً و هي ما زالت مكانها..
الجو بارد جداً و يدعو للتمسك بالسرير و عدم مفارقته..،
لا تعلم كم الساعة الآن ولا تريد أن تعرف، و لكن من الواضح أنه مضى وقت طويل فأدهم يجلس بأريحية بملابس نومه على تلك الأريكه و أشعة الشمس المتلصصه تتسلل من خلف الستائر ،
"مالذي أتى به إلى هنا؟!" سؤال يحيّرها فهو لم يزعجها و لم يحاول إيقاظها!!
من الواضح أنه عرف من ليال مابها فأشفق عليها،بالتأكيد فقد أقسم على ان كل شيء بينهما إنتهى و لم يعد يريدها و ذلك يتجلى بكل ما يفعله، هو فقط كما قال يجبر نفسه على البقاء شكلياً كمتزوجين حفاظاً على مكتسبات العائله فقط .
لم تستطيع تدارك دموعها المنهمره، هنالك شعور لعين داخلها يجعلها تبكي كثيراً هذه الأيام، تذكرت ما بدر منه قبل فتره لتكتمه داخلها ..،
شعر بحركتها الخفيفه بعدما حركت اللحاف عنها قليلاً، ليسألها من مكانه/صحيتي؟!
حاولت تجاوز بكاء قلبها لترد وهي مكانها/لا
عقد حاجبه الأيسر وهو يغلق كمبيوتره و يتجه إليها ليقف ينظر لعينيها/حتى و انتي مريضه تستهبلين؟!
أرمشت بكسل وهي ترد/أخبرك ما تحبني اقتحم عزلتك ، من سمح لك تجي غرفتي؟!
إبتسم بخبث/حبي لك سمح لي.
إشمئزت من كذبته التي يقولها ملء فمه لا تعرف لماذا شعرت أنه يقولها بسخريه/معليش حابه اقعد لحالي ،ممكن تتفضل ؟
بإبتسامته الجانبيه الماكره/لا مايصير اعرف ان زوجتي مريضه و اقعد تحت اتفرج عليها من غرفتي؟!!
تنهدت و هي تعتدل جالسه و تلتزم صمتها مسندةً رأسها المثقل على وساده اسندتها على رأس السرير خلفها، لتنتبه لما ترتديه، فقط روب استحمام!!، فتحته قليلاً من الأعلى لتجد انها لا ترتدي تحته شيئاً..!!
إتجه لثلاجتها الصغيره ليخرج منها عصائر ، ليلتفت إليها مبتسماً وهو يراها تتفقد نفسها للتو، و يقدمها لها بعدما جلس على طرف سريرها وهي تُحكم إغلاق روبها جيداً/جيتك البارح كنتي محمومه و بلا وعي ، اخذتك للحمام و سويت لك دش بارد شوي و ماكان فيه شيء قريب مني غير الروب..
ما زالت تلتزم بصمتها و عينيها تراقبه..، محاولة تجاوز هذا الهم..،
أردف بنفس إبتسامته وهو يضع العصير في يدها/عادي ترى أنا للحين زوجك، لا تسوين فيها مستحيه يلا اشربي العصير علشان اعطيك الحبه هاللحين،و خذي بالك منتي نازله من السرير لين تطيبين، انا تحت امرك، بعدها سوي اللي تسوينه
نظرت قليلاً للعصير بين يديها وهي تتأمل تصرفاته لترفع ناظريها له وتتحدث بصوت تشوبه البحّه/لمتى يا أدهم؟
لم يفهم مقصدها/وشو اللي لمتى؟!
ابتسمت بخيبه كمن يرى خسارته العظيمه وهو عاجز عن تعويضها/ضياع الأحلام و الخيبه و الخذلان..
فهم مقصدها بعد تعثرة نبرتها، الله وحده يعلم كيف تموت أحلامه فيها كل يوم مهما حاول إنعاشها لكل شيء طاقه تنفد، و كثيراً من الأحيان كلمات الأسف لا ترتق شقوق القلب الممزق/سبق و انتهينا من هالكلام يام راكان
إلتمعت عينيها التي تجحد البكاء/انتهى كل شيء من صرت تناديني أم راكان..صح؟
تباطئت رده لتستعجله/ليه ساكت؟
مسح على وجهه وهو يقف بعيداً قليلاً و ينطق بما يثقل صدره منذ فترة ليست بقصيره/ماحب اتذكر شيء أزعجني لكن اللي صار صعب تجاوزه.. منتي قليلة بقلبي و انتي راعية مكان لكن لكل جرح ثمنه و جرحك أنتي بالذات غالي، مع ذلك كنتي عنيده و تكابرين.
شعرت أنها النهايه الحقيقيه لما بينهما/معك حق ،الحياة معي صعبه، دايماً كنت أفشل بكل مشروع اجتماعي سواءاً في اخواني و بقية عايلتي و أنت.
لم يتوقع ان تتخلى عن عنجهيتها و تعترف بفشلها أمامه و تتحدث عن موضوع علاقتهم بتأثر هكذا، كل ذلك لا يمحو انها جرحته حينما لم تثق فيه رغم صدق أفعاله/شكل الحراره رجعت و بديتي تهذين، تبين خافض؟!
تنهدت وهي تبعد خصلة شعرها المتمرده لخلف أذنها بتصرف عفوي وهي تبتسم/أنا بخير
عاد ليتأمل عينيها الذابله و يتجه نحو علب أدويه رآها في خزانة الأدويه بالحمام/شفت أدويه كثيره في صيدليتك!! انتي فيك شيء غير الحراره و الحمى و لا علمتيني؟!
تفاجئت من سؤاله، لم تستطيع الرد لتنظر ببلاهه/هاه
إبتسم من سرحانها في عينيه، ليقترب من سريرها مجدداً/قومي قدامي ألبسي بوديك المستشفى هاللحين
توترت وخافت/لا ماله داعي، أنا بخير الحمدلله
امسك بيدها/بدون نقاش يلا قومي مافيه فكه مني اليوم.
حاولت الرفض ولكنه يُصر حتى نزلت من سريرها بتعب/أدهم وربي مافيني شيء بس مرهقه خلني ارتاح
كاد ينطق ولكنها قاطعتها وهي تذهب مسرعه للحمام و تغلقه خلفها لتستفرغ..
لحق بها وهو يحاول ان يفعل شيئاً/الشموس لا تخبين علي وش فيك؟!
خرجت له وهي تمسح وجهها بمنشفتها الصغيره لتبتسم له براحه وهي ترى اللهفه و ان كانت شفقه، فهذه مبادئه لا تتغير
اقترب منها وهو يرجوها بنبرته/الشموس تكفين قولي لي علامك؟
تكفيها تلك اللهفه الآن لترتاح/انا بخير صدقني، لا تشيل هم، افطرت و إلا تجلس تفطر معي؟!
مازال يشك في ذبولها/لا مابي فطور شربت قهوه و جلست امشّي شغلي من الجوال و اللابتوب لحد ماتصحين و اتطمن عليك.
برجاء غير مباشر/بس توك تقول تحت أمري لين أطيب؟! و إلا أنا اتوهم؟!
تردد في البقاء معها الآن فلم يحين الوقت بعد، لن يسمح لها ان تجره و تكسره كما تريد ، هاهي تريده ان يعود كأن شيئاً لم يكن/حالياً مالي نفس افطر بنزل غرفتي و اخلص بعض الامور بالمكتب و بفطر هناك..إذا بغيتي شيء ضروري اتصلي بي.يلا سلام
إزداد شعورها بالضيق وهو يتهرب علانيه ليأخذ جهازه و هاتفه و يخرج هكذا بدون أي توصل لحل لما بينهما،
كان دائماً يتهمها بالتهرب من حل مشاكلهما وهاهو الآن يفعل الشيء نفسه ، حاولت التقرّب منه و حاولت بالإبتعاد عنه و لكنه في كلا الحالتين لم يستطيع منحها الغفران و إنهاء معاناتها، أي حل مؤقت لن يفيد في هذه إنعاش هذه العلاقه الميته.. حتى خبر الحمل الذي بدأت تعاني من أعراضه لن يفيد، ماذا تريد به إن كان سيعود من أجل حملها لطفله فوجود راكان بينهما لم يحل المشكله..
عادت تجلس على سريرها براحه مُدعيّه وهي تفكر بالذي يراودها منذ مده، و القلق الذي يخترق قلبها و يُرهق باقي جسدها، قلقه من هالة اللاشيء التي تحيط بأيامها رغم زخم الأحداث حولها... ما زالت هموم القلب تراوح مكانها..
،
.
،
النماص؛
نظرت لساعتها التي تشير للعاشره و النصف متباطئه لعودته وهي تسمع إطلاق نار قد إعتادت عليه هنا منذ صغرها في المناسبات التي تجري في المنطقه ، جارهم عاد إبنهم من الرياض بعدما أنهى دراسته فيها محملاً بشهادته و منذ العصر يقيمون العروضات و يستقبلون المهنئين،
جميل إظهار مظاهر الاحتفال. ومشاركة الفرحه بين ابناء هذه المحافظه.. طريقة يجهلها سكان المدن ..
جلست متأففه من ملل الإنتظار وحدها و "ريما" قد سبقتها للنوم منذ التاسعه..
قررت صنع كوب قهوه يسامرها حتى يعود عبدالرحمن ،،،
اخذت روبها القطني الثقيل فالجو هنا بارد لتخرج من الغرفه و تنزل للأسفل بخطواتها الهادئه لتتفاجىء بسماع اصوات تأتيها من الاسفل..
نزلت وهي تدقق في الصوت وتتجه ناحيته لتتفاجىء بوجوده هنا ،
يرمي شماغه جانباً و يجلس بجانبها في الاريكه المواجهه للتلفزيون امامهما علب بيبسي و اكياس فشار و كلاهما يعلقان على فيلم يشاهدانه مما يعني انه هنا منذ وقت/طيب كان ناديتوني اسهر معكم
إلتفتت ناحيتها/حبيبتي مرت خالي معليش توقعتك نمتي بدري
ابتسم لها وهو يشير للكرسي المنفرد/تعالي اسهري معنا
لاحظت تلك بالقميص القطني القصير و تمد ساقيها الملساء امامه بلا خجل من خالها، لتجلس هي بإبتسامه باهته، ..
وقفت تلك واخذت علبة بيبسي لتقدمها لها/شكراً
عادت تلك لتجلس مكانها و هي تلاحظ ردات فعل هند/شكل الفيلم ماعجبك يا هند!
ارتشفت من علبتها وهي تحاول ان تبلع إعتراضها على ما يحدث الآن/توني مابعد شفته كيف احكم عليه!
ابتسمت/زعلتي؟!
استغربت سؤالها/ازعل من إيش؟! شكل الفيلم ماعجبك انتي!!
ضحكت تلك و هي تلتفت لخالها و تغمز له و هي ترمي كلمه في اذنه لتعود و ترد عليها/لا كنت امازحك مرت خالي
إلتفت عبدالرحمن إليها وهو ابتسامته تتسع/ماعليك منها هند تراها تحب تستهبل شوي..
لم تعلّق اكتفت بنظره لعبدالرحمن ثم عادت لمتابعة الفيلم بغضب داخلي مكبوت، لم تستطيع الإنتظار دون ان تقتلها، لتقف هي تمثل التعب/ادري انها تمزح، يلا عن اذنكم.
استغرب انصرافها وقد حضرت للتو فظن أنها غاضبه،ليوقفها وهو يذهب إليها على مرأى من ريما/حبيبتي فيك شيء؟!شكل منتي بخير!
ابعدت يديه عن يديها بلطف وهي تهمس/أبداً حابه انتهز الفرصه دام السرير فاضي و أروح انام بدونك و بدون انفاسك و حضنك، و انت روح كمل سهرتك مع بنت اختك.. تصبح على خير.
راقبها تتركه و تذهب لتصعد درجات السلم بهدوءها الغاضب، ليعود و يجلس مكانه وهو مازال يفكر بها و منشغل بما قالت و بالحيره ..
استغربت سرحانه في الطاوله أمامه رغم اصوات الفيلم العاليه/دحوم شفيك؟
أتنام لوحدها؟! وبدونه؟! مستحيل فلم يمر شهر كامل على زواجهما بعد ليقفز واقفاً/تصبحين على خير ريما بروح انام، لا تنسين بكرا رحلتنا للرياض.
ابتسمت بخبث وهي تلتقط علبة البيبسي و تسترخي مكانها و تتابع الفيلم بإنسجام تام.....!
.
،
.
نزلت من الأعلى وهي تحاول تجاوز تعبها الذي يلازمها منذ فتره لن تلفت الأنظار لها باكراً، بل ليست في مزاج يسمح بتبادل المجاملات و إستقطاب أي لفت نظر لحالها..،
اخذت راكان معها لتذهب به لعمها كعادتها الصباحيه..،
لمحت ليال قادمه بكوب قهوه و بيدها عبائتها، حاولت تجاوزها وهي تمر ...،
لم ترتاح و هي ترى صدود أختها الكبرى يزداد و صمتها عنها يقلقها، لتعترض طريقها برجاءبعدماتركت كوبها على كونيول قريب منها/الشموس اناديك ليه تسفهين؟!
توقفت وهي ترمقها ببرود/ما سمعتك، خير؟
نظرت لعينيها الصارمه بشكلها المعهود/لا سمعتيني بس تطنشين!
رفعت حاجبها/طيب؟! وش المطلوب؟! دامك تعرفين أني مابي اكلمك ليه معطلتني؟!
امسكت بيد راكان برجاء/علشان خاطر راكان لا تسوين فيّ كذا؟! لا تصدين و لا تهجرين انتي قاسيه والله اني ماتحمل جفاك
رفعت حاجبها و ابتسمت بسخريه/نسيتي تذكرين عقدة فشلي اللي أعاني منها مع زوجي هالمره!! و إلا الموضوع ماهو بصالحك ؟!!
حاولت ترك عنجهيتها قليلاً فيبدو جرح أختها جلياً/شوشو قسم بالله آسفه انا غبيه و ..
قاطعتها بهدوء إبتسامتها المتسامحه مع الحقيقه/لا منتي آسفه، انتي جالسه تمارسين شيء تشوفينه من حقك، و مازالت نظرتك لي اني فاشله بعلاقتي حقيقيه ، و الدليل انفصالنا قدامكم كلكم..انا و أدهم ماننكر هالشيء ليه تنكرينه هاللحين مع انك سبق و اتهمتيني فيه؟!
شعرت بغبائها أمامها لا يمكن مجاراة الشموس/شفته البارح كان عندك و...
لاحظت صمتها لتكمل عنها ما يصعب التصريح به/و ما صار شيء ما زالنا عالقين بمشاكلنا، لكن الفرق ان أدهم ماهو قادر يتلون قدام قلبه.. ومهما زعل أبقى عزيزه و غاليه..لذلك شفتيه يدخل غرفتي البارح
ليال/بس بينكم ولد
قاطعتها بدون وعي/وأكثر
ليال/يعني مازلتي تحبينه؟!
أنهت حوارها بنظره وهي تقرر تجاوزها/ماهو شغلك عن اذنك بروح لعمي دام انتهى كلامك
رأتها تذهب و تتركها واقفه، كم هي قويّه تلك الشموس..ما ان يشك احدهم في إنهيارها حتى تنهض من جديد و كأن شيئاً لم يكن!
،.
في المجلس الداخلي..،،
منذ دقائق تجلس عند عمها و يتبادلان الأحاديث و احتساء القهوه بينما راكان يجلس في حجر جده و يعبث بسُبحته..
تكاد تقسم أن هذا الرجل قطعه من النعيم، لا تدري لماذا ترتاح حينما تجلس تبادله الاحاديث، بات الجلوس معه شيء ضروري كشرب الماء، تلك الهاله من الوقار التي تُحيط به تُذكرها بالرجل الألطف بحياتها الذي غاب عن ناطريّها فجأه ورحل ..،
لاحظ بريق عينيها بينما هو يتحدث/ما قلتي لي وش سويتي عقب تعب امس وقبله اشغلتي قلبي عليك يا بنتي.
ترددت هل تخبره أم لا/صرت احسن الحمدلله، اعتقد تقلبات الجو هالأيام
دخل في هذه اللحظات وهو يبتسم لرؤية طفله في حجر والده/صبح ابو أدهم
ابتسم له/صبحك بالرضا.
قفز راكان لوالده بحماس وهو يناديه/باااباا
ضمه بقوه وهو يبتسم مغلقاً عينيه لتعلق طفله به/اشتقت لك يا ولد وينك امس؟!
ضحك وهو يلتقط قلمه من جيبه و يجلس بعيداً يلعب .،
ابتسم له وهو يلتفت لوالده بممازحه وهو يعني الشموس/ما يقول غير كلمة بابا شايف يبه؟! رساله واضحه
ابو أدهم بإبتسامه/الأم حقها محفوظ و انت أدرى
الشموس/ماعليك منه عمي،مايدري انه يقول جوري قبل بابا
ضحك العم وهو يحاول الوقوف حتى وقف، كان يريد ان يجلسا معاً/يلا بروح اتوضى و اصلي الضحى..
تقسم أنها تفهم عمها جيداً و تصرفه هذا مفهوم/تقبل الله عمو
راقب والده حتى ذهب ليلتفت إليها و يراها تحتسي كوباً غير فنجان القهوه العربيه/وش قاعده تشربين
ابتسمت مستغرب، تعرفه جيداً حين يحاول أن بدأ حديث/زهورات
سكت وهو يراقب جلوسها الهادىء وشعرها المستريح بشكل ناعم على كتفها الأيمن يدعوه لأشياء اخرى صار حدوثها بعيد المنال، كم يحسد كوبها حين يقبّل فاها في كل مره ترتشف منه ، ما أقبح الشوق اللعين بعد الفراق..
رفعت عينيها إليه متسائله بعينيها من نظراته/بخاطرك شيء تبي تقوله؟!
أردف بنفس الهدوء كيف عرفت انه مليء بالكلمات/ما سألتيني عن البنت اللي ردت على جوالي بالطياره!!
بنفس هدوءها/مو تقول انفصلنا؟! خلاص معاده شيء مهم..فليه أسأل؟!
عاد ليصمت قليلاً وهو يلاحظ حركة أناملها المتوتره وهي تحمل الكوب ليسألها/مو كأنك استعجلتي بترك السرير؟، باين للحين تعبانه.
ابعدت خصلتها التي تمردت على خدها وهي تقف تنوي تركه/صحيح طلعت من غرفتي اسلم على عمي بس برجع ارتاح لأن الليله رايحه زواج فيصل الراشد.
استغرب ليناديها/تعاالي هذا ما تزوج وخلص؟!!
ابتسمت/تأجل الموعد..
بدون تردد/لازم تروحين يعني؟!
حركت كتفيها بإبتسامتها/الواجب
تذكر ما أخبره به سيف عما فعله فيصل و عن هروبها/فيصل..
استغربت نطقه له بتلك التنهيده/شفيه فيصل؟!
عاد ليبسم بقهر فنصفه يحبها و نصفه الثاني يحترق بسبب النصف الأول/يبي لنا حديث طويل، يمديك الليله؟!
هزت رأسها بالنفي/ماظن، أدهم ماني رايقه لأي احاديث طويله حالياً..ممكن؟
رفع حاجبه الأيسر بإستنكار/رايقه بس تحضرين زواجات!
وقفت وهي تنهي هذا الحوار الصقيعي/حضوري للزواج الليله واجب، و تطمن ما راح أتأخر هناك .
بإلحاح/إذا بترجعين بدري انا بنتظارك بالغرفه تحت..طيب؟! لا تتأخرين
هزت رأسها بمسايره و هي تنوي عدم الذهاب لغرفته الليله كما طلب، تعرف أنه سيجرها لحواره الطويل المرهق و ذلك ما لا تريده/اوكي.. ممكن اروح ترى تعبت
اشار للباب/روحي ارتاحي ورانا سهره طويله.
تركته وهي تخرج ، ليظل جالساً متوتراً مما يعيشه، فكر بالأمر كثيراً ...مهما كان فـ إحداهن لن تعوّض مكانها، و نفسه تأبى من النساء غيرها، تبقى تلك الشموس المعتده بنفسها متفرده في نظره،و جميله بعنادها الذي عرفها به، صعبة مراس و لا تنحني .. حتى محاولاته لترويضها فاشله بمرتبة الشرف...لذلك لا يستطيع ان يعالج الفشل معها بأنثى أخرى.. فالهروب عنها بالزواج الثاني هو إعتراف رسمي منه بفشله في ترويض قلبها، و ذلك مالا يريده ..
..
تذكر ان لديه اعمال عليه القيام بها و نايف تأخر في النزول إليه... ليُخرج هاتفه من جيبه و يحاول الإتصال به..
.
،
.
إستيقظ متأخراً على رنين هاتفه ليلتقطه وهو يفتح عيناً واحده و يرد بصوت كسول/الوه..هلا بو راكان
على الطرف الآخر/نايف وينك للحين؟! ترى صيّفنا عالموعد يا رجل!
تذكر عمله ليعتدل جالساً ويرمي لحافه جانباً/خلاص شوي و جايك أدهم راحت علي نومه
أغلق هاتفه و نزل مسرعاً من سريره وهو يتجه لدورة المياه، انتهى من حمامه السريع و خرج مستعجلاً،،
ما زال مستغرباً عدم إيقاظ شهد له، قد إعتاد خلال فتره قصيره ان تصّبحه و ترتب له يومه، كان يتناول إفطاره وقهوته هنا بدلاً من تحت..هذا الصباح إكتشف أنها كانت تختصر عليه العناء في أشياء كثيره!
لماذا إذن تغيب، قد تكون مريضه!!
إنتهى من أناقته بعطر رجالي به لمسة عود..
ليخرج متجهاً لغرفتها، طرق الباب بهدوء و لكنها لم تفتح! ليزيد طرقه للباب،لم تفتحه!!
قرر ترك الباب و الذهاب وهو يتصل بها، كان هاتفها مغلق أيضاً..بدأ يقلق، ليواجه ام رواد عند باب المصعد/خالتي نواره ما شفتي شهد؟!! مقفله الغرفه من البارح وماترد!!!
لم يعجبها حاله وهو يسأل عمن تسكن غرفة منفصله عنه بهذا الشكل و لا يعرف عما يحدث معها/جاء اخوها البارح واخذها..
استنكر ما سمعه وغضب/البارح!!!
بهدوءها، فتصرفاته مع زوجته لا تعجبها/ايه قبل تروح جات تسلم علي و قالت لي انها بتروح و بتقعد عند اهلها ومادري متى بتجي..
لم يعجبه تصرفها الذي يتجاهله، ليترك ام رواد و يدخل المصعد غاضب..!
لم تهتم كثيراً فهو من نفى زوجته بغرفه لوحدها ، لماذا يغضب ان تصرفت من نفسها؟! شهد لم تخطىء يوماً بحقه و بالتأكيد لم تذهب لبيت اهلها سدى..
تركت مكانها الذي تقف به لتذهب لغرفة نيفادا..،
.
.
.
منذ ان إستيقظ باكراً وهو يعمل على تمرين حركته بالعكاز بإنتظار جاهزية ساقه المستعاره، الحياه تفتح له أحضانها من جديد و أطفاله بإنتظاره، لم بعد يطيق البقاء بعيداً عن زوجته و أمه ومنزله.. ما أجمل العودة للديار... أشياء كثيره بإنتظاره.
فتح الباب لتدخل وهي تشهق/يوويلي وشتسوي يمه؟!!
ابتسم وهو يضع الأثقال من يده ويتجه إليها بعكازه وقدمه/هلا يمه...ولدك يبي ينجز علاجه و يطلع لك يالغاليه
دمعت عينيها وهي تعانقه رغم طوله الفارع لينحني لها/رجعتك من الحرب وانت حي ترزق والله انها تسوى عندي الدنيا وما فيها يا قاسي
قبل رأسها ليرى دخول منيف و مدى معاً/ارحبوا كلكم ، يازين هالصباح
ابتسم منيف وهو يتقدم ليصافحه و يسلم عليه/تبقى يابو سلمان، لاا ما شاء الله اليوم حصاان
دفعته مدى وهي تسلم على أخيها/قول ما شاء الله لا تعطيه عين
ضحك كلاهما لينطق منيف/جالس اعطيه دفات معنويه انتي علامك؟
قاسي بضحك/مدى ودها بالزين يا منيف
سألته بلهفه/شلون جرح البتر؟!عساه برى
بإبتسامه/ابد بخير ابشرك كلها يومين و اطلع وبعد اسبوع اركب الرجل الصناعيه لا تشيلون هم. المهم مارحتوا لسلمان و غنى؟!
براحه تغمر قلبها/عساني اشوفك تشيلهم قدام عيني و تدللهم قل أمين. مارحت لهم ناويه اروح لهم باكر ان شاء الله مع نيفادا تقول بترسل سواقها لي
فرح فهو يرى أمه سيدة أخرى غير التي كان يعرفها في الماضي/على خير ان شاء الله.
،.
أراحت فنجانها على الطاوله بجانبها و تابعت تدويناتها التي بدأتها منذ فتره..،
مازال هنالك وقت فراغ و هدوء..
نزلت من الأعلى وهي تفكر بما فعله أخيها، لماذا طلبها في وقت متأخر و بشكل عاجل ثم يؤجل الحديث عن أسبابه؟!!
لمحت والدتها هنالك في المقابل من شُرفتها المعتاده أمام زرعاتها التي زرعتها على مدى شهور ماضيه..،
سمعت صوت خطواتها لترفع عينيها من جهازها و تراها تجلس في كرسي هناك/شهوده
ابتسمت لها/تعب عليك يمه ابعد هالجهاز عنك
بادلتها الإبتسامه/ما يأثر ماعليك، المهم شفيها حبيبتي ذبلانه اليوم..لا يكون تقلديني!!!<<< ختمت حديثها بغمزه!
من المفترض ان تخجل و لكنها شعرت برغبه في الضحك و الإبتسام مازالت نهايتها مع نايف مجهوله/لا يمه توو الناس، انا بس مانمت زين البارح، إلا وين تركي؟!
عادت لتكتب/خبري به عنده محاضره بعد الظهر..
استغربت/اجازة الحج عالابواب، ما خلص!! ما قالك متى بيرجع
بابتسامه/مادري! ليه فيك شيء؟!
تذكرت طلبه وإلحاحه الشديد في أن لا تتصل أو ترد على نايف، ولكن رفض ان يخبرها لماذا!
تلاحظ شرودها مجدداً من الواضح أن هنالك ما يشغلها..، حاولت ان تريحها ما دامت لا تريد الحديث عما يشغلها/طيب يمه روحي جيبي لنا القهوه، مسويه لكم بسبوسه محشيه يحبها قلبك،، جهزيها بصحن علبال ما يرجع عمك هذا وقته
ابتسمت وهي تقف وتمتثل لطلبها/ابشري يمه.
تنهدت وهي تراها ذاهبه لتمتم/الله يشرح صدرك و يصلح حالك يا بنتي.
،
.
.
مساءاً..
لاحظ سيجارته لا تنطفىء وهما يقفان عند السياره يتحدثان،تدخينه الشره وغير المبالي بمن في المنزل يثير حفيظته حتى لم يستطيع الصمت/نايف ماعليك امر
ابتسم وهو يخرج سيجارته من بين شفتيه و ينفث دخانها للجهه الأخرى/سم
تحدث بشفافيه/مابي اقولك اترك التدخين لكن طلب صغير لا تدخين فالبيت و خاصه بوجود راكان، تقدر؟؟
تفاجىء من طلبه ما يعرفه منذ كان مراهقاً ان التدخين شيء عادي وكان والده مدخناً/ابشر ما طلبت شيء بحاول
بإصرار/ما تجتمع أبشر و بحاول بنفس الوقت ، الرجال كلمته وحده
ابتسم مجدداً وهو يطفىء سيجارته/ومن هاللحين بعد، انت تامرني، ..
ابتسم وهو ينظر لساعته تشير للتاسعه و النصف ينتظر خروج والده لزيارة قاسي كما طلب..
تردد في الوقت الذي هم فيه وما حدث البارحه/تعال أدهم وش بغيت اقولك
خرجت في هذه الأثناء لتلفت إنتباهه بطقطقة كعبها الرفيع كيف تمشي به بأسلوب سلس يجعل منها فاتنه وان تدثرت بعبائتها!!
ابتلع ريق اللهفة وهو يراها مكتملة كالبدر الليله! أو هكذا أكبرها الهجر في عينيه،
كم مضى على اخر مرة؟! لا يعلم، بل يعلم ذلك جيداً فمثلها لا تُنسى..
قد عاقبها بالهجر حتى أضاع مع عقابها طريق العوده، الكبرياء البغيظ يشيّد بينهما جدراناً عاليه.
هي لحظات كانت تمر فيها و لكنها سانحه ليلتهم تفاصيلها التي يعشق!
شعر أنه يتحدث بينما عينا أدهم ليست معه فقد كان ينظر وراءه ، ابتسم بعدما فهم السبب، قرر ان يذهب لها فمنذ ذلك اليوم تتجاهله ولم يراها/هذي الشموس!..عن اذنك أدهم،ابيها بكلمة راس
لم يأتي بردة فعل فقط فتح باب سيارته و ركبها بهدوء....
تركه نايف وهو يستعجل خطاه لها قبل ان تركب سيارتها/الشموس لحظه تكفين
إلتفتت إليه وهي تمسك بباب السياره المفتوح، فهي ما زالت غاضبه منه/خير؟!
حاول تقبيل رأسها ولكنها منعته بوضع يدها على صدره لتبعده/تكلم بسرعه وش عندك مهم و الا خلني امشي
امسك يدها الممدوده برجاء/طلبتك يالشموس لا تسوين بي كذا تمر الأيام بدون سؤالك و بدون سوالفك معي وانتي بنفس البيت معي!
بناظريّن حادين كالسيف/طيب استسمحت من زوجتك؟!، طيّبت خاطرها مثل الرجال؟!! شلت هم وجعها؟ يعني ماراح تقنعني انها بترضى بين يوم وليله!!، و لا حتى شهر و لا دهر
نطق بضيق/لا تصعبين الحياة يا الشموس المهم عندي رضاك انتي، ان رضيتي بترضا الدنيا و تبتسم لي، أرضي علي و ابشري باللي يسّرك
نطقت بجديّه/اللي بيسرّني رضا شهد و عدلك معها، شهد ماهي حي الله بنت بالنسبه لي و لا هي مجرد زوجة أخو، شهد اختي و اللي يمسّها يمسّني أنا..من الأفضل انك تروح تراضيها و تكرمها.
استغرب/اروح اراضيها!!..من قال انها زعلانه!!
بغضب تحاول ان تكبته/تروح لبيت اهلها بأنصاص الليالي و امها بخير و مافيهم الا العافيه و تبي تقنعني انها مجرد زياره!! عدّل وضعك مع زوجتك و الا اتركها بمعروف و كرامه، ان كان منت رجال تقدرها فلا تهينها، ترى فيه من بيقدرها و بيحشمها و انا يا ولد أمي و أبوي بنفسي اللي بقوم بزواجها .. الحال المايل ما يعجبني "إما غنات الذيب يا نايف و الا مماته" ..عن اذنك
رأها تركب سيارتها و ترحل بعدما قالت الذي لم يتخيل أنها ستقوله له بيوم من الأيام، تقف مع غيره ضده!
تتزوج شهد غيره!! وهي الحلم الذي يحققه فهو لم يلمسها بعد، حتى و ان لم تكن عزيزة و ذات مكانه في قلبه فزواجها من رجل غيره يعني فضيحه أخرى ستطارده،و ذلك ما لن يسمح به.
توقع ان غضب الشموس عليه لن يطول فهي تحبه مهما أخطأ كدأبها و لكنها هذه المره كشفت له وجهها القاسي مجدداً و أكدت له أن غضبها لم يكن مجرد غيوم صيف عابره..،
عاد إلى السياره وهو مكسور القلب و خائف من غياب شهد المفاجىء، بينه و بينها إتفاق و لا يعلم مالذي جعلها تذهب فجأه في ساعه متأخره و دون ان تخبره!!
لاحظ كيف منعت أخيها حينما أراد تقبيل رأسها، رغم رجاءه لها و محاولاته المستميته للحديث لم تنصت له!!.. هنالك أيضاً مشكله بينها وبين أخيها ..و ذلك يثبت له أنها جباره حين تغضب و تخاصم، حتى مع أخيها!!!
الآن عرف سبب تراجعها عن ترشيح أخيها للإداره مهما كلفها الثمن حتى أنها سلمته كل شيء مقابل ان لا يولّي نايف أي منصب قيادي!!!!
كان صمت نايف دليلاً على إحباطه و ما يحمله داخله من هم غضبها، لا يلومه فقد مر بما يمر، الشموس حارقه ..!!
.
،
.
منذ خرجوا من المنزل حتى المطار في طريق عودتهم للرياض و تلك المتطفله عديمة الذوق تتلقف الحديث مع عبدالرحمن و تمسك بذراعه حينما يمشون سويه و تحاول ان تكسب الجو و كأنها محور الكون و ايقونة العالم!!
حاولت كثيراً ان تكون صبوره فكلها أيام و تسافر و تتخلص منها..
تسلب عقل خالها بشكل عجيب و لم يكلف نفسه ان يبدي ملاحظاته على حجابها المتساهل..!!
جلست معهما على طاولة مقهى في إنتظار رحلتهم..
ليسأل عبدالرحمن/وش تشربون؟!
قررت هنا الحديث/كابتشينو
بابتسامتها لخالها/تعرف مشروبي المفضل ما يحتاج
بادلها الإبتسامه/اسبريسو طبعاً
بسعاده/للأبد
تكاد تستفرغ من دلعها المصطنع والغريب، لم تصدق ذهاب عبدالرحمن لتسألها بفضول/انتي كذا عالطبيعه و الا حاله مؤقته؟!!
استغربت سؤالها و هي ما زالت مبتسمه/مافهمت!
ظلت تتأمل نظراتها المندهشه/لا و لا شيء.
فتحت هاتفها على تطبيق السناب شات/عندك مانع تطلعين معي عالسناب و الا فيه تحفّظ و كذا
استنكرت طلبها/لا طبعاً لا تصوريني !!
ابتسمت و هي ترفعه للأعلى لتجد زاوية تصوير مناسبه وتمازحها/راح تفوتين على نفسك فرصة أضواء الشهره
بادلتها بسخريه/ماعليك انا مبسوطه وأنا في عايشه فالظل ..
ابتسمت تلك وهي تلتقط تهكمها/تقولينها عن قناعه وحرية إختيار و إلا مجبره على حدود رسمها لك مجتمعك؟!
استغربت طريقة سؤالها/ليه اللي يخالف توجهاتكم تخلونه غريب مع انكم دايماً تطالبون بالحريات!!!
استغربت ردها الذي لم تتوقعه/كان سؤال فقط.
أجابتها بنفس هدوءها/ما كان مجرد سؤال !! انتي تتكلمين عن مجتمعي و كأنك من بلاد ما وراء المحيط!! هذا انتي من نفس المجتمع وعايشه انفتاحك على كيف اهلك مثلك مثل الكثيرات، بإعتقادي كلن يسوي الشيء اللي يمليه عليه ضميره و يرتاح له..بلاش دراما الحريات البايخ حقكم
ابتسمت بإعجاب/اول مره ألاقي جواب يلجمني، ما كان يمزح دحوم لمن قال انك صعبه.
لم تفهم ما كان يقصده ثم لماذا يتحدث مع هذه بكل ما يخصها؟!!! طفح الكيل لتسكت وهي تراه قادم بالمشروبات..
.
،
.
الليله زواجها الثاني..،
للمرة الأولى تشعر أنها مرعوبه و تحمل هم لقاء أحدهم، قد مات إحساسها منذ تزوجت ماجد، تجاهلها حتى ماتت نبضات إحساسها و بردت ردات فعلها الطبيعيه...،
الليله هنالك شخص آخر و إن كان أخوه إلا انه رجل غامض مستعصم بنفسه عن النساء، لربما كانت لديه مواصفات لم يستطيع أن يجدها في إحداهن و ربما وجدها ولم يستطيع الزواج بها،
أيً كان يجب ان لا تخسر هذه المره، يجب ان تدفن الماضي و ان تدفن تلك الأحاسيس الميته و الذكريات البائسه،
كم هو صعب الحديث مع النفس عن روعة المستقبل وهو غامض!
حتى الثقه بالنفس قد تتزعزع،
عبث بها ماجد وهو يخونها جهاراً و سراً..
ليدعها تتسائل هل لم تكن كافيه لتلك الدرجه ؟!
أم العيب به هو و ليس بها؟!
أفكار تمزقها، تارةً تجعلها تتفاءل و تارةً تجعلها تخاف وترتعب من الخطوه القادمه مع فيصل...
يالله مالذي جعلها تقبل به، كانت ستبتعد من وحل الذكريات المقيته في هذا المنزل.
لحظات لتدخل جوزاء وهي تراها قد انتهت من زينتها وتجلس ذابله أمام مرآتها/خلصتي سلطانه ؟!
خافت ان تخونها أنفاسها الليله فالصدر منقبض و الأطراف بارده/جوزاء حاسه اني تهورت، اللي قاعد يصير غلط و..
قاطعتها وهي تربت على كتفيها وتنظر لإنعكاس صورتها بالمرآه/اششش لا تقولين هالكلام هاللحين، اخاف تندمين بكرا،
إلتمعت عينيها/ما اقدر أطلع يا جوزاء
رفعت حاجبها بإستنكار/وصديقاتك و اهلك اللي تعنوا لك؟! بعدين لا تشيلين هم، فيصل ماراح يدخل بس انتي انزلي و سلمي و خذي تبريكاتهم
دخلت سهام اخت سلطانه في هذه اللحظهوهي تبتسم/سلطانه من ربع ساعه تاركتك مخلصه وينك؟!
جوزاء بابتسامه/تتغلى يا سهام تعالي نطلعها غصب..
اتجهت سهام للمبخر لتضع فيه كسرت عود معتق و تتجه به إلى أختها لتغمز لجوزاء بأن تعطرها بالعطر الذي أشارت لها به/اقوول بس يلا قومي ورينا طولك خلينا نبخرك و ننزل و عقب سوي اللي تبينه
وقفت بتردد/بنات والله مو لازم أنزل
وقفت أختها خلفها بالمبخر وهي ترفع شعرها المنسكب على ظهرها وتبخره/اقول وش مستعجله عليه ، ترى مديه على غرفة فيصل
اتسعت حدقة عينيها و احمر وجهها/سهااام عييب
ضحكت جوزاء/والله ما ينفع لك غيرها..عطيها يا سهام
ضحكت ثم همست لجوزاء/بكرا تشوفيها ساحبه علينا يا بنت الحلال و بتقول ورى ما بخرتوني زين بعد
تململت من احاديثهن اللامزه/انا لو نازله بوسط الناس كان أرحم من كلامكم ياللي ماتستحون..مشينا
غمزت لجوزاء وهما يلحقان بها/شاايفه؟ اعرف دواها هالخجول.
.
،
.
، في مخيّم صالح المعهود في طرف الثمامه، حيث يجتمع بالأصدقاء و الأقارب مضى ، من الليل ربعيّه كان قد بدت له بعض الخيالات البغيظه ماذا لو حدث ما هددت به الشموس؟!
هي قادره على فعل أي شيء، يعرف جيداً حزمها حينما تتحدث عن أمر أنها ستفعله لا محاله ..
لم يستطيع ان يطيل البقاء هنا بين الرجال ليستأذن من صالح و والبقيه و يخرج مستعجلاً..،
إستأذن أدهم ليلحق به خارج الخيمه/ويين يا رجال؟! شاون تعتذر وتطلع بدون تقول لي ناسي أننا جايين بسياره وحده؟!
صد وهو يحاول التنفس و إراحة رئتيه/اعذرني نسيت افكر بالسياره
فرد شماغه لينسفها مجدداً على رأسه بشكل مهمل/الله يهديك هذي ماهي سواة متزن، شلون أطلع ابوي هاللحين؟! كان مبسوط بالطلعه
أتى من خلفهم/ماقصرنا بالسهر يا عيال، الليل انتصف عاد خلونا نعوّد
شعر بالندم للحظه/يا عم و الله ماقصدت ازعجكم
ابتسم وهو يربت على كتفه/يا ولدي اصلاً ماتعودت اسهر لهالحزه الساعه عشر ونص !
قبله أدهم على رأسه/يا جعل عمرك طويل، دام تبي نمشي، مشينا خلني اودع صالح و الربع.
..
ركب السياره وهو يشعر بالنار تكاد تحرقه، لا يكاد يرتاح وهو بعيد عنها، لماذا لم ترد على إتصالاته؟!! سيُجن، كيف تتركه فجأه و هي التي كانت تقول أنها تريده زوجاً و ان حرمها من حقوقها، ذلك يريبه حقاً،
لم يعرف يوماً انه سيحترق بالتفكير بها.
.
،
.
دخل في هذه اللحظات ليسمع صوت التلفزيون قادماً من الصاله الجانبيه بالتأكيد هي شهد فوالدته صارت تنام باكراً..،
تذكر طلب صالح له بأن يذهب معه المخيم ولكنه لم ينتهي من ارتباطاته إلا متأخراً..
كم يعز عليه ان يرفض طلباً لصالح.
وقف وهو يراها جالسه ملتفه بشالها تجلس في أريكه امام شاشة العرض/السلام عليكم
إلتفتت إليه بدون اي تعابير على وجهها/ظنيتك بتنام برا
ابتسم وهو يدخل و يجلس في كرسيه المنفرد/شدعوه ترى بدري، فيه شيء يوكل؟!
تحدثت بنفاذ صبر/فيه كل خير بس ياخي قولي وش فيك جايبني من البارح ولا فتحت فمك بأي سبب يقنعني، ابي ارتاح يا تركي انا سريت مثلما قلت و ما رديت على اتصالاته و قلبي موجعني
نزع شماغه من على رأسه ليضعه جانباً و يتحدث بهدوء/هالنايف ما يصلح لك، و ان كانه يصلح لك فعلاً و يبيك لازم يتعدل ويثبت لي و لك انه يبيك، انتي منتي ضعيفة جناب و انا اخوك علشان يستهين بك.. إذا كانه مستضعفك فوالله و بالله انه معاد يمس شعره منك و لعاد تطبين له بيت و انا ولد هند
لم يخبرها مالسبب الحقيقي و لكنه لمّح لها، هذا يعني انه رأى نايف يخونها و لكنها فهمت جيداً ما يرمي له، يالله من ذلك النايف .., في الحقيقه لا تستطيع ان تسأله اكثر هي تعرف أصلاً انه بعيد كل البعد عنها، ومن الواضح أنه لم يلتزم بالوعد كما قاله..
رن جرس ليقف/بروح اشوف من هذا اكيد سليّم جايب اوراق الجامعه.
وقفت /بررح اجهز القهوه
امرها لتجلس/ما يحتااج اجلسي توني انا وياه راجعين من مطعم متعشين هو بس جايب اوراق من بيته تو طلبتها منه،
عادت لترتاح مكانها و لكن ما سمعته من أخيها عن نايف و غضبه الشديد يؤكد انه رأى منه ما يكره..
لم يكن تركي إلا يحترم نايف..،
.
،
،
عند الباب الداخلي؛
رآه يقف عند الباب ينتظر لم يحبذ رؤيته رغم انه يريد ان يواجهه وان يكيل اللكمات على وجهه/خير؟!
استغرب نبرته ولكنه تجاوزها فهو يبحث عن شهد و هي الأهم/هلا تركي وين شهد؟!
ببرود/داخل اكيد وين بتكون!
أعاد رفع طرف شماغه الأيمن بعجله/بالله نادها لي
بنفس بروده/امعصي.
إستغرب إجابته/افا، ليه طيب؟!
بهدوء مصطنع/طارت الطيور بارزاقها مير توكل على الله.. مابي اغلط عليك
شده من ياقة ثوبه بانفلات اعصاب/وش اللي طارت هذي زوجتي فااهم و باخذها غصب عن خشمك،يلا يا بزر روح نادها لي
استجمع غضبه العارم منه ليدفعه عنه بقوه وهو يصرخ بوجهه/و الله ما ترجع لك و انا راسي يشم الهواء، روح لبنت الحرام اللي تسري لها توالي الليل فالفنادق ..
رفع حاجبه وهو ينكر إتهامه/انت وش تقول؟ انهبلت!!
بعين الغضب/انهبلت هااه؟! قلتلك توكل يا نايف و اقصر الشر اختي ماهي ناقصه و لا طايح حظها علشان تقعد عندك و انت راعي سواد وجه
هجم عليه مجدداً وهو يضربه و يتبادلان الشتائم حتى تدخلت وهي تمنعهما بصوت صراخها/بسسسس!!
ابعدتهما عن بعضهما وهي تقف بينهما بعينيها اللامعه و نبرتها المرتجفه/يرحم والديكم خلاص
مسح عن وجهه ندبة دم على وجنته/انبسطت انها طلعت هااه، ادخلي
اتجهت لأخيها وهي تتفقد وجهه بأناملها بحرقه،لا يكفي ذلك النايف بجرحها بل حتى إذا أعز بشر تعرفه بعد أمها/فديتك يوجعك شيء؟!
نطق بقهر/بمووت إذا رجعتي معه فاهمه بموو...
اغلقت فمه وهي تقاطعه/كم مره اطلبك لا تقول هالكلام ..ادخل تكفى
تنهد تنفسه وهو يقبل رأسها/بسكت بس ينقلع هالأدمي
نطقت برجاء/طيب بس خلني شوي معه فيه كلام بخاطري يسمعه.
قرر الرضوخ لطلبها كما كان يفعل دائماً ولكن همس مجدداً/تذكريني يا شهد
هزت رأسها بالموافقه وهي صامته حتى ذهب، وهي تشعر بالإذلال بعد رؤية جروح أخيها تدمي وجهه من نايف، لتلتفت إليه بعد ذهاب أخيها/نعم يا نايف وش جديدك غير الوجع؟!
نطق بتساؤل/تتركين البيت بدون أذني و ماتردين على اتصالاتي!، و اجي ادورك يهاجمني اخوك!!
انتظرته حتى أنتهى من حديثه لتتكتف بيديها وترد بهدوءها/ليه أستأذن منك؟! ناسي انك تقول خلينا نعيش بدون مانتوقع الإهتمام ببعض؟! انا وافقت على شرطك على أساس تحترمني كزوجه قدام خلق الله لكنك ما وفيت. وتظن انك بكل مره بتنجو ومحد من الأهل راح يكشفك!!
حاول التبرير وهو يشك ان تركي اخبرها/شوفي تركي اكيد فهم غلط،صح انا رحت لأولينا الفندق بس ..
قاطعته فذلك الحديث يثير إشمئزازها وهو اعترف بنفسه/تركي أصلاً ما علمني بسالفة الفندق،..يعني انت تعترف انك ماوفيت بوعدك صح؟! ما احترمتني من وراي...اخوي كره يشوفني مستغفله، مع ذلك ما قال لي انك رايح فندق علشان تشوف وحده من وراي..ليش تلومه و تضربه؟! لأنه واجهك بالحقيقه؟!
نطق بضياع/شهد بغض النظر عن كل شيء مافهمه اخوك انا ابيك بحياتي، ماني مستعد اخسرك ابد و انا تو لقيتك...
نزلت دموعها وهي تحاول ان تمسحها و تكون قويه/صعب يا نايف، خلاص
استغرب/وشو اللي صعب؟! قرارك بيدك،
ردت بتعب/بأذنك سمعته، فراقك مرتبط بحياته ومماته.. وانا مابي اترك اخوي يموت قهر علشان واحد ما قدّرني مع أني تجاوزت عنه و غفرت و تنازلت له عن كل حقوقي بدون مقابل..!
لم يصدق ما يسمعه منها/يعني؟!
ابتلعت ريق الوجع وهي تحاول الوقوف بثبات أمامه/المعنى واضح هذا آخر مابيني و بينك طلقني.
أشار بالسبابه غاضباً/ماراح يلوي ذراعي اخوك فاهـ...
قاطعته بهدوء/انتهينا يا نايف ولا تنسى انها كانت رغبتك و ذليتني فيها كثير..خلاص جاك طلبك على طبق من ذهب ، انا جد تعبت من تلونك معي...تكفى روح عن وجهي خلاص طلقني وريحني من زواجنا الميت هذا.
لم يرد ولكن نظراته كان تحكي الكثير، لماذا ألقت كل ثقلها الموجع في هذه الليله ، الشموس و الآن شهد..ذلك ايس عدلاً..سيموت و لن يفهمه أحد !!
تركها و ذهب مستعجلاً صامتاً...،
نزلت دموعها التي تحاول مسحها كثيراً، لماذا يحدث معها ذلك لا تعرف!
"ليعلم الله أنني حاولت أن اتجاوز عثرات حظي به و لكن من الواضح ان سوء حظي أقوى من كل شيء، أو أنه مثلما قالت أمي بأن العلاقه حين تبدأ مع احد يجبرك على التنازل عن كل شيء من طرف واحد هي حياة فاشله من الأساس وغير قابله للحياة."
.
.
،
وقفت عند المدخل برفقة جوزاء وهي تنوي الخروج/من جديد ألف مبروك لمعاريسكم و الله يهنيهم،
جوزاء بسعاده/الله بارك فيك، بس بدري عالروحه
الشموس/معليه تعبت هذا حدي بالجلوس سلمي علي الوالده ماقدرت اودعها وسط رفيقاتها
ناظرتها بعين الشك/اها لا يكون حامل بس
بابتسامه/ايه
فرحت لها/ مبرووك و الله يتمم لك و يعينك
بخوف فهذه اول مره تصرّح لأحدهم بحملها، و لكن جوزاء ليست قريبه من عائلتها لا مانع من اخبارها/الله يبارك فيك
بسعاده/كنت حاسه بيّن من عيونك التعب مع ذلك جيتي الله يسعدك و الله انك فرحتيني و فرحتي سلطانه بجيتك، راح توترها و انبسطت هالليله ماتصدقين كيف كانت قبل تنزل و تجلس معك
ابتسمت براحه/ماعليك فيصل بينسيها التوتر و القلق، و ماراح يخليها تندم طول عمرها ان شاء الله
استغربت لتتحدث بعفويه/يا رب ، بس مو كنه تدافعين عنه و كأنك اخته!
بنفس إبتسامته تتذكر حديث والدها عن اعجابه به/اي واحد يمدحه ابوي الله يرحمه معناته كفو..ابوي ماعمره مدح احد كثر فيصل..عاد الله الله بسلطانه شوفيها لنا بكرا كيف
استغربت لتنطق بسؤال يحيرها منذ مده/دامكم تعرفون فيصل كفو ليه اختك ليال رفضته،ادري السالفه قديمه و مالها داعي تنذكر الليله بس من جد خليتي عندي فضول.
بهدوء ابتسامتها/محد يقدر يتحكم بالنصيب يا جوزاء ، كل منهم نصيبه ماكان عند الثاني..
ردت بإبتسامتها/من جد والله
.
،
.
رأت سيارة أدهم موجوده قد عاد باكراً الليله تجاهلت وجوده و طلبه للحديث معها ليست بمزاج يسمح لها بالجدالات العقيمه ، دخلت وهي ترى المنزل هادىء من الجيد ان الجميع نائم ومن ضمنهم طفلها..
تعرف أنها باتت تتركه مؤخراً ولكن ذلك خارج عن إرادتها، حملها هذه المره كان اثقل من حملها براكان و زادته ظروفها ثقلاً آخر يزيد رغبتها في الرحيل من هذا المنزل بكامله..
دخلت غرفتها مُرهقه و هي ترمي حقيبتها الصغيره و عبائتها على السرير و تجلس مرهقه بجانبها، لم تتوقع انها ستتأخر هناك..لتستلقي مكانها وتغمض عينيها في محاوله للبحث عن لحظة راحه بحثت عنها كثيراً..،
إبتسمت وهي تتذكر حديث عمها اليوم صباحاً وهي تقلّبه في رأسها،لا تعرف و لكنه فاجئها حقاً بما قاله لها..!
سمعت طرقاً خفيفاً على بابها بعد محاوله لفتحه..،توقعت أنه نايف أو ليال، هؤلاء الأثنين يثيران مراكز الأعصاب عندها..،
تجاهلت الطرق و لكنه متواصل لتتجه إلى الباب وهي تفتحه بنفاذ صبر/نعـ..
لم يسمح لها دفعها بخفه و دخل و أغلق الباب خلفه وهو يرفع حاجبه/ساعه اطق الباب!! ليه ما جيتي مثلما قلتلك؟؟
بلامبالاه/كيفي..مابي اجيك
أبتسم بخبث وهو يلتهم تفاصيلها مازالت بفستانها الضيق القصير ذو فتحة الصدر الواسعه ليطل عليه نحر كالمرآه..!
لاحظته يسترق النظر بطريقه لم تعجبها لترفع يدها وهي تحاول شد فستانها للأعلى في محاوله يائسه/خيرر!! خلاص اطلع بنزل لك هاللحين..
بابتسامته الخبيثه/شفيك؟ خايفه مني؟!
نطقت بضيق/ماني خايفه، قد ماني قرفانه منك.. ياليت تحس على دمك وتطلع.
إقترب وهي تتراجع/بطلع لكن انا محتاج ادردش معك الليله فتحمليني.
تراجعت حتى كادت تسقط ولكنها إستعادت توازنها بسرعه/ماني مضطره أتحملك.
تركها ليهدىء من نفسه و يذهب ليجلس على طرف سريرها وهو ينظر إليها بتأمل للحظات، و كأنها في خصام مع شعرها كلما جمعته جانباً تبعثر مع توترها، لا يعرف السحر الذي يغشاها حتى حين تكون ناقمه و غاضبه من كل شيء و كأن جزء منها خُلق من نار كلما غضبت إشتعلت و اشعلتني معها..!!
لا يعرف أنه بحضوره الليله هنا بدون عذر او قبول عذر ، حضور يجهز عليها و يقتلها، لا تحب حضوره و نظرات الرغبه تلك من عينيه وهو يشهر سيف القطيعه صراحةً بينهما!!
و كأنه يتعمد ان يُشعرها بأنه يستخدمها لقضاء حاجته فقط و من ثم رميها و المضي/قلت أني ماراح اصبر عنك وراح انزل لك تحت أدور حضنك الدافي، و لكن أشوف صار العكس ياأدهم!!
انتظر لحظه ليستوعبها ويستوعب الشوق لها الليله لم يستغرب ذكاءها في فهمه ،من الطبيعي ان تفهم نواياه/تأكدت من قسوتك بعد زعلك من أخوك..و تعجبت من قسوتك عليه.ليه ناويه تقصينه من كل شيء
بإبتسامه جانبيه/ترى أقدر أجاوبك بكرا..ماظن السالفه مستاهله مداهمه تالي الليل.
فتح زري ثوبه وهو يرتاح في جلسته على السرير ليرى حقيبتها التي كانت معها/أوكي دام ما ودك تجاوبين الليله..نتكلم بأي شيء..
رأته يأخذ حقيبتها و يفتحها و يتطفل على محتوياتها,لم تحتمل تصرفه الذي يثير جنونها, وتعرف مقصده/تدري شلون تاركه لك الغرفه..
لحق بها عند الباب ليمنعها من الخروج بإمساكها من خصرها ليلصق ظهرها بصدره و يثبتها وهو يهمس ويده المتلصصه تتحسس جسدها/سمعيني صوتك يلا!
نزفت دموعها المقهوره وهي تراه يهينها للمرة الثانيه و يستخدمها ككرسي إسترخاء يلقي عليه كل إرهاقه ثم يرحل/أقسم أنك بتندم ..أقسم يا أدهم
بيده المتلصصه التي إستقرت على بطنها بشكل عفوي ضغط بقوه وهو يلصقها به ويتذكر فيصل و حديثها السابق عنه و مساعدته الاخيره لها,نطق بصوت أشبه بالبحه/اشش و لا كلمه..
شعرت وأنا أنفاسها ستصعد وروحها ستفيض بين يديه الآن,حاولت نزع يده عن بطنها بيأس حتى صرخت وهو يغرقها بقبلاته/بطني يرحم والديك..
مازال يمسكها بعناد,قد كانت تذوب بلمسه منه و تبادره ما يفعل و لكنها الليله تثير جنونه بتمنعها ليغلق ثغرها بيده وهو يهمس/كل جسمك بيوجعك صدقيني
تفاجىء بدموعها الغزيره تبلل يده ليبعد يده عن ثغرها دموعها هذا لا تحتمل/لا تمثلين علي,,بتعرفين عقابك وش فيك؟
نطقت بصوت مبحوح من تعبها/احتمال هالمره أجيب لك حجر عثره بحياتك..
لم يفهم ما تقصده بالضبط ولكنه تذكر جملتها هذه/مافهمت!!
نطقت بدموع حاره/أنا حامل..
إبتسم لا شعورياً/أحلفي!!
نطقت بحقد/والله وأنا أم راكان ماتهنى فيه, وان تعاني مثلما أعاني.
لم يفهم مقصدها جيداً ولكنه الآن يعيش أحلى خبر ممكن يسمعه, قد تكون ساره/سوي بي للي تبين..
شعرت بالغثيان لتتمالك نفسها أمامه/ما راح أنتظر أذنك يا أدهم علشان أنتقم.. أنا ما أنام على وجعتي, وتذكر كلامي هذا زين, لا تقول أنها ما حذرتني..
كان جل إهتمامه بهذا الخبر الذي أمطرته به,أما أحاديثها الباقيه وتهديداتها ستنساها مع الوقت..لن تتعدى أحاديث غاضبه/من متى حامل؟ وليه ما بشرتيني من قبل؟
صدت عنه وهي تنوي تركه ولكنه مسكها مجدداً ولكن بلطفه المعهود ليعيدها أمامه/ان طلعت منك هالليله خالي وفاض بتلعنك الملائكه لين بكرا, و أنا مابيها تلعنك.. أقسم أني أعتذر عن كل شيء و من هالليله.
لا تصدق أنه بهذه البجاحه, لم يكن سيتحدث عن إعتذارات لولا أنها أخبرته بحملها, لتمد يدها لذقنه المرتب و تداعبه بإبتسامه تخفي وعيداً سرمدياً وتقترب من وجهه/و أنا أقسم أني لأدفعك ثمن هالليله.. و تذكر كلامي هذا زين
فرح بإقترابها ومبادرتها ليلف يده خلف ظهرها وهو يفتح سحاب فستانها و من ثم ليخرس وعيدها بإلتهام شفتيها...لولا أنها تبادله هذا الإقتراب لصدقها ووعيدها ولكنه تثبت بحرارة عناقها أنها لن تفي بوعيدها..!
,
.
.
ظلت جالسه تنتظره في جناحه ، تكاد تنهار من الإنتظار.. تأخر كثيراً أم ان جوزاء استعجلت حينما أدخلتها ..
ولكن الساعه الآن الواحده بعد منتصف الليل و ذهبوا ضيوفها القليلون الذين حضروا..منذ ثلاث ساعات !!
لا تعرف لماذا إزداد شعورها بالندم وهي تنتظره هكذا بلا فائده.. هذه رساله واضحه، لا يريدها..هذا ما فهمته..
قررت ان تقف و تذهب لغرفتها و ترسل له رساله تعذره فيها و تُعفيه من مشقة الإعتراف بحقيقة مشاعره الاي لا تريدها..،
فُتح الباب هذه اللحظه بهدوء وهي تراه يدخل و يغلق الباب بقفل المفتاح..أبتلعت ريق الخجل و هي تشعر ان وجهها يشتعل ، هي هكذا أمامه بكامل زينتها لأول مره..
رفع رأسه للتي تقف هنالك عند الأريكه ليراهاتكاد تكسر رقبتها وهي تنظر للأرض ليلقي تحيته بصوته المليء فخامه/السلام عليكم
بالكاد ردت عليه وهي تشعر بخطواته ناحيتها حتى وقف أمامها ليمد يده يصافحها ...لتصافحه وهي تطأطأ رأسها ليرفع وجهها بيده الاخرى حتى عانقت عينيها عينيه، شعرت أن أنفاسها تهرب منها لم تكن تعرف أنه بهذه الوسامه،
في الواقع لم تكن مولعه بالنظر لوجوه من ليسوا محارماً، كان أكثر وسامة مما تظن كان، لا تعرف إن كانت مواقفه الرجوليه هي من أكبرته في عينيها، أم أنه حقاً بالغ الوسامه!!
نطق بهدوء نبرته المعهوده/ما شاء الله، لا قوة إلا بالله..
عادت لتصد مجدداً، وتسحب اناملها من يده ،تشعر أنه فقط ملزم ان يجاملها و هو يُظهر إنبهاره..إمرأه مثلها تشبعت كذباً وخذلاناً..و لم تعد تصدق و لم يعد يبهرها المديح..
تبدو متوجسه و خائفه، لا يلومها أبداً/أنا آسف تأخرت بالمجلس كان فيه خوي لي ما وصل إلا متأخر من الدمام و اضطريت اقعد معه و اضيفه تخبرين يعني صعبه الرجال يترك ضيوفه،لذلك أعذريني هالليله
لم تصدق أنه يعتذر عن تأخره من أول ليله!!، لم يكن سيء الذكر يعتذر عن أي ذنب يقترفه حتى خياناته المجلجله، إلتفتت إليه غير مصدقه !!
إبتسم مجدد وهو يستأذنها يريد فقط سماع صوتها بعد رؤية وجهها/هاه بتسامحيني و بتخليني اجلس بالغرفه او بتطرديني؟!
نطقت اخيراً/ماكنت و لاعشت علشان اطردك يا فيصل.
عاد ليمسك بطرف اناملها مجدداً وهو يجرها للحديث/لا يا سلطانه البيت بيتك انتي انا الضيف هنا و انتي المعزبه، إن ماجاز لك الوضع لا تسكتين على فيصل
عاتبيه و ذكريه بالله..
أحمرت عينيها من جموع الملح التي انهمرت اخيراً ، و كأن فيصل هو الرضا من الله و هو حسن الثواب!!، اختنقت بعبرتها ..
لم يحتمل إنهيارها هكذا أمامه كان موقفاً صعباً، لم يعرف كيف يتصرف ليوقف دموعها، قرّبها إليه وهو يسألها بإلحاح فهذه الليله ستكون مفصليه/ان كانت دموع خوف قولي لي يا سلطانه والله معاد ادخل هالغرفه ثانيه و لا أأذيك و تبقين زوجه معززه مكرمه ببيتك مع بنتك
لم تستطيع الرد فبكاءها يخنقها حقاً، إستغلت إقتراب صدره الذي تراه أمامها لتعانقه فقط...
فهم ما تعنيه بذلك و وصل ما يريده منها، الآن إرتاح تماماً أنها ليست فقط مضطرة للزواج منه...،
الآن فقط شعر انه قام بواجبه و جمع عائلته ، و استطاع ان يحل أزمة زواجه من أرملة أخيه الأزمه التي أخذت من وقته الكثير.. وإن داس على قلبه و أحلامه التي رسمها مع إحداهن..!
خُيّل له أن ليال بين يديه الآن و ترتمي بحضنه، لم يستطيع ان يقاوم تلك الفكره، ليداهم سلطانه بسلسلة قبلات كادت تفقدها عقلها...حتى إقترب من شفتيها ليفيق على وجه سلطانه، ابتلع ريق الخوف من تصرفه قبل قليلا بلا وعي منه، هل أخطأ بحقها بدون قصد؟!
لا يعرف فقط تركها وهو يستأذن وهو على عجله من أمره/عن اذنك شوي فيه شيء نسيته تحت...
رأته يتركها فجأه و يخرج مسرعاً وكأنه مقروص!!!
لم تعلّق داخلها ، بالتأكيد نسي شيء يخصه تحت.. قررت تغيير فستانها وهي تبتسم لما آلت إليه الأمور..
إرتاحت كثيرا. بعد الذي حدث،، ...
.
,
.
إستيقظت باكراً وهي تشعر بغثيانها يزداد ولم تجده بجوارها..عرفت أنه تركها بعدما أنهى ما كان تأمره به غريزته ليخرج من غرفتها..
ذهبت لتنتهي من حمامها الصباحي لتتصل بخادمتها وهي تأمرها/جوري..جهزي شنطة راكان وملابسه و كل أغراضه...و لا تقولين لأحد.أوكي
علبى الطرف الآخر بإمتثال/اوكي مدام..
إتجهت لجهازها المحمول وهي تُلقي منشفت شعرها جانباً, هنالك أمور مهمه عليها أن تقوم بها قبل سفرها..
..إتصلت بنوره و توكلها بالعمل بحجة التعب..ثم أغلقت الهاتف...
أبعدت شعرها المبلول وهي تكمل عملها بشكل سريع..
كل شيء يجب أن يتم قبل عودته من العمل و قبل أن ينتشر خبر حملها بين العائله..وهي تقسم أنه سيدفع ثمن عذاباتها و لامبالاته بها..
إبتسمت بخبث وهي تنتهي من عملها بشكل سريع..وتحوَل أموالها لحساب إحتياطي..أنشأته منذ مده وبدأت بتحويل الأموال إليه لفترات....
تلقت إتصالاً منه لتخاف أن يكون عاد باكراً من عمله ,,ردت بقلق لتتحسس أخباره فقط/ألوه
على الطرف الآخر/صباح الخير
خافت فنبرته مرتاحه/صباح النور
بسعاده/للحين بغرفتك أجيك؟ و الا نزلتي؟
ابتلعت ريق الذعر لو كان عاد حقاً/أنت هنا؟
ضحك/وش فيك خايفه؟..و الله ما اجيك متسلل زي البارح تطمني...أنا للحين بالعمل
ارتاحت/طيب وش بغيت؟..
براحه/حجزت لنا سفره و بتكون استرخائيه يحبها قبلك..لنا اربعتنا انا وانتي و راكان و ساره ان شاء الله.. و موعدها بكرا تجهزي يا قلبي طيب؟
بمسايره/الله يديم الرضا..
نطق بشيء كان يصعب عليه الإعتراف به أمام عينيها الناريتين/تدرين يالشموس؟.. قلبي معك..أنا طلعت من اجتماع ماكملته علشان بس اسمع صوتك..
نزلت دموعها بحسره, كما قيل قديماً " البِر لا ينفع حين تبدأ الحرب"../ناقص تقول تحبني
بلا تردد/والله أني احبك..
ضحكت بسخريه وسط دموعها,تأخر كثيراً في الإعتراف بها..حتى فقدت بريقها.. وتبدلت لذّتها بعلقم لا يُمكن إبتلاعه..ما حدث البارحه كان القشه التي قصمت ظهر صبرها..
أنهت المكالمه وهي تقف لتنتهي لبسها و شعرها..هي دقائق ثم إتصلت بجوري لتأتي تأخذ حقيبتها و تخرج...بهذا توقيت لا أحد سينتبه...
لم ترتاح و تشعر أنها بأمان حتى ركبت سيارتها مع سائقها منطلقه بعيداً عن ذلك المنزل...,هذه المره ليشتعل أدهم ..الجميع يستغنون عنها فلماذا تفكر بهم الآن كفاها تفكير بإخوتها..قالتها ليال صراحه..هي حشريه وفاشله في إستمالة زوجها, وأثبت ذلك لها البارحه لم يتحدث عن الغفران حتى عرف بحملها, تعرف جيداً أنه فقط يخاف على طفله وليس على مشاعرها, هل يظنها بنت؟,,تمنت من الله أن لا يرزقها منه بالبنات أبداً..بل إن كان ما ينمو في أحشائها بنت ستقتلها..!!!
.
,
.
في ممرات المشفى تتجه ناحية حضانة الأطفال بصحبة دييغو الذي يحذرها من أن تفشل مهمتها في الحصول على أحد الطفلين..
تركها تتجه ناحية الحضانه وهو يراقبها من بعيد.كانت تلبس عبائة و طرحه, قررت البحث عن الممرضه التي تعرفت عليها تلك المره...
إبتسمت وهي تراها تقترب..من الحضانه لتلتحق بها ...
أحياناً نهرب لنعيش ضياعنا بعيداً عمن نحبهم ليكون أقل قسوه علينا من الضياع و نحن بينهم..!
.
،
.
دخلت ام قاسي بصحبة الممرضه، منذ اسبوع لم تزور الاطفال،الشوق بلغ مبلغه، انتبهت للسرير الفارغ فهو في الطرف إلتفتت للممرضه وهي تكتم صرختها/وين الولد؟!!
خافت وهي تلتفت لترى خروج الممرضه الأخرى من الغرفه الجانبيه/بيبي معي
اتجهت ناحيتها وهي تكفكف دموعها المرعوبه/بسم الله عليك يمه .
دخلت في هذه الاثناء ام رواد بصحبة نيفادا التي رأت دموعها و خافت/خالتي وش فيه ولدي؟!
تجاهلت ما ارعبها قبل قليل، ليس من الجيد ان ترتعب وهي نفساء/مافي شيء بس اشتقت لهم من اسبوع ماجيتهم بعد قلبي
ابتسمت وهي تتجه لطفلها الذي بات افضل من ذي قبل/تحسنوا صح؟!
ام رواد/اي الحمدلله قااايله لكم بطلعهم قبل يتمون شهرين هنا..الله عطاهم اسبوعين بس و بعدها بجي أنا و أم قاسي و بناخذهم، شقلتي ام قاسي؟!
فرحت من قلبها/وش اقول فير الله يبلغني فيهم هالصغيرين و اشوفهم يركضون بصحتهم وعافيتهم..
كلاهما بصوت هامس/اميين.
.
،
تلك ابتعدت مستعجله وعادت حيث يقف دييغو لم تستطيع ان تتحدث تعرف انه سيحرقها غضباً..،
تحدث اخيراً بالأسبانيه/دوندي إيست إلبيبي؟!!
ردت بتوتر وهي تلتفت/نو بوودي،فاموس دييغو
فهم ان هنالك ماعرقل العمليه ليخرجان وهو يفكر بيوم آخر ولكن يجب ان يستعجلون.. فيزة الزياره ستنتهي..!
.
،
.
وصل المنزل وهو يحمل اكياس من الهدايا، الجميع في المنزل له نصيب.. إكتفى من الأسى ولم يعد يريد ان يلامس دوائر الماضي الموجع أبداً ..
دخل وهو يرى والده وحيداً ومعه احداهن رفعت شالها بمجرد ان سمعت صوته ينادي راكان../السلام عليكم ..
فرح بإبتسامته/وعليكم السلام
ردت ليال/وعليكم السلام..
جلس وهو يدير ناظريه/كيفكم كيفك ليال؟!
ليال وهي تقف محرجه تريد الذهاب/بخير الحمدلله، عن اذنكم بروح ادور ركون و ارسله لكم، من الصبح عند أمه ،حتى هي ما طلعت من جناحها
الشايب/اي والله ماهي من عوايد راكان، دايما يصبح علي هنا و يحوس حولي.
نطق بحماس/اي والله هاتيه.
ذهبت وهو يلتفت لوالده و يمد له علبة كبيره مغلقه بمخمل اسود و شرائط مذهبه/سم يبه هذي الهديه من ولدك
اخذها وهو يتسائل ما بداخلها/العيد مابعد جاء وش مناسبتها
بإبتسامه تزين ملامحه/ولد ومهدي أبوه مايبي لها مناسبه يالغالي، يلا افتحها وشوفها، أخاف ماتعجبك
فتحها بهدوءه ليجدها "بشت أبيض"/ما شاء الله بشت حساوي ! ماقصرت يا ولدي.
فرح انه أعحبه/تستاهل، يزهاك البشت يبه.
لحظات لتطرق الباب وتدخل بعدما ذهب أدهم لفتحه/ارررحبي يا هوازن ،وش هاليوم المبروك هذا
قبّلت جبينه وهي تبتسم/تبقى لي يا أدهم
فرح برؤية الغائبه منذ مده/التراحيب كلها راحت علي اجل!!
حمل أدهم طفلها منها و اتجها إليه ليجلسان لدقيقتين حتى وصلته رساله في هاتفه الموضوع على الطاوله أمامه ، لمح إسمها الذي يلقبها به "العاتي" فتح الرساله ليصفعه ما قرأه فيها، لم يصدق وهو يسمع صوت ليال خلف الباب و تخبره/أدهم الشموس ماهي موجوده،يمكن أخذت راكان علشان التطعيم حقت السنه !
عاد ليقرأ الرساله القصيره مجدداً وهو يفرد طرف شماغه ثم ينسفه مجدداً[أنا سبق و حلفت لك و قلتلك انك بتدفع الثمن غالي و بتعاني مثلما أنا عانيت، تركت لك البيت و طلعت، لا تتعب نفسك و تسأل بالمطارات أنا هنا بالسعوديه ما هاجرت، و برضو لا تتعب و تتصل و تسأل سيف، لأنه ماراح دوامه اليوم وسيارته مبنشره و قزازها معطوب~،ولدي معي و اللي ببطني عليك منه سلام، ما راح اقول انك ماراح تشوفني، لا راح تشوفني ان شاء الله بس ماهو هاللحين ،راح أرجع بمزاجي مثلما رحت بمزاجي, و ان رجعت بمزاجي ساعتها بيكون كل شيء منتهي..."أنا ماني كرسي إنتظار يا أدهم"]
شعر أنه ينهار الآن، كيف سيتعامل مع هروبها الواضح أمام الجميع!!!
شعر ببرودة يديه و هو يحاول الوقوف،
استغربت هوازن تصرفه/أدهم شفيك حبيبي
رد بعد ثواني/العمال متصلين علي من المعرض فيه مشكله بروح اشوف..سلام
لم تصدق ليال ما سمعته منه، نبرة صوته تعكس توتراً ملحوظاً،هنالك شيء ضبابي يحدث!!!
لم يعلّق والد أدهم فقط هز رأسه بخيبه، إبنه يغرق بمشاكله مع زوجته...وذلك واضح للعيان.
.
.
،
ركب سيارته وهو يحاول ان يتصل بها مراراً و لكن هاتفها خارج الخدمه..!!!
تذكر حديث وعيدها ليلة البارحه الذي ظنه مجرد "فشّة خلق" سيمحيها عناق منه!!
فتح أزرار ثوبه العلويه وهو يحاول ان يتنفس، كيف سيواجه عائلته و شالناس وزوجته هاريه منه؟!
بل كيف سيستردها قبل فوات الآوان لن يستطيع ان يبات ليلته دون ان يجدها،
إنطلق بسيارته لا يدري إلى أين و لكن سيبحث عنها في أي مكان يتوقعه،
راوده شك ان يبدأ بالمزرعه ..ليذهب إليها.
.
،
.
في طريق العوده،
تفكر كيف تطلب من السائق ان يذهب بها لمستشفى الحرس الوطني لزيارة قاسي، ذلك صعب بوجود أمه ، هي محرجه و بطنها بدأ يؤلمها قليلاً..،
لاحظتها ام رواد شارده وسط احاديثهن لتسألها/شكل منتي منتبهه معنا يانيفو!!
حاولت التركيز معها/شوي يعني،
ام قاسي بسعاده/امس زرت قاسي و اموره الحمدلله طيبه ووعدني انه كلها اسبوع او اثنين و يطلع، و بناخذ الصغار لبيت ابوهم عااد ترى ماالك قعده عند اهلك سمعتي يام سلمان؟!
ام رواد/مثلما تبين، بالاول نشوف صحتهم كيف لازم رعايتهم
تنهدت وهي تتوق لأخذ اطفالها و الراحه بعد كل ذلك العناء/ودي ارجع بيتي يا خاله بس اخلص الاربعين و الخمسين حتى، عمليتي توجعني هالأيام.
رحمتها،لم تسمعها يوماً بهذه النبره الموجوعه، هي يافعه جداً على كل هذا/الله يشفي جرحك و ترجعين مثل قبل غزال.
ام رواد/امين يا رب..عاد يام قاسي هي ماراح تربي اثنين لحالها واحد منهم بيصير مسؤليتك ترى، نيفادا وراها دراسه
فرحت بالفكره ان يكون لها طفل ترعاه بعد هذا العمر، سيكون للعمر قيمه و للأيام طعم/كلهم عيني والله ما اعز من الولد إلا ولد الولد.
خافت كثيراً من ان تتحكم ام قاسي بتربية اطفالها و تحرمها الإستقلال و الخصوصيه و لكن لم تعلّق على موضوع الاطفال الآن مازال الوقت مبكراً جداً...
.
.
،
في مكتبه منذ الصباح، يباشر عمله المعتاد و يشعر أن شيئاً ما يكاد يسحب أنفاسه ببطىء،..
وصلت رسالةً نصيّه على هاتفه من تركي ليقرأها غاضباً[طلّق اختي بالطيب و الوجه من الوجه أبيض،هذا انت سمعتها منها]
مسح على وجهه بغضبٍ عارم جعله ينسى كل شيء حتى تلك السياره التي تراقب منزله وتتبعها مع تركي!!
إتصل بها بدون تردد وهو يحاول ان يتحدث إليها ولكنها لم ترد و كأنها تحتقره بعدم الرد على إتصالاته،فقط لو أنها لم تطلب الطلاق ذلك الطلب الذي لم يظن أنه سيبعثر أوراقه!!
،
.
،
لاحظتها تغلق هاتفها مع كل نغمة رنين وتستمر في حديثها معها، لتسأل بفضول/انتي وراك تقفلين الخط كلما رن؟!!
بهدوء/واحد مزعجني،
استغربت/قولي لأخوك يتصرف او عالاقل سوي له حظر.
بمحاوله منها لرؤية ما تكتبه/مصيره يزهق و يوقف اتصال من نفسه،.يمه وريني اللي كتبتيه اشوف
منعتها وهي تغلق اللابتوب/لااا ياويلك مابعد انتهيت منها
كتمت ضحكتها/يممه ترى بس بقرأ
بإصرار/ولو ما احب احد يقرأ مسوداتي قبل نشرها..هذا شيء خاص جداً و حساس بالنسبه لي
سكتت مستغربه/من جدك يمه؟!
سمعوا صوت الباب يُفتح،ليرون صالح يدخل بصندوق متوسط الحجم يحمله بين يديه/السلام عليكم
بابتسامتها/وعليكم السلام راجع بدري اليوم وش هالرضا
وضع الصندوق على الطاوله ليفتحه ويخرج مافيه و يريها ما يحتويه/سمي يا احلى كاتبه..
لم تصدق وهي ترى أسم روايتها موقّع بإسمها، بغلاف جميل/روايتي!!!
صالح/هذي النسخ وصلتني لمكتبي كهديه لك من الشموس و انا اللي اقدمها..طبعاً هي طبعت منها 200الف نسخه بشكل أولي..
قفزت لعمها وهي تفتح الصندوق و تأخذ نسخه لها لتنطق أسم الروايه بحماس/إمرأة في الظل..! للكاتبه هند عبدالعزيز المناع...واااو يممه اخيراً راح أقرأ لك!!
شعرت بالخجل و الخوف نوعاً ما، سيقرأها الجميع الآن زوجها و أبناءها و الأقارب!
و ما زالت لم تصدق..،رفعت ناظريها لصالح الذي يقف مبتسماً بلطف بشكل يضفي السعاده على قلبها..
اخذت الكتاب وهي ترى رحلت نظراتهما تبدأ الآن/بروح اجهز لي كاسة شاي و اقرأ ..اخليكم انتم مع القهوه..
انتظرها حتى ذهبت ليتجه إليها ويجلس بجانبها/مبروك يا قلبي..
نطقت بسعاده/الله يبارك فيك..وش رايك انت؟!
امسك بأناملها/بالنسبه لي فرحان اني شاركتك فرحة أول إصداراتك، وواثق بنجاحك من قبل أقرأ
إلتفتت إليه برجاء/بس لازم تقرأه..
بإبتسامته الهادئه/إهداء الكتاب لي ،اكيد بقرأه
تذكرت ذلك اليوم حينما جعلتها الشموس تكتب إهداءاً "محتملاً" لأول إصداراتها..
شد على أناملها/اقرأي لي الإهداء بصوتك، ودي أسمعه منك .
ابتلعت ريق إرتباكها وهي ترى إصراره لتفتح الكتاب على صفحة الإهداء ،لم تصدق أنها كتبت ذلك حينها/هذه الروايه إهداء إلى الحُب الذي أنضجته سنوات إنتظاري."صالح".
إنتظرها حتى إلتفتت بعينيها اللامعه لينطق بحب/والله أنك أحلى من كتب.
إبتسمت بعفويه ولكنها أجابا بقلق طبيعي/لا تلبسني الغرور، ترى مابعد تلقيت ردود أفعال القراء، أخاف ترفعني انت للسماء و الواقع يرميني القاع.
قبّل يدها التي يمسك أناملها/طبيعي الخوف، بدال ما نخليه يعطلنا خلينا نعتبره دافع لتقديم الأفضل، يلا استعدي لمهرجان الكتاب الأسبوع الجاي و راح تُنشر روايتك فيه لأول مره..من هاللحين استعدي للشهره
فرحت بحديثه، و حسدت نفسها على ما آلت إليه حياتها، تلونت و بات لها طعم و لون و رائحه..زواجها الأول ما كان سوى سقطه ونهضت منها و نسيتها تماماً بكل آلآمها و مآسيها..كل ذلك إنمحى بدخول هذا الرجل إلى حياتها..،من قال أننا لسنا بحاجة بعضنا البعض، سيبقى الإنسان مكملاً لشريكه الإنسان حتى يرث الله الأرض ومن عليها..الحياة مُرة بلا شريك يساندك و يقف بجانبك و تدعمه ، تفرح له و يفرح لك .
.
،
.
الساعه الآن الواحده بعد منتصف الليل الذي بدا طويلاً عليها..!
وهي تقف على شرفة غرفتها المظلمه تحت أضواء حديقة القصر المتمرده على جدرانه..
أغلقت هاتفها من وليد وهي تتبسم وتتذكر حديثه المتازح ومواقفه اليوميه.. و لكن سرعان ما اختفت إبتسامتها وهي ترى قدوم أدهم و جلوسه لدقيقه بسيارته و من ثم أنزّل شماغه على كتفه و يفتح كل أزرة ثوبه ليجلس محبطاً على الممر، كان شكله بائساً و يدعو للشفقه,لا ينبغي لرجل مثله أن يكون بحالته هذه,لطالما عرفته رسمياً و غامضاً, وهاهو اليوم يتكشف حاله بعد غياب أختها الغريب في هكذا توقيت!
من الواضح أن الأمر بينهما وصل لمرحلة الإنفجار..الشموس كتمت غضبها من الكل و لم تفضفض لأحد، حتى مشكلتها مع أدهم لم تتحدث عن اسبابها لها، شخصيه صعبه جداً , و تدّعي الصمود بشكل جعلها تنفجر مرةً واحده و ترحل بهذه الطريقه الجنونيه المتهوره!
تسائلت مراراً كيف لشخصية كتومة مثلها أن تستمر في الحياة؟!
دورة المشاعر في حياة الإنسان يجب أن تأخذ حقها من قلبه وجسده، السعاده و الحزن والغضب، الإحباط ..وغيرها من الإنفعالات يمر بها كل إنسان و يجب عليه ان يتعايش معها لا أن يكبتها و يتجاهلها ظاهرياً وهو يحترق وحده و يموت داخله!
تماماً كالذي فعلته الشموس كبتت كثيراً ظناً منها أن إظهارها لعواطفها التي تعصف بها سيؤثر على مكانة شخصيتها القويه و القياديه!!
...حسناً الغريب جداً هو صبر أدهم على شخصيتها التي تقود ولا تُقاد..!
لن يصبر عليها سوى عاشق ولكنها لم تفهمه أو أنها تفهمه و لا يسير الأمر على ما يرام..
سمعت طرقات باب خفيفه على غرفتها..استغربت و لكن ظنته وسام ، ولكن وسام يفتح الباب بعد طرقه واحده/الباب مفتوح
دخلت بمشيتها المتعبه/الحمدلله انك مانمتي
استغربت نبرتها وهي تتجه إليها و تمسك بيدها/خير نيفو يا قلبي شفيك؟!
لم ترد حتى جلست على طرف السرير وهي خائفه/شفت كابوس خوفني ماقدرت أنام لحالي.
ابتسمت لها وهي تجلس بجانبها و تجمع خصلات شعرها البني مجدداً و تعيد ترتيبه في ربطته/بسم الله عليك..افهم انك تبين تنامين عندي؟!
هزت رأسها بالإيجاب/مايبي لها سؤال، للوش قسم بالله مرعوبه.
اقتربت منها وعانقتها لتشعر برجفت اضلاعها/بسم الله عليك، اي والله من جد ! تعاالي نامي خليني أغطيك باللحاف، مايصير ترجفين انتي.
بسرعه دخلت في فراشها و غطتها جيداً.. و نامت بجانبها، تفاجئت ليال باقتراب اختها و نومها على كتفها وتشبثها بيدها! ابتسمت وهي تتركها ترتاح، لا تعرف كم أحزنها موضوعها، تحملت جزءاً كبيراً بعمر صغير، حتى زواجها لم تكن راضيه عنه تمام الرضا مازالت طفله على كل هذا،
الجيد في الموضوع ان زوجها رجل عاقل لكن ماذا لو كان العكس؟!
بالتأكيد نيفادا طيبة القلب ونقيه جداً ليمنحها الله زوجاً يتفهم طيش عمرها و يستطيع بذلك التعامل معه، أم أنهما رُزقا حب بعضهما، فالحب رزق ومن أطيب الأرزاق التي يمنحها الله لبعض القلوب بسخاء.
,
,
,
إستيقظت باكراً وهي تشعر أنها تحمل طاقة نشاط جباره، رغم صعوبة الأمس!
‏ لا يهم هل كان تصرفها صحيحاً أم لا ، كانت واضحه منذ البدايه معه و تنازلت كثيراً و أكثر مما يجب،
نعم تصرفت بقسوتها المفرطه و لكن هذه هي هذه شخصيتها التي لا تستطيع عنها تبديلاً ...لم يعد يعجبها الوضع الذي جعلهم فيه بتعنته معها رغم عشقها و حبها له ، لكنه ماطل كثيراً ،بينما هي لم تماطل لتغفر له!!
، لو كان يعرفها حقاً لعرف كيف أنه تمكّن من قلبها بشكل لم يسبقه عليه أحد و لكنه أخذته العزّة بالشدّه معها للحصول عليها بدون أي غفران واعتراف بهزيمه!!، هكذا مثل طفل يعبث بالأشياء الثمينه غير آبه بقيمتها، فقط يلقي كل ما هو غالٍ تتمكن منه يديه على الأرض، فيظل هكذا خاسراً للأبد!
لم تكن يوماً تحبذ الهرب حتى كثرت بقلبها ندوبه ، لذلك فالطريقه الوحيده الموجعه له ستكون هجره بلا سابق إنذار..
ان تجعله يعجز أمام أهلها حين يسألونه أين هي؟!متى ستعود؟..لماذا الآن؟!
لابأس من تركه في دائرة خاويه من الوقت تجعله حزيناً كما كان قبلها..فالحزن يغسل القلب و الهجر يمحّص المشاعر الحقيقيه من الزائفه..!
،
،
إطمأنت لنوم طفلها في مكانه و خرجت تتفقد المنزل و ما ينقصه.
وصلت البارحه مرهقه ونامت،لم تتفقده كله،
بيت طرازه قديم جداً رغم ان جدرانه تبدو مطليه حديثاً ..
مرت على غرف النوم الأربعه توقفت عند إحداها كثيراً أثاثها قديم ولكنه محتفظ برونقه..لا بأس ستبدأ تأثيث المكان بما يتناسب مع ما تراه مريحاً لها، فهي لا تعلم كم من الوقت ستبقى هنا..
خرجت لساحة المنزل الصغيره جداً بالنسبه لساحات قصرها ...هنالك اماكن تسمح بوضع أحواض زراعيه و أرجوحه لها ولطفلها..و طاوله صغيره،أفكار كثيره تشغلها حول هذا المنزل الجديد ..
رن جرس الباب وهي تنظر لساعتها من سيأتيها الآن؟! رن هاتفها ذو الرقم الجديد لترد/الوه..هلا أم سيّار..طيب هاللحين افتح لك..
تفاجأت وهي تفتح الباب بدخول الجاره التي تعرفت عليها بالطريق البارحه بصحون الفطور وحافظات الأكل/ما شاء الله يا خاله وشوله تكلفين على نفسك و تجيبين فطور؟!
ابتسمت لها وهي ترفع برقعها وتأمر خادمتها بإدخال الأكل وترتيب السفره/هذا واجب يا بنتي و ادرري ان البيت هاللحين فااضي
فرحت ببساطتها وهي تدخل معها و ترتب معها السفره ..
جلست السيده الخمسينيه لربما كان هذا عمرها أو أكبر تبدو بصحه جيده, جلست على طرف السفره الاخر وهي تتأملها بإبتسامه يشوبها الشيء الكثير/ما تخيلين فرحتي يا بنتي من دريت ان نزل عندنا جيران مستأجرين جدد، مبطين عن الونس و انا عيالي تزوجوا وما بقى لي غير فواز اخر العنقود يدرس بالثانويه ..
بادلتها الإبتسامه/الله يحفظه لك..دام كذا مريني كل يوم يا خاله و خلينا نونس بعض.
استغربت/لااا بس زوجك اخاف يتضايق من كثر ما اسير عليكم كل يوم
كتمت ضحكتها/لا ما عليك زوجي يشتغل بالرياض و ماهو فاضي لنا دايم.
إبتسمت بسعاده/دام كذا ما راح تستاحشين و انا جارتك،
بادلتها بابتسامه صغيره ثم بدأت إفطارها معها، كمية من البساطه لم تعشها من قبل، الحياه هنا أقل ضوضاء و اكثر راحه/خالتي ممكن اطلب منك طلب؟!
إلتفتت إليه بترحيب/سَمّي؟
تذكرت ما يجب ان تقوم به في المنزل/ابيك العصر تمريني انتي وفواز ونروح السوق، عساك فاضيه؟!
بإبتسامه/ووش مشغلني؟! ماعندي إلا الفراغ اللي طفشني من نقلت جارتي و سكنوا مكانها ناس ماودهم يختلطون بأحد، تركتهم وش ابي بعربان مايبون أحد!
استغربت حديثها المسهب عن الوحده/بناتك مافيهم اللي ساكنه قريب منك؟!
تنهدت بألم/كان عندي بنت رفضت تزوج و شالت هم ابوها لين مات بين يديها بفراش المرض، بعدها عليها تزوج كانت الكبيره واخذت واحد معدد وشرطت عليه تسكن عندي حملت و جابت ولد وماتت وهي تولده ظلت حسره بقلبي وندامه ،عقب ما كبروا عيالي و تزوجوا اكلتني الوحده صدق اللي ماعندها بنيات يونسونها ما خلّفت. وظل عندي ولد بنتي فواز اللي تشوفينه معي.
حاولت تخفيف حزنها بعدما إستثارته من دون قصد/الله يرحمها و يصبرك، يعني يا خاله ندمتي عالأولاد؟!
ابتسمت بشكل محزن على فقدها العظيم/لا حشى ماندمت على رزق ربي لكن مثلما يقولون "الولد ولدي لين يتزوج، أما البنت بنتي لين أموت" هذي حقيقه رغم ان عيالي ما يقصرون لكن مهما كان ماتكتمل الأمومه و لا الأبوّه بدون البنت.
حتى لو ربي رزقهم دستة أولاد وهذا من تجربتي.
تعجبت وهي تسمع عن وحدتها الموحشه وتتذكر أدهم ووالدته/ماهو كل الأولاد جافين وينسون أمهاتهم ، أعرف لك واحد من وهو طفل يزور قبر أمه كل اسبوع ولو بيده نام عند قبرها و مره من المرات أخذ زوجته للمقبره علشان يبشر أمه بمولوده اللي بالطريق!
دمعت عينيها وهي تسمع ما قالته/ما شاء الله هذا وينه فيه؟! عسى الله يرزقه بركة دعاء امه طول عمره،اللي مثله قليلين يا بنتي و مانسمع عنهم إلا بقصص الأولين
نطقت بحنين وهي تتذكر زيارته لقبرها وهي معه،كان يبكي بصمت وحينما حدثها عن والدته نزلت دموعه بلا تردد/لا والله شوف عيني محد قال لي.. مازال يبكي لا تذكرها و مازال يتمنى يرزقه ربي بنت و يسميها على أمه دعواتك له يا خاله
رفعت كفيها للسماء/الله يرزقه بالبنيه اللي يسميها على أمه و يبرد خاطره فيها دامه رضي والدين يا رب أمين.
فرحت بدعوتها رغم حمم غضبها البارحه، إلا أنها اليوم تُشفق عليه كلما تخيلت صدمته بعد هجرها له تضيق رئتيها بأنفاسها رغماً عنها..!
هي تعلم تماماً أنها تخنق نفسها بنفسها بإبتعادها عنه و لكن الكرامه لا حياة بدونها.
،
.
،
فتحت عينيها وهي ماتزالت مستلقيه في مكانها من السرير ،إستفاقت متأخره لم تتوقع انها ستنام براحه هكذا لدرجة أنها لم تشعر بأي إزعاج أو منغص، كانت نومه للتاريخ لن تنساها،
قررت النهوض لتعرف كم الساعة الآن لتراه ينام بجانبها!!
لم تصدق!! ظنت انها للحظه تحلم، هي انتظرته يعود ولكنها نامت مجهده رغماً عنها!
متى عاد يا تُرى؟! و لم يزعجها..ظلت تتأمله قليلاً وهي تراه يغرق في نومه ، لا تستطيع إيقاف ما يدور في رأسها من افكار الآن ..،متسائله عن كمية الراحه و الهدوء الغامض المصاحب لهذا الرجل!
تجاهلت افكارها وخوفها، الخوف الذي ينتابها من أي حدث يعقب الهدوء المفاجىء لحياتها، لطالما كانت سيئة حظ في كل شيء ، منذ تعثر خطبتها من ابن خالتها البائس و من ثم الزواج من ماجد الذي لم يقصّر معها بأصناف العذاب،...
نزلت بهدوء وهي تحسب خطواتها لتذهب لدورة المياه..و هي تتأهب كعروس في صباحها الأول مع زوجها..
.
،
إستيقظ على صوت إغلاق الباب وهو مازال في مكانه يوهمها أنه مازال نائماً ليراقب تحركات تلك الأنثى الغريبه التي تتجول في جناحه لأول مره، بفستانها الزهري القصير و شعرها المسدول بطريقه طبيعيه ..
هاهي ترتب الفطور على الطاوله الصغيره بكامل اناقتها البسيطه و الجميله بنفس الوقت..،انتهت ليغمض عينيه وهو يراها تتجه ناحيته مبتسمه،ماهذا الرضا يا الله؟!
إقتربت منه وهي تحاول بطريقه لإيقاظه، شعرت بغبائها وهي تقف هكذا و تطيل التفكير لتنطق أخيراً/فيصل،...فيصل!
لم يرد عليها متعمداً لتقترب اكثر منه، !!
ترددت في البدايه ولكنها إقتربت لتمد يدها لكتفه و عضده وهي تهمس/فيصل
تحرك و فتح عينيه ليعتدل جالساً وهو يراها أمامه تماماً تقف بإرتباك واضح ليبتسم لإراحتها/صباح الخير
بإبتسامة خجوله/صباح النور
جعل ينظر إليها عن كثب، وهي تتهرب بنظرات عينيها عن مواجهته،كم هو جميل هذا الخجل الأنثوي المحمود/البارح رجعت الغرفه لقيتك نايمه وانتي جالسه عالكنبه، شكلي تأخرت عليك، كيف اصبحتي اليوم؟،
نطقت بعتاب مبطن/جلست انتظرك توقعت انها دقايق و ترجع بس انك تأخرت و الظاهر نمت مكاني وانا انتظرك.
فهم مقصدها وهو يقف وتختفي إبتسامته الصغيره حتى اقترب منها و من ثم ذهب لدورة المياه، وهي مستغربه عدم إقترابه منها حتى بالخطأ..!!!
عاثت بها الظنون تجاه نفسها و مكانتها عنده حتى لمحت ميدالية مفتاحه الفضيه بحرف الـ (ل)..
تركت مكان وقوفها لتذهب لطاولة الفطور و تجلس تنتظره بصمت و كبت،ماذا عساها ان تفعل؟!
!
!
إتصلت بأخيها مراراً و لكنه لا يرد، نزع قلبها خوفاً عليه بعد تأكد غياب زوجته قسراً !
مازالت تتذكر جملته التي قالها حينما سألته عن الشموس[هي محل الروح من الجسد ماينتهي حبها لين تنتزع الروح من هالجسد]
فزعت قلقاً ..لتكتب له رسالة نصيّه لعله يقرأها.و اغلقت هاتفها لتتركه جانباً و تلتقط الفنجان لترتشف قهوة قلقها ..
لم تنتبه لمن دخلت و جلست تتحدث..
تحدثت تلك وهي تضع ساقاً على الأخرى و تحدق بتلك التي ترتشف قهوتها بصمت مطبق و غير مبالي/هيي ترى جالسه اتكلم انا
تركت التحديق في الفراغ لتلتفت إليها ومازالت صامته ومتعجبه،كيف لهذه الفتاه القدره على التذمر و العبوس طوال الوقت!!
اكملت تلك بغضب غير مبرر/ايييه متهنيه بنت ال مناع يحق لك تحقرين خلق الله، انا لو مكانك ما أوافق على واحد مسكّني عند أمه واهله، لكن وش نسوي بالفسقه عندكم
إبتسمت وهي تحاول أن تجد رداً على ثرثرتها البائسه/تصدقين يا فاتن؟بالبدايه عذرت شخصيتك الغاضبه و الناقمه ظنيت انك كنتي تمرين بضغوط نفسيه ومحد يعرفها، لكن بعدما عرفتك تأكدت انك انسانه فاغره و ضيقة أفق، لدرجة ان سعادتك مقترنه بتعاسة الناس!!
إرتفع حاجبها مستنكره/قصدك اني نفسيه؟!
مازالت مبتسمه/وش رايك باللي بوضعك؟!حتى من قبل طلاقك كنتي كذا، الطلاق ماله دخل أبداً.. لو تعرفين وش واجهت بحياتي عرفتي انك ماذقتي الهم بحياتك ، لكن الفرق اني شاكره ربي و محتسبه طول عمري و رغم كل شيء، وانتي ماعمرك رضيتي بواقعك..!
صمتت هي ترى دخول والدتها وتجلس،..
وقفت متجاهله احاديث تلك الفارغه، لتسكب لأم زوجها قهوتها/سمي يا خاله.
اخذت منها فنجان القهوه وهي تأمرها/حطي عالأخبار، جارتي ام خالد تقول انهم سمحوا بسواقة الحريم هو صدق؟!
ابتسمت لها وهي تلتقط جهاز التحكم و تضعه على قناة الأخبار/إيه صدق يا خاله منّة الله و لا منّة خلقه،انتي شرايك يا خاله
ام مهند/انا ماعلي منهم اسوق من قبل اعرس، ما تركت السواقه الا من تركت الديره وجيت الرياض مع ابو مهند..زمااان
ضحكت/الله ،يعني لقيت من بيعلمني السواقه.
نطقت فاتن بغيض/على اساس اخوي بيخليك تسوقين؟!
تحدثت ام مهند/و ليه ما تسوق عيب؟! و الا وش؟! هو خابرني اسوق بعد و ان قالها الله بسوق بالرياض و عينه تشوف
دخل في هذه الأثناء وهو يسمع حديثها/كفو يام مهند ترى الجيب لك
ابتسمت لدخوله/يعني امورنا بالسليم؟!
ابتسم لها بدوره وهو يمازحها/الحكومه تقول مالنا حق نمنعكم،وش تبيني اقول انا يالمواطن؟!، بعدين فكه السواق اذا انتهت اقامته سفرته، و بلاها مصاريف.
بحماسها/انا حجزت خالتي تعلمني السواقه
مهند/انتبهي ترى أمي تحب السرعه، كانت اذا رحنا لخوالي بالديره تسوق بنا والله ياهي ترثع بنا بهالموتر
ضحكت/تذكرها يا ولدي؟! كنت صغير!
ضحك/ووين صغير بالابتدائي الله يحفظك.
ضلت مستمتعه باحدايثهم عن الماضي و هي تلاحظ فاتن تراقب هاتفها بين لحظه و اخرى!!!، تخاف من حقدها الدفين و الذي لا تستطيع كبته، بل يظهر على سطح حديثها دائماً..،
.
،
.
في مكان مريب تسكنه منذ مده طويله، غرفة بارده و صقيع يلف جدران غرفتها الصامته.
لا تعرف لماذا قادوها هنا !!! مالجرم الذي إقترفته حتى تُرمى بهذا المكان بدون ان يسأل عنها أحد،
سمعت صوت خطوات احدهم قادمه من الممر الذي خلف باب غرفتها، تذكرت صراخ تلك السيده و ألفاظها الخادشه وقذفها الغير مبرر سوى انها هنا بلا اهل!!!
(هل تكون جريمه حينما اكون وحيدة في هذه الحياة لتُلقى جثتي حيّة في مكان كهذا البائس؟!!
انا بريئة انا كنت مجرد ضحيه غبيه لا أكثر، لو كنت ذكيه لما تم إستغلالي ولكن المال أعمى و الطمع عدو النفس.)
كم من الوقت مر وهي هنا لا تقدر على حسبتها تكاد تسير على حافة الجنون، وهي هنا !
فُتح باب الغرفة بقوة وهي تدفعه غاضبه و تتحدث بصوت خشن تكرهه/انتي للحين ماطفيتي لمات الغرفه؟! متى بتنخمدين ان شاء الله؟!
تحدثت برجاء/تكفين بخلي النور هالمره، ماني نايمه هاللحين
بأمر/اقوول شعرك هذا تظفرينه ان شفته مسدول غير اليوم تراني اقصه لين رقتبتك و ثانياً إذا صرتي ببيت ابوك هذاك الوقت تحكمي بحياتك أما هنا لااا.
نطقت بقهر وهي تراها تطفىء الانوار و تخرج وتغلق الباب/انتم طلعتوني من بيت ابوي انتم اخذتوني هنا انتم ..كنت مرتااحه و ربي كنت مرتااحه ،علموني ليييه انا هنا ليييه؟!!
ظلت تبكي تحت إضاءة الشارع المتسلله خلف النافذه النصف مغطاه بحاجز آخر يصد عنها الرؤيه ، الوضع هنا لا يُطاق باتت فكرة الهرب تراودها ولكن كيف خلف كل تلك الابواب و الاغلال؟!!
إنتحبت كثيراً و صار لابد من إيجاد فكرة للخروج من هنا..تذكرت إحداهن وهي تطلب منها الهرب مراراً ، و كأنها بدأت تقتنع إثنتان أفضل من واحده، ولكن كيف؟!!
،
.
،
مر أسبوع كامل على غيابها و تهرّبه من تواجده في المنزل..!!
الجميع يلتزمون الصمت حياله وهو يرى الشفقه في أعينهم، شيء غريب و كأن الأرض إنشقت و إبتلعتها!!
كان غيابها هذه المره مُحكماً و بلا أثر لم تذهب لأي مكان كان يتوقعها فيه !!
و نايف يظنها مسافره كما اخبروه اخواتها
تمنى لو ان نايف يساعده و لكنها أيضاً غاضبه من نايف و لا تتحدث معه!
كيف لها ان تختفي أسبوعاً ؟!
عاد للمنزل وهو يتصل بالخدم ليخبروه أن والده هو الآخرغادر منذ اسبوع إلى الخرج، بالتأكيد لم يتحدث إليه بسبب ما حدث!!!
قد يحتمل غضب الجميع ما عدا والده الذي للتو عثر عليه بعد عمر كامل.
أخرج هاتفه من جيبه ليتصل به, رد بعد ثلاث رنات و ارتاح بعد سماع صوته/السلام عليكم يبه، وينك؟!
على الطرف الآخر من الإتصال/وعلييكم السسلام هلا بولدي اللي ماعينته من كم يوم!ماهي من عوايدك يا أدهم
مسح جبينه و عينيه بتوتر واضح/يبه و الله انشغلت اسف يبه حقك علي بس انت وينك؟! نشدت عنك قالوا طالع من اسبوع!!
بصوت غير متأثر/أبد ابو عبدالكريم كان عندي بالرياض يسوي له شغيله و مرني و قلت اطلع معه لمزرعته فالدلم اغير جو تخبر هناك مخيم و سعة صدر و ابل مغاتير تشرح الصدر
ارتاح قليلاً على الأقل عرف أين هو ما دام انه يستطيع الخروج وحده فحالته تحسنت بشكل جيد و ملحوظ/الله يمتعك بصحتك و عافيتك يبه، دامك مبسوط عندك ابد خذ راحتك انفداك متى ما بغيت تعود اتصل بي .
سأله بفضول/بشر رجعت زوجتك و الا باقي على طلعتها؟!
شعر بالغصه ترتكز في حنجرته وهو يحاول تجاوزها ليخفت صوته/هي قالت لي انها مسافره يبه،وبترجع ان شاء الله
على الطرف الآخر/خير ان شاءالله..يلا سلام
اغلق الهاتف وهو ينظر بمراره للفراغ وسط هذا الكم الهائل من اللاشيء.. كم هو مُرْ طعم الهزيمه..و قاس مافعلته به، جعلته صفراً حينما أرادت وجعلته يعاني، أوفت بكامل وعودها حينما وعدت..
دخل في هذه اللحظات رواد وهو ينظر إليه بنظرات تساؤل و جلس صامتاً..،
استغرب صمته ونظراته ليبادره بالسؤال/وشفيه رواد؟! ليه ساكت؟!
نطق بعد تردد/بخير..،بس ابي اسألك،
ابتسم لطريقته/اسأل يعني وقفت عليك؟! وش سؤالك؟!
بفضول/متى بترجع الشموس وراكان؟! اشتقت لهم
تأمل سؤاله للحظه وهو يجيبه بعفويه/حتى أنا اشتقت لهم
ابتسم/خلاص خلنا نسافر لهم، والله اني اشتقت لراكان
تنهد وهو يحاول ان يجد راحته المفقوده في تعديل طريقة جلوسه/ايييه يا رواد لو ادري وينهم ما شفتني صاف يديني هنا مثل التمثال بلا فايده، اختك ثعت بي.
استغرب اخر جمله لم يفهمها..!!
لحظات ليسمعون صوت تركي ينادي ليرد عليه/اقلط يا ولد
دخل تركي و بوجهه الجامد رفع طرف شماغه و هو يلقي تحيته/السلام عليكم
وقف ليسلم عليه ثم إلتفت لرواد/اعجل علينا بالقهوه يا رواد
ذهب الاخير مستعجلاً ليلتفت تركي إلى أدهم/وينك فيه من اسبوع ادورك، بالمجموعه جيتك كذا مره وما كنت هناك، زين لقيتك هنا
استغرب بحثه عنه/عسى خير يا تركي وش صاير؟!
استغرب هو اكثر سؤاله/ليه؟! نايف ما قالك؟!
حاول التذكر/يقولي عن ايش يا تركي تكلم الله يرضا عليك
قرر الحديث/قبل اسبوعين كنت جايكم و لقيت نفس السياره اللي بزواج نايف واقفه و تلتقط صور للبيت انا استغربت حاولت اوقفهم و لا قدرت لحقتهم لييين مكانهم و طلعت فيلا اتصلت فيك لكنك مارديت ساعتها، ثم اتصلت بنايف و جاني ،
تحمس معه/ايوه وش صار؟!
نطق بقهر/كنت بنط السور او اي تصرف المهم ما اتركهم لكن نايف كان له راي ثاني و قال مايصير يمكن انهم اكثر مننا، بصراحه ما اقتنعت بكلامه ، لكن اللي قهرني اني رحت الصبح اليوم لنفس الفيلا و لا لقيت احد فيها يقول المكتب ان المستأجرين سلّموها قبل اسبوع يعني حسوا بالخطر و تصرفوا قبلنا
ضرب بيده على خشبة الكرسي بقهر وهو يقف غاضباً/و لييييه محد منكم قااالي شيء مثل هذا ما ينسكت عنه ابد
وقف تركي وهو يعقد حاجبيه/كان الاولى نايف يتصرف و يخاف لأنه بيته توقعته ما يمسي ذيك الليله الا مقوم الدنيا لكنه... <سكت
رفع حاجبه وهو يرمي بنظرته لتركي/لكنه إيش؟...وش فيه نايف؟!
تأفف وهو يصد عنه لنظراته/خلني ساكت ازين، تراها واصله معي منه لين هنا
لم يستطيع الإحتمال/يا تركي تعوذ من ابليس ، هذا نسيبك و..
قاطعه/و بيطلق اختي ان شاء الله، اختي ما يشرفها واحد راعي سهرات فالفنادق مع سقط المتاع..
تذكر غضب الشموس منه حتى انها لم تستطيع الغفران، الآن فهم لماذا انفجرت و رحلت..، مسح على جبينه وهو يحاول إستيعاب هذه الصدمات المتتاليه..!
..
كم يكره ان يرى أدهم منهاراً ولكن كان يجب ان يعرف كل شيء من البدايه/أدهم والله و الله ماكنت ابي لك ضيقة الصدر لكن فيه اشياء ما ينسكت عنها
ابتسم اخيراً له وهو يشكر ما فعله/والله يا تركي منت قليل..قد في يوم زعلت عليك و ضربتك لكن هاللحين اشوف لي رجال ينغزى به.
بادله ابتسامته الحزينه/ما اخفيك اني وقتها بغيت ذبحتك..لكن هاللحين والله اني ناقد على نفسي واحاول ما اتذكر سواد وجهي
ربت على كتفه/كل جواد وله كبوه، و انت كنت توه ما بعد خط شنبك..انا معترف انك كفو و لو ماني عارف انك قدها ما سلمتك كل اعمالي الشخصيه تديرها بنفسك
تذكر تلك الأعمال وهي عباره عن تطوعيه و اموال وصدقات يوزعها على المحتاجين و المرضى/الناس يحبونك و هم مايعرفونك، قالوا لي اخوك قلت الله الله..هو احد يحصل له يخاوي الذيب ؟!
راح يجلس وهو يحاول ان يجد حلاً لما هم فيه/طيب يا مخاوي الذيب وش تقول براعي السياره كيف نلقاه؟!
تحدث خائفاً/مادري كيف نلقاه لكن كل اللي خايف منه انه يكون يراقب احد في هالبيت و ناوي عليه!! وليه فجأه غيّر مكان اقامته؟! ووين راح
تذكّر زوجته و طفله الغائبين بقهر، ماذا لو كانا هدفاً لأحدهم ،خصوصاً التهديدات التي وصلتهما...،شعر و كأن الدم يحتقن في رأسه و يديه مقيّده، فقط لو كانت هنا تحت ناظريه..،
.
،
..... بكل دقه ومهاره انتهت من تزيين كيكتها الثانيه برضا عن النتيجه، وهي تفكر كيف ستتخلص من ابنة اخت زوجها، حتى لا تطلب منها مرافقتنا لمنزل خالها..،
في نفس الوقت تحمل هم تركها هنا..!!
رن جرس المنزل لتدهب تفتحه كان عامل توصيل إحدى الشركات الشهيره!!
ترك صناديق كثيره و لم يطلب نقود!!
لفت نظرها الظرف الكبير المكتوب عليه[إلى السيده ريما سالم الحازم]
متى طلبت "أونلاين" لتصلها المشتريات بهذا السرعه!!
دخلت بعدما نقلت الصناديق للداخل وهي تستغرب غياب ريما حتى الآن وهي تقول أنها ذهبه إلى عزومة غداء عند أحد الصديقات في الرياض هنا، من تلك الصديقه التي سترسل سيارتها الفارهه لها؟!
ما يجعلها تستغرب ان عبدالرحمن لا يعترض على ذهابها ولا يسألها !!!
ينتابها الفضول في تصرفات تلك التي تغيرت منذ ان ردت على حديثها عن الحريات..!!
تركت الصناديق مكانها وهي تنوي الصعود للاعلى تنتهي من تجهيز نفسها قبل عودة عبدالرحمن لتذهب لمنزل خالها تزور نيفادا و يحتفلون بوالدتها..، و لكنها تفاجأت بصوت إنفتاح الباب..!
لحظات لتدخل تلك وهي تتبسم/هاي مرت خالو.
تفاجأت/هلا! انتي من وين لك المفتاح؟!
بنفس إبتسامتها/من دحوم عطاني نسخه منه البارح قبل ينام
توقفت مبهوته للحظه لتتدارك نفسها/اها..طيب..
انتبهت للصناديق الكرتونيه لتبتسم/ما شاء الله وش طالبه؟!
اشارت اليها/ماطلبت شيء هذي جايه باسمك شوفي حطيت لك الظرف فوقها.
تذكرت الاتصال الهاتفي البارحه/ايوه صح. انا طلبت شوية حاجات
بعدم تصديق/وش هالشركه اللي توصل بهالسرعه ما شاء الله!!
ضحكت/كويس انهم وصلوها بدري.. تعالي بهالمناسبه عازمتك الليله ايش رايك؟!
لم ترتاح لها ابداً هي تخفي شيء و لا تريدها ان تعرفه و ربما عبدالرحمن على درايه به/لا مشكوره انا رايحه مشوار بعد
تحمست/اوكي رايحه معك ماعندي شيء لحالي هنا
شعرت بإحباط وهي تسمع رنين هاتفها، لترد/هلا ليال...حلو يعطيك العافيه انا جهزت كيكتين يحبها قلبك..ادري انكم مضبطين كل شيء بس ولو هذي خالتي الحبيبه هنود تستاهل الله يسعدها.
شدتها المكالمه وهي تنتظرها تغلق الخط/شكل الدعوه فيها حفلات!
اضطرت ان تخبرها ليس هنالك مفر/زوجة ابوي هند المناع أصدرت روايتها الأولى ومفاجئينها الليله بحفله عائليه صغيره ببيت اهلها
فرحت انها ستدخل ذلك المنزل بدون عقبات/حلو يعني عندنا الليله حفله، اوكي اجل انا رايحه اخذ اغراضي لفوق و اجهز نفسي
نادتها بعفويه/ماقلتي ريما متى بترجعين اهلك؟!
بإبتسامتها التي لا تخفت/شكلك مليتي مني؟
بإبتسامه زائفه/لا يووه بالعكس، بيت خالك اقعدي كثر ماتبين، بس قلت يمكن عندك جامعه و الا شيء ،عموماً خلصي بسرعه لان عبدالرحمن شوي و جاي يودينا ماودي اتأخر على اهلي.
تجاهلت حديث هند و هي تذهب لغرفتها ، اغلقت مفتاحها و اتجهت لأخذ هاتفها الجوال بعدما نزعت عبائتها..
لتتصل/ألوه ..اسمعي ألغي مشوار الليله ..مالي خلق..نسقي معهم وقت ثاني يناسبني، بس ما يكون هالاسبوع حابه اقعد بالبيت ،سلام.
اغلقت الهاتف وهي تتأفف، للمرة الأولى تطيل المكوث في السعوديه بدون أهلها،.. ولكن عذرها ان والدتها تعرف ما تفعله
.
،
.
عادت محمله بالهدايا و المشاعر اللطيفه و الأصداء الجميله التي لاقتها بعد مرور اسبوع من إصدار روايتها الأولى كانت التعليقات الأوليه تدفعها و تبني طموحاً و روحاً جديده تدفعها للأجمل..
حقيقةً هي تمر بألطف لحظات عمرها منذ زواجها بصالح..
دخلت منزل اخيها وهي ترى المكان يعمه الهدوء و اميره و وسام يستقبلانها بباقات ورود الزنبق البيضاء التي تعشقها/يا عمررري الحلوووين اموره ووسام
لترى لوحة بنر جانبيه عند جلستهم المرتبه هناك على يمينها من مسافه عليها غلاف روايتها و اسمها و صوت اغنيه قادمه من بعيد من جهة ليال التي ترحب بها/الف الف مبرووك نجاحك يا احلى عمه ، يا ناس وين هالابداع من زمان
ابتسمت لهم/بركات الشموس، ليتها موجوده
ليال/لا تحاتين، إذا رجعت لها حقها بعد،
اقبلت من خلف ليال لتعانقها/مبرووك يا احلى زوجة اب فالدنيا يا نااس يا حلو ام اخوي
دمعت عينيها/الله يبارك فيك حبيبتي هنوده،
سلم الجميع عليها و من ثم انضموا لجلسه واحده ...
كانت ريما تلاحظ الجو العام لطيف جداً هنا الكل يسقط الكلفه عن الآخر و يبدو الجو حميمياً/ما شاءالله خالتي هند مبروك.. تشرفت بمعرفتك
لم تعرفها/الله يبارك فيك،
نطقت هند الصغرى وهي تخبرها عنها/هذي ريما الحازم بنت اخت عبدالرحمن جايه عندنا اجازه كم يوم وقلت اجيبها معي تنبسط معنا
تحدثت ريما/و بالصدفه الحلوه طلع الوالد يعرف الشيخ راكان المناع وكانوا زملاء دراسه..تشرفت فيكم
ابتسمت لها ليال/يا هلا بمعارف الوالد، دام كذا لا تقطعينا
ابتسمت/ودي بس ساكنه مع اهلي لندن الوالد دبلوماسي بالسفاره
ام رواد/والله اذكر مره قال لي راكان عن عزيمه ببيت اهلك بس استحيت اروح معه ،كنا اساساً مسافرين للشموس يوم تدرس بلندن، يلا فرصه نتعرف
اتسعت ابتسامتها/فرصه سعيده يا خاله،
اندهشت هند صالح وهي تسمع بالمعرفه بين الابوين،لماذا لم تذكرها إلا الآن؟!!!
حسناً لعلها مخطئه في ظنونها و تلك الريما طيبه و مجرد شخصيه عفويه حقاً..!
ربما..
استغربت ليال غيابها/عمتي وين شهوده ما جات؟! وش هالثقل؟!
اصطنعت الابتسامه محرجه من الموقف الذي وضعتها فيه شهد/راحت تزور ابوها مريض و بترجع الليله ان شاء الله
،
.
،
لمح سيارة صالح قادمه و عرف ان عمته قادمه بالتأكيد ستكون شهد معها..
دخل الى قسم المطبخ وهو يسأل عنها الخادمه القادمه من المجلس/تينا نادي مدام شهد بسرعه
رفعت كتفيها/بس مدام شهد مافي موجود!
لم يصدق ان تفعل ذلك به وهي التي تداريه منذ تزوجته و تُصّر على البقاء معه مهما حدث!!!
خرج مسرعاً وهو يركب سيارته أشعل سيجارته بيدين ترتجف توتراً وهو يفكر بها، لا يصدق انه يفكر بها بهذا الشكل!!!
أدار محرك سيارته و انطلق في طريقه غاضباً من كل شيء..!!
.
،
.
مساءاً...،
إنتهت من إعداد إبريق الزهورات الخاص بها مع وريقات بابونج تمنحها الإسترخاء في نهاية يومها الملي بالعمل..
فرحت بالنتيجه التي حصلت عليها بعد ترتيب المنزل بأسلوبها الخاص، صغير و حميمي جداً تبقى القليل لتنتهي من باقي حديقتها التي صممتها كما تخيلتها تماماً..
لن يمر اسبوع آخر حتى تنتهي تماماً من تغيير هذا المسكن الجميل..
عملت كثيراً على إضاءة الصاله التي ستكون محل غرفة المعيشه..و الأريكه التي تتحول لسرير في منتصف المنزل تعطي خصوصيه اكثر..هكذا منزل يُشعر بالإكتفاء الذاتي عن العالم.. جلست لتلتقط "الريموت كنترول" لتفتح التلفزيون على القناة التي اخبرتها عنها نوره سكرتيرتها لتغطية معرض الكتاب.. نوره صمام امان و رفيقة العمر الحقيقيه مهما كثروا الرفيقات تضل هي صاحبة سرها.
ابتسمت وهي ترى المذيع يتحدث عن الكتاب الجدد و اعلى المبيعات..حسناً كانت تتوقع نجاحاً لها و لكن ان يكون نجاح بأصداء جميله هكذا، إلتمعت عينيها وهي ترى سعيها لحلم عمتها يثمر، كانت مؤمنه بذلك..
مازالت تتذكر نصاً في روايتها توقفت عنده كثيراً [‏كنت أقاوم أحزاني بإيماني، كمن يحاول النجاة من الغرق في بحرٍ هائج بقارب مثقوب!]
فعلاً مازالت تقاوم تلك العمه اللطيفه حتى إستقرت حياتها ووجدت سعادتها عند رجل آخر، سعادتها لم تكن أبداً عند ذلك الحقير الذي صبرت عليه طوال سنوات شبابها..
لتعطيها بذلك درساً هل يستحق احدهم ان تصبر على جحيمه عمراً بأكمله وهي ترجو ان يتغير؟! ذلك الجحيم بعينه...
ها أنا مرتاحه هنا بعيداً عن تشنج الإقتراب و تشابك الأحداث بعيده كل البعيد كما يريدون لا أرى افعالهم و لا يسمعون نقدي.
المرء يحتاج لفُسحةٍ من كل شيء..النفس لها طاقة إحتمال لا تستطيع تجاوزها حتى و إن أحبت...و ماذا يعني الحب إن لم يجلب سوى الوجع و الصداع و التفكير؟!
اخر مراحل موت الحب حين يقتصر في تغديته اللذة الجسديه فقط..
تذكرت آخر ليلةٍ قضتها معه بعد معرفته بحملها، كانت ليلةً مريرة لا تُنسى..
.
،
.
توقف أدهم و بصحبته تركي أمام ذلك المنزل المقصود... لينزل وهو يرى لوحة الإعلان عن تأجيره هل من المعقول ان يظل منزلاً في هكذا موقع بدون إستئجار اسبوعين !!
لاحظه تركي يصور اللوحه و يعاين المكان بتفحص/أدهم وش ناوي عليه؟!
ثنى ركبتيه وهو يكشف بكشافة الضوء على عتبة المنزل/المحامي الناجح يعاين كل اطراف قضيته بنفسه و ما يكتفي بس بأوراق الموكل اللي يقدمها له..
ابتسم لإهتمامه/ليتني اعرفك من زمان كنت اخترت ادرس حقوق
ضحك/تعال نكمل شغلنا قبل نفلها هاللحين بالسوالف.
ركب تركي السياره وهو يلتفت إليه /هاللحين وين بنروح؟!
أدار محرك السياره وهو يفكر بمخطط سيوقع بالجميع/بالأول راح نتأكد من مكتب العقار اللي ناشر هالمالك إعلانه عنده وبعدها بيتوضح كل شيء..
انطلقا بسيارتهما مسرعين ...،
.
،
.
في مكانها تحت تشاهد فيلم " وول ستريت وولف"لمحبوبها ليناردو دي كابريو، فيلم ذو قصه ملهمه و اداء جديد له رغم ألفاظه المتجاوزه و جرأته ، لم تمل كانت هذه المره الثالثه التي تشاهد فيها الفيلم، رغم ان الفيلم بتحليل ليال لا يستحق سوى مشاهده واحده ..حسناً كلٌ و ذوقه ..
عموماً هي ترى ان كل ما يقدمه دي كابريو مدهش رغم حصوله على الأوسكار مرة واحده فقط بعد سنين طويله من الافلام الناجحه!
إرتشفت من علبة الفروتز بالتوت التي معها وهي تتابع فيلمها بإستمتاع حتى رن الجرس..!
لم تعيره إهتماماً لعله "الديلفري" نادت الخادمه/سييتيي تعااالي.
اتت مهروله من الداخل/نعم مدام؟
اخذت النقود التي جهّزتها/خذي هذي وروحي افتحي الباب هذا اكيد عامل التوصيل جايب البيتزا ..
خرجت مسرعه بعدما أخذت النقود..،
لحظات ليدخل و تدخل خلفه الخادمه و يأمرها بالإنصراف/روحي داخل
إلتفتت بعد سماع صوته وهي تقف متكتفه/نعم؟!!
إبتسم وهو يراها بلباس النوم الضافي، كم يحب لطفها الذي إفتقده، خصوصاً بعد جفاء الشموس التي فجأه اصبحت كالذئبه الشرسه! /اقسم اني اشوف القسوه بعيون هالعالم وما اشوف بعيونك غير الأمان تبين تحرميني؟!
رأته يقترب حتى توقف أمامها تفوح منه رائحة السجائر بشكل واضح هذه المره/انت متى بتبطل دخان؟!
اقترب منها ليقبّل جبينها/ارجعي لي والله لأبطلها.
دفعته عنها بلطفها الذي لا تجيد غيره/بلا دلع, بطلها لنفسك و صحتك، ماعليك من احد و الا احترق فيها شدخلني؟
امسك بيدها متجاهلاً حديثها/يلا مشينا طلبتك، والله ان دنياي ماتسوى بدونك
سحبت يدها لتعود تجلس مكانها غاضبه/اللي يسمعك يقول لنا عمر مع بعض!! ترى كلها فتره قصير و حتى ماكنت طايقني لدرجة كل واحد كان بغرفه..،بلييز نايف لا تتكلم و كأن بينا شيء مثل اللي بين الأزواج وجاي تذكرني فيه, ليه؟...لأني انا ماراح ارجع لك مثلما قالك اخوي..أصلاً ليه أفكر بالرجوع لك و لوحدتي معك؟! أنا ماعدت أبي أعيش لحالي.
هز رأسه وهو يجلس بجانبها ويفكر بحديثها الواقعي جداً، هو متعب و يقسم ان راحته حينما تكون في الجوار، أحياناً يمنحنا الله السكينه على هيئة بشر نستأنس بقربهم و هذا ما يحمله إقترابها منه..
أخذ زجاجة الفروتز الخاصه بها من أمامها ليشربها وهو يشير للشاشه/دي كابريو بدددع في هالفيلم، وكان يستحق اوسكار عليه
تحدثت وكأن شيئاً لم يكن/كل أفلامه بلا منازع
حاول ان يستميلها/ماعدا تايتنك! ماحبيته
لم تلتفت إليه وهي ترى مشاهد لم تحبذ ان تراها بصحبته دي كابريو يخون حبيبته مع الشقراء/مو مهم تحبه او لا.
لاحظها تلتقط الريموت وتنوي تغيير المشهد..ليثبت يدها بإبتسامة خبث/سلامات يوم جت المشاهد الحلوه!!
نطقت بغضب/اي مشاهد حلوه؟ رجل يخون حبيبته مع ثانيه!!
لمح لمعة عينيها التي تتهمه بكل شيء و تبرئه في نفس الوقت من كل شيء، و إرتجافة شفتيها المحمره بشكل واضح من شراب التوت الذي تشربه للتو..تبدو مشتعله كالجمره تحت هذه الإضاءه.
ابتلعت ريق الخوف لم تراه ينظر إليها بهكذا نظرات من قبل، لتصد وهي تدّعي أنها تلتفت مجدداً للتلفزيون، مازال ذلك المشهد الخادش امامها تمنت انها لم تشاهد الفيلم الليله على القناة المشفره..
وهي تلاحظه يلتصق بها و يحتضن ذراعها حتى وصل كفها وهو يداعب أناملها!!!
لم تستطيع فعل شيء فهي على معرفه ان كل ما يفعله ماهي إلا ردة فعل أسد مهزوم، ترحمه كثيراً و تشفق عليه حتى من رجاءه لها، " يالله حتى بعزّة غضبي أخاف عليه و أشفق عليه من انكساره أمام عينيّ التي تعرف سرّه المكنون و ربما هذا السر هو من جعله رجلاً مشتتاً وناقماً أحياناً..!
بدأت تملأه النشوه وهو يلتصق بها لم يعرف لذلك مثيلاً!.، هل لهربها و رفضها المستفز دور في ذلك لا يعلم و لكنه في هذه اللحظه لا يفكر سوى بها، بإرضاءها، لو فقط اقترب منها ..،ليبدأ بتقبيل يدها و يسير بقبلاته على ذراعها للأعلى..
لم تشعر حتى لسعتها أنفاسه الملتهبه تحت أذنها بشكل جعلها تغيب عن واقعها لثواني ,ثم لف وجهها بقوه وهو يلثم ثغرها بشده حتى سقطت خلفها .،خافت وهو يفقد السيطره على نفسه ، لم تكن تصدق انه سيصل لهذه المرحله!!
كيف يتشبث المرء بأحدهم اكثر حين يعلن الرحيل عنه؟! لدرجة أنها أحيت الأسد الميت الذي بداخله!!!!
كانت تظن أنها فقط ردة فعل لحديثها عن موقفها و حديثها لتهمس له تستفز رجولته فقط, فعمها في المخيم و اخيها سيتأخر مع أدهم كما اخبرها/كفايه عليك لين هنا..اخاف تتعب علي هاللحين؟!و الخدامه مابيها تطلع و تنصدم!
و كأنها تصب الزيت على النار ليقفز بنشاط و هو يحملها و يتجه بها للأعلى!!
,
.
,
رن هاتفها كثيراً و لكنها اخيراً قررت ان تجيب لتقف وهي ذاهبه/عن اذنكم بنات بروح أرد هذي الوالده
ام رواد/اي والله روحي ردي لا تطولين عليها ثم تحاتيك المسكينه تراها فالغربه..
هند صالح ابتسمت على مشاعر ام رواد"يا طيبتك يا خاله نواره"
نطقت ليال بعد ذهابها/بنات بالله من تذكركم فيه؟!
نيفادا/مادري ما ذكرتني بأحد
ليال/معقوله ماتذكرتوا من تشبه؟!!!
تحمست هند/من تشبه يعني؟! ادوختينا معك!
ابتسمت بسخريتها المعهوده/مادري حتى انا مادري من
عضّت شفتيها نيفادا بغضب/عطوني الكاسه تكفون خلني احطها بجبهتها.
هند صالح/من جد والله علبالي عندها سالفه
ضحكت ليال لتتحدثت بجديّه/بس و الله البنت حلوه يا جماعه، سنع وددي اسألها وين تهتم ببشرتها كلها تبررق!! وراي عرس انا لازم اشتغل بعمري
ضحكت هند عمتها/والله عشت و شفت ليال تفكر بعرسها!!! و ان شاء الله وش تبين تغيرين ببشرتك، احمدي ربك كلنا نبي سمارك هذا
ليال/مالكم شغل بسماري، انا ما قلت عنه شيء ، انا ابي اهتم فقط، وددكم بلون بشرتي لكن موتوا بغيظكم
هند صالح/وانا معك لا تنسين نفس الفصيله
ضحكت نيفادا/مادري اللي يسمعكم يقول كللش انتم مختمين الجمال روحوا زززين
رقصت حاجبيها /دام مايعجبك اجل اتركي كريمات التان يا عمري ، و اللي ما يطول العنب حامض عنه يقووول
ام رواد/اهاا هاللحي فيكم خير سكتوا ليال إذا روقت
هند صالح/يازين الروقان بس
،
.
،
منذ دقائق تمشي في الحديقه وهي تتحدث في هاتفها بإندماج ، حتى انتبهت لخطوات قادمه تبعها ظل طويل !!
قلقت في البدايه حتى عرفت أنه هو لتبتسم بخبث..!
مشى في طريقه إلى غرفته كعادته الليليه القديمه و لكنه هذه المره لم يأتيها منذ غادرته من سلبت الفؤاد و ما حوى حتى صار يمشي فارغ القلب!!!
رأى خيالاً لها و ظنه هي ترتدي فستانها الأسود الذي تحبه، شعرها كما قصته تماماً الى نصف ظهرها.. إقترب حتى وقف خلفها ليهمس وهو يمرر يده من حول خصرها/طولتي الغيبه و اشتقتلك!
امسكت يده التي لامست خصرها، كانت تعيش لحظتها الخاصه بها..
رآها تبادر و تمسك بيده ليديرها بردة فعل سريعه ويعانقها مغمض العينين مكبلاً بشوقه الذي جرفه عن جادت العقل ..!
لم تصدر أي ردة فعل كانت ترتجف فقط وهي ترفع يديها و تبادله العناق الذي أغرقها في صدره..لحظه كانت هي على كف الريح فقط و فوق الغيمات..!
كاد يتحدث و لكنه تذكر ان الشموس طويله نوعاً ما وليست بهذا الحجم أبعدها بسرعه وهو ينظر لوجهها مصدوماً متأزماً مما فعله منذ قليل، اللعنه تطارده حتى يموت, ماذا كان يظن ؟ أن تهجره الشموس ثم تعود إليه بهذا الشكل الهزيل!مستحيل أن تفعلها/انتي من؟!
عبست وهي تذرف دمعها/انت عارف انا من لكن ما حبيت اسوي فضايح، تتسحب وراء البيت و تجي تتصيد بنات خلق الله
تذكرها هي نفسها البغيضه التي ركبت معه نفس طائرة أبها/الله يكفيني بلاك انتي وش جابك هنا؟!
انهارت باكيه/الله لا يبيحك و لا يحللك مثلما لمستني بالحرام
شعر و كأن رأسه سينفجر من حديثها و من عناقه لأخرى غير الشموس، كيف لأحداهن ان لا تقاوم بل بادلته العناق بحراره،
ترك مكانه وهو يدخل غرفته ويغلقها و ينهار لأول مره، لأول مره يجلس يبكي بعدما قاده جنونه بتلك التي هجرته أمام الجميع قاده جنونه بها أن يراها تتصور حتى بالإنس و الشياطين معاً ...
إن لم يعثر عليها ستكون وفاته بسببها ذات يوم ..حاول تذكر أي شيء في مشكلته الحاليه وهو يفتح هاتفه..
قرر العوده و الإتصال بتركي..بعدما سقطت عينيه على جهاز التجسس المركب على المنزل بجانب شاشة العرض في المكتب/ألو تركي ، اسمع بكرا تجيني بدررري و تكنسل اي مشوار ...في شيء كنت ناسيه من زمان و لازم له نبش.
على الطرف الآخر/وشو يا أدهم؟!
ابتسم وهو يشعر ان الفرج قريب/نسيت اني حاط نظام كاميرات مراقبه حول البيت!!..
متوقع انها بتخلينا نعرف عالأقل تحركات اللي يراقب البيت
اغلق الهاتف وهو يفكر بحماس ما ستنفعه به هذه الكاميرات و يتجاهل تلك الرخيصه التي قبل قليل، لا يصدق ان هنالك فتيات على شاكلتها. بل الذي سيجننه كيف وصلت هنا.!!!
،
،
منذ ساعتين في المطبخ مع خادمتها تحضّر مالذ و طاب بعدما أخبرها أنه يريد ان يتناول معهم العشاء الليله،
حتى أنه عاد باكراً الليله و على غير العاده.. و كأنه يحاول أن يكفّر عن ذنوبه تجاهها..
أي ذنوب؟! قد تزوجها من اجل اطفال أخيه فمالذي تنتظره منه؟!
حسناً و إن يكن ذلك هدفه ، لي أنا هدفي أيضاً وهو محو فشل الماضي و عيش حياه طبيعيه مع رجل طبيعي و كفوء مثله..،
حتى وان كانت رغبته في غيرها قبلها في تعرف بذلك و هو لم يخبىء شيئاً كان واضحاً بشكل جعلها تثق به، حتى جفوله منها تلك الليله و تعذّره بالخروج لثواني جعلها تحترمه اكثر!!!
من يعطي النساء حقهن من الإحترام يجب أن يوضع بعين الإهتمام...ليسو الرجال سواسيه حتى و إن كانوا إخوه..!
،
،
انتهت من اطباقها لتلتفت لصورتها في المرآه، عليها ان تتأنق قبل ان تقدم العشاء لتتحدث مع الخادمه/اسمعي رتبي صحون السفره اللي قلتلك عليها فاهمه؟! و طفي عاللي بالفرن بعد خمس دقايق اوكي؟
بابتسامتها/اوكي مدام
خرجت وهي على عجله من أمرها...،
.
،
.
في غرفة المعيشه حيث تجلس مع إبنها البار/يازين من جاني بدري الليله؟! من متى ماتعشيت معنا يا فيصل؟!
ابتسم بخجل و هو يسمع عتاب والدته اللطيف/احسبي حسابك يالغاليه كل ليل بتعشى معك وش تبين بعد؟!
فرحت برده/ابي لك الزين يا ولدي..
إلتفت بناظريّه/وين الصغار؟!
إبتسمت/الصغار ناموا بعدما عشتهم أمهم..
لمحها قادمه من تلك الجهه ترتدي فستاناً بأقصى درجات اللون الازرق ناعم جداً يصل طوله لنصف ساقها البراق، إلتقط تفاصيلها في لمحه حتى تلك الإبتسامه التي تتضح منها غمازه واضحه في منتصف خدها و لم ينتبه لها من قبل!!!
لم يكن يراها بهذا الجمال قبل هذه الليله!!
توقفت وهي تناديهم/العشاءعالسفره حياكم.
لاحظت نظرات إبنها التي لم يسبق و رأتها/يا ولدي لا تسج و انت وسطنا قم نتعشى و نعيّن خير
خجلت من نظراته أمامها لتتسع إبتسامتها بعد ذهاب أمه لتخفض نبرتها له وهو يقف و ينظر اليها بتوهان غريب عليه و لكنه اعجبها/شكل الفستان عجبك؟!
إقترب خطوتين ليمد يده لخدها/لا والله الغمّازه
ردت بكيد تعرفه بنات جنسها/بس؟!!
حرك إبهامه من خدها ليمرره على شفتيها بخفه ومن ثم سحبه ليقبّل إبهامه/و هالثنتين خمرها ندي.
ابتسمت بمكر و هي ترفع حاجبها بتساؤل/متى ذقتها؟!!
لم يستطيع الرد وهو مازال يقف مكانه..، هذه أول مره يتورط مع إحداهن!
قررت إراحته من عناء الإجابه المعروفه لدى كليهما/تعال غسل يدك و ذوق طبخي احسن شيء و اسهل شيء.
فهم مقصدها الماكر جيداً ليلحق بها إلى ان توقفوا عند اماكن غسل اليدين لتقف عنده وهي تراقبه بالمنشفه الصغيره حتى انتهى، ليقف مكانه وهو يرفع حاجبه من ردها قبل قليل، و يطلب المنشفه بصمت..،
إقتربت من و هي تمدها إليه ولكنها تفاجأت به يمسك بمعصمها/نشفي يدي ووجهي
جففت يديه ووجهه لا تعلم لماذا يفعل ذلك حتى انتهت/ماما تنتظرك عالسفره يا قلبي مشينا؟!
سحبها بقوه وهو يقبلها بشغف حتى إرتد نفسه المتوتر في إقترابها ليبتسم بشعور جديد يمر به الليله بل منذ أيام يداعبه/هاللحين انفتحت نفسي للأكل
إحمرت خجلاً كمن تمر بهذا الشعور الفاتن لأول مره، عاشته بتفاصيله و بلحظات، كان السحر في هذه القُبله لحظتها الجنونيه و غير المتوقعه!..، للأشياء الجميله لذّه أخرى حين تأتي بشكل مفاجئ و دون مواعده حتى القُبل.
.
،
بالكاد أعتقها من جنونه لتبتعد بوسادتها اقصى سريرها تبتعد بعيداً عنه وهي وتبكي بدموع صامته..
شعر وأن ظهره يكاد ينشطر إلى نصفين وهو يستلقي مكانه بإبتسامه أعقبتها ضحكه مجلجله وهو يستلقي بجانبها..
شعرت بالعار وهي تنكث عهد اخيها و تسمح له بالإقتراب, حسناً كانت تشك بقدراته و تظنه سيكون برداً و سلاماً و لكن الليله كل شيء تغير.. و أثبت بصمته على جسدها...طوال العمر!
لامس أناملها بجانب أنامله ليقبض عليها و يرفعها ليضعها على صدره بصمت في موقف هربت منه الكلمات..!!
نطقت أخيراً/إطلع قبل يجي أخوي
رد بهمسه/أنا زوجك و..
قاطعته/أنا زوجتك من زماان..ليه هاللحين توك تدري وتحس؟!
إلتفت إليها وهو يبعد الغطاء عنها ولكنها سحبته لتغطي جسدها/حبيبتي و الله لأعوضك..بس
قاطعته جازمه وخدها يغرق بدموعها/ والله ما أكسر حلف حلفه أخوي..
نطق بضيق/يعني تبيني انتظره يموت؟!! علشان اخذك لبيتي
ابتلعت غصتها وهي تضربه على صدره/اسسكت لا تفاول عليه
ابتسم وهو يمسك بيدها مجدداً ليثبتها و يقترب منها/ دام سالفة أخوك مطوله, مجبوره تحملين زوجك الليله..
صرخت ولكنه أغلق ثغرها بيده وهو يضحك/أمززح يالخبله امزح
ارتاحت و هو يضمها و يهدىء رعبها, الليله كُتبت له ولاده جديده على يد هذه المجنونه التي إلتصقت به و آمنت به حتى آخر لحظه رغم كلما رأته منه..
،
.
،
صباحاً و مع أذان الفجر الذي يصدح بالمآذن ... إعتلت صرخاتها من الألم وهي تستفرغ و تنادي بأعلى صوتها،
و رفيقتها هي الأخرى في العنبر الآخر تتعرض للشيء ذاته!
حالة إستنفار بين النزيلات و المربيات في هذه الدار لتأتي تلك السيده المثلقله بوزنها الزائد و صراخها المتعالي/خييير انتي شبلاك؟! وش ماكله غير اللي اكلوا البنات؟!
تحدثت المشرفه الاخرى بصوت حزين/يا استاذه البنتين بحاله يرثى لها اخاف يصير شيء و نتحمل مسؤليتهم!
تلك لم تتحرك مشاعرها ولكن خوفها من تحمل المسؤليه لو تعرضا للأذى/طيب طيب اتصلي بالإسعاف وخلي البواب يفتح الباب و يفتح عينه زززين، فااهمه؟!!
،
،
.
بعد ساعتين
في الطوارىء..
تظاهرت بالنوم وهي ترى حالات اخرى حرجه تدخل و ينشغل بها الطاقم الطبي..!
نزلت من سريرها وهي تهب بالخروج من الباب الآخر لتتبعها رفيقتها التي تابعت هروبها بعدما اختلط الحابل بالنابل..!!
انتظرت موظفة الدار في الإنتظار ،حتى طال انتظارها و نامت!
،
.
،
دخلت بصحبته وهي تتبسم للممرضه و تتحدث إليها بشكل ودي، حتى وصلتا لحضانة المواليد...!
حاولت بها وهي تطلبها ان تفتح لها الباب و لكنها رفضت معللةً ذلك بأنظمة المستشفى الصارمه منعاً لسرقة الأطفال!
اخذتها للإنتظار و دييغو يسمعها بواسطة سماعة هاتفها المفتوحه..
ليدخل بذقنه الكثيف و شعره المرتب للخلف و نظارته الكبيره، وهو يقترب حتى جعل ظهره لكاميرا المراقبه و وجهه للممرضه الواقفه ليفتح معطفه وهو يريها المسدس و يضع يده عليه مهدداً لها بصمت..!!
ابتلعت ريق الخوف وهي ترى انها لوحدها تمنت لو تصرخ و لكنها ستقتل لا محاله و لن تستفيد من صراخها..
لم تغترب من بلادها لتقتل في بلاد غريبه ، ذهبت لتفتح الباب و تخرج الطفل لأولينا بصمت..!
أخذته فعلاً و ذهبا مسرعين لترفع سماعة الهاتف وهي تبكي بقهر هذه المرة الأولى التي يُسرق من عهدتها طفل..
... دخلا غرفة إنتظار ليغيرا ما يرتديانه بسرعه و ينزع لحيته المستعاره التي وضعها و يجمع شعره و يلبس ملابس فاتحة اللون ثم نزلوا للعيادات الخارجيه و مخارج الطوارىء الى مرآب السيارات حيث ركنوا سيارتهم السوداء...!
..
في غضون ثواني أُغلقت كل منافذ المشفى و تم تفتيش من فيه....دون جدوى " إختفى الطفل"..بطريقه محكمه كان مخطط لها منذ فتره..!!
.
،
.
في طريقه هو ووالدته و ام رواد ليستلموا الأطفال تلقى إتصالاً من المشفى يخبره بما حدث ليعتزي بطفله المفقود/ابو سلمان !! كيف انخطففف انت وش وتقول
دخل مستعجلاً بعكازته وهو يشعر بحرقته من النار التي تلتهم أضلاعه و لا أحد يشعر بها غيره ليتجه نحو الحضانه التي يقف عندها افراد شرطه،حاول احدهم منعه و لكنه دفعه بقوه ليدخل وهو يصرخ/وين بنتي؟!
كانت بيد الممرضه التي تقف وتبكي/بابا سووري
أخذ طفلته و ضمها لصدره وخرج بها حتى وصل اقصى كراسي الإنتظار ليجلس يخبىء وجهه بطفلته يشمها و يبكي بحرقه،
نار فقد خالد تتقد من جديد و لكن من خلال سلمان الذي لم يمتع ناظريه به كثيراً،..
توقف الظابط الذي حضر للتو/اسفين عاللي فقدك يا بو سلمان و ان شاء نلقاه و هو بكامل صحته
حاول التماسك ولكن فقد الطفل يكسر الظهر و يحفر في القلب فجوة يمر خلالها الألم جماعات وفرادا ليستوطنه بلا هجره!
اقتربته منه والدته التي حاولت ان تأخذ الطفله/يمه هات غنى عنك البنت صغيره و ضعيفه بعدها ما كملت وماتتحمل شيل و حط
تذكر ان سلمان بنفس ضعفها و لكنه مع لصوص، إزداد الهم هماً حتى أنه لم يستطيع ان يفكر بأي شيء او أي حل الآن!!!
بالكاد إستفاقت من حالة بكائها لتتصل بهند لعل صالحاً يأتي بها و لعلها تتصل بأدهم يأتي معها يقف مع أخيه الذي إتضح إنهياره التام بشكل موجع و مؤثر!
لا تصدق أن رجلاً شجاعاً عاد للتو من الحرب يفقد اعصابه بهذا الشكل، ما أعظم مكانة الضنى و ما أعظم حب الوالدين!
،
.
،
وصلت للغرفه التي جهزتها لإستقبال الطفل ..وهي تتحدث لدييغو بحزن على بكاء الطفل/كم سيستغرق الوقت؟!
ابتسم بخبث/اسبوعاً او اسبوعاً ونصف لنستخرج جواز سفر من السفاره الإسبانيه ومن ثم نعود للباسك ، وحينها فليسترزوا طفلهم إن أرادوا
حضرت فرانشيسكا من غرفتها مسرعه،و على ملامحها اللهفه/اين الطفل؟!
اشار أولينا لسرير الطفل وهي تجلس متعبه/هناك، انا متعبه من هذا اليوم الشاق
اخرج هاتفه من جيبه وهو يخرج من الغرفه/و أنا سأتصل بديفد ليبدأ إجراءات الجواز..
اتجهت لسرير الطفل و هي تدعو الله ان لا يلين قلبها برؤية حفيدها، تماسكت حتى خرجا من عندها، من الأولى ان لا تلمسه و لا تحملق فيه طوال الوقت.. حتى لا يتعلق قلبها فيضعف!!!
حاولت ان تقاوم رغبتها الملحه لتخرج مسرعه و تتركه يبكي خلفها..!
"لا يعرف لماذا شعر برعشة قلبه وسط أضلاعه وهو يتخيل مشاعر ذلك الطفل اليتيم و حزنه الطاغي..""
.
.
وقف مصدوماً مما رآه في فيديو كاميرات المراقبه، السجلات المسجّله توضح ان أولينا كانت السارقه لطفله و المربيه هي من لحقت بها لتوقفها..و لكن تلك الأخيره سقطت في كيد تلك الشمطاء بعد تدخل احداهن، لم يعرفها ..،لكن لم يؤكد ذلك لم يراها جهراً حتى يتأكد!
تحدث تركي فهو يعرفها جيداً/ناظر ليال جت بالوقت المناسب و لكن الحراميه صديقة نايف نكبت الضعيفه
حاول التدقيق في ملامح تلك الشقراء/هذي قدرت تضحك على بيت كامل و سكنت عندهم بعد..!!
تركي/و هذي هي الأجنبيه نفسها اللي زارها نايف بالفندق هذاك اليوم
تحدث بفضول و غضب/ابي اعرف وش نيتها بسرقة ولدي؟!!
اخذ تركي بسحب بقية الشريط وقام برؤيته حتى وصل الى يوم مطاردته السياره السوداء ..أعاد اللقطات و قام بتقريبها و تصويرها ثابت... و من ثم سفر الشموس..!!
ابتسم على ذكائها فهي إستغلت سيارة أجره عامه، حتى لا يتتبع سيارتها التي ستذهب بها..كانت حذره حتى بتوقيت سفرها..! غبي جداً من يستهين بوعيد النساء و بالأخص حين تكون مثل الشموس!
كالفرس البريّه ترفض الترويض وحين تهيج غضباً تركض بعيداً ثم تعضّ نفسها حتى ينفجر عرق دم فيها ويسيل حينها فقط ترتاح و تهدأ ..هكذا هي ..اسمٌ على مُسمى ،سامح الله من سماها..!
رآه يلتزم صمته بعد رؤيته لسفر الشموس/أدهم شفيك
ابعده أدهم ليوقف الفيديو و يقرّب الصوره على طفله الذي كان يبتسم قبل ركوبه السياره!..
تأمله كثيراً ثم أغلق الجهاز وهو يقف مستعجلاً/مشينا يا تركي
،
في ساحة القصر..،
تفاجىء أدهم برؤيتهم ينزلون من السياره بطفل واحد فقط ، رأى قاسي ينزل و يحمله بين يديه و يضمّه لصدره!!
كاد يسأل حتى رأى وجه قاسي ليفهم ان هنالك كارثه حدثت/ارحبوو نور البيت يا عيال قاسي
لم يستطيع رد الترحيب كان وجهه شاحباً و الحزن يعتريه..،
إقترب منه وهو يحاول ان يفهم شيئاً/قاسي علام وجهك أزرق؟!! تكلم يا رجل وش صاير لك؟!!
تنهد وهو يتحدث بحرقه/اليوم يا أدهم اول مره احس ببتر ساقي،
ابتلع عبرته ثم اكمل حديثه /أول مره احس بنقصي و أنا اللي كنت اركض في الميادين ادافع عن ديرتي و نجيت من الألغام حول عشر مرات..اليوم انا ماقدر ادافع حتى عن ولدي !!
شعر و كأن الألم به هو لينطق بخوف/محشوم عن النقص يا قاسي وش فيه سلمان؟! ليه ما جبتوه معكم صار له شيء؟!
نطقت ام قاسي بحرقة بكاء/الولد يا أدهم خطفوه اللي ما يخافون الله
اقترب من اخيه وهو يربت على كتفه يواسيه على مصابه الجلل الذي أرعبه هو أيضاً على طفله الغائب عن عينيه مع أمه/بأذن الله نسترده يا قاسي البلد فيها أمن و الامن قوي قادر انه يجيب لك حقك و يرد لك ولدك بعد الله
ابتسم بخيبه،وهو ينظر لطفلته/الله يعين، عن اذنك بدخل أوديها لأمها و اتطمن عليها عندها و بين يديها و بعدها اتفرغ للي اخذ ولدي
شد على كتفه/كفوو يا قاسي يلا انا بسبقك رايح لنايف بالمؤسسه متى ما خلصت تعال
نطقت ام رواد بقلق بعدما ذهب قاسي و أمه/أدهم يمه
توقف و إلتفت إليها/سمي يام رواد؟
لم تستطيع كبت خوفها/الشموس يا أدهم ماعندك خبر عنها؟! ووين اراضيها
استغرب صيغة سؤالها، هذا يعني انها لم تصدق رواية سفرها التي كذب بها عليهم/وش تقولين يام رواد؟!
تحدثت وهي تعتي ماتقوله/يا أدهم الشموس اعرفها زين و الله ما عمرها صدت عن احد إلا زعل، خاصه لا صار له مكانه بقلبها و انا خايفه هالمره عليها، مقفله جوالها و ماتتصل بأحد من البيت عمرها ماسوتها!!
فهم ما صرحت به/وش دراك انها زعلانه على أحد؟!
هزت رأسها وهي تجيبه/الحقيقه ما تغطى بغربال يا أدهم، ان تجاهلوا الناس بسكاتهم علشانك انت بس و الا تراهم يدرون، و انا اعرفك تنطح المصايب ما تتهرب منها، أما الغلا تراك غالي عندها بالحيل و لا تشك بهالشيء أبد، الشموس كلش بتتحمله إلا وجعتها من احبابها... عن اذنك بروح افزع لهم داخل عسى الله يجبر مصيبتنا
لم ينتبه لذهابها و صدى حديثها يتردد في مسامعه، كل شيء يشتبك في رأسه الآن، حتى ناداه تركي من السياره..،
ترك مكان وقوفه و ذهب إليه،ليركب السياره و يشغلها وهو يتحدث بضياع/وهذا ولد اخوي انخطف غصب من المستشفى.
لاحظ تركي إرتجافة يده وهو يديد محرك السياره و يقودها بتهور/أدهم انت وش تقول؟! خطفوا ولد قاسي صدق؟!
ضرب بيده بقوه على "الدركسيون"/الولد تووه نتفه وش يخليه يتحمل ؟!مالقوا غير يخطفون طفل ما كمل شهوره؟!!
عرف انعقد صبره انفلت الآن/أدهم انتبه للطريق يا رجل بنروح فيها وورانا اشغال لازم نسويها،
هدأ و لكن مازال مستمراً في قيادته المتهوره، و كأن ثقل قدمه كلّه على دعّاسة السرعه!/هاللحين نروح لنايف و نشوف وين سلقته اللي جابها معه من ألمانيا وين أرضها من سماها.
استغرب فأخته لم تخبره بذلك/هو اللي جايبها معه؟!
نطق بقهر/و سكّنها بالبيت وسط العايله ..
إزداد غضب تركي من اخته و من نايف، لن يسامحها على اهانته بهذا الشكل، كيف تتقبل أمراً كهذا يمسّ إحترامها ؟!!
.
،
أجرى إتصالاً مهماً مليئاً بالوعود أن التسليم سيكون خلال شهر على الأكثر ،.. ليغلق الخط وهو يتأفف و يرمي هاتفه بغضب على الأريكه التي أمامه..!!
خافت من تصرفه الغاضب وهي تسأله/مالذي حدث؟! ماذا قال لك؟!
إلتفت غاضباً/يقول أن الزعيم لن يصبر اكثر على إعادة المال الذي اختلستيه، سيكون عقابه شاملاً لنا العوده إلى إسبانيا بدون المال تعني مقتلنا
ابتلعت ريق الخوف وهي تجلس تفكر بالذي فعلته بغبائها/لماذا نعود إذن دعنا نهرب
إتسعت عينيه متفاجئاً بحديثها البارد، لينحني لها وهو يشد شعرها و يوقفها غاضباً/تورطيننا في الكوارث ثم تطلبين اغبى الحلول !! لو كان الهرب فكرةً سهله لهربنا حينما خرجنا من اسبانيا و ليس ان نمكث هنا لمجرد ان نحصل عن ابنتك الثريه او طفلها كرهائن،انا كنت رجل مافيا ذهب لولا انني تورطت بالزواج منك و الوثوق بك حتى بددتي الاموال كلها ، إن لم نعيد ما عبثتي به سنلقى حتفنا جميعنا و بلا رحمه ولكن قبل ذلك ثقي تماماً أن ذلك الكائن الصغير الذي يصرخ في الغرفه كل الوقت سيُقتل أمام عينيك أولاً من قبل كاسترو نفسه و انتي تعرفين من هو كاسترو
ابتلعت ريق الخوف وهو ينفضها من يده لتسقط على أريكتها مرعوبه من المجهول ان لم يحدث ما يريدون ..!!
.
،
.
،
الجميع في حالة إنهيار تام، ما حدث كارثه، ولكن إتفق الجميع ان لا يصل الخبر إلى نيفادا..،
جلس عندها بعدما ترك الطفله بين يديها ..
إحتضنت طفلتها وهي تقبلها بسعاده بين يديها وهي تتسائل/وين سلمان يا قاسي؟! مع خالتي؟!
ابتلع وجعه سكاكين غير مسننه وهو يجيبها/سلمان رفض الدكتور يسمح له يطلع،يقول صحته ممتازه بس لازم يزيد عالاقل نص كيلو، اخته بطله واحسن منه
اختفت إبتسامتها/حبيبي ماما قعد لحاله!! طيب ليه تجين غنوش؟! ليه ماجلستي مع اخوك تسليّنه ثم تطلعون سوى؟!
نزلت دمعته حاره بعد إحمرار عينيه حاول ان يقاومها و عجز عن ذلك.،،
لاحظته يمسح عينيه وقلقت/قاسي شفيك؟! انت تبكي؟!
حاول الإبتسام واخذ نفس/لا بس حزنت عليه لحاله ليتني جبته او جلست معه.
ابتسمت/شفيك صااير حسااس، قاسي صحيح اشتاق لهم و ابيهم حولي طول الوقت بس اهم شيء عندي صحتهم، الواقعيه مطلوبه و مصلحة سلوم أهم
هز رأسه وهو يقف مستنداً على عكازه الذي أشعره بعجزه و إحباطه لأول مره، مالذي يستطيع فعله بساق واحده و طفله الضعيف مخطوف ولا يعرف مامصيره/انا بطلع تبين شيء قبل اطلع للشباب تحت؟!
إلتهت بحضن طفلتها و تأمل ملامحها/لا شكراً
قرر الذهاب وهو يسحب ذيول خيبته و هوانه على نفسه، حتى نادته وهو يفتح الباب ليلتفت إليها/سّمي؟
ابتسمت له و هي تشير بيد طفلتها/نحبك.
ابتسم بصعوبه ليكتفي بها و يخرج و يغلق الباب خلفه وينادي بأنه سيخرج حتى لا يصادف احداهن..خرج وهو يحبس الإنفجار في قلبه، الغضب، الكبت ، الصرخه التي ستهز المدينه لو صرخها..!
نادته والدته وهي تريد الذهاب معه ولكنه مشى من دون ان يسمعها، كان فقط يسمع نحيبه الداخلي و صوت غليان دمه..!
ركب سيارته لينطلق بها خارج اسوار هذا المنزل بعيداً عن الجميع، ليقف جانب الطريق و ينفجر باكياً، يالله لم يبكي يوماً بسبب قلّة حيلته و لا من شعور بالضعف سوى بعد خطف طفله و ساقه مبتوره، ما أشد قهر الرجال.
.
،
.
،
دخل مكتبه غاضباً كالريح و هو يتجه لنايف الذي يجلس خلف مكتبه كعادته و بيده اوراق جداول عمل اليوم،
استغرب الدخول المفاجىء ولكن الأغرب هو مداهمة أدهم له وشّده من ياقة ثوبه للاعلى ليوقفه/أدهم علامك؟! وش صاير؟!
نطق بغيظ/السلقه اللي جبتها معك من ألمانيا وينك حاطها فيه؟ كيف تعرفت عليها ومن متى؟!
استغرب مناسبة الحديث عنها/ليه وش فيها أولينا
نطق تركي بقهر/حاولت خطف راكان ولد اختك من شهور طويله و اليوم تفاجئنا كلنا بخطف سلمان ولد اختك الثانيه نيفادا!!
تفاجىء/انت انهبلت؟!و الا تمزح؟
نفضه أدهم و رماه على كرسيه بكل قوته المفرطه/و بعقلك هذا وقت ينمزح فيه؟! تبيني اصحيك من غفوة غبائك؟! علشان تصحي و تستوعب اللي حاصل حولك!
تركي بغضب/طلّق اختي يا نايف، ترى النفس منك طابت
ابتسم بسخريه/امعصي ماهو انت اللي تامرني ، وزوجتي بترجع غصب
نطق غاضباً/والله ما ترجع لك إلا وانا ميت!
امسكه أدهم ليردعه /تركي لا تحلف!
أصر غاضباً/اقسم بالله وانا بأختي عارف،
خاف للحظه وهو يتذكر بكائها و هاجسها تركي وغضبه!!!
أدهم بضيق/يا عيال خلونا باللي حنا فيه ولد اخوي مخطوف و انتم خابرين ساقه مبتوره و القهر بيشق صدره
نطق تركي بعد تفكير مبسط/اللي خطف مخطط من فتره حتى انه انتظر الطفل بالحضانه لأنه عارف انه خديج
تذكر نايف انه قبل فتره ذهب بأولينا لزيارة الاطفال و زعم انها خالتهم ليسهل دخولها ،جلس منهاراً/هي الله لا يوفقها هي
استغرب أدهم/من هي؟!
رفع رأسه وهو يتذكر وعيدها له و نطق بندم/قبل فتره اخذت اولينا معي للحضانه، على أساس انها خالتهم ، لا يكون هي ؟!!!
لم يصدق أنه يفعل شيئاً غبياً و أحمقاً كهذه الفعله/وشو؟!! وش المناسبه بالله؟!!!
كاد تركي ان ينفجر/علشان تدرون انه ماهو كفو ثقه
قفز نايف عليه ليتعارك معه و لكن أدهم فرقهما بصوته ولكن لم يستجيب نايف حتى فرقهما بيده ووقف بينهما/وقف انت وياااه خلنا نخلص من مصيبتنا هذي بالأول، الولد لازم يرجع باقرب وقت،الشرطه ماهي مقصره لكن المعلومات عندنا نايف لازم تروح وتقول اللي عندك لهم،
تردد/وش تبيني اقول لهم؟!
تحدث تركي بسخريه/بلاك عاارف ان معلوماتك سواد وجه.
تحدث بين اسنانه/أدهم تراني ساكت عنه علشانك
رد أدهم بغضب هو الآخر/يا نايف علي الحرام اني صابر و كاف يدي عنك بالغصب ، تصرفاتك الغبيه هي وراء هاللي صار كله، و قبل سلمان كانت اولينا بعد بتخطف ولدي لولا لطف الله، انت دخلت غريبه لبيتك ماتعرف عنها شيء و هذي آخرة تهورك و الله يستر من اللي جاي!
لم يتوقع ان يصارحه أدهم بما في داخله، ليشعر فعلاً بغباء أفعاله التي جلبت أولينا المنزل..ترك المكتب لهما و خرج بدون أي تعليق..
جلس أدهم منفعلاً ، الضغوط تزداد عليه من كل ناحيه، ذلك ليس جديداً و لكن خطف ابن اخيه و غياب طفله شيئان يضغطان على قلبه بشكل مباشر..
يعرف تماماً ما يشعر به قاسي.
دخل قاسي في هذه اللحظات لينطق بلهفه/بشروا شباب
تحدث تركي بخيبه/ما يمدي يستجد شيء، لكن الشكوك كلها راح تتقلص بعدما تطلع الشرطه على شريط الفيديو بالمستشفى.
تحدث أدهم وهو كاره لما سيقوله/الشك الأكبر حول الاسبانيه اللي جابها نايف البيت..لأن لها سابقه في محاولة خطف ولدي
استغرب قاسي ليتحدث بقهر/و انتم ليه تتركونها بالبيت ولها سوابق؟!!
تنهد أدهم/للاسف ما شفنا شريط كاميرات المراقبه الا تو... المهم نلقى الطفل بخير دامنا عرفنا المجرمين بتسيطر الشرطه عالوضع ان شاء الله.
جلس هو الآخر والحسره تأكل اطراف قلبه/وش بيصبرني انا؟! امه للحين ماقلنا لها باللي صار، لكن لمتى بنخبي؟!
خاف تركي/وش قلت لها؟!كيف اقتنعت
مسح قاسي على وجهه بتوتر/عمري ماكذبت لكن اضطريت اكذب واقول انه بالحضانه لازم يقعد شوي، حتى اني ماقدرت احط عيني بعينها يا خوان،قسم بالله ان كرهت نفسي
تقدم تركي ليربت على كتفه/قاسي ترى همك هو همنا،الولد ولدنا بعد،و الله ما ارتاح لين اطلع هذيك السحليه من تحت الارض
استغرب قاسي/اي سحليه؟!
تركي/عندي احساس ان أولينا بتدلنا عليهم.بس نطيح عليها
أدهم بتأييد/هو خيط واحد بس إذا طحنا عليه بتنحل العقده كلها.
رن هاتف المكتب ليرفع أدهم السماعه/نعم؟! ايوه يا محمد،بشّر تواصلت مع صاحب الxxxx؟!
حلوو..، طيب طيب شكراً
سأله تركي بلهفه/مكتب الxxxx تبع الفيلا؟؟!
أشار بالإيجاب/إيه ويقول الفيلا مستأجره من وحده سعوديه!
استغرب تركي ثم نطق يفكر او انه متفاجىء/ما قال أسمها؟!!
أدهم/يقول ان معلومات مثل هذي خاصه ويبي لها اذن خاص من المحكمه علشان يدلون بها!
استغرب سكوتهم المفاجىء/وش العلم يا شباب؟!
أدهم نظر لهاتفه الذي يرن من ناحية مهند/انا مخي بدأ يشوش علي، وراي عشاء عمل الليله مع وفد شركه اجنبيه و ما ادري كيف بركّز معهم عن اذنكم شباب طالع ،خذوا راحتكم ..تركي ضيّف قاسي..قاسي لا تخاف ما اعتقد انهم بيأذون طفل ماله حيله،بننتظر يوم او يومين واكيد بيتواصلون، الأرجح انهم يبون فديه..لذلك بيكونون حريصين على حياة الطفل
لم يعلّق قاسي ليؤيده تركي/حتى انا اتوقع هالشيء
اشار أدهم لتركي حتى يهتم بقاسي و ترك لهم المكتب ثم خرج..،
حاول تركي مواساته/تراهني ان ولدك بيرجع بخير و قريب ان شاء الله؟!
رفع رأسه وهو ينظر إليه مستغرباً/كيف تتكلم بهالثقه؟! الولد صغير بالحيل وما بعد اختلط بالعالم الخارجي،و مخطوف تحت تهديد السلاح!
تركي بإبتسامه/لأنه بيد ممرضه مغتربه مسكينه، لو بيد واحد مننا يا أهله ما اخذوه لو نموت دونه.. قاسي لا تقلق والله انهم جبناء و اضعف من انهم يؤذون طفل صدقني
لاحظه يتحدث عن الطفل باهتمام و كأنه له/شفت سلمان؟!
ابتسم/كل يوم انا و الوالده ننط له فالحضانه، امي تعلقت فيهم بشكل ما تخيلناه كلنا،عسى الله يرده لنا.
إلتزم صمته وهو يستشك في حماس تركي ، و يكره نفسه حين يشك به، لو لم يكن تركي بهذا الوضوح لكان إستحق الشك ولكنه واضح كعين الشمس و رجل يثق به أدهم في مكتبه، أدهم يعرف معادن الرجال،..
.
،
،
.
أحد المطاعم الشهيره ؛
تجلس بصحبة مديرة أعمالها تماضر وهي تتحدث إليها/تماضر تحمليني هالفتره و إذا حابه ترجعين الدمام ماعندي مشكله أجلي كل شيء بعد اسبوعين.
تماضر بتأفف/و الله محتاجه للراحه، كرهت القعده بالفندق لحالي و كله كوم و الاتصالات اللي علشانك كوم، امس ازعجني واحد بالواتساب ظنيت عنده سالفه بالنهايه قال بتقدم لخطبة ريمي !! سلامات صرت خطابه!
ضحكت ريما/من جدك؟
إلتقطت شوكتها لتكمل اكل السلطه/إييه اضحكي علي..انتي ببيت خالك و زيارات و وناسه و انا هنا بالفندق انتظرك تصدقين علي بإطلاله!
اخذت كأس الماء من أمامها وهي ترتشفه لتقع عينيها على من دخل في هذه اللحظات بصحبة رجال من الواضح انهم اجانب و رجل اخر يحمل حقيبة اوراق صغيره و يرتدي الزي السعودي يبدو أنه موظف عنده!
لاحظتها تماضر مازالت تمسك بكأس الماء الفارغ و تنظر لتلك الطاوله المقابله/هييي وين وصلتي؟! القلاص مافيه ماي ليه ماسكته؟!
ابتسمت بخبث وهي تخبرها/هذاك هو اللي قلتلك عليه
إلتفتت تماضر لما تعنيه ريما/اللي يتكلم و
بيده خاتم اسود؟!
بتأكيد/ايووه هو.
رفعت حاجبها وهي تلتزم صمتها بإبتسامه..!!!
لاحظت صمتها لتلتفت إليها مستنكره/هييي لا تطولين النظر، هذا حلالي بس
استغربت/بتخشين الثانيه؟!
بتساهل/عادي إذا أدهم والله عادي عندي، بعدين إذا عرفني بيعيف غيري انا واثقه
بتشكيك/واحد مثله راعي مؤسسات و من عايله معروفه و متزوج بعد ماظنتي بيتزوج مشهورة سناب في لندن و ناويه تنتشر هنا!
بقلق/تصدقين خلاني اتراجع عن كل شيء، هذاك اليوم خفففت بنتهم الصغيره تعرفني، و الا الحمدلله كلهم ما يتابعون بالسناب، و يستخدمون بشكل بسيط
ضحكت/المفروض تتضايقين اذا ماعرفوك يالخبله، شفيك تغيرتي؟!
بتشويش وعينيها تراقبه فقط/مادري ماحبيتهم يدرون، عايلتهم جداً ارستقراطيه، علشان كذا اقولك اخذي اجازه اسبوعين وكنسلي كل شيء بالسعوديه و الخليج.
.
،
.
بالكاد نفذ من إجابة سؤال احد ضيوفه حتى أحال بقية الاسئله لمهند، ليرتشف من كأس الماء الذي أمامه شعور عميق بالضياع و الصداع في آن معاً..!
أحاديث مفرغه من كل شيء و لكنه ملزم بها رغم ما يتعرض له من ضغوط..
و لكنه تلقى إتصال من احد رجال الاعمال الذي انتشر خبر اختطاف الطفل بينهم الكل أبدى تعاطفه ودعواته، لم يحبذ ان ينتشر خبر كهذا و لكن المستشفى لم يلتزموا الصمت ،استأذن ليذهب للرد ..
اغلق الخط بعد إنتهاء المكالمه ليقف يتنفس قليلاً ذهب لدورة المياه ليغسل توتره من ملامح وجهه.. ثم عاد لمكانه ويعتدل في جلسته لتقع عينيه في عينيها التي تنظر إليه من بعيد!
إبتسم بهدوء و اندمج في أحاديث ضيوفه..،
.
،
.
،
لم تصدق وهي تلتفت لتماضر/قلتلك انا ماتكلمت عن زواجي منه بلاش،شايفه؟!
تماضر تبتسم لها بغير تصديق، (كم هي غبيه وهي تصدق زيف إبتسامته، وهل هنالك رجل عاقل تفتح له إحداهن حضنها منذ اول لقاء ثم يتزوجها؟!، كم هي مجنونه!..)
،
.
،
.
.
انتهت من عملها اليومي و تأكدت من نوم اطفالها..لتذهب بعد ذلك لغرفتها، إبتسمت له وهي تراه مازال جالساً يعمل على اللابتوب في مكانه/مانمت للحين؟!
رفع ناظريّه لها/انتظرك.
دخلت" الدريسنغ روم" تغير ملابسها وهي تتحدث معه/معليش ابوفهد ،الليله بهذلني عبود بسم الله عليه ارتفعت حرارته و اعطيته خافض و سويت له كمادات حتى انخفضت حرارته و تطمنت عليه..و بعد بروح له بعد ساعه اتطمن.
إبتسم للطفها البالغ و رحمتها مع ذلك الطفل،سيده كهذه كيف يمكن مجازاتها و مباراتها في الحب؟!/إذا تعبان يا سلطانه خليني اوديه المستوصف احسن
انتهت من لبسها و خرجت له وهي تربط روبها الأبيض جيداً/لا ما يحتاج الحمدلله تنفسه طبيعي، بعد ساعه اذا ارتفعت حرارته و تغير علي بنوديه
راقبها بنظراته وهي تلتهي بنفسها و تقف أمام مرآتها و تفتح شعرها الذي تربطه بمشبك ، ثم جادت على نفسها من عطرها، راحت تخفت إضاءة الجناح و عينيه تلاحقها حتى إنتهت من عملها الليلي المعتاد ثم جلست في مكانها من السرير وهي تبتسم له..!!
كم تعشق نظرات الإنبهار في عينيه، نظرات الذي لم يعشق سواها أحد، أي نبل يحمله في قلبه حتى لا يشعرها بأن لا انثى قبلها؟!! هل هنالك رجل بلا ماضِ؟! إن كان فهو هذا الأربعيني الفاتن!
تذكر شيئاً ليلتفت يبحث عن هاتفه/كم الساعه؟!
تفهم ما يرمي إليه تماماً كم هو راقٍ حتى في تلميحاته/ساعة المنبه و جوالك مو جنبك؟!
أضاء المصباح و رأى المنبه ولكن تذكر انه نسي هاتفه في السياره/اووف نسيت جوالي بالسياره بنزل اجيبه، تبين شي و أنا راجع؟!
رأته ينزل من السرير و يلتقط مفتاحه ذو الميادليه بحرف الـ"ل" لم تستطيع الإحتفاظ بإبتسامتها هنا، تغيرت حتى نبرتها/لا شكراً ، بنام
لاحظ عينيها تقع على مفتاحه لينتبه للميداليه ذات الحرف، لم يتوانى في أن ينزعه أمام عينيها ليتجه لسلة المهملات في الغرفه و يرميه فيها/ها قلبي،تبين شيء؟!
بشبه إبتسامه/اخذ روبك ترى برا شوي برد.
ابتسم براحه لها بعد إبتسامتها له ليلتقط روبه و يخرج..،
الليله فقط تزوجته، بات لها حقاً ، حتى انه فهم ماتريد بدون أحاديث مطوله و لا عتاب!
جلست مكانها براحه وهي تنتظر عودته،..
.
،
.
،
.
مســـاءاً؛
لم تصدق ما سمعته من مهند/مهند وش تقول انت؟! سلوم مخطوف؟!
تحدث بتأثر وهو يجلس على اريكته/اي والله و أدهم حالته حاله،اليوم بالإجتماع كان مضيّع لولا اني مرتب معه الاوراق و حضرت معه و الا كان جاب العيد، عمري ماشفته بهالشتات..أصلاً من اسبوعين ماهو بخير!
ارتعبت حقاً وهي تقف بتوتر هذا يعني ان غياب زوجته قسرياً و ليس للنزهه، لو كان للنزهه لعادت او لسافر معها/مهند قلبي قوم ودني له
إرتفع حاجبه/بهالليل؟! صاحيه انتي؟!
نظرت لساعتها تشير للعاشره و النصف/ارهانك انه ما نام من الهم
تركها متجهاً لسريره/اقول عيني خير و نامي روحتك له هالوقت مامنها فايده، ريحي نفسك بس.
لحقت به وهي تجلس عنده/مهند قلبي الله يخليك ودني له،شلون بينام اخوي وهو بهالحاله؟
مازال غير مقتنع بالتوقيت/و أنا شلون بنام بهالحاله؟! مافكرتي بي؟!
ابتلعت الغصّه/مهند!!
بإصرار/تعوذي من ابليس و تعالي ننام، الصباح رباح.
لم تعلّق اكثر إمتثلت لطلبه رغم قلقها و مصيبة اخيها التي تعتبرها مصيبتها، اغلقت الإضاءه و ذهبت لمكانها في السرير وضعت رأسها على وسادتها و أدارت نفسها لتعطيه ظهرها مدعيةً النوم..،
ابتسم وهو يراها تبدي غضبها بشكل هادىء جداً و لم تصرخ و ترفع صوتها بل امتثلت لأمره، حتى و إن إحتجت بإدارت ظهرها له..،لم تعوّده ذلك حتى صار يعرف انها لا تدير ظهرها الا غضباً..! يالهدوء غضبها الذي يزلزله!!
شعرت به يقترب منها ليلصق صدره بظهرها و يداعب ذراعها بيده الكبيره و من ثم بطنها ليشدّها له اكثر وهو يعانقها بهدوء ليطبع قبلته خلف أذنها ثم يهمس لها بهدوء/ان رحتي لاخوك هالوقت بيقلق اكثر، عشان كذا احسن شيء تروحين له الصباح بدري خليه يصبح بلطافة الدنيا بعدما نام على نكدها.
و ان بغيتي اقعدي عندهم طول اليوم، بس احسبي حسابك الليل بجي اخذك، و الله ماقدر انام بدونك، وش قلتي؟!
ابتسمت وقد نزلت دمعته منه قبل قليل، لتستدير بصمت و تعانقه بشده..،
.
،
.
،
.
،
في مكانها بعيداً كل ما يحدث،
حزنها لم يكن يوماً عرضة لعيون البشر،و لا تتظاهر حتى به، و لا تشاركه أحداً فقط تكتفي بنفسها حين يخذلها من تحبهم و الحياة، فتنعزل بعيداً عن كل ما يؤلمها و تغلق كافة وسائل التواصل لتعتكف مع نفسها تعيش راحتها كما لم تفعل ذلك من قبل،
سنوات طويله و هي منشغله عن ذاتها عن الهدوء، تستحق وقتاً مستقطعاً من العزله ولو كان وقتاً يسيراً..قد فقدت في حياتها العمليه و وسط إنشغالها بهم ،فقدت التواصل مع ذاتها و التفرغ لعيش ماتحبه، لم تحبذ يوماً الإنصهار في قوالب ليست تناسبها، قد كانت في ما مضى تجاهد رغباتها وسط تلبية رغبات والدها و حماية عائلتها التي صارت تتذمر من تدخلها في شؤونهم..!
يالله كم فقدت صلتها مع ذاتها في خضم كل ذلك.."لا بأس من عيش لحظات التمرد و التفرد، و البحث عن راحة النفس"
.. الضعف و الإنكسار ليس من شيمها،
ليست ممن ينتظرون إنتصارهم في رأي الأخرين أو إنتظار حبهم ..إن لم ترفع المرأه عن نفسها الهوان و إلا لن يسّرها أن يفعل ذلك لها رجلاً و إن كان زوجها..
الكرامه و رفعة الشأن تنبع من الذات لا تُستجدى من أحدٍ كان...
،
فقدت صوت طفلها لتبتسم و هي تلاحظ نومه بين ألعابه، إتجهت إليه لتحمله و تتجه به لغرفتها حيث سريره بجانب سريرها..
وضعته و هي تبعد خصلات شعره عن عينيه وهي تتأمله بهيام واضح،هذا الحب المرعب الذي تحمله له في قلبها يكاد يهلكها، ترتعب بمجرد ان يصوّر لها خيالها أنه قد يتأذى بأي شيء..!
هذه الملامح التي تحب و الروح المجتزئه من الروح و قطعة القلب التي تمشي على الأرض..إنها حقاً أشياء لا تُشترى!
تذكرت أنها حرمت أدهم من هذا كلّه لتتنهد/الله يعين أبوك.
تركته في سريره و هي تخرج تمارس عاداتها الجديده ومنها السهر على فيلم أو احتساء كوب قهوه في باحة المنزل الصغيره وسماع اغنياتها المفضله او مراقبة النجوم في تلسكوبها الصغير..المهم أنها لا تخطط لشيء معيّن كما كانت تفعل طوال حياتها..
...الآن لا شيء ينتظرها غداً و لا تفكر بعمل او مرتبطه بأي شيء..
بل تتخلّص من كل أعباء الشموس القديمه و إجازه لها من كل شيء و بلا موعد إنتهاء محدد..!
.
،
.
،
في مطبخها انتهت من عمل فنجاني قهوه لها و له كما طلبها..لتصعد للأعلى حيث غرفتها،..
سمعت صوتاً يأتي وسط صمت الممر..إستغربت الذي تعرفه أنها ذهبت للنوم باكراً اليوم!
إقتربت لباب الغرفه حتى تسمع جيداً ما يدور!
هزت رأسها بصدمه وهي تترك الباب و تذهب لغرفتها يكفيها ما سمعته!
دخلت غرفتها وهي مازالت تحت تأثير ما سمعته!
وضعت فنجان القهوه على طاولته التي أمامه و عادت لكرسيها ترتشف فنجانها بصمت...،
إستغرب صمتها بإبتسامه وهو يحمل فنجانه و يرتشف منه رشفه/شفيهاالليله ساكته؟! مافيه مواضيع جديده مادريت عنها غير كتاب أمك؟!
إلتفتت إليه صامته، متسائله بنظراتها، هل يعرف ماتفعله ريما أم أنها تتوهم..!!
إتسعت إبتسامته/شفيك تناظريني كذا؟! عندك شيء بتقولينه؟
نطقت بلا تردد/لا ..
عاد ليرتشف قهوته بصمت،و يده الأخرى تداعب هاتفه..،
تحدثت بفضول يدفعها/ريما وش تخصصها اللي تدرسه؟!
ابتسم مستغرباً/ليه ما سألتيها؟!
حركت كتفيها بتردد/مادري خفت تظن انها لقافه
ضحك/ريما متخرجه العام من تخصص إدارة و تسويق، تشتغل بلندن اعتقد بمؤسسه
استغربت فالذي اخبرتها به ريما أنها ما زالت طالبه!!/موظفه و بالتسويق!!
لاحظ نظراتها له/انا رحت محل عملها جداً محترم و ابداعي بالتسويق باذن الله نروح لندن و تزورينهم، بالنهايه ابوها ماهو موافق على عملها إذا ما كان مناسب.
مازالت مشككه، من أي ناحيه مناسب؟! ما سمعته الليله منه ومنها و احاديثها السابقه يجعلها تتيقن أنها فتاة مراوغه بإمتياز/يلا حلو اخذ منها خبره دامها موجوده، يجوز افتح محل و الا اصير تاجره و احتاج مسوّقه
لم تعجبه نبرتها شعر فيها نوعاً من السخريه او الشك، ليترك فنجانه جانباً وهو يلتفت إليها ناطقاً بجديّه/هند، أي شيء من ناحية ريما انسيه، مالك علاقه فيها، وهي كلها أيام وتتيسر بحالها، قط الكلام اللي ماله داعي ماحبه..
تفاجأت بحديثه الذي يؤكد انه يتعرض لغسيل دماغ، كيف يرى عملها و لا يرى تصرفاتها؟!!/عبدالرحمن! وشو الكلام اللي قلته و ماله داعي ،حكيي كله عفوي و ماقصدت شيء!!
إلتفت إليها وقد وصل السرير/عفويتك هذي لا تستخدمينها معي فااهمه!! تصبحين على خير
لا تصدق ما يقوله !يرى حديثها هي غير عفوي و افعال تلك وتصرفاتها عفويه!!! ريما ليست سهله (ولكن أنا أيضاً ليست سهله، و لنرى أي عفويه ستنجح يا ابنة الدبلوماسي!)
.
،
.
،
.
،
استيقظ باكراً على صوت المنبه الذي وضعه بعد صلاة الفجر.. بالكاد نام ساعتين فقط،
إستلقى مكانه بإرهاق نفسي وروحي أكثر منه جسدي،..
هذا السرير البارد و الغرفه الميته تعيده لتلك الطفوله، ذلك الطفل الحزين الذي كانه.
وحيد كما كان بل بعزلة أكبر و بهموم اكبر..!
إلتفت لمكانها بجانبه وهم يتخيلها غاضبه و مع ذلك تعيد الغطاء على جسده حينما يبعده عنه و يتصنّع النوم.. كانت لا تعرف ان تقسو عليه مهما غضب منه!
من كان قبلها؟! و كيف صار بعدها؟ و ماذا حل به الآن؟!!
قد يتجاوز كل شيء و كل صدمه ماعدا غيابها الذي كشفه و سرق الراحه من جفنيه و السعاده من عالمه!
غيابها الذي كشف الغطاء عن كل جروحه القديمه، و أذكى جروحاً أخرى..
لا أحد يسأل عنه و لا أحد يهتم..!
تماماً كذلك الطفل البائس، غير أنه الآن بات في وسط عائله و متزوج!
لا يعرف لماذا شعر برعشة قلبه وسط أضلاعه وهو يتخيل مشاعر ذلك الطفل اليتيم و حزنه الطاغي..
كان يتوق لأن يكبر ليتغلب على ضعفه و احزانه و لكنه كبر ومازالت احزانه ترافقه و تكبر معه و هاهي الآن تُضعفه و تذكره بماضي أحزانه، و كأنه نسي!
سمع طرقات باب ليترك سريره ،تذكر أنه يرتدي فقط ملابسه الداخليه ليلتقط روبه و يخرج من غرفته و يذهب ليفتح باب المكتب وتفاجىء بوجودها/هوازن!
لم تستطيع تجاوز ذبوله و حزنه الظاهر، كانت تعرفه دائماً صلب و يقف بكل قوه أمام كبار الأمور، ابتسمت بصعوبه و هي تمد إليه كوب قهوه/صباح الخير
أخذ كوب القهوه وهو يحاول بفشل ان يبتسم لينحني و يقبّل رأسها/حي هالصباح.
أشارت للداخل/ادخل عندك و إلا تطلع معي المجلس احسن؟
اشار لأريكة المكتب بصمت وهو يدخل و يجلس في الكرسي المنفرد، لتدخل و تغلق الباب و تجلس هي في المقابل على الاريكه الطويله وهي ترى صمته/أنا عارفه الأوضاع اللي صايره و معكره جوك..قلبي معك ياخوي ومصيرها تُفرج ان شاء الله
إرتشف من كوب قهوته وهو يصغي لحديثها بصمت..،
أردفت بحزن على حاله/الضغوط ماهي شيء جديد عليك يا أدهم، انت شايف اللي تحت عينك، منت ملاحظ انك تغيرت لدرجة ماعدت تتصل بي وانت اللي ماكنت تتركني قبل تعرف اني اختك؟!! انت عمرك ماتترك واجباتك عبث ، أدهم قول وشفيك يا عزوتي؟!
نطق حزنه على ملامحه، فلم يسأله أحد بهذا الإلحاح من قبل و لكن اخته اخترقت قلبه في هذا الصباح الخانق له/تعبان شوي
سألته بلهفه وهي ترى لمعة عينيه الصامده/وش متعبك؟!
نظر إليها وهو يرى قلق الأمهات على ملامحها،لا تعرف أنها سألته سؤالاً عميقاً بعمق وجعه بحيث لم يعد يعرف ما يُتعبه مما يعذّبه/تعبان من كل شيء..، تعبان من الهواء اللي أتنفسه، تعبان من هزايمي، تعبان من فشلي وحظي اللي واقف بوجهي حتى بعلاقاتي مع اللي أحبهم، تعبان لدرجة أني انتظر موتي كل صباح واشوفه يعاندني يمر جنبي و يتعداني، تصوري حتى موتي يعاندني!!
نزلت دمعتها وهي تضع قهوتها على الطاوله أمامها/بسم الله عليك من التعب، وش هالكلام يا أدهم كنت اشوفك دايماً قوي وماتهاب!
ابتسم بخيبه/قوي؟! هذي اكثر صفه تقمصتها بحياتي، القوّه ناسبت شكلي الخارجي فقط لكن داخلي ضعيف ومهزوم ,داخلي طفل صغير يبكي على موت امه من 32 سنه..!
مسحت دمعتها الحاره وهي ترى تماسكه رغم كل شيء سكتت قليلاً وهي تحاول إستيعاب صوت وجعه الموغل في القلب/غريب! كيف تخفي المظاهر اللامعه أنقاض بقايا إنسان؟! انا كنت اظن محد ذاق التعب والحزن كثري او عالأقل اكثر مني!
ابتسم يداري حزنه/هذا جزء بسيط، تدرين وش اكثر شيء مُتعب في هالحياة هو إني مضطر أعيش و أقوم بواجباتي كامله تجاه الكل و كأنه ما صار شيء، و بداخلي صوت يصرخ وده اني انسحب من هالحياة بكبرها.
سكتت للحظات وهي تتأمل عمق الحزن الذي فاجئها به، و غياب الشموس المريب/لو بيدي اخذت هالتعب منك ياخوي..قول لي وش بخاطرك و اسويه،انت منت لحالك انا معك وابونا بعد.
ابتسم وهو يتأمل ملامحها القريبه من والده/زين اللي تزوج ابوي و جاب لي اخت تفزع لي ولو بعد كل هالسنين.
أحبت نبرته ونظرته التي تشوبها لمعة براءة ذلك الطفل الذي تحدث عنه/فديتك، عرفت الشموس باللي صار؟!
ترك الكوب على الطاوله أمامه ليحاول تجاوز أزمته التي تعصف به منذ غادرته فلم يعتاد الفضفضه/الشموس مادرت عن شيء، أو أنها درت و ما تبي ترجع..الله اعلم.
استغربت إجابته ولكن فهمتها بعد كل تلك الفضفضه/أفهم من هالكلام أنك ماتدري وينها؟!
وقف وهو يبتسم بخيبه/للأسف يا هوازن ما أدري وهذا اعتبريه اعتراف بفشل اخوك و خيبته ، لذلك مهما صار لا تثقين بواحد فاشل ومهزوم مثلي أبداً .
وقفت وعينيها تنطق حزنا لتعانقه وتشد عليه/بظل أثق فيك لين اموت انت أملي بعد الله و ظلي اللي اتذرى فيه، مهما باروا فيك العالم تذكر ان لك أخت ما تشوف الدنيا إلا فيك.
بادلها العناق وهو يشعر بنوع من الراحه بعد فضفضته لها، و دموعها ليهمس لها/وراي روحه للشرطه بعد شوي و انتي عطلتيني ببكاك.
ابتعدت عن صدره قليلاً وهي تنظر لوجهه و تتفحص ملامحه لتتحدث برجاء/طلبتك هالكلام اللي قلته لي انساه عندي لا تقوله لأحد ثاني، انت قوي و قد هالعالم و متأكده انك بتغلبهم، صدقني حتى الشموس بتندم عاللي سوته، مصيرها ترجع معتذره و تفهم قلبك، قوول لي انت من تقدر تبتعد عنك؟!
بنفس ابتسامته/الشموس قدرت و ابعدت.
هزت رأسها بالنفي/مستحيل تبعد، و راح اراهنك على هالشيء، حتى يمكن انها حالياً قريبه منك و منت حاس فيها، المهم انها ما ابعدت عن دوايرك انت،و بتقول قالت هوازن.
لم يصدق نفسه كيف تحدث أخيراً بما يقتله من الداخل ببطىء؟!، هذه الأخت كغيمة ماطره ساقها الله لتمطر في صحراء قلبه، ابتسم بخفوت/أنتي وش جابك لي مع هالصباح؟!
شدت على يده بإهتمام/مانمت البارح، و من فتره افكر فيك، اقول قل اتصاله و حتى طلته علي انقطعت، اكلني قلبي عليك، هاللحين عرفت وش موجعك و عرفت ان قلقي عليك معه حق.
لم يستطيع ان يعلّق على دفء لهفتها، اقترب ليطبع قبلته على جبينها/الله لا يحرمني هالقلب..يلا ابي اجهز نفسي و اطلع الشرطه قبل اروح عملي تامرين شيء
نطقت برجاء/طلبتك إذا اتصلت بك رد علي حتى لو بكلمه ورد غطاها أو حتى رساله، لا تشغل قلبي عليك..
حرك رأسه بالإيجاب وهو يتركها ليذهب لغرفته،، تنهدت وهي تستودعه في ودائع الرحمن، اخذت كوبي القهوه و خرجت مغلقةً الباب خلفها...،
واجهتها ليال وهي تجلس في جلستهم المعتاده في الصاله الجانبيه و تكاد دمعتها لا تجف/صحى؟!
جلست بحزن/صحى و كان شكله شكل اللي ما نام،ويلي على اخوي.
تنهدت بحسره/من اللي ارتاح بنومه بهالبيت؟! عسى الله يعديها على خير ، ما قالك خبر عن الشموس؟!
نطقت بتعب وهي تحمل هم أخيها/ما سألته عنها
استغربت/مو معقول حتى أدهم ما يدري عنها وين رايحه!
تنهدت/الله يسامحها.
شكّت ليال في موضوعها/تظنين ان الشموس مسافره من وراء زوجها و من دون علمه.
ردت وقلبها مشغول به فقط/ما ادري، لكن اللي متأكده منه انه لو الشموس عندها خبر باللي صار لولد اختها مستحيل تغيب دقيقه..
هزت رأسها بموافقه/بهذي صدقتي، و هذا يؤكد لي انها مغلقه جوالها نهائي و كل وسيلة اتصال و حتى ما فكرت تسأل عننا من بعيد لبعيد..
نزلت أم رواد من اعلى وهي تسأل بلهفه/محد اتصل؟!
ليال/لا و نايف من البارح ماهو مبين، يا رب ارحمنا من هاللي إنّا فيه،
جلست ام رواد بتعب على طرف الأريكه وهي تنتحب،كبتت كثيراً وهي بغرفة نيفادا التي لم تعرف شيئاً بعد.،بكت حتى اقتربت منها هوازن و ليال كل منهما تحاول ان تواسيها ولكن المصاب يجمعهم ..
إنهارت ليال باكيه و كأنه لم تبكي قبلاً، لتنضم معهم اميره التي كانت تراقبهم من بعيد وتلعب بجهازها اللوحي..،
.
،
.
،
منذ ليلة البارحه وهو يبحث عن أي دليل يقوده إليها و لكن لا جدوى!
سيجن مما فعله بعائلته،هو الملام و لن يسامح نفسه أبداً إن حدث مكروه لأحدهم..
دخل تركي مستعجلاً وهو يراه بدلاً من أدهم، ليقرر ترك المكتب له..
ناداه قبل ان يخرج/تركي وقف
توقف تركي بإشمئزاز وهو يلتفت إليه/خير ان شاء الله!
نايف/تركي بلا هالصدود ترانا اهل
ضرب بيده الباب وهو يكرر ما قاله/بينك وبين اختي موتي يا نايف ..فااهم "مووتي"
توقف بقلّة حيله بعدما خرج تركي و تركه بين حيرته،لعن الفكره التي جعلته يساعد أولينا بالقدوم هنا و جعلها تسكن مع أهله..،
.
،
نزل من سيارته متفاجئاً من احداهن كادت ترمي بنفسها أمام سيارته، لينزع نظارته وهو يصرخ بهن غاضباً/ناويه تنتحرين انتي؟!!
تركت مكانها الذي تقف به لتتجه ناحيته/اسفه يا ستاذ أدهم لكن قسم بالله
تركها وهو يتهرب ويشير لرجال امن المؤسسه بطردها،لا تنقصه مصائب تأتي من خلف النساء، يكفيه جداً ما هو فيه منهن..
رأته يدخل المؤسسه و الرجال يمنعونها من الحديث معه لتبكي وهي ترجوهم و معها صاحبتها التي أتت معها/تكفون ياهل الخير والله اني محتاجه وقفة احد معي، أدهم
تجاهل صوتها و لأول مره يتجاهل صوتاً يستفزع مرؤته، عاد ليلبس نظارته وهو يقف في الإستقبال و يلقي أوامره عليهم/ممنوع دخول أي جنس مره للمجموعه،تحت أي ظرف كان مفهوم؟ ابيك تعمم هالكلام للسكيورتي.
استغرب الموظفين طلبه ولكن امتثلوا له/ابشر طال عمرك..
رفع ناظريه للكاميرا الموجهه إليه ليتذكر أمراً مهماً/تركي وصل؟!
الموظف/وصل لكن طلع من شوي
ضرب بيده على الطاوله بخفه ثم تركهم ليستخدم المصعد للأعلى..وهو يتصل بتركي على عجاله من أمره/الوه تركي اسمعني زين ابيك تروح للشرطه حالاً وتعطيهم اسم الفندق اللي نزلت فيه المتهمه،اكيد عندهم كاميرات مراقبه ،اولينا استحاله تكون لحالها اكيد معها فريق يساعدونها
دخل مكتبه بعدما اغلق الهاتف وهو يشعر بخفة في نفسه،شعور جيد بعد مجالسة أخته صباحاً ،كاد يختنق وحيداً لولاها بعد الله..
.
،
.
،
تحت مظلات مواقف السيارات..،
رجتها بخوف وهي تلتفت يميناً و شمالاً/مريم شكلنا غلط وحنا واقفين هنا وش نننتظر بالله
مريم بهزة جسد غريبه/ماراح اتزحزح لين أقابل أدهم المناع، اذا تحركت من هنا بيمسكونا و انا ارحم عندي انتحر و لا ارجع لدار الرعايه يا غريبه
ابتلعت الخوف و هي ترى نظرات عامل النظافه بين الحين والآخر/مريم شووفي هذاك يناظرني بشكل يخوف!
التفتت إليها وهي غاضبه/ما ينلام عمره ما شاف هالعيون الزرق غطي وجهك يا بنت لا تلفتين الانظار لنا
غطت وجهها بيدين مرتجفتين وهي تثبت نقابها/وش ذنبي انا يا رب رحمتك
تذكرت اسئلتها الكثيره بخصوص غريبه فلا احد كان يسمح بالاحاديث الجانبيه كثيراً في الدار لتسألها بفضول/تعالي انتي وش اصلك..معليش بس جد شعرك مايل للاشقر و واضح خلقه عيونك مادري كيف لونها ازرق او باهت!!
تذكرت الماضي بحزن و نطقت بعد تردد/والله مادري ابوي يتهم امي و امي تبري نفسها و تحلف و جدتي تقول ماهي لنا و دايم مسكرين علي البيت و لا اطلع لأحد.. المشكله اني نفس بشراتهم كلهم لكن فرقت معهم العين والشعر
لم تفهم بعد/يا بنتي معليش خذيني على قد عقلي، كيف ما يبونك ومخلينك عندهم ، اقصد كيف وصلتي الدار دام عندك عايله!!
غريبه بحزن اعمق/ابوي انفصل عن امي بعدما جابتني و عشت دايم محبوسه اذا جونا ناس او مناسبه و مره من المرات كسرت الحجز و نزلت من غرفتي بحفلة خطبة اختي كان وقتها عمري 17 سنه لبست و تجهزت و نزلت لهم استغليت انشغالهم عني ، تخيلي ما يخلوني اطلع لجماعتنا!!
طلعت لهم هذاك الوقت و الله لا يوريك الكل انكرني بداية بأمي و جداتي و نهايه باختي اللي اكبر مني!!
من يومها انزع الخوف و الرهبه منهم، عرفت اني فعلاً غريبه عنهم اسم على مسمى ،كرهتهم و عرفت ان هالدنيا مالها صاحب و فليتها وكل ما سألوني ما جاوبتهم لين جاء يوم وغبت عنهم فتره يومين و ثلاثه و اسبوع كنت اروح عند رفيقتي بس ما علمتهم، بلغوا الشرطه و اتهموني بأشياء غريبه ماعمري سويتها
طبعاً انا كل اللي كنت اسويه اهرب منهم لصديقتي وجدتها ناس طيبيين
بفضولها الذي شدها/طيب وش صار بعد هالسالفه وراء ماقعدتي عند العجوز دام اهلك مرخصينك كذا
أجابت بقهر/خالهم شافني مره بالغلط و اعتقد اعجبته و انا صغيرة سن و يدري ان اهلي مايبوني، طلب يتزوجني بس رفضت خير اتزوج واحد اكبر مني بخمس و ثلاثين سنه!! بعدها الشايب الحقود بلّغ عني و شوفت عينك..
مازالت مستغربه/غريبه من جدك؟! هذي تصرفات اطفال وشو اللي تهربين من اهلك للجيران و
تنهدت/اكيد وقتها كانت تصرفات اطفال بس من كان يحس بي؟! هم كانوا عارفين كل شيء يصير معي و انبسطوا يوم مسكتني الشرطه و رفضوا يستلموني منهم بعدها الشرطه اخذوني لمركز الرعايه و هذا انا من هذيك السنه خمس سنوات ماشفت أمي ولا أبوي اللي كان ماهو متقبلني.
دمعت عينيها وهي تتذكر والدتها الرحوم/كانت عندي أم تسوى الدنيا و كنت انا بنتها الوحيده بعد وفاة اخوي بحادث قبل زواجه بشهر..تعبت امي و بطلت وظيفتها و انا تركت الدراسه و اشتغلت بدالها في مشغل محترم...كنت مبسوطه لان تصفيف الشعر و قصّه شغله تستهويني و كان لي زبايني،
لين جاتني يوم من الايام زبونه دهورتني بكذبها و قالت بفتح لك مركز تجميل خاص فيك و بموقع ممتاز بس تنفذين اللي ابيه و وافقت في لحظة طمع كنت ابي استقل بشغلي و بعدها معاد شفت الخير .. خربت بيوت ناس و حبستني ببيت مهجور و شفت جريمة قتل قدامي خلتني انهبل دخلت بتحقيقات و سين وجيم و قضيت فتره بالمستشفى ما اتكلم ماكنت مستوعبه كمية الخبث و النجاسه في هذيك المخلوقه لدرجة ان امي ماتت مقهوره و قالتها لي ببرود لا انا غسلتها ولا وقفت بعزاها..و عشان مالي احد دخلوني دار الرعايه،. انا ماني مجرمه و حتى عندي صك براءه من المحكمه و عندي بيت ليه تحطوني بالرعايه!!!
استغربت صديقتها، لتبتسم/يلا هذانا طلعنا و افتكينا
مريم بخوف/لكن ماندري وش تاليتها يا غريبه، ان ما فزع لنا أدهم بنروح فيها
مازالت مستغربه إصرارها عليه/وش معنى أدهم؟!واضح انه رجال اقشر و شايف نفسه ماشفتي كيف كرشنا من بوابة الشركه و خلا السكيورتي يطردونا
بأمل يتجدد رغم كل شيء/هذي ماهي شخصية أدهم،أدهم اللي اعرفه ما كان كذا، لكن طبيعي يكره جنس الحريم وما يثق فيهم ما ينلام ،اللي سوته فيه مها يحط العقل بالكف..ووالله اني اشك انه مازال مع زوجته
استغربت اكثر/مها هذي لا يكون راعية سالفة المشغل اللي ورطتك؟!
هزت رأسها بالإيجاب/هي، و قد ما اقولك فيها كيد و خبث و ذكاء ماراح اوفيها وصفها ..كانت جميله بشكل يفجع لكن بنفس الوقت زي ماتقولين شيطانه متلبسه بقالب بشري جميل، الخبيثه للخبيث عمر الطيب ماياخذ خبيثه و العكس.. هذي هي مها باختصار طوول عمرها خبيثه و بنفس الوقت الله بلاها بعشق رجال طيب و الله سبحانه حفظه منها،هي ماتت بسوء افعالها وهو بقى. واللي تورط بالنص واكل تبن انا الغبيه.
وقفت غريبه بعدما رأت خروج أدهم/هذا هو طلع ياربي وش نسوي وين نروح لو طردنا بعد
وقفت مريم متشبثه بعبائتها الباليه لتنتظره عند سيارته وتمنع الحارس من أخذها لإيصالها له..
ترقف الحارس مستغرباً/يا أخت لو سمحتي ابي السياره ابعدي عن طريقي
تحدثت مريم بصوت مرتجف/ماراح ابعد لين اشوف مديركم أدهم.
تأفف وهو عاجز عن الإقتراب منها خوفاً من أن تبتليه بنفسها/لا حول ولاقوة إلا بالله، انتي من وين طلعتي لنا هاليوم؟!!
وقفت بإصرار/قول اللي تقوله ماني متحركه من عند السياره
تركها وهو غاضب ليعود لأدهم بخيبه، حضر أدهم غاضباً ليشير إليها بتهديد/انا ماني فاضي لاشكالكم انتي و إياها ان ما ابعدتوا عن هالمكان و حليتوا عن سماي و الله ما يردني إلا الشرطه.
بكت مريم/يا أدهم والله ماجيتك انا و رفيقتي إلا متسكره بوجيهنا من كل جهه، ..طامعه بفزعتك أمي اللي انا وحيدتها ماتت و ماقدرت احضر عزاها ولا حتى غسلتها و من بعدها الدنيا نهشت بي ،مالي احد والله العظيم مالي احد ينصفني من اللي ظلموني انا و هالبنت غيرك و انت محامي و تقدر تساعدنا، كل اللي ابيه ارجع اسكن ببيت امي معززه مكرمه.
لم يكن ينقصه هم ليبتلي بآخر، هذه البنت استطاعت ان تلامس قلبه حينما ذكرت وفاة والدتها..هدأت نبرته وهو يستعيذ من إبليس إن كان يؤزها/شوفي يا مسلمه أنا ما امارس المحاماه حالياً، و كل اللي اقدر عليه اني اوكل لكم محامي يوقف معكم لين تاخذون حقكم، غير كذا اسمحوا لي..
بكت/طيب وين بنسكن للحظتها ..؟!
نزع نظارته وهو يُخرج هاتفه النقال و يجري إتصاله بالسكرتير/اسمع يا محمد ابيك تأمن شقه مفروشه بشكل عاجل خلال دقايق يعني، و تسلمها للبنتين اللي راح تلقاهم بالمحاسبه، لحظه وش اساميكم انتم
شعرت بانفراجه قريبه/انا مريم وهذي غريبه صديقتي و لها قضيه بعد
عاد ليكمل حديثه مع السكرتير/اساميهم مريم وغريبه، شوفوا امورهم و وكل لهم محامي من اللي نعرفهم خله يتابع قضيتهم و عطوني الاخبار اول بأول..يلا سلام
نطقت بسعاده و دمعتها تبلل نقابها الله يوفقك و يسعدك و يجعل لك من كل ضيق مخرجا يا رب العالمين..اقسم انك سويت فينا خير ما يعلمه غير رب العباد، الله يقدرني و ارده لك
نطق بضيق وهو يتركها و يمشي/فكيني من شرّك ولعاد تلحقيني و بتكونين سويتي خير و رديتي جميل.
رأته يبتعد لتتنهد ألماً/رغم كل شيء وقف لنا بالقراج و سمع لنا بكل مروءه و ساعدنا وانتي قبل شوي تقولين مغرور!! هاللحين فهمت موت مها عليه!، الله يكفينا شر الحرام و يقويني على رد جميله حتى لو بالاعتذار
غريبه بتردد/اعذريني ماتعودت اشوف رجال حقيقيين.
اخذت نفسها لتلحق بالسكيورتي الذي دعاها للمؤسسه/تعالي يا غريبه قلتلك هو رجال واحد ان ساعدنا و الا بنروح فيها، وهذا الله يسره لنا و ساعدنا.
لحقت بها غريبه و هي مازالت تحت تأثير الصدمه التي جعلتها تخجل حتى من نفسها، تمنت ان لا تقابل أدهم مرةً أخرى حتى لا تتذكر غبائها وهي تتهمه بالغرور.
ابتسمت بسعاده وهي ترى بوادر إنفراج أزمتها ..تريد إستعادة كرامتها التي عبث بها مرضى عائلتها..
،
.
،
بمساعدة رجال الشرطه تم التحفظ على شريط الكاميرات التي أوضحت الكثير..هنالك سيده و رجل صورته واضحه جداً ..،
ابتيم تركي بفخر وهويرى تفكير أدهم المتواصل معه يجعل عملهما أسهل من تعقيدات عبث نايف..،
إلتفت للضابط/اعتقد طال عمرك صار واضح معكم وجوه كل المتهمين
الضابط/صحيح لكن الأهم هل هم ما زالوا بالسعوديه و إلا سافروا؟! هذا شيء راح نعرفه بعد البحث الجنائي و ان شاء الله راح نعرف إذا هم بالأراضي السعوديه أو خارجها..
إرتعب تركي من فكرة أن يتم إخراج الطفل إلى خارج البلاد/و ولدنا طال عمرك؟!يقدرون يطلعونه معهم
ابتسم/يا تركي هذول واضح من عملهم التنظيم و الخبره، يعني اكيد ما خطفوا الطفل إلا مرتبين وضعه معهم ومكان إقامته حتى..الطفل بيكون امان لهم و راح يكون الورقه الأخيره اللي بيحاربون بها إذا كانوا مازالوا بالسعوديه، أما إذا خارجها فالحسابات تختلف جداً
شعر بالإحباط يراوده و يزعزع ما بناه من ثقه....
ليخرج بعد خروج رجال الشرطه و يصعد سيارته وهو يفكر لعله يجد حلاً لم يخطر على بال أحد..
.
،
.
مضى أصعب أسبوع مر عليه في حياته كلها...، أصعب حتى من أن يواجه العدو عارِ الصدر و بلا سلاح في معركة محسومة ضده!
حتى زوجته لم يستطيع رؤيتها، كان يتحاشا زيارتها و يكتفي بالكلمات القصيره في مكالماتها..
قضى أياماً يطيل السير على غير هدى من مكان لآخر وهو يعرف تماماً انه يبذل مجهوداً فارغاً ولكن الجلوس في المنزل لن يفيده أيضاً..،
ألم يدك أضلاع صدره و هم يمسك بخناقه، و يحبس أنفاسه..
،
وجدت إبنها يجلس متأنقاً ينتظر أذان صلاة الجمعه باكراً كعادته، غرس والده و أدهم بنفسه حرصه على الصلاة مذ كان طفلاً صغيراً جداً..،
و لكنها تراه الآن يذبل يوماً بعد الآخر هذا الإبن عانى كثيراً مع ابناءه و عانى قبل ذلك من زوجته الأولى، هذه الحياة لا تلبث ان تصفو له حتى تنقلب ضده..! حتى زوجته التي زرعت السعاده في قلبه لم يطيل البقاء معها ليذهب لساحات القتال ومن ثم بتر ساقه و الآن في قلبه لوعة فقد طفله و فلذة كبده، قاسي لا يستحق ذلك كله ، "يالله لا تعاقبني بعذاب إبني" ،
تذكرت بندم عذاباتها التي كانت تكيلها لأدهم وهو طفل، يالله هل تعاقبني في طفلي؟! يارب اغفر لي و ارحم قلبه و رد له طفله حياً معافا..
لمح والدته قادمه ليحاول الوقوف خوف من سؤالها/يلا يمه انا رايح اصلي
امسكت بيده وهي تتحدث له/لا تشيل هم يا ولدي، بيفرجها ربك،
هز رأسه بمسايره وهو يهم بالخروج/الله كريم ..،عن اذنك يمّه.
رأته يخرج منكسراً هنالك شيء ما يقول لها أنها السبب في تعاسته،جلست تبكي مكانها لأول مره تشعر أنها عاله و عبء على أحدهم، صنائع صباها تحصدها بوجع أبنائها..ما يؤلم القلب أننا لا نستطيع دفع الحزن و الألم عن ابنائنا مهما فعلنا و لكننا نقاسمهم الألم و الحزن نفسه و بشكل مضاعف..
لمحتها ساره بصحبة مدى وهما يخرجان من المطبخ، خافتا ان مكروهاً لطفلهم حدث لتبكي هكذا،لتتحلقان حولها متسائلة ساره/يمه ليه تصيحين بعد، سلّوم صارله شيء عرفتوا عنه شيء؟!
مدى بإلحاح/تكلمي يمه تكفين.
نطقت وهي تحاول كفكفة دموعها الغزيره/هذي حوبة أدهم، والله ما اشوف عيالي مبسوطين إلا و يتنكدون..هذي حووبته ماراح تتركني ليوم الدين..واللي راح بالرجلين قاسي
دمعت ساره وهي تحاول تهدئتها/يمّه تعوذي من ابليس، هذي وساوس..
هزت رأسها بالنفي/لا ماهي وساوس،قد حذرتني اختي مضاوي من حوبة اليتيم لكن ما اقتنعت..يارب تعفو عني و تسامحني ياااارب
تنهدت مدى وهي تعانقها/الله يسامحك على كل حال يا قلبي، ارفقي على نفسك تكفين..
جلست ساره وهي صامته،ما اوجع تأنيب الضمير و بكاء الأمهات..
.
.
.
بعد العصر ..،
وضعت قهوتها على الطاوله و بعض الكوكيز و صحن كيكه صغيره..وهي تنتظر عبدالرحمن الذي اخبرها انه سيذهب لمشوار مهم بعد الصلاة ثم سيعود..سكبت فنجان قهوه لريما و تراها مشغوله بجهازها و بالسناب خاصه، تراها تتحدث به بالإنجليزيه كثيراً /اقول ريما عطيني سنابك ابي اضيفك
ترددت كثيراً و لكن فكرت في تخصيصها لتبتسم/اوكي هاتي جوالك
اخذت هاتفها بعدما أضافتها لتبتسم بخبث/مشكووره ريوومه..
ابتسمت لها وهي تلتهي بسنابها/شدعوه!
عادت هند لتصور حساب السناب لريما ومن ثم خرجت منه لتدخل بحساب آخر يحمل إسماً آخر اجنبي و تضيفها، تعرف تماماً أن ريما ليست غبيه لتدعها تطلع على ماتفعله...، لم تعد تستسيغ غموضها و براءتها المصطنعه أمام عبدالرحمن..،
تحدثت بحيره/اقول هند!
وضعت هاتفها على الطاوله و بدأت بإحتساء قهوتها/قولي
نطقت وهي تدير خاتماً في إصبعها/أدهم.. اقصد زوجته رحنا لهم مرتين ماشفتها ؟!! غريبه يعني!
فهمت نبرتها حينما نطقت أولاً اسم أدهم/الشموس ماهي زوجه عاديه او مجرد ربة منزل،الشموس سيدة اعمال و تسافر كثير وهالشيء متعودين عليه و شيء عادي يعني..
بفضول/تسافر للخارج لحالها؟!! عادي عندكم!!
ابتسمت وهي تتأملها كيف تنأى بنفسها/عندكم؟!! على اساس فيه فرق؟! المهم ماعلينا هي سفراتها الداخليه تروح بلحالها عادي لأنها ترجع بسرعه بس للخارج مستحيل يخليها أدهم،يموووت عليها تلقينهم يسافرون برا سوا و يطولون شوي.
شعرت بحرقه/وش نشاطها التجاري دام أدهم هو الرئيس؟!
ارتشفت هند من فنجانها وهي تجيبها/كلن له مجاله وهي برضو لها مجالها ،خصوصاً انها من وجوه المجتمع. ما شاء الله عليها ذكاء و جمال ومال وش يبي الرجل اكثر من كذا
ضحكت وهي تلتقط من الكوكيز/سمعت ان الرجال ما يحبون المرأه الذكيه!!يعني تكون فيه دايماً صدامات و كذا
ضحكت هي بدورها/الرجل الحقيقي الواثق من نفسه ما يخاف ..و لا تخافين انتي بعد المره الذكيه تعرف متى وكيف تحافظ على زوجها و بيتها..يعني اذا تركته فتأكدي ان كبدها حايمه منه.
صمتت وهي تفكر في حديثها و كيف لها اللقاء بأدهم مجدداً ،الظروف الحاليه جداً مربكه ،لذلك اي وقت يضيع هنا بلا فائده..!!
.
،
.
،
ليلاً في الشرطه..؛
انتهى الضابط من سرد نتائج البحث الجنائي/مثلما قلت لكم العصابه أسبانيه و تاريخ دخولهم للمملكه من دبي من تقريباً 6شهور ما عدا أولينا طبعاً..
تذكر أدهم السياره التي طاردت نيفادا في وقت مضى،قد أخبرته انها إماراتيه و قائده اجنبي لم تتضح ملامحه جيداً لها/من الإمارات؟!! هذا يفسر ان سياراتهم كانت بلوحات إماراتيه
ابتسم الضابط/مو شرط، احياناً تكون لوحات مزوره و كثير مسكنا ناس بلوحات مزوره او بدون لوحات أصلاً..الإجرام ماله حدود..
قاسي بخيبه/يعني حالياً مافيه خبر عنهم
الضابط/حنا مجتهدين و ماخذين بعين الإعتبار ان معهم طفل صغير وممكن يتأذى لو عرفوا بتحركاتنا وراهم..مازلنا معممين عالفنادق و كل مكاتب الxxxx و حتى المنافذ الحدوديه و كل مكان تتخيلونه..اذا طولوا بالإختباء يومين او اسبوع مصيرهم يطلعون من جحرهم اللي هم فيه و راح ينصادون لحظتها.
هز رأسه قاسي وهو يقف متعكزاً و يخرج ليتبعه أدهم و تركي الذي ظل يفكر بالسياره السوداء و حديث الضابط عن تغيير اللوحات..!
ركبوا السياره وهو من يقودها ليفكر بشكل مسموع/هم يستخدمون سيارات ويغيرون لوحات ماهي صعبه يعلقون لوحة على بيت و يقولون للإيجار..حتى لو المستأجره سعوديه..معليه فيه شيء غامض بقصة هالبيت
إلتفت إليه أدهم وهو يوافقه/انا مابلعت السالفه من اولها بس سكتت لان الدعوه فيها سعوديه، ماتوقع انهم بيتعاونون مع سعوديه و تخليهم يستخدمون اسمها في جريمه، هذا اسمه غباء مهما كان..!
استغرب قاسي حديثهم/انتم وش تتكلمون عنه اي بيت هذا؟!
تركي بحماسته/انا بروح للبيت واشوف بنفسي، من الاوول شاك فيه
أدهم رفع شماغه بشكل فوضوي للأعلى/قدام يا تركي انا طاقة صبري نفذت إما حياة سعيده و إلا موته شهيده
مسح قاسي على وجهه بقهر فلا يستطيع حتى الركض مثلهم لو ارادوا و لا القفز، كل الذي فعله هو انه يفكر جدياً في عجزه الذي طعن حيويته و روحه الوثّابه لإنقاذ الناس و فعل الخير و المروءه..ما أقبح قهر الرجال.
أوقفوا سيارتهم ثم نزع كل منهم شماغه بعد رؤية المنزل مضاء في الأعلى ولوحة الإعلان مازالت معلقه!!!
أشار تركي للسور من الخارج/أنا بنط من هنا و بفتح لك يا أدهم
ابتسم أدهم وهو يرفع طرف ثوبه ويربطه على خصره و يسبقه للسور/يلا نط و عطني خبر بجوالك لا تفتح الباب وتسوي مشكله ان كان البيت فيه ناس بنط معك من نفس المكان و قاسي ينتظر بمكان السايق متى ما انتهينا جينا ركض
قاسي بقلق فهو يعرف النظام جيداً وما يفعلانه ضد النظام/شباب و اذا انتم غلطانين بالبيت ،دخولكم بهالشكل جريمه
تركي بإصرار/اقص يدي من مكانها اذا ماهم فيه،لكن ماعندي دليل اقدمه للشرطه
أدهم/يا قاسي ماراح نضر أحد نبي ولدنا وبس، لو هم اتصلوا و طلبوا فديه كان دفعنا اللي يبونه لكن واضح ان الهدف شيء اكبر و يمكن ناويين يسفرونه معهم برا ويخلونه ورقة ضغط و بعدها تحلم تشوف الولد.
شد شعره بيساره وهو يكتم صرخته/يعني انتم بتغامرون لولدي تدافعون عنه وانا اقعد هنا انتظركم بلا فايده؟!!
قبل أدهم رأسه/انت دافعت عن ديرتك واهلها كلهم،ما يمنع نفزع لك يوم و نرد دينك
نزلت دمعته ليتفاجىء بيد أدهم تمسحها وهو يشدد عليه/والله انها تحرقني فلا تزيدها علي يا قاسي
هز رأسه وهو يصد عنهم و يشير خلفهم/يلا روحوا وانا بنتظركم هنا و السياره بتكون شغاله بس شووفوا ان تأخرتوا او ما اتصلتوا بي ترى بتصل بالشرطه
فكر أدهم قليلاً ليرد/عطنا ربع ساعه اذا ماردينا عليك اتصل بالشرطه..
.
،
.
،
طفل اخته مازال مفقوداً .. و رقعة الأيام تزداد دون بوادر للعثور عليه!
لا يستطيع وضع عينه بعين احدهم، حتى قاسي، كانت اخته محقه حينما خاصمته، حتى زوجته ان لم ينال ثقة تركي فلن تعود له شهد هكذا قالت و جزمت..،،
دخلت ليال عليه غرفته وهي ترى شروده/نايف من متى انت هنا؟!
تنهد وهو يربط حذاءه جيداً/جاي أبدل ملابسي و طالع..
تنهدت/مافي خبر عن سلمان؟!
أجاب وهو يلتقط هاتفه ويبحث عن مفتاحه/لا للحين
صمتت عاجزه..
تذكر مادار بينه و بين اولينا..و الأحداث التاليه و شكوك تلك السياره التي تتبعها هو وتركي..، العصابه كلهم إسبان..
و صاحب المنشأه اخبره ان أصحاب الأملاك و المستأجرين لا يُفصح عن اسمائهم، و لكن المستأجره سعوديه ليلتفت إليها بفضول/ليال بسألك، فرانشسكا اخذت الجنسيه؟!
تذكر ذلك جيداً/اذكر انها كانت تلح على ابوي علشان تاخذها مع انه ابوي قال ماله داعي، خصوصاً انت عارف ما اسلمت!
لكن اخذتها و بمباركة الوالد الله يرحمه
ارتفع صوته وهو يجد ما يبحث عنه/بس والله انها هي الخاطفه،العصابه كلهم اسبان ،تم التبليغ عنهم بكل مكان ومستحييل يتنقلون بسهوله بدون محد يكشفهم إلا ان معهم جواز اخضر..
لم تصدق/قصدك انها هي وراء جريمة خطف سلمان؟!!!
اتجه للباب وهو ينوي الاتصال بالشرطه والتوجه لذلك المنزل و ليحدث ما يحدث ولكنه تفاجىء بوقوف نيفادا التي تكاد تنكسر من إنحنائها و بكائها/من متى سلمان مخطوف؟! تكلموووواا
جاءت ام رواد تركض من صوتها المرتفع و ليال التي حاولت تهدأتها دون جدوى/نيفو لا تخافين كل..
قاطعتها بصراخ/من اسبوعييين مفقود منتم قادرين تلقونه؟!! لازم اعرف بعد غياب قاسي لازم افهم ليه الكل ساكت و البيت هادي
نايف بفقدان صبر/ هدوها انا رايح ما معي وقت و ان شاء الله ابشركم بكل خير.
إستطاعت التملص من أيديهن لتلحق به ، كان يركض وهي تحاول ان تسرع في خطواتها، إزداد بكائها و هي ترى نفسها تعجز عن فعلٍ بسيط وهو الركض خلفه قد كانت تسبقه ، خرجت من الباب حافية القدمين و ليال مازالت تحاول الإمساك بها خوفاً عليها..، نزلت عتبات الباب لساحة المنزل لتصرخ به وهي تراه يتركها و يركب سيارته ذاهباً/ناااااايف خذني معك ابي ولدددي..
اخيراً أمسكت بها ليال وهي تحاول تهدأتها بعدما توقفت عن الركض بهذا القميص القصير/يا بنتي بتتعبين عالفاضي، قاسي و أدهم و تركي و نايف كلهم ماهم مقصرين، و الشرطه و الامن بالبلد مستنفر من فتره علشان ولدك لا تخافين ان شاء الله بيرجع لك
للتو وصلت ام رواد التي باتت دمعتها لا تجف،هي من ربت هذه الطفله منذ صغرها هي من تحملت طيشها و تفهمت كل انفعالاتها،هي من احتوت بكائها الليلي حينما كانت تمرض او ترتعب،همست لها وهي تضم ذراعها بلطف/يمه نيفو لا توجعين قلبي عليك
صرخت بأعلى صوتها الموجوع وهي تنادي/سلماااااااان
اغلقت ثغرها بيدها وهي تضمها لصدرها رغماً عنها/ارحمي جسمك الضعيف تكفين بنتك فوق لحالها..
انقطع صوتها و لاحظت ليال إرتخاء يدها و ميلان رقبتها وهي تعانق ام رواد/خالتي نواره نيفو شفيها؟!
شعرت بثقلها لتتأكد انها فقدت وعيها،صرخت بليال/ساعديني نوديها فوق و نتصل بالدكتوره بسرعه..
.
،
.
،
منذ نصف ساعه تحتسي شراب النعناع مع جارتها وصديقتها الجديده أم سيّار..
كانت الأخيره تتحدث عما تجده في الأسواق من جديد و اخبار اولادها.. يحزنها ان سيده مثل هذه الطيبه العاشقه للحياه لا تجد من يؤنس وحدتها،.. الوحده ليست حلاً هي تعرف ذلك، لابد ان يستأنس المرء بدفء أحدهم..
سمعت صوت الباب لتلتفت ام سيّار بقلق/الله يستر يبي يفتح الباب!!
ضحكت/ما يمديه يا خاله تووه نتفه
نطقت بحزن/الله يكفينا الشر انتبهي شوفيه يبي يحط الكرسي و يتردعه، لا تنسين بابك مفتوح، هالايام الاطفال يخطفون حتى من حضن اهلهم
خافت/شدعوه خالتي مبالغه!!
اعتدلت بجلستها/يا بنتي ماهي مبالغه،توهم خاطفين نتفه توه مولود من الحضانه لا و الضعيف مولود مابعد اكتمل اشوف صوره بالجوالات..حتى ملامحه توه تبين الله يصبر اهله
اتذكرت انه في واتسابها لتفتح هاتفها و تريها صورة الخبر/ناظري الخبر في الجرايد
اخذت هاتفها منها لتقرأ تفاصيل الخبر..حتى وصلت اسم الطفل "سلمان قاسي خالد"!!! لتقف مخطوفة اللون/من اسابيع مخطوف وانا هنا ما ادري!!!
استغربت ام سيار/خير يا بنتي؟! تعرفينه؟!
مسحت دمعتها التي تكرهها/ولد اختي يا خاله، تكفين ابيك توديني للرياض هاللحين
رحمتها وهي تربت على كتفها/ابشري بسعدك هاللحين اتصل بفواز ويجي مهما كان مكانه
تركتها وهي تدخل لترتب حقيبة سفرها و اشياءها المهمه..إتجهت إلى درجها المغلق منذ قدومها هنا ،أخرجت هاتفها القديم لتفتحه بسرعه بيدين مرتجفتين لم تتفاجئ بالكم الهائل من رسائله و من اتصالاتهم جميعاً..!! ما جعلها تستغرب ان هنالك مكالمات يوميه له..آخرها صباح اليوم..!!!
كم تشعر بالعار وهي هنا بينما احتها الصغرى تصارع فقدها وحدها هناك..
كلنت تلملم أشيائها وهي تبكي..
.
.
،
.
في ذلك المنزل، طل واقفاً كثيراً خلف الجدار الفاصل بجانب الباب وهو يخشى أن تدخل تلك السيده للغرفه و يكتشفه حتماً ستكون كارثه..
دخل أدهم من الجهه الأخرى وهو يرى الباب المفتوح من الغرفه المقابله ليغمز لتركي من بعيد،يريد الإتصال بقاسي ولكن الوضع صعب مع تواجد العصابه فوق بأكملهم..،
انتظروا عشر دقائق حتى نادتهم إحداهن للأسفل لم يفهموا اللغه ولكن من الواضح انه عشاء...
بالكاد تنفس كل واحدٍ منهما ليترك مكانه..
تركي بخوف/سمعت صوت الصغير من هذاك الاتجاه، أدهم لغتهم نفس لغة نيفادا انا اذكرها إذا زعلت وعصبت تشتمنا بالاسبانيه..
كاد يرد ولكنه سمع خطوات احدهم قادمه ليغلق فم تركي بيده و يدفعه بعيداً..حتى عادت الخطوات و اختفت..
تحدث أدهم بهمس/انا بتصل بالشرطه تحضر مامعنا وقت روح للغرفه هذيك وانا هذيك نفتش سوى..اهم شيءناخذ الولد قبل يلوون به ذراعنا..
اسرع تركي لتلك الغرفه وهو يترك أدهم يتصل بالشرطه..،
لم يتعنى بالبحث قد كان سرير الطفل أمامه تماماً كما اخبر أدهم..إتجه بسعاده للسرير ليجده نائماً بسلام، حمد الله انه بصحه جيده ليحمله بلفته على صدره و يربطه بشماغه بشكل سريع فهو سينزل من النافذه..
تفاجىء بطعنة من الخلف بجانبه الأيمن ليكتم صرخته كاد ان يسقط لولا انه تماسك مع دخول أدهم الذي أردى تلك صريعه بعد ضربها على رأسها بمصباح كان على الطاوله، ليتجه إليه وهو يرى دمه /تركي انت بخير؟!!
ابتسم له ووجهه يتعرق/ايه بخير ماعليك اهم شيء الولد،يلا مشينا
اتجه أدهم للنافذه وهو يرى سهولة النزول ويخبر تركي/انزل من هنا و امش لين توصل هناك و بجيك اساعدك بالنزول
نزل تركي بشكل سريع وهو يتحامل على إصابته البالغه حد انه يشعر ان قواه تنفذ مع حرارة الدم النازف على جانبه الايمن كله..
وصل للمكان الذي اخبره به أدهم ليسمع صوت إطلاق نار وصرخة أدهم المدويه...
ترك انتظار أدهم وهو متيقن انه تأذى ليتسلق الانابيب نزولاً ليقفز بعدما اقترب من الأرض وهو يتجه للسور مع اصوات الشرطه و الإسعاف..!!
حاول مراراً ان يصعد السور تقطعت انفاسه و بدأ يشعر ببرودة أطرافه مع ازدياد النزيف..هو متأكد ان كليته تأذت..،
اتجه للشجره القريبه من السور تسلقها بتثاقل حتى قفز للسور وهو يرى قاسي ومعه نايف و رجال الشرطه..!! بدأت الألوان تختلط في عينيه مع بكاء الطفل المفزوع ..
نزل بعدما حاول الثبات للرمق الاخير ليتلقفه قاسي الذي إرتعب من منظر ثوبه المسجى بدمه وهو يستغرب ما يحمله/تركي علامك وش هالدم؟!
فتح تركي شماغه المربوط وهو يبتسم/ابشر بسلامة سلمان..
اخذ طفله وهو يستغرب من نظرات تركي الذي سقط بعدما سلّمه ليصرخ به/ترركي ترركي
فزع نايف وهو يتقدم له بسرعه بعدما نادى المسعفين/ترركي!!رد علي وش فيك
تحدث وهو يكح من فقدان نفسه و جهده/أدهم انتبهوا له تكفوون تراه مرمي وراي بمسدس ولا ادري شصارله
انقطع صوته و المسعفين يتحلقون حوله و يقلبونه ليجدوا مكان الطعنه العميقه،ليحملوه فوراً للمشفى..
ضم طفله وهو يبكي على حالهم الذي وصل بهم ،سلامة طفله لن تكتمل إن لم يستعيد تركي عافيته، سيظل مديوناً لتركي طوال العمر..
خرجت الشرطه بعد تبادل قصير لإطلاق النار..و لم يرى خروج أدهم بعد!!!
إلتفت لنايف وهو يعطيه طفله و يلتقط عكازته فهو لم يمشي جيداً بعد على قدمه المستعاره..،
وقف الضابط يتحدث لمجموعته التي أنهت للتو إقتحامها و تطهيرها للمنزل/قواكم الله يا رجال، سويتوا اللي عليكم،الطفل انقذه خاله و انتم كملتوا الباقي..كم كانوا؟!
تحدث الرقيب/كل الموجودين بالبيت ماتوا ماعدا المره كانت تحاول تهرب من باب لقيناه جانبي للعماره الثانيه..!
اقتادها احدهم واركبها للدوريّه..،
وقف عند الضابط وهو يبحث بعينيه عن اخيه/نقيب سعد وين أدهم المناع؟! ماشوفه
إلتفت إليه بعد خروج الجثث من المنزل، ليتحدث بحسره/لو قالوا لنا شكوكهم عن هالبيت من وقت ابكر ما كان صار اللي صار،أدهم و تركي اثبتوا شجاعتهم ويمكن خوفهم على الطفل هو اللي دفعهم للتضحيه.،
وقف مذهولاً مشلولة عينيه حتى عن تحريك اهدابها وهو يرى الجواب أمام عينيه !!!
شيء أشبه بإنتزاع الروح من الجسد.. لا طاقة بي للفراق أبداً يالله بعد كل ذلك العناء...استغفر الله ان اعترض و لكن كسر ساقي يهون و لا ان تُنتزع روح أخي..
تمتمات قلب شقي مُتعب وصل به مركب الخوف المتهالك إلى مراسي الوجع...،
رآى النقّالات مغطاه بغطاء نايلون نحاسي اللون ليقترب وهو يسأل بصوت اشبه بالصرخه/وين أدهم؟!
حاول الشرطه منعه ولكنهم لا يعلمون انه احد جنود الحرب الذين لا يُشق لهم غبار دفعهم بكل قوته ليصل للمسعفين حاول فتح اول نقاله ليسمع صوته قادماً خلفه/يا رجال انا بخير، وين تركي؟!
إلتفت مسرعاً ليراه ببقع دم على ذراعه، ليتجه اليه مسرعاً و يعانقه بقوه/روعتني عليك ياخي
ابتسم وهو يربت على ظهرها/لا تخاف عمر الشقي بقي.
تركه ليتفحصه/وش صابك؟!
اشار ليده/اطلقوا علي الناس بس مرت بجنبي و بعد هوشه دخلت الشرطه و انقذت الموقف ماقصروا .
تحدث الشرطي/تهورتوا لكن لطف ربي هالمره ،
رد أدهم يخوف/الوضع كان بيكون كارثي لو تأخرنا،كانوا ناويين يهرّبون ولدنا و يسلمونه لناس ثانيه علشان تبتزنا كنا بنكون بمصايب مب بمصيبه وحده
تنهد قاسي/اللهم لك الحمد..هاللحين نبي نتطمن على تركي اخذوه الاسعاف متصاوب
أدهم بقهر/طعنته الحيه اولينا افف مالحقت عليه
الضابط بتأكيد/تم القبض عليهم و قتل اثنين منهم لكن بيلحقكم عسكري للمستشفى علشان نتطمن، و يبي لكم هالفتره تنتبهون على انفسكم، حنا للحين ماندري و ش وراهم '
تقدّم نايف وهو يحمل الصغير بلفته/شباب البزر يبكي لازم اوديه لأمه ثم بلحقكم.
قاسي/شلون بتسوق وهو معك هاته انا بوديه بنفسي، انت روح مع أدهم للمستشفى و انا بلحقكم بعدين الرجال اكيد بيحتاج نقل دم
وكب كل منهم و انطلق بسيارته..لتبقى الشرطه تطوق المكان و تحقق بالحادثه و تأخذ الخاطفين..
.
،
.
في الطريق السريع عائده إلى الرياض بصحبة ام سيّار و حفيدها..،
لم تتوقع ان تعود الى منزلها بهذه السرعه فلم يمضي سوى ثلاثة أسابيع ، لم تتوقع ان تسوء الأمور بهذا الشكل الصادم، "عملية خطف!!" هذا مالم تفكر به أبداً..!
نام طفلها في حضنها وهي تفكر بقلق كيف هو حال أختها الآن، بالتأكيد هي منهاره..
فتحت هاتفها و تجاهلت كل شيء لتذهب لـ "تويتر" لتتفاجىء بخبر الإختطاف و تعاطف المغردين مع الطفل و ذويه، شعرت بكم هائل من الندم،
لم تشعر بهكذا شعور نادم قبل اليوم!
انتقلت للإتصالات الوارده الكثيره هذا الرقم لم تستخدمه منذ فتره!!
رن هاتفها لترى إسم جوزاء يعتلي الشاشه، لم تستطيع الرد فقط انتظرته حتى انتهى لتضعه على وضعه الصامت..،
شعرت بمغص خفيف و ألم، خافت و ارتعبت اكثر، هذا الحمل بالذات لا يجب ان تخسره أبداً.. هي من سعت له و هي من أرادته رغم تصرفات أدهم المنفره منه، إلا انها صبرت من اجل حدوثه.. قد يظن انه صدفه و لكنه لم يكن كذلك بل بتخطيط متقن منها..راكان يجب ان يكون له أخوه و لن يكونوا من غير أدهم بالطبع، فكرة ان تنجب من غيره محرّمه في قاموسها.
ذلك التناقض الموجع خارجياً فقط ولكن ما ينبض خلف الأضلاع له شأن آخر، ما أجمل تضحيات الحب و ما أقبح تناقضه..!
.
.
،
استغربت جوزاء و خافت من عدم رد الشموس عليها، لتلقي هاتفها بجانبها/بسم الله، مو صحيح ان الشموس من اسبوع ماترد علي!!
سلطانه بتأثر/و الله معذوره لو تنسى جوالها بعد، اللي صار لهم ماهو شويه
جوزاء/لازم ازورهم
دخل وهو يسمع جملة جوزاء الاخيره/من تبين تزورين؟!
جوزاء/ال مناع،.وعلي ولا وحده منهم ترد علي.!! شصار عليهم
تجاوزها ليتجه لسلطانه و يجلس بجانبها براحه/لا تقلقين ابشرك الولد ولقوه و هاللحين تلقينه وصل حضن أمه..
فرحت/الحمدلله ،الله يقر عينهم فيه و يحفظ عيالنا من كل مكروه يا رب..بروح ابشر أمي من عرفت بسالفة الخطف وهي مرتعبه وشايله هم البزر و امه.
رآها تذهب مستعجله ليلتفت للتي بجانبه و تدعي الهدوء، نزلت عينيه ليدها المرتاحه على فخذها ليمد انامله لها و يتمسك بها/شفيك ساكته؟!
خجلت من همسه و اقترابه في منتصف المنزل/لا و لا شيء، كنت افكر بمصير الطفل المخطوف بس الحمدلله دام رجع لأهله بخير.
ابتسم بخبث ويده الأخرى تتمرد من خلفها و تعانق خصرها و تلصقها به بصمت، يستمتع بخجلها حين يقترب و احمرار خديها..
تمنت ان يبتعد الآن قبل ان يراهما احد، لترتاح بعد طلبه..،
عاد يجلس مكانه بجانبها بكل هدوء ليأمرها/نسيت اللابتوب بالغرفه روحي بسرعه جيبيه لي.
بالكاد وقفت من جلوسها بجانبه لتذهب من هذا المكان المحظور مستعجله،..
ليقف هو الآخر مبتسماً بخبث بعد ذهابها فقد كان يريد فقط إستدراجها و اللحاق بها.. ليترك الصاله و يصعد خلفها...،
.
،
.
،.
في صالة الاستقبال، حيث اتخذته مكاناً لها حتى يعود طفلها سالماً...،
مازالت صامته دامعة العينين تحت تأثير صدمتها تراقب طفلتها هنالك على سريرها المتنقل الصغير و إهتمام ليال بها ..
يالله بات عقلها مشوشاً و قلبها ممزقاً ، هنالك حرقة كبد تمنعها من لذة الحياة..!
اخذت كأس الماء الذي أمامها لتبل به جفاف حلقها ولكنه زادها حرقة ..!
سمعت صوتاً قادماً كانت تنتظر ذلك، تحركت بلا شعور وهي تتجه للباب تنوي الخروج/وصلوا ..سمعتهم
تركت ليال الطفله لتلحق بها وتمنعها من الخروج/يا بنت الحلال ارتااحي مافيه صوت يتهيأ لك
هزت رأسها بنفي وهي تهم بفتح الباب/انا سمعت الصوت قلبي يقول انهم جوا
سمعوا صوت السياره ومن ثم صراخ رواد الفرح، لتفتح الباب وهي ترى قاسي ينزل من السياره و هو يحمل الصغير بين يديه، تركت الباب لتنزل له مسرعه..
لأول مرة يراها تركض ناحيته وعينيها على غيره، شوقها ولهفتها هذه المره ليست له، لهذا الصغير الذي أخذته منه بلا مقدمات فقط اخذته و دفنته بصدرها بعدما اغرقته بقبلاتها/قرة عينك يام سلمان
بالكاد انتبهت له لترفع عينيها التي أذبلها الدمع لتردد/الحمدلله الحمدلله..
اقترب منها معاتباً/وش هاللبس؟! برد عليك ادخلي
ابتسمت وهي تتذكر أمراً لتقترب منه و تطبع قبلتها على خده، وهي تستدير تريد الذهاب و لكنها تذكرت أمراً..،
للمرة الأولى يشعر بأن مجرد قبلة واحد قادره على ترميم جرح و بناء ثقه كانت منهاره بالكامل، قبلتها هذه لم تكن الاجمل و لكنها الأمثل بوقتها الضيق و حالتهما المزريه..كانت القبله الألطف على الإطلاق بالنسبة له!
عادت بعدما تذكرت أمراً/قاسي وين الشباب أدهم و تركي ونايف..كنت حاسه انهم مشغولين بالولد معك، عمري ماراح انسى معروفهم عمري كله يا قاسي
تذكر تركي برقّة قلب لم يعهدها فالذي منحه إياه تركي صار كالمعروف الذي لا يُجازى مهما بلغ الثمن، تركي اثبت ان الرجال مواقف و ليست مناظر أبداً،شخص مثله يحمل هم عائلته و أقاربه سيكون ذا شأن في المستقبل/تركي وأدهم اقتحموا بكل شجاعه المكان اللي كان فيه سلّوم، وتركي بنفسه طلّعه لي من المكان مثلما انتي شايفه ولا خدش ولكنه تلقى طعنه قويه في خاصرته و نقلوه للمستشفى، لحقوه الشباب و انا جيت اوصل لك الولد و ألحقهم..
صُدمت من الذي سمعته، تركي اليوم لم ينقذ طفلها فقط بل رد لها روحها بعد الله/تركي انصاب!!! كيف كان يوم اخذوه واعي؟! كان مفتح عيونه؟! قاسي طمني عليه تكفى،
قاسي/ان شاء الله ابشركم بسلامته
نطقت برجاء و دمعها ينسكب/هو بخير صح؟! يعني اصابته ماهي قويه صح؟!
لم يستغرب مشاعرها في هذه الحاله ليقترب وهو يربت على كتفيها/ما عندي علم بمدى قوة إصابته ، لكن ادعو له،
لم ترتاح لرده لتتحدث و شفتيها ترتجف/لو صار لتركي شيء أ...
اغلق شفتيها بأنامله/أشش لا تقولين شيء تكفين، ادخلي يا نيفادا خلاص تعبتي بما فيه الكفايه
ابعدت يده وهي ترجوه/ابي ازوره يا قاسي، تركي دينه برقبتي
سمع صوت ليال وهي تناديها ليرد عليها/ليااال تعالي اخذي اختك انا رايح..
تركها واقفه مكانها وذهب مستعجلاً..، لتخرج ليال مسرعه بلهفتها وهي تأخذ الطفل من يدي أمه لتراه صامتاً ينظر إليها، يبدو ضعيفاًو لكن تنفسه طبيعياً و يبدو بحاله جيده كانت تتفحصه بعدم تصديق، ثم عانقته بوضعه على صدرها/الحمدلله الحمدلله...انا بتصل بالدكتور حالاً يجي..ماني مرتاحه لين يفحصونه، وش درانا وش كانوا يأكلونه و كيف نظافتهم.
نطقت بحزن/تركي متصاوب يا ليال،
خافت مجدداً/وش تقولين انتي؟!!
ابتبعت الغصه وهي تتحدث بخوف/اخذ الطعنه لعيون سلمان..والله اعلم كيف حالته هاللحين
ضمت الطفل وهي خائفه و مرعوبه/إلا تركي ، عمتي تو ما ارتاحت
بصفحة ذكريات طفولتها معه و حتى طيشها، كان تركي مهذباً مهما أراد التمرد، لن تنسى انه يكره ان يدخن حتى مزحها بالتدخين كان يُغضبه، لم تعرف ان ذكرياته السيئه مع والده المدخن هي السبب،
تتذكر تلك الليله حين اخبرها انه لن يتزوج إلا إبنتها فقط بشرط ان تسميها نيفادا أيضاً..لا تعلم لماذا إنقبض قلبها عند هذه الجمله.. لتنهمر الدموع مجدداً/تركي بيروح
امسكت بيدها ليال لتدخلها المنزل/فال الله و لا فالك..تعالي خالتي هند و بنتها بيجون بعد شوي يتطمنون عليك لا تسوين مناحه يرحم والديك..نفسيتك متقلبه هالايام
رددتها باكيه وهي تدخل المنزل معها/بيرووح يا ليال بيروووح
.
،
.
منذ نصف ساعه وهما يقف أمام سريره..،يرى نايف منهاراً عند السرير..شيء ما ينهار داخله وهو يتذكر عمته هند..إنقباضة قلب و عذاب داخلي يمزّقه فهو يشعر أنه تأخر عن حماية ظهر تركي كما يجب، كان من المفترض ان يموت هو لا تركي...مسح وجهه بيديه وهو يحاول ان يكون اقوى،ليتمتم بعد صمت رهيب في هذا الموقف المهيب/إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا و أخلفنا خيراً منها، اللهم ارحمه و اغفر له و اكرمه يا اكرم الاكرمين..
لم يبكي نايف كما هذه المره في حياته كلها، هو السبب يعرف ذلك جيداً، شد على يد تركي البارده بجواره ليضعها على رأسه، مات غاضباً منه ومات بسبب تلك الحقيره التي جلبها هو ليتمتم/علي الحرام انك ارجل مني و أوفى مني..الله يبيحك لكن كيف تروح كذا؟!
شده أدهم وهو يبعده غاضباً/لا تنتحب عنده يا ولد خلاص..
تحدث نايف باكياً منهاراً/ذبحته انا يا أدهم انااااا،
اغلق فمه وهو يكتفه و يبعده ليخرجه خارج الغرفه/اسسكت و لا كلمه ادعو له بالرحمه ياخي
بحزن يكاد يثقل صدره/والله لا برد قلبه حتى ولو انه ميت..والله ما اتهنى عقبه مع غيرها
استغرب ماتحدث به ولكنه لم يعلّق،،
نطق نايف بحزن بعدما حاول التماسك ولكنه لم يستطيع/ليه الكفو يروح بسرعه يا أدهم ليه ما يبطي؟!
تذكر من فقدهم في حياته ليذهب و يجلس منتظراً انتهاء بقية الإجراءات و قدوم صالح و قاسي...هذا قدره أن يودع دائماً..
كان تركي نبتةً صالحه، عرفه عن كثب وثق به في مدةٍ وجيزه أحبه كأخ..كان معه و يشاركه كل شيء كان العوض عن كل الرفاق و القريب المقرب الذي عرف اعماله التي لا احد إضطلع عليها سواه..تركي كان نسمة عاطره عابره حقاً..و النسمات العطره لا تدوم طويلاً...
،
.
،
بالكاد وصلت لتنزل من السياره مستعجله بيدها طفلها الذي لمح رواد من بعيد ليبتسم له وينادي أمه/ماما ماااما
انتبهت للقادم من جهة الحديقه لتراه يبتسم/رواد حبيبي
عانقها بشده ليتركها و ينزل يحمل راكان الذي عانقه ببراءه/اخيراً رجعتي يالشموس اشتقتلكم
لم تستطيع الصبر/رواد وش صاير لسلمان؟!
استغرب انها لم تعرف/كان مخطوف من اكثر من اسبوعين و الحمدلله لقوه البارح بخير ،شوفيه مع نيفو داخل
فرحت بهذا الخبر الذي هدأ روعها قليلاً ولكنها بحاجه لرؤية نيفادا و اطفالها الآن..تركته و دخلت لتعود وهي تأمره/حبيبي روح للسياره هذيك و هات اغراضي منها ..و اترك راكان يدخل معي..
تركت المكان وهي تدخل بصحبة طفلها تبحث بعينيها عن احداهن،لتنادي/ليااال، ام رواااد..جووري!
قدمت تلك من المطبخ مستعجله وهي تتبسم لها وعينيها على راكان الذي ركض ناحيتها/مدام !!الحمدلله عالسلامه
بقلق/الله يسلمك، جوري وين ليال ونيفو وين مدام ام رواد
اشارت للأعلى/كلو فوق..الحمدلله اليوم يجي بيبي سلمان كويس الحمدلله
اتسعت ابتسامتها/رجع؟!!
تركتها بدون ان تكمل لتذهب مستعجله للأعلى.. تطاولت الخطى بخفّه حتى وصلت للغرفه التي وجدتها مفتوحه ودموعها تنهمر انابهت لنوم نيفادا لتدير عينها و ترى ليال تضع الطفل في سريره و تتأمله بحب/ليال!!
لم تصدق أنها سمعت صوتها لتلتفت ناحيتها بابتسامه غارقه في دموع الفرح/شوشووو!!
اقتربت منها بسرعه وهي تعانقها و تنهار باكيه، لم تبكي منذ فترة طويله و كان هنالك شيء بداخلها يجب ان يخرج على هيئة دموع و نحيب..مشاعر لا تعرف ترجمة سوى الدموع فقط..
تفاجأت من بكائها هكذا لم تفعلها الشموس طوال حياتها بل لم ترى دموعها سوى في عزاء والدهم ووالدتها، اخرجتها من الغرفه عن نيفادا/تبكين!!
حاولت ان تتماسك لترى قدوم عمتها/كلنا بخير و حتى شوفي عمتي هند جات..لا تبكين طلبتك خلاص
اقتربت هند وهي تربت على كتفها و تديرها نحوها بإبتسامه/افااا!! الشموس تصيح!!
عانقت هند وهي تحاول ان تتجاوز ثقل قلبها الذي تحمّل كثيراً من كبت مشاعرها، بالكاد هدأت حتى تكلمت/اسفه يا جماعه، غبت عنكم بعز حاجتكم لي مالي وجه و لا لي عذر عنكم.
امسكت بيدها وهي تجلس بجانبها/يا بنت الحلال وش كنتي بتسوين يعني،حدث شيء خارج عن إرادتنا كلنا، شيء كان صعب تدخل اي وحده فينا و الحمدلله ربي لطف فينا و رد لنا ولدنا..
ابتسمت لأختها التي لطالما اتهمتها انها متهوره في علاقتها مع خطيبها ونسيت انها المتزنه طوال حياتها/ليال احبك
استغربت نطقها لها،هي تعرف ذاك ولكن الشموس لا تقول ماتشعر به بصراحه/لا الدنيا فيها شيء!!، ماما من وين تعلمتي هالكلمه؟!
ضحكت هند/و ربي انها صادقه، كيف قدرتي تقولينها؟!
رفعت حاجبها/بلا استهبال كلكم تدرون اني احبكم..ماهو لازم اقولها كل شوي
هند/معناته بنبطي ماسمعناها منك مره ثانيه.
ليال/طبعاً ،في السنه حسنه، لكن المهم اننا حاسين بحبك يا احلى اخت، إلا وين راكان حبيبي
تنهدت وهي تحاول ان ترتاح للتو تذكرت انها حاملاً/اخذته جوري..ماشفتيه كيف طار من الفرحه اول ما شافها..
اقبلت شهد وهي مستعجله/يمه لقوه صدق؟!!
ضحكت ليال/تو الناااس!! اخيراً جيتي بيتك!!
لم ترد شهد وهي ترى الشموس/هلااا ببنت الخال نورتي بيتك
ابتسمت لرؤيتها/هلابك حبيبتي، البيت بيتك طال عمرك حنا اللي ضيوفك
لم تعلق فقط جلست بعد السلام وهي تسألها/اشتقتلك و اشتقت لراكان بس ماعطاني وجه يلعب مع جوري تحت
ليال/هالجوري ذبحتني وهي تسأل عنه متى بيجي؟،المسكينه خافت تسافر بدون تودعه..
سألت بلهفه/غريبه نايمه نيفو هالوقت؟! شفيها؟
تذكرت ليال ماحدث لتركي و ردة فعل نيفادا التي كانت قويه و مرهقه/من عرفت ان ولدها مخطوف ما ارتاحت و لا نامت زي خلق الله، خليها تنامو تريح راسها شوي.
هند بفضول/صالح حطني هنا وهو ساكت ما علّق،كل اللي قاله انهم لقوا سلمان، و هالتركي اتصل عليه و مايرد الله يصلحه.
دخلت هوازن في هذه اللحظه وهي تراهم جميعاً أمامها ،كانت تحمل الخبر اليقين، الذي اوكلها به أدهم و عجز عن ذلك صالح،عز عليها ان تؤلمها و لكن هذه حال الدنيا، امرت الخادمه بأن تدخل بطفلها/السلام عليكم
وقف الجميع ليبادلها السلام..لتعود لعمتها هند و تمسك بيدها/خلونا نجلس
خافت الشموس من لونها المخطوف و نظراتها الهاربه/هوازن فيك شيء؟!
رفعت ناظريها للشموس ثم إلتفتت لهند و بصوت متعثر/عمتي اذكري الله..كلنا به مؤمنين و له مرجعنا
استغربت نبرتها و مناسبة حديثها/ونعم بالله هو حسبنا و نعم الوكيل..
فهمت ليال ان الأمر جلل و تذكرت إنهيار نيفادا/يارب رحمتك
هنا خافت شهد/شالسالفه انتم؟!
هوازن بألم و صوت يختنق/تركي اخذ طعنه من اولينا وهو ينقذ ولد نيفادا..نقلوه للمستشفى و..
استنطقتها بحسره وهدوء مميت/مات صح ؟!!
إنهار الجميع باكياً ماعداها كانت في طور صدمتها،فقط دموع تنهمر و ثبات في جلوسها،
لم تستطيع الشموس ان تبقى متفرجه عليها من بعيد وهي تتذكر والدها حينما مات جالساً ، لتقترب منها و تمسك بيديها التي تجمدتا وهي تهزها/عمتي بسم الله عليك..تكلمي قولي اي شيء،
نطقت بإيمان تام/الله يرحمه ويرضا عليه ويغفر له،و يجبر كسري عليه و يصبرني، اللهم اجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها.
لم تتفاجىء بصبرها لطالما صبرت هذه المرأه و تجاوزت كثيراً من ألآمها عانقتها وهي تواسيها/اللهم امين اللهم امين
.
،
.
. ليلاً وقد اجتمع الجميع وحتى وصل والد أدهم الذي جاء مع ابو عبدالكريم..،
الساعه صارت العاشره..انقضى المعزون لهذا اليوم..،
دخل ليرى قاسي يجلس وهو يغطي وجهه بشماغه،يعرف جيداً انه منهار و انه اكثر من بكى بينهم وسقط بينهم في المقبره، لم يتوقع كل ذلك من هذا القاسي الشجاع..!
جلس بجانبه وهو يتحدث بهدوء الجميع يشعر بفراغ ذلك الشاب النبيل/اذكر الله يا رجال، قاسي شفيك؟! اكثر واحد ودع اصحاب انت،
لا يعلم ماذا فعل تركي به و ماذا ترك في نفسه، كل ما فعله تركي بجانب و شهامته معه وانقاذه لطفله جانب اخر/تحمل وجعه و نزيفه لين وصل ولدي ليدي، ثم إنهار مثل الجمل كان شامخ لين اخر لحظه، مثل العظيم اللي غزاه الموت بعز قوته، تركي نال المراجل كلها، لو الله مد بعمره والله ان تشوف لك رجال ماعمرك شفت بطيبه بين الرجال، والله يا أدهم ماينبكى الا على موتة الطيب.
تنهد أدهم وهو يتذكر مواقفه و امنيته ان يصبح مثله يوماً ما/الله يرحمه و يغفر له..تركي فضّل يموت شجاع.
وقف وهو يحاول ان يبتعد/انا بروح للبيت.
امسك به/تبي اوصلك؟!
دخل نايف على سؤاله/انا اللي بوصله
أشار بالنفي وهو يخرج/محد موصلني، خلوكم هنا عند أمه لا تخلونها، ترى والله ان أصعب ما يلوع أبن أدم في قلبه هو موت فلذة كبده...الله الله بأم تركي ياعيال، بكره ان شاء الله بعزيها..سلام
شعر بحزن وهو يراه يخرج متهدج الصوت، ، حتى انه اليوم يعرج وليس يمشي براحه، تذكر إنهياره بموت ولده خالد بعد حديثه عن فقد فلذة الكبد، قد ينسى الناس ولكن الوالد الفاقد لا ينسى ابداً..!
.
،
خرج لسيارته ليرى سيارة تركي مركونة هناك كما تركها..،تذكر جملته حينها"يا قاسي ترى ماهو ولدك لحالك،هو ولدنا بعد، وسلامته تهمنا".."انا و امي كل يوم نروح نزور سلمان الوالده تحبه ومتعلقه فيه"..
و كأنه هذه الذكريات القليله تستدعي كل حزنه،..
ترك الوقوف وركب سيارته ثم انطلق بها لمنزله..،
.
،
.
،
دار في المطبخ خلف الخادمه،اليوم لا احد ينتبه له فقط الخادمه هي من تهتم به بعد انشغال والدته بالعزاء و ما فعلته شهد..،
أشار للأعلى وهو يشد ثياب الخادمه و يناديها/جوجوو
فرحت بنداءه لها،للمرة الأولى ينطقها منذ ان عاد و قد مانت تطالبه ان يقولها كما السابق، اخذته بابتسامه وهي تضعه على كرسي/يو ونت جووس؟!!
ابتسم وهو يشير برأسه بالموافقه..هي من تطعمه ما يريد عكس والدته المتشدده في كل شيء يخصه..
رأها تتركه و تذهب تحضر العصير و لكن لفت نظره خروج الخادمتين الأخريتين من الباب الخارجي للمطبخ لينزل بابتسامة شقاوه و يلحق بهما، حتى رأهما يتجهان للمجلس الخارجي!!
كان سيتبعهن و لكنه لمح وقوف رجل يعرفه جيداً و لم يراه منذ فترة طويله، اتسعت ابتسامته وهو يتمتم بصوت غير مسموع/بابا..باباا
اتجه إليه ثم تشبث في طرف ثوبه من الخلف وهو يناديه/باااباااا
لم يصدق انه يسمع صوته..،ليلتفت إليه ويحمله بصمت كان يلتثم بطرفي شماغه حتى لا يظهر تأثره للاخرين.. اسكنه صدره و أطال عناقه ..
تركه نايف و ذهب لخارج الحديقه ليتحدث مع السائق و الحارس...،
.
دخلت المطبخ تبحث عن ماء لتأخذ حبة مسكن للصداع بعد صراخ نيفادا وشهد كلتاهما لم تكونا صابرتين كما فعلت والدته التي كبتت حزنها الذي نزل على هيئة دموع صامته ثكلى.
تفاجأت ببحث جوري عن احدهم/جوري وين راكان؟!
خافت وهي تلتفت للباب/ممكن روح مع شغاله ثاني للمجلس!!كان هنا مدام
لم تدعها تكمل لتخرج من نفس الباب و تذهب،تعلم ان الجميع ذهب كما اخبرها نايف، كادت تكمل طريقها للمجلس ولكنها وجدت طفلها بين يدي والده، كان يعانق والده بشكل لم تتوقعه،طفلها يبهرها في كل يوم، لم تتوقع منه ان يتعلق به هكذا..!!
رأت أدهم يززع قبلاته على عينيه و خديه و يمسح على رأسه،يمشي به ذهاباً و إياباً وهو يضمه لصدره..شعرت بحرقة الدمع في عينيها ولكنها مسحتها بسرعه وهي تقرر الدخول، حتى ناداها طفلها الذي لمحها..لكنها اكملت طريقها للداخل..،
إلتفت حيث ينظر طفله ليراها هنالك تقف بشعرها المرفوع بشكل مهمل و بنطال ابيض وشال اسود خفيف يخفي ما ترتديه تحته..،كانت تبحث عن طفلها بالتأكيد و لكنها ذهبت بمجرد رؤيته،لينزل طفله بصمت وهو يأمره/روح لماما يا شاطر
تشبث بيديه وهو يرفض الإبتعاد عنه/لااا لا
عاد ليحمله يقبّله و يشمّه/يلا نروح ننام بابا؟!
عانقه بحماس وعينيه تنطق فرحاً به..،
.
،
.
،
اغلقت باب الغرفه و خرجت منها متأثره يطويها الحزن، لم تصدق حتى الآن ان تركي غادر للأبد!
تأكدت من نوم زوجة أبيها قبل خروجها..،
الليله حقاً كان للحزن ثقله عليها و على الجميع... ردة فعل زوجة أبيها كانت موجعه
ما أصبر تلك الحزينه..!
تفاجأت بقدوم الشموس لتمنعها/خالتي هند نامت اتركيها ترتاح
تنهدت تنفسها/بعد قلبي، شلون نامت، قبل شوي كنت عندها!
هند/اعطيتها بندول نايت..أبيها تريّح راسها
بحزنها/وتظنين فقد الضنى يفارق القلب؟! والله ان تموت مانسته، لكن الله ينزل السكينه على قلبها و يلهمها الصبر و السلوان..
هند/امين يا رب..انتي بعد روحي ارتاحي، و انا بروح اشوف شهد و بنام عندها ماني مخليتها، سمح لي عبدالرحمن اقعد هنا كل فترة العزاء.
فرحت بمبادرتها/جزاك الله خير يا هند، والله يسعدك انتي و زوجك.
بابتسامه/ويسعدك بعد..يلا انا رايحه تبين شيء قبل اروح لشهد
ربتت على كتفها/وجودك مع عمتي و بنتها يكفي يا هند، خليك معهم تراهم يغلونك بالحيل.
هزت رأسها وهي تتركها و تذهب في طريقها..
لتذهب هي لغرفة نيفادا التي ترى نورها مضاء...
فتحت الباب لترى اختها تجلس على سريرها باكيه بصمت بينما ليال تحمل احد الأطفال و تعطيه رضعته بصمت/مانام يا ليال
تحدثت بهمس/نشّف ريقي علشان ينام، اول مره اشوف طفل عنيد كذا هذا وهو نتفه!!!
اقتربت منه لترى وجهه لم تشبع بعد من رؤيته/بهالشكل اكيد بيعذبك وقت النوم،المفروض لفيتيه قبل ترضعينه، علشان ينام علطول، الاطفال يرتاحون باللفّه، خصوصاً انهم مابعد تحموا بيدينهم.
تذكرت ما كانت تفعله ام رواد/والله انك صادقه،اشوف ام رواد تسوي كذا دايماً علشان كذا ما غنوش ماتبكي معها!!!
بابتسامه بالكاد تُرى/يلا هذا درس بكرا اذا جالك ولد تعرفين تتصرفين
إلتفتت إلى نيفادا بحزن لتقترب منها/نيفو بس يا بنت ارتاحي.
إلتفتت إليها بحزنها الطاغي/احس اني مخنوقه، ودي اني اقدر اصلي لو ركعتين افرّغ قلبي فيها و ارتاح.
جلست بالقرب منها وهي تمسك طرف يدها و ترفعها لتضعها على صدرها/ان ماقدرتي تصلين بعذرك، لكن تقدرين تداوين روحك بالدعاء، ادعي لتركي بالرحمه و ادعي لروحك بالطمأنينه. مناجاة الله بالدعاء راحه صدقيني.
اقتربت منها وعانقتها بصمت، تريدها فقط، هي الاخت الحريصه القاسيه و الأم الحانيه التي لم تهاب احد سواها، لطالما غضبت منها و لطالما رضيت، تثق ان لها في طيّات قلبها مكانة وحب صادق لا تبدّله الأيام..
.
،
.
خرجت من غرفتها لترى ما إن عادت هند أم لا، لكنها تفاجأت بوجود خالها تحت في الصاله لوحده و يبدو نائماً وهو جالس، غريب هل ينام هنا لوحده؟!.اقتربت متوجسه..،
شعر بخطواتها ليفتح عينيه/مانمتي للحين؟!
بابتسامتها/بلى نمت بس قمت عطشانه و قلت انزل اشوف اذا رجعت هند، شفيك نايم هنا؟!
مسح على وجهه وهو يعتدل جالساً/هند ما رجعت، خليتها عند زوجة ابوها.محتاجتها هاليومين.
نطقت باستغراب/غريبه هالهند شلون تحب زوجة ابوها؟!
ابتسم وهو يتذكر تصرفاتها واحاديثها/هند حبيبه ووجهها يجيب السعاده ، تلقين زوجة ابوها تحبها اكثر..
بلسعة غيره/شكلك انت بعد تحبها و الا وش خلاك سهران بغيابها..!
بنفس ابتسامته/شرايك تقومين تسوين لنا قهوه، اليوم ماتقهويت
وقفت بدلعها/ااوكي،اكيد دام المدام ماهي موجوده كيف بتتقهوى؟! عموماً انا بعد بروح حجزت على طيارة بكرا الليل، بروح اعزيهم و امشي
رفع حاجبه مستنكراً/سلامات على اساس باقي اسبوع!
بإبتسامة دلع تتقنها/خلك ترتاح مع حبيبة القلب شوي، حاسه اني كاتمه على نفسكم..
لم يعجبه ما قالته/ريما فيك شيء؟! زعلانه من شيء؟!
تركته و ذهبت لتلتفت بإبتسامتها الخافته/لا تخاف برجع بشهر واحد..عندي شغلات بخلصها
صمت وهو يراها تذهب ليعود لصمته وهدوءه، يالله كيف تلك الحياة بدونها؟!!..
.
،
.
.
لم تنم تلك الليله لقد مثّلت أنها نامت و لكنها عجزت عن إغماضه واحده لله حزنها و لله تفوّض أمرها، وهل بعد وجع فراق الضنى وجع؟!
فتحت هاتفها وهي تتحرى الوتر لتصليّه و تنثر دموعها على سجادة صلاتها.. لترى صورته التي وضعتها منذ فتره كخلفية للشاشه، مبتسماً و يقف بجانب صالح في صباح العيد الأول الذي جمعهما، لن تُنسى تلك السعاده التي عاشتها في ذلك العيد..،كانا عائدين من أداء صلاة العيد سويه وهي معهما..،
تأملت صورته كثيراً وهي تنتحب..حرقة مابعدها حرفه و فقدٌ عظيم.
تركت السرير لتذهب تتوضأ و تلجأ لمن بيده ملكوت كل شيء منه وحده المدد و منه الراحة و السند..
.
،
.
،
صباحاً ،
اغتسلت تحت ماء بارد وهي تأخذ على عاتقها الإنتقام و تفكر بأسوء الأمور التي من الممكن أن تفعلها، لا شيء سيُطفىء نيرانها المتقده داخلها، حتى ان هذا الماء البارد ينزل حمماً على جسدها الغض..!
لم يعد نايف كما كانت تنظر إليه فهو الآن بات قاتل أخيها بنظرها، لو لم يجلب تلك المشعوذه الشقراء للمنزل لما تسبب بكل تلك الكوارث ..
سمعت صوت طرقات الباب ومن ثم نداء هند التي خافت بعد تأخرها في الإستحمام...،
خلف الباب قلقت من صمتها ولكن ارتاحت بعد سماعها لتوقف الماء وخروجها من تحته
لحظات لتخرج لها بروب إستحمامها السكري و شعرها المنثور بلا منشقه، كان وجهها يوحي بشيء غريب، ناظريها اليوم معقودان و هي صامته/شهد لا تخوفيني عليك تكفين بلا صمتك المرعب هذا..!
تجاوزتها ثم راحت تجلس على الأريكه وهي تجفف شعرها بصمت مطبق.. الجميع يعرف و لكن الجميع يصمت لأنه نايف لكنها لن تصمت وتبتلع ما فعله بسهوله!
تحدثت شهد برجاء وهي تلتقط مشطاً و تذهب إليها لتمشط شعرها المبلول وتجحد دموعها/شهودة قلبي والله اني حاسه بوجعك، تركي اخوي مثلما هو اخوك، فجعني فراقه مثلما فجعك، وابي من يواسيني يا بنت
شعرت بيدها تهتز و يسقط منها المشط على الأرض، لتلتفت إليها غير متفاجأه بمشاعرها ولكنها ازدادت حزناً لتلوم نفسها وهي ترى هند تنهار باكيه هكذا!!
وقفت من جلوسها لتلتفت إليها تواسيها بعناق باكي/يا هند انا استمد قوتي فيك، تركي راح من الدنيا لكن بداخلي احسه ما ابعد و لا غاب، احساس ان اسمه ماهو مفارقني،
خافت هند من حديثها/شهد لا تخوفيني عليك..
اكملت شهد بدموع وهي تروي ما رأته/البارح في منامي كان يقول انا راجع ماني مفارقك، فرحت لدرجة قمت و انا اتبسم و ابكي فرح لكن الواقع صدمني...لا راجع و لاني شايفته
إزداد حزنها عليها/احلام يا قلبي احلام..يلا ألبسي و جففي شعرك، المعزين بيجون و ابوك جاي بالطريق مثلما قال نايف.
إلتمعت عينيها اكثر و هي تتذكر ذلك الأب، فقط لو احتضنهما و لم يحتاجا لنايف..،
.
،
.
،
قررت تجهيز الفطور مع الخدم، لم تستطيع النوم و طفلها ليس في جوارها ..
انتهت من ترتيب الفطور البسيط عند عمها في صالة المنزل البعيده عن داخله،
لاحظ شحوبها اليوم ليس كالأيام السابقه/وش فيك يا بنتي اليوم منتي بخير!
اخذت الدلّه لتسكب له فنجاناً/لا ابد مانمت زين البارح، ولا قدرت انام بعد الفجر...
اخذ منها الفنجان وهو يرتشف منه بهدوء/علشان راكان مع ابوه؟!
جلست وهي تجيبه/يعني مثلك خابر ماتعودت،
تحدث وعينه في فنجانه الذي يرتشفه/هذا وضعك ليله بس، تخيلي وضع اللي له حول الشهر ما شاف ولده..!!
رفع عينيه لها وهو يردف/الشوق للولد ما يباريه شوق، جعل عدو عينك يا بنتي محروم من شوفتهم.
لم تستطيع التعليق كان رده موجعاً فكيف لو سمعته من أدهم ذاته..،
حضرت هوازن وهي تجلس بعدما ألقت تحيتها/السلام عليكم
ردت السلام و سكبت لها فنجاناً لتسألها بعد ذلك/كيف صحة مازن هاللحين؟
براحه/الحمدلله احسن من قبل كثير بعدما استجاب للعلاج،هاللحين يمشي ولو ماهو هذاك المشي لكن افضل
نظرت لساعتها بشكل سريع/الحمدلله،الله يحفظه لك
لاحظتها تتلفت و كأنها تنتظر أحداً/راكان وينه؟!
ردة وهي تحاول ان تلتهي بخاتمها/نايم عند ابوه من البارح
نظرت لساعتها/بعد قلبي اخوي من انخطف ولد نيفادا و قاسي ما ارتاح و لا تهنى بنومه و البارح كملت معه، الله يرحمك يا تركي،
لا تعلم لماذا شعرت بنبرة اللوم من حديث هوازن، قررت الذهاب لغرفتها في الأعلى او احد اخواتها..،
رأها تقف فجأه/وين يا بنتي ما افطرتي
بدون تردد/شوي وراجعه يا عمي
راقبتها هوازن حتى ابتعدت/نفسي ادري وين كانت فيه،ما شاء الله عليها ما تخاف!!
ترك فنجانه ليأمرها/قومي وديني لغرفة اختي
استغربت طلبه/وش تبي تروح لها شوي وتنزل
تنهد/عمتك هاللحين مكسورة قلب وتبي من يواسيها، لا احد منكم يتركها يلا قومي يا بنتي وديني لها
.
،
.
.
بالكاد فتحت باب الجناح الذي هجرته منذ مده..،
دلفت و اغلقت الباب خلفها وهي تمرر ناظريّها على اثاث المكتب الذي لطالما أحبته و ارتاحت في جنباته، الكتب مازالت مكانها و كل شيء كما تركته..،
اتجهت لباب الغرفه المغلق لتفتحه و تستقبلها البروده الشديده!
اسرعت في خطواتها بعدما أضاءت بعض المصابيح الصغيره وهي تبحث عن جهاز التحكم بالتكييف حتى رفعت درجة الحراره،
لتلتفت للسرير تبحث عن طفلها لتجده متوسداً صدر والده العاري، سيموت أدهم ولن يغير عادته هذه!
لم تستطيع ان تشيح بنظرها عنهما ولو لثانيه!
منظرهما معاً يبدو فاتناً، و الوضع يبدو طبيعياً، و رائحة الذكريات تفوح من زوايا الغرفه،
يالله حتى بعد محاولاتي اليائسه في تشتيت ذكرياتي تعود علي عكسيه !
انتبهت لحركته التي سكنت،ينام بشكل عميق و يبدو مرهقاً، من الواضح ان راكان عذّبه بالسهر ليلة البارحه حتى نام..
إقتربت لتأخذ طفلها معها قبل ان يستيقظ أدهم ولكنها تفاجأت به يثبته و يمنعها من أخذه لتهمس/بوديه غرفته أريح لك!
انزله بجانبه ليعتدل جالساً/الغرفه ماهي ضايقه فيه..خليه ينام هنا
هزت رأسها بمسايره وهي تتشبث بشالها الخفيف على كتفيها لتقرر الخروج/مثلما تبي.. عن اذنك
تحدث بهدوءه/زين اللي جيتي تقوميني، اعمام تركي الله يرحمه وابوه جايين بعد نص ساعه، جهزوا القهوه بالمجلس الخارجي.
إنتابها الفضول بعد حديثه/دفنتوه قبل يجي ابوه!!
ابعد الغطاء عن باقي جسده وهو ينزل من السرير و يلتقط منشفته/إكرام الميت دفنه.
راقبت تحركاته بفضول لتسأله/وش اللي صار معكم قبل وفاته؟!
توقف قليلاً عند سؤالها ليستدير و يلتفت إليها بتمعن كيف لها ان تكون بارده كل هذا البرود بعد الذي فعلته به، كيف تواجهه و تنسى بسهوله..!
إرتابت من حدة نظرته و لكن لم تُظهر له ذلك/اسفه.. مو وقته هالسؤال،
رن هاتفه ليذهب إليه و يلتقطه وهو يرآها تذهب لطفلها وتغطيه جيداً/نعم محمد؟ ..وعليكم السلام وش عندك من بدري؟!! ...اي محامي؟! اييه تذكرت،اسمع حوّل له المبلغ اللي طلبه، و اخذ منه تقرير من قضايا البنات...يومين وراجع وبشوف كل شيء ماشي حسب الأصول..
سمعت جيداً ما قال في المكالمه، هنالك أيضاً "بنات" ولكن هذه المره لم يخفي الأمر ربما أنه لم يعد هنالك خط رجعه يفكر به!!،..تركت الغرفه و خرجت بنفس هدوء دخولها،..
ناداها قبل ان تفتح الباب/كيف الحمل معك؟!
ابتلعت ريق الغضب، قبل قليل لم يجيبها على سؤالها و الآن يبادرها بآخر، إستدارت إليه مستفهمه/أي حمل؟!
رفع حاجبه و احتدت نظرته/حملك..ماقلتي لي انك حامل؟
ابتسمت بسخريه/اذكر، بس وقتها كنت ابي اتخلص منك لا اكثر، و للأسف ماتخلصت منك اضطريت اتحملك ليله كامله..
لم يصدق ما تقوله/شلون يعني؟! كذبتي علي؟!
هزت رأسها وهي تثبت شالها الرقيق/شوفت عينك ، بس شكراً لأنك ما قلت لهم عن حملي الكاذب..ماني ناقصه مجاملات عائليه ...عن اذنك.
ألجمته الصدمه لم ينبس بكلمه أخرى، فقط أخذ منشفته و استدار للحمام خلفه..
بأنفاس متقطعه، لم يكن ينتظر حديثاً كهذا منها،
و كيف ينتظر منها ان تعامله وهو من يعاملها بحسب مزاجه؟!!
اغمض عينيه وهو يقف تحت الماء المتدفق محاولاً نسيان كل شيء..
يريد ان تمر هذه الفتره بكل ما فيها بسلام..مرهق من كل شيء و زاده فراق تركي المفاجىء ألماً ..
حتى زوجته التي كان يبطن لها الوعيد تبخر كل وعيده في اللحظه التي رآها فيها..
لا شيء يصالحه في هذه الحياة سوى وجود راكان و ضحكته..و لن يسمح لها بسلبه مجدداً..
.
،
.
،
انتهت من لبسها وهي تخرج من غرفتها متثاقله باكيه،تركي بمثابة الأخ الأصغر ليس أقل من ذلك..خبر فقدانه المفجع أتى بمدامعها كلها وهي تفكر بكيف حال زوجة ابيها و شهد..يالله ألهمهم الصبر و السلوى،
جلست منتظره لقدوم ريما التي طلبت منها مرافقتها للعزاء،ظلت تتمتم بدعاء و تلح عليه..
كان جالساً متأثراً و مستغرباً لحزنها العميق، دموعها لا تجف منذ أخبرها، رق قلبه لها وهو يسمع أناهيدها و عبراتها ليدفعه ذلك لمواساتها/ادعي له بالرحمه و المغفره يا قلبي بدال هالبكى، شلون بتروحين تواسين أمه واخته و انتي تصيحين كذا؟!
رفعت عينيها له وهي تحاول ان تعبر/تعرف لمن تكون مقطوع بصحراء و مالك أحد غير رفيق واحد هو اللي مصبرك على عطش هالصحراء و يساعدك على الحياة فيها، هذا تركي بالنسبه لأمه واخته، تركي حتى انا كان يعاملني مثل اخته، يخاف علي و يداري خاطري مع خاطر شهد ، يجيب اللي احبه ويشاركنا باللي يحب، نسولف و نضحك سوى،
انسان يحب الكل
اقترب منها وامسك بيديها ليحاول تهدأتها/الله يرحمه و يغفر له و يربط على قلوبكم، هذا مصير محتوم، و لكن يا بخت تركي في حبايبه الكثار، صلينا عليه بالمقبره و كان الناس زحمه و الصفوف كثيره ، و اليوم رحت العزاء فالظهر و ما شاء الله الناس يزيدون..هالولد محظوظ و اكيد عنده خبيئه ما يعلم بها إلا الله..
فرحت بما قاله عن مراسم وداعه الأخيره/الحمدلله الحمدلله الله يجبر خاطرك يا عبدالرحمن.
نزلت في هذه اللحظات/خلصت يلا نمشي
وقف و ساعدها على الوقوف وهو ممسكاً بيدهاو يسير بها و يحاول ان يواسيها...،
ظلت تراقبهما مبتسمه وهي تمشي خلفهما، يبدو عبدالرحمن عاشقاً حقيقياً و رجلاً بمعنى الكلمه، تعجبها معاملته لهند و رقّته معها يتحول لشخص آخر حينما تكون أمامه..!
.
،
.
،
انتهى من استجوابهم في المحكمه و طلب المحامي بإخلاء سبيلهن حتى البت في قضاياهن الشائكه..،
توقف المحامي امام مريم متسائلاً باستغراب/انتي لك بيت بس مالك ولي أمر و هذي مشكله في النظام اللي يشرط تسليمك لولي أمر او كفيل
تسائلت بحزن عميق/و إذا مالي أحد؟! اقعد محبوسه طول عمري؟! انا انسانه بالغه عاقله مو معقوله اثناء التحقيقات و العقوبات يعاملوني كمستقله و مسؤله عن نفسي و لمن تثبت ببرائتي و يجي وقت اطلاق سراحي اكون ماني قد الثقه ولازم لي ولي أمر!!
ابتسم المحامي الذي اكتسى وجهه الشيب/مرافعه اقوى من مرافعاتي يا بنتي، لكن ابشرك الامور بالسليم و حقك و حق رفيقتك بتاخذونه،ابو راكان موصي عليكم توصيه و بإذن الله يعينني ربي و اساعدكم.
فرحت ببارقة الأمل/ياا رب
اشار للسياره التي أقلّتهم للمحكمه/يلا يا بنتي روحوا مع سواقكم و لا تنسون فيه جلسه السبوع الجاي احتمال يتم استدعائكم..
اشارت بالموافقه وهي تركب سيارة الشركه التي وفرها أدهم لهن..
إلتزمت صمتها وهي ترى رفيقتها تنتحب بجانبها، لتلتفت إليها/شفيك تصيحين انتي، الرجال طمنا و كل شيء بيكون بخير
إلتفتت إليها بعينين غارقه في دموعها/صعبت علي نفسي..و انا اشوف الأغراب يدافعون عني و يحموني ..واهلي المحسوبين علي نافريني و ماهم سائلين عني..من قال ان الامهات ما يكرهون عيالهم؟!
تحدثت مريم بحقد فقصة غريبه تحز في النفس/الأمهات ما يكرهون حتى في فصائل الحيوانات..لكن أمك ماهي من اي جنس الله يـ....
قاطعتها بخوف/لا تدعين عليها..تكفين
نزلت دمعتها بحزن/ماتطيقك، كانت حابستك عن عيون الناس و كأنك عار و بعد هذا كله ما سألت عنك خمس سنين في الدار!! و للحين قلبك يحن؟!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي ما زالت تذرف الدموع/تظل أمي ..جنتي يا مريم
لم تجد كلاماً لترد به على هذا الكم الهائل من اللطف و السريره النظيفه بـ"غريبه" رغم كل شيء قذر واجهته منهم ، هذا ما يسمونها النفوس الطاهره التي مهما تعرضت للألم لا تستطيع ان تكره أو تحقد!!!
من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه؟!!
.
،
.
إنتهت الليله من إستقبال المعزيات عند مقعدها بجانب عمتها المُحتسبه و الراضيه بقضاء الله وقدره.. كان قدوم هند بنت صالح كارثياً لم تكن عوناً أبداً اكتملت مع شهد في صف واحد حتى اخذتهما ليال للداخل و تركت تلك التي حضرت مع هند لوحدها تسارقها النظرات بين اللحظه و الأخرى..!!
مالذي تريده بنظراتها تلك في وقت كهذا؟!!
قدم يمشي وهو يحمل هاتفاً محمولاً و يلعب به، عرفت انه جهاز أدهم، لتأخذه منه وهي غاضبه من تصرفه،كيف يعطي هاتفه لطفل صغير؟!!/بابا راكان ليه كذا؟! تعال اجلس هنا
ابتسم بخبث وهو يبتعد/لاا
استغربت للمرة الأولى ينطق هذه الكلمه/روح جوري يلا
حرك رأسه بالنفي وهو مازال يبتسم حتى انتبهت له هند/تعال لبى قلبك تعال ابوسك يا حبيبي
فرح بنداءها ليتجه ناحيتها، حملته و اجلسته على فخذها لتقبله، ما اجمل رائحته و صوت انفاسه بعدما ركض بسرعه، تذكرت الفقيد حينما كان في عمره لتضمه لصدرها بهدوء و هي تحاول ان تهدىء روع فقدها/الله يحفظك و يقر عين والديك فيك يا حبيبي انت
تأثرت وهي تعرف ما داهم عمتها حينما عانقت راكان/اميين يالحبيبه اميين، الله يجعله من البارين فيك بعد..
بحزن ابتسامه/ولد أدهم و الشموس ما ينخاف عليه..بيطلع عليهم ان شاء الله .
إلتقطت تلك الحديث لتسأل بفضول لم تستطيع كتمانه/هذا ولد أدهم؟!
استغرب الجميع صيغة سؤالها، لتجيبها الشموس التي إستحالت نظراتها المستنكره لها/نعم..ولده
توقعت ان يكون ابن أدهم اكبر من هذا و لكن من الجميل ان يكون طفلاً صغيراً/اجل من فيكم الشموس، لأن ماتعرفت
ام رواد لم تعجبها هذه البنت و لا حتى وقت تعارفها هذا، لتقف وهي تتجه لهند/ام شهد تعالي ارتاحي طولتي بجلستك و بطنك وش كبره يا عمري..
سايرتها و ذهبت معها، بالأساس تريد التواري عن الأنظار قليلاً لترتاح في سكب دموعها..،
تبعتهم لولوه و جلست هوازن وحدها معهم..
اجابتها الشموس/وش معنى الشموس؟!
بصراحتها/حابه اشوف زوجة أدهم كيف بتكون.. أدهم معرفة الوالد من معرفة راكان الله يرحمه وسبق و زارنا في لندن و شخصيته جداً قياديه و فخمه
تحدثت هوازن باستغراب/انتي من جدك
إلتزمت هدوءها رغم غليانها الداخلي/قياديه و فخمه!...اها من هو الوالد؟! ومن انتي
أجابتها بفخر/ريما سالم الحازم..
عرفت والدها،ولكن لم ترتاح لمعرفتها هي/اجل زاركم بلندن؟!
اشارت بالإيجاب/ايوه مره كان لحاله و مره كان بضيافة الوالد بعشاء للسفير و مجموعه رجال اعمال متواجدين بلندن.. وألتقينا مره انا وياه في طياره لأبها..و كان جنبي، انسان راقي.
تتذكر تلك المره حينما اتصلت به و ردت عليه فتاه، أكانت هذه؟! هل أصر على الرحله في السياحيه من اجل هذه؟! لم تعلّق على ما سمعته اكتفت بالصمت و النظر لساعتها حتى رن هاتفها بإسم نوره موظفتها و رفيقتها بنفس الوقت، لتذهب و هي ترد على مكالمتها ..،
استغربت ريما تلك النظرات الحاده منها، شخصيتها ذات الهيبه و نبرة صوتها الواثق تجعلها محل شك في نفسها، لتلتفت إلى هوازن/اجل انتي زوجة أدهم؟!
ابتسمت بخفوت على غبائها وهي تراها تتعمد إستفزاز الشموس/لا و انتي الصادقه أنا أخته..هذي اللي تو كانت جالسه وراحت تكلم بتليفونها هي الشموس.
لم تصدق، هذه من أجابتها على الخط ذلك اليوم، تذكرت نبرة الصوت جيداً إلتزمت صمتها وهي تفكر بضرتها، لذلك ابتسم لي أدهم تلك الليله، هو يعاني منها...هكذا كانت تفكر..،
.
،
.
،
انتهت من مكالمة نوره التي كانت تعزي و تعتذر لتعبها، لتتلقى فوراً اتصالاً من أدهم،
استغربت اتصاله،كيف عرف أنها أعادت تشغيل رقمها، اخذت نفساً وهي ترد/نعم
على الطرف الآخر/خلي ريما الحازم تفتح جوالها، خالها يتصل عليها و الا قولي لها تطلع وراها رحله بالطياره
بعدم تصديق/خالها..! اوكي بقول لها تطلع لك.
ناداها قبل ان تغلق الخط/الشموس!!
ليس مجالاً للضحك و لكنه يدعوها لذلك/لا ماقصدي شيء بس كنا بسيرتك قبل شوي و البنت وااضح انها تعرفك و حييل معجبه فيك، اوكي لا تخاف بقولها خلاص،باي
اغلقت الخط قبل ان تنتظر ما سيقول..،لتنادي الخادمه التي تلاعب طفلها/جوري تعالي ...
.
،
.
هذا ما استنتجه هو الآخر تلك الفتاة لا تمتلك ذرة حياء و خجل، حتى في اوقات كهذه!!!!
يشعر بالخجل ان رجلاً مثل عبدالرحمن قريباً لها، عبدالرحمن لا يستحق ان تعبث بسمعته فتاه مثلها..،
يريد الدخول قبل خروجها ولكن اضطر ان يخبره بأن كل شيء على ما يرام و ستخرج له ابنة اخته حالاً...،
تذكر تلك الليله في ظلام الحديقه وهي تبادله العناق في لحظة ضياع منه ثم هددته بها فعرف لحظتها ماهو مطلبها من هذا الفخ القذر..ستدفع ثمن ذلك و لكن ليس الآن..، عليه ان يكون حكيماً و يفكر جيداً هذه المرّه..،
إستعاذ من كيدها و دخل مجلسه عند والده..
كان اليوم مرهقاً كالأيام الماضيه..
لاحظ صمته و سرحانه في الفراغ أمامه ليسأله معاتباً/ليه يا ولدي ما اتصلت بي فالخرح وقلت لي اللي صار من بدايته؟!
تذكر جيداً انه لم يخبره ولكن كيف جاءه هو الخبر ليرفع ناظريّه له/ما حبيت اني ازعجك توقعت الامور بتنتهي على خير، لكن لله ما اعطى و لله ما أخذ... بس انت يبه من علمك باللي صار؟!
تفاجىء بسؤاله، للحظه حاول ان يفكر بحيله/دريت من الجوال، ابو عبدالكريم يقول الخبر جايه فيه.
إستغرب و لكن فعلاً الخبر انتشر منذ ايام عن اختطاف الطفل،ليعود و يرفع طرفي شماغه و يتحدث بألم/شعور الذنب بيقتلني ياليتني ما خليته يجازف معي
قاطعه غاضباً/استغفر الله يا ولد، هالكلام ما يجوز و انت رجل صالح و مؤمن بالأقدار، تعوذ من ابليس ترى هذي افكاره
نظر لساعته وهو يرفع رأسه لوالده/الليله سهرت انفداك، والسهر ما يصلح لك
وقف وهو يتجاهل عصاه التي بجانبه/انا بخير و لا في إلا العافيه، ولدي عندي و بنتي بخير و عرفت خواتي و ربعي و ناسي، و الله يا ولدي انها سعاده ما عرفتها من سنين طويله، فلا تشيل همي و ارتاح
لاحظه يترك عصاته و يسير بدونها لينتابه شعور الفرح/الحمدلله صاير تستغني عن العصا، وش السر وانت تارك نص ادويتك هنا؟!
تذكر الخرج و أيامه التي قضاها هناك بين المزارع و الغذاء الطبيعي/الخرج علومها زينه يا ولدي
ابتسم لحماس والده/يا يبه اخاف بس تزوجت هناك من وراي!
ابتسم مسايره و هو يمر امامه/مشينا مشينا ننام، ماني مخليك تستدرجني لين اعترف لك.
.
،
.
دخل يحسب خطواته حتى وصل الطابق الثاني كان يبحث عنها و بداخله خوف لا يعلم ما سببه أو لعله يعرف و يحاول ان يتجاوزه ..،
في الصاله العلويه تحتسي قهوتها المره وتحاول إستنطاق صمت مدامعها من قلقها عليها لمحته ليال قادماً لتقف و تشير لنيفادا بأن تذهب معها/يلا نيفو علشان تاخذين دواك قبل تنامين..تصبحين على خير شهود
لم ترد كانت تنظر للفراغ أمامها، ما أبشع برد الغياب وشعور فقدان السند ،بل فقدان الحبيب الحقيقي ،تركي كان المقرب حينما كانت وحيده في منزل والدها، كان السند لها طوال حياته، خسارتها فادحه و قلبها من فراقه الأبدي مفطور ..
فرح بذهاب اخواته ليتقدم ويجلس بجانبها بهدوء بعدما قبّل رأسها/عظّم الله اجرك و احسن الله عزاك..
لم ترد كانت صافنه أمامها و دمعتها لا تتوقف/....
لم يلومها بل كان يريد رؤيتها منذ الأمس ولكن لم تحن الفرصه، يعرف انها الآن تمر بأسوأ أزماتها، مد انامله ليمسح دمعاتها و لكنها ابعدت يده عن وجهها بهدوء قاتل..،
تنهد وهو يحاول ان يفتح مجال الحديث ليجعلها تفضفض عن مكامن حزنها/فقدك هو فقدي يا شهد، تركي أ
قاطعته بنفس هدوءها المميت/و الله مافقده بهالدنيا كثر اخته أحد و لا انوجع كثر أمه أحد..لا تكذب بمواساة مالها قيمه
اغمض عينيه ليفتحها وهو يحاول ان يتبنى حديثاً لائقاً لهذا الموقف/ادري يا قلبي، لكن تأكدي اني بكون جنبك طول العمر، ما راح اقول اني بغطي غيابه لأن محد يحل مكان احد لكن بحاول قد ما فيني يا شهد
ابتسمت بسخريه وهي تلتفت إليه أخيراً/يا جعل منت العوض يا نايف. و الله اللي ماحولي احد.
استنكر مقولتها/مابي اغلط عليك اعدلي كلامك تراني زوجك، توفي اخوك و محترم حزنك فلا تغلطين على واحد ما
قاطعته بصرامه و بنفس نبرتها الهادئه/انا غلطت غلطة عمري بأني خليتك تقرب مني بالوقت اللي اخوي حالف ما ارد لك إلا وهو ميت..بعدها علطول مات و قاتلته رفيقتك، ، طلقني يا نايف النفس طابت و معاد ودها بك.
استنكر حديثها ليرد بنبرة اعلى من قبلها وهو يقف/انا ماني مكلمك هالفتره ، بتعدي هالأيام و بتعرفين انك غلطانه و استعجلتي على زوجك.
وقفت لترد بنفس قانعه منه/الزوج بداله زوج لكن الأخ ماله عوض يا نايف و انا ماقدر اقعد مع واحد ادري ان زوجي المهزوز هو سبب مقتل اخوي
اخرسها بصفعه بعد حديثها الذي يجرحه وهو غاضب/و الله يا بعد هالكلام ان طلاقك ما راح تشمينه طوول عمرك،
تحسست خدها وهي تبتسم بإنكسار/الله يرحمك يا خوي كان عندك بُعد نظر..قليل مرجله
صرخ بها/شههد!!! بسس
حضرت الشموس و ليال من غرفتيهما بسرعه و خلفهما ام رواد التي كانت عند الصغار../شفييكم صوتكم طلع
نطقت شهد وهي تنوي ترك المكان/انا بكرا راجعه مع أمي للبيت و والله و انا اخت تركي يا نايف معاد يجمعني بك عقد زواج سواءاً طلقت او ما طلقت "انت آخر همي"..أصلاً مالك موقفٍ مع الرجال علشان يوخذ بكلامك..
تركته يحترق من وهي تذهب تحت انظار والدتها التي تراها من باب غرفتها و تبكي بصمت، تعرف جيداً ان شهد لم ترفع صوتها يوماً و لم تتحدث بهكذا كراهيه إلا الليله، و بذلك فهي جاده بموقفها من هذه العلاقه، لن تضغط عليها فهي تعرف منذ البدايه ان نايف لم يحبها و كيف كانت شهد معه..،
اغلقت الباب في محاوله لغلق احزانها لهذه الليله، لم تعد تحتمل اكثر مع اقتراب موعد ولادتها..!
.
لم تعلّق اخواته وهن ينظرن إليه بشفقه الجميع يعرف ان قاتلة تركي هي تلك السوسة الشقراء التي غرسها هنا بينهم حتى تمكنت ..
لم يحتمل نظراتهن هذه ليعقد حاجبه وهو يؤكد موقفه/طلاق ماني مطلقها و خلوكم شاهدين بتقعد طول عمرها معلقه..
الشموس بجديّه/ماهو احسن لك، ترى ما ينجبر قلب على قلب يا نايف
بلا مبالاة فقد جرحته شهد بما يكفي امام الجميع/ماهو لازم تكون ببيتي لو هي بآخر الكون بتكون معلقه، والله ماخليها تعرف غيري وانا ولد راكان
ابتسمت بخيبه وهي تراه يذهب غاضباً و يتخذ قراراً مجحفاً و ظالماً بحق زوجته المكلومه بوفاة أخيها/لك الله يا راكان عز الله ما جبت ولد.
أيدتها ليال بصمت..نايف كان خيبةً كبيره لا يمكن دفعها سوى انه أخ عزيز .. و يعادل الروح مهما فعل ومهما ملأته العيوب..
.
،
.
مضى على الأحداث الأخيره قرابة الشهر.. ولدت خلاله هند و أنجبت صبياً أسماه صالح "عبدالعزيز" كما تمنى ذات يوم تركي..
لكنه لم يخبر أحداً ان ذلك من اجل تركي ، هند سعيده بالطفل الذي ملأ عالمها و واسى قلبها المكلوم، و شهد مازالت على موقفها وسط امتناع الجميع عن الحديث بخصوص موضوعها الآن .
.
.
،
..
نزل من الطائره عائداً من رحلة عمل،
منذ ان عاد وهو يفكر بالركود الذي يسود حياته، لا شيء جديد يحدث سوى انه ينغمس بالعمل و يغرق فيه، حتى نايف هو الآخر صار مثله لا يعود للمنزل سوى لينام فقط ..
أما تلك العصيّه تركت كل شيء و تفرغت لنفسها و لما تحب، تفعل ما تريد، تمارس حياتها بمعزل عنه و أمام الجميع!!
لم يعد يطيق صبراً في جفاءها و صدودها حتى وجد نفسه يتصل بها ،تأخرت قليلاً ثم ردت عليه بعد اربع رنات/اخيراً
على الطرف الآخر ببرود تتقنه/ما انتبهت للجوال وانت مو بالعاده تتصل!
تحدث متسائلاً/إلا انتبهتي له و ادري مطنشه
بعد ضحكه قصيره/زين انك داري..وش بغيت؟!
ضاق ذرعاً تعرف انه للتو وصل من سفر لمدة اسبوع و لا تكترث/اتصلت بأبوي و ما يرد شوفي وينه؟!
على الطرف الآخر/اتصل بهوازن يمكن عندها، انا ماعندي خبر عنه وماشفته اليوم
بتساؤل/ليه وينك؟!
بهدوءها/طالعه برا الرياض اغيّر جو في هالامطار
استغرب/لا يكون راكان معك؟!
بسخريه/اجل اخليه عندك وحولك؟!! كفايه عليك شهر، اختي و راحت بيت زوجها وعمتي ولدت و تطمنت عليها و كل شيء تمام.. بطلع شوي للمكان اللي احبه باريح راسي
توقف امام موقف السيارات وهو غاضب من تصرفها، ولكنه حاول ان يكون هادىء، فأسلوب الشد لن ينفع معها وهو اصبح يعرف ذلك جيداً/طيب و أنا؟! لين متى بقعد كذا لحالي ، ارجعي بيتك و اللي طاف انسيه و انا بنساه.
ضحكت وهو يتحدث عن النسيان ببرود وبدون أي بوادر إعتذار مناسب لمستوى وجعها/معليه انتهى وقتي معك ...و ترى بضطر اقفل جوالي اذا ناوي تتصل كل شوي... فلا تخليني اقفله و افتح الجوال الاحتياطي
بغضب/الشموس!!
ببرود اعصاب إعتادت عليه/ترى الزعل ماهو زين للصحه، نصيحه سو مثلي و اطلع برا الرياض بمكان هادي حتى لو البر و اقعد مع نفسك شوي..صدقني بترتاح ..يلا بسكر الخط ترى..باي..
استمع لها حتى اغلقت الهاتف ببرودها!! ليضع هاتفه في جيب معطفه و يتجه لسيف الذي ينتظره امام سيارته مبتسماً/الحمدلله عالسلامه يابو راكان ..
ابتسم وهو يتذكر تركي فهو اعطاه سيارته كما طلبت عمته هند ان تُعطى صدقه لمن يستحقها، و سيف الأمين يستحق سيارة تركي/الله يسلمك شلونك سيف؟!
اخذ منه حقيبته/بخير ولله الحمد جيتنا وجبت معك البرد والمطر
بنفس ابتسامته الهادئه/الخير جاي ان شاء الله، بشر كيف تمشي امور زواجك انت و محمد لقيت البيت الزين؟! ترى اعين واعاون لا تستحي وانا اخوك
فرح ان اصبح رجلاً مثل أدهم رفيقاً له وان كان مجرد علاقة موظف برئيسه/معاد يحتاج طال عمرك، محمد طلقها فالملكه و انا زواجي كنسلته .
استغرب/افااا لييه؟! محمد خابر زواجه نهابة الاسبوع و إلا؟! و انت مابقى الا البيت و إلا؟!!
تنهد/محمد يقول ما ارتحت و قررت اعفي بنت الناس مني، ما اقتنع بها، البنت توها بالثانويه وخاف يظلمها يقول اكيد غاصبينها...أما أنا البنت الله يستر عليها رفضت تقول ماتبي بيت إيجار تبي ملك باسمها..و المره اللي هذي طلباتها من واحد تدري انه على قد حاله ما تصلح.
حزن لنبرة الإنكسار في حديثه/محمد سوى عين العقل و أنت ماعليك و انا اخوك بيرزقك الله باللي أطيب منها و ترضى بك..بس ما قلت لي انها بنت عمك؟ ليه ما كانت تعرف وضعك المالي و اخوانها مايعرفون؟!
ضحك/كلهم يعرفون بس عاد وش نسوي بالطمع..ماقول الا عز الله انهم مالقوا اللي يطمعون فيه..
ضحك أدهم لراحته بالحديث/شوف وانا اخوك المره الجايه اذا جيت بتخطب انا طاالبك طلبه يا سيف وقول تم
خاف انه سيعطيه/بس يا بو راكان
بإصرار/قووول تم
بتردد/تم بس على وشو
أدهم بجديّه/متى مانويت الزواج ترى بيتك و تكاليف زواجك كلها علي..
لم يصدق ان يغدق عليه هكذا حتى انها إلتمعت عينه/بس هذا واجد يا بو راكان واجد بالحيل
ربت على كتفه/خويي ما ينضام يا سيف لا تقول واجد ما جاك الا حقك.
لم يستطيع التعليق واصل طريقه بصمت و حمد لله وحده، الله يعلم كم عانى في توفير علاج لوالدته المريضه بفشل كلوي، حتى خسرها ولم يجد متبرعاً يخلصها من معاناتها، باع كل شيء يملكه حتى انه لم يكمل تعليمه الا بعد وفاة والدته و توظف في وظيفه متدنيه..، الله لا ينسى عبده مهما طال انتظار الفرج سيكون جزاء الصبر اكبر مما يتخيل المرء..
رن هاتف أدهم ليرد بعد رؤية رقم قاسي/هلا بو سلمان.. لا و الله مشغول والا كان جيتك..
.
،
.
في السياره المتجهه الخرج تحت زخات المطر الخفيف ضحك ابو أدهم وهو يستمع لردودها/علامك عليه يا بنتي كان قلتي رايحين مزرعة ابوك
إلتفتت إلى عمها بابتسامه ماكره/خله ثاني يحوس شوي عقب رجعته من السفر ، إلا عمي جوالك مفتوح؟!
اشار إليه/هذا هو قدامك يا بنتي،ليه؟! وش بغيتي؟!
ابتسمت وهي تلتقطه لترى هل فعلاً اتصل به و لكنه لم يتصل به، كان فقط يتحجج بوالده ليتصل بها/ابد أدهم شكله حاس انك اخذت السياره اليوم
ضحك/أنا متصل فيه و قايل له باخذها.. بعدين ترانا بنروح نشوف المزرعه و بنرجع، اجل يبيني اخذ رايه و اعلمه بمشاويري بعد؟!!
ضحكت من ضحك عمها/والله شكله معصب مرره، ترى عاد انا دخيلتك ما يسوي فيني شيء
هدأت ضحكته/ما يحتاج يا بنتي، أدهم بالذات يوذي نفسه ولا يوذيك..الله يرحم خاله خالد ربى رجال أدهم و قاسي ينحطون على الجرح و يبرى.
صمتت وهي تنظر للطريق أمامها بتأييد كامل لما قاله، مواقف كلا الرجلين تدل على نبل واضح و أساس صالح ، لكنها تعجز عن الغفران..ليس عدلاً ان تبادر في كل مره ،نفذت طاقة تحمل ذلك الوضع المرتبك، الآن حالهما أفضل بعد الإنفصال، حتى انه بات لطيفاً و لم يعد يفرض نفسه و لا رأيه و كأنه ذلك يعود لذلك الرجل الذي أحبته...غير أنه فقد شغف المبادره و كأنه إقتنع بهذا الحد من التقارب، فلم يعد هنالك نقاش عقيم و لا جدال ينتهي بخصام..
وكأنهما وصلا مرحلة الفتور العظيم..!
.
.
،
. في بلاد البافاريا " ميونخ" ألمانيا..،
تحدث لزميلته الدكتوره الألمانيه مبتسماً/اعتقد بأنني سأبقى هنا
إتسعت إبتسامتها فهي التي لطالما ألحّت عليه بذلك/ممتاز وليد قرار صائب، لطالما ان عملك هنا مضمون لما لا.
لم يعلّق وهو يرى سعادتها بقراره النهائي، يريد ان يتناسى كل ما خلفه هناك..
تسائلت وهي تلمّح له/ماذا عن خطيبتك؟!
تنهد وهو يسند ظهره على كرسي مكتبه بتعب و يفكر فيها كيف سيخبرها قراره وكيف ستكون ردة فعلها/انا قررت البقاء و لن تكون معي.
شعرت بإنتصار وهي تقف بعدما رن هاتفها/حسناً هو قرارك..أراك لاحقاً لدي عمل الآن..
خرجت لتسقط عينيه على هاتفه الذي يرن بإسمها، لم يعد هنالك شيء متقد و الشعله بداخله إنطفأت من ناحيتها، حتى الحديث معها يريد ان يقطعه..، عليه ان ينهي هذه العلاقه و لكن كيف الخلاص منها؟!
مد يده لهاتفه و ضغط قفل الهاتف الأحمر..
حتى رشا قطع اتصاله بها هذه الفتره حتى لا تضغط عليه بخصوص صديقتها..و انتقل من هامبورغ إلى ميونخ..،
.
،
.
لم تصدق انه فعل ذلك بها، لابد و ان هنالك خطأ ما حدث في الإتصال، وليد لا يغلقه في وجهها أبداً..
تركت ما تفعله ليست لحوحه بطبعها و لكن شيء ما يخبرها أن الأمور ليست كما كانت..،
مصيبه ان يجتمع حدس قوي و شوق عارم في قلبٍ عاشق و ناضج ..
.
،
.
.
،
.
غابت الشمس تحت وقع المطر الهتان كانت تتنقل مع عمها وسط الحقول و بين النخيل صُدمت ان مزرعته كانت مساحه ضيقه جداً و ان أدهم هو من اشترى الأراضي حولها و قام بإستثمارها و إحيائها من جديد..
لمح البروق قادمه من جديد خاف،هذه الليله ستكون ماطره طوال الليل لذلك عليهم العوده بسرعه/الشموس يبوك المطر كأنه جانا معوّد! ،مشينا للرياض؟!
لاحظت تشبث راكان بطرف عبائتها التي ترتاح على كتفها يريد النوم/مثلما تبي يا عمي، اصلاً راكان خلاص داخ من اللعب و لازم له حمام و تغيير قبل نووم..
امسك بيد حفيده وهو يبتسم له/مشينا يبه؟!
ابتسم له وهو يرمش بكسل شديد وهو يمشي معه..،
تبعتهما بشعور رائع لم تفكر بيوم ما انها ستعيشه مجدداً بعد والدها، هذا الرجل ذو الستين أشعرها بالسعاده و ملأها بالأمل مجدداً..
ركبا السياره حتى خرجا منها..، لمح احدهم يتبعه حينما رآه يخرج من بوابة المزرعه و لكنه لم يعيره انتباهه حتى إستقام في الطريق السريع، هنا خاف و عرف ان ذلك لم يعد صدفه..
لاحظت إرتباك عمها و نظره المستمر للخلف و للأمام فقلقت لعله من شدة المطر هذه الليله/عمي فيه شيء؟!
لم يود إخافتها من تلك السياره و في نفس الوقت لن يستمر في طريق سفر و ذلك الرجل يتبعه..، قرر العوده للخرج مباشره/ماتعودت امسك خط سفر بالمطر يا بنتي مبطي عنه، خلنا نرجع ننام في بيتنا و الصباح رباح...
إرتاحت رغم نظراته/اللي يريحك الله يحفظك
تقدم صاحب السياره وهو يلحق بهم..
كانت الأمور غير مريحه..قرر الإتصال بأبو عبدالكريم و لكن لن يرعبها وهي بجانبه، عليه ان يصل للمنزل بخير الآن..،
إلتفتت للخلف لتجد طفلها ينام في مكانه..، رفعت ناظريها للسياره التي خلفهم لم تتضح معالمها تحت المطر الغزير و الظلام..، فعادت تراقب الطريق مع عمها حتى وصلوا المنزل..،
رأي في المرآه العامسه تلك السياره تتوقف خلفهم/انا ابو أدهم صدق، العلم انتفخ!!
خافت/عمي وش فيك؟!
قررإخبارها/راعي السياره اللي وقفت ورانا يمشي معنا من طلعنا من المزرعه..
إلتفتت إليه لترتاح/عمي هذي من سياراتنا..يجوز نايف
توقع نايف لينزل غاضباً من حركة التتبع المريب هذه/نااايف!!
نزل ببنطلونه الاسود و قميصه الابيض مبتسماً تحت المطر/امررك طال عمرك
ابتسم لرؤيته فقط ارتاح بعد كل ذلك الصمت/اررحب ارحب يا ولد ساره
رأتهما يتبادلان العناق بحراره، الليله فقط خسرت ركنها السرّي و اكتشف سرها أدهم..،
لمحها تنسحب و تترك المكان و تدخل بطفلها النائم..،
.
،
.
في الريـاض؛
رأتها تلف أخيها النائم و تضعه في سريره بعدما نام..لتظل تتأمله بخوف و ألم، ذلك الشعور الذي صار يلازمها.. يجعلها بشخصيه أخرى ليست شهد القديمه، وفاة تركي غيرتها تماماً كل ما حدث غيرها من فتاه حساسه خائفه لأخرى لم تعد تخشى أحداً و لا حتى مجرد شعور سوى فقد هذا الأخ الصغير و أمها الحنون..،
تلاحظ جيداً تغيّر طفلتها لم تعد شهد القديمه موجوده الآن، هذه طفله كبيره حزينه صامته معظم الوقت /شهد حبيبتي تعالي ارتاحي يا بنت و اشربي قهوه
تركت أخيها و راحت تجلس في مكانها،صامته!!!
تحدثت هي مجدداً ولكن بنبرة ألم/شهود قلبي لين متى الحزن؟! أنا أمه و ما سويت سواتك
تركت النظر للفراغ لتلتفت إليها بدموع تغص بها عينيها/و بكاك تالي الليل و انتي تضمين عزوز و تنادينه تركي؟! انا ماني عمياء و احس بك يمه لا تكابرين
نزلت دموعها/ومن قالك بنسى ولدي؟! لكن ليه انتي ما تخليني بحالي و تتركين اوجاعي تغفى ولو وقت بسيط يمه،غيري هالاسود ترى ما يجوز الحداد اكثر من ثلاث ايام و انتي لك فوق الشهر حتى ابتسامه بالغلط مافيه
بكت وهي تهز راسها بنفي قاطع وحزن يزداد/انا خنت اخوي يمه خنته بحياته و ماقدر اسامح نفسي .. حلف اخوي للحين يتردد صداه بأذني و السبب نايف
استغربت/كيف خنتيه؟!
ترددت في إخبارها و نارها تزداد من نايف/و الله لاحرق قلبه و الله
تركتها و ذهبت باكيه... تتنفس حمماً و ليس هواءاً..ما يجري بعروقها فورة غضب تريد الإنفجار..
استغربت تصرفها هذه الليله،لماذا انفجرت و ذكرت نايف مجدداً وهي قد اخذت عهداً ان لا تنطق اسمه مجدداً..؟!! لماذا بكت بحرقه و ذهبت هكذا..
يالله ماذا تريد من غضبها هذه البنت سوى الوجع الدائم و الدموع؟!
.
،
.
تمشى في المنزل الذي تغير كلياً بلمساتها، جعلته نابضاً بالحياة و استغلت كل ركن فيه وجعلته يضج بالحياة و الإسترخاء معاً..!
ما عدا غرفة والديه تركتها كما هي...فقط غيرت اغطية سريرها و سجادتها..
نام والده باكراً وتركه في الصاله!
لماذا يريده ان ينام في منزله كالغريب!!
قرر الصعود إليها..،
خرجت بعدما انتهت من حمام طفلها و تنويمه و من ثم حمامها، لا تريد لقاءه الليله و لكنها تفاجأت به يصعد من الدرج ويتوقف قبالتها!!!!/ بسم الله!!
رفع حاجبه/شايفه جني؟!!
لا تعرف ما يدور في رأسه من اسئله/ماتوقعت تتسلل مثل الحراميه كذا، شتبي؟!
تردد ثم فكر بشكل سريع/ابي شاحن جوالي بيطفي
استغربت طلبه/تووني منزلته لك قبل شوي شدعوه تااكله أنت؟!!
تذكر ذلك ليحاول تدارك ما يفعله هنا/ابي ..قهوه..ما شربتها اليوم و احس اني بصدع بعد شوي منها
تعرف انه فقط يتلكأ/زين انزل و بلحقك بعد شوي
بحركات عفويه غريبه/وش يضمني انك بتنزلين؟! اخاف ترجعين غرفتك
استغربت تصرفاته هذه الليله!!ليس ذلك الرجل الثقيل و المتزن/أدهم ماني بزر اتراجع عن كلامي، يلا روح
اشار أمامه/ماني نازل لين تنزلين قدامي
تأففت من إلحاحه لتمر من أمامه و تذهب معه/يلا امرري لله..المفروض حتى ما اسوي لك قهوه بهالليل و الناس بتنام،
ظل فقط يلحق بها وهي تمشي حتى دخلوا المطبخ ظل واقفاً يراقب حركتها داخل المطبخ الذي غيرته بشكل جميل وفاتن يليق بها فقط هذا الجمال و الأناقه، قد ظلمها ذات يوم حينما قال انها لن تتنازل لتسكن منزلاً كهذا..!
جهّزت كوب قهوته و تسائلت قبل ان تضع السكر/كيف تبي سكرك؟!
لم يرد كان سارحاً فيها فقط..!
إلتفتت إليه و زمت شفتيها بغضب وهي تراه ينظر إليها بهذه النظرات و لا يرد عليها/هييي فقدت سمعك بعد؟!
اقترب منها حتى خافت و اوقفته بيدها على صدره/أدهم الظاهر نسيت نفسك!!
تحدث وعينيه تراقب طول العنق و الخصل التي تلتف حوله،،لتمر بشفتيها حتى تستقر في عينيها لينطق بثماله/ابي ثنتين بس
اتسعت حدقة عينيها بغضب وهي تخفي توترها من اقترابه المربك لتخفض صوتها/نعممم!!!
ابتسم لردة فعلها/قصدي ملعتين سكر
ارتاح تنفسها وهي تتراجع لتعود لكوب القهوه تضع ملعقتين سكر ومن ثم ثم تقدمه له/سَم
لاحظ انطفاء ثورة غضبها فجأه/مشكوره
قررت تركه و الذهاب لغرفتها/عن اذنك
نادها حتى توقفت عند الباب/البيت حلو تسلم يديك
إلتفتت إليه/بعدما عرفته معاده بيتي للأسف..
استغرب/شقصدك؟!
بجديّه/انت و عرفته لذلك راح ادور مكان ثاني
استنكر تصريحها/ليه مصره تبعدين؟! ليه ما تتركين مجال للفرص بيننا ؟!
انتظرته حتى انتهى من حديثه لتبتسم/الفرص انتهت خلاص انا اغيب لأني فقط ابي احافظ على "شيء بداخلي" مابي قربك الناري يحرقه..احياناً شدة الإقتراب مضره
تسائل بحرقه/لين متى مسلسل التهرب البايخ هذا؟!
رفعت كتفيها بعدم جدوى خصوصاً بعدما وصفه بـ"البايخ"/ماظن فيه موعد انتهاء لهالعذاب إلا بموت واحد مننا.. تصبح على خير
رأهاه تترك المكان له و تخرج بكل برود العالم!! لا احد اشد عنفاً و مقاومه من سيده تقتات على كبريائها ..!!
لا يعلم لماذا شعر انه خسرها حقاً فهي تتحدث و كأنها انتهت منه و لم يعد في حساباتها.. يالله كل شيء سأتقبله ماعدا ان يفقد حضوري و أسمي رهبته في قلبها و مسامعها..
هل تخلت حقاً؟!!
ياقاسمَ الليلِ بين الساهرين , أنا
أزدادُ كيلَ حزينٍ فوق ما سهِروا
‏أحتاجُ قلبي كاملا
كي أعبرَ الذكرى الغزيرةْ
حاولتُ لكنْ دائمًا
أنهارُ عند الخطوةِ الأخيرةْ
..........................ساري.
انتهت من تحضير القهوه العربيه بوضع الهيل و القرنفل.. لتلحقها بقية الإفطار في المجلس العربي الذي زينته لعمها كما يحب..
لترى أدهم في طرف السفره يتبادل الأحاديث مع والده ..
جلست بصمتها و بدأت بسكب القهوه لهما و بقيت صامته لم تعلّق على ما يتحدثان عنه..
امور كثيره و تتعلق معظمها بالزراعه و امور النخيل و كيفية تسويق منتجاتها..،
تفاجأت بأن أدهم ذو خبره كبيره في هذا المجال، لا شك فقد رأت بعينيها مزرعته و انتاجيتها..
لحظات ليرن هاتف عمها ويقف مستنداً على يديه بعدما رد عليه ثم رتب شماغه على رأسه/يلا عن أذنكم يا عيالي بروح
استغربت/عمي وين رايح هالوقت؟!
بإبتسامه/طلبني ابو عبدالكريم على طلعة زينه عند ابله بنمسي عندها كم ليل..و انا ماقدر ارفض لابو عبدالكريم طلب. انتم متى ما قضيتوا ارجعوا للرياض.
بإبتسامة أشبه بإبتسامة إنتصار/بحفظ الله يبه .
رأته يخرج و يتركها في ورطتها مع أدهم المبتسم أمامها/شفيك تناظرني كذا؟!
بنفس إبتسامته/محسستني باكلك!! وش نظرات الخوف اللي بعيونك تراني أدهم
لا تعلم لماذا فرحت عندما قال أدهم و لم يقل زوجك،هذا يعطيها شعور بأنه لن يؤذيها، عادت لترتشف من فنجانها بهدوء/ماني خايفه منك
ظل يتأملها بحب حتى شعر أنه أربكها من حركة يديها و هروب نظراتها منه/ابوي قال لي انه صاحب هالفكره ، تقعدين هنا كم يوم و ترجعين لكن اعجبتك القعده هنا لحالك.
رفعت ناظريها له وهي ترى شعره مبعثر و فوضوي على غير عادته وهو يتحدث براحه/محد يحب يقعد لحاله.
استغرب وهو يمد فنجانه لها/طيب وش سر تمسكك بالهجر و الانعزال؟!
إلتمعت عينيها وهو يبعثر شجونها منه، سكبت له قهوه و أعادت له فنجانه بيد مرتجفه/اشرب قهوتك و خلنا نرجع الرياض احسن.
اخذ الفنجان وهو يلاحظ يدها/ليه دايماً تتهربين مني ؟! أنا قدامك و لحالنا تكلمي قولي لي اللي بخاطرك، ما راح نطلع من هالبيت إلا و انتي قايله كل شيء..مستعد اسمعك سواءاً عتاب شكوى شتيمه انا وانتي لازم ننهي هالتدمير المتبادل بيننا.
رفعت عينيها إليه مجدداً و بنبره اقل من سابقتها، طلبها ان تزيح عمّا على قلبها و ما يثقل صدرها و كيف له/تخيل تشكي لموجعك عن وجعه اللي سببه؟! تتوقع بينصفك منه؟!
فهم ما تعنيه و اوجعته تلك النبره/ان كان اوجعتك بلا وعي ابشري بالإنصاف لو على قطع رقبتي
كم تكره ان تبكي، حاولت التماسك قليلاً و اخذت نفساً عميقاً وهي تجحد الدموع و البكاء، لتتحدث/بس انا ما راح انبسط إذا انت تأذيت ..مهما صار أنا ما اكره لهذي الدرجه.
تاه في ليل عينيها اللامعه بشكل يوحي بالكثير من البوح و الكثير من الألم/اجل وش يرضيك علميني وش اللي تبينه؟! والله ان بعدك تعب و هجرك صعب، و ان الحياه بينهم مثل الاحتضار لا مت مع الميتين و ارتحت و لا حييت مع الأحياء.
اهتز صوتها قليلاً و هي تجيبه بعدما تركت العبث في فنجانها، هو يلّح في طلب بوحها و هذا ربع الحل/ما كنت ابي شيء كبير او صعب ، مابي غير يبقى قلبي على مشاعره الأوله..ابي قلبي يرجع للحظه اللي كان مغرور فيك لدرجة يحب بلا شعور و يسامح و يتغاضى عن هفواتك اللي كنت اشوفها و احس بها بس اطنشها،.. هذي هي طلباتي، صعبه؟
لم يسمع منها هذه النبره الدافئه منذ مده ليبتسم بحنين، هل تعترف بلا شعور أنها احبته،"هكذا اعتراف يزيده تعلقاً"/بالبدايه ماعرفتك زين لكن حبيتك بخوف، كنت اقاوم قوة شخصيتك اللي ظنيتها تشوف نفسها علي، و كنت فقط احاول عسف الشموس و بعدين..
رفعت ناظريها لناظريه المتعلقه بها لتستعجله اكمال الحديث/وبعدين؟!
بنفس تلك الإبتسامه/عرفت ان النساء مقامات و ان القويه فيهم هي اللي ما تخضع لإهانة مشاعرها، احترامك لذاتك بحد ذاته يغريني اكثر ، ما اكذب عليك رغم صعوبتك و تعبي إلا اني للحين متمسك فيك و مابي لك بديل..
ابتسمت بسخريه/رجل و يقول مابي بديل..اعتقد هذي أكذب جمله مرت على البشريه.
نطق بصدق نيه/تتوقعين لو أبي بديل و بوضعي هذا بنتطر رأيك؟! ..اكيد بحطك بالأمر الواقع و اجيبها بنفس البيت بعد.. لكن أنا ماحب حياة الخفاء، و الأهم اني مازلت انتظر لحظة صفاء تجمعني بك مره ثانيه، و بصبر لين استعيدك، انا و الصبر انخلقنا سوا و رضاك انتي بالذات يستحق الإنتظار.
وترها حديثه عن الاخريات لتنطق بتعب لم تعد تطيقه/مادري ليه نتكلم هاللحين؟! وش الفايده؟
نظر لظفيرة شعرها التي ترتاح على كتفها/نتكلم لأننا محتاجين للفضفضه و البوح ..اعتقد أننا وصلنا لمرحله لو فيها اي اثنين غيرنا قد انتهوا و انفصلوا من زمان ، لكن دامنا للحين ما انفصلنا فأكيد فيه شيء صح بالموضوع و انا مؤمن به.
استغربت/شيء صح؟؟؟
نظر لعينيها المتفاجئه/راكان.. و لا تعتبريني أستخدمه كورقة ضغط.. ماني من الرجال قليلين الحيله.
بدأت بلملمة السفره بشكل سريع و يوضح توترها/انجاب الاطفال ماهو شيء خارق للعاده.و راكان كان بيكون من غيرك لو تغير الوضع..
امسك بيدها التي تأخذ الصحن ليثبتها حتى رفعت عينيها لعينيه المتقده/بس غيري ما راح يصبر عليك مثل صبري.
ابتسمت بتعب/اشوف ما طولت بحديثك الذرب بسرعه قلبت!
بادلها الإبتسامه وهو مازال يمسك يدها/محد يصبر وعنده وحده حلوه مثلك..لكن لجل الحب و لجل عيونك بصبر لين ينطحن هالحب اللي براسك
سحبت يدها بدموع وهي تقف لم تعد تستطيع السيطره عليها لتتحدث بصوت عالي ويدين مرتجفتين/متى بتفهم؟!! ان ساس المشكله انت من البدايه مو أنا،. انا ما في راسي حب يبي طحن يا أدهم، انا كل اللي محتاجته اني استعيد ثقتي فيك فقط..
لم يستطيع الرد وهو يرى دموعها تنهار بشكل عذب، ترسم على ملامحها اجمل الإطلالات الساحره، للمرة الأولى يعشق رؤية احدهم يبكي!!
إلتقطت انفاسها وهي تحاول ان تهدأ من دموعها قليلاً لتردف بتعب روح/لا تظن ان هالبعثره اللي بحياتنا عاجبتني, لااا انا انسانه تقليديه عاديه جداً وتحب الإستقرار و كل شيء يمشي حسب الأصول ، ليه انت تصعّب الامور..و تحسسني اني ماده كيميائيه صعبة التركيب؟!!
صحى من سكرة دموعها متفاجئاً من إنفجارها العظيم هذا،
ليقف مذهولاً من تصريحها و يتقدم متجاوزاً السفره، حاول لمس يدها و لكنها ابتعدت خطوتين حتى امسك بذراعيها المرتجفه و ثبتها امامه متأملاً تهرّب عينيها منه، لم يكن يعرف انها كانت تعاني مثلما يعاني/ان ما وقفت دموعك ورجفتك فلا اسمي أدهم و لاني ولد عبدالله المناع..و وقتها معك حق تطلبين الطلاق ..والله ما اقول لا ، هذا عهد مني لك يالشموس..وش تبين ضمانه بعد انا جاهز
رفعت عينيها له و هي تراه جاداً و جامداً لا يتقدم اكثر من ذلك، تعرف أنه يخاف من ان تفهمه خطأً و ليكن يا أدهم، دعه يفهمها خطأً..تراجعت في اللحظات الأخيره عن إقترابه المثير لتتحدث بتعب/نرجع للرياض؟!
ضغط على يدها/شرط نكون في جناحنا.. و ماعندي مانع انام بالمكتب بس خليك بالغرفه مع ركون، وجودكم قريب مني يريحني، وش قلتي؟!
استغربت تغيّره المفاجىء، لقد فاض التعب و لا تلومه حينما تنازل و تحدث، من الجيد انه تنازل، فلماذا لا تتنازل هي الأخرى فالهدف واحد/خايفه
فهم رغبتها و ترددها/أدري منتي واثقه للحين, و ما ألومك.
بخوف لا تعرف مصدره في قلبها/وجع الصدمه الثانيه دايماً اثقل من الأولى و اخاف تطالبني بشيء مقدر عليه..
نطق بدون تردد وهو يريد ثقتها فقط و الباقي سيأتي تباعاً/إذا هالشيء موترك ، و الله ما أطالبك بشيء ماتبينه.. كل اللي ابيه ..ابتسامتك و ثقتك و اوعدك ما اخيبها لك، و الأيام بتثبت لك كلامي.وش قلتي؟!
بعد لحظات صمت كانت تراقب فيها بريق عينيه و تقرأ اللهفه على شفتيه،ابتلعت ريق الصمت لتنطق ببحه/راكان متعلق فيك بشكل يحزني لمن يسأل عليك، ما توقعت ان طفل بهالعمر يشتاق كذا وما ينسى! و اصدقك القول ماني حابه أعيّش ولدنا بحيره بيننا، ان اجتمعنا محبه و الا اجتمعنا احترام لعيالنا.
إتسعت إبتسامته لهذه البدايه التي لم يكن يتوقع حدوثها ليقبّلها بين عينيها/اجل دام كذا، خليني اروح اصحّي راكان و نرجع للرياض فوراً..
جمعت كفيّها الباردتين بعد ذهابه لتتكتف تلتمس الدفء بعد برد ذهابه عن محيطها،
حدث شيء عظيم منذ قليل، الإستسلام المتبادل شيء لم تتوقع حدوثه على المدى القريب على الأقل..
فاجأها بإصراره عليها ، لا تخفي انها كانت تريد مبادرةً منه فقط..تعترف بينها و بين نفسها انها لم تعد تحتمل لسعات برد ليالي الوحده..مسحت على بطنها بنوع من القلق..تعرف انها يجب ان تخبره بحملها ولكن ليس الآن..لكل شيء وقته الخاص.. تعرف تماماً ان معاملته تلك الليله تغيرت بسبب اعترافها الغبي له بحملها...ولكن من الجيد انها نفت ذلك قبل ان ينتشر الخبر، و هذه من صفات أدهم التي تعجبها ليس رجلاً ثرثاراً بما يحدث بينهما..
.
،
.
،
ألمانيا..،
رن هاتفه ليستيقظ متعباً و مرهقاً، ليرد على إتصال "ريتا" التي إعتاد إتصالها في كل صباح و على أي وقت,هي لا تدعه يحتاج لأحدهم رفقتها تكفيه عن هذا العالم.. ليقف بعدما استعاد نفسه..،
اليوم لديه اعمال كثيره، سيدرس امكانية تقليل فترات عمله..وذلك يحق له بحكم انه استشاري و العقد المبرم مع المشفى يعطيه اولويه ..
بالكاد انتهى من لباسه ليلتقط معطفه الثقيل قبل الخروج فنهايات الخريف هنا لا ترحم..،
امور كثيره تشغل باله ولكن الصفه التي اكتسبها مؤخراً هي الصمت و مراقبة الناس في طريقه للمشفى حيث يعمل..
وقبل ذلك جلوسه على طاولة مقهى مفتوح يحتسي فيه كوب قهوته الساده و يتناول معها قطعة كرواسون صغيره لتسد صراخ جوعه فقط .
يتخلل ذلك الصمت الخارجي ضجيج داخلي بعد رؤيته لرسائلها التي تضغط عليه..الأمور تبدلت و لم تعد كما يراها سابقاً..!
حتى لمح احداهن تجلس هنالك مع رفيق لها و شعرها الأسود يغطي معظم ظهرها ..عجيب كيف تمتلك نفس شعرها!!
تلك السمراء بعثرت كل الذي كان يحاول طيّه منذ فتره.. انتهى الأمر و إلتقى بنصيبه ولم يعد يريد إتمام هذا الزواج معها فلماذا تطارده خيالاتها؟!!
اطلق تنهيدته و حرك يده وهو يقف معترضاً على طارىء الذكريات اللئيم لتنسكب قهوته و يتدحرج فنجانه البارد من على الطاوله و يسقط أرضاً محدثاً ضجيجاً جعل من حوله يلتفت إليه مستغرباً..
وقف للحظات عاجزاً عن فعل شيء حتى هرعت إليه نادلة مبتسمه وهي تخبره ان لا مشكله وقامت بتنظيف المكان..
ترك المكان و هو يخرج عجلاً بعدما اعطاها مبلغاً من المال كحساب..
استغربت النادله كل هذا المبلغ و لكنها لم تستغرب هو زبون ودود و يسكن بالجوار، و لكن هذا اكثر من البقشيش المعتاد بكثير، و من الواضح انه اخطأ في محاسبتها..
حاولت اللحاق به و لكنه كان اسرع!
وقف احدهم من مكانه و اتجه للنادله/سألحق به .
كانت سترد بأن لا داعي سيعود في الغد و ربما المساء و لكنه ذهب هو الآخر..،
.
،
.
توقف عند رصيف الشارع العام، تذكر انه نسي سيارته اليوم كما فعل البارحه..
كم يكره نفسه التي فاجأته بضعفها..لم يكن عليه ان يستعجل بعقد قرانه..هي كانت محقه في ذلك التأخير...
قرر انتظار سيارة اجره و لكن توقفت عنده سياره بيضاء صغيره و تبدو كلاسيكيه قديمه نوعاً ما، ليشير اليه سائقها بأن يركب متحدثاً بلهجته/يا رجال اركب ترانا عيال ديره وحده.
لم يكن مُركزاً و لم يؤكد انه عربي و ابن عم لولا ان فضحته اللهجه النجديه/سعودي؟!
ضحك وهو يمد جذعه و يفتح له الباب/الله الله ..اركب ترى بنتأخر على دواماتنا
ركب معه بهدوء لا بأس ان كان ابن عم/السلام عليكم
بابتسامته/وعليكم السلام..اررحب
انطلق بسيارته وهو يتحدث بأريحيه وكأنه للمرة الأولى يلتقي بأحدهم/انا هنا من كم سنه و ماتعرفت على سعوديين، بالبدايه قلت احسن علشان اتقن الألمانيه زين بس مع مرور الايام مليت و الله ابي احد من ربعنا ..معك آدم.
هنا إلتفت إليه/سعودي؟!
اتسعت ابتسامته فليس السعودي الأول الذي يستنكر اسمه/الله الله آدم حمد العبدالله ومن حي الملز بعد جاي اكمل ماستر ودراسات عليا في علم النفس و اكتسب لغه و قريب تخرجي..وانت؟!
لاحظ ملامحه عربيه و عينيه ملونه بشكل مغاير/وليد العمرو..طبيب استشاري أول جراحة مخ و اعصاب و باحث في قسم الاورام بالمستشفى,تقدر تقول إقامه شبه دايمه هنا.
نطق بانبهار/ما شاء الله.كل هذا و ماقلت الدكتور قبل اسمك..انا لو مكانك انقشه نقش على صدري
ابتسم لحديثه العفوي الذي اعتبره ممازحه/انجازاتنا احياناً ما توازي تعبنا اللي نبذله. .
لم يفهمه/وش قصدك؟!
إلتفت إليه/افاا هذا وانت اخصائي بعلم النفس؟!!
ضحك/يا رجل خلنا ندردش شوي عالاقل مو تحجير من بدايتها الله يهداك دكيت الجبهه دك.
ضحك اخيراً حتى تنهد تنفسه بعمق .،
لاحظ تغير مزاجه بعد الذي حدث في المقهى قبل قليل،..كاد يسأله و لكنه سكت بعدما سمع التنهيده الاخيره، هل بلغ الهم في هذا الرجل ان يتنهد تنفسه...!
.
،
.
،.
،الريــــــــــــــــــــــــــاض:
خرجت من دورة المياه وهي مرعوبه من صوت ضرب الباب بقوه و الكلمات النابيه التي تسمعها لترى رفيقتها تقف هنالك تبكي و تتشبث بشالها/غريبه وش فيك؟! من هذول؟
بدموعها التي تبلل وجهها/ابوي و اخواني بيذبحوني يا مريم بيذبحوني
خافت مريم وهي تعقد حاجبيها/ماهو بكيفهم هالهمج، شيين وقوي عين يعني ماعجبهم انك تطالبين بحقك!
بخوف/مريم شلون اتصرف بيكسرون الباب والله
بدون تردد اتجهت للهاتف القديم الذي اقتنته مؤخراً لتتصل بالمحامي كما طلب منها في اي طارىء...،
لم تستطيع الوصول للهاتف، اقتحموا المنزل بما فيه..،
وقف اخيها سليط اللسان/اخيراً لقينا مكانك يالمنفلته! والله ان تشوفين مني ليلٍ اسود قبل تموتين
خرست وهي ترى نفسها محاصره بهم و قد امسك اخوها بشعرها...لم تستطيع الرد هي بين المطرقه و السندان تعرف ان لا احد يحبها منهم..،
صرخت مريم من الجهه الاخرى وهي تتشبث بجلال صلاة اخذته فوراً/اتركوها يالهمج و الله ان اوديكم بستين داهيه
انا وياها معنا حكم قضائي بابعادكم فترة التقاضي، لا تظنون اننا اغبياء
إلتفت إليها بابتسامة خبث/اجل انتي ابليس اللي وسوستي لها تهرب من الدار هاه
ردت هي بسخريه لاذعه/وانت الرخمه اللي قاط اختك بالدار وماتدري عنها من خمس سنين ماشافت منكم احد وجايين هاللحين بتكملون جوركم عليها يا ظلمه
كاد يتهجم عليها و لكن ردعه ابوه اخيراً ونطق/اتركها عنك ، لقينا البنت و بناخذها خلاص، امش
قال البنت و لم يقل "بنتي"..كان قاسياً معها حتى بالألفاظ العفويه، ظلمه لها ليس له حدود!!، كانت تسمع بكاء مريم فقط وهي تخرج معهما كالمتهمه بالقتل ، حتى وعيد والدها و أخيها لم يعد يؤثر بها، بالأساس لم ترى يوماً جميلاً في السابق معهما، هي تعرف جيداً ما ينتظرها في المنزل هذا إن لم يقتادوها لمكان آخر يقتلونها فيه و يرتاحون..هي هم عليهم و لا تعلم لماذا كل هذا الكدر؟!
ما يفعله والدها ينفي تماماً ما كانت تسمعه من قصص مريم بأن "الدم يحن"..!
.
،
.
في طريقهما إلى الرياض لا صوت يعلوا فوق صوت راكان الذي يغني مع والده،
شعرت بدوار وهي تضع يديها على اذنيها/أدهم واللي يرحم والديك بسك ازعاج انت وولدك، بعدين رجعه للكرسي وراء كذا خطر عليه
ضحك وهو يشير لأبنه ليصمت/ماما زعلت يا ركون،
إلتفت إليها ببراءه ليقبّلها لم تقاوم قبلته المفاجئه/حبييب ماااماا يلا ارجع كرسيك حبيبي.
مد شفتيه باعتراض ولكن مع نظرتها الجديّه عاد لمكانه ..
اكتفى بمراقبة تصرفها مع طفلها و كيف انصاع لطلباتها بدون بكاء و صراخ/توقعت بيطلع الولد دلوع معك بس ما شاء الله
إلتفتت إليه وهي ترفع حاجبها مستنكره حديثه/افهم من كلامك ان المره بنظرك ماتعرف تربي الولد؟!
اتسعت ابتسامته وهو يمسك بيدها/العفوو طال عمرك، لا تفهميني غلط مره ثانيه بعد.
صدت وهي تنظر للأمام حيث الطريق تطوى امامهم/أصلاً مابعد انتهينا من الأولى, بعدين أنا ما فهمتك غلط بالأولى أنا بنيت موقفي على أشياء ملموسه وشفتها بعيني فلا تخلط بالأحداث.
لم يرد كانت محقه هو صمت ولم يبررأي شيء منذ البدايه, وتركها فريسة ظنونها.
غرقوا في صمتهما ماعدا صوت لعب راكان الذي نام اخيراً مكانه..
ليرن هاتف أدهم و يُخرجه وينظر لأسم المتصل مستعيذاً بالله/الوه.. لا راجع للرياض خير وش صاير جديد؟!... شلون اقتحموا الشقه واخذوا البنت صااحي انت؟!!....
اسسمعني تسوي بلاغ فالشرطه و انت تعرف المسوغات و القانون ما يحتاج افهمك شغلك،.. طيب و البنت الثانيه كيفها؟!... خلاص انا جاي و بتابع قضيتهم بنفسي هالشيء اسمه قلة حياء و قلة مرؤه، حتى لو هي بنتهم سبق و رموها .. ايه سو مثلما قلتلك و هالمره انا اللي بوقف لهم.
تابعت غضبه اثناء المكالمه ويده التي تشد على مقود السياره بشكل يوحي بانفجار قادم، وحديثه عن بنات و شقه انتظرت حتى اغلق الخط لتسأل/فيه مشكله؟!
تنهد وهو يحاول كبت غضبه الآن فقد تم الاعتداء على من استجرن به/فيه مشاكل يالشموس،مشاكل الله لا يبلانا بس,من شاف مصايب غيره هانت عليه مصايبه.
استغربت صيغته/اقدر اعرف هالمشاكل هذي؟
نطق اخيراً/طبعاً لازم تعرفينها,أنا ما استغني عن مشورتك..
عرفت ان الأمر معقد/طيب؟
أردف بإهتمام/فيه بنتين جوني للشركه من مده و استجاروا بي و رفضت كنت وقتها متشتت و ما ركزت، ماهي من عادتي ارفض اساعد احد ، و لمن شفت اصرارهم ومذلتهم بالشارع ماقدرت اصد عنهم، لكن ما تعاملت معهم بشكل مباشر كلفت موظف عندي يقوم بتوفير سكنهم ومعيشتهم و محامي يتابع قضيتهم، طلعوا بنات هربانات من الدار وكل وحده لها قصه مختلفه.
تفاجئت/وش معنى جوك انت بالذات؟! وليه كانوا مصرات عليك؟!
فهم مقصد سؤالها/الشموس اقسم بالله ماعرفهم، ولا ادري ليه نصوني انا بالذات، ادري الشك يدور حولي و لا انتي مصدقتني ولكن هذا الصدق..انا والله ما اعرفهم..
أحبت طريقة تبرئته لنفسه يبدو جاداً في بدء صفحه جديده و طي صفحة الغموض الكئيبه تلك/اوكي كمّل وش قصتهم
اكمل مايعرفه عن قضيتهما وهي تستمع إليه بإهتمام..
.
،
.
،
.
،
سمع ضحكها وهو يدخل من باب الشقه، اليوم أفضل أيامه فقد سمع صوت ضحكتها بعد انقطاع طويل,خصوصاً بعد صدمتها الثانيه بأمها التي ساهمت في خطف أطفالها كانت صامته طوال الوقت و حزينه بشكل مضاعف..،
تسلل وهو يدخل و يرى ان صوتها قادم من غرفة أطفالهما...
وقف عند الباب يراقب ما يضحكها، حتى هي اليوم ترتدي فستاناً ابيضاً ناصعاً و تسدل شعرها الذي يصل الى نصف ظهرها تبدو انثى فاتنه وهي تلاعب طفلها و رائحة عطرها تعانق انفه منذ دخوله..
توقف ضحكها وهي تراه يغفو و ينام بعدما لعب قليلاً..يبدو فاتناً لتتنهد/لو تدري شكثر احبك!!
شهقت بعدما شعرت به يحملها ويستدير بها لخارج الغرفه و يتركها خارجها ليحاصرها بنظرات شوقه المتقد، صمت رهيب وهو يلتهم تفاصيل ملامحها و دلالها الذي فاق الحد بعدما اصبحت أماً..
رفعت حاجبها بإستفزاز أنثوي تتقنه/راحت ساقك لكن اشوفك مازلت قوي، فكرت انه خلاص معاد..>>>صمتت
استعجلها بالحديث وهو يحد نظرته/ معاد إيش..؟!
اكملت وهي تتصنع البراءه/معاد تبيني بعدما جو هالصغار؟!
كاد ينفجر من اسلوبها، لترتخي عصبيته قليلاً حتى هدأ/انا بس انتظر متى الحلو يفضى لي؟!
نطقت بتحدي وهي تبتسم بغنج/لو انت مشتاق لي صدق مانتظرت افضي لك..كنت بادرت ... بعدين ما يصير اقولك المفروض تفهم.
هز رأسه وهو يغزو عينيها الخدره/المفروض أفهم..هاه!
أرمشت بدلع و بإصرار/هذي الأصول.
لم يستطيع الإنتظار حتى باغتها بقبله تخرسها و يديه تعبث في فستانها من الخلف حتى نزع جزء منه و حملها بكل خفّه...،
.
،
تجلس مع وسام و أميره اللذان يرسمان أمامها ويزينا بعض اللوحات مع بعضهما في هدوء تام..تماماً كما يعشق وسام..
ولكن عينيها بين المرة و الأخرى على هاتفها الذي هجره صوته منذ فتره,
لا تدري لماذا و لا تستطيع السؤال عنه وهي تراه يفتح رسائلها و لا يرد عليها...!!
عليها الصبر لم يتبقى سوى بضعة أسابيع ليعود..و ستراه بالتأكيد لن ينجو منها هذه المره...
تركت الأطفال في الغرفه لتنزل و هي مشتته لا شيء جديد سوى الإنتظار..خاصةً بعد ذهاب نيفادا و أطفالها..
لمحت أم رواد تجلس تراجع سوراً من القرآن.. و أمامها إبريق شاي و قطع كرواسون صغيره..لم تتحدث معها فقط جلست وسكبت لنفسها كاسة شاي.. وجلست تنتظر بصمت كما تفعل مؤخراً...,
لحظات ليدخل نايف بهدوءه المعتاد ليجلس/السلام عليكم..
كلاهما/ وعليكم السلام..
أغلقت مصحفها وهي تبتسم له/شلونك اليوم؟عسى ماتعبت
بادلها الإبتسامه/بخير عساك بخير انتي.. ما شاء الله مهما كثرة أشغالك يا خاله ما تهجرين القرآن عسى الله يكتب اجرك
وقفت لتقرّب له صحن الفطائر مبتسمه/والله إننا مقصرين عسى الله يعفو عنا.
وقفت هي تسكب لأخيها الشاي/الله لنا محد ينسأل عن احواله إلا نايف..ترى كلنا نطلع أشغالنا ونرجع محد سأل عنا..شدعووه يخاله
ضحكت/أنتي عندي طول اليوم لكن نايف بعد قلبي شايل كل شيء على راسه ,يطلع من صبح و لا ينشاف الا المغرب و يطلع بعدها بعد..
نايف/لبى قلبك يا خاله..علميها الذرابه..زين انك موجوده تنشدين عني و الا من لي؟و الشموس غايبه.
رفعت حاجبها/لا تتمسكن ترى عندك زوجه كانت مسويه بك يا دهينه لا تنكتين لكن دبلت كبدها و ما تحملتك, انحااشت منك.
إلتزم صمته عند ذكراها, لم يراها منذ عزاء أخيها.مازال يلوم نفسه على ذلك الكف اللئيم الذي لم يكن موفقاّ وأخاها للتو توفي..
خافت أن تكون مست مشاعره,لم يعجبها صمته المنكسر, خصوصاً بعد نظرات لوم أم رواد لها قبل ذهابها..وقفت و إتجهت لتجلس بجانبه وهي تربت على كتفه/نايف حبيبي والله ما قصدت أكدر خاطرك وانت واضح مرهق ومنت رايق لي..
إبتسم بخفوت وهو يلتفت إليها,الجميع لطيف معه و يخشى ان يعكر مزاجه أخواته و زوجة والده, لم يكن يعرف انه محظوظ لهذه الدرجه/بس أنتي ما غلطتي, كلامك كله صح, شهد هربت مني
بمدارات ومجامله أخويه خالصه/هي الخسرانه صدقني, ومصيرها ترجع لك,
حرك رأسه بالنفي/ما ظنتي..شهد راحت من يدي,
كادت تتحدث و لكنه قاطعها بسؤال/لو انقتلت و شكيتي لو اثنين فالميه ان وليد قتلني..بتقعدين معه؟
رفعت حاجبها بإعتراض/لا طبعاً, هذا إذا ما اخذت حقي منه و قتلته بيدي... بس شدخل يا نايف
حرك رأسه/هذا هو...شهد محملتني ذنب قتل اخوها لأن القاتله هي أولينا... لذلك أنا عاذرها و ما أقدر أطلبها فوق طاقتها..
بخوف/بتطلقها؟
بضيق/ماقدر أطلقها و لا لي حق أرجعها غصب..أنا في دوامه مالها نهايه.
رحمته وهو يفضفض أخيراً عن ضيقه ووجعه, لتقترب و تعانقه بصمت,...
لحظات ليدخل ذلك الصغير وهو يوزع إبتساماته البريئه ثم يقف وهو يراهما جالسان,حتى صرخت ليال سعيده برؤيته و تتسابق باللحاق به هي و نايف الذي ينسى نفسه برؤية هذا الطفل الذي ينشر البهجه بإبتساماته التي لا تختفي من وجهه الصغير,,
.
.
.
دخلا المكتب من باب الحديقه وهو خلفها يحمل الحقائب عنها..ويراها لا تنزع عبائتها و تكتفي بنزع شالها الذي يقع على كتفها/نزلي عباتك..نورتي بيتك
حركت شعرها وهي تغلغل أناملها فيه لتهويته وتلتفت إليه/بنزلها فوق..
إقترب خطوتين حتى منعته بعينيها/و اتفاقنا؟
بإبتسامه مريبه/ما صار فيه شيء..بروح فوق و أرتب وضعي ثم ازين غرفتي هنا بمفارشي و أغراضي أنا..
إرتاح وهو يبادلها الإبتسامه ثم تنهد فأمامه إختبار صعب و يلزمه من الصبر أمامها مالله به عليم/الله يعين
رفعت حاجبها بنفس تلك الإبتسامه وهي تعرف مدى تأثيرها عليه و على رغبته التي يحاول أن يجاهدها الآن/اللي يبي رضاي لازم يتعنّى له...
رآها تتركه في وسط الجناح تحت تأثيرها..نعم عجز عن عناد حاجته لها.عجز عن الصدود..عجز حتى عن أن يفكر بأنثى غيرها..هي العافيه التي ينشدها..يكفيه أنه منذ صباح اليوم وهو بشعور مختلف و إنتشاء لذيذ بعد إستسلامهما المتبادل و إنهاء كل ذلك الفراق و إن كان جزئيا وبسيطاً.إلا أنه جيد جداً بالنسبة لما حدث سابقاّ..
وجدتهما يحاصران راكان و يتحدثان إليه وكأنهما في عمره..كلاهما يبدوان مضحكان/اتركوا ولدي شفيكم عليه؟
إلتفت إليها بإبتسامه تتسع/هلا وغلا بأختي الكبيره و أمي
تعرف أنه فقط يستدر عطفها لتنسى وتصفح/هلابك,شلونك نايف؟
اقترب منها ليقبل رأسها ثم عانقها ليهمس/والله ان البيت و أنا مانسوى بدونك
رفعت عينيها له بجمود/رجعت زوجتك؟
إستضاق من هذا السؤال الذي بات يزعجه و لكن هو لا يريد إزعاجها مره أخرى/أنتظرها تروق ثم اروح لها ان شاء الله
شعرت بإحباط/تنتظرها تروق!! مر شهر يا نايف, لو انت رجل تبيها من جد ماخليتها طول هالشهر بدون زياره وحده تخليها تحس أنك فعلاً ندمان و شاري قربها,شلون تروق لك وانت هاجرها...!
تأفف وهو يحاول ان يلتزم أعصابه/الشموس نتكلم بعدين عن هالموضوع تكفين ماني ناقص نكد
نطقت بضيق/حتى أنا ماني ناقصه ضيق..ولا عاد بتكلم معك عن رجوع زوجتك من عدمه.. أنا تعبت من التفكير بأحوالك وماعاد فيني صبر على طيشك..
أخذ نفسه وخرج صامتاً و غاضباً من كل شيء..
امسكتها ليال لتهدئتها/الشموس ماله داعي تكلمينه بهالموضوع خلاص
ردت بغضب/يا ليال اللي سواه اخوك مع زوجته ما يرضي الله,شوفت عينك كمل عليها و ضربها كف بعزاء أخوها..وبعدها شهر كاامل ما راح يعتذر, وش ينتظر حضرته؟ علباله الناس كلها مثل خواته بيسامحون,إذا أنا اخته مليت من لا مبالاته.
ليال بضيق/بس..
قاطعتها بألم/أنتي لو يوجعك زوجك مثلما قاعد اخوك يسوي بزوجته,بتصبرين عليه؟؟والله ما تصبرين
خافت فهو لم يرد عليها منذ فتره, والقلق عليه يحيط بقلبها...,
تحدث عنها بإصرار/والله يا ليال عقب هالهوى كلّه لو ذلّك ماراح تسكتين فلا تبررين أفعال اخوك الرديه و تستنكرين ردة فعل شهد.
نطقت بصوت يحفه الخوف/مابي لهم الفراق.. ماراح احد يحب نايف كثر شهد, وانا والله أحبها وجودها هنا كان فارق.
تشك كثيراً بعودة شهد ولا تحمّلها أي ذنب/لا تلومين شهد وكلنا شاهدين على تصرفات اخوك معها بالبيت..إلا يا صبرها عليه صبراه..عن اذنك رايحه ارتب اغراضي وارتاح..ارسلي لي ريحانا
جلست بعد ذهاب أختها وهي تشعر بوخز في قلبها من ناحية وليد..ليست مطمئنه لإنقطاع تواصله معها..هنالك رياح تدفعه بعيداً عنها شيئاً فشيئاً,ذلك الغموض يحمل معه خوفاً يطوق قلبها و لا تعلم لماذا..!
.
,
بعد مرور يومين على الأحداث السابقه...,
تجلس في غرفتها قبالة جهاز اللابتوب وتبحث عما كانت تبحث عنه منذ عدة أيام "أنسب طرق الإجهاض وافضل الأطباء و الحلول".. رغم رعشة أناملها وهي تضغط مفاتيح الجهاز و عينيها اللامعه إلا إنها مصممه على ذلك..هذا الكائن البغيض لن يبقى داخلها حتى يكبر و تتكشف أمام والدتها..,
سمعت صوت طرقات باب ثم فُتح لتغلق الجهاز بسرعه بعدما رأت والدتها تدخل/أمي؟
إستغربت أسلوب إغلاق جهازها فجأه حينما رأتها ولكن تجاوزت ذلك/شهود وش مقعدك لحالك ومخليتني لحالي؟!
وقفت بإرتباك/شفت عمي صالح عندك وقلت اخليكم براحتكم
ابتسمت لها/عمك طلع بعدما افطر عنده شغل بدري..تعالي عندي مليت لحالي يا بنتي.
بادلتها بإبتسامها مرتبكه وهي تترك جهازها و تلحق بها/مشينا يا قلبي..
أصبحت تستغرب تصرفاتها مؤخراً, حتى غرفتها فقدت رونقها و روائحها العطريه التي كانت تعشقها..باتت جامده بلا حياه..مفرش سريرها لم تغيره منذ أسابيع وهذا ليس من عادة إبنتها..تعرف شغفها بالترتيب و الأناقه في غرفتها وفي نفسها..
خرجت معها وهي تفكر بأن مقتل أخيها هو من جعلها أنثى بلا روح..و لكن إلى متى؟,,عليها أن تتجاوز فالقاتله في قبضة العداله وسوف يتم القصاص منها...,
حزنت على حالها فهي تمتلك ملامحها و تحمل جينات حزنها..لعلها ترث القدر المرير الذي جربته سابقاً خاصة بعد صفعة نايف في عزاء تركي...ذلك مالا تريده, ولن تحتمل أن ترى إبنتها تجربه..
.
,
.
في غرفة قصيّه داخل اسوار المنزل..تم وضعها فيها منذ أيام ..حتى والدتها لم تطل عليها لتراها..تعلم أن والدتها ووالدها منفصلين ولكن ولو..هي إبنتها..!
تذكرت حديث مريم ذات يوم"أنتي بنت معجونه من الندم و الكراهيه , صدقيني لو في أمك ذرة إحساس بالأمومه ما هجرتك..و كانت سوت المستحيل علشان تشوفك لو من بعيد..هذي مستحيل تكون أم مستحيييل"
شعرت أنها تتنهد تنفسها..البرد ينهش جسدها الغض في هذه الغرفه البارده بدون ستائر و في بدايات الشتاء..جفاف العاطفه لا يبقي ولا يذر..
سمعت صوت همس خلف النافذه لتمسح دموعها البائسه بظهر كفها كطفله ولدت يتيمه مُلقاه على قارعة الطريق تنهشهشا الوحده ولم ينتبه لها أحدٌ من الماره..,
تجدد الهمس لتقف متردده ثم شدت خطواتها المرعوبه بعدما سمعت رجاء خلف النافذه, شعرت أنه صوت جديد عليها لا تعرفه, بصوت مرتعب/من؟
شعرت بقربها من النافذه من صوت اناهيد أنفاسها فنادتها مجدداً/غريبه أنا عارفه انك جنب الطاقه طلّي علي بسرعه..والله بقولك شيء مهم يخصك ,غريبه أنا ماني مثلهم اقسم بالله
بطبيعتها الطيبه صدقتها و اطلت عليها بصمت حتى تبيّن وجهها لها..
صمتت للحظه بعد رؤية وجهها ملائكي الطلّه,أكبرتها وهي تذكر الله جهاراً, لم يدور بداخلها أن تكون غريبه بهذا الجمال الخالي من أية رتوش, حتى أثار الضرب و البكاء لم تزيدها إلا فتنه!!
تداركت نفسها لتتحدث/غريبه, يمكن ما تعرفيني..أنا طيف زوجة اخوك عبدالملك..لسى متزوجين من سنه ونص و ما عرفت عنك إلا من فتره
إلتمعت عينيها, أتزوج أخوها,آه سارت الحياه بأهلها و عاشوا أيامهم بدونها, وهي التي كانت تفكر بهم في كل لحظه هل مازالوا بخير هل يذكرونها هل ستراهم مجدداً/احسن لك يا طيف تروحين قبل لا تصيرين مطلقه..
حركت رأسها بالنفي/ماني رايحه قبل اقولك اللي عندي..غريبه أنا ماعرفك, لكن تصرفات اهلك معك خلت عقلي بكفي..ماني مصدقه ان فيه أهل يجورون على ضناهم كذا..
ابتسمت وسط دموعها لحديثها الذي يبدو غريباً,الكثير مثلها يتعرضن للظلم من ذويهم و دار الرعايه مليئه بالقصص التي جعلتها تظن ان حب الأهل ماهو إلا قصص مسلسلات/الجور ماهو ظاهره كونيه..
قاطعتها بحزن/ولا هي ظاهره طبيعيه يا غريبه..أنتي شفتي السوء بعينه هنا ..ما راح انتظر منك كلام منطقي أو متفائل, أدري أن ظلم القرابه أشد من ظلم غيرهم.
استغربت حضورها/طيف انتي تضيعين وقتك ويمكن مستقبل زواجك مع وحده ما تعرفينها, روحي احسن لك ترى نهايتي معروفه
هزت رأسها بالنفي/طزز بزواجي..أصلاً بعد اللي عرفته مستحيل أكمل هالزواج ,الظلم متغلغل بنحور اخوانك وابوك...غريبه أنا جايه اقولك شيء مهم..سمعت من عبدالملك تخطيط ابوك يمكن ناويين يودونك لديرتكم..و اظن بيزوجونك واحد اسمه دسمان أو شيء زي كذا أسمه صعب
لم تصدق ماتسمعه لتتكتف خائفه,كانت تنتظر الموت بكل ترحيب أما أن يزوجوها ذلك الرجل الذي ينبذونه عشيرته وهجروه!!!
أردفت طيف بخوف وهي تتلفت/غريبه أنا جيت أحذرك و امشي..دعواتي لك ربي ينجيك منهم..واخذي هذي معك يمكن تنفعك, سلام
بعد تردد اخذت الشيء الأسود الصغير الذي قدمته لها و رأتها تذهب مسرعه,,!!!
نظرت ليدها لتنتبه أن ما اعطتها إياها هو سكين ذكيه صغيره جداً تضغط زر فتخرج من غمدها بشكل خاطف...!!
استغربت تصرفها الشجاع ولكنها ذكرتها بأدهم..هنالك أناس ليس بمقدورهم إلا أن يكونوا طيبون...
ولكن ماذا عساها ان تفعل بهذه السكين؟ لن ترفعها على اخوتها و لا والدها حتى وان همّوا بقتلها..!!
.
,
.
في الطرف الآخر من نفس المنزل..في الملحق شابين أحدهما في الثلاثين و الآخر في العشرين بجانب والدهما,
ليتحدث عبدالملك/يبه وش السوات..البنت طاحت بكبودنا
والدهم/الليله جاينا واحدن من الديره عنده بالرياض مواعيد و معاملات..اسكتوا و لا احد يدري..
إستنكرعبدالمجيد /ياليييل ما يجون إلا في آخر الشهر والناس طفرانه!!
رد عبدالملك/المصيبه لا يكون اهله معه..و هذيك ما بعد وديناها المزرعه, مادري وش أخرنا لهاللحين؟!!
فكر الوالد بفكره لم تخطر على بال احدهم/إن كان ولابد فالبنت مثلما قلتلكم تروح للديره استر لنا..و نزوجها دسمان..و تقعد هناك و المهر والعرس علي بعد...
ابتسم عبدالمجيد/عز الله انها فكره..مافيه غيره
سمعوا ضرب الباب ولم يفكر احدهما بفتحه حتى أمرهم والدهم/روحوا افتحوا الباب كسروه علي
ذهب احدهما ليفتحه بتذمر ....,
.
.
توقف أدهم بصحبة سيف أمام منزل أهلها المنشود مع دورية للشرطه ترافقه, لم يجد أدنى شك أنهم ليسوا رجالاً كما تدّعي مظاهرهم الكاذبه..
أضواء المنزل مطفئه و ابوابه مغلقه رغم تواجد سياراتهم..عكس ما رآه في بقية الحي ..!
نزل الشرطي بعدما أمر العسكريين لأن يسبقاه و يطرقا الباب أولاً..
وقف سيف بصحبة أدهم بجانب الرقيب ينتظران, لم يحتمل ما يحدث/يا بو راكان,هذوول ماهم عرب..أو انهم عصابه..البيت ظلام واصوات البزارين واصله للشارع!!
نطق وهو يداعب سبحته بين سبابته و إبهامه/لكل قوم حثاله يا سيف.
نطق بقهر/بس البنت ليه تنحاش منهم؟مشكله
رد وهو يعقد حاجبه/يا سيف هذي سالفتها سالفه بقولك إياها بعدين, لكن اللي موجعني هاللحين أخذتهم لها وهي بحمايتي..و الله ان يندمون دامني مسكت قضيتها بنفسي
رد بإعجاب/كفو يابو راكان..تقول و تطول..
أخيراً تم فتح الباب ليخرج لهم احدهم/نعم خير ان شاء الله؟!!!
العسكري برسميه/معنا امر من المحكمه بأخذ المواطنه غريبه....
رفع حاجبه مستنكراً/الظاهر انك غلطان ماعندنا وحده بهالأسم يالطيب
اقترب الرقيب غاضباً/أقول طلعوا المطلوبه بهدوء,ترى فيه شهود انكم انتم من خطفها
كاد يتحدث ولكن قاطعه أدهم/علم ياصلك ويتعداك انت و من معك,ان حصل للبنت شيء تراني غريمكم , وقدام الحكومه اعلنها..إن كان فيكم رجال يدق الصدر وقتها يدافع عن نفسه
زم شفتيه بغضب وهو يسمع من أدهم هذا التهديد الصريح ليحاول الهجوم/انت وش دخلك اصلاً؟!
ابتسم بسخريه/طبيعي ما تعرفني يالزلابه، لكن موعدي معكم المحكمه بكرا بالكثير إن ما جيتوا و البنت معكم والله ان أثمن حلفي ووقفتي هذي
صرخ بوجهه/اعلى ما بخيلك اركبه البنت ماهي عندنا
اشار أدهم بيده وهو يستدير و قد عزم على أمره/جاك العلم..
خاف سيف من تهديد أدهم، فهو يعرف تماماً انه لم ينثني يوماً عن وعد قطعه ترك المكان و لحق بأدهم بعدما تحدث مع رجال الشرطه .
إنطلقا و الصمت يعم الحو لثواني لينطق سيف/وش ناوي عليه طال عمرك؟! هذول واضح ماعندهم ذمه
انشغل بالنظر لهاتفه الذي تصله رسائل مهمه/ملاحظ انك تفخم الوضع بيننا يا سيف ترى ماله داعي كل شوي طال عمرك وطال عمرك
تذكر الماضي ليلتفت إليه بجديه/أدهم انا خايف عليك، روحك ماهي لعبه كان تركت الشرطه تتولى المهمه
اغلق الهاتف ليلتفت إليه بهدوءه المعروف عنه/لا تخاف اللي مثلهم جبناء، عمرك لا تخاف من واحد يستقوي على مره.
رن هاتفه/هذا المحامي يتصل وصلني المكتب و روح بعد انت مكتبك.. و نلتقي بالمحكمه ترى انت اللي بتجيب البنت الثانيه.. انا ما أأمن احد غيرك
تأفف سيف فهذا العمل ليس من شأنهما، و لكن عليه ان يقف بجانب أدهم، ما زال لا يؤمن لأهل غريبه،و يراها تكبد أدهم المشاكل..
،
.
.
في تجمع للموظفات بمناسبة عودة إحداهن من اجازة وضعها، تبدو غرفة الاجتماعات مبهجه بألوان البالونات والباقات الورد وطاوله مليئه بالهدايا،..
تجلس هي توزع إبتسامات المجامله و تستمع لأحاديثهن و ضحكاتهن،
مضى شهرين على موعد عودته و لكنه لم يعد حتى الآن!!
و منذ ذلك اللحين وهو يقاطع الإتصال بها و يتجاهلها!!
ليست غبيه فهي تعلم ان الجميع في المنزل يتسائل عن غيابه من تلميحاتهم،
غيابه بات مزعجا..
لم تلاحظ ان المكان قد بات خالياً بعدما رحل الجميع حتى ربتت عزه على كتفها وهي تجلس بجانبها/وين وصلتي؟
عادت للواقع وهي تلتفت إليها بصمت لثواني ثم نطقت/راحوا البنات!
ضحكت/لااا واااضح انك كنتي بعيد و يمكن برا السعوديه كلها بعد
لم تستطيع الصبر اكثر لتسألها/يتصل فيكم وليد؟
استغربت حتى طريقة سؤالها/يومياً يكلم أمي و انا كل اسبوع تقريباً، ليه؟
صدمها الجواب/يعني هو بخير؟ الحمدلله
زاد استغرابها لتبتسم وهي تغمز ممازحه/يعني بتفهميني انكم ماتكلمون بعض يومياً؟!! كثري منها
تركت الكأس الذي بيدها وهي تترك الطاوله، يغمرها شعور لعين بالضعف و الحنين و الخوف/من اكثر من شهرين ما اتصل.. و حبيت استفسر عنه فقط لأن موعد رجعته راح و هو للحين ما رجع و لااتصل، بس دامه بخير فهذا يكفيني
شعرت بنبرتها مرتجفه و ليست كما العاده، صدمها تبلد وليد وهو الذي كان ثائرا و سعيدا جداً حينما تمكن من الزواج بها وعقد قرانه معها!!!
جلست على كرسيها خلف مكتبها في الجهه الاخرى من الغرفه، لترى الدهشه ترتسم على محياها/شفيك عزه؟.. روحي نادي عاملات النظافه يرتبون طاولة الاجتماعات و جهزي لي ملفات الطلاب ابي اشوف مستوى تقدمهم و تقييم معلماتهم و، لأن بكرا بيجينا وفد من الخدمه الاجتماعيه و التعليم الخاص.
استغربت تجاوزها الموضوع من شخصي الى العمل، هنالك سر لاتعرفه، ليال ليست كثيرة ثرثره و لا احاديث، سؤالها اليوم عن وليد كشف شيئاً مخفيا... /ان شاء الله عن اذنك
تنهدت وهي تلقي القلم من يدها المرتجفه بعد خروج عزه، لتلوم نفسها لأنها لم تسيطر على نفسها الملهوفه عليه أمام اخته، هو بخير و يتصل بهم باستمرار!!
إذن لماذا يتجاهلها بهذا الشكل الموجع؟!!
تمنت على الله ان لا يكسر لها قلباً..
،
،
.
أوقفت السائق أمام العماره المطلوبه و هي ترى موقعها و حجمها، أدهم ليس بتلك السذاجه ليضعهن في اماكن مكتظه بالسكان، يحسب له انه ايضاً جعلهن على مقربه من مقر عمله،..
رن هاتفها لترى أسمه يزين الشاشه لتجيبه/هلا أدهم
على الطرف الآخر/وصلتي المكان يا قلبي؟!
نزلت وهي تتحدث إليه/ايوه وصلت..
على الطرف الآخر بنبره قلقه/متأكده انك ماتبين احد معك
بضحكه صغيره/شدعوه أدهم، انت مو تقول البنت لحالها ليه اخذ احد معي؟! إلا ان كنت مستقل بقدراتي هذا شيء ثاني!
هدأت نبرته/اشك بنفسي و لا أشك فيك..
ضحكت مجدداً بعدما دخلت المصعد و اغلقته/قد مره قلتلك ان اسلوب غزلك قديم و معاد احد يستخدمه؟!
بنفس نبرته الهادئه/لا ما قد قلتيها بس ما عليه انتي موجوده علميني!
ابتسمت وهي تراه يتحين الفرص/بس الغزل مثل الحب و الوفاء محد يتعلمه من احد..
تنهد حتى سمعته ليتحدث/إذا قلت انك صعبه لا تلوميني.. يلا اشوفك بالبيت
اغلقت الهاتف وهي تقف امام الشقه المنشوده، وتحاول نسيان التفكير به، عليها ان تتعلم القوه اكثر من ذلك عليه ان يعرف أن رجوعها إليه ليس يعني رجوع المياه لمجاريها الطبيعيه..،
طرقت الباب لتنتظر لحظات حتى فتحت الباب، استغربت انها لم تسأل عمن يطرق الباب/السلام عليكم
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي ترى حضور الشموس شخصياً إليها، ما سيجعل الأمر يزداد تعقيداً ان تذكرتها/وعليكم السلام هلابك ام راكان تفضلي
دخلت وهي تلتزم صمتها و تنظر لأرجاء الشقه بنظرتها المتعاليه، لتدخل قبل ان تنتظرها...
لحقت بها والرعب يدب في كل ذرات جسدها، تمنت ان لا تعرفها الآن حتى لا ترميها لكلاب الشوارع مجدداً، الشموس قادره على ذلك و ما غيرة مها المجنونه الا دليلٌ دامغ على ذلك، مها التي لم تهزمها إمرأه كما فعلت بها الشموس!!
لم يفوتها إرتباكها و صدمتها من حضورها لتتحدث/شفيك يا مريم ليه لونك مخطوف كذا؟!
لم تستطيع السكوت اكثر من ذلك لتتحدث بنبرة مرتجفه باكيه/الشموس و رب الكعبه كنت ناويه اقول لأدهم عن كل شيء سويته و عن لعبة مها القذره معك لكن خفت يتخلى عن مساعدتي انا صفقتني الدنيا يالشموس، انا تبهذلت بهذلت عمري وفكرت في من راح يساعدني بدون يذلني و يستغلني من اللي عرفتهم و ما لقيت إلا أدهم. و اذا اعترافي له بيريحني من عقابك فأنا مستعده اعترف اني انا اللي ساعدت مها في تخريب حياته
وضعت ساقا على الأخرى وهي تنظر إليها بتأمل لثواني بصمت، لا تعرف كيف ذهبت كل صرخات الغضب و الويل و الثبور التي كانت تستلج داخلها، الشكر كله لعمها الذي أعطاها فرصة الإختلاء بالنفس و الراحه من كل ضغوطها/لا مابيك تفضحين نفسك كفايه الذل اللي انتي عايشته لكن جاوبيني..
شعرت بالحزن على نفسها فهي من وضعت نفسها بهذا الموقف المخزي/اسألي بجاوبك بكل شيء
سألتها بتحقيق/اختفيتي فجأه وين رحتي فيه حتى امك مالقيناك عندها!
جلست منهاره وهي تتذكر مافعلته بها مها من رعب وسجن و حرمان و اخيرا رؤية عملية قتل أمام عينيها/خطفتني مها و سجنتني ببيت اهلها القديم، لو تذكرين مره اتصلت بك وقلت تعالي لمستوصف كنت ناويه اقولك كل شيء لكنها كانت عامله حسابها لكل شيء و كشفتني و حبستني.. كانت مجنونه بأدهم و زاد جنانها بعدما قرر يرفض الانصياع لطلباتها وخافت مني افضحها لأني عارفه كل شيء سوته، عرفت كيف تستغل حاجتي و ضعفي.
ظلت الشموس تستمع إليها بصدمه، ما فعلته مها من إجرام و حقاره يفوق اي تخيل لإنسان سوي الفطره!!
،
.
،
.
اغلق الهاتف وهو يترك مكانه و يعود لمكتبه حيث المحامي ينتظره، ليجلس وهو يبتسم له..،
استغرب المحامي وهو يرى ابتسامته في هكذا ظروف/سمعنا الاخبار الطيبه
اجابه وهو يضع هاتفه امامه على سطح المكتب/الاخبار الطيبه ابيها منك،الجلسه الجايه ابيك تشكك في نسب غريبه لأهلها و تطالب بتحليل الـdna
اتسعت حدقة عينه/ليه طيب؟ شايف شي ماني شايفه؟
بهدوء جاد/انا رحت قبل شوي لبيت اهلها يا رجل محد منهم عينه ملونه!! حتى البزارين طلوا علينا من وراء الباب و ما فيه منهم اللي عينه ملونه او فاتحه عكس البنت المستوره ماشفنا غير عيونها وكانت فاتحه بشكل يثير الريبه!!
هالشيء خلاني استشك و هالشك بيقطعه التحليل.
قلق المحامي/اخاف هالتحليل يفتح لك ابواب انت بغنى عنها!
ارتاح بجلسته/انا جاهز لكل شيء و لا يهمك.. شوف شغلك بس، ابي اخلص من هالقضيه بأسرع وقت..
هز المحامي رأسه وهو يقف/مثلما تبي، انا ماشي سلام
راقبه يخرح/سلام
.
،
.
دخلت منزل اهلها يسبقها أطفالها المبتهجين بإبتساماتهم/ندى انتبهي لاخوانك
ضحك وهو يراهم يركضون للداخل بدون ان يلتفتوا خلفهم/شفيهم تركونا وكأنهم كانوا محبوسين
بابتسامه/كله لعيون التوأم، متشوقيين يشوفونهم
نزع نظارته وهو يغزوها بنظراته/دام كذا يبي لك تجيبين لنا توأم.
رفعت حاحبها بإبتسامه كيد نسائيه تتقنها/على يدك، شد حيلك حبيبي
عاد ليرتدي نظارته وهو مازال مبتسماً/على خير، يلا انا طالع تامرين شيء؟
قبلت جبينه وهي تودعه/سلامتك يابو ندى
تنهد وهو يلتفت للمنزل/شكل قاسي ماهو موجود نادي خالتي بسلم عليها قبل امشي
هزت رأسها/ابشر
تركته وهو يراقب خطواتها المبتعده عنه حتى إلتفاتتها الأخيره مقترنه بإبتسامتها، يالله كيف الحال يتبدل من جليد لنيران تشتعل؟!
كيف يبدل الفراق و الشقاء كل الأحوال رأساً على عقب!
هذه هي اللهفه التي حلم بها في عينيها، و الإحترام الذي لم يتبدل بها منذ عرفها قد كانت الصفه التي تجعلها مفضله لديه مهما كان برودها، تحترم وجوده وغيابه تحترم كل ما يخصه من والدين و اهل و حتى اشياءه الخاصه...، لم يجد في نفسه سوى الحب لها..
لا يعلم لماذا يتذكر كل ذلك الآن، و بهذه اللحظه التي ودعها بها لأيام معدودات ستمضيها بعيده عنه..
قطع تفكيره بها صوت خالته التي رحبت به و هي قادمه من بعيد...،
.
.
.
في الداخل كانت تجلس و بجانبها طفليها كل في عربته، وحولها اطفال مدى الذين يعبرون ببرائتهم،
ضحكت وهي ترى القلق على ملامح نيفادا/لا تخافين أدهم يحبهم و ماهو مأذيهم
ابتسمت وهي تقف لتسلم عليها/حي الله ام ندى
إلتفتت اليهم بعدما سلمت عليها/ما شاء الله تغيروا
بإبتسامتها/اكيد خلاص كبروا
إلتفتت إليها بعدما حملت احدهما/وين قاسي؟!
هزت كتفيها/طالع مقناص مع رفيقه، تعرفين من زمان ما مسك سلاح و ما اطلق رصاص ويده بدأت تحكه.
ضحكت لتسأل بفضول/بشري كيف نتيجة اختباراتك؟!
بسعاده/ابشرك نجحت، صحيح مو المأمول لكن ماني مصدقه بزحمة حياتي الجديده، الاهم نسبة الثانويه
ضحكت/كان أجلتي هالسنه ليه مستعجله
حركت يديها/انتي عارفه اخوك، معند مايبي شيء يمنعني من دراستي وما قصر معي و الله، وخالتي بعد ماقصرت شالت هم الصغار اغلب الليالي لحالها
تذكرت تغير والدتها الجذري/بس ماتخيلين سعادة أمي اذا اتصلت فيها، ماهي فاضيه لشيء كل سوالفها عن الصغار و ترسل صورهم بقروبنا، مع كبر سن أمي ترقق قلبها مثل طفل مع عيال قاسي، خصوصاً بعد كل اللي مرت فيه من انكسرت
ضحكت وهي تتذكر رجائها/اسكتي صارت تخلق لي مليون عذر علشان ينام واحد من الصغار عندها، اخر شيء بعدما طلعت نتايجي قالت سافروا استانسوا انتم ما سافرتوا شهر عسل و اتركوهم عندي
تكاد لا تصدق ماتسمعه منها، لتسألها/تقدرين تروحين و تخلينهم عندها
هدأت وهي تتذكر الماضي الذي يؤلم قلبها/أي أم حافظفت على عيالها و حبتهم اكيد بتحافظ على احفادها منهم.. اكيد بأمنهم عند خالتي حصه وهي احرص مني عليهم ، بس كل اللي اخاف منه اني اتعبها
سمعتها وهي قادمه، خفق قلبها وهي تسمع للمرة الأولى أحداً يطريها هكذا، لم تعرف ان السمعه ليست مكلفه فقط خلق طيب و حسن معامله، مسحت دمعتها وهي تدخل/أبداً مافيه تعب و لا شيء انتي بس اصملي
ضحكت مدى/الوالده ماعندها وقت يا نيفو، لا تدورين اعذار و سافري تراه عرض مغري، ليت احد يقولي بمسك عيالك بس روحي دلعي عمرك
ضحكت نيفادا/قل اعوذ برب الناس!! خالتي اسكتي لين تروح هالحسود
مضت ليلتهن بأجواء عائليه حميمه صارت سمة لهذا المنزل، الذي تغير قدره و سكانه منذ دخلت نيفادا إليه...!
"
.
.
.
.
في طريقهما ناحية شمال شرق نجد حيث الصحاري و بدايات الشتاء و موسم الطيور المهاجره..، بمقعد الراكب يلف شماغه الكشميري على رأسه بطريقه يتقنها و مشغولاً بحشو حزامه بالرصاص و تنظيف مسدسه،..
ابتسم صاحبه وهو يراه منهمك بسلاحه/يا بوسلمان ترى اشغلتني انت و سلاحك ليه ماجهزت فالبيت
ابتسم وهو يتذكرها/مابغيت اروع المره، اخذته ومشيت، أساساً طلعت وهي زعلانه ماهي راضيه بطلعتي تقول خايفه
انفجر ضاحكاً /ما شاء الله عليك قدرت تعصاها
رفع حاجبه وهو يمازحه/اجل تبيني اقعد جنبها دايم!! سووق بس و لا تنسى توقف عند اقرب محطه و عب التانكي بنزين، مانبي ننسى شيء
هز رأسه وهو مازال يضحك/ابشر يالحمش
تأفف وهو يكتم ضحكته هو الآخر/مسلط و لقى له سالفه وش بيسكته!!
بعد لحظات تجاوزتهما سيارة من نوع "جيب" مسرعه بشكل مفاجئ و جنوني لتتبعها سيارة أخرى كادت تصطدم بهما، يعرف تماماً هذه السياره و لكن ظن انه فقط يتوهم ليصمت لذكرى تركي التي مرت به في هذه اللحظه التي تمسه بشكل خاص.
.
.
عاد بعدما تأخر الوقت كثيراً، نزع شماغه وهو يدخل المكتب ليراها تجلس هنالك امام المدفئه كتابها بيدها و كوبها على الأرض أمامها..! هل تنتظره؟! لا يصدق/مساء الخير
إلتفتت اليه/قصدك صباح الخير.. الساعه وحده ونص!
ابتسم وهو يقترب/يعني افهم انك كنتي تنتظريني؟!
راقبته حتى جلس/يعني انت كل اللي تبيه من رجوعي للجناح اني انتظرك؟!
ظل يرمقها للحظات، ترتدي قميصا اسودا يبدو قصيرا و يتضح له كاملل ساقيها و تضع فوقه الشال الذي لاحظ أنها باتت تحب لبسه مؤخراً وترفع شعرها بمشبك و بشكل مهمل تدلى منه خصلات كثيره تجعلها اكثر فتنه مع وجهها الخالي من أي رتوش/انتي زايد حلاك و الا الجفى زينك؟!
رفعت حاجبها و هي تبتسم/هروب تكتيكي حلو!
ضحك وهو يفتح زرين من ثوبه، حتى ارتاح و إلتفت إليها مجدداً ليراها تتابع الشرب من كوبها/وش صار على مشوارك اليوم؟! عرفتي شيء مهم.
ارتشفت من كوبها لتجيبه/أمم داربيننا حديث عادي.. حكينا شوي و عرفت ان مالها احد حالياً إلا خاله وحده كبيره متزوجه كويتي بس منقطعه الاتصالات بينهم من بعد اللي صار لها ولاهي قادره تتصل فيها ضيعت ارقامها، رحمتها يا شين الوحده.
بهدوءه/هذي سهله، خالتها نقدر نوصلها بالكويت و نتواصل معها بعد، بس اهم شيء تكون صادقه
ابتسمت بخفوت/انت ساعدتها قبل تثق بحالتها و صدقت قضيتها.. كيف تشكك هاللحين؟!
تنهد وهو يقف ليجلس بالقرب منها أمام المدفئه/انا كان دافعي مرؤه لكن الأيام علمتني ما اثق بكل صاحب حاجه يلجأ لي، مايصير كل من هب ودب يستغل شهامتك،وانا انقرصت سابقاً وكان الثمن باهض لذلك الحذر واجب.
سكتت قليلاً لتطرح سؤالاً داهمها/ندمت على خير سويته؟!
اقترب حتى اخذ كوبها من يدها/ذوقيني
ضحكت وهي ترى ردة فعله بعد تذوق كاسها/زهورات
أعاد لها كوبها وهو عابس/شفيك من فتره ماتشربين الا زهورات، وين قهاويك الحلوه؟
بإبتسامتها الضاحكه/و الله مزاجي، مادريت انك بتتلقف وبتاخذ كوبي
عاد ليجلس مكانه بجانبها/من اليوم وطالع قوليلي وش بكوبك قبل اذوقه و اتورط، وترى مافيها شيء لو سويتي لي معك كوب قهوه زي قبل
هدأت إبتسامتها وهي تراه يمثل الغضب بشكل مضحك/اوكي طال عمرك، أوامر ثانيه قبل أدخل أنام؟!
فتح عينيه على اتساعهما وهو يلتفت ليمسك بيدها/بدري! اجلسي اسهري معي شوي
بإبتسامتها وهي تقف ذاهبه/ماتفقنا على كذا،اوكي رجعت بغرفتنا لكن كل شيء زمان تغير و قلتلك مافيك تطالبني بشيء ما أقدره.
تغيرت ملامحه وبان ضيقه/لهالدرجه الجلسه معي ثقيله؟! حتى عشاء ما تعشيت!
كادت تدخل الغرفه و لكنها توقفت ثم إستدارت وهي تنظر إليه بإبتسامه وهو يتذمر كطفل/اوكي كنسلت النوم..
بسعاده/احلى قرار سمعته اليوم
تعلم انه يسخر/شووف انا راح اقعد بس علشان اعشيك، لأنك كسرت خاطري...يلا قوم تشطف و غير ملابسك هذي علبال ما اخلص تجهيز عشاك
إرتسمت الإبتسامه مجدداً على وجهه وهو يراها ذاهبه، مهما كان عذر بقائها معه هو سعيد بها...،
،
.
،
على جال طريق الدهناء الصحراوي،..
نزل احدهم ملتثما وهو يشير لعامل المحطه بأن يعبي سيارته الجيب..
لينزل صاحبه و هو يصطحب احداهن من معصمها و كأنه يجرها، حتى وقف عند باب دورات المياه ليتحدث من بين أسنانه وهو مقطبا حاجبيه/اسمعيني زين، تخلصين و تطلعين لي حالا واقسم بالله ان سويتي حركه مالها داعي لأوريك نجوم الظهر وغطي عيونك عساها الفقع
أشارت برأسها وهي تدخل دورة المياه، ظلت واقفه للحظات تلتقط أنفاسها وهي تتفقد عنقها التي حاولوا خنقه مراراً قبل ان يركبوا السياره و يجلبوها هنا، الاحمرار يطوق عنقها و بياض وجهها تحول لزرقه مخيفه..
حاولت غسل وجهها مراراً في و تكرارا حتى تستعيد بشرتها الأكسجين الذي فقدته.. شيئاً فشيئاً عاد بعض لونها وهي تفكر جدياً بالسكين التي معها، هل تقتلهما وتهرب بنفسها؟ لم تتوقع ان تذوق العذاب قبل زواجها المحتوم من ذلك الرجل، لماذا يضربونها بهذا الغل؟!
تسائلت كثيراً وهي تحاول ان تجد عذراً لقسوتهم عليها..!!
.
توقف صاحبه عند المحطه ليملئ خزان الوقود/قاسي انا رايح البقاله تبي شيء
باهتمام/بطاريات الكشاف لا تنساها و كثر منها.
أومى برأسه وهو ذاهب.. لينزل قاسي يتفقد السياره و الأمتعه، تحدث مع العامل ليحاسبه ليراه منشغلا بالنظر للجهة الأخرى!
ناداه مجدداً /يالطيب!
انتبه له العامل ليشير للجهة الأخرى/سير هذا واجد مشكل!!
إلتفت لمن يقصدهم العامل ليرى احدهم يضرب باب الحمام و من ثم يقتحمه ليخرج بإحداهن و يجرها بإذلال!!
عقد حاجبيه و حاول ان لا يتدخل ليحاسب عامل المحطه و لكن صوت سقوطها و صرختها جننته ليتحرك ناحيتهم بكل غضب...
توقفت سياره أمامها حينما سقطت لينتبه اخوها للرجل الملتثم الذي نزل وهو يأمره بترك يدها/هذي نهاية اللي يثق باشباه الرجال، تجر البنت جر الحمار يا كلب!!
تحدث اخوها بغضب/اقول توكل على الله و ابلع العافيه
لم يجعله يكمل حديثه حتى لكمه احدهم من جانب وجهه و سقط أرضاً لتناديه ببكاء/عبدالملك!!
لم يعد يسمع سوى غليان دمه في عروقه، ليكمل ضربه، ما فعله هذا اللئيم بإمرأه ضعيفه امام الناس يدعو للإشمئزاز..،
ابتسم سيف وهو يرى الصدفه الجميله تجمعه بقاسي، حتى وان لم يتعرف عليه، فتح باب سيارته ليمسك بيد"غريبه" و يدخلها للسياره رغماً عنها، صرخت وقدم اخيها الآخر و لكن بعدما اغلق عليها سيف سيارته ليلفت إليه سيف و يضربه و يثبته أرضاً /ان كنت رجال بلغ الشرطه.. وو رط نفسك بنفسك
لم يعرف سيف و كاد يموت غيضا/اترك اختي يالحيوان زواجها بكرا و...
قاطعه بضربه على فمه و تركه بعدما بصق عليه/الله ياخذ اشكالكم اشباه رجال..
ترك قاسي يضرب ذاك و ركب سيارته و انطلق مسرعاً... لينتبه قاسي أخيراً ان الرجل قد انتهى من ضربه..
حضر مسلط بعدما رأى الجمهره البسيطه فالمحطه قليلة الرواد ومعظمهم عمال فيها/قاااسي شبلاك كسرت الرجال؟!!
تحدث غاضباً وهو يشير للبنت و لكنه لم يراها/قهرني الله يقهر يضرب هالضعيفه قدام العالم.. ماتحملت
استغرب مسلط/اي ضعيفه؟!
إلتفت للمكان ولم يراها/كانت هنا وين راحت
تحدث أحد العمال/فيه سياره صغير اخذت بنت وروح من هنا..
رفع حاجبه معتزيا بأخته/اخو ساااره النت اخذت!!!
اخذه مسلط لسيارتهم وهو يحاول تهدئته/يا رجال ماتدري يمكن ربعها اللي خذوها..
ضرب بيده على السياره/اخاف اني تسببت على البنت و بس
حزن من ردة فعله، الشهامه تسري بعروقه/انت نويت الفزعه و الله لا يخيب رجاك.
كان سيعود للرجال الذين ضربهم و لكن رآهم يتركون المكان و يذهبون، هم نفسهم اصحاب الجيب الذي تجاوزهم قبل قليل!! وهاهم يعكسون الاتجاه ويعودون، بات يشك ان تلك البنت ليست لهما أصلاً و أن هنالك خلاف كبير حولها...!!! .
.
.
.
ضمت نفسها برعب لم تعيشه من قبل، يالله هل هذه الحياة التي هربت من الدار من أجلها؟
الظلام يحيط بالطريق و السياره وذلك الرجل الذي يقود السياره ملتزما صمته و ملتثم بشماغه..لا ينبس بكلمه..
حتى اخرج هاتفه من جيبه و اتصل بأدهم فوراً ليخبره بما حدث فأدهم ليس لديه خبر بالذي فعله.. لكنه لم يرد عليه..،
تجرأ أخيراً ثم تحدث إليها/كنا بناخذك بشكل محترم اليوم لكن اخوانك مافيهم خير،
تحدثت بنبره باكيه/وش تبون بي؟! ليه كل هذا
رد بلا مبالاة/اسمعيني انا متهميني بشيء و الود ودي احذفك بهالصحراء،
انهارت باكيه وهي تشعر انها تسير للمجهول، ما جام ان هذا الرجل لا يهمه أمرها فلماذا يختطفها من اخوتها بهذا الشكل، و كيف صار حال اخوتها بعد ضرب ذلك الرجل لهم، رأت بعينيها الدماء تلطخ ثوب أخيها فتألمت، لم يكن عليها ان تفعل ذلك كله..،
أخرجت سكينتها تريد الإنتقام الآن فلعله مجرد غادر سيأخذ ما يريد منها ثم سيتركها تواجه مصيرها!
خرج من الطريق للحظات ليبتعد و يتوقف وهو ينزل بصمت.. يثق انها لن تنزل في هذا الظلام...،
خمنت أنه فقط يريد قضاء حاجته، انتابها رعب فوق رعبها هل سيغدر بها هنا؟!!
بعد دقائق عاد ليركب السياره ولكنه فقد انفاسها ليلتفت للخلف ولم يراها بحث جيداً في السياره و لكن دون فائده ليلتقط الكاشف الضوئي و ينزل مسرعاً يبحث عنها وهو ينادي/يا بنت!!.. يا بنت وينك؟!
ركض في كل الاتجاهات ليعود ادراجه وهو يلهث تنفسه/بنت!!!
.. شعر بحركه قريبه منه ليلتفت و يتفاجئ بضربه خاطفه بسكينتها على وجهه جعلته يصرخ...
.
،
.
،
وضعت صحن العشاء و انتظرته.. ليخرج إليها بمنشفته يجفف بها شعره و بقميص نوم مقلم ويبحث عن هاتفه/سمعت جوالي رن وينه؟!
رفعت حاجبها وهي تلتقط هاتفه و تغلقه/بعد الساعه 2 مافيه مكالمات يا بعدي، و اللي عنده عمل ينتظر للصباح ثم يتصل فيك.
رفع حاجبه بعدم رضا/الشموس ترى زودتيها بشروطك
لم تعلق على رده لتقف وهي تأخذ هاتفه وتقدمه له/اسفه.. افتحه و اتصل براحتك، العشاء عندك متى ما خلصت اتركه و باخذه بكرا.. تصبح على خير
ثبت يدها التي تمد الجوال وهو يغمض عينيه للحظه ثم يفتحها محاولا كبت غضبه/لحظه،
توقفت الشموس وهي تنظر لعينيه الغاضبه تعرف أنه يحاول ان يكون لبقا، لتبتسم له/اي خدمه؟!
بهدوء غاضب/لا تستفزيني.
حركت رأسها بالإيجاب/اوكي.. تصبح على خير.
زم شفتيه بغضب وهو يرمي هاتفه على الأريكه/اجلسي معي.
ابتعدت عنه لتذهب و تجلس بصمت في مكانها قبل قليل/تأمر أمر ولوو
كم تتعبه و ترهقه ليلتفت إليها و يذهب ليجلس مكانه/صبي لي شاهي.
لاحظت عدم نظره لها لتبتسم على تصرفه الطفولي الجميل كيف يكبت غضبه و هو يغلي منها/جبتلك عصير برتقال و جزر أحسن لك، ما جبت شاهي علشان تنام مرتاح و بدون قلق.. سم بالله
ارتفع ناظره لها/تسلم يديك بس ماحب الجزر مع البرتقال
بنفس إبتسامتها/بتحبه يا ماما هو مفيد اكثر من الشاهي و القهوه يلا اكل بسرعه قبل يبرد الاكل
ابتسم أخيراً وهو يمد يد و يأكل/شاركيني طيب
مدت يدها معه/شكرا عالدعوه..كنت خايفه ما تعزمني تصدق
ضحك وهو يراها تسايره فقط/تدرين لو ماني جوعان كان وريتك الطقطقه كيف بس يلا نمشيها الليله، احمدي ربك بس
كتمت ضحكتها/الحمدلك يا ربي.
،
.
،
. وقف يتفقد وجهه مكان جرحهه ليراه طويل نوعاً ما،شعر بحرقه وهو يراها ترمي السكين عند قدميه بخوف وتنكمش على نفسه بخوف كقطة مرعوبه، ليلتفت إليها بعينين تقدح غضب، اخذ كشاف الضوء ليتجه إليها وهو يشدها بقوه و يسلط الضوء على عينيها ولكنها تغمض عينيها من شدة الضوء كاد يصرخ بها و لكنه تفاجئ بالوجه الأنثوي الذي يراه، خصوصا انه يعيش وحيداً منذ زواج اخته الكبرى و وفاة والدته، تشجع ليواجهها فهما وحيدان و الشيطان موجود ليصرخ بها رغم كل شيء/هاللحين مسويه خايفه و قبل شوي شقيتي وجهي افتحي عيونك يلا.. هاللحين تنظفين جرحي بنفسك
فتحت عينيها المحمرتان من البكاء/ططيب اتركني الله يخليك..
تركها فوراً بعد رؤية عينيها مع ملامح وجهها ليأمرها بصوت عالي/بسم الله الرحمن الرحيم، اعوذ بالله من الشيطان.. ارجعي للسياره يا بنت، بسررعه ارجعي لها.و غطي وجهك.
ابتعدت مسرعه للسياره وهي تلملم بقايا شالها و عبائتها، حينما صد عنها فور رؤية وجهها جعلها تستغرب للمرة الأولى يصد احدهم عند رؤية عينيها، هذا الرجل جعلها تشعر انها قبيحه من حيث لا يعلم و لكنها سعيده جداً بردة فعله هكذا ضمنت انهت سترتاح منه،..
فتح باب السائق و اخذ ماء و جعل يغسل جرحه الغائر، بالتأكيد سيترك أثراً لن يمحى، انتهى من ذلك وعاد ليركب السياره وهو يحاولت ترتيب تنفسه/اسمعي يا بنت انا سيف خوي أدهم، صحيح هو ما كلفني اراقب اخوانك لكن خفت عليه من غدرهم لانه هددهم حرفياً لو ما جابوك المحكمه بيعتبر القضيه تخصه هو و بيصير خصمهم و انا اعرف خويي ان وعد ما اخلف.. لذلك قدخت من راسي و راقبت اخوانك و عرفت انهم بيودونك لكن مادري وين... افهمي زين اني مابي لك الشينه يا بنت الناس، بس ساعديني لين نوصل الرياض على خير..
تنفست براحه أخيراً ما دام انه من طرف أدهم و يعرف بامور القضيه...،
تذكر أمرا مهماً ليسألها/عندك بطاقة هويه؟!
ردت بصوت بح من بكائها/بطاقتي مع إدارة الدار
تأفف/لا حول و لاقوة إلا بالله.. ان وقفونا تفتيش بتروح سمعتك فيها. و انا بتمرمط
تنهدت فالأمر سيان الآن، اهلها أذلوها تماماً ومن يحميها هو الغريب، ما أبشع شعورها الآن و ما أقبح الحياة في عينيها..،
تفهم صمتها و أناهيدها فقرر حزم أمره و اكمال طريقه بتوكل على الله وحده..،
.
.
.
.
استيقظت متأخره على غير العاده لم تستطيع رفع رأسها حتى سقطت عينيها على ساعة المنبه أمامها تشير للتاسعه!!
اعتدلت جالسه وهي ترتب خصلات شعرها ثم سحبت روبها و لبسته وهي تنزل بكسل من السرير، هل ذهب للعمل بدون ان يوقظها لتعد له الفطور!!..
نزلت لتتفاجىء به جالساً يحتسي كوب قهوته و بجانبه حقيبته يرتدي قميصا ابيض مفتوح من اعلى و بنطلون اسود رسمي بحزام رفيع، يبدو انيقا جداً.. /عبدالرحمن! انت مسافر؟!
ابتسم لها وهو ينظر لساعته/اي يا قلبي، سفرة عمل صغيره و راجع
استغربت/كذا فجأه! لدرجة ما امداك تقول لي!!
إرتشف من فنجانه بسرعه ووقف وهو يلتقط معطفه الأسود/ماعليه يا قلبي ما امداني..
تحدثت بغضب فهو يتحدث ببرود/انا و انت سهرانين البارح و نمت بحضني كيف ما امداك تقول شيء!!!..طيب عالاقل كان قومتني بدري علشان توصلني بيت اهلي، و الا ناوي تخليني هنا لحالي و انت مسافر!!!
ضرب جبينه وهو يتذكرها/تصدقين عاد نسيتك، طيب يمديك تتصلين بالوالد يجي ياخذك يا قلبي انا معاد معي وقت الطياره بعد ساعه... سلام
رأته يخرج بكل برود العالم ويتركها واقفه في منتصف المنزل، شعرت بغليان دمها مما يفعله بها، عبدالرحمن لم يتغير.. و سفره المفاجئ يثير غيرتها من أقصاها لأقصاها..
تركت مكانها وصعدت للأعلى بسرعه... ستريه ما ستفعل به...، لن يمر ذلك مرور الكرام..
أخذت هاتفها لتفتح السناب باحثه عن سنابات لريما فعندها الخبر الأكيد... .
،
.
،
.
توقف أمام باب الفيلا بسيارته وهو ينتظر خروج أدهم فهذا وقته.. قد اتصل به قبل قليل...،
،
.
.
.
رأته يلبس شماغه مستعجلا و ينظر لساعته.. استغربت/اسفه ما صحيتك بدري بس ترى انت غلطان سهرتنا البارح
إلتفت إليها وهو يشير لهاتفه خلفها على الطاوله/البارح صارت مشكله تخص البنت الثانيه وسيف ماقصر اتصل بي يبي مساعده لكن بركاتك قفلتي الجوال بوجهه.
لامت نفسها/عسى ما كانت السالفه ضروريه؟!
اخذ ساعته ليلبسها وتوتر فالمشكله تخصه و سيف ضحى بنفسه ليحميه من وعده/اهل البنت حاولوا يهربونها لمكان الله اعلم وينه والله اعلم وش بيسوون فيها.. انا ما حميتها صح الحق علي انا
رأته يعجز عن لبس ساعة معصمه ككل مره يتوتر فيها،يتورط مثل طفل صغير و لا يعرف كيف يلبسها، تقدمت إليه لترحم محاولاته و قلقه امسكت بالساعه و ألبسته إياها بسهوله/لا تقلق، دام البنت قدر سيف يستردها فالامور بخير.. إهدأ ما يسوى عليك كل هالزعل.
نطق بضيق/بس أنا دقيت صدري وعدتها مع رفيقتها و ما وفيت بوعدي، انا اللي عرضتها لهذا كله
شدت على يده/أدهم لا تلوم نفسك انت سويت كل شيء تقدر عليه، انا رحت للشقه اللي حطيتهم فيها وموقعها و حجمها، انت حطيت لهم محامي و اشرفت على قضيتهم، انت ما قصرت معهم لكن ابتليت بغريم غادر و قليل مرجله.. مريم حكت لي اللي صار يوم اقتحموا الشقه، لذلك لا تلوم نفسك..
إرتاح نوعاً ما من حديثها، و كأن لكلماتها مفعول الطبطبه و الحضن، شعر للحظه برغبه في ان تبادره بعناق يمنحه بدايه رائعه ليومه و لكن قرر ان يلتزم بوعده و يصد/انا طالع لسيف البنت معه بالسياره.. بشوف بنحطها فيه هالمره هالمسكينه...
رأته يخرج لتتحدث بدون تفكير/خلها تقعد عندنا.
استغرب طلبها فهي كانت تغلي من وجود الغرباء فالمنزل/بس هذي غريبه و ما..
قاطعته بإصرار وهي تتذكر حديث مريم عن قصتها الموجعه/البنت مكسورة جناح.. يكفي فعايل أهلها يا أدهم... خلها عندي و انا بدبر الامور
أشار بالإيجاب وهو يخرج...
للحظه ندمت انا طلبت ذلك الطلب.. و لكنها لن تتراجع الآن لتبدو غبيه أمام أدهم....،عموما القضيه لن تطول كما اخبرها أدهم..
.
.
.
.
على طاولة الطعام كالعاده تجلس هي و في المقابل أم رواد.. و بجانبها راكان الذي استيقظ قبل والديه و خرج لهم..مازالت في دوامة تفكير لا نهاية لها.. كيف يتصل بأهله و يتجاهل إتصالاتها!! تكاد تجن من تصرفه معها.
لاحظت سرحانها الطويل في الطبق الذي أمامها ولم تأكل/ليال فيك شيء؟!
رفعت عينيها لها بفتور/هاه!
ابتسمت لردة فعلها/الدعوه وصلت لهاه!!.. انتي من فتره منتي عاجبتني.. وش مقلق قلبك و مشغلك يا بنت؟
تنهدت وهي تحاول ان تبعده عن تفكيرها و لكن دون جدوى!/ولا شيء،. يمكن لأني صايره اسهر
هزت رأسها بمسايره وهي ترفض تصديقها، تعرف ليال حين تضيق بشيء داخلها... لترى قدوم الشموس التي تبتسم لرؤيتهم/لا بالله اشرقت شمسنا اليوم
ضحكت وهي تجلس و تأخذ فنجان قهوه/صباح الخير كيفكم حبايبي
غمزت بإبتسامتها/بخير.. اشوفكم تأخرتوا اليوم شالسالفه؟!
اتسعت ابتسامتها/ام رواد هالسوالف ماهي لك.. هذي نبرة عمتي لولوه و عبير
ضحكت بدورها/عسى الله يسعدكم.. و يجمعكم على طاعته
لاحظت سكوت ليال و شرودها/ليال للحين ماصحصحت.. اسمعوا ترى بتجينا ضيفه عندنا كم يوم،
تسائلت ام رواد/مرحبا بالضيوف، من هي؟!
رن هاتفها لترفعه وترد/هلا أدهم... اوكي برسل لها الشغاله تفتح الباب..
اغلقت الهاتف وهي تنادي الخادمه/ريحانا.. تعالي افتحي الباب..
نطقت ليال أخيراً بأستغراب/الضيفه لك و الا لزوجك؟!
بإبتسامتها/ضيفتنا كلنا.
سمعوا صوت الخادمه قادمه وهي ترشد من معها على الطريق ليلتفتوا جميعاً للقادمه..،
اختفت إبتسامة الشموس للحظات بعد رؤيتها لتتدارك نفسها و تعيد رسم ابتسامتها مجدداً وهي تقف لها مرحبه فهي من دعتها/أهلاً..
نطقت بخجل و حزن/السلام عليكم
الجميع/وعليكم السلام..
مدت يدها لتصافحها/انا الشموس زوجة أدهم.
نظرت إليها عن قرب وهي تتذكر حديث مريم عنها, فعلاً تبدو غير تقليديه، إمرأه غير التي اعتادت أن تراهن، المكان جداً راقي وغير متوقع بالنسبة لها، كل شيء غريب في هذا المكان/انا ماحبيت اثقل عليكم لكن أدهم أصر و قال ان هذا بطلب منك علشان كذا نزلت...كثر خيرك يالشموس
ابتسمت لها وحزنت من نبرة صوتها المنكسره/ماعلينا من هالكلام.. تعالي معي اوريك غرفتك، تشطفي و ارتاحي و بيجيك فطورك لين مكانك مبين ليلتك البارح كانت طويله وصعبه..
إلتمعت عينيها وهي ترى من يعزها غريب و من يذلها قريب يالقبح ما تعيشه..
ام رواد/يلا يابنتي روحي مع الشموس و لا تشيلين هم اي شيء دامك ببيتنا
ذهبت معها للمصعد ليبتعدا.. وتتحدث ليال/يا ناس حد يقنعني ان هذي الشموس!!
ضحكت/ليه شفيها بسم الله عليها
نطقت بتعجب/يام رواد البنت قد هربت من البيت و من زوجها و هجرتنا كلنا و هاليومين ما كأن شيء صار..لا و رجعت تنام بجناحهم و هاللحين تستقبل ضيفة زوجها!!
ابتسمت بخفوت/الشموس ماهربت هي راحت تختلي بنفسها شوي وترتب افكارها المشوشه، لأن لو انها ماتبي الرجعه و الله ما ترجع حتى لو توطى أدهم على رقبتها،.. ترى اللي مرت فيه ماهو سهل على وحده مثلها..
شعرت بالتعب اكثر وهي تسمع حديث ام رواد عن الاختلاء بالنفس/ليتني بعد انا اقدر اختفي لو شهر
ضحكت/تبين وليد يجي يدورك ما يلقاك!! ثم نبتلش فيه
لم تستطيع حتى الإبتسامه/هو خليه يدورني بالرسايل و المكالمات بعدين يصير خير.. يام رواد شوفت عينك المفروض يجي قبل شهر علشان الزواج ولكنه مارجع ولا اتصل يقول أي شيء، هالرجال بيذبحني
رأتها تقف و تذهب بعدما قالت ما كان يختنق به صدرها.. لماذا يفعل بها وليد ذلك؟!!!
عقدت حاجبيها بغضب وهي ترى الانكسار الذي لم تعتاده في عيني و نبرة ليال "حسافه طلعتك معه لانصاص الليالي"
.
.
.
وصلت غرفتها وهي تشعر ان ذرات الاكسجين تغادر صدرها الضيق غضباً..
لتلتقط هاتفها و ترسل له رسالة صوتيه لم تتردد في إرسالها/مساء الخير وليد.. ماني حابه اطول عليك واخذ من وقتك الثمين، هي كلمتين بقولهم لك..يا أنا يا ألمانيا.. أما انك تركني على رف انتظارك اسفه حبيبي، سلام"
اغلقت المحادثه وهي تذهب لتجهز نفسها للذهاب للعمل..،في محاولة لعدم التفكير به و بردة فعله التي تعرف تماماً أنها ستزعجها و لكنها سترضيها فيما بعد فهو يحبها كما كانت تعلم...،
.
.
.
بعد صمت لربع ساعه تحدث إليه غاضباً /ثاني مره لا تسويلي فيها راعي فزعات، رايح لحالك و انت عارف انهم كثار و ماتدري وين مودين البنت
بإبتسامه وهو يضع الضماده على خده/ما صار إلا كل خير
بقلق/ وقاسي وشلونه؟!
بنفس تلك الإبتسامه/لا تنشد عنه انشد عن اللي ضربه، فزع للبنت وهو مايدري شالسالفه يعني نفعني من حيث لا يعلم.
تملل من هاتفه وهو يتصل لكن بلا فائده/جالس اتصل فيه و جواله مقفل!
حاول تجاوز ألم جرحه/طالع المقناص اكيد بعيد و ما حوله تغطية شبكه
استغرب مسكه لخده/انت وش جرحك بوجهك؟! ورني اشوف
تردد في إخباره/هاه.. ابد من الهوشه البارح بس مافضيت اروح المستشفى
ابتسم وهو يكذّب روايته/نروح اول شيء للمستشفى وبعدها اوديك البيت ترتاح و لا تشوفك عيني الا لين ترتاح, اليوم لا تداوم.وبعدين اشوفلك صرفه.
.
.
.
دخلت عليها في المطبخ لتراها منهمكه بعمل ما,..انتظرت قليلا لتناديها/شهود يمه وش قاعده تسوين؟
شعرت بالورطه وهي تغطي القدر الذي أمامها قبل أن تلتفت إليها بإبتسامه/هلا يمه..أنا شوي أخلص العصير و اجيك
بإبتسامه/عصير بقدر يمه!!..تعالي يبنت الحلال روحي لعزوز اقعدي عنده شوي أنا ابي اتشطف..
ترددت وهي تترك ما تهم بعمله/طيب..هاللحين رايحه
بإصرار/روحي هاللحين مابي اخليه لحاله..
تركتها وهي تخرج تحت أنظارها..لتتجه لغرفة إستقبال أخيها..لكنها صدمت وهي تراه أمامها/أنت!!
بإبتسامه/السلام لله..
عرفت أنه فخ من والدتها/أطلع برا..
حاول الهدوء وهويقترب منها/شهد اسمعيني
تراجعت قليلاً/ابعد عني..و اطلع براااا مابي أسمع لك صوت
زم شفتيه بغضب/هذا ماهو كلام ناس عاقلين..أهدي خلينا نتكلم بهدوء
حركت يدها بتوتر وهي تبعد خصلات شعرها المتمرده للخلف/جاي بعد كل شيء سواه يبي الهدوء والعقل!!..يا أدمي أنا ماطيقك..ما اتحملك
كاد يتكلم ولكنها قاطعته بصوتها المبحوح/يا رجال أنا قاعده أختنق..أنا كرهت نفسي بسببك..كلما أتذكر أني ......>>>سكتت وهي تشعر بالغثيان لتهدأ قليلاً..
إقترب منها اكثر ليحاول لمسها من الواضح انها مريضه/شهد!!
إبتعدت عنه وهي تعاود الحديث ببكاء/لا تقررب , أنا ما اشوف إلا عدو يستاهل القتل..
ارتفع حاجبه مستنكراً/شهد أنا بعد كنت ضحيه مثلك!
بإبتسامه مخضبه بالدموع/أنت كنت تدخلها غرفتك بعز نهار رمضان ..أنت تركتني يوم صباحيتي علشانها..أنت سفلت بي قدام أهلك و أنا ساكته مراعاة لظروفك..لكنك تماديت حيل معها و بالنهايه هاللي جبتها تحرّ قلبي كملت حرتها و قتلت أخوي..أنت منت ضحيه أنت شخص أناني و غير مبالي..
صمت وهو يشعر بكل كلمه قالتها..هي محقه..و قد ذهب حقه فيها منذ ذلك اليوم الذي قتلها فيه بإدخال انثى غيرها بحضرتها...!!
.
,
.
دخلت غرفة مكتبها بعد يوم شاق و زياره رسميه من اللجنه الإجتماعيه بالوزاره..
جلست مسترخيه وهي تغمض عينيها ..ثم فتحتها لتأخذ سماعة المكتب تطلب قهوه..لترى الرسائل منه تضيء شاشة هاتفها بعد مكالمتين فائتتين..
حاولت الإتصال به و لكنه لم يرد لتعود وتفتح رسائله في الواتساب..
لتتفاجىء بصوته الغاضب في التسجيل (ماله داعي تتكلمين مع اختي عن اللي بيننا, اقلقتيني بإتصالاتك بكل وقت..افهمي دامني ما رديت معناته مابي أرد..ترى زودتيها.)
لم تصدق ما سمعته للتو..أغلقت هاتفها وهي تستند على كرسيها كالنار التي سُكب عليها ماءاً باردا للتو...!!!!
اخذت الأمور منحى آخر،
لم أظن أبداً أن الخذلان وارد بيننا..!
و لكنه أخذني على حين غره.
ليرميني بداخل الزوبعه..!
....
،
حضرت تستعجل خطاها بعدما ارتفع صوت إبنتها، لتتفاجئ بجلوسها وحدها و تبدو منهكه لتقترب منها بخوف فهي تبكي/وبعدين يا شهد؟! لين متى هالعصبيه؟! يا بنتي ليه تحرقين قلبي؟!
إلتفتت إليها بعيون دامعه و غضب تحاول كبته/وبعدين معك انتي يمه؟! طلبتك يمه اوقفي معي، انا مابي هالرجال ماابيه.. لا تنادينه و تستدرجيني علشان اشوف وجهه
تنفست بضيق/يا يمه و الله ما ناديته، هو اللي جاءمن نفسه، يبيك و ترجاني، وهذا ولد اخوي الغالي
ردت بحزن و عبره تكاد تكتم مجرى تنفسها/و اخوي بعد غالي علي.. مثلما اخوك غالي عليك..يمه طلبتك انا مصره عالطلاق
هزت رأسها بمسايره وقلبها يحترق على فقيدها/طلقك؟!
نطقت بتوتر/بيطلقني ان شاء الله هو قال كلمته و اتمنى يكون رجل لو مره بحياته و ما يتراجع عنها، ابي احس برجولته لو مره بحياتي.
لم تستطيع منع نفسها من صفع ابنتها/بس عاااد سكت لك واجد.. لكن خلاص زودتيها وانتي تجرحين بولد اخوي قدامي كل شوي.
ابتسمت وسط دموعها/طبعاً، هذا اللي خلاه يتجرأ و يسوي اللي يبيه دون محاسبه.. ماترضون عليه و كأنه طفل صغير لين ما كبر وصار اناني و لا يهتم غير بسعادة نفسه.. اكرهه و اكره اليوم اللي رضييت اكون تحت رحمته
تركت لها المكان وخرجت، لتجلس هي على أريكتها بإحساس بالعجز تجاه إبنتها..،
لحظات لتدخل هند بحقيبتها لتنزع نقابها وهي ترى دموع زوجة أبيها لتبادرها بالسلام/السلام عليكم... خالتي هند!! شفيك؟!
مسحت دمعتها وهي تبتسم/وعليكم السلام، هلا هند.. زين اللي جيتي يا بنتي
عرفت ان المشكله تتعلق بشهد/شهد مضيقه صدرك صح؟!
تنهدت/تعبت منها، اللي تسويه بنفسها يوجع قلبي يا هند يوجع قلبي.
شعرت بنبرتها تخترق قلبها لتجلس بجانبها و تربت على كتفها/سلامة قلبك.. باذن الله اتفاهم معها هالخبله..
.
.
.
.
في المطبخ تجهز مع الخدم الصحون لتقديم الغداء.. كانت منهمكه بعملها برأس هادئ من كل ما يؤرقه،
حتى الخدم باتوا يعتادون وجودها في المطبخ منذ عزاء تركي حينما قدمت من عزلتها وهي بروح آخرى...،
شعرت قليلاً بالتعب لتأخذ كأس ماء و تجلس تشربه بهدوء... رأت الخادمتين يتحدثان بشكل جانبي لتربع حاجبها/وش تنتظرون ودوا الصحون للسفره و رتبوها سير أدهم جاي بعد دقايق
هزت رأسها ريحانا لتتقدم وهي تسألها بفضول/مدام انتي بيرجننت صح؟!
سكتت قليلاً متفاجئه من سؤالها لتشير لخلفها/انا قلت روحي ودي الصحون هذيك، صح؟
هزت رأسها بنعم/صح مدام
رفعت حاجبها تمثل الغضب/اجل روحي سوي اللي قلتلك واتركي اللقافه
تركتها وهي تذهب لعملها متبسمه، قد تأكدت منها..!!
رتبت الشال ليغطي بروز بطنها الصغير، لتتذكر "جوري" تلك الخادمه اللطيفه، لم تستلطف خادمه او تحتك باحد من خدمها سوى جوري التي يحبها راكان و تحبه..، قد تركت فراغاً بسفرها لإجازتها..
دخلت في هذه اللحظات هوازن وهي تتبسم فهي عرفت بخبر عودتها من اخيها/يا هلااا و سهلااا اخييرا نورت الرياض!!
بادلتها الإبتسامه وهي تقف لتسلم عليها/عن العياره ترى توني رايحه ما مداني
غمزت لها/بس هالمره غير الروحه و الجيه غير، والأجواء بالبيت حلوه
فهمت ما ترمي إليه لترفع حاجبها بإبتسامه جانبيه/معناته قالك أدهم
ضحكت/للامانه فقدت اتصاله و اتصلت فيه و بعدها عرفت انه مانشغل عني إلا بك.. وش مسويه باخوي يا بنت؟! الرجال مستانس الله يديم سعادته.
بالتأكيد فرحت بما تسمعه و لكن كعادتها لا يتضح ما في قلبها على ملامحها أمام احد، لتبتسم وهي تستدير و تلتهي بمساعدة الخدم واخذ احد الصحون/اي طبعاً بيستانس بولده
صغرت عينيها وهي تقترب منها وتساعدها/اييه سويلي فيها ثقيله و ماني منتبهه...
ضحكت وهي تمشي و تتركها/وانتي سويلي فيها ام زوج ملقوفه..
ضحكت وهي تتبعها ويتحدثان بممازحات.. حتى رأوا قدوم ليال الهادئ.. مرت بجانبهم بدون ان تنتبه رغم نداء اختها لها...!!
خافت هوازن/البنت ماهي طبيعيه ما سمعتنا و لا التفتت لنا!!
عرفت ان اختها تريد الانعزال مؤقتاً/ماعليه ليال اذا تعبت واجد بالعمل و هي سهرانه اليوم اللي قبله تهنق و تصير ماتنتبه لاحد.. بعدما تشبع نوم بتلقينها احسن
لم تقتنع هوازن ولكن عليها تصديق ذلك/مايسوى عليها هالتعب. الله يعينها.
اكملت الشموس طريقها وهي تناديها/تعالي نرتب السفره بس، أدهم جاي بعد شوي.
.
.
.
.
اغلق سماعة هاتف مكتبه بعدما طلب من سكرتيره حجز موعد عند طبيبه و رحله لألمانيا، منذ فتره يشعر بألم في ظهره و حوضه بشكل جعله يخاف وهو الذي لم يخاف أبداً ولكن شعوره بالمسؤليه تجاه عائلته بدأ يزداد و يكبر، وعليه ان يكون بكامل صحته و عافيته ليقوم بمهماته...،
اسند ظهره على كرسيه المريح الذي صمم خصيصا له، ليتذكر حديثها الموجع و بريق عينيها، كانت متوتره جداً و اعصابها مشدوده بشكل غريب، تلك الانثى الناعمه لم يجرحها احد و يجعلها بهذا الحال سوى مافعله بها.. فقط لو أنه استخدم عقله و لم يدخل تلك الحرباء لبيته و أمام عينيها..
شحوبها غريب.. شعورها بالغثيان وهو يتحدث جعله يشعر بالإنكسار هل كرهته حد الإشمئزاز؟!!
لم يعد يحتمل حتى البقاء في منزله وسط نظرات اهله... الشموس قالت له بصراحه ما خشي ان يقوله له الجميع..
رفع يديه على عينيه محاولا تجاهل الضجيج الذي داخله..
دخل ليراه بهذه الحاله/ناايف وش فيك؟!
ابعد يده عن عينيه وهو يراه يقف هنالك عند الباب، كيف لم يشعر بدخوله/مافي شيء أدهم
استغرب وهو يتهرب بنظراته و يلتهي بترتيب اوراق على مكتبه/اذا مصدع ترى عندي بندول
ابتسم له/لا يبن الحلال مافي شيء..
اعاد ترتيب شماغه بعد فردها/طيب يلا قم مشينا نتغدا فالبيت
اشار بيده بعلامة الإكتفاء/طالع مع رفيق لي عالغداء من زمان ما تواجهنا و عزمني امس
استغرب من تبريره الطويل/براحتك انا ماشي، انتبه لنفسك.. سلام
.
.
.
.
مازالت غير مصدقه انها نامت البارحه في قصر..! تمنت لو ان رفيقاتها في الدار معها الآن.. ليتجاوزن حالة البؤس التي جعلوهم اهاليهم يعيشونها،،
تذكرت مريم، اخبرتها الشموس انها بخير ولكنها تريد التواصل معها، لولاها لما تجرأت بالمطالبه بفتح الملفات القديمه و مواجهة عائلتها و المطالبه بحقها،
مريم بعد الله كان قدومها للدار سبباً في ترك عزلتها و يأسها.. كانت جريئه في المغامره لطلب حقها..
نعم هي مغامره تستحق التجربه.
وقفت خلف الستار تنظر من خلف الستار للمحيط اللطيف و المبهج الذي يحيط بالمكان الذي هي فيه منذ البارحه... إلتمعت عينيها بلا سبب، شعرت انها لم ترى سعادة قط..!
طرق الباب لتدخل الشموس و خلفها الخادمه بالغداء/حلو ظنيتك للحين نايمه
ابتسمت للطفها/ماقدر انام بمكان توه جديد علي..
استغربت/اذا الغرفه ماهي مريحه ترى عادي قولي الغرف كثيره اختاري منها
خجلت من كرمها معها/لا يووه كيف ماهي مريحه.. بالعكس ما شاء الله، الغرفه من كثر ماهي تفتح النفس استنكرها عقلي ماهو مستوعب للحين.. ماتعودت
لمحت سريرها على ترتيبه السابق/انتي حتى ما استلقيتي ولا ارتحتي طول الوقت!!!
اشارت للاريكه/لا بالعكس الاريكه مريحه.. مايحتاج السرير..
رفعت حاجبها وهي تعرف الحل/فهمت، خلاص بعد الغداء اوديك غير هالغرفه، بعيجه عن زحمة هالغرف و اطلالتها حلوه يعني مكان للضيووف و بسس
ارتاحت نوعاً ما فكونها بغرفة احدهم يمنعها الحياء من الراحه فيها/تعبتك معي
بهدوءها/عادي انتي ضيفتي، يلا تغدي بعده بنتكلم عن امور ثانيه تخصك..
استغربت/امور ثانيه!
الشموس/يعني قضيتك و عملك.. اكيد تبين عمل يكفيك حاجة الناس صح
فرحت من قلبها/الله يسعدك و يوفقك انتي وأدهم... جمايلكم ما علي ماتنسي.
هزت رأسها وهي تنوي الخروج/يلا انا طالعه علشان تتغدين براحتك.. سلام
ردت بسعاده/سلام.
،
.
،
.
جلس ينتظرها وهو يرى اخته تساعد راكان في اكله/ليه حاطين الغداء هنا.. و ام رواد و الصغار وينهم؟!
أخذت الملعقه من يد راكان/ام رواد من الصباح رايحه لعمتها و قالت بتتغدا عندهم اخذت وسام معها بعد
عاد لصمته وهو ينتظر دخولها من ذلك الباب.. ليرى قدومها أخيراً/شرفتي اخيرا مت جوع و انا انتظر
ابتسمت وهي تسحب كرسيها و تجلس/فديت اللي ينتظرني.. لو داريه ما كان تأخرت يا عمري
رفعت عينيها لهما وهي تستغرب ما يحدث.. ليس من عادتهما هذه الاسلوب و الاحاديث..!
تحدث بإبتسامه/طيب وين ضيفتك ما جات معك؟!
رفعت ناظرها إليه بإبتسامه/خليتها تاكل براحتها بالغرفه، ماحبيت اضغط عليها.
اكمل اكله/الله الله فيها لين اخلصها.
لم تعد هوازن تحتمل/تخلص وشو؟!!! انتم وش بلاكم تتكلمون كذا
ضحكت الشموس/اعصابك يا هوازن، قصده يخلصها من قضيتها.
هزت راسها وهي ترتاح أخيراً /ايه تكلموا بوضوح.. علباالي بعد!
ابتسمت الشموس وهي تلتفت لأدهم بسحر ابتسامه/يا حبك لسوء الظن.. الله يهديك يا هوازن.
فهم انها تعنيه ليتحدث بدوره/لو تتعلم الركاده والهدوء منك يا قلبي ما كان شكت في
ستجن هوازن لتنظر إليهما/انتم شفيكم اليوم؟!! شصااير!!
ضحكا من قلبيهما على ردود فعل هوازن الغير مقتنعه بحواراهما...
.
.
.
.
.
دخلت غرفتها غاضبه ، لتراها واقفه هنالك تراقب المطر الخفيف عبر النافذه/وبعدين معك يا شهد؟!
لم ترد ظلت صافنه في خارج الغرفه...
اقتربت منها وهي تسألها بقلق/سويتي بنفسك شيء و الا باقي؟!
ردت وهي تتأمل زخات المطر الهادئه/باقي.
ابتسمت و لكن مازالت خائفه/الحمدلله تراجعتي عن هبالك و..
قاطعتها بنفس الهدوء/اخذت موعد تنظيف بكرا..
ازداد خوفها لتهددها/وشوو؟!! تنظيف من الباب للطاقه!!
انهبلتي؟! اي دكتوره و مستشفى رحتي لهم؟!
مازالت تتحدث ببرودها المصطنع/عادي، الجنين مافي نبض..اكيد ماراح اخليه ببطني..
لم تستطيع احتمال حديثها الجليدي لتديرها نحوها وتنفضها/ناويه تزورين تشخيص الجنين!! انتي انجنيتي رسمي خلاص، و معاد فيك قلب! شلون تتكلمين عن نهاية حياة بني ادم بهالبرود
تأففت و هي تسحب يدها منها و تذهب لتجلس على طرف سريرها بنفس ذلك الهدوء/اي بني آدم؟! اهدأ من كذا، ترى للحين ما قطعت ثلاث شهور حتى..
دخلت بهذه اللحظات من خلال الباب المفتوح وهي ترى إحتقان هند مقابل هدوء شهد، لتقف مستغربه!!
خافت شهد للحظه ان تكون أمها سمعتهما/أمي..!
ام شهد/وش مزعله اختك فيه بعد؟!!
ابتسمت وهي تلتفت لهند/ولا شيء.. هي تبي ننزل السوق وانا رافضه اليوم يعني نخليها بعدين، لان انا هالاسبوع محتاجه ارتاح..
استغربت لتلتفت لهند المتفاجئه/صحيح هند؟!
كرهت استخفاف شهد بها لتقرر الخروج غاضبه بدون ان ترد عليهما...
استنكرت ماحدث لتعود وتتحدث مع ابنتها/انتي بعد مزعله هند؟!! عاد هند ماتستاهل تسوين فيها كذا، لا يكون انتي مسويه تحديد للكل و تبين تنكدين حتى عيشتي معك؟!!
عادت لتجلس براحه فأمها لم تكتشفها/يمه ترى ما صار شيء
بصرامه/لا عاد توصل لهند الطيبه و اللي تحبك و تقدم نفسها عليك.. هنا ما راح اسكت عنك، اذا منرفزتك علاقتك مع زوجتك ترى الناس مالهم دخل،
لو فعلاً انتي بنت هند المناع محد راح يدري وش بينك وبين زوجك لين الله يفرجها بينكم و ترسون على بر وتنفصلون.. شوفت عينك 20 سنه مع ابوك مافتحت فمي بشكوى او ضيقه لاحد من خلقه.. مع اني اقدر اتكلم و اهرب منه حتى لكن علشانكم سكت
ردت ببرود/كان بينكم اطفال.. انا مابيني و بين هذاك اي شيء.... و الوضع يختلف
ردت بقهر/ما منك فايده انتي انجنيتي خلاص.. قلت احفظي زوجك لين تنتهي علاقتك فيه رسمي حتى و ان كان بينك وبينه ثار. لا تخلين الظروف و عواطفك الضعيفه تتحكم فيك..
وقفت وهي تنوي الذهاب لدورة المياه/عن اذنك يمه
تعرف انها تتهرب، شعرت بقلق شديد من تصرفات ابنتها الأخيره ولكن مالحيله، هي أمها على كل حال.. تركت غرفتها و ذهبت..
.
.
.
أمامها هاتفها على شاشته صورته وهو يعانقها بقوه ويلصق شفتيه على خدها...
منذ عادت من عملها وهي تجلس في منتصف سريرها بصمت.. لاشيء يتردد في إذنها سوى صوته في ذلك التسجيل الذي أرسله لها مؤخراً..،
حديث يعصف برأسها أشبه بالصداع.. و اقوى من سلطة البوح..، هل كان كل ذلك تمثيل او مجرد نزوه بددتها الرياح تلك الليله!!
ليس وليد.. ليس هو...
هو سبق و اعترف انه لم يتزوجها بسهوله و أنها اصعب شيء حصل عليه في حياته الممتده اربعين عاماً..
إذن مالذي حدث؟! مالذي جد في الموضوع؟!
لم يكن عليه ان يرسل صوته بعد طول جفاء بتلك الرساله التي جرحتها بشكل لم يسبقه عليه أحد..!
عجباً كيف للحب أن يجعل من أتفه الأمور مأساة عظيمه!!
ماذا سيحدث بعد ذلك؟! بماذا ستواجه الشموس اكثر شخص إنتقد خروجها معه..،
لطالما كانت الشموس ذات بعد نظر.. حتى تأكدت ان الخروج معه كان خطيئه ستحمل وزرها ماحيت... ليس لشيء فهو زوجها ولكن لمكانتها بين اهلها و امام نفسها أولاً..
كان من المفترض ان لا يتم شيء قبل حفل الزواج..
كل شيء حدث معه أصبح غصه.. حتى اللذه باتت علقم.
سمعت طرقات باب، حاولت ان تتنفس براحه و هي تمسح دموعها، لا تريد ان يتضح عليها شيء..
تقدمت للباب لتفتحه فتفاجأت بالخادمه/نعم ريحانا
بابتسامتها/مدام الشموس تناديك
تنهدت/قولي لها طيب..
رأتها تبتعد لتترك غرفتها بعدما اخذت روب إستحمامها، و تتجه للمصعد بالبيجامه، ستذهب لمكان لن يرونها فيه على الاقل حتى غدا..
ضغطت زر المصعد لأسفل طابق حيث "البيسمنت"..
.
.
.
كانت تجلس تشرب من كأس ماء في غرفتها الجديده لتسمع صوت إرتطام شيء على سطح الماء في المسبح!!
خرجت بفضول لتطل من بعيد و ترى احداهن تسبح!
و على طرف المسبح الفيروزي روب إستحمام و بعض الثياب..!!
ظلت تتأمل المكان و اسلوب الرفاهيه في السكن،
من تلك التي تسبح؟! هذه ليست الشموس بالتأكيد.. ربما اختها ليال الصامته..!
ضلت تراقب استرخائها في الماء حتى رأتها تنزل تدريجياً أسفل سطح الماء ثم تغطس..!!
استغربت و لكنها رأتها تخرج رأسها ثم أعادته في الماء حتى أطالت هذه المره..!!
انتظرتها تخرج و لكنها لم تفعل...، تركت مكانها بدون تفكير و هرولت ناحية المسبح لتقفز داخله وهي تناديها/لياال
في محاولة لإنقاذها ولكنها نسيت انها لا تعرف السباحه..!!
رفعت ليال رأسها من الماء وهي مستغربه سقوط تلك، و من ثم محاولتها الفاشله بالسباحه!!
عرفت انها تريد قول شيء و لكنها تغطس بدلاً من ان تطفوا..!!...
أسرعت ليال تجاهها لإنقاذها...،
،
بعد لحظات..، على اريكة غرفتها المطله على المسبح.. تجلس متدثره بغطاء سريرها وهي مبلله تماما...
سألتها ليال الملتفه بروب استحمامها و مستغربه/ليه تطبين كذا وانتي ماتعرفين تسبحين؟!
اجابتها وهي تتشبث باللحاف/كنت ابي انقذك ظنيتك غرقتي بعدما طولتي بالغطس
ابتسمت ثم انفجرت ضاحكه وهي تتذكر قبل لحظات كانت تساعدها بإخراجها من المسبح/قمتي غرقتي!
ابتسمت وهي محرجه/شسوي ما فكرت قبل ارمي نفسي. خفت تغرقين وانا اتفرج بدون فايده
بابتسامتها/هذا يدل على طيب اصلك، لكن كان بتصير مصيبتين يعني بدال غرق شخص واحد بيصير غرق شخصين وهذا تهور.. لازم نحسب خطواتنا قبل نسوي شيء مهم.. والا بنخسر اكثر مما نكسب.
هزت رأسها/دخيلتك لو كلن بيفكر محد ندم... وما بتصير دنيا دنيه.. لكن هذا حال الدنيا..وحنا بشر إلا مانتهور بيوم ونندم على تهورنا..
تنهدت ليال وهي تؤيدها/صادقه إلا مانتهور ونندم على تهورنا.
عادت لتبتسم لها بعد رؤية تغير ابتسامتها/المهم مانقعد بمحطة الندم كثير.. لأن هذا وقت يحسب من اعمارنا بعد..
فكرت بحديثها الذي كانت تحتاج سماعه/انتي فعلاً غريبه..!
ضحكت/هذا أسمي.. و بعد عنوان قصتي.
وكأنها تريد سماع حزن غيرها لتنشغل به عن حزنها/سمعت عنك بعض القصه لكن ماعرف تفاصيلها و عندي فضول اعرف ليه اهل يفرطون ببنت طيبه مثلك..!!
بإبتسامة وجع/شدراك اني طيبه؟ يمكن بي مليون عله.. و اولها بعمر17 كسرت حصار اهلي اللي كانوا يمنعوني اظهر بمناسبات جماعتنا من انولدت.. و الذنب الثاني بعد اللي صار اني حاولت اهرب من عقابهم عند صديقتي بنت جيراننا وابات عندهم بالليالي هي وجدتها..
مازالت تشعر بغموضها/اعتقد ان اللي سويتيه مجرد ردة فعل.. ليه يسجنونك؟ وش ذنبك اللي يستحق سجن و انتي بنت 17 سنه
هزت كتفيها بضياع/كنت اجهل السبب بالبدايه لين سمعت اخواني يتكلمون من ورايه عن اني غير عنهم.. اعتقد حتى هم مظلومين لانه تم تعبية روسهم بالكلام عن الفروقات الشكليه بيننا..
ابتسمت لطهر داخلها/جالسين يلاحقونك بالمحاكم و رموك قبلها بالدار و رفضوا ياخذونك و مع ذلك تلتمسين لعداوتهم الاعذار بكل طيبه و طمأنينة روح!!! انا صحيح اخصائيه اجتماعيه لكن بالنسبه لي حالتك كسرت القواعد، انتي جداً غريبه..!
عادت بها الذاكره البائسه للوراء، وهي تتذكر كيف كسروا قلبها مبكرا و كيف نبذوها لتتحدث من واقع عاشته/عشت واقع مرير و عايشت ناس افكارهم سوداء و نياتهم ما تحمل غير سوء الظنون مع ان وضعهم احسن من وضعي منطقيا عالاقل عندهم اهل وعندهم المال اللي يغنيهم عن المذله لخلق الله عندهم حريتهم..ومع ذلك ماهم سعيدين بحياتهم....
كنت اشوف هالعينات و اناظر لحالي من المفروض يكون سعيد ومن المفروض يكون تعيس؟!...
لذلك قررت اكون انا مهما صفعتني الدنيا.. لا احقد على احد و لا افكر كيف اجرح احد.. ظنوني تركتها لله.. و اعرف انه مطلع على كل شيء وما يخفاه حالي..
إن الله إذا احب عبد إبتلاه.. لذلك انا مطمنه لهذا الحب.. كم مره يا ليال اكون قريبه من حتفي ولكن بقدرة الله انفذ منه..هذا يدل ان فيه شيء بنهاية هالنفق المظلم و انا متحمسه جدا له..
لم تستطيع إخفاء إنبهارها بكيفية الحفاظ على ذاتها في وسط ظروف كتلك التي عاشتها/مادري وش اقول.. لأول مره تعجبني عقلية احد من اول حوار.. لكن بطلبك شيء شرايك تتوظفين بوقف الوالد عندي؟! اتوقع عقلك النظيف بيكون إضافه للمؤسسه ولي..
لم تستطيع الرد كان الطلب الذي لم تتوقعه في حياتها أبداً...!!!!
.
.
.
عاد باكراً هذا المساء، بيده كيس أبيض.. و بضلوعه مئات الكلمات تريد التحرر لعلها تجد طريقا إلى قلبها..
جلس منتظرا خروجها من الغرفه..،
أتاه صوتها من داخل الغرفه المفتوحه/أدهم جيت؟!
رد وهو وعينه على الباب الشبه مفتوح/اي، وين راكان؟!
عاد إليه صوتها/راكان داخل مع هوازن وولدها...
عاد ليصمت وهو يحترق للدخول ولكنه يحاول ان يلتزم بوعده معها.. تأخرت قليلاً ليقف و يتجه بخطواته المتأنيه ناحية الباب ليراها تقف هناك أمام مرآتها تعطيه ظهرها.. يبدو أنها تتأنق لحفلة ما او زياره!!!
تبدو اكثر فتنه مما سبق، وعهده يجعلها اكثر حرارة في عينه!
ترك مراقبتها ثم عاد يجلس مكانه و يلقي شماغه بتعب قلب وعينين تسقط في الفراغ الذي أمامه..،
خرجت من الغرفه بعدما تأنقت بفستانها السكري القصير وماكياجها الخفيف بتثقيل الكحل قليلاً.. و عبائتها على ذراعها.. وتغطي به بطنها بحركه تدعي العفويه/انت للحين هنا!
كان اول ما جذبه رائحة عطرها التي يعرفها جيداً وافتقدها كثيراً، ليرفع رأسه مستغرباً /انتي طالعه لمكان؟!
هزت رأسها بالموافقه/شوفت عينك.. ليه راجع بدري هالمره؟!
وقف وهو يتجه ناحيتها مستنكرا/ليه ماقلتي لي؟!
بإبتسامتها/تو ارسلت لك قبل شوي و عطيتك خبر الظاهر ما انتبهت لجوالك.
يكاد يجن/تعطيني خبر!..يعني مو تاخذين أذني.
لاحظته يقترب بلا تردد و الغضب على محياه/انا قبلت انزل هنا بدون قيود و انت وافقت على هالشيء بدون ضغط ، ليه هاللحين اشوفك معصب؟!.
نطق وهو يحاول كبت غضبه هذه اللحظه/مضبوط هالكلام بس.. ماتوقعتك تهمشين وجودي لهالدرجه..
بهدوءها الذي صارت تتقنه، استغلت اقترابه و لم تتراجع، حتى كاد يلتصق بها لتفاجئه بإبتسامتها/و لا يهمك، كنت بروح ملكة رفيقتي علشان ما اضطر احضر الزواج لكن اذا ماهو في خاطرك اروح مو مشكله، أنا مقدره حبك للسيطره علي.
وكأنه قد سكب عليه ماءا بارداً إقترابها كل ذلك الإقتراب زاده إشتعالا، لم يستطيع الرد.. كانت تسيطر عليه بشكل جنوني...!
تعرف تماماً ما حل به.. و لكنها قررت الإنصراف وسط هذا الصمت لتتفاجئ به يمسك ذراعها، لتلتفت إليه مستفهمه/تبي شيء ثاني؟!
ابتلع ريق اللهفه وهو يتحدث/انا ما ابي امنعك من شيء، و لا يجي ببالك ان اقصى طموحي اتحكم فيك او اسيطر عليك... روحي المكان اللي تبين.. انا طالع.
لاحظته يترك ذراعها ويخرج بدون أدنى إلتفاته..لتناديه/أدهم
توقف عند الباب ليلتفت إليها/نعم
بفضول/وشو أقصى طموحك؟!
صمت لثواني وهو يحرقها بنظراته لينطق بهدوءه/أنتي اقسى و اقوى مره شفتها بحياتي، انتي بلا قلب..!
استغربت جوابه، و لم تستنكر ما قاله فهي تعرف تماماً شخصيتها غير اللينه، لتبتسم/اوكي، بس ما جاوبت سؤالي!
اخذ نفساً عميقاً و قرر الخروج حالا/سلام
كانت ستتبعه للخارج حيث سيارتها و لكن لفت نظرها الكيس الذي تركه خلفه!!
لم تستطيع تجاهله لتتقدم و تأخذه لتعرف ما بداخله!!
تفاجأت وهي ترى الأساور الناعمه من ماركة ذهب معروفه و سلسله ناعمه بخاتم من نفس الماركه..!!
كان ذوقه رفيعا للغايه، بالتأكيد هي هدايا لها .. عادت لتضعها بمكانها فوق المكتب و من ثم خرجت الى ما كانت تريد الخروج إليه....،
،
.
.
.
انهى ترتيب حقيبته بنفسه و من ثم تركها جانباً، ليتجه لمعطفه يرتديه قبل خروجه، كان مرهقا و يشعر ان كل تعبه يجتمع في ظهره، مثيرا لمخاوفه..
وقف قليلاً وهو ينظر للمرآه يتذكر جيداً حديث الطبيب له قبل العمليه، "لن تستطيع الزواج و لن يكون لك أطفال" .. لتعود به الذاكره إلى تلك الليله التي قضاها مع شهد.. كان حديث الطبيب لا معنى له ولكنه شعر ببعض التعب صباح اليوم التالي..
ترك مكانه وغرفته وهو يخرج يصطحب حقيبة سفره ذات العجلات،..
دعس على زر المصعد و انتظر.. ليتفاجئ بإحداهن لم يعرفها كانت تضع شالا و إلتثمت بطرفه بخجل حتى صد عنها و ذهبت مسرعه....
دخل المصعد وهو يتساءل من هي؟! لم يفوته خجلها الانثوي اللطيف و هربها كانت عينيها كقطعه من البلور!
تناسى ما قابله و مضى في طريقه..،
،
.
.
.
.
.
.
دخلت واغلقت باب غرفة ليال خلفها، لتقف تنظر إليها بخجل/يووه
لاحظتها ليال تضع يدها على رأسها و تبدو متوتره/شفيك؟! تعاالي اجلسي
راحت تمشي جيئة و ذهاباً في الغرفه وهي تفكر بالموقف/صادفت اخوك بالمصعد.. يا فشيلتي..!!
ابتسمت لعفويتها/عادي عليك شال و متحجبه فيه
جلست وهي تندب حظها/ما يكفي.. يارب لا تعاقبني اصلا المفروض اخذ احتياطي في بيت فيه رجال.. وانا ماصدقت ارسلتي لي الشغاله وجيتك
لا تصدق انها مازالت تحت تأثير حيائها/صدقيني ما انتبه يشوفك.. تلقينه مستعحل ونازل.. انسي يا بنت الحلال..
حاولت النسيان لتلتف إلى ليال/ناديتيني لموضوع مهم، وشو؟! وتكفين خذيني على قد عقلي.. لا تكلميني بمثل الباحثين الاجتماعيين.. تراني على قد حالي قدامك
ضحكت ليال وهي ترى فيها ما هو اسمى من ذلك.. كل ذلك ولم تتعدى المرحلة الثانويه فكيف لو اكملت، فعلاً مدرسة الحياة هي اصدق مدرسه..!
.
.
.
.
.
.
..
.
اعدت قهوتها العربيه كما يفضلها أخيها مع قطعتين تارت، لتطلب من الخادمه ان تلحقها بها في حديقة المنزل حيث يجلس بالقرب من النار التي أشعلها ويجلس امامها بفورته يتأمل إشتعالها...،
ابتسمت وهي تراه شارد الذهن في لهيب النار أمامه/اللي خذا عقلك...
انتبه لجلوسها و لقهوتها/ايووه جات القهوه بوقتها تسلم هاليدين وانا اخوك
بنفس ابتسامتها سكبت له فنجان بعدما قدمت له طبق الحلى/تقهو.. و عطني علومك
ابتسم بخفوت/مامن علوم..نايف توه مسلم علي قبل شوي و مسافر.. العلوم عندك انتي، وشلون مهند و ولدك.. عسى مرتاحه يا هوازن.
فرحت من قلبها للهفته و سؤاله الدائم عنها/ابد انت ماجيتني السبوع اللي راح و جيت دورك قلت اخاف يكون مريض او منعه شيء قوي، طلعت رايح تجيب ام راكان.. عسى الله يتم عليكم السعاده
تنهد وهو يحمل فنجانه/الله كريم.. اما السعاده فهي شيء ماعرفته الا ايام و ضاع مني..
خافت قليلاً /بسم الله عليك.. اشوف انك تهول الامور.. أدهم انا ماني غريبه عليك انت و الشموس.. شفت كل شيء و هالمره هي رجعت للجناح معك،
ابتسم بيأس فهم لا يعلمون ماهي شروط عودتها له و كم تنازل حتى يبقيها بجانبه/صحيح رجعت، لكن لا تنسين انها هربت و تركتني.
تذكرت امرا مهما وهي تترك فنجانها على الطاوله امامها/ماهربت علشان تتركك، هربت لأنها معاد تتحمل حبها لك لأن تعاملك الموجع كان فوق طاقتها..انت يمكن ماتدري ان ابوي هو اللي أشار عليها تترك البيت وتروح.. لكنها رفضت بالبدايه لين قالها عن بيتنا بالخرج.. وقال انه مجرد وقت لين تهدأ النفوس..
استغرب انها حتى هي تعلم، عقد حاجبيه/كنتي تدرين ولا قلتي لي؟!!
حاولت تهدأته/لا ماكنت اعرف وقتها بس ابوي توه قالي، يعني بعد وفاة تركي و رجوعها... أدهم انا لو ادري كنت ارسلتك لها،
شعر بخيبة أمل فهو مع ذلك لم ينال راحته و الشموس لم تلين بعد/حتى لو رحت وش كان بيفيد.. هالبنت راسها يابس..
فهمت الآن ان رجوعهما كان شكليا فقط، تعرف وجع أخيها الذي يفضفض لأول مره/تذكر يا أدهم يوم طلبتك تجيبها بيتنا فالخرج و انت رفضت بحجة انها ماراح تتقبل البيت و ماراح تتنازل!.. شايف كيف رفضت هاللحين الروحه لأي مكان و وافقت يوم قالها ابوي تروح لبيتنا القديم..!! ماتحس انك ظلمتها بهالنقطه..؟
صمت وهو يتذكر كيف جعلت من ذلك البيت جنه، لينطق بإبتسامه طفيفه/لو تشوفين كيف صار بيتنا بعدما سكنته... ماراح تتخيلينه وكأن اللي ماسكه مصمم ديكور... انا نفسي ماعرفته.. حتى الغرف اللي كنت اشوفها ضيقه وصغيره حسيت انها صارت واسعه كيف مدري!
ابتسمت وهي تلمح له/ماسوت هالشيء إلا انها حاسه انه بيتها، لذلك اخذت راحتها فيه... قايله لك للحين تحبك بس البنت واضح انها موجوعه منك، و الوجع يصير ثقيل من اللي نحبهم.. لأننا ماكنا متوقعينه.. وااضح انها ماتبي غيرك و لكن محتاجه وقت علشان ترجع لك مثل قبل. زوجه وحبيبه.. و لا تكون لين مرره ولا قاسي مره بين البين..
فهم ماتقصده ماعدى اخر جملتين/وش قصدك؟!
اخذت فنجانه الفارغ من امامه وهي تجيبه/يعني لا تذكرها كل يوم بالاعتذار... تكرار العذر مايفيد.. اسكت و اترك هالمهمه للايام... ومصيرها تعرف وتقتنع ان أدهم المناع عكس كل ظنونها و شكوكها..
ابتسم وهو يلتقط الفنجان منها/انا وش كنت بسوي بدونك؟! اقسم بالله كنت متضايق حتى من سفر نايف اللي رتب له من وراي... ماقول غير الله يحفظ الخوات وبس.
إلتمعت عينيها بفخر/ويحفظك لي ذخر..
.
.
.
ألمانيا..،
خرج من عمله الفتره المسائيه ليلتقي برفيقه الجديد "آدم العبد الله".. سرعان ما تطورت صداقتهما التي كان دافعها فرط الإحساس بالغربه،
رن هاتفه خاف ان تكون هي المتصله.. ولكن لم تكن هي بل زميلته الطبيبه، رد عليها وهو ينزل من سيارته لذلك المطعم الإيطالي الذي يلتقي فيه مع رفيق الغربه..
اغلق هاتفه بعدما انهى مكالمته، ريتا تحاول ان تكون لطيفه معه، يعرف نواياها و لكن مازال مترددا جداً من الإقتراب منها، استغرب كيف تريده بعد كل ماتعرفه عنه!!!
تجاهل ما يفكر به وهو يرى آدم أمامه لا يبتسم على غيرالعاده/سلام
بوجه باهت/وعليكم السلام.. هلا وليد..
استغرب رده البارد/آدم وانا اخوك فيك شيء؟!
حاول ان يكون عادياً والتفت للنادل يطلب منه/شتبي غداء اليوم.. اكيد ما اكلت شيء من صبح
امسك بيده وهو يصر عليه/اتركك من الاكل هاللحين و قول لي علامك اليوم منت على بعضك؟ الاهل فيهم شيء، الوالده بخير؟!
تنهد وهو ينطق بتعب/الوالده تقول انها بخير، بس واضح من صوتها الضيقه، من تزوج اخوي حاتم و سافر مع زوجته بعثتها و محد يمها..توني اعرف بسفرهم.. كانت لحالها مع الخدامه
استضاق صدره من ضيق صاحبه فهو لديه أم ايضا و يشتاق لها/وين خواتك عنها؟!!
ابتسم بخيبه وهو يتذكر حزن والدته و فزعها ليلا حينما تحلم بطفلتها المتوفاه/اخر العنقود كانت بنت وماتت بعد الولاده.. أمي ليومك هذا تهذي بها.. تخيل اذا جت تسولف تقول يوم حملت ببنتي سلاف.. و اذا جات تشبه على بنت صغيره و حلوه قالت مثل حلات سلاف.. للحين ماهي مقتنعه بموتها،
استغرب/كم لها متوفيه؟!
تنهد الضيق من اقصى صدره/تقريبا 23 سنه او حولها كذا.. ماني متأكد.. كنت صغير وقتها.. و ابوي توفي بعد وفاتها بكم شهر... رفضت امي تتزوج و جلست تربيني انا وحاتم.... حاتم ضحى بكل شيء علشان يسعدها و يجلس بجنبها... ومن ألحت عليه يسافر مع زوجته.. سافر و حزنت...!!
ابتسم وهو يخفي حزنه/الأمهات ماتقدر تفهم حبهم.. تبي ولدها يحقق كل شيء و ماتبيه يغيب عن عينها.. عين تراقبه و عين تبكيه.. المهم وش قررت انت؟!
حاول ان يبتسم قدر المستطاع/الحمدلله مثلما قلت لك معاد من المشوار إلا آخر محطه هالاسبوعين اخر شيء لي هنا.. وراجع لها.. الله يصبرها لين ارجع لها.. ابيها تفرح برجوعي و بتخرجي
ابتسم له/عسى الله يوفقك.. دام الوضع ببيتكم هادي تزوج وخل امك تستانس وتلتهي باحفادها ترى الوحده شينه لكبار السن
ضحك أخيرا /تصدق هذي جملة امي لنا انا وحاتم، تزوجوا ابي عيالكم يونسوني...
فرح بأن رفيقه ضحك أخيراً بعد فضفضته/الله يرزقك ببنت الحلال الطيبه..بس عاد هااه اعزمنا.
رفع رأسه للسماء/امييين، ابشر انت اول المدعوين يا رجل.. العمر راح وانا ادرس في علم الاجتماع و ماحسيت بنفسي.
صمت وهو يرى النادل مقبلا يأخذ الطلبات.. من هذه الصدف ان رفيق غربته الجديد اخصائي وباحث اجتماعي.. و زوجته التي سيتركها أخصائيه وباحثه اجتماعيه، ابتسم وهو يعيد عينيه على جهاز هاتفه لعله يرى رداً على رسالته الصوتيه.. ولكنها لم ترد رغم سماعها لها..!!
يعرف ليال جيداً ككف يديه، يعرف كم تنازلت من اجله عن امور كثيره..،
تذكر انه لولاها لما كان اليوم الجراح الأشهر في مجاله، ولكن الأحلام لا تتحقق بمجرد تقديم التنازلات..
عليها ان تفهم ذلك.. و لهذا عليها ان تتلقى قسوته ووجهه الآخر، الوجه الذي سيصدمها به..!
انتهى من سرد الطلبات على النادل ليلتفت لوليد/وانت يالطيب متى ناوي تجيب العروس؟! ياخي انزل عالاقل اسبوع تزوجها واخذها معك هنا تونسك.. ما عندك سالفه بهالمماطله!
اختفت ابتسامته/والله يا صاحبي الظاهر مافي نصيب، انا طردتها من حياتي قبل حتى اطلقها.
استغرب/افاا.. ليش طيب؟! مغصوب عليها و الا فيه مشكله.. فضفض ترانا اخوان..
نظر لعينيه و نظراته المهتمه، يبدو رجلاً جدياً حينما ينتهي المزاح.. تعجبه شخصيته التي تذكره بقاسي.. لا يعلم ولكنه مثله تماماً.. كثير المزاح و تجده عند اللازم.. رجلاً يعتمد عليه.....!!
.
.
.
انتهت من جولتها مع غريبه في اقسام الوقف، لترى علامات الاعجاب على محياها/هاه شرايك؟!
مازالت تحت تأثير الصدمه الإيجابيه/وشو وش رايي؟، شيء يفوق الوصف.. مايحتاج رايي والله.. عسى الله يزيدكم من نعيمه..
ابتسمت ليال للطافتها و بساطتها/امين.. يلا بعد كل الاقسام اللي شفتيها. وش اكثر شيء جذبك.. علشان نعينك فيه؟!
احتارت في الرد لتتحدث ليال/خليك هنا تفكرين علبال ما اروح أرد على اتصال مهم .. وتعاليني بالمكتب فوراً..
رأتها تذهب لتتحدث أخيراً عائشه سكرتيرتها/والله محد توظف هنا عند استاذه ليال المناع بالساهل غيرك يا غريبه .. يا انك محظوظه يا أن هذي دعوه أمك تالي الليل على سجادة الوتر!
استغربت/لهالدرجه ليال شديده؟!
نطقت بجديه/فوق ما تتصورين و حاطه تقييم وظيفي للعاملات هنا خصوصا اللي يتعاملون مع الاطفال و متبنينهم.. يعني مجهودك هو اللي يحدد استمراريتك معها... بس انتي ما شاء الله جابتك بدون حتى اختبار و لا مقابله و لا اعلان وظايف.. تبارك الله..
ابتسمت بدمعه بعد ذهاب عائشه، لا تعلم تلك أنها خبيئه بينها وبين الله دعوات الليل و صبرها رغم كل ماحدث لها... ستختار ما يختاره الله ولكن بعد حكم المحكمة غداً الجلسه التي ستحدد كل شيء في حياتها.. و لكن،
تلقت رساله من أدهم.....!!!!
.
.
.
.
وصل المنزل ليجلس على اريكته بإسترخاء بعدما رمى شماغه جانباً وهو يتحدث مع سيف عبر الهاتف/اسمع انا ما اثق في غيرك.. ابيك تروح بكرا و تاخذها من الموقع اللي برسله لك.. و توديها تسوي تحاليل. ثم ترجعها للبيت.. و قبل هذا خلها تزور مريم..
على الطرف الآخر/يابو راكان غيرت وظيفتي وانا مادري؟!
ضحك/و الله ياسيف ماحد قالك تحشر نفسك بالسالفه ترى محد قالك تراقب اهلها و تاخذها منهم و ترجعها.. انت اللي دخلت نفسك بالسالفه
على الطرف الآخر/بغيناها فزعه لك يالخوي.. لا تستغلني عاد
بابتسامه وهو يرى دخولها من خارج المكتب/انا واحد استغلالي.. محد قالك تتورط معي.
ضحك سيف أخيراً /و الله انه علشانك يا بو راكان و الا وش وراء الحريم
بنفس ابتسامه/وراهم كل خير وبذكرك فيها بعد.. يلا روح اخذها للمكان اللي قلتلك عليه.... سلام
جلست وهي تراه يبتسم لها بعدما اغلق هاتفه/وش هالروقان اللي اليوم!
بنفس إبتسامته/بعد الروقان بتحاسبيني عليه؟!
استغربت سؤاله/لهالدرجه مضيقه صدرك بأسئلتي؟! ترى كنت افتح دردشه معك لا أكثر!
صمت قليلاً وهو يتأمل ملامحها الغاضبه، لينطق بعد خفوت ابتسامته/و انا بعد اعتبريني افتح دردشه إذا سألتك عنك و عن مشاويرك.
ماكر يعرف كيف يجعل الامور لصالحه/اوكي،..
رأها تصمت ليطلبها/فيه عندك شيء بارد ينشرب؟!
وقفت/عندي.. اصبر شوي..
راقب ذهابها و عودتها إليه بكأس ماء/ماء..! مافيه عصير؟
رفعت كتفيها بلامبالاة وهي تعود لتجلس/انت ماحددت شيء معين، قلت شيء بارد و بس!
انتهى من شرب الماء ثم اتجه لمكتبه وهو يفتح الدرج و يخرج اوراقا تخص العمل/مشكوره على كل حال..
لاحظته يسكت عن ذلك الكيس، هل نسيه؟!/امم شلون المؤسسه و العمل؟!
استغرب سؤالها، لأول مره تطرحه/الامور تمام و لله الحمد.. بس هاليومين بنضغط شوي بسبب سفر نايف... صحيح.. ليه معاد شفتك تداومين؟! ماهي من عادتك!
مازالت تفكر بغموضه الذي تشعر به اليوم/هالفتره ماني حابه أسوي أي شيء.. وكلت نوره تقوم بالإداره مؤقتاً بدالي...
ابتسم وهو مازال ينظر لأوراق ملف بين يديه/غريبه مع انك حتى بحملك براكان و بعد الاربعين كنتي تباشرين العمل.. وش صاير بالدنيا..
وضعت اناملها على بطنها وهي تراه منشغل بملفاته/هالمره حابه اخذ كل راحتي اللي استحقها..
لم يرد كان يدقق في ملفاته...،
مرت الدقائق و الصمت يخيم عليهما.. كرهت صدوده هذه المره و عدم اكتراثه، هل سيكتفي بهذا الحال،من الواضح انه ارتاح لعودتها و اكتفى بها ، لتتذكر ماحدث البارحه/انت مانمت هنا البارح!! وين نمت؟!
شعر انها تريد الحديث معه وهي تطيل هكذا بالجلوس، مالسر و هي دائماً تتهرب منه و تقصيه، ليبتسم لها بعدما اغلق الملف الذي بين يديه/نمت برا.. ليش فيه شيء
رفعت حاجبها/ليه ماقلت لي؟!.. كيف نمت برا وانت كنت راجع ومابخاطرك تطلع؟!
استرخى بجلسته، وهو يستغرب إلحاحها/لا لا الدعوه كبرت، انتي أبداً ماتصلح لك جلست البيت ارجعي لعملك احسن لك وفكيني من هالتحقيقات تكفين.
عقدت حاجبها وهي تقف تريد الذهاب وترك المكان له/لهالدرجه سؤالي صعب و تبي الفكه من وجودي؟! ناسي انك كنت دايما تقول اتركي العمل؟! ماعرفت لك يا أدهم!!
رآها تفتح الباب لتخرج غاضبه، ليدخل خلفها طفلهما مستغرباً تجاهلها له/ماما!!
ابتسم له أدهم وهو يناديه/تعال هنا بابا، انا جيت
ذهب إليه راكضا ومتناسيا ما فعلته والدته وهو يرتمي بحضنه،..
كم يعشق حجمه الصغير وطريقة مشيته التي لم تتزن حتى الآن، أجلسه امامه فوق طاولة المكتب وهو ينظر إليه بحب/ماما اذا عصبت ماتشوف اللي قدامها، لازم نتحملها يابوك صح؟
اخذ النظاره من جيبه وهو يبتسم و ينطق بسعاده/ثححح
لم يصدق انه يردد خلفه سحبه و عانقه بشده وهو يلعبه وسط ضحكات راكان الطفوليه الساحره...،
.
.
.
لم تصدق ما اخبرها به نايف قبل قليل عبر الهاتف لتغلقه بعد انتهاء المكالمه و تخرج من غرفتها متجهه للصاله حيث تجلس ليال امامها كمبيوترها المحمول و ترتدي نظارتها الطبيه وتبدو مهتمه لما تتصفحه.!!
وقفت عندها غاضبه/لياال ليه ماقلتوا لي ان نايف سافر ألمانيا؟!
استغربت وهي تلتفت إليها/من قال؟! ومتى سافر؟!
اقبلت الشموس من غرفتها وهي تسمعهما/توني عرفت من أدهم انه سافر.
تحدثت بغيض/شفيكم معاد تدرون عن بعض؟! انتم منتم الاولين.. كلكم ماكنت اخاف عليكم.. ماكنت اخاف غير على نيفادا البزر و هذا هي بسم الله عليها جالسه ببيت زوجها و ربي يسعدها... لكن انتم يالكبار كل مالكم تصدون عن بعض..!! كل مالكم تنغلقون عن بعض..
ساكنين ببيت واحد ولا ندري عن بعض!!
تأففت ليال/يالله كنت ابي اسافر معه.. ليش ما قال لي عن السفر؟!
استغربت ام رواد/ليه ناويه تروحين تسألين زوج الغفله ليه مايبي يجي؟!!
استرخت بجلستها وهي تدعي الهدوء بإبتسامه/لا.. مشتاقه له بروح اسلم و ارجع..
عرفت انها تمزح و لكن هذا ليس وقته أبداً لتتجه بحديثها لها/انتي يمكن تقولينها نكته لكن والله اني اشوفها واقع.. استغباك و تركك.. انا معاد اجامل بشيء اشوفه غلط، لنا عيون تشوف يا ليال.. الجماعه اكلوا وجهي بأسئلتهم..
تركتهم و مشت تحت انظار الشموس الصامته،، لتلتفت إليها ليال/باقي كلامك انتي متى بتقولينه لي؟!
جلست الشموس بهدوء/انا تكلمت بالبدايه و سكتت، يعني دامك تحبينه و مبسوطه، ما راح اتمنى لك غير السعاده. لكن الشيء الملفت تدرين وشو؟!
نظرت لها بتساؤل صامت..؟!!
لتجيبها الشموس/الشيء الملفت ان ام رواد عمرها ما انتقدت و لا عصبت إلا بهالسالفه..!!
مازالت تلتزم صمتها و هي تتكتم على حرائقها الداخليه، لا كلمات ممكن ان تصف ما تشعر به..
تذكرت الشموس أمراً لتسألها/اذا اتصل فيك صارحيه بهالموضوع.. تأخر كثير.. واكيد ام رواد ماتكلمت الا من شيء يستاهل.. امس كانت بمناسبه و اكيد سمعت كلام ماعجبها..
وقفت ليال وهي تحاول التهرب من هذا الضغط/يصير خير.
لم تعجبها تهرب نظراتها وهي تتحدث معها و الآن هي تريد الذهاب/وين رايحه؟! اجلسي نتقهوى مع بعض و ندردش شوي
ردت وهي ذاهبه/معليش مصدعه، نادي ام رواد و غريبه وتقهووا سوى.
لم تعلق وهي تراها تذهب بتهرب هكذا، من الواضح ان هنالك مشكلة ما...تعرف ليال حينما تكون تخبىء أمراً..
.
.
.
استيقظت مبكرا وهي تشعر بصداعها..، نظرت للساعه المركونة على الرف لتصعق و تنزل من سريرها مستعجله...،
خرجت متجهه إلى غرفة شهد و لم تراها!!، بحثت عن عبائتها و لم تجدها!!
لا تصدق انها كانت جاده إلى هذا الحد!!!
ستجن لو حدث ما قالته،
بحثت في أدراجها عن اوراق تدل على مستوصفها الذي ستذهب إليه.. على الاقل ستجد اوراق مراجعه او شيء من هذا القبيل..،
تفاجأت بأقراص غريبه عليها!! في كيس صيدليه تابعه لأحد المستشفيات!!!
قرأت ورقة الدواء وهي تمسكها بأنامل مرتجفه و دموع.. ستقتل جنينها لتمرر انه اصلا بلا نبض!!
صرخت/مجنوونه وقسم بالله مجنونه
دخلت بعد رؤية باب غرفة ابنتها مفتوح و صوت هند تصرخ تعرف انه ابنتها ليست هنا بل ذهبت لبيت خالها كما اخبرتها/هند شبلاك تصيحين لحالك هنا؟!
إلتفتت إليها بدموع/خالتي ماكنت مصدقه انها كانت جديه لهالدرجه.. انا غبيه اللي سمعت كلامها و ماقلت لك عن حملها.
لم تستوعب بعد/لحظه.. انتي تقصدين شهد؟!!!
نطقت بخوف/اي يا خاله، شهد حامل من فتره و حلفتني ماقول لاحد لين تستعد و بعد فتره قالت تبي تجهض..! انا زعلت عليها و قلت انسيني لو نزلتيه لكنها مصرره... والله ماظنيتها بتضحي بالجنين ظنيت قلبها بيلين! موعدها اليووم اليوم اكيد نزلته.
و كأن سكب عليها ماءا بارداً.. راحت لتجلس على الاريكه/بس هي قالت بتروح بنات خالها راكان..!!
بكت وهي تذهب لغرفتها و تتصل بالسائق.. لتعرف اين ذهبت.. و لكنها تأكدت من احساسها لتعود لهند/شاايفه يا خاله السايق يقول وداها المستوصف من نصف ساعه..
اشارت بيدها لها وهي تبكي/انزلي لابوك و ناديه لي.. بسرعه.. لازم نلحقها.
.
.
.
منذ الأمس وهو يسير بشوارع برلين وحيداً بعد لقاءه بالطبيب و اطمئنانه على صحته.. يحتاج لعلاج طبيعي.. ولكن ما نثر الهم على قلبه هو ماعرفه من الطبيب حينما اخبره بما حدث..و عرف ان شهد سألت عنه الطبيب حينما زارته في ألمانيا بعد العمليه و اخبرها بكل شيء..!
كانت تعرف انه ليس قادراً ومع ذلك سكتت و صبرت و سايرته كثيرا وهو ماذا فعل؟! إهانه تلو إهانه و جلب مع تلك الحقيره الشقراء لتقضي على قلبها الذي كان ينبض له بالنقاء..
جلس على ناصية مقهى بالقرب من محطة القطار وهو يحاول ان يجد هدوءا لضجيجه الداخلي.. هو اليوم بالذات ليس هو كما في الأمس و الماضي من حياته..
تمنى كخاسر ان يستبدل ما يعيشه الآن من فوضى قلب و ضياع.. ان يستبدل كل شيء موجع.. بهدوء و طمأنينه.. ان تتقبله شهد و ان تمنحه فرصة أخرى تجعله فيها يكفر عن كل حماقاته السابقه بحقها..
لن يلومها بعد الآن.. و لكنه لا يستطيع منحها حريتها منه وعليها ان تتحمل ذلك ما دام انه لن يتدخل بشؤنها بعد الآن..
سمع صوتها يردد في أذنه جملتها التي صرخت بها في وجهه "أنت واحد أنااني"
رفع بصره للماره وهو يحاول ان يشتت ما يفكر به.. ليلمح شخص يحمل ملامح يعرفها جيداً /ولييد!!!
خاف وليد وهو يسمع صوته الذي يعرفه بمعرفة اخته حاول عدم الإلتفات و المضي و لكن اوقفه نايف/اوه نايف
رفع حاجبه مستنكرا بروده ليصافحه/اووه عشت مع الألمان و اخذت برودهم!!
ابتسم أخيراً/هلا نايف وش اخبارك؟! انا توني جاي من هامبورغ لاسباب العمل، انت متى وصلت هنا؟!
اشار للمقهى القريب/يا رجل تعاال نتقهوى و نسولف و حنا جلوس ازين..
إرتاح وليد وهو يرى ارتياحه، من الواضح ان ليال لم تخبر أحداً بشيء.. تلك الحمقاء ما زالت تصمت إزاء كل شيء!!! متى ستقتنع أنه لا فائده من انتظارها له؟!!..
،
.
.
،
دخلت مع صالح الذي يمسك بيدها حتى لا تنهار..سألوا عنها و اخبرتهم الموظفه بأنها هنالك في قسم النساء و الولاده..
إنهارت باكيه وهي تشد ذراع صالح/بنتي بتروح مني بعد يا صالح.. بتلحق اخوها
رآها تنهار ليحاول ان يثبتها وهو يمسكها بعضديها/اذكري الله للحين ماندري وش صار عليها اهدي وتعوذي من ابليس
هزت رأسها بفقدان أمل/يا صالح، ألم التسقيط ألعن من الولاده، بنتي ماراح تتحمله..منت فاهم و لا راح تفهم انا مجربه و اعرف.. بنتي ماراح تتحمل..
حاول تهدأتها ليرى طبيبه ترتدي لبس العمليات وتخرج من ذلك القسم/هذي الدكتوره طلعت من غرفة العمليات اكيد المشرفه عليها..
اتجهت إليها مسرعه لتسألها بلهفه.. و لكن تفاجأت بحديث الطبيبه/اطمنوا كل شيء تمام وهي بخير
خافت/اجهضت خلاص؟!!
الطبيبه/ايوه كان فيه صعوبه شوي، لان البنت ضعيفه ونزفت، لكن الحمدلله عدت على خير..
لم تستطيع التحمل اكثر من ذلك ليغمى عليها و يمسكها صالح، كان يعرف انها لن تحتمل..!!!
،
.
...
وقفت كثيراً تنتظر مكالمه من والدها ليخبرها عما حدث ولكن مازالت تدور بالصاله على غير هدى...
رن هاتفها الذي تركته عند اخيها لتذهب إليه بسرعه وترد بصوت باكي/يبه بشر وش صار على شهد؟!
تحدث و يبدو على صوته الغضب/سقطت و خالتك مغمي عليها.. تعبت ويمكن نتأخر.. لا تقلقين يلا سلام
كانت تريد الإستفسار عن حالة شهد و لكن والدها كان مستعجلا، جلست تبكي مافعلته شهد، آه لو أخبرت والدتها ما كان سيحدث ماحدث..
رن هاتف بجانبها لترى انه هاتف ام شهد نسيته من ارتباكها و قلقها لترد بعد رؤية اسم الشموس/الوه
على الطرف الآخر خافت من نبرتها الباكيه/انتي من؟!
حاولت عدم البكاء/انا هند صالح..
سألت بقلق/هند وين عمتي عن جوالها؟!
تحدثت بألم/فالمستشفى..
خافت الشموس/ليه عسى ماشر؟!
سكتت قليلا لتأخذ نفساً فهي تشعر بالذنب/شهد اجهضت.. و هي راحت لها من شوي و انا جالسه عند اخوي بالبيت،
لم تصدق ما سمعته/شهد كانت حامل؟!! طيب ماتدرين اي مستشفى..
اخبرتها بما قاله والدها فقط و انهت المكالمه..،
.
.
.
.
خرجت من غرفتها مستعجله و أحدثت ضجه خفيفه اثناء خروجها كفيله بأن يستيقظ لها أدهم وهو متفاجئ بلبسها و نيتها للخروج هذا الوقت وهو ينظر لساعته التي أمامه/الشموس وين رايحه من الصبح بدري!
لبست شالها على عجله وهي تجيبه/يقولون شهد سقطت..كلمت السايق يجهز السياره بروح لها عمتي هند تعبانه و ماظن تتحمل تقعد عندها
ترك مكانه لينهض بخفه/خليك هنا بغير و اوديك أنا.. كلمي السايق يرجع السياره لمكانها..
فرحت بمبادرته/استعجل بس انتبه لا تصحي راكان معك.
إلتفت إليها وهو عند باب الغرفه/تعالي جهزي لي ملابسي، علشان اخلص لك بسرعه
تركت عبائتها و لحقت به بهدوء/ااشش لا يصحى ركون و اتورط به
ابتسم/ماعليك.. اذا صحى باخذه معي و بريحك منه..
اخرجت ملابسه وهي تتقدم له بها/مشكور على خدماتك يا احلى أب ممكن تستعجل شوي حبيبي!؟!
خلع فانيلته و ألقاها ليأخذ منها المنشفه فقط و يدخل دورة المياه..،
لحقت به لتذكره/أدهم استعجل الله يخليك..
توقف و إلتفت إليها بعدما فتح باب الحمام/تعالي ادخلي معي احسن
تخصرت وهي تحاول ان تهمس بصوتها/إذا ناوي تتأخر علمني علشان اطلع مع السايق ابرك..
صغر عينيه وهو يحاول استفزازها/لا تحديني اسفر السواقين كلهم!!
تركت ما بيدها له و خرجت/انتظرك بالمكتب اتمنى تخلص قبل الظهر.
ابتسم وهو يراها تخرج غاضبه، ليدخل الحمام بسرعه.. هل تظن ان طلباتها و شروطها عليه سيمررها بدون ثمن؟!!
.
.
.
.
دخلت مكتبها بعدما سلمت غريبه وظيفتها الجديدة، أصرت عليها ان تعمل حتى و ان لم تنتهي قضيتها بالمحكمه..،
جلست خلف مكتبها منهكه من قلبها، منهكه من تفكيرها الذي عجزت قوالب اللغه عن إستيعابه و صياغته ..
حتى الشموس لا تستطيع ان تخبرها بما تمر به بعدما قالته البارحه، ماهذا الجحيم الذي وضعها وليد فيه وحيده!
لم تكن تشك للحظه واحده أنه سيعذبها بقية حياتها،
. للأسف جعلها تكفر به وتؤمن أنها أحبته أكثر مما ينبغي....
لا أحد يشعر بمرارة ما تمر به.. لا أحد.
ما أقبح الخذلان و ما أوجع الخيانه.
.
.
.
.
دخل إدارة المستشفى وهو يرفع طرفي شماغه للأعلى فما حدث شيء خارج القانون.. كيف يتم إجهاض حمل لا يشكو من عله طبيه مبرره؟!!
و زوجته هنالك منهاره ما جعله ينشغل بها عن شهد..!
فتح باب مدير المستشفى بدون استأذان ليرى اجتماعا، تجاهله وهو يسألهم/ووين المدير؟!
وقف من بينهم وهو يستنكر دخوله هكذا/نعم اخوي فيه مشكله..؟!!
تحدث صالح بنبرة غاضبه/فيه مشكله ماهي مشاكل..
إلتفت إلى موظفيه/اوكي روحوا انتم و نكمل اجتماعنا بعدين..
خرج الجميع و جلس المدير وهو يطلب من صالح الجلوس/تفضل يا اخ
تحدث وهو مازال واقفاً /ما فيه مجال للجلوس يا دكتور، ممكن اعرف كيف ومن متى تتم عندكم عمليات الإجهاض بدوون سبب طبي؟!
استغرب حديثه/من انت؟ ومن قال هالكلام؟!
رد وهو مازال يحترق على زوجته و ابنتها الحزينه/انا المحامي صالح.. بنتي تعرضت لعملية اجهاض بمستشفاكم اليوم.. اقسم اني ما راح اتنازل عن حق اهلي منكم.. وراح احاكمكم و اخذ حكم تشهير و غرامه فوق إغلاق المنشأه..
خاف وهو يتذكر مصدر رزقه/يا رجل إهدأ وخلنا نتفاهم انا اول مره ادري باللي قلت لك.. لحظه اتصل بقسم التوليد..
اخذ سماعة الهاتف وهو يتصل بسرعه بذلك القسم/ألووه.. اعطيني الدكتوره احلام بسرعه... لااا قلها تترك اللي بيدها وتكلمني بسررعه الموضوع مهم
إلتفت لصالح/اسم المريضه لو سمحت استاذ صالح؟!
.
.
.
.
على سرير التنويم تستلقي ودموعها تنسكب بعد الذي تعرضت له قبل قليل.. تجاوزت كل عقباتها الداخليه... تجاهلت كل نداءات قلبها..
لن تنسى صرخات إحداهن.. وهي تبكي فقد جنينها الميت و كأن صوتها كألة تفتيت الصخور وهي تدك قلبها و تحاول ان تنعش إحساسها الميت..!!
و لكن ما يموت لا يعود للحياة مرة أخرى.....،
كانت تحاول ان تتحضر نفسياً لخوض هذه التجربه المريره.. و لكن حينما سمعت صراخ احداهن و بكاء الأخرى بدأ الضعف يتسلل إلى قلبها.. وهي ترى الممرضه ترتب الملاقط والمقصات و ما إلى ذلك..
حاولت المضي لهذه العمليه بإغماض عينيها...حتى سمعت خطوات الممرضه تقترب منها لتفتح عينيها وهي تراها تحقن إبرة في كيس السيروم المعلق لتسألها بخوف وعين لامعه/وش هذا؟!
تحدثت تلك بإبتسامه/هذا عشان يسوي طلق بسييط ممكن هذا بيبي ينزل بدون مشكله
فتحت عينيها على إتساعها، لتنزع الإبره بعنف من ظهر كفها لتصرخ من ألم نزع الإبره، وهي تعترض/لا لا
استغربت الممرضه وهي تراها تحاول النزول من كرسي الولاده/مدام ليه يسوي كذاا؟!!
صرخت وهي تنادي الطبيبه/لا تلمسيني مابي انزل شيء
الممرضه بحزن/بس مدام بيبي موت.. انتي في اخذ دواء دكتوره قبل يومين صح؟!
تذكرت ذلك الدواء الذي طلبت منها الطبيبه استخدامه إذا ارادت ان تجهض، ولكنها اخبرتها انه مقويات لها.. ولا تخص الجنين..!!!
حسناً هي من أرادت الإجهاض ولكن كان على الطبيبه ان تكون واضحة معها/نااادي الدكتوره بسررعه ناديهاا
طرقت الباب وهي تنادي من خلف باب غرفة الولاده/نيررس!!
فتحت الممرضه وهي غاضبه/مدام ممنوع دخوول
دفعتها الشموس وهي تدخل متجاهله المنع/وين شهد حسين؟!
كانت تستلقي مكانها و دم يدها يلطخ السرير و لبسها الزهري.. لمحت دخول الشموس و لكن لم يعد بها قوه، شعرت انها تبذل مجهوداً نفسياً وجسديا منذ أيام بلا فائده، لتناديها بصوت ضعيف/الشموس...
اقتربت منها وهي مرعوبه من منظر الدم.. غطتها جيداً وهي تمسك بيدها و تقترب من رأسها خائفه/وش سوولك هنا يا بنت؟! وش سبب التسقيط لا يكون تعبتي نفسك بس
ابتسمت للشموس ثم غابت عن الوعي اثر نزيفها و معاركها الداخليه..، شعرت ان روحها تسحب من بين جنبات ضلوعها.. يترائى لها وجه تركي الباسم لتبتسم وهي تغلق عينيها...!
خافت الشموس وهي تراها تفقد وعيها بين يديها لتصرخ بالممرضه التي ذهبت مسرعه تنادي الاطباء، اما الشموس فأخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بأدهم وهي تتحدث بنبره باكيه/أدهم خلهم يجهزون الإسعاف لازم ننقلها غير هالمستشفى تكفى
على الطرف الآخر/الشموس وش صاير للبنت؟! ليه نوديها مستشفى ثاني؟!
بنفس بكائها/البنت بتعبانه و ما شفت عنايه تمريضيه و القسم مافيه اطباء، ما راح انتظر اخسرها مثلما خسرت جنينها.. بسرعه حبيبي..
،
خارج القسم..
اغلق هاتفه منها ليجري اتصالاته وهو يذهب للإستقبال.. إضطر لإستئجار سيارة إسعاف لتنقلها..
كان كل ذلك خلال عشر دقائق... حتى عاود الاتصال بها وهو يدخل مع المسعفين والممرضه التي ساعدتها..
ركبت معها في سيارة الإسعاف وهي تبكي على حالة شهد مع إصفرار لونها المفاجئ!!
وضعت يدها بطنها بخوف الفقد.. ليس هنالك ارعب من هذه الفكره بمخيلتها الآن.. كان الله في عون شهد..
.
.
.
.
.
.
في غرفة الطوارئ بعدما استعادة وعيها أخيراً، جلست وهي تتحسس رأسها و ترى زوجها يقف أمامها و يتحدث بالهاتف بإهتمام.. تراه يبدو غير قلق وهو يرد على المتصل/اهم شيء صحتها صارت بخير... مشكوور انت والشموس والله انكم فكيتوا ازمه..
تحدثت و هي تحاول ان تنزل لا تعلم كم لبثت/صالح وين بنتي؟! ودني لها تكفى بشوفها
ابتسم وهو يعيدها لتجلس مكانها/ارتااحي شووي.. تعبتي و جلست معك كم ساعه.. اما شهد لا تخافين عليها معها الشموس و أدهم اخذوها لمستشفى ثاني..
إزداد قلقها/لمستشفى ثااني!! ليه شفيها بنتي يا صالح ليه ياخذونها من هنا
احتضن اناملها بكفه وهو يحاول تهدأتها/هاللحين بنروح و نتطمن عليها، قلتلك الشموس معها لا تخافين..
.
.
..
مازالت لا تفهم حقيقة ما حدث لشهد!
هي بخير الآن واستعادت وعيها و ما زالت صامته!!
دخلت الطبيبه مبتسمه/هاه ان شاء الله صرتي احسن يا شهد.؟
لم ترد لترد عنها الشموس/صارت احسن بس الظاهر مرهقه..
جلست وهي تطلب من الممرضه وضع الجل على بطن شهد/بس باقي نشوف السونار وش يقول و بعدها نقرر اذا تروح بيتها ترتاح او تقعد عندنا..
بدأ قلق الشموس وهي ترى برود ردة فعل شهد تبدو بلا روح!!/سونار!
بدأت الطبيبه بتمرير جهاز السونار على بطنها للحظات ثم تحدثت بما تراه/ما شاء الله كل الامور بخير ووضع الجنين ممتاز.. مستغربه كيف شخصوا حالتك هناك!
ما زالت صامته لتثير شكوك الشموس التي تسأل بدورها الطبيبه/سمعينا النبض لو سمحتي
استجابت لها وهي ترفع صوته/نبضه طبيعي جدا لجنين بحجمه..
ابتلعت تلك الغصه وهي تسمع صوت جنينها ولكنها لم تلتفت للشاشه التي بجانبها،.. لم تحاول يوما ان تطلب سماع صوت نبضه ولكن الشموس بهذا الطلب تضعفها..
انتهت الطبيبه من عملها و خرجت، لتتوجه الشموس بالحديث لها/سببتي لأمك رعب الله يهديك..
تذكرتها لتسأل أخيراً /وينها؟!
الشموس/جاتك بهذاك المستوصف لكن تعبت و انهارت وقت ما ظنت انك سقطتي.. وحاليا هي بخير و جايه لهنا بالطريق و طلبتها تجيب لك ملابس و عبايه..
مسحت دمعتها التي انسكبت وهي تفكر بما حدث"
سألتها بفضول فهي تشك بما حدث/انتي ماتبين هالحمل صح؟.. جاوبي بصراحة انا اختك يا شهد
تحدثت تلك بنبرة موجعه/كنت ناويه اتخلص منه بس ضعفت باللحظه الاخيره، فقدت شجاعتي
كانت متأكده من ذلك/يعني غيرتي رأيك؟!
صمتت بحزن وهي تنوي عدم الإحتفاظ به..
ألحت بسؤالها فهي كأختها و نايف يهمها ان يكون له ولد/افهم انك حابه تولدينه؟!
تذكرت تركي و حرقة مقتله/أنا خذلتني قوتي هالمره و تراجعت عن العمليه، لكنها ما زالت تدور براسي.. انا مابي نايف يالشموس و مابي أي ذكرى منه..
حزنت الشموس/لهالدرجه كرهتيه؟! و انا اللي كنت اظنك تحبينه!!
نطقت بألم/على قدر حجم الحب يصير الخذلان اضعاف يالشموس... كل شيء ينتعوض إلا اخوي ماله عوض لو كيف ما يكون.
ابتسمت الشموس بحزن/غريبه، انا رغم زعلي من أدهم وكل اللي صار بيننا و رغم هجري له و طلبي للطلاق منه مافكرت أبداً أنتقم منه باجهاض حملي.. لأني معتبرته شيء لي أنا مثلما له هو.. حرقتي على فقده بتكون اكثر و اكبر من غضبي من ابوه... اقصى شيء سويته اني للآن ماقلت له عن حملي الثاني وناويه اقوله قريب خلاص
بكت/انتي قويه يالشموس اهنيك على نفسك.
ابتسمت/و انتي اقوى بعد.. الجنين حق لك، المفروض تشوفينه كغنيمة حرب انتي الرابحه فيها مو كإبن لعدوك.. فكري فيه و انسي ان له أب جارحك.. لا تفكرين بنايف.
ابتسمت لها أخيراً /اخر شخص توقعته بيقول لي انسي نايف هو انتي..!!
عبست وهي تحاول ان تخرجها من حالتها النفسيه/بلاك ماتدرين اني مخاصمته من زمان و ما اكلمه.. اوكي صحيح هو اخوي بس أنا ما احب الخطأ و لازم يدفع ثمن اخطاءه..انا ماني عمياء يا شهد، لو أدهم سوى سوات اخوي ما سامحته.
سكتت وهي تشعر بتحسن بعد فضفضتها مع الشموس، وتتبسم وهي تتذكر انها حامل، لتنطق بدهشه/من جدك حامل و محد يدري للآن؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تتبسم/اي نعم و بولد قبلك بعد. دعوااتك تكون بنوته.
تنهدت بإبتسامتها/الله يرزقك بما تتمنين..
بإبتسامة سعاده/اميين.. المهم قبل انسى، موضوع الإجهاض خليه بيني و بينك و اي شيء تقررينه انا معك فيه، بس طلبتك لا تسوين شيء لحالك.. شهود ترى انتي مثل خواتي ليال و نيفو و اميره، اللي يوجعك يوجعني و اللي يفرحك يفرحني فاهمه يا شهود؟
امسكت بيدها التي تعانق أناملها بإمتنان/مادري وش اقولك والله، بس احبك والله
فرحت وهي تراها تتفاعل معها/و انا بعد احبك.. يلا شدي حيلك و تجاوزي هاللي تمرين فيه، و تذكري مافي شيء يستاهل ضيقتك و لا زعلك.
صمتت ممتنه لهذا اليوم الذي جعلها تسمع ما يجعلها تشعر بالأمل.. مشاركة الشموس لها أعادت لها جزء من نبضها، أحياناً لا نريد من أحد شيء سوا ان نشعر أنه يقف إلى جانبنا، ويشعر بنا... مشاركة أحاسيس و تضميدة قلب لا أكثر ولكنها تصنع فارق.
.
.
.
خرج من عمله متجهاً لأخذها كما طلبه أدهم..،بصمت يطرق سيارته ماعدا صوت مذيع الراديو..
توقف عند المكان المطلوب، هنا مكان الوقف و لكن كيف سيتواصل معها لتخرج له الآن؟!!
أخرج هاتفه وهو يقرر الإتصال بأدهم ليخبرها ان تخرج فهو بالتأكيد يعرف رقم هاتفها..،
.
.
منذ تلقت إتصال أدهم وهي مرتبكه، شعور التوتر لا تستطيع التغلب عليه فالذي سيأخذها هو سيف وليس أدهم...،
خرجت من مكتبها بعدما اتصلت بليال واستأذنت منها..، كانت على علم بأن مواعيد قضيتها لم تنتهي بعد لذلك عذرتها...،
وصلت لسيارته وهي تسمي بالله و تركب و تغلق الباب هدوء/السلام عليكم.
لم يلتفت فقط حرك السياره/وعليكم السلام..
إلتزمت الصمت وهي تلاحظ جرح وجهه مازال لم يلتأم بعد، شعرت بلؤمها للحظه ولكن هو يستحق ذلك حينها لم تكن تعلم من هو...،
تحدث وهو يلعن إرتباكه الذي يداهمه هذه اللحظه/ترى بنروح المستشفى علشان تسوين تحليل
كتمت ضحكتها، هل يظن انها ستخرج معه بدون ان تدري عن وجهتها/أدري.
شعر بالغباء للحظه/خفت يعني تكونين ناسيه لوين بنروح.
استغربت/يعني اكيد رايحين مشوار يخص القضيه.
قرر الصمت أفضل له من هذا الهراء الذي يقول..،
أنبت نفسها كثيرآ ليس من الجيد الرد عليه بهكذا رد، شعرت للحظه بأنها عديمة حياء..!
.
.
.
.
انتهى من جلسته العلاجيه الأولى و خرج من المركز.. تمنى لو أنه أنجز فترته العلاجيه الأولى و لم يقطعها، إزداد العبء على ظهره الذي لم يكن مستعداً كل الاستعداد لكثرة الحركه التي تعرض لها حينما عاد للرياض..،
شعر للحظه أنه يحمل أطنانا من الحجاره على ظهره،
رفع هاتفه وهو يريد الإتصال بوليد و لكنه رأى رسالته، و استغرب انه اعتذر عن موعد الغداء الذي اقترحه..
اغلق هاتفه وهو ينوي إحتساء فنجان قهوته و من ثم العوده إلى الفندق طلباً للراحه...،
الجو لاسع البروده و ماطر بشكل خفيف... دخل في احد المقاهي التي تعج بمرتاديها..
طلب ما يريده من النادل و جلس ينتظر وهو يلتهي بهاتفه بين يديه، يفكر كيف لأدهم ان يتحمل كل شيء لوحده دون ان يتذمر.. اتصل به صباحاً و طلب منه ان لا يفكر بأمور العمل و ان يظل هنا حتى يشعر بتحسن..
من الجميل انه لم يستفسر اكثر عن تفاصيل ما يمر به...
يعجبه إتزان أدهم و صبره،
رفع بصره من هاتفه بتنهيده ليرى مالم يصدقه، هنالك يجلس وليد مع إحداهن وتبدو أجنبيه..!
لم يصدق ما يراه، هل اعتذر عنه ليقابل إمرأه؟!!!
حاول ان يهدأ  و لكنه يرى يدها تمتد لأنامله على الطاوله..!! كان صامتاً وهي من تتحدث!
للحظه شعر بغضب و هو يرى وليد يماطل في العوده و يخترع الحجج لتأخير زواجه من ليال وهو في المقابل هنا مع غيرها..!!!
قرر ان يترك المكان قبل ان ينتبه له وليد و يتعرض للحرج، ذلك لن يكون في صالحهما.. لن يتركه سيريه ماذا سيفعل به..
استقل سيارته وهو منفعل و غاضب،
تذكر تركي لحظتها، لو انه لم يتسرع في الحكم عليه لما تركته شهد ولما افترقا... هو فعلاً في حيرة من أمره..
سبق و ان دفع فاتورة تسرعه السابق..
لذلك سيتراجع عما فكر به و لن يحكم بما رآه، لعل هنالك شيء يدور في كواليس هذا اللقاء..
لو علمت ليال ستقيم الدنيا و لن تقعدها، و لكنه لن يخبرها بشيء، ما أدراه ما لقصه!
لن يظلم وليد بالحكم عليه فوراً،
.
.
.
.
.
.
بالعوده لذلك المقهى..،
فهم ما ترمي إليه زميلته، ما دعاه ان يصدم بصراحتها معه وهي تمسك بيده، الزواج لم يعد مطلباً له..،
رغم كل شيء ما زالت هذه الطبيبه تطوق عنقه بما تعرفه و ما تريده منه!
تحدثت وهي تراه يلتزم صمته بعد الذي صرحت به/لماذا تصمت؟! اعرف ان صراحتي ربما ستصدمك و لكن انا لا اتقن التلميح و انت لا تفكر بشيء آخر!
ما زال ينظر إليها ويحاول ان يجد رداً /ريتا دعينا نؤجل الموضوع قليلاً... ما زلت عالقاً في الماضي.
ابتسمت/و لكن لا يسعك ان تظل تفكر بشيء مضى و انتهى..!اعرف انك وحيد بما فيه الكفايه و  انا أريد ان ابقى بجانبك.. مالمانع؟!
اطلق تنهيدته وهو يصد للجهة الأخرى و يفكر بما تقوله، هي تحاول ان تحيط به من كل الجهات، ولكن أمر الزواج لم يعد واردا في قاموسه... هي بلا شك تضغط عليه... تضغط كثيراً.
.
.
.
.
.
عادت ليلاً بعدما إطمئنت على شهد.. جلست لترتاح على أقرب أريكة متسائله لماذا لم يتصل بها أدهم قد تركها مع عمتها و شهد بالمستشفى و ذهب لأعماله..،
في الجانب الآخر من الصاله الكبيره لمحت ليال تدخل من الحديقه برفقة غريبه ويتضح الإنسجام
، عجيب فاختها محدودة الصداقات ولا تختلط بأحد بسهوله، مازالت تتفاجىء من اختها منذ قبولها الزواج بوليد و تصرفاتها معه..
تعبت كثيراً اليوم، وقفت وهي تشد خطواتها إلى غرفتها لتنام و لكن نادتها ليال لتقف تنتظرها/..
اقتربت ليال بلهفه/هاه وش صار؟! شهد بخير
بإبتسامه طفيفه/الحمدلله، عدت على خير..
غريبه بإبتسامه/الحمدلله على سلامتها
الشموس/الله يسلمك غريبه... اسفه انشغلت ونسيت وعدي لك بالوظيفه..
غريبه بابتسامه تتسع/و لا يهمك حتى أنا نسيت إلين ذكرتني اختك ليال و ماقصرت معي وظفتني عندها.. ان شاء الله ما اسود وجوهكم عاد
ليال بسعاده/متأكده انك بالمكان المناسب لا تقلقين
إلتفتت إلى اختها بإبتسامه، لم تتغير ليال رغم كل ما مرت به، مازالت تمارس ما تراه صحيحاً بدون أي تأثر/اي احد تثق فيه ليال معناته كفو الثقه.. مبروك الوظيفه يا غريبه.. بس ما قلتي شصار عالموعد اليوم
بقلق/عرفت من المحامي ان استاذ أدهم طلب منه الطعن بنسبي لأهلي، ما كنت اظن ان الامور بتوصل لهالدرجه، رحت اسوي تحليل الdna..
استغربت طلب أدهم و تدخله في عمل المحامي، و لكن لم تعلق على هذا التدخل، لترد بهدوء/لا تخافين، أدهم رجل قانون قبل كل شيء، اكيد ما يقدم على خطوه إلا حاسب حسابها،
ليال بتخمين/اتوقع يبي يكسب وقت لا غير
شعرت غريبه بقلقها يعاودها فما زالت خائفه من نتيجة ذلك التحليل الذي سيحدد ملامح مستقبلها بعد الله/الله ييسر الامور.
تلفتت تبحث عنه و لم تراه/وين ركون؟!
ابتسمت ليال/جاء أدهم و اخذه للغرفه اعتقد ناموا و اميره زعلت و راحت تنام هي الثانيه كانت تبي تسهر
استغربت فهي لم تنتبه لسيارته في الخارج/طيب انا بعد رايحه أنام، تصبحون على خير
كلاهما/وانتي من اهله.
تسائلت بفضول/شهد تقرب لكم مره
ليال/بنت عمتي وزوجة اخوي نايف.. تعالي بس نسوي قهوة نسهر شوي
بابتسامه/يلا
.
.
.
.
.
دخلت جناحها لترى اريكته مرتبه، اتجهت للغرفه لتتفاجئ بأدهم ينام بصحبة راكان على السرير،
وقفت متفرجه للحظات وهي ترى راكان يتوسد ذراع أبيه...، للحظه شعرت بلؤمها وهي تبتعد عنه في الفتره الماضيه،
تذكرت مافعله اليوم تركها و ذهب بدون ان يخبرها و من ثم لم يرد على إتصالاتها، هو أحياناً يقلقها بتصرفاته المزاجيه معها. كيف يلح ان يأخذها بسيارته صباحاً ثم يتجاهلها ليلاً؟!
اقتربت للسرير لتأخذ راكان لسريره و تغطيه جيداً عن البرد..
أعادت نظرها المرهق لأدهم وهو يغط في نوم عميق في السرير الذي كان يوما ما يجمعهما، كانت حريصه ان يكون مكاناً خاصاً جداً لهما بعيدا عن اي حديث و عن اي  عتب و عن أي شيء من منغصات الحياة، كان المكان المحرم..
و لكن الآن هو عبارة عن محطه مهجوره تعج بالذكريات.. ذكريات موجعه للقلب و آسرة للروح..
تركته متجهه لدورة المياه، لحظة إستحمام دافئ قبل الذهاب للنوم لعلها تنام و ترتاح من التعمق في تفكيرها الذاتي، عليها تجاوز المرحله، التجاوز فقط.
انتهت من استحمامها وهاهي تجفف نفسها أمام المرآة وتحدق في ملامحها، عينيها تشكو جفائها وتطلب الرحمه، شفتيها لم تعد قادره على كل ذلك الكم الهائل من الصمت..!
انتهت من ذلك لتخرج بالبيجامه الحريريه اللحميه و تتجه لخارج الغرفه بعدما وضعت لمسة عطر خفيف..؛
حاولت النوم إستلقت للنعاس بكل شوق، لتغمض عينيها، و لكن ما حدث اليوم لشهد و ما سمعته منها يمر أمامها، شهد ذاقت الوجع و لم تستطيع الخلاص منه لدرجة أنها فكرت في إسقاط جنينها،.. بينما هي لم تفكر بذلك بل حرصت في ظل كل شيء حدث بينها و بين أدهم ان تحمل منه، كانت تريد ذلك و حصلت عليه!!!
ان تغضب منه شيء و أن تتخلى عن طفله منه شيء آخر.
لا يجوز الخلط بينهما، رغم انها تعرف مدى الألم الذي ينهش قلب شهد و لكن عليها ان تفكر بنفسها و ان تقتنع ان الطفل حق لها، فليس لرجل ضعيف حق الأبوه..
اطلقت تنهيدتها وهي تتوجع لنايف الذي قست عليه كثيراً، تعترف بينها وبين نفسها انها تجور عليه و لكن ذلك بصالحه هي متأكده من ذلك...قد كبر و عليه ان يعرف انه تجاوز الطبطبه و المداراه منها كطفل صغير او مراهق طائش..،
.
.
.
طرقت الباب قبل ان تدخل و لكنها لم تسمع رداً، تعرف انها غاضبه منها رغم مافعلته بها البارحه و اهتمامها بها حينما عادت من المستشفى..
فتحت الباب و دخلت لتراها شبه جالسه على سريرها و تلتهي بجوالها بين أناملها/يعني صاحيه و ما تكلمتي!
ردت بدون ان تلتفت إليها/مابي اتكلم مع احد.
ابتسمت وهي تقترب من سريرها وتجلس بالقرب منها، تعرف انها غاضبه منها/ما راح ألومك لو زعلتي مني.. انا نفسي ماني طايقتها.
لم ترد، ظلت تلتهي بجوالها بصمت/....
إلتمعت عينيها بحزن/مافيني خير لأحد.. أحس اني بلا هدف، خفت أجيب ولد او بنت و أفشل بتربيتهم،.. أحيانا الكراهيه مرض ماينشفى منه و يأثر على الشخص طول عمره.. حبيت اتخلص من هالكراهيه اللي بداخلي، قلت بنزله و برتاح بس ما قدرت.. ما قدرت!
حزنت على حالها وهي تسمع لفضفضتها، حديثها هذا يدل على حالة إكتئاب مابعد الصدمه و لكنها لا تشعر، ردت بهدوء/لأن الحب داخلك طاغي على الكراهيه.. انتي اللي داخلك ماهي كراهيه، اللي داخلك مجرد تعب و جرح عابر.. يجوز يكون قوي لكنه بالنهايه عابر.
نزلت دمعتها الحزينه/أنا سيئه وضعيفه، عمري ماكنت بهالضعف حتى وقت ما ضغط علي ابوي و حتى لما كنت اعيش عذاب أمي معه؟! كنت اشوف انه بكرا بيتغير الوضع و بكرا الحال يتعدل... كنت دايماً اشوف بصيص أمل داخل العتمه.
فرحت/افهم انك ممكن تتراجعين عن ترك نايف؟!
هزت رأسها بالنفي/إطلاقاً.. وهذا أضعف الإيمان.
خافت/و الجنين وش قررتي
ابتسمت لإهتمامها و نسيانها لغضبها/الجنين أمره بيد اللي خالقه، اذا الله كاتبه لي بحتفظ فيه و بسميه تركي ان شاء الله..
ابتسمت أخيراً لتنطق بحماس/و إذا بنت؟!
أحبت ابتسامتها الحماسيه/إذا بنت بسميها هند وخليها تصير مملكة هند بهالبيت..
مدت شفتيها/لا عاااد كذا كثييير، اجل ان شاء الله يجي ولد ونشوف تركي راجع حسه بهالبيت من جديد
دمعت رغم ابتسامتها، فالراحل لا يعود أبداً و عليها أن تعتاد...و تتجاوز.
.
.
.
.
خرج من غرفته وهو يبحث عنها، ليراها تحتسي قهوتها على أريكته التي إعتاد النوم عليها و تلتحف بغطاءه، ليبتسم/اخذتي دوري البارح
رفعت عينيها له/ماحبيت ازعجك بنومك
جلس على الكرسي المنفرد وهو يمد ساقيه على الطاوله أمامه و يراقبها بصمت كمن يراها لأول مره..!
لم تعيره انتباها عادت ترتشف من كوب قهوتها بصمت، و هي تفكر كيف تخبره...
إسترق النظر لها وهي تلتهي بقهوتها/متى جيتي البارح ماحسيت بك؟!
عادت لتلتفت إليه/لو جيت تاخذني بدال السايق كان عرفت، مو فالصبح تبي تسفره و بالليل تغير رايك!
ابتسم بفتور/انتي محد يقدر يجاريك بالعتب و اللوم! سألتك سؤال صغير جاوبي على قده، و الا لازم فلسفتك يعني..!
ابتسمت/اوكي شطب عالعتب و اللوم بعد هاليوم.. كله و لا زعلك من الصبح.
رفع حاجبه متعجبا من برودها وهي تبتسم هكذا رفم غضبه/انتي وش فيك اليوم بالضبط؟!
حاولت ان ترتب ما ستقوله/أدهم ممكن تهدي شوي؟! لأن عندي لك موضوع مهم، لازم اقوله، بس بهالتوتر هذا انسى.
صمت قليلاً وهو يصد عنها ليرتب انفاسه ثم عاد لينظر إليها/هدينا.. وش موضوعك المهم هذا؟!
ترددت في إخباره مجدداً /تبي قهوة و الا فطور أول؟!
رن هاتفه الذي بيده ليغلقه ثم رفع حاجبه/ابي موضوعك المهم، قولي يلا اسمعك
تنهدت وهي ترى نظراته الغاضبه/شوف من المتصل عالصبح يمكن شيء مهم!
اعتدل في جلسته وهو يتسائل/انتي مو تقولين موضوعك مهم؟!! اوكي تكلمي واتركي كل شيء، انتي اهم بالنسبه لي من اي اتصال و من أي شيء.
لا تعرف لماذا قلقت بعد الذي قاله/أدهم أنا قبل فتره.. كذبت عليك بشغله.. بس كنت مضطره انت ماخليت لي مجال
استغرب/وش هالشيء اللي يخليك تضطرين تكذبين؟! اللي اعرفه هو انك ما تخافين!
تذكرت تلك الليله بإختناق/اخر ليله قبل اترك البيت تذكرها؟!
عاد لهدوءه مره أخرى، هي تحاول فقط نبش الوجع/اي اتذكرها وللأمانه ماني ندمان عاللي سويته..
ردت بهدوء مصطنع/ما اقدر اخفيك انها كانت اصعب ليله مرت بحياتي..!!
شعر بالحرقه بعد إعترافها بنفورها منه/تطمني ما راح تنعاد.. النفس لها كرامه مهما حبت.
شعرت بالإختناق اكثر فهو لم يفهمها/وقتها انت ما كنت ناوي تسوي شيء او حتى تتنازل و تغفر لين قلت لك اني حامل، فجأه انقلب عبوسك لإبتسامات و فجأه صرت تطالب بحق المبيت و حق العشره... تذكر؟!
تأفف من ذكرها لتفاصيل تقتله كلما يتذكرها/وقتها كنتي كذابه.. ليه ما ذكرتي هالشيء؟!  ليه ما لقيتي لك كذبه غير الحمل!!
إلتمعت عينيها وهي تهز رأسها بنفي قاطع/ماكانت كذبه، أنا فعلاً حامل.. لكن اضطريت اكذب الحمل بعد اللي صار هذيك الليله، خليتني أكره نفسي..
وقف غاضبا وهو يعقد حاجبيه/بسسك كذب يرحم والديك، كلما بغيتي تنقذين نفسك قلتي انك حامل!!
ابعدت الروب عن بطنها لتريه حجمه الصغير/اقسم لك إني حامل و ببداية الشهر الرابع.. ارتحت؟!
شعر بحرارة الدمع في عينيه وهو يشعر بغباءه أمامها، كيف تلاعبت به؟! كيف كذبت حتى صدقها؟!..
هز رأسه بمسايره و ترك المكتب ليعود للغرفه..
خافت من صمته، لعله غضب!!، و لكن ماهي إلا لحظات لتراه يخرج بثوبه و مرتبا لشماغه على رأسه، ليمر بجانبها مرور الكرام وهو ينوي الخروج بصمت....،
وقفت مستغربه تصرفه/أدهم وين رايح؟! ما افطرت!
وقف عند الباب وهو يرتدي نظارته السوداء قبل الخروج ليلتفت إليها/عندي شغل...
لحقت به وهي تناديه/أدهم.. عمتي جايه اليوم لازم ترجع بدري.
نظر إليها ثم خرج مستعجل/طيب
ظلت واقفه مكانها مستغربه لردة فعله الغريبه، لم يعلق و لم حتى يبين غضبه او فرحته، لم يبين أية مشاعر!!!
جلست متوتره وهي تفكر به و بما سيفعل؟! كيف اجتاحه البرود فجأه..؟!
.
.
.
.
.
.
وضعت حقيبتها جانباً وهي تجلس و تسأل سكرتيرتها/عايشه وين عزه من كم يوم ما مرت علي!!
قدمت لها ملفا طلبته منها/المسكينه امها تعبانه ومحد عندها غيرها..
استغربت انها لم تخبرها/من وقع على إجازتها.
عائشه/فالحقيقه هي ماتصلت حتى تستأذن.. بس أنا استفقدتها واتصلت فيها و قالت ان حالتها حاله وماقدرت تفكر بشيء، الله يشفي أمها.
خافت/طيب عايشه روحي شوفي شغلك.
إلتقطت هاتفها وهي تبحث عن اسم "عزه" لتتصل بها..
.
.
.
.
.
دخلت وهي تحمل أحد اطفالها و من خلفها الخادمه تحمل الآخر و تأمرها/اتركي غنى و روحي جيبي شنطتهم من السياره
رأتها وهي قادمه من المطبخ لتتسع إبتسامتها/لا لا من جاااينا ام سلوووم ووعيالها يا هلااا
ابتسمت هي الاخرى وهي تسلم على ام رواد التي التقطت سلمان من يدها/اشتقت لك خالتي شلونك
احتضنت سلمان بشوق وهي تشمه/انا بخير بشوفتكم، يا بنتي لعاد تبطين عني
تلفتت وهي تبحث عن احدهم/حبيبتي خالتي..وين البقيه؟!
اتجهت للصغيره الاخرى و جلست بجانبها/الشموس بالمطبخ تحوس تبي تسوي كيكه و راكان عذبها بالمطبخ، و ليال للحين مارجعت اما اخوانك الصغار من رجعوا من مدرستهم نايمين، شوي ويصحون
اتسعت عينيها بحماس/بروح للشموس بالمطبخ اشتقتلها و لركون.
.
انتهت من صب خليط الكعك في قالبه و من ثم اتجهت للفرن لتضعه فيه وهي غاضبه من راكان الذي يتتبعها/ركوون ابعد عني لا تحترق يا ملقوف.
صوت من الطرف الاخر ينادي/ركون تعال عندي حبيبي
اغلقت الفرن وهي تلتفت بإبتسامتها لصاحبة الصوت/نيفوو يا مرحبا و الله.. اخيرا يا بنت
اتجهت لهابشوق و عانقتها/اشتقتلك قسم بالله اشتقتلكم كلكم.
لاحظت صحتها افضل بكثير مما كانت عليه لتبتسم بدمعه/ما شاء الله يا نيفو صايره تجننين، كبرتي يا نونو
ضحكت وهي تشعر بمبالغتها/الشموس محسستني من زمان عنكم ترى مالي شهر
شدتها من خدها/شهرر كثييير وانتي عندي بالرياض اتقي الله بقلبي
غمزت لها/يعني مثلك عارفه ابوسلمان ما يخليني و هه
صغرت عينيها وهي تذهب لتجهز طبقها الآخر/ابو سلمان بكلمه تجيبينه و بكلمه تودينه لكنك تبين تكونين لاصقه فيه... خلي عنك الدلع و الحجج الواهيه با بنت ابوي
انفجرت ضاحكه/اااه مشكلتي قصتي مفضوحه عند اهلي..
ضحكت هي الأخرى وهي تعلم كل شيء/يازين هالقصه الحلوه.. خلي عنك، اهم شيء انك مبسوطه معه يا قلبي.  الباقي مو مهم
خفتت ابتسامتها ونبرتها قليلاً وهي تسمع هذا الحديث من اختها/غريبه، كنتي اكثر المعارضين بشده، كيف تسامحتي مع الوضع؟
تركت ما بيدها وهي تلتفت إليها بشعور لا تستطيع تفسيره، فقط هو شعور عميق بالراحه والتسامح مع الذات/مادري، بس تعجبني العلاقه اللي انبنت على تفهم طرف لطرف آخر، بمعنى انه قاسي انسان ناضج و انتي المفترض بعدك مادخلتي سن النضح مع ذلك قدر يحتويك اكثر مني انا اختك اللي عجزت اعقل فيك.. "ابتسمت لتكمل"
ايه قاسي غيرلي نظرتي بأشياء كثير، الحب صبر على المحبوب و احترام متبادل.
إلتمعت عينيها وهي تبتسم/يا حلوك و انتي رايقه!. بشري عسى ضبطت امورك مع ابو راكان
حاولت تغيير الموضوع و لكن ذلك ليس متاحاً الآن/اي الامور مع ابو راكان جداً ممتازه بس اللي مو ممتاز امور اخوك و زوجته..
قلقت/اتصل بي امس و توني عرفت انه بألمانيا حبيب اخته .. بس ما قال لي شيء عن شهد، خير وش جديدهم بعد؟!
تنهدت الشموس و لكنها لن تتحدث عن إجهاضها/يعني حامل ونفسيتها تعبانه، خبرك اللي صار وفقد اخوها مو سهل عليها، للحين متضايقه من نايف.. يبي لنا ما نتركها فريسه لأفكارها..
فهمت ما تقصده/من جد عاد أصلاً شهود حساسه خلقه.. باذن الله ازورها بكرا.
تذكرت ما تصنعه/يلا اتركينا من السوالف هاللحين وساعديني الليله مسويه حفله بسيطه و كله من شغلي لأول مره
تحمست/يا سلام ابشرري بالمساعده بس من وين  أبدأ؟!
.
.
.
.
.
للمرة السادسه تتصل به و لكنه لا يرد، ستجن من بروده و تجاهله، تذكرت السناب لتفتحه بحسابها الآخر، لأن ريما حظرتها فور إضافتها لها، هي ليست غبيه..
مازالت تتحدث مع الصديقات و تتسكع فالشوارع مع رفيقاتها الاجنبيات.. تبدو حقاً أجنبيه بينهن، تصرفاتها مصطنعه شخصيتها ليست سويه.. على الاقل ليست كمثلها هنا!!../معذووره ماتبين تعيشين فالسعوديه ياريما، هنا مافيه صرمحه بالشوارع و بهالخلاقين، الله يهديك بس و يفتح بصيرة اهلك.
كانت ستخرج من سنابها الممل لولا أنها لمحت زوجها في جلسة المنزل الخارجيه معها و بجانبه احدى رفيقاتها التي تتحدث معه بحديث لا تسمعه ثم تضحك!!!
نادته ريما وهي تمازحه/دحووم هالمره انتبه انا اللي بغاار ترى و بقوول
اطلق ضحكتها وهو يأمرها ان تبعد الهاتف/ريما قلتلك لا تصورين يا بنت!!
ضحكت ثم ادارت هاتفها ناحيتها وهي تغمز للشاشه بتكذيب/لا تخاف مسويه تحديد بس رفيقاتي...
انتهت السنابات بعد هذا الفيديو المثير للغثيان.. شعرت برغبه في الإستفراغ رغم انها كانت بخير.. لتغلق جهازها و ترميه بجانبها على السرير و تنهار باكيه،..
كانت تشعر ان هنالك شيئاً يدور خلف كواليس سفره المفاجئ.. لم تستطيع كبت مشاعر غيرتها المشتعله..
ستري ريما معنى الغيره الحقيقيه و رد الإعتبار و سيعلم عبدالرحمن انها ليست المغفله التي تجري الماء تحت قدميها دون علمها.....
سمعت صوت باب غرفتها يفتح لتمسح دموعها بسرعه و تصطنع القوه ثم التفتت ناحية القادمه بإبتسامه/شهوده!
ما شاء الله طلعتي من قوقعتك؟!!
ابتسمت تلك وهي تشير للباب/تعالي معي تحت عن عزوز و أمي.. تخبرين وراها طلعه من الاربعين لازم نجهز لها و الا نسيتي؟!
عادت لتبتسم متناسيه ماحدث/لا لا هذي بحق، نسيت طلاعت الغاليه و اربعين عزوزنا!!
ضحكت/اهم شيء اربعين عزوزنا، تعاالي يا حلوه خلينا نساعد الوالده ترى اللي سويته فيها ماخلاها تفكر بنفسها الله يسامحني
اقتربت منها وهي تشعر بأن شهد لم تتغير، يكفي إحساسها بالذنب و تفكيرها بأمها/و الله انتي بنت طيبه و باره بأمك بس عليك بعض الحركات ترفع الضغط
اتسعت إبتسامتها/مقبوله منك يا سميت الحبيبه
هند بحماس/يلا مشينا نبي ندلع هند المناع و نخليها احلى عروس.. يستاهل الدلال صالح فديته
ضحكت تلك وهي تصطحبها نزولا.. مع ثرثرات هند التي بدأت بالتخطيط لكل شيء..
.
.
.
.
.
ليلاً..،
اجتمع الكل في حديقة المنزل رغم برودة الجو كانت المدفئه تحيط بجلستهم.. الجميع سعداء..
ام رواد لم تكن تريد الخروج في هذا البرد لذلك طلبت ترك صغار نيفادا داخل مع خادمتهم..،
و لكن الجو العام كان سعيداً مع حضور العمه لولوه.. و انتشار خبر حمل شهد وخبر حمل الشموس.. كانت احتفاليه عائليه بسيطه من اعداد الشموس نفسهاو بكل ساعه تمر تنظر لساعتها تنتظر عودته كما اخبرت الجميع انه سيحضر بالتأكيد.. و لكن الليل مضى بدونه!!
كسر قلبها الليله بعدم حضوره بالتأكيد..
كانت تريد ان تصلح ما انكسر، و ان تتجاوز و لكنه لم يساعدها على ذلك... تعلم انه غاضب و معه كل الحق، فقد سلبت فرحته بهذا الحمل منذ بدايته، فلا يحق لها عتابه الآن.
دخلت نيفادا بطلب من ام رواد التي اخذت معها راكان النائم، و تبعتها ليال التي رافقتها غريبه، اصبحتا رفيقتين مقربتين ...
ذهب الجميع ماعدا هي جالسه تراقب اشتعال النار أمامها.. و هنالك لولوه تجلس في المقابل لها...،
تحدثت لولوه أخيرا /ماتوقعتك تحملين هالوقت! ولدك بعده ما كمل سنتين!
ابتسمت بفتور/قصدك اني استعجلت؟
ابتسمت بسعاده/بالعكس الود ودي ان هذا حملك الرابع مو الثاني.. يا بنتي منتي صغيره.. بس زين حملتي، ترى احسن لك.. كلما تأخرت الوحده بالحمل كلما صار اصعب و اكثر تعب
استرخت بجلستها وهي ترتاح قليلاً من توترها لتمازحها/تطمني يا عمه انا مخططه اجيب سته ، أدهم يقول يحب العايله الكبيره.. ومحد غيري بيحقق هالرغبه
فرحت بما سمعته بالتأكيد/الله يسمعنا الأخبار الطيبه.
بابتسامتها/امين يارب..
تسائلت بفضول/أدهم وراه تأخر الليله،، بسم الله هماك تقولين بيجي؟!
تنهدت فهي تكره الكذب/اتصل و قال بيتأخر  اكيد عنده شغل مهم.. عمتي شرايك اصب لك قهوه دامنا سهرانين و جالسين نسولف
اشارت بيدها و هي تقف/لا لا بنااام و بكرا بزور هند و برجع للدمام سيده، و الله جيت علشان هالاخبار الحلوه عسى مبروك يا بنتي انتي وشهوده...
ألتمعت عينيها بفرح و قلق/الله يبارك فيك عمتي ما قصرتي يالغاليه، حضورك رغم زحمة وقتك يعني لي كثير.
ابتسمت وهي تترك لها المكان خالياً و تدخل،..
ظلت تنتظره و كأنها لا تنتظره.. الأمر بينهما ليس جيداً تماماً و لكن تتمنى ان لا يتدهور مجدداً لم تعد قادره على الصدود بعد الآن و عليه ان يفهم ذلك بعد اعترافها البارحه بأنها كذبت عليه، كان كل شيء ردة فعل لما فعله بها.. لا اكثر.
ساعه مرت و لم يعد بعد... لتترك المكان و تذهب بعد اشتداد البرد..
.
.
.
.
.
في الصباح الباكر...،
عاد وهو يشعر انه مثقل بهم لا يدري من أين ينهال عليه،..ليراها نائمه بوضعية الجلوس و كأنها كانت تنتظر أحد..!
أخذ اللحاف الذي يقع بجانبها ليغطي به ساقيها المكشوفه و باقي جسدها..، بدون ان ينظر إليها..ثم انصرف لداخل الغرفه سينام بعد تعب يوم طويل و ليلة ثقيله..،
كان يتقلب فقط في سريرها الذي يعج برائحة عطورها المميزه، لا يصدق انه كان ينام هنا معها في هذا النعيم الذي إفتقده و أصبح يتوق له ويحلم به..،
سمع صوت خطواتها قادمه يبدو انها مازالت ليست في وعيها تقريباً، دخلت الحمام ثم خرجت بعد اربع دقائق لتتجه للطرف الآخر من السرير كعادتها..تبدو ثمله من شدة نعاسها!..
شدت اللحاف وهي تأخذ وضعها في النوم براحه فالأريكة لم تكن مريحه لها..
لتتفاجئ به ينفض اللحاف و يعتدل واقفاً ثم أخذ هاتفه و خرج..!!
استغربت؛ منذ متى عاد، و لم تشعر به؟!
لحقت به لترى انه يلتحف بلحافه على الأريكه مغمضا عينيه و يصطنع النوم، هي تعرفه حينما يمثل ذلك..
تركته و عادت لغرفتها،
تمنت لو أنها عرفت بوجوده في السرير، على الأقل لن تدعه يخرج هاربا هكذا..، لا تعرف و لكن قصة إبتعادهما وهما تحت سقف واحد، طالت بينهما طالت جداً..وهو قد أقسم ان لا يقترب.. و بر بقسمه.!
لعنت لحظات الضعف التي تجعلها تلوم نفسها..
ليست بحاجته ولن تبادر... ستتجاوز ضعفها و ستكون الأمور بخير.. هو يريدها بشكلها الحالي... و لم يشترط شيئاً لذلك عليه ان يحترم تعهداته لها بعدم إثارة غضبها مجدداً... فهو من فرض تلك التعهدات لا هي..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
المستشفى..،
أمام غرفة الأشعه المقطعيه، وقفت بجانب عزه وهي تربت على كتفها بمواساه/يا بنت اذكري الله و لا تبكين.. الوالده بتكون بخير بس دعواتك
تنهدت وهي تحاول ان تتوقف عن بكائها/كانت بخير و مافيها إلا العافيه، شلون فجأه تطيح علينا ممغوصه ثم يقولون في ورم بأمعائها؟!! ليال هذي أمي تعرفين يعني ايش افقدها؟!
حزنت لحديثها وهي تتذكر تلك الفقيده بلمعة عين/انا اللي عايشت الفقد يا عزه مو بس اعرفه، احمدي ربك امك عايشه و ان شاء الله بتتحسن مثلما طمنا الدكتور.. صدقيني كل شيء له علاج إلا الموت..
تذكرت أنها قلبت مواجعها لتعانقها ببكاء/ليال و الله ما كان قصدي اذكرك بفقدك، انا ماني قويه حيل، اتصلت بوليد من اسبوع و للحين ما رجع..خواتي وحده بجده ووحده بتبوك.. صعب يجون بوقت الدوامات.
لمحت القادم من آخر الممر يسارع بخطواته الواسعه و ينزع نظارته السوداء ليرتدي الطبيه و ينظر لساعته باهتمام، لا تصدق أنها تراه الآن بعد كل ذلك الإبتعاد، كيف ساقها قدرها لتكون اول من يراه من أهله، تجاهلت كل شيء الآن/تطمني يا عزه هذا وليد رجع
إلتفتت و هي تسمع صوت خطواته، لتتركها وتذهب للسلام عليه/أمي يا وليد أمي
سلم بعجاله وهو يتركها/عزه مافي وقت خليني ادخل مع الدكاتره اشوفها
تركته يمر ليلمح الواقفه هنالك عند الباب ليلقي تحيته ببرود/سلام
لم يسمح لها بالرد، تركها ودخل فوراً...لم تلومه فأمه أهم في هكذا لحظات صعبه...،
تركت مكانها وهي تتجه لعزه التي انهارت باكيه مجدداً /عزه والله ماتوقعتك ضعيفه لهالدرجه، يا بنت بدال البكى، أدعي لها
عانقتها بقوه و هي ترتجف من بكائها لتنهار بين يديها فجأه، و كأنها مرهقه او لا تستطيع الوقوف حتى فقدت وعيها تماما وهي تتمتم بأمها...!!
حاولت ليال ان تساعدها بالوقوف و لكنها فشلت لتنادي احدى عاملات النظافه التي كانت تمر و ساعدتها وهي خائفه، قد قررت الذهاب بعد رؤية وليد و لكنها بهذه الحاله ستضطر للبقاء/عزه مو وقتك و ربي..
.
.
.
سمعت صوت ضحكات راكان قريبه لتبتسم بكسل وهي مكانها لم تراه منذ البارحه كان مع أم رواد ، نظرت لساعتها بخمول ثم جلست مستغربه من نومها كل ذلك الوقت فليست ممن يحبذون النوم نهاراً.،
دخلت الحمام لتغسل وجهها و ترتب نفسها قبل الخروج بالتأكيد أدهم هو من يلاعب راكان في غرفة المكتب المجاوره...
كانت ستربط الروب القصير لتخفي بجامتها الحريره ذات الشورت و لكن قررت ان تتركه هكذا و تخرج بهاتفها وهي تتصل بالخادمه لتعد قهوتها...،
رآها تخرج عليه بهذه الهيئه منذ فترة طويله لم يراها هكذا، مرت حتى جلست على الأريكه لتجلس بإسترخاء أمام عينيه و طفلها يقفز لحضنها يداهمها بطلب عناق و قبلات..،
ابتسمت له بعدما اغلقت هاتفها/صباح الخير.
رد بهدوء وهو يحاول ان يتجاهل ما يراه و يعاود تقليب اوراق أمامه/صباح الظهر، صايره تطولين بالنومه ما كنتي كذا!
زرعت قبلاتها على وجنتي راكان الذي نزل من الاريكه و عاد للعبته/حملي هذا غريب عكس راكان، خلاني اترك كل شغلي و استريح بالبيت، الظاهر هالمره بتجينا بنت دلوعه..
هي تشعل قلبه مجدداً، تحاول ان تبعث الروح لذلك الشوق القديم لطفلة الأحلام، لعلها تحاول التلاعب بعواطفه فقط فهي تعرف تماماً انه يريد طفله..، لم يرد.
شعرت أنه فقط يلتهي عنها بالأوراق التي أمامه لتثير سؤالها الممزوج بالدلال/اممم لو بنت وش بتسميها؟!
رد وهو يقرأ نص المحامي وكيل غريبه/الله اعلم، كل طفل ينولد وأسمه معه..
رفعت حاجبها بإستنكار فقد كان يريد ساره و يلح دائماً/يعني ماتبي نسمي ساره على أمك؟!
ترك النظر للأوراق بين يديه ليرفع رأسه لتلك الجالسه بدلالها قبالته/لا، مابيك تسمينها... ساره بنتي غيمة سعاده تمطر فرح ماتجي إلا بحب.. و طيب خاطر
شعرت بالغيره وهي تحاول بلا فائده ان تتجاوز مقصده الذي يشعلها إشتعالا/يعني أفهم انك ماتبي ساره تكون مني؟!
نزع نظارة القراءه بهدوءه المميز/ما بيها تجي أصلاً، طابت النفس.
رفعت حاجبها بإبتسامه ماكره/لا تخليها تسمع هالكلام ويضيق صدرها منك.. هي تتحرك ببطني من كم يوم و انا قلت لها انها ساره..
نطق بلهفه لم يستطيع السيطره عليها/تحرك الجنين؟!
هزت رأسها وهي تقف للباب الذي يطرق الآن/اي من فتره بسيطه
غطت نفسها بالروب قبل فتح الباب للخادمه اخذت منها القهوه ثم عادت تضع امام أدهم فنجان ثم عادت لمكانها ترتشف من قهوتها و تبتسم له بخفوت.
أخذ فنجانه ليرتشف منه صامتاً، متجاهلا نظراتها له، لا يعرف على ماذا تنوي مجدداً، تغيرت كثيراً بعد عودتها من عزلتها في الخرج.. تذكر في هذه اللحظات حديث هوازن عن الشموس و عن مدى حبها له..، مازال يشك.
الشموس لا تحب بل تتملك .. لو أنها تحب حقاً كما قالت هوازن لخضعت.. فالحب يعلمنا الخضوع للمحبوب و هي تجهل الخضوع و تأنفه...
الشموس قد تتقن كل شيء إلا الحب.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
اطمأنت على عزه النائمه من شدة الإجهاد و السهر ثم قررت الخروج، لا فائده من بقائها ما دام ان وليد صار موجوداً..،
أخذت حقيبتها لتخرج هاتفها و تتصل بالسائق...،
تفاجأت بدخوله وهو يسألها عن اخته/نامت؟!
صدت عنه وهي تكمل حديثها للسائق/سنجاي تعال للمستشفى بسرعه...
اغلقت هاتفها وهي تقرر الذهاب رغم نداءه لها لكنه اتجه إليها غاضباً ثم امسك بيدها ليوقفها عند الباب/أناديك، ليه ما تردين؟!
رفعت حاجبها وهي ترد بنفس حديثه بالرساله/دامني ما رديت فمعناته مابي أرد كيفي.
فهم انها ردة فعل بعد تلك الرساله، شعر ببعثره أمام سمراءه التي عشقها كمن لم يرى من النساء سواها، كم هو مرهق و متعب/ء أنا بس ابي اشكرك على وقفتك مع اهلي..
زاد غليانها من بروده/وقفتي مع اهلك!!..
حاول الهروب من عينيها المتقده/يعني تركتي شغلك و جلستي هنا مقابلتهم و...
قاطعته/أولاً أنا جيت اوقف مع صديقتي و أمها.. لا تظن اني جيت علشانها اخت زوجي و أمه... بالمناسبه بتجيك ورقه الأيام الجايه من المحامي تبعي.. اتمنى تخلصها بسرعه.
لم يعلق، و كأنه يعرف ما تقصده بالورقه/ما يحتاج محاكم ، كل شيء بيصير مثلما تبين. تطمني.
لم تستطيع التنفس وهي تراه بارداً كالثلج أمامها، هو يقتلها بهكذا رد و كأن برسالته الصوتيه يتردد صداها في أذنها، قررت تركه و العوده لمنزلها بدون ان ترد عليه بكلمه..
راقب خروجها الموجع ثم جلس على الاريكة الجلدية السوداء بعدما نزع معطفه الشتوي وهو يشعر ان انفاسه تغادر صدره.. شيئ اشبه بالإختناق بأول اكسيد الكربون..
تذكر حديث طبيبته ريتا قبل قدومه بليله (ستشعر بالضيق لكن هذا من ضمن الأعراض الأوليه لا تخف)
تنهد تنفسه بشكل أشبه بزفرة الموت.. لم يشعر بالضيق إلا بعد مواجهتها الموجعه هذه.
يعرف أنها تحترق و هدوءها هذا يدل على قلب تشبع بالخذلان..
وصلته رساله على هاتفه ليقرأها ويبتسم فهي من آدم رفيقه [هههه ماقدرت تصبر عني، علطول لحقتني!! رحت استقبلك و مالقيتك.. عموما نورت الرياض]
تذكر انه اخبره البارحه بسفره.. ولكنه نسي..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لم تستطيع البكاء كما يجب، و كأن البكاء أصبح عاجزاً عن وصف الألم الذي تمر به.. الوجع الذي يمزقها أكثر من أي شيء موجع عرفته في حياتها..،
الخذلان.. الخيانه... فقدان الأمل.. هي أوجاع أقسى على النفس من أعتى الألآم الجسديه..
دخلت غرفتها وهي تخلع ما ترتديه من عباءه و حتى كنزتها الثقيله.. و فتحت أزرة قميصها الرقيق... ثم فتحت نافذتها للهواء الشتوي البارد الذي يخالطه زخات من المطر تزداد تباعاً ثم تخف قليلاً..
الجميع هاربون من بلل المطر لا احد يمشي تحته، رغم انهم يشتاقون إليه و يستبشرون بهطوله!!
كيف لأحد ان يحب و يشتاق لأحد و يخشى لقاءه؟!!
لسعها البرد لتبتعد باكيه و تجلس هنالك على أريكتها.. لا مفر من البكاء الذي لا نفع منه....!
كانت قويه و عقلانيه طوال حياتها، و لكنها انجرفت ذات مشاعر... فمالت ميلا كبيراً... جعلها تندم كثيراً..
"للمرة الأولى أشعر بالضعف و عدم القدره على مواجهة حزني، للمرة الأولى أخجل من أن اقف أمام المرآه  لأرى بقايا أنثى جنيت عليها بتتبعي العبثي لقلبي.. كانت تلك الخطوه التي قادتني إليه هي خطيئة العمر التي لا تغتفر"
.
.
.
كانت ستذهب لتطل على ليال و لكنها وجدت الباب مقفل و هي لا ترد... تركتها وهي تصمت لعلها عادت مجهده ثم نامت مباشره...،
جلست قلقه في المطبخ وهي تنتظر مكالمه غير متوقعه من أدهم او سيف ليخبرها نتيجة التحليل..  يشغلها شيء بدأ يكبر داخلها، من غير المعقول ان تكون قد ولدت في منزل ليس منزل أهلها هي لم تعرف سواهم منذ عرفت هذه الدنيا..، كيف شكك أدهم بنسبها وجعل والديها يخضعان للفحص أيضآ؟!!....،
.
.
.
على مكتبه في المؤسسه يمارس عمله اليومي كعادته...،
وصله ظرف لونه بيج من المراسل يخبره أنه له من... !!
عرف فوراً من أين هو ليفتحه بلهفه..،
قرأه وهو متشوق لمعرفة ما إذا كانت شكوك أدهم بمكانها أم لا... و هنالك خوف يهز اطراف قلبه ان تكون ليست إبنة شرعيه بالأساس،.. لا يعرف لماذا ولكن متخوف فحسب..!
اتسعت عينيه على آخرها وهو يلتقط هاتف أدهم ليخبره/الو بو راكان، موجود بمكتبك؟!.. خلاص شوي و جايك..
على الطرف الآخر/انا رجعت البيت يا سيف، فيه شيء  استجد بالعمل؟!
وقف وهو يلتقط الملف/دام كذا انا جايك حالا..
.
.
.
اغلق الهاتف وهو يبتسم لرؤية والده ينزل مع كاسر و ابوه ابوعبدالكريم/الله حي ابو أدهم و ضيوفه
انتهى من السلام عليهم جميعا ليعود و يمسك بيد والده و يقبلها مجدداً /شلونك يبه عسى استانست
اشار ابو أدهم لأبو عبدالكريم/ماقصر هاللحية الغانمه.. لو طاوعته كان طولت عنده بعد
ضحك ابو عبد الكريم/يا رجال من يومين تهوجس بأدهم و تقول اشتقت له و لراكان..
ابتسم له أدهم/اقلطوا و تبشر يبه براكان هاللحين اجيبه لك..
دخل المكتب باحثا عنها و لكنه سمع صوتها داخل الحمام وتبدو تستفرغ..!!
ناداها و كأنه للتو دخل الغرفه/الشموووس!.. و ين راكان يالشمووس!!
خرجت بعد ثواني و التعب يذبل ملامحها و بالكاد تمشي/ناديتني؟!
إلتفت إليها مستعجلا/جهزي لي راكان و ارسليه مع رواد للمجلس،، ابوي رجع و مشتاق له.
هزت رأسها بالموافقه وهي تذهب لتجلس بتعب على اريكتها/هاللحين اتصل بالشغاله تجهزه وترسله
تجاهل نفسه التي تراوده للسؤال عن صحتها/طيب لا يتأخر.. و لبسوه ثوب
ارمشت بكسل/ان شاء الله
ترك الوقوف المرتاب ليقرر الخروج... ثم توقف عند الباب ويستدير/وش بغيت اقول..
ابتسمت رغم أنها تشعر أنها ليست بخير/قول!!
تراجع أخيراً عن ذلك/لا.. و لا شيء.. بس استعجلي راكان.
بالكاد رأته يخرج، كانت مرهقه حد الإنهيار إلتقطت هاتفها الذي على الطاوله أمامها لتتصل بأم رواد/الو ليال تعاليني غرفتي بسرعه تكفين..
.
.
.
.
منذ دقائق سمع صوت سياره تخرج.. ولكنه إلتهى بطفله الذي بين يديه حتى أخذه كاسر الذي كان يناديه و يرفضه..
صار يحرك قدميه باعتراض بضحكاته الطفوليه..
كاسر وهو يداعبه و كأنه يتقاتل معه/يا أنا يا انت يا ولد أدهم.. واحد مننا بيكسر راس الثاني اليوم.. مسوي فيها
ضحك ابو عبدالكريم/هالولد خشن يحب المضارب فاللعب
ابتسم أدهم/احسن شيء خله يصير خشن
ابو أدهم بممازحه/بكرا تجيه اخت و بتشوفه يلعب معها هاللعب و بتضربه
سكت أدهم وهو يبتسم و يتذكر حديث الشموس عن تفاؤلها بالحمل ببنت، لا يستطيع الانتظار حتى تلد..
ثم تذكر حالها حينما رآها تبدو ليست بخير، ليقف وهو يستأذن للخروج..
ثم خرج عند باب المجلس يتصل بها.. استغرب تأخرها بالرد حتى ردت أخيراً /الشموس ليه ما رديتي
على الطرف الآخر بصوت قلق/انا ليال.. اخذت الشموس للمستشفى من شوي.. كانت تعبانه و ماحبت تشغلك عن ضيوفك..
ابتعد عن المجلس وهو يخرج ليعرف يتحدث بوضوح/عسى ما شر، وش تشكي منه؟! عرفتي شيء هي ليه ماتكلمني؟
شعرت بالحرج/أدهم توهم يفحصون وياخذون تحاليل لها..مو متأكدين من شيء للحين
.
.
.
دخلت الغرفه بعدما اغلقت الهاتف من أدهم، كانت تنظر لأختها بقلق وهي ترى دموعها/الشموس شفيك بسك دموع؟ للحين ما قالوا كلامهم صحيح و الا مجرد تخمين.. استغفر الله ماخبرتك ضعيفه أبداً
نطقت و دمعها ينسكب/اذا صرتي أم بتفهمين ليه ضعفت.
تأففت/بدينا دراما..! الشموس الدكتور ما قال شيء للحين اذا فيه مشكله بقلب الجنين ليش يخبي يعني، تفائلي هو يقول احتمال ، و مو معناته انك لازم تنز...
قاطعتها وهي ترفع حاجبها باعتراض/ليال اذا بتعيدين لي كلام الدكتور اطلعي برا.
تأففت/فهمت.. الله يعين أدهم عليك
تسائلت بفضول و نبره اقل/قال بيجي؟!
هزت كتفيها للأعلى/مادري،  بس ما سأل عن المستشفى
لم تعلق ابتسمت بسخريه وهي تلتهي بوجعها، و تتذكر تجاهله لها اليوم رغم وضوح المرض عليها.. و لربما حتى يرفض ان تنزل الجنين مهما كان الثمن، تعرف كم هي لهفته على الاطفال...
فتحت حقيبتها لتتناول حبة مسكن الصداع الخاص بها و تردفه بشربة ماء/كان يوم اغبر من بدايته.
استغربت/مصدعه والا شفيك بعد انتي؟!
فركت جبينها قليلاً وهي تسترخي في كرسيها/انا راضيه بالصداع، اهم شيء ما يجيني شيء اكبر من الصداع.
لم تفهم ما تتفوه به/انتي وش تقصدين؟!
تنهدت و لكن لابد ان تخبر أختها على أية حال/بعدين اقولك.. خلينا نخلص من مشكلتك هاللحين.
سكتت هي الأخرى و تفكيرها معها،...
.
.
.
.
للمرة الأولى تشعر بخيبه و لكنها لن تبكي.. ألقت جهاز التحليل في سلة المهملات بالحمام و خرجت وهي ترى شهد منشغله في جهاز اللابتوب على مكتبها الصغير لتجلس قبالتها/افف انتي ماتتعبين من مقابل هاللابتوب؟! صايره ممله هالايام
ردت وعينيها على الشاشه أمامها و اناملها تكتب/هند، عندي مشروع تخرج.. و لازم اخلصه قبل يثقلني الحمل.. ماني ناقصه هم
سكتت قليلاً لتسألها/وش ناويه عليه؟! اقصد مستقبلاً، يعني من جدك انتي مصره على الطلاق؟! رغم الحمل!
نزعت نظاراتها بهدوء إبتسامه وهي تلتفت إليها/هند و ربي ماهي حاله كلما جلستي تكلمتي عن طلاقي و الولد اللي جاي بالطريق.. ترى لا أنا اول وحده و لا آخر وحده تقرر تنفصل.. لا تشيلي همي بليز
بخوف و قلق عليها لا اكثر/بس فيه ولد بالنص يا حرام. جد فكري شوي شهود
شهد بعقلانيه/اعتقد نربي ولدنا منفصلين و بدون نحتك ببعض افضل من اننا تحت سقف واحد و بيننا ألف حاجز.. بليييز هند قفلي هالسيره.
تنهدت وهي تتذكر خروج والدها مع زوجته/توقعي وين صالح ماخذ هند.. ياليت خالتي هند تركت لي عزوز كان ياخذون راحتهم و أنا ألقى شيء يسليني
عادت لتبتسم/الله يسامحك يا عبدالرحمن كنت اخذتها معك.. البنت بس تفكر تزعج خلق الله وناسيه نفسها
تذكرت عبدالرحمن بغصه،. ذلك الغموض الذي يحيط بعلاقتها معه  لاتدري ما خلف الصور و ماخلف كذبه عليها.. لن تسامح ريما أبداً..
رن هاتفها لتراه رقمه السعودي، هاقد وصل إذن، لتخرج و ترد ببرود/نعم!
بسعاده/وشو اللي نعم يا قلبي؟! سافرت و لا رفعتي التلفون علي تنشدين افاا
بابتسامة سخريه/لو عارفه انك رايح مريض و تتعالج كان اتصلت بس عارفه انك رايح تتمشى وتغير جو فليش انكد عليك يا قلبي
فهم نبرتها الغاضبه/حبيبتي أنا وصلت الرياض شوي و بمرك جهزي نفسك
ضحكت/لا يشيخ!.. من جدك؟!
استغرب/وشو اللي من جدي؟! هند بلا استهبال تجهزي انا بالطريق لبيتكم.
قاطعته/مو الليله.. انا حابه اقعد فتره عند اهلي..
خاف/ليه طيب وش صاير بغيابي؟!
كم تكره استغفاله لها/حابه أراجع علاقتنا شوي، حاسه فيه شيء غلط أو حلقه مفقوده بيننا..
نطق بغضب/وش هالفلسفه البايخه؟! وش حلقه مفقوده و مادري ايش؟!!
بثبات/عبدالرحمن انت انسان منت واضح معي و اخر شيء صرت تسافر و ماتقولي.. كأني رجل كرسي بالبيت عندك.. لا وتطلع و بدون أي عذر او أي اتصل.. حتى مسج بالواتساب مافيه
زم شفتيه بغضب/يعني؟!
تنفست بعمق/اتركنا فتره نقيم الوضع.. انا حاولت اتغاضى كثير بس تعبت و انا اتغاضى.،
على الطرف الآخر/طيب يا بنت صالح متى ما انتهى تقييمك خلي ابوك يرجعك البيت.. سلام
نزلت دموعها وهي تراه يغلق الخط و ينهي حديثه ببرود،وعدم اكتراث لقرارها الذي من الممكن الذي ينهي علاقتهما..!!
وقتها فقط أخذت عهداً على نفسها لتنتقم من ريما..،
.
.
.
.
وصلت غرفتها وهي تشعر بإرهاق شديد بعدما حدث اليوم.. شيء ما بداخلها ينكسر... لا تعلم لماذا تسمع صوت دوي داخلها...
كلما تتذكر تبلده اليوم الذي كان امتداداً لأيام سابقه..
عرف بتعبها و لم يتكبد عناء السؤال عن صحتها و بعدها لم يكلف نفسه عناء اللحاق بها للمستشفى و الإطمئنان عليها..!
حتى خبر حملها لم يعد له ذلك الوقع و البريق في عينيه...!
سمعت صوت الباب يغلق.. شعرت بشعور غريب توقعت ان يدخل يسألها عن حالها بعد المستشفى..،
تباطأت دخوله لتترك تفكيرها به.. و تقوم لحمامها الدافئ، هكذا ستواجه بروده..،
خرجت من حمامها وهي تتجه للمكتب تستطلع ما يفعله و إذا ما كان نائماً... لكنها تفاجأت بالذي رأته...!!!
هو و أخرى لم تعرفها تجلس في حضنه و يداعبها أمام عينيها...!!!
لتصرخ فزعه بالذي رأته.. حمدت الله انه مجرد حلم..
و لكنه حلم بغيض، و كريه جداً.. ما أشد نار الغيره التي تتقد داخلها الآن..،
تركت سريرها فعلياً و ذهبت لدورة المياه..
.
.
.
.
.
جلس خلف المكتب وهو يفكر بنتيجة تحاليل غريبه و أهلها، كيف يكون ذلك؟!!.
لماذا يصرون على أذيتها بهذا الشكل وهم ليسوا أهلها لماذا لم يقولوا انها ليست لنا و ينتهون من كل هذا الصداع!!!
هنالك لغز و يجب فكه...،
شعر بالدوار بعد هذا اليوم الطويل..، لديه غداً الكثير ليفعله..
استرخى في كرسيه وهو يفتح أزارير ثوبه و يعيد شعره القصير للوراء بحركة لا إراديه حين يشعر بالنعاس، حتى انه لم ينزع ثوبه..
رآها تخرج إليه بقميصها القصير و من فوقه روب ثقيل نوعا ما و شعرها المبلول و كأنها تتعمد أن تعذبه بتصرفاتها الغريبه هذه، لطالما انه لم يشعر أبداً أنها كانت تستفز رجولته او تحاول ان تلمح له برغبتها.. لم تفعلها.. هي فقط تريد العبث به.. تجاهل النظر إليها...،
اقتربت وهي بالكاد ترسم ابتسامتها/مساء الخير
رد وهو ما زال يتجاهل/مساء النور
ابتسمت وهي تجلس على كرسي منفرد لتعاتبه بهدوء/يعني عرفت اني تعبانه و بالمستشفى و ما كلفت نفسك حتى تتصل و تطمن! و هاللحين حتى مافيه سلامتك؟! ولوو!!
بالكاد يتنفس مع اقتحام عطرها لكل جوارحه/قلت لو انك محتاجتني كان اتصلتي، لكن واضح ان امورك تمام بدوني ..
شعرت بالغضب من برود رده، و لكنها تحاول ان تلتف حوله من جديد/اوكي بس عالاقل حسسني انك قلقان على النونو مو علي
ابتسم لإجابتها ليرد بما بين يديه/معليه انشغلت شوي اليوم مع المحامي خصوصاً بعدما طلعت نتيجة تحاليل الحمض النووي تبع غريبه..
انشغل بغريبه عنها، هو هكذا دائماً، من يساعدهم أهم من حياته معها/اها انشغلت بهذيك.. وش النتيجه بالله؟
ترك الورقه امامه وهو يسترخي بكرسيه/ماراح تصدقين..
تركت كرسيها واتجهت إليه بفضول وهي تقف بجانب كرسيه، لتنحني تأخذ الورقه وتقرأها بصدمه/وش هالمصيبه؟!..
استغرب ردة فعلها/وين المصيبه؟! الناس طلعوا مب اهلها و هالشيء بصالح القضيه و بصالح البنت و بتفتك منهم..
تركت الورقه وهي تلتفت إليه بمحاذاتها/بتفتك منهم و ببتلش فيها أنا.. صح
ابتسم/لا تخافين بأمن لها بيت و بحطها فيه لحالها مع رفيقتها.
رفعت حاجبها بعدم رضا/نعم!.. ناوي تصرف عليها بعد! ..أدهم متى ناوي تفصل عملك عن مشاعرك؟! انت شغلتك تخلصها من جور اهلها و بس اي شيء ثاني مالك دخل فيه.
رفع حاجبه وهو يلتقط نبرة الغيره، ليبتسم بخبث/انا ما اترك احد بنص الطريق.. بوقف معها لين تتعدل أوضاعها.. لا تخافين ماراح اتزوجها..
لم تحتمل ذلك/ماني خايفه من شيء. لكن منت منتبه على تصرفاتك هالفتره صاير مشغول فيها ليل نهار.. و ما كأنك موكل عنها محامي ..!!!
مازالت تكابر على غيرتها و مشاعرها، نزلت عينيه إلى ما ترتديه ذلك القميص القصير تحت الروب المفتوح، ليقترب منها بهدوء و يمد يديه لخصرها..
خرس مؤقت جعلها تقف صامته وهو يقترب هكذا و يمد يديه هكذا و أنامله تلتقط طرفي الروب بهدوء جعل انفاسها تنحبس للحظه..،
فهم ما يحدث داخلها من صمتها و إرتباكها الواضح، ابتسم بخفوت وهو يجمع طرفي روبها المفتوح و من ثم يغلقه ليهمس لها/تصبحين على خير.
ابتلعت ريق اللهفه و تنفست أخيراً بعد ابتعاده الى أريكته.. صمتت قليلاً وهي تراه يسير و يخفت الإضاءه كلها ماعدا مصباح واحد ثم إتجه لأريكته و يستلقي عليها/هذي طرده يعني؟!
إلتفت إليها وهو يلتحف بغطاءه/اعتقد أنا المطرود من سريره ماهو انتي..
هزت رأسها وهي تهم بتركه و تتجاهل ما يلمح له/الغرفه قدامك... و السرير ما حوله حرس يمنعونك..
رد وهو ينزع ثوبه/العهود لها حرمتها و انا شخص ملتزم..
ابتسمت بمجامله/طيب يا ملتزم أنا رايحه اسوي لي قهوه، تبي؟!
رد وهو يدير و جهه عنها و يعطيها ظهره/لا مشكوره، بس خليني أنام وصحيني بدري، وراي أشغال
حاولت السيطره على انفعالاتها وهي تتركه و تخرج إلى المطبخ.،
إلى ماذا يرمي ذلك البارد.. كيف صار يبتعد الآن وهو الذي يقتحمها منذ عرفته..؟!!
حاولت تجاهله وهي تصنع فنجان قهوتها المحكم، و لكنه يسيطر على تفكيرها، شعرت للحظه أنها قامت بتنازلات كبيره بدون ان تشعر..!! حققت كل ما أراده تركت العمل و تفرغت لطفلهم و هاهي حامل... امتنعت كلياً عن سؤاله عن سير العمل و لكنه يزيد صدوده.. أو انه اكتفى بما مضى ..!!!
.
.
.
صباح اليوم التالي...،
خرج من غرفته مستعجلا وهو يرى ساعته تشير للتاسعه، تأخر عن والدته اليوم، لبس تيشرته وهو يمشي من شدة عجلته....،
فتح باب ليهم بالخروج فتفاجئ بأحدهم يقف امامه بلباسه السعودي الأنيق/نعم اخوي!!
إبتسم له بمجامله/عفواً، انت الدكتور وليد العمرو؟!
وليد بإستغراب/اي نعم أنا
بسؤال آخر/الله يعافيك هويتك لو سمحت علشان اتأكد اني سلمت الدعوى للشخص الصح...انا مندوب
ما زال مستغرباً، اخرج هويته ليتأكد ذلك الشاب و من ثم وقع على ورقة الإستلام ليأخذ الملف ذو لون البيج و يركب سيارته.. استغرب و شعر بالفضول مما يحتويه هذا الظرف.. ليفتحه و يتفاجئ بأنه دعوى خلع!!!!!!
لم يصدق للحظه... هو يعرف أنها لن تحتمل ما فعله بها و لكن توقع ان تطلب الطلاق لا أن تتقدم بطلب خلع هكذا...!!
.
.
.
دخلت غرفتها باكراً تريد الحديث معها قبل ذهابها لعملها، سمعت صوت المياه داخل الحمام فجلست تنتظرها.. رأتها تخرج من دورة المياه و تبدو ليست بخير، استغربت حتى أنها لم تنتبه لوجودها كانت تضع يدها على صدرها للأعلى حتى رقبتها بشكل يوحي بأنها ليست بخير/ليال فيك شيء؟!
خافت من وجودها بهكذا وقت/بسم الله انتي هنا؟!
تركت مكانها وهي تتجه إليها/اي هنا، وش فيك مبين منتي بخير!
تنهدت تنفسها وهي تقف أمام المرآه ترتب نفسها قبل الخروج/أبداً شوية حرقان.. عادي، انتي شعندك بغرفتي؟!
تذكرت ما أتت من أجله/أدهم تأكدت شكوكه.. و طلعت غريبه فعلاً ماهي بنت اهلها..
إستدارت إليها مبتسمه/الحمدلله.. خبر حلو
رفعت حاجبها/وين الحلو بالموضوع، لا تنسين احتمال تكون غريبه لقيطه بعد.. يعني ان سلمت من اهلها وين بتروح؟! أي بيت بيلمها؟!
استغربت نبرة اختها/الشموس اسكتي لا تسمعك البنت هاللحين والله يدوب ارتاحت نفسيتها
صدت وهي تستغفر الله بسرها/انا جالسه اقول إحتمالات.. يعني احتمال بعد تطلع لنا بقصه جديد و بصراحه أنا في غنى عن هالقصص... تعبت من الاشياء الغريبه اللي جالسه تحصل بهالبيت.. نفسي ارتاح
ابتسمت لها/هرمونات الحمل لاعبه فيك لعب، والا الشموس ماتتكلم بهالمنطق..
تأففت وهي تصغر عينيها/اقوول بس لا تمارسين علم النفس علي رجاءاً
ضحكت/متى بتفهمين اني باحثه واخصائيه اجتماعيه مو نفسيه.. نفسي اعرف
تركتها وهي تستدير/كلهم محصلين بعض... سلام بنزل لأم رواد احسن لي..
تفاجأت بوقوف غريبه في الممر عند الباب لا تعلم هل هي هنا منذ حديثها عنها أم أنها للتو وصلت/غريبه انتي هنا..!
هزت رأسها بإبتسامه خافته/تو جيت
هزت رأسها وهي تهم بالذهاب/طيب، عن اذنك
نادتها وهي تراها تذهب متوتره/الشموس
توقفت و استدارت ناحيتها/نعم!
بإبتسامه/انا الليله راجعه للشقه مع مريم ان شاء الله
حركت كتفيها بلا مبالاة/سوي اللي تبين...
هزت رأسها وهي تحاول تجاوز الموقف/انا حبيت اقولك لأنك راعية البيت، و بنفس الوقت تعطين أدهم خبر.. مابيه يتضايق اذا طلعت من دون اذنه
شعرت بالغليان هذه اللحظه، و لكنها حاولت ان تكبت/مافي مشكله... إذا بغيتي شيء ثاني مره اتصلي بي أنا.. اوكي؟!
هزت رأسها بصمت هذه المره حتى ذهبت الشموس من الممر بكامله..،
لتدخل و ترى ليال تقف هنالك خلف الشرفه تراقب الغيوم الكثيفه  التي تغطي سماء الرياض هذا الصباح الشتوي البارد/صباح الخير
إلتفتت إليها بحزن يغيم عليها كما تغيم السماء/صباح النور.. هلا غريبه
استنكرت ردة فعلها و احمرار عينيها، وهيئتها التي لا تبشر بخير/ليال، انا من فتره بسيطه عرفتك.. لكن اول مره اشوفك بهالذبول و التعب، وشفيك؟!
تنهدت وهي ترى هذه الغريبه تحمل أعباء أسرارها عنها/رفعت على زوجي دعوى خلع بالمحكمه..
لم تصدق ما تسمعه، كيف تخلعه و زواجهما لم يكتمل بعد...؟!!
.
.
.
رآه خارجاً من قسم التنويم و يبدو شاردا، ناداه و لكنه لم ينتبه له حتى أوقفه/وليد!! علامك ياخي الوالده فيها شيء؟!
حاول الهدوء/آدم!!.. هلا
استغرب تصرفاته/وليد علامك؟ .. قول تراني رفيقك، وشفيها الوالده؟!.
تنهد/الوالده بخير الحمدلله، مافيه شيء يخوف، الورم طلع حميد و لحقنا عليها قبل تزيد المضاعفات، يعني شغلة يومين و بنسوي العمليه
استغرب اكثر/دام الامور تبشر بخير ليه اشوفك منهد حيلك و وجهك اصفر، استجد شيء بهذاك الموضوع؟!
رفع ناظريه له وهو يتسائل/واضح بوجهي؟!
يعرف تماما ما يعاني منه/وليد لا تشيل هم شيء ، كل شيء مقدور عليه دام الوالده بخير و امورها طيبه..
تنهد تنفسه وهو يحاول ركلها من دائرة تفكيره/معك حق، كل شيء مقدور عليه.. المهم بشرني كيف صار عملك؟!
ابتسم بسعاده/من افضل ما يكون.... ترقيت منصب مهم بالتنميه الاجتماعيه.. و الامور تماام.. علشان كذا جاي ابشرك و اعزمك عالعشاء الليله.
بإبتسامه صغيره/تستاهل كل خير يا آدم.. مبروك
.
.
.
بعد مرور اسبوع على الأحداث السابقه..،
خرج من المحكمه بصك الحكم الذي جعله ينتصر امام خصمه  و لكن لم ينتهي كل شيء الآن..
لاحظ وقوف ذلك الرجل الذي من المفترض انه والدها، لاحظه يقف هنالك صامتاً وابناءه حوله يحاولون إستنطاقه دون جدوى!! ليترك سيارته و يتجه ناحيتهم/خير ياخوان شفيه الوالد؟!
نطق احدهم وهو غاضب/و انت وش تبي يا وجه النكبه؟!
تجاهله وهو يتجه بسؤاله للرجل الصامت الكبير/يا عم علامك ساكت، اذا فيك شيء قول،
إلتفت إلى أدهم و الحيره تكاد تقتله.. لاحظه يستدير ليذهب ولكنه نطق أخيراً/يا ولدي البنت ما اخذتها لقيطه و لا بنت شوارع...
كان ذلك إعتراف جيد منه/دام كذا ليه عاملتها بهالقسوه؟!.. يعني حتى لو انها لقيطه منت مبهذلها هالبهذله هذي كلها..! تذكر انه يجوز لكم بنت ضايعه بعد و ماتدرون عنها.
اعترض احدهم/اقول انقلع و لا يكثر.. البنت وعندك، ما عاد لك عند...
قاطعه والدهم وهو يشعر بالغصه من حديث أدهم/انتم اسكتوا...
قرر أدهم تركهم و لكن كان يفكر بما صرح به هذا الرجل...
.
.
.
.
رن جرس الباب فارتعبت بالعاده لا يرن هذا الجرس سوى مره بالأسبوع عندما يأتي حارس العماره بالمؤونه، كما اخبرها أدهم..!
إتجهت إلى الباب وهي تنظر من العين الساحره لترى عيني رفيقة الوجع من خلف نقابها لتفتحه بسرعه/غريبه!!
عانقتها و هي تبكي بحزن، اليوم بالذات شعرت و كأنها ورقة سقطت من شجرة ما في أحد الشوارع و تناقلتها رياح القدر حتى يبست و تفتفتت و ذرتها الرياح..،
.
أجلستها وهي تسألها عن حالها بلهفه/بشريني عنك يا غريبه كيف صارت قضيتك..؟! و ربي تعبت من الوحده
ابتسمت وسط دموعها/تطمني خلاص.. أنا بضل عندك من اليوم و رايح.. قضيتي انتهت بأني ماني ابنه بيولوجيه لأهلي.. تخيلي! وهم انكروا انهم متبنيني، احس بضياع عمري ما حسيت به رغم كل ظروفي..!
استغربت اكثر/يعني احتمال كبير يكون فيه لغز بالقصه..!! شيء غريب
تنهدت بألم/و احتمال اكون لقيطه ليه لا..
حاولت ان تبتسم لتهدئتها وهي تمسك بأناملها/مهما كنتي و من وين جيتي، انتي اختي اللي ماجابتها أمي.. انا وانتي مالنا غير بعض... الحمدلله أدهم بشرني انه اقدر ارجع بيتي و محد له حق عندي.. بيتي هو بيتك، برجع اشتغل بالمشغل و الا على حسابي و بتكون امورنا تمام بإذن الله.
ابتسمت بحزن حاولت ان تخفي ملامحه عنها و لكن هيهات..تعلمت في حياتها تلقي الصفعات لا البشارات، و أن أي إنفراجه بسيطه تعقبها صدمه كبيره..!
.
.
.
دخل وهو يبتسم لجلستهم الجميله بالقرب من موقد المجلس،اخته ووالده و زوجته و رواد و اميره، ليستقبله راكان بسعاده/السلام عليكم
الجميع بصوت متفاوت/و عليكم السلام
بدهشه/ماتوقعت اشوفكم هنا.. شالسالفه
ابو أدهم/مابي اضايق ام رواد داخل يا ولدي، هنا أزين لي
قبل رأسه و من ثم سلم على هوازن ليلتفت للشموس بنبرة أمر/روحي نادي لي غريبه.
استنكرت اسلوبه و لكن أسرتها في نفسها/للأسف غريبه راحت لمريم و قالت بتسكن هناك..
رفع حاجبه مستنكرا/وهي شلون تطلع بدون تقول لي؟! لا يكون سمعت كلام ماعجبها هنا
اتسعت عينيها من رده لها أمامهم و لكنها مازالت تلتزم هدوءها/والله ما قالت أسبابها..اخذت نفسها وطلعت.. عن اذنكم
هوازن/أدهم اجلس تقهوى وبعدين اسأل الله يهديك مو كذا
إلتفت لهوازن/يا بنت ابوي نفسي ارتاح لكن وش السوات؟!
قررت ترك المجلس و الخروج.. بدون أي رد.
شعرت هوازن بالورطه، لو كانت بمكان الشموس لاشتعلت غضباً من تصرفه هذا امامهم/تدري يا أدهم؟ لو زوجي قايل لي هالكلام قدام اهله ماقعدت عنده ثانيه وحده.. انا من اليوم ورايح ما راح ألومها.
تحدث ابو أدهم أخيراً وهو يفهم ما يدور، مقصد أدهم لم يكن الغضب لخروج غريبه و لكن مجرد الغضب من الشموس/تعوذ من ابليس.. و اجلس تقهوى.. و انتي يا هوازن روحي زيني لنا الشاهي.
ذهبت وهي تفهم ما ينويه والدها/ابشر يبه.. يزن راكان تعالوا معي ماما.
ذهب الجميع وجلس بصمت هو يلتقط فنجانا و يسكب لنفسه من الدلة الفضيه المركونه بجانب النار..، وحديث هوازن يدور برأسه..
تحدث أخيراً/كم لكم من رجعتوا و للحين ما طاح الحطب؟!
ابعد فنجانه من شفتيه وهو متفاجئ من حديث والده!!
أردف وهو يبطن عتابه/منت قادر ترضيها ليه ترجعها؟!.. يا ولدي انت الرجال.. و انت اللي لازم تلين... و مايصير بعد تناقشها او تعصب عليها قدام احد و تبي الصراحه، عصبيتك هالمره على موضوع ما يسوى كل هالعصبيه...
لم يستطيع الرد، كمن شعر أنه تورط معها أكثر من اللازم وغاص معها اكثر في رمال متحركه من المشاكل..!
.
.
.
ليلاً..،
خرجت بصحبة ابيها و زوجة ابيها وشهد للعشاء في احد المطاعم.. كان المقترح من شهد و إلا لكانت لن تخرج، كمية تبلد تجتاحها و لم تعهد لها مثيل، الوضع في زواجها لم يعد يطاق مع ذلك هي متريثه، أي قرار بالانفصال الآن فهو يعني خسارتها المعركه..، و لكنها محتار كيف ومن أين ستبدأ...
كلها أفكار تشغلها و تفكر جدياً بعمل شيء يخفف من المراره التي تشعر بها منذ سفر عبدالرحمن للندن..،
استغربت شهد رؤيته الآن/وش جاب عبدالرحمن الليله؟!
إلتفتت لما تنظر إليه شهد لتراه يتوقف أمام باب المنزل و ينزل من سيارته وهو يرتب شماغه و يتقدم بكل ثقه ناحية والدها.. لم تعد تحبذ رؤيته بعد الذي فعلته.. رؤيته تذكي جراحها منه..
شهد وهي تمازحها/الرجال جاي يدور من يا ترى؟!!
إلتفتت إليها بتصغير عينيها/يازينك ساكته بس
لحظات ليعود صالح مبتسماً ويفتح الباب من ناحيتها/هند.. الظاهر شفتي اللي جاء
فكرت قليلاً وهي تتذكر ما تريده لتبتسم/اي شفته.. بس ما قالك متى رجع؟ لأنه ما اتصل!
بإبتسامته/يقول توه واصل الصبح.. ما امداه يجي من التعب.. يلا ان كانه ما اتصل يعلمك امسحيها بوجهي هالمره.
ام شهد بممازحه/ماعليه يا بنت الحلال، روحي معه و لا تنسين تعاقبينه، لا يعيدها ثاني مره
شهد بضغط/هنوود ما يسوى عليه هالوقفه..و بكرا تعالي اخذي اغراضك
قررت النزول الآن.. لن تجعل والدها ينتظر كثيراً وهو واقف و لكنها تبيت الويل و الثبور لعبدالرحمن.. ليست قليله حينما يستغفلها و يسافر ليرى غيرها... و بما أنه عاد بنفسه قبل... هذا افضل من ان تذهب بنفسها له..
.
.
.
امسكت بيده وهي تجلسه و هي تتبسم بسعاده/نوورت الرياض يالغالي والله نورت..
ابتسم لها وهو يرى طفلته قد كبرت.. هاهي تستقبله بطفليها/تصدقين من زمان محد استقبليني بهالاستقبال الحلو.. اشتقت لذيك الأيام يا نيفو..
رأت اللمعه في عينيه، حاولت ان لا تبكي لتبتسم مجدداً /الظروف هاللحين تغيرت لكن تأكد ان الكل مازال يفرح برجعتك... لا تلومهم انشغلوا بحياتهم...
بحزن ابتسامه/بس انتي ما تغيرتي..
للحظه شعرت انه تائه ويبحث عن أي احد يلملمه من شتاته، للحظه شعرت انها ستبكي من انكساره هذا، نايف ليس الذي كان في السابقه، ابتسمت بلمعة دمعة حاولت ان تخفيها..
رأته يحمل طفلها و يداعبه لتبتسم/شرايك ناخذ لفه بالسياره انا بعد من زمان ما مسكت الطاره و فحطت...
رفع ناظريه لها و ابتسامته تتسع/و انا اقول البنت خلاص صارت أم و بتعقل.
ضحكت/حبيبي اعقل ايوه بس عاد نستانس و نمارس هوايتنا ياخي... يلا نطلع؟!
ضحك هو الآخر/علشان يدري زوجك ثم نتمشكل
بعينين ضاحكتين/ماعليك، قاسي رايح الخرج الليله معزوم على عرس.. يعني ما راح يرجع بدري
شعر بالحماسه للحظه/يعني مصممه؟!
حملت طفلتها وهي تتخدث بحماس فقدته منذ زمن، ولكن تريد فقط الترويح عن قلب اخيها/ثوااني اودي عيالي لجدتهم داخل و اخذ عباتي.. ما راح اتأخر.
رآها تخرج بحماستها وابتساماتها، لم يخطئ حينما ذهب إليها مباشره من المطار..
.
.
.
صوت رنين هاتفها أزعج نومها لتمد يدها وتفتحه لترد بصوت كسول ظنت انه الصباح ولعلها غريبه هي المتصله/ألوه
على الطرف الآخر/ما شاء الله نايمه بدري، آسف عالإزعاج
استلقت بتملل وهي تعرف صوته/ازعجتني و انتهى الأمر.. وش تبي متصل هالوقت؟! الوالده فيها شيء؟!
بصوته المرتاح/لو فيها شيء ما اتصلت فيك.. امي بخير لكن مستغربه انك ما زرتيها
ضحكت بسخريه فهو يتحدثو كأن شيئاً لم يكن/اها و انت متصل تعاتب يعني و الا مرسول من الوالده؟!
على الطرف الآخر تنفس بضيق/لا ما مرسول من احد.. انا بس حبيت استفسر عن ظرف وصلني من قبل كم يوم و..
قاطعته/تكلم مع المحامي اللي وكلته.. هالموضوع هو ادرى فيه و بإجراءاته.
تحدث بثقه/انا ما انخلع يا ليال.. فيه مليون طريق تطلبين فيها الانفصال غير المحكمه
ضحكت/و أنا ما أنهان يا وليد فااهم.. ما انهان.. و لا تحدني على شيء اكبر من الخلع
على الطرف الآخر عقد حاجبيه/نعم!! وش الداعي لهالاسلوب؟.. تقدرين تنتقمين بشكل افضل من كذا.. لكنك بعقل تقليدي غبي و متحجر و الا وش خلاك لين هالعمر بدون زواج!
شعرت بالإختناق بعد كلماته الصادمه لها، لتعتدل جالسه.. ارتفع صدرها و نزل وهي تحاول ان تهدأ اعصابها التي يوترها هو بما يفعله بها و لكن بعد الذي قاله فلا تستطيع ان تحتمل اكثر/انا غبيه يا وليد؟!
على الطرف الآخر ابتسم بسخريه وهو يحترق بداخله/بعمري ماعرفت بنت أغبى منك.. و ماظن فيه..
نزفت دموعها بحرقه على كل شيء فعلته من أجله.. على الدموع و اللهفه، على الانتظار المر، بكت على التضحيات الكبرى و المقابل البخس..!
هزت رأسها بتأييد و كأنه يراها/فعلاً، أنا مثلما قلت غبيه اللي ضحيت بنفسي علشان حضرتك يرتفع اسمك و يعلى سهمك و تحصل على الجنسيه اللي ماعمرك حلمت تأخذها لولاي، انا غبيه لأني حطيت لك قيمه و وثقت فيك و طلعت معك.. ، انا غبيه و استحق العقوبه فعلاً..
..
شعر بجوفه يحترق وهو يسمع اناهيدها خلف كلماتها المخذوله قبل ان تغلق الهاتف بوجهه،.
نهت مكالمتها مع شهد بعدما إطمأنت عليها، ثم جلست تفكر بما حدث بالمجلس اليوم امام عمها و ابنته، شيء ما يجعلها تغلي.. شعرت بحرارة عينيها، حاولت منع دموعها و لكنها عاندتها..،
رن هاتفها مجددا، لترى أسم عبير يضيء الشاشه، حاولت ان تتجاوز غصتها و هي تفتح هاتفها لترد بصوت تشوبه البحه/هلا عبير..
على الطرف الآخر قلقت من نبرتها/هلابك، شوشو صاير شيء؟!
تركت مكانهاوهي تتجه للنافذه الكبيره لتفتحها تريد هواء منعش بعد شعورها بالإختناق/ما صاير شيء، ليه؟!
على الطرف الآخر/صوتك ماهو عاجبني يا بنت، متأكده انك بخير والباقين بخير
تنهدت والتيار البارد يلفحها/أبداً، صدقيني بخير و كل الامور تمام الحمدلله.. انتي شخبارك؟! وش اخبار خلودي من زمان ما جيتي نشوفه
عبير/خلود صار كبير هاللحين و يطلع مع ابوه بدوني
ابتسمت/ياعمري.. عاد تلقينك مستانسه يشيل همه لحاله
ضحكت عبير/اي طبعاً مو مثلك مابعد كمل ولدي سنتين و حملت... يممه سمعنا و سلمنا
ابتسمت بخفوت، فلا قدرة لها على الضحك وبالقلب غصه/عبير خاطري اضحك.. تعالي ونسيني احس هالمره حملي اكتئاب فاكتئاب.. ابي احد معي ننبسط سوى مليت بالبيت بلا شغل و مشغله
عبير/ارجعي للعمل، قلت لك انتي تعودتي عالخروج و العمل مستحيل تتقبلين جلسة البيت بس ما صدقتيني،
صوت انفتاح باب غرفتها...، جعلها تلتفت لتراه يقف عند الباب بوجه خالٍ من التعابير...!!
على الطرف الاخر نادتها عبير/شوشو وينك؟ تسمعيني؟
إنزعجت من دخوله رغم مافعله بها اليوم لترد عليها/عبير بعدين اكلمك.. مشغوله..
تقدم بخطوات موزونه و هادئه ناحيتها و هي تحاول تجاهله بمحاولة الخروج من الغرفه.. لكنه اعترض طريقها، حاولت التملص مجدداً ولكنه يتحكم بها حتى يأست..!!
رفعت عينيها له برجاء تخفيه نظراتها المتحفزه للبكاء/ابعد..
رأته يمد يده ليلمس خدها و لكنها ابتعدت بجفول وعينيها تلمع بحده/قلت لك ابعد...
لأول مره يرى بكائها بسببه هو، بكائها الذي يفضحه إضطراب تنفسها أمامه في هذه اللحظات/قلتي برجع بس بشروط و من ضمنها مالي علاقه فيك!، بس اشوف طلعتي تغارين زي باقي البنات!!!
نزلت دموعها بقهر/لا والله، وانت وش مفكرني طول هالوقت؟! ما أحس؟! طبيعي لمن وحده تشوف زوجها يهتم بغيرها أي كان نوع هالاهتمام بتغار.. وخصوصاً إذا كلمتني بطريقتك اليوم قدام اهلك بسببها.. اوكي رجعت لك بس الاتفاق كان اهم نقاطه الاحترام المتبادل و هالشيء انت نقضته اليوم قدام اهلك!،
ابتلعت غصتها وهي تحاول بفشل جحد بكائها لتردف بغضب/انا تعبت أدهم اطلع برا ماني متحمله اشوفك هاللحظه.
استنكر دموعها الغزيره وهي تحاول الصدود عنه قدر الإمكان و لكنه أمسك بيدها ليثبتها بقوته المفرطه/ناظري فيني، تكلمي ليش تبكين؟!
حاولت ابعاده عنها بيدها الأخرى و لكنه سحبها لصدره بقوه، كانت تقاومه بشده و لكنه ثبتها و قاوم غضبها، حتى سمع صوت بكاء لم يسبق له أن سمعه..!
بادلته العناق برعشة بكائها المكتوم منذ مده و انفجر الآن..!
أي شيء قد توقعه إلا إنهيارها المفاجئ، أتبكي حقاً من شدة غيرتها أم أنه يحلم؟!!!
شدها إليه اكثر... وهو يحاول إسكات صوت الألم الذي يؤذيها..
كانت كالجبال الشامخه لا تتأثر بالعواصف و لكنها ذابت على صدره لحظة عناقه لها..!
.
.
.
.
عاد بعد صلاة الفجر ليرى المنزل هادئاً.. لا أحد هنا..
و على بعد خطوات منه رأى لعبة صغيره بالتأكيد هي لراكان.. ابتسم وهو يلتقطها و يرى اثار لعبه الخشن عليها،
جلس قليلاً على اقرب أريكة و ظل يتأمل صمت المكان الذي لطالما كان يضج بهم..
يالخواء الروح الذي يعيشه رغم كل ما يمتلكه إلا أن شعوره بالإختناق وحيداً يكاد يقتله،
وذلك الشيء الذي جعله يؤمن ان السعاده ليست بالعيش وحيداً.. إن أسوأ شيء ممكن ان يحدث لأحدهم هو أن يعود للمنزل بعد سفر طويل ولا يجد أحداً في إنتظاره، ليحمل عنه عبئ الغربه و يخبره بما في داخله من حكايات و مغامرات حدثت معه طوال رحلته..
سمع صوت سعلتها الناعمه وهي تخرج من المصعد و تتجه لجهة المطبخ بيبجامتها الفضفاضه ذات اللون الكحلي و المزينه بنجوم بيضاء، تبدو له أكثر نحافة عن السابق، ليناديها بصوت اقل/صح النوم ليال
إستدارت إليه وهي تحاول أن تركز في صاحب الصوت لتبتسم/ناايف!!
بإبتسامته الهادئه/بنفسه
تركت مكانها لتذهب و تسلم عليه/هلا حبيبي، الحمدلله على السلامه،
قبل جبينها وهو يجلسها بجانبه/الله يسلمك، ارتاحي.
جلست بجانبه وهي تمسك بيده/بشرني عنك، هالمره طولت و حتى ما اتصلت و لا شيء، قلت للشموس اخونا شفيه و طمنتني لأن أدهم يتواصل معك
فرح بداخله بما سمعه، الشموس تسأل عنه/اسف لأني اشغلتكم علي.
شعرت بكمية حنين و لهفه لتعانقه كالسابق، هو سندها الباقي لها، خصوصا بعدما تخلى عنها الرجل الذي وثقت به و صدمها به/لا تتأسف، انت خلك موجود جنبنا وبس، يا نايف انت ماتدري قد إيش وجودك مهم بحياتي و حياة خواتك، نايف انت مو بس اخو، انت السند و الحبيب و الأبو..
خاف من كمية مشاعرها هذه و عينيها المتحفزه بالدموع، تبدو ليست بخير/ليال، يرحم والديك لا تخليني ابكي هاللحين والله اني سافرت لشيء ضروري، لو ماهو ضروري والله ماخليكم و اسبب لكم هالقلق
خافت لاتدري مالسبب/ضروري؟! لألمانيا؟!
شعر انه يتورط معها فلا حيله أمامه سوى ان يخبرها/كان عندي موعد عند دكتوري، خفت اتأخر عنه و تطلع عندي مشاكل، بس الحمدلله كل شيء طلع تماام ابشرك
فرحت/الحمدلله، الله يحفظك لنا و للنونو الجاي..
استغرب/نونو؟!
استغربت/اجل محد قال لك؟! لا لا دام كذا هات البشاره شهد حامل و جايكم نونو عن قريب ان شاء الله.
أمطار فرح و سعاده، شعور غني بالراحه بعد عناء و تعب، هي لا تعلم أنها بهذا الخبر أعادت نبضه كما كان بل بأفضل حال، لا تعلم كيف فعلت به هذه البشاره التي نطقت بها للتو، لم يتمالك دموعه..! بل عجز عن الرد..
لم تتوقع ان تكون ردة فعله بهذه الطريقه/ناايف تبكي؟!
ابتسم وهو يمسح دموعه و يردد/اللهم لك الحمد. اللهم لك الحمد.
ليال بتأثر/حبيبي و ربي لو عارفه ان هالشيء بيسعدك هالشكل كنت اتصلت فيك هناك و قلتلك، لكن ظنيت الشموس سبقتني
حاول ان يهدأ ليسألها بلهفة وهو يتذكر حالها آخر مرة رآها فيها كانت تشعر بالغثيان و تبدو ليست بخير، ما يعرفه انها لم تعد تطيق رؤيته/شهد شلونها؟! اقصد يعني.. هي اذكر كانت تعبانه..
رحمته وهي ترى لهفته تصطدم بواقع علاقته بزوجته/لا تخاف شهد بخير و بأحسن ما يكون، بس طبعاً مقاطعه هالبيت... بصراحه ماني متفائله اذا بتخلي الولد يجينا حتى
لا يهمه شيء حالياً سو خبر حملها، كل شيء سيكون بخير لاحقاً/الوقت كفيل بتغيير كثير أشياء،
استغربت/يعني ماراح تحاول ترجعها ثاني مره؟!
وقف وهو يشعر بإرهاق الدنيا يلقي بثقله على كتفيه/ما راح اطلقها، لكن ما راح أضغط عليها ترجع لبيتي، أصلاً ماهو وقته..شهد مازالت ماخذه موقف مني و معها كل الحق فيه..
لم تصدق ما اعترف به/يعني معترف بخطاك؟!
إلتفت إليها وهو يجيبها بألم/جايب وحده بنت كلب قدام عينها بالبيت و سامح لها تدخل غرفتي وهي عينها تشوف و تبينها تنسى و تسامح بسهوله؟! انا ماقصرت بالخطأ يا ليال، واضح اني كنت احاول أنفرها مني بكل تصرفاتي.. فليش استنكر النتيجه؟
للمرة الأولى تراه يعترف بخطأه بكل شفافيه هكذا، نظرات عينيه تحكي ندماً سرمدياً و لكنه يُعذّبه، لم تستطيع التعليق و قد اعترف بذنبه، قبلها على جبينها ثم رحل من امامها إلى المصعد...،
تذكرت حقارة وليد لتختنق أكثر، هم هكذا كل الرجال، يغرسون الوجع و ينقشون الجروح على جدران القلوب و من ثم يعلقونها بالمشانق..
.
.
.
في فندق الفور سيزون.. :
خرجت من حمامها فجراً وهي تجفف شعرها وتتجه لمرآتها، تسبغ عليها من عطرها و تضع مرطبا على كفيها، وهي تراقب إنعكاس صورته على السرير بالمرآه، ينام كما لم ينم دهراً..,
لتلتفت لما فعله بالجناح من ترتيبات خاصه، كليلة دخلتهما و أجمل، اجتهد في عدم ذكر أي خلاف، حضور فيلم بالسينما.. و عشاء فاخر  و من ثم هنا...،
جلست أمام الكيكه الصغيره التي احتفل بها بعيد ميلادها الذي لا تتذكر متى آخر مره احتفلت به، هي لا تهتم بمناسبة الميلاد بعكس اخواتها..
يحاول  ان ينسيها ما حدث.. أم انه اشتاق فقط؟!
أو انه فاق من سكرة تلك السفره.. ثم تذكر انها زوجته؟!
اسئله كثيره تدور بذهنها و لكنها رغم ذلك عازمه على ان تنتقم ممن استغفلها.. و استصغر غضبها.. و استهان بأنوثتها...،
سمعت صوت آذان الفجر... لتترك مكانها و تذهب لتوقظه للصلاة في وقتها...،
.
.
.
.
شعرت وانها تنام على الغيوم.. راحه لم تعهدها منذ مدة طويله، كان في حلمها.. و كانت في حضنه...
حلم لم تود الإستيقاظ منه..،
شعرت بحرارة جسده بالقرب منها، خافت ان تفتح عينيها لتكتشف أن كل ما مرت البارحه كان أضغاث أحلام...
بالكاد فتحت عينيها بكسل وكأن أجفانها تعجز من ثقل أهدابها، لتراه شبه جالس بجانبها و ينظر إليها كمن ينظر لنجمه مشعه أو ظاهره كونيه فريده! /أدهم؟!
بإبتسامه دافئه مد يده لأناملها التي ترتاح بجانبها وهو يلامسها/طولتي بالنومه، وكأنك مانمتي من سنه!
مازالت على وضعها تتأمله بعينين مثقله بالكسل/وللحين ابي أنام
ظل يتأمل خدرها و كأنها ثمله، ليشد على أناملها/هذا اسمه دلع طال عمرك، قومي نفطر
شدت على انامله بدورها ثم تركتها بهدوء لتعود تغمض عينيها/مافيني اتحرك، اتركني انام
أحب وضوحها الجلي و سطوعها هذا الصباح ليرفعها رغماً عنها و يساعدها في الجلوس بجانبه و يلف وجهها ناحيته بأنامله/الشموس صحصحي، انتي بخير؟!
نطقت بدلال واضح وهي تميل بجذعها على كتفه القريب منها و تغمض عينيها بكسل/حابه اظل نايمه لأيام لأسابيع، بس عاد خلك جنبي مهما طولت..
حاسه اني كنت اعيش حياه ماهي لي أو بالأحرى ما خططت لها و مارسمت فيها احلامي، كنت فقط انفذ توجيهات و ألبي رغبات ابوي و اساير وضعي الإجتماعي.. وهالشيء مرهق يا أدهم
ابتسم وهو يرى هذا الجانب منها، كانت تحاول جاهده إخفاءه عن الآنظار لتحتفظ بصورتها الصارمه، و لكن هي اليوم أرق من النسيم و أعذب من الماء العذب/و انا من ضمن رغبات أبوك.. صحيح تزوجتي بي لكن بطلوع الروح و بالحيله اجبرتك. يعني انا بعد ماني من اللي بأحلامك؟!
رفعت رأسها لتقبل خده/بالعكس، كنت مثل اللي باحلامي بالضبط و هالشيء كان يستفزني وقتها، لا تنسى انه أنا اللي ماكنت بأحلامك، مانسيتها لك يا أدهم لمن قلتها بأذني وقت الملكه، تذكر؟
تذكر الماضي بشيء من الندم/لأن وقتها صعب وحده مثلك تكون بأحلامي
رفعت حاجبها باستنكار/محامي و شاطر بلوي المعاني.
أردف بصوته الهادئ/انتي كنتي كثيره على خيالي و ذكرياتي الحزينه، شيء صعب يستوعبه رجل ما شاف الجانب الحلو من الدنيا، الجانب اللي ينبض حياة و ألوان
قبلت كتفه التي تعانقها/يا حلو حكيك وانت هادي.
ضحك بخفه وهو يحاول ان يخرجها من ثمالتها بواقعيته/ماتلاحظين انك بتأخريني عن عملي.. الشموس  لا تحسسيني اني بطلع و بينتهي كل شيء، قدامنا عمر كامل بنقضيه مع بعض ان شاء الله
خافت وهي تشد كتفه بأناملها الرقيقه/لمن تحسب عمرك و عمري و عمر الهجر اللي احرقنا بناره بتلقى ان عمر الهجر يساوي اعمارنا مجتمعه.
ابتسم وهو يبعدها عن كتفه لينظر إلى عينيها/بس انا ماحب احسب السنين الموجعه لانها راحت بكل ما فيها ومعاد نبي نتذكر منها شيء.. خلينا نبدأ من هاللحين عمر جديد و صفحه بيضاء. شرايك؟
إلتمعت عينيها وهي تراه يسايرها بالحديث الرقيق الذي لطالما انتظرته رغم غرورها لتقترب منه مجدداً و تعانقه و تطبع قبلتها الرقيقه خلف أذنه و تضل لثواني،
اتسعت ابتسامته بسعاده/لا شكل اللي ببطنك صدق بنت و دلوعه بعد ، الشموس ترى عندي شغل يا قلبي.
شدته برجاء ان يجلس معها ولو اليوم فقط.. تحتاج  له هذه الفتره المريعه التي تمر بها، ولكن عجزت عن طلبه البقاء/للحين تبي بنت صح.. بس تكابر
فهم حركاتها و هي تتعمد إبقاءه بجوارها في السرير/من اليوم معاد فيه مكابر، انا فعلاً مازلت ابي البنت و ابيها مثلك كذا مغروره على الكل و تقدس أبوها
فهمت مقصده لتختفي إبتسامتها بتساؤل وهي تبتعد عنه قليلاً /لهالدرجه أنا كذا شايفه نفسي!
ضحك قليلا ليجيبها وهو يترك السرير/و الله بكل شفافيه انتي شايفه نفسك و دلوعه و خشمك مرفوع
نزلت لتلحق به/أدهم وقف تعال مين اللي دلوعه؟، أنا؟! ووقف
دخل الحمام و اغلقه خلفه وهو يكتم ضحكته ويرد عليها/لا اطلع إلا و القهوه و الفطور جاهز يالدلوعه.. هه
سمع صوت كلمات وعيدها له بعد اغلاق الباب، مناوشتها و ممازحتها لطيفه، للتو عرف ان شخصيتها لم يتعرف عليها أحد كما افصحت عنها اثناء ثرثرتها الثمله قبل قليل.. قلبها بكر لم ينبض لغيره، هي جديده على مشاعر الحب و كل جديد قد يتعثر في البدايه.. للتو عذر كل ما ارتكبته ،
تذكر حديثها عن طفلته، فشعر بشوق جارف لرؤية تلك الطفله التي تحدثت عنها للتو... ابتسم لطيفها في خياله..،ما أكرمك يالله حينما تجزل العطايا..،
.
.
.
خرجت للتو من المطبخ بيدها كوب قهوتها وهي ترفع صوتها لتسمعها مريم التي بالغرفه القصيه/مريوم انا ترى طالعه للدوام مع السايق هاللحين اذا جاب الاغراض تبين شيء؟
خرجت من الغرفه مستغربه/مو بتمرك ليال؟!
ارتشفت من قهوتها/اتصلت و قالت بتتأخر و طلبت اروح مع السايق اللي يجيب لنا الاغراض..
خافت/منتي خايفه؟!
ضحكت/يرحم والديك وحده مرت بكل اللي مرت فيه و حافظت على نفسها تظنين احد بيكسرها؟!
بقلق/ترى مو كل الناس مثل سيف، طلبتك تنتبهين، سبحان الله انا زاد خوفي و معاد ابي شيء منتظره ارجع بيتي هالخميس و اسكر على نفسي الباب،وماعندي مانع اعيش على تقاعد ابوي
رفعت حاجبها/مريم!، الضربات المفروض تقويك مو تكسرك!
رن الجرس لتتركها/خذي قهوتي، هذا اكيد السايق جايب الاغراض، بقوله ينتظرني، و بدخل الاغراض
جلست وهي ترتشف من كوب غريبه و تدعو الله لها ان يحفظها و ان يقيها شرور خلقه، باتت الأخت وليست الصديقه فقط..،
.
فتحت الباب لتتحدث وهي تراه يضع الاشياء بصمت و لمحت طرف بنطلونه البني و بريق حذاءه الأسود/راجيف لا تروح انتظرني بالسياره علشان توديني الدوام
لمحته يذهب بعد الذي قالته لتحمل الاكياس و تدخلها.. لم تستغرب صمته لطالما كان صامتاً في الفتره الأخيره، فقط يضع الأشياء و يذهب أدراجه..،
ودعت مريم لتنزل بنشاطها، اليوم هو اليوم الذي انتظرته، متحمسه جداً للبدء بممارسة شيء يفيدها ويفيد المجتمع، ليال صنعت لها معروفاً لن تنساه ما حيت،
نزلت واتجهت لسيارة السائق وركبتها بحشمتها المعتاده، لتنطلق السياره،شعرت بلسعات البرد فتذكرت انها نسيت معطفها على كرسي المطبخ، لتتصل بمريم/الو مريم ليه ماذكرتيني جاكيتي، انصدمت بالبرد برا وفيه شوية مطر..
... لا مريوم مايمديني أرجع.. اليوم مهم عندي، مابي اخيب ظن ليال... اوكي.. لا لا تخافين بدبر نفسي... وياك يا رب..
اغلقت هاتفها وهي تجمع يديها بعفويه تلتمس الدفء بإحتكاكها مع بعض،..
مد يده إلى مكيف السياره ليرفع درجة الحراره.. لعلها تدفئها..، لم يستطيع الحديث حتى لا تكشفه، من الجيد اليوم انه استخدم سيارة المؤسسه لا سيارته، يريد الحديث ولكنه خائف جداً من ردة فعلها، إمرأه محتشمه مثلها لا يليق بها ان يثير خوفها او يحرجها، مد يده وهو يلمس جرح وجهه الذي جعلت منه علامة فارقه بوجهه، لا يصدق أنها بلا نسب،و لن يقول مجهوله فهو يعرفها..يعرفها فقط.
أوصلها لمحل عملها وانطلق وهو يعزم الأمر لشيء ما..
.
.
.
منذ دخلت مكتبها وهي تتحدث مع عائشه عن لقاء احدهم/عايشه مافهمت، انا علاقات عامه، وش دخلني ألتقي وفد حكومي و مادري كيف
ابتسمت عائشه/هذا طلب استاذه ليال، بما انها ما راح تجي اليوم...
خافت/سلامتها، ليه ماراح تجي بسم الله عليها
لا تلوم ردة فعلها، ليال رائعه مع الجميع/ما قالت السبب بس ماراح تجي، صعب اقعد اسألها و انا موظفتها، المهم تعالي نرتب لك الجوله و نجهز كل طلباتهم، تحسباً لأي طارئ يعني خذي بالك المسؤلين اللي راح يجون رجال ما معهم غير وحده اعتقد اسمها دكتوره سلوى، وحده مخضرمه يعني و طيوبه  متعوده اشوفها بكل وفد يجينا
حاولت ان تتنفس بشكل عميق قبل الوقوف و الذهاب معها، عليها ان لا ترتبك و ان تكون طبيعيه،سامحك الله ياليال، جديّه في العمل منذ البدايه!
.
.
.
سمعت صوت باب الغرفه يفتح بشكل بطيء،عرفت أنه هو، لتغمض عينيها وتدعي النوم،
شعرت بخطواته على الباركيه، كان يحاول جاهداً ان لا يزعجها، حتى وقف أمامها لينظر متأملا ملامحها التي تريح قلبه و تزرع الطمأنينه لروحه، لن يذهب للمركز ما دامت لن تذهب.،
شك انها مريضه.. مد يده لتلامس أنامله جبينها و خدها كما تفعل له حينما يمرض و تسهر ليلها بجانبه..، فرح انها ليست ساخنه، و لكن مازال قلقاً فهي كانت تستيقظ له بمجرد دخوله..!
مد أنامله الصغيره ليدها التي ترتاح على وسادتها ليمسك بها بنعومة يديه التي كالقطن ثم أمال رأسه عليها... هنا يشعر بالسكينه.. هنا راحته التي ينشد..
فتحت عينيها وهي ترى طفلها الأسمر الرقيق يحاول عدم إزعاجها.. و مع ذلك يفعل ما تفعل حين تقلق على صحته، ابتسمت لكمية السعاده التي يسكبها هذا الطفل على قلبها الموجوع، لم تكن تريد رؤية أحد و لكن هذا الطفل لا، لتهمس له/وسام حبيبي
رفع رأسه لها وهو يبتسم على غير العاده/ماما
مسحت على رأسه ثم ابعدت قليلا خلفها لتفرغ له مكان/تعال نام بحضني حبيبي
اتسعت ابتسامته ليقفز و يستلقي بجانبها و يعانقها وهو يدفن وجهه بصدرها بتصرف طفولي بحت، دمعت عينيهاوهي تربت على ظهره، هو يعاملها كأمه تماماً، اكمل سبعة اعوام وهاهو يدخل الثامنه، لا تستطيع ان تتخيل فقط مجرد تخيل انها قد تضطر ان تغير معاملته حينما يكبر، ذلك يؤلم قلبها حقاً..
تذكرت أحاديث الشموس التي كانت تخبرها بعواقب تربيتها لولد لا تربطها به علاقة رحم، كانت تحسب للمستقبل كإقتصاديه و سيدة أعمال، هكذا كنت أظن و لكنها محقه، الشموس تتحدث بعقلانيه دائماً و ذلك مالا يتقبله شخص عاطفي..
رأت شاشة هاتفها الصامت تضيء أمامها على الطاوله الجانبيه لسريرها لتمد يدها وتلتقطه، تأففت وهي تفتحها و تقرأ ماذا أرسل لها مجدداً، باتت تشعر أنها تستحق ذلك التدمير الذي يفعله بها وليد،
رفعت حاجبها وهي تستنكر ما كتبه[إذا ما سحبتي دعوى الخلع، دخلت أدهم بالموضوع، لأن مالك حق تخلعيني، انا ماني غبي بالقوانين]
استغربت كيف يماطلها بهذا الشكل، إن كان يريد الإنفصال لماذا كل تلك المناورات الغبيه، لم ترد..
و عليه ان يفهم أنها قطعت دابر هذه العلاقة من جهتها،
آه كلما تتذكر ما حدث بينهما تشعر بحرقة معده لا حدود لها...،
اغلقت الهاتف بشكل كامل و رمته على الطاوله لتعود وتنام...
لن تعكر مزاجها اليوم به..
.
.
.
نظرت لساعتها بقيت نصف ساعه على قدوم الوفد البحثي، طرق الباب لتدخل احدى موظفات الخدمه وهي تحمل كيس هدايا انيق.. و من ثم وضعته على المكتب أمامها/اعذريني غريبه دخلت مدرعمه بس مستعجله بروح لزميلاتي اساعدهم
أوقفتها/لحظه يا.. شسمك انتي؟!
الموظفه/ام يزيد..
ابتسمت لها مجامله/هذا الكيس لمن يام يزيد؟! ماقلتي لي الله يحفظك
الموظفه/يقول الحارس ان اللي وصله السايق اللي وصلك وقال انه لك.. عن اذنك...
.
.
رأتها تخرج لتعود بنظراتها المتعجبه لهذا الكيس الذي أمامها، من اين اتى به السائق!
فتحته لتجد شال شتوي رمادي ثقيل و بجانبه جاكيت اسود انيق!!!
لمحت كرتا صغيراً في الأسفل رفعته لتقرأه [ما هان علي تنسين جاكيتك بالبيت و ينهشك البرد في العمل، ... تدفي ]
ارخت يديها على الطاوله أمامها وهي متفاجأه!
من هو صاحب الكيس؟! هي لا تعرف أحداً وليس لها علاقه بأحد، ثم كيف عرف أصلاً أنها نسيت جاكيتها اليوم؟
دخلت عائشه وهي تستعجلها/غريبه الوفد وصل.
تركت الكيس جانباً و اتجهت للشماعه تلتقط نقابها و تستعد لإستقبال الوفد...،
.
.
انزل نظارته وهو ينظر لتنظيم المبنى و مميزاته ليلتفت للسيده التي معه/المبنى و مرافقه مبين متعوب عليه يا استاذه سلوى، بس ماندري كيف مخرجاته و نظامه
تحدثت تلك/كلو ممتاز، و هنا افضل مركز توحد غير خدمات الإيواء طوال الأسبوع، كان لأيتام التوحد فقط وبعدها قررت ليال المناع مديرته انها تخلي خدماته لكل اللي يعانون من التوحد و بشكل مجاني يعني اللي ساكنين اهله برا الرياض يقدرون يتركوا طفلهم بأمان هنا و يجوا ياخذوه نهاية الأسبوع طبعا على حسب الحاله.
ابدا إعجابه الأولي بالفكره/اعتقد شيء حلو يقوم به القطاع الخاص..
اشارت له بالدخول/تفضل الجماعه جاهزين للجوله
دخلوا جميعاً ليرى احداهن تقف في المقدمه، تجمع كفيها ببعضها و بجانبها ثلاث اخريات يبدو انهن مساعدات او موظفات، سلم كما فعلت سلوى، ليمد يده يصافحها.. و لكنه تفاجأ بعدم مدها ليدها!!.. ليستوعب انها متحجبه اصلا، ابتسم وهو يرفع ناظريه لها ليلفته لون عينيها!! /السلام عليكم، آدم العبدالله باحث واخصائي اجتماعي
استغربت انه يقدم نفسه كباحث واخصائي اجتماعي فقط بينما سلوى اخبرتها انه المدير لفرع التنميه الاجتماعيه للمنطقه! /أهلاً انا غريبه.. مسؤلة العلاقات العامه و..
قاطعها وهو يلتفت لسلوى/كنت اظن ان الاستاذه ليال المناع بجلالة قدرها تستقبلنا، ماهو موظفة علاقات عامه!!
ردت غريبه بدلاً عنها/الاستاذه ليال غايبه اليوم لظروف صحيه خارجه عن إرادتها ووكلتني بالمهمه، لا تستهين بموظفة علاقات عامه استاذ آدم.
لاحظ بريق عينيها ذات اللون المميز بالنسبة له، من ردات فعلها الهادئه تبدو واثقه من نفسها، حتى انها لم تتنرفز حينما حاول إستفزازها/ممتاز...اجل خلونا نبدأ.
اشارت له ليتقدم بالدخول، لتهمس لها عائشه/سبحان الله نفس لون عيونك!
خجلت ان يكون أحداً سمعها، لتوكزها هامسه/اش..
لم يفوته همس تلك الموظفه لغريبه، هذه فعلاً مصادفه غريبه!!.. لا يخفي سعادته بهذا الأمر، فهو نادر الحدوث..
.
.
.
الساعه الآن العاشره*
انتهى من لباسه و اخذ علبة دواءه في جيبه قبل خروجه، ليلتقط هاتفه وهو قلق لعدم ردها عليه!
استفزها كثيرا رغم انه يحتاجها حوله في أيام كهذه، قاتل الله الظروف..
.. سيذهب للمستشفى حيث والدته التي ترافقها عزه، سمع صوت الباب استغرب من سيأتيهم هذا الوقت!!
رد من بعيد/طيب جاااي جااي
لم تصدق انه فتح الباب وانه ذلك الذي قاطعها كثيرا في ألمانيا، لتعانقه ببكاء/!!
ابتسم لزوجها الذي يقف خلفها يحمل طفلهما/وش هالمفاجئه الحلوه..
ابعدت عن صدره قليلاً وهي تمسح دموعها/ليش تسوي فيني كذا لييش؟! لييش أمي تمرض هالمرض و تسوي عمليه و ماتقولي!!
تنهد/أمي بخير و الحمدلله كلها فتره بسيطه و تطلع من المستشفى لا تزودينها رشا
حاولت ان تستوعب ما قاله/دام كذا وديني لها ابي اتطمن
صوت من خلفها بلهجته العراقيه المحببه/انزين صبري نسلم على الرجال زي الأوادم بالأول
تقدم وليد ليرحب به/ارحب يابو فرهاد، حياكم الله
ابو فرهاد/هلا بيك وليد، الحمدلله على سلامة الوالده
بابتسامه/الله يسلمك، تفضلوا ارتاحوا،
بنفي قاطع/ماني مرتاحه لين اشوف أمي، يلا ودوني لها
ابو فرهاد/مالنا غير هالحل علشان ترتاحين، يلا وليد ترى ان ما وديناها بتصرع روسنا
.
.
.
على طاولة الإجتماعات يجلس بالطرف الآخر و يقلب اوراقا تخص برامج المركز و انجازاته و حالات الطلاب..
ابتسم وهو يرفع ناظريه لها في الجهة الاخرى من الطاوله/عمل متكامل و جبار ما شاء الله، و الجميل ان الطلاب كانوا ودودين بالنسبه لحالاتهم،
حركة يديها بعفويه وهي تتحدث/الأستاذه ليال عملت بجد و بقلب علشان تنجز شيء مفيد لهالفئه، واللي ساعدها بهالنجاح هو عملها ببداياتها كباحثه ومتطوعه بعدة مراكز، يعني هاللي شفته اليوم هو نتاج تراكم خبرات و دراسات مو فكره بين يوم وليله.
اعجبته هي بحديثها المنمق عن مديرتها و كأنها موجوده/واضح ان استاذه ليال لها البصمه في كل شيء هنا.
غريبه/اساس اي مشروع ناجح مدير ناجح و صاحب تخصص.
تحدثت سلوى بعد رؤية اوراق أمامها/احنا عندنا شوية متطلبات و للأمانه بعد اللي شفناه اعتقد ان هالمركز حيفوز بجائزة الخدمه الاجتماعيه لانه حصد كل النقاط.
استغربت/متطلبات إيش؟!
ابتسمت/بما انه هالمركز  مرخص من الوزاره راح يتم تعيين موظفين عندكم بالترشيح من جهتنا.. و لا تخافون راح تكون جزء من رواتبهم من صندوق الموارد البشريه.
همست عائشه لغريبه/مستحيل توافق استاذه ليال، اعرفها، حتى لو بيدفعون هم الراتب كله
صمتت قليلاً لتجيبهم/اعتقد هذا مركز وقف بناء و إدارة قطاع خاص و له اصحابه القائمين عليه، طرح مثل هالاقتراحات لازم يكون فيها طرف من اصحاب الوقف..
أيدها آدم وهو يلتفت لسلوى وهو يهمس/هالشيء إلزامي يعني؟!
سلوى/من ضمن متطلبات وزارة العمل..
إلتفت آدم لها وهو يقف/عموماً راح نتكلم بهالموضع قريب و بتكون استاذه ليال موجوده.
تحدثت بجديه/اعتقد مافي فايده من الرجوع للكلام بهالموضوع يا استاذ آدم، لأن استاذه ليال راح ترفض بالتأكيد.. شرفتونا.
عاد لينظر إليها مجدداً، ليرى ثباتها/هذا ما يمنع الحديث بالموضوع لتقريب وجهات النظر.. سلام
لحقت به وهي تودعهم، لتهمس لها عائشه/تهقين يضغطون على استاذه ليال؟!
ردت وهي تراه يبعد بخطواته/مايندرى.. يمكن
توقف ثم عاد بفضول ليقف أمامها على بعد مسافه/لو سمحتي، ماتعرفنا باسمك كامل علشان نرسل برقية شكر
استغربت عائشه طلبه!، لتلتفت لغريبه تنتظر جوابها/يكفي ترسلون باسم الاستاذه ليال المناع.
زاد فضوله تجاهها، لكن حاول ان يمضي في طريقه كما حضر، ثم مالذي جعله يعود، لو أنه أرسل سلوى أو أخذ اسمها بأي طريقه/طيب، سلام.
لاحظته ينظر إليها بطريقه لم تفهمها، و لون عينيه أثار داخلها الحزن الذي بسببه جعل حياتها مع أهلها كالجحيم.. يالله هل واجه هذا الرجل ما واجهته، و لكن لا هو رجل قوي سوي..وربما هو ليس غريباً في عائلته... و أنا في النهايه لم أكن إبنة بيولوجيه لمن ظننتهم اهلي منذ طفولتي!!
يالله بعض التفاصيل الصغير تثير ضجة كبيره في الروح و الوجدان..
للمرة الثالثه نادتها عائشه/غرريبه!! شفييك؟
انتبهت لها أخيراً لتستدير بسرعه و كأنها لم تتأثر/يلا نرجع شغلنا يا عايشه، لازم اكتب تقرير كامل لليال عن اللي صار اليوم..قبل نهاية الدوام.
لحقت بها عائشه وهي مبتسمه/كل يوم يمر يثبت لي ان نظرة استاذه ليال ماتخيب أبداً بالأشخاص اللي تختارهم!
.
.
.
خرجت من المطبخ مع ام رواد وهي تحمل بيدها كوب قهوه و هن يتسايرن بالأحاديث، لتجلسان قبالة التلفزيون.. أخذت الشموس الريموت كنترول وهي تخفض صوت التلفزيون قليلا وتلتفت إلى أم رواد بجديه/و ليش تترددين يام رواد، روحي مع ولدك و انبسطي، ترى ماهو كل يوم يجيك!
تحدثت بقلق/جاسر تغير حيل كبر بعيد عني الله يسامح ابوه، وما ادري وش كانوا يحشون راسه..ماسووا فيني خير، الولد متصل فيني البارح و صوته مخنوق، جاسر ما كان يكلمني و مانع اخته تتواصل معي!
تنهدت وهي تفكر بحالها سابقا و حال اطفالها/فعلا لمن يكون فيه اطفال بالعلاقه المفروض ماتنقطع.. لازم احد الطرفين يضحي و ينهي الخلاف من ناحيته، علشان ما يطلعون هالاطفال متشبعين بعقد عداوات مالهم فيها يد
تنهدت وهي تحاول تجاوز عثرة نبرتها/يعلم الله اني تنازلت كثير لكن شوفت عينك انتهى بي هالزواج لطلاق و فضيحه خلتني اقتنع ان الرجل اذا ما كان عاقل و شوره من رأسه و مروءته فلا خير فيه.
حاولت التخفيف عن ضيقها/يا بنت الحلال عوضك ربي باللي شيخك ان شاء الله ما توفي إلا وهو راضي عنك وانتي راضيه عنه
ابتسمت بدمعة انسكبت في الحال للراحل الأغلى/عز الله انه سيد الرجال. الله يرحمك يابو راكان، ما كان يناديني غير يالغاليه.
بادلتها الإبتسامه/كان يحبك.
اكتفت بإبتسامه حزينه فذلك الحبيب قد رحل..،
لتمر لحظات صامته....
لاحظت هدوئها و مزاجها العالي اليوم بعكس البارحه يخيم عليها الصمت/شلون صار الوضع هاللحين بينكم؟! انا من زمان ابي اسألك و اتراجع،لكن اليوم انتي مرتاحه و اظن هاللحين وقت الاسئله
نظرت إلى كوب قهوتها بإبتسامة رضا ومن ثم صرفت نظرها لزوجة أبيها/مادري كيف اشرح لك.. يعني الوضع مثل لما تكونين مصدعه ثم  تشربين قهوه رايقه و تروقك معها.
ابتسمت لتشبيهها/عسى الله لا يفرق بينكم.
تنهدت/أمين.
.
.
.
خرجت من عملها تحمل ملفا و كيسها بيدها، لترى سيارة السائق قريبه، ركبت وهي تتحدث بالهاتف/اوكي مريم بمر السوبر ماركت و بجيبه معي، في شي ثاني؟!... طيب سلام
اغلقت الهاتف وهي ترفع رأسها مخاطبه السائق/راجيف مر السوبر ماركت
سكت حتى توقف عند اقرب سوبر ماركت ليتحدث أخيراً/آمري طال عمرك
شهقت وهي تتقدم/سيييف!!
لا يستغرب مفاجئتها/اي أنا.. و لا تفهميني غلط تكفين ، انا...
قاطعته بغضب/انت انتهازي.. و اعرف نوعيتك زين، لا تظن اني لقمه سهله يا سيف
رد بهدوء/لا تغلطين علي الله يهديك، انا من فتره اجيب لكم الاغراض بعدما سافر راجيف لظروف اهله..
و ما احتكيت فيك، و ما تلقفت وقلت بوصلك لعملك، انتي اللي طلبتي اليوم اوصلك و سكت ماقلت شيء، و لا احرجتك بكلمه، و لا دريتي عني اصلاً، يا غريبه لو نيتي شينه ماني عجزان عنك ترى..
زمت شفتيها بغضب وهي تحاول فتح الباب ليصرخ بها/قفلي البااب.. منتي فاتحته لين اوصلك
اخفت خوفها من ارتفاع صوته المفاجئ لترد بصوت عالي هي الأخرى/انت مالك سلطه علي، و خلاص بعد اليوم، اعتذر لأدهم عن اي شيء يخصني اذا طلبه منك
نطق من بين اسنانه/من انتي؟! علميني من انتي؟! علشان تامريني؟!.. هاااه من؟!!
غرقت عينيها بالدموع وهي تكتم بكائها الذي فضحه إختناق صوتها/صحيح تعرف قصتي، لكن مالك حق تعايرني كذا يا سيف، مالك حق!
صدمه ردها الذي زلزله وأعاده للواقع، ولما فهمته هي، مسح على وجهه بتوتر وهو كاره لنفسه هذه اللحظه/غريبه والله ماقصدت أبكيك.. بس انتي طلعتيني من طوري مع اني ماسويت لك شيء! يعلم الله كنت اقوم بواجبي بس، مابي اهينك و لا أغلط عليك.
كانت تبكي، و لا يُسمع سوى صوت أناهيدها المكتومه!!..
أكمل طريقه وهو نادم أشد الندم، لم  ينوي بها شرا أبداً، ولكن معها حق في عدم إبداء حسن النيه مع أي رجل اجنبي، و كان عليه ان يتفهم ذلك...، قرر انه سيصلح كل ما افسده بطريقته و سيجعل كل ما حدث طي النسيان بالنسبة لها..
لم تصدق أنه توقف أمام العماره حيث شقتها.. لتنزل مستعجله و تغلق الباب بقوه تنفيساً عن غضبها..
انطلق بعد نزولها بلحظات وهو يفكر ماذا لو أشتكته إلى أدهم؟!
لا يستطيع التنبؤ بماذا سيحدث حينها،..
وصلته رساله قصيره ليفتح هاتفه بعدما رأى اسمها، ليصدمه ما كتبته  [علمتني ان الخير له وجيه كثيره وانت أسوأها.. لكن مسامحتك لجل أدهم]
استغرب من سرعة الرساله و مضمونها الذي جعله يحتار في أمرها...!!
.
.
.
خرجت من حمامها ملتفه بروب استحمامها المشمشي، لا تصدق انها نامت حتى بعد الظهر اليوم!!،
وقفت عند المرآه تجفف شعرها وهي تتبسم لما حدث البارحه من سهرتها مع نايف على السياره، مشيا و سهرا حتى الفجر  افطرا سوياً ثم عادت للمنزل مرهقه... و نامت، حمدت الله ان قاسي لم يرجع حتى الآن..، حتى لمحت انعكاس صورته على المرآه يجلس على طرف السرير هناك/قاسي!
بوجه خال من التعابير/ما ادري اقول نعيماً، و الا صح النوم يا مدام؟!
إلتفتت إليه مبتسمه تخفي قلقها من نبرته و نظرته التي شكت في مغزاها/اللي يجي من خاطرك حبيبي،
رآها تعود ملتفه لطاولة الزينه و تضع عطرها المنعش و تشعل مبخرتها الكهربائيه القريبه منها و تبخر شعرها كعادتها اليوميه، ليقف متجهاً نحوها بهدوء حتى وقف خلفها وهي تراه من انعكاس صورته أمامها/وين كنتي لين الفجر؟!
اخذت في دعك كفيها بمرطب وهي تجيبه بهدوء/انت تدري اني طالعه مع اخوي و انا اعطيتك خبر بالواتساب و ما عندك مانع، ليه هالنبره؟!
رفع حاجبه و ملامحه تنطق بالغضب/انا وافقت على اساس مره عاقله و أم مسؤله بتطلع نص ساعه او ساعه بالكثير و بترجع، مو لين الصبح!! و نامت و ماتدري عيالها وين!!
إستدارت وهي تتكتف/شفت اخوي ضايق صدره قلت..
قاطعها/قلتي اسحب على عيالي و ارميهم عند جدتهم و الخدامه.. ماقلتي هذي مره كبيره بتتعب منهم، ما فكرتي بهم ناموا و الا قاموا و الا كلو و ازعجوا امي بالبكاء!!
أنا توقعت انك خلاص تعديتي مرحلة الطيش و الطفوله لكن اشوف بيصير العكس!
بهتت من حديثه الموجع و اتهامها بالباطل/علشان نص ليله طلعت فيها بتنسف كل شيء سويته و بتنساه يا قاسي؟!! خلاص صرت ماني مسؤله بنظرك عشان كم ساعه طلعت فيها مع أخوي؟! و ناسي نفسك؟!
قل لي بربك، سبق و اشتكيت لك من خروجك بالأسابيع علشان الصيد؟! قل لي يلا سبق و اشتكيت لك من هروبك من الغرفه لأنك ماتحمل كثرة بكاهم تالي الليل؟!
تبيني احسب لك كم ليله نمتها بدونك بعدما رجعت من بيت اهلي؟!
لاحظ دموعها تنزل ليمسك بعضدها/دام هذا كله بقلبك ليه ماتكلمتي؟!
نفضت يده وهي تبتعد عنه خطوتين/تبي تعرف ليه؟!لأني ظنيتك مقدر لتعبي اللي مايخفى عليك و لأني ابي راحتك يا زوجي "الحبيب" ومابي اضغط عليك و اطالبك بواجباتك، لكن للأسف طلعت غلطانه، المفروض انكد عليك عيشتك ليل نهار و اذكرك بتقصيرك كل يوم علشان تعرف من فينا اللي متحمل و ساكت!
تفاجئ من سيل كلماتها المكبوته، و التي اخرجها منها ببجاحته، رآها تتركه وتذهب لخزانة الملابس، اخذت ما تريد إرتداءه اختارت فستان منزلي قصير و ناعم و بدأت بإرتداء ملابسها متجاهله لوجوده الذي يجرحها للمرة الأولى،..
انتهت من لباسها لتتجاوزه تريد الخروج، حاول الإمساك بيدها و لكنها كانت مراوغه و خرجت رغماً عنه ليقف حائراً مكانه، كيف نزع جمال يومه بنفسه؟!!
.
.
نزلت لأم زوجها تسألها عن اطفالها، تعرف انهم ينامون عندها في اسرتهم التي وضعتها جدتهم لهم بحب، لم تحرمها منهم و تركت الحريه لها في ان تمارس حقها كما تريده، و بالفعل انشغلت بهم وتركت مناكفتها/السلام عليكم خالتي
ابتسمت لها وهي ترتب درجا عندها/و عليكم السلام، طولتي بالنوم على غير العاده بسم الله لا يكون تعبانه
استغربت ردها هل لم تعرف بعودتها/لا خالتي تاخرت برا مع نايف و بعدها نمت وماحسيت بنفسي شوفت عينك
عذرتها  لطالما انها لم تخرج أبداً سوا مرة عند اهلها فقط/انا مانتبهت لرجوعك، اصلا ناموا الصغار بدري كالعاده و نمت معهم، قلت للشغاله تنتظرك علشان تشوف وش تبين وتساعدك فيه
اتجهت لسرير سلمان وهي تنظر لنومته الهادئه/اتعبتك معي يا خاله؟ إذا هالصغار يزعجونك معاد انزلهم لك الا شوي تسلمين عليهم و اسكر عليهم باب غرفتهم فوق
اتسعت حدقة عينيها بالاستنكار/لا يا دافع البلا فيه جده تكره احفادها، وبعدين عيالك انتي وقاسي بيدي من وهم نتف روحي معلقه فيهم يا بنتي لا تحرميني منهم حتى لو يزعجون على قلبي زي العسل
ابتسمت لها/تطمني محد بيحرمك من عيالك، اثاري صدق ما اعز من الولد إلا ولد الولد!
ابتسمت لجملتها التي أراحتها/اي والله يا بنتي إي والله.
سمع ما دار بينهما ليدخل وهو يبحث بنظراته عنها/نيفادا سوي قهوة وجيبيها لي انا وامي بالصاله.
لم ترد عليه فقط خرجت من الغرفه متجهة للمطبخ،...
رأى نظرتها الناريه التي لطمته بها عند ذهابها، و لكنه تجاهل مبتسماً، كبرت كثيراً و اصبحت تفوق الوصف، تغضب بشكل فاتن و لكنها لا تشعر بفتنتها تلك..!
لمحت شيئاً و استغربته/كأن مرتك زعلانه؟!
ابتسم لها وهو يتجه لطفلته ويلاطف شعرها الخفيف بأنامله/لا تشيلين هم، زعل عادي و بيعدي
رفعت حاجبها رافضه لما قاله/الحق ينقال انتم يالرجال مايعجبكم العجب و لا الصيام في رجب!
تعجب من ردها/لا لا الظاهر نسيتي انها نيفادا
ردت بعتب/لا ما نسيت انها أم سلمان و غنى، اللي تحملت كل التعب لحالها وهي صغيره، والله لو انها غيرها كان للحين بزر ما تعرف السنع.
حاول مشاكسة والدته فقط/انا اللي ربيتها.
لم يعجبها رده لتحاول ان تنهي هذا الحديث السمج/انت تدري و انا ادري انك تضيع علومك بدونها، لكن الظاهر ناوي تاخذك العزه بالاثم!!
ابتسم لها بصمت..،
.
.
.
منذ يومين يتحاشى ذكر ما قاله لها، ترى تصرفاته وتتابعها بريبه، لم تعد تثق به و ذلك ما ينحرها بقربه بصمت..،
سمعت صوت انفتاح الباب لتراه يعود باكرا من عمله و يقبل عليها بإبتسامه و هو يحمل شيئاً بيده!!
أقبل و بداخله ألف رجاء بأن تكون نسيت ما تفوه به تجاهها، يجب ان لا يخسر هند مهما حدث/السلام عليكم
بالكاد بادلته بإبتسامة باهته/وعليكم السلام... غريبه راجع بدري هالمره!
جلس بالقرب منها وهو يسترخي بجلوسه و يلتفت إليها/اشتقت لك.
هزت رأسها لتكمل إرتشاف كوب قهوتها/اللهم اجعله خير! من متى؟
فتح الكيس الذي أحضره معه ليخرج منه علبة انيقه صغيره و يقدمها لها/تفضلي
أخذت العلبه منه لتفتحها و تجد أسوارة ألماس، لتبتسم بسخريه!!!/وش المناسبه؟! او انت مثل الرجال اللي يزعلون زوجاتهم ثم يراضونهم بهديه!
بابتسامته/هند أنا مقصر معك، أدري بهالشيء، مع هذا انتي ما خذيتي بخاطرك و رجعتي معي لبيتك بهدوء و بدون عتاب.
سكتت قليلاً لتنطق بعدها بنفس هدوءها/العتاب على قدر المحبه يا عبدالرحمن.
خاف من ردها الذي لم يعرف جيدا مغزاه/افهم من كلامك ان محبتك لي راحت؟!
ابتسمت بسخريه/أي محبه؟!
اقترب منها وهو يضم اناملها بكفه/هند انا ترى مهما شرّقت و الا غرّبت ما بقلبي غيرك
لم تعجبها جملته/تقولها و كأني بموت لو طلعتني من قلبك؟!.. شرّقت او غرّبت براحتك لكن لا تظن اني كرسي انتظار يا قلب اهلك.
استغرب/انتي للحين زعلانه؟!
نظرت لوجهه الذي يستنكر عليها مشاعرها الطبيعيه و يصادر حقها بالاحتجاج على معاملته/يعني عارف انك مزعلني؟! حلو كنت اظنك تستهبل طول الوقت!
سحبها إليه وهو يسكنها أضلعه/و الله يا هند اني احبك و ان زعلك يكدر خاطري، حتى خوياي بالعمل لاحظوا علي يقولون منت بخير، رجعت من سفري تعبان و قرفان من الدنيا وحطيت حرتي فيك سامحيني
تنهدت وهي تسمح لدموعها بالنزول وهي تستند على صدره، لم يكن سهلاً عليها ان تصمد كل ذلك الوقت، يالضعفها وهي تحاول ان تغطي جرحها منه..،
حاول إبعادها عن صدره لرؤية وجهها و لكنها رفضت ذلك و هي تتمسك بعناقه جيداً، كم يرى نفسه غبياً بعد الذي عرفه عن ريما، الدم يغلي بعروقه هل تعبث من خلف أهلها أم ماذا؟! مع الأسف ان ما رآه كان في اليوم الاخير لسفره، كان يظنها مع رفيقات فقط لا رفاق..!!
.
.
.
ترددت كثيرا في قرار الحديث مع الشموس عن إنهاء علاقتها بوليد ولكن بات من اللازم الحديث والتخلص من كل شيء يربطها به، لن تجعله يستخف بها أكثر من ذلك....،
لم يدع لها ما يشفع له بالبقاء في حياتها،
نزلت من المصعد وهي تتجه ناحية مكان جلوس العائله المعتاد هنالك بالقرب من المدفئه..،
لم تجد سوى ام رواد وحدها و تبدو للتو أنهت مكالمه فهاتفها بيدها على غير العاده/السلام عليكم
رفعت ناظريها لها بفتور/وعليكم السلام.. ليه واقفه اجلسي
ليال باستعجال/ابي الشموس، محتاجه اتكلم معها بموضوع مهم وينها لا يكون راحت تنام
وضعت هاتفها على الطاوله أمامها بشكل مهمل/الشموس راحت تنام قبل شوي
جلست محبطه/يالله.
لا يخفاها إنخطاف لونها و توترها/وش فيك؟! صاير شيء؟!
ترددت بشأن إخبارها بما تفعله وتنوي فعله/مادري وش أقولك يام رواد!! أنا حاسه اني بكابوس طوويل و مو قادره أصحي منه، كابوس كابس على نفسي من فتره.
نسيت تلك المكالمه و انتبهت لما صرحت به/بسم الله عليك، ليال فضفضي يا بنت وش يوجعك؟
شعرت بالغصه كالسكاكين تكاد تقتلها وهي تنوي البوح بما يوجعها، ما أصعب الفضفضه عن الوجع..!!
قاطع شعورها الخانق رنين هاتفها الذي بيدها، لترد بعد رؤية أسم "غريبه" و كأن اتصالها هو المنقذ من تهورها ، لم تنتبه للوقت المتأخر/مرحبا غريبه.
على الطرف الآخر تحدثت بنبره باكيه/ليال! ، هذي أنا مريم.. غريبه تعبت علي اليوم و هاللحين حرارتها ماتنزل و ما تدري باللي حولها
خافت و هي تقف/بسم الله عليها، اليوم مداومه و بخير!
بكت مريم/يمكن لأنها نست جاكيتها بالبيت، مادري بس ألحقيني بسواق تكفين ما اثق غير فيكم
ليال بدون تفكير/خلاص مريم أنا جايتكم فوراً.
وقفت معها أم رواد مستنكره/وين رايحه هالوقت يا بنت؟!!
تركتها ليال بعجله/شغله ضروريه، غريبه مريضه و محد هناك يساعدهم
حاولت ثنيها عن الذهاب بهذا الوقت المتأخر و لكن دون جدوى!! /الله يستر.
.
.
.
انتهى من إعطاء الدواء لوالدته ثم جلس بجانبها ليطمئن عليها/يلا يمه لازم تنامين علشان مفعول الدواء
ابتسمت وهي تسترخي على وسادتها/الله يالدنيا من بعد ما كنت انومك بسريرك صرت انت عندي تنومني بسريري!
بادلها الإبتسامه وهو يرتب لحافها عليها/ان شاء الله اقتنعتي هاللحين اني صرت كبير.
إلتمعت عينيها رغم ابتسامتها وهي تمسك بطرف أنامله القريبه منها/تظلك بعيني طفل يا وليد و بشيل همك لين تحملني لقبري
انقبض قلبه لثواني بعد الذي قالته/الله يحفظك لي يمه..
شدت على انامله برجاء/يا ولدي متى بتتزوج؟! حددت الزواج و معاد رجعت تتممه،ليه
شعر بنفسه يضيق/يمه خلي هالسالفه بعدين
بإصرار/يا ولدي هذي ماهي سالفه نخليها بعدين.. هذا زواج و انت ماخذ بنت حموله ماهيب حي الله، لمتى بتأجل؟!
تردد في الجواب،سقطت عينيه في الفراغ لوهله ليقف و جيبها بصوت هادىء/أنا ما أجلت الزواج يمه، أنا تراجعت عنه..
لم تصدق ما سمعته/وشو؟! مافهمت اللي قلته
بحزم/انا ألغيت فكرة الزواج.. و قررت اطلق ليال.
مازالت في طور صدمتها، قد كان سيطير فرحاً بزواجه منها/ليه وش الاسباب يا ولد منيره؟! وش شايف على البنت يوم تبي تطلقها؟!
شعر بالضيق يجتاح ضلوع صدره/يمه ما شفت عليها شيء.. انا فقط مابي اتزوج.. الاسباب احتفظ فيها لنفسي
صغرت عينيها/شايف لك اجنبيه في ذيك الديره اكيد، و الله لو...
قاطعها برجاء/لا يمه لا تحلفين..قفلي هالموضوع بهالليله تكفين ونامي، اتركك مني و من زواجي اهم شيء صحتك يالغاليه..
رفعت حاجبها وهي غاضبه من حديثه/روح نام و الصباح رباح يا ولد منيره
ابتسم ليلطف الجو، واقترب منها ليطبع قبلته على جبينها/لبى قلبك يا منيره نامي و لا تشيلين هم.. يلا تصبحين على خير.
راقبت خروجه بصمت، لن تسمح له بطلاق ليال، أي مجنون سيرتبط بفتاه من ذلك المستوى ثم يطلقها ببرود و حتى قبل الزواج، لابد وأنها عين حاسده، أو نفس شريره، ما يفعله وليد ليس صائباً، هنالك شيء خاطئ.
.
.
.
مضت ساعتين منذ قدومها مع البنات للمستشفى،
اطمأنت على وضع غريبه التي تعرضت لنزلة برد حاده!
اتجهت لمريم بالحديث/انتبهي لغريبه، انا رايحه اشوف الدكتور و أدفع الحساب
هزت رأسها لتتحدث بإمتنان/مشكوره ليال..
لم ترد تركتها لتخرج وهي ترد على هاتفها فالمتصل "ام رواد" لتطمئن عليها..،
كان هنالك رجلان يقفان و يتحدث احدهما للموظف و الاخر يمنعه و يبدو ان كل منهما يريد ان يحاسب بدلا عن الآخر، انتظرتهما حتى رأت الموظف الآخر يتقدم لخدمتها/سمي اختي، كيف اقدر اخدمك؟!
تجاهلت اصوات الواقفين بجوارها لتتحدث/بغيت ادفع حساب المريضه غريبه عبدالوهاب
سألها وهو يبحث بالكمبيوتر أمامه/اوكي، كاش او بطاقه
اخرجت بطاقة الصراف الآلي/بطاقه..
اخذ بطاقتها ليرى اسمها/بأسم ليال المناع؟
استغربت سؤاله/طبعاً بأسمي!
رن هاتفها لترد/مريم شوي و جايتك
على الطرف الآخر/تعالي الدكتور جاء و معه نتايج تحاليل غريبه
خافت فنبرتها لا تبشر بخير/طيب جايه حالاً.
.
رآها تترك المكان لتعود للتنويم مجدداً ، إذن هذه "ليال المناع" التي من المفترض ان يلتقيها اليوم و لم يجدها!
ذهب زوج خالته و أقبل صاحبه وهو قلق/آدم!، وش صاير؟!
إلتفت إليه آدم فرحاً بقدومه رغم هذا الوقت المتأخر/وليد!! الحمدلله انك جيت، اعذرني طلبت فزعتك هالوقت لكن والله لو ماهي ضروريه ما اتصلت بك
باستعجال/خير أحد من الاهل فيه شي؟! الوالده بخير؟!
آدم/ولد خالتي صاير له حادث و قالوا براسه نزيف و دخل غيبوبه و انا خايف.. خالتي مالها غيره بعد الله دموعها ماوقفت عند غرفة العنايه، و بصراحه انا اثق فيك يا وليد، طلبتك محد يسوي العمليه غيرك
مسح على وجهه بتوتر وهو يستعيذ من هواجسه/يا آدم هذي عمليه كل جرّاح مخ واعصاب يسويها، ما يحتاج أتدخل بشغل غيري و...
قاطعه برجاء/طلبتك يا وليد.. لا تفشلني
مسح على شعره وهو يشعر أنه في ورطه/بروح إدارة المستشفى و اتكلم معهم و بشوف
فرح بموافقته/مشكوور يابو خالد ما تقصر.
.
.
.
صباحاً..
استيقظت متأخره رغم حرصها على ان تستيقظ باكراً،..
لم تراه بجانبها.. ظنت انه ذهب لعمله.. لتترك فراشها و تتجه للحمام غسلت وجهها و انعشت نفسها،
ثم خرجت لتطمئن على طفلها الذي نام عند ام رواد البارحه،.. لتتفاجىء بأدهم يرتب طاولة الإفطار بنفسه.. هكذا أمر لا يحدث كثيراً..لتبتسم تلقائياً/معقوله!! لا لا شكلي للحين بالحلم!!
جلس وهو يبادلها الإبتسامه ممازحا/خلني اذكر اني مره سبقتك... يعني لا تفرحين واجد، بندلعك اليوم بس
ضحكت و هي الأخرى تجلس بصمت وتتسائل بداخلها عن طفلها لتتحدث/ركون خليته عند ام رواد، صاير يحب يقعد معها و زمان ما كان يحب يبعد عني!
سكب لها كاسة شاي ليقدمها لها/الولد عارف انه بيجي بعده واحد يسحب البساط من تحته، قال خلني آخذها من قاصرها
ابتسمت لوجه راكان الذي لاح أمامها/راكان له مكانه خاصه بقلبي، محد يوصلها حتى لو يجي بعده عشره
سكت قليلاً وهما يتناولان الفطور، تغيرت عن قبل تمامآ و كأنها كانت تنتظر عناقا واحداً منه لتنهمر..، ظل يتأملها وهي تأكل بهدوء أمامه، مازال غير مصدق لما حدث..!
لاحظت نظراته، وحاولت ان تلتهي بفطورها، مازال هنالك أحاديث عالقه و أمور تنتظر البوح بها..
ما يهم الآن ان جليد هذه العلاقة بدأ بالذوبان..،
حاول ان يتجاوز مسافات الهجر و ان يطفئ نيران الماضي لينطق بندم وهو ينظر لكاسته/ضغطت عليك الفتره اللي راحت.. آسف..
لم تعلّق، ما يحدث منذ ليلتين بينهما لا يصدق، هو الآن  يدون تاريخاً جديدا لعلاقتهما بحديثه الهادئ و نبرته التي لا تمل.. تمنت ألا يسكت..!
أردف وهو يرفع ناظريه لها/كنت رافض التنازل رغم اني الخاسر الوحيد من صار اللي صار..
نطقت بإقتناع/منت الخاسر الوحيد...انا مثلك كنت خاسره
هز رأسه بالنفي/ماهو بحجم خسارة شخص ماله احد غيرك... ما اقدر اوصف لك الضياع اللي كنت أعانيه. خاصه اللحظه اللي تركتي فيها البيت و رحتي..
ما اقول هالكلام علشان تتأثرين، انا جالس اصارحك بشيء أوجعني حيل يالشموس و محد بيداويه غيرك.
تفاجأت من حديثه و أوجعتها تلك النبره التي سرد بها ألمه دون حواجز، لم تستطيع الرد شعرت للحظه بمدى لؤمها كان يراها كل الذين يعرفهم و هي كانت تتفنن في إقصاءه عنها رغم مشاعرها التي تميل له منذ عرفته..!
عاد  بناظريه لها ليرى انسكاب دموعها للمرة الثانيه بعد تلك الليله/لا لا، انا ما قلت هالكلام علشان اشوف دموعك!
حاولت السيطره على دموعها لتبتسم/ان زعلتك ثاني مره لا تسامحني و لا تسايرني أبداً يا أدهم.
ابتسم لردها العاطفي الذي لم يتوقعه، فهي شخصيه واقعيه لأبعد حد/بسامحك لين اموت يالشموس..
نظر لساعته ليقف/يلا رايح للدوام وان شاء الله ارجع بدري اليوم.. تبين شيء؟!
هزت رأسها بالنفي/سلامتك..
مر من جانبها ذاهبا للغرفه لتظل هي تبحر بكل ما حدث و ترتشف الشاي بتلذذ  لم تعهده منذ فتره طويله، و كأن عبئاً إنزاح من على ظهرها..
وضوحه و حديثه اللطيف عما يمر به من انفعالات و عن فقده لها يجعلها تتأكد انه مازال أدهم الذي عرفته أول مره... و يجعلها تعقد العزم على ان تكون له لا عليه، هو وحيد مهما تعرف على والده و أخته و رجل نبيل مثله يحتاج من تقف معه وتعينه و تفهمه، كان كذلك منذ عرفته و لكن غيرتها عليه كادت تنهي علاقتها بالرجل الألطف بحياتها بعد والدها الذي لن يجاريه أحد..
خرج مسرعا  يرتب شماغه على رأسه وهو يسألها/الشموس، تدرين وين ليال من البارح؟!
استغربت وخافت في آن معاً/اختي كانت نايمه قبل انام أنا.. ليه تسأل؟!
اكمل إغلاق أزرة ثوبه بقلق/سيف يقول انهم بالمستشفى و غريبه تعبانه، معقوله ما كلمتك
وقفت بقلق/اكيد ماحبت تزعجنا البارح، بتروح للمستشفى؟!
إلتقط هاتفه من على الطاوله الصغيره/اي بروح
تركت مكانها لتذهب للغرفه مسرعه/لحظه بلبس و بروح معك..
رد وهو يخرج/انا انتظرك بالسياره
.
.
.
ما زالت في طور الصدمه من نتائج تحاليل غريبه، البنت لا تشكو من أي عله و بشرتها تشع نضاره، كيف تعاني من نقص في الصفائح الدمويه و نقص في الهيموجلوبين!!
لن تسكت هنالك خطأ ما بالتأكيد..!
خرجت من الحمام وهي ترى شرود ليال يطول اكثر من اللازم/ليال وش مقعدك هنا روحي داومي، مريم عندي خلاص
استنكرت برودها/انتي شلون تتكلمين بهالبرود؟! شلون تبيني اروح و اخليك بهالحاله؟!! ، بقعد و بنتظر الدكتور يشرف، انا ماني تاركتك بكون جنبك لين تطيبين
ابتسمت لها/ليال ترى و الله ماتعودت على اللهفه، وش فيها إذا مرضت؟! عادي يعني كلن يمرض
إلتمعت عينيها بحزن فهي تعرف جيداً كم هو من الصعب ان يواجه احدهم المرض وحيداً دون سند/لا ماهو عادي، انا اكثر وحده تعرف قيمة ان شخص يوقف جنبك و يدعمك، ماني تاركتك فاهمه؟
رأتها تقف متوتره/ليه وقفتي، ارتاحي والله ما ازعلك
اخذت شالها لتتحجب و تغلق عبائتها و هي تنوي الخروج بعدما أخذت حقيبتها الصغيره/بروح اسوي اتصالاتي، ماراح انتظر الدكتور يداوم.
دخلت بهذه الأثناء مريم وهي تحمل اكواب قهوه/ليال وين رايحه؟!
اخذت كوب قهوه منها و ردت بصيغة أمر/لا تعطين غريبه قهوه، مايصلح لنقص الحديد و ضعف الدم، انا رايحه مشوار هنا وراجعه
جلست مريم متسائله/وين راحت ليال؟!
غريبه/رايحه للدكتور، معانده ماتبي تروح بيتهم لين تطمن.
تأثرت مريم وهي تتذكر الأذى الذي كانت ستذيقه لهذه العائله التي لم تعاملها إلا بكل لطف!/ناس طيبين مره، رغم كل شيء هالبذخ اللي هم فيه، إلا انهم يحسسونك ببساطتهم
.
.
.
.
.
إتجهت للعيادات.. ليخبروها ان الطبيب لم يحضر اليوم!، لتقرر بعدها الذهاب للإداره بنفسها و ستفعل ما تراه صائباً، للحظه شعرت بالغثيان، رن هاتفها لترد وهي تقف بالقرب من قسم الإداره.. توقفت لترد هي ملزومه بذلك فالمتصل هي الشموس/هلا الشموس.. اووكي ادري اني غلطانه بس و الله الأمر ضروري... ليه انتي و أدهم مافي داعي تجون..!
مر من أمامها عمال النظافه تفوح من منظفاتهم تلك الروائح التي كرهتها منذ أيام مرضها حينما كانت رفيقة المستشفيات..، شعرت بالغثيان للحظات وهي تنهي الإتصال بالشموس..
قررت دخول القسم حتى رأت خروجه منه بلباسه الإخضر هذا اللبلس تعرفه جيداً، و كأنه يعمل هنا..!
يبدو منهكاً و التعب يتضح على عيناه التي سقطت عليها..، حاولت تجاوزه وهي تثبت لثامها، لعله لم ينتبه لها..
و لكنها تفاجئت بصوته يوقفها/لا تسوين نفسك ما شفتيني
حاولت تجاهله وهي تمر بجانبه حتى أمسك بذراعها و يوقفها أمامه/بنت!
لتسحب ذراعها من يده و لكنه يثبتها بشكل جعل غضبها يزداد أضعافا منه/أنا أصلاً ماني شايفتك، مو اسوي نفسي ما شفتك، اترك يدي الله ياخذ... <<<لم تستطيع إكمالها...
استغفر الله، انت مو تبي ننفصل ليه واقف بطريقي؟!
يكاد ينفجر كبتاً وهو يراها تفهمه خاطئه تظن أنه يريد فراقاً، ولكن ما يحدث الآن أبشع من الفراق بمسافات ضوئيه مهلكه..
هي ثواني فقط، لاحظته يتدثر الصمت مجدداً و يدعها فريسةً لظنونها و نيران غيرتها.. لتنفض يدها من يده بقوه، و كأنها تنتزعها، عليه ان يعي أن مسلسل متعته معها إنتهى تماماً و هو بنفسه قتل المشاعر التي جعلتها تحبه يومآ..لتتركه و تدخل ذلك القسم..،
عاد للقسم مجدداً لن يدعها وحيده، سيعرف ماذا تريد و  من هو المريض من عائلتها...و لكن لن يجعلها تراه فتتوتر.. سيساعدها حتماً..
.
.
.
نزل بصحبته الشموس القلقه/الشموس تركدي، شكلك ناسيه انك حامل
بقلق لا تستطيع ان تخفيه/كل خوفي تكون هي المريضه و انا يا غافلين لكم الله مثل المرّه اللي راحت، هالبنت شااطره تخبي عني
كان سيرد و لكنه لمح رفيق العمر يخرج من المستشفى و لم ينتبه له/وش جاب وليد هنا؟!!
الشموس التفتت لما ينظر إليه، لتستشك في وجوده وليال بنفس المكان/متى رجع البلد و ليه ما درينا عنه؟!
بنفس تساؤلها/لو أدري ما استنكرت وجوده، لكن لي تفاهم معه، خلينا نشوف وضع ليال بالأول.
ألتزمت صمتها تجاه ذلك الرجل الذي علّق أختها به ثم انقطع...، كل ما تخشاه أن يخيب أمل ليال وتنكسر ....،
.
.
.
انتهت من ترتيب غرفتها و وضعت كتبها جانبا بعدما جمعتها في احد الرفوف التي خصصتها لها، لتعود لأخيها الصغير الذي تركته في سريرها نائماً بسلام و يتبسم!
مدت أناملها لأنامله الناعمه بإبتسامه، يبدو فاتناً و لطيفاً..
بعد أشهر قليله من الآن سيكون لها طفلها الذي يخصها دون غيرها، طفلها الذي ستعيش من أجله.. سيشاركها هذه الغرفه و سينام في حضنها ها هنا.. سيكون أسمه تركي، سيعود تركي مجدداً للحياة..
إلتمعت عينيها وهي تتذكر أخيها الفقيد،
في رمضان الماضي، كان يتمنى ان يكون حمل والدتهم بصبي ليعادل كفة البنات و ليلعب معه كرة القدم، و لكنه توفي قبل ان يولد هذا الصبي الذي تمناه كثيراً، و مازالت كفت البنات هي العليا...،
للمرة الأولى تتمنى ان تفقد ذاكرتها المشبعه به، ففكرة أنها لن تراه مجدداً تكاد تُفقدها أنفاسها، تثير حزنها  الذي أصبح لا يفارقها مهما تلاهت عنه..
فُتح الباب في هذه اللحظات لترى دخولها الفوضوي كعادتها.. و لكن هذه المره كانت محمله بأكياس هدايا و محلات أطفال معروفه و كلمتها المعتاده/أنا جييييت!
وقفت لتسلم عليها و هي تمازحها/انتي يا بنت ما أمداك تغيبين ترى وش جابك
صغرت عينيها وهي تبعدها/ماجيت لسواد عيونك جايه لعزوز ابعدي عني بس
ضحكت وهي تراها تخرج الهدايا و ترميها حول أخيها/يا بنت مابعد عرف كيف يحرك يدينه علشان يمسك هالألعاب
إلتفتت إليها بإبتسامه مشاكسه/اووه خليني انبسط تكفين، من سنييين نفسي ادخل محلات ألعاب الأطفال و اشتري و الحمدلله ربي تلطف بي و صار عندي حجه ادخلها
ضحكت وهي تحمل إحدى الدمى الكبيره/هالبارني باخذه لي
تذكرت ما أحضرته لها/فدوه، ايي صحح تذكررت خذي هذاك الكيس تراه لتركي
ابتسمت وهي تلتقط الكيس و تفتحه، لترى علبة حذاء صغيره جداً و بجانبها طقم بربتوزات ملونه، و دميه صغيره/يا عمرري هنوده، عقبال اشتري هدايا ولدك، بس ليش جايبه جزمه مره صغيره
بابتسامه وهي ترفع حاجبها/طبعاً حبيبتي أجل تبين تركي الصغير تحرقه الرمضاء و الا تلعب به الاشواك و القزاز.
ابتسمت وهي تتخيل ذلك الطفل الذي تحدثها عنه، سيكون لها، و لكنها لا تشعر بشيء الآن، هي فقط تحاول أن تتأقلم على واقعها، عليها ان تفعل ذلك لأجل والدتها و لنفسها... "الشموس محقه هذا الطفل لي"
.
.
.
خرج من غرفته منزعجاً، لم يأخذ كفايته من النوم بعد.. و لكن جرس الباب لا ينفك يرن،... من سيزوره بهكذا وقت و المطر يشتد..
فتح الباب وهو يكظم غيظه/نعم!!
إلتفت إليه وهو يرفع حاجبه بغضب/اي والله تغيرت يا وليد بدال مرحبا" نعم"!!
ابتلع الخوف إبتلاعاً، هل عرف بما حدث بينه وبين ليال!! /هـ هـلا ابو راكان تفضل..
اتجه إليه وهو يشده بياقة بيجامته بقوه و ينفضه/وش عندك؟!
خاف/أدهم خلنا ندخل عن المطر و نتفاهم
ابتسم له وهو ينفضه بقوه/وش نتفاهم عليه يا وليد؟!
عرف الآن أنه لم يعرف بشيء وانه فقط يمازحه..
.
.
منذ ساعات يتجول في الأسواق.. يبحث عن هديه أو شيء جميل يليق بالضيف القادم و يليق بها،
للمرة الأولى يعشق التسوق، أخذ كل ما يتعلق بطفله الذي ينتظره... هكذا وجد نفسه يفعل..،
خرج بمشترياته و خلفه عامل يحمل معه الأكياس لمواقف السيارات المبتله بمياه الأمطار..
ليتفاجئ بصراخ العامل الذي هرب و يرفع رأسه وينصدم بتلك السياره الزرقاء تتجه ناحيته بسرعه هائله و بدون ان تشعل المصابيح...!!
حدث كل شيء خلال ثواني...، ثواني فقط أنهت كل شيء...
انقلبت الموازين بلحظه، لم يسمع سوى صوت المسعفين.. أحدهما كان يقول ان النزيف في تزايد...
توقف فجأه مكانه حتى انقذه احدهم بسحبه من أمام السياره.....، حالة ذهول أعادة له التفاصيل لتلك الحادثه،
كان يرى انفعال الرجل الذي سحبه و لكنه عاجز عن إبداء ردة فعل مناسبه لهذا الموقف،..
حتى نفضه الرجل بقوه وهو يصرخ به/يا رجال وش بلاك؟! انت أصم؟! أشر براسك و طمنا
انتبه أخيرا و أستوعب الموقف الذي مر به ليلتفت لتلك السياره التي كادت تودي بحياته بلحظه/ راعي السياره وقفوه.. بسرعه
رد نفس الرجل/السياره ما يمدينا نوقفها راحت، الظاهر انه شاب مستهتر او توه يسوق و ماقدر يسيطر عالسياره في هالمطر
ظل يفكر بنوع السياره، ليست بغريبه عليه، انتبه للرجل الذي انقذه بشعور غريب ليصافحه/مشكور اخوي ما قصرت، اشغلتك معي
شد على مصافحته قبل ان يترك يده/ماعليه بس ثاني مره انتبه الله يهداك...
ودعه بشبه ابتسامه سرعان ما اختفت، ثم ركب سيارته منطلقاً في طريقه،.. لا يدري مالذي مر به قبل قليل، كان شيئاً أشبه بالخيال المخيف، أو كحلم يقضه مروّع.
.
.
.
.
.
.
.
.
أخذ فنجان القهوه من صاحبه الذي شعر بتغيره، يبدو أنحف و أقل بهجه منذ آخر مرة رآه فيها،/هااه بشرنا عنك يالقاطع!، يصير تروح بالشهور و ماتتصل؟! كنت مزعجني قبل تاخذ بنت عمي و بعدما خذيتها ترديت في خويك!! وش العلم؟!
لم يستطيع ان يبتسم له، حاول ذلك و لكنه لم يعتاد الكذب أمام أدهم بالذات، و لكن موضوع كالزواج و الإنفصال هو موضوع حساس و يجب عليه ان يجد طريقه للحديث معه/أدري اني مقصر معك يبو راكان، حقك علي..
رفع حاجبه وهو يستنكر اسلوب حديثه الرسمي معه/ماقلت لي جاي اجازه طويله او قصيره، علشان ندبر الوضع ونشوفه
فهم ما يقصده/و الله ودي و لكن بصراحه انا جاي علشان مرض الوالده الله يحفظها، كان معها ورم حميد و تو مسويه عمليه و يبي لها فترة نقاهه ماهي بسيطه يعني.
استنكر ما سمعه للتو/أفااا، خالتي ام وليد مرضت و سوت عمليه و مادريت عنها، هذي بحق يا وليد!!، شلون ما قلت لي خلنا نسوي الواجب معها..!!!!!
شعر بنبضات قلبه الآن و كأنها تخبره ان حتفه قريب لا محاله و ماهي إلا كلمة منه، كلمه واحده ستدمر علاقته بشكل أكيد مع رفيق دربه و أخ المعاناه و رفيق العمر/أدهم مابي اكلف عليك، و انت راعي واجب
استغرب رده/تكلف علي؟!! وش تقول أنت، من متى كنا نخبي عن بعض شيء، من متى هالرسميات بينا يا وليد؟!
لم يجد مبرره الآن، لا يعلم مالذي يربط لسانه فجأه..!
أردف أدهم وهو يرى تغيرات رفيقه/أنت منت بخير يا وليد..
رفع عينيه إليه، هل إتضح عليه لهذه الدرجه؟!!
وقف أدهم وهو ينوي الرحيل بعدما بدا له ما لم يحبذه/وضعك ماهو عاجبني، يبي لنا جلسه طويله و نحط النقط على الحروف
شعر بإنقباضه، لا يعلم سببها، ماهي النقط و ماتلك الحروف التي يعنيها/حروف!!
جمع خرزات سُبحته في يده وافلتها بحرفيه ثم تحدث بجديته المعهوده/موضوع زواجك، وليد أنا ماني خبل، سكوتي عن الفتره الماضيه و غيابك و تخلفك عن موعد الزواج المحدد ماهو غباء مني..انا اعرف الرجال إذا قرر ينسحب من علاقه، و انت بالذات اعرفك و لأني اعرفك و لأنك صديقي ماحبيت نتناسب للأمانه، و علشان اكون صادق معك انا رفضت زواجك من بنت عمي لأنك صديقي. تدري ليش؟!
نطر إليه مستفهماً؟!!
ليردف أدهم بكل جديه/لأني ما راح أرحمك لو آذيت بنت عمي أو جتني تشتكي لي منك
تجرأ ليسأل، و لا يعرف كيف أتته تلك الجرأه/هي أشتكت لك مني؟!
بهدوءه الذي يشبه هدوء ما قبل الطوفان/للحين لا، و عموما نلتقي نهاية الاسبوع لنعرف انت وش ناوي عليه دامها للآن ماتكلمت..
لم يعلّق، صمت على وجعه.. لم يستطيع ان يعبر عما بداخله، هنالك فوضى عارمه..و لا يدري مالنهايه لكل هذا..!
.
.
.
وضعت كوبها بعبوس وهي ترجو مريم/بس مريم واللي يرحم أمك ارتويت من هاللي مادري شسمه
مريم بابتسامه قلقه/كم مره أقولك أسمه قظيم، يا بنت صح طعمه مب حلو بس والله مفييد لفقر الدم و قد جربته أمي جعلها الجنه وفادها خلال شهر فقط.
غريبه وهي تعتدل جالسه/الله يرحمها، بس ترى انتي تهولين الامور دمي عشره.. يعني ماعندي فقر دم مررره
حركت رأسها بيأس/ما فيك فايده، ان شاء الله تخلص الشموس مكالمتها و تجي تتفاهم معك.
رأت الشموس تترك الشرفه هنالك و تعود إليهن محبطه بعدما أغلقت هاتفها/شفيك ام راكان؟! من هاللي خلتك معصبه كذا
جلست بإحباطها/ام سيّار جايه من الخرج تزور اختها، كانت جارتي و عزيزه علي، طلبتها أضيّفها بس أصرت على الرفض تقول ماتقدر هالمره لأنها اساساً جايه لأختها تقول طاحت عليهم مريضه فجأه.
حزنت مريم/يا عمري عليها، الله يشفيها و يعافيها
ابتسمت غريبه بحزن لمريم التي تمر بمرحله من اسوأ مراحل عمرها، الخوف و الذعر الذي ينتابها من كل شيء و يجعلها مرتابه و باكيه معظم الوقت/مريوم قلبي ما خلصتي اغراضك، موتقولين بنرجع بيتك هالسبوع وش مجلسك عندي هنا روحي ضبطي اغراضك
هزت رأسها بالنفي/ماعندي شيء اخذه معي غير ملابسي وملابسك.. ومن كثرها بعد شنطتين صغار يكفونا
لاحظت الشموس ذبولها الذي جعلها شاحبه، لم تعد تلك السمراء المشعه بالحياه، سبق و ان رأتها قبلا و تعرف كم كانت تهتم بنفسها... عكس الآن، تبدو عليها كل علامات اليأس/مريم وش ناويه تسوين؟ يعني لقيتي عمل او رجعتي لمشغلك القديم؟!
مريم بخوف/لا احس ودي اروح بيت اهلي و اقفل على نفسي بابنا.... عن اذنكم بروح اشوف دكتور إذا بيرخصنا نطلع
خرجت تحت نظراتهن لتتحدث غريبه/مسكينه مريم، النفسيه عندها دمار، تخيلي للحين تهلوس باللي شافته بهذاك البيت المهجور، و تخاف تقفل غرفتها على نفسها وحتى باب الحمام الله يكرمك تخاف تسكره، و أي حركه او صوت عادي يرعبها
تأثرت بما سمعته وهي تتذكر ما حدث سابقاً، لم تقصر مها في تدمير نفسية مريم قبل رحيلها... سامحها الله على كل حال فقد ودعت الدنيا و واجهت مصيرها..،
هزت رأسها بموافقه/واضح و الله، الله يعينها، غريبه انتبهي لها و اذا صار شيء أو احتجتوا شيء قوليلي،
بإبتسامة إمتنان/مشكوره أنتي وأدهم و ليال بعد ماتقصرون.
دخلت إحدى عاملات النظافه بباقة ورد لتقدمها لغريبه بإبتسامه/هذا لك مدام
استغربت وهي تكتم ضحكتها/ورد لي أنا
تقدمت لها الشموس مبتسمه لتساعدها في اخذه وهي ترى كمية الورد الابيض/يابختك والله، كل هالورد!!
غريبه بنفي وهي تنادي عاملة النظافه/هذي اكيد غلطانه، هيي تعالي مو لي انتي
ابتسمت العامله وهي تؤكد بعربيه مكسره/لا مدام هذا رجال برا قول ودي لمدام غريبه هذا غرفه..
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تتذكره بالتأكيد هو، لم تستطيع التعليق وهي تلاحظ نظرات الشموس التي لا تخفاها/هالغبيه اكييد غلطانه..
وضعت الورد مكانه و التفتت إليها بابتسامه جانبيه/يمكن..
عادت لتصمت تفكر بجنون ذلك السيف و غباءه الذي سيطمس على سمعتها التي تعتبرها رأس مالها الذي لا تملك غيره...ماذا يريد.؟! مهما كان الذي يفكر به لن يحدث. و كونها بلا أهل لن يجعلها لقمه سائغه لأحدهم حتى وان اضطرت... لا تريد نظرات مرتابه كنظرات الشموس هذه..
.
.
.
تلقت درعاً لطيفاً بأسمها و هي في غمرة عملها، لتسأل عائشه سكرتيرتها/عايشه وش صار مع الوفد؟! شكلهم انبسطوا
استغربت/ما قالت لك غريبه؟! قالت بتسلمك التقرير بنفسها، وهذا هي غابت اليوم، صدق انها غريبه!
هزت رأسها بالنفي/غريبه نايمه من البارح بالمستشفى الله يشفيها، تعبت و نقلناها له.. هاه ماقلتي شصار
عائشه/معهم واحد جديد،ما سبق وشفته معهم، بالبدايه زعل يوم درى بغيابك، مادري وش ظن،.. و بعدها تعجبك غريبه، لدرجة حسيت انها راعية مكان و لها فتره معنا
بإبتسامه/حلو، ماخيبت ظني.
عائشه/نسيت اقولك ترى اتصلوا اخذوا رقمك، اعتقد بيتواصلون معك
كادت تسألها و لكن رن هاتفها بإسم "رشا" لتبتسم تلقائياً/اوكي عايشه يعطيك العافيه نكمل بعدين، روحي شوفي شغلك
فتحت الاتصال بعد ذهاب عائشه/يا مرحبا
على الطرف الآخر/يا هلا.. صباح الخير مرت اخوي اللي ماتنشاف و لا تتصل ابد.
ضحكت/وين بتشوفيني وانتي برا البلد،وتوك واصله!
تنهدت/توقعت اشوفك عند أمي، لي ثلاث ايام هنا و ماشفتك زرتيها استغربت!!
اختفت ابتسامتها/رشاا طبيعي ماراح تشوفيني عندها، ترى للحين ماتزوجت اخوك.، شفييك؟!!
على الطرف الآخر/عارفه بس أمي تتشره عليك، تقول وين بنيتنا ليال ، لا تنسين هي تحبك
حاولت اخذ نفس عميق قبل ان ترد/وانا أحبها والله بس يعني... أقصد..
قاطعتها/لياال! زيارة المريض ما يبي لها بسبسه، بعدين إذا حيل مشغوله، مري عليها حتى لو عشر دقايق، راعي ظروفها وبعد أنا تراني اشتقتلك وما اقدر اترك امي و ازورك، تعاالي للوش بليييزز
هذا مالم تريده، ان يتم الضغط عليها، خصوصاً مع مماطلة وليد لها الذي قرر الإنفصال بأبشع طريقه و لم يريحها به!!
أنهت مكالمتها مع رشا لتقرر ان تتصل بالمحامي وهي تقرر القرار الحاسم.. و ليحدث ما يحدث، إنكسر قلبها و أي شيء آخر لن يكون أكثر ألماً من إنكسار القلب..
.
.
.
انتهت من وضع أطفالها في عربتهم المشتركه بعدما لبست عبائتها تنوي الخروج، و ساعدتها الخادمه في أن تحمل معها حقيبة الاطفال للسياره،، لترتبهم في مقاعدهم..
حاولت الانتهاء وهي ترى سيارة قاسي تتوقف الآن وهو ينزل منها بهدوءه الغاضب، و لكنها لم تلقي له بالاً...،
ترك سيارته متفاجئاً برؤيتها تخرج/خير على وين العزم ان شاء الله؟!!
بهدوءها التي باتت تتقنه/حابه اغير جو.
رد ساخراً/طيب وين، يمكن بعد اروح معكم اغير جو
تعرف انه فقط يسخر/ههه لا مو معقوله اطلع اغير جو وأخذك معي.. كذا ما استفدت شيء!
استغرب ولكن قرر مسايرتها/أهاا.. ماتبيني.. طيب إذا بغيت اتطمن عليك وين ألقاك؟
بإبتسامه/اذا حاب تطمن يكفي تتصل.. او حتى ترسل مسج.. راح إرد عليك لا تخاف.. يلا حبيبي"آديوس"
راقبها تركب السياره و تغادر..!
هكذا.. غادرت لتستشق اكسجيناً نظيفاً من رائحته.. هذا مافهمه من حديثها..!
لا يصدق انها طفلته التي لا تستطيع البقاء بعيدا عنه!!!
قرر تجاهل ما سمعه وما حدث منها.. لعلها فقط تريد ان تذهب لزيارة أهلها لا اكثر... هذا من حقها..
.
.
.
جلست على طاولة المطبخ وهي تطلب من الخادمه ان تصنع لها كوبا من عصير الليمون، هي ليست مرتاحه لما تمر به...منذ فتره قصيره راودتها بعض الأعراض و لكنها لا تهتم، لربما فقط من ثقل الحمل، و لكن لم تكن تشعر بهكذا عوارض مؤلمه في حملها السابق!
حاولت تجاهل ذلك، لربما كانت بنت بالتأكيد حمل البنت يختلف عن الولد... إبتسمت لما فكرت به و نسيت وساوسها، لتقرر بينها و بين ذاتها ان تذهب مع أدهم للمستشفى لمعرفة جنس الجنين معاً، متحمسه لردة فعل أدهم لو كانت بنتا كما يتمنى..
دخل في هذه اللحظات ليرى ابتسامتها في كوب العصير بين يديها، داهمها بقبلة على خدها وهو يحتضنها للحظات/اشتقت لك ياللي معاد تشتاقين
اتسعت ابتسامتها وهي تراه بعد مده طويله، تشعر انها لم تعد تحمل ذرة غضب عليه، يكفيه ما حصل عليه من عقاب تجزم انه لن يفلت منه طوال حياته وهو ابتعاد شهد/هلا بحبيب أخته
ارتاح لانفراد وجهها له أخيراً ليجلس على كرسي بجانبها/الحمدلله، توقعتك معاد تبيني اخوك
مدت يدها لتمسك بيده/و من قال ما بيك؟! انا اذا عاقبتك مو معناته اني كرهتك، لكن كرهت تصرفك فقط، انت تسوى روحي يا نايف، لا تخلط الأمور.
بإبتسامه تتسع/يا قوتك اذا عصبتي.. شرسه
ضحكت وهي تتذكر ماحدث و ترى إبتسامته التي تحب/جد و الله؟! عشان تتعلم بس
تنهد وهو يعتدل بجلوسه على كرسيه/الامور مشت عكس ما أنا أبي، شغلات دخلت ببعضها بلحظة ضعف و يأس.. و خسرتها خلاص
بجديه اكثر/كيف تقولها كذا؟! شلون انت واثق انك خسرتها، يمكن تتغير الأمور مع البيبي الجاي
ابتسم بسخريه/هالطفل هذا بالذات أبعدها عني اكثر..
لم تفهم حقيقة ماحدث بينهما/منت ناوي تروح لها، حتى لو زياره عاديه؟!
هز رأسه بالنفي/الأحسن نقفل هالموضوع و نرضى، ماقلتي وش وداك للمستشفى؟ من مريض؟
تعرف انه فقط يحاول ان يتجاوز حزن قلبه لتبتسم له/الموضوع ما راح ينتقفل لين تنفصلون، هذا طلب شهد، خله ببالك.
هدأ من توتره ليجيبها بإصرار/طلاق ماراح أطلقها. لو تقعد طول العمر معلقه
بعقلانيتها المعهوده/بس انت كذا تظلمها معك
وقف وهو يحاول ان لا يبين غضبه، وان يتحدث بهدوء/لازم تحترم وجود طفل بينا، عالاقل تنتظر لين تولد ثم تتكلم عن انفصال،
دخلت ليال بهذه اللحظات وهي تسمع بالإنفصال/شالسالفه يا جماعه؟!
مازالت في حيره من امرها/لاتزعل يا قلبي محد بيفرض عليك شيء بالنهايه انتم الاثنين قرروا بعد الولاده اعتقد هذا انسب وقت يعني، ومنها تكونون اخذتوا وقت تفكرون بوضعكم و ماتتجاهلون الولد اللي بينكم
حاول الإبتسامه بفشل، ثم قبّل جبينها وهو يهم بالخروج/ان شاء الله، يلا سلام رايح غرفتي انام
جلست تلك برؤيه ضبابيه بعدما فهمت انهما يتحدثان عن طلاق نايف و شهد، لتطلب قهوتها السوداء المعتاده و تلتزم بصمتها بعد ذهاب اخيها..،
لاحظت صمتها المفاجئ و نظراتها في الفراغ/وش جديدك اليوم؟!
رفعت عينيها من هاوية تفكيرها العميق لتستقر بعيني الشموس بتردد، ثم نطقت بجديه/تروحين معي نزور أم صديقتي توها مسويه عمليه استئصال ورم..
رفعت كاستها ترتشف منها/أعرفها؟!
ردت وهي تأخذ كوب قهوتها و ترتشف منه/ايوه آم عزّه موظفتي
دهشت من وصفها!/امما قصدك ام زوجك؟! طبعا بروح، يووه ما أبردك يا ليال...!!!
ألتزمت صمتها بعد الذي سمعته منها، لم تستطيع الثرثره لها بما يحاصر رئتيها و تضيق به رئتيها ، مازالت مصدومه و قلبها مفطور، لذلك ستأخذ الشموس و كذلك زوجة أبيها لتلك الزياره، ستكون الأخيره لأجل تلك السيده الطيبه والدته فقط،
.
..
.
في عيادة رفيقه..،
ترك أشعة أحد مرضاه من يده وهو يلتفت لوليد بصمت و بملامح متفاجئه!!!
ابتسم له وليد وهو يتحدث ببرود/يا معتصم عادي انا متعايش مع وضعي الجديد بلا دراما.
اتجه إليه ليجلس على الكرسي الذي أمام رفيقه/يا زول أنت عارف شنو معنى الكلام دا؟!
هز رأسه بالإيجاب و توتر بلهجته السودانيه/عشان كدا حابب تطلق زوجتك؟!.. بس انتا ما قلتلي عن سببك في المره اللي فاتت! ، ليه داير تقوليه هادي المره عن مرضك؟!
تنهد وهو يجيبه بفقدان أمل/مادري حسيتك لازم تعرف، انا تعبت من الكتمان، يجوز هالمرض ما يقتلني فوراً لكنه قاعد يقتل داخلي الحياه بالتدريج، و هالشيء أسوء من الموت نفسه يا معتصم صدقني أسوء منه بمراحل، هاللحين اقدر أقولك أني وصلت لمرحله مابي شيء.. أبي فقط تمحيني ليال من ذاكرتها فقط مابيها تتذكرني بشيء حلو..
حاول فهمه و لكنه لم يفهمه/ليه تبي تطلقها و ليه بهالأسلوب انت دمرت كل شيء حلو يا زول، عالأقل سيب لها الذكريات الطيبه.
إبتسم لجمال كل ما حدث بينه و بينها ثم هز رأسه بنفي قاطع/بس الذكريات الحلوه موجعه حيل بعد الفراق، لذلك تدميرها احسن قبل الفراق، خلها بعدين تقول خيره و افتكيت منه.
مازال غير مصدقاً لما يهذي به صديقه/وليد انت بتصرفك هذا تظلم نفسك و تظلمها،
وقف وهو يصطنع الإبتسامه/اتركنا من هالموضوع هاللحين و قولي وين حاب تعشى الليله؟
وقف معه وهو يلتقط أوراق احد مرضاه/انا زول ما فاضي لك، عندي عمليه بعد شوي و راجع البيت رويدا بأي لحظه ممكن تولد.. كان نفسي اقول عقبال لزوجتك
يعرف تماما انه يستفزه و لكنه ضحك/ما راح تأثر بي يا معتصم... يلا اجل و تولد المدام بالسلامه اشوفك بكرا عالغداء اذا ما ولدت و لا تتحجج.. سلام..
رآه يخرج بهدوءه ووجعه الذي يحمله، شعر بخيبه و ألم، لم يستطيع ان يساعده و هذا الشيء يجعله غير قادر على وضع عينه بعين ذلك الرفيق.. لطالما كان وليد الأمل لمريض كان آخر أمل له بعد الله بين أنامله البارعه التي تجري أصعب و أدق العمليات الجراحيه و أكثرها حساسيه و لكنه اليوم يُبتلى بما ليس له بيده حيله.. كان الله في عونه،
رن هاتفه ليرى متفاجئاً بإسم قد هجره منذ سنوات ليست بقليله، فرح انه مازال يحتفظ برقم هاتفه .. "معتز" /معقووله! معتز؟
..،
.
.
ليلاً..،
انتهى من دراسة أوراق أمامه ليلتفت لمحمد مدير مكتبه/هاه بقى شيء من مواعيد اليوم
ابتسم له وهو يلملم أوراقه/ابد ستاذ أدهم انتهينا، ناظر الساعه كم مابقى غيرنا و حراس الأمن بالمبنى
فرك اسفل رقبته وهو يشعر بإرهاق العمل/هالمناقصه مهمه بالنسبه للعمل، اتوقع اسافر للندن علشانها
محمد/الله يعينك، اتوقع عرضنا بيكون افضل من عروض البقيه
وقف أدهم بابتسامه/المهم خلك جاهز بتسافر معي
لم يصدق/وشو؟! أنا اسافر معك استاذ أدهم؟ بس العمل هنا و..
ربت على كتفه/يا رجل سافر معي غير جو
شعر بالحرج/ان وافقت الوالده، تخبر مالها غيري
اتسعت ابتسامته بإعجاب/اي يا محمد اهم شيء موافقة الوالده.. اللي يبدي أمه بكل شيء ربي يوفقه.
، يلا اترك اللي بيدك و مشينا نتعشى قبل لا يسري كل واحد لبيته.
رتب الاوراق في درجه واغلق عليها بسعاده وهو يخرج مع أدهم.. يتصرف معه كصديق لا موظف تحت يده، ذلك الشيء يزيد احترامه له كثيرا و هو لا يشعر بذلك..،
.
.
.
تنظر لساعتها كل لحظه وهي تغمز للشموس بأن يعودان للمنزل، و لكن عمتها هند مسترسله بالأحاديث مع الخاله ام وليد، شعرت بأنها لم تعد تستطيع التنفس وهي هنا بمنزله، ذلك فوق طاقتها، لتقف فجأه تحت نظراتهن المتفاجأ!!
ام وليد بإبتسامه/بسم الله عليك يا بنتي وراك قمتي كنك مقروصه؟! ارتاحي بعد شوي العشاء ام رواد وعدتني بالعشاء
تنهدت الضيق نفسه وهي تحاول ان تبتسم و تنظر لأم رواد التي تبتسم لها، ثم قررت الخروج/رايحه دورة المياه،
خرجت بعدما عاد الجميع لأحاديثه، المنزل يخلو منه، ولكن فكرة انه منزل الرجل الذي جعل منها مغفله غبيه ينتزع الأكسجين من رئتيها غصباً..،
رفعت هاتفها وهي تطلب رقم سائقها الخاص و تتصل به، لن تظل هنا حتى يصل و يراها تزور منزله حتى وان كانت الزياره لوالدته، لا تريده ان يعرف بقدومها،
رأتها عزه و سمعتها تطلب السائق لتتجه إليها/أفااا ناويه تروحين وامي حالفه تعشون معنا؟! مالك حق والله
حاولت مسايرتها حتى يأتي السائق/معليه عندي شغل و
وكزتها بكتفها/عن العياره ليال، ترى بكرا الجمعه أي شغل وراك؟! تعالي معي المطبخ ترى هذا يُعتبر بيت زوجك خلاص، لا تسوين فيها يعنني مستحيه
حاولت الرفض و لكن عزه لها قدره عجيبه حتى استدرجتها للمطبخ، وفي كل ثانيه تنظر لهاتفها اللعين تنتظر منه إتصالاً من السائق يخبرها انه وصل...
ولكنه تأخر و بدأت بتقطيع السلطه مع عزه/السايق هذا خلاص معاد اتحمله
ضحكت/خلاص يا ماما اطرديه و سوقي سيارتك بنفسك ليه هالزعل
ليال بضيق/هذا اللي بيصير لكن مابعد طلعت رخصه للأسف.
لاحظت توتر اناملها وهي تقطع أمامها حتى جرحت نفسها، لتتجه إليها توقفها/ليااال شوفي الدم!!
لم تنتبه كانت تحترق داخليا، لتنتبه اخيراً، أكان هذا ما يؤلمها؟!! تريد الخروج من هنا فوراً
صدمها برودها وهي تنظر ليدها النازفه رغم رعشتها/انا رايحه اجيب الاسعافات الأوليه من فوق خليك تغسلين يدك تحت الماء.
استجابت لها وهي تعرض يدها للماء المنهمر من الحنفيه أمامها... كميات الدم هائله!!
شعرت بدخول احدهم من صوت الجلبه مع دخوله لتلتفت و تراه يضع بعض الاكياس من السوبر ماركت قررت الخروج بسرعه/انا جايه زياره لأم عزّه و خلاص طالعه سلام...
امسكها بذراعها وهو متفاجئ من نزيفها ليرفعه مستقيماً للأعلى و قد بدا على ملامحه القلق/خليك ثابته كذا لا يزيد النزيف
لم تهتم لتنزل يدها بعد ابتعاده يبحث عن شيء يوقف به نزيفها/مو مهم، اطلع برا قبل ترجع عزه بسرعه
ترك ما بيده ليعود لها و يرفع يدها للأعلى رغماً عنها وهو غاضب/بلا عناد اطفال، الموضوع جِدّي و ممكن يصيرلك شيء لو عاندتي
تحدثت مبتسمه بلا مبالاة/وش هالشيء أموت مثلاً؟! الموت راحه.
مازال مثبتاً لذراعها للأعلى/و وسام تتركينه لمن لو متي ما فكرتي فيه؟!
بإيمان تام/اللي سخّرني له بعدما تخلو عنه والديه، بيسخّر له اطيب مني، تأكد يا وليد انه ما يروح طيب إلا ويجي بعده واحد اطيب منه.
لابد ان تأتي اخته لتساعده على هذه العنيده، رأى الخادمه تدخل بمناشف مرتبه للمطبخ/اسمعي، روحي نادي عزه بسرعه.
لم تعد تريد البقاء و لكنه يثبتها تماما حتى شعرت بألم جعلها تغمض عينيها و تطلق أهات مكتومه يسمعها هو فقط لترجوه بألم /خلاص وليد، ابعد.
ابتلع ريق الشوق بصىعوبه وهو يرى ألمها و لا مبالاتها بنفسها التي زرعها بنفسه بها.. دخلت عزه بنظراتها لهما، ليناديها/تعالي، وين مختفيه؟
اقتربت بعجله وهي تضع حقيبة الإسعافات الأوليه/رحت ادور الإسعافات الأوليه بغرفة أمي ومالقيت رحت غرفتك واخذت حقتك... يووه نزفتي واجد ما يسوى هالجرح
حاول التلميح لها وهو يجلّسها/التوتر الزايد بيزيد النزيف خليك هاديه، ترى مافيه حاجه تستاهل يا ليال.
لم تعد تبالي، لا تعلم لماذا تبلدت هكذا وهي تراه يتصرف بشكل عادي و بارد، غير مكترث بحرائقها الداخليه، لا يعلم انه دمر نصف ليال و النصف الآخر يشتكي الخراب..، استسلمت له وهو يجلس أمامها و ينظف جرحها بدون ان يرفع عينيه لها..!
تمنت ان يسترق نظره فقط لتستعيد بعضها من عينيه..!
شعرت عزّه أن عليها تركهما لوحدهما، خصوصا بعد ردود فعل كل منهما، لا توجد أي إبتسامه و لا حتى نظره ترحيبيه من كلاهما للآخر/أنا بروح احط الصحون على السفره و اجهزها..
شعرت بوخز لتحاول سحب يدها من بين انامله/آآه وليييد، قلت خلااص،
رفع ناظريه لها بعد هذه الجمله، هل تتعمد ما تفعله؟! لتثير إنتباهه فقط/سلامتك، كان يبي لها خياطه عالأقل غرزه، لكن مابي يدك تتشوه يا قـ.... يا ليال، هاللحين ألفه وننتهي.
رأته يلف جرحها بهدوء بعد خطأه الفادح حين كاد يقول لطيفه و تراجع، شعرت بحرقه مع غثيانها الذي ينتابها حينما تشتم رائحة المعقمات الذي زاده تعبها مؤخراً/الله يسلمك يا قلبي، شكراً لإهتمامك بشكل و مظهر يدي!
أنهى لفها وهو يراها ليست بخير و ترد بنبرة ساخره/فيك شيء؟!
سحبت يدها بهدوء بعدما انتهى/دوخه و غثيان مع برد يعني تقدر تقول من تقلبات الأجواء
خاف جداً مما يفكر به، هو لا يعرف حقاً تاريخه المرضي الذي اكتشفه للتو، رآها تهم بأخذ هاتفها لتخرج ليبادرها بسؤال يرعبه/تستفرغين؟! كيف الشهيه عندك؟!
لم تفهم مقصده بدايةً/مافيني إلا العافيه، المهم ابيك تروح للمحكمه يوم الأحد و احضر الجلسه بليز..
أعاد سؤاله بإلحاح/جاوبيني بالأول، تستفرغين أو لا.
استغربت وهي ترى إصراره الغريب/راح اجاوبك اذا عرفت وش قصدك؟ يعني ماشوف له داعي بصراحه!!
حاول التحجج بأي شيء/يعني ملاحظك تعبانه و تقولين عندك دوخه و غثيان.
ابتسمت/لا تطمن مافيّ إلا العافيه، عمر الشقي بقي.
رن هاتفها لتتركه و تذهب للرد عليه، رأت أسم سائقها الخاص/سيارتي و صلت، لازم أمشي.. سلام
كم ترهقه هذه المسافه الشاسعه بينهما و كم يؤلمه هذا الإقتراب الحارق/لحظه.. قبل ما تروحين ليال
توقفت لتلتقط نفساً ثم إستدارت ناحيته/نعم!؟
شعر انه يختنق في هذه اللحظات و لكن عليه ان ينتهي من هذا التذبذب و هذا العذاب/اتصلي بمحاميك، و أسحبي الدعوى.
ابتسمت وهي تهز رأسها بعدم رضى/ما راح أسحبها، و على فكره قررت اقول لأدهم و الشموس عن انفصالنا
اخذ نفساً و زفره و كأنه يبحث عن اكسجين/تقدرين تقولين لهم، أنتي طالق و ورقتك بتوصلك بكرا ان شاء الله.
ابتسمت، لم تفهم شعور البروده التي إصطدمت بالحراره داخلها ، اضطرب الإحساس لديها، لتهز رأسها بالموافقه بهدوء لم تتوقعه، عادت لتنظر لعينيه بنظرة مودعٍ فقد الأمل بالعوده ، لتستدير بعدها و تخرج بمشيه لم تكن متوازنه،... لم تظن أن كلمة كهذه قد تقصم ظهر كبريائها و تهزمها،..
رآى الخيبه في أوجع صورها عبر إبتسامتها لخذلانه لها.. لا تستحق منه كل ذلك و لكنه مضطر لتحطيم صورته داخلها قبل تركها، عليها ان تكرهه و ان تلفظه من ذاكرتها للأبد...!
جلس على كرسي الطاوله متكأً بيدي الخيبه، يغرس أنامله في شعره بتوتر وينظر للفراغ كمن خسر كل ما يملك في لحظه واحده.. المال و الولد و الأهل و الأصدقاء... كمن خسر آخر فرصة للنجاه من الغرق المحقق..!
...............
في ذلك المستشفى..،
خرجت من غرفتها لعلها تمشي قليلاً بصحبة مريم، لعلها تغير من نفسيتها المتوتره منذ لقائها بسيف،...
مريم بنعاس/والله مو وقت تمشيتك يا غريبه، خليني أنام و بكرا اوعدك نطلع حديقة المستشفى
بابتسامتها/ارجعي نامي ليه لاحقتني؟!
مريم بخوفها الذي بات يلازمها/لا والله ما اخليك لحالك و لا اقعد لحالي، رجلي على رجلك
واصلت المشي حتى وصلت لركن أشبه لاستراحه وفيها قطعة سجاده حمراء مثل التي في المساجد، وهنالك إحداهن تجلس و تبدو للتو إنتهت من صلاتها.. و الآخرى بالقرب منها تبدو تبكي يتضح ذلك من احمرار انفها و تنهيدتها المسموعه، تبدو كبيرةً في السن لتقترب منها غريبه/السلام عليكم
إلتفتت تلك التي كانت تصلي لتبتسم لها/ وعليكم السلام
بادلتها الإبتسامه وهي تقترب لتلك الباكيه مواسيةً لها/اذكري الله يا خاله ليه تبكين؟!
بنبره باكيه/لا إله الا الله، حي ذكره و فاله يا بنتي
سألتها مجدداً/ليه تبكين عسى ما باس؟!
وكزتها مريم وهي تلاحظ انها تتدخل.. و لكنها أصرت...
أجابتها بتنهيده/ولدي مسوي عمليه برأسه
أكملت عنها رفيقتها وهي مبتسمه بسعاده/والحمدلله العمليه نجحت لكن ام هتان حساسه شوي، و للحين مرعوبه على وليدها وحيدها
ابتسمت لتلك السيده الفاضله تلك و هي تتحدث ببشاشه/تبكي و انتي معها يا خاله، والله مالها حق، أم هتان ولدك حبيبك بخير و تبكين؟!!!
ردت مريم لتجاريها/المفروض من بكرا توزعين حلوان سلامة هتان على كل المتنومين هنا.. صدقه و شكر لله
ابتسمت اخيراً/اي و الله هذا اللي بيصير ان شاء الله
تحدثت تلك وهي تبتسم لغريبه، وجه تلك الفتاه يريح الناظر إليها و عينيها تبدو مألوفه جداً/ما شاء الله عليكم يا بنات انتم منتم خوات، صح؟!
مريم بابتسامتها الخجوله/خوات دنيا يا خاله، تقدرين تقولين مالنا غير بعض
شدت على يدها غريبه/مثلما قالت اختي مريم.. انا متنومه هاليومين هنا و طالعه ان شاء الله، قلت اتمشى شوي قبل انام و زين شفناكم
تحدثت ام هتان بعدما إرتاحت قليلاً وهي ترى ملامح غريبه/هذي مريم لكن انتي وش اسمك يمه؟!
غريبه بإبتسامه تتسع/اسمي غريبه.
تأملتها قليلاً ثم ألتفتت إلى رفيقتها/ملامحك يا غريبه قريبه من القلب، ذكرتك بمن يام آدم؟!
ابتلعت غصتها/أميمتي عساها الجنه نفس خشمها و فمها
ابتسمت غريبه لتمازحهما/حتى نفس لون عيوني؟!
ابتسمت أم هتان بعين لامعه/نفسها و الله العظيم، ذكرتيني بها يمال الجنه،
ضحكت ام آدم وهي تقف و تترك سجادتها و تجلس على الكرسي المقابل/ماتكون أم هتان إذا ماتصيح... أمي ميته وهي بعمر الحدعش. و لهاللحين تصيح كلما جاء طاريها.
تأثر بها غريبه لتربت على كتفها/يا عمري خالتي ام هتان.. الله يسعد قلبك الرهيف.
حاولت مريم إضفاء جو المرح على حزن تلك السيده/تبين تخمين غريبه هذا هي قدامك خميها ي خاله
إلتفتت ام هتان لأم آدم وهي تصغر عينيها وترد مزحتها/عالاقل أصيح على أمي اللي ربتني و عرفتها مب اصيح على بزر ما جلس بحضني غير دقايق
اختفت إبتسامتها تدريجياً ولكنها أجابتها/ام هتان ما ينمزح معك، بني ادم ما ينسى ضناه.. يلا قومي خلينا نروح نشوف ولدك و الا ترى بتركك و اروح لأم سيار تراها بالبيت لحالها و طفشت...
رأتها تتهرب و كأنها لم تتأثر حتى خرجت، ندمت ام هتان لتذكيرها بتلك الحادثه لتقف ترتب نقابها و عبائتها على رأسها/ليته انقص لساني، رحت أذكرها ببنتها، يلا بنات استروا ما واجهتوا
استغربت مريم و يبدو أن النوم تسلل من عينيها/وين بنتها يا خاله؟!
أجابتها على عجله/ماتت بعد الولاده قبل اكثر من عشرين سنه...
حزنت كلاهما/يا عمري و لا نست!!
تنهدت أم هتان/ابن آدم إذا ما اقتنع مشكله يا بنتي. يلا بروح ألحقها أمداها صاحت وخلصت.
رأتها تذهب مستعجله و يختفين من المكان بلمح البصر.. هذه الدنيا عجيبه، كل شخص فيها يحمل قصته الخاصه به على كتفه ويظل يكافح طوال عمره حتى ينحني ظهره منها و لكنه مع ذلك يظل يحملها..!
انتبهت لسرحانها مريم/يختي وراك جلستي هنا و سرحتي!!
ابتسمت لها وهي تقف و تعيد تثبيت لاصق ألإبره على ظهر كفها/الواحد يظن انه الوحيد اللي بصدره هموم.. و بعدين يكتشف ان كلن له من الهم نصيب.
تنهدت مريم وهي تؤيدها/صادقه، بس عالاقل عندهم عزوه و اهل، عزتيلي مالي من العربان احد الله يرحم امي و ابوي واخوي.. من بعدهم و الله ماشفت وجه احد من هالعايله
مازالت تبتسم لها وهي تضم ذراعها، وتتهكم بكوميديا سوداء/وش تبين بالعايله كلها ارتباطات و ألتزامات، لا تبدين مناحه، يا بنت الحلال تبيني اصير أمك ماعندي مشكله، بس لا تمدين هالبوز.
ضحكت مريم وهي ترى من لا تعرف شيئاً عن حقيقتها شيئاً تبدوا أكثر تفاؤلاً منها.. غريبه حاله يجب أن تُدرّس.
.
.
.
في جلستها الصاخبه مع اخويها و صوت البلايستيشن يعلو مع صوتهما صرخ بها رواد وهو يضحك/قاايلك بتخسرين بس ماصدقتيني
عبست وهي تزم شفتيها بغضب/لاااا
ضحك نايف وهو يلتقط يد اللعبه منها/انتي فقدتي لياقتك باللعب خلاااص قومي بس رضعي عيالك
رفعت حاجبها الأيسر مستنكره حديثه/لا والله؟!! ما سمعت شقلت؟!!
أدار لها ظهره وهو يبدأ لعبه جديده مع رواد/يلااا بس خلينا نلعب
غمزت لأميره هناك بأن لا تخبرهما، اتجهت لقارورتي الماء الموجوده على الطاوله لتسكبها عليه كامله و تهم بالهرب وهي ضاحكه مع صرخاته المتوعده لها، ليقفز ويلحق بها...،
دخلت في هذه الأثناء لتراهم يلعبون، نايف يلحق بنيفادا و الأخرى تقفز من مكان لآخر..وسط ضحكات رواد و تشجيعه لنايف وابتسامات وسام الخافته جداً..
لا أحد يجلس بمكانه هادئاً سوى أميره/وين أمك؟!
أميره/أمي راحت مع جاسر
استغربت ظهوره مجدداً بعدما حدث سابقا منذ مدة طويله..!!
تركت المكان وهي تذهب للمصعد متجهةً لغرفتها بهدوء.. محاولةً لتقوية نفسها بعدما حدث، لا شيء يستحق بكائها... لا شيء....و لكن هذا اللاشيء هو من دمرها.
يديها المرتجفه لم تساعدها على فتح الباب بسهوله،
دخلت بعد عدة محاولات لفتحه... لتدخل غرفتها متوتره بسبب كبت بكائها، من الصعب تجاوز عواصفها الداخليه...
إنهارت باكيةً مجدداً عندما لمحت إنعكاس صورتها على مرآتها الطويله بجانب طاولة الزينه الخاصه بها.. لترى صورتها المكسوره و الضعيفه، منظر لم تعهده و لا تعرفه..
لتجلس على الأرض مستندة بظهرها على سريرها بإنكسار..
بعض الألآم لا ينفع معها التجاهل، فأثرها باق طوال العمر..!
دخلت نيفادا في هذه الأثناء مستنكرةً دموعها.. ماتعرفه أن ليال لا تبكي بسهوله، بل نادراً ماتبكي هي الأقوى بينهن/ليال تبكين؟!!!
ظلت تبكي بلا تردد و لا حتى خجل، كم كانت تكره أن يرى دموعها أحد.. و لكنها الليله خسرت لياقة حبس دموعها أيضاً...،
.
.
.
ترك ما بيده وهو ينظر لسيف المتسمر أمامه على الطرف الآخر من الطاوله، بعدما ذهب محمد مدير مكتبه قبل قليل/انت من جدك يا سيف؟!
سيف بإصرار/ايه من جدي، انت ادرى بظروفي انا رجال ساكن بالبيت لحالي بعد وفات أمي.
استند على كرسيه بتفكير/مادري، يعني أنا مالي حق على البنت، لو تطلبها من نفسها أو.. و الله مادري وش اقولك يا سيف
خاف/كيف اطلبها من نفسهايا أدهم؟!... انت قلت لي اذا نويت الزواج قولي بس و انت تمون عليها مثل الأخ و ام راكان بعد.. ياليت تخدمني هالخدمه و تخطبونها لي.. و انا حاضر باللي هي تبيه
تردد/والله مادري، انا قصدت تكاليف العرس ماهو الخطبه الله يصلحك... بس تدري شلون بخلي أم راكان تسألها و الله يكتب اللي فيه خير..
مازال متوتراً/يا رب يا رب..
ابتسم بخبث/اشوفك مستعجل؟! وقبل كم يوم ماعندك طاري؟!!!
ابتسم أخيراً /يابو راكان لا تلمح، ماني ناقص توتر والله
ضحك وهو يرى هروب عينيه عن النظر إليه، سيف هذا نادر جداً،
نظر لساعة معصمه وهو يهم بالوقوف/يلا دام انتهت سالفتك نمشي،
سيف وهو مازال جالساً بكرسيه/لا أنا بقعد شوي
بإبتسامه/براحتك، سلام.
ظل مكانه وهو يحاول ترتيب افكاره، لا يصدق أنه طلبها من أدهم و انتهى من ذلك الهم، بالتأكيد ستفرح بخطبته لها، لا يصدق متى سيلتقي بها مجدداً...!
.
.
.
عادت للمنزل غاضبه وهي تبحث عن ليال التي تركتهم ووضعتهم في موقف محرج أمام اهل زوجها...
و عمتها هند تحاول تهدأتها بعد رؤية الغضب على ملامحها، فغضب الشموس لا يمكن حجبه/الشموس رووقي، ماندري عن عذرها
وقفت في منتصف البهو وهي منفعله/مهما كان عذرها يا عمه انتي راعية المواجيب و تدرين ان اللي سوته ليال عند اهل زوجها عييب، والله تفشلت من نظرات ام وليد، المسكينه مب مصدقه ان ليال تنسحب كذا بدون تودعها..!!!!
هند بحزن/صدق شيء يحيّر، ليال راعية مواجيب ماصدق اللي سوته!
نزلت نيفادا وهي حزينه لإنهيار ليال المفاجىء لتراهما يقفان في الصاله/متى جيتوا؟! انتوا مو كنتوا سوا و الا شالسالفه؟ ليه رجعت ليال قبلكم لحالها؟!
الشموس وهي تضع حقيبتها على الأريكه مع عبائتها و تلتفت لها/وينها ؟!
تنهدت وهي تجلس/في غرفتها من رجعت بس ماظنها بخير ابد
استغربت هند/بسم الله عليها، وش فيها؟!
نيفادا بحزن/كانت منهاره و جالسه عالأرض تبكي، أول مره اشوفها بهالحاله المزريه بصراحه، هي راحت معكم و الا لا؟!
تركتهم الشموس وهي تتجه للمصعد/انا رايحه لها.
سألتها بقلق/طيب قالت لك شيء؟ عرفتي وش مبكيها؟!
رفعت كتفيها للأعلى وهي تتكتف بقلة حيله/للأسف يا عمه ما قالت لي شيء.. يوم ألحيت عليها تركتني و راحت الحمام..
جلست هند وهي تفكر بها بوسوسه، مالذي حل بليال يا ترى؟!، هي لم ترتاح لترددها في الزياره و لصمتها الغريب، و وجهها الذي لم يعد يبتسم كالسابق..،
سألتها/عمه تبين قهوه اجيب لك معي؟!
اخرجت هاتفها من حقيبتها/مشكوره حبيبتي، صالح جاي بالطريق شوي و رايحه..
.
.
.
حاولت فتح الباب لتجده مغلقاً، طرقته بهدوء وهي تناديها /ليال افتحي الباب
لا إجابه..!!!
طرقت مجدداً وهي ترجوها بنبرتها/ليال قلبي افتحي الباب و الله ما اعاتبك بس ابي اتطمن عليك،
لم ترد..،
تحدثت بإصرار وهي ترفع صوتها قليلاً/ادري انك مابعد نمتي و ماتبين تفتحين لكن بقعد هنا طول الليل لين تفتحين لي ماراح انزل حتى لو انام عند بابك سامعه؟
لحظات لتفتح الباب بروب الحمام و تلف شعرها بالمنشفه وهي تتبسم/شفيك؟ يعني الواحد مايتسبح براحته؟!
وجهها لا يوحي بأن الأمور بخير من الواضح انها بكت كثيراً، اقتربت منها لتنزع المنشفه من شعرها فينتثر شعرها بلا بلل، لتنطق بحزن/واضح كنتي تتسبحين! علميني ليه تركتيني انا و عمتك ورجعتي بدون حتى تودعينهم!!
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تأخذ المنشفه من يد الشموس و تترك مكانها و تدخل/واضح ان الوقت متأخر و انتي ازعجتيني
لحقت بها وهي تغلق الباب خلفها وتسألها بإصرار فقد بلغ الصبر آخره معها/علميني بصراحه وش بينك و بينه؟! مستحيل تسوين سواتك و تخليني بموقف محرج كذا و تروحين البيت بدوني وحنا متفقين تعشى عندهم!
تنهدت وهي تحاول الصدود بقدر المستطاع، ان ترى أي شيء بالغرفه و لكن ليس عيني أختها التي لطالما لم تحب علاقتها بوليد/الشموس يرحم والديك خلاص، انا تعبانه.
لاحظت تنفسها المضطرب وهي تجلس هناك على طرف السرير وتضع يدها على صدرها، و كأنها تشتكي ألماً أو تهدأ من روعها لتجلس بجانبها قلقه عليها/حبيبتي ليال فيك شيء؟!
تنهدت وهي تجيبها بعفويه و ألم/لا مافيني شيء، أنا بخير.. بس قلبي يوجعني.
تأثرت بنبرتها، للمرة الأولى تشتكي من ألم، أحست بالذعر وهي تضع يدها على كتفها/قلبك؟ كنت حااسه ان فيك شيء.. قوولي من متى يوجعك؟!
نزلت دمعتها وهي تنحني برأسها على كتف أختها، لم تعد تستطيع الكتمان/انفصلت عن وليد،، أو بالأحرى هو معاد يبيني،
لم يصدمها الخبر بقدر إنهيار اختها بين يديها هكذا، ليس بيدها الآن سوى المواساة، أي عتاب لن يفيد بهذه اللحظه/نصيبك، ما كان لك من البدايه.
تعرف أنها فقط تواسيها، ابتسمت وسط دموعها وهي تقف و تمشي خطوتين بلا هدف لتستدير لها و تستحضر ذكرياتها معه/كنت له يالشموس رغم زعلك مني، اكثر شخص تمنيته وكنت مستعده أواجه العالم علشانه، اكثر شخص كنت احس معه بالأمان و ان الدنيا بخير.. اكثر شخص خلاني اغيّر من قناعاتي علشان بس أعجبه..وهو بالمقابل اكثر شخص دمرني، فتره طوويله ما اتصل بي وهو بألمانيا و يوم ألحيت عليه بالإتصال، و الرسايل الصوتيه تدرين وش رد علي حرفياً و ببرود "مابي أرد عليك، لعاد تتصلين"
*ضحكت على ما مرت به من شعور بائس لتردف/كسرني اللي ماتوقعت يكسرني بعدما استغلني مثلما يبي ثم تركني، لا و يتهمني بكل بجاحه ويقول غبيه!! أنا غبيه يالشموس، هااه قولي غبيه؟!!
عرفت الآن ان اعصابها قد تلفت و ان السد العالي لليال قد إنهار تماماً الليله لتقف و تقترب منها تحاول تهدأتها بإمساك يدها/ليال حبيبتي منتي غبيه، انتي حبيبته باخلاص و عملتي اللي انتي مقتنعه بصحته وقتها، إذا هو يشوف ان كل شيء سويتيه علشانه غباء، فهذا من سوءه هو ماهو من سوءك أنتي، احمدي ربك انه انكشف قبل الزواج و الا كان تورطتي به، أنسيه و لا كأن الله خلقه.
رمت نفسها بحضن أختها وهي تبكي بلا أي خجل، بطريقه لم تفعلها سابقاً لتشد على عناقها وتشهق باكيه..،
لم تتمالك دموعها وهي تضم اختها التي لم تنهار بهذا الشكل في مرضها الذي كاد يقتلها، هاهي تبكي بلا حرج أمامها و بين يديها و تتحدث بإنهزاميه لم تعهدها منها.. لم يعد لديها ما تسأله الآن، هي في حالة صدمه و عليها ان تتريث لتسألها عن كل شيء لاحقاً....،
.
.
.
كانت ليله لا تستطيع ان تصف جمالها.. أخيراً ابنها البكر يعود لأحضانها مجدداً.. اخذها لجدته المريضه و كانت ترجوها ان تعفو عنها لتموت بسلام.. لا أحد يفكر بأن ينظّف صفحته حتى يشعر بالمرض يهلك قواه... سامحتها فقد اقتص لي الله منها ،ثم إني أيضاً ارجو مغفرة الله و عفوه... وصلت لمنزلها و نزل ليفتح لها باب السياره، تغير كثيراً صار شاب وسيم، لم تستطيع ان تحبس دموعها،..
امسك بيدها ليقبلها/مشكوره يمه، جدتي ماكانت تحلم انك تسامحينها، و اشوفها ارتاحت اليوم بعدما شافتك.
مدت يدها لذقنه تلامس تلك الشعيرات بإبتسامه/آخر مره شفتك فيها كنت طفل و ما بعد سقت السياره، سامح الله اللي ابعدك عني انت و اخوك وحرمني شوفتكم و انتم تكبرون قدام عيوني.
اتسعت إبتسامته وهو يقلص المسافه بينهما و يعانقها/لعاد اشوف دموعك يالغاليه، قريب بيرجع ياسر من امريكا و نجي كلنا نزورك.
هزت رأسها/يلا يمه تأخر الوقت، روح و طمني عليك.
.
.
.
.
رن هاتفه ليستفيق مفزوعاً ظن انه أطال نومه بعدما عاد من صلاة الفجر ، في الحقيقه لم ينام بشكل جيد البارحه وهو ينتظر الشموس التي لم يراها بجواره و لم يرى راكان في سريره، يبدو أنها نامت في غرفتها في الداخل،
الساعه الآن الثامنه
رفع حاجبه وهو يتأفف، يستحيل ان تتخلى عن دلالها،
انتهى من غسيل وجهه و لبس ثوبه و لم تأتي بعد..!
إلتقط زجاجة عطره وهو يرش منها بشكل سريع و يتجه لهاتفه الذي رن بنغمة رسالة قصيره ليفتحها و يقرأها بإبتسامه جانبيه وهو يتذكر ذلك الموقف في المطعم...
سمع صوت خطواتها ليرمي هاتفه على الطاوله و يلتفت إليها/اهلا اهلا
لمحته وهو يغلق الهاتف و يرميه فور شعوره بوجودها، لتحاول ان تبتسم لإبتسامته/اسفه تركتك البارح بدون اعطيك خبر
استغرب لتتسع ابتسامته/لا لا ماقبل الأسف بهالطريقه
اقتربت منه بهدوء و عانقته و تزرع قبلتها خلف اذنه و تتركه بهدوء وهي تنظر لعينيه بإستفهام/ها رضيت؟!
شعر انها تخفي أمراً/اي يرضيني مؤقتاً بما أني طالع للعمل، خذي حسابك انا طالع لندن السبوع الجاي و احتمال اقعد خمس ايام كذا
هزت رأسها وهي تشير لباب الغرفه/بالاول خذ قهوتك و افطر و بعدها نتكلم
استغرب طريقتها، وخلو وجهها من أي تعابير/فيك شيء، صح؟!
خرجت/تعال علشان تتقهوى بالأول
لحق بها بعدما لبس شماغه بشكل مستعجل ليخرج و يىاها تجلس و تسكب له فنجان من القهوه العربيه و تمده له بعدما جلس في اريكته/الشموس منتي خاليه ابد، تكلمي يا بنت
تحدثت بهدوء/عندك خبر ان وليد طلق ليال؟!
اختفت كل تعابير وجهه من سؤالها او خبرها الذي قالته الآن/وشو؟! شلون؟
بجديتها/هذا اللي صار.. بعدما ماطل شهور و قاطعها من اي اتصال قالها بكل برود انتي طالق!،
لم يستوعب ما يسمعه الآن، بدأ الدم يغلي في عروقه ليقف غاضباً/من البدايه ما وافقت على زواجه منها، لكن أمر الله،
استغربت/دامه بهذا السوء ليه ما اعترضت على الزواج من البدايه؟ ليه انتظرت لين انقرصت بنت عمك؟!
لم تفهمه/لااا وليد عمره ما كان سيء، حتى انه أنجح رجال عرفته، و لأنه رفيقي مابغيت يكون بينا نسب علشان هذا اليوم، الله يسامحك يا وليد.
ردت بضيق/الله لا يسامحه، عمري ما شفت اختي بهالحاله مثل البارح ماقدرت اتركها لحالها و انام، انت ماتدري شلون كانت تحبه، لدرجة..
عقد حاجبه و امسك بذراعها هو غاضب/لدرجة وش انطقي؟!
خافت من زلة لسانها، هي أيضاً ليست متأكده من شيء/لدرجة بكت قدام الناس و هي اللي محد يشوف دمعتها، البارح نامت وهي تبكي، ماراح اسامح وليد
ترك ذراعها بقوه ووقف يرتب شماغه على رأسه وهو غاضب،...
سألته بفضول/هاه وش ناوي عليه؟
بجديه/وش تبيني اسوي؟! تبيني اروح اعاتبه ليه يطلق بنت عمي؟! والله ما ارخصها و انا بو راكان.
معه حق، ولكن ماذا عن الذي تفكر به، تنهدت/مقهوره على اختي يا أدهم، الخذلان مُر و يقتل القلب..
لمح تلك اللمعه في عينيها، ليتجه لمكتبه و يأخذ ملفً كان عليه.. و يفكر ماذا سيحدث لو عرفت بأمر تلك البنت التي تلاحقه بمراهقه متأخره جداً..!!
سألته بفضول/ماقلت لي وش رايح تسوي بلندن؟!
إلتفت إليها وهو يتذكر أمراً مهماً.. لا يعلم لماذا خاف من سؤالها، عينيها تخبره أنها تعلم بكل شيء و لكنها تتجاهل بمزاجها فقط..!
صار يعرفها جيداً بعد كل الذي حدث بينهما.
.
.
.
لم تصدق ما سمعته منه للتو/وشو قلت طلقتها؟ا!!!
ارتشف فنجان قهوته ببروده المصطنع/ايه شفيك مصدومه
رشا بقهر/لا سلامتك المفروض تزغرد لك بعد!!
وليد بلا مبالاة/رشاااا!!
قاطعته بغضب/اللحين عرفت وش صار بينكم البارح، اكيد قهرتها علشان تطلع بدون تقول سلام ياهل البيت!، كان بإمكانك تكون أرقى
رد عليها بغضب لأول مره/موو شغلك رشا نقطيني بسكاتك
التفتت لوالدتها/يماااه بيجنني الباارد يقول مو شغلك!!!
ام وليد بحسره/ليه يمه وش زين البنيه و ش زين اخلاقها يا وليدي وشوله العجله؟!
وقف وهو يتعمد ان يكون عادياً/زينه عند أهلها الله يستر عليها و يوفقها.. عن اذنكم سفري بكره
نطقت بغضب/ووليييد منت رايح لين تصلح اللي سويته
إلتفت إليها وهو موقن بما يقوله/انتهى كل شيء لا تحاولين
رن هاتفه بأسم آدم ليفتحه ويرد وهو خارج...،
جلست رشا باكيه وهي تعجز عن فعل أي شيء/معاد لي وجه أقابل فيه ليال يمه
تنهدت ام وليد وهي تسلم أمرها فليس بيدها حيله/و انتي وش دخلك يا بنتي، ماظنتي ليال صغيرة عقل علشان تحكم عليك وعلي و تقاطعنا
تنهدت/هذا ما يعني ان الأمور راح تكون مثل قبل يمه،خلاص فيه شيء انكسر و ما ظنتي يرجع زي قبل.
.
.
.
اليوم لا يبدو المنزل كعادته، مع ان الجميع متواجدون في المنزل... نايف منذ علمه بطلاق ليال لا يبدو بخير، و رواد و وسام يجلسان بين يديهما جهاز لوحي،.
إلتفتت لتراها تتجاهل هاتفها وهي ترتشف قهوتها معهم و في كل مره تضعه على وضع الصامت/من هاللي يتصل وراك ماتردين عليه؟!!
بلا مبالاة/مو مهم
عرفت ماذا خلف تلك الكلمه المصطنعه/ما يخفى عليك حال ليال..
ابتسمت وهي تسكب لها فنجاناً آخر/تطمني ماني مثلها.
وقف نايف وهو يلتقط شماغه ويخرج متوشحاً صمته...، شعر و أنه في لعبه كبيره، لا يعلم لماذا ينتابه شعور بالخديعه في أمر ما ولكنه لا يعلمه..،
.
تلقت رساله منه على هاتفها لتفتحها و تتفاجئ بمحتواها، لتقف غاضبه و تذهب وهي تتصل به...
على الطرف الآخر بضحكه/ايه يام سلمان رديتي لأن الموضوع يخصك هااه
بنفاد صبر/قاسي وش هالكلام اللي بالرساله؟
ببرود/اتركي الكلام و علميني ليه ما تردين علي؟!
فهمت الآن انه فقط يريدها ان ترد عليه/كنت مشغوله
على الطرف الآخر/مشغوله! بس يوم قريتي الرسلله اتصلتي لأن الأمر يخصك
فتحت الباب لتخرج للباب المؤدي للمجلس وهي تراه يقف هناك عند سيارته/طبعاً الأمر يخصني.. انت كيف تطلع قرار من راسك بدون ما تشاورني
رآها تخرج إليه وهي ترفع حاجبها/ايوه ومن متى شورك يطلع عن شوري؟!
ابتسمت بسخريه وهي تغلق الهاتف وتقف أمامه/وشو اللي شورك و شوري؟! ناقص تقول وين راحت تربيتي لك؟!
الآن فهمها لينزل هاتفه من اذنه و يدسه في جيبه/اخيراً لقيتك!! وش هالصدّه؟!
بنفس ابتسامتها الساخره/على أساس ما تدري عن مكاني يعني هاه؟!!
صمت قليلاً وهو يرى لباسها القصير ثم نظر لعينيها لوهله/منتي مضيفتني؟! قهوه شاهي.. بوسه؟
استدارت وهي تأمره/تعال معي المجلس و بتجيك قهوتك
قاطعها/إذا منتي جايبتها بنفسك ماني بداخل
عادت لتلتفت إليه/تعال المجلس و بلا تهديد.. بردت وانا واقفه هنا.
كتم ضحكته وهو يلحق بها/ابشري...،
،
في الأعلى من هذا المشهد كانت تقف على شرفتها المعتمه تراقبهما صدفه، تبدو نيفادا غاضبه تعرفها حين تكون كذلك حتى و إن حاولت ذلك ويبدو قاسي هادئاً و يتبسم محاولاً إمتصاص غضبها،
كبرت نيفادا حقاً و باتت لها حياتها الخاصه و اسرارها الخاصه التي لاتبوح بها بأحد.. حتى هي التي كانت تفضفض لها..،
ابتلعت غصتها وهي تتذكر مشهد الأمس، ابتعدت عن الشرفه وهي تحاول ان لا تسترسل في تذكره...
عليها ان تمسحه تماماً من ذاكرة أيامها..،
.
.
.
لندن...
وقف قبل ان يخرج وهو يرتب ربطة عنقه بدقه وهو يخبر زوجته/لا تنسين يام ريما أدهم المناع جاي بكرا و مابي اي شيء ناقص.
ردت باهتمام/لا تخاف كل شيء مرتب،
تنهد بحزن لذكرى رفيقه/الله يرحم راكان ما عرفت له الا كل خير حتى ولد اخوه يسابقه الطيب
سألت بفضول وهي تراه يتحدث عنه/قصدك أدهم يبه؟!
أجابها وهو يخرج/ايه، يلا سلام..
إلتفتت إليها والدتها وهي تراها تتبسم وتذهب بعيداً/وش دخلك تسألين عن الرجال؟!!
بابتسامه/عادي يمه مافيها شيء
رفعت حاجبها/فيها ونص... خذي ببالك غير سلطان ولد خالتك عايده ماافيه.. الرجال ينتظر اشارتك بس
وقفت وهي تقلب فنجانها على صحنها و تنوي الذهاب/و أنا مابي رجال ينتظر إشارتي...
رأتها تذهب بلا أي تأنيب ضمير/رووويم ووقفي وين رايحه
اشارت بيدها مودعه وهس عند الباب/بااااي يمه عندي اوفر تايم
وقفت مكانها وهي تحتسب/حسبي عليها من بنت ناويه تفضحني و الا ماهي جايبتها للبر
.
.
.
.
.
عند باب سيارتها تريد فتحه، ليرن هاتفها برساله فتحتها لتتفاجئ أنها من أدهم نفسه.. لم تصدق حتى قرأتها مجدداً !! [طيارتي بكرا الساعه 3] °°
ركبت سيارتها وهي تتصل برفيقتها هنا/ألو.. وينك؟! أنا جايتك اخذك خليك عند الباب.... و لا كلمه بسرعه.
شيء ما يرفض أن ينتهي..!!
.
تركت هاتفها من يدها بعد اتصالها بغريبه التي رفضت تماما عرض الزواج من سيف... غريبه محقه نوعاً ما، ما رأته في حياتها من مغامرات لا يجعلها تقدم على مغامره أخرى بالزواج، كل شخص لديه وجهة نظر تختلف بحسب زاوية رؤيته و ما تعرض له من تحارب و ظروف...، في النهايه هي حره بحياتها..،
استرخت وهي تشعر بوخز اسفل بطنها.. حاولت ان تنام ولو قليلاً..،
اعتدل جالساً وهو يراها غير مرتاحه/باين تعبانه اتركي الكتاب و تعالي سريرك يا بنت ليه السهر..؟!
تنفست بضيق/ذبحني الأرق، و النومه بالسرير احسها تاخذ من صحتي، افضل انام بأي مكان إلا سريري
ابتسم وهو يقفز من السرير/افااا شكلي محسود عليك، بما انك ماتبين السرير.. لكن ماعليك بجي لين عندك لا تخافين يا قلبي
ابتسمت وهي تراه يضايقها و يتغطى بغطائها الرقيق الذي تلف به نصفها السفلي/أدهم ترى بالزوور نومت راكان لا تسويلي هاللحين سواته تكفى
امسك بيدها المرتاحه على فخذها/دامك تعبانه يالغاليه خليك بالرياض ماله داعي تسافرين معي يا عمري
ابتسمت بخبث/لا يا عمري انت بسافر معك وخذ بالك كل سفره رجلي على رجلك
ترك يدها وهو يستند بجانبها بإبتسامته/افااا مافيه ثقه؟!!
بإبتسامة سخريه/بسم الله عليك، اكيييد اثق فيك بس ماعليه فضول انثوي لا غير، احترم غريزة غيرتي عليك يا قلبي... رجال بوسامتك مطمع لكثير من البنات
إلتقط السخريه من حديثها ليتكتف/تتريقين يا بنت راكان؟!!! الله يسامحك، بكرا تشوفين الـبنات يـ
قاطعته وهي تلتفت إليه و تمسك ياقة بلوزته القطنيه /أشوف وشو؟!! علمني..؟!
ابتسم و هو يتصنع ابخوف و يردف/تشوفين البنات ينحاشون اذا شافوا وجهي
نفضته وهي تصد عنه/ارجع نام بسريرك لوعت كبدي.
امسك يدها ليلفها خلف رقبته ويميل بجذعه عليها /والله مانام بعيد عنك.. تحلمين بالفكه مني
مازالت قلقه مما يحدث، خصوصا مع انقلاب علاقة ليال ووليد، التي كانت تقسم انهما عاشقان من الطراز الأول الذي اختفى تماماً، بعد انهيار اسطورتهما، زرع ذلك خوفاً داخلها، خوفاً تحاول ان تتجاوزه، فهي وعدت أدهم ان تثق به مهما حدث/الأيام ماتنضمن يا أدهم
فهم ماتعنيه/يعني ما تضمنيني؟!
بتفكير مشتته/مادري،
اعتدل بجديه في جلسته/مافيه شيء أسمه مادري، يا تضمنين او لا..
مازالت مسترخيه مكانها و الأفكار تعبث بها/اللي صار مع ليال موجعني..
قاطعها وهو مازال يسألها بجديه/تضمنين والا ما تضمنين؟! جاوبي
لم تحب ضغطه هذا/أدهم بلا هالسؤال هاللحين..
استغرب تهربها الغير مبرر في نظره/معناته ماتثقين فيّ للحين!!! اجل ليه احس ان المياه رجعت لمجاريها بينا و الامور بخير! تمثيليه؟!!
اعتدلت جالسه وهي تحاول ان لا تنفعل/أدهم بلا دراما، لا تدخل المواضيع ببعضها و تقوّلني شيء ما قلته!
رفع حاجبه غاضباً/و تصرفاتك وش معناتها؟
وقفت غاضبه لم تعد تحتمل اتهامه، رداء الهدوء لا يناسبها كثيراً خصوصا حين تغضب/معناتها اني أبيك بحياتي، لمن اتغاضى عن كل شكوكي و اركض لحضنك معناتها وصلت لمرحله غبيه من المشاعر و ابي قربك على علاته.. أنا ابيك هذا تفسير كل تصرفاتي و انفعالاتي.
ابتسم وهو يقف امامها بعدما انتهت من حديثها/نفسي لو مره تغلطين وتقولين هذيك الكلمه بصراااحه، ترى سهله.. أسهل من كلمة أبيك و بنفس عدد الحروف.
بإبتسامه جانبيه و مراوغه/هذا انت عارفها ليه تبي تسمعها مني؟! بلا دراما يرحم والديك
تذكر/يوووه على طاري ابوي يبي يرجع من الخرج.. بعد بكرا وش اسوي
فرحت أنه غير الموضوع اخيراً/عادي يروح نايف يجيبه
رآها تخرج ليلحق بها/وين وين؟! زعلتي من جدك انتي؟ ترى امازحك قبل شوي!
مدت يمينها لتداعب عارضه ولحيته غير المشذبه بإبتسامه/ماراح اتركك حتى لو زعلت، انت ورطة عمري.. بروح اسوي لي كوب قهوه بما ان الفجر ما باقي عليه الا ساعه و نص تبي اجيب لك؟!
ارتاح لما قالته/دام كذا روحي مابي قهوه، انا بنام هالساعه و صحيني للصلاة..
خرجت تحت انظاره التي ترافقها/طيب..
تنهد تنفسه وهو يتجه لسريره يفكر بريما و التواصل المريب معها، لن يتسرع هذه المره سينتهي ذلك التواصل بزواج ولكن حينما يتخلص من كل العواقب...، خصوصا بعد قرار الشموس السفر معه،...
.
.
.
.
.
.
دخلت المطبخ وهي تراه عتمه على غير العاده أضاءته لترى ليال هنالك تجلس على كرسي خلف الطاوله و أمامها كوب قهوتها/بسم الله وش مصحيك لهالوقت؟!
بالكاد ابتسمت واختفت بسرعه تلك الإبتسامه/ما جاني نوم...
اتجهت إلى الموقد و تبدأ بصنع قهوتها الفرنسيه و تبادل اختها الحديث/ليال لو تتركين البلاك كوفي و تشربين معي فرنش كوفي بتدمنينها
ارتشفت من كوبها واعادته للطاوله وهي تستريح في جلستها/ماتفرق عندي كلها تنشرب
اكملت اعداد قهوتها ثم جلست على الجانب الآخر من الطاوله، تعجز عن فتح حوار جدي معها لأول مره تشعر أنها مزحومه بالأحاديث و الأسئله التي تحتاج أجوبة شافيه، انتظرت اسبوعاً حتى تهدأ جراح اختها و تجف دموعها،...
لاحظت صمتها و نظراتها المتقطعه لها/الشموس فيك شيء؟!
بتشتت/هاه.. لا مافي، بس انتي فيك شيء؟! محتاجه شيء؟!
ابتسمت وهي ترى تصرفات الشموس الغريبه/لا شكراً، سمعت انك مسافره مع زوجك
هزت رإسها بالموافقه/اي.. يعني بيروح اسبوع فقلت اغير جو من زمان ما سافرت، حاسه اني محتاجه اغير جو
لم تعلق، سرحت مجدداً في كوبها الذي انتصف، لا شيء تنتظره و لا شيء بمقدوره ان يغير ماحدث للأفضل، الخديعه و قد وقعت، للحظه شعرت انهل لم تعد تمتلك حتى نفسها، وليد لم يتركها كما أخذها... لن تغفر له.
لاحظت ارتجاف الكوب بين يديها وهي تضعظ عليه بكلتا بقوه، من الواضح انها متوتره... وتوترها هذا يوترها هي أيضاً/ليال بسألك سؤال واحد مهم وابي منك جواب شافي لأن محد يعرف عنك غيرك انتي
لم تحمل هم السؤال، تشعر بتفاهة كل شيء و لا تعلم مالنهايه لكل هذا الهم/اسألي وش ورانا
ترددا قليلاً لتسألها بصراحه/انتي ممم اقصد يعني للحين فيرجن؟!
تسمرت نظراتها للحظات.. حتى رأت نظرات الشموس تحتد بعد سكوتها وهي تكره الجواب الذي ستقوله، لتشير برأسها و تبعد بعينيها عنها، يتملكها شعور بشع لا تعرف له وصف..
ضربت بيدها الطاوله وهي تحاول ان لا ترفع صوتها في هذا الوقت المتأخر/معناته شكي بمحله.. كنت حاسه.
لم تستطيع الدفاع عما فعلته، وليد كان سخياً في طعونه التي لن تبرحها حتى مع فراقهما...،
صمتت الشموس بضيق، فجأه ضاع الكلام...!
قررت الحديث و مواساة أختها التي تبدو و كأنها أصيبت بخرس مؤقت/لا تظنين اني ندمانه، أنا حتى ما احس بالذنب، كل شيء حصل حلال فلا تكبرين الأمور
ستنفجر من تصنعها للبرود/لا تكذبين على وحده تعرفك زين ، الندم مو مخليك تنامين ياليال.. انتي بنظر الناس مجرد مخطوبة فقط... الزواج ما تم... وش بتسوبن بكرا إذا صار النصيب و جاء وقت الزواج؟! ردي علي
بتوتر مكبوت/ماراح اتزوج.. خلاص شلت الفكره من راسي تطمني.
ضحكت بسخريه/ماتقدرين تجاوزينه رغم انه هرب منك برا البلد ، كذا الكل بيقول ترى
وقفت بضيق/الشموووس خلااص!!!
وقفت معها بغضبها المكبوت/صحيح أصلاً الحديث بالموضوع عبث..
نزلت دموعها وهي ترجو الشموش بنظراتها/دامه عبث، انسيه لعاد تذكريني فيه، انا أصلاً ماراح أنساه هو نقش على جدران قلبي، ابتعاده ما يعني اني بكرهه، ابتعاده يعني وجع قلب ماراح ارتاح منه طول عمري.
لا تعرف لماذا شعرت بالندم وهي ترى ضعف أختها، و انسحابها من أمامها مهزومه، يكفيها ما فيها على الأقل ليمر وقت كافي...،
....
.
.
.
خرج من منزل خالته بصحبة والدته و خالته/هااه يمه شلون هتان عساه اليوم ازين؟!
براحه/الحمدلله
ام سيّار/بس ياليت ابوه ما طلعه من المستشفى بدري، عمليته ماهي سهله براسه
آدم/ماعليه قدامه العافيه، ابوه مسيكين يبي يرتاح و يريح خالتي ام هتان ماغير بهالمستشفى مقابلته
لا تخافون العمليه مسويها خويٍ لي كفو
ام آدم/الله يوفقه و يرزقه و يحفظه من كل سوء يا كريم
الجميع/امين.
ام سيار/انا عاد اظن برجع الخرج، طوولت عن بيتي ماتعودت
آدم بإبتسامه/لا طال عمرك يا خاله... اسبوووع اضافي علشان الوالده، و فواز بعد يبي يستانس الولد
ام آدم/اي والله بعد قلبي فواز يتحايلني اقنعك تقعدين هالسبوع عالأقل.
وافقت برضا/هالسبوع بس،
ضحك آدم/ماهي مشكله هالسبووع
رن هاتفه ليبتسم وهو يرد/هلا بوخالد.. لااا يا رجل جاايك وشو اللي بتسحب علي!
اغلق الهاتف لتسأله مستغربه/من ابو خالد هذا يا ولدي؟!
اتسعت ابتسامته/يمه لو عندي زوجه ما غارت علي و راقبتني مثلك، يمه هذا الدكتور وليد، متفق معه عالعشاء، و انشغلت اوصلكم...
توقفت السياره وهي تهم بالنزول/دامه الدكتور وليد لا تأخر عليه.. يلا بس لا تأخر برا البيت يمه
.
.
.
خرجت من المطبخ بطبق فواكه لتتجه للصاله حيث صوت طفلها الصغير تلاعبه ابنتها، ابتسمت وهي ترى ابتسامتها تعلو وجهها مؤخراً لا شيء يضاهي سعادتها برؤية ابنتها تبتسم و تضحك اخيراً بعد الحداد الذي اعتنقته بعد وفاة أخيها، غير أن الأسود و الألوان القاتمه صارت ألوانها المفضله، يالقلبك الشقي يا شهد...
رأت والدتها مقبله لتقف و تلتقط منها الصحن و تضعه على الطاوله/ليه تتعبين نفسك يمه، كان قلتي لي و انا اجيبلك الله يهديك
هند بجديه/هالفاكهه ماهي لي، جايبتها لك علشان تاكلينها قدام عيني كلها،
اتسعت عينيها/سلامات يمه كثييير والله!!
رفعت حاجبها بإصرار/تاكلينه يعني تاكلينه، بسرعه ابدأي بالموز غني بالحديد و انتي عندك نقص حديد
مدت يدها وهي تلتقط موزه بصمت..، و تراقب ردة فعل والدتها بلبس أخيها...،
*
*
*
حملت طفلها وهي تستغرب لبسه، لترفع حاجبها مستنكره/ليه ملبسه اخوك من ملابس نايف اللي جايبها لولده؟!
ابتسمت/شرايك فيها على عزوز تهبل صح؟!
ردت بضيق/يا بنتي نايف جايب لعزوز اصلاً، ليش تلبسينه من ملابس ولده!!
ردت هدوء/ولد شهد و بس..انا اللي حملت و تعبت و أنا اللي بولد، هذاك ماله فيه شيء، يعني لو ما علمتوه ما كان درى.
بإصرار/مصيره ينادونه الناس باسم ابوه، فلا تتعصبين لمشاعرك يا بنتي قلبي معورني عليك.
ابتلعت الضيق ابتلاعاً، لله ما يختلج في صدرها من صرخات مكبوته، لدرجة أن الضحكات مهما علت تأخذ نصيبها من الكئآبة/يمه انا رضيت بكل اللي قلتيه و بتقبل اني للحين زوجته، لكن لا تضغطين علي من ناحيته، ابي روحي ترتاح،، لا تذكرين أسمه و لا تجيبين طاريه..
قررت ان لا تبحر في ذات الموضوع/بكيفك أنا ترى طالعه بعد شوي مع عمك صالح رايحين مشوار. انتبهي لأخوك
اشارت بعينيها وهي ترى والدتها تذهب لتلتقط حبة عنب، و تحاول ان تسترخي في جلستها على الأريكه..،
وصلتها رساله على هاتفها الذي أمامها على الطاوله لتلتقطه و تراها منه، فتحتها بدون أي ردة فعل لتقرأها لا تعرف لماذا بردت بعد كلماته، أعادت قراءتها مره أخرى وهي تحاول فهمه، كان كل يوم يرسل كلمة[ آسف]
فقط.. و اليوم يزيدها بـ [آسف، سامحيني]
استغربت تغييره للرساله اليوم... مالذي استجد؟!!
تركت هاتفها بعدما داعبته قليلاً بين أناملها، لن تشغل تفكيرها كثيراً به..
.
.
..
منذ عودته آخر مرة من بريطانيا وهي تراقب تصرفاته، لن يخدعها بلفه و دورانه على تصرفاته التي أساء بها التصرف معها لن تغفرها، لن تضره و لكنها ستكشف له زيف إدعاءه ببراءة الأفعى ريما و خبثها...
كل شيء يهون إلى أن يسافر بدونها ليرى غيرها، يضحك مع تلك و يبتسم للأخرى..!
خرجت من المطبخ وهي تحمل كوب الإسبريسو الذي طلبه و تضعه أمامه على الطاوله وهو منشغل بعمله على اللابتوب و اتصالاته..
جلست بالأريكه المفرده وهي تلتقط هاتفها و تتصفحه ما دام منشغلاً عنها.. ابتسمت وهي ترى سناب ريما
مع رفيقاتها في غداء في احد مطاعم لندن الشهيره... تبدو سعيده جداً ومن ثم جولتها مع احداهن.. كان ستغلق سنابها الممل لتنتبه للبسها الذي غيرته و صور فوتوشوت على جسر لندن الشهير.. و بحركه أشبه بحركة مارلين مونرو الشهيره... هل هذا ما يجعلها ترفض التعرف على جماعتها في السعوديه و ترفض الاختلاط بهم؟!!!
اتسعت إبتسامتها وهي ترى البريئه كما وصفها خالها، استغفرت الله كثيراً و الافكار تنتابها في سترها لا يجب ان تنتقم هكذا بأن تشهر بها، "ذلك ليس من شيمها أبداً"... و لكن هي من تصور نفسها و تشهر بنفسها لماذا لا تخاف.. هذا يعني انها لا ترى انها مخطئه.. و لا تخاف بأن تتم معاقبتها...!
انتبه لإبتساماتها المريبه وهي تنظر لشاشة هاتفها تبدو منسجمه جداً معه ، بدأ الفضول يدفعه ليرى و يكتشف ما يجعلها تتبسم وحدها هكذا و لا تنتبه له..!
ليأتي من الخلف و ينظر معها كان سيخيفها بداية و لكن شدّه رؤية ابنة اخته على شاشة الجوال بتنوره قصيره جداً تصل إلى نصف الفخذ في احد الصالونات و من يسرح شعرها رجل و تتحدث معه على أنها ستلتقي بأحدهم قريباً و يجب ان تكون مميزه وتعجبه!!! .. لم يسيطر على ردة فعله، أخذ هاتفها وهو غير مصدق/أفا يا ذالعلم!!!
خافت حقاً رغم انها كانت تنوي ان تخبره لكن لم تحبذ ان تكون بهذه الطريقه/عبدالرحمن! مو من حقك تاخذ جوالي مني
زم شفتيه وهو يغلي/من متى تتابعينها؟! تكلمي و كيف؟! هي عطتك سنابها او كيف، قوولي انه خااص قوولي
رفعت حاجبها و هي تأمره/"قصّر صوتك أنا ماني راعية السناب فلا تصرخ بوجهي كذا، ثانياً وش دخلني ببنت اختك اللي انت تقول عنها؟!.. من اول ماتزوجنا و سنابها معي طبعا انا طلبته، وهي سوت لي بلوك لأني مو ستايلها و ما أؤمن بحريتها اللي هي عايشتها بالغلط، رحت و اضفتها بسناب ثاني، هي استغبتني علبالها ناراح اعرف اذا سوت لي بلوك، مشكلة المنفتحين يستقلون باللي ما يوافق افكارهم.
فرك جبينه وهو يشعر بأن الصداع سيخرمه/الله ياخذها بنت، يعني هي مصورتني هذاك اليوم بهالسناب الفضيحه؟!!!
بإبتسامة سخريه/ايووه وقت ما كنت تسولف و رايح ملح مع مليسا ام شعر احمر... معقوووله يا دحوووم مثلما تناديك ماتدري عن حركات بنت اختك سلامات تستهبل علي؟!! أو انك عارفها بس ماتدري ان سنابها عاااام؟!!! هذي لها حسبه ثانيه ترى، يعني إذا
لم يحبذ نظراتها تلك ليقاطعها/لا يا هند انا ماني مثلما تظنين و اصلا علبالي ذاك اليوم جيتها و رفيقاتها عندها بحديقة بيتهم و عزمتني و شفت الدعوه كلهن اجنبيات عاجي عندهم و جلست و توقعت انها تصور بالجوال فقط مانشرته يعني!!!
هزت رأسها... لم يعجبها ما تعذر به، حينما اخطأ بحقها عندما اخبرته بتصرفات ريما بالبدايه انفجر بوجهها كالجحيم مدافعاً عنها و الآن هو يحاول ان يبرر أي شي...،
لم يرتاح لنظراتها التي تتهمه، و من ثم قرارها بتركه في الصاله وحيداً بهذه الطريقه لحق بها ليمسك بذراعها و يوقفها/انا ما سويت شيء، ليه تسفهيني و تروحين كذا؟!
رفعت حاجبها مستنكره حديثه/اشوف بتتحكم بتحركاتي بالبيت بعد، دامك بالحيل حمش روح سنع بنت اختك
زم شفتيه وهو يحاول ان لا تفلت اعصابه عليها و هي لا تستحق ان يخطئ بحقها/هند لا تزودينها
ردة بثقه/انا ماني لعبه بيدك يا عبدالرحمن علشان تتحكم فيها، و تصرفك هذاك اليوم اللي رجعتني فيه من بيت ابوي ما نسيته، لكن شفت ابوي مبسوط هو وزوجته و مابغيت أنكد عليه و انا ادري انه لو عرف انت وش تسوي بي ماراح يرتاح لين تبرد كبده منك.
لم يستطيع الرد ابتلع كلماته الغاضبه إبتلاعاً وهو يراها تدير ظهرها و تترك البهو الذي يقف فيه، لن يخسرها الآن من أجل ريما التي صار يشك بها بعد اخر مره في لندن ...
أما ريما فجزاءها قريب، والدها الدبلوماسي الغارق بعمله يجب ان يكون على علم و هو يجزم انه رجل صالح و لن يرضى ان تكون ابنته التي منحها الثقه تعبث بسمعته و سمعتهم جميعهم حتى كسرت عينه أمام هند التي عرف الآن حجم صبرها عليه..،
.
.
.
جلست قبالتها متفاجئه من موقفها بسبب رفضها الزواج من سيف، لا تصدق/ما تقولين لي ليه ترفضين سيف؟ الرجال شاريك.. و عارف وضعك و خابرك.
تركت ما بيدها من ترتيب للملابس/بسبب اللي يعرفه عني و بسببي أنا، مابي أجيب عيال و اعقدهم بعدين بسبب مالهم ذنب فيه.
مريم بحسره/حرام واضح الرجال يحبك.
غريبه بلا مبالاة/الحب افتراض، مافي شيء اسمه حب يا مريم، هو اعجبه شكلي فقط، يعني سيف مو من عقله يفكر يتزوج وحده مثلي إلا تسليه.
استغربت استنتاجها/شدراك بنواياه؟!!! ، الواحد منا يالله يعرف نيته و انتي حكمتي عالرجال بشيء ماهو ظاهر للعيان حرام عليك.
مازالت تتذكر نظراته لها حينما خدشت وجهه بالسكين، نسي الجرح الذي وسم خده و أدماه حينما وقعت عينيه على وجهها للحظات، تغيرت نبرته و نسي حتى صراخه و غضبه عليها و أمرها بصرامه ان تبتعد عن وجهه و تركب السياره، لم تفهمه حينها و لكن الآن فهمته،...!!
ثم تذكرت آخر مره خاصمته حينها صرخ بها و أخبرها بأنه لو أرادها بسوء ليس صعباً عليه ذلك،...،
تجاهلت كل شيء عنه وهي تحاول نفضه من رأسها، يجب ان لا يتعلق القلب بأحدهم... مهما كان،.. هكذا أفضل...
.
..
..
في الطائره المتجهه إلى لندن، أخرج هاتفه من جيبه وهو يراها تلتهي بحقيبتها بجانبها، ليكتب رسالة قصيره لها... ثم اغلق جهازه و أعاده...،
عادت لتنتبه إليه/فيك شيء؟!
ابتسم/ولو طال عمرك، كل شيء تحت سيطرتك حتى محمد ارسلته برحله ثانيه لعيونك.
استرخت بكرسيها وهي تثبت رقبتها على الوساده/حاول ماتزعجني على قد ما تقدر.
رفع حاجبه وهو يلتفت إليها/المفروض مسافره تونسيني ليه اشوفك مغمضه و بتنامين!!
اغمضت عينيها بهدوء وهي ترد بصوت منخفض/اشش بنام شوي بس
تذمر/ياليت ماخذ راكان يونسني، شكلك بتقضينها نوم بلندن!
إلتفتت إليه بإبتسامة خبث/يقولون الرجال إذا كثرت حلطمته على زوجته معناته عينه قامت تزيغ منا ومنا..!
رفع حاجبه/لو ان عيني بتزيغ زاغت من زماان وانتي بعيده عني، لكن يا طول صبري على دلعك و عنادك.. نامي نامي طال عمرك.
كتمت ضحكتها و حاولت ان تحيط به/ممتاز دام صبرك طويل، حط بالك لو زاغت ماني بتاركتك و بس بحرقك انت وياها
فهم انها تناكفه بالحديث فقط/لا ما تسوينها، اكيد الزعل بيخليك تتركيني بدون حتى تكلميني و حتى يمكن تتركين لي راكان و بعدها بعيش انا معها بسعاده و هناء و راحت بال و بتجيب لي البنت، انتي شكلك شكل اللي كل ذريتها أولاد..
اتسعت عينيها/أدهم هالمواضيع مافيها مزح عندي و لا اطيقها
استغرب جديتها ليبتسم/إنا لله و إنا إليه راجعون، ترى انتي اللي فتحتي السيره و الا انا ما عندي نيه شينه.
صدت بوجهها عنه للجهه الأخرى وهي غاضبه...!
همس يريدها ان تسمعه/و الله صادقين الوحده مهما كانت مثقفه و واعيه و ذكيه، فجأه تستخف إذا جاء طاري انثى ثانيه.. طينتكم وحده..!
صغرت عينيها وهي تعود لتلتفت إليه/اوكي يالثقيل يا بو عقل كبير.. خذنا على قد عقولنا..
يعرف انها تستهزئ فقط ليبتسم/ماعليك تعودت خلاص
زمت شفتيها من رده البارد لتصد مجدداً للجهه الأخرى عرف نقطة ضعفها و لن يرحمها، شعرت به يمسك كفها و يشد عليه بقوه.. و ضل ممسكاً بها..
لتعود بنظراتها له وجدته يتصفح هاتفه بيساره و يمينه ممسكه بيدها، متشب، رن هاتفها الذي بيدها الأخرى برسالة نصيه تفاجأت أنها منه فتحتها بعد إلتفاتته و إبتسامته لها، قرأتها ثم ابتسمت كانت مناكفة لذيذه انتهت بتعهده بالتمسك بها إلى الأبد..
.
.
.
رمت هاتفها بغضب لم تصدق ما وصلها منه، لتصرخ لرفيقتها تماضر/قهررررر قهرررر
استغربت تماضر وهي تلتقط هاتفها من على الأرض/ شفيك يا بنت؟!
تكاد تشد شعرها وهي تتحدث بخيبه/زوجته اللصقه جات معه يا تماضر، و بعد ذيقول الأفضل ما نلتقي ابد لين الزواج
اخفت ابتسامتها/الله اعلم منهي اللصقه.. هدي اعصابك تراها زوجته حلاله، بعدين بيني و بينك كل شيء انتي ناويه عليه ما حبيته، انتي وش لك بوجع الراس؟!
شدت شعرها وهي تحاول لملمته/تماااضر اسكتي احسن لك مو ناقصتك ترى!
لاحظت سكوت تماضر وجلوسها ببرود هكذا/شفيييك ساكته كذا تكلمي
ضحكت/تووك تقولين اسكتي، ريما بس عاد مصخت كثير انا ضد تقربك منه و بعد مو مقتنعه من اقترابه كذا، بس يعني ، دام الرجال قالها بصراحه يبي الزواج ليه ماتنتظرين و تشوفين.. لاحظي هو متزوج من؟ مو سهله ابداً يتزوج على وحده مثل الشموس.
لوت شفتيها بإشمئزاز/وهذي وش فيها زوود بالله؟!
ابتسمت على غباء رفيقتها/انتي عارفه منهي الشموس ما يحتاج اقولك.. و على فكره اشوفها حيييل لايقه لأدهم اكثر منك بس انتي مصره تغامرين و تحملي ما راح يجيك
اخذت هاتفها بنرفزه وهي تشير لتماضر/ان ما سكتي عن مدحها قدامي بكسره على راسك
ضحكت/اوكي اسفه اسسفه
جلست ريما وهي تتمتم بغضب/قهرني يقول خلينا بالرسايل احسن، ما يبي مكالمات قبل الزواج، هذا بأي عصر عاايش بالله؟!
بهدوء وهي تكتم ضحكتها/ابد و الله انا اعتبر قراره رزين لأنه رجال له مركزه و ماهو واحد بالعشرينات علشان يراكض وراك، عاد انتي اثقلي شوي، ما يسوى على الرجال ترى مرتبط و عنده ولد و قريب بيجيه ولد ثاني مدري بنت
رفعت يديها للسماء/عساها ماتفرح باللي ببطنها يا رب، يكفيها منه واحد.
عبست تماضر باشمئزاز وهي تقف/استغفر الله، انتي زودتيها اليوم حبتين انا رايحه بيتنا اساساً اخوي راجع من الجامعه بعد شوي وصاير يهاوشني على كثرة طلعاتي معك..
رفعت حاجبها بإستنكار/نعم! كل شيء بثمنه مافيه شيء بلاش، شكل اخوك نسى نفسه.
تأففت وهي تهم بالخروج/اذا عصبتي تقولين كلام ماله داعي، سلام
لم تهتم تجاهلت ما قالته تماضر و وقفت وهي تتجه للنافذه تفكر بمستقبلها مع أدهم و بنفس اللحظه تغلي بسبب قدوم زوجته معه..، لم يسبق لها و ان تمنت شيء إلا و صار بين يديها، حتى أدهم سيكون لها كما تمنت وتريد..و بما أن هنالك إمرأه في حياته غيرها ستقتلعها بمجرد ان تتزوجه هي واثقه بنفسها جداً...،
.
.
.
اليوم كان يوماً عادياً تماماً، خرجت من منزلها وهي لا تعلم إلى أين حتى وجدت نفسها تطلب من السائق ان يوصلها لصالونها الذي تتعامل معه دائماً ، لم تكن تعلم ان فراقه سيسبب كل ذلك الألم الذي ما زال يقتات على قلبها و يقتضم من جسدها..
استقبلتها الموظفات بإبتساماتهن المعلبه، و للمرة الأولى تعجز عن مجاملتهن بإبتسامه واحده... هو لم يطلقها فقط هو عبث بكل شيء فيها..
سألتها الموظفه بود/هلا ليال، كيف حابه تسوين شعرك هالمره، حمام زيت او...
قاطعتها بدون تردد/أبي أقصّه..
استغربت طلبها، هي تعرفها منذ سنوات و لم تطلب مرة هكذا طلب/كيف؟! يعني كيف حابه نقصره..
بهدوء/أقصر شيء انتي تعرفينه قصيه.. المهم لا يلمس رقبتي و لا يطيح على وجهي.. تصرفي
صدمها الطلب،من الواضح ان ليال ليست بخير/بس ليال حرام اقص كل هالشعر، يعني اوكي لو زبونه ماعرفك صح بس انتي منتي زبونه و السلام انصحك تفكرين وتغيرين رأيك، يعني اذا حابه نقصره شيء بسيط بس كله و الله حراام
بإصرار/قصيه كله و بليز بدون كلام لأن مصدعه حيل و مالي خلق اتكلم كثير.
سلمت امرها و امتثلت لطلبها/امرك، لكن ماراح اقصه أنا بيوجعني قلبي... بنادي لك مايا تقصه لك.
رفعت ناظريها بغضب في انعكاس المرآه/ما راح احد يقص لي غيرك، بسرعه خلصيني عندي مشوار.
لا تستوعب ان هذه ليال صاحبة الوجه البشوش و الملامح المريحه،.... لن تسألها فليس من شأنها ذلك/اوووكي هاللحين أضبطك ، بس روقي بليز
ارتاحت نوعاً ما وهي ترى جدائلها الطويله تتساقط من بين فكي المقص، ستتخلص من خصلاتها التي تحمل أثآره هكذا أفضل فقد سلبها انوثتها و اعتزازها بها و كسر غرورها حينما شرعت له أبواب قلبها ليعبث به، لقد كان سخياً جداً في منحها الخيبات.
تلقت رساله من عائشه مديرة مكتبها تطالبها بالرد و الدوام غداً لترسل لها الرد سريعاً [بداوم]
°
°
.
في المقهى الذي اتفق مع رفيقه ان يلتقيان فيه، رآه يجلس هنالك يرتشف فنجاناً و الكمبيوتر المحمول مفتوح أمامه، و يبدو منشغلاً بشيء ما مهم، اتجه إليه مبتسماً/مسسسه بالخيير
وقف ليصافحه مبتسماً هو الآخر/هلا آدم،استريح
جلس /عدوك الريح يا دكتور، يعني لازم موعد برا علشان نلتقي يا رجل، تعال و اقلط بمجلسي ياخي
بإبتسامته/انا رجال في عطله ماني فاضي لك
أشار للنادل ليطلب ما يريده، ثم تلقى اتصال مهم رد عليه/الوه.. أيوه حلوو ممتاز، اخيراً ردت سيده ليال!..
شده الإسم ليرفع عينيه لآدم الذي يتبسم وهو ينهي مكالمته..!! هل تكون هي؟!! /خير اشوف استانست
اخذ الاسبريسو من النادل وهو يرتشف منه بسعاده/وحده لي فتره ابي ألتقي فيها بخصوص العمل و التوظيف، راسها يابس، بس الحمدلله اقتنعت اخيرا و بشوفها بكرا ان شاء الله
بفضول/من هي ليال ذي؟
استغرب/ليال المناع، بس شلون عرفت ان اسمها ليال؟!
تغيرت جلسته وهو ينظر إليه بنظرات فاحصه/لا بس سمعتك تقوله بالجوال... انت سبق و التقيت فيها؟!
آدم/رحت مكتبها لكن بذاك اليوم ما كانت مداومه، انسانه منظمه و شغلها و موظفينها تمااام ما شاء الله، و شفتها مره بالمستشفى هي مانتبهت لي بس دريت انها هي ليال المناع نفسها،. الله ياهي واثقه من نفسها
شعر بلهيب يفوح من صدره/شدراك عنها انت
اتكى بجلسته وهو يتحدث عنها/يوم تقول ما أقبل توظيف احد بدون اختبره شخصياً، و ترفض تلتقي بأحد من جهتي، بس اشوى اقتنعت اخيرا و بروح لها بنفسي بكرا، و الله يكتب اللي فيه خير
قيود من الصمت تلثمه وهو يتأمل آدم و كأنه يراه لأول مره، هل سيحظى بلقاء سمراءه و فاتنة القلب، ليتحدث بدون تفكير وهو يحمل كوب الماء البارد بيده ليبرد لهيبه/شرايك تسحب على دوامك بكرا و نطلع الثمامه ترى هالسبوع آخر اسبوع لي هنا و بسافر شرايك
بإحباط/و الله ودي بالمكشات بس بصراحه كنت انتظر هالموعد من زمان، الفضول ذبحني عند هالبنت، وهذي فرصه.
إزداد ضغطه على الكأس حتى انكسر فجأه و تحول لشظايا متناثر بدون ان يحرك ساكناً....! فكرة ان يتحدث احدهم عنها تنحره، تشعل النيران في جثته الحيه!!
فزع آدم ومن حوله ببروده و أتى النادل ليأخذ الشظايا، و لكنه اعتدل جالساً وهو يغلق كمبيوتره المحمول/شباب مافيه شيء.. انكسر الكاس وبس
ارتاح في مكانه بعدما ذهب الجميع /ياخي خوفتني، شلون انفجر الكاس بيدك كذا؟!
عاد مجدداً ليرمق آدم بنظرات فاحصه خصوصاً بعد أحاديث حماسه لرؤيتها، شعر ببرودة عظامه رغم حرارة جوفه، ما أشنع شعور الغيره..
.
.
.
عاد من الخرج برفقة كاسر ابن رفيقه اشار بيده/وقف هنا ما يحتاح تدخل بموترك يا ولدي
رأى سيارة تخرج ليدخل بعدها تحت نظرات السائق الذي استغرب دخوله، ولكن صمت حينما رأى والد أدهم معه/ماني منزلك الا داخل يا عم ما شاء الله مشوار عليك
رأى احداهن تمشي و تتحدث بهاتفها وهي تضع عبائتها على كتفيها و من ثم دخلت.. لم تنتبه أبداً تبدو وصلت للتو مع ذلك السائق!
ناداه وهو يرى عيناه لاحظت البنت التي دخلت، عرف ماذا حل به، لم يعجبه ذلك/تفضل يا ولدي. اقلط
تردد و لكن شيء ما يدعوه للنزول/ماعليه يا عمي بجي وقت ثاني يمكن بكرا اشوف أدهم قبل ارجع للخرج
امسك بيده/انزل تعشى معي أدهم مسافر وماظني بيرجع قبل اسبوع...
دخل المجلس وهو يرفع طرفي شماغه منادياً..،
للتو حضر قاسي و نزل من سيارته وهو يرى ابو أدهم يقف مع كاسر ابن حيهم القديم في الخرج ليسلم/يالله حيّ عمي عبدالله و كاسر متى رجعت يا عم
ابو أدهم/تونا واصلين، اقلطوا يا عيال
صافح كاسر و هو يسلم عليه مبتسما/ارررحب يا كاسر.. و الا دكتور كاسر ازين؟!
كاسر/اللي يعجبك طال عمرك شلون رجلك بشرني عسى ما هنا مشاكل
اتسعت ابتسامته/ابشرك كل شيء بخير.. و الرجل ممتازه لا تشيل هم، اقلط مع عمي سبقنا
دخل كاسر ليتبعه قاسي الذي أتى اساساً لزيارة مدللته ، سيسايرها حتى النهايه كما يفعل دائماً معها.. ما دام انه يحبها فما تفعله يروقه كيف ما كان..
.
.
.
خرجت من المطبخ وهي تحمل احد طفليها لتشهق غير مستوعبه ما رأته/لياااال وش ذاااا؟!!
تركت هاتفها لتلتفت إليها مستغربه/شفييك انتي؟!
جلست بذهول بعدما وضعت طفلها في عربته/وين شعرك يا بنت!؟
وقفت وهي تتجه للطفل و تأخذه/هاااي سلووم، علبالي امك عندها شي مهم،
لم تصدق/اول مره احس بحزن على شعر مقصوص، حرام عليك، ليه تطولينه اساسا و انتي ناويه تصدمينا كذا شلتيه مره وحده
حضنت الطفل على صدرها وهي تشتم رائحته التي تبعث للهدوء و السكينه/لو نعرف وش مع الغيب بيجينا يا نيفادا كان تجنبنا أي شيء يضيق صدورنا و يوجعنا.. كان ماذقنا الندم بحياتنا..
لم تفهم بماذا تهذي و لكن بالطبع طلاقها يؤذيها/يا حياتي ماله خص شعرك، حرام وش استفدتي بالله
ابتسمت وهي تلتفت إليها/عاد صدق صدق شكلي كذا مو حلو؟!
ابتسمت لتسايرها/حلو، بس الشعر كان طووويل مره
بلا مبالاة/كان مؤذي والله، كذا احس بحريه اكثر.. بلا دراما يا نيفو كنتي تقصين شعرك كذا ترى
ضحكت/مافي اي ترابط انا اصلا ما تركت شعري يطول، الا بعد حملي،
وقفت بعدما أعادت الطفل مكانه/على العموم بروح انااام و ارتاااح لحد يصحيني مررره و اهتمي بوسام بليز يعني... إلا صدق متى بينتهي عقاب قاسي؟!
ابتسمت لها/لين يشوف الفرق بين حبي له و تربيته المزعومه... قال تربيتي قال
ضحكت من قلبها هذه المره ثم هدأت/والله انه يحبك لو ما يحبك ما اصبر على مدلله مثلك، طيعي شوي و روحي بيتك، والله يا قاسي ما يستاهل الا الحشيمه و الكرامه، لا تجازينه بالهجر، بنظري رجل مثله حتى زلته مسموحه، لأنها اكيد بتكون من غير قصد.
لاحظتها تتحدث بجديه و عن الحب رغم صدمتها قبل اسبوع بطلاقها من الرجل الوحيد الذي ذرفت لأجله دموعها الغاليه/حتى أمه ما دافعت عنه كذا، لا حبيبتي سامحت واجد وجاء وقت العقاب
وقفت وهي تلتقط حقيبتها/بكيفك عقلك براسك و هذي حياتك، أنا رايحه انام
مدت شفتيها بعبوس/يالله وين توو الناااس، من يجلس معي؟! حتى خالتي ام رواد مشغوله بمذاكرة عيالها ووسام. و ركون نام من شوي
رفعت حاجبها وهي تلتفت إليها ذاهبه/عاادي روحي استانسي مع زوجك،
لوت شفتيها/اقوول روووحي ناامي بس
ذهبت واذا بصوت خطوات طفل صغير لتبتسم وهي تراه و من ثم ترى هوازن قادمه خلفه/و رزقكم في السماء وما توعدون، الحمدلله انك جيتي هوازن
ضحكت وهي تسلم/السلام عليكم وين الناس
امسكتها بيدها لتجلسها /اجلسي و بقولك، ذبحني الملل يا شيخه
.
.
.
لندن..،
أخيراً دخلا المنزل تنهدت وهي تلتفت إليه/هنا احسن من الفندق مادري ليه ماتبي ننزل هنا
راح يجلس على الأريكه بإسترخاء بعدما وضع الحقائب/مادري كنت مخطط احي لحالي قلت بلا اقعد بالبيت بكبره و اجيب الخدامه، الفندق احسن و جنب المكتب..
انتبهت لباقة الورد وهي تضع حقيبته على الطاوله اتجهت إليها، لترى ما مكتوب علي كرتها
[Welcome to London Habibi]
ابتسمت بخبث وهي تنتزع الكارت و تضعه في حقيبتها..
انتبه للورد ليسأل بإستغراب/من مرسل الورد؟
ابتسمت وهي تلتفت إليه/اكيد جيراننا، فيصل و امه هنا
رفع حاجبه متسائلاً وهو يقف مستنكراً/و انتي شدراك انهم هنا؟! و كيف دروا اننا جايين؟!
ابتسمت وهي ترى توتره اللامبرر/هدي اعصابك ما يسوى عليك، انا على تواصل مع جوزاء اخت فيصل و أدرى بكل شيء وهي تدري اني جايه اليوم وبس..
رمى بسترته على الأريكه واتجه للسلم وهو يحاول ان يمرر هدوءه الكاذب/طيب طيب.. انا رايح أنام.. وراي اشغال تصبحين على خير
استغربت/بدري أدهم!!! منت متعشي؟
أشار بيده بعلامة الإكتفاء وهو ذاهب بصمت..،
ابتسمت وهي تراه يتحول لشخصٍ آخر حينما تأتي بسيرة فيصل فقط، تذكرت حديثها القديم، في حربها السابقه معه، حينما قالتها بوجهه أنها تمنت فيصل زوجاً لها حينما تقدم ماجد أخيه لخطبتها،
الأمور كانت معقده في حينها قبل ان تتقبل هزيمتها أمام قلبها..
إتجهت للسلم و ابتسامتها تتسع، لحقت به لتجده واقفاً عند الشماعه ينزع بقية ملابسه/أدهم لا تنام بليييزز
اتجه للسرير وهو ينفض الفراش/الله الله شبعانه نوم بالطياره
بإحباط/بس أنا جوعاانه، عالاقل خلنا نتعشاء قبل تنام
ترك الفراش وهو يلتفت إليها/طيب بس علشان بنتي بس، ماعلي منك انتي
اتسعت ابتسامتها/مو مشكله، انت بس بتعشيني..يلا
ابتسم أخيراً وهو يعود للشماعه يرتدي قميصه/لا ما اصدق كل هذا جوع، يلا مشينا لا تاكليني
رقصت حاحبيها وهي تنجح في في إخراجه معها.. لتلحق به...
.
.
.
دخل وهو يبتسم لرؤية إبنته و نيفادا يتبادلن الأحاديث وهنالك ينام حفيده على الأريكه أمام موقد النار الذي يتوسط الصاله، الجو هادئ بالمنزل و رواد اخبره ان أمه فوق و ليست تحت لينادي/السلام عليكم
كلاهما وقفت تسلم عليه/وعليك السلام
هوازن/الحمدلله عالسلامه، دريت انك بترجع اليوم من مهند..
ابو أدهم/الله يسلمك يبه، شلونك و ش علوم مازن عساه بخير
بسعاده/الحمدلله نسأل عليك، من كان عندك بالمجلس
نظر إلى نيفادا/كان معي كاسر و راح باقي رجل هالبنت... يابوك روحي له بالمجلس يبيك
ضحكت هوازن وهي تلتفت إليها/سمعتي؟! رووحي لرجلك.
نيفادا وهي تحاول ان ترفض بطريقه غير مباشره/طيب بروح اشوف عيالي،يمكن صحو
بجديه/اذا خلصتي روحي له، الرجال يقول انه ناوي يخطب بنت خاله مدري عمه.. زعلت منه قلت اول شيء حط خبر عند زوجتك مايصير
اتسعت عينيها وهي ترى عمها يتحدث ببرود هكذا/وشو يا عمي؟! ياخذ رأيي بوشو؟!!
هوازن وهي تكتم ضحكتها/رأيك بزواجه ما تسمعين؟!
تركت لهما المكان و خرجت، حتى انفجرت هوازن بالضحك/يبه اول مره تسويها
ابتسم بوقار وهو يجلس/الظاهر اني جنيت على قاسي، الله يستر.
هوازن اتجهت للقهوه لتسكب له فنجان وهي تتبسم لإبتسامات والدها التي تمنحها السعاده/الله يستر عليه
.
.
.
كان يجلس بهدوء يرتشف من القهوه و ينتظر حضورها في أي وقت، تعب من الحضور هنا كل يوم بلا فائده. نظر إلى ساعة معصمه وهو يقف يريد الذهاب بعدما تعب من إنتظارها..، ستفعل به مثل المرة السابقه ستجعله ينتظر هنا دون جدوى حتى يمل و يذهب بدون حل...،
عند وصوله الباب تفاجئ بظهورها أمامه و الغضب يزين معالم وجهها، نعم هي فاتنه حين تغضب، ليصد متصنعاً الخوف/بسم الله.. من وين طلعتي
مدت يدها لصدره وهي تدفعه لداخل المجلس بهدوء/لا لا توك راجع من حرب و رجلك مبتوره و أسمك قاسي و تخاف؟!!! ، أما هذي كثر منها.
عقد حاجبيه/انا ما اخاف من احد غير الله..فقط
رفعت حاجبها و هي تحد نظراتها و تتكتف أمامه/ايوه..؟!
ابتسم فلا يستطيع ان يكمل وهي بهذه الجديه/طبعاً واخاف منك يعني.. بس فكي هالعقده و اجلسي نتفاهم يا بنت
اتسعت عينيها/نتفااهم على إيش هو هذا موضوع للمفاهمه، انا أصلاً جايه اكسر لك رجلك الثانيه و امشي و ورني كيف بتتزوج غيري يا ولد حصه
كتم ضحكته ليجاريها/وش يزعلك انتي؟ هذا انتي عند اهلك تغيرين جو، خليني اتزوج و أعف نفسي بالحلال لين ما حضرتك تخلصين تغيير الجو حقك هذا..
ستجن/وش يزعلني؟ !!.. حلوه ذي وش يزعلك، قاسي بلا استهبال ترى ما امداني اقعد كم يوم هنا.. وبعدين وش دخل عمي عبدالله تقوله عن زواجك
راح يمشي ليلتفت إليها و يتحدث بإرتياح/الرجال طلبني آخذ رايك جزاه الله خير كنت بتزوج بدون اشاورك بعد
اتجهت إليه بإندفاع لتشد ياقته بقوه/لا تتكلم معي ببرود كذا ماااحب، برودك هذا يوترني
باغتها بشد ياقتها بقوه ليرفعها لمستوى رأسه/هااه كذا يريحك
كادت تنهار بين يديه/آآه بطني بطني نزلني
تذكر لينزلها بهلع وهي تذهب لتجلس و تحاول أخذ انفاسها بعد الألم/اخو ساره، الله ياخذني شسويت فيك!! نيفادا ارفعي راسك تبين المستشفى؟!
استرخت بجلستها وهي تعض شفتيها، مازال جرح الولاده طرياً لم تمر اكثر من اربعة اشهر بعد، رفعت رأسها له وهي تراه يقف أمامها/مابي المستشفى ما صار شي..
رفع حاجبه/طيب قومي نرجع البيت يا بنت الناس اوعدك معاد اطلع مقناص إلا و انتي موافقه بكامل رضاك، تدللي بس
بدون أي تعابير/افكر
اعتدل بوقفته وهو يرتب شماغه من جديد على رأسه/انتي زودتيها بالحيل، رجال وش كبري و اجلس كل يوم انطط ببيت اهلك! و بالأخير تقولين افكر!... مع السلامه
وقفت وهي تلحق به/لحظه قاسي
توقف بدون ان يلتفت لعلها تلين/خيرر
ابتسمت/نسيت مفتاح سيارتك طايح منك
ازداد غضبه وهو يستدير لها ليأخذ مفتاحه منها/هاتيه وينه؟!
فاجئته بعناق لم يتوقعه.. فقط عناق صامت طويل يمتص كل سلبيات الهجر و التعب و الغياب... عناق طويل جداً تخبره فيه أنها و ان إبتعدت و ان غضبت سيكون هو ملاذها و أمانها هنا في هذا المكان مابين كتفيه المكان الأكثر رحابة في العالم بأسره بالنسبة لها...،
ينطفئ ضجيج العالم فجأه بأذنيه و لا يسمع سوى تراتيل أنفاسها تُقرءه سلام الروح للروح و نبضات قلبها تهديه النبض بالنبض... هكذا عناق يكفي لنهاية سعيده لحياة بأكملها و ليس لنهاية يوم فقط...!
..
.
.
. يتسلل ضوء النهار اليوم من بين ستائر نوافذها الكبيره ليتسلل لغرفتها البارده...
بدايه جديده لنهار بائس بالنسبة لها..لبست بهدوء و خرجت لعملها كأي يوم رمادي من أيامها،..
الوجع أكبر من أن تتجاوزه هذه المره، من يقول أننا بإمكاننا التجاوز بسهوله كل شيء؟!
لقد أحبته كما لم تحب إمرأة... أحبته بطريقه كارثيه موجعه، لا يمكن لرجل غيره أن يمر مروراً عادياً بحياة إمرأه مثلي... حبه لا يجعلني أمضي بسلام.. بل مازال يسلبني الإراده، كلما حاولت أنساه.. بل ما زال قلبي يتمزق كلما تذكرت رائحة جسده الممزوجة بعطره الفريد، و حديثه... شيء ما يجرني للخلف بقوه كلما حاولت نسيانه..!
هذا الوجع أكبر من أن يُشفى، فكيف يُنسى؟!.
..
عرفت بوجود ليال اليوم و اتجهت لها بملف طلبته منها، ابتسمت لعائشه التي كانت منشغله بإتصال و أشارت لها لتدخل... رآتها هناك تجلس أمام شاشة اللابتوب و تبدو منهمكه بشيء ما/صباااح الخييير نووور المكتب يا راعيته
التفتت إليها بإبتسامه لتقف و تسلم عليها/هلا غريبه،، كيف صحتك هاللحين؟!
بابتسامه/لا تخافين مريم مهتمه بي زين،
ابتسمت مجامله/مريم يبي لها مكافئه والله.. هاه جهزتي الملف
قدمته لها/ايوه وكل شيء موضح بالحسابات، فكرتي وش بيصير، يعني بتوافقين على التوظيف
راحت لتجلس/والله يا غريبه اتوقع انه لازم نوافق، بس انا بحط اختبار و بختار الافضل من اللي يرشحونهم لي.. يعني دام هذا يخدم استمرارية المركز ليه لا و ربك يعين
ابتسمت لها وهي تنتبه لمظهرها الجديد/ما شاء الله وش هالزين، شكلك ناويه تجلطين العريس من البدايه
اتسعت ابتسامتها لترد بكوميديا سوداء/ههه والله هو اللي جلطني و طلقني قبل القصه
استغربت طريقة قولها للخبر/تمزحين! صح؟
رفعت عينيها من الملف وهي مازالت تحتفظ بإبتسامتها/لا و الله جد... انفصلنا..
خيم الصمت عليها لم تستطيع الحديث وهي تراها تتبسم هكذا بطريقه تبدو غير حقيقه.... لحظات لتدخل عائشه/ليال، الوفد وصل.
دخل وهو يشعر بهيبة المكان، لا يعلم لماذا يخفق قلبه بسرعه هكذا بعد رؤيته لها خلف مكتبها بحجابها، لم يلطف الجو الرهيب سوى رفيقتها ذات العيون الرماديه برفقتها.. يبدو الوضع اقل حده على الأقل بالنسبة له، لم يتوقع ان يرتبك هكذا، تداولوا الحديث و كانت حاده وجاده في طلبها ليرد بهدوء/بس يا ستاذه ليال كل اللي نرشحهم يمرون خلال اختبارات و مقابلات
داعبت القلم بين يديها كما تفعل وهي تتحدث برسميه/ماعندي مشكله، لكن أنا لي معاييري المحدده في تعيين الموظفين لذلك لازم تحترمون إجراءاتي و بما أني راح أوظفهم عندي لازم نتفق بهالشيء الموظف اللي ما يجتاز المقابله عندي راح يترك المكان لواحد غيره و من عندكم بعد ماعندي أي مانع.. واعتقد هالشيء مرضي للطرفين استاذ آدم.
افحمته ليلتفت لسلوى/اتوقع يصير هالشيء
تحدثت ليال بدلاً عنها/طبعاً يصير و لعلمك قانوني ميه الميه لأن اساسا الموظف اللي بوظفه من عندكم..
أشار برأسه بالإيجاب/طيب انا اشوف أننا بهالطريقه متفقين، و خلاص بنعتمدها معك
وقفت لتنهي هذا الإجتماع برسميه/دام اتفقنا خلاص على بركة الله..
فهم ماتعنيه هي تطردهم بطريقه لبقه جداً ليقف محرجاً/صحيح .. يلا على بركة الله... شكراً لتفاعلك معنا
أجابته بصراحه/مضطره.. علشان عملي يستمر
لم يصدق أنها بهذه القوه، قرر ان ينهي هذا اللقاء/ممتاز، أحيي فيك حرصك على جودة عملك.
أشارة للباب/شكراً لك..
خرج وهو غير مصدق أنه تمت محاصرته من إمرأه، لم يتصور شدتها و جديتها حتى قابلها.. عذر موظفتها ذات العيون الرماديه حينما واجهته بنفس الأسلوب..، للمرة الأولى يتحدث أحدهم معه بهذه الطريقه..، وهذا بحد ذاته مثير للإهتمام...!!!
رن هاتفه ليرفعه اخيراً بعدما كان يغلقه بةسط الإجتماع، للمرة الأولى يكون وليد لحوحاًو يتصل بإستمرار رغم انه أغلق الخط أكثر من مره، ليرد أخيرا بعدما ركب سيارته بعدما ترك البقيه يذهبون بسيارة الوزاره/هلا وليد... شفيك؟!
على الطرف الآخر/ابد شفتك ما رديت بسرعه خفت لا يكون صايرلك شيء.. هاه خلصت شغلك؟!
تنهد وهو يأخذ نفساً عميقا قبل الرد/ايه للأسف خلصت شغل، ياخي ألطف اجتماع ممكن تتهزئ فيه وانت مبسوط.. أقولك..
على الطرف الآخر قاطعه/بتجي الليله للثمامه ترى مخيمين الشباب يومين لا يطوفك
تنهد/يمكن بقولكم اذا بجي أو لا..
.
.
.
يكاد يفتك بقلم حبر بين أنامله وهو يفتحه ويغلقه بضغطه من اصبعه الضخم... ليغلق الهاتف من آدم و دمه يغلي، لم يحتمل ان يسمع حديث رجل يتعلق بها و ان كان عادي و لا يخدش، تابع تصفح صوره معها في هاتفه و هو يقف أمام مركزها الذي تعمل به، روحه تنازعه باكراً و قبل أن ينزعها المرض..،
توقف عند الصوره التي يحبها وهي تجمعه بها في أحد الفنادق، كلاهما يرتديان أرواب الحمام و هي تلف يديها حول عنقه بتملك يحبه منها و تنظر للكاميرا التي بهاتفه..كانت تثق به حد انها سلمته نفسها بلا مقابل..
أرسل لها الصوره... لا يعلم لماذا و لكن شيء ما يدفعه لفعل ذلك الشيء الأحمق..!!
.
.
.
.
في مكتبها.. كانت غريبه غير مصدقه لما حدث أمامها /يختي ماعرفتك وانتي تكلمين الرجال.. وش هالقوه الحمدلله اني رفيقتك بس..
ليال/هذا اسلوبي العملي ببيئة الرجال، حديث حول العمل اذا حسيت اني قدمت كل اللي عندي انهي الاجتماع ماحب كثرة الحكي
عائشه/انا اشهد... اول ماطلبت مني الشموس اشتغل معك والله يا أني تعقدت من صرامتك بس اشوى مع الوقت تعودت و عرفت انك تدورين صالح المؤسسه فقط.. وهذا اسلوبك بدون اي تشنجات مع أحد..
ابتسمت على احاديثهن حتى وصلتها رسالة منه على هاتفها الذي على المكتب أمامها لتقاطعهن/يلا يا بنات حكينا كثير و ضحكنا، يلا كل وحده على عملها
ضحكت غريبه/قلبت علينا، يلا بس هاه ترى بتروحين معي البيت غدانا مسويته مريم وانتي وعدتينا
بإبتسامه/طبعاً..
خرجتا كلاهما لتفتح هاتفها، مصدومه بالذي أرسله لها، أي لعبة لعينه يلعبها هذا الرجل البائس... يريد الانفصال ليفعل ما يريد ثم يعود و يرسل هكذا صور!!! لماذا يضع السيف على رقبتها و يجرحها طوال الوقت و لا يريحها بالقتل مرةً واحده؟!! ..
كانت سترد و لكنها فضلت عدم الرد... تذكرت تلك الكلمه التي رمى بها في وجهها في منزله لينهي إرتباطهما ببعض لتترك هاتفها وهي تحاول ان تحافظ على ماتبقى منها...،
رن هاتفها لتجده اتصال من رويدا لترفعه وهي ترد/هلا رورو.... وشووو وش تبيني أسوي إذا بتولدين؟! رورو لا أخاف والله... طيب طيب انا جايتك حالاً..
وقفت لتذهب لها متناسيه كل شيء وصوت رويدا الباكي يتردد صداه في أذنها...،
.
.
.
عاد هو ومحمد لينهيان العمل سوياً على قهوة المساء و لمحه يقف عند باب منزلهم وهو عائد من عمله، ماذا يفعل هذا الرجل هنا أمام منزلي....!!!
ابتسم له فيصل حين رآه/اهلا ابو راكان توني واصل الباب ابي ارن الجرس و شفتك
بادله الإبتسامه ببرود/هلا ابو فهد.. يا رجل ماتنشاف إلا بلندن؟!!! و الا انت وراي بس
ضحك فيصل/الله يسلمك لي كم شهر هنا مع الوالده و الاهل بعد يعني لين تنتهي فترة علاجها الله يشفيها
هز رأسه /امين امين... اجل اقلط يا ولد تقهو وتعشى هذا محمد رفيقي
صافحه فيصل/و نعم بس انا جاي اعزمك انت، حياك و لا ترفض ترى مشيتها هذيك المره بس هالمره ماني ممشيها انت ورفيقك محمد
شعر بالورطه فلديه موعد آخر هنا و لكنه لا يستطيع رفض عزيمة فيصل للمرة الثانيه، تلك ليست جيده بحقه و بحق فيصل أيضاً/اجل الله يعينك قداام
.
.
.
خرج بصحبة أخيه رواد الذي طالبه بصحبته، و لكن على احدى سياراته السريعه التي لم تتحرك منذ تلك الحادثه المشؤومه بالنسبة له، تلك الحادثه التي أفقدتها والده وغيرت الكثير في حياته...،
يرى رواد سعيداً وهو يتنقل في اسطول سياراته الفارهه حتى استقر عند صاحبة الذكرى الأشنع، الفيراري..
كان لا يشق له غبار في القياده بسرعه.. و لطالما أشغل السلطات ليل نهار بالمطارده... حتى تلك الحادثه..
رواد وقف عند احداهن وهو يصر/خلنا نروح على هذي يا نايف تكفى
اشار بلا وهو يحاول ان يتجاهل التحديق فيها/اختار اي وحده فيهم الا هذي.. أصلا عطلانه
مد شفتيه وهو ينزل منها و يتجه للأخرى/امرنا لله.
أشار لسيارة الماكلارين الرياضيه/هذيك يا رواد تعال..
ذهبا سويه و رواد يرجوه ان يعلمه القياده و لكنه رفض معللاً ذلك بأنه سيعلمه بعدما يكبر قليلا و ليس الآن، الخوف كل الخوف من ان يدمن السرعات، حتى أنه فكر بالتفريط بهذه السيارات رغم أنها صنعت خصيصا له.. و كتب عليها ذلك... هنالك دائماً أولويات و أشياء أهم، ليس له أخ غير رواد و ليس مستعداً للتفريط به في محرك سياره...
توقف عند المدخل وهو يرى نزول وليد من سيارته بكل ثقه و يتجه للداخل، لينزل يستقبله، فلا يستطيع غير ذلك وهو يدوس أرض منزله/اهلا وليد
خجل من استقباله له رغم ما حدث/السلام عليكم
نايف/وعليكم السلام... روااد انزل و قولهم يجيبون القهوه للمجلس بسررعه... تفضل يا وليد
ذهبا للمجلس و شعر رواد بالإحباط بعدما تأجل خروجهما مجدداً/طيب..
.
.
.
صرخت معها في غرفة الولاده وهي تراها تضغط على يدها بكل قوتها... انهمرت الدموع و كأنه ينقصها المزيد من ذلك... كانت اصعب ليله تمر عليها، لم تصدق ان هذه الولاده ستنتهي حتى سمعت صوت الطفل بعد صرخة رويدا التي استرخت تماما بعد نزوله.. وهي تبتسم لتبتسم هي الاخرى و تقفز فرحاً... كانت رويدا جاده حينما اخبرتها أنها ستكون عرابة طفلها القادم حتى حملته بين يديها وهي تسمي عليه و تنظر لرفيقتها بسعاده/يجنن يا رويدا.. آسفه ماني معطيتك اياه باخذه معي
ابتسمت فقط لا قدرة لها على إبداء أي ردة فعل أكثر...،
.
...
.
مر الوقت كالدهر... الساعه صارت العاشره وهو لم يحضر كما وعدها حينما أصرت عليه...!!!
ليرسل لها رسالة بكل برود يخبرها انه انشغل في اللحظة الأخيره...!!!
أطفأت الشموع التي أمامها و أشارت للنادل بأن يأتي بالحساب.. لتقف و هي تنوي الخروج...
لمحها والدها وهو يجلس على إحدى طاولات المطعم مع رفاقه، كان يغلي و يشعر بالإختناق وهو يرى ابنته هنا بهذا اللباس و بهذه الساعه و قد كذبت عليه والدتها وهي تخبره أنها نائمه من بعد صلاة العشاء حينما سأل عنها....،
استأذن من رفاقه و خرج....
كانت الهزيمة قد أصبحت يوميّة: كانت هي الشمس والشجر وهيئة الزمن وهذه الرغبة الخفيّه بأن يموت.."
يقوله أحدهم*
.....
خفض فنجان قهوته وهو يلتفت لنايف الصامت طوال حديثه، لم يقاطعه/أنا قلت اللي عندي يا نايف و هذي أسبابي، أما أختك على الراس و العين.
تحدث أخيراً وهو يلتفت إليه/أنا بصراحه ما كنت منتظر تزكيتك لأختي لأني عارفها و عارف قدرها زين، لكن أنت رجل قررت تنفصل و ماتكمل زواج و طلقت و ارسلت ورقة طلاقك لها، وش الهدف من زيارتك و تبريرك؟! أنت بهالطريقه جالس تسيء لنفسك! كان جيت انت بنفسك بالورقه بدال ترسلها إذا كنت ناوي تطلق، اما أنك تحوس الدنيا بعدين تجي تبرر، هالطريقه ماهي لك يا وليد.
تحدث وليد بضيق وهو يفتح زر ثوبه من أعلى/يجوز اني تأخرت و يجوز أني ظلمتها معي، كل الأمور وارده، انا...
دخل ابو أدهم وهو يسمع رد نايف الذي وقف معترضاً/دامك بعد تقول انك تأخرت في طلاق اختي، فما أظن ان لوجودك اليوم ببيتي أي معنى، انت جالس تحرج نفسك عالفاضي،
رفع صوته معترضاً/لا يا نايف و انا ابوك، الرجال ما يطرد ضيوفه من بيته ولوكان بينه وبينه مشاكل، اجلس يا وليد و خلوني افهم وش اللي حاصل بينك وبين نسيبك؟!
نايف بانفلات اعصاب/يعقب و يخسى لا عاده نسيبي و لاهو كفو ،و إذا ماهو بطالع يا عمي عبدالله أنا اللي بطلع.. سلام عليك
استغرب وهو يلتفت لوليد الذي رآه يجلس وهو يسند رأسه على يديه المتكئه على ركبتيه/يا رجال ماتعلمني علامك ووش اللي صاير؟! لا يكون مزعل أخته؟! ترى والله ما يغضب الرجال من نسيبه ألا زعل أخته و ضيقها.
شعر أنه يختنق أكثر هو ضعيف إمامها لدرجة أن يبعدها عنه بأبشع الطرق حتى تنفر منه لو حاول التقرب منها، و ذلك لن يفهمه أحد/انا بقولك يا عم، هو ما حصل تفاهم وانت عارف النصيب، لذلك طلقتها
لم يصدق ما سمعه/يا ولدي مهما كان، تشوفها زينه بحق البنت و اهلها تطلقها بالملكه؟ أنت حتى ما عشت معها علشان تقول هالكلام، ترى التفاهم يجي بالعشره يا ولدي
يعرف كل ما قاله جيداً و يعرف جيداً رد ليال/علشان كذا يا عمي بو أدهم انا جاي أبي استردها و زواجي منها
لو بغيته هالأسبوع ماعندي مانع، علشان القيل و القال، يا عمي انت كبيرهم و تمون عليهم كلهم، شور عليهم،
فهم مقصده جيداً/يعني بتصلح اللي صار بلحظه؟! و الله ياللي يطلق ليال مادري عنه!!!
برجاء/يا عم الزواج لازم يتم و انا على وعد هالمره و مددت إجازتي علشانها اسبوعين. و هذا أنا شهدت اخوها و شهدتك برجعتها
استغرب إصراره المفاجىء/يا ولدي شبلاك تهدد؟ ، خابرك رزين!!!
وقف وهو يرمي كلمته قبل ان يخرج/ان ما خليتوني اسوي الزواج هالاسبوعين هذي، و تراها ان حملت، فهو مني...
وقف بكامل قوته وهو يرى الرجل يخرج بعدما ألقى قنبلة الشك في قلبه.. لم يصدق!!، هل دخل بها فعلاً أم أنه ينوي ذلك ان لم يقروا حفل الزواج قبل سفره..؟!!
.
.
.
.
....
لـندن،..
لحق بها ليراها تذهب بسيارة الأجره التي كانت تركبها..، إذن تركت سيارتها حتى لا يفتقدها...،!!
نزلت وهي تلمحه ينزل من سيارته غاضباً عندما كانت تحاسب السائق، لتركض للداخل وهي خائفه لتجد والدتها أمامها/يمماااه ابوي
ستنتهي بالتأكيد الليله هذا ما كانت تخافه وهي تراه يدخل غاضباً وهو يناديها/ريمااااا
اختبأت خلف والدتها المرعوبه أصلاً /شفييك ليه ترفع صوتك كذا
وسّع ربطة عنقه بضيق و رأها هنالك خلف والدتها التي لطالما دافعت عنها و دللتها كثيراً/ليه ارفع صووتي هااه، نعنبو بليسك البنت توها راجعه البيت وتقولين ليه ترفع صوتك، انا إن ما ذبحتها ماني مرتاح
تحدثت من خلف والدتها/يبه ماسويت شي بس كنت بمطعم اتعشى وين المشكله
اتجه إليها وهو يسحب زوجته ويبعدها عنها و يشدها من ذراعها بقوه، لم يرفع يده يوماً عليها حتى انه لم يصرخ بوجهها/أنا الغلطان اللي تاركك لأمك تربيك، علبالها تطلعك بريطانيه،
حاولت ان تبعده عن ابنتها المدلله/بس خلاااص مانبي فضايح الليله ناسي انك عازم الناس بكرا.
تذكر عزيمته لأدهم ولكن لن يدعها من عقابه الليله، أخذها لغرفتها ليرميها بداخلها و بتهديد/فيك خييير يا ريما اطلعي برا هالغرفه.. وانت بعد العزيمه لي تصرف ثاني معك والله والله انك على اول طياره للسعوديه و الجواز مسحوب، انا موظف معتمده عليه الدوله لإدارة مصالحها فالملحق الثقافي، ماقدر اضبط مصالح بيتي!!! ماعليييه ملحوقه خير.
.
.
.
.
.
.
.
.
اليوم التالي...،
رمى الهاتف من يده على الطاوله أمامه بإعتراض واضح/قلت لك لا تلعبين بأعصابي وطلعيني من راسك يرحم والديك يالشموس، رقمي و غيرته وش تبين بعد؟!
ابتسمت لإنفعاله/أدهم انا ماطلبت شيء مررره صعب
اتجه إليها برجاء/ان كان هذا اختبار ثقه قوليلي طال عمرك، علشان اترك لك حياتك هذي انا ماني عايش بعسكريه، جبتك معي علشان ننبسط وانتي للحين تفكرين هل ريما تلاحقني و الا لا؟ اتوقع خلصنا من موضوعها و قلت لك كل شيء صار منها و مني وحتى حرفيا!! والله اني ارتحت الفتره اللي راحت منها، لكن انتي مادري وش تفكرين فيه!!
وقفت وهي تتجه إليه بإبتسامتها لتربت على كتفه/حبيبي اللي زعل، خلاص، والله معاد اجيب لك سيرتها بس هدي شوي!!
صد وهو يبعد يديها عنه و يدير لها ظهره بصمت غاضب..،
اقتربت رغم ابعاده لها لتضمه من الخلف وهي تهمس/خلاص عااد أدهم!
حاول ابعاد ذراعيها التي تتشبثان به بهدوء ولكنها تتشبث اكثر/الشموس خلاص
برفض/لااا لين تسامحني،
بدون مقدمات/سامحتك يا بنت الحلال بس ابعدي عني وراي عزيمه الليله
تركته وهي تبتعد لتقف أمامه بإبتسامه/بروح معك
تأفف/صحيح عزموك بس ماهو من صالحك تروحين معي لهم، انتي ماتبين هالناس!
بنفس إبتسامتها/قلتلك بروووح معك وين ماتروح، اوكي؟ ابي اجرب شعور المره اللي لاصقه بزوجها كذا وين ما يروح، اذا كان ممتع كملت و اذا مليت بريحك مني و يجلس بالبيت و بنتفق بعدها، ماشي؟!
جلس مسترخياً بعد كل ذلك الشد و الجذب وهو يراها مازالت تحتفظ بإبتسامتها أمامه، تُرى مالذي تنوي فعله به..!!
مازالت غامضه بالنسبة له و ذلك ما يجعل سحرها لا ينطفئ أبداً في قلبه!
.
.
.
.
.
..
في أرض اليمامه... (الريــاض) ...،
منذ البارحه وهي برفقة رفيقة الدرب في المستشفى، تراقب هذا الكائن الصغير الذي يغمض عينيه و يحرك يديه ببطء شديد، رائحة البراءه و الطُهر.. ابتسمت وهي تلتفت لترى "رويدا" تغط في نوم عميق كمن لم تنم منذ مدةٍ طويله..ليلة البارحه كانت طويلة جداً حتى خلتها لا نهاية لها..!
طرق الباب لترتب حجابها وهي تقف، اخبرتها رويدا انه سيأتي بعد نصف ساعه و لكنها نامت/تعال دكتور معتصم!
دخل مبتسماً و السعاده تبدو على محياه/السلام عليكم.
ابتعدت عن سرير الطفل وهي ترى عينيه تبحث عنه/وعليكم السلام، مبروك ما جاكم و يتربى بعزكم يا رب
اتجه لطفله وهو يتأمله/الله يبارك فيك.. ليال ماقصرتي والله اتعبناكِ معانا، رويدا أصرت عليك و كانت بتنجن لو ما جيتي
رحمتها فهي في الغربه بلا والدتها/ولو! هذي اختي رورو ومابيني و بينها أي شكر و رسميات، هي تأمرني مو بس تطلبني اجيها.
اختفت ابتسامته وهو يرثي لصاحبه الذي خسر زوجه مثل ليال رغم الجاه و المكانه الإجتماعيه إلا انها بسيطه في تعاملها و غير متعاليه ابداً، لا تحتاجها رويدا إلا وجدتها، يكاد يجزم انها خسارة العمر لوليد و بعض الخسارات لا تُعوض، كان الله في عون الإثنين معاً../يلاشكل رورو ماراح تصحى دحين، انا رايح عشان عندي عمليات اليوم، إذا احتجتوا اي حاجه اتصلوا، و حقيقي شكرا يا ليال.. عقبال عندك
اختفت ابتسامتها بعد خروجه لتجلس كمن يجلسي يحصي خسائره، لم يعد لتلك الكلمه صدىً رقيق كما في كان في السابق!!!
تذكرت حديث الشموس الآن، كانت واقعيه جداً، ماذا عن المستقبل، ماذا لو رغبت بشده في إنجاب طفل؟! ماحدث لا يمكن ان تجعله عائقاً دون المضي في حياتها، تذكرت حماقاتها مع وليد لتقف وهي تنفضه من رأسها في محاولة لنسيانه قدر المستطاع....،
.
.
.
.
منذ أن أخبره أدهم برفض غريبه وهو متفاجئاً و ربما مصدوماً من رفضها الذي لم يقنعه ، كان يظن أنها ستفرح كثيراً بذلك، كان يظن أنها تراه منقذاً لها من الوحده، كانت الظنون ترفعه عالياً حتى تركته يسقط وحيداً على أرض الواقع.. أساء تقديره للأمور، هي ليست كما يظن، الظروف القاسيه و تخلي الأهل و مواجهة الحياة وحدها صنعت منها إمرأه صلبه و قويه،.. لا يستطيع أحد كسرها..
لا يصدق أنه خسرها..!
دخل أحد الموظفين ليبحث عن أدهم و ذكر أنه لأمر مهم، ثم رآه يتجه إلى الإستقبال بهدوء و لحق به وهو يناديه/عاااصم
أنتبه له عاصم قبل ان يصل مكتبه/مرحبا سيف.
ابتسم له وهو يصافحه/مرحبابك، سم تقول امر مهم لابو راكان!!! وش العلم صاير شيء بالمؤسسه و لا اعرفه
ابتسم له/لا ي رجال ابو راكان موصيني بحاجه و انا سويتها، و جيت بقوله لكن ملحوقه متى ما عوّد من السفر بقول له العلوم اللي عندي كلها
بمحاوله لإستدراجه/بخصوص وشو العلوم هذي؟!
ضرب على كتفه بممازحه فهو يعرف سيف جيداً/لا تحااول مانب قايلك تخص شيءماهو يم الشركه مرره
أعاد له الضربه بممازحه/يا رجال تراني ادري بالسالفه مير احسن لك قولها. هي تخص بنت
اتسعت عينيه متفاجئ/شدراك؟!
ابتسم لوقوعه بالفخ/ابو راكان خويي، و داري انه بيرسلك تنشد عنها لانك من القسم القانوني هنا و تلميذ صالح، يلا انطق وين رحت ووشهو علمك؟!!
لم يرى منه بداً سيف محق فهو قريب جداً من أدهم، أشار لمكتبه/تعال معي و بقولك كل شيء عرفته. و يمكن بعد انت تساعدني و تفكر معي.
تحمس وهو يذهب معه، سيمسك بخيط يخصها اخيراً، لن يرتاح حتى يصل إليها، هي تستحق أن يُفني عمراً لنيلها و لن يبالي لو ضاع العمر في سبيل ذلك...
.
لنــدن..،
خرج من غرفته مؤكداً على زوجته ان تنتبه لأبنتهما.. يجب ان تمر هذه الليله بسلام... ليتفرغ لإبنته...،
كانت ستخرج لولا أنها سمعت حديث والديها عن كيفية التخلص منها بتزويجها لأبن خالتها الذي لا تعرفه رغماً عنها..،
ذهبت لهاتفها الآخر، الذي لا يعرفه سوى صديقاتها و أدهم،
ستتخلى عن كل شيء ماعدا أدهم بعدما تجاوب معها أخيراً، فهو معركتها الخاصه التي لا تريد الخسارة فيها أمام زوجته التي لا تعلم بما يُحاك خلفها... حتى أدهم غيّر الرقم من أجلها.. و تلك في غفله...
راسلته وهي تمسح دموعها [أدهم أنا انتهيت تخيل ابوي بيرجعني للسعوديه و بيزوجني ولد خالتي، بهرب من هنا، بس اخذوا جوازي و كل شيء يخصني، حتى صرافتي مو من حقه كلها مخصصات لي من الحكومه و تعبي أنا لكنه اخذها ببرود علشان يتحكم بمصيري] °
ارسلت الرساله بيدين مرتجفتين، و انتظرته يرد، تعرف انه مشغول و لكن يجب أن يرد ما دام ان بينهما مشروع مشترك فهو من ورطها هذه الورطه بسهرها البارحه في مطعم يرتاده عادة السفراء و كبار الشخصيات..،
كادت أعصابها تنفرط و هي تنتظر رده.. دارت في غرفتها اكثر من مره وهي تنتظر رده... لعله يفيدها بشيء.. سمعت رنة رساله قادمه لتفتحها بلهفه و تتفاجئ من رده [حبيبتي آسف عاللي صار البارح، ماقدرت اصرف نفسي، انشغلت غصب عني، لكن دام الامور تعقدت لهالدرجه أنا اقول خليك عاقله و لا تهربين و تسببين مشكله للسفاره و موظفينها، بالنهايه أنا بتزوجك و مابي اتزوج وحده هربانه من اهلها و مدمره مستقبل ابوها المهني]
رساله أخرى منه [قبل لا أنسى، زوجتي أصرت بتحضر معي الليله اتمنى تستقبلينها بشكل عادي و لا تلفتين نظر مثلما قلتلك مابي مشاكل، خليك هاديه و اعتبريها صديقه لين يتم الزواج]
لم يعجبها طلبه الأخير مهما كان لا تستطيع ان تتعامل بشكل عادي مع زوجة حبيبها، و لكن ستضطر ما دام ذلك في صالحها هي...
قررت ان تبدأ بتجهيز نفسها لعشاء الليله و للعزيمه الثقيلة هذه..!
.
.
.
نزلت مستعجله وهي تفكر بلقاء طفل رويدا مجدداً، لا تعرف كيف ستصبر حينما تخرج رويدا من المستشفى،
رأت راكان يستقبلها بإبتسامته لتحمله عالياً و تضمه لصدره بقوه/يا ولد كيف قدرت امك تخليك وتروووح كييف
طبع على خدها قبله و من ثم تعلق برقبتها وهي تدور به حتى توقفت و انزلته ليتشبث بها وهو يناديها بطريقته/آآآل
اتسعت عينيها بعدم تصديق/يمه يمه قول اسمي مره ثانيه قوول راكاني
خجل و احمرّت وجنتيه وهو يتركها و يهرب الى حيث تجلس أميره التي استقبلته بالأحضان وهي تضحك هي الأخرى..
لتقف أمامها أم رواد بتساؤل/على وين النيه؟ اشوفك مانمتي هنا البارح و جيتي من كم ساعه و بعد بتطلعين؟!!!
إرتدت عبائتها بإبتسامه/تحققين معي يام رواد؟!! إلا ما قلتي وش اخبار جاسر؟! كيف طريتي عليه فجأه!!
نطقت بنوع من الغضب/ليااال اللي قاعده تسوينه غلط يا بنتي و الله غلط، شلون تطلقين و يجي زوجك يرجعك و يامر اهلك بالزواج.. و انا كللش ما دريت بشيء؟!!، ليه يا ليال؟ لهالدرجه انا مالي أي اهميه، معاد احد يقولي وش صاير معه بهالبيت؟! ااه يا نيفادا هي اللي بنتي صح..
تركت حديثها كله و ركزت على ما يخص وليد، لم تحتمل ما سمعته/نعم؟!، متى جاء وليد هذا؟! و كيف يأمر كذا، اكيد فيه غلط يام رواد علامك!!!
اتت هوازن من خلفها/والله يا ليال هذا اللي صار زوجك جاء ورجعك و...
استنطقتها ليال بغضب/و وشو ما سمعت؟!!!
هوازن بخوف/روحي لأبوي بالمجلس هو ينتظرك اصلاً،
انتبهت ليدها/لحظه ليال ليش تفكين اللفه عن جرحك؟ احس بدري.
لم ترد عليها تركتهما حالاً و خرجت إليه، لن تصبر والأمور تختلط في رأسها كتفاعل مادة كيميائيه مع اخرى..
.
.
.
.
رآها تقف هناك و تتحدث مع إحداهن عند المدخل و تتركها لتذهب لعلها الخادمه الجديده، انتظرها حتى انتهت /هذي الخدامه الجديده؟!
بإبتسامه/لا هذي اللي بتجيب لي الخدامه،
هز رأسه/مكتب الخدم يعني؟!
امسكت بيده/ممم اي مكتب خدم، يلا نمشي؟!
رأها تضم ذراعه بإبتسامه لم يعرف مقصدها جيداً، تبدو سعيده وهي برفقته، و ذلك يكفيه ليكون سعيداً، لا يريد اكثر من هذا الرضا الذي يعيشه معها..
.
.
.
.
امتلىءالمنزل تقريباً... و كانت هي مع احدى الضيفات و تنتظر دخول احداهن في أي لحظه، لتراها قادمه بصحبة والدتها التي تتبسم بمجامله مع كل ضيفه،
ابتسامتها تشع و اناقتها مع بروز بطنها الخفيف أشياء تكتم انفاسها، رأت والدتها تشير لها و تناديها لتسلم بالتأكيد لتقف بعدما استأذنت...
خفتت إبتسامتها نوعاً ما لدى رؤيتها لتلك التي تحاول ان تكون نداً لها،...
تحدثت ام ريما وهي تشير إلى ابنتها القادمه/هذي ريما بنتي،
بابتسامه تتسع/اعرفها يا خاله تواجهنا ببيتي بالرياض كانت مع هند صالح، كيفك ريما؟!
بإبتسامة خبث نظرت الى بروو بطنها الخفيف/الحمدلله تمام.. انتي كيف صحتك؟
مسحت على بطنها برقه/عاال الحمدلله
ام ريما اخذتها لتجلسها بمكانها/تفضلي مكانك يا بنت راكان حياك، يا ريماا تعالي قهوي الضيفه
سلمت على الحاضرات و جلست مكانها المخصص وهي تراقب تحركات ريما التي قدمت لها القهوه و الضيافه..،
.
.
.
خرجت بعد سماع حديث عمها الغير مقبول أبداً، لا تصدق أن وليد بتلك البجاحه، للمرة الأولى تقرر أن تقود السياره بنفسها، كانت آخر مرة فعلتها في الثانويه اثناء قضاء إحدى الإجازات الدراسيه في لندن.. ليس معها رخصة قياده و لكنها ستغامر، لعلها تفتعل حادثاً و تموت ذلك أفضل..
وقفت عند السياره وهي تحاول ان تهدأ و طلبت من سنجاي ان يبتعد عنها للحظه و ستناديه ، مازال الغضب يقيم في رأسها احتفالاً صاخباً..
لا يجب ان تتهور تراجعت عما تريد فعله للحظه، أخرجت هاتفها من حقيبتها بيدين مرتجفتين،وهي تفكر بالإتصال به.... لم تعد تريد الإحتكاك به و لكنه يستهوي عذابها، لا يريدها و لا يريد ان يتركها و شأنها..!!
راودتها الفكره مجدداً وهي تنظر للسياره التي مازالت قيد التشغيل..،
ركبتها بدون تردد و أدارت محرك السياره و انطلقت غير مكترثه بأي شيء، وليد يلعب بها لعبه قذره و هي صارت متأكده تماماً أنه لن يتم ذلك الزواج و لكنه استسهل اللعب على وتر مشاعرها الغبيه كما قال و ردد كثيراً على مسامعها، كان وفياً معها حتى انه لا يلتقي بها إلا و يهديها كلمةً تجرحها..!
رفعت هاتفها وهي ما زالت متردده، تتصل به أم لا..!
.
.
.
.
.
واقفاً خارج غرفة التنويم و يحمل المولود بين يديه مبتسماً لعينيه المغمضه و للرائحته الفاتنه قبله وهو يسأل معتصم الواقف بجواره/وش سميته؟!
المعتصم بإبتسامه صغيره/معتز...
اخرج ظرفاً من جيبه ليضعه في لفة الطفل مبتسماً/عاشت الأسامي يا بو معتز و الله يجعله من عباده الصالحين، و اعذرنا على التقصير
اتسعت عيناه/ماقصرت بس ماله
قاطع حديثه/خيير! هذي هدية معتز من عمه وليد.. و لاهي بقيمته، قيمتك و قيمته عندي اغلى يا معتصم، خذ الولد لأمه و خلك عندها و لا تنسى
ما زال غير مصدق/يعني صحيح مو مزح كلامك قبيل؟!
وليد/ايه صحيح، يلا اشوفك
فرح من قلبه لعل رفيقه استعاد عقله و تراجع عما في نفسه/الحمدلله، الله يوفقك يا وليد، يلا انا ادخل و ابشر ام معتز كانت متضايقه شديد من الخبر.
اختفت ابتسامته وهو يرى اختفاء المعتصم من المكان، ليخرج نظارته القاتمه و يرتديها على عينيه ذاهباً، لم يعد يعرف نفسه، هذه الأيام ليست أيامه.
رن هاتفه وهو يدخل المصعد، ليرد بعد رؤية أسمها يضيء شاشته/نعم!!
على الطرف الآخر بصوتها الذي يدعي الصمود/وش تبي توصل له بالضبط؟!
ابتسم بخبث وهو يجيبها/انتي المتصله، قولي وش عندك؟!
بعد ثواني صمت/أنا رايحه الدرعيه، تلقاني هناك..
قاطعها غاضباً/سلامات لاتبعدين مع السايق لحالك
بنفس نبرتها المتوتره/أنا لحالي.. بسيارتي.. سلام
لم يصدق ما قالته حاول الاتصال بها ولكنها تتجاهل، سيُجن من تصرفها الغريب هذا، ركب سيارته مسرعاً، حيث طلبته... يالها من مسافه و مع الزحمه ستتضاعف المسافه و ستظل تلك لوحدها حتى الفجر!!!
لا يصدق أنها تفعل ذلك تهوراً...!
.
.
.
إلى لندن...،
جففت يديها بعدما غسلتها وهي تخرج للبهو لترى الخادمه تقدم لها البخور، و ام ريما تأمرها بجانبها/كثر خيركم يام ريما،
ام ريما بابتسامه/فيه العافيه...
إنتبهت لريما تنظر لهاتفها بإهتمام بالقرب منهم لترفع صوتها قليلاً/عاد لازم تردون لنا الزياره متى ما رجعتوا السعوديه، و ما اقبل اي عذر
ام ريما/اكيد، بنلتقي كثير حياك يام راكان
رأتها تذهب بصحبة والدتها الى غرفة الجلوس مع بقية النسوه، لم تحبذ نظرات الشموس المليئة بالغرور، مهما حاولت ان تكون عاديه لا تكون كذلك، لها أسلوبها في الحديث و طريقة بالنظر و ابتسامة لا احد يتقنها سواها، كرهت أنها من الداخل تشهد لها بمميزات تشد أي رجل إليها مهما كان غرورها..
كتبت له بضيق[اتمنى تطلع زوجتك، ما اتحملها اعذرني]
أتاها الرد بعد ثواني[تحملي علشاني يا قلبي، شوي و نطلع، جامليها علشاني]
تنهدت وهي تترك مكانها و تذهب لمجلس النساء..،
.
.
.
وصل إلى الحديقه المقصوده في الدرعيه وهو يبحث عنها، توقف أمام سيارته وهو يخرج هاتفه من جيبه ويتصل بها، ردت بعد اربع رنات/انا وصلت الدرعيه وينك؟!
على الطرف الآخر بهدوء/أرجع حي العليا
سيجن منها الليله/انتي تستهبلين علي؟! مو قلتي الدرعيه!!
ببرود/غيرت رأيي وش يوديني هناك ألتقي بواحد زيك لا ذمه و لا ضمير.
نزع شاله الشتوي الذي يلف به عنقه وهو يقاطعها/ليااال!
بنفس ذلك البرود/تعال ماراح اطول انتظرك ترى.
قالت كلماتها و اغلقت الخط بوجهه، لم تعجبه تصرفاتها تلك ركب سيارته منطلقاً لها، لا يصدق أنها تفعل به هكذا، ليال الرقيقه!!!
.
.
..
دخلا المنزل وهو ينزع معطفه الثقيل و يجلس مسترخياً بإرهاق/وراي ميتينق ثقيل دم بكرا و للحين مانمت!
فتحت علبة مياه غازيه وهي تخرج من المطبخ بإبتسامه/إذا حاب تنام الصباح و أروح عنك ما عندي مشكله
وقف وهو يتجه إليها و يأخذ ما بيدها و يشرب/الاجتماع الظهر بعدين معاد إلا هي تروحين بدالي!!
لحقت به وهي تحاول أخذ علبتها/ياحبك للشيء اللي بيدي و أشربه، هااات العلبه
وصلا الغرفه ليمد لها علبتها/مااش ما عجبني، بارد حيل، ماني ناقص برد
تخصرت بيدها اليسرى وهي تصغر عينيها/بعدما خلصت عليه!! تقول ماعجبك!!!
بدأ بنزع ملابسه و تبديلها وهو يتحدث بجديه/انتي عندك مشاكل مغص ببطنك ما يصلح تشربين هالأشياء. ارحمي بنتي
صدت وهي تتجه لطاولة الزينه تنزع العقد الذي ترتديه و تمسح كحلها الثقيل/مالك شغل ببنتي
رفع طرف غطاء السرير وهو يهم بالجلوس على السرير/لا عااد براكان سمحت لك لأني احبك بس، هالمره البنت لييي و ماعلي من حبك خليه مع راكان، ساره ماتقربين منها....
تركت كل حديثه وبقيت "لأني أحبك" كرنين الجرس في أذنها، ما اجملها بين الأحاديث العفويه، راحت لتنتهي من تبديل ملابسها و إنعاش نفسها، و من ثم ذهبت الى مكانها في السرير. لتراه يضبط الساعه/وش بغيت اقول أدهم،
ترك المنبه ليلتفت مبتسماً إليها بالقرب منه/سّمي؟!
تعرف أنها ربما استعجلت قليلاً و لكن لا بأس من ذلك/عرفت ان الجماعه بيرجعون للسعوديه السبوع الجاي و عزمت ام ريما و عايلتها عندنا بالمزرعه واخذت موافقتها بعد إلحاح.. اسفه اني تصرفت قبل اقولك بس توني اعرف انهم بيرجعون
سكت قليلاً وهو يتأمل حركة يدها التي تداعب شعرها المنثور على كتفها الأيمن..،
حركت اناملها في الهواء وهي تشير له/هلوو سمعتني؟!
ابتسم وهو يشير للمكان بجانبه/لا قرّبي شوي هنا علشان اسمعك زين.
رفعت حاجبها و هي تبادله الإبتسامه/شكلك تبي تنام اناحابه انزل تحت اشرب كوب حليب بارد ، تصبح على خير.
قفز من السرير وهو يلحق بها خارج الغرفه/لحظه يا مخربة اللحظات الحلوه
.
.
.
وقف أمام نافذة غرفته الفندقيه يراقب ليل هذه المدينه الغريبه، هذه المرة الأولى يزور فيها لندن رغم ان الخطيبه العتيده هنا... لكنه لا يعرف عنها شيئاً، والدته تخبره بكل شيء عنها .. و خاله أيضاً قد أخبره بذلك فلا يقلق...
غداً مساءاً طائرته بحسب الجدول انتهى من كل شيء و سيبقى أدهم ..
قرر الخروج للمشي قليلاً قبل ان ينام بما أنه سينام صباحاً.. أخذ هاتفه يريد ان يستفسر عن اماكن قريبه من هنا..
.
.
.
أمام المدفئه يزيدها حطباً و يعود ليجلس في مكانه بجانبها/هاه لقيتي فيلم حلو؟!
اتسعت ابتسامتها فالوضع غريب بدا و كأنهما مراهقان/
انا احب أفلام آل باتشينو القديمه
بإحباط/لا عاااد
ضغطت زر التشغيل/ترى مو قديم مره بعدين بالتسعينات
تأفف وهو يرى رساله نصيه على هاتفه/ماقصرتي قديم مره ، نبي شيء جديد
سألته وهي تراه منشغلاً بهاتفه/من يراسلك هالوقت؟! وش قلة الذوق هذي؟!!
ألتفت إليها مبتسماً/ابد طال عمرك، بس شكلي بروح ادور لي احد اسهر معه، طيرتي النوم من عيني و هاللحين تحققين معي..
سلاام
تحاول ان تضبط مشاعر غيرتها دوماً، و لكن لن تكون خاسره وغبيه هذه المره ستكون المنتصره و سوف ترقص فرحاً بعد ذلك.
الآن كل شيء بات واضحاً و جلياً...
.
.
.
.
ابتسم وهو لا يراها تلحق به كعادتها نزع جاكيته ليغير ما يرتديه فوراً.. ليلتقط هاتفه وهو يخرج وهو يرد على المكالمه...،
.
.
.
أغلقت الهاتف من تماضر وهي غاضبه لرفضها الذهاب معها بسبب أخيها، لتتصل برفيقتها الأخرى ميلسا التي وافقت و وعدتها بالقدوم،
اتجهت للنافذه وهي تحاول ان تتأكد من عدم وجود احدهم، والدها نائم لذلك فالطريق سالكه للهرب فقط الليله و لن تفعلها مجدداً.. فهي ستسافر غداً.. و هو يصر على لقاءها..!!
اغلقت باب الغرفه.. و الماء يتدفق من الشور.. لتوهم الذي يأتي انها متواجده..!
خرجت بشكل سريع من باب المطبخ الخلفي،.. اتجهت للباب وهي ترى سيارة ميلسا ذات الأصول العربيه تنتظرها هنالك تحت المطر الخفيف.. ابتسمت لنجاح هروبها.. لا أحد يستطيع ان يردع فتاة عشرينيه متمرده.
.
.
.
مشى تحت زخات المطر بجاكيته الجلدي الأسود و مظلته السوداء.. ليله ماطره و هادئه كالحلم، لا أحد يسير إلا قليل من العشاق على قارعة الطريق.. و هناك احدهم يمشي متمايلاً مع رفاقه و كأنه مخمور..!
الجو العام لطيف و الكل بدا يهرب مع ازدياد زخات المطر..!
غير أنه يفضل هذا الجو ككائن صحراوي يعشق المطر الموسمي.. و الأجواء الشاتئه..
ابتسم وهو يرى مقهى مفتوح واطلالته على الشارع بشكل لا يمنعه من الإستمتاع بهذا الجو الروائي اللطيف.
جلس على طاوله بالقرب من الحائط الزجاجي وهو ينزع قفازه بعدما علّق مظلته،
فتنه تسربل قطرات المطر على الزجاج العازل، السير وحيداً في هكذا يعزز السكينه و الهدوء داخل النفس بالتأمل و التفكر في الحياه و الإستمتاع بتفاصيل قد لا نراها برفقة أحدهم..
المقهى شبه فارغ و ذلك من دواعي السعاده...
سمع صوت جلبة فتح الباب و من ثم صوت كعب ليلتفت و يرى اثنتين يدخلان بهذه اللحظه، لم يستنكر الوضع و لكن احداهن تملك ملامح شرقيه دافئه جداً و لا تبدو أجنبيه.. ولكن لغتها الانجليزيه بلهجته بريطانيه بحته و ذلك ركن كل شكوك حولها... صد وعاد لما كان يتأمله.. و يتذكر تلك الخطيبه العتيده هكذا جو شاعري حقاً ماذا لو زارها هنا..!!!
ليس هنالك مزيداً من الوقت و لا حتى صفة رسميه لتلك العلاقه الغريبه ثم إن خجله يمنعه من خطوه لم يعتادها.. لا يعرفهم حق المعرفه و ذلك ما اقحمته فيه والدته التي تعيش مع زوجها في جده، جاءت للرياض فقط ليس لأنها مريضه كما قالت و لكن لتقنعه بفكرتها كوني ولدها الوحيد.. أمور تجعله يعيش في دوامه.. ما دامت تلك رغبة والدته فلا مشكله..الخيارات بالنسبة له صفر لا يعرف جنس النساء بعدما عاش مع جدته طفولته و شبابه.
لحظه سمع لغة يعرفها جيداً انتبه للقاعده بالجلسة التي بجانبه!!
لا يصدق ما تتحدثان عنه!!
،
.
تأففت/أخاف بيسوي بي سواته هذيك الليله ويسحب علي!!
ميلسا وهي تنظر لساعتها بتملل/شو هاد يا، ما قالك امتى بيجي، مابيصير هيك ننتظر عالفاضي
رفعت رأسها من هاتفها، وهي تكاد تبكي/بيموتني قهر، توه تعذر و يقول كنت طالع بس زوجتي معنتني، الله ياخذها
حزنت وهي ترى بريق عينيها/لا تشيلي هم، أصلا مدام وعدك اكيد بيجي
لن تستطيع ان تمنع نفسها من البكاء وقفت وهي تنوي الرحيل لتلحق بها ميلسا..
اعترض طريقها احدهم، ظنت انه شيء عفوي، لتبتعد عن طريقه و لكنه يتعمد ان يقف أمامها، خافت وهي تشتم رائحة نتنه ناتجه عن الشراب الذي يشربه، حاولت دفعه عن طريقه و شتمته ولكنه يعود ليمسك بذراعه و يقربها له/ستأتين معي
لتصرخ/ميلسااا تصررفي، اي احد
تدخل النادل ليحاول يفض الإشتباك و لكنه لم يستطيع بعدما لطمه على وجهه..
ولكن تفاجأت بقدوم أحد الجالسين بكرسي ضربه على رأسه حتى تركها ليلتفت إلى ريما بإحتقار/لو ماطلعتوا بهالوقت ماحد تعرضلكم، لكن الله يخلف
رفعت حاجبها بغرور/الله يخلف عليك انت يالمتخلف، دريت من شفتك لابس هالقلفز!
تفاجأ من وقاحتها وقلة حياها/اقول بس اهلك يدرون انك هنا بهالليول تنتظرين الحبيب اللي سحب عليك؟!
ابتسمت بسخريه لتغيضه/لا مايدرون، طالعه من وراهم و إيه طالعه اشوف حبيبي، لكن بشوفه بمكان ثاني احسن، هالليله واضحه مثل جاكيتك، بلا فأشكالكم حتى لندن بتكرهونا فيها!!
لم يصدق قلة أدبها الغريبه ووقاحتها !!!
بإبتسامه التفتت لصديقتها وهي تريده ان يسمع/لو أقوله بأني مخطوبه لواحد ثاني يمكن ينجلط المسكين،
رآها تخرج بكل وقاحه، وكأنها لم تكن تستغيث قبل قليل لينقذها، اتجه لذلك الرجل الملقى على الأرض ليساعده بالنهوض مع النادل و يخرج بعدها،..
كان كل شيء هذه الليله لطيف و مثالي حتى ظهرت بوجهه تلك.
.
.
.
توقف بمكان قريب من منزلها ، بحديقه فارغه تماماً من زوارها الساعه الآن الثانيه بعد منتصف الليل!!!
سيقتلها لو رآها تتسكع وحدها، لمح السياره المركونه هناك تشير بضوءها عدة مرات متتاليه ثم تتوقف عن ذلك عرفها هي سيارتهم..
اتجه مسرعا بخطواته بعدما نزل من سيارته، ليشد بابها يريد ان يفتحه ولكنه مقفل، ليطلبها بهدوء فهي تفتح نصف النافذه/افتحي الباااب
ضحكت/لا يبابا ما آمن نفسي معك.. خلك مكانك أحسن لي..
زم شفتيه بغضب وهو يضرب بيده الباب/قلتلك افتحي الباب بسرعه و الا كسرته
بابتسامه/اكسره اصلن انت هوايتك الكسر،
حاول الهدوء قدر المستطاع، الذي تفعله ليس من طبيعتها هي تعبث ليال، ليال لا تفعل أشياء حمقاء كهذه/هالليله واضح مالها نهايه..يابنت وش فيك؟
بصوت جاد/باب الراكب مفتوح.
فهم مقصدها ليلف من خلف السياره و يركب بهدوء ويغلق الباب، عم الصمت للحظات، و كأنها لا يعرفن بعضهما البعض، ما اقبح الغربه بين أثنين تفرقا بعد حب عظيم!
نطق بهدوءه كرجل/اللي سويتيه الليله جنون؟!
بهدوء أشبه الهدوء ماقبل العاصفه/لأن مافي شيء منطقي
هز رأسه وهو يفهم ماتعنيه/ليال أنا..
نطقت وهي تلتفت إليه/طلقتني من أسبوع واحد بس و ما ناقشتك بهالخطوه و ما حتى قلت كلمه، و لكنك رجعت امس تقول بترجعني! بغض النظر عن ثقتك و انت تتكلم مع عمي على أني مرره ابيك و ان هاللي صار شيء عابر.. انسى كل شيء قلته لعمي و فهمني نواياك، يعني خططك اللي تفكر فيها تجاهي..
تنهد وهو يحاول ان يجعلها في الصوره/ليال هالزواج لازم يتم علشانك ماهو علشاني، لا تنسين اللي صار بينا
ضحكت حتى هدأت و هي تنظر لعينيه الكاذبه/أنا مستحيل أنسى شيء صار بينا يا وليد، لكن ليش من البدايه تطلق وانت عارف كل شيء صار بينا؟!! إلا إذا عندك أهداف ثانيه أنا ما أعرفها، يعني إذا فيه بنت غيري تكلم و بلاها هاللف و الدوران كله.
معها حق و لكنه كان يريد ان تكرهه قبل ان يتزوجها ليداري ما حدث سابقاً بينهما/ليال أنا ماعندي شيء أقوله غير ان الزواج لازم يتم.. و بلا عناد
بإعتراض/ما راح يتم يا وليد، شرايك؟!
نطق وهو يعاود هدوءه/وانا اللي توقعت تفرحين بعد!
اتسعت حدقة عينيها بحنق بعد الذي فهمته/أفرح!!! يعني أفهم انك بزواجك هالمره تبي تستر علي بالشيء اللي انت تسببت فيه أصلاً صح؟!! غلطان يا بابا.
هز رأسه و بثقه/اي نعم، انا عارف انك معاد تطيقيني بس هالشيء لازم يصير لمصلحتك انتي اولاً و أخيراً.
لا تصدق ما تسمعه منه مازال لا يريدها و لكنه يتتبعها و كأنه يقسم أن لا يسمح لها بنسيانه/اذا يهمك هالشيء رووح لأخوي و عمي وولد عمي و قول لهم اللي صار اعترف لهم انك خنتني و لعبت بي لعب و انك طلقتني لجل اكرهك و رجعت تبي تذلني بحجة سترك علي..!!
لم يصدق ما تهذي به/انتي اكيد انجنيتي! لو صاحيه ماقلتي هالكلام عن نفسك.
مسحت دمعتها التي كادت تبلل كبريائها الملقى على الأرض بسببه/لو صاحيه من زمان ما صدقتك و تركت نفسي و انجرفت وراك حتى انه معاد اقدر ارجع لنفسي القديمه.. لو صاحيه كان تبعت عقلي و دست على قلبي.
يالله تتحدث و كأن روحها جاثيه و تلفظ أنفاسها، لا تعرف بذلك أنها تدنيه من حتفه/يمكن القدر جمعنا علشان نفترق.. ماتدرين يمكن لكل منّا رحله ووجهه جديده أفضل، بالأول خلينا نتزوج و بعد كم شهر ننفصل بهدوء احسن.
للمرة الأولى تعجز عن تفسير نبرة صوته المناديه للفراق، بدا و كأن صوته يتدفق بحزن، ولكنه ليس بحزين هو صلب كما عرفته دائماً، لم تتردد في سؤاله/ليه لفيت و درت حول الطلاق؟! ليه تتعبني معك دام بالنهايه فراق!
تنهد/ليال....
قاطعته بثبات/ماراح يتم هالزواج و إذا بالحيل هامتك سمعتي.. روح بكرا لأهلي و قولهم وش صار بينك وبين بنتهم...
شد ذراعها بقوه وهو يقربها لوجهه/لياال لا تتهاونين بهالشيء، انا ما أرضى عليك
استغلت تقريبه لها لتصفعه بيدها الأخرى ولكنه كان متمسكاً بها لتتحدث من بين اسنانها/والله ان رجعت تطلبني من اهلي مره ثانيه لأقول لأخوي عن اللي صار بينا..والله يا وليد.
حدث ما لم يتوقعه يوماً ، لقد نجح في كسب عداوتها..!
لم يعد بمقدوره مقاومة قوانين الجاذبيه في عينيها اللامعه بفعل دموع كبرياءها المذبوح.. عليه الرحيل الآن لأن كل شيء بداخله بدأ ينتفض من أجل دمع عينيها.
رأته يفتح الباب و ينزل بهدوء و كأنه لا يأبه بنيرانه التي أشعلها خلفه!
رحل بصمت ليخبرها أن كل شيء وصل لنهايته معها و لم يعد شيئاً صالحاً للحديث عنه، رحل و ترك برد هجره يسكن عظامها و يؤلمها وليس لذلك البرد من دواء، فقط إحتضار دائم..
ظل في سيارته يراقبها حتى رحلت.. لحق بها حتى تأكده من دخولها المنزل، ثم ذهب إلى طريقه.. لا يدري مالذي يفعله في هذه الشوارع شبه الخاليه و مالذي يدفعه للتفكير بالذهاب لأحدهم في هكذا توقيت، و كأنه يهرب من البقاء وحيداً مع نفسه اللوامه..
.
.
.
تعبت من الوقوف أمام باب المنزل وهي تنتظرها، نظرت للساعه تلك البنت ليس من عادتها السهر خارج المنزل و لكن منذ ارتباطها بوليد صارت أحياناً تتصرف بطيش..!
نزل من الأعلى وهو يرى زوجة أبيه تقف هنالك متسمره و بكل لحظه تراقب ساعتها، ماذا تنتظر في هكذا ساعة متأخره من الليل...؟!!
ليقترب ويسألها بفضول/خالتي ام رواد شفيك واقفه هنا من تنتظرين هالوقت؟!!
ابتلعت ريق الخوف لأول مرة تشعر بهكذا إرتباك و توتر/هاه!!
استغرب شحوب لونها ليقترب ناحية الباب ثم عاد للنظر إليها ولكنه انتبه لدخول السياره وتبين له وجهها/انا ولد ابوي!!
ام رواد امسكت بيده/نايف تعال يمه بقولك..
قاطعها وهو يسحب يده منها و يخرج متجهاً لأخته التي نزلت من السياره/تو الناس!
ليست بمزاج جدال آخر هذه الليله تجاهلته وهي تتجاوزه للداخل و لكنه لحق بها، حتى امسك بذراعها بقوه و أدارها نحوه/وش مخليك برا لهاللحين؟!!
نظرت لعينيه ببرود/اترك يدي
ضغط على ذراعها اكثر وهو ينفضها بشدها/تكلمي لا تجننيني وينك لهالوقت؟! لا وانا اللي رافض ارجعك لطليقك بعد
ستجن هذه الليله بالتأكيد/مالك شغل و اترك يدي، اما رجوعي لوليد صار مستحيل. و أنا أسوي اللي أبيه و يناسبني فااهم يالبزر.
لم يتمالك نفسه ليصفعها، حسناً هي اكبر منه و لكنها تجاوزت الحدود و كسرت قيود الحياء و الخجل، ولا تبدو نادمه/أوريك هالبزر وش بيسوي ياليال، ان انجنيتي تالي هالعمر فيه رجال بيمسكك يأدبك لين تعقلين او تموتين.
شعرت بطعم الدم في فمها و نزفت شفتيها قليلا /تضربني يا نايف!!
بغضب امسك فكها السفلي حتى لا تتحدث بما يغضبه/و أكسر لك راسك بعد... و اخذي العلم اللي يجمد على الشارب، زواجك من وليد نهاية الأسبوع، أنا كنت رافض ولكن بعد هالليله و الله مالك إلا رجال ياطى على رقبتك.. و كل ما يسويه وليد فيك حلال
حاولت أم رواد تفريقهما و لكنها عجزت لترجوه ببكاءها/ناايف يا قلبي اترك اختك خلاص..
لاتصدق بأن يحدث لها كل ذلك في يوم واحد، هذا كثر عليها، كثيرٌ جداً... لدرجة أنها ستسقط من هذا الثقل.. لم تتمالك نفسها لتنهار بين يديه و تفقد وعيها..!!!
للمرة الأولى يتمنى لها الأذى للمرة الأولى يتمنى لو تموت ليرتاح... لم يفزع لسقوطها تجاهلها وهي تسقط من بين يديه، وصورتها تبكي حزناً عند قدميه وهو مقعد تترائى أمام ناظريه، صوت دعاءها و رجاءها، افتخارها به في أشد أيامه خيبه، كل ذلك يدفعه للبكاء عليها و النزول لها و حملها رغماً عن ألم ظهره و خنجر وجع الشك الذي غرسته في خاصرة ثقته بها.
.
.
.
صباح يوم جديد...،
تركت فراشها الممتد على الأرض لتتبع الضوء الذي يتسلل من خلف الستاره، وهي تسمع أصوات العصافير في الشجرة الوحيده التي في ساحة المنزل بأغصانها الممتده حتى نافذتها..
شعور بالسعاده بعد ليلة نوم هادئه، وهي تراقب تلك الطيور تطعم صغارها بعد عودتها من رحلتها الصباحيه للبحث عن طعام،،
عش واحد يجمعهما و الكثير من الصغار بينهما.. دورة حياة صغيره و جميله.
ابتسمت لحظها البائس لم تحصل على الحب صغيره و لا يحق لها ان تعيشه كبيره، ليس هنالك من فرص نجاة من هذه الحياة.
تذكرت سيف في هذه اللحظات، لقد فعلت الصواب حينما رفضته لا يمكنها المجازفه لتكرار المأساة معه، عليه ان يكون بعيدا عن عينيها بمسافة كافيه بحيث ان لا تلتقي به مجدداً... لن تحتمل مشاعره المندفعه بالحب النقي فهي بدافع الشفقه على كل حال مهما حاول تلميعها..غير أن شعور ان تكون محبوباً من أحدهم يعطي للروح نشوة لا يمكن تضاهيها نشوة أخرى.
طرقت الباب وفتحته مباشرةً وهي تناديها بخوفها الذي صار سمتها/غريبه بسم الله عليك، ليه اناديك وماتردين
اغلقت النافذه بوجه الهواء البارد لتلتفت إليها مبتسمه/مريوم حبيبتي اظمتى بتتعاملين بطبيعيه و تتركين الفجعه؟! مايصير كلما تأخر عليك و الا غبت شوي تجيك حالة الفزع هذي
حاولت تجاوز شعورها وهي تبعد خصلات شعرها خلف أذنها بيدين مرتجفتين/أنا احاول و الله احاول بس اخاف افقدك و ربي مالي غيرك افهمي
رفعت حاجبها وهي تتكتف/دام مالي غيرك ليه تعاتبيني لرفضي سيف؟! ليه كنتي تلحين علي اوافق
اتلعت ريق الذعر و الحزن على حالها/خفت تكونين رافضته علشاني، انا مابيك تندمين بعدين، الفرص قليله للي مثلنا و انا و انتي وحيدات، بكرا إذا عجزنا من بيقوم فينا من بيونسنا؟ فكرتي بهالشيء
لا تعرف بماذا ترد على تلك المكتئبه دوماً لتتقدم إليها و تمسك بيديها المشتبكه/حبيبتي مريم، علم الغيب عند الله وحده، صدقيني هو مرتب لنا أشياء احلى، انتي بس تفائلي و أدعي، يعني متخيله اننا نوصل لهالمرحله انا توظفت و انتي رجع لك اعتبارك و استعدتي بيتك و حريتك،،، كل هالأشياء ماكنا نتخيلها تصير و لكنها بقدرة قادر صارت... الله إذا قدر لنا شيء بيرتب لنا الظروف و يهيئ لنا الأسباب لذلك تطمني..
ابتلت عينيها بالدموع تريد حقاً ان تكون متفائله و لكن كيف ستتخلص من رعبها الذي يعشعش في صدرها و يمنعها من حرية الحياة/أحس اني محتاجه لأمي، ابي ارتاح من همي تعبت
هذا ماليس بيديها التخفيف عنه، الشوق لمن رحل إلى ربه... فقط ضمتها لصدرها لتجعلها تبكي حتى ترتاح كعادتها حينما تتراكم بداخلها المخاوف..
لم تجرب أن تحضنها أمها يوماً، أو بالأحرى من كانت تظنها أمها... لا تعرف شعور اللجوء إلى صدرها في أيام قلقها.. تعودت ان تعتمد على نفسها بكل شيء.
أصعب الألم أن يكون آخر الحلول جرح من تحب "
* طلال الرشيد " رحمه الله "
.
.
خرجت من غرفتها بعدما تأكد لها نومها، للتو عادوا من المستشفى... لترى نايف يقف هناك متكتفاً في الممر مابين الغرف.. لا تعرف حتى الآن ماذا يريد أو في ماذا يفكر..لتقترب منه/نايف يمّه روح نام سهران و للحين مانمت
يكاد يجن لا يستطيع النوم وهو قد آذاها/يا خاله سببت لها انهيار عصبي وانخفاض ضغط، ماقدر اغمض عيوني، لا و الدكتور يقول ابعدوها عن الضغوط شلووون
تنهدت/يمه ماندري شصار بس اكيد اي وحده بمكانها بترفض ترجع بهالطريقه، يعني يمه انا حطيت نفسي بمكانها و شفت انها معها حق.. اتركهاا هالفتره
نطق بضيق، فذلك يصر على زواجها/الرجال رجعها على ذمته
ردت بإصرار/ورقة الطلاق عندنا، موثق بالمحكمه ومالها اسبووع بعد، والله ماتنلام ليال لو انجنت.
اغمض عينيه وهو يصد بقهر فمن تم التلاعب بها أخته، أي شيء الآن لن يشفع لوليد عنده/وش اسوي هاللحين يا خاله؟ قوليلي وهي ماتبي شوفته.و البارح مدري وين كانت، مديت يدي على اختي وهي اكبر مني
امسكت بيده وهي تحاول ان تسيطر على توتره الواضح/ماكنت تقصد، انت بس كنت خايف عليها، انا سألتها وين كانت بس ما تكلمت كانت منهاره و ما فيها حيل، متى ما ارتاحت بنجلس معها و بنتكلم بهدوء، يلا روح غرفتك و نام لو ساعتين قبل دوامك.
طبع قبلته على رأس هذه السيده التي تقف منذ البارحه على قدميها معهما و كأنها أمهم الحقيقيه لا زوجة والدهم/الله يحفظك لنا يا خاله، ترى بعد انتي مرهقه و مانمتي، روحي نامي
ابتسمت له/ماعليك انا برتاح ماعندي دوام مثلك يلا روح لبى قلبك
تركها بإبتسامه سرعان ما اختفت و راح لغرفته البارده، نزع تيشرته و ألقاه أرضاً و استلقى على سريره محاولاً النوم و لكن ماحدث لليال يذكره بشهد، كانت تصرخ بعدوانيه و ترفض العوده تماماً كما فعلت به شهد ،
يالله ماذا حل بها الآن وهي تحمل طفله، هل كبر بطنها و أصبحت فاتنه اكثر.. تمنى لو يراها و لكنها شيدت بينهما الحواجز و السدود و القيود، حرمته من أدنى تواصل معها،
.
.
.
ابتعدت عن طاولة المكتب قليلاً وهي تشعر بالضيق من لبسها، وقفت لتفتح زر البنطلون من اعلى و تتنفس، لم تعد ملابسها مريحه، و بطنها آخذ في النمو..
عادت لتكمل بحث تخرجها لم يتبقى سوى هذه الماده لتنتهي من عناء دوامها الجامعي و تتفرغ تماماً لطفلها القادم.. مدت أناملها وهي تمسح على بطنها بنعومه وهي تتحسس حركتت البطيئه باتت تشتاق لتلك اللحظه التي ستلده فيها وتحضنه..
تلقت رسالةً و عرفت أنها منه قبل أن تفتحها، ألا يمل! فتحتها بتملل لتقرأها و تعيد قراءتها [آسف، محتاج أشوفك، ممكن اليوم؟! ]
عبست وهي تحاول ان تكتب رداً و لكنها تراجعت بضيق، لن تمنحه شرف الرد أو المناكفه، ستوصل رسالتها عن طريق اخته...
دخلت في هذه اللحظات هند صالح وهي تتبسم/خلصتي؟!
تنهدت وهي تزيح نظارة القراءه عن عينيها/تقريياً
مدت يدها لها/طيب قومي خلينا نطلع نتمشى شوي بهالجو الحلو او حتى بهالحديقه الصغيره نجلس نتقهوى من امس عندكم و لا سولفت محتاجه افضفض و الا بنفجر
ضحكت/محتاجه تفضفضين! بس اكيد متهاوشه مع عبدالرحمن، شبلاك عالمسلم يا بنت؟
تخصرت بإبتسامه جانبيه/شبلاي عليه؟! حبيبتي مهما تهاوشت معه و رفضت بعض تصرفاته ماني تاركته لغيري بسهوله مثلك،
بنفس إبتسامتها وقفت/يلا قومي نتقهوى و نسمع سوالفك محتاجه اريح ظهري عالكنبه شوي قبل اكمل مذاكره، ذبحني هالكرسي.
ضحكت فهي تعرف تماماً أنها لا تحبذ الحديث عن زوجها/شهد كيف احساسك و انتي حامل..
توقفت قليلاً تفكر وهي تلتفت إليها/أحس بتعب و ثقل، هذا اللي أحس فيه.
رفعت حاجبها الأيسر/بلا استعباط اقصد مشااعرك.
ابتسمت فهي تفهم ما تقصده/مشاعري ساده لا فرحانه و لا زعلانه، بس غالباً كل ما فكرت كيف راح أولد ارتعب شوي، يعني مو شوي كثير و الله، ان شاء الله تحملين وتجربين هالشعور
تنهدت/يا رب دعواتك، بيني و بينك الأمور عندي مو ذاك الزود، تو سويت تحاليل و طلبت مني الدكتوره تحاليل ثانيه علشان تتأكد و تقولي..
فهمت الآن ما تمر به/لا تخافين ان شاء الله كل تحاليلك تمام
بحزن/ما حبيت مماطلتها لي حسيت في مشكله، كذا خايفه و ربي و عبدالرحمن مو متعاون أبداً يقول ليه مستعجله
ابتسمت بسخريه، لم تفكر يوماً ان تكون أماً أو حتى حامل وهاهي حامل ممن كانت تظنه لا ينجب و لا يستطيع ان يقيم علاقه كامله و هاهي هند تحاول منذ شهور دون جدوى فيا سبحان من بيده أمر كل شيء/كل شيء بيد الله، انسي الموضوع لا تفكرين فيه، و تذكري ترى توك
التزمت صمتها حتى وصلت جلستهما تحت.. التفكير بالحمل و التفكير بكيفية ردة فعل عبدالرحمن، و مستقبل علاقتها المتذبذبه معه، بالتأكيد لن يكون هنالك بصيص أمل..!!
لمحتها تشرد مجدداً لتبتسم/يا بنت شفيك سكتي فجأه، وش تفكرين فيه بعد!!
تنهدت وهي تمد يدها للدلّه أمامها و تأخذ فنجاناً لتسكبه في محاوله لتجاوز خوفها من خذلان عبدالرحمن لها/خايفه ما اقدر احمل، وقتها ماراح يصبر عبدالرحمن معي لو دقيقه وحده... ماني متحمله اجلس عنده لين يتركني بنفسه و يروح يتزوج <<<ختمت حديثها بإبتسامة تؤلمها
استغربت ثرثرتها الغريبه هذه/استغفر الله يا ربي!! هند لا تستبقين الأحداث، يمكن المشكله بسيطه أو اساسا عند زوجك و يمكن ماعندكم مشاكل اصلاً تفاولي بخير يا بنت
مدت لها فنجانها حتى ألتقطته لتجيبها بألم/ما أخفي عليك الدكتوره قالت لي احتمال عندك تكيسات...النتايج طلعت من اسبوع و ماني متحمسه اروح أشوفها..
فهمت مخاوفها جيداً.. نحن بشر يضعفنا الفقد و المرض و يورث لدينا التردد و الخوف من المجهول.. مخاوف هند معقوله جداً... لم تجد ماتواسيها به سوا أنها شدت على اناملها..،
.
.
ذهب لمستشفاه القديم... ذلك الذي أمضى فيه معظم سنوات دراسته و عمله.. لا يخفيه الحنين رغم اتساع رقعة الألم فيه، إلا أنه أيضاً شاهد على أعظم نجاحاته التي غيرت حياته للأفضل.. وهو المكان نفسه الذي شعر فيه بنبض قلبه للمرة الأولى..، واجه الزملاء الكل هنا كان يحترمه و يحبه ماعدا ذلك المدير الذي عرف بتغييره من موظف الإستقبال...
هذا اليوم يأتي لعمل تحليل دم لمراقبة وضعه، ما دام أنه سيبقى هنا حتى يتزوج.. إن لم تغير ليال موقفها..
عند باب المختبر تفاجئ بخروج إحدى زميلات المهنه هنا، ولكن ببطن منفوخ جداً و مشيه تبدو مختلفه، لم يتكلم خاف أنها نسيته أو خاف من الإحراج...،
انتبهت له وهي ترفع وجهها من اوراق بيدها لتبتسم/اوو دكتور ولييد!! الحمدلله عالسلامه رجعت؟!
بشبح ابتسامه/الله يسلمك غدير، لا باقي بس زياره
لم تجد شيء في نفسها لتقوله، موقف غريب، لم تظن أنها ستقابله الآن ولكنه يبدو أنحف من سابق عهده/متغير صاير اصغر من قبل أو ناحف!! وش مسوي؟!
حاول الصدود لكنها سألته ليكتم ضحكته/و انتي كبرتي ما شاء الله!
ابتسمت بإحباط/لا دكتور حراام والله من الحمل..
بنفس تلك الإبتسامه/كنت امازحك، مبروك... بس اعتقد المفروض معاد تداومين..
هزت رأسها وهي تثبت حجابها/أصلاً اليوم جايه أضبط أوراق إجازتي و راجعه البيت.. انت وش اخبارك و كيف ألمانيا؟!
تنهد لا يعرف كيف يخبرها، تظل غدير من اكثر الطبيبات اللاتي واجههن إحتراماً لذاتها و لمهنتها/تمام..
بفضول انثوي/كيف ليال؟! تزوجتوا صح؟
لا يصدق سؤالها/شدراك؟!
أشارت بأوراقها وهي تبتسم/كان كل شيء واضح مثل عين الشمس، كنت انتظر تعزموني لكن للأسف محد سأل
تنهد وهو يحاول ان يغير الموضوع/مكتوب يا غدير مكتوب.. سميره موجوده بالمختبر؟!
تذكرت مجيئه هنا و هيئته التي لم تعهدها/دكتور انت تشكي من شيء؟! ليه جاي المختبر؟!
رن هاتفها لتخرجه من جيبها لتراه زوجها/اوكي عن اذنك دكتور، و قدامك العافيه
تركها و دخل المختبر لتذهب و هي تفتح هاتفها و ترد بإبتسامه/جابر توك متصل من نص ساعه مايصير
على الطرف الآخر/ماخلصتي اجازتك عاد!!
نظرت لأوراقها بين يديها /باقي شوي راح اخذ نتيجة تحاليلي يا قلبي، ثم اوقع اوراقي و اتصل فيك تجي تاخذني.
على الطرف الآخر/طيب، الله يحفظك، سلام
أغلقت الهاتف وهي تبتسم بسعاده، جابر الذي لم تكن تفكر به يوماً أصبح اليوم الحبيب قبل ان يكون الزوج و ابو الطفلين القادمين.. حتى أن لقاءها بوليد لم يكن له ذاك الوقع بداخلها كما كان قبل ان تعرف جابر و تتزوجه.. حمدت الله على حالة السلام و السعاده التي تعيشها مع ذلك الرجل الذي يتفهم ظروف عملها جيداً و يقدّر لها ذلك...
انتهت من توقيع اوراقها لتعود للمختبر، بالتأكيد خرجت النتيجه... سمعت وليد وهو يتحدث مع احد الأطباء في المختبر.. و صعقها ما سمعتها...!!
حتى أنها تركت تحاليلها بحزن وهي تخرج من المكان، كان يجب ان تفهم ان الذي غير ملامح وجهه الوسيم شيء قوي، كان الله بعونك يا وليد..
.
.
.
ليلاً...
انتهت من تحضير قهوتها مع عزّه و أمها كانت شارده طوال الوقت، وليد خيب أملها بشكل لا يصدق، ستجن فهي تعرف جنونه بليال و لطالما اخبرها ذلك بسعاده، تعرف تماماً ما حدث بينهما، أخبرتها ليال عن سهراتهما الخاصه، مافعله وليد لم يدع له أي شيء لتدافع به عنه،
انتبهت لها عزه/رشا خلاص لا تحملين نفسك ذنب مالك فيه يد
تكاد تجن/عزه هالثنين من أقرب الناس لي، صعب اني ما أتأثر بفراقهم، حطي نفسك بمكاني، صديقتي اللي قاسمتني الغربه سوا و اخوي العاقل اللي ياما كنت ألجأ له بعد الله
تنهدت/كلنا انا وانتي موقفنا صعب، أنا خلاص قدمت استقالتي من العمل معها، معاد لي وجه أبد أقابل ليال.
تنهدت هي الأخرى وهي تلتقط صحن الفناجين و تخرج لتلحقها عزّه بالقهوه..
ابتسمت أم وليد وهي ترى كل منهن تجلس عابسه/لا تزعلون و تمدون لي هالبوز انتي وياها ، وليد قالي انه تراجع و بيرجعها
صمت عم الجلسه لثواني أعقبه ضحكة مدويه من رشا التي حاولت تسكت بعد نظرات ام وليد و عزه، لتهدأ أخيراً/وخلاص من كيفه سيد وليد بترجع له ليال هاه؟!! و ينتهي الموضوع بهالسهوله ما شاء الله!
خافت ام وليد/ليه وش يصعب الموضوع بالله، ابليس مدحور ان شاء الله.
شعرت ان ناراً تتقد خلف أضلاعها/يا يمه اللي سواه ولدك ماهو هين، ماطلها كم شهر و هجرها بدون أي عذر او كلمه و بعدها يرجع يطلقها علشان يتراجع بعد طلاقه بأسبوع ويقول والله خلاص برجع بنتكم و ابي الزواج بسرعه لو سمحتوا!!! حلم ابليس فالجنه، ليال صارت ماضي بالنسبه له و لازم يقتنع بهالشيء
دخل على جملتها الأخيره بهدوء وهو ينظر إليها للحظات وسط الصمت الذي عم المكان بحضوره، ليتحدث/الزواج بيتم سواءاً قبلت ليال او ما قبلت.
وقفت أمامه غاضبه من بروده/كيف انت واثق بهالشكل!! إلا إذا كنت ماسك عليها زله و ناوي تبتزها فيها!!، هذا شي ثاني و له حسابات ثانيه يا وليد!!
شدها من ذراعها بقوه وهو يضغط بقوه/مالك شغل والزواج بيتم فااهمه؟!
نطقت من بين أسنانها بدموع فهي تشعر أن وليد ليس ذلك الرجل النبيل الذي تعرفه/ماراح يتم و راح تشوف، قلت لك قبل اسبوع وانت كنت تتبجح و تقول بطلقها، ماسمعت لي يوم امنعك، لكن خذها مني يا وليد، احسن لك تنسى ليال..
ترك يدها وهو يخرج هاتفه الذي يرن هذه اللحظات برساله نصيه من نايف، جلس وهو يفتحها [مابي لك شوف صدقني لكن تعال البيت عندي لك كلام]
رمى بهاتفه أرضاً ليتوزع قطعاً متناثره وسط صمتهن، هو يفعل ذلك كله من أجل حبيبته فقط، و يود لو انها ترفض الزواج حتى لا يلمسها أحدٌ غيره.
وقف وهو يثور غضباً/أنا معاد لي جلسه بهالديره.
تحدثت والدته بعدما فهمت محتوى تلك الرساله/الله يسهل عليك، ما طاح من نجوم السماء أخف لها.
إلتفت إليها مستنكراً ردها ولكنها والدته/أفا يمه! بدال ماتقولين بروح معك!
رفعت شالها الذي سقط على كتفها لترد بصرامه/أنا ماطلع من ديرتي يا وليد، ان كان ما جازت لك ديرتي ارض الله واسعه، من قعد يا مرحبا به و من راح الله يستر عليه.
هز رأسه بإبتسامه وهو يرى ان خسارته تزداد بعد نظراتهن المتهمه له/اللي يريحك يمه.. اللي يريحك...
رأته عزه يذهب لتلحق به و لكن والدتها منعتها/انثبري مكانك.. ماحدن يقدر يرد المقفي لا نوى الصده.
بكت عزّه وهي ترى شيئاً لا يرونه جميعهم/يمه صدقيني وليد مو بوعيه و كل هذا غصب عنه..
جلست رشا وهي بقمة غضبها/ماظن فيه شيء يمنع الإنسان يتصرف بذوق و يطلّق بشكل عادي وودي، لكن وليد تصرف بشكل درامي جداً و كأنه ينتقم من ليال!!
تنهدت عزه/والله انه يحبها يا ناس، كيف اشرح لكم، يعني يمكن فيه مشكله، أنا حاسه بهالشيء
رشا بفقدان أمل/مهما كانت المشاكل هالنهايه مزريه لشخص كان ذابحنا بالحب.
لم تجد ام وليد ما تقوله، الخذلان أنهى كل شيء..
.
.
.
.  خرج من مستشفى الشميسي بلا فائده ترجى..،
ليركب سيارته و ينطلق بها لا يدري كيف سيتصرف، مرتين يذهب لنفس المستشفى لعله يجد خيط واحد يدله على فتح الملفات ولكن المستشفى لا تتعاون معه، و ذلك لعدم وجود سبب قضائي للتفتيش بأرشيفه..
معهم حق ولكن هو متأكد من أن حل لغز هوية "غريبه" هنا و لن يرتاح حتى يحلّه..
رفع هاتفه ليتصل بأدهم.. عليه ان يعرف كل ما يحدث هنا.. عليه أن يستشيره فهو محامي بالأساس..
تفاجئ بأنه مغلق ليعود لإحباطه..
تذكر ذلك اليوم الذي بكت فيه في السياره حينما عرفت انه ليس السائق.. ثم رفضها الزواج منه رغم أنها وحيده بلا سند!.. قد جعله ذلك الرفض أشد رغبه بالإرتباط بها..!
سمع صوت هزيم الرعد في هذه اللحظه و لكنه لم يتحرك من مكانه ظل حتى بدأت تمطر بغزاره وهو يستمتع بالجو بدون مشاركه، أصدقائه جميعهم من عائلات متفرعه و الكثير من الأخوه وهو هنا.
هو وحيد، وحيدٌ تماماً في هذه المدينه المكتضة بالسكان!
.
.
.
ظل يراوح مكانه في غرفته لا يستطيع النوم كلما تذكر أنه رفع يده على أخته الأكبر منه سناً..
حتى محاولات ام رواد في تبسيط الأمر له لم تجدي نفعاً..،
ترك غرفته وهو يتجه لغرفة عمه المفتوحه ليراه جالساً يأخذ أدويته و يتبعها كوب ماء كان على الطاوله الصغيره بجواره..
شعر بوجود احدهم ليرفع رأسه و يراه يقف عند الباب متردداً و يبدو لديه الكثير من الأحاديث العالقه في صدره.. ليبتسم /وش مسهر عينك للحين يا نايف؟
تقدم ليجلس مسترخياً على الأريكة القريبة من سريره/احس اني مشوش يا عم و اظن بعد أني بقعد متهور لين أموت.. ماعمري سويت حاجه و طلعت صح! انا ماني كفو
لامس قلبه بنبرته الصادقه،اعترافه بعيوبه وقت الخطأ يؤكد انه رجل ناضج/محد معصوم من الخطأ يا ولدي، لا تحمل نفسك وزر كل شيء، ترى مهما يجتهد الانسان يخطي
نطق بضيق/أنا اليوم رديت وليد، مافيّ حيل احط عيني بعين أختي بعدما مديت يدي عليها و طلع دمها بسببي، مدري توفقت بهالقرار بعد أو اني زدت الطين بلّه
لم يجد تعليقاً مناسباً، فهو أيضاً لا يعرف حيثيات ما حدث/دام ليال بنفسها قالت معاد تبيه، خلاص لا تحزن و لا تندم
تذكر الماضي القريب بشيءمن الحسره/يا عمي الرجال ما كان كذا، وليد هذا واحد غير اللي خطب أختي اول مره، و أدهم رفيقه بينصدم من اللي صار بس الله يعين
تحدث ليهوّن عليه الأمر/ماعليه كل شيء مكتوب.. قم تعوذ من ابليس وصل ركعتين وانا ابوك و نام.
وقف وهو يشعر بشيء من الضياع، ترك عمه بعدما قبّل رأسه..
مسح على وجهه ولحيته القصيره بتفكير عميق بعد خروج نايف من عنده، ويتذكر حديث وليد بأنه سيكون المسؤول الأول إذا حملت ليال بدون ان يتم الزواج!
يجب ان يتحدث مجدداً مع وليد، ولكن كيف يسأله بصراحه عن هكذا موضوع، ذلك شيء صعب للغايه!
يجب ان ينتظر أدهم..
.
.
.
اليوم التالي..،
تراقب نظرات الطبيبه التي أطالت النظر في شاشة السونار، غريب كيف صارت تريد هذا الطفل بعد تلك الرغبه الشديده بالتخلص منه، صارت تتمنى رؤيته أكثر من أي وقت مضى، باتت هنالك ملامح بشري يتكون داخلها.. و هي لا تشعر...
تحدثت هند بحماس/ما شاء الله، مكتمل وتوك بالرابع!! انتي متأكده من حسبتك يا بنت
ضحكت الدكتوره/طبيعي العظام اكتملت تشكيلتها و بانت بالسونار لكن الحجم جداً صغير لا تغرك الصوره و الدليل بطنها مازال صغير جداً..
هند بفضول/سبحان الله طيب يبين بنت و الا ولد هاللحين
بإبتسامه/إذا أمه حابه تعرف مافي مشكله.
استغربت شهد/يعني بيّن معك نوعه؟!
هند بنفس فضولها/قوولي
الدكتوره وهي تترك الجهاز و تعود لمكتبها/مليون بالميه ولد..
تكاد تقفز هند فرحاً/الحمدلله ولد علشان ينبسط عزوز و يلقى من يلعب معه. عاد هاللحين نناديه تركي رسمياً.
لم تعلّق تذكرت رغبة أخيها تركي القديمه في أن يكون لديه أخ يشاركه اللعب معه،.. كان أخاً صالحاً و اعتنى بها جيداً رحمك الله يا تركي..،
هند بممازحه/يا بنت عطيني ردة فعل تحسسني أن لك مشاعر زينا، دكتوره بالله اكتبي لها ابره خليها تصحصح.
لاحظتها الطبيبه تتحدث و تشاكسها كثيراً لتلتفت لشهد/أنا لو مكانك يا شهد اجيب زوجي بمواعيدي احسن، اختك هذي كارثه
شهد بإبتسامه/انتي صادقه لكن محد يقدر يهرب من الكارثه
هند وهي تتخصر بممازحه/افااا يا دكتوره حنين، هذا وانا اقول احسن وحده انتي، ماعليه بكره اشوه سمعتك عند الحوامل و بمنع شهد تجيك خلاص
ضحكت/انتي فعلاً كارثه...
هدأت من الضحك/ايوه يا دكتوره كيف التحاليل..،
بجديه/كل شيء ممتاز لحد الآن لكن انتي مريضة سكر لازم تضبطين اكلك أكثر لأنه مو منضبط بآخر زيارتين للعياده.. و اذا حسيتي بأي تعب لااازم تجين المستشفى بسرعه
خافت/تظنين بيأثر عالجنين؟! انا خايفه
كتبت لها دواءاً ومدته لها/طبيعي تخافين، عموماً مواعيدك بالفتره الجايه راح تكون متقاربه علشان نراقب السكر و أي تغير سيء راح نحجزك عندنا و نطمن عليك وعالبيبي... بالمناسبه نسيت اسألك زوجك أو احد من عايلته فيهم سكر؟!
قلقت/زوجي مافيه سكر بس عايلته مادري على حد علمي لا
هند/اتصلي بنايف و اسأليه
تفهم مقصدها جيداً، رفعت حاجبها وهي تخرج هاتفها من حقيبة اليد/أو اتصل بأي احد منهم..
تجاهلت هند تلك النظرات وهي تكتم ضحكتها..
.
.
.
خرجت من حمامها وهي تجفف يديها ووجهها، تشعر بحرقة داخلها و لا تعرف سببها،ما حدث مؤخراً أشغلها عن نفسها تماماً...
رن هاتفها لتلتقطه بعدما رأت أسم شهد يتصدر الشاشه، لتقفز و تجلس في منتصف سريرها وسط عزلتها منذ يومين هنا لا تريد أحداً ولوا أن شهد هي المتصله لم ترد، لتبتسم/هلا شهد.. وعليكم السلام....
على الطرف الآخر/ليال كيف حالك؟ باين من صوتك تعبانه!
يالتلك الرقيقه/لا شهّود أنا بخير بس توني صاحيه من نومي.. بشريني عنك انتي، كيف ولدنا؟ لا يكون يزعجك بس
على الطرف الآخر/ههه لا للحين ما ازعجني بس ماندري بعدين، ليال أنا بالعياده حاليا بموعد و حبيت اسألك
اعتدلت بجلستها وهي تفهم مقصدها/قولي يا شهد، تحت امرك
على الطرف الآخر/انتي عارفه أني مريضة سكر، ونظامي حياتي غير و كل شيء تمام بس هذا يكفي حابه اعرف إذا احد منكم فيه سكر.. خايفه
ابتسمت وهي تشعر بلهفتها/لايا قلبي، كلنا سليمين لكن ابوي جاه السكر بعمر الخمس و ثلاثين تقريباً، الله يرحمه.
طرق الباب ثلاث مرات ليدخل/ليال ابي اكلمك شوي
اختفت إبتسامتها وهي تودعها/فيه سؤال ثاني شهوده؟!.. اووكي بلغيني بنتايجك اول بأول و قدامك العافيه يا رب..
فهم انها تلك الزوجه التي هجرته، لا يعلم لماذا يشعر بأن الدنيا تدير ظهرها له منذ هجرته، قد كانت تداريه رغم كل ما فعله بها،..
رأته يقف شارداً و يده تداعب شعر مؤخرة رأسه بتفكير و يبدو لها ليس بخير، ترحم هذا الصغير ترحمه من قلبها/خير وش جاي تدور بغرفتي؟
انتبه لإنهائها المكالمه ليلتفت إليها/ليال..أنا..
ظلت تراقبه و تنتظر ماذا سيقول و لكنه عاد ليسكت و يهرب بعينيه عن مواجهتها، لمست جرح شفتها السفلى من صفعته/ايوه وش عندك؟! تكلم او روح ابي انام.
انتبه للجرح بعدما ركز نظره عليها، شعر بالعار من نفسه في هذه اللحظه/ليال اسف عاللي سويته، والله ما كنت ابي اضرب لكن الشيطان
أشارت للباب/ماعندك غير هالموضوع برا
اقترب منها وجلس بجانبها وهو يمد لها سكيناً صغيره حاده جداً/خذي هذي و أجرحيني بالمكان اللي تبينه و عسى يدي اللي ضربتك الكسر ارتحتي؟!
اخذت السكينه و رمتها بعيداً ثم شدته من قميصه وهي تنهره/لاااا نايف لااا استغفر الله.. قوم اطلع برا انا بس ابي ارتاح شوي
امسك بيدها التي تتحرك بعشوائيه وهي تشير للباب/لياال تكفين يا ليال، اعتبريني غبي ما افهم،بس لا تشيلين بخاطرك مني
رحمته أكثر، رغم غضبها منه لكنها لا تقاوم دموع ذلك الطفل الذي نبت على وجهه الشعر و صار طويلاً، يضل الشقيق المدلل بنظرها، شدته لتعانقه بقوه، ولكن ازداد بكاءها مع ذلك، لتشعر به يشدها..، كانت تحتاج كتفاً تثق بصاحبها لتبكي عليها كنوع من الطبطبه و المواساة لا أكثر.. الحزن يفتك بصاحبه الوحيد و لكنه يهون بالمشاركه..
صدمته بكمية بكاءها و دموعها، جعلته يندم مراراً و تكراراً على حماقته، ليهمس في أذنها/وليد ماهو كفو لك.. و الله ما عاش اللي يضيق خاطرك و أنا اخوك..
اغمضت عينيها بحزن، وليد ثقب قلبها و وضعها بين خيارات صعبه، في الواقع لم تكن الأمور صعبه لولا أنها سلمته نفسها و عاملته كبقية البشر.. لم تعرف أنه من فصيلة الحيوانات المستأنسه على هيئة رجل...، و أنه يجب عليها ان تفعل ما كانت تعترض عليه.. ما أصعبه على النفس...
تحدث بعدما هدأت كان يجب عليه ذلك/اسمعي وانا اخوك، انا ما كنت أشك فيك، انا خفت و اظن ان الخوف بهالحاله مشروع، صح؟! الساعه كانت ثلاث الفجر أي واحد بيفقد اعصابه.
ابتلعت ريق الوجع بصمت وهي تتذكر ماحدث تلك الليله..،
تنهد/انا طلبت وليد يحضر الليله و بلغيه بنفسك برأيك في طلبه ، و بكون جنبك باللي تقررينه مهما كان.
تحدثت اخيراً/بس انت أمس فرضت علي الرجوع له؟!
بجديّته/انسي كل شيء قلته، كلام عيال
ابتسمت لرده وهي تحاول تجاوز تعاستها/اكيد؟
فرح بإبتسامتها/اكيد.
.
.
في طريق عودتها لمنزلها مع هند ابنة صالح، كانت هند تثرثر كثيراً ،وهي بالها مشغول بالذي سمعت صوته قبل قليل عند أخته، كان صوته حزيناً او هذا ما تخيلته،
كانت تتمنى ان تبني معه عائله صغيره و لكن سرعان ما انتهى كل شيء و هو كان السبب في ذلك، هنالك أمور لا نستطيع تجاوزها و لا الصفح عنها..
لاحظتها تسرح بعد تلك المكالمه/شفيك؟! ان شاء الله تركي بيكون بخير و سلامه لا تخلين سالفة السكر تأثر عليك. واجد عندهم سكر و يجيبون اطفال سليمين
تنهدت وهي تتجاوز حالتها السيئه حينما تتذكره/الله كريم.. الله كريم.
عرفت أن هنالك أمر يتعلق بنايف، لا شيء يعكر مزاجها سواه.. لا تستطيع ان تصدق بأن شهد بهذه القوه هجرت نايف و اعلنت إنفصالها عنه و لم يرف لها جفن، رغم أنه يرفض الطلاق، إلى متى ستصمد؟ وكيف ستكون علاقتهما بعد قدوم الطفل؟.. وبذات الوقت تفكر بمستقبل علاقتها بعبدالرحمن، ماذا لو كانت نتائج تحاليلها صادمه و موجعه، كيف ستكون ردة فعل عبدالرحمن و هل سيضحي و يظل معها؟! أم أنه سيتركها فوراً من أجل ان يصبح أباً.. هي في حيرة من أمرها... و عبدالرحمن قد آلمها مؤخراً.. مما جعل ثقتها به تهتز..
....
.
.
دخلت مع رواد وهي تنزع عبائتها و تمشي براحتها في المنزل الذي سبق و أن سكنته ذات يوم، لتلتفت إليها/ها يا خاله وين ليال، قالت لا تجين لكن ماعلي منها، الشغل ما ينتظر.
بإبتسامه/زين تسوين، روحي لها بغرفتها كود تقنعينها تطلع تتنفس شوي و تغير جو
تركتها متجهه للمصعد/اووكي رايحه لها سلام..
دخلت المصعد وهي ترتب شعرها المفتوح على هيئته الطبيعيه بشكل عادي تجمعه على كتفها الأيمن و تنظر لهاتفها الذي يرن من مريم،..
فُتح المصعد لتخرج و تصطدم بنايف أمامها و اختل توازنهما حتى كادت تسقط و لكنه شدها بمرونه من خصرها لتردت إليه و تعانقه برهبة الموقف، كادت تسقط بشكل مؤلم و لكنها نجت...
لحظه هي لم تنجو بل هي متورطه الآن في حضن رجل غمرتها رائحة عطره الممزوجه بسجائره..
من هذه، هو لا يعرفها و لكن شكلها مختلف و لون عينيها مميز ، هي لحظات فقط حتى رآها تستعيد توازنها ليفلتها و يتركها متجهاً للمصعد بجملة واحده/انتبهي ثاني مره
استجمعت نفسها بعدما تركها محرجه لتقف وهي ترتب شعرها و قميصها الأبيض الرقيق و بنطلونها الاسود الذي يشتد على ساقيها..
دخلت على ليال بعدما رأت باب غرفتها مفتوح وهي هناك عينها تسقط في الفراغ أمامها/هااااي
ابتسمت رغم كل شيء و تركت سريرها لتسلم/هااي غريبه هلابك
اتسعت ابتسامتها/قلتي مالي خلق اشوف احد و جيتك بنفسي اسد نفسك، شرايك فيني؟
براحه تشعر بها حينما ترى ابتسامة غريبه/انتي مجنونه
امسكت بيدها/دام كذا شرايك نطلع نتمشى شوي و تغيرين جو؟؟! مادري شفيك صايره مثل المره اللي تتوحم و دووم متضايقه من كل شيء.
تنهدت/وليد راجع يقول خلينا نتزوج.
تفاجأت و لكنها فهمت الآن ما تمر به/و انتي شرايك؟
بلا تردد/رفضت، مستحيل يعني
سكتت قليلاً حتى استنطقتها ليال/شرايك انتي؟
ابتسمت/ماعليك من رأيي، صاحبة العلاقه انتي، بس
استنطقتها/بس وشو؟!
بجس نبض/انتي فعلاً ماتبينه خلاص و صار مستحيل ترجعون زي قبل، و الا متردده و محتاره؟
صدت وهي تحاول نفضه من ذكرياتها/اللي انكسر يا غريبه ما يرجع مثل قبل، خلاص الخدوش مشوهه القلب و الجرح ما يلتئم
هزت رأسها/لهالدرجه كنتي تحبينه!
للمرة الأولى تعلنها بملء فمها/عمري ما حبيت ارتبط بشخص كثره، و ما اخفيك أني اتمنى ان هاللي صار بيننا كله كابوس و اصحى منه... يا غريبه وليد كان الرغبه الوحيده، أصلاً قلبي ماتحرك لغيره و كأنه يملك مفاتيحه.
صمتت للحظه وهي تراها تمسح دمعات انسرقت من عينيها رغماً عن كبريائها المجروح، لتنطق/طيب دامه دمرك لهالدرجه لا تتركينه يفلت بهالسهوله
استغربت/مافهمت
تحدثت بإهتمام/انتي كذا تنسحبين من المعركه مهزومه ومكسوره وهذا ضد مبادئ ليال، ليال اللي صبرت على مرضها الخطير علشان ما تتلقى أي تعاطف وشفقه من أي احد، ليال اللي محد يعرف وش وراء شخصيتها المتزنه،.. كلنا لنا غلطاتنا ياليال، و فيه غلطات تكلفنا ذكريات عمر و يمكن دمار قلب، لكن لازم ما نخلي هالغلطات تنهينا...
فهمت ما تعنيه و لكن الحديث و التنظير سهل جداً، تركت سريرها و راحت تجلس على اريكتها هنالك تحت الشرفه المغلقه/الحكي عن التعامل بمثاليه مع مشاكلنا سهل يا غريبه، بالنهايه مو كل شيء نقدر نواجهه حنا بشر ننكسر و نضعف و تنزل دموعنا.
راحت وجلست قبالتها و امسكت بيدها وهي تطلبها/انا معك بكلامك لكن ناظري فيني ياليال ، شايفه وحده ربت ببيت عز و مدلله؟! ليال انا طول عمري عشت غير معترف بي بوسط عايلتي، أنا تعرضت لكل أنواع التهميش، لدرجة بأول مشكله تافهه تخلوا عني بدار رعايه خمس سنوات ما شفت منهم احد، حتى اللي كنت اظنها أمي.. و لكن ما انهرت، لأني كنت متمسكه بحبال الله، و انتظر فرجه، مريم كانت اليد اللي امسكت بي وقت ماتخلوا العالم عني، مريم البنت اللي غلطت بحياتها وتابت و ماحبت تكمل طول حياتها بمكان مو مكانها و ينهضم حقها بسهوله، شوفيها هاللحين مرتاحه ببيتها كسبتها اخت و كسبتني اخت.. كل شي يهيئ له ربي الأسباب مهما ظنيتي انها النهايه، تنفرج.. و ما اعتقد انك تعرضتي للي تعرضت له يا ليال فليش كل هالإنهزاميه هذي؟!
صمتت وهي ترى بريق عينيها، بداخلها سيده عظيمه، غريبه محقه، هاهي خسرت كل شيء، ولكن/تهقين بقدر أعوّض اللي راح؟ و اتجاوز
بإبتسامه/يجوز ماتقدرين تعوضين كل شيء ، لكن اكيد بتسترجعين ليال اللي ضيعتها مشاعرها. أنا بس اطلبك ما تستسلمين بسهوله، حاربي للنهايه. و تجاوزي
ابتسمت بخفوت وهي تقف/بعد شوي جاي وليد.. و لازم اقوله رأيي بنفسي، ماكنت حابه أواجهه لكن نايف مُصر اني انزل له و اقول بنفسي كل اللي ابي.
ابتسمت/حلووو، يعني نايف يوافقني رأيي،يا سبحان الله شايفه كيف توارد الخواطر بيننا رهيب، دام زوجته زعلانه، ماعندي مانع اخذ مكانها ترى
ضحكت فلو أنه اعجبها لما تحدثت عنه هكذا ببساطه، هي تعرف جيداً الإعجاب و الحب/حتى هالشيء ما اتوقع يغير رأي شهد فيه و لا يحرك بها ساكن
استرخت بجلستها وهي ترى ليال تتجه لمرآة الزينه و تتفقد وجهها و تلم شعرها/عاد والله نايف رجل ينحب، شفته من شوي
ضحكت/يعني افهم انك حبيتيه
ضحكت هي الآخرى/ لا مايصير احب واحد كبري، احسه بزر..
بدأت بترتيب شعرها، وهي تسايرها بالأحاديث/يعني كم عمر المحظوظ اللي تبينه مثلاً؟!
مدت ساقيها على الطاوله التي أمامها/اللي ابيه واحد كبير شوي يعني، و يكون طبيب جراح مشهور شعره يخالطه بعض الشيب و..
قاطعتها وهي تلتفت إليها/واسمه وليد بعد شرايك؟
عضت على شفتها السفليه بغمزه/يا سلااام عليييك فهمتيني
رمتها بالفرشاة وهي ترد مزاحها/تعاالي وريني وش اقتراحاتك يا مصيبه انتي..اجل تبين طليقي هاه اشبعي فيه
اطلقت ضحكتها وهي تتذكر" سيف" لا تدري لماذا الآن و لكن سيف لم يؤذيها أبداً ، ذلك الرجل الذي تعجبها عاديته و شجاعته و مروءته، من الظلم ان تكسره و تجرحه برفض الزواج منه فيما تمازح الآخرين بالحب،.
تعترف بلؤم رفضها الزواج منه..ولكن احياناً تضطرنا المواقف لترك ما نحب.
.
.
.
بحثت في أدراج المطبخ عن علبة مناديل و لم تجد لتقرر النزول لأخذها من تحت بسرعه قبل ان يبكي آحد أطفالها.. نسيت ان تكتبه في قائمة التسوق لقاسي بالأمس...،
نزلت وهي تتجه للمخزن الصغير الملاصق بالمطبخ، أخذت علبتين بشكل سريع و عادت لتسمع صوته يدخل المنزل و يبدو يتحدث مع أحدهم لم تهتم.. قليلاً ولكنها سمعت الحديث يتعلق بأخرى..!!
.
جلس قاسي على اقرب كرسي وهو يتحدث بجديه لرفيقه/لا تخاف اختك بتكون بعيني يا مسلط، انت قلت يوم الخميس، ابشر.. طيب طييب.
.
لا تعلم ماذا أصابها، خرس مؤقت أو صدمه، سيجلب اخرى هنا معها في المنزل هذا الأسبوع، هو حتى لم يلمح لشيء من هذا القبيل!،
شيء ما جعلها تصمت و تهرب للأعلى... وتترك المكان الذي تختنق فيه الآن..!!!
.
.
.
وصلت الرياض البارحه..،
مازالت تحت الضغط من والدها،.. للحظه ندمت على عدم البقاء في لندن، شيء ما لا يجعلها مرتاحه، هنا تشعر أنها تفقد حريتها شيئاً فشيئاً، اشتاقت لريما المنطلقه التي لا يقيدها أحد..
نزلت وهي تسمع والدتها تتحدث على الهاتف مع خالتها عن أمور الزواج، ابتسمت بسخريه و هي تذهب و تجلس هناك و تلتقط فنجان قهوه و تبدأ بإرتشافها، مادامت على تواصل مع أدهم فهي ستسايرهم فيما يقولون.. ولكن سيحدث ما ستريده هي في النهايه ..
اغلقت الهاتف وهي تراها ترتشف قهوتها ببرود هكذا/انتي ما تعلميني ليه رفضتي الملكه؟! خالتك متشفقه على الفرحه بولدها وانتي تماطلينها
بسخريه/طيب خلها تفرح بولدها أنا وش دخلني؟!
رفعت حاجبها بغضب/ماقول غير الله يعينه اللي كان خاطره يشوفك بالملكه، لكن مصيره يتورط بك حبيبي يا ولد اختي
ضحكت/يمه ترى قاعده تسيئين لنفسك، أنا تربيتك يا عسوله لا تنسين، مادري شفيك قلبتي علي مره وحده!
بضيق/بلا استهبال، مابي اصير مطلقه بعد هالعمر بسبب بنتي اللي رافضه تعقل، يا بنتي اعقلي، انتي بتصيرين زوجة رجال ينحط عالجرح يبرى، رجال لو خطب اي وحده من بنات الجماعه بتوافق، لكن أميمته تبيك انتي يومنك بنت اختها
لوت شفتيها وهي تصد و تكمل إرتشاف قهوتها ببرود،..
.
.
.
انتهت من لبسها ولبس اطفالها.. كانت منهمكه لساعات، بات الوضع صعباً حتى أنها صارت تخاف على فرصتها في اكمال دراستها الجامعيه التي ستبدأ الترم القادم، و ترتاب من وقوف قاسي بجانبها و مساندتها، لا تعرف و لكن تلك المكالمه التي سمعتها، ان يهتم بإحداهن شيء لم تحبذه و لم تتقبله، و لكنها لم تستطيع مواجهته بما تشعر به، حتى إبداء الغيره صار يخيفها، ذلك اللهيب الذي تشعر به بدأ يتصاعد ليلفح وجهها و لا تعرف كيف يحدث ذلك معها، ستجن وهي تكبت ذلك الإنفجار..
بكى سلمان بعدما انتهت من لباس اخته لتتركها و تذهب إليه و تحمله ليسكت حتى يتسنى لها تغيير ملابسه، الليله ستذهب لزيارة أهلها بعد عودة الشموس من لندن، لا يكاد يسكت هذا الطفل اليوم حتى يبكي مجدداً غيرت له و أطعمته و لكنه مازال يبكي، باتت تخجل من إعطاءهم لجدتهم فيديها تؤلمها و ان لم تشتكي.. هي لها عينين و ترى كل شيء أمامها...
سمعت صوت صراخ اتبعه تصفيق حار، استغربت لتخرج بطفلها و تراه يجلس مسترخياً يتابع مباراة تشيلسي، لا تصدق انه هنا يسمع اصوات اطفاله يبكون وهو هنا لا يكترث، ظنت انه ينتظرها تحت/قاسي!! انت جالس هنا و تسمع عيالك يبكون عاادي!!
صفق لهجمه ضائعه للاعبه المفضل هازارد/برااافوو هازارد حلووه
اتسعت عينيها من تجاهله لها لتتقدم وتقف بينه و بين التلفزيون/قااسي!!
عقد حاجبيه/يا بنت ابعدي انتي و ولدك ازعجتوني
هزت رأسها/ازعجنااك!!
اتجهت للشاشه لتغلقه حتى ينتبه لها/ساااعه انا بين الأثنين وهم يبكون وانت ما فكرت تفزع لي، تاخذ واحد عالأقل، يا رجل خل عندك احساس..
وقف وهو يبعدها عن التلفزيون/وش تبين اسوي بهم ارضعهم بدالك؟! هذا شغلك انتي
استنكرت حديثه/قاسي ليه تلتئم علي كذا؟! هذول عيالك مثلما هم عيالي مايصير اتحمل كل شيء لحالي
شغل التلفزيون وهو يفقد اعصابه/ابعد عن وجهي، محد قالك تحملين بهالعمر، انتي اللي قررتي هالقرار لحالك
لا تصدق ان هذا قاسي، تركته لتدخل غرفتها بعد ازدياد بكاء طفلها،..
راح ليجلس مكانه حتى انتهت المباراة بعد ربع ساعه... ليرى ساعته بتملل/يا نيفوو وينك؟! تبين اوديكم و الا امشي؟!
لاحظ انقطاع صوتها و اصوات اطفالها ليقف و يذهب يتفقدهم، ليراها تنام جالسه و تسند رأسها على الأريكه و طفلها بحضنها نائم هو الآخر، اقترب ليأخذ الطفل و يضعه مكانه بسريره ولكنه فتحت عينيها الغاضبه/خيير!!
بابتسامه/بريحك من الولد واحطه بسريره
وقفت وهي تبعده عنها و تضعه بسريره/ابعد عني بس، بعدما سكت ونام جاي تعرض خدماتك، رووح كمل مباراتك
استغرب/يعني ماتبيني اوديك لأهلك؟!
إلتفتت إليه متكتفه و كأنها تمنع نفسها من الإنفجار بوجهه/معاد ابي اروح اليوم، سديت نفسي و خربت مودي، ارتحت؟!! يلا اطلع برا خلني ارتاح
ابتسم وهو يقترب منها/افاا زعلتي؟!
تراجعت وهي تبتعد بإصرار/ابعد لا تلمسني هاللحظه يويلك
ضحك ليرد بظرافه/ليه متكهربه؟!
زمت شفتيها وهي تدفعه عنها/تستظرف حضرتك؟!!
امسكها بيديه وهو يحتفظ بإبتسامته/ليه مكشره، ترى صايره زعول
فهمته/قول شكل تشيلسي فاز، باين من روقانك المؤقت هذا
هز رأسه/3_1
بإبتسامه جانبيه تركته و اتجهت لسريرها/من جدك تشجع تشيلسي؟! استغفر الله هذا مازين فيهم إلا لونهم فقط..
رأها تفتح ازرة قميصها من أعلى/من جدك ماتبين تروحين اهلك؟!
تنهدت وهي تكمل فتح ازارير قميصها وتفتح خزانتها/اي من جدي راحت طاقتي و انا اسبح الصغار و أرضعهم و انومهم، معاد فيني خلاص بنااام
يراها تتحرك بإرهاق واضح، و كأن طاقتها نضبت تتحدث معه بخمول/ندمتي عالحمل صح؟!
إلتفتت إليه/ممكن توقف تسألني هالسؤال الغبي هذا بكل مره تشوفني هلكانه من عيالي! ، ترى عادي كل أم تتعب و تنرهق و تفضفض، يعني مو معناته انها ندمانه على انها حملت وولدت..!
اتسعت ابتسامته/اهااا زعلتي شفتي، انتي زعلانه أصلاً صح؟
لم ترد عليه خرجت قليلاً لتعود بقميصها القصير لتندس مستلقيه تحت غطاء السرير الذي غطت به حتى وجهها/ياليت تطلع بعدما تطفي النور
شعرت بخروجه بدون ان يطفئ النور، لم تهتم، و ماهي إلا ثواني ليندس معها تحت الحاف ليصبح فوقها تماماً وهو يهمس/مايصير تنامين زعلانه
تأففت وهي تصد بوجهها/وربي ماهو وقتك يا قاسي، ترى ماني رايقه
أدار وجهها حتى سقطت عينيه بعينيها هامساً/طيب قومي نروح لأهلك
لا تعرف لماذا تسري بها تلك الرعشه اللعينه حينما يقترب هكذا و تسبب بضعفها أمامه/ابعد عني علشان اعرف أرد
اقترب لوجهها ليزرع قبلته العميقه على خدها و من ثم ليهمس في أذنها/مع الأسف ماني مبعد،
لترد بنفس همسه و لكن بصوت مختنق/بس هذا ماهو عدل، انا !
اكمل زرع قبلاته حتى صرخت ليبتعد عنها و تعتدل جالسه/خلااص..
استغرب تصرفها وهي تنزل و تذهب مستعجله لخارج الغرفه..، كان سيلحق بها ليرى ما بها و لكن رن هاتفه الذي بالقرب منه ليرد بعدما رأى الأسم/هلا.. لا تخافين يا قلبي أنا جاي بعد شوي و بسهر معك و نشوف كيف بنتصرف،لا تخافين قلتلك
اتجه لبنطلونه لبسه مسرعاً و من ثم لجاكيته الذي ألقاه على الأريكه قبل قليل إلتقطه بسرعه وهو يخرج،..
رأته يخرج وهو يتحدث بهاتفه بدون ان يخبرها وهي تقف في المطبخ تشرب كوب ماء!!! لا تصدق ما يجري، لم يكلف نفسه عناء كلمة واحده، أي كلمه و لكن لا ينهي هذه الليله هكذ...لو يخبرها بما يفعله بالخفاء أفضل بكثير من ان يستغفلها لتبدو حمقاء أمام نفسها و الجميع حين يتكشف الأمر، لن تسامحه تُقسم بينها و بين ذاتها أنها لن تسامحه لو خانها... و هاهي ترتجف من قسمها!
.
.
منذ ان تلقيت الطعنة الغادره الأولى منه ، الطعنه التي ستظل عالقه في ذهني و ماثله أمامي لبقية حياتي و أنا أصارع ضعفي بفشل لتأتي ذكرياتي معه تهزأ بي وهي تخبرني أنني سأظل عالقه به للأبد مهما مثّلت التجاوز و جحود مشاعر قلبي المخذول، قلبي الذي أحبه جداً و تجاهل لأجله العادات و تمرد على التقاليد ليسلمه كل شيء.. كل شيء بسذاجه!
بعد قليل سيصل و هو يأمل لقائي ليهدم ماتبقى مني، يريد أن يشرف على ذلك بنفسه..
أيعقل أنني أهدرت وقتاً لأتزين للقاء قاتلي بعد قليل.. لا أصدق..!
بعد اتصال أخيها يخبرها بوصوله، أخذت الشال الفيروزي الذي كانت سترتديه على رأسها للقاءه و لكنها تراجعت بعد ذلك لترمي به و تخرج له بكامل قوتها الوهميه..،
رأتها أم رواد لتحاول منعها فلبسها رغم نعومته و بساطته إلا أنه يكشف طول ساقيها و يجعلها اكثر فتنه و الموقف لا يحتمل مناوره أخرى ستزيد ندمها و حزنها/ليال شوي عليك تلبسين شيء اطول من كذا،مايصير .. و لمي شعرك طيعيني لو مره!
ابتسمت/يا عمري ام رواد والله مو وقتك، نايف موجود؟!
ام رواد/نايف الله يهديه راح و ترك رواد لحاله عند وليد
هزت رأسها بإبتسامه لتصرف أخيها/حلو عن اذنك أنا رايحه لزوج الفلس،
ضغطت على جبينها وهي تشعر أن صداعها يكاد يفتك بها مما يحدث حولها و لا تدري مالنهايه مع هذه البنت، لو كان راكان على قيد الحياة لما حدث لها كل ذلك..
تفكر بما طلبه جاسر، كيف لها ان تترك منزلها و تذهب لتعيش معه، أراد ذلك ليعوض مافاتهم؟!! و كيف سيتقبل أطفالها و بنات زوجها ذلك، طلب جاسر يضغط عليها، قلبها لا يحتمل، تقسم انه لا يحتمل هذا المنزل جعل منها سيده..
‏.
.
..
مضت خمس دقائق منذ حضورها الصامت و جلوسها بثقه وهي تضع ساقاً على الأخرى، فقط كانت تأمر الخادمه بتقديم القهوه و الضيافه،
تبدو أمامه واحده أخرى غير تلك التي أحزنها و فتق قلبها، تبدو غير متأثره الليله و هادئه، هي نفسها ليال التي عرفتها أول مره، قرر الحديث فوراً، يريد سماع ما تريده، صمتها هذا يثير فضوله، وضع فنجانه على الطاوله أمامه/يقول نايف ان العلم اليقين عندك، قولي يا ليال أسمعك
أشارت للخادمه بالإنصراف، لتلتفت إليه مستجمعة صبرها كله أمامه و تبتسم بهدوء/صرت مستعد تسمعني؟! الحمدلله
لم يستطيع ان يطيل النظر لعينيها التي تقتله، ارخى عينيه للفنجان الذي أمامه ليلتقطه مجدداً و يرتشف منه قليلاً و يظل ممسكاً به بإنتظار ما ستقول..، !
أطالت النظر به و كأنها تبحث عن سبباً مقنع لكل ما فعله بها، و لكن لم تجد و ذلك ما أشقاها/أعتقد بعد كل شيء صار، واضح أن كل منا له طريق يختلف عن الثاني،لكن قبل اكمل طريقي لازم أنزع صفحتك من تاريخي، مابي أي شيء يخصك بحياتي
ضغط عى فنجانه وهو يحاول كبت غضب قلبه مما يحدث/كيف بتنزعينها؟!
اكملت وهي تنظر لعينيه/الزواج مثلما حدد.. لكن بشروطي
استغرب/اكيد الزواج بيكون صوري مثلما..
قاطعته بهدوء/طبعاً بيكون صوري، وش مفكر حضرتك؟ و لعلمك مو صوري و بس.. انت بتكون بلا أي حقوق لا ولاية أمر و لا حل و عقد.. و حتى الصرف مابي منك شيء...
استغرب/مافهمت بالحل و العقد؟
بابتسامه/يعني بتكون بحكم زواج المسيار، لكنه علني، يعني طول مدة الزواج مالك دخل بحياتي و لا لي دخل بحياتك
لم تعجبه تلك القيود التي تضعها حوله/بس انتي ملزومه تسكنين ببيتي،وش بيقولون الناس، اخذها طمع؟
ضحكت/ما همني كلامهم عنك، و عموما انت تستاهل يعني،
ثانياً انت ما اهتميت بكلامهم عني بعد اللي سويته فيّ فلا تظن اني بهتم وش بيقال عنك!
رفع حاجبه الأيسر وهو يحاول كبت غضبه/انا احاول..
قاطعته وهي تقف/أنا اللي احاول اتقبلك حالياً لأني مضطره
استنكر حديثها/مضطره على ايش؟
بهدوء مصطنع وهي تقرر الذهاب/انا قلت اللي عندي و خلاص.. سلام
لحق بها ليمسك ذراعها و يلفها نحوه بقوه/لحظه!
رفعت ناظريها إليه بإستغراب/نعم؟
شعر بتوتره يزداد من برودها المفاجى/قرار الموافقه هذا كان ممكن يوصله اخوك، ليه طلبتي تقولينه لي بنفسك؟!
بهدوء ابعدت يده عن ذراعها/راجع اللي قلته من شوي.. و بتعرف ليه...ياليت تلتزم حدودك معي.
تحدث وهو يراها ذاهبه/اسمعي انا راجع لألمانيا بعد الزواج بيومين.. جهزي نفسك
لم ترد عليه .. فقط ذهبت بهدوءها الذي جاءت به، ليجلس هو مع رائحة عطرها التي استحلت ذرات الهواء حوله.. أخذ نفساً عميقاً ليرى عودت رواد بعد خروجها..،
ليقف وهو يلحق بها ما سيجلسه بعد ذهابها..
تفاجئ وهو يفتح باب سيارته بوصول أدهم، ليقف وهو يرى قدوم أدهم الذي يتضح على وجهه عدم الترحيب بوجوده.. لا يلومه أبداً طريقته كانت مستفزه للكل و ليس لليال فقط.. و ذلك مالم يحسب حسابه جيداً..،
وقف قبالته وهو يرى وجهاً لطالما لم يشك في نواياه أبداً و لكنه خذله/السلام
مد يده ليصافحه و لكن أدهم لم يفعل/وعليكم السلام.. الحمدلله عالسلامه.
بلا مبالاة/اشوفك هنا، خير ان شاء الله؟
ابتسم/ابد كنت احدد الزواج مع نسايبي
لم يحتمل ما نطق به كل الذي يعرفه انه طلق ليال و انتهى الأمر، انقض عليه بلكمه لم يتوقعها كلاهما/ليالنذل
لم يدافع عن نفسه فقط ابتسم/يحق لك يا أدهم
شده من ياقة ثوبه بقوه وهو ينفضه/سبق و حذرتك تأذيها يا وليد و انت ما اذيتها و بس انت خربت كل شيء حتى بيني و بينك.. وش ناوي عليه انت هاااه.
.
.
.
دخلت قلقه مما يحدث في الخارج يبدو أدهم غاضب جداً، لكمته لوليد كانت قاسيه جداً، وقفت تنادي/هلووو احد هناا؟!
نادتها من الشرفه المطلّه هناك تنظر لوليد يضرب أمامها و تبتسم/هلابك نوورتي انا هنا
إلتفتت إليها مستغربه في هكذا وقت كان يجب ان تكون ببيجامتها كالعاده/لا تقولين كنتي مع وليد؟!!
ابتسمت وهي تسلم عليها بالأحضان/الحمدلله عالسلامه بالأول، هااه كيفها لندن؟
لم يعجبها هذا البرود/انتي وش عندك؟ وش صاير من وراي؟
بإبتسامه/ابد والله حددنا الزواج
انصدمت لم تتفاجئ فقط/وشوووو!!!!
.
.
.
.
.
.
منذ الأمس وهي صامته لا تتحدث إلا ان كانت سترد التحيه، هذا التصرف يستفزه وهي تعرف ذلك جيداً، رآها تجمع الصحون من الطاوله بعد العشاء ليمسك يدها/اجلسي شوي ابيك بسالفه
ابتلعت ريق الخوف وهي تترك الصحون و تجلس و هي ما زالت صامته..! °
سيجن من تصرفها الغريب عليها، فهي تسبب ازعاج وحياه اينما تحل/قولي وش عندك؟ من رجعتي من اهلك و انتي كذا..
تنهدت وهي تنظر إلى أي شيء عداه/مادري وش اقول، او من وين أبدأ
كتّف يديه بإنتظارها/سمي بالله و تكلمي بلا لف و لا دوران بخاطرك شيء قوليه
قررت الحديث وهي تنظر إليه/رحت المستشفى و سويت تحاليل و فحوصات.. يعني علشان تأخر الحمل
استنكر حديثها ليقاطعها/مجنونه!! هند ما صار لنا وقت متزوجين، من قالك انك متأخره بالحمل!!
قاطعته بهدوء/أنا ابي احمل، كنت انتظر كل شهر، قول عني مجنونه بس هذي رغبتي يا عبدالرحمن
فرد يديه على الطاوله وهو يستنطقها/و من قال ماهي رغبتي، بس تونا بدري لا تضغطين على نفسك بالتفكير بشيء في علم الغيب.
تحدثت بألم ينتزع روحها/ماكان عندي صبر وش اسوي؟
هدأ وهو يسمع تعثر نبرتها/ايوه وش نتايج هالتحاليل، ان شاء تطمنتي؟
حاولت ان لا تسقط دمعتها و لكنها عاندتها و انهمرت/عبدالرحمن أنا ما اقدر أكون أم... فرص حملي ظ،ظ % يعني مستحيل..
لم يجد رداً مناسباً، في الحقيقه لم يعلم أن صدمت خبر كهذا مزلزله و تضع العقل على الكف، هذا الخبر يعني الكثير...
لاحظت صمته يطول و ملامح وجهه تتغير وعينيه تسقط في الفراغ بينهما، ستجن من صمته هذا، تريد ان تعرف ما يجول بداخله من أفكار لعينه هذه اللحظه/أشوفك سكتت؟!..
ابتسم لها بشكل يبدو ثقيل و مصطنع/ما انتهت الدنيا يا هند، انتي بخير و هذا المهم عندي، لا تشغلين بالك شيء
تعرف انه يواسيها فقط/يعني تقدر تستغني عن الأبوه و الأطفال علشاني؟!...
أجار ناظريه للجهه الأخرى، هي حقاً تصعّب الأمور عليه ليلتفت إليها مجدداً/هند خلينا مانتكلم بهالموضوع هاللحين يا قلبي، وروحي جيبي لنا شاهي نشربه عند التلفزبون
اتسعت عينيها من محاولته التملص/يعني متى تبي نتكلم فيه يا عبدالرحمن؟ مابي توجع قلبي بعدين بالتخلي، إذا ناوي تتركني فاتركني من هاللحين لا تلف و لا تدور.
وقف غاضباً من حديثها المستفز/هند!!! خلااااص
وقفت تريد ان ترد ولكنه تركها وخرج غاضباً لتلحق به و لكنه اغلق الباب خلفه..، لا تدري بعد ماذا ينوي فعله، فكرة أنه من الممكن ان يتركها من أجل طفل لا تستطيع ان تمنحه له تقتلها من وريدها للوريد، الحياه بهذا النزاع العاطفي صعبه، تنهدت وهي ترفع رأسها للأعلى/يا رب لا تعلّق قلبي بما ليس لي فيه أمل.
مضى يومان على الأحداث السابقه..،
اليوم هو الخميس.. إستيقظت باكراً كعادتها منذ أن اصبحت أماً، انتهت من عملها الروتيني مع اطفالها و تركتهم اماكنهم يلعبون، سلمان يزحف و يحاول أن يلتقط ما بيد أخته، هذه تطور حركي جديد!
لم تستطيع ان تصبر اكثر لتنادي قاسي/قاااسي تعاال شووف
اقبل مستعجلاً، ظن ان مكروهاً أصاب احدهم/وش فيه؟
أشرت لسلمان/شوف ترى راح لأخته زحف يبي ياخذ لعبتها
ابتسم وهو يراقب ما يحاول فعله، ليلتقط اللعبه و تبكي غنى، انحنى لها و حملها/افاا افاا لا وانا ابوك اختك لا تبكيها
اتسعت عينيها بإبتسامة دهشه/يمممه منها سكتت يوم شلتها بحضنك و نست لعبتها!!
ضحك/شايفه يا غنى امك تغار منك،
رفعت حاجبها وهي تتخصر/لا والله، قوولي وين رايح من صبح، اشوفك لابس بدلة الجيش؟!
انزل ابنته واعطاها لعبتها وهو يعتدل واقف ليرد عليها/رايح وزارة الدفاع، جايتني دعوه تعرفين بقابل الأمير مع بعض الزملاء..
ابتسمت بفخر وهي تتذكر شكله حينما عاد من الجبهه، و* منظره ببدلة الجيش/تصدق اشتقت اشوفك بالبدله، سينيور اوفيسيال
ابتسم لبريق عينيها مع ابتسامتها/وانا اشتقت اشوفك بالشورت
ضحكت وهي تقترب منه و ترتب اسمه و تثبت العلم جيداً مكانه، استنشقت عطره الممزوج به/صايره اشتاق لك و احبك اكثر من أول، الله يستر!
ابتسم من آخر جمله/ليه طيب
داعبت لحيته وهي تجيبه بدلعها المعهود و تريح رأسها على صدره/شكلي كبرت صدق
ضحك وهو يمسح على شعرها ثم رفع وجهها إليه/انتي رايقه اليوم وانا مشغول يا بنت، خليني امشي خوياي جايين ياخذوني معهم
تذكرت تلك المكالمه و الموعد، اليوم الخميس/طيب متى بترجع؟
تذكر أمراً مهما/ايه قبل لا أنسى، خذي الشغاله و جهزي غرفة اختي ساره،و رتبيها
استغربت/ساره بتجي؟ تو مكلمه خالتي و ما قالت لها!!
لم يخبرها بشيء وهو الآن سيتأخر/اللي بتجي ماهي اختي ساره... ولا حتى مدى
تذكرت تلك المكالمه/اهااا من هي اجل؟
تأفف فهو لم يخبرها بشيء نسي تماماً/تذكرين الأبل اللي وديتك لها؟
يستحيل ان تنسى تلك الذكريات/ايه يوم تخرشني عندها بس وش دخلها بموضوع البنت، قووولي من تبي تجيبها ببيتي يا قاسي؟
ابتسم وهو يراها تقترب وتهدد/الابل لرفيقي مسلط وهو له اخت من...
قاطعته وهي تقفز لتشد ياقته بقوه وتتحول إلى قطه غاضبه/ايييه و تقولها قدامي عااادي!!!
ابتسم/يا بنت الحلال روقي، كنت بقولك بس نسيت
شعرت بحرارة الدمع في عينيها/بتتزوج وحده غيري يا قاسي!! ما امداااك حتى حسبي على عدوك!!
ضحك وهو يضع يديه على خصرها و يرفعها لمستوى طوله، و دموعها المنهمر تبلل وجهها/يبنت الحلال تعوذي من ابليس، اخت مسلط بزرر عمرها ٧ سنوات و الرجال امه بتسوي عمليه و البنت مايصير تقعد لحالها مع الشغاله يخافون عليها.
هدأت قليلاً لم تصدق انها كانت تعيش على اعصابها الأيام الماضيه عانقته بتملك وهي صامته، تريد نزع كل خوف زرع داخلها وكل غيره كادت أن تحرقها، آه ما اقبح شعور الغيره.
لاحظها تستكين متشبثه به/نمتي؟
ابتعدت عن صدره قليلاً وهي ترفع ناظريها له/سمعت مكالمتك مع مسلط قبل كم يوم وخفت، مادري شصارلي،
فهم ماتعنيه ليبتسم/يالخبله وش ظنيتي؟
لم تستطيع تخيل ما كانت تشك به، لتترك يديه و تتراجع قليلاً/ولا شيء.
امسك بيدها/لحظه بقولك شيء،
استغربت/وشو؟
اتجه الى الطاولة الصغيره التي بجانب كرسي الاسترخاء ليأخذ الملف الذي عليها و يقدمه لها/هذا ملف فيه مجموعة Cv لمربيات ومعهم صورهم، اختاري وحده نجيبها ترى المكتب اعرفه و مضمون
استغربت لم تتوقع انه يفكر بهم/وش جنسياتهم؟
رفع حاجبه/وش لك اهم شيء وحده تهتم فيهم وبس يعني مالها شغل غيرهم، انتي وراك دراسه بالجامعه بتاخذ كل وقتك والا نسيتي
ابتسمت له/حبيبي مشكور، كنت افكر بهالموضوع من فتره، و ناويه اقولك تقدم لمربيه بس مو من اسيويه، يعني
تكتف/ومن وين تقترحين نجيب؟
بنفس ابتسامتها/اسبانيه، اعرفها عمرها 44سنه و لغتها الانجليزيه ممتازه
اشار بيديه وهو ينوي الخروج/لا معليش اسبانيه لا تفكرين فيها حتى
لم تعجبها تلك النبره لتتخصر/ليه بالله وش فيها الأسبانيه سينيور اوفيسيال؟؟
ابتسم ليلتفت إليها/كفايه علي وحده يا قلبي،
رفعت حاجبها/اضحك علي بكلمتين، لعلمك المربيه مالها شغل بفرانشيسكا ابداً* يعني إذا كنت خايف
اختفت ابتسامته تدريجياً فهي تجحد أمها/ترى فرانشيسكا أمك.
تذكرت مافعلته بها قبل ان تفعله بطفلها، ولكن لن تنشر غسيلها امام زوجها يكفيه ما يعرفه عنها/تركي راح ضحيتها و ولدي كان بيلحقه علشان تضغط على اهلي، تتوقع بنسى؟!
تحزنه تلك النبره المخذوله منها/بس تظل أمك
بحزن/قتلت تركي، واقسم ان تركي الله يرحمه كان يخاف علي وعلى عيالي اكثر منها، يكفي تضحيته، كلما اضم سلمان ادعي له بالجنه و الرحمه.
يؤيدها بقوه، هو أيضاً انه تركي من فقد آخر بعد خالد/الله يرحمه، تركي بذكره لين اموت
ابتسمت وهي تشير للباب/ترى تأخرت على موعك و انا اخذتك بالسوالف
طبع قبلته على خدها و خرج/سلاام.. سوي الغرفه اللي قلتلك
بإبتسامه عريضه/اكييد يا قلبي اكيد
.
.
.
منذ الصباح تشعر أنها ليست بخير و لكن لن تثير أي ريبه* حولها يجب ان يهتم الجميع بزواج ليال فقط،..
خرجت من غرفتها وهي تتلقى إتصالاً من المصممه تخبرها أنها ارسلت موظفاتها بالفستان الذي اختارته ليال،.. رآها أدهم وهو يهم بالدخول تضع يدها أسفل بطنها و تبدو يدها مشدوده و كأنها تتألم، انتظرها حتى انتهت من مكالمتها/ابو ساره! يا بنت فيك شيء؟
ارتعبت حقاً لم تنتبه لدخوله/بسم الله متى دخلت
تأكد له ما يشك به/أجل منتي بخير اكيد انا دخلت وانتي تكلمين،
مسحت جبينها/مانتبهت لك والله، رجعت بدري!
نزع شماغه و جلس وهو ينظر إليها/برتاح شوي ناسيه الزواج بكرا و انا اللي قلت لوليد ان زواج اختي علي انا و لا نبي منه شيء، المهم ارتاحي انتي والله مبين تعبانه
ابتسمت لتفاعله مع الكل رغم انشغاله/اللي سويت مع ليال عين الصواب، لكن وش مصير زواج صار بهالشكل؟!
تنهد وهو يتذكر وليد بحرقه لم يعهدها، أصلاً كل شيء صار يثقل قلبه، وليد رفيق وحدته في الأيام الخوالي، حتى أنه فقد قدرته على إبداء أي مشاعر غير أنه صار يبكي في الخفاء.. وذلك ما لم يحدث معه منذ صار رجلاً...
استغربت صمته المفاجئ/أدهم شفيك سرحت بعيد!
وقف وهو يفتح ازرار ثوبه و يدخل كنوع من الهرب/انا باخذ دش و اغير ثيابي و بطلع اشوف القاعه و ترتيبات بكرا..
هزت رأسها وهي ترى تهرّبه الواضح، ماذا يخفي هذه المرّه، لمحت بريقاً أوجعها وميضه في عينيه، يالله ماذا يخفي هذا الرجل من وجع داخله؟!
قررت الخروج وهي تحمد الله ان جماعة لندن اعتذروا عن العزيمه بعدما دعتهم لزواج ليال.. هكذا أفضل.. خيراً فعلوا، هذه الأيام لا تتحمل ضغوطاً اخرى يكفيها انفعالات ليال...،
.
.
.
جلست بالقرب من نافذتها المفتوحه يداعب وجهها النسيم و تراقب غيوم السماء، لعلها ستمطر قريباً.. تتمنى ان تشاهد البرق يشق السماء و ان تصم مسامعها أصوات الرعد، داخلها شعور يذيبها رعباً هواجس مخيفه تنمو و لا تدري لها نهاية..
الرياح حركت باب غرفتها المفتوح لينغلق من تلقاء نفسه، لتلتفت إليه مرعوبه و تصرخ، إتجهت إليه تحاول فتحه و لكنها لا تستطيع ذلك شعرت و كأن ذراعاها يذوبان و غير قادران على الحركه!! لتطلب النجده و تصرخ بجنون وتسمع تلك الأصوات التي كانت تسمعها في ذلك المنزل المهجور/افتحوا الباااب
فتحت الباب غريبه لترى مريم تتشبث بنفسها خلفه/بسم الله عليك، مريم شفييك والله ماهي حااله!! يا قلبي انا معك
تشبثت بها وهي تضمها بقوه و ترتجف باتت تموت كل يوم و تُخفي ذلك ما استطاعت عن غريبه/تسكر الباب... تقفل من حاله.. خفت يا غريبه... مت خوف
صارت تصرفاتها زائده عن الحد و باتت تخاف عليها حقاً/مريووم، ناظري فيني، تكلمي انتي بخير؟!
شعرت بالرعب للحظات ثم هدأت و هي ترى الوجه الذي يريحها بملامحه/غريبه انا اسفه، و ربي بس غصب عني
ساعدتها على الوقوف وهي تبتسم لها، تعرف أنها تصاب بحالات هلع حينما تغلق ابواب الغرف/ماعليك كل شيء بيتغير مع الوقت..
انتبهت لما ترتديه لتبتسم وهي تمسح دموعها/ما شاء الله الفستان طلع يجنن عليك
ابتسمت وهي تستدير حول نفسها/من جد؟!
اتسعت ابتسامتها وهي تتخيل كيف ستبدو عليه في الغد/الميك اب خليه علي
ضحكت/طبعاً عليك، انا ما اعرف فيه و لاشيء و بعمري ماحطيت غير الارواج
هزت رأسها/وااضح اصلاً علشان كذا بشرتك مرايه ما شاء الله.. عموما راح نشتغل على العين و شغله بسيطه
نفضت شعرها، كانت تريد تشتيت تفكيرها بالهلع/وشعري؟ لازم ارفعه صح؟
ظلت تتأملها قليلاً و تفكر كيف ستبدو عليه/لا ما يصلح نرفعه بلف اطرافه بفير و بنرفعه شوي من هنا و بتطلعين نااايسس
بحماس/اوكي ألبسي فستانك خليني اشوفه عليك ترى ماشفتك تقوسينه حتى!
بتردد/احس ودي اطلع
استغربت/لا لا ماهو بكيفك بنروح كلنا، مريم لا تزعليني منك، متى آخر مره طلعتي من البيت
تنهدت/طيب خلاص بروح معك لا تزعلين.
أشارت بيدها/انا طالعه لغرفتي، ألبسي فستانك بسرعه و تعالي وريني بلا مماطله، طيب؟
ابتسمت بخفوت/طيب.
رأتها تخرج لتتنهد، وهي تحاول ان تقاوم صراعها الداخلي قدر المستطاع، الله وحده يعلم ما يضطرب داخلها و يجعل الحياه بعينيها معركة وجود حقيقيه و متاهه مخيفه..،
.
.
.
وقفت تختال بفستانها، أمام المرآتين الواقفتين أمامها، لا تصدق أنها ستقيم غداً بنفسها إحتفالاً بالوهم الذي استهزئ بها و جعل منها غبيه، ستعلن إرتباطها به بشكل يبدو ظاهره فخم جداً كما وعدت نفسها ان يكون و لكنه بقرارة نفسها يبدو هزلي للغايه بعد ان تقطعت كل سبل الوصل بينهما..!
أي شيءتوقعته ماعدا هذه النهايه المأساويه للطريق الذي دفعها له قلبها،
لمحت دخول الشموس لتتبسم لها حتى تشتت كل حزنها/شرايك؟ مضبوط صح!
نظرت مطولاً وهي تتكئ و تتكتف على الباب، صامته، ما يحدث أمامها تمثيليه هزليه مُجبره على حضورها/...
تخصرت/شفيك بعد؟ مو قلنا خلصنا القصه
تركت الوقوف مكانها و راحت تتفقد التجهيزات، تكلفت كثيراً ليال، كانت ترتب لهذا اليوم منذ فتره ليست بالقصيره، لا تستطيع تخيل مدى قوة أختها المجنونه هذي نظرت مطولاً بالقرطين الذي قررت ان ترتديهما غداً، تتذكر جيداً ذلك اليوم الذي قدمه لها والدها حينما عادت من ألمانيا بعد انتهاء دراستها، كانت البنت الأولى في العائله التي كسرت القاعده و سافرت وحدها لإكمال دراستها..، كان والدها يخبرها أن ليال لا يستطيع أحد ان يقدر عليها.. قالها بثقه وهو يبتسم..* كانت كذلك حتى ارتبطت بأحدهم..
تنهدت وهي تعود وتلتفت إلى ليال التي تراقبها مبتسمه/ما قلتي متى بترجعين
رفعت كتفيها للأعلى/للآن ما فكرت والله، لكن ماراح اطول يعني، هو بيسافر لألمانيا
ليست واثقه مما سيحدث لاحقاً/بتسافرين معه و إلا بترجعين البيت
بإبتسامه/سفر ومعه ؟ لااا طبعاً.
بوجه خال من التعابير/وش ناويه عليه انتِ؟
تذكرت لتسألها بإهتمام/وصلت أليسا؟ نسيت اسأل المنظم
تأففت/انتي من جدك لياال؟!! بلا استهبال للآن متكلفه فوق المليون على زواج ماتبينه
إتسعت ابتسامتها وهي تعود للمرآه/كيفي بعدين سواءاً أبيه أو ما أبيه، بنظر الناس هو زواج ليال المناع
تكتفت مجدداً وهي ترفع حاجبها/مو على أساس الناس ماتهمك
هذه الشموس لا تنكفئ عن نبش الألم/الشموس انا طاوعتك و قبلت بالزواج، فلا تنكدين علي هاللحين يرحم والديك
تأففت بتعب/ان شاء الله تحضر عمتي لولوه بدري وتستقبل معنا، احس بإرهاق و انا ما سويت شيء.
عادت لتسألها مجدداً/طيب ما قلتي وصلت إليسا؟
صغرت عينيها بنطقت بكوميديا سوداء/اي تو وصلت و بخليها تغني لك مصدومه و عكس اللي شايفينها.. يعني علشان يكون كل شيء على اصوله
ضحكت من قلبها وهي ترى الشموس تستهزئ بتعبيراتها و تنتقد ما ستقوم به لتبادلها الحديث و تخبرها بما رتبته بما أنها تعرف بكامل أسرار علاقتها بوليد.
.
.
.
في منزل آخر...،
دخلت المجلس ذو الطراز العربي وضعت القهوه أمامه، لتجلس و تسكب له فنجاناً و تقدمه له/سَّم ياعزوتي
ابتسم وهو يأخذ الفنجان/سم الله عدوك، شلونك هوازن بشريني عنك
بإبتسامتها/تمام اللهم لك الحمد، لولا انك قاطع اختك الوحيده
تنهد/والله وانا اخوك ودي اجيك دايم بس عاد استحي من زوجك واهله، مع ذلك مقصر والله معك
قدمت له طبق الحلى و ملعقته/مايجي منك قصور المهم بشرني انت عنك، كيف امورك مع الشموس
اخذ ملعقه من الحلى وهو يبتسم/ما شاء الله لذيذ، وش اسمه خلني اقول للشموس تسويه لي
ضحكت/فيه العافيه، متى مابغيت تعال و ابشر اسويه لك،
ترك الملعقه وهو يسأل/ماتقصرين الا وين مهند؟ وراه مايجي يتقهوى
نظرت لساعتها/قال جاي بالطريق،
لحظات ليرن هاتفها وتبتسم/هذا هو يتصل.. هلا مهند.. طيب طيب،، لا خلاص بدخل
استغرب وهو يراها تقف بعدما اغلقت الهاتف/ووين هوازن اقعدي والله ماتجيبين غير هالصحون حلفت يابنت انا جاي ابي سوالفك ماهو اكلك يالغاليه
ابتسمت/حبيييبي أدهم،وش اسوي مهند عند الباب ومعه واحد اسمه سيف و يبونك.. اشوفك بكرا
استغرب سيف معه في المؤسسه لماذا الآن يبحث عنه..
لحظات ليدخل مهند و معه سيف ليقف يسلم/الله حيهم..
.
.
.
دخلت وهي تتبسم بعد اللقاءالقصير بأخيها يكفيها منه انه لا ينساها وسط زحمة اعماله و يأتي ليحتسي معها فنجان قهوه، وجوده و و اهتمامه يشعرانها بالأمان و ذاك يكفيها..،
رأتها فاتن تعود باكراً و تجلس معهم/غريبه راح أدهم بدري هالمره
ارتاحت في جلستها وهي تتلقف طفلها/ما راح.. مهند جاء* ومعه رجال و اضطريت اترك لهم المجلس
ترددت في السؤال قبل حضور والدتها/اقول هوازن!
استغربت نبرتها التي تغيرت/قولي..
ترددت ولكنها قررت ان تسأل/نايف ولد عمك تزوج والا بعده!.
استغربت السؤال ومناسبته/متزوج وزوجته حامل بعد.. وبعدين تراه صغير يدوب24
تغيرت ملامح وجهها والتزمت صمتها بعد حضور والدتها..،
سألتها هوازن بإهتمام/شلونك خالتي اليوم؟ ان شاء الله احسن من امس؟
ابتسمت لها فهي تسهر عندها احياناً و تهتم بها اكثر من فاتن البارده/بخير يا بنتي الحمدلله
فرحت/يعني يمديك تحضرين زواج ليال بنت عمي بكرا؟
استغربت/بنت عمك بتتزوج و ما طرى ببالك تعزميني؟!!!
بإبتسامه/لا تشرهين، شفت خالتي ام مهند تعبانه قلت لها و ما أكدت لي* ليه اقولك و خالتي ماعطتني موافقه!!
ام مهند/هوازن صادقه.. اي يا هوازن يمه بحضر العرس و عسى ربي يوفق بنت عمك
فرحت بتلك الدعوه/امين
اشتعلت غيظاً مناسبات لكبار التجار و الطبقه الارستقراطيه لا يجب ان تفوتها/وين زواجهم اي قاعه
لم تعد تعجبها تصرفات فاتن، ماهذا لبست اول و لا آخر مطلقه، تشعرها و كأن الحياه بلا زواج كارثه، هي كانت مطلقه ولم تفعل ما فعلته/بالترتز
اتسعت عينيها بدهشه/الله، مو غالي!
ابتسمت وهي تقف/خالتي بروح اسوي لنا شاهي، تبين شيء غيره اسويه معه؟
ابتسمت لتصرفها/لا يا بنتي مشكوره
.
.
.
استغرب أدهم كل ما تحدث عنه سيف المجنون/انت متى امداك تجمع كل هالمعلومات؟ و كيف عرفت بالسالفه
مهند/حتى انا جاني فضول!! معلوماتك يبي لهااذن قانوني كيف وصلت لها؟
سيف بحماس/ماعليكم دبرت لي واسطه عند موظف الارشيف و عرفت انه بيووم ولادة غريبه اللي هو 25/2 انولد خمس أولاد و سبع بنات و حدثت وفاة لأحد المواليد. خلال ٢٤ ساعه... بس ماقدرت استفسر اكثر عن العايلات و لا الأسماء.
إلتفت أدهم لمهند/يعني اذا توفي بنت معناته البحث محصور بالست بنات الباقيات.. هانت
مهند بحس قانوني كونه ممارس للمحاماه/شباب لازم نفتح قضيه علشان نقدر نطلع أذونات قانونيه للبحث في ارشيف المستشفى
أدهم باهتمام/هذي شغلتك انت و انا بكلم غريبه تعطيك توكيل لأن الموضوع يخصها
سيف/أدهم البنت للحين ماتدري أننا نبحث وراء اهلها، و ماندري كيف ردة فعلها اذا قلنا اننا قربنا نلقاهم
أدهم بهدوء/ ومن قال أننا قربنا نلقاهم؟! يمكن حتى تكون مالها اهل بالأساس و تكون لقيطه و تم تدبير الموضوع مع حدى الممرضات وقتها للتخلص منها،
خاف جداً/هاه وش تقول انت؟
أدهم لاحظ هاتفه يرن و لكنه تجاهله فالموضوع مهم/أنا قاعد احط قدامي كل الإحتمالات و احتمال انها لقيطه وارد جداً.. انتهي من زواج بنت عمي و اتفرغ لموضوعها ان شاء الله طبعاً ما نستغني عن فزعاتك يا سيف، يعني ماخذيت الموضوع شخصي بعدما رفضت الزواج..
مهند بإبتسامه/الزواج قسمه و نصيب أما سيف خوي و مايلحقه كلام.
أدهم يؤيده و لكن أراد ممازحته هو يعرف تماماً جرح الرفض من فتاة، لن ينسى رفض الشموس له في البدايه كان ذلك جارحاً و مستفزاً/يا رجل مدح الرجال في وجهه مسبه ماعليك منه،
هز رأسه مبتسماً/ايييه طقطقوا الله يسامحك يابو راكان..،
ربت على كتفه وهو يضحك/ماعليك الا العااافيه
ظل يجاملهم و لا يعلم لماذا إنهار داخله شيء اثقل أضلاعه! هو يعيش على أمل أن يساعدها في العثور على أهلها، لن يستطيع ان يراها هكذا طوال العمر بعيده ووحيده يساعدها الغرباء ومستعصمه عنه..!
.
.
.
عاد من الخارج متأخراً وهو يحمل ثيابه الجديده و شماغه والبشت الذي اشتراه خصيصاً لزواجه في الغد.. يعرف أنه مقدم على الخطوة الأصعب في طريق الانفصال عن من سكنت قلبه و جالت في إنحناءات ضلوعه و تعلقت بها الروح..، ليس سهلاً أبداً ان يجعلها تنبذه، ليس سهلاً..
شعر بالهدوء في اركان المنزل، لا صوت فرهاد أبن رشا و لا بتال ابن عزه.. بالعاده يسهران و يزعجان المنزل..!
إتجه إلى غرفته يريد ان ينام فغداً يوم طويل جداً، لاحظ غرفته ليست كما تركها صباحاً تمت إضافة بعض الإكسسوارات و تغيير مفرش السرير والمكان صار يعج بأجمل العطور!!! إتجه الى الخزانه ليرى اشيائه قد تمت إزالة معظمها...!!
علق ثيابه و خرج غاضباً ينادي/عزززه!!! رشااا تعاالوا
لحظات لتخرج له عزه و تلحق بها رشا المتفاجئه بملامح الغضب تلك التي على وجهه/خير وليد شفيييك!!!
أشار بأصبعه على غرفته/لييه حوستوا غرفتي؟ من سمح لك انتي وياها تدخلوونها!!!
ضحكت عزه/نعم ما سمعت؟؟ حبيبي انا وعزه رتبناها ما حوسناها، ثاني شيء المفروض تفرح وتشكرنا مو تزعل وتصرخ،
اكملت رشا/وليييد وش هالغرفه المنكوبه هذي كنت ناوي تدخل ليال بهالمكان؟ ياخي اعقل و استح مستحييل اشوف لك غرفه مرتبه ابدا
بغضبه المستمر/ماهو شغلك انتي وياها بعدين من وداكم للسوق و جابكم
تخصرت رشا وهي ترفع حاجبها/الله يخلي لنا النت و التسوق الألكتروني كل شيء طالبينه من اسبوع و انت نااايم ما طرى عليك تسوي شيء احمد ربك ان عندك خوات مثلنا
تركهن غاضباً و خرج من المكان، صار لا يمثله و لا يريحه، نزل وهو يتجه للمجلس/رايح انام بالمجلس احسن لي من مهزلتكم هذي
حزنت عزه/يا عمري وليد كنت حاسه انه بيتضايق من الترتيب، ياليت ماتلقفنا يا رشا
نهرتها بغضب/حبيبتي اخوك كل شيء مزعله هالايام و يبيها من الله، ، بعدين العروس بتجي هنا وين يحطها؟، يا فضيحتنا والله بدال ما يغير اثاث الغرفه يزعل ليه نرتبها خليه يولي بس.. آهههخ يا ليال آخخ..
تنهدت عزه/من جد و الله..
.
.
.
لا شيء يبقى كما هو داخلنا الكثير من الأشياء تغيرت؛ كل شيء يجعلنا نتغير الفقد، الحزن، الخذلان، كلها أشياء تجعلنا نخوض حرباً في أعماقنا و نعيد تفكيرنا مجدداً و نغير قناعات ،..
الليله، آن للدموع ان تسيل بلا خجل...لتمحو معها آثار* الذكريات الموجعه، يقال أن بعض الدموع دواء..!
هذا الحفل الكبير، البهرجه، الموسيقى... وأنا و هو الكذبه العظمى...
لا شيء يعادل سعادة الحضور في هذه الليله التي يقال عنها المجانين أثنين..!
إنها النهاية.. لبداية حياة تعثرت قبل أن تبدأ بشكل رسمي حتى الآن..
،
في غرفة العروس..،
تسمع احاديثهن و ترى وقوف هوازن و الشموس هنالك يلتقطان صوره للسيليفي معاً
حاولت جاهده ان تقف و تمتر الغرفه ذهاباً و إياباً... تشعر أنها عالقه في هذا الفستان للأبد/بنات تعالوا ساعدوني
ضحكت هوازن/خليك جالسه وراك ليله طويله.
تأففت/هوازن اطلعي برا انتي ومرت اخوك
الشموس/من الصبح واقفين معك و هاللحين بتطردينا!!
هوازن وهي تكتم ضحكتها/ماعليه بتعذر منا بعدين.
رن هاتف الشموس لترى اسم نايف/يلا هذا نايف جاء للزفه...
هوزان/يلا أنا بطلع لعماتي برا..
.
.
.
حضرت أخيراً بصحبة هند الصامته وعينيها تتنقل بين الحضور لتلفتها إبتسامة نيفادا... تبدو فاتنه جداً هذه المره، شعرها صار طوله ملفت و هي تبدو سيده انيقه جداً، لم تتوقع ان ترى يوماً فيه نيفادا بصورتها الأنثويه المتكامله كالليله!!
سلمت عليها بحراره/هلا بمرت اخووي
بادلتها الإبتسامات/هلابك، يا بنت ماعرفتك بهالفستان و الميكب!!
غمزت لها/احاااول يا شهد اصير مثلك بنت عرب
ضحكت هند/وتززعل اذا قلنا اسبانيه!
ضحكت بدورها/هلا هند، اقابلك بعد العرس و نتفاهم* Bien؟
هند/ههه ان شااء الله تنسين
امسكت بيدها/تعااالي انتي مكانك هنااك لا تنسين، الناس تسأل عنك يا مرت نايف
ترددت ولكن ستذهب لا بأس هي حفله وليله واحده. مشت هند برفقتها وهي تكتم إبتساماتها على* تغير ملامح شهد.
.
.
.
.
من جهة أخرى تقف رشا بصحة عزه/قهر اخوك ما عزم حتى ازواج خواته! قبل شوي الشموس تسأل اذ بيجي احد من طرفنا ماعرفت شلون اقول اننا ماوزعنا البطاقات
عزه بضيق/اسكتي احسني مخنوقه و متفشله من ليال..
ام وليد الجالسه هنالك بسعاده/وين الطقاقات شدعوه مافيه غير هاللي ماسكه البلوه هذي و مزعجتنا
رشا كتمت ضحكتها/يمه هاللحين البيانو مزعج و طيران* الطقاقات لا!!
ام وليد/هذي حلات زواجاتنا لا تسبين عاد، الله يصلح وليد قلت له خلنا نسوي عرسك بالقصيم و رفض
عادت رشا لتصمت وهي ترى قدوم إحداهن لعزه!!
وقفت عزه بعد رؤية غريبه/غريبه!
سلمت عليها/حي الله ام بتال مبروك زواج اخوك
بابتسامه/الله يبارك فيك، عقبالك ما شاء الله وش هالزين؟ طالعه تاخذين العقل الليله
خجلتوهي تشير للتي بجانبها/هذي اكيد خالتي ام وليد، شلونك خالتي؟
فرحت بمبادرتها وتقبيلها لرأسها/بخير يا بنتي ما شاء الله
غريبه/مبروك زواج وليد.. عقبال تفرحين بعياله
اتسعت ابتسامتها/الله يبارك فيك و يرضى عليك... عقبالك انتي
لمحت احداهن تنظر إليها كمن تعرفها، عينيها لم تسقط عنها حتى تذكرتها لتقرر الذهاب إليها بعدما سلمت على رشا/عن اذنكم يا جماعه شوي
ام وليد و هي تراقب ذهابها/اذنك معك،، عزه من هالحليوه هذي؟
عزه/هذي زميلتي بالعمل يمه.
.
..
.
.
.
.
ضلت ممسكه ليدها حتى بعد السلام، تشعر براحه وهي ترى وجهها الذي يدعو للسلام بداخلها، و كأن عينيها ترتل الأيات لا ترسل نظرات/ما شاء الله ماتوقعت اشوفك هنا يا بنتي
غريبه/حتى انا يا خاله، انتي من قرايب العروس
ام آدم/لا والله لا هذول و لا هذول.. انا جايه مع اختي أم سيّار عازمتها الشموس كانت جارتها
اتسعت ابتسامتها/اجل يا محاسن الصدف، وين خالتي ام هتان وشلون ولدها عساه احسن
بسعاده/الحمدلله احسن، انتي شلونك هاللحين؟كنتي تعبانه
رفعت يدها لشعرها وهي تبعد خصلات عن كتفها وما زالت تستغرب تشبث هذه السيده بيديها/تمام الحمدلله..
.
.
.
على طاوله أخرى تجلس بجوار والدتها و ساقيها احداهن على الأخرى تنظر للحفلة بعين غاضبه، لم تشأ الحضور لولا ان والدتها أرغمتها،..
نظرت لساعتها بتملل و ترفع رأسها لترى احداهن تقدم نزول إليسا على المسرح.. وتشعل الليله..
لترى تفاعل الحضور معها.. لحظات لترى تغيّر الإضاءات
كل شيء في هذه القاعه يبدو فخماً و انيقاً، سبق و ان حضرت هنا إيفنتات.. ولكن التجهيز الليله على اعلى مستوى..
نظرت لهاتفها فهو اخبرها ان هنالك مفاجأه ستحبها..
لحظات لتأتي إحدى المضيفات بلباس يختلف عن رفيقاتها بإبتسامه تتسع وتقدم لها طبقاً..مغطى!/وش هذا؟
المضيفه/اتز فوور يو..
تركتها تضعه أمامها ثم رحلت.. لتفتحه وتجد علبه صغيره فتحتها لتجد خاتماً تزينه ألماسه ناعمه!!! لم تصدق اخذته في غفله من والدتها المستمتعه بالحفل.. أما هي للتو بدأت متعتها، لا أحد سيهديها الخاتم سواه بالتأكيد..
.
.
.
نظرت لساعتها وهي تفتقد لطفلها الذي أصر أدهم على أخذه، سعيد جداً بأنه يقف بجانبه اليوم وهو يرتدي مثله ثوب و شماغ و تلك الكبكات الانيقه... أستودعتهما الله من كل عين حاسده..،
فرحت بتفاعل شهد معهن رغم الاختلافات، من الجيد ان شهد لديها تلك القدره على الصبر...على كل أنثى ان تكون صبوره لتتحمل حينما توضع تحت ضغوط كهذه.. ولكن شهد لها وضعها الخاص مع مرض السكري، أي ضغط آخر ستكون عواقبه وخيمه، لذلك يجب ان تسايرها و تساندها في هذه المرحله، فهي تحمل طفل نايف وذلك يشفع لها دلالها و حتى حدة أخلاقها..
اقبلت نيفادا من الغرفه وهي تبتسم وتقف للشموس/ قلت لليال تعالي بالزفه لحالك و رفضت الخبله واصرت على نايف يقعد و يزفها رحت اقول لعمتي لولوه
الشموس بإبتسامه تتسع لرؤية حضور عبير اللافت/زين تسوي..
اخيراً وصلت عبير التي كانت ترقص بكل خفه قبل السلام على الشموس التي وضعت يدها على جبينها من تصرفاتها.. ولكنها امسكت بيد الشموس بعدما سلمت عليها لتسحبها للرقص معها/يختي هزززي هذا عرس ليااال
للمرة الأولى تفعلهاان ترقص أمام الملأ في مناسبه/عبير والله ما اخليك
ضحكت وهي تجبرها على الرقص/انا ناذره نذر لارقص بعرس ليال و كم لنا ما فرحنا هاااه
رقصت معها قليلاً لتبدأ بعدها زفة ليال التي تمسك بكف نايف و تدخل توزع إبتسامات على اخواتها و عماتها اللاتي ينتظرونها هنالك على المنصه..
اتسعت ابتسامة نايف وهو يرى نيفادا تشير لعينيه بأن يغضّها مجنونه..!!
وصلت و استقبلتها إليسا بأغنيتها.. لتقف بجانبها قليلا و تغني معها.. لن تترك بنفسها شيئاً الليله، ستحتفل على ركام قلبها المكسور الليله كما حلمت تماماً ان تحتفل مع ذلك الغادر..!!
راقصت أخيها فهو الحبيب الباقي في قلبها حتى تفنى..
همس لها/انتي متأكده ما احد غشك بمشروب كذا و كذا
ضحكت/لا.. بس للسعاده ثماله..
يعرف تماماً أنها لبست سعيده، يرى ذلك في بريق عينيها التي تدعي القوه/الله يسعدك دوم ياليال...
لمحت شهد الواقفه بجانب نيفادا لتطلبهم بنظراتها لنيفادا/هذا انا طلبت لك شهد نااظر و لا تستحي
شعر بالخجل/ليال بطلع ما راح اقعد معك كل الليل،،
فهمت قصدها نيفادا لتمسك بيد شهد و تتقدم لليال/خلينا نسلم عالعروس ونصور معها
شعرت بالحرج و الغضب في آن معاً تعرف تلك الحركات غير أنها تحترم حرصهن على سعادته كأخ لهن..،
سلمت على ليال وهي تبارك لها/مبروك ليال
كان يستغل كل ثانيه وهي تمر أمامه و تسلم تبدو أنيقه جداً و ناعمه جداً بالأسود القصير مع بروز بطنها قليلاً، يارب أي فتنه أسكنتها شفتيها الباسمه تلك..،
رآى ليال تطلبها لتقف بينهما و تلتقط الصور..
اخيراً هي بجانبه لم يتردد في مد يده و الإمساك بأناملها ليحكم قبضته عليها و يضغط على اناملها بخفّه و كأنه بذلك يخبرها بأنه سيتمسك بحبالها حتى و إن هجرته دهراً..،
لعنت شعورها تلك اللحظه و ارتعاشة قلبها و لكنها تمسكت بإبتسامتها رغم المشقّه حتى سحبت أناملها من* قبضته لتذهب بصمتها المدوي..!
لا تعرف لماذا وخزها قلبها اليوم وهي ترى ذلك الانهيار المدوي أمامها في غفلة من الجميع في هذه القاعه..
حتى أنها لم تنتبه حينما اخبرها نايف بأنه ذاهب و سيدخل وليد بعد قليل...،لتنتبه بعدما رأت رشا تتقدم المهنئات بإبابتسامه مرتبكه، تعرف رشا حينما تتورط بشيء.. و لكنها بادلتها الإبتسامه، عليها أن تبتسم هكه وظيفتها الليله ان تكون سعيده..!
°
°
°
وقفت مع والدتها لتبارك للعروس،. و في طريق عودتها لمحت الشموس تتحدث في هاتفها و تخبره أنها* قادمه... لم تحتمل فضولها الذي دفعها لتتبعها في غفلة منهم...تريد ان ترى ما يفعل بأم عينها ما يحدث خلفها..
توقفت في مكان وهي تسمع الشموس تخبره في الهاتفه انها تنتظره في البهو الجانبي كما طلبها..!!!
توقفت تنظر لساعتها و تراه قادماً وهو يمسك براكان الذي يبدو عليه الإرهاق و التعب لتبتسم لجمالهما معاً لن تفرط بهذا الرجل و من تنوي به فقط ستدمرها قبل ان تفعل..!
اقترب منها وهو يبتسم لحبيبته المتسلطه/فيه احد قريب؟
استغربت/لا مافيه.. ليه؟
اقترب حتى كاد ان يلتصق، حاولت الإبتعاد ولكنه ثبتها بخصرها بيد و الأخرى تعبث بشعرها و تثبت وجهها/لحظه لحظه..
خافت فطفلها موجود/أدهم الولد معاده صغير، اذا رجعنا* غرفتنا خذ راحتك
تنهد/الولد فيه النوم، زين اللي خلاني اشوفك، بعدين ترى لها طعم ثاني اللي برا غرفة النوم تدرين؟
رفعت حاجبها وهي تحد نظراتها بإبتسامه/وش يدريني؟ ماجربت
اتسعت إبتسامته/مثل اللي تقول خلنا نجرب!
دفعته بخجل/قليل أدب و..
أخرسها بقُبله...،
كان كل ذلك تحت نظراتها و مسامعها، اللعين ابن اللعينه!!! لن تدعه و شأنه و ستفعل ما لن يرضيه..!!
.
.
.
كان دخوله سريعاً و كأنه فقط دخل ليأخذها و يمشي..!
لم يعجبها تسرعه، لتمسك بيده وهي تبتسم بهدوء و لكنه يحاول ان يلتفت إليها/عالأقل ناظر فيني مجامله! مو معقوله وقاحتك يالخشبي!!
إلتفت إليها بحده خفتت بعد رؤيته إبتسامتها/لا تسبين
بنفس تلك الإبتسامه/بسبك و اشتمك بعد...
شد على كفها و اقترب من إذنها حتى لا يسمع أحد ما سيقوله لها و لكنه عجز عن قول أي شيء، رائحته المسكره التي يعرفها، تلك الرائحه الخاصه بها فقط السحر الذي أفقده عقله ذات مره و مرتين و ثلاث لا ينساها.. يعرفها و يحفظها كما يحفظ كف يده..
ليلامس خدها بقبله سريعه و يبتعد..
تنهدت وهي تلتفت إليه بغضب تخفيه إبتسامات مطاطيه ملت من إرتدائها طوال الليل... مالذي يخطط عليه أيضاً، قد أقسمت أيماناً أنه ستنتقم..!
.
.
.
انتهت الزفه منذ دقائق... كان الجميع يتحدث عن جمالها و اناقته... عن جرأتها الليله و سعادتها الاي نشرتها للجميع.. و مجاملتها لكل من أتى للمباركه...،
إلا هي جلست متنهده متحسره على حظ أختها البائس..!
لاحظت لولوه صمت الشموس طوال الوقت/ام راكان وراها الليله مالها حس
ابتسمت/أبد افكر متى بترجع ليال البيت
ضحكت عبير/حبيبتي انسسي قبل شهرين ثلاثه
كان الجميع سعيد بينما هي تفكر بزواج آخر البنات و بحفله جميله كما أرادت دائماً.. لم يتبقى سوى ابنتها الصغيره اميره... ليال سمراء العائله الفاتنه...
انتبهت لدمعتها نيفادا التي كانت تريد الاتصال بالخادمه، لتذهب و تجلس بجانبها/حبيبتي خاالتي ام روااد!!
حاولت ان تبتسم ولكن دموعها كانت تكذبها..!!!
.
.
.
في سيارتها في طريقها للمنزل..أخرجت هاتفها من حقيبتها و مشهد تقبيله لتلك يثير نيرانها من تحت الرماد..، هل يظن أنها غبيه كزوجته الغبيه؟!!
فتحت ذاكرة السناب وهي تبحث عن الفيديو الذي جمعها به، كانت تريد ان تصور لحظة عانقها وهو يظنها الشموس، لن تنسى ذلك العناق ما حيت... أرسلت له المقطع لتذكره فقط...وهي تكتب تحته "احلى لحظاتنا"
.
.
.
كانت مسترخيه بعد التعب وطفله بجانبها على الكرسي و يضحك مع خالته اميره.. رن هاتفها الآخر في حقيبتها برساله لتفتحه وهي تبتسم، ولكن اختفت إبتسامتها وهي ترى الفيديو، شعرت بحرقة معده لا مثيل لها لتتصل بأدهم/حبيبي تعال اخذني للبيت تعبت..
خالد الفيصل في إحدى القصائد ابتدأ
بـ لا تقول إنّ الليالي فرّقتنا
لا تقول ظروفنا عيّت علينا
وانتهى بـ" يوم ودّك كل شيءٍ في يدينا "
وهذه حقيقه يا سمو الأمير...
.
.
منذ دقائق دخلت برفقته جناحهما الخاص وهي تحاول تهدئة قلبها المتأزم، لم يكن رجلاً عادياً بالنسبة لها، هو الحبيب الذي تجاوزت من أجله العادات و داست على التقاليد، حتى أنها ما زالت ليست نادمه على ما فعلته، لطالما فعلته بحب حينها و مازال قلبها الضعيف يحبه حتى الآن، و لكن رغم كل هذا...،
لا تستطيع فعل شيء لرجل أعلن لها صراحةً بأنها غبيه و أنها ترمي بنفسها عليه!!!
رأته يدخل بعدها و يتجاوزها و يرمي بالبشت الإسود جانباً، ليرفع طرفي شماغه للأعلى و يجلس و يبدو عليه التوتر..!
ظلت واقفه مكانها تنظر للجناح المرتب بشكل يناسب لليلة عرسان طبيعيه..ثم عادت بنظرها لتتفاجئ به يقف أمامها، لا تدري لماذا بردت للحظه، لا ترى بعينيه سوى العاشق الذي تعرفه،مازالت نظراته لها حانيه جداً كما عرفته سابقاً..!
حاول أن يتجلد بالصبر أمام عينيها الراجيه، ليقطع كل محاوله لقلبه ان يخذله/اتوقع انتهى دوري بمسخرتك الليله.
لا تعرف لما شعرت بالسكين تُغرس مجدداً في قلبها بعد جملته هذه، حتى أن صوتها تعثر/حتى لو أنك عدوي ماراح تعاملني كذا يا وليد!
صد عن نظراتها وهو يكمل حديثه بالإنشغال بفرد شماغه و ترتيبها مجدداً على رأسه/صار لازم ينتهي هاللي بينا و نخلص، السالفه طالت و انا دكتور مهم ووقتي ماهو ملكي
إلتمعت عينيها وهي تهز رأسها بإبتسامه/مهم! وين كانت أهمية وقتك و اهميتك و انت تطلبني دقيقة لقاء وحده؟ وينها وانت تساهرني لآخر الليل و تنام على ذراعي؟ ليه ما صار وقتك مهم إلا بعدما اخذت اللي تبيه مني و قضيت؟!..
هو في موقف محرج حقاً، كيف يخبرها أنها مازالت أمنيته و رغبته و لكن حُسم كل شيء، ترك الوقوف و الاستماع لها و هم بالخروج/ما راح أرد عليك، انا طالع
ضحكت وهو يمر بجانبها/اهرب يا جبان، أصلاً هذا اللي انت شاطر فيه، الهرب من كل شي
توقف وهو يلتفت إليها مبتسماً وهي تقف امامه مباشرةً/يجوز مثلما قلتي جبان، لكن عندي مبدأ وهذا انا سويت اللي علي و اعلنت زواجي منك.
لم تحتمل ما قاله لتشده بياقة ثوبه بغضب/دام نيتك الانفصال ليه أصلاً تسوي كذا من البدايه؟ ليه انت نذل؟
ابتسم لها وهو يثبتها بخصرها، يعرف انها عاشقه له حد الثماله/مو قصة نذاله بس الصدق كنتي عاجبتني و أنا رجال ماحب الحرام و انتي بنت قويه محد يقدر يوصلك إلا بالزواج و هذا اللي صار.
شعرت أن قوتها تخونها بهذه اللحظه وهي تشد ياقته، أي إهانة مشاعر تتعرض لها الآن؟، لا تصدق أنه كان يعتبرها تفريغاً لرغبه عابره، ابتلعت ريق الوجع وهي تحاول انهاء هذا الحوار الصقيعي/فهمت.
رآها تتركه و تذهب بخطوات غير متزنه، كادت تتعثر بطرف الأريكه و لكنه سارع للإمساك بها و تثبيتها/لياال انتبهي.
ابعدت يديه عنها بإشمئزاز، وهي تشير للباب بإصبعها/فارقني.
بحركه خفيفه و ذكيه امسك بيدها و ضغط على عروق معصمها ، نبضها ليس طبيعي بل متذبذب، يتضح ذلك على خدرها و برودة أطرافها..!
حاولت سحب يدها منه دون جدوى لتصرخ/ياليتني مت بين يديك بغرفة العمليات كان عالأقل ارحم لي من اللي قاعد تسوي بي، فاارقني..،
ترك يدها فوراً وهو يبتعد، هي ليست بخير هو متأكد من ذلك، لعن نفسه كثيراً هذه اللحظه/خلاص هدي اعصابك، انا طالع، اخذت غرفه جنبك هنا، اي شيء تبينه اتصلي
رأته يخرج ثم وضعت يدها على صدرها تضغط عليه وهي تحاول ان تستسجلب الهواء لرئتيها..
قد ظنت أنها حينما بكته و عاشت حزن هجره كاملاً ظنت ان قلبها قد اغتسل منه بدموعها و لكنه لا زال قابع داخله متشبث بها كالغصه ، مازال حبه يتدفق داخل أوردتها و يثير حزنها.. من قال أن البكاء راحه؟!
شعرت بوخز في صدرها و شيء من الضيق، هي الآن تسمع صوت أنفاسها و كأن أحدهم بجانبها و يلفظ أنفاسه الأخيره..!
لم تكن فكرة هجره لها بتلك السهوله لتتقبلها بصدر رحب ، كانت أصعب من مواجهة مرضها الذي كاد يقتلها يوماً ما.
مشت خطوتين.. شيئاً فشيئاً تمددت مستلقيه على سريرها بالعرض، جسمها ذابل تماماً و عينيها تشخص للأعلى..!
.
.
.
انتهت من أخذ حمامها و ارتدت قميصها الرقيق لتخرج ترتاح بعد جهد ليلة طويله..،
رأته يقف عند سرير راكان و ينظر إليه متأملاً بإبتسامة تغريها للحديث/ما نمت للحين؟!
استدار لها بإبتسامته/انتظرك
ابتسمت وهي تتجه لسريرها و تجلس و تغطي جزءها السفلي/مو عاداتك، توقعت تنام بسرعه بعد تعب اليوم
قفز للسرير وهو يجلس في مكانه بجانبها/صادقه اليوم تعب، لكن عسى الله لا يخيب رجاي
تنهدت وهي تتذكر خسارة ليال لقلبها/الخيبه حصلت، والله يعين
إلتفت إليها بحزن يريد ان يخبرها و لكن تذكر وعده لوليد، لا شيء ينهار في هذه اللحظه سوى وليد و لكنهم لا يعلمون/ها يا قلبي وش عندك؟ انا اسمعك
استغربت/وش عندي يعني؟
ابتسم وهو يراها تطيل النظر لأي شيء عداه/عيونك اللي تتهرب من النظر لوجهي توحي بسوالف واشياء مضايقتك مني، بس قوليها يلا لا تنامين و بقلبك ثقل علي، تكلمي
عجيب كيف عرف انها مثقله بالكثير من الأمور المتعلقه به ، لكنها لا تريد تذكيره بذلك الحضن الذي سبق و اخبرها عنه، إلتفتت إليه و هي تنظر لعينيه لثواني ثم نطقت/مافيه شيء
رفع حاجبه بإبتسامته/اكيد؟!
تنهدت وهي تهز رأسها بالإيجاب بصمت و تهم بوضع رأسها على وسادتها..، لكنه امسك بذراعها...!
أعادها جالسه مكانها/يبنت الحلال فضفضي لا تحبسين شيء بصدرك
قررت أنها لن تفتح تلك السيره أمامه، يجب ان تريح رأسها و رأسه من تلك البنت المتمرده، اقتنعت اخيراً ان أدهم نبيل جداً و لا يمارس معها خبث الرجال ضد النساء/أدهم اتركني انام، ترى و الله مافيني حيل حتى للسوالف.
تركها لتكمل ماتفعله و تضع رأسها على الوساده، ليتحدث براحه/براحتك. تذكرين محمد مدير مكتبي؟.. جاء اليوم يبيني احدد له يوم اروح معه ملكته و زواجه!
ردت وهي تدير ظهرها/محمد يستاهل تروح معه، و يستاهل مباركه مني بعد
بإبتسامته/تدرين منهي خطيبته؟
ابتسمت تعرف انه يريد السهر معها فقط/أدهم شدراني أنا عنهم!!
نطق بتعجب/ريما ما غيرها
لم تصدق اتسعت حدقة عينيها وهي تتخيل الخبر!! وتقلبه في رأسها/الله يستر عليها
يعجبه برودها و الثقل الذي تدّعيه الليله تبدو هادئه جداً/عاد يقول يبيني اروح معه كأخوه الكبير، و اكون جنبه هالليله تخبرين يتيم، و البنت الخبله رفضت الحفله تقول تبي الملكه بيوم العرس و حفله عايليه!
ابتسمت بخبث وهي تفكر بخطه محكمه/حلو حبيبي روح مع محمد تراه يستاهل و انت ادرى بهالشيء.
ظل ينظر الى ظهرها يلفته شعرها الذي بينه و بينها يبدو كثيفاً و ان لم يكن طويلاً كثيراً..ذراعها العاريه على جذعها و تنفسها الهادئ وهي تبادله الحوار بهدوء مرهقه،تفاصيل تذهب به بعيداً، مد يده يداعب شعرها بنعومه/تدرين انه ما يجوز تعطيني قفاك و انا اكلمك كذا؟
شعرت بأنامله تعبث بشعرها فتحركت لتلتف ناحيته بإبتسامه خجوله وهي تراه يجلس مسترخياً بجانبها/آسفه ما قصدت، انا بس ارتاح على يميني خصوصا مع هالحمل.
مد يده لخصلات شعرها التي تحجب عنه بعض وجهها عنه/طيب ابي اطلب منك طلب واحد بس، ولا تقولين تدخل بحياتي و ذاتي، لأن أنا فعلاً اشوفك حياتي و شيء يخصني
رفعت حاجبها/يعني تبي تأمر مو تطلب حضرتك!!
برجاء/لا تقصين شعرك مهما زعلتي مني لا تحطين حرتك فيه و تقصينه.. شعرك ماله ذنب
ابتسمت من طريقته لتشاكسه/بس!! علبالي عندك شيء مهم!! ترى كله شعر ينقص و يطول، حبيبي طلبك مرفوض وش بتسوي؟!
اقترب منها وهو يبتسم بخبث/بتعرفين هاللحين وش بسوي، خلك تندمين و تمشين عدل..
اطلقت ضحكتها وهو يداهمها بشكل عاصف لم تتوقعه..!!
.
.
.
لم يستطيع النوم مذ خرج من عندها، روحه حولها و الأفكار التي تدور برأسه حول حالتها الآن بشعه جداً...،
يعلم أنه آذاها و ربما زاد في الأذى، تمنى لو أنه هجرها بدون كل ذلك الألم.. و لكنها في كلا الحالتين ستتألم، يقسم انه لم يعلم حجم أذاه لها قبل ان يمسك بوريد يدها و يقيس حجم الفوضى التي يعيشها نبض قلبها وهي تحاوره ببكاء مفضوح!
للمرة الأولى يقضي ليلته باكياً بكل ما أوتي من حزن.
كان من المفترض ان تكون هذه الليله أجمل لياليهما مع بعضهما... و لكن لله ما يحدث بينمها من اختبار صعب.
لم يستطيع البقاء مستلقياً اكثر مع تفكيره بها، سيذهب الآن و يطمئن عليها... يشعر أنها ليست بخير..!
فتح باب غرفته متجهاً إليها في الجناح المجاور.. طرق الباب و لكنها لم تجيبه، اتصل بها و لكنها لا ترد!
أخرج الكرت من جيبه و فتح الجناح و اغلقه خلفه ليدخل متوجساً..!
رآها مسجاه على السرير بلباسها الأبيض الفاتن، مطبقة العينين و اهدابها تعانق بعضها بهدوء و تنام بسلام..
اقترب منها لينزع ذلك الحذاء النحيف ذو الكعب العالي من قدمها.. امسك بدقة ساقها و بحذاءها ليتفاجئ ببرودتها.!!
لم يصدق... قفز للسرير وهو يرفع رأسها و يقترب من وجهها و يتحسس يديها و وجهها و عنقها، تبدو كقطعة ثلج!!!
نفضها بقوه وهو يرفع صوته/لياااال صحصحي معي لياال تكفييين
لا ترد،.
رفع يده لرقبتها يتحسس الوريد... ثم ضم وجهها بيديه بصرخه مدويه.. جعلته يسقط من كرسيه الذي غفى عليه وهو يفكر بها...
استوعب أنه يحلم.. ترك مكانه و خرج إليها مستعجلاً...،
°
°
دخل وهو على عجلته ليراها على حالها في الحلم المخيف قبل قليل.. اقترب منها مسرعاً وهو يحاول إيقاظها ليجدها ساخنه جداً بعكس برودتها في الحلم، نبضها غير منتظم وهي لا تستجيب له.. علاماتها الحيويه ليست طبيعيه..،
رفع هاتف الفندق ليطلب حالأ ما يحتاجه لإنعاشها.
اغلق الهاتف ليعود إليها وينزع ما تلبسه بسرعه، يجب ان تنخفض حرارتها قبل ان تسوء حالتها اكثر..،
غسل يديه بالماء ليمسح به على وجهها وهو يناديها بهمس.. لعلها تستجيب.
.
.
.
صباحاً..،
استيقظت على صوت صراخ عرفت انه من مريم، مالذي دفعها للصراخ باكراً اليوم، هي متأكده أنها وضعت اسفنجة على باب غرفتها حتى لا ينغلق بابها، أخذت هاتفها المتنقل و خرجت لتبحث عنها* لم تجدها في غرفتها لتهرول باحثه عنها وهي تناديها/مرريم انا موجوده قريب منك لا تصيحين
نزلت وهي ترى باب المطبخ مغلق عرفت الآن أنها خلفه بالتأكيد و لكن صوتها انقطع!!
.. فتحته بهدوء لترى مريم متكوره فوق الدولاب و مذعوره لتقترب منها/مريم شفيك؟
أشارت بيدها المرتجفه بصمت للنافذه و من ثم للثلاجه..
تتبعت ما أشارت إليه بنظراتها و تتجه لخلف الثلاجه وتتفاجىء بقطه صغيره مبلله هاربه من مياه الأمطار التي تهطل خارج المنزل لتبتسم وهي تنزل لها و تحملها/هذي بسه.. و شكلها بتموت برد المسكينه
نزلت دموعها وهي تحاول ان تفهم أين اختفى ذلك اللص الذي تسلل عليها لتدخل بدلاً عنه قطه/كان فيه حرامي
خافت كثيراً عليها، حالتها تزداد سوءاً/من وين دخل الحرامي؟
أشارت للنافذه/من الطاقه.. كان اسود و لابس اسود و..
قاطعت حديثها المتوتر/مريم الشباك مسكره بشبك حديد، كيف يدخل منها حرامي؟ هذي بسّه صغيره اللي دخلت و انتي ظنيتيها حرامي.
شعرت أن حلقها يجف/انا ما أتوهم يا غريبه، انا قاعده اشوفه.. وهو يتعمد هالشيء
اقتربت منها لتربت على كتفها/طيب طيب.. سمي بالله و تعالي نفطر، وش مسويه لنا اليوم؟
تعرف أنها لا تصدقها و أنها فقط تسايرها/غريبه انا ماني بزر..
ابتسمت لها وهي تمسك بكتفيها/مريم حبيبتي أنا ماقلت شيء، بس حتى أنا تمرني خيالات و يتهيء لي أشياء إذا كنت خايفه وتزيد خوفي... بس هذا مو معناته أنها اشياء حقيقيه.. لا تسترسلين بتفكيرك المزعج بشيء مو موجود غير بخيالك.
شعرت بحرقة الدمع في عينيها مجدداً وهي تضمها خوفاً و شتاتاً..،
اخذتها بيدها/يلا بس خلينا نفطر
رن هاتفها لتبتسم بعد رؤية أسم "أم آدم" يضيئ شاشتها/أم آدم متصله هالوقت وش عندها
مريم/شدراني، ودي اسألها ليه سمت آدم غريب والله
ضحكت/عاد اسمي أنا اللي ما شاء الله ماهو غريب.. يلا خليني ارد عليها... هلا خالتي
على الطرف الآخر بنبره حانيه/صبحتي بالخير يا بنتي
بإبتسامه وضعت الجوال على وضع السبيكر/صبحتي بمثله.
على الطرف الآخر/ماعليه يا بنتي اخاف متصله بدري بالحيل...
جلست على طرف السفره وهي ترد/شدعوه خالتي عادي اصلا صاحين بدري، شلونك اليوم
تنهدت/بخير الحمدلله، اليوم قمت الصبح افكر فيك يعني جاراتي عازمتهم و ابي تجين انتي و اخيتك معك، طلبتك يمه هذي مناسبه بس حريم و فيه بنيات جيرانا حول عمرك و بتستانسين،
آشرت لها مريم بالنفي و لكنها عاندت/والله يا خاله ليش لا، اليوم عطله أساساً، و عزيمتك ما تنرد
فرحت وبان ذلك في نبرتها/مشكوره يا عمري.. عسى ربي يحفظك قولي آمين
تفاجأت من ردة فعلها التي تراها مبالغه نوعاً ما، لا تدري لماذا تأثرت حتى والدتها المسماه لم تتحدث معه بتلك النبره الدافئه أبداً/امين يا خاله و يحفظك..
لاحظتها مريم تستكين وتغلق الهاتف بصمت و نظراتها تقع في الفراغ أمامها/شفيك
تنهدت وهي ترفع رأسها بإبتسامه/ولا شيء، صبي لي كاسة شاهي.
صغّرت عينيها/ليه توافقين عالعزيمه وش يودينا لوحده كبر أمنا مسويه قهوه لجاراتها؟!!
إتكأت على يدها بإبتسامه/والله مادري بس ماحبيت أكسحها، هالمره احس حرام ينقال لها لا بوجهها.
تأففت وهي تسكب الشاي بالكاسات/والله لو أنها أمي الله يرحمها و الا امك، شعلينا فيها
اخذت كاسة الشاي/لا تقولين هالكلام، المره طيبه، بعدين أدري ماتبين تطلعين من البيت، خليك تطلعين كود تشوفك وحده تدور لولدها على عروس وتخطبك له.
ضحكت/لا لا يوه هالكلام يمكن اقبله قبل اربع سنوات لكن هاللحين لاااا يمه مابي خلينا هنا، بعدين انتي جاك العريس لين عندك بدون أم و خطابات لكن رفستي النعمه..
بإبتسامة مقتنعه و مكتفيه من الألم النفسي و الجسدي/أحياناً تكون الأمور ظاهرها نعمه لكن باطنها نقمه... واحد ماعرفه و لا يعرفني شافني كم مره و جاء يخطبني وهو عارف اني بلا اهل، هذا شخص مندفع بدافع ماحب أذكره.. لأني اشمئز من افكر بالموضوع.
سكتت مريم وهي تكمل فطورها لتتحدث بعد دقيقتين تفكير/الشهاده لله، سيف ما شفنا منه ألا كل خير، يكفي انه جابك لي بعدما كانوا اهلك بيقلعونك آخر الدنيا مع رجال فعلاً ماكنتي تعرفينه.
اكملت افطارها بصمت، قد تكون محقه، و قد يكون* فعلاً سيف ليس له مثيل.. و لكنها طوت صفحته و انتهت منه.
.
.
.
.
منذ البارحه وهو بجانبها يراقب حالتها التي أوصلها لها بنفسه، تبدو جميله جداً و وادعه وهي تنام براحه هكذا تغط في نومها بعد سهر طويل مع الحمى كان كل شيء بسببه،
استرخى بتعب و إجهاد بجانبها بعدما إطمئن و استقرت حالتها، تحركت قليلاً لتلتفت إليه بجذعها وجهها يقابله و يدها ترتاح بجانبها امامه، شعر بإرتباكه هذه اللحظه فهي من تلهب بداخله مكامن الرغبه، مد يده ليعانق أناملها بحسره.. وهو يرثي حظه و يتذكر دموعها التي انسكبت أمامه بشكل فاجأه. ،"لم أكن لأتركك بسبب شيء ينقصك أو تقصيراً من جانبك، لم يكن ذنبك أن أمنحك الخيبه و الخذلان.. كان كل شيء خارج عن إرادة قلبي، كل شيء فعلته أردت منه أن أحميكِ مني فقط".
فتحت عينيها الكسوله بخدر شديد، هي لا تشعر أنها في الواقع، خمول و اجهاد ينهك جسدها بعد البارحه،لدرجه لا تستطيع من خلالها التركيز.. هي تحلم بالتأكيد بوجوده بجانبها، ابتسمت بثمالة واضحه، وهي بالكاد تفتح عينيها و تنطق أسمه بنبرة خادره مشبعه بالكسل و عدم التركيز/وليد!! .. كنت.. عارفه
خانته شفتيه حين ابتسمت لها بصمت..، ماذا بوسع الكلمات غير الهروب حينما تكون هكذا بين يديه و أمامه تشاركه أنفاسه و تعانقه رائحة عطرها المُسكره، هل تختبر صبره أم ماذا..؟
اغمضت عينيها و أطالت ذلك لتفتحها بذات الخدر وهي تمد يدها للحيته المشذبه بشكل جميل و لكنها سقطت قبل أن تلامسه، عادت لتغمض جفنيها المثقلين مجدداً ما زالت في غير وعيها و لكنها عادت لتتحدث مبتسم بكسل وهي تفتح عينيها بخدر شديد/تعال..هنا
مد يده ليبعد خصلات تتمرد على وجهها، ليراها تبتسم له ببرائتها/اسكتي و خليك نايمه احسن، لا تقولين كلام تندمين عليه بعدين.
عبست وهي تمد شفتيها كالأطفال، لتمسك يده التي تداعب خصلات شعرها/أنت.. دمرتني
تركت يده و هي تعود لتستسلم لإجهادها الواضح و تلتزم صمتها، معه حق حينما يطلب منها ان تخرس، لم يعد هنالك شيء صالح ابداً بينهما.
لم يجادلها يعرف انها تحت تأثير الأدوية..، و لكن لم يمنعه ذلك من الانهيار داخله..، ما تقوله الآن هو ما لم تستطيع صياغته و هي بكامل وعيها، و لكن الآن عقلها الباطن يلفظ كل ألم يعتصر داخلها..يا إلهي هل دمرتها للحد الذي لم تعد قادره على مواجهة الحمى العاديه..
مرت الدقائق على حالتها التي تؤلمه هو قبل أن تؤلمها..، ليقترب منها و يشدها إلى صدره قليلاً، يحتاج لأن يعانقها قليلاً يحتاجه بشكل عاجل.
مرت ساعة و كان رأسها يرتاح على صدره، هدأت روحها و شعرت بتلك السكينه التي لطالما شعرت بها حينما يقترب منها،لتبتعد قليلأ وهي ترفع رأسها له و ترمق عينيه التي تكاد تفيض بشيء أشبه بالدمع/ممكن تبعد؟
حاول ان يبتلع رغبته ابتلاعاً فهي بين يديه في سرير واحد، إشتاق كثيراً و رائحة عطرها النائم على جسدها المقدس تثيره، ليقترب منها ينثر قبلاته على نحرها ليمتد لعنقها حتى وصل الى شفتيها ليتوقف وهو يتنهد تنفسه.ثم ابتعد فجأه و ترك السرير، حاول الهدوء/تأخرتي فالسرير،... يلا قومي افطري علشان اوصلك بيت اهلك تخلصين اغراضك
حاولت تجاوز الموقف الذي تركها عالقه به بأنانيته، لتجلس بهدوء وهي تحاول ان تتوازن بالإتكاء بيديها/شكلك نسيت اتفاقنا!
لم يفهم ماتقصده/اتفاق إيش؟!
ابتسمت وهي تبعد اللحاف و تنزل قدميها على الأرض/مالك شغل فيّ،اتوقع اتفقنا ان مالك حق علي دام الهدف من زواجنا الانفصال، هذا شرطي،و لا تظن اني بطلع معك لمكان
لم يكن يتوقع ذلك/كنت اظنك تستهبلين!
رفعت حاجبها بغضب مكبوت/ليه شايفني مثلك آخذ الامور باستهبال، انا هذا شرطي و رجاءاً اطلع برا خلني اتنفس براحه
اقترب منها ببطئ حتى شعر بتوترها الذي يصيبها حينما يقترب منها/معقوله وجودي يحبس انفاسك لهالدرجه؟
ابتلعت صرختها إبتلاعاً أمامه، قديمها لا تكاد تحملها بعد تعب البارحه وهو يقف هكذا أمامها بكل برود، انخفض صوتها بإنكسار لم تعيشه يوماً و لكن وحده الحب يفعل المستحيل/وليد الله يخليك، طلبتك تطلع و تخليني لحالي.
شعر بوخز في قلبه وهي تخاطبه هكذا وتطلبه ان يغادر/طيب ممكن اسألك سؤال واحد فقط و ابي جوابه بصدق
أجابته بنظرتها/ليه اكذب عليك يعني؟
سأل بفضول/كنتي راافضه رفض قطعي نسوي زواج، وش غير رأيك، و احتفلتي بهالشكل المبالغ فيه؟
بدون تردد/تقدر تقول اصلح غلطتي معك بالأول و اكمل دفنك بالماضي علشان أعرف ابدأ من جديد حياة نقيه منك.. فيه سؤال ثاني لأن ابي أغيّر و اطلع؟
لم يصدق جديتها/بس ما كان عندك نيه بالزواج!! ليه هاللحين؟
بإبتسامه جانبيه/مع انه ماني ملزومه اقولك، لكن راح اقول مهما كان انت "كنت حبيبي"، الافكار تتغير ومع الوقت*تتبدل النوايا مثلك غيرت رأيك فجأه و بسهوله ، يعني حابه اتزوج و احمل و اسمع اطفال حولي ينادوني ماما، بمعنى افتح قلبي للي يستاهله وانساك للأبد.
لم يصدق ما تتحدث عنه، ظل صامتاً و حديثها عن الزواج بغيره يشعل لهيباً في الجزء الأيسر من صدره/ثاني مره لا تجيبين طاري رجال ثاني بينا... أشوفك ماخذه راحتك بالاحلام، لا يكون نسيتي من أنا!
تقسم انه يعبث بنبضها بتذبذبه هذا، لا تعرف ماذا يريد من تصرفاته تلك هل البقاء أم الرحيل، ولكنه قالها بلسانه* و ذلك كافٍ لتبتعد مهما أحبته، ابتسمت بخيبه/محد ينسى غصّة القلب و لا وجع الروح و لا الخيبه، يعني لو قلت ابنساك فوراً راح أهين شعوري اكثر من إهانتك أنت له .. عن اذنك بتجهز و بروح لبيت اهلي و انت روح غرفتك
لم تتوقف كثيراً أمامه تركته واقفاً و ذهبت تاركةً خلفها رجل يحتضر... يحتضر بمعنى الكلمه و لا يستطيع ان يطلب منها آخر أمنيه..
طُرق باب الجناح و استغرب من سيأتي هنا؟!! راح يفتحه ليتفاجى بخدمة الغرف/ما طلبنا شيء..!
الموظف بإبتسامة معلبه قدّم له ما بيده، علبة و باقة ورد مرتبه/وصلت للسيده ليال المناع.
لم يستغرب، لعلها إحدى صديقاتها أو اقاربها.. دخل بعدما اغلق الباب ليضع الهديه على الطاوله و يضع فوقها باقة الورد، كان سيتركها و لكن لمح إسماً على البطاقه!!
فتحه ليتفاجئ من اسم المرسل [ألف مبروك" ليال".... طلال العثمان"]
سينفجر صدره ويموت كبتاً لو استمر هنا أكثر..، من هذا الطلال و لماذا لم يسمع به إلا الآن..،
.
.
.
.
منذ ثلاثة أيام لا تراه إلا نائماً تحت في الصالة.. يعود متأخراً، يستيقظ يستحم وبعدها يتناول فطوره بصمت ثم يذهب!!
طفح الكيل من تهربه الواضح من مواجهتها بصراحته،.. رأته يجلس على طرف طاولة المطبخ بصمته بعدما ألقى تحيته الخافته، لتذهب و تسكب له الشاي و تجلس مكانها/صاير ماتنشاف هاليومين!
لم يرفع ناظريه لها رفع كاسة الشاي وهو يرتشف منها/عندي مشروع مهم ماخذ كل وقتي هالايام
بإبتسامه تخنقها/لا يكون متزوج علي بدون علمي بس
رفع حاجبه وهو يلتفت إليها غاضب/هند لا تبدين هاللحين
بغضب تحاول جاهده ان تكبته بإبتسامه مزيفه/الله يسامحك أنا مشتاقه لك، مستخسر علي اشتاق لك؟! و اسأل عليك؟!
بضيق/طيب انتي تروحين وتجين دايم وما عمري قلت وين رايحه و منين جايه!
صمتت خوفاً و الشك يساورها تجاه نواياه، لا تعرف ماذا ينوي، فهو تغير مذ اخبرته بعدم استطاعتها الحمل..،حتى أنها لم تجرؤ على فتح ذلك الموضوع مجدداً خوفاً من الجواب الذي ربما سيجرحها..،
لاحظ سكوتها المفاجئ و عينيها التي تنظر للفراغ ليبتسم محاولاً تغيير الجو البارد مؤخراً بينهما، يعترف انها جعلت موضوع الاطفال يشغله و يؤلمه انها لن تكون أماً لأطفاله، هذه الفتاة المملؤة بالحياة ثمينه جداً بالنسبة له و لن يجرحها بتركها فجأه، الموضوع ليس سهلاً و لكنه يريد أطفالاً أيضاً/لي اسبوع ما ارتحت و لا حتى طب عيني النوم الظاهر يبي لي تغيير جو.. ودي اطلع إجازه اسبوع عالاقل.
عادت لتلتفت إليه وهي تتكئ بيدها على الطاوله/اوووه حلو هالمره مهّدت لي الموضوع قبل بوقت، وين بتروح طال عمرك
ترك مكانه وهو يمثل اللامبالاة حتى مر من خلفها لينحني لأذنها/اختاري انتي المكان اللي نفسك فيه و جهزي شنطتك.
لم تصدق قفزت من مكانها لتعانقه بدموع، تخاف تخاف جداً من ان يتركها لأنها عاجزه عن جعله أباً..،
استغرب ذلك استغرب دموعها، لم تكن يوماً بتلك الحساسيه، حتى حينما ظنت انه على علاقه بإحداهن لم تبكي هكذا/هند ليش تبكين؟ محسستني انك اول مره تسافرين!!
هدأت قليلاً وهي تمسح دموعها بظهر كفها/خفت يا عبدالرحمن، خفت تكون معاد تبيني،عشان الأطفال أنا ماني أنانيه بس ماراح اتحمل تشاركني فيك وحده ثانيه والله ماتحمل، بمووت يا عبدالرحمن والله بموت
ابتسم وهو يرى حديثها المختلط بأناهيدها ليساعدها و يمسح دموعها ليتحدث بجديها/شووفي انا رجال ماراح أخبي عليك إذا بتزوج بجي و اقوولك مباشرةً، فلا تعيشين قلق على الفاضي.. هند يا عمري حتى لو ابي اطفال معقوله بروح اركض فوراً ادور مره ثانيه، يا بنتي قلت لك ماني مستعجل عليهم و تووونا متزوجين، في ناس مافيهم الا العافيه و يقعدون كم سنه ينبسطون و بعدها يرزقهم ربك..
لم يعد هنالك ما تقوله عانقته بتملّك، هو لها بالأساس و قد كان خطيبها لسنوات قبل عقد القران و الزواج، و لكن صارت هذه العلاقه بقدر ما هي مستمره بهدوء إلّا أنه بدأ يستقر بداخلها قلقٌ مخيف.
إحتار في دموعها، من عناقها هذا كيف يفسره، لم ينفي مطلقاً نيته بالزواج من غيرها و لكن من غير المنصف ان تخيّره بأمر هو مباح له،..
.
.
.
جهّزت كل شيء و اشرفت على الخدم بنفسها،
دخل آدم بحماس وهو يشتم روائح الاكل ما لذ و طاب كعادة والدته حينما تنوي الطبخ ونادراً تفعل ذلك بعد كبر سنها و تعبها/ما شاء الله يمه ما شاء الله داخله المطبخ اجل اعلنوا بكرا العيد و الا حاتم اخوي جاي و الا وش السالفه؟!
ضحكت ام سيّار/اسكت انا مستاانسه اني بذوق طبخها، مبطيه منه
بإبتسامتها وهي تأمر الخادمه ان تطمئن على ما وضعته في الفرن و تنهى آدم/اهاا عاد ترى بحرمك منه اذا ما فكيتني من لقافتك اليوم
اقترب منها يتصنع البراءه وهو يضع رأسه على كتفها/ويهون عليك آخر العنقود يمه؟!
ضربته على كتفه بخفّه/يلا آدم عااد الجارات شوي و جايات.. و بالليل بتعشون عندي ضيفات اول مره يدخلون بيتي.. لا تشوفك عيني داخل البيت، اذا رجعت دووك المجلس بالملحق اقعد فيه.
امسكت به ام سيّار/يلا و انا امك، رووح و اخذ فواز معك، ان كان تبيني ادور لك عروس
اخذ قطعة سينابون من الصينيه الكبيره وهو يتنهد بمزاح/اااايه يا خالتي ام سيار لو ان لك بنيات كان بتزوجيني عاارفك و الا أمي ماعندها نيه.. ما فاز بها الا حاتم خطب اخت صديقه وتزوجها و افلح
ضحكت ام سيّار/و الله لو ادري ان لك رغبه بالزواج لاختار لك من زواج ليال المناع ذاك اليوم
صدم حقاً/لا يكووون الزواج اللي وديتكم له زواجها
استغربت ردة فعله/ايه زواجها.. و الله من البنااات وش كثرهم
ضحكت ام آدم/ما اخطب لك و انا أم حااتم لين تعقل غيره امعصي
اخذ قطعة سينابون اخرى وهو يرى دخول فواز/والله يمه لو يسمعونك موظفيني و الحكومه اللي معينتني مدير مركز وش كبره، كان اروح مسخره بس الحمدلله
فواز وهو يناديه/آدم ياخي السياره ابطت شغاله متى بتجي
تذكرها وهو يهم بالخروج/افااا و الله نسيتهاا
اشارت لأم سيّار بإبتسامه/شفتي ويبيني اورط بنات الناس فيه
ام سيّار ضاحكه/ههه حراام عليك عااد، الولد صار رجال يا مشاعل ، زوجيه دوري له بنت تصير حتى لك بنت.. بدال هالبيت الفاضي، وهذا حاتم مع زوجته ببعثه و لاهم مخلصين الا بعد كم سنه
و كأن حديثها يثير الوجع من مكامنه/23 سنه عمرها* كانت بنتي بتباريني بالمطبخ هاللحين.. بنات الناس لهم يام سيّار و انتي خير من يعرف.. ترى كلنا بالهوى سوى
ابتلعت غصتها وهي تتذكر ابنتها التي فقدتها اثناء ولادة طفلها الأول فواز... الجرح بالجرح يُذكر.. و كل منهن أمٌ ثكلى..
سمعت رنين الجرس لتحاول التناسي كعادتها/يلا و انا اختك جو الجارات هذا وقتهم
.
.
.
نزلت من السياره بصحبة مريم التي جاءت رغماً عنها، نظرت لساعتها وهي تتجه للباب الخارجي المشرّع، سقط هاتفها على الأرض وهي تحاول ان تدخله حقيبتها لتنخفض حتى تلتقطه و لكنها تفاجئت بسياره تخرج من الباب الذي تقف أمامه رفعت رأسها و لكنها اصطدمت بها** و سقطت أمام نظرات مريم التي صرخت و اتجهت إليها بسرعه..
نزل مسرعاً هو وفواز الذي كان معه/منين طلعت لي هذي؟ من تحت الأرض؟!!!
جلست على الأرض وهي ترفع رأس غريبه و تضعه في حضنها و تناديها/كنا جايين لعزيمة امك ياليتنا ماجينا، غريبه ردي علي غريبه!!
يشعر انها ليست غريبه عليه سبق و أن رآى نفس العينين تلك..
لم تحتمل لتنزع نقابها عنها وهي ترفعها لتتفاجى بالدم على جبينها بتلتفت إلى* آدم تصرخ به وهي لا تعرفه/ااانت السبب ااانت، تعاال ساعدني لا توقف تفرج كذااا
تقدم إليها وهو يشعر بالذنب، امسك بيديها/خلينا نوديها المستشفى احسن
دخل فواز بعدما عرف انهن زائرات لجدته ام آدم.. ليخبرها بما حدث...،
خرجت بخطوات واسعه و سريعه، قلبها ينبض بسرعه و لا تدري مالذي جعلها تخاف لهذه الدرجه، وجدتها عند باب المنزل بين يديهم بلا حراك و دمها ينزف على جبينها، و رسم علامه على خدها الأيسر.. لتتجه إليهم بخوف/كنت داااريه انك بتجيب العيد اليوم، اااه شسويت بالبنت؟!!
خاف وهو يرى نزيف الدم و لكنه تفاجئ بوالدتها تدفع مريم و تحاول حمل غريبه بنفسها ليساعدها هو في ذلك، بالكاد جلست في ساحة المنزل لتنزع جزء من شالها و تضعه على جبين غريبه وتصرخ بآدم/رووح جيب المطهر وهات معك عويدي مطحون بسرعه..
ازداد بكاء مريم وهي ترى كفها المرتجفه ملطخه بدم غريبه، لتقترب منها/خلونا نوديها المستشفى، وش قاعدين تسوون انتم؟!
ظلت هي تغسل وجهها بمساعدة أم سيار التي جلبت الماء و المناديل، ضربت خديها بخفّه وهي تناديها/يمه غريبه ردي علي..
رن هاتف غريبه لتراه اتصال من سيف!! ولكن سرعان ما اغلق الاتصال!!!، قررت إرسال رساله له ، فهي لا ترى احدهم هنا يود إيصالها المشفى و تلك السيده تتشبث بغريبه بشكل مريب جداً.،
*ابتعدت قليلاً لترسل رساله إلى سيف... ثم اردفتها بالموقع على الخريطه.. ثم اغلقتها وهي تذهب إليهم/خلوني اودي اختي المستشفى يا ناس اتركوها لي
لم ترد عليها ام آدم، اخذت ام سيّار الكلونيا لتضعها امام انفها لتنزعج و تفتح عينيها وهي تأن، فرحت أم آدم لتضم رأسها إلى صدرها بسعاده،.. تشعر ان شعلةً تتقد في كبدها أمامها الآن،..
بدأت تتحدث اخيراً/شصار.. ليه انتم كذا؟!!
ابتسمت ام سيار/الحمدلله صحصحت ماله داعي المستشفى،
ام آدم بابتسامه قبلت رأسها/سلامتك يمه.. قومي معي داخل، اما الخبل آدم لي تصرف ثااني معه..
رأتهم يأخذونها للداخل و يتجاهلونها..لتناديهم مرعوبه الدم على الأرض و الجميع ذهب، و غريبه ليست في كامل وعيها، تشعر أن هنالك فخ و ماحدث متعمد منهم ليس صدفه أبداً، هنالك مؤامره تحاك حولها الآن و الضحية الأولى كانت غريبه، لتنادي وهي تنظر خلفها للباب لا تريد أن ينغلق وهي لوحدها هنا لتصرخ بهم/وين ماخذين غريبه، هااتو اختي.. هاتوها، والله لاتصل بالشرطه و اشر..
لم تشعر بنفسها وهو يديرها نحوه بقوه و يخرس فمها بيده بقوه و يكتف يديها خلفها، وهو يتحدث غاضباً/بسس ولا كلمه وش فيك تصيحين مثل المجنونه؟ فضحتينا حسبي الله على عدوك
لم تستطيع الرد فهو يغلق فمها من فوق النقاب أيضاً.وهي أصلاً لا تعرفه.!!
نفضها وهو ما زال يغلق فمها بيده/لا تناظريني و كأنك شايفه زومبي، صراخك و تصرفاتك اووفر اوفررر مره بعد، تعوذي من ابليس و ادخلي وتطمني على اختك و بلا استهبالك، زين يا شاطره؟ يلا!!!!
لم يكاد يبعد يده حتى سعلت كثيراً وهي تتراجع، كادت تموت بين يديه مما زاد رعبها في هذه اللحظه،
حضرت ام سيار تأخذها، لتراها تبكي و آدم الغاضب بالقرب منها، فخمنت ما حدث لتخاصمه أمامها/صادقه أمك* مافيك طب، وش سويت بالبنت؟ ياولدي انت تخرب اي شيء متى بتكبر يا ولدي؟
تراجعت خلف ظهر ام سيار حتى اختفت منه، ما فهمته منهم* انه رجل سيء جداً و مؤذي،*
رن هاتف غريبه في هذه اللحظات،*فرحت وهي ترى أسم سيف لترد، على الاقل سيف لم يؤذيهما/الو سيف ألحق غريبه اخذوها، ما خلوني اخذها المستشفى....،
أشار بيده لخالته/يا خااله خذي الجوال من هالمجنونه، هذي بتسوي لنا مشكله من لاشيء، ابي اعرف من وين عرفت امي هالاشكال بس!!!
°
°
اوصلتها السرير و استرخت براحه وهي تراقب تصرفات أم حاتم كما اخبرتها بإسمها و ان حاتم هو الكبير و ليس آدم..،
ابتسمت وهي تراها أمامها بخير /الحمدلله عدت على خير.. الدم طلع لبرا وهذا زين.. وقف بسرعه
بادلتها الابتسامه وهي ترى اهتمامها بها/ام حاتم مشكوره، انابخير خليني امشي
برفض قاطع/لا والله ما تروحين انا حلفت بالله، تووك وااصله، ارتاااحي قد ماتقدرين و انزلي للقهوه مع الجارات اذا حسيتي انك احسن
دخلت مريم وهي تنظر للغرفه بتوجس و قلق و لكن ارتاحت برؤية غريبه بخير /حبيبتي انتي بخير!
ابتسمت/اي كلها لكشه بسيطه ترى لا تكبرينها
ام آدم بإبتسامه دافئه/كلنا خفنا بس الحمدلله، يلا بتجيك الشغاله هاللحين عطيها عباتك تغسلها لك* انا بنزل للجارات وصلوا
بادلتها الابتسامه وهي تراها تخرج لتلتفت لمريم التي تتشبث بحقيبتها بشكل يذكرها بحالات الهلع التي تنتابها/شفيك؟ انا بخير والله، اتوقع اللي صار لي من الروعه* اغمي علي..لا تخافين
ابتلعت غصتها وهي تقترب منها و تضمها بشكل مفاجئ، ينم عن خوف مستقر بداخلها و لا تستطيع ان تعبر عنه، خوف يقتات على داخلها و يدمرها بشكل لا يراه أحد سواها...،
.
.
.
في الحديقه تحت زخات المطر المتساقط بهدوء متسارع على العشب الأخضر و الأزهار و على المظله التي يجلسان تحتها بجانب بعضهما بعدما أمرت المربيه أن تأخذ راكان للداخل...
الأيام الماطره هي من فرص الحياة التي بإمكانها أن تعيدك إلى نفسك كلما شعرت بغربتها ،
يراها تخلق الفرص لتبقى معه مهما بلغت أشغالهما، بقصد أو بغير قصد هي فاتنه حتى لو لم تتعمد ان تكون كذلك، فكيف بها و المطر معاً.. غريب هذا المطر لحظة تأمل واحده فيه تجعلك ترى الجانب الحلو من هذه الصحراء العصيّه وتنسيك جفافها طوال العام...!!
لامس اناملها وهو يشدها/طولنا و بتبردين!
بإبتسامه خفيفه وعينيها تراقب تراكم السحب بإنبهار/اشش أدهم، ليه تخرب اللحظات الحلوه..؟!
ضحك/ما قلنا شيء بس ساره بتبرد
مثلت العبوس وهي تضم ذراعه و تخلخل اناملها بين انامله وتميل برأسها على كتفه/لا تخاف انت جنبي،ما راح تبرد ساره
صمت قليلاً و تردد في سؤالها/كلمتك ليال؟ أو كلمتيها؟
استغربت سؤاله و لكن الحديث عن اختها، كملامسة الجرح الطري/لا، يعني على اساس متزوجين زي الناس و كذا
عاد لصمته وهو يفكر بالذي حدث بينه و بين وليد تلك الليله،نبرة صوته و حديثه و عينيه الهاربه..
لاحطت شروده المفاجئ/ما قلت لي وش صار هذيك الليله، ضربته و طلعتوا
تنهد وهو يرى والده يمشي هنالك تحت زخات المطر/يبه جالسين هنا
ابتسمت قدومه/يا عمري هالعلاج يخليه ينام كثير
ابتعد عنها قليلاً وهو يقف لقدوم والده/النوم مفيد لذاكرته... يبه تعال اجلس هنا عن المطر
لاحظته يبتعد عنها خجلاً من والده، لتبتسم وهي تقف لعمها تسلم عليه قبل ان يجلسون جميعهم و تنادي الخادمه لتجديد القهوه...
رفع طرفي شماغه للأعلى بإبتسامه تضيء وجهه الوقور/على هالجو يبي لها كشته و الا شرايك ابو راكان؟
سكب له فنجان قهوة و قدمها بيمينه/قدااام.. وين تبي بس؟
هز رأسه بموافقه/كفو.. اجل عقب ما نوجب رفيقك محمد بزواجه، نروح على بركة الله و بناخذ معنا ابو عبدالكريم ان كان وده
أدهم/ابو عبدالكريم يقول ان كاسر بينقل لمستشفى بالرياض، صدق؟
ارتشف من فنجانه ليجيبه/الله الله،
تذكرت ذلك الزواج/حددتوا الزواج؟
ابتسم لها رغم انه لا يعرف ما تحيك خلفه/حددنا الخميس الجاي، أساساً ابو العروس مضطر لأنه بيرحع دوامه
اعتدلت بجلستها بسعاده/دام عمي بيروح الزواج، البشت عندي
استغرب/انتي اللي بتجيبينه؟
بإبتسامه تتسع لذلك الرجل النبيل الذي يجلس بوقاره/بشوت ابوي ماتليق بأحد غيرك يا عمي.. ودي اشوفها عليك..
لا يعلم مالذي تحرك داخل المضغه الحزينه داخله، ما اصعب العيش وحيداً في هذا العمر، ولكنها تريد ان تكسوه برائحة أخيه الذي لم يراه عياناً و لم يعيش معه/مشكوره يا بنتي
أوجعته تلك النبره، فهو يعرف تماماً شعور ان تمضي السنوات دهوراً و أنت تكبر وحيداً/و أنا بالله منتي جايبه لي بشت؟
اقتربت من عمها وهي تمسك بكتفه/أنا مالبس بشت ألا للشيوخ ابوي و عمي بسس
التفت لوالده مستنكراً/افااا يبه طلعت مانب شيخ عندها
ضحك/الشموس صادقه، بنت الشيوخ ما تخدم راعي
ضحكت لتقبل رأس عمها/اييه حط عليه يا عمي
هز رأسه مبتسماً و بنظرات وعيد لها/يصير خيير، خليتي ابوي يحطني راعي!!
ابو أدهم بتهديد و ممازحه/هاا عااد ان جتني تشتكي منك لا تلومني وش بسوي بك
داعب سبحته وهو يبتسم/وووينك يا هوازن تفزعين لأخوك بس
ضحكت وهي تهمس لعمها و تغيضه أمامها..،
.
.
.
منذ دقائق في السياره... و الصمت يعم الجو بينهما، حتى روعة الطقس لم يكن لها تأثير في كسر حاجز الصمت بينهما..،
=n حتى تحدثت بهدوءها/عندي سواقين ما كان له لازم تتعب نفسك.
قرر إخبارها بهدوء/أنا مسافر بعد بكرا.. مافيها لو ضغطي على نفسك يومين تجلسين فيها ببيتي، دامك ماتبين تسافرين معي.
إلتفتت إليه/ماشفتك ألحيت أني اسافر معك، و كأنك انبسطت اني رفضت!
بنفس هدوءه وعينه على الطريق/لأنه أفضل لك و لي.
رأته يتخذ طريقاً إلى منزله رغم رفضها/انت جالس تفرض علي الأمر الواقع؟!!!
رفع قليلاً نبرة صوته وهو يصر/انا قلت لأمي بجي و العروس، ماله داااعي ارجع بكلامي علشان حضرتك ما ودك، شوفي انا زوجك وغصب طيب بتسمعين تنفذين اللي اقوله
زاد استغرابها من تصرفاته و نبرة حديثه...، لم ترد شعرت للحظه أنها لا تتحدث مع وليد، هذا شخص آخر،
لا تمانع من أن ترى مالنهايه مع هذا المتذبذب!
أوقف سيارته و نزل وهو ينتظرها تفتح الباب، ليفتحه بدلاً عنها و يمد يده لها...!
ما أوقحه يفعل كل ذلك بها و لا يريدها أن تتأثر، رغم ذلك مدت له يدها، سبق وان أعطته روحها، فليرخص كل شيء بعد ذلك..،
توقف عند الباب الداخلي وهو يلتفت إليها بجانبه و يمسكها بكلتا يديها/ليال، انسي اللي صار كله
لم تصدق، هل يحاول أن يعتذر؟.. لم تستطيع الرد...!
أردف برجاء/ابيك تنسين عالاقل لمدة يومين فقط، مابي أمي تحس أن فيه بيننا أي مشكله..
يالله لا تصدق أنه بهذا الجور/و المقابل؟
استغرب/مقابل إيش؟
ببرودها/يعني بدل ضغظ نفسي عالاقل، مايصير بس أنا اللي ادفع ثمن كل شيء .!!
اقترب منها وهو يطبع قبلته على خدها و من ثم يفتح الباب بسرعه حتى لا تطيل الأمر و ينسى نفسه/هذي عربون..
كادت ترد غاضبه لولا أنها رأت الجميع يقف منتظراً لهما...!!!
واستغربت وقوف رشا وتبدو ستذهب.. الموقف صعب جداً عليها، تحاول جاهده ان تجاري هذا الوهم الذي ادخلت نفسها به هي متيقنه أنها لن تكون بينهم بعد الآن..،
سلمت على الجميع ثم جلست.. للمرة الأولى تلتقي بميساء اخت وليد الكبرى.. تبدو سيده انيقه جداً و شابه أيضاً أحبت ابتسامتها اللطيفه،..
نطقت ام وليد بسعاده وهي ترى إبنها يجلس بجوار زوجته/الحمدلله اللي بلغني فيك و انت متزوج، عقباال اشوف عيالك قريب
همست له/يا عمري أمك متأمله كثير.
تحدث بصوت عالي/ان شاء الله يمه ان شاء الله.. رشا اشوفك حاطه الشنط، لا يكون رايحه
بإبتسامه لهما الإثنان الاكثر مكانه بقلبها/زوجي جاي اليوم ورايحين ان شاء الله، نلاقيكم بألمانيا ان شاء الله
كادت ترد و لكنه سبقها/ان شاء الله نشوفك هناك اكيد
تعرفه حينما يتهرب من أمر ما... وليد خبز يدها و تفهمه جيداً/ان شاء الله حبيبي.
وقف وهو يطلب من عزه/عزه خلي الشغاله تجيب باقي الشنط.. نبي نرتاح شوي
كتمت ميساء ضحكتها/ارتاحو حبيبي ارتاحو وش عليكم.
ام وليد بإبتسامه تتسع/ننتظركم عالعشاء ترى باقي ثلاث ساعات
رشا اخذت طفلها و ذهبت وهي تكتم الاخرى ضحكتها لتلحق بها عزه...
ذهبت لتصعد درجات السلم وهي تكتم غضبها من كل هذا الموقف الغبي، كان من المفترض ان تكون في منزلها منزل اهلها لا هنا في منزل هذا الغبي،...
.
في طريقه مسرعاً و غاضباً من نفسه، كيف لم يفتح رسالتها إلا قبل قليل!!
لن يسامح نفسه لو حدث لها مكروه وهي قد طلبت مساعدته...
تتبع مكان تواجدها في الموقع الذي ارسلته و الخوف يعبث به...،
توقف عند باب المنزل المحدد في خريطة الموقع، هنالك اثنان يقفان أحدهما رجل يبدو ثلاثيني و الآخر مازال مراهقاً...!!
نزل وهو يرفع عن اكمامه و يثبت شماغه على رأسه بشد طرفيها بقوه/السلام عليكم.
استغرب آدم رفعت حاجبه، يبدو مستعداً لقتال أحدهم/وعليكم السلام، هلا اخوي تفضل!
اشار بيده لخلفهما/هذا بيت ال عبدالله؟
زاد استغرابه/اي نعم و معك راعي البيت،
حاول ان يتحكم بأعصابه و لكن تلك الوحيده تخصّه، بشكل أو بآخر هي تخصّه وحده/وين غريبه؟
استغرب عرف ان التي كاد يدهسها اليوم هي نفسها غريبه/و من انت بالله علشان نناديها
امسك بياقته بانفلات اعصاب/ماهو شغلك.. طلّع لي البنت هاللحين، بسرررعه طلعها لي لأطلع روحك
حاول فواز ان يبعده عنه و لكنه ضربه هو الآخر و اسقطه أرضاً حتى سال دمه... دارت معركه بينهم...
خرجت الخادمه ترمي القمامه و رأت ما حدث و دخلت تركض و تنادي... .
وقفت وهي تلهث، ذهب الجميع و لم يتبقى سوى غريبه و مريم في جلسه خارجيه في ساحة المنزل الخلفيه، لتتحدث بعربيه مكسره/مدااام بابا آدم في دم واحد نفر سوي جنجال كبير و كسر راس بابا فواز بعد
وقفت بنشاط وهي التي تؤلمها عظامها، ولكن ابنها في خطر،/ولدي!!
لحقت بها ام سيار ففواز حفيدها أيضاً...
وقفت وهي تتشبث بشالها/قاايله لك هالبيت نكبه نكبه لو قاعدين ببيتنا احسن
تأففت من لطميتها التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد/اووه مريم وربي مو وقتك.. خلينا نروح نطل من بعيد ونشوف شصاير الله يستر بس
.
.
.
صاحت بهما عند الباب/وقفوا ياعيالي وش تسوون وانام بهالعمر استحوا على وجيهكم وش خليتوا للبزارين!
دفعه بكل قوته عنه وهو يلتفت إليها بصوته الجهوري/انا جاي ادور غريبه، وين خاشينها طلعوها لي و الا قسم بالله لأدخل البيت واخذهل واحرقه لكم
زاد استغرابها/هوو وش عرفك غريبه؟! البنت مالها احد
بصوته العالي/يا خاله شكلك طيبه و بنت ناس، مابي اغلط عليك طلعي لي غريبه هاللحين
ام سيار وهي تتفقد إصابة حفيدها بغضب/حسبي عليك اعدمت الولد!!!
فلتت اعصابه ولا احد يجيبه/و بعدمكم كلكم صدقوني لو دريت انكم مأذينها، غريبه قايله لي انها هنا و تبي فزعه
.... /كذاااب ما قلت هالكلام و ما طلبتك... خير وش فيك لاحقني لين هنا
استغرب برودها وهدوءها، فهي من اخبرته انها بحاجه للمساعده، و ارسلت الموقع، انتبه لللصق الجرح على جبينها واضح زهي تلتثم بطرف شالها، شعر بالصدع في قلبه وهي تهينه هكذا أمام الناس/انتي بخير، الحمدلله
بغضب/ماراح تفهم انت، معجبتك هالفضيحه؟
تقدم له آدم وهو يدفعه عن الباب/يلا توكل على الله، البنت ماتبي لك شوفه
ترك المكان فوراً بعدما رآها تدير ظهرها و تدخل مع تلك السيده.. سيجن بها ذات يوم و هي لا تهتم لذلك..
النار تشتعل داخله العاصفه تهب في صدره و الفيضان في عينيه.. كيف جعلت منه رخيصاً أمام الجميع..؟؟!!
كره نظرات آدم الشامته تلك... في كل مرة يقسم أنه سينساها يزداد تعلقاً بها...!!
°
°
°
الساعه الحاديه عشرا...
هدوء الليل و الإرهاق و التعب، شعرت أنها تسدد ديون الليال الماضيه من كبت وتعب.. لم تريد شيئاً سوا النوم براحه..
ماهذه الغرفه العتيقه التي تتزوج بها، وليد حقير جداً،
نظرت للسرير الصغير.. و الى الخزانه و المرآه المعلقه.. و ذلك الشال الذي أهدته له معلقاً على الشماعه وحيداً..
حتى الجدران تختلف عن بقية جدران المنزل، مازالت عتيقه جداً،، إذن هذا عشّك الذي تخرج منه متأنقاً كل يوم يا دكتور...!!
تنفست وهي تقف أمام مرآتها تسحب المنشفه من شعرها وتجفف، تأخر الوقت، بالتأكيد سينام في غرفة أخرى و يترك هذه لها..،
نزعت روبها الطويل لترمي به على طرف الشماعه و يتبين قميصها الاسود القصير جدا في طريقها إلى السرير..
دخل في هذه اللحظات وهو يتسمر مكانه بعدما اغلق الباب لم يتكلم فقط..
ابتسمت وهي ترى ذهوله/شجابك؟ توقعت تنام بعيد عني علشان ما آكلك..
تجاوزها وهو يتجه للشماعه و ينزع ملابسه بدون النظر إليها/امي و خواتي بالبيت ما يمديني
فاجأته بعناق خلفي جعل منه صنماً وهي تهمس له/كويس، لأن خفت أنام بهالغرفه المعفنه لحالي.
للحظه ندم أنه عاد للغرفه، لن تعتقه منها، هي مصره عليه حتى آخر لحظه ابعدها عنه بهدوء وهو يستدير و عينه بعينها المبتسمه بلمعان/وش عندك؟
تخصرت أمامه/كلك نظر... انا قبلت منك العربون اول مادخلنا البيت، و هاللحين انتظر الباقي..
لم يصدق أنها تلك المنهاره البارحه/ظنيتك كرهتيني خلاص
ضحكت* حتى هدأت/هذاك شيء و هذا شيء ثاني،
مازال لا يفهم ماتقصده/كيف يعني؟
اقتربت منه وهي تلمس يده و من ثم تلتصق به و تأخذ يده الأخرى لتلفها حول خصرها و تعاتقه بقبله خلف أذنه وهي تهمس /يعني..!!
لم يستطيع ان يبتعد للحظه في هذه اللحظه اللاهبه، هي تتقن ذلك و يقسم أنه ضعيف في مواجهتها وهي قد اثبتت رغم ما فعله أنها مازالت تريده/ليال* افهمي ما ابيك
شدت على عناقه و عينيها تذرف الدموع، لتتركه وهي تنظر لعينيه باحثه عنه، عن ذلك الجامح في كل لقاء بينهما، الذي كان يصر على بقاءها بجانبه دائماً، ذلك الرجل الذي جعلها تُجن به لتسأل بإنكسار قلب/أنت فعلاً معاد تبيني!!
صد للجهة الأخرى يريد ان يتنفس لم يعد بمقدوره إلتقاط نفس وهي تشعل نيران رغبته الملتهبه أصلاً...
أردفت وهي تداعب شعيرات ذقنه/تدري وليد* كنت اظنك تكابر و مهما بلغت قوتك، وبعدما رجعت تبي الزواج علني توقعت ان وراء ضلوعك قلب خاضع لي مهما انكرت هالشيء وقلت بمسك بحبالك لين آخر شيء ماراح أفلت يدي لين اعدم نفسي، لكن الليله و بهاللحظه بالذات عرفت اني اعدمت نفسي علشان واحد حقير فعلاً و ما كان يستاهل..
تركته وهي تذهب للسرير و تدفن نفسها داخله..
تركته مكانه كفارس كُسر سيفه وسط المعركه..، اخذ منشفته من الخزانه و ذهب للحمام...مقرراً السفر صباحاً.. و لن يودعها..
.
.
.
و تمر تلك الأيام... اسبوع كامل وهي تنتظر هذه الليله.. أخبرها انه سيإتي بوالده.. و أرسل لها صندوقاً بالفستان الذي أراد رؤيته عليها...
كانت تعرف أن والدها سيقتنع حينما يعرف أن أدهم يريد الزواج بها...
سمعته بإذنها يخبر والدتها أن أدهم ووالده قادمان الليله و عليه يجب ان يكون كل شيءمثالي جداً و لا مجال للخطأ...،
الشمس ساطعه بيوم جديد و هي هاهنا لا جديد بحياتها، تقف عند الفرن تنتظر ان تنتهي من الشاي قبل نزول غريبه، و تفكر بما فعلته بسيف، ليس عدلاً ان تظلمه غريبه بسببها، كيف ستخبرها انها هي من اتصلت به و أنه لم يتتبعها كما تظن...،
دخلت المطبخ و ابتسامتها تتسع/يا سلااام صاحيه بدري اليوم!!! شكلك نمتي نومه حلوه البارح
تنهدت وهي تأخذ ابريق الشاي للطاوله الصغيره التي يجلسان حولها/اصلاً مواصله، مانمت
استغربت/سلامات، ليه سهرانه
سكبت لها كاسة شاي و قدمتها لها/مادري
انشغلت بالإفطار صامته...،
قررت الحديث اخيراً فضميرها يؤنبها/بصراحه مانمت افكر باللي صار البارح... يعني يوم جاء سيف و انتي احرجتيه
ارتشفت الشاي بلا مبالاة /هو اللي يلاحقني يستاهل ما جاه، ماسمعتي صراخه! فضحني بالله و خلقه
تحدثت بضيق/لا حرام والله ما لاحقك، انا اللي ارسلت له يوم صدمك آدم و ارسلت له الموقع بعد من جوالك، كنت متوتره و ماني عارفه كيف اتصرف.
تركت ما بيدها وهي تلتفت إليها/انتي من جدك هالكلام؟!
هزت رأسها بالإيجاب/هو ظن انك انخطفتي او صارلك شيء علشان كذا كان يصرخ و ضرب ادم و فواز.
لم تصدق أنها آذته بلا وجه حق/الله يسامحك يا مريم،
بضيق/انتي وش ناويه عليه، تعتذرين له؟
بذهن مشوش/المفروض كذا.. بس مادري، ماني حابه احتك فيه مره ثانيه، ووش نقاط الإلتقاء بينا، مافيه اي شيء يخليني احرص على صورتي بذهنه،
كادت تبكي/بس حرام والله انا من هبالي حطيته بموقف بايخ، وهو يظنه انتي اللي ضحكتي عليه و تعمدتي كذا، لا تكسرين قلبه، الرجال باين يحبك صدق.
عادت لترتشف الشاي وهي تتذكر تلك الليله/يصير خير...
صمتت وهي تلوم نفسها..،
.
.
.
منذ ساعه وهي مستيقظه في سريرها، كل ما تفعله هو مراقبة تحرك الستاره بفعل الهواء البارد الذي يهب هذا الصباح بشكل اكثر بروده من الأيام الماضيه..،
اشتد البرد لتترك سريرها و تذهب لتغلق النافذه في وجه الريح البارده.. أخذت روبها الطويل و ارتدته وهي تفكر به،
لا تدري أين ذهب حقيبته موجوده هنا و جواز سفره على الطاوله الصغيره تلك..،
إلتقطته وهي تتصفحه.. وليد خالد العمرو.. العنفوان و حب الروح للروح الذي لا يستطيع احد نزعه، و الخيبه التي لانستطيع ان نتخطاها،..
رن هاتفه على طاولته في جهته من السرير!!
ذهبت لترفع الهاتف تريد ان ترى من سيتصل باكرا هكذا وهو يعرف انه متزوج جديد..!!
"ريتا"... من تلك؟!!!
دخل على آخر نغمة ليراها تمسك بالهاتف الذي يرن/ليش جايه جوالي؟
رفعت حاجبها بغضب تحاول كبته/من هذي ريتا؟
أخذ الهاتف منها/اتوقع انك قلتي محد منا يتدخل بالثاني!!
بنفس غضبها/لا والله!!! اشوفك امس انجنيت لأني قلت بتزوج بعدك وهددتني لا اقول هالكلام قدامك!!!
حاول الهدوء/قلت مالك دخل
هزت رأسها بموافقه و دموعها متأهبه على اهدابها/لا يكون انت تبي تتركني علشان وحده ثانيه؟ هذي لها اسم ثاني غير الخيانه طبعاً
تأفف وهو يحاول الخروج وعدم الاطاله في نقاشها، ولكنه تفاجأ بها تقذف مصباح الطاوله القريبه منه عند قدميه و تلحقه بساعة المنبه..
اتسعت حدقت عينيه/شفيك معصبه كذا، هدي شوي..
صرخت مقاطعه له فهو يستهين بها/انا ماني معصّبه أنا قاعده احترررق اناازع ، الشخص الوحيد اللي وثقت فيه و ظنيت انه يحبني ،جالس يستغفلني ويستهين بي!! ، انا استاهل أصلاً استاهل اللي ما طاوعت شور احد فيك.. استاهل اني انضرب على راسي علشان اصحصح من وهمك،
حاول الامساك بيديها و لكنها افلتت لتبتعد عنه/يا بنت قصري صوتك
أشارت بيدها بعدما مسحت دموعها المنهمره/من المسج الصوتي الاول و انت بألمانيا لين هاللحين لين هاللحظه التعيسه هذي و انت واضح وضوح الشمس بأنك ماتبيني و ماعمرك حبيتني لكن أنا غبيه، أحبك و انت فالمقابل تذبحني!
لاحظ انها ليست على ما يرام وتقف مترنحه، لكنه امسك بها قبل ان تسقط/ليال اثبتي،
تنهدت وهي تشعر بالدوار، لم تتناول شيئاً منذ الصباح/ابعد عني بستفرغ ابعاااد
اخذها لدورة المياه وقفت وهو خلفها لتستفرغ، وضع يده مكان كبدها وضغط عليها بخفّه/ليال والله فهمتي غلط.
استفرغت مجدداً ليتحدث بتقريع لنفسه وهو يرى خيوط الدم تخرج من معدتها الفارغه/اسمعيني ليال، أنا ماراح اتزوج ابداً والله ما اناظر بغيرك كزوجه و كحبيبه.. أنا...
أحست انها تشعر بالخواء ستسقط من التعب/بموت
حملها وهو يخرجها من الحمام إلى السرير/خليك مكانك، بروح شوي و راجع.
بقيت شبه مستلقيه مكانها، تشعر بجروح حلقها، اختلط الأمر عليها، ضاقت ذرعاً و استنفدت كل الفرص،..كل شيء إنتهى.. و بشكل موجع جداً.
.
.
.
خرجت من غرفتها متألمه بعض الشيء ويدها على اسفل بطنها وهي تبحث عن أم رواد.. لعلها تجد عندها جواباً لما يؤرقها...،
توقفت قليلاً وهي ترتاح من ألمها وترى راكان برفقة وسام يلعبان بإنسجام في لعبة جديده للتو اشتراها أدهم ، لعل وسام هو الشيء الصح الذي سينقذ ليال.. لا تعلم و لكن وجود هذا الطفل بينهم جميل جداً،...
رأتها أم رواد تتكئ على على الجدار بكتفها و تراقب الأطفال بإبتسامه و نظرة أم لم تتخيل سابقاً أن ترى الشموس بهذا الشكل، يالله يا راكان لو كنت بيننا الآن لترى شموسك أماً.. /ام راكان تعالي القهوه بردت
إلتفتت إليها بإبتسامتها/وقتها والله
قدمت لها الفنجان/اشوف معاد صرتي حريصه على الدوام مثل قبل، حملك هذا كله خمول
تنهدت، فهي لم تفضفض لأحد عما تعيشه منذ فتره/مو قصة خمول، بس تجيني مرات حالات مغص قويه بعدين توقف فجأه، كم مره افكر اروح افحص و اتراجع إذا ارتحت
استغربت/ليه تنتظرين روحي و شوفي وضعك كيف
ارتشفت من فنجانها/قلت اكيد من الاجهاد فريحت عمري من كل شيء دام النونو يتحرك و ماعندي نزيف، اكيد شيء بسيط، عموماً حجزت موعد الأحد الصباح و بروح انا وأدهم ان شاء الله
هزت رأسها/ان شاء الله كل شيء يكون بخير، ماكلمتك ليال ماتدرين شعلومها
حركت كتفيها/لا كلمت و لا أنا اتصلت، بس ارسلت لي مسج البارح وقالت انها طلعت من الفندق و رايحه لبيت وليد
رفعت يديها للاعلى/عسى الله يسخره لها كثر ما حبته هالبنيه،الله لا يخيب رجاها
ابتسمت لنقاءها/امين يا رب، من جدك ليال اذا الموضوع يخص وليد، ينعمي عندها المنطق و يقودها قلبها
ابتسمت وهي تسكب لنفسها فنجان آخر/مو كل شيء يسويه الانسان لازم يكون منطقي او له دوافع، يعني مثلاً الرغبه يدفعها هوى النفس. و النفس تميل يالشموس و الا لا؟!
ابتسمت بإعجاب لتهز رأسها/درر والله،
نزل من الاعلى وهو يراهم جالسات هنالك يتداولن اطراف الحديث ليشير إليهن من بعيد/بتقهووني اجيكم و الا امشي لشغلي يقهووني
اشارت اليه بالقدوم/تعاال و ابشر بالقهوه.
.
.
.
يراقبها تتناول فطورها بهدوء أمامه، صامته بعد تلك العاصفه يشعر بالذنب و يصارع داخله، كيف يكون بهذا الثبات أمامها كيف يمسك نفسه عن أخذها إلى حضنه بقوه حتى تتحسس عظامه و اوردته كما كان يفعل بالسابق، ان يخبئها بينه و بين نفسه، ان تكون أمامه هكذا مدى العمر... ولكنه لا يستطيع، لا يمكن له ان يفعل ذلك، سيكون أنانياً و ظالماً لو استغل حبها و فعل ذلك.
رفعت رأسها له بعينين متورمه من بكائها/ليه ما تفطر؟
اخذ كاسة الشاي يرتشف منها/سبقتك.
تذكرت حديثه قبل قليل مازال يرن بأذنها، "أنا ماراح اتزوج ابداً والله ما اناظر بغيرك كزوجه و كحبيبه.."،
لا تدري هل هو فقط وعد مواساة أو هو فعلا يعني ما قاله، لم يعد بوسعها الحديث اكثر، سيسافر بعد قليل، حزم أمره...،
انتبه لعينيها الباكيه متعلقه به بشكل جميل و أخاذ،و اهدابها المثقله بالدموع/لعاد تبكين، ألا على شيء يسوى.
ابتسمت بخفوت وسط دموعها و سرعان ما اختفت تلك الإبتسامه، وهي تصد فلم يعد هنالك متسع لها..،
لم يشأ أن يثقل عليها أكثر من ذلك/بالنسبه لعلاقتنا و شكلها.. راح
قاطعته بصوت هادئ جداً و كأنه يصدر من اعماق التعب/وليد ماني مستعده اسمع منك كلمة طالق مره ثانيه.
شعر أنه مكتف أمامها، فهي مصره علي/أوامر ثانيه؟ أنا بمشي،
إلتفتت إليه/لا معاد لي حق أمرك، لكن طلبتك إذا قررت تطلق لا تقولي.. انا بعرف أصلاً يعني.
بوجه خالٍ من التعابير وقف وهو يتجه للأريكه اخذ معطفه و من ثم إلتقط شاله من على الشماعه/اوكي، يلا أنا ماشي، إذا حبيتي تقعدين هنا او تروحين بيت اهلك، براحتك.. استودعتك الله.
هزت رأسها وهي تراه يهم بالخروج، لتمرر يدها على صدرها بحرقة وهي تتحسس لهيب النيران التي اشعلها بقلبها لحظة رحيله.
.
.
وقفت أمامه مستغربة سفره الآن و عروسه وحدها فوق/على وين يمه
قبّل رأسها/انتي تدرين ان اجازتي خلصت و لازم ارجع صح
بفضول وشك/وزوجتك؟ بتتركها؟
بإبتسامه/يمه زوجتي عندها شغلها اللي تهتم فيه بعد، وعموما انا برجع بس مادري متى... يلا سلام
امسكت بيدها وهو يهم بالذهاب/يا ولد وش هالزواج اللي محد معطيه حقه؟ تقول انك متزوج من اربعين سنه ماهو يومين بس!! وليد قوولي وش تخبي على أمك
عانقها على عجل ليهم بالذهاب/يمه طيارتي باقيلها ساعتين بسس يدووب اوصل المطار و اخلص سلااام
خرج مسرعاً واغلق الباب خلفه،..
تركها مكانها واقفه متعجبه من كل ما حدث..!!
ذهبت وهي تفكر بالوضع الغريب هذا، كيف حالها الآن؟
هل رشا محقه بأن لا شيء سيعود بينهما كالسابق و أن كل ما حدث هو لعبة من وليد..!!
.
.
.
عائده برفقة مريم من المشغل النسائي مشياً على الأقدام..
لمحت مريم أحدهم يتتبعهن بسيارته الصغيره من بعيد، لتهمس لرفيقتها/غرريبه ناظري فيه واحد لاحقنا
التفتت لم ترى احداً/مريم حبيبتي و ربي ماهو وقتك
عادت لتنظر إليه/بس انا ما اتوهم يا غريبه
وصلت باب المنزل لتفتحه وهي تحمل حقيبتها و كيس صغير/ادخلي بس، كل شيء صار بخيالك مافي شيء بالواقع
دخلت خلفها وهي متأكده من ذلك، رأته يتوقف في الجهة المقابله من الحي و يتكئ على سياره ويراقبهن/اتمنى اني اتخيل مع اني ما اظن...
.
.
.
،
في طريقهم للمطار..،
برفقة قاسي كان الصمت سمته وهو يفكر بحديثها و دموعها، صراخها و احتراقها الذي كان يحرقه ، لا يدري هل ما فعله صحيحاً أم لا، و لكن ذلك الطريق الأسلم لها، ستنسى و تداويها الأيام،..
لاحظ صمته يطول، ليبتسم/هاللحين انت رايح اختبار و الا مسافر؟ ليه الكشره و البوز ياخي؟
ابتسم على مضض/ترى سفري للعمل ماهو للسياحه.
هز رأسه/ياخي انت قووي كيف تسافر و مالك يومين متزوج، والا انتم يالدكاتره غير و ش القصه؟
ضحك هذه المره وهو يلتفت إلى قاسي/انت رحت للحرب و ماتدري بترجع او لا، علمني كيف اصبرت؟
رفع حاجبه بلإبتسامه تتسع/وليد لا تضيع السالفه ترى هذا شيء وهذا شيء ثاني، لا تقعد تلف و تدور، لو اني اخو العروس طلقتها منك و زوجتها واحدن كفو
ضربه على كتفه/الحمدلله انك منت اخوها، سوق و انت ساكت.
رن هاتفه وقد وصل المطار، ليرد بعد تنهيده/هلا أدهم.. اي وصلت المطار
رآه يغلق الهاتف/وش يبي أدهم، لا يكون يقول طلق بنت عمه
ضحك/وقف بس، الرجال وصل بيودعني...
استغرب/ليه ما قال علشان أمره بطريقي
نزل وهو يأخذ حقيبته على كتفه/كان عنده شغله ماهي بطريقنا، خلصها و جاء
نزل برفقته قاسي لداخل المطار..،
تأخرت الرحلة نصف ساعه و ذلك من حسن حظه ليلتقي بأدهم الذي جاء يودعه كما وعده،.. ابتسم لرؤيته يعانقه بحراره/أدهم... ما كان فيه داعي، تركت اشغالك
ربت على كتفه بقوه/اشغالي ماهي اهم من خوياي، ترفق بعمرك يا وليد ترى الأمور سهالات و انا اخوك،خل املك بالله كبير مثل داايم اذا تسكرت بوجهك ربي يفتحها تذكر هالشيء..
ابتسم له/الله كريم يا أدهم
شدد على مصافحته/أي شيء تحتاجه طلبتك لا تردد بالاتصال علي، اصلا بسافرلك بين فتره و فتره ماني مخليك
قبل جبينه بسعاده، هو مرتاح الآن أدهم يعرف كل شيء، و يشعره بحديثه الواثق ان الأمر ليس كارثياً، من الجيد أن لديه صديق كأدهم يمتص طاقته التشاؤميه و يبث فيه روح الأمل/بتنور والله يابو راكان
شعر ان هنالك أمر لا يعرف بينهما/شباب وش السالفه؟
ألتفت إليه أدهم بعدما رفع طرف شماغه/لازم كل شيء سالفه، نودع الرجال صار نسيبي و لازم نوصيه على نفسه
ضحك /وانت ماخذ وضعية ابو العرايس
عاد ليصد عنه/قايلك لا تستظرف، يا صبر بنتنا عليك بس
ضحك وليد، منذ متى لم يضحك هكذا/يا عيال والله كذا بتخلوني اهون وانا وراي اشغال، ليه ماجتمعنا من زمان
قاسي/شوف وانا اخوك روح وانا وأدهم اقرب فرصه نجيك ونحوس بك في شغلك بألمانيا و لا يهمك
التفت لأدهم بحديثه/لا تجيبه معك انتبه
ضحكوا والمذيع الداخلي ينادي للرحله... ودعوه جميعاً وخرجوا، كان أدهم يفكر به يفكر بمصير ليال، يتفق مع وليد بصعوبة ان تستمر علاقته بها وهو بهذا الوضع الصحي، مرضه في الدم و معدي مما يعني انه لا يستطيع ان يتزوج و يقيم علاقه متكامله او حتى نصف علاقه مع زوجته، صعب جداً البقاء معها و مع حبها لربما ستغامر بالبقاء معه، لذلك تركها هكذا بدون ذكر سبب افضل حل لسلامتها....،وليد يعرف تماماً أنها ستضحي وتبقى معه لذلك فعل كل ذلك حتى تتركه او حتى تمقته.. كان الله في عونك يا صديقي.
رن هاتفه ليقاطع سرحانه ليرد/هلا مهند... حلو ممتاز يا ولد متى اخذته، ، لا ياخي خلنا نروح من هاللحين وش ننتظر،.. قدام، اشوفك بالمستشفى.
اغلق من مهند ليتصل بسيف، يجب ان يكون موجوداً فهو صاحب الخطه اساساً...
.
.
جلس منتظراً بعدما اطلعوا على سجل اربع عوائل و لكنها ليست لهما، تستثقل نفسه التعب من أجلها اليوم بعد الذي فعلته به أمام الناس تلك الليله، رغم كل ما يفعله لها و كل ما يشفع لأن تثق به فقط إلا أن نظرتها له سيئه جداً.. كم هي سيئه بذاتها و لا تستحق منه أي شيء.
هل أهانه الحب ليتتبعها هكذا؟ فلتحترق لن يشغل تفكيره بها بعد الآن..،
تأفف أدهم وهو يجلس بجواره/هذول اربعه و ماطلعت بنتهم،
مهند/معاد بقى شيء ترى يا شباب عايلتين نزورهم واتوقع تكون بنتهم وفيه خطأ
تحدث وهو يقف/لا تتعبون أنفسكم، هذي واضح انها من اللي انتم خابرين.. يعني مالها اهل
لم تعجبه نبرته تلك وقف وهو ينهاه/ترى اللي تتكلم عنهم مالهم ذنب، لا تتكلم عنهم و كأنهم عار
ابتسم و هو يخرج سبحته و يفرغ طاقته السلبيه بمداعبتها/ياأدهم لا نتكلم بمثاليه وااجد، الواقع يقول لو ما هم عار محد رماهم، عسى الله يكفينا شر طريق الحرام
ضرب بيده الكرسي/الله لا يوفق من يجيب طفل ماله ذنب و يرمي ببحر هالحياة لحاله.
مهند/الحياه فيها صفحات سوداء كثيره، الله يعين المبتلى
خرج من عندهم وهو مثقل بهمه، كالمقيّد بها و التائه في متاهه لا يعلم لها نهايه.. شعور الشتات ما أقبحه/شباب انا طالع، تبون شيء؟
لاحظه ليس ذلك الشاب الذي يعرفه، هنالك شيء يعبث بسيف و يقلب كيانه، هو ليس بخير أبداً...،
.
..
.
سمعت رنين جرس البابوهي تغسل الصحون لتخرج وهي تأمرها/مررريم روحي خذي الأغراض عامل التوصيل
مريم من امام التلفزيون و بتردد/غريبه و ربي خايفه،
رفعت يديها ذات القفازين /يا بنت انا اغسل المواعين و بسوي العشاء، يلا روحي بلا خوفك هاللحين
وقفت متردده وهي تنوي الذهاب/طييب .
ابتسمت هي تراها ذاهبه، لتعود للمطبخ و تكمل عملها..،
و لكنها سمعت صوتها يعلو...!
استغربت في خارجه و ليست عند باب يغلق حتى تصرخ!!
جففت يديها بالمنشفه الصغيره التي كانت على كتفها ثم خرجت متوجسه حقاً بعد انقطاع صوت مريم.. تُرى مالذي حدث لها؟!
سمعت حركه و صوت سقوط شيء ما في ساحة المنزل خرجت وهي تركض لعلها مريم تأذت من أثر سقوط و اغمي عليها، فتحت الباب لتتفاجئ بمريم أمامها مكبله و بأحدهم يمسك بها و لكنها قاومت/ابعد عني يا كلب وش تبي؟
حاول تثبيتها جيداً و لكنها تستمر بالحركه حتى اضطرته لضربها على رأسها و سقطت بلا حراك/اففف منتي صاحيه وش هالقوه الله ياخذك!!!
كانت تتألم بشده و دمها يتصبب من جبينها* لكن يجب ان تقاوم، حاولت ان تفعل شيئاً، رأته يذهب ليلتقط حبلاً.. لن تكون نهايتها بيد هذا اللص..، ليس بهذه السهوله على الأقل.. انتظرته حتى عاد وهو منشغلاً بالحبل بيديه، لتخطف العصى المركونه جانبها على الحائط و تضربه بقوه على رأسه، كانت الأله قويه لدرجة أنه فقد وعيه أو ربما مات!!! /الله ياخذك حديتني على هالشيء
صرخت مريم برعب وهي تتذكر مقتل ماجد أمامها/قتلتييييه يا مجنوونه
اتجهت إليها لتغلق فمها بيدها و من ثم بدأت فك وثاقها/اشششش لو مافزعت لك كان الله اعلم وش كان ناوي يسويلك.. اسسكتي وخليني اتصرف
رآت دمها يقطر من فوق حاجبها/دمك ينزف
بلا مبالاة/جرح بسيط، تعالي انتي شلون تفتحين كذا بدال ما تسألين!!
بقلق/مادري فتحت الباب و المجرم ماعطاني فرصه، شوفي يمه ما يتحرك يا غريبه لا يكون مات وش بنسويبه؟
اتجهت إليه ولكنها خافت، لعله لم يمت بعد، اخذت الحبل و قيّدت ساقيه وثبتت يديه، ثم اتجهت إلى رقبته تتحسس وريده، لترفع رأسها لمريم/مريم الظاهر اني ذبحته
شهقت/بيقصونك!!!
وقفت وهي قلقه و تمرر يدها على جبينها/انا كنت ادافع عن نفسي، والله
ظلت تبكي على حوض الزراعه الناشف و هي تندب حظها/ثاااني مره اشوف لي واحد ينقتل قدام عيني، ياويلي وش هالحظ اللي عندك يا مريم... لا و غريبه بتوخذ بعد
تأففت وهي تحاول ان تفكر و لكن تلك تبكي/يا مريم اسكتي خليني افكر كيف احل هالمصيبه، ماقدر اتصل بأدهم، وش اقووله، ياااافضحي تعال قتلت بني آدم!!!
مسحت دموعها بطرف أكمامها/ماراح تتصلين بالشرطه؟!!!
إلتفتت إليه متخصره بيمينها/ورا ماتسلميني بنفسك احسن!!! مررريم اعقلي
وقفت وهي تذهب جيئةً و ذهاباً و تندب حظها/أنا عاارفه حظي مقروود من سنين ماهو توه، آآااه وش اسووي بعمري أنا
تشعر حقاً أن عقلها متشنج و غير قادر على فعل شيء، و لكن يجب ان تتصرف حالاً...، رفعت هاتفها لتتصل بأي أحد... وجدت نفسها تخرج أسمه و تتصل به، لم يرد.. اتصلت مرة اخرى و اخرى،... الآن فهمت أنه صد عنها/هذا وش فيه ما يرد، أفف
استغربت/منهو؟ على من متصله انتي؟
بتأفف/سيف، برأيي أأمن شخص لهالمهمه.
اتسعت عينيها* مستغربه/شرشحتيه هذيك الليله وخليته ما يسوى، ومتأمله يجيك
رفعت حاجبها وهي تدير ظهرها وتعاود الإتصال به/مو على كيفه لازم يرد،
ضحكت مستهزأه/صدق بجيحه يا غريبه، خطبكةو رفضتي،اهنتيه و كذبتيه قدام الناس و هو كان جاي ينقذك، و تبينه على كيفك يرد على مكالماتك، الناس عندها كرامه بعد.
تركتها و ذهبت للداخل، وهي قلقه من تجاهله لها أكثر من المصيبه التي وقعت بها الآن، شعرت بالغصه لأول مره منذ مده، كان الوحيد الذي اشعرها بأهميتها،..
خافت وهي تقف أمامه وحيده لتلحق بها للداخل...،
.
.
الليله تنوي الذهاب لمنزل اهلها، دخلت للمطبخ وهي تتجهه للفرن... لتسمع صوت شهد هناك.. /بااقي شوي عالكيكه يمه
أستدارت لتراها ترتب اقلام إبرها الجديده في علبه و تضعها في الثلاجه بعدما أخذت واحداً و وخزت به ذراعها/متى رحتي المستشفى
ابتسمت لها/مارحت هذا موعد صرف أبري الجديده جاني مسج من المستشفى و ارسلت السايق يجيبها..
اقتربت منها وهي ترى كدمات ذراعها من أثر الأبره/توجعك يا قلبي؟ ليه هنا ازرق
أعادت ابرتها لمكانها/لا، يعني تعودت، الازرق هذا لأني استخدمت المكان كثير و ماغيرت، المفروض اغير المكان بكل مره، ما قلتي لي لمن الكيكه و عمي صالح مسافر!
ابتسمت/رايحه لأهلي.. و بتجين معي بدون كلام
شعرت انها تحت الضغط/يمه مابي
بإصرار/بلا شغل مبزره، بتروحين معي وانتي بنت شاطره وتسمعين الكلام
بتذمر/يالله تووني ماخذه ابره يمه ماني رايقه يجيني هبوط بعد
صغرت عينيها/شغلي دلعك علي يا بنت هند، شووفي روحي معي زياره، أحسن ما اقولك روحي واقعدي ببيت زوجك غصب
بضيق/يمه أنا كل همي هالفتره ابي الولد اللي ببطني يجي بصحه و عافيه، لا تضغطين علي
امسكت بيديها/مع ذلك بتروحين معي زياره..و لا تنسين اخذي ابرك معك.. يمكن ننام ما يندرى.
رأتها تخرج بعدما أمرتها، لتجلس على كرسي الطاوله و تمد شفتيها بتملل،..
.
.
جلست متكتفه عند باب الحمام، تنتظرها تنتهي و تخرج لها، فالخوف بدأ يطرق قلبها حقاً/غرريبه مو وقت تسبحين و بالحوش جثه
كتمت ضحكتها/ماتحملت ريحة الدم قرفتني، بعدين تراه مغمى عليه يالخبله، الله يستر لا يكون جاه نزيف داخلي هذا اللي خايفه منه
صارت تلفت و تتخيل ان احدهم يمشي خارج الغرفه/غريبه في واحد فالبيت غيرنا
.
داخل الحمام اغلقت الماء المتدفق لتلتقط منشفتها و تجفف به جسدها المبلل، ثم جففت شعرها و توقفت أمام المرآة تضع على جرح جبينها لاصق جروح و تتحدث مع غريبه خارج الحمام/غريبه اقري قرآن بسرك افضل من الوسوسه..
صوتها من خارج الغرفه/غريبه انا صرت متأكده، اطلعي تكفيين..
ارتدت بنطلونها القطني على عجل و من ثم بلوزتها الخفيفه ذات الياقه الواسعه، ثم خرجت وهي تلف شعرها الطويل بمنشفتها/خير يا ماما، وراك لاصقه بالباب بغيتي تطيحين علي...
مريم اشارت للباب/كنت بختنق و الباب مسكر
ابتسمت وهي تقف أمام مرآة الزينه و تلتقط عطرها الوحيد على الطاوله و ترش منه لتنعش نفسها بعد هذا اليوم الذي لا يريد ان ينتهي/اخذت المفتاح و الا كان ازعجتيني و فتحتيه و طلعتي و دخلتي.. صرت أمك وانا مادري!
سمعوا صوت دربكه قويه و انكسار شيء ما!!!
اتجهت لهاتفها وهي تحاول ان تتصل بأي أحد.. لا يحضرها سوى سيف و سيف لا يرد أبداً...!!
سمعوا صوت من آخر الممر و يبدو فيه الألم/انا عارف ان ما فيه غيركم هنا..
.
.
.
توقف وهو يرى باب المنزل شبه مفتوح و الرياح البارده تحركه..أخذ فرداً صغيراً من درج السياره حبله بالرصاص ليدسها في جيب ثوبه الأسود ثم نزع شماغه من رأسه وتركها في سيارته !!
نزل مستعجلاً و هو يتعدى الباب و يدخل، الفوضى هنا عارمه، و هنالك بقع دم!!!
قرر ان يدخل بسرعه وهو يبحث عنها و ينادي/فيه أحد؟؟
لا رد....،
تقدم للسلّم بعدما بحث تحت جيداً لينادي مجدداً/غريبه؟.. مريم.. فيه احد هنا و الا..
صمت بعدما رأى دم على الدرابزين في الأعلى.. الموضوع لم يعد بسيطاً..،رفع هاتفه ليتصل بالشرطه..
رأى احدهم يطل من هناك ليرمي عليه حديده بالكاد ابتعد عنها حتى لا تضربه، ليتجه إليه مسرعاً حاول الإمساك به لم يستطيع و لكنه اخرج مسدساً و صوب قدمه ليقع وهو ينهال عليه ضرباً ويشده من ياقته/وش جابك عند البنات يالوصخ هااه وش جاابك
بالكاد نطق من شدة الضرب و إصابة قدمه/ناداني طارق قبل شوي كان هنا.. وقال البيت مافيه غير بنات
فهم ما يقصده ليبصق في وجهه/لعنكم الله يا قذرين، وين طارق؟
أشار بيده/اخذ البنت ام عيون رماديه
خرجت مريم تركض وهي تبكي و عليها جلال الصلاة/سييف الله جاابك الله يسعدك ياخوي
إلتفت لصوتها ليراها متدثره برداء الصلاة وتبجو في حالة هلع/مريم وين اختك؟
بخوف و قلق/كانت تتصل فيك من كم ساعه،جانا واحج و نادى رفيقه،قالت لي اتصرف و احمي نفسي، كانت بتقفل الغرفه بس هو دخل و قدر ياخذها، ماتوقع لبعد لأنه مجروح
يكاد يجن/يعني طلع بها برا البيت؟
بكت مجدداً/سمعته يقول والله لأخليك تمنين الموت، بينتقم لانها كانت بتقتله بالضربه على راسه.
عاد لذلك النازف على الأرض ليشده مجدداً/تعرف وين المكان اللي بياخذها فيه؟
سعل كثيراً وهو يتعرق من شدة الألم/مادري عنه ماادري
ضربه و صوب المسدس على رأسه وهو يتحدث من بين أسنانه/مسوي فيه خوي كفو هااه!!، بتتكلم و الا افرغ هذا براسك؟؟
صرخت مريم برعب/لا تكفى يا سيف لا تذبحه
إلتفت إليها وهو يصرخ/اسسسكتي
اغلقت فمها بيديها و الرعب يأكل اطراف قلبها...، لماذا عليها ان تعيش الرعب دائماً...،
أشار بيده للدور العلوي، وهو يركض و تدخل بعده بذلك دوريات الشرطه، و يصحبه احدهم..
...
.
.
خرجت من منزله بعدما ودعت أمه، أخبرتها أنها ستعود و لكن لم تخبرها متى،* مهما كان فهذه السيده لا ذنب لها حتى لا تفرح بزواج إبنها، دعها على ما تظن لا شيء يخدش أحلامها،
على الجميع ان يكون بعيداً عن دوائرها، فلن يشعر أحد بمرارة ما تمر به مهما حاول الفهم..،
لملمة اشلاء قلبها و رحلت.. للأماكن التي جمعتها به للحدائق و المقاهي،..لكل شيء شهد عليهما معاً..
كان يفضّل القهوه السوداء كما تفضلها تماماً، يعشق طلال و تطربه مياده.. نفس الذائقه،..
يحب السهر خارج ضجيج المدينه و مسامرة النجوم برفقة ابريق شاي يعده بنفسه على نار اوقدها ليحلى السهر و كم شاركته ذلك..
حاولت ان تتجاوز ذكرياته لتحدث السائق/سنجاي روح بيتنا
ادخلت يدها في حقيبتها وهي تبحث عن هاتفها لتجد قصديرة حبوب كانت تستخدمها حينما كانت برفقته، كان ذلك الشيء الوحيد الصح الذي فعلته معه.. ان استخدمت هذه الحبوب، من يدري لو حملت و ابتليت بذكرى منه تجعلها مربوطة من عنقها حتى تموت..
أعادت القصديره للحقيبه وهي ترفع ناظريها للنافذه تراقب الطريق بتملل..،
.
.
في حديقة المنزل تجلس بينهم وتشعر أنها محاصره، لا تريد البقاء هنا ووالدتها تلمح للنوم هنا..، وقفت وهي تشعر أنها تريد التنفس..
شعرت بها الشموس/شهد فيك شيء؟
بإبتسامه مقتضبه/لا، بس حابه اتمشى شوي لحالي و بروح بعدها لدورة المياه
فهمتها/براحتك..
رأتها تذهب لترتشف فنجان قهوتها و تسألها/وين اخوي وولده مالهم حس الليله و لا نايف
الشموس وهي تراقب ذهاب شهد/راحوا لابو عبدالكريم هنا تو ولده نقل و عازمهم، نايف يقول طالع مع عبدالوهاب الراشد تعرفينه اخو فيصل ماغيره
هزت راسها لتكمل ارتشاف قهوتها..
لم تستطيع الصمت/عمتي باين ان شهد ماهي مرتاحه، ليه جايبتها غصب؟!
تأففت/معصي اخليها لحالها بالبيت خصوصا ان هند مسافره مع زوجها لبرا... لين متى بتقعد بالبيت لازم تطلع يعني
شعرت بالحزن عليها فهي تضع نفسها مكانها، الأخ جرح نازف و الأخ ذراع لو بترت لن تستطيع تعويضها/آه يا شهد ماتنلام والله، عمتي لازم نسايرها، ترى اذا زعلت واجد بينخفض سكرها بشكل مرعب
بإبتسامه جانبيه تمازحها/خايفه على ولدكم؟
اتسعت عينيها/عمتي انا اعرف شهد مابعد عرفت الولد.. طبعاً خايفه عليها هي الله يسامحك بس
ضحكت/ادرري بمقصدك، كنت امازحك، انا ابيها تتعود تجي و تروح، حتى لو ناويه تنفصل عن نايف مو معناتها تنفصل عنكم، انتم اهلها بعد وهي لازم تفهم هالشيء، لو طاوعتها ماطلعت من البيت ابد
لمحت ليال قادمه وهي تضع نظارتها السوداء على عينيها،و تمشي على مهل/وهذا هي العروس جايتنا بعد
التفتت اليها مستغربه فهي لا تعلم مالذي يحدث/بسم الله شجابك انتي
اتسعت ابتسامتها وه ترفع نظارتها و تلقي تحيتها/مساء الخير حبيباتي وحشتووني
سلمت عليها و مازالت مستغربه/توقعت ببطي ماشفتك بعد الزواج
جلست بعدما سلمت عليهما، لترد بكوميديا سوداء/شسوي يا عمه هرب العريس و خلاني، اكتشف انه تورط و ماحب يكمل
يؤلمها قلبها على اختها و لا تستطيع حتى المواساة، كل شيء منتهي...،
لم تفهم هند، ظنت انها تمازحها فهي تتبسم/ماتصبرين عن بيت اهلك، بس حرام وليد انتظرك كثير يا بنت.
التفتت للشموس مبتسمه وهي تهمس/شكلها ماتدري!! اي و الله صح يا عمه معك حق
صغرت عينيها وهي تنتقل لعتابها/ما ينلام لو هرب منك، فيه وحده عاقل تسوي بشعرها كذاااا، اتقي الله كان حلو و مزود ملحك
اتسعت ابتسامتهاو هي تسترخي بجلستها/أنا حلوه بشعر و بدون شعر.. شوشو بالله صبي لي قهوه
.
.
الساعه الآن الرابعه فجراً...،
... بعد ذهاب الشرطه بالمجرمين، انتهت القصه بسلام عليهن و بقي هو فهو المعني بنظر الشرطه كما اخبرتهم "غريبه"، انه المسؤل عنهن و يوكلنه عليهن...،
كانت متردده تتشبث بحجابها أمامه، فقد حدثت امورٌ كثيره بما فيه الكفايه هذه الليله وهو بالذات يعرفها كما يعرف كف يده، حسناً هي الليله تعترف أنه سند حقيقي لها و تحتاجه، فهو لم يخذلها كما توقعت/سيف، مالي وجه اوقف قدامك اتكلم معك بعد هذيك الليله،
قاطعها/معاد له داعي الكلام يا بنت، كلن يعود لأصله
قاطعته بدورها وهي تبكي/سيف كنت خايفه تكون ملاحقني، ماكنت ادري ان مريم ارسلتلك و لا شيء لو ادري والله ما اجرحك قدام احد، قدر وضعي
إلتفت إليها بغضب و قهر/مقدّر وضعك علشان كذا معاد رديت على اتصالاتك، يعني وااضحه انك تبين هالحياة.
كادت تضربه بيدها و لكنه منعها بصد يدها/لا تظنين اني جااي علشانك، انا جيت لأنك اتصلتي على أدهم وهو بدوره كلمني، و بما أنه خارج الرياض جيت افزع لك بداله.
شعرت بألم في معصمها حيث صدها، لم تستطيع الحديث ظلت دموعها من تدافع عنها وحيده و مكسوره/انت منت لئيم لهالدرجه.
ابتسم بسخريه/لا، لئيم و اكثر من لئيم بعد يا غريبه، انا انسان مسبل خطايا و لي نزوات، ماني منزّه، انا مثلي مثل غيري اكره مثلما أحب، و كرامتي عندي بالدنيا، و تحوم كبدي من تصرفاتك..
حاولت بلع غصّتها و لكنها عجزت لتنهار باكيه،..
سألها بحرقه لا يستطيع اخفائها/هذاك الكلب سوالك شيء؟اعتدى عليك؟
بحزن/دام ما يهمك و محومه كبدك، ليه تسأل؟
رفع يده بلامبالاة وهو يقرر الذهاب/صادقه، احترقي ماعلي منك..
لحقته برجاء/سيف وقف الله يخليك، طيب بس اليوم لا تروح
توقف و صوت مؤذن المسجد ينادي لصلاة الفجر، و هي خلفه تبكي، انتهى المؤذن ليلتفت إليها/وش تبين يا بنت الناس؟خليني أمشي خلاص
مسحت دموعها/ما اثق غير فيك،
اتسعت عينيه بعدم تصديق/حتى أنا لا تثقين بي.. انا ما اشوفك اخت لي.
ابتلعت غصتها بصعوبه، فهو يصّعب الأمور/و ان قلتلك تكفى يا سيف؟!
صد وهو يمرر يده على وجهه بيأس، و يتمتم بالحوقله/انتي عقوبه، لكن مدري وش الذنب اللي حطك بطريقي!!، بنام بالملحق، لكن سكري هالباب زين، كلها كم ساعه و اروح الدوام أبي انام شوي.
انهالت دموع فرحها بقبوله عرضها و دخلت وهي تغلق الباب براحه، ما دام سينام هنا لتنعم هي بنوم مريح، تمنت من كل قلبها أن يخطبها مجدداً، أن يقولها حتى لو بالخطأ، و لكنها خسرته و تعرف ذلك تماماً، لن يعود لخطبتها مجدداً، اتضح ذلك جيداً الليله.
الندم شعورٌ حقير جداً و متحفز للحضور بعد الإختيارات الخاطئه و المتسرعه.
.
.
.
لحقت بها قبل دخول المصعد، لتصعد معها وهي تراقبها بنظراتها بصمت حتى توقف في الطابق الأعلى.. لتراها مازالت تحدق فيها لتبتسم/لا تقولين متخاصمه مع أدهم و جايه تنامين بغرفتك هنا
خرجت معها من المصعد وهي توقفها/اتركك من أدهم و احكي، ماقلتي لي وش صار؟
رفعت كتفيها للأعلى بنفس تلك الإبتسامه البارده/سافر..
تعرف أنها بكت كثيراً و عانت و اخمدت كثيراً من نيرانها المتقده حتى تتحدث بهذا البرود المميت/ليه ما سافرتي معه؟
تركتها و اكملت طريقها إلى غرفتها/ما يحتاج أكرر السبب بكل مره
لحقت بها وهي تخاف من انفجار قادم، هدوءها و ضحكها الليله ليسا طبيعيين، رأت كدمة مزرقه على ظهر يدها من الواضح أنها أثر إبره/طيب يوجعك شيء؟محتاجه شيء؟
راحت لتجلس بإسترخاء على أريكتها لتتحدث بتوتر رغم ابتسامتها/محتاجه أختفي من العالم بحيث محد ينتبه لي.. أو بمعنى أدق محتاجه أموت و أريح قلبي المكسور.. لأنه يوجعني، يوجعني بشكل ماتتصورينه
رأت دموعها تنسكب، و نبرتها تتعثر لتقترب منها مسرعه و تجلس بجانبها لتضمها بلا أي كلمه،..
شدت على عناق أختها بقوه و كأنها تخاف ان تبتعد هي الأخرى، لتردف بنبرة متعثره/لو تركني علشان بنت ثانيه كان بقول فيه وحده نافستني على قلبه و فازت به، لكن يتركني لأنه فقط ما يبيني! ، هالشيء يعور القلب يالشموس، أول مره اشفق على نفسي و هالشعور مره بششع و الله العظيم بشع و كريه.
ربتت على ظهرها وهي تعانقها، و تنطق بقهر/الله ياخذه
قاطعتها بنهي وهي تقف بخوف بعد دعوتها/لا تدعين عليه يالشموس، والله لو يرجع هاللحين يبيني ما اقول لا...
اتسعت عينيها الغارقه بدموعها وهي تحدق فيها بغضب/ماني مصدقه كيف انعدمت كرامتك فوق كسر قلبك!!!
أكتفت بدموع صامته و عاجزه.. لا يمكن لأحد أن يفهمها، روحها من أحبته و حب الروح لا يفنى إلا بفناشها...
تنهدت وهي تقف تريد الخروج لتدعها ترتاح، هكذا انفصال لن يمر عليها مرور الكرام/عموماً انتي توك منفصله و طبيعي اللي تمرين فيه، لكن تأكدي مافيه شعور يظل للأبد.. النسيان مصير كل همك و كلها فتره و تفهمين هالشيء.
هزت رأسها وهي تنفي حديثها بفقدان أمل بالنسيان، النسيان مجرد كذبه و إدعاء باطل و حيلة مهزوم.
اقتربت منها لتطبع قبلتها على خدها و تربت على كتفها مجدداً/نامي و لا تشيلين هم، تصبحين على خير.
تتبعت خطواتها بنظراتها وهي تراها تخرج و تغلق الباب خلفها، شعرت بالوخز يعاودها وهي تجلس مجدداً على سريرها وحيده بغرفتها كما كانت و كما ستظل للأبد...،
.
.
.
عاد متأخراً وهو يضع شماغه على كتفه، جلس قليلاً في الصاله الداخليه، كان يجد الشموس أحياناً تجلس لشرب قهوه بالقرب من المدفئه أو لرؤية الأخبار..إسترخى* بجلوسه قليلاً و لاحظ وجود هاتف جوال يرن أمامه برساله.. اقترب منه ليلتقطه و يرى اسم المتصل"hend"
لم يفهم بدايةً..
ليسمع خطواتها قادمه من المطبخ وقف وهو يراها قادمه من بعيد بكوب لا يعرف ما به، ظل واقفاً يراقب قدومها بخطواتها المتأنيه، تبدو فاتنه جداً بالبيجامه الواسعه تلك، لطالما حلم انها تعود..
رفعت رأسها لتراه هناك وسط الإضاءه الخافته و يحمل هاتفها، اخفت رهبت لقاءه و قاومت ضعفها لترفع حاجبها وهي تقف أمامه/مساء الخير
عرف ان لا احد موجود بالمكان ليبتسم/الخير كله يا شهد...
مدت يدها وهي تحاول تجاهل ابتساماته اللطيفه/ممكن جوالي؟
اقترب منها وهو يقدمه لها/الساعه 2 ونص و هند تتصل!
اخذت هاتفها/هند تتصل بي بأي وقت، مالك دخل
اتسعت ابتسامته/يا حظها.
صدت لتقرر الذهاب، كانت متردده بشأن مبيتها هنا، لا تريد رؤيته/انا رايحه الغرفه فوق انام اتمنى ما اشوفك... و ياليت تطلع من البيت الليله يكون أحسن
اختفت ابتسامته وهو يراها تتحدث معه بهكذا اسلوب، لؤمسك بيدها قبل ان تبتعد و يثبتها حتى إلتفتت إليه مرغمه/لا تتكلمين معي بهالطريقه و تمشين
امتلئت عينيها بالدموع، لم تكن تريد المبيت هنا الليله و لا رؤيته، لا تريد شيئاً يوقظ حزنها النائم في صدرها/الله يسامح أمي اللي قررت ننام هنا الليله.
قرّبها منه اكثر حتى لامس بطنها و لف يده خلف ظهرها هامساً/اقسم اني مابي افرض نفسي عليك، و لا حتى خططت مع امك عشان تجيبك لي، يجوز انها رحمتني و جابتك زياره لا اكثر، هي تعرف مكانتك بقلبي كيف.
ابتلعت ريق التعب و الشوق المرّ بين يديه، لا تستطيع العفو عنه وذلك مالم تقدر عليه، لن تخون أخيها في مماته كما خانته في حياته لتهمس/نايف فكني، لحد يشوفنا كذا..
انحنى طوعاً و طبع قبلته على خدها وهو يهمس/من موجود هالوقت يعني؟
سمعوا صوت خطواتها، تنهدت وهي تريد المخرج من بين يديه/الشموس وراي بالمطبخ و جات...
تركها مبتسماً ليراها تبتعد بخجل و تجلس عل الأريكه المقابله للتلفزيون و تحاول ان تتحدث بشكل سريع قبل ان تقترب منهم/اتمنى تفارق.
ابتسم وهو يرى وصول الشموس التي كانت تمشي بهون/اهلا بأم راكان، كذا السهره بتحلو
ابتسمت بخبث وهي ترى نظرات عدم الترحيب بوصولها هذه اللحظه/اي واضح بتحلو، وين كنت سهران للحين
استغل وجود الشموس ليجلس بجانب شهد/بصير ابو بعد كم شهر وانتي تحققين معي كلما رجعت البيت!
ارتشفت من كاسة الزهورات التي بيدها/اها قصدك كبرت يعني و خلاص صرت رجال
ازاح شماغه من كتفها ليضعها جانباً وهو يغمز لها بإبتسامه/انتبهي يام راكان الله يحفظك
كتمت ضحكتها وهي تصد و تشاهد التلفزيون قبالتهم لتلتقط الريموت وتبدأ بتشغيل الفيلم/الليله عندنا فيلم رعب كنا مخططين انا وشهد نشوفه، زين انك جيت تحضر معنا
مد يده بجانبه لتتسلل و تمسك بأناملها بجانبه وحكم التمسك بها رغم محاولتها لسحب يدها/زين والله
حاولت تجاهل وجودهم و الانتباه للشاشه فقط/ترى الفيلم مررره رعب يا شهد لا تقولين ما قلتلك
ضحك نايف/يلا نشوف مستوى الرعب حقك كيف
استرخت بجلستها وهي تشير لصحن الفشار هنالك على الطاوله/خذ الفشار جهزته من شوي.. اذا تبونه
اخذه ليعود بجانبها و يضعه بينهما، وعينه على طريقة استرخاءها بجانبها و شعرها المرفوع بشكل لطيف و بروز بطنها الذي حرك بداخله اشياء كادت تموت، حاول الصدود ليلتهي بالفيلم عنها... فالشموس موجوده..
وقفت وهي تشعر أنها يجب ان تترك المكان لهما الآن، من الذوق ان تفعل ذلك، يتضح الخجل على شهد.. و التوتر على اخيها/اووه نسيت ان عندي مشاوير كثيره بكرا... لازم اروح ارتاح و انام... يلا سلام حبايبي و انجوي ذا موفي..
أشار بيده مبتسماً/الله معك الله معك
لم تحتمل حتى ذهبت الشموس لتسحب يدها محاولةً الوقوف و لكنه امسك بها رغماً عنها ليجلّسها بجواره/ماني ماكلك كلها سهره بالصاله بس ما طلبت شيء!
تذكرت الماضي القريب، ماحدث في منزل والدتها/سبق و قلت بس بسهر معك بس و خليتني اخون وعدي لأخوي الله يرحمه.
تأفف وهو يحاول ضبط نفسه/يبنت الحلال وش خيانته؟ انتي زوجتي، بعدين انسي خلاص اللي فات مات
نطقت بعبره مرتكزه في حنجرتها/اللي مات أخوي.. طبيعي تستسهل امر نسيانه لانه مايهمك.
تركها مبتعداً لمسافه بجانبها وهو يجلس بفقدان أمل، مازال تركي يقف حاجزاً فولاذياً بينهما.. مازال دمعها ينسكب كلما رأته يقترب منها!
رآها تقف و تذهب لتتركه وحيداً مع نفسه اللوامه.. إلى متى سيعيش حزنها داخلها، متى سيعتقها إحساسها بالخيانه ليسكنها حبه وتقصيرها تجاهه بدلاً منه..!
°
°
فتحت ستائر الصاله الجانبيه وهي تتبسم لرؤية مدى تدخل و يسبقها اطفالها و تبدو ندى تمشي بجانب والدتها تدّعي الثقل/ناظري يا خاله مدى و عيالها وصلوا.. ي حليلهااا ندى مسويه كبيره
ضحكت ام قاسي وهي تسمع اصوات الأبواب و خطواتهم على السيراميك/جوودي عيالك عنهم بس
راحت لتتلقف أدهم الذي دخل يوزع إبتساماته في المنزل/اهلاً اهلاً زوووزي
اقبلت من بعيد مبتسمه/زووزي بعينك
اتسعت ابتسامتها لرؤيتها بعد مدة غياب طالت جداً/ي مرحبا بالقاطعه
فرحت برؤية والدتها سعيده برؤيتها، هل حقاً اشتاقت لتتأثر أم أن رعايتها لأطفال قاسي رققت قلبها، أم أنها وحشة العمر و بعد الأصدقاء.. و ابتعادها الطويل عنها، اقتربت منها لتضمها، شعرت برجفت عظامها، "كيف عبث كبر السن فيك يا أمي فجأة و رقق عظامك"..
تأثرت بدموعهن وهي تتبسم لدفء اللحظه التي تفتقدها/خلاص يا جماعه بتخلوني اصيح
جلسوا بعد السلام لاحتساء القهوه.. لحظات لينادي الاطفال بأن قاسي وصل...
، لتلتفت و ترى دخول قاسي و بيده تمسك طفله صغيره ذات جديله سوداء طويله وومميزه ترتاح على كتفها الأيمن..و فستان اصفر ناعم قصير.. تبدو فاتنه جداً بملامحها الشرقيه النجديه الفاتنه، لم تستطيع الإبتسامه، لا تدري لماذا ثارت الغيره، تخيلت لو أن هذه الطفله ابنته، مشهد سيقتلها فوراً..،
اقترب وهو يرى صمت صغيرته وعيناها التي تغزوه غزواً،/اوهوو مدى و شلتها هنا، السلام عليكم..
راحت تسلم على اخيها و تتلقف منه الصغيره/هلا قاسي، شلونك؟ من هالحلوه هذي
بابتسامه/اخت خويي مسلط من ابوه الله يرحمه.. مابعد تزوج و ماله احد يرعاها، واخته الوحيده متزوجه و بنتها نفاس في جده يعني محد فاضي لها..
ام قاسي اتسعت حدقة عينيها/يويلي من هالشويب، تزوج قبل يموت علشان يبلش عياله ببنيه مالها ذنب؟؟
حزنت وهي تراها تنظر ببراءه للمكان/وين أمها طيب
قاسي/امها تزوجت بعد العده، اللي ربتها ام مسلط الله يشفيها عندها عمليه و دخلت اليوم التنويم
وضعت يدها عى رأسها/ياويحي عنها العجيز قعدت تحمل هبال الشايب
اقتربت منها نيفادا بإبتسامه/تعالي حبيبتي ألعبي مع البنات كبرك.. انتي وش اسمك؟
نطقت بخجل وهي تتمسك بيد قاسي و تكاد تختبئ خلفه/نجلاء
قبلت جبينها وهي تمسك بيد قاسي و تفصلها عن يد الطفله/عمري انتي احلى أسم تعالي معي
لم تفوته حركتها تلك و لكن فرح بتقبلها لها رغم انه كان خائفاً من ردة فعلها الغيوره،.. ولكن ربما تغيرت فكرتها بعدما رأتها..،
ظلت مدى مستغربه/من جد وش ذنبها المسكينه، والله بعض الرجال ما يفكر يزوج بنته شايب منتهي تتورط معاه بطفل و ينوخذ منها اذا مات، كسرت خاطري
جلس وهو يطلبها/صبي لي فنجال قهوه بس.. والله يا كانت تصيح من اخذتها من المستشفى لين هنا.. مسلط متورط بين أمه و بينها.. الله يعينه
.
.
.
الساعه على الحائط في الصالة تشير للسابعه مساءاً رأته من النافذه حينما دخل برفقة والده.. و يرتدي البشت كما اخبرها بذلك في رسائله....،
حدد الموعد وجاء و انصرف ذلك الخطيب العتيد، بالتأكيد لن يفضل والدها نسب ابن خالتها على نسب أدهم المناع...،
لم يحضر احد سوى بعض الجارات... هكذا افضل.. حتى خالتها أم خطيبها لم تحضر، بالتأكيد اخبرهم والدها برفضه....،
ماهي إلا لحظات ليدخل والدها منادياً لها و يحمل كتاب عقد القران معه...، نظراته مربكه، و صوته بدا مخيفاً للمرة الأولى ... لم يكن والدها هكذا من قبل حتى انه لا يتحدث مع والدتها منذ تلك الحادثه إلا بالأوامر، و كأنه ينتظر شيئاً ليظهر شخصيته القاسيه ...!
حتى أنها وقعت مرتبكه في المكان الذي أشار لها فيه ثم أخذ الكتاب و انصرف..، بالكاد لمحت اسم أدهم.. لم تؤكده... ابتسمت وهي تدخل و تتلقى التهاني على وقع انغام صوت محمد عبده وهو يصدح بـ "ليالي نجد مامثلك ليالي.."
لتبادر بنات الجاره بالتصفير و التصفيق و الرقص،" للمرة الأولى اشعر بلذة الحب هكذا، كان كل شيء احبه حصلت عليه بكفه و أن اتزوج من جننت به في كفه لوحده.."
رأت والدتها ترد على اتصال و من ثم تنادي المنسقه لإستقبال احدهم حتى الباب.. هل يعقل أنه سيأتي أحد بعد الآن؟ من تأخر..!
اقتربت منها لتسألها/من جاي؟!
بإرتباك/الشموس المناع!
بالكاد ابتلعت ريق الذعر وهي تلتفت لإلتفات الضيوف القليلون.. بقمة أناقتها بفستان سهره قصير حتى بروز بطنها جعل زاد انوثتها بشكل يغيضها و تسريحة شعرها المرفوع بنعومه و ماكياجها الأنيق، تعترف بينها و بين ذاتها أنها تعرف ماذا ترتدي و متى.. و لكنها الليله خاسره حتى و ان حضرت بكامل اناقتها المعهوده،...
اقتربت باستقبال ام ريما التي تفاجأت بحضورها رغم ان زوجها أخبرها بحضورها.../السلام عليكم، و مبروك ماسويتو يام ريما..
ام ريما/الله يبارك فيك ام راكان.. حياك نورتي حفلنا
التفتت إلى ريما بإبتسامه وهي تصافحها/طبعااا.. مبروك ريما.. ألف مبرووك.. بالرفاه و البنين يا حلوه
ابتلعت ريقها وهي تقف مكانها تُرى ماذا تنوي فعله الشموس بها/الله يبارك فيك.
شدت على مصافحتها/ولوو ليه بارده كذا؟ لهالدرجه مستحيه، و الا خايفه؟ عموماً هي ليله و بتعدي لا تشيلين همها
قدمت لها كيس هدايا يبدو فخماً من ارقى محلات الذهب/هذي هديتك.. و اسمحي لنا عالقصور ام ريما
ابتسمت لها وهي تشير للمكان بجانب ريما/تفضلي ام راكان ارتاحي.. حياك
جلست بجانبها وهي تنتفض وقفت تنوي الذهاب ولكن نادتها/وين وش مستعجله عليه اجلسي شوي ولو
تنهدت/أنا.. أنـ...
ابتسمت وهي تستأذن من ام ريما/ماعليه العروس واضح مرتبكه شوي وهالشيء عادي.. عن اذنك ام ريم شوي نتمشى بالحديقه و راجعين وهي مرتاحه...
ابتعدت والشموس برفقتها، تكاد تختنق من لحاقها بها، ترقد تخريب ليلتها تفهم ذلك، و لكن هل ستؤثر على أدهم... توقفت على الشرفه و عينها على الحضور...
بنفس ابتسامتها وهي تدندن مع محمد عبده على مسمع ريما/حبيبي و لا ذكرت أنه حبيبي، دريت أني حظيظ* وزان بالي.... أااه يا ريما، اهنيك على ذوقك.. ليالي نجد تناسب هالليله فعلاً..
لم تعد تحتمل برودها المبالغ فيه لتتحدث/وش عندك، ماجيتي الليله محبه يا بنت راكان!
التفتت إليها وهي ترى اناقتها الليله تبدو عروس ناعمه جداً/شدعووه يا ريما.. بالعككس، جايه محبه.. خصوصاً ان محمد طلب أدهم يوقف معه بزواجه، و قلت ابد ما يتزوج محمد بدون عزوه الليله و جيت من طرفه يعني اعتبريني اخت العريس
شعرت أنها في دوامه لم تفهم/وش تقولين انتي؟.
تحدثت بجديه هذه المره و خفتت ابتسامتها قليلاً/انتي من جدك ريما تظنين رجال بحجم أدهم بتتلاعب فيه بنت، و بيروح يراسلها مسجات بدال ما يكلمها، عييب ياريما انتي استصغرتي أدهم كثير و هالشيء زعلني منك معقوله تصدقين ان رجال يكتفي بالمسجات مع بنت؟!! .. وين كيدهن عظيم؟!
ستجن مما تسمعه/الشموس ما...
قاطعتها وهي ترفع الهاتف بيدها أمامها/كم مره ارسلتك لمطعم و لسوق و لستين داهيه و خليتك ترجعين بدون فايده، و ما استشكيتي؟! اقسم بالله انك عار على بنات حواء و انك أتفه من اني اضيع وقتي عليك..
امتلأت عينيها بدموع وهي تحاول ان تحافظ على "برستيجها" فالضيوف هنالك و سيرون و سيسمعون لو رفعت صوتها/انتي تكذبين، آنا توني متملكه عليه قبل شوي
بإبتسامه جانبيه/يا عمرري وااضح تحبينه حيل لدرجه تخليتي عن كل شيء قلتلك تخلي عنه لعيونه حتى كتاب الملكه ما نتبهتي له ، ماعليه عزيزتي حاولت اساعدك بالرسايل تتغيرين للأفضل ومحمد ولد خالتك يستاهل تعطينه عيونك بعد.. و على فكره ما رحتي بعيد هو مدير مكتب أدهم يعني بتسمعين عنه دوم.. يلا اشوفك بخير و الله الله بمحمد يا احلى عروس...
رأتها تذهب بعدما اشعلت النيران داخلها...، لا تصدق أنها بتلك الحماقه وهي التي كانت تعبث بمشاعر الشباب و تتركهم بلا سابق انذار..!!!
.
.
الليله دافئه جداً...
في حديقة المنزل الخلفيه تجلس متكوره على كرسي من الخيزران و بيدها كوب شاي..عين على هاتفها الميت على الطاوله و عينٌ تراقب الأطفال يلعبون أمامها بمرح.. ما أجمل حياتهم الخاليه من أية تعقيد..،
حتى راكان صار يركض خلفهم و لم يعد ذلك الطفل الذي يتعثر حينما يمشي بسرعه...،
اطلقت تنهيدةً طويله وهي تحاول ان تتنفس... منذ تركها وهي تشعر أنها تفتقد لمهارة التنفس بشكل عادي..
و كأن ذلك الوخز يوغل في قلبها و رئتيها معاً ليربك عملية تنفسها، مررت يدها على صدرها كعادتها كلماً أطلقت تنهيدة من تنهيداتها الطويله..
.../سلامة روحك
أنتبهت لها وهي تجلس مبتسمةً و تضع عبائتها بجانبها/ما طولتي
مدت ذراعاها لطفلها الذي جاء يركض لحضنها/ما كان متحمل الوضع تأخير اكثر.. البنت كانت مستعجله
تخيلت وضعها الآن بأسى/انحرق قلبها.. مسكينه..!!
رفعت حاجبها بإستنكار وهي تحمل طفلها الذي عانقها و جلس على فخذها/كان المفروض تحرق قلب اختك بعد،.. بلا سذاجه ليال.. اففف وش سواابك وليد قبل يروح، نبيه يرجعك
ابتسمت وهي ترى اناقتها و جلوس طفلها بحضنها، منظر لم تستطيع التفريط في التحديق فيه و تأمل جماله/تصدقين احلى منك وانتي حامل براكان.. شكل فعلاً هالمره بنت،،!!
قبلت طفلها وهي تحضنه/انا اتوقع انها بنت، كذا احساسي..
بنصف عين/يعني ما رحتي تفحصين، اتحداااك!!
ضحكت/رحت افحص بس كلها صوتيه، يعني اتطمن عالنبض فقط، بكرا عندي موعد سونار، اضطريت أأخره بطلب من أدهم حالف ماشوف جنس النونو قبله..
ابتسمت لجمال عائلة اختها الصغيره، اخيراً الشموس زوجه غيوره و أم تحافظ على عائلتها الصغيره كما فعلت دائماً مع عائلتها الكبيره... أدهم يستحق هذا الحب و الإهتمام..
.
.
.
تقف بوسط غرفتها التي جهزتها خصيصاً لتكون لليلتها مع أدهم.. لا تصدق أنها كانت تراسل زوجته طوال ذلك الوقت.. لا تصدق انها مغفله لدرجة السخف و السفه..
هاهي تزف لغيره بزواج لطالما ضحكت منه كثيراً "زواج مدبر".. هي فيه أراجوز كما كانت تقول دائماً...
لا تصدق أنها حتى الآن تخلت عن كل شي بطلب من الشموس وهي كانت تظن أنه أدهم...
سمعت صوت قفل الغرفه و خطواته على الباركيه. ابتلعت ريق الذعر وهي تحاول ان تكون عاديه، انتهى بالنسبة لها كل شيء..
لم تستطيع ان تدير نفسها لتراه، ذلك شيء خارج عن إرادتها.. لا تصدق..
اقترب و بشته مرتب على ذراعه وهو مبهور بجو الغرفه المريحه و روائح عطور انثويه لطالما تاقت نفسه لها/السلام عليكم..
لم ترد.. كانت تدير ظهرها..
رفع طرفي شماغه بحماس و ترك بشته على الاريكة القريبه منه ليتقدم إليها بنشوة.. و يديرها ناحيته، لم يصدق/انتي؟
لا تنقصها كارثه أخرى لتكتمل ليلة نحسها هذه، نزلت دموعها وهي ترى شرارات الغضب تتطاير من محياه.. و نظرات الوعيد المخيف..ليس لديها كلمه واحجه تدافع بها عن نفسها...،
هز رأسه بتهديد/أجل طلعتي راعية لندن المسحوب عليها هااه.. قال بنت خالتك قال...
شعرت انها النهايه، النهايه الحتميه التي يتحدثون عنها في افلام الرعب..، كانت تريد ان تتحدث و لكنه اخرسها بصفعه قويه أردفها بصفعات متتاليه...، كما دمرت ليلته الأولى و فرحته التي انتظرها كثيراً...
.
.
.
ألمانيا..،
خرج من غرفه عالية التعقيم لإخرى بجانبها وهو ينزع قفازاته و يغسل يديه جيداً و يعقمها،..
اليوم كان مرهقاً أجرى 4 عمليات و لم يكن هنالك وقت راحه الا قليل..
خرج بعدها لعيادته ليجلس مسترخياً على كرسيه مغمضاً لعينيه التي حدقت كثيراً..، لم يزور ريتا، هي تضغط عليه بتلميحاتها و هو تعب من كثرة تعمده تجاهلها..،
شعر بيديها الناعمتين تداعب كتفيها و خلف رقبته بمساج خفيف، هو متأكد أنها هي/ريتا مو وقتك والله
ضحكت وهي تعانقه وتطبع قبلتها على رقبته، تريد حقا تعلم لغته لتتحدث معه بها/آي مس يوو
تنهد وهو يحاول قدر الإمكان تجاهل تجاوزاتها معه، يشعر بالعار و هو يتذكر ليال الآن/ريتا بليز آي هاد وورك
ابتسمت/آي نو يو ار فنش ناااو
ليس هنالك بد من الخروج و مجاملتها، بالتأكيد ستتحدث عن مستجدات مرضه وهو لا يود الخوض فيه حالياً،... هو خصم ذلك المرض الذي حرمه من لمس زوجته و اضطر ان يهجرها و أبكاها كثيراً..،
.
.
.
الساعه التاسعه صباحاً...
عند غرفة الإنتظار...،
نظر لساعته وهو يلتفت إليها/جينا بدري
بسعاده/باقي خمس دقايق يا قلبي و ندخل، هالدكتوره شاطره و سبق و تعاملت معها
بإبتسامه/ان شاء الله كل شيء بخير
خرجت الممرضه تناديها لتدخل بصحبته...، كانت الامور جيده... و اطمأنت على كل التحاليل و الفحوصات.. و لمن هنالك خلل في احدها، و قررت ان تتأكد منه بالسونار..،
بحماس، يراقب الشاشه معها/بنت صح يا دكتوره؟
ارتبكت/صحيح بنت..بس اا..
لاحظ تغير ملامح الطبيبه وهي تزيح النظاره من عينيها و تعيدها مجدداً/بس وشو، فيه مشكله؟
دققت الشموس في الشاشه جيداً لتلتفت للطبيبه/البنت فيها شيء دكتوره؟
وضعت الجهاز وثبتتهو قمت لها مناديل للجل/مادري كيف اوصل لكم الخبر.. لكن،
وقف أدهم بنفاذ صبر/قولي لنا بدون لف ولا دوران،
تنهدت/اوكي بقول كل شيء بالتفصيل، البنت طلعت* بدون كليتين، يعني احتمالية حياتها بعد الولاده صفر.. بالكثير اذا طولت نص ساعه او اقل.. يعني اللي ابي اقوله انه مستحيل يعيش الانسان بدون كليتين..
ظل يتأمل حركات طفلته في الشاشه بتأثر، شعر و كأن أمه تموت مرة أخرى أمام عينيه...،
هي اخذت المنديل لتمسح بطنها من تلك الماده اللزجه و تترك السرير و تتجه للباب في حالة صدمه/انتي ماتفهمين شيء
امسكتها رغماً عنها/الشموس وقفي انا وانتي نعرف بعض، عارفه انك مصدومه بس اجلسي ارتاحي، لازم تنزلينها باقرب وقت
جلست منهاره وهي ترى أدهم يقف بدون ردة فعل* فقط يحمد الله و يثني عليه، لا تصدق انها تخسر ابنتها مازالت تتحرك داخلها بشكل طبيعي..
جلس بجانبها فالكارثه ستكون نفسيتها/الشموس تعوذي من ابليس،
وقفت وهي تترك العياده و تخرج،هذا المكان يكتم على انفاسها... هي في كابوس بالتأكيد... تمنت وهي تبكي بصمت ان تستيقظ بسرعه منه...،
لا توجد معاني أو أسباب كثيره لكل مايحدث، هنالك أشخاص يساهمون في حياة أشخاص آخرين بخلق الأحداث بحياتهم، هنالك تفاعلات.. و كأن لكل فرد روايته الخاصه به..!*
.*
.*
°°°°°°°°
خرجت من غرفتها وهي ترفع شعرها للأعلى بشكل مهمل و مبعثر و تلتف بروبها الشتوي، نامت كثيراً و كأنها لم تنم منذ مدة طويله ما حدث مؤخراً كان مرهقاً لها، ..، دخلت المطبخ لا شيء تريده الآن سوى فنجان قهوه، استغربت وهي تنظر لساعة الحائط، لم تستيقظ غريبه حتى الآن!!.. لاحظت نافذة المطبخ مفتوحه و يمر من خلالها الهواء البارد بهدوء مرافقاً لأصوات العصافير،إقتربت ناحيتها لإغلاقها في وجه البرد و لكنها تفاجأت بخروج غريبه من الملحق بيدها صحن يحمل قهوه عربيه و تمر وضيافه تقليديه، استغربت من هنا؟!*
دخلت المطبخ و هي ترى مريم تقف بهيئتها الفوضويه تنظر إليها بإستفهام/صح النوم، اخيراً صحيتي!*
نطقت بفضول/من هاللي مقهويته مع هالصبح عندنا؟*
إلتفتت إليها بإبتسامه بعدما وضعت القهوه على الطاوله/ انا موزيه حبيبي عنك فالملحق، مابيك تشوفينه،
رفعت حاجبها/لا والله!! لا يكووون جالسه تتقهوين مع سيف!*
بنفس ابتسامتها/تستهبلين انتي؟ كنت حاطه قهوه برا عند باب الملحق، الفجر على اساس يتقهوى قبل يطلع و مااش ما ذاق القهوه
ميلت فمها و بنظرات ناقده/تظنين انك بتستردينه بقهوه؟!*
بفقدان أمل/ماظنتي بسترده لو وش ماصار، الرجال معاد يبي لي شوفه، وااضح من اللي صار كله انه اقتنع من ناحيتي خلاص و بطّل حتى يفكر بي.*
سحبت كرسي و جلست و هي تتبسم بخبث/لأنه رجال عاقل، يلا مكتوب انك ترفضينه بالبدايه علشان يتزوج وحده احسن منك*
رفعت حاجبها مستنكره/نعم؟!*
هزت رأسها بنفس تلك الإبتسامه/لازم تقتنعين انك خسرتيه، حطي لي فطور احسن من هالحديث اللي بلا فايده
صغّرت عينيها وهي تتخصر/لا والله؟*
ضحكت/لا تعصبين والله تقلب عيونك عيون بسّه تلمع
هزت رأسها وهي تهم بترك المطبخ/عيون بسّه هاه، اجل سويلك فطور انا طالعه
لحقت بها وهي مازالت تضحك/غريبه تعااالي لحظه.*
.*
.*
.*
الساعه العاشره..،*
انتهت من تحضير كوب قهوتها وهي ترى أم رواد تقف هناك محتاره أمام الفرن وكأنها تفكر بشيء ما أو تحاول ان تتذكر/ام رواد جاسر جاء يزورك بعد!*
ألتفتت إليها متردده/لا.. أصلاً عنده شغل بالشرقيه هالأيام،*
استغربت/اشوفك شارده منتي عارفه وش تسووين لك دقايق عند الفرن ماتسوين شيء، وش صاير ؟*
راحت تسحب كرسي و تجلس في الطرف الآخر من الطاوله/الشموس من رجعت من موعدها ما شفناها، دخلت غرفتها هي وزوجها و تركوا لي راكان..!*
بتخمين/يمكن كانت سهرانه و رجعت تنام و ترتاح، انتي عارفه حملها هذا احس متعبها شوي
دخلت هند في هذه الأثناء وهي تحمل طفلها بين يديها و تحرك يده لهم مبتسمه/صباح الخييير
تركت كوبها على الطاوله و استقبلتها لتأخذ طفلها/صباح الطعااامه يا عزوووز يا جمااله
تركته مع ليال و راحت تجلس عند أم رواد/عسى ما افطرتوا وسبقتوني بس
ضحكت أم رواد/ لا للحين، وين شهد ليه مانزلت معك
اشارت بيدها/توها تصحى،بتنزل بعد شوي أكيد.*
سمعوا صوت نايف ينادي ثم اختفى صوته..، لابد وانه صعد إلى غرفته..*
.*
.*
.*
.*
أنتهت من روتينها اليومي، بدأت تشعر حقاً بثقل الحمل و بإزدياد حجم بطنها، الجوع مع السكر لا يحتمل، اخذت سناك صغير وضعته والدتها على الطاوله الصغيره لتأكله وهي تهم بالخروج من الغرفه،.. لتراه يقف أمامها!!/يالله صباح خير!!
بإبتسامه، تجاهل عبوسها/صباح النور
تجاهلته وهي تمر أمامه، لتراه يلحق بها و يمشي بجوارها بصمت، ظنت انه سيمل و لكنه يلحق بها حتى توقفت عند المصعد، لتلتفت إليه/كيف كان يومك؟*
بنفس إبتسامته/ممتاز الحمدلله
هزت رأسها بمسايره/حلو
أعاد ترتيب شماغه و ابتسامته تزين ملامحه/من الحلو؟*
حاولت ان تكون عاديه وهي تبعد ظفيرتها خلفها و تتحدث بجديه، يجب ان تعتاد عليه كأب لطفلها/حلو ترك مسافه بيضاء بيننا، يعني علشان الولد،*
أخفى حزنه بإبتسامته وهو يفتح زر ثوبه من أعلى، يحاول ان يتجاوز توتره من حديثها، من الصعب أن يفرض نفسه على انثى صرحت أنها لم تعد تريده...،*
تكتفت هي الأخرى وهي تصد بضيق فهي تقف أمام غريمها و والد طفلها في آن معاً، الأمر صعب جداً/عن اذنك نازله أتقهوى
قاطعها بدون تردد/الطلاق أنسيه
تنهدت وهي تسأله بهدوء/يعني بتخليني معلقه طول عمري؟*
اغمض عينيه وهو يصد و يحاول ان لا يغضبها، فهي مريضة سكر ليعود بناظريه لها/ليه معلقه يابنت الحلال؟ ، هذا بيتك و انا زوجك و أبيك*
بنفس هدوءها/كونك "تبيني" ماهو سبب قوي لإستمرار هالعلاقه، عموماً ماراح نتكلم عن الإنفصال حالياً بدرري حيل عالكلام، أنا نازله اتقهوى*
سيجن من برودها هذا/طيب اجي اتقهوى معك؟
تركته وهي تنوي ضغط زر المصعد/بكيفك.*
قرر مرافقتها كنوع من الهدنه غير المعلنه في هذه العلاقه المشحونه.. منذ بدايتها، لا مجال في التفريط بها، قد أقسم على أن يستردها و أن لا يلتفت لغيرها.*
تحت قد وضعت الخادمه القهوه على الطاوله بصحبة ام رواد وليال التي جلست وهي تضع "عزوز" على فخذها لتتفاجئ برؤيتهما ينزلان معاً لتهمس لأم رواد/الله يجيب المطر، تعوذوا من ابليس؟!*
تنهدت أم رواد فهي تعرف موقف شهد تماماً/ماهو مثلما تظنين، لكن بيجي لهم بزر و مضطرين لبعض التنازلات، يعني علاقه شكليه علشان يقدرون يربون ولدهم بدون تعقيد.*
إلتزمت صمتها و هي تراهما قادمان بدون أي تعبيرات على وجه شهد الصامته،.. كم يرعبها برود العلاقه و فتورها بعد شدة الإقتراب، حتى قدوم الطفل لا يستطيع رتق العلاقه حينما تتمزق مهما كانت قوتها..!
.*.
.*
بسريرها منذ عادت هاربه من المستشفى تدير ظهرها له و يدها تنام بهدوء على بطنها و كأنها تخشى أن يصيب طفلتها مكروه أو تؤخذ على حين غفله منها، لم تستطيع تقبل الخبر، ذلك خارج عن إرادتها،لا تصدق ذلك فطفلتها تتحرك بشكل عادي داخلها...!*
لا شيء يدعو للقلق..ساره بخير.*
بقلب متعب و بصوت اخمده الحزن/الشموس قومي لازم نتكلم اللحين الوضع ما يتحمل تأجيل
ردت وهي مازالت تدير له ظهرها/إذا بتتكلم عن ساره لا تتعب نفسك
حاول أن يكبت غضبه من تصرفها/ردي علي لا تصرفين و كأن الموضوع يخصك لحالك،لا تنسين أنا أبوها
التفتت غاضبه و بدموع تبلل أهدابها، و لكن بشراسة الشموس و نبرتها الفوقيه/لا تتفلسف و كأن لك حق القرار بشيء يخصني، أنا اللي حامل مو أنت.. أنت مالك شيء عندي
لو رد الآن لربما انتهت العلاقه، هي تتحدث بقلب الأم الآن، تركهابصمت و خرج ليجلس خلف مكتبه وهو يحاول السيطره على ردود فعله في هكذا لحظات حرجه..، لم يستطيع الإبتعاد خارج المنزل بعيداً عنها، ستحزن يعرف ذلك جيداً حتى لو صرحت بطرده لن يصدقها..،*
.*
.*
.*
بمكتب مهند...*
كان يرتب أوراق الدعوى القضائيه التي رفعها بتوكيل و ينهي إتصالات مهمه فهو نائب صالح بالمكتب وصالح مسافر،..*
طرق الباب ثم دخل وهو يرى مهند منشغلاً بإتصال يبدو مهم..*
جلس وهو ينتظره ينتهي فهو من اتصل به،..!
تلقى رساله منها ليفتحها و يرى ما كتبته بتملل[شكراً]
لا يعلم لماذا شعر أنها تهينه بهذه الكلمه..!
أغلق هاتفه وأعاده لجيبه و أخرج سُبحته وهو ينتظر حديث مهند المهم الذي اخبره عنه..*
أغلق هاتفه الثابت و رفع ناظريه إلى سيف/هلا سيف، تأخرت يا رجل!*
داعب سبحته التي يفرغ بها طاقاته السلبيه/عندي دوام ياخي، المهم وش عندك جديد؟*
ابتسم له/اخذت أذن قضائي بفتح ملفات المستشفى بعدما رفعت القضيه..*
لم يهتم، كل فرحه كان ينتظرها تبخرت تماماً/طيب؟ كان اتصلت بأدهم أنا مالي شغل بالبنت
استغرب نبرته/أدهم مسوي لك وكاله الكترونيه، الرجال ماهو فاضي و زوجته حامل و تعبانه، يعني ماهو متفرغ ابداً لهالقضيه، و يثق فيك.*
تأفف/غريبه تدري؟*
بإيجاب/غريبه للآن ماقلنا لها أننا ندور بالمستشفى على مشكلة تسليمك لغير اهلك، لكنها مأيده أي شيء يسويه أدهم، و ماعندها مانع*
لا يصدق ما يشعر به، هل تحب أدهم؟ بالتأكيد ستحبه، كل شيء تفعله يقول أنها تحبه، تنهد تنفسه وهو يقف و يلتفت إلى مهند بجديه/انا بنسحب من القصه هذي كلها، مالي و مالها..*
رفع حاجبه مستنكراً حديث سيف، و لكنه يعرف ما يختلج داخله، و لكن عليه ان يكون أعقل من ذلك/أنا بعد توقعت انك تزعل، بس حبيت اخذ موافقتك بموضوع صغير، فيه واحد من الشباب بالمكتب يدور عروس و انا رشحت له غريبه، بعد اذنك إذا ما يزعلك هالشيء
اتسعت عينيه بغضب/انت تبي تدور أهلها و إلا بتشتغل لها خطابه؟*
مازال يبتسم بتحدي/يعني معناته انت للحين تبيها و متضايق من رفضها لك!!*
اتجه إليه وهو يشده بغضب/أنت شتبي؟ من مسلطك علي؟*
مازال يبتسم/ياخي والله أنك مفضوح، قوول تبي فزعه آمرني ارسل لها زوجتي تقنعها ، تراها أخت أدهم و تعرف غريبه زين*
نفضه وهو يتركه، لن يعود راجياً قبولها أبداً يكفيه رفضها، لن يريق ماء وجهه مرةً أخرى/يبن الحلال خلاص مابيها، و الله يستر عليها*
بجس نبض/أكيد؟ يعني علشان مشوارنا بكرا و كذا
هدأ وهو يلتفت إليه بسؤال يحرقه/صدق بيخطبها أحد؟*
خفتت إبتسامته وهو يرى بريق عينيه المكابره/بصراحه كانت على طرف لساني بس سكتت.. الرجال الخاطب كفو للأمانه بس ماعنده أم و لا خوات يدورون له عروس، عاد سمعت انه خطب اخت خوينا
الآن ارتاح، و لكن إلى متى؟ لا يعرف، يوماً ما ستستغني عنه و ستنقطع اخبارها عنه و ستنساه، تلك غصة أخرى.*
رن جرس الباب و لكن هذه المره ارتعبت وهي ترجوها/غريبه ماراح نفتح
ضحكت/ياختي تركدي هذي أم حااتم جايه تزورنا
استغربت/من ام حاتم هذي؟
بإبتسامتها/مريم هدي اعصابك، أم حاتم هي نفسها أم آدم،*
تذكرت ذلك الموقف معه/يمااه ولدها هذاك الله يااخذه، خوفني ذاك اليوم، قعد يسبني لأني صرخت علشانك
ضحكت مجدداً وهي تتجه للباب/بالله من قعد ماخفتي منه يا مريم، يلا جهزي القهوه بس.. لا نخلي المره تنتظر أكثر.
وصلت الباب لتفتحه بعدما تأكدت أنها التي خلفه/حي الله خالتي أم حاتم..*
ابتسمت بسعاده لدى رؤيتها التي تسعدها، لا تدري لما لا تريد مفارقتها أو إنها هذه المعرفه/الله يبقيك حبيبتي
تفاجأت بحضنها لها بعد السلام! هذه السيده لطيفه و لكن تصرفاتها احياناً غريبه في نفس الوقت/تفضلي يا خاله.*
امسكت بيدها وهي تدخل بصحبتها، شيء ما يسكب السكينه على قلبها الموجوع، و يهب الهدوء لشعورها المتوتر منذ دهر/زاد فضلك يمه، و الله حارتكم بعيده عن حارتنا، توقعتكم حولنا
ادخلتها معها* للمنزل وهما يتبادلان أطراف الحديث..،*
شيء ما لا تعرفه يجعلها تحتفظ بمعرفتها بهذه السيده اللطيفه، و لكن لن تفكر ماهو ذاك الشيء،لطالما يكفيها أنه يجعلها سعيده.. أشياء كثيره تجعلنا سعداء و لا نعرف مالسبب.. أشياء متعلقه بالنقاء الواضح و الشعور اللطيف و الإحساس المملوء سعاده... أشياء لا نراها ولكن نشعر بها..!*
°
°
في أرشيف المستشفى المقصود،*
يقف في الأرشيف مع موظف المحكمه، و شرطي و محقق.... التفتيش بالأوراق بات واضحاً و نظامياً، و الإتهام يطال ممرضه أجنبيه رحلت بعد إنتهاء عقدها منذ عشرون عاماً..
هنالك بلبله حاصله، و أمر بالإتصال بمن ولدوا ذلك اليوم!
إطلع بفضول على سجلات المواليد ليرى إسم غريبه، مسجل تحت إسم طفله متوفاه ذات إسم ملفت بين الأسماء وقتها "سلاف" ..! لا يدري لماذا فكر بهذه الفكره وهو يرى أسم الأم "هياء حمود العبدالله"*
.*
.*
مازالت تستغرب أن هذين الفتاتين لوحدهما في هذا المنزل، تريد معرفة ما جعلهما وحيدات هكذا و لكن يمنعها خجلها،..
سكبت لها فنجان قهوه وهي تلاحظ سرحانها و نظرات التساؤل/خالتي ماقلتي وش اخبار أم هتان عساها بخير وولدها
رفعت ناظريها لها بشبه إبتسامه/بخير ولله الحمد، بيجي يوم و اعزمكم سوى عندي، بس خل حاتم و زوجته يرجعون
اشارت بيدها/اسمحيلي يا خاله، أنا و اختي ما نحضر مناسبات، يعني يدوب نطلع
وقفت مريم/عن اذنكم بروح ازين الشاهي.*
تسائلت بفضول بعد ذهاب مريم/يمه غريبه* اليوم وجهها اصفر، واضح عليها تعبانه لا يكون جيتكم بوقت غلط ولا قلتيلي!*
تنهدت بإبتسامه خفيفه/لا يا خاله، مريم بخير بس صارلنا موقف من يومين و مخليها متوتره، دخل علينا حرامي و خوفنا لكن ربي لطف و فزعوا لنا الطيبين
وضعت يدها على صدرها/بسم الله عليكم، استودعتكم ربي، أجل ما تنلام مريم، انتي بشريني عنك عسى ما تأذيتي
رأتها تمسك بأناملها و تتحسسها بلا شعور منها، شعرت بحزن لا تدري مصدره، ولكن هذه السيده تبالغ كثيراً و كأنها أمها/تطمني يا خاله، أنا بخير..و كل شيء تمام*
بقلق/كيف تصرفتوا و انتم لحالكم يمه؟*
تذكرت ما فعله بندم/واحد اسمه سيف فزع لي و لها وقفات معي ماتنسي.. و الفضل كله بعد الله لأدهم للي اعتمد عليه.*
تنهدت، شعرت بأن شعلةً تحرق الجزء العلوي من كبدها، هذا الشعور مخيف وتعرفه جيداً، لا تعرف لماذا توترت وهي تلتفت تبحث عن حقيبتها..،*
استغربت وقوفها المفاجئ/خالتي وش فيه؟*
وجدت حقيبتها بجانبها اخيراً لتفتحها و تخرج هاتفها لتطمئن على أبنائها/تذكرت ان حاتم ما كلمني اليوم. بتصل فيه اتطمن كود ارتاح
هزت رأسها بإبتسامه، وهي تتركها تتصل براحتها/اجل عن اذنك شوي وراجعه...*
وضعت يدها على قلبها وهي تشعر أن احدهم مريض او حدث له مكروه، منذ فتره ليست بخير و لكن حدسها لا يخيب، احدهم ليس بخير و لكنه يخبئ ذلك عنها، ستجبر حاتم على العوده لترتاح من قلقها الدائم، ليس من المعقول ان تعيش بهذا القلق طوال حياتها..*
.*
.
.*
.*
خرجت من دورة المياه وهي تجفف وجهها بعد حفلة البكاء اليوميه منذ تزوجت، لم ترى محمد منذ تلك الليله، أخذها لمنزله و لم يعد..!
لم يعطيها مجال للدفاع عن نفسها، ما زال صوت الصفعتين يرن في إذنها وهي تتذكر شتائمه، استغربت أنه اكتفى بصفعتين فقط و أخذها معه منزله!!*
فكرت أن تغير ملابس النوم و تتأنق كالعاده و لكنه لا يأتي، لذلك قررت أن لا تغير شيئاً وخرجت من غرفتها بالبيجامه ذات الشورت..
لا أحد في هذا المنزل.. فقط هي و الأثاث و اصوات الفراغ الموحش.. يا ترى هل يختبرها أم ماذا؟*
توقعت أن يتركها بمنزل أهلها لا أن يأخذها معه و لكنه صدمها بأخذها معه!!*
انتهت من صنع كوب شاي و اخذت قطعة بسكويت و ذهبت لتجلس في الصاله أمام التلفزيون، لا شيء من أدوات التواصل الحديثه معها، قد أخذ كل شيء منها و تحقق من كل شيء، تعترف أنه تم إذلالها بشكل لم تتوقعه، بشكل موجع و حزين جداً...*
يالله هل سيكون هو واقعها الذي لا مناص منه!؟ ما زالت تفكر وهي تحتسي الشاي بوضع مسترخي أمام التلفزيون الذي صار رفيقاً بعد هزيمتها..،*
لا شيء أكثر إهانه من ذلك الموقف الذي عرفت به من الشموس أنها طوال الفتره الماضيه تتواصل معها و ليس أدهم، الشموس أجهزت على ذاتها، دمرت ثقتها بنفسها بشكل مهين جداً.. كلما تخيلت تلك الليله البائسه تشعر بالذل، شعور قاتل جداً لم تستطيع الأغاني التي تسمعها أن تمحيه..،
دخل بشكل هادئ يعكس هدوء شخصيته تخلّص من شماغه برميه على الشماعه القريبه من الباب، ليدخل وهو يسمع صوت التلفزيون العالي نوعاً ما،و الأغاني..!
يفترض ان تكون انتحرت لا ان تجلس أمام التلفزيون بأريحيه وتسمع !*
تقدم ناحية الصوت و تفاجئ بالمكان فارغ منها ولكن هنا روبها القطني على الأريكه و على الطاوله كوب شاي..!
أخفض صوت التلفزيون وراح يبحث عنها وهو يناديها/ريمااا..*
لم ترد...!*
صعد للأعلى و اكمل بحثه وصرخ بغضب/يا بنت وينك؟*
خرجت مرعوبه من غرفة النوم وهي تلتف بروب الاستحمام و شعرها مبلل و مازال فيه بعض الشامبو/أنا هنا... كـ كنت بالحمام*
اقترب منها غاضب/وليه ما رديتي علي، تاركتني أنادي وانتي تسمعيني!!*
تراجعت وهي ترى الشر يرتسم على ملامحه/محمد والله كنت اتسبح، ماني متعمده أتجاهلك
رآها تتراجع لداخل الغرفه بشكل يستفزه/اثبتي مكاانك، شفيك كأنك شاايفه جني
توقفت وهي تبتلع ريقها بصعوبه لا تعرف ماذا ينتظرها مع شخص انهدمت ثقته بها و يكرها... لا شيء يربطهما كلاهما من عالم مختلف تماماً، حتى أنه لم يحاول ان يقترب منها/أنا اسفه والله اسفه
إقترب منها بسرعه و أمسك بذراعها وهو يضغط عليها بقوه/ليه تاركه كل شيء تحت مبعثر وراك؟ وش تصرفات الاطفال هذي، بالله أنتي بنت؟
بانفلات أعصاب/لا ماني بنت، ارتحت؟ يلا طلقني و ريح راسك مني.*
اتسعت عينيه من جوابها المستفز بنظره/اهاا منتي بنت! .. ممتاااز علشان ارتاح وانا اعاملك معاملة خاصه بوضعك.*
حاولت تسحب ذراعها منه، وهي تشعر بإتهامه/اترك يدي، أنت فهمت غلط
للمرة الأولى يشعر بنار الغيره تتقد خلف أضلاعه، ليشدها معه، هي زوجته و كونها كانت ذات باع طويل في الانفتاح ومتعددت المعارف و الأصدقاءو كثيرة السفر يثير غيرته من مكامنها، رأى بعينه جواز سفرها الذي اخذه من والدها، هو بنفسه لم يدور حول العالم كما فعلت هي!*
انفرط الحزام الذي يربط روبها ليتضح له ما كان يخفي خلفه.. مازالت ترتجف وهو يثبتها على الحائط خلفها ويشعر برجفتها و برودتها، و شعرها المبلل يتهادى حول وجهها و يلتصق بعضه على عنقها،*
إرتبك تنفسه قليلاً فللمرة الأولى تكون بين يديه أنثى، لم يتردد في الإقتراب منها و تقبيل ثغرها المتحفز للبكاء، لن يصبر أكثر من ذلك، أمامه أنثى مكتملة كالقمر مهتمه بأدق تفاصيل جسدها و ذلك واضح جداً في ذراعيها التي يمسكها بها عضلات بطنها المشدوده..!*
شعرت أنه يفترسها بعينيه قبل جوارحه، و قبلاته كالجمر الذي يسم جلدها، تعلم انه بات يحتقرها و لكن لا مانع من أن يستمتع بجسدها ولو قليلاً الرجال عند الغريزه تعمى عقولهم ، لم يدور في حلمها ذات يوم ان تكون أول علاقه لها بهكذا طريقه مهينه، كانت أحلامها لا حدود لها..،و لكن تؤمن أنها تستحق ذلك فهي من تسببت في تدمير نفسها بغباءها..
.*
.*
مساءاً،...*
عاد من المسجد بعد صلاة العشاء وهو يسبح لله و يستغفره بإستمرار حتى وصل جناحه ، و مازالت لم تخرج من غرفتها، جلس على الأريكه بإرهاق وهو يتمتم داخله "يالله هوّن عليها و علي مصيبتنا..، يا رب أخلف لي و لها خيراً"..*
رآى راكان يخرج من عندها و يبتسم له و يركض لحضنه، ضمه بحنان وهو يشعر أنه بحاجه له بحاجه للطبطبه و للأخذ باليد و المواساة، كل ذلك وجده لدى طفله كبده التي تمشي على الأرض، داعب شعره وهو يبتسم له/ازعجت ماما؟*
عاد مجدداً وضم والده وهو ينفي ذلك بحديثه المكسور/لأ،..*
ساعده للنزول على الأرض/يلا بابا نروح لماما؟*
هز رأسه بالنفي وهو يشير لخارج الجناح/آااال*
فهم آنه يريد الذهاب لليال ليبتسم له/طيب يلا حبيبي روح ليال..
تأكد من خروجه ليدخل الغرفه وهو يراها ترتب جلال صلاتها و سجادتها بهدوء حذر و تعيدها لمكانها.. ثم تعود للسرير و تريح جسدها المنهك في مكانها... ليلقي تحيته/السلام عليكم.*
حاولت ان تكون مرتاحه حتى لا تتعثر نبرتها/و عليكم السلام، معليش أدهم حابه أنام لحالي ياليت تطلع.*
تنهد تنفسه محاولاً اقناعها، كونها تنطوي على نفسها هكذا ذلك يزيد حزنه/النوم ماهو حل يالشموس، لازم نروح دكاتره ثانين، مابيك تعايشين الألم داخلك بدون فايده، لا تعذبين نفسك وتعذبيني معك اكثر من هالعذاب تكفين
بهدوء يغلف توترها اعتدلت بمكانها في السرير وهي تسحب الغطاء على قدميها و كأنها تريد انهاء الحديث/أنا اللي حامل و أنا اللي اتعذب، لكن مهما كانت النتايج اللي قالتها الدكتوره ماني منزلتها، الله حطها بقدرته وهو اللي ياخذها، محد راح يجبرني انزل بنتي حط هالشيء ببالك، انتهى الموضوع.
لم يعد لديه ما يقوله الآن، هي ما زالت تحت تأثير الموقف و عاطفة الأمومه،اقترب حتى جلس بجانبها/بالأول نشوف دكاتره ثانين و..*
بإصرار، أوقفت إقترابه بيدها/أدهم حتى لو نفس النتيجه ماراح انزلها.. افهمني
يفهم ما تمر به، هي عنيده و لن يزيدها حديثه عن الأطباء إلا عناداً، شدها من يدها له وهو يضمها/دام هذا قرارك انتهى الكلام و انا جنبك راح اكون معك للنهايه، بس تذكري ولو لدقايق أنا و راكان نبيك
شكرت إقترابه بدموعها و هي تدفن وجهها بصدره، لم يفارقها منذ تلقوا الخبر صباحاً ، لم يتركها تواجه المشكله وحيده، ولكن الموضوع ليس سهلاً، من الصعب جداً الموافقه على التخلي عن طفلتها..!
،*
.*
كانت تلف شالها و تلتقط حقيبتها وهي تأمر خادمتها بالخروج بأخيها/يلا مشينا بس انتبهي على عزوز..
هزت رأسها الخادمه وهي ترى قدوم ليال التي استوقفتها/هاتي عزوز شوي بضمه،*
ابتسمت شهد/يا ربي كنا نبي نهرب وانتي غافله بالمطبخ
قبلته و اخذت في مداعبة خده/آهه و الله مخرفني ولد عمتي هذا، شسوي اذا كبر؟! من جد وش الحل؟*
ضحكت شهد/فيها حل، يمديك تحملين و تولدين و ترضعينه مع ولدك، وقتها بيصير ولدك
تنهدت وهي تحاول التناسي بكوميديا سوداء/المشكله مافيه امكانيه اللحين، تهقين يمدي أحمل بالانشطار النووي؟*
ضحكت هند وهي قادمه/اقوول بس هاتي ولدي باخذه أنا، مناااسبه بس
تخصرت ليال وهي تمازحها/يصح له تصير ليال المناع أمه، و احمدوا ربكم بعد،
ضحكت/الحمدلله، لكن خلاص اتركي بزارين الناس و ألحقي زوجك جيبوا كم بزر و بلا منة احد*
ضحكت بنفس كوميديتها السوداء/ياليت، انتي عارفه أنه ودي بس ماباليد حيله، الرجال هرب مني، مايصير ألحقه بعد تبينه يهاجر للفضاء و يترك الأرض لي.
بإبتسامه رغم حزنها من حديث ليال/ماتدرين لعل في الأمر خيره.*
تأثرت شهد من حديثها رغم ضحكها إلا أن هنالك غصة ألم، تبدو كمن تتعاطى الوجع سراً، لتثمل بهذه الضحكات أمامهم... لا احد يستطيع فهم قوة تحمل و صبر إبنة خالها هذه..
في هذه اللحظات دخل نايف وهو يراهم يهمون بالخروج/خيير على وين بهالليل يا عمه؟! خلوكم
بإبتسامه وهي ترى عينيه تتفقد شهد/ودي يا نايف بس صالح راجع الصبح ان شاء الله، لازم نروح الليله
اتجه لليال و اخذ منها عزوز وهو يقبله و يحمله/دام كذا أنا بوديكم، منتم رايحين مع السايق بهالليل.*
فرحت بإقتراحه/يلا ماعندي مانع مشينا
لحقته ليال/نايف هات عزوز لا تاخذه
هند وهي تمسك بنايف و تكتم ضحتها/من بكرا ترسل اختك لزوجها، أذّت ولدي
ضحك هو الآخر/اختي تامر أمر.. بس هي ماتبي وش اسوي بها؟*
هند و كأنها تتحدث بجديه/قول انك بترسلها تمشى لإيطاليا و ارسلها لألمانيا ماراح تدري غير اذا نزلت بالمطار*
انفجرت ليال ضاحكه/ايه على اساس ليال ماتعرف شيء يا عيني، يا حبيلك يا عمه، اخذي بنتك و روحي بس بكرا تولد شهد و اخذ الولد لي*بس ماعليه
نطقت شهد أخيراً/لا يا قلبي تركي ماله إلا شهد..*
صمت استمر لثواني وسط ارتباك إبتسامة ليال، التي خافت من ردة فعل نايف/اهاا وش رايك نايف؟*
يقسم أنها ستجعل حياته جحيم بسبب تركي و لكنه لن يفرط بها حتى تفارقه أنفاسه/صادقه شهد،*
بزيف إبتسامه/طبعاً صادقه،.. يلا نمشي البيت؟ لأني تعبت من الوقفه هذي
قرر الذهاب الآن وهو يبتسم لها/كله و لا تعبك، يلا مشينا
خرجت هند وهي غاضبه من تصرف إبنتها/تصبحين على خير ليال..*
راقبتهم وهم يخرجون/و انتم بخير..*
اغلقت الباب خلفهم وهي تلتفت لهذا المنزل الهادئ، نام الجميع ام رواد و اطفالها و وسام... و أختها بجناحها مع زوجها طوال اليوم في عزلتهم الخاصه و لم تخرج لهم، سيرزقون بطفل آخر و ستكبر عائلتهم الصغيره...*
و هنالك اختها الصغيره في منزل زوجها انجبت طفلين وهاهي تقدم اوراق الجامعه لتكمل الدراسه و تتقدم بحياتها برفقته..*
الجميع تتغير حياتهم للأفضل، ما عداها بدأت علاقتها الوحيده كالحلم الوردي و انتهت بكابوس لم تتوقعه...!
اخذت هاتفها من على الطاوله و خرجت للحديقه من شرفة الصاله الزجاجيه..
جلست على الكرسي الخشبي باسترخاء و هي تمدد ساقيها بلا مبالاة على الطاوله التي أمامها، رفعت ناظريها للسماء بصمت و كأنها تصغي لليل..،*
هنالك أصوات لا تعرف مصدرها، تكاد تجزم أن داخلها هو مصدر هذه الضوضاء ربما صوت ضجيج قلبها أو صوت جريان دمها المتوتر في عروقها..*
صوت الريح يذكرها بلحظة رحيله الموجعه، حتى أنه لم يرتق جرح هجره بحضن أخير، أخذ نفسه و خرج و كأنه يترك لعبة عتيقه مدمره ليذهب لأخذ أخرى جديده،*
و لكن ماحدث لم يكن هيناً عليها ، بل هو أشبه بنزعة الروح عن الجسد..!
رن هاتفها برسائل قصيره لتلتقطه ظنت أنه سيتذكرها بشيء،.. أي شيء... و لكنها رسالة عتب من رفيقتها "رويدا"..
ابتسمت بخيبة أمل وهي ترى قلبها مازال في غيّه القديم...لتتجرأ و تفتح صور ذكرياتها معه..*
مازالت تشعر بلذّة لحظاتهما الأولى معاً..
و كأن أشواقها وأحلامها معه تستيقظ للتو..!*
°
°
°
خرج من حمامه وهو يتأزر منشفته وبمنشفته الأخرى يجفف شعره، وقف أمام المرآة وهو يلاحظ الندوب على عضلات عضده واضحه، للمرة الأولى يشاهد أثار مرضه تطفو على بشرته، تذكر حديث معتصم و اسئلته عن مرضه و اعراضه و طلبه للتحاليل، غبي يظن أن لهذه العدوى علاج..،*
هذه العدوى من تضحياته الكبرى والتي جعلته يخسر حبيبته..
لم يتوقع يوماً أن يصاب بعدوى بكتيريه فيروسيه أثناء إجراء عمليه لينقذ بها حياة أحدهم،...*
لله الأمر من قبل و من بعد، ليس نادم على فعل خير أنقذ به إنسان، هو فقط متحسر لفقدها متألم لخسارتها، بل موجوع حد البكاء وحيداً، بكاء الروح و الفراق الفاجع..*
إلتفت لهاتفه وهو يفكر بأن يسمع صوتها فقط لن يقول شيء،
رمى منشفته بإهمال على الأرض كعادته، ثم إرتدى بيجامته و اتجه لسريره وهو يحمل هاتفه بيده، جلس يفكر قليلاً و تراجع عن فكرة الإتصال بها... عليه أن يجعلها تمضي، ولكنه لا يريدها أن تمضي..*
هي لم تتصل به منذ تركها في الرياض، لم ترسل حتى بالخطأ رسالة فارغه، تناسته بشكل جعل الغيره تحرق روحه!
نفسه تريدها أن تكون له أن تكون أمامه حتى تفنى روحه،يريدها بتملك و أنانيه و ذلك ما يؤلمه..
.*
.*
.*
صباحاً...،
أنتهى من لباسه و نزل وهو مستعجل في خطواته، ليرى شرود والدته الجالسه بقهوتها تنتظره!، جلس و لكنها لم تلاحظه ليشير لها بيديه/يمه وين وصلتي*
انتبهت له اخيراً و تركت فنجانها من يدها، لتسكب له/متى نزلت يا قلبي؟ مانتبهت!*
اخذ قطعة خبزه من الصحن وهو يبتسم/والله يمه مااش من جوك هالبنات و جيتيهم وانتي مااش، لا يكوون حطوا لك سحر
رفعت حاجبها/استح على وجهك وش هالكلام، سحر و ما سحر!*
ضحك/لا لا متحمسه لهم وااجد بعد!!!*
بتنهيده/ما قالك حاتم متى بيرجع؟*
تذكر حديث أخيه ليتحدث بجديه/يمه يا قلبي لا تضغطين عليه، الرجال عنده دراسه و زوجته بعد، مايصير يقطعونها فجأه و يرجعون، انتظري لين اجازة راس السنه و ان شاء الله يجون زياره و يرتاح قلبك،*
هزت رأسها بمسايره، قدرها ان تعايش قلقها و حرقة كبدها طوال حياتها، مالحيله تجاههم فكل منهم كبر و صار له حياته الخاصه التي تتعارض مع حياتها... أنه قدر الأمهات.*
رن هاتف المنزل ليستغرب/يحليله يرن!*
وقفت وخي تذهب إليه لترد/انا ما اكلم الا فيه، هذي اكيد وحده من جاراتي
ألتقط فنجانه وهو يرتشف منه..،*
رفعت السماعه وهي تجيب برسميه و توتر فهي تكره اسم ذلك المستشفى/إي هذا بيتهم سلامات، فيه شيء
على الطرف الآخر/أختي فيه خطأ حصل وفي لجنة تحقيق تشكلت و حابين نتواصل معكم، ياليت ولي الأمر الأخ سعود العبدالله يحضر*
تنهدت وهي تشعر أنها تختنق/سعود زوجي و توفي من 21سنه، ما اتوقع فيه شيء مهم عندكم
على الطرف الآخر بجديه اكثر/يا اختي في السجلات موثق ان هياء حمود العبدالله ولدت ببنت بتاريخ 15/5/1416 الموافق 1995-10-10* صح؟*
ثقلت أهدابها من بحور الملح في هذه اللحظه/صح.. و لكنها ماتت، وش الداعي لإتصالكم هاللحين؟!*
فزع آدم وهو يسمع حديث والدته و يرى دموعها بعدما تركت السماعه على الطاوله بجانب الهاتف و جلست تحاول ان تضبط تنفسها ككل مره يربكه حزنها...،
إلتقط السماعه و بغضب/ألوو،...
الطرف الآخر/أخوي،ندري ان الوضع ملخبط شوي، لكن مطلوبه الوالده بالمستشفى، فيه شبهة خطأ* بيوم ولادتها ظ،ظ¤ظ،ظ¦
رد بقهر و يكاد يحترق من دموع والدته/أنتم تستهبلون، الموضوع صارله ظ¢ظ£ سنه و زياده بعد.. و اختي ميته بعد الولاده
تحدث الموظف تحت الضغط/و احتمال تكون عايشه و تم تسليمها لعايله ثانيه.. لذلك حابين نعمل تحاليل.. نعتذر عن ازعاجكم*
أغلق الهاتف وهو يجلس غير مصدق، و خائف من أن يكون حدث خطأ، لا يعرف كيف ستكون ردة فعل والدته/يمه..استلمتوا الجثه و الا لا
تنهدت وهي تحاول تجاوز عبرتها/ماشفتها بعدما ماتت، سلموها لأبوك وهو راح دفنها..رغم اني طلبت اشوفها*
تسائل بفضول/يعني ابوي ما شافها قبل تموت؟؟*
مسحت دموعها/لا كان مسافر للعمل و أول ما عرف اني جبت بنت ما أصبر و قطع سفرته وجاب معه ذهب لها لكن أول ما وصل صدموه بالخبر و صدموني بعد كذا... للحين اذكر* سلاف بين يديني، كانت صحتها ممتازه ووزنها 3 و700جرام.. مغمضه و تبكي، ماسكتت إلا يوم حطوها بحضني، كانت المره الوحيده اللي حضنتها فيها.
اقترب منها وهو يمسح دمعاتها ويضمها ليسكن روعها كما يفعل دائماً لطالما طلبت منه جدته و أوصته أن يضمها كلما تذكرت أخته و بكت، العناق مهدئ فعّال للجميع/هاه يمه شرايك نروح للمستشفى؟
ترددت، خائفه من الخيبه/قلبي خايف يمه
تنهد/يمه بس نشوف وش صاير و نرجع، أخاف تقعد السالفه بقلبك و لا ترتاحين
ابتلعت ريق الخوف وهي تهز رأسها/الله يكتب فالأمر خيره.*
.*
.
.
.
استيقظت وهي مرعوبه بعدما رأت حلماً بالمنام طرد النوم من جفنيها، أبعدت اللحاف وهي تمد ساقيها و تنزل متوتره يدها على صدرها و تتنفس بصعوبه، كم مرة قررت أن تترك القهوه التي تهيج قولونها و لكنها لا تتركها..،*
شعرت أن ريقها يجف لتعود لكوب الماء المُغطى و تشربه جرعة واحده على غير عادتها..!*
ما زالت غير مرتاحه لذلك الحلم.. لا تريد تفسيره و لا حتى التفكير به و لكنه يتهيأ لها الآن..!!*
هل الجميع بخير؟! تذكرت أنها لم تطمئن على أختها بعد عودتها من موعدها بالمستشفى!*
و لكن كيف لها ذلك و أدهم لم يتركها لحظه؟!*
فعلاً لم يتركها لحظه لماذا لم أعرف ذلك؟! هنالك مشكله و إن كان لم يتركها اليوم فالمشكله كبيره جداً..*
غيرت بيجامتها مسرعه و سرحت شعرها القصير بسرعه ثم خرجت تتفقدها..،
نزلت لتصادف أم رواد وهي تطعم راكان فطوره لوحده/صباح الخير، وين الشموس
استغربت شحوبها/صباح النور، بغرفتها وش صاير؟*
مررت يدها على شعرها بتوتر كما تفعل حينما لا تعرف الحل/ماشفتها أمس، بروح لها غرفتها
عرفت مابها الآن، يالقلبك يا ليال/ارتاحي زوجها عندها، اللحين تطلع اكيد،*
تأكدت الآن أن هنالك شيء لا تعرفه و جعل أدهم بجانبها باستمرار و ترك العمل،..*
ابتسمت ام رواد و قفز راكان لها يستقبلها/هذا هي طلعت لنا، صباح الخير و الا الحمدلله عالسلامه!*
لم تصدق ذلك إلتفتت إليها لتراها قادمه لم تحتمل الوقوف مكتوفه، لتسارع خطواتها ناحيتها و تعانقها بخوف/طولتي لحالك، قلقت عليك
حاولت ان تبتلع غصتها و هي تنزل لتقبل راكان/ليه القلق، تطمني أنا بخير
بحزن يلتمع بعينيها/متأكده؟!*
ام رواد بضحكه/اختك نزلت مرتاعه و خايفه عليك تقول ما شفتها قبل انام
عادت لتمسك بيدها و تجلسان معاً وهي تحاول تلطيف الجو ليست بحاجه لمزيد من الكآبه/بس يا ليال ماني معودتك أقرأ لك قصص!*
بإصرار خوفها/انتي فيك شيء و مخبيته عني، علميني وش فيك، حتى أدهم ما راح مكان من امس؟*
ابتسمت وهي ترى ابتسامات راكان لها/ما فيه شيء، كنت مرهقه و بس، و استغليت الفرصه اتدلل على زوجي، ليه مكبره الموضوع؟!*
مازالت تشكك/اكيد؟ طيب وش صار بموعدك امس ماعلمتينا.*
بهتت إبتسامتها ولكنها مازالت تحتفظ بها/طلعت بنوته...*
فرحت فهي تعرف أنها أمنيتهم/الحمدلله*
ام رواد/الحمدلله، اهم شيء الصحه و الخلقه التامه
تنهدت ليال وهي تحاول ان تهدأ من شكوكها/اي والله أهم شي..*
وقفت وهي تشعر بأنها على حافة البكاء/انا رايحه اسويلي زهورات ، أحد يبي معي؟*
أشارت بالنفي/لا شكراً.. أصلاً بقوم اجهز نفسي و بطلع دوامي، و بعده بروح لرويدا، من زمان ما زرتها
تركتهن وذهبت وهي تحاول جاهده أن تكبت بكاها، لا تدري لماذا اتسعت رقعة حزنها بعد حديثهن،..*
.*
.*
كان ذاهباً لمكتب أدهم و رآه يحضر للتو و يبدو شارد الذهن فهو يناديه بلا فائده حتى لحق به المكتب/ابو راكان!!*
انتبه له أخيراً ليجلس/هلا سيف*
جلس مستغرباً/علامك؟ اناديك و منت حولي!*
بهدوءه/مانتبهت، وين محمد؟ ابي جدول اليوم
ضحك/أنا داري اليوم منت بخير، محمد عريس و بالعسل ماهو يمك حمزه مكانه إذا تبيه بناديه وانا طالع
اخذ القلم ليبدد به توتره/ايوه وش عندك اليوم من الصبح، وش صار رفعت قضيه؟*
تنهد وهو يتذكرها/انت وراك* توكلني من راسك؟*
بجديه/لأني اثق فيك، ماهو سر يعني يا سيف،بشر كيف الأمور
رفع طرف شماغه/رفعنا قضيه واخذنا أذونات و بدأ التحقيق، المستشفى محتاسين وماهم مصدقين اللي صار
هز رأسه بمسايره/لأنه شيء غريب و نادر الحدوث،*
سيف/قريب بتلقى أهلها و الخسران صديقتها، محد قعد لها،*
ابتسم بخبث/تزوجها،*
رفع حاجبه بإمتعاض/أنا معاد أبي اتزوج
اشار لجرح خده/وراك ماتسوي تجميل لهالجرح؟ ترى بسيط*
برفض قاطع، فهو من عبث يدها* ولن يفرط بذكرياتها على جلده/لا معجبني وضعه كذا..
بإبتسامة خبث جانبيه/ستايل يعني هاه.*
ترك جلوسه ليقف يريد الخروج/الله الله، تامر بشيء؟*
تردد وهو يتفقد مكتبه و اوراقه/لا، بس والله محمد فقيده بالمكتب، أحس بحوسه بغيابه.
بتساؤل/سافر و الا باقي
قام بتقليب اوراقه/اللي اعرفه أن الرجال يبي يسافر، بس مادري سافر أو لا
قرر المضي/الله يوفقه.. يلا بروح أشوف شغلي.. سلام
حاول التركيز في عمله والإنشغال به و لكن لم يستطيع ذلك، كل شيء يصعب عليه منذ معرفته بمشكلة طفلته المنتظره، لم يتوقع أن يفقدها وهو لم يحظى بها أصلاً...!*
سقط قلمه من يده وهو يشعر بالشتات و التوديع يمر بصدره مجدداً و يصافح أيامه...،
و من جهة أخرى عناد الشموس و عدم تفريطها بالطفله مهما حدث.. تمنى أن يكون ذلك التشخيص خاطئاً... غداً سيذهبون لطبيب آخر للتأكد، لعل الشموس تلين و تقتنع.*
.*
.*
عادت من عملها كالمعتاد ثم نزلت من باص المؤسسه و فتحت الباب بمفتاحها،ليرن جوالها وهي تهم بالدخول، اخرجته من حقيبتها وهي متفاجأه من إتصاله لترد بسرعه و تصمت بإنتظار حديثه..،*
على الطرف الآخر/السلام عليكم
فرحت بإتصاله و استغربته/و عليكم السلام، هلا سيف
بدون مقدمات/اسمعي بمرك اللحين و باخذك مشوار
بلا تردد/طيب بنتظرك
استغرب، يكاد ينفجر غضباً/كذاا.. بهالسهوله؟ أي واحد يقولك اطلعي مشينا بتطلعين
بإبتسامة مكر فهو لا يرى وجهها الآن/لا مو أي واحد، بس أنت الوحيد اللي ارتاح لك.*
بنفس غضبه/وليش ان شاء الله؟
تحدثت بكيد بحت/كذا أحسك طيب و ماتعرف الطرق الملتويه.*
على الطرف الآخر إلتزم صمته بعد حديثها لم يعرف ماذا تقصد بذلك هل ضعف به أم مروءه! هي كانت لا تسمح له بأن يساعدها من بعيد حتى، مالذي غيرها؟!!*
شعرت أنها توصلت لما تريده/متى بتجي؟
بصوت أهدى مما كان عليه/السايق بيرجع عليك بعد نص ساعه و ياخذك للمستشفى أنا بسبقك لهناك، خليك جاهزه... سلام
قال ماعنده ثم أغلق الخط بسرعه، عرفت الآن أنه لن يعود ليأخذها بسيارته مرةً أخرى مهما كان..، مالذي أراد إذن و لماذا المستشفى؟ حسناً أي أحد لن يكون أحرص من سيف عليها.. لطالما أثبت أنه يستحق ثقتها حتى و إن لم يعد من نصيبها.*
.*
.*
.*
.*
تحمل طفل صديقتها بين يديها وهي تتأمل براءة ملامحه الهادئه وهو نائم بإبتسامه، ثم همست له/معتز* متى بتصحى؟ عطني وجه طيب!*
بتساؤل يثير حفيظتها فهي ما زالت تشك/اتركك من معتز دحين، إيش الأخبار بعد الزواج؟! أنا توقعت تسافري مع وليد!*
تركت الطفل ينام في حضنها وهي تجيبها بهدوء مصطنع يقفز على كل مشاعرها/وليد هاليومين مشغول، و أنا بعد، الأفضل ننتهي من كل شيء بالأول
لم تفهم جوابها/تنتهوا من إيش؟ الحياة مشتركه أساساً، خلصوا أشغالكم وانتم مع بعض ماراح يصير شيء
حركت كتفيها للأعلى وهي تبتسم، فلم يعد متسع للحديث عن علاقه قد ماتت بالنسبه لأحد الطرفين وقد ماتت من جهة وليد كلياً/هذا اللي صار
مازالت تشك بما حدث، هي تفهم جنون غيرة ليال/دايره أعرف إيش عاملك وليد حتى صرتي كذا قطعة تلجه تبتسم ومتصالحه مع سفره لحالو ، يا شيخه اتلحلحي ألحقيه شغلك هنا ملحوق عليه لا تزيغ عينو من هنا و الا من هنا
ضحكت/رورو خلي الرجال ينبسط شوي و يوسع صدره، شفيك عليه أنتي؟*
رويدا شعرت أن الأمور قد صلحت فعلاً لتبتسم بدورها، و لكن هي رفيقتها عليها ان تنصحها ولو بشكل غير مباشر/أذكر ان معتصم كان يقول فيه طبيبه ألمانيه تهتم بوليد بشكل انتي عارفته يعني حتى تزوره بالبيت، بس الحمدلله دامك مطمنه عليه يعني.*
رفعت ناظريها لرويدا بصمت، لم تصدق ما قالته..، لا تنقصها أيضاً حرقة دم وغيره يكفيها ما فيها..،*
.*
.*
.*
أوقف سيارته و نزل مستعجلاً للمستشفى وهو يلتفت للسيارات القادمه يترقب وصولها.. رآى سيارة السائق الذي أوصلها تقف وهي تنزل منها بهدوء، حتى وصلته عند باب المستشفى، لم ينتظرها تتحدث مشى لتمشي برفقته.. ينظر لساعته ويكمل عبور تلك الممرات الطويله حتى وصل المختبر فعندهم الخبر الأكيد..،*
ليصدم كتفه بأحدهم وهو يدخل القسم.. تأسّف وهو يلتفت إليه/المعذره اخوي
إلتفت إليه مبتسماً ولكن إختفت إبتسامته بعد رؤية وجهه، هو نفسه ذلك الشخص الذي تهجم عليه في منزله لأجل تلك الفتاه المدعوه "غريبه"*
تمنى أن يعود عليه و أن يضربه و لكن هو بمكان عام الآن، اكتفى بنظراته الناريه و اكمل طريق خروجه مع أمه..،*
لم يستغرب وجوده بالمستشفى، فقط احترم وجود تلك السيده معه، توقف وهو يلتفت إليها/اسمعيني وقفي هنا.. انتظريني شوي و تناديك الممرضه انا بسبقك اسأل و طالع.*
مازالت تستغرب، و رؤية آدم و أمه هنا تثير استغرابها، ماهذه الصدف المتتاليه، لحقت به لتوقفه بسؤالها/سيف ليه جايبني هنا؟!*
إلتهى بسُبحته وهو يعيد رفع طرف شماغه للأعلى/هنا بتسوين تحليل يخص تحقيق بالقضيه اللي رفعتها نيابه عنك على المستشفى...انتظري دورك ثم خلصي و اطلعي*
مازالت تخاف وعينيها تهرب من عينيه/لا تروح و تخليني واقفه هنا لحالي، اقسم اني أخاف..خلك هنا لين اخلص و أنا برجع مع السايق مثلما جيت معه.*
لاحظ بريق عينيها الرماديه وهي ترجوه بهلع، صد وهو يدّعي التجلد/أنا ماني رايق لإستهبالك*
التزمت صمتها وهي تراه يذهب و يخرج من ذلك الباب، لا تدري إلى أين..تركها و ذهب، ليؤكد لها أنه فقط يعمل بوصية أدهم و لم تعد تعنيه في شيء،كتمتها بقلبها المكسور وجلست فلم تحظى يوماً بإهتمام أحد وحينما طرق بابها الإهتمام طردته بخوفها وتجارب السنين المريره...،*
من الموجع أن يحتل أحدهم داخلك كل مساحات مشاعرك و لا يمكنك أن تبوح له بذلك!*
،*
.*
.*
خرج و تركها ليكمل طريقه لداخل المختبر و يسأل الموظف الذي عرفه/هااه بشّر جاء أحد
الموظف بإبتسامه/جاء رجال واحد مع أمه و تووهم طالعين قبل تدخل أنت.. و ما فيه غيرهم للآن
بقهر/يعني محد راضي يقتنع ان فيه خطأ و لازم تتم المراجعه
الموظف/يمكن مقتنعين و متأكدين أنهم ما تعرضو لخطأ مثل اللي تقصده.. بالنهايه هم أدرى*
تذكر القائمه القصيره/اللي جاتكم قبل شوي هي أم البنت المتوفيه صح؟ هياء العبدالله
عاد الموظف لقائمة المراجعين اليوم ليتأكد و فعلاً تأكد أن آخر من كانت هنا و الوحيد هي هياء/فعلاً يا سيف هي.. و كانت متأثره حيييل، وكأنها ما تصدق للحين فقدها.. كيف عرفت؟*
حاول ان يرتاح، لن يبلغ تلك الراحه حتى يعرف أهلها، فعودة التواصل معها ليس من صالحها، يجب أن تبتعد عنه و أن يطمئن عليها بعيده.. /حسيت من حالتها وجايه لحالها يعني، متى النتيجه؟*
أشار بيده/الآن اخذوا عينات الأخت غريبه، و على حسب، يمكن يطلعونها فوراً، و يمكن تتأخر.. بستفسر لك.
بإصرار/اليووم ماني متحرك لين أعرف النتيجه إن شاء الله و بنتظر يمكن يجي احد جديد.
.*
.*
.*
.
.
انتهت من صنع قهوته على وقع صوت خطواته وهو يهم بالنزول من فوق.... إلى متى ستعيش عند هذا الرجل الذي يحكم قبضتن على حياتها كامله، هل خطأها أنه عرف حقيقتها قبل الزواج أم لأنه يعلم تمام العلم أنها كانت تحب أحدهم بينما كانت خطيبةً له، أم لأنه رآى لها فيديوهات لسنابات قديمه ولكن التقنيه حفظتها لها و للأجيال القادمه..*
دخل وهو يراها تطيل النظر في الفراغ بينما قهوتها جاهزه/وش تنتظرين أنتي؟ يلا خلصيني و هاتي القهوه للصاله بعدل مزاجي قبل اطلع
لحقت به وهي تكتم أنفاسها التي يحسبها عليها، لتجلس بعدما قدمت له قهوته، مايفعله ليس عدلاً..كونها ستعيش تحت رحمته* للأبد
.
.
.
...*
برفقة ليال هذه المره ذهبت بدون أدهم..، و لكنها لم تخبرها بشيء سوا أن لديها تحاليل روتينيه فقط...،*
أوقفتها عند العياده وهي تستغرب/ليه ما تخليني أدخل معك؟ ليه جايبتني اجل؟*
بتصرف/جايبتك لأني مابي اطلع لحالي، لكن ماحب احد يدخل معي العياده حتى أدهم، خليك هنا
جلست بتملل وهي تراها تدخل العياده، و من الجهة الأخرى عيادة الأطفال و تطعيماتهم.. ظلت تراقب نظراتهم المشتته بشيء من الإبتسامه، ما أجمل عالمهم الطاهر و النقي.. لفتها إحداهن برفقة خادمتها تمر من أمامها و تدفع عربه بطفلين توأمين!*
شيء ليس بغريب عليها و لكنها عرفت أمهما، لا تصدق ماتراه للتو... /دكتوره تغريد!!*
توقفت وهي تستدير لمن نادتها، لم تصدق وهي تمد يدها لتصافحها/ليال المناع؟!*
وقفت لها تصافحها بإبتسامه/ماغيرها، كيفك دكتوره؟*
هزت رأسها بسعاده/الحمدلله، جايه اليوم أطعم عيالي
أشارت وهي تنحني لهما/ما شاء الله توأمك؟ ربي يحفظهم، توك والد شكلك؟*
هزت رأسها/من اسبوع واليوم تطعيمه و ماشين للبيت ان شاء الله
مررت اناملها على خديهما/مبرووك و الله يحفظهم و يبلغك فيهم..
بتساؤل، فهي تعرف ظروف مرض وليد/اشوفك عند عيادة متابعة الحمل، عسى انتي ووليد تنتظرون بيبي؟*
استغربت سؤالها كما استغربت وليد، ولكنها زميلته بالتأكيد/لا والله، جايه مع أختي عندها موعد..وجيت معها كمرافقه يعني
ترددت ولكن لم تستطيع الصمت فتغيرت نبرتها لتنخفض/بشريني كيف صحة وليد اللحين؟ آسفه دريت بالصدفه فالمختبر وهو ياخذ تحاليله و ماقدرت اسأله وقتها، يعني مادري كيف أبرر لك عدم سؤاله
هزت رأسها بضيق لتسايرها و كأنها تحاول غلق موضوعه/الله يعين
ترددت ولكنها تحدثت فهي تشك أنها تخفي مرضه عنها/يجوز المفروض ما اسألك لكن بحكم سابق معرفتي فيه و لنا سنين زملاء و المعرفه ماتهون عشان كذا سألتك عسى تطورت حالته،*
ظلت تتحدث معها حتى خروج الشموس التي أطالت في العياده...،*
°
°
°
في العياده،*
تصفحت ملف مراجعاتها و اختبار اليوم و الأشعه، لتهز رأسها/مع الأسف كلام طبيبتك صحيح، و تحاليلها تؤكد وجود خلل في..*
قاطعتها بجديه/راح اتبرع لبنتي بكليتي،ماعندكم عذر، ليه مصرين انزلها
تعرف أن وقع الخبر صادم ولكن هذه هي الحقيقه/أنا أتفهم كونك أم خايفه و رافضه التفريط بجنينها، لكن صعب جداً الاحتفاظ به لأن ولادته تعني معاناته، الجنين أصلاً ماعنده مكان كلى، ثانياً فصيلة دمه تختلف عنك من خلال التحاليل.. و هالملف قدامي يؤكد حالتك وحالة الجنين، يعني لازم احجزك علشان تنزلينها
بهدوء يسبق العاصفه/وريني؟ ، حابه أشوف الملف*
قدمته لها و من ثم تفاجأت بها تمزقه أمامها و ترميه في سلة المهملات الصغيره القريبه منها و تلتفت للطبيبه بغضب/و اللحين، انتهى، مافيه حاله تستدعي الحجز... أنا طالعه و بنتي ماراح أنزلها سلام
وقفت مستنكره ما فعلته/الملف مجرد شكل، كل شيء موثق بالكمبيوتر.. انا انصحك محد تعبان غيرك.*
تجاهلتها وهي تخرج وتغلق الباب خلفها، وجدت ليال تجلس مكانها لتناديها/مشينا ليال خلاص
رفعت ناظرها لها بتساؤل/ليه معصبه؟*
حاولت أن لا تبين مابها الآن يجب أن تهدأ من أجل صحة طفلتها على الأقل/ماني معصبه، بس مختنقه من ريحة المعقم
لحقت بها وركبت السياره وهي شاردة الذهن من كل شيء، هنالك ألف سؤال يحتاج لإجابه، هنالك أحاديث كثيره و كلمات يغص بها قلبها منذ مده و بدأت تطل برأسها من جديد بعد لقاءها بتغريد..، تحتاج لصرخه مدويه تفجر من خلالها كل ماكتمته في صدرها منذ مده و لم تستطيع البوح به... البوح الذي كان يُواجه خوف الرفض دائماً..*
في الطرف الآخر من نفس السياره شعرت بدنو أجلها و كأنها في ألم يعذبها و لا ينقضي، ما ينمو داخلها روح تعلقت بها، كيف بهذه البساطه يطلبون منها أن تنزعها، هل ينزع أحداً روحه بكامل إرادته؟*
تلك المشاعر التي رفضت إتباعها طوال حياتها هاهي تقودها و تمسك بزمام أمورها.... التطرف لرأيها في كل شيء يخصها، العناد الذي سيبكيها دماً و لكنها لا تستطيع تركه.. شيء أشبه بالإدمان.. غير أنها لا تنحني.. لا تنثني عما تريده و إن كان طريق هلاكها..!*
رن هاتفها لتراه هو المتصل، ترددت فليال بجانبها، لترد بعد نظراتها المتسائله/هلا أدهم،*
على الطرف الآخر من الإتصال/الشموس وينك؟ ما اتفقنا نروح سوا؟*
تنهدت/مايحتاج راحت معي ليال، تطمن الأمور مثلما انت تعرف بخير
تنهد هو على الطرف الآخر/وش قررتي؟*
حاولت ان تتماسك أمام ليال/إذا وصلت البيت بقولك، يلا قلبي سلام.*
رأتها تغلق الهاتف و تسرح بعيداً/حرام عليك، فرحت انك وافقتي تاخذيني معك و بالنهايه تركنيني بالإنتظار..!*
بهدوءها المعهود/أنتي اللي فرضتي نفسك علي، ماحب أحد يدخل معي العياده ماني طفله.*
بإستنكار/يا سلاااام!! شمعنى أدهم يروح معك مواعيدك و يدخل
ابتسمت لتغير الموضوع/أدهم هو الأب، هذا السبب.. بعدين مابي أدخلك متاهات انتي مابعد دخلتيها للحين خليك لين تجربين بالأول
صمتت لنصف دقيقه حتى استطاعت الحديث/طيب أنا حابه أقولك شيء، يعني ودي أسافر..شرايك؟*
تفاجأت منذ متى ليال تستأذنها للسفر!/طول عمرك تسافرين بدون تاخذين رأيي فقط تعطيني خبر، هههه عموماً خذي راحتك و انبسطي
بتردد/هالمره غير، يعني.. مادري بس*
استغربت ترددها هذا/طيب وين ناويه تروحين؟*
تنهدت/جدياً افكر اسافر.... له
لم تصدق أن تفعلها رغم ما فعله، ولكن ماباليد حيله/طيب ماتخافين يترك الأرض و يطلع الفضاء لو شافك سافرتي لعنده، يا بنتي وش يوديك له؟*
ابتسمت وهي تشير لنفسها/النفس الأمّاره بالسوء..
مدت يدها لتضم أناملها بمواساة/الله يعين قلبك...*
شدت على يدها برجاء/بس طلب اخير لا تقولين لأحد أني رايحه له، حتى أدهم
ضحكت بكوميديا سوداء/تطمني ماراح اخلي احد يظن ان اختي العاشقه الخاسره بلا كرامه
عبست وهي تسحب يدها منها/احمدي ربك انك اكبر مني و الا كان رديت.*
اكملت ضحكها/الحمدلله.*
.*
.*
رآه يجلس على أعصابه منذ اتصل بزوجته، شعر ن هنالك خطب ما و لكن لم يعرفه/وش العلم يا ولدي؟ اشوف خاطرك ضايق
حاول الابتسامه بفشل/لا يايبه مافي خاطري الا العافيه.
جاءت من الداخل تحمل معها صحن تارت مغطى بغطاء شفاف وهي تتبسم/مسهم بالخييير
وقف يسلم عليها/ارحبي ياخت أدهم
سلمت عليه بعدما وضعت قالب التارت/تبقى حبيبي
سلمت عليه وجلست بجانبه/شلونك اليوم يبه؟*
بسعاده/بخير ولو انك تغيبين واجد يا بنتي.*
قبلت خده بعمق ثم ضمت ذراعه وهي تميل براسها على كتفه/اسفه حبييييبي يبه الله لا يحرمني اياك،مالي عذر عنك
يراقب تصرفاتها الطفوليه معه و يشعر بثقل حزنه كان من الممكن ان تكون لديه طفله تدلله هكذا.. لكن لله حكمة في امره، لطالما احب ان تكون لديه طفله...*
انتبهت لاخيها/وين ام راكان، شفت راكان مع الشغاله لحاله
سكب لها فنجان قهوه/رايحه مع اختها مشوار و اللحين راجعين و يمكن وصلوا
ابو أدهم/مبطي من جمعتكم الطيبه حولي،و الشموس لي اسبوع ما شفتها
أتت من خلفه و طفلها يسابقها لتقبله على راسه/هذا هي جتك الشموس يا عمها، مساك الله بالخير
اتسعت ابتسامته/يالله حيها، ايه هاللحين زان جوي
راقبها تسلم عليهم حتى وصلته وجلست بجواره وهي مازالت تحتفظ بإبتسامتها التي تخبئ الأسرار خلفها، لتهمس له/شفيك عاقد حاجبك؟ ، ابتسم مايسوى الحزن والله
لم يستطيع الإبتسامه وهو مشحون بالتفكير بها، ليسألها بهمس وعينه على بروز بطنها/وش النتيجه؟*
إلتقطت فنجاناً لتسكب لنفسها قهوة وتجيبه ببرود/نفسها..*
شعر أنه يختنق مجدداً.. ليقف كمن لدغته عقرب/عن اذنكم شوي.*
لم تتبعه بنظراتها فقط ألتهت بفنجان قهوتها..،
عليه أن يعرف أنها هي من تتعذب لا هو، كما أنه ليس من حقه أو حق أي أحد ان يصادر رأيها و قرارها في شيء يخصها و يخص حياتها وحدها فقط.*
استغربت هوازن تصرفه و ردة فعله بعد همسه مع الشموس التي لم تنظر إليه حتى! /شلونك اليوم؟*
استرخت بجلوسها بعد كل ذلك الشد/بخير الحمدلله، طولتي عنا هالمره
ابو أدهم/توني اعاتبها يا بنتي، شكلي برجع الخرج في بيتي حولي جيراني و عند ريحة ساره ازين لي
حمدت الله أن أدهم ليس موجوداً، فذكرى والدته يضعفه بشكل يحزنها/يا بختها ساره، تذكرها للحين
ضحكت هوازن وهي تهم بتقطيع التارت الذي صنعته/يا شيخه زين يذكرنا، هو نسى أمي أصلاً، تقولين رجعته لبيته خلته يشوف حبيبته ساره من جديد!*
تعجبها قصص العلاقات القديمه و الوفاء وتشدها والدة أدهم كثيراً لطالما فكرت كيف ستكون تلك السيده العظيمه حتى بعد مماتها/يازين حبيب ساره يا ناس
سكت وهو يرتشف فنجانه و تعود به الذاكره للسنين الخوالي، للجزء الذي تعطل كثيراً في ذاكرته و عاد كالطوفان مجدداً، ما أبشع الإستيقاظ متأخراً و قد فاتك قطار العمر و ذهب بالأحباب بلا رجعه..
.*
.*
منذ عادت للمنزل وهي منشغله في ترتيب المنزل ونفضه من جديد كعادتها حينما تتوتر، انتهت بغرفتها أعادت ترتيبها مراراً و تكراراً كانت تتحرك بشكل ملحوظ، حتى أن مريم أعتادت ذلك، مافعله بها سيف قاسي جداً حتى أنها فكرت أنه يمقتها فعلاً، ماهذا التطرف العجيب في تصرفاته معها، حسناً فليتركها تركاً واحداً لا أن يمزقها قطعةً قطعه...،*
دخلت مريم بكأس تحمله لتمسكها وهي تهم بنزع الستاره/وقفي خلااااص زودتيها اليوم!*
تنفست بتوتر مازالت تحتاج مزيداً من العمل لتجاوز ما يجور داخلها/شوي بس
أخذتها رغماً عنها و أجلستها على طرف السرير و قدمت لها الكأس/اشربي هذا بيهديك*
أخذته وهي تتسائل/وش ذا؟*
تكتفت وهي تأمرها/عصفر.. اشربيه كله بإذن الله بيروقك و يهديك
بدأت بإرتشافه وهي تحاول الهدوء/عارفه يا مريم، مرات الواحد من كثر ما يحس نفسه ثقيل طينه على الناس وده يقتل نفسه.. اكررره هالشعور اكرررهه
تنهدت وهي تقمع ضعفها/عارفه هالشعور...*
ارتشفت جرعه أخرى من كأسها ونزلت دموعها/زمان لمن كنت عند الناس اللي كنت اظنهم اهلي، كان كل شيء عادي حتى وجعي منهم،و الاستفزاز اللي عشته عالأقل هم اهلي* وجزء من مسؤليتهم يتحملوني حتى لو ما عجبتهم، فهمتي علي مريم
راحت تجلس على كرسي طاولة الزينه لتقابلها لتبتسم لها/اسوأ وقت للبوح هو الغضب، لا تخلين الشيطان يعبث بهدوءك، دايم احسك رايقه و فاهمه الحياة ليه اليوم نزلت دموعك؟*
تحركت شفتيها ببكاء كانت تكتمه وهي تضغظ على الكوب بأناملها حتى أصفر لونها، اليوم بالذات تراكمات الماضي كلها تأتي و تكبس على صدرها، الكتمان يولّد الإنفجار/أحس اني عبئ على أدهم و على سيف، لدرجه ندمت أني طلعت من الدار، ياليت انتحرت استغفر الله يا رب لا تعاقبني، أحس ترجف ضلوعي رجف يا مريم، اليوم ماشفتي نظرات الممرضه وهي تناظرني، حسيت اني استغفر الله بس...*
فضّلت أن تسمعها فقط، تعرف أنها مجرد فضفضه وتنفيس ، سبق و أن واستها غريبه كثيراً و جلست بالساعات تستمع إلى ثرثراتها و تجفف دموعها، الليله غريبه فعلاً غريبه و كأنها للتو عرفت أنها بلا أهل و بلا سند..، "آه يا غريبه لو تعرفين الرعب الذي أعيشه كلما فكرت أنني قد أفقدك و أعيش وحيده!*
و الفوبيا التي تنتابني حينما أمكث في المنزل خلف الأبواب المغلقه و انتِ خارجه للعمل إنه لجهاد عظيم.. و معاناة لا يعلمها سوى الله وحده" .*
°
°
°
ألمانيا..،*
في يوم يبدو شديد البروده، تصطحب أحد القروبات السياحيه الخاصه.. كمرشده سياحيه انتهت من أحد جولاتها في أحد المطاعم على أطراف المدينه و على الطراز اليوناني القديم..،*
جلست و هي تجامل احدى عميلاتها حتى اتفقوا على قائمة الطعام،..*
إلتهى الجميع بالأكل و التعليق فيما بينهم على جدول رحلة الغد لتتفاجئ هي برؤية أخيها هنالك برفقة إحداهن و لا تبدو صغيرة سن أيضاً.. لم يعجبها ذلك المنظر حتى و إن كان ظاهره برئياً..، هو زوج ليال و عليه أن يحترمها حتى في غيابها...*
لم تحتمل البقاء مكتفه هكذا، وقفت بعدما استأذنت من المجموعه و إتجهت إليه، مشت حتى مرت بجانبه لتجعله ينتبه لها و يتبعها كما غمزت له..،*
تأفف لم يتمنى رؤيتها له، يكاد يجزم أنها لن تعتقه، كيف صادفها هنا، كان حريصاً أن يبتعد عن مكان سكنها و تواجدها... استأذن من ريتا و لحق بها إلى خلف البارتشن* الخشبي البعيد..*
لم تصدق أن يقترب منها حتى شدته من ياقته بغضب/كنت حاسه وانت تقاطعني ان وراك مصايب* لكن هالمره ماراح اخليك و امررها يا وليد.. و راح اتصل بليال تجي تلمك
أبعد يديها بغضب يكتمه/رشا أنا ماني بزر، ترى زودتيها..! حتى زوجتي ما سوت كذا
بأسف/لأنها طيبه هواايه و تظن فيك حسن الظن، لكن أني شفتك على حقيقتك خااين*
رفع حاجبه بإبتسامه/أشوف من حماسك نسيتي لهجتك
تخصرت بيسارها وهي تشير له بتهديد بسبابتها الأخرى/ماعليك مني، تأكد من اليوم ورايح أنا مع ليال أما أنت.. ،*
قاطعها بإبتسامة سخريه/شكلك من زمان ما تواصلتي مع رفيقتك و لا تدرين بأخبارها
خافت/ليه شصار لها؟*
قرر أن يخبرها/اتصلي بها و أخذي الأخبار منها، ماني فاضيلك
لا تصدق ماتسمعه منه/أنت مستحيل تكون اخوي وليدظ* ، أنت شخص ثاني ماعرفه
حاول ما في وسعه و لكن رشا مهمه بالنسبة له أيضاً، حاول ان يطمئت نظراتها المقهور و يبسط لها الأمر، ما باليد حيله/رشا انتهاء العلاقات شيء طبيعي و أنا اخوك، لا تخلين الموضوع شخصي بيني وبينك، بالنهايه انا اخوك وهي مجرد صديقتك.*
نطقت بقهر وهي تكتم بكاها/لا تقول عنها مجرد، محد حبك كثرها حرام عليك انت كذا ترعبني
هز رأسه بإبتسامه و تركها..*
رآته يهم بالذهاب ببرود هكذا و كأن الحديث ليس عن تلك التي كاد يجن جنونه لو أنه لم يتزوجها!!، هذا الموضوع يدعوها لمراجعة نفسها و الشك بكل شيء، هل تتغير مشاعر المرء بين ليلة وضحاها بهذا الشكل المفجع؟*
.
.
.
.
.*
.*
تمر بك الأيام و الأسابيع و أنت مكانك لا تتحرك كأنك شجرة معمره جذورها متشعبه و متشبثه بالأرض، تظل مكانك بإنتظار* شيء ما يغير قدرك، رغم أنك لم تفعل شيئاً يجعل الأشياء تتحرك حولك، أنت مكانك تقف مستسلماً* لم تحرك ساكناً فكيف تريد الحل السحري لواقعك...؟*
و مع مرور الأيام سيرهبك تحرك الجميع و هم يتجاوزوك كنسمة لم يشعروا بك فأنت مكانك لا تتحرك...!
.*
تجلس خلف مكتبها و تتصفح كتاباً بين يديها شعرت به يدخل عائداً من عمله، رفعت ناظريها لتتأكد و لكنها سرعان ما أغلقت الكتاب و وقفت وهي تهم بالخروج بكتابها... هي هكذا منذ اسبوعين..!*
رآها تهم بالخروج ليوقفها بصوته/ارسلي علي راكان و خليهم يجهزون شنطته باخذه ليومين ثلاثه*
استنكرت طلبه لتلتفت إليه/نعم! على وين بتاخذ ولدي إن شاء الله.
تأفف وهو يبعد شماغه للخلف قليلاً و يجلس بإسترخاء/ماهو شغلك*خليك بنفسك
عادت أدراجها إليه مستنكره ما قاله/نعم؟ مافهمت كيف
حاول الهدوء/لا ترفعين صوتك علي
و كأنه بذلك يستفز صوتها أكثر/و أنت* هذا اللي هامك صورتك و رجولتك ماتنهز
شد ذراعها وهو يراها تقف أمامه غاضبه متوتره/لا تحوسين المواضيع والأشياء بمزاجك، أنا باخذ الولد مشوار اغير جوه هو و رواد و ان رضا وسام بعد اخذته.. وانتي خليك مع نفسك
شعرت و كأن تنفسها يضيق بهذه اللحظات و كأنها تختنق، ابعدت يده عن ذراعها وهي تحاول الهرب منه و إسعاف نفسها باكسجين خارج هذه الغرفه التي تكتم انفاسها معه..*
لحق بها وهو خائف، ليست طبيعيه/الشموس وش فيك؟ لحظه*
وقفت أمام باب الحديقه تستنق هواءاً ينعشها بعد تلك اللحظات ثم شعرت بيديه تمسك كتفيها من الخلف بطريقه تتقن تذويبها و جعلها تنصهر بين يديه و لكنه لا يفعل المطلوب، لا يفهمها، مازال غاضباً من تحفظها على البنت في بطنها، آه لو أنهم يفهمون ماذا يعني ان تسمع الأم طلب احدهم ان تقتل فلذة كبدها..مازالت متمسكه بمعجزة إلهيه تخرس أفواههم او ان تموت الطفله كما قدر لها الله ذلك.. لا ان تقتلها بنفسها ذلك خارج عن إرادتها.
همس لها بعد شعوره ببكائها/عصبيتك ما كان لها داعي، انا باخذ الصغار لمخيم بالثمامه ينبسطون، رواد طلب مني و ودي آخذ ركون معي كلها يومين وبس ليه صايره تكبرين المواضيع؟!*
مسحت دموعها وهي تشعر بضعفها اللعين يجعلها تخرس و هي تذرف الدموع بلا توقف في أي موقف..
تذكر أمراً/اي تذكرت شيء، خلي ليال تروح لغريبه و مريم.. لازم تكلمهم و تقنعهم يغيرون بيتهم لمكان قريب، سيف رفع يده و معاد وده يتردد عليهم الرجال مل مهما كان. و انا ماني فاضي لسالفتهم
مازالت صامته لا ترد..و كأنها لا تسمعه..!
... /سمعتيني؟*
قررت تركه وهي تستدير لتدخل و لكنه إعترض طريقها/ماقلتي، سمعتي؟*
رفعت ناظريها له/ليال سافرت أمس، كلمهم انت بنفسك
لم يعد يفهم تناقضاتها/و ليه ما قلتي لي أنها تبي تسافر؟ وين سافرت؟*
رفعت حاجبها مستنكره رده/وحده بذمة رجال و عندها أخ، وش عليك منها سافرت و إلا قعدت؟! و الا تبي تتحكم بالكل هنا، لو تبي تتحكم ماغبت اسبوع و جاي ببرود حتى كيف حالك ما قلتها*
عرف أنها غاضبه و ما جوابها هذا إلا خير دليل، ابتسم ليذيب هذا الجليد بينهما/هذا اللي مزعلك يعني؟! ما كنت أدري ان غيابي مضيق صدرك لهالدرجه!*
مازال لا يفهمها أو أنه يدعي ذلك، ابتسمت/لا ليش يضيّق صدري غيابك، من أنت أصلاً علشان حضورك وغيابك يشكل فرق عندي؟! أنت تدري وش مشكلتك؟ الثقه.. ثقتك بنفسك مفرطه لدرجه انك تتعامل ببرود معي و تظن أني بظل انتظر إهتمامك!*
بادلها تلك الإبتسامه وهو يقترب ليطبع قبله عميقه بين عينيها، يجب أن يغلق هذا الحديث، فما يتحدث على لسانها الآن هو الوجع الذي يتغذى على صحتها، ولا يجب أن يأخذ كل ما قالته على محمل الجد.*
.*
.*
.*
منذ الصباح يشعر بتوتر، أقترح عليه الطبيب المختص بأن عليه أن يسافر لكندا.. و دار بينهما حديث طويل لم تكن موجوده ريتا لإنشغالها، كان حديثاً صريحاً و صادماً ... حمدالله أنها لم تكن موجوده يريد فعلاً أن يتركها تدريجياً بدون أن تشعر فهي تقيده و تشوش أفكاره... ليس غبياً لتقوده واحده مثلها،..*
عليه أن ينهي مواعيد مرضاه.. قرر أن يتفرغ لنفسه، لن يستمر في العطاء أكثر بهكذا وضع صعب..،*
ترك كل ما يشغل تفكيره الآن و ظل يتابع مراجعة معلومات حالات الغد على كمبيوتره بإهتمام..،
بعد مرور لحظات دخلت بإبتسامه تتسع و تحمل كوبين قهوه/هاااي بيبي
حقيقة توقع ان لا يراها اليوم فهي تغيب منذ أيام بداعي العمل/هاي ريتا
اقتربت منه من خلف المكتب لتعطيه كوب القهوه ليرتشف منه قليلاً و تنحني له تلامس خده بقبله وهي تهمس له/أي مسيو
طرقت الباب ودخلت في هذه الأثناء لترى إحداهن تقبله و من ثم تجلس على سطح المكتب أمامه بأريحيه، لتبتسم/واو!!*
ابتلع ريق الذعر و الشوق معاً وهو يقف/متى جيتي؟*
استغربت ريتا وقوفه لها بسرعه و نظرات عينيه لها، وقفت معه.. وهي ترى تلك المحجبه تتقدم بخطوات هادئه،.. ما أثار غيرتها أنها تتحدث مثله..*
إقتربت ليال و هي تتجاوزها و تصل إليه و تعانقه أمامها و تُسمعها/آش فاميسا ديش*
إبتعدت قليلاً بعدما سمعت ما قالته، شكت أنها خطيبته فهو لم يخبرها بزواجه، لتستأذن و تخرج رويداً رويدا/اوكي آي ويل قو ناو.. سي يو
ابتسم بتوتر/اوكي ريتا
إتسعت إبتسامتها بعدما أُغلق الباب/آهاا طلعت هذي الدكتوره ريتا،
دعك مؤخرة رقبته وهو يعجز عن التبرير/شوفت عينك
هزت رأسها والغيره تقتضم أطراف قلبها/صداقتكم حلوه، يعني باين طايحه الميانه بينكم لدرجة تجلس بحضنك يعني..*
إلتفت إليها/ما اتفقنا على كل شيء بالرياض؟ وش جابك؟*
ابتلعت ريق الغيره بصعوبه لتجيبه بإبتسامه/أبد طال عمرك أنا أسافر للمكان اللي أبيه ووقت ما أبي.. و فرصه شفتك مع "Your sweetheart" علشان نتعرف، بس المسكينه فجأه هربت!!*
راح يجلس مكانه و الشوق يحرقه يعبث به يمزقه/ما قلتي جايه مع من؟*
لحقت به وهي تجاريه بالحديث/ماتعودت أسافر مع أحد.
رآها تلتقط كوب قهوته الساخن و تحاول الإرتشاف منه و لكنه وقف مذعوراً و منعها وهو يأخذه من يدها ويضعه بعيداً/لااا انتبهي يا بنت...*
إلتمعت عينيها وهي تراقب تصرفاته من زاويه أخرى، الغبي المفضوح/ليش؟ مزكم يعني، عادي*
أشار للباب بتوتر/ليال أرجعي للرياض تراه شوري عليك، ماخبرتك لحوحه لهالدرجه!!*
ابتسمت بخبث فهو لا ينظر لعينيها وهو يطردها/أنا* ماجيت سايقني الشوق لك، أنا جايه اتحاسب معك و اخذ حقي منك بيدي.. و زاده وجود ريتا معك ما راح أمرره كذا مرور الكرام . مهما كان "العز للنفس واجب يا وليد"*
والله ما أردّ بـ درب وصلك خطاوي
حتى ولو آخر دروبك وراء الشمس .
.
.
.
خرجا من المستشفى سوياً إلى مواقف السيارات.. هو صامت و ينظر لطريقه فقط* وهي تتأمل هذا الصمت، ترى فيه أشياء لم تكن تنتبه لها في الفتره الماضيه..،
توقف عند سيارته ليلتفت إليها/وين ساكنه علشان أوصلك
وقفت أمامه تبتسم و يديها في جيوبها عن البرد/منت قايل علشان تاخذين اغراضك لبيتي؟!
صد وهو يحاول تجاهل تأثير وجودها..
بنفس إبتسامتها/لا تتجاهلني، أنا ما جيت إلا علشانك.
عاد لينظر* إليها مستغرباً كيف تقول الكلمات ببساطه و بدون تكلف/!
أدارت النظر في هذا المكان بإبتسامه، فيه الذكرى الأجمل بينهما/مادري ليه فجأه اشتهيت كليجا.. توقع ليه؟
ابتسم رغماً عنه وهو يتذكر تصرفه الغبي و يفتح باب سيارته/يلا مشينا
ركبت وهي سعيده بتلك الإبتسامه، قد تكفيها لفتره/فندق أدلون لو سمحت
إكتفى بهز رأسه وهو يسير في طريقه يكبله الصمت و يطفئ توهجه ذلك الشيء الذي يبعده عني شيئاً فشيئاً!
أحببته بحماقه بروح طفله تتوق دائماً للإحتضان و المداراة،
"أحببته حد الرغبه في أن أمضي معه حتى النهايه حتى نموت سوياً.." لا يهم ما فات المهم ماهو آت، لطالما أني لم أخسر معركة قط إلا أمامه، لا بأس في أن أميل و أن أتتبع من هزمني شر هزيمه و استحل داخلي بلا أدنى مقاومه..!
.
توقف وهو ييشير للباب/اتوقع وصلنا
كادت تنزل و لكنها إلتفتت إليه مستنكره ثباته/منت نازل معي؟!
رفع حاجبه وهو يجيبها بدون أن يلتفت إليها/لأ.. أرجعي السعوديه و بعدها..
بهدوء تحاول كبت صرختها من بروده/أنا برجع للسعوديه إن شاء الله لكن بمعيتك.. تركي ماهو بالسهوله اللي تتخيلها يا وليد
إلتفت غاضباً/تهدديني انتي؟!!
إبتسمت وهي ترى رسومةالغضب و عقدة الحاجبين المتشنجه/إن مانزلت معي ماراح انزل من السياره و انت بكيفك
تأفف وهو يمسح على شعره و وجهه بغضب/أنزل ليه؟ و اش ابي معك يعني؟
بنفس تلك الإبتسامه/علشان تشيل معي الشنطه و الأغراض.. يعني مستحيل اشيلها لحالي
استغرب/ليش بالله رحلتك اللحين؟
ضحكت/لا يا بابا بروح معك بيتك، يعني عييب اسكن بفندق و تاركه بيت زوجي، مايصير صح
. تنهد تنفسه وهو ينزل معها لأن الناس بدأت تلاحظ نقاشهما، تركها تمسك بيده ليدخلان سويه.. هي لا تعلم أنها تجعله يعيش معها أجمل و أوجع اللحظات، ان تكون متعلقه به كما تمنى ذلك، أن لا تتركه مهما أغضبها، أن تجن به كما جُن بها سابقاً و الآن و حتى آخر العمر... هي لا تعرف أنه الآن بهذه اللحظه ممتن لها أن أمسكت بيده بتملك أمام الملأ.. يالله كن بعون قلبٍ فاض شوقه وهو عن البوح مشلول.
فتحت الجناح الذي حجزته لها و له، ابتسمت وهي ترى الترتيبات كما طلبتها و أجمل من ذلك، سحبت شالها من شعرها القصير وهي تخلخله بأصابعها بعد الحجاب ثم نزعت جاكيتها الثقيل و علّقته على الشماعه/يلا حبيبي اجلس هنا لين اخلص بس ثواني
لم يستطيع الجلوس بهكذا وضع، ظل واقفاً متردد، لا يعلم ما تخبئه له أو ماذا تنوي فعله و قوله،
لحظات ليطرق باب الجناح و تأتي هي مستعجله/خليك مكانك أنا أروح
دخلت موظفة الخدمه وهي تدفع عربة فيها كيكة ميلاد صغيره و عليها شمعات و مشروب طلبته خصيصاً...، دفعته حتى وقفت عند الجلسه ثم خرجت تلك توزع ابتساماتها..
وقف أمام الطاوله مستغرباً حتى قرأ ما كتب على الكيكه بالأنجليزيه "سنه حلوه يا وليد" يحدث أن هذه المرة الأولى التي يحتفل بولادته أحدهم، لم يفعل ذلك سواها ليلتفت إليها مبتسماً فلا مجال لغير ذلك الآن/امس تاريخ ميلادي
صغرت عينيها و تحدثت بأسف طفولي/تأخر الحجز علشان الثلوج بالمطار و ماوصلت غير امس يعني يدوب... هابي بيرث داي حبيبي
حقيقةً هو عاجز عن إبداء أي ردة فعل أمام ما تفعله لبقاء ودهما/شكراً ليال..
اخذت ريموت البلوتوث و شغّلت الاغنيه و اقتربت منه وهي تشير للشمع ليطفئه و اطفآوه معاً و من ثم ترفع السكينه و تضعها بيده و تساعده/يلا* قطع كيكتك
قطع الكيكه مع تصفيقها الطفولي و اعطاها قطعة منها و من ثم أخذت هي و اعطته قضمه و تركت أثرها على أنفه وهي تضحك ليمسكها و يضع مثلها على أنفها، منذ متى لم يضحك من قلبه،..!
امسكت بيديه و هي تحاول ان تراقصه/يلا ليش واقف يالخشبي، أرقص
امسك بيدها ليثبتها/ليال لحظه اسمعيني.
بإبتسامتها التي تتسع/لا تقول شيء اللحين، مو وقته.
أخذ الريموت و أغلق صوت الموسيقى و جلس ليتحدث بجديه/اجلسي خلينا نتكلم شوي
لم تتوقع ردة فعله هذه، مازال منظر تلك الطبيبه الساقطه على مكتبه يمر آمام عينيها، و لكنها تتجاهل قدر المستطاع تلك النار المتقده في جوفها/نتكلم عن أيش؟
امسكها و جلّسها وهو يحاول ان يستجمع هدوءه مقابل ثورة لقاءها غير المتوقع/ارتاحي
رفعت عينيها له بترقب وهي ترى صمته يتجدد! .. تُرى هل سيريحها بحديثه، هل سيُطفىء حرائقه التي أشعلها بصدرها؟، أسئلة كثيره تختلج داخلها...
نزع معطفه الجلدي ووضعه بجانبه، فالجو دافئ و قربها يشعله... تردد كيف سيبدأ و من أين، لم يعد بوسعه تركها، ليعلم الله أنه يحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى..،
نطقت بإبتسامه وعينيها المتحفّزه بالدمع تتأمل صدوده عنها/اللحين تقول بخاطرك كيف تورطت بهاللحوحه! وكيف اتخلص منها
بالطبع سيصلها ذلك الشعور، كانت كل أفعاله تريد ان تصل بها لذلك و لكنها مازالت هنا و تريده كما يريدها/يجوز اللي صار فالفتره الأخيره خلاك تحسين بهالإحساس، لكن صدقيني ليال أنا آخر شيء افكر فيه اني آذيك
ضحكت وهي تمسح دموعها و تحاول تجاوز تعثر نبرتها/وليد تبريرك يزيد الطين بلّه، اتوقع وصلنا مرحله بعلاقتنا انك بكل سهوله طلقتني،
قاطعها بضيق/ماكنت أبيها ابداً
رفعت حاجبها و قاطعته بهدوء و جديه هذه المرّه/لا متعمدها، و أنت عارف انها بتقتلني، تدري وليد كلمة طالق بوجهي اكبر إهانه تعرضت لها بحياتي لأنها صارت قبل الزواج.
تردد ولكن لم يعد يستطيع النفي اكثر/كان غصب عني
إلتمعت عينيها برجاء وهي تراه يعود لصمت الرجال و تهربهم من الإعتراف/بليز وليد منت طفل.. و أنا ماني صغيره، كلنا كبار بما فيه الكفايه أننا نتفاهم، مافي شيء أسمه غصب عني و عنك، أنت دخلت بي و صرنا زوجين كان بإمكانك تتكلم لي عن كل شيء يصير معك خصوصاً إذا يتعلق بعلاقتنا، أما أنك تسوي كل اللي سويته بي* بحجة مابي أخليها تفكر في بعد الإنفصال لا يا حبيبي،
كان ممكن توفر وجعك هذا كله لو صارحتني من البدايه و شوف إذا بوقف معك أو بتركك لكنك بدال هذا كله ظلمتني و حكمت علي و فضّلت تتركني بإبشع طريقه..!
هذه من يعرفها حق المعرفه و تعرفه، لو أنها لا تعرف مكانتها الحقيقيه بقلبه لما آمنت به و لحقت به هنا، اقترب منها بدون تردد هذه المره ليمسك بأناملها البارده و يضمها بكفيه، يداعبها للحظات بين يديه وهو يحاول أن يبدأ حديثه و لكنه يعجز عن العثور على كلمة البدايه!
اختلطت ابتسامتها مع دموعها فهاهو يقترب بصمته الرهيب معلناً بذلك أنه مذنب و أن كل ما قالته صحيح..،
استنشقت رائحته وهو يقترب كل هذا الإقتراب، يديه تداعب أناملها بصمت و كأنه تائه يريد التمسك بأحدهم ليدله/وش اللي يوجعك يا وليد؟
رفع ناظريه لها بهدوء/رغم كل شيء كنتي متمسكه بي! والله اني ما أستاهلك.
حبست دموعها لتكافح البكاء وهي تسمع هذه النبره المتأثره في صوته/ما قلت لي وش يوجعك و مبعدك عني؟ ، أبي اسمع منك كل شيء.
تسأله بلهفه و كأنها تعرف مابه رفع يديها ليقبل باطن كفيها و يحتفظ بها بين يديه، وهو يعود بعينيه لعينيها المتحفزه للبكاء، ابعدها قليلاً ليرى وجهها/ليال أنا بقولك شيء ماكنت بقوله لكن دام اننا وصلنا لهالمرحله حلفت ما اخليك وراي تحترقين بنار الشك و الغيره، بقولك الشيء اللي خلاني افكر أتركك، يمكن تعذريني و يمكن ما تعذريني بعد!
امسكت يديه بثبات/ماراح تلقى أحد يقبل اعذارك كثري، قول حبيبي اسمعك
ابتلع غصته، فما سيقوله من الممكن أن يغير مسار هذه العلاقه/أنا عندي مرض نادر بالدم، يعني شيء مثل البكتيريا فيروسيه للحين مو محدد هالفيروس كيف،و السبب عدوى في غرفة العمليات لمريض حالته كانت حرجه و سويت له عمليه عاجله هنا بألمانيا،
تنهد/المرض هذا ينتقل بشيئين مهمين نقل الدم و..
رأته يسكت فجأه ولكنها فهمت ما يقصده/عشان كذا تبي تتركني؟
بثبات منهار/أنا مابي أتعبك معي و لا أعديك افهمي.
زادت دموعها وهي تمسحها، كانت تعرف بمرضه من تغريد ولكن سماعه منه بهذا الوجع و الحزن قتلها/مستكثر علي اوقف معك مثلما وقفت معي؟! تبي اذكرك بكلامك لي؟
وقف وهو يشعر بضيق في صدره بعد الذي باح به لعلها تريد رد الدين فقط ، شعر انه سيبكي، لم يعهد هذا الشعور من قبل و كأن كل رغبة بكاء كان قد تجاهلها في الماضي تحضر الآن و تقتص منه..صد و هو يحاول الصمود/توقعت منتي لاحقتني لهنا..!
ابتسمت بحزن على حالته/حتى أنا ماتوقعت ألحقك، قلت بصبر و ربي يعين، لكن انت ماخليتني بحالي كنت ألقاك بكل شيء أحبه، و* بكل شيء يضايقني، بكل الوجوه و حتى بالأماكن،* فقررت ألحقك و ألملم شتات روحي اللي معك، لحقتك ‏لأن قلبي اختار يميل لك بدون اعتدال..!
ابتسم وهو يتأمل ملامح اللهفه على محياها و هي تقترب منه ، لم تضيع الفرصه حتى بادرته بعناقها وهي تتشبث به بتملك، شعر بضعفه الآن لينهار بعدها سده العالي و هو يبكي في حضنها، قد تضيق بك الأرض بما رحبت و توشك على السقوط ثم تنجو بعناق واحد...!
.
.
منذ اسبوع عادوا من إجازتهما الخاصه، تحسنت علاقتهما أفضل من ذي قبل بمراحل، و لكنها ما زالت تفكر بإمكانية علاجها و حملها ستتمسك بالأمل الضئيل الذي بيدها 30% ليست نسبة سيئه كما أخبرتها آخر طبيبه راجعت لديها خلسة بدون ان تخبر أحداً... فالموضوع صار حساساً بالنسبة لها و لكنها تحاول أن تكون عاديه..،
جهزت العشاء وجلست تنتظره يغسل يديه و يأتي،يجب ان يوافق على ما تريد القيام به..،
جلس وهو يسمي بالله و يبدأ الأكل/ما شاء الله تسلم يدينك هند..
بإبتسامة مسايره/بالعافيه يا قلبي.
اكمل أكله وهو يسألها/غريبه من زمان ما رحتي لأهلك و اليوم ماطولتي عندهم، أنا قلت الليله هند بتسحب علي و على البيت ماراح اتعشى
ضحكت/يالبطيني، هذا اللي فكرت فيه يعني بطنك! المطاعم شكثرها
ضحك/بيني وبينك انتي الغلطانه دلعتيني، و صرت اقرف المطاعم، المهم شخبار عزوز اخوك وش جديده؟
سكبت له لنفسها ماء وهي تحاول ان تتحدث/بصراحه ما رحت لهم اليوم
رفع عينيه لها مستغرباً/اجل وين كنتي فيه اليوم؟
وضعت الملعقه من يدها وهي تحاول ان تشرح له/من فتره رحت اراجع عند طبيبه جديده، و ا
قاطعها غاضباً/وليه ما قلتي لي؟
اكملت بخوف/عبدالرحمن انا ماكنت ابي اشغل تفكيرك بهالشيء و يمكن يحط لنا أمل عالفاضي
بترقب/يعني لقيتي عندها اللي تدورينه؟ باعت عليك الأمل!
إلتمعت عينيها فهو يهزأ بها/عبدالرحمن فيه امكانيه كبيره ننجب بأطفال الأنابيب و على حساب الحكومه عدد من المحاولات ماراح نخسر شيء لو جربنا
تأفف وهو يترك الطاوله/انتي مافيك طب، قلت أسفرها علشان تنسى و لقيتها تروح دكاتره من وراي!!
صرخت باكيه/و انت وش مزعلك؟ ليه متضايق من هالشغله؟
عاد وهو عاقداً لحاجبيه بغضب/لأن ماحنا بحاجه لهالعمليه و لا أنا ابيها.
زادت دموعها/بس أنا بحاجه لها، عبدالرحمن هذا أملي الوحيد وانت لازم تتعاون معاي
حاول الهدوء فالموضوع صار حساساً جداً لها يتضح ذلك/حبيبتي هند، السنه هذي أنسي الاطفال و تفرغي لحياتك و بس و دام فيه فرص حمل و اطفال لا تستعجلين أووعدك بعد سنه اروح معك متى ما بغيتي هااه موافقه؟
ابتسمت وهي تمسح دموعها و تهز رأسها بالموافقه..،
بإصرار/سمعيني موافقتك ووعدك ماتروحين من وراي
ابتلعت غصتها/أوعدك.
هنا إبتسم/إيه فكينا من هالسالفه ولو مؤقتاً الله يرضا عليك، متى ما جاء وقتها بيفرجها الله.
.
.
.
صباح اليوم التالي..،
فرحت بزيارتها لها، قدمت طبق الحلى و سكبت لها فنجان قهوه عربيه لتجلس بعد ذلك/حي الله آم راكان و الله نور البيت بعد اذن مريم يعني
ابتسمت لها/الله يبقيك... شلونكم بنات، ماعليه قطعتكم فتره بس تجيني اخباركم من ليال
غريبه/حبيبتي ليال الله يسعدها سافرت لزوجها و ما قالت متى بتجي
وضعت فنجانها/لا والله ما قالت، انا اتوقع حسب الجو العام إذا ملت بترجع... ليال مزاجيه يعني يمكن فجأه تلقينها تاركه كل شيء وراها و راجعه
ضحكت/الله يوفقها..
وقفت مريم بحرج تاام من الشموس/انا بروح شوي عن اذنكم
رحمتها الشموس وهي ترى انكسارها الدائم كلما إلتقت بها، هذه البنت يقتات عليها الحزن/غريبه شفيها مريم؟ .. البنت حيييل نحفانه باقي تنكسر! ما كانت كذا!!
تنهدت/والله مادري وش اقولك، لكن من خلال تصرفاتها، اكلها ضعيف، هذا غير الخوف اللي سبق و قلت لك عنه، تجيها حالات هلع تحزّن. و ماتبي تطلع و لا تواجه العالم، متحسسه و متخوفه من كل شيء.
شعرت بالحزن، هذه الأيام لا تشعر بغير هذا الإحساس المؤذي و الكئيب، مع هذه هي يجب ان تتحدث مع غريبه بخصوص نتائج التحليل، و لكنها متردده/لازم لها دكتور نفسي يعالج هالخوف و الهلع، البنت وااضح مكتئبه و محد درى عنها
استغربت/تهقين محتاجه طبيب نفسي؟
بتأكيد/اييه مافيها شيء لو وديتيها، وانا بنفسي اساعدكم باللي تبونه، صحيح مافيني اروح مكان حالياً لكن بالخدمه
هزت رأسها/الله كريم ماتقصرين ام راكان
تذكرت أمراً مهماً/على طاري الدكاتره.. كيف التحليل طلعت النتيحه و الا باقي؟
تذكرتها بقلق/يووه تصدقين نسيت انها اليوم لازم أروح اشوفها
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تبتسم، فهي إبنه و أم وتعرف تلك المشاعر جيداً، خصوصاً بعدما مرت به/المفروض ماتنسين هالشيء
بتردد/الله يعلم يالشموس أني عشت الأيام اللي راحت خوف وتوتر، اتخيل لو ماطلع لي أساس بين هالعوايل و بالنهايه لقيطه رمتها أمها عند حد الأرصفه او المساجد و راحت.. اقسم ان شعوري وانا اتخيل كئيب و مخيف... سيف تعب معاي كثير و ابو راكان ما قصر من البدايه الله يجزاه خير* ماودي اخيب أملهم،
بجديه/غريبه وش فيها لو طلعتي لقيطه، هذا شيء مالك ذنب فيه.. يا كم من لقيط سيرته الناجحه بين الناس خلته افضل من غيره
نزلت دمعتها/مو كذا قصدي لكن فعلياً لو طلعت لقيطه بيكون اسوأ شيء مر علي بحياتي لأني لحظتها بفقد الأمل اللي أعيش عليه و ارسم أحلامي حوله، أنه يكون لي أم حقيقيه أخواان عاايله كانت تدور علي من سنين
صدت قليلاً وهي تمسح دمعتها وهي تقف/يلا بس لا نضيع وقت قوومي ناخذ نتيجتك سوا ، و نادي مريم تروح معنا بعد
وقفت مستغربه/بتروحين معي؟
بإبتسامه/إذا ماعندك مانع
فرحت على الأقل سيكون حولها احد يواسيها هي و مريم، ذلك يكفيها كثيراً.. ويشعرها بالإطمئنان..
.
.
في الردهه تجلس على الاريكة الجلديه بعبائتها يدها تسند رأسها المثقل بحزن السنين الضائعه و قبضة يدها على صدرها و كأنها تمنع خروج قلبها من مكانه..!
آه يالضياعها، يالوجعها ويالحزنها و يا أملها...،
كل ضيوف الحزن حضروا بأوجاعهم و أكرموها.. لطالما أنهم لم يغيبوا يوماً عن مجالسها..،
في المقابل يقف آدم و يستمع لحديث مدير المستشفى و بجانبه مهند الذي حضر* محامياً عن أدهم الذي رفع القضيه على المستشفى/طيب وين البنت؟ عند اهلها؟ اقصد بين الناس اللي اخذوها
هنا تحدث مهند و الأم تسمعه بقلبها/اختك كانت عند ناس لكن مرت بظروف و خلتها تتركهم وتعيش لحالها
ماذا؟ ظروف جعلتها تترك المنزل و تعيش لوحدها، لعب الشك بعقله كثيراً/مافهمتها هالنقطه كيف بنت تترك اهلها و تعيش لحالها؟!!
استأذن مهند من مدير المستشفى و أخذ آدم جانباً لتلحق بهم أمه/لا تخاف ملف اختك عندي و أصلاً مسجل عند الشرطه برقم
لم يفهم بعد، تخفاه الأنظمه/كيف يعني؟
أكمل مهند بهدوءه/يعني البنت لها وضعها الخاص هنا مهما كان مالها أسم في سجلات الشرطه أساساً من زمان وهي ماعليها شيء، كان فيه مشاكل من العايله اللي عاشت معهم بما أنها ما تشبههم و من هالكلام يعني انت أدرى.. البنت كانت معنفه و شقيانه عندهم و تجهل حقوقها المدنيه كمواطنه و طبعاً* استغلوها و بالنهايه بعدما رفضوا اهلها يستقبلونها ودوها دار رعايه و هي حالياً عند رفيقتها ببيتها.
ضربت على صدرها بحسره وهي تبكي/والله انها حرقة كبدي اللي ماتطيب والله.
كادت تنهار حتى أسندها إبنها و راح يجلّسها في مكانها/يمه يرحم والديك اثبتي، بتشوفينها و بتبرد كبدك ان شاء الله.
دخل سيف بهذه الأثناء ليتجه لمهند/وصلوا أهلها؟
مهند/إيه و لهم وقت بعد، وينها؟!
سيف بإبتسامه/موجوده و تنتظر تحت ، معها ام راكان و مريم
في هذه الأثناء رفع ناظريه لذلك الرجل الواقف مع مهند و يسأل عنه!!
اخرج هاتفه ليتصل بها/ألو... غريبه وصلتي القسم؟.. حلو ادخلي نتيجتك موجوده
اغلق هاتفه ليجد آدم يقف أمامه ويتحدث مع مهند/وش صار وين اختي؟
التفت مهند الى سيف/سيف تو كلمها و بتدخل...
اتسعت عيني سيف من الدهشه/هذا أخوهااا!!!
ابتلع غصته وهو يتذكر تلك الليله و أسم غريبه الذي ردده سيف و طالبه بأن تخرج من بيتهم، إذن تلك التي تحبها أمه هي نفسها أخته،...
ترك سيف الغرفه مذهولاً بصحبة مهند، اليوم تأكد له أنه آخر يوم سوف يسمع بها...،
لحظات لتدخل غريبه وهي ترى آدم أمامها يقف بنظرات لم تستطيع تفسيرها تلك اللحظه،.. هذا أخوها... إذن تلك السيده أمها.. هي مشوشه هي غير مصدقه، ما يحدث ضرب من الخيال حتماً..
و ترى أن تلك السيده تتقدم إليها بخطوات متعثره لتسابقها و تشد يدها/انتبهي
لم تستطيع ان تحتمل اكثر نزعت الغطاء عن وجه غريبه وهي تضمها لتغيض كل مسافات الحزن و انهار الدموع/كنت حاسه، قلبي يحبك..
لم يصدق أنها بهذه الدرجه من الشبه عرف الآن لماذا أحبتها والدته... قلب الأم جبّار..
.
.
رآتها تجلس حزينه و تبكي بإنهيار لتغلق هاتفها من أدهم و تذهب لتجلس بجانبها وهي تحاول أن لا تبكي ولكن هذه الفتره بالنسبة لها شديدة التأثر و مليئة بكل ما يدعوها لذرف الدموع/مررريم ليه كل هالصياح؟
اشارت بيدها وهي تحاول ان تتكلم/انا فرحانه لها والله بس بياخذون اختي مني، الشموس أنا اللحين صرت فعلاً وحيده.. أنا منحوسه من ربي خلقني ماتت أمي لحالها و بموت أنا لحالي.
ربتت على كتفها وهي عاجزه و تحاول مواساتها وهي تسمعها تتحدث بمراره هكذا، شدت على يدها/مريوم وشو اللي لحالك، انتي اختي و خواتي خواتك
هزت رأسها بالنفي وهي تبكي كطفله/كلكم بتلتهون و بتنسوني.. أنا أعرف حظي يالشموس أعرفه
شدت يدها وهي تقف/والله ماخليك لحالك أنا حلفت، يلا قومي* قدامي نروح لأم غريبه ونتعرف عليها و بعدها ترى بترجعين معي بيتك الجديد.
لم تتوقع ان تكون الشموس بهذا اللطف و هذا اللين، للمرة الأولى ترى جانبها الذي لا يراه أحد غالباً هي لاتظن أنها تتنازل لزوجها حتى هكذا تتخيلها متعجرفه ، اقتربت منها وهي تعانقها ببكاء، عجز اللسان عن قول شيء..،
.
.
عاد من الخارج وهو يحمل حقيبته الجلديه ،لم يراها تنتظره كعادتها، أفسدته بدلالها، حتى صار يقلق إن لم تستقبله مره، كان رجلاً وحيداً طوال حياته قبل أن يتزوجها و لكنها اضافت الكثير حتى أنسته ليالي وحدته و قسوة أيامه الرماديه..،
رأى كمبيوترها الشخصي و بجانبه كوب قهوتها و دفتر ملاحظاتها الذي يراها تدوّن فيه من وقتٍ لآخر..،
الآن عرف أنها إنشغلت بطفلها و تركت حياتها خلفها..
إبتسم وهو يلتقط دفترها ذو الغلاف الجلدي الجميل، فتحه وهو يتوق للغوص داخلها من خلال حروفها،
كان كتابها السابق قطعةً من الجحيم على شكل حروف و كلمات مسننه..!
فتح الصفحة الأولى بإبتسامه تعلو وجهه من أول سطر وقعت عينيه عليه..، "رُب نظرةٍ خاطفه تأسِر قلبك عمراً بأكمله"
الحب يقودنا لأشياء كنا نجهلها و يجعلنا نهيم بالتفاصيل الصغيره و غير الملحوظه عند من نحب،كنوع قهوته المفضل مثلاً و طريقة إمساكه بالقلم، ذقنه المشذب بطريقة أنيقه تنم عن رجل عملي و ذو علاقات واسعه، وقته الخاص و نوع كتبه المفضله، مثلاً هو يحب الواقعية و الغموض في الروايه بينما أبحث عن الخيال و إطلاق العنان للعاطفه، طريقته بالكلام و فتح حوارات مطوله تنتهي إلى مواضيع أخرى..،
أعشق عيناه التي لا تسقط عن عيني و لا تحيد عنها حينما أبدأ حديثي و كأنه يقرأ كتابه المفضّل أو لوحته التي يعشق تفاصيلها،
لربما أكون فاشلة في وصف حالة الحب التي تأسرني به و تجعلني منطلقه في نفس الوقت و لكنه شعور حاولت أن أدونه في دفتري الصغير لأوثق لطافة هذا الشعور المتجدد الذي يرمم قلبي و ينتلشتني دائماً من حالات حزني و فقدي و إنكساراتي...
إتسعت إبتسامته بعد قراءته لشعورها تجاهه بشكل بسيط و ساحر في نفس الوقت، سمع خطواتها تنزل من السلّم... هاهي قادمه لكنه لم يلتفت ناحيتها و كأنه لم ينتبه..
نزلت و اتجهت إلى مكانها لتراه كانت تمني النفس أنه لم يعد بعد ليرى كل شيء أمامه بدون ان تغلقه ... وهو يجلس مسترخياً بهدوءه الفخم...
إتسعت إبتسامتها وهي تقترب منه خلسه لتقف خلفه و تطبع قبلتها على خده وهو يبتسم لإنعكاس صورتها في شاشة اللاب توب المغلق أمامه/وش هالمساء الحلو؟
مررت يديها على كتفيه برقّه و تتبسم/مساك.
ابعد يديها التي على كتفه ليلفها من خلف الأريكه بخفّه حتى سقطت بجانبه/اشتقتلك تدرين؟
بنفس إبتسامتها/احلف
شد على يديها/تجين نسافر؟
مدت يدها بدلال لذقنه الرمادي لتمرر أناملها بمداعبه/بالأول خلنا نسوي لنا قهوه* وبعدها نتكلم، ترى توك راجع من سفر يا قلبي
بلا تردد اقترب ليقبّلها بشغف وهو يستنشق رائحتها التي تسكره وهو بكامل وعيه، ليهمس/والله لولا شهد وحملها لآخذك انتي وعزوز بكل سفراتي،
اختفت ابتسامتها/بنتي قويه ما طلعت لأمها.. رافضه ترجع زوجها لو تنطبق السماء على الأرض!
تبادر له السؤال بعدما قالته/للحين تبي الطلاق؟
بتملل/للحين و انا مابيها تطلق، انا اعرف نايف خبز يدي يا صالح، ماني مأمنتها الا معه، وهذا هي شايله بخاطرها لأني لزمت عليها ننام عندهم بغيابك
تحدث بجديّه/لا ياهند انتبهي تضغطين عليها، شهد بنتي و هذا بيتها، خليها لين تولد و ترتاح و تاخذ وقتها مثلما تبي، ان ما داواها الوقت معناته علاجها ترك نايف و لها كامل الحريه.
بقلق/و الولد يا صالح؟
بإبتسامه تريحها/بين أهله و خلانه ان راح هناك بيت اهلك و ان جلس هنا بيتك... ريحي قلبك يا هند من ذالشقى تكفين، مثلما قلتي نايف ولدك و خبز يدك و لاهو معذبها بولدها.
شدت يده/ان شاء الله ،
رفع طرف شماغه و رتبها على رأسه/يلا وين قهوتك؟
بسعاده وقفت وهي تمد يدها له/يلا نروح المطبخ ونسويها سوا، عندي لك كلام واااجد
تبعها وهي تمسك بيده و تثرثر له و تتحدث بأسلوب انثوي يعشقه، كل يوم تبهره و كل يوم تفتنه أكثر، كل يوم تبدو مشّعه و مدهشه..
.
.
.
منذ الصباح وهي تجلس بجانبه تسند ظهرها على السرير و تبحر فيه بالنظر مستغلةً نومه.. وهل يمل العاشق النظر؟
فتح عينيه بخمول و كسل، ظن أنه يحلم، ليبتسم وهو يراها تجلس بجانبه كوبها بيدها و عينيها عليه تتأمله بإبتسامه/أنتي ما تنامين؟!
إتسعت إبتسامتها/أنا ما أنام الصبح و توقعتك بما انك طبيب ماتنام لهالوقت! .
إعتدل جالساً وهو يسند ظهره بالوسائد/ليه ما صحيتيني معك
اقتربت منه لتسند نفسها بجانبه/فتني شكلك و انت نايم، فاتك.
اتسعت إبتسامته* ليلتقط منها كوبها و يرتشف منه/للحين تشربين القهوه بدون سكر!
عقدت حاجبها/السكر إهانه للقهوه...
ارتشفها مجدداً/لا تأخذين الأمور بشخصنه تراها قهوه.
ضحكت وهي تقدم له لوح شوكولاته/ولا تزعل حبيبي خذ هالشوكليت معها و بتضبط معك
اخذها منها ليسكتان للحظه وهو ينظر لحالهما، هاهي ببساطه قبلت به و رفضت تركه، لا يعرف لماذا كان هو يعقد الأمور و يستصعبها..
انتبهت لسرحانه/شفيك ساكت تكلم وش تفكر فيه دكتور وليه
إلتفت إليها بإبتسامه و نبرة ندم مرير/أنتِ؟ ماني مصدق وجودك للحين! كيف أعتذر عن دمعك اللي سببته؟
إلتمعت عينيها وهي تبتسم/شوفتك بخير قادره على نزع حزني و محو كل ضيقه سببتها لي .. فكيف لو جمعتنا غرفه لحالنا من جديد؟
اقترب من خدها ليطبع قبلته ثم همس/دام كذا تصافينا و رجعنا حبايب، شرايك نروح بيتنا؟
لا تصدق ما يحدث هل سيأخذها معه هل إنقشعت أخيراً* تلك الغيوم؟! /اوكي اجهز نفسي بس
ذهبت لتجهز نفسها... رن هاتفه الذي على الطاوله هناك ليذهب يرد عليه، رآه إسمها/ألو ريتا....،
أطلت عليه من بعيد و هي تسمع إسم تلك الطبيبه، صغّرت عينيها بتهديد، فهو يبتسم لها..
أغلق الهاتف مبتسماً وعينه على تلك التي تراه من بعيد/بتذبحك الغيره على الفاضي يا بنت.
عادت إليه وهي تراه يقف و يلبس ساعته في معصمه لتقف أمامه وتمسك بياقة قميصه المفتوح/فاضي هااه؟! أبي أعرف وش سر مكالماتها لك بالصباح و مسجاتها قبل تنام؟!
مازال مبتسماً وهو يحيط خصرها بيديه بتوتر فهي تكاد تلتصق به/ليال أظن انك تبالغين، أو تدورين عذر بس!
شدت ياقته أكثر/أنا ما أظن أنا متأكده، بس أحسن لك تعترف وش سالفتها، و لا تقول مجرد طبيبه
يعرف أنه لن يسرها ما سيقول و لكن لن يخفي عنها شيء بعد الآن/ريتا تظن اني بنفصل عنك بعد مرضي، و كانت معشمه نفسها يعني و قالتها بصراحه أنها حابه تتزوجني*و ماعندها مانع تتزوجني..
ارتخت يديها متفاجئه/كنت تجلس مع غيري و تتكلم معها عن هالسوالف!!
امسك يديها التي تركت ياقته بتوتر/كله كلامها و انا رافض أصلاً
حاولت ان تبتعد وتتراجع عنه خطوتين و لكنه أعادها و ثبتها لتنفجر غيرتها غضباً/لو ما أعطيتها أمل ما جلست هذيك الجلسه المايصه على مكتبك شلون تسمح لوحده تاخذ مكاني، حتى لو ما تفكر فيها..!!
شعر بالورطه وهو يحاول أن يثبتها حتى وجد نفسه يسحبها لصدره يضمها بقوه وهو يُّقبِل عنقها بعنف وكأنه يمتص غضبها كله من خلال قُبلته، يعرف تماماً أن هكذا قبله ستطفئ غضبها و ستذيب جسدها بين يديه،هكذا سيطر عليها بقُبله.
.
.
عاد بصحبة نايف للمنزل متأخرين بعدما أنهوا أعمالهم التي أجلها أدهم كثيراً في الفتره الماضيه،
استقبلهم راكان يركض و يقفز ليعانق والده الذي إنحنى له و حمله/اهلاً بالبطل، ليه سهران للحين؟
أتت المربيه تركض خلفه/راكان مافي نوم، يقول يبي ماما،
إتسعت إبتسامته وهو يعبث في شعر رأسه/خلاص اوديك لغرفة ماما و لا تزعل
المربيه/مدام كلمني تلفون و قول بتأخر شوي
إستنكر ما سمعه/وشوو؟!! لهالساعه؟
حاول تهدأته، رأى بعينه الغضب يداهم ملامحه/خلاص انتي روحي، أدهم يمكن الشغاله سامعه غلط
ذهبت مرعوبه من نظراته الغاضبه، ليخرج هاتفه وهو ينوي الإتصال بها ولكنها لا ترد/وبعد ما ترد علي!! شاايف
استغرب غضبه أمامه هكذا، لأول مره يخرج أدهم عن طوره هكذا و يعلن غضبه/اذكر الله، اختي واعيه لنفسها ترى ماهي صغيره
بإنفلات أعصاب/أختك حاامل و تعبانه، وش يسهرها برا لتالي الليل!! و مقفله جوالها بعد!!
جلس نايف وهو قلق، الشموس لا تتأخر إلا لسبب ما..
لم يستطيع الجلوس ليعاود الإتصال بها و ما زالت تغلق الهاتف، سيجن من تصرفها الأحمق، لا يعرف متى ستترك عنادها و تفعل ما يطلبه منها، هو لا يطلب المستحيل..!
رن هاتفه من رقم ليس لديه، لم يرد، و لكن الرقم يُصر على الإتصال ليرد أخيراً و الغضب يتضح في نبرته/نعم؟
على الطرف الآخر/أدري والله أدري انك زعلان، لكن..
ابتعد عن نايف وهو يكملها/وش لكن يالشموس؟ لين متى أنا وياك مانقدر نتفاهم زي أي زوجين بهالدنيا؟
على الطرف الآخر تخفض صوتها/أدهم، انتهى شحن جوالي و مامعي شاحن، و مريم جوالها غير جوالي، مالقيت شاحن واتصلت فيك من جوالها.. لا تكبر القصه
مازال غاضباً/ووينك عن بيتك للآن؟ ممكن أعرف؟ اتصلتي بالمربيه بس ماقدرتي تتصلين بي هاه؟ و الا هي معها ولدك و أنا طزز منتي مهتمه!
تنهدت/أنت هاللحين معصب، قاعد تقول كلام ماله معنى.
قاطعها/تكلمي وينك فيه بجي آخذك اللحين؟
على الطرف الآخر بهدوء/ماله داعي، بجي بكرا مع السايق، أنا حالياً عند مريم حالتها تعبانه و محتاجه من يقعد جنبها حرام.
سينفجر غيظاً/ياليت تهتمين بزوجك مثلما تهتمين بخلق الله، لكن لا حياة لمن تنادي، مستحيل تتغيرين، خليك عند مريم، اهتمي بالناس كلهم و انا بحريقه....سلام..
أغلق الهاتف بدون أن يسمع ردها، ...،
فهي لم تستمع لحديثه عن طفلته و لا تسمح له بمناقشة وضعها الصحي، و لا تريد أن يتدخل بشيء يخصها كما تدعي ، في الأونة الأخيره تغيرت بشكل جذري تجاهه... عذرها و لكن الليله هي تذهب لمريم متناسيه أوجاعها و سهر الليالي و تجاهلها له...!!
ذهب لغرفته غاضباً.. وهو يغلق هاتفه بوجه إتصالاتها.
.
.
تأففت وهي تراه يقطع كل إتصال به،.. حتى أغلق هاتفه..!
بررت ما فعلته و لكنه لا يتفهم ذلك و لا يهتم إن كانت ستعود الليله أم لا..
رمت هاتفها على الأريكه وهي تشعر بالمغص يعاودها مع صداعها، ليس هذا الوقت مناسب ابداً لمجاراة الألم و لكن الألم لا موعد له..
جاءت مريم من المطبخ بإبريق و كاستين.. لتجلس قبالتها و ترى توترها وهي تحرك قدمها اليمنى بشكل سريع و لا إرادي/البيت فيهم شيء
إبتسمت بفشل ذريع/لا.. وش جايبه؟
فهمت تلك الإبتسامه وهي تسكب لها/يانسون،، مريح قبل النوم
أخذت منها الكاسه وهي ترتشف بتوتر..،
قررت الحديث عما يختلج داخلها و يقتلها/ياليت الزمن يرجع لوراء شوي.. لكنه ما يرجع.
استغربت مناسبة حديثها، كان تفكيرها كله متعلق بأدهم وغضبه/الأفضل تفكرين بلحظتك و تعيشينها و* تخططين للمستقبل، انسي الماضي بكل ما فيه، كبيه وراء ظهرك
بألم/أحسه مقيدني!
بنفس هدوءها الذي تتقنه/هو ماهو مقيدك و لا شيء أنتي اللي تفكرين فيه و حابسه نفسك فيه، بينما هو مضى و انتهى.
هزت رأسها وهي تلاحظ شحوبها ، هذه السيده الأرستقراطيه ليست بخير و لكنها ممن لا يبوحون بما يجول داخلهم لأي أحد ، يمنعها من ذلك شخصيتها و طبعها، تعرفها حاذقه و ذكيه جداً، حتى أن مشاعرها لا تظهر غالباً على ملامحها..،
غير أنها اليوم وقفت بجانبي كأخت، و هذا اليوم لن أنساه،
فكرت به كثيراً.. لم تستطيع التملص من الشعور بالذنب والمسؤليه، وكأنه كان ينقصها همٌ آخر..!
.
.
دخلا المنزل ليلاً بعد نزهه و عشاء في الخارج..،
كان كل شيء مثالي لعودتهما و لكن رن هاتفه ليرد فالمتصل المستشفى/معليش ليال اتصال ضروري
أشارت بيدها وهي تدخل...لترى ما صدمها..كانت ستناديه و لكنه* ناداها من عنج الباب/ليال أنا طالع المستشفى في حاله حرجه و لازم أوصل بسرعه سلام.. و لا تفتحين لأحد أبد.
توقفت مكانها ببداية الصالون مذهوله وهي ترى المنزل بهذه الحاله المزريه مناشفه و قمصانه مُلقاة على الأريكه تلك و أحذيته مبعثره بجانب باب أحد الغرف، دخلت تتجول لترى خمسة أكواب قهوه على طاولة مكتبه البسيط و سلة القمامه مليئة بقصاصات الاوراق و علب الأدويه الفارغه على الأرض.. ليس هنالك ديكورات أو مراكن زراعه أو أي شيء يدل على حياة و المنزل بكامله ينقصه الكثير ليكون صالحاً للإستخدام البشري..!!
لن تستطيع حتى الجلوس في مكان بهذه الحالة المزريه، العمل يحتاج لجهد و لكن عليها أن تفعل ذلك، آه من وليد الفوضوي..
نزعت ماترتديه لتبدأ عملها بسرعه.
.
.
ما زالت لا تصدق ما حدث بذلك التدرج الذي لا يتقنه سوا الله وحده...
إنتهت من حمامها ووقفت أمام المرآه في منزل عائلتها الأصليه، هذا المنزل الذي كان من المفترض أن تعيش فيه و تتربى منذ البدايه لولا الخطأ الفادح بعد ولادتها، الذي دفعت ثمنه وحدها...
أسدلت شعرها بعدما جففته ولكنه بقي رطباً..
منذ الأمس عينيها لا تتوقف عن ذرف الدموع.. خرجت وهي تسمع صوت باب الغرفه، ابتسمت، لا تصدق أن تلك السيده اللطيفه والدتها...
هل تطرق الباب لتدخل؟!!
فتحت الباب بإبتسامتها/الباب مفتوح
بسعاده/ادري يمه، تأخرتي بالنومه اليوم
هزت رأسها/طلعت الشمس مانمت، يعني البيت جديد علي، مابعد تعودت عالمكان
بإبتسامه/بكرا تعودين، هذا بيتك
لاحظتها تحمل صندوقاً صغيراً.و تبدو متردده وتسائلت مالذي تريده/خالتي فيك شيء؟
بحزن/لا تقولين خالتي، أنا أمك.. زيحي همي وقولي يمه
اقتربت منها و هي تمسح دموعها بأناملها/أبشري يمه، بس عاد كفي دموعك، من أمس ماجفت..
بضيق/كلما أتذكر أنك عشتي بشقى بعيد عني بضيق صدري، ماهي سهله على قلب الأم يا سلاف ماهي سهله
إبتسمت لا تصدق أنها تخلصت من غريبه، أرادت أن تفتح حديثاً مع والدتها/سلاف.. حلو أسمي.. أنتي اخترتيه و الا أبوي الله يرحمه
امسكت بيدها وهي تجلسها على الصوفا الصغيره/انا اخترته، كنت حاابته حييل، ابوك ما كان عنده مانع، هو فرحان بك و بس ماهمه الأسم باليوم اللي جاء يزورنا بالمستشفى جاب معه هديه لك ولي.. كانت تعليقتين* ذهب طقم* بس عاد انتي زاد عليها اسوارتين ناظري و احتفظت بها من هذاك الوقت للحين
فتحت الصندوق الذي قدمته لها و هي تغص بشعور صعب، ما أقبح الحرمان، مدت اناملها تلامس الذهب وتتخيل سعادة والدها وهو ينتقيه لها بذلك الوقت،.. إحدى الإسوارتين مرتبطه بسلسله في خاتم صغير.. لفته ما كُتب بخط يد جميل بالحبر الجاف، "مرحبا يا سلاف"
إلتفتت إليها وهي تشعر أن العبره ترتكز في حنجرتها/من كاتبه يمه، صح أنتي؟
هزت رأسها بالنفي وهي تدمع، هذه اللحظه كان يجب ان تكون قبل 23عاماً و بحضوره/أبوك...هذا خطه.
،
كان يبحث عن والدته بعد عودته، لم تستقبله كالعاده، ناداها و لم تجيبه ولكن أخبرته الخادمه أنها فوق عند "سلاف"..
سرعان ماغيرت والدته أسمها،...
لم يستوعب وجودها في المنزل بعد... جلس وهو يلتقط ريموت التلفزيون و ينتظر نزول والدته، لعل و عسى تتذكر وجوده..!
لحظات ليسمع خطوات متفاوته و صوت والدته تتحدث بسعاده..
لتتبين و إذا بها معها.. و لم تنتبه له حتى/يمه ترى ولدك عالكنبه شدعوه
ضحكت/والله يا ولدي مانتبهت، ززين جيت نبي نحط القهوه.
اقترب ليقبل رأس والدته بدون أن يلتفت إلى الواقفه بجوارها/مشكووره يام حاتم آنا عندي جوله ولازم اقوم فيها
تذكرت ذلك الموقف لعله لا يذكرها، أو لم يتعرف عليها لتتحدث/للحين مدير بالتنميه الإجتماعيه؟
إلتفت إليها متسائلاً، فهو يجهل ماضيها و يخاف من غموضه/انتي شدراك أني بالتنميه الإجتماعيه و كيف عرفتي منصبي؟
مازالت تخجل من إطالت النظر بأي رجل، حتى و ان عرفت أن آدم أخيها، فهي لم تتعرف عليه إلا أمس/انا اشتغل بهالمجال و استقبلتك مره بأحد المراكز و تناقشنا بإجتماع لو تذكر
ابتسمت أمهم/القدر جمعكم ماتعرفون بعض، ياقلبي.
تسائل بفضول/واجد قابلتهم، أنتي أي مركز؟!
بإبتسامه/يجوز ماتتذكر.. أنا البنت ألمنقبه اللي استقبلتك في أول زياره لك لوقف آل مناع...
يتذكر جيداً لقاء العيون ذلك و حديثها، و شعوره حينها، هز رأسه وهو يتركها و يتجاوزهما بصمت ثم توقف بدون أن يلتفت/يمه أنا يمكن ما ارجع إلا متأخر، سلام
لم تستغرب تجاهله لها و ذهابه، لكن شعرت بغصّه وهي تراه لا يتقبلها و يتصرف معها بجفاف، هو حتى لا يجاملها.. تُقسم بداخلها أنها لا تستحق هذه القسوه غير المبرره من هذا العالم ،يكفيها ما قد رأته منذ ولدت حتى الأمس،.. شعرت بيد والدتها وهي تناديها* خلفها بألطف العبارات التي لم تسمعها من قبل، تداريها و كأنها ما زالت طفله.
شعرت ببكائها وهي ترى بريق عينيها بعد رحيل أخيها لتلفها ناحيتها، و تمسك بيديها بحنان/كبد أمها تبكي؟ ليه؟،
تنهدت وهي تشير إليه بخوف أن لا يتقبلها/شكله ماهو متقبلني*
مسحت دموعها وهي تسحبها لحضنها و تضمها، ليست مستعده لرؤيتها تبكي، يكفيها غياب العمر و ضياع السنين بدونها/امسحي دموعك،و لا توسوسين، أصلاً هو اللي أصر نروح نسوي التحاليل، و قال يمكن هي موجوده فعلاً، اخوك رجال طيب و كفو، يجوز مصدوم للحين لا تلومينه
ببكاء وهي تشد في عناق والدتها، منذ البارحه تشعر و كأنها طفله مدلله/يمه ابي معك لين اموت، تعبت من التوتر و المجهول،
ابتسمت وسط دموعها/الله يحفظك لي يا سلاف عمري و لهفة سنيني، و ان بغيتي نجيب مريم هنا ماعندي مانع
فرحت/ارسلت رساله وقالت انها اليوم لحالها وتبي ازورها، المسكينه تنتظرني بلهفه، مدري كيف خليتها البارح
مسحت على شعرها الطويل بإبتسامه/لا تشيلين هم، قلتلك بعد الغداء نروح انا و أنتي مع السايق و نجيبها.
تنهدت/ماظنتي بتوافق..
.
.
بجوار عمها منذ الصباح تتبادل معه الأحاديث و فناجين القهوه، و تراقب طفلها و وسام يلعبان هنالك بهدوء..
رأته يحمل هاتفه و يبحث عن شيء فيه و كأنه يحاول ان يتصل بأحدهم/عمي تبي مساعده؟
وضع هاتفه بتملل على الطاوله أمامه/هالجوالات الجديده* ماعرفت لها، وين الأولات سهله
ضحكت/عمي الأولات موجوده، اذا ماعرفت لجوالك هذا اتركه و انا اجيب لك واحد تستخدمه للإتصال و بس،
هز راسه/قلت لأدهم الله يصلحه ماعرف لهالجوالات التاليه هذي، قال بتتعلم مع الوقت
رفعت فنحانها بإبتسامه/أدهم علباله كل شيء يمشي مثلما هو متخيله ههه عاد هالأيام مرره محد يقدر يحاكيه
وصل على جملتها وهو يلتقط الفنجان من بين أناملها و يرتشفه و عينه على والده/صباح الخير يبه.
إبتسم وهو يرى صدمة الشموس و صمتها المتفاجئ/صباح النور
جلس وهو يلتفت لوالده/خير يبه، وش شكت لك عني بعد
إلتفتت إليه وهي تعدل جلستها/اللي يسمعك يقول شكايه تمشي و تتشكى.. لئيم!
بدون أن يلتفت إليها/الكلام موجه لأبوي، خليك بنفسك
قاطع تراشقهما بالكلمات بإبتسامه ليهدأ الجو/لا لا العلم صار كبير!! علامكم؟ يلا يا شاطرين من المخطي فيكم؟ هاللحين يعترف.
عرف أن والده يسخر لمجرد ان يتوقفا/أخاف تفزع لها و تتركني!
نطقت بإبتسامة تشفّي/هذا اعتراف انه هو المخطي
ضحك اخيراً/يعني الموضوع صدق فيه هوشه!!
إلتفت إليها بنظرة تهديد/تستهبلين صح؟، قولي لأبوي لا يصدق
ظل يراقبهما مجدداً يتبادلان تلك النظرات الغاضبه ليتحدث أخيراً وهو يرتشف فنجانه بهدوء/الله يهديكم
رن هاتفها الذي كان على الطاوله لتأخذه و تقف و كأنها كانت تريد عذراً للمغادره/عن اذنكم شوي..
لحقتها نظراته لم يستطيع السكوت أكثر ليقف يريد اللحاق بها/عن اذنك يبه
عرف أنه سيكون نقاشاً حاداً، عيني أدهم لا توحي بخير/اسمع ترى الليله بيجي كاسر من الخرج و معه اغراض لي مرسلها أبوه، ولزمت عليه العشاء، ابي تكون موجود انت و نايف
هز رأسه/ابشر يبه و هذا نايف عند طاريه وصل..
اتسعت ابتسامته وهو يراهما مجتمعين/صبحهم و ربحهم
اشار بيده/صباح النور نايف، يلا بروح اغير ملابسي
جلس نايف وهو يبتسم لإبتسامة عمه/شلونك اليوم يا تاج راسي؟
مد له فنجانه/زان لونك، تقهو.
اخذ لنفسه فنجان /ابشرر
.
.
دخل الغرفه غاضباً وهو يبحث عنها،و يناديها/الشمووس وينك.
كانت تجلس هنالك و تتحدث بهاتفها، لتلتفت إليه و تشير له بأن يصمت...،
هز رأسه بوعيد وهو يوسع خطواته و يلتقط الهاتف منها و يغلقه/بتسكتيني علشان اتصال؟!!
اتسعت عينيها بغضب من تصرفه الغريب/ليه تقفل جوالي؟
رماه على الحائط خلفها ليتحول لقطع صغيره/و اكسره لك بعد، شرايك؟
مازالت غير مصدقه لتصرفاته! ليس طبيعياً أبداً لم تعهده كذلك ما جعلها تهدأ و تترك موقفها المعاكس وتبتسم ليهدأ الوضع/فداك الجوال و راعيته.. إرتحت؟
تنهد تنفسه وهو يشعر بالهزيمه أمام ردها.. كل الغضب الذي داخله تصدت له بجمله واحده، قرر الخروج، فما عاد للحديث قيمه،..
لم يعجبها خروجه هكذا/اللي صار البارح غلط، اعتذر، ما يصلح اسوي شيء من دون اذنك، لكن صدقني الموضوع كان عفوي و إنساني بحت و فزعه لا أكثر، البنت كانت لحالها و منهاره..
سمعها حتى انتهت ليكمل طريقه.. و لكنه تفاجئ بها تسرع بخطاها و تعترض طريقه/لحظه
توقف بلا اهتمام ينتظر بقية حديثها و ماذا ستضيف/وش عندك بعد؟
نظرت إلى عينيه برجاء، للمرة الأولى تشعر بالحاجه، ولكنها تعجز عن الطلب، لا تدري لماذا ندمت على اعتراضها له، حاولت أن تغير ما كانت تريد قوله/أنا أعتذرت قبل شوي... لكن ما سمعت ردك؟!!
رفع حاجبه و هو مازال عابساً/ماظنتي أنك تنتظرين رد أحد.. ابعدي عني خليني اطلع احسن لي و لك
هزت رأسها بالنفي وهي تجاهد حبس بكائها/لا ماهو أحسن لي. و لاهو أحسن لك.
اقترب غاضباً سيتفجر بوجهها/بالله؟؟ تهدديني بعد!!! أنا اشوف أن الموضوع زاد عن حده ،وش بتسوين يعني؟!
ابتعدت عن طريقه و صدت لتسمح له بالمرور، لتبقى في عزلتها كعادتها مؤخراً.. تأكدت أنه خرج وهي تصد فهي لم تستطيع منع دموعها التي فضحت بكائها و نحيبها الداخلي فإنفجرت باكيه مكانها على طرف السرير و الهاتف أمامها محطم بشكل يشبه داخلها..
.
.
وصل سيارته ليتذكر أن مفاتيحه ليست معه و أنه لم يغير ملابسه أصلاً، مايعني أنه يعيش حالة من الشتات.. حتى انه لم ينتبه لنفسه وهو يخرج هكذا في يوم بارد..،
قرر العوده بهدوء،تمنى أن تكون قد خرجت من الغرفه* أن لا يلتقيها أبداً اليوم... و لكنه تفاجئ بها تجلس هنالك على طرف السرير و تجهش بالبكاء، بشكل طفولي لم يعهده منها..!
نسي كل شيء ليتجه للثلاجه و اخذ منها علبة ماء لها و أسرع إليها متسائلاً/الشموس خذي هذا اشربي، ليه البكى اللحين
استمر بكائها وهي تأخذ علبة الماء منه..،
حزن من ذبولها ويدها على جانب بطنها تبدو تتألم، ليضع يده مكان يدها/يوجعك شيء؟
هزت رأسها بالنفي وهي تحاول جاهده أن توقف بكاها/لا..
قرر أن يسايرها، كل شيء يتغير فيها هذه الفتره الحساسه، حتى الدموع صارت تعرف عينيها/طيب ليه تبكين؟
رفعت علبة الماء وهي مازالت تبكي/المويه بارده مرره
لم يستطيع كتم ضحكته ليبتسم وهو يأخذ علبة الماء و يبعدها ليعود إليها ويجلس بجوارها/خلاص من اليوم أوعدك مانبرد المويه.. وش تبين بعد؟
أمالت رأسها على كتفه الملاصق بها وهي ما زالت تبكي/أبي أنام، مانمت من امس الصبح.
ما زال يستغرب إستمرار بكائها/آخر شيء تخيلته أني أشوفك كذا تبكين و تنسين نفسك،اتوقع ماقد سويتيها بحياتك!
هدأت قليلاً وهي تضم انامله بكفها/أحياناً تصير أشياء استثنائيه* و تنكسر القواعد قدام اللي نحبهم.
إبتسم ليشدها إليه/أمس كلمتك عشان غريبه و انتي بالمستشفى بس ما ذكرتي لي شيء عن مريم، وش ناويه تسوي البنت لحالها؟ أنا محتار
بتنهيده/ضاق صدري عليها امس، ياشين الوحده يا أدهم، البيت عندها مووحش، طلبت تجي معي و رفضت، تقول ماتبي تثقل علي، و عندها بيت اهلها تسكنه
هز رأسه/لها عمه متزوجه بالكويت غير كذا مافيه،حاولت اتصل بها بس رد زوجها و قال مالنا علاقه، اتوقع بينهم قطيعه، أو شيء زي كذا.. بس البنت مايصلح تقعد لحالها
فكرت قليلاً* لترفع رأسها عن كتفه و تعتدل جالسه/لحظه أنت مو تقول سيف يبي يتزوج ليه ما يتزوجها؟
رفع حاجبه بإستنكار/لا مستحيل يسويها وحتى هي ماهي بقابله، الرجال كان يبي غريبه نسيتي؟
تذكرت الآن/أي صح... و ربي مريم تكسر الخاطر
ابتسم بخبث/شرايك دامها كاسره خاطرك كذا، تزوجينها لي؟
رفعت حاجبها بإستنكار ولكنها إبتسمت بأريحيه/إذا لك خاطر بوحده غيري ماني رادتك عن الزواج..
ما زال يبتسم بخبث/وين اللي كانت تهدد و كانت مسوده عيشتي بالشك
بواقعيه/يعني تتزوج بعلمي أحسن من تتزوج بالسر و انصدم بعدين أني المغفله المخدوعه..
هز رأسه/تقولين هالكلام لأنك واثقه بمكانتك، لو مستشكه ما حكيتي
بإبتسامه جانبيه/والله ما يندرا.
فكر في أن يسألها عن صحتها مع هذا الحمل و لكن ما دام أنها متعبه و تريد النوم لن يبعثر ذلك الوجع الآن/يلا نامي أحسن لك، قبل لا تندمين على اشياء بتقولينها من غير وعي.
بإبتسامتها الشاحبه وعينيها الشبه مفتوحه/والله جد، أبي أنام، تكفى انتبه لراكان، و قول للمربيه تنتبه له بعد.
ابتلع ريق الذعر وهو يراها تنام بلا مقدمات! هكذا بكت وثرثرت قليلاً ثم أغمضت عينيها بعدما وصته على طفلها..!
لم يستطيع الخروج و تركها.. ظل يراقبها وهو يبتعد و يجلس هنالك على الأريكه تحت الشرفه، وعينيه على يدها الرقيقه التي ترتاح بجانبها، تلك الأنامل التي تلامس أوردته حينما تلامسه..
هذه المستلقيه في قلبه هي من أصلحت خرابه و رتبت فوضى روحه، لا يستطيع ان يخمن أو يتخيل أن يفقدها هي الأخرى، لقد فقد القدره على التصبر و مواساة نفسه.
أخرج هاتفه وهو يشتت ما يدور في رأسه من وساوس..
لا يستطيع فذلك خارج عن إرادته، اليوم عطله و بعد قليل صلاة الجمعه وهاهو الآذان الأول يصدح..ليردد بداخله بحرارة "يا إلهي أنت تعلم أنها طوق نجاتي الأخير و قارب إطمئناني،كن معها و معي إحفظها لي فإني بدونها غريق"
.
.
عاد بعد الظهر وهو خائف من ردة فعلها بعد تركه لها بشكل مفاجئ،
فتح الباب على منظر لم يعتاد رؤيته منذ غادر الرياض..،
منزله مرتب بشكل لم يعهده!
الشمس تدخله من جميع النوافذ و رائحة الفواحه و تلك الشموع العطريه تضيف سحراً و دفئاً للمكان..
هل فعلت كل هذا وحدها..؟!
دخل ثم جلس على الأريكه بتعب/ليااال أنا جيت
خرجت من المطبخ وهي تحمل كوب قهوه وتتكى على الباب، لترتشف قهوتها وهي ترى جلوسه المسترخي/تو النااس! جييت بعدما تأكدت اني خلصت هااه؟
ابتسم وهو يلتفت إليها /ماعليه ماتعودت أرتب، آسف صدمتك بواقعي الفوضوي
تأففت وهي تأتي و تجلس قبالته و تمد ساقيها العاريتين بعفويه على الطاوله أمامها/فوضوي و بس؟!!!تووني خلصت الشغل، اللهم يا كافي، أنا ما قهرني إلا دولابك فاضي كل ملابسك و اغراضك على الشماعه و كنبات الصاله!!
ظل يراقب تصرفات سمراءه الجميله و طريقة حديثها الفاتن و هي تحاول بفشل تغطية كتفها برفع طرف بلوزتها ذات الياقة الواسعه و ظهور كتفها الأيمن ، لا يصدق أن تحبه إحداهن بهذا الجنون.. حتى قصّة شعرها القصيره جداً ما زادها إلا رقة و جمال، ذلك كثير عليه أن يتحمله في أول يوم لهما في منزلهما و حياتهما الجديده،وقف وهو يحاول أن يتحاشى جاذبيتها/يلا بروح ارتاح و أنام شوي العمليه كانت طويله و مرهقه.
لم تستغرب تصرفه وهو يحاول تشتيت نظره عنها، إبتسمت بخبث وهي تراه يمر من أمامها /تبي شيء قبل تنام
أشار بيده وهو ذاهب للغرفه/لا بس قصري عالتلفزيون شوي.
تذكرت أمراً/وليد بسألك..
توقف و إلتفت إليها/أخذت نتيجة تحاليلك بالرياض؟
استغرب سؤالها/ماسويت تحاليل.. كنت بروح اليوم الثاني بس مارحت.
استغربت/و كلام تغريد و انت بالمختبر؟
تذكر ذلك اليوم و حالته النفسيه حينها، تركها و دخل الغرفه و لكنها لحقت به/وش جاب هالسيره اللحين؟
وقفت بالباب/ماشوف فيه سبب يخليك ما تجاوب على هالسؤال، تغريد قالت انها سمعتك بالمختبر تتكلم مع الممرض عن مرضك
تأفف و هو ينزع معطفه الشتوي و قميصه الثقيل وهو يرد/ تغريد صادقه كنت بالمختبر و تكلمت مع الممرض شوي بحكم اننا معرفه و تكلمنا عن نوع التحليل، حسيت اني اختنقت و طلعت منه اتنفس شوي، وعدته اني ارجع اليوم الثاني و ما رجعت و هذا هو يرسل لي من يومها..
بإستغراب/يعني معتمد على تحليل ريتا اللي لاصقه فيك؟؟!!
ابتسم وهو يلتفت إليها/لا يا قلبي، حللت عند غيرها و حالياً عند طبيب ثاني بس ما قلت لها.
تخصرت وهي تفهم ما يعنيه/و ليه بالله خايف تدري أنك تروح طبيب غيرها؟؟!! لا يكون ماسكه عليك شيء و خايف على مشاعرها؟؟
إنتظرها حتى انتهت وهو ما زال يبتسم لها/ريتا مجرد زميلة مهنه بالنسبه لي، وصرحت لي أنها مستعده تتزوجني مهما كان مرضي معدي... ماحبيت اجرحها و انا و ياها نشتغل بنفس المكان* و بنفس الوقت اتأكد و آخذ راحتي بعيد عنها
ستجن من حديثه عن حرصه على عدم جرح تلك بينما هو تفنن بتعذيبها/و أنا؟!
لم يفهم/أنتي؟
ابتلعت غصتها/ما خفت أوقف محاولاتي؟!!
قطع المسافه بينهما بخطوتين واسعتين ليضمها/لياال أظن عرفتي اسبابي.
عانقته بشده/ما جلست مع نفسك للحظه و تخيلت أني بحضن غيرك، ما أحرقتك الغيره و أنت تتخيل؟
حاول تهدأت بكائها بقبلاته التي نشرها على عينيها/لو ما احرقني غيابك ما ماطلت كل هالمده عشان أقرر أتركك غصب عني و لمصلحتك، كنت محتار بين أمرين يا أكون نذل و اخدعك و اتزوجك و اللي فيها فيها، أو اتركك و لكن تركي لك ما راح تتقبلينه الا إذا كرهتيني
شدت على عناقه وهي تقاطعه/أكرهك
ابتسم/يا بنت ابي اتسبح و أنام، لا تجريني للسوالف و الأشياء الثانيه
ابتعدت تتصنع البراءه/وش هي الأشياء الثانيه؟ (=
تنهد وهو يداعب خديها/بعدين يا ماما إذا كبرتي علمتك، يلا اطلعي خليني أنام
طبعت على خذه قبله وهي تتبسم له/طيب دام كذا نوم العوافي..
تركته يذهب للحمام بمنشفته، و خرجت هي للصالة لتجلس وتفكر بعد الهدوء الذي ساد منذ رأته هنا... لا تعلم هل تفعل الصح أم الخطأ.. لا تفكر حتى بالندم بل طوته منذ قررت السفر و اللحاق به، يظل وليد هو الشخص الذي جعلها تحلم و لطالما وجدت نفسها به، لربما ليس كاملاً و لا يُحسن التصرف في حل مشاكله ولكن هو إختيارها الذي ستختاره حتى لو أُتيحت لها فرصةً أخرى..
رفعت كوبها لتكمل إرتشاف قهوتها و لكنها تفاجأت ببرودة القهوه... وقفت تريد صنع كوب آخر فلا شيء ستفعله ما دام أنه سينام...،
رن هاتفه الذي تركه على الطاوله عندها.. لتنحني تأخذه بفضول و تبتسم لرؤية إسم "قاسي" للتو تذكرت أنها سافرت بدون توديع نيفادا...
.
.
خرج من الجامع ليمر بأحد بائعي السواك بجانبه و أشترى واحداً له و آخر وضعه في جيبه، يشعر انه مازال في حلم حقاً اراد البحث عن اخته ولكن فقط لترتاح والدته لا ان يجدها حقاً و يستقبلها في منزله بعد تلك السنوات.. تباً لقد لعب العم ممدوح بعواطفه و سمم أفكاره* بأنه"لا يعرف ماذا عاشته و كيف ماضيها.."
ناداه احدهم و تصدد عنه لم يتمنى ان يجده، ذلك الرجل الثرثار،" غافل "الكل في هذا الحي* ينفر منه..
لحق به وهو يتبسم/آدم يا بووي وراه ماترد علي.. اناديك
بالكاد تبسم وهو مختنق/ماسمعتك يا عم ماعليه..مستعحل ووراي شغل
ربت على كتفه/ما شاء الله اجل لقيتوا بنت و يقال انها اختك.. صدق هالكلام
رد عليه ممدوح الذي لحق بهم/ايييه صددق، الله يعينه
هز رأسه/ايييه هالدنيا صغيره.. وش ناوي تسوي يا ولدي؟
إختنق من اسئلتهم و الرجال يمشون بالجوار و يسمعون،ماذا سيفعل أخته ووجدها.. ماذا من الممكن أن يفعل؟.. قرر تجاوزهم/يلا يا جماعه مشغول والله سلام
تحدث ممدوح بأسف عليه/الله يعينك يا ولدي، لو انها ولد ماهو مشكله، لكن البنت بعد هالعمر وش ينبغى بها؟!!
غافل وهو يؤيده/صادق صادق
بالكاد خرج من بينهم والجميع يحدقون به بشفقه.. و يلاحقونه بعيونهم* وكأنه يستجديهم ..!!
.
.
في المنزل..،
تمنت ان تكون هذه الجمعه فاتحت خير عليها في حياتها الجديده بين أهلها..، يجب ان تجلس مع أخيها و تتحدث معه بوضوح، يجب ان يرتاح من هواجسه لترتاح هي ايضاً، تريد أن تكسب سندها الذي لطالما حلمت بوجوده بجانبها، تعرف آدم من قبل، ليس رجلاً سيئاً.. تلك المره حينما إلتقته في اجتماع يخص العمل كان لبقاً و عملياً جداً..،
وضعت القهوه و رتبت الطاوله لتراه يعود من صلاة الجمعه وهو يلف طرف شماغه للجهة الأخرى و يستاك بسواكه... إبتسمت له و لكنه لم يعيرها إنتباه..و لم يلقي التحيه حتى!!!
سألها وهو يجلس بدون ان ينظر إليها/وين أمي؟
تعثرت نبرتها وهي تمسك بالدلة الفضيه و تسكب له قهوه/تقرأ قرآنها بغرفتها.. تفضل
رفع ناظريه العابسين لها/ما طلبت قهوه
اتضح توترها على اهتزاز الفنجان بيدها/فنجال واحد بس
زم شفتيه بغضب و ابعد يدها التي تحمل الفنجان ليسقط منكسراً بعيداً هناك/قلت لك ما طلبت قهوه، الظاهر عندك قصور بالإستيعاب.
امسكت يدها التي احمرت من ضربته و عينيها تمتلئ بالدموع/فرحتي كانت كبيره انك انت بالذات طلعت اخوي لأني عرفت عنك الخير، لكنك كسرتها، الله لا يكسر لك فرحه..
بذهن مشوش تماماً/لا تظنين* بأتأثر منك ، اصلاً من انتي؟
هزت رأسها بإبتسامه وسط دموعها/لا عادي ماني متعوده أحد يتأثر مني، انا نكره فعلاً بالنسبه لك و للعالم بس تكفيني أمي خلاص.
سكت و تركته وذهبت تلملم بقايا الزجاج... سمعت خطوات امها تنزل من الأعلى لتمسح دموعها بسرعه و تحاول ان تبتسم..
خاف أن تتوتر العلاقه بينه و بين أمه بسبب تلك الدخيله، ظل مكانه و رفع طرفي شماغه للأعلى..
استغربت انتشار القهوه على السراميك الابيض و قطع الزجاج على الارض و ابنتها تلملمها بهدوء/بسم الله عليك انكسر الشر يمه، وش صار
ابتسمت لها/ابد يمه كنت اصب القهوه و طاح مني الفنجال، لا تخافين
لاحظت احمرار ظهر يدها اليمين/وش ذاا؟ طايحه توجعك؟
وقفت بعدما لملمت الزجاج/لا يمه من قمنظت من النوم وهي كذا،عادي يعني بتروح، بروح اجيب فنجال جديد و نتقهوى كلنا روحي ارتاحي
راقبتها حتى ذهبت بإبتسامة رضا و سعاده/يا عمري الله يحفظها لي يا رب
رآها تذهب بهدوء كما كانت تتحدث بهدوء مع أمه، لم تخبره بشيء، كانت تتبسم وبعينيها بريق ألم، للحظه شعر بالذنب وهو يشعر بالم يده التي ضربها بها لم تكن تلك الضربه خفيفه، بل ضربها بحقد غير مبرر..،يشعر أنه تحت ضغط رهيب، هذا ليس هو.. ليس هو.
.
.
في منزل أهلها..
حملت احد اطفالها وهي تنوي الذهاب لجناح الشموس، لن تدعها تنعم بالهدوء وهي وسط إزعاج أطفالها و راكان معهم..
نادتها ام رواد وهي تتبسم/نيفوو يمه لا تروحين لها تبي ترتاح الآدميه
اشارت بيدها وهي تذهب/والله لا أزعجها، سلامات بلا دلع، عندها ولد وااحد و عجزانه تمسكه، هذا أنا اثنين و ماشتكيت
ضحكت ام رواد وهي ترى راكان يلعب مع سلمان الذي يركض في دراجته هنالك/يحليلها البزر صار عندها بزارين يزعجون مثلها ههه
.
.
.
.
طرقت الباب مرتين ثم دخلت، تعرف ان أدهم مع قاسي و نايف بالمجلس.. لتنادي/شوشووو... انا جيت و معي رغد بنحوس غرفتك
طوت سجادتها وهي تتبسم لا احد يناديها هكذا دائماً إلا نيفادا/هلا ام سلمان
تخصرت/لا عاااد تكفون لحد يناديني كذا، كبرتووني
سلمت عليها و اخذت تلك الطفله من يدها/والله عاد انتي اللي كبرتي نفسك.. ما شااء الله وش هالفستان الحلوو و الشعر قصيتيه؟
ضحكت/لاحظتي الشعر و لا لاحظتي كفوفها!! خالتي ام قاسي محنيتها معها امس
لم تصدق وهي ترى كفها الصغير بالحناء و خاتمها يزينه، أو هي تزينه، إحتارت قبلت يديها وهي تذهب و تجلس على الأريكه و تضعها على فخذها/يسعد قلبها يناااس، يزين البنااات
لاحظت بريق عينيها رغم سعادتها و تحولت ابتسامتها/شفتي البنت و نسيتي أمها!! الله لناا
رفعت عينيها لها/شلونك انتي و كيف امورك مع الجامعه و البيت
راحت تجلس على طرف الأريكه المنفرده/وش اقوولك ضغط مو طبيعي، لكن اختك قدها، و قاسي مو مقصر حبيبي
هزت رأسها بسعاده/الحمدلله، الله ماخيب رجاك،
سكتت وهي تراقبها تلتهي بالطفله و تداعبها و تضمها/ما قلتي شخبارك مع الحمل، باين عليك التعب، اول مره اشوف سواد تحت عينك!
ابتسمت وهي تمنع بكائها/الحمد لله.. كل شيء تمام
بشك/ماظنتي! متأكده انك تمام؟.. متى آخر مره رحتي العياده، لا يكون عندك فقر دم و انتي ماتدرين
اختفت إبتسامتها و مازالت تحتفظ بهدوءها/لا قبل امس كنت بالعياده
هزت رأسها تستنطقها/اايوه وش سبب هالذبول، صحتك براكان كانت حلوه، غيري دكتورتك
امسكت بيد رغد وهي تحاول ان لا تفلت مشاعرها، فهي باتت هشه مؤخراً و هي لم تكن كذلك طوال عمرها/رحت كذا دكتوره، و حتى سويت كذا أشعه و تحليل، كل شي بخير* لكن فيه اختلال في الكروموسومات او شيء زي كذا، و سبب تشوه خلقي ببنتي، واكتشفوا مافيها كليتين. أنا ماقلت لأحد غيرك لا تقولين لخوانك
و كأن سُكب عليها ماءاً بارداً.. و كأن الريح تهب من خلال رأسها و تصم أذنيها..،
لمحت دموعها لتتعثر نبرتها/نيفو يمكن غلط أقولك لكن انا مكبوته، بداخلي صرخه لو طلعت يمكن تهد كل شيء حولي.. أنا تعبانه، مو تعب عادي، لا أحس روحي تنسحب مني كل ساعه نفس.. و الله أعلم متى آخر نفس.
هي غير مستوعبه ماتسمعه، الشموس لم تتذمر قط.. لم تبكي امامها قط.. لم تفضفض بدموع قط... الشموس تنهار أمامها الآن وهذا أسوأ شيء ممكن أن تتخيله فكيف وهي تراه...،
*********************
كانت واحده من أثقل المراحل التي من الصعب وصف كئآبتها..!
.
َمنذ أن عرفت ما بالشموس وهي تعجز عن الإستيعاب، ما سمعته منها في حالة ضعفها كان أكثر الأشياء الحزينه التي مرت عليها منذ مده...،
اجتمع الهم و كسر أختها أمامها بمشهد لم تعهده منها من قبل.. و لكنها تعرف لماذا، الأمومه هي التي جعلت قلبها هش و يخاف، هي من جعلت دموع خوفها تنزل بلا تردد.
و بالمقابل رفضها للتفريط بجنينها رغم كل المؤشرات الغير مبشره بسلامته..!
نعم سكتت و استطاعت ان تخرجها من غرفتها و مسحت دموعها و لكنها تعلم تمام العلم ان جُرح قلب الأم في طفلها لا يبرأ و لا يلتئم ابداً.
صامده أمام الجميع و لكنها تنهار وحدها.
لم ترتاح لحال نيفادا منذ خرجت بأختها معهم، رغم تبسم الشموس القليل، تلاحظ أن هنالك شيء يدور في الكواليس و لا تعلمه، انتظرت حتئ فرغن من العشاء لتسأل بفضول/بنات فيه شي صاير و مخبينه عني؟
سكتت نيفادا وهي تلتفت للشموس التي ابتسمت و اجابتها/وش بيصير بدون علمك الله يهديك، الا ما قلتي وش اخبار جاسر قبل شوي سمعتك تكلمينه!
تذكرت ما قاله بتنهيده/فسخ خطوبته من بنت عمه، يقول عرف عمه انه زارني و يبي يقعد عندي
استغربت/ليه ان شاء الله زاير تل أبيب؟! و الا أمه.. وش هالناس المريضه هذي؟
نطقت بضيق/والله كسر خاطري كان زعلان باين بصوته القهر، يبون يتحكمون بحياة ولدي
نيفادا/خيره دامه انفصل عنها قبل الملكه.. اللي اهلها كذا البعد عنهم راحه
الشموس بتأييد/فعلاً يام رواد لا يضيق صدرك بس
هزت رأسها/الله يعين، بكرا بيجيني هنا و بشوف وش ناوي عليه.
بمسايره/الله يكتب اللي فيه خير.. بس عاد أخاف يبي ياخذك تسكنين معه و تخلينا!
نيفادا بإعتراض/لا والله ماتروح و تخلي بيتها سلامات!! خالتي تكفييين لا تروحين طلبتك
ابتسمت/انا أصلاً خذيت قراري، ماراح اطلع من بيت راكان لين اموت. ريحة الحبيب ذكرياته و عياله حولي.. انا حياتي عشتها فعلياً هنا.. فكرة الخروج من هالبيت بالنسبه لي صعبه حيل و بفهم جاسر هالنقطه و يا رب يفهمني
نيفادا بسعاده/اي الحمدلله.. فكرة انك تطلعين لبيت ثاني لا انسي تكفين
ام رواد/يا حبي لك انتي و عيالك
امسكت بيدها/ياحبي لك انتي بعد عسى عيالك و عيالي بعد يبرونك
وقفت وهي تتبسم لهذا المشهد/يلا اخليكم، بروح انام، راكاان تعال ماما
نيفادا بحزن/تبين شيء قبل تنامين؟
حركت رأسها بالنفي وهي تتبسم لها/لا يا قلبي و نامي لا تشيلين همي، تعودت.. يلا تصبحون على خير
راقبتها وهي تمسك بيد طفلها و تبتعد.. و نيفادا تغرق في صمتها و لمعان عينيها/انا حااسه انكم موزّين عني شيء بس مادري وشو.
تنهدت وهي تحاول ان تبتسم/ابد مافيه شيء بس قلقانه على اختي
ابتسمت لها وهي تسمع صوت طفلتها/لا تشيلين همها هي عارفه وش قاعده تسوي، يلا قوومي هذي غنى تصيح
.
.
في المجلس..،
سكب لزوج خالته كاسة نعناع و جلس يستمع لأحاديثه القليله و المختصره..،
اخذ منه الكاسه وهو يبتسم لذكرى رفيق كفاحه القديم/ايييه يا خالد عساك للجنه، عز الله من خلف ما مات.
فرح بهذه الذكرى و الدعوه/تعيش يا بو أدهم.. كنت انت و الوالد رفاقه
هز رأسه بوجد لرياح الحنين لأيامٍ لن تعود/عز الرفاقه يا قاسي..و ما قصر خالد رباك انت وأدهم و طلعكم رجال ينشد فيكم الظهر، يمال الجنه.
ارتشف من كاسته وهو يحاول الصدود عن بريق عيني ذلك الكهل الحزين، ليتذكر/ايه ما قلت لي عن اخبارك بعيد عنا.. كيف عشت ايامك هناك
تذكر مرارة تلك الأيام في نفسه فهو لم يكن يعرف له ماضي و يجهل نفسه بشكل مخيف/الله ما ينسى عبيده، و التدبير من عنده
سأله بفضول/بس كيف زوجك الرجال بنته وهو ما يعرفك، غريبه شوي
ارتشف من كاسته/الرجال اللي كنت عنده شايب ماهو صغير سن، مرته الثانيه مدري الثالثه كانت الظاهر صغيرة سن جابت له بنت ماكانت عاديه... يعني مكفوفه و معاقه بأحد رجليها، بعد سنتين مرض الرجال و طاح حيله و هجت و تركته، ماقعد عنده غير هالبنيه و زوجته الكبيره..
لم يفهم و لكن تصرف تلك الزوجه نرفزه/وش صار عالبنيه المكفوفه يا خال؟ مسيكينه
ابتسم/لا يا ولدي البنت ماعليها قاصر قايمه بنفسها و بيت اهلها لكن ربعها مرضى، وفزت بها أنا يالفقير لله وجابت لي هوازن، و انا اللي صرت مسكين يوم ماتت أم هوازن.. و الله انه كان اصعب شيء مريت فيه.. كانت ذكرياتي
ابتسم لرقة قلبه، ما اجمل التقدم في السن، يجعل الإنسان أكثر حكمه و أكثر رحمه و تقدير لقيمة الإنسان و المكان/قصه عجيبه.
بإبتسامه/المستفاد منها لا تكثر نسوان و لا تتزوج لك بزر متى ما برد حيلك تركتك و هجت
ضحك و لكن لا يعلم لماذا تذكر نفسه و زواجه من نيفادا.. و لكن هو مازال شاباً.. وهي تحبه..
سكب لنفسه كاسة أخرى وهو يستعيذ من وساوسه بإبتسامه...
.
.
خرج من اجتماع متأخر بصحبة سيف و مهند/شباب تأخرنا والله
مهند/اي والله و الأهل يتصلون.
ربت على كتفه/انت طيرااان لأهلك بسرعه لا تخلي اختي تنتظرك للصبح و بكرا تراك اجازه من المؤسسه و بكلم لك صالح بعد
ضحك مهند/الحمدلله لي واسطه قويه
سيف/الله يوفقك يا مهند
اوصلوه لسيارته ليراقبه سيف حتى اختفى، الجميع لديهم ما يهتمون بهم و لديهم من ينتظرهم في المنزل إلا هو،
فعلاً الوحده موت بطيء.
لاحظ أدهم شروده الذي ازداد مؤخراً/سيف علامك، روح سيارتك وش تنتظر
ضحك وهو يسحب شمغه و يضعها على كتفه/انا ما انتظر أحد و لا أحد ينتظرني.. رجال حر يعني
بإبتسامه/بتتزوج ان شاء الله و بتلقى من تقيدك عندها
أشار بيده/يصير خير..
تعاطف معه وهو يرى حزن خسارته الواضح، يعرف تماماً هذه النظره اللامباليه و الفاقده للأمل، لن يتحدث معه و يناقشه، يعرف ان رفض الحبيبه هو اعظم خساراته../يلا تصبح على خير.
لحظات ليرى المكان حوله خالياً من الماره و الناس..، كيف سيمضي البقية من عمره هكذا، وهو ما زال يرفض فكرة أن يتزوج غيرها او أن تطلب له "الخطابه" كما اقترح عليه احدهم..،
من الظلم ان يتزوج و جرح رفضها ما زال ينزف، عليه أولاً أن يداوي نفسه منها قبل أن يبحث عن أخرى..،
ثم لعلها الوحده و ربما الجفاف الذي يعيشه هو ما جعله يتعلق بها و يتوهم المشاعر تجاهها..
منذ الغد سيتحدث لأدهم عن ترك العمل هنا.. سينتقل لمدينة أخرى لعله يسلى.
.
.
دخل الغرفه وهو يحسب خطواته بهدوء، لعلها نامت بسلام الليله.. لم يعد يحتمل رؤية دموعها.. تؤلمه مسحة الحزن الطاغيه عليها هذه الفتره..
تبسم وهو يراها تنام براحه محتضنه طفلها، هذه الليله لا سعاده تضاهي سعادة راكان وهو ينام في حضنها..،
جلس على طرف السرير وهو يستمتع بهذا المشهد اللطيف.. ممسكه بيد طفلها و تغمض عينيها، حضن طفلها حل فعّال يجعلها تتغلب على حزنها.
لم يستطيع ان يشيح بنظره عنهما، أخذ جوالها الذي بالقرب منهما ليلتقط لهما صوره.
شعرت به وهو يعيد هاتفها مكانه لتفتح عينيها المطبقه بهدوء/أدهم.. متى رجعت؟
ابتسم لها وهو يسترخي في مكانه و بينهما راكان/لي شويات هنا.. كملي نومك
ظلت مكانها وهي تنظر إليه يعينين ذابلتين من نعاسهما/معليش خليت راكان ينام بينا، حبيته يكون بحضني الليله
اقترب منهما ليقبله بدفء إبتسامه/يا حظه، أهم شيء راحتك
ابتسمت بذبول وهي تطبق أهدابها بهدوء وتعود لنومها، ظل يتأمل تلك العينين التي وضع السواد تحتها علامه و الشحوب يخطف نضارتها، تُرى أي ألم تصارعه داخلها و جعلها بهذه الصوره الهزيله..!
لم يعد بينهما سوى قلقه عليها الذي يزداد كل يوم، للدرجة التي يجعلها تحت ناظريه يراقبها طوال الليل، حتى يغافله النوم مكانه..،
يذكر مرض أمه الذي أذبلها و جعله ينام بجانبها يراقبها طوال الوقت وهو طفل ذو تسعة أعوام.. يراقبها تنطفئ بحزن حتى فارقته، مازال يشعر بمرارة شعور ذلك الطفل حينها.
.
.
عاد لمنزله متأخراً بعد سهرة في الثمامه مع الرفاق كعادته بعد الزواج،... يجدد فيها روحه و ينسى قليلاً ما يعكر مزاجه فيعود أقل حده و غضب..،
لم تكن موجوده تنتظره على أية حال هو لا يتوقع منها أن تنتظره حتى يعود..،
كاد يفتح باب الغرفه ليسمع رنين ضحكتها، للمرة الأولى يسمعها!!
اقتحم الباب وهو يراها متمدد مكانها من السرير و بيدها مجلة/وش يضحكك هاه؟!!
إزداد ضحكها بعد رؤيته يقترب لتدير المجله و تريه ما يضحكها/هذا
كتم ضحكته وهو ينتزع المجله منها، صورته في مجلة مصوره للأطفال للتعارف وهو طفل في الثامنه من عمره/من وين ماخذتها
ظلت تتأمل ملامحه التي تلين بإبتسامة يحاول إخفائها/كنت ارتب المستودع وشفتها، تعرف ماعندي تسالي و لا ناس يونسوني، و انت طول النهار و الليل برا
أغلق المجله و رفعها للطاوله البعيده/لعاد تاخذين شيء ماهو لك، لا تفتشين
رأته ينزع ملابسه و يلتقط منشفته/ليه؟ هذا بيتي و أسوي فيه اللي ابي، كفايه اني محبوسه فيه
إلتفت إليها غاضباً/لا ترادديني، صدق ماتنعطين وجه!
شعرت أنها تختنق. لتصد بصمت و تستلقي و تغطي نفسها بلحافها، هو يجور عليها بشكل لم تتخيله و لم تعرف له نهايه..
رفع الغطاء عنها وهو غاضب/لا تصدين عني و أنا اتكلم فاهمه؟!
ابتسمت بوجه مبتل بالدموع/فاهمه، مايحتاج كل هالصوت العالي ترى مافيه غيرنا بالغرفه و البيت و منت بعيد
تركها وهو يتمتم بغضب/علبالها بتكسرني بدموعها الكذابه.
دخل الحمام تحت نظراتها المكسوره، لا يمكن أن يعفو الرجل عن أي خطأ. تقسم أنهم لا يعرفون شيء أسمه المغفره... ابتداءاً بوالدها و انتهاءاً بزوجها... خطأ واحد فقط خطأ لم ترتكبه حتى، و لكنه كلفها كرامتها و حريتها و حياتها بالنهايه... الموت لهكذا علاقه...
وضعت رأسها على وسادتها و تغطت وهي تستجدي النوم، تتمناه ترجو من الله أن يمن عليها بنومة لا تصحو منها تحت رحمة رجل يعاديها نهاراً و يعشقها ليلاً في السرير.
بعد ثلاث دقائق خرج من حمامه يغني و بمزاج آخر ، غرق بعطره وهو يراها تدير ظهرها له، إرتدى ملابسه و راح يلتقط هاتفه يدير أغنية لمطربه المفضل خالد عبدالرحمن،.. و يجلس بمكانه من السرير ليتصفح تويتر قليلاً قبل نومه..،
تعرف أنه يستفزها بالصوت العالي، و تعرف مناوشاته حينما يريدها أن تنتبه له و لكن هذه الليله لن تستطيع حتى سماع صوته و حتى كرهت صوت خالد عبدالرحمن و هذه الأغنيه أضعافاً مضاعفه وهو يردد "تلقـي حيـاتـي كلهـا لـذة غرام مهمـا سهـر طرفي أو جـارت ظروفي،
أو عشت أنـا الحرمان تلقى حياتـي كلها لـذّة غـرام"
رآها تسحب اللحاف على رأسها بحركه توضح أنها ليست نائمه و لكنها تمثل النوم فقط، ابتسم وهو يناديها بهدوء فهو الآن في مزاجه/ريما.. ريما..
كم تكره هذه النبره المقيته منه، مازالت تدير له ظهرها، تجاهلته مدعيةً النوم،و هي تلعن أغاني الحب و من يحبون و من يؤمن بالحب و كل شيء يتعلق به الآن...،
ترك هاتفه جانباً ليقترب منها وهو يندس تحت اللحاف، هامساً/أدري مانمتي للحين.
شعرت به يلتصق بها و يضمها بقوه، لترد بنفس همسه/تعبانه بنام ممكن؟
ابعد شعرها عن عنقها وهو يشتم رائحة الورد خلف أذنها/نامي.. ماعليك
‏لا يمكنه ان يتخيل الجحيم الذي تعيشه الآن في هذه العلاقه الميته إلا من غريزته التي تجعله يأوي إليها ليلاً/محمد وقف الأغنيه بنام
أدارها ناحيته بإبتسامه/أنتي ماحولك نوم أصلاً. طول الوقت مرتاحه بالبيت، صحصحي معي.
ابتلعت غصتها وهي تستمع لكلماته الثقيله، يسمي سجنها راحه و صمتها نوماً و خضوعها مرغمه رضا، ظلت تتأمل عينيه بشيء من الحزن،وهي ترى يديه تداعب خدها بنعومه/تكرهني و بنفس الوقت تبي تسهر معي، كيف تصير هذي؟
ابتسم وهو يخطف قبلة سريعه/زوج مع زوجته، من تبيني أسهر معه يعني؟!
ماذا بوسعها أن تفعل، مات الإحساس وهو يغرقها بقبلات لذّته الوقتيه المقيته..،
لاحظ عدم تفاعلها معه، و كأنها ميته ليهمس/لذيذه بكل حاله يا ريما
اطلقت تنهيدتها/حبيتني؟
ابتسم بخبث/طبعاً و بهاللحظه مافكر بغيرك..
إتسعت إبتسامتها من خبث إجابته/وجهك الوسيم يغطي وراه خبث و لؤم..
بنفس تلك الإبتسامه/حبيتبني؟
ما زالت تبتسم بمكر/طبعاً.. و لكن هاللحظه ماهو أنت اللي أفكر فيه.
عقد حاجبه وهو يفهم إلتواء إجابتها المزدوجه/ماهو لازم تحبيني، و لا حتى تفكرين... المهم مالك غيري، لو تموتين
تجرأت ورفعت يدها تلامس لحيته الخفيفه/تغاار علي؟ يا روح أمك.
امسك أناملها الرقيقة من لحيته وهو يعصرها ببطئ بين انامله/روح أمي هااه، ان ماتعدلتي معي .
بدأت تشعر بالألم يزداد ضغطاً على أناملها لتقاطعه بسؤال يكاد يقتلها/لين متى بتعاقبني و بتوجعني.. و انت ماتقدر تنام ليله بدوني؟!
ليه ما تهجرني إذا منت قادر تسامحني؟
عاد ليبتسم بخبث/بهجرك لا تستعجلين، لكن لين ألقى البديل اللي يغنيني عنك.
هزت رأسها بمسايره/أهاه، قصدك أنك رخيص؟!
مازال يبتسم بخبث وهو يقترب من شفتيها بنوايا إنتقاميه،..
.
.
صباحاً في ألمانيا.... :
أيقظتها رائحة القهوه القويه، لم تراه بجانبها، عرفت أنه استيقظ باكراً لعمله..، تركت غرفتها بعدما غسلت وجهها و جففته.. لتتبسم وهي تراه يأكل واقفاً بشكل سريع و بيده كوب قهوته الذي أراحه على الطاوله...،
انتبه لخطواتها ليبتسم وهو ما زال يستدير/صح النوم
عانقته من الخلف مسندةً رأسها على ظهره وهي ما زالت تشعر بالكسل و الرغبه في النوم، و لكن رغبتها في رؤيته قبل ذهابه غلبت ذلك/صباح الخير حبيبي
تمايل ليمازحها/صباح النور، للحين مكسله وش صحاك؟
استندت على الطاوله بالقرب منه/ريحة القهوه نفاثه، كنت ابي اراقبك و انت تصلح لك فطور، الحمدلله ما سببت فوضى بالمطبخ
ضحك/الله يعينك قدامك ايام صعبه معي
بإبتسامه ناعسه حالمه/دامها معك ماعلي من صعبها
ارتشف من قهوته و مازال يمازحها/لا تحمسين مع مشاعرك، بكرا تلعنينها، انا انسان واضح معك و حذرتك
التزمت صمتها تراقبه بحب وهي تراه يترك قهوته و يذهب ليلتقط حقيبة لابتوبه و معطفه الثقيل و يقرر الخروج لتسأله/متى بتطلع اليوم
تنهد/الله اعلم، عندي اجتماع معهم اليوم وراح اعطيهم خبر بعدم رغبتي في الإستمرار هنا.. ابي اخلص كل شيء مرتبط بي هنا، خلال اقل شيء اسبوعين، علشان اتفرغ لك و لنفسي
ابتسمت بلطف وهي تقترب منه لتغلق ازرة قميصه المفتوحه و تقف على رؤوس أقدامها لتقترب منه فهو لا ينحني لقبلتها التي تريدها.. ثبتته و لكنه صد لتقبله على خده بدلاً من شفتيه و تهمس/حط ببالك حقي باخذه منك.
ابتسم وهو يتحدث بهدوء واقعي/هذي حدود حقك عندي، لا تعدينه مفهوم؟
مررت أناملها على لحيته مروراً بشفتيه بخبث/لا تتكلم بشيء ما يخصك.
انحنى ليقبل رقبتها وهو يشتمها/يلا اشوفك بعد الظهر... سلام
رأته يتركها و يبتعد بعجله لتلتفت إلى كوب قهوته الساخن الذي تركه خلفه، جلست ترتشف منه براحه،
تُرى مالمرض الذي يحرمها منه و يجعله خائفاً عليها متوتراً دائماً بحضورها؟. لا تريد ان تعيش هذه الحاله من الإبتعاد وهو بجانبها، تعرف توتره من اقترابها و خوفه عليها، و لكن هي من اختارته و انتقته و توجته على قلبها بمحض إرادتها و عليه ان يقتنع بإختيارها..
تذكرت أنها منذ البارحه تريد الإتصال بالشموس لتطمأنها كما وعدتها.. و ترتب نفسها لزيارة رشا الليله، ستفاجئها بذلك.
.
.
عند مريم....،
انتهت من نفض المنزل على صوت التلفزيون على قناة أطفال لعلها تستأنس به.. سكبت لنفسها كاسة شاي و جلست عند النافذه المشرعه على نسمات هواء الجو الذي يميل للدفء.. بدأت تنكسر حدة الشتاء و قارب على الرحيل..،
كل شيء هادئ نهاراً و لكن كيف لها ان ترتاح و الخوف يعانق صدرها بشكل مؤذي و خانق..
شعرت برعشة يدها تحرك كاسة الشاي بيدها، لا تستطيع ان تسيطر على افكارها المرعوبه، لا تستطيع ان تجلس هادئه للحظه و داخلها هزيم رعد و رياح تعصف بقلبها...،
سمعت صوت هاتفها يرن ولا تدري أين تركته، كانت ستقف رغم هلعها من صوته المفاجئ ولكنها سمعت صوت خطوات احدهم خلف الباب...،
نشف ريقها وهي تستجدي النفس...، هذه المره لن تنجو.. تكاد تتجمد مكانها على الأريكه...
ستموت وحيده، ستنهشها الوحده دون ان يعلم أحد بأمرها... هذا ما كانت تتخيله دائماً و تخشاه.. هاهو يحدث أمامها الآن،.. تحول الجو إلى صقيعي مع إقتراب تلك الخطوات من الباب...،
.
.
انتهى من ترتيب شماغه أمام مرآة كبيره في منتصف السلّم قبل نزوله يسمع صوت والدته تتحدث لأخته الجديده وهي تسرّح شعرها بسعاده لم يعهدها، كانت تضاحكها حتى رأته، ثم لاحظ أنها تراقبه و لكنها تتصنع الإلتهاء بالنظر لأي شيء، تقدم إلى جلستهن و تبادر لذهنه اسئله كثيره حولها و من ضمنها ذلك الرجل المدعو "سيف" اريحية حديثها معه و تشبثه بها تلك المرة ليست عاديه، مازال يذكر لمعة عينيه وهي تطرده..،
كما أن أحاديث الحي لم يعد يستطيع الصمت عنها.. يريد إخراس الألسن كلها، بالأخص وهي تذهب لدوامها منذ الأمس...
راح يجلس وهو يداعب سبحته و عينيه ويرى والدته تقف/ززين انك جيت ناويه أسوي لنا سحلب اللي تحبه، لازم تذوقه سلاف قلبي..
أبتسم بفتور/الحمدلله انك لقيتيها و الا وين لنا الدلع
ضربته بخفّه على كتفه وهي تبتسم/يا حبك للتهول.. اقعد مع اختك بس انا رايحه المطبخ..
تلاحظ نظراته لها بعد ذهاب والدتهم و جلوسه في الجهة المقابله، ابتلعت ريق الخوف من نظراته الفاحصه/فيه شيء؟
ببرود/ليه السؤال؟
امسكت طرف جديلتها الطويله و كأنها تحاول ان تحافظ على هدوءها فهي تفكر حتى بمريم التي لا ترد على مكالماتها منذ الصباح/نظراتك، فيها شيء ماحبيته، ليه كلها إتهام؟
تنهد وهو يستعيذ من الشيطان ويعود بنظراته لها/ماهو إتهام بقدر أنها نظرات متسائله لا أكثر..
ابتسمت بخيبه/ماني غبيه علشان ماعرف أفرق بين نظرات الإتهام و التساؤل، قول وش عندك و ريح نفسك، أنا ما عندي شيء أخبيه، بالنهايه أنت أخوي و ملزوم تعرف كل شيء
هز رأسه بتأييد/حلو، معناته بتقولين لي وش بينك و بين سيف؟!
لا تدري لماذا أصابها الخرس و بردت عظامها فجأه بعد ذكر إسمه الذي تسبب بإرباكها و حبس أنفاسها لثواني جعلتها تغير جلستها بطريقه عفويه وهي تستجدي الأكسجين، سيف لم يكن عادياً مر بحياتها بل هو اول من طرق قلبها و أشعرها بالأهميه..،
إزداد تساؤلاً وهو يشعر أنها تتهرب و تخفي شيئاً/تكلللمي وش بينك و بينه؟
عادت بعينيها إليه وهي تحاول أن تستجمع شتات نفسها المبعثره الآن...
ليستنطقها مجدداً و يبدو غاضبأ وهو يرفع صوته أكثر/سكوتك هذا ماهو مطمني، تكلمي، ان كان بينك وبينه شيء أو أي زفت ثاني
قاطعته وهي تدمع من كلمته الأخيره/لا تقول عن سيف زفت لَو سمحت، الرجال ما داس لك على طرف.
صرخ بها/وشو؟
وصلت وهي تستغرب ما يحدث/يا عيالي شفييكم صوتكم طلع فجأه؟
إتجه لأخته بتهديد و لكن والدتهم وقفت بينهما ليسألها مجدداً/بتكلمين و الا شلون..
رن هاتفها لتفرح بإتصال مريم التي لم ترد عليها منذ الصباح. فتحت الخط و ردت بلهفه/مريم!
على الطرف الآخر صوت انفاس و اشياء غير مفهومه، و من بعيد صوت صراخ مريم..،
خافت و هي تقف/مريوم شفيك... ماني سامعه!!!
على الطرف الآخر... أصوات مبهمه وغير واضحه...!!
نزلت دموعها وهي تطمئنها/خلاص يا قلبي مريم بجيك اللحين، لا تخافين، خليك مكانك
استنطقتها بعدما أغلقت هاتفها/سلاف يمه شفيها مريم
بحزن يخالطه خوف/مادري يمه، انا اللي ماعندي احساس خليت اختي لحالها وهي وحيده حالها حالي
هزت رأسها بالنفي وهي تقترب منها و تضمها لصدرها/لا يمه لااا أنتي منتي لحالك، أنا أمك و هذا بيتك و هذا أخوك
شدت على حضن والدتها/يمه تكفين خلينا نروح لمريم، البنت فيها هلع مرضي، و احيان كثير تفقد السيطره على تصرفاتها، مابي اتركها تموت من الخوف بسببي
قرر الخروج فلا شيء يهمه الآن ولكن أوقفته والدته/آدم، لا تروح انت اللي بتودينا
كاد يتحدث و لكن قاطعته والدتها/يلا يمه روح سيارتك، انا و اختك ثوااني بس و نكون عندك
زم شفتيه بغضب وهو ينظر لأخته بحقد/امري لله، انتظركم بالسياره
.
.
لا تصدق أنها تراهما أخيراً يقفان بجانب بعضهما و هو يمسك بيد زوجته ليطمأنها بأن علاقته بها صارت بخير أخيراً، شعرت بأنها ستبكي فرحاً، كانت تحمل همهما وهي غربتها هذه/ماني مصدقه و الله ماني مصدقه، الحمدلله دحرتوا ابليس!
ضحك/رشا لا تصيحين، تخلينا نندم اننا جينا!!
تقدمت لهما وهي تضمهما معاً/والله انه احلى خبر من مده طويله.. احبكم الله ياخذكم
ضحكت ليال/ما شاء الله ختمتيها ختمه روعه..
وليد وهو يبتسم لها/لا تواخذينها ماتعرف تنسق جمل حلوه.
ضربته على يده/لا تتريق علي.. اجلسوا خلوني اضيّفكم.. اليوم بناخذ راحتنا بالبيت، ابو فرهاد رايح دورة عمل ثلاث أيام في فرانكفورت.
وليد/والله ماندري دورة عمل و الا رايح يرتاح منك شوي
ليال رفعت حاجبها بإعتراض/أهاااه، و انا اقوول ليه ثلاث أرباع يومك بالمستشفى، طلع تتهرب مني!!!.. حتى بالربع حقي بعد تتكلم بجوالك عن العمل معليش لا تخليني اصادر جوالك و انت معي
ابتسم وهو يقود سيارته/لا عااد هذا شغلي، لازم تتعاونين معي،
ابتسمت رشا بخبث/حبيبي هي بعد تركت شغلها و حياتها و جتك، المفروض عالأقل تظهر لها شوية اهتمام
ليال بتأييد/والله صادقه رشا، انقلع لا تكلمني
اتسعت عينيه وهو يلتفت إليها بنظرات/هييي رشا لا تشعلينهااا الدعوه مب ناقصتك
ضحكت رشا وهي تقف/خلك توولع حريقه،ترى للحين بكبدي هذاك اليوم، بس خلني ساكته، يلا بروح اجيب ضيافتكم
نظرت بشك وهي ترى رشا ترمي الكلمات على وليد الذي اتسعت عينيه/لحظه رشا وش السالفه؟ وش مهبب وراي؟
رشا وهي ذاهبه/تعالي معاي المطبخ اقولك
تأفف وهو يرى فرهاد يجلس في كرسيه بإبتسامه هادئه، للتو انتبه له، ليبتسم له و يتجه إليه يلتقطه و يحمله/خلنا نلحق أمك لا تهل السبحه على ليال ثم وش يفكني الليله.
.
.
.
نزلت مسرعه وهي تطرق الباب بقوه، و تنادي و لكن لا أحد يرد لتلتفت إلى أخيها برجاء/آدم الله يخليك تعال افتح الباب
رفع حاجبه بإستنكار/وشو؟!!صاحيه انتي؟ انتظريها شوي و بتفتح لك
اخذت بضرب الباب مجدداً بمساعدت والدتها ولكن دون جدوى حتى تدخل بنفسه و كسر الباب و اقتحم/يلا تفضلوا، صرت حرامي علشان بنتك يمه
دخلت تسابق خطواتها للداخل فالباب مشرع، كعادتها تخاف ان تغلق شيء..
دخلت و لم تجدها لتصعد للأعلى و تبعتها والدتها...
دخل هو بدوره فالخوف ان يكون هنالك لص و والدته بالداخل، لاحظ قط صغير يعبث تحت الطاوله بهاتف نقال و قد كسر شاشته، ليلتقطه بالتأكيد هذا هاتفها، لمح شاشة التلفاز في الغرفه المجاوره على قناة أخبار و كوب و صحن اقترب منه ليرى اطراف سواد شعرها خلف الأريكه، انتابه رعب و لكنه اقترب ليطل عليها ويجدها جالسه متكوره على نفسها و رقبتها مائله تبدو غائبه عن الوعي، أو لعلها ماتت،...
اقترب منها وهو يلمس يدها ليجدها بارده، للمرة الأولى يتعاطف مع أخته و مريم، حال المنزل وهو خالٍ مرعب، حملها بخفه فهي نحيله جداً و تبدو كالريشه ليخرج بها من الغرفه على نزول أمه و أخته الباكيه ليطمئنها/لا تخافين البنت بس مغمى عليها، ألحقيني بعبايتها، و لا تنسين أوراقها الشخصيه و هويتها
فرحت بتصرف إبنها العفوي/اي يمه نوديها المستشفى نشوف شفيها
هز رأسه بالموافقه وهو يخرج بصحبتها و تلحق بهم غريبه بعد ذلك...، و تغلق الباب خلفها.. كم هي ممتنه لتفّهم اخيها اخيراً و مساعدته..،
.
.
.
عند مدرسة قيادة السيارات.. خرجت محبطه متجهه إليه فهو يقف بجانب سيارته و ينتظرها/سلام
بإبتسامه/وعليكم السلام، شفيك مكتئبه كذا؟ لا يكون رسبتي
تكتفت تكتم غضبها/ما رسبت بس كنت برسب و السبب اللي تختبرني، ما تعرف الكلتش من الفرامل.. تستهبل
كتم ضحكته وهو يعطيها المفتاح/اهم شيء اجتزتي الاختبار،و افتكينا من المشاوير، وصلينا البيت أنتي
ركبت السياره وهي تربط حزام الأمان/تدري شلون والله لولا انه اختبار إلزامي عشان الرخصه ما تنازلت لهالغبيه تعلمني بعد.
ضحك/يا بنت الحلال افتكيتي منها خلاص
انطلقت بسيارتها/صددقني هي سبب رسوب البنات، اقولك لها مصطلحات خاصه فيها محد يعرفها،
بإبتسامه ينظر إلى حديثها الغاضب و حماسها/طيب انسي هذيك، افتكيتي منها خلاص
إبتسمت له و هي ترى بعض الشعرات البيضاء الصغيره في لحيته/يا حبي لك يا شايبي
ضحك من تسميتها/ما قلتي وش تبين سيارتك؟
ابتسمت وهي تراه يغير الحديث/انا طلبت من أخوي ما يتصرف بالبنتلي عشان أخذها..
عقد حاجبه بإستنكار/لا والله!!
اردفت بعفويه/تعرف ما يستخدمها، احسن ما تخرب من طول الوقفه.. و
قاطعها وهو يحاول كبت غضبه/انتي تقولينه صادقه؟ و الا تستهبلين؟
خافت من جديته/قاسي شفيك؟ ترى عادي
بغضب/لا ماهو عادي، انتي عند رجال قادر يصرف عليك، كملي طريقك للبيت و لا تفتحين هالموضوع مره ثانيه. و لا تذكرين اخوك فيه فاهمه
إلتزمت صمتها وهي تكمل طريقها، فالمفتاح معها و قد قدمه لها نايف منذ فتره، سيُجن قاسي لو عرف بذلك، لذلك ستعيد المفتاح فيما بعد لأخيها وستغلق هذا الباب، من أجله..
حاولت تلطيف الجو قليلاً/طيب خلاص.. لا تعقد لي حواجبك
تحدث بتأكيد/شوفي نيفادا، للآن انا و انتي اتوقع قطعنا شوط مهم أن كل واحد فهم الثاني، مابي يجي يوم انصدم ان كل هالتفاهم يصير مجرد شيء حصل بالصدفه، و ان كل اللي صار كان وهم
خافت من نبرته و ما يتحدث عنه/قاسي وش تقول أنت، وشو اللي " للآن.. و بالصدفه". قاسي وش تبي توصل له؟
بأمر/انتبهي للطريق قدامك
حبستها في نفسها و هي تكمل الطريق بصمت، لا تعلم مالذي جعله يتفوه بهكذا حديث مبعثر لا رأس له، كان كل شيء على ما يرام حتى قبل قليل..!
.
.
.
ظلت بالإنتظار مع والدتها كما طلب إليهما آدم، ساعتين تمر../يمه تأخروا صح.. معقوله للحين ما وعت و الا كيف
بحزن يتغذى على قلبها، امسكت بيدها/الله يكون بعونها يا بنتي
قررت الذهاب/انا بدخل اشوف شصار لها آدم تأخر عندهم
شدت على يدها وهي تختنق بعبرتها/لا يمه، بيزعل عليك اخوك، خليه يتدبر الأمر بنفسه، آدم فاهم وش قاعد يسوي،
شعرت بتعثر نبرتها لتقترب منها/يمه ليه تبكين اللحين؟
رفعت يدها وهي تقبلها بمشاعر أم نقيه/يوم كانت تضيق بك الوسيعه من كان يفزع لك، من كان يضمك و يشيل همك؟ جرح كبدي ماهو بهين يابنتي
احترقت عينيها بدموع لم تعهد حرارتها من قبل، كيف تفكر هذه السيده، كيف تشعر، كيف كانت معها من قبل و من بعد، ماذا لو أنها تربت بين هذه اليدين الحانيتين منذ ولادتها لتبتسم لها وسط دموعها/انتي تجننين، تعرفين هالشيء؟!
ابتسمت هي الأخرى وهي تمسح دموعها/الله لا يبعدنا عن بعض يمه، عساني ماذوق بعدك، شوفي حتى لو تزوجتي، شرطي بالزواج تعيشين معي بالبيت انتي وزوجك، غير كذا ماني سامحه لأحد ياخذك بعيد عني
اتسعت ابتسامته/شرط يناسبني، لكن و مريم؟
.
.
كان يقف قبالة سريرها يتحدث للطبيب و يقرأون تخطيط القلب و العلامات الحيويه لها..، فتحت عينيها ببطئ و هي تشعر أن طاقتها نضبت و قلبها يوشك على التوقف، حمدلله أن التنفس أمر لا إرادي كل قواها الآن لا وجود لها، لا مزيداً من الضغط و الخوف، و لكن هذا الرجل..نعم انه هو الذي صرخ بوجهها ذات مره من أجل غريبه، نعم هو أخوها.. !!
خرج ذلك الطبيب و لحق به و لم ينتبه لإفاقتها.. ما زالت تتذكره بتلك النظرة التي أرعبتها الآن اكثر و جعلتها تبتلع ريقها بصعوبه، حلقها جاف جداً.. و لا تعرف لماذا هي دائماً محاصره و متى النهايه، شدت اللحاف وهي تتكور مجدداً... لتصرخ من شيء يحاصر رئتيها و يحبط بعنقها و يمنعها من التنفس براحه...،
دخل مسرعاً و معه الطبيب و الممرضه وهذه المره غريبه معهم، وقف عند الباب و رآها تتكور و عينيها تمتلىء رعباً، تأكد الآن مالذي تعاني منه، ذلك جعله ينظر إليها بنظرة الرحمه و الشفقه، ليس عليه غريب ما اكتشفه بحالتها فهو أخصائي اجتماعي و لديه إطلاع على هكذا حالات..،
بكت وهي ترجو الممرضه و تمسك بيد غريبه/الله يخليك غريبه قولي لهم لا يسكرون الباب بموت.
لحظات من الألم النفسي عاشته حتى تم دخلها المهدئ و عادت للنوم مجدداً..،
خرجت من عندها وهي محبطه باكيه، تعرف أن تركها لها جعلها بهذه الحال المزريه..،
لم تعد تستطيع الرؤيه من دموعها ليمسك بيدها خافت و هي تسحب يدها قبل ان تلتفت إليه/حرام عليك خوفتني آدم
لا يعلم لماذا و لكن اليوم شعر بالعار من نفسه كيف كان يثقل عليها /تعالي نجلس شوي بنتكلم
استغربت طلبه وهي تجلس/آدم اسفه اني اتعبتك معنا اليوم، بس والله العظيم محتاجه مساعدتك، انت اليوم سويت فيني خير و انقذت البنت اللي فتحت لي بيتها و خلتني اختها..
ابتسم/انا ماني بزعلان، الأخ لازم يخدم أخته، انتي اختي بالنهايه صح؟
انعقد لسانها من سعادتها و إنهارت بالدموع مجدداً ، لا يعرف أنه بهذا التصريح قد صب على جحيم حياتها المتلاطم ماءاً بارداً/أختك؟! صح أخوي
شعر بالورطه، هي تغرق ببحر من دموعها/سلاف لا تصيحين.. ناظريني و تكلمي عن مريم، ابي اعرف كيف وصلت لهالمرحله و متى.. و ابشري باللي يعالجها ان شاء الله.
تسائلت بلهفه/بتوديها لطبيب نفسي صح؟ الشموس قالت هالكلام بعد.. هي محتاجه له
ابتسم لسعادتها و براءتها وهي تتحدث بتحريك يديها/انا بشرف على علاجها.. واضح انها كانت متعرضه لصدمه و تطور عندها الوضع لحالات الهلع....
هزت رأسها بحزن/عاد أنا زودتها عليها و تركتها، لو ما تركتها كان...
قاطعها وهو يقترب و يمسك كفيها و يثبتها بهدوء/هذا يسمونه توتر و شعور بالذنب طبيعي، اهدأي و خلينا نساعد البنت
لم تصدق أنه أخيها الذي كان يعبس بوجهها حتى هذا الصباح، شعرت بالدفء وهي ترى عينيه المشابهه لعينيها تبتسم لها، نعم كانت تشعر بتلك الإبتسامه...،
.
.
في المؤسسه..،
ترك النظر لورقته ووضع نظارته على سطح المكتب وهو يرفع ناظريه لسيف الذي يجلس بهدوء/نعم؟؟
بكامل هدوءه الظاهر/مثلما قلت بستقيل
اعتدل بجلسته/الأسباب؟!!
رفع حاجبه/لازم أسباب يعني؟
ترك كرسيه/طبعاً، علشان اشوف أقبل هالاستقاله أو لا.. انت من الموظفين المقربين لي، و ماني مستعد افرط فيك
فتح زر آخر بأعلى ياقته ثم جمع كفيه وهو يحاول ان يلملم صبره/ابو راكان انا حاب اترك الرياض، عالأقل لفتره.. ابي أروح لجده او الدمام.. مادري، أي مكان المهم اطلع من الرياض
هز رأسه بأسف/المهم تطلع من الرياض؟؟ ليه؟ وش مخليك تهج من الرياض؟ قول يمكن نقدر نساعد
اخذ كأس الماء الذي أمامه و شربه دفعه واحده وهو يدعي الهدوء/ماله داعي.. بدبر نفسي برا الرياض
بإبتسامه ساخره/اهلها و عرفتهم روح و اخطبها مره ثانيه،تصرف لا تهرب يالجبان
وقف غاضباً هذه المره/ابو راكان تكفى، انا والله مابي اغلط عليك..
رفع اكمام ثوبه و طرفي شماغه للأعلى/لا اذا كان هالشيء بينفعك، عادي مسموح حاول تغلط علي وانا برد عليك رد يشفيك و يرجع لك عقلك لأن استقاله مافي
تمالك أعصابه ااخيراً/أدهم يرحم والديك، اعصابي تالفه و م...
قاطعه بهدوء فهو يعرف تماماَ حالته التي يعيشها/خذ إجازه و اطلع برا السعوديه بكبرها، سافر و لا تفكر بشيء ابد.. ريح راسك و قلبك... و تأكد أن عثرات الهوى لها علاج و بعض المفارق خيره..
ابتسم بحسرة خاسر/بعضه، ماهو كله يا أدهم.. و ما لعثرات الهوى الا الكسور اللي مالها جبر... سلام.
رآه يخرج بهدوء كما دخل، ليهز رأسه وهو يبتسم لحديث سيف، الله وحده قادر على إنتزاع الشعور و إستبداله بآخر أجمل و أكثر صدقاً.. دعه يذهب و ستريه الأيام تقلباتها.. لتذيقه من الحالي بعد لوعة مرارتها...
رن هاتفه ليتجه إليه و يلتقطه، إستغرب أنها تتصل به الآن، لم تتصل به في العمل منذ فترة طويله جداً، رد بقلق/ألوه الشموس فيك شيء؟
على الطرف الآخر بصوت متوتر/لا مافي شيء .. بس ا..... وينك؟
جلس على كرسيه و التقط ملفاً ليفتحه/أنا في مكتبي، انتي عارفه اني فالمؤسسه يا قلبي، وش بغيتي؟ .
تنهدت تنفسها/لا و لا شيء،... حسيتك تأخرت و قلت أتطمن
نظر لساعته/ام راكان، ترى باقي وقت وااجد على نهاية الدوام، شفيك؟ تبين شيء؟ تعبانه؟
على الطرف الآخر تنفست بتوتر و هي متردده/لا.. شكراً، خلك مكانك.. أنا بحاول أرجع أنام.. يلا سلام..
أغلق الهاتف بعدما ودعها، استغرب كثيراً إتصالها، و لكن لم تفوته نبرة صوتها المليئه بالألم.. خرج متجهاً الى محمد الذي يجلس عل مكتبه يباشر عمله/محمد
رفع رأسه بإبتسامه/سم يبو راكان
رفع طرفي شماغه للأعلى/باقي ساعتين ع نهاية الدوام، أنا طالع ضروري، سكر مكتبي و قول لحمزه يستقبل أي اتصال يخصني و يأجله لبكرا...
هز رأسه و الإبتسامه ترتسم على وجهه بحرج/أبشر، دام كذا انا بعد مالي قعده، اقدر أطلع للبيت بدري هاه؟
بإبتسامة خبث/اطلع بدري، معذوور يالعريس.....يلا سلام.
ابتسم للفراغ بعد ذهاب أدهم، ليقرر شيء وهو يخرج هاتفه ليتصل بالمنزل، و لكنه تراجع وهو يتذكر أنه نزع سلك الهاتف و منع كل التكنولوجيا ووسائل الاتصال عنها،..
حقيقة لا يعرف كيف سيستمر معها هكذا.. و لكن ترك ذلك للأيام..
.
.
نفضت معها سريرها وهي تتذمر /يعني ما أجيك إلا وتستغليني ارتب غرفتك.. مستحييل يا شهد تفاجئيني بعزيمه لو كان فالبر
ضحكت/توني مسويه لك قهوه و حلى علشانك رغم اني ماكل حلى.. يمه منك
اخذت الوساده وهي تلبسها كيسها الجديد/اييه سكتيني بها
وقفت وهي تنظر للمساحه التي يأخذها المكتب الصغير/هذا لازم ينشال عشان احط سرير ولدي مكانه.. و بغير ديكور الغرفه بحط الوان صيفيه فاتحه شرايك؟
انتهت من الوساده لتتخصر/و الكمبيوتر حقك و شغلك؟
ضحكت/شغلي مو اهم من ولدي، اصلا كمبيوتري بغيره، اتوقع خلاص عمره الإفتراضي خلص و ماقصر معي من الثانويه و خرجني من الجامعه.. بجيب غيره و اساسا بالشنطه يعني ماله داعي مكاتب
صمتت وهي تفكر قليلاً و ترى راحة شهد بالحديث عن مستقبلها مع طفلها..
لاحظت شرودها لتبتسم/شفيك سكتي فجأه؟
نطقت بتردد و خوف من المستقبل القريب/كنتي تحبين نايف؟ كيف أثر عليك الانفصال؟
سحبت الكرسي لتجلس وهي تجمع شعرها المموج بأريحيه و تتركه ينساب على كتفها/هو مو حب حب، لا، كان بينا حاله من السلام و الرضا فقط، يعني مادري كيف اشرح لك!
شدها حديثها/مو هذا الحب؟
هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم/الحب يستوجب التضحيه و الغفران، و بالأصح يعمي عيونا عن الغلطات الكبيره قبل الصغيره..
نايف انتي عارفه ظروف زواجي منه كان بدايته شفقه و أي شيء يجيك شفقه ماله علاقه بالحب... اوهام
دعكت جبينها بتوتر ثم راحت تجلس على طرف الطاوله وهي تشعر برغبه في الثرثره و لكن تعجز عن إيجاد كلمة إستفتاحيه واحده لثرثرتها..،
عرفت ما يدور داخلها، هي لم تكن تصمت وسط ثرثراتهن، و لكن منذ فتره ليست بسيطه تغيرت و صارت تسكت اكثر مما تتكلم/صار اللي كنتي تعوذين منه؟حبيتيه صح؟
مسحت على وجهها بكلتا يديها وهي تغير مكانها وتجلس على طرف السرير،ثم رفعت عينيها إلى شهد/قلبي يوجعني يا شهد.. حيل حيل يعني كيف أشرح لك؟ لدرجة اني افتش وراه... إذا رجع البيت استقبله بضمه مو عشان شوق لا.. كنت احاول ادور على عطر ثاني غير عطره، هو للآن مانتبه لتصرفاتي هذي و اتوقع مفسرها زيادة محبه لا أكثر.
استرخت بجلستها وهي تسمعها حتى انتهت/هند هذي غيره مرضيه.. و الا شاكه فيه؟؟
حاولت ان تمنع شفتيها من الانهزام أمام رغبتها في البكاء، و لكن تعثرت نبرتها/شهد أنا ماقدر احمل بشكل طبيعي، فرص حملي ضعيفه جداَ، وهو ما برد خاطري بالعلاج و لا تعب نفسه معي، كل يوم أخاف يبتعد عني و يتزوج علي، حتى لو مجرد سرحانه وهو معي اغار ، انجن تفهمين علي؟
ابتعلت غصتها بعد رؤية دموعها، يالضعف النساء أمام قلوبهن مهما اشتدت قوتهن/هند ترى والله بدري على حملك.. ترى انا و انتي صغاار لا يغرك حملي بدري
هدأت من بكائها وهي تمسح دموعها/تدرين شلون؟ أنا فكرة الحمل شلتها من راسي خلاص، و كنسلت مواعيدي هالشهر و حلفت ما اتعب نفسي، لو تعرفين كم تبهذلت بالسنه اللي راحت ماراح تصدقين، لو بي أمل حملت لكن خلاص.. رضيت باللي كاتبه ربي أخيراَ، وهذا اللي مخليني عايشه على كف عفريت، ان تزوج علي عبدالرحمن مدري وش بيصير فيني والله..
بإبتسامه/سهله..ماتقدرين تتحملين الضرّه انفصلي.. ليه مصعبتها؟
إلتفتت إليها مصدومه من برود حديثها/و عبدالرحمن؟
بنفس إبتسامتها/الحقيقه توجع لكن بالنهايه هي حقيقه، ليه مستصعبه ترك واحد جاب عليك ضره بكل سهوله و اكيد يعني بتحمل و بتجيب له عيال و بينساك مع عياله و ام عياله. نصيحه إذا فعلاً قرر يتزوج عليك مستقبلاً ساعتها انسحبي من حياته.. علشانك يعني
تركت لها المكان و خرجت، هل تظن أن الامور سهله كما تراها؟!!
عادت لتسترخي بجلوسها و يدها تداعب بطنها البارز، على المرء ان لا يسلّم قلبه زمام أموره.. كما فعلت هي، و ساعدها على ذلك أنها لم تقضي أياماً جميله مع نايف...
ابتسمت بسخريه لذلك الماضي القريب معه، هو فعلاَ لم يكن يراها عندما كانت عنده في بيته..،لم يلاحقها إلا بعدما تركته وشعر أن شيئاً يملكه أُخذ منه، هي ليست من ممتلكات ذلك المدلل.
.
.
دخل جناحه وهو ينزع شماغه و يفتح زري ثوبه من أعلى، سأل عنها و لم يجدها مع هوازن.. و اخبره والده أنه لم يراها اليوم..،. رآها هناك عند الشرفه تجلس بردائها الزهري و شعرها يتهادى فوق ردائها و على كتفها الأيمن على طبيعته.. تجلس شبه مسترخيه صامته..،
تستمع للريح الخفيف خلف نافذتها الكبيره..
الإنكسار لا يليق بها.. و لا تستطيع ان تخرج من غرفتها حينما تشعر بضعفها قد يطفو على ملامحها.. و فعلاً تمكن منها هذه المره و باتت ملامحها تحكي كل ما يدور داخلها..إبتداءاَ من السواد الذي تحت عينيها و عظام خديها البارزه و حتى نقص وزنها...،
كان سيخرج و لكنه تفاجئ بصوتها بدون أن تلتفت إليه/لا تروح..
إبتسم وهو يذهب و يجلس بجوارها و يشاركها الأريكه و يده ترتاح على طرف الأريكه خلفها/كيف عرفتي اني جيت؟ كنت حريص ما اطلع صوت
أمالت بنفسها على صدره القريب منها/فضحك عطرك
صمت وهو يراها لا تتردد مؤخراً بإظهار حاجتها له، و فرحتها بإقترابه.. هذا شيء يسعده و يؤلمه بنفس الوقت، يعرف أنها تعيش صراعاً داخلها و و تشعر أنها تحارب وحدها على الجبهه/تجين نطلع؟
ابتسمت وهي تداعب أزرة ثوبه/وين؟
رفع رأسه يفكر قليلاً /مدري خلينا و بعدها نقرر الوجهه، شرايك؟
بهدوءها المرهق/راكان معنا و الا لا؟
بإبتسامه/مع أنه بيضايقني بس ما عليه ناخذه.
شدت على عناقه و أغمضت عينيها براحه كانت تبحث عنها منذ فتره ليست بالقصيره.. مهما كانت قويه هي محتاجه لحضن ترتاح فيه..
نفذت طاقتها من التحمًل و مواجهة جيش الألم لوحدها و محاربته، غلبتها الظروف و كسرتها و باتت تبحث عن حضن يلملم شتات روحها، عن إطمئنان يضيف السكينة لقلبها و عن كلمه لطيفه تسندها و تعطيها أملاَ، فليست كل الأيام ضاحكه و جميله..
.
.
في مكتب صالح للمحاماة..،
منذ دقائق يجلس سيف يداعب سُبحته بإنتظار إنتهاء مهند وهو يرفع طرفي شماغه بشكل فوضوي/مهند يخوي متى بتخلص؟
اغلق ملفاً بين يديه/ماعليه هذا له مرافعه بكرا بدري، ما قلت لي وراك جاي اليوم بدري، ع اساس عندك دوام!!
بلا اهتمام/قدمت استقالتي ابي انقل
استغرب/أفااا سويتها صدق؟ والله اني أحسبك تمزح.!
بتملل/ابي اطلع برا الرياض،و افكر اشتري خيل..شرايك
ضحك وهو يستمع لنبرة السخريه منه/بتهج و بتشتري خيل.. اركد علينا يا ولد
ضحك هو الآخر ليقف/يلا يلا مشينا بس بموت جوع
طرق الباب في هذه اللحظات ليدخل بهدوء، بثوب شتوي بنفس لون عينيه و شماغ/السلام عليكم
تفاجئ كلاهما/و عليكم السلام..!
تقدم قليلاً وهو يتجاهل وجود سيف/اعتذر يا مهند عن جيتي بدون اتصال، لكن الموضوع ضروري شوي
قلق من ذلك الموضوع، بالتأكيد يخصها،..
تحدث مهند وهو يضيفه/تفضل،
إلتفت إلى سيف/الموضوع خاص
فهم أنه يطرده بطريقه أخرى هز رأسه وهو يلتفت إلى مهند/انا طالع للمكان اللي انت خابر، إذا خلصت تعال
رآه يخرج ليجلس/تفضل اخوي آدم... أي خدمه؟
بإبتسامه مرتبكه و لكن بشكل مباشر /مهند مابي أأخرك و انت مخلص دوامك، و لا ابي استشاره، لكن بما أنك كنت ماسك اعمال أدهم اللي تخص أختي و مريم، أنا محتاج منك أعرف كل شيء يخصهم..
استغرب أن يجمع مريم بأخته/مريم؟!
بجديه/مريم حالياً بالمستشفى و الوالده حابه تستضيفها ولو مؤقتاً لذلك أنا حاب أكون على بينه.. أرجوك تتعاون معي..
.
.
بعد أيام...،
مضت ساعة و نصف منذ تركها و دخل غرفته لينام، إنتابها الملل من متابعة التلفزيون كل ليله وحدها..، متى سيفهم أنها قد قررت التضحيه من أجل البقاء معه وعليه أن يتقبل ذلك و أن لا يضغط على نفسه أكثر من ذلك..،
يجب أن ينتهي مسلسل التهرب المتبادل بينهما بشكل نهائي.
شعرت برغبه في النوم.. لتطفئ التلفزيون و تذهب للغرفه بالتأكيد قاد نام...
فتحت الباب بهدوء لتراه يجلس ببجامته الثقيله بمنتصف السرير يعمل على لابتوب أمامه، لتبتسم وهي تقفز لجانبه/ما شاء الله و أنا قلت اكيد نام من زمان
ابتسم لها وعينيه خلف نظارته الطبيه على شاشة الكمبيوتر المحمول خاصته/ابي أخلص اللي بين يديني علشان نسافر للرياض بالأول،اودي أوراق للمستشفى و أخذ إجازه و بعدها بنسافر لباريس، طبيبي نصحني اروح لمركز متخصص هناك.. و بشوف بعدها وش الله يكتب لنا
إتسعت إبتسامتها وهي تضم مابين كتفه و ذراعه القريب منها و تسند نفسها و تداعب يده بأناملها/متى نستقر ببيتنا و يرتاح قلبي من سفراتك،
اشعلته بإلتصاقها و لمساتها وهي لا تدري، إبتلع ريقه بصعوبه وهو يدعي الصداع/قلبي روحي سويلي كوب قهوه نفس قهوتك اللي تحبينها بس حطي سكر.
رفعت ناظريها له بإحباط/هاللحين؟
بإبتسامه/ياليت.. يلا بسرعه وش تنتظرين؟
تنهدت وهي. تلاحظ تلاهيه عن النظر إليها/طيب..
رآها تخرج ليمسح على وجهه بتوتر، لا يعلم إلى متى سيصمد، هي لا تساعده أبداً، شعر بالحراره تسري في سائر جسده، لم يحتمل ثقل بيجامته لينزعها و يرميها لعلها تخفف عنه هذا الضغط...،
دقيقتين ثم عادت بكوب قهوتها وهي تبتسم من شكله/قبل شوي مشتي و اللحين مصيف!
تلاهى بالعمل وهو يتمنى ان تخرج/كيف القهوه؟
اقتربت منه وهي تقدم له الكوب/تفضل
إرتشف منها قليلاً ليعبس/ناقص سكرها
إقتربت منه بخبث أنثوي/ناقص مرره و الا شوي!
توتر/واجد ناقص
أخذت الكوب و هي تلاحظ جموده/خلني أذوق،... تمززح! سكرها مضبوط و زياده بعد..
للتو إنتبه أنها إرتشفت من كوبه/وش سويتي؟
إرتشفت منه مجدداً و أعادت كوبه للطاوله و عادت إليه/وش سويت يا قلبي؟!
صد لشاشة لابتوبه بتهرب و لكنه تفاجأ بيدها تدير وجهه لها وهي تبتسم/ليه تصد عني و أنا أكلمك؟
أبعد يدها عن وجهه وهو يرفع حاجبه بغضب وحب و كل المشاعر المتضاده/علميني وش لك بالوجع يا بنت الناس، أنا حالياً عايش على الحافّه، يعني مامني فايده لازم تقتنعين ان وجودك معي ما يفيدك
راقبت كل كلمه قالها، سمعتها بقلبها قبل أذنيها، شعرت أن الألم كله يجتمع بصدرها في هذه اللحظه و عينيها بعينيه، لينطق الوجع/يوم تركتني ‏كان شعوري مثل الشهقه العالقه بالحلق لاهي اللي ذبحتني و ريحتني و لاهي اللي خلتني أتنفس و أعيش.. إضطراب دايم و هذا أنت للحين منت مقتنع أن مصيري مرتبط بمصيرك
رفع حاجبه بنفي/محد مرتبط مصيره بمصير احد.. لا..
قاطعته بقبله واجهها بالقبول الذي لا شيء سيكون غيره في هذه اللحظات لتبتعد قليلاً وهي تهمس/أنت مصيري.
وفي لحظة ضعف، إنهار الحاجز الذي كان يردعه..كان قلبه ينساق لرغباتها التي يريدها تحت وابل من القبلات التي تركت أثرها على صدره..،
كانت الأمنيه المستحيله فحضرت إليه كحلم... فصارت بين يديه حقيقة.
لتجعله يؤمن و يتأكد بأن النجاح الحقيقي الذي حققه في حياته هو وجود روح أخرى تخشى فقدانه.
.
.
.
عند باب غرفة التنويم ينتظرها واقفاً بعد دخول والدته لزيارة مريم،.. نظر لساعة يده و أعاد ترتيب شماغه..
خرجت إليه مستغربه طلبه لها/السلام عليكم
ابتسم لرؤيتها/و عليكم السلام، شلونك؟
فرحت بإبتسامته التي يستقبلها بها للمرة الأولى/الحمدلله، أمي تقول انك تبيني!
شعر بغرابته للحظه ولكن تحدث/لي يومين ما شفتك، وجيت اسلم عليك، تبين شيء و الا محتاجه شيء
إلتمعت عينيها، لا تصدق ما تسمعه..انعقد لسانها..
إردف بنفس إبتسامته وهو يقترب منها و يقبل رأسها/أمي ما طلبت مني هالطلب، أنا جاي أسلم عليك من نفسي..
لم تجد ما تقوله، فقط اكتفت بالدموع التي جعلته يندم كثيراً على فضاضته..
.
.
إستيقظ بعد نوم طويل لم يحسب له حساب... بالكاد فتح عينيه و حاول النهوض ليرى يدها تنام على صدره، وهي تلتصق به و تطبق عينيها بتنفس منتظم بجانبه بمشهد يسلب عقله يُنسيه نفسه للحظه.. أنتبه للأثار التي تركها على عنقها و صدرها ليدرك بشاعة مافعله وهو يتذكر ما حدث البارحه... هل نسي نفسه؟؟!!
سحب نفسه من السرير وهو ينزل بسرعه و يذهب للحمام مسرعاَ...
لم تنتبه لإنسحابه سحبت الوساده لحضنها و هي ما زالت تغط في نوم عميق كمن لم ينام دهراَ...،
.
.
إنتهى من لباسه برشّة عطر..،وخرج تذكر هاتفه و ساعة معصمه...
عاد ليبحث عنها متأكد أنها هنا في مكان ما من التسريحه..،
وجدها أخيراً ولكنه لمح شيئاً جعله يزم شفتيه غاضباً "مازالت تحتفظ بمفتاح سيارة أخيها" .. وضع جواله في جيبه و لبس ساعته وهو يخرج...متجاهلاَ لصوت ندائها..
استغربت، لعله كان شارداً/قااسي لحظه
توقف وهو عند باب الشقه/خير؟
استنكرت نبرته/قلبي بغيت أقولك اني بروح أهلي و..
رد بدون و هو يفتح الباب/لا
كانت ستقول شيئاً و لكنه أغلق الباب خلفه!!!
ليس من عادته لحقت به وهي تفتح الباب لتناديه/شفيييك قاسي ووقف
توقف في منتصف السلم وهو يلتفت إليها غاضباً أشار إليها بالصمت و لكنها تتصنع عدم الفهم ليعود مسرعاَ رغم ألم قدمه ليمسكها بذراعها و يدخلها الشقه و يغلقها و ينفجر بها/وش تحاولين تسوين ها؟؟ انطقي ليه تناديني بهالطريقه و امي تسمع
استغربت أسلوبه/قاسي هذي طريقتي اللي دايماً، و إذا سمعت خالتي، انا فقط ناديتك، بس انت شكلك متنرفز شوي، شفييك؟
نفض ذراعها/لا تستهبلين و تقولين شفيك، فااهم حركات استغباءك هذي.
مازالت لا تفهمه، مازحته بوضع يدها على جبينه/أي حركات، قااسي الظاهر حرارتك مرتفعه أو للحين انت نايم ، صحصح حبيبي، وضعك صاير غريب!
تذكرت تسميتها له بالشايب بسبب شيبه الظاهر/صاير غريب هاه!! يعني يا أماشي مزاجك و الا ترى بكون غريب!! انتي تجاوزتي حدودك
سحبت يدها بغضب وهو يفسر تصرفاتها خطأ/أنت قلت وصلنا لمرحله نفهم بعضنا زين، لكن مسرع ما خربت كل شيء، أي حدود اللي تجاوزتها، تكلم بوضوح
بلا مبالاة/فكري بتصرفاتك، خلاص ماعدتي صغيره انضجي.. تعبت من التربيه
لا تصدق أنه يراها عبئاً و أنه بنفسه يربيها، كان كل شيء في كفه و ما قاله الآن بكفّه أخرى، لتبتسم بخيبة أمل و هي تبعد شعرها لخلف أذنها/لا يكون قصدك تعبت من تربيتي؟
صد صامتاً وهو يشعر أنه ارتاح بعدما نفّس عما بصدره/..
هزت رأسها بهدوء بعد صوته العالي قبل قليل/اوكي... واضح أن التفاهم بينا كان محض صدفه لا أكثر..يا حضرة المربي الفاضل، و يبدو بعد أن وجودي معاد مرحب فيه،
بلا مبالاة/المهم خواتي ترى بيجون الليله، برجع بدري
تركته وهي تهم بالدخول بصمت، كيف يتجاوز كل شيء و كأن شيئاً لم يكن..،
لحق بها/سمعتي وش قلت؟
أخذت علبة ماء وهي تفتحها بتوتر لتجده يقف بباب المطبخ مازال ينتظر لتتحدث بهدوء غالبه توتر/أنا قلت لك بروح لأهلي..
بغضب/نعم؟!
بإصرار/كنت بروح زياره لكن بعد اللي زل به لسانك قبل شوي شكلها بتطول حيل، ألزم ما علي كرامتي من هاللي قاعده أسمعه منك، قال تعبتي أربي قال.. خل تربيتك لنفسك
شعر أن ساقه ستنخلع منه من كثرت الشد/منتي برايحه فاهمه... و الا اشرحها لك؟
ابتسمت بسخريه و هي تلتفت إليه/لا أنا غبيه محتاجه شرحك دايماً ما افهم ما استغني عن مساعدتك لي حتى بالفهم تصدق؟!
تأفف وهو يصد مالذي جعل النقاش يصل إلى هذا الحد..،. خرج في هذه اللحظه تاركاً إياها خلفه، ستنفجر من غضبها...، تجاهل نداءها..
لحقت به و لكنه أغلق الباب بينه و بينها لتبكي/وين راايح، دام هذا تفكيرك مااابيييك كان لازم أعرف انك تبي وحده تعرف تربيك مو انا.. مو أنااا
توقف خارج باب المغلق، سمع ما قالته، حاول ضبط نفسه مستعيذاً من إبليس اللعين.. ما قالته ستدفع ثمنه لاحقاً... قرر الخروج الليله، يجب أن يبتعد....،
.
.
أوقف سيارته في هذا الجو الماطر.. أمام منزله.. فكر بأن يأخذها لأي مكان، قد حبسها بما فيه الكفايه، وهو قد مل ان يعيش بهذه الطريقه، لم يتزوج ليعيش وحيداً هكذا.. على الأقل ليترك لها ذكرى طيبه... لن يخسر شيئاَ..
نزل من سيارته وهو يسرع بخطواته هرباَ من المطر، أخرج المفتاح من جيبه ليفتح الباب و لكنه تفاجئ بأن الباب مفتوح أصلاً...!
إستشك في الأمر وهو يدخل بسرعه.. هل هربت؟!!!
تدور الليالي بين ضيقه وعبرة حلق،
‏وأنا الطيّب اللي دورة الوقت موجعته.
.....
.
‏َأوقف سيارته في هذا الجو الماطر.. أمام منزله.. فكر بأن يأخذها لأي مكان، قد حبسها بما فيه الكفايه، وهو قد مل ان يعيش بهذه الطريقه، لم يتزوج ليعيش وحيداً هكذا.. على الأقل ليترك لها ذكرى طيبه... لن يخسر شيئاَ..
نزل من سيارته وهو يسرع بخطواته هرباَ من المطر، أخرج المفتاح من جيبه ليفتح الباب و لكنه تفاجئ بأن الباب مفتوح أصلاً...!
إستشك في الأمر وهو يدخل بسرعه.. هل هربت؟!!!
ليناديها بصوته الجهوري/ريماااا وينك؟ ريماا؟
دخل المطبخ ليراها هنالك خلف باب المطبخ!!! خرج من المطبخ غاضباً وشدها بشعرها بقوه وهو ينفضها/زين اللي لحقتك وش طللعك هااه وين ناويه تهربين تكلمي
أوقفه صوت والدته العالي خلفه/محمد!!!!
شعرت أن كرامتها لم تسقط رسمياً على الأرض فقط بل تواست تحتها بسببه، تحدثت وهي تبكي/كنت ابي اغير انبوبة الغاز، زين انك جيت غيرها بنفسك انا ماعرف
تركته و دخلت تحت صمته الرهيب.. لم يركز قليلاَ هي هنا بجانب اسطوانات الغاز..
إذن والدته من فتحت الباب، كيف سيبرر تصرفه.. ورطه!
وقفت خلفه وهي مازالت مصدومه مما رأته/أفاا تضرب زوجتك؟ ماني قايله وين الرحمه و الموده بعد صراخك.. لكن وين المرجله يا محمد؟! تستقوي على بنت ضعيفه تحت جناحك؟
ليس لديه ما يبرر به حقاً/يمه تصير هالاشياء عادي
قاطعته/لا والله ماهي عادي و لا قد سواها ابوك الله يرحمه ولا قد سواها ابوي و لا عمانك.. يا ولدي عييييب عييب عالرجال يرفع يده على مره حتى لو زعلته
مسح على وجهه بتوتر/يمه متى جيتي؟ وش عندك بالرياض
قالتها بصرامه/جايه أزور ولدي اللي ما زارني بعد زواجه.. و لا فكر يتصل، و برجع و انا ماخذه بنت اخوي معي تمشى و توسع صدرها شوي عندي في جده.. دامك تقفل عليها البيبان و فاصل التلفون و ماخذ جوالها، الله أعلم وش مسوي بها...
و كأنه لم يسمعها/انا مب موافق تاخذين زوجتي معك،
تقدمت حتى اقتربت منه وهي تشد من ياقة ثوبه/ماخذيت رايك، نعنبو بليسك لو صار حريق و ماس كهربائي بالبيت و انت ماهو فيه وش بتسوي البنت بعمرها هاااه؟؟ لكن الشرهه مهب عليك، الشرهه علي اللي ما اعتزي إلا فيك، أم محمد و أم محمد..
زم شفتيه بغضب وهو يدخل و يلحق بريما و لكن أوقفه صوت والدته...!!
... /وقف عندك، ان لحقتها فوق لنته ولدي و لا آعرفك
توقف وهو يزيح شماغه و يضعه على كتفه و ينزل لها/يمه ليه تكبرين الموضوع، شيء بيني و بين زوجتي ترى
قاطعته بحزم/لا لا اللي شفته و سواياك و تقفيل البيبان و سحب الجوال ماهو عادي يا ولد بطني.. أنت فيك بلا... يلا خلك بالمجلس لين نروح، خالك عبدالرحمن بيحجز لنا تذاكر و بكرا بنروح لجده والله يعيني عالممسى الليله ببيتك.
وضع يده على رأسه خشية أن ينفجر أمام أمه، قد حزمت أمرها تماماً، ليتركها و يخرج غاضباً..،
.
فوق سمعت ما دار بينهما وهي تمسح دموعها، لم تتمنى أن يرى أحدهم حالتها البائسه هذه، لم تحب أن تخرج من منزله لهذا السبب و لمنزل خالتها و اخوات محمد.. لن تكون سعيده و الجميع يعرفون بفشل زواجها.. إزداد بكائها حزناً على حالها.. بعد كل ذلك الإنفتاح على العالم لم تتوقع ان يزوجها والدها بهذه الطريقه التقليديه البحته... من الظلم ان ترغم على هكذا اسلوب زواج.. لكن ان تظل هنا في جحيمه افضل من أن ينكشف حالها أمام بقية العائله.
.
.
.
.
.
.
.
.
جلست طوال الليل لا تكاد ترى ضحكتها الرنانه المعتاده... حتى أنها لم تنزل لهم إلا متأخره..
انتظرت حتى ذهبت ساره و أمها للنوم لتسألها/نيفو فيك شيء؟ احسك منتي طبيعيه الليله
تصنعت الإبتسامه/يمكن لأني ما صرت اخذ كفايتي من النوم، العيال مسؤليه ماهي سهله
رأت أخوها يدخل لتسألها/و قاسي وينه عنكم
قلقت بعدما رأته يدخل بيده عكازه ليجلس في الجهه المقابله و إبتسامته تعلو وجهه، لتبتسم له/قاسي ما يقصر معي بشيء.. كل شيء.
اتسعت ابتسامة مدى/في هذي ما اقدر أنكر، أخوي أحسن أب في الدنيا.
ابتسم لأخته/ها عسى بتطولون هالمره ترى نبي تطلعون معنا المخيم
رفعت كتفها للأعلى/والله مادري عن منيف يخلينا نطول او لا، متى مخيمكم؟
إرتاح في جلسته/الاسبوع الجاي اتفقت مع أدهم، بعدما يرجعون من الشرقيه.
استغربت ان يوافق أدهم على التخييم في ظل ظروف الشموس، و لكن بالتأكيد استشارها.. أدهم سيكون أكثر حرصاً عليها من أي أحد.....
وقفت وهي تقرر العوده لشقتها و تركهم/اوكي أنا استاذن مدوش بنام دام عيالي نايمين مافيني اسهر.. تمسي على خير
بإبتسامه/والساري بخير.
وقف وهو يتعكز بعكازه الفضيه/يلا بعد انا بروح أمسي.. سلام
كم يؤلمها أن ترى سندها بعكازه، تعرف أنه يتألم.. هو سبق و أن استغنى عن العكازه لماذا عاد لها هذه الفتره، لم تسأله، لا تدري لماذا صمتت عن سؤاله..،
.
.
.
.
.
.
وقفت ثم مشت ثم وقفت تفكر به قلقه وهي تشعر أنها ستجن به،...
سمعت صوت خطواته مع صوت عكازه يدخل الشقه و يغلقها لتخرج تسأله بلهفه فليس هناك ماهو أهم منه الآن حتى قلبها الذي كسره،
توقفت أمامه وهي تسأل بلهفه و الدموع تبلل أهدابها/ليه مشيتك متغيره، و ليه رجعت للعكاز؟ سلامات كيف تعورت؟
إبتسم لنبرتها الباكيه و للهفه في عينيها،اقترب و مسح دموعها بطرف انامله والله انه لا يستحق إمرأه غيرت من نفسها و تنازلت عن كل شيء لأجله/أنا بخير لا تبكين
حاولت بفشل مسح دموعها و ابعدت يديه وهي تبتعد/مابكيت، عيوني مادري وش دخل فيها،
راقبها تذهب وتغسل وجهها، ليجلس بتعب و يمد ساقه.. مازال تحت تأثير المسكن فهو مرتاح..،
عادت وجلست بهدوء وهي تسترق النظر ليده التي على رجله المبتوره،بداخلها صراع هو من أشعله..لم يكن عليه أن يجرحها/أنا جلست الليله علشان خاطر خالتي حصه.. لكن بكرا بروح بيت أهلي..
حاول أن يسحب قدمه و يعدل جلسته كانت مهمه ثقيله و لكن لم يتألم/يعني معاد لي خاطر عندك؟
وقفت وهي لا تريد النقاش/كان لازم تراعي الخواطر قبل ترمي كلام ماله داعي.. و بدون سبب.
هز رأسه وهو يراها ذاهبه/كانت لحظة غضب
ابتسمت بقهر وهي تلتفت إليه/الغضب حجه عشان تسب و تجرح؟!! هذي الثاانيه.. لا تظن أن كلماتك تمر علي مرور الكرام...
ابتسم/ظنيتك كبرتي على التأثر بالكلام اللي ماله معنى
ضحكت/كبرتي!! هذي مشكلتك اللي فجأه انتبهت لها و بدأت تضايقك يا قاسي!!.. و لا تقول ان كلامك ماله معنى، انت تقصده و الغضب يفضح المكنون...
وقف وهو يتحامل على رجله/يا بنت الحلال تعوذي من الشيطان.. أنا كنت زعلان
تركته وهي تذهب ما يدّعيه لا يقنعها، لن تقتنع حتى تتركه لترتاح.. شعرت به يلحق بها حتى باب الغرفه لتقف و تلتفت إليه/لين هنا و بس، أنا و أنت هذي نهايتنا مع بعض..
رفع حاجبه/سلامات، وش هالكلام الجديد، نهايتنا و ما نهايتنا، يا بنت تعوذي من ابليس هاللحظه.
بإبتسامه/اشوفك تتعوذ منه هاللحين، ليه يومنك زعلان لحظتها ما تعوذت منه و حفظت لسانك.. معليش حبيبي ما كل شيء بيكون بمزاجك،
ابتسم/حبيبك شايفه.. قلتيها
بإبتسامة سخريه/ماهو شيء جديد، أنت فعلاً حبيبي،‏و كل العايله تدري بمكانتك بقلبي، لكن معاد لي قعده معك، أنتهى.
ألتزم صمته وهو يرى تصرفاتها..، مازال الجرح يتحدث على لسانها..،
هزت رأسها/لا تقعد تخزني بعيونك..يلا ودني بيت أهلي
إبتسم/سيارتك معك، روحي أنتي، أنا تعبان وماقدر ، لكن بكرا روحي يا ماما، مايصلح تطلعين من بيتك تالي الليل.
رفعت حاجبها بتحدي/ما عليك مني، أطلع أي وقت..
امسك بذراعها وسحبها إليه بقوه، حتى إلتصقت بصدره، ليتحدث من بين أسنانه/خلاص عاااد اسكتي، قلتلك مافيه طلعه تالي الليل، ماتفهمين.؟!!!
شعرت أن يدها ستنخلع و عظامها في حالة صدمه، حاولت أن تتملص منه دون جدوى، هو يثبتها جيداً، لتتحدث بغضب تغلفه إبتسامة تهكميه/لا واضح أنك تعبان..شوي و تكسر عظامي ما يسوى علي! ، ترى ما حددت وقت لطلعتي بس أنت تتلكك!!
مازال يثبتها/لا تستفزيني ماهو من صالحك
بنظرات تحدي، تعرف أنه يتألم من ساقه، و لكن هي موجوعه أيضاً/يمه!! خوفتني يالقنبله الذريه! ، أنا شوري عليك لا تبالغ و تمثل انك سوبرمان أرتاح لا توجعك رجلك و أبلش بك.
شعر أن الألم لا يطاق و كأن إبرة المسكن ذهب مفعولها/ليه تبلشين بي يعني، تقدرين تتروحين و تخليني
تعرفه حينما يعاوده الألم، نبرته تتغير و وجهه يتعرق، و بدأ يفلتها و يحررها من يديه/مشكلتي معك عويصه ما اقدر أروح و أخليك بسهوله كذا.
تركها و راح يجلس على طرف السرير و يده على فخذ رجله التي تؤلمه/وش هالمشكله بالله؟
تحدثت بجديه وهي تراه يضغط على فخذه بشكل يوحي بأنه يتألم بشدّه/لازم تأخذ المسكّن علشان تعرف ترتاح، وين حطيته؟
أشار للباب/هناك على طاولة الصاله.. بس مابعد فتحته.
ذهبت مستعجله ثم عادت به وهي تبعثره على طاولة و ترفع إحداهن/فيه حبوب و بخاخ موضعي و.. وش هذا هذا مصل و إبره!!
أشار لها/هاتي الإبره أسرع
بنفي قاطع اخذت البخاخ/سلامات! ، أنا ماعرف اعطي أبر، بحط لك البخاخ. و بتخف بسرعه كالعاده. بس نام على ظهرك و مدد رجلك براحه
بعد عشر دقائق من رشها لقدمه أغمض عينيه مدعياً النوم، فعلاً الراحه بعد الألم مُسكره..
تركته و ذهبت لأطفالها تطمئن عليهم بعدما إطمئنت عليه...،
فكر ملياً بما حدث و لم يجد تفسيراً واحداً لحماقته، هي تحوم حوله و مجروحه في نفس الوقت، ليست متشدده في غضبها كما تخيل و كما فعل هو، بل معترفه بأنها تحبه رغم جرحه لها ، مازالت تدهشه بنضج مشاعرها و قدرتها على تحمله، كان يحتاج لواحده مثلها منذ زمن طويل..
دخلت الغرفه لتخفت الإضاءه، توقعت أنه نام حتى إقتربت من السرير و لاحظت تنفسه و طريقة إغماضته..سحبت الربطه التي كانت تجمع شعرها البني لينتثر على ظهرها، نفضته بخلخلته بأصابعها ثم وضعت رأسها على الوساده و هي ترى ارتعاشة أهدابه/توقعتك نمت بعدما ارتحت من الألم! ليه مانمت؟
فتح عينيه ليراها تنام بجانبه كعادتها بهدوء/مدري..
تأملت نظرات عينيه لها، لتبتسم/كيف ما تدري؟ يوجعك شيء؟ عادي بتصل بنايف يجي يوديك المستشفى، أو أوديك أنا
بهدوءه/لا تخافين مافي شيء.. أنا حالياً مرتاح..
عادت لتصمت و تقرر النوم، لم يعد هنالك ما يمكن الحديث عنه الآن، دعه يرتاح من ألآمه و لتدع جرحها يغفو قليلاً..،
لاحظها تغمض عينيها/صدق بتروحين لأهلك بكرا؟
عادت لتفتح عينيها مجدداً وهي تتوسد كفها/إن شاء الله
ظل يتأمل هدوءها و تمثيلها للنوم/خلاص، معاد تبيني؟!!
سحبت اللحاف لتلتحف به بهدوء/وش أبي فيك بالله؟
عاد لصمته مجدداً بعدما رآها تدير ظهرها له و تنام..،
حاولت النوم غصباً و أغمضت عينيها، و لكن بداخلها صدع كلماته الجارحه يخرج منه صوت أنين ألم حرمها لذّة السلام الداخلي الذي كانت تعيشه معه.. لم يكن عليه أن يجرحها بلا سبب هكذا.. لم تتجاوز و لم تفعل ما يغضبه فلماذا تعمد جرحها؟!!
تحدث رغم فقدان الأمل برضاها و هو يرى ظهرها/ماكنت أقصد كلامي اليوم، كنت بس معصب و فاقد تركيزي.. يجوز ما تسامحيني لكن تأكدي أني نادم..
لم ترد مازالت تغمض عينيها و تّدعي النوم رغم إنهمار دموعها...
.
.
.
.
.
منذ وقت طويل لم يلتقي بها.. هي هذه المره ليست تلك الفتاة اللعوب المملوءه حياة التي كان يعرفها، وضع كاسة الشاي وهو يسألها/وش مسويه لمحمد، ليه أمه زعلانه كذا، تكلمي هذا هي راحت تنام
تنهدت ففي سؤاله إتهام واضح/ما سويت له شيء، و لا هو سوا لي شيء.. مافي شيء أصلاَ
ابتسم بخبث/واضح، اشوفك تغيرتي، الظاهر الحبسه تربي
بهدوءها الذي صار سمتها/قصدك تكتم النفس.. تقصر العمر،
استرخى بجلسته وهو يسألها/لأنك كنتي فري، طبيعي تختنقين من جلسة البيت، إلا ماقلتي كيف محمد معك، غير انه حابسك و مايثق فيك
شعرت بالغصه، هكذا تحدث خالها المقرّب فكيف بالبقيه/أبداً يحاول يستر علي بطريقته و احس ناسبتني.
خاف أن تكون كما يفكر اعتدل في جلسته و وضع كاسته على الطاوله وهو يخفض صوته/يستر عليك؟!!
ابتسمت بخيبه، فهو يشك أيضاً/دحوم! صح أني اوبن مايند وانت عارف هالشيء و ما اتحجب و لي هفواتي بس مو لهالدرجه تراني مسلمه بالنهايه و اعرف حدودي، استغفر الله! .
عاد ليصمت و يلتقط كاسته ليرتشف منها وهو يفكر بحديثها..،
تحدثت بخيبه تغطيها ابتسامه/لهالدرجه شايل علي؟ ليه انتوا يالرجال ما تغفرون؟ و ترفضون رحمة الله تنزل؟!
راقب حديثها حتى انتهت/ههه واضح أن محمد معطيك الحياة اللي تستحقينها، وحده مثلك مكانها الحكره بالبيت لا غير، ماتستحقين أي مساحه للتنفس لحالك،
تدرين؟ لو اني مكان محمد يا ريما ما اسمح لأمي تاخذك من تحت عيني حتى لو زعلت علي، لكن محمد طيب . عن اذنك بروح انام تجهزي طيارتكم الساعه 8 الصباح..
تنهدت وهي تراه يجور عليها بالحديث و الحكم يفوق أي جور، عبدالرحمن كان المقرّب و الشخص الذي ظنت أنه سيفهمها..!
نسيت تماماً بأن خطيئة الأنثى هنا أكبر من أن يغفرها البشر فالحمدلله أنهم لا يملكون مفاتيح الجنّه.
.
.
.
.
...
يوم آخر.. هناك...
دخل آدم وهو يستعجل خطواته قد تأخر على والدته و أخته، ليرى إحداهن تجلس بفستان أصفر قصير نوعاً ما و ترتشف فنجاناً لم يعرفها بدايةً.. تسمّر واقفاً للحظات حتى أحسّت به ورفعت عينيها له و انتبهت له!!
و لكن سرعان ما سحبته من خلفه أخته مبتسمه وهي تستنكر فعلته بهمس حتى لا تسمعها تلك/يويلك وش تسوي هاا؟!!
ارتاح لإبتسامتها/سلاف، من هذي؟
صغرت عينيها وهي تتكتف/عريب بنت جيرانا مسيره علي.. ليه السؤال
إستثار الشك داخله/بنت جيرانا الحسين؟
فهمت فضوله بإبتسامه/ايه و توها مابعد تزوجت بس مادري إذا مخطوبه و لا شيء...
حرك يده بلا مبالاة/شعلي منها متزوجه و الا لا قلعتها..
أمالت شفتيها بإبتسامه جانبيه/طيب استفسارات ثانيه؟ بروح للبنت تأخرت عليها
أعاد ترتيب شماغه وهو يحاول أن يكون طبيعياً/لا لا سلامتك، كنت جاي علشان اخذكم معي لمريم، وعدتها انكم تزورونها اليوم، لكن شكلك مشغوله
ابتسمت له/الله يسعدك ميدو، كلمت مريم بس ما قلت لها عن ظروفي اليوم.. بتروح لها؟
أشار بالإيجاب/إي اللحين لازم امر عليها.. يلا روحي للصفراء
صغّرت عينيها وهي تضربه على كتفه/روح شوف شغلك
عادت إلى ضيفتها بعدما تأكدت من خروجه/يا هلا بعريب..نورتي
ما زالت مرتبكه من نظرات آدم، تعرفه جيداً و لكن هذه المرة الأولى التي يراها فيها، كانت نظراته لها نهمه و ترضي غرورها نوعاً ما/هلا بك سلاف
جلست وهي تلاحظ توتر تلك الجاره و تتبسم وهي تذكر أخاها، تُرى ماذا فعلت بها عينيه؟!/خذي راحتك عريب، هاتي فنجالك
قدمت لها الفنجان و ألتفتت بعينيها لتلمح مكان وقوفه هناك، ثم ألتقطت أنفاسها أخيراً..،
.
.
.
.
.
.
على شاطئ الجبيل..، تجلس على كرسيها الطويل متأمله هدوء المكان قبل الغروب، الشمس هنالك في الأفق البعيد تصافح بعض الغيوم العابره التي بدت مشتعلةً في السماء بمنظر يسلب الألباب.. فعلاً الغروب من أعظم اللحظات التي تحدث يومياَ و لا نشعر بمدى عظمتها لأنها تتكرر كل يوم و ننسى أنها من أجمل مافي الكون و لا يضاهي جمالها إلا لحظات الشروق..
سمعت ضحكاتهما تقترب منها لتبتسم وهي ترى أدهم يحمل راكان على كتفيه و يلعبان بطائره ورقيه ملونه..
كم هي ممتنه لهذه اللحظه التي اقترحها أدهم عليها..
أسبوع كامل هما هنا برفقة البحر فقط..كانت محتاجه لهكذا تغيير يمنحها أكسيراً للحياه..
شدت شالها عليها وهي تشعر بهبوب بعض الهواء البارد من الجيد أنها أصرّت على أرتداء راكان لمعطفه..
انتبه لإبتسامه لطيفه تطفو على َثغرها، فرح بهذا اللحظه، هذا ما كان يسعى له/ركون نروح لماما؟
حرك قدميه برفض/لا لا لا
أكملا لعبهما حتى شعر أن راكان افرغ طاقته كلها و بدأ بالتعب... ليأخذه لها بدون سؤال.
اتسعت إبتسامتها/اليوم طولتوا باللعب و تركتوني
جلس بعدما وضع راكان في كرسيه و تكور مكانه و اخذ غطاءه الصغير يلتحف به بسبب الخمول/هلكني الله يصلحه
ضحكت وهي تراه يجلس و يمدد ساقيه/قاعد ياخذ منك حق الأيام اللي راحت، مو مصدق انك معه من الصبح لليل و تلعبه بعد
سكب لنفسه فنجان قهوه/مقصر معه والله،.. امس و قبله الجو دافي بس اليوم بدينا نبرد و الا؟
هزت رأسها/و انت لابس شورت و مصيف، انتبه لا تمرض مافيني حيل اساهرك يكفي علي ولدي
بإبتسامه/الله يرحمك يمه، يا كثر ما تبهذل ولدك بعدك
شعرت بإنقباضه في صدرها بعد جملته، هي ما زالت تفكر بحملها و لحظة الولاد و الجنين الناقص، و مسألة حياتها و موتها و ترك طفلها وحيداً خلفها، وساوس لا تستطيع تجاهلها، نطقت بدون تردد/أدهم طلبتك،.. إذا الله خذا أمانته.. تهتم براكان حييل
صدمته بحديثها و طلبها رمى فنجانه/أعوذ بالله منك يا ابليس، يا بنت ريحي نفسك وش هالقلب
دمعت عينيها وهي تصر بإلحاح/أدهم طلبتك لا تخليه يفقدني أبد..
فهم حالتها التي تمر بها، ترك كرسيه ليذهب و يجلس بجوارها و يضمها/أنا وش خلاني أذكرك!! ..، الشموس بتعيشين ان شاء الله و بتكبرينه و بيدرس و بنرقص أنا وياك بحفل تخرجه.. لا تشائمين يا بنت
ارتاحت نوعاً ما بعد حديثه، ثم ابتسمت بدموع وهي تراه يضم كفها بكفه/من صدقك بنرقص في تخرجه؟
ضحك/ركزتي على هذي يعني؟، شووفي راكان له معزه خاصه عن باقي اخوانه ما ندري عن غلات الثانين لكن راكان اصبر علينا، راكان كان شاهد على كل شيء بينا، مره تستعملينه ضدي و مره استعملته ضدك... مسكين هالولد
تذكرت الماضي القريب وهي ترفع ناظريها له/تذكر؟ كنت تبي تسميه عبدالمجيد..و انا وافقت لحظتها، بس بعد الولاده أنا سميته على ابوي.
بإبتسامه/اقسم بالله ماتوقعت فيه وحده بقوتك، تدرين لو الكلام صار بيننا و الله ما ينتسمى راكان لكن قلتيها قدامهم قبل أعلنه، احمدي ربك
ابتسمت بخبث/أنا دايماً أفوز عليك.. ماتقدر تنكر هالشيء
داعب خدها بإبتسامته الماكره/لا تاخذين مقلب ترى كنت اعطيك فرصه و أسمح لك تفوزين، أنا ماحط راسي براس مره
رفعت حاجبها بنفس إبتسامة الخبث تلك/أنا استغليتك فلا تحاول تبرر خسايرك مني
فرح برؤية طرف الشموس تطل برأسها من إبتسامتها/أحلى خسايري والله
داعبت ذقنه و لحيته الكثيفه وهي تحاول ان تخرجه من هذا الجو الذي لم تعد تحتمله/المهم ما قلت لي، وش بنتعشى اليوم.. أحس بموت جوع
ضحك/عليك تقفيلت مواضيع عجيبه.. تونا نتكلم بشكل شاعري، دخلتينا بالأكل
مدت شفتيها/أنا حامل، شي طبيعي بجوع كل شوي..
ابتعد قليلاً عنها ليقف/أمرنا لله، خليني اشيل راكان و احطه بسريره و انتي اسبقيني عالمطبخ.. بنسوي خفايف قبل العشاء تو الناس باقي وقت عليه حتى المغرب مابعد أذّن..
ابتسمت وهي تراه يحمل طفله و يدخل.. لتقف و تقرر المشي قليلاً قبل الدخول للشاليه.
.
.
.
.
.
.
.
وقفت أمام نافذة الغرفه وهي تتنفس الهواء براحه و تشعر به يعبر مسام جلدها من شدة راحتها.. مشهد الغروب يذكرها بشيء جميل لا تعرف ماهو و لكنها تشعر أنها مرت بهكذا شعور قديم و جميل، ربما في أحلامها.،
إبتسمت فهي المرة الأولى منذ دهر التي تشعر فيها بأنها ليست وحدها، و أن الحياة تسري في عروقها..،
في هذه الساعه من كل يوم إثنين و خميس إعتادت رؤيته و سماعه أحاديثه إليها.. في الحقيقة لم تكن أحاديث بل شيء أشبه بالطبطبه و الأحضان..
سمعت صوت الباب يطرق لترتدي شالها على رأسها و تغطي به كتفيها لابد وأنه هو...
دخل خائفاً من صمتها برفقة ممرضه و لكن إرتاح بعد رؤيتها بخير/لا الحمدلله اليوم أحسن.
جلست بإبتسامه خجله/الحمدلله
جلس في الكرسي المقابل بهدوء وهو يقلّب اوراق قدمتها له الممرضه، صمت لدقيقتين وهو يقرأ البيانات الجديده/أخبارك حلوه يا مريم.. الدم صار 12 الحمدلله اخييراً... الفيتامينات تمام
مازالت صامته تسمعه و تراقبه يقلب الأوراق،...
ترك الأوراق وهو يرفع ناظريه لها/تدرين كم كان دمك يوم جيتي هنا؟!
هزت رأسها بالنفي و هي مازالت صامته خوفاً من تعثر كلماتها بالربكه فور خروجها من شفتيها..،
أردف بإهتمام، فهذا عمله/5 يعني كنتي شوي و تنجنين بسبب الأنيميا.. طبيعي فقر الدم الشديد يكتئب صاحبه و يحلم بكوابيس و يفكر بأشياء سلبيه غير موجوده.. زائد ان فيتامين B12 في الحضيض عندك، جدياً استغربت انك ظليتي عايشه بهالدم! ... اسعفناك بأكياس حديد و دم.. لكن زيدي اهتمام يا مريم، ناظري وجهك اللحين صار احلى كنتي بتروحين فيها بسبب اهمال صحتك
ما زالت صامته تستمع لحديثه المهتم، تعلم أنه هذا عمله و لكن من يُقنع القلب الحزين بذلك؟
لاحظها تخفض رأسها و عينيها تنظر ليديها التي تعبث في طرف شالها.. /لو ملاحظه على نفسك، صرتي تسكرين باب الغرفه و ما يأثر عليك هالشيء..
مازالت صامته...،
حاول إستفزاز صمتها/بالمناسبه سلاف معاد بتجيك... البنت بتتزوج خلاص بتشوف حياتها
نزلت دمعتها و رفعت عينيها بحزن اتضح في نبرتها/صدق؟ بس ما قالت لي!
اخفى إبتسامته/أدعي لها بالتوفيق.
مسحت دمعتها/الله يَسعدها حبيبتي.
أخذ بتقليب الورق أمامه ليسألها/ايوه دام امورك صارت تمام خلينا نرجع للبدايه، يعني أتوقع اللحين تقدرين تتكلمين عنك
استغربت/عني!!! زي المرضى النفسيين يعني؟! اقعد اتكلم بأي شي وانت تسمعني و تسلك لي؟!!
بهدوء/مو شرط مريضه نفسيه، كل إنسان طبيعي محتاج يفضفض بين وقت والثاني عادي.. مثلاً يعبر عن مخاوفه، شعوره، افكاره و هكذا يعني
شعرت بالتوتر/آدم أنت تستهبل أكيد، لو سمحت تفضل الممرضه راحت..
أشار للباب/الباب مفتوح و الأمور تمام، لا تقلقين هدي نفسك
ثبتت الشال بيديها وهي تقف متوتره/آدم لو سمحت برا
حاول أن يهدئ نفسه فهو يفعل ذلك لله ثم لأخته ووالدته/طيب، دام أمورك تمام ومنتي محتاجه شيء، بكرا ان شاء الله ترجعين بيتك،
خافت، فهذا يعني أنها ستبقى وحيده طوال العمر/وين غريبه؟ ليه ماجت معك
اغلق ملفه وهو يقف و يهم بالخروج/أختي معادت غريبه أسمها "سلاف العبدالله"، و خلاص قلت لك البنت عندها حياة ماهي فاضيه لك.
تتبعته بعينيها وهو يذهب/أنت تمنعها من زيارتي صح؟ ليه أنا وش سويت لك، الله يخليك ابيها تجي توديني ابي اشوفها
توقف قليلاً/والله صعبه وبيتك بعيد عن بيتنا، الله يعينك، بعدين حتى لو جاتك بكرا، بعده البنت بتتزوج وش بتسوين بحياتك؟
استغربت تكراره لهذه الكلمه وتسائلت/تتزوج بهالسرعه؟ و سيف!!
سمعها و اتسعت عينيه لذكر إسمه/سيف وش دخله بالموضوع؟
زاد استغرابها فحاولت ان تصمت عن ذكر سيف حتى لا تورط غريبه مع أخيها، من الواضح أن سيف لم يعود ليخطبها مجدداً/لا ولا شيء، الله يوفقها.. اوكي بروح بكرا لبيتي.. ماعندي مشكله.. يعني بالنهايه مثلما قلت أنت هواجس ماراح أعطيها أكبر من حجمها..
سيجن من ذكر أسمه الآن، كونه كان ملاصقاً لأخته و ضربهم من أجلها ذات يوم فالأمر جدي، منذ البدايه كان يشك بعلاقه و زلت لسان مريم ماهي إلا حقيقه،
هز رأسه بموافقه/ايوه يا مريم، أبيك كذا قويه الحياة تبي انسان قوي يتحملها، بالنهايه ربي ما خلاك تعايشين كل هالألم إلا وهو معطيك القوه لمواجهته، تأكيدي أن الله ما يكلف نفساً إلا وسعها.. نصيحتي لك تجاهلي أي فكره تثير وسوستك و لا تسترسلين فيها،.. و إذا احتجتي إستشاره تلفوني عندك..
تنفست براحه وجلست وهي تراه يعود ليدوّن أشياء في دفتره الصغير.. لا يبدو لها كتلك المرّه، هو في الحقيقه لطيف و شخص غير متكلف وذلك أشعرها بالراحه وهي تتحدث معه، لطالما إستبعدت أن تتحدث مع رجل غريب بهكذا أريحيه... و لكن كان الداعي علاجي بحت و إنساني من ناحيته، لا يجب أن تفكر بشيء آخر..لا يجب.. لا..... يجب
.
.
.
.
في ألمانيا...،
إنتهت من إعداد سفرة الغداء المتأخر و ربما سيكون العشاء. اليوم تأخر كثيراً في المستشفى.. حرصت أن تتبع خطوات أم رواد في الطبخ يجب ان تكون مميزه في الطبخ أيضاً... ذلك الشيء الوحيد الذي لم تفكر يوماً من الأيام أنها ستهتم به..!
سمعت صوت الباب و هو يعود.لتبتسم..
دخل وهو يجد سفره لم يتوقعها وهي تستقبله/السلام عليكم!
اقتربت منه لتأخذ حقيبة كمبيوتره الشخصي منه بعدما عانقت خده بقبلتها الخفيفه/وعليكم السلام.. اخيراً وصلت البيت!
نزع معطفه وهو يعلّقه كما أشارت إليه أن يفعل/ليال ملاحظ انك تصعبين علي الحياة
اتسعت ابتسامتها/والله الصعب هو الترتيب وراك ياقلبي، لازم تتعلم النظام خلاص صرت متزوج و رب أسره، تعال نتغدا مدري نتعشى
راح يغسل يديه ثم عاد ليجلس مبتسماً/وش ذا كبسه!!
فرحت بردة فعله/ذووق و لا تعطيني رايك
تذكرت شيئاَ لتذهب و تضعه على الطاوله/لا تنسى دواك
تذكر ما يحاول نسيانه/احسبي حسابك بتستخدمينه قريب
إتكأت بيدها على الطاوله وهي تنظر إليه بحب/شفيك تقولها بيأس كذا خليك متفاءل
رفع حاجبه بعدم رضا/مشكلتك ماتعرفين اللي سويتيه.
بإبتسامه عادت تأكل/بالمناسبه أنا شاكه بالتحاليل، مو منطقي يا دكتور،لازم نرجع للرياض بأقرب فرصه و تحلل
ضحك/يعني أفضل؟
تركت ملعقتها وهي تجمع كفيها وتتحدث بجديه/مو قصة أفضليه، أنا شاكه ان فيه شيء يحاك من وراك وانت ماتدري
عاد ليضحك مجدداً/الافلام البوليسيه و الغموض مأثره عليك.
تحدثت بحماس/أنا قاعده اتكلم بفرضيه و الفرضيه تحتمل شيئين يا صح يا خطأ
مازال يبتسم/لياال قلبي، انسي انا رايح طبيب ثاني... الحقيقه اللي مضايقتني فقط هو انك تورطتي معي بهالشيء.. الله يستر
عادت لتأكل/ماني ندمانه، لا تخاف.. معك لآخر شيء ممكن تتخيله
للحظه شعر أنه بخير و أن كل شيء مميز، حتى تلك البكتيريا التي في دمه لم يعد لها ذلك التأثير على قلبه، هي هنا تبث روحاً جديده و تعطي زخماً لحياته،تذكر شيئاً مهما/قبل لا أنسى بكرا لازم تروحين معي طبيبة نساء و
فهمت مقصده/عندي، لا تخاف، بهالشيء أنا أحرص منك
ترك ملعقته وهو يتكتف و يحدق بها مبتسماً و متفاجئاً/أنتي جايه و مخططه لكل شيء.. تكلمي وش مخططه عليه بعد!!
بإبتسامه/خليك تكتشف كل شيء بنفسك.
إبتسم وهو يرى الجانب اللذيذ منها، الجانب الذي لا يراه سوى من ذاق حلاوة الحب بعدما لوّعته مرارته/كل اللي خايف منه هو الخيبه اللي تنتظرك بالنهايه، بعد هذا كله والله أني أكره يضيق صدرك من الخساره.
وضعت ملعقتها بجانب صحنها بعدما سمعت منه تلك النبره التي تغوص بأعماقها و تداعب قلبها/انا اؤمن بإختيارات قلبي، عمره ما خذلني و عمره ما قادني لتحديات خاسره.. لذلك تطمن علي.. أنا بخير معك و علشانك.
مع ذلك ما زال قلبه يخاف تركها بعد كل هذا التعلق..، حزن واحده مثلها سيكون حزناً عظيماً.. بقدر كل هذا الإيمان و الثقه سيكون الحزن يا ليال.. ليالٍ لا صبح يتبعها..!
.
.
.
.
بعد يومين آخرين..،
أوقف سيارته أمام منزله عائداً من مخيم الثمامه، حيث كان هناك منذ يومين..
يرفه عن نفسه كما اعتاد منذ تزوج وهو يأتي بإستمرار وقت فراغه بعيداً عنها،
و منذ ذهبت مع والدته وهو يهجر منزله، يجب ان يعود... من السيء جداً أنها لا تملك جوال ليتصل بها..، فلتذهب للجحيم مالحاجه لها أصلاً..
فتح الباب وهو يستغرب إضاءة المنزل شبه كامله و هنالك ملطف الهواء يعمل و ينفث روائحه العطريه بالمكان..!!!
هل تركت كل هذا يعمل و ذهبت، مستحيل والدته ستتأكد من إغلاق إضاءة المنزل و من كل شيء قبل خروجها..
سمع صوت الراديو قادماَ من المطبخ و صوتها معه تغني.. شعر بالفضول، هل هي وحدها أم والدته هنا.. لماذا لم يخبره أحد..!
أطل عليها ليراها تتمايل بدلالها مع أغنيه تسمعها و ترددها و تنتظر قهوتها العربيه ذات الرائحه الزكيه تغلي على النار..،
إنتظر حتى توقفت لتسكب قهوتها في "الدلّه الفضيّه" و ترتب صحن الحلى الصغير الذي حضّرته لنفسها،.. ليدخل بلا صوت في هذه الأثناء/السلام عليكم
خافت كاد أن يتوقف قلبها من دخوله المفاجئ و تجهم وجهه كالعاده و شماغه على كتفه/بسسم الله، روعتني! وعليكم السلام
لاحظ كل شيء مكانه و المكان افضل مما سبق/وين أمي؟
اخذت فنجانين اخرين ووضعتهما في الصينيه/أمك راحت من يومين
ببروده المصطنع/غريبه ليه ما اخذتك معها؟ كانت تهدد و تتوعد وش صار!
رتبت الصينيه و زادت صحن حلى له/أنا رفضت أترك بيتي وهي قدّرت هالشيء وبس.
ابتسم بسخريه/كيف فووتي على نفسك هالفرصه علشان تهربين؟!! لا لا ما أصدق،
تجاهلته وهي تمر بجانبه و تخرج للصاله بقهوتها.. و تجلس لتسكب لنفسها وهي تشاهد القناة التي ستسهر على فيلم سيعرض فيها بعد قليل..،
جلس وهو يأمرها/صبي لي فنجال قهوه... قال يعنني وفيه هااه،
قدمت له فنجاناً وهي تحاول كتم إنفجارها الوشيك وهو يستهزئ بها فوق كل شيء يفعله بها...،
إبتسم وهو يتناول الفنجان من يدها و يرتشفه/أيوه، أجل تقولين رفضتي تروحين علشاني يالـ..
شعرت أنها ستنفجر رمت فنجانها بغضب/بسسسس خلاص، يرحم والديك خلاص، لا ما جلست علشانك و لا علشان تظن أني وفيه أو متمسكه فيك، لااا أنا أصلاً مابي أزيّن صورتي بذهنك و لا تتوقع أني انولدت بهالحياة عشان أرضيك، اتركني كذا.. إيه أنا سيئه وسيئه جداً و ما أصلح لك يالطاهر البريء، اتمنى تفهم هالشيء بسرعه و تريحني منك عاجلاً .. اتمنى من كل قلبي أنك تلقى البنت اللي تخليك تستغني عني علشان أرتاح من هالهم.
تفاجئ من العاصفه التي مرت به الآن و ما قالت كله.. لم يتخيل أنها تحمل هذا كله/دام كل هذا بصدرك ليه ما رحتي؟
تنهدت وهي تشعر أنها نفّست قليلاَ عما بداخلها.. صمتت قليلاً لتتنفس و ترتاح ثم أردفت/اكره نظرات الشفقه +مابي سيرتي تجي على كل لسان.. روحتي لأهلك بدونك مالها داعي.. هذا هو السبب إرتحت و الا مازلت شايف نفسك يآخر حبه؟
هز رأسه/يعني الدعوه كلها علشانك هاه!!
جلست وهي تلتقط فنجان آخر و تسكب لنفسها و تضع ساقاً على الآخر لترتشف قهوتها بتوتر تحاول أن تخفيه/طبعاً..
صمت للحظات وهو يفكر بحديثها قبل قليل، عموماً حديثها فيه شيء من الصحه فهي على الأقل لم تتملقه و لم تمثل عليه الإهتمام الكاذب.. ليتحدث بهدوء/أبي أقوم اتسبح، تعالي طلعي لي ملابس.
ارتشفت من فنجانها وهي ترد بلا مبالاة/لك يدين.. افتح الدولاب و بتلقى كل شيء قدامك و قريب منك..
حاول التماسك عن ضربها، يجب أن يكون أكثر حكمه مهما كان/واضح تبين الطلاق؟!
إلتفتت إليه بتنهيده/يالييت..
وقف وهو يهم بالذهاب بإبتسامة سخريه/حلم ابليس فالجنه.َ
ابتسمت بخبث وهي تراه يبتعد/زين انك معترف بأن الحياة معك جحيم... ما قول غير عسى عيشتي معك تكفير ذنوب
أكمل طريقه وهو يتجاهل ردها المستفز...،
.
.
.
ذهبت لتوصلها للباب وهي تودعها/بشتاق لك هند، يالله ليش يجي ياخذك عبدالرحمن
مسحت على شعرها بإبتسامه/مدري عنه! متفقين على اسبوع لكن مدري وش عجّله
ضحكت/الشوق ما يرحم... يلا اطلعي الرجال ينتظر
تأففت/يا ربي من بيقعد عندك اللحين، فشله قلت لأبوي روح مع زوجتك بقعد مع شهد، وش بقوله..
امسكتها وهي توصلها للباب/لا تقولين له شيء، ماراح اخاف يا بنت الحلال الشغاله و السايق موجودين ، بعدين بهالبطن أنا اللي بخوف الحرامي لو جاء
ضحكت/بهذي صدقتي، يلا سلام
وقفت لتودعها بإبتسامه ثم أغلقت الباب.. لحظات فقط ليُطرق الباب، حتى أنها لم تجلس بعد/وش نست الخبله
عادت لتفتح الباب لتختفي إبتسامتها/نايف!
تجاهل تركها له و دخولها ليدخل و يترك الباب مفتوحاً/وقفي...
توقفت وهي تستدير إليه/خير! مافيني اتكلم إذا حاب تجلس أو تروح بكيفك
أعاد ترتيب شماغه و كأنه يحاول أن يحافظ على توازنه المرتبك أمامها ليتحدث بجديه/ألبسي عبايتك.. جاي آخذك البيت
تخصرت بإبتسامة تحدي/يا وااثق!!
أردف وهو يرفع حاجبه/خالتك لولوه جاتنا اليوم و تسأل عنك .. اتوقع من باب الذوق تروحين لها..
ترددت وهي تحاول تذكر آخر مره رأتها فيها/اي صح، ماعليه بروح مع السايق، روح انت
زم شفتيه بغضب/أنا جاايك بنفسي و تصرفيني و كأني سواق موظف عندك؟!!!
تأففت/ما اظن انك متوقع أني بركب معك السياره.. معليش يعني
إقترب منه بخطوات أربكتها لتتراجع/اثبتي مكانك لا تطيحين و ولدي ببطنك
لم تحتمل جملته هذه/يرحم والديك لا تذكرني.
تراجع قليلاً وهو يتحكم في اعصابه/المهم اخلصي روحي ألبسي بسرعه.. منتظرك بالسياره.
لم ينتظر ردها فقط خرج وهو ينبهها/عشر دقايق بسس
.
.
بعد مضي 9 دقائق ركبت السياره بهدوء و انطلق بها.. و مضت دقائق وهو يسير، من المفترض أن لا يبتعد عن الأحياء و لكنه خرج منها/لحظه انت وين موديني؟!
بهدوءه وعينيه على الطريق/معليش اضطريت اكذب علشان اخذك معي مشوار.. مالقيت طريقه افضل
خافت وهي تتحدث ويدها على بطنها بعفويه/وين ماخذني؟! تكلم
توقف عند الإشاره ليلتفت إليها أخيراَ وهو يرى يدها على بطنها ويبتسم/لا تخافين أنا أحرص منك عليه، كل الموضوع أني حاب اتمشى معك و تطمني منتي ملزومه بشيء.. ابي ابتسامه بس.
كل شيء حدث معه كانت تُرغم عليه، لم تفعل شيء بملء إرادتها أبداً..وهذا أمر كانت وما زالت تمقته ،
إلتزمت صمتها وهي تفكر بتملل، منذ متى كانت تريد الخروج و التنزه ، لم تخرج إلا لمواعيدها أو التسوق.. إلتفتت إليه وهو يقود السياره.. يريد البقاء بجانبها فقط و يحاول جذبها مجدداً و لكن ذلك لم يعد مجدياً.. ولم يعد له الوهج داخلها، قد أطفىء كل شيء بمقتل من كان كل الناس بقلبها "أخيها".
.
.
..
وصلوا للبيت وهي تسأله بفضول بعد صمته الطويل بالسياره/عبدالرحمن شفيك ساكت و عاقدلي هالحواجب؟ وديت ريما لجده و رجعت بسرعه شالسالفه!!
تنهد تنفسه وهو يرمي بشماغه و يجلس/ريما ما راحت لجده، قعدت ببيتها
فرحت/الحمدلله ما راحت قبل ازورها قسم بالله عيب، ما زرتها وكلما نبي نروح تغير خططك فجأه، مايصير
بلا اهتمام/ماهو لازم تروحين لها
اتسعت عينيها متفاجئه/مايصيير! ، البنت بنتنا و تزوجت و افلحت في بيتها، إذا أنا وانت اقاربها هنا و ما جيناها من بيجيها؟!!!
ابتسم للطافتها/أنتي طيبه بالحيل و ريما ماتستاهل
بإبتسامه/حتى ريما طيبه ، ياخي الله أكبر انت بنفسك عندك حركات و اذا غلطت تدور العذر و المغفره و الا نسيييت؟!! مشكلتكم طينه وحده يالرجال تبون المغفره إذا اخطيتوا بس و تحرّمونها على الضعيفات.
ظل يستمع إليها بإهتمام وهو يفكر بأنه لا أخرى ستكون مثلها راقيه تدافع عن أحدهم بغيابه بهذا الشكل المستميت و كأنها تدافع عن نفسها/علميني وين بلقى مثلك؟!
إبتسمت بخجل وهي ترى نظراته تلك تغزوها/مافيه مثلي، لا تدور و تتعب نفسك، بعدين ليه أصلاً تسأل هالسؤال؟؟!ششعندك
تنهد وهو يقلّب الأفكار في رأسه، عقله يقول شيء و قلبه يقوده لشيء آخر/أبداً يعني في حال سحبتي علي لا سمح الله، ما أضيّعك و اموت
خفتت إبتسامتها وهي تستشف شيئاً جعل القلق يلامس قلبها/أنا ما أسحب على أحد لكن تمسك بي زين، ترى إن ضيعتني والله معاد تلقاني.
ظل يتأمل بريق عينيها و كأنه يحاول سبر أغوارها.. ذلك البريق الذي يخشاه و يثير فضوله.. للمرة الأولى يخشى شيئاً.. و ذلك مؤشر ليس جيد بالنسبة له..
.
.
.
.
منذ نصف ساعه يجلسان في نفس المكان ينظر إليها برجاء أن تنطق ولو بكلمه واحده تنقذه من هذا الصمت المميت، أخذها لكل مكان في الرياض لعلها تنطق و من ثم للتسوق و من ثم إلى مطعم و لكنها كانت لا تتحدث كل ما تقوله نعم و لا، أو "بكيفك"..!
نظرت إلى ساعتها بتملل واضح ثم فتحت جوالها حتى تنسى وجوده،..
فتح جواله بدوره و كتب رساله و أرسلها لها وهو يرفع ناظريه لها.. ينتظر ردة فعلها...
رأت رسالته تعتلي الشاشه و لم تفكر بفتحها، إستمرت بتصفح أي شيء، المهم أن تحاول أن ترتاح من هم إقترابه..،
أخرج علبة سجائره من جيبه ليسحب منه عقب سيجاره و يشعلها لعلها تكمل إحتراقه الداخلي و يرتاح.. سحب نفساً طويلاً ثم نفثه أمامها لعلها تتحدث و لكنها مازالت لا تتكلم/طيب أعترضي قولي خنقتني بالدخان قولي علشان الولد. انصحيني. أي شيء لين متى بتصومين عن الكلام يعني؟
إنتظرته حتى إنتهى لتبتسم بسخريه/ليه اتذمر من ليله وحده..،يعني بالنهايه ماراح اطلع معك مره ثانيه ، و إذا عالنصيحه بكيفي أنصح أو لا، بعد النصيحه تبيها غصب؟
بإستغراب/طيب مثّلي الإهتمام تحججي به!!
مازالت تبتسم بلا مبالاة/يا شيخ دخّن و كثر من الزقاير بعدلا توقف، الدخان مفيد لأمثالك، علشان ينقرضون و ترتاح البشريه.
سيجن ذات مره من موت مشاعرها المريع هذا، قد كانت رقيقه بل كتلة مشاعر متحركه، يعرف أنها كانت رغم وجود غيرها بحياته، كانت متمسكه به/غريب، شلون تتغير المشاعر فجأه..
مازالت تداعب هاتفها بين أناملها/لازم تؤمن ان مافيه مشاعر تستمر للأبد و مافيه ناس بتظل تداريك و تعاملك بلطف دايماً في شيء اسمه تقلب مزاج مثلما فيه شيء أسمه تقلّب قلب، و موت مشاعر..
فكر للحظات بحديثها/يعني مات قلبك؟
ضحكت/حاول تفهم ، حبك ماهو حياة قلبي علشان يموت.. لازم تكبر يا نايف وتتعلم ان مو كل الناس مثل أهلك بيظلون يحبونك و يتجاوزون أخطاءك و يسامحونك.. لا
مازال يغلي من برودها/طيب لو نتجاوز هالكلام هذا كله... بطلب منك طلب واحد بس
تركت جوالها لترفع ناظريها له/انت طلعتني معك غصب، و اللحين تبي بكل احترام تطلب مني طلب؟!! ههه نايف وش تبي توصله؟
برجاء/شوفي خلينا نتفق، انا بعطيك راحتك عيشي مثلما تبين، و اقسم اني ما اتحكم بحياتك و لا بقراراتك و لا حتى بطلب رضاك بيوم من الأيام.. لكن لا تطرين سالفة الطلاق قدامي مره ثانيه..أنسيه
اخذت العصير لترتشف منه قليلاً وهي تحاول أن تفهم طلبه و تتمنى ان لا ينخفض سكرها من حديثه/كيف يعني؟ كيف بعيش حياتي و انا على ذمتك؟ انت كذا تجاوزت حدودك بشكل سافر ووقح..
ابتلع غصته/قلتلك ماراح اتدخل بحياتك، بس طلاق لا..
ضحكت بسخريه/انت بس تبي تضمن أني ما أتزوج غيرك، كل هالدعوه و اللف و الدوران هذا كله مو لله و لا له علاقه بالمشاعر مثلما أدعيت ، كان لازم أعرف ان طينتك الأنانيه ماراح تتغير..!
تأفف و هو يشير لعصيرها/انتبهي عالسكر تكفين....
بغضب/ماعليك مني
عاود صمته مجدداً وهو يشيح بنظره عنها لأي شيء، أي شيء لا يجعله ينفجر بوجهها الآن كالبركان الثائر...، أي ذنب جعله يُبتلى بهكذا علاقه طرفيها ماء و زيت... كم مرة سيحاول التقرّب؟؟ لن يجتمعا مهما حاول.. عليه ان يقتنع بذلك.
..
.
.
.
.
.
...
.
.
.
بعد يوم طويل أمضته برفقتهما وقفت تحت المياه المنهمره وهي تحاول إزاحة همها الذي تراه يدمرها وحدها فقط و لا ذنب لأحد في ذلك و لكنها تشعر فعلاً أنها وحيده و ستختنق، كم هو حقير الشعور بالألم..،
تلك الحراره التي تصطدم بالبروده في صدرها تجعلها تشك أنها تتنفس بشكل طبيعي..
شيء من الريبه جعلها تنتهي من حمامها بشكل سريع و تخرج بروب حمامها و تلتف به بيدين مرتجفتين... و كأنها تهرب من أحدهم..
فقط خرجت من الحمام لتتفاجئ بوجود أدهم يتحدث بهاتفه هناك على الأريكه..،
بالكاد ابتلعت ريقها يالله و كأنها لم تنجو من الإختناق وحيده في الحمام قبل قليل، قاتل الله الإكتئاب الذي يقتات على ماتبقى من صحتها و سلامها الداخلي..،
جلست تجفف شعرها بمنشفتها وهي تدعو الله أن لا تنكشف هشاشة داخلها أمام أحد من خلقه حتى و إن كان الشخص الذي تحبه...،
لاحظت صوته يبدو غاضباً وهو يتحدث مع احدهم، عرفت أنه سيف...،
وقف وهو يتجه للنافذه ويتحدث بحزم/سيف بلا هبال، تراك أشغلتني، قلي وين بتسافر ترى والله اقطع سفرتي و اترك أهلي و ألحقك ادورك
على الطرف الآخر ضحك/شدعوه يابو راكان، ناسي انك قلت لي سافر.. هذا أنا بسافر يومين و معي مهند.. و عقبها لازم تخلي ام راكان تدور لي عروس
ابتسم أخيراً/إيه تعدل معي.. روح هاللحين سافر و صد شوي و انسى سالفة العرس.. ماهو وقته الدنيا ماهي بطايره
على الطرف الآخر بضيق يحاول ان يخفيه/الصده لحالها ماتنفع يا بو راكان..
لم يعجبه منطقه/يصير خير يا سيف، إذا تقابلنا بنتفاهم... يلا تراك طولت علي، أسلم..
أغلق الهاتف وهو يلتفت إليها و يراها تمشط شعرها هناك أمام المرآه بهدوء وبطئ/نعيماً
لاحظت نظراته من خلال انعكاس صورته في مرآتها/الله ينعم عليك... من هاللي تهدده لا يسافر وبعدين تقول سافر يومين
جلس على طرف السرير وهو يتأمل شعرها المبلل يغطي ظهرها/سيف، هالرجال أنهبل و يبي يهج..يظن أن الدنيا انتهت عشان خطبه!!
حزنت وهي تسمع منه تلك النبره لا تدري لماذا تذكرت الماضي/لهالدرجه كان يبيها؟
هز رأسه بإبتسامه وهو يلتفت إليها/لو بالحيل يبيها ما قال خل ام راكان تدور لي عروس
بدا ذلك أشبه بالمزحه/وشو؟! بهالسرعه!! تمززح أدهم!
وقف وهو يتجه إلى السرير و يستلقي بإسترخاء/مافيه مزح بسوالف الزواج، إذا قال الرجال بيتزوج معناته الرجال ما كان يبيها بالحيل، هي بالنسبه له مجرد انها خطبه و انتهت، ولاهو اول واحد يخطب و يرفض.
ظلت تتأمل رده و تختبر تعبيرات ملامحه، هل يقول الصدق، لكن لماذا لم يخطب هو حينما رفضته مدى؟! آه مازالت رغم كل شيء يؤلمها أن قلبه سبق و قد نبض لغيرها قبلها، لعن الله الإكتئاب..
رفع رأسه قليلاً بعد صمتها، رأى بريق عينيها وهي تحاول ان تصد/فيك شيء؟
إبتسمت وهي تعاود تسريح شعرها/اظن معاد في حيل حتى لشعري..
ظل متكئً يراقبها من مكانه تسرّح شعرها ببطئ، تحت ناظريه، لا تخفاه إرتعاشة يديها الخفيفه، ينتبه لكل ما تمر به هذه الفتره و يحترم عدم ثرثرتها بالشكوى أمامه، لا يمكن كسر إمرأه تتخذ الصمت حليفاً لها حينما يحاصرها الألم من كل جهه.. هي لا تدعي الصلابه و القوه، هي فعلاً صلبه و قويه..
رآها تنتهي من تسريح شعرها و تذهب لتلبس قميص نومها الأبيض الرقيق ثم تعود لمكانها بالسرير بجانبه وتبتسم له بلطف رغم كل ما تعانيه الآن،... فيما بينهما لم يعد الأمر يتعلق بالحب.. الأمر أعمق من ذلك بكثير.. شيء ما يفيض طمأنينه و أُلفه و سلام..،
مازال يتكئ أمامها على وسادته و يغرقها بنظراته تلك، لتبتسم وهي تفهم ما يريد هذا الطفل الكبير، و لكنه متردد و ربما يخاف أن يؤذيها، لم تتردد و فردت ذراعها له بإبتسامتها الذابله..
تنهد بإبتسامته وهو يراها تعطيه الضوء الأخضر بعد شهور من التعب ليقترب من ذراعها و يتوسدها كما يفعل دائماً، هذه الذراع الرقيقه التي كانت دائماً تنقذه من كوابيس الوحده و أنسته عتمة الليالي البارده.
أحاطته بيدها الأخرى وهي تراه يغمض عينيه براحه بعدما إلتصق بها، كم يحزنها هذا الطفل الذي يتوسد ذراعها باحثاً عن دفء أم إفتقدها منذ سنين الطفولة الأولى، و كم يحزنها هجرها له ليال طويله.. كم كانت قاسيه،
لا تدري لماذا باتت مؤخراً تفكر كثيراً و تحاسب نفسها على كل شيء و أي شيء..
لم تكن دمعتها قريبه، باتت هشه جداً و تخاف مواجهة أي شيء يجعلها تفقد توازنها و تبكي جهاراَ أمامهم..
.
.
.
.
.
.
.
مضت أيام على الأحداث السابقه...،
صباحاً..،
في طريقها للجامعه.. وقفت عند الإشاره وهي ترتدي نظارتها الشمسيه، لم تعد الصباحات مدهشه كما كانت في بداية الدراسه وهي تذهب معه،
منذ أيام مضت لم يتصل حتى ليعتذر.. أو ليسأل عن أطفاله.. تجاهلها و كأنها لا شيء..!!
صحت على أصوات أبواق السيارات خلفها لتنطلق وهي تنوي إعادة سيارته هذه له و ستأخذ من سيارات أخيها و ليريحها منه..
وصلت الجامعه وهي تنزل بعدما أوقفت سيارتها في مكانها..
جيد بقي ربع ساعه قبل المحاضره..
سمعت صوت إحداهن تناديها بصوت ليس غريباً عليها،و لكن لا تتذكر من صاحبته إلتفتت لتراها تقف و الدموع تغرق أهدابها، لم تستطيع أن تتجاهل حنينها للماضي هذه من درست معها كل مراحلها الدراسيه و كانت المفضله دائماً اقتربت وهي تراها تقترب منها لتضمها بلا تردد و بلا تفكير مسبق/رهف!!!
للحظه شعرت أن أمطار الفرح تغرقها، ما دامت نيفادا قد بادلتها الشعور فهي سامحتها و لربما اشتاقت للأيام الخوالي/نيفوو تغيرتي يا بنتي
لا تدري لماذا خانتها دمعتها الآن، شعور غريب، آخر مرة رأتها فيها طلبت منها ان لا تلتقيان مجدداً و لكنها الآن تبكي سعاده بها/شلونك رهف؟ كيف صحتك اللحين؟
لطالما أنها لم تتوقع أن تتغير نيفادا لتكون بهذه الرزانه و الثقل، حتى طريقة لباسها و اسلوب حديثها، يالله من أستفز الأنوثه فيها من مكامنها هكذا لتبدو على ما هي عليه الآن/بخير الحمدلله، كنت أشتاق أشوفك بس أخاف ازورك... لكن الحمدلله هذا أنا شفتك بعد كل شيء...قسم بالله أشتقتلك
أشارت بيدها وهي تحاول حجد دموعها/و أنا... عندي محاضره بعد دقايق و يدوب ألحق..أنتي تدرسين هنا أكيد صح؟
أشارت لإحداهن خلفها/أي.. أنا و أخت زوجي
استغربت فهي تعرف تماماً ماحدث لها/تزوجتي؟!!! ألف مبروووك
غمزت لها/الله يبارك فيك من شهر تقريباَ كان زواجي... يلا بعدين أحكيلك كل شيء، هاتي رقمك تكفين مابي نقطع بعض
بإبتسامة فهمت مقصدها/سجلي الرقم...
تركتها بعدما أخذت كل منهما رقم الأخرى، شيء ما عاد بها إلى الماضي اللطيف و طفولتها المشاغبه، لكم تحملت رهف معها أوزار أخطاءها و تلقت معها الضربات، إبتسمت لتلك الأيام الجميله، لا شيء يضاهي نقاء الطفوله، لم يكن عليها ترك رهف، فهي النصف الناصع من ذاكرتها.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أغلقت الهاتف من مريم و هي تشعر بالغصّه من نبرة صوتها الهادئه حد الموت رغم أنها أخبرتها أنها بخير لكن في الحقيقه هي ليست بخير و إلا لما إتصلت بها باكراً هكذا الساعه الثامنه... قد إعتادت أنها تتصل بعد الظهر..،
للمرة الأولى تشعر أنها ظلمت أحدهم..، لم يكن عليها ترك مريم بعد كل الذي فعلته لها... مريم كانت الشراره و الإشاره التي دلتها على طريق حقوقها المسلوبه...،
أطفأت شعلة الغاز و أزاحت إناء القهوه عنه لتسكبها في فنجانين قد جهزتهما مسبقاً.. لها و لوالدتها قبل أن تذهب لعملها..،
رن هاتفها مجدداً و لكن برقم ليس مسجل لديها و لا تعرفه..!
ردت على أية حال/ألوه
على الطرف الآخر/صباح الخير
عرفت صوته و كيف لا تعرف تلك النبره التي لطالما عيّرتها و احتقرتها/ماظنتي!
عالطرف الآخر، ضحك/أفاا ليه طيّب؟! بالنهايه ترانا أقارب يعني مو معناته لقيتي أهلك خلاص
مازالت لا تعرف لماذا يتصل بها و يضحك أيضاً/لو تعرف معنى أقارب ما رميتني لمصيري يا.... * قول وش تبي
على الطرف الآخر/أنا شفت سيف من يومين و عرفت مكانه، حبيت أحط عندك خبر بما أنك الحبيبه
تعرفه حقير و لا يرعى ذمه و فهمت أنه يهددها به/منت كفو لسيف، أنت عارف مصيرك لو تعرضت له لذلك أنتبه لنفسك و أنساه من راسك مثلما أنا نسيتكم
ضحك بإستفزاز/قلت لك ماراح يعرفني، أنا ما أواجه أشكاله
توترت من حديثه عنه/لأنك ماتقدر عليه، أنا حذرتك "سيف منت ند له" و انت حر.. و انسى رقمي لو سمحت..
إلتقط الهاتف منها وهو يتحدث/نعم وش عندك؟؟
أغلق الهاتف بوجهه ليلتفت إليهت غاضباَ/من هذا؟! وش يبي؟؟؟
لن يعتقونها حتى يحرقونها، تعرف أنهم ذوو قلوب سوداء لا تعرف الود أبداً../الموضوع ما يسوى عصبيتك، هذا أخوي عبدالملك.. و سوالفه على قده لا يهمك
رفع حاجبه وهو يحاول ضبط نفسه/مالك غيري أخو، هذا شيبي منك؟!! و الا يبون مني زيارة شكر عاللي تفريطهم فيك؟ و اتهاماتهم هاللي ما يستحون، و نواياهم بتزويجك بشايب مدري وين قلعته
ابتسمت والدمعه تنسكب من عينها، لا يعرف أنها سعيده الآن بتحيزه لها مالذي غيّره و كيف عرف بتفاصيل لم تخبره بها/كيف عرفت هالأشياء أنا ما قلت لك
تنفس وهو يشعر أن لهيباً اشتعل داخل صدره/رحت لمهند علشان اعرف كل شيء، حاولت اتواصل مع أدهم لكن طلع إجازه، هالرجال له دين برقبتي، اللي سواه جميل مدري كيف ارده، يكفيني سعادة امي من هذا كله، من جيتي البيت و هي وحده كلها حياه و الابتسامه ما تفارقها.
إتسعت إبتسامتها فهمت ما يعنيه، تلقت الخبر بصدر رحب و إرتباك مشاعر لم تعرف لها مثيل، تمنت أن تضمه الآن، أن تشعر به حقيقةً ملموسه، ما تعيشه الآن لم تتوقعه و لم تتخيله حتى بالأحلام..
تفاجئ بسيل الدموع لا يتوقف و إنحنائها وهي تغطي وجهها بعد ذلك، كانت تتبسم فمالذي أبكاها هكذا، اقترب و امسكها وهو يربت على كتفها و يحاول فهم ما تمر به/سلاف ليه البكى اللحين؟
رأته يقترب و يحضنها من كتفيها لتشد عليه من الصعب أن يفهم أحدهم ما عانته، الحديث عن ذلك لن يفيد، و لكنها شعرت أن دموعها الآن تغسل كل شوائب الأمس...
مهما قاومت سيؤخذ قلبك في كل مرّة.
.
.
.
في المطبخ منذ الصباح تقف على تجهيزات و ترتيبات رحلة المخيّم بحماس بصحبة نيفادا و الشموس تجلس هنالك على طرف الطاوله تشرب كوب زهورات كالعاده/ام رواد لا تتعبين نفسك كلها ثلاث ايام وراجعين
ام رواد وهي تغلف علبة بيدها/ماعليه، يمكن يعجبنا الجو و نقعد يومين زياده او اسبوع، من زماان ماطلعنا للبر و لا خيمنا
نيفادا وهي تساعدها بالتغليف/والله من جد ذبحتنا الغلقه هنا، بداخلي صحراويه صغيره تحن لأصلها
ضحكت ام رواد/الحمدلله تغلبت هالصحراويه عالعرق الثاني
نيفادا/شوفي انا أحب البر و الخيام بس عاد بالصيف لا والله انحااشي، يووووه قد طلعني قاسي مره نصيد ضبان بعزز القايله، آااه مستحيييل انساها ياااع
ضحكت الشموس و تذكرت أمراً لتسألها/اي صحيح شخباره، من جيت من الشرقيه و انتي عندنا، هو مسافر؟!
حركت كتفها الأيسر بتردد/مادري.. على حد علمي موجود
استغربت/وشو اللي ماتدرين عنه؟ متزاعلين أجل؟
تحدثت ام رواد /انتم يا بنات راكان مستحيل تريحون قلبي نزينها منا تنفلت منا!!! ، نيفو يمه فيه شيء و ما قلتي لي؟
اصطنعت الإبتسامه/لا يعني امززح.. وشو اللي زعل و ما زعل، هالفتره كان عندي اختبارات و الا نسيتي يام رواد!
تذكرت/ايييه صح.. اشووى علباالي بعد.. يلا عقبال تجي ليال و ننبسط كلنا مجتمعين. وهند معنا.
الشموس بإبتسامه/ليال البارح تقولي انهم بيكونون هنا خلال يومين ثلاثه بالكثير.. وليد قرر يرجع، جابته بنت النايفه
فرحت بهذا الخبر/كنت شاايله هم ليال اكثر وحده فيكم، البنت تغيرت لدرجة خوفتني عليها... بس يا ترى وش غير الوضع هناك
اتسعت إبتسامة نيفادا/ماعندي شك بليال.. اختي تعرف تحل مشاكلها بنفسها و بصمت
رفعت الشموس حاجبها بإبتسامة/إيه تعلمي منها.. لا تهرّبين
ابتسمت بخفوت، تعرف ان الشموس لا يفوتها شيء، و انها لم تصدق عذر الإختبارات الذي سردته قبل قليل..،
أم رواد/الشموس رحتي موعدك؟
ببرود/أنا قررت ما أروح مواعيد، يعني الحمدلله مهتمه بنفسي و انتظر الولاده
حاولت التذكر/بأي شهر انتي؟
ارتشفت من كوبها وهي تمثل الهدوء رغم الريح التي تعصف بصدرها حينما يكون الحديث عن حملها/المفروض أولد قبل شهد..
هزت رأسها أم رواد فهي لا تعرف بشيء/الله يكتب اللي فيه الخير، و تجينا هاك البنت الحلوه.. و تسكت اميره عنا.. يازين البنيات حليوات
شعرت أن الضيق يعاودها الآن لتتحجج بالبحث عن طفلها، وهي تنوي التهرب/مدري وين راحوا راكان و وسام الله يصلحهم، بروح اشوفهم يمكن برا.
إلتزمت صمتها وهي تلاحظ ملامحها وهي تتهرب، كان الله في عونها، هذه الدنيا لا تكتمل لأحد أبداً و لله في تدبير خلقه شئون.
.
.
.
في ألمانيا... :
إنتهى من إرتداء معطفه وهو عند الباب يوصيها كالعاده/لا تفتحين الباب لأحد، طيب؟
ضحكت/يشيخ روح بس ترى قد عشت هنا لحالي و عارفه الديره مثل أهلها، كل يوم انتبهي انتبهي
مثل العبوس/الحرص واجب، لا تفتحين الباب، أنا بروح موعدي ثم بعدها بروح السفاره عندي شغله بخلصها ثم بعدها
أكملت عنه وهي تشير للباب/عارفه بتروح تستلم اوراقك من مركز الأبحاث.. يلا حبيبي تقدر تتوكل و أنت مطمن
رفع حاحبه محاولاً كتم ضحكته/بنت!! ملاحظ انك تسكتيني!!
قرصت خديه باناملها و كانه طفل/بابا رووح خلاص قبل اقفل الباب و امنعك تطلع مره وحده.
انسحب و هو يتجه للباب/تسوينها والله يلا مع السلامه
خرج وهي تراقبه من النافذه على غير العاده لترى احدهم يراقبه و انطلق بدبابه خلفه!!
أخذت جوالها و إتجهت للباب وهي تأخذ معطفها و حجابها و حقيبتها و تخرج خلفه مسرعه تعرف جيداً أنه ذاهب لطبيبه الخاص..،
لحقت به فهذه ليست المرة الأولى التي ترى ذلك الرجل الأسيوي يتتبع زوجها..،
طلبت من سيارة الأجره التوقف ثم نزلت تنتظر في الجهة المقابله من المبنى عند العياده المطلوبه و فعلاً صدق حدسها، ذلك الرجل ينتظر على دبابه خلف سيارة وليد!!!
مرت ربع ساعه ثم خرج وليد.. و ركب سيارته و انطلق بها و لكن صاحب الدبابة مازال يقف، قررت ان تتصل بسيارة أجره و لكنها تفاجئت برؤية سيارة تتوقف و تترجل منها الدكتوره "ريتا" لم تصدق ما تراه...!!!!!
رتبت حجابها و معطفها القصير و أرتدت نظارتها الشمسيه حتى لا تلفت الأنظار حولها ثم تبعتها للداخل...،
رأتها تدخل مباشرةً للعياده بعكس بقية المرضى، و خرج الطبيب لباب العياده ليصافحها بحراره كانت تتبسم ويبدو هنالك معرفه سابقه!!
وقفت هي عند الإستقبال و أذنها مصغيه لما تسمعه منهما الآن.. كان يقول لها أنه لا يريد إكمال هذه اللعبه غير الأخلاقيه.. و هي تطمئنه أنها ستنجز المهمه خلال هذين اليومين فقط و ستخبر وليد بكل شيء، بدت و كأنها تريد تضييع الوقت..!!!
قررت الهرب الآن بعد الذي سمعته..،
إستقلت المصعد في النزول أسفل المبنى و نجحت في الوصول للباب دون شكوك أحد بها و لكنها اصطدمت به عند المدخل!!! لماذا عاد مجدداً هنا؟!!!/وليد!!!
لم يصدق رؤيتها هنا هكذا نزت النظاره الشمسيه من عينيها/تجسسين علي؟!
ابتلعت ريق الخوف فهي متوتره/وليد بشرح لك
امسك بمعصم يدها وهو يأخذها معه بصمت وأدخلها السياره بغضب يحاول كبته..،
تحدثت رغم ذلك يجب أن يفهم/وليد أفهمني، أنا شفت واحد لحقك من البيت و طلعت مستعجله ألحقه.. طلع فعلاً يراقبك و طلع من طرف ريتا..اول ما انت طلعت،دخلت هي..
مازال يقود السياره وهو يلتزم صمته و ينظر لطريقه فقط والدم يغلي بعروقه من تصرفها الأحمق توقف أمام المنزل و نزل يأخذها للداخل بعدما فتح الباب بتوتر،..
شعرت أن معصمها سينكسر من شدة قبضته/وليد أااي يدي..والله توجع
نفضها من يده وهو يتحدث بأسلوب غاضب لم تعهده منه/ليه تروحين من وراي لييييه؟ افرضي طلعوا ناس نصابين و انتي رحتي لهم برجليك!!
حاولت الحديث ولكنه قاطعها/مالك عذر
ابتلعت الغصه وهي تشعر بالندم/وليد اللي اكتشفته أهم من سالفة أني أتجسس عليك
مسح على رأسه بغضب وهو ينفجر/بسسس، أنا كل يوم أحذرك تفتحين الباب و اليوم قلتها لك لا تطلعين من البيت ووصيتك بهالشيء ومع ذلك سفهتي كلامي و طلعتي وتتبعتيني و كأن مافيه إختراع إسمه جوال تتصلين به علي و تقولين لي السالفه.. رحتي أنتي بنفسك!
فعلاً هو محق و لكن غرضها كان إنقاذه فقط/وليد أنا
أشار بيده مقاطعاً لها/لازم تعرفين أن ماهو كل شيء بتقدرين تسوينه بلحالك و بدون مشورة أحد، يلا رتبي اغراضك و تجهزي للسفر بروح أخلص أشغالي
رفعت حاجبها بإعتراض على غضبه الغير مبرر/أنت ليش كذا؟ اسمع مني عالأقل.. لا
قاطعها و خرج وهو يغلق الباب خلفه بقوه،..
زمت شفتيها بغضب، من تصرفه الفضّ، كان عليه أن يفهم... ولكن كل ذلك يحدث بسبب تلك الأفعى "ريتا".. إن تركتها هكذا لن تسامح نفسها، ستقتص منها عن كل ما حدث بينها و بين وليد...
.
.
.
في مجلسه ذو الطراز العربي يتكئ على "المتكىء" و يتجاذب مع سيف أطراف الأحاديث بإنتظار موعد مباراة فريقهما المفضل... ضحك منه/ياخي انت خبل!! أدهم بيعطيك ترقيه و امتيازات و انت تغلّى! طلبتك ليه كل هذا؟
إرتشف من فنجانه وهو يبتسم/ماني كفو أحد
ضحك/لا عاد محشوم، سيف أتكلم جد إذا لاقي عمل أفضل قول لي بهج معك و اترك المره
رفع حاجبه/أفااا ليه؟! يا رجال ما امداك حتى تمد ساقك!
بإبتسامة و على طريق المزاح/ما انصحك، كنت غلطان يوم استعجل عالعرس، خنقه الله لا يوريك، لا تورط ورطتي
هز رأسه متوجّداً بإبتسامه/الله الله يا محمد إلا والله راحه، ترجع البيت تلقى أحد يهتم فيك تسولف معه يزين قهوتك، أحد يعبرك و يحسسك أنك مهم بهالحياة حتى لو انك خرطي،.. قال مختنق من العرس هااه!! ، إييه يالحزم الظامي.. سالفتك ساالفه
انفجر ضاحكاً/شوف يا سيف يا أنك شيبت و ألا أنك أصلاً شايب و لاعب بالإعدادات!!
انزل فنجانه ليتحدث بجديه/المهم يا رجال، كب عني العلوم ذي، ما قلت لي عزّمت تخاويني للبر والا ربطتك المره؟
بتفكير بسيط/الله الله وش ورانا نروح، أنا ماتربطني مره.. اقعد بس بروح اجيب الشاهي بتبدأ المباراة.
.
.
.
دخل الصاله و رآها تجلس هنالك، تثبت الكماده على بطنها بيد و يدها الأخرى على جبينها و تبدو ليست بخير/سويتي الشاهي و الا لازم أقولك يعني؟
أشارت للمطبخ/هناك على الطاوله توني خلصته..
راح وهو متردد في سؤالها عن نفسها، تُرى ماذا حلّ بها، أخذ الشاي و من ثم مر على الصاله قبل ذهابه/العشاء أبيه جاهز بعد ساعه ونصَ بالضبط.. طيب؟
هزت رأسها بالإيجاب, ثم ذهب غير آبه بشيء رغم إنه يراها جالسه بكمادتها و تبدو مريضه، هي حتى لا تستطيع الذهاب لترتاح في سريرها قبل ان تنتهي من خدمته و إلا لن يكفيها لسانه..
تركت الكماده و ذهبت للمطبخ تسحب خطواتها لتعد العشاء له و ترتاح..،
.
.
.
ألمانيا...؛
عاد متأخراً للبيت و عقدت حاجبيه لا تكاد تنفك أبداً، ما حدث اليوم جعله يفكر ملياً بتلك المستقلّه التي يحبها و نسي كل شيء..
رآها تجلس في الصاله و قد مالت رقبتها برأسها جانباً وهي تنتظره ملتحفه بشالها الصوفي الثقيل.. و التلفزيون على قناة أخبار ألمانيه..،
وقف يتأمل جمالها الآسر للحظات وهي نائمه بسلام على الأريكه.. مازال لا يصدق أنها صارت نصيبه و حلاله و كل أشياءه الجميله بل هو يراها أثمن نجاحاته كلها..
سمراءه النجديه، السحر الحلال الذي يُحكى في القصص القديمه.. و الفاتنه التي تغنى بحدة ذكاءها و فتنتها كل الشعراء الذين مروا على نجد منذ عصور ماقبل الجاهليه و حتى الآن.
لابد و أنها ظلت تفكر حتى نامت مكانها، و إلا لشعرت به حينما عاد..،
تركها مكانها و راح لغرفته بعدما أطفئ شاشة التلفزيون و باقي الإضاءه.. و ترك الإضاءه القادمه من الممر...
حاول تجاهل عدم وجودها بجانبه في السرير و لكن لم يستطيع..، هي تفرض حضورها في قلبه، و ضرورة بقاءها بجانبه أصبحت ملحّه جداً لا يستطيع أن ينكر ذلك أبداً..
إستحم بشكل سريع كعادته ثم خرج بعدما جفف نفسه و إرتدى ملابس مريحه للنوم.. خرج ليعيدها لسريرها..
إبتسم مازالت على وضعها، حملها بهدوء و أخذها لمكانها في السرير وغطاها، ثم راح ينام في مكانه بهدوء هكذا الوضع المريح نفسياً له... لم يتخيل للحظه أن أحدهم سيتحكم بطقوس راحته و إستقراره النفسي حتى عرفها.
.
.
.
بعد سهرة جميله مع صاحبه الذي ذهب لمنزله، عاد لغرفته بهدوء ليتفاجئ بها وسط الإضاءه الخافته مازالت مستيقظه و ملتفه جيدا باللحاف/ليه ما نمتي للحين؟
لم تود ان تتكلم وهي تبكي، و لكنها حاولت ان لا يتضح شيء رغم تعثر نبرتها/تعبانه
نزع ملابسه وجلس يتفقد هاتفه قليلاً قبل نومه.. لا يخفاه أنينها الذي تحاول أن تكتمه/لعب فيك تقلب الأجواء، إذا تبين المستشفى قولي، ترى فيه شيء اسمه ضروريات وواجبي اسويها
بالكاد تنهدت تنفسها بعد كلماته/ما يحتاج مستشفى.. شكراً
زاد إستغرابه/انتي قاعده تونين بدون تحسين، وش يوجعك؟!
تأففت من إلحاحه وهي تثبت الكماده على بطنها تحت اللحاف/علي الدوره..
نظر إليها بلحظات تفكير سطحي و يبدو كمن يسمع شيئاً لأول مره/وش الدوره هذي؟ من وش؟
رفعت حاجبها بإستنكار لسؤاله لتغمض عينيها بصمت فهو بالتأكيد يسخر منها..،
بإلحاح/يا بنت وش منه تكلمي
فتحت نصف عينيها يبدو جاداً في سؤاله/أفتح قوقل و اَبحث عن الدوره الشهريه و بتفهم.. بليز خلني ارتاح من اسئلتك هلكتني طول اليوم اخدمك و ماشتكيت،.. اسكت الله يخليك.
عاد ليصمت فهو لم يفهم ما تعنيه، يبدو الموضوع معقد/طيب طيب، ارتاحي، لو قايله لي ما ارهقتك بالعشاء.. مافيها شيء لو تكلمتي
شعرت أنها تنهار من الداخل، هو لا يستمع إليها و تعرف تماماً أنها لو إشتكت لسخر منها و لن يهتم..، سحبت الغطاء على رأسها بصمت مدعيةً النوم...
كان متردداً كثيراَ وهو يحاول تجاوز ما قالته، و لكنه وجد نفسه يفتح قوقل في جواله و يبحث عمّا قالته.. تردد في ذلك و لكنه تابع البحث و هو مصدوم بالذي عرفه للتو... و مالذي يدريه بهكذا أمور و التي ربته جدته، و لم تخبره والدته بهكذا أمور عند زواجه...!
بعد قراءة ما جعله يشمئز من نفسه شعر بالعار وهو يأمرها و ينهاها اليوم رغم رؤيته ملامح التعب باديه عليها و تحمل الكمّاده طوال الوقت!
.
.
.
.
.
اليوم التالي..،
إنتهت من رش عطرها منتهيه من رتوشها البسيطه وهي تتحدث لأخيها الجالس هنالك بين أطفالها يلاعبهم غنى في حضنه و سلمان في خيمة الكور الملونه/انت الغلطان بصراحه، ليه تروح لها بهالطريقه؟!
استغرب/وش تبيني أسوي يا نيفادا؟! معاد في حيل لعنادها خلاص.
راحت تجلس على طرف اريكة اطفالها/شوف نيوف قلبي.. ، أنا بقولك إياها عن تجربه يعني، نفسية الحامل أخيس نفسيه ممكن تواجهها إذا زعلت، هي حالياً جالسه تحس بأشياء انت ما تتخيلها و يمكن حتى ما يفكر فيها الشخص العادي اللي ماهو في وضعها، عاد شووف شهد و هي أساساً شايله عليك.. شوري عليك تتركها للأيام، بهالفتره ابداً لا تحتك فيها.. يا شيخ حتى السلام لا تقوله...
ظل صامتاً يفكر بما قالته وهو يبتسم للتي تبتسم له في حضنه و تمسك بنظارته المعلقه بياقة تيشيرته..، الأطفال يجعلون من الحياة لطيفه و قابله للعيش و الإستمرار.. تخيّل كيف سيكون شعوره حينما يحمل طفله بين يديه هكذا و يضحك له..!
ابتسمت وهي تراه يتقبل حديثها بصدر رحب و يكمل اللعب مع اطفالها/والله لايق عليك تكون أب، بس لو توقف تدخين أزين.. انت عارف وش سوا التدخين بأبوي الله يرحمه.
تذكر تلك الليله وحديث شهد له عن أنه يجب عليه ان يدخن حتى يموت/أشوفك لابسه عباتك وين بتروحين؟
وقفت وهي تأمر المربيه بأخذ أطفالها/بروح أشوف اللي فاتني و أنا أراكض بين عيالي و زوجي، بروح أصيع
ضحك وهو يتذكر مزاحهما سابقاَ، كانت و مازالت تتحدث معه كصديقه بلا حواجز/بس انتبهي صيعي بشويش..
ضحكت/شوف أنا قررت أجمع شلّتي رهف و دانه و اطلع معهم و نسهر للصبح لا تقول نيفو ما قالت لي، هذا أنا قلت لك
يعرف أنها لن تغيب اكثر من ساعه فقط تمازحه/يا شيخه تعالي بكرا بعد.. بس عاد أسألي زوجك، اللحين الشور شوره
انتهت من لف حجابها/شووف دامني هنا ببيت راكان عبدالعزيز المناع فأنا أسوي أللي ابيه، شوف نفسك بدون زوجتك بالله مو حريه؟!!هااا حريه و الا مو حريه؟
هز رأسه مبتسماً بمسايره/حريه لدرجة اني اشتقت للقيود ههه
اقتربت منه و قبلت خده بشكل خاطف/شفت أنت؟ ابي أعيش هالحريه لين اشتاق للقيود.. عاد أنا اكرهها مدري متى بشتاق لها... سلام
لحق بها للسياره يتحدثون، لا أحد يفهمه و يجاريه سواها.. هي كما يسميها دائماً أخوه و ليس اخته..،
رأوا سياره تتوقف و تنزل منها إحداهن و معها رجل،، اضطر لترك نيفادا تركب سيارتها ووتذهب وهو راح يستقبل الرجل الذي قدم/يالله حيّه تفضل
رفع آدم طرف شماغه بإبتسامه/الله يبقيك، السلام عليكم معك آدم العبدالله
صافحه بحراره/وعليكم السلام ونعم تفضل المجلس
رافقه للداخل/بشّر عسى ابو راكان "أدهم" موجود؟
بترحيب/الله الله أدهم و ابو أدهم تلقاهم هنا بالمجلس اررحب
.
.
،
.
بعد الضيافة و السؤال عن الأحوال جلست الشموس تراها بنت أخرى غير تلك.. تبدو بحال أفضل/ما شاء الله يا غريبه، أو نقول سلاف.. صايره حلوه بزياده، عسى الله يحفظ لك الوالده
بسعاده/اميين يا رب، قولي سلاف، أمي تحبه، إلا وين ليال ما شوفها
بإبتسامه/ليال للحين مسافره، وراجعه قريب
بأسف/للحيين، والله توقعت جات بهالويكند قلت اشوفها، يلا اشوفها بالعمل ان شاء الله.. انتي شخبارك وش علومك
امرت الخادمه بالشاي و اكملت حديثها/الحمدلله كل شي تمام.. هالاسبوع طالعين المخيم، ياليت تشرفينا فيه مع الوالده و مريم، ترى كنت برسل لك اللوكيشن حتى لو ما زرتيني
اتسعت ابتسامتها/ياليت والله محد يرفض التخييم هالوقت، اما مريم رجعت بيتها و هذا انا رايحه لها بعد شوي مع اخوي دعواتك نقنعها تترك البيت و تجينا
احتارت فوضع مريم معقد جداً و البنت متمسكه بمنزلها/والله مريم مقطعه قلبي، طلعت من المستشفى و لا زرتها غير مره.. من جد اللي ماله أهل ياعيني عليه، لازم ما نتركها لحالها
تنهدت/ان شاء الله..هذا هي رجعت عملها كود تلتهي فيه و الله يتمم عليها صحتها
تذكرت أمراً/تصدقين عمري مافكرت حتى بزواج اخواني، بس اتمناها تتزوج و تلقى شخص يخاف الله فيها و تكوّن لها عايله تعوضها عن ايام وحدتها، الوحده مميته والله.
هزت رأسها/اي والله.
أشارت للشاي الذي أحضرته الخادمه/تفضلي الشاهي.. كان ودي تعشين معنا الليله والله.
ارتشفت من كاستها/لا يوه.. أمي بالبيت لحالها، أساساً جيت مع اخوي لأنه جاي يبي يشوف أدهم و يشكره و يتعرف عليه اكثر، قلت بعد أنا ودي اشوف البنات.. و جيتكم معه.
بإبتسامه اكملت الشاي وهي تفكر كيف ستفتح موضوع سيف مجدداً بعد كل ماحدث/إلا سلاف، بسألك تعرفين بنت طيبه و أخلاق من معارفكم..
ضحكت/ليه سؤال الخطابات هذا؟
إتسعت إبتسامتها/ابد و الله سيف طلب من أدهم يبي ندور له عروس..
إختفت إبتسامتها و ابتلعت ريقها/عروس لسيف! بهالسرعه
اعتدلت بجلستها وهي ترمي كلماتها لعلها تصطادها بها/أي سرعه؟! ، الرجال وحداني بعد جدته، يقول لأدهم أنه حاب يستقر و كذا
لا تعرف مالذي حل بها بعدما عرفت بأمر خطبته لغيرها/بس تووه ما أمدااه
بسؤال مغلف بخبث/وش اللي تووه و ما أمداه؟
شعرت بالورطه لتضع كاسة الشاي على الطاوله و تريح يديها بضمهما لبعض، لم يعد ذلك ممكناً, هنالك في أعمق نقطة داخل قلبها ألم لا يُحكى ..
وكيف لا تفهم تلك النظرات المتحسره/ندمانه على رفضك له؟
ترددت بحزن خسارتها/محد يوقف بوجه النصيب.. أنا توقعت اتخلص من وجوده بعدما رحت اهلي لكن طاريه حالف بالله يلاحقني و ألقاه بكل سالفه و حتى بيني و بين نفسي..
شعرت بتعثر نبرتها، لم تتخيل أنها ستصف شعورها لها هكذا بأريحيه/حبيتيه؟!
تفاجأت من سؤالها الصريح/مادري بالضبط، بس كان فيه شيء من الأمان و الراحه النفسيه أحسها إذا كان قريب،.. زمان كنت ألقاه أول ما أحتاجه و كأنه كان يلاحظ كل شيء بحياتي بعين ثالثه..حتى بعدما رفضته ما تخلى و فارق.. مروءته خلته قريب.. و مروءته أبعدته بعد كذا..
تعجبت من حديثها البسيط عنه، كانت تظن أن البوح بمشاعر لطيفه تجاه أحدهم هو أعقد و أصعب شيء في هذه الحياة، و لكن حديث سلاف بدا لها كالماء المنساب في جدول بلا أي عقد أو فواصل صمت! ...أجمل من الحب هو البوح به بهكذا نقاء لا يخالطه إبتذال عاطفه أو شكل معين، فقط إرتباط روحي منزّه عن الواقع الذي شوّه سيرة الحب.
°
°
°
تنفست بعمق وهي تفتح عينيها و تتثاءب، للحظه شعرت أنها كانت في حلم.. حتى إنتبهت لسقف الغرفه و الساعه تشير للثالثه عصراً،لتنهض بسرعه، هل نامت كل هذا الوقت!!
تذكرت أنها لم تنام إلا قبل الظهر بقليل.. عانت كثيراً بالثلاث أيام الماضيه، هذه المره الدوره تآخرت لأسبوعين عن موعدها و ذلك ما جعلها أثقل و ألمها مضاعف هذا الشهر... أمهلتها شهراً و ذلك يحدث للمرة الأولى..
بالكاد تركت سريرها لتذهب للحمام تنعش نفسها لتنزل و تصنع أي شيء يسد جوعها الذي جعلها تستيقظ من نومها..
إرتدت شرابات طويلة الساق و روب شتوي ثقيل و صففت شعرها بشكل ظفيرة جانبيه.. ثم خرجت وهي تدعي الله أن لا يعاقبها محمد على نومها الطويل هذا..،
بالكاد وصلت تحت متجهه للمطبخ وهي تشم رائحة قهوه تتذكرها جيداً، دخلت مبتسمه بعدما رأت مكينة القهوه التي تفضلها وهو يجربهاوهنالك صحون مرتبه على الطاوله و غداء/السلام
إلتفت إليها متفاجئ من تورم تحت عينيها وتكتفها بالروب الثقيل رغم دفء الجو/وعليكم السلام، صح النوم! عسى نمتي زين البارح
استغربت سؤاله وهدوءه/نمت قبل الظهر الحمدلله نومه مريحه... أنت مسوي الغداء؟
راح و سحب لنفسه كرسي وجلس/ايه، حلو انك جيتي اللحين، كنت بطلع أصحيك تغدين، يلا سمّي بالله
جلست بدورها وهي مازالت مستغربه تصرفه و هدوءه و انفرادة ملامحه/شكراً لأنك خليتني أنام بدون إزعاج،
بدأ بغرف الغداء و بدأوا بالأكل بصمت لدقيقتين ثم تحدث بعد تردد/أنا ترى صدق ماعرف الدوره.. ماكنت استهبل عليك، لو ادري أنها كذا كان تصرفت غير
لا تفهم، هل يعتذر أم ماذا، لم تعلّق، هي أصلاً مُحرجه أن تتحدث بها أمام رجل و لكنها كانت مضطره وهو زوجها و بالنهاية سيعرف..،
دفع علبة صغيره إليها بطرف الطاوله/هذا لك.. معه كرت شريحه جديده مفوتره.
لم تصدق، لابد و أنها مازالت نائمه/أنت شكلك بتموت و يا رايح كثر ملايح؟! أو أنا نايمه للحين وبالحلم؟!، مو معقوله تاركني انام و مسوي الغداء و جايب لي سمارت فون جديد و خط مفوتر بعد! الله يستر من تاليها
إبتسم وهو يرى ردة فعلها التي لم تستطيع كبتها، هي لا تعلم أنه أهدأ مما تتخيل و أنه إنسان بسيط و لا يهوى إزعاج أحدهم و أن ما كان يفعله بها هو ردة فعل لفعلها، وهذا مالم يستطيع الإستمرار عليه،
البارحه فكّر بحديث "سيف" عن البيت الهادىء و الزواج بشكل كان هو نفسه يفكر به ثم نسيه...ثم إنه لم ينام من تأنيب الضمير، الإنسان أضعف من أن يُكسر أو يُهان.. صمتها و عدم شكواها البارح أثارا حفيظته كثيراً و جعله يقرر أن كل هذا يجب أن يتوقف و الآن/أنا طالع بعد هالسبوع للبر مع خويي، و جبت لك الجوال عشان إذا احتجتي شيء بغيابي تتصلين بي.
جميله إبتسامته، للمرة الأولى تراه يبتسم دون أن يكون له حاجه بها/غريبه!! ماخفت أهرب و اتركتك؟!
بهدوء إبتسامه/عموماً أنتي و أنا ما يصلح نستمر، لأن مافيه شيء متوافق و.... مو مهم بالنهايه بتروحين بحال سبيلك اللي قاعد يصير من تزوجنا مسخره و لعب بزران أنا اكتفيت منه ، بس خلينا نتفق على شيء علشان أعطيك حريتك و طلاقك بأسرع وقت
استغربت اسلوبه و طريقة إبعادها بهكذا كلمات لها عدة معاني، ولا تعرف أي معنى يقصدها به/نتفق على إيش؟!
ترك ملعقته وهو يركز فيما سيقوله/شوفي كل اللي صار من البدايه صدقيني يا ريما مابغيته، أنا رجال هادي و كنت ابي اعيش مع زوجتي براحة بال و متفاهمين، و بصراحه هالحياة اللي بينا غير متكافئه و انتي وانا ما توافقنا... لذلك أنا قررت ننفصل مثلما انتي تبين بعد و لكن علشان اطلقك رسمي فيه شغله ابيها منك.
إستشكت في طلبه بعد هذه الديباجه/اللي هي...؟
أردف بإهتمام/شوفت عينك مالي احد بالبيت و مابي اقعد بعدك لحالي، لذلك لازم تدورين لي على عروس بمعرفتك، لكن بنفس مواصفاتي، سواءاً من بنات خوالي او بنات معارفكم، صديقاتك.. أنتي أدرى
تغيرت ملامحها وهي ترفع حاجبها منزعجه من ذكر أنثى غيرها الآن ، رغم انها تبحث عن الطلاق، ولكن لا يجب عليه ان يضع شرطاً كهذا/ايوه، وشهي مواصفاتك بالعروس الجديده يا سيد محمد؟!
اعتدل بجلسته و تحدث بإهتمام/جينا للمهم دامك سألتي هالسؤال فأنتي موافقه، أبيها تكون أخلاق و ملتزمه،و نفس عمرك و طويله اهم شيء مابي اقصر منك خليها حولك كذا و تكون بنت بنوت يعني لا مطلقه و لا ارمله و لا عمرها صورت بسناب و بس ماعندي أي إضافات هذا هي..
لا تدري لماذا شعرت بالإهانه في هذه اللحظه/أخاف نسيت شيء من الطلبات سيد محمد، و بعدين ليه بنت بنوت و انت سبق و تزوجت هاه؟!
بإبتسامة خبث/كيفي هذي شروطي، و الباقي عليك، و البنت تقدر تقبل أو ترفض، مافيه شيء بالغصب... بس تكفين شدي حيلك بأسرع وقت..
تأففت بعدم رضا/فيه وحده تخطب لزوجها!! ، محمد انت تستهبل علي؟! الناس بتهرب محد بيوافق يسمعني حتى و أنا أدلل على زوجي
بهدوء إبتسامه/لا لا وانتي تخطبين ماني زوجك أنسسي، أنا من اللحين صديقك أو اخوك ولد اخوك اي احد و دوري العروس على أساس أخوك سوي إتصالاتك باللي تعرفينهم وشوفي لي بنظرة عينك الحلوه اتوقع ذوقك مثلك حلو..
"حلو مثلك"!! للمرة الأولى يقول كلمة لطيفه وهو لا يعني بها أنه يريدها..،كم هي لطيفة الكلمات التي لا يُراد بها شيئاً سوا اللطافه فقط.
أردف وهو يرى شرودها/بس هااه لا تطولين أبي إذا رجعت من البر تكونين رشحتي لي كم وحده.،وش قلتي؟
شعرت بثقل الموضوع على نفسها، ألا يكفي أن يطلقها و ينتهي الموضوع بسلام، لكنها تريد حريتها و ستدفع أي ثمن لذلك/طيب بشوف بس ترا اللي اعرفهم كلهم بجده بتصل و اشوف لك و ربي يعيني عالهبل اللي بسويه
إتسعت إبتسامته/إيه تعجبيني، دامك من اللحين تفكرين، اللحين الواحد تنفتح نفسه للأكل.
سكتت وهي ترفع كوب العصير و تشرب منه تفكر بصمت و تشتت، لا تدري كيف ستبدأ،و لماذا يريدها هي بالذات أن تبحث له!!
فليكن له ذلك مادامت ستنال حريتها.
.
°
.
...
وقفت بالباب تنتظر عودتها برفقة آدم، استغربت تأخرها لهذا الوقت.. بالعاده ليس لديها دوام ليلي!!
لحظات لتقف سيارة و تنزل منها وهي متفاجئه بوقوف آدم و غريبه!! /غريبه! علبالي انك توك مابعد وصلتي البيت!
وقفت بنفاد صبر/افتحي الباب وخلينا نتفاهم
فتحت باب المنزل لتدخل معها وتقف بساحة المنزل و آدم بقي خلف الباب ينتظر..،
استغربت وقوفها هكذا /ليه قاعده هنا خلينا ندخل و اضيفكم
تحدثت من بين شفتيها/اتصلت بالمشغل و ماكنتي فيه، وين رحتي بعد الدوام؟ تكللمي
خافت من نظرتها الحاده تلك/اشش، وين بروح يعني؟
بخوف/لا يكون قبلتي تطلعين بيوت
قاطعتها/مابعد طلعت لأي بيت، للحين افكر ماقررت، انا كنت بالصيدليه.
ستجن من برودها/تفكرين؟؟!! والله والله يا مريم ان وافقتي تدوجين بالبيوت لا انا اختك و لا اعرفك.. أنا قاعده اترجاك تجين معي، منتي محدوده على هالعمل يبنت ناظريني
أشارت إليها لتصمت وهي تخفض صوتها/ااشش لا يسمعك آدم
تخصرت/يعني عارفه انه شي يفشل، حتى منتي محتاجه، قلت لك تبين عمل اكلم لك ليال لكن انتي مدري وش تفكرين فيه، مريم حبيبتي أنا ابيك معي أمي مرحبه فيك، وش المانع؟
صدت وهي تعارض الفكره كون أخيها متواجد، ولكن كيف تصارحها بذلك/مايصلح يا غريبه ما يصلح، لازم تفهموني
كح و اصدر صوتاً من حنجرته/ليه ما يصلح؟ تكلمي، اذا علي تراني طالع دورة عمل كم شهر، اقل شي اقعدي عندهم هالكم شهر
عادت لتصمت.. وتحدثت غريبه بدورها/سمعتي؟! يا بنتي طاوعيني هالمره بسس
إلتفتت إليه بتساؤل/مايصير تترك بيتكم علشاني، أدري أن ماعندك دورة عمل لا تكذب
رفع طرف شماغه وهو يغير وقوفه/يا بنت الحلال كلها كم شهر و اتزوج و اطلع ببيت مستقل، اقعدي مع امي و سلاف، ترى قعدتك هنا لحالك ماترضي سلاف كل يوم تصيح علشانك وأمي تصيح معها، يرضيك؟
شعرت بغصه وهو يخبرها انه سيتزوج، و أنه هنا يطلبها من اجلهن، آه ما أقبح كسرة الخاطر و الخيبة بعد الأمل، لا تدري أي غباء جعلها تظن أنه سيلتفت لمريضه نفسيه ووحيده و يفكر بها كزوجه..، أي إنكسار يحدث داخل قلبها المسكين المعلّق على طرف الحزن و تلعب به رياح الفقد و الوحده..و تمطره مواسم البكاء الطويله!
لمحت عينيها تغرق وهي تصد لتمسك بيدها و تضمها بلحظة تعرفها جيداً/طلبتك لا ترديني..
همست لها وهي تتشبث بها/مابي اموت لحالي يا غريبه..
خرج لسيارته هارباً من هذا الموقف، ليس قادراً على منع أي حزن، يعرف ما تعاني منه مريم و يعلم أن تركها وحيده أكثر يعني أنها ستنتكس بشكل كبير...
.
.
.
في مستشفى الحرس الوطني..،
جلس على سريره بعدما خضع لعمليه صغيره لرجله التي تؤلمه، وهو يلومه/يا منيف روح لأهلك قلتلك ما احتاج مرافق، الله يصلح مدى.
ضحك وهو يحمل دلّة القهوه و فنجاناً/يا رجال اترك عنك العناد و تقهو بس، أنا بروح اجيب مدى و عمتي اللحين، من اليوم وهم يتصلون يبون يتطمنون
أخذ منه الفنجان بتملل/اسمع، طلبتك أدهم لا يدري.، الرجال فيه اللي مكفيه و أشغاله ماتنتهي إن درى بيوقف كل شيء علشاني
سكب لنفسه فنجان قهوه وهو يبتسم/لأنه كفو، والله يا خوته أنها مكسب.
ترك الفنجان جانباً واسترخى وهو يمد قدميه، لا يدري بالضبط ما يؤلمه لعلها الساق الصناعيه مالت عن وضعها الطبيعي! لا يدري... سيظل هنا حتى يطمئن ليقدر على مجابهة الحياة..
أخذ جواله لعلها تفقدته برساله أو بإتصال و لكنها لم تفعل..! لم يظن للحظه أن علاقته بها ستكون بهذا البرود...لم يتوقع أن تفرط به بسهوله هكذا...؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
في مقهى نسائي يعج بالزبائن.. تجلس هي و رفيقاتها على إحدى الجلسات الجميله..،
تعالت ضحكاتهن بشكل جعل البقية يلتفتون..،
كتمت رهف ضحكتها بدورها/بنااات قصروا اصواتكم، والله انفضحنا.. ههه
تنهدت وهي تحاول ان تصمت/آه يا قلبي بمووت يا دانه بذمتك أمك تقول عنستي!! مادري وش خلت للناس
ضحكت/المسكينه يجيها ضغط من خالاتي، وراها بنتك ماتزوجت للحين.. هذا انتي و رهف تزوجتوا
إلتفتت إلى رهف و انفجرتا بالضحك مجدداً، لا احد يعرف ماهي خفاياهن، فقط ضحكتا لكل ماحدث سابقاً.. مع مرور الوقت تصغر الأمور الكبيره التي نظن أنها لن تمر و تفقد الأشياء أهميتها...
استغربت/بنات شبلاكم كلما تكلمت ضحكتوا، انتم تخبون شي عني، بنات بالله كلموني عنكم وزواجاتكم و وش صارلكم يوم امي تمنعكم مني
هدأت وهي تبعد شعرها و تجمعه على كتفها الأيسر/اسمعي دنو..ترى ما عزمناك علشان نتكلم عن زواجاتنا... انسي يرحم والديك وخلينا ننبسط شوي أنا وحده مامعي وقت كثير، ترى وراي بزارين بالبيت
ابتسمت رهف بحماس/اي تكفين ورينا صورهم، يا عمري كيف اشكالهم واساميهم
تأففت وهي تُخرج هاتفها من حقيبة يدها و تفتحه لتريهم صور أطفالها /بوريكم بس عاد لا تخلونهم سالفتنا.. سمّوا... سلمان و غنى..
كل منهما إلتزمت صمتها مبتسمه وهي تراقب الصوره و تقارنها بملامح نيفادا التي أخذت كوب قهوتها لترتشفه أمام نظراتهن المتقطعه لها/هييه جالسين تطلّعون الإختلافات العشره؟ .. تطمنوا ما يتشابهون..
رهف بعد تدقيق/سلمان يشبه لك، شعره و ناظر عيونك..
بتنهيده/للأسف طلع شعره نفس لون شعري وعيونه نفس أمي..
استغربت دانه/لييه بالعكس احس شعور حلو عيالي يشبهوني
لا تحب تذكر الماضي وهي تستعيد جوالها منها/كنت ابيه يطلع اسمراني نفس أبوه.. بس الحمدلله.. عقبالكم بنات
رهف بإبتسامه/ياقلبي، رفيقة عمري صارت أم.. و الله أكييت أم.
ضحكت من الكلمه/ياحبيلك يا رهف، للحين انتي البنت اللي تعززلي و تشوفني كيوت، والله لولاك رفيقتي كانت علوم
دانه/رهف ماتجرح أحد بس أنا اقول الصراحه بعين الواحد
بضحكه/قصدك الوقاحه، يختي احمدي ربك أنك صديقتي و الا كان بتكونين بالقائمه السوداء حقتي..
ضحكت دانه، وقطعت ضحكتها نغمة هاتفها/بنات أمي تتصل، ياليييل..
رهف برجاء/ردي عليها لا تقولين كذا حراام
دانه/يا بنات أوفر والله اللي تسويه..
هدأت إبتسامتها بقلق/لا تقولين كذا الوالده تخاف عليك وهذا حقها،لا تحرمينها من هالحق انتي قطعه منها،.. لكن ماراح تفهمين كلامي لين تصيرين أم..
تفاجأت من حديثها الجاد/كام داااون ماما نيفو.. أنا هنا تيقنت أنك أم فعلاً، يلا دام الوالده متصله معناته رجعت لي السايق.. اشوفكم على خير بنات.. لازم نتقابل ثاني سلام..
رأتها تسرح قليلاً بعد ذهاب دانه لتبتسم برقتها المعهوده/كيف الزمن مر بسرعه كذا و كبرنا و بان على ملامحنا و أشكالنا..! أنتي وحده ثانيه، نسخه جميله من نيفادا المناع..أحبك والله يا بنتي
إتسعت إبتسامتها و هي تلاحظ تغيرها للأفضل مع احتفاظها بقلبها الطيب و اسلوبها اللطيف/أنتي بعد كبرتي و صرتي أحلى.. وش سوت بك الدنيا يا رهف.. وش اخبار ابوك؟
بسعاده/أبوي بخير.. و أدهم من فتره لفتره يطل عليه...
أخفضت صوتها وهي تسأل بفضول/أدهم كفو عسى ربي يحفظه لولده و أختي، ما قلتي لي كيف تزوجتي بعد اللي صارلك
تنهدت فتلك كانت أياماً صعبه/بعد فتره من الحادثه، اخو عادل كان عارف باللي صار و خايف على اخوه الميت و جاء يترجا ابوي يتزوجني علشان يغطي اللي صار.. و انه حلم بأخوه يوصيه... أنا تزوجت لأن مالي ذنب فعلاً و مابي اقهر ابوي اكثر من كذا.. فتره بسيطه و كنت مع ابوي ما رحت مكان، مجرد زواج ورقي... و تم الطلاق الحمدلله.. ومن شهر تقدم لي عبدالعزيز و الحمدلله أمورنا تمام..
ارتاحت وهي تسمع اخبارها/لأن نيتك كانت طيبه و صافيه ربي سترها.
هزت رأسها برضا وهي تبتسم/الحمدلله..محد درى غيرك... و لا أحد درى بعدك رغم كل شيء صار دفنتيه بمحله و حفظتي صداقتنا..
شعرت بنبرتها تتعثر/رهف ماصار شيء بينا، ادري أنه غصب عنك و حيل القوي على الضعيف،... ماراح انسى عمر عشناه علشان موقف كان غصب عنك...
بإبتسامه/لازم تزوريني بيتي.. ترى حول الحي حقكم قريب منه
هزت رأسها/اكيد، بس بعدين اهلي مخيمين من بكرا و اشغال..
فتحت سناب لتلتقط صوره لهما/قبل لا أنسى تعالي خلينا نصور هنا أبي أرسلها لليال..
اقتربت منها بإبتسامه للكاميرا و تم إلتقاط الصوره، بحثت عن ليال لترسلها لها..، انتبهت لسناب "مدى".. هي مثلها من النادر ان تصور سناباً... فتحته لتتفاجئ بها صوره ليدها تمسك بيد تعرفها جيداً موصوله بمحلول طبي ، قد كتبت عليها"الله يحفظك حبيبي بو سلمان"...
فزعت بالتأكيد لم يردعه عنها إلا شيء قوي كالمرض...، هو في عز إصابته خرج من أجل رؤيتها..
لاحظت رهف تغيرها المفاجئ/نيفو فيك شيء؟
ابتسمت/لا.. بس شكلي تأخرت على عيالي..
رهف/اساسا تأخرنا، عبدالعزيز مرسل يقول وينك، لو ماعرف انك بنت راكان المناع ماخلاني اروح معك..
استغربت/يعرف ابوي؟
وضعت جوالها بحقيبتها وهي تقف/اييه يعرفه شدعوه.. يلا مشينا
تنهدت وهي تقف/يلا
كانت متردده في ذلك، هل تفعل الصح، لا تدري.. قطعت ممرات المستشفى متجهه لغرفته بعد السؤال عنها..، هذا المستشفى الذي يراجعه و يتعالج فيه دائماَ منذ إصابة الحرب..
رأت شخص بلا ساقين يسير بعربته و يسير بجانبه رفيق له فقد ذراعه و ساقه و هما يتبادلان الحديث و يضحكان بسعاده.. روحهما عاليه جداً و كأنها لم تمر عليهما اوقاتاً حرجه و كارثيه جعلتهما بهذا الوضع..!
هنا يتعالج مصابي الحرب و بهذا القسم بالتحديد..تذكرت ألآم "قاسي" في أغلب الأيام يجب صعوبه حتى و إن لم يبوح بذلك...
أشخاص كهؤلاء وقفوا بالصفوف الأماميه و أخذوا شرف الدفاع عن الوطن يجب أن يكون لهم معامله خاصه جداً.. قاسي ليس سيئاً بل هي السيئه..
طرقت الباب بهدوء و لم تجد رداً لتفتحه بدون تردد وجدته يغط في نوم عميق، غريب كيف لم يشعر بها، نومه خفيف جداً وخاصة بعد الحرب، أي صوت مهما كان خفيفا يوقظه..!!
دخلت وهي تترك ما بيدها على الطاوله القريبه منه..،
هنا قهوه و بعض الاشياء من الواضح ان أهله كانوا هنا قبل قليل..،
عرفت أنه خضع لعمليه صغيره في رجله، لا تعلم ماهي و لماذا. ولكن ألآمه الأخيره كانت واضحه جداً بأن الامر صعب، فهو لم يشتكي أبداً حتى بعد إصابته في الحرب..،
اقتربت من سريره لعله يشعر بها و لكن لا لم يتحرك.. خافت لتقترب اكثر و تلامس خده المغطاه بشعيرات لحيته المشذبه بشكل يليق به.. ليطلق تنهيده و تميل رقبته مما يوضح إنه نائم بعمق..
دخلت الممرضه وهي تطمئن على العلامات الحيويه/اختي الزياره خلصت
سألتها بفضول/،عارفه و بطلع، بس من متى نايم
ابتسمت/من ربع ساعه صرف له الدكتور منوم، لأنه من تنوم عندنا ماعرف ينام زين..
فهمت الآن عمق نومه وعدم شعوره بها ، انتظرتها حتى خرجت لتلتفت إليه بإحساس بالذنب..، إقتربت منه وهي تمسك بيده و تودع قبلةً عميقه في كفه قبل أن تلامس خده بقبله أخرى وداعيه..
ثم فتحت حقيبتها وأخرجت منها منديلها الزهري الرقيق الذي كانت ترتديه حول عنقها و دسته تحت رأسه.. ثم خرجت بعدما تركته في ودائع الله..،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
منذ ربع ساعه تجلس تحتسي الشاي مع ليال الشارده معظم الوقت/شفييك من يوم ما جيتك و انتي هيك صافنه!
بإبتسامه/انتي اللي بيقعد معك شوي يجيه صداع من كثر لهجاتك..
رفعت حاجبها وهي تبتسم/أنا عارفه أن هذي ميزه.. المهم وش فيك منتي معي اليوم؟ متزاعلين بعد!
ضحكت جدياً و شعرت بالراحه بعد ذلك/وش جاب طاري الزعل، أنا بس مانمت زين.. و بكرا مسافرين مثلما تعرفين..
بحزن/والله قهر ما تستقرون هنا يختي
هزت رأسها بالنفي/لا استحاله استقر إلا هناك.. حتى وليد كان كاره فكرة انه يستقر برا البلد..
بإبتسامه/عساكم دوم متفقين.. تكفين اذا رجعتي الرياض سلمي على رويدا بعد قلبي..
.... يوصل ان شاء الله...
دخل في هذه الأثناء وهو يبتسم لفرهاد و يحمله/أهلاً أهلاً.. ما شاء الله
رفعت حاجبها/قوول السلام عالأقل،
ضحك/السلام عليكم.. يالله حيها.. جايه تخربين علي زوجتي قبل نمشي!!
غمزت له/إيه و اعلمها وش كنت تسوي بغيابها
إتسعت حدقة عينيها وهي تنزل كاستها على االطاوله أمامها/لا عاااد هنا بديت أشك.. وش مسوي تكلمي
جلس بجانب رشا وهو يطلبها تسكب له شاي/اشياء وحصلت قبل تجين.. عادي يعني مالك علاقه
هزت راسها بإبتسامه/مالي علاقه هاه!!.. افهم انه إذا كنت لحالك تخون عادي هاه!!
بإبتسامه تغيظها/أيه عادي.. وش فيها؟ انا اوفي لك موجوده، بعد تبيني أوفي لك بغيابك!! كذا كثير يا ليال اسمحيلي
سكتت قليلاً وهي مازالت تحتفظ بإبتسامتها له/صحيح معك حق، كثير عليك مررره كثير،
رشا رفعت يديها بإعتراض/معليش و الله انتي مره طيبه
بإبتسامتها/لا خليه كذا أحسن يعني حلو لو دري أني تعرفت على واحد بالرياض بغيابه وماعلمته بيكون عااادي.. بـ"حسب وجهة نظره"
ترك الكاسه على الطاوله بشكل يوحي بتوتره و إن كان يبتسم/يصير خير
استرخت بجلستها وهي تراقب الوضع بحماس و ترقص حاجبيها/الله الله هوشه بإبتسامات، حبيت تمثيلكم السيطره عالوضع... يلا منتظره النهايه ما وراي شيء..
قرر الإنسحاب فوراَ لغرفته ليهدأ، لم يتوقع رؤية رشا اليوم/دام كذا ، بروح اغير ملابسي و ارتاح شوي وانتي خليك مع رفيقتك
لحقت به وهو عند باب الغرفه، لتحدثه بهمس/لحظه وليد
توقف والتفت إليها وبنفس مستوى صوتها الهامس/نعم؟! ترى ماهو علشان كلمتك بحضور اختي اني خلاص نسيت وش سويتي، أنا بس مابغيت احرجك قدامها
امسكت بيده لتذهب به لداخل الغرفه و تغلقتها ثم إلتفت إليه بعينين غارقتين بدموعها/لين متى وأنا و أنت في جهاد؟! علمني.
تجاهلها و صد للجهة الأخرى بصمت متأففاَ...،
شعرت أن صمته يزيد نارها/أنا جالسه اسألك عن شيء كان ممكن يفرقنا و هو فعلاً سبب لنا أزمه أو بالأحرى سبب لي أنا أزمه، ومع ذلك زعلت مني أنا و ما اهتميت بالموضوع الأساسي.. علمني يا وليد لين متى بكل مره أكون أنا اللي أتقدم خطوه، أنا اللي أتقرب، أنا اللي أعتذر و أنا أللي أحاول أحافظ عالعلاقه و أضحي... لكن أنت عمرك ما كنت صاحب مبادره.. أبداً..!!
إنتظرها تنتهي من حديثها متظاهراً بالتملل/خلصتي؟! يلا روحي لضيفتك، عيب خليتيها تنتظر
نطقت من فيض غضبها/أنا أعرف الأصول يا وليد مانتظر أحد يعلمني العيب و اللي ماهو عيب! انت فعلاً زودتها!
مازال متحكماً بإنفعالاته حتى رآها تخرج من عنده بعدما أنهت حديثها الغاضب...
تجاهل ما قالته مع رنين هاتفه ليرد عليه بإهتمام/هلا .. ممتاز، وش أخبار دكتوره ريتا؟ حلو...
.
.
.
.
.
.
.
في مستشفى الحرس الوطني..،
إستيقظ فجراً بعد ساعات طويله.. شعر بتنمل ظهره بعدما أطال النوم.. جلس بعدما رأى الساعه متأخره عليه أن يقضي فروضه التي مرت وهو نائم.. نوم المرض المرهق لا راحة فيه..،
شعر برائحه زكيه جعلته يشعر و كأن هنالك أزهار و فراشات ملونه تحوم حوله...
و كأنها بالقرب منه، و لكنها ليست هنا..
نزل من السرير و انتبه للمنديل الذي كان على وسادته و تحت رأسه.. ليلتقطه و يقربه لأنفه منتشياً بعطرها كانت هنا بالتأكيد،إتسعت رئتيه بنفس عميق يغمره عطرها البارد على منديلها،
هذه هي المرة الأولى التي يشعر بها فعلياَ بأن روحه تنطفئ بغيابها .. كانت هنا قريبه منه حدسه لا يخطئ بخصوصها أبداً.. اخذ المنديل و دسه تحت الوساده حتى ينتهي من صلاته..،
.
.
.
.
.
.
جلس ينتظرها في السياره بعدما ذهب الجميع للمخيم... نظر لساعته و لطفله النائم في مقعده الخلفي، لم يأخذ كفايته من النوم البارحه و جعل أمه تساهره معظم الليل...،
ظل يتأمل ملامحه في المرآة الأماميه، يشبهه تماماً لطالما قال الجميع أنه يشبهه و لكن الشموس تصر أنه يشبهها هي.. إبتسم على مزاحهمها حوله...
رآها قادمه أخيراً لتركب السياره بتنفس يكاد ينقطع، يعرف أعراضه/أنتي مداومه على أخذ الحديد يومياً؟
ارتاحت في مكانها/اكيد أخذه.. معليش خليتك تنتظر واجد.
بإبتسامته/خذي راحتك طالعين ننبسط ماهو موعد مستشفى... المهم انتي متأكده ان الامور بخير، ترى إذا منتي مرتاحه للطلعه و الا تعبانه قوليلي من اللحين.
حاولت ربط الحزام و فعلتها رغم أنها لم ترتاح فيه/تطمن كل شيء بخير، ماله داعي اقعد و الكل طالع و مبسوط.
هز رأسه بمسايره و غادرا المدينه الى خارجها وسط هدوء لم يكسره سوى صوت راكان الذي يطلب رفع صوت الشاشه التي أمامه.. ليلتفت للشموس/ابي أعرف ليه ماتسوين سوات نيفادا و تسوقين سيارتك؟ اخذت عيالها و شغالتها و راحت مع ام رواد
بإبتسامتها/ليه حبيبي أنت وش وظيفتك؟!
رفع حاجبه/لا يكون سواقك.!
كتمت ضحكتها وهي ترى نظرته لها/طبعاً سواقي.. بعدين أنا مابي أسوق و أفقد هالميزه معك،
هز راسه/أنا شوري عليك تتعلمين تسوقين لحالك علشان تاخذين راكان و اخوانه بعدين لمشاويرهم
اختفت إبتسامتها تدريجياً/السواقين كثار، ماحب أسوق، و ماظن فيه غير راكان الله يحفظك له.
تفاجئ من حديثها وهو يشعر بجديتها هي لا تتحدث بأمر عبثاً إلا أنها َعزمت عليه و قررت، تحدث ليلطف الجو وهو يمد يده ليدها و يضم أناملها بكفه بصمت فخسارتهما واحده و مهما حاول النسيان ذلك الفقد يلتف حول رقبته دائماً و بشكل مستمر ...،
ضمّت كفّه بكفها كما يفعل هو، لم تحب إغضابه الآن بإعلانها رفض الحمل مجدداً فمازال الوقت مبكراً للحديث عن ذلك، و لكن الأمر جدي جداً، التشوه الخلقي الذي يحمله جنينها في جيناته ليس صدفه، و لن تحتمل تكرار هذه المأساة مجدداً، مازالت تعاني من تبعات كل شيء تكبته داخلها حزنها و يأسها و بكاء قلبها الدائم، مازالت تحمل هم فراق جنينها لحظة ولادته، تلك اللحظه التي تجعلها تستفيق مرعوبه في منتصف الليل وهي تسمع بكاء أحدهم قادم من مكان ما بعيد بارد و موحش...،
من الصعب وصف الإنهيار الذي يحدث داخلها بوتيره بطيئه و مميته، لن يفهمها أحد.. من الجيد أنها تجامل و تقوم ببعض واجباتها العائليه..أما العمل فقد تركته نهائياً منذ شهور في عهدة نائبتها... لا شيء يظل مُهماً حينما يتعلق الأمر بخسارة من هو بالنسبة لك حياة.
يحترم صمتها كما يحترم شخصيتها المتزنه التي لا تشتكي مهما أرهقها المرض، و لكن حتى الأعمى يعرف أنها تعيش الآن أسوأ أيامها.. وهو مازال يفقد كل شيء إلا صبره لعله يقف بصفه حينما تلد الشموس بتلك الجميله الصغيره..مازال الأمل يخبره أن طفلته بخير و أن كل حديث الأطباء عن تشوه جيناتها محض خطأ طبي عجزوا عن فهمه..!
.
.
.
.
.
.
.
عند هند صالح...،
رتبت السفره و ذهبت تستعجله لينزل للغداء..كادت تفتح الباب فسمعت صوته يبدو يتحدث لإحداهن بجواله..!
إقتربت اكثر لتسمعه جيداً..
... "مثلما أتفقنا بالصيف أفضل لي .. و ترى قريب كلها شهر بس.. ماعليك زوجتي بتصرف معها لا تخافين، و حتى لو درت بالموضوع عادي ماظن بتزعل.. بالنهايه بتعرف يعني.. المهم انتبهي على نفسك و أنا يمكن أطل عليكم نهاية الأسبوع.."
إشتعلت نار غيرتها و فكرت أن تفتح الباب و تنفجر بوجهه أو تقتله مكانه و لكنها تراجعت أخيراً وهي تنسحب بصمت من أمام الغرفه..
بالكاد تحملها أقدامها و تسير بها، وهي تشعر بعدم إتزان في خطواتها..حتى جلست بكرسيها بطرف طاولة الطعام تنتظره،
يخبىء امراً هي تعرف ذلك كان يجب أن تفهم ذلك لن يصبر بدون أطفال...،
نزل في هذه اللحظات وهو يجلس بإبتسامه تتسع/سلام.. زين انك عجلتي بالغداء اليوم، مييت جووع.
رأته يبدأ يأكل بشهيه مفتوحه بشكل لم تعتاده منه، ظلت تتأمله وهي تتذكر تلك المكالمه، للمرة الأولى تشعر بمرارة حلقها و الحرارة تخرج من بين أضلاعها و تصعد إلى رقبتها و من ثم رأسها... يالله ما أقبح شعور الغيره و الإحساس بالإستغفال.. لوهله تزعزعت ثقتها بنفسها و شعرت بنقصها لدرجة لم تستطيع فتح حوار معه كعادتها، كانت حنجرتها تحترق...!
لاحظها تحرك الملعقه ببطئ في صحنها بدون أن تأكل/ليه ما تاكلين؟
تركت ملعقتها وهي تأخذ كأس الماء تطفئ به حلقها المشتعل/أحس بحرقان هلكني.. ماني قادره آكل
بإبتسامته/يمكن حامل.
إبتلعت غصتها و إلتفتت إليه بإعتراض/تتريق علي؟!
مازال يبتسم/تغدي يبنت الحلال
وقفت غاضبه من إبتساماته الشامته/أنت تتريق علي لأنك عارف اني مستحيل احمل، كيف تستخف دمك بموضوع زي هذا قدامي؟!
تأفف/هند ترى الموضوع ما يسوى كل هالزعل
ضربت بيدها على الطاوله وهي تبكي/لا يسوى و يسوى كثير عندي، وصلت فيك الأمور انك تستخف بألمي بدون مراعاة لمشاعري!
ترك مكانه و لحق بها/يا هند وقفي كانت مزحه الله لا يعيده من مزح، وقفي
كانت ستغلق الغرفه بقوه و لكنه حاول فتحها بقوه هو الآخر/انقلع الله ياخذك، خلاص رووح تزوج وحده تحمل لك عيالك و فكني منك
بعناد وهو يدفع الباب/ماني رايح فاهمه، يلا اتركي الباب و تعالي معي
لم تعد قادره على دفع الباب أكثر مع إنهيارها باكيه ليدخل و يمسك بيديها وهي تسحبها بمقاومه/ابعد عني، أصلاً معاد ابيك و لا عاد ابي شيء ودني بيت أبوي أريح لي و لك
ثبتها بقوه بعدما سيطر على يديها التي ثبتهما خلف ظهرها وهو يتحدث غاضباً/أسمعيني زين، مالك حق تقررين متى أوديك و متى أخليك فاهمه؟، و لا تفلّمين خيالات من راسك، أنا كنت امزح بس
صدت عن وجهه فهو يلصق نفسه بها/ابعد عني بس، أنا مراح أنتظر لين تدخل علي بالثانيه، تبي لك عيال؟ رووح تزوج من اللحين و فكني منك و من هالهم
هزها بقوه/أص و لا كلمه زياده، قبل لا أسويها عناد فيك و اتزوج و اجيبها هنا قبال عينك
إزدادت دموعها وهي تنهار بصمت بين يديه، تريد تغطية وجهها بكفيها و لكنه يثبت يديها خلفها، لترفع عينيها إليه برجاء و بعيون أذبلها الدمع/خلاص فك يديني أوجعتني.
إبتلع ريقة الرغبه من نظراتها المبلله التي تدفعه إلى حتفه لينحني لشفتيها و يلثمها بلهفة قبلة جعلتها تتنازل عن تشنجها و تلين بين يديه رغم بكائها، لقد هزمها و تحكم بمصيرها حينما سلمته قلبها،
و إبتعدت كثيراً ببذل مشاعرها له حتى نسيت كيف هو طريق العودة منه..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مضى يومين آخرين...،
كان المخيم فرصه جميله للجميع في الترويح عنهم ثقل الفتره الماضيه...،
ليلاً تحت الاضواء الكاشفه تعالت صيحات أميره تشجع نيفادا للتغلب على رواد في مطاردة الكره.. و شهد في المقابل تشجع رواد..
مرت الكره بجانبها/نيفو انتبهي بطني.. ترى بترككم و اروح والله ملييت من هاللعب
ضحكت نيفادا/اسفين يا جمهورنا الوحيد، مانعيدها
جاء نايف وهو يشير بيديه/بنااات قصروا أصواتكم
نيفادا رمته بالكره/تعال ألعب بدال اخوك هذا مايعرف هزمته خمسه واحد و للحين يبي يلعب
رواد/والله منك يالغشاشه
ضحكت/دايم مايصيح الا الفاشلين
تركهما و اتجه إلى شهد التي يتضح تمللها من الجلوس/تهاوشوا هناك بس..
رأته يتركهما و يذهب لشهد لتبتسم بمكر وهي تترك اللعب/خايف تنهزم بعد ههه
رأته يقف عندها و يمد يده لها/تجين نتمشى شوي؟
بلا تردد مدت يدها له/ياليت نهرب من هنا جالسه أشجعهم بالغصب
اتسعت إبتسامته/أعرف اختي قشرا
ضحكت/حرام عليك والله انها تجنن نيفو.. ما اقشر غيرك
.
رأتهما يبتعدان وهما يتحدثان و يتبسمان بشكل جميل،.. من الجيد أن شهد تجامله على الأقل أمام الجميع..، تعرف تماماً أنها لم تعد تريد العوده و لكن لا مستحيل في هذه الحياة..،
.
.
.
.
.
هنالك على الجهة المقابله أم رواد و لولوه و الشموس التي ينام طفلها متوسداً فخذها يجلسون..يتبادلون الأحاديث و الشاي على جمر أمامهم..
تبسمت لولوه وهي ترى نوم راكان/وديه الكرافان ينام براحه و ترتاحين انتي منه، كفايه بطنك
بإبتسامتها/لا كذا مرتاحه وهو معي،
أم رواد/ملاحظه انك دلعتيه بزياده من فتره و انتي دايم ماخذته بحضنك، ترى بيتعود و بيزهقك إذا جاء النونو الجديد.
لولوه بتأييد/اي والله، من هاللحين احسبي حسابك
داعبت شعر طفلها بهدوء، فلا احد يعرف أنها فقدت جنينها وهو في بطنها/يصير خير ، بحاول
تذكرت أم رواد أمراً/قبل شوي أشوفك تكلمين خالتك أم طراد، شلونها وش علومها القاطعه!
تنهدت/بعد قلبي خالتي، عزمتها هنا و للحين زعلانه من سالفة طراد و ليال
لولوه بعدم رضا/ماعندها سالفه، البنت تزوجت وشافت نصيبها
الشموس/خالتي منيره حساسه شوي و عيالها يضغطون عليها الله يهديهم ما يرحمونها
حركت يديها بحسره/إييه الله يرحمك يالنايفه كانت أجيد خواتها كلهم، خطبها راكان مرتين و رفضت جاها مره ثالثه و معه خالها و جماعته و وافقت، اظني لو ما اخذها راكان أنجن
أحسّت أم رواد بفضول فتلك كانت زوجة زوجها/الله يرحمهم جميع، اللحين عرفنا الشموس طالعه لمن
شعرت بالحنين مؤخراً كل ما يتعلق بوالديها بات يثير حزنها و شوقها/الله يرحمهم، عمتي لولوه تكلمي عنها،
سكبت لنفسها كاسه و أعادت الإبريق فوق الجمر/إييه يمال الجنه يا النايفه، يوم مات ابوها حفظت بيته و خلت مجلسه زي ما هو فاتح داايم للضيوف مثلما كان بحياته و كل جمعه غداء الرجال عندهم لأن الجامع جنب بيتهم،و سنعت خواتها و زوجتهم، وهي رفضت تزوج، بس فاز بها أخوي بالنهايه وقدر يقنعها.
ابتسمت لذكرياتهما معاَ، مازالت تحتفظ بصورهما معاً، منذ الزواج وحتى رزقا بنايف/ليه ماتبي تزوج طيب
بإبتسامه/والله مادري بالضبط أمك كانت مهتمه بخواتها أكثر و شايله همهم،اظن عشان كذا رفضت الخطاب، لكن أخوي مافيه وحده تقدر ترفضه
ضحكت الشموس/صحيح و الدليل أمي رفضته مرتين قبل تقبل فيه
لولوه بإبتسامه ماكره/حبيبتي رفضته دلع و تغلي ، و ماقدرت تصمل بعد، بس والله يا كاانت عنيده
هزت رأسها أم رواد بحنين لذلك الفقيد/الله يلوم اللي يلومها..
لولوه/مره زعلت عليه مادري وش كان مسوي،المهم توها مامعها غير الشموس وتوها رضيعه..صعدت غرفتها و قفلت باب الجناح بوجهه تدخلنا نصلح وهي رافضه للصلح ورافضه تفتح له الباب أو تكلمه.،
راح و صعد لها من المواسير الخارجيه و تشعبط بالجدران و دخل عليها من الدريشه، شافوه عيال الحاره و انفضح هههه
ضحكت منذ زمن لم تضحك من قلبها/اااه وأنا كنت احسب ابوي ملاك و ما قد زعل أمي
لولوه بمزاح/حبيبتي امك هي اللي مدلعه و عنيده ، اخوي ما يغلط
ضحكت ام رواد/الله يرحمهم جميع،
بكى سلمان لتخرج به المربيه وهي تنادي/مدااام
عادت من اللعب مجهده وحدها/ااه الواحد ما يرتاح بعد اللعب يعني تووني افكر ارتاح و يستقبلني هالبزر بصياحه
ضحكت ام رواد/هاتيه يا عمري بسكته انا و تعالي اشربي معنا الشاهي
اتسعت إبتسامتها/عمرري انتي يا احلى نواره بالدنيا
لولوه/والله محظوظه فيك هالبنت يا نواره، عسى الله يحفظك لهم
تنهدت الشموس بإبتسامه/امين... إلا عمتي ام ليث، عبير ليه ما جات معك؟
ارتشفت من كاستها/عبير مع زوجها ماعلي منها، بس على حد علمي بتجي بكرا إذا وافق، نبي نقعد هالسبوع كله شرايكم
ام رواد/ياليت والله
وصلتها رسالة قصيره من ليال لتبتسم/الحمدلله ليال وصلت
.
.
.
على الطرف الآخر من المخيم يجلسون جميعهم حول النار،
أدهم يرفع عن أكمامه وهو يلتقط الدلّه التي يفوح هيلها من فوق الجمر و يأخذ بيمينه مجموعة فناجين ليقدم لهم القهوه في جلسه تملأها أحاديث ابو أدهم و ابو عبدالكريم الذي وصل للتو في سهرة قصيره ثم سيعود للخرج مع إبنه كاسر الذي يجلس بجانبه..
تذكره ابو أدهم/يا عيال وين قاسي ما شفناه
أدهم/والله يبوي كلمني و قال مشغول و رايح لجده و ان شاء اله يلحق عالمخيم
ظلوا يتحدثون، ليتذكر أدهم أمراً/تعال يا كاسر انت تشتغل بالرياض و لا نشوفك؟ لا يكون تزوجت و لا عزمتنا
ضحك/ياليت والله، أرهقتني العزوبيه، الواحد مل والله
ابو عبدالكريم/والله اللي شروطه واجد مايبي يعرس
استغرب أدهم ليهمس لكاسر/وشهي شروطك؟
ضحك كاسر/بنتظر بنتك توصل و بتزوجها
ضحك ابو أدهم/هذا اللي ما طرى عليه العرس صدق
كاسر بإبتسامه/ياجماعه والله مالي شروط أبوي يبالغ، كل اللي ابيه اني اخذ زوجتي معي للرياض أنا طبيب هنا ياخي.. و اللي خطبت منهم ثلاث و كل وحده تبي تستقر جنب بيت أهلها و الا في حارتهم، و أنا بصراحه رجال أبي الإستقرار، أما زوجتي بجهه و انا بجهه ماستفدت شيء و الا شرايك يا أدهم
هز رأسه بإقتناع/معك حق، تزوج من هنا طيب
بإبتسامه/الله يكتبها لي.. وهو كذلك، أنا قررت أتزوج من هنا بس والله ما عرف احد هنا، يمكن أنت تعرف
ضحك أدهم/إييه اللحين عررفت سبب زياراتك علينا من فتره لفتره، حبييت خططك الإستراتيجيه، بس للأسف ماعندنا عرايس والله، أصغر بناتنا اخت نايف بالإبتدائي.. ماتصلح يا كاسر معليش.
ابو عبدالكريم/أنا غسلت يدي منه خله يخطب لنفسه و يعزمني لعرسه
ضحكا ثم استرسلا بأحاديثهما ليلتفت أدهم بفضول/أنت وش تخصصك؟
كاسر تذكر امراً/طب طوارئ بالحرس الوطني
ارتشف من فنجانه/عمل مرهق
كاسر/الله وكيلك نص حياتي صارت بالطوارئ، يعني حتى اللي بتزوجني الله يعينها بتكون متفضله علي
ابتسم له/عملك انساني، بالعكس لا تقلل من نفسك و الزواج نصيب و ماتدري وين نصيبك..
كاسر /إي صحيح وش اخبار قاسي اشوفه هاليومين هذي بالمستشفى! بصراحه سألته و قال عاودته ألام رجله و معاد زرته انشغلت
إلتفت إليه مستنكراً/انت غلطان، تقوله صادق؟ توني اقولكم رايح جده
إستغرب كاسر وهو ينظر لجواله ليهمس لأدهم/أنت من صدقك؟ كنت اظنك تخبي على ابوك الخبر
أدهم/لا والله هذا كلامه لي
عاد نايف وجلس همس له/مرته زارته بالمستشفى و تقول مسوي عمليه صغيره برجله،
فز واقفاً /أخو قاااسي!! من متى وهو هناك و ليه محد قالي
نايف وقف معه/يا رجال هو بخير، زوجته تقول بسيطه
راح ينتعل حذاءه و يتجه لسيارته مستعجلاً/أنا رايح له اللحين، و اقعد انت هنا..
ناداه والده من بعيد/اتصل وطمنا عليه
غادرت معه المطار و هو مازال صامتاً، و لا يتحدث الا بماهو مهم بالنسبة له،...
ركبت معه سيارة أجره و رفض أن يركب مع سائق أهلها الذي طلبته للمطار...تضغط على نفسها بالصمت و تقبل هذا الوضع مؤقتاً فقط..
يجب عليه أن لا يطيل الأمر حتى لا تنفجر..
نزلا معاَ للمنزل وهو يحمل الحقائب و يضعها كلها عند الباب الداخلي و يلتفت إليها وهو يفتحه/الحمدلله على السلامه.
لم ترد فقط صدت عنه بصمت و هي تدخل،.. ليلحق بها/ليه الحقران طيب؟!
لاحظت البيت هادئ و ساكن لتلتفت إليه بهدوء و بصوت لا يسمعه سواه فهو قريب منها/ما انت ماتكلمني من كم يوم و ساكت طول الطريق من ألمانيا لين هنا و ما سألتك ليه الحقران؟!
إبتسم وهو يرى قدوم والدته من خلفها، ليتركها و يذهب/السلام عليكم يمه..
عانقته بسعاده وهي تراه يعود بزوجته، كل يوم تزداد مكانة هذه البنت التي جعلته يعدل عن الهجره و يستقر هنا/يا هلا يا هلا بليال و ما جابت ليال
رفع حاجبه مستنكراً/يممه انا ولدك
تجاوزته إلى ليال لتعانقها هي الأخري/هذي بنتي هذي..لو ماهي ما رجعت لي يا دكتور
ابتسمت له ليال بخبث و هي تسلم عليها/عمري خالتي، هو يحب يقعد هنا بعد بس عقله كان مشغول شوي، و الحمدلله فتح ربي عليه اخيراً
بسعاده/الله يحفظكم و يسعدكم، يلا العشاء جاهز و مافيه غيركم، عزه تو أخذها زوجها من شوي و اخذت عشاها معها
بحماس رافقت أم وليد/اي والله خالتي هذا وقته بموت جوع، لو سمحت وليد وصل الشنط للغرفه و حصلنا
وقف مكانه يراقب ذهابهما و تركه مكانه، و تصرفاتها تلك وهي تستحوذ على عقل و قلب أمه أيضاً، لا يشك في قدراتها على كسب الحب و لكن تغيظه حينما تتصرف و كأن شيئاً لم يكن..!
أخذ الحقائب للغرفه فوق و نزع معطفه و رماه أرضاً دهش من تغير الغرفه جذرياً!!! ،
إتجه إلى هاتفه الذي يرن داخله أحد جيوبه، أخذه وهو يرد، فالإتصال من المحامي الخاص به هناك/هلا أحمد.. أي وصلت
على الطرف الآخر/الحمدلله عالسلام
أخذ يمشي في غرفته و يشعر بتغيرها عليه وهو يراقب بعينيه غرفة اخرى غير التي تركها/الله يسلمك، وش عندك متصل هالوقت!
بتردد/حبيت اعطيك خبر، طراد طلع من السجن من يومين و استفسرت عنه لقيته رجع للسعوديه... لذلك حبيت انبهك
توتر لا يعلم لماذا/نظامهم الفاشل ما خلاه ينقع بالسجن، هذا حاول يعتدي على بنت بوسط بيتها
على الطرف الآخر/عاد هذا نظامهم، انتبه هالفتره علشان تعرف نواياه..
تذكر تلك الأيام الصعبه و تهديدات طراد له/يصير خير احمد، مشكور انك قلت لي، و تابع لي قضية ريتا و الدكتور
على الطرف الآخر/أول جلسات المحاكمه السبوع الجاي بإذن الله تاخذ حقك منهم.. تامرني شي دكتور وليد
توقف أمام نافذة غرفته/سلامتك أحمد...
أغلق جواله وتركه على الطاوله وهو يلاحظ الغرفه مبتسماً، فعلتها عزّه وغيرتها،.. سمع صوت أمه تناديه و خرج لها...،
.
.
.
.
رشت عطرها بعدما جففت شعرها وهي تستغرب عدم عودته للمنزل حتى الآن!
منذ يومين ينام بأي مكان يضع رأسه به و كأنه فجأه نسي أنه متزوج و هنالك من تنتظره!!
بالأمس نام في الملحق و قبله تحجج بأنه نسي نفسه و نام في الإستراحه...، هذا كثير!
شعرت بالعطش و تركت غرفتها وهي تنزل بخطوات هادئه، و لكنها تفاجأت بعودته و جلوسه هنالك على الأريكه، ينزع شماغه و ثوبه و يجلس بملابسه الداخليه ذات "السروال الطويل و الفانيله" و يتسلى بمشاهدة فيلم قبل نومه/سلامات! وينك من اليوم ماشفتك
لم يكن يريد رؤيتها الآن، تلاهى بمشاهدةالفيلم/مع الشباب فالاستراحه
تخصرت و هي ترفع حاجبها/هالاستراحه هذي يبي لها صرفه، ما صارت، مللييت لحالي ترى
إلتفت بإبتسامه، هل تفتقده حقاً/تكفين ريما لا تقولين أشتقتيلي، ماتنبلع
راحت لتجلس في الاريكة المنفرده بإبتسامه/ مو لذي الدرجه بس تعودت عليك، أنت فعالياتي الوحيده...و مع الأسف ماتعطي وجه بعد
ضحك/ماعليه كلها كم يوم تخطبين لي و اتزوج ثم تروحين لأهلك و تنسين هالوحده، بس استعجلي، مالقيتي للحين؟
بدا الحديث عن زواجه مزعجاً/جالسه ادوّر.. بس تعال نام بغرفتنا، أبي أنام
استغرب نبرتها/نامي يا قلبي ماعليك مني، أنا مرتاح هنا.
للمرة الأولى يقول "قلبي" و قالها بطريقه بدت و كأنها عفويه و جميله/شكلي بجيب فراشي عندك هنا بعد !
ترك الفيلم و ألتفت إليها بندم فهي تجلس أمامه مبللة الشعر ببيجامة هوت شورت زهري و بلوزه بيضاء قصيره واسعة الياقه يتضح منها بطنها المشدود/لا لا تجيبينه.. أبي أريح راسي شوي من الصداع و أنتي أشغلتيني ، يلا بسرعه روحي غرفتك يا بنت خليني أنام.
قررت تركه وهي تقف، من الواضح أنه يركلها من عنده فقط/المشكله تعودت عالنومه بغرفه مشتركه، بس مثلما تبي ماراح أغصبك، ومصيري اتعود يعني، تصبح على خير...
سألها وهي ذاهبه/بتتزوجين بعد الطلاق؟
تفاجأت بسؤاله لتستدير إليه بدون تردد/لا ماظن.
هز رأسه/تصبحين على خير.
مسح على وجهه بعد ذهابها وهو يشعر بالحراره تسري بجسده، ترك مكانه و هو يذهب ليغسل وجهه.. عليه أن لايفكر بها..
.
.
.
عادت لغرفتها وهي تفكر كيف فجأه إستطاع أن ينام بعيداً عن حضنها و رائحتها، لم يتركها ليله منذ دخلتهما لدرجة أنها إعتادت ألا تنام إلا بجانبه.. تعرف أنه تعلق بها حد الجنون، هي تشعر بذلك و تستطيع تمييزه و سؤاله قبل قليل ما هو إلا دليل يدينه، ليس من المعقول أن كل ما كان يجعله يلتصق بها هي الغريزه فقط!
و إن كانت الغريزه فقط فلماذا إذن يهجرها منذ ثلاثة أيام بلا مبرر...!!!
إستلقت مكانها بالسرير وهي تشعر أن شيئاً ما حدث،...
تجاهلت ما يدور حوله و ظلت تفكر بمن ستخطبها له، أو بالأحرى ستدله عليها، يجب ان تكون بنتاً لا تعرفها و لن تقابلها حتى صدفه مستقبلاً ، تذكرت أخت تماضر التي تسكن جده و لكن لا تلك تملك عينين واسعتين و شعرها طويل جداً.. إذن ليان إبنة خالتها ملتزمه حقاً و لكنها طويله و إبتسامتها فاتنه و أيضاً تسكن الجنوب لااا لن تدله عليها، عليها ان تجد فتاه أقل منها جمالاً على الأقل، لا تريد أن تجعله يقارنها بغيرها فتربح الأخريات و تسقط هي من نظره.. مازالت تتذكر مديحه لجسدها المتناسق و المشدود على حد وصفه، لن تفرط بأسبقيتها هذه..
و لكنها كلما تذكرت إحداهن لتختارها بدأت تقارنها بنفسها.. حتى فكرت بأن تسأل عن سيده تعرفها بالتأكيد ستدلها على الفتاه المطلوبه و بمواصفاتها هي..
ابتسمت بخبث وهي تغمض عينيها محاولةً النوم..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
صباحاً...:
خرج من الحمام ليراها تقف أمام المرآة لتنتهي من زينتها اليوميه، و لكن إنتبه لحقيبه يدويه كبيره قليلاَ و عبائتها بجانبها ثم إنتبه للباسها تبدو ستخرج، /ما شاء الله على وين النيه؟
نظرت لإنعكاس صورته في المرآة أمامها/مو متفقين نطلع مخيم أهلي؟ ممددين فوق السبوع، يقولون الاجواء تفتح النفس هناك
اتجه للشماعه يأخذ شماغه و عقاله/إيه بس هونت.. خلاص مافيه روحه
تركت مابيدها لتلتفت إليه مستنكره/ليش إن شاء الله؟
بدأ بمزاحمتها المرآة وهو يرتب شماغه على راسه بشكل انيق/اليوم لازم اروح المستشفى علشان اضبط اموري، معليش
هزت رأسها وهي تكتم غضبها/طيب مو مشكله روح شغلك.. و أنا راح اتصل بنايف يجي ياخذني لا تنشغل
رفع حاجبه وهو يلتفت إليها/لا تتصلين بأحد، مافي روحه لمكان بدوني.. لازم نتفق من البدايه
صغّرت عينيها وهي تحاول الصمت و لكن لم تعد قادره عليه/نتفق؟! أنت متفق مع نفسك و خالص، تووك قبل يومين تقول ماعندك عمل هالاسبوع و بوديك وش اللي تغير فجأه ممكن تشرح لي؟ لأن إذا ماقتنعت ماني قاعده لك.
بإبتسامه ماكره/منتي قاعده لي؟!! تكذبين على نفسك انتي؟ أنتي ماتقدرين بدوني، ناسيه نقطة ضعفك؟
تفاجأت من حديثه الذي شعرت أنه يستخف بمشاعرها و لكنها ليست غبيه ليستغل مكانته/هذا أنت قلتها "نقطه".. فلا تتحداني فيك
عقد حاجبه متفاجئ بردها/أنا ما أتحداك تتركيني لكن لا تقولين كلام بتندمين عليه بعدين، مع ذلك حطي ببالك مالك طلعه هالفتره لين أقولك لا تلفين و تدورين بالكلمات معي.
اقتربت منه لتشد ياقته كما تفعل دائما حينما يستفزها/كلام اندم عليه هااه؟!!! شوف يا قلبي يا تقنعني برفضك و الا ترى بروح بدون شورك و أنت بكيفك، لا تقولّي حب و ماحب، لمن المسأله تمس اهلي ما افكر فيك لذلك لا تاخذ مقلب كبير بنفسك عزيزي
أمسك بها من بين كتفيها و ذراعيها التي تشد ثوبه/شوفي عزيزتي أنتي، أول شيء ياقة ثيابي اتركك منها، ثاني شيء إن رحتي من وراي بلحقك و باخذك من بين أهلك و عينهم تشوف بعد ، هذا أنا علمتك، لا و بقفل عليك هالغرفه و ان كنتي صادقه وقتها اطلعي منها
شعرت أنها ترتفع عن الأرض شيئاً فشيئاً وصارت تقف على رؤوس أصابعها و ترتفع اعلى/أتمنى انك ماتنوي ترميني من الشباك على هالرفعه هذي!، خلاص ماني رايحه مكان نزّلني
انزلها وهو يحاول ترتيب نفسه مجدداً ويلتف يأخذ عطره/إيه خليك حلوه كذا، زوجه مطيعه
راقبته ينتهي من رش عطره وهي تتكتف فهو مازال يعقد حاجبيه/على طاري زوجه مطيعه يا زوجي الحبيب، ما تكلمنا بخصوص اللي صار بألمانيا..لأن حضرتك للآن مُصر تلعب علي دور الشخصيه الغامضه
أخذ جواله و مفتاحه وهو ينوي الخروج/شيء مالك دخل فيه
مازال يراوغ/كيف مالي دخل يا سيد غامض؟ كان بينخرب بيتي و تقول مالك دخل؟!!! إلا والله رحمتها حبيبتك ريتا، انا ما اتنازل عن حقي معليش
بالكاد إبتسم تبدو فاتنه حينما تلسعها الغيره/تطمني ريتا و الدكتور الثاني رهن الإعتقال و التحقيق و محاكمتهم قريبه، محاميي هناك و يتابع سير القضيه و السفاره هناك عندها علم بهالشيء و مهتمين بالموضوع، و إذا حابه تتأكدين شوفي جرايدهم تتكلم عن هالاثنين... اتوقع الأغلبيه تأيد سحب رخصهم الطبيه و هذا أقسى شيء ممكن يتعرض له الطبيب
إستوعبت كل هذا وهي تتكتف/أهااا، اتمنى انهم ياخذون الموضوع بجديه و ما ينحازون لهم كونهم مواطنين و انت أجنبي.
ضحك/لا.. أجل أنا ليش دخّلت السفاره بالموضوع؟ علشان يخافون على سمعتهم و يمسكون القضيه بشكل جدي، عموماَ هم ناس بروفيشنال و تهمهم سمعتهم الطبيه.
تساءلت بفضول/كيف كانوا يفبركون التحاليل، ماني قادره اتخيل هالخبث!!
نظر لساعته/بسيطه هم المسؤلين عن المختبرات بإمكانهم وضع أي ماده فيها و محد مكتشفهم، إذا انعدم الضمير الطبي كارثه
ابتسمت/احمد ربك اني لحقتك، لولاي جيتك بعد الله كان للحين و انت متقوقع بين أوهامك
رفع حاجبه وهو يتذكر ذلك الموقف/إيه صح ذكرتيني المفروض ما اوقف كذا اكلمك، أنا طالع تأخرت
ضحكت وهي تراه يهم بالخروج/أنا اللي المفروض ما أكلمك..
ألقى عليها نظره خاطفه تشوبها إبتسامته قبل خروجه من الغرفه، نظرة تركت تنهيده في صدرها و عادت لتدور بعينيها مبتسمه في المكان بعده و تتذكر حديثهما قبل خروجه، هذه الجنّه الصغيره الخاصه بهما.. فقط هذه المساحه الصغيره حيث طمأنينتها و سلام روحها الذي تجده في روح ذلك الرجل الذي يناقضها بأمور عده و لكنه شريكها الروحي الذي تقدس كل أخطاءه و تجد لها ألف عذر و الف حجه و ألف قبول..!
.
.
.
.
.
.
.
.
في غرفتها التي تشاركها فيها..،
انتهت من ظفيرة شعرها وهي تتبسم/هاه حلوه!
نظرت لنفسها بالمرآة/رهيبه...مريم كيييف كذا ما شاء الله عليك مكياجك و شعرك و العنايه بنفسك و بشرتك ماتحتاجين أحد يساعدك فيها، احس هالأشياء الحلوه إذا اجتمعت بوحده تخليها محتفظه بجمالها و شبابها لوقت اطول.. و ما تضطرين تروحين مراكز تجميل و بلاوي
بإبتسامه/أنا عندك وش حابه تتعلمين؟ غير البشره، بشرتك مثاليه بس حافظي عليها
تنهدت/الميكب ماعرف فيه حاجه! شوفت عينك حتى الأيلاينر ما عرف ارسم الرسم البدائي فيه، الحمدلله المسكرا ما تحتاج فلسفه و الا كان ماستخدمتها
رفعت حاجبها/بس لها طريقه معينه تخليها بشكل مرتب..! لحظه اوريك بنبدأ من الميكب و ننتهي فيه ما وراي غيرك..اعتبريها دوره مجانيه، شيء ينفعك اذا تزوجتي، وحتى لو ماتزوجتي، .
اتسعت إبتسامتها/او حتى اتزين لزواج أخوي
تلاشت إبتسامتها وهي تبدأ بترتيب حواجبها/يعني صدق بيتزوج! علبالي يكذب علشان أجي
اخذت قلم أحمر شفاة تلعب به بين يديها/اتوقع كذا.. هذاك اليوم شاف بنت جيرانا عندي، واظنها عجبته يعني كذا حسيت هو ما قال شيء
شيء من الإحتراق خلف أضلاعها لا تعلم سببه/لهالدرجه حلوه؟! كيف شكلها
أجابتها ببراءه/والله حلووه عريب.. ماعرف أوصف بس البنت ناعمه، صحيح قصيره شوي كانت لابسه قصير هذاك اليوم، يمكن السيقان خرفنته هالرجال ماتدرين وش يجذبهم بالضبط.. ههه
ضحكت و صوت الإنكسار يتردد صداه داخل قلبها الصغير../آه يا غريبه
قاطعتها/سلااااف كم مره بعلمك يا مريم
بإيتسامتها/طيب يا سلاف، شرايك تنزلين تجيبين لي مويه لأن ريقي نشف و المويه هنا خلصت!!!
أشارت لوجهها/تبيني أنزل تشوفني أمي كذا وجهي ملعوب فيه!! انزلي انتي وبالمره جيبي لي معك
تركت ما بيدها بتملل و راحت/شكل دورة الميكب بتتكنسل الليله و بتقعدين بها عالمسكرا
ضحكت سلاف و هي ترى كمية الأشياء التي بعثرتها مريم على التسريحه، كل هذه لدلالها وحدها فقط..!!!!! المصيبه أنها لا تعرف ما يفعلنه الأنيقات ليبدين كذلك، ابسط الأشياء تجهلها..، لا بأس ستتعلم منها..،
رن هاتفها من أخيها عبدالملك و لكنها تجاهلته، لن تعطيه أكبر من حجمه الضئيل.. ثم إن سيف لا يُهدد، يعرف تماماً كيف يحمي نفسه فهي تثق به
.
.
.
.
الإضاءه نصف مضاءه وهنالك إضاءه تكفي في الدواليب و الرفوف،، اخذت لها كوب ماء وذهبت لبرادة الماء الصغيره الموجوده على الطاوله.. و بدأت ترتوي منها..،
دخل في هذه اللحظات من الباب الخارجي للمطبخ، كعادته منذ مجيء مريم... ابتسم بخبث وهو يراها تدير ظهرها بسكون وعدم حركه... سيخيفها الآن..
لاحظته يقترب بخطوات، ولكن لا داعي لعمل ضجه فهي ترتدي ثوب نوم أخته، بالتأكيد سيعرفها و يخرج، فوراً... لم تحتمل أن يقترب أكثر/آدم أنا مريم مو سلاف..
ابتلعت ريقها بإرتباك فهو توقف متفاجئ..
ابعد يديه فوراً عن كتفيها التي كان سيرعبها بلمسها و لكنها تكلمت/آسف والله، انتي لابسه مثلها.. ظنيتك هي عن أذنك
تنهدت وهي تسمع خطواته مغادراً لتلتفت و تتكئ بظهرها على باب الثلاجه مبتسَمةً براحه بعد ذهابه، كيف يخجل الآن و يهرب وهو كان يأتي لزيارتها مرتين و ثلاث في الأسبوع و يتحدثان عن كل شيء وهي كاشفة الوجه..!!
هزت رأسها لخسارتها أحلامها معه.. هي خاسره منذ الولاده رغم كل ما تتمتع به من مواهب كما تخبرها غريبه، و لكن النحس لا علاج منه و لا خلاص!
كانت ترفض البقاء هنا بسبب هذه اللقاءات غير المحسوبه، الرجل يقول أنه سيتزوج لذلك عليها أن تغادر و لكن كيف ستتخلص من ضغط سلاف..!
.
.
.
عند ريما...،
دخلت غرفته المغلقه دائماً رأته يرتدي زياً أسود بنطلوناً أسود و بدي زيتي غامق و يلف رأسه بغترة كشميريه...، يجهز شنطته الرياضيه الصغيره و يضع فيها مصباح ليلي و مجموعة رصاص و بندقيه مخصصه للصيد، و أشياء لم تراها سابقاَ.. بهذه العده يبدو كأحد متسلقي الجبال، إقتربت من السلاح لتحمله مندهشه/وااو كيف تشيله ثقيل مره
ابتسم لطريقة حملها للسلاح/ريما اتركيه من يدك لا تخربينه
حاولت أن تصوب النافذه و تمثل انها سترمي/وااو، تصدق شعور حلو، محمد علمني كيف ارمي به بلييز
ضحك وهو يأخذ السلاح منها/شعور حلو هااه، هاتيه بس، ما قلتي وش بتسوين بغيابي
حركت أهدابها وهي تقلب عينيها بتمثيل ركيك/بقعد عالشباك أراعي القمرا و انثر دموعي لين ترجع لي يا بعلي الحبيب
رفع حاجبه وهو يبتسم لسخريتها/بالله!
وقفت بإعتدال أمامه وهي مازالت تبتسم/لا صدق صدق، بتزورني هند صالح و يمكن معها خالي عبدالرحمن.. هذا ما يعني أني ماراح افتقدك، يعني أحس اني خلاص تعودت عليك
هز رأسه بإبتسامه جانبيه وهو يراها تكاد تلتصق به و تتحدث بدلع و بشكل ظاهره عفوي جداً َ لكنها تكاد تقتله بإلتصاقها هذا حينما تريد الحديث معه و تتحدث بجرأه و حريه أكثر من ذي قبل/طيب أقدر أروح؟ لأني تأخرت
واقفه هي امامه بتعمد وهو ينظر لعينيها كمن ينظر للغز حسابي محيّر ،كم هو مغري الحديث مع رجل يريد ان يستعصم و يمثل القوه أمام رغبته التي تفضحه في عينيه و نظراته الخاطفه و هروبه المستمر/الطريق مفتوح لك، ما تلاحظ؟!
أخذ حقيبته وهو يتهرب من جنون الرغبه الذي سيفسد عليه كل شيء الآن، ليمر بجانبها وهو ذاهب، ثم توقف و عاد ليقبل جبينها بشكل سريع/أستودعتك الله... دعواتك لي هاه
بإبتسامتها/واثق أني بدعيلك؟
عاد إليها وهو يقف أمامها/توقعت إنّا تصافينا خلاص! ووعدتك بالإنفصال أول ما أتزوج و..
بنفس تلك الإبتسامه/ولكنك من قبل تلقى العروس هجرتني!
رفع مقدمة سلاحه ليبعد بها خصلتها عن طرف عينها/أنا ماهجرتك، أنا بس مابي أستمر أفرض نفسي عليك. لكل شيء نهايه يا ريما صح؟
لم تستطيع الرد فقط صمتت وهو ينسحب من أمامها ويذهب بعدما طبع قبلةً أخرى، شعرت بغرابة ماحدث، لم تتوقع ذلك منه، إلتقطت أنفاسها بعد ذهابه و هي ترفع ياقتها الواسعه من عند كتفها لتخرج من هذه الغرفه، ستستعد لزيارة هند...،
.
.
.
.
في محطة سيارات على أطراف الرياض الشماليه.،
إنتهى من ترصيص كفرات سيارته و تأكده من جاهزيتها لإقتحام الصحراء في رحلة خلوته مع النفس..، كل شيء جاهز لهذه الرحله بقي بإنتظار رفيق الرحله، أخبره محمد أنه سيرافقه ليومين فقط..،
إتكئ على سيارته ينتظره وهو يطلق عينيه للغيوم التي تلبد السماء و توشك على الهطول.. هذا أفضل وقت في السنه للخروج في رحله صحراويه..
لمح أحدهم يقف هناك بجانب سيارته الـ"نيسان" التي تقف لتتزود بالبنزين ينظر إليه بنظرات لم تعجبه، رآه ينتهي من سيجاره و يشعل الأخرى وهو مازال يحدق فيه، دخل الشك بقلبه..
يظن أنه رآه قبل هذه المره لكن غير متأكد، في عمله يقابل الكثير..
وقفت سيارة محمد الذي قفز منها متجهاً لسيف فصرف نظره إليه و ذهبا لتفقد ما ينقص سيارتهما معاً....
إنتهى من البنزين و ركب سيارته و الحقد يغلي بدمه مازال يتذكر ضربه المبرح له حينما مسح بكرامته الأرض و أخذ "غريبه" منهم تلك الليله..،
إتجه إليه وهو يراه في الورشه وسط زيوت السيارات..،
رمى بسيجارته وهو بالقرب من الورشه بإتجاه سيارة سيف ثم أنطلق بسيارته وهو يسمع دوي الإنفجار خلفه بدون أن يلتفت... الآن فقط إرتاح من نيرانه التي كانت تتقد داخل صدره..،
يراقب صمته منذ قدومه و يراه يساعده في الوقوف و مازال عاقداً لحاجبيه، ليبتسم يلطف جوه/أدهم والله أني بخير ياخي.. مابغيتك تدري لين أخلص و الحمدلله هذا أنا بطلع و بخير يارب لك الحمد
أعطاه عكازه و تأكد من وقوفه/تبي كرسي متحرك؟، أنا اقول احسن لا تمشي علطول
أخذ العكاز منه و مشى خطوات ثم ألتفت إليه/شفت كيف؟ ما احتاج شي بس فك عقدة هالحاجب طلبتك يابو راكان
رفع ناظريه إليه ثم أشار للباب/مشينا..
دخل كسار بهذه اللحظات/السلام عليكم شباب
ردا السلام بهدوء، ليبتسم قاسي/هلا كاسر توني أدري انك دكتور هنا
هز رأسه/معليش ماعندي وقت، و الا مان جيتك، ووقت فراغي زارني الوالد، شلونك اليوم سلامتك
أشار لأدهم/بخير و هالرجال ماهو مصدق،
تحدث أدهم أخيراَ/كاسر لا تقطعنا، لازم تزورنا ترانا أهلك، ماهو بس لا جاء الوالد نشوفك مالك حق بالقطاعه
بإبتسامه/يصير خير، يلا سلام و ماتشوفون شر.. سلموا على عمي عبدالله
ودعاه و خرجا معا...
سكت بدوره حتى ركبا السياره والهدوء حتى رآه يخرج هاتفه الذي يرن و يرد عليه/هلا مدى... لا تنتظروني أطلعوا البر مع منيف، أنا طلعت مع أدهم..
انتظره حتى أغلق الخط/منت طالع البر خلك فالبيت
إتسعت إبتسامته/ودي أطاوعك بس أنا طلبتهم يطلعون البر و مثلك خابر عيالي هناك بعد..
هدأ و استغفر وهو يقود السياره بهدوء/تدري وش أكثر شيء اكرهه؟ اني أدري بأخبارك من غيرك..، قاسي لا تعيدها لا تعيدها وان عدتها ثاني مره بكسر رجلك الثانيه
ضحك وهو يراه يتوتر/عز الله بقولك، لا يرجال وحده و بتكسرها، استغفر ربك
إبتسم على مضض/لا جد يا قاسي لا تعيدها، أنا وانت اخوان كيف كذا ما تقولي و تقول للغريب!
بإبتسامته/منيف زوج اختي ماهو غريب، أساساَ مامنت باخده هو اللي كان موجود و قال بروح معك و ماكنت متوقع ان فيه عمليه، ومثلك شايف بسيطه الحمدلله..
إرتاح/لا تشد على عمرك، ترفق بنفسك.
ابتسم/إييه فكها يا رجال
.
.
.
.
.
.
.
.
في المجلس..،
تراه صامتاً لا يتحدث فقط يبدل فناجين القهوه، وذلك ليس بالعاده..!
قدمت له فنجاناً آخر وهي تتبسم/آدم وبعدين؟ مناديني علشان سالفه و بعدين ماتكلمت.. القهوه قربت تخلص
رفع ناظريه لها وهو يفكر بكل ما حدث و هاهي الآن أمامه تطلب رضاه فقط، تداري خاطره، تهتم به بلا منّه، فعلاً البنت وجودها في المنزل زينه و أنس و سعاده/خليك تفتحين نفسي للقهوه، أنا أول مره أشوف أمي مرتاحه بحياتها تصدقين؟
إلتمعت عينيها رغم إبتسامتها/حبيبتي أمي، مافي مثلها، أنا بعد ما أرتحت بحياتي لين رجعت لحضنها.. عسى ربي يحفظها لي و يحفظك لي بعد
ما زال الفضول يدفعه لمعرفة أين تربت و عاشت و بأي ظروف..، حتى سيف ما موقعه من ذلك كله.
رن هاتفها الذي بجانبها لتراه رقم أخيها ذاك، لتتأفف و تتركه يرن..، و لكنه إرتاب منه/ليه ما تردين؟
رفعت كتفها/هذا عبدالملك، يبي يحرق اعصابي وبس
رفع حاجبه، وهو يأمرها/افتحي السبيكر و ردي خليني اسمع وش عنده.
بتردد/آدم، هذا غبي بس يثرثر، اتركك منه
بإصرار/ماعليه بأدبه لك عشان ثاني مره معاد يتصل فيك، ردي عليه بسرعه
فتحت الخط وهي ترد بقلق، لا تدري ماذا سيقول الآن/نعم يا عبدالملك، وش عندك بعد
ضحك/لا ماعندي شيء بس شكلك للحين ما وصلك الخبر، يلا مو مشكله، خليني أول واحد يعزيك في حبيبك..
ارتجفت يديها و بان التأثر في صوتها المتعثر/عبدالملك وش تقول أنت!! وش سويت بسيف؟
لاحظ دموعها المتأهبه وهو يمنعها تغلق السبيكر و يثبت يدها المرتجفه من معصمها بقوه، فهي من قالت سيف لا هو..!
على الطرف الآخر/ابشرك الحبيب مات محروق في محطه نفس ما ضربني علشان يأخذك بسيارته بمحطه.. لا تظنين اني مشيتها لك يالـ.... **
هي ليست على ما يرام شعرت و كأن احدهم يغرس سكيناً ليست حاده في قلبها...،
لاحظ إرتخاء يدها و أخذ الجوال منها و تركها منهاره مكانها..ليقف وهو يرد غاضباً/اخس يا قليل المرجله.. اخسس.تكلم معي أنا
أغلق الجوال و تركه ليعود إلى أخته التي كانت تهم بالخروج و التهرب بدموعها و إنهيارها الواضح، ما جعله يحترق أكثر هو الآخر ليمسك بها قبل خروجها و يوقفها/لحظه مكانك.. بينا كلام ما انتهى
تفاجئ بدموعها التي تحاول مسحها بيديها بسرعه و صدودها عن النظر لعينيه بشكل جعل الشك يعبث به/أنتي وش بينك و بين سيف؟ ، هذا الكلب ماتكلم عليك إلا عارف حاجه عنك
بكت/مايعرف عني حاجه، أصلاً ماعمره شال همي، أنا محد اهتم بي طول عمري غير سيف، إي سيف كان بيني و بينه مشروع زواج ما تم. و الله والله ماعمره تعدى حدوده معي..
شد ذراعها بقوه و أتت والدتهما من خلفها/ليش ماتم الزواج؟ تكلمي
تذكرت ذلك بألم/ما كان مكتوب، رفضته لأني خايفه و وحيده مالي أحد و ماكنت افكر صح، سيف بغاني لكني غبيه غبيييه ما استاهله.
دفعها بقوه عنه لتمسك بها أمها التي كانت خلفها، وسمعت ما قالته سلاف/وش السالفه ليه اصواتكم طلعت فجأه
شعر أنه مشوش، مشوش تماماَ.. ترك المكان و خرج،... لتلحق به برجاء /آدم تكفى طلبتك اسمعني شوي..
توقف وهو غاضب/سلاف ابعدي عني هاللحظه قبل اذبحك
خافت أمه/ااادم يمه تعوذ من الشيطان.. وش سوت البنت
تجاهلت تهديداته، يجب أن تخبره.. أن تفعل أي شيء من أجل سيف/انا مستعده تذبحني، بس قبلها ابيك تفكر علشان ماتندم.. سيف ماله ذنب... و اسأل أدهم هو ذراعه اليمين، وكان خاطبني منه والله يا آدم والله سيف مايعرف الردى.
دفعها عنه مجدداَ وخرج بدون أن يرد عليها.. لتجلس منهاره تماماً.. و تندب حظها التعيس وقلبها المفجوع بحبيب لم تسعفها الأيام بلحظة وداعه..،
جلست أمامها بخوف وهي تربت على كتفها، لا تستطيع تخمين أي شيء، ولكن ما تعرفه أن إبنتها لا يجب أن تبكي هكذا، لا يجب أن تنزل دموعها وهي على قيد الحياة/يمه سلاف ردي علي، ارفعي راسك ياقلبي
شعرت بحنيّة العالم و صوتاً على شكل عناق، لترفع رأسها لها، أين هذه السيده العظيمه عنها منذ زمن ، لماذا لم تعرفها وهي طفله صغيره، هي حتى تفتقد إلى إبداء أي مبادرة إقتراب، عبث بها الشقاء و عنفّها الجفى..، لو أنها لم تطحنها الظروف لكانت قبلت بسيف منذ البدايه ولكنها معنفّه متوتره منذ الولاده.. منذ أن أُخذت من حضن هذه السيده الألطف على الإطلاق في حياتها كلها،..
تنهدت وهي تشعر بلسعات البرد في اطرافها و خدر شديد في قدميها و يديها/يمه بموت من البرد
خافت من جملتها لتقترب منها و تحاول أن تساعدها على الوقوف لتدخل بها للداخل و لكنها تفاجأت بها تسقط بعد وقوفها بثواني بلا أي حراك.. لتصرخ بدورها وهي تنادي مريم..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
حل المساء..في المخيم و هدأت أصوات الأطفال بعد يوم صاخب و مليء بالأحداث وصلوا أهل قاسي و كانوا الحدث الأبرز....،
نام الجميع ما عدا البنات يجلسن بعيداً هنالك تحت ضوء القمر بيد كل منهن علبة مشروب غازي..،
تلفتت مدى تسألهن/بنات وين اختفت الشموس؟
استرخت بجلوسها/راحت الكرافان، أدهم ناداها
شهد بممازحه/يممه ماحب الرجال اللصقه، حتى فالبر ما يعطيها راحتها، لازم تنومه النونو
ضحكت نيفادا/يا بنت اتركي الناس بحالهم و خليك ببطنك
خفتت ضحكتها و ظلت إبتسامتها و عينيها تسرق النظرات لذلك الكرافان الخاص بهما..، لله ما يخفيه القدر و ما يبعده النصيب..،
مازالت سهراتها معه عالقه بذهنها، مازالت تحتفظ بالذكريات الجميله كطوق نجاة و تسالي لباقي العمر... منيف ليس سيئاً و له كل الوفاء و له نصف الحب، من الصعب نكران الذات و ما يعشعش في قاع القلب..، و لكن السؤال الذي يزورها كلما تذكرته، هل يبتسم حينما يذكرها و السؤال الأهم هل يذكرها؟!
تحدثت شهد بشوق/ياليت هند معنا،
مدى/بنت زوج أمك صح؟ إلا شخبارها
شهد بإبتسامه/بخير،
رن جوال مدى لتراه قاسي/بعد عمري اخوي الظاهر رجله ما خلته ينام، هلا قاسي
على الطرف الآخر/هلابك، مدى شرايك تجين تمشين معي شوي ذبحني الأرق
ابتسمت/اوكي وينك أنت؟..
فزع قلبها وهي تراه يتصل بأخته و يتجاهلها، ذلك الرجل القاسي، راقبت إغلاقها السريع للجوال لتسألها بفضول/وش فيه قاسي؟
تفهم أن هنالك غيوم في سماءهما، و إن لم يفصحا عن شيء، ابتسمت/يبيك تروحين له تمشين شوي، يقول كل الشباب ناموا و هو ذبحه الأرق.. وجوالك خارج التغطيه!!
استغربت وهي ترفع جوالها، فهمت ما تريده مدى لتبتسم لها وهي تقف/طيب أنا رايحه، مم سلام..
صغّرت عينيها شهد وهي تراها تذهب بهذه السرعه/شوي شوي لا تكسرين، طالعي الخبله راحت بدون شال حتى!!!
ظلت مدى تضحك/ياربي منك يا شهد، قوومي خلينا ننام، ماصفى غيرنا و ما يصلح تطولين سهرانه و انتي حامل..
استغربت/ليه، خطر!!
وقفت وهي تساعدها للوقوف وهي مازالت تضحك/لا لا، بس اذا ولدتي بتندمين عالأيام اللي سهرتي فيها و مانمتي وشبعتي فيها نوم.. يلااا مشينا زاد البرد..
ذهبت تستعجل خطاها للمكان الذي أخبرتها به مدى لتراه يدير لها ظهره و يتكئ على عصاه الجديده.. و الهواء البارد يحرك شعره، اقتربت منه.. حتى إنتبه لخطواتها و إلتفت إليها متفاجئاً/أنتي؟
بإبتسامه خجول، فهو يبدو غاضباً بحاجبه الذي إرتفع برؤيتها/السلام عليكم
صد وهو يتحاشى النظر إليها/وعليكم السلام وين مدى؟
توقفت مبتسمه أمامه وهي تدس يديها في جيوب المعطف الخفيف الذي ترتديه/أنا جيت بدالها، سلامات، معافى إن شاء الله
هز رأسه/الله يسلمك.. يلا دامها ما جات سلا..
قاطعته/لحظه،..
توقف وهو يستدير إليها/نعم، وش تبين؟
بالكاد تثبت نفسها أمامه و هي تشعر بألمه وهو يقف هكذا بشكل شبه مائل على عكازه، كم يؤلمها وجعه و صبره على الألم، إقتربت منه بهدوء و عانقته وهي تشده إليها بقوه، كطفل كان تائها و للتو وجد والديه..،
يعرفها تبكي حينما تعجز عن التعبير و تكتفي بعناق طويل كهذا، هي أفضل من تشبع غروره و ترضيه و تسكب السعاده على قلبه، إبتسم وهو يحيطها بذراعه/أفاا تبكين؟مو تقولين وش أبي فيك؟
إبتعدت قليلاً عن صدره لترى عينيه بعينيها المبتله/ماتوقعت أنك حيل تعبان لهالدرجه، مادري ليه أنت زعلت علي فجأه و بديت تجرحني و تتهمني بأني طفله، و للآن ما أدري ليه إستحقيت هالكلام اللي أنت قلته بحقي، بس أنا مالي غنى عنك، فيه شيء مو مكتمل في غيابك، النقص أشوفه بكل شيء
رفع ناظريه ليرى سيارتها التي قدمها لها كحق من حقوقها، لم تغيرها بسيارات أهلها، هو من أساء التصرف/أنا شفت مفتاح سيارة اخوك بالتسريحه و انجنيت ظنيتك مصره تاخذينها
هزت رأسها بالنفي/هو اساساً معطيني المفتاح من زمان ترى.. من قبل تتكلم انت.. و كنت كل يوم برجعه و انسى.. عشان كذا أنت شفته عندي، وبس
شعر بالألم من إطالت وقوفه بلا حركه/انسي اللي راح، تجين نمشي شوي؟!
هزت رأسها بالموافقه وهي تكفكف دمعها بإبتسامه تتسع/يلا..
تذكر ماحدث وهما يسيران ببطئ/بالغت شوي هذاك اليوم صح؟
ضحكت/شوي!! ههه ما قصرت فيني بس ماعليه، الواحد لازم يتحمل الناس اللي يحبهم إذا كان فعلاً مايبي يخسرهم، هذا قدري وش اسوي.
كم هو غبي حينما ظن أنها كأي واحده/شكراً لأنك تحملتيني..
إلتفتت إليه وهو يسير ببطئ و ينظر للأمام و إلى خطواته أثناء الحديث/بس هذا اللي طلع معك؟!
توقف بعدما أبعدا مسافه وهو يحاول أن يريح رجله، ليلتفت و يقف أمامها مبتسماً يفهم ما تعنيه/وش المفروض أسويه يعني؟ ذكريني يمكن نسيت شيء
توقفت وهي تتخصر بيديها و تنظر إليه/لا سلامتك حبيبي، مانسيت شيء
شعر بآلم بسيط ليجلس و يمدد رجله و يشير للمكان بجانبه/خلينا نرتاح هنا شوي قبل نرجع..
جلست بعد تردد/تأخر الوقت اخاف يصحون عيالي و انا بعيده
ترك عكازه ليمسك بيدها أخيراً/العيال عندهم مربيه و عمتهم موجوده و جدتهم بعد. اسكتي و ارتاحي ..
إبتسمت و هي تراه يكتفي بيدها في حضن يده.. لتقترب منه و تسند جذعها عليه و رأسها يميل على كتفه بلحظة هدوء، و حاجه ماسّه للسلام الذي يُمطر قلبها طمأنينه حينما تكون بجانبه..
.
.
.
.
.
.
.
.
راقب تحركاتها الثقيله وهي تحاول أن تجد وضعيه مناسبه لنومها، و بنهاية المطاف إعتدلت جالسه وهي تتكئ على يديها الثنتين، و عينيها نصف مغلقه... توتر من كثرة تحركاتها و لكنه لم يُشعرها بذلك حتى رآها تقف بصعوبه وهي تترك السرير و تسير ذهاباً و إياباً ثم تقف أمام المرآة و كأنها متفاجئه بوجهها الشاحب وهي تضع يدها على بطنها و تتمتم بأدعيه بصوت لا يكاد يسمعه/الشموس فيك شيء؟
أشارت بالنفي وهي تتبسم بشكل مصطنع/ء.. لا حركه عاديه يعني، احب أمشي قبل النوم، تعرف الشهور الأخيره كذا
استغرب وهو يعتدل جالساً و يرفع عنه الغطاء/بس باااقي عالولاده، ارتاحي
ابتلعت ريقها بصعوبه و تركت الوقوف أمام المرآة التي لم تعد تحب النظر إليها/معليه، المشي مفيد لي، ارتاح انت، إذا أقلقت نومك عادي بطلع، اساساً شهد و مدى و نيفو سهرانات برا بالخيم
رفع حاجبه مستنكراَ/منتي طالعه، تعالي مكانك،
مشت قليلاً ثم جلست وهي تتبسم له/خلاص نام أنت لا تقعد تراقبني كذا ماحب
ضحك/ما تحبين وش؟
ليست في مزاجه الآن/أدهم صد وراك و نام..
إقترب منها مبتسماَ بخبث/ليه أصد وراي هاه، وش ناويه تسوين يعني؟
هي حقاً ليست في مزاجه و الأمور ليست بخير في بطنها و ظهرها مدت يدها تبعده عنها/أدهم لو سمحت مو وقتك أبد والله
إقترب وهو يتأمل ملامحها التي تتحدث عن كل شيء تمر به،مرر أنامله على خديها و أبعد خصلات شعرها التي تغطي بعضه، ظل يمارس هوايته بتأملها و كأنها لوحه يعشق تفاصيلها، صدت عنه و لكنه أعادها ليقبل عينيها الذابله/محلوه عن قبل،
إبتسمت بسخريه، تعرف أنه يكذب/حديث مواساة!
نزل بأنامله يداعب شفتيها/منتي واثقه منك؟
أبعدت أنامله عن شفتيها بإبتسامه لعوب، مازالت تكابر على ألمها مادام أنه محتملاً/الثقه مالها دخل بالموضوع.. و أساساً ما طلبت رأيك بشكلي، يلا أبعد و نام
عاد ليثبت وجهها بيده/رجعنا لحركات اللعب هاه.. اتوقع تجاوزناها معاد ينفع معي هالأسلوب.
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تبتسم/يعني ما أتعب نفسي و أتهرب؟!
إقترب منها ببطىء وهو يشدها إليه برقّه حتى لا يرهقها، ثم دس أنفه لخلف أذنها يغمره شعرها الذي يفوح بعطرها الذي امتزج بجسدها و شكّل ميزة خاصه بها فقط و بشعرها، هذا الليل السرمدي الذي يعشق أن يغوص به كل يوم حتى يفقد عقله في خصلاته/تعبانه؟
تؤذيها يديه العابثه على جسدها الآن و لكن هذه اللحظه التي تحميها دائماً من الإنهيار، و إن كانت هذه الليله ليست بخير و لكن ما دامت رغبته فله جزاء صبره، همست/حيل
إبتسم لعينيها بعد طريقة نطقها للكلمه ليرفع يدها التي تضعها على بطنها بشكل عفوي ليقبّل باطن كفها و هو يداعب أناملها الليّنه جداً، بشكل يكاد يجزم فيه أنها بلا عظام كالتي عند الجميع،..
حقول من الورد يشتم شذاها وهو يطيل الإلتصاق بها كطفل يلوذ بحضن أمه ليلاً هرباً من العتمه..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كأي يوم عادي جداً.. بدأت صباحها بتحضير فطورهما على تلك الطاوله التي صار يلفها الجليد..،ما يحدث لعلاقتها به أبشع شيء قد رأته في حياتها حتى الآن، الجحيم في قلبها فقط هو من يسكنه الجليد.. حسناً كان زواجاً تقليدياًَ و لكنه أخذ مكانته في قلبها إستحوذ على إهتمامها كما إستحوذت على حياته هي، ليس بالساهل أبداً أن تتخيل ولو للحظه أنه سيفكر بأنثى غيرها بينما هو جسدياً معها..
رتبت السفره و جلست تنتظره وهي ترتشف قهوتها بصمت يعاكس الضجيج الذي يسكن داخلها... سمعت خطواته قادماً ليجلس بعد السلام وهو يطلب قهوته كالعاده، ثم سكبتها له بصمت...،
رفع عينيه لها وهو يراها ترتدي الأصفر الباهت و تجمع شعرها للأعلى بشكل فوضوي جميل/يسعدلي هالروقان عالصبح
ابتسمت على مضض وهي تراه يستعجل/وش عندك؟ طالع بدري كذا
إلتقط حبة زيتونه و دسها بفمه/عندي شغل و موعد مهم..
هزت رأسها وهي تشك كل الشك في نواياه الإجراميه، حد أنها نسيت أن تفكر بنفسها، أشغلها تماماً، وهذا أمر مزعج لا تستطيع الخلاص منه في ظل إلتصاقه بها، تبدل السلام إلى حرب داخليه لم يعد هذا المكان قابلاً للعيش بالنسبة لها..
رن هاتفه واستغرب الرقم ليرد برسميه/الوه أيوه أعرفه أنا خاله ... وشو أي مستشفى؟!
فزعت وهي تراه يقف و يفتح أزرة ثوبه من أعلى/شالسالفه؟
بإلحاح/طيب علمني هو بخير؟!
أغلق الهاتف وهو يأمرها/قوومي ألبسي عباتك
خافت/عبدالرحمن وش فيييه؟
نطق بتوتر/محمد بالمستشفى و مدري وش وضعه، ما طمنوني، ألبسي بوديك لريما تقعدين عندها
حركت يدها بالنفي/لا روح أنت بسرعه و طمنا على محمد و أنا بتصل بسايق أهلي يجي يوديني لريما.. ماعليك
لم يعلق، هي محقه يريد الإسراع له/طيب يلا استودعتك الله، طمني ريما..
رأته يخرج لتدعي الله أن ينقذ محمداً هو شاب صالح كما أخبرها عبدالرحمن ذات يوم، و لكن لا تظن أن ريما ستتأثر، رغم ذلك ستقوم بالواجب مهما كان...،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
استيقظت متأخره وهي بالكاد تتنفس، لم يكن نوماَ كان كالإغماءه ، الطلق الخفيف لا ينقطع حتى جعلها تعتاد على هجماته و لا تستنكرها، و البرد يكاد يجمّد أطرافها عن الحركه و تشعر ببروده تتخللها حرارة تحتها، رفعت اللحاف لتتأكد مما تشك به، و صدمها ما رأت، اللون الأحمر ينتشر بشكل جعلها ترغب في إفراغ ما في جوفها..،
مازال الوقت مبكراً على الولاده، حاولت النزول من السرير وهي تسمع صوت الحياة تدب خارج الكرافان..، حمدت الله أن أدهم لم يراها بهذا الموقف..
وقفت و إزداد النزف بشكل أرعبها لتعود و تجلس مجدداً، تحاول الثبات، لن تبكي هي متوقعه لكل شيء و تعرف عواقب ما تفعله، إخذت جوالها القريب منها و إتصلت مباشرة بأم رواد هي من ستعرف كيف ستتصرف.. الوضع يزداد سوءاً كلما تحركت إزداد النزيف..
لحظات فقط لتدخل مستعجله و هي ترى المنظر الذي لم تحب رؤيته، وهي تستغرب أنها مازالت تجلس و بوعيها/بسم الله عليك، الشموس ليش كذا وش صاير لك؟
تحدثت من بين أسنانها/مادري صحيت كذا، الألم يزيد من امس، مثل الطلق يام رواد
خافت/مثل الطلق!! اجل ولاده مبكره ما فيها كلام قومي اساعدك.. خلي قاسي يوصلك، أدهم و نايف راحوا الرياض من بدري علشان سيف اثنين من رفاقته صايرلهم حادث مدري وش
خافت/الله يستر عساهم بخير
رحمتها و هي تمثل القوه/والله ما أدري، يا بنت خليك باللي أنتي فيه و قومي خليني اساعدك و بكلم نيفادا تخلي قاسي يقرب السياره.. ياليت لولوه عمتك ما راحت للدمام اليوم
دخلت نيفادا بعد دقائق.. وهي خائفه/وش صااير!!!
ام رواد وهي تستعجلها/ماهو وقتك انتي وين سيارة زوجك
بحزن/راحت مدى تقوله و هي بتروح معكم
حاولت أن تقف/انتبهي لراكان يا نيفو تكفين، امانتكم راكان.
اقتربت منها تساعدها/وش هالكلام اكيد ركون بعيوني.
دخلت مدى مرتبكه في هذه اللحظات مستعجله/يلا السياره قريبه..
اغمضت عينيها وهي تعض على شفتها السفليه في محاوله يائسه لكتم صرخاتها.. لتقف بمساعدة نيفادا و مدى للخارج حتى السياره..،
مدى بحزن/انتي متأكده انه الشهر السابع
همست لها/توني مكملته
امسكت بيدها وهي تهمس لها/كلما جاتك طلقه شديها زي ماتبين، أنا والد ثلاث مرات و عارفه كيف الوضع
ركبت ام رواد ثم قاسي السياره وهو مرتبك تماما...
وقف بقلق ينتظر ماذا حدث للرجلين المقربين جداً منه ، استغرقوا وقتاً..احدهم أخبره أن محمد حضر هنا وهو فاقدٌ للوعي..، و سيف لا أخبار عنه..
لم يستطيع الجلوس/تأخروا يا نايف تأخروا
نايف بهدوء/الله يشفيهم، مادري كيف حروقهم، انا شفت صور للحريق تخوف والله
مسح على وجهه بتوتر فالمكان يعج بالناس من أهالي المصابين...
لحظات ليخرج الممرضين بسرير و من خلفه سرير آخر يدفعانهما من باب الطوارئ...!!
توقف مكانه بجمود و كأنه متوقع هذه اللحظه!!!!
.
.
.
.
.
.
منذ عشر دقائق تجلس وهي تحاول أن تنقل الخبر لها، هي محتاره، ممن تجلس أمامها و تقدم لها القهوه و كأنها فتاه أخرى غير تلك التي تعرفها، يبدو أن محمد عرف كيف يحكمها و يكسر شوكتها أفضل من تربيتها ووالديها، بالتأكيد لن تتأثر..،
ابتسمت لها/هند من زماان ما زرتيني و يوم تجين كذا ساكته.. مالك حق، سوولفي عطيني علومك
ابتسمت وسرعان ما اختفت ابتسامتها/معليه ماجيتك ابارك لك، ظروف، والله مستحيه منك
هزت رأسها مبتسمه/ادري مو منك، من خالي، انتي وحده تعرفين الأصول ماراح ألومك دام زوجك مايبي يجيبك.. خالي تغير حييل علي مو مشكله الله يسامحه، تقهوي
استغربت من هدوء حديثها و تسامحها مع الوضع، ليس من حق عبدالرحمن ان يغضب وهو يعرفها، هو كمن يبرر لنفسه شيء لا يبرر.. /تمنيت الظروف اللي زرتك فيها أحسن من هذي... لأني مستعجله مررره
لم تفهم ماتقصده/أي ظروف؟
بهدوء/زوجك اصيب بحادث حريق بمحطة بنزين اليوم.. وهو حالياً بالمستشفى و للأمانه مادري عن حالته أو وضعه أي شيء.
لم تصدق للحظه، ودعها اليوم بشكل جميل قبل جبينها مرتين، طلب منها بيقين الإجابه أن تدعو له، للمرة الأولى تشعر بالذنب تجاه أحدهم وأنها مدينه له بطلب العفو، لماذا يذهب بسرعه هكذا قبل أن يمنحها الغفران لصدودها عنه و لعدم إخلاص قلبها له لتفكيرها المريض بغيره ، للمرة الأولى تشعر بالخفقان المفاجىء لخبر كهذا..، شعرت أنها فقدت السمع لثواني!!!
هزتها وهي تستنطقها/ريما، ررريماا وين وصلتي!
إلتمعت عينيها وهي تقف بشكل متوتر و شعور مرتبك/تاخذيني له؟ خلينا نروح، اتصلي بخالي تكفين ماراح يرد علي
هدأتها وهي تمسك معصميها/يا بنت ركززي معي، أنا جايه أخذك أساساً، يلا روحي ألبسي عباتك السواق ينتظر.
هزت رأسها وراحت مستعجله.. لتقف هي مكانها مستغربه، تعرف ريما جيداً كانت تجزم أنها بدم انجليزي بحت لشدة برودها..!!
°
°
°
°
°
°
°
.
.
.
مرت الساعات ثقيله جداً.. وقف آسفاَ وهو يرى محمد غائباً عن الوعي تماماً، تشبعت رئتيه من غاز أول اكسيد الكربون، من الجيد أنه مازال على قيد الحياة، امسك بيمينه البارده مبتسماً/سلامته
عبدالرحمن/الله يسلمك ياأدهم.. مشكور لوجودك
رفع رأسه له مبتسماً/محمد ماكان موظف عندي وبس، كان طالب درسته فالجامعه.. و من الناس المنضبطين فالعمل و محبوب بين زملائه، الحمدلله انها جات على كذا
عبدالرحمن بسعاده وهو يسمع ذلك/الحمدلله، وشلون خويه سيف؟
أعاد ترتيب شماغه يخفي تأثره/بالعمليات، في حروق برجله و كتفه، هو كان بالمحل اللي جنب الورشه، لو كانوا بالورشه كان راحوا مع اللي راحوا فيها.
مازال يفكر كيف ذلك/ماعرفوا اسباب الحريق؟
قرر ان يهم بالخروج/للآن يحققون و بيراجعون كاميرات المحطه و بيعرفون اذا كان جريمه او لا... يلا أنا بطلع اشوف سيف و ان شاء الله ارجع ازور محمد وهو طيب
دخلت في هذه اللحظات وهي لا ترى أمامها سواه ملقى على السرير متصلاَ جسده العاري من اعلى بأسلاك و انابيب/محمد!!
غضب عبدالرحمن من تصرفها لينبهها/الرجال موجود يا بنت!!
انتبهت لخالها ثم إلى أدهم الذي هم بالذهاب..،
لم يصدق أن يراها الآن/يلا عن اذنكم
تذكرت حديث الشموس، تطمني بتسمعين عنه لأن زوجك مدير مكتبه...، تجاهلت ما حدث وقلبها مع هذا الغائب عن الوعي أمامها لترفع رأسها مجدداً لخالها/دحوم شلونه، ليه نايم كذا
عبدالرحمن بغضب/بخير، كان يموت مختنق بأول اكسيد الكربون، نجا بصعوبه، لكن انتي ما تعلميني ليه ماتغطين؟
تجاهلته بتوتر وهي ترى هند تأخذه لخارج الغرفه. لتمسك بيد محمد وهي تدعو له سراً ان يتجاوز ما يمر فيه الآن و ان يعود كما كان بخير.. حينما تركها المقربون و رفضوا الغفران، و تخلصوا منها، تلقاها محمد بصدر رحب و ان عبر عن غضبه بشكل كبير في البدايه ، على الأقل غفر و لم يستمر استبداده مثلهم جميعاً..،
.
.
.
خارج الغرفه وقفت أمامه تحدق به مستنكرةً عليه حديثه لريما قبل قليل...!!
توتر من نظراتها/شفيك معصبه بعد أنتي؟
تسائلت بحيره، مازال يفاجئها مؤخراً/كنت تعرف عن ريما كل شيء و البنت كتاب مفتوح ماتخبي شي عنكم كلكم و انتم عارفين، لكن سبحان الله فجأه توك تنتبه أنها ماتتغطى وان اللي جالسه تسويه خطأ تناقضون أنفسكم انتم!!!!
تأفف وهو يصد /مهو وقتك انتي
اشارت للغرفه/و مو وقتك أنت تسألها اسئله أنت تعرف اجوبتها وهي توها مفجوعه بزوجها
ابتسم بسخريه/يبنت الحلال تطمني "ريما" حياة زوجها آخر اهتماماتها.. تلقينها متفاجئه و فرحانه باللي صار له
صدمها بحديثه/يالطيف! بعد هالحق استكثرته عليها!!! عبدالرحمن ليش أنت كذا؟!! صاير واحد ثاني ماعرفه ابد!
تجاهل حديثها وهو يأمرها/المهم ارجعي للبيت، و انا برجع هالبنت معي عشان تقعد عندنا اول ماتخلص الزياره.
اقتربت منه قليلاً وهي تخفض صوتها/حلفتك بالله ماتقول لها من كلامك السم هذا، اتركها بحالها لو هالفتره... عن اذنك
ذهبت ليجلس على كراسي الإنتظار بتملل، ..
.
.
.
أخذ هاتفه و أرسل لها رساله ليطمئنها، لم يستطيع الإتصال..
جلس بعدما قرر أن يكون مرافقاً لسيف الذي خرج للتو من غرفة العمليات..
وقف نايف/انا رايح اجيب لنا قهوه
هز رأسه و راقب خروجه ليرى احدهم يدخل بعده، يعرفه سبق و أن قابله مره...!
وقف عند الباب متفاجئاً بحالته/السلام عليكم
وقف أدهم للسلام عليه مستغرباَ حضوره/وعليكم السلام.
شعر أن الأمر حقيقياَ و أن ذلك المتصل فعلها حقاً و انتقم/سلمات ان شاء الله ما يشوف شر
بمسايره فهو مستغرب حضوره/الله يسلمك آدم.. كيف دريت، ما قلنا لأحد!!
قرر الحديث مباشرةً/هذا اللي جيت علشانه...
شعر أن الأمر مهم و إن لم تعجبه نظراته لسيف/!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد مجهود و تعب ساعات هاهي طفلتها بين يدي الطبيبه و ثلاث أطباء آخرين، غرسوا في جسدها الضعيف إبراً و ظلوا عاجزين عن فعل أي شيء وهي تراقب بقلبٍ مفطور و صوت خدّره الألم/هاتوا بنتي بحضني
هز رأسه الطبيب بيأس/للأسف البنت تحتضر.. مافي أمل
بهدوء وسط دمعها المنسكب/قلت هات بنتي، لا تفسرلي شيء عارفته
أخذتها الطبيبه و قدمتها إليهت في حضنها وهي متأثره/المرافقه راح تدخل اللحين..
أخذت طفلتها في حضنها وهي تضمها على صدرها بحنان و ترد اللحاف الصغير عليها خوفاً عليها من البرد، قبّلت يديها ولامست بها عينيها و اغرقتها بالقُبل وهي تشتم رائحتها و ظلّت تتأملها، بدت و كأنها مكتملة الشهور، عينيها واسعه و تنظر إليها بأنين يجعلها تشعر و كأن قلبها يُجر على أرض مليئة بالأشواك..، قلبها ينبض بسرعه و تنفسها يضيق تدريجياً.. كل مؤشرات الحياة فيها مضطربه،..
دخلت مدى في هذه الأثناء بعينين دامعتين بعدما عرفت كل شيء من الطبيبه، و لكن منظر الشموس وهي تتبسم لإبنتها كان الأمر الأصعب عليها رؤيته/الحمدلله على السلامه..
رفعت عينيها المتورمتين بإبتسامه ذابله و شعور بالدوار/الله يسلمك، تعالي شوفي ساره.. حلوه صح؟
حاولت أن تكون أقوى لتمد يديها/تجنن يالشموس هاتيها شوي
أشارت بالنفي رغم ضيق تنفسها/لا.. خليها ترتاح بحضني، كفايه عذبوها الدكاتره قبل شوي
شهقت الصغيره و توقفت حركتها، لم تصدق ما يحدث، ظلت تحرك يدي طفلتها و مداعبة خديها، يستحيل أن تفقدها.. انقبض قلبها من شدة خوفها وشعرت ببرودة أطرافها و تنمل في باقي جسدها، لم تعد قادره على حتى الرؤيه، كل شيء يتداعى داخلها الآن..
تقدمت إليها مدى وهي تلاحظ إنهيارها واخذت الطفله منها بعدما رآت رقبة الشَموس تميل جانباَ لتصرخ/دكتوررره نيررسس
اخذوا الطفله من مدى و أخرجوها من الغرفه و أجتمعوا حول الشموس..
ظلت هي تبكي خلف الباب، كان هذا اليوم أبشع يوم تمر به بعد فاجعة وفاة والدها... ظلت متمسكه في حقيبة الشموس التي معها و تحاول ان تتماسك، لم تتمنى ان تكون هنا لتشهد فقدان أم لطفلها، رفعت رأسها للأعلى بعينين مغمضتين وهي تدعو الله أن يحفظ عليها أطفالها..
رن هاتفها وسط بكائها لتتفقده و لكن إتضح أنه هاتف الشموس و المتصل "أدهم"..!
قررت الرد بعدما أطال الإتصال/ألوه
استغرب الصوت بنبرة البكاء/الشموس! وش فيك
تعثرت نبرتها لتجيبه باكيه/أنا مدى يا أدهم.. حالياً مع الشموس بالمستشفى و..
إستنطقها/وين الشموس تكلمي؟ليه رايحين المستشفى؟
اخذت نفساً وهي تجيبه/قامت من النوم وهي تنزف وديناها انا و قاسي، ولدت خلاص بس
سيجن من صمتها المفاجئ/هي بخير؟ تكلمي
بكت/مادري..
أغلق الهاتف بوجهها و جلست تبكي وهي تدعي لمن تركتها فاقده للوعي خلف هذا الباب، اكتمال المولوده بشكل غريب و جميل شعرها الكثيف و عينيها المفتوحه و نظراتها، كانت مكتمله تماماً كمن ولدت بتسعة شهور! ، كان الله بعون الشموس كل شيءٍ يهون أمام مصيبة الفقد.. كل شيء.
حضر قاسي بعدما أغلق الهاتف من أدهم ليسألها بفضول وخوف فهي غارقه بدموعها التي بللت نقابها تحت عينيها و يدها على اعلى صدرها/ليه ماقلتي انها ولدت؟!
إلتفتت إليه وهي تحاول تنظبم تنفسها بعد البكاء/انشغلت معها شوي و نسيت،
اقترب وهو خائف/وش قلتي لأدهم انتي، الرجال على اعصابه خايف يصير له شيء وهو جاي بالطريق
هزت رأسها/ام راكان ولدت بنت، بس ماطولت ربع نص ساعه و فاضت روحها بين يدين أمها.. قلبي يعورني يا قاسي المره تحول لونها ازرق مثل بنتها فجأه و سكتت معاد ردت.. مانطقت بكلمه زياده
لم يجد ما يقوله غير الحوقله وهو يحمل هم أدهم...، كان الله في عونه!
°
°
°
بعد ساعات..،
وصل الخبر للجميع و حضروا اخوتها جميعهم إليها في المستشفى..،
بالجوار تجلس أم رواد وليال هنالك تبكي بجوار نيفادا و شهد و هند عمتهم منذ عرفت بالخبر عند وصولها ،.. الجميع عرف الآن بما كانت تحمله ولم تخبرهم... كان من يعرف هي نيفادا فقط..،
دخل نايف يحمل راكان وهو يلف طرف شماغه للجهة الأخرى و بلا عقال/ما صحت؟
هند وهي تمسك بيد الشموس بجانبها/للحين، شايله هم إذا صحصحت و تيقنت باللي صار
ام رواد فرحت بقدوم راكان/زين اللي جبته لازم تشوفه اول ماتقوم
ليال وقفت و اخذت منه راكان لتضمه لصدرها و تبكي مجدداً، شعور قاسي و كأن من فقدته طفلها ليس طفل أختها/حبيبي انت
إبتسم لها بشوق و بادلها العناق، للمرة الأولى يراها بعدما سافرت و عادت..
نيفادا/وين أدهم يا نايف؟
تنهد وهو يجلس بضيق/أخذ بنته و راح، و راح معه قاسي رفض اجي معه و قدامهم راح عمي عبدالله و العم ابو عبدالكريم، يقول أدهم بيدفنها بالخرج، الرجال كان متماسك لكن أول ما استلم بنته بين يديه ضمها و إنهار أول مره اشوف أدهم يبكي جهرا.. عسى الله يصبره و يصبر اختي.
هند نزلت دموعها بحزن يتجدد، وهل يُنسى جرح فقد الولد..، لله ما أعطى و لله ما أخذ و إنّا إليه راجعون
تمتمت وهي تنادي بصوت مبحوح، لكنها مازالت تغمض عينيها غير واعيه/راكان..
اقبلت ليال به عليها/هذا هو ياقلبي فتحي عيونك
اخذته منها هند وهي تقربه منها و تضعه بالقرب من صدرها، لم يصدق خبراً ليضم أمه/خلوه قريب منها كذا افضل، هذا علاجها.
ابتسمت له ليال وهي تراه ينام بجانب أمه و يقبل يدها ويغمض عينيه وهو يصطنع النوم/يستغل الوضع، هالولد أكل قلبي.
ام رواد/عسى ربي يفرج هم أمه
.
.
.
في طريقه إلى المقبره بعدما وصلوا للخرج.. يراه بجانبه يظلل بشماغه على طفلته من أشعة الشمس الحارقه و كأنه نسي أنها جثه هامده.. لا يلومه أبداً، يتذكر ألم فقد خالد الآن فجرح فقده مازال مفتوحاً و يتنفس داخله و يلتهب عليه كلما هبت عليه رياح الفقد و الحزن..
وصلوا الجامع ليصلوا عليها ثم تم الدفن..
حل الظلام وهو يقف خلف أسوار المقبره يودع قلباَ كان ينتظر نبضه يداوي بعض فقده في أمه..
إحساس ذلك الطفل ذو التسع سنوات مازال يمر به.. وهو يقف هنا ويبكي.
نزل من السياره متجهاً إلى طفله الذي بحجم رجل و يبكي مغطياً وجهه بشماغه، ليربت على كتفه/أدهم يبوك
مسح وجهه بطرف شماغه قبل أن يلتفت إليه/سم يبه.. سم
اقترب منه و ضمه لصدره/عظم الله أجرك و الله يخلف عليك بالخلف الصالح.. البنت راحت شفيعه لك و لأمها لا تجزع يا ولدي
ابتسم وهو يهز رأسه/ما جزعت يبه أنا أكثر واحد مؤمن بالفقد ، أنا بس كنت أوصي بنتي على أمي الله يرحمها..
صد قاسي للسياره وهو يلف شماغه على وجهه،.. يعرف ماقد عصف بهذا الرجل منذ طفولته و حتى الآن... و هاهو الآن...
هز رأسه ابو أدهم وهو يشد يد إبنه بقوه و يأخذه معه و يسير بجانبه للسياره و يتحدث معه عن أهمية الصبر و الإحتساب..،
.
.
.
.
.
.
.
.
ليلاً...،
الساعه 10:30
كانت صامته منذ أن إستعادت وعيها...،
ذهب الجميع و بقيت عمتها هند بجانبها.. و راكان نائم على السرير المجاور.. لا شيء في قلبها الآن هو فارغ، فارغ تماماً... فقط بقيت تلك الحرقه تلسع كبدها وهي تنظر ليديها التي حملت بها مولودتها..
لاحظتها تنظر ليديها بتأمل فقط لا تتحدث و لا تبكي و لا تبدي أية ردة فعل سوا الشرود و الصمت، لتقدم لها كوباً/اخذي اشربي هاليانسون خليه يدفي بطنك.
أخذته بصمت و ظلت تتأمله،.. حتى سمعوا صوت باب الغرفه يُفتح و يدخل منه أدهم بوجه خالٍ من أية تعابير.. ألقى التحيه و هو يقترب من سريرها، سمعت منهم أنه أخذ الطفله...،
حاول أن يبتسم بفشل/الحمدلله على سلامتك يام راكان
سألته بفضول و بنبرتها بحه/دفنتها؟!
إلتمعت عينيه/الله يشفع لنا بها..
نظرت ليديه وهي تبتلع غصتها/بيديك هذي حطيتها بالقبر و دفنتها؟!
شعرت هند بالغصه، سينفجر صدرها إن لم تبكي، قد حاولت التجلد و لكن ذلك كثير كثير.. تركتهما و خرجت من الغرفه/عن اذنكم شوي
امسك بيدها بعدما أخذ الكوب الساخن منها ووضعه على الطاوله الجانبيه/العوض عند الكريم يا بنت، انتي قويه...
هزت رأسها بحسره وهي تصد و دموعها تتمرد على أهدابها، لم تعد قوية بعد هذه الخساره المفجعه، و لم يعد هنالك ما يدعوها لحبس دموعها عنه الآن، لم يعد هنالك ما يجعلها تفكر بشيء سوا مرارة الفقد..
ثلاثة أيام تمر...،
إزداد خوفها من طول مدة غيبوبته!
أخبرها الطبيب أنه سيفيق و لكنه مازال يحرك أنامله فقط و بشكل عشوائي، للمرة الأولى تشعر أنها تغرق بالوحده و الحزن ...؛
إقتربت من وجهه وهي تلامسه بيديها و تضمه وهي تهمس له/محمد رد علي... محمد!
انتظرت قليلاً لتعيد همسها له/محمد قووم.. أماانه لا تطوول نايم كذا خوفتني قسم بالله. مرره طولت
صفعته بخفيف وهي تداعب لحيته التي تكثفت، لتنزل دموعها وتسقط عليه/محمد ما ألومك إذا معاد تبيني تدري ليش؟! ، امس كلمت ابوي وقلتله عنك و خاف انك تتركني و تروح، دعالك تتعافى يقول معاد يبي يشوف وجهي، تخيل معاد يبيني و انا بنته، و الله معاد صرت ألوم أحد إذا كرهني
مازال لا يحرك ساكناً..، تركته و ذهبت لتجلس بعيداً وهي تشعر أن روحها تنحني و تسقط على ركبها الآن و تستسلم للهزيمه.. كان كل شيء في حياتها على ما يرام حينما كان والدها راضٍ عنها و لكنه نسفها الآن و نُسفت حياتها و انقلبت رأساً على عقب حتى رحمها محمد و غيّر معاملته لها و استسلم لقرارها بالانفصال... تسائلت بحزن يمزقها لماذا لم يجاهد ليجعلها تبقى بجانبه إلى الأبد، لماذا قرر هو أيضاً أن يؤلمها بإختيار زوجته و الإشراف على زواجه...!
مضت نصف ساعه وهي تجلس هنالك قبالته، و تتكئ بيدها بإستسلام لكل ما سيحدث...،
همس بشكل غير مفهوم وهو يراها تبكي هناك بصمت تتخلله اصوات الأجهزه حوله، لم يفهم ما يحدث حوله بعد...،
فرحت وهي تلتفت إليه بعد سماع همهماته و تتجه إليه مسرعه/ محمد!! الحمدلله على سلامتك
لم يستوعب شيئاً بعد.. شعر و كأن النور مسلطاً على عينيه، كان آخر شيء يتذكره هو صرخة سيف "محمد ارجع ورااااك" /سيف!
ضغطت زر السرير لترفع رأسه قليلاً /سيف بخير يا محمد لا تشيل هم و الله بخير..
... نيررسس نادي الدكتور
.
.
.
في المطبخ..،
تجلس على أعصابها و يدها على جوالها، بتردد دائم تقسم أنه لولا الحياء يمنعها و الدين يردعها لإتصلت به و اطمأنت عليه بنفسها، و لكن لا لكل شيء حدودو ما كان بالأمس جائزاً للضروره بات اليوم محرماً.. و ما أقسى ذلك على النفس، الوعد كل الوعد مربوط بحلم النسيان..
انتهت مريم من إعداد الشاي و ترتيب كاساته بصحن ثم سكبت لها كاسة شاي و قدمتها لها/اللي خذا عقلك يتهنى به
لم تستطيع الرد أخذت الكاسه لترتشف منها ثم احرقتها/اح والله حااار
ضحكت/اسفه حبيبتي الغلط مني سويته على النار..
ابتسمت/يا روقاانك
جلست بكرسيها بعدما سكبت لنفسها/والله شنسوي لازم مانحملها اكثر مماهي يعني..إلا ما قلتي لي آدم ما كلمك مره ثانيه عن سيف؟
هزت رأسها بنفي/لا، و ياليته يكلمني أصلاً، احسه اخذ موقف مني، مدري ليه؟!، الله حسيب عبدالملك النذل، هو اللي خربها بيني و بين اخوي.
تعاطفت معها/الله يحنن قلبه عليك، آدم شخص مو بهذاك السوء، صدقيني قريب بيصالحك.. هي بس صدمه و مرحلة غضب لازم تاخذ حقها شوي.. و بعدها تتصافى النفوس
تنهدت/طال هالغضب والله..
دخلت في هذه الأثناء وهي محتاره مما سمعته من إبنها قبل قليل و جلست/الشاهي بوقته
وقفت مريم بإبتسامتها/تفضلي يام حاتم
اخذته منها/مشكوره يا بنتي،
سألتها بفضول/يمه وش كان يبي فيك آدم
هزت رأسه بعدما ارتشفت من كاستها/قال يبي اخطب له عريب بنت جيرانا.. كذااا من الباب للطاقه!
اختفت ابتسامتها وهي ترتشف الشاي و تستمع بصمت، هي تعلم علم اليقين أنه لن يفكر بها زوجه و لكنها حلمت فقط.. الحلم مباح و لكنه محزن حينما ينهار أمام العين.
استغربت وهي تضحك/يمه وش كانت الطقوس اللي لازم تكون قبل يعني
اعتدلت جالسه/لااازم يمه يشااور يخليني اسأل عن البنت، صحيح اعرف عريب و بنت هابة ريح بس عاد هالامور ماتنوخذ كذا. اجل يقول عجلي.. وش عجلي عليه.. قلت له مافيه زواج لين يرجع اخوك و مرته من الخارج.. عاد بالمحايل حلف انه اذا وافقت يسوي ملكه و الزواج لين يرجع حاتم ان شاء الله
بإبتسامه/حلو بصير اخت العريس
ابتسمت لها/ازين أخت عريس
ضحكت مريم/افرحي يا سلاف.. جالك من يعزز لك
ضحكت ام حاتم/والله يا بنتي حلوه ماعليها كلام.. تشبه أمي بالتمام بالعيون محد بالعايله اخذ لون عيون أمي غير آدم و سلاف.. بس سلاف اخذت كل الملامح و حتى رقة القلب
ابتسمت للمعان دمعتها وهي تنظر إليها بهكذا حب، هي حقاً تعيش حلماً،و تقسم أنها لم تفكر يوماً بأنها ستحظى بكل هذا الحب أو تستحوذ على إهتمام أحدهم بهذا الشكل اللطيف.، كأن ينظر إليك أحدهم بفخر و كأنك أعظم إنجازاته.
.
.
.
اليوم لم يزوره أحد.. يراقب ساقه الطويله ممدده و ملفوفه بعد العمليه التجميليه العاجله، حروق جسده طفيفه ماعدا ساقه و لكن الأمر لم يكن كارثياً جداً.. ما جعله سعيداً هو زيارة الشباب اليوميه له.. حتى أدهم رغم مصابه زاره يومياَ رغم أنه تأخر اليوم..،
دخل في هذه الأثناء، عاقداً لحاجبيه بعدما طرق الباب مرتين/السلام عليكم
اعتدل جالساً وهو يراه يمد يده يصافحه/وعليكم السلام، هلا
تردد وهو يراه بهذه الحاله جسده مليئ بالخدوش و الحروق الصغيره و لكن وجهه سليم/الحمدلله على السلام، طلعت منها بحياه ثانيه
ابتسم له وهو متوتر من نظراته و بريق عينيه ذات اللون الذي تحمله أخته/الله يسلمك، قدر و لطف..
صمت وهو يتأمل المكان و يمرر ناظريه على رجله الملفوفه و مرفوعه هكذا/شكلها حروق قويه هاه، يبي لها وقت تبرأ صح
هز رأسه/يعني على حسب..
حد نظراته/يعني شهرين تكفيك؟
استغرب سؤاله/تقريباً
نطق بجديه وهو يتذكر بحرقه حال أخته و انهيارها بعد سماعهت بخبره و بعد تزكية مهند له/بسألك سؤال واحد و أبيك تجاوبه بصراحه
خاف، الرجل يبدو غاضباً جداً، و لا يدري مالذي يفكر به/ وشو السؤال؟!
تشجع و فكر كثيراً قبل أن يأتي إليه/غريبه..اللي هي سلاف..سمعت انك سبق و خطبتها.. و صارت علوم
للحظه شعر بالبروده في وجهه و من ثم حرارة مفاجأه لا يعلم مالذي وصل إليه/لا والله ماصارت علوم ألا زينه، انا خطبتها من أدهم و البنت رفضتني و يشهد الله ابعدت عن هالموضوع نهائي.
هز رأسه ثم وقف بتلك النظره الهادئه لبتسم بثقل وهو يقف و يهم بالرحيل/عموماَ.. الله يكتب لك الشفاء العاجل... ان شاء الله امر عليك بوقت ثاني.. تامرني على شيء
اعتدل بجلوسه/سلامتك.. مشكور عالزياره آدم
بإبتسامه/لا حق وواجب يا سيف، انت ماقصرت بعد... وحبيت ابشرك اللي تسبب عليك فالسجن و الكاميرات أدانته...
فرح بتفاعله/اي دريت من أدهم.. انت اللي بلغت
رفع طرف شماغه/يلا انا ماشي. سلام
راقب خروجه الهادي، قد كان يظن شيئاً و حدث شيء آخر..!!!
استرخى بجلوسه وهو يضع يده تحت رأسه بإبتسامه...
.
.
.
.  في جناحها الخاص بالمستشفى:
خرجت من دورة المياه وهي بالكاد تمشي حتى وصلت سريرها، حاولت ليال ان تساعدها و لكنها رفضت وهي تشير بيدها بصمت..،
ظلت واقفه تراقبها ترتاح بجلوسها/وبعدين معك؟ و الله ما يصلح لك غير عمتي لولوه.
تنفست بعمق/متى بيطلعوني؟!
رفعت حاجبها وهي تتجه لآلة القهوه و تضع كوباً نضيفاًو كبسولة إسبريسو كانت على "الإستاند الخاص به/ع اساس هامك الموضوع، لو مهتمه بأكلك كان طلعوك.. أدهم كان هنا و ما قلتي له غير وعليكم السلام! يا بنتي تكلمي و طمنيه على صحتك عالأقل
رن هاتفها برساله لترفعه و تقرأها وتضعه جانباً/جوزاءو سلطانه زوجة فيصل جايين بالطريق..
ابتسمت/الحمدلله سمعت صوتك.. يعني الدعوه شخصيه، ماتكلميني أنا!
بالكاد إبتسمت/ليال ان ما سكتي اتصلت بوليد يجي ياخذك..
اتسعت إبتسامتها/على أساس بتعاقبيني يعني؟ ههه أحب ما على قلبي ياخذني
تذكرت ما كانت تريد الحديث معها عنه/ما امدانا نتكلم عاللي صار بألمانيا.. كيف ضبطت الأمور
فرحت بسؤالها لعلها تسلى عن همها/صارت علوم، بس راح نحكي بكل شيء بالليل حالياً نرتب وضعنا، الناس جايين..
إلتفتت لمكان طفلها النائم و ارتعبت كان هناك/ليااال وين راكان؟
اتجهت لسريره مسرعه/كان ناايم هنا، ورحت انادي المنظفه للغرفه..
ستنهار ليست بخير آصلاً/اطلعي دوريه برا يمكن فالممر بسرعه.. توه امس كان مع الممرضات بالريسبشن، الولد هذا بيموتني خوف يوم من الأيام..
هزت رأسهل/اكيد يعرفونه ومب مخلينه يبتعد... بروح اجيبه..
خرجت مسرعه بعدما اخذت عبائتها و لفت حجابها، لتهرول بين الممرات بحثت بكل الغرف الموجوده هنا و لم تجده نزلت وهي تتصل بوليد ليأتي حالاً لن تتصل بأدهم/وليد وينك؟..
على الطرف الآخر/اشتقتيلي يا قلبي؟ انا جايك بالطريق
لمحت اطفالاَ هناك خلف النافذه بحديقة المستشفى، بالتأكيد ستجده معهم.. اتجهت للباب الرئيسي و لمحها احدهم كان يترقب الماره... ليقف و يلحق بها..
عند باب المستشفى الخارجي مر بسيارته ليحاول التحرش بها و مضايقها بسيارته لم تلتفت حتى صرخ بأسمها، لا تتخيل ان رجلاً ناضجاَ كهذا الغبي يتصرف بصبيانيه و سفاقه بهذا الجهل،
تحدث وهو ينزل زجاج نافذة السياره/تحسبين اني بنسى يا ليال قسم بالله ما يفرح بك وانا طراد.
تجاهلته بعدم الرد لتقرر العوده للمستشفى لن تغامر بالخروج حتى يأتي وليد و لكنه استغل خلو المكان ليتراجع بقوه و يصدمها بسيارته... هكذا سيرتاح..
لم تتوقع انه سيفعل ذلك أبداً صرخت وهي تقع.....،
حدث ذلك أمام جوزاء و سلطانه و فيصل الذي عرف انها هي.. و مع صراخ جوزاء تأكد أنه لا يتوهم.. نزل مسرعاً ليرمي بشماغه وهو يصرخ و ينادي رجال الأمن بملاحقة الهارب..
وصل إليها وهو يراها ببركة دم ليرفعها و يسندها على صدره، تمنت أي احد لكن ليس فيصل أغمي عليها بحضنه.. ..
وصل في هذه اللحظه ليرى مايحدث في ممر سيارات المستشفى قسم التنويم!!!
هذه زوجته، ليس واهماَ، من هذا؟ فيصل أيضاً..! اتجه يركض مرتدياً معطفه الطبي، و لكن فيصل حملها و سبقه بها للداخل.. ليلحق بهم.. بقسم الطوارئ رآى فيصل يقف ويديه على رأسه يراقب المسعفين/استعجلوا شوي تكفون.
الطبيب/اسمها و معلوماتها
تحدث باستعجال/ليال راكان المناع
لم يحتمل ظناَ منه انه المتسبب، بالأخص وهو يذكر أسمها ؛شده بياقته وهو ينفضه بقوه/انت وش سويت فيها هاااه
استنكره فيصل وكان مرتبكاً/وش دخلك انت شوف شغلك بس، اتكل على الله
هز رأسه/اتكل على الله انت، خلاص اسعفتها مع السلامه
رفع حاجبه/انا ساكت احتراماَ للمكان بس، و علشان هالبنت اعرفها و الا قسم بالله مايفكك مني احد يلا ابعد و الا استدعيت ادارة المستشفى و سحبت رخصة ممارسة المهنه منك
سيجن مما قاله للتو/كيف تعرف زوجتي؟! تكلم
رفع يديه مصدوماً، لم يتوقع أن يواجه موقفاً غبياً كهذا/معليش فيه سوء تفاهم اخوي، أنا قصدي اعرف عايلتها ماهو زوجتك الله يستر عليها
تركه من يده وهو ينتبه لليال التي تنادي، و خرج فوراَ ذلك فوراً ليرى زوجته تقف هنالك تنتظره بشماغه و عقاله/انتي ليه لاحقتني هنا؟
قدمت له شماغه وهي تسأله/شلونها ليال؟
اخذ شماغه و مشى/بخير ماعليها،وين جوزاء
امسكت بيده/جوزاءراحت تزور ام راكان، قلت لها تعتذر لها عني.. يلا خلنا نرجع البيت، غير ملابس كلها دم
اكمل طريقه صامتاً حتى وصلا السياره و انطلق بها وهي تراقب صمته منذ الحادثه، مازال قلبه مع تلك رغم كل ذلك الوقت الذي مضى بينهما..
أخرج هاتفه ليتصل برفيق مقرب له في الشرطه/ألوه السلام عليكم معاذ.. بخير الحمدلله أنا ابي أبلغ عن مجرم بس ياليت تتصرف بسرعه لأنه ناوي على قتل... اخذ رقم السياره.. أسمه طراد و لا اعرف الباقي...
انتظرته حتى انتهي من المكالمه وهي تصد بوجهها و تلقي بعينيها على الشوارع و الأرصفه و المباني... على أي شيء يشغلها عن الجحيم الذي يشتعل داخلها الآن..
.
.
.
.
.
.
.
نظرت لساعتها مستغربه/يا ربي وين راحت ليال، لها نص ساعه رجع راكان مع الممرضه وهي ما رجعت
ترددت جوزاء ولكن لن تخبرها/بتجي اللحين لا تخافين هي كبيره و فاهمه.
لحظات لتصل أم رواد و معها اميره و من ثم هوازن و طفلها الذي ركض لراكان، ...،
.
.
.
.
.
.
.
.
منذ دقائق تعقم و تضمد حروق يده البسيطه ثم لفتها و انتهت منها وهو يراقب حديثها/خلاص انتهت لعبتك؟ اشوف انبسطتي على دور الممرضه
كتمت ضحكتها بإبتسامه شقيه/جداً حموود ماتعرف طعم التشفي و التشمت فيك له لذّه، جالسه ابعثر جرحك علشان يحرقك بس حسافه قرب يلتئم و يطيب
ابتسم رغماً عنه وهي تتصرف بعفوية انثويه تقتله/طيب ماقلتي لي لقيتي عروس؟
اعتدلت بجلستها وهي تتذكر ذلك/شوف امس كلمتني وحده وقالت موافقه لأنها حابه تنقل هنا للرياض و مو لاقيه رجال
استغرب/شلون يعني
ابتسمت بخبث/تبي تتزوج من هنا، لأنها معلمه و مالقت نقل لمنطقتها يعني مثلك يعني انت هنا
هز رأسه/اها وش اسمها؟ حلوه؟
تربعت على الاريكه وهي تلتفت إليه بحماس/اسمها نوره طولها 163 سمراء اخلاق و متربيه حلوه فاتنه احلى مني،
ابتسم وهو يشيح بعينيه/نوره! يازين أسمها فخم
رفعت حاجبها بإستنكار/هييه ترى أسمي أحلى
ترك مكانه وهو يقف/زوجتي اسمها احلى.، المهم ابي رقم ابوها بروح لهم هالسبوع ماقدر انتظر اكثر
استغربت/بهالسرعه!! وش ماتقدر تنتظر، طيب يمكن البنت ماتعجبك!
بإبتسامه/انتي تقولين أخلاق خلاص هذي اهم صفه..ارسلي لي رقم ابوها عالواتساب و عموما بروح اشوفها و يا رب يصير النصيب..
لاحظته يتركها و يهم بالخروج/محمد وين رايح؟
التفت إليها وهو عند الباب/بروح ازور سيف.. تعشي لحالك، يمكن اتأخر
جلست محبطه، مازال يتهرب منها..!!
.
.
.
.
.
.
.
خرجت بصحبته من الطوارىء وهو مازال يفكر بما حدث ولهفة فيصل و معرفته بأسمها تثير حفيظته، فتح باب السياره و ركبت وهي تلاحظ هدوءه الغريب، حتى انطلق بالسياره/وليد شفيك، عدت سلامات يا قلبي خلاص، طراد المريض الله ياخذه ماراح يجيبها البر، بلغت عنه؟
بإبتسامه صفراء/ما قصر فيصل قام بالواجب و زياده. لقيته مبلغ و مسوي اتصالاته..
إلتزمت صمتها وهي تتذكر ذلك الموقف، لم تكن تريد حدوث ذلك، لا سامح الله طراد..،
تحدث بقهر/نفسي اعرف كيف عرف اسمك. لا و معطيهم اسمك الكاامل بعد! من هذا
بهدوء/كان خاطبني
توقف وهو يلتفت إليها/هذا فيصل ماغيره!!
ابتسمت/يا حلو اللي حافظ اسم خطيبي السابق
صغّر عينيه وهو يرى إبتسامتها الماكره/لا والله!!
تصنعت الخوف/كاااان بيكون بس الحقيقه هو انه انت اللي بهذلت بنت ال مناع، وخليتها تتزوج طبيب جراح بدال ما تتزوج بزنز مان من طبقتها.. اااه بس
يعرفها حينما تحاول إغاظته، هو سعيد على كل حال بنجاتها، مازال يتذكر مكالمة المحامي من ألمانيا/ما بغيتك تطلعين البر علشان طراد و هذا هو لحقك لين باب المستشفى هذا انهبل رسمي
استغربت/يعني انت كنت عارف انه طلع من السجن؟
هز راسه/ايه و ماقلتلك مابي اخوفك، قلت بمنعها تطلع و كفايه لكن سالفة ولادة اختك ام راكان و هاللي صار.. يلا يمكن خيره علشان يورط نفسه و ينمسك هالواطي
شعرت ببعض الألم من جرح ساقها و لكن معه يجب ان تكون الأيام جميله، امسكت بيده المتوتره/لا تشيل هم خلاص اتوقع بعد كل اللي صار المفروض ما يضعفنا شيء وانت قلتها ورط نفسه بنفسه.. كويس ان فيصل بلغ عنه لأنه شهد الحادثه يعني.
إستعاذ بالله من وساوس ابليس اللعين و عاد ليكمل طريقهم للبيت.
.
.
.
.
.
.
.
.
دخلت الغرفه وهي تحمل طفلتها الصغيره ترى قاسي ينام مكانه و بجانبه سلمان يغط في نوم عميق و لعبته بجانبه، ابتسمت على منظرهما.. لتنزل غنى في كرسيها و تذهب لأخذ سلمان لسريره بهدوء...
عادت لترى هدوء غنى و رغبتها بالنوم.. ابتسمت/احلى فقره يا بنتي.. اخيراً دختي
حملتها لسريرها هي الأخرى لسريرها ثم عادت لسريرها بدورها بعد تعب ملاحقتهم طوال اليوم و تعب الدراسه، اشياء حملتها نفسها، تارة تبكيها و تارة تحمد الله على هذه النعمه العظيمه...
شعر بها وهي تضع رأسها على الوساده بتعب و تتنهد/اتعبوك
إلتفتت إليه/اسفه صحيتك
اعتدل جالساَ بإبتسامه/عادي، انتي صاحيه طول اليوم الله يعينك
ابتسمت/اول كنت استغرب، كيف خالتي ام رواد تكون مركزه معنا و تقوم الصباح و تنام بعدنا و توقف مع الكل و ماتتعب و ما تتذمر... طلعت غلطانه، هي تتعب بس هي حاسه انه هذا واجبها و محد بيقوم فيه غيرها.. لذلك دايم مبتسمه و ماتتذمر.
ظل يتأمل حديثها حتى انتهت منه/يعني لو اقولك ابي قهوه بتقومين تسوينها لي؟
ضحكت بسخريه و هي تدير ظهرها له/مع نفسك من واحد من عيالي.. بعدين القهوه بتسهرك، يلا بابا ارجع نام وتعوذ من ابليس
راقبها وهي تدير ظهرها له بإبتسامة خبث ليحاول نزع اللحاف عنها/مافيه نوم ابي قهوه
استعادت اللحاف بهدوء/قااسي ارتحت من عيالك بس مارتحت منك، كويرو دورمير بلييز قاسي
اتسعت ابتسامته/اخيراً نطقت الاسبانيه
تجاهلته وهي تدير ظهرها مجدداً/استوبيدو
هز رأسه بعد هذه الكلمه وهو يهجم عليها/لا عاااد هذي اعرف معناها، ماستوبيدو غيرك انتي فاهمه
انفجرت ضاحكه من تصرفاته/يالله بنااام
ثبتها بقوه وهو يبتسم بخبث/كان ودي والله بس شسوي لو ما سبيتيني كنت بتركك
ابتسمت بمكر /احلف؟ طيب وش العقاب هالمره، بسرعه بنام
هز رأسه وهو يرى إبتسامتها الماكره التي تثير أقاصي قلبه و تشعله به كلمت ابتسمت، ليقترب من شفتيها و يلثمها بنهم...،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
رأته يعود للمنزل متأخراً على غير العاده، هكذا يبدو متعكر المزاج ليس، لم يحدث هذا سوا بعد رؤيته لها، تعرف زوجها تمام المعرفه و لن تعبث بمزاجه سوا تلك الليال..
وقفت له مبتسمه/الحمدلله عالسلامه تأخرت الليله
رآها تأخذ منه شماغه و تذهب لتعلقها و راح يجلس على الصوفا براحه/كنت بالاستراحه مع العيال، ليه مانمتي للحين
جلست بجانبه وهي تنظر لعينيه التي تتجاهلها/انت عارف أني ما أنام لين ترجع... قولي وش مضيق صدرك كذا
مسح على وجهه وهو يسترخي بظهره على الاريكه/ابد مافيه ضيقه.
ابتسمت بحسره/ماظنيت،
مازال مسترخياً/ابد يعني احس ودي اسافر
تقسم أن تلك من فعلت به هكذا، هزت رأسها/الحب يوجع القلب ما تنلام
إلتفت إليها متفاجئ مما قالته/وشو
رفعت عينيها إليه بإبتسامة تغلفها الحسره/من يوم سالفة ليال و انت بهالحاله..شارد و منت معنا
رفع حاجبه وهو يسمع ما تقوله هكذا بهدوء رغم ارتعاشة اناملها وهي تبعد خصلات شعرها خلف أذنها بشكل يوحي بتوترها الذي تكبته/ايوه.. و انتي حللتي الوضع من راسك يعني و خلصتي
ابتلعت ريق الغيره بصعوبه/فيصل أنا عارفه انك سبق و كنت تبيها و خطبتها بعد و ماصار نصيب.
عاد ليسترخي وهو يتأملها بعد الذي قالته زاد توترها و لم ترتاح حتى أنها وكأنها تذكرت ان ما ترتديه قصيراَ و بدأت بتغطية فخذها بطرف الروب و في كل مره كانت تتكشف حتى قررت ترك الأريكه له و الذهاب.. ليمسكه و يسحبها بقوه إليه حتى إلتصقت بصدره وهو يأمرها/ناظري عيني، ليه تفكرين فيني بهالشكل؟
خافت لم يفعل هكذا معها من قبل، ازداد توترها و ألتمعت عينيها بقلق/أخاف من شعور الندم داخلك، ابي شعور الأمان يا فيصل
زم شفتيه بغضب/برأيك وش هو شعور الأمان اللي تبينه مني علشان ترتاحين حضرتك
نزلت دموعها/انت أدرى، مو أنا اللي أعلمك
هز رأسه بإبتسامه أخيراَ وهو يرخي قبضته عليها/طيب قولك متى بتحملين و بتجيبين لنا نونو..؟! الناس قامت تتكلم علي يا سلطانه
هنا ابتسمت و سقطت على صدره تبكي من جديد و لكن من سعادتها به، لطالما كان حبيباً و ان لم تكن حبيبته في الحقيقه، يكفيها منه الوفاء و الإحترام.. و الحياه الهادئه بقربه أشياء أعظم من شعور الحب بملايين المرات..
مضت الأيام و الأسابيع...
الشموس استعادت عافيتها و لكن فقدت نفسها القديمه... هي الآن هادئه و صامته معظم الوقت... تعمل معظم الوقت بعدما عادت لعملها..،
شهد رزقت بتركي... و رفضت قطعياَ العوده لنايف... الذي رضي أخيراً بذلك.. و تركها للزمن..
ليال ووليد... عاد كل منهما لعمله و استقامت الحياة..،
آدم تمت ملكته على عريب ابنة الجيران اخيراَ..
سيف بعد سلامته تقدم من جديد لسلاف ََ... و تمت الموافقه وتحدد الزواج..
و مريم لا جديد سوى الصبر..
..
محمد تمت خطبته على نوره و بدأ بتجهيز نفسه... و ريم تنتظر الفرج بعد كل هذه الشهور التي كان من المفترض ان تكون اسابيع لولا الظروف...،
استيقظت صباحاَ وهي تتأفف بملل الساعه الحاديه عشر..، سمعت صوت شيء سقط على الأرض لتخرج ترى ماهو ، تفاجأت به يدخل تلك الغرفه و معه اكياس من محل اثاث معروف، لحقت به وهي ترفع شعرها بمشبك للأعلى.. و تفاجأت بالغرفه الجديده/يالله صباح خير... َهذي متى زينتها؟
بإبتسامه/تو العمال طالعين، شرايك بالله؟ حلوه؟
تخصرت وهي تلتفت إليه/للعروس هااه؟
بحماس/ايه،. قلت اجهز لأن البنت تبي تجي نهاية الأسبوع بدون عرس، كنسلناه بعد ما توفي خالها..
بدا الموضوع جدياً، ما يحدث صار مزعجاً صغرت عينيها بإبتسامه جانبيه/على حماسك هذا يقول ماعمره تزوج!!
ضحك/قولي انك غرتي و ريحي نفسك
رفعت حاجبها/بالله عليك!!
اتجه للسرير وهو يقف محتار/ما عندي ذوق بالمفارش و الا كان شريت، اعملي حسابك بننزل السوق نشتريها.. و بالمره تكملين ديكورها على مزاجك.. نوره مايليق فيها الا الزين
خافت، بدا الموضوع جدياَ/حلوه؟
اقترب منها وهو ينوي الخروج/احلى منك وهذا يكفيني
امسكت بيده وهو يمر بجانبها وهي تشده لها/شلون تقول مثل هالكلام لزوجتك!! ياخي حتى لو صدق احلى مني لا تصرح بها كذا بوجهي
مازال يبتسم/لا لا مالك حق والله هذيك زوجتي لباقي العمر... انتي اخرك هالسبوع و مع السلامه
رفعت حاجبها وهي تشده مجدداً/حتى لو مابقى من زواجنا إلا خمس دقايق احترمني لين آخر ثانيه..
تأمل غضبها لثواني وهو يشعر بارتجافة يديها التي تشده/لا تغطين غيرتك بسالفة الإحترام
صدت بعينيها عنه لتتركه و تذهب/دور لك احد يشتري لك مفرش.. أنا ماني اختك و لا امك اقعد اخطب لك و اشتغل بزواجك..
لحق بها وهو يمسكها/لا ماتفقنا على كذا، تجهزي يا قلبي بتروحين معي نتغدا و بعدها ننزل السوق نشتري المفرش و نواقص البيت نابي تجي زوجتي حبيبتي إلا كل شي جاهز و مرتب قدامها.. و بعدد لا انسى فستان علشان تحضرين بكرا زواج سيف معي الناس عزموني انا وعائلتي الكريمه
زمت شفتيها بغضب وهي تسحب نفسها من يدها/مستفززز مستفززز
ضحك وهو يحررها من يديها و تذهب
...
.
.
.
.
.
.
.
.
عاد لجناحه مرهق بعد عمل يوم صيفي طويل،استغرب عدم ردها على إتصالاته.. دخل غرفته و لم يجدها!!!
نزع ملابسه و دخل الحمام لينتعش ثم خرج و مازالت لم تعود...
انتهى من لباسه و راح يستلقي براحه، لربما سينام قليلاَ...
سمعها تدخل المكتب بعد لحظات وهي تتأفف من كل شيء،و كأنها تتحدث مع اختها في مكالمه هاتفيه/لا يا ليال ماقدر اليوم اطلع لمحل توني جايه من المستشفى تعبانه و قرفانه من نفسي، اي ركبته خللص...
اغلقت الخط وهي تهم بدخول الغرفه لتراه امامها ابتسمت/السلام عليكم، اسفه و الله توني فتحت جوالي وشفت مكالماتك
بحاجب معقود/رحتي المستشفى و سويتي اللي براسك! ارتحتي؟!
فهمت أنه عرف بالموضوع من مكالمتها/أدهم انت ماتدري عن شيء، ماراح اقدر استخدم الحبوب طول عمري يا قلبي
بغضب /من قال طوول عمرك بتاخذينها؟ كل شي تقررينه لحالك أنا صفر على الشمال صح؟؟ ابي اعررف دوري وشو بهالعلاقه؟؟ إذا مالي حق بأي شيء يخصك، فمعناته أنتي ماتخصيني بعد..
تنهدت/أدهم لا تفهمها كذاا
تجاوزها و قرر الخروج/انا بريحك مني بالمره و بطلع من هالجناح، و انام جنب ابوي هناك ازين لك.. لا تنسين تطلعين اغراضي من هالغرفه
لحقت به تناديه/أدهم الحوار مايصير بهالطريقه
توقف و استدار غاضباً/انتي أصلاً ما استنيتي حوار.. انتي قررتي و نفذتي.. سلااام
تأففت وهي تراه يخرج بهذه الطريقه.. ليس هنالك جهد لتتبعه الآن تركته ليهدأ سيفهم بعد ذلك...،
.
.
.
رآه يعود إليه بعدما قال قبل قليل أنه سيذهب للقيلوله.. ابتسم وهو يراه يلتقط فنجاناَ/سم يبه
اخذ الفنجان بإبتسامه/سم الله عدوك... وش مطلعك من غرفتك بالقميص
لاحظ انه بثوب النوم ولكن لم يعد مهماً/ابي اتقهوى معك،
أطل نايف برأسه مبتسماَ/مجتمعين بعد الغدا على غير العاده
اشار له بالدله/الله جابك تعال صب لنا الدله نبيك بسالفه..
دخل بفضوله/العلم كايد دامه بعز القايله!!!
تحدث أدهم و كأن هنالك أمر مهم/اسمعوا نبي نطلع البر بعد عرس سيف شقلتوا؟
نايف بحماس/قدااام، شرايك عمي عبدالله؟
استرخى بجلسته متكئاَ/معكم ان شاء الله...
ارتاح وهو يرتشف فنجانه/كفووو
.
.
.
.
...
.
دخلت الغرفه بيدها كوب قهوتها لتجده يجمع بعض ملابسه في حقيبته لتقف وهي تتذكر تلك المكالمه/ما شاء الله مسافر هاه! طيب قوولي عطني خبر. اسمي زوجتك
ابتسم/حبيبتي بسافر بكرا مو اللحين..
هزت رأسها/اهاااه بكرااا، كثر خيرك قلتلي قبل بيوم... ماقصرررت طيب وين رايح
تجاوز عن سخريتها/فرنسا مع واحد من الشباب كم يوم و راجعين
اقتربت منه لتطل في حقيبته بفضول و غيره جنونيه/ايوه و هذا اللي واحد من الشباب متزوج و الا باقي للآن
توقف و التفت إليها/هند بلا حركاتك، يلا جهزي اغراضك اوديك بيت ابوك لين ارجع
سكبت قهوتها ببرود داخل الحقيبه المفتوحه/اووبس كيف تسافر بدون اغراضك اللحين؟
كاد يمد يده و لكنه توقف باللحظه الأخيره ليصرخ بوجهها/انتي مريضه انتهيتي، خلاص معاد فيك طب يا هند.. انجنيتي و الحياه معك صارت جحيم.. معاد صرت اعرفك، و لا عاد ابي اعرفك خلاص
وقفت متفاجأه من سيل كلماته الجارحه لم تحتمل شعرت أن اقدامها لا تحملها لتسقط أمام عينيه... و يتلقفها قبل وصولها للأرض.. كانت كالخيوط بين يديه...،اسعفها فوراً و اخذها للمستشفى...،
بعد ربع ساعه من اخذ الفحوصات اللازمه و الكشف، جلس عندها وهو يمسك بيدها بحزن على ماوصل بينهما الحال، هند كانت مرحه جميلة المعشر و خفيفة الروح.. هذه انثى لا يعرفها.... مالذي غيرها هل حقيقة أنها عاقر تعبث بنفسيتها لهذه الدرجه؟!!
كانت جالسه وصامته طوال الوقت وكلماته القاسيه تتردد في أذنيها... لم تتخيل أنه سيرفع يده عليها يوماً ما... ستترك حياته، لم يعد هنالك ما يجعلها تجلس معه.. يجب ان تريحها منه
دخلت الممرضه لتناديهم لغرفة الطبيبه لأن التحاليل قد ظهرت نتائجها، ساعدها بالنهوض و ذهبا هناك...
ابتسمت الطبيبه فهي تعرف هند قد جاءت إليها كثيراً/الحمدلله امورك تمام يا هند
سألها بفضول/دكتوره متأكده؟ هي حتى شهيتها صفر ماتاكل و بس قهوه و مع ذلك تشكي من الحرقان
استغربت أن يلاحظ هذا كله، إذن لماذا يفعل ذلك بها!!!
الدكتوره تعرف مدى رغبة هند لذلك الخبر/طبيعي غير هند و تفقد شهيتها احياناً أي وحده حامل تنقلب نفسيتها عادي.. مبروك
لم تصدق، كادت تسقط مجدداً و لكنه اسندها و اجلسها و جلس امامها مبتسماَ/هند سمي بالله، هند!!!
ظلت تبكي من شدة فرحتها و هو نزل يسجد شكراَ لله.. كانت لحظه لا يمكن وصفها..
َ.
.
.
.
.
.
يوم زفافها المنتظر..،
انتهت من زينتها وهي تشعر أن الدم يتجمد في ركبها من شدة إرتباكها/احس ببرووده يا مريم
انتهت مريم من تزيينها/مو وقت خوفك يا سلاف اللحين زفتك و الامور طيبه
وضعت يدها على صدرها مع اقتراب زفتها/مع هالبرد بديت احس بخفقان والله
تأففت من دلالها/يا كثر دلعك انا بنزل المطبخ و اسويلك شاي بابونج و الا نعناع كود تدفين
و تهدين شوي
دخلت ام حاتم وزوجة حاتم الذين عادوا مؤخراً...،
.
.
.
دخلت المطبخ و هي تطلب من الخادمه ان تغلي ماءاً و هي اخذت كوباَ و بدأت بتجهيز النعناع لتنهني منه و تعود إليها مستعجله
كانت تجلس تحت مع النساء و عينيها تبحث عن مريم فقط، لم تجدها قررت البحث عنها تنتبه لذلك الممر الداخلي رأتها تخرج من المطبخ و تتجه للأعلى و قررت العوده ولكنها انتبهت للحاقه بها...ولحقت بهما...
.
.
.
اتجه لغرفته مستعجلاً و لكنه رآها هنالك تنفض يديها وهي على الأرض، من الواضح أنها سقطت!!
إتجه إليها بقلق/مريم سلامات طايحه!!!
سيغمى عليها بالتأكيد ليست بحاله الآن و يدها تحترق من المشروب الساخن..للمرة الأولى يتجرأ، و لكنها انتبهت لتلك الواقف من بعيد/آدم معليش..
استغرب تركها له و ذهابها، لينزل و يلتقط الزجاج المنكسر.. كان ساخناً جداَ... لن يتركه في الممر هكذا...،
دخلت على سلاف وهي مرعوبه لم تتحدث فقط ظلت معها حتى زفتها و من ثم ذهابها...،
مر الوقت صعباً عليها تحت نظرات خطيبة آدم، تريد الإنتهاء من هذا كله و الهرب، الهرب لأي مكان... نظرات تلك تصفها بأبشع الصفات...
اقتربت منها وهي تتبسم فهي بجانب ام آدم/أنا شفت بحياتي ناس ثقيلين دم بحياتي، لكن ثقيلين دم و مايستحون وفوقها مشردين هذي كثيره تجتمع بإنسان واحد بس ماشاء الله مستحوذه عليها كلها انتي..
ابتسمت لها/الله يسامحك عريب
ابتسمت وهي تراها بإستحقار/الله يسامح قلب خطيبي الطيب اللي قبل يلمك من الشارع علشان خاطر اخته
مازالت تبتسم رغم اختناقها بعبرة سدة مجرى تنفسها/صادقه هو طيب، ومحتاج وحده طيبه.. الله يرزقه على قد نيته و يرزقك على قد نيتك..
زمت شفتيها بغضب و تركتها...،
حاولت ان تجامل اكثر و لكنها لم تعد تستطيع، عريب محقه، هي هنا تبدو كمتشرده... اتجهت للحمام اغلقت على نفسها، هنا ستبكي بدون تطفل.. للمرة الأولى تشعر بضعفها وهوانها.. تلك اتهمتها بشرفها ببساطه...
اتصلت بتطبيق إحدى شركات التاكسي و طلبت حضور سياره حالاً ستعود لمنزلها.. إلى هنا يكفي...
طرقت الباب عليها وهب تناديها/مريم
ابتسمت وحاولت ان ترتب نفسها و فتحت الباب/الشموس!
خافت عليها/متضايقه؟ صح
هزت رأسها بالنفي وهي توشك ان تبكي مجدداً/لا
الشموس بإصرار/مريم انتي ماشفتي وجهك وهذيك البنت تتكلم معك... و انتي فوراَ رحتي خفت عليك.. أمانه مريم انتي بخير
عانقتها بحزن على حالها، فقط بكاء بدون أي كلمه أخرى...
شعرت بحزنها وهي تربت على ظهرها و تواسيها، لعن الله الوحده.. و الحاجة للناس، فكرت كثيراَ بقرارها عدم الإنجاب مجدداً.. من جانب آخر راكان سيكون وحيداً حينما يكبر و يحتاج لأحدهم.. لن تتحمل مجرد الخيال أنها تسببت في أن يكون بلا سند..
أدهم تحدث عن معاناته ولكنها اليوم فهمت معنى ان تكون وحيداً.. حينما تضيق بك الدنيا و تريد ان تبكي فلا تجد كتفاً تبكي عليها...
.
.
.
.
.
.
.
.
أغلق الباب خلفه وهو يدخل بهدوء... لم يكن يريد الدخول بها هنا و لكن هذا شرط الزواج الوحيد، ان تسكن مع والدتها.. سيقبل أي شيء فقط يريد الحصول عليها و الزواج بها... جمع الهواء برئتيه محاولاً ان يكون عادياً على الأقل،، تذكر حديث أدهم و محمد و تعليقاتهما عليه...
إلتفت بعدما أغلق الباب يبحث عنها ليجدها تجلس هنالك على الأريكه قد تأنقت اليوم له و فعلت كما طلب منها تركت شعرها منساباً كما حلم أن يراها.. و رفعته من الطرفين بشكل ناعم.. اقترب منها بعدما رمى البشت الذي كان بيده.. و رفع طرفي الشماغ ثم مد يده ليدها وأوقفها أمامه...شعر ببرودة يديها ليضمهما بكفيه ثم رفعها ليقبلها ثم سحبها قليلاً وهو يأمرها وهو يترك يديها و يخفض يديه لمخيط خصرها/وريني عيونك أشتقتلها
رفعت عينيها له وهي تتأمل وجهه عن قرب، ورفع يدها لتلامس جرح وجهه الذي تسبب به هي و تداعبه بأناملها ثم تجرأت قبلته عليه وهي تهمس/الحمدلله اللي سلمك لي..
حلّق يديه حول خصرها وهو يضمها بقوه حتى ارتد نفسه بكامل رئتيه، هو عاجز عن قول أي شيء الآن/عندي كلام واجد بس ضاع.. والله
اتسعت إبتسامتها/اوكي.. وش الخطه اللحين؟
أشار للنافذه/ننحاش من غرفتك
ضحكت فهو فاجأها بالجواب/خلاص هذي صارت غرفتك
أدار ناظريه بالغرفه و من ثم عاد إلى عينيها/حاس أني أسرق و امك تراقبنا و اخوك موجود، كذا ضغط نفسي والله
امسكت بيديه وهي تشعر بالراحه بعد الضحك، لتمازحه/تعال بسم الله عليك... لا تخاف انا موجوده محد بيقرب منك
فهمها وهو يقترب منها و يداعب خديها/هذا اللي مريحني أنك جنبي... تعالي نجلس لأن تعبت من الوقفه،
ظلت واقفه والخوف يعاودها مجدداً بعدما طلب الجلوس و نزع شماغه بأريحيه هكذا/خلنا واقفين احسن
إبتسم بخبث ليقترب وهو يرى ارتباكها واضحاً، لن ينتهي هذا حتى يقترب منها.. رآها تتراجع قليلاً ولكنه أمسك بها وهو يهمس بأذنها /ما يحتاح أذكرك أننا ببيت أهلك، حاولي محد يسمع شيء
كادت تتكلم و لكنه أغلق شفتيها بقبله..وهو يحملها..،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
عاد إلى المنزل غاضباَ فهي رفضت ان ترافقه للزواج بحجة أنها مريضه.. يعرف أنها فقط تتهرب، جلس أمام التلفزيون وهو ينزع شماغه و يلقيها على طرف الأريكه.. بات كل شيء مستفز.. هذا الأسبوع الأخير سيمر وستذهب بلا رجعه... فلتذهب إلى الجحيم..
ترك مكانه وهو يصعد لغرفته سينام لا فائده من كثرة التفكير..،
توجه للغرفه ليجدها مضاءه و بارده و رائحتها تعج بالعطور و قد وضعت له المفرش الجديد. اقترب من الورد ليلتقطه بإبتسامه ويتفاجئ ببطاقه كتبت له عليها[شوف وراك]
إلتفت مباشرةً ليراها تقف مبتسمه متأنقه بماكياج ناعم و قد تركت شعرها ينسدل بتموجاته خلفها و ترتدي روب لؤلؤي قصير تربطه لتخفي ماتحته، شراه خصيصاً لزوجته كما كان يدعي، حاول ان لا يبتسم/ريما ليش تلعبين بأغراض بنت الناس!!
اقتربت منه وهي تحاول ان لا تغضب من بروده الذي صدمها لتقف أمامه متخصره بيمينها/مافيه بنت ناس بهالبيت غيري.. ما عمرك بتشوف وحده غيري و الا بفقع هالعيون
تأفف وهو يسمع هاتفه يرن ليخرجه من جيبه/هذي نوره تتصل لا تطلعين صوت
اقتربت و امسكت يده/قداامي عاادي يعني، طيب اكذب قل أي واحد
ابعد يدها عن يده و رفع جواله يريد الرد و لكنها فاجأته بالذي لم يتوقعه أبداً، ضمته بقوه و تعلقت برقبته بشكل لم تفعله سابقاً ابداً، و الذي صدمه أناهيدها التي تحسسها بصدره وهي تلتصق به،.. صمت للحظه وهو يحاول أن يستوعب ملاحقتها له و بكاءها/ريما و بعدين..!!
شدت على موقفها/ماراح اتركك لين تحلف..
استغرب/أحلف على وشو
بإصرار/إنك ماتتزوج غيري..
صمت... لم يعلق.. لتبتعد قليلاً تريد رؤية عينيه/محمد شفيك سكت!!
بتردد/يعني سالفة الحلف و الزواج، انتي عارفه...
قاطعته بقبله و همست له نزلت دموعها /منت متزوج غيري أنا علمتك..
فرح وهو يرى هذا الإصرار منها عليه/يعني؟؟
بدأت في فتح أزرة ثوبه العلويه واحداً تلو الآخر وهي تلهيه بإبتسامتها/راح نتكلم اللحين و أشرح لك بس ساعدني ننزل هالثوب
ظل مبتسماً يراقب تفجر مشاعرها بشكل جميل و فاتن.. ما أجمل غيرتها التي أخرجتها من طورها الليله أخيراً... لا تعلم بأنها بتصرفها هذا أنقذته، انقذته من جنون وشيك.
.
.
.
صباحاً...،
خرجت من غرفتها وهي تفكر جدياً بقرارها، لم تنام البارحه جيداَ.. حتى أن بكاء مريم كان مريراً على قلبها... لم تعهد ذلك كله من نفسها و لكنها لم تعد حقاً تمتلك مشاعرها كالسابق..
راحت لغرفة عمها الذي يجلسون فيها دائماً وجدتهما يرتشفان القهوه و يتحدثان/السلام عليكم
ردو السلام بخفوت لتجلس/شلونك عمي
بإبتسامه/بخير يبوك.. تقهوي
إلتفتت إلى أدهم/الظاهر أدهم ما وده يقهويني
سكب لها فنجاناً و قدمه لها ثم التفت إلى والده/والله يبه انا اقولك انا بنصحه لا يتزوج و يورط عمره
رفعت حاجبها/ليه يا قلبي وش ورطتك فيه أنا هاااه تكلم
ضحك بعرف انه يغيظ زوجته/يا بنتي نشب لكاسر، كلما جاب طاري العرس كسر مجاديفه، امحق فزاع
هدأت نبرتها فالموضوع جدي/كاسر ولد ابو عبدالكريم للحين ماتزوج؟!!
أدهم بإبتسامه/إيه و باذن الله بكون وراه و امنعه من الزواج،
فكرت بجديه و مازحته/أدهم حبيبي مو علشانك فاشل بزواجك بتخرب على الناس، مايصير اتركهم يفشلون بدون ضغوط
ابو أدهم وقف و هو ينوي الخروج/لا بالله انتوا يهالثنين انهبلتوا، بروح اتجدد لصلاة المغرب ازين لي
نظر إليها وهو يرى شرودها /هاه شفيك جايه و متحمسه.. قلت لك لعاد تدوريني عند ابوي و الا بعد تبيني انحاش من البيت!
تركت مكانها لتقف و تقترب منه/أدهم الموضوع مهم.. والله بتكسب أجر
استغرب من تصرفها/وش الموضوع اللي عندك تكلمي
قررت أن تتجرأ و تخبره/أنا لقيت عروس لكاسر.. و على ضمانتي بعد...مريم هااه وش قلت..
لم يصدق أنه سيأتي يوم تتحدث معه الشموس عن زواج احدهم، هي حتي لم تتحدث عن زواجات اخوتها معه..!!!
تحدثت بحماس/البنت لحالها و بتكسب أجرها.. قول لكاسر و شوف وش يرد عليك
فكر قليلاً ثم قرر/هو موافق، بس عاد لازم نظره شرعيه و كذا
فرحت/اذا بناسبه بكرا، اهلاً وسهلاَ بكلمها و اذا موافقه برسل السايق يجيبها و فرصه تشوفه مريم و تاخذ فرصتها تفكر.. بعد مو علشان وحدانيه نضغط عليها...
رفع حاجبه وهو يسألها/طيب وزوجك المسكين و ش حابه تقولين له؟! تذكرين كان زعلان و كذا.. بعدين طلع من الغرفه... اشوف مالحقتيه و فكرتي فيه
عادت لتصمت، مرتابه جداً و خائفه...،
استنطقها/هاااه، اشوف تبخرت الحلول..
عادت بعينيها إليه و بجديه/أدهم انا بالأيام اللي راحت فكرت كثير و خاصه البارح يعلم الله مانمت من التفكير.. بالنهايه ماني حابه يقعد ركون لحاله.. لكن
غضب مجدداً/لحووول من لكن هذي، و ش تبين توصلين له
بهدوء/بعدين ماراح يصير حمل إلا متفقين و عاملين حسابنا و متكلين على رب العالمين..
استغرب/مافهمت
بهدوء، فهي لا تعرف ردة فعله كيف ستكون/أدهم اللي صار لبنتي تشوه بالجينات الوراثيه، ماراح انبسط اذا كررتها... لذلك قررت بعدين لو بنقرر الحمل راح يكون بالتلقيح المجهري..
تفاجىء من اقتراحها وهو يقف ويلتقط شماغه/مافيك طب.. عنيده و الله يعيني عليك...
تأففت وهي ترى تعنته، لكنها عند رأيها و لن تغير قرارها أبداً...
.
.
.
.  بعد مده من الزمن... إختفت الغيوم بعدما أمطرت إثنان و ثمانون فصلاً...،
ليعود الزمن للمكان السابق..،
صباحاً في ساحة أحد بيوت مدينة الخرج..
كسر لعبتها المفضله و ألقى بها فوق شجرة الليمون العتيقه. و عاد يعبث بشعرها الطويل بالنسبة لعمرها/يلا روحي داااخل يا روبنزل
تحركت شفتيها ببكاء/والله لاقول لبابا والله
تجاهلها و راح يلعب بالكره لتطل عليه من نافذة المطبخ وهي توبخه بعدما فقدت صوت صغيرتها/راكاااان مو قلتلك لا تضرب اختك وينهاا؟
اشار بلا مبالاة/راااحت لبابا تشكي
عادت لتكمل ترتيب سفرة الفطور.. و القهوه.. كبر راكان و لكن مازال يغار من اخته..،
.
.
منذ خمس دقائق تستلقي بجانب والدها متوسدة ذراعه رغماً عنه و تقص عليه ماحدث و مالم يحدث من خيالها الخصب و بكل مره تبعد غرّتها عن عينيها و تكمل حديثها... اغمض عينيه ليستفزها/بابااا لا تنااام، يلا نضلب لاكان و نلمي ثيكله
فتح عينيه بكسل/ساره قلبي بنام، بعدين اضرب راكان
دخلت وهي تتكئ على الباب و تراقب تكتم ضحكتها/هذي هي البنت اللي تبغاها.. مافي رااحه. ابداً.. الحمدلله نصرني ربي.
ابتسم وهو يسمع شماتتها ليحملها و ينزل من السرير/على قلبي زي العسل... انتي اللي ذابحتك الغيره..
ضحكت/يلا الفطور تحت..
رن هاتفها لتذهب ترد وهو نزل وهو يحمل طفلته ذات الأعوام الخمسه... مدللته و حبيبته، جلس وهو يرى راكان قادماً بإبتسامة شقيه/ركون ليه تضرب ساره؟ تبي ازعل عليك؟
جلس بلا خوف/هي البكايه
همس له/البنات بكايات، لا تقرب منهم طيب بابا
ابتسم له وهو يهمس بنفس همسه/طيب
عادا وهي تبتسم بسعاده اليوم فقط اكتملت فرحتها/ليال جابت ولد الحمدلله
ابتسم وهو يعرف الخبر و يحمد الله/الله يتمم فرحتهم و يجعله من الصالحين، من اللي متصل
بدأت بسكب الحليب لأطفالها/نايف تو ولدت من ربع ساعه.. يعني الليل نرجع الرياض
تذكر أمراً/طبعاَ بنرجع سيف مسوي تمايم بنته نهاية الاسبوع و لازم احضر.. إلا نايف شلونه مع مرته، عقلوا و الا للحين
.
ارتشفت من فنجانها وهي تشعر بشيء غريب رائحه لم تحبذها/والله للحين... الله يهديهم...
رفع ناظريه لها وهي تتلفت/شفيك
تركت السفره و ذهبت للحمام، ليقفز و يلحق بها وهو يحمل ساره بين يديه و راكان معهم/الشموس وش فيك؟!!! ساره خايفه عليك
لترد من خلف الباب بصوت تهديد تغيرت فيه نبرتها/انقلع برا انت و بنتك
انفجر ضاحكاً لتضحك ساره معه وهي لا تعلم مالسبب....،
اليوم فقط... شعر أن كلما مر به من غيوم كانت عابره و محمله بالخير.. ما أن امطرت حتى تبخرت و تفرقت من سماء حياته.. و ذلك الطفل الحزين الموجود في أقاصي صدره ابتسم أخيراً و غفى على دعوة مُلحّه أن لا يوقظه صوت بكاء في يوم من الأيام...
النهايــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
تعليقات