رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الخامس 5 بقلم عاشقة ديرها
رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الخامس 5 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الخامس 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الخامس 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الخامس 5
رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الخامس 5
*الماضي*
حدقت بالساعات المعروضة بعبوس وهي ترى السعر الذي
لن تستطيع والدتها دفعه رغم أنها وعدتها ستبتاع لها الهديه
التي ترغب فيها إذا نجحت بالثانوية بنسبه جيده ..
على الطرف الآخر كان يبحث عن هدية تليق بخبر قدوم ابنه البكر .. رفع عينه بحيرة فوقعت بعينها وهي لم تصد مباشرة ..
للحضات
نسي نفسه وغرق بعيون الصبية الحسناء فهو
لن يعطيها بمظهر ذاك
سوى ١٤ عام ..
حين تدارك نفسه سحب عينيه عنها وهو يستغفر بصوت مسموع فهمته
على أنه يتهمها هي بالنظر إليه فصدت لوالدتها التي اخبرتها
بحسرة :يابنيتي ماني قادرة اشريلتس شي من هالمحل ولو هو
ذهب كان قلت ماهو خساره بس ساعه بالألوف ولو جاها الماء
خربت .. بعدين يدتس قضيفه (نحيلة) مغير بتفضحين نفستس خليني اشريلتس خاتم ذهب وقلاده من سوق الذهب ..
غادرت خلف والدتها وقد تعودت على هذا النوع من الخيبات ..
نظر للساعه المعروضه والتي كانت قد شاورت لوالدتها
أنها تريدها .. هو غير واثق من ذوقه ففكر بماأنها أعجبتها فستعجب غيرها ذوق الفتيات واحد .. طلب تغليفها وخرج فيها..
وهو بمواقف السيارات
لم يتحرك قبل أن يطبع عدة أبيات جادت بها قريحته الشعريه وأرسلها لفياض :
لاتكحل يااريش العين وش هوله
الله اللي ياحبيبي مكحلها ..
الهدب ليلً كسى الخد من طوله
تنكسر شمس الضحى يوم ظللها
من سببه الشهيانه منقولة
فتنة من شافها ماتحملها
كن سيوف الهند يابنت مسلولة
من عيونك كل ماجيت أنازلها
في بحرها الموج لشل محموله
وين مايرسي رموشك سواحلها
رده عليه ساخراً وهو من أقرضه مبلغ الهدية :ياولد أرسلناك تجيب هدية للمعزبة ماهو تغزل بعيون الأجوديات ...
رد بشك :وش دراك أنها أجودية ...
فياض الذي يعرفه أكثر من نفسه :لاأنها لو من راعيات الخرابيط ماقصدت فيها ...
أنهى المحادثة وهو يفكر هل تعلم تلك الصبية أنها قد كتب بعينيها قصيدة .. حسناً لقد أستحقتها .. فهي قد ساعدته بأختيار هدية حبيبته ...
جــوزاء 16
بتال 23
*الحاضـر*
ماأن دخلت خلف والدتها للملحق حتى سألتها بتعجب وهي تشاهدها تنزع عبائتها وتعلقها :مالك يابنت سايبه زوجك وجايه عندي ليه ...
خزام تتجاوز والدتها لداخل :جيت عند أبويه مو عندك ...
وفتحت غرفة نوم والدها ودخلت عنده حتى تحتمي به فهي لاتريد أن تسمع أي جدال في هذا الأمر من والدتها ...
أستلقت على الأريكة الموجودة بغرفته وأسترخت بفعل القراءن المفتوح بصوت هاديء لتعم السكينة المكان ...
وسرعان ماسرقها النوم لعالمه ..أستيقظت قبل الفجر بقليل
على صوت والدها ..حين فتحت عينيها بادرها :يابنتي أن سامع جوال بيدق ..وصوت زوجك ينادي من برى البيت ..أطلعي له لاتسيبيه يناديك قدام الناس ...
كانت مازالت تحت تأثير النوم ..طبعت قبلة على رأس والدها ..
أرتدت عبائتها ثم خرجت له .. كان مازال بثيابه مساءً
وشماغه يضعها على كتفها ..
لم يعلق فمن مظهرها بدى أنها قد نامت تحركت قليلاً قبل أن تقول بأستدراك متأخر :شنطتي ...
وعادت لتحاول فتح الباب .. ولكن قد أنغلق من خلفها ...
فياض بطولة بال :خلاص بعدين يجيبونها لتس .. أمشي اللحين ..
كان يقطعان الساحة للوصول للقصر حين أخبرها متهكماً :تدرين وش ريحته الفايحة هذي !!!
لم تفكر أن تجيبه فهي لاتعلم حتى عن ماذا يتحدث فمازالت تحت تأثير النوم ..
فياض الذي يديه في جيبه ورائحة الجو الدافي المتخم برائحة الخزامى تزكم أنفه :هذي ريحة الخزامى ...متوصي أمين بزرع الوردة حتى صارت ريحتها تخنقنا من كل مكان ...
عن ماذا يتحدث هذا... لايستحق أن تتعب تفكيرها بمحاولة إيجاد رد عليه ..فهو يعي بقرارة نفسه أن والدها مقعد من زمن طويل ولم يزرع أي وردة ..
كان تسير حيث يسير فحين توجه للمصعد بالتأكيد رافقته ..
حين لاحظت مظهرها بالمرآة مسحت بأصبعها أسفل عينها لمحاولة أزالة الظلال الرمادية التي تكونت هناك ..
ليخبرها وهو يمد أصبعه لوجهها :هذا منظر تطلعين فيه قدام أحد ...؟
خزام التقليل من مظهرها هو آخر ماستسمح له فيه خصوصاً بعد أسلوبه بالسيارة :جميلة بجميع حالاتي مو محتاجة أغير لون شعري ولا أحط عدسات مثل غيري ...
كان أسقاطها واضحاً على ليلى التي مازالت تريد التشفي منها على أسلوبها بالسيارة .. وحتى لو فهم لم يبدو مهتم بما تقول بقدر اهتمامه بأحتياجاته الجسدية ..
فهي تعي نظراته الملتهبه ويديه التي رفعت ذقنها له ليقبلها بلهفة...
حين توقف عن مايفعل ..كان ليسحبها ويخرجها من المصعد الذي توقف وأنفتح بابه عدة مرات ..
ويجرها خلفه للغرفة ... كانت حركاته واضحة أنه يريد حاجة جسديه لاأكثر ..ولامجال للعواطف بتصرفاته ...
وتحت أنجرافه بمشاعره أوقفته للحضة وسألته متحدية :أنا مين ؟؟؟
سمعت تأففه :خزامة من يعني ..
خزام وعينيها الخضراء قاتمة من شدة ماتحترق داخلها لتعيد له كلماته التي جرحها فيها :أقصد ايش اصير لك ..
قست يده خلف عنقها وهو يفهم ماتحاول الوصول إليه يستطيع الأنسحاب بدون كسر كلمته السابقة ولكن كانت سطوة المشاعر أقوى فهمس :مرتـــي ..وحين لاحظ نفس النظرة الغير مقتنعه أكمل :زوجتي ..
أبتلع أبتسامة الأنتصار التي حلت على وجهها بقسوة قبلته ...
لاحقاً أخبرها وهو يرمي المنشفة التي جفف فيها شعره جوارها :الأسلوب اللي أستخدمتيه ماتستخدمه إلا بنات **** وقطع جملته ..
كان مازالت مستلقية بمكانها أرادت أن ترد عليه وهل لديك خبرة فيهن ...ولكن فضلت كبح هذا الشطر والأحتفاظ فيه لنفسها لترد بكل برودة أعصاب :ليه طلبتك فلوس ولا مجوهرات ساومتك على حاجة !!!
.. كل اللي سألته وش دوري بحياتك رد لكرامتي اللي تحاول بكل كلمة تطلع منك أهدارها ...
لم يرد عليها حتى وهو يعود لفراشة ومن نظراته فهمت أنه ينتظر منها المغادرة ولكنها غطت وجهها باللحاف ونامت ...
لم يزره النوم بنفس السرعة وحين غفى قليلاً صحى على صوت أنينها المصحوب بشهقات بكاء ..
تأفف وهو يسألها :وش فيتس ...؟؟
ولكنها لم ترد جلس بغضب بمكانه وحين تفحص وضعها وجدها نائمة فعلاً ويدها على بطنها تعتصرها ...
عاد ليستلقي مكانه وأبعد يدها ووضع يده على بطنها وأخذ يقرأ عليها الفاتحه حتى نام وهو لايعي هل أتم رقيته أم غلبه النوم قبلها ...
×× تتعدد إختياراتي وارجع اختارك و لا أشوف الأرض و اللي عليها ××
****
كعادته أدى صلاة الفجر في المسجد وهو عائد بالسيارة التي قادها هذه المرة السائق .. أخذ يحوقل بصوت عالي حين سمع الطلقات النارية التي حلقت فوق سيارته مباشرة ومثلها أمام السيارة وخلفها ...
شاهد السيارة من نوعية الوانيت التي يقتنيها عادة الشباب المراهق ..
وكان في حوضها الخلفي مجموعة من الشباب يحملون الأسلحة النارية وقد غطوا وجوههم .. ولم تحمل السيارة لوحات كما أخبره السائق الذي توقف بجزع ليطمئن عليه ..
فأمره بكل هدوء أن يكمل طريقة لداخل القصر ..
ليستقبله الحارس مخبره أن السور قد تعرض للكثير من الأعمال التخريبية على أمتدادة ...ويوجد الكثير من الكتابات والتشوية ...
× ×اصعب مـن الأمداح .. ذم الطيبين وأصعب من الثنتين كسْب الاحترام××
عند عودته من صلاة الظهر وجد دوريتين من الشرطة تقف أمام بوابة منزله ... بالطبع هو لم يكن ليشتكي على أبناء عمومته ..
ويجر أبنائهم للحبوس .. فقد تفهم طيشهم ومشاعرهم الغاضبة أتجاه تزويج أبنته لمن هم أقل نسباً منهم ...لقد سار بهذة الخطوة وهو يعي جداً أنه سيجد الكثير من المعارضين ومن سيستخدمون ضده القوة والإيذاء ...
فتح نافذته وسأل الضابط قرب الدورية الذي بادره بألقاء السلام عليه قبل أن يطلبه :ياعم هالحركات ماتنفع ..عندنا بلاغ على حفيدك ولازم نستلمه عندنا أمر قبض ...
عقاب بذهول :أي حفيد !!!!
الضابط وهو ينحني على نافذته :هجرس بن سلطان ماهو حفيدك هذا مقر السكن اللي طلع لنا يوم بحثنا عنه !!!
عقاب ومازال عقله لايستوعب أن هجرس عاد لنفس الطريق :طيب ياولدي وش علمه !!!
الضابط وهو يلتفت حوله بأنزعاج من حرارة الشمس :شاكينة بعض ربعك متهددهم وفيه مقاطع فيديو هو ناشرها بنفسه على التواصل الأجتماعي ويشتكون أن فيه خطر على حياتهم بوجوده ...
أخرج هاتفه وأتصل على سلطان أمام الضابط :السلام عليكم ولدك وينه ...قومه وأقلعه للشرطة طالبينه ...
وسأل الضابط :أنتم أي مركز وأنا عمك !!!
الضابط يخبره بالمركز قبل أن يردف :معه ساعه إذا ماحضر هناك مضطرين نطلعه وين ماكان ..!!
دخل لقسم فهدة كانت تجلس مع الحسن على سفرة الطعام بأنتظاره سأله بعدم أستحسان :أنت ماصليت الظهر !!
الحسن بوجه غائم :يبه ماصحيت إلا تسد خلص الأمام من صلاته وصليت بغرفتي ..
فهدة تنبري مدافعة :ماهو أنت بس اللي يصلي بغرفته أخوانك الشيبان نص صلواتهم بغرفهم ..
أعطاها نظرة حادة قبل أن يسمي ويبدأ بتناول طعامه ...
الحسن بعد قليل :أبوي شفت وش مسوين مطلعين سالفة زواج أسماء هاشتاق ..
عقاب بعدم أهتمام :ياأبوك حنا جوزنا أختك وطارت الطيور بأرزاقها مايهرج بعد كل هذا إلا الجاهل اللي عقله بكفه ماهو براسه ..
الحسن بعدم أقتناع :كيف عقله بكفه ...
فهدة بأنزعاج :يالخبل يعني عقله بجواله مثلك ماهو براسه ..
الحسن يعود ويفتح شيء ما بهاتفه ليرتفع صوت هجرس :والله أنكم كلم مثل الطليان اللي بلا راعي ... ابك أنت وياه لكم عين ترفعونها بعقاب بن نايف عشان تهرجون فيه ... والله للي يطيح منكم في يدي لأخذها فيه قصاص ياسلق الشعيب ...
فهدة تضع يدها على راسها :أنا قايله لكم فكونا من شر هالمهبول ..عسى مايشكونه ويرجع من وين ماطلع ...
عقاب بزفرة أنزعاج حتى حادثة الفجر طلب من السائق أن يكتمها حتى لايُحدث الخوف في قلوب أبنائه والنساء :إلا اشتكوه والدوريات قدام بابي جايه تدوره ...
الحسن بحماس :كفو هجرس مدوخهم..
فهدة بقلق أن يمشي على دربة :أنت أقطع ومالك شغل بهالمهبول تتبع علومه وتمشي على دروبة ...
الحسن :يمه علامكم صرتوا تقلبون الحقايق والشجاعة صارت عندكم هبال ...
عقاب صاحب الشهية المسدودة ويجبر نفسه على تناول الطعام :ياأبوك عمرك سمعت بشجاعة عنترة بن شداد !!
الحسن :أكيد وفيه أحد مايعرفه ..
عقاب يمسح فمه بالمنديل حامداً الله وشاكره :عنتر قالوا له ماتنطح الثور وأنت عنتر ... وش رد عليهم ..قال وش درى الثور أني عنتر...بعض الشجاعة خبال وأنا أبوك ..
هز رأسه موافقاً حديث والده هو يتفهم منطقة ولكن مازال معجب بهجرس الوحيد الذي يستطيع أن يتحدث بأي مكان ويتصرف كما يشاء ومن خلفه سلطان مستسلم لأفعاله ..
الأمور تكون سهلة جداً حين تكون أبن ووالدك شاب ..بعكسه هو الذي ولد لأبيه الشيخ الكبير ويجب أن يحترمة دائماً ويراعي كبر سنه حتى لايرهقه بتصرفاته ...ووالدته التي لاتترك صغيرة ولاكبيرة بشئونه إلا وتتدخل فيها ..
××ياصاحبي لايحبطك جور الحياة ولا تضايق وأمر ربي من سعه××
****
حين أستيقظت لم تجده صلت الظهر وبدأت تجهز نفسها ...كعادة يومية أكثر من كونها عروس .. ولكن مع مرور الوقت على وقوفها أمام المرآة أكتشفت أنها قد تجاوزت موضوع زينة عادية ..
إلى معركة لسلب عقله بجمالها ..
وضعت لمستها الأخيرة من عطرها الذي تعشقه منذ أصبحت صبية بمظهر أنثى ...
سمعت صوت فتح الباب فتجهزت لدخوله تظاهرت أهتمامها بما تفعله ولكن حين دخل لم تستطيع إلا أن ترفع رأسها له ...
كان يدخل بملابس رياضية تصف جسده بكرم ...!!!
حسناً حتى لو تحدثنا عن كونه رجل ولكن حتى الرجال أحياناً أجسادهم تكون فاتنة ولايجب أن تبدو بهذا الوضوح للعيون ...
حسناً لو بدى بكرش بارز أو يمتلك دهون بجوانبة أو ظهره
لما أهتمت ولكن جسد بهذا الكمال ..يبدو مزعج جداً أن يكون متاح للجميع ..
عليه أن تكون لبقة وترد سلامه :وعليكم السلام ..
أحمد الذي حين أستيقظ شعر نفسه بحاجة ماسه للتخلص من الضغط الذي يشعر فيه من خلال الرياضة أستغل فترة نومها وتوجه بعد الظهر للصالة الرياضية التابعة للفندق ..أخبرها بإيجاز :بتحمم وننزل نتغدى ..
استغلت فترة الأنتظار لتفتح هاتفها ...كان هناك أتصالات فائته وبعض الرسائل .. ردت على بعض منها وتركت البعض كرسالة ليلى التي تسألها ماذا قدم لها صباحية وتطلب منها تصويرها!!
حين خرج من الحمام كان قد أرتدى ملابسه الداخلية وبدى بمظهر لائق أرتدى ثوبه ..لتشيد به أجل هكذا تبدو بمظهر جيد للخروج ..
إذا تجاوزت الأكتاف والصدر مازالا بارزان حتى اللحضة ..
توجهت لترتدي عبائتها وحين أتى دور النقاب وقفت جواره لتطلع على المرآة حين وقعت عينها عليه .. للحضة لم يستوعب عقلها التغير ..وكبحت شهقت المفاجئة حتى لاتظهر سخيفة ..
ولكن مازالت لاتصدق ألقت نظرة أخيرة لمحت فيها اللون قبل أن يضع نظارته الشمسية وتتظاهر هي أنها لم تلاحظ شيء وتتصرف بتلقائيه بأن تحمل حقيبتها وتلحق به ...
ولكن إلا يحق لها أن تتفاجيء بلون العيون الذي تغير من يوم لآخر ..
كان بالأمس بني ..واليوم بلون أزرق رمادي ..لقد كانت تمتلك عدسات بمثل هذا اللون وكان تباع تحت هذا المسمى !!!
أيهما الحقيقي ..لون الأمس أم اليوم ...لتنتظر للغد وترى اللون الجديد قبل أن تحرج نفسها ...
وهل من الطبيعي أن يرتدي الرجل عدسات ملونه !!!
التفكير سيطر عليها فحادثة الليلة الماضية أمر وهذا أمر آخر وكلاهما مزعجان للغاية ولايشعرانها بالأرتياح ..
وماهذا الصمت الذي يحيطها به ...
صحيح أنه لاينشغل بهاتفه أو مكالماته ولكن لم تتعود كل هذا الصمت ..
لو تحدث لأصبح الموقف أكثر سهولة .. فهي تشعر أنها تحت التدقيق هذه اللحضة .. ولاتشعر براحة وهي تتناول طعامها ..
أين لباقة يوم أمس والبداية الراقية ... أم أنه أمر خاص بالليلة الأولى فقط ...
عقلها لايكاد يهدأ يقفز من فكرة لأخرى ..
مرة يعزي تغيره لما حدث لاحقاً وأنها تقبلها كشخص ...ولكن لم يتقبلها كزوجة بتجربة سابقة...
وتارة أخرى يفكر أنه شخص صامت بطبعة ولايعتبر تصرفه خاص بها ..
وجانب منها يتسائل لما لاتبدأي أنتي الحديث ..
سألها حين فرغوا من الطعام أن كانت تفضل شرب قهوتها وتناول الحلوى هنا أم يطلبها للجناح ...
فردت :أمم لا هنا أحلى ومنها نشوف الناس ...
هل فهم تلميحها لم يبدو عليه ذالك ... فمازال بصمته والنظارة التي تغطي عينيه لاتساعدها بالتواصل معه ..
على الطرف الآخر كان غير قادر على أختيار الأسلوب المناسب لمعاملتها فيه ..
هو قلق من أن يرخي حصونه ويسقط في سحرها من جديد
وتتكرر حادثة أمس ...الحديث معها ليس بالسهل ..
والصمت يثير الكثير من التوجسات يبحث عن بقعة حوار مشتركة مناسبه وحتى اللحضة لم يجد ...
الكثير من الأمور تشغل تفكيره .. أبيه يطالبه بالسفر ...ولديه طائرة الليلة .. ولكن لايعتقد أنه سيذهب برحلة شهر العسل هذه ويفضل أن يتأنى بالأنفراد بها كل هذا الوقت ...
وضعه ليس بالسهل وقضيته ليس أي شخص سيتفهمها ..
يشعر أنه يحتاج لطبيبة أكثر هذه الفترة ...
وبنفس الوقت شعر من حديث والده أنهما معرضين للمضايقات
لو بقيا بالرياض .. من بعض أفراد الجماعة المعارضين لهذا الأرتباط ..
الأمور تتصاعد ولاتنتهي كما توقعوا فقبل الزواج كانت بضعة أسر المعارضة واليوم أتسعت دائرة المعارضة وشملت المزيد ...
××يسوقني لك شوق ماهو على بالك ويردني عنك شي ، ماأقدر أقوله××
****
في منزلهم الجديد الذي أكتسى ببعض الأثاث ..
أنزل ملعقته وهو يشاهد الأتصال الذي تلقاه والده وحين حاول الفرار حذره ذاك :أنثبر محلك كمل غداك وبعدها على المركز أرقد لك عندهم شهر ولاأثنين ..شكلك مشتاق لهم ...
هجرس :يبه تكفى أنا في وجهك ماأقدر بختنق عندي رهاااب الأماكن المسكرة ..تكفى دورلي واسطة خل جدي يكلمهم عشان مايسجنوني ...
أنزعجت من أسلوب هجرس المترجي ووالده يتعامل مع الموقف ببرود :ماهو من جدك سلطان بتخليه يرجع للسجن مرة ثانية ..عاد الله وش مسوي كله بسببهم هذا بدال ماتشكونهم يشكونكم ..!!!
سلطان بأنفعال :أنتي اص ولاتتدخلين بيني وبين ولدي ... قم يالله ماأنت وجه نعمه غير ملابسك وألحقني للسيارة ياويلك لو فكرت تهج ولاتندس ...لاتفضحني بالله وخلقه سويت شيء خلك قده للأخير ...
ماأن خرج والده حتى أتصل مباشرة بعمه :عمي يالذيب تكفى ألحقني الرياجيل اشتكوني !!!
كان قد أستيقظ حين وصله أتصال هجرس أرتدى ملابسه بتأني
أما هي جلست بالسرير عابسة بسبب المرض ولأن مِزاجها غير جيد ..
تشاهد تصرفاته ودندنته المزعجة ليضايقها فقط :أنت ياللي شايفً حالك شيله ياصاح من بالك ...تحسبني بتعنى لك ياحبيبي فضها سيرة ...أنت ماتستاهل أحساسي ..ولاتستاهل زعل ناسي ..كلها طاحت على راسي لين عفت العيشة بالديرة ..
ألتفت عليها قبل أن يخرج وقال بلهجة آمرة :أنزلي لأمي تغدي معها ماهو بس مقابلة غرفتس ..
وخرج دون أن ينتظر تعقيبها ...
لاحقاً نزلت ليس لأنه أمرها ولكن لحاجتها لمخالطة الآخريين فقد ملت البقاء بغرفتها ...
كانت العمة شعاع تجلس كعادته ولديها إمراءة لم تعرفها وقفت لها حين أقتربت وبعد أن سلمت عليها عرفتها عليها شعاع بإنها زوجة سلطان الثانية ..
ليتها بقت بغرفتها .. الآن هي بصف من .. أليس من الطبيعي أن تقف بصف أم أبنائه ..لكن بالحقيقة هي ليست طرف بهذة القضية ...
وهل ينقصها أثارة في حياتها الخاصه حتى تتبنى مشاكل ألاخريين ..
فهمت من الحديث بين الأثنتين أن حفيد شعاع لدية مشكله مع بعض الجماعة وشكوه .. وربما يدخل للسجن ..يوجد الكثير من المشاكل بالحياة ربما تفوق حجم مشكلتهااا ..
جائت ليلى وتبدو لم تعلم بوجود الأخرى وسلمت عليها ببرود ..
آه فهمت بعض الأمر ليلى مع أم الأبناء على مايبدو ..
غادة التي كانت تنتظر ليلى :وش هالجمال ياليلى أمس ماعرفتس ..
وكلاً يقول من هالمزيونة عاد أنا مابخلت عليهم وقلت لهم هذي حماتي العوبا أخت سلطان ..
ليلى ببرود فهي تعرف لو جرتها غادة لحرب كلامية ستكون هي الخاسرة :ماعليك زود حبيبتي ..
غادة بخبث :لاوالله زدتي وطالت رقبتس لحد ماعاد أحد يقدر يوصلتس ..
شعاع التي أرادت سحب الكلام لمنطقة أخرى قالت أخذة الكلام على ظاهرة :من يومها رقبتها طويلة توتس تعرفينها ..
غادة :عمي عقاب يدري أنتس تمشين وسط الجماعة بوصلات شعر !!!لو تبين الشعر الطويل لاتقصينه ..
شعرت بالغيض فوالدتها لاتعلم بأمر شعرها ..وصمتت مجبرة حتى لايجر الموضوع فضائح أخرى ...
غادة مستمرة :وسمعت هرج يضحك ماصدقته ... صدق أنتس تقلدين مرة بتال بنت الصنهات عاد ماهو وسطهم مغير فضحتي نفستس وخليتي العرب يضحكون عليتس !!!
خزام بشهقة أدراك :آه منجد وأنا أقول على مين شبهتك ...تشبهي زوجة بتال البدوية ..!!! خصوصاً لما حطيتي العدسات الرمادية ...
ليلى بأنزعاج :ايه ترى بلاسخافة مافيه أحد أسمر ويحط عدسات رمادية غير جوزاء !!!
خزام بأقرار واقع :من جد حتى رسمة الكحل شبهاااا .. ايش يقولون بالنكت أنتي جوزاء البدوية لما تطلبيها من جولي شيك ..
وقفت بحنق وخرجت من المكان لأنها لم تستطيع الرد على غادة والأكثر أحراج أن خزام سوسة النخيل أستغلت الفرصة وتشمتت فيها ...
كانت خارجة بغضبها حين واجهت فاطمة فأخبرتها بتشنج من شدة الغضب :والله لأنتقم منها هالغادة أكررهااا الحقيرة ...
فاطمة تتراجع للخلف من أنفعالها وتضم الصغير لصدرها :بشويش طيرتي عقل الورع ..عساكن تذبحن بعض وش دخلني ..
وتوجهت لأمها ونساء أخوتها وجلست معهن ...
لاحظت أنسجام غريب بين غادة وخزام لم يريحها ..
ليس لأنها تكره أن يصبحا حليفتين ..ولكن هي تعي جيداً شخصية غادة التي لو أثرت قليلاً على خزام فسيحدث أنفجار نووي في المنزل بسبب فياض الذي بالتأكيد لن يتحمل تصرفات مستنسخه من غادة ....فهو لم يتحمل تصرفاتها وهي زوجة أخيه فكيف لو بدرت هذه التصرفات من زوجته الصغيرة الأليفة ...
××كل ما جادلت لك جاهل بتطلع مخطي ما يغلْب الجاهل .. الا واحد اجهل منّه.××
****
ياسمين التي تواجهت قبل قليل مع ليلى وحدثت مجادلة بينهما فهي تريد الخروج لمقابلة عمتها وليلى تساومها هل بصفها أم صف الأخرى ...
تجاهلت مساومتها وخرجت لتسلم على عمتها كما يقتضي حسن الضيافة ...وتشارك الآخريين جلستهم ...
مريم التي نزلت على عجل حين سمعت بحضور غادة ..سلمت عليها بحرارة فهي قد حسمت أمرها من الأفضل أن تكون بصف غادة على أن تكون عدوتهااا ...
حتى أنها وقفت لتصب القهوة لهااا من شدة ماتريد أرضائها وحتى لا يكون هناك مجال للأغضابها ...
سألتها :خلصتي نقلك محتاجة أساعدك بحاجة ...
فاطمة التي لاتصدق ماتراه .. هل تمشي غادة وتسحر الجميع في البداية خزام والآن مريم التي لاصديق لها ...
شعاع التي أخذت عرضها على ظاهره:يابنيتي أنتي ساعدي نفستس على بنتس وجوزتس وهي الله بيعينها ...
من جهتها كانت تفهم تصرفات الجميع ولم تعطي تصرفاتهم الكثير من أهتمامها فهي قد أتخذت قرارها سابقاً أن تدخل هذا المنزل وتخرج منه بلا أي مشاعر او تفضيلات ..
أهتز هاتفها أطلعت على الرقم وعادت وقلبت الهاتف على وجهه متجنبه الرد ..وهي تضع قدم على أخرى ...ملاحظه نظرات مريم المتفحصه لها ..وكأنها تقيم ماترتدية رفعت معصمها وهزت أساورها متظاهرة بعفوية تصرفها ولكنها لاحظت تأثير حركتها على وجه مريم التي لم تستطيع أخفاء غيرتها حتى لو كانت تمتلك أفضل منهااا ...
حين وردها أتصال جديد من الحارس يخبرها أن الكهربائي قد غادر .. أستأذنت من الموجودين لتتوجه لمنزلها لم تصعد لأي سيارة فأستغلت الكيلو المسافة بين القصر ومنزلها للرياضة ..
كان لديها خبر أن هذا المنزل من المفترض أن يكون لأخت ضرتها ...
ولكنها أخذت الموضوع من باب أنه تم شرائه من أشخاص غرباء لهم قصصهم الخاصة ...
حين وصلت المنزل وفتحت الأضواء بدأت تلاحظ أمر غريب ..
أي زر تلمسه تشعر أن هناك كهرباء تلسعها !!!
هل هذا كهربائي أم سباك ..كانت الأضاءة تتراقص بطريقة مثيرة للفزع خصوصاً أنها عادت وقت دخول المساء الذي يعتقد أنه وقت ثورة الشياطين ..
أتصلت على سلطان مباشرة وهي التي كانت ترفض أتصالاته طوال الوقت :السلام عليكم ...ممكن أفهم وش هالكهربائي الخبل اللي مرسله لي ..ولاأنت ناوي تكهربني وأموت ... أنا ادور محارش !!! .. شوف شوف ..وأخذت تصور فيديو للأضائات وجربت أن تلمس أحد الأزرار أمامه وصاحت حين لسعها ..
وعادت لتحدثه :شفت كيف بتذبحني صح ...
حين شاهد الفيديوهات أمرها :أطلعي من البيت اللحين .. الكهرباء يمكنها ملتمسه ...
غادة تتأفف :وبعدين يعني مع هالحال ...يالله مع السلامة أنا أروح أسير على صديقتي أحسن لي ...أصلاً وش جايبني من الدمام .. ليتني مرتاحة بديرتي ..
وأنهت المكالمة وبدأت مكالمة أخرى مع السائق تأمره أن يقرب السيارة لها ..
على الطرف الآخر عاود الأتصال بمسئول العمال عنده وأنفجر فيه وأمر أن يذهب مباشر مع الكهربائي الذي أحضره ويشاهد بعينه مافعل ...بعد ساعه كان قد أنضم إليهم ..
حين شاهد العبث الذي حدث بالكهرباء بنفسه ..والكهربائي يقسم أن هذا ليس من عمله وأنه أدى المطلوب منه على أكمال وجه من تركيب بعض الأضائات والأجهزة الكهربائية ..
سلطان بعدم تصديق للموقف :يعني شلون البيت مسكون ...!!!
أستقبل أتصال والده بتلك اللحضة ليخبره :هلا يبه ...ايه والله مشغول لراسي جبت لي كهربائي يركب أنوار والأجهزة وجيت لقيت الكهرباء ملتمسه وكل شيء مخرب والكهربائي يقول ماهو هو ... ايه من عمالي مضمون ...كيف ؟؟؟؟ ...حسبنا الله ونعم الوكيل ...
أنهى الأتصال وأمر مدير العمال عنده :البوابة الخلفية اللي تشتغلون فيها ..أمنها من جديد وخله يحط عليها أسلاك كهربائية ..الله يأخذ عمارهم ويفكنا منهم مثل ماتبلونا ...
في منزله الآخر كان قد أنهت أتصال صامت مع مساعد الذي كان يستمع لحديثها ويجاوب بنقرة أي لا أو نقرتين أي نعم ..
كان صباح هذا اليوم حين سمعت قبل مغادرته تواصله مع مدير عماله يطالبة بأرسال أفضل كهربائي عنده للقصر ليعمل على كهرباء منزله الآخر ..
أي منزل أختها .. الذي بكل وقاحة وضع فيه زوجته الثانية ...
بلا تفكير بمشاعرها وأحاسيسها ...عبير من صممت وأختارت ..
وهو يحضر زوجته ليسكنها محلها ..
كانت ستختنق من القهر حين بزغت الفكرة لذهنها أستغلال مساعد لهذا الأمر ..
ولم يكن أقناعه بالأمر الهين .. فهي لاتتفهم تفكيره ولاتعرف مايغرية ...
أنتهت المفاوضة بينهما على أن تحقق له مطلبه أي كان ...
فهي قد عرضت له أنواع الأغرائات من مكافئات أموال وسيارات ولم يعجبه إلا أمر تحقيق مطلب له حين يشاء ...بدى لها سهل جداً حينها ولكن حين تفكر أن الموعود هو مساعد يبدو الأمر مقلق نوعاً ما ..
××إن شانت الدنيا ترى العمر مقسوم محدٍ حياته جت على .. ما تمنّى××
****
حين حطت بهم الطائرة على أرض الوطن ..
لاحظت تغيره وبالتحديد ماأن لامست قدمه أرض المطار حتى بدى لها شخص آخر ...
فبتال رفيق رحلة العودة الذي كان قلق من أن تخبر أحد بموعد وصولهم .. حتى لاتتركه وتعود معه للقصر ...
أصبح شخص آخر وهو يوصلها لسيارة السائق برفقة الشنط ..
ويخبرها بجمله مختصرة خطها لها قبل ثواني ((عندي شغل ضروري مايحتمل التأجيل .. لازم أسويه الليلة روحي للبيت وأنا ساعه ساعتين وجاي ))
آه لاجديد ..في أول مرة دخلت القصر وقسم شعاع كانت لوحدها..
واليوم تعود للمكان الذي فرت منه لوحده ...
ولكن شتان بين المشاعر ...بذالك اليوم لم تكن تملك قلب ينجرح من تصرفاته أو يعتبر لها ...
أما اليوم فتصرفه كان كاسر حتى ودت لو تكرمش الورقة التي كتب عذره فيها وترميها بوجهه ...
حين توقفت بها السيارة أمام باب القسم ...كان عليها أن تطلق زفرة ضيق وهي تقدم قدمها اليمنى ...ومازالت تردد دعاء العودة من السفر .. فكأن عباراته تطمئن قلبها ..
طرقت على جرس المنزل الداخلي ثم دفعت الباب ودخلت ..
أليست أحد أفراده .. أستقبلتها رائحة البخور والقهوة ..آه كم أشتقت لهاتين الرائحتين ...هنا الوطن ..
فمهما صنعت من القهوة ببلاد الغرب ولو أشعلت أطنان البخور لن يكون لها نفس الشعور على أرض الوطن ..
كانت هناك شعاع بصالتها الداخلية ومعها باقي نساء المنزل ..
كانت الأنظار عليها قبل أن تسلم حتى .. للحضه بدى الجميع لم يتفهم وجودها أو بالأحرى لم يتعرفوا عليها حتى أزالة نقابها ...
شعاع هي أول من تجازوت المفاجئة وأخذت ترحب ...
وبعدها فاطمة ...وليلى أستمرت تبحث عن أخيها خلفها وتسألها وهي مازالت تسلم على البقية أين هو ...
لتخبرها بكل برود بعد أن فرغت من سلامها على الجميع :خليته بالمطار وجيت !!!
ليلى بعدم أستيعاب :كيف طيب ليه ..؟!؟!
جوزاء وهي تجلس :أدري عنك... !! ..راح يقول عنده مشوار ضروري ...
صمت للحضات قبل أن تقهقه ليلى :يوووه قسم نسيت طقطقتك الباردة ...!!! أتخيل مخليه بتال بالمطار ...زين أنه ماخلاك بالخارج ورجع ...
شعاع :ياكثر خرابيطتس قهوي المرة ..ماشاءالله يالله حيها ..يارب لك الحمد توه اللي بتهنى لنا العيشة وترتاح خواطرنااا ..برجعت أبوحاكم ...
قبلت الفنجان الذي مدته لها ياسمين ... كل شيء يبدو كمرتها الأولى بدخول القصر ...
بأستثناء وجود فتاة الملحق التي أصبحت هي الآخرى عضوة بالعائلة ..وكأن بينها وبين ليلى عدم أرتياحية ...
قدمت لها مروى صديقة الأيام الخوالي صحن من الحلا الفاخر ..لتخبرها شعاع بكل عفوية :هذا جايبته غادة مرة سلطان ..
كان قد أخذت قطعة ووضعتها بفمها ولكن سرعان ماشرقت فيها ...وهي تكح بجنون .. حتى تغرغرت عينيها بالدموع .. هل أيضاً سلطان إذاً ماأشيع ليس بالأمر البعيد تحققه ..
ليلى بسخرية لاذعة :اوه جوزاء صرتي مرة أولى وعندك حساسية من رقم أثنين ..
فاطمة بلهجة حادة :ليلى ...
ليلى بضحكة سامجة :عادي أمزح معها جوزاء صديقتي ماراح تزعل مني ..على طاري الصداقة أروح أخلي الخدم يجهزون جناحكم كم له مصكوك ...
وأنسحبت من المكان ..
خزام وهي تتفحص جوزاء التي جائت من المطار والسفر بكحل عين بدوي لم تأثر عليه المسافات .. وبلون عينيها الطبيعي ..
حسناً ليلى لن تستطيع أقتباس ملامحها أليس كذالك...فلاحتى الرموش المستعارة ستعطيها هذه النظرة ... والكنتور لين يصنع لها مثل هذا الأنف السليل ..
ومهما صنعت الحفر على أسفل خديها لن تتكون لها مثل هذه الغمازات الطبيعية ...أخبرتها بعفوية أو بالقليل من الكيد :كنا في سيرتك قبل شوية ...
وتجاهلت شهقة فاطمة وبناتها المستنكرة ...!
وهي تكمل :ليلى عامله لوك شبهك بعرس أسماء ... بس أنتي طبعاً أحلى على الطبيعة ...هذا الكلام ماهو مني ... غادة تقوله ...
وخرجت مستأذنه على عجل حين سمعت صوت زوجها يناديها من الخارج ...
أمرها ببرود :تعالي أبيتس ...
وحين دخلا الغرفة ..تجاهلها ودخل للحمام ..
أستغلت فرصة دخوله لتلقط هاتفه الذي تركه مفتوح ولم تنغلق شاشته بعد ...
محادثه طويلة شاكية من ليلى ...!!!
آه هل كانت من هذا النوع حين تفشل بالمعركة على أرض الواقع ..تذهب راكضة باكية لتشتكي عند أخوتهااا ..
خرجت من المحادثة ..لأن ردوده راقت لها فهو قد طلب منها عدم أزعاجة بمشاكل النساء .. وأجمل عبارة قالها وإلا سيأتي ويجلد الجميع ...آه هل يمتلك سوط ليجلدهم ...!!!
كان عليها أن تتحمل أمر معاداتها وحديثها بالسيارة عن الفتيات ..
لم يكن ليمر دون عقاب ...
حمقاء لو أعتقدت أنها ستكون الطرف الخاسر للنهاية ..
خرجت من محادثة ليلى حين لفت أنتبهاها عدة محادثات بأرقام بدون أسماء ...
هاتف يخبرها لاتتعمقي بالبحث .. ولكن حين تذكرت فتحه لهاتفها .. دون أذنها سابقاً والتفتيش لتحقق عن ماوصله من فتنه ... إذاً هي يحق لها أيضاً التفتيش من خلفه ...
عدة عبارات وفهمت أن المتحدث إمراءة ..
مهما كان مغزى المحادثة ولكن كانت إمراءة !!!!
فتحت الأخرى ... ومايقارب خمس محادثات من أرقام مختلفه وثلاث من تلك المحادثات صاحباتها نساء بحاجة للمساعدة !!!
ماذا هل أصبح مكتب ديوان المظالم الفرع النسائي ...
هذه مطلقة وتلك أرملة ... وأحداهن تطلب التدخل ومحادثة والدها الذي يعضلهااا ...ستتعرض للنوبة لو قرأت المــزيد ...
حين سمعت صوته يسألها مستهجناً ماذا تفعل أغلقت هاتفه ورمته على التسريحة وهي ترفع عينها له بكل حنق :ماشاءالله ماكنت عارفة أن عندك فرع لحل المشاكل ورفع المظالم ...!!!
كان رده بنظرة قوية قاسية ولكنها لم تبعد عينها أبداً .. هل تكون هي مخطئة وهو من تواصل مع نساء أجنبيات أو سمح لهن بالتواصل معه ..
ألتقط هاتفه من قربها وهي مازالت لم تزحزح وعينها عليه :ماراح أنزل عقلي لتس .. أنتي خليتس من مناقر ليلى وتحت وأموري خليتس بعيد عنهااا ...
خزام التي تعاني من هرموناتها والتي تمدها بالشجاعة والحماقة بنفس الوقت :على أساس فيه فرق بينك وبين ليلى كلكم شبه بعض .. أحيان افكر كيف ماكنتم توأم ...!!
فياض يهز رأسه بيأس وهو يتوجه للخروج :لو لقيتس مصفقة بين يديها ماني فازعلتس خلي لقافتس تنفعتس ...
خزام بلهجة متهكمة :ايه سيبك مني روح حل مشاكل المسكينات المظلومات أصلاً أنت لو ماتتدخل بحريم الناس .. ماتكون فياض ..
صفع الباب خلفه رداً على جملتها الأخيرة ...
لم تكتفي بالحديث فتحت محادثة الواتس أب وأرسلت له : ( سبحان الله تصرفاتك كلها صح يعني لو أنا حد راسلي يبغى مساعدة مني وتجاوبت معه مابكون غلطانه صح )
فتح رسالتها وقرأها ولم يرد وبعد قليل شعرت بالملل من هاتفها فهو لم يعد يتصل وبرامج التواصل لم تعد تفتح معها ..
ملت وفكرت أن تفتش قليلاً فهي تشعر أنها ستجد الكثير من ماضيه هنا أو هناك ..
فهو لايبدو مهتم بالتنظيف من خلفه ...
وأكبر دليل ذالك الكتاب ..
وجدت الكثير من الهواتف المغلقة ولكن بعضها فارغة من الشحن وماتفتحه يكون محمي بكلمة مرور...
عليها أن تحصل على كلمة المرور وبعدها تعود لهذة الهواتف وتكتشف كل مامضى عليه ...
××لا تبالغ بـ المحبه وتصدمك الظروف ولا تعمّق بـ المشاعر وخلك واقعي××
****
كانت قد عصبت رأسها وهي تشرح لرضا التي جائتها على عجل مصابها ليلة أمس والكوابيس التي رافقتها طوال ليلتها : ليلي كله وأنا أطردها من غرفه لغرفه .. واخرتها اصحي من النوم ويطلع حلم والله انها ماطلعت من هالبيت الا حاطه طبوبها (سحر) بكل زاويه ...
رضا بعدم اقتناع : ياأم بتال والله انا شفتها البنت شكلها مسكينة وفي حالها ..
فهد النصف مستلقيه : أجل ليش أحلم فيها لو متحلمه في وضحى قلت عادي
ولا بنتها من هواجيسي فيهن ولا في بنتي وعيالي بس هذي الاشياء اللي شاغلتني ليلي ونهاري ولاهي مافكرت فيها ..
اطلعت على ساعة معصمها : انا بروح الحق عشاء شعاع ولدي ماادري وين غدى .. ليه ماتروحين معي ..
رضا وهي تضع طرحتها على راسها: سيبك مني انا أرجع لشايبي أعشيه واديه الدواء
وأخلي المصاريع يروحوا المطعم اللي شغلوني فيه ولاأنا ماعندي هادي الحركات بس
الله يسامح خزام اللي تديهم الفلوس ..
فهدة التي تضيق الخناق على أبنائها ولكن لديها حرية حين يكون الأمر خاص بالآخرين: يابنت الحلال خلي الورعان ينبسطون..
رضا وهي تقف : بالله عليك ياعمه تديري بالك على خزام حماتها ليلى ماهي سايبتها في حالها ..
فهدة وهي تعتدل بجلستها : ليلى ماهي مخليتني أنا في حالي الله يجوزها ويريحنا من شرها..
حين خرجت واجهت عراك الصغيرتان ابعدت الكبرى عن الصغرى : يابنتي سيبي أختك ..
نادت بصوت مرتفع : ياجدة فهدة تعالي شوفي حفيداتك..
ابتعدت وهي تهددهم بأخراج عينها الحمراء لهم إذا تعاركوا من جديد..
خرجت فهدة لصغيرتان لتأمرهم بحدة :أعقلن وإلا أخلي أبوتسن يرجع المانية وماتشوفنه ...
وريف بتبرم :عشرين ساعه تقولين أبوي بيجي وينه ...
فهدة :الله أكبر أمداها تمر الساعة عشان تخلينها عشرين هوالة ماطلعتي علينااا ..
خلي أختس ذا الضعيفه أنا بغير ملابسي وأخذتسن تسلمن على خالتسن هذي مرة أبوتسن ومثل أمتسن ...
وريف بتأفف :وماما متى بتجي أنا ماأبي احد مثل ماما أبي ماما نفسها ...
فهدة :استغفرالله هذي وش أقولها بعد ..
حين يمر يوم بدون أن تسأل أحداهن عن أمها .. تشعر أن أمر سقوطها من ذكرياتهن أقترب
ولكن سرعان مايعدن من جديد للألحاح بشكل أكبر .. فكرت وهل من السهل على الطفل أن ينسى أمه ... هي لم تنسى أمها بعد ...
×خُذوا سنيني وأيامي وأنفاسي الآن مع دمي خذوا عيوني وأحلامي وردوا عليّ حنان أُمي×
****
من جهته كان قد أخذ سيارة من أحد التطبيقات وتوجه فيها إلا منزل أهل عبير ...
هناك قابل صالح الذي كان قد راسله يخبره بعودته ...
ثقلت رجله عند باب البيت .. كيف يدخل للمنزل عائلتها من غيرها ..
يشعر أن السماء بكبرها وثقلها قد حطت عليه ... ثقل شديد
وآلاف المشاعر تكبلة ... أختناق وعدم قدرة على التنفس بطريقة طبيعية حتى ...
وماأن رأى والدتها حتى شعر بعبرة تخنقه .. رغم كل تجلد وتصبره وأحتسابه إلا أن دمعة حارة تدحرجت من عينه لتختفي وسط شعر ذقنه وتنتهي هناك ...
لحسن الحظ أنه لايتحدث حتى لايفضحة صوته ويتحشرج فتكتمه العبارات ويهطل المزيد من الدموع ...
والدتها كانت تبكي وتتحدث بالكثير من الأسى عن حالهم من بعدها ..
تطرقت للأطفال وكيف تشتتوا من بعدها ..
لاحظ أن صالح تدخل بالحديث ولم يكن مركز حينها بما تقوله
فالذكريات تسرقه هنا وهناك قد رآها بشكل وبآخر ..
لم يكن الأمر بسهل الماضي يهاجمه بشراسة .. ويفتح جروحة الرطبة ...
أم صالح بأصرار على أخراج مالديها :ياأبو حاكم أنت ماقصرت مع عبير كنت رجال والنعم فيك ..وترى وصية عبير قبل لاتموت مايربي عيالها غير أختهااا ..
للحضة لم يفهم قصدها وأعتقد أنهم سيأخذون أبنائه منه تحت ذريعة الوصية .. ولكن بعد أن نقل عينة لصالح فهم أن الموضوع غير ذالك ..
أم صالح بإعادة صياغة للجملتها :الخالة أم وأنت جمعت بين حرمتين قبل وماهي معجزتك تسويها من جديد وتنفذ وصية أم عيالك ..
أنهى صالح الأمر بطريقته .. وأن الوقت غير مناسب فعبير لم ترتاح في قبرها بعد حتى تأخذ أختها زوجها ...
بالخارج أخبره :سوالف أمي لاتأخذ عليها وأردف وهو يعبث بسبحته :بنتنا ماحنا مرخصينهاا ولا أحد من خواتها ولأخوانها راضي لها بهالمصير ..
كل مايدور في ذهنه حديثها عن وصية ... هل حقاً وصت عبير على أبنائهااا ..هل سيكون ملزوم بتنفيذ هذه الوصية ولو على حساب مشاعره ..
حاول تجاهل أفكاره ... وهو يدخل على والده بالمجلس الذي وقف ليستقبله فأرتجف لولا وجود الحكم جواره وأسناده له لكان قد سقط ..
لم يكن يتحدث فعباراته مملؤة بالعبرات ..
حتى أخيراً نطق بصوت متحشرج :الحمدلله اللي بلغني هاليوم وأشوفك داخل علي من جديد ...
كان قد أجتمع الجميع لأستقباله .. رغم أنه لم يخبر أحد ليفاجئهم ...
غير قراره حين وصل المطار ..فقدم تعزية أهل عبير الذي أجلها طويلاً .. وحضور جوزاء الذي سبقه كشف عودته ..
أحضان أخوته قبلاتهم على جبينهم عبارات الترحيب كلها ترمم ماأنكسر داخله في منزل أهل عبيـــــر ..
بدى بعيداً مشتتاً غير قادر على مجاراتهم بالحديث ففضل الصمت
وتجاوزوا هم هذه النقطة وأخذوا يتحدثون في أمور عامة ...
سلطان بدى مركز على موضوع التخريبات التي طالت السور ثم ماحدث بمنزله ...حتى أنه سمح لغادة أن تبقى عن صديقتها حين أكدت أن زوجها مستلم في عمله ولن يعود إلا عصر الغد ...
فياض كان يحذر هجرس :والله لو عاد شفتك متكلم بالسوشل ميديا لأفصل جوالك وأقفل حساباتك مثلك مثل غيرك ..
الحسن بحماس وموضوع أغلاق الحسابات قد جذب أنتبهاهه:صدق تقدر تقفل الحسابات فيه واحد مشهور ماأدانية . بمنشنك على حسابه قفله ...
فياض يهز راسه مستنكراً : ماتدانيه ليه تابعة قسم أنكم أبتلاء ...
وهذي وش تبي بعد ..؟؟
وفتح هاتفه لترده رسالة صوتية من ليلى كانت تسجل فيها صوت حمقائه رفع الهاتف لأذنه حتى لايصلهم صوتها المميز مهما كانت عباراتها التي تمدح فيها غيره وتصفه بالقمر وهو صنفته من ضمن النجوم ..
ألتفت مبتسماً لبتال على يمينه :اللحين ليش يمدحون القمر ويقللون من النجوم وش ذنبها ...
رد عليه كتابياً :جهل وأنا أخوك ولاا النجم يشع نور من ذاته والقمر يعكس نور الشمس ...!!!
فياض وقد أعجبته المعلومة :أخص وصار عندك مثل هالمعلومات .. لاأمورك طيبة بالسنة الأخيرة واضح تأثير المثقفين عليك ..
ماهو مثل اللي يمدحون القمر ويسبون النجوم وكل ثقافتهم من الأغاني والمسلسلات ..
هز بتال راسه بعدم أعجاب وعاد يكتب له :أحمد ربك على اللي بيدك ترى السعادة قصيرة وماتدوم للأبد ... والفراق وجعه وجع ...
××تخيّلي حتى الخطأ منكْ أحبه تأثيرك السلبي معي غير سلبي !××
****
أقتربت من المطبخ بملل لتطلب من الخدم تجديد القهوة ..
عدلت طوق الأزهار الذي وضعته فوق شعرها ..
تركته هذا اليوم على طبيعيته فكان بلفائف لانهاية لها ...
ألقت نظرة على فستانها الصيفي الذي سخرت منها ليلى حين ارتدته وأخبرتها كان من الأفضل لو تأجل أرتداءه عندما تذهب للبحر ...
وجدت أمامها المشهد الذي أصبح يتكرر كثيراً في الأونة الأخيرة ..
هو يقف أمام الموقد يعد شيء ما والخادمات متوقفات عن العمل ويتلصصن عليه ...
سألت بحدة :وش تسوي ...
ألتفت عليها بنظرة عابسة قبل أن يعود لما يعده :وعليكم السلام ...
أمرت الخادمات ماجائت من أجله وعادت تستجوبه :وش تسوي ...؟؟
هجرس بعبوس :تحقيق هو حشى حتى بالسجن مايعاملونا تسذا ..
ياسيمن التي أقتربت حتى وقفت على الجهة الأخرى من الموقد :اللي اشوفه تسوي شاهي وأي أحد بهالبيت يقدر يسويه ولاعاجبتك جلست المطابخ ...!!!
رد عليها بحدة :أمس تقولين مالي شغل فيتس اليوم أنا اقولتس مالتس شغل فيني ...
ماهذة الغطرسة تقبل منه المال أو تصبح مذنبة ...
والمذنب الحقيقي ليلى ..التي ذهبت تخبره أنها لن تحضر زفاف أسماء لأنها لاتمتلك المال لتذهب لصالون ..
كان قد فرغ من أعداد الشاي وضعه بالصينية التي جهزتها الخادمة على عجل له ..سألها متظاهراً باللباقه :أصب لتس بيالة ..
ياسمين المتكتفه هزت رأسها برفض وهي تقوله بلهجة ساخرة :ماأشرب الشاي أشرب كازوزه أنااا ...
حين وصل الباب الخارجي عاد يلتفت عليها:ردي علي لادقيت ..
كان ينظر للخلف وهو يتحدث معها فأصطدم بحافة الباب لينسكب أبريق الشاي عليه ...
صاح متفاجيءً بالحرارة وسرعان ماكتم صرخته ...
أقتربت بفزع على الصوت ..قد فهمت ماحدث ..
وضعت يدها على فمها حين لاحظت ساقه الذي تحول للون الأحمر وكفه الأيمن بأكمله ...
أخذت الماء المثلج الذي أحضرته أحد الخادمات وسكبته عليه ...
حدقت بوجه المكشر :تستاهل ليه ماتناظر طريقك ...
هجرس وهو يعتصر من الألم ولكن لايوضح لأنه سيظهر بمظهر غير لائق أمامها :جزاتس الله خير ..بدال ماتقولين سلامتك عساه بعدوينك ...
سحبت كريم الحروق التي أحضرته الخادمة بحدة وهي تضعه بيده :حط الكريم عليه وترى يحتاج مستشفى ...
كشر بوجهه ورفع عينه للخادمة التي تراقب من بعيده :شكر لينا ياصاحبة القلب العطوف ماهو مثل بعض ناس عوذى ..حتى الرسول قال الكلمة الطيبة صدقة ...
وخرج وهو يكابر على نفسه حتى وصل سيارته ليتوجه فيها لأقرب مستشفى ويعالج حروقه ...
↚
×× لا بدا الصمت فـ لساني وضاع الكلام وش يفيد العتب يالكلمه الجارحه . رغم هذا القسى ماكنت أعرف الملام يخطي ألفين مره وارجع أصارحه××
****
كانت قد صعدت لجناحها وأعدت نفسها قليلاً قبل أن تعود للعشاء الذي أعد على شرف عودتهم وقد قدمت فهدة وبرفقتها بنات بتال ...
التي أمرتهن مباشرة أن يسلمن على خالتهن ...
وريف كان لديها الكثير من الحديث عن الحفلات التي حضرتها ..جاملتها قليلاً ولم تصدق حين أنشغلت بأمر آخر فهي لاتستطيع التعامل مع الأطفال بصورة جيدة والليلة كل الأنظار عليها وينتظرون أن تخرج قرون الشيطان التي تخفيها على بنات زوجها ...
مريم التي تواجدت هي الأخرى همست لها بشكل مفاجيء :شفتي مرة سلطان ياقشر حظنا والله ياجوزاء ظنتي أنا اللي علي الدور ...
أرادت أن تهمس لها لاتقلقي حبيبتي مازلت أنا من تتصدر قائمة الحظ السيء ...
سمعت ليلى ترد على والدتها حين سألت عن خزام :أكيد فياض قفل عليها ...تستاهل نفتك شوي من مجاغتها ...
فهدة وهي تتذكر وصية رضا:الله أكبر وش سوت لتس هالضعيفة ...
ليلى بوقاحة :وين تكون ضعيفه وهي تمشي على خطاكم ...
فهدة بشهقة أستنكار فهذة المرة الأولى التي تقلل ليلى من شأنها أمام الآخرين ولاتريد أن تكون زوجة الأب الشريرة بعيون زوجات الأبناء فأختارت رد ملغم سيصمتها :أنا من شفتس تلفحين بشعرتس الأسود عارفة أن عليتس قل عقل وماني مكثرتها عليتس ..
وأختارت خزام التي قضت كل وقتها بالتزين تلك اللحضة لتدخل بمظهر ألجم ليلى .. فهي أعتقدت أن فياض على أقل تقدير سيمنعها من النزول ...
ولكن ماحدث أنها عادت بمظهر أفضل وكأنها تتحداها ...
فهدة كان تسأل عن غادة ولما لم تشاركهم العشاء فأخبرتها شعاع أنها قد غادرت قبل حضورهم وأرتبطت بزيارة أخرى ..
أم عند الفتيات فمازالت حرب ليلى وخزام لم تهدأ
فليلى مصرة أن يكون نهاية الليلة النصر لها وترفع خزام راية الأستسلام :أقول خزاموه صديقتس بنت الصنهات وش أسمها ..
خزام ترد بنفس النبرة :سمي حبيبتي ليلوة أسمها راما ...
ليلى بخبث :بما أنها صاحبتك يمكن تقبلينها ضرة يقولوا زمان الحريم يتفقن ويتزوجن رجال واحد وشكلها مرة طيبة وما راح يجي منها شر ..وعاد فياض مره نفس يجرب أنتاج الصنهات ...
حتى حاول يجوز المنذر منهم ...
كان أسلوبها مستفز وأمام الجميع تعود لتفتح هذه السيرة ..
هل لو قفزت وأمسكتها مع شعرها ستكون هي المذنبة !!
ماذا قال هو لن أساعدك لو علقتي بيديها ..
والكل سيشمت فيها حين تبدأ هي العراك لذالك ستدع المعركة في محلها ولن تنقلها للخطوة الأخرى :آه ياحبيبي لدرجة هذي نفسه فيهم ماكنت عارفة ولا ماخربت عليه وجيت بالنص بينه وبين اللي نفسه فيهم ...
بس صاحبتي غير متاحة .. لأنها مخطوبة لولد عمها من الصنهات وصدقيني لو تشوفيه بتعرفين أنه مافيه مجال لأخوك .. يعني مثل مايقولوا في الأغنية مادام معاي القمر مالي ومال النجوم ...
فهمت من أبتسامة ليلى الخبيثة أنها تحفر فخ لها ولكن لم تهتم هل تعتقد أنها تخشاه لو أرادت ستعيد هذا الكلام على مسامعه وأمام عينية ...
بدأت تشعر بالصداع .. من هذه الأجواء ...ليلى وخزام وطاقة لاتنبض على الجدال ...
حتى مريم بدأت شامته بما يجري وهي تهمس لها :خبله تشرق فيها ليلى وتغرب صدقيني الشهرين ماراح تجلس على ذمته هالمهبولة
لو وراها الحكومة نفسها ماهو بس عقاب ..
تنفست الصعداء حين دعوهم لوجبة العشاء الليلة على وشك الأنتهاء ...
تشعر بألم شديد أسفل ظهرها فلم تعد تشعر بالراحة بالجلوس ..
أستئذنت مباشرة بعد فراغهم من الوجبة متعلله بأرهاق السفر ..
حين صعدت لغرفتها ماأن دخلت الحمام حتى لاحظت النزيف الذي بدأ معها ...شعرت أن الأرض تلف فيها من شدة الهلع ...
تمالكت نفسها بصعوبة ...
بحثت سريعاً عن رقم طبيبتها وهاتفتها .. لم تكن متجاوبة معها في البداية ولكن بعد أن أخبرتها أنها ستدفع لها حالاً ثمن الأستشارة ..
تجاوبت معها وكتبت لها الوصفة التي عليها صرفها مختومة بختم المستشفى ... كانت تحماليل لتثبيت الحمل ... طلبتها من أحد الصيدليات و خلال ساعة كانت لديها ...
هذا أقصى ماتستطيع فعله ...فلا أمل لها لزيارة المستشفى هذه الليلة ..
أستلقت في رجاء النوم ومازال الفزع الذي أصابها حين شعرت للحضة أنها فقدت الطفل .. يستوطن قلبها .. ويشرد النوم والراحة من عينيها ..
تحول مشاعرها أتجاه هذا الطفل يشبه نبته تنمو على أستحياء رغم كل تقصيرها بالعناية فيها .. وهي تخشى أن تتعلق فيها فتفقدها لأهمالها السابق لها ...
××أنت الأول ياربيع العمر وأنت ...التالي في عيون اللي يشوفك وحده من عيونه ㅤ غالي وما أحطّك إلا في مكان..الغالي الغلا مضمون والدنيا مهي ..مضمونه××
****
التجاهل ليس هو الأسلوب المناسب لمعاملتهااا ..
فهي تراهن على أنطاق حتى الحجر ليتغزل بجمالها ..فمن يكون أحمد حتى يصمد أمامها ...
كان قد فتح التلفاز منذ ساعه ويتابع مباراة لفرق أجنبية ... بأندماج تام ..ولكن دون تفاعل .. كما تصرفاته في كل أمور الحياة ...
أرتدت منامتها باذخة الأنوثه رائحة عطرها قد سبقتها قبل أن تشاركه نفس المقعد ...
وضعت قدم على أخرى وهي تمد ذراعها على طول المقعد فأصبحت خلف ظهره ..
سألته متظاهرة بالأهتمام :اممم أي فريق تشجعه ..
ذكر لها اسم الفريق ولكن عادت لتهمس له :اللي لابسين أي لون ..
ليلتفت لها هذه اللحضة ويبتلع ريقه حرفياً من الطريقة التي تزينت فيها وماترتديه عاد لينظر لشاشه وقد فهم مقصدها ولكنه ذكر لها لون قميص الفريق الذي يشجعه ...
ليسمعها تخبره :أجل أنا أشجع اللي لابسين أبيض ...
لم يقع بالفخ هذه المرة وينظر لها ...فأكملت مبررة وهو يشعر أنها تهمس قرب أذنه رغم أنها تبعد عنه بمقدار ذراع : مو حلو يكون لنا نفس الذوق ..أنا من محبين فكرة الأضداد اللي تتجاذب ...
أستمر بالتركيز على شاشة التلفاز ..لو كان رجل له أدنى أهتمام فيها لما تجاهلها بهذة الطريقة ..
ولمن لايعرفها هي إذا لم تجد ماتريده فهي لاتترك من أمامها بدون أن تلسعه بلسانها :أمم وأنت وش تحب ..!!!
رد بأقرب جواب لعلها تفقد الأمل منه وتتركه لهمه :الكورة ..
لو كان ينظر لها لأكتشف النظرة الشريرة التي رمته فيها وهي تلف خصل طويلة من شعرها على أصبعها لتقول وكأنها تفشي سر :وأحسك تحب المكياج بعد ...
أعطاها نظرة باردة قبل أن يخبرها بنفس نبرته التي تحدث فيها طوال الوقت :غلطانه ماأحبه ولاأحتاجة .. إذا كنتي متعودة على ربع يستخدمونه ترى ماهو كل الرياجيل لهم نفس الأهتمامات ..
أسماء وهي تكشر :وش قصدك !!!
أحمد بوجه عابس وحواجب متقاربة :أقصد اللي فهمتيه يابنت عقاب واللحين قومي عني روحي غسل وجهتس وأرقدي ...السهر شكله لاعب بعقلتس ..
وكأن عقلها عاد لرأسها متأخراً ... مالهدف من تلك العبارة ..!!
هذا ليس الأسلوب المناسب لأعادة الأمور لنصابها ..
فهو لايفهم أنكِ تحاولين أصلاح ماكسره ليلة أمس ..
بل سيراكِ أنثى بلاخجل متلهفة عليه ...
ليتها ماتت قبل أن تخطو هذه الخطوة ...أنسحبت بدون رد لعلها
تحافظ على ماتبقى من كرامتها التي أهدرتها بنفسها ...
كرهت منظرها بالمرآة ماكل هذا ألتقطت المناديل المزيله للمكياج وبدأت أولاً بفرك نحرها الذي وضعت عليه الهايلايت ...
وعادت لوجهها التي أصبح بملامح أخرى ..
نزعت منامتها ورمتها بسلة الملابس المتسخة الخاصة بها ...
لتدخل تحت الدش ....
بقت تحته طويلاً وذرفت الدموع التي حبستها من الليلة الماضية ...
حتى جلست على الأرضيه وهي تبكي الوجع الذي لاتستطيع شرحة ...فهو أشبه بمسمار حاد ومؤلم وأنغرس هناك بكل حديث يتحرك متغلغلاً داخلها معززاً الفكرة التي فهمتهاااا
وأنها غير مرغوبة عنده لدرجة أن يتقيأ بعد معاشرتهااا ..
الفكرة التي أصبحت حقيقة ولايمكن لألف تبرير أن يمحيها ...
وخير دليل على صحة فكرتها أسلوبه بالتعامل معها هذا اليوم ...
أخذت راحتها بالبكاء حتى شعرت أنه لو بقت أكثر لنامت مكانها مع أحزانها ...
خرجت وهي ملتفه بروب الحمام ... بحثت بدولاب ملابسها عن منامة أكثر أحتشاماً ودفئ فهي تشعر بخواء وبرد يتغلغل داخلها ...
مازال يشاهد مباراته فأخذت راحتها بأرتداء ملابسها ووضع مستحضرات العناية الخاصة ببشرتها وشعرها الذي جففته على عجل ..
ودخلت للفراش لم تكد تضع رأسها حتى شعرت به يجلس على الطرف الآخر ويسألها بلهجة بدأت هادئة :ممكن نتكلم قبل تنامين ...
رفعت الغطاء الذي وضعته على عينيها فهي لاتستطيع النوم بوجود أضاءة :تفضل ..
شعرت أنه للحضة تاه عن ماكان سيقوله ..وركز على عينيها آه بالتأكيد قد صغرت وأحمرت من البكاء ... مظهر جيد لتنهي في الليلة ..
أحمد وهو يعود لما أراد قوله من البداية :انسى الحادثة السخيفة اللي قبل شوي أتوقع كل واحد منا عنده ترتبات خلته يقول اللي قاله ...
شعرت بالأحراج يتصاعد من داخلها أن يأتي الأعتذار منه وهي من جرته لذالك :أنا آسفه ترى والله ماأقصد اللي فهمته .. بس ماقدرت أطرح سؤالي بطريقة صح ..
أراد أنهاء هذا الحوار بأسرع طريقة هو لم يفتحه إلا لأنه لم يريد أن تشعر بالأذى من حديثه فلديه تحفظ بإيذاء الآخريين أو تحميلهم أوجاع وهو يستطيع أن يعفي نفسه وغيره من ذالك :تمام ...تصبحين على خير ...
وتوجه للحمام ليستحم بدوره قبل أن يخلد للنوم ...
أعادة غطاء عينيها .. بإمكانها البقاء مستيقظة حتى يخرج وتراه للحضة الأخيرة بأي لون عيون سينام ...ولكنها فقدت أهتمامها بهذة النقطة ..
كل ماتريده أن تعود للمنزل وتحتضن مخدتها الكبيرة التي تدخرها للأحزان ... أو تضع أبنها الصغير جوارها وتشاهده وهو نائم ويشعرها بالأمان العاطفي وأنا هناك روح واحدة تحبهااا ..
حين خرج كانت قد نامت .. بقى للحضات متردد ولكنه مد يده وأزال الغطاء الذي تضعه فوق عينيها ...
نفس المنظر الذي أكتشفه سابقاً تنام بعبوس ... يديها متكورة وكأنه تضغط على شيء ما ... يراهن أنها تكز على أسنانها ...
هي تتعامل مع مشاكلها النهارية بالمعاناة بنومها ليلاً ..
×× مهما تقنعني بكلامك ..مهما شرحك لي يطول ... رغم ذوقك وأهتمامك بأختصرها لك وأقــول ..موقفي واضح أمامك ... ماأقبل أنصاف الحلول ××
****
سبقته للسرير بفترة طويلة وكانت تعبث بهاتفها بأستمتاع ..
لم تلقي عليه نظرة ولكن من الطريقة التي كان فيه يتخلص من حاجياتها ثم ملابسه ...علمت أي تأثير لحركتها عليه ...
لو سيغادر أحدهم السرير المريح ليكون هو ...
ماأن أستلقى حتى أمرها بحده :طفي الجوال بنام ماأبغى كركرة فوق راسي...
وسرعان ماأطفء الأضواء واستلقى بأنتظار النوم ..
أغلقت هاتفها بأحباط ...لقد حضرت من البداية للحضة الذي سيستلقي جوارها ويفتح هاتفه لتلتقط كلمة مروره التي ستسعادها بفتح بقية أجهزته ..ولكن بائت خطتها بالفشل لن تستطيع أن تكون قريبه منه لهذة الدرجة إلا بالفراش ...
استسلمت محبطة وهي تفكر ربما الأمر يحتاج الكثير من الصبر
كان نائم بطريقة أثارة غيرتها خصوصاً مع مضي المزيد من الوقت عليها دون نوم ..
سحبت اللحاف منه بحدة ولم يتزحزح ولكن هي من جذبها اللحاف إليه ..
فكرت لو تصفعه وهو نائم ثم تتظاهر بأنها تشاهد كابوس كما قرأت بأحد حسابات التواصل من أنتقام النساء في أزواجهن ..
ولكن متأكدة أنه سيرد الصفعة بأخرى أقسى وستكون هي الخاسرة ..
وبين فكرة وأخرى كان النوم يسرقها لعالمه ...
شعرت فيه مثل الحلم لاحقاً يقبل كتفها وتجويف عنقها ويهمس لها بعبارات الحب ...ولكن حين أستيقظت ووجدته على ماكان ساخراً حاداً متباعداً عرفت أنها كانت أحلامها البائسة لاأكثر ....
×× لهفتي صوبك حقيقة .. ولهفتك صوبي خيال ... التردد من يطيقه مابقى بي طول البال ..الصبر خلص طريقة والعذر يبقى محــال ××
****
أنتظرها أسفل العمارة التي تقطن فيها صديقتها مايفوق الثلاثين دقيقه ...نزلت على أقل من مهلها ..
وحين سألها عن أسباب تأخرها ..
ردت وهي ترمش بعينيها من فتحة النقاب :أتزين لك يابعد عمري كيف أنزلك وعيوني ماهي مكحلة ..
أنبها :غادة !!!
غادة وهي تعبث بعلاقة شنطتها :بشوف كم بتنتظرني قبل ماتضرب فيوزاتك وتمشي وتخليني ...خويتي ماهي مصدقة أنك تغيرت تقول لو تأخرتي عليه خمس دقايق بيمشي ويخليك ...عاد أنا قلت لازم أثبت لها بالأدلة والشواهد أنك تغيرت ...عشان ماتلومني يوم أقول أحب أبو هجرس عسى الله لايخليني منه ...
بتنهيدة متخمة بالأرهاق الجسدي والنفسي :والله لايخلي أبو هجرس منتس بس لاتكثرينها عليه ...يعني خلاص سامحتيني على زلة الظهر ...
غادة بمبالغة :وهي غلطتك وحدة عشان أسامحك عليها لو نسيت زلة الظهر وش ينسيني زلة العصر يوم بغيت ألحق راعية البيت الأولة ...
يحوقل من هذا الموضوع :يابنت الحلال والله ماماتت فيذا البيت ..لاتصيرين هوالة ..
غادة لتغيضه أكثر :بما أنك حلفت بصدقك .. والله يكفيني شر هالبيت من دخلته على المغرب ماأرتحت له ...
أنهى الموضوع عند هذه النقطة ... فهو أيضاً قلق من العبث الذي لم يطل سوى منزله ....وبدى تخريب غريب الأطوار ...
لما تم أختيار العبث بالكهرباء بالذات ..لو كسروا ونهبوا ..
وكتبوا على جدرانه بالطلائات لبدى تخريب معقول وأسبابه واضحة ..
على الطرف الآخر لاتستطيع أن تخفي الجرح الذي طالها حين أخبرها بكل تلقائية أن لاتتدخل بينه وبين أبنه ...
هذا أكثر شيء تمقته في سلطان ولاتستطيع تقبله ..حين يغضب يجرح بلا تفكير ...
وهذا ماكان يحدث في بداياتهم معاً حين تنبهه على أمر يخص هجرس يرد عليها بهذا الأسلوب وبنفس التعبير لاتتدخلي بيني وبين أبني ..
قبل أن يرضيها هو جائها الرضا من طرف آخر ..
فهجرس الذي غادر معه بتلك الساعة للمركز ...عاد ليتصل بها بعد ساعتين ويخبرها أنه خرج ولكن والد قد عاقبه وسيذهب لأحد مواقع البناء ولن يعود الليلة ..
كان تصرف بسيط منه ولكن كان له تأثير كبير في قلبها فهو فكر أنها مهتمة فنقل لها الخبر بالمقابل أبيه لم يفكر أن يخبرها ماحدث بشأن أبنه ... وكان أتصاله الوحيد ليطلب منها التوجة لمنزل العائلة لأن الكهربائي قادم للعمل بالمنزل ...
ولو كانت قد شعرت ببعض الندم على تدخلها لصالحه فذالك الندم تبخر بمجمل الأحوال لو كان سلطان لايقدر تصرفها هناك من يقدره وهذة المرة لن تضيع مجهوداتها هباء كما بالماضي ...
××تجمل مع العالم وخلك حسينَ أخلاق جميلك هو اللي لامن اقفيت يبقى لك××
****
كان قد قضى نهاية تلك الليلة بحديث بسيط مع والدته قبل أن ينسحب حامل بناته وحاكم خلفه فهو قد أخبرهم أن سينامون الليلة معاً ...
حين فتح باب جناحه الذي أغلقته عائلته منذ وصلهم خبر وفاتها ولم يفتح إلا بيده اليوم ..
أقشعر جسده من الموقف .. للحضات بقى متأملاً ينظر لباب غرفتهما يشعر بأنه سينفتح بين لحضة وأخرى ..
وتخرج له بمظهرها الذي تركها فيه ببطنها المنتفخه ...
وأبتسامة ترحيب على وجهها تشبه التي تستقبله فيها عادة بعد السفر ...
الصغيرة طالبت بالنوم بفراشها الذي أشتاقت له ...
وحاكم رفض الدخول للغرفه فنام هو بالسرير الآخر ..
وحدها وريف من كانت متحمسه للنوم معه بغرفة والدتها ..
ماأن فتح باب غرفتها وقابلته رائحة المكان الخاصه بها فهذة روائح أطيابها وتلك رائحة الفواحة التي تحب أن تفتحها بغرفة النوم ...
حتى ود لو يفر من المكان .. ولكن ثبت أقدامه عليه أن يواجه مشاعره ويفتش عن عذابه ..
لامزيد من الفرار والتخفي خلف مشاعره مع الأخرى ...
هنا جرح مفتوح عليه أن يعالجه ..
أستلقى بالفراش وأخذت وريف تقفز من حوله حتى حين ملت من الحصول على تجاوب من والدها نامت بتعب دون أن يدرك حتى ..
فهو مستلقي عينية شاخصة للسقف ومشاعره تخنقه غير قادر على تقبلها ولا الفرار منهااا ..
يريد أن يعيش الوجع ويذرف الدموع عليها ...ولكنه غير قادر ...لديه شعور غريب بالذنب حتى هذا النوع من التعبيرفقد الحق فيه ...
يتمنى لو لديه القدرة على الصراخ ورثائها ...
ولكن كل هذا محروم منه ...يتلمس أشيائها من بعدها ..هذا أقصى مايستطيعه ..عينية نظرتها فارغة ..فقط قلبه من يبكي
بداخله .. وغصة كبيرة تسد حنجرته ...
وحديث أم صالح السابق له عاد ليبرز بذهنه الآن ويحتل مساحة من تفكيره ... ووصفها للأمر بالوصية يقلق مضجعة ...
فأين سيفر من وصية الميت ...
وبعقله تساؤول ملح .. كيف فكرت عبير بمثل هذا الأمر لتجعله وصيتهااا ..
أنقلب على جانبه وهو يتذكر بأحد الأيام حين زار عائلتها برفقتها كانت قد تركته للدقائق ودخلت لتنادي والدتها له بالمجلس ليسلم عليها ..
وأثناء غيابها دخلت تلك على سبيل الخطأ ... لثواني فقط رفع عينه لها وماأن أدرك أنها ليست عبير ولا والدتها أنزل نظره ...
ولكن عبير حين فهمت ماحصل غضبت لفترة طويلة من أختها
حتى أنه حين حاول أن ينصف الأخرى حقدت عليه وكادت تخرج وتترك المنزل له ...
تأوه بضيق ... غير قادر على عيش مشاعره لعبير بطريقة لائقة ..
فهناك وصيتها من جهة ... وجوزائه على الطرف الآخر هل سيحضر لها شريكة من جديد وهل ستبقى هي له بعد ذالك ...
××الجرح أرحم من فراقك دقيقة .. لو ترحلين أعيش من غير ماأدري .. وأنتي الخيال العذب ..وأنتي الحقيقة .. وأنتي اللي ماغيرك بقلبي وفكري ×××
****
قبل الظهيرة بقليل كانت قد أستعدت ونزلت للأسفل سلمت على شعاع وشاركتها قهوتها وحين فهمت أن العم عقاب ليس هنا اليوم ...
كان عليها أن تتوجه للقسم الآخر بحثاً عنه فليس من اللائق أن تؤجل مقابلته لليوم آخر ..
وأشادت شعاع بخيارها ..
لم تكن تعرف الطريق العلوي ولم تحب أن تمر وسط المنزل ففضلت أن يكون قدومها من الخارج رغم المسافة والشمس التي ستكون شديدة عليها بهذا الوقت من النهار ...
أحتارت قليلاً بالمكتبة التي أخبرتها أن عقاب سيقضي وقته فيها ..
ولكن صوت فهدة المرتفع أرشدها وهي تقول :ماعاد لي في بنات محمد حاجة وهالسالفة قفلهاااا بلا وصية بلاخرابيط العجز ...
كانت تقف على الباب حين سمعت صوته الذي يخرج بصعوبة وبعض الحروف لاتخرج بطريقة جيدة :يبه ... اقولك وصي ة ...
فهدة هي من أنبرت ترد عليه مرة أخرى :وأنت مصدقها المرة أنصعقت بلحضتها وماتت وش دراها بمصيرها عشان توصي أنك تأخذ أختهاااا هذا مكرهن ماراح يفكنك لين يأخذن اللي وراك واللي قدامك
صوت عقاب يقاطع جملتها :خلاص أقطعي من زيادة اللغي ولاتتكلمين بشي ماأنتي باخصته وتحطين في ذمتس ...
طرقت الباب بهدوء ولم تدخل حتى سمعت الأذن بذالك ...
سلمت بكل برود ولاحظت تحول الوجوه حين رأوا من القادم عليهم
سلمت على عقاب كما أقتضى الواجب وهو رحب فيها بكل لباقة ...
وفهدة رغم عدم قدرتها على السيطرة على مشاعرها ولكن حاولت أن تكون لبقه قدر الأمكان لتطلب منها مشاركتهم القهوة ...
ولكنها ردت بحسم :لا أخليكم تكملون نقاشكم وأنا بروح أسلم على أمي ...
ماأن خرجت حتى كان خلفها سمعت صوته يناديها :جوو زاء ...
ردت بصوت لم تفكر بخفضه فنقاشهم لم يكن في خفاء ولم يحاولوا التحفظ على الأمر... وكان ليعلم الجميع فيه وتبقى هي المغفلة كالعادة :نعم ..خير ...
حين لاحظت نظراته الحادة وجدت الشجاعة بنفسها لتقول وهي واثقة أنه لن يمد يده عليها بالقرب من والده :جهز نفسك ياأبو حاكم بتطلق ...تدري ليش لأن الشعر اللي عجزتني فيه وتحتري يطلع بكفي ...
بيطلع بروح اللحين لأقرب عيادة وبسوي زراعة شعر بكف يدي ...
وبعد ماتطلقني روح تجـــوز عشرين وعساهن يملن عينك الفارغة ... روح دورلك عطية ثانية بعد الوصية وخل هذا ديدنك من عطية لوصية ومن عطية لوصية ...
كان يحدق فيها مذهول حرفياً ...لم يكن يعي أنها ستفهم الموضوع ..
وحديثهم لم يكن بذالك الوضوح لكن على مايبدو كان لديها خبر سابق عن الموضوع ولايستطيع عقله بهذة اللحضة توقع مصدره ...
توجهت لتخرج مع الباب ولكنها ألتفت لتقول له ...رغم ملاحظتها أن هناك من يحاول الدخول وتراجع عند رؤيتها وبأمكانه سماع نقاشهم :تدري من اللي مايستاهل العنوة من البداية أنت ...
ايه صح روح وقع على عريضتهم الجديدة بعد وخلهم يسحبون اللقب منااا .... يمكن هذا يكون شرط تزويجك بنتهم .
صح ماوريتك بطاقتي الجديدة اللي بدون الصوارم شطبته ..أسقطته حذفته ... لقب عشت فيه ربع قرن ...
شطبته من بطاقتي تتوقع ماأقدر أشطبك من حياتي ..
وخرجت رغم الدوار الذي تشعر فيه كان ستتوجه للكراج حيث السائقين وستطلب أي منهم أن يوصلها ...
ولكنها كان خلفها وأمسك ذراعها بقبضته الحديديه التي شعرت أنه حفر أصابعه داخل لحمها وهو يعيدها للقسم شعاع ...
حين أقتربا من الباب الداخلي طلبت منه وهي تشعر أنها ستقع بأي لحضة :خلاص بس بطيح ...
وأسودت الدنيا بعينها ...
على الجانب الآخر داخل المكتبة مابين عقاب وفهدة
الذي وصلهم غضبها الجارف ...
كان يتبادلون نظرات صامته ..
تنحنح عقاب مجلياً حنجرته وهو يخرج هاتفه لينظر للوقت وهل حان وقت الصلاة ..
أما فهدة فقد ضربت كفها بالأخرى وهي تقول :اخص ياهي وأنا أقول ضعيفة ماعندها لسان ..اخص اخص ...ياشيب عينتس ياوضحى .. كان هالسعرة بنتس ...
اللي ماتستحي تعايرنا وسط بيتنااا ..سمعت بأذنك ياأبو سلطان الصنهات مايشوفون اللي تسويه شي رايحة مغيره أسمها أعقبي يابنت لافي ..لاعاد أحد يلومني على اللي أسويه فيها ..
الداخلان كان فياض وسلطان ..
كان أحدهما لديه زوجة تتصرف بطريقة مشابهة لذالك لم يعلق ..
لكن فياض كان لدية الكثير ليقوله :هذي قليلة الحيا وش فيها مطوله لسانها على أخوي ولا عشانه مايقدر يرد عليها أخذه راحتهااا ..
اح بس لو تفكوني عليها أجلدها بهالعقال ...
فهدة:وأنت وش دخلك بين المرة وجوزهااا .. بينهم اللي بينهم ولاجاي تدور الهروج !!!
فياض يهز رأسه مؤكداً :ايه جاي أدور الهروج ... أنا مسلم جاي في أمان الله هي اللي جالسه تحد لسانها على أخوي بوسط بيتنااا ...لو ياأخذ على شوري يطلقها وغيرها مليون ...
عقاب بلهجة حاسمة :أقطع وشورك أحتفظ فيه لنفسك ..وأخوك يستاهل لأني طول عمري أقول لاتأخذ على كلام الحريم ...
وهو للحين يغربن فيه ويشرقن ...
أستغفرت فهدة بصوت عالي وقد فهمت أنها أحدى النساء المقصودات ...
سلطان متهكماً ليغير الجو المشحون :اهم شيء أنتبهوا لاتطلع لأخوانها أختنا بعدها مع ولدهم ..
فياض ساخراً :لاتخاف على أختك الربع ماينزل من شنطتها إلا مالها حس عسى ماهي ذابحة ولد الصنهات وبالشة في جثته ...
سلطان يلعب بسبحته:لو هي بلشانه يمديها دقت عليك ماأنت راعي الفزعات ..
فياض ليزعجة :يمكنها دقت على البناخي تعرف فزعته أسرع من فزعتي ..
سلطان بفزع :الله لايربحك تقولها صادز ... وألتقط هاتفه ليتصل بهجرس ويتأكد من موقعه تحت قهقة فياض الساخرة ...
فهدة بضيق من أريحيتهم وأبنها متورط :ايه كهكهوا (اضحكوا )ماوراكم هم ...
وصمتت حين حوقل عقاب بصوت عالي ..
سلطان متدخلاً :ياعمة هدي بالتس ماهم أول زوجين تهاوشوا ..
فهدة بضيق :بلاك ماتدري عن شي ... تمشي ورى مرتك العوبا المهبولة وتارك الثانية تغرب وتشرق فيناااا ...
سلطان :وش قصدتس ..
فهدة :أم صالح قايله لبتال أن عبير موصية أنه يأخذ أميرة بعدها عشان تربي عيالها ..بالله هذي من يصدقها ..
وأم صالح مرة مصلية ماهي متسذبة أكيد مرتك هي اللي لفت راسها وقالت هالكذبة ....
صمت لايستطيع التدخل مباشرة لنفي الموضوع .. وتكذيب جدة أبنائه ... فهي أخبرته الموضوع كأقتراح ولم تتطرق له كوصية ...وحسناء كان تترجاه أن لاينقل هذا الموضوع وهذا يؤكد أن لايد لها فيه ..
عقاب كان مستمع بلاتدخل وهو يشاهد أصرار زوجته على تلبيس زوجة أبنه الذنب لو لم يكن قد أطلع على الأمر بطريقة أخرى ربما سيكون من المصدقين لهاا :وأنتي جالسة وسطهم يوم تقولين صار وحصل وفلانه خططت وعلانة قالت ..وهذا ماحصل وذاك مايصير !!!!
فهدة بجزع من أسلوبه الهجومي :لا بس أنا أدرى فيهن ...
عقاب بحزم:هالموضوع ماأبي زيادة لغي فيه .. وحتى لو فيه أحد بيتدخل وبيأخذ الموضوع من راس أم صالح ماهو أنتي ....اللي تدخل أم سلطان لأني لأرسلتها بعلم أدري أنها بتنفذه بلازيادة ولانقص وبترجع لي باللي حصل بس بدون زيادة من عندها ...
صمتت بغضب فهو ينحيها أولاً عن أمر أبنها ..ويتجاوز الأمر لتشكيك بمصداقيتها وأمام أبنائه ...
ولأنها تخشى المزيد صمتت أمامه ولكن أمر أن ترفع يدها عن الموضوع لن تنفذه أبداً ...
****
أستيقظت مرتجفه وهي تشعر بالبرد ...لاتتذكر أي شيء قد حصل ..
فقط تريد الوصول لجهاز التحكم بالتكييف وأغلاقه ...شعرت بالدفء لتجده قد وضع بطانية ثقيلة عليها ...
وبنفس الوقت أغلق التكييف ...
أعطاها ورقة ...كرمشتها ورمتها على الأرض دون أن تقرأها ..
ألتقطها وإعاد فتحها أمام عينيها فأغلقت عينيها ...
سمعته ينطق بصعوبة :فيه دم .. اساعدك ...
فهمت مايعنيه ولكن تجاهلته فهو آخر من تقبل منه المساعدة ..
أغلقت عينيها مستسلمة للنوم فرأسها يثقل ولاتعلم هل هو نوم أو أغماء والدم الذي يتحدث عنه بالتأكيد النزيف عاودها ولكن لم تعد مهتمة .. فربما هذا الجنين لم يكن مكتوب له أن يعيش ..
ربما ستنزف وهي نائمة لتموت هي والجنين بنفس الوقت ..
ونامت على أفكارها السوداوية ...
أستيقظت بوقت متأخر من النهار ...
ووجدت رسالة قد تركها لها ..
(( لو تعبانة وتبغين المستشفى اتصلي علي ...
لو فكرتي تطلعين من البيت من غير أذني وبدوني ..
رحت وأخذت أختي من عند ولد أخوك وبتكبر على يدي وماراح تصغر .. خليك أنتي العاقلة هالمرة ))
كورت الورقة ورمتها بحقد ... ومشاعرها تتصاعد بقهر على ماتعيشة ...
بقيت على وضعها لعدة دقائق أخرى لاتريد أزالة اللحاف وأكتشاف ماسيرعبهااا ..
تنفست الصعداء ولم تجد الدماء تغطي المكان كما تخيلت أي حتى الآن وضعها مازال بالسليم ..
بتال الحقير الوضيع .. تهددني بأختك وأبن اخي ..
وأنا أموت فزعاً هنا من أن أكون فقدت أبنك ...
هل أدعو عليك من جديد ..
××هيا أجرحيني بس عيشي بقلبي .. الجرح أرحم من فراقك وبعدك .. لو ترحلين ماعشت يومين بعدك ××
***
بعد ماحدث مع جوزاء قضى باقي النهار في جناح عبير ..
وقام بتجميع بعض حاجياتها لأن صالح أتصل ليخبره أن والدته تطلب أغراض أبنتها وسترسل البنات لتجميعها ولكنه رفض وأخبره أن سيوصل الأغراض لهم بنفسه ...
ولاحاجة لمجيئهم ... كانت بناته يلعبن عنده قليلاً ثم يتوجهن لأمضاء الوقت بغرفتهن ...
يريد أن يذهب للقسم الآخر ليرى وضعها ولكنه غير قادر على التواصل معها كلامياً وهي غير مستعدة لتواصل معه كتابياً ...
سيهبها المزيد من الوقت ...
نزل أخيراً ليقضي بعض الوقت مع أخوته ...
ليستقبله فزاع ممازحاً: الصوارم اليوم محزنين .. بنت الصنهات شطبت أسمهم من بطاقتها ...
جلس بهدوء وألقى نظرة مؤنبة على فياض الذي تظاهر أنه منشغل بهاتفه ...
فهو من كان بالخارج وبالتأكيد من سمع حديثهم ونقله ...
فكتب له : ويمكن ينشطب معها اسم واحد ثاني إذا ماثقل وخلى اللقافه عنه ...
فزاع بعد أن قرأ ماكتب له :أفا ياأبو حاكم تحط حرت المره في ...
لا وقل بعد أنها أغلى عندك مني !!!
وحين شاهد نظرته ردد بيأس :افا وأنا أقول ماصفى لي غير أبو حاكم هو اللي مايعطي قلبه لمره ...
فياض وهو يغلق هاتفه ويعيد لجيبه :ووش فيها المرة ماتعطيها قلبك يافزاع !!!!
فزاع :المرة مثل الورع كل شيء عندها لعب ومالها راي ... المفروض ماتأمنها على مشاعرك ..
يعني أغليها بس خلك حذر لاتعطيها كل الغلا خل لك خط رجعة ...
فياض بأستياء :وأنت عندك هالحكمة وداسها عنا لين ماطاح الفأس بالراس ...المهم خلنا من هالخرابيط ... أبو حاكم عطنا قصيدتك بهالمناسبة
وحين اعتقد أن بتال لن يتفاعل معه لاحظه يكتب شيء على دفتره ...
( ..لو المفارق صعب والنسيان ضرب من الخيال
ارخي راسي لا يروق إلها ولا يحلالها
احفظ لها قيمة غلاها وانتظرها من شمال
وإذا نستني هذي الدنيا وهذا حالها
اما اني انساها؟ نسى الله من نسى ذاك القبال
ياصب روحي صب دلتها على فنجالها ..)
"
فزاع كان هو من ألتقط الدفتر أولاً وقرأ المكتوب بصوته ..
وعاد ليكرر الشطر الأخير :ياصب روحي صب دلتها على فنجالها ..
فياض بشك :هذي من قصيدك صح ..وين اللي يقول تاب عن الشعر ...وش حكمته يافزاع ..الشعراء يتبعهم الغاوون ..!!
فزاع بأستنكار :ابك ماهي حكمة ذي آيه قراءنية ...لايسمعك حدا الورعين وننفضح ...
لم يكن رده سوى :للظرو ف ..أحكامهاا ..
××حبك نعم وأكثر من خيال العاشقين واللي أنظلم حبي اللي يتمنى الحنين .. أنا أنجرح قلبي سنين .. شفت الفرح برقً لمح ..××
****
حين تمالكت نفسها وخرجت من الغرفة وجدت طعام متروك لها في ثلاجة المطبخ .. لو فكرت بنفسها لم أكلت ابداً ولكن من أجل
الروح التي تحمل بأحشائها ..
بعد أن فرغت من تناول الطعام أعدت لنفسها قهوتها سريعة
التحضير بالحليب ..
وخرجت لتجلس بالشرفه ومعها جهازها المحمول ..
فتحت على آخر فصل كتبته عن جود كم كانت ساذجة .. حذفته
وبدأت الكتابة من جديد..
(( حين بدأت التنقل معه من مصحة لأخرى للعلاج أكتشفت أن
يوسف اللذي أحبته وانفتنت فيه وركنها على ذمته لسنوات وفضل علاقته المحرمة عليها ... لم يعد كما كان مغري لعينيها .. وأنها
صنعت له صورة اسطوريه من خيال مراهقتها ولم يمتلك هو أي
من صفات الفارس التي توجته بها ..
وهي من نضجت لتصبح باذخة الأنوثه تستحق شخص أفضل منه ..
لن تصدق مايقول وأنه لم يريد أن يعبث بمشاعرها قبل نضجها ..
هو فقط يضع شهواته ونزواته قبل الجميع
لو كان شخص بضمير لما أقام علاقه محرمة مع زوجة عمه ...
لم تفكر من قبل ولكن ماقام فيه يعتبر خيانه لها ايضاً..
هي من حقها أن تتلقى الحب من قلب طاهر وليس قلب ملئته الآثام ..
تريد أن يبادلها المشاعر شخص يتعلم الحب معها
ويكتب أبيات الغزل بملامحها ..
لاتريد شخص بخبرة ومر بكل هذه المشاعر ...
تريد قلب بكر لم تطئة حروف العشق من قبل ...
تكون أول خفقة عاطفيه لها ..
وأول جرح ووجع من أجلهااا ..
ليس قلب تعود على كسور الحب ...
يعطبه حب ويداوية آخر ... ))
↚
*الماضي*
خرجتا قبل الحديث بأمر الخطبة ..كانت أكثر من سعيدة بالهدية التي مدتها لها والدته ...
تتأمل غير مصدقة أنها لها ..
وعلى الطرف الآخر حسناء تتأمل هديتها طقم من الذهب وتعود وتنظر لما لدى عبير وتشعر بالشفقة على أختها فلم تبدو هدية عبير باهضة الثمن وليست بذهب حتى ...
عبير تسألها :معقوله ألماس !!!
حسناء الذي لفت أنتبهاه حديثها :تقولينها صادقة ...أشوف قبل أن تخرج مجلة من درج مكتبها تتصفحها سريعاً لتنظر لعقد ألماس معروض فيها :والله شكله هو الألماس اللي يهرجون عنه بس لمعته بالمجلات تشق العين وعلى الطبيعة ماهو لهناك ...
عبير بسعادة :وااو من اللحين بدت التغيرات هدايا من وقت الخطبة هذا وحنا ماوافقنا أجل وش بيحطون بعدين ...
حسناء تغلق طقم الذهب الذي وصلها :أنا ماني متفائلة مثلتس اللي خاطبني مطلق مرتين ويحب يشوف ..
عبير بعدم أستيعاب :وش يشوف ..
حسناء :يشوفني قبل الملكة يعني شوفة شرعية ..
أمه قايله من قبل ماتجي هذا شرطة ...
عبير بتوتر :طيب وأنا مايبي يشوفني !!!
حسناء :خبله أحسن لتس بدون توتر ولامغصة بطن ...
على الطرف الآخر ماأن خرجوا بالسيارة عائدين لرياض والحرب الكلامية لم تتوقف مابين فاطمة وفهدة ...
ماأن دخلوا مع باب قسم شعاع ليتفاجئوا بعقاب الذي ينتظرهم بصحبة فياض ...
فهدة بأستضعاف :ألحقني ياأبو سلطان اللبوة بنتك بتأكلني عشان زلة لسان ..
عقاب بنظرة حادة :أنتن حتى ماتعرفن تدخلن مثل المسلمين !!
فياض يشير من خلفه ليهدأوا الأمر لأن لدى عقاب مالديه من مشاكل ...
ولكن فهدة لم تهتم وهي تجلس فهي قد أرتكبت خطأ عليها أن تنظفه حالاً :أنصفني ياأبو سلطان .. يوم رحنا قدام العرب بدال ماأقول جينا نخطب لسلطان وفياض قلت وبتال ... وش أسوي كيف أتراجع بكلمتي قدام العرب ..تكفى يافياض سامحني وأنا أمك والله لأخطب لك اللي تسواها وتسوى طوايفها وهديتك بردها باللي أحسن منها بس خلاص أخذتها اللي بتصير مرة أخوك ....
عقاب بدهشة وهو ينظر لشعاع التي تجلس بكدر ثم يعود لينظر لفهدة :انتي مهبولة مافيتس عقل ...من قال لتس تهرجين من البداية ...
وبحنق يصيح بشعاع :وأنتي تاركة لها الخيط والمخيط ...
فاطمة تنبري مدافعة :ياأبوي أمي مالها ذنب ماخلتها تنطق كلمة وأنتي أدرى بعمتي ...
فياض الذي لاحظ عصبيته والده والأحراج والكدر الذي أحاط أمه ... وكل مايهمه بالأمر الأثنين وبالأخص أمه التي لايحب أن يراها بموضع ضعف :يايبه وخطبوا لبتال يستاهلها خلاص ماهي مكتوبة بأسمي .. أكيد أنها نصيبة ...
قبل أن يفرك ذقنه وبصراحة فجة :أصلاً ماأعجبوني ذوليك الربع وماأتخيلهم خوال عيالي ..
أبتلعت فهدة رد قاسي على عجرفته ولضعف موقفها صمتت حتى تخرج من هذا الموقف بأقل الخسائر...ولاحقاً ستخبره أنه لايليق به ذوي النسب الأصيل ليكونوا أخوال لأبنائه وأنها ترى مستقبل أبنائه بنصف أعجمي ...
××الصبر في بعض المواضيع مطلوب والنفس عن بعض السوالف غنيـه..! ً مقامنا مقدّر و عالي ومحسوب ما نلتفت لأهل النفوس الـرديه .."××
*الحـــاضر*
لاحظت أن حقيبة يدها مقلوبة بمحتوياتها على التسريحة و محفظتها وجميع بطاقتها الشخصية والبنكية مبعثره هناك...
أرتسمت على وجهها أبتسامة نصر وكم تمنت لو رأت وجهه وهو يرى هويتها الجديدة ...رفعت البطاقة التي جاء باحثاً عنها أثناء نومها لفظت أسمها بفخر (جوزاء لافي الصنهات)
لقد حذفت اللقب الذي ينتهي به أسمها منذ ولادتها ..
لم يعد هناك لصوارم سطوة عليها ... هي لم تعد منهم ...
أرسلت له صورة بطاقتها القديمة بأسم الصوارم:أطبعها بلها وأشرب مويتهااا ...
بعد أن بعثت الرسالة له ورأت فتحه لها ندمت وخشيت من رده ...
وحين لم يرد عاد غضبها يتجدد ... وعقلها ليخترع لها عبارة جديدة ...
فعادت ترسل له :قلت لك بفسخ لقبكم مثل ماأفسخ نعالي وسويتها وأنا بنت لافي .. أنا جوزاء قول وفعل ماني مثل غيري ... وقلت بخلعك وبتشوف أقدر أسويها أو لااا ..
رد عليها بعبارة واحدة :محتاجة شيء من الصيدلية ولادبرتي أمورك ...
سخيف ..تافه ..منحط ...يفكر أن يعايرها بعادتها الشهرية الأحمق .. ستبتلع كل سخريتك هذه حين تعلم الطفل الذي سيجعلك مجنون بعد أن أصبح الصنهات أخوال لأبن من صلبك ...
ردت عليه بنفس أسلوبه وعلى نفس المستوى الذي يلعب فيه :طول عمري مدبرة نفسي ليه عمرك كنت مثل باقي الأزواج وقضيت حوايجي ... خلك خدام عند بنات محمد ماني بحاجتك ...
أغلق هاتفه منهي الحديث ولم يرد على رسالتها الأخيرة ربما كانت محقة بالجزء الأول منها..
سألته فهدة التي تشاركه الجلسة وبناته :وش فيك تنهدت ..
وريف التي تجلس على فخذه وترتكي على صدره :جدة كلامك هو اللي يتعب أبوي ويخليه يقول :آهه
وقلدت تنهيدته بطريقة طفولية ..أبتسم على أسلوبها
وكشرت فهدة الذي قالت :هذي طالعه على عمانها عيال شعاع أنا محد من عيالي كذا ...
عادت لماكانت تثرثر عنه :وأمس ماتحملت أحلم فيها أكثر قبل لأنام قريت البقرة على قارورة ماء وصبيتها بطشت وزدت عليها ماء زمزم وملح حجر .. وغسلت فيها جناحي ..
وجت المهبولة الخدامة وغسلته غسلها الموت ...
ياضياع تعبي ...قايله لها ميت مرة الماء المقري فيه لرشيته لاتشطفين بعده بس ماتفهم ..
الحكم الذي كان قادم من الخارج وحين سمع أصواتهم أقترب ليشاركهم الجلسة :يمه وش هالدعوة قسم جسمي كش من سمعتهااا ...
وريف متدخله :هذي المهبولة راعية الجن والعفاريت جدتي بس تحلم فيها ..
الحكم الذي حين سمع اللقب شعر بأنزعاج شديد :ومن هذي؟؟
وريف تهز كتوفها :ماأدري جدتي تقول هي بس تجيها لانامت وترقص فوق راسها سامري ..وأنا أقول ياجدة وش السامري وش السامري وهي ماترد علي ...
فهدة بأنزعاج :عجوز من الجماعة ماتعرفها من شافتني لابسه ومتزينة بعرس أسماء عاينتني بعينهااا وشكلها حسدتني وبس أحلم فيها ليلي كله ...
لم يقتنع ولكن لم يرد مجادلة أمه :لا ان شاءالله مافيتس إلا الخير بس شكلتس مشتاقة لأسماء ..
كشرت وهي تتذكر أبنتها التي لاتحدثها إلا لدقائق معدودة وكأن أبن الصنهات سيفر من بين يديها لو أطالت المكالمة قليلاً :أسماء ماهي يمي حتى ولدها أبوه أخذه هاليومين وأشوفها طالت وصارت أربع أيام ومارجعه وهي لادارية ...
الحكم :طيب قلتيها يمه أبوه أخذه .. بيأكله ...
فهدة بعينين حذرتين من بتال :أبوه ماهو لحاله عنده بنت الصنهات وأنت عارف أني ماأمن لهن .. يعني جدتهن وش هي خلاص لاتخليني أغلط وأهرج بالناس ...
وريف بفضول :وش هي جدتهم جنية !!!
فهدة بأنزعاج :الجنية تأكل راستس أنتي جالسه لي على الوحدة قومي يالله عند أختس شوفيها وين غدت لايكون تلعب بمكياجي والله لو ألقاها لاعبة بشيء من أغراضي غير أخذ كل ملابستسن وفساتين الأميرات وأبيعها وأتقضى بفلوسها
قفزت وريف بهلع من التهديد .. وذهبت باحثة عن أختها ...
وقف بتال منسحباً لجناح عبير فهو لايمتلك القدرة على أقناع والدته بالتوقف عن الحديث الذي يضايقه وهي لاتريد التوقف من نفسها ...
فهدة التي لاحظت الأنزعاج عليه :يعني أنا جبت شيء من عندي ...
الحكم :يمه ماهو كل شيء نسمعه نجلس نردده وقدام الوراعين حتى ...
فهدة بضيق وأنفعال :وأنا وش أسوي بحظي الردي أنتم وحريمكم وماضيهن اللي مايشرف وحده جدتها راعية سكن ... والثانية جدة أبوها خلني ساكته بس مافيه أشطر منهن بالسحر والشعوذة ...
أنسحب هو الآخر لتبقى لوحدها رفعت هاتفها :خلني أكلم هالعاقة اللي فضحتنا كن ماتزوج غيرها ...
××ان بغيت تعــيش مرتاح الضـمير الحــسد والحــقد لا يطري عليك ً وان بغيت العــز والمجـــد الكبير طاعة ﺍﻟله ثم طـاعة والــديك .××
****
أقلها بعد الدوام ليتوقف فيها عند أحد كوفيهات لشرب قهوة قبل العودة للمنزل ... هو اليوم أيضاً كان لديه عمل ولكنه يخرج قبلها بساعتين ..
كان يجلسان بهدوء بمكان مفتوح .. بعد أن أخذ رشفتين من قهوته المرة أخذه يتحدث عن مايحب من أنواع القهوة ومايكره .. ويفاضل بين نوع وآخر .. وبدى ضليع جداً بالأمر ...
حين سمعت أسمه بصوت أنثوي ألتفت لتحط عينها بعين أخرى متبهرجة جداً :حامد ..بعدك تجي هنااا ..حتى بعد ماكشفتك زوجتك !!!!
حركت فنجانها ببرود منتظره أن يرد عليها ..
ليقول بأرتباك وعينه عليها :لو سمحتي أحترمي نفستس وفارقي...!!
وجهت كلامها هذه المرة لفاتن :بس للأمانة تغير ذوقك !! ..
نصيحة لاتأخذين على وعوده ترى وعدني يتزوجني وحتى أهلي قابلهم وبعد ماكشفتنا زوجته الحونشية( همجية) هج وماعاد شفته ...
فاتن بصبر لاحدود له رفعت عينها له :حبيبتي ماله زوجة غيري وماني حابة أتعرف على ماضية ..
حدقت المتطفلة إليهما بغيره وأرادت أن تبث تنفث سمها الأخير :يع وش هالباردة من جد أم عيون سوداء كانت أحلى ليتك بقيت عليها ولاطحت هالطيحة ....
حامد بضيق وتوتر وهو يرى أن جوه الهاديئ الرائق مع فاتن قد رحلة بلارجعة :تراتس أبلشتينااا وبعدي أدل بيت أهلتس تبين أسير عليهم وأقول أقضبوا بنتكم عنا ..
ضحكت بسخرية قبل أن تبتعد وهي تخبره :لا تغير عنواني تقدم لي رجال حقيقي ووافقت عليه ...!!
مضى بعدها الموقف بصمت ... يدها على فنجانها وتحدق بالبعيد أما هو فقد فتح أزرة ثوبة العلوية من شدة الضيق ...
حاول أن يتحدث ولكن أخبرته أنه ليس المكان المناسب لمثل هذا النقاش فبعض ماجرى من حوار وصل للناس من حولهم وهي لاتريد أن تفتعل مشهد درامي ...
كل ماأعتقدت أنها وصلت لأعمق أسرارة ونهاية ظلمته سقطت بثقب جديد من ثقوب حياته المظلمة والتي لانهاية لها ولا قرار تشعر أنها تسقط ولا تصل لنهاية ترتطم فيها حتى ...
بعد أن عادا للمنزل رفضت الحديث معه والتفاهم ..
وقد ندمت على أغلاقها أبوابها بوجهه ..
حين سمعت صوته يناديها من الطابق السفلي لمنزل عائلته بعد منتصف الليل وبالتأكيد لم يكن بوعية :فاااااتن ...أنااا جييت ...اش وخر عني أنت ... لاتخاف ماراح تتركني هذي فاتن ماهي أم الغول .. لو قلت لها أني مفلس وماعندي حق شراب تشتريلي من راتبهااا صح فوفو .. اوووه معليش أم محسن أحسبتس فاتن ...
وبعدها سمعت صيحته ففهمت أنه يتعارك مع أحدهم ...
وضعت يدها على رأسها ...بحياتها كلها لم توضع بمثل هذا الموقف ... ولاتعرف حتى كيف تتصرف ... لقد عاشت حياة مسالمة حتى اليوم ..لايوجد فيها سكر وفقدان عقل ومشاجرة بين الأخوة !!!
أنفتح الباب لتشهق بفزع ...دخل وهو يتطوح ألقى عليها نظرة :بسم الله عليتس لاتخافين هذا أنا ... صفقتهم كلهم ...
مايبغون أطلع عنتس ...يخسوووون يمنعوني عنتس ...
فاتن سألته بضيق وهي تخشى التعامل معه بهذا الوضع :يعني وبعدين !!! .. تبغى أروح لأبوي وأعلمه أني تزوجت واحد سكير !!! ...
ولكن لم يرد عليها لأنه مشغول بفتح عبوة العصير التي أخرجها من الثلاجة :هذي حالفة ماأشربها بس ماهو على حامد ...
وحملها وألقاها على الجدار لتتحطم ...
××صاحبي ، ما عاد للضيقه بديل والحزن فالقلب ، ساكن مطرحه ! ٓ. الهموم أنواع … والنوع الثقيل همّ ، ما يقدر شعورك ، يشرحه !××
****
بعد أسبوع طويل بالفندق أنهى أجرائات الخروج ..
خرج خلف العامل الذي يدفع عربية حقائبهم ..
لمواقف الفندق حيث ركن سيارته ...للحضات لم يفهم الموقف الذي أفزع العامل ..ولكن حين قفز عن طريقه أتضحت أمامه الصورة متمثله بالسيارة التي تعترض طريقهم ثواني سريعة لم تكن كفيلة ليستوعب الموقف ... وكان الطلق الناري الذي أستقر في أعلى ذراعه أسرع من تفكيره ... شعوره بالألم متزامن مع صيحتها الفزعة خلفه :أحممممممممد ...
حينها التفت عليها ليهدأها يطمأنها ويطمئن عليها ليجد الكابوس الذي لم يتخيله لقد كان تحمل السلاح هي الأخرى وترفعه على أصحاب السيارة التي حركوا بتلك اللحضة مكتفين بالتهديدات التي أطلقوها ...
أحمد بألم وفزع من السلاح بين يديها :أسماء تعوذي من الشيطان ونزليه ...
أسماء بجنون قهر :راحوا راحوا حسبي الله عليهم ...وأعادة السلاح لحقيبتها التي لو رأيتها لن تستطيع حتى بعد مليون سنه تخمين ماتحتوية ...قبل أن تأتيه متعثره بكعبها :أحمد دم ...دم كثير ..دمك وصل الأرض ... المستشفى ...
كان أمن الفندق قد وصلوا إليهم وأخذوا يسألون عن الموقف وهو يرد أنه لايعلم مايحدث ...!!!
نقله أحدهم بالسيارة للمستشفى وكانت هي برفقته ..
كان يحاول مغالبة وجعه وأخذ السلاح منها ولكنه لم يستطيع ...فقد بدى للحضة يفقد الوعي ولم يفته مكالماتها الصاخبة مع أحدهم وهي تخبره أن يقتل من تجرأ وتهجم عليهم وإلا ستفعلها هي ..!!!!!
××يا مداري خاطري عن كل ضيق والله أدري ما سواي بناظرك . ايه أحبك ، لو عَتَم نور الطريق و ينكسر قلبي ، ولا أكسر خاطرك××
***
كانت تسير خلفه بملل الأجواء الماضية والفتور التي تعيشه علاقتهم ..فبعد تلك الليلة أصبحا متباعدين رغم كل لباقته ومحاولة خلق أجواء طبيعية ... كان هناك هوة تتسع بينهما في أول أسبوع زواج ...
للحضة فزعت من صوت الطلق الناري ...رغم أنها أعتادة سماعه ...
ولكن ماكان سيتسبب عليها هو رؤية أن ذالك الأطلاق موجه عليهم ...وليس بالسماء كما بأحتفالاتهم ..كانت حركتها تلقائية حين فتحت حقيبتها لتخرج السلاح الذي تحمله ...
ولكن حين ألتفت عليها أحمد لتكتشف أمر أصابته ..جن جنونها كانت ستطلق عليهم بالفعل.. لولا فرارهم ... تغالبت على غضبها رغم أنها أرادة أطلاق ألف رصاصة من خلفهم ...
حملوهم أمن الفندق لأقرب مستشفى كانت عينها عليه وهو يفقد الوعي لاتصدق أنه كان من الممكن أن تفقده بهذة البساطة لما جميع الظروف تحول دون سعادتها ...
لقد حصلت على الرجل الذي تمنته ولكن وكأن الدنيا تبخل عليها فيه ...كل شيء يريد تفريقهم وتجريعها الألم ووحشة المشاعر من جديد ...
لقد رأت فيه العوض بحياتها السيئة السابقة ...جائها وكأنه أستجابة دعوات ليالي طويلة ..
تشبثت بكفه لن تتركه بهذة السهولة ..حتى ولو أتفق الجميع ضدهم ...
××ارتحت لك و القرب من قلبك أمان اشتقت لك يوم انك عن عيني بعيد . احتجت لك راحه دفا نبض و حنان كتبت لك من عذب احساس الوريد××
****
أستيقظ على ضجيج يعرفه جيداً فهذا أسلوب أبناء عقاب بنقاش ولكن ماذا يفعلون فوق رأسه ...
فياض بعصبية :أقولتس هاتي السلاح لأحطة براستس أنتي مهبولة هذا مصرح بأسم أبوي تبينه يدخل الحبوس على آخر عمره من وراتس ...
أسماء بتعنت وهي تتمسك بحقيبة يدها:والله لو أبوي طلبه عطيته أنت مالك كلمة علي ...!!!
هجرس :ياعمة أذكري الله عطينا هالسلاح وماأكون هجرس بن سلطان أن ماعطيتس كلاشنكوف عشان تنسفين المعارضين كلهم بخزان واحد ... هذا ترى مسدس كيوت ماينفعس لتس أنتي أسماء أم فياض بنت فهدة السنافية لازم لتس حاجة تسوى مقامتس العالي ...
طلب منها ليفض النقاش : أسماء عطي اخواك السلاح..
بينما كانوا يتحمدون له بالسلامه ويناقشونه بالوضع أخرجت هي المسدس وسلمته لفياض الذي أسرع بوضعه بجيبه وودعهم وهو يؤكد أن يطمأنوا فهذا الأمر سينتهي للأبد ..
ماأن خرجوا حتى أخبره : ياعقايل الله شفت عمتي أسماء كيف غدت مطيعه وتسمع الكلام .. سبحان الله جاب راسها ولد الصنهات ...
فياض بملل من ثرثرته : وحنا مجوزينها ليه أحسن خلها ماتشوف خير جوزها وتعقل ..
هجرس وهو يفرك أسفل ذقنه : ايه دنيا حظوظ ولا وش فيه أحسن مني ..
صمت قليلا وهو يحرك السيارة : دامك رامي نفسك عليها بيبقى هذا وضعك ..
يريد أن يحرك الأجواء ومن أفضل من العم سريع الأشتعال ليوقدها.. سلك حنجرته بصوت مرتفع قبل أن يقول : والله ياعم اني مستحي منك بعد ماوقفت معي كل هالوقفه بس الصراحه انا رجال مستعجل وبنت أختك راعية طويله وأمها وأبوها بيسحبون فيني سنين والصراحه انا جاني عرض ماينتعوض..
أعطاه نظرة مستهجنة من تحت نظارته الشمسيه : ووش هو هالعرض..!!!
هجرس: خالتي تبيني أخذ بنتها .. وأنا الصراحه ماني عايف .. وأنتم كلكم ماعندكم مشكله مع التعداد .. يعني يتوقف علي ..
سأله ببرود : يعني الخطه ..
هجرس الذي لم يريحه بروده : بتجوز بنت خالتي والوعد مع بنت اختك بعد ماتخلص دراستها اللي بتكمل تسع سنين ..
حين رأى طريقته بتحريك فكه علم أنه يكافح لكبح اعصابه ..
الآن كل مايخشاه أن يفتح باب السيارة المتحركة ويلقيه منها ..
فياض : طيب دربك خضر خذ أبوك ورح أخطب بنت خالتك ..
هجرس بضيق :بس وهذي آخرتهاا ..
فياض بضجر :تراني متشبع من هالسوالف وبتجوز وبحط وبشيل صار عندي أكتئاب لاسمعت هالجملة ففكني من هالطاري ماعمره عود علينا بخير ...
صمت بملل وهو يستمع لمحاضرة عمه :يعني متصربع على وش !!!
وش عندك عشان تتزوج لاوظفية ولاصنعه ولادراسه ولا لك طريق يمكن تمسكه ..
بفقدان أمل من مساندته :يعني هذا آخر ماعندك ..
فياض :لاآخر ماعندي أسمعه ...ألتحق بدورة عسكرية ولاأمنية وتوظف زي الرياجيل ووقتها أن أخليهم يجوزونك البنت بعد سنه ...
هجرس بفزع :أنت صاحي ..
فياض:اصحى منك ..مالك عندي إلا هالدرب ...
وقد أستدرك مامر فيه :مافيه أمل سوابق وماعندي شهادة ...
فياض : ملفك أنظفه بساعه والشهادة بعد.. أمرها عندي ..
هجرس وهو يشعر بأختناق من هذه الفكرة فهذا القطاع لاينفعه أبداً ولايجد نفسه فيه :أعوذ بالله أنا أمشي بدرب فيه تزوير ..
فياض :مافيه تزوير بتختبر وتأخذ الشهادة ...
هجرس بقهر :حسبي الله عليتس ياياسمين ... أنتي ودراستس وطموحتس ...
فياض :وتحسب عليها ليه خلاص ماهو لازم تزوجها أطلق سراح البنت وشف نصيبك ...
لم يرد إلا بصمت وهو يفتح أعلى زر في ثوبه ..يعي جيداً أنه وقع بالفخ الذي أدرجه لعمه ..وأصبح هو ملزم بحسم أمر مستقبله ...
××مليت .. من قل أهتمامك .. لين صار الوصل .. ماله طعم وياك ㅤㅤ أنا خلصت .. مْن الهوى والحين ماعاد ابي قربك .. ابي فرقااااك××
****
ماأن خرج فياض وبرفقته هجرس حتى أخبرته بلهجة حاسمة :أحمد لاتفكر تتنازل أو تقول ماني عارف السبب ...
أعطاه نظرة مستنكرة :أنتي جالسة تأمريني اللحين ...
كانت مازالت واقفة تدور من جانب لآخر :قصدي ماأنت مجبر تسمع كلامه ...ولاحتى كلام أي أحد ..لازم نشتكي عليهم ...
يهز رأسه بملل وهو يحاول الأعتدال بالجلوس قبل أن تقترب لتساعده ليجلس وهي ترفع الوسائد من خلفه :يصير خير ..وين جوالي ...عطيني جوالي بكلم أبوي..
أخرجت الهاتف الذي تحمله بحقيبتها وأتصل بوالده مباشرة
وأخبره بأختصار ماحدث ..
حين حضر والده الذي شاهدته من بعيد في المطار ويبدو أكثر شبه لراما منه ..
تجاوزت أحراج التعرف عليه سريعاً ..
كان هناك أمر مريب بينهما أحمد تحول فجأه لشخصية نزقة يطالب بألحاح على أخراجه من المستشفى ..وأنه لايستطيع تحمل ليلة كامله هنا ..
جلست تفكر أنه لم يستيقظ بهذا المزاج وتحوله بدأ بعد زيارة الطبيب الذي تحدث له قليلاً عن وضعه ولم يصدر منه مايوضح سبب تغير مزاجه ..
ولايمكن أن تكون الأبرة التي أخذها هي التي قلبت حاله ..فهو طبيب ويتعامل مع الأبر طوال الوقت هل سيلعب دور الطفل الجبان حين يكون هو المتلقي ..
غادر أبيه وهو يوصيها عليه .. مهما كان لم يعجبها الموقف ..لم يفكر أي أحد بموقفها وأنها عروس ..صحيح أنها متشبثة بالبقاء معه بالمستشفى ولكن لما يعتقد الجميع أن أمر مفترض !!
ولم يناقشها أحد بغير ذالك ...
حين رن هاتفها لتجد رقم فياض ردت بملل فهو سيسأل عن أمر التحقيق بالتأكيد :هلا ..وعليكم السلام ..
وحين سمعته يسألها أن كانت تريد العودة للمنزل إرادة أن تسأله هل فاق الآن :لا ببقى مع زوجي ..
ولم يماطل أنهى الأتصال مباشرة ...
آه ماهذة العائلة ألم يصدقوا التخلص منها !!!
طرقات على الباب قبل أن تخبرهم الممرضة أنهم جائوا من أجل التحقيق وأخيراً ...!!!
وكم كانت فخوره وأحمد يخبرهم بكل شيء ..
لقد كانت تشعر بالتشفي داخلهااا ..من جميع المعارضين ..
ماأن خرجوا حتى وردها أتصال من والدها وبدى القلق بصوته .. وكان يلح عليها أن تعود الليلة على الأقل للمنزل ..
ولكنها أصرت على موقفها تحدث قليلاً مع أحمد ولم يتطرقوا لأمر التحقيق أبداً ..
فلو كانت تعرف أبيها قليلاً فهو على النقيض من فياض بموقف كهذا لن يطالبهم بتهدئة الأمور ... بل بصراحة التامة ...
××مريت قلبك .. ما أظن " عاابر سبيل أنا من اللي " لا رحل ../ يترّك أثر××
****
أغلق الأتصال بوجه عابس .. الحمقى لقد أخبرهم أعملوا بطريقة نظيفة لاأصابات ..ولكنهم ذهبوا وأصابوا أبن عبدالله مباشرة ...
صالح بتوجس من عبوس أخيه الذي يخفي الكثير بالأونة الأخيرة :وش فيك !!!
مصلح يفرك ذقنة وينشغل بفنجان قهوته :مافيني شيء أشغال لي متعطلة ..
صالح :والله ماأنتي عاجبني هاليومين ...
هز فنجاله لمساعد الذي تظاهر أنه لم يلاحظه ..آه كم يتعبه هذا الشاب .. بصوت حاد لفيصل :صب قهوة الفنجان برد بيدي ..
تأفف ذاك وهو يرمي هاتفه ويصب القهوة مجبر لمصلح فالجميع مجبر على طاعته ليس محبة ولكن هو من يصرف عليهم ...
صالح :وش رايك باللي قلته ..
مصلح :وش بيكون رايي ماعاد حنا مناسبين عقاب بعد ماردى نسبه لكل من هب ودب يروح يطق باب غيرناااا ...
صالح يضرب كف بكف :وأنا قلت بناسبهم أنا أقولك شفلك صرفة مع أمي ...
مصلح بتملل:طيب طيب ليه مكبرين الموضوع ... هي تقدر تجوز أحد الحل والربط كله عندك ...لاقلت لااا محد مجوزها غصب عنك ...
صالح بضيق من الوضع الحرج بين أمه العنيدة والتي تتمسك برأي :أمي قلبها محروق على عيال بنتها
مصلح :اسمع لو هو من أنسابنا الباقين قلت يالله بس ولد عقاب لا خلصنا منهم ..
صالح بعدم أستحسان :والله اني ماني مرتاح لقلبتك هذي !!
مصلح :لاترتاح ماعاد في راحة دام عقاب عطى بنته لولد الصنهات وفضحنا بين الله وخلقه ..حنا نركض بالمحاكم بنسحب من هم نسبنا وهو يعطيهم بنته ويضيع كل تعبنا ...
صالح :يامصلح فكنا من عداوة عقاب ماحنا محصلين من وراها خير ترى والله ماهو واقف معك إلا أردى الصوارم ولاالطيبين دايم ورى عقاب ...
مصلح :عقاب وعقاب أنتم اللي نفختــــوه ولا وش فرقه عنااا كلنا عيال جد واحد ماشيخة غيركم ولاهو مثله مثل غيره ...
كان يحدق بأخيه بعدم أقتناع هل يصدق مايقوله حتى ...
هل أصبح عقاب بن نايف شخص عادي بين لحضة وضحاهاا ..
مصلح يجرهم لعداوة وحرب غير متكافئة ... حين كان العدو الصنهات الأقل نسب ومكانة كان الأمر سهل ويظهر قوتهم ...
لكن عقاب بن نايف عدو لايعتقد أحد بعقل راجح سيختاره مجابهته لأن الواقعة محسومة لعقــــاب قبل أن تبدأ ...
××المديح اللي علي الحق مايزعل كفو .. مايغيض الا الردي والردي دايم حقود والرجال اللي مع الموقف الكايد صفو .. جعل يفداهم هلا الهرج نقاض العهود××
****
بماأنها محاصرة داخل هذا المنزل قررت حضور الأجتماع المسائي الأعتيادي للنساء المنزل ..
وندمت حالما حطت عينها على الحضور ووجدت حسناء من ضمنهم .. والتي وقفت لسلام عليها وهي تتحمدلها بسلامة الوصول .. وسلامة أبو حاكم كما أردفت..
جلست بمشاعرها الغير متقبله للحسناء ولكل الظروف المحيطة بها..
حوار عام كانوا قد بدأوه قبل قدومها ..
وماأن فرغوا منه حتى وجهت حسناء اهتمامها لها : الا وشلون سيارتس اللي صقعتي فيها سياير أخواني ..
والله ذالك اليوم شلت همتس ماتوقعتس عليميه لهدرجه ..
كانت تضع قدم على أخرى لتجيبها بكل برود : نيتك بيضاء ياأم نايف أنا سيارات اخوانك عدلتها بطريقتي لأنها ماكنت مصفوفة عدل مثل كل حياتهم ..
أدارت عينيها بحركة تلقيائية لتجد الجميع يحدق فيها بعدم تصديق .. هكذا هم الناس يتقبلون كل مايصدر من شخصيات مثل حسناء أو ليلى لكن حين تتحدث مثل شخصيتها بالحق تبدو مخطئة للنخاع ..
وسرعان ماأخذهم الحديث بعيد عنها ..
لتسترخي شاكرة ياسمين على فنجان القهوة التي مدته لها ..
وليلى كانت تحدثها عن فاتن التي حضرت زفاف فياض وكم بدت مذهله .. ولم تتحفظ وهي تقول انها كثيره جداً على حامد أي زوج أختها السابق ..
ردت ببرود : حبيبتي هذا اسمه نصيب رزق مافيه احد كثير على اللي قدره الله له .. ولاكثير منا مايستحقون الحياة اللي يعيشونها ويستاهلون الأفضل بمنظورنا البشري ..
ردت عليها ليلى بثرثره معتاده لم تصلها بشكل واضح لأنها ركزت على رسالة وردتها منه يطالبها بحذف البوست الذي طرحته بأسمها الصريح أحمق مالفرق لقد أختفت آل التعريف فقط ..
لتغيضه توجهت لحسابها وأضافت اسمها بلقبها الجديد ...
لم تمضي بضع ثواني حتى سمعت صوته من خلف الباب بلكنته الثقيله يناديها ودخلت وريف عليهم لتخبرها : خاله جوزاء أبوي يناديك عشر مرات حتى صوته عوره هو هنا يبي يكلمك تعالي ولابنروح ونخليك ..
ولمظهرها أمام الآخرين خرجت له ..
تحركوا لخارج المنزل فلحقت بهم مجبرة حتى أن عبائتها غير مناسبه للخروج فهي ترتديها القصر فقط ..
بالسيارة كان حاكم قد صعد وتالا الصغيرة ..
مد يده لشنطتها ماأن صعدوا وأخذ هاتفها..
فتح هاتفها فهو يعرف باسورده كما يعرف اسمه .. كانت مركزة معه بما يفعل ليثبت لها مدى جهله بالتكنولوجيا والتطبيقات حين حذف التطبيق معتقداً انه هكذا ينهي الأمر..
آه ماهذة السذاجه ارجوك لاتجعلني اشفق عليك ..
عاد لهاتفه ليرى انها مازالت موجودة...
رمى عليها هاتفها : شيل ي للاسم..
بملل اخذت الهاتف وعدلت على بروفايلها..
كانت ستنزل ولكنه قد تحرك.
فرافقتهم مجبرة.. ماأن دخلوا قسم الألعاب بالمول الذي أحضرهم إليه حتى توجهت للقسم الكوفي وجلست فيه ..
متحمله الأصوات المزعجه للأطفال..
جلست وطلبت لنفسها مشروب لم تدقق بالأختيار فكل تفكيرها بالمسافه التي قطعتها مشياً على الأقدام وهل ستأثر عليها ..
حين وصل طلبها لاحظت دخول تالا تمسك بأعلى بنطالها.. وهو يقف يراقب الموقف من بعيد ..
يبدو أن الطفله دخلت الحمام للتو ولاتستطيع اغلاق الزر ولاتلومها فالقياس أصغر منها ..
أغلقته وعادت الطفله راكضه للخارج ...
يبدو أن هذا دورها القادم مربية الأطفال ...أم الخالة ستأتي لتكون العروس الجديدة !!! ..هل هذه خطتك بتال الأبله ...!!!
عادت لمشروبها الذي لم يعجبها ..
وسمعت أحاديث المتطفلات خلفها: يععع قلة ادب ..
: حتى بنتها مو فاضيه تدخلها الحمام..
:الدنيا صارت بالمقلوب هي جالسه تتقهوى وتتأفف لاتنكسر أظافرها عشان قفلت زرار بنتها والرجال يدخل البنت الحمام ويلعب عياله..
ضحكة ساخرة وتساؤل : وينهم هالرياجيل عنا ..
ارتشفت من مشروبها ودعت من أعماق قلبها أن يرزق تلك المتطفله رجل مثله ..
حطت عينها على الجهة الأخرى من الكوفي حيث صفوف ملابس الأطفال ..
توجهت لهناك كان المحل لملابس المواليد ...
جذبتها الألوان الوردية .. كانت دائماً حين تفكر بطفل الذي تحمله بأحشائها فكرت فيه بكونه صبي ..أكثر من كونها فتاة ..
ولكن هذه اللحضة حين حدقت بالألوان أختارت الوردي الزاهي على الأزرق ...
لاتعلم هل حقاً تعمقت بتأملها حتى مضى وقت يجعله يبحث عنها أم كان يراقبها ..حين وجدته خلفها وبيده يمسك أصغر بناته التي أصبحت مبهورة فجأه بفساتين الأطفال وتطالب بأحدها ...
جوزاء بررت وهي مضطرة للتسوق الآن فعلاً لتثبت حجتها :بنت خالتي جالها بنت عاد جالسة أفكر لها بهدية ...
هي لم تكذب أنجبت أحد بنات خالتها طفلة ولكن كان هذا قبل ست أشهر ..
كان تأخذ المقاس المناسب فسألها :كبير !!!
جوزاء :الملابس بمقاسات صغيرة ماتستفيد منه .. أجيب كبير مصيرها بتلبسه أحسن مايروح عليها عشان صغر عليها ...
آه كم أنتي منطقيه حين تريدين ...
خرجت بعد أن حاسب على مشترياتها ...وتالا مازالت تطالب بالفستان ..
سارت معهم قليلاً كان يبحث عن محل يبتاع لتالا منه الفتسان المطلوب ...
وهي شعرت بالوجع أسفل ظهرها ...تشعر أن العرق يتصبب من جبينها ومؤخرة عنقها ...لم تصدق حين أبتاع لها فستان وقد أخذوا الكثير بهذة المرحلة ..كانت قد فقدت فيها كل تجلدها أمسكت بذراعه بشكل مفاجيء وهي تخبره :خلاص ماأقدر أمشي أحس بطيح ...
نظر إليها بدهشة وكأنه تمازحه ولكن أستشف صدقها من نظرة عينها التي لم تعد ترى سواه أما بقية الأرض فهي تدور فيها .. قادها لأحد المقاعد وتركها هناك لم تعلم كم مضى عليها لكن الغثيان كان يتزايد معها والطفله جوارها تحدثها ولم تفهم ماتحدثه ...صوت بقية أبنائة وشعرت به يحركها ليجلس على عربة متحركة يبدو أنه أحضرها من أمن المــول فسمعت حديثهم أن كان يحتاج طلب الأسعاف ...
كانت تشعر أنها بعيدة ثم تعود وتشعر بمن حولها ...
بدأت ترتجف وأصبحت الجو بارد فجأه عليها ...
حين شعرت بلحاف يوضع عليها علمت أنها أخيراً قد وصلت المستشفى ..
فتحت عينيها على من تسألها :كيفك جوزاء بايش حاسه ؟؟؟
بحثت عنه بعينيها .. تعي جداً أنها على بعد بسيط من كشف سرها ومازالت متشبثه بأخفائه همست بحل أخير يشبه مايجري بالدرامات :دكتورة أنا حامل .. زوجي مايبغاني أحمل .. عشان عنده عيال من زوجته الأولى ..ماأبغاه يدري ...
لاتعلم هل فهمت ماقالت ... هل أوصلت الموقف بطريقة واضحة ..
لاحقاً كانت تجري لها سونار وسمعتها تخبرها :شكلك أنتي ياجوزاء اللي ماتبغي هالجنين ..
لم تكن بحال جيد لتسأل ماتعنيه ...
يبدو أنها بغرفة التنويم .. فالمكان هاديء وهي تشعر بالراحة أخيراً .. نامت كثيراً ...
دخلت عليها الممرضة أبتسمت بوجهها تأكدت من علاماتها الحيوية وخرجت ... مضت بضع دقائق قبل أن تدخل عليها الطبيبة :صح النوم ياجوزاء ... فاكرة اللي قلتيه لي بغرفة الكشف ...ماخبرت زوجك عن شيء ... بس وضعك سيء ياجوزاء .. عطيتك مثبتات ولازمك راحة تامة ..المفروض شهر قدام ماتتحركين من السرير .. ماتبذلين أي مجهود ومايكون هناك أي علاقة زوجية ...أكلك لازم تركزين عليه تقدرين تتبعين هالتعليمات ..
هزت رأسها موافقة وأستمعت للمزيد من التعليمات ..
قبل أن تحدق الطبيبة بساعة يدها :تأخرت ساعة على موعد خروجي بأنتظار تصحين ياجوزاء ... أتمنى أنك تحافظين على هذا الجنين ..
خرجت مودعة برسمية .. وبقيت هي تفكر بما كانت تقوله ..
هل حقاً أطاعتها حقاً ..لقد كانتا غريبتان لم تعرفها إلا للحضات ..لما فكرت أنه من الصحيح كتم الخبر عن زوجها ..
لما تتأخر ساعة بعد يوم عمل طويل لتوصل لها هذه الرسالة ..
أليس هذا دافع لها لتتشبث فعلاً وتبدأ التصرف بعقلانية بموضوع حملها ... الذي لم يصبح سر فهناك من يشاركها فيه ...الطبيبة التي لاتعرفها سوى أنها المسعفة في طواريء النساء هذا اليوم ...
بكل صراحة توقعت أن تقضي هذه الليلة براحة دون أن تراه ..
وبنفس الوقت كانت ستلومه على تركها خلفه بالمستشفى ..
فكان أمر عودته لأجلها بالتأكيد أفضل من تركها خلفه كالعادة ...
وضع لها سلة حملت حافظات طعام يبدو أنه أحضر من المنزل ...
حاولت أن تمنعه من القبلة التي أراد أن يطبعها على جبينها
وحين صدت ثبت فكها بقوة وطبعها على خدها بطريقة قاسية ...
قبل أن يجلس وهو يبتسم بعصبية ..
لم تستطيع كبح جملتها :كل شيء بالغصب حتى السلام ماأبغى سلامك ..!!
لم يرد عليها ..كان قد كتب لها بمفكرته عن مشاعره وأحاسيسه تجاه هذا الموقف ... ولكن ترى تلك الورقة في جيبه ولم يخرجها ..
ماذا لو سألها عن حالها وأخبرها أن مات قلقلاً من الموقف الذي وضعته فيه حين قررت فقد وعيها بشكل مفاجيء خلال أسبوع واحد سقطت مرتين ..
المرة الأولى تفهم الموقف ...لكن هذا اليوم كان الأمر مقلق جداً رغم أن الطبيبة فسرت الأمر بلخبطة بهرموناتها تسبب لها بنزيف أثناء عادتها الشهرية ولأنها مصابة بفقر الدم زاد الأمر سوءً ...فقدانها الوعي بسبب فقر الدم ...هذا التوضيح الذي أوصلته له ...لم يكن قادر على النقاش أكثر لأنها بدت على عجلة من أمرها وهو يحتاج للكتابة لتواصل معها ...
فأنتهى الأمر عند هذه النقطة ..
أكثر مايزعجه أنه دفعها للخروج معه رغم أرهاقها أي هو ماتسبب عليها بكل هذا الموقف ...
تنهد وهو يسترخي برأسه على ظهر المقعد ...
كانت غير قادره على تجاهله فهي تنظر له للحضة قبل أن تشتت نظراتها بالأرجاء ..
هذه المرة كانت نظرته متأمله بطريقة سيئة لاتعجبها ...صدت عنها وحركت ذراعها بطريقة فجة ..لتصرخ من الألم حين تحركت أبرة المغذي داخل يدها ...
أخبرها بهدوء :كلي !!!
أجل بالتأكيد الطعام أفضل من التفكير فيك ...
فتحت السلة وبدأت بسكب الطعام لنفسها ..
وماأن رفعت الملعقه لفمها ..
سمعت صوته :وأنا !!!
رفعت عينها له بتكشيرة ...
ليرد بأبتسامة مزعجة وهو يسحب الطبق البلاستيكي الذي سكبت لنفسها فيه ويشاركها الأكل منه ..
كانت ستتركه بأكمله له ولكن توقفت عن التصرف بطفولية ..ولن تساعدة بالوصول لغايته وهي مضايقتها ..
هذه كانت نيتها لكن بعد فترة بسيطة توقفت عن التصنع هي غير قادرة على التظاهر بطبيعتها ...
أستلقت على وسادتها :بتال لو سمحت ماني قادرة أتحملك ..
ممكن تطلع ..!!!
لم تتوقع أن تخرج جملتها بهذة الوقاحة ... فقد رأت المفاجئة والأنزعاج على محياه ..
ولكن لم تهتم وهي تكمل :صبر وصمت وتحمل فوق طاقتي ماعاد أقدر ..نلعب على بعض حنااا ... ياأخي خلك صريح مع نفسك .. ماتحسن نفسك منافق .. بتصرفاتك هذي أنا أكرهك ماأقدر أتحمل وجودك ..فلوكان عندك ذرة أحساس أتركني في حـالي ...
ولم تحتاج شرح مشاعرها أكثر فقد ترك جوارها ورقة وخرج بوجه عاصف بالمشاعر ..
حسناً لينفجر بمشاعره وكأن الوحيد الذي يحس في هذه الدنيا ...
ألتقط الورقة بملل لتجد عبارته الممله (لو أحتجي شيء أتصلي في )..
ولم تحتاجه ولكنه اليوم الثاني كان حاضر ليسجل خروجها ويعيدها حتى جناحها ويفترقا من جديد بصمت ...
رغم أنها أخبرته طوال الطريق أنها تريد العودة لوالدتهااا
ولكن تظاهر بأنه لايسمع ..
××خلنا ندوّر للمواصل .. سبايب ! مافيه داعي نقضي العمر بفراق ً مشتاق نرجع مثل أوّل .. حبايب حرام نتفارق.. وانا وانت نشتاق××
****
عاد من المستشفى مرهق جسدياً ونفسياً من تصرفاتها ..
كان يسترخي بالسرير حين لاحظ وجود الأكياس على
الجانب الآخر حيث المقعد : وريف ..
التفتت إليه : هاتيه .. وأشار على الكيس ..
توقفت عن لعبها وهي من حولت الغرفه لساحة ألعاب
من كثرة الألعاب التي جلبتها من غرفتها ..
جلست على طرف السرير تتأمل فستان الطفله معه قبل
أن تقول : جدة فهده جلست تصارخ يوم شافته تقول وش هذا وش هذا !!!!
كان تحاكي لهجة فهدة وحركة يديها: أعوذ بالله أعوذبالله ...
بس تالا قالت هذا فستان النونو حق الناس اللي يقربون لخاله جوزاء ...
قبل أن تضحك بذكاء : جده تحسب خاله جوزاء عندها نونو ...
توقفت عن الحديث وأخذت تقفز على السرير : نونو نونو نونو ..
بتال بأنزعاج : اجلسي ..
تأففت وهي تستلقي قربه : متى نرتب ملابس ماما ..
بتال بحزم : بكره .. نامي ..
أعاد فستان الطفله للكيس ووضعه على الطاولة جواره غداً سيعيده لجناحها ..
تضايق من موقف والدته المفضوح حتى للأطفال ..
***
صيحة ثم ضحكه هسترية هو أسلوب تعبيرها عن التفاجيء كما عرفها ..
سألها وهو يزيح نظارته بأرهاق من العمل الطويل على المحمول :وش فيك ..
يارا التي كانت مذهوله مماقرأته للتو ..ترفع عينها ليوسف المتسائلة ..وتحت تأثير الدهشة والفرح :فيه موقف حصل يعني لو بعد ألف سنه ماتخيلته ممكن يصير ...
يوسف بشك :وش هو عسى خير ..!!
يارا عادت تقهقه تحت تأثير السعادة اللحضية :ياربي ماأدري ينفع أقولك ..بس خلاص تعودت أقولك كل شيء ...شفت الرواية اللي اتابعها ومرا عاجبتني طلعت أعرف من اللي تكتبها يعني بالواقع ..بس ماأقدر أقولك مين أحس خطأ ...
يوسف وموضوع الرواية برمته لم يعجبه وكيف لها أن تعرف الكاتبة فالأمر أصبح أكثر أزعاج :وكيف عرفتيها ....
يارا :حطت اسمها الحقيقي بس بعدين شالته ..ياءالله كيف أنا غبيه يعني دايم بس أتكلم معها أحس كلامها مألوف وأقول مين أعرف يتكلم كذا ...
ضحكت بجنون :صدق أني غبيه كان واضح مره .. حتى شخصيتها بالواقع تشبه البطلة بروايتهااا ..كان يبغى لي تركيز ولقبها يعني هبلا من جد .. ال التعريف بس مضافة لأسمها الحقيقي يعني كان المفروض صايدتها من زمان ...
كان يحدق بفرحتها التي لايفهمها .. ولكن ابتسم لسعادتها وعاد لعمله ..
وهي أخذها التفكير لليلى هل عرفت هي أيضاً ...
هي بالتأكيد لن تخبرها فلو لم تعلم بنفسها ..
فمعرفة لليلى للموضوع قد يفشيه للجميع وهذا ليس من مصلحة جوزاء ...وبالتأكيد سيجر عليه المزيد من المشاكل
وربما لاتستطيع أكمال الرواية وهي تتشوق للقراءة النهاية ...
↚
كان يوم طويل جداً ومرهق ولكن خرجوا بالنتيجة المرجوة منه كلما قرر بأن تكون المرة الأخيرة الذي يتدخل فيها بشئون الآخرين يجد مستفزع به ترك كل من حوله واختاره لمساعدته فكيف يتخلى ولو بذل مجهود بسيط لأستطاع مساعدته رقمه أصبح كل من في الرياض يعرفه وخصوصاً من النساء ...
اليوم انتهت قضية عضل الفتاة ولم تصل للمحكمة..
لأنه طلب من والده أن يصطحب قريب الفتاة الذي يرفضه والدها لا لشيء إلا خلاف سابق مع والد هذا الشاب ..ويطلبها منه وقد رافقهما لم يكن ليعلم اي احد انه الوسيط الحقيقي ولاحتى والده فهو يعتقد انه من تواصل معه الشاب نفسه .. وهو في الحقيقة من تواصل مع الشاب وسأله عن جديته اتجاه الفتاة وان احد قريباتها تواصلت مع والدته فاستبشر الشاب
وأرتاح هو ان الرغبه من الطرفين ..
لم يخرجوا من منزل والد الفتاة الا بعد تحديد موعد عقد القران وهم مدعون إليه ..
سمع صوتها يسأله بشك : ايش فيك مبسوط؟؟؟؟
القى عليها نظره مرهقه تبدو بغاية النشاط لبدأ جدال جديد : خزامة ماني فايق لك حلي هالساعه عن وجهي ...
كان متكتفه وتهز قدمها وقد سمعت من شعاع انهم ذهبوا في خطبة: تخطبوا لمين رحتو ..؟؟؟
فياض وهو يرمي ثوبه لسلة الملابس المتسخة ولكنه يخطأ الهدف : لجدي ..
خزام : ايوه تمسخر كالعاده ..
تجاهلها وهو يستلقي على السرير .. لايشعر برغبه بالجدال ولا أطالة للحديث ..
وياللعجب حين رأت تصرفه انسحبت هيا لأريكتها..
يتعبه هذا الخصام حتى لوكابر وتظاهر بغير ذالك ..
وماحدث قبل ليلتين لايفارق ذهنه ..
يشعر أنه يقتات على أوجاعها..
لاشيء مريح بهذه العلاقه .. كلاهما يعاني ..
يعلم ان الحل بيده ولكن شيء يكبله ويمنعه أن يبدأ بهذا الصلح ..
وكأنه يتنازل لها ..
على الطرف الآخر كانت تلوك أبهامها .. بدى متباعداً غير قابل للحديث فانسحبت .. لكنها لاتستطيع تجاوز نقطه علاقاته بالنساء.. مازالت رسائلهن تدور بذهنها.. هل هذا كان المدخل لزواجاته السابقه بالسر تأتي أحداهن شاكية ثم توقعه بحبائلها..
كل المواضيع الشائكة بينهما بكفة وهذا بأخرى .. هي لن تستطيع أحتمال هذا النوع من التباسط مع النساء .. وليست مجبرة عليه .. فمن الأساس هذا ليس مجال عمله .. جميعها أمور تطوعيه ..
وغفت تحت هذه الأفكار ..
ناداها من مكانه : خزام ..خزامى لاتطنشين ولكن لم ترد ..
أقترب ليواجها فوجدها نائمه على حالها ذالك مستنده على ظهر الأريكة وإصبعها بفمها وكانها مازالت تفكر..
وكأن الأمر بهذه السهولة اليوم هنا وغداً هناك ..حين ينساها تعود فيتكيف على قربها لتغير رأيها وتبتعد من جديد ...
ليس هو من يتم التلاعب فيه .. حملها ليضعها على السرير..
××إيه انا محتاجك بـ لحظة عناق كثر ما صدري من غيابك شكا ً البكا ، آخر حدود الاشتياق والله إني اشتقت لك لين البكا××
***
يومين وهاتفه مغلق وقد تعودت منه حين ينخرط في مهمة يغلق معها هاتفه يبلغها قبل ذالك ولكن هذه المره أغلق هاتفه بشكل متواصل بلامقدمات ...
قلقها أخذ يتصاعد حتى لم يزر النوم عينها لليلة الثانية على التالي ..
أنقلبت جدتها بفراشها وهي تستغفر فتوقفت هي عن الحركة..
يبدو أن حركتها الكثيرة وتقلباتها لأستجداء النوم أزعجت منام جدتها ..
حاولت أن تلتزم جانب معين وتبقى على حالها ذالك ...
خطفها النوم بلامقدمات ...
لتستيقظ هلعه وهي تردد :أدفنووووه ...آآآه ياويلي قلبي دفنووووه ...دفنوه بلاكفن ولاصلاة ...اللي مايخافون الله أدفنوه ...
أستيقظت جدتها بهلع على صوت صراخها ...
أخذت تنادي أسمها ولكن لم تجد منها أجابه فهي تحت تأثير الفزع مما رأت ...لاتعي مايجري حولها ومنامها يتكرر في مخيلتهاا المرة تلو الأخرى ولم تخرج منها إلا بجملة يتيمة :راح العوض راح خلف أهلي وجداني ...أدفنوه شرق بلا غسل ولا صلاة ..
××كل دارن تضمك ليتها صدري
وكل عينٍ تشوفك ليتها عيني !××
***
ندم حين أستيقظ لاحقاً على فعلته..وحتى لاتعتقد أنه قد سامحها فبادرها بالهجوم ماأن استيقظت : انتي كيف نايمه ..؟
خزام المستيقظة بمزاج غير صافي اتجاهه بسبب الأفكار التي نامت عليها : ايش يعني ماتبغى تنام عندي مو مجبور أنا حتى في بيت اهلي كان عندي سرير ترى بقول لعمي عقاب انك تنيمني عالكنبه..
حسن هذا ماكان يريده ان تعتقد هي من جائت لسرير .. متجاوزاً تهديدها الطفولي : كلمه من اللي صير بينا تطلع من هالغرفه لاتلومين غير نفسك..
بعدين افهمي السؤال قبل لاتحدين سكاكينك انا قصدي تقلبين كثير وماخليتيني انام ..
خزام تتكتف له : نائم مرفوع عنه القلم وانت تحاسب على حركاته اللا أرادية .. سبحان الله غاوي مشاكل..
دخلت للحمام لتخرج مستحمة .. لتجدة مازال بفراشه وقد اشعل سيجارته .. عاد لتصرفات المستفزه..
أزالت الفوطة عن شعرها .. اخذت تمشطه ثم فتحت مبخرتها الكهربائية لتدخنه بالعود..
أقترب منها بعد ان فرغت من أمر شعرها .. وبدأت تضع مستحضرات بشرتها ..
سحب نفس من قرب شعرها قبل أن يقول متهكماً : الشعر مبخر الجسم معطر ولا مريتي بمكان كأنه محل عطور ماقالت لتس امتس انه حرام الرياجيل الاجانب يشمون طيبتس.
خزام التي أقتنصت الفرصة لتقلب الأمور عليه حسب وجهة نظرها : لا قالوا بالمدرسه وكمان قالوا انه الدخان حرام وان النساء المفروض مايحتكوا في الرجال الاجانب وانهم فتنه ..
حرك يده بأستهزاء لأنه لم يفهم مقصدها الأخير: تحفظين بس ماتعرفين تطبقين ...
خزام بملل: انتا من جدك مفكر احد يقدر يشم ريحة البخور في شعري !!!
فياض بحدة : أجل ليه حاطته...
خزام وهي ترفع عينها بعينه : مثلك ولاتقول انا رجال .!!! .. رجال حط بخور عطر ..
بس الطيب اللي تحطه هنا ليه وأشارة على عوارضه : الشعر مايكون هنا رمادي إلا من الطيب...
فياض يحرك أصبعيه السبابة والأبهام على خديه وكأنه يبحث عن ماتقول : أنتي خبله تقارنين نفستس في...
وسحبها من ذراعها بشكل مفاجئ لتقف ويسلم عليها خداً لخد : فهمتي ليه أحط طيب هنا ..
حدثت فيه لثواني قبل أن تعود لتجلس وهي ترد بحديث ظاهرة البراء وباطنه أثارة غيرته : وأنا كمان الناس تبوسوني ولا مفكر بس أنت ..
وبعضهم يبوسوني يمكن عشر مرات .. تبغاهم يلاقوا ريحتي خايسه ...
ظل يحدق فيها بعدم تصديق .. وكل تفكيره لما تدعين أحدهم يقبلك عشر مرات يامعتوهة..
تظاهر بعدم الأهتمام قبل أن يخبرها بكل برود وهو يحمل فوطته ليدخل الحمام : نصيحة لاتخلين أحد يطول معتس بالسلام يعني حبه ثنتين .. لأن فيه أمراض تنتشر من هالسلامات وكل ماطول السلام زادت فرصه العدوى..
××تسأل عيوني يا غلاُهـا عن الذوق ما يكفي أنها سآهمت بإختيآرك وتسأل خفوقي كيف ما هزّه الشوق و يا طول ليلٍ ما يعآنق نهارك××
***
يجلس بسيارة والده الذي أستعارها ليوصل عمته وبناتها للدمام ..بطلب من والدهم ...
حين صعدت عمته أخيراً لتجلس جواره اخبرها :ماعليش ياعمه ترى ماجلست هنا تكبر بس يدي محروقة ماأقدر أشيل معكم العفش ...
سمع ضحكة مستنكرة من الخلف : الله من أي عجاجة ذا طالع ...وش عفشه !!!!
ألن تصمتي المتهكمة علي تباً بالتأكيد تشاركينها النكتة بداخلك ..
سأل وهو يحرك السيارة :مسك كيف الجو عندتس يجيتس براد ..
مسك بحماس :ايه براد مثل الثلاجة ... هجرس هذي خلاص سيارتك ...
هجرس :ايه وكانتس تبينها واصله ..!!!
كان الصمت يمضي بهم حتى سألته عمته :ايه ياهجرس وين راحت فيك الهواجيس شغل لنا شيء يقطع علينا الوقت دام أصيل صاحي ...
سمع صوت متظاهر بالبكاء :يمة يرحم أمك بيشغل كسرات فكيناا ...
لقد بدى يصل الأمر لحد التنمر ألن تصمتيهااا ..
هجرس :أبشري ياعمة وش جوتس تبغين أشغل نانسي ولا أليسا ...
مروى من الخلف :تخلف قسم تخلف ...!!!
فاطمة :لا وين فكنا من الأغاني عطنا قصايد ولاشيء حلو ...ولاسولف من زمان عن سوالفك ... عطنا سالفة صفقت فيها خمس طعش ...
هذه المره الضحك فيها كان جماعي .. أهم حتى أنتي ياعمتي الحبيبة تتهكمين علي ...أعتقد أني قد وضعت بفخ هذه المرة ...
هجرس :لا ابشرتس ماعاد أصفق خمس طعش أنا أمشي بالسليم .. وأذا احتجت أصفق أحد أستأجرلي ربع يصفقونه وكلاً بحقه ..
كان أو التوقفات بطلب من والدتها لأن أصيل بحاجة لتغيير ..
نزلوا جميعاً بأحد حمامات المحطات وكان قد بقى فترة بسيطة على صلاة المغرب فبقوا بأنتظارها ...
حين خرجوا هي ومروى برفقة ألماسه أول الخارجين ..
بحثت بعينيها عنه .. كان يجلس على مقدمة سيارته ويتحدث مع أحد عمال المحطة وكأنه رفيقه ..
صعدوا لسيارة وبقى هو بالخارج بأنتظار والدتها ...
لتخبرها مروى :بقولك شيء ... شفتي البنات اللي كانوا واقفين ينتظرون ...ترى ماينتظرون ..
ياسمين التي تعرف إلى أين سيصل الموضوع :طيب وش أسوي لهم ...
مروى كان الأمر جديد عليها ومريب جداً حين لاحظت أنهم يصوروه كانت ستتدخل للحضة ولكن أوقفت نفسها باللحضة الأخيرة : تدرين أنهم أخذوا رقم السارة واااو ...الصدق لو أحد قالي ماراح أصدق بس بكل صراحة الدنيا خربت ..
أنتهى الموضوع بصعود والدتها برفقة أصيل ومسك للسيارة ..
وسرعان ماصعد هو أيضاً ...
والذي لن تستطيع قوله بدأته والدتها :هجرس ماهو من جدك وش اللي تسولف فيه مع الهندي ..
هجرس :عندنا أمور مشتركة ..وذكرني بخوي لي ...
فاطمة بعدم أستحسان :خويك يشبه الهندي !!
هجرس بقهقه :لأنه هندي هو بعد ...
بقت صامته وتجاهلت مروى التي تطلب منها الدخول للعب معها ..
طالبته فاطمة بتوقف جديد قبل الدمام بقليل ..
كان يتوجه للمحطة حين لاحظوا جميعاً أمر مريب يحدث فيها ...
فاطمة بهلع :هجرس رجعنااا فيه سيارة تحترق ...
وحين لاحظت تقدمه :هجرس تكفى وأنا عمتك بلا خبال خلنا نكمل طريقنا ماهو وقت تفرج الله يكيفينا الشر ...
أوقف السيارة على بعد كافي من المحطة ونزل وتركهم لوحدهم ..
أحتاجوا ثواني ليفهموا أنه تركهم لوحدهم بمثل هذا الخطر ...
مروى بصدمه:يمه ألحقي هج وخلاناااا ...
فاطمة التي تراقب توجهه للمحطة غير مصدقة نزلت لتصيح بأسمه :هجرس هجرررررررس ...
ثم صاحت ببناتهاااا :أنزلوا خلونا نبعد من هناااا ...لو أنفجرت المحطة بتحرقنا معهاااا ...
وفعلاً نزلت الفتيات وأبتعدوا قدر أمكانهم ...
ومازالت السيارة المحترقة تشتعل ...
كان تسير وتلتفت بين لحضة وأخرى للخلف ...
لايمكنها أن تتفهم تصرفه المتهور غير أن حماقته لانهاية لها
هل فضوله كبيرلدرجة أن يتوجه للخطر بنفسه فقط ليشاهد مايجري ...وربما يصور لتوثيق اللحضة ..
من جهته كان توجهه للحريق أمر بديهي ...فسيارة محترقة تعني أن هناك شخص محاصر داخلها أول مافكر فيه أن يسارع للأخراجه ..
ولكن حين أقترب بدأت الفكرة تكبر فليس المشكلة بمن داخلها فقط ...بل للجميع الأشخاص في المحطة ...
والعمالة يحاولون أطفأ الحريق ... وطفايات الحريق التي يحملونها لم تكن كافية ...
لم يكن هناك شخص محاصر كما تخيل داخل السيارة ..وهذا يبرز لذهنه كارثة أخرى ...لكن مفتاح السيارة بالمقود لايجد له إلا صدى واحد في عقله ..ولم يحتج الأمر للكثير من التفكير ...
فعلى الطرف الآخر عشرات السيارة مليئة بالأطفال والنساء
والمسجد ومحلات البيع والكثير من الأبرياء سينسفون خلال ثواني إذا انفجرت المحطة البترولية ....
ركب السيارة على عجل وقد كانت النيران تلسعه وحين قادها تحت تحذيرات الكثيرين المعتقدين أنه صاحبهاااا ...
وبعد ذالك لم يعد يستطيع الرؤية من دخان الحريق كان قد عرف قبل أن يصعدها الطريق الذي من المفترض أن يتوجه إليه ليتركها هناك وقدر المسافة بثلاثة دقائق ولكنه أضاف دقيقة على سبيل الحذر ...وقفز منهااااا حين تمت الدقيقة الخامسة ...
ركض مبتعداً لتصل شظايا من أنفجارهااا وبقى ساقطاً على ظهره يحاول أن يستنشق المزيد من الهواء النظيف ...
حين أطلت عليه ثلاث وجيه لايعرفها :أنت بخير ياولد ... جاك شيء ...وأخر يسحبه ليجلسه ويتفحصه :لاا طيب ماشاءالله ..بس شعرك من هناك محترق ...
لم يكن يمتلك التركيز فيبدو أنه أستنشق الكثير من الأدخنة المضرة ...
أخبره أحدهم معتذر ويبدو مصدوم مثله :هذي سيارتي تركتهم يعبونها بنزين ونزلت لتموينات أخذ أغراض يوم طلعت شفتك رايح فيها وهي تحترق ...حسبي الله على من كان السبب ...
شخص ثالث يهدأهم :الحمدلله مرت سليمة محد تضرر ...الله يعوضك خير ..والله يجزاه خير كان بيروح فيهااا بس الله سلمه ...
سأله من كان يتفحصه طوال الوقت :ياولد تكلم أنا ممرض بشوف أنت واعي ولا تضررت ...
حينها تدارك نفسه ومن ترك خلفه :آآه لاا أنا طيب ماأحس بشيء بس دايخ شوي .. بروح لسيارتي فيها اهلي ...!!
الممرض :لاوين لازم نطلب الأسعاف وضعك ماهو طبيعي ...
وتحت أصراره أوصله الممرض بسيارته لحيث أوقف سيارة والده ...
ليراهم يقفون قربها ...
بادرته عمته موبخه :الله يهديك ياهجرس ... هذا اللي حصلته شف ملابسك محرقه والدخاخين مغطيتك ..
صعدوا لسيارة وعاد إليه الممرض ليخبره أنه سيسير خلفه حتى يصل وجهته ...لأنه يخشى أن يكون خطر على نفسه وعلى من معه بالسيارة وعلى الآخريين بالطريق وهذا ماحصل ...
كان يشعر بلسعات حروق متفرقة بوجهه وكفيه ..وصداع يفتك برأسه ... ورائحة سيئة تزكم أنفه ...
وعمته تحاضره طويلاً على تصرفه المتهور ...
لايعلم هل أصبح حضه سيء بالأونة الأخيرة أكثر من المعتاد .. فقد أصبح يواجه الكثير من الحوادث أم هذه هي طبيعته الجاذبه للكوارث حتى النادرة منها ...
××علمتنا المواقف والأمور الثقال للسوالف وجيه ، وللشدايد وجيه .××
***
حين خرج لاحقاً ملتف بفوطته وجد هاتفه بيدها هي سارعت بألقائه حين رأت نظرته المخيفه ..
أخبرها بعصبيه : مررتها لتس مره أشوف يدتس طالت على جوالي .خليها بعيده عن كان تبغينها سليمه ..
خزام بشجاعة زائفة وإلا هي ترتعد من خروجه المفاجيء وأمساكه بها متلبسه: ليه عندك حاجة مخبيها..
فياض بذهول وفقدان اعصاب : وليه خايف منتس عشان اخبي لو بسوي شي سويته قدام عينتس وشكلها قريبه .. هذي أسرار ناس مالتس حق تقرينها ..
خزام بنرفزة : وليه يعلموك بأسرارهم مالقوا غيرك ...
فياض كان سيشرح للحضة ولكن نرجسيته تمنعه من محاولة شرح نفسه أمامها : مالتس شغل وإذا خايفه اخذ حريم بخذهن قدام عينتس ..
كان الموقف تحدي بالنظرات ..ولتراكمات سابقة وآخرها ليلة أمس أنهارت بطريقة فاجئته ولم يفهم المغزى منها فقد حدث أسوأ من هذا بينهما وكانت متماسكة ...
بكل مرة يتحدث عن هذا الموضوع يجرحها بطريقة لايعيها سوى قلبها لقد تحملت كثيراً أي شيء منه ولكن تكرار أمر الزواج من أخرى وكأنه أمر مسلم فيه لم تعد تحتمله فهو يضغط على أعصابها بطريقة سيئة كانت تغلق أذنيها : خلاص بس بس دمرتني كفايه تكرهني فيك...
لم يعجبه تحول الموقف وبنفس الوقت يزعجه أن يخرج صوتها ويفهم أهله مايجري بينهما : صوتس لايعلى ماني ناقص فضايح يحطون علي اني ضاربتس مادروا عن بلاويتس..
خزام وانهيارها يزداد: حرام عليك خلاص بس ماصارت غلطة ومسكتها علي كذا حتى الحريم اللي يخونوا سامحهم أزواجهم وانت تعاقبني عشان الناس ...
كانت قد أفترشت الأرض لم تعد تسيطر على أعصابها التي تلفت من معاملته لها تشعر ان قلبها يتحطم كل مرة يعاملها بهذة الطريقه لم تعتاد هذا النوع من التجاهل والأحتقار والقسوة كانت تردد : حرام عليك والله حرام ..
أنحنى ليخبرها بجملته الاخيرة : اللي تخون زوجها يذبحها قبل لايسامحها .. واللي يقولتس غير هالكلام كذاااب ..
وصد عنها متوجهاً لدولاب ملابسه ليرتديها ..
سمع همهماتها الأخيرة بـ:الله ينتقم منك ...ياظالم الله ينتقم منك ... يارب ينحرق قلبك مثل ماتحرق قلبي كل مرة ...
أعتصر قلبه للحضه ليس لأنها دعت عليه ولكن لأنه شعر أنها أستحق هذه الدعوة .. خصوصاً أنه قرنتها بحرقة القلب ...
فر من الغرفه ومن القصر بأكمله ولكن مازال نشيجها وصوت بكائها يطارده..
قابل أصدقائه تسامر معهم فعل الكثير من المبهجات ليروح عن نفسه ..
ولكن صورتين لها لاتفارق خياله ضحكتها في شهر العسل وانهيارها هذا الصباح ..
حينها علم أنه لامفر منها فعاد تلك الليلة مثقل بمشاعره تلكأ بفتح الباب .. حين دخل كانت نائمة عرف ذالك من التكيف المفتوح والأضائة المغلقه وتبين محل نومها على الأريكة ..
لقد تقهقرت أين من كانت صباحاً تتمسك بحقها بالسرير ..
لم يستطيع أن يتجاوزها ولا يلقي عليها نظرة .. فتح فقط شاشة هاتفه لتضيء ويتبين ملامحها ..
جلس يتأملها لفتره .. هل بكيتي كثيراً ..
بالمقابل كنت هناك اقهقه ولو فتح احدهم عن قلبي لوجده يحترق ..
لاراحة لي بوجود دموعك ..
نامي ودعيني لسهر صدقيني لو نمت هذه الليلة لفقدتيني لأن قلبي سيتوقف نبضه من شدة الكمد..
وفعلاً بقى على حاله ذاك في الظلام ساهراً الليل بأكمله لامجال للنوم مع وجع قلبه ..
رآها حين استيقظت بعد الفجر بقليل فهي لم تكن تصلي على مايعتقد .. ارتطمت في طريقها للحمام بأحد الفازات وسمع تمتمتها بضيق .. ونعت حظها بالسيء .. عادت للنوم وبقى هو على حاله ..
وطال به الأمد كان قبل الظهيره بقليل حين رضي النوم عنه وسرقه لعالمه قبل أن يستيقظ لاحقاً بفزع على صوت طرقات شديدة على باب الغرفه ..
كان ترتدي ثياب الصلاة لتفتح الباب ولكنه نهرها فهو غير مرتاح لطارق ..
حين خرج أمس وتركها خلفه ..بكت طويلاً حتى شعرت أنها لن تمتلك المزيد من الدموع أو المشاعر له ..
فتحت حقيبته لتلم حاجياتها وتغادر المكان ..
وبدأت بتخيل عودتها للملحق والمزيد من المشاكل ..
ولكن أكثر ماجعلها تختنق بدموعها التي أعتقدت للتو أنها تخلصت منها ... تخيل أنه لايسعى خلفهاا ..
أن تبقى هناك للأبد ..
وتأتي أخرى لتحتل مكانها كما هددها قبل قليل ..
وتشاهد هي سعادته من بعيد ...
حملت هاتفها تريد أن تتحدث مع أي شخص ...
لتشاركه ألمها ..
بدأت أولاً بتجربة الأمر مع والدتها ...فأخذت تسبه طويلاً وتدعي عليه .. ووالدتها لاترد إلا يابنتي لاتدعي بكرة تندمين لو حصل له حاجة ..
لم تشفي غليلها أبداً ..
اتصلت براما فهي ربما تكون صديقتها الوحيدة ..وفضحت لها كل حياتها ..حتى حديث ليلى عنها وأنها ستخطبها كضره لها ذكرته ...
حسناً راما كانت مناسبه للفضفة.. لأنها شاركتها بالسب والشتم فيه وبعائلته وكانت تشهق كل ماذكرت لها موقف جديد وتخبرها كم هي صابرة على هذه الحياة السيئة ...
هدأت قليلاً بعد حديثها مع راما وصدمت حين أخبرتها أن أخيها زوج أسماء قد تعرض لطلق ناري ..
لتجد نفسها تفكر بأمر آخر وتتواصل مع أسماء لتطمئن عليها ..
وبعدها مرت ليلتها بشكل عادي وخلدت للنوم مبكراً فهي لاتريد أن تتواجه معه أبداً ..
استيقظت قبله ومارست يومها بشكل طبيعي حتى طرق الباب بهذة الطريقة المفزعة التي جعتلها ترتدي ثياب الصلاة على عجل لتفتح الباب فلايمكن أن تكون أنثى من هي خلف الباب وبنفس الوقت عقلها لم يسعفها لتفكر بطريقة جيدة فما بين الطارق الحانق ..
وفياض النائم التي تخشى أن يستيقظ بغضب يصبه عليها ...فكرت أن فتح الباب هو الخيار الأسلم ..
ولحسن الحظ أستيقظ وأوقفها لأنها حين رأت معه من هو خلف الباب كاد يغمى عليه من صدمة الموقف ...
××كنت أجافي النوم لأجل أسهر معاك واليوم كل ما أشتقتلك رحت نمت××
***
مريم تلح عليها بدعوة غير مريحة ..
ولاتعتقد أنها ودية ولغاية سلميه ..
ولكنها أضطرت للحضور فتلك تستطيع أن تلتصق فيك كعلقه حتى تلبي لها مطالبها ..
سلمت على الخاله شعاع وصعدت حيث دعتها مريم وأعتقدت أنها ستجلسان في جناحها ولكنها تعذرت بكون زوجها مازال نائم هناك !!!
هل هي معتوهة ألم تخبرها قبل قدومها أنه يخرج هذا الوقت من المساء لهذا دعتها ..
مريم مستمرة بتبرير :والله دايم العصر يطلع اليوم ماأدري وش عنده أحس موقفي قدامك صار خايس يعني على أساس برد لك عزومتك فالدمام وتفشلت خليتك بصالة قدام الرايح والجاي ...
لم تشعر بالراحه منذ جلست بهذا المكان هناك بداخلها أحساس بالنفور ..
لاتعلم هل هي ذكريات الماضي أم حاستها السادسه تتنبأ بحدوث سوء ..
مريم التي تحاول ان تكون مضيفه جيدة : يوه غادة ليه ماتحلين ..ولاتقولين دايت بليز هالمرة عشاني .. كم لي نفسي بهالحلا وماطلبته الا على شرفك .. وضحكت بطريقه ملفته وهم بمكان مفتوح لأياً كان بأمكانه أن يسمع صدى ضحكتها المدللـه: أنا جلده صح مايبان علي بس الصراحه ماأحب اصرف ..
غادة : اتوقع ماجبتيني يامريم عشان هالخرابيط هات اللي عندتس وخليني أمشي ماهي حلوه جالسين على عين الرايح والجاي ويسمعون خرابيطنا..
مريم وهي تدني رأسها منها : المشكله اللي بقوله ماينفع إلا بمكان صاد وحنا وسط الناس ..
عاده بحدة : اخلصي علي ..
عادت تلك لهمسها: ورب المصحف الشريف أن اللي بقوله صدق .. حلفت لأنك ماراح تصدقيني ..
امس جت حسناء .. وشوفي وش حطت فيك ..
غاده بنظرة حاده : وهي من وين تعرفني عشان تحط فيني ..
مريم تستغفر بصوت مسموع : والله عيب مادري وش اقولك بس هي ماأستحت وهي تقولها ليه أنا استحي .. وترى اللي قالته وكلاً جالس ومحد سكتها غير فاطمة وبدون نفس الصراحه احس انها بصفها عشان هي بعد زوجة اولى ..
غادة وهي تهز قدمها بتوتر : ايه وبعدين ...
مريم التي لاحظت أن غاده قد تنسحب بأي لحضه وهي مازالت لم تحقق غايتها : تقول استغفرالله ياربي والله انحرج كيف اقول سالفه كذا .. المهم يعني هي تشكي من أمور نسائية وسبحان الله ماجتها لين زوجها تزوج عليها وأنتي أفهمي عاد ...
غاده ببرود : وهذي سالفتك اللي مسحبتني عشان اسمعها ... وصاخة فلانه وأمراض علانه ...
مريم بشهقه : وش قصدك ؟!!
غطت وجهها بعجل ولم تستطيع كبح شهقتها وهي تلاحظ المقترب بشره ..
قبل أن تسحبها مريم لغرفه ليلى لتحتميان فيهاوهي تردد بصوت مذهول :يارب أستر يارب أستر ...
لكن هي بالتأكيد أكثر صلابة من مريم لتتصل بزوجها وتخبره بأمره أخيه الذي يحمل سلاح بمنتصف البيت ...
××كل واحد حط له وجه وقناع وابتلشنا في كثير الاقنعه وجه للتقوى ووجهٍ للخداع ووجه ثالث للفصول الاربعه××
↚
كانت قد أخبرته جدة أبنائه
أنها ستأتي أو سترسل بناتها لتجميع حاجيات عبير ... ولكنه رفض وأخبرها هو من سيجمع جميع ماتمتلكه وسيوصل لهم الأمور القيمة وسيتصدق بالباقي...
وقد بدى منذ أيام بالأختلاء بجناحها لساعات يجمع حاجياتها وتسرقه الذكريات كثيراً ويجد نفسه يجلس وبين يديه شيء يخصها منغمساً بذكريات تثيرها فيه ..
آه مريره أطلقها .. سمعتها وريف التي تشاركه اليوم ذكرياته وتعبث بما تقعه عليه يدها :بابا أنت تعبان ..
رد عليها وهو من أصبح يرد بالكلمات الأساسية وربما جمله من كلمتين ولكن تخرج ثقيلة وبطيئة :لااا ..
فتح الخزنة الخاصة فيها كانت هناك مجوهراتها أخرج شنطه وبدى وضعها فيه بعلبه ..
حتى حين حمله أحد العلب المميزة ..أخبرته وريف متطــوعة :هذا أغلى شيء عند ماما ..
ألتفت عليها مستفهماً ...
فأكملت :دايم ماما تفتح الصندوق وتشغل أغنية وتلبس التعليقه اللي فيه وتقول هذا أغلى شيء عندي ...
فتحه بفضـول وأسلوب حديث وريف يلفت الأنتباه رغماً عنه ..
كانت هناك التعليقة فعلاً ... وورقة أعتقد للحضة أنها وصية قد تركها فوضع الصندوق جانباً وفتحها ..
كانت قصيده غزلية ...من البيتين الأوليين
علم أنها لم تكن منه ..وبالبيت الثالث عرف لمن تكون
فهو شك بالخط وهذا الخطأ الأملائي يعرف صاحبة جيداً ...
بيد مرتجفه وضع الرسالة جانباً وعاد للصندوق
رفع قصاصة ورق صغيره مقلوبه على ظهرها
حين ترفعها سيظهر لك وجه صاحب الصورة ...
وفعلاً كان صاحب الصورة نفس من تخيله ...
في صندوق زوجته التي أفشت أبنتها الطفلة التي لاتعرف التزييف والخداع أنه الأغلى عند أمها ..
عقد ألماس ناعم على هيئة قلب لم يكن ليتخيل أن عبير تمتلك مثله ..
قصيدة غزلية بخط أخيه وصورة أخيه وتجمعت عناصر الخيانة ...
صوتها الذي كان الأجمل بالأيام الماضية وهو يغرقة بالذكريات همس له مذكراً :فياض كثير عليها ...
معليش بيزعل شوي بعدين بيفهم أنه كان يستاهل وحده أحسن منهااا ...
كانت تخبره وهي تتزين له لتنظم إليه بالسرير بعدها بدقائق.. وهو لم تهمه ثرثراتها بقدر لهفته عليها ..
ئن بغضب ويديه متشبثة بأطراف السرير الذي يجلس على حافته .. هل كانت تخونه منذ ذالك الوقت ...
كان تحت وطأة ماأكتشف والذكريات تتهامر عليه كالمطــر ..
بأول أسابيع الزواج ..
سألته بفضول حين رأت أبتسامة لايستطيع كبحها :وش فيك مين اللي مرسل لك ...
بتال وهو يعيد هاتفه لجيبه :هذا فياض لاتهتمين مرسل لي قصيدة كاتبها بمذيعة الأخبار ماشاف خير ..
لم يتفهم لحضتها الأنزعاج الذي كدر ملامحها الجميلة :ليه هو يقصد (يكتب الشعر ) وأنت ماتقصد ...وش ناقصك ..
بتال بأنزعاج من توتر الأجواء :عبير لاتخربين الليلة علينا عشان سخافات فياض ...
لكنها صدت بنعجهة :أنت قلتها بلسانك ماشاف خير وأنت وش ناقصك وأنت اللي شايف الخير كله ..وأشارة على نفسها قبل أن تقول بدلال : يعني أنا ماأستاهل ينكتب فيني شعر ...
هز رأسه بعنف ليبعد الذكرى عن رأسه ...
ألم تعجبها القصائد التي كتبها فيها لاحقاً أسترضاء لهااا ..
لتبحث عنها عند أخيه ..
أغمض عينيه ليهدأ نفسه ولكنه لم يعد يرى أمامه
سوى دم أخيه الذي سيهدر بعد قليل ...
ضغط أزرار خزنته التي يحتفظ فيها بالسلاح وأخطأ الرقم عدة مرات ... تاريخ زواجهما أليس كذالك ...
تاريخ دخول الخائنة لمنزله ...
ألتقط السلاح وخرج فيه لم يكن يرى أحد أمامه .. وريف التي كانت تركض خلفه مشدوهه بالسلاح ..
ولا النساء الكاشفات التي عبر جوارهن بدون أن يستأذن وكتمن صيحات الأستنكار من منظر وجهه ..
وأحدهن ألتقطت هاتفها مباشرة تتصل بزوجها تخبره أن هناك كارثة قادمة بالطريق ...
وسحبت الأخرى معها ليبتعدن بأحد الغرف وعينها على الطفلة المتمسكة بثوب والدها الثائر...
الذي كان يطرق بجنون على جناح أخيه ... ويركله ..
حتى حين فتح الآخر الباب ووجده عليه ..دفعه ببساطة للخلف لأنه زوجته خلفه وسيراها ...
كان يرفع عينه فيه غير مصدق أن يكون غضبه موجه له سأله :أبو حاكم وش فيك أذكر الله .. وش تبي بالسلاح ...
رمى الورقه التي كانت معه وسقط معها العقد ...
رفع السلاح عليه من جديد ..ونطق بثقل :تشهد ...!!!
خزام التي كانت خلف الباب فتحت الباب وهي تصيح بصدمة :للااااا
لحضتها ألتفت فياض بغضب وهو يأمرها بالعوده للداخل وهي الملتفة بثياب الصلاة بطريقة غير مرتبة وكاشفه عن نصف وجهها من شدة صدمة الموقف غير مدركة لوضعها ..
ولكنها أخذت تصيح بجنــون وهي تطلب من الجميع الحضــور:ألحقونا بيذبحووووه بيذبحــــــووههه ...ياعمي عقااااب .. ياعمي سلطااان ...
وريف التي كانت لاتفهم الموقف أرعبها صياح خزام وعادت راكضة للقسم الآخر مستنجده بجدها ..
فياض يصيح بخزام لتصمت :بس بس صكي فمتس ...
وعاد وألتقط الورقة بعصبية حتى كانت ترتجف بين يديه ...وهو لايفهم مامشكلة بتال معه ... ومجرد رفعه لسلاح عليه هي مؤذية بالنسبة له ..
كان يقرأ القصيدة التي يعي أنه كتبها ولكن لايذكر ماهي المناسبة حتى ..
فسمع صوت ذاك بمـرارة ووجع وأختناق :الحريم.. ملي ..الأرض ..مالقيت إلا مرررتي ..
هذي أطول جملة يسمعها منه منذ عودته من العلاج ...
من المفترض أن يبتهج فيها ويحتفل لكن كم كانت معانيها ثقيلة مــــوجعة صادمة ... بماذا يتهمه الأخ العضيد السند ..يال بشاعة الأتهام وقســـوته ..
كان أتهام صريح وواضح بالخيانة ...
وأنعدمت الرؤية بعينيه لم يعد يرى ..
لايعلم هل هي الدمـــوع أو أرتفاع ضغط أو من شدة وقع الكلمة على عقله .. أفقد بصره ...
صوت فزاع ...سلطان ..وأخيراً والده ..
الذي رفع عصائه وضرب بتال على كتفه ليلقي السلاح من يده وهو يأمره بالخروج من بيتــــــــه ...
كان يسمع صوت سلطان اللاعن الشاتم للنســــاء وكل بذرة فاسدة تنمـو بالخفاء ثم تبث سمومها بين الأخوه ...
حاول فزاع أمساكه ولكنه دفعه ومازال على وقفته المصدومة وكأنه متحنط ...
××الوقت مايرخص قدر ناس غالين الناس بـ افعالها تخسر .. قـدرها××
****
الغضب كل مايحركه الغضب ...وإلا لفقد عقله من شدة جنون اللحضة ... خيانة آخر مافكر أن يعيشة في حياته هو الخيانة ومن طرفين كان ليشهد أنهما من أوفى الناس ...
ليته مات بالحرب ولم يعد لمثل هذا المصير .. الموقف فوق طاقته يشعر بأن دماغة سينفجر ...
لن يشفي غليله شيء بعد اليوم إلا أهدار دم الأخ الذي خانه ...
رغم أنكاره ..دهشته ..الصدمة ...
ماذا إلم تعتقد أن الخيانة ستنكشف ذات يوم ...
هي ماتت ولكن لسوء حظك مازلت على قيد الحياة ..
هل لهذا صمت كل هذه السنوات عن الزواج ...
أراد قتله لم يكن ليمنعة من ضغط ذالك الزناد إلا عصاء والداه التي حطت غاضبه على كتفه ..
نظر بغضب إلا والده ..وبهذة اللحضة فهم من سيختار بينهما ...كان يطرده من المنزل ..
بدون أن يسأل ماذا حدث ..
ولكن يعرف مسبقاً من سيبقى تحت كنف عقاب
ومن سيكون المطرود المغضوب عليه ...
كشر بقهر وغادر صامتاً قد يحميه اليوم ولكن سيجده خارج جدران القصر ...
صعد إلى أقرب سيارة وجدها في طريقة وغادر فيها ...
كان يخشى أن يفتك بأحد آخر لذالك خرج من المدينة وهو قد عرف أين سيخرج غضبه قبل أن يقتل بريء لاذنب له ..
××يَـالـيت ماشفتـك ولا جِيّـت دربـك..لِـيتنـي ميـت ولا أشوفك تخون..
حلفت ما أخونك في بعدك وقربك..ليه تغدر بي وليه عشرتي تهون××
****
سمع صوت سلطان يأمر أحدهم :دخلي زوجتس للغرفة ...
مد يده يبحث عن المعنية ..أجل تعالي أنتي أقتربي أسنديني ... لما أختفى صوتك هل صدقتي أنتي أيضاً
وسرعان ماشعر بكفها على ذراعه ثم كتفها تحت أبطه
تمسك بالجدار حتى دخل غرفته وسمع صوت الباب ينغلق فأنهار جالساً ..
وأتضحت أمامه الرؤية من جديد ..وهو يراها ترمي ماكنت تستر فيه منامتها وتجلس بوجه مصدوم بأستطاعته رغم كل مايمـر فيه ملاحظة مايجري معها
وكأنه وجهها مراءة له ...
طالبها بصوت لم يصدق أنه يخرج منه :تعاالي ..
لاحظها ترمش بعينيها ثم تنظر إليه بتردد ..
عاد يطلبها بطريقة أكثر ألحاح :تعااالي ...
أجل أنظري إلي تعالي عندي وصدقيني
حتى لو خذلتك بالأمس لاتتخلي عني اليوم ..
كوني أنتي الركن الثابث الذي سأتشبث فيه ..
سقوطي هائل لأستطيع تجميع نفسي ...
هل قرأت الوجع في عيني أم أشفقت على نبرة العذاب في صوتي ..
ماأن أقتربت حتى أطبق عليها بين ذراعية وهو يخبرها :ياويلك لو تخليتي عني ..ياويلك ياخزام ..
بتقبلها منهم كلهم .. إلا أنتي مااراح أسامحك عليها ...
نفث أنانيته البحته ...كانت بالأمس هي من تستجدي أن يسمعها يتوقف عن الهروب منهاا وماذا كان رده العنجهي .. هل ستنتفض هذه اللحضة وتخبره
أنه ملت من خياناته وستترك المكان له ...
ولكنها بقت هناك تتنفس قرب عنقه ودموعها تغطي صدره ...
أجل أذرفي الدموع فأن لاأستطيع ...
لأستطع بكاء أتهام أخي الشنيع لي ..
لتبكي أنتي خيانتي الوهمية لكِ..
مشاعرها غريبة متضاربة .. هل تكون سيئة لو صدقت الأتهام الذي طاله ...لما لم يكن صادم لها الخبر
أليس من المفترض أن تفزع وتجــن ..
لما عقلها يخبرها بكل بساطة بأنه من الممكن أن يفعلهااا ... وتوقفت هناك غير قادرة على مغادرة هذه النقطــة ..لاردة فعل صاخبة عليها ..
تبكي لاتعلم لماذا هل أنهياره المفزع أم أنكشافة بطريقة سيئة ..فقط الموقف صعب وقاسي عليها ..
والأقسي أنها تشاهد مايمر فيه ...
وشيطان بداخلها يخبرها أنه أستحق هذا الوجع
أستحق هذه الفضيحة ..
فتذرف الدموع أكثر على سوء أفكارها ..
تذكرت دعائها عليه قبل فترة بسطية أمام والدتهااا ...
أن يعيش نفس الوضع الذي جعلها تعيشة حين لم يستطيع تفهمها ومسامحتهااا وجعلها تدفع ثمن غلطة واحدة عدة مرات ...وتفنن بعقابها ...
أستمرا على هذا الوضع طويلاً حتى حين شعرت أنه بحالة غير طبيعية أوصلته لفراشة كان يرتجف وهو يخبرها أنه يشعر بالبرد فلتغطيه ..
أغلقت التكيف .. ووضعت عليه لحاف آخر ..
وكان يتمتم بنبرة تشبه الرجاء :خزام لاتخليني ..خليتس قريبة مني ..
لم تستطيع أحتمال نبرة الرجاء بصوته تمنت لو يتجاوز هذه المرحلة سريعاً مخطئة لو فكرت أنها ستتشفى من وقوعه ...
أنكساره مخيف ولاتحب مشاهدته بجميع الأحوال ...
××كنت أحسب أنك طبيب القلب وعلاجه وأثرك تدور على أدنى شي يكسرني .××
****
كان يصرخ بالجميع ويطلب منهم التفرق ..وجن جنونه حين لاحظ خروج ليلى من غرفتها ومن خلفها أحد النساء لم يتبين وجهها :أدخلي غرفتس ...
فزاع محوقلاً :يابن الحلال أهدأ شوي صراخك بيفجر عرق براسك وماهو نافع أحد ...
يدور حوله بفزع :أبوي وينه ..
فزاع الذي لم يكن مركز بالموقف سوى على فياض الذي كان منظره مثير للفزع :ماأدري يمكن لحق بتال ...
أسرع للقسم الآخر ليجد بوجهه فهدة مذهولة :وش فيه أبوك نشدته وش فيه وضربني بعصاه بعد كل هالعمر ...
سلطان :أبوي طيب فيه شيء ...
فهدة :لاوالله ماهو بخير وجهه مثل اللي فاقد أحد من عياله ...
أسرع للغرفة متجاوزها ليجد أبيه مستلقي على سريره ويلتقط أنفاسه بصعوبة ...
هزه بذهول :يبه ..أبوي تسمعني ..
دفعه يده ليبعده :وخر عني ..أطلعوا عني فكوووني ...
الحسن ولدي خلك عندي ..
سلطان وهو يتراجع للخلف ..يقدم الحسن بدفعة من يده وهو يهمس له :خلك عنده لا لحظت عليه شيء دق علي بسرعة أنا بالصالة ماني رايح بعيد ...
خرج وماأن أغلق الباب خلفه حتى عاد يتحسب على النساء بصوت عالي ...
فهدة التي تشاهد من بعيد ولم تفهم شيء ...غير أن عقاب مريض ولم يقبل قرب أي أحد سوى الحسن :والله لو ماقلت لي وش اللي صاير لأروح عنده وخل اللي بيصير يصير ..
سلطان بتكشيرة من تهديدها وبحنق :ايه كمليها عليه كانت ناقصتس بس ... ولدتس بغى يذبح أخوه وأبوي طرده ..أرتحتي ...
فهد ببرود وأول من طرى لبالها المنذر رغم أنه غير موجود :يخسى ماهو ولدي ...مالي شغل فيه ...
ولم تفهم المقصود حتى خرجت لها وريف بشكل مفاجيء باكية :ابوي وين راح ليه جدي يضربه ..أنا اللي قلت لجدي أبوي وعمي تهاوشوا ...
بفزع وهي تضرب على صدرها :انت وش تقصد ..
سلطان وهو يتجاهلها وينشغل بهاتفه :اقصد اللي فهمتيه ..
رفع هاتفه ليحادث تلك :أطلعي وعلى بيتس على طول ..بعدين بعدين ماتشوفين اللي أنا فيه ...
على الطرف الآخر خرجت بأحراج من غرفة ليلى وهي مجبره لتمر قرب فزاع الذي وقع بين فضول زوجته وليلى ...
والتي وقفتا له بتحقيق طويل ...
وكانت محرجة للعبور من جواره ولكن بقائها داخل محرج أكثر ...عليها مغادرة هذا المكان حالاً ..
فالموقف مزعج بما فيه الكفاية وحتى اللحضة مازالت ترتجف من صدمة مارأت ...
وبنفس الوقت تشفق على المسكينة التي كاد يموت زوجها أمام عينيها ...
المشهور والمعروف للجميع أن فياض صاحب المشاكل
ولكن تصرف بتال اليوم هو المخطأ به بالكامل لقد حمل السلاح وسط المنزل وأبنته جواره وهذا أن دل على شيء أنه يتصرف بلاعقل بالتأكيد
لاتلومه بالكامل فلعودته من الحرب وكل ماحدث تأثير عليه ...
قطعت المسافة هذه المرة سيراً أيضاً هي تحب هذه الفقرة ...فهي رياضية من جهة وتخرج الأفكار السيئة من عقلها ...
لقد حبكت تلك الحرباية الخطة جيداً وربما أتفقت مع مريم حتى توصل لها ماقالت ...
لتوقعها بالمشاكل مع سلطان ..
فهي بعينية تكون متقبله وهادئة وراضية بما وقع عليها من قضاء ...
وغادة تصبح الشريرة ...هل أعتقدتها حمقاء لتنطلي عليها الخطة بهذة السهولة ..
××لله در الصمت في بعض الأمور يشرح لك عقول البشر ويعلّمك××
***
تكاد تموت بغيضها لقد حدثت حادثة الموسم أمامها ولم تستطيع أستخراج حرف من فزاع ..
يبدو الأمر كبير وجلل بين الأثنين ..
وإلا لما سيحاول أحدهما قتل الآخر ..
بتال شخص عاقل ...صاحب الشر والأذى الآخر
بالتأكيد هو السبب فقط لو تعرف ماحدث
وهي ليست على علاقة جيدة بخزام وإلا لأستطاعة أستخراج شيء منها ..
كانت ستخرج لتشاهد ولكن من سوء حظها غادة هناك ولم تسمح لهااا ...وبالحقيقة هي تخاف جداً من الأسلحة لذا بقت مختبئة بغرفة ليلى حتى أنتهى الحدث المهم ...
ولم تستطيع التوصل لسببه ولكن ستنجح بمعرفة أسبابة بطريقة أو بأخرى ...
بيوم ما سيغفل فزاع ويخبرها كما أعتاد ...
وتتمنى أن لايقتلها فضولها قبل ذالك ....
××ما يـضـيق الحر من حكي السقيم وشرهة العاقل على الجاهل جهل××
***
أستيقظ ونام وأصابه الهذيان ثم أكتشفت أن حرارته قد أرتفعت فذوبت له قرصين من الدواء المسكن بكوب ماء وجعلته يشربه ..
كم مضى على تلك الحادثة عشر ساعات أو أكثر ..
تشعر بالجوع وهو بالتأكيد سيصحى جائع ...
خرجت بوجه متجهم حتى لاتجعل لأحد فرصة لنقاشها ولكنها لم تجد أحد أبداً أمامها رغم أنها العاشرة ولكن حتى الخادمات قد خلدوا للنوم فتحت ثلاجة حفظ الطعام ..
وأخرجت ماوجدت بالرف المخصص لهم ...
سخنته وصعدت فيه ..
حين دخلت بادرها وهو بروب الحمام وقد فتح حقيبتين ويضع بها ملابسهما بعشوائية :وين كنتي !!!!!
أزاله غطاء وجهها وأشارة للطعام بالعربية التي تدفعها :رحت أجيب أكل ...
أمرها :طيب كلي بسرعة بنطلع لبيتنا ..
عن أي بيت يتحدث هنا ..
تركت الطعام وأقتربت لترتب حاجياتها ولكنه عاد ليأمرها بلهجة أقل حدة :قلت لتس خلصي أكلتس أنا أعرف وش أسوي ...
كلا بالتأكيد لاتعرف شيء ... ولكن هل ستجادله ...
أوف أرجوك هذا الرادء بالذات كن حنون عليه ..ولكن ألقاه بكل قسوة بالحقيبة وكأنه يفرغ غضبة فيه ...
وألتقط قطعتين من ملابسه وأرتداها وهو يتخلص من روب الحمام ...
قبل أن يلتفت عليها: شوفي أغراضتس من مكياج وخرابيط شيليهااا ...
ألقت الملعقة وتوجهت لترتب حاجياتها بتنظيم سريع ..
وفتح هو خزانته وأخرج حقيبة العمل الخاصه به ..وأخذ يضع فيها الأوراق المهمة ... سلاحة ..وحطت يده على شيء ما قلبه بيده حتى تبين له ماهيته ..
توجه لها سحب ذراعها بطريقة أفزعتها قبل أن تفهم مايفعله ..
وضعها بكل صمت وعاد لما يفعله ..
هل كانت معه طوال هالوقت وهي من خشيت أن يكتشف ضياعها ...
لم تستطيع تجاوز الأمر وهي تخبره ساخرة :شكلك تحسفت عليها ...باين غالية !!!
شخر بسخرية :ماتحسفت على اللي أغلى منها !!!
من هذا الغالي .. أرجوك لاتخبرني أن أتهام أخيك صادق ..
حسناً ألم تقولي بأنك لن تتفاجئي به ..إذا كوني بقدر الموقف وجابهي ماسيظهر على السطح ...
أنتي هنا فقط لأنك لاتستطيعين أن تكوني بمكان آخر ...
ليس لأنك تحبينه ...حبه ...هي لاتتذكر آخر أوضاعها مع هذا الشعور ..ومتى آخر مرة خفق قلبها من أجله ...
ربما مات ذالك الشعور خلال الأيام الماضية ...
لو لم يموت رغم كل مافعل بها ...سيكون حب خالد لانهاية له ...
ألتفت عليها ليخبرها أن تسرع بما تفعله لأنه لايطيق أن يبقى بهذا المكان أكثر ..وحين لاحظ دموعها زاد ضيقه وكأن هذا ماينقصه سألها وهو يعتقد أنه يعرف الجواب :وش فيتس ؟؟؟
وأنتظر مطالبتها بأن تذهب لعائلتها ..لتجيبه وهي تلقي علبة ما بسلة المهملات أسفل التسريحة :الهاي لايتر خلصت صلاحيته ماأستخدمة إلا مرة ...وهذا بعد .. يبيعونه بأربع مية وصلاحيته ست أشهر هذا من يرضي ...
كان تتحدث بثقة جعلته يستغبي ويصدق أن هذا مايبكيها ...
فتحت حقيبة جديدة لتصف المزيد من ملابسها ...
وحين رأى فعلتها فتح هو حقيبة جديدة وبدأ يخرج أكثر
مقتنياته غلاء ويضعها هو سيعود للعمل قريباً
وبحاجة للتأنق ... وليس كالحقيبة الأولى عشوائية الأختيارات كان يعرف مايضعه هنا..
حمل ثيابه النظيفة والجاهزة للأرتداء كما هي ونزل بها بعد أن صف الحقائب بالمصعد وأنزلها أولاً ...
تنفست الصعداء حين خرجوا من القصر ولم يقطع الطريق أخيه مشهراً سلاحه ضدهم ..
كان المسافة بالسيارة لمنزلهم أقل من ثلاثة دقائق ولكن بدت طويلة بفعل الظلام فالطريق لم تنجز أضائته بعد فخيم الظلام الدامس على المكان وبدأت أضاءة القصر الهادئة بهذا الوقت مصدر أمان بالنسبة لها ...
كان للمنزل كراج صغير أدخل فيه السيارة وأغلق الباب من خلفه فتح زر الكهرباء لتضيء المنزل من الداخل والخارج ...
فتح شنطة سيارته ليخرج الحقائب ومد لها مفتاح ..
أمرها بفتح الباب ...
حين دخلت أستقبلتها رائحة المنزل الجديد من دهانات وخشب ...
وضع الحقائب بالداخل وأغلق الباب من خلفه ..
تركها عند الباب وهو يسبقها للأعلى قائلاً :ماأنتي محتاجة شيء منها هالساعة تعالي نامي ...
عن أي نوم يتحدث والمنزل بهذة الحالة المزرية !!!
صعد هو لتبقى مع المنزل الذي على حاله عارمة من الفوضى ..
بقت تتأمل للحضات بحثاً عن حل رغم أنها تعي جيداً هناك طريق واحد لأنهاء هذه الفوضى ..
نظرت للحقيبة خلفها وعلمت أنها بحاجة لملابس أقل جودة لتعمل بها ..آه كم تشتاق لملابسها المخصصة لتنظيف التي تركتها خلفها في الملحق ...
فهي تمدها بطاقة للعمل ...
بحثت بحقيبتها لتسخر من أختياراتها لايوجد شي قد ينفع للراحة وتجازف بتلفه ..
أخير حط أختيارها على بيجامة رغم أنها باهضة الثمن ولكن تشعرها بالراحة .. أكثر من بقية ملابسها ...
رغم ظاهر المنزل النظيف ولكنه مليء بالأغبرة بفعل البويات والجبس ..
وهناك قطع أثاث متفرقه لم تفك بعد من تغليفها
لاتعلم كم قضت من فترة بالعمل ..
ولكنها سمعت أذان الفجر وأستمرت بعده بالعمل طويلاً حتى حين جلست على المقعد الذي فكت غلافه بصعوبه ..
كانت تلهث وتتصبب عرقاً ..
حدقت بالحقائب قرب الباب وحقدت عليه ...
لقد صعد ونام مباشرة لم يفكر للحضة بمصيرها وسط هذه الفوضى ..
كان عرقها يتصبب فهي لم تفتح التكييف ..
بقت للحضات وعينيها على الحقائب ..حتى بزغت فكرة شيطانيه لذهنها
فهي كانت تفكر بأمر فتح الحقائب وتفريغ محتوياتها
وكم سيتطلب من وقت وجهد ...
حين واتتها فكرة خبيثة لتتخلص من نصف المجهود ..
والأنتقام منه بنفس الوقت ..
اتصلت على الجمعية التي تحفظ رقمها في هاتفها لتخبرهم أن لديها أشياء باهضة الثمن للتبرع ..
وأتصلت على البوابة ليأتي أحدهم ويستلم الحقيبة ويحتفظون فيها حتى وصول الجمعية ...
وتم الأمر بسلاسة ..
لتخرج من حقيبتها بيجامة جديدة ومستحضرت أستحمامها وعنايتها الشخصية ...
حين صعدت لم تكن لتتوه وتوصلت مباشرة لغرفة النوم لأنها كانت بطراز مميز بين باقي الغرف ..
فتحت الباب المميز بالمقدمة كان الممر الذي يحتوي على بابين فتحت أحدهما كان الحمام ..
والآخر محل للأستحمام ويحتوي على حوض جاكوزي فاخر للغاية ...
لقد دلل نفسه كثيراً ..
أستحمت بعناية .. وكان عظامها تئن حقاً تحت الماء الدافيء الذي يرخي عضلاتها ويساعدها على الأسترخاء بعد الأرهاق الذي مرت فيه ..
حين خرجت من غرفة الأستحمام ..
توجهت للجهة المقابلة حيث غرفة الملابس ..
الفارغة ..
لكن هناك المجفف قد تم تعليقه ...
كم بدت فاخرة هذه الغرفة ولكن أي ملابس تمتلك أو مجوهرات ..حقائب أو حذاء لتعرضها فيها ...!!!
هذه التسريحة ستفضح ضائلة ممتلكاتها من الزينة ...
كانت تفكر في هذا وهي تجفف شعرها وتحركه على كل الجهات ..ولم تكن تعلم أنها مستغرقة بأفكارها
حتى أزاحة شعرها للجهة الأخرى ووقعت عينها عليه يراقبها ..
متى استيقظ هذا ..
أغلقت المجفف وأعادته مكانه ...
فياض المتكيء بكسل على طرف الدواليب :وش رايتس بالغرفة ...
خزام التي بدت تقلق من فعلتها :حلوة ..
دار ليقف خلفها .. كان ينحي ليظهر أنعكاسه بالمرآة ..
يديه على كتفيها أشار للمراءة :يعني هذا ممكن ينقال عنه حلو ..
كان يقصد أنعكاس صورتها ...
أكمل بس الغرفة :قولي فخمة .. عادية .. تسوى ماتسوى ...!!
رائعة ياأحمق ...أنا لدي مخاوف من صف ملابسي فيها من شدة روعتها ...
وهاجسي الأكبر أن تنزل للأسفل بحثاً عن حقائبك ....
تشعر للحضة أنها ستفقد أعصابها وتبكي وتفضح فعلتها ...
كان يراقب ملامحها القلقة التي لايتفهم سببها ..
مد يده ليداعب ذقنها :وش فيتس خايفه !!!
بشوشتس هذي تخوفين بلد ...كانت مسويه خير رضا يوم تسويلتس قرون وأنتي ورعة ...
سحبت شعرها الذي أخذ يبعثره وأحتفظت فيها تحت ذراعها :على أساس شعرك الحلو ليه ماتروح تصبغه كله شعر أبيض كأنك شايب عنده مية سنة ...
قهقه على تغير مزاجها وعودة شجاعتها :ايه ماعرفتس قبل شوي قلت من هالبنت المؤدبة ..
××تلعب بشعرها و تحرك قلبــي معــاه ماني خفيف بس حسنك مــا ينوصف لو ابكتبه فـ كتاب ما يوفيـــه الكتــاب لو ابوصفه بقصيد ذاب ف يديني القصيد.××
****
رمى شماغه وفتح أعلى أزرة ثوبه .. وهو يستمع لصوت والده الغاضب ويشعر بندم شديد أنه لم يتلقى مكالمة آدم التي كانت ستحمل له نفس الأخبار التي يسمعها على لسان والده : ماعاد عنده مخافه من الله البهايم وش ذنبها يذبحها عشرين راس من الضأن وقعوديين ليه ليه كل هذا .. ينتقم مني يعني ولا وش بلاه ...
صمت وكأن أفكاره بدأت تصفي من الغضب إلا تحري الحقائق : اخوك وش فيه ياسلطان وش مثور شياطينه علينا..!!!
راوغ بحديثه : ياأبوي انت عارف انه من مصيبة لثانيه ويمكن نفسيته تعبانه بس ازهلها انا بوديه لمطوع يقرأ عليه وبتزين الامور ..
ماأن انهى المكالمة مع والده ..
حتى فتح الرساله الواردة من آدم ..
وضع يده على رأسه بذهول وهو يشاهد الطريقه المروعه التي نحر فيها بتال القعود (جمل صغير ) ...
وخلفه آخر قد سبقه لمصيره ..
عاد يفتح فيديو آخر ليجده يذبح أحد الخراف ومن خلفه آدم مستجدياً: داير عليك الله ياعمي بتال تتقي الله هو حد من الحلال (البهائم) زعلك وهو بينك وبينهم ثار قديم ...
فتح الرساله الصوتيه : هذا اللي يحصل ياعمي سلطان وان ماكنت رايد أصوره بهذا الحال بس عشان أجنب نفسي وباقي العمال الشبهة .. أنا لو حد قالي عمي بتال عمل هالشيء وأنا ماشايفه ماكنت بصدق ..
رد عليه برساله صوتيه يأمره ان ينهي هذا الموضوع ويحذف الفيديو ..
****
كانت تستمع لحديثه مع أبنه حتى ماأن فرغ بادرته بضيق :من اليوم أتصبر عن الهرج بس شف أنت من نفسك أكتشفت أن ولدي مظلوم والبلى كل من تحت راس الثاني ...
يحدق فيها وكأنها تتحدث بلهجة لايفهمها :ايه ابد ولدتس مايغلط رافع السلاح على أخوه وسط الحريم والوراعين ...
بتعلميني بولدتس .. قلتها لتس وأرجع أقولها لايغرتس الظاهر هذا يتوطاني ويتوطاتس عشان نفسه ...
وولدي اللي بترمينها عليه مايظلم نمله ...
فهدة بأنفعال:الله أكبر اللحين بتال صار فرعون اللي بيتوطانا وفياض يوسف اللي يعفــي حتى عن اللي رموه بالبير ...
عقاب بضيق من النقاش معها فيكفيه مايحدث :يامرة فكيني من شرتس ماهو وقت مجادل...
رفع هاتفه ليتصل بحارس البوابة :اسمع لو شفت بتال لاتدخله .. ايه ودق علي أنا أطلع له بس هو مايدخل لي ...فهمت .. سلام عليكم ...
فهدة بجنون :تمنع ولدي يدخل بيته أجل أطردني معه ...
يهز راسه بأستنكار :ولدتس ماهو بعقله لو دخل ذبحنا كلنا رايح مذكي (الذبح بقطع العنق ) نص الحلال ...
وقبلها رافع السلاح على أخوه قدام بنته ...هي اللي جايه فازعة فيني ألحق ياجدي أبوي بيذبح عمي وش تحترينه يسوي عشان تفهمين ولدتس ماهو صاحي ...
تضرب كف بكف بحنق وهي تتحسب على من كان السبب ...
لن تصدق أن بتال مخطأ حتى لو رأت بعينها ..
لقد جاهدت طويلاً في صغرة أن تبعده عن أخيه
ولم تستطيع فكيف سيخطأ عليه متعمداً ...
لديه أسبابه بالتأكيد ولكن من سيقنع عقاب الحانق والغاضب خصوصاً أن من تم مسه أبنه المفضل ...
××خذيت من سود الليالي ادروس تبقى للعمر والدرس منهو جربه يبطي المجرب مَ نساه .××
↚
جلست جواره بصمت ليبادرها: ماأبي أسأله زياده ..
غاده وهي ترفع يديها مستسلمه من هجومه : مافتحت فمي بكلمه ..
بقت تتأمله اليوم يبدو منكسراً صوره ليس من السهل أن تراه عليها ... ومازال في قلبها أضغان من الماضي تتشفى بما يحدث ..
رغم انها تذكر نفسها كثير أن الشماتة ستعود عليها ..
ولكن أوجاعها لاتنتصح وهي تتذكر الطريقه التي غادرت فيها القصر قبل سنوات ...
قالت بمايشبه الشفقه : وأنت ليه متعب قلبك الأخوان يصير بينهم خلافات .. بس يبقى مال الأخو إلا أخوه ..
نظر إليها ليلاحظ المظهر الذي تبدو عليه أكملت وهي تعبث بخصلة من شعرها المجعد آلياً : يعني بالذات فياض وبتال ماقدرت تفرقهم فهدة بتقدر عليهم الدنيا ...
طالت نظارته قبل ان يخبرها بما جاهدت لتخفيه : مهما حاولتي مفضوحة ياغادة الشماته بتنط من عيونتس بس اللي ماني فاهمه ليه وش سوو لتس اخواني !!!!!
غاده بجديه :ماحنا جمادات ياسلطان ولا ملائكة ماتخطي المشاعر هي اللي تسيرنا والذكريات لها الجانب الأكبر من مبادئنا ...يوم طلعت من بيتكم قبل عشر سنين بين الحياة والموت ودعني صوت ضحكة أخوانك راجعين من سهرتهم .. وبقى صدى هالضحكة سنين معي ... مهما حاولت انسى واتصنع شياطيني تذكرني ..
صدت للجهة الأخرى تمسح دمعة سقطت رغم عنها ..
ليشخر بسخريه : كنت أسمع بالأفلام المصريه عن اللي يدور جنازه يلطم فيها .. بس شفتها منتس على أرض الواقع ..
ألتقط شماغه التي كان قد تخلص منها للتو وضعها على كتفه وخرج ..
بقت مكانها بأعصابها المتشنجة لاتحتاج حسناء لتفسد بينهما هي كافيه لذالك ..
عاد أمام عينيها ليدخل لغرفه النوم ويصفع الباب خلفه ..
لم يخرج .. أغمضت عينيها بأرتياح والآن دعي الرجل وشأنه ..
ساعتين كانت أكثر من كافيه له لينام ..
دخلت بهدوء .. واستعدت للنوم بأبسط الطرق كان تفتح الأبواب وتغلقها بحذر ..
أستلقت بتوجس .. فهي تتخيله بين لحضه وأخرى سيصيح فيها أن تبتعد عن فراشه لأنها تحدث الكثير من الضجيج وهو رجل متعب بحاجه للنوم وراءه يوم عمل طويل .. لقد تعودت هذا التصرف منه حتى أصبحت حتى في نومها لوحدها شديدة الحذر من الأنقلاب من جانب لآخر في حالة الأرق..
استيقظت على صوته يحثها على أداء صلاة الفجر التي يبدو عائداً من أدائها..
ماأن فتحت عينيها حتى بادرها وبدى في مزاج جيد للحديث على عكسها : اتقلب ساعات احتريتس تجين تراضيني ويوم جيتي حتى بوسه مالقيتها منتس ...
غاده بتصنع وإلا بالحقيقه تود أن تخبره كم يمتلك عواطف ليست بوقتها المناسب : وش دراك يمكن جتك بدال الوحدة عشر ..
سلطان : لأني مانمت لين نمتي قومي بس الله يهديتس اللي مثلتس هي اللي توعي زوجها مو هو يوعيها ...
انقلبت لجهته بعد ان كانت تنام على ظهرها : في اغلب الاحاديث كان الرجال هو اللي يصحي اهل بيته .. بس الآية كلها مقلوبه في هذا الزمان ..
نزلت من السرير بتأني وهي تقول بلهجه لاتشبه مشاعرها : صباح الخير حبيبي..
حين فرغت من صلاتها وأعتقدته عاد للنوم للتفاجيء فيه بكامل ثيابه ويسألها : وش بتفطرين جوزتس اليوم ...!!!
غاده بلهجة رجاء : سلطان نام ياحبيبي بدري على الفطور ...
قهقه بضحكة : البسي عباتس وامشي بحقق لتس وحدة من امنياتس بزوج المتحضر وافطرتس بمطعم ...
رغم كل شكوكها بدلت ملابسها وأرتدت عبائتها ..
أثناء خروجهن لاحظت وجود حركة في البناء المجاور لتسأله حين أخذوا مكانهم في المطعم : البيت اللي جنبنا فيه حركة اليوم عمال ولا وش أنا قلبي صار يعورني من سالفة الكهرباء ..
سلطان : لا لتخافين ذولي ناس مسالمين مايجي منهم أذى بس أنتي لاتحارشينهم ..
وحين لاحظ عدم الفهم على محياها : هذا فياض وأهله من دخلنا البيت قايل لتس جارنا فياض ...
غاده هزت راسها بتفهم : ايه بس مادريت ان بيتهم جاهز ...
سلطان : الا جاهز بس هو يتمغط .. مرسلي تالي الليل يدور شغاله مادري من مفهمه اني أجر شغالات بشهر ..
وأكمل ليزعجها : وصوت الحركة هذي بنت أمين تنظف بيتها ماتحتاج شغالات انشهد انها سنعة .. ماهو مثل اللي يفطرن بالمطاعم ..
وحين لم تجاريه بالحديث عاد يسألها : وش فيتس لايكون زعلتي ..
غادة المتكئة على طرف الطاوله وتنظر للأطلاله : وليش أزعل ماراح أكون طماعه واتوقع أكثر من كذا يعني بتقولي مثلاً يازين الصباح اللي أفطر فيه معتس .. مقابلتس ياغاده يفتح نفسي على الحياه ...
صباحاتس قشطة ياقشطه..
رد مباشره وهو يتأملها على ضوء الصباح : هذا كله مافيه شك أنتي قشطه وعسل وزبده وحليب ولاتنسين الفلفل لتس لذعه مثل لذعته ..
غاده بتكشيره : أحبك وانت رايق على الصباح ... وغمست قطعه من الخبز بالأفطار الذي طلبه لنفسه ووضعتها بفمه ..لينشغل بالطعام عنها ...
قبل أن تعود لأفطارها وتتناوله بشوكة...
سلطان وهو يتأمل طبقها الذي يحتوي على قطعه خبز محمصه وبعض قطع الفواكه لايفهم كيف يتناولون هذا النوعيه من الطعام : يعني هذا بيشبعتس ..
غاده تغمض عينيها من اسلوبه المستفز : ايه الحمدلله ..
متهكماً : الحمدلله طمنتيني كنت خايف عليتس من الجوع ..
توقفت عن الأكل وفتحت حقيبتها لتخرج شريط من الاقراص المسكنه اخرجت حبتين وبلعتها وألحقتها بالماء ...
ليسألها بجديه : وش فيتس ؟؟؟
غاده : مصدعه ..
مسح فمه متوقفاً عن الطعام : امشي اردتس البيت ترتاحين ..
طوال الطريق كان مشغول بمكالماته نزلت من عنده وهو يتحدث بالهاتف .. حين وصلت غرفتها وغيرت ملابسها رن هاتفها حملته معها وهي تدخل للسرير : هلا سلطان ايه وصلت فراشي .. طيب بنتبه له مع السلامه ..
تكره اليوم الذي يمضي بهذه الطريقه بينهما ..
لاتتحمل حين يعود لأسلوبه المتعجرف معها .. لقد اكتفت منه بسنواتها الماضيه ..
لقد عادت من أجل الحب والمشاعر ليس من أجل الخصام والتباعد الذي للأسف هي من تصنعه مره تلو مره ...
سمعت صوت رسالة فهمت أنها منه فتحتها بتثاقل : ايه صح نسيت اقولتس اني احب الفلفل اكثر من العسل والقشطه .. احب لذعته والحرايق اللي يولعها في .. احبه واجازف بنفسي وبالأمراض اللي يمكن يسببها لي ..
××خل المكابر مدام الشوق موجعنا وتعال مسامحك عن كل غلطاتك.××
****
حين خرج علمت أنه سينزل ليبحث عن حقائبه ...
توجهت للسرير وأختبئت تحت اللحاف ...
سمعت صوت خطواته قبل أن ينزل أحد الحقائب محدثاً صوت حين وضعها على الأرضية بخشونته المعتادة ..
لحضات وخطواته تقترب :خزام ماتدرين وين شنطي ..بنت ..مسرع نامت ..!!
نزل بحيرة وأعتقد أنه لم ينزلها ربما من السيارة بحث في كل مكان بالسيارة وكانت حقيبتين كبيرتان أين ستختفيان ...
حين عاد وقد أنتبه سابقاً على تنظيفها للمنزل بآمنه تامه أبهرته ..
حرك أصبعه على الباب وحدق فيه ليجده نظيف :وراثة ماشاءالله ..!!
فكر ربما حركت الحقائب لمكان آخر أثناء التنظيف بحث بالمطبخ الذي كان كامل متكامل ...
ولم يكن هناك شيء ...
المستودع حيث أدوات التنظيف ولم تكن هناك أيضاً ...
صعد لها من جديد رغم أنه يشفق عليها ولكنه يريد حقائبه ...
هزها وناداها كثيراً ...
خزام بتأفف وصوت مبحوح من أثر النوم وهي لاتريد إلا العودة للأستمتاع بالراحة :بالغلط عطيت الجمعية شنطتك كنت بعطيهم شنطتي أنااا فيها أشياء مو محتاجتها ...
بصيحة أستنكار :أنتي وش تقولين ...شنطي عطيتيها الجمعية ...الله لايوفقتس ...
خزام وهي تتأفف وتنقلب للجهة الأخرى:بالغلط ليه ماتفهم .. أنا ناديت الحارس ياأخذها ودخلت ماطلعت له وهو أخذ شنطك وساب شنطي ...
سمعت سباب وشتم لها وللحارس ..
قبل أن يتخفي صوته
ومازالت جملته ((تدرين كم تسوى الأغراض اللي بشنطتي حسبي الله على أبليستس كل شيء ثمين حاطه فيها ))
ولم يعلم كم تشفى قلبها بهذة الجملة ...
نزل للأسفل ومازال تحت تأثير الصدمة أنه لم يعد يمتلك شيء إلا ماتركه خلفه بالقصر وهو لن يعود اليوم من أجله وقد غادر بمنتصف الليل ...
حمل كل شيء ثمين أغلى مقتناياته من ساعات وخواتم واكسسوارات باهضة الثمن ..
والآن أصبحت خارج نطاق تصرفه ..
لايمتلك في هذا المنزل سوى الستة ثياب التي صعد يحملها للأعلى حين دخل ليلة أمس ..أذا أراد أن يمارس حياة طبيعية عليه أن يتوجه للأقرب مركز تسوق ..
ويبتاع بعض الحاجيات ....ومازالت صدمة فقدانه لمقتنياته تجعل رأسه يدور ..المعتوهة بعضها لم يرتدية سوى مرة واحدة ... لايمكن أن يكون تصرفها بريء ...
هي تنتقم منه ..الطفلة اللعوبة .. عليه أن يتحلى بأعصاب حديدية إذا أراد العيش معها بسلام ...
××خلك مثل طبعك جــميل وتجمّل وأرحم حبيب بالهوى صار مغليك××
****
حين أستيقظت لاحقاً كان آخر المساء ..الشمس توشك على المغيب ... فيبدو أنه قد عاد وفتح الستائر لينكد عليها نومها ولكن لم يحظى بهذا الشرف ..لأنها نامت كقتيلة ...
مازالت جميع عظامها تئن وعضلاتها متشنجة ...
فبعد دلال أسابيع عادت لتجهد نفسها بشكل مفاجيء ...
توجهت أولاً للحمام وبعدها خرجت لغرفة الملابس حيث حقيبتها ..
لم تجدها ولكن ملابسها كانت مصفوفه بالدواليب وماهذا ..
حدقت بأدوات الزينة التي تملء المنضدة ..
رفعتها وهي تقرأ أسماء العلامات التجارية لها ..
لم تكن تملك هذا ...
آه الهايلايتر كم أصبحت تمتلك منه ..
أعادة العبوة مكانها ..التافه السخيف ..
لتلاحظ الآن أنه قد تبضع جيداً لنفسه ...
ورد أسائتها بأحسان ...
ألتقطت بطاقة كان لتلاحظها للتو : (( ترى مشتريها دين لاتبرعين فيها بعد ))
ومن أخبرك أن تبتاع لي أي شيء ..
أختارت الملابس التي سترتديها كربة منزل لأول مرة ...
ونزلت متفاخرة بطريقة مضحكة لنفسها حتى ..
جيد أنها مازالت تمتلك روح البهجة بعد كل مايجعلها تمر فيه ...
من صوت التلفاز المرتفع علمت أنه موجود ....
ولاحظت أنه أحضر المزيد من الأثاث حين كانت نائمة ...
فبدت الصالة مريحة للنظر أكثر وتشعرها أنها بالمنزل فعلاً ...
...كان يستلقي على الأريكة ويشاهد التلفاز ..
قالت وهي تلاحظ صوت الأذان وبمزاجها العكر :قصر الصوت وقت أذان ..
أغلق الصوت وهو يرد :وعليكم السلام مساء الورد ....
ونادى بصوته المزعج :اسلي هاتي قهوة المدام ...
كشرت بوجهه حين فهمت أنه قد أحضر خادمة وتوجهت للمطبخ ...
لتجد خادمة حيتها ماأن دخلت لم تسلتطفها أبداً ...
كل شيء متعلق فيه مزعج ...
فتحت الثلاجة لتعد من محتوياتها شطيرة ...
وتحمل كوب عصير تضعه بالصينية لجوار صحن الشطيرة وتخرج فيه ...
حسناً مهما أرادت الزامه حده ولكن هناك حدود لقلة التهذيب لذا شاركته نفس الجلسه ..
ولم تطل الجلسه الصامته بينهما لأنه غادر لصلاة وحين عاد ..ألتزم الجلوس بالحديقه مع هذا الجو الخانق لم تفكر مشاركته أي شيء وتخلت عنه لباقتها ..
××مردّك ان غيّرْك وقتك وصدّيت ترجع وتلقاني على حطة ايدك .××
****
يجلس بحديقة منزله بمزاج سوداوي رغم كل تصنعه أمام خزام حتى لايفضح أنكساره بعدما حصل أمس أمامها لقد تماسك طويلاً ليظهر نفسه بمظهر الصلب الجلد والآن يختلي بنفسه ينفث أوجاعه الحقيقه مع الدخان الذي ينفثه من خرطوم شيشته ..
لقد قابل والده بالمسجد .. لم يكن متحمس للحديث معه كل ماسأله عن أين ذهبت وهو موقن أنه يعرف الأجابه ولكن أخبره ..
من الفتور بحديث والده شعر أنه يتهمه هو الآخر بما حدث فهل سيصدق أحد أنه البريء وبتال من يتهجم عليه ويتهمه بماليس فيه ..
يشعر بألم داخله وكأنه ركض لمده طويله ولم يعد يستطيع أن يأخذ أنفاسه ..
هو ليس ناقم على رفع بتال السلاح عليه أو محاولة قتله بقدر نقمته على الأتهام وتصديقه فيه ..
مهما كانت ظروفه النفسيه والعقليه وحتى لو تم غسل عقله كيف يصدق أن بأمكانه ذالك .
ضغط عقله طوال فترة أمس يفتش بداخلهما عن العقد الذي كان يلوح فيه .. والقصيده ..ونفض الكثير من الغبار عن ذكرياتها حتي يجدهما فعلاً هناك ...
كانا منه ولكن لكل منهما قصته الخاصة ...
العقد كان الهديه الذي حملتها والدته بتصرف منه حين ذهبت للخطبه له قبل أن تسبقها فهدة وتغير أسم الخطيب ..
وقتها كل مايعرفه ان والدته ستذهب لتخطب له فتاة جميلة على حسب مواصفاته ولأنه دائماً أحمق متعجرف وبسنه ذاك كان يحب التباهي ودائماً مايكرر أن الفتاة التي سترتبط فيه ستكون متميزة عن غيرها لذا أبتاع لها تلك الهديه ..
وحتى اليوم يتذكر أن والدته أخبرته أنها مضطرة أبتياع هدية للأخرى التي ستخطبها لسلطان حتى لاتشعر أنها مختلفه عن أختها ...
والقصيدة كانت لوريف يوم ولادتها ليست لها بالتأكيد كتبت بوريف.. وسمعها الجميع منه وأرسلها مع الهديه الماليه مع والدته كما أرسل الجميع هداياهم لم يكن شيء خاص منه ...
ومهما حدث كيف لبتال أن يفكر فيه بطريقه سيئة .
ويتهم حتى زوجته الميته أنه تصرف غير اخلاقي منه ...
ترك خرطوم الشيشة حين أنضمت إليه ...
من ملامحها علم أنه ستذكر تعليق لن يعجبه :هذي لايكون بكرة بتنضم لنا بعد بغرفة النوم ...
قال ساخراً وهو يعرف مغزاها جيداً :مين آسلي ...
شهقت أستنكار ثم شتيمة كتمتها :أقصد الشيء الغبي هذا وأشارت على شيشته ..
قال لينهي هذا الموضوع :لا هذي مكانها هنا ...
حين لاحظت عدم رغبته بالحديثه ومِزاجه المعكر قالت ماجائت من أجله :أنا ماأعجبتني هذي الشغاله مشيها ...
فياض :وأنتن هذا طبعكن على طول ماتعجبتس وش شفتي منها ماكملت 24 ساعه ..
خزام :أنا أعرف الناس اللي ماهي مريحة من أول لقاء ...
فياض بأستسخاف:والله أنتس ترددين كلام أكبر منتس ماأنتي عارفة حتى معناهـ..
كانت تنظر له بعينيها نظرتها الغاضبة فوبخها :بنت لاتناظرين كذا ...
ولكنها مستمرة بحنقها حتى أستسلم أخيراً :طيب حسبي الله عليتس بكرة يجون شركتها ياأخذونها ويجيبون غيرها ...
خزام بعد أن أرغمته على ماتريد :وإذا ماأعجبتني حمشيها كمان ..
فياض بأستسلام تام :ايه مشيها ومشيني أنا بعد ...
على قولت المثل :لاطاح الجمل كثرت سكاكنية ..
صمتت عنه مكتفيه بتنفيذ رغبتها رغماً عنه ...
هل كانت ستتركها بعد أن أخبرتها أن (بابا هلو/حلو )
كم دعت عليها أن لاترى يوم حلو بعد اليوم صاحبة العين الطويلة ...
بقت تتأمل جانب وجهه المتصلب وهو يعبث بهاتفه ..
تلبيته لطلباته بكل هذه البساطة تعيد لذهنها الحادثة والشك الذي أوقدته داخلها ..
هل تواجهه ... هل سيصيح بها ويصمتها ..
وهل الصمت من طرفها أمر طبيعي !!!
لقد حدثت واقعة كبيرة ...
أمام عينيها ..من حقها معرفة حقيقة ماحدث ...
بعد تردد فتحت فمها خلاله عدة مرات وأعادة أطباقه لكن أخيراً وجدت بنفسها الشجاعة لتسأل :ممكن أفهم أيش اللي حصل أمس !!!
××إنتّ الوحييد اللي كلامك أوامر خاطركْ عنّدي ترى مو مثل غييييرك.××
****
يومين هادئين مرا عليها ولكن لاحظت حدوث أمور غريبة من حولها ...
كلاً ملتزم بجناحه هي كان السباقة لهذا الأمر ..
ولكن حين كانت تخرج لتحضر لنفسها أي أمر من الأسفل كان تلاحظ أن القصر تدب فيه الحركة
ولكن اليوم السابقين بخلاف مغادرة فاطمة وبناتها كان الهدوء مريب لأبعد حد ...
اليوم الثالث وردها اتصال منه أستغربته ...
هي تعي الغضب جيداً بل تشتم رائحته حتى ..
وهذا الأتصال علمت أن الطرف الآخر فيه غاضب لحد الجنون رغم كلماته الفاترة ..وهو يأمرها أن تحمل حاجياتها وتغادر القصر حالاً للعنوان الذي سيصلها على الواتس اب ..
بخلاف أنه أصبح قادر على الكلام رغم أن الكثير من الحروف أصبحت معدمة لديه ...!!!
أصبح صوته وكأنه يخرج من آخر حنجرته فبدى معه فحيح مخيف !!!
ولكن هذا ليس من المفترض أن يجعلها تطيع أوامره إذاً لما تجمع حاجياتها كما أمرها ..
لأنه بديهياً هي تظل في هذا المكان بسببه
وفهمت من حديثه أنه لن يعود هنا إذاً لمن تظل حبيسة هذا المكان ..
ستذهب للموقع الذي دعاها إليه لترى مايضمره
وإذا لم يعجبها ستكمل طريقها لوالدتها ...
حين توقفت بسيارته رباعية الدفع كما أمرها أسفل العمارة التي أوصلها له محدد المواقع ...
أتصلت به ...ليأمرها أن تترك أمر الشنط لحارس العمارة وتصعد لطابق معين وأعطاها رقم الشقة
التي طرقت جرسها قبل أن تدفع الباب المــوارى ...
كان ستعود للخلف حين وصلتها رائحة السجائر فهو بالتأكيد لن يكون المكان المطلوب ..
ولكن صوته بصوت منزعج يأمر بالدخول أفزعها ...
الطقوس المكانية تخيفها ...تبدو كمقطع مرعب لعقلها ...
لايمكن أن تجتمع هذه التناقضات .. ولكنها شجعت نفسها لتدخل ..
لتجده فعلاً هناك لم يكن بيده سيجارة ولكن المطفأة أمامها كانت مليئة بها ..
لم تفكر للحضة وهي تتوجه للنافذة لتفتحها ..
يبدو أن العامل كان خلفها مباشرة فهاهو يدخل الحقائب ويغلق الباب من خلفه ...
ولأنها لم تحتمل الموقف أكثر سألت :ممكن أفهم وش نسوي هناا!!
كان يمد يديه بطولها على ظهر المقعد :هنا مكاني من اليوم ورايح ...
جلست وهي تشعر أن الجهل والقلق يتعاركان داخل عقلها :كيف يعني ....
رد ليفض النقاش :ماهو لازم تعرف ين كل شيي ...
توجه لأحد الغرف وناداها ..!!!
بعد أن دخلت خلفه للغرفة فهمت إلا ماذا يدعيها من يعتقد نفسه ...
ولكن بملامحه تلك ماكانت لتعارض شيء ..
بعد دقائق شعرت أن الأمر غير طبيعي ..
وتصاعد ليصبح هستيري مع سيطرتها على أعصابها ..
فهي شعرت بأنه غير طبيعي ..خصوصاً حين يسألها من يكون هو !!!!!
وهذا لايبدر إلا من شخص غير سوي !!!
وأنفجر كل شيء حين أخبرها هامساً أنه ليس يوسف ولا عساف وهي أسماء أبطال رواياتها الذكور التي تكتبهاا ..دفعته وأخذت تضربه على صدرها حتى أبتعد عنهااا ..
جوزاء بنبرة واضحة حازمة :شوف تحملت منك كثير ..كثير محد تحمل كثري بس اللي تقوله هذا مايطلع إلا من مرررريض ...ياأخي إذا أنت مريض روح تعالج ولاتورطني فيك ...ولاتنتظر أي وقفه مني معك أو تفهم لأنك ماتستحقها ...
كان قد لف موليها ظهره ليأمرها بحزم أن تصمت ..
ولكن أكملت :شوف أنا مو غبية وفاهمة كل كلمة وتصرف طلع منك ... وأقدر حتى أقاضيك عليه ...
أصبح صوته مرتفعاً أكثر :ببسس
جوزاء بجنون : إذا كنت متعود تعتقدني أحد ثاني ترى مو كل الناس خونة مثلك ..
ألتفت عليها وعينيه تشتعل غضباً لتتراجع للخلف بجزع ...
كانت خائفة بل بأشد حالاتها ذعر ...ربما هو لايعي حجم الغضب الذي يبثه لها ...ولكن ماتراه هنا هو عيني قاتل ...
أفزعها حتى شعرت بنبض أسفل بطنها ألتقطت رداء ثياب النوم التي ترتديها ووضعته عليها لتنسحب للحمام ولم تصدق حين أنغلق الباب بينهما ...
ولم تعي أنها تركت الفراش خلفها ملطخ بدماء مثيرة للريبة !!!
كان يرى المنظر بمشاعر متجمده ...
كان جزء من جانبة المنصف يعي أنه يوجه غضبه بأتجاه خاطيء ..وقد أسرف هذه اللحضة بذالك ..
وعليه أن يتصرف بطريقة منطقية ...
فربما تحتاج للمستشفى ..
ولكن الجانب السيء الذي نمى بداخله الأيام الماضية ...
يسحبه ليغيب عقله بتخيلات الخيانة التي جرت له
وأن سببها هو طيبة قلبه ... وشفقته على من لايستحقها ...
وغيبه النوم ..وهو من سهر لليالي من شدة الغيض والقهر الذي عاشه ...
حين عادت ولاحظت لطخات الدم أسرعت لتنظفها معتقده أنه سيفهم أمر حملها حين يراها ولم تعي أن بال قد توجه لتخيل آخر ...
ماتفهم من مايجري معه أنه عاد من الحرب بعقليه مختله ..فهو تسبب بنزاعات مع عائلته والآن حان دورها
ليخرج علله النفسيه عليها ..
ولكنه وصل لمرحلة منحطة جداً من الفكر .. لم تكن لتتخيل أن يمرا فيها ..
××وإن طاح دمع الجفا خلّه على فاله قد طاح من عيني اللي كان وش كبره .××
****
وضعت صينية الطعام التي حملتها إليه ...
ووضعتها على الطاولة ...قبل أن تسحب طرحتها ثم العبائة وتعلقها ...
هاهي تعيش أول أيام حياتها في منزل عائلته لتمارس طقوس منزلية لم تكن لتفكر أنها ستحتاج لعملها يوم ما...
حتى في منزل خالها الذي كان أقل منهم بسنوات ضوئية مادياً كان هناك خادمة ...
هنا يستطيعون أن يمتلكوا طاقم خدم ولكن لايوجد حتى نصف واحدة ...
حين نزلت صباحاً لتحضر بعض الماء فهي لم تتأقلم بعد مع أحضار حاجياتهم ليلاً والتأكد من توفرها ..
للتفاجيء بوالده بالمطبخ يعد لنفسه قهوة !!!
كان الموقف محرج حتى أنها عرضت عليه أن تعدها من أجله ..
ولكنه رفض شاكراً ليخبرها أنه قادر على القيام بهذا الأمر من الخدمه لنفسه على الأقل ..
عادت من أفكارها على خروجه من الحمام ..
لتقع عينها على شعره حين تخلص من فوطته ...
لقد حلق شعر رأسه بالكامل ... هو ليس بالحج حتى !!
لماذا أصبح الجميع يتصرف بغرابة ...
جلس على مقعد الطاولة الآخر وبدأ بتناول الطعام ...
حين رن هاتفه ليتحول وجهه المتصلب لأبتسامة أشعرتها بالضيق قبل أن تعرف من يكون المتصل :هلا الجوز .. هههههههه .. الله يسلمتس دايم آخر من يصل ...وليه أقولتس شيء يضيق صدرتس ..
هذا النوع من المعاملة هو ماأفتقدته طوال حياتها ...
التدليل بهذة الطريقة ..الخوف على مشاعر الطرف الآخر ..
الحب لقد جربت حب من نوع أستبدادي من قبل حامد ..أنا أحبك فيحق لي التصرف معك كيف أشاء
لاتستطيع وصف حبه بطريقة أصح من هذه العبارة ...
بسبب شخصيتها لايجدها البعض لائقة بالتدليل أو القلق على مشاعرها ...
تتمنى أن يكون هذا النوع من المشاعر موجه لها في يوم ما .. على الأقل هي بدأت تعي أنه قادر على بذلها ...إذاً الباقي سيأتي مع الوقت ...
سألها وهو من أنهى المكالمة ليلاحظ طريقتها بتأمله التي تسلب العقل :وش تفكرين فيه ...
تداركت نفسها أعادة شعرها للخلف وأنشغلت بطبقها :ماراح يعجبك اللي أفكر فيه ...!!
وهو من أصبح يتأملها الآن :كل شيء منتس يعجبني ..
رفعت عينها بنظرة فهم منها أنه لم يقنعها ولكنها قالت بصراحة فجة ماتفكر فيه وهي تلاحظ تعكر ملامحه مع مضيها قدماً بجملتها :كنت أفكر بيني وبين نفسي لون عيونك حلــــو ياليت أجيب بنت تأخذ لون عيونك ...
↚
*الماضــي*
كانت ليلة أرق بالنسبه له لم يستطيع أستجلاب النوم لعينيه مهما حاول وبعد تقلب طويل خرج من فراشه صلى ركعتين في جوف الليل .. ثم خرج ليتطقس أحوال أبنائة أولاً الفتاة فوجده تنام بسريرها الوردي بهناء .. حين وصل لغرفه أبنه كان أكثر حذر أثناء فتح الباب فقد كان من أصحاب النوم الخفيف ..
شعر برائحة منفرة ماأن دخل فهناك عطر نسائي رخيص يفوح بغرفة ابنه ذو الأربعة عشر ربيعاً ..
ولم يستطيع تكذيب عينيه وهو يلمح وجود جسد لجوار ابنه ..
وسرعان ماتحرك الجسد لتتضح له الرؤية وهي تصيح بضعف : بابا والله انا مسكين اهمد كلام سوي موت أنا ...
فهمه للموقف كصاعقه حطت عليه ..
وهو يرى ابنه الطفل يتشنج من الخوف بمكانه ..
أخذ يضربها بجنون وهو يتوعدها بالقتل ..
جنون اللحضة جمد الدماء بعروقه ..
ولايعلم كيف أستطاعت أن تنجو من بين يديه ولم يقتلها
ربما نوبة الهلع والتقيء التي أصابت أبنه شتت أنتبهاه عنها فوجدت الفرصة لتفر من المنزل بأكمله ...
*ليلة السفر للدمام *
كان مرهق جداً رفض طعام العشاء وطلب منها كوب من الشاي وحبوب مسكنة للصداع ..
مضى عليها بعض الوقت في أعداد الشاي حين عادت وجدته ينام بالفراش الذي أعد له ..
سألته بأستنكار :هجرس نمت والشاهي !!!
ولكن لم يكن هناك رد ..لاتعلم لما بدى الوضع غير مريح بالنسبه لها أقتربت أكثر لتلاحظ أن تنفسه كان غير طبيعي ..
تراجعت للوراء بهلع قبل أن تسرع للداخل :يمه ألحقيني ..هجرس نايم ويتنفس بطريقة غريبة ..
فاطمة التي كانت تصف حاجيات أبنها بعد التنظيف :كيف يعني ماهي طبيعية ..يابنت لاتصيرين خفيفه يمكن بسبب الدخان اللي يدخنون مايتنفسون زين ..
ياسمين :يمه والله ماهو طبيعي ..
فاطمة تضرب أعلى صدرها :ياويلي وش بقول لأخوي لو صار له شيء ...استغفرالله لاأن شاءالله مايصير له شي مسكين مايستاهل ..دقي على سعد خليه يجي يوديه المستشفى ..
نفذت ماطلبت والدتها ولكن لارد ..
ياسمين تهز قدمها بتوتر :يمه أتصل على يارا تخلي يوسف يوديه المستشفى ...
فاطمة بتوتر:بسرعة وش تنتظرين يارب استر ..لاحول ولاقوة إلا بالله ...
وأسرعت حيث ينام لتتأكد من وضعه ...
فتح عينيه حين شعر بوجودها ليخبرها بأرهاق :خلوني بنام بس شوي واصير طيب ...
فاطمة بصدمة من مظهر :أي طيب يارررب استر علينااا ...
كانوا بحالة فزع حتى أن ياسمين لم تلاحظ أن زوج أختها دخل وهي بدون عبائه أو أي ستر ..
تساعد مع عمته حتى أوصلاه للسيارة وغادر به للمستشفى ..
ياسمين بصدمة :يمه زوج يارا شافني ياويلي لاتدري يارا وتذبحني ..
فاطمة تدفعها عن طريقها :بالله روقينا ..يارب شافي هاليتيم وعافيه مسكين ماتهنى في حياته ...
مروى :مين اللي ماتهنى الحصني ... أخذ حظ نص شباب السعودية شكل وفلوس ...
ياسمين بحنق :مروى ماهو وقت سخافتك ترى كل شيء له وقت لو صار له شيء بقول عينك ...
مروى بشهقة :لاوالله ماهو عيني ليه مايكون عين البنات اللي عند المحطة ...
وأردفت :ماشاءالله تبارك الله ماشاءالله تف تف ..يارب أحفظ هجرس لياسمين لاتذبحني ..وتسد عيني ...
فاطمة بضيق :بنت قومي عنا ماهو وقت سخافتك روحي أرسمي ولاخربطي سوي أي شيء ...
ترفع ياسمين هاتفها لتجد أتصال من والدها :هلا أبوي خلاص كنا متصلين عشان هجرس تعبان ونبغى أحد يوديه المستشفى ..ماأدري معه ضيق تنفس وحرارة وداه يوسف ..طيب براحتك ..
أغلقت الهاتف لتخبر أمها :أبوي يقول جاي بالطريق ..
فاطمة بتكشيرة :بعد وش توه يتفطن لأتصالاتنا ...
حين وصل لاحقاً ولاحظ نفورها وهو يسلم عليها وعلى بناته أخبرها :لايكون اللي خليته يمرض وش ذنبي اللحين بروح له بالمستشفى وأشوف وضعه وأطمنكم ..
فاطمة بنظرة انزعاج :ماهو منك من جداولك يارب لاتبلى المسلمين ...
سعد بأحراج :هذي غلطتي أنا حسبتس عاقله وبتفهمين ظروفي ..
فاطمة :أي مره مره بفهمك عاد بشرني لو طلعت النتيجة أجابية ...
سعد بعتب :تمهزين ..
فاطمة وهي تصد عنه :رح بطريقك الله يستر عليك لا أتهزأ ولا شيء كل اللي قلته الله لايبلى المسلمين ..
سعد :عطوني جوال الولد وأثباتاته ..
ياسمين التي لم تفهم شيء من الحرب بين والديها ولكن الوضع غير مطمئن ردة بعجل :على طاولة المدخل ..
وحين غادر سألت والدتها بشك :يمه وش فيكم !!!
فاطمة :وأنتي وش دخلتس ..قومي هاتي اللاب توب بشوف التقديم لايكون فاتني ...
ياسمين :طيب ماراح يفوتك دامها كلية خاصة ..
ووقفت لتحضر لوالدتها مطلبها ..وعقلها لم يعد يستوعب كيف ستجري الأمور بعد عودة والدتها لأستئناف دراستها ..وماذا سيحل بالصغير أصيل ..
هي لاتستبعد أن تطلب منه البقاء بالمنزل للعناية به وهي تذهب للدراسة ..
بعد ساعة أتصل والدها وطمئنهم على وضع هجرس وأنه تحت الأوكسيجن الآن وقريباً سيستطيع التواصل معهم ...
كان الأثنين يتحدثون بقربه حين فهموا الحادثة التي مر فيها غير مصدقين أنه فعلاً من كان داخل السيارة التي أصبحت حديث الساعة ..
هو لم يقلها صريحة ولكن حين كان يشرح وضعه للطبيب فهم يوسف ماحدث وربط الأمور ببعضها فوجد نفسه مجبر أن يخبره بحقيقة ماحدث ...
وبدوره نقل الخبر لسعد الذي يبدو فخور بالحادثه
حين كان بالموقف تفكيره محصور بمايحدث لحضتها لم يفكر بما سيحدث لاحقاً ..
ولوفكر لما صعد إليها فمايحدث لاحقاً ربما كان تفحمه وموته ..
هو شخص محصور تفكيره باللحضه لم يكن من أصحاب التفكير العميق أو بعيد المدى ..
أبعد الأوكسجين عن وجهه وسأل بأنزعاج :يارياجيل ماهو فاكيني طلعوني أحس جسمي بدى يحكني اتحسس لادخلت المستشفى !!!
تبادل الأثنان النظرات قبل أن يخبره أكبرهم :أكيد بتحكك من الحروق ماهو حساسيه ...أسمع ياتعقل وتسمع كلامي ولاتراني علمت أبوك ...
هجرس يعيد قناع الأوكسجين على وجهه ..
سيجن لايريد البقاء لحضة هنا ...خصوصاً مع يوسف الي تمتع قبل قليل برؤية زوجته وهو كالأحمق
لايستطيع صفعه ..
أو أعادة ترتيب ملامح وجهه ..يشعر بغل وحقد عليه رغم أنه غير متعمد وتلك الوقحة هي من تسببت بالموقف ..
وأكثر مايثير جنونه أنه كان يرى مايحدث ولم يمتلك القوة ليعبر عن رفضه لما يحدث ...
وقد بدى الموقف بينهما كأنه طبيعي جداً ..
حين أتصلت فيه لتطمئن على حاله رد بفتور شككها أنه متعب للغاية لتكمل معاتبه بعد أن سألت عن حاله :قلت لك لاتروح ياهجرس لاتجازف بس أنت عنيد وطايش ...
سمعت صوته يتحول للنقيض من الفتور للغضب :ايه صح شاطر بلاتسوي ياهجرس أنتبه ياهجرس أنت ماأنت فاهم شيء ياهجرس واللي يسمعتس يقول ماشاءالله وش هالسنعة اللي دالة الدرب زين ...
أنتي أحمد ربتس لأذبحتس بعد اللي سويتيه ...
ياسمين بذهول من هجومه عليها :وش سويت ...
هجرس بعد عدة شتائم :وتسألين بعد لتس وجه طالع قدام الرجال بلاستر ولاحجاب بثياب نومتس وتسألين وش سويتي ... والله لو شفتس لأذبحتس ...أحسن لتس لاتشوفتس عيني ...
وأنقطع الأتصال من قبله ...
ياسمين بهلع من تهديده تشعر أن قلبها حقاً يرتجف ماباله هذا لايشبه هجرس أبداً همست لنفسها :حشى خالي فياض مو هجرس بسم الله الرحمن الرحيم ..آه ياقلبي ...روعني الله يروعه ..
××الغيره تبين في وجهي وأنا مدري وأخاف ابين غلاك الفارق الفاخر والكلمه اللي مخبيها على صدري انا أعشقك حيل وأحبك من الاخر××
***
كانت تجلس بحديقة منزلها بصحبة شقيقها الأكبر الذي زارها دون موعد مسبق ..
سألها وهو يتلقى منها فنجان القهوة الذي مدته إليه : ابوهجرس عندتس اليوم ؟؟؟
حسناء بتكشيره : عندنا بالأسم ماشفت وجهه .. مقابل أشغاله .. حتى الغداء متغدي بمكتبه ..
صالح يهز فنجانه : احمدي ربتس وصكي فمتس لو ماأنتي راضيه فيه وش مرجعتس له تراني هاج من بيتي عن سوالف الحريم ..مالي بشيلة الهم يكفي أختس الصغيرة وكومة البنات اللي عندي ..
إذاً لما تجالسني هذا مافكرت فيه ولكن احتفظت فيها داخلها وهي تقول متجاوزه الأمر : وعيالك وشلونهم ..
صالح : ماعليهم طيبين ..
سألته بشك : أنت وش فيك ماأنت عاجبني محتاج شيء ناقصك شيء ؟؟؟
وهو يزيل شماغه بضيق : اللي محتاجه الراحه وين القى الراحة ومصلح مورطنا مع عقاب وعياله ..
حسناء بانزعاج : مصلح الله يهديه والله يكفينا شر سواياه..
بتنهيدة : أنا بس لو أعرف هو وش اللي قالب حاله على عقاب !!!
فكرت بتردد وهي من تعرف بداية الشرارة ومن أوقدها : مصلح مهبول يحسب أن فيه أمل عقاب يعطيه بنته بعد ماتطلقت لو أخذها واحد غير مافرقت معه بس عشان اللي أخذها ولد عبدالله ضرب تفكيره ...
صالح بصدمه : أنتي وش تخربطين !!!!
حسناء : والله هذا اللي صار أول ماتطلقت خواتك عشان يقهرن مرته ركبنها براسه وبعدين صار اللي صار بس ماتوقعنا بيأخذ الموضوع جد ...
صالح بجزع :الله لايوفقتسن دايم الخراب من تحت روس الحريم ...
بأنزعاج :لاتدعي ماحنا ناقصين قلة توفيق عبير وماتت وأنا زوجي أخذ علي مرة ...
بحنق :تستاهلن من هالحال وأردى هذا جزاتسن يوم تخببن الرجال على مرته هاه سوايا يديتسن ..
ألتقط حاجياته وغادر منزلها وهي تفكر هل حقاً هذا جزاء فعلتهن بزوجة مصلح !!!
****
حدق فيها وكأنه السؤال الأكثر صعوبة بالعالم ...
ولأنها متوترة بالأساس عادت تسأل لتثبت حقها بالحصول على أجابة :ايش اللي قاله أمس أخوك ؟؟؟
ليش كان يبغى يقتلك ..
بلهجة قاسية :أخوي ماكان بيقلتني شيلي هالفكرة من راستس لو أنا ذابح واحد من عياله كان سامحني فيه ..
خزام وهي تهز قدمها من التوتر :بس أمس كان يقول أتشهد ومعاه مسدس وماكان طبيعي ايش اللي حصل بينكم ...الورقة اللي رماها عليك ايش كان فيها ...
وحين لم تجد منه رد عادت تسأل بنرفزة :لو أنتي سامع عني شي يشبه اللي أنا سمعته بتسكت كذا ... بتسمح لي بحق الصمت ..من حقي أفهم ايش اللي يحصل حولي ...أنا مو كرسي ولاتحفه على الرف أنا أنسان ...أنا زوجتك ...
فياض بضيق :أنتي قلق ماتقدرين تسكتين ...
خزام :ليه اسكت نسيت لما كنت تزعق علي بتركيااا لو نسيت أنا جاهزه أذكرك ...قبل يومين كنت أترجاك تفهمني تسامحني وأنت بكل جبروتك ترد علي الخاينه يذبحها زوجهااا ... والخاين أيش تسوي له زوجته ...
بصرخة يصمتها :بس قلت يعني بسسس .. ترى أرحمتس ولا كان علمتس وش الخيانة اللي تكلمين فيها ...مالتس شغل بأي شيء ..
كانت نهاية جملته بصوت عالي جعلها تبقى مكانها ترتجف من الحنق كان وجهها محمر من الغضب والحرارة بفعل الجو الخانق ...
صمت طويل ليقاطعه أي حركة منهما ...
الغضب جعل أعصابها رخوه غير قادره حتى على مغادرة المكان ...
ويبدو أن أعصابها قررت الأنهيار هذه اللحضة حين بدت بنشيج ودموعها تذرف بغزارة ..
لاتريد أن تبكي ولكن جسدها له رأي آخر ...
وكأن دموعها كانت الأشارة الخاطئة له فقد كان أنفعاله من نوع آخر ...
بدى بركل الطاولة قربه ولكن لم يكن لتشفي غليله هذه الحركة فقط بدأ برفع كرسي الخيزران وحذفه على حائط الحديقة ولحقته الكثير من الأشياء من حوله ..
وهي على نفس وضعها الباكي ...
قبل أن يلتفت عليها ومن بين غضبه وأنفاسه المتلاحقة :ماأدري ليه أخوي يتهمني ..ماأدري ليه أخوي بيذبحني وبوش يتهمني ...أنا نفسي ماأدري ليش ؟؟ ...ماجاوبتس لأن ماعندي الجواب الحقيقي لسؤالتس ...
كان يضرب على صدره بقهر :أنا المظلوم هنااا أناااا
اللي تهموني بشيء ماهو فيني ...أنتي تبكين ليه ...أحد رفع عليتس سلاح ...كنتي بتروحين بغمضة عين عشان أتهام ماتدرين وش أسبابه ... أنحرق قلبتس على أتهام أخوتس اللي عندتس أغلى من عيونتس ...
كانت تضع يديها على أذنيها لتمنع صوته العالي
المؤذي لطبلة أذنها..
سحب يديها بقسوة وبصوت أقل صخب ولكن أقسى نبرة :هذا جواب سؤالتس ليه ماتبين تسمعينه ...!!!
خزام تسحب يديها من بين يديه :خلاص أتركني في حالي أنا مو قادرة أترك المكان لأن رجولي تألمني ...خلاص ماأبغى أسمع منك شيء أتركني في حالي ...
لم يكن يفلت يديها ولكن ثبتها على جانبيها :بس أنتي ماتركتيني في حالي .. قهرتيني وطلعتيني من ثيابي ليه ياخزام وش أستفدتي !!!!
خزام من بين شهقاتها :أنتي اللي تنفعل مو أنا اللي أسوي فيك كذا أنا أسألك بهدوء ليه ماتعرف تجاوب بنفس الهدوء تتكلم مثل الناس الطبيعية ..
أنتي اللي أخترت تجاوب بهالطريقة ماهو أناااا ...
فياض خلاص احنا ماناسب بعض ..
وأزدادت شهقاتها :أصلاً المفروض أنا ذاك اليوم سيبت البيت كان كل شيء بيكون أحسن من اللحين ...
أو يمكن المفروض ماسامحتك لما ضربتني وقت الملكة وكان اللحين كل شيء أفضل ...
شخرة سخرية قبل أن يلقي نفسه على الأرضية الخشبية :أكيد كل شيء بيكون أحسن لتس إلا الوقفة جنبي ...
عادي ياخزام الباب للحين مفتوح لتس ماأنتي بحبس ...
تقدرين تطلعين بأي دقيقة ..
ووقف مغادراً المكان تزامنت صوت صفعته للباب الخارجي مع رسالة وصلت على هاتفها حين فتحتها
جعلتها تضحك سخرية على حالها : شيلي فكرة أنتس تطلعين برى البيت من راستس تذكري أبوتس المسكين ماهو ناقص يشيل همـــوم ..
عاد قبل الفجر بقليل .. وكان قد أغلق الباب الخارجي بالمفتاح فواثق أنها لن تغادر المنزل ..
إلا لو رمت نفسها من الطابق الثاني ..
ولكن لم يطمئن إلا حين تأكد من وجودها بغرفة النوم على سريره وتحت لحافه ...
توجه لغرفة الملابس ليبدل ملابسه ..
بعد أن أرتدى لباس نومه توقف للحضة حين أكتشف عبارة تركتها له على المراءة ..
وقد كتبتها بطلاء الشفاة الأحمر ....
أعاد محاولة قرائتها عدة مرات حتى فهم ماذا تقصد ...
((خزام لاتخليني اهيء اهيء ))
جيد أستمري بأنتقاماتك الطفولية أبقي بهذا المستوى فهو يناسبني جداً ...
××أنا أشوفك بقلبي والنظر للناس
غرامك عاجزٍ لا أشوفه .. بعيني
ليا مني لقيتك .. ضاعوا الجلاس
وليا مني فقدتك .. عاد أنا ويني××
****
إذا كانت أعتقدت أنها ستجد رد منه فقد أخطأت فقط نظرات غير مريحة جعلتها تتناول طعامها بصعوبة ..
قبل أن يقف بشكل مفاجيء وهو لم ينهي حتى نصف طبقه ويخبرها أن كانت قد أنهت طعامها سينزل الأطباق للأسفل ..
ورغم أعتراضها بسبب يده ولكنها فهمت أن حركته تهرب ربما منهاا ..ولكنه عاد بأقل من خمس دقائق ..
أستعد بعدها بثواني للنوم ..
لتجاري تصرفاته لن تبقى لوحدها بالظلام ...
لكن ماأن أستلقت جواره حتى شعرت بذراعة تلتف حول وسطها وتدنيها منه ..
لتسأله بشك :أحمد يدك !!!
بصوت متخم بالمشاعر :خلي يدي على جنبي وذكريني وش كنتي تبغين مني !!!
بأحراج بسبب الطريقة التي يفكر فيها ياءالله هل هي الحمقاء أم الرجال هم أصحاب التفكير المنحرف !!!!
حاولت التملص من ذراعه فمهما كان أن يفكر أنها تلمح لهذا الأمر يزعجها :اووه أنت عقلك ماهو مضبوط ...
عاد يدنيها منه هامساً :طيب خلينا نتفق من البداية لون العيون خليها تأخذ لون عيوني بس الباقي خليها طالعه عليتس ...
ولم يعطيها فرصة لتفكر بجملته لأن بدأ بتنفيذ مايلمح له ...
بعد فترة كان قد أنطوى على جانبة يقاوم رغبه بالقيء ينبع من داخله ...
يتصبب عرقه ..يحاول التفكير بأمر آخر كما بالعلاج النفسي ..الخروج من المنطقة المحضورة ..
ولكن ماازال محصوره فيها ..أنفاسه تتصاعد ..
وكبحه للقيئة أكثر من هذا أمر مستحيل ..
ألقى نظرة سريعة على الجانب الآخر ليجدها قد دخلت عالم النوم ...
أسرع متخبطاً للحمام ..ليخرج بعدها بدقائق بأرهاق
ويلقي بنفسه على السرير ..
لم تشعر به أليس كذالك لقد مضت هذه المرة ولم تراه ..
ناداها بشك ولكن لم يحصل على أستجابة لنداءة فنام أخيراً بطمأنينة مؤقته ...
××إحساسي صوبك حب مدري معزه
بس ادري ان إحساسي صادق ميوله
ودي اسولــف معـك في كل حزه
حتى ولــو ما عندي شــيٍ أقوله .××
****
لم يعد النوم قربه مريح ... فهو يعاني بطريقة سيئة ..
تشعر أنه يخوض حرب كل ليلة مع أشخاص لاتراهم ...
أنين وعذاب .. وحين يستيقظ كان يرمي الأشياء من حوله حتى أصبحت تبعد دائماً كأس الماء الذي يضعه جواره وأستبدلته بقارورة بلاستيكية ...
فهي لن تتحطم حين يرميها على الجدار ..
ولم يعد يقترب منها جسدياً هذا الأمر يريحها على الأقل ...
أثناء النهار يبقى يحدق لفترة طويلة بالفراغ .. وكأنه يعيش بعالم الذكريات ..رغم تصلب ملامحه ولكن يتضح من الحزن الذي يغشاها بشكل مفاجيء ..
كان تحوم من حوله تمارس حياتها الطبيعية وهو غير متواجد بالواقع أبداً ..
كان تنبهه وهو مستيقظ لوقت الصلاة ..
كابوس طويل لاينتهي كل ليلة تبدو شبيهة بأختها ...
الحرب التي يعجز الخروج من ساحتها
بقى مقيد طويلاً عطش معذب يلهث من شدة الأرهاق والحر ...
وبعدها فرار طويل مليء بالعقبات ...
رأى فيه سبطر يموت كل ليلة بشكل مختلف ...
كان عبير ترتدي بدلة عسكرية وتعمل مع العدو تعيق خطة فراره بالخفــاء..
لايكتشف هذه النقطة إلا حين يقترب من العودة للوطن ..
فيعود لهااا ليقتلهااا وينتهي كل ليلة المنام بموته قبل أن يستطيع الأنتقام منها ..
يشاهد نفسه مكفن محمول على أكتاف أخوته ..
ولكن فياض كان يراقب من بعيد بجروحه ودمائه في حادثة الذئب ولايشارك بالصلاة عليه ولادفنه ...
تبكيه أمه وجميع قريباته من النساء ولكن هي تجلس على بعد منهم بالمقبرة وأمامها حفرة صغيرة ..
تدفن فيها شيء ما وتنوح عليه بدون دموع ..
××جمّل الله حال لوعات الظروف مع قساها بيّنت بعض الحقايق.××
****
يشعر بالضيق أنه بحاجة لها ..
هو حتى لايثق أن كانت سترد على مكالمته ..بالعادة حين يختلف معها لايتواصل هاتفياً فهو لايثق أنها سترد عليه..مع الرنين الثاني من المكالمة ردت..
سألها مباشرة :صاحية ..!! ..طيب صباح الخير ..روحي لشنطتي حقت العمل أفتحيها الرمز ****
كان المفروض أخذها معي ونسيتها ..طلعي ورقة مكتوب عليها #### وصوريها لي حالاً ..
مرت دقائق يسمع خلالها حركتها لتنفيذ أوامره وصوت فتح قفل الشنطة للحضات وتصله الصورة على الواتس اب ..
قبل أن تسأله :تبغى شيء ثاني ...
كان يكبر الورقة ليقرأ مافيها قبل أن يعود بتركيزه لها :لاسلامتس .. وأرجع أقولها من جديد لاتجوزت خذ لك سنافية مثل خزام ولا بلاها ...
بعدم تصديق :أحلف بس !!!
فياض بلهجة لينه وهو يخفض من صوته رغم أنه وحده بالمكتب :واللي رفع السماء بلا عمد أني أقولها صادز ...
يابنت وش رايتس تجين تشتغلين عندنا ..صوتس بس فتح نفسي على الشغل كيف مقابل وجهتس ...
بأنزعاج :فياض ترى أنا زوجتك يعني عندك فالبيت ماله داعي هالكلام !!!!
قهقه بمستوى منخفض :طيب فمان الله يازوجتي ايه وش بتسوين لنا اليوم غداء ...أكيد أبي غداء وش رايتس ترى أنا كائن متوحش لو مالقيت قدامي عيشة أكلتس ...
وأنهى المكالمة وهو يسمع وداعها الساخط ..
حتى قبل أن يضع رأسه على الوسادة ليلة أمس كان يعي جيداً أنه المخطيء هي سألت فقط ..
ولكنه حول النقاش الذي كان يستطيع إدارته بطريقة أخرى ولنتائح أفضل لتلك النهاية الكارثية ...
فشل في مواجهة بتال وكان الأنفجار فيها هي ...
وهذة المره يكن له غضب من نوع آخر فالأذى لم يطاله هو فقط ولكنه تجاوزه لخزامه ...
قد يكون متناقض وشخص غير عقلاني أن يكون هو سبب معظم الأذى بحياتها ولكنه يجن حين يصلها أذى من مصدر آخــــر ...
××صح إنتي الصح الوحيد بحياتي والا الخطا يا كثر ما أذنبت وأخطيت××
****
يمر الوقت بروتينيه قاتله .. مازال على نفس وضعه موجود بجسده ولكن لمن يعرفه هو بعيد بعيد جداً ... أبعد من الشمس للأرض ..
وهي تعيش ملل وقلق من تصرفاته الغاضبة ...
وصمته المريب المفزع ..
لايوجد أي تواصل مع عائلته ولاحتى أبنائه وهذا الأمر يثير الكثير من التساؤلات داخلها ..
ولكن وجدت فكرة واحد منطقيه لأبتعاده عن أبنائه أنه يعي المرحلة التي يمر فيها لهذا يبتعد عنهم ..
ويجازف فيها هي ..يستغلها لمشاركته مرحلة مخيفة من حياته .. وهذا يعود ويثبت مكانتها في حياتها
فهو أبعد كل مهم لديه وبقيت هي القربان لعلله النفسيه ...
حتى أستيقظت بأحد الأيام ورأته يرتدي بدلته العسكرية ...
ففهمت أنه أجازته قد أنقضت وعاد لعمله ..
أمرها :أمشي بنزلتس عند أمتس ..
وكانت أكثر من سعيدة فهي قد طلبت هذا الأمر عدة مرات الأيام الماضية ولكنه رفض ...
حاولت أن تفضي لأمها ببعض أسرارها ولكن لم تستطيع ..
تشعر لو أخبرت أمها بأمر حملها ستفضح الأمر للجميع وهذا ليس من صالحها ..
ولكن هناك ماتخبرها عنه بالتأكيد :يمه أقولك ترك أهله مو صاحي فيوزاته كلها ضربت .. متخيله حتى أمه ماتكلمه ..عياله رماهم وراه ...
وضحى بملل :ياكثر شكاويتس ..وأنتي وش دخلتس ..
مالتس شغل فيهم ...
جوزاء بتأفف :يمه هذا خطر علي واضح طالع من الحرب بحالة نفسية سيئة هذا غير موت أم حاكم شكله ضرب أخر فيوزاته ...
وضحى بنظرة شك :وأنتي بتناشبينه حتى على زعله عليها وهي ميته ...
ردت بتأوه :اووه يمه أنتي تتعمدين تعاكسيني بالكلام !!!
والله وش أقول أستغفرالله يارب ..يمه بيأخذ أختها هذا مايوفر شيء وينه وين الحزن ...
وضحى :والله أنتي اللي ضارب فيوزاتس على قولتس ..مره تقولين موت أم حاكم مأثر عليه ومره تقولين مادرى عنهاا ..
جوزاء بحيرة حقيقية تفتك فيها :لأني بنجن عجزت أفهم تفكيره حتى اللي مايحب زوجته يجلس كم شهر مراعاة على عيون الناس ...هذا ثاني يوم جينا فيه جالس يقول لأهله عن أختها !!!
لم تعقب وضحى على حديثها لكنها عادت لتقول :بس عمتي فهدة أول مرة تعجبني ماهي مصدقه الموضوع ..
وضحى بأسلوب مزعج :عمتس فهدة ماتبي أخت طبينتس بس صدقيني بتلقى له غيرها ...
جوزاء بصدمة :يمه !!
وضحى :وأنتي وش مزعلتس خليه يتزوج المرة بتأكلتس !!!
جوزاء بأنهيار :يمه ...
وضحى :والله وأنا أمتس لو كنتي صادقة تبين الرجال عرفتي له بس على طبعتس هذا وبرودتس وكل شيء تبينه يجيتس لحد عندتس ماأنت محصله شيء ..شوفي هيفاء كيف حارة وماتخلي على رجلها قاصر وشايلته شيل ...
جوزاء التي فهمت أسلوب والدتها الأستفزازي لتوصلها لهذة النقطة :يمة اللي يبغاني كذا ولا ماني ملزومه أشيل أحد ..يارب أتطلق وأرتاح ..وماعاد أسمع عنه في حياتي ..وعساه يأخذ غوله تنكد عليه حياته ...
وحدقت بهاتفها حين رن برقمه :اووف كابوس ماراح أنتهي منه ...
ألتفت على أمها أخيراً لتقول لها :تدرين وش أفكر فيه كثير بالأونة الأخيرة .. ليتك ماحضرتي ذاك الأجتماع في مجلس صيته بن نايف وأفتكينا من كل هالمصايب ...
كانت دعوات والدتها ترافقها في خروجها ...
وهي تدعو لها بالستر وسكينة السر ...
صعدت بهدوء وبخلت حتى بالسلام فبعد حديثها مع والدتها وخذلانها لها كالعادة تجددت بنفسها الكثير من الأحقاد عليه ..
ومازالت تحت تأثير عبارتها الأخيرة التي ألقتها بدون تفكير ولكن حين تتأمل فيها تجد أنها أمنية .. آه كم ستكون حياتها رائعة لو عادت كم كانت بدون معرفتها بوجوده حتى ..
كانت الطرقات مزدحمة فالجميع عائد من العمل ..
وهما داخل أختناق مروري بهذة اللحضة ..
حين ألتفتت عليه بملل لتلاحظ التغير الذي حدث لشارة التي على كتفه ..
وجدت نفسها تعلق ببرود :مبروووك ..
ألتفت عليها وكأنه تذكر وجودها ..
نظر هو الآخر لكتفه ثم عاد بنظره إليها ويبدو مرهق من الحديث هذا اليوم فهز رأسه علامة على الشكر ...
صدت للخارج ..
كم الحياة سهلة بالنسبه له ..
تموت زوجه وتعرض عليه أختها ..
يعود من الحرب ويحظى بترقية بعمله ...
أما هي ماذا لاجديد مازالت متوقفة عند نفس النقطة غير قادرة على الخروج من هذا الزواج الفاشل ...
بالتأكيد المشكلة فيها هي ..
حتى عبير متفوقة ..لقد ماتت وتركت هذه الحياة ..
وهي تقف عند نفس النقطة ..
وكعادتها بالأونة الأخيرة تفلت منها الكثير من الكلمات التي تندم عليها لاحقاً ولكن هذه المرة ندمت بنفس اللحضة :حلوة الحياة صح ..ترجع من الحرب وتترقى تموت زوجة وتوصي تأخذ أختهااا ...الله يرزقني حظ مثل حظك ...
لم يلتفت عليها حتى وكأنها لم تتحدث ..
حتى لو ندمت على قولها ولكنها تشعر بالراحة الداخليه أنها لم تكبتها داخلها كالعادة ..
ثواني وأنفتحت قصيدة أعتقدت أنها لأصماتها عن محاولة الحديث مجدداً :
والله مدري وين أوجه وين أروح ..الكون ضيق من الجهات الأربعة..
آلله من هم يزوح القلب زوح..قطع شراييني عسى آلله يقطعه..
ياهند شوفي بأرق الفرقى يلوح..سحبه تزود وبارقه له شعشعه..
ياهند وجه القطع شوفيه بوضوح..بين ولايحتاج يشر باصبعه..
أحبابي إللي بين قلب وبين روح..اقفوا وخلوني بوسط المعمعه..
الصدر يا هندا كما المرجل يفوح..والعين ياهندا لهيبه تدمعه..
ياهند وآلله مابقى عندي طموح..ولا بالدواء لا امراض جسمي منفعه..
ياكثر صدقان السوالف والمزوح..وياقل صدقان الظروف الموجعه..
ياليتها ضيقه تجي يوم وتروح..ياليتها ضيقه توصلني سعه..
أقبالي لأحزاني ولأفراحي نزوح..همن يباشرني والآخر يتبعه..
لك بح صوتي يالمسيكين الشفوح..لكن ولاكنك كلامي تسمعه..
وآلله لوتبني على البيداء صروح..ما يكتبه لي خالقي ماتمنعه..
اصعد بك القمه وتنزل للسفوح..من نزله ربه تحت من يرفعه ..
لو مر فيك إنسان يغليك ونصوح..علمك بأن الماء يرد لمنقعه..
وأن البني آدم لو يعيش بعمرنوح.. ياقرب ساعة مولده من مصرعه..
مسكينة هند يبدو أن الشاعر التليد يضعها شماعه لأحزانه ...
حسناً عليها أن تتوقف لقد أصبحت تفكر حتى بأشعار الآخرين وتنقدها ... هذا الحمل يجر عليها شخصية لاتناسبها ...
كان يتوقف أمام مطعم شعبي ..سألها أن كان يحسبها حسابها عند أبتياعه الطعام ..ولكنها هزت رأسها رافضة
فهي لاتحب الأطعمة التقليديه المعدة بالخارج ...
حين عاد وقد أبتاع الطعام الذي يفوح برائحته الزفرة سألها :يعني وش بتأكلين ..
ردت ببرود :كالعادة ..
هو كل يوم يبتاع طعامه من الخارج وتتناول هي توست محمص مع الجبن وطبق سلطه وبعض الفواكة ...
أي طعام آخر سيثير غثيانها ...
جلسا على طاولة طعام الشقة المفروشه التي مهما حاولت تلميعها تبقى باهته ..
لم يكلف نفسه حتى بأختيار محل سكن على قدر محترم من الرفاهية والأناقة ..
كان تقضم التوست المحمص حين طرى لها تخيل معين ولم تفكر قبل أن تقولها :تخيل لاسمح الله لو مت بالحرب ..
تخيلني أنا وعبير نأكل بشهية مثلك بدون أي أحساس !!!
ونحضر نتزوج أحد أخوانك بعد العدة ...
رفع رأسه بنظرات حارقة وحين أعتقدت للحضة أن سيقلب الطاولة عليها وقد تحضرت للفرار وهي تنزل قدمها التي تضعها على الأخرى ...
ليخبرها ببرود:مايحتاج أتخي يل متأكد أنكن بتسوووونها ..
أصلاً الحرمة مااالها خ اتمة ...
ووقف تاركاً طعامه .. بقيت للحضات تفكر بأجابته ..
لتكتشف أنها أنتصرت لأول مرة لقد جعلته يتوقف عن الطعام بالعادة هو من يجعلها تكره ماتفعله ...
رتبت المكان بعد دخوله لينام جلست على محمولها قليلاً .. ولم تجد الرغبة بالكتابه ..
فتحت التلفاز كان تشاهد بملل حين رن هاتفها برقم لاتعرفه ...
ترددت بالرد ولكن ماذا لديها :الو ..هلا ..من معي .. ايه أنا جوزاء ..من أنت.. اها ..طيب وش يعني تبغى تكلمه ...
ماهذة المصيبة من أين خرج لها هذا ...هل تعطيه العنوان وماذا لو غضب منها بتال ...ليفعل هي كل ماتريد بالأونه الأخيرة أستفزازه ..
ردت بعد تلكأ :اوكي هذا رقمك عليه الواتس طيب برسلك الموقع ...
↚
××القلب النقي أحلى من الوجه الجميل و طهاره الضمير أجمل من ثياب الحرير××
كان يتحدث ويرفع عينه لليلى المنشده مع مكالمته فهي من أعطته الرقم وأقسمت أنه لن يستفيد ...
فعلى حسب رأيها أن جوزاء أرنب ذليلة لن تتجرأ على أفادته بشيء ...
وحين أنهى المكالمة سألته بفضول :عطتك العنوان ...
سلطان يهز رأسه بموافقة وهو يفتح الرسالة التي وصلته على الواتس بالموقع :ايه ..
ليلى بدهشه :اوب على طول حتى مافكرت ... من وين جتها هالجرأة ...
سلطان وهو يقف ليغادر :والله يأخوتس أنتس ماتبخصين أحد بس مسويه فيها أنا اللي خابزتهم وعاجنتهم ...
ليلى تتمتم من خلفه :طيب قول شكراً ..أنا اللي عطيتك الرقم ...
عادت تستلقي كما كانت قبل أن يدخل عليها بشكل مفاجيء ويطالبها بالرقم ...
تعلم أن هناك حادثه سيئة حدثت بين بتال وفياض وغادر على أثرها الأثنين المنزل ومن بعض الدعوات التي تسمع من والدتها فهمت أن هناك سلاح وأمور أخرى ...
ولكن لأحد لديه جواب لها وحين تسأل يستشيظ من تسأله غضباً ...
بعد مغادرتهم لم يعد المنزل ممتع كما قبل ...
تعيش ملل لانهاية لها خصوصاً أن فاطمة أختارت هي الأخرى هذا الوقت لتعود للدمام ...
وكل هذا لايهم أمام ماخسرته بسبب بتال ..
آه فقط لو يعود لسابق عهده لعرفت معها كيف تقتص منه
ولكنها تخشاه الآن حتى لاتطالبه بحقوقها ...
××ليت الاحلام سهله ، والاماني رحابه وليت الايام رغبه والزمن يستجيبه××
****
تشاهده وهو يتناول الطعام الذي أعدته له وقد نقده قبل قليل ..
كانت محقة والدتها حين أخبرتها أن تعد له طعام شعبي ففياض الجائع لن تناسبه كفتة الفرن ورز بالشعيرية وبقيت أطباقها ...
غداً ستعد له كبسة الجمل التي بالتأكيد سيحبها جدا ويكتب فيها الأشعار ...
وهو يمسح فمه بعد فراغه من الطعام :ماشفتس تاأكلين !!
خزام بفم ملتوي :أنسدت نفسي ...
وهو يرتكي على كرسيه :ايه زعلت الزعولة ترى ماسبينا طبختس قلنا بس لو مسويه مندي ولامضغوط حاشي أحسن ...
خزام :خلاص فهمت الدرس ..
فياض :لاوالله ماأنتي فاهمة شيء لهالحضة ...
أنتي لو تفكين هالكشرة وتضحكين لو شفتيني ماعاد بعدها لاأبي لاأكل ولاشرب ..
بس أنتي مختارة الطريق الطويل لقلبي ...
تركت شوكتها التي تتلهى فيها متظاهره بتناول الطعام :وليه المفروض أدور على قلبك ولاأفكر بالطريق له ماشفتك فكرت بقلبي ..!!!
مد يده لشعرها الذي طوعته بالأجهزة حتى أصبح كالحرير :لأني واصله من مبطي .. بس المهم اللحين كيف توصلين أنتي ...
تشعر فيه دون أن يفصح هو يبحث عن هدنة ..يريد أن يعيش لحضات طبيعية .. ربما أرهق من الخصام ..
ولكن حين أرهقت هي لم تجد هذه الفرصة مهما سعت إليها ...
شتت نظرها بالمكان تحت نظراته المتفحصه ..
ليست بارعة بالردود ومنهكة من النهايات المأساوية لأني نقاش بينهما ...ودموعها قريبة ..
وهو يتبجح عليها أنه لايبادلها نفس المشاعر ...
لم تشعر بنفسها إلا وهي بين أحضانه مغمورة بدفيء أصبحت تخشاه وهو يهمس لها بكل ندم :خزام البكاية .. وبعدين .. الواحد حتى مايمزح معتس الدمعة جاهزة ..
أنتــي ماهو وصلتي للقلب وبس أنتي حتى الدم صرتي تمشين معه ..
لم تحتمل أسلوبه الذي تراه متعجرف يسخر حتى من مشاعرها ..وإذا أكتفى أستمالها بكلمات لاتخرج من قلبه حتى :شكراً ماأبغى أكون بقلب أحد ولابدمه ...خصوصاً اللي حبه كلام بس ولاأفعاله كلها بغض ...
لم يتركها رغم جميع محاولاتها ..قبل قمة رأسها وأراح خده عليه :وش يرضيتس بس قولي وشوفي أفعالي ...
سحبت نفسها قصراً من أحضانه وتركها لتخبره بنظرة أقلقته :متأكد بتكون قد الوعد اللي تعطــــيه ...
××من كثر ماني خايف افقدك وابكيك
راسي من الفرقا ووصلك / إمشيب
كم انشدوني هالبشر انت وش فيك !؟
واقول ماني عقب فرقاه / طيّب ...××
****
تحدق فيه يجهز حاجياته غير مصدقة أنه فعلاً سيترك كل شيء ويغادر :ياأبو سلطان ماهو وقت مزارع وخرابيط ..
ماتشوف الحال اللي حنا فيها ...
عقاب مستمر بالتأكد من حاجياته :قومي حطي لي ثياب وأغراضي اللي خابرتها وخلي التشكوي عنتس ...
أنا بروح أصوم وأتعبد الله براحة ....
تحوقل بصوت عالي وهي ترتب شنطته ستموت من غيضها بتال لايرد على أتصالاتها ...
والحكم لايرد على أتصالاتهااا ..
والمنذر يتصل بشكل مفاجيء قبل يومين ويخبرها أنه قادم وقد أحضر لها معه مفاجئة ...
فهدة وهي تتحسب بصوت عالي :أكيد جايب لي أعجمية ...
والله لو صدق ظني لأروح أنا أعيش بالمزرعة وماعاد أطب الرياض ...يارب أنا طول عمري حرمةً مستورة لاتفضحني على آخر عمري ..
دخل الحسن ليخبر والده :يبه كلنا جاهزين وخالتي شعاع وليلى بالسيارة ...
عقاب وهو يقف بمساعدة :يالله وأنا أبوك ولاوصلنا هناك دقينا على نسيبنا نعزمة ماسوينا حتى لهم عشاء انفضحنا بأنسابنا ...
فهدة بشهقة أستنكار :أنتم مخليني هنا مع هالمشاكل ورايحين هناك تعزمون خلق الله وتسوون حفلات وين اللي رايح بيصوم ...
عقاب يتجاهلها حتى وصل الباب ليلتفت عليها :لو شفتي الأثنين خانقين بعض لاتدخلين بينهم ...
فهدة بأستنكار :ياأبو سلطان ..
عقاب بحنق :خليهم يذبحون بعض اللي يهون عليه دم أخوة إذا مامنعته محبته ونخوته ماهو أنا اللي بمنعه ...
وخرج لتجلس غير مصدقة وهي تضرب كف بكف مابال زوجها الحكيم المحب لأبنائه ..بالتأكيد ماوقع حسد وأصابهم ويجب أن تتحرك بسرعة وترقي المنزل لتطرد الشياطين وتحصنهم جميعاً من شر العيون الحاسدة والحاقدة ...
رفعت هاتفها مستنجده برضا لتعينها على ماتنوي فعله :ألحقيني يارضا عيالنا دخل بينهم الشيطان وتذابحوا ...لاتشهقين طيرتي عقلي ..محد مات بس بغوا يموتون ..ياخيه ألحقيني عقاب أخذ شعاع وعياله وخلاني مع الوراعين وعقلي يودي ويجيب أخاف يرجعون يتذابحون قدامي وأنا ماأتحمل الهوشات ..يالله احتريتس ...
ماأن أنهت المكالمة حتى دخلت عليها تالا باكية تشتكي أختها
التي سطت على جهازها اللوحي ..
أمرتها أن تذهب وتدعوها لها ..
وماأن جائت حتى أخذت الجهاز منها وأعطته للصغيرة وهي تخبرها بلهجة خاصة :خليه تروح بيني وبينتس كلام ماأبيها تسمعه ..
وريف وهي تجلس بملل :ياجدة تكفين تكفين لاتسألين نفس السؤال حق أبوي وعمي ترى والله طفشت ...
فهدة بنظرة حادة :بلاتس خبله ماينوخذ منتس لاحق ولاباطل ..
وريف بتأفف :أنا ماأدري عمي فزاع يقول بابا يسوي مقلب بعمي فياض وأنا وخزام عشان مانعرف نحسبه حقيقة وخلاص اللحين فهمنا أنه مقلب ..
وحين طال الصمت ولم تجد رد من جدتها خرجت راكضة وهي تخبرها :بروح ألعب مع حاكم ..
تزامن خروجها مع وصول رضا :السلام عليكم ..والله هذي البنت بينكسر لها عظم من عباطتها ...
فهدة وهي تعتدل بجلستها وتتلقى سلام رضا :وعليكم السلام يالله حيهاا ..وشلونتس وشلون أمين ..؟؟
بعد دقائق كانت تستمع غير مصدقة لما تروية فهدة ..هل حدث كل هذا فعلاً أبنتها لم تخبرها بشيء ..فقد أعطتها خبر أنتقالهم لمنزلهم الخاص وتجاهلت الباقي ..
لم تكن تعلم أن أبنتها قادرة على الأحتفاظ بالأسرار حتى اللحضة ..
رضا بتنهيدة :والله ماني عارفة ايش أقولك ياعمة بس أكيد هذي عين ماصلت على النبي بعد أعراسكم وأفراحكم ..
ورجعت أبو حاكم من الحرب بالسلامة والأخبار الطيبة اللي رجعت معه والناس ماتعطي خير ...كثير اللي كل سيرتهم ايش سوى الشيخ عقاب وايش سوو عياله ..
بسيارة عقاب التي غادر فيها برفقة أصغر أبنائه من الزوجتين وزوجته الأولى ...
كانت الأوضاع هادئة ..حتى سألت شعاع بشك :حنا مطولين ياأبو سلطان بالمزرعة ..
عقاب بأستكنان :بعيد هناك تعبتني المدينة ومشاكلها ...
ليلى بشهقه :أبوي مو منجد كيف عيد بالمزرعة ..!!
عقاب :عادي العيد يصير حتى بالصحراء ..
نجيب ضحيتنا ونذبحها وتسوين لنا مقلقل وكبدة ..صح وأنا أبوك ...
الحسن بأستمتاع :صح ياأبو سلطان ..
عقاب بتهكم :بس وأنا أبوك أخوك رثع بضحايانا ...ذبحها قبل العيد ..
ليلى بحنق لأن ماذبحه يخصها فقد روى لها فزاع خطته بشراء صغار الخراف بوقت مبكر من السنه وبيعها بموسم العيد كضحايا وتكون قيمتها عالية جداً وبمكسب رائع ودخلت معه في هذه التجارة ولم تتخيل بأسوأ كوابيسها أن تذهب تجارتها بهذة الطريقة الشنيعة :بعد هو خلى الذيابه حبايب قلبه وكل حيوانات الصحراء ورجع على حلالي ..أبوي تكفى طلعها من عينه ماهو من حقه ...فلوسي راحت ...تعبي جهدي أحلامي كلها أنقتلت باللحضة اللي ذبحها فيها ...
الحسن سعيد بفشلها : يووه عاد هذي ذلتنا بفلوسهااا ..اللحين خليتي التجارة بالأكل والملابس ورايحة تشترين طليان والله لو يسمعك أحد لنتفشل وش هالتجارة ...
ليلى تتجاهله :أبوي كم تجيب الطليان اللي ذبحها بتال بالسوق بزود عليها ميتين ...وأخذ حقي ..
شعاع :يابنيتي تراتس نفختي روسناا حقتس بيجيتس ..
ليلى بأنزعاج :ماتهنيت بنجاحي كنت أنتظر اليوم اللي يبيعونها فيه وأستمتع بمكسبي ..
عقاب الذي لم يعجبه من البداية دخولها بهذا المجال فهو غير لائق فيها ولكن ليلى من يستطيع ردعها :يصير خير وأنا أبوتس بس هاه لعطيناتس حقهن عاد أنتي ردي حق العلف اللي كنها نعلفها وقمية الراعي اللي كان مسئول عنهن ..
ليلى بصدمة :أبووووي ..
قهقه ضاحكاً :يابنتي التجارة تسذا ماهي بالبساطة اللي تبينهااا ..
الحسن :مصدقه نفسها هذي وش فهمها ..أنت شف المجال اللي دخلت فيه وتعرف أنها مافيه عقل ...
عقاب معاتباً :الحسن أحترم أختك ..
وعاد ليخاطبها :وأنا ابوتس أسمعي شوري ودوري مشروع زين حق نساوين ودوري رزقتس فيه ...
وأستمرت الأحاديث المتفرقة بينهم حتى وصلوا المزرعة ...
بعد حادثه فياض وبتال ...رأى الأنهيار على الحسن ..
وكأنه فقد الأمان الذي يشعر به بين أخوته ..
وأهتزت نظرته لهم ..
ليلى الفتاة الوحيدة ولو أختها موجودة لفضل أبعادها هي أيضاً عن أجواء التوتر ...
وشعاع هي خير رفيق هاديء ...
كم سيعيش سنه أخرى سنتين وبعدها هل سيقتلون بعضهم على أدنى سبب ..
عليهم أن يتعلموا كيف يحلون مشاكلهم مهما كبرت بدون تدخله ..
أو أن يقف بصف أحدهم ضد الآخر ...
وسلطان هناك وعلى حسب قوله تولى الأمر
وسيصلح بينهم ..
××احذز تغش الناس لوكان غشوك غادر بصمت و خل خاطرك صافي و الدرب خله سمح لا تزرعة شوك يمكن يجي لك يوم...و تمر حافي××
****
بقت مترقبه بقلق حتى أستيقظ من قيلولته ..
حين خرج عليها اعتقدت أن سبب وجهه المتجهم هو مافعلت .. حتى حين طلب فنجان من قهوتها سألته بأرتياب : وش فيك ؟
بتال بنظرة غائمة : أبد مافيني شي عايش مرتاح بعد كلامتس الحلو ..
تباً من كثر ماتراكمت أخطائها أصبحت تعجز عن عدها ..
نست مافعلته ظهراً على طاولة الطعام ..
كانت تصب له الفنجان تلو الآخر قبل أن يحضر أخيه ويوجه هذا المزاج عليها وحينها ستكون قد جنت ثمار أفعالها ..
مضطربه نفسياً لامحاله لقد كانت ظهراً بشخصية والآن على النقيض منها ابتسامتها الخائفه لاتشبه قسوة ملامحها وهي تتندر عليه وعلى أوجاعه قبل ساعتين .
رن الهاتف الأرضي .. نظر إليها بشك قبل أن يمد يده لها لتنقله له بدورها .. حين رفعه كان الأستقبال يخبره أن أحدهم يريد الحديث معه وسوف يحوله له ... بضعة ثواني ووصل صوت سلطان بدأه مهاجماً : بتنزلي ولا أطلع لك وأفضح كل شيء قدام أهلك !!!!!
رفعه عينه بنظرة ناريه لها اعتقدت انها المقصودة بها ولكنها كانت رد فعل غاضبه على حديث الطرف الآخر بأختصار كان ردة : طيب يصير خير .. سلطان يعرف جيداً نقاط ضعفه ويجيد استغلالها ..
فهو الهارب من الدنيا بأكملها لم يصطحبها معه إلا ليبعدها عن معرفة ماحدث ..ومازال يمتلك نفس التفكير حتى لو أنفضح عند الجميع لن يصل لها هذا الأمر..
وقف بثقل قبل أن يطلب منها:بنزل تحت لواحد من خوياي ماني متأخر سويلي شاهي ...
جوزاء التي تجمدت أطرافها فعلاً وهي تلوم نفسها على تهورها سينكشف كل شيء بالتأكيد سيخبره أنها من أعطته العنوان ردت بدون تفكير :طيب ,,أبشر ..
ثواني بقى يحدق فيها قبل أن تلين ملامحه وهو ينحني ليطبع قبله على خدها ويهمس :لو هذي أعراض مرضك النفسي ياجعلك ماتشفين منه ...
وغادرها وهي تترتجف من قربه المفاجيء ..هل أتهمها بالمرض النفسي ...كان محق من قال أن المجنون يعتقد نفسه العاقل الوحيد ..
×× ضمني والشوُق في قلبي مصبه خل عطرك يوم اشوفك يحتويني لا تحدااااانيّ على كثر المحبه وأنت في دنيااي ثالث والديني××
*****
ينتظر بهدوء صحيح أن المواجهة لن تكون هادئة ولكنه حسم أمره على الصراحة ..
ربما هو اكثر شخص فكر في هذة اللحظه وتخيلها دائماً دمويه .. لوجود عبير كطرف حي .. ولكن بعد موتها أصبح وقع الضرر على أخوية ..
وفياض هو الجانب المظلوم فهو لاذنب له ..
ليس مخول ليحكم بأنصاف أو أن يتصرف بعدل ولكن حسب أعتقاده فياض عاش الكثير من الخيبات في حياته .. بتال رغم كل شيء كان هانيء مع زوجته إلا من مشاكل عاديه لاتصل لدرجة التحطم والوجع الذي عايشه فياض سابقاً ... وحتى حين تزوج من أخرى تقبلها وأصبح بينهما الكثير من التوافق وكأن الله هيء قلبه لهذه الأحداث وأعطاه مايجبر قلبه ويجعله يتمسك بالحياة ..
شاهده يقترب من سيارته فتح الباب وصعد بسلام فاتر ..
تحرك بالسيارة ليسأله ذاك حين أتجه بعيداً :على وين ؟؟؟
سلطان :بنروح لنياق ..
بتال برفض حازم :لا ...وصمت للحضات ليوضح :مرتي مريضة ماأقدر أخليها بشقه لحالها ..
سلطان :ماهي ضايعة وسط الرياض لو أحتاجت تدق على بني أخيها ...
بتال بحزم فمن ملامح سلطان فهم أنه يعرف ماحدث جيداً يبدو أنه أصغى للطرف الآخر قبل أن يأتيه :قل اللي عندك وردني من وين ماأخذتني ...ماني رايح معك مكان ...
صمتت للحضات قبل أن ينطق بـ:تشوف اللي أنت سويته صح ..!!!
شخر ساخراً :صح المشكلة كانت بالطريقة المفروض كنت أجودي وراعي مباديء حتى بعد اللي كشفته !!!
لايعلم كيف سيجد الجرأة لأخراج هذه الكلمة ولكنها خرجت مهتزة :بس أنت تدري أن فياض ماله ذنب ...
وأنبترت الجملة ...ليكملها الآخر بفحيح قهر :بوصاخة مرتك صح !!! هذا اللي ماقدرت تقوله ..
سلطان الذي يعاني مع سرعة ردود بتال وصعوبة فهم حديثه لأن نطقه غير واضح :يعني أنت تعرف بقرارة نفسه أنك ظلمته ..
بعدما خرج وأعتصم لوحده لأيام فكر طويلاً ليجد أن هذا الأمر لايمكن أن يصدر مهما كان من أخيه ولايوجد أي دليل عليه ... ولكن مجرد أن زوجته كانت تفكر فيه وتفضل عليه يجعل أطنان من سوء الظن القادم بينهما وهو لايريد أي علاقة أو مواجهة معه حالياً :أنا ماظلمت أحد ولاتخاف ماني متعرض له ..بس خلوني بحالي ...
صمت قبل أن يسأله عما يدور في ذهنه بعد أن توصل للصور الحقيقية للموقف :فياض اللي قالك أحد عرف غيرك !!!
قبل أن يقول بلهجة أنكسار :أنا فضحت نفسي ...
وقهقه بمرارة :المفروض أعصر على جروحي أسيد وأسكت ..
سلطان بتردد فهو لايريد أن يوضح أكثر من الذي يفترض أن يعرفه :ياأبو حاكم وأنا أخوك أكيد أن فيه شيء أنت فاهمه غلط ...
بتال بأنين قاسي :لا فاهم صح فااااهم صح ليتني أقدر أدخلك لذكرياتي ياسلطان وتشوف اللي مريت فيه زي المغفل ولاني فاهمة ... أنا فهمت اللي مضى علي اللحين صح ...زوجتي أم عيالي كانت حاطه عينها على أخوي هذي مافيها ذرة شك عندي ...
الشيطان أعماني وخلاني أفضح نفسي قدام فياض ...
ومرته ..مرته كانت هناك شافت وسمعت ..والحريم مالهم أماان بكره كل الناس بتدري أني ماكنت مالي عين مرتي لحتى تفكر بأخوي ...
هذا اللي جاي تسمعه ياسلطان !!!
سلطان محوقلاً يمسح على ذقنه :لاتدفن نفسك بماضي ماأنت متأكد منه ..خلك بحياتك اللحين واللي راح سامح ولا لاتسامح فيه حقك ماراح يضيع عند رب العالمين ...
بس وش ذنب أخوك وعيالك ومرتك الثانية ..
لاتظلمهم يابتال وتظلم نفسك ..
لايستطيع حتى أن يرفع عينه ليحدث أخيه كيف سيستطيع أن يعيش وسطهم بعد هذه الحادثة :أنا أعيش بين نارين ياسلطان ..نار الخيانة اللي ماني قادر أتجاوزها ..ونار كيف بعيش وسطكم بعد اللي عرفته ماأقدر لاتضغط علي أنا ودي أهج من كل هالدنيا
ودي روحي تطلع من جسمي ...
قبل أن تنقلب لهجته من الحسرة والألم للعنف والقسوة :ليتها حية ياسلطان ليتها وشفت اللي شفته عندها والله لأخنقها بيدين الثنتين وأرميها قدام بيت أهلها ...
كل ليلة كل ليلة من يوم كشفت اللي كشفته وأنا أتخيلها حيه وأخنقها لين تطلع روحها ...ياليت أقدر أطلعها من قبرها وأخنقهااا ...تدري أمنع نفسي بالقوة ماروح لقبرها وأتفل عليه (أبصق)...
سلطان يربت على كتفه :أبو حاكم أنت رجال عاقل وهالعيبة ماتطلع منك اللي راح لله مالك أنتقام منه بالدنيا حقك بتأخذه بالآخرة ...
وأحذر يابتال أحذر تأخذ عيالك بجريرة أمهم ...
بتصير ظالم بدال ماأنت مظلوم تراهم أطفال مايفهمون شيء ..أمهم ماتت واللحين أنت مشيت وخليتهم تذكر ربك وحقهم عليك ...
صمت طويل قبل أن يقطعه سلطان بقوله :ماودي أثقل عليك وأنا أخوك بس تذكر من عرف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته والله يكفي المسلمين الشر
فيه رجال أبتلوا بعرضهم ومسكوا حريمهم ولاخواتهم ولابناتهم بعلاقات سوء ...
يابتال فيه رياجيل تزوجوا حريم ولقوهن حوامل من الحرام وستروا عليهن ..
قو قلبك وأنا أخوك ماأهون اللي مريت فيه بس الدنيا مليانة بلاوي ..
وكأن حديث سلطان نبهه لشيء .. ليشعر بطعنة وجع بصدره .. حين تذكر الطريقة التي شككت فيها والدته بجوزاء قبل أرتباطه فيها وكيف قضى ليلته الأولى معها لمجرد التأكد من عفتها ...
عبرة كالسكين تسد حنجرته .. يكابح حتى لايذرف الدمعة ..
لقد رأى أنتقام الله لها على أرض الواقع ربما هي لم تعرف ذالك الشك ولكن الله كان العالم بالسرائر لقد أخذ لها حقها منه ...
وكم يدين لها بحقوق وبأي صورة ستقتص منه....
حين عاد لها كان تحت تأثير هذه الأفكار ..
تبدو متوترة وكأنها تنتظر منه شيء ..
قالها بهدوء وهو يزيح شماغه ويضعها جانباً وكأنه يحدثها عن أحوال الطقس :جوزاء تبين الطلاق ..
كانت تنتظر بقلق عودته وكيف سيوبخها على أفشاء سر مكانهم :وش ؟؟؟
بتال يحاول أن لاتخذله نظرته يخرج الكلام مكسراً بفعل علة لسانه ولكنه يشعر فيه يجتز كل شيء بطريقة الحروف تجرحه من الداخل :شوفي أنا شاريتس ..ماهو سهل علي أعرض عليتس هالشيء ..بس أنا خلاص قلبي مات ..ماعاد يحس وماأبي أظلمتس معي لو تبين الطلاق قوليها ومالتس إلا اللي يرضيتس ...
أنهى آخر جملته وفتح أعلى أزرة ثوبة لأنه يختنق بفعل الموقف لم يكن سهل أبداً ثقيل جداً عليه ..
وهو يعي جيداً ولعها بالأنفصال عنه ..
ستفارقه ليموت قلبه حقاً والله لوخرجت من حياته ستخرج معها آخر فرحة في حياته ..وآخر أمل بالسعادة ..
عليها أن ترقص طرباً لهذا العرض ... تجن من فرحتها ..
لكن متى بعد كل هذا التلاعب بمشاعرها تذكر أنه ظالم ..وأصبح يخشى أرتكاب الظلم ...
كلا هذا ليس حقيقي ...هذا مجرد عذر وهي تعتقد أنها تعرف السبب جيداً ..
قالت بسخرية وهي تضع قدم على أخرى أمامه :وهذا الشعور جاك قبل ولابعد ماشرطوا عليك تطلقني !!!
عشان تقبل فيك ست الحسن ...
يوووه بتال والله لو قبل رمضان عارض علي هالعرض ... كان سويت حفله طلاق ونشرتها على كل حساباتي بالسوشل ميديا ...
بس للأسف العرض مرفوض ..
تدري ليه لأني حامل ..
صرت أفكر مثل الأمهات بمستقبل طفلي ...
يالله الله يعوضك بغيرها ترضا تدخل على ضرة ...
××العمر ما يوقف .. والأحزان بتفوت ما راح اعيش اللي بقى .. عند بابك . حتى لو أن غيابك أصعب من الموت صدقني ... بلقى من يعوّض غيابك ××
****
يشعر بالأختناق ليس على سبيل الأحاسيس ولكنه فعلياً يختنق بالتابوت الذي صنعوه له المعاتيه ...
ماذا تتعاطى هذه العصابة حتى ينهوه بهذة الطريقة الأحترافة ..
بالتأكيد تأثير المسلسلات الأجنبيه كانوا محقين أجدادنا حين رأوا بدخول التلفاز لبلدنا خطر علينا ...
صاح بصوته الذي يخرج مكتوم بفعل الصندوق الخشبي الذي ينام فيه تحت الأرض :يامحمممد ياولد يامحممد يالراعي وين سريت ...بمووووت وأنا أستفزع فيك ..
آه ياقشر الحياة اللي أرتجيها مستفزعاً فيك ...
بعد دفنه بساعة أو أقل وتحت تأثير صياحة وندائته سمع صوته عامل أجنبي من الرعاة بالتأكيد يسأله عن من يكون حفر قليلاً حتى ظهر له جزء من الصندوق وحين فهم الأمر فر وتركه من خلفه ...
ومن وقتها وهو ينادي على أمل عودته ...
ولكن يشكره لأن حفره وأظهاره لجزء من الصندوق ومع الثقوب الموجوده بين الخشب مازال يستطيع التنفس وإلا لفقد حياته بساعته الأولى ...
عاد ينادي ولايوجد مايفعله سوى النداء :ياولد ياراعي الغنم ماودك تكسب فيني أجر وتطلعني من قبري !!!
صمت تام لايوجد حتى رفرفة أجنحة طائر ولاأزيز حشرة ...
لايعلم هل غفت عينه أم فقد وعيه ولكنه أستيقظ على صوت ضجيج وأحاديث مواطنين مع الراعي الأجنبي ...
وحركة سريعة مابين أزالة الأتربة ... وفتح الصندوق بأداة حاد فقد قاموا بأغلاقه بقفل ..
وضع يده على عينيه حين باغته ضوء الشمس ...
سحبه أحدهم ليخرجة وهو مازال غير قادر على الأعتياد على الحركة بعد الضيق الذي أنحشر فيه لساعات ...
وقف تحت أعينهم المتأمله بشك من مظهره ...
فتذكر أنه كان متنكراً بشورت وتشيرت تناسب الأسترخاء على البحر من صندوق بمنتصف الصحراء ..
سأل وهو يفرك عينيه :وين موقعنا ...
أحد منقذيه بلهجة حادة :تجي الحكومة اللحين وتعلمك بموقعك !!
سأل الآخر :وش سالفتك أنت ..يوم قالنا الراعي السالفة حسبناه مخبول ...!!
الحكم وهو يحاول التخلص منهم :تهاوشت مع خوياي على قطة السفرة كنا رايحين الشرقية وهذي سواتهم فيني ...
الرجال :والله لو أنكم معربدين ماكان هذي سواتكم في بعض أنت علمك أكبر اللحين تجي الحكومة تستلمك وهي أدرى وش تسوي فيك ....
الحكم وهو يجلس على الأرض :طيب اللحين أنقذتوني جزاكم الله خير بس أسقوني ماء ..الكلب دخلوا فيه الجنه ...
رمى أحدهم أمامه عبوة ماء كبيرة ليبلل فمه قليلاً ثم يسكبها بعضها على رأسه فهو يشعر بحرارة شديدة .. لحسن الحظ أنقذوه قبل الظهر وإلا لأستخرجوا جثته محترقة متسلخة من شدة الحرارة ...
عاد يشرب من الماء ...تحت نظراتهم التي لاتفارقه لحضة ...
ودقائق وتوقفت دوريات أمن الطرق قربهم ..
يبدو أنه لايوجد مركز قريب ...أين كان موقع قبره بعد قليل فهم أنه مدفون بمنتصف الصحراء ...
أنتظر طويلاً بالمركز قبل أن يحضر رئيسة بالعمل ويخرجه ..
وأخبره لاحقاً أن سيارته وجدت محروقة ..وقد تلف كل مافيها ..
ومد عليه هاتفه :خذ أتصل بأهلك أكيد قلقانين عليك ..
الحكم :لاخلها لاوصلت الديرة رحت لهم ...هم يعرفون طبيعة عملي وأني أكون مضطر أوقات للأنقطاع عن التواصل معهم ..
××لا تلومني إليّا صرت كلي غموض أنا اعاشر مجتمع أكثرهم كلام××
***
ماأن وضع رأسه لينام حتى رن هاتفه بنغمة يعي صاحبتها جيداً ... أنقلب على جانبه الآخر وهو يسب ويشتم فيها ..
قبل أن يعتدل بجلسته ويتلقى مكالمتها فهو يعي جيداً عدم الرد عليها ماذا سيجر خلفه بادرته مباشرة :زين أنك رديت لأني كنت بلبس عباتي وأروح للمراكز الشرطة أتابع قضيتي ...
قال مجاملاً وهو يريد خنقها فقد كانت كما توقع أتصال ليس سلمي من قبلها :هلا والله يالله حيها أم فياض وش العلوم ؟؟؟
أسماء ببرود :العلوم أني كنت بموت قبل أسبوع وأشوف الموضوع ولاكأنه حصل ..
لو هو أنت اللي رامينك ولا واحد من أخوانك ماكان تصرفت بهالبرود بس أنا اللي تزوجت عشانكم وعشان كلمة أبوي كنت بروح زي شربة الماء وأشوف أن مافيه أحد بيتحرك عشاني ...!!!
فياض يكتم غيضة شبيهة أمها لن تتنازل عن حقها بسهولة :يعني وش اللي يرضيتس ...
أسماء بنبرة تشفي :صورلي اللي رمونا قدام الفندق سلفي وهم بالحبس ..ولا غير كذا لاتلومون إلا أنفسكم على اللي بسوية ...
أنهى المكالمة معها ..
ليتصل برقم آخر :هلا أبو سامر وشلونك قضية أحمد الصنهات عندك ...هاه ..وش ..
وكتم سبه كان سيطلقها والطرف الآخر يخبره أن هناك قضيتين أحمدهما لأحمد والآخرى من زوجته أي أسماء !!!!
فياض :طيب حركها برسلك أسماء الروس الكبيرة أسحبهم مع عيالهم وأحفادهم كل اللي فوق 15 منهم هاتوه ...
على الطرف الآخر :متأكد كنت تبغى تهدي الموضوع ....
فياض بحنق :ماعاد نبي نهديه بنولعهاااا ...بنشعللها .. حنا عرب مانخلي حقنا ...أجتهد بارك الله فيك ...
وأغلق هاتفه وأعاد اللحاف على رأسه ..
وهاتف برأسه يسخر منه وكيف أصبح ألعوبة بيد النساء ...
كلا ليس النساء ولكن الأطفال .. خزام وأسماء ..
لقد هرمت يافياض حتى أصبحت تعطي لتهديداتهن قيمة ...
××أعشق ثرى أخواني وأحتمي في ذراهم هم عزوتي لا من غدت سود الأيام أدعي عساني ماأختبر في غلاهم ، يبقون هم ذخري على مر الأعوام .××
****
تعترف أنها غاضبة من أمر آخر وتفرغ غضبها بهذا الموضوع ..
كان يدخل قادماً من الخارج ..خارج الغرفة وليس المنزل كان بالأسفل بجلسة عائليه مع أسرته ...
وتعلم أنه سمع جزء من حديثها ..والذي لمحت فيه لأجبارها على الزواج ...وأنها فعلت مافعلت من أجلهم ..
ولكنه لم يعلق على مكالمتها رغم أنها تشمله بطريقة أو أخرى ..
وهذا ماتفضله فيه أنه يعطيها حرية وخصوصية لم تحظى بها سابقاً...
أجل كل شيء يدور حوله ويتعلق فيه فغضبها بسببه وهدوئها يرجع لتصرفاته أيضاً ...
فتح التلفاز على مباراة كرة قدم على الدوري الأجنبي الذي يتابعه ..
كان تشاهد الشاشة معه وتفكيرها بليلة الماضية لقد أعتقد أنها نائمة وأستمات هي لتنام ..
بقلق أن تتكرر الحادثة ..ولكن لم ينقذها النوم وشعرت فيه وهو يقاوم ويقاوم قبل أن يسرع للحمام للتقيأ ..
فكرت الليل بأكمله هل من الممكن أن تكون المشكلة فيها حقاً ... ولم تجد أي جواب
فهاتف يخبرها بالتأكيد سبب أشمئزازه وتقيئة ومرضه أنتي ...
وهاتف مراعي يطمأنها ربما هو أيضاً لديه مشاكله الخاصة التي لاتتعلق بك ..
خفض على صوت التلفاز بشكل مفاجيء قبل أن يلتفت عليها ليفتح معها موضوع وجدته غريب للوهلة الأولى :بكرة راجع للدوام بجيب معي معجون خاص بعملنا بأخذ فيها قياسات فكك عشان نسوي لك حامي للأسنان تحطينه لاجيتي تنامين ...
سألته بشك :ليه وش فيها أسناني !!
أحمد :مافيها شيء بس وأنتي نايمة تضغطين عليها شيء نفسي خاراج الأرادة ومع الوقت بيأثر على صفة أسنانك وحتى فكك ...
بنفـي تام للتهمة :أنا مو كذا مستحيل شكلك تدور عيبه فيني ...
نظرة عاتبة من قبله :وليه أدور فيك عيوب وأنا كلي عيوب !!!
أعرفي من تكلمين ياأسماء أنا أدرى الناس بنفسي ماأشبه اللي تعرفينهم ..
لم تركز من حديثه إلا على عبارة واحدة وسألته على أثرها :منجدك تشوف بنفسك عيوب ولاتقولها كعادة كلامية ...
لم يفهم نبرتها بالحديث هذه المره ولكنها تميل للأستهجان هل هذا معناه :يعني تشوفين مافيني عيوب !!!
ردت بأحراج وهي تتظاهر بعدم الأكتراث :مبدأياً يعني أحس مزاياك مغطية على عيوبك ...
رغم أنه أستشف التراجع بحديثها وكأنه تخشى أن تطريه أجابها : عيونتس الحلوة والله اللي تشوف عيوبي مزايا ...
لف ذراعه حول كتفيها ليلثم خدها ثم يتجاوزه لمناطق أخرى من وجهها :والله أني أشوفتس بعيني متعدية درجات الكمال وأخاف على هالكمال من الأذى ...
وتهجد صوته وهو يهمس بطريقة أثارة شكوكها :الله يخليتس لي ولايحرمني منتس ...
××ساعه معاك لو مضت كلها صمت تسوى السنين اللي ضاعت من حياتي××
****
كانوا بمجلسهم كالمعتاد برفقة بعض الأصدقاء والأنساب حين حطت الدوريات الأمنية على المنزل ...
كان أول الخارجين فيصل ليتأكد من الأمر صاح من الخارج :شرطة يالربع شرطة ..
ولم يكد ينهي جملته حتى وجد أحد العساكر أمامه يتأكد من هويته قبل أن يخبره :فيصل محمد الصوارم عندنا أمر بالقبض عليك ...شيلووه ..
كان قد بدأوا بالخروج ..
صالح الذي أعتقد أن فيصل قد أرتكب أمر ما :وش فيه ؟؟؟ وش هو مسوي ..
العسكري ينظر للقائمة :صالح محمد هاه ..خذوه ..وين عيالك ..هاتوهم ...
وحينها بدأ الهرج والمرج والأعتراضات وطلب فهم الموقف وسبب القبض عليهم ...
العسكري :قائمة طويلة من الشكاوي ..أحمد الصنهات متهمكم بمحاولة قتله ..أسماء عقاب تتهكم بالسب والقذف بوسائل التواصل الأجتماعي وفيه أدلة عليكم .. وبمحاولة القتل أيضاً ..
فيه أتهام من فياض بن عقاب بتخريب منزل والده عقاب بن نايف ومحاولة قتل أيضاً لعقاب بن نايف ..شيلوهم مشاكلهم كثيرة ...قائمة الأتهامات مالها نهاية ..
وين مساعد بن محمد هذا فيه تهمة خاصة عليه !!!
وبتلك اللحضة كان مساعد يقفز السور الخلفي للأستراحة التي يقع فيها مجلسهم ويغادر المكان بسلاسة دون أن يتم القبض عليه ...!!
××ما راح يؤسفك أندفاعك للحياه لين الحياه تطيّحك ، في فخها !××
****
لاحقاً وصل متباهياً وسأل وهو يدفع باب مكتب الضابط المسئول :صاروا عندك ؟؟
رفع رأسه منزعجاً فكم عانوا بتجميع المتهمين وهو ينام بهناء بعد أن ورطة مع جماعته الأوباش :ايه كلهم بس باقي شيبانهم اللي بالقبور عاد العذر منك والسموحة ماعندي هالصلاحيات ...!!!
قهقه بأستمتاع زائف :ماقصرت ياأبو سامر نردها لك بالشدايد ...وينهم ..
أبو سامر وهو يتقدمه للخارج :بس والله يالخوي ياربعك يحبونك حب وثقتهم فيك عاااليه ...
ماأن فتح العسكري زنزانة الحبس التي جمعهم فيها حتى تعلقت الأنظار بالقادم ...
ليحيهم ملوحاً متهكماً :ماشاءالله الصوارم كلهم عندك ياأبو سامر علي الطلاق أن عشاهم الليلة علي نزل لهم مفطحين وست صحون كنافة والله الله بالشيرة ...
أبو محمد أنت ماكنت من ضمن القائمة ...يأبو سامر الله يهديك هذا نسيبنااا وش يسوي هناااا ..أبو محمد ماتجي منه العيبة مايطعنا في الظهر أنا متأكد أنك غلطااان تأكد من معلوماتك ...ماشاءالله ياأبو محمد ذولي العيال ..
محمد والصغير وش أسمه نواف ..وعاد ليلتفت لصاحبه :متأكد هذا فوق السن القانونية !!!!
كان يجلس بالزاوية فوقف بحنق :حركتك هذي يافياض لاتحسب بتمر مرور الكرام والله ثم والله لتدفع ثمنها من دمك ...
فياض بأستهتار :سمعت وش قال سجل عندك هددني وأنا موظف حكومي في وقت عملي ..
وحين لاحظ نظرات أبو سامر المتهكمة رد بتشدق :عندي خارج دوام ..
وأخرج بطاقة عمله من جيبه وأبرزها على صدره ..
ونادى العسكري من عند الباب :تعال أشهد ياعسكري ..تم تهديدي بالقتل ...
صالح بضيق من وضعهم وحتى اللحضه لن ينسى دخول الدوريات الأمنية عليهم بمجلسهم وسحبهم
كمجرمين أمام الجيران والمعارف ..لقد بطش فيهم فياض هذه المرة وأستغل قدراته ضدهم بأبشع طريقة ...
وهذا كان مايخشاه وكم حذر مصلح من محاولة أستفزاز عقاب وأبنائه :ياولد عقاب ترى سواتك مايسويها عاقل بطشت وتكبرت ...
فياض :أنا اللي بطشت وتكبرت ...ياحلمي عليكم وياطووولت بالي .. ياصالح ياولد محمد ..
أنتم قدها ترمون سيارة أبوي ...
عقاب بن نايف اللي يرشه بالماء أرشه بالدم ...
ووش قولتك باللي يرشه بالرصاص ...
وتجاهلهم رغم حديثهم معه :اسمع ياأبو سامر لايطلع منهم إلا اللي يعترف وتتسجل أقواله واللي يصر أنا ظالمينه خله بالحبس إلى أن يشاء الله ..
وخرج ليغلق العسكري الزنزانه من خلفه وهو يسمع ألفاظ نابيه من صغارهم وسباب تشبعت أسماعه فيه ..
رفض أستقبال مكالمة من سلطان وبعدها أخرى من والده ..
لن يجدي تدخلكم لقد أصبح أمرهم في قائمة أولوياتي ... لم يعد هناك جدوى من محاولة ردعي عن ماأنويه لهم ...
لقد فازت أسماء هذه المرة بأستثارتي ..
حين عادوا للمكتب أخبره :روح لبيتك أنا بجلس أحتمال الربع يحتاجوني ...ولازم أتأكد أنهم تعشوا ..وأخذ واجبهم ..
أبو سامر وهو يجمع حاجياته :خذ راحتك ياأبو عقاب المحل محلك وكل الموجوديين تحت أمرك ..تمسى على خير ...
عند الباب أخبر العسكري وهو يربت على كتفه:تحمله الليلة ولك يومين أجازة ...
العسكري :تم طال عمرك ...
فياض من الداخل :ياولد يالعسكري عطني شاهي ثقيل وكثر السكر ...
زفر الضابط وتحرك للخارج وهو يتمنى أن ينتهي هذا الأمر على خير ..
بالداخل ورده مكالمه منها رد بشك:خير وش عندتس ...ايه يتصلن وش يبن ..
ثم قهقه ساخراً :اخص ياخزام صارن الحريم يدخلن بوجهتس ... قولي العلم عند الرياجيل أنا مالي شغل ...إذا دق عليتس رقم غريب لاتردين ...
وأنتي وش دخلتس أنا وش مسوي يعني خلصنا من سالفة تفتيش الجوال اللحين حتى شغلي بتدخلين فيه ...
تلقى أتصاله بعد أن بالغ بتجاهله :هلا أبو هجرس يالله تمسيه بالخير ... كنت مشغول شوي وش عندك ..!!
ايه أنا وقعت على أمر القبض وأنا اللي ماشي بالموضوع ليه !!
اختك تقول كنت بموت وتضيحتي عشان كلمة أبوي مالها قدر عندكم...
أستمع قليلاً لطرف الآخر قبل أن يرد بتهجم : والله خوال نايف ولا خوال الجن الحمر ماتفرق معي ..
أنا أطنخ من راسي مادني راسي للهروج الحريم ...
شعر بالضيق بصوت سلطان على الطرف الآخر ولكنه ثبت على نفس موقفه :ايه الكلام عليكم كلكم ماهو بس أنت ..من سنين وهم زي الشوكة في بلعومي وأنا ساكت عشان خوال نايف وخوال حاكم وأبلع يافياض ...
لاا ماأنتقم بأحد أختي وأستفزعت في ليه ماتستاهل يكفي أنها لاتعزوت قالت أنا أخت فياض ... أنا من يومي لاقالن خواتي تكفى يافياض أسيح الدم عشانهن ...وش لي ببنات الناس أسكت عشان خواطرهن ...
عاد أفهم اللي تفهمه ...
والله عاد هذا أخر ماعندي من اليوم ماعاد لحد خاطر عندي غير عقاب بن نايف وشعاع واللي غيره لااا ..
على الطرف الآخر أنهى المكالمه مع فياض بدون فائدة ليلتفت على حسناء التي تراقب الأتصال بنظرة رجاء ليخبرها :يقول ماعاد لحد خاطر عنده ...
وضعت يديها على راسها قبل أن تسأل بأستنكار :يعني أخواني وعيالهم بيصيرون أصحاب قضايااا ياويله من الله مافيه قلبه رحمه ..
سلطان بنظرة عتاب:وين الرحمة بقلب أخوتس يوم سبب علينا كل هالبلاوي ...والله ماتدخلت إلا عشان صالح ولا الباقين مايستاهلون لا أخوانتس ولاعيال عمتس ...بس أبو محمد اللي مشمول معهم بالأسم وماله ذنب بسواياهم ...
بقلب يغلي من الحقد فهي سمعت بعض حديث الطرف الآخر لأن صوته عالي جداً وفهمت أن أسماء لها يد بالموضوع :يعني عشان أسماء يسوي اللي سواه وعشانك مايتنازل ...
سلطان يضع هاتفه في جيبه ويحمل فارس الذي جائه ليلاعبه :ايه عشان أسماء وهو صادق الأولى بالفزعه أخته ..
بعدين من قالتس التنازل بيده ...اللي مشتكيهم أحمد الصنهات حتى لو تنازلنا كلنا مالنا كلمة على الرجال ..
ويقدر يشتكي فياض لو فكر يغير شكواه ..تحسبينها سوالف ورعان ..
والصنهات عاد نفوسهم زينه عليكم ...
حسناء بقهر :يعني وآخرتها ..
سلطان :آخرتها خليتس في عيالتس والرياجيل تطلع أنفسها ولايدفعون ثمن أغلاطهم ...
الواحد لأقدم على شيئ يكون قده ...
كان يطوح بأبنه بالهواء ويعود ويلتقطه وهو يداعبه :وأنت صرت عود وش كبرك وللحين آخر العنقود إلى متى ...
حسناء بتكشيرة :لين يشيب خل الجديدة العتيقه تجيب لك ورعان تلاعبهم أنا بلتفت لحياتي ماعندي نيه أغث نفسي بالوراعين ...
قبل أن تستدرك بشخرة سخرية :يووه نسيت أنها عقيم لو بتجيب لك الولد جابته قبل عشر سنين ...
تجاهلها وهو يخرج بفارس الذي كان يطالبه سابقاً بالذهاب لأبتياع السناكات ..
أثناء خروجه واجه هجرس العائد من الدمام ...
ليعفيه من المهمة ويصطحب لفارس لتلبية مطالبة وأخبره أن يعود ليخبره بكل ماحدث معه خصوصاً وأنه اليوم كان قد قابل أمير المنطقة الذي دعاه ليكرمه بعد حادثة المحطــه ..
عاد للداخل لينتظره ..
حين سمع مايجري قبل أن يشاهده ...
فهي حين لم تصل لمطلبها منه أعتقدت أن نايف سيستطيع تغير شيء ..فأعطته هاتفها ليتصل بفياض ويترجاه أن يتنازل عن أخواله من أجله ...
نايف حين شاهد والده أنهى المكالمة مباشرة ..
ألتقط الهاتف منه وحذف رقم أخيه من هاتفها قبل أن يلقيه بحجرها وهو يخبر أبنه :وأنا أبوك أذا ماقدرت تفزع لخوالك بسواياك لاتهين نفسك وتترجى خلق الله مهما كان قربهم منك ..
الفايدة ماتجي إلا من فعل يمناك ...
هذي نصيحتي الأولى لك وأنا أبوك والثانية الحرمة إذا مافيه خير لاتسمع شورها لو هي أمك ...
على الطرف الآخر بعد أن وردته مكالمة من الصغير نايف توجه للزنزانه وأمر العسكري أن يفتحها له لينادي من عند الباب :صالح ياأبو محمد أمش توسط لك بناخيك ...قال تكفى ياعمــــــي تطلع خالي بكره بيجوزني بنته قلت أبشـر وعلى هالخشم ...
وقهقه ضاحكاً وهو يربت على كتف صالح المتردد من فكرة الخروج وترك أبنائه خلفه ...
ولكن العسكري سحبه ليخرجه ...
وفياض يلقي نظره وقحة على الموجوديين قبل أن يتبعه للخارج ..
وهو يطالب العسكري :هاته نوقعه على الأوراق وبعدها عطوه أغراضه ومشـــوه ..
من البداية يعي جيداً أن صالح لاعلاقة له بكل مايحدث ولكنه أراد أستفزازهم بحبسه ...
فكل مايجري من تحت رأس مصلح وأبناء عمه وأخوته الأصغر سناً هم البيادق التي يلعب فيها ...
××مـاني مغـرور بـس أعـرف قيمـة نـفسي صـدقني أعجبـك و لكـن صعـب تـعجبني××
*****
كانت تنزل السلالم مع رضا لتودعها فهي قد أخرتها كثيراً وتجاوزت الساعة منتصف الليل ...
حين شاهدت الباب يفتح ويدخل شخص ما ...
هلعت للحضة لأنها لم تتوقع قادم بهذة الساعة ...
قبل أن يبادرها بأبتسامه خبيثة :أم بتال صاحية لهالساعة آها عندتس ضيوف ...
قبل أن يسحب شي بيده ليبرزه أمامها :أبشري ياأم بتال جبت لتس حفيدتس ...أعرفتس أروى ...
قبل أن ينحني لها وهو يمسح على رأسها وعينه بعينيها الزرقاء :وهذي أمي ياأروى ...
لم يكن الرد عليه إلا شهقتين متزامنتين ...
فهدة بغضب من وصفها بحفيدتها :الله لايوفقك كان هذي حفيدتي !!!
رضا بأشمئزاز :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...الله يخلف عليك بغيره ياعمه ...
المنذر يتصنع الحزن :هذا أستقبالتس لبنتي يمه مايكفي أنهم حارميني منها كل هالشهور ويالله قدرت أطلعها من ديرتها باللف والدوران ...
فهدة وغضبها يتأجج :ياعسى تنحرم الجنة طلعها من بيتي ..أطلع أنت وياهااا والله والله ماتبات هالنجسة في بيتي ...
××أحنّ لك .. و الليالي ما تغيّرني لو زادوا الحَكي عذّالك و عذّالي في ذمتي مانسيتك وانت خابرني تمر الأيام و انت الغالي الغالي××
↚
*الحاضر*
لم يستوعب من جملتها المليئة بالتهكم إلا معنى واحد هي لاتريد الطلاق فقال لها وهو يقف على عجل ملبي نداء الصلاة :أنا عرضت عليتس الطلاق وأنتي قلتي لا هالعرض مايجي إلا مره يعني ماظلمتس معي ..
وغادر على عجل وبشعور طفيف بالسعادة لم يجربه بالفترة الأخيرة ...متى تفحص جملتها جيداً وفهم بقية حديثها داخل صلاته أجل هو بذهن شارد لدرجة أنه أصبح يفوته الكثير من الحديث ولايستوعبه إلا لاحقاً ...هل تحدثت عن حمل وطفل ..لقد كاد يترك صلاته ويعود ليتأكد منها ..ولايعلم كيف تمالك نفسه حتى عاد للشقة بطريقة طبيعية ...
وصلته رسالة وهو يدخل مع الباب كانت منها أنتظر بالصالة الخالية منها ليفتحها ..فهم أنها لاتريد الحديث معه ...(ردة فعلك متوقعه لطفل اللي رغم كل أحتياطاتك ورفضك له حصل ..لكن أي ردة فعل مشابهة أو محاولة التخلص منها لاتلوم إلا نفسك ..صدقني حتى الطفل مايبغاك تكون أبوه وبيكتفي فيني ..)
قرأ الرسالة ولم يعقب ..
ترك الهاتف جانباً ...سيعطيها المساحة التي تسعى لها ..
وبدأ عقله يجمع بعض الخيوط التي كانت تظهر له بالأونة الأخيرة ولم يستطيع قرأتها بطريقة صحيحة ..
لقد كانت حامل طوال تلك الفترة ..وتلك الوعكات التي تصاب فيها والنزيف كان بسبب الحمل ..وليس كما فسرت له الطبيبة ..
فقط لو كان بنصف أنتباهه السابق لفهم كل شيء ولكن يعترف هو عاد من الحرب بذهن شارد وعقل أقل قدرة على التركيز ...
يبدو أنها وضعت فرضيات مسبقة لمشاعره أتجاه هذا الحمل ..
كلا الطفل .. فهو ليس مجرد عملية ولكنه كائن حقيقي ينتمي إليه ..
ربما يريحها الأفكار المسبقة التي تضعها ..لن يضيق عليها الخناق من البداية ..فهو لايشعر أتجاه هذا الخبر إلا بالراحة لأنه أنقذة من موقف عصيب ..
لقد جاء باللحضة التي أراد فيها أن يتخلى عن كل شيء جميل بحياته وأحيا قلبه بأمــــل صغير كحجمه ..
×× علموه أن المحبه فلا يمكن تزول .! لين يفنى كل شي على قيد الحياة .!××
****
كان مستمتع بردة فعلها وجنون تصرفاتها ...
المنذر وهو يربت على صاحبة الشعر الرمادي :يمه تراها ماتحب اللي مايحبني ويمكن تهاجمتس لاتقولين ماقلت لتس ...
تضرب بذراعيها على جانبيها بجنون وهي ترى الحيوان النجس يتقدم للداخل :طلعها برى آآه ياجلدي كش من شميت ريحتها قبل لاأشوفهاااا ...
المنذر :طيب خليني أدخلها الغرفة وأروشها وأوعدتس ماعاد تشمين لها ريحة بالبيت ..
فهدة بجنون :برى طلعها برى والله لأذبحك وأذبحهااا ...
المنذر الذي يسيطر عليها بقيدها :طيب هدي والله أنتس ماأنتي صاحية ترى نصها ذيب يعني شياطينتس ثارت يوم شمت ريحته ...
وضعت يديها الأثنتين على رأسها :ترى راسي صاكني وحالتي حالة ماني ناقصتك أقلع هالنجسة وتنظف بعدها تعال هرجني ...
وصعدت للأعلى ..ليخرج هو بأروى (حيوان هجين مابين ذئب وكلب ) لم يكن سيدخلها ولكن أراد العبث مع والدته قليلاً ..
لأن أبيه لن يرضى أن يدخل حيوان مثل هذا للمنزل ..
سيتركها اليوم بغرفته الخارجية وغداً سيحضر لها مكان مناسب ..
كان ممتع رؤية والدته حانقة خائفة ..
وهي من تروي لهم دائماً أنها كانت تقود أغنامها بصغرها والذئاب تحوم حولهم ولم تكن تخيفها ...
××قد مافيني زعل راضي عليك وقد مافيني مكابر اشتقتلك××
****
أستيقظت بمنتصف الليل لتجد جانبه من السرير فارغ رغم أنها شعرت فيه ينضم إليها بعد صلاة العشاء بقليل ..
آه بتال المسكين كان الخبر ثقيل عليه حتى جافى النوم عينيه ...
توجهت للحمام وبعد أن خرجت منه ألقت نظره على الصالة لتجده يصلي فيها ويبدو ساجد هذه اللحضة وطال سجوده ..
هل يدعي ويبتهل ليخلصه الله من هذه المصيبة ...
حين فرغ من صلاته وتحرك وهو يرفع سجادته لاحظ وجودها متكتفه وتحدق فيه ..
وصرحت له ماأن لاحظ وجودها :لو دريت خبر حملي بيخوفك لهدرجة أجلته شوي ماتسوى عليك حتى النوم طار منك ..
هز رأسه بأستنكار على تصريحها :تعالي نامي وخلي هالخرابيط عنتس وسهر وقهوة مافيه ...
لم تفكر أن تسهر من الأساس فمازالت بحاجة للنوم ..
أكمل :أول ماتصحين لمي كل أغراضتس بنزلتس عند أمتس ..
جائت اللحضة المنتظرة كم تخلى سريعاً :وليه تنزلني عند أمي تحمل مسئوليتي أنا وولدي ..!!!
كان يدخل للفراش وهو يخبرها بلهجة حاسمة :اللي قلته ماراح أعيده وأنتي فاهمه زين ليه بتروحين لأمتس ...
حين أستيقظ كانت مستعدة للمغادرة فهي أكثر من سعيدة بترك هذا المكان بلاعودة ...
حين أنزلها أمام منزل والدتها أخبرها :برجع بعد شوي لأتصلت أفتحي لي الباب ...
دخلت وأستقبلتها والدتها بنظرة مستنكرة حين رأت حقائبها ..هزت كتوفها وهي تضع طرحت على أكتافها :هو قالي بنزلك بيت أمك .. ماطلبت منه ...
وضحى التي لم تطمئن لمجيأها صمتت ولم تعلق وحضرت القهوة والأفطار لكليهما ودارت بينهما حوارات عادية ... قبل أن تسألها :أنا بقوم أريح لي شوي ماأنتي نايمة ..
جوزاء المسترخية وهي تعبث بهاتفها :لا بأنتظر بتال يقول برجع بعد شــوي أفتحي لي ..
وضحى بشك :ليه ماراح دوامه ..
جوزاء تغلق هاتفها :والله يمه ماأدري عنه وأنتي لاتنامين عشان أكيد بيسأل عنك ...
وبلحضتها رن هاتفها :هذا هو ...
وضحى تقف لتتوجه للمطبخ :أجل بجدد له القهوة ...
حين فتحت له الباب لاحظت أنه قد تسوق للمطبخ ...ولكن كرتون فاحت منه رائحة زفرة ضايقها وهو يتوجه للداخل :وضعه على طاولة المطبخ وهو يلقي السلام على والدتها التي تبدو قد تفاجئت بوصوله للمطبخ فهو لم يتعدى المجلس بكل زيارته ولكنها رحبت فيه بتلقائية ...
وشكرته بطريقة لبقه على ماأحضر وهي تستغرب من داخلها مامناسبته ...
وبعد خروجه لأخراج بعض الحاجيات ..
وضحى وهي تفتش الكيس لتلاحظ وجود ذبيحة كاملة داخله :وش الطاري ..
جوزاء المتكتفة بعبوس :عشاني حامل يمكن يحسب اللي بطني وحش مثلهم يتغذى على اللحم والدم ...
وضحى بفرحة تتجاوز الحدود :ماشاءالله يارب لك الحمد يارب لك الحمد ...
وصمتت حين دخل محضراً باقي الأغراض ..
وعادت لتسألها بعد خروجه :وليه ساكته مابشرتيني أول ماعرفتي ...
جوزاء بعدم أستحسان :وش أبشرك فيه يمه .. الله يصبرني بس ..
لايغرك كل اللي تشوفينه ترى مايبغاه حتى .. وبتشوفين بعينك بكره كيف يعامله ...
حين أحضر آخر غرض قد أبتاعه طلب منها وهو يعتذر عن القهوة التي أعدتها والدتها :تعالي أبيتس بموضوع ..
خرجت معه مجبره تحت نظرات والدتها الحادة التي فهمت منها أنها تريدها أن تطيع أوامره ..
خارجاً أخبرها وهي يوقفها عن أتباعه تحت أشعة الشمس التي بدأت تسخن :خليتس بالظل كلمتين وماشي ... الخرابيط اللي أرسلتيها لي بقول مثلها مثل غيرها من خرابيطتس الأخيرة خبال حريم .. أمشي لتس كل شيء لكن تتهميني بشيء ماقلته ماأسمح لتس ..
وقفت تشاهدة وهو يخرج حروفه ببطء شديد يشعرها بالخوف ..
فالضغط على الحروف يجعلها قوية مهددة متوعدة ..
أرادت تذكيره بماتقصد وأنها محقة ولم تتهمه بشيء ليس فيه ...
ولكن هل تستطيع قولها بوجهه وهو بهذة النظرات الحادة ..
قبل أن يفاجئها بأطباق أصابعه على فكها وهو يدنو ليقبلها برقة لاتشبه عواصف كلامه :مبروووك ..وهدية ولدي بتجيه قريب ...
تنفست بشهقه جعلته يلوي فكه بأبتسامة ساخره ..
وهو يعبث بأطراف شعرها :شكلتس مشتاقه ياجوزاء ...
بس قربي ماينفعتس هالأيام .. بتتوحمين علي ونتورط ...
كشرت بوجهه :أنا نفسي مكتوم وضعيف وأنت خلصت الأوكسجين علي ...
بتال بنظرات متهكمه ذكرتها بأسلوبه سابقاً :إذا هالكلام يريحتس أقنعي نفستس فيه ...
فمان الله ..
سمعت نداء والدتها من الداخل لتجر أقدامها وهي تغلق الباب خلفها .. لقد كان محق حين أقترب منها بدت مشتاقه لقربه لهذا النوع من اللمسات والرقة ..
بل تمنت لو قربها أكثر وأشعرها بحنانه ...
هل هذا التفكير غريب ..هي ضعيفه بسبب الحمل ..هرموناتها تحتاج لهذا النوع من المراعاة والمشاعر ...
وكل ماتلقته منه بالأيام الأخيرة هي الجفاف والتصرفات الغليظة ...
ثم تتلقى التوبيخ على رداة فعلها المتطرفة وردودها القاسية ...
هي من تحتاج المراعاة والمشاعر اللطيفة ...
بل هي تحتاج الحب الذي يتحدثون عنه ...حتى لو حب زائف متصنع أي شيء سيرضيها ..
××ماتقارن مع غيرك ولا لك شبيه بينك وبين خلق الله رحلة عمر××
****
كان يجلسها على قدمه وحين صرحت بطلبها كاد يسقطها كردة فعل على مطلبها ...
قالت وهي تعود لكرسيها وكأنها تعمد أسقاطها: في كل الأحوال مالك أمان ..
فياض يعبر عن رأيه بمطلبها : والله كنت عارف من ضرب لون عيونتس ان اللي بتطلبينه شيء تعجيزي ..
بأندهاش: تعجيزي ايش التعجيزي باللي طلبته !!! كلها جمل تذبحه وتقول هذا حق خزام ..
فياض يكتم ضحكته على أسلوبها بتبسيط الموضوع : أنتي زود على أنتس سارقه الفكرة ماأنتي فاهمه معناها .
تعلم جيداً أنه لايريد التنازل ويحقق مطلبها لأنه يقلل من قدره وليس لأن الفكرة مقلده أو على حد وصفة مسروقه : حيقولوا عني أنا السراقة صح .. أنت ماراح يطولك شيء ..
فياض بملل فهو لايمتلك طولة البال وهي تحب الأصرار: أنا طالبتس تدورين لتس حاجة ثانيه .
ثم قال بحماس : أنتي بشريني بحملتس وانا أذبح لتس بقره ..
خزام بتكشيره : أنا أبغى حاجه خاصه فيني وترفع لي كرامتي بعيون الناس اللي حوليه ...
فياض بتصير : طيب أنا عطيتس حتى ناقتي اللي أغلى من عيوني وش تبغين أكثر ..
بأستسلام : اصلاً ماعاد أبغى منك حاجه ولارد أعتبار ولاغيره بماأن الناقه هي اللي أغلى من عيونك ..
ووقفت غاضبه وغادرت المكان ...
لم يفكر طويلاً بأسترضائها لأنه بحاجه للنوم لاحقاً سيجد طريقة يرضيها فيها ...أي طريقة غير ماطلبته .. هو ليس الحكم وعليها أن تفهم ...ليس كل ماتفعله الآخريات ويجري على أزواجهن يجري عليه ...هو شخص بشخصية مختلفه ... لايشبه أحد آخر ..
حين غادرت وتركته خلفها ليس لأنها غاضبه من رده عليها فهي قد أعتادت شخصيته كان ستصدم لو وافق على طلبها .. لقد أبتعدت لأن موجة ألم داهمتها وقد أصبحت تكره التوجع أمامه
لقد شاهدها متألمه بوجه شاحب أكثر من رؤيتها طبيعيه وبحال جيد ..
أكلت جرعه جديده من المسكن ..
الذي أصبحت لاتستغني عنه ..
وقفت على الميزان الذي تحتفظ فيه بمستودع المطبخ لتجد وزنها قد نقص كيلوين ... أي فقدت عشرة كيلو من شهر رمضان حتى اليوم ..
أمر طبيعي لشخص لايستطيع تناول وجبه كامله باليوم .. دون أن يتقيأها ...
حين سكنت آلامها وعادت إليه كان قد سبقها للنوم ...
مرضها يتعبها يخيفها لاتريد التفكير كثيراً ..
والدتها تخبرها أن تلتزم بالحمية ..
وهو حين لمحت له أخبرها أن تتجاهل هذه الأوجاع
فهي تخاف المرض لذالك تتوهم الألم ..
تتمنى أن تكون متوهمة لكن الوزن الذي تفقده يخبرها بعكس ذالك ...
هل من الطبيعي أن تخشى الأكل ...
فقرة الطعام بيومها هي فقرة رعب ..
لاتعلم مانهاية تلك الوجبه هل ستكون برد وسلام على جهازها الهضمي ..
أم نار وسعيــر تلتهم أحشائها ...
××أطلب ولا لك غيـر أبشر و حاضر قليـل في حقك ولا هـو بواجد××
****
حين فرغ من مهام عمله توجه مباشره لها ليفاجئها حتى دون أن يتواصل ويخبرها بقدومه ولكن المفاجئة كانت من نصيبه حين خرجت له بمظهرها ذاك راكضه غير عابئة أنه مازال بالشارع.. وكأن أحدهم قد أخبرها بقدومه .. حين توجهت إليه لم يستطيع إلا أن يتلقاها بأحضانه لأنها ألقت نفسها عليه أدخلها وهو يلومها بعتب : يافزه الله يهديتس هذي سواه تسوينها كيف تطلعين وأنتي مفرعه عن راستس .
سمع صوت أمراءة تبين له لاحقا أنه خالتها اوضح له : والله أنا بنردها بس الله يهدي واحد من الوغدان بشرها بجيتك وماعاد قدرنا نمسكها .. الحمدلله على السلامه .
عاد للمنتحبة بين ذراعيه : فزه بسم الله عليتس وش كل هالبكى ماصار شوق ...
فجأة ثقلت بين يديه وأجلسها مجبراً على الأرض وهو يسألها بذهول : يابنت شلعتي قلبي وش فيتس تونسين شيء...
فزه التي تشعر بالدوار من شدة السعاده بعد أيام عصيبه أعتقدت أنها لن تراه للأبد: رجعتلي رجعتلي كانوا بيحرموني منك دفنوك شفتهم يبون يدفنونك وأنت حي ...
حوقل بصوت مسموع وهو يدفن وجهها بصدره حتى لاترى ملامح الذهول على وجهه .. لقد أصبح الأمر خارج عن السيطره .. تدارك نفسه ليخبرها : هذا أبليس بيخوفتس علي مره ثانيه لاشفتي حلم شين تعوذي من الشيطان وانفثي يسارتس ونامي ..
بهذه اللحضة هي سعيدة بعودته وغير قادرة على التفكير بسواه ..
××مابي الأيام تجيب لي احسن منك ابيك انـت وخـل الـنـاس لبعضها××
****
خرجت من عملها كان أخيها ينتظرها كما أتفقت معه ...ولكن ماذا يفعل هذا هنا ...
تحدثت قليلاً مع لافي قبل أن تتوجه إليه وتصعد للسيارة حتى لايصبح مظهرها غير لائق بالحديث معه بالخارج :السلام عليكم ...وحين حاول تحريك السيارة أستوقفته :حامد أرسلت لك رسالة ...كان واضحة جداً وأنت فتحتهااا ..ممكن أفهم وش تسوي هنا !!!
كان حركته كثيرة دليل على التوتر :يعني هذا قرارتس بسرعة تخليتي عني وش بتقول عنتس الناس لو تطلقتي ومالنا شهرين ...!!!
أستندت على ظهر المقعد ماذا فهم هذا من رسالتها !!! :ومين جاب طاري الطلاق ...
حامد بصوت مرتفع :هذي بدايتها زعل عند أهلتس وبعدها تعال طلقني تحسبين جديدة على هالحركات ...
فاتن حسناً تريد أن تكون واقعية وتتذكر كل مافعله سابقاً وتشحذ مشاعرها ضده ...ولكنه حقاً لطيف بهذة اللحضة هل كل غضبه من أجلها :حامد تحبني !!!!
ألتفت عليها بتوتر :وش جاب هالطاري ؟؟؟؟
فاتن :أجل عادي طلقني وش تفرق معك ...لاتخاف برد لك المهر ..
حامد بأنزعاج :أنتي وش فيتس لهدرجة بايعة .. أصحي ترى الطلاق ماهو سهل ..
فاتن تشحذ نفسها من الداخل لأخراج مافي قلبها بكل هدوء وسكينة فالمتوترين أمثال حامد لاينفع معهم المواقف الحادة :يوه حامد عاد أنت مطلق وتدري أنه سهل ...شوف أنت تزوجتني ..وطليقتك تزوجت شاب ماسبق له الزواج ...يعني الطلاق سهل وحظي متأكدة ماراح يقل عن حظكم ...
كان يلتفت لخارج السيارة غير مصدق مامشكلتها لما لايخيفها الطلاق ... الذي كان كالكابوس بالنسبة للأسمـــــاء ..
نادته ليلتفت إليها :ِشوف عشان ماتقول أني قليلة أصل وماأقدر العشرة ... شرطين ماراح أتنازل عنهن ... لو عاد شفت أو سمعت عنك أو عرفت أنك مرتكب أي منهن بعتبرها طلاق منك وماعاد لي رجعة لك ... الشراب و البناات ... لو كشفتك أو عرفت عنك أو حتى لو سويتها بخفاء وأنا ماشفتك ترى رب العالمين شافك وكأن حكم الطلاق وقع ...
كان يستمع إليها بتركيز والراحة تعود لقلبه ..
أردفت وهي تفتح باب السيارة :واللحين بروح مع أخوي بيوصلني بيت جدتي هناك عماتي ماتجمعين وبسهر معهم ...مع السلامة حمودي ولاتنام لين أرجع ولاترى بزعل منك ...
وتركته خلفها غير مستوعب كيف بأمكانها تغير الوضع من حال إلى نقيضة بكل هدوء ودون عصبية أو حتى أستفزاز شفقته ..
××سبحان من جابك لروحي بداية حياه و خلا وجودك مثل شيٍ يرد النسم××
****
وضعت فراشها قرب فراشه بمجلس أستقبال الضيوف الصغير
سألها غير مقتنع بتصرفها : بتنامين هنا ..
فزه وهي تستلقي على فراشها : أكيد ..
كان مستلقي هو الآخر ويده أسفل رأسه .. يعمل أن المنزل مكتظ
بالنساء قريباتها .. ولكن أن كان هذا خيارها فلايستطيع رفضه .. شعربقبلتها أسفل ذقنه وهي تطوق وسطه
وتضع رأسها على صدره: كيف تبيني أبعد عنك وأنا ماصدقت
أشوفك .. الحكم تكفى لاعاد تخوفني عليك مرا ثانيه ..
لديه مشاعر غريبه أتجاه كلامها ..
كان الزواج بالنسبه له يعني زوجه وأبناء سيخلدون ذكره ..
وسيعيش مغامرات عمله كما هي .. هو يحب مايفعله جداً .. العيش تحت خطر الموت كل يوم ..
لكن تخيل أن يترك فزه مع طفل من خلفه فكرة لايقبلها عقله ..
في هذه اللحضات كل منهما مشتاق للآخر مولع بوجود نصفه الآخر .. يعيش تحت طوفان من المشاعر التي تبتلعه لكن حينما
يصفى عقله لايعجبه هذا النوع من الضعف الذي يعيشه ..
هذا الزواج المليء بالعواطف ليس خياره ..
يحبها يقلق عليها .. لايستطيع تركها .. وقربها يفتنه ..
لكن في قرارة عقله والجانب الحكيم منه يخبره أن فزة ليست
الزوجة التي ستدفعه للأمام بل ستعيق تقدمه .. يوجد حرب طاحنة داخله... بين الحب والرغبة بالتقدم بالعمل .. أولويته عمله ولكن بوجودها كل شيء فيه يتراجع للخلف لتحتل الصادرة هي ..
ومن بين أفكاره وقبل أن تبتلعه هوة النوم طبع قبله على قمة رأسها وسحب نفس من رائحة شعرها التي يدمنها ..
××كنت أطلب من الله ماتمنى لين جابك الله فوق ما تمنيت××
****
كانت مشغوله بالكتاب الذي تحاول فيه أسترجاع معلومات دراستها حين طلبت من أبنتها التي لاتفعل شيء سوى العبث بهاتفها :ياسمين قومي سوي لأخوك رضعة وصحية ...
أغلقت هاتفها وسألت بوجه متعكر :يمه وش قصده ولد أخوك يوم يطنشني كذا !!! يعني لو هو طالعه في وجه بنت بسوي له اللي يسوي فيني ...
فاطمة تتظاهر بعدم الفهم :ليه وش سوى فيك ...
ياسمين :مطنشني ..
فاطمة متظاهرة بمآزرتها :أحسن فكة منه مو تقولين ماتبينه يمكن يستسلم بعد ويقول ماأبيها وتنفصلون على خير ..
بصدمة ردت :ننفصل يمه أنتي وش تلمحين له هو قايل لك شي !!!
تهز أكتافها :لاوالله ماقال لي شي بس أحس وضعكم يسير نحو هالوضع ...
ياسمين بأنفعال:ماهو على كيفه ولاعلى كيفكم من البداية قلت ماأبيه لصقتوه فيني بالغصب ... واللحين يوم طلع من السجن .. وزان مستقبله صار كثير علي وبيطلقني ...
فاطمة تغلق كتابها :يعني وش تبغينه يجلس معك بالغصب يمكن صدق ماعاد يبيك ...
ياسمين بصدمة :يمه ليه تقولين كذا حرام عليك ..يعني بعد ماخليتوني أستسلم للواقع وأحط خطط المستقبل تحطميني كذا ...
بنبرة تساؤل صريحة :انا زوجك أنا اللي ينوجه لي هالكلام ..!! ..روحي قولي له هو هالكلام بس بطريقة مؤدبة وبدون حركات المراهقات ونفخة الروح وأنا اللي ينركض وراي وماأدري أيش ...وقبلها صلي لك ركعتين أستخارة وأحسمي أمرك ...
جاء بهدوء وسلم وجلس ويبدو على محياه أنشغال البــال ...
وهي مشغوله بما تقرأه فلم تركز على وضعه إلا بعد ماتجاوز صمته حد المعقــول ...
سألته وهي تغلق الكتاب :وش فيك ياأبو يارا كل هذي هواجيس ...
أجلى حنجرته وهو يعتدل في جلسته وكأنه يشك بتقبلها لما سيقوله أو ربما يخشى شماتتها :فادية تقول طلقني لو ماحصل هالشهر حمل ..!!!
سألته بملل من موضوعه هذا وكيف يأتي ويناقشها فيه وكأنه صديقته أو أخته وليس زوجته التي بالتأكيد تبغض وجود أنثى غيرها في حياته :ايه وأنتي ماتبي الطلاق ...!!
سعد :ماهو هذا موضوعي .. أنتي ناسية الشقة اللي دافع نص حقهاا فلوسي .. يعني هي بتطلع بالشقة بس أنا ماني طالع بشيء لاولد وفلوسي راحت علي ...
أجل لقد صرفت نقودك بالمكان الخاطيء مالرد الذي تنتظره مني ...
حقاً الرجال غريبون لم يناقشها بأمر زواجه .. لم يفكر بمشاعرها ...
فعل ماأراده وصرف أمواله التي كان قد بخل سابقاً عليها بالكثير من الأشياء ... وكأن دفعه لتك الأموال ستنجب له الولد الذكر ...
والآن جاء يبث همومه لها وهي عليها أن تمتلك الصدر الرحب لمشاكله والآذن المصغيه ...
بهذة اللحضة كان قد وصل لجملته التي أصبح يرددها كثيراً :سنة وسنتين وولدي بيكبر وش أسوي فيه أخليه ينام مع البنات ولا أحشر بناتي وأخذ ذنبهن بغرفة وحدة ...والبيت قاصرني فلوس واجد علشان أكمله ...
ردت عليه ببرود بعد صبر طويل على ثرثراته أجل هي ثرثرة بالنسبه لها أفكار يخرجها ليريحه نفسه ويثبت برائته من الداخل والخارج :هذي أمور أنت المسئول عنها ومن واجباتك ..ماأذكر أنك شلت عني واجب من واجباتي ياسعد ولاحتى عمرك فتحت لي صدرك تسمع همومي وشكاوي ... وكنت لو أشتكيت من ثقل واجبات ولاحمول قلت لي وش رايك أجيب لك اللي تشاركك وتطش عنك الحمل ...
رد بعدم أستحسان :أعوذ بالله وأنتي شايله كل هذا بقلبتس علي ..أنا كان قصدي أمزح وأوسع صدرتس عشان تنسين الهم ...
فاطمة بضحكة عدم تصديق :توسع صدري الله يجزاك خير ماتقصر ياأبو يارا ...
لايصدق أنه وصل لهذة المرحلة بحياته مع شريكة حياته وأم بناته ..سابقاً كانت تتحمل الكثير .. تستمع له حين لايجد من يفضي له بهمومه .. كانت شريكة حياة على جميع المستويات .. ولكنه فقد كل هذا حين أدخل أخرى بينهما ...
لقد خسر الكثير حقاً على المستوى المادي والمعنوي ..
ففاطمة لم تعد المراعية ولا المساندة ... ولم يعد شيء معها كالسابق ...
يلومها بالظاهر ولكن بقرارت نفسه يعي خطأه جيداً ...
كانت حياته معها جيدة فقط لو أكتفى بذاك النوع من الحياة ولم يطمع لأستمر بالنعيم الذي يعيشه ...
لأن زواجه من أخرى عرفه على نوعية مخيفة أنانية من النســاء ..
كان قد جرب الأفضل نوع من المستوى المثالي فأعتقد جميع بنات حوى متشابهات لكنه أخذ درس نموذجي أثبت فجاجة تفكيـــــره ...
××لا أحترت أي الشعور اللي تحافظ عليه؟ حافظ على قد ماتقدر على ( راحتك ) .××
****
كان تدور بكرسي مكتبها ذو العجلات وتضع قلم بين أسنانها ...
ودوامة من الأفكار تبتلعها داخلها ...
حتى توقفت فجأه عن ماتفعل وأخرجت القلم لتتخلص منه بسلة المهملات أسفل مكتبها ..
أتصلت مباشرة بأختها التي لم تحادثها من حادثة هجرس :هااي وينك ..؟؟ وش لامنجدك ..
أبتلعت ريقها بأرتياح يارا لاخبر لديها أنها قد ظهرت لزوجها لحسن الحظ :سخيفات .. طيب قولي أنا متفقة مع زوجي ماأبي أحمل .. يووه ياقدمي من باقي عنده هالأفكار!!!
كيف ..؟؟ طيب روحي لدكتورة ...والله ماأدري عاد أنتي يارا تسأليني بهالموضوع أسألي أحد فاهم ..أمي ..طيب ماهو لازم هي أسألي عمتي غادة ..وليه تتحسس سلامات ..طيب عمتي سلمى ..
شفتي فدتك يالله أتصلي فيها ..
أنهت المكالمة بأرتياح رغم أنها لم تستفيد فقد أتصلت لتفضي لها بهمها وجدتها ملئية بالهموم ...
فوالدة زوجها وخالاته قد ضايقنها بسبب الأنجاب ...وحين أخبرتهم أنها قد أجلت الأنجاب لأنها تدرس ...
أثاروا مخاوفها وأن موانع الحمل تسبب العقم ..
وأصبحت قلقه من هذا الموضوع وتريد حل آخر لمنع الحمل بعيد عن الموانع التي قد تأثر عليها لاحقاً ...
عادت لهاتفها فتحت حسابه من حساب مزيف غير حسابها الشخصي ...
كم أصبح محب لتواصل مع متابعينه ..
سخيف لاتعلم لما تتحمل رؤية تصرفاته المثيرة للأزعاج ..
ومازال يتجاهل رسائلها وأتصالاتها بطريقة جعلها تفكر بالحفاظ على كرامتها وعدم التواصل معه ...
فكرت بفكرة سخيفة قبل عدة أيام ولكنها لاحقاً أستسخفتها
ستؤجلها للغد وربما تستخدمها ضده ...
يعبث بهاتفه .. لايعجبه هذا التواصل من قريبته ..
ولكن يجاملها ... فهي على مايبدو قد أعلنت لحسابه ..
ولأن لديها متابعين حصل على أضافات كثيرة قادمة من طرفها ..
يعي جيداً أنه مراقب من أحدهم ..
تحوم حوله يشعر بهذا من رسائلها التي تثبت غبائها أو تهورها بسبب الغيرة .. فهي من المفترض أن لاترى منشوراته لأنها تحظره ..ولكنها لمحت لأمر حدث بحسابه فهذا يعني أنها تراقبة ...
لحضات ووردته رسالة منها :وش تبي هالسخيفة ليه تضيفها أصلاً !!!
بالتأكيد لم يرد ولكنها عادت وأستفزته :أيوه أطلع على حقيقتك .. راعي بنات لاتسوي فيها المثالي أصلاً أنا الغلطانه اللي أرجي صلاح حال منك .. أنا اللي بليت نفسي براعي السجون ...
رد بغضب صوتياً : أنت باقي لتس لسان تردين فيه ياقليلة الأدب ... والمستورة بنت خالتي ماهي مثل اللي تطلع قدام الرياجيل بملابس نومهاا ...
ردها كان سريعاً فمجرد تزكيته لتلك وأزدرائها بالوصف الذي أطلقه عليها يفقدها تعقلها :لاعاد تعديت حدودك وأنا صبرت كثير الرد ماراح يجي مني بتشوف كيف بيجيك ردي وأشبع ببنت خالتك ...
عاد ليرسل لها :اللي ماتطولينه بيديتس ألحقيه برجليتس ...ماهو هجرس بن سلطان اللي بيخاف تهديداتس ...
أغلق المحادثة منها وهو يغلي من الغضب ...
تراكمات المواقف بينهما ليست بمصلحتها يحاول الخروج من الشعور الحاقد عليها ولكنه تزيده بتصرفاتها ...
حين كان يريدها ويسعى خلف التواصل معها ...
كانت متباعدة وصعبة المنال ..وحين أراد فسحة منها أصبحت تلاحقة كظله ...
××أخاف أتعود غيابك وأخاف أرتاح وأخاف أحب من بعدك وأنا أحبك××
****
كان يقترب من سور المزرعة حين ورده أتصال رفع عضلات وجهه لترسم أبتسامة خفيفه على محياه كان يتحدث بهدوء حتى تفصح حديثه :هلا والله بفله .. طيب طاب حالتس .. لا لا ليش البكاء !!! ..طيب ..وأنا خالتس هدي روحتس بعدين أتصلي ولا أرسلي علي باللي تبين تقولينه ...
كان أكثر من هاديء فخرجت مع الكثير من الكلمات صحيحة رغم ثقلها وهذا ماأخبره الطبيب فموعده اليوم ..
سيحظى ببعض التدريب والعلاج ومع الوقت والحياة ستعود الأمور لمجراها ...
فتح لها بواب المزرعة .. بعكس بواب القصر الذي رفض أدخاله بخجل وأخبره أنها أوامر والده وعليه أن يتواصل معه ...
والده لم يطيل الحديث حين أتصل فيه حادثه بشكل طبيعي حازم تعال أنا بالمــــزرعة ...
أتصل فيه هذه اللحضة ليرد والده مباشرة :وينك أنت !!! تعال أنا عند شبوك الغنم ..
كان عليه أن يأخذ طريق آخر غير طريق الشاليهات .. حتى يصل للقسم المواشي والحيوانات في المزرعة ...
وهناك كان والده والحسن مع عمال المواشي ..
نزل وتوجه مباشرة ليسلم على والده الذي أستقبله بوجه طبيعي ..
والحسن بدوره سلم عليه ولكن بدى متباعد قليلاً وسرعان ماأنسحب ليقود أحد سيارة المزرعة ليعود للقسم الآخر ...
عقاب وهو يشير لأحد الشبوك :هذي ضحايانا لي يومين أفرز فيها ..
وأخذ يمشي ليلحق به ليخبره :عندنا عجول جارنا أبو ذيب يقول يبي عجل للضحية عنه وعن أحفاده ... من عرفت الدنيا وأنا أعرف أبو ذيب مات اللي مات وتقلبت الدنيا وتغير كل شيء إلا أبو ذيب مثل ماعرفته .. بدوي ولد بدوي وعياله عاشوا وماتوا وهم بدو يشدون ويرحلون ... وبعد كل هالسنين .. وخر عن اللي تعود عليه ويقول بيضحي بعجل ..
بتال الذي نطق أخيراً :طيب حلال ماأخلف عن الشرع ...
عقاب بنظرة أستنكار :وأنا قلت أنه حرام !!! بس أقولك أن حتى أبو ذيب غير تفكيره ...
قبل أن يشخر بسخرية :وأنتم وش عرفكم بأبو ذيب .. يالله حسن الخاتمة بس ..
صمتا وسارا طويلاً كل حيوانات المزرعة أخذوا جولة عليها ..
وأخيراً ألتفت عليه :وش تشكي من أخوك !!!!
حسناً كم أجابة فكر فيهاا .. قلبه غير راضي عن فياض ولن يرضى بسهولة .. لذالك أختار أجابة أخف من الواقع الذي أعتقده ولكنها ستزعجه :يقول قصيد بمحارمي ...
عقاب :تهبى ..!!!
بتال يهز رأسه بأسف :هذا اللي حصل .. ماني متجني عليه ...
تأمل ملامح بتال ..حزن ..وخيبة أمل عتيقه ..وبين طياتها خبث الكذبة التي ألقاها :ماصدقت .. مايسويهااا ..بس ماأقول إلا الله يحنن قلبك عليه ..
بتال متظاهراً بالخيبه :آمين ويحنن قلبك علي ...
كان سيرد ولكنه تحفظ برده حين سمع أذان المغرب يرفع بالمسجد الملحق بالمزرعة ...
ليتوجه له دون أن يناقش أكثر ...بتال بدى هاديء وكأن الأمر أنتهى من طرفه ولكن مازال هناك عتب ستدفنه الأيام ..
لذا لن يصر على الحديث بهذا الموضوع أكثر ..
يعرف والده جيداً ... لن يغفر له بسهولة وكل حديثه السابق
هي تلميحات لها معاني مبهمة قد يفهمها سريعاً أو يطول به الأمد
حتى تصل له الحكمة التي أراد إيصالها له ...
وأعتاد من صغره أعادة حوارات والده بعقله لأيام حتى يفهم المعاني المبهمة والأسئلة التي يتركها بدون أجابات ...
××والله إنك يميّني يوم هالعالم يسار " وإنك النُور وباقي الدنيا سّواد ".××
****
بعد المغرب كانوا مجتمعين بالجلسه التي أعدتها ليلى مطلة على البحيرة بأجواء شاعرية للغاية ...
شعاع مخاطبة بتال :وشلون أمك مامريتها ...
بتال الذي كان على هاتفه يراسل جوزاء التي لاترد عليه ..أغلق هاتفه ووضعه جواره :لا ماقدرت أدخل القصر أبوي مانعني ..
عقاب مقاطعاً له :ماعليها طيبة ماراح يجيها الذيب يأكلها ...
شعاع :والله أن العلم جاك سمعت اللي سمعته تقول المنذر داخل عليه بتسلب أفرنجي ..
عقاب :المنذر يقول أنه ذيب ...
شعاع بعدم أقتناع :يعني فهدة ماتفرق الذيب عن التسلب !!!
ليلى :يمه المنذر جايب هجين بين ذئب وكلب ..يبه كيف أقنعك أنه ذيب !!!
عقاب بأبتسامة :يقول أبوه ذيب وش يطلع ولد الذيب ...
ليلى :آه والله لقى له مخرج ..
الحسن بتكشيرة :ايه أنا يوم أقول أبغى كلب هاسكي .. كانت الكلاب نجسة وماتدخل البيت ... بس كل شيء صار حلال يومه صار مع المنذر ..
تجاهله والده ولم يرد عليه .. فهي غيرة مراهقين لاأكثر ...
ليلى تحدثت بعد أن شعرت بالملل من هاتفها وأكتفت من أضافة الصور على حسابات التواصل الأجتماعي الخاصه بها :بتال ليه ماجبت جوزاء تسولف معي بدال هالملل ..
شعاع التي أنزعجت من مضايقتها لأخيها :وأنت تعرفين تسولفين مع أحد مغير تناقرين حريم أخوانتس .. أحسن اللحين خليتس وحيدة ..!!
عقاب الذي لاحظ تكدر ليلى وعدم مقدرتها على الرد :لاتضايقون بنتي خلوها تسوي اللي تبيه واللي مايتحمل سوالفها لايجلس معها ...
ليلى بأنشرح :الله يخليك لي يبه ..
عقاب يكمل: وأبشري بكرة سلطان جاي وبيجيب حريمه ...
شعاع بشك :حريمة حريمة !!!
كان تريد تمزيق شعرها عن ماذا يتحدث أبيها لقد طلبت صحبة لطيفة ... وعلى من تحصل زوجات سلطان هل يمازحها ...
عقاب كان قد أخبر سلطان أن يلحق به مع عائلته ..
ونسي للحضة أن لديه زوجتان ... وهو الآن واقع بورطة على حد وصفه ... أيهما يحضر ... ويبدو أنه قد قرر أحضار الأثنتان ..
وفي هذه اللحضة تذكر أمر جعله يسأل بتال :أنت متأكد مرتك ماهي جايه !!!
بتال يهز رأسه ينفي الأمر ويردف قائلاً :بروح أكمل يومين الدوام وأجيب أمي وعيالي وأجي ...جوزاء ماتقدر تجي ..
عقاب :أجل خل سلطان يأخذ شاليهك ..
للحضة فكر بحسناء وكيف موقفها وهو يعطي منزل أختها أولاً لضرتها ثم الشالية ...ولكن سرعان ماتذكر كل ماجرى فكشر بوجهه وهو يخبره :حلاله ..
شعاع التي فكرت بنفس الأمر :مايحتاج شاليه تجي عندنا لها غرفة ...
كانت تستمع ولاتستطيع أظهار ردة فعلها أمام والدها وبتال .. غادة معهم بنفس المكان الضيق ستجن لقد أعتقدت أن الرحلة ستكون أستجمامية على مستوى عالي من الهدوء ...ولكن بوجود غادة قربها عن أي أسترخاء تتحدث ..
كانوا يغادرون الجلسه بعد أرتفاع أذان العشاء فتحت الرسالة الصوتيه التي وردتها من فزة لتشخر بسخرية :وهذي مصدقه أن الحكم ضايع .. أيش رجع تستهبل .. ماأدري ليه مايأخذون كلامي على محمل الجد ... قايله لها مافيه إلا الخير ...
الحسن الذي عاد ليأخذ هاتفه :ليلى فيتس شيء ...
ليه تهرجين روحتس ...
ليلى بتكشيرة :أنجنيت وش عندك ..
وتذكرت أسماء وزوجها التي تمت دعوتهما من عدة أيام وأعتذرا بسبب أرتباطه بعمله وأجل المجيء لوقت الأجازة التي ستبدأ قريباً :وهذي تستهبل هي وزوجها ليه ماتجي خلاص طقت كبدي ...
تركها الحسن وأبتعد وهي يعتقد أن العنوسة والفراغ أثرا على عقلها ...
××لاتدور من ورى العالم شعور اشعر بنفسك ونفسك تشعرك وأي واحد قال لك هذا غرور قول له بكره تجي .. واذكّرك××
****
جاء ليلة أمس بوقت متأخر وكانت نائمة غادر وهي نائمة وعاد قرب العصر ومازالت بفراشها ...هل هذا الأسلوب الجديد الذي تريد معاملته فيه ...
وبمزاجه العكر بعد يوم طويل من العمل ومشاكل الصوارم التي لاتنتهي ...فهو يتعرض لمضايقات شديدة
حتى أنه أغلق هاتفه الخاص من كثرة الأتصالات التي تلقاها اليوم ...وجميعها وساطات من أجل أبناء محمد ...
سألها وهو يسحب اللحاف عنها :حتى الميت بقبره مانام كثرتس ...
تحولت ملامح وجهه حين لاحظ شحوبها .. سألها بشك :شكل العيشة ماطبت فمتس من أمس ...
لايكون مسوية مضربه وهالحركات ترى ماتمشي علي ...
خزام وهي تئن :فياض سيبني في حالي حتى المريض تتجنى عليه ...
غير مقتنع .. أو ربما لايريد مرضها .. الأكيد أن ضعفها يزعجه ...
أمرها رغم أنه مرهق :قومي ألبسي عباتس بنروح المستشفى ونشوف نهاية هالمرض ...
سألته بشك وهي من تريد أي شيء يذهب هذا الألم منها :متأكد مو تعبان ..
فياض بضيق :يالله عجلي علي ....
لاحقاً بدأ يتضح مِزاجه الأسود وقد ندمت ألف مرة أنها ذهبت معه كان عليها أن تعيش وجعها لوحده ..أو تموت بفراشها دون أن تكون ممنونه له ..
طلبت منهم الطبيبة الشهيرة بتخصص الباطنية التي جائوا عندها ... وقد وجد لها موعد بصعوبة ..
العديد من التحليلات والأشعات كان الوقت يمضي ببطء وأخذت منهم الأجرائات مع أزدحام المواعيد فترة طويله حتى حين عادوا إليها لتشخص المرض أخبرتهم ببرود وهي تلقي نظرة على نتائج التحاليل والأشعات على جهازها :كل شيء طبيعي ...مافيه حاجة تستدعي هالوجع ... يمكن الأمر نفسي .. أنتي تخافي من الأكل تتوهمي المرض !!! الجانب النفسي خطير جداً ممكن يصور لجسمك أنه ضعيف ويقنع عقلك أنك موجوعة ...
نقلت نظرها غير مصدقة من الطبيبة إليه ...
معتقده أنه سيوبخها على حماقة أدعائتها ولكن وجدت نظراته الحادة عليها ..وكأنه يتهمها
بأضاعة وقته ..قبل أن يلتفت للطبيبه ليسألها بنبرة من لاصبر لديه :يعني اللحين بتكتبين لها علاج أو لاا ..
الطبيبة ببرود :ممكن أكتب لها فيتامينات لأن الدم نازل عندها وتحتاج بعض المكملات ...
أشار بيده يستعجلها بطريقته الفظة .. قبل أن يخرج ماأن أخبرته أن الوصفة أصبحت لدى الصيدلية وبأمكانه صرفهاا ..
كان يتحرك بعصبيه ويتحدث بفظاظة على الناس من حوله ...
لقد صدق بكل بساطة أدعائات الطبيبة وكذب وجعها الذي رأه وعايشه معها..آلامها لم تكن تعني له أي شيء ... كل ماجرى سابقاً بكفه وتصرفه هذا بالأخرى ..
أبتاع الدواء الذي شبه رماه عليها ..طوال الطريق كان ينفعل على كل شيء حوله السيارات والسائقين وحتى الشجر والحجر ...
أجتازوا البوابة حين أخبرته بكل هدوء :وقفني عند الملحق ...
أزداد تهكمه وسخريته وهذة المره عليها ولكنها لم تعد تستمع له فهي تركز بصوت عقلها الذي يخبرها أن تتجاهله ...
نزلت بكل هدوء تاركه الدواء الذي أبتاع لها يسقط أسفل قدميها دون أن تلتف إليه ...
كانت سيارته مازالت متوقفة ولم تتحرك إلا بعد أن أغلقت الباب خلفها ...
سمعت صوت صرير عجلاتها وهو يعاود الخروج ...
بدل أن يتقدم للأمام حيث منزلهم ...
↚
حين تركته خلفها وتوجهت لمنزل عائلتها الشعور الذي أصابه كان مألوف جداً بطريقه مرعبه لقلبه ..
شعور التخلي عنه .. أن يكون هو الطرف المهجور ..
لقد جرب هذا من قبل وطوال علاقته فيها كان يدرك أن هذه اللحضه قادمه ..
ماذا فعل هو حتى يكون هذا جزائه لقد حرم نفسه من النوم توجه فيها لأفضل طبيبه في مجالها ..
هذا كان تشخيص الطب والعلم لم يتهمها هو بشيء
ولم يعلق على النتيجه رغم كل هذا أتخذت موقف ضده ..
لقد أرتكب خطأ بحق نفسه ... وعرض مشاعره للأنتهاك حين سلمها لشخص بأنانيتها هي لاترى إلا أخطائه ضدها لم تفكر
كم يضحي من أجلها هو يبذل لها مالم تحلم به غيرها من النساء اللاتي عبرن في حياته لقد دللها حتى أصبحت لاترى أفضاله عليها ..
وهاهي تراكمات الموقف بينهما ونقص النوم تصنع ليلته ...
ليلة خطيرة نتجت عنها قرارت ستدمــر مستقبلهما ..
ولكن هل كان يملك عقل ثابت يوقفه عن الخوض أكثر
في الموج الذي يحط على حياته ليغرقها ...
××ما أذبل ، من الإهمـال و الصده تـروح وأنا حلوه وترجع تلقاني احلى××
****
كانت تجلس بأسترخاء أمامها عدة الأظافر ..تمارس هوايتها بطلاء أظافرها .. تمسح لون وتضع آخر وبنفس الوقت تستمع لأحاديث هيفاء وفاتن عن أزواجهم وحياتهم الشخصية ...
هيفاء لاجديد كعادتها من سنوات نفس الظروف .. والأحداث وحرب بين الحب بمشاعره الوردية وواقعية الحياة وقسوتها ...
الجديد فاتن التي تزوجت من فترة بسيطة ..تبدو مهتمة كثيراً بزوجها سعيدة من أجلها ولكن أليس من المبالغ فيه ..أن تندمج بحياتها بطريقة طبيعية ...
أستحقت فاتن السعادة .. فهي شخص كان مجرد وجودها في المحيط يبعث السعادة في قلوب الآخرين ..
فكم هو محظوظ من أصبحت نصيبه وستدخل معها السعادة لروحه ومنزله ...
بعد أن غادرت هيفاء الجلسه ...سألتها فاتن بفضول لم تستطيع أخفائه :عمة وش هالتنكر لاتقولين تكتبين رواية بطلتها عسكريه ...
وكانت تقصد بذالك الجامبســوت الذي ترتديه بلونه وأسلوبه المماثل لأردية العسكــر ...
ثم أشارت للشعرها :بس الجدايل الأفريقيه شيء ثاني ...مين سواها لك ...
جوزاء المشغوله بطلاء أظافر قدميها :شغالة جارة أمــي ... جت مسيرة العصـر وشفت شعرها أعجبني قلت تسوي لي مثلها ...
فاتن تهز رأسها غير مقتنعه :جوك نارر ...وينه زوجك !!!
جوزاء :بمزرعة أبوه ...
فاتن :وش صار على ذاك الموضوع ...
جوزاء وهي تعتدل بجلستها :شكلها راحت عليه شرطها يطلقني وأنا رفضت الطلاق ...
وضحى التي كانت تدخل وهي تحمل صينية عليها أبريق الشاي :وأنتي تكذبين الكذبه وتصدقينهااا ..ترى فضحتينا بالخلق ... حتى قدام المرة الأجنبية (جارتها فهي من قبيلة أخرى ) تقولين كان بيطلقني ورفضت ...ترى لو بيطلق طلق ماهو لازم يشاورتس ...
فاتن بنظرات متوترة بسبب غضب وضحى التي يبدو ضغطها مرتفع بالمقابل جوزاء أبرد من قوالب الثلج :ياجماعة أذكروا الله يعني الحمدلله مافيه طلاق ولازوجة ثانيه ...
جوزاء ببرود نزل عليها منذ اللحضة التي أخبرته فيها أنها ترفض الطلاق وشعرت للحضة أنها قادرة على أتخاذ قرار حقيقي في حياتها والأهم لن ترضى فيه الأخرى بوجودها :يمه أنتم تفنون حياتكم خايفين من العيب والفضيحة وحنا تفنى حياتنا ضيم والقهر عشان الفضيحة التي أنتم تخافون منها ومايحس فيها إلا أنتم ولا بالحقيقية محد يعاني غيرك وكل واحد عنده اللي كافيه من الخوف من الفضايح ...
وضحى وهي تصب الشاهي لفاتن :هاه خذي بدت تفلسف علي !!!
فاتن بأحراج :يوه ياجده معليش خليتك تصبين لي .. بس الصراحة أجوائكم توتر ..
وضحى بنرفزة :أقول تقهوي وأنتي ساكته ..
قبل أن تصمت للحضات :علمتس عن حملها !!!
فاتن شهقت قبل أن تتدارك نفسها وتبارك لعمتها :ماشاءالله عمه مبرووك !!!
جوزاء بأبتسامه :الله يبارك فيك .. ويارب تكون بنت .. وهذا نص سبب أرتفاع ضغط أمي لأنها تبي لي ولد ماهو بنت ...
وضحى تشرب من فنجانها :اللي الله كاتبه لتس بيجيتس .. بس اللي يزعلني سفاهتس يوم تقولين لو ولد يمكن أرميه على أبوه ...
صمتت ولم تسأل إذا كان حقاً ماتقوله ولكن تبرير جوزاء يثبت أنها فعلاً قالته :يمه أنتي ماراح تقدرين تتفهمين مخاوفي ... يعني ولد بتال وش بيكون ... أكيد مثله ومثل أخوانه ... ناس همجية ... عنجهين .. ولد من نسله بيكون طالع عليه ويمكن أسوأ ...
وأنا كيف بتحمل أربي شيء مثله وأخاطر بأدخاله المجتمع ..
فاتن بذهول من تفكير جوزاء :عمه تكفين فكري بشكل طبيعي .. مايحتاج تكونين خارقة للطبيعة وتشيلين هم الغيبيات ...مين قال أصلاً أن الولد بيطلع على أبوه والبنت على أمها ..بعدين ماأعتقد أنهم بهالسوء اللي حابه توصلينهم عنهم ...
تكره التقديس لتلك العائلة ولأخلاقها وسمعتها :إلا سيئين وأسوأ من السوء نفسه أنا اللي عشت معهم وجربت طبعهم ...انتي أخذتي ولد محسن .. وش فرق محسن عن عقاب كلهم صوارم أصلين صوارم قح (أصيل ) .. صح ماعشتي معه إلا قليل بس أتحدى لو يمتلكون نص عنجهية عيال عقاب ...اللي مايشوفون الناس شيء ...الله أكبر وإذا أبوهم الله رازقه ووصل لمنصب عسكري عالي ...
وضحى :الناس أطباع وأشكال .. وأنا ماشوف فيهم العيب اللي تبين تكبرينه بعيوناا ... ومن وين محسن يصير مثل عقاب ..!!!
عقاب وعياله جدهم هجرس وأنتي أخبر بمن هو هجرس ...
كان يذكي السباع ذكاة الشاة .. القوم لاسمعت أن هالعرب وسطهم حدن مستمي بهجرس ماهجمت عليها ولا مرت جنب ذودها ...
فاتن المنبهرة بماتحكيه :جدة أعجبني اللي تقولينه بس مافهمت نص السالفه ...
وضحى تحوقل :يابنتي أقولتس الأوليين كانوا لاسمعوا أن هالعرب يعني الديرة فيها أحد أسمه هجرس يحسبون هجرس ماغيره جد عقاب ومايقربونه ولا يمرون حول نياقهم ...
فاتن :وليش يهجمون عليهم ..!!!
وضحى بطولة بال على جيل لم يفهم من الحياة الحقيقية شيء على حسب ظنها :هذا كان حال البدو أول هذا يغزي على هذا ويأخذ اللي عنده من حلال ...
فاتن :بس هذا حرام !!!! كلهم مسلمين ..
وضحى :والله يابنتي أنا أقولتس اللي كان يصير أما الحلال والحرام فالله أعلم فيه مني .. العرب يوم كان تهجم على بعضها وتموت من فقرها وقلت حاجتها ... القبيلة الفلانية تهاجم الثانيه عشان منبع الماء ومرعى الحلال ... راحت السنين وشبعت البطون وصارت الناس تذبح بعضها من زود الفسقة (بذخ النعمة )..
هيفاء التي جائت على حديث والدتها الأخير :من مزعل أمي دامها
بدت تكلم عن فروقات الزمان يعني فيه شي ماهو عاجبها ...
جوزاء :يعني وش بيزعل أمي دخلنا بالكفر وغلطنا على عقاب وعياله ...
وضحى أستمرت بصمتها ...ولكن نظرات فاتن وهيفاء المذهولة لها كانت كافيه أن تجعلها تغادر هذه الجلسة ...
ربما الجميع محق وهي من أصبحت لاتطاق ...
صعدت لغرفتها وفتحت جهازها لتكتب عليه : ( كانت تعي جيداً ماتفعله رسمت قراراتها بذهنها ثم نفذتها على أرض الواقع ..
أولاً أستئذنت منه لتعود لأرض الوطن بشكل طبيعي ولم تثير أنتباهه أنها قد أنهته من حياتها ...
وماأن وصلت لأرض الوطن حتى تقدمت للمحكمة لتخلعه ..
وبقائها بكر طوال تلك السنوات التي مضت عليهم كأزواج أقوى حجة لها وأكبر ورقة ضغط ...
لحسن حظها أنها نجت من يديه بالغربة فرغم كونه مريض إلا أنه كان أكثر من متلهف للحصول عليها ...
لم تطول أجرائت خلعها ..
كان تخشى أن يطلقها لسنوات ...تعيش على تصور زائف أنها أحبته ومولعة فيه ... بل تخيلت أنها عاشقة له ولايمكن لقلبها أن يرى غيره ..
وكم تساقطت تلك الأوهام ماأن عادت إليه ...
هو رجل غير جدير بالثقة خان عمه الذي رباه كيف يمكن أن تأتمن نفسها معه ..
لو ستعرض قلبها لويلات الحب من جديد سيكون لشخص يحبها أولاً ..شخص نظيف من الداخل والخارج ..
وهي تعتقد أنها تعرف هذا الشخص جيداً ..
شخص كان مقرب لها لسنوات يخدمها من خلف الكواليس ..
لايظهر لها بالصورة ..
لم يمنً عليها بأي شيء قدمه لها ...
أبن خالتها الذي دعمها دائماً دون مقابل ...
لن تتسرع بأدخال أحد لحياتها ولكن ستضعه ضمن خياراتها ..
فهي تدرك أنه يملك مشاعر أتجاهها وسترى كيف ستمضي بهم الحياة ..
تمت
الجــوزاء ))
××وأنا لا حول لي في حب غيرك ولا قوه كن الله خلقني على شانك ومن شانك××
***
أستيقظ قبل الفجر بقليل كان سيغادر حين أستوقفه والده المستيقظ ليصلي الليل :خذ الدينة (سيارة نقل المواشي) اللي مجهزينها لك العمال وصلها لأبو ذيب جارنا بطريقك لو برسل حد العمال ضيع الطريقة وأبطىء على الشايب وهو يحتريه ...
نفذ أوامرة بحذافيرها .. في سبيل أرضائه لعله ينسى مابدر منه سابقاً ...
بماأنه أصبح بالحي ...توجه لزيارة والدته ..
التي ربما تكون نائمة فهي لاتنتظره ...
طرقات خفيفة على باب غرفتها ليسمع نبرتها الغاضبة تستدعى الطارق ..دفع الباب بخفة وهو يلقي السلام :السلام عليكم ...
كانت تقرأ من مصحفها رفعت رأسها بأهتمام حين سمعت صوته ... قبل أن تنزع نظارته وتضع المصحف جانباً وتقف له بسرور تتلقى سلامه وسرعان مالاحظت تغير الشارة على كتوفة .. لتجهش بالبكاء بسعادة :ماشاءالله ماشاءالله مبروووك مبروووك ..
لقد لاحظ والده الشاره ولكن لم يعلق ..
كانت دائماً والدته هي أكثر من يسعد ويشيد بأنجازاته ...وكم تمنت هذه الترقية طويلاً ..
حين حصل عليها كان قد فقد الكثير قبلها ... وكأنه بالأمس حين كان يعدها متباهياً أنه سيحصل عليها من أجلها ..
فقد لترضى عنه ليكمل حياته بصورة طبيعية مع جوزاء ..
هل سيكون لها نفس ردة الفعل السعيدة لو نقل لها الخبر الآخر ...
كانت تخبره عن كل شيء مضى عليهم بالأيام السابقة وعن روتين حياتهم :بناتك قضيت لهن للعيد بس ولدك الهيس عيى يخليني أشري له شيء يقول بروح مع أبوي نزلت لمحل الثياب وسط الرياجيل بنفسي وعيى لايختار ولايقيس .. ماأدري من وين جايب قساوة هالرأس ...
بتال وهو يقف على عجل :يالله يمه شفتس وتطمن عليتس عيالي أجيهم العصر ..
قالت لتستوقفة نبرة عدم الرضا بصوتها :مرتك وينها !!!
بتال :عند أمها بتجلس عندها لين العيد ...
فهدة :أجل أسمع ترى جدة عيالك دقت تنشد عنك تقول مايرد على جواله تبيك تتدخل بسالفة عيالها وصرفتها من عندي ...
رد بلهجة حاسمه :ماني متدخل بسالفة أحد ولا لي علاقة بأحد ...تمسين على خير يمه ...
وخرج ..وبقلبه الكثير ليقوله ..يشعر أن الكلام يغلي بداخله ...
حتى أصبح ناضج جاهز للخروج ولكن لايستطيع أخراجه ...
فيبقى مختنق فيه ... أصبح يكره كل ماله علاقة فيها ...
كل شيء من طرفها مبغوض مكروه هو يخشى أن يطاله كرهه حتى أبنائه ويتجلد بالصبر ويضغط على نفسه حتى يفرز مشاعره ولا يأخذ بريء بجريرة غيره ..
من جهة أبنائه فهي أمهم وذنبها عظيم .. هو يرى ملامح وجهها بكل مره ينظر فيها لصورة أحد أبنائه ويخشى مقابلتهم منذ أكتشف ماضيها ...
ومن الجهة الأخرى جوزاء كزوجته يخشى أن يطالها أذى وهي من لاذنب لها بخيانة غيرها .. وقد أفلتت منه زمام الأمر لمرة ووصلها بعض ظلمه ويخشى أن يفقد سيطرته على أفكاره وظنونه ويكرر مافعله سابقاً ...
وهي لن تتحمل أكثر يعي جيداً أن كفته لديها مليئة ولاتحتمل المزيد ..
×× لاتغرك بسمة العز من وجهٍ حزين كم وجيه تبتسم ما تعرف اسرارها .××
***
باتت تكره الطريقة التي يتعامل فيها سلطان معها مؤخراً ..
رغم معرفته جيداً أنها غير راغبة بالأختلاط بزوجته وأبنائه ولكن هاهو يتخذ موقف متعصب ويجبرها بطرق ملتوية للحضور للمزرعة التي سيقضون فيها أجازة العيد ....
وبالتأكيد هي كانت رفيقة هجرس وهو يقل أبنائة وأمهم ..
وكأنه بتصرفاته يثبت لمن الأحقية فيه ...
هجرس كان الرفيق مشغول البال ويردد بشكل مفاجيء أبيات شعرية لامعنى لها :يالله أني طالبك ياذا الجلالِ أنك تلزمني وتترفق في حالي ..أرجي الصبر الكبير اللي تقوله ...وأطلبك جبر الفراقِ اللي جرالـــي ...
وختمها بتنهيدة حارة لتسأله بشك :وش فيك تقــولها من قلب !!! فاقد لك غالــــي ..
هجرس وهو يلتفت وكأنه تذكر وجودها للتو .. قبل أن يرفع قدمه على مقدمة السيارة بطريقة لايتصرفها إلا المتهورين :اييه وش أشكي لتس ياخالـــــه .. القلب فاقد له غالي ..الله يرحمك يامشتاق ...
أطلقت تنهيدة مشابهة وهي تنظر للخارج .. بما كانت تفكر حين طرحت عليه هذا السؤال وهل يخلو أنسان من الهم والفقد والفراق ...
هجرس مستدركاً :وأنتي وش سبب تنهيدتس ياخالة لايكون عشان أبوي مع حسناء ..
ألقت عليه نظرة ساخرة ..جعلته يرد متهكماً :الله يالغيرة ودي أفهم وش ضارتس !!! .. ماهو الله اللي مشرع التعداد .. يعني إذا ربي أحل شيء أكيد مافيه أذى لأحد ولاضرر ...!!
تأملته شاب طائش الخامسة والعشرون لم يصلها ويتحدث عن التعداد والشرع :كيف بتفهم شيء أنت ماجربته ولاتعرفه ...
هجرس يعيد ترتيب شماغه التي يلفها بدون عقال أعلى رأسه :فهميني وأشرحي أنا أكره ماعندي اللي ماتعرف ولاتحس ولاجربت ... هذا عذرتسن يالحريم ...
صمتت لفترة قبل أن تسأله :تذكر يوم جاء أخوك نايف بأول سنينه
يوم تشوف أبوك يشيلة ويغليه وش كان شعورك ..!!!
ألتفت لها ولم يستوعب المقارنه :واللحين تقارنين مشاعر ورع لأبوه باللي نتكلم فيه ...
فكرت أن تشرح شعورها صعب وتعلم أنها ليست مضطره لذالك لكن ربما لو أوصلت الفكرة بطريقة صحيحة لهجرس لرحمت أبنة أخيها من شعور مماثل لما تعيشه الآن :أبوك لاحس أنك تغار وش يسوي !!!
هجرس الذي لايحب الذكريات وأي سؤال يخصها يكون صعب عليه قال متوتراً :ماأدري ماأتذكر بس أكيد أني كنت أزعل من أبوي وهو يحاول يداريني ...بس كنت ورع ومايعجبني هالأخو الجديد ..
غادة :اكيد أبوك بيداريك ولو لكم نفس الأم كان حاولت قد ماتقدر تعفيك من هالشعور ليه لأنهم يحبونك وأنجابهم أخو لك ماهو حرام ولايخالف الشرع بس هم يحبونك ويخافون على مشاعرك من الألم ...
صمتت وقد خنقتها عبرة :اللي بوصله لك ياهجرس أني اللي يحب
مستحيل يسمح لحبيبه بهالشعور من أذى المشاعر ...
شعور الزوجة بوجود شريكة لها بزوجها تفوق شعور غيرة الطفل من أخوه بأطنان من المشاعر ...والأذى عليها أشد وأقسى ...
صعب ياهجرس أشرحلك أو لأبوك شعور مستحيل تجربونه ...
وماأتمنى تجربونه ...
هجرس الذي أستمع للألم بصوتها قبل الكلمات التي نطقتها تنهد دون رد وهو يختار قصيده لتصدح بالمكان وتجعله كل منهم
يغوص في أفكاره الخاصة ويتجرع همومه بصمت :طعنة غدر منها على الجرح غنيت ...جرح القرايب مات ياجارحينه ..ولاعاد تنفع قولت اليوم ياليت ...خل الجروح بوسط صدري دفينه ...
تنهدت على أختياره المؤلم ..جيد أنت ياهجرس بتشرب الألم ...
لكن هل سيكون هذا كافي لتمنع غيرك من تجرعه ...
هي ليس من الجديد عليها هذا الوجع لقد عانت لسنوات ...
المشاهدة من بعيد مؤلمة ...وعيش الموقف أشد ألم ...
تعتقد أن الألم قد كتب بقدرها كشعور أبدي لافرار منه ...
×× أموت انا لا شفت غيري يحاكيك تقتلني الغيره وأمـوووت بمكاني عليك أغار من ظلك اللي يباريك وشلون عاد لو كلمك شخص ثاني××
****
يلاحظ منذ وصوله نظرات عمه بتال له لم تكن مريحة ولكن لم يفتح معه أي موضوع بوجود .. أبيه وجده ...
كان سمرة رائعة بأجواء المزرعة الهادئة ..لايكدرها إلا عواء
الحيوان الهجين الذي أحضره المنذر معه ...
والذي يقضي معه وقت طويل ليدربه ..
المنذر وهو يصب لوالدة من دلة القهوة :أجل تقولي بتصير عسكري ..
كشر ولم يرد عليه فهو قد أستمع للخبر كما الجميع ..
لايحب الطريقة التي يحاولون فيها التقليل من شأنه ...
لقد حصل على هذه الفرصة بجهودة على الأقل وليس بواسطتهم ...
فهو حين قابل أمير المنطقة الشرقية لتكريمة وسأله عما يريده طلب منه توصية لدخول أحد القطاعات العسكرية ليخدم الوطن من خلاله ..وكان له ماطلب .. فتم تقديم توصية خاصه له ...
وستبدأ الدورة التي سيلتحق فيها بعد أجازة العيد ...
أنصرف بعد العشاء ليتريض حول البحيرة .. كان يسير على الجسر ليصل للجزء الآخر منها ليلتف حولها ويقترب من أشجار الفواكة التي رائحتها تعبق بالمكان قبل أن يصلها ...
حين وصل لمنتصف الجسر لاحظ أن هناك شخص خلفه ألتفت سريعاً ولكن سرعته لم تنجيه من الغدر الذي تلقاه وهو يجد نفسه معلق أسفل الجسر بطرف ثوبه وأطرافه العلويه تكاد تلامس الماء لايستطيع الصعود للأعلى ولا النزول للأسفل فهو معلق بالمقلوب ...
هجرس وهو يشعر بالدوار وقد عرف من غدر به من رائحة عطره :تكفى ياعم راسي والله الدم كله في راسي ... أرفعني خلنا نتفاهم ...والله أني ماوطيت لك على طرف ....
بتال وهو يطل عليه من الأعلى بعد أن ثبته جيداً :حذرتك لو حطيت يدي بالموضوع مالك حق تخطي عليها ...والظاهر أن كلمتي مالها قيمة عندك ....
هجرس وهو يشعر بالقهر أنه محتاج لترجيه :تكفى ياعم تكفى يالنشمي تكفى يالبطل ... ماينفع نتناقش وأنا بهالوضع ...
بتال يضغط على الحروف ويخرجها بتأني :ايه تعرف تصير مؤدب وخلوق لكنت محتاج ...أجل تتهم الضعيفة وتظلمهاا ليه .. هجرس وأنا عمك ...قبرك أدفى لك من حضن ثانية !!!
هجرس يشتمه بداخله :صادز ياعم .. أنشهد أن كلامك عين الصواب أبليس لعب علي وغلطت على بنت عمتي ...
والله ماعاد أزعلها بس أنقذني من المــــوت ..
أراد للحضه أن يصوره بذاك الحال ويرسله لها ليثبت أنه قد أدبه لها كم وعدها ...ولكن لم يريد أن يهز صورته بعينها فمهما كان
الرجل عليه أن يكون ذو كرامة في عين زوجته ...
أزال ماكان يثبت فيه ليسقط على وجهه بالماء..
سمع شهقته وأكمل طريقة دون أن يفكر بما حدث له ...
من جهته شعر للحضة بالأختناق وعدم القدرة على التنفس قبل أن يشهق بحثاً عن الحياة ....
لتتلاحق الشهقات ... دفع نفسه مجدفاً بيديه ليصل لليابسة ..
كل هذا وهو يشعر بالغضب والقهر من عمه ومن ياسمين التي شكته عليه ...
دخل للغرفه التي يشاركها فيها المنذر بشالية الشباب ...
وبدأ بنزع ملابسه ... وتجفيف نفسه ..كان يهم بأرتداء ملابسه حين توقف المنذر الذي يجري مكالمة بلغه لم يفهمها :الحصني أدخل تروش ولا لتفكر ترقد معي بالغرفة ..رح للعزب اللي عند العمال أرقد فيها تناسبك أكثر ..
تأفف وهو يخرج للحمام خارج الغرفة وعلى كتفه منشفته ...
فتح الماء على جسده وهو يفكر ربما كان عليه أن يسمح بنشر قصته وهويته لوجد تقدير أكثر داخل هذه العائلة المقدسه
للبطــولات ..
××قلوبنا ما تعرف الحقد والصد ونطيب فاللي ما يطيبون فينا ونحبّ لكن فالمحبه لنا حد لا وصلّت حد الكرامة مشينا××
****
بشكل بديهي توجه للغرفتها في شالية أمه ..فهي ليلتها حاول فتح الباب كان موصد من الداخل .. أحدث طرقات خفيفه كافيه للفت أنتبهاها لتفتح الباب له ..ولم يحصل على تجاوب من قبلها ..رفع هاتفه ليتصل عليها ليجده مغلق ..
لم يحتج التفكير كثيراً
وكأنها تخبره لقد أخترت نهاراً .. لاتحاول التعديل على خيارتك ليلاً ..
غادة وردات الفعل المتطرفة لن تنتهي ..
نزل للأسفل بالتأكيد لن يذهب لحسناء وكأن الرحلة معها كانت مريحة حتى يجدد اللقاء معها ليلاً ..
فموضوع أخوتها لايسقط عن لسانها رغم خروج صالح ..
لكن فيصل ومصلح وأبناء صالح مازالوا بالحبس ..
أبناء عمومتهم وبعض أبناء الجماعة التي تم ألقاء القبض عليهم لأشتراكم بالأعمال التخريبية خرجوا بعد أعترافهم بجريمتهم وأن المحرض مصلح ..
ومازالوا بأنتظار ماذا سيحكم عليهم ..
كان هناك شالية للعزاب من ثلاث غرف ...نام هجرس والمنذر بغرفة وبتال والحسن بأخرى ...
فتح الباب على غرفة بتال والحسن كان كل منهما مستلقي بفراشه ويعبث بهاتفه ...
سحب اللحاف عن الحسن وأمره :روح نام عند أمك ...
الحسن بتكشيرة :الله يسامحك ياأبو هجرس قل قم بأخذ سريرك بس وش هذي رح نام عند أمك ...
سلطان وهو يدفعه ليغادر السرير قصراً :ماأنت لاقي لك مكان غير عند أمك رح لها بس وبلا زيادة لغي ..
أستلقى على جانبه وتظاهر بالنوم مباشرة حتى لايحاول بتال الحديث معه ...
ولم يكن يعلم أن الآخر مستغرق بأفكاره حتى لايكاد يعيش معه بنفس العالم ....
نام سريعاً ولكن سرعان ماعاد وأستيقظ فزع على صياح بتال ...
للحضة أعتقد أن هناك حدث حقيقي ..وسرعان ماأكتشف أنه يواجه كابوس ...
حاول أيقاظه من مكانه وعاد للنوم ...
وكان بين فترة وأخرى يستقيظ على أحد أنفعالات بتال ...
حتى غادر سريره وخرج من الشالية للآخر وهو قد عزم على تحطيم الباب على رأسها إذا لم تفتح له ...ولكن ماأن حاول فتح الباب حتى أنزلق بسهولة تحت يده ...
ليجدها تسترخي بمقعدها المكان مظلم إلا من أضاءة خافته ... وروائح الشمــوع الزكية تعطر الأجواء ..
وبيدها فنجان قهوة تركية ترتشف منه ...
سلطان بأنزعاج :يالله صباح خير هذا وقت قهوة ...!!!
ليه مسكره الباب وأنتي تدرين أني بجي أنام عندتس ....
غادة وهو تنزل قدمها عن الأخرى وتجلس بأعتدال :دخلت تعبانه ونمت ماأنتبهت للباب ...
سلطان بعدم تصديق وهو يدخل بالفراش :اقص يدي لو ماكنتي متعمدتها ...
غادة لم تفكر بأن تغير رأيه فهي ليست حمقاء لتصادم سلطان بمزاج:بماأنك بتنام أنا بروح شاليه عمتي فهدة السحور عندها الليلة ...
وفعلاً كانت هناك بعد نصف ساعه ..
لقد دعتها فهدة ولكن لم تجد أحد بطريقها فتوجهت للمطبخ ...
وعلى عكس الصورة المتخيلة ..لم يكن هناك إلا فهدة بالمطبخ المتوسط الأتساع ..وليلى تجلس على طاولة الطعام تشرب من كوب قهوتها وتتحدث بعشوائية عن أمور الحياة .. أين خدمها ..
غادة من عند الباب :السلام عليكم ..
فهدة من مكانها :وعليكم السلام ..
غادة بشك :وين الربع ...
ليلى وهي تطوح برأسها على كتفها حتى تشاهدها جيداً :أي ربع لايكون تسألين عن ضرتك !!!
غادة وهي تسحب المقعد الآخر وتجلس :لاحبيبتي مايحتاج أسأل أنتي ماتقصرين بالعلوم .. أنا أنشد عن حريم عيالكم الباقيين ...
ليلى بملل وهي تحرك ملعقتها بطبق الحلا التي كانت تتناول منه :جوزاء خكريه ماهي جو مزارع وطبيعة خلابة .. وفزة من راحت جدتها سحبت عليناا ماتدق إلا تنشد عن الحكم بعد جدانها ... وغيرها لاتسأليني عنهم لأني مقاطعتهم ...
فهدة التي تحرك محتويات الطنجرة :فياض ماله طاري ماهو جاي ..
ليلى بتكشيرة :لاحبيبتي ماهو جاي عذره مداوم لآخر لحضة .. بس السبب أكيد أنتي عارفته زين ...
حين أرتفع بكاء طفل ألتفتت فهدة بحده على ليلى :هذا الصبي قام روحي قابليه ...
خرجت ليلى وهي تتحسب على من ينجبون أطفالهم ويرمونهم على غيرهم ...
فهدة :تحسبي بيديتس ورجليتس ماهي مقبولة ان شاءالله ...
أستمرت بعملها على تحريك ماداخل الطنجرة قبل أن تأمرها فجأه :تقهوي ياغادة بتبطين كان تحترين ليلى ترجع وتقهويتس ..
غادة التي كانت تضع قدم على الأخرى وتهزها بملل ..وكل تفكيرها ماذا أحضرها هنا :تقهويت قبل أجي ..
لحضات وصوت الطفل الباكي يقترب ويصبح مزعج أكثر قبل أن تدخل فيه ليلى :اوه شوفي لك صرفه معه أنا كيف أهديه ليه ماجبتوا مربيته ...
فهدة بأنزعاج شديد :أبوتس مايبي زيادة عدد على قولته محدد لي الخدمات اللي أجيب معي وأنا أبغى أحد يخدمني ماهو يجلس يتفرج علي ...
أصبح الطفل هستري أكثر قبل أن تأمرها بحده :ياغاده شوفيلتس صرفة معه ماوصلتي لها العمر وماتعرفين للوراعين ...
مهما كانت العبارة جارحة ولكنها محقة ...لتعود وتفكر ماذا تفعل هي هناا ..من البداية مشاكل هذه العائلة وأسلوبهم لايعجبها ..
كان عليها الحفاظ على كرامتها والبقاء بغرفتها ...
أخذت الطفل الباكي من ليلى وتوجهت للباب الغرفة المفتوحة ...
كان تتعامل مع الطفل بذهن شارد ..نزعت عنه ملابسه توجهت للحمام وضعته بحوض الأستحمام الخاص به وبدأت تسكب عليه الماء الفاتر وسرعان ماتحول مزاجه للأفضل ..
حين خرج من الأستحمام جففته جيداً وألبسته وسرعان ماخلد للنوم ..
حين خرجت للفهدة وليلى كانت الأثنتان بحديث متهكم عن ماحدث لأبناء محمد ..وكيف والدتهم تتصل بالجميع مستجدية حتى يتم أخراجهم ...
كان تستمع بصمت ...نعم الجميع يعرف بأمرهم وهل سيبقى خبر هكذا في طي الكتمان ...
لكن أسلوبهم المتهكم لم يعجبها ...
ليلى :ماتشوفون حسناء من جت بشاليها ماتطلع ..على أساس زعلانة ..
فهدة :زعل جدي .. بس فياض وش فيه قلب عليهم ...
ليلى التي تبعث بفلاتر السناب :أكيد مستفزينة فياض مايغلط على أحد ..
فهدة بشخرة سخرية :أبد وأنا أشهد ..حتى مرته ذا الضعيفة طايحة بفراشها لاحية ولاميته وهو داج مايندرى عنه ولاينشد عنها ...
وهو أدرى بحال أهلها ..وأن ماوراها أحد ..
ليلى بدفاع مستميت :خزام تبالغ من عرفناها مريضة ...واضح أسلوب أستعطاف أكيد تسوي البلاوي بأخوي بعدين تميرض عشان تنجي نفسها ...وإذا على المرض جوزاء بعد يقولون مريضة وهذا هو بتال راميها في بيت أمها وهي بعد مسكينه وماوراها أحد ...
فهدة بشخرة سخرية ومجرد ذكر الأسم يجلب العصبية لها :لا لتخافين عليها وراها قبيلة ..يقولون لتس الصنهات ماعاد الخرج تكفيهم وبيستلحون الديار اللي حولها ...
غادة التي تعبت من أجوائهم :بكرة عرفة وحنا بالثلث الأخير من الليل ماودكم تتركون الناس في حالهم وتطلبون الله ...
فهدة بتزكية نفس :والله ماأبي أهرج بالناس بس هذي ماعليها صيام وبتخرب علينا صيامنا ...
ليلى وهي تضع قدم على أخرى :يووه ياعمة ياأنتي قديمة .. للحين تحسبين عرفة صيام وبس ...المهم بماأن وصلنا لها الفقرة تصبحون على خير أشوفكم بكرة ...
بعد أن غادرت ليلى وجهت لها الحديث فهدة ويبدو الندم بصوتها :معليش سامحيني ياغادة غلطت عليتس قبل شوي .. بس أنتي تعرفين لساني فالت ولا ماقصدي أعايرتس ..والله أنه يوم السعد يوم أشوفتس تشيلين ولدتس بين يديتس ...
غادة بعنجهة :وليه تعايريني أنا قايله لأبو هجرس من يوم أخذته لاتدور العيال عندي .. أنا أنسانه أعيش لنفسي .. وهو ماعليه قل خلفه ...
فهدة بجزع :أنهدم بيتس تقولينه صادقة .. هذا كلام تقولينه ...
أنتي متى تعقلين ..
غادة :وليه أعقل مجنونة ..عاد أنتي أدرى بطبعي ياعمة فيه بينا صفات مشتركة وأنا اللي بقلبنا على لسانا مانعرف التصنع ونعيش الحياة مثل مانحب ...
فهدة التي أعتبرت حديثها تقليل من شأنها :ماصدقتي أنا ماأرد على جوزي ولا أسوي سواياكن يابنات الجيل الجديد ...
غادة التي لم تشفي غليلها منها بعد :لأنتس ياعمة سابقتنا بالعوابة وين نوصل مواصيلتس ...
وأنفض حديثهم حين دخل عليهم عقاب الذي أستيقظ من أجل السحور ...دخلت مع فهدة لتساعدها بتجيهز الطعام لتقديمه لرجال ...وحين فرغت عادت لشالية الآخر ...
لتجد سلطان مازال نائم أيقظته ولكنه رفض الطعام وأكتفى بالماء ...
كانت تضع رأسها على الوسادة حين سمعته يسألها :وبس هذا السحور عندتس أكل وماء ..
من نبرة صوته تعي جيداً أنه أصبح مستيقظ بشكل كامل ..
أكمل بنبرة ملتوية :مخليتني أنام بهالأجواء اللي تفتن العابد الزاهد .. وجايه تبين تسكتيني بالعيشة ...
فتحت عينيها لتقع داخل عينيه وسألته بشك :تدري وش هو السحور ياسلطان ...
آه فقط من نبرة صوتها يعي أنها تحفر فخ له ..
قبل عشر سنوات كانت أكثر برائة على الأقل معه ...لايعلم من أين جائت بكل هذا الدهاء :لو ماهـــو كبسة ماأبيه ولاأشتهيه ولا لي رغبة فيه ...
مدت يدها المرتجفة لتلامس فكه المغطى بالشعر :أنقذتك خبرتك ياأبوهجــــرس ...
مد يده من تحت رأسها ليدنيها منه .. وهو يفكر متى ستنتهي أفخاخها .. متى سترضى بالواقع وتتوقف عن التلاعب فيه ...
الأمر ممتع في بدايته ولكن حين يصبح روتين ..
يتحول لعقبة تقف بينهما ..
وتجعله متردد من الأقتراب منها ...
بجميع الأحوال هو من أختار الوردة ذات الأشواك .. فليتحمل وخزاتها ..
لازم أكون الفارق بكل حاجة
أنتٍ حرام يحبك أنسان عادي
****
لم يمضي على فراقهما كثيراً ...
ولكنه قد أوجد لنفسه الأحقية بالسفر وتركها خلفه تعاني بالمستشفيات ..
بكل وقاحة يضع صورة له على برنامج السناب بمكان مشبوه ...
لم يكن يستخدم هذا البرنامج من الأساس لاتذكر أنه أضاف أي صورة عليه ...
ربما هناك ماأفقده عقله وجعله يتصرف بهذة الطريقة ...
لايهم كل شيء لم يعد يهم ...ليذهب ليعيش حياته كما يريد
كل ماتريده أن تعود هي بصحتها السابقة الذي أمتصها أرتباطها فيه ...
الوجع يفتك فيها ولم يعد لها طاقة لتحمله
...أصبحت تذهب للمستشفى كل يوم لتحصل على أبره مسكنــه .. تهدأ أوجاعها مؤقتاً التي سرعان ماتشتعل بها ماأن يزول تأثير الأبرة ...
لو حاولت شرح ألمها لقالت أن هناك ألم أشبه مايكون ..لشرب مادة حارقة حمضية ... تمزق كل أمعائها وأحشائها .. حتى لن تستغرب لو تقيئت دم وقطع ممزقه من أمعائها قريباً ...
أغمضت عينيها حين شعرت بدخول أحدهم عليها ..
كانت أمها بقت تمسح على رأسها :يابنتي أصحي فكراني حصدق تمثيلك الخايب هذا ...
خزام وهي تنقلب من جهة لأخرى وآه تلقائية خرجت منها :ماأمثل ولاحاجة بس مرتاحه كذا ..
رضا بيأس :يابنتي أمشي نروح للحرمة اللي قالت لنا عنها عمتك فهدة .. هي تعالج اللي مايعرفه الأطباء ..
خزام بلهجة يأس :ماراح أتعالج ياأمي أنا خلاص أحس الموت قريب مني .. لاتعبي نفسك معايه .. يمكن الطبيبة وفياض معاهم حق
أنا أتخيلت المرض ...حتى بموت نفسي من شدة خيالي ....
رضا وهي تدعي عليهم من أعماقها أن يتذوقوا ماذاقته أبنتها أضعاف مضاعفة :يابنتي سيبك منهم ...ماعاد أبغى من هالدنيا إلا أشوفك بصحتك واللي غيرها بالعافية عليهم ...
طالبت والدتها لأنها متعبة من الحديث :أمي أقري علي عشان أنام ...
وأستسلمت لأفكارها .. رسالة يتيمه هي كل ماحصلت عليها بعد أن عادت للمحلق ... محتواها ..
لاتنتظر منه أن يركض خلفها ... إذا أرادت أن تعود لتفعلها بنفسها .. ليته يأتي ويرى بعينه أنها قد لاتعـــــود أبداً ...
××يوم شفِت له خاطر معّ غيري تركتِه ماهيّ بسواتي ﺎخليَ بخاطره شِي××
****
كان بعد العصر بقليل حين جائه الحسن لاهثاً :أبوي ألحق المنذر وهجرس تذابحــــوا ...
أغلق مصحفه محوقلاً بصبر فهاهم يفسدون عليه عصر عرفة الذي كان يختصه بالذكر والدعاء :ايه سنوا لنا سنه طيبه الكبار ...
حين وصل لمكان قتالهم كانوا قد أنفض الشباك ...
ومن المظهر يبدو هجرس بكامل ثيابه ...والمنذر يبدو من جاء على عجل ..فهو بلباسه الأبيض الداخلي ..
عقاب بلهجة صارمة :وش فيكم وين صيامكم مامنعكم ؟؟؟
المنذر بقهر : الظاهر أني ابطيت عليكم حتى صرتوا متوحشين ماتعرفون الخوي من العدو ...
عقاب متفاجئاً بهجومه ألتفت على هجرس موبخاً :وش أنت مضايق عمك فيه ...
هجرس ببرود وهويعيد شعره للخلف بظهر كفه الممسكه بسكين :ماسويت شي أمشي على عوايدنا من مبطي ماذبحت لي سبع خفت تبرد همتي ..
المنذر بحنق :قلت لك ماهو سبع ماتفهم أنت ...هذا حيوان أليف ..
تلقى الخليان (الصحراء الخالية ) وبتلقاها مليانه من السباع ولا أنت خكري ماتذبح إلا الدجاج المشبك يالحصنــــــي ...
هجرس :ياجد أنت أحكم يصير نخاوي الذيابه وهي فرايسنا !!!
عقاب بهدوء حين فهم فحوى المشكلة :على حسب زمانا لاا ..
بس بهالزمان كل حاجة واردة ...
هجرس بأحباط :لاهذي فيها غش وتحيز ...
عقاب بلهجة متهكمة :رح للجهة الشرقية من المزرعة مليانه حصانيه .. العمال يشتكون منها تأكل الدواجن ... رح نظفها لنااا ...وترجع لياقتك للصيد ...
هجرس متهكماً وهو يرى أن الجميع ضده حسب منظوره ليس وكأنه من أعتدى على أملاك غيره :ايييه جيتكم واحد وجيتوني جماعه كلكم ضدي ترى ماهي شجاعة ...
عقاب بلهجة حاسمه :يالله كل واحد على شغله تفرقواااا ...
وأشار بعصائه على المنذر :أنت شيل تسلبك هذا وفكنا من شره ترى ماني كل دقيقة مراكض وراكم ...ياتحمي حلالك ياخلهم يذبحونه ...
قضى باقي الوقت حتى الأفطار مختلياً بنفسه ..
مبتعداً قدر الأمكان عن ملهيات الحياة ..
مقبلاً على ربه ..
من الجهة الأخرى كان هناك روح أنتظرت هذا اليوم إيضاً لتغسل نفسها من الداخل بالدعاء والتذلل لله وتوسل له إن ينسيه ذكرى الماضي وأن يشفي جروح قلبه الملتهبة ....
فما وصل له لن ينقذة منه إلا رحمة الله ...
لاحقاً على الأفطار ..
هناك شخص متبرم لم ينام هذا النهار جيداً وكان يشرح كيف
أن كوابيس بتال لم تدعه له مجال للراحة :هو يتحلم ويصارخ وأنا أتخيل القنابل وصوت الرصاص ... بس صدق بتال من هو خنفر طول نهارنا وأنت تناديه ياخنفر فخ ...ياخنفر بيغتالونك ....
لا وآخرة الحلم طلع خنفر خاين !!!!
عقاب بأنزعاج :ياولد خلنا نفطر ونذكر الله .. أذيت أخوك وأذيتنا ...
المنذر المنسجم مع رواية الحسن :وكيف عرفت أنه خاين ...
الحسن وهو يشرب كأس العصير بجرعة واحدة :كسرتني ياخنفر !!! ليه تخليت عني ياخنفــر ...
هذه المرة جائه السؤال من والده الذي كان يوبخ الحسن قبل قليل :هو صدز فيه أحد أسمه خنفر ..
بهدوء وهو يشرب من فنجان قهوته :خنفر الدكتور اللي عالجني لقطت أسمه وعلق بذهني ..وكل هاللي يقول عنه الحسن ماأتذكره ...
هجرس بفضول :إلا ياعم كنت متردد أسألك عشان ماأفتح عليك المواجع ..بس بماأن بنفس السيرة وش كان شعورك يوم قطعوا لك أصبعك ...
رفع رأسه بأستغراب هل أوحى لهم من قبل أنه أصبعه قطع تحت التعذيب ..ليرد بكل برود :أصبعي أنا اللي قطعته بنفسي ...
وحين توقفوا جميعاً عن تناول الطعام ماعدا والده الذي كان قد سمع الرواية منه ولم يفزعه الخبر فهو أمر عادي ومألوف لشخص مثله :عشان أخلص نفسي من أسرهم ..
تبادل هجرس والمنذر نظرات مرتابه :وكيف قطعته ...
ألقى نظرة شفقة على الحسن قبل أن يقول دون تلكأ :قضمته بأسناني ... ولم يكد يختم جملته ..
إلا والحسن يقفز مغادراً السفرة متوجهاً حيث الحمامات لأن معدته لم تستطيع تحمل المشهد الذي يصفه ...
هجرس وهو يقضم قطعة اللحم ويلوكها بين أسنانه :ومن وين جتك الفكرة ..لو هو أنا ماطرت علي ...
بتال بتلقائية ولم يشرح مافكر فيه لحضتها حقاً ولكن جواب يبدو مناسب أكثر :ليه ماكان البشر يأكلون اللحم النيء كيف يقطعونه بسنونهم ولاعندهم سنون ماهي اللي عندنا ...
هجرس التي تمر عليه معلومة جديدة :كانوا عايشين بنعمة ...
عقاب يفض النقاش :يالله الصلاة ...
كان آخر المغادرين وقد ترك هاتفه خلفه ولكن حين رن عاد إليه ليجد رقمها أطلق تنهيدة وهو يرد بهدوء :هلا والله على الموعد ماشاءالله .. لاوالله ماأتغلى ولاشيء ..ياجوزاء بصلي خليني أصلي
يعني يرضيتس أقدم رغبتس على فرض ربي .. نص ساعة وأرجع أتصل فيتس ...
طيب أبشري على هالخشــــم ...
أغلق الهاتف ووضعه في جيبه الجانبي ..
لقد حملت جوزاء وجنت .. لحسن الحظ هناك مبرر لتصرفاتها المتطرفة ...
لو سمع أحد ماتطلبه منه لأعتقد أنه تغلــي أنثى ..
ولكنه يعرف جيداً من هي جوزاء ...
ويعرف أسباب تصرفاتها ..
فطلبها قصيدة منه ...ليس على سبيل دلال الأنثى .
لكن جوزاء الأديبة أختارت أن يكون وحمها على القصائد ..
××القصايد ماتجيب اقصى جمالك
كل شيء فيك يستاهل قصيدة××
****
كانت ليلة العيد بالنسبه للجميــع .. سعيدة ..مميزة مليئة بالألفة والروحانية ....إلا على عائلة أمين .. كافحت خزام من منتصف النهار حتى لاتفسد الأجواء على عائلتها أرادت أن تقنع نفسها كما أوحت لها الطبيبه هي ليست مريضة .. لايوجد شيء ..كل هذه أوهام من خيالها ...ولكنها سقطت وقت الأفطار فنقلها وسام كعادته بالأيام الأخيرة للمستشفــى ...
لايعلم لما هذه الليلة تبدو ثقيلة على قلبه ...
مظلمة يشعرها بها طويلة وقد غابت شمسها قبل قليل ...
وحشة شديدة تعصف بقلبه .. هويتألم بلاسبب ..
روحه تضيق عليه وكأن الأوكسجين أنتهى من الوجود ..
يختنق إذا لم يجد حل لشعوره سيختنق ويفنـــــى ...
سألته وهي ترى الضيق يعصف فيه :وش فيك فوفو جوك بيض ماكنت كذا .. مصت عافيتك البزر !!!
ألتفت عليها وهو من كان يحدق مع النافذة بذهن غائب :من يوم عرفتينــي وأنا قايل لتس طاري أهلي ماأبي أسمعه على لسانتس ..
×× ، تصادمت كل الكواكب بفرقاك،،، شفت انهيار الكون لحظه وداعك××
↚
الماضي القريب
4 ذو الحجة من العام الذي يعيشة الصوارم ...
كانت قد فرغت من صلاة الضحى حين سمعت صوت الجرس متزامناً مع رنين هاتفها ...
حدقت بالرقم قبل أن تقوم بثقل وفكرت أن عبدالله المتصل لديه جلسة بالمحكمة لذالك فكر بأن يزورها قبل موعدها ...
ولكن حين فتحت الباب ولاحظت ملامحه شكت بأمره ...
أستقبلته بشكل عادي وأعدت له القهوة وطعام الأفطار ..
ليخبرها بدون أن تسأله :اليوم عندنا موعد بالمحكمة والمفروض نقدم فيه طلب تحليل الدي ان ...
وضحى :زين ماشاءالله ..الله ييسر الأمور ..!!!
عبدالله بملامح منزعجة :بس فيه شيء يردني أقدم هالطلب ...
بأستفهام وهدوء :ليه وش اللي رادك ...
رد عليها بتنهيدة أسى وقلق :اللي يردني حلمً شفته ومفسره نفسه ...
حلمت بجدي صنهات وأنا ماأعرفه ولاشفته ..بس بالحلم عارف أن هاللي قدامي جدي صنهات ...معه عصاه ...عصا الراعي ماهي عسى عجز وكبر ...كنت أشوفني شايل ملف القضية بقدم طلب هالتحليل ...وجدي يمد عصاه قدامي عشان يردني ...
ثلاث مرات شفت هالحلم ..ثلاث مرات ردني ...
وضحى التي أزعجها الحلم ومايمكن أن يحمل من معاني :خيره يمكنها خيره ...وماهو وقته ... بس وش بتسوي بالمحكمة اليوم ..
عبدالله :محامينا بيستأنف وعنده توقيعات مجمعينها تآزرنا وبنشوف وش يصير ...
*الحاضر*
كان عصر عرفة حين تلقى أتصالها ... لم يكن ليرى رقمها على شاشته ويتجاهلها ...
رد بسرعة وعلى عجل لتسأله بهدوء :ليه تتكلم كذا ماعندك وقت لي ؟؟؟
بتال :وقتي كله لتس بس ماهو اليوم ياجوزاء ...
على الطرف الآخر ثابرت حتى لاتعطي ردة فعله متطرفة ضده :اممم تعتقد لو حاجتي كنت بتصل فيك !! يعني على سبيل التسلية مثلاً ...
بتال :وش تبغين ياجوزاء ..
جوزاء بلا مراوغة وبكل صراحة :أبغى أسمع قصيدة ..أدري النت مليان قصايد والتطبيقات ..بس أقصد قصيدة على أسلوبك وبصوتك ...بحثت جربت مالقيت مطلبي بالتطبيقات ..
يعني تقدر تقول مهتمة هالفترة بسماع القصايد أحس بشوق لها لا أكثر من الشوق أنا أصحي من النوم عشان أسمع قصيدة تتوقع وش السبب !!
أغمض عينيه ويريد أن يغلق جميع حواسه على هذه اللحضة ويحتفظ فيها للأبد ...
مطلبها يحتاج جو شاعري .. يريد أن يعيشه بكل تفاصيله وهذا غير متوفر بهذا الوقت الذي قد صرفه لله وتوجه فيه قلبه سابقاً لخالقه .. لايستطيع أن ينصرف لأمر دنيوي .. طالبها بمودة : والله القصايد كلها لتس وتحت أمرتس بس تقدرين تأجلين هالمطلب لبعد الفطور .. ولو بغيتي معلقات ماهي قصايد جتس ..
أنهت المكالمة بوداع بسيط .. قضى باقي العصر في حرب مع ذهنه حتى لايتشتت ويغزل لها أروع القصيد فهو في لحضه روحانيه دينيه .. أوقفها لله ..
بعد صلاة المغرب وكان قد ورده اتصالها الثاني أختلى بنفسه
بأحد جلسات الأسترخاء المطلة على البحيرة ..
وأتصل عليها :ياهلا والله ...تقولين ودتس بقصيدة ..؟؟
على الطرف الآخر فهمت من أسلوبه أنه قضى أنشغالاته وبدى متفرغ لها وبهذا الأسلوب سترى وجه بتال القديم :ايه بس عساها تضبط معك لأن ماهو كل ذوقك بيناسبني ...
بتال :يعني تركتي العيشة والروائح وتوحمتي على القصيد ...هذا يعني من زود حبتس لي حبيتي اللي أحب ..
ولانقدر نقول أنا موعودين بشاعر مخضرم يتوحم على القصيد وهو في بطن أمه ...
جوزاء بهدوء :ماأدري المهم عندي اللحين أبغى مطلبي ...لاتخليه لاجاني إلا نشف ريقي من نقاشك .. وعافته نفسي ...
بتال :ياسرع زعلتس وياضيق صدرتس ..يالله خذي مطلبتس ...ياأجمل قصيدة عرفتها وتطلب قصيد ...
من حنايا صدري المملي حنين ،
مرحبا ... ياللي تحريتك عمر !
تضحك الدنيا بوجهي .. مرتين ،
من تمريني ... و من طيفك يمر !
فارقه دايم ... و لا لك اربعين ،
ما لقوا بين الثمر مثلك ثمر !
انتي اصلاً بينهم ما تشبهين ،
غير نور الشمس او نور القمر !
لك عيون .. الله يعين الناظرين ،
كل نظره منها شبت جمر !
و لك خطاوي .. قبل حتى لَـ تخطين :
لجلها اللا ممر .. يصبح ممر ..!
كل قاسي عود قدامك .. يلين ،
ما يطول .. لو يطول يندمر !
ولا تعرفين الخمور و تسكرين ،
تبلعين بريقك و ريقك خمر !
ومن يسولف لك و انتي تستحين :
ضيّع الموضوع و خدودك حمر !
يا غرام حروف شعري .. من تجين :
انهمر .. مثل المطر من ينهمر !
لا بديتي ... طالبك لا تنتهين ،
انتي اكثر شي ودي يستمر !
ناداها مستفهماً :هاه ياجوزاء عجبتس ..فهمتيها !!!
جوزاء الذي فهمت أنه أختار قصيدة سهلة هذه المرة :
اممم حلوه سجلها لي وأرسلها .. وجهزلي بكره بعد قصيدة ..
حين سمعت ضحكته التي فهمتها كسخرية أخبرته :شفت ماأكلفك شي ماقلت هاتي لي لبن العصفور ولا فاكهة الجنة ...
××ما اشد من درب الجفى والقطاعة الا الوصال اللي على غير مشهى××
###
أقتربت منه حتى ألصقت صدرها بظهره وأخذت تحدق معه للخارج :ماأطريت أهلك ياحبيبي ..
فياض بتأفف :تبغين أطق وأخليتس عشان تفهمين الكلام من أول مره ..
تشبثت بذراعه :لا عسى لساني للقص لو عدت سمعت مني كلمة تزعلك ...
وأخذت تمسح على أعلى كتفه :بس أنت وش فيك ياحبيبي ..وش مضيق خاطرك ...الليلة عيد ياحبيبي خلينا مبسوطين ...
جوابي لن يعجبكِ فدعيني صامت ... هل تعرفين مايضايقني ...
عزوفها عن دخول برنامج المحادثات وآخر ظهور لها قد مضى عليه يومين ...
لم تشاهد صورة يدك على يدي التي أضفتها على قصتي بالسناب وخصصت الجميع وتركتها لتراها بدون أن تعتقد أنها مرسله لها لوحدها ...
سمعها تتأفف وتبتعد عنه وبقى هو لوحده يحدق من النافذة ...
يعترف أنه جن وأحرق كل مراكب العودة يعي جيداً ذالك ..
وهاهويستمر بسكب الوقود على الحريق .. وكأن زواجه الجديد لايكفي ... يستمر بأرسال الصور المشبهوهة لها ...
ولكن لايستطيع التوقف عن التصرف بهذة الطريقة ....
يريد أن يستفزها لتعود إليه ... والطريقة التي يستفزها فيها كفيله بأنها تبعدها عنه ... تناقضات تفتك بعقله ...
هو هكذا أحمق لايجيد التصرف ... حين تنزلق قدمه بدرب الخطأ
لايتراجع بسرعة بل يغوص أكثر فيه حتى يغرق نفسه ويندم بعد فوات الأوان ....
فقط لو يعود الزمان للوراء ..
لتجاهلها ذاك اليوم ونام بشكل طبيعي للمساء ...
وحينها لعفى نفسه من الويلات التي جرتها عليه سكرة عدم النوم التي أًصابته ...
حين غادر بنصف عقل ..ورمت الأقدار بطريقة أخ أشواق...وجرى ماجرى بينهما من حديث ..
حتى أعطى وعود أكبر منه ... وأصبح مقيد بتنفيذها لاحقاً ...
لأنها لم تجري بينهما فقط ولكن ضمن مجموعة من الرفاق ..
وحين زالت غمامة تلك الليلة أكتشف فداحة مافعل ..
لقد تزوج على خزام .. وقع الأمر وأنتهى ..
لكن لو أكتشفت فعلته ماذا سيحل به !!!
لن تبقى معه هو متأكد من هذا ..
يخشى من فعلته ... ويريد أن يصغرها بنفس الوقت ..
وكأنه لو كشف الأمر بنفسه ستتقبله ...
حماقات ..كل مايرتكبه بالأونة الأخيرة هي حماقات وتصرفات غير مدروسة ... لقد عاد لتصرف بعشوائية وضوضائية كعادته ...
أفلت زمام السيطرة على حياته من جديد ...
××ليت الزمن يرجع وليت الليالي تعود ماكانت الذكريات تعذب أصحابها××
****
أستيقظ على رنين هاتفه ...هو لم ينام بشكل جيد حتى يتم أفساده باللحضة التي دخل فيه لعالم النسيان ...
توقف عقله عن التفكير للحضة حين رأى الرقم الذي يملء شاشته ..
رد مباشرة :وش فيك ...أبوك فيه شيء ...؟؟
مسح على رأسه ووجهه يمتقع بلون داكن وهو يستمع لوسام على الطرف الآخر بصوت مختنق لايكاد يخرج بصورة طبيعية :شوف
أنا تعبت وماأقدر أجاري اللي يصير هنا ..الأطباء يقولون بيدخلونها العمليات بيفتحون بطنها عشان يشوفون وش فيها ...
كان رد السب والشتم فيه والوعيد بالويل لو فكر بالتوقيع على أوراق العملية :والله لو توقع لأشتكيك أصلاً مالك حق ولالهم ...جايك أنا جايك وبتشوف وش بيصير أنت وأبن الست مية *** اللي مسوي نفسه دكتور ...والله لجز راسه بالمشرط اللي يفكر يفتح فيه بطنها ...
وأنهى الأتصال بينهما ...
كان يرتجف من شدة الغضب حتى أنا النائمة قربه جزعت ولم تفكر حتى أن تسأله عن مايحدث معه ..أرتدى ثوبه قبل أن تنبه أنه بالمقلوب ...
فتح حقيبته وبدأ يجمع حاجياته بعشوائية ...
سألته بشك :بترجع ...
ألتفت عليها بحده :ماهي ناقصتس هي ...
بتبرم :بس حنا جايين نعيد هنا وننبسط ..
بصرخة أستهلكت الكثير من طاقته :عيدي لحالتس ..المطارات تدلين طريقها زين ماأنتي ضايعة ...
كان يتصرف بجنون وكأن تأخيره للحضه يعني أنها تنسحب من يده ...مع كل دقيقة تمضي معه لايدور في عقله إلا وحتى متى هذه المصائب التي تتكالب عليه ...
حياته عبارة عن كارثه تنتهي وتبدأ أخرى ..
أنتظر بالمطار للساعات حتى يحين موعد رحلته ..
وقد واتته فكرة حمقاء ماذا لو كان هذا ملعوب من خزام ..
لأول مرة بحياته يتمنى أن تكون هذه لعبة ..ويتم أستغفاله لابأس
بتكدير ليلته... قطع رحلته .. قضاء أحد الليالي التي من المفترض أن ينام فيها حتى الفجر بالمطارات ..
سيتقبل أن يكون أحمق لهذة المرة ..
بأمكانه تحمل حتى هذا النوع من الكذب والخداع .. لن يتخذ أي ردة فعل .. سيسامحهم جميعاً هي وأخيها ..فقط لتكون بخير ...
رغم أنه أستشف قلة الحيلة الذي لم يكن أصطعناها في صوت أخيها ..
الضجيج من خلفه والنداءت كانت لقسم الطواري في المستشفيات ...
بأمكانهم أن يزيفوا هذا حتى ..
ربما عادت لمزاجها السابق من التلاعب ... لابأس كل شيء مهما كبر سيكون صغير أمام عافيتها ..
حين وصل الرياض أخيراً كان منتصف الصباح ...
توجه مباشرة للمستشفى ..
ليجد وسام على مقاعد الأنتظار .. سأله مباشرة:وينها !!!
وسام بنظرة حانقه :بالملاحظة وترى المسكنات ماهي مخليتها تصحي من أمس لأن معطينها جرعة قويه جداً ...
توجه للغرفة المعنية ..أوقفه أحد طاقم التمريض قبل أن يدخل عليها ..
ولكن تجاهله ودخل ..كانت تبدو نائمة بوجه مرهق .. وضعف شديد بملامحها.. عظام وجنتيها قد برزت ..
هل كان معصمها وأناملها بهذا النحول من قبل ...!!!
خرج وهو ينادي بفجاجه :يانيرس يالأخت اللي هنا من المسئول عن حالة خزام ...
وأشار للغرفة خلفه ..
كان تتمتم بأستغفار على الأشكال التي سيبدأ نهارها فيها :الدكتور بيعمل جولة قريباً على كل المرضى ...
فياض :دكتوركم المناوب المسئول عن الحالات الطارئة وين هنا غرفة ملاحظة طواري ماهي تنويم ... ننتظر من حنا بالضبط ...
عادت تكبح غضبها أهل المرضى على صواب وهي موظفه هنا :أخوي كل عام وأنت بخير ..وعيدك مبارك ان شاءالله ..
مثل ماأنت عارف اليوم عيد الأوضاع ماتكون على مانختار ننتظر الطبيب المسئول ...
فياض بتهكم لقد نسي حتى أن اليوم عيد :خير من وين يجي الخير وأنتم طبيبكم ماداوم حتى ...حسبنا الله ونعم الوكيل ...المدير غرفته وين ...
الممرضة بحدة :أخوي بتحترم نفسك ولا ترى الأمن مداومين ..!!!
سبها وسب الأمن وشتم الجميع قبل أن يقول مهدداً متوعداً :معكم ساعه والله لو ماجاء دكتوركم لأطربق الدنيا فوق روسكم وأخليكم تعيدون زين ...
ماأن توجه للغرفة التي تنام فيها حتى واجه رضا التي بادرته بقولها :والله من سمعت الزعيق والصياح والتهديد والوعيد قلت ماشاءالله جوزي بنتي رجع من السفر ونور الرياض برجعته ...
معليش ياأخويه سامحناا قطعنا عليك سفرتك ...
فياض الغير متفرغ لأسلوب رضا المشابه لعمته فهدة قال بهدوء وهو يطبع قبله على قمة رأسها :هلا ياعمة حياتس .. تستاهل خزام نرجع عشانها .. لوكنا بآخر الدنيا .. بس أهم شيء سلامتها ...
رضا بلهجة مستهترة :أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك أتعجب ...!!!
فياض بملل وهو يتكتف ويريح ظهره على الجدار خلفه :والله ماهو وقت هالسوالف ووسط الرايح والجاي .. خلي عتابتس هذا لوقت ثاني ...
ولأنه يريد التهرب منها فتح هاتفه متظاهراً بالأنشغال وقادته أصابعه لبرنامج المحادثات نزل للأٍسفل فمائة الأرقام في الأعلى
هي رسائله تهنئة بالعيد ...حتى طاحت عينه من الخارج على أسمها وخطين أزرقين لآخر رسالة منه لها ..
أعتدل بوقفته وسار بعيداً فتح المحادثه ليتأكد أن عينية لم تخدعه لقد فتحت الرسالة ..
عاد مسرعاً حيث تنام فكانت كما هي ...
سأل بعصبيه :جوال خزام وينه !!!!
رضا التي كانت تدفع الباب لتدخل بعد أن أنهت مكالمة مع أبنها تتأكد أنه قد عاد للمنزل ...فهي جائت مع سائق وهو عاد مع سيارة حجزها عبر أحد التطبيقات ...
ليدخل خلفها ومازال مصراً على سؤاله :جوالها وين ..؟؟؟
رضا :وأنا ايش عرفني شايفني في حال أفتش على جوالها ...
يابني أرحمني أنا ليلي كله معاها وراجعة قبل الفجر عشان أبو عيالي واللحين راجعة لبنتي ... النوم والراحة ماعرفتهم من أيام ...لاتلحقني بنتي ...
فياض الذي لايفكر إلا بأمر الرسالة :أيه كالعادة أرموها على فياض باقي بس تقولون هو سبب مرضها ...إذا يريحكم تعالوا خذا من عمري وصحتي وعطوها بس فكوني من شركم ...
رضا تتحسب بصوت عالي ولم ترد عليها ...
ليخرج هو ويعاود أزعاجه وألحاحه مطالباً بالطبيب ...
××ان كان مالي حظ فيك انت بذات ماعاد ابي غيرك ، لو يزين حظي××
****
كان يسير بتأني لقد أدى للتو صلاة العيد مع أبنائه وعمال المزرعه وبعض الجيران من المزارع الأخرى ..
عيد هاديء كما خطط له أبتعد عن المشاكل التي تنتظره في الرياض ..
كان يقترب من المحل المخصص لذبح .. هناك سلطان قد سبقه ويبدو بأعصاب مشدودة يريد أن ينتهي من هذ المهمة بأسرع وقت ..
من حوله بقية أخوته تتفاوت مشاعرهم ..المنذر غير مهتم .. بتال والحسن يعيشان اللحضة كماهي ويستشعران الموقف .. وروحانية اللحضه ..
هجرس يحمل سكين ومن نظرات الحماس يستمتع بالمشهد وينسى المناسبه ..
وقت الذبح من المفترض ان يحضر الجميع اللحضه ..
سلطان أحضر أبنائه وكذلك فعل بتال .. لكن يبدو انه تراجع بلحضة الأخيره .. فهاهو يغطي أعين بناته لحضة الذبح ...
وبالمقابل الحسن جاراه وأغلق اعين ابنة سلطان الصغرى ..
المنذر بأنزعاج : اللحين ليه مجمعين الوراعين علينا .. خلاص خلوهم يروحون .. يالله ياعيال رجعوا خواتكم للبيت ..
سلطان الذي كان قد ذبح ضحيته للتو: أنا جايب عيالي ابيهم يحضرون على السنه ..
هجرس : خلاص حضروا يالله البيت .. ذولي يجلسون يطبقون في بعض بعد شوي ..
المنذر بلهجة متهكمة : أسمعوا شور هجرس تراه يتحدث عن خبرة له سوابق مع التطبيق ...
عقاب منزعجاً : بسس .. خلونا نستشعر الحكمة من الذبح والأضحية ...
كان كل منهم يذبح أضحيته والباقي يستكمله العمال ...
لاحقاً أكد عليهم عقاب :أنتبهوا للعمال وتوزيعهم خلوهم يفرقون كل أضحية أثلاث ... يالمنذر أنت وهجرس راقبوهم ...
وأنصرف البقية ...
هجرس لطاهي الذي كان يختار اللحم من الأضاحي ليعد منه وجبة الغداء :أبو محمد مندي هاه ..!!!
المنذر الذي فكر بطريقة أخرى :وهو على كيفك أبو محمد سوه شعبي حتى البهار لايطبه (لاتضيفه له )..
الطاهي حين لاحظ أحتداد اللهجة بين الأثنين :بسوي الأثنين الخير واجد يابني ...
هجرس :قواك الله ...توصى بالمندي ...
بالمقابل المنذر ذهب ليختار قطعة جيدة من اللحم ويغادر فيها ...
ليناديه هجرس مهدداً :هين عند جدي تعطي التسلب من ضحاياه ....
ركع قرب الشبك الذي أحكم أغلاقه على أروى فهو يخشى أن تخرج وتهاجم أحد حيوانات المزرعة ووقتها سيكون الجميع ضده ...
يشعر أن الأجواء أصبحت حادة عليها ...يفكر أن يعود بها لرياض فهناك قد خصص لها مكان معتدل الحرارة أكثر من هنا ...
بعد أبتعاد المنذر زالت الأبتسامة المتهكمة عن وجهه ليحل محلها الضيق وأبتعد بالجهة المعاكسة وهو يردد :ياضيقة الصدر ماأدري وش باقي تحترين ...لاصار خلق الله لعينة ثوى ..كم لي وأنا أقول زانت مير عيت تزين ..وأن قلت ياوقت يكفي قال مالك لوى ...ماعاد تفرق تجي من وين ولا من أين ..مير البلى والمصيبة لاتقافت سوى ...
الضيقة تفتك فيه .. مهما كابر .. ليس من السهل مايحدث بينهما بالفترة الأخيرة ..
لم تكن أبداً بالشخص العادي في حياته حتى يسهل عليه تجاهلها الآن وبعد أن أصبحا بهذا القرب من بعض ...
ربما الفراق بهذة الفترة يفيد علاقتهم ..ولكنه لايفيده على الصعيد الشخصي ...
بأمكان أن يكذب عليها ..ولكن هل من السهل الكذب على نفسه ..
غاضب منها جداً ويعني أن أي أحتكاك معها سيحدث أنفجار سيؤثر على مستقبلهما لذا يتجاهلها ..
ولكن سعيها الحثيث خلفه يفسد كل شيء ...
هي لاتتفهم أبتعاده وتريد أن تمضي الأمور وكأنه لم يحدث شيء ...
ربما من السهل عليها أن تنسى وتتجاوز ولكن هو لايمتلك نفس
التباسط بالنسبه لهذة الأمور ...
××الرحيل بصمت من طبع الكبار والكبير الله .. وانا طبعي كبير ××
↚
كان أول المبتعدين وهو يطلب رقمها وحين ردت عليه بصوت ناعس سألها بعدم تصديق :نايمة ...!!!
جوزاء التي كانت قد صلت الفجر وعادت للنوم فلاتشعر بطاقة للأستيقاظ مبكراً :ايه فيني نوم ماني قادره أركز ...
بتال وهو يجلس بعد أن أبتعد كفايه :مايحتاج تركزين خليتس كذا ...ياليتني أنا بعد نايم وماني مركز ...
ردت لتنهي المكالمة سريعاً :طيب روح نام أتوقع بالمزرعة مافيه ضيوف وألتزامات ...
بتال :ماينفع ..
جوزاء :ليه ..
بتال :أني أبي هالنومه جنتس وإلا مالها طعم ولالزمة ..
ردت لتنهي أحراجها :اها اوكي يالله مع السلامه بنزل أمي جالسه تتصل علي ...
وأنهت المكالمة قبل أن تسمع رده ...ومابين أحراجها وتفكيرها بتلميحة عادت للنوم ..
حتى حين أستيقظت لاحقاً وجدت رسالته : (( وطلعتي كذوب ياجوزاء اتصلت على عمتي اللي كنتي بتنزلين لها وتخيلي وش قالت لي جوزاء للحين على رقدتها .. بس ياعساها نومة العوافي لاصحيتي وكشختي للعيد أرسلي صورتس ))
فتحت ألبوم الصور بحثت عن صورتها باللوك الغريب والجدائل الأفريقية وأرسلتها له ...تعلم جيداً أنه سيصدم بمظهرها ...
وهذا هو المطـلوب ..
كان بعد الظهر وأعتقدته نائم .. دخلت لتستحم وعادت لتجد رد منه :أحلى عسكريه في حياتي ... بس عاد لاتفكرين تنفذينها بالواقع ...
ردت عليه وهي تكشر من مجرد الفكرة :لا متنازلة عن تنفيذها يقولون بالدورات العسكرية لازم أقص أظافري وأنا ألزم ماعلي أظافري ...
أخذت تجفف شعرها ولاحظت ورود أكثر من رسالة حين عادت كان بعضها منه والبعض الآخر تهانيء بالعيد ...
كان رده :أيه تكفين الزم ماعلينا أظافرتس وذكريني أشتري لتس طقم تلاوين جديد بهالمناسبة ...
جوزاء تكرر الكلمة غير مصدقة :تلاوين تلاوين ...ياسخفك ياشيخ ...
تجاهلت الرد ...لو ردت سيطول الجدال للمساء وربما للغد ...فلايوجد أي رد قد يلجمه ...
وهي مازالت بحاجته اليوم لأنها لم تستمع للقصيدة بعد ...
××محتاج لك والحاجه اكبر من الشوق يـ اللي غيابك شي ما هو بـ عادي ...××
****
نزلت من الأعلى بعد أن أجرت أتصالات المعايدة لوالدتها وأخوتها وصديقاتهاا .. ومازال هاتفها يرن بين لحضة وأخرى ..
كانت شعاع لوحدها شربت من القهوة المعده لها ..
حتى حين تم أحضار الأضاحي وطلب الأفطار ..
لاحظت أن شعاع قد أحضرت عاملة واحدة فقط وبدت مرهقه للغاية من الأعمال المكلفة فيها ...
ففكرت أن تعفيها من أعداد الأفطار ..
ماأن بدأت العمل حتى دخلت عليها ليلى وكان المطبخ الصغير مكشوف على الصالة وباقي الشالية :اووه غادة شكلك بتسوين لنا كبدة شرقاوية !!!
غادة :ليه فيه كبدة شرقاوية !!
ليلى وهي تتكتف وتلاحظ ماتفعله :على حسب توقعي وفهمي للحياة كل منطقة عندها طريقتها بالأكل ... بس نصيحتي لاتشدين حيلك محد راح يقدر وبيقولون ناقصها كذا وليتكم سويتوها كذا والبنقالي يعرف يسويها أحسن منكم ...
لم تعطيها الفرصة لترد عليها لأنها شهقت وهي تقول :نجاك الله لقيت غيرك أطلع حرتي فيه ...
وحين ألتفت على الصالة وجدت حسناء مع أبنها الصغير يدخلون مع الباب وألقت عليها نظرة متكبره قبل أن تلتف وتتوجه لصالة ..
نظرة للبصل بيديها والسكين ..آه أنها نظرة أزدراء ..
حسناً لقد جائت بكامل زينتها وأنتي تجلسين بملابسك الأقل من العادية بالمطبخ ..هل أجبرك أحد على هذا أنه أختيارك إذاً أمضي فيه للأخير ولاتوضحي أن شيء قد يؤثر عليك ...
على الطرف الآخر كانت ليلى تصب لحسناء القهوة وهي تسألها :اللحين أخوك اللي شرد مسكوه ولا للحين مطلوب للعدالة !!!!
حسناء بضحكة زائفة :ياخف دمك ياليلى أعجبتني مطلوب للعدالة ..ليه وش مسوي بسم الله عليك كلها شخمطة على الجدران ماتسوى كل هالبلبة اللي صارت ...
ليلى :شخمطة على الجدران ...ودم ولد الصنهات وين راح ...رعب أختي لا ورامين عليها بعد وكل هذا وماصار شيء !!!
ياحليلكم شكلكم كنتم تمزحون صح عاد حنا نحب نمون على بعض ....
حاولت ان لاتظهر أنزعاجها وهي تضع قدم على أخرى وتغير الحوار بسؤالها :وين أم وسن وباقي البنات ...جوزاء وينها !!!
ليلى ردت لتغيضها :معيدة عند الصنهات جوزاء هالعيد ..
دخلت عليهم فهدة بتلك اللحضة وخلفها عاملتيها ومعهم نصيب النساء من الطعام ...
ليلى بتهكم :مسوية كبدة مفرزنة ياعمة مسرع لحقتي تسوينهااا ...
فهدة تجاريها بالسخرية :لاسويت لكم الباقي من ضحايا العام ...
سلمت على شعاع وباركت لها بالعيد ... وسلمن عليها ليلى وحسناء ...
وحين لاحظت وجود غادة بالمطبخ توجهت لها وهي تهمس بحنق :أنتي خبلة مهبولة وش تسوين تخلين الحريم يتخدمن فيتس ...!!!
أطلعي روحي ألبسي وأكشخي ...
غادة وهي تتوقف لأنها فرغت فعلاً وأزالة الفوطة التي قد لفتها على رأسها ..
ليتساقط شعرها الذي قد صبغته بلون فاتح على أكتافها حتى يستقر أسفل ظهرها :ليه لازم ألبس جلابية تسحب وراي وأمغط الكحل والرموش عشان أصير كاشخة ...أنا هذي كشختي ...
فهدة :بكيفتس ..
وتجاوزتها وأخذت ترشد عاملاتها لتجهيز الأفطار ...
خرجت غادة التي كانت ترتدي بنطال أنيق وبلوزه بتصميم بسيط لكن جميعهم من علامة تجاريه شهيرة وبألوان صباحية مناسبه ...
وتضع مكياج هاديء لتجلس بدون أن تحتك مع ضرتها ..
التي أطلقت زفرة ضيق حين لاحظت أنظمامها للجلسه ورمت عليه عدة نظرات حاقدة ولكن غادة لم تلاحظها لأنها كانت مشغوله بهاتفها ... ترد على رسائل المعايدات التي تصلها ...
لكن لاحظت بأحد المرات التي رفعت رأسها بتلقائيه أن حسناء تتظاهر بالأنزعاج من الرائحة ..أي أن رائحتها سيئة ...
تجاهلت تصرفاتها وهي تكبح ضحكه ...
دعتهم فهدة على الطعام أستئذنت هي لتصعد للأعلى فلا مِزاج لديها لتفسده بحركات ضرتها السخيفة ...
تشعر أنها وصلت لمرحلة معينة بعلاقتها مع سلطان ..
تفكر فيها أن تترك كل شي خلفها وتعود لحياتها السابقة ...
الصبر خيار جيد للبعض ولكن بالنسبه لها هو ضرب من الجنون ...
هي قد تمالكت أعصابها بطريقة محترفة حتى لاتدخل بمشاجرة مع تلك ...
حتى وجود ابنه الطفل مستفز لها ...
لم تعد تتحمل أكثر .. خاسرة أجل هي خاسرة مع مرتبة الشرف ..
ولكن ستعفي نفسها من القادم ...
××لا تنزعج من جفاي و طبعي الشارد أنا أكثر انسان يمشي عكس رغباته ××
****
كانت القهوة تدور بمجلس الضيوف وسلة الشكولاته الفاخرة ..
كالعادة عيد الفطر في منزل أبيها ...أم عيد الأضحية فهو في منزل عمها ..
بين لحضة وأخرى كان تفتح هاتفها لتأخذ جوله على محادثاتها ..
من الغباء أن تعتقد أنه سيتواصل معها بعد أن وشت به لخالها ...
قد يعتقد البعض أنها بالغت ...ولكن هل من الطبيعي أن يتم وصفها بقليلة الأدب ...ربما البعض يراها كلمة عادية ...
لكن حين تخرج من الرجل الذي سترتبط فيه وبالطريقة التي قارنها مع أخرى وصفها بصاحبة الستر وهي بقليلة الأدب ..
فالأمر ليس بالهين على صاحبة الكرامة ومن لاترضا بالأهانة على نفسها ..حتى لو أخطأت هي لم تتعمد ذالك التصرف ..
وإذا تحدثنا عن الأخلاق فكل منهما يعي جيداً أخلاق الآخر ...
وهي لجأت لخالها لأن هو من تدخل من البداية في موضوعهما ووعدها بأن يكون خير حليف لها بحياتها القادمة ..
تشعر بالغرابة بمشاعرها بعد خلافها معه ...
تشعر بالضجر من كل شيء ..
حتى الأشياء التي كانت تدخل السرور لقلبها لم يعد لها نفس التأثير السابق ..
تستطيع وصف أحاسيسها ولكن لاتجد الأسم المناسب لما تمر فيه ...
تريد أن تنخرط مع الفتيات المبتهجات ...
ولكن هناك شيء يعيقها ...
تبقى مشاهدة لاأكثر تريد مغادرة هذا المكان بسرعة
والعودة لغرفتها ..لتبقى بصحبة مشاعرها وذكرياتها ...
××مهما اجتمع شمل المحبين لابـد تبعد صـواديف الليالي ، حـداهم××
****
كان يحدق مع النافذة التي فتحتها بلقيس بطلب منه كم تبدو السماء بعيدة والدنيا فسيحة بالخارج ..يفتقد العم عقاب بمثل هذا المناسبات يأتي ليخرجه للمجالس ويحلف عليه حين يرفض ...
هذا العيد يبدو مختلف ..يشعر بأنه قد طالت به الحياة ..
ومضى عليه كل شيء ..يشفق على أبنائه من خلفه ..
ولكن هو أصبح يتمنى أن تكون نهايته قريباً ..
فلقد أنهكه البقاء مترقباً .. لحضة طال أنتظارها ..
هذي أفكاره الخاصه التي يحتفظ فيها لنفسه ولايشاركها حتى أم أبنائه ...
لم يكن يعي أن بلقيس قد عادت إليه حتى أخبرته :بابا ماكلمك أبن خالك اللي دايم يكلمك بالأعياد ...أفتح لك جوالك تكلمه ..
حدق بهاتفه الذي يضعونه قربه يحرصون على شحنه دائماً
لكنه قليلاً مايستخدمه :أفتحيه خليني أتصل فيه أنا هالمرة ..
أجرت الأتصال له وغادرت المكان ...
لم يعجبها منظر والدها هذا الصباح بدى بعيد جداً عن شخصيته المعتادة ..
والدتها غادرت بعد أن ساعدته على الأستحمام وأطعمته ..
توجهت لخزام بالمستشفى ..
رفعت هاتف خزام الذي تحتفظ فيه ...
كان تريد أغلاقه قبل قليل وفتحت محادثاتها ...خزام لاتمانع بالعادة ..
وإذا رأت محادثات صديقاتها ستخبرهن أنها مريضة ..
ولكن مارأته صدمها وجعلها حانقه حاقده على زوج أختها ...
مافهمت من الصورة أنه مع إمراءة أخرى ويرسل صورة معها لخزام .......فطرف الشعر الأسود لايمكن أن يكون لخزام .. بالتأكيد أخرى..
الخائن القذر .. يبدو أن أختها عانت الأمرين معه فهو لايستحي أن يخفي أفعاله القذرة عنها ...
خزام المسكينة تعاني بل حالتها أشبه بالأحتضار ..
وهو يعبث ويرسل لها الصور .. تود لو ترسل الصور للعم عقاب ..
ولكنها تخشى أن تغضب منها خزام ستصبر الآن وستقرر ماستفعله لاحقاً ...
*****
قبل الظهر بساعة حضر الطبيب المنتظر وكم أجرى من أتصال بمن يعرفهم يعملون بهذا المستشفى للأسراع بظهور هذا الطبيب ...
ماأن تواجهوا حتى قال الطبيب بأسلوب لم يعجب فياض المستفز من الأساس :ياأخي الحالة مو طارئة ولامحتاجة جراحة باللحضة والتو ... حالة بمرحلة التشخيص .. الأجرائات الروتينيه متبعة
أهم حاجة العلامات الحيوية لها مستقرة ..
فياض بأندهاش :كيف ماهي طارئة وهي ماتقدر تجلس بدون مسكنات ..شف حالها هذا حال اللي علاماته الحيوية مستقرة على قولتك ...
الطبيب وهو يقلب بالملف :عارف آخر وجبة تغذت عليها المريضة متى قبل ثلاثة أيام مع اليوم نقدر نقول أربعة ..
يعني تعيش على المغذي ...
أكيد بيكون هذا حالها ...
فياض بتبرم وأنزعاج شديد :طيب شخصوها وش كنتم تدرسون يوم حتى وجع البطن ماتعرفون علته ودواه ...
الطبيب وهو يضع ملفها مكانه :لو جيتني أنت مثلاً تشتكي وجع بطنك بقول قرحة بالمعدة ... بدون حتى ماأشوف تحاليلك ..
لكن مثل مريضتنا للحين ماقدرنا نشخص المرض الأستشاري بيمر عليها العصر وان شاءالله خير ...
بعد خروجه بادرته رضا :لو بيعرفوا علتها عرفوها من أيام خلينا نطلعها ونأخذ للحرمة اللي تداوي يقولوا تعرف اللي مايعرفوه الأطباء ..
ألتفت عليها بحدة وغضبه من الطبيب صاحب الأعصاب الباردة لم يزول بعد :ايه صح عشان تكوييها وتصبخها وتلعب فيها ...
رضا التي قد أسودت الدنيا بعينها وضاقت :وماله ماتكويها لو كان الكوي علاجها ...
فياض بعنجهة وكأنه لايعي مايقول :لا يعني لا .. تموت أرحم لي من اللي تقولينه ..وخرابيط العجز ...
رضا بقهر من فأله السيء :عساك قبلها يارب ..
فياض بعدم أهتمام :آميييين إذا يريحتس ..
أخيراً أستطاع رؤيتها مستيقظه لم يعجبه تهدل أطراف جفنيها ..لون عينيها الذي أصبح فاتحاً فجأه ..
وبشرتها الصفراء لاجديد ...
كان يسألها عن حالها يتقرب منها يحاول أن يستخرج منها شيء يريحه ولكن بدت بعيدة ترد بتلقائيه ...
حتى حين يضغط على أناملها لاتبدو تشعر به وغير متجاوبه معه ...
كان وضعه يرثى له حتى أن والدتها قد خرجت وتركته وحده معها ربما شفقة على حاله ..
سألها مجدداً :وش تحسين فيه ..فيه شي يعورتس ..
هزت أكتافها وهي تشعر بأن الحركة ثقيلة عليها :ماأدري يمكن ..ماأحس بشيء ..!!
ثم رفعت يدها وحدقت فيها :أحس أني حتى يدي ماأحس فيها ..
فياض يحوقل :يمكن هذا تأثير المسكن وتوتس صاحية من النوم ...
سكت لفترة وهو حقاً لايعلم مالذي يريده بهذة اللحضة ...
كان يترقب أستيقاظها بشوق ...كان لديه شعور حين تستيقظ سينحل كل شيء ...
ولكن لاشيء يتغير ...مازالت مريضة وربما حالها أسوأ من قبل ...
ومازال هو قد أرتكب الحماقة التي أرتكبها ولم ينتهي شيء ...
كانت تشعر أنها موجودة وغير موجودة ...
وهو هنا وليس هنا ...
يتحدثان ولاتعلم عن ماذا ..وكأنها أصبحت غيمة
أو شيء خفيف يسبح بالهواء ...
تتذكر أنه مسافر ولكنه هنا ...
سألته :وين رحت !!!
كان تنظر إليها وكأنها لاتراه ..هو متأكد من هذا ولكن
السؤال الذي طرحته أفزعه للحضة وكأنها أكتشفت أمره لينفي مباشرة :ماراحت أنا عندتس وببقى معتس ...
قالت وهي تعود لتريح رأسها بعد أن كانت معتدلة :خلاص روح أنا بنام وش بتسوي عندي ...روح نام بالبيت عشان دوامك ...
وأغلقت عينيها ...
ناداها ولكنها لم ترد ...هل نامت بهذة السرعة .. وماذا سيفعل حتى تستيقظ لاحقاً...
خرج بنفس اللحضة التي تدخل فيها رضا وأخبرها بقلة صبر:رجعت رقدت هالوضع ماينسكت عليه وش يعطونها هم ..أكيد أنها ماتستحمل هالعلاج ... هذا ماهو مستشفى مجزرة ...
رضا بعدم أهتمام :أنت المسئول سوي اللي تقدر عليه ...
أنتظر حتى المساء تعدا الوقت صلاة العشاء ولم يحضر الأستشاري المنتظر ...
فاضطر ليخرج لأنه سيجن من الضغط والأنتظار ...عاد للمنزل الذي هجرة من تلك الليلة ..صعد مباشر لغرفته ..
كان كل شيء كما تركاه حتى اللحاف مرتب من جهته ومبعثر من جهتها حيث كان تنام ..أستلقى بثيابه بجهتها المبعثرة
وفتح المكيف بجهاز التحكم الذي كان قربه قبل أن يعيده مكانه ...
حتى أنه غفى ويده هناك ...
ليستيقظ بفزع على رنين هاتفه الذي لم يغلقه بعد ...
كشر حين رأى رقم المتصل ورد ومازالت عينيه مغمضه :هاه وش تبين ..رجعتي ماشاءالله على البركة ..طيب طيب أحولها لتس ...أجل وش تبغين ..يوووووه والله أنتس فاضيه ..
أسمعي لاتدقين لي أنا أدق عليتس أو أجيتس ...
أكيد مثل قبل وش اللي تغير .. شوق فكني من شرتس هالساعة ..
أحبتس كل الحريم أحبهن أرتحتي ... مع السلامة ..
أنهى المكالمة وزفر بضيق ... لقد أنتزع نومه وليس من السهل أستحضاره من جديد ...
نام أجل نام ..أستضافه النوم بعالمه ..
ولكن أي عالم ..عالم من الكوابيس والمتاهات ...
كان هاتفه يرن كل لحضة ويستقبل خبر مختلف ..
ماتت ...أجروا لها عمليه وفقدت جزء من جسدها ...
هي بغيبوبه بفعل المسكنات لاتستيقظ منهااا ...
حين أستيقظ قبل الفجر بقليل ...كان رأسه كقنبلة موقوته ..
لم ينفعه الأستحمام ولا القهوة السوداء التي أعدها لنفسه وأفسد المكان من بعده .. بأزالة صداعه..
حين خرج من المنزل كان بعد الفجر بقليل ..
بمثل هذا الوقت يكون أمين مشتيقظاً طرق على الباب وطلب هاتف وسام ليتزامن الحدثان ويضطر وسام الذي أراد تجاهله أن يفتح الباب ويستقبله ..
فياض وهو يتجاوزه لداخل : السلام عليكم ابوك صاحي ..
وسام بأنزعاج : وايش تبغى فأبويه ..
فياض ببرود : بعايده ..
وكان قد دخل حيث غرفة أمين ولم يعطيه فرصه حتى ليتأكد له من الطريق .. بعد أن سلم عليه وهنئه بالعيد ..طلب أمين من ابنه أن يحضر القهوة ..
كان يعمل بضجر على أعدادها حين دخلت عليه بلقيس بأستغراب : مو أبويه مايبغى قهوة ..
لم يرد عليها وهو يشير بأصبعه للخلف تزامناً من ضحكه مجلجة وصلتهم بطلها شخص ثقيل على أرواحهم ..
بلقيس بحنق: تضحك بشهار ان شاءالله ..
خرج أخيراً من الملحق رغم أن أمين أصر عليه أن يشاركه الأفطار ولكنه أعتذر فلارغبه له بالطعام ..
ولكن الكبت على أنفاس المراهقين المزعجين بالبقاء طويلاً كان مغري ..
قبل خروجه طلب هاتف خزام ولكن الوقحة الصغيرة رفضت أن تسلمه الهاتف وأخيها شريك الوقاحه رفض أن يحضره بالقوه ..
وسترى مايفعله بعد قليل لتحتفظ بالهاتف للأبد ..
اتصل بوالده الذي رد مباشرة : السلام عليكم كل عام وانت بخير كيف أصبحت يابو سلطان ؟؟
أنصت على رد الطرف الثاني : صح النوم توك تذكرت ابوك صحيت ورجع لك عقلك ..
فياض بضيق : الله يسامحك يابوي هذي هقوتك في !! تراني من البارح بالرياض ..
عقاب بأنزعاج وهو يعتقد أن أبتعاد فياض لأن لايريد مقابلة أخيه: ودامك عودت ليه ماجيتني !!؟
فياض : جيت ومن المطار للمستشفى .. خزام دخلوها للمستشفى ؟؟
عقاب : ايه وكيف وضعها اللحين ..؟
فياض بضجر : نفس حالها حتى المستشفيات مانفعت معها مافيه أختلاف .
عقاب الذي أستشف نبرة الضجر والملل بصوته : ثقيله عليك روحت المستشفيات ماأنت ملزوم فيها خلها وأنا أقوم فيها ..
وبدأت فقرة والده المعاتبة يشعره بالذنب حتى لو لم يرتكب خطأ: وأنا متى قلت ثقيلة علي أنتم تفهمون على كيفكم ..
عقاب والغضب يتصاعد بصوته : من أولتها ليه مسافر بلاحاجة ومرتك مريضه هذي خسة وقله ضمير ..
ولم يعطيه الفرصه ليرد: إذا ماأنت مقدر اللي حصلت عليه ترى بأخذها منك وبعدها تحلم فيها ..
وأنهى الاتصال ..
فياض يحدث نفسه : هذا وأنت مادريت مع من مسافر .. ايه يافياض على قولت الأولين خبزاً خبزتيه يارفلا وأكليه ...
أنشهد أن الرفلا أرجل منك ...
قبل أن يستطرد بصوت مرتفع :الله يكفيني شرتس يابلقيس عسى ماحفظت الصورة ...
والله من قل العقل والمرجلة ترسل صورة خيبتك ليه ...
وأكمل وكأنه يتحدث عن شخص آخر :ياعساك من هالحال وأردى ...
××ضايق البال واحساس المشاعر جريح بين اخليه ولا احن واصارحه . كذبتني عيونه يوم طبعي صريح و خان سهم العيون احساسي البارحه××
****
ترك لها الفرصه لتقضي صباح العيد مع جدتها وقريباتها .. رغم
انه تلقى الكثير من التوبيخ من والدته بسبب تغيبه عن قضاء العيد
معهم وأن زوجته تتحكم فيه وكيف أصبح ألعوبة أنسابه وغيرها من النعوت التي تريد أستفزازه فيها ولكنه امتص كل غضبها وأنهى المكالمه معها وهي تظن نفسها منتصره وقد وصلت لمبتغاها ..
وعصراً كانت جاهزة للأنطلاق معه حيث مزرعة عائلته قرب
الرياض ..
ماأن خرجوا إلى الطريق ...حتى فتشت عن وجهها وأزاحة الطرحة عن شعرها وتركتها على أكتافها ...
ألقى نظرة مستحسنه لها ...قبل أن يعاود تأملها :فزة وش فيها خدودتس عسى ماشر ...
رفعت يدها لوجنتها قبل أن تسأله بشك :مافيها شي وش قصدك !!!
الحكم بشك :أنتي طالعة بالشمس !!! كان الشمس لافحتس ...
فزة بضيق :مالفحني شي ... وش بيعرفك أنت بالزين ..
قهقه ضاحكاً :الله يغربل عدوينتس وش مهببه بعمرتس ...
ماني محذرتس ماتطاوعني هالبنيت بخرابيطهن أنتي حلوة يافزة من غير هالخرابيط ... بشري عساه شي تمسحينه ويروح ...
فزة وهي تعتدل بجلستها وتعدل من عبائتها على أكتافها بضيق :هذا حنا يقولون البنات يصير مثل النمش ...حتى الأوربيات والأجنبيات يسوونه ليه تستكثره علي ...
الحكم يهز رأسه بعدم أقتناع :شفتي كيف يلعبن عليتس الحنا من متى ينحط على الوجه ...
حين شعر أنها أنزعجت من ملاحظته أخذ يلاطفها بقوله :بس حتى اللي ماهو زين على غيرتس طلع موضه عليتس ...
وقطعا بعض الطريق على هذا الحال ...
كان قد دخل منطقة تنقطع فيها حتى أبراج الجوال عن التغطية حين شعر بمن يلاحقه ...
ثواني وسمع صيحتها المستنكرة وقد لاحظت مالاحظه :ياويلي يالحكم هذا ولد عمي ...الخسيس ....
وصفعت وجهها وقد فهمت نيته فهو لم يكن لوحده ...
طالبها أن تهدأ وهو يخرج سلاحه من تحت المقعد :فزة يمكن أضطر أنزل لاشفتيني نزلت ..أنقزي (أقفزي ) مكاني وحطي رجلتس على البنزين ولاتوقفين إلا وسط نقطة التفتيش الجاية ...
فزة تهز رأسها برفض وهي مذعورة من ماينتويه ...
الحكم بألحاح :فزة أنا عارف نيتهم زين ترى موتي أهون لتس من اللي ينتوونه .. بيقهروني فيتس !!!
أنتي حرة والحرة ماترضاها على نفسها ... لانزلت سوي اللي قلته ...فهمتيني يافزة ...أحلفي أنتس بتسوينهاااا ...
××لا تفارقني ترا الدنيا قصيره ومامعي الا عمر وأبيه معك××
↚
*الماضي*
كان قد صعد لمستوى عالي من النخله ..يقوم بتلقيحها ..
العمل كبستاني في حديقة القصر هو من تطوع له ..رغم أن عقاب يخبره دائماً أنه غير مضطر لأرهاق نفسه بمثل هذه الأعمال
ولكن هذا أقل مايقدمه وهو بارع بهذا العمل بحكمة نشأته بين الحقول والبساتين ...
كان ذهنه مشغول بمكالمة جرت بينه وبين قريبه ..
الذي كان يدعوه للعودة للقريتهم .. والتوقف على أن يكون عالة على الآخريين ... ووبخه بشده كيف يرضا لبناته العيش في منزل غريب عليهن ..
يمتلك الكثير من الأبناء والعمالة ..
لدى ابن خاله أفكار خاصه لايتراجع عنها ولايصححها ...
حين يضع فكرة معينة برأسه من الصعب تغييرها ..
ووسط هذه الأفكار زلت قدمه .. حاول التمسك ولكنه وجد نفسه يسقط بسرعة شديدة ... مهما حاول التشبث لم يجدي الأمر ...
آخر مايتذكره أرتطامه بالأرض وصيحة أبنته التي كانت تلعب قربه ..
وبعدها لم يستفيق إلا بالمستشفى وقد مضى أشهر على أصابته ...
*الحاضر*
صباح العيد في مجلس الصنهات بالخرج ..
لقد انضمت للعيدهم الأول بعد زواجها .
كانت الأجواء أقل حدة ماتوقعت أكثر انفتاحية ..
ويطغى عليها جو الفرح بالمناسبه أكثر من تعقيدات الرسميه والتدقيق بمظهر الشخص الآخر ...
حضرت أيضاً راما ووالدتها ..
لاحظت عدم وجود والدة جوزاء ..
سمعت أحداهن تسأل عن وضحى لتخبرها الأخرى التي اتصلت عليها بغرض المعايده وعلمت أنها لن تحضر لأن جوزاء عندها وحامل ...
ألتفتت على المتحدثه غير مصدقه !!!!
هل تعلم والدتها بالخبر لم تنقله لها ربما تجاهلته ..
لقد أخبرتها أمس حتى بألوان وتفاصيل ملابس للعيد لفياض وأبناء بتال .. ألم تجد الوقت لتنقل خبر كهذا أكثر أهمية ..
فتحت هاتفها لتطلع على صورة ابنها التي ارسلتها ليلى صباحاً وهي حانقة لأن مهمة إلباسه وقعت عليها ..
كانت هناك فقرة الرقص حين تأملت الموجوديين بعين دقيقه ..
اللون الطاغي الأشقر هم بجينات فاتحة جداً ...
هناك عمات أحمد ايضاً ويمتلكون نفس الجينات..
ليعود لها نفس التساؤل إذا كانوا بنصف بدوي لما لم تظهر عليهم جينات البدو ..
جوزاء التي نصفها بدوي هي الوحيده التي ظهرت فيها هذه الجينات إذاً لما لم تتكرر هذ الحادثه سابقاً
حتى لو ظهر الجد نفسه اشقر لما لم يظهر ابنه أو أحد أحفاده بملامح بدوية !!!
××إقرأ من عيوني اللي ما أقدر أقوله لا صار حِمل الكلام أثقل من لساني.××
****
تلقت المكالمة التي وردتها من والدتها بعيد عن زوجها وأبنائها بصعوبة كانت قد استطاعت الأبتعاد عنهم : هلا يمه .. والله طيب طيب .. انا كل كم ساعه اتصل عليه كل شيء عنده مايقدر يطلع لو طلع مسكوه كيف يجيتس... تكفين يمه لاتورطيني لو درى .. زوجي اني داسته في بيته انخرب بيتي ...
تعلم ان والدتها لاتستطيع التواصل مع مساعد
ولاتطمئن عليه حتى تراه .. ولكن هي جازفت بتخبأته حين جائها هارباً من الشرطه ..
لاتعلم مالذي يخيفه فبقيت أخوتها دخلوا الحبس
وكأنه أرتكب جريمه عقابها أشد..
التواصل معه عبر الهاتف صعب جداً لكنه يتلقى تعليماتها وسؤالها عن حاله ..
هناك أمر عرفته اليوم وتريد نقله له على وجه السرعه ..
اتصلت وهي تتلفت حولها : هلا مساعد أقولك فياض رجع هو لحاله بالقصر .. فهمت ..
سمعت طرقاته التي أصبحت تتقنها وتفهم معانيها ..
مساعد أنتبه لنفسك ... لاتضيع عمرك عشان واحد مايســوى ...
كانت قد تنصتت على مكالمة شعاع مع أبنها وفهمت أنه قد عاد لأن زوجته مريضة ...
بعد أن أنهت الأتصال وصعدت لغرفتها ...
وأثناء عبورها لاحظت عدم وجود سلطان بالتأكيد أسرع للأخرى لايستطيع أن يفارقها للحضة ...
بينما كانت تبدل لباسها ..
كان عقلها يحاورها بقسوة ..هل مافعلته صحيح ...
وهل أخطأت هي لم تحرض ... لم تخطط ...ولن تنفذ ..
النية موجودة لدية من الأساس ... ولكن الهدف كان مختلف ...
مازالت تقشعر حين تتذكر مطلبه ..
بسيط ومرعب بنفس الوقت ..
لقد كان يسألها عن جوزاء .. لقد فهمت من الوصف ماذا كان يعنيه ...
وفهمت مآربه ... مساعد سيقتل زوج الأمراءة التي أعجبته ..
الحل الأسهل والأبسط والأيسر لشخص قد قتل أخته ..
من تشاركه نفس الدم ...
..قتل آخر ليحصل على مراده ... وربما عبير ليست الأولى في قائمته ..
فمساعد كان بعيد جداً عنهم.. ولايعرفون عن حياته خارج العمل شــــيء ...لذا لاتستطيع ضمانه وكيف قضى حياته ...
وبنفس الوقت كان غير متواجد بمجالس أخوانها
وبعده هذا قد خدمها نوعاً ما ...فكان من السهل التلاعب بمعلوماته وأيهامه أن من يسأل عنها زوجة لفياض ...
أرادت الخلاص من هذا الأمر بأيسر الطرق ...
وموت بتال صعب جداً لأنه أبناء أختها سيصبحون أيتام بالكامل...
غير أنه شخص جيد وكان زوج وفي لأختها وتشعر بالذنب أتجاهه..
أما فياض فيستحق مايأتيه ..
ليس لديه أبناء لتندم على تيتمهم ..وزوجته ستتزوج من بعده ...
وربما ستدعو لاحقاً لمن قتله وخلصها منه ...
××بعض العرب لو ترفعه للثريا كنه يقول الله خلقنا على القاع××
****
كان ظهر العيد .. حين صعد إليها بعد أن لاحظ عدم تواجدها وحين سأل ليلى أخبرته أنها لم تشاركهم لا طعام الأفطار ولا الغداء ..
كان ترتب حاجياتها حين دخل عليها ..
أزاح شماغه وهو يسألها : وش تسوين ؟؟
غادة بهدوء : الحساسيه ذبحتني جو المزارع مايناسبني بشوف هجرس كان يقدر ينزلني الرياض ...
أخذ يتأملها قليلاً وهي مستمره بعملها : تعالي اجلسي شوي ماجيت أتفرج عليتس..
رمت مابين يديها بملل وجائت لتجلس قربه ولكن ليس بالمكان الذي أشار إليه :سم ياأبو هجرس بغيت شي ...
سلطان بلهجة مؤنبة :هي وصلت لبغيت شيء ..وش فيتس !!
بترجعين لرياض لحالتس وش تسوين ...
غادة :هناك المطار بسافر لأهلي عندك خبر سابق أني ثالث العيد مسافرة لهم !!!
بزفرة ضيق :وماتقدرين تكملين هاليومين معي ...
غادة وهي تتمالك أعصابها بصعوبة :أنا ماني معك ياسلطان ...
أنا مع مرتك وعيالك !!
وأنت عارف من البداية أني ماأبغى لهم شوفة !!
سلطان بتعقل :ليه هم وش سوو لتس .؟؟
غادة بأنفعال :ماسوو شيء أنا الشريرة بالموضوع ماأواطنهم ماأطيق شوفتهم ماأبي لهم شوفة .. ماأبي حتى أشاركهم الأرض بكبرها ... ليه راسك مايستوعب هالكلام ...
بأندهاش :كل هذا بقلبتس ...
غادة بنظره حارقة :أحسن لك ماتدري عن اللي بقلبي ..
ووقفت بشكل مفاجيء :أدع أنه تصير مشاعري لك مثل مشاعري لهم عشان ترتاح وأرتاح ...
مد يديه على الأريكة يتأملها تعود لعملها ...
هل يخادع نفسه لو توقع شيء آخر منها ..
هو يعرفها جيداً ويعرف طاقة الشر الكامنه داخلها ..
وهو ضغطها بما يكفي لتنفجر تلك الطاقة ..
لقد طمع أن يكون له حياة هادئة ويجمع بين زوجتين بشكل طبيعي ..
كما جرى مع أبيه من قبله ...
ولكنه قد طلب المستحيل ... فغادة تتجاوز حتى عمته فهدة التي لم يصل أحد من قبلها لجنون غيرتها وأنانيتها ...
وقف مغادراً وهو يخبرها :جهزي أغراضتس ياغادة أن اللي بوصلتس بنفسي .. وياعسى قلبتس يحس ويلين ...
جلست على السرير بخروجه لقد كافحت حتى لاتنفجر أمامه ..
حتى أن جسدها يرتجف من شدة الغضب ...
لايفهم ولن يفهم ويستحيل لرجل أن يفهم من الأساس ...
هي تريد الأبتعاد حتى لاتحقد أكثر .. ليس على ضرتها فهي لاتهمها ولكن ..وجدت بقلبها شيء سيء حتى على الأطفال ولاتريد أن يكبر أي شعور سيء ضدهم فمهما كان يبقون أطفاله ..
جزء منه ..لن يتخلى عنهم أبداً .. وهي كما تقبلت هجرس من قبل بأستطاعتها تقبلهم مستقبلاً ...
لكن ليس بالطريقة التي يتبعها هو ...
حسناً بالنهاية شاركها نفس الرأي ولو كان حسب طريقته هو ...
الأبتعاد هو الحل ..ووضع المساحات أفضل ..
ليس عن عائلته فقط بل عنه هو أيضاً ...
حين تصل لدمام ستخبره أنها لن تعود كما قررت سابقاً ..
ستبقى هناك لديها شقة وقد بدأوا بتشكيل حياة ...
وإذا أرادها وكانت مهمة لديه سيأتي من أجلها ...
××الحبّ ما عمره يجي بالفرض اكثر كلامي لك متى تفضى ؟ انا أطيب إنسان بوجه الأرض حاول تراضيني و راح ارضى××
****
ترك لها الفرصه لتقضي صباح العيد مع جدتها وقريباتها .. رغم انه تلقى الكثير من التوبيخ من والدته بسبب تغيبه عن قضاء العيد معهم وأن زوجته تتحكم فيه وأصبح ألعوبة أنسابه وغيرها من النعوت التي تريد أستفزازه فيها ولكنه امتص كل غضبها وأنهى المكالمه معها وهي تظن نفسها منتظره وقد وصلت لمبتغاها ..
وعصراً كانت جاهزة للأنطلاق معه حيث مزرعة عائلته قرب الرياض ..
لم ترى مايراه بالموقف فكرت أن ينزل ويتركها فكرة مجنونه لم يتقبلها عقلها ..
فزه بأستجداء وهي تلتفت للخلف حيث السياره التي تلاحقهم .. عرفت طليقها ولكن الأثنين معه لم يكونا معروفين لها بالتأكيد لن يستخدم أحد المعارف لأيذائهم لأنهم لن يرضوها لعرضهم فتبقى هي قريبتهم : لاا لاا والله مامشي وأخليك طع شوري يالحكم ارم على كفرهم مثل الأفلام .. وان شاءالله بينقلبون ويكفونا شرهم .
كانت تشجعه بقولها : أرمهم والله معنا وبينصرنا عليهم ..
كان يعض شفته بغيض لم تفهم ولن تفهم لقد كذب عليها هم يريدونه هو .. ويريدون أهانته أمامها لذا فكرت أن ينزل لمواجهتهم.. ويجعلها تفر هي أول ماتبادر لذهنه ..
لكنها عنيده وتعتقد أن بأمكانها وضع الحلول حتى !!
يبدو أن طليقها يمتلك كرامة لينتقم لنفسه بعد كل هذا الزمان ...
لم ينسى مافعل به ... كان أكثر حذر بالفترة الماضية ولكن هذه المرة لأنه بقى فترة بالديرة أعتقد أنه نسى وضغينته ماتت وأنتهى الموضوع بينهما ...
لكنه أخطأ التقدير فهذا الرجل صاحب بال طويل حتى يتجاهل كل هذه الفترة ويعود بشره بشكل مفاجيء وبعد أن بردت
شرارة الأمر ...
أنزل نافذة السياره وأخرج السلاح من خلالها كان يرمي للخلف ويتأكد من دقة التصويب من المراءة الجانبيه ...
أكثر مايخشاه ان تصيب رصاصته أحد منهم ...
فهو لايريد أبتلاء جديد ..كل مايريده الخروج من الموقف بأقل الخسائر ...
فزه المتوترة وهي تراه يخطأ الهدف المره تلو الأخرى : ركز ركز ماأنت يمها .
وهو يكظم غيضه : اسكتي عني ماهو وقتس ..
وعاود الأطلاق ومع تصعد الموقف أصبح لايهمه حتى لو أصابت رصاصته أحد منهم ...
جائت بالزجاج الأمامي ...
أنحرفت سيارة الملاحقين عن طريقها فتبين له أن أحدهم قد أصيب ...
أكمل طريقة وهو يغلق النافذة وسار على نفسه سرعته التي تجاوزت الحد المسموح به على طريق كطريق الذي يسلكه حتى أصبح في منطقة الأمان ...وعاد ليقود ضمن السرعة المسموح بها ...
سألته وهي ترى السلاح مازال على فخذه لم يعيده مكانه بعد :
خلال أنتهى شرهم ... ياخسارة ياولد عمي ماتوقعتك خسيس لهدرجة ...
ألتفت عليها بحنق وعينية تطلق الشرار :إلا خسيس وست مية خسيس ورخمة ماجاء لحاله يواجهني جايب معه قوم ..
فزة :الحكم يابعدهم لاتضيق صدرك عشان أحد ياعساه يروح فدى لموطى رجلينك ..دامك قلت أنه خسيس فانشهد أنه أبو الخسة كلها ...
زفر يهدأ من نفسه وهو يطلبها أن تناوله قنينة ماء ...
مرتبك حانق قلق ...ليس من طبعة الغفله ...وبفترة بسيطة يفقد تركيز ويغدر به مرتين ...
هو المشهور بلقب الذئب بين زملائة من ينام وعينه مفتوحة ..
كيف يسقط هذه السقطة ..
هذا ماكان يخشاه ...وجودها السبب ..كان غافل مندمج بقربها ...
ولم يكتشف أنه ملاحق ..
وتلك المرة كان شارد التفكير بها يريد أنهاء المهمة بأسرع وقت والعودة لأجلها ...
بكل المرتين كان تفكيره فيها هو السبب ..
وعليه أن يجد لعلته هذه حل ..
قبل أن يتراجع للخلف وهو الذي أصبح على بعد خطوات بسيطة من الوصول لغايته ...
××والزمن ياصاحبي قسمه ونصيب مثل مايعطيك لازم يوجعك××
****
بعد أنتهاء العيد ناموا حتى وقت متأخر من المساء
فلما استيقظ وأدى صلواته سألها : جاهزه نروح لأهلك .. متحرج من عمي عقاب من اول ذا الحجه يعزم ومالبينا دعوته ..
أسماء التي تعي أن طريق المزرعه طويل وسيصلون بوقت منتصف الليل ولن يكون الوقت مناسب : لاخليها بكره أحسن .. نكمل العيد هنا ..
أحمد وهو يشاركها نفس المقعد : نكمل العيد .. وأنقلبت نبرة صوته لنبرة خاصة تفتنها : أنا ماشفت عيد للحين .. ماخلصتي من تغليتس..
أسماء التي كانت تتعذر بظروفها حتى لاتتعرض للمزيد من الخذلان أصبحت بموقف محرج ليتها أخبرته أن ينطلقوا المزرعه لتأجل هذا الموضوع أكثر..
ولأن أصبحت بموقف صعب أخبرته :ماكان تغلي قلت لك ظروفي .. وأنا اللحين أوكي ...
كان يراقب تحول ملامحها من بداية الحوار كانت طبيعية مستكنة ثم توترت حين وصلا لهذا الموضوع ...
أرجوكِ يكفي التوتر من طرف آخر ...
أكره أن أعيشك هذا الشعور ..لكنها سنن كونية ..
وحاجات ليس من السهل التخلي عنها ..خصوصاً لو كنتي طرف فيها ...
قال ليهدأ الأوضاع وهو يفتح هاتفه :أسمعي هالأهداء ...
كانت تسمع للأغنية التي يهديها له وهي تتأمل ملامحه ...
شعر رأسه الذي عاد لينمو قليلاً ظاهراً بلونه الأصلي ..
وعيونه التي من أيامها الأولى أدركت لونها الأصلي بالتأكيد كان اللون الرمادي ..هل يعقل أن ينام جوارها ويصحي ولاتدرك أي لون عينين يمتلك .. جذاب وجميل على مستوى المظهر والجسد ...ولكنه جميل أيضا من ناحية الروح ...
كل شيء مثالي بينهما إلا فقرة الفراش ..
لذا أصبحت تخشاها وتحاول التهرب منها إلا يستطيعان العيش بدونها ...
مجنونة لو فكرت بهذا فهي ليست بالفتاة الساذجة وتعلم أن نصف أستقرار الحياة الزوجية إذاً لم يكن أكثر من ذالك
يعتمد على هذه النقطة ..وحين يكون هناك خلل فيها ...هذا يمتد لغيرها من الواجبات الأخرى بالحياة ...
كان يلعب بخصالة شعرها الذي يفتنه شدة سواده ...ويتذكر صباح العيد حين سلم على عماته التي قابلنها لأول مرة
أشدنا بها كثيراً وأنها تشبه جداتها البدويات التي كان يضرب فيهن المثل بالجمال والحكمة وأنها قادمة من الماضي وليست من بنات هذا الجيل ...
وأنه أكثر من محظوظ لحصول عليهاا ...
وكأنه لايعي على ماذا حصل .. وبنفس الوقت هذا يجعله بضغط كبير أن يفقده بأي لحضة ...
همس لها :بأشتاق لك ...
رفعت عينها له وهي من يستقر رأسها على كتفه :حلو الشوق يعزز المحبة .. أنا كل يوم أشتاق لك لرحت العمل بس أنت ماتحس لأنك مشغول ...
دفع أنفها بمداعبة :اللحين ودي أفهم متى صار دوامي ضرتك ..
أسماء وهي ترقق لهجتها متخيلة مراجعات من نوعية معينة يفدن إليه:من اليوم اللي عرفت فيه أن عندك مريضات مو بس مرضى ...
قهقه ضاحكاً على أسلوبها الذي تستخدمه حتى لاتفضح غيرتها :
طيب أنتي شفتي مريضاتي كلهم أم فلان وجدة فلان ...والله مايجيني من اللي في بالك ... ماشاءالله الجيل الجديد أسنانهم حديد ...
على طاري الأسنان تستخدم الحامي اللي سويته لك ...
أسماء التي تنسى أن تضعه :أكيد حبيبي كيف تسويه لي وماأستخدمه ..
فهم من نظرة حطت للحضة بعينها انها كاذبة ... كم تبدو مبهجة حين تتورط ..فهي أسماء المثالية من وجهة نظرها لاتخطأ ..
لذا حين تخطأ تبدو بعينيها نظرة خاصة أصبح يدركها جيداً ..
مامضى من حياتهم فترة بسيطة جيداً ولكن التقبل كان من الطرفين لم يكن هناك حواجز أو تصنع ..
كل طرف دخل هذه الحياة وهو يريد أنجاحها ..
فقط لو لم يكن يمتلك ذالك الماضي ...
لكانت حياتهم بمثاليتها .. شيء من ضرب المستحيل ...
ولكن هي الحياة لايمكن أن تكون كاملة أو مثالية لأحد ..
××قال كيف الشوق في صدر الغياب قلت نفس الشوق في حضن اللقاء ..××
***
ماأن وصل المستشفى حتى غادرت رضا التي تأخرت على زوجها ..
لاحظ أنها مستيقظه فبادرها : ايه كذا قومي خلي الدنيا تحلى ويصير لها طعم ..
خزام بصوت فاتر : ماعطوني الدواء اللحين بيرجع الألم ..
فياض : اذكري الله تفائلي خير ..
حدق بصينيه الأفطار أمامها : ليه ماتأكلين فطورتس .
خزام : وليه أكل من الأساس وانا حرجع الأكل ..
فياض : لاحول ولاقوة إلا بالله .. أنتي سوي اللي تقدرين عليه ..
خزام : ماعطوني المسكن عشان الدكتور بيجي بنشوف ايش بيقول ..
اليوم تبدو أنسانه أكثر شعور من الأمس .. أرتاح لتجاوبها وفهمها مايحدث بعكس الأمس بدت بعيده جداً ..
لاحقاً جاء الطبيب ليخبرهم أنه سيجرى لها منظار لمنطقة القولون .
فياض بأنزعاج من مماطلتهم : وهي لها ثلاث أيام وماسويتوا لها .. والله أنكم المرض نفسه ..
بعد خروجها من عملية المنظار كانت تحت تأثير التخدير ..
الطبيب : تعاني من تقرحات شديده بالأمعاء ..
فياض بقلق: يعني وش؟؟ هذا سبب وجعها طيب وش العلاج !!!!
الطبيب بحيرة : المشكله ماهو بالعلاج المشكله وش سبب التقرحات ... بدينا نوصل لطرف خيط .. حالياً فيه اكثر من عارض تعاني منه بتجميعها مع بعض ممكن نحدد المرض أو العلة اللي تشتكي منها ...
فياض بأنزعاج فهو لايفهم إلا ماذا يرمي : أنت بتفهمني ولاشلون ..
الطبيب بأستعجال : أنتظر الأستشاري ..
بقى يضرب كف بكف بعد أنصراف الطبيب : لابارك الله في من جمعكم أنت وأستشاريك ...
رفع هاتفه حين ورده اتصال من أبو سامر : هلا والله أرحب .. وش العلوم .. من العايدين .. لا تقولها صادق .. قسم أنكم كفوووو ..
كان أكثر من سعيد حين أنهى المكالمة لقد أنقلب الجميع على مصلح حتى أخوته أعترفوا عليه خرج الجميع ماعداه ... ولكن مالايريحه مساعد الطليق .. فهو قد قدم شكوى ضده وأرفق الفيديو التي ألتقطته الكاميرات كدليل .. مازالوا لم يجدوه ..كما لو كان الأرض أنشقت وأبتلعته ...بالتأكيد أحدهم يخبأه..
وجوده بالخارج خطر على الجميع لقد عبث بسيارته وكاد يقتله وهو لم يرتكب ضده أي خطأ..
فكيف بعد ماحبس أخوته ..
كانوا قد وضعوها بغرفة تنويم ..
وهي مازالت نائمة تحت تأثير البنج ..
جلس على المقعد جوارها مشغول بهاتفه وطرف يده يضعها على سياج السرير..
حين شعر بها تمسك بأصبعه الصغير متشبثة بالخاتم الذي يضعه فيه ... وتضغط عليه بين فترة وأخرى ...
رفع عينه لها كانت نائمة ...
كانت ترخي أصابعها لفترة ثم تعود وتشد عليه مرة أخرى ...
لايعلم ماذا يعني هذا ..
ولكن أكثر مايخشاه أن يكون ضغطها على أصبعه مصاحباً لموجات الألم التي تمر فيها ...
رن هاتفه كان أحد أصدقائه الذي يعي مكان وجوده ويخبره أنه بالخارج ...
حين خرج إليه وجده ومعه شخص آخر بمظهر رجل دين ...
بعد السلام والسؤال عن الأحوال ...
صديقه :هذا ولد عمي ماراح تلقى أحسن منه يقرأ وبيجيب لك خبر اللي بمرتك ..لو هو مرض صدقي ولاعين أو حسد ...
فياض وهو يبتسم بتكشيرة لأبن العم صاحب الدين :عن أذنك ياشيخ ..
وسحب صديقه جانباً :أنت مهبول خبل عقلك فيه قل صح جايب ولد عمك ليش قلوا المطاوعة ... تبيني أدخل هذا عند مرتي يتمقل فيها ...
صديقه بأنزعاج وهو يخلص نفسه منه :المطاوعة كلهم واحد وأنت بعد تبي واحد فوق الخمسين وماهو متعلم ومتزوج أربع من وين أجيب لك بهالمواصفات ...
فياض بحنق :وتجيب ولد عمك اللي شكله الثلاثين ماطقها ..
صديقة :مطوع مطوع من طلع على الدنيا بالحلقات والمساجد بعدين رجال متجوز واللي أخذها أختي وش يبي في مرتك يتمقل فيها ...
فياض بتصبر :متأكد منه قرائته زينه ...
صديقه :وحده بوحده مازكيته لك عشان ولد عمي أنشهد أنه راعي قلب جامد حتى الجن يحاورهم ...
فياض بتكشيرة :ماأبيه يحاور أحد بس أبيه يجيب علم مرتي ..!!!
ثم دفعه للمقاعد بقسوة :أنت أنثبر هنا ...
وعاد لأبن العم :عن أذنك ياشيخ بجهز المرة بس ...
قبل أن يعود بعد قليل تفضل ياشيخ ...
جلس الشيخ على المقعد الذي جهز له وبدأ القراءة بعد قليل لاحظها تتحرك وتريد أزاحة الغطاء عن وجهها ولكنه ثبت يدها التي رفعتها للغطاء وأخبرها بصوت حاد :فيه رجال ياخزامة ...كمل ياشيخ واضح قرائتك جيدة ...فكت تأثير البنج حتى ...
كان الشيخ مستمر من الأساس بقرائته ...
وهي تتأفف بين فترة وأخرى :فياض أحس مخنوقة وأبغى ماء ..
فياض :الكتمة من أعراض وش ..
الشيخ بأنزعاج من مقاطعته له :من أعراض الغطا وأنا أخوك ...
كاتمهاا ...
بعد أن فرغ الشيخ من القراءة ونفث عليها ..
خرجا لتحدث بالخارج ... وأخبرها :شيلي الغطا خلاص طلعنا ...
فياض بأهتمام :بشر ياشيخ ...!!! عسل ولازيت وش العلاج ..
الشيخ :وأنا أخوك أحد قالك أن بياع أدوية شعبية ...
مرتك ان شاءالله على الجانب الروحي طيبة ..يعني لو فيه عين فهي شيء بسيط ماراح تسبب عليها كل هذا ... اللي فيها فعلاً مرض والله ييسر ظهور أسبابه والعلاج منه ...عليك بالدعاء والصدقة ..والقراءن فيه شفاء بإذن الله ..
بس وأنا أخوك الأمور الكايدة عندك أنت ماهو عند مرتك تعالي بالبيت أنت اللي تحتاج القراءة ...
وأستأذن منهم وأبتعد ...
فياض بتحديق بصديقة المستمع الصامت :أجل طلع البلى فيني أنا ... هذا مطوعك والله أن ماعندكم إلا الدجة ...
صديقة وهو يهم باللحاق بأبن عمه :أسمع كلامه يافياض الصدقة داوو مرضاكم بالصدقه ...ولاتنسى تمره يقرأ عليك ...
فياض بغيض من خلفهم :ايه أضحك أنت وولد عمك هالشيخ المزيف ..الشره ماهو عليك على اللي فازع فيك ...
ولا أنت من يومك ردي ..
عاد لها كانت نائمة ..
فياض يحدث نفسه :ويقولون مافيه شيء هاه قبل شوي أنكتمت واللحين نامت إلا البلى فيها هي ...
فتح هاتفه وقد تذكر أمر ما .. الصور التي بهاتف خزام ..
تلك الحمقاء بلقيس لتهنأ بالهاتف بعد ماسيفعله ..
وقد تواصل مع أحد الضليعين بالهواتف ليمسح جميع البيانات على الهاتف ...أو يدمره إذا أقتضى الأمر ...
المهم لديه ليس الصورة حتى لو نقلتها على هاتف آخر ..
المهم أن لايوجد دليل أنه قد أرسل الصورة لخزام ...
↚
××راعي الولع لو تنصحه بالفتاوي المبتلي شور العرب مايـطـيـعه××
****
صعد لأعلى التل خلف المزرعة ..وبرفقته أروى فك قيدها وتركها تدرج المكان وكأنها تختبر أمانه أو شمت رائحة تعرفها ...
أروى كائن بكبرياء ...لقد أعجبته منذ رآها جرو صغير ..
كانت فاتنه بمظهرها الخارجي ..ولديها شخصية خاصه بها ...
يشعر بأن أروى كما بعض الخرافات الأجنبية ..
مسكونة بروح بشرية ..فهو لايصدق أن تكون حيوان وتمتلك
هذا القدر من التفهم له ...
يشعر بأنها نصفه الآخر ..لقد رباها لثلاث سنوات ..
وحين قرر العودة بأجازة بسيطة للوطن ..تركها مع أحد أصدقائه ..ولكن وهو مغادر أستوقفوه بالمطار لأمور أخرى قد أرتكبها ..
فيبدو أنه كان مراقب وبعد تحقيق طويل وتدخل من سفارات بلاده تركوه ولكن منعوه من دخول البلاد ...
فتقطعت الطرق بينهما ...بذل الكثير ليساعد ذاك الصديق ليلتقيه في بلد آخر ويحضر له أروى ودفع الكثير من أجل ذالك ...
صوت مزعج يبدد هدوء المكان ...أنها الدرجات رباعية الدفع ...
التي يركبها كل من هجرس والحسن ..
الأول أثار الأتربة من حوله وأكمل طريقة بسرعته المتهورة ...
أما الحسن توقف قربه وهو يخبره :هجرس حالف ينكسر اليوم ... كل هذا عشان مايدخل الدورة ...الله يستر لايجيب العيد ..
المنذر بشخرة سخرية :أنتبه على نفسك وأنا أخوك ...هجرس حصني لو يقفز من ناطحة سحاب ماضره ...
وأكمل لأخافته :بعدين بيني وبينك أنا أحس أن هجرس نص آدمي نص حيوان ...
الحسن بعدم تصديق :افا يالمنذر كيف تصدق بهالخرافات ...
المنذر :ومن قالك أنها خرافات أنت عشان ماتعرف وش أصل الموضوع تحسبها خرافات ولامعروف أن أم هجرس الله يرحمها ماهي آدمية .. ولاكيف أرضعته اللبوة !!!!
الحسن وهو ينزل من درجاته وبأهتمام شديد :يعني صدق هو راضع من اللبوة ..
المنذر يشير له من بعيد وكيف يقود بتهور :شوف لو هو أدمي بيتهور لدرجة هذي !! وش حاده .. لاهو مجنون ولاشارب شيء يطير عقله ...هذا لأنه يعرف أنه حتى لو صار له شيء بيعيش ...
الحسن بأنزعاج :تكفى قل غير هذا ... والله أنك روعتني ...
وتحول وجهه للغضب حين سمع قهقهة المنذر عليه :والله أنك باقي بزر كيف مشت عليك ....
الحسن يبتعد بغضبه ويقود درجة عائداً للمزرعة ...
ليبقى هو من مكانه يشاهد الجنون الذي يرتكبه هجرس ..
ويعود عقله ليناقش نفس الفكرة ..
هل هو مجنون لايعي تصرفاته ..
أم شجاع بشكل مفرط فيه ..
وكلا الأمريين غير مطمئنين .. فأمثاله لايعيشوا بهذا العالم طويلاً ...
أعاد أروى لقيدها وعاد للمزرعة ...وقد وضع بذهنه أن يعود عصراً للقصر ..فوضع أروى لم يعد يريحه ...
فهي غير مرتاحة لايعلم هل بسبب الحرارة أم لأمر آخـــر ...
××بكرا بتفقدني وتملاك ..الاحزان وتضفك همـوم السنين وكدرها ويكبر معاك الهم ، وتعيش ندمان وترقب من قنوف المواصل مطرها××
****
حين خرج من المستشفى توجه لها .. لم يكن بمزاج مناسب فتأثير رؤية أنتكاسة خزام ورؤيتها تتألم بدون أن يكون له حول أو قوة مازال يكتم أنفاسه ويثقل على صدره ..
فتح الشقه التي يمتلكها بأحد العمارات الراقية ..
جائت راكضة بكامل زينتها ماأن سمعت صوت الباب وبلهفة : حبيبي والله فقدت الأمل أنك تجي ..
نزع شماغه ورماها : وهذا أنا جيت وش عندتس ..
وارتمى على الأريكة .. جلست بجواره مباشره بل ألتصقت فيه : سلامات حبيبي ليه وجهك كذا وش اللي متعبك ..
فياض بضيق : تراتس عورتي راسي وش عندتس فجرتي الجوال اتصالات ..
أشواق وهي تتراجع وبنبرة حزن : اشتقت لك أنت ليه تكلمني كذا ..
صمتت للحضات : لو ماتبغاني ليه تزوجتني !!
وحين لم تجد رد منه :متزوجني عشان تعاقبها .. فياض والله مايهم كل هذا أنا أحبك وهذا يكفيني بس تكفى لاتطنشني وتعاملني كذا ..
كان يستمع لبعض حديثها بنصف تركيز ..
لما تزوجتك .. بسبب أخيك الذي جائني شاكي حاله وسوء أوضاعة
وكيف هو مهدد بدخول السجن وأنكِ ستبقين من بعده بلا سند ..وأحرجني وسط أصدقائى ...حتى زل لساني وأخبرته أن كفيل بكِ
سمع صوتها من جديد : يعني تبغى تفهمني أنك تحبها ..
الحب ومن تحدث عنه .. لمًا ترمين أسئلة مفخخه بطريقي .. أنا لا أريد أن أجرحك فتوقفي عن أزعاجي ...
أشواق سمع تأففها: يعني افهم انها كشفتك وزعلانه وهذا اللي قالبك علي .. لأني اتذكر أول يومين كنت ماتفارقني لدرجة شكيت وش فرق فياض هذا عن فياض الأعزب ..
أكملت وكأنها تريد حفر المعاني في رأسه : واضح أنك تزوجت بزر وتوهقت فيها .. ماأنت أول واحد لما تبغون المتعة والوناسه تلقون طريقها بس إذا جاء وقت الزواج الرسمي تدورون الئطة المغمضة .. ودايم نفس الشيء ماتلقون اللي تعودتوا عليه عندها ...
وترجعون لدربكم القديم ...
وقف مبتعداً للمقعد المقابل لشاشة التلفاز وفتحه منهياً أي حديث جديد من قبلها ..
فياض صامت لاينفي لايندد برأيها ولايرفضه وبهذا الوضع يبدوا أكثر أخافة من ردوده ..
حين ذكرت الحب أرادت أستفزازه حتى ينفي وهي من تعلم جيداً أنه بالتأكيد يحبها فلقد رأته ينظر إلا صورتها عدة مرات .. في البدايه أعتقدت أنها ممثله أو شخصية مشهورة لكن لاحقاً فهمت أنها هي .. لأنه لن يتأمل صورة جميلة مهما وصل حد جمالها لأكثر من مره بل لن يحتفظ بصورتها بهاتفه ..فهو ليس من هذا النوع ..
وعلى سبيل الصدف المضحكة المبكية حين فتح التلفاز كانت أغنيه عن الخيانه ...
في قرارت نفسه يرى أنه خائن ..
على الأقل يعترف بهذا بداخله ..
لتحتفل كل النساء .. وتخلد تاريخ اليوم ..
رجل متزوج من أخرى بالحلال يرى نفسه خائن ...
مالمهم عن رأيه هو بالموضوع وأحقيته بالزواج والشرع قد حلل له أكثر من إمراءة ..
هي سترى أنه خانها إذاً هو خائن...
لن يبحث عن المبررات أويضع الحجج ..
سيرى الموضوع من ناحيتها ولينتهي الأمر ...
مالمهم من تبرير ذاته داخلياً .. هذا لن يفيد أحد ولاحتى نفسه ..
لو كان هو سعيد بهذا الزواج ربما لم يكن ليهتم ولكن هذا الزواج لافائدة منه إلا تضيق حياته أكثر ...
حين وقف ليغادر المكان وهو يسألها على سبيل المجاملة إذا كانت محتاجة شيء لحقته حتى الباب وأوقفته :لحضة حبيبي ..يعني بس كذا طيب أنتظر جوابي أيه محتاجة أشياء مو شيء واحد ...
فياض ليتخلص منها :اللحين أحولتس فلوس وعندتس التطبيقات أطلبي كل اللي تبينه وخلي الحارس يطلعه لتس لايطلعون لهنااا ...
أشواق وهي تطوق وسطه وتريح رأسها على صدرة :بس اللي أبيه ماهو عند التطبيقات ...أنا أبيك أنتي ياحبيبي ...
××انا من عرفني ؟ قال شوفه هذاك اللي يحب انه يراضي .. ولو ماهو براضي ××
****
حين كانت تنزل من سيارة زوجها أمام شالية والدتها ..
كان المنذر يضع حاجياته بسيارته وهناك الحيوان الذي سمعت الكثير عنه من ليلى والحسن ...
أقتربت منه وهو من توقف عن عمله ليسلم عليها ويعايدها ..
سألته وهي تنحني للحيوان :هذي أروى الشهيرة .. الصدق بالصورة أصغر على الطبيعة تخوف كثير ..لايكون ولدي شافها ...
قهقه ضاحكاً :بتوصلك الصور ...
أسماء بصدمة :يانذل أمي كيف سمحت ...
المنذربمفاخرة بفعلته :وش دراها ...يالله مع السلامة أشوفكم بالرياض ...
أسماء :وش مستعجل عليه يعني تمشي يوم جيت ..
المنذر :أروى ماعادت مرتاحة هنا ..وأنا وين بطير إذا بغيتيني تلقيني بالرياض ..
توادعوا وسلم هو على أحمد الذي نزل أخيراً من سيارته ...
قبل أن يصعد لسيارته ويغادر المزرعة ..
بالداخل مع أمها وخالتها وليلى سألت بشك :كلهم شفتهم حتى عيال سلطان ..هو وين ؟؟؟
فهدة بعدم أستحسان :سرته العوبا ..ماأقول الله لايخزينا ..أجل سلطان صارت الحريم تمشية ...
ليلى :ليه ياعمة غيرانه عشان فيه أحد أقوى منك ويسوي اللي براسه ..
أسماء :ليه وش فيها عشان تمشي ..
ليلى التي أنزعجت من بلاهة أسماء الجديدة بعد الزواج وكأنه لم تعد تعرف أطباع العائلة :اوه أسماء وش صار لتفكيرك ...أنتي قلتيها شفت عيال سلطان ..ياماما أصحي أخوك سي سيد مجمع الثنتين ..
غادة وحسناء مستوعبة الوضع ...وطبعاً البقاء للأقوى ..
أسماء التي ذكر هذه المواضيع جعلها تستدرك أمر ما :صحيح يمه ليه ماقلتي لي أن جوزاء حامل !!!!
فهدة بصدمة :وش هووووو؟؟؟
ليلى تقهقه على غباء أسماء وصدمة فهدة قبل أن تطلق زغردة مستمتعة بالأمر :كلووووووش ... أجابة دعوتي بين الصفا والمروة ياما أنت كريم ياررب ...
فهدة بغضب :بس وقص لسان ...أنتي يالمهبولة وش تقولين ..
أسماء التي فهمت أن أمها لاتعلم :يعني بتال ماقالك ..ليه تصرخين علي وش ذنبي ..أنا سمعتهم بالعيد يقولون أن أمها ماجت لأن جوزاء عندها وحامل ...
شعاع وهي منزعجة من ليلى وفهدة على حد السواء :ماشاءالله ياعساه مبروك ...
فهدة بغل :الله لايبارك في عدوينه ..وأنا أقول الكشرة من الأذن للأذن يستغفلني هين يابتال والله لأوريك ...حسبي الله عليها عساها ماتفرح فيه ..
شعاع بصدمة :يامرة أذكري الله تدعين على المسكينة ليه كل هذا عشان ماجاتس خبر من بدري ...
فهدة وعروق رأسها ستنفر من مكانها من شدة غضبها:ايه أنا سفيهه أدعي عشان هالشي ...أنا ادعي لأني قايله من البداية ماأبي من بنت وضحى حفيد وهذا يستغفلني ويمشي اللي براسه ..
شعاع بأنزعاج من لؤمها :أعوذ بالله من شرتس وهذا شي تقولينه أنتي أقوى من الله ...
الله اللي يعطي الولد ماهو أنتي ..
فتحت ليلى هاتفها على شيلة وهي تغادرهم وتتراقص :بشروني بالولد قلت جعله للهدى ..
بشروووني بشارة من عطى رب الملا بالولد ...والبشاير في حياتي تجود ...أحمد الله وقلبي ذاق طعم السلا ...أحمده كل ساعة والعطا ماله حدود ...
حين وصلت غرفتها تذكرت أنها قد تركتها ليلة أمس لفزة والحكم حين جاءا متعبين .. والغرفة التي تركتها غادة لم تنظف من بعدها فلم يكن من اللائق أن يدخلوا غرفة أمراءة أخرى ..فتركت غرفتها لهم ..وبقيت هي بغرفة غادة ...
كان الحكم يخرج بمزاج غير جيد :وش فيه صوت أمي طالع ..
ليلى :نصيحتي لك لاتنزل طب مع الدريشة ...وفزة لاتطلع من غرفتها لين عمتي ترجع شاليها ... أمك توه جايها خبر يهد الجبال بالنسبة لها لاتصيرون أنتم والدنيا عليها ...
كان يراقب حديثها وكأنها متشفية بما يحدث ويهز رأسه بأستنكار :الله يهديتس بس ...وش صاير ..
ليلى تهز أكتافها متظاهرة بالهدوء :مافيه شيء بس مرت أخوك حامل .. يعني بنت الصنهات وأنت أفهم الباقي ..
الحكم بعدم أهتمام :ماأبغى أتعب نفسي بفهم تعقيداتكم .. سلام عليكم ..وتوجه فعلاً لشرفة ..لتركض من خلفه :الحكم وأنا أختك أذكر الله ماتسوى الدنيا تنتحر ..
وصاحت: ياوووولد ....وهي تراه يقفز من الشرفة لأحد مكيفات الطابق السفلي قبل أن يقفز للأرض ويصلها جالساً القرفصاء ...
ليلى يدها على صدرها فهي قد تخيلت أن ترى حادثة شنعية أمامها :حسبي الله على أبليسه فجعني ..وجع ماشاءالله وش هالأحترافية ...ماهو باين عليه ...
ماأن ألتفتت لتخرج من الشرفة حتى عادت لتضع يدها على صدرها :أنت وش فيكم اليوم حالفين تطيرون عقلي ..
فزة وهي تعيد شعرها للخلف :بسم الله عليك ..ليلى ياأخت الغالي فيه رياجيل تحت وإلا أنزل مفرعة ...
ليلى :لاتنزلين لامفرعة ولامتغطيه لأن عمتي فهدة تحت وبتحط كل حرتها فيك ... تعالي نتقابل ونحش ببنات خالتك وبنات الديرة لين تروح ..
فزة بأستحسان لرأي :بس كنه عيب نجلس لحالنا والحريم تحت ...
ليلى تسحبها لغرفتها :أمشي بس خلي هالخرابيط عنك ...
وبالغرفة أخذت تسألها عن كل شيء مضى عليها ...
وهي أكثر من متشوقة لرؤية الديرة التي تصفها فزة بطريقة خياليه ...
××ماعاد أبي رد الجمايل من الناس إلا عسى راسي من الناس يسلم××
****
تربص له طوال الليل ومن مثله يجيد البقاء بالظل وألتزام الصمت ...
كان يشبه أحد الأشجار التي تحيط به من طول أنتظاره ..
حتى لمحه قادم وسط الظلام تأكد أنه ليس أحد العمال أو سكان القصر الأخريين ...ثيابه البيضاء عرض كتفيه وطوله كلها تشير إليه ... فقط الشعر هو من يوتره ..فهو دائماً مايراه بالشماغ ..
ولكن بالتأكيد من سيكون غيره إلم تخبره حسناء أنه وحده بالقصر ...
رفع سلاحه وأطلق الرصاصه حيث خطط لها ..واحدة أخرى على سبيل التأكيد والثالثة لم يكن عليه أطلاقها لأنها تزامنت مع وقوع خصمه على الأرض وشيء شرس يقفز عليه ..
لحضات ليجد نفسه ملقى على الأرض هو الآخر وكائن وحشي يهاجمه بقسوة ...ويعوي بقهر وهو ينتزع حنجرته من مكانها بأنيابه الحادة ... سمع خرخرة دمائه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ...
وكان قد صرخ بلااا رددتها أرجاء القصر وهو من كان أخرس لما يفوق العشرين سنه ....
كان تعوي بجنون وفمها ملطخ بالدماء وتدور حول صاحبها ...الملقى بلا نفس ..وتعود وتعوي بقهر وكأنها تبكيه ...
فتحت أضواء سكن العمال ..وتزامن معها فتح كشافات عالية الأضائة تغطي الساحة بأكملها والحارس الذي سمع الطلق الناري يراقب الشاشه بجنون مختبراً الكاميرات باحثاً عن سبب الطلق الناري ...
والحارس الآخر يركض بالساحة برفقة بعض العمال بحثاً عن سبب الطلق الناري ...حين واجهه وسام الذي سمع هو الآخر الطلق الناري فأمره :ياولدي أرجع بيتكم ماتجيب لنا مصيبة تاني ...ياربي أسترها معانااا ...
وسام بتساؤل :فيه أحد من أهل البيت ..
الحارس بنفي :ماأدري يمكن العم فياض ...
وسام ويديه على رأسه :متأكد !!! أنه رجع ..
سمع صيحة نداء من أحد العمال ..وحين أقتربا من المكان واجههم الحيوان الشرس أولاً ...فحين رفع السلاح الذي يحمله بوجهه ..
أطلق عواء قهر قبل أن يتراجع للخلف ويختفي بالظلام ...
وتباينت الشهقات ... حين لاحظوا الجثتين على الأرض ...
أحدها لشخص مشوه الوجة قربه مسدس ...
ومن الواضح أن من قتله هو الوحش الذي هاجمهم قبل قليل ...
وأمامه بثلاثة أمتار جثة أخرى لشخص قد وقع على وجهه فهو قد غدر فيه من الخلف ...
الحارس بيد مرتجفة يقترب من الجثة الأولى ..ولكنه تراجع عن تفحص النبض حين لاحظ التشوه بمنطقة العنق الذي يدل على أنه ميت فلايمكن أن يعيش أنسان بلاقصبة هوائية ...
كان العمال قد قلبوا الجثة الأخرى ليصيحوا حين تعرفوا عليها ...
ووسام يحوم من حوله ويديه على رأسه وهو يردد :لاياررررب لاااا ...يارب لااا مو هوووو ...
××أنشهد أنه فارق الصف رجال ...ماكل رجالً يوقف بداله ××
↚
*الماضي*
قرر قضاء ظهيرته تحت أشعة الشمس الدافئة في أحد أكثر فصول السنة برودة .. كان قد أستلقى على أرجوحته التي ربطت بين أطول نخلتين بالساحة ... حاول أن يقرأ من كتاب قد أحضره معه من عمله .. ولكن سرعان ماجلب له الضجر وأشعره بالنعاس ..توقف عن محاولة القراءة ..
وغطى وجهه بقبعته الشمسيه ..
وحين أسترخت عضلات جسده وكاد يدخل بقيلولته ...أفسد هدوئة صوتها :فيه أحد نايم هنا ...
صوت الأخرى :طيب خلينا نروح مكان ثاني ...!!!
خزام بأصرار :هنا فيه أكبر ظل وهذي نخلتناا ليه ينام عندها ...
أسماء بأستسلام :طيب خلينا نسوي القلعة بدون صوت ..
وتمنى ذالك ..ولكن أبنة رضا الثرثارة كان لها رأي آخر فهي لاتكاد تغلق فمها وتريح لسانها ..حتى وصلت لأكثر المواضيع تشويق ...
خزام ويديها منغمسة بالطين :لما تكبري مين حتتزوجي ...
شهقة أسماء قبل أن توبخها :عيب وش هالكلام ..؟؟
خزام تهز رأسها نافيه التهمة :مو عيب البنات في المدرسة اليوم يتكلموا عن الزواج ...
بليز أسماء قولي ليه ماراح أخبر أحد ؟؟؟
أسماء بأنزعاج من ألحاحها :أتوقع شيخ مثل أبوية ..
أعجبه ردها فتاة جيدة ..وتمجد والدها ..
ولكن هذا لم يعجب الأخرى :بس شيخ يعني شيبة مو حلو ..
أسماء المنزعجة من تشكيكها بخيارها :وأنتي مين بتتزوجين ..
خزام بتفكير عميق :أتوقع بتزوج كثير حتى لو ماأعجبني واحد أطلقه ليه أتزوج واحد بس ؟؟؟
لم يستطيع كبح قهقهته التي ملأت المكان ...
لتفزعهن ويفرن من المكان بعد حديثهن المـــــحرم ..
جلس وهو مستمر بالضحك :حسبي الله على عدوينتس يابنت رضا صنفها عالي البنت ..ياسواد حظ من أخذتس ...
××عطيتك اللي ماعطيت اقرب الناس وعلقت فيك أحلام عمري وضاعت××
*الحاضر *
قبل أن يدخل مع بوابة القصر حتى ...لاحظ وجود الدوريات الأمنية وعربيات الأسعاف .. قفز القلق لحنجرته ..ولكنه طمئن نفسه للحضة
قد يكون لص وتم أطلاق النار عليه من قبل الحراس ...
أو حدثت مشاجرة بين العمالة وربما ألحقوا ببعضهم أصابات ..
لم يحدث من قبل ولكن هل يوجد شيء بالدنيا مضمون ..
ألتفت الحارس إليه ماأن أوقف سيارته قرب تجمعهم ..وأقترب منه برأس محني عرف أن خلفه مصيبة ...
فياض وهو يفتح النافذة ..سأله بلهجة حادة :وش فيه .؟؟؟
الدنيا كلها متجمعة وماكلفت نفسك تتصل علي !!!!
من جهة الحارس لم يكن ليتجرأ ليتصل بفياض ويخبره بمصيبة كهذة وكان يتصل بأستماته على أرقام الجميع وحتى الآن كانت مغلقة ... أي أحد إلا هذا الشخص ...
فياض بصيحة أنزعاج :وش فيه أهرجك أنا وش عندهم ذولي ...
الحارس وهو يشتت عينية عنه :طال عمرك حصلت حادثة ...
فتح الباب ونزل بنفاذ صبر وهو يردد :أشحده يهرج أنااا ...
كان الحارس من خلفه يخبره بألم :البقاء لله ... كلنا ماشين من هالدنيا ...
ألتفت عليه بتكشيرة قبل أن يتقدم للأمام ويسأل أحد العسكر المتواجديين :خير وش فيه وش عندكم هناااا ..
العسكري :أنت أحد أهل البيت !!!
فياض :ايه هذا بيتي .
العسكري :وصلنا بلاغ من حراسكم أنه حصلت حادثة مابين أحد أصحاب البيت ..وغريب ماتعرفوا عليه ..وصلنا ولقينا جثتين ... الشخصين متوفين ...
صاح بصدمة :وش هووووو قبل أن يتلفت حوله بحثاً عن وجه يعرفه ليخبره عن من يتحدث من أهل البيت ...لايوجد أحد سواه ...
حين طاحت عينه على وسام يقف مرتبك بنظرة تائهة تأكد أنه حقاً هناك ميت ينتمي إليه ..
ألتفت ليكشف الجثة الأولى المغطاة ولكنهم منعوه وهم يخبرونه :هذا المعتدي ...!!
أسرع للجثة الأخرى وكشفوا له المسعفين عن وجه صاحبها .... ليصرخ بقهر بعد أن تأكد هذا الوجه ينتمـــــي إليه ...وكتم صرخته الأخرى بشماغه التي وضعها بفمه ...ليكتم فيها قهر اللحضة وصدمة الواقعة عليه .....
ينظر إليه بل عينيه لاتكاد ترمش وهو يحدق فيه هل مات حقاً ...لانفس ..
لاحياة ..لقد أطلقوا عليه لقب جثة أي جسد لاروح فيه ...
كان يضرب بقبضة يده الأسفلت تحتهما ...كيف حدث هذا ... لما عدت ..ماذا تفعل هنا ...لايمكن أن تكون أنت المقصود من يريد أيذائك ...
وعند هذه الفكرة بدأت مشاعرة بتصاعد بالكره والحقد على الطرف الآخر أسرع للجثه الأخرى ... يريد الكشف عنها ولكن تم منعه من قبل الأمن ...
صاح بهم بقهر :بشوف من هو ؟؟؟ ...لازم أعرف وش كان يبغى منه ...
الضابط الذي حضر لتقيم مكان الجريمة ..رفع بطاقة الهوية الوطنية التي كانت برفقة الجاني وبسؤال روتيني :مساعد محمد الصوارم .. لكم علاقة فيه ...!!
حين لفظ الأسم جن جنونه أكثر وهو يحاول مهاجمة الجثة ...لقد مات أخيه قتل غدراً ...ولكن يمنعونه من لمس جثة ذاك ...أي قهر يشعر فيه لحضتهاااا ...أبتعد وهو يصرخ بقهر متوعداً بالأنتقام من كل طائفته:والله لأخلي الدم يجري مجرى الماء بشوارعهم ...
××ليتني عن موتت الغالي فديته ...ليت عمري كمل أيامه وزاد
ياءالله الكون أرحم من خذيته .. وأسكن جنات وأنهار ومهاد ××
****
كانت تنام بعمق حين سمعت رنين هاتفها ..هي لاتغلقه ليلاً فليس هناك من قد يتواصل معها بوقت متأخر .. رفعت الهاتف لتنظر لرقم غير مسجل لديها ولكن برنامج أظهار الأسم الذي تحمله على هاتفها أظهر لها الأسم ..
فقالت بصوت مسموع :خير اللهم أجعله خير ..
ألتفتت على سلطان النائم قربها وترددت هل توقظه ليحادث أخيه أم تتلقى هي المكالمة ..فأختارت الخيار الأخير :هلا والله ... ايه عرفتك .. عسى خير ..
كان الصوت على الطرف الآخر غير مريح ... رغم كل هدوئة وكأنه يأتي من عالم لاحركة فيه ولاصوت :المنذر يطلبكم البيحة ..أنقلي الخبر لسلطان بدون تفزعينه ..تراه مار بجلطة من قبل ..
وأنتهت المكالمة ...أرادت قول شيء ..تعزية ربما ...صيحة أستنكار ..أوسؤال عدم تصديق ..المنذر ..هل مات حقاً...
كيف ومتى حدث هذا .. ياءالله ..ياربي ..أسألك الثبات .. كيف ستنقل خبر كهذا لسلطان ...
بقت بمكانها حائرة طويلاً خرجت ودخلت فكرت طويلاً هل يوجد طريقة هادئة سليمة لنقل خبر الموت ... توقظه من نومه لتخبره أخيك مات ...
تخيلت نفسها مكانه ولم تستطيع أحتمال الموقف ...
ليستيقظ هو بنفسه .. تلفت حوله حين لم يجدها ...
فأعتدل بجلسته حين أنتبه لوجودها جالسة بدل أن تكون نائمة جواره :وش فيتس ؟؟؟
ألتفتت عليه بهلع ولم تجد رد مناسب ..ولكنها كادت تقفز من مكانها حين لاحظته يلتقط هاتفه ويحاول فتحه ...
جلست جواره على عجل وهي تمسك بيده التي تحمل الهاتف وتثني عن فعلته :بقولك شيء ..؟؟؟
سلطان نظر إليها بشك :وش فيتس وش هالنقزه ..؟؟
غادة بتوتر :جاني خبر وماني عارفه كيف أنقله لك ...
سلطان بجزع :خبر وش ..
غادة التي فكرت أن هذه الطريقة أسهل :عمي عقاب تعبان شوي ..
وحين رأت تغضن وجهه :وانت من قالتس وتعبان وش فيه بالضبط ..
غادة التي شعرت أنه تلقى الصدمة الأولى :ماأدري يمكن خالتي شعاع تعبانه شوي ...
سلطان بنظرة دهشة :أنتي بتذبحيني !!! أبوي ولاأمي اللي تعبان !!!
غادة بتنهيدة :ولا واحد منهم ..الحمدلله كلهم بخير ..
سلطان أسلوبها الغريب بالحديث يخبره أنها تمهد لشيء ما وهذا الأمر سيكون أكبر من مرض والده أو والدته ... الفكرة هنا إذا كان والدك ووالدتك بخير فتحمل فقد غيرهما :من اللي مات ؟؟؟؟؟
غادة وهي تنزل رأسها للأسفل لاتريد أن ترى الصدمة بعينه :المنذر أخوك راح للي أرحم مني ومنك ...
كان يضرب كف بأخرى من شدة الدهشة :إنا لله وأنا إليه لراجعون ..حسبنا الله ونعم الوكيل ...لاحول ولاقوة إلا بالله ..
من اللي قالتس ..كيف مات ..أمس وهو وسطنااا حي مافيه إلا العافية ...
غادة وهي تتأمل تحول ملامحه من الصدمة للحزن مرفقين بدهشة وعدم تصديق:والله ماأدري عن شي فياض أتصل وقال اللي قاله ..أنا ماأدري عن شيء ..
ألتقط هاتفه وغاب عن عينها يجري أتصال بفياض ليتأكد من الخبر ...
حين عاد كانت ملامحه قد تحولت لمظهر أسوأ من قبل ..كانت تجمع حاجياتهم ... لقد قضوا العيد الثاني بهذا المنتجع بمبادرة منه لتحسين الأوضاع بينهما ..وكانت هذا الخبر الخاتمة لساعات الأستجمام والهدوء الماضية ...
دخل ليتوضأ وخرج ...سألته وهي تراه يتصل بالأستقبال يطلب عربة لحمل حاجياتهم :سلطان أنت طيب !!!
بأستخفاف بعد أن أنهى مكالمته :اللي مات ماهو أمي ولاأبوي ولا ولدي حتى حيا الله أخوي ..الحمدلله ياغادة ...
شهقت بأستنكار على طريقته بفهم الأمور :سلطان تكفى لاتقول كذا ...!!!
سلطان :خلاص ياغادة أكفيني كثرت الكلام ..
صمتت أحترام لحزنه .. وطوال الطريق الذي تجاوز النصف ساعة كانت صامته وتداول الحادثة برأسها هل حقاً أخطأت بحقه ..هل كان عليها نقل الخبر إليه بطريقة واضحة ..بدل المراوغة ...
حين أقتربوا من القصر تحدث لأول مرة :غادة سامحيني غلطت عليتس ..اللي مزعلني حاجة ثانية مالتس علاقة فيها .. إلا ياليت كل الناس تخاف علي وتراعيني مثلتس ... وحين أعتقدت أنه أنهى حديثها عاد ليقول:مصيبتي ياغادة مصيبتين .. أخوي مامات أخوي أنذبح واللي ذبحه خال عيالي ...
ومات هو الثاني ...بس بيبقى على عيالي يتحملون طول عمرهم حادثة أن خالهم ذبح عمهم ...
وهل يوجد تعقيب بعد ماقاله ألتزمت الصدمة مذهولة من الطريقة التي أصبحت تجري فيها الأمور ...كيف تصعدت الأوضاع داخل الصوارم حتى وصلت للقتل ...مات أثنين بليلة واحدة ... بجريمة .. لاتعليق لن تجد جملة واحدة مواسية قد تهدأ الأمور أو تغير النظرة للموقف ...
فألتزمت الصمت وهي نفسها لم تحتمل الموقف فكيف بأصحاب الشأن أنفسهم ...
××في نهار الحزن همي أرتديته ..وأظلمت دنياي وأعلنت الحداد
أحتواني اليأس ماأدري أحتويته ..وأنطفى فيني الأمل والهم ساد ××
****
قبل الفجر بقليل .. كان بزاويته من الحبس الذي أصبح يطبق على صدره بعد رحيل أخوته وبني عمومته وبقائه هو لوحده رافض الأعتراف بجرائم لم يرتكبها ...
حين لاحظ وقوف أحد العسكر من أبناء قبيلته على الباب يحدثه من الخارج :مصلح .. جايك بعلم ماهو طيب ...
نظر إليه بأنزعاج فهذا بالذات كثير الشماته بأوضاعهم :الله يكفيني شرك ..
العسكري :أخوك الأطرم ذبح ولد عقــــاب ولحقه ...
جلس مذهول يسأله بعدم تصديق :وش هوو ؟؟؟؟
قبل أن يقف متهجماً عليه حين لم يجد أجابة منه:وش صار على أخوي وش صار له ..؟
العسكري وهو يتراجع للخلف بعيد عن يدي مصلح التي تنتوي الأطباق على عنقه :ياأبن الحلال أذكر الله ..أمر الله وحصل .. وأحمد ربك أخوك مات ساعتها وماتورطتوا بأمور أكبر ... قبل أن يتراجع للخلف وهو يسمع صياح مصلح الغاضب يسأله من قتل أخيه :هذا البلى يامصلح ماأدري وشلون أٌقولها لك بس اللي ذبح أخوك التسلب ...
وقهقه بشماته :ياولد ماهو أدمي حتى تسلب اللي ذبحه ...
ايه ذولي عيال عقاب حتى البهايم تدافع عنهم وأنت تناطحهم يالخبل ...
وأبتعد غير مبالي وهو لايهمه الطرفين ولكن القصة وصلته وفكر أن يوصلها لصاحب الشأن ...فالصوارم بأكملهم لايعجبوه من الأساس ..ولايهتم بأحوالهم ولوأبادوا بعضهم ...
××أطيب الفزعات فزعتك للي بالقبر دعوةٍ تقدر عليها.. وهو محتاجها××
****
هناك تواصل قد تنتظره بلهفة لفترة طويلة ..ولكن حين يأتيك تتمنى أنه لم يأتي أبداً ...
وهذا ماحدث معه حين رن هاتفه برقم فياض ..كان قد وضع هاتفه بوضعية عدم الأزعاج ومن الأرقام المفضلة لديه رقم فياض ...
حين رأى أتصاله تردد للحضات بشك ... وعدم تصديق ..ورهبة من سبب هذا الأتصال ...
رد بهدوء :هلا وعليكم السلام ..
على الطرف الآخر :كنت راقد ..
بتال بشك :ايه وش فيه .. هات علمك ...
فياض بغصة :المنذر يطلبك البيحة ... ذبحوووه ..ولد محمد ذبحه ..
ولم يعد يسمع أكثر ...شعر أنه أصيب بأرتجاج برأسه ...وكأن قذيفة ألقيت على مسمعه ...يتذكر أنه كان يصيح مستفهماً كيف مات ...؟؟؟ من مات .؟؟؟
وحين رأى الحسن الذي جلس بسريره فزعاً .. شعر بنفسه وأغلق الهاتف مباشرة وعاد مستلقياً ليطمئن الحسن ويعود للنوم ...
ليخرج لاحقاً من الغرفة مبهوراً مذهولاً ..كمن لاعقل له ... هل بكل بساطة مات ..قتل ...أي أبن محمد الذي يتحدث عنه ...هل أخوال أبنائه ...
كان يدور حول نفسه كادت تزل قدمه ويسقط مع السلم ..تمسك بالدربزين وجلس بثقل الصدمة عليه ... وضع يديه على رأسه وهو يردد :لاحول ولاقوة إلا بالله ..إنا لله وأنا إليه لراجعون ... حسبنا الله ونعم الوكيل ..حسبنا الله ونعم الوكيل ...
هل يوجد فاجعة أشد وقع وأمر طعم من فاجعة المــوت ..
وحقيقة أنها النهاية الأبدية لهذا الشخص .. لم يعد هناك اتصال بهذا الميت ..
أنقطعت صلته بأهل الدنيا ...
كيفما كانت علاقتك معه قبل موته ... دائماً تطمع لو كان هناك وقت أطول معه ... وفرصة أكثر أمتداد لتكتفي منه .. ولن ترضى بحلول النهاية
فكيف بمن فجع بهذا الموت ...لقد كان يخبرهم قبل رحيلة أن لديه عقد مع أحد الجامعات وسيبدأ عمله كمحاضر بتخصصه مع بداية الموسم الدراسي الجديد ..
كان لديه خطط بعيدة المدى بهذة الحياة ...وضع قدمة على أول الطريق ...
ولكنها كانت النهاية وليس البداية ...
××الصبر ياللي تقولون الصبر .. وين بلقى صبر وأفكاري تموت
مات وألحق موتته ضيم وقهر ..مات لكن جوف صدري مايموت ××
****
أستيقظ قبل صلاة الفجر بقليل ...بقلب مثقل ..وتوتر لايعرف مصدره ..
أخذ وقته بالأستعداد لصلاة ... كان يحب أداء صلاة الفجر بمصلى قد صنع بطريقة بدائية قرب البحيرة ...تشعره الصلاة فيه بالسكينه ..خرج بخطواته الثقيلة بمساعدة عصائه ..حين وجد أحدهم قد سبقه لهناك لم يتبين ملامحه من الظلام ...وحين أقترب منه وتعرف عليه ...لمح شيء غير مريح بتهربه من نظراته ..وهو من يكون بالعادة صاحب نظرة ثابته حتى أمامه ...
عقاب بتوجس :وش بلاك ؟؟؟
بتال بثقل الكلمات صعب خروجها وهو بلسان متعب حروفه غير طليقة :وش تقول بالموت يبه ...
عقاب وكأنه فهم نصف الوضع :أقول أنه حق وكل نفس ذايقته ..راح أبوي وجدي ..وراح قبلهم خير البشر ..
بتال بصوت متهجد من قسوة العبارة :المنذر يطلبك البيحة ...
عقاب وهو يجلس بثقل على الكرسي الذي قد وضع له ليرتاح بين الركعات :إنا لله وأنا إليه لراجعون ...
وأسند رأسه على العصا التي ثبتها بصعوبه بين يديه :أنما الصبر عند الصدمة الأولى ...حسبنا الله ونعم الوكيل ...
بعد مرور عدة دقائق رفع رأسه من جديد لبتال الذي مازال يقف غير بعيد عنه :كيف مات ...
بتال وهو من كان يعض على طرف شماغه من شدة قهره :غدروه .. ذبحه ولد محمد ...
وكأن المصيبة أصبحت أكبر عاد يحوقل ... كانوا بمصيبة وأصبحت أثنتين ...لاحول ولاقوة إلا بالله ...لاحول ولاقوة إلابالله ..
قبل أن يقف بأقدام مرتجفه ويكبر لسنة الفجر ويؤديها ... يصبر نفسه بالصلاة ...حين يتجه بقلبه لله تصبح معها كل المصائب سواء ..
حين يتذكر أن مصير كل الكون هو الموت والفناء ولن يبقى إلا وجه الله ... تتساوى الأمور بعينة ...
××مؤمن قلبي ولو همي شكيته ..صابره روحي ودمع العين جاد ××
*****
صباحاً كانوا قد تحركوا عائدين لرياض بكل صمت ...جميع الرجال ماعدا الحسن أصبح لديهم خبر بماحدث وفضل عقاب أن لايصل الخبر للنساء إلا بعد الوصول لرياض ... وإلا سيصبح الطريق شاق برفقة نواحهن وبكائهن ....
فهدة من جهتها كانت متوجسة وغير مطمئنة للعودة ..رغم هذا لم تفكر أن تسأل تشعر أنها بحاجة للصمت كان تراقب ملامح بتال الحزين الذي لم يضع عقاله حتى ورغم ضجيج الأطفال فهو لايحرك ساكن ليصمتهم ..
وهي لايوجد لها نية أيضاً لتدخل ... تشعر أنها بعيدة عن الواقع ..وغير مرتاحة .. قلق يعتمر قلبها ولاتعلم أسبابه ...
دخولهم القصر عبر البوابة الخلفيه لم يكن أشارة خير أبداً رغم هذا لم يعلق أحد فالبعض شبه نائم والبعض كفهدة وشعاع لم يفكروا بسؤال ماذا يحدث ...
ماأن صعدت إلا غرفتها حتى لاحظت دخول بتال خلفها ..
فهدة وهي تنزع عبائتها وترميها :وش لاحقني له أنا برقد لي شوي ماخليتونا نهجد مثل الأوادم ...
بتال وهو يجلس بهدوء :يمة أجلسي أبيتس في موضوع ...
فهدة بتكشيرة :الله يكفيني شر مواضيعك ..
لم يكن من السهل نقل موت أبن لوالدته .. والأسوأ أن والدته منذ الأمس وبعد علمها بخبر حمل جوزاء وهي منقلبه ضده ...
بتال يجلي حنجرته ليظهر صوته صافي ولكنه بدى مليء بالحزن والأسى :يمه الموت حق .. وهذا طريق كلنا ماشين فيه ..
شهقة بهلع وهي تضع يدها على صدرها :اخوووي أخوي لاتقولها لو كان أخوي لاتقولها ... لاتيتمني مرة ثانية في حياتي ...
أمسك يديها التي تضرب على صدرها بهلع :يمه أهدي ماهو خالي والله ماهو خالي ...
فهدة التي أرتاح قلبها قليلاً بماأنه ليس أخيها وأبنها أمام عينيها وزوجها كان بخير قبل قليل إذا كان المقصود ليس من ضمن هذه المجموعة فالأمور أهون بكثير :من هو لاتجلس تلعب في أعصابي ..دامه ماهو خالك ولاأبوك مايهمني غيرهم ...
أنزل رأسه بأسى :يمه المنذر يطلبتس الحل ... مات راح للي أرحم فيه مني ومنتس وأنتي أمه ولازم ترضين عليه عشان الله يرضى عليه ...
فهدة بشهقة أنكار :ياتسذبك تسذباه ...هو اللي وصاك تقولي هالسالفة ..عشان أنسى تسلبه اللي مدخله علي ...
وضحكت بأستنكار لكنها ضحكة حملت بعض الوجع لاتعلم مامصدره ...
وحين رأت دمعة تسقط من عينة ...صاحت بعدم تصديق وهي تضرب على صدرها :مااات ...مااات ...وش ذبحه ... ليه خليتوه وينكم عنه ...
ضربت على أفخاذها وعادت تصرخ فيه :أخووووك وينه يابتاااال ...؟؟؟؟
بتال وهو يتهرب من نظراتها الحادة :قلت لتس يمه مات ...
↚
عادت لتصرخ :مات وش ذبحه ..؟؟
بتال بغصة :كان يمشي بالحديقة بالليل وولد محمد ترصد له وذبحه ...
عادت تصيح بذهول حين تحدثت عن الذبح كان مقصدها هل حصده حادث أم أفترسه حيوانه ... لم تتخيل أنه قتل فعلاً وراح ضحية غدر :وخليتووووه أذبحوه أذبح ذباااااح ولدي ...
أمسك يديها ليهدأها :يمه اللي ذبح المنذر مااات .. ذبحته الذيبة اللي معه ..ماخلت دمه يوصل الأرض إلا وهي طارحته بجنبه ميت ....
فهدة وهي تهز رأسها يمين وشمال والحقيقة تتضح أمام عينيها :ماااات يعني راح ياويلي ويلاااه ياحرقة قلبي راااح ولدي راااااااااح ....
حاول أن يهدأها ..بحث بداخله عن عبارات مواسية لأم ثكلى ..
فلم يجد غير التحديق فيها بأسى ... وبفزع من وجع حقيقة الموت وقوة وقعة على النفوس ...فمن يرى والدته بهذا الحال لن يصدق أنها نفس الشخص المعتاد ..فهي لاتستطيع تجميع أفكارها ..
تنوح للحضه ثم تعود وتشكك بصدق الحادثة .. وياليته كاذب كما وصفته مدعي ...ياليته فخ أو كذبه أخترعها ...
ياليته كابوس ينام الجميع ويستيقظ منه ..ولكنها حقيقية مجبرين على تقبلها كما هي ...بل حقيقة تقبل هذه المصيبة ..تدخل تحت ركن من أركان الأيمان بالقضاء وبالقدر خيره وشره ...
××يالله أني طالبك ياذا الجلالي .. أنك تلزمني وتترفق بحالي
أرجي الصبر الكبير اللي تقوله ..وأطلبك جبر الفراق اللي جرالي ××
****
كان قبل الظهيرة بقليل حين دخل عليها وسام ... وبرفقة العاملة التي كانت بمنزلها سألته بضعف :وش تسوي هذي هنا وين فياض ؟؟؟
وسام وهو يجلس بأرهاق :فياض ماراح يقدر يجي وهو قلي أجيب لك الشغاله عشان تخدمك وماتجلسي لحالك وأمي ماراح تقدر تجيك اليوم ...
خزام بشك :ليه ؟؟؟
وسام :المنذر ولد الشيخ عقاب ماات ...
أزاحت عينها عن وجه أخيها الحزين وهو ينقل خبر الموت ...
مات شخص جديد في هذا العالم وهي الأقرب للموت بسبب هذا المرض الغير معروف سببه مازالت متشبثه بالحياة ..
اليوم تم تقديم الموت عليها ..
غداً سيتم نسيانها وسط المستشفيات وربما تدخل في غيبوبه أو تموت دماغياً كما تتخيل كل ليلة وتبقى بهذا المكان البارد طريحة الفراش ..
للسنوات ... أليس الموت أفضل والقبر سيكون أكثر دفيء ..
ردت بفتور بعد أن أستدركت أنها لم تدعوا له حتى :الله يرحمه ...
أكيد العم عقاب حزين اللحين على ابنه ... الموت مريح بس اللي يتعب الناس اللي يحزنون عليك من بعدك ...
كئيبة ...حروفها مليئة بالكآبة وهل يستطيع لومها ..المرض يصنع من أنسان مليء بالتفاؤل والحياة .. شبه أنسان مليء بالعقد والعيوب ...
××ما عاد اتمنى ولا عاد ابي شي انا لوجه الله .. تركت امنياتي××
****
لحضة الدفن .. الأصغر سن من حاكم حتى الحسن يبكون بدموع لاتتوقف ..
هجرس كان يتبادل نظرات ساخطه مع فياض الهاديء جداً ...وقد سأله ثلاث مرات كيف سننتقم ولم يرد عليه ...
فزاع والحكم وبتال وسلطان كانت ملامحهم مليئة بالأسى والحزن وثقل اللحضة ..
هو فقط كان بملامح غريبه رآها الجميع .. الوحيد المتماسك ..الوحيد القادر على تدبير الأمور وكأنه أبن العم البعيد وليس الأخ القريب ...
حتى أن والده سأل سلطان الأقرب له :أنتبه من هذا تراه بيجيب لنا بلى أكبر من اللي حنا فيه ...
من جهة سلطان رفع رأسه لفياض الذي يتقبل تعازي من حضروا الدفن معهم ولم يكونوا بالقليلين بنفس هادئة وببساطة لاتشبهه أبداً ...
حتى حين فرغوا وكانوا سيغادرون عائدين للمنزل أستأذن وهو يقول ساخراً :عيال محمد دفنوا ولدهم بطرف المقبرة بروح أعزيهم بالنيابة عنكم ...
وأعطاهم ظهره وغادر غير مستمع لأي رأي غير رأيه ....
على الطرف الآخر دفنوا ميتهم ...المتهم بالقتل .. وبنفس الوقت القتيل ولايوجد عدو واضح لهم ليقتصوا منه ...
حين أقبل عليهم أشمئزت النفوس ولم ترتاح لحضوره الذي ظاهرة التعزية وباطنة تهديد ووعيد شديد اللهجة ...وهو يكرر حين فرغ من التعزية مودعهم :ياعساها آخر الأحزان ياعيال محمد وذويهم ...
××بعض الفواصل....في حياتك فارقه كنّك عمى ومن عقبها توّك تشُوف××
****
نزلت من السيارة التي حجزتها عبر أحد التطيبقات .. وتوجهت لمدخل النساء .. كانت ترفع رأسها تتأمل فخامة المكان .. أنه قصر حقاً ..
أستقبلتها عدة نساء لم يبدون من أهل البيت ..لايمكن لأهل فياض أن يكونوا بهذا التواضع الذي تراه أمامها ...حتى دخلت المجلس المكتظ بالنساء ..
لن تبالغ أن عدد المتواجدت قد فاق المئة ...
كان بالتأكيد من هن بصدر المجلس .. هم أهل العزاء سلمت عليهم معزية تأملت الأوجه الحزينة ...ولم تجد من تبحث عنها من ضمن المتواجدات ...
كبيرات السن أحداهن أمه والأخرى زوجة أبيه عرفتها من الوصف فهي الوحيدة التي تكشف ووجهها بعكس أمه والعجائز من قريباته ...تلك عمة والأخرى ربما خاله ... أكثر الفتيات الموجودات تأثراً أخواته بالتأكيد ...
رغم أنها سمعت بوجود أثنتان ولكن الباكيات كثر ومنهن صغيرات سن !!!
من تنظر لها الآن بعينين واسعة من زوجات أخوته بالتأكيد ...
ولكن أين هي ...هل تغيب عن مناسبة كهذة ...إذا لم تحضر بالعزء فأين ستجدها ...
ولكن من هذه ... لعبة آسيويه بوسط مجلس البدو وتنظر إليها بعيون تكاد تطلق الشرر ..هي تعرفها تباً هناك من تعرف عليها رغم أنها أعتقدت أنه لايوجد أحد بهذا المجلس قد يتعرف عليها ...
أنتظرت أكثر رغم أنها تخشى نظرات تلك اللعبة ..
وحين قررت الرحيل أخيراً وتأكدت من وجود السيارة التي طلبتها بالخارج ...
خرجت من مجلس النساء وهي ترتدي نقابها ...
وتكرر عبارات العزاء للمتواجدت بالأستقبال والتوديع ...
لم تعلم أنها ستلحق بها حتى سمعت صوتها خلفها تهمس بغل :يابجيحة ..وقحة ..قليلة الأدب ..خطافة الرجالة ..كيف تتجرأي تدخلي هالبيت ...
تجاهلتها وهي تسرع للخارج لتصعد لسيارة ولكن تلك المزعجة لم تتركها بحالها فلقد لحقت بها وقد ألتقطت حجر من أحد الفازات على جوانب المدخل وأخذت ترميها فيها ....
على الجهة الأخرى بلقيس كن تغلي من الصدمة بعد أن رأت عدوة أختها الوقحة عديمة الأحساس تحضر العزء وتدخل المنزل بغفله من أهله ...
فهي حتى لو كانت صغيرة تعي جيداً أنا أنسانة كهذة لم تكن للتجرأ أن تواجه أهل المنزل وهم بحاله طبيعية هي تستغل الفرصة الوقحة جائت بحثاً عن خزام ...وبنفس الوقت لتتسلى بأحزان الآخرين ...
لم تعلم أنها قد تجاوزت الحدود المسموح بها حتى سمعت أمر مستنكراً حاداً من أحد أبناء العم عقاب يأمرها بالعودة للداخل ...
وضعت طرحتها التي كانت قد تركتها على أكتافها وأسرعت للداخل ....
ماأن دخلت ...حتى وجدت زوجته بأنتظارها متكتفه وبأسلوبها الذي لاتفهمه :وش تسوين مع جوزي ...
أتجهت لأحد مقاعد الأستقبال وجلست عليها : ماكنت منتبهه ..
فزة بعدم أقتناع :ليه لحقتي المره تحذفينها ..
بلقيس بزفرة ضيق:لأنها حيوانة ولاتسأليني ليه ..
فزة وهي تجلس بدورها وعدت تصرفات بلقيس طفولية لامعنى لها :وشلون أختك ؟؟؟!
بلقيس :لسى بالمستشفى نفس وضعها متغيرت حاجة ..
فزة بتنهيدة :الله يشفيها دايم الطيبين في أبتلاء ...
مريم التي خرجت من المجلس :فزة وينك شفتي حسناء الوقحة جت وماصكت فمها من الصياح من دخلت ...حسبي الله عليها وعلى طوايفها ...يقتلون القتيل ويمشون بجنازته ...
فزة :قولي الله لايبلانا يامريم ...اللي هي فيه أبتلاء الشماته ترجع على راعيها ...
مريم تجلس وهي تضع الطرحة عن رأسها :اووف حر اليوم الأول ومامر إلا ساعتين يارب صبرنا ...
بلقيس بنظرة حادة لاتعجبها مريم بجميع الأحوال :روحي نامي بغرفتك أكيد مره باردة يعني ماراح يفقدك أحد ...
مريم أعطتها نظرة مستصغرة قبل أن تلفت للنساء القادمات من الخارج لتتبين أنها والدتها وأخواتها وزوجة عمها وبناته ...فتوجهت لأستقبالهم ...
وحين سلموا على فزة وبلقيس همست لأحداهن غامزة على بلقيس ..
ولكن الأخرى تجاهلت تصرفها .. ودخلت خلف باقي رفيقاتها لتقديم واجب العزاء ...
بلقيس لفزة :شفتي كيف تغمز وتأشر عليه قليلة الأدب ...أكيد تجيب في سيرتي قدامهم ...
فزة بعدم أقتناع بفكرة أن مريم ستتحدث عنها :يابلقيس وأنا أختك كبري عقلك مريم ضعيفة عقل الظاهر طايحة على راسها وهي صغيرة ...
تجلس بالداخل محترمة الحزن ... لأحد يحب أن يعيش موقف كهذا ..
هو صعب على كل المتواجدين ...من أكثر الأشخاص المثيرين للشفقة بعد أهل الميت ..حسناء التي وقعت بين المطرقة والسندان ...
ومنذ حضرت ونظرتها شاردة ودموعها لاتتوقف ...
حين وضعت والدتها يدها على ذراعها ألتفتت إليها لتخبرها :أنا بروح بمر على عزاء ولد محمد وأرجع بيتي ...أنتي خليتس هنا لأوصيتس زوجتس لاتخلينه ...
ووقفت لتسلم على صيته وفهدة وشعاع مودعة وتغادر ...
كانت قد سألتها قبل حضورهم هل حقاً ستحضر العزاء الآخر ..فهو يعتبر قاتل ..فوبختها قائلة أن الشيطان من دخل بينهم وأفسد هدواء حياتهم ..
وحين تفكر قليلاً ربما هم الشيطان الذي دخل بين العائلتين ...
لم تنتبه لمن جلست جوارها حتى رأت عينيها :فاتن ..
فاتن :وشلونك ياعمة عظم الله أجركم ..
جوزاء :أجرنا وأجرك ..مع مين جيتي ..
فاتن :مع خوات زوجي ..عمتي من الظهر وهي هنااا انتي متى جيتي ...
جوزاء :العصر مع أمي ... توها طلعت ماشفتيها ..
فاتن :إلا شفتها وسلمت عليها تقول بتروح العزاء الثاني صدق !!!
جوزاء :تقول ..
فاتن وهي تتأمل حسناء التي أخبرتها أخت زوجها أنها أخت القاتل :هذي صدق أخته !!!
جوزاء بضيق:فاتن خلاص منظرنا ماهو حلو ايه اللي قالك المعلومة صادق هي ماغيرها ...
وأخذت تردد أذكار المساء بينها وبين نفسها ..أفضل من الأحاديث بالآخرين في مجلس عزاء ميت ...
××عيشوا ترى الأيام ماتصفي لحيّ
وفكُّوا من الآمال….باب ودريشه
أمَرّ شيء….اليا تذكرت لك شيء
ودك تعوّد بالزمان…….و تعيشه
××
****
كانت تجلس مكانها متكتفه .. تبكي ..دموع لانهاية لها ...مازالت تتذكر الفجر حين جائها الخبر من أخيها الأكبر ...مساعد مات كانت ستبكيه مهما كان ...فهو أخيها ستحزن عليه ولكن أردفها بالكارثة قتل ولم يكن الشخص المرجو ...لقد قتل شخص لاذنب له إلا تواجده في المكان الخاطيء وتشابه ملامحهما.. قاتل الله الشبه ...
وسيبقى فياض متسلط عليهم وهذة المرة بينهم عداوة حقيقية ...
لن يذهب دم المنذر هباء متأكده أنه سيستخلصه من عروقهم ...
أما سلطان الذي قابلته بعد عودته من الدفن ... أكمل الكارثة بقوله :ماأبي أسمع شيء يكفي أن عيالي بيبقون طول عمرهم يعيرون بخالهم اللي ذبح عمهم ..أنا ماني قادر أخذ ولدي للعزاء عمه عشان باقي أعمامه مايتضايقون من وجوده ...
عيالي بيشيلون وزر عمايل أخوانتس ...
كانت مجرد خطة وفكرة ولكن حين تنفذت كانت مرعبة جداً ...فقد أزهقت روحين ..
وأشعلت نيران عداوة بين العائلتين قد لاتنطفيء أبداً ...
××الموت لا يوجع الموتى، الموت يوجع الأحياء××
****
جالسه بصبر وتجلد لاتشعر فيه حقاً ...شعورها الحقيقي... تود لو تصرخ حتى تتقطع أحبالها الصوتيه وتطرد كل المعزين غير معترفة بموت أبنها ... طفلها ...لقد كان طفل بالأمس متى كبر وشب وقتل ..
يالسرعة الحياة ..كما شاكسها وأغضبها وفلتت منها دعوة وأخرى عليه ...
كما لو كانت مغيبة في غيبوبة طويلة المدى ...مالذي حدث بينهما
حتى طال أمد الجفاء ...متى أخر مره أخذته بحضنها لاتذكر ...
كانت دائماً غاضبه منه وتصيح عليه ..
وجوده يجعل أعصابها مشدودة غاضبة أتجاهه ..
وذهب ليذهب كل شيء معه وتبقى حسرة كالجمرة في قلبها ...
لقد كان يسير بالأمس على قدمية وبجواره ذاك الحيوان المزعج ...
ينحني ليقبله مع فمه أمامها ليشاكسها فتصيح به يالنجس ...
وكانت هذه آخر عباره سمعها منها ..النجس !!!
ذهب لن يوجد المزيد من العبارات بينهما ...
أنتهى كل شيء لقد دفنوه تحت التراب ..
قطعة منها أصبحت تحت الأرض ..
الألم بعينيها مفزع .. واليقظة بروحها لافائدة منها ...فهي أشد وجع لأنها جائت بعد فوات الأوان ...
××راح ورحل راح ورحل ..وفي رجعته مالي أمل
الحزن في وجهي أكتمل ..رحمتك به يامن أخذته ××
****
تبكي ليلى ...وتنوح هي بأنين موجع ...وبنات فاطمة ماأن تجف دموع أحداهن حتى تذرف المزيد من الدموع ...ولكن كل هذا وجع وألم وتعبير عن المشاعر ...المنذر رحل للأبد ..ولن يعيده شــيء ...
وأشد ماتخشاه أن يكون لها ذنب بما حدث له ..
فهناك أحتمالية أن يكون سبب الحادثة هو الثورة التي تأججت بعد زواجها ...
فكرت للحضة ماذا ستفعل هل ستنتظر موت المزيد ..
هل تتخلى .. وتدرء المزيد من الكوارث وتحقن الدماء ...
هل تضحي بقلبها من أجل مصلحة الأغلبيه ..
شخص أو شخصين يتألمان بالبعد أفضل بالتأكيد من موت المزيد وألم الجميع ..
هذه أفكار أستباقية ولكنها لاتفارقها لحضة... تخيم على ذهنها طوال الوقت ..
حتى أصبحت غير قادرة على الرد على رسائل أحمد وأتصالاته الذي طلب منها أكثر من مرة أن تخرج له ليعزيها ...
ولكنها ماطلت وتجاهلت غير قادرة على مواجهته ...
تخشى أن يرى بعينيها الذنب ...
أو لاتريد أن تتعلق فيه أكثر ..بين هذين الأمرين يكمن سبب عدم رغبتها بمقابلته ...
××الموت كان أنك نويـت أعـتزالي طاوعت فيني قول حكاية الزور××
****
اليوم الأول من الفقد طويل لايكاد ينتهي ..ربما هي لم تشعر بهذا فهي لاتعتبر قد فقدت أحد ...ولكن تشعره بثقله على الأنفس ...ماأن دخلت جناحها الذي طال أمد غيابها عنه ..
ولكن كالعادة كل شيء بمكانه .. منظم ومرتب .. وجاهز لأستقبالها دخلت لغرفتها وأستحمت كان متعبة جداً حين خرجت من الحمام ... لاتفكر سوى بالنوم ولكن تذكرت فيتاميناتها فخرجت لتحضر لها الماء وتأكلها ...
لتتفاجيء فيه وبأبنتيه ... وكان يخاطب العاملة التي حضرت حامله حاجياتهن :خلي الأغراض بكره ترتبينها ...
وريف بأعتراف :ايش هذا بس سرير واحد ..تالا بترفسني وترفسني وتعطيني بوكس ...
بتال بضيق :نامي اليوم كذا وبكرة نتفاهم ... وأمر العاملة :دخليهن ينامن ..
تشعر أنها بمنتصف مكان شخص آخر وليس مساحتها الخاصة التي أستقرت فيها للشهور ..
حملت كأس الماء وعادت لغرفتها ... كان يستعد للدخول للأستحمام ولكن قبل أن يدخل أخبرها :لاتنامين ماسمعتي قصيدة الليلة ..
وجدت نفسها تقول من باب اللباقة :بتال ماأنت مجبور تقول شيء الليلة ...
بتال بأبتسامة باردة :لاتخافين متعود على الحزن ماعاد يأثر علي والموت صار واحد من خوياي ماعاد يفجعني ...
ودخل بعد جملته المرعبة ..
أستلقت وهي تفكر لو نامت قبل أن يخرج ستكون الأمور أفضل ومن مصلحتها ...فقصيدة الليلة تخشاها قبل أن تسمعها حتى ...
وكما توقعت لم تكن تلك القصيدة إلا قصيدة رثاء وحزن وهل تستطيع لومه :
ياللي تعزيني على فقد غالي ..
ماكنه الا حلم والحال مصدوم ..
ياحر كبدي راح ياويل حالي ..
من حر مافيني ليا طحت ماقوم ..
وأهل دمع العين لامن طرالي ..
زوله انا واياه واقول مرحوم ..
انشهد اني عنك ماني بسالي ..
انت الذي انخاك لاصرت مهموم ..
خليتني ياخوك قاعد لحالي ..
عقبك تراني منكسر منك مغموم ..
ماكننا نسري مع الليل تالي ..
وماكننا وسط البراري لنا حوم ..
لو فيه امل يرجع بيفديه مالي ..
والا انتخي ناسن زحازيح واقروم ..
استغفرالله من كلامً جرالي ..
ومحداً على وجه البسيطه يبي يدوم ..
الدايم المعبود محصي الرمالي ..
الواحد اللي فارج لكل مضيوم ..
يارب وأنت اللي خبيراً بحالي ..
ترحم ضعيفً وسط قبره ومختوم ..
كان قد جعلها تنام على ذراعه حتى تسمع القصيدة وحين شعر بدموعها سألها بتهكم :وش فيتس تبكين .. أنا اللي مات أخوي !!
ومن زود ذنوبي ماأقدر حتى أبكيه مثل كل الخلق ..
ماعدت أفرق الحزن عن الحزن ..تساوت بعينــي كل الأحزان ..
حاولت الأبتعاد عنه متعذرة وهي توليه ظهرها :بتال ماأعتقد ينفع ننام بنفس المكان ..أنت تكون عنيف بعد ماتشوف كابوس وماتضنمن ..
عاد يضمها قصراً إليه ويلصق ظهرها بصدره ويده تستقرأسفل بطنها :لاتخافين مهما فقدت تفكيري ..أحس فيتس ..تدرين وش تعتبرين وضعنا مثل الفيل اللي بيشحنونه ويحطون معه كتاكيت صغار عشان يبقى طول الوقت ثابت مكانه خايف لايوطاهن ..أنا الفيل وأنتي الكتكوت ...
حين وصل الأمر لمرحلة الفيل والكتكوت فضلت أن تتظاهر بالنوم وتعفي نفسها من أي حديث الليلة ...
××جعل كل حزن مرّ صدري من أسبابك ما يسألك ربّي عنه ولا .. تحاسب به .××
****
لقد أنتصف الليل ولم يزر عينه النوم أنها الليلة الثانية التي سيقضيها بدون نوم .. ليلة أمس بعد أن فجع بأخيه لم يحاول النوم من الأساس ..
أما اليوم فهو يتقلب منذ ساعات ولم يصل لراحة ..
وحين أتعبته المحاولة ..نهض من فراشه وأرتدى ملابسه وخرج ..
حين توقف أمام المستشفى تذكر روائح المعقمات المنفرة له وبرودة المكان هل سيحصل على راحته هنا ... نزل متجاهلاً أفكاره فقلبه من قاده إلى هنا .. لم يفكر أحد بأيقافه بل أصبح يلتفت رجال الأمن للجهة الأخرى وكأنهم لم يروه .. أبتعاداً بأنفسهم عن المشاكل معه..
حين دخل غرفتها ولاحظ العامله التي تغط في النوم غير عابئة بشيء : ايه والله لو تنسرقين بكبرتس مادرت عنتس ..
أزاح جسدها النحيل لأحد الجوانب قبل أن يستلقي بالفراغ الذي صنعه لنفسه ويعيد تقريبها منه بحذر حتى أصبح رأسها على جهة قلبه ..
حين طال به أمد الأرهاق والقلق سؤال رن في عقله المليء بالضجيج المتعب لحد الهلاك ... مالشيء الذي قد يريحك .. أين مكمن راحتك ..
من يجسد الراحة والأستكنان بالنسبة لك ...
وأي حدث قد يسرك بهذة الفترة ...
بسؤال الراحة فكر بها قربه ..يضمها إلى صدره .. تعانق أنفاسها أنفاسه ...
والحدث السار هو شفائها ...وبماأن جميع الأجابتين تعلقتا بها جاء لها ..
وهاهو يسترخي جميع جسده وتتوقف أعصابه عن النبض وأفكاره عن الطنين ...هو كمن يحلق فوق غيمة باردة ...
استيقظ قرب الفجر على صوت الممرضه المستائة جداً من وجوده وهي تتأكد من أوضاع مريضتها : صار فندق ماعاد هو مستشفى ... ياشيخ لو بحلف ماجاب لها المرض غيرك .. أنتم سبب كل بلاء في الدنيا ...
وأبتعدت بعد نهره بصوت عالي : لو سمحت أخوي هنا مو فندق ممكن تتكرم وتطلع من الغرفه وياليت ماتجي إلا بأوقات الزياره أو مقابلة الطبيب..
وخرجت وهي مستائة جداً .. وجود رجل بقسم النساء في هذا الوقت مزعج جداً للمرضى والموظفين على حد السواء .. لاتعلم لما بعض الأشخاص يعتقدون أن بأمكانهم تجاوز القوانين ويكون مسموح لهم بذالك ...
أعتدل جالساً بعد مغادرتها : اهب الله لايوليتس على مسلم ..
ناداها هامساً: خزامة .. يابنت ..
بعد أن فتحت عينيها : بروح اللحين وأرجع الليل ياويليتس لو ماأكلتي العيشة اللي تجيتس ...
أغمضت عينيها وهي تسمعه يقول : بذبح لتس بدال القعود أثنين بس شدي حيلتس .. ترى اللي تسوينه مايجوز .. تدرين أن أبوتس للحين مايدري أنتس مريضه وحاط بخاطره لأنتس ماعايدتيه ..
شعر أنها لم تعد تسمعه .. فنزل من السرير وأيقظ العامله ونهرها بقسوه : آلسي .. ومراقد جدي ..
حين فتحت عينيها وأعتدلت جالسه بسرعه رغم أنه ناداها باسم أخرى ... سألها بقسوه وهو يطل عليها بقامته الطويله : ليه مدام كذا .. ليه مافيه شور .. ليه مافيه سوي شعر .. هذا ملابس مستشفى مايبغى ... مدام ملابس جيب أنا تلبس .. فهمتي ...
وخرج ..لتفتح عينيها بعد خروجه .. أستيقظت ليلاً ووجدته ينام قربها ..
ظنت طويلاً أنها تتخيل ...هل حقاً قد يأتيها بدافع الحاجة وليس المسئولية .. بقى طوال الليل يقربها منه كل ماأبتعدت .. كل ماأعتقدت أنها فهمته ووضعت علاقتهم بإطار معين نفى كل فرضياتها بحركة منه أو تصرف غير متوقع ...هي سعيدة أنه مازال يفكر فيها برغم من زحمة المصائب التي يعيشها حتى لو كان هي أحدها ..
××اللي يبيك يجيك لو دونك ،، قيود يكسر على شانك خشوم الصعايب واللي يبي فرقاك لو دربك ورود ما جاك لو إنك من أدنى القرايب××
****
كان يحوم حول ساحات القصر الشاسعه بحثاً ..لقد مضى على بدأه بالبحث ساعتين .. بحثت عنها الشرطه من قبله وطلبوا تسليمها حين الحصول عليها وبحثوا عمال القصر وحتى اللحضة لم يجدها أحد ..
ذهب للجهة البعيده من ساحات القصر كانت مليئة بالأشجار الغير منظمه .. وهو المكان الأكثر مناسبه للأختفاء فيه ..
جلس واستند بظهره على أحد الأشجار .. مترقباً ظهورها .. ومن طول الأنتظار سرقه النوم .. حتى استيقظ على أنفاسها النتنه .. وفحيح مرعب ..
فتح عينيه ليجدها أمامه مباشره بعينيها الزرقاء التي تشبه اللهب الأزرق ...
رفع يدينه مستسلماً وكأنها تفهمه : جيتس بهدنة ماني بعدو ..
كانت متأهبة للأنقضاض عليه .. ولكنه عاد يحدثها : ماتفهميني صح وش اللغه اللي يهرجتس فيها .. حسبي الله على أبليسهم كان خلوا حتى الحيوانات عجم ...
كانت تنظر بعينيه ويشعر بأنها تحاول التعرف على رائحته ..
لاتشمي كثيراً فقد تكتشفين رائحة دماء قريناتك اللاتي كنت أتفنن بقتلهن ...
حامت حوله قبل أن تقرر مغادرة المكان ...
زفر براحة لقد أعتقد للحضة أنها ستهاجمه ...
عاد بتلكأ للقصر ونام بأحد الغرف الخارجية ..
حين أستيقظ للفجر أكتشف أن هناك من كان ينام بالغرفة الأخرى
ولم يكن سوى زوج عمته الغير مفضل ...
لاحقاً كان يجلسان مع جده وأعمامه .. مابين قهوة وطعام أفطار قبل أن يتوافد المعزين المبكرين عليهم ...
حين فكر بالأنسحاب وجد ذاك خلفه :هجرس إذا ماعليك أمر .. تقدر تنادي لي عمتك من أمس وجوالها مقفل والورعان أرسلهم وشكلهم ينسون الرسلة ..
هل هو أحمق أم يتظاهر بعدم الفهم بالتأكيد لاتريد التواصل معك ...
هجرس بمجاملة :ابشر على هالخشم ..
وأدخله للمجلس الداخلي لمنزل جدته شعاع .. قبل أن يتوجه لصالة وهو يقول :ولا وحده منتسن تروح للمجلس فيه رجال عاد أنتن تحبن الطلعة بوجيه الرياجيل ...
أحد الجالسات أرادت الأنقضاض عليه لأنها تعي أنه يقصدها ..
قبل أن يطلب من مسك :طيب ..روحي نادي عمتي أسماء قولي هجرس يبيتس ...
ليجلس ويصب لنفسه فنجان من القهوة الموجوده ويسأل بأستنكار:ذولي وش عندهن لابسات عبيهن ..
شعاع بأستنكار :ليه ياوليدي تبيهن يجلس قدامك مفرعات ..
وهي من لاحظت أن ياسمين لم تغطي وجهها كأخواتها ولم يعجبها تصرفها فأين حياء الفتاة مهما كان هو لم يصبح زوجها حقاً ..
هجرس :الله يعني ألبسن عباياتهن يوم سمعن حسي ..
شعاع التي فهمت مقصده :ايه بيروحن مع أبوهن بيردهن معه لديرتهم ..
كانت تحدق فيه بحنق ليس كأنه يتجاهلها أيضاً يرمي عليها الكلام ..
إلا يكفي الحزن على خالها ..وضغط والدها الذي يجبرهم على العودة معه باليوم الثاني من العزاء ... فهو لن يتحمل مصاريف الطيران لهن..فقط لوالدتهن التي ستجلس لحضور عزاء أخيها وسيبقى معها أصغر الأبناء أصيل وألماسه ...
وقف بشكل مفاجيء وهو يقول :لجت عمتي قولوا أحتريها بالمجلس ...
ماأن أبتعد حتى سألتها جدتها بأستنكار :ياوليدي ترى عيب تكشفين وجهتس قدامه توكم خلي لين تعرسون وأكشفي له زي ماتحبين ..
ياسمين :جدة تخيلي أكتم نفسي عشان الحياء والعادات ..
شعاع بعدم أستحسان لردها :آه بنتاخي ليلى ..
أرسلت لأختها :شفتي كيف يتجاهلني ويرمي علي حكي ..
يارا بدورها ردت مشاكسة :بنت ماشاءالله هجرس مرة نظف وطالع
زي القمر الصدق لك حق تغارين عليه ...
كان تحدق فيها بنظرات حادة حانقة ولكنها لم تستطيع الحديث ..
وتلك تضحك بخبث .. ياسمين الخرقاء لقد وقعتي في حبال الحب ..
أهلاً بك ضيفة جديدة في عالمه ...
××قل للقلوب اللي تناست وفانا طابت خواطرنا من اللي يغيبون !××
****
كانت تجلس مع والدتها التي لم تنام ليلة أمس بأكملها والضغط لديها لاينزل أبداً ...
قالت بلطف :يمه نروح المستشفى ..
فهدة المستلقية ويدها فوق راسها :أطلعي وخليني برتاح لي شوي ..المستشفيات مانفعتني بشيء ...
خرجت بأرهاق من كل شيء بالحياة ..
↚
لتجد مسك تنتظرها بالخارج :خالة هجرس يبغاك هو بقسم جدتي شعاع ..
لحقت بها معتقده أن هجرس ربما لم يعزيها أمس فهي لم تكن بتركيزها فلاتتذكر من عزاها ومن لم يفعل ...
حين وصلت هناك أخبرتها يارا:ينتظرك بالمجلس ..
وحين لاحظت ماترتديه :وين بتروحون ...
يارا :بنرجع مع أبوي لدمام ..
سلمت عليهن مودعة قبل أن تتوجه للمجلس حيث هجرس وماأن وقفت على الباب حتى فهمت غبائها لقد اشتمت رائحة عطره الهادئة ولكنها مركزة كفايه لتملء المكان :السلام عليكم ..
أحمد الذي كان مشغول بهاتفه ولكن وقف ماأن رآها : وعليكم السلام ..
وأقترب حين رآها لانية لها لدخول وحين رأت حركته دخلت مغلقة الباب من خلفها لأنه يفتح على الممر الذي ستخرج منه الفتيات ..
أحمد وهو يضع يدها على كتفها :عظم الله أجرك ..
قبل أن يضمها لصدره بحث عن هذه اللحضة الأمس بأكمله ..
يتخيلها تكتم مشاعرها تنوح من الداخل من غير دموع ..كما عرفها بالأيام البسيطة التي عاشها معها ...ويتخيل طحنها لأسنانها ليلاً من شدة الضغط التي تكبته داخلهااا ...
كانت قد أكتفت من الدموع .. وأبتلعت عبراتها ...فآخر ماذرفته كان بعد صلاة الفجر ..بكت طويلاً حتى شعرت أن روحها خفيفه مرتاحة مستسلمة للقضاء ...ولكن الطريقة التي عاملها فيه أعادة الدموع لعينيها ..
وهي تفكر بما كان يشغل بالها منذ الأمس ..
هل كان أرتباطهم السبب بكل ماحدث ...
تود لو تشاركه أفكارها ...تريد لشخص أن يستمع إليها ..ولكن مازالت غير قادرة على فهمه وكيف سيتقبل فكرة كهذة منها ...
هل سيعتقد أنها هي من تضع هذه الحواجز والعقبات لأن لديها مآرب أخرى ..
جلس وهو يمسك بيديها ليجلسها جواره :كيف عمتي !!!
أسماء بتنهيدة :من أمس ضغطها مرتفع وماتبغى أحد عندها ولاتبي أحد يكلمهاا .. ماجلست أمس بالعزاء لين جت عمتي أخت ابوي ونزلتها ...
أحمد بمحاولة لتفهم :يمكنها من الناس اللي يحبون العزلة بأحزانهم ..
صمتت هل تشرح له العلاقة كيف كانت بين والدتها وأخيها ..
ولكن مالفائدة من شرح أمر قد فات ومضى ..صمتت أحتراماً للمنذر
في حياته لم يكن يحب أن يتحدث أحد عن أموره ومن باب الستر لايحق لها الحديث عنه بعد موته ...
عاد ليقول :اليوم بحضر العزاء بس يمكن أمشي بعد العشاء ...لو أحتجي شي قولي لي وبعدها برجع الخرج .. أنتي خذي راحتك مع أمك أكيد هي محتاجتك هالفترة ومتى مابغيتي ترجعين أتصل علي ..
ووقف ليغادر ولكن ألتفت عليها فجأه :امممم أسماء .. عارف أنه ماهو وقته ..بس ..
وقطع حديثه بأن عاد وضمها إليها بشدة وهو يهمس :بشتاق لك لاتنسيني ...
وأبتعد عنها ليخرج فجأه ... حتى قبل أن تتأكد له من خلو الطريق ..
ضغطت قبضة يدها على صدرها ..لما قال عبارته الأخيرة ..هل قادته أفكاره لنفس الطريق الذي وصلت إليه بأفكارها ..
هل يخشى هو أيضاً القادم ..هل يشعر بالخطر الذي يحيط بهم ..
عادت لتلقي نفسها على الأريكة خلفها ..ماذا ستفعل لو قرر أبيها أن ينتهي كل شيء ...لأن الخطر أصبح يطال أبنائه ..
ماذا لو فكر أن الأبتعاد عن معاداة باقي الصوارم هي الهدنة التي ستحفظ له سلامة عائلته ..
هل ستستطيع الوقوف بوجهه .. أو بوجه أي من أخوتها ..
ستجن لو حاولوا حرمانها منه .. سيحكمون عليها بالموت البطيء ..
لاتستطيع التخيل أنها ستعود لعيش حياة خاليه منه ...
ولايحق لأحد فعل هذا فيها ...
كانت تجلس بأنفاس متلاحقة والغضب يشع من عينيها وكأنها تعيش اللحضة قبل حدوثها ...
××ممتليّ صدري كلام ولا عرفت أقوله من يعبر عن شعوري بالنيابه عنيَ××
****
أبعدت الهاتف عن أذنها وعادت تحدث الطفلة بهدوء :وريف حبيبتي ممكن تلعبين بهدوء ..يعني أنتي بنت حلوة وأميرة تقفزين مثل الأولاد ليه ...
وريف وهي تدور حول نفسها :أنا احب ألعب كذا ..
زفرت بضيق وهي تعود للمكالمة :ايوه ياهيفاء ..أتوقع فهمتي ..اييه ..عاد حنا اذكياء ماشاءالله ..ونحفظ الكلام ونقدر نوصله ..فاهمتني ...مافيه راحة ياقلبي ..طيب أنا جالسه بغرفتي .. ايوه .. ماأدري ماراح اضغط عليه على قولتهم ماهي حلوه أكون أنا والزمن عليه ...أستغفرالله ..من جدك أنتي والله مافكرت بهالموضوع ..يعني مو عشان مصلحتي أفرح بموت أحد ..
على الطرف الآخر هيفاء :ماأقصد تفرحين بس صدق موضوع أخت عبير هذا صار مستحيل ... وواضح من يوم جاب بناته ورماهن عليك ..خلاص
غض نظر .. أحس أني جالسه أزيد الطين بله ..فكينا من هالسالفة ..الصدق قبل كنت ماأقدر أتكلم من ازعاج عيالي اللحين أنتي اللي مو قادرة تتكلمين ..خلاص أذا بتروحين لأمي كلميني عشان نتكلم براحتنا ..لا أجي بكرة مع خالتي ... يالله مع السلامه ...
تعيد التفكير بما قالته هيفاء هي محقة نوعاً ما ..
وبعض الحقائق جارحة ... أجل أحضر بناته وتركهن عندها ..حين فقد الأمل من الأخرى ..هل كان لديه طوال هذا الوقت أمل بالزواج منها ...
كم أنتي محقة ياهيفاء .. بعض الأمور على شدة سوئها يكون وسطها مصلحة مخفية ..كهذه القضية المرعبه جاءت من مصلحتها
فقد فسدت العلاقة بين العائلتين للأبد ..
××شاري مزاجي ولا أدور على الزله وماخذ كلام البشر على حسن نيه××
****
قبل الظهر بقليل كان قد استيقظ من نومه الذي أكمله بالمنزل بعد أن أستعاد راحته وأستقراره النفسي بقربها ..
أعد له قهوة سوداء بطريقه عشوائية وترك المطبخ بفوضى من بعده ..
جلس وهو يضع قدم على أخرى ويشعل سيجارته :
ايه لو انتس هنا ماشبيتها بس وش السواة هذي هي الدنيا ...
رن جرس منزله تجاهله لمرتين بالمره الثالثه ذهب ليفتحه بأنزعاج .. ليقول بعد أن رأى القادم : أقلط ماعندك أحد ...
وعاد ليجلس مكانه ويشرب من قهوته وبيده سيجارته ..
القادم فتح النافذه وجاء ليجلس مقابل له : ماجيت المجلس ..
فياض : بجي العصر .. وش مستعجلين عليه ...
سأله بتردد فتصرفاته أمس معه بدى وكأنه سامحه من عناقة له في المقبرة وتجاوبه معه طوال اليوم ولكن هذا اليوم بدى بشكل آخر : سامحتني ولا بعدك أخذ موقف مني ..
فياض الذي أصبح يتبع نهج جديد بعلاقاته خصوصاً مع كارثة موت المنذر الذي مهما حاول الآخرين تبرأته منها يرى نفسه المسئول الأول عنها...
هو المقصود يعي هذا جيداً وقريباً سيصحون من غيبوبة حزنهم ويشيرون بأصابعهم عليه متهمينه بسبب فقد المنذر ..فهو من ضغط على أبناء محمد وأستغل سلطته ضدهم : ماني بزعلان من أحد ولاحاط في قلبي عليك ولاغيرك بس هذي هي حياتي الجديدة خلك بعيد غلاك يزيد ..
بتال بضيق وهو يشعر أن معنى كلامه موجه له : على أخوانك ..
فياض بصرامة : وعلى اللي خلفوني بعد ..
أطفأ سيجارته : بكرة أنتم اللي بتشكروني على بعدي عنكم ...
شرب جرعه من قهوته قبل أن يستدرك كرم الضيافه ويسأله : تبي قهوة ؟!!
رفض بأشمئزاز من منظر القهوة : لا ياأخوك عساها صحة وعافيه على قلبك .. فياض لو أحتجت شيء أنا موجود اتصل علي بأي وقت حتى لوأنك تبي البعد أنا ماأبغاه ...
تجاهل الرد على عبارته وتحدث عن أمر آخر وكأنه يصر على أبعادهم وهذا الأمر لم يلاحظه وحده والده ذكر الأمر وسلطان أيضاً الجميع يعتقد أن فياض يخطط لأمر ما ...
ماأن خرج بتال من عنده مودعاً ...حتى أتصل بالحسن :هلا وأنا أخوك كيف أصبحت اليوم ..عندك أحد ؟؟ ..طيب وش سويت باللي طلبته منك ...
ضروري وأنا أخوك ضروري لاتخاف من شيء سوي اللي قلت لك عليه ...كلها ضغطة زر .. وبكرة نكمل الموضوع بالمحكمــة ..أزهلها .. ماتقدر تسوي هالشي عشان المنذر !!! ..
كفو أصلاً أنا عارف من البداية من أطلب ..
أنهى المكالمة وحد أسنانه ببعضها :أحتروني يومين وبتقوم القيامة على روسكم ياعيال محمد ...
××بالصدر أسرار ماتدري من تحاكي وبالعين ألف لمحه مالقت فاهم××
****
بالمجلس الذي يستقبل فيه عزاء أبنه ...يبقى صامداً لايظهر الوجل الذي أجتاح قلبه ..والكسر الذي طال صبره .. هو مكسور ...ليس لأنه فقد أبنه فقط .. بل لطريقه التي مات فيها ..
كيف أستطاعوا أرتكاب شيء كهذا ضده ..
لقد عاش طويلاً وهو يضعهم موضع الأخوة والأبناء ...
كم وقف بوجه المصاعب من أجلهم ...وكم خاطر وجازف بروحه وبأبنائه ليحفظ أرواحهم وأبنائهم ...
بعد كل هذا العمر وبعد أن شاخ وأنكسرت شوكته ... قهروه بأبنه ..
يعلم أنه لايستطيع أن يأخذ الجميع بذنب واحد ..
ولكن الأمر كان قد أبتدأ قبل قتلهم المنذر .. قد بدأوا بمعاداته ..
وتم أطلاق النار على سيارته من قبل الرعاع منهم ...
وبالتأكيد لم يكونوا ليجازفوا بفعل ذالك إلا بعد أن وجداو التشجيع من كبارهم ...
مؤلم الأذى حين يأتيك من قريب بل هو أشد مضاضة ووقع على القلب منه لو جاء من عدو ...
والكسر الآخر ووجعه الأشد أنه شعر دائماً أن المنذر لم يحظى بحياة هادئة ...بدى دائماً.. كتائه ..ضال.. وكأنه يحوم بالأرض بلا هدف ..
كان قبل شهر بأوربا ...وجاء قبل أسبوع ليخبره أنه قد وجد عمل
بجامعة بأحد ضواحي نجد ..حين ذكر أسم المحافظة فكر طويلاً مالمستقبل الذي ينتظرك لتدفن نفسك هناك ..
وكان ينتظر الوقت المناسب ليناقشة بأختياره..
ولكنه دفن حقاً تحت الأرض وليس على سبيل التعبير وأسرع من المتوقع ...
مسح دمعه سقطت على غفله منه وأبتلع عبرته وهو يتناول الفنجان الذي مده له القهوجي الذي على عكسه لايكافحه دموع ..منذ الأمس وهو يدور بعينية الدامعتين ...
أجلى حنجرته وسأل الأقرب له بالمقاعد من أبنائه :وين أخوك ...
فزاع أخذ نظرة سريعة على المجلس ليفهم من المقصود ويال غبائه من لم يحضر واحد فقط :بيجي ياأبوي جاااي بس كان راقد له ليلتين مارقد ...وأمس شب عليه ضرسه ...
زفر بأرتياح حين أكتفى والده بهذة الأعذار ..
وفياض مازال غائب .. ماذا يعتقد أنه يفعل .. وهو من يعي جيداً أن والده سيفتقده بسهولة ..
عاود التراسل معه ...كان فياض يرد عليه في البداية ويخبره أنه قادم وبعدها توقف عن الرد عليه ...
كان سيغلق هاتفه ويعيده لجيبه حين لاحظ محادثة جديدة من زوجته التي لا تنتهي أحاديثها ...ليجدها تسأله ((حبيبي عادي اليوم أروح مع أهلي هم بيجون يعزون ويمشون بعد العشاء.. تعرف ماشفتهم بالعيد أوعدك أرجع وأحضر عزاء بكرة ))
كان سيتجاهلها ولكن أخذ يكتب بحنق : (( ماشفتيهم بالعيد غلط مين ...يوم حرمتيني من شوفت أخوي ومن العيد مع أهلي ... أنثبري محلتس وأهلتس شهر ماتروحين لهم ماهو اليوم بس ))
حانق بشده ..ويشعر بالألم أنه لم يقضي الأيام الماضيه مع أخيه قبل موته
لماذا لأن مريم قررت أن تقضي العيد بعيداً عن العوائل ووحدهما مع أبنتهما كم أقنعته وبأحد المناطق الساحلية ..
وهو بكل حماقة جاراها ...
لايستطيع أن يعفي نفسه من المسئولية هو أيضاً كان مرتاح بتلك الرحلة ..
ولكن بعد أن وصله خبر أخيه وهو بعيد عنه كاد يجن من القهر والغضب ..وصب جم غضبه عليها وعلى أقتراحها الذي أعتبر أن المقصد منه أبعاده عن عائلته ...وعلى عكس تخيلاته لقد تحملت كل ماجائها منه بصبر ...على غير عادتها ..
عاد من أنغماسه بأفكاره على دخول فياض أخيراً ...بأمكانه الآن الشعور بالراحة .. فسؤال والده بين حين وآخر عن فياض يشعره بالضغط ...
××ما تنفع الذكرى ولو تبكي العين اللي خذاه الوقت ماهو راجع ××
****
كانت مستلقيه بسريرها عينيها تحدق بالسقف ولكنه كأنها ترى أبعد من ذالك ...وحلم البارحة فيه لايفارقها ... فحين أعتقدت أن ليلها طويل
ولن يزورها النوم نامت لتحلم فيه ...
كان قد جائها كعادته ولكنه لايتحدث ..وحين تناديه يصد عنها وينظر للجهة الأخرى ...حزين غاضب منها بالتأكيد ...
كان له هذه المره نظرة طفولية تذكرها فيه حين كان طفل ...وأخبرته أنها ستنجب له أخ ... كان ينظر لها بهذة الطريقة المعاتبة ..
نظرة طفل يخشى أن تنساه أمه بعد أن تنجب له أخ ...
وحدث ماهو أفضع وأقسى من هذا ...لقد كسرت قلبه بأبعاده المفاجيء عن حضنها بعد أن كان صغيرها المدلل ...
هو طفل لم يفهم موقفها فأصبح شقي مشاكس ليلفت أنتبهاها ولم تتحمل هي تصرفاته الجديدة فقست عليه وتجبر قلبها حتى أصبحت لاتراه كطفل بل عدو مشاكس مزعج مرهق ...يتصرف كالشيطان لايشبه أبداً بتال المسالم المطيع ...
ولم يشبهه الحكم الذي جاء أيضاً هاديء الطباع ...
فحين كبر وسطهما كان كالخروف الأسود بين باقي القطيع ..
لم تتقبل أختلافه ولم تستطيع أن تتفهم أسلوبه الذي كان المقصد منه تذكيرها بوجوده ...
وبعدها مرحلة المراهقة وتأزمت العلاقة أكثر فأكثر حتى رفعت يدها عن تربيته بالكامل ورحل للقسم الآخر من المنزل ...
وأبتعد وأبتعدت صد وصدت .. حتى رحل وتركها للأبد ...
تعيد ذكريات مريرة تبحث وسطها عن طفل أفلتت قبضته بلحضة ضعف منها ففقدته للأبد ...
أغلقت عينيها حين شعرت بدخول أحدهم عليها ...لايكفون عن محاولة أنتشالها من وضعها ...
يحرمونها حتى من لحضات الحزن عليه ...
كانت فزة هذه المرة حاولت أيقاظها وهي تطلب منها تناول الطعام
تحدثت كثيراً بأسلوبها المعتاد وحين لم تجد منها رد دعت لها بالصبر والجبر وخرجت ...
××يا صعب وقتي دون حسك وطاريك ويا صعب حالي كيف حالي بدونك ××
****
كانت كالمجنونة طوال اليومين الماضيين تصعد لغرفة السطوح تتأكد من خلوها من أثار مساعد ثم تعود فتنزل ...
فتذهب لتحقق مع الخادمة لتتأكد أنها لم تلاحظ شيء وتلك تجيبها بهدوء وكأنها تعي أنها غير طبيعية ...
لاتستطيع النوم من الهم الذي تشعر فيه ...حتى والدتها لم تستطيع رؤيتها إلا لدقائق من خلف الزجاج وعادت راكضة لمنزلها ...
تخشى للحضة أن يعود سلطان ويكتشف شيء ..
أخواتها وزوجات أخوانها يتصلون ليوبخوها على عدم حضورها للعزاء وأن الناس تسأل عنها ...
تريد أن تتماسك ولاتستطيع ...هي فقط من تعرف الصورة كاملة ...
تخشى أن يبحثوا بمكالمات مساعد ...
ستكون الخيط الذي سيدلهم عليها ..
لو فتحوا المكالمات وأستمعوا إليها ستدينها ...
لقد قالت له أن فياض بالقصر لوحده ..كانت الجملة واضحة ...
فكرت أن تتواصل مع محامي وتسأله إذا كانت هذا العبارة تدينهااا ..
ستجن ..ستفقد عقلها ... تعجز عن التصرف بشكل طبيعي ..
حتى أبنائها أصبحوا يخشونها من كثر ماصاحت فيهم ...
××ماعاد تفرق سود الأيام لو جات أسود من اللي فات ماظن باقي .××
****
ماأن حل اليوم الرابع على موت المنذر ...حتى أشتم جميع من كان بشارع أبناء محمد رائحة الدم ... فقد كان ذاك المربع السكني يحتوي منازل الأخوان صالح ومصلح ووالدتهم وعمهم وبعض أبناء عمهم وعلى الشارع المقابل بعض الصوارم من أقاربهم ...
مقطع جريان الدم بالشارع أصبح سريع التداول بينهم ...وتحته عبارة ((فياض بن عقاب يقول ذبحت ثلاثين تسلب وسيلت دمها بشارعهم عشان أبر بحلفي .. نسيت أن لهم ثار مع التسلاب ولاذبحت ضباع بدالها ...)))
كان يصيح بوجه أخيه بقهر :حتى متى بنعيش بهالقهر ... جالس يعايرنا ...مالي وجه أطلع قدام أحد .. حتى العيال قدام المسجد مسخروني بسالفة ثاركم مع الكلاب ...
صالح بحلم :وأنت شايف أن لك حق تنقهر .. يافيصل لاتسوي سوايا أخوانك... وإذا قالوا ثاركم مع كلب ولا مع سلقي .. أخوك ذابح أخوهم ... مالهم حق يطلعون اللي بقلوبهم على أهل ذباح ولدهم ...
فيصل بحنق :ماهو هذي وبس هم قاهرينا أول وتالي .. مايفهم قهرنا إلا مصلح ..طول عمرك أنت وأمي موطين روسكم لهم ...
صالح بعدم أستحسان :حتى أمك لحقتهااا !!! ..مصلح مانفع نفسه ..هذي هي طاحت عليه .. يوم يسلم واحد مثل مساعد سلاحه ...أسمعني زين يافيصل مصلح ماعاد له كلمة عليك ... والله لو عاد تسمع شوره لاعاد أنا أخوك ولاأعرفك ...
خرج فيصل المتذمر ...وبقى هو يحترق بأوجاعه .. والدته سقطت مريضة بعد أن وصلها الخبر وحتى اللحضة لم تستيقظ ..على مايبدو دخلت بغيبوبة سكر كما أخبره الأطباء ..
أخته في ورطة كبيرة مع زوجهاا .. ومن الأمس تنوح بأن بيتها أنخرب من تحت تصرفاتهم ...
وهو من يقف بوجه المدفع ..هو الملام على سوء تربية مساعد ..
لأنه واجهة أخوته وقد طال هذه الواجهة الكثير من التشوية بسبب تصرفاتهم الرعناء ..ولكن أمام الآخرين هو كبيرهم الذي من المفترض
أن يردع جنون تصرفاتهم ووقاحة أفعالهم ..ضد أصحاب المعروف عليهم ..
××شدّيت حيلي….وانكسر ظهر الأيام وشالت عصاها وانكسر ظهر حيلي××
****
اليوم الخامس من وفاة المنذر اتصل بمحامية : أبدأ بأجرائتك..
أنهى المكالمة المبكرة جداً وهو بطريقه للمستشفى ..
على الطرف الآخر إدار أول رقم مسجل عنده وحين فتح الخط : السلام عليكم أستاذ صالح محمد معك محامي فياض بن عقاب .. الأستاذ فياض يطالبك بأرضه اللي تقيم منزلك عليها ومنزل والدتك تحبون تدفعون قيمة الأرض ولا تطلعون من منازلكم .. بالنسبة للأستاذ فياض هو يفضل يحصل على أرضه بيبني عليها قصر مثل قصر أبوه الله يحفظه …
ماأن أنهى المكالمه حتى شعر بألم أعلى صدره: حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل …
****
ذالك الصباح كان قد بلغ الغضب داخله أوجه ..
صاح بالمدير المناوب وطاقم الأطباء وكل من له علاقه فيها ..
منذ يومين أصبحوا يخبرونه الأستشاري قادم أعتبر الأمر منتهي ولكن هذا كبنج موضعي ... ليصمت عن مطالبتهم بإيجاد حل لوضع زوجته المتردي ..
كان بأسوأ أحواله حين لاحظ وقوف طبيب شاب يبدو حديث التخرج يطرق على باب غرفتها .. ولإنه فقد طاقته بصياح المبكر سأله ببرود: وش عندك يالأخو ..
تفحصه الطبيب بنظره مبتسمه قبل أن يخبره : جايها بموضوع شخصي أنت ولي الأمر !!
فياض بنفس النبرة الفاترة :نعم أنا زوجها ..
الطبيب بأبتسامة لاتفارقه : طيب تقدر تعطيها خبر أني بدخل عندها ..
أتوقع صاحيه لأني منبه عليهم مايعطوها المنوم بقابلها..
هناك شيء بهذا الطبيب يجعله يتصرف معه بهدوء ..
كانت رضا تصلي الضحى وهي تنام بسريرها وعينيها للسقف .. أخبرها : الدكتور بيدخل ... لفي حجابتس ...
ونادى عليه سامحاً له بالقدوم بعد أن ساعدتها والدتها بلف حجابها أما هي لم تكن مهتمه ..
الدكتور : السلام عليكم .. كيفك ياأمي ؟؟ وكيف مريضتنا ..
رضا بتحسر : والله ياولدي ليت أنتم تعطونا الأخبار الكويسه وتطمنوا بالنا..
هز راسه متفهماً ووجه حديثه لها : كم عمرك ياخزام ؟
لم ترد .. لكنه أخبرها : ملفك عندي وأعرف عمرك بس حاب أسمعه منك ..
أيضاً لم تتجاوب معه ..
الدكتور: أفطرتي ؟؟
وحين لم ترد : طبعاً لا لو جربتيه كنت بسألك إذا لاحظتي أختلاف بالطعام المقدم لك..
رضا بأستياء من أسلوبه وهي التي أستبشرت خير بدخول طبيب جديد عليهم : ياولدي والله موضوعنا ماهو بالأكل كلها نعمة ربي كل اللي نبغاه تشخيص لحالة بنتي .
الطبيب :أخلافك الرأي يمكن كل موضوعنا بيكون الأكل ...تسمحين لي بسؤال ياأمي ...من وش تتحسس خزام ..بالنسبه للأطعمة ..
رضا بحيرة : والله ياولدي ماني فاكره أنها تتحسس من شيء ..
الطبيب: أنا متأكد أنها كانت تتحسس من أشياء كثيره صح ياخزام .. كيفك مع البيض يهرشك جسمك بعد ماتأكلي حاجه فيها بيض وينتفخ بطنك لما تشربي الحليب .. الطماطم والباذنجان تثقل عليك بعد ماتأكليها سنوات وأنتي كذا .. الرمان يطلع لك طفح على جسمك .. والكثير من الأطعمه لك تاريخ غير مبشر معها ... وأنتي مستمره بأكلها .. كلها شوية حساسيه تتحمليها بس ماتحرمي نفسك من الكيك اللي فيه البيض والحليب ..
ولا من عصير فاكهتك المفضل ..
بس حتى متى جسمك بيتحمل ... جسمك توقف عن المقاومه ... وأصبح يهاجم نفسه كل مره تأكلي فيها طعام مايناسبك .. كنتي تتحسسي من إشياء بسيطه لكن القائمة صارت أطول لأنك ماتوقفتي بالوقت المناسب ...
كان يستمع بأنصات تام ... منذ البدايه لم يريد مقاطعته لأنه يتحدث بثقه وكأنه يعرف جيداً عن مايتحدث ...
بل يشير بيديه ويشرح بأنسجام وكأنه يستحضر بخياله مايحدث حتى داخل الجسم نفسه ...وأخيراً هناك من يتحدث بمنطق ووضع العلة ويتمنى أن يجدوا عنده الدواء ...
الطبيب الذي شعر أنه أسهب ويجب عليه تبيين المرض والعلة : مثل ماشرحت المشكلة بالغذاء كان الموضوع بيكون حله أسهل وأسرع لو ما وصلنا لهالمرحلة .. الحين مضطرين لأستخدام الأدويه بالأضافه للحمية الغذائية اللي بتكون على طول العمر..
رضا بفرح وأستبشار : يعني بنتي بتتحسن يادكتور ..
الطبيب : ان شاءالله ..هي بس تلتزم معنا بالحمية الغذائية والأدوية والموضوع بيتيسر بأذن الله ...
رضا التي كانت قد تخيلت أسوأ الأمور وأبشعها أخذت تبكي من شدة الفرح أن الأمر كان أسهل وأبسط من ماتخيلت ...
الدكتور :يالله قدامها العافية مريضتنا وأنا أن شاءالله براقب وضعها الأيام القادمة ...أهم شي تأكلي ياخزام الطعام اللي نقدمه لك .. راح يجيكم الطبيب المسئول ومعه قائمة الممنوعات ...
بعد خروج الطبيب :هاه شفتي الحمدلله طلع الموضوع حساسية وبتخلص ان شاءالله ..
خزام برد يائس على عكسهم لم تشعر بأي تفاؤل ولاتصدق من الأساس أن سبب مرضها هو التحسس من الأطعمة :يعني على أساس أنا بصدق تشخصيه الغريب .. أنتم مو فاهمين شيء ماتحسون باللي أحس فيه ولا حتى الطبيب يحس بالألم ودرجته ... مستحيل يكون هذا حساسيه من الأكل ...
الكلام سهل بس تعالوا صيروا مكاني بتفهمون الفرق ...
رضا التي شعرت بالضيق من أبنتها :يابنتي تفائلي خير هذا طبيب درس سنوات ويتكلم من خبره وشهادة .. والحمدلله اللي جعل سر حالتك ينكشف على يده ...
فياض بعصبية :اسمعي عاد هالدلع خلصنا منه ...بتأكلين الأكل اللي يعطونتس وتأخذين الدواء وماهو برضاتس غصب عليتس ...
إذا ماأنتي راحمة نفستس أرحمي الناس اللي شايله همتس وتراكض عشانتس ...
خزام بنفسية سيئة :أتركوني ورحوا خلوني أموت هنا وأرتاح مالكم شغل فيني ...
حين لاحظت أحتداد الأجواء وشعرت للحضة أن فياض قد يستخدم القوة لأطعامها طالبته بترجي :ياأبني روحي وسيبها بنتي وأعرفها عنيدة وماتجي بالقوة ..
فياض بأنزعاج :ايه دلوعها أنتم وأنا اللي أكلها ... يومين معتس يومين وبطلعتس من المستشفى تمشين على رجولتس ولا لو أدفتس بسريرتس ماعاد فيه جلسه هناااا ...
حين خرج تذكر رسائل الأخرى المزعجة التي لاتتوقف عن التوارد عليه فتوجه حيث شقته ..
حين دخل كان الأضائات مغلقه :ايه نوم بالنهار وسهر بالليالي ...
دخل عليها الغرفة بطريقة فجة ولم تتحرك مكانها ...ناداها حتى أستيقظت ...وهي ماأن أدركت وجوده حتى تحولت ملامحها من البرود إلى السعادة ..
وبنفس اللحضة بزغت لذهنه نظرة خزام الغاضبة وملامحها العابسة حين تكون على خلاف منه ..
أبتسامة من جميلة مقابل ملامح عابسة من أخرى لما تفوز الثانية بجعل قلبه يخفق حتى بأشد حالته عصبية وغضب ...
أشواق التي أعتقدت أن نظراته لها معجبة :اممم حبيبي صباح الخير ... والله أحلى صباح اللي تطل علي فيه ..
فياض وهو يجلي حنجرته ويبتعد بعينيه عنها :صباح وش الظهر أذن ...قومي سويلي عيشة جوعان ...
وحين لاحظ التلكأ عليها سألها بفظاظة:وش فيتس ...
أشواق بشعور بذنب :ماعندي أغراض وش أسويلك ...
فياض بعدم تصديق :وأنتي وش تأكلين ...
أشواق :عندي أشتراك مع مطعم صحي يوصلون لي كل يوم وجباتي ...
فياض :يعني الزبدة ماراح ألقى عندتس منفعة ...
بأنزعاج من أسلوبه فهو لم يكن معها سابقاً فظ هكذا :يعني جاي عندي عشان الأكل ... ليه ماتطبخ لك ست الحسن .. ماأتوقع أخذتني عشان أطبخ لك ...العادة الزوجة الرسمية مسئولة عن الطبخ ...أنا مسئولة عن أشياء ثانية ..
فياض بملل :ياكثر هرجتس ... بلا فايدة ...ولدتس وينه ..
أشواق بدهشة :لاعاد حتى ولدي لحقته ...أنت وش فيك صاير شايب منجد !!!
فياض بتهكم :ايه اذا الواحد ذكرتس بواجباتس يصير شايب ... ورعتس لاترمينه على خلق الله .. هاتيه طول وقتس جالسه لحالتس خلي منتس فايدة وربي هالمسكين ...
أشواق بضيق :ليه أشتكى لك ..
قبل أن تتحول لهجتها للنعومة وهي تقترب منه متغنجة وتمسج أكتافه:مشتاق للعيال ياقلبي تبغى أجيب لك ولد ...
فياض الذي يستلقي متكيء على يده بكل برود :تدرين وش معنى ينحط شرط ويقوم عليه الزواج ..يعني لو أخليتي بهالشرط الزواج كله يصير باطل ...
تأملته بنظرة حزينه لم يدركها لأنها خلفه .. ولكنها أستمرت بما تفعله ...
مسكين لاتعلم أني قد توقفت عن تناول الموانع من أول شهر عرفتك فيه وهل من ستتعرف عليك ستجعلك تفلت من يدها ...
شهور قضيناها يافياض ولم ينتج عنها أي طفل ..
وأنا سليمة بشهادة أنجابي لطفل سابق .. وبعدها مراجعتي للمستشفى لأحمل منك ولم أستفيد أي شيء حتى أخبرتني الطبيبة أن على الزوج أن يقوم بفحوصاته هو الآخر فعرفت وقتها أين العلة ...وأين يكمن نقصك ...
فلايمكن لك أن تمتلك كل شيء ..من باب العدالة أن يكون هناك شيء ناقص فيك ...
××ناس طعمها عنْزرُوته ومرّه...وناسٍ على تسبدي مثل حلوة الجوف××
*****
من جهة أخرى كان قد نام بعد الفجر حتى الضحى فلما أستيقظ وجد هاتفه مليء بالمكالمات من أرقام مختلفه .. تناول طعام أفطاره أولاً ..
وبعدها طلب من هجرس الذي كان الوحيد المتواجد لحضتها معه ومع شعاع : خذ وأنا أبوك دق على هالأرقام شف وش عندهم ..
اتصل على آخر رقم متصل : السلام عليكم ياهلا والله من معي ياخاله . ايه وصلتي خير … كيف طيب امسكي جدي ..
التقط عقاب الهاتف وكان وجهه يتغضن مع كل تقدم بالمكالمة وكأن الطرف الآخر يخبره بشيء لم يعجبه مطلقاً .. أنهى المكالمه ..
لتسأله شعاع : عسى ماشر يابو سلطان ؟؟
عقاب بوجه محتقن : إلا الشر بعينه وعلمه .. ولدتس الهبيلة رايح يشرد الناس من بيوتها …
شعاع بأستنكار وهي تعرف أبن واحد يمكن وصفه بالرعانة : وولدي وش سلطته على الناس يشردهم …
لم يرد وهو يعود بالتفكير بمكالمة المراءة قد سمعت انهم يطالبون بأرضهم الذي يقيم عليه أبناء محمد منازلهم .. وقلقت على نفسها وهي أم ليتيمات لاعائل لهم ..
لمن كانت تلك الأرض هي الأرض التي كانت بأسم بتال وحين تزوج بتال منهم وحتى لايشعرون بالضغط نقلها بأسم الحسن … الحسن كيف يطالب فياض بشيء لايمتلكه ..
أمر هجرس بحده : رح نادلي الحسن ..صحه حتى لو توه راقد ..
هجرس : أبشر على هالخشم ..
سرعان ماعاد وجلس بضجر : الحسن مقفل على نفسه ويقول اللي سواه عشان المنذر … بس ياجد الحين الحسن وش بيده يسويه ويقهرك..
عقاب بنبرة عاليه : ماعاش من يقهرني ياولد سلطان …
وجلس يتلفت حوله بحثاً عن هاتفه .. ليسرع هجرس ويرفعه له : كفو ياجد انشهد انك قول وفعل ..
عقاب وهو يفتح هاتفه أمره : جمع لي هالأرقام برسل لهم رسالة صوتيه ..
وبعدها اتصل من تلفونك على أبوك وعمك فزاع وخلهم يجتمعون بالمجلس العصر …
عصراً كان قد أجتمع كل من وصلته رسالة عقاب والمحامي وفزاع وسلطان الذي كان يمتلكان الأراضي المتبقيه التي عليها منازل بعض الصوارم ..
وأمرهم أن يتنازلوا لهم عنها …
والأثنان لم يعارضا قرار والدهم… فهي بالأصل له ولم يتعبا فيها ...
كان أغلبهم من جماعته الذين كان يعيشون بالقرى حين دخلوا الرياض لم يستطيعوا الحصول على سكن مناسب فوهبهم الأراضي وساعدهم مادياً في أعمارها …
دائماً ما شعر بالمسئولية أتجاههم فأغلبهم من الضعفاء والنساء منهن الأرامل .. ويعي جيداً أن فياض لم يكن سيتعرض لهم فمشكلته
واضحه ومع من...
ولكنهم قلقوا على أنفسهم فزعوا من أخراجهم من المنازل التي لايمتلكون سقف يأويهم سواها …
فكان واجب عليه أن يهدأ من مخاوفهم .. فهو لين يلحق معروفه بالمن والأذى …
كان الكل راضي عن ماوصلت له الأمور .. حتى تحدث أحد المتواجدين وكان منزله يقع على الجهة الأخرى
من الشارع حيث منازل أبناءمحمد : بس يابو سلطان ترى اللي يسويه ولدك لعيال محمد ماسووه حتى اليهود غير أنه ماضرهم بس ضرنا حتى حنا …
عقاب بأستياء: وش الضرر اللي جاكم ..
جار أبناء محمد: ولدك يابو عقاب كل فجر يغرق شارعنا بدم التسلاب معبي له وايت نصه ماء ونصه دم ويفكه بالشارع مثل السيل … يقولون التسلاب انقرضت من كثر ماذبح منها …
هجرس الذي شعر بالسخريه بحديثه : وش السواة عاد هذا قدرهم دم تسلاب لاتخاف عليهم التسلاب تحب بعضها تلقاهم مكيفين على الريحة ..
عقاب بحده : ولد .. ياسلطان اقضب ولدك …
خرج هجرس بأحترامه قبل أن يطرده جده ..
وبالخارج .. اتصل على عمه ولكن لم يرد عليه .. فأرسل له رسالة صوتيه : مساء الخير ياعمي الذيب ترى الفيران جت تشتكي لجدي على سواياك وخلى ابوي وعمي يتنازلون عن اراضيهم لهم ..
وصله الرد بعد قليل بنبرة متهكمة : ماشاءالله عاد عساهم يذكروني بدعوه ..
هجرس : طيب ياعم ليه ماتناديني على الصيد اللي تسويه كل ليلة ..
فياض الذي فهم مقصده وسخر من فكرة أن يقوم بالمهمة بنفسه هل يعتقده أحمق يطارد الكلاب كل ليلة : أنا ماأوصخ يديني بنجاسات عندي من يخدمني وجهز نفسك دورتك بتبدأ بعد يومين ..
داخل المجلس بعد خروج هجرس ..يبدو أن جار أبناء محمد كان مبعوث من قبلهم هذا مافهمه عقاب بعد الحوار الذي جرى بينهما فكان رده عليه :وأنا أخوك الأرض اللي عليها بيوت عيال محمد وعمهم ماهي ملكي والرجال اللي هي بأسمه مايمشي بطوعي ... وبينه وبينهم الشر المستطير .. يفككون عمارهم منه ولايتحملون اللي جاهم .. واللي جانا من عيال محمد مايخفى عليك وأن كانه يخفى ترى غير غدرتهم بولدي ...غدروا فيني وأنا الشايب اللي أكبر من أبوهم ..واللي عمره ماجاهم الخطأ منه ...
وغلطوا على بنيتي وهي مرة ماتهش ولاتنش يرمونها عشان تزوجت بشرع الله ... وخاضوا بأعراضنااا ..وكل هذا بأدلة عند الحكومة ماأفترينا عليهم بحرف ... أنتم ياجماعة الخير يرضيكم هالخطأ علي ..علموني ..
أنتم عيال وأخواني ...أنا أستاهلها منهم ...!!!!!
وحين ضج المجلس بنفي الأمر بل أكالوا المديح له ولأفعاله التي لايستطيعون ردها ...
فأنكمش جار أبناء محمد ولم يعد لديه مايحاجه فيه ...وصمت حتى غادر المجلس ...
××ودّك تكون انسان طيّب مع الناس بس البشر.....بأسلوبهم يوجعونك××
↚
*الماضي*
*
بعد مغادرة بعض قريباتهم من النساء التي جائن لزيارتهم بعد أستقرارهم بالقصر ..
سأل نسائه : كيف شفتن ربعنا وخوياتسن اللي مبطيات عنهن ..
فهدة بتكبر : ربعنا هم ربعنا مايتغيرون حتى لو دخلوا الرياض على بداوتهم ..
هز رأسه مستنكراً رأيها وهل سألها عن التحضر والتطور..
لترد شعاع : والله حالتهم كسيفه .. اللي حلاله صابه المرض ومات .. واللي ماعنده بيت يأويه .. والرياجيل انت ابخص بحالهم ..
عقاب بأنزعاج : لاحول ولاقوة إلا بالله ..
وبنظرة حزم : وان كانك تبي رأي هالبيوت اللي بنيتها انت وسلطان ترزقون الله فيها عطها ذا الضعوف اللي ذبحتهم الحاجة .. ولا بعها وانا بشريها لهم ..
فهدة بشهقة أستنكار : بيعطيهم حلاله وش هالشور ياشعاع والله أنتس مافلحتي فيه ..
وأكملت بعدم رضا عن عرضها الأخير : ايه ضيعي ورثتس على ناس نكارين جميل ..
عقاب بأستهجان: وأنتي وش دراتس انهم نكارين جميل ..
فهدة تهز كتفيها بثقه : ربعي وأنا أدرى فيهم .. ماعاشرهم أحد منكم كثري ..كنت يتيمة أنام ليالي جوعان ماعطتني ولاوحدة من اللي زارنا شقفة التمرة ..
شعاع : الناس كلها كانت بحاجه وانتي اللحين بنعمه اذكري ماضيتس واحمدي الله على حاضرتس …
فهدة بأستعلاء : الحمدلله أول وتالي اللي ماردني لهم وعزني بدون منتهم …
*الحاضر*
فتح زرار ثوبه العلوي ومسح العرق عن أعلى صدغيه …
تراجع على ظهره مقعده ...وعقله يعصف به لايستطيع تصديق مارآه ...
طرقات على باب مكتبه قبل أن يستأذن عبدالله بالدخول سمح له بأشارة من يده : أستاذ فياض انت استخدمت حسابك بالدخول ..
هز راسه مقاطعاً مؤكداً وبنبرته الفظة : ايه انا اللي دخلت من بيكون غيري .. خلهم يريحون شياطينهم وأنا مستعد للأنذار …
عبدالله بعد صمت قليل : ماقالوا بيرفعون فيك ... بس مايبغون مشاكل مع النيابه !!! يطلبون منك بكل أحترام لاتستخدم الحساب بالأطلاع على ملفات الأقسام الأخرى ..
فياض يصرفه بأشاره من يده ..
يعود ليفتح هاتفه ويحدق بالصوره التي ألتقطها من الشاشه …رسمة كبيرة لها .. ورسمة صغيرة له وموضوع عليها علامة(x)
هو يتفهم رسمه له ويتفهم الأكس الذي خصه فيه ولكن ماذا تفعل رسمة صاحبة العينين والبرقع هنا…أين عرفها حتى يرسمها .. يشعر بنبض داخل رأسه منذ وقعت عيناه على الرسمة ..
كان هناك العديد من الرسمات لها بغرفته التي فتشوها لقد التقط المحققين صور لهذه الرسمات ووضعوها كأدلة في ملف القضية ..
آه بتال ستقتلني أنت وزوجاتك ومشاكلهن !!!
أتهمتني بالأولى … وهاأنا أتعثر بالثانيه في طريقي … مالعمل الآن .. لايوجد إلا حل واحد وسيسبب لي المشاكل .. أتلاف الأدلة الورقيه والموجوده بالملفات الألكترونيه ..
ضغط على زر أستدعاء السكرتير :عبدالله دخلي المعاملات اللي محتاجة توقيع ..
كان يحيك الخطه في رأسه وهو يوقع على الأوراق أمامه ..
المشكلة تكمن بأن القضية أستلمها شخص على غير وفاق معه ...
لديه أسلوب معين ولايعترف بالوسطات ...غير متعاون ..ولايمكن أن يستميله بأي طريقة ...
أي لن يستفيد من محاولة التعاطي معه مباشرة ...عليه أن يصل للأوراق بأي طريقة ليتلفها ..أما الملفات الموجودة على الحاسب فسيتلفها بالدخول عبر حسابة ..وهذا ماسكيشف أمره ولكن ستكون رسمتها أنتهت من الوجود ولايهم مايحدث بعد ذالك ...
فياض يزفر بسخط مفاجيء :الله يبلاك مثل مابليتني ..
عبدالله الذي فزع من زفرته المفاجئة :تكلمني ..
فياض وهو يغلق الملف بطريقة فجة :شل أوراقك وأطلع ماني يمك ..
****
حين أتصل في لافي وأخبرها أنه كان بمجلس عقاب ويود مقابلتها قبل خروجه ...نزلت ولكنها لم تستطيع التخلص من وريف التي ألتصقت بها ...
طلبت منها :أطلعي شوفي فيه رجال قوليلي يدخل وصليه لين هذا المجلس فهمتي !!!
وريف :مين الرجال أخوك ؟؟؟
جوزاء بملل :ايه اخوي يالله بسرعة ..
خرجت بحثت بعينيها ولم يكن هنا إلا شخص واحد يوليها ظهره سألته وهي تظهر بوجهه فجأة :أنت أخو خالة جوزاء ...
لافي وهو يعبث بسبحته وهو على نفس وقفته يقف بعيد قليلاً عن مدخل النساء :ايه أنا أخو جوزاء وأنتي من ؟؟؟
وريف بنظرة أعتزاز :أنا وريف بتال عقاب الصوارم والنعم ..
لافي :والنعم هذي لازم !!! من ضمن النسب يعني ...
وريف وهي تحرك قدميها بحماس :يووه كلامك كثير أدخل خاله جوزاء تقول أوصلك لين المجلس يالله عشان الحريم مايشوفونك ...!!!
لافي :متأكدة أن الحريم مفروض مايشوفني ...!!!
سارت أمامه حتى أوصلته المجلس وفتحت الباب بأندفاع لتخبرها :جاء أخوكي ...
وضلت تحدق فيهم بأهتمام أثناء السلام قبل أن يلفت أنتبهاها شيء بالخارج وتذهب إليه وتتركهم ..
جوزاء وهي تغلق الباب من خلفها :الله يهديها ..
لافي بمشاكسه وهو يجلس :ليه ياعمه على هالمزيونه لاتسوين حركات مرت الأبو ...
جوزاء :ياظرافتك ياشيخ ..!!!
لافي :لاصدق ياعمة حسني العلاقات يمكن بكرة نخطبها ..
جوزاء بعدم أقتناع :نخطبها لمين !!
لافي :لي لمن بعد ..
جوزاء بأشمئزاز من الفكرة :يمل القرف ..كيف تفكر بطفلة بهالطريقة !!!
لافي بقهقه :يابنت الحلال قلنا لاكبرت ماهو هاللحين ..
جوزاء تجاريه رغم أنها حقاً منزعجة من تفكيره السابق :وبنت عمك وين راحت...
ماأن قالت عبارتها الأخيرة حتى تحولت ملامح وجهه لنقيض عن سابقتها ..
رغم أنها من البداية أفتقدت روح البهجة التي يختص بها وبدى غريب وغير مرتاح ...
بنبرة ضيق : :مالنا نصيب في بعض ...
صمت للحضات :أخترتها وكنت متأمل تكون نصيبي في الحياة ..لكن الله ماكتبها لي .. تحاليلنا ماتوافقت ...
كانت تستمتع إليه بعدم تصديق .. لما تحليلاتها توافقت مع بتال ..
وياسمين التي لم ترغب بأبن خالها لما تحاليلهم وتوافقت ..
والأثنين الراضيان ببعض ومقبلان على الحياة بأقتناع ...
يحرمان من بعضهما ...
لافي بتلكأ وهو يفرك يديه :عمة أنا جايتس بحاجة ...فرك خده بضيق :الصراحة الفترة اللي راحت كان بيني وبين راما تواصل بالجوال وودي تكلمينها يعني أنتي فاهمة أكيد الموضوع أثر عليها وكذا ...
جوزاء التي كانت تستمع بلا ردة فعل ..لافي وراما وتواصل قبل عقد القران .. أمر لم تكن لتفكر فيه من قبل ..ولكنه حدث وأنتهى الأمر ..وربما صعب الأوضاع أكثر ..هل تلومه توبخه ومالفائدة الأثنان بالتأكيد يعيشان الحسرة :أبشر حبيبي والزواج قسمة ونصيب وأكيد لو لك نصيب فيها أخذتها ..ماتدري الخيرة وين ...
لافي بنبرة مجروحة :خلاص أنا صرفت نظر عن هالموضوع كله ...وعفت الفكرة من الأساس ...بس ماأوصيك هالكلام أقنعيها فيه ..
يعني يكفي واحد يعيش مكسور ...
جوزاء :ياعمري لاتقول هالكلام هذي فترة بسيطة وتمر وان شاءالله بتلقى اللي تسعدك ..
هز رأسه لها مجاملاً وبدى غير قادر على الحديث بالأمر أكثر فوقف مستأذناً :عمه تكفين الموضوع بينااا ..
جوزاء وهي تسير جواره لتوصله للخارج وتتأكد من الطريق له :أكيد لاتوصي حريص أنت أنتبه لنفسك وسلم على أبوك وأمك ...
بقت واقفة تشاهد رحيلة حتى أكتافه بدت منحنيه لها ...
آه لافي مالك ومال هموم القلب ..
لم أتمنى لك هذا الحزن أبداً .. وماذا عن الأخرى آه كنت أكتب عن هذا النوع من الألم لم أتوقع أن أراه بالواقع ...
فزعت حين سمعت صوته من خلفها :جوزاء !!!
ألتفتت عليه بوجل ليخبرها :واقفه قدام الرايح والجاي وش تسوين ...
جوزاء وهي تتأكد من طرحتها التي تغطي فيها وجهها :جاء لافي وسلم علي وكنت أوصله ..
بتال :لافي وصل الخرج وأنتي واقفة أدخلي الله يهديتس ...
توجهت لتدخل وكان هو يخرج ولكنها أستوقفته :بتال ..
وحين أقترب ليستمع لها قال بصوت هامس حانق :ترى ماأحب الأسلوب الهمجي وتنافخ علي قدام الرايح والجاي ...
بتال بهمس أكثر لطف :شوفي أنا ياأستخدم الأسلوب الهمجي يالأسلوب الثاني وصدقيني هو بعد ماراح يعجبك ..تبين تجربينه ...
جوزاء التي فهمت أن مقصده غير نظيف أبتعدت عنه :استغفرالله ..
بتال بتهكم :ايه أستغفري الأستغفار يخفف الذنوب ...
تركها خلفه يعلم أنها مغتاضة لأن لم يترك لها الكلمة الأخيرة ولكنه قد ضجر حقاً ...وضع والدته ..الظروف التي يعيشها وتكون هي الخاتمة ..
خرج بسيارته وأتجه للصحراء ..حيث يجد أستكنانه النفسي وصفاء ذهنه ...
أوقد ناره رغم أن حرارة الجو أشد من لهبها ولكن ليعد قهوته وبعد أن أصبحت جاهزة ..
أتكيء وهو يرتشف من قهوته ويحدق بالسماء الصافية ...
آه يتمنى لو تصل روحه لهذا الصفاء ..
فهي مليئة باللطخات الداكنة ..
يشعر أحياناً حين يأخذ نفس عميق وكأنه داخل صدره سكين غائرة ...
لذا لايستطيع التنفس بعمق ..فهو يلتقط أنفاس بسيطة تبقيه على قيد الحياة ...
التعمق بالتفكير لايشعر بالراحة بل بتعكير المِزاج أكثر ... لذا أخرج هاتفه وأخذ يسجل التدريبات الذي أمره فيها مدرب النطق ..
من الأفضل قضاء الوقت بشي غير قادر على تعديله وتحسينه أفضل من أشغال باله في هموم لاحل لها ..
××يا وقت لا تقسى علينا بقوه يكفي قساوة ناس منا وفينا .××
****
فتحت الباب إلى الشرفة وخرجت إليها ... الرطوبة خانقة ولكن أشتاقت لها ..
عادت من يومين لدمام ..يوم قضته مع والدتها واليوم جائت لترى شقتها بعد أن تركتها طويلاً هذا العذر الذي ذكرته لهم ولكن بالحقيقة ..
هي أرادت الأختلاء بنفسها ..
بالحقيقة هي تعودت على البقاء وحيدة بالرياض وأصبحت حين يحيطها الضجيج تشعر بالضيق ..
بالواقع هي لم تكن مستعجلة على العودة بالدمام وخصوصاً بعد الحادثة الأخيرة ووفاة المنذر ..أرادت البقاء حول سلطان ومواساته ..
ولكن من خلال أيام العزاء الثلاثة واليومين التي تلتها ..علمت جيداً أن سلطان ليس بحاجتها بل من الأفضل الأبتعاد عنه ..
لقد كان جاف متباعد مهما حاولت أن تلين جانبه ..
كان جلمود لايتزحزح ولايلين ..وهكذا كان ..حين ينشغل عقله بأمرما
ليس بكل الأحوال حادثة حزينة كهذة ..أي عارض شديد يمر عليه ..
هو يكون هذا النوع الصامد الجلد ... والمتباعد عن النساء ...
سلطان لايتغير مهما تظاهر بعكس ذالك لديه قشرة صلبة تحت جلده ضد التجديد والتغيير ..
لقد غادرت الرياض ولم تحظى بعناق واحد منه ..
وحين أتصلت به تخبره أنه ستغادر الليلة القادمة ودعها كلامياً ..
متعللاً أن الأخرى مريضة ويخشى على أبنائهم أن يتركهم وحدهم ..
وحين وصلت الدمام وأبلغته بذالك لم تحظى منه إلا بالحمدلله على السلامة ..
وبعدها لايوجد أي تواصل ..
تنهدت بملل ... لاجديد لم يختلف شي .. ماذا اعتقدتي ..
وصلتها رسالة فتحتها بأمل كانت من زميلة سابقة تسألها أن كانت بالدمام
وهل تستطيع أخذ مكانها أسبوعين مكانها لأنها مسافرة ..
حسناً ربما هذا ماسيشغل تفكيرها عن سلطان والركض خلفه ..
××يجيب الله بعد كسر الخواطر خير كثر ما ضاقت وقلنا عسى خيره××
****
صعدت من خلال المصعد ..قبل أن تتوجه لجناحها تذكرت أمر كانت تهم بفعله سابقاً توجهت لغرفتها وطرقت عليها الباب ..
وحين لم تفتح الباب أتصلت فيها لترد تلك :إذا كنتي اللي عند الباب أدخلي ...
فتحت الباب لتدخل وجدتها مستلقيه على سريرها ويبدو أنها تلعب عبرهاتفها ..
جوزاء وهي تزيل طرحتها:السلام عليكم .. وينك ماتطلعين من غرفتك ...
ليلى وهي تعدل جلستها لتواجهها :أطلع وش أسوي .. نفسي منسدة عن مقابل الناس ..
جوزاء :ليلى حتى لو كنتي حزينة .. أضغطي على نفسك شوي وأجلسي مع خالة شعاع ترى مره متأثرة من وضعك ..
ليلى بنبرة ضيق :ماأقدر أشوفهم ماأقدر اشوف أمي أتذكر المنذر ...أتذكر يوم كنا نتكلم عنه نسولف فيه ..
وهزت رأسها برفض ودموعها تتساقط وسط حديثها :فيه شيء بوجه أمي وأبوي يذكرني بالمنذر ...ماأقدر والله حاولت ...
أحس بالعبرة تخنقني وجمره في قلبي .. ماني قادر أتجاوز الموضوع مهما حاولت ...متخيلة كنت أدور له بنت عشان يتزوج قبل فترة وبكل بساطة مات راح ... كذا بكل سهولة ...
جوزاء :بس هذا موت من الله ..مو حنا اللي نقرره ...
ليلى تمسح دموعها بقسوة :فاهمة والله فاهمة .. بس مشاعري وقلبي مايقدرون يستوعبون ..أنا كذا ماأقدر أتجاوز خروج الناس من حياتي بسهولة ... خالي اللي مات من سنين للحين ماني قادرة أقتنع أنه مات ...كيف أخوي اللي كان مميز عندي ...
قاطع حديثهما رنين هاتفها ..كان فياض ردت بتعجب :هلا .. ايوه في غرفتي وين بكون طيب أنتظرك ...
جوزاء حين سمعت محادثتها مع أخيها أستأذنت وخرجت ..
عاد لجناحها لتجد العاملة ترتب في الغرفة الأخرى ..
هي لاتستطيع حتى التنفس هنا ..ماأن تجلس لوحدها بغرفتها حتى تقتحم خلوتها بشكل أو بآخر ...
وهذة العاملة لاتتعب ترتب الدواليب و الألعاب ..أو تمسح الأرضيات إلا يوجد لها مكان آخر لتبقى فيه ...
دخلت وأغلق باب غرفتها .. وقد قررت لن تفتح الباب لأي طارق سواه ...
وفعلاً طرقت الباب وريف كثيراً ولكن لم تفتح لها ..
تعلم جيداً أنه لاسبب منطقي لها هي فقط تفعل هذا لأن الباب مغلق وفضولها يجعلها تريد رؤية مايحدث خلفه لاأكثر ...
لم تعي أنها نامت حتى سمعت طرقاته الحادة على الباب ورنين هاتفها بنفس الوقت ومن النظرة السريعة التي ألقتها على الهاتف يبدو أنها لم تكن محاولته الأولى ..
فتحت الباب بكسل ..
ليسألها بأنفعال :نايمة ..وأنا اللي قلت طايحة بالحمام ولاصاير فيها مصيبة ..
هزت كتفيها ببرود فلاطاقة لها على الشرح وتفسير وعادت لتستلقي بفراشها ..وسرعان ماأنقلبت بأنزعاج وغطت رأسها حين سمعت أصوات بناته الصاخب ..ليغلق هو الباب بهدوء ..
وقال ببساطة : وصلتني الرسالة فهمت أنك منزعجه من وجود بناتي .. بس الوضع هذا مؤقت على بال ماأجهز جناح قريب مني لهن ولخدامتهن ..
اختار المقعد المقابل لجهة أستلقائها وهو يقول : توقعت منتس تفهم أكثر .. للوضع اللي حنا فيه ..
جوزاء وهي تزيح اللحاف وتعتدل بجلستها : وعلى أي أساس بنيت توقعك .. وش اللي أوحى لك هالتوقع ..
بعد نظرة طويله منه : هذا اللي يتعبني فيتس هنا الخلل الا متى بتبقين كذا ..
جوزاء بعدم فهم حقيقي : مافهمت قصدك ..
بتال : أنتي ليه تحطين عقبات وحواجز أنا ماأقدر تكلم معتس بشكل طبيعي لا أنتي مهتمه باللي اقوله ولا تحطين له أعتبار .. أنتي تحسسيني انتس تعيشين بعالم غير عالمي ..
ارتفع حدة ونبرة صوته وهو يذكر حقيقة توجعه : أنا بتال بن عقاب أحس اني على هامش حياتس ماكأني الزوج فيها … وأصل وأساس بهالحياة ..
نبرة التفاخر بأسمه كانت مزعجة لأذنها ولكن ردة وهي تحافظ على برود أعصابها : كذا كانت البداية أنت أخذتني وناوي تحطني في هامش حياتك .. وأنا أنسانه تلقائية وبسيطه وأحب أعامل الناس بمثل معاملتهم لي .. مو ذنبي أن قراراتك تغيرت بسبب الظروف .. مو يقولون العود على أول ركزه .. وأنت يابتال ركزتني فالحوش الخلفي لبيتك ..
وصمتت ..
بنبرة أستياء: بعد كل هذا ماغير في أحساستس شيء للحين عالقة بالبداية ..
هو من بدأ النقاش بموضوع كهذا لما تخفف هي حدة النقاش كل ماسيسمعه لقد أستحقه : وليه ماأعلق فيها !!! أعتذار واحد على اللي سويته فيني ماسمعته ..
بتال بأنفعال : وش سويت لتس يستاهل كل هالحقد ..
جوزاء بنظرة يأس : شكلك تنسى بسرعه بس أنا وش ينسيني يوم كنت أنا والكرسي لنا نفس التقدير ..
لؤمك وأحتقارك لي بدون ذنب أرتكتبه بحقك..
كنت ومازلت يابتال ماتجيني إلا رغبة ولا مشاعرك ميته وهذا اللي أنت قلته بلسانك قبل فترة بسيطه ..
لايريد أن يخوض بنقاش عن الماضي فرفضة جملةً وتفصيلا لايهمه إلا اليوم فأوجاع الماضي لن تنفع أي منهما : كل اللي تقولينه خرابيط مالها أي معنى انتي تزوجتي وأنتي مرة وناضجة وفاهمه زين أن الزوج لازم يحترم وأسلوبك في التعامل معي مافيه أحترام وأنا كبرت عقلي كثير .. لاتخليني ألتفت لتس وأعدل عوجتس ..
بنبرة ألم حاولت أخفائها قدر الأمكان : أنا اللحين صرت عوجاء وعشان وش .. لأني واجهتك بحقيقة حياتنا ..
كانت نظرة التواصل بينهما حادة من طرفه ومتردده من قبلها ..
ولكنها كسرت النظرة وهي تقول بوجع حقيقي :قلتها أكثر من مره أنت الرجال وأنت اللي كان ومازال لك السطوة ..لو أشعرتني في البداية بشوية تقدير لو تنازلت وكبرت عقلك وتذكرت أني مالي ذنب بالموقف اللي أنحطيت فيه ماكان هذا وضعنا اللحين ...
شهقة أفلتت منها رغم عنها : أنا دخلت حياتك بدون ذنب ...
صمتت وهي ترفع عينها لتجد نظرته جامدة قاسيه كعادتها :تدري أني تمنيت أكثر من مرة لو بقت العطية على صورتها الأولى ..كنت أشوف أنه أرحم لي أكون مرت أبوك يابتال ...
رأت أرتجافة غضب بفكه ولكن لم يعلق فأستمرت غير مهتمة إذا أفضت بشيء كهذا فلتخرج كل مشاعرها ومكنونات صدرها :كنت عارفة مكانتي زين بحياتك وماحاولت أتعداها ولاأخذ حاجة ماهي من حقي ...أنا الزوجة الثانية الغير مرغوب فيها عشت حياتي على هالوضع ..
معك حق ..تحب زوجتك وأم عيالك وأنا انفرضت عليك ..كنت بتكبر بعيني بس لو ماحاولت تهيني بأول ليلة .. أنسى كل شيء فحياتي إلا ذيك اللحضة .. بتال خلنا صريحين ..تذكر التشوه اللي في وجهي لو كان حقيقة
وكنت بالمظهر ذاك .. بصير زوجة حقيقية بحياتك مثل اليوم ...
يووه يابتال ياكثر غلطاتك ... مافيه دفتر يقدر يحصيها ...
أنت متفوق بالوجع عندك قدرة عليه غير اللي عند الناس ...
كانت تمسح الدموع التي ذرفتها رغماً عنها لم يكن من السهل عليها أن تظهر مشاعرها ودموعها له ...
بعد أن صمت طويلاً :الكلام اللي مثل هذا بس يتعبتس شوفي كيف توتري وتعبتي نفستس ...وإذا تدورين عندي له رد ...ماعندي إي تعليق على الماضي ولا تبرير ولاتفسير ..أنتهى باللي فيه ..
أنا علي من اليوم ومثل ماأعاملتس اليوم تعامليني ...هذي زبدة الهرج ...
كانت تمسح دموعها بأكمام منامتها بتلقائية .. وهي تقف لتتوجه للحمام ..
لن تريق كرامتها أمامه أكثر ..
حين خرجت من الحمام توجهت لمصلاها لتصلي المغرب التي نامت عنها مع العشاء ...
وكان هو قد خلد للنوم ..
خرجت لتجد العاملة تتناول الطعام مع الصغيرات ..وأخبرتها أنه قد حفظت لها العشاء بالثلاجة ..
أخرجت الطبق ولم تفكر بتسخينه حتى جلست على نفس الطاولة معهن وبدأت بتناوله ..
لتعاود دموعها الحمقاء للنزول ..
سألتها وريف بفضول :ليه تبكين ..
جوزاء وهي تبعد الطبق بضجر :لأنه مو عاجبني الأكل ..
وجهت حديثها للعامله :إذا خلصوا البنات أكل روحي سويلي أندومي بالمطبخ الخارجي ...سألت الأثنتين :تبغون مثلي ...
رفضت تالا :أندومي ممنوع ..
ولكن وريف يبدو أنا له رأي مخالف ولم تصرح به فهمتها من نظرات عينيها ..
ماأن تحركت تالا للحمام حتى أخبرتها بعجل :أنا بأكل معك بس بعد ماتنام تالا حتى ماتعلم أبوي علينا ..ولحقت بها بحماس ...
نامت تالا وعاملتها ..وتناولت الأثنتان الأندومي خلسة ..وبدت وريف سعيدة بمخالفتهما القانون وكانت هي تعبث معها حين ترى حماسها وتؤكد عليها بأن لاتخبر والدها بالخطأ التي أرتكبتاه ..
وسرعان ما تركتها هي أيضاً وخلدت للنوم ...
بقت توبخ نفسها ليلها بأكمله لما فضحت مشاعرها بهذة الصورة ..
وجعلت روحها شفافة له ..
لقد وضحت ضعفها لمعاملته لها ... بعد أن أظهرت نفسها طويلاً بأنها غير مهتمة بتصرفاته ...
حين شعرت بثقل رأسها وأنها تكاد تنام على نفسها ...
دخلت لتستلقي بسريرها ...فمن الحماقة أن تعاقب نفسها بالنوم بالخارج وهو يهنيء بالسرير المريح ...
أستيقظ على الفجر .. جلس بمكانه وهو يشعر بألم برأسه وبالعضلات خلف عنقه ..
لقد نام الليل بأكمله ولكن استيقظ بأرهاق وألم رأس ..
وهي السبب ... كل الذكريات التي فتحتها على رأسه
كان يستعيدها عقله على هيئة أحلام .. بنكهة دموعها ..
ليلة كاملة قضاها .. يريد أن ينسحب باللحضة المناسبه قبل أن يخبرها بتلك العبارة التي جرحت قلبها الغض ..
فقط لو أكتفى بما فعل وأبتعد بصمت .. ومن ثم صمت حتى تفهم هي الرسالة ..بدون أن يجرحها بذالك التصريح ..
ولم ينجح حتى بالأحلام ..لكن بالحقيقة
تلك الليلة العالقة بينهما ..هي ماصنعت كل مابعد ذالك ..
وجعلت لها هذه المكانة الغير قابله لزعزه بداخلة ..
كلها تدابير من الله ...من بداية العطية حتى اليوم ...
عاد ليستلقي وسحب خصلة من شعرها غطى فيها جزء من وجهه ...
وعبارتها (أنا أرحم لي أكون مرة أبوك يابتال )
لاتفارق رأسه بل تنخر فيه بطريقة مؤذية ..
ولكنه يغفر كما غفر غيرها من العبارات التي ترميها جزافاً لما بسبب الماضي لأن لديها رصيد لزلات لم يمتلء ميزانها بعد ...
حين سمع أرتفاع نداء الأقامة ..
ألتفت إليها متهكماً :التفكير فيتس يغوي العابد الزاهد وش أنا يالعبد الفقير ...
ودفع اللحاف ليسقطه على الأرض ..وحين لاحظ أنه أصبحت مكشوفه لهواء التكيف عاد يلقيه عليها ...
أنقلبت بضجر بعد أبتعاده أجل صاحب الضمير النقي
والقلب التقي يخشى عليها من الهواء وبرودة الجو ..
ولكن لم يرحم قلبها من قســــــاوته وأنانيته...
××كسرة الخاطر و البكاء و التناهيت ياشينها ليا جات من شخصً غالي .××
****
دخل على عجل وألقى سلام سريع على والدته وهو يصعد السلم شبه راكض ..
شعاع بوجل : يالله تفكينا شر عجلته ..
فزاع الذي يشاركها الجلسه : يمه لا تشغلين نفسك هو من متى يمشي على الأرض …
شعاع بحيرة : ووش عنده فوق ..
فزاع ببساطة: يمكن أحتاج شيء من جناحه وجاء يأخذه …
بالأعلى طرق سريعاً على بابها قبل أن يفتحه ويدخل فهي تنتظره : السلام عليكم ..
ليلى التي كانت متحيرة من لحضه اتصاله فيها وكانت وقفت لتسلم عليه ولكنه بدى غير مركز فقد جلس مباشرة وكأنه قد رآها صباحاً ليسوكأنها لم تراه من أيام : وعليكم السلام تفضل ..
فياض وهو يهز قدمه بأنزعاج : وش الغمته هذي ماصار بخور كاأنتس مشعوذه .. المهم شوفيلي هذي تعرفين من هي ..
ومد الهاتف بعد أن قص صورة العيون والبرقع بدون الجزء الخاص فيه ..
من لمحة واحده بدى أنها تعرفت عليها .. كانت آخر محاولة له أن يكون هو مخطأ .. ربما ألتبست عليه النساء ولأنها ترتدي برقع وذات رموش كثيفه شبها بتلك ..
ليلى وعينها على صورة الرسمة بهاتفه ثم رفعت عينها له بشك:يعني انت تسألني بجهل ولا شك ؟؟
فياض بحدة : من هذي أبي أسمعها منتس ؟؟؟
ليلى بضيق من الموقف الغير مفهوم : جوزاء مرة بتال … من وين جتك هالرسمة !!!
فياض وهو يلتقط الهاتف منها : مالتس دخل وياويلتس لو طلعتي هالكلام لأحد ..
وخرج كما دخل بعجل ..
وحين نادته والدته ثانيه اضطر أن يجلس معها ..
شعاع وهي تشاهد سرعته بشرب فنجانه الذي صبه له فزاع : ياوليدي على هونك الله خلق الدنيا بست أيام ..
فياض وهو يهز فنجانه مكتفياً ويقف ليقبل رأسها مودعاً: معليش يلحق ووقت الزياره ..
وخرج متعجلاً كما دخل .. وتوجه كما خطط للمشفى ..
××مابيك تبكيني بعد روحة الروح أبيك تضحك لي محبة وأنا حي ..××
****
كانت تحث الخطى بطريقها إلى القصر وهي تحمل الطعام الذي أعدته للعمة فهدة ...وخلفها بلقيس تسير بتلكأ تحمل الطعام الذي تم أعداده للشيخ عقاب ...
حين وصلتا لمدخل القسم الخاص بفهدة أمرتها :يالله سيبي الأغراض مع الخدامة وأرجعي لأبوكي ...
تظاهرت أنها ستفعل وهي تراقب صعود والدتها السريع لسلالم حيث الطابق العلوي وجناح فهدة ...
وكان تتشبث بالأغراض بين يديها تحت حيرة العاملة ...
حتى أختفت والدتها ...
فأخبرت العاملة وهي تلحق بها :يالله ضبطي العشاء هذا بصحون وهاتيها بوديها لعمي عقاب هوا فين ...
ورغم محاولة العاملة ثنيها عن رأيها بذريعة أن الشيخ الكبير لايحب دخول النساء عليه ولكنها تجاهلتها وهي تخبرها :أنتي ايش فهمك هو عمي ...يالله خلصي شغلك ...
ودفعت العربة التي جهزت لها حتى أوصلتها للمكان الذي ينتظر فيه عشائه ..وحين طرقت الباب ودخلت عليه تفاجئت أنه ليس وحده ...
وكان هناك عدد من أبنائه ..
بانت الصدمة عليهم قبل أن يستأذنوا من والدهم ويخرجون ..
لتزيل هي طرف طرحتها التي تغطي فيها وجهها وهي تدخل إليه
التصرف الذي جعل الأبتسامة تلامس ملامحه بعد أن فقدها بالأيام الماضية :يالله حي بلقيس .. ماسيرتي على عمتس عقاب إلا ووراتس علم ...
بلقيس وهي تقرب العربيه منه : الله يسلمك ياعمي الشيخ .. وحقيقي أنا جايه عشان موضوع ..تمنيت أني ماأكدر خاطرك فيه ...بس مضطرة أنقلك اللي عرفته ...
عقاب بتوجس :عسى خير ..قبل أن يستدرك :اجلسي وقولي اللي عندتس ...
بلقيس وهي تجلس على طرف المقعد البعيد ..حين أصبحت بالموقف
خذليتها شجاعتها ..وأبى لسانها أن يخرج الحديث ..
ولكن حين عاد يشجعها :قولي وأنا أبوتس لاتستحين مني ..دامتس وصلتي هنا ماجيت إلا لشيئ شديد ...
بلقيس :عمي الموضوع يخص أختي خزام وزوجها ...
بصراحة يعني لما جتنا خزام وكانت مريضة .. يعني زوجها في ذاك الوقت ماكان مصدق أنها مريضة وصار بينهم خلاف أو شيء زي كذا ..
بعدين هو اختفى وماعاد يتواصل ولايسأل عنها وبعدها ..سافر ..
ومره صور مكان ماهو مضبوط لهاا يعني ماأدري يمكن مكان شرب أو نسوان ..خزام قالت لي ماهو مضبوط فأتوقع كذا يعني ..
بعدها خزام دخلت المستشفى وسابت جوالها ..وهو ماكان عارف .. وكان يرسل لها وأنا شفت رسايله ..مصور مع حُرمة ..وأرسلها لخزام ..
وبعدين ..
عقاب مقاطعاً بغضب :وفيه باقي بعد ...
وحين لاحظ فزعها من غضبه طمأنها :كملي وأنا أبوتس كملي ...
بلقيس والتردد بعينيها :بعدين بالعزاء جات حُرمة ..أنا أعرفها هي خالة صاحبتي ..وزمان فياض أتزوجها بالسر ..مو أنا أقول هما يقولون ..
فياض ..فياض..لن تنهي الشكاوي من فياض ..ولن يكل هو أو يمل عن أرتكاب المشاكل ..لايكاد يتلقى مكالمة بالأونة الأخيرة إلا وهي شكوى عن فياض ...
حتى بمراهقته لم يتلقى هذا العدد من الشكاوي اليومية ضده ...
اليوم فقط أتصلت فيه زوجة مصلح تشتكي ضيق الحال والتضييق الذي يمارسه فياض ضدهم ...
وكيف أنه قد أخبر عائلتها لو أرادوا الفكاك لترفع قضية خلع على زوجها المرمي بالحبس ...
لايكل ولايمل من خوض المعارك من حوله حتى بحياته الخاصة وبيته لايوجد أي أستقرار ... يبدو أنه تحت ضغط أي خلاف مع زوجته
يهرب ليبحث عن أخرى ..
بعمره هذا كيف سيرشده لقد فقد الأمل منه ..
ولكن الفتاة المسكينة التي أبتليت فيه ليست مضطرة لتحمل نزواته ومراهقته التي لاتنتهي ..وعنجهته التي لاتموت ..
حتى بلقيس الذي لم تبلغ نصف عمره بدت تمتلك عقل ورجاحة تفكير تفوقه بمراحل ...
عقاب بوعد صادق :خلاص وأنا أبوتس أنتي سويتي اللي عليتس حق أختس ماهو ضايع .. وكل أعوج له اللي يعدله ..
أستئذنت بعد أن أنجزت مهمتها ..وأسرعت للمحلق قبل أن تكتشفها والدتها ...
ولكن لحسن الحظ لم تعد بعد ...
حين عادت سمعت رنين جهازها اللوحي بأتصال أحد البرامج كان الصغيرين كيف نست موعدهم اليومي تلقت مكالمة الفيديو منهما :أي اكشملار ..
كان تواصل شبه يومي من قبلهما لم تفهم سببه في البداية ولكن مع الحديث المطول ... وصلت للهدف فقط كانت عائلتهم التركية تحثهم على التواصل مع أقاربهم العرب حتى لايفقدوا اللغة ...
××الناس مافي يديها شي تنفعك فيه لو تقدر الناس تنفع انفعت نفسها ××
↚
****
بعد خلافه اللفظي مع فزه خرج متوجهاً للأستراحة أخوته أصبح الجميع يتواجد فيها بالأيام الأخيرة لوجود ضيف عزيز عليهم يقطنها ..
حين وصل كان قد سبقه فزاع وأخبره مباشره : عشيتها بس ياولد والله اسمها ماهو عاجبني ابي لها اسم له هيبة ..
الحكم وهو ينحني ليداعب رأسها وكشرت عن أنيابها في وجهه : بس هذا اسمها الأصلي اللي عرفت نفسها فيه ..
فزاع : على اساس لك خبره فيها ..
الحكم بضيق : مايبي له دراسه انت لو أحد دعاك بغير أسمك بترد عليه ..
سلطان بأنزعاج : خلاص تراكم أدوختونا … أبوحاكم وينه ماله حس !!!
فزاع بتهكم وهو ينضم إليه بالجلسة : وينه بعد نايم عند المره .. يوم احرك سيارته بالكراج ..
سلطان بضيق : اللحين بنت امين ماعرفتوا وش علمها ..
فزاع : والله اللي شفته نقلته لك درعمت علينا وبعدها تفرقنا وماندري عن شيء ..
الحكم الذي حضر الموقف هو الآخر: لو هي سالفة مهمه عرفنا من حزتها مغير سوالف حريم ..
وكبت الموقف الذي رآه بالعزاء في البداية لم يكن بمزاج مناسب لدراسة الموقف .. ولكن مع الوقت بدأ يشك بأسباب ملاحقتها المرأة حتى سيارتها !!
ويبدو أنه السبب الذي دعاها لمقابلة والده اليوم ..
كان هناك حديث روتيني دائر قاطعه رنين هاتف سلطان الذي حين رأى رقم نايف حوقل ورد بنزق : خير وش فيه بعد .. طيب انا جاي جاي مسافة الطريق ..
فزاع بأندهاش من سرعة سلطان بالمغادرة والهاتف الذي ورده : يارجال عسى خير ..
سلطان : من وين يجيني الخير وهذي عندي من يوم مات أخوها وهي منهبلة وهذا هو نايف داق يقول تضرب الشغاله ..
فزاع يضرب كف بكف : لاحووول ألحق لاتذبحها ثم تلحق أخوانها للسجن ..
وتمتم لنفسه بعد رحيل سلطان : اشوى اللي ماتورطت بأختهم اثرهم بلوى ..
الحكم الذي يسكب لنفسه الشاي : اي اخت اللي كنت بتأخذها …
فزاع بقلق: ياولد والله اني ماعزمت عمتي فهده عرضتها علي سوالف مجالس يعني ولا ماجت في بالي تكفى لاتوصل للمرة وتنكد علي …
الحكم : والله على حسب اذا دعت الحاجة معلومه وبستغلها ..
ارتشف من شايه وقال بضيق : وأنت ماعندك شغل كل الناس داومت إلا انت متبطح ..
الحكم بنظرة ماكرة : ومن قالك اني مادامت انا حتى بايام العيد كنت مكلف ..
فزاع شرق بالشاي وبلهجة عدم تصديق : تراقب من ؟؟؟؟؟
الحكم مخفياً تسليته على حساب فزاع : اسرب اسرار شغلي ؟؟؟
سرعان ماأنقلبت ملامحه حين وردته مكالمه خرج بعدها على عجل ..
ليلحق به فزاع الذي خشي أن يبقى لوحده مع أروى ..
××دام فعلك كبير ، ودام راسك سما لا تدور رضى من لا يدور رضاك .××
****
كانت تهم برفض الطعام الذي قدم لها قبل أن يدخل عليها … ولكن حين رأته بملامحه تلك تناولت طعامها بدون شعور حتى أنها اكلت أكثرمن نصف الوجبة ..
قبل أن تكتشف نومه على المقعد المجاور دفعت الطاوله بعيده عنها نظفت يديها ووجهها بالمناديل الرطبة .. واستلقت على وسادتها وهي تتأمل ملامحه العرق بصدغه بارز كما يحدث معه عند الغضب عادة أغلقت عينيها حين رن هاتفه وتظاهرت بالنوم ..
بحركه سريعه منه اصمت الهاتف قبل أن يقبل المكالمه : خير وش تبين .. يعني وبعدين بجيتس ماني طاير .. خلاص بس ماأحب كثرة الكلام..
شعرت به يقف ليدخل الحمام ..
فتحت عينيها بغضب .. كان لديها هذا الشعور .. فياض يشعر أتجاهها بالذنب .. ولم يخطأ حدسها..
هذه المره الثالثة التي تستمع لمكالمات مشابهة ...أول مره أعتقدت أنها تهلوس بسبب المسكنات ... المرة الثانية ..
المكالمة لم تكون واضحة فيها ولكنها شكت قليلاً ...
ولكن اليوم لايمكنها أن تشك للحضة فلقد ألتقطت الأسم ...
في المرة الثانية لم تستطيع النوم ليلها بأكملها ...
كانت غاضبه .. مرتجفه.. مريضه.. مليئة بالضعف ... ورغم المسكنات والأدوية ولكن عينها تلك الليلة لم تنام من فاجعة الموقف .. لم تتخيل أنه قد يفعلها ويدخل أنثى أخر لحياته بهذة السرعة ...
وهي مريضة تسترجي شفقته ....
فكرت ليلها بطوله .. أحتقرته... أبغضته ..أرادت حتى أحراقه حياً ...
ولكن خرجت من تلك الليلة غير قادرة على التخلي عنه ...
واليوم لن تتركه يذهب لأخرى وهي تعلم ..
ماأن خرج حتى لاحظ أنينها ..
أقترب منها بشك : خزام تحسين بشيء ..
خزام بدموع حقيقيه ولكن لسبب مختلف : احس مخنوقه بموت من الخنقه طلعني من هنا مو تقول يومين وتطلعني صار لي أربع أيام طلعني…
فياض يربت على كتفها ويعيدها لتستلقي: خلاص بكره اكلم الدكتور ويطلعتس..
دفعت يده بغضب : طلعني اللحين هاللحضه ماراح انتظر بكره ..
رفع صوته مؤنباً: بنت قلت لتس بكره ..
خزام بتهديد وهي تصيح بضعفها بوجهه: اذا ماطلعتني اللحين بكرة ماراح تلقاني ..
كانت تطلق تهديدات لامعنى لها .. ولكن نظرت عينيها المتهدله من المرض جعلته يستسلم وهو يقول بضجر : من وين بلقى دكتور يوقع على خروجتس هالحزة ..
خرج بغضبه ...
لترمي رأسها على الوسادة خلفها ..تشعر بالدوار من أنفعالها ..تحاول التماسك حتى لاتفضح نفسها ..لو بكت الآن سيفهم أن الموضوع لاعلاقه له بخروجها .. ولايحتاج الكثير من الذكاء حتى يفهم أنها أستمعت لمكالمته ...
هذا ليس الوقت المناسب لكشف الأمور .. هي قد عرفت جيداً ماستفعله ...
لن يكون هو أول من يتخلى ..ستتخلى عنه ولكن بلحضة المناسبة ..
باللحضة التي ستجعله لن ينساها أبداً ...
××ماعاد لي خاطر ابد للعتاب تعبت اعاتب شخص يكرر فعايله..××
****
حين وصلا للمنزل ووضعها بسريرها أخيراً ..بعد دوار السيارة التي شعرت به وكان تخشى أن تتقيأ ويعيدها للمستشفى ...
أستكنت بهدوء وهو يراقبها بشك ..
لتسأله :ليه ماتنام ...
فياض بزفرة ضيق :بنام أنتي متأكدة أن وضعتس زين ...
خزام وهي تضغط بأصابعها حول اللحاف :ايه متأكدة نام لاتفكر فيني ..
كان قد وقف ليتوجه لتبديل ملابسه وهو يتمتم :علقت على النوم ..لحووول ...
كان تكبح نفسها لقد أستعجلت فعلاً بالعودة حتى المفرش لم يتم تغييره ورائحته تفوح بالسجائر وهذا لايساعدها أبداً ...
حين عاد إليها هاجمها مباشرة حين لاحظ لون وجهها :شفتي هاه وجهتس قالب لونه ...
بصراحة لاذعة :من ريحة المفرش القرف والغرف حتى ماتهوت من كم يوم ...
فياض وهو يحوقل :والمفرش من بيبدله اللحين ...شغالتس وراقدة ...
خزام بنظرة حادة :أنت بدله ...
حملها ووضعها على المقعد قبل أن يبدأ بأنتزاع اللحاف والملاية بعشوائية ويرميهم بعيداً ثم يتوجه للوسائد لينزع أغطيته ...
فياض بملل :واللحين وش أحط !!
خزام المستمتعتة بمنظر الورطة على وجهه :بغرفة الملابس الأدراج الأخيرة فيها المفارش أيوه لاتجيب أبيض مليت من اللون الأبيض ..
ذهب قليلاً ليعود بأحدها وحين حاول فتحه أوقفته :لااا مو هذا ...أفتكرت كنت شاريه مفرش ليموني أحس نفسيتي محتاجة لون زاهي ..
فياض :أنتي أخذتني طقطقة ماشفت أي ليموني ولا بطيخ ...
خزام :أنا بنام طول اليوم بهالفراش محتاج لون يساعدني على الحياة ...
عاد متبرماً لغرفة الملابس وهو يكرر عبارته الأخيرة بتهكم :لون الفراش اللي بيساعدتس على الحياة الله يعطيتس عقل بس ...بعدين مايحتاج شيء يساعدتس على الحياة هذا أنتي منطلقة بالتنكيد علي يعني حياتس عال العال ...
أضمرت عبارة قاسية بداخلها ...ستطلقها بوجهه باللحضة المناسبة ...
حين فرغ أخيراً من ترتيب الفراش على الطريقة التي أرادتها وبلون الذي أختارته ..كان منهك حقاً .. لم يكن يعلم أن هذه الأمور مرهقة فعلاً ...
وتذكر ملطف الجو بحثاً عنه ليجده هو الآخر بغرفة الملابسه عاد فيه وفتحه ليقوم بتنقية الهواء ...
كانت قد نامت حين أستلقى جوارها أخيراً ..
كان يستلقي على جنبه ويوليها وجهه همس قبل أن يغلق عينيه على صورتها:الحمدلله ...
يبدو أنه كان مرتاح حتى ينام بقية الليل بأكمله وجزء من الصباح ..
حتى حين أستيقظ على رنين هاتفه ..وكانت رضا ..التي من ضمن أرقام المفضلة فتتصل حتى والهاتف بوضع عدم الأزعاج ...
تأوه بضيق :لحووول هذا ماعلمتها اني طلعت بنتها الله يعيني على لسانها ...
فتح الخط :هلا ياعمة ..ايه رحتي سامحيني قامت علي تالي الليل إلا تطلعني ويوم وصلنا البيت ..ماخلت شيء ماعذربت فيه ماصدقت ترقد حطيت راسي ونمت ...ايه تعالي حياتس ...
حين ألتفت ليلقي نظره عليها قابلته عينيها بنظرة لم يفهمها :صباح الخير ..
فياض بشك :صباح النور ... أمتس بتسوي فطور لتس وتجي لاتأكلني شي هي معها قائمة المسموح فيه ... لين أشوف الشركة جهزوا لي ممرضة ولا باقي ...
خزام :وليه ممرضة ..ماله داعي ...ماني مقعدة ولاضريرة ..
أقدر أخدم نفسي والعاملة تكفي وأمي حتسويلي الأكل ...
بعدم أستحسان لهذا النقاش الصباحي :وأنتي داخله حرب معي كل شيء لتس تعليق عليه ...
خزام حاولت أن تكون ملامحها هادئة وهي تقولها وكأنها لم تتعمد الجملة :لأن تصرفاتك غريبة يعني تعطيني أحساس أنها مو نابعة من قلب وأهتمام كأنها من باب الشعور بالذنب ..
لم يرد على جملتها ودخل للحمام بصخب ...
حين خرج توجه لغرفة الملابس سمعت صوت المجفف ثم أرتدى ملابسه وبعدها وصلتها رائحة البخور ثم العطر ..
وأخيراً ظهر لها ...
بكامل أناقته .. تبقى فقط شماغه لم يرتديه ...
أقترب منها بشكل لم تفهمه قبل أن يحملها ويضعها على المقعد تحت النافذة مباشرة لتواجهها أشعة شمس الصباح ..ويخبرها وهو شبه منحني عليها :ايه اجلسي هنيا خلي الشمس تصقعتس وتطلعتس من الظلام اللي أنتي عايشة فيه ...
قبل أن يجلس أمامها حتى يصبح وجهه شبه مواجه لها ..ويمد يده ليفرك ذقنها بلطف ولكن لم يعجبها :وش تعرفين عن ذنوب القلب .. ولا حتى من اللي يطلع من القلب ولامن وراه ..
خزام بعينين متسعة النظرة بسبب أشعة الشمس التي أعطتها مظهر فاتح جداً :الطفل بعمر سنتين يبدأ يحب ويكره ويفرق بالمشاعر ...
وأنا حتى لو كنت ماأفهم شيء بالحياة بس ماراح تخطأ حتى شعوري وتشكك فيه ...
أطال النظر لها حتى تاهت الفكرة الأصلية من بالها ...
وتجاهلت نظراته لتحدق بالنافذة التي لاتستطيع الرؤية خلفها من شدة وقع الشمس عليها ..
ولكنه عاد ولف ذقنها إليه ... حرك أبهامه على شفتها قبل أن يقبلها ..
قبلة هادئة لم تشعر بها بشيء ...
ليسألها :هذي لتكفير عن الذنب ...
وحين هم بأن يقف ..أخبرته بنبرة متهكمة :ماتعني شيء ..زي بوسة مع السلامة .. مالها طعم ولاحسستني بأي مشاعر .. ولا فيها شغف ولاأهتمام ..ولا أي روح ...
ستنهي آخر لحضة تعقل يشعر فيها .. ماهذا الأبتلاء ..
هل أصبح ينزل عليها الوحي ..
أنها مخيفة حقاً ..
فياض بتمهل :لأنتس ماأنتظرتيها ولاتبينها ... لو لتس خاطر فيها كان شعورتس لها غير ..
لاطاقة لها للجدال أكثر .. فقط تشيد بنفسها أنها أخرجت مكنونات روحها باللحضة المناسبة ..
أرتدى شماغه بتهمل وجائها صوته من البعيد بعبارات لم تفهمها لكنه عاد وأطل عليها ليودعها بكلماته :اللي من الخاطر ماأنتي قدها ياخزام ..خليتس على بوسات مع السلامة وفمان الله ...
خصها بنظرة لم تفهمها قبل أن ينسحب موليها ظهره وتمتم بعبارات لم تصل لمسمعها ...
حين أختلى بنفسه بالسيارة عدل المرآة الأمامية وحدث نفسه من خلالها قبل أن يتحرك بالسيارة : مافيها شغف وبدون روح..أخص هذي غاشتها مافيها كلام ...لاتفقد ثقتك بنفسك ... هذي مدرسينها ماجابتها شطارة ...
تحرك بسيارته برعانه :أترك اللي وراي وأرجع أعلمها الشغف على قولتها حسبي الله على أبليستس اللحين كيف بطلع الكلمة من راسي ...
وصل لمقر عمله .. بدأ بأنجاز أكبر عدد من الأعمال المتراكمة وأجرى أغلب أتصالاته تحت دهشة عبدالله ..الذي يعي جداً أن عقل فياض كما يصفه عادةً لايفتح قبل الساعة العاشرة وربما الحادية عشر ...
حتى حين حل الزمن الأول قال مكتفياً :خلاص أجل الباقي لبكرة أنا طالع .. لو أحد سأل عني عطني خبر ...
توجه للنيابة العامة ثم مكتب المحقق المسئول عن القضية ..
أستأذن قبل أن يدخل .. دقائق وتم الأذن له بالدخول ..
فياض بأبتسامة أظهرت أنيابه :السلام عليكم ..وشلونك ياعبدالملك ..
أدار مقعده ليواجهه :هلا يالله حيه تفضل أستاذ فياض ...!!
ومد له يده وهو جالس مصافحاً ...
أضمرها بنفسه ولم يخرجها على ملامحه ..وهو يجلس بأريحية ..
ويمطر بأسئلة عن الحال والأحوال وكيف تمضي مراكب الدنيا به ...
لو وضع قائمة بالناس الذين يبغضهم لكان الجالس أمامه يحتل المركز الثاني على القائمة ...
لما لأنه يمثل كل ماهو نقيضة بالحياة ..
فياض هو النسخة السوداء منه لو كان هو باللون الأبيض ..والعكس صحيح أيضاً ..
هو مثال على النسخة البدوية وابن القبيلة والوساطة والنخوة التي لايعترف بأي منها ..كونه لاجذور له ..
هو يعمل حسب قوانين الدولة .. لاأكثر وحسب صحوة ضميرة ...
لاأهمية للعلاقات والوساطات في قانونه الخاص ...
ولكن هناك شيء مختلف ... هناك شيء ينقص صورته المعتادة
يبدو داكن قليلاً وكأن الدنيا قد وضعت بصمتها عليه ..
عبدالملك مجاملاً :يقولون بغى يأكلك الذيب بس ماصدقت فيك ...
فياض :ماتروح مراحه ذيب وش اللي تهرج عنه أنت أخبارك عتيقة ...
شخر بأبتسامة لم تصل عينيه .. أعرف جميع أخبارك أليست أوراق حادثه أخيك بين يدي هل أعتقدتني أحمق ...!!!
فتح زرار ثوبة العلوي وهو يزفر بضيق :ياولد بنشدك عن رجال ..
وألتفت خلفه وكأنه قلق من التنصت عليهم :أخو المره ..
بس ماهوا لمره المره أنت فاهمني .. سجنوه بقضية أحتيال ...
قاطعه عبدالملك بنظرة متوجسة :مالي بالأحتيال ..
قبل أن يسأله بعدم أرتياح :فيك شيء ..
وفتح له قنينة ماء وقدمها له على عجل ...
فياض :الضغط الغضط خلهم يسوون لي كركدية ..عندهم عندهم أكيد معقولة النيابة وماعندكم كركدية ...أصلاً ماجاني الضغط لين دخلت عليكم ...
أنطلت الحيلة حقاً على عبدالملك ...فقد كان فعلاً كمن يواجه صعوبة بالتنفس والعرق أعلى جبينة تحت التكييف البارد لم يكن على سبيل الصدفة ...!!!
حين دخل عليه العسكري يخبره بأن المتهم جاهز للتحقيق ..
نظر لفياض بشك ولكنه طمأنه وهو يشهق بحثاً عن الهواء:لاتخاف الشباب مايقصرون بشرب الكركدية وأمشي ...
خرج بثقة فلايمكن أن يكون موضع شك ...أليس من رجال الداخلية ...
والكاميرات تعمل والحراس على الأبواب ...
كان الموقف طبيعي جداً فهو ليس متهم ولازائر عادي ..
ماأن خرج حتى تحرك بحثاً عن الملف الذي جاء من أجله
حتى وجده أخيراً ...ووجد النسخ الأصلية من الرسمات والتي كانت مرسومة بالفحم .. وجدت بمحل سكنه في أحد مشاريع البناء التي يعمل فيها أخيه مصلح ...
فهو ليس مستقر مع عائلته بل سكنه يكون بالمشاريع التي يعمل فيها على الآلات الثقيلة ...
أنتزع كل الرسومات وتوجه لآلات أتلاف الورق والمستندات ووضعها فيها حتى أصبحت قصاصات لافائدة منها ...أخذ جزء منها حتى فلا يستطيع وضع جميعها بجيوبه ولكن هكذا لن يستطيع أحد أعادتها مهما حاول فستكون ناقصة ...
خرج على عجل ..وماأن وصل سيارته حتى فتح جهازه المحمول
ودخل عبر حسابه وقام بحذف المستندات نهائي من الموقع وخرج ..
أعتقد أن لديه فرصة لليوم قبل أن يكتشفو فعلته ولكن ماأن وصل لبوابة القصر حتى وجدهم بأنتظاره ..
نزل من سيارته بهدوء ولكن لم يستطيع أن يخفي لهجة التهكم بحديثه :مايحتاج عنف ياجماعة كل شيء ينحل بالتفاهم ..
الضابط المسئول عن القبض عليه :تفضل معنا ..مالنا صلاحية بالكلام معك حنا مسئولين عن ضبطك فقط ..
فياض للحارس الذي يراقب الموقف ويديه على رأسه دليل على عدم تصديقه للموقف وتفاجئه فيه :صبري سلم على أبو سلطان وقله الربع شالووه ...
هز رأسه بتفهم مع أنه لم يفهم شيء وبقى يراقب السيارات التي غادرت فيه ..
قبل أن يرفع الهاتف على الرقم الشيخ ويخبره :ألحقنا ياطويل العمر ... أبنك العم فياض يقولك شالوه الربع ...والله ماني عارف بس ناس من الحكومة قبضوا عليه ...
×× كثر التباهي نقص في كل الأحوال واللي تواضع يـرفع الله قـدره××
****
كل يوم تستيقظ على نفس الوجع أو أضعافه .. لاينقص ولايزول ولايمضي كباقي الأوجاع والفواجع ..
بل كل يوم جديد يؤكد لها أنه كان رحيلاً أبدي ..
رضا تحضر لها التلبينه وتخبرها أنها ستجبر قلبها المكسور .. ولكن هل يجبر هذا النوع من الكسور ..
لما إذاً هي لاتسلى ولاتنسى ..
مازحتها هذه الليلة قائلة أنها تتذكر آخر مره أحضرت فيها لها طعام لسرير كانت نفاس بالحسن وقد زاد وزنها كثيراً وكانت ترفض طعامها ..
كانت تستمع بصمت ولكن عقلها عاد لفترة نفاس أخرى ..
حينها كانت قد وضعت الحكم من عدة أيام فقط ..
ودخل عليها هو بملابس ملطخة وكدمات متفرقه يبكي ويشتكي أمر ما فصاحت يومها بوجهه وطلبت أن يبتعد عنها ولا يجرثم المكان بيديه القذره ..
لم تحتمل شعاع الموقف وأخذته يومها وهي تقول ستبكينه دماً لو أستمريتي على هذا الأسلوب معه …
ولم تهتم ساعتها إلا بأبتعاده بضجيجة عنها ..
رغم أنها تعجبت لثورة شعاع ضدها من أجله ..
التي رغم وجود طفلين معها فزاع وليلى وجدت له مكان قربها ..
وهي لم تستطيع أحتوائه مع أخويه ..
انقلبت على ظهرها وهي تغطي عينيها ..
ليته تزوج قبل خمس سنوات ليترك له أبن من رائحته .. يذكرها به حين تراه ويطمئن قلبها على أستمرار نسله ..
سينسى لأنه لم يعقب ذريه .. كما نسي غيره ..
سيذكره أخوته وأبنائهم لعدة سنوات وبعد أن تموت هي ووالده قد لايجد من يدعو له ويتصدق عنه إلا من شمل المسلمين بدعوه أو صدقه ..
****
دخلت وهي تزيح الطرحة عن رأسها وتطوح فيه يميناً وشمالاً لينتثر شعرها على أكتافها..
فزه وهي تعلق طرحتها وتلحق فيها العبائة : وراك وزيت( أخفيت) جوالك يوم شفتني داخله .. الحكم وأنا أختك ترى الرياجيل مثلك وشرواك مايمشون بهالدرب الخايب ..
الحكم بنظرة باردة : يعني دامتس قلتي وأنا أختك افهم انتس زعلانه .. بعدين وش هالدرب اللي تخافين امشي فيه..
فزه وهي تجلس وتصب لنفسها من شاي النعناع الذي أحضرته معها : تفرج على الحريم المفاصيخ ..
رد عليها بصدمة من سوء أعتقادها : فصخو عقلتس .. أنا هالكلام علي أنا..
فزه وهي ترتشف من الشاي بكل هدوء : عاد كلكم بالسن هذا تسوونها ..
الحكم وعينيه تتسع ثم تضيق: كلنا !!!!
فزه : ايه الرياجيل كلهم مالهم أمان ..
الحكم بشك : انتي احد معبي راستس علي!!!
فزة بأبتسامة : لا بس حبيت اشوف وجهك الثاني لاعصبت تطلع هذا زينك …
الحكم : حسبنا الله ونعم الوكيل انا ناقصتس..
وخرج بضيق …
فزه وهي تفتح شاشة التلفاز : ايه خلني أشوف لي فلم واوسع صدري فيه ..
أختارت فيلم ما وبدأت تشاهد بعقل شارد ..
التصرف بهذة الطريقه أفضل من استمرارها كغريبة أطوار .. لم تعد تريد الحديث عن أحلامها أمامه أبداً قريباً سينعتها بالساحرة أو البومة ..
ستتجاهل ماتراه في مناماتها وتعيش حياتها كما كانت ..
ماشأنها بمن قتل من .. ماذا لو رأت لعدة أيام قاتل المنذر بالحمام مع أخته وبعدها تصعقها الكهرباء وتموت ..
كل هذة أمور لا شأن لها فيها ..
حتى أن الحكم سألها بعد وفاة أخيه هل رأته يموت قبلهم أي هل حلمت بموته ..
وهي لم ترى فعلاً فأنكرت الموضوع ولكن ضل يلاحقها بنظرات عدم التصديق طويلاً…
لم تعد المنامات تفزعها وعليها أن تكون حذرة معه
لن تخبره بكل شيء لقد حذرتها خالتها ومن قبلها جدتها .. أنه لايوجد رجل سيقبلها حوله وهي بهذه الصفات ..
فهو سيعتقد أنها ترى كل مايفعله سراً عنها..
ولن يثق بها في حياته فلاأحد يريد أن يكون مكشوف الخصوصية مهما أحب الطرف الآخر …
لتستمر حياتها معه عليها ان تخفي هذا الجانب منها
وتحتفظ فيه بالظلام عنه ..
××لا تجرح الناس لجل يقال عنّك صريح ترى الصراحة بعض الاحيان قلة حيا .××
****
ثلاثة أيام هي عمره بهذة الدورة ولكن لقد بدأ يفقد أحتماله ..
الأستيقاظ بحد ذاته مزعج فهو عليه أن يستيقظ قبل الفجر حتى ...
والتدريبات على معدة خاوية ..ليست من الأمور المفضلة بالنسبة له ..
لكن الأنسحاب فضيحة وكارثة ونقطة سوداء في جبين عائلته ...
ولقد هدده جده الذي لم يكن محبذ لدخوله هذا المجال لو فكر بدخول فلاخروج منه ...وأنه لو لطخ أسمه بعد هذا العمر فسيحبسه مع الدواجن في مزرعته لباقي عمره ...
والأسوأ الأشتياق الذي بات لايفارقه ..
حين انقطعت وسائل التواصل أصبح يشتاق لها .. كان هاتفه بيده طوال اليوم .. ولم يفكر بمراسلتها ولاحتى لتهنئتها بالعيد .. واليوم أصبح يشتاق وعطش لسماع صوتها ..
ومحروم من روي هذا العطش ..
كان يهرول مع زملائه برتابة أنه الفجر
بات يشتاق لأيام النوم حتى الظهيرة..
حينها كان يستيقظ وقد أكتفى من النوم ولكنه يعاود أغلاق عينيه ويتخيلها جواره ..
آه الآن الأجواء لاتساعد على الخيال حتى مع روائح النتنه لبعض من حوله ..
والنتانه تذكره بأمر آخر لقد أشتاق لصديقته الجديدة أروى والذي أنجز آخر مهمه له قبل دخول الدوره وهي أبعادها عن القصر ..
××والله ليبطي وهو ماجاه .. مرسّالي××
↚
*الماضي*
شاب صغير بعمر السادسة عشر .. فضل الأبتعاد عن المنزل ..
كان يحب النوم بسكن العمال بمشاريع أخيه الأكبر ..
تلك الليلة أستيقظ بمنتصف الليل على شجار العمال الذي لاينتهي ..
فتح النافذة الصغيرة فهو لايجازف بالخروج ..
ورأى أثنان منهما قد أتفقا على رفيق ثالث لهما من نفس جلدتهما ..
ولكنه كبير بالسن .. يبدو أنهم قد سرقاه وكشفهما ..
هذا مايفهم من بعض المفردات التي ألتقطها من لغتهم ..
كان عراك عادي سرعان ماتحول للقتال دموي ..
وكان الغلبة للأكثرية ..
ليلتها بكى كثيراً ضعفه وعدم قدرته على التدخل ...
وأعاد السيناريو برأسه آلاف المرات كيف كان سينقذ الضعيف المسكين ..
لو تدخل ..
باليوم التالي لاحظ مصلح غياب العامل وسأل عنه ..فردوا عليه بأنه قد سرقهم وهرب ..
وهو لم يتدخل لأنه خشيهم ..
مرت سنة وأثنتان قبل أن يحقق عقابه بهم ..
لقد ماتا ضحية ألتماس كهربائي بالغرفة الخاصه بهما بالمشروع ...
ولكن بالحقيقة هو من أفتعل تلك الحادثة ...
لكل طريق بداية ..وكانت تلك بدايته مع عالم أزهاق الأرواح بلا حق ...
*الحاضر*
حين حل المساء ولم يعد أصبحت شبه موقنه أنه قد ذهب للأخرى كان قلبها يغلي ودمائها تفور ..
فجأة أصبحت قادرة على الحركة بمفردها ..
قوة لاتعلم من أين نزلت عليها ..
ورفضت طعام الغداء للمرة الألف ..
والعاملة في ورطة معها .. ويبدو أنها تواصلت مع والدتها التي جائت على عجل ..
لم تشعر إلا وهي تفتح باب غرفتها عليها : ايش اللي حاصل خير ليه مارضيتي تأكلي الغداء ..
خزام التي كانت تحدق مع النافذه تراقب طريق وصوله : أنتظر فياض وعدني يتغدى معاي ..
رضا التي أصبح لديها خبر بما حل به : وإذا حصل معاه شي وماجاء بتضلي مجوعة نفسك يابنتي ماينفع هالكلام لازم كل وجبة بوقتها لاترجعين لوضعك اللي قبل .. مو حرام عليك نفسك يابنتي شوفي شعرك اللي تعبت عليه سنين راح نصه مع هالمرض ..
خزام وهي تسحب ستارة النافذه لتغلقها ورمت هاتف العاملة على الطاولة قربها ... كانت تجرب الأتصال فيه على هاتفه وتجده مغلق : من لما أخذته كل يوم بعد الدوام يرجع البيت …جواله مايقفله إلا وقت النوم .. وينه اللحين وليه جواله مقفل …
رضا: طيب اجلسي حتى نتفاهم وقفتك هذي مو مريحتني ... يدي على قلبي خايفه أي لحضة لتطيحي من طولك ..
جلست وهي تشعر أن اعصابها باتت مطاطيه ..
معنى أختفائه أنه يظهر جانبه الآخر لها ...
ستفقد عقلها كيف يتجرأ ليظهر كل شيء بهذه الطريقه ..
رضا : يابنتي زوجك مسكوه الحكومه عندهم ..أخذينه من قدام بوابة القصر ...
بعد كل هذا التوتر...يأتي أسلوب والدتها وهي تنقل الخبر بتردد ليصيبها بموجة ضحك هستريه..
تحت دهشة رضا التي ضربت كفها بالأخرى وهي تحوقل وتطلب الثبات من الله ..
خزام وهي تحاول كبح دموعها التي لاتعلم هل من القهر أم أنفعالها بضحك : ياأمي منجدك مشيت عليكي حاجه زي هذي ..
وتغيرت نبرتها للأتهام : كذاب والله لو أشوفهم يقبضوا عليه قدامي ماصدقته …
قبل أن يخرج حديثها بهيئة فحيح من شدة الغضب : لهدرجه مو قادر يفارقها قال ألعب عليهم كلهم أنه مقبوض علي وأختفي أيام معها براحتي ..
رضا بعدم فهم : وهيا من هذي ؟؟؟
خزام بنبرة حقد : مرته الثانيه ماأدري الاولى .. ماأدري المية .. الكذاب المنافق .. يارب يقبضوا عليه صدق ويعفن في السجن ..
كان تستمع لها غير مصدقه من أين بنت هذه الأتهامات الظالمة .. هي كانت موجوده بفترة مرضها ورأت كيف بذل كل مايستطيعه من أجلها بل حتى فوق أستطاعته .. كان يجلس معها لساعات طويله وهي غائبة عن الوعي لاتعلم بوجوده حتى ولافائدة من بقائه حولها والآن تدعو عليه بكل فجاجة وقلة ضمير : ياخسارة يابنتي ماتوقعت قلبك أسود زي كذا والله لو هو أخذ عليكي بدل الوحدة عشر مايستاهل دعوتك عليه .. لاتقسي قلبك يابنتي لأنه ماراح يتألم غيرك ..
وأرتدت طرحتها على رأسها : كولي ولاأجلسي في جوعك عندك عقل قادر يحلل ويخطط ويرمي اتهامات اكيد راح يدلك على الصح في حياتك ..
وخرجت بحسرتها على حال إبنتها التي لم تهنأ منذ ارتبط أسمها بأسم زوجها ..
بالأسفل تذكر الهاتف الذي أحضرته معها وتركته لها مع العاملة ..
××خل الكلام ينام في صدري ما ودّي أجرح ليلك الهادي أنا وصلت لـ مرحلة مدري اللي بعدها كل شي عادي××
****
دخل للمنزل شبه راكض كان نايف وأبنتيه يجلسان بالصالة ..
سلطان وهو يجلس بأرهاق : وش صار وين أمك ..
نايف بأنفعال: أخذت فارس وطلعت فوق بعد ماصفقت الشغاله وصارخت علينا .. حتى شف خواتي كيف خايفات بس انا قلت ماعليكم يجي ابوي ويوديكم لجدتي شعاع ..
يكبح دعوة عليها : لاحول ولاقوة إلا بالله .. أبرار روحي نادي الشغاله ..
أختفت أبرار لتعود بعد دقائق : مقفله على نفسها يابابا وخايفه تقول ابغى بوليس رجعوني شركه ..
سلطان : حسبنا الله ونعم الوكيل هي أمتس علامه عليها !!!
نايف : عشان ملابس فارس تقول خربتها ..
سلطان متصبراً : خلاص انتم روحوا ناموا اللحين ..
وصعد بأنفعاله طرق الباب بقسوة حتى فتحته ..
دفع الباب وهو يدخل : تضربين الشغاله ليه عبده عند ابوتس هي .. تبغين ارجعها لشركة وهي تسذا عشان يشتكونتس وتعرفين أن الله حق !!!
حسناء بنبرة حزينه : أنت تدورها علي تبي تخلص مني بأي طريقه ..
يدرس ملامحها بأنزعاج : انا صرت ادور عليتس شيء انا متحمل ومقدر انتس تعبانه من المصايب اللي تحاذف علينا .. وراعية نفسيتس وتفهمت شعورتس وعارفه انتس انحطيتي
بين نارين ومالتس ذنب بأي من اللي حصل بس اللي اشوفه منتس كأنتس جايه تاخذين لتس دور بتدميري انا وعيالي ..
فتحت فمها بعد شهقة أستنكار : انا بدمركم ..
سلطان بقسوه : كانوا اخوانتس مبتلينا من شهور ماخلوا شي ردي الا سووه بحقي انا وابوي واخواني ..
وعمري ماجيت وقلت سوو وحطوا واخذتس بذنب غيرتس .. وانتي يوم اشتكاهم فياض صرنا غلطانين وزعلتي .. وبعدها اخوتس ذابح أخوي غدر .. عشان سوالف ماتسوى وجايه انتي اللي منقلبه علينا ..
حتى الورعان تصارخين عليهم وتبهذلينهم.. تعبانه روحي بيت أهلتس لين ترتاحين وعقلتس يرجع لراستس..
حسناء بأنفعال شديد: هم ذبحوا بعض انا وش دخلني انا مالي ذنب كل الناس تتكلم علينا انفضحنا ..
الناس ياتكلمني بشفقة ياتشمت في .. أخوك بيطلع امي من بيتها ويرميها بالشارع كيف نفهمها وهي للحين ماطلعت من صدمتها بموت ولدها …
سلطان : محد مخليها بالشارع هو يطلعها انا أحط لها بيت .. مايحتاج تدري عن شي قولوا بنغير البيت عشان تنسين ولدتس ..
من المفترض ان تلين نظرتها يهدأ أنفعالها ولكن مازالت تغلي من القهر حانقة حاقدة على كل شيء لاتستطيع العوده لسلامها الداخلي ..
حاقده على عائلتها وعلى زوجها وعائلته وعلى الجميع ..
حاولت العوده لهدوئها الندم على خطأها التوبه من ذنبها ولكن لاتستطيع نار تسكن داخلها لاتنطفيء أبداً بل مع الوقت يزيد أستعارها …
××بين واقع حزين وبين جرحٍ مضى ودي أحكي وأخاف أندم لو إني حكيت كنت أقول السكوت إنه علامة رضى لين سكّتني الواقع وأنا ما رضيت.××
****
كان تراقب تغيره بأرتياب ويبدو أنه لايلاحظ أحد غيرها مايجري ..
ولاتستطيع طرح ارتيابها منه للنقاش .. هل تسأله لما أصبحت مهذب وهاديء وأكثر طبيعيه من شخصيتك السابقه .
وشاء الله أن يسوق لها معرفة السبب بدون أن تفتش عنه أكثر في بأحد السهرات مع أخوانه المتزوجات سمعت أحداهن تقول للأخرى : ياحياتي ياحامد الحمدلله وجاء اليوم اللي نشوفه مثل قبل والله فقدت الأمل أن حاله ينصلح ...
قالت الأخرى هامسة ولكن وصلها ردها : ايه ياحبيبتي هذا اللي يفرق مره عن مره قلنا له وحده بشخصيه مثل بنت عمتك ماتنفع لك ..بس الله يهديه ذابحه الحب ...
الأولى بأستدراك : والله أنك صادقه راحت عن بالي هالنقطه الرجال لازم يكون له منزلة أقوى …
ضحكت الأخرى : لاحول أجل ولد الصنهات وش مسويه فيه !!!
انتظرت قليلاً قبل أن تنسحب مودعتهم بكل لباقة وندى التي كانت تشاركهم الجلسة أستأذنت هي الأخرى ..
صعدت لتجده يعبث بهاتفه ورفع رأسها ماأن دخلت : كنت بتصل فيتس .. قبل أن يقول بأبتسامه : شوفي اللي على التسريحة ..
بالتأكيد لاحظت الموجود ماأن جلست أمامها ..
رفعته وهي تتفحصه : ومرتب فيه أغراضي بعد .
حامد : بصراحة ولاتزعلين انتي حلوة وأنيقة ونظيفه لكن الترتيب ماتعرفين له ..
فاتن بلا أهتمام وهي تفتح غطاء الصندوق الزجاجي وتغلقه : من متى عندك هالموهبة !!!
حامد يغمرها متجاوزاً السؤال الأصلي فهي تقصد العمل على الخشب : من يومي موهوب وأحب المجوهرات …
كانت كلمتة الأخيرة بنبرة غزليه ..
شكرته عليها فهي تحسن من معنوياتها بعد ما سمعته من شقيقاته بالأسفل ..
أقترب منها ودفعها قليلاً ليشاركها المقعد قبل أن يتفحص الصندوق بين يديه ليريها كيف بين الزخارف التي نحتها كان هناك حرفها .. ثم قلب الصندوق ليريها كيف حفر أسمها وتاريخ السنه ..
فاتن وهي تمرر أصبعها على الكتابه المحفورة بدقة : وتهتم بالتفاصيل بعد ..
ترك الصندوق من يده ومد يده لخدها يداعبه : اممممم جداً .. أنا لحبيت حبي غير ..
فاتن رغم جمال اللحضه التي لاتريد أفسادها : وش تغير عن قبل كم أسبوع ..
حامد وهو يتأمل جمالها المذهل الذي لايمكن أن يمل منه: ماتغير شي بس حكمت عقلي وعرفت وش اللي أبغاه ..
قالت بدلال وهي تقبل كفه التي على خدها : طيب وهذا الحب كم يستمر على حسب توقعاتك .. بكرة بكبر وأنت بتحب تشوف الجمال وماراح تحصله عندي ..
حامد الذي يعي جداً أنها تدلل عليه وبداخلها تعي جداً أن جمالها من النوع الذي لايفنى : قلت لتس أن أحب المجوهرات .. عمرتس شفتي جوهرة تعتق أو يقل جمالها !!!!
ولم يعد هناك مجال للحديث أكثر فقد أسكرتها عبراته وأستسلمت لأحضانه ..
××أحبّك .. والشعور أكبر من الكلمة عجزت ألقى كلام يوصّل شعوري××
****
حين وصل لطاولة طعام الأفطار وجدها قد سبقته .. ومن الأصناف الموضوعة يتضح أنها من صنعت الطعام بنفسها ..
تحول كبير وتاريخي في سفرة الأفطار من فهدة لفزة ..
والده بدى راضي عن الموجود وغير مهتم بما يغيب من ديكورات وأصناف المقصد منها البذخ وأظهار صورة جميلة لاأكثر لطاولة ..
شعور خفي داخله بأن فزة تستمع بلعب الدور في الوقت الذي أختفت فيه والدته من الساحة ..
كان تضع له بطبقة من الأصناف التي أعدتها ..
ليخبرها بتبرم صباحي :أنا طلبت منتس تحطين أنا اختار بنفسي اللي أكله ..
فزة بسخرية لأنه أحرجها أمام العقاب :على هونك كنك وغد بيداوم أول يوم بالمدرسة وماشبع من النوم واللعب ...
قضم من الخبزة القاسية التي أعدتها ولم يرد عليها ...ورفع عينه لوالده ليتأكد أنه لم يسمع مانعتته فيه ...ويبدو أن والده مهتم أكثر بالطيور التي تحط على الشجر القريبة من الشرفة ...
همس لها بحقد :بداوم وأرجع وأعلمتس الوغد من هو ؟؟؟
فزة التي لاتستطيع أن تحتمل خلاف طويل معه.. همست :وش فيك زعلت يابعدهم ...تكفى لاتروح وأنت متضايق مني قلبي مايسطى على زعلك ...
أغمض عينية بتصبر :صبيلي شاهي وأنتي ساكته ...
كانت تسكب له الشاي وهي تهمس:منجده الولد زعل !!!
حين مل من أسلوبها أخبرها أن تصعد لتحضر له شيء من الغرفة لم يكن يحتاجة ولكن ليبعدها قليلاً حتى يتناول طعامه ..
حدثه والده بعد رحيل فزة :وش فيك على مرتك وأنا أبوك تراها طيبة وذهبة ماأنت لاقي زيها ..لاتصير مثل أخوك يوم ضيع أمها من يده قبل سنين ..ودار وجال ومالقى مثلهااا ..
الحكم الذي لايجادل عادةً ولكن هل يثني أبيه على شخص لم يقابله :وأنت وش عرفك يبه فيها وبطيبتها وأنت ماشفتها ..
عقاب :كلام أخوك بلسانه ..وهذي بنتها ماشاءالله ..
يوم نشدته أم هجرس مثل بنتها قال ماهي بعيده عنها ..
هز رأسه بتفهم ولم يعلق ..والده معه حق من وجهة نظرة ..
ولكن هو إيضاً له زاويته الخاصة بالنظر ..
هو بحاجة لأن يبتعد ربما أطال المكوث البعد قادر على أن يجدد الأشواق ..
وينفض الغبار عن المشاعر الحقيقية ..
ولم يمضي عليه التلميح والصورة التي أراد رميها والده بطريقه .. لو أبقى سلطان على زوجته لكانت فزة ابنته ..
أي لكانت أبنة اخيه ..
صوره غير مريحه للموقف ومشتته للذهن ..
×× لا يدخل الشك قلبك .. يا أقرب الناس .." المكتفي فـيك .. ما يـحتاج غـيرك××
****
كانت تخرج من مقر عملها حين رن هاتفها برقمه تأففت وأغلقت الأتصال وهي تصعد للسيارة التي حجزتها من أحد التطبيقات ..
يوم أمس اتصل عليها من باب الأطمئنان على أحوالها وكان ستنتهي المكالمة بثواني كما أعتادت بالأيام الأخيرة لكن بعد معرفته بعودتها للعمل.. ولم تحاول أن توضح له أنها فترة مؤقته طالت المكالمة التي أصبح عنوانها الجدال .. وصرح أنه غير راضي حتى عن بقائها بالشقه لوحدها ..
وأن عليها البقاء مع والدتها أو العودة لرياض
فرفضت كل الأقتراحين وأصرت على شرطها بالبقاء بالدمام …
الكثير من الأمور تمتحن صبره هذة الأيام لكن أكثرها غادة التي ترفض مكالمته ..
أغلق الهاتف ورماه لايملك الكثير من الوقت لدلال يكفيه المجنونة الأخرى التي أصبح يخشى على أبنائه منها ..
عقاب بشك : وش فيك تفح ؟؟؟
سلطان بتنهيدة : مافيني شيء وش صار على الرجال اللي كلمته ..
عقاب بهدوء من لايريد أستعجال الأمور : ماقصر قال بشوف موضوعه وبعد ماسأل قال مافيه شيء علي ولاصادر بحقه شيء واليوم مسجل بصمة دخول ومسجل بصمة خروج …
سلطان : يعني وش !!!
عقاب : والله وانا أبوك أموراً شائكة مالي فيها وماعندي ذيك العلاقات بالداخليه ربعي وأنت أخبر كلهم بالدفاع …
سلطان بأنزعاج : وهذا مصايبه ماتخلص كنه يسبح له ببركة طين ماهو قادر يطلع منها ..!!
عقاب بتنهيدة : فياض ماراح أرتاح من مصايبه لين ينزلني في قبري مير الله يعين وأنا أبوك ..
سلطان: بعد عمر طويل ان شاءالله..
عقاب وهو يمد يده : قم وصلني لغرفتي رجلي تعقلت ..
حين أدخل والده لغرفته وأطمئن عليه ..
أثناء عبور من خلال الجناح تذكر من تقطن الغرفة الأخرى الموارى بابها ..حسناً لم يراها من أيام العزاء ..
ووالدته دائماً توصيهم بأن لايتركوها ويطمئنوا على حالها بين فترة وأخرى ..
طرق على الباب مستأذناً ولم يدخل حتى فتح له الباب من قبل أسماء :هلا أبو هجرس تفضل ..
سلطان وهو يدخل ليجلس على أقرب مقعد :زاد فضلتس .. وشلونتس ياعمه ..
فهدة التي أعتدلت بجلستها بعد دخوله :الله يعين ويلطف بحالنا ..
سلطان وهو يتأمل التحول العظيم بمظهرها وهي التي بأحلك الظروف لاتتنازل عن حسن المظهر :الله بيعين بس الواحد يساعد نفسه ..عشان الله يساعده ..
وأشار لأسماء لتعطيه فياض الصغير الذي يعبث بألعابة على السجادة الفاخرة :الله يادنياا وصاروا الوراعين يلعبون بغرفتس ياعمة ..خصوصاً هذا ماهو كفو يلعب فيها ...!!!
أسماء بأنزعاج :ليه وش ناقصه ..
سلطان بمراوغة :أقشر طالع على سميه ..
فهدة بمجالمة :وأنت وش جاك من سميه طول عمره وهو ساندك ...
سلطان وهو يستلم الصغير الذي رفعته له :والله سميه محداً راضي عليه هالفترة حتى الحكومة ...
أسماء بشك :لامنجد وش فيه ..
سلطان بهدوء:حابسينه عندهم .. والعلم مالقينا وراهم علم ...
فهد بحوقلة :وأمك درت ..؟؟
سلطان :ايه تدري وش بتسوي تقول الله يفك عوقه ..
أسماء :طيب وش السبب !!!
سلطان بضيق من عشوائية فياض بأخذ ثأره فلقد أجج الكثيرين ضده وكان يستطيع أن يقتص منهم بدون أثاره عداوة الجميع ضده ولكنه تصرف على طريقة أنا والطوفان من بعدي :ماندري عن شيء بس أكيد من حروبه اللي فاتحها على كل الجهات يمكن كثرت عليه الشكاوي ووقفوه يحققون وراه ..
أسماء بقهر :حسبي الله على هالناس اللي ماهي تاركتنا بحالنااا ..
××الجرح هيّن .. ولو طآل المدئ يبرئ أصعب من الجرح .. لا ماتت مشاعرنا××
****
أنها ليست المريضة المفضلة لديه ولكنها كبيرة سن ذات نية طيبة ..
أكثر مايزعجه فيها أنها لاتتوقف عن الحديث حتى ويده داخل فمها فيضطر لتوقف والأستماع لها وهذا يعطله كثيراً ويعطل سير العمل بالكامل ويأخذ المزيد من الوقت خارج دوامه الرسمي لينهي المواعيد …
العجوز من جديد : يوم جيت بشهر ١١ قالوا لي أنك أعرست والله أني فرحت لك بس عاد منهي اللي أخذتها بنت عمك ولا من خوالك …
أحمد بحلم مع المريضة التي أخبرته سابقاً عن طبيبه عزباء في قسم الجلديه : لا هذي ولاذيك بس من الجماعه …
العجوز برضا بعد أن أشبعت فضولها : ماشاءالله عساها جوازتن مباركة .. والله يجمع بينكم على خير..
حينها خرجت من عنده أخيراً كان قد تجاوز الموعد الثاني بنصف ساعه ..
عاد يرسل لأسماء التي قد أخبرها أنه سيمر ليأخذها ويتوجها لأحد المطاعم لتناول الطعام فيها :معليش حبيبتي يمكن أتأخر عليك شوي للحين ماخلصت المواعيد عندي ..
بعد ساعتين كان قد أقلها وتوجها للمطعم الذي سيتناولان فيه طعام الغداء بوقت متأخره ..
كانت الأجواء جميلة ..منسجمين بالحديث ..
حتى جاء النادل محضراً لهم الأطباق التي طلبوها ..
كان أمامها تراه ..وترى التحول الذي أصابه حين أقترب النادل
يضع الأطباق من جهته ..
لقد تصبب عرقاً بثواني ..
سألته بأرتياب بعد أبتعاد الموظف :أحمد فيك شيء ..
رفع عينه لها ومازال توتر أقتراب النادل من الجنسية الآسيوية يسيطر عليه :لاا بس مرهق شوي .. اليوم ماأرتحت طول الوقت واقف على رجلي ...
أسماء بمراعاة :طيب ليه تعبت نفسك وطلعنا هالمشوار واللحين عندك مشوار للخرج ..
يشرب من العصير أمامه ويداري توتره بقوله :طيب تقدرين تعفيني من مشوار الخراج ..
لم تفهم مطلبه لأنه لو طلبها الذهاب معه لن يختلف شيء :مافهمت ..
وهو يرفع الشوكه لفمه :تجين معي نحجز لنا فندق وبكرة ترجعين لأمتس وأنا أدوام من قريب ماأتعنى من الخرج ...
لاتعلم لما مطلبه يحرجها .. حتى أنها فقدت الرغبة بالطعام وأصبح تفكيرها بجدية بتلبية طلبة أو رفضة ...
أنزل شوكته وتوقف عن الطعام :لهدرجة طلبي صعب ..
أسماء وهي تلتقط ملعقه لتتناول ماأمامها :لا ماأقدر أقول صعب يعني من حقك ..بس خلينا نأكل أول ..
فتح هاتفه وهو يخبرها :أنتي كلي أنا بدور على فندق قريب موافقة ..
أسماء التي شعرت للحضة أنها متواعدين من خلف عائلاتهم :أحمد لاتتكلم بهالطريقة !!
سألها بنبرة عبث :وش فيها طريقتي ؟؟؟
بتكشيرة :أنت فاهم قصدي زين ..تحسسني أني أسوي شي خطأ من ورى أهلي ..
لم يرد عليها إلا بضحكة مغوية لها الكثير من المعاني ..
لاحقاً بالسيارة أخبرته :امم ماأدري أحس لو أروح البيت أخذ لي أغراض مو أحسن ..ماعندي ملابس ..
أعطاها نظرة جانبية من تحت نظارته الطبية :مانحتاج ملابس ..
أسماء بأعتراض :أحمممد خلاص ماأبغى أتكلم معك أصلاً ..منجد ماتوقعتك كذا ...
كانت تعض شفتها من تحت النقاب .. آه على هذه الورطة ..
لقد كانت تعتقد أن أحمد أكثر مراعاة بطلباته ولكن ظهر أكثر جرأة من مماتخيلت ..
لاحقاً بالفندق .. كانت الأمور تسير على خير مايرام ..
جلسا لفترة يتحدثان ويشاهدان التلفاز ..وبعدها أختليا بغرفة النوم ..
حين هاجمه الغثيان تلقائياً أمامها وتوجه للحمام ليتقيأ لم تستطيع التظاهر بالنوم كعادتها ولاتجاهل الموقف ... لحقتها بعد ان ألتقطت فستانها السبورت من النوع التي ترتدي تحت العبائة خارج المنزل ..
لترتدي فألتصق بجسدها وكأنه جزء منه ..
حين دخلت عليه الحمام كان يغسل وجهه ليزيل أثار الغثيان ..للحضة لم يستوعب الموقف ..
وأحتاج للحضات ليفهم الغضب بمظهرها ..كانت أحد يديها تستند على الباب والأخرى على خصرها ...
وشعرها الذي كان بجديلة فرنسية وكانت قد فكته قبل الأنضمام له بالفراش قد أصبح بتمويجات كثيفة عشوائية من حول وجها ..
وزينة وجهها المطلخة ..كلها تزيد ملامحها هيبة وترهب قلبه الضعيف أتجاهها ..
أسماء بنبرة منخفضة ولكن بلهجة حازمة :وش أفهم من هالحركة ياأحمد !!!!
وش اللي فيني يخليك ترجع كل مره بعد ماتنام معي ..
تتقزز عشان متزوجه قبلك تقرف مني !!!
كان قد وجد نفسه بموقف سيء محاصر بالشطر الأول من سؤالها ..
ولكن الشطر الثاني أثار أستيائه ليقول وهو يرمي المناديل التي جفف فيها وجهه بسلة المهملات :وش هالخرابيط ..لاعاد أسمع هالكلام منتس !!
وربت على أعلى ذراعها لتفتح له مجال للخروج ...
أسماء وهي تكتف يديها أسفل صدرها :ترى مو بهالسهولة بتقفل الموضوع أنا أتكلم معك بجدية ..
أحمد وهو يجلس على طرف السرير :تعالي نامي ..
أسماء بعدم تصديق :يعني تبغاني أتجاهل الموضوع بكل بساطة لو انا اللي اركض الحمام ارجع كل مره تقرب فيها مني بتتجاهل الموضوع وتنام !!!
أحتاج أفهم أشرحلي لو مو المعنى اللي قلته فسرلي أنت ..
كان يضطجع على جنبه ويغطي كامل جسده باللحاف : قلت لك تعبان ومرهق ماهو وقت هالسوالف تعالي نامي ..
وحين لم يجد ردة فعل منها انهى الأمر بقوله : تصبحين على خير ..
ضربت الأرض بقدمها : إذا بتطنشني وتنام أنا أفضل ترجعني البيت … أحمد .. أحمد ..
ولكن لم تجد أي رد منه …
جلست على أحد المقاعد الموجودة رفعت هاتفها لتتصل به ..
كان لديها أندفاع شعور بالأمان لكن سرعان ماتبخر شعورها ذاك حين تذكرت أنه غير متاح ..
والغصه التي شعرت بها طوال الوقت منذ الأمس تحولت للرغبه هستريه بالبكاء ..
لم تفكر بكبحها .. كانت هي السبب من البدايه لقد أججته ضدهم هي من دفعته لذالك الطريق .. فياض والمنذر جميعهم ضحاياها …
ليتها صمتت ولم تتدخل بأي أمر .. لقد أعتقدت نفسها شجاعه بالمطالبة بحقوقها .. ولكن بالحقيقة من ألتزموا الصمت وغضوا الطرف كانوا أكثر شجاعه بصبرهم لأنهم يعون جيداً ماذا سيحدث من تكبير الأمور ..ألف ليت علقت بأفكارها ولكن الأماني لاتغير الواقع …
لم يعلم كيف سينام بعد الجدال الذي حدث ..
عقله يدور بدوامات وأمواج أفكاره تتصادم ..
للحضه يريد أن يكشف لها جزء من الحقيقة ولكن حين يتخيل أنها لن تتقبلها وستنفر منه يتراجع …
وبنفس اللحظه لايستطيع أن يبقيها على فكرتها الغريبه وانه يشمئز منها هي بذات ..
عقله سينفجر .. حين سمع ارتفاع صوتها بالبكاء
لم يستطيع ان يقاوم أكثر ..
نهض من فراشه وتوجه إليها وأحتواها بين ذراعيه وهي لم تقاوم ولو للحضه ..
أنكبت تبكي على صدره وهي تلوم نفسها بصوت مسموع بكل أفكار الشعور بالذنب التي مرت عليها بالأيام الأخيرة ..
كان يستمع للومها لذاتها لأسباب بكائها المتعددة ويعي جيداً ان نصف وجعها بسببه .. الآن وسابقاً بسبب أرتباطهما ..
كانت تبكي ذنب مشترك ..
لايعلم هل قبلاته ستمحي وجعها ولكن لايجد نفسه إلا يغدق عليها بها ..
تحتمي بصدره فيمرغ وجهه بجوف عنقها ...
وهو يتمتم بالأعتذارات على كل شيء .. وسلسله من الذنوب التي أرتكبها بحقها تدور بعقله ....
××لو مع غيرك سعاده .. ومع طيفك جروح ؟ الجروح اللي " معك " ما ابيها تنتهي××
****
حين لم ترد عليه ذالك اليوم تجاهلها يومين متتاليين وتوقع تواصل منها بل كان شبه متأكد أنها ستتواصل معه .. وحين اتصل بعد ثلاثه أيام أصبح هاتفها مغلق !!!
كان وقتها العصر حين اكتشف ذالك الأمر واستمر حتى العصر التالي يتصل عليها ولاترد ..
فأتصل بياسمين وهو يمقت نفسه لأضطراره لهذا ..
فهي لم تشغل تفكيره فقط بل أفقدته النوم والراحة ..
سلطان وهو يضيع المخرج بالطريق الذي يسلكه : السلام عليكم وشلونتس الله يسلمتس …اقول وانا خالتس غاده عندكم ..؟؟
على الطرف الآخر ياسمين التي لم تفهم في البداية سبب اتصاله ولكن حين سأل عن عمتها تبادر لذهنها حديثها معهم ليلة أمس : لا اليوم ماهي عندنا .. بس أمس كانوا متجمعين هي وعماتي .. والصراحة ياخال شكيت أنكم متهاوشين ..!!
سلطان وهو يضغط على المقود : ليه فيها شيء ؟
ياسمين : لا بس مره مبسوطة .. وجدتي جابت طاري زوجها يعني اللي هو أنت وكلنا انتبهنا كيف أنقلب حالها وأنفعلت بشكل غريب ..
سلطان بغيض : طيب خلاص وأنا خالتس ماقصرتي مع السلامه ..
ماأن أنهت المكالمة حتى توجهت لوالدتها : يمه تخيلي خالي دق علي والصراحه لمحت له عن اللي سوته عمتي غاده ..
فاطمة بشهقة أستنكار وهي تترك ماتعمل عليه في المطبخ : قلتي له وش قالت عنه ..
ياسمين بتدخل سريع لتنقذ نفسها من فهم والدتها الخطأ : لا والله ماقلت بتفصيل بس قلت هي أنفعلت لما جدتي جابت طاريك ..
فاطمة بأنزعاج : وتقولين ليه وش حاشرك بينهم ..
جلست على أحد مقاعد طاولة المطبخ : ماأدري حسيته محتاج يفهم لاينصدم فجأه .. يمه نسيتي وش قلنا أمس أول مره تتفقين مع عماتي على شيء .. عمتي غاده مسحورة مافيها كلام …
فاطمه وهي تجلس بعد أن أدخلت المعجنات التي صنعتها للفرن : المشكله كيف نقنعها بالموضوع ..
تلعب بخصله شارده من شعرها : مو لازم تدري .. أستدركت وهي تفرقع اصبعيها السبابه والأبهام : نسوي فخ لها نجيب المطوع ونقول يقرأ على جدتي وتعالي اجلسي معها انتي قويه وصامله ماتخافين مثلنا وإذا جت يقرأ عليها هي ..
فاطمة :طيب الله يحلها روحي شوفي أخوتس ..
خرجت ياسمين وبقت هي بعقلها تعيد التفكير بماحدث ليلة أمس ..
وكيف كشرت غادة عن أنيابها وأبرزت مخالبها ..فقط لحديث عابر عن زوجها سلطان ..
لم يبدو الوضع طبيعي ..غادة حتى وهي مطلقة منه وبينهما الكثير من الأِشكالات ..لم تتطرق له بسوء ..ولاحتى بتكشيرة من ملامح وجهها ..
أما الطريقة التي تحدثت عنه فيها أمس لايمكن لها أن تكون حقيقية ..
حتى لو كان يعاملها بأسوأ طريقة ..هي لم تعرفها يوم أو يومين بل تعرفها عمر بأكمله ...
غادة ليست طبيعية ..ولاتجد تفسير لما حدث لها إلا السحر ..
هي مسحورة لتكره سلطان وتفترق عنه ...ولم يكن رأيها لوحده
بل حتى أخوات غادة كان لهن نفس الرأي ..
××تطمن مَاني .. بـ واقف على بابك أنا مثل السنين ان رحت ما ارجع.××
****
كان تسترخي بالسبا المنزلي الذي كافئت نفسها فيه
بعد أيام من الأرهاق والتوتر ..
حين رن هاتفها توترت أصبحت هذ النغمة تذكرها فيه لقد حذفت حتى أسمه من قائمة أتصالها لأنها أصبحت تبغض منظر حروفه على الشاشة : هلا سلمى .. طيبه .. اممم والله مو فاضيه عندها فاطمة والبنات .. اللحين جايبه سبا وبسترخي مالي خلق جن وعفاريت ..قلت ماهو وقته.. بالغصب يعني ..بعدين أنتي عارفه أنا مو عند أمي أحتاج تعلميني من بدري .. صمتت تستمع لطرف الآخر قبل أن تضحك بسخريه : ياسخفكم يعني يوم اتفقتوا طلعت مسحورة يععع ايه يع مرتين بلاقرف ..
أحب مين حبيبتي أنا كنت ألعب عليه وقايلتها لأخته قبل ماأتزوجه باخذه سعة صدر وفلوس وبطلع فيه امراضي النفسيه .. يعني أنتقام وخلاص طابت نفسي منه .. عندي شقه وفلوس ومبسوطة وجوده صار كاتم على نفسي خليه يفارق بس يربي عياله أحسن له ..
ايه مجنونه وش عندك ماأسمح لكم تتدخلون في حياتي ..
وأنهت الاتصال وأخرجت قدميها من جهاز البدكير : خلاص ماعاد ابغى اسوي حاجة تقدرون تمشون ..
حين خرجت العاملات وأغلقت الباب خلفهم عادت تستلقي أمام التلفاز ورددت بسخريه : مسحورة ..
على وش ياحسرة .. اوف الحمدلله أقدر افتك منه .. اوف... اوف ليه يجيبون لي طاريه كتموا علي نفسي ..
شعرت بالضيق من رائحة الشموع من حولها ..توجهت لتفتح النافذة ولكن مازالت لاتشعر بالراحة وهناك شيء يضايقها بالمكان ..
تريد أن تتنفس هواء نظيف ..رفعت هاتفها ووجدت نفسها تتواصل مع يارا :وين زوجك ...
يارا تنظر لزوجها وتشير له ليقرأ المحادثه معها :موجود ياعمة تبين شيء ..
غادة بصرامة :ايه جهزوا أنفسكم ومروني أبي أطلع البحر وماني طالعة هالحزة لحالي ...
تبادل الأثنان النظرات قبل أن يهز رأسه بالموافقة ..
لتكتب بملل :ابشري ياعمة يوسف يقول نص ساعة وحنا عندك ...
وفعلاً بعد أربعين دقيقة كانوا يجلسون معاً على البحر هي تستلقي بكرسيها لرحلات وهم يجلسون على سجادة أفترشوها ..
سحبت نفس من الهواء المثقل بالرطوبة :حلوه ريحة البحر ...
يارا المتضايقة من الرطوبة وهي تأكل من الحب الذي أحضره زوجها كتعبير عن سوء مزاجها :ايه تجنن تسحب الطاقة السلبية ..
غادة مستمرة بأسترخائها :وش فيه صوتس مخنوق يابنت سعد ... أسترخي طلعي طاقتس السلبية وأرمي همومتس للبحر ..
يوسف ينسحب باللحضة المناسبة :بروح أجيب لكم حاجة تبردون فيها على كبودكم ...
يارا بتهكم :ليه الشاي نار مايحتاج مع الحب جونا عليل ..
غادة بلؤم :روح وأنا عمتك ..هذي عرق عيال عقاب قوي فيها تحب تنكد الأجواء الرايقة ...
بعد أبتعاد يوسف ..
غادة بنصيحة صادقة :اللحين يومين وماشيه ليه ماتصيرين رايقة وحلوه عشان زوجتس ..
يارا ترمي قشور الحب بعشوائية :يعني أنا منفسه عشان بروح الرياض !!! ..
غادة :اجل وش فيتس ..
يارا :عمه أحلفي ماتستهبلين علي !!
غادة وهي تغلق عينيها :والله ..
يارا وهي تسحب مقدمة عبائتها بتعبير عن سخطها من الوضع :الجووو ماتحسين بالرطوبة والحر والقرف والكتمة !!!
غادة ببرود:أي حر ياحبك للمبالغة شكله من عبايتك أكيد قماشها من النوع الرديء ..وكتمتك ..
يارا بأنزعاج شديد وهي تكاد تبكي :ايه أكيد مستحيل يكون السبب المكان ولا الجو أكيد طلعتك حلوة وتجنن والسبب عبايتي ...
غادة تلتفت عليها بحدة :خلاص فكينا اللحين يجي زوجتس يصدق أني مسوية شي فيتس ...وش هالمزاجية والله لو أنتس توحمين ..
وكأن العبارة وقعت في عمق عمق دماغها ...
ولكن عقلها أنكر بشدة مستحيل .. ماذا عن الكره المفاجيء لزوجك ..
لكن هو يستحق هذا ..
لم يكن هذا رأيك بالرياض !!!
الأنسان تأتي عليه لحضات ينزل اليقين على قلبه .. ويصيب الحقيقة ..
لما كرهتي روائح الشموع الجميلة ...هربتي من شقتك ..
يارا تخبرك أن الجو سيء وبمنظورك يبدو جيد ..
تشيرت يوسف المسكين يلتصق بصدرة من شدة الرطوبة ..
وأنتي لاتشعري فيها ...
ولكن كل هذه العلامات لاتعني شيء !!!
وماذا أن كان خلفها ماتخشينه ..هل أنتي مستعدة للقادم !!!!
××غالي وتبقى على بُعد المدى غالي ما يطوي الوقت صفحة شخص حبيته××
↚
كان قد أصطحب أبنائه في جولة تسوقيه للأستعداد للمدرسه .. بينما كانت بناته سعيدات بمشترياتهن ..
أخرج كيس آخر وفتحه ليبرز مافي داخله لها : وش رايتس ..
حدقت قليلاً غير مستوعبه مايعرضه لها ... أستوعبت أخيراً ماهيته أنه ثوب طفل لايكاد يتعدى كف اليد ..
قالت بتكشيره : كلفت على نفسك على الفاضي ماراح تلبسه..!!
بتال بمشاكسة وهو يعيده للكيس : بيلبسه ..
لم تجاريه في لعبته لأن الأمر يزعجها فعلاً ..
بتال بسخرية لأنها خدعته بأمر الفستان وهو شخص لايحب أن يكون بموضع من تجري المياه تحته وهو غافل : بشيله عندي أتوقع مثل الفستان اللي معلقته عندتس ونشوف مين بيفوز ..؟
جوزاء بإنزعاج لم تستطيع كبحه :الموضوع ترى مو لعبه ومضايقني من جد فلا تحاول تقلبه أستهبال …
بتال وقد أنعقد حاجبيه : وهو بيدي يعني ووش اللي يضايقتس لو طلع ولد !!!!
صمتت ولكن من هزة قدمها اتضح توترها ..
فتجاهلها وأنشغل مع بناته وحاكم المستاء لأنهم لم يبتاعوا أحتياجاتهم من القرطاسية ..
وهو يرضيه بقوله :ياأبوك ترى ماحنا بمقطعة بكرة ولابعده أخذك وننزل وتشتري كل اللي ودك فيه ...
هزت رأسها بأستنكار هل يعتقد فعلاً أن أبنه يستوعب أسلوبه هذا بالحديث ..لافائدة منه ..وبالحقيقة ماشأنها هي ...
ولكنها لم تستطيع كبح لسانها وهي تخبر حاكم :مقطعة اللي قالها أبوك أتوقع يعني مكان خالي مثل الصحراء ...
بتال الذي ألتفت متعجب من تدخلها :يعني أنتي اللحين المترجم ماشاءالله ..ولدي طول عمره بمجالس جده وعمانه مايحتاج له مترجم عشان يفهم هروجناا ..!!
جوزاء تغلق هاتفها :أتحدى ...حاكم حبيبي كنت فاهم بابا وش يقول ...
بتال بعدم تصديق :بابا .!!! جوزاء روحي أرقدي صدقيني البلى فيتس ماهو فيني ..
لم يكبح ردها إلا أسلوب وريف التهكمي الطفولي المتأفف :تهاوشوا اووف كل يوم كل يوم ...ليه ماتصيرون مثل خالتي فزة وعمي الحكم .. مايتهاوشون ..
بتال وهو يسحبها من ذراعها :كم مرة قايل لتس لاتهرجين عن الناس بعدين قولي ماشاءالله ...
وريف بخوف من عصبيته المفاجئة :ماشاءالله ..خلاص أنا بروح ألعب عند وسن ...
وخرجت راكضة .. ليأمر هو العاملة أن تجمع أغراض أبنائه ويخرج وبرفقته حاكم دون أن يوجه لها أي حديث ...
حسناً لتكون منصفة لقد تجاوزت حدودها بالتدخل بينه وبين أبنه ..
ولكنه درس ليفهم أن لاشأن له بأبنتها القادمة ..
فهو قد رفضها من البداية مهما تصنع الأهتمام لن يقنعهاا ..
لن تنسى أبداً كيف أستمات حتى بأحلك اللحضات وحرص على أخذ أحتياطاته كي لاينجب منها ..
هل يمكن محي كل الماضي فقط لأن زوجته ماتت ..وماشأنها هي ..
كان يفي بوعوده للآخرين على حسابها أولاً موضوع الأنجاب ومن بعدها وصية الزواج من أختها ..
كل هذا ويطلب منها أن تنسى الماضي الذي مايزال يأثر على حاضرها ..
مايريحها أنها تعي جداً أن ابنتها ستظهر عليها وحينها لن يتقبلها ..
لأنها ستكون مختلفة عن أخواتها..
حينها هو بنفسه لن يستطيع المكابرة أكثر وسيكشف نفسه بنفسه ..
أهتمامه بهذا الحمل فقط لأن لديه أمل أن يكون ابن ذكر ..
ولكن حين تصل أبنتها للحياة ستنتهي كل هذه الأوهام ..
وستعاني هي لوحدها ..
وقد جهزت نفسها وقلبها ومشاعرها من زمن طويل لهذه اللحضة ..
××لا تشوف نفسك علي ولا تكبرها يجيب غيرك زمان بالخطا جابك××
****
لم يتم التحدث معه أبداً تم أيصاله لغرفه ضيقه بمقر عمله وأغلق عليه .. كان هذا قبل ١٢ ساعه على حد علمه .. كانت الغرفه تحتوي على باب يفتح على حمام صغير ..
ويوجد بداخلها برادة ماء .. لاأكثر ..
يعلم أن المقصد هو أفقاده ثباته ..
حتى حين يأتي الوقت المناسب ويتم أستجوابه يكون بأعصاب هشة ..قابلة للأنهيار .. ..
يوجد مقعد يتيم يستطيع الجلوس عليه ولكن من الصعب النوم
والأضائات قويه جداً بحيث توتره ولايستطيع الأسترخاء ..
هل أصبح سجين سياسي حتى يتم معاملته بهذه الطريقه ..
على الطرف الآخر كان هناك من يراقبه عبر الكاميرات تنفيذاً للأوامر ..
سأل زميله وهو يتناول مجموعه من المقرمشات : ليش نراقبه ..
الآخر المشغول بهاتفه : التعليمات !
عاد ليراقب الشاشه وسجل على دفتر الملاحظات : يشرب الكأس التاسع من الماء …
حين لاحظ زميله مايفعله : لاتصير سخيف ؟؟؟
صاحب المقرمشات : ماني شايف حاجه تسوى نراقبه عليها ..
إلا أنه كاد يشرق بمقرمشاته حين لاحظ تصرفه المفاجئ بنزع ثوبه .. ثم فانيلته الداخليه ..
وأخذ يهز زميله بتوتر:بينتحر !!! عشان كذا نراقبه ..
دفعه الآخر وهو يأمره بحده :روح وقفه بسرعة ..
وبقى واقف بتوتر يشاهد مايحدث قبل أن يصيح ليستوقف زميلة :خلاص تعاااال لاتفتح ماهو منتحر بيرقد ...
…
وحين عاد من هرع لأنقاذه بأنفاس متلاحقه ليشاهده على الشاشه
يعاود أرتداء ثوبه ثم يقرب المقعد من الحائط بحيث يعطي مساحة كافيه لأقدامه ..
أما الفانيلة التي خلعه فعصبها حول عينية وأرخى رأسه على ظهر المقعد الذي أصبح يوالي الكاميرا ...
فلم يعد يكشف لهم وجهه ..
أحدهما للآخر :المفروض ساحبين كل ملابسه إلا السروال ..!!
الآخر بعدم أهتمام :هم دخلوه بهالهيئة لو حريصين سووها هم ..
حنا دورنا المراقبة من خلف الشاشات ...
مع طول الأنتظار ومراقبة شاشه لايتحرك فيها شيء..
نام الأثنان ...
أستيقظ أحدهما فجأه .. قبل أن يوقظ زميلة بهلع حين لاحظ أختفائه ..
ليقول ذالك الذي فزع للحضة قبل أن يدير الكاميرا ويلاحظ أنشغال الحمام ...
بعد دقائق ظهر لهم ..وقد بدى جاهز لصلاة ..
رفع رأسه للكامير وبدى كأنه يخاطبهم ...
أمر زميلة بضجر :أفتح السماعات وش يقول ؟؟؟
حين فتح السماعة وصلهم صوته :نصلي جماعة !!!
أوقف يد زميلة التي أمتدت للمايك :لااا هذي حركات أستفزاز .. طنشه لايصدق نفسه ...
بعد دقيقة ألتقط المايك بحماس وهو من منع زميلة قبل قليل ليخبره بتهكم :القبلة وراك ياشيخ !!!
...
وسرعان ماأغلق المايك حين لاحظ أبتسامته المتهكمة لقد وقع بالفخ ..
لقد تعمد تضليلهم بتصرفه .. ليتحدثوا فيتأكد أن كان مراقب أم لااا ..
بعد أن صلى الفجر عاد لطريقته السابقه بالنوم وهكذا مضى الوقت حتى فتحوا عليه الباب قرب الظهيره أي بعد ٢٠ ساعه من حبسه …
وأخبروه أن سينقل للمكان آخر وهناك كان اللقاء
مع عبدالملك والعسكريين الذين كانوا على الباب ..
فياض بعد ان القى عليهم سلام هاديء رده أحد العسكريين فقط وتجاهله عبدالملك والآخر..
جلس على المقعد الفارغ وكتف يديه على صدره : وش هالسيناريو المحروق !!!
يعني المفروض أنا أصدق أنك معاقب مثلي واخر (أصرح )اللي عندي … طيب يجون يسألوني وأعطيهم علومي كلها..
عبدالملك من جهته لم يرد عليه أبداً..
ولم يحاول هو آخر .. وتفكيره حائر حقاً من تصرفاتهم ...
حسناً جريمتي معروفة ويبدو أنها واضحه لديكم لماذا تتصرفون بهذة الطريقة وتعبثون بالجميع ..
هل المقصد الأستمتاع بمنظرهم ..هل أصبحوا قرود خلف القضبان بالنسبه لزملائهم !!!
وقف وهذا الأفكار تستفزة طرق على الباب بقسوة :ياولد يالعسكري ناد اللي عنده الحل والربط وخله يهرجني رجال لرجال ولا ماهو كفــو يواجهناااا .. مجمع هالضعوف بذنب غيرهم ليه ...
يجي يحقق معي ويأخذ العلم من راسي لراسه ماله داعي يضم أبرياء ...
أحد العسكر المتواجدين معه :حنا ممسوكين بتهمة الأهمال محد أتهمنا أنا متعاونين معك ..
فياض بأستطراد :خلاص أسحب طلبي بالنسبة لهم والله محد قالهم يصيرون مهملين ..
ثم توجه بحديثه لزميل الحبس :هاه كيف أعجبك كذا أجلس فيها ...
ولاتحطونها علي بعدين ..أنا فياض بن عقاب جريمتي أشيلها بروحي ماأسمح لأحد يشيلها معي ...
هز رأسه بأستنكار لأسلوبه الهمجي المتعالي حتى بأحلك الأوقات ..
مازال يتفاخر بل وصلت العنجهية فيه أن يفتخر بجرائمة يبدو أنه لايرى أنها نقطة سوداء في صفحة حياته ...
××مافيه احد ياطويل العمر فوق النظام والناس تعرف وليِد الذيب ماهو ثعل لا تلتفت في كلام مروجين الكلام واطيبهم اللي ليا قلت الحقيقه زعل !××
****
بعد 48 ساعة من القبض عليه تواجه مع المحققين بجريمته وهم أوجه جديد عليه ...
بعد أن ذكروا له أسمه الكامل ووظيفته سأله أحدهم :متهم بأتلاف أوراق رسمية بأحد القضايا ؟؟؟ وش دوافعك ...
فياض الذي يميل رأسه جانباً بأسلوب تهكمي :دوافعي أن القضية قضيتنااا وماسمحنا لأحد يحقق فيهااا .. بس اللي حصل أنهم يفتشون بأمور خاصة فينااا ووصلت لحد حفظ صور محارمنا على كمبيوتراتهم !!!
هز الآخر رأسه بتفهم قبل أن يظهر له أوراق متتالية لصور نساء عائلته كما هي بالهوية الوطنية :ذولي محارمكم كلهم عندنا صورهن ...
وبكل أستفزاز بدأ يرمي الصور الواحده تلو الأخرى :ليلى بنت عقاب ..أسماء بنت عقاب ..فاطمة بنت عقاب ..
خزام حرم حضرتكم .. ومن بعد ايه بنات أختك يارا مروى ياسمين .. ينقص المجموعة أحد ..ذولي محارمك اللي أتلفت الوثايق عشان صورهن ....
بعد صمت صبر قاسي رد بنبرة وعيد خفي :هذي صور راضين فيها مثل ماتأمر الدولة ...بس الصور اللي أتلفتها محد يحق له يطلع عليهااا ...
الأول من جديد :يتطابق مع الرسمة صورة واحدة من نساوينكم يافياض وماهي من محارمك !!!
فياض بضيق :اللي هو وش كان المغزى من الأحتفاظ فيها ...
المحقق الأول وهو يضرب على الطاولة بغضب :التحقيق بجريمة قتل شنيعة .. الرسمات كانت بتعرض على أخصائي نفسي ..
عشان نفهم نفسية المجرم ...
فياض ببرود :ِشفت أن معي حق صور محارمنا بيتفرج عليها اللي يسوى واللي مايسوى ..والمجرم بقبره وش بتستفيدون من فهم نفسيته ...
المحقق الثاني يلتقط دفة الحديث :رغم أن الموضوع مايخصك ..بس فيه شكوك كبيرة لجرائم قيدت ضد مجهول ربما يكون مجرمها مساعد ...
فياض بسخرية شديدة :يعني جرائم وجثث ومسارح جريمة ...ومالقيتوا أدلة إلا بالرموش والبرقع ..ياشيخ بتضحكون العرب عليكم بس ...
المحقق الثاني بتلكأ وهو يصنع خطوط عشوائيه على الورق أمامه :ماهو ممكن تكون الصورة لشخص على علاقة معه ...
فياض وملامحه تتحول للغضب ولكن لايظهر ه بصوته :خويكم أطرم علاقة وش اللي بتكون له مع الحريم شغل عقلك قبل ماتحط تخمينات تضحك العرب منك ..
المحقق الأول :ممكن مشروع زواج فاشل هل سمعت بموضوع زي كذا !!
رد بسخرية :مستحيل الأثنين من أطراف على عداوة عمرها أكبر منكم ...
أنتم لوش تبغون توصلون ..الرسمة مامنها فايدة والأستمرار بتفتيش حولها بيدمر مستقبل المسكينة ...أنتم عرب ومن هرجتكم عيال قبايل وفاهمين زين هالرسمات وش ممكن تتسبب على مرة غافله مبتليها مجرم مثل هذا ...
وصمت للحضات قبل أن يقول :وإذا بيفيدكم ترى أخت هالمجرم كانت طبينة صاحبة الرسمة يعني يمكنه كيد حريم وكانت بتورطها بشيء وأستغلت أخوها المجرم ..
أستغفرالله ..المهم ذا الموضوع ماهو بفايد أحد أدفنوه مع اللي أندفنوا … وأنتم رجال كفو ماتحبون الردى …
المحقق لينهي الموضوع الأساسي :تعترف بأتلافك للأدلة ..
فياض بكل ثبات:نعم ..
المحقق :هل يوجد من تعاون معك من داخل النيابة ...
فياض بمصداقية :لاا دخلت وطلعت بنفسي وسويت كل حاجة لحالي ..
وأنتهى التحقيق على هذه الصورة وأخبروه أنه سينقل غداً للسجن التابع لوزارة الداخلية ..حتى يصدر حكم بحقه ...
××من طيب اصلي ماطعنت بقفاهم رغم انهم ب القفى م قصروبي××
****
اليوم الثالث من أختفائه ..وبعد أن قضت اليوم الأول بأحراق نفسها من شدة القهر ...قضت اليومين الآخريين بمشاهدة الدراما التركية ..
وتناول وجباتها وأدويتها بوقتها .. جائتها والدتها ولم تتطرق معها للموضوع السابق ... وحين ملت من صمتها وأهتمامها بالتلفاز أكثر منها عادت لمنزلها ولم تزرها مرة أخرى ..ولكن تتصل فيها أكثر من مرة خلال اليوم ...
رن هاتفها الذي أحضرته لها والدتها منذ اليوم الأول ...
لم تسلمه لها بيده فيبدو مع الشجار الذي حدث نست ولكن تركته لها مع العاملة ..
حدقت برقم لم تتعرف عليه فتجاهلته لكن حين رن مرة أخرى ردت بملل :نعم ..
:السلام عليكم ..أنا فياض ..
كشرت وهي تدفع عربة الطعام من أمامها :آه الحمدلله على السلامه ..!!!
من جهته وهو من أستمات للحصول على هاتف وحين سمحوا له حددوا له أتصال واحد فقط وكان من نصيبها :فيك شيء ... تأكلين .. علاجتس مستمرة عليه ...
خزام ببرود :ايوه وأتفرج كمان على مسلسلات أبداً لاتشغل نفسك في عيش حياتك .. مع اللي مسوي دراما عشان تختفي عندها ...
فياض وهو ينظر للجالس بجواره وكأنه هو من يحدثه :أنتي وش تقولين ..
خزام :أقول اللي سمعته لاتحسب مشت علي حابسينك هبلا أنا عبيطة بنص عقل ..أنا عارفه زين وين مختفي لهدرجة ماتقدر تستغني عنهااا ..
فياض ينقصه التركيز ليفهم تلميحها :والله ماأدري وش تقولين ..
خزام بأنفعال وهي تجد نفسها تفضح كل ماتعرفه عنها منذ أول ظهور لها في حياته :شكلك من كثرهم بديت تنسى بس أنا ماأعرف إلا وحدة وهي اللي أتكلم عنها ...
أتكلم عن شوك أشواك .. اللي شبه فهرية ..اللي تعيش بحي #### وأختها **** اللي بنتها تدرس مع أختي بلقيس ...
آه صح اللي متزوجة مية مرة قبلك ...
اللي حتى وأنا مريضة ماأحترمتني وتكلمها عندي فهمت مين أقصد ..
أغلق عينية بأرهاق وهو يتحمل صاعقة معرفتها بكل هدوء :خزامة حبيبتي ...
خزام وهي تقف بمكانها وبقسوة :أسمي خزام ..أنا مو خزامه ولاخزامى .. لا جيت تناديني ناديني بأسمي وماني حبيبة أحد .. حبيباتك القذرات اللي يرضون يتزوجنك بالظلام ..
فياض بفقدان لسيطرته على الموقف وقلة الحيلة تظهر في صوته :أنا ماأقدر أجي اللحين لو جيت بتفهمين كل شيء ..
خزام التي أستشفت قهرة وقلة حيلة قالت لتتشفى أكثر فيه :ومين قال ببقى أنتظرك لين تجي ..
يعلم أن لامكان لها لتذهب إليه ولكن قال حتى لاينفرها أكثر منه لو ذكرها بحقيقة وضعها :معليش عشاني أنتظري وأنا بفهمك كل شيء ..
خزام بجنون لحضة أكتشافها وجود أخرى بحياته :لاا ولاتحسبني أمزح يوم أقول ماني منتظرتك أنا ماأقصد المكان ..فياض لو كنت منجد محبوس هذا بيكون يوم السعد لي ..لأنك ماراح تتقاضى بقضية وحدة بيطلبونك المحكمة لقضية الخلع اللي برفعها عليك وتخيل لما تكون وقتها بالحبس قد ايش الموقف بيكون بصالحي ...
كان يحني رأسه وأصابعه تدعم جبينه ..لافائدة من كل هذ المكالمة ..
عليه أن ينهيها حالاً قبل أن يتفاقم الوضع أكثر همس :أنتبهي لنفستس فمان الله ...
وأعاد الهاتف للعسكري الذي يكاد يقف فوق رأسه ..
كان يجلس جواره بأنزعاج لأنه مضطر لسماع مكالمة هذا الشخص مع زوجته الحاقدة .. فصوتها يصلها لايعلم هل لأن مستوى الصوت مرفوع بالهاتف أو بسبب ضيق المكان ..
والذي يحاول أسترضائها بكل عته ..
أبتعد وتوجه ليشرب الماء فلا يوجد أمر آخر يفعله بهذا المكان الضيق سوى هذا ..
ورفض عرض العسكري الذي سأله إذا كان يريد أجراء مكالمة هو الآخر ...
قبل أن يخرج ويغلق الباب من خلفه ..
ليعود بعد دقائق ويخبر فياض أنه سينقل للسجن ..
وتبقى هو والعسكريين قبل أن يصرفوهم لاحقاً لمنازلهم مع أيقافهم عن العمل حتى تصدر بحقهم العقوبات ...
××ماني أكثر شخص بالدنيا وفيت لكني أكثر من تجمل وانخذل..××
****
كانت مستلقية بفراشها وكأنها جزء منه متصلبة الجسد .. وهي الأم المكلومة التي فقدت أثنين من أبنائها لايفصل بين وفاتهما إلا بضعة أشهر ..
هل هو إمتحان لصبرها وإيمانها .. أم فشل بتربيتها ..
فأبنها الحبيب قاتل .. أبنها الأقرب لقلبها الذي لايكبر بعينها لأن لاصوت له مجرم …
مات بعد أن غدر بقريبه بشخص تجمعه معه نفس الدماء وينحدران من جد واحد ..
تفكر وتعيد التفكير تفتش بذهنها ولاتستطيع الأستيعاب لما كل هذا..
لقد كانت مجرد خلافات مجالس كيف تطورت لهدر الدماء ..
كيف يحترق قلبها وقلب غيرها ..
من المذنب الحقيقي بهذا ..
ولاتجد إلا شخصين مصلح الذي ربته كأبنها هو من أجج الموضوع بينهم …
ومن الطرف الآخر فياض ابن عقاب ..
الأثنان هم من سيحملان وزر الأبرياء وسيبؤون بذنبهم …
جائها صوت أبنتها الصغرى مستجدياً : أمي تكفين لاترديني بس هالصحن .. شوربه والله مارح تثقل عليك تكفين ..
بصوت مبحوح من المرض والهم : والله يابنتي مالي قدرة عليه ..
اميرة بقلة حيلة : يمة أقولك تكفين عشاني كم لقمة بس الله يخليك ..
فتحت فمها للملعقه التي رفعتها لفمها …فقد أشفقت عليها .. حين كانت ابنتها صغيرة كانت تستجديها بمثل هذه الطريقه لتتناول الطعام والدواء وكأنه الأمس كانوا أطفال لاحول لهم ولاقوة ..
يعبثون طوال النهار وحين يأتي المساء يقعون صرعى في أحضانها .. واليوم تغير كل شيء حتى أنها فقدت بعضهم ليتهم بقوا أطفال ولم تفقد أحداً منهم …
ليتها شاخت لوحدها وأنحنى ظهرها وستستمر بالعناية بهم ولكن ليعودوا حولها …
خرجت من غرفة والدتها بقلب مثقل من القلق عليها حين وجدت صالح ينتظرها بالصاله : هاه بشري أكلت ..
أميرة بأحباط وهي تشعر بالرغبه بالبكاء على وضع والدتها تريد أن تخبرها أنه لايستحق كل هذا الحزن ولكن لافائدة : كل اللي أكلته مايجي ثلاث ملاعق ..
صالح وملامح الحزن قد رسمت الكثير من الظلال على وجهه: لاحول ولاقوة إلا بالله ..
وأخذ لحضات يبتلع فيها ألمه قبل أن يخبرها بحزم : معتس ثلاث أيام تلمين فيها أغراضكم .. أنا خلاص أستأجرت بيت من دورين لي ولكم .. كلمت نورة ومنيرة وبيجن يساعدنتس …
أميرة تهز رأسها برضا: طيب ابشر .. المهم مايكون لأحد منه علينا ..
صالح : لاتخافين ماعاد أحد له منه عليكم وأي شيء يجي من طرف حسناء لاتأخذونه .. خلاص انتهينا من عقاب وعياله .. الله يجزاه خير ماقصر سنين متحملنا..
كان تستمع له بأنزعاج ولما أوصلتونا لهذة المرحلة من أهدار الكرامة ألم يكن من الأولى أن تكتفوا من أفضالهم عليكم مع أول أرتياح مادي حصلتوا عليه …
ولكن صمتم وتخاذلتم طويلاً حتى نالوا من كرامتنا ..
وأصبحنا محل شماتة الكثيرين ...
×× ماهو خطاك انك تكبر علينا هذا خطانا فوق حجمك عطيناك××
****
كان قبل العصر بقليل حين وصلها اتصال عبدالله المبشر بربحهم للقضية .. فبعد غياب أبناء محمد ومحاميهم عن جلستين متتاليتين أمام القاضي ..
ومع أحضاره لتوقيعات مناصره لهم من الصوارم أنفسهم وشهادة محسن وعقاب اللذان نقلاها عن الجد خلف ..
حكم القاضي بأحقيتهم باللقب …
أنهت المكالمة بلا لذة أو فرح .. لقد ماتت فرحة الأنتصار مع الشباب الذين راحو ضحية هذا النزاع على اللقب..
لقد أعتقدت في البدايه أنها تمشي بطريق حق وفعل خير ولكن بعد كل ماحدث أصبحت تخشى أن يطالها ذنب الأبرياء اللذين ماتوا..
أصبحت تدعي لهم بكل صلاة تتصدق عنهم وتحث الآخرين على البعد عن الخوض بهذه الحادثه والدعاء للموتى …
تذكرت أمر كانت تهم به قبل أن تتلقى اتصال عبدالله ..
اتصلت بأختها وبعد السلام والسؤال عن الأحوال : اليوم بروح ازور بنت عمنا فهده كانتس بتجين معي .. ادري انتس عزيتيها بس المره حالها متردي وحنا بنات عمها خلينا نوصلها الدنيا مافيها خير تأخذنا بكره وحنا قاطعات رحمنا .. ايه الله يجزاتس خير .. احتريتس عقب العصر ..
شعاع هي من نقلت لها الخبر جائتها قبل العصر بقليل تخبرها أن قريبات لها سيأتين لزيارتها والأطمئنان على حالها ..
فهدة بمظهرها المتهالك بجذور شعر قد ملئها الشيب .. وعيون خالية من الكحل والزينة وملابس نوم فهي تنزع الواحد لترتدي الآخر:ماعندي حيل على مقابل الناس ياأم سلطان ...
شعاع :مقابل الناس يلهيتس ويسليتس ويوخر عنتس الكدر والضيقة ..
هزت رأسها بأستسلام فلا قدرة لها على الجدال ..
حين دخلت عليها الأثنتان وتعرفت عليهما ..
شعرت أن الدنيا حقاً حقيرة ..وأنهم غافلين ضعفاء ولايتعضوا إلا بحلول المصائب ..
أبنتا عمها كانتا خيراً منها فربما هي لو من حلت المصيبة بأحداهما لما تنازلت لمثل هذه الزيارة خصوصاً لو كانت قد أدت واجب العزاء أمام الجميع ..
كانت تتأمل ملامحهم من خلف البرقع وتتذكر سنوات كانوا فيها صبايا صغيرات بالصحراء يتنافسن على طول الشعر وجمال الحناء بأيديهن لاشيء أكثر يشغلهن سوى المظاهر البسيطة ..
وليتهم بقوا هناك ... ولم تتجاوز بهم الدنيا حدود تلك الصحراء ..
كانت ترد بردود بسيطة فعقلها هناك بالماضي لايستطيع مغادرته ..
كانت جميع الفتيات هنا وزوجة الأبن الأصغر ولكن أبنتها لم تحضر بعد رغم توصيتها لها أن تكون أول الحاضرين ...
جاءت صغيرتان بدأتا كحفيدات فهدة ...
وحين سألتها شعاع عن خالتها أجابت :اوووه خاله جوزاء ماهي فاضية لكم تتهاوش ..
وانقطعت جملتها على صيحة والدها الموبخه من خلفها ..قبل أن تدخل جوزاء بملامح هادئة وتسلم على الموجودين وتخبر والدتها أن بتال بالخارج يريد السلام عليها ...
كان أكثر المتحدثين مع الضيوف فزة وشعاع .. أما البقية فالبعض لديه تحفظ بسبب الماضي أو ليس لديه الرغبة بالحديث من الأساس كليلى وجوزاء ...
ليلى بحديث هامس لها :بكرة بتجي يارا .. وأخيراً ..
جوزاء التي نست أمر دراسة يارا بالكامل :آه صح الدوامات بترجع .. وزوجها عادي عنده ..
ليلى تهز كتفيها بلامبالاة :هو أخذها وعارف أن هذا اليوم جاي خليه يتأقلم مع الظروف ..
كانت جدة ساير تخبر فهدة :هالبنية كأنها أنتي ياعوبها عوباه .. تذكرين يوم تحرقين ثوب وضحى الجديد ..!!!
فهدة بأبتسامة خفيفة تنكر :لأحرقته ولاجيته أنتم أتهمتوني ظلم ...!!!
فزة بفضول :ليه ياعمة حرقتيه !!!
فهدة بتنهيدة :كنت ورعة ووضحى جت بثوب مزيون جديد وأنا يتيمة ثوبى ذاب على ظهري .. وزني شيطاني وخربت ثوبها ..ووضحى يومها ورعة مسكينة روحت لبيتها مادرت عن اللي سويته فيها ...
جدة ساير وكأنها تعيش اللحضة :يافري جيبي يوم شفته بغيت أذبحهن هالثنتين من القهر ..وقتها كان الثياب غالية وين اللي تلقى تلبس ثوب جديد .. ياليت العرب تلقى الخبز تطعم فيه عيالها ...
فزة :والله ياخالة للحين فيه اللي ماهم لاقين الخبز بديرتنا ياكثرهن عجز مالهن والي إلا الله وأهل الخير ..
وأستمرت الأحاديث على هذا المنول أحداث من الحاضر ومن الماضي المشترك ..
قبل أن تستأذن الضيفتين ..رغم أنه أهل المنزل قد دعوهم لتناول العشاء عندهم ولكن الرفض والحلف كان سباق لأنهاء الأمر مبكراً ...
حين رافقت والدتها مودعة أخبرتها بلهجة حاسمة :مشاكلتس مع زوجتس لاتكون قدام الوراعين ... بنته عوبا ونقالة هروج أحفظي سرتس عنهم ..
وخرجت مودعة ..
رن هاتفها ..هل يراقب الموقف ..تأففت وهي تخرج له بالسيارة ..
حيث كان النقاش السابق بينهما ..فهو يصر على أن موعد زيارة الطبيبة قد حان وهي لاتريد أي زيارة قريبة للمستشفى فهي ضجرة من الفترة السابقة ورائحة المستشفيات وبرودتها ...
كانت شاردة بالسيارة تفكر بماحدث وكيف دارت الدنيا لتتواجه والدتها مع فهدة وهي من أعتقدت أن هذا من سابع المستحيلات ..
ولم تدرك أنهم وصلوا حتى أخبرها أن تنزل ..كانت تهم بفتح الباب قبل أن تعود لتنظر إليه بعدم تصديق :من قالك تجي هنا !!! ..هذي مو عيادتي ..
وحين لاحظت ملامح وجهه تتغير ..
زفرت بضيق :ولا على حسب العادة وأعطته أسم العيادة التي تراجع فيها ...
لهذا لاتريد منه أي تدخل في أمورها الخاصة لأنه لايستطيع التفريق بينها وبين الأخرى بمثل هذه الأمور ...
حين وصلت عيادتها أخبرته بلهجة حاسمة:بنزل لحالي ..
ونزلت دون أن تنتظر رد منه ...
حين سألت الدكتورة عن نوع الجنين أخبرتها ضاحكه : ومالك مستعجله ..
حاولت قليلاً قبل أن تخبرها لساته صغير ماهو واضح معاي نوعه أهم حاجة النبض بالفترة هذي .. تعالي بعد أسبوعين يكون وضح معانا إكثر ..
حين نزلت له كان مازال ينتظرها بالسيارة وقد أبتاع لنفسه كوب من الشاي .. ومزيج من عصير الفواكة لها ..
جوزاء وهي ترفع الكوب بأستنكار : وش هذا ؟؟؟
بتال وهو يحرك السياره : قلت له يحط كل الفواكه اللي عنده ..
شربت قليلاً لتجرب الطعم وحين أستساغته أكملت تجربته ..
ليصلها صوته : عاد بمناسبه أن الجنين طيب مع أنتس ماصرحتي ولا قلتي لنا وش قالت لتس الدكتورة وداسه صورة السونار عنا بس يستاهل ولدي قصيدة ..
لم تعلق لأنها فعلاً تريد أستماع القصيدة ..
بتال بنبرة مقصودة :
كلّك تعالي غلا .. والا ارجعي كلّك
بعض الغلا منك ما يستاهل الجيّه
طالت وانا في رجا ليتك .. وياعلك
أوراق بالذاكره .. واوراق منسيّه
ما بل ثوبك مطر شوقي ولا بلّك
لوعلّتك من سحاب الروح وسميّه
ليه امشي الدرب دامه ما يوصّل لك
تخاف رمضا الضياع اقدام رجليّه
يا بنت تو الهوى ما صرت انا خلّك
للحين .. ما زالت الصوره رماديّه
ومازال بعض الغموض الشره يحتلّك
وشلون انا اعشقك واحبك على النيّه
اشوفك هناك قدّامي .. ولا ادلّك
صعب الكتابه ليا صار الورق ميّه
إن كان شمسك تساومني على ضلّك
ما عاد ابي منك لا شمس .. ولا فيّه
اما تعالي لقلبٍ فز لك كلّك
والا اتركيني ما ابي لك بالهوى جيّه
****
كان يخرج من دوراة المياة حين لاحظ تجمع ثلاثه من زملائه ضد واحد ولأنه لايريد المشاكل تجاهلهم جميعاً ..وحين وصل لسريره وهو يهم بالنوم سأل زملية المجاور والذي يصادف أنه من نفس قبيلته :أقولك ياولد حاتم وش يرجع ...
حين أخبره باسم القبيلة ألقى لحافه وعاد راكضاً حيث رأى تجمعهم ...
وخلفه الزميل الذي أستغرب تصرفه المفاجيء ..
كانوا قد بدأوا بالعراك ثلاثه ضد واحد ..
زميلة من نفس القبيلة كان يحاول أن يثنية عن تصرفه :ترى والله بيفصلونك ...
ولكن دخل بالشجار بدون تفكير ...
وذاك يتابع مايجري وهو يعود :ياهجرس أطلع هوشة مالك ناقة فيها ولاجمل ..خل نارهم تأكل حطبهم ....
هجرس الذي ألتقط أحد هم من مقدمة تشيرته وصفعه بقسوة حتى فقد توازنه :ابك هذا بناخي العجوز(من نفس قبيلة جدته لأمه) والله لوتدري أني مافزعت له لتطلع مفرعة قدام الرايح والجاي وتقول النار ماخلفت إلا رماده ...
الزميل بضجر :العجوز ماهي دارية لو ماعلمتها أطلع يالمهبول ..
وحين لاحظ أقتراب المسئولين أنسحب وهو يقول :الله لايبلى المسلمين بمثلك ...
لاحقاً أمام المسئول عنهم الذي كان يدور حولهم : اللحين الدولة مجمعتكم وصارفة عليكم عشان تخدمون من !!!
حين لم يرد أي منهم .. رد هجرس بثقة : الوطن ..
المسئول وهو يلتفت بحدة عليه : هجرس حافظ الدرس الوطن والوطن ياهجرس وش هو ومن هو ..
هجرس بتلكأ: كنك صعبت السؤال .. بس ماهي على الذيب هجرس الوطن الشعب ..
المسئول : والشعب انك تفزع لقبيلتك !!!! ولاقبيلتك جارك ولا وش صلتك بحاتم ياهجرس ..
هجرس بثقة : بناخي العجوز ..
المسئول : هذي هي .. يعني اللحين انت رجل أمن وكان فيه خلاف بين شخص من قبيلتك وشخص من قبيلة ثانيه تقف مع مين ..
هجرس يلتفت عليهم حين لم يجيبوا ويبقون على نفس الوقفه من البداية : مع الحق ياشباب تقفون مع الحق .. طال عمرك والله ماهم فاهمين شي أقترح يسقطون .. هذا غير أنهم عنصريين ..وأنا ترى فرقت بينهم عشان ماتتحول الهوشة للجريمة لاسمح له ويوم محد قرر يخزي الشيطان قررت أستخدم قوتي ضدهم …
المسئول يستمع بأنصات لهجرس المراوغ والذي يحور الوضع لمصلحته يستطيع تخمين أسلوبه بكل سهولة : يعني انت صرحت لنفسك بهذا ..
هجرس : فيه مواقف تحتاج سرعة اتخاذ القرار ..
يربت على كتفه ساخراً: هجرس جاينا جاهز مايحتاج تدريب
كامل من كل النواحي ماشاءالله ..
يعي سخريته ولكن يستمر بنفس الأسلوب : طال عمرك لو تحتاجون أحد بفقرة أكل الحيايا لاتعداني .. واسلخ ذيابه بعد ..
المسئول : مانحتاج نأكل حيايا بدورتنا يكفيني انكم تعرفون تذبحونها .. والذيابه خايفين عليها من الأنقراض ..
وصفق بيديه : على الميدان خمسين دوره .. ولو تكرر الموقف فصل نهائي من الدورة ..
لاحقاً بالميدان كانت الشتائم الباردة متبادلة بينهم فقط هو من أنطلق راكضاً لينهي العقاب وينام قبل الفجر ..
كان هناك من يراقبهم ..
بعد ساعه ونصف ناداه : هجرس خلصت ٢٥ دوره باقل من نصف الوقت انتهى عقابك ..
جلس لاهثاً وهو يشاهدهم غير قادرين على الصمود لو لم يستطيعوا أنهائه الليل سيتضاعف العقاب ..
حمقى لم يكن عليه التدخل بينهم ..
حين أستلقى أخيراً بفراشه .. بزغت صورتها لذهنه ..
ماأن يتخرج من الدورة سيطالب بالزواج وبعد كل ماحدث متأكد أنها ستوافق …
لقد لانت بالفترة الأخيرة واصبح من السهل أقناعها بالزواج
بمجرد أن يذكر أمر الزواج من أخرى لو رفضت حتى تستسلم له …
انشد بصوت مرتفع : لنا الله ياخالي من الشوووق وأنا المولع على نارك كيف بعد المودة والمحبة صرتوا تنسونا اتقلب على جمر الغضى وأتذكر عهد مضى ..
تأفف النائمون من حوله .. وصاح به أحدهم : عساك تقلب فيها بنار جهنم مستعجل على الجمر ..
والكثير من التعبيرات المختلفة عن الأنزعاج ..
ليخلد هو إلى النوم براحة وتفائل بخطته المستقبلية ..
××في غيابك كنت اردد هالعذر تغيب الشمس وتشرق من جديد××
****
قصيدته أزعجتها لم تستطيع تجاوزها .. كلما نست عادت تتذكرها لم يجري بينهم أي حوار بعدها هل يعني حقاً كلمات قصيدته هل يرسل لها رساله مبطنة …
نامت وهذه أفكارها ..
أستيقظت بمنتصف الليل على ماتعتقد وشعرت بوجوده قربها .. رفعت يدها التي شعرت فيها أثقل من المعتاد .. على ضوء الأباجورة التي أصبح يتركها مفتوحة بالأونة الأخيرة .. كان هناك شيء بيدها لم يكن موجود حين أوت للفراش اسوارة من الذهب ومرتبطه فيها شريطة تنتهي بأسوارتين صغيرتين جداً من الذهب رفعتهما بسبابتها ..
هل يوجد يد بهذة الحجم !! سترى لاحقاً..
أنقلبت حتى أصبحت بمواجهته ..
كان نائم بعمق يده التي قربها ذات الأبهام المقطوع ..
فهو يزيل أبهامه الصناعي حين ينام ..
فردت كفها على كفه .. لتطبق أنامله عليها ..
هلعت للحضة رغم أنه لايوجد داعي لكل هذا الفزع ..
ورفعت عينها له كان نائم ..
سحبت يدها وهي تنقلب لتنام على ظهرها .
حمقاء ماذا لو أستيقظ ويدها على يده هل أرتكبت جريمه
لما التقرب منه مفزع إلا يحق لها أن تلمسه كما يلمسها..
بالتأكيد يحق لها ..حتى تستطيع فعل هذا ..وأنقلبت مرة أخرى لتلتصق به وتضع رأسها على كتفه ..
هي فقط تستخدم أحقيتها بلمسه لاأكثر .. تجرب أن تحظى بكل حقوقها لمره في حياتها ..
وإلا ماكنت لمسته من الأساس ..
فهو لايعني لها شيء .. وخصوصاً تلك الرسائل التي يحاول بعثها لها ..
لاتثير بداخلها أي قلق ..
وهي تشعر بالنوم يدغدغ عينيها وبراحة لانهاية لها لأنها متعبة ..
ليسبب بسبب قربها منه ولا تأثير دقات قلبه المنتظمه ولا الدفء اللطيف المنبعث من أنفاسه ...
××بدون موعد تعال واحضن قلبي منو اللي يجي بيته على موعد××
إنتهـــى
↚
*الحاضر*
فتح عينيه على أشعة الشمس التي هاجمت الغرفة ليدرك أنه صلاة الفجر قد مضى عليها الكثير ..
كان رأسها يرتاح على كتفه ليفهم من أين جائت الغواية .. هل أطفأ منبه هاتفه بلحضة سكرة لوجودها بين أحضانه ام لم يضبطه من الأساس وسرقه النوم وهو هائم بمنظر رموشها المطبقة وثقلها على خديها ..
بعد أن صلى الفجر التي خرج وقتها .. ومازال يحاول إيقاظها بندائات متفرقه منه ..
قبل أن يفتح خزانة البدل العسكرية ويخرج الخاص منها بالتدريب الميداني وأخيراً تم توجيهه ليتولى تدريب ميداني .. هو يعود لساحة بفترة أقل من شهر ولكن يشعر أنه بقى في العمل المكتبي طويلاً ..
حين أرتدى بدلته توجه لها ليجلس قرب السرير ويهزها من كتفها .. حتى حين فتحت عينيها سألها :ودتس تجمعينها مع الظهر ..
جلست بهدوء وهي تمسك مؤخرة عنقها متألمه : آه ..
مد يده بمؤخرة عنقها ليمسجها يلطف وهو يسأل ساخراً : مخدتس كانت قاسيه ..
لم تجب على السؤال ولكن تحركت ليبعد يده بدوره قبل أن يوقفها بقوله : جوزاء تدرين وش يقولون بهالصباح :
يسعد صباحك لا دخل صباح جديد
ويسعد صباحي .. لاتذكرتك معي
ويسعد صباحك شعر وأنفاسك قصيد
ويسعد صباحي يوم تطرب مسمعي
..
كنت نظراتها حائره ولكن فيها لمعة أهتمام سألته وهي تتراجع لتجلس : تعنيها صدق ولا كلام حلو وتجربه علي …
بتال الذي جلس وهو يعدل من شارة بدلته : لاطبعاً ماأقول اللي أقصده .. ووجه كل أهتمامه لها وهو يردف قوله بالفعل بقبله اسفل عنقها : أي صباح بوجودتس غير خصوصاً لاصحيت وشلالات شعرتس الاسود تغطي صدري .. اخ وقتها أجاهد عشان أقوم وأكمل الحياة … حتى الصلاة رقدت عنها ..
جوزاء هي تسلط عينها على الأسوارة الذهبيه بيدها لترفعها : شكراً تعيش وتجيب ..
بتال بنبرة خاصه : العفو .. بروح اداوم ودي لرجعت القى نفس هالوجه والأسلوب ..
ولم ينتظر طبع قبله خفيفه على خدها وغادر …
زفرت توترها لاتعلم هل أحسنت التصرف .. أم تسير في طريق لتصطدم بخيبة جديدة .. فكرت لستَ وحدّكَ من يتمنى نفس الأسلوب أنا أيضاً أنتظر منك أسلوب مماثل ..
تذكرت الصلاة التي ماطلت فيها استغفرت بصوت مسموع وهي تتوجه للحمام ..
حين فرغت من الصلاة نامت لتستيقظ لاحقاً على وجود شخص معها بالسرير .. أخذت بعض الوقت لتستوعب أن من معها وريف ..
سألتها بشك : وش فيك؟؟
..
وريف بصوت هزيل : مريضة رجعت ثلاث مرات ..
صمتت قليلاً لتكمل : تالا بعد مريضه …
ظلت تحدق بالطفلة المسكينة بوجهها الشاحب ..وفمها قد أبيضت حوافة ..
علامه على الجفاف ..
ألتقطت هاتفها وأتصلت فيه مباشرة ..كان هاتفه مغلق ..
خرجت لتطلع على حالة تالا وكانت بوضع أختها وربما أسوأ ..
سألت العاملة عن عدد مرات أستفراغها ..
وبعدها فتحت هاتفها وبحثت قليلاً فوجدت أن من الأفضل الذهاب للمستشفى ..
وبهذا الوضع هي ملزمة بأن تكون المرافق لهم ..
وريف بأمكانها المسير ولكن تالا كانت ضعيفه فحملتها العاملة ..
مع وصولهم لأول مشفى أكتشفت أنها تجاهلت أمور الهوية والوثائق الرسمية ..
سألت العاملة بكل حماقة :معك أوراقهم ..
هزت تلك رأسها بالنفي ..عادت تتصل فيه مرة أخرى ولكن هاتفه مازال مغلق رغم أن الوقت قد تجاوز فترة الظهر ..
بالسيارة وهي تأمر السائق أن يتوجه للمشفى آخر فكرت من سيفيدها ..
فلم تجد أمامها إلا عمها عقاب أتصلت لتطلع عليه أمر
فأخبرها أن تتوجه للمستشفى العسكري فهن بالتأكيد سيمتلكن هناك ملفات ...
حين أنهت المكالمة معه أخبرها السائق بتردد أنه يعرف العيادة التي تتوجه لها والدتهن بالعادة وأنهن بالتأكيد يمتلكن ملفات هناك ..
ومن هنا كان مفتاح الأمر ..ومازالت حانقة على أغلاقه هاتفه ..وهذة المره تذكرها بتلك حين كانت مريضة وألتهبت زائدتها الدودية ولم يكن متوفر ...
××شلون اصدق كلامك وانت كلك جفا تقول احبك.. وحُبك ما يبين عليك ؟××
****
حين أستيقظت قد أستنكرت المكان ..ولكن سرعان ماتذكرت أحداث الليلة الماضية ولو نست وجع رأسها سيذكرها ..
فتحت الأكياس التي وجدتها على الطاولة قربها ..لتجدها ملابس قد أبتاعها لها ..
متى وجد الوقت .. لم تكن على أسلوبها ..
جينز هي لاتحب أرتداءة وقميص بلا أكمام ...
فتحت هاتفها لتجد رسالة منه : (اسمحيلي اليوم ألبسك على ذوقي )
أرتدت الملابس وهي تفكر بأنها تجربة قريبة للقلب وأستلطفتها ..
وهي تجلس أمام مرآتها لتسرح شعرها ..واجهت نفسها أنها تتقبل كل شيء منه لأنه هو ..ولو عاملها سابقه وبدرت منه مثل هذه التصرفات لم تكن لتتقبلها
لأنها أقفلت قلبها وعقلها من جهته ودخلت تلك الحياة بغير تقبل ..
وضعت فرشاة شعرها وبقت تحدق بأنعكاس صورتها بنصف شعر مسرح وآخر مازال متموج ...
ماذا حدث أمس واجهته ولم تخرج من صراحتها بنتيجة ..
لقد أمتص غضبها بملاطفتها وكأنه لامس نقطة ضعفها والسبيل
لسلبها قوتها ..وأخضاعها بكل هدوء وبدون فرض سيطرة أو قوة جسدية ..
أو تفاخر بهيمنة ذكورية ..
لقد أخضعها بالتفهم بالحنان بمراعاة المشاعر وبالحب ...
وهو الأسلوب الذي تمنته طوال حياتها ..
أرتدت عبائتها حين رن هاتفها برقم السائق ..
أتصلت به وهي تخرج من الجناح :هلا والله .. أمم
أيوه خلاص اللحين طالعة ..
أستمعت لتنهيدة تبدو وكأنها فلتت منه دون تركيز فكما يبدو مشغول بعمله :طيب أنتبهي لنفستس .. وأختفى صوته قليلاً قبل أن يعود بنبرة أكثر حميمة :بشتاق لتس
ياليت هالغياب مايطول أكثر ... صرت ماأقدر أدخل غرفتي وأنتي مو فيها ...
كبحت مشاعرها الحقيقية وردت بكل هدوء :وأنا بشتاق لك بعد ..بس يمكن كلنا محتاجين هالفترة ..
لم تجد رد سريع منه ...وحتى لايطول الصمت أخبرته بصراحة لن تتنازل عنها :سؤالي اللي طرحته أمس بقى للحين مفتوح وأنا بأنتظار أجابته ..
صدقني أحمد مهما كانت أسبابك بتفهمها بس أحتاج أسمع جواب مهما كان سوئه بيكون أحسن لي من محاربة خيالاتي وأوهامي كل ليلة ...
أعتقدت أنه لن يرد ولكن جاء رده :صح معك حق... أستأذن برجع للمريض اللي أشتغل عليه ..فمان الله ..
أنهت المكالمة براحة لأنها وضحت تمسكها بموقفها ..
الجهل سيزيد سوء الأمر عليها أن تفهم تسمع حقائق
تغطيت المشكلة وتجاهلها لن يفيد أي منهما ..
المصارحة هي الحل .. حتى لو كانت موجعة لأي طرف منهما ..من جهتها ستحاول التفهم لديها مرونة عالية أن تتقبل أسبابه مهما كانت ...
فقد لايكسرها بأمر يخصها هي لأن لو كان السبب كما تخيلته
لاتعتقد أنه ستتحمل البقاء معه وهذا شعور جسده لها ..
كان يعمل بعقل مشتت ...وهذا حاله من أستيقظ صباحاً ...
لايستطيع حاول ليلة أمس .. أراد أخراج الكلمات ولم يستطيع ...
لقد تخيل ملامحها حين تسمع القصة من طرفه ..
ليس أحمق ليتوقع أن تصدقه .. وكم فكرة سيئة ستدور في بالها ..
وبالمستقبل ربما تطفو هذه الحكاية على السطح
وسط أي خلاف أو مشكله بينهما ..
ليس من السهل تعرية روحه لها .. يحتاج للمزيد من الوقت
حتى يثق أن سيضع سره ..
××يسوقني لك شوق ماهو على بالك ويردني عنك شي ، ما أقدر أقوله××
****
طوال فترة بقائه بالتدريب الميداني كان هاتفه مغلق حين خرج أخيراً وأستقر بسيارته فتح هاتفه لترده عدة مكالمات فائتة ..
كان أغلبها من رقم هاتف أرضي لقطاع حكومي اتصل بالرقم كان أستدعاء له من النيابه … ولعلمه أن فياض قد قبض عليه بسبب أتلافه أدله خاصة بقضية المنذر ..
توجه للمقر الأستدعاء ..
وفكره حائر كيف الموضوع قد يرتبط فيه ..
ووجد أنه تحقيق شامل ربما للجميع المحيطين بالقضيه ..
حين وصل أخيراً .. كانت بدايه الموضوع وكأنه يعرف بشأن أمر ما ..
قبل أن يخبره المحقق بكل صراحة حين طالب بها :
الأدلة اللي أتلفها أخوك فياض عباره عن رسومات لزوجتك ..واللي راسمها مساعد ..عندك خبر بالموضوع أكيد ماراح يتصرف بدون مايكون عندك خبر ..
للحضه أول من تبادر لذهنه وبديهياً أن تكون لعبير: طيب وش المشكلة وليه تعتبر أدله من الإساس !!!!
المحقق بأستغراب من أسلوبه الهاديء: مثل ماتعرف مساعد كان شخص أبكم وغير متعلم يعني لايتواصل بالكلام ولاالكتابه .. وحتى هاتف ماكان يحمل معه .. واللي فهمناه أنه يتواصل مع أهله من خلاص اتصال وانهاء وهاتفه ليس من الأجهزة الذكيه ..فموضوع الرسومات شدنا .. وخصوصاً أنها تخص شخص واحد ! وحنا تعرفنا على الشخصية من خلال الكمبيوتر..
بتال بهدوء: طيب وش علاقه الموضوع في أخ راسم أخته ..
الدهشه كانت من نصيب المحقق قبل أن يطلع سريعاً على أوراقه وحين وجد اسم الزوجة الأولى المتوفاة فهم اللبس .. أخبره بهدوء:الرسمه كانت لزوجتك الثانيه جوزاء الصنهات..
كانت ملامح وجهه صلبه كما كانت من بداية التحقيق رمش عينه حتى لم يرف ،،
حرك عينيه للأسفل قبل أن يعود ويضع عينه بعين المحقق : طيب والمطلوب مني ..؟؟؟
المحقق الذي بدى يستفز حقاً : بنستدعي بكره زوجتك للتحقيق .. واليوم ودنا تفيدنا إذا كان عندك رأي بشأن الرسومات وسببها ..
بتال الذي لايريد التعمق بالفكرة وفياض من جديد داخل المشكلة : ماأعلم الغيب وكل اللي أعرفه هاللي سمعته منك ..
المحقق بأنزعاج : تقدر تتفضل .. وبكرة ننتظرك مع زوجتك العاشرة صباحاً …
حين خرج كانت أعصابه على المحك يغلي من الغضب ولا يعلم أين يفرغه .. فياض علم قبله وسبقه بالتصرف .. وأروى نهشت حنجرة مساعد التي من المفترض ان يقتلعها هو بيديه ..
تحرك بسيارته ووجهه واحدة يعرفها ولايجد عنها محيد .. رفض اتصال منها وقد لاحظ اتصالات منها سابقه حين كان هاتفه مغلق .. ليس الآن ياجوزاء .. حقاً الاتصالات التي ينتظرها تأتيه بالوقت غير المناسب…
اتصل بسلطان وبصوت لايستطيع السيطره عليه من الغضب : وينك أنا بروح لبيتك بيني وبين مرتك كلام ..؟ تعال وتسمعه .. اللي فيني ماعاد مخليني أحترم أحد ؟ أنا بيني وبين زلة العقل شعره ..
تقابلا أمام الباب ومن منظر عروق جبينه النافرة فهم سلطان أن الموضوع شديد ..
دخلا الأثنان وتوجه سلطان لداخل وقد اتصل سابقاً بحسناء وأخبرها أن بتال قادم للحديث معها ولكن لم يتخيل أن يجدها على ذاك الوضع من الأرتباك ..
سلطان بشفقة : هدي هدي مايحتاج كل شدة هالأعصاب ..
حسناء وهي تقف والهلع بادي على محياها : طيب هو وش يبي فيني أنا مالي علاقه في أحد ..
سلطان الذي سرب القليل من الأحداث السابقه : قلت لتس عارف ببعض خرابيط اختس اكيد بينشد عنها قولي ماأدري عن شي..
ولكن هذا لم يطمأنها وهي تسير خلفه بعد أن أستترت بعبائتها… وغطت حتى وجهها كي لاتفضحها عينيها..
عنده كان يسلط نظره على أحد ديكورات المجلس وكأنه يتفحصه بأهتمام ولكن تفكيره أبعد من ذالك بكثير .. لاشيء منطقي بكل مايدور حوله ..
سيجن من الفكرة رسمها .. رسم ملامحها نظرة عينيها وابتسامة شفتيها .. أين رأى زوجته أو بالأحرى من أراه صورها …
حين دخل سلطان كسر نظره حين لاحظ القادمه خلفه ..
سأل وهو الغير القادر على الصبر أكثر : أختس معطيه مساعد صور جوزاء !!!!
حسناء بشهقة أستنكار : أعوذ بالله ياأختك خاف الله كيف تتهمها وهي ميته بهالشيء ..
بتال وهو لايستطيع الثبات بمكانه من شدة الغضب فأندفع بجلسته للأمام : أخوتس مساعد راسم مرتي من وين عرفها !!!!
حسناء التي أرتاحت للحضه من بدأ الحديث وعرفت أنه أمر لايخصها .... وأحتاجت بعض الوقت لتفهم أن مساعد قد رسم جوزاء .. وسبته بداخلها لما ترك هذا الموضوع مفتوح خلفه : استغفرالله ياربي .. والله ماأتذكر الا بالشوال جاتنا جوزاء مع أمها يعزونا .. وشكله دخل حزتها بالخطأ وشافها .. حتى نشد عنها اميرة وقالت تراها حرمة متجوزه وخلصت السالفه حتى ماأنذكرت بعدها ولا لها طاري …
سلطان بأنفعال : اللحين أنتم ماكنتم تدرون أنه ماهو صاحي هذا ماهو طبيعي أبد حتى محارم الناس ماتسلم منه …
وأمسك نفسه عن الأساءة أكثر وهو يحتقره من أعمق أعماقه ..
بتال خرج وهو يتحسب بصوت مسموع ورفض طلب سلطان بأن يبقى حتى يهدأ..
يتمسك بثباته بصعوبه وشده عقله سيزل من مكانه ..
حين يتذكر أن الرسومات قد أطلع عليها الكثير ..
حتى أن فياض جازف بتصرف خطير كأتلاف أدلة حتى لايطلع عليها المزيد …
أبتعد غير قادر على العودة ومواجهتها ..
هو غاضب ويخشى عليها من هذا الغضب ..
بصعوبه يكبح تفكيره حتى لايلومها على ذهابه لهم من الأساس !!!
وكيف تكشفت حتى يراها قذر منحرف مجرم كمساعد ..
طال به الأمد يقطع الطرقات ويحوم بلاوجهة حتى بعد صلاة العشاء وتحت تأثير الأرهاق عاد للمنزل ..
دخل بهدوء كانت الأضاءة بالجناح خافته جداً فتح غرفة الفتيات النائمات وبعد أن أطمئن على وجودهن توجه لغرفته ..
كانت ترتدي ملابسها وكأنها خرجت من الحمام للتو فشعرها مبلل لم تجفل كالعاده بل بدت مهتمه بتواجده أكثر كانت تكمل أرتداء منامتها وهي تخبره بتهكم : صباح الخير ..!!!
فتح أزر بدلته بصعوبه : أنشغلت طول التدريب وبعدين انشغلت مع واحد من خوياي ..
كان تلتقط بدلته التي ألقاها بدون تركيز على الأرض قرب سلة الغسيل وتضعها بالمكان الصحيح : ماهو منجدك بتال يعني ماني مصدقه موقفك مافكرت للحضة ليه أتصل فيك ... اكيد ماراح ادق عليك هالقد عشان شيء تافه المفروض كان عندك أهتمام أكثر بسبب اتصالي …
ركز الآن مع الموقف وكأن عقله بدأ يعمل أخيراً وبان الأهتمام بصوته : فيتس شي ؟؟؟؟
جوزاء وهي تجلس على طرف السرير: ليت أنا فيني شي كان الموضوع بسيط .. البنات كانوا تعبانين وماقدرت ادخلهم المستشفى ولا عندي كرت العائلة اللي فيه اسمائهم .. واتصل عليك ماترد بعد مارفضوهم كم مستشفى تذكر السواق اسم العيادة اللي عندهم ملفات فيها بعد مانشفوا من الجفاف ..
التقط ثوبه سريعاً وخرج عائداً لغرفه البنات .. لامس جبين كل منهم وحين وجد دفئهم طبيعي عاد لها وكانت قد استلقت بفراشها :طيب وش قالوا وش فيهم ..
جوزاء : يقولون فيروس منتشر المهم شوفلك صرفه بموضوع هوياتهم ماأبغى الموقف يتكرر ..
صمتت للحضات : على فكره اضطريت اكلم عمي عقاب يعني لو بكره تطرق للموضوع لاتستغرب ..
وهو يعيد أنتزاع ثوبه ليدخل الحمام : زين ماسويتي جزاتس الله خير .
حين خرج مستحماً كانت نائمة انهى استعداده للنوم سريعاً وكان قد فقد جزء كبير من غضبه لايعلم هل رضا بالأبتلاء أم تصرفاتها هي من هدأته ..
نام ولم يشعر بنفسه .. استيقظ على صوتها تنبهه لصلاة الفجر ..
خرج ليصليها بالمسجد .. حين عاد كانت نائمة .. ضبط المنبه على ساعه قبل موعدهم مع المحقق ..
حين استيقظ كانت قد سبقته وسمع صوتها من غرفة الفتيات دخل ليجدها تحاول أن تناولهم الدواء ..
جاء وسحب منها العبوة والملعقه وأمر الكبرى منهما فتحت فمها بأستسلام وسقاها الدواء وحدث مع الصغرى نفس الأمر ليضع العبوه جانباً ويأمرها : تعالي أبيتس بموضوع ..
بالغرفة أخبرها وهو قد بدى بالتجهز للخروج :البسي بنطلع لنا مشوار ...
وأستدرك :عباتس خليها ضافية ماأبي ولالطخة زينه ولاريحة عطر ..!!!
بنروح لمقر حكومي ..وبتقابلين رياجيل ...
أستعدت وعقلها مشوش هل هي المحكمة هل سيجبرها على أستعادة لقب الصوارم بهويتها ...فكرة غبية ولكن لم تجد أي حاجة لها بدائرة حكومية سوى من هذه الناحية ...
لاحقاً بالسيارة أخبرها :طالبينتس عشان قضية المنذر بينشدونتس عن شيء ..
جوزاء بهلع من فكرة القضية :وأنا وش دخلني ماكنت في القصر حتى !!! ولاأعرف شيء عنه ...
بتال زفر بحنق من سوء الموقف :تعرفين اللي ذبح المنذر ...خال عيالي ..
جوزاء بشك :ايه ...
بتال وهو يحوقل من قهر الموقف وأنه من ينقله وكأن لادم لديه :لقوا بمكان سكنه رسمات لتس ...
جوزاء بشهقة أستنكار :رسمات لي ..قبل أن تصفع كفيها بصدمة :حسبي الله ونعم الوكيل ..أكيد مخترق حساب مروى وسارق رسماتها !!!!
حسبي الله وش يدور وراي ..أعوذ بالله منه ..الله لايرحمه ...
واللحين وش بيقولون لي لايكون يتهموني بشيء ...!!!
مسك كفها وضغط عليها ليهدأ ثورتها :هدي هدي ماهو متهمينتس بشيء أنا ماأدري وش بينشدونتس عنه ... بس خليتس قويه لاتخافين وأنا معتس ...
كان يشعر بأنها ستنهار وقت التحقيق وأنه يضعها بموقف صعب ..
ولكن لاحقاً أمام المحقق لم يتعرف على الأسلوب التي تتبناه في أجاباتها ...
جوزاء أجابة على سؤال المحقق لو كان هناك سبب قد يجعل القاتل يريد إيذائها :ايه فيه سبب ..
وتحت نظرات بتال المستنكرة أكملت :بشوال كنت رايحة مع أمي نعزي أم صالح في وفاة بنتها ضرتي أم حاكم .. وحنا طالعين ..جيت أطلع بسيارتي وصدمت سيايرهم وشكلهم حقدوا علي ...
المحقق بنظرة شك وهو يعمل على أكثر من زاوية بهذا التحقيق منها إيجاد علاقة على أرض الواقع بين الأثنين ربما تكون مخفية عن العيون :سبب وجيه للحقد ...
تهكمه لم يفهمه إلا بتال أما هي أعتقدت أن أجابتها كانت مقنعة ...
المحقق بمحاولة لإيجاد طرف خيط يربط الأمور ببعضها بطريقة منطقية :قابلتي القاتل من قبل شفتيه بأي مكان عام مثلاً صدفة ...
جوزاء بثقة ومجرد تخيل أن تكون تعرفه على أرض الواقع منفره لها فهو بدى مجرم معتوه :لاوالله لاأعرفه ولا الله قاله ..أنا من الصنهات طول عمري رابيه في بيت أمي ماطلعت منه لين تزوجت وأختلاطي الفترة الماضية كان بعمي عقاب وعياله أما باقي الصوارم ماأعرفهم ولو شفت احد منهم ماعرفته ..
المحقق وهو يتراجع للخلف بمقعده ويخرج لها صورة للرسمة الذي أعتقد فياض أنه قد أنهاها من الوجود :تتوقعين الشخص اللي حاقد عليك يرسمك بهالشكل ...
لم تستطيع كبح شهقتها لقد كانت هي حقاً حرفياً رسمه لها ليس كما صور لها خيالها في البداية ..كانت تتحدث طوال الوقت وهي تعتقد أن الرسمات
المعنية هي التي كان ترسمها مروى وأن هذا الشخص قد أخترق حساب مروى وسرقها .. ولم تريد أن تتطرق لهذا الأمر ..
ولكن ماتراه الآن أمر آخر مختلف ومثير للفزع والجزع همست لبتال الذي بدت ملامحه متصلبة ولاردة فعل أكثر :هذي رسمة لي صدق !!!
لم يرد عليها وبدى على نفس تصلبه ...
المحقق عاد ليتحدث :ماتعرفين مساعد ولاقابلتيه هذي آخر أقوالك ...وتنفين أي علاقة محتملة فيه ...
جوزاء التي لم تركز إلا على أمر علاقة :اللحين عادي عندكم مسموح يعني تطرحون مثل هالأتهامات .!!!
يعني أنا ماجيت هنا بجريمة !! كيف تعطي نفسك الحق تقذفني بهالطريقة !!
بتال مد يده ليضغط على يدها وهو يخبرها :جوزاء !!!
جوزاء وبنبرتها تصبح حادة أكثر :لاأنا صادقة أسأل منجد مسموح لك ...يعني كونك محقق يعطيك الأحقية ترمي أي تهمة تبزغ بعقلك على اللي قدامك ..أتوقع دوري بالقضية ممكن يصنف كشاهد ..بس أنت جايبني كأنك تحقق معي بقضية أخلاقية !!!!
المحقق وهو يرفع حاجبه من أسلوبها الأندفاعي وبرود زوجها جوارها أخيه أتلف الأدلة وجازف بوظيفته ومنصبه ...وهو ينظر لرسمة زوجته بكل برود :نكتفي بهالقدر من التحقيق ... شكراً ياأبو حاكم تعبناك معناا ..
بس أنت عارف هذا عملناا ..وشكراً لتعاونك ...
خرج برفقتها وهي مازالت غير مصدقة وقاحة المحقق وكيف تغاضى بتال عنها بل ودعه بكل أحترام ..
جوزاء وهي تسير معه بالممرات : هذا يعاملني كذا عشان أنا أنثى هذا ذكوري متعصب !!!
مين سمح له يرمي الأتهامات وين أٌقدر أشتكي عليه ...
حسبي الله عليه الله لايحلله ولايبيحة هو والحقير الثاني ...
بالسيارة ..كانت مستمرة بأخراج أفكارها الحانقة على الموقف وعلى وضعهااا ...
قبل أن تلتفت عليه وهو المستمر بصمته :ليه ماتشاركني الكلام وش فيك ساكت ولاعاجبك اللي يصير ...
كان يسير بطريق رئيسي وحين طرحت سؤالها الغير منطقي ...توقف بطريقة مفاجئة على طرف الطريق بطريقة أفزعتها قبل أن يسألها بجمود ولهجة مثيرة للقشعريرة :عاجبني اللي يصير وجاي على مِزاجي وخصوصاً رسمتس اللي مابقى أحد ماشافها وتأمل عيونتس ورموشتس فيها ...ايه مبسوط ومروق وأنا أتخيل
**** أبن #### وهو يرسم ملامحتس بقلمه خط خط ... وعقلي يرقص طرب
وهو يفكر بالأفكار اللي تجيه وقتها ..
وأرتفع صوته بطريقة مفزعة :أنا ساكت عشان ماأخذتس بذنب ماهو ذنبتس لاتضغطين علي أكثر من كذا ...
ترى كلها حبتين أعصاب اللي باقية فيني لاتخلينها تنفلت وأنجن عليتس ....
جوزاء التي ألتصقت بظهر المقعد بفزع ولكن لديها بعض الشجاعة لتقول :حتى وأنا مبتلاة بنفسي وظالميني بتقلبها علي .. ياعساه مايرتاح في قبره وهو كل من تسبب علي حسبي الله عشر التحاسيب ...
وصمت الأثنان وكل منهما تغلي أفكارهـ بداخله ..
وتمتعض أرواحهما على سوء الحظ ونكبات الحياة التي لاتفارقهما ...
××تطمّن مكانك في يسار الصدر محفوظ ولا فيه أحد يقدر يطوله و يرتاده ××
****
وصله اتصال مفاجيء من أحد أمراء القبيلة أنه قادم لزيارته ومعه بعض وجهاء القبيلة ..
تجهز مبكراً لأستقبالهم وجمع أبنائه من حوله ..
حين أستقبلهم على بوابه القصر وانطلقت الأعيرة الناريه ترحيب بهم …كان لقاء من النوع الثقيل فالمتواجدين كانوا من أعيان القبيلة ..
وقد حضر معهم بعض كبار الصوارم .. وقد اقتنص سر الزياره برؤيته عم عيال محمد معهم ولكن أضمرها بداخله …
بعد أن أستقروا وحصلوا على ضيافتهم ..ودارت الكثير من الأحاديث العامة والخاصة ...
تحدث أحد الأعيان بسبب زيارتهم : حنا جيناك اليوم يابو سلطان وطالبينك ماتردنا ..
وحين أخذ الضوء الأخضر من عقاب أكمل : نبيكم تنازلون عن حقكم على عيال محمد ..
حدق بالمتواجدين لم يهمهم أبنه الذي مات في شبابه ..
ولا الخطر والأذى الذي تعرض له هو نفسه ..
ولا الأساءة لأبنته بشرفها ..
لقد جائوا ليتوسطوا لمن تسبب بكل هذه الكوارث
فقط لأن عمه قد توسل بهم ..
لم يتم التفكير به ..ولامراعاة شعوره ..
هؤلاء جماعته وأبناء عمومته من ضحى طوال عمره لأجلهم
ولم يكن يسمح لأي كان بأهانتهم أو التطاول عليهم ...
هذا ردهم لجميله حين سقط وخذل لم يقف نصف عاقل منهم بصفه ...
رغم ضجيج كل هذه المشاعر داخله ولكنه رد
بأسلوبه الأعتزازي المعتاد :مطلوبكم جاكم ..
ردود متفرقه بـ : قول وفعل يابو سلطان ..
والكثير من الثناء عليه ...
تحدث آخر من كبار القبيله : بس هذا ماهو مطلبنا الأساسي .. ربعك يابو سلطان ماهو راضين على نسابتك الجديده .. ولاهي مرضيتهم ..
عقاب الذي شعر نفسه وقد أحيط به قال بهدوء خداع لمن لايعرفه : ووش اللي يرضيهم …
المتحدث نفسه : اسحب بنتك من الرجال اللي ماهو على قدها وماتخلص عدتها إلا اللي يطيب لك من عيال شيوخ القبيلة عاقد عليها ..
تعكرت ملامح أبنائه ..وكبح أغلبيتهم ردود على أطراف شفاهم
حتى لايتجاوزوه بالحديث ...
عقاب بهدوء ثقيل رزين : يعني هذا شورك ؟؟ هذا شوركم يالربع … ؟؟
قلب عينيه بالمتواجدين .. متى أصبحوا هكذا ..
لقد أعتقد أنهم أشجع من هذه التصرفات ..
لما يبدون بعينه هذه اللحضة كالأرانب التي سلط عليها ضوء مفاجيء وهي من كانت تنعم بالظلام ...
وحين وجد ردود الجميع بالأشاده بالرأي هز راسه بأستكنان : يصير خير مالكم إلا اللي يرضيكم ويطيب خواطركم .. وتفضلوا على واجبكم يالحى الغانمة ..
كانت نظرات ساخطة من أصحاب المكان تبادلوها فيما بينهم
ولكن لم يستطيعوا أظهارها لضيوفهم أحترامً لوالدهم
صاحب المكان ..
وهم ينتظرون أن ينفض هذا التجمع حتى يفهموا من والدهم ماذا يخطط له ...!!
كانت ضيافة عقاب لهم متميزه للأبعد حد ومتفوقة على سابقاتها ... كان كريم ولبق معهم حتى ودعهم أمام بوابة القصر وقد حصل الجميع منهم على الهدايا الثمينه الذي جهزها لهم كعادته مع من يزوره وحسب المناسبة …
سلطان الذي أنتظر آخر ضيف يغادر نادى والده مستفهماً :أبوي ماأنت مطاوعهم بخرابيطهم ...
عقاب يشير بيده منهياً الموضوع :يجيكم العلم لأخذت قراري ...
بيصير خير ماهو صاير إلا الخير ..
فزاع بضيق:اللي يطلبونه ماطلبته حتى اليهود هم أحد مسلطهم علينا !!!
عقاب وهو أول الداخلين لقسم شعاع :بيجيهم ردي بس ماهو اللحين خلوني أشوف أخوكم اللي مرمي بالحبوس وبعدها بعطيهم جواب طلبهم ...
ماأبي اللي دار بالمجلس يصل للحريم ..
لين أخذ قراري ...وأسمعه للي يعنيه ...
بعد أختفائه خلف باب جناحه ..
تبادل البقية النظرات لينهي سلطان الأمر بقوله :مثل ماقال أبوي الكلام لايطلع منكم لين يبت بقراره ..
فزاع :وهو الكلام بيحترينا عشان نطلعه كل من كان بالمجلس يمديه وصله لحريمه وبكرة ينتشر بين القبيلة كلها ...
ليلى التي كان قادمة من المطبخ وتحمل كوب من القهوة الباردة :وش اللي بينتشر بين القبيلة كلها علموني عشان ماأتفاجأ ...
سلطان الذي كان يوليها ظهره ألتفت بحده :أنتي بالذات لاتسمعينه ولايجيتس ..
لحد يعلمها ..
وخرج ..
ليلى بتبرم :فزاع ماهو عدل أنت بتروح تصب علومك عند مريم طيب أنا من باب أولى أعرف بعد ...
تعكر وجهه وتوجه للمصعد دون أن يعلق ..
وحين بقت مع بتال الذي كان مشغول بهاتفه قليلاً رفع رأسه ليسألها بلهجة أخافتها :ماودتس أعلمتس ..
ليلى بأرتباك :هاه لاشكراً ماأبي أعرف أصلاً ..سلم على جوزاء ..
وأسرعت للجناح فياض سابقاً والذي أصبح لفاطمة وبناتها ثم أستوطنه المنذر فترة ..
لتدخل على يارا التي كانت تصف ملابسها بالأدراج ..
ليلى وهي تجلس :للحين ماخلصتي ..بسرعة حركي يدك خلينا نحش بتركيز ...
يارا بنظرة عدم تصديق :خلاص قلت كل اللي عندي .. ماعاد عندي سوالف الأيام الجاية ...
ليلى :لاأنا اللي بقول هالمرة سمعت العيال يتكلمون بلهجة جدية مرة شكل فيه مصيبة بالطريق ..ياخوفي جاء دوري وبيزوجوني ..!!
يارا :خاله ماودي أحبطك بس بصراحة كل هاللي جاين بيكون عشانك تواضعي شوي ..
ليلى بتفكير عميق :يابنت أقولك سلطان أصر مايعلموني وش معناها ..الله يكفيني شرهم أنا أعرف أساليب مجالسهم يتهاوشون عشان كل شيء وإذا طالت وتعقدت وجووبيحلونها
قالوا خذوا بنتنا عطونا بنتكم ...
يارا بأرتياب :لاعاد يعني ماأتوقع جدي بيأكل نفس المطب مرتين ..
ليلى بنظرة ساخرة :أعجبني التشبية .. خلينا نأجل سهرة الحش بروح أقوم الليل وأدعي الله يكفيني شر جمعتهم ...
وأنسحبت ..لتخرج يارا الصندوق الذي وقع بين يديها
وأكتشفت أنه لخالها المنذر وخبأته عن أنظار ليلى التي ستنتهك خصوصيته فهي تعرف طبعها جيداً
هي أطلعت على مابداخله لتعرف لمن يكون وفهمت ماهيته ..
رسائل رحل صاحبها وصورة فهمت أنها للفتاة التي أراد الأرتباط بها
وأفسدت والدته الأمر ..
مؤلمه الحروف البسيطة التي وقعت عينها عليها
لقد كان هناك تراسل خفي بينه وبين الفتاة ولمدة طويلة من التاريخ التي وقعت عينها عليه 5 سنوات من الحب ...
أفسدته أنانية والدته ..تشعر بغصة تسد حنجرتها
لمجرد تخليها الوجع الذي عايشة الأثنان بعد الفراق ..
رغم أنها تتفهم القدر وسير الحياة ..
ولكن موجع التخيل .. أنه عاش السنوات الماضية ومازال يحتفظ بصورتها ورسائلها أي أنه لم ينهي مشاعره بالكامل أتجهاها ..
لتجد نفسها تفكر بطريقة جديدة وأنه ربما موته كان رحمه له ..
فالعشق أحياناً يكون فوق الأحتمال
وفراق الحبيب موت وسط الحياة ...
حملت هاتفها أتصلت برقم زوجها وأخبرته :أحس أني تعبانة أكتشفت شيء المفروض ماأكتشفته قلبي يعورني .. قولي كلام ينسيني ...
وأغلقت عينيها تستمع له ...لاأحد يستطيع أمتصاص مشاعرها السلبية مثله
هو قادر على مواساتها بحديثة الأيجابي المتوازن ..
حقاً وفقت بالأرتباط به .. ليس بالضرورة أن يكون الزواج
قصة حب أسطورية ..وقضاء أوقات من الرومانسية تضاهي قصص الأساطير ..
يكفيها أن تجد شخص يستمع لمواجعها ويواسيها دون أن يسأل ماذا حدث ...
أو يثقلها بهمومه باللحضة التي تفتح هي قلبها له ...
××انت حاجه " قديمه " فـ الزمان الجديد تختلف يوم غيرك يشبهون لـ بعض××
*****
بأحد الأيام اتصلت عليها والدتها بعد الظهيرة ..
تخبرها أن تجهز نفسها لزيارة أعمامها أي والدي زوجها .. لم تعارض كانت بداية الزيارة لشعاع وبعد ذالك انتقلوا للقسم الآخر وعزت فهدة عزاء متأخر ولكن هي تعي ظروفها جيداً ..
أستئذنت لسلام على الشيخ عقاب وبقت والدتها بقسم فهدة التي أخبرتها : بنتس زود على مرض البطن فيها عين شوفي عيونها كيف متهدلة .. خليها ترقي نفسها كل يوم ..
صمتت قبل أن تقول بضيق : ايه هي وجوزها ماعود عليهم ذاك العرس بخير .. الله يصلح الأحوال ..
رضا بتضامن : والله نفس تفكيري .. بس مين يفهم هذي عين وصابتهم ..
حين نزلت للعم عقاب لم يكن وحدة .. كان برفقته الأبن الأكبر والأصغر ..
الحسن كعادته انسحب سريعاً ..
ولكن سلطان لم يتزحزح حتى تحت نظرات والده المستنكرة بعد أن سلمت على العم عقاب ..
سألها بدوره : وشلونتس ياخزام وكيف أبوتس ..
خزام ردت بتلقائية : كلنا طيبين الحمدلله ..
لم تستنكر مداخلته لكن والده استنكر وفهم مقصد سلطان من بقائه ..
فهو لديه شك يشابهه أن خزام ستفتح حديث لن يعجبهم .. كما بدأته بلقيس ..
هو أعتقد أنها ستوصل له الخبر .. ولم يرد لسلطان أن يسمع الحديث ولكن هي لم يبدو عليها أنها تمانع وهذا لايبشر بخير ..
جلست على المقعد الأبعد عن سلطان وبالجهة الأخرى من الغرفة : ياعمي فياض رجع على سيرته الأولى وتجوز بالسر .. وأنت فاكر زمان أنا طلبت الطلاق وقتها ومارضيت اتجوز أحد له بذاك الطريق بس هو أكل بعقلي حلاوة وأنا مالي بالحياه تجربه وصدقته ..
وقلت يعني ماضي وراح بحاله .. بس اللحين هذا حاضر وأتجوزها علي وأنا لسى حتى ماكملت معاه تلات شهور .. أنا استئذنك ياعمي أنا حرفع علي قضية بالمحكمة عشان يطلقني ..
ماأن انهت جملتها حتى كان صوت سلطان المستنكر هو من واجهها: قضية وش هي اللي بترفعينها بالمحكمة .. تبين الطلاق يجيتس وش هوله المحاكم ..
خزام ونبرتها تنخفض فهي تتحدث بثقة أمام عقاب ولكن هذا بأسلوبه التهجمي يخيفها : لا ماحيطلقني أنا واجهته باللي عرفته عنه وحتى ماعنده مبرر ويقول أنتظري أنا حطلع ونتفاهم .. وأنا ماراح أنتظر أحد ..
سلطان الذي تجمعت على الظروف فأصبح حاد أتجاه النساء خصوصاً بعد تجاهل غادة له بالفترة الأخيرة وإلا لو كان بأوضاعه الطبيعية لما قسى عليها بهذة الصورة : ليه وش وراتس ماتنتظرين .. مثل ماأنتظرتس الأسابيع اللي راحت بالمستشفيات وانتي طايحه لاعايشة لاميته ..
خزام ببرود رغم عبارته المستفزه : لا ماأنتطرني وقتها أتجوز علي وقبلها رماني في بيت اهلي لأنه مو مصدق بمرضي وصدق الطبيبه اللي قالت أني اتوهم الألم ..
عقاب يقاطع الحديث بحوقلته ويأمر سلطان : روح ياولدي للي أرسلتك له !!!
سلطان وهو يشير على خشمه : على هالخشم يبه بس بقولها كلمة أخيرة المحكمة لو طبيتيها حشيت لتس رجولتس حش ماهو فياض اللي لو طاح بتضحكين عليه العرب وخرج بغضبه ..
كانت تنتفض قهراً من تهديده ..
صمت عقاب قليلاً قبل أن يقول : يابنتي الطلاق تبينه بيصلتس بس بدون محاكم .. زوجتس قاهرته أمور واجد ومثل مادخلتوا بمعروف تطلعون بمعروف ..
وأشار على شعر ذقنه الأبيض : عشان هالشيبات أن كان لهن خاطر عندتس .. انسي سالفة المحكمه .. أنا بنفسي بروح له أول مايسمحون لنا بزيارته وأبلغه بقرارتس أن كان هذا رايتس الأخير ..
خزام بحزن على وضعها : أكيد متأكدة ...أنا أبغى الطلاق ..
واليوم حطلع من بيته وأرجع بيت أبوي وبعدين فيه موضوع حيكلمك فيه أبويه انا مالي صالح أحكي فيه .
من لهجتها لم يطمئن عقــاب وشعر أن هناك الكثير ينتظره حتى من طرف أمين ...
ولكن كعادته فوض أمر لله ..
××ماني بحاجة كلام يفكّ صدر الوعود أنا بحاجة .. فعلٍ يسدّ حلق الكلام .××
*****
حين خرجت من عند العم عقاب كان هناك من ينتظرها .. أغلقت الباب خلفها وهي ترى الشخص الحانق أمامها ولاتفهم ماهية مشكلته معها ..
سلطان بلهجة تحذير ووعيد : كلامي اللي قلته داخل تراني صادز فيه ..
خزام بقلق : طيب خلاص أنا تفاهمت مع عمي عقاب ومابروح المحكمة ..
بتال من خلفه : خلاص تيسري ( أمضي بطريقك ) وانت ياأبو هجرس تعال ماله داعي كل هالحمقه ..
صعدت للأعلى من جديد فأسماء أرسلت لها أنها تنتظرها بغرفتها ..
وحين تقابلتا .. أعتذرت اسماء : سوري خزام بعد قائمة الممنوعات مالقيت يناسب وضعك إلا هذا الصنف من الحلا..
خزام وهي تنزع عبائتها : عادي اصلاً ماصرت أهتم ..
أسماء سالتها بشك من لون وجهها المتوهج : وش فيك ؟؟
خزام بضيقه : انا خلاص حنفصل عن فياض قلت لأبويه وهو راضي بس أمي أكيد حتسبب لي مشاكل ..
ترددت الكلمات على لسانها لماذا الآن تمنت لو لديها الأحقيه بثنيها عن قرارها لكن مالفائدة من تغير رأيها ..
هو بالتأكيد قرار نابع من الداخل المهم حقيقة المشاعر وليس الأستمرار أو الأنفصال …!!
أخيراً قالت : طيب ليش ..
خزام وهي تشرب من كأس العصير الذي قدمته له : أشياء كثيره تخليني افكر بالأنفصال بس السبب اللي مايخليني اتردد انه رجع اتزوج بالسر ..
وأنا مريضه .. خلاص اسماء عنجد تعبت اناقش بالموضوع أنا عارفه زين ايش اسوي .. اصلاً ماراح تفرق معاه أنا بس اللي تأذيت ولاهو لو عنده ذرة أحساس لي ماقهرني بهالطريقه .. مهما شرحت ماراح أقدر اوصلك قد ايش حياتي معه كأنه معاناة .. أصلاً ماكان يأخذني بجديه يعاملني كأني دون الأهلية أو مرفوع عني القلم ..
كانت تستمع وهي تشعر بالوجع الظاهر بكلمات خزام .. لاتستطيع إلا أن تتألم من أجل الأثنين ..خصوصاً وأنها قد حضرت بداية أهتمامهم ببعض ..
لقد شعرت بمحبة فياض لخزام وأنه يكن لها مشاعر حقيقية ..
ولكنه يبدو قد فشل بأظهارها .. ربما ذكورته أبت عليه
أن يظهر حبه ووعده نوع من الضعف ... خسارة ياأخي كم تمنيت أن تحظى هذه المره على الأقل بالسعادة ..
لحسن الحظ أنها على الصعيد الشخصي وجدت رجل حقيقي ليس من نوعية أخيها ..
رجل قادر على أن يكون متوازن بقوته وضعفه ..
بأظهار مشاعره بطريقة متوازنه .. كما تفضل ..
ليس ضعيف أتجهاها ولا جاف قاسي عليها ..
الشخصية المفضلة لديها لرجل ..
حتى حين سألها والدها يوم أمس عن حياتها مع زوجها وهل هي مرتاحة معه ..
تمنت لو تستطيع أظهار سعادتها له ..ولكنها خجلت منه وأوضحت فقط أنها مرتاحة
ومطمئنة البال معه وأنه رجل حقيقي ولم ترى منه أي زلة أو عيب ...
××في كسور القلب مافاد الكلام ، والله إن الصمت نص العافيه .××
*****
من جهة أخرى بتال الذي وجد سلطان على حال غير طبيعية وقد علق على زوجة فياض المسكينة .. اصطحبه وتوجهوا للأبل ..
وهناك بعد أن جهز له القهوة سأله : هاه أبو هجرس تعدل راسك ..
سلطان الذي يجلس متكيءً وعينه على الأبل التي تتهادى من حوله : البلى بالصدر يابوحاكم ماهو بالراس !!
بتال مازحاً : هي وصلت للصدر !!
سلطان بنظرة جانبيه حاده :الحريم يابتال الموت لاتسلم مفاتيح حياتك للمرة هذي هي مرة أخوك أول ماطاح بتركض للمحاكم تطلقه على قولتها ..
بتال بثقة من يعرف فياض جيداً : لو هو موجود ترى مارضى بتدخلك بينهم ..
بعدين ماهو نصيحته طلقها وخذ غيرها خله يطلقها ويأخذ غيرها ماراح تفرق معه..
سلطان بعتب :ماكأنه دخل السجن عشانك ...
وهل يعجبني هذا أليس مايتسبب بحرقة قلبي ويشعرني بأطنان من الخيبة
أنه فعلها من أجلي :ليه يتصرف من وراي ليه ماجاء واجهني ...
سلطان بشخرة سخرية :بعد سالفتك الغبراء تبغاه يواجهك بشيء ...
صمت وأبتلع مرارة الحقيقة وألحقها بفنجان من القهوة الساخنة قبل أن يقول :مافتح أبوي معك موضوع أسماء ..
سلطان بتنهيدة :والله ياأبو حاكم من يوم ناداها أمس وجلس معها لحالهم ..
وهو وجهه مايبشر خير سنين ماشفت أبوي على هالحــال ..
والله يالي ناوية أبوي ليغير التاريخ بكبره ...
بتال بعدم فهم :وش تاريخة !!!
سلطان :تاريخ الصوارم كله ..أنا شفت نظرة أبوي ومحد يعرفه كثري والله يوم قال للشيوخ مالكم إلا اللي يطيب خواطركم كانت لهجة أبوي لنواها تهديد ماهي لهجة خير ...
بتال ببرود :يستاهلونهاا أي شيء بيسويه أبوي قليله عليهم وياحلمه عليهم ...
قبل كم يوم موزع عليهم صكوك بيوتهم وهي حقه ..واللحين جايين يقولون طلق بنتك من زوجها ماهو من ثوبنا ...
سلطان بسخرية :كسروا خشمهم الصنهات بالمحاكم رجعوا بيأخذونها بالمجالس
بس اللي أنا واثق منهم ماراح يطولون لاهذي ولاذيك ...
وصمت الأثنان كل منهما لديه الكثير من الهموم تجعله يبحر فيها ..
ولايستطيع البوح فيها ..
ويتشارك الأثنان هم فياض من جهة وأسمــاء التي ضحت من أجل كلمة أبيها من جهة أخرى ...ولكن بأمر الأخيرة واثقين أن والدها سيختار مافيه مصلحتها هي أولاً...وسيقدمها على الجميع ...
××كلّ زله علي شانّك تطوف والعذر بينا ستّر وغطا حتى لو كانت عيوني تشوف أنت الصحّ وعيوني خطّا××
↚
تجلس بأفكارها الشاردة مع والدتها التي يئست منها فتجاهلتها وأخذت تجري مكالمة هاتفيه مع أحد بناتها الأخريات ...
لقد صدقت ظنونها التي أعتقدتها مستحيلة ...هي حامل فعلاً
مازالت تتذكر كيف تجمد قلبها للحضة حين أخبرتها الطبيبة أن نتيجة تحليلها إيجابيه .. أي حامل حقاً ...حامل بعد كل هذا العمر ...
وأول ماتبادر لذهنها لحضتها ماذا لوفقدته إيضاً ... ماذا لو تأملت ووضعت عليه الآمال وفقدته كالسابق ...رغم أن حملها الأول سلب منها ..
ولكن أفكارها السلبية تلاحقها منذ معرفتها بحقيقة حملها ...
تحرمها من الفرح والشعور ببهجة اللحضة ..
أعتقاد سيء أنها لن تفرح بهذا الحمل ولن تراه طفل حقيقي يطاردها ...
رغم إيمانها الشديد ووعيها أن هذا وسوسات الشيطان ليحزنها
ولكن هذا الشعور قاسي ولاتستطيع التخلص منه بسهولة ...
عادت للحضة على صوت ياسمين التي وضعت صينية تحمل أبريق الشاي وكانت تخبر جدتها :ضبطت السكر على ذوقك ياجده اللي مايعجبه يسوي لعمره شاهي مر ...
غادة التي فهمت أنها المقصودة:محد طلب منتس شاهي ...وشاهي وش بهالحر ..
وصمتت متأمله ياسمين التي تجلس على الأرض قرب جدتها بعكسها هي تجلس على مقعد مريح :بعدين وش فيك ناحفه !!!
ياسمين بشك :أنا ناحفة !! صدق ياعمه الله يبشرك بالخير ماتوقعت بيوم أسمعها ...
غادة وهي تتأملها :تستهبلين واضح أنك مسوية دايت ..
وأستدركت بشك :بنت لايكون تأكلين حبوب وخرابيط وضعك ماهو طبيعي ...
فكرت بحيرة هل حقاً فقدت الوزن هي تشعر بأن ملابسها باتت فضفاضه عليها قليلاً
ولكن كم ستكون خسرت من وزن لذالك قالت :عادي أستخدم ميزانيك !!!
وقفزت سريعاً حين هزت تلك رأسها بموافقة حين وقفت عليها شهقت بهلع
حتى عادت ووقفت عليه من جديد :عمه ألحقي نقصت كثيررررررر .. قبل رمضان كنت 68 اللحين 60 ..!!!
غادة بتهكم :ماشاءالله مبروك ماودتس تعترفين وش مسوية !!!
ياسمين التي عادت تجلس وهي مذهولة من فقدانها للوزن بهذة السهولة :ماأدري والله ... وقالت ساخرة على سبيل العادات الكلامية :يمكن من الحب !!!
ولكن نظرات عمتها الحادة فضحت حقيقة الأمر ...
أجل لقد فقدت رغبتها بالطعام بسبب الأزمة الأخيرة بينهما ...هي لاتتناول الحلوى ولا الشكولاته كالسابق ولاتشرب القهوة الباردة المليئة بالسعرات الحرارية
والكثير من الأطعمة فقدت شهيتها اتجهاها ...
تباً لأفكارها هي تقلق بسبب مستقبلها وليس لأنها تكن له مشاعر
ماهذة الحماقة ...
وقالت لتغير الموضوع :ابوي ومروى قبعت بينهم !!!
غادة التي فهمت أسلوبها بتغيير الموضوع سألتها ومازالت لهجتها تحمل التلميح السابق :ليه عسى خير ...
ياسمين :مروى تقول بتطبع رواية الخبلة بتفضحنا ...وأبوي يقول فكني من هالخرابيط لاتفضحيني بأخر عمري ...
غادة بلؤم :وعن ايش روايتها عن الحب ...
أم سعد بتضجر :ترى عورتي راسي بخرابيطتس... وأنتي يالكبيرة وش هالكلام !!!
مقطعتس الحب دقي على جوزتس يجي يأخذتس ...
ياسمين لم تستطيع كبح ضحكتها وكيف جدتها أنصفتها وأقتصت لها بدون تخطيط ...
أما غادة فأبتسمت على أسلوب والدتها التي تتحين الفرص لتطلب منها التصالح مع زوجها ...فحسب أعتقادها أنهما متخاصمين بسبب عوابتها ..وسوء تصرفاتها ودلالها الزائد وأنها مازالت تعتقد نفسها فتاة صغيرة تدلل ...
الدنيا سارت بالمقلوب ياأمي فأنا لم أحظى منه بالدلال في زواجي الأول منه
لأخذه الآن ..
حسناً لاتنكر أنها تشتاق له حين يتم الحديث عنه ولكن ماأن تحاول التواصل معه
حتى تتقهقر .. لأنها تعي أن أسلوبها معها لن يكون جيداً
وسينشأ خصام سريع ..
لديها شعور خاص بأنه الخطوة القادمة منه سيأتي من أجلها ...
وهي تنتظر هذه اللحضة حتى تخبره بسرها ...
××تكبر و تنسى " قالها كل غالي و كبرت لكن ما حصل اي تغيير لا زال طيفه .. ما يفارق خيالي من صح نومي لين اصبح على خير××
****
دخلت على أبيها وقد أحضرت عشائه ...
وسألها قبل أن يتناول أي شيء :وش قال عمك عقاب !!!
خزام :قال بيروح لفياض بالسجن ويكلمه بالموضوع .. وأنا لمحت للموضوع اللي بتفاتحه فيه ..
أمين بنظرة شاردة :يصير خير ..
قبل أن يعود بنظره لها :يابنتي هالمره لو كان نهاية خلافكم الطلاق مافيه تراجع ..
الطلاق نهاية ماهو شيء لتهديد ولاتختبري غلاك فيه ...
خزام بأستماته لتقنعه بثقتها بهذة الخطــوة :أبويه والله أنا كبرت وعقلي صار يشوف الموضوع بطريقة ثانية ..
أنا في وقت مرضي أكتشفت أشياء وفهمت أشياء لو بقيت بصحتي وعايشة برفاهية وسعادة ماكنت فهمتها ولاأنتبهت لها ...وهالمرة واثقة من قراري ...
بعد صمت دقايق :الله يكتب لكم اللي فيه خير...
كانت تساعده على تناول عشائه ...وعقلها يحتفل بالمرحلة التي وصلت لها في خطتها ..لم تتخيل أنها ستبتعد فعلاً وحين رمت تهديدها له بأنه حين يخرج لن يجدها ...
فهي تفاجئت بخطة والدها للأنتقال للجنوب بزيارة لأبن خاله ... لايعلم كم ستطول ..
والدتها لم تأخذ الأمر على محمل الجد وتعتقد أنه يرسم أحلام على الرمل ...
هي فقط ووسام من يأخذان الموضوع بجدية ...
حتى بلقيس التي تستعد لدخول سنه جديدة بمرحلتها الدراسية ...
لارغبه لها بهذا السفر ...
هي تريد الهرب ...ووسام يريد التعرف على أصوله .. ويشعر بالأنتماء لهذا النوع من الأقارب ..وبماأنه تم قبوله بالفصل الثاني للجامعة ..
فهو قادر على الأنتقال مع والده للجنوب ..وهي لن تدرس هذا الفصل فهي لم تدفع حتى الرسوم ...
أكثر من سيصدم بجدية الوضع هي والدتها وتخشى من شدة معارضتها ..
وأبيها يرى أن كانت لاتريد القدوم معهم ربما من الأفضل أن تبقى مع بلقيس هنا ...
ولكن هي لاتريد هذا تود لو يرحلون جميعاً على أمل أن تكون لهم بداية جديدة
عند أقارب والدها بالجنوب ...
خصوصاً أن أبن خاله قد جهز لهم منزل والدته الذي كان أثري ومتهدم كما فهمت من أبيها ولاتستطيع حتى الحيوانات العيش فيه ..
ولكن قريبه أخذ على عاتقه تجديده وتحسينه وأدخال الكهرباء والماء له ...
وهو يعلم بحالة والدها الصحية وقد طمأنه أن لديهم من يعمل بالمجال الصحي
ولن يدعه بحاجة لشيء ...
كان الأنفصال عن فياض يفزعها لأنها ستبقى قريبه منه تعرف أخباره
وتستمع لمغامراته ولكن البعد يعني أن بأمكانها البدأ من جديد
دون القلق من مشاعر الندم والألم ...
××النفس طابت وكل اللي مضى خيره وإن طابت النفس تكره كثر ماَحبت.××
****
ليست جدران الحبس من تطبق عليه .. بل أضلاع صدره هي من أصبحت تطبق على قلبه وتخنقه بمشاعر أعتقد أنه قد تخلص منها ..
كل جروحه عادت لتنفتح حين أختلى بها بالحبس ..
موت أخيه الذي أصبح يتجرع مرارته ويعيش ألم الفراق من جديد ..
لقد كان يحارب شعوره الحقيقي بتصرفاته المتطرفة بحثاً عن الأنتقام
كان مسكنات مؤقته لذالك الألم ولكن الآن أصبح بمواجهة الحقيقة المره ..
يشعر أنه يعيد لحضة موته ..ومن بعدها ليلته الطويلة وهو يجري الأتصالات لينقل خبر موته ... ومن ثم يرافقه للمغسله والتكفين ...ثم فقرة الصلاة عليه ودفنه ...
كلها تصرفات تقدم إليها بكل صلابة جأش ..
ولكن الآن قلبه ينوح يتذكر تلك اللحضات وكأنه مشهد غير مستحب ومجبر على مشاهدته ...
يريد الفرار من هذا الشعور ولايستطيع وكأنه مكبل مجبر على تذوق هذا الوجع والألم ..
هو شخص لايحب مواجهة مشاعره ولا آلامه أعتاد الفرار منها ..
يخرج عادةً وجعه على هيئة غضب يصبه على المتسبب بوجعه ...
وأعتقد أنه أنتهى هذا الألم والوجع بمافعله بأبناء محمد ولكن لا وجعه لاينتهي ...
مازال يتذكر آخر لقاء بينه وبين المنذر حين جاء ليسأله عن سبب خلافه مع بتال ...
وكيف لم يعطيه فرصه للحديث معه ..فوقتها كان يعاني من مشكلته مع خزام ..
وقد وقع بورطة الزواج من أشواق .. فلم يستمع له ..
تخلص منه سريعاً ..على أمل لقاء آخر كان سيشرح له فيه كل شيء ..
ولكن هذا اللقاء لم يتم أبداً حين واجهه لاحقاً كان جثة مغدورة ..
ومازالت حرقة تلك اللحضة تستعر بقلبه ...
××حلفت ما أندم علي واحد يروح أغلى النفوس في ثرى القبر طاحت اللي يبي يرحل محلل ومسموح ما في أغلى من سنيني اللي راحت××
****
في زيارتهم له بالحبس سأله والده: وش قالوا لك ؟؟
فياض بأستسلام : ماقالوا شي ؟؟
سلطان بأنفعال : وتحسب أنك بتطلع منها متلف أوراق رسمية وأدلة بأصرار وتحسب بتطلع منه أحمد ربك ليصكونك عشر سنين ولافوقها ..
فياض بلامبالاة : عادي ماعادت تفرق معي .. ياما ناس قضوها بالسجون .. إذا الله كاتب لي أكمل عمري الباقي بالسجن بكمله ..
عقاب لسلطان : اسبقني للسيارة عندي كلمتين مع أخوك ..
بعد خروجه : مرتك ماعاد تبيك وأتوقع عندك علم بأسبابها .. وشوري مثل مادخلتوا بالمعروف أطلعوا فيه ..
وصمت يتأمل وجهه وأنحنائة كتفه يعي جيداً أنه متمسك بزوجته ويكن لها المشاعر ولكن لم يحسن التصــرف حتى لو أحترق قلبه عليه أن يدفع ثمن أخطائه : قبل أسبوعين كلمتني مرة مصلح تقول ولدك يقول إذا خلعتي جوزتس البيت لتس .. وتدور الدنيا بعدها بكم يوم مرتك تقول أنا بروح أطلقه بالمحكمة .. تعبت ياأبوك وأنا اقول اتقي شر دعوات الناس ماسمعت لي ..
فياض أخيراً: ماراح أطلقها لين اتكلم معها وجه لوجه ياأطلع ونتقابل ياتجيني ونتفاهم غير كذا ماعندي ..
عقاب بيأس من أنصلاح حاله : لو كان بينكم تفاهمتوا من أولها ماهو اللحين ...ماأقول إلا الله يزين الأمور وأنا ابوك .. الله يزينها ..
وصمت للحضات : بس قبل ماأطلع بنشدك عن اللي جاي عشانه ..
فياض بأهتمام :أنشد ياأبوي ..
عقاب بنبرة خاصة :لك حاجة بالصوارم !!!
فياض الذي لم يستوعب السؤال :والله ماأدري هو تأثير السجن علي ولاقل فهم مني ... بس ترى ماوصلني اللي تبي تقوله ...
عقاب وهو يقف بمساعدة عصائه :أقول وأنا أبوك بيجيك العلم ان شاءالله ...وبتعرف مقصدي ..
خرج من عنده وهو بقى يتأمل رحيل والده وأكتافه التي لم تنحني رغم أنحناء الزمن وكأنها تخبره ..لاتقلق مازال خلفك سند لم تسقط بعد ...
××خذيت درس اليوم مما مضى بـ امس اخلاق البنادم .. رصيده بدنياه ××
****
عائد من عمله مرهق من يوم عمل طويل وخط سير يضاهيه ..
حين أستقبله والده بوجه متوتر وسأله مباشره : وين أهلك ؟؟؟
أحمد وهو ينزل حقيبة الظهر عن كتفه : مارجعتهم للحين ..
عبدالله وهو يفرك يديه ويزفر : بكره تمر أهلك وتأخذهم ..
أحمد الذي قرر الجلوس فوضع والده لم يكن مريح : أبوي فيك شي !!!
عبدالله : الصوارم شاحنين الناس عليك يبونك تطلق بنت عقاب ومحرجين أبوها مدخلين شيوخ وناس لها حل وربط ..
أحمد ببرود رغم أن طعنه قد أحترقت صدره من تخيل الفراق : لو يبون يدخلون الأمم المتحدة مرتي مال أحد دخل بيني وبينها …
راما التي أحضرت قهوة والدها ولاحظت توترهم وضعت القهوة وفضلت الأنسحاب اطلعت على الخبر سابقاً من والدها الذي كان ينتظر أحمد بترقب شديد ..
كل هذه الأوضاع متوقعه لم تشعر بأي أمل في هذا الزواج ..
اي شي يأتي من جهة الصوارم لاينتهي عليهم بخير ..
أحمد ايضاً كان يمقتهم ولم تتغير مشاعره إلا من أجل زوجته تمنت لو لم يتقبل أي منهما الآخر ولكن التجانس بينهما كان واضح ..
لاتعلم هل سوء أو حسن حظ أن أسماء ذات الشخصية المشهوره بالكبرياء والعنفوان تتقبل أحمد الذي من المفترض أن يكون من نسب أقل ..
حسناً هي ليست كوالدها تغض الطرف عن نصف الحقيقة حتى لوكان جدهم أبيه من الصوارم فأمه جاريه غجريه .. وهذا يقلل من صفاوة نسبهم ..
عادت لأمها التي تعد العشاء بالمطبخ ..
أم أحمد : ليه رجعتي لاتجلسي فوق راسي ..
راما:يتكلمون عن الموضوع ومافيني أسمع هالنقاشات تشبعت منها ..
أم أحمد التي تقشر الخضار : الله يستر حذرت أبوك من هالنسب بس ماسمع لي الله يكفي ولدي شر هالمرة و أهلها ..
راما : وش فيك يمه ماجازت لك أسماء ؟؟
ام أحمد برضا بالواقع : دام أخوك مرتاح معها ماهو مهم تعجبني أو لا بس إذا بتتسبب عليه بالمشاكل الله يكفينا شرها ..
راما التي تكتفت : الصراحة ماني متفائلة خير وأحمد ماراح يتركها بسهوله ..
أم أحمد بأنزعاج : روحي عني ماني ناقصتك .. لو عندك كلمة زينه قوليها ولاريحني من سوداويتك..
راما تقرر الأنسحاب لغرفتها : طيب مثل ماتشوفي بس خلي تنظيف المطبخ علي أنا راجعه له ..
خرجت وبيدها هاتفها تقرأ رد خزام الصادم عن أستعداداتها للدراسه راما حبيبتي نسيت اعطيك خبر أنا ماراح أدرس هذا الفصل ماعندي فلوس وبنفصل عن زوجي وبنفس الوقت مسافره الجنوب عند أهل أبويه )..
كانت تكتب وتمسح بدون تركيز لاتجد تعليق مناسب على الكوارث التي تعيشها صديقتها .. التي خرجت من مرض خطير قبل فترة بسيطه فقط …
××ماراح همّ الا على صدري رجع ، كنّ المواجع ... يوم روّح تنتخيه ! . ساعة وداعه .. كثر مافيها وجع ، ماكنها الا جرح آخو ف صدر اخيه !××
*****
كانت قد أنهت مكالمه سريعه مع هيفاء التي أطلعتها على مايجري على ساحة الصوارم وهي كالعاده آخر من يعلم ووالدتها أغفلت هذا الخبرحين تواصلت معها بوقت مبكر من اليوم ..
حين دخل عليها بعد صلاة العشاء بقليل وتوجه مباشره للأستحمام فمن رائحة الحطب يبدو عائد من أبل والده .. حين خرج سألته بلا مقدمات وهي تجلس على طرف السرير : صدق الجماعه ضاغطين عليكم عشان تفصلون بين أسماء وزوجها ..
وجهت الموضوع من ناحيته ولم تذكر اسم أحمد بالحديث ..
بتال بهدوء وهو يفرغ من أرتداء ملابسه : ايه فيه شيء زي كذا ..
جوزاء وهي تحافظ على هدوء أعصابها : ووش بيصير ..
بتال : علمي علمتس العلم عند أبوي ماهو عندنا ..
جوزاء وهي تتقصى أفكاره : طيب أنت وش رايك بالموضوع ..
بنظرة تفحص : يعني اللحين مسويه تلفين وتدورين علي عشان تسأليني وش رايي .. مع أن أسلوبتس ماأعجبني بس مالهم حق باللي يطلبونه وتدخلاتهم بشئونا تعدت حدودها وهذا بعد بيكون رد أبوي ..
وأستلقى على طرفه من السرير :طفي هالأنوار وتعالي نامــي ..
وحين أسترخى كل منهما بطرفه وغفت عينه وكاد يضمه النوم المريح في وسط أحضانه ...
سألته بلهجة هادئة وكأنها نصف نائمة :بتال لو سوو كذا معنا وش كنت بتسوي ...
رد بلهجة أنزعاج لأنها أزعجت أسترخائه :وش بسوي أبن أبوه يطلع بوجهي ويقول طلق ولا تجوز ليه رخمة قدامتس ...
تأففت وأنقلبت على جانبها الآخر ...
ليسألها متهكماً :ليه ماأعجبتس الرد .!!!
لم ترد وكانت ستتظاهر بالنوم حتى يمل منها وينام بدوره ...
ولكنه سحبها حتى أصبح رأسها على ذراعه وهو يطل عليها من الأعلى :وش كنتي تنتظرين تسمعين يخسون وتخسى طوايفهم ولو فيها موتي ماتخليت عنتس !!!
لم ينتظر تأكيدها أو النفي :يعني بقرارة نفستس عارفة وش شعوري ليه تلاعبيني ...
وحين أعتقد أنها لن ترد أبداً :عادي ماأعتقد أن فيه أحد يكتفي من سماع هالكلام ...
مد يده ليفتح الأضاءة الخافته فوق السرير ليرى ملامحها وهي تعترف بهذا الكلام ..
تراجع قليلاً ليقع الضوء على وجهها :وأنتي وش بيكون ردتس ياجوزاء ...لأني ولا مره سمعت شعورتس الحقيقي غير موضوع الطلاق اللي تلوحين فيه على الساحة كل ثلاث أيام ...
جوزاء :بعيد عن المشاعر ...ماراح أسمح لأحد يتدخل بحياتي ويفرض رأيه علي
وغلطت من البداية يوم تركت لأحد الفرصة بتأثير على حياتي ...
تأفف بأنزعاج وترك خصلة شعرها التي كان يتلاعب بها وهو ينتظر ردها :ايه ياجوزاء مكانك سر مافيه جديد تونا بنقطة البداية ..
شكل الشيب بيلوح شعرتس وأنتي للحين تطرين أيامنا الأولى ...
أستفزتها لهجة اليأس بردة والتنهيدة التي ختم فيها عبارته لتقول بعد تأني :
بس لو على حياتنا اللحين وإذا استثنيت البدايات بيكون تمسكي فيك عشان شخصك ...
شي يشبه الضحك خرج منه قبل أن ينقلب بنصف جسده ليصبح مطل عليها من جديد:كثر الله خيرتس والله رفعتي معنوياتي ...جوزاء أصحي على نفستس ..أنا أتكلم عن الكلام ماهو عن الأحاسيس والمشاعر ...ولاعارف زين قدري وأدري لو أغيب عن حياتس يوم بتشرقين بالهواء ماتقدرين تنفسين في بعدي ...
أنتي سمعتي طرف سالفة أني بتزوج أنهبلتي وفضحتينا لو سويتها صدق الظاهر بنراكض فيتس من مستشفى لمستشفى ...
وحين أعتقد ثورة وأنكار شديد بل تخيل أنها سترمي اللحاف الذي يغطيها وتغادر الغرفة ردت بنبرة هادئة :لنفترض أني كذا ... بتسويها صدق وتتزوج علي وأنت عارف شعوري لك ...
كانت عينيهما متعانقة لم تطرف للحضة تريد أن تفهم من ملامحه رغم صعوبة ذالك بملامح كملامحه لاتظهر عواطفها بسهولة :أكيد لاا .. ماتهونين علي أجرحتس..
وهالموضوع شيلية من بالتس أنا عددت مره لظروف ماهو هوى ولا زود حب للنساوين ...
أنقلب على ظهره وهو يقول :تصبحين على خير ...
لم يكن هذا الرد الذي أنتظرته بل بدى باهت جداً أمام ماتخيلته ...هل هذا تأثير لوحة النحس التي أبتليت فيها ..
ماكره يافاتنتي هل أعتقدتي أني سأعطيك أعترافات الحب والهيام التي لم أحظى بها منك...
لقد سمعتي الكثير مني وشحيتي علي لو بالقليل ..لقد نضجتي ياجوزائي وقرب موعد قطافك ...
لتحل عقدة لسانك وعندها سيصلك ردي الحقيقي ...
ردي الذي بأمكان حتى الأطفال معرفته وأنتي مازلتي تغوصين بجهلك ...
××انا العاشق اللي أعترف لك ماهو ينطاق علاقاتـه مْع الناس بعـدك مـدمّرها تمر الليالي .. كل ليله وأنا مشتاق ليالي وصـالـي من ملامحك قمّرها ××
*****
كان يجلس وقد فرد أحد قدمية على الأرض والأخرى تتكأ عليها ذراعه ورأسه يستند للخلف على حائط الحبس ... مسبحته تدور بين أصابعه وتتقلب وكل حركة منها هي أنتقال من ذكرى سيئة لأسوأ ...
أغمض عينية وهو يبتلع وجع كسكين يسد حلقه ...
كان نصف جالس وهي خلفه تمسج كتفيه حين همست له :محد يحبك كثري ...والله خايفه عليك من حرقة القلب ...
فياض بتهكم رغم أنه قبل كفها على كتفه كعرفان لتصرفها :دايم وقلبتس كبير ...
أشواق وهي تستند برأسها على كتفه :أنا أحبك مثل ماأنت وبكل شيء فيك ...
بتحبك هي مثلي بتقبلك بكل عيوبك ...
فياض بأنزعاج فتصرفاتها تجلب له الأسترخاء والراحة ولكن أقوالها تناقضها:اللحين أنتي ليه تحبين المغثة !! وش لتس بغيرتس ..
أشواق بنبرة ألم :أقولك أحبك تقولي وش لي بغيري ..أغار عليك ماهمتني لو ماتعني لك بس واضح أنك منخدع فيها .. لو تعرف اللي أعرفه ماجلست معك يوم ...
بلهجة ملل :ووش هو اللي تعرفينه ذكريني نسيت ...
أشواق التي كانت قد حسمت أمرها بفضح هذا الموضوع له ..لأنه طريق يؤدي لأنفصال تلك عنه فمجرد أن يكتشف عدم قدرته على الأنجاب ستنفتح أبواب الجحيم على حياته الأخرى وهي من سيجد النعيم لديها:اممم حبيبي الموضوع صعب وماكان ودي يطلع مني بس بصراحة أنت لازم تعرف مايهون علي يطول بك الوقت وأنت تعيش بجهل شيء يخصك ...
أعتدل بجلسته وأسلوبها قد بدى يضيقه فقال بلهجة تقرير مرهبة :اللي هو ؟؟؟
أشواق وحين تحول لهذا الأسلوب تراجعت بحركة خوف للخلف وعينيها قد أهتزت ولامت نفسها على تهورها بالحديث :الموضوع يخص ...
وبدأت تتلعثم بالحديث وفقدت القدرة على النطق وهي تستوعب قسوة الكلام الذي ستقوله ..
فياض بفقدان لأعصابه :بتنطقين ولا يجيتس كفين ينطقونتس ...
أشواق بهلع من تهديده :الموضوع يخص أنك ماتجيب عيال ...
وأبتلعت ريقها وهي تراقب ملامحه التي تحولت للبرود بعد الغضب ليخبرها بسخرية :الشرهة ماهو عليتس على اللي مقابلتس للحضة يسمع خبالتس ...ومصدق أن وراتس سالفة ..
كادت تتعثر بلحاف السرير وهي تقفز من خلفه لتوقفه بعد أن هم بالرحيل :لحضة أسمعني والله ماهي كلمه أرميها والسلام .. قسم أنها الحقيقية .. أنا ماأستخدم موانع تذكر كم جلسنا قبل مع بعض كلها كانت بدون ماأمنع الحمل ..!!! ورحت لدكتورة بعد أتأكد من نفسي وقالت أني سليمة ...
فياض وهو يلتفت عليها بغضب بعد أعترافها بمحاولة خداعة :وهذا يعني أني ماأجيب عيال ...لاوالله هذا يعني أن أمي محوطتني بدعواتها اللي فكتني من ولد أنتي أمه ...
أشواق وقد بهت وجهها من رده القاسي :وزوجتك ليه ماحملت ...
فياض بقسوة ليرد لها وقاحتها :مرتي صغيرة ماأبيها تحمل وتتعب نفسها هي أهم عندي من العيال ...واللحين فارقي عن وجهي وياويلتس لو لقيت أتصال منتس قبل ماأتصل أنا بنفسي فيتس ...
يومها خرج منها ولم يفكر كثيراً ولكن بعدها عادت الفكرة ودارت بعقله كثيراً حتى توجه أخيراً لأحد المستشفيات وبدى بأجراء تحاليل ليتأكد من قدرته على الأنجاب من عدمه ...
كان لديه ثقة مفرطة بنفسه ولكن النتائج أنهت كل شيء ...
حتى تحت تأثيرها عاد لأشواق وهو الذي كان قد وضع تلك المواجهة وأعترافها بخداعه سبب للأنفصال عنها...
وكأن عودته لها تنبأ سابق منه أن خزام ستتخلى عنه ..
بقي لديه بصيص أمل ضعيف وقتها هل يصارحها
ولكن بالمستشفى وتحت تأثير المرض لايمكن أجل المواجهة حتى تصبح بصحة أفضل ..
وأنتقل بين طبيب وآخر يريد من يزرع الأمل بداخله ...
لكن جزء كبير منه كان يعرف أنه لاأمل وهذا عقابه الدنيوي على ماأسرف من ذنوب وتجاوزات بحياته ...
مازال يتذكر كيف فزع أحد الأيام من أنجاب أبناء بملامح تشبه وسام أو يحملون لو عينيها الفاتح ..
كان ليلة يفكر أنه سيصارحها ...والليلة التاليه يحسم تفكيره أنه بعد شفائها سيسرحها بدون أن يخبرها بالحقيقة ..
لن يسمح بأن تضيع عمرها معه ...كم ستبقى معه سنة وأخرى خمس سنوات حتى لو وصلت للعشر سنوات ... مازالت صغيرة جداً وستكتشف بأحد الأيام أنه لايستحق كل هذه التضحية وستبحث عن الأنفصال ...
كان مهيء نفسه لهذا الأمر لما حين أكتشفت أمر زواجه فزع وتراجع عن قراره الأول ...
أليس هذا عذر جيد للأنفصال ...لترحل وهي غاضبه منه ويوجد سبب صريح
لهذا الأنفصال أليس أفضل من أن يطلقها هو بدون سبب ويحطم قلبها ...
ولكن كيف سيعيش بعد ذالك هل هنا بالحبس ...
بعيد عن سماع أخبارها .. ويوجد سبب قوي حتى لايستطيع الخروج ويبحث عنها ...
أم يفر من البلد حتى لايرى مستقبلها مع غيره ...
أغمض عينيه بهذه اللحضة هيا فياض أنت رجل بعمر لايجب أن يكون بهذا الخوف
من مواجهة الواقع ..
حبيبة سلبت منك وأخرى ستطلق سراحها أنت ..
هذا قدرك فتقبله ...
ولن تنكسر فالرجال أمثالك لاتنتهي حياتهم بخروج إمراءة منها ...
صوت هتف من داخله وهل كانت إمراءة عادية بحياتك
لقد كانت من أيقضتك من سباتك ..
هل نسيت أول دوافعك لفتح عينيك بعد أن كنت تواق لرحيل نهائي فلايوجد مايحثك على العودة للحياة الدنيا ...
أجل هي بعينيها الخضراء ..
هي من أعادة أحياء مشاعرك بعد أن أصبحت رماد ..
لاتستطيع أن تغفل عن دورها الكبير بحياتك وتواجدها العظيم بقلبك ...
أليس لهذا أطلق سراحها ... هي تستحق حياة أفضل ..
حتى لو كان تكن مشاعر له ... ستنساها وستطيب جروحها
وستجد شخص جديد توجه عواطفها إليه ...
وكأن ماس كهربائي قد جرى بجسده وأستوطن قلبه عند هذه الفكرة ...
××عزة النفس تذبح قلب راعــيــهــا تمنعه من أمورخاطره فيهــا يوم قلبك تغــيــر وابتعد عــنــي عافت العين قربك وانت غالــيهـا××
****
من ظهيرة ذالك اليوم وقبل أن ينام أعطاها أمر بأن تجهز قهوتها وطبق من الحلوى وماشابه لترافقه عند والدته وختمها بلهجة عاتبه : مرة الحكم كل ماجيت وهي مقابلتها وأنتي الظاهر من العزاء مارحتي لها إلا مره أو مرتين ..
أحتارت بطلبه وهل سيوجد ماتعده وقد يعجب فهدة ..
وبالأخير أختارت أن تعد كعكة يحبها الجميع حتى لو لم تعجبها .. سيأكلها الآخرين ..
حين عاد من صلاة العصر توجها للقسم الثاني بقهوتهم .. وأستوقفتهم ليلى : ماشاءالله وين رايحين .. قهوني معكم ..
بتال وهو يفتح الباب الفاصل : واللي بيدتس وش ؟؟ليلى : عادي أشرب نوعين ..
بتال بضيق من لحاقها بهم : اللحين ليه ماتروحين تجلسين عند خالتي ..
ليلى وهي تأخذ طبق الحلوى من جوزاء : هاتي أشيله عنك .. امي راحت لعمتي صيته ومعها يارا وفزة هذا جواب لسؤالك ليه مارحتي معها وهي بنفسها قالت لاتجين معي تفضحيني بالحريم ..
كانت هي أول الداخلين : مساء الخير ياعمه شوفي وش جبت لك تخيلي دخلت المطبخ وسويت لك حلا ..
كان خلفها بتال ويهز رأسه مستنكراً..
سلم على والدته وجلس من خلفه كانت جوزاء وفعلت المثل ..
كانت الأوضاع هادئة وبين حديث وآخر فجأة تم التطرق لموضوع الولادة ؟؟؟
وجميع الموجودين يعلمون أنها حامل !!!
وإذا كانت تعرف فهده جيداً فقصة ولادة أمها لأخيها محسن بالصحراء وكيف أنتبذت القوم وتوجهت للوادي لتضع مولودها لم تكن على سبيل الصدفة ولكن لم تفهم ماذا ترجو من هذه الحكاية وكيف ستعود عليها بالفائدة ..
لم تعلم أن كفها كان يرتجف من أسلوب فهدة المرعب بالوصف حتى قبض على كفها ليهدأها ولاحظت نظرة ليلى الساخرة وهي ترفرف بعينيها ..
قبل أن تحول أهتمامها لفهدة وتقول : ياعمه اللحين تقولين هالكلام قدامي وبعدها تقولون ليه ماتزوجين !!! أنتي طيرتي قلبي اللحين ..
فهدة تعي جيداً أن ليلى غير جاده وتريد مشاكستها فقط : ايه الحريم ماهن مثل بعض .. بعضهم أمورها سهلة وميسرة ..بس أمي عاشت وماتت وهي بكبد ...
ليلى تنسحب بعد أن شعرت بالملل أعتقدت توتر أكثر وربما أعتقدت أنها ستسمع من بتال سر الأجتماع الذي مازال مخفي عنها : اها أجل ياجماعه أن بعد فيلم الرعب هذا أستأذنكم ..
بعد خروجها رن هاتفه ليخرج هو الآخر لتلقي المكالمة ...
كانت عينيها بعين فهدة وودت لو أستطاعت الفرار قبلهم جميعاً ..
نطقت فهدة وهي تتأمل ملامحها :وش قالوا فيتس بنت ولاولد ...!!!
جوزاء بنفي مباشر :توه صغير ماأمدى يعرفون وش هو نوعه ...
فهدة بنظرة شك لم تفهمها :ليه هو كم عمره !!!
جوزاء :بشهر الثالث ...
فهدة بشهقة أستنكار :والله أنتس موليه يابنت وضحى من وين حملتي بالشهر الثالث ..أنتي يابرابع بتدخلين الخامس ياتوتس بالثاني ..أما الثالث مستحيلة ...حملتي وجوزتس بالحرب !!!!!
كان حديثها على دخلت بتال الذي توقف وهو يستمع بشك :وش فيكم ..
فهدة بأنزعاج :مرتك ماأدري خبله أو تتخيبل علي أقولها بأي شهر تقول الثالث وشلون الثالث وأنت برمضان بالحرب ...
لقد كانت تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها بهذة اللحضة حتى هو لم يفكر سابقاً بأمر هذا الحمل ...
أو يتحدث عن عمره ومتى حدث ..ولكن فهدة حقاً كارثه على البشرية ..
وحين طال الصمت نطق هو بكل هدوء :أنا جيتها برمضان قبل أسافر ألمانيا ...
فهدة بعدم تصديق :وش هو !!!!
بتال ببرود:اللي سمعتيه يمه أنا نازل بالرياض بآخر رمضان وبايت عند مرتي ومسافر من مطار الرياض ...
فهدة بوقاحة صدمتها بالخبر :وأنت فيك حيل حزتها ماأنت ناقلينك لاأنت حي ولاميت ...
بتال رغم أنزعاجه من أسلوب والدته الفظ :يمه أصاباتي مالها علاقة بالحياة والموت أنا من أول يومين لي بالمستشفى بالمملكة وأموري زينه وسفري كان عشان الكلام ماهو عشان صحتي نفسها ...
صمتت وملامح وجهها تفضح كمية النفور والغيض :ايه مرتك تذكرتها بس أمك وعيالك ماتذكرتهم ...ياخسارة ياولد بطني ...
وكشرت بوجهها وهي تقول :صدقت ياأبو سلطان دايم نظرتك لناس ماتخيب ...
بتال بضحكة عدم تصديق وهو يحاول تلطيف الأجواء :ووش هو قايل أبو سلطان الله يسمح دروبه ...
رغم قهرها منه ولكن لم تستطيع أخباره بشيء يؤذيه :قال اللي قاله .. المهم لاعرفتوا بنوع الورع علموني ...
حين خرجوا لاحقاً أخبرها بصراحة :أمي قصدها لو كان ولد تبي تسميه المنذر ...
تجاهلت الأمر ولم تناقش فيه ..فهي واثقة بمشاعرها وأن جنينها أنثى ...
ومازالت تحت تأثير الموقف المحرج الذي وضعت فيه ...
تباً لك ليلى لما خرجتي ربما بوجودك لما أستطاعت أحراجنا بهذة الطريقة ...
أفترقا الأثنان هو للخارج وهي لغرفة ليلى لأنها لاتريد العودة لجناحها والبقاء تحت أفكارها السيئة أتجاه الموقف ...
حين دخلت تفاجئت بوجود يارا أيضاً تبدو عائدة للتو من الخارج ...
ولكن الصدمة كانت فزة التي جائت سريعاً وقامت بفسخ عبائتها ووضعت قدم على أخرى لتظهر الخلاخل بساقها وتتظاهر بالأندماج بالحديث معهم ...
وأخبرتها على عجل :جوزاء لاتكشفين اللحين الحكم بيدخل ...ولم تختم عبارتها إلا طرقات سريعة على الباب قبل أن يفتح الباب ولحسن الحظ كان توليه ظهرها ولكن فزة كانت أمامها ..
وتشاهد الحركات التي تقوم بها ولاتصدق أنها تصدر من فزة حقاً كم هي محترفة ...
كان منسجمة جداً بالحديث مع ليلى التي لاتعلم متى فتحت موضوع حديث من الأساس ..
فزة بضحكة ناعمة :يابعد جداني ياليلى الله يوسع صدرتس بالعافية ..
الحكم الذي دخل بأندفاع سرعان ماتراجع حين لاحظ وجود فرد أضافي ونادى من خلف الباب :فزة أطلعي أبيتس ..
لتشهق فزة :ألحقوني يابنات الحكم جاء وأنا مشغولة فيكن يالله أروح أشوف الغالي وش يبي ...
وخرجت له ..
جوزاء بعد خروجها :هذي وش فيها ...
ليلى بقهقه كان تكتمها :بتسوي يعني مشغوله وماأنتظرك على نار وعندي أمور مهمة بحياتي ...آه يافزة تحفه تحفه ...
يارا التي تدقق برسمة حاجبها بالمرآة :أوكي فهمنا خالتي فزة ..بس خالي الحكم من جده تمشي عليه ..يعني ماشاءالله ماينقصه ذكاء ولماح ووظيفته تعطيه أسلوب غير لشك والتفحص كيف أسلوبها البدائي يمشي معه ....
ليلى وهي تمسح دموعها من شدة الضحك :ماأدري الله راضي عنها وساتر عليها ...
جوزاء وهي تضع طرحتها على أكتافها :ممكن لأن مستواه بتوقعات عالي مايفهم البدائي على قولت يارا يعني هو متعود على مكر عالي المستوى فمايلاحظ البسيط ...
يارا وهي تبتسم بأعجاب :درر ياخاله جوزاء ..
وكبحت سؤال عن متى ستطرح رواية جديدة ..وكم تتوق لمصارحتها بأنها من تراسلها على حساب الأنسقترام ...
××لا تزعجك نظراتي إن طولت فيك وجهك مثل حبك يجيب العافيه××
****
كان قد عاد لأن والده بنفسه من أستدعاه من أجل أمر ضروري ...
وحين وصل بحث عنها سريعاً ..
كان يسأل خالته عنها فأخبرته أنها صعدت مع يارا إلى ليلى ...
صعد وهو يحمل مشاعر متضاربة مابين الأشتياق والأنزعاج الشديد
كم مضى ولم يتلقى منها أي أتصال هي حتى لم تسأل عنه أبداً ..
وهو كان يراسلها بين فترة وأخرى ولأنها لاتجيد الكتابة ترد بردود بسيطة
ولا تراسله صوتياً حتى ...
دخل بعد طرقة بسيطة على باب الغرفة ليتفاجيء بوجود غيرها من نساء أخوته ..
فتراجع سريعاً بأنحراج من أندفاعه ...
ناداها ولم ينتظرها توجه لغرفته مباشرة ...
فزة التي كانت قد نست حقيبة يدها بالأستقبال كانت تنزل لتحضرها حين سمعت حديثه مع شعاع فصعدت سريعاً لغرفة ليلى وتظاهرت أنها مشغولة ..
وهذه خطتها معه التظاهر أنها مشغوله وعدم الركض خلفه ..
فقد شعرت أنه مل منها ... وكانت محقة هاهو يأتي على عجل باحثاً عنها ...
حين خرجت له كان قد غادر سارت بكل هدوء لغرفتهما
وحين وصلت كان قد دخل ليستحم ...
نزعت عبائتها وجلست بلباس الخروج الذي كانت ترتديه ..
حين خرج سريعاً ليرتدي ملابسه على عجل وهو يسمع نداء صلاة المغرب ...
ألتفت عليها بشك :وش مسويه بعمرتس ...!!!
فزة بأبتسامة دلال :ليه يابعد جداني ماجازلك زيني ...!!
الحكم يهم بالخروج ولكن يتراجع للحضه :ليه ماتدقين علي !!!
فزة تقترب منه :ليه ماأشتاق لي !!! .. أنت حتى سلام بعد هالغيبة ماسلمت علي ...
الحكم يدفعها من كتفها بسبابته حتى لاتقترب :ماهو وقت سلامات ... هالحزة بطلع أصلي ...
فزة التي تفهمه جيداً ولكن تتظاهر بالجهل :ليه يابعدهم لهدرجة عايفني ...
بغيض يعض أسفل شفته :فزة بري الله من شرتس وخري عن وجهي هالساعة اقولتس بروح أصلي ...بس هين راجعلتس وكل شيء بحسابه وخرج بأندفاع وصفع الباب من خلفه ...
لتضحك بأنتصار وترتمي على سريرها ..
قبل أن تتذكر أمر ما ووصية يجب أن توصلها ألتقطت عبائتها على عجل
وتوجهت لغرفة فهدة لتتفاجيء فيه هناك...
وظهر على ملامحه فهم خاطيء للحضة فيبدو أنه أعتقد أنها لحقت به ...
تجاهلته وهي تقول :مساتس الله بالخير ياعمه .. أنا موصاة على شيء وغفلت وبغيت أنسى بس الله ذكرني ...الضحى قابلت أسماء تسحب من البيت ...
ووصتني ماأقولكم لين هالحزة .. أسماء شردت مع جوزها لاتدورونهااا ...الله العالم أنهم طقوا من البلد كلها ...وتوصيتس على ولدها تقول فياض أمانتكم ...
××خذني معك وين ماودّك تروح أنا الطريق الي بدونك يتعّبني ××
****
حضر الجميع تلبيه لدعوة والدهم الذي أخبرهم اليوم أن هناك قرار حاسم سيسمعونه منه..
بعد أن دارت القهوة عليهم ...هز فنجاله شاكراً ..
وتنحنح ليجلي حنجرته :اليوم بعطيكم قراري بالموضوع اللي جوني الربع عشانه ..
الحسن وأنا أبوك حنا عيال من ؟؟؟
الحسن الذي قلب عينية بأخوية المقابلين له سلطان وبتال بتوتر رد على والده :عيال هجرس يبه ؟؟؟
هز رأسه بموافقة قبل أن يوجه أهتمامه لحاكم :حاكم وأنا جدك من أنت ولده ..
حاكم بتلقائية :حاكم بن بتال بن عقاب بن نايف بن هجرس الصـــ
ولكن عقاب قاطع :بس بن هجرس وبس !!!
وبزغت الفكرة بأذهان الجميع وتبادلوا النظرات بعدم تصديق ...
عقاب :ايه صحيح اللي فهمتوه ماعدنا صوارم .. ولاعاد هم منا ولاحنا منهم ..أنا عقاب بن نايف قطعت عرق وسيحت دم ...ودم الصوارم ماعاد يجري بعروقي ...
أنا بريء منهم براءة الذيب من دم يوسف ....
سلطان بعدم تصديق :بس يبه !!!
عقاب بلهجة حازمة وصوته يتردد بالمجلس :لابس ولاغيرها أنا كلمتي مابعدها كلمة ... منهم الصوارم وش هم من غيري وأنا ولد هجرس ...غرتهم الدنيا ..
ضحكت لهم الأيام ...والله ياسود الليالي تحتريهم من بعدي وأنا ولد هجرس ...
والله كاني بعيش بعد هاليوم لو نص يوم أني ماعاد أعتزي بالصوارم ولاعاد أسمحهم يلحق أسمي ...
والله لو يرجعون ويحطون لي القمر بيميني والشمس بشمالي مارجعت لقبهم لآخر أسمي ...
حدوني على أقصاي وهم عارفين من أنا ..
أنا ولد هجرس مذبح السباع مازريت عنهم سنيني الأوله ولا التالية لكن رحمت ضعفهم وقلت حيلتهم لكن هم يوم أغتنوا أول من عضوا يدي ...
اللي مامديتها عليهم إلا بكل خير ...
بتال بمآزرة :حقك ياأبوي ولو هي صعبة على بعض الناس بس ماتصعب عليك ...
فزاع بتردد :ايه صح ياابوي وحنا مالنا شور من ورى شورك ..وأنا كان تبينا ننسى أنا صوارم بننسى ..حتى لو أنفتحت علينا أبواب جهنم ..
عقاب الذي لم يعجبه أسقاطات فزاع ... يلتفت على الحكم الذي لم يشارك برأيه بعد وبلهجة ساخطة :وأنت علامك ساكت ..
الحكم بكل صراحة :يبه ماهو لقب الصوارم اللي يعزني أو يذلني ... أسمك لحاله بعد أسمي هو مصدر الشرف ولا الصوارم راحو ولاجو مادريت عنهم ...
هز رأسه بأستحسان لأن رأيه لم يختلف عن البقية :من بكرة بنبدأ أجرائتنا بالمحكمة نشيل لقبهم ونكتفي بهجرس وأسم القبيلة ...
سلطان الذي يرى بوجه والده ضيق حتى بعد أن أخذ قراره :يبه إذا ماأنت مرتاح لها القرار نتأنى فيه شوي ...
عقاب بكبرياء :والله ماهز رمش عيني بس في موضوع أهم هو اللي مكدرني ..
وزفر بضيق :أمين بيسافر للجنوب وأبيك ياأبوك ترافقه لين تسلمه هو وعياله لولد خاله .. ماأضمن عياله جهال ولو صار له شيء ماعرفوا يتصرفون ...
سلطان بعدم تصديق :يبه كيف بتخليه يروح وهذا حاله ...
عقاب :هو طلبني وأنا ماتعودت أرده الرجال راح عمره وهو طايح بذا الغرفة وأشتاق لربعه ودياره الأوله بيروح يزورهم ولابد يوم يعود وماحنا مخلينه ..
بس رغبة ووده يحققها ..
بتال بشك وعدم تصديق :ومرة فياض ..بتخليها تروح ...
صمت عقاب ليزفر من جديد :ماعاد هي مرته فياض طلقها ...
××ماحصل منّا خطأ ومابدا منّا قصور كـل ليالينـا عطى لكن الدّنـيا تـــدور××
↚
*الماضي *
أوقدت نارها أمام خيمتها ككل مسـاء .. لتعد العشاء هي لاتثق بطهي زوجة أخيها ولايرتقي لذوقها ...
بالمقابل كان تجلس على الطرف الآخر زوجة أخيها المعنية وبيدها تعمل على بعض المشغولات اليدوية سألت بشك :هذي وراها تدرجنا (تحوم حولنا )
فهدة بأنزعاج وهي تتوقف عن تحريك محتويات الوعاء :أنا عارفه بلاها ...عينها على حطبنا ..طول نهارها هي وبنتاخيها (زوجة أبنها ) قدام خيمتهن يتشمسن ويقرضن خلق الله (يغتابنهم ) واللحين جاية بتشحدنا الحطب ...
وفعلاً أقتربت العجوز وفعلت كما سبق وذكرت فهدة ...
التي أعطتها بعض الحطب ...وحين غادرت قالت :ياعساه يولع فيتسن ...
صالحة بشهقة أستنكار :خافي ربتس لو ماتبين لاتعطينها ماهو تعطين وتمنين ...
فهدة بعدم أهتمام وهي تزيد الحطب تحت وعائها :لو ماعطيتها فضحتني بخلق الله فهدة العوبا سوت لي فهدة العوبا حطت فيني ..وهي حتى ماخطبتني لولدها طول عمرها ماسنعها غيري ...
صالحة وهي تتلف بقلق :يابنت أستحي لايدخل أخوتس وننفضح بآخر هالليل ...
فهدة :آه ياحر جوفي الرجال السنافي أخذ الباردة الرفلة ...
وأنا عنست في بيت أخوي ...
صالحة بضيق ذرع :ياويلي ويلاه والله لو انتس بنت لأمي وسمعتس تقولين هالهرج كان كوت لسانتس وبقيتي طول عمرتس طرما ماتحرزين (تستطيعين )
الهرج ...
فهدة بضحكة أستنكار :الحمدلله أني ماني بنتن لها ..الله رحمها من الذنوب ..
أنشغلت فهدة بتوضيب الخيمة وبقت صالحة تشاهدها بحسرة ...
فقط لولا هذا اللسان المخيف ربما لخطبتها لأحد أخوتها ولكنها تخشى على والدتها من زوجة أبن كهذة .. فهدة لن تعيش مع عمة ..
لن يرضا فيها إلا رجل بلا أم ...
*الحاضر*
بمجرد أن وصلها الخبر من العم عقاب وأنه يرفض الأنفصال قبل الحديث معها .. ولأنها تريد الفراق سريعاً .. أخبرت العم عقاب أنه لاتمانع من زيارته بالسجن والتفاهم معه كما طلب ..
وكان لها ذالك .. لم تتخيل يوم أن تفعلها تأتي لزيارة سجين ..
ولم يكن أي شخص ..
حين دخل عليها خرج وسام الذي رافقها ليتركهما يتحدثان على أنفراد ..
تأملته فجزعت شعرت أنها ستتقهقر عن قرارها ..
أخافها منظر الحزن على ملامحه رغم الأبتسامة المتكلفة التي خصها بها وهو يجلس على المقعد المقابل أطلق عبارته الترحيبية بنبرة تندر وتهكم :هلااااا ووواالله ..
جايه لعندي ياخزام مافيتس صبر !!! لهدرجة مستعجله على الطلاق ..
لم تكن قد كشفت وجهها وأحتفظت بنقاب عليه .. ولم يطالبها بغير ذالك ..
لم يكن المكان مريح للحديث والموقف نفسه ليس سهل عليها ..
ولكنه يبدو مدرك جيداً لماسيقوله وبدون مقدمات : ماناديتس عشان أطلبتس ترجعين عن قرارتس .. ولا أبيتس تندمين بيوم عليه .. بس لو تراجعتي بيوم وحنيتي لاتنسين فياض مايرجع يناظر للي تركه وراه حتى لو هو أغلى من عيونه ..
لو رميت عليتس يمين الطلاق هالساعه يعني انتهينا حتى لو عدتس سنه ماني بمرجعتس..
كان يده على الطاولة ويرسم بأصبعه خطوط وهميه وعينيه أيضاً على الطاولة لم يرفعها لها .. إلا نادراً ...
خزام وعينيها لاتحيد عنه تختزن صورة لآخر اللحضات : وأنا ماأبي ارجع لك ولا بأفكاري بتخيل حياة معاك ..
وصمتت للحضات وهي تتأمل أناملها : مو عشان أكرهك .. المشاعر مو لعبة ماراح أحبك أمس واليوم أكرهك .. بس عشان قررت أحب نفسي أكثر .. وأسوي اللي فيه مصلحتي ..
فياض بنبرة تهكم : شطورة ياخزام وطول عمرتس شاطرة وتحبين نفستس خليتس على هالحال وبتعيشين باقي حياتس في هناء ...
خزام بأنزعاج : لآخر لحضه ماراح تبطل هالأسلوب معي ..
أسلوبك هذا هو اللي خلى الحياة معك مستحيلة...
مستمر بنفس الأسلوب : لاااا هذا أسلوبي واللي يعجبه حياه الله ولي مايعجبه نقوله مع السلامه ...
كان يدور بأصبعه على محيط الطاولة وأقترب من يدها ..للحضه شعرت أنه تعمد فعل ذالك يريد ملامستها ولكنه سرعان ماأعاد يده لجانبه ...
وقفت لتنهي هذا الحوار : أتوقع ماعندك كلام مفيد حتقوله ..
قبل أن تتحرك خطوة أخبرها : باقي المفيد ماسمعتيه ..
لم تنظر إليه وهو ينطقها : خزام أنتي طالق …
فقط بكل بساطه نطقها وخرج حيث ينتظره العسكري ليعيده لحبسه وبقيت هي متجمدة مكانها ..
حين طلبتها كانت بحال وحين سمعتها منه أصبحت بحال آخر .. كم ركضت مطالبه بهذه الكلمة لما أرهبتها حين خرجت منه ..
وانكسر الرباط لم يعد هناك مايجمعهما ..
إنتهى كل شيء …
كانت تسير بالممرات خلف وسام وقد تخدر عقلها وتحجر لسانها …
لم تستطيع النطق رغم أن وسام سألها كثيراً مابالها وماذا حدث ..
لاحقاً بالسيارة التي كان يقودها وسام بنفسه بعد حصوله على الرخصه قبل فترة بسيطه :خزام ماراح تقولي ايش اللي حصل معاك …!!
انفجرت بالبكاء بشكل أرعبه وبقى يلاحظ أهتزازها طويلاً حتى نطقت أخيراً : خلاص طلقني .
وسام بأستغراب: طيب وتبكي ليه ضربك رفع صوته عليك !!!
خزام من بين شهقاتها : اقولك طلقني !!
وسام بحيرة: طيب أنتي اللي تبغي كذا ؟
خزام بوجع حقيقي : بس أنا أحبه قلبي يوجعني انتهى كل شيءٍ بينا ..
كان عندي أمل بيوم نعيش حياة طبيعية ..
وعادت لتدخل بنوبة بكاء جديدة لاتستطيع الخلاص منها مهما حاولت .. وهل أعتقدت أنها ستفارقه بقلب جامد بالتأكيد سيكون لها نصيب من الحزن والبكاء
ولكن ستنسى سيأتي يوم ويكون كل هذا ماضي مر وأنتهى.. كانت تعزي نفسها بهذه للأفكار ..
حين دخلت الملحق بحالها ذاك ..
وقفت رضا بشك وسألت وسام : فين رحتوا مالها أختك ..
أغلق الباب بهدوء من خلفه واندفعت هي لغرفتها لتكمل بكائها ..
وسام : خزام تطلقت ..
وحين سمع شهقت والدته وهي تجلس بعدم ثبات : ياأمي انفصلوا بالتراضي ..
كلهم راضين بهذا المصير.. حياتهم خاليه من التفاهم ..
رضا بشهقة قهر : وهما ايش الحياة اللي عاشوها عشان يتكلموا عن التفاهم … واخذت تولول : ياربي اربط على قلبي بنتي صارت مطلقه …
انا عشت اضعاف حياتها مع رجال حتى لغتي غير لغته وصبرت وتفاهمنا ليه ياجيل اللحين مافيكم صبر ليه توصلونها للطلاق ايه ياربي كيف يسمع كلامها كيف …
اه ياحرقة قلبي على حظك يابنتي …. بنتي صارت مطلقه …
بلقيس التي تعي أن والدها يسمع فهي قادمة من غرفته : ياأمي خلااااااص ماهوو وقته يجي لها نصيب أحسن …
رضا بقهر : من فين من متى المطلقات يجي لهم نصيب أحسن …ياربي انا طالبتك ياربي لاتفضحني بخلقك واسترها علينا …
وبقت على ذالك الحال طويلاً ..
حتى حين يئس منها الجميع وانصرفوا عنها ..
وقفت لتبدأ بصف حاجياتها فهي أول المغادرين .. لن تبقى بعد هذه الفضيحة …
××على قد الوله ضاق الكلامّ وما عرفت أقراك كتبتك فِـ الكثير من الشعُور .. اللي تكابرته××
****
حين وصل زنزانته جلس بهدوء … شعور اللاشعور يكتنفه .. هو ليس حزين ولامكلوم بل أحساس طفيف بالراحة يسكنه .. وكأنه أعاد حق لصاحبه …راضي هو هذه اللحضة رضا عجيب لم يتخيل أنه سيستوطن قلبه قبل ذالك …
وكأنه أرتاح بعد سباق طويل ..
استلقى ونام بطمأنينة …ليرى نفسه بالمنام يطير ويرتفع حتى يصل لأعلى مكان بين الناس من حوله ..
فيستقر بمكانه قانع بالمستوى الذي وصل إليه ..
استيقظ على صوت حارس زنزانته يوقظه : أبو عقاب صل المغرب تراك نمت عنها وجهز نفسك عندك زيارة مهمة ..
لم يهتم لحديثه عن الزيارة وحين فرغ من الصلاة عاد الحارس ليخبرة : أمورك بتزين دام اللي بمكتب المدير من معارفك …
فياض بتهكمه المعتاد: وأنت علامك فرحان .. شكلك تبي فرقاي !!!
الحارس بصدق : لا ماقلت لك من قبل بس تراني أعرفك وأنت صاحب فضل علي لو أنك ماعرفتني ..
تعجب فياض ولم يسأله من أين يعرفه ومتى أصبح له فضل عليه .. فهو ليس حتى من أبناء القبائل وأسمر البشرة لكن رد عليه : الفضل لله وأنا أخوك ….
حين دخل على مكتب المدير ألتفت عليه شخص لم يراه من ست سنوات وبدى فعل العمر فيه مروع وقف له بصعوبة ..وقال بلكنته الحجازيه : فياض ولدي ..
وفتح له ذراعيه ليعانقه …
وعاد ليلتفت لمدير السجن : هذا ولدي الروحي ..
الله ماأعطاني أولاد بهذي الدنيا … بس عرفت الواد هذا سنه وحده لساته واد صغير أول سنه له في العمل .. عرفت هذا البدوي وشفت فيه اللي ماشفت طوال خدمتي ٢٥ سنه بهالقطاع …. تقول عمل ايه … اتلف الأدلة ياواد ماتخلي خبثك !!!!
وقهقه ضاحكاً : لو سمعت بالموضوع من برى كنت بعرف محد يعملها غيره … أهبل عبيط بدوي …
تقولي رسموا حرمة أخوك ؟؟؟؟
لو رسموا حرمتك ايش بتعمل تحرق عليهم النيابة …
كان يتأمل حديث أبو يسرا وهو لقبه المعروف بينهم غير أنه لم يرزق بأي خلفه ليهتز قلبه بين أضلعه هو يشبهه حين دخل هذه الوظيفة كان هو بأدنى السلم وأبو يسرا بأعلاه … وتعرف عليه سريعاً بسبب أخطائه المشهورة وكان دائماً يضحك وهو يسأل من قبله بهذة الوظيفة ثم يكرر أنه يشبهه فهو دخل هذا القطاع خطأً وبعدها أصبح بينهم بعض الأمور المشتركه قبل أن يتقاعد أبو يسرا …
ولكنه لم يترك التواصل معه أبداً وحين يريد أن يوصي أبو يسرا على أحد يرسل له وقد أخبره انه عرف البعض لعشرات ولكن لم يخدموه ويقدروا العشرة كما قدرتها يابدوي …
بعد حديث ودي تركهم المدير ليتحدثا بمفردهم ..
فياض بتعجب : من اللي كلمك عني .. وش أخبار علاجك ماكنت بالفلبين .!!!
أبو يسرا : دوبني راجع منها ياواد هو باقي فيً حاجه تتعالج .. كلمني أخوك البدوي التاني هو ماله لسانه مو على بعض بندقوه الربع على قولتكم (أصابوه بالحسد على طريقتهم )!!
فياض بضحكة : لا الربع هالمره بريئين منها .. تصاوب بالحرب …
أبو يسرا وهو يتأمل التغير الكبير الذي فعله الزمن بالشاب المنفتح على الحياة الذي عرفه قبل سنوات : شوف ياولدي يافياض هي الدنيا كذا ماتعطي ابن آدم الراحة على طول بتديك على راسك حتى تقول أنا اتزرعت بقاع الأرض ..وفجأه تطيرك فوق .. بس وانتا طاير لازم دايم عينك تحت حتى تشوف وين بتحط أقدامك وقت ماترجع توقع…
هز رأسه بأنصات للعرابة في هذا المجال ..
أبو يسرا الذي بدى عليه الأرهاق من الحديث :عندي معاريف وفزعات على قولتكم جاء الوقت اللي أحصد ثمارها ومافيه أعز منك لحتى أستغلها عشانوو ..
صمت يلتقط أنفاسه المتعبة :بس لاتستعجل اللي عملته ماكان سهل ..!!
فياض بأستسلام ظاهري وهو يشكر بداخله وقفته معه :ياأبو يسرا لاتعب روحك معي أنا طيحتي أنتظروها كثير وصدوا يوم شافوها أكثر .. ماني مستغرب ولامتعجب شفت بحياتي اللي أسوأ من كذا ...
وكبح بداخله بقية عبارته فهو أخذ درس كبير من الذي حدث مع والده
من تنكر لأفعاله من أقرب المقربين له ...
لذالك تخلي من كان له فضل عليهم عنه حين وقع أمر لم يستغربه ...
أبو يسرا :كلنا مرينا بهالمرحلة مافيه أنسان ناجح إلا وله يوم مثل يومك ... هذي الوقعة اللي بعدها بترتفع ... بذكرك لو كنت باقي حي ...
فياض بتأثر فعبارته صادقة جداً :لك طولت العمر ان شاءالله ...
أبو يسرا يقف بصعوبة :ياولدي أنا أعيش حلاوة الروح .. رجل بالدنيا والتانية بالقبر ... ووصيتي ليك وردك لمعروفي بيكون أنك تقدم الخير
دائماً دامك قادر عليه مثل ماعرفتك لاتخلي الدنيا تغيرك ...
××ترفّعنا عن الدُون وتسامينا عن المنقُود وتعلّينا لأجل تبقى على العزّة أسامينا××
****
صباح اليوم التالي صاحت بحزام التي خرجت من غرفتها : جمعتي حاجتك كلها من بيت الرجال والله لو أدري آنك ناسيه أبرة في بيته لايكون حسابك معي عسير … بنت خايبه ناقصه أدب وتربيه تتطلق من ورى أمها ..
تلألئت عينيها بالدموع وهي تتقبل عودة والدتها لمعاملتها كالسابق …
نعم لقد جمعت كل حاجياتها من منزله ولم تترك شيء خلفها .. فكرت أن تترك خلفها المجوهرات والهدايا التي أحضرها لها ولكن وجدت أنه تصرف لامعنى له فهي لاتريد أن تترك أي باب مفتوح ولا أن ترسل رسالة بتصرفاتها فلم تدع خلفها شيء ..
هي تريد قطع سبل التواصل ..تسعى لدروب النسيان
والبحث عن حياة أخرى خالية منه ومن مشاعرها المكلومة بعده ..
××تبقى جروحي كلها .. مسألة وقت والناس من فرقاك .. كفت و وفت لا جابوا أسمك .. بان حزني ودنقت و إليا أنشدوني عنك .. قمت أتلفت××
***
أعدت حقيبتها بعقل شارد .. منذ اتصل فيها بوقت مبكر من ليلة أمس ويعطيها القرار الذي توصل إليه وهي تعيد التفكير عن التصرف السليم بمثل هذا الموقف ..
الأبتعاد .. حل سليم ولكن إلى اين .. هو يخبرها أن يغادروا البلاد مؤقتاً..
هل ضاقت عليهم هذه الأرض بسبب تعصب عنصري ..ومضايقات من عقول حجرية ..
ولأنها تحترم أسبابه فهو من تعرض للأذى سابقاً ..
لقد سلمت له حرية أتخاذ القرار لاتستطيع المجازفة
من جديد فيكفي المنذر وفياض الذي مازال يدفع ثمن طلبها التدخل منه ..
حتى حياته الخاصه هدمت وزوجته ستنفصل عنه ..
بقيت تحدق بأبنها النائم بفراشه كانت ستأخذه معها هذة المره تحت رضا والده ..
ولكن منذ موت المنذر ووالدتها تجد بقربه منها سلوى لقلبها ولاتستطيع حرمانها منها ومن أبنها بنفس الوقت ..
غادرت بهدوء حين وصلها اتصاله ..
لاجد فزه محبة الأستيقاظ باكراً تتسكع في الردهات ..
فزه وهي تحدق بحقيبتها : يالله صباح خير ليه تتسحبين من فجر الله !!!
أسماء وهي تطلب المصعد : بشرد !!
فزه وهي تضرب على صدرها : ليه وأنا أختس وش صاير ؟؟؟عسى ماشر...
أسماء بنفس لهجة المؤامره : سالفة طويلة لاتعلمين أحد أني هربت لين بالليل وقولي لأمي فياض أمانه عندها…
فزه بتأثر : الله يردتس له على خير ..
أختفت أبتسامتها ماأن انغلق الباب بينهما رغم أنها تهكمت بعبارة الهرب ولكن لايوجد مسمي آخر لما تفعله …
هي تفر من مواجهة العادات … ومن مواجهة والدها لو طلبها أن تنفصل عن زوجها لاتمتلك القدرة لقول لا .. ولاتستطيع التخلي عن من أحبت وأختارت مشاعرها ولو كانت مشاعر جديدة ووليدة الأختلاف هي أحبت هذا الشعور وتريد العيش فيه طويلاً..
حين صعدت جواره بالسيارة وانطلق خارجاً من بوابة القصر سألته : يعني حنا هربانين رسمياً ..
أحمد بهدوء : لا حنا رايحين نقضي شهر العسل اللي ماتهنيينا فيه ..
مدت يدها لتضعها على كفه المواليه لها : طيب أنا حبيت فكرة أنا هربانين .. ممكن تخليني أعيشها..
نظر إليها من خلف عدسات نظارته الداكنه فلم تفهم تعبير عينيه حتى قال : عيشي اللحضة ياروحي من اليوم سجلي أنتي مخطوفة رسمياً لأجل غير محدد ..
روحي كم هو جميل التشبيه … أن يخصها بأهم مايمتلكه الأنسان الروح ..
لم تأخذها ككلمة عاديه فهي متأكده أنها تخرج منه للمرة الأولى وكانت من نصيبها ..
فهو ليس صاحب لسان معسول يقول مالايشعر من باب الذوق ..
بل دائماً حديثه مع الآخرين رسمي وواضح ..
حتى قريباته كوالدته وماريا وجوزاء هو يعاملهن بطريقه لطيفه ولم تجربها من أخوتها ولكن خاليه من هكذا ألفاظ ..
××يأخذني حضورك عن الناس وأغيب
ياللي معك زان الزمان وتحوّل.××
****
كانت تستمع للافي غير مصدقة الخبر الذي ينقله لها ...
وضحى وهي تعود وتسأله من جديد :أنت صادز بهاللي تقوله هالعلم صحيح !!! ولا من هاللي يسمونها أشعاعات ...
لافي بقهقه :والله ياجده من قوة الخبر شعر ظهري وقف بس حلوة أشعاعات ...لا ياليتها أشاعات إلا صدق ..عقاب بن نايف ماعاد من الصوارم منزل أعلان بكل مكان من صحف وتواصل أجتماعي ورافعينه هاشتاق حتى مدفوع عليه ...عشان يعلم القبيلة وغيرها من القبايل ماعاد هو من الصوارم ... أنا توي أفتح القروب وأشوف الخبر بس العيال يهرجون فيه من كم ساعه ...
بقت تحدق ومازالت تحت صدمة الخبر ...هل حقاً يمكن لأحد فعلها ويتبرأ من أصله ... حتى لو أستطاع أحدهم فعلها ...هل يفعلها عقاب هو ليس شخص جاهل كيف أستطاع التخلي عن أسمه ...
عقلها لايستطيع أستيعاب التصرفات من هذا النوع ..
فهم نشأوا على تقديس الألقاب والأصل ...
ألم تفعل مافعلت من أجل أبناء زوجها ..
ليحضوا بالأصالة والنسب ..والذكر الحسن بين الناس ..
وكأن عقاب يسن قانون جديد بعد عمره هذا ويقلب موازين نشأوا عليها
طوال حياتهم ...لينتحي بنفسه وبأبنائه ..
ويشرع قانونه الخاص بالأكتفاء بلقب جده والأنحدار منه ونسف كافة الألقاب الأخرى ...
لاتستطيع الحكم على صحة أو خطأ تصرفه ..
ولكن تيقن أن عقاب لم يفعلها إلا بعد أن وصل مرحلة اليأس
من مجتمعه ..
كما يئست هي سابقاً وأستسلمت للزواج من لافي ولم تقاوم ظلم المجتمع لها ...وهو نفسه مادعاها لاحقاً لتزويج بناتها ولو قصراً من أصحاب النسب ..
أقسى تصرفاتنا وأكثرها تطرفاً نتخذها بسبب اليأس من واقعنا ...
××الله يوسّعها على راعي الضيــق إليا خلفت بعض الرياجيل ظنّه××
****
هي التي لم تخرج من غرفتها منذ عزاء أبنها ...
خرجت تحت صدمة الخبر مذهولة عقلها سيطير من محله ...
لاتصدق ولايمكنها التصديق حتى تسمعها من لسانه ..
وصلت لمنتصف الصالة حيث يجلس مع أبنائه وفهم الجميع من مظهرها أن الخبر قد وصلها ...
فهدة وهي تتمسك بدربزين السلم :صدز اللي يقولونه الناس ... ماعدت من الصوارم ...
عقاب وهو يتقدم لليتكأ على عصائه بيديه الأثنين :ايه صدز عندتس أعتراض ..
فهدة وهي تقترب مولوله لتجلس على أقرب مقعد وقد وقف الحسن سريعاً ليساعدها :ياويلي ياويلي ليه فضحتنا بالخلق بأخر عمرنا ليه ياأبو سلطان ...
عقاب بنبرة أستهجان :وأنا وش فضحتس فيه ..أنا قلت لتس يالله يافهدة قومي غيري أسمتس !!! لاقربتس ولاقلت غيري أسمتس أنا وعيالي اللي تغير نسبنا أما أنتي بعدتس منهم ...
ولكن هل سيرضيها رده كان تضرب بذراعيها على ركبها :ياويلي أنا متى أرتاح من هالمصايب .. من بلوة لبلوه..
عقاب ومازال هاديء :وأنا عشان أريحكم من المصايب طلعت منكم ...
حدقت بالموجودين وهي تلاحظ الهدوء والتقبل على ملامحهم ..
وبقهر :وأنا وين أروح بعمري اللحين كلكم عندكم أسم جديد أنا وين أروح بعمري ....
فزاع لم يستطيع كبح ضحكته :ياعمة يعني لازم تلصقين معنا بكل شيء !!!
خلاص أرضي بلقبتس وعيشي فيه ...
فهدة وهي تشعر أنه قد غدر فيها :يرضيك ياعقاب اللي يقوله ولدك ..
عقاب بأنزعاج :يامرة أهجدي أنتي ماتدرين وش تبين ... توتس زعلانه على اللقب واللحين ماعاد عاجبتس وبتخلينه ..هذا أسمتس وأسم أبوتس وجدتس من قبله ...بتغيرين أسمتس عن أخوتس !!!
وهذي أم سلطان باقيه على لقبها ..أنا ماغيرته لعب جهال
أنا لي حاجة بتغيره أما أنتي مالتس حاجة ...
فهدة بعدم أقتناع بعد ماسمعته من صالحة أم عواد :بس أنت تبريت منااا ...
بتال بتدخل لأقناع والدته :يمه هذي شكلياات ماهو أنتي المقصودة فيها ولا خالي ولاخوال سلطان ولا أبو يارا وأخوانه ...
فهدة بأمل :ِشفتو كيف ربعكم اللي مالهم ذنب واجد ليه تخليتوا عنهم ...
عقاب بنبرة حادة تعلن أنهاء الجدل :أهلنا ماتخلينا عنهم وهم عارفين المقصود .. واللي مايصل له معنى تصرفنا ماحنا ملزومين بتفهيمه ...
وقام لينهي الحديث بفض هذه الجلسة ...
أما هي فقلبت نظرها بينهم :أختكم هجت ولاحطت لنا أعتبار !!
وأبوكم غير لقب أبوه وجده وماحط حتى خبر عندنااا ..وأنتم ساكتين مثلكم مثل الكراسي لارأي ولاشور ...
بتال بهدوء :يمه أختنا وين هجت !!! .. مرة وراحت مع جوزها مالنا حق نمنعها ... وأبوي مالنا كلمة عليه ...
فزاع بلا أهتمام:إذا أنتي ياعمة ماقدرتي على أبوي حنا اللي بنقدر عليه !!!
أستمعت لسلبية ردودهم بعدم تصديق ماذا فاتها بالأيام الماضية مابال الجميع أصبحوا غير مبالين وقد تساوت بنظرهم جميع الأمور ...
لو كان فياض هنا بالتأكيد لكان له رأي آخر هذا مافكرت فيه وهي مازالت تقلب عينيها بالموجودين بنظرات أزدراء وتقليل من شأنهم ...
××يـا جعل من عسرت مطاليبه تهون ويـا جعل من له منوةٍ يلحق مناه××
****
كان دوره أن يماطل المسئول والثعلب سيسرق الهاتف .. ولكنه تورط بهذا الشخص المحب للحديث .. والثعلب سرق الهاتف وأستفرد فيه .. ولديه هاجس غير جيد أنه لن يستفيد من كل هذة المغامرة ..
على الجهة الأخرى هجرس من وضع الخطه حصل على الهاتف بخفة يده المعتاده ..
وطلب رقم والده مباشره : السلام عليكم … هلابك في ذمتي أني اشتقت لصوتك من كثر ماني مشتاق للخلق حتى صوتك فتني .. واخذ يقهقه على رد سلطان الحاد على الطرف الآخر : اخس ياقليل المروة من وين تكلم ..
هجرس : الربع راضين علينا وقالوا دوكم الجوال كلموا حبايبكم !!!
سلطان : اهب ماأتسذبك … أسمع وخل الخرابيط عنك .. جدك ترى تخلى عن الصوارم بأسمه وماعدنا منهم لاعاد تعزوى فيهم !!!
هجرس الذي أحتاج للحضات حتى يفهم مقصد والده : ومن متى اتعزوى فيهم أنا ماتعوز إلا بعجوزي … المهم عمي لايغير رأيه بعد ماتنكرتوا لهم وإلا غير ياسمينه مالي بالصوارم حاجة ..
تحصل على شتيمة من الطرف الآخر وانقطع الحظ حدق بالهاتف ليجد أن الرصيد قد فرغ ..
هجرس يهز رأسه بأستنكار : اخس يالقعيطي ( البخيل ) شحن ماهو بفاتورة ..
حين وصل رفيقة بالخطه على عجل : انت وينك لي ساعه ادورك ..
هجرس وهو يلقي الهاتف عليه : خذه ولاخلصت احذفه بأي محل …
وأختفى قبل أن يدرك شريك الجريمة أن الهاتف لافائدة منه فقد فرغ شحنه ..
****
أدرج حول المشاريع تفحصها جيداً .. متنكراً بزي أحد العمالة ..
فتح أحد الكرفانات التي عرف أنها مقر سكن مساعد .. والتي يعي جيداً أنه تم تفتيشها وتفحصها من الأمن عدة مرات ..
قام بتأمل المكان فتح الخزانات بعثر محتوياتها ..
جميع الموجود قد تم تفحصه ألف مره ..
بعثر الفراش رفع مرتبة السرير ليبحث أسفلها ..
لفت أنتباهه شيء أزاحها بالكامل في البداية لم يستوعب مايرى أمامه وحين فهم الرسمة شعر بالتقزز والرغبه بالتقيؤ … كم هو أنسان منحرف يبدو أن مشكلة مساعد ليس نطقه الذي فقده ولكن عقله ليس سليم من الأساس …
أبتعد ليتلقط أنفاسه ويصفي تفكيره .. ولم يحتاج الكثير من التفكير ..
فهو جاء من البداية لمهمة معينه وليبدأها من هذه الغرفة ..
أنحنى تحت الموقد وفتح الدرج الذي يحتوي الأنبوبه وبدى العمل بطريقه متقنه واحترافيه ليحدث ثقب بالإنبوب البلاستيكي الواصل بين الموقد وأنبوبة الغاز ليضمن تسرب الغاز ..
وحين أنجز هذه الخطوة أنتقل لأسلاك الكهرباء وعبث فيها بحيث تحدث ألتماس بين فينه وأخرى وخرج بغضون دقائق سينفجر ذالك المكان ويحترق وسيلحق الضرر بالمشروع بأكمله ..
وهذا جزء بسيط من دين مصلح لهم …
××ترانا على سُود الليالي وساع صّدور لو إنها ما خلت كل شيء على حِله××
****
تجلس في صالة منزلهم الجديد الذي أستأجره لهم صالح ويشاركها الجلسة أبنائها..
فيصل لأخيه الأكبر : وش اللي كان يقوله لك عمي بعد الصلاة ..
صالح الذي لايريد الحديث بأي موضوع يخص عقاب وأبنائه : يسولف عن موضوع يخصه شغله ..
فيصل بحنق وهو من يجالس أبناء عمه ومطلع على كل أخبارهم : ماتبي تقول الصدق عشان عقاب بالسالفه !!!
تحوقل فقط وتستمر بصمتها ..
صالح بضيق من أخيه : خلصنا من هالمواضيع !!!
فيصل : بس هم ماخلصوا قطعوا رزق عمي وعياله اثنين منهم انفصلوا من دواماتهم وعمي تاجر الجملة اللي متعود يدينه مايبي يشتغل معه …
صالح بأنزعاج : من البداية حذرتكم وحذرتكم بس من يسمع لي غشامتكم بالعرب هي اللي جنت عليكم ..
عمك وأخوك يحسبون كل طير ينوكل لحمه ..
هذا جزاء اللي يناطح له جبل …
وصمت قليلاً بعد فورة غضبه ليقول بهدوء بعد أن تذكر وجود أمه : الرزق بيد الله ماهو بيد عقاب .. عمي يلقى له تاجر ثاني وعياله بيرزقهم الله بوظايف ثانيه ..ماهي نهاية الدنيا .. وياليت الدرس اللي جاهم ينتصحون منه …
رن هاتفه كان المسئول عن أعمال أخيه والذي وضع على عاتقه أن يراقبها ويديرها بعد حبسه …
تلقى المكالمه بملامح عاديه سرعان ماتعكرت وخرج بهدوء وهو يطمأن والدته أنه مجرد مشكله عادية ...
وحين لحق به فيصل أخبره :المشروع شابه في حريقة ...
فيصل بأنفعال :مفتعل أكيد مفتعل هذا حتى وهو بالحبس ماهو فاكنا من شره ..
صمت صالح الذي تلقى المصيبة كغيرها بالأونة الأخيرة فأيامهم أصبحت متشابهة مليئة بالكوارث والأخبار السيئة ....
××اطلق حجاجك وخلك على الدنيا صبور واعلم ان مابعد ضيق الظروف الا سعه××
****
كان والديها بحديث جاد وحين وصلت صمتا .. صبت لنفسها من القهوة الموجودة ..
قبل أن يوجه لها والدها الحديث ولم تعلم أنه قد غمز والدتها لتشاركه
ماينويه :اسمعي وأنا ابوتس ولد خالتس هذا ماعاد لنا حاجة فيه ...
ياسمين وهي تشرق بقهوتها :هاه وش قصدك يعني !!!
سعد بجدية :وش قصدي بعد خلاص ماعادوا صوارم وأنتي تعرفين حنا مانطلع من الصوارم ..
ياسمين بأندفاع :يبه تستهبل ترى كلها أسم وحذفه جدي من هويته ولا أصلهم نفسه ماتغير ...يعني أنا لو أروح أسمي نفسي فلة .. بكون أنسانه ثانية ولا ببقى ياسمين نفسها ..
فاطمة تتدخل :لا بتصيرين فلة اللي ماأدري ليش بالذات أخترتيه ...
ياسمين التي كانت قد توترت حقاً :وش قصدك يمه ..
فاطمة :قصدي واضح أنا بعد رأيي من رأي أبوك وماحنا ناقصين مشاكل ...
غادة التي كانت بالمطبخ وخرجت بهذة اللحضة :ياسخفكم وثقل دمكم ... حلوا عن البنت ..أمحق أهل ..
سعد بأنزعاج من أفسادها لتسليته :ياحبتس لتخريب الوناسة ..
ياسمين بصدمة :يبه تستانس على حساب أعصابي ...
فاطمة بسخرية :بسم الله على أعصابتس خلاص ياسعد رد على سلطان لخلص هجرس دورته نسوي عرسهم ...وش نحتري بعد ..
وجهين تكدرا ياسمين التي أصبحت مشاعرها مكشوفه للجميع وأحرجت نفسها ..وغادة التي فكرت هل ستسطيع حضور هذا الزفاف ...فهي متشوقة له ولكن ماذا عن ظروفها الصحية ...
↚
××تفاصيل شخصيتي لو أخذ عليها زوم يجوز اكتشف لغز التناقض ولا احلهㅤ ××
****
تقف تراقبه وهو بالخارج كم هو مهووس بالشمس بعكسها فهي لاتحب أن تتعرض لها ولاتفضل تغيير لونها أبداً..
تركت مكانها خلف النافذه وأسرعت تشغل نفسها بالكتاب الذي كانت تتظاهر أنها تقرأه قبل خروجه وماأن خرج حتى وقفت تراقبه فالشاطئ مليء بالفتيات .. ولديها هاجس أن تحاول أحداهن التقرب منه ..
حين وصل تأكد من تنظيف أقدامه من الرمال العالقه بها قبل أن يدخل ..
أحمد وهو يضع فوطته وحاجياته جانباً ويأتي ليجلس جوارها ..
حدق بالكتاب بين يديها قبل أن يقول : شكلتس قارئة بطيئة ..
فهمت مقصده وأغلقت الكتاب : سرحت شوي وانشغل تفكيري عن القراءة …
مد يده ليلمس شحمة أذنها الرقيقه : لو أخذتي لك حمام شمس بتصير بشرتس أثقل ..
أسماء بتكشيره وعينيها تطلق أشعاعات ليزريه: مثل الحريم اللي كانوا على الشاطيء..
أحمد ببرود : ماراح اسوي نفسي خبل واقول وش قصدتس .. لكن نظفي تفكيرتس شوي ..
ووقف ليتوجه للحمام .. ليجدها حين أنهى حمامه متكتفه تنتظره :يعني انا تفكيري وسخ .. شكراً على ذوقك ..!!
التقط ملابسه ليعود للحمام ويرتديها ..
حين خرج كانت على أعصابها من تجاهله لها ولكنها كبحت جنونها حتى اللحضة الأخيرة : أكيد ماعندك رد ولاتقدر ترد .. اصلاً أنا الغلطانه اللي صدقت أنك بتكون غير كلكم نفس الطينه ..
كان يكمل تهندمه دون أن يرد عليها ..
يعلم سبب ثورتها كلها بسبب ماحدث ليلة أمس حين رفض ان يتحدث عن حقيقة وضعه وأخبرها فقط أن أسباب مايحدث معه بسبب ماضي ما ولم يصرح عن ماهيته ..ربما اخطأ وجعل الظنون تتكاثر بعقلها ولكن لم يستطيع حاول ولكن فشل بشرح نفسه ..
وخرج منه الحديث بدون ترتيب وتفكير.. وصرح بأنه ماضي قديم جداً وعبر منه .. ولكنها لم ترضى بأجابة من هذ النوع وأصبحت تصرفاتها معه حادة جداً ..
جاء ليجلس جوارها بعد أن فرغ فتح هاتفه وسألها بكل هدوء: وش تحبين غداء ..
أسماء بلهجة لم تستطيع كبح السخرية فيها : وأنت هذا كل اللي تقدره وش نتغدى وش نتعشى ..
أغلق هاتفه ولم يستطيع أخفاء توتره بهزه لقدمه : أنتي اللحين وش فيك يعني وش المطلوب مني ؟؟
أسماء بنبرة جامدة: ماطلبت شي كل اللي طلبته من حقي ؟
أحمد بحزم : آه يعني للحين بنفس الموضوع ..
اجل خذي هذي مادام انا ماناقشتك في ماضيك ولا سحبت موضوع زواجك السابق لنقاش فمن حقي أحتفظ ببعض خصوصيتي …
لم تستطيع كبح شهقتها وسط حديثه وحين فرغ قالت :إذا هذا منطقك أفضل اسكت وأعفي نفسي من كل هذا النقاش وصراحة ندمت اني تكلمت لأنه طلع لي بشاعة ماكنت اتخيلها فيك …
تركت له المكان ودخلت غرفة النوم الصغيرة … جلست على طرف السرير ووضعت رأسها بين يديها …
لقد ألقت عباره جميعكم متشابهين لتزعجه وكانت تعي ان حديثه عن حمام الشمس عفوي ولكنها أرادت ازعاجه بسبب ليلة أمس حين رفض أن يفضي لها عن ماضيه … وكأنها تمنت على نفسها فحديثه بتلك الطريقه عن زواجها السابق يذكرها بأسلوب حامد حين ينحط لأدنى المستويات ليجرح مشاعرها …
لم تتخيل أن يظهر منه شيء كهذا ولكن ماذا أعتقدت الضغط على أي شخص سيظهر أسوأ مافيه وهو لن يكون ملاك حتى يتلقى كل ذاك الضغط بمثالية
××عشانك أطوف كل زله بدون عتاب
وقلبي لو أنك تجرحه "خابرك طبه" ! ××
كان قد بدل ملابسه ذات رائحة الحريق قبل أن يعود للمنزل فهو حريص جداً في تصرفاته .. سمع صوتها ولم يجدها حدق على الطرف الآخر من السرير كانت تجلس على الأرض وتمد أقدامها وكأنها عجوز سبعينيه ..أنهت المكالمة بوداع سريع حين لاحظت وجوده …
سألها بشك : من كنتي تكلمين ..
فزه : مكالمة ماتعنيك بشيء !!
الحكم بحدة : فزززة ..
تأففت وهي تقف وتجلس على المقعد : كنت أكلم بنت عم لي أنشدها عن ربعنا اللي تكسروا واخبارهم ..
الحكم بعدم تصدق : يعني أنتي المجرم اللي يحوم حول جريمته … تنشدين عنهم ليه عساهم يموتون نسيتي وش كانت نيتهم ..
فزه بعدم اهتمام : انا ماأتحمل أحد يموت بسببي ..
رد بعنف : بس أنا اتحمل وإذا غثيتيني بالموضوع هذا أكثر تراني رحت وذبحتهم بمستشفاهم ..
فزه بقلق من أسلوبه : الحكم يابعدهم أنت وش فيك قلبت وحش خلاص بكيفهم الله لايردهم بس لاتكرر هالكلام اللي يروعني ..
بقى للحضات يتأمل فيها قبل أن يقول :تدرين وش سويت قبل أرجع البيت .. أحرقت مشروع قيمته ملايين ..
شهقت مستنكرة ولكن طمئنت نفسها أنه يعبث معها لو كان فعلها حقاً لم أخبرها وخاطر بنفسه ..
يكمل بلهجة باردة : دايم يقولون لا تعطي المرة سرك وأنا عطيتس سري بجرب صدق المثل من كذبه …
بعينين مفتوحة بقت تتأمله تحاول دراسة ملامحه .. لتفهم صدقه من عدمه ..
أرتسمت أبتسامة على شفاته من أسلوبها بدراسته :يعني تسذا بتقرين ملامحي ..فزة تكفين لاعاد تقلدين الأفلام تراها تمثيل ولاتضبط بالواقع ..
واسترخى بجلسته :ايه وش أخبار حلومتس .. ماعاد سولفتي عنها .. لايكون مخبيه علي شي..
فزة بهدوء:الحمدلله ماعاد أحلم لابخير ولابشر ...
تقابلت نظراتهم فحين تهربت من نظرته عرف أنها تخفي عنه شيء ...
××التلاعب بالمشاعر لا تسميها شطاره كم نديم زاد همه والسبايب من نديمه××
****
على وجبة الغداء وعلى غير العادة كان الجميع قد حضر على سفرة شعاع .. هي .. ليلى .. مريم .. يارا ..
كانت مريم هي المجاوره لها بالمقعد ولاحديث لديها إلا عن ماحدث من تخلي عن اللقب ..
قالت لتقطع الحديث بهذا الموضوع :شكلك ماتدرين أني متخيله عن هاللقب من زمان يعني أنتي تشتكين لشخص الخطأ …
فتحت عينيها بعدم تصديق : ووشلون يعني مو أهلك يحاربون بالمحاكم عشان هاللقب ..
جوزاء ببرود : كلاً حر بأسمه …
الأخرى كانت تعيش قلقها لوحدها فأتصال قد وردها من أحد أخوتها أن والدها يطلبها وزوجها في مجلسه ..
وهذا لم يحدث من قبل أبداً .. بالتأكيد الأمر يخص هذا الحدث ..
عصراً كان الأثنان في مجلس والدها ..
فزاع من جهته تلقى الأمر بأريحية فهو أعتقد أن سيسمع بعض التبرم من الرجل العجوز ذو الوجه المتجهم كعادته ...
ونصائح من نوع العتيق عن الأصل والفصل وأصالة النسب والحفاظ عليه ...
ولكن الأمر تجاوز الحدود حين أخبره :أنا جوزتك وأنت من الصوارم ..
وأن كان أبوك مصر على اللي يسويه فمالك حرمة عندي ...
كانت أبتسامة مجاملة على وجهه لحديث الرجل العجوز ماتت على شفاهه ...
عن ماذا يتحدث هنا ..هل يمازحه ..لما يريد أدخال الأمور ببعضها ماشأنه هو وزوجته بمايحدث من صراع الألقاب ...
صيحة مريم التي سقطت عند أقدام والدها تتوسله أن يتراجع عن قراره أفزعته وأشعرته أن الأمر جدي نوعاً ماا ..
فزاع بتماسك :ياعم أذكر الله الأمور ماتنوخذ بهالطريقة ...
العجوز مقاطعه :ماهو أنت اللي بتعلمني كيف أخذ الأمور وخبال أبوك الله سواه ماينسكت عنه .. أنا جوزتك وأنت من الصوارم لو طلعتوا منها ماعاد لك مرة عندي ...خل أبوك يحكم عقله ويراجع نفسه وبعدها تعال دور مرتك ...
فزاع بأنفعال :سوايا أبوي قوانين وأحكام والخبال مايدل له طريق ..
وبنتك خلها عندك .. بكون أنا الخبل لو رديت نفسي لك ولبنتك بعد هرجك هذا ...
رغم وجعه على هسترية صياحها وأنهيارها .. ومعرفته جيداً كيف سيكون حالها في منزل والدها من بعده ...لكنه أتخذ القرار ولامجال للتراجع ...
فزاع وهو يلتقط أبنته :مريم تراتس طالق ...
وخرج ولكن سرعان ماقفزت تتمسك بأقدامه رغم محاولة أخوتها منعها :لاا بنتي لااااا الله يخليك خل لي بنتي ...
رغم صيحة والدها المستهجنه وهو يتوعدها ولكن لم تتخلى عن توسلها من أجل أبنتها ...
دفع بأبنته لأحد أخوالها وسحب أقدامه بتثاقل ليخرج ..
لايمكن لأبنته أن تعيش في منزل هذا الرجل سيعود لاحقاً ليأخذها
هذا ماكان يشغل تفكيره وهو يحاول صرف ذهنه عن التفكير بمريم التي رمى بها لجحيم والدها من جديد ..
كان سيحتمل أي أمر آخر ولكن حين وصل الأمر لوالده أنتهت كل الفرص ...فدائماً سيختار جانب والده وسيقدمه على أي أنسان آخر كائن من كان ...
××على كثر ماعشنا وشفنا من الأيام سمحنا من العالم وطابت خواطرنا××
****
حان موعد الرحيل وضبوا منزلهم الصغير كأنه رحيل بلاعودة فلم يتركوا شيء شخصي لم يبقى إلا الأثاث والحاجيات التي لايستطيعون التنقل بها .. أصطحبت رضا بلقيس لتودع أهل القصر وهي رفضت ذالك ولم تصر عليها …
كانت تختبأ بغرفتها حرفياً حين جاء عقاب ليجلس جلسة الوداع الأخيرة برفقة أبنائة مع والدها…
بالداخل كان مستلقي على سريرة يستمع لحديث الشيخ عقاب بأبتسامة ألم على الذكريات ..
أبتسامة أوجعت كل من رآها فهو لم يكن من أصحاب الملامح المتصلبة فهم عقاب وجعه ولكنه استمر بالحديث لعله يجد بين كلماته مايسليه عن حزنة ..
كانت نظراته للموجودين نظرة أرتواء تصبره على للقادم من الأيام ..
بداخل القصر لم تستطيع كبح دموعها مسحتها بظهر كفها : ماهو وقتكم يارضا .. اللحين بعد ماصرتي منا وفينا تروحين وتخلينا وأنا بحاجتس ..
رضا بتأثر : والله ماني مبسوطة بهالروحة بس ايش أعمل أمين أصر والعيال كلهم يبغون هالروحة الله يستر علينا منها …
فهدة بطبعها المعتاد تتمنى لو تسير كل الأمور على هوى بالها : هجدي بنتس علميها ماهي لاقيه أحسن من جوزها .. قدامهم الفرصه يردها بالعدة وكنه ماصار شيء ..
رضا بأستسلام فهي لو لديها أمل بعودة الأثنين لما رحلت من هنا بالأساس : والله ماني داخله بينهم خلي كلاً يجرب ويتعلم .. أنا تعبت أعلم وأفهم ومحد سامع لي ..
توادعت الأثنتان على أمل لقاء قريب وكانت قد ودعت شعاع أيضاً فخرجت من القصر بعبرة تخنقها برفقة بلقيس التي ترافقها بصمت …
****
كان تحدق مع النافذة بغل ...
ألتفتت على يارا :انحرمت من توديع رضا بسببها ...آخخ يالقهر متخبيه ودي لو أمسكها وتطيح بيدي ...قسم لأنتف شعرها شعر الساحرة ...
يارا التي خرجت لتوديع رضا وأستغربت تصرف ليلى التي رفضت لأنها حاقدة على خزام وتخليها عن فياض وقت حبسه :اللحين ليه تدخلين المواضيع في بعض ترى من جد الحرمة مالها ذنب بحركة بنتها غير أنه خزام بعد يمكن مظلومة ومالهم حظ في بعض ...
يعني مو أول أثنين ينفصلون ..
ليلى بأنفعال :لاتدافعين عنها .. مالهم حظ ...مظلومه هاه سبحان الله يالمظلومة ماقدرت تصبر وتتطلق بأي وقت ..حبكت وهو بالحبس ...
اصصص بالله ماني ناقصتك أنتي بعد ...خليه يطلع من السجن والله لأزوجه شيختها ...
الخايسة ..
وأردفت بتبرم :المشكلة ماأقدر أسبها أبوها العم أمين أخاف ألحقه بلساني ...
بس هي أخيس أنسانه شفتها في حياتي وجه النحس ..
كله من أسماء ...أسماء هي سبب كل شيء ..
يارا :وووووااااو كيف تحبين تدخلين المواضيع في بعض وشدخل خالتي أسماء اللحين ...
ليلى ومازال أنفعالها يزداد ولايهدأ :هي اللي طلعتها لنا ... ولا كانت طول عمرها بالملحق محد داري عنها هي اللي جرتها هنااا لين ورطت أخوي فيها ...
وأستمرت على حالها هذا طويلاً ... حانقة حاقدة تتمنى أن تؤذي خزام بأي طريقة على فعلتها بفياض ...
××قدرت تنهي مابقالك من الود كل شي آحبه فيك.. كرهتنّي فيه ××
****
كانوا قد حضروا سيارة خاصه لتنقل أمين للمطار .. حين صعد إليها ألتف عقاب يواري دمعته عن أعين أبنائه وسرعان مامسحها .. قلبه غير مطمئن لهذا الرحيل ويشعر أنه رحيل بلاعودة ..
أمسك بذراع وسام الذي جاء ليسلم عليه : لو أحتجتم أي شيء صغير ولاكبير ليل ولا نهار اتصل علي ..
هز رأسه وسام موافقاً: ان شاءالله ياعمي ..
قبل رأسه مودعاً وصعد للسيارة برفقة والدته وأخواته وسلطان صعد مع السيارة التي أقلت أمين ..
كانت هناك من ألقت نظرة أخيره على المنزل الذي يطل جزء ضئيل منه من خلف القصر لقد أعتقدت يوماً ما أنها ستهرم بذالك المنزل برفقة من أحبت كم تبدو الحياة مخيفه كيف تحولت بها لتترك كل شيء خلفها وتنجو بكرامتها..
××فمان الله ياقلبٍ خلقه الله عديم أحساس تعبت أغليه وأحبه ولكن . . ماشعر فيني !××
****
مساءً في جلستهم الأعتياديه صرح بملامحه المتجهمة : أبوي أنا طلقت أم وسن ..
عقاب بصيحة أستنكار : لييييش ؟؟؟؟
فزاع وهو ينزل رأسه للأسفل : أبوها يقول أنا جوزتك وأنت من الصوارم ياتبقى منهم ولا مالك مرة عندي و
طول لسانه وبدى يغلط عليك ووقتها ماتحملت وطلقت بنته لأن ماخلى لي مجال للتفاهم ..
عقاب الذي فارق اليوم أمين وفي حاله سيئة جداً فقد أعصابه وهو يصيح بهم جميعاً : أنتم كلكم ماتخافون الله كلكم مثل بعض أنا غلطت كثير بتربيتكم الشرهة ماهو عليكم علي أنا .. وغادر الجلسه ليصعد لغرفته متخلي عن وجبة العشاء …
كان كل من الجالسين يراجع نفسه ..ماذا أكتشف عنه والده حتى ينعته بعدم مخافة الله .. بتال فكر هل علم عن أمره مع زوجته من ظهار وماتبعه من أمور .. الحكم فكر هل عرف بفعلته يوم أمس .. أم هل كان أمر أتهامه السابق لفزة وتشكيكة بشرفها ..
وهو بقى تائه يتذكر ماكانت ترويه من سوء حال في منزل والدها .. وكيف سيؤول عليه وضعها بعد الطلاق..
عقاب الذي صعد لغرفته كان بضيق شديد هل بالأمس خزام واليوم الأخرى حال أبنائه مع زوجاتهم في الحضيض .. أين أخطأ هو .. لايريد أن يقع ظلم تحت سقف بيته …
××تكاثرت خذلاني وقفلت باب اللوم ملامي على روحي وصبري على حله ㅤㅤ من العمر كله ما اعرف كم باقي يوم لكن جعل باقي يوم يسوى العمر كله××
****
بالأمس قالت أنها تريد أن تحضر سيارتها من منزل والدتها وذهب وأحضرها واليوم تراسله لتخبره أنها ستذهب في جوله فيها بهذا الوقت خرج ليجدها فعلاً تتوجه لكراج السيارات على قدميها مجازفه بقطع كل هذة المسافه ..
أشار لها لتبقى مكانها وذهب هو ليحضر السياره وبعد أن أوقفها أمامها ترك مقعد السائق لها وتوجه للمقعد المجاور بعد أن صعدت بدورها .. قالت متبرمة : لازم مرافق يعني ..
بتال وهو يسحب الحزام ليضعه : هذا وقت طلعه !!!! ومره ثانيه دقي على الحارس وهم يقربون لتس السياره ماهو تدقينها مشي لين الكراج !!!
جوزاء وهي تحرك السياره برعونه :الساعه توها عشرة..
بتال وهو يثبت نفسه للخلف : لاوالله عينا خير .. على هونتس ماحنا داخلين سباق ..
.. ماأن خرجت بالسياره من البوابة حتى مدت يدها لحقيبتها لتخرج هاتفها ..
حذرها : ماهو وقت جوال ركزي بالطريق ..
جوزاء وهي تنقر بأظافرها المطليه على المقود : عشان كذا أبغى أطلع لحالي انا طالعه بروق ومجهز قصايد أسمعها .. ممكن تخليني أعيش جوي..
بتال بتهكم وهو يثبت نفسه : المشكله بسواقتس هذي محد عايش جوه ..
وصمت حين وضعت القصيده المختاره :أتظن أنك عندما أحرقتني ..ورقصت كالشيطان فوق رفاتي ..وتركتني لذارياتي تذرني كحلً لعين الشمسِ في الفلواتِ .. أتظن أنك قد طمس هويتي ..ومحوت تاريخي ومعتقداتي ..عبثاً تحاول لافناء لثائراً أن كالقيامة ذات يومً آتي ...
حين أنتهت القصيده أخبرته بكل هدوء : أنا قررت أطبع رواياتي !!!
بتال الذي كان مركز على الطريق أكثر منها .. أغمض عينيه من بدايات المشاكل التي تلوح بالأفق : ماشاءالله بالتوفيق ..
جوزاء وهي تدير رأسها بأتجاهه : ترى أتكلم بجدية هذا هوايتي ومالك حق تمنعني أني أحقق طموحاتي من خلالها ..
كان تتحدث بجديه ،، وهو مستاء من فتحها للموضوع من الأساس ولكن باللحضه الذي ألتفتت عليه وتحدثت عينيها ورموشها قبل لسانها .. تاه عن قراره الأولي ونسى حتى سبب رفضه ..
عاد تسأله : وش فيك ؟؟
بتال وهو يزيح عينيه بصعوبة : ركزي على الطريق الله يهديتس بس ..
جوزاء بملل : وش دخل الهداية بالموضوع !!! شايفني ضاله !!!
بتنهيدة : لاوالله أنا الضال ..
ألقت عليه نظرة مستنكرة .. قبل أن تسأل بتلقائية : وين تبغى تروح !!!مع أنك ماتسألني عاده بس أنا ماأحب فرض الرأي …
بنبرة خاصة : ذاك أنتي يهمتس وين الوجهة بس أنا دامني معتس ماسأل وين بتوديني ..
ألتفتت عليه وارتبكت من نظراته ..
أرادت التركيز على الطريق ولكن أسلوبه شتتها من المفترض أن تتوقف عند الأشارة الضوئية .. وكادت تتجاوزها توقفت برعونه رغم تحذيره .. وعادت بكل حماقه للخلف لتصطدم بالسيارة خلفها …
كان قد مد يده ليوقفها لكن حركتها كانت أسرع قال بقلق : صار فيتس شيء تحسين بشيء … جوزاء ردي علي ..
ولم يتم حديثه لأن أصحاب السياره خلفه قد نزلوا ووقفوا يطرقون على نوافذ السيارة من الجهتين من ملامحهم وهيئتهم فهم أي نوع من البشر علق بهم ..
ردت ومازالت هلعه من الموقف : طيبه ماأحس بشيء ..اوف وتروني ليه يتصرفون بهمجية كذا !!!!
فتح الباب لينزل وضغط زر التأمين ليغلق الأبواب ولايستطيع أحد فتحها إلا من الداخل …
بتال بهدوء : حصل خير اتصلتوا بنجم …
بادره أحدهم بلهجة عنيفه : أي خير تكلم عنه شايف الصدام وش صار فيه هذا غير الاضرار الداخليه ..
الآخر بتهكم شديد : يتكلم عن الخير وهو مخلي المرة تسوق ..وجالس جنبها من وين يجينا الخير وهذي سواياكم !!!
بتال بتجاهل لأسلوبه المستفز : يجي نجم ويحدد الخطأ وكل شيء يمشي بطريقه قانونية ..
صاحب السيارة الأخرى : بس أنا ماأبي أخذ حقي بطريقه قانونية أنا أخذ حقي بذراعي …
وهاجمه بأداة كان يخفيها بجيبه ولكن بتال كان مستعد لتصرفه فمهما كان المعتدي سريع بتصرفه المفاجئ ..
أوقعه حظه هذه المره مع شخص متمرس ..
كانت تشاهد بقلق بدى في البداية بينهما حديث ولكن سرعان ماتحول الموقف لمشاجرة بين الطرفين ..
لاتصدق أنه ينزل لهذا المستوى ويتشاجر مع المراهقين بالشارع …
ولكن ألم يكن هذا بسببها حسناً لو تعرضت لهذا الحادث لوحدها لبقيت بالسيارة حتى يحضر الأمن وبعدها يأخذ القانون مجراه ..
هزت رأسها بملل .. وأرسلت بقروب أبناء أخوتها : سويت حادث .. فيه أحد قريب من هنا ؟؟
.. وأرسلت موقعها ..
الكل كان يتحمد لها بالسلامه تجاوزت الجميع حتى وجدت أحدهم يذكر أنه بغضون دقائق سيكون عندها ..
عادت تلتفت للخلف كانت الدوريات الأمنية قد حضرت ويبدو أنهم سيوقفون الجميع ..
وهناك جمهرة حول المكان وأزدحام مروري ..
فزعت حين حاول أحدهم فتح الباب ألقت نظرة سريعه عليه للتأكد أنه أبن أخيها المعني ..
فتحت الباب لتترجل وهو يسألها : ماقلتي أن زوجك معك ؟؟؟
جوزاء وهي تحمل حقيبتها لتضعها على كتفها : بيحجزونه مسويه هوشه ..
وتحركت لتلحق به .. ولكن أوقفها صوت مستنكر : يالأخت على وين ان شاءالله ؟؟؟؟
ألتفت لتجد عسكري على بعد منها يحدثها : رخصة القياده … ماتغادرين موقع الحادثه لين تخلص الأجرائات ..
حدقت بمالك أبن أخيها ليهز رأسها مستنكراً فهو حين شاهدها تهم بالمغادرة أعتقد أنه تم السماح لها بذالك بعد أنهاء الأجرائات : الله يهديك بس !!!
كان بتال بمظهره الفوضوي بعد العراك .. يقف على الجهة الأخرى من العسكري الذي كان يطلب منها الرخصه .. فتحت الحقيبه بحثت بعجل لتقول بعدها : ماهي معي ؟؟؟نسيتها بالبيت ..
العسكري بملل من الموقف والفوضوية التي تعم المكان : عندك صوره منها !!!! تأكدي من السياره ..
بدأت تفتش وهي تعي جيداً أنها غير موجوده بالسيارة وكان يشاركها البحث مالك بجدية ..
حتى سمعت العسكري يطلب منها الأنصراف بشكل مفاجيء ولكن فهمت أن بتال قد تفاهم معه بصورة ما..
فأنصرفت على عجل .. سعيدة بالأنتهاء من هذا الموقف الصعب .. أوصلها مالك للمنزل وغادر بطريقه وهو يحذرها من الخروج بدون رخصتها بالمرات القادمة .. ولكنها تعي جيداً أنه لايوجد أي مرات لاحقه بعد موقف اليوم ..
شاهد مغادرتها براحة لحسن الحظ أنه كان يمتلك صوره لرخصتها وأستمارة السيارة في هاتفه ..
اليوم أثبتت له أنها غير مؤهلة للقيادة حتى برفقته ..
وسيقضي باقي اليوم بتوقيف يالها من نهاية يوم جيدة ..
سمع بعض الأسائات الغير مباشرة منهم ولكن تجاهلها موقفه اليوم يذكره بالماضي حين كان أحدث سناً وكيف تنتهي الكثير من سهراته المسائية مع فياض بالتوقيف ..
هناك شبه غير ظاهر بالشخصين بالنسبه له كلاهما يحملان من الطيش وسوء الحكم على المواقف مايجعله متورط معهما دائماً ..
حين أدخل للتوقيف أخيراً ..
فكر كيف يحتمل فياض الحبس من الداخل وهو طير حر عاش طوال حياته طليق يعيش الحياة كيف يشتهي ويشاء ..
وكأن حصاد اليوم من أحداث جلبه لهنا حتى ينبهه ويذكره بمايعيشه
أخيه من معاناة ...
××علموَه أني على خبره وطيب ظنونه
أذكره ما انساه لو انه نوى ينساني .××
****
خرج من التوقيف ظهيرة اليوم الثاني توجه مباشرة لجناحه ..
والذي لم يتوقعه أن يجد والدته الغاضبه أمامه ...
أغلق الباب بهدوء وهو يلقي السلام ...
فهدة بأنفعال :هذا المنظر اللي تبغيني أشوفه وولدي بدال ماهو راجع من دوامه بدلته راجع بثوب أمس بعد ماجلس ليله كامله مع المجرمين والسكارين ...
بتال محوقلاً وهو ينضم إليها بالجلسة :يعني دامتس عارفة أني قاضي ليلتي بالتوقيف تستقبليني تسذا ...
فهدة :ليه هوأنا اللي سقت السيارة وقطعت الأشارات وتسببت عليك !!!!
ماني فهدة لو خليتك تفضحني بآخر عمري ... الحريم يتصلن علي صدز مرت ولدتس تسوق ومسوي وفاعلة وولدتس جالس جنبها ويتهاوش مع المراهقين والسرابيت بسبايبها ...
بتال بضيق :لاإله إلا الله وهن وش دراهن ...
فهدة بحنق :وأنت هذا كل همك وش دراهن ... أنت وراك صاير بارد ماعندك دم خربتك بنت وضحى أعدتك ببوردتها ...
جوزاء التي كانت تتحمل هجوم فهدة طوال الساعة الماضية وكيف أنتقدت كل شيء حولها :مع خالص أحترامي ياعمة بس أنا ماني مؤهلة أخرب أحد أو أثر على أحد مو قبل شوي تقولين البنات وش بيستفيدين منك أنتي بدون فايدة !!!!
فهدة بشهقة أستنكار :وتردين علي بعد !!! ..
قبل أن تردف بكل تعنت :الردي يعدي ويخرب ..!!
وأنا ولدي مربيته بدم حار ماصار بارد وثقيل دم لين أخذتس ...
حسناً يعترف ويقر أن والدته أثقلت العيار ..ولكن ملامح جوزاء تستحق جائزة على تلبسها البرود والثبات رغم كل هذا الأستفزاز ..
قال مداعباً:يمه اللي يسمعتس تكلمين عن هالولد بيقولون حاكم مايدرون أنتس تكلمين عن رجال بعمري ...
فهدة :طول عمرك ماشي صح ماترديت لين أخذتها ...
جوزاء وهي تقرر أن تعفي نفسها من هذه المسرحية الهزلية :عن أذنكم ودخلت غرفتها وأغلقت الباب ...
فهدة بعدم أعجاب لتصرفها :زعل جدي ...
الله يرحم من قال بنت الردي لا تاخذه...لو هو طويل راسها العزّ بأوراك النسا...اللي عريبٍ ساسها...
بتال وهو يلتفت خشية أن تسمع جوزاء ماقالت :يمه أنا طالبتس فكينا من هالكلام ..
فهدة وهي تقف لتغادر :آه ألحقها لاتغرقنا بدموعها تراني قلت لمربية البنات تضف أغراضهن مالهن جلسة هنا بناتي أنا اللي بربيهن ...
بتال بأستسلام :جزاتس الله خير..مانطلع من أفضالتس ياأم بتال ..
فهدة :ايه تفزر (أسخر )ياولد عقاب هذا اللي أنا أخذته منكم ...
وأغلقت الباب قبل أن تسمع رده فهي تحب أن تكون الكلمة الأخيرة لها ..
توجه لغرفته وسخر بداخله من جملة والدته عن الغرق بدموعها ...
فهي على هاتفها ويبدو آخر أهتماماتها ماجرى بينهما ...
قال ليزعج هدوئها :زعلانه ...
حين لم ترد :تستاهلين محد قالتس تطلعين من البيت وتفحطين في وتتسببين علي ..
ردت وهي لم ترفع رأسها : توبة ماراح أكررها ..
بتال وهو ينزع ثوبه أستعداداً ليدخل للأستحمام :بس تدرين تستاهلين اللي صار بسبب خيانتس لي أنا عالق بنص الأزمة وأنتي مستفزعة ببناخيتس !!! إلا على طاريهم .. هم ماشاءالله مالهم عدد !!!
جوزاء بأستياء :قل ماشاءالله ..
وأنقطع الحديث بدخوله للأستحمام .. لتختفي أبتسامتها المتكلفة ..
وتغادر السكينة من ملامحها..
ألتقطت قنينة الماء من الطاولة جوارها وأرتشفتها ..
هل يعتقد حقاً أن أسلوب والدته الجارح مثير للضحك والتندر ..ألم يفكر بمشاعرها ولو للحضة ..
لو تم معاملته هو بنفس الطريقة لما رضاها على نفسه ..
ولكن لأنها المرأه عليها أن تحتمل أسلوب والدته مهما كان سوءه ..
×× اتحمّل جروحك وأدوّر على ارضاك وأمشي على كيفك وأتابع خطاويك أضحك لضحكاتك ويبكيني ابكاك ويضيق بالي لا لمحت ( الحزن ) فيك××
****
كان يجلس غارق بهمه عقله يبحر في محيط من الذكريات السوداء لاشاطيء لها..
كان هناك تشديد حوله بالحراسة فكل المحيطين به ومن يتعاملون معه من خارج القبيلة ..
لذا حين لاحظ من خلف الباب استنكر قليلاً وهو يلتقط اسم القبيلة في بطاقة تعريفه لم يكن عسكري عادي بل كان من الضباط ..
سأله ببساطه : كيف الحال ابو عقاب ؟؟؟
فياض من مكانه : الحال مايخفى عليك ؟؟ قل وش عندك من علم .. واللي مخليك تخالف القوانين عشان توصله ..
الضابط : ابوك تخلى عن الصوارم تنكر لأصله …
فياض دون أن ترمش عينه : كبير يابو سلطان وش انتم بالصوارم وش أنتم يالـ ### وذكر اسم قبيلته ..
ابو سلطان لحاله عن قبايل …
الضابط بعدم استحسان : مهايط على الفاضي وهذا اللي مدهور حالكم ..
فياض بنظرة استصغار : المهايط فعلك أنت وشرواك اما حنا قول وفعل يوم جدي يذبح السباع بالصحاري وين كان جدك يا **** وذكر لقب ساخر يكنون به ..
أنصرف الضابط بحنقه وبقى هو يعيد التفكير بما وصله هل كان والده يائس جدا’' حتى يتخلى عن لقب جده بسبب الصوارم ..
وهو أحد الأسباب التي أدت لهذه النهايه لقد تلطخ الكثير من تاريخهم بسبب أنجرافه وراء الأنتقام ليس نادم على انتقامه الأخير للمنذر ولكن فيه البدايه كان هناك الكثير من المواقف لو تأنى فيها لما وصلت الأمور لهذة المرحلة ..
××والله أن قلبي من الفرقى معرّى لكعت فيه الجفيّا و المواجع كل ماهب الهوى قمت اتذرى خوف يفجعني من الأحزان فاجع××
****
كان يتلفت حوله بأنفعال وعينيه تكاد تخرج من محجرها .. عقله سينفجر وهو يرى صورتها تغطي جدران كامله هنا ببرقعها وهناك بشعرها وزينها وضحكة سنها وبمظاهر مختلفه لها… وضحكة مريبه لمساعد وعبير تصم أذنيه وكأنها تخرج من مكبرات الصوت ..
جلس بفراشه وهو يتصبب عرقاً .. ألتفت عليها ولاحظ تضايقها بنومها .. نزل من السرير وتوجه حيث ملابسه وأرتداها سريعاً ..
فتح خزانة أسلحته وأخرج رشاشه حين ألتف ليخرج استيقظت فيه وسألت بشك : بتال وش فيك ؟؟
اخبرها بهدوء : مافي شي عطشان بشرب ماء وارجع ارقد ..
وخرج مغلقاً الباب خلفه ولم يكد يصل باب الجناح حتى كانت خلفه : وين بتروح ليه شايل رشاش معك؟
بلهجة خافته ولكن حازمه وهو يشير بأصبعه على الغرفه: مالتس شغل ارجعي ارقدي …
جوزاء وهي تفتح عينيها من أسلوبه لتهز راسها بالرفض ببرود استفزه : ماني راجعه انام وش عندك وش بتسوي بهذا وباخر الليل صاحي انت ولاتتحرك بنومك…
كان مستفز كفايه لتتصرف معه بهذة الطريقه .. هي لم تتخيل خطوته التاليه .. حين لف يدها حول خصرها ورفعها بذراع واحدة ليعيدها للغرفه وفهمت نيته سيغلق الباب عليها معتقداً أنه بهذة الطريقه سينتهي منها ..
حين أراد أفلاتها على السرير تفاجئ بها متشبثه فيه
ليفهم حركتها .. ليطلبها بغيض : جوزاء فكيني ماأبي أعورتس..
جوزاء بلؤم : توك تتذكر صح النوم .. وماراح أفكك وش عندك ودي أعرف وش هالشي المصيري اللي بتروح له برشاشك .. متأكدة انه شي بتندم عليه الصباح وبتتمنى مارحت له ..
بتال يحاول بقوة أكثر : ترى بتجنين على نفستس بحركاتس هذي ..
جوزاء وهي تتشبث فيه أكثر وهي متأكدة أنه ذاهب للخلاص من أحدهم : غلطان أنت اللي نجني على الكل بحركتك هذي نسيت عيالك وأهلك ومستقبلك وبلحضة شيطان بتضيع نفسك ..
بتال بملل من فهمها الخاطيء : ايه بضيع اهلي ونفسي يوم أروح الخليان اصيد لي سبع !!!!
أفلتته والشك على ملامحها : تصيد وش ؟؟؟؟
بتال بحدة : ذيب ضبع لو حالفني الحظ ولقيت أسد ماراح أوفره ..
جوزاء بعدم تركيز فهي لم تتخيل للحضة أن هذا مقصده من الخروج العجل بهذة الساعة المتأخرة : هالساعه بعدين وش سوو لك ؟؟؟
بتال بغيض من أفسادها للحماسه وكيف كان سينهي شعور الغضب الذي أسيتقظ عليه بعد ماراءه في منامه : ماسوو شي بس ذبحتهم أحسن من ذبحة آدمي وأبتلي فيه صح !!!
جوزاء بقلق من أسلوبه : صح خلاص روح بالتوفيق دام الموضوع كذا …
بتال وهو يسند سلاحه على الطاوله قربه : اللحين تقولينها .. حماس اللحضه طفى .. وسحب ساقها لتمتد ويسند رأسه على فخذها : اللحين تورطتي في ..
بجزع من حركته المفاجئة ومن ثقل رأسه على فخذها : انا بنام قوم عني روح كمل مشروع الصيد اللي مخطط له ..
بتال وهو ينظر لها من الأسفل : ماعاد يفيد ..
وصمت لفترة متأملاً قبل أن يطلبها : أنتي شاطرة بالحكايا قوليلي حكايه تسليني وترد النوم لعيني …
وكالعادة حين يغلق ملامحه لاتعرف هل هو جاد أم ساخر ..
فقالت بلهجة متندرة : كان ياما كان في سالف العصر والآوان كان فيه مجموعة من العرب تعيش بوسط الجزيرة فيه منهم حرمة كانت طيبة عاقله وتقيه .. بيوم جووها ضيوف ومعاهم لحمتهم وطلبوا منها قدر يطبخون فيه لحمتهم ولما رجعوا لها القدر كان فيه لحمة هدية منهم .. أكلتها ..
بعدها بأيام بدى العرب يلاحظون أختفاء أطفالهم في البدايه شكوا بالذئاب والحيونات المفترسه …
لكن أحدٍ النساء شكت فيها وهي يوم سمعت شك الناس فيها هربت من القبيلة وتوجهت للجبال تعيش فيها .
وكانت تخطف العابرين وتأكلهم ..
القبيلة كان تبغى تقتلها بس كان عندها ولد شجاع وكان يهددهم أن اللي يذبح أنه بيذبحه ..
والكل كان يخاف منه وبماأنها ماصارت تأكل أبنائهم تجاهلوها…
بتال المسترخي : تصدقين أول مره أسمع حكايه تخوف بنبرة رومانسيه .. ياشيخة لو أنا السعر(الوحش) بالقصة بتوب لله بعد ماقلتي القصه بلسانتس..
وحارت بالرد الذي لم تنتظره :يعني ماتبغى تسمع تكملت الحكاية ..
بتال وهو يلتقط خصله من شعرها الكثيف ويلف حول أصبعه :تدرين برفع قضية على عمتي ليه تروعتس بمثل هالقصص ...عسى ماسمعتيها وأنتي صغيره ...
جوزاء تهز رأسها بموافقة :مو صغيره مره أيام المراهقة يمكن ...كان لافي دايم يجي يسألها عن الحكايا والقصص وهي تحكي له وأنا أتسمع وأحفظ وأروح أكتب حكايات مثلها ...
بقى يتأمل ملامحها من محله وحين أطال النظرات لها بدأت تصد بأحراج من نظراته ثبت فكه بأناملها :اللحين ليه تصدين لجلست أعاينتس تسذا ...
جوزاء وهي تنظر وتعاود الصد من نظرته الملتهبه :وشلون كذا ...
أعاد ملامسه فكها من جديد لتعيد تصويب نظراتها عليه :مغير صوتك ولع الشوق نيران ..وشلون أجل لاجيت عيني بعينك ..
أغير الموضوع وأسكت على شان ...لاأشرك بربي لاتعاظمت زينك ...
زيدي غرورك وأخمدي نار الأحزان ...وشبي حنيني من شرارة حنينك ...
سألته بشك وقلبها يزداد خفقانه :هذي لي ... يعني اللحين قلتها ولاحافظها من زمان ...
أراد أن يراوغ ولايفصح عن المزيد من مشاعره ولكن من نظرة عينيها عرف لهفتها على الرد :طبعاً لتس بتكون لمن ... أنتي تلقينها لايقه على غيرتس ...
جوزاء لم تستطيع كبح نظرة المفاجئة بعينيها من صدقه :بس زمان قلت لي أنا ماأقول الشعر وأعتزلته من زمان وماراح أرجع أقوله عشانك ...
أعتدل بجلسته وأتكيء على ظهر السرير ...أعتقدت أنه لن يرد أبداً ورغم طول صمته بقت متأمله ..
عدلت جلستها لتصبح نصف مستلقيه فجلستها السابقة أرهقت ظهرها ...
ومازالت تمني نفسها برد منه ليرتفع صوته ويقطع الصمت :تسمعيني وتفهميني زين وبدون تسرع بالأحكام !!!
أقلقها الشك بصوت ولكن ردت بثبات :أنا اللي سألت من البداية يعني بتحمل أي شيء أسمعه ...
بتال :مو سالفة تتحملين أنا بس ماأبي الفهم الخطأ ...
أنا صادق بموضوع الشعر وأني تركته .. والصراحة أنا كتبت الشعر لأنه أنضغط علي من وصمت قليلاً :أم حاكم ..أول ماأخذتها سمعت أن فياض أخوي شاعر .. جلست تحاجني بأمور كثيرة ليه أنت ماتقول أنا ماأستاهل ومن هالسوالف .. وأنا عشان أرضيها بديت أقول القصيد .. بتقولين ليه هي ضغطت زر وأي واحد يقوله ...بقولتس لاا بس حنا أخذناها وراثة ..
كثير أهملوها ولا لهم فيها أنا وفياض بس اللي وضحت فينا ..
وهو يمكن أكثر مني لأن أمه شاعره وخواله كلهم شعار ..
وأنا بديتها على خفيف .. ومع الوقت ضبطت أموري ...
جوزاء وهي مركزة فقط على فكرت ترك الشعر :وليه تركته ...
بقت تتأمل صمته قبل أن يقول بلهجة فيها الكثير من المرح :لأني قلت شعر ببنت ماأعرفها .. ودرت أم حاكم .. والسبب كالعادة فياض قلت القصيدة له وفضحني بكل مكان قل القصيدة اللي قلتها بالبنت بالسوق ...لين وصل الخبر لها ... وأنهبلت علي .. أنا أطلبك تقول الشعر عشاني وأنت تروح تتغزل بالصايعات بالأسواق ...ومن هالخرابيط ... لين عفت الشعر وأيامه ...
بفضول سألته :وأنت عادي تكتب قصيدة بأي وحده تشوفها !!!
بتال :تكفين لاتقولين أنتي بتحاسبيني على سالفة قبل عشر سنين !!!
جوزاء :طيب وش القصيدة وليه قلتها فيها ..
رغم أنه لايحب شرح موقفه وحتى وقتها لم يوضح لعبير كل هذه التفاصيل :كنت بمحل ساعات وذكر أسمه .. بشتري لها ساعة ..
وطاحت عيني بعينها وترى ماكانت حرمة منجد ...يعني واضح بنية صغيرة بس لابسه عباية ومتنقبه ...
جوزاء وهي ترفع حاجبها بعدم تصديق :ايه وش الشعر اللي قلته فيها ...
بتال :يعني توقعين أني بكون حافظة ...
بنبرة غريبة لم يفهمها :متأكدة أنك حافظها ...
بتال :وليه متأكدة بعد كنتس ترمين لمعاني براستس !!!
جوزاء بتهرب :طيب سمعني شي من اللي كتبته وقتها وأقولك قصدي ..
حين لاحظ أصرارها قال مايتذكره من القصيدة : لاتكحل يااريش العين وش هوله
الله اللي ياحبيبي مكحلها ..
الهدب ليلً كسى الخد من طوله
تنكسر شمس الضحى يوم ظللها
من سببه الشهيانه منقولة
فتنة من شافها ماتحملها
كن سيوف الهند يابنت مسلولة
من عيونك كل ماجيت أنازلها
في بحرها الموج لشل محموله
وين مايرسي رموشك سواحلها ...
الضحكة التي كانت ردها عليه شككته بنفسه :حبيبي مره وحده من جد أكذب الخلق الشعراء ...بس بسألك أنت يوم تروح السوق لابس بدلتك وقتها يعني المقصد صيد البنات ..تكفى قلي أنك عقلت وماعاد تسويها ...
بتال بأنفعال :أنا أروح أصيد البنات !!! أنتي وش تخربطين قايلتس فكينا من هالسالفة لأني أعرفتسن يالحريم ..تحبن الفهم الخطأ ...
صمتت وهي تلتقط اللحاف وتغطي أطرافها التي بردت ..
ذالك اليوم كان يرتدي بدلته وبطاقة أسمه كانت واضحه لعينيها ...
لم تلتقط الأسم الأول ولكن عرفت أنه أبن عقاب الصوارم ..
وبعد حركته معها كرهتهم أكثر من قبل ...
بعد زواجهما بعدة أسابيع تذكرت الحادثة حين رأته مرتدي بدلته ..
وأغفلت الموقف فهو شيء عابر لايستحق الحديث عنه ...
وعلاقتهما لم تكن جيده حتى تذكر له موقف عابر سابق بينهما ...
سمعت صوته يسألها بأنزعاج :وش فيتس سكتي كل هذا زعل ...
جوزاء بصوت قد بدى يتدخر بفعل الكسل والنوم :لاا بس جاني النوم ..وصح لسانك على القصيدتين كل وحدة أحلى من الثانية ..
وأقترح تنزل ديوان ...وتسميه جوزاء ..
وغفت عينها على عبارتها الأخيرة ...
أما هو فهز رأسه مستنكراً كيف نامت بهذة السرعة ...وأقتراحها الأخير
ماذا تقصد فيه !!!
××في وجهك .. كلّ اللي تحبّه العين وفي صوتك ودّي أبوس السوالف××
****
أعترته حاله من الجنون حين وصله الخبر لقد أنتقم منهم عقاب شر أنتقام ..
بعد كل تلك الحرب التي خاضها ضد الصنهات من أجل اللقب جاء عقاب ليتخلى عنه بكل بساطة وبأسائة مستقصده لبقية الصوارم انها الأهانه الأقسى التي يتعرض لها في حياته ..
وخبر تنازل عقاب عن شكاويه ضدهم الذي زفه له عمه هو الأهانه الأكبر للحضه الأخير يريد أن يتفضل عليهم …
ومازال يفضل الصنهات عليهم فلقد تنازل عن لقبه لأن القبيلة ضغطت عليه بأمر زواج ابنته من ابن عبدالله ..
لقد هزم بطريقه صارخة … الصنهات أصبحوا صوارم رسمياً .. لم يتزوج الفتاة التي طمع فيها .. عقاب وأبنائه أهانهم مرة تلو الأخرى وهو يتلقى تلك الأهانات بضعف وقلة حيلة …
××مرات أقول الخطأ مني وأنا السبه ومرات أقول السبب قسوة مقاديري ..××
****
تم سفرهم أخيراً ولم يكن من السهل التنقل بأمين مع وضعه ذاك .. سلطان الذي رافقهم كان يحث الخطى ليعود للرياض ولحرب الأسم التي مازالت دائره فماأن سمع الكثيرين بما حدث حتى زاد الجدل .. ومحاولات كثيره لتدخل ليعدل عقاب عن رأيه ….
قبل دعوة أبن خال أمين على مضض ورافقهم تقديراً لأمين ..
وكان ابن خاله قد استقبلهم بسيارات مناسبه ومجهزه لتناسب وضع قريبه الصحي …
انتقلوا للقريه التي يعيش فيها مع عائلته وهي مسقط رأس أمين وحيث منزل والدته …
الأختلاط بالأقارب المختلفين كان صعب على الجميع ولكن حاولوا الأنفتاح على هذه التجربه وخصوصاً هي ..
فهي كانت من أقوى الموآزِرين لوالدها..لأتخاذ هذه الخطوه ..
والدتها بالمقابل تحاول الأندماج مع النساء ولكن أختلاف اللهجات كان عقبه واضحة … وكانت الفتيات يحاولن تقريب المعاني للنساء الأكبر سن ..
ورضا تقول بين فينه وأخرى أن لايقلقوا عليها فهي قد فهمت حتى اللهجة البدوية وتأقلمت معها بأمكانها أجادة لهجتهم ايضاً ..
بذالك المساء حين خلد كل منهم بالفراش الخاص به بمنزل جدتهم لأبيهم ..
فكرت أن شعورها لهذا المكان والأنتماء الذي تمنت أن تشعر فيه لم تجده …
هو نفس شعورها بين عائلة أمها بتركيا .. غربه لانهاية لها ..
الشخص الوحيد من غير عائلتها الذي شعرت بالأنتماء له انكسر القيد الذي جمعهما وأصبحا غرباء من جديد…
سيبقى دائماً شعور اللا أنتماء رفيق لها في حياتها..
استيقظت صباحا" ووقفت على نافذة الغرفه لاتستطيع تبين الشمس بعد فالضباب يغطي المكان ..
كان المنزل على حافة جبل فتبدو الأرض من تحتهم غير واضحة الملامح رغم جماليات الموقف ولكن هي لديها شبه رهاب من الأماكن المرتفعه تغلبه أحياناً ويغلبها كثيراً وهذا مايحرمها من الأستمتاع بالمنظر .. خصوصاً مع الضباب الذي يبعث داخلها شعور بالخوف والقلق لاتفهم سببه أغلقت النافذة لتجد بلقيس خلفها ولم تعطيها فرصه لتحية الصباح حتى : أتوقع بعد ماشفتي بعينك ماعندك فرصه تنفي أستحالة الفكرة الي براسك ..
خزام وهي تتوجه للمطبخ الصغير وقد لاحظت أحتوائه على مؤنة ليلة أمس : لسى لاتحكمي ماشفنا حاجه ..
وأخرجت أبريق القهوة لتبدأ بأعدادها ..
بلقيس التي رفعت نفسها لتجلس على حافة خزانة المطبخ : وأنا باقي حشوف مافيه أي أنسجام بينا وبين هذا المحيط .. ولا فيه أي مستقبل لي هنا على الاقل أنا أفضل أعيش بمدينه كبيرة حتى تكون فرصي بالدراسه والوظيفة أعلى ..
خزام : لساتك باقي كثير على هالكلام يكفي تدرسي بأي مدرسه ووقت الجامعة يمديك تروحي أي مدينه تنقبلي في جامعتها وتعيشي لو في سكن طالبات ..
لحضات وصاحت مستنكرة : هذي خطتك من البدايه جبتينا هنا عشان تسيبينا وتروحي تكملي دراستك بسكن طالبات ..
خزام بدفاع عن رغبتها :احنا جينا هنا عشان أبويه ووسام عنده خبر عن تفكيري وراضي بالفكرة …
بلقيس بأنفعال: ايوه قولي كذا كلكم عندكم نفس الخطه وانا وأمي اللي بنعلق هنا..
دخول والدتها قطع حديثها ..
رضا بعين متفحصه: ايوه لمين القهوه هذي ياروحي لايكون مفكره طلعتي من الرياض خلاص المرض فارقك !!!
لتكمل بيأس : اللحين لو رجعتي انتكستي من فين نلاقي لك مستشفى زي الناس يفهم بحالتك …
خزام تكبح نبرة الملل من صوتها فهم يأتونها بالترتيب : أمي ترى احنا ماطلعنا من البلد بعدنا بالمملكه …
هزت رضا رأسها بيأس وبدأت بأعداد أفطار زوجها ..
لن يتفهم أحد مخاوفها ..جهلهم صغر سنهم يمنعهم من بعد النظر بمثل هذه المواقف …
هي تخشى عليهم من تسلط أقارب زوجها فقد بدوا أشخاص لايتهاونوا بالكثير من الأمور المرتبطة بالعادات ..
حتى أنها كبحت ذكر طلاق خزام وأخبرتهم أن زوجها مسجون لأمور تخص عمله لذالك قدمت معهم وستعود لاحقاً هي تريد كسب الوقت لاأكثر ..
تشعر أنها عالقة بهذا المجتمع وتخشى على أبنائها منه .. فمهما كان مجتمع عقاب البدوي هم لايستطيعون فرض عاداتهم عليهم أم هنا فهم يتشاركون معهم نفس اللقب والأصل وهذا ينطوي عليه حقوق لهذا الأسم حسب تفكيرهم ..
طلبت من ابنتها : يابنتي شوفي أخوك كان بيغير لأبوكي وطول داخل شوفي او محتاج حاجه يمكن لسى ماأتعود على الترتيب الجديد …
طرقت الباب وحين لم يصلها رد دفعت الباب ودخلت ..
لم يكن هناك شيء يلفت النظر والدها بسريره وعلى الطرف يجلس وسام بطريقه غريبه ..
لم تفهم دموعه لحضه حين رفع رأسه لينظر إليها ..
عادت بعينيها لوجه والدها كان ينام بهدوء …
كلا ليس بهدوء بل أشد من ذالك ماهذه الملامح كم يبدو مشرق هذا اليوم ولكن يده فوق اللحاف لفتت انتباها لقد كانت متصلبه بأصبع سبابه مرفوع للأعلى ..
أبتلعت شهقتها أسرعت لتقترب فخذلتها اقدامها لتسقط على ركبتيها قرب السرير وضعت يديها على ذراعه كانت بارده جدا صعقتها برودة جسده وكأنها تعلن ان جسده لم يحتمل برودة الجو …
وهذه أول فكره بزغت لذهنها والدها مات لأنها شجعته على الحضور لهنا .. بسبب أنانيتها ..
صاحت بعلو صوتها : أبووووويه …حاول أن يمنعها وسام عن ماتفعله حتى لاتفزع بلقيس ووالدته ولكنها كانت بهستريا غير قابله للكبح ..
وسرعان ماضج المكان بصياح بلقيس ووالدته ..
التي أخذت تقلب زوجها وتصيح :ياحسرررررتي ياحسررررتي عليك !!آه يارررربي راااح اللي مصبرني على هالدنيا راااااح الغااالي ..
وبين صيحات الأستجداء والتمني للعودة من رحل بلا رجعه .. أبتعد هو وأخرج هاتفه بيد مرتجفه وطلب رقم الشخص الوحيد الذي قد يعتمد عليه بهذا المكان : عمي سلطان ابويه مااات … وأعلق هاتفه قبل أن ينفجر بالبكاء ..
كان بمطار أبها ينتظر رحلته التي تأجلت مرتين منذ الثانيه ليلاً وهو بالمطار حتى حين تلقى اتصال وسام تعجب قليلاً ولكن ماأن وصله صوته حتى فهم الواقعه التي حلت بهم ..
تماسك سريعاً وبدء بتفكير بالخطوة التاليه كيف ينقل الخبر لأبيه أين سيدفن أمين .. وماذا سيحل بعائلته من بعده …
××ماهي غريبه خبر موتك يهز المكان ليت الزمن من قبل لاياخذك مايمر ماكان بيدي ولا حاجه بيوم الدفان غير الدموع الغزيره والعيون الحمر××
إنتهـــــ
↚
*الحاضر*
حين نزل للأسفل تفاجيء بوالده الذي سأله بحدة :وينك أنت ...
بتال بشك وهو يلتفت على والدته التي بدت بملامح حزينه لاتشبه ماكانت عليه في جناحه قبل قليل :عسى خير وش فيكم ...
لم يرد والده وبقى على نفس ملامحه المتحجرة ومن أجابه كان أمه التي قالت بغصة :أمين يطلبك الحل ..وانفجرت بالبكاء على الرجل المسكين حسب تفكيرها لقد ترك بيته بعد سنوات ليموت في أرض أخرى ...
بتال وهو يجلس بعد أن صدمه الخبر :لاحول ولاقوة إلا بالله .. أنا لله وإنا إليه لراجعون ..
عقاب يكشف عن سبب غضبه :أخوك ماعلمني دفنوه بدون مايعلمني ماخلاني أصلي عليه ..
بتال :يبه أكيد سلطان معه عذره يمكن ربعه عجلوا بالصلاة عليه ..
وماقدامك فرصة تلحق الدفن ..
عقاب بقسوة :ماهو عذر ..قم أحجزلنا بنروح لهم ..
بتال بشك وهو يقلب عينيه بين والدته ووالده :يبه نروح وش نسوي ...
عقاب يقاطعه بصيحة :مالك شغل أسوي اللي أسوي ماتبي تخدمني عندي غيرك ...
بتال :طيب أبشر على هالخشم ..
فهدة من بين شهقاتها :وأحجزلي بروح أعزي رضا وعياله ... الله يصبرهم الله يصبرهم ...يارب لاتفتنا من بعده ...
××تجمل مع العالم و خلك حسين أخلاق جميلك هو اللي لا من اقفيت يبقى لك.××
****
كان قد خرج قليلاً ولكن سرعان ماعاد .. أخرج شنطة صغيرة وبدى بوضع ملابسه وحاجياته فيها ..
سألته بشك : بتروح مكان …
بتال الذي تحول مزاجه من الخبر ومن أصرار والده على السفر : ايه بروح مع ابوي للجنوب يومين أمين توفى ..
شهقة قبل أن تقول : اوه حرام الله يرحمه .
كان على عجله من أمره ولم يعلق ..
استوقفته قبل خروجه : لحضه بتال بقولك شيء ..
توقف والتفت عليها بملامحه المتصلبه : وش بعد؟
جوزاء بتلكأ فمزاجه لايساعد : اممم بروح مع امي لبيت خالك ..
بتال بعدم تصديق : وش هووووهذا اللي ناقص انثبري. في محلتس ..
وخرج دون أن يعطيها فرصه للرد ..
لحضات ووصلتها رساله منه : ( اسمعي طلعات ودخلات زايدة مالها داعي وتستفزني ،، ترى للحين رسمتس تسبب لي كوابيس لاتبتليني بلوه جديدة)
أغلقت الهاتف ولم ترد عليه ..
حدثت نفسها: سخيف اللي يسمعه يقول اتمشى سفور ..
اتصلت بوالدتها لتخبرها أنها غير قادرة على مرافقتها لمنزل فاتن وتلبية دعوتها : السلام عليكم .. كيفك يمه .. ترى ماأقدر اروح معاك .. والله بتال رفض .. سافر اصلاً قالي لا ماتروحين وهو سافر ..
ايه أبو خزام توفى .. طيب يمه طيب الله يرحمه بشوف بسأل ليلى والبنات عنه ..
أنهت المكالمة .. وارسلت على ليلى تطلب منها رقم رضا إذا كانت تمتلكه لأن والدتها طلبته لتعزية …
أصبح المكان خالي عليها بعد انتقال الفتيات من جديد للجناح جدتهن ..
كانت قد رتبت يومها على أساس هذا الزيارة والآن هو ليس موجود والزيارة ألغيت سيمضي عليها اليوم طويلاً ..
فكرت أن تعمل قليلاً على روايتها ..
أخرجت جهازها وفتحته .. وهي تفكر ربما ترتب الغرفة الأخرى كمكتبة سيستفيد منها الأثنان ..
فتحت ملف روايتها التي تطمح لنشرها وبدأت تقرأ: (
*عودة نوت*
صمت مريب وأنقطعت الأحاديث وأختفى حتى الهمس قبل أن يعود بأرتفاع أشد محمل بنبرة الأستنكار وعدم التصديق ...وكل التركيز على كلمة الخلف ...هذي صادقه ولاجايه تمصخر عليناا ...
قبل أن تصيح أحد النسوة :طلعوووها وش تسوي وسطنااا ...
أخرى :لهدرجة دم ولدهم رخيص عليهم جايه بعشاء ذباحه ....
سحاب :يمه جبتي العيد ...خلينا نطلع قبل يرمونا وتضيع الكرامة ...
خرجت الأثنتان ...وطلبت منها والدتها البحث عن رعد وكانت هي أكثر قلق لتجده سريعا قبل أن يصل الخبر لرجال ...
وهي تلف وتحوم حول المكان وجدته بجوار رجل متوسط العمــر توجهت إليه ولكن استوقفها رقص الرجال ... وتوقفت لتنظر إليهم وهم يحتفلون برقص بالسيوف وأهازيجهم كان مهيبة نوعاً ما ..وكأنهم يدقون طبول الحرب ...حتى أن دقات قلبها زادت ...
حين شاهدها رعد أسرع إليها :امشي أهربي ... ذولي مجرمين ماعندهم عرس ...
سحاب 19
رعــد 12
)
توقفت عن القراءة وفتحت هاتفها لتقرأ الرسالة التي وردتها منه معليش شديت معتس قبل شوي بس أنضغطت من الأحداث الأخيرة ... أنتبهي لنفستس بروح يومين وأرجع ماراح أطول عشان ماتشتاقين لي )
هزت رأسها مستنكرة عبارته الأخيرة ..لاتخفي أن أعتذاره حسن مزاجها قليلاً .. لم تحب سوء التفاهم الذي حصل رغم أنه بالأخير رأيه هو الذي نفذ كالعادة ..
××بيني وبينك لايجي هجر وغياب انت الذي ماهوب عادي غيابه××
****
لاحقاً بالجنوب اليوم الثاني من العزاء ...
حين دخلت فهدة مجلس النساء تفاجئت بالحضور كل شيء غريب هنا حتى الملامح لاتبدو مألوفة لها ...
حتى حطت عينها على رضا وتوجهت لها مباشرة ...
لتعزيها ..
رضا بعد أن تفاجئت بحضور فهدة :شفتي ياعمتي وش حصل علينا ...راح أمين ..راح ..ايش أسوي في نفسي من بعده ..
آه يالتني أنا اللي مت وهو اللي باقي عايش ..
فهدة بشهقة أستنكار :يامرة خافي ربتس وش هالهرج الله يرحمه ويتجاوز عنه ...محد متعدي يومه ...
سمعت الأصوات تلهج بذكر الله ...
تلفتت حولها لتجد خزام وبلقيس بأحد زوايا المجلس تبكيان وحولهن فتيات يتحدثن معهن ...
توجهت لتعزيهن وتصبرهن ببعض العبارات ...
حين أستفردت فيهم لاحقاً أخبرت رضا :ضفوا أغراضكم وردينا لدريرتنا ...
تعكرت ملامح خزام وعينيها لم تسقط من عيني والدتها التي قالت وهي تبتلع غصتها :وين أروح أنا بالعدة لازم أقضيها بالمكان اللي مات فيه زوجي ...
فهدة :الضرورة تبيح لتس السفر .. وهناك تقضين عدتس في بيتس ...
تدخل خزام بحدة :ياعمة احنا مشينا من هناك وماعندنا نيه لرجعة هنا أهلنا ومستقبلنا ...
رضا :والله ياعمة يعز عليه نرد عليكي هذا الرد بس هذي الحقيقة عيالي لازم يتعرفون على أهل أبوهم .. وهم سندهم فالحياة ...
فهدة بضيق وعدم أستحسان :أنا شرت عليتس والقرار الأول والأخير لتس ..
وكانت نظراتها على خزام حادة وغير راضية ..
ليلى محقة هذه الفتاة متكبرة على النعمة التي كانت بيدها ..
حين يخرج فياض ستزوجة فتاة أجمل وأصغر وأكثر نسب منهاا ..
××ياقلب لاتحزن ولــو كنت موجــــوع اصبر ولـو ضــاقت عليك الـوسيعــه××
****
بمجلس عزاء أمين ...جلس وهو يتجرع حزنه كعادته بصمت وتقبل للقضاء والقدر ..يشاركه المجلس أبنيه ومجموعة من الغرباء ..ينتمون لأمين أقاربه مودتهم من مودته وصلتهم من صلته هذا ماكان يفكر فيه وهو يتأمل الوجوه بحثاً عن شبه بينهم وبين من عرفه من شبابه وحداثة سنه ولكن لاشيء شكلي قد يربط بينهم ...
تأمل الأرض والتضاريس وفكر بغرابة الزمان وكيف يعود أمين ليدفن بأخر حياته بالمكان الذي وصفه دائماً له ولم يعرف غيره في بداية حياته ...وكما اخبره سابقاً كان يرى أنه محاصر به ...
ولم يحبه أبداً وكم حلم بالخروج منه ورؤية الحياة ..
دار الدنيا ورأى منه مارأى وجرى عليه ماجرى ..
ليعود ويلفظ أنفاسه الأخيرة هنا ...
****
كان لديه فرصة ليتصل .. وتذكرها وسط أفكاره ..
رن هاتفها قبل أن ترد عليه ... سألت بشك حين سمعت صوته :فياض ..فيااااض حبيبي .. سلامتك ياقلبي .. ماني مصدقة يوم سمعت أنك محبوس .. طلعت !!!
فياض ببرود :لابعدني ومطول بعد ..أتصلت بشوف وش أخبارتس وعطيتس خبر لو تبين تشوفين طريقتس ...
بشهقة أستنكار :لاتكفى لاتقول هالكلام بنتظرك لو عشرين سنه ...
أراد حقاً أن يضحك من شدة بأسه ..ولكن لاأريد أن تنتظريني ..من أردتها حقاً تخلت بلحضة ..لما تتمسكين أنتي فيني ...
قال مجبراً :أصيلة ياأشواق ..
بدهشة :ماشاءالله صرت تقول أسمي صح شكل الحبس عامل عمايله معك ..
فياض بجلافة :شكلي عطيتس وجه بزيادة ..
أستلقى قليلاً وسرعان ماقطع عليه أسترخائه صوت فتح باب زنزانته :فياض عندك زيارة ...
فياض :زيارة هالحزة وش هالرضا اللي نازل عليكم ..
لحق به بكل هدوء لغرفة المقابلات ..
حين دخل هناك وجد فزاع الذي سلم عليه بمحبة وشوق وبعد أن جلسا ...
سأله :إلا صدق وش هالأدلة اللي أنت مفسدها!!!
فياض :ياورع أنت جاي تحقق معي !!
فزاع :لاا بس أستغربت السالفة توي أدري فيها ..
وتلفت حوله بضيق وكأنه يبحث عن سبيل ليفتح الموضوع معه :ماأدري وش أقولك .. بس .. أمين يطلبك الحل ..
بقي للحضات على نفس الملامح قبل أن يقول بتأثر :أنا لله وأنا إليه لراجعون ..متى ؟؟؟
فزاع وهو يتأمل العصب النابض أسفل فكه علامة على شدة توترة بالخبر :أمس يقولون الصباح لقاه ولده ميت بفراشه ...
صمت أحتراماً لحزنه لكن لم يستطيع أطالة الصمت وقال :رجع مرتك .. خلاص ماعاد لها غيرك .. بعدين ماأنت مجبور على هالطلاق وضعك ..ولم يتم جملته لأن فياض قاطعه بحزم :أموري الخاصه ماهي محل نقاش .. وأن لو برجع ماطلقت من الأساس ...
الطلاق عندي يعني النهاية ..
فزاع بأنزعاج فهو مجبر على حسب تفكيره على الطلاق ولكن فياض لديه الفرصة لتراجع :مكابرتك هذي هي اللي ضيعتك ..
وش فيها لو تركدت شوي وراجعت نفسك ...
هذه المره فضل أن لايرد وخرج من الموضوع ليسأل عن أمر آخر علامة على نهاية النقاش بالأمر ..
فزاع يوجز لها أخبار الخارج :مصلح فلس ..هذا إذا ماكان مديون بعد ..شبت حريقة بمشروعه ويتهمونك فيها ...
فياض بتهكم :خلهم صياحهم على أذني طرررب ...
ايه ووش أخبار البناخي ؟؟
فزاع :يقولون المهجع بالليل يسمعون صوت عووي شكله تحول عليهم !!!!
قهقه ضاحكاً :ايه وبنتاخي كيفها .؟؟؟
فزاع بقشعريرة :بنتاخيك فلستنااا كل يوم نعشيها 5 كيلو لحم ...
فياض :ايه اهم شي بنتاخي تغذى زين يمكن نحتاجها أيامنا الجاية ...
أنتهت الزيارة وتوادع الأثنان ..
عاد لزنزانته بالخبر الذي حط على صدره كحجر لايتزحزح ..
حزين جداً على أمين ...ولكن قلبه يمتزق فعلياً على وجعهاا ..
فقد الوالدين ليس بالسهل ..وهاهي تصبح يتيمه بعمر صغير ...
****
أول ليلة بعد فقدان الأب طويله لا نهاية لها حتى تعتقد أنها لن تشرق شمسها ولكن لايوجد ليلي أبدي ولاحزن سرمدي .. فنحن نعتاد على الحزن والفقد نتعايش معه .. وتمضي الحياة تعبر بنا …
والدتها على وشك الخروج من العدة وقد انهوا كل ترتيباتهم وحددوا وجهتم كل مايملكونه بهذه الحياة منزلين هذا ورث جدتهم لأبيهم … ومنزل العمه خضراء بالمدينه وفضلت رضا الخيار الثاني ..
فهي ستعود حيث عاشت بداية حياتها ..
حاول أبن خال والدهم أقناعهم بالبقاء قربهم ولكن وسام كان حازم بالرد عليه أنه رجل كفاية ليقرر أين سيذهب بعائلته ..
وكعادة الرجال أحترم قراره ولم يفرض رأيه عليهم
ولكن أشار عليه أن يعودوا بالأجازات والأعياد حتى لاتنقطع الصلة بينهم ...
وقد كان متأثر جداً أنه حين رأى قريبه أخيراً كانت للوداع أبدي ...
العم عقاب لم يتوقف عن التواصل معهم شبه يومي ..
وقد كان أشار عليها حين جاء للعزاء أن يعيدها فياض لذمته ولكنها رفضت رفض قاطع فهي لاتريد العودة لوضعها السابق
وإذا كان الثمن فقدهم لوالدهم لن يعودوا لممارسة نفس حياتهم السابقة هم يطمعون بالأستقلاليه وقد طمسوا على رغباتهم سنوات طويلة من أجل والدهم والآن حان لهم الأنطلاق في حياتهم كيفما يشاؤون ...
لاتعلم أن كانت والدتها قد قبلت مساعدة مادية منه ولكن هي ووسام رفضوا ..
ولديهم أمل أن يستطيعوا الأعتماد على أنفسهم فالأثنان سيبدأن بالدراسة فقد سجلا بجامعة بالمدينة ..بعد أن تخلا وسام عن الدراسة بجامعة الرياض ...
وسيبدأن قريباً بالأضافة للعمل ..فكل منهما سيدرس ويعمل بنفس الوقت ..
رغم أن والدتها تقلل من قدرتهم على هذا الأمر ..ولكن لديهم ثقة وحماس لصناعة حياة جديدة ..
××وان ضاقت الأيام بيتي تدله أنا رفيقك لاجفوك المخاليق سيف ابيمينك يابعد كل عله افداك في يومن ينشفله الريق××
****
في طريق العودة من الكلية توقفت بتصرف متهور في مقر عمله …
سألت بالأستقبال عن عيادته صعدت للأعلى وأنتظرت بأستراحة النساء …
شاهدت الممرضه المساعدة وهي تخرج وتدخل على عيادته تستدعي المراجعين .. ولم يخرج هو أبداً رغم مرور الوقت .. لم تيأس بل أصرت على الأنتظار جائت لغايه ولن تزحزح حتى تحققها …ولم ينقطع هاتفها عن الرنين المتكرر بأسم والدتها حين تأخرت عن موعد حضورهاالمعتاد...
كانت الثالثة حين خرج أخيراً ...
كان يرتدي سكراب بلون رمادي دكان ..
لقد غير تصفيفه شعره ...ذقنه بدى ايضاً بترتيب جديد
هو يعتني بنفسه جيداً لايبدو أي تأثير للشوق عليه ..
هي وحدها من فقدت الكثير من الرغبة بالأهتمام ..
أو ممارسة حتى طقوس الحياة الأعتياديه ..
حين غاب عن عينيها أنسحبت من المكان ..
والوجع الذي أستوطن قلبها برؤيته أضعاف ماكان عليه من وجع الشوق إليه ...
مازالت تتذكر كيف كان الفراق ..لقد طلبته أن يتركها في منزل عائلتها بعد عودتهم من رحلة الفرار أو كما أسماه شهر العسل المتأخر الذي لم يحمل من أسمه أي شيء لتبقى مع أبنها قليلاً ...
ولكنها أضمرت الفراق أعتقدت أنها ستسطيع مساومته بهذة الطريقة وترضخه لرأيها ...
ولكن فشل مخططها ...وبقيت حتى اليوم في منزل والدها ولم يقدم هو أي مبادرة لأرجاعها ...
لاحقاً بالسيارة وصلت عدة رسائل على هاتفها ...
كان بعضها من أحد قروبات الواتساب التي تضيفها لها ليلى ...
شهقت من المفاجئة غير مصدقة الخبر السعيد ...
وسرعان ماصدمت حين لاحظت محادثة بالأسفل منه حملت علامة أستفهام ...
بقت تحدق غير مصدقة .. مالذي يقصدها بهذا الأستفهام ..
هل رآها هل أكتشف سعيها خلفه ...
ياللأحراج لو أكتشف أمرها ..كم موقفها سخيف وتافه ليتها لم تطاوع هوى نفسها ...
ماأن وصلت حتى توجهت للقسم الآخر حيث يجتمع الجميع ترحيباً بفياض الذي خرج من السجن بعد أكثر من أربعة أشهر ...
××مشتاق لك و حشتني ،فقدتك ، وولهان كل هالحكي والله ما يوصف لك الاشواق××
****
استيقظ من قيلولته على صوت أطلاق نار .. لقد تحولت الفصول وأصبح الجو بارد فتخلى عن التكييف وأصبح ضجيج الساحة مألوف له ..
بحث عن هاتفه وحين لم يجده قربه نادى على زوجته ولم ترد عليه رغم أنه يسمع حديثها مع حفيداتها ..
التقط مقرب الصور وتوجه لنافذه وفتحها وسلط المشهد على البوابه لأن الساحه كانت خاليه والأكتظاظ حول البوابه .. شاهد السلاح بيد الحارس .. ففهم انه من اطلق النار .. حين تحرك أحد الحراس وضح من خلفه .. لهج لسانه بشكر الله فرحةً بمن رأى ..
خرج بوجه متهلل .. حتى حين رأته زوجته سألته بشك : عسى خير …
عقاب بحماس: خير خير جهزي نفستس الليلة بنسوي عزيمة ويندعي عليها القريب والبعيد …
فهدة بشك : عسى خير …
عقاب بفخر : فياض طلع ..
فهدة بملامح لاتتفسر : بتسوي كل هذا لفياض اللي طالع من السجن وولدي اللي ترقى وصار رائد قد الدنيا ماحصل له لو تيس …
لم يعرها أهتمام وعاد لغرفته ليرتدي ملابسه ويتوجه للقسم الآخر لينقل الخبر لشعاع ليجدها بملامح متهللة مستبشرة وجوارها ليلى التي حين رأته صاحت :أبوي أنا أبي أرمي بالسلاح يعني الحارس يحتفل وأنا لااا ...
شعاع وهي تمسح دموع الفرح :يالله لك الحمد ..قرت عينك ياأبو سلطان ...
لهج لسانه بذكر الله ورد لها المباركة ..
وأشار لليلى لتلحلق فيه ...
حتى وصلا الشرفة وهي خلفه وغير مصدقه ..
ليخرج سلاحه من جيبه ويشير لها على السماء :لاتذبحين المسلمين ...
وفعلاً ألتقطت السلاح بسرور وأخذت تطلق كما تدربت سابقاً ..
لينزل بتال ومن خلفه فزاع وإذا كان الأول لايظهر الهلع عليه بسهولة فالثاني كان فزع فعلاً ..
فزاع :وش فيه ... وحين لاحظ السلاح بيد ليلى ولم يتبين والده من باب الشرفة :أنت وش سوووويتي ...
ولم يكمل جملته وأستنكاره لأن الباب فتح ودخل منه الغائب المحتفل فيه ...
الذي أسرع لعناق والدته التي لم يراها لشهوور .. وحط يقبل أقدامه ..
من الجهة الأخرى كان الأبتهاج قد عم قلوب الجميع ..
وأحدهم رفع هاتفه ليخبر زوجته الذي تركها هلعه خلفه من صوت الطلق الناري المفاجيء والقريب جداً أنه أحتفال بخروج أخيه ..
وأنهى المكالمة ليرحب فيه ...
كان أكثر المتأثريين شعاع وليلى لأنهم لم يروه أبداً بعكس الآخرين الذين لم ينقطعوا عن زيارته ...
××غيبتك ، ماخلّت لـ فرحتي مجال سود الله وجه من كان السبب××
****
كان اليوم الموعود جلسة هذا النهار قد تحمل له بشرى الأفراج عنه .. لقد جهز نفسه للحرية ولو وصلت المحاكمة الداخليه لغير ذالك سيصاببأحباط شديد ..
كانت محاكمة طويلة … وأغلب تركيزهم على كونه رجل يعرف
القانون جيداً وهو مجال عمله لذا جزائة مضاعف …
وحين أعتقد أن الفصل كان جزائه حصل على عقاب أسوأ .. فقد تم تنزيل مرتبته لدرجه أسوأ من التي بدأ فيها عمله … اي سيكون
أقل مرتبه من الذين كان رئيس عليهم لسنوات ..
وأكتفوا بشهور الحبس السابقه ..
يستوقف عن العمل لفترة وبعدها يعود مع السنه الجديدة وكل
الشهور السابقه واللاحقة ستكون بدون مرتب …
حتى يصدر قرار جديد بحقه ..
رغم كل هذا خرج براحة .. لم يخبر أحد بأمر خروجه ..
حتى وصل للمنزل واستقبله الحراس حين تعرفوا عليه أحدثوا
الكثير من الفوضى.. فحين دخل الى عائلته كان الجميع بأنتظاره
والأهم والديه مبتهجين بوجوده أخيراً أمامهم ..
حين أستقر الوضع وجلس الجيمع بعد الترحيب الشديد سأل بشك :أبوهجرس وينه ؟؟؟
شعاع بضيق :مختفي له فوق الشهر يقول مسافر أستحمام مادري أستخدام ..
ليلى بقهقه :يمه أستجمام ..
تبادل مع فزاع نظرات مبطنة بالسخرية ..
فياض بتهكم :ايه أجل طاح بالأستجمام أبوهجرس والله اللي عينا خير ...
عقاب :خل عنك فلان وعلان أنت وش سويت ..
فياض بضيق يخفيه بالسخرية :ولا شيء بس دفوني من فوق السلم وطحت بأوله ...
البعض فهمت تلميحاته والكثير توقعه يتهكم كالعادة ..
أنفضت الجلسه سريعاً أستعداداً لحفل الليلة ..
****
كانت تجلس بملامح متعكرة ..منذ أستيقاظها على صوت الطلق الناري ظهراً وهي تشعر بألم غريب وبرود بجميع أطرافها ..
تشاهد رقص الصغيرات أحتفالاً بخروج عمهن ...
وتبتسم قليلاً على رقص وريف هي حقاً متمكنه من الرقص ...
ويعود مزاجها ليسود حين يرتفع صوت حسناء تقول :مبروك ياعمة قرت عينك بطلعت فياض وان شاءالله ماتشوفين مكروه فيه ...
فهدة بعدم أستحسان :باركتي لها عشر مرات ..
حسناء التي عباراتها تعاكس مشاعرها :فرحانة ياعمة ماني مصدقة ...
ليلى التي تتجاهل حسناء ولاتسلم عليها ولاتحادثها حتى :فزة قومي أرقصي معي ..
فزة:لاوالله ياخيه ظهري يعورني ماني بحال رقص ...
ليلى :قومي عشان أقولهم ويشرهونك ..
فزة تقف بعد ألحاحها :ماأبي شرهات برقص لعيون أخيي يستاهل عم الغالي ..
وأخذت ترقص لتكشر فهدة التي أعتقدتها حامل حين رفضت الرقص ..
العمة صيته التي حضرت بناء على دعوة أخيها تسأل شعاع بحديث خاص :هو صدق فياض طلق مرته ..بعدمامات أبوها ..
شعاع بنفي :لاوالله حصل اللي حصل بينهم وبعدها مات أبوها ...
صيته بحدة :وليه ماردها يوم صار اللي صار ..وين راحت النخوة عنه .. كيف يخليها وهي مالها والي ..
شعاع :والله ياختس أنتي أدرى ببناخيتس وتعرفين أنه عاصي قاسي وماله إلا شور راسه ..
صمتت صيته بدون رضا قبل أن تهمس وهي تشير بعينيها على جوزاء :هذي ماهي بعيدة على وجه ولادة أنتبهوا لها ...
كانت تجلس بحقدها حين أعتقدت أنه تلقى عقابه أخيراً ...
خرج من الحبس ويتم الأحتفال فيه ..
وهي مجبرة على القدوم وعكس مشاعرها والتظاهر بالسعادة من أجله ...
وبناتها يرقصن فرح فيه ...
أخيها مازال بالحبس وقد تم الحكم عليه بسنه ..
وبعد حريق مشروعه أصبح مفلس ووضعه سيء للغايه ..
تكتم كل هذا داخلها وهي تتأمل مظاهر الفرح بملامح الجميع ...
وجعهم دائماً ينتهي بسرعة وجراحهم تندمل ..بعكسها
وعائلتها التي لانهاية للكربة التي وقعوا فيها ...
شيء واحد فقط أدخل السرور لقلبها وهو خبر طلاقه من فتاة أقل منه بكثير ... الطريقه التي أنفصلت عنه فيها وهو بالحبس أصبحت حكاية يتداولها الجميع ...
××اضحك مع العالم وانا كلي دموع ياشين حالتي لا غدى الضحك تمثيل.××
****
في قسم الرجال كان قد انتقى عقاب من يدعو لحفل الليلة وأراد أن يكون حفل مميز بعد أبتعاده عن مثل هذا النوع من الدعوات الفترة الماضيه التي تلت تخليه عن الصوارم وماجلبت عليه من رداة فعل ..
كان المدعويين مابين زملائة بالسلك العسكري بعضهم من المتقاعدين والبعض الآخر من هم على رأس العمل وقد عملوا تحت قيادته سابقاً ..
والقلة القليلة من الصوارم الذي بقوا على علاقه فيه وآزروه حتى بعد قراره الأخير .. ومجموعة من وجهاء القبيلة التي تجمعه معهم علاقه طيبه مبنيه على الأحترام والتقدير بعيد عن المصالح والمظاهر..
الجميع كان مرتاح للحضور ..
فلم يكن هناك أسقاطات أو تلميحات مسيئة لفياض وسبب سجنه كما كان سيكون لو حضروا جماعتهم من الصوارم .. وقد استغلوا الفترة الماضيه الفرصة وأخرجوا العديد من الأشاعات المسيئة عن سبب سجنه ..
كان الحسن يصور بعض الأحداث التي جرت ويتداولها مع المقربين له وبعضها أضافها على حسابه بتويتر.. ..
****
بين حين وآخر تصلها رساله منه يسألها عن حالها وهل أستجد معها شيء ولم تفهم ماهو الجديد الذي ينتظرة كانت هي أول المغادرين لصالة الطعام وتوجهت مباشره لجناحها بعد أن استحمت وأرتدت منامتها .. كان يدخل هو أقترب منها ولكنها أخبرته بنفور حقيقي : ريحةالبخور معك تصيبني بغثيان ..
تراجع ليتخلص من ملابسه ويستحم حين عاد كانت قد نامت استلقى هو الآخر ولكن لم يطل به المطاف حتى استيقظ على صوت أنينها …
أعتدل بجلسته وفتح الضوء بجانبه : جوزاء تونسين شيء
لم ترد إلا بالمزيد من الأنين .. قبل أن يخرج صوتها المتألم : برد الجو بارد يوجعني البرد ..
لاحظ العرق على جبينها ..
ارتدى ثيابه وخرج سريعاً باحثاً عن العربيه ليعود فيها وخلفه ليلى التي ساعدتها على أرتداء عبائتها ..
قبل أن تقول: شنطة ورعكم وين ؟؟؟؟
بتال وهو يدفعها للخارج : ماأدري دوريها عندك ماني منتظر إذا لقيتيها ارسليها مع اي احد ..
وتحرك بسرعه للمصعد …
****
عادت لجناحها بعد أنتهاء السهرة التي أرادت أطالتها ولكن لمظهرها أمام الآخريات فقد أنسحب الجميع مبكراً…
دخل هو بعدها بفتره بسيطة لم يكن موجود ليومين ..
وكعادتهم بالأونة الإخيرة ومن معرفتها بصدق أدعائة والذي نتج عنها أزهاق أرواح فهي لاتحادثه وترفض أن تعيش معه حياة طبيعيه حتىيعترف بجريمته ويتلقى عقابه .. وكم يؤسفها أن تكتشف أن يكون بهذة الوحشية وتبلد الأحاسيس…
فهو أمام الناس رجل أمن ويحمي الآخرين وبالحقيقة هو ينتهز الفرصة ليستغل قدراته التي وصل إليها بفضل عمله لينتقم لهوى نفسه ويصفي حساباته الشخصيه …
مبدأه أنه أراد أفساد المشروع وأنه يشك بأن العمال الذين ماتوا جراء الحريق هم مجرد جثث سابقه لجرائم مساعد .. يستغفلها بقوله ذالك وهي تعي جيداً أنهم بالطب الشرعي يستطيعون تحديد وقت الوفاة وسببها .. وإذا ذكروا أنه بسبب الحريق فهو كذالك ..
قال وهو يتمطى قبل أن يرتمي على السرير :ايه وش العلوم يافزة الساكته ..
أدارت التلفاز وبحثت عن القناة التي تشاهدها بالعادة ولم تجدها ألتفتت عليه بتكشيرة فقد فهمت أنه قام بحذفها ليستفزها ...
الحكم وهو يستند على ذراعه :واللحين وش بتسوين بدون الأفلام ..ياطووول ليل الشتاء ...
وأنهى عبارته بتنهيدة ..
أغلقت التلفاز وقالت بصوت مسموع :لاإله إلا الله ..
الحكم وهو يركز على تصرفاتها رغم أنها لاتعيره حتى نظره :حق ..
تدرين أنه لايجوز للمسلم هجر أخوه المسلم فوق ثلاث أيام ...
وأنتي هاجرتني شهور !! كيف تنقبل عبادتس ..
فزة أفلتت منها :سبحان الله ولم تكمل بعدها ...
وأضمرت بداخلها تعيش وأنت قاتل بضمير مرتاح ..
وتجرمني لهجري وصمتي ...
حين لم تتفاعل معه سحب اللحاف ليغطي فيها رأسه وهو يقول :كان عندي أخبار عن أخوتس بس بماأنتس ماتبين تردين علي خليني أحتفظ فيها لنفسي ..
تعتقد أنه من السهل عليه العيش بعد ماحدث ..
لقد أعتقد أنه حذر وذكي ولن يقع بخطأ هكذا فلم يفكر للحضة أن يكون هناك ضحايا فالمكان مكشوف ومن السهل أكتشاف الحريق وسيفر الجميع وسيكون الضرر بالممتلكات وليس الأراوح ..
ولكن حين وقعت المصيبة ..خرج الأمر من يديه ...
ولن يكون أحمق ليعترف على نفسه ويضيع مستقبله بسبب غلطة من المفترض أن تكون هي من تشجعه على أخفاء مصيبته وليس دفعه للأعتراف على نفسه ..
هما لايعيشان بالمدينة الفاضلة حتى تعتقد منه أن يكون بذالك الطهر ..وأن يكون خالي من الخطايا ...
هي وضعت بعقلها تصورات مسبقة عنه وعن مثاليته ..
وأنه بأيدي نظيفة حتى عند أول خطأ ينكشف أمامها
تطالبه بالتطهر من ذنوبه وتعرية نفسه أمام الجميع ..
أو ستتخلى عنه وهذا ماتسير إليهم علاقتهما ..
فهو لم يتخيل منها الثبات على مبدأ كما ثبتت على رأيها الأخير ..
××اضحك مع العالم وانا كلي دموع ياشين حالتي لا غدى الضحك تمثيل.××
****
كان قد توجه لمنزله لكن لم يستطيع النوم هناك ..
بدى له المكان من غير صاحبته موحش ..مليء بذكريات لايريد أن يعيشها مرة أخرى ..
يعلم أن تصرفه خاطيء ولكن سيتخلى بالتدريج ..
لقد تعذب كثيراً بالبعد اليوم هو بحاجه لبعض السلوى .. حمل ماجاء من أجله وعاد للقصر ولم يتوقع أن يكون هناك من ينتظره…
ليلى بعين متفحصة لم يحمله : يعني ماأعجبك المفرش الجديد والنظافة والطيب والبخور رايح تجيب مفرش مغبر !!!!
فياض يتوجه لغرفته وهو يزعجه أن يلاحظ أحد تصرفاته : وخري عن وجهي دام النفس عليتس طيبه..
ليلى تضمر بنفسها أنها ستحرق ماجلبه من هناك فمن الواضح انه ذهب باحثاً عن ذكريات ليعود بهذا اللحاف …
دخل لغرفته ليخرج من الجهة الأخرى بتال فتراجع ليرى ماأمره …
بتال بعجل : ليلى وين عربية خالتي ..
ليلى بلامبالاة : وش دراني قبل ان تشهق : ليه لاتقول .. واااو لحضه بشوفها لك ..
فياض يقهقه : ماشاءالله على البناخي البار بيطبح يرحب في عمه ..
وحين لاحظ ان بتال لايشاركه النكته : اخص كل هذا خوف على مريوشة العين لا أولد عنها احسن … ياولد أسترجل …
ليلى التي عادت بالعربيه : اجي معكم ..
تعكر وجه فياض فالذكريات دارت به سريعاً لموقف مشابه ..قال مودعاً قبل أن يغلق بابه وتبتلعه الذكريات : الله ييسر على المعزبه قو قلبك وأناأخوك ماهي اول وحدة ولاآخرهن ..
فتح الكيس الذي حمله وأخرج المفرش ..
بلونه المناقض لذوقه ..
وضعه على السرير ..وأخرج غطاء المخده وغيرها ..
وترك الباقي فهو ليس بمزاج لأتمام العمل بشكل كامل..
وبنفس الوقت يحتاج لذكرى منه تجلب له النوم والراحة ...
فقط اليوم وبعدها سيتعافى تدريجياً ...
××على سبيل السهر مانامت عيوني وعلى سبيل التمني وينها عيونك ××
***
لاحقاً بالسيارة اتصل بطبيبتها .. لم يعتقد بيوم انه سيحتفظ برقم طبيبة زوجته فهو ليس هذا النوع من الرجال ولم ينشأ على هذه التصرفاتولكن ذعرها من موضوع الولادة وكأنها لن تجري إلا مع هذة الطبيبة بالذات جعله مجبر على هذا التصرف ..
ولم تتقبل الطبيبة الخبر بالسرور فهي قد دخلت اسبوعها الاول من الشهر الثامن للتو اي سيولد الطفل قبل أوانه ..
كانت ترتجف حرفياً حين أدركت على ماهي مقدمة حتى طلبت من الطبيبة وهي تمسك بيدها : اليوم تعبانه خليني أطلع وبكره وعد أجيك من الصباح …
الطبيبة بتفهم وهي تحرك جهاز السونار على بطنها : هدي ياماما أستعيني بالله ..
ورفعت عينها لبتال على الطرف الآخر لتشير برأسها علامة على سوء الوضع …
سبقته للخارج وحين جاء من خلفها اخبرته : حدخلها العمليات حالاً الجنين ضعيف نبضه والأم مرهقه ..
مانقدر نجازف ..
بتال وهو يفرك جبينه لقد كانت أسهل الأمور سابقاً لاشأن له بكل هذه الأمور هو فقط يصله اتصال من والدة زوجته ببشرى انضمام فرد جديد لأسرته : طيب سوي اللي تشوفينه بمصلحتها ..
عاد لداخل ليخبرها : ابشرتس الأمور هانت بيدخلونتس عمليات ويطلعونتس إلا ووالدتس بين يديتس ..
جوزاء بأنزعاج : بس هذا ماكنت الخطه انا مسويه خطة ولادة مع الدكتورة وين راحت …على أي أساس اتكلم معاك وتجاهلني لايكون أنت اللي بتولد …
بتال يكتم زفرة ضيق ويعلق ساخراً : والله اني استاهل .. جوزاء ياعين أبوي ماهو وقته هالفصلات ..
توكلي على الله خلي هالليلة تقضي على خيررر…
تتمسك بأطراف السرير حين هاجمتها موجة ألم مفاجئة :ايه وش همك أصلاً روح وخلني أواجه مصيري ليه يارررربي ليه..
وأخذت على هالحاله حتى نقلت لغرفة العمليات …
ليبقى هو بتوتره ..
كان يقطع المرار تكرارً دون شعور ..
حتى وصله اتصال من ليلى تسأله عن رقم الجناح حتى تبعث حقيبة الطفل مع السائق …
حين طال به الأنتظار توجه للمصلى ليصلي وتره وفي حال عودته أخبرته الممرضه بلهجتها المكسرة : مبروك بيبي بوي ..
كان قد تخلى عن موضوع نوع الجنين ولم يسألها حتى عنه بعد غضبها السابق وبعد هدوئها الفترة الماضيه أعتقد أنها حصلت على ماأرادت وأنها أنثى كما تمنت ..
لاحقاً أخبروه أن الطفل أدخل الحاضنة ويستطيع رؤيته لاحقاً …
اتصل بعد الفجر مباشر على والدتها وبعد التحية والسؤال عن الأحوال : ابشري لتس ياعمه بحفيد ..
شهقة مستنكره : لاتقوله صادز .. جوزاء جوزاء وشلونها ليه ماعلمتني الله يهديك تعال خذني لبنتي …
بتال: ياعمه بنتس مرتاحة وكل العنايه عندها .. انتي ارتاحي واجلسي في بيتس العصر اجي اخذتس تشوفينها ..
وبعد محاولات أقنعها برأيه …
توجه بعد ذالك للمنزل بحث عن أبيه أولاً ونقل له الخبر .. وكان أكثر من سعيد وهو يرى فرحة ابنه وأستقرار حاله مع زوجته وأثمار هذا الزواج عن ابن ..
توجه لعمله وأخرج باكراً ليتوجه لها بعد أن أطمئنته بأتصال انها خرجت لجناحها بعد أن تركها بغرفة الملاحظة ..
دخل عليها ليجدها مسترخيه بسريرها وتتحدث بالهاتف وسرعان ماأنهت المكالمه حين رأته …
وضع الباقه التي أحضرها معه جوار سريرها وانحنى يطبع قبله على جبينها : الحمدلله على السلامة يالغاليه أم الغالي..
جوزاء بأستكنان وهي تحدق بالباقة: الله يسلمك .. شكراً حلوة الباقه ..
بتال وهو يجلس على المقعد المجاور : والله الحلو جالس مقابيلي ..وش هالزين وش هالجمال والله الأمومة ماتليق إلا عليتس !!!
لم ترد إلا بأبتسامة محرجة …
بتال : ايه وش بتسمين الأمير ؟
جوزاء التي ارتاحت انه لم يصر على رأيه السابق حين اقترح لو كان ابن يود تسميته على أخيه ..
ولأنها لم يعجبها ماضي المنذر مع والدته كما وصلها فهي لن تتفائل على نفسها وتسمي عليه : خيال …
صمت للحضات وراقبت هي ملامحه بتركيز .. قبل أن يهز رأسه برضا : طيب شفتي خيال ياأم خيال ..
أرتاحت ملامحها : ايه شفته بعد الولادة على طول بس ماتذكره حتى زي الحلم وبعدها حطوه بالحضانه ..
بتال : تبغين نروح نشوفه ..
جوزاء القلقه من الأمومه : ياليت ..
طلبت الممرضه التي ساعدتها بالأنتقال للكرسي المتحرك .. ودفعتها لحضانة الأطفال الخدج ..
وقفا أخيراً أمام حاضنة الصغير ..وسأل الممرضه بشك لحضي: متأكده انه هذا ..
الممرضه برسمية :بس بيبي فور جوزاء ..
جوزاء التي لم تفهم شكوكه : وش فيه ؟؟؟
بتال بعدم أقتناع : أصلع وحتى حواجب ماعليه …
جوزاء : توه صغير …
وفكرت قليلاً : آه .. عشان شعره فاتح عيال أخواني كذا..
تلقى الصدمة الأولى بأستسلام قبل أن يسأل بشك : عيونه وشلون عيونه ؟؟؟
جوزاء التي تجد الأمر مسلي : اوه اتوقع يحتاج كثير عشان تبين لون عيونه لأنه نادر يفتح عيونه بالأسبوع الأول ..
وصمتت قليلاً لتقول بمنطقية :بس لاتخاف انا وانت كلنا عيونا بني أكيد بيطلع علينا..
لم يقتنع برأيها ولم يعلق فمن المظهر الخارجي يتضح جينات من أمتصها بالكامل ..
××من يوم جيتي وانا اشوفك حياه ومصير
يا دعوةٍ مستجابه بعد طول انتظار××
*****
لاحقاً بعد خروجه من عندها بسعاده رغم أرهاقه ولكن استقبلته والدته بطريقتها المعتاده ..
فهدة بأنزعاج بعد أن تلقت خبر الأسم :وعلى وش حاجز لها جناح ملكي عسى ماهي والدة هارون الرشيد!!!
بتال بأنزعاج : يمه هذي فرحتس بولدي !!!!
فهدة بغضب : يومك مالك رأي حتى بأسم ولدك أي فرحة تنتظر مني …
بتال بضيق : هي اللي تعبت فيه يومها مابغت اسم منذر ماني غاصبها عليه …
فهدة بإزدراء:ومن متى المرة تسمي ؟؟؟
بعدين ليه ان شاءالله محدده لنا يوم لزياره وحنا بعد أهلها …
بتال يقف بأنزعاج : انا مالي شغل بمواضيع الحريم عندتس كلام قوليه لها…
فهدة بتهكم :زعل ياعساه زعل جدي …وأنت أحذف حالتك والله مايتثبت هالأسم …
الحسن : يمه والله الأسم فخم وبهالمناسبة بشتري له مهر هدية …
فهده : مهر ليه ان شاءالله مصدق حفيد الراعي بيطلع خيال صدق !!
وحدقت بالقروب حيث ترسل ليلى مقاطع فيديو تباشير وقد وضعت عليها أسم خيال : هالعوبا والله مادرت عنه كل همها تقهرني …
دخل للقسم الاخر وقد تكدر من أسلوب والدته …
حين استقبلته ليلى بتهاليل والمباركة أبتسم على أسلوبها وهي تقترب ومن خلفها يارا يسلمن عليه ويباركن له …
فياض المتكيء قرب والدته : فك جيبك ياأبن الحلال لازم نغششك يعني ..
بتال وهو يجلس : ايه مافيه شي بلله طلعت السالفة كذا ..
طيب استلمي وحول على ليلى هديه وأخبرها :وحده لتس والثانيه ليارا …
ليلى : هذي هديه خيال طيب والترقيه ماشفنا هديتها…
فياض بحدة : انقلعي يالله هذي لقتها ..
ليلى : بحذف الحاله اللي فيها صورتك هذا وانا جالسه اضبطك قدام بنات الجماعة وحاطه من صورك قبل خمس سنوات ..عشان يصدقون ان بعدك شباب ومزيون ..
شعاع بضيق لأنها تعلم أن فتح هذا الموضوع سيضايقه : قومي عن أخوانتس …لأقوم عليتس بعصاي…
ليلى بأنسحاب حذر : أنا اروح اشوف وش نجهز هدايا لبكرة عشان تطلع هدايانا احسن من الصنهات ..
فياض بعد رحيلها : هدية البناخي من عمه حوار الكحيلة ..
بتال بنظرة شك : وهالهدية حلال خبري أن الكحيلة ماهي ملكك وولدها يجري عليه ماجرى على أمه …
فياض بشخرة سخريه : حلال حلال .. الولد يتبع أبوه ماهو أمه .. وأبو الحوار الأشعل ملك أبوي يعني حلالنا ..
بتال ينهي الحوار بأرهاق : إذا هذا قولك .. استأذن ياجماعة ولاجلستكم ماتنمل بس من البارح على هالوقفه ..
بعد رحيله .. أعتدل ليواجه والدته وهو يضرب طرف قدمه بعصا يحملها بتهكم على وضعه: ايه تقولين يمه كيف حريم الجماعه مين اعرست ومن تطلقت ومن اضنت …
شعاع بأنزعاج : ياوليدي توكل دورلك حدا كم خوياك تونس معه .. ولاروح لنياق أبوك عسها..من يوم سافر سلطان محد نشد عنها …
فياض التقط شماغه ووقف : أجل سرينا ماودتس ترافقيني ..
خرج بعد رفضها مرافقته وتوجه حيث أشارت عليه ..
لاحقاً كان يسير وسطها بعقل شارد …
جتى جائه آدم يخبره : ياعمي القهوة جاهزه ..
فياض وهو يحكم لف شماغه على رأسه : خل القهوة عنك اللحين وحم لي صيخ بالنار وهاته بشيل الوسم عن الكحيله ماعادت حلالنا …
قال الجملة الأخيرة وهو يلتقط عنقها الذي دسته أسفل ذراعه بترحيب فيه ..
أطلق تنهيده وهو يضع خده على رأسها: ماعدتي حلالنا يالكحيلة …صاريفصل بينا الشرع والحلال والحرام ..
ألتقط أداة الكي ووضعها على عنقها حيث الوشم الذي يرمزلهم ليزيله بالحرق الذي أحدثه فوقه ..وأخذ يربت على رأسها مهدئاً ..
حين خرج من السجن كان متأمل أن يرتاح قلبه ويجد زوال لهمه بحريته وأن مشاعر الأشتياق ولهيبه هي وليدة المكان الضيق الذي يحيط فيه والذكريات التي حبس عقله داخلها ..فخرج لتنكسر كل آماله على خبر رحيلها الذي أشعل نيران داخل صدره وكأن عقله الباطن أرتاح لوجودها قربه للأبد…ولم يضع بحساباته فكرة أبتعادها ..واليوم أصبح وكأن السجن ينتقل معه فمازال شعوره السابق يسيطر عليه ...
رنين هاتفه قاطع خلوته ..تلقى الاتصال بترحاب كان أحد الأصدقاء المقربين له .. يسأله عن مكانه ليزوره ..
دعاه لمكانه وأستئذنه بأنه سيحضر ضيف معه ..
حين انهاء المكالمة نادى على آدم : جهز المندي ياولد جاينا ضيوف ..
لاحقا حضر الصديق وقهقه على منظر فياض حين شاهد الضيف فقال وهو يربت على كتف ابن عمه : جاي يناصحك من سمع انك بسجن الداخليه … قال بس من أصحاب الفكر الضال ..
فياض : يالله حيهم تو ماتبارك المكان بشوفة الشيخ ..
ونادى: الغبوق ( حليب الأبل ) ياولد ..
جرى حديث بسيط وحين رن هاتف الشيخ قال ابن عمه :هذي أختي من درت انه طالع معي وهي مكسرة الجوال اتصالات ثقتها في عاليه .. ونادى على ابن عمه الذي ابتعد ليرد : أسامه لاتقول لها انا عند فياض تراها بتطردك من البيت ..
فياض النصف متكيء التقط وعاء أمامه ورشه عليه : انت ماتهجد فضحتني بالرجال …
↚
الصديق الثرثار: ايه وش مخططاتك بعد الطلاق ماودك تعرس وتلاحق عمرك قبل يفوتك القطار …
فياض : القطار يدعسك ان شاءالله .. الحق عمرك انت وخلك مني ..
صديقه : أخت الرجال بعدها على ذمتك ..
فياض : ايه وشكلي ببقى عليها..
بصدق وهي يتذكر الموقف المحرج الذي وضع فيه فياض : ماأعجبتني سواته وضغطه عليك قدام الرياجيل ..
فياض بتنهيدة : لعلها خيرة ..
أجل هي خيرة لكن ليس له بل لخزام لتعيش حياتها ..
فلو لم يرتبط بأشواق لم أكتشف أمر عقمه وماتلى ذالك من أحداث ..
××في ذمتي يا من ذبحني وأنـا حي إنك مثل ظلي معي وين ما أروح××
****
نزلت على جدال والدتها مع العاملة .. سألت بتعجب : اللحين مصخرتيني يوم قلت متى بنروح وأنتي مجهزة كل هذا ..
فهدة وهي اغلق آخر حافظة طعام : الأكل اللي بيروح ماهو أنا يالمهبوله أروح وسط الصنهات وش اسوي .. احسن انها فكتنا منهم مالي نفس على مقابلهم ..
أسماء وهي تذكرها بحديثها : دامها ماتستاهل الزياره ليه مسويه كل هذا لها ..
فهدة وهي تجفف يديها : تبين وضحى تاكل وجهي تقول ماتعرف الواجب !!! خليها تأكل عساها ترضع حفيدي .. مع اني غاسله يدي منها ..
أسماء برفعة حاجب : ماأنتي متشوقة تشوفين هالحفيد !!!
فهدة بتوجس : قلت لأبوه ورني صورته وصرفني .. ماني بنت محماس لو ماكان طالع على جده لافي..
أغلقت عينيها بيأس كم تمنت او ذهبت اليوم كانت الفرصة أكبر أن تقابله …
فهدة التي فهمت أغلاقها لعينيها بطريقه خاطئة: زعلانه على اخوتس بكرة تجيبين لي مثله اذا ماتلحقتي عمرتس ..
أسماء بلهجة صارمة رغم هدوئه : ماراح انفصل عن أحمد … لوكان فيها موتي ..
فهدة بلهجة شامته : ايه ياشماتة الناس فيتس يابنت عقاب اركضي ورى ولد الصنهات بعد ماضمنتس بجيبه وضمنوا أنهم صاروا من الصوارم رماتس في بيت اهلتس ومشى …
ووجهت انتباهها العامله : سويلي قهوة تركية والحقيني فيها للصالون ..
وخرجت لتلحق بها أسماء : محد وماني قلت مية مره انا اللي جيت بنفسي واختياري ..
فهدة وهي تسترخي بمكانها : ايه ألعبي على عمرتس بهالكلمتين .. لو حاط لتس قدر ماتركتس شهور بدون مايطيب خاطرتس … افهمي يالفاهية هذا باااايع …
طريقة والدتها بذكر الجملة هزتها من أعماقها .. كسرت ثقتها فيه .. أجل مالذي يجعلك واثقه فيه ربما هذه هي الحقيقة وأنتي فقط من لم يفهمها ..
لقد حصلوا على مبتغاهم من هذا الزواج الذي أندرج تحت باب المصالح ..
حتى تلك السفرة ورفضه الطلاق لحفظ ماء وجهه حتى لايكون أجبر على الطلاق ..
هو غير مهتم وأكبر دليل علامة الأستفهام الذي إرسلها يوم أمس ..
فعلى مايبدو قد لاحظ وجودك ولم يكلف نفسه بكلمتين يسألك ماذا تفعلين هناك ..
أما سره الذي يخفيه هو غطاء لحقيقة نفوره منك ..
ومهما كان لم يستطيع أن يقولها صريحة …
من جهتها فهدة لاحظت ملامح الكدر التي طالت وجه أسماء وأبتسمت على وصولها لهدفها ..
رفعت فنجان القهوة لترتشف منه وسرعان ماكشرت: عساتس ماتسوين … هذي قهوة ولاحثل بن …
وتمتمت لنفسها : الله يذكرتس بالخير يارضا محد يضبطها مثلتس..
اسماء التي صعدت لغرفتها بمشاعر أخرى غير التي نزلت بها…
لاتستطيع السيطرة على أفكارها كان من السهل أن تتأثر بماسمعت من أمها …
لأنه يحمل وجه آخر للحقيقه وعليها أن تجهز مشاعرها لتقبلها ..
هي من رفعت سقف توقعاتها فيه لأنها دخلت هذا الزواج وبنيتها النجاح وهذا جعلها تغفل الكثير من الوقائع ..
ماذا لو كان لايكن لها أي شعور ..
لقد كانت مستميته عليه .. ولم تفكر بحقيقة شعوره هو .. الرجال أنواع مختلفه لايمكن أن تحصرها بأخوتها وطليقها ..
حتى يكون أحمد هو نقيضهم والنوع المثالي أمامهم ربما هو ايضاً صوره سيئة من الرجال لم تتعرف عليها بعد .. أسوأ من سابقه .. بارع بالتلاعب بالمشاعر وناجح بجعل النساء تتعلق فيه ثم يتركها محطمة خلفه …
ولكن لن تصبر حتى تصل لهذه المرحله ..
فتحت هاتفها وقامت بحضره …
إذا كان هناك أنسحاب وأنهاء لهذة العلاقة سيكون من قبلها لن تهدر كبريائها أكثر بأنتظار التخلي والرفض يأتي من قبله ...
لقد تحطم قلبها مرة وقامت بترميمة بأستطاعتها فعلها ثانية ..
حتى متأكدة أنها تستطيع على رجل أفضل ..مازالت نفسها أسماء لم تتغير بجمالها وشبابها ونسبهاا ..
هذه أفكار عقلها ..ولكن قلبها متقد كجمرة يزيد لهبها ولاينطفأ ..
××ما رحلت الا عشانك كنت اصغر من عطاي
وما ندمت الا عشانك ذنب صعبٍ يغتفر !
كيف امنتك بقلبي ؟ وكيف اهديتك سماي ؟
وانت لا قد السحاب .. ولا بعد قد المطر××
***
لم يكن وصولهم لهذا المنزل بالسهل بل كان بغاية المشقة .. الصدمة اتضحت على وجه الجميع حتى وسام الذي من المفترض إن يكون الأكثرتماسك بينهم … فمنزل الجنوب يعتبر قصر أمام هذا المنزل المهجور لما يفوق خمسة عشر سنة وربما أكثر ..
خزام وقد بزغ برأسها فكرة سرعان ماطرحتهاوهي تفتح هاتفها : اشوف شقة مفروشه نسكن فيها يومين على بال مانرتب المكان وندبر لناأثاث من الحراج ..
أرتاح الجميع للقرار الذي اخذته …
لتقول رضا : شوفي لنا حاجه بحدود ١٥٠ ..
وسام من جهته : كفايه غرفه وصالة تنامون بالغرفه وانا بالصاله ..
كبحت زفرة الراحة حتى لاتظهر بمظهر المتوترة …
قبل أن تصل السياره التي طلبوها من أحد التطبيقات … دخلت مره أخرى لتفقد المنزل وتحصي الأصلاحات التي سيتخذونها وتحسن من المعيشة أولاً يحتاج لتكيف فهو خالي منه فقط مراوح بالسقف …
ثلاث مكيفات ستكون كفايه فهو لايحتوي إلا على غرفتين وصاله ومطبخ لايكاد يذكر ..
لايوجد فيه أثاث صالح ربما فقط دولاب غرفة النوم والمطبخ سيفيدانهم لفترة ..
هذا المكان لن يكون مقرهم فما أن تحصل على عمل جيد حتى تستأجر مكان أفضل وخرجت من المكان بهذه الأفكار …
××لا تخليني على الدنيا لحالـي والله إن غيبتك ياكلني قهرها××
*****
خرجت من غرفتها وقد توشحت بطانيه خفيفه أمام الآخرين هي تقيها من البرد وبالحقيقة هي تخفي فيها بطنها …
سعد حين رآها: ماشاءالله تنازلت صاحبة الفخامة وطلت علينا..
غاده وهي تجلس على مقعدها : وش أخبارك يابو أصيل ؟؟؟ خلعتك فادية ولاطلقتها..
سعد الذي جاء حديثها على موضع جرحه : تحلم بالطلاق ترد لي قروشي ولابتجلس طول عمرها معلقه ..
غاده بأستنكار : يمه تسمعين ولدتس عاجبتس كلامه ..
أم سعد : ليه من متى احد يسمع كلامي بينكم لو كم تسمعون كلامي كان رجعتي لجوزتس ماهي جالسه مقابلتني ..
قاطع حديثهم مروى القادمة من الأسفل : مدت أولاً السلة لجدتها التي سألت : وش هذا؟؟؟
مروى : كب كيك ياجدة جربيه بصير أسر منتجة وأبيعه ..
الجدة بشهقة استنكار : ليه ياوليدي قاصر عليتس شيء ..
سعد : ماعليتس منها يمه هذي وأختها عوب طالعات على عماتهن..
غاده وهي تأخذ قطعه من السلة قضمتها لكن سرعان مابصقتها: وأنا عمتس انصحتس لاتورطين عمرتس محد شاريه …
مروى تنزل وهي تحمل سلتها : بجرب وصفة ثانيه ..
سعد بأنزعاج يصيح بها : بس بلا خبال خلصتي بيضنا ودقيقنا …
وانقطع حديثه بدخول فاطمة التي تحمل ابنها وخلفها العامله تحمل كعكة أعدتها بنفسها ..
فاطمة : مساء الخير ياعمه … كيفتس غاده …
غاده وهي تحدق بالكعكة : بخير ياأم أصيل ماشاءالله وش المناسبه ..
سعد : والله هذي صدق ماهي معنا حماتس طلع من السجن ..
غادة وهي اتذكر أن فاطمة قد أنكرت سابقاً سجن أخيها: ماشاءالله على البركة بس ماكنتم تقولون مسافر يعني طلع صدق مسجون !!!!
فاطمة : أهم شيء سلامته مسافر ولامسجون …
أم سعد التي تضع أصيل بحضنها : ايه قرت عينكم .. وعساه يطخ ويتذكر ماعاده صغير.. وكان تسمعون الشور جوزوه بس لاتخطبون لهورعه مثل اللي قبلها دورو له مره صدق …خلاص ماعاده صغير ياخذ له وحدة بعمره ولو اكبر .. حتى لو ماهي بكر …
سعد لينهي الموضوع : إلا أبو هجرس وين أشوف تصوير الشباب أمس ماطلع فيها …
فاطمة وهي تقص الكعكة وتقوم بتوزيعها: مسافر له فوق الشهر …
سعد بأهتمام : وين ؟؟
فاطمة : والله ماعندي تفاصيل دقيت عليه مايرد وسألت عنه امي تقول مسافر …
سعد بلهجة ملتوية : ايه مسافر ولحاله لاأموره طيبه أبو هجرس !!
تجاهل الجميع تلميحاته وأستمرت الأحاديث بينهم ..
ماأن أنفض التجميع حتى عادت لغرفتها وجهزت لنفسها للخروج ...
كانت تفعل هذا كثيراً تتظاهر أنها ذاهبة للعمل وهي تذهب لشقتها
حتى تأخذ حريتها بعيداً عن الغرفة التي تحصر نفسها فيها ...
ماأن دخلت الشقة حتى علقت عبائتها وتوجهت للمطبخ ...
لاحظت وجود عدة كؤوس بالمجلى رغم أنها لاتخرج إلا وقد نظفت المكان ..ففكرت أنها قد غفلت عنها بالمرة الماضيه ...
أعدت لها قهوة ووضعت جوارها حلى قد أحضرته بطريقها ..
وحين ألتفت لتخرج من المكان ...شهقت من صدمة وجودة وأهتزت الصينية بين يديها ...
قبل أن تضعها جانباً وترفع يدها على صدرها :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...بسم الله الرحمن الرحيم ...
سلطان الذي صدمته تفوق صدمتها وهو يتأملها غير قادر على النطق قبل أن يجبر لسانه على الكلام وهو يقول :عسى ماهو أنا الشيطان اللي تتعوذين منه !!!
صبت لنفسها كأس من الماء وشربته بجرعات سريعة ومازال قلبها يخفق بسرعة فائقة هي فزعة مصدومة متفاجئة بنفس اللحضة ..
حين شاهد حالها :هدي هدي لو شايفة رجال غريب وش سويتي ...ولا تفضلين شوفت أي أحد على شوفتي ...
خرجت تبحث عن أريكة لتستلقي عليها فالأرض تدور بها ...
وهو يشاهد تصرفاتها بحيرة وأنزعاج :تبغين أطلع وأخلي لتس المكان بس لاتسوين بعمرتس كذا ماتسوي علينا ...فهمت أنتس ماتبين تشوفين وجهي ...
غادة التي تغلق عينيها من شدة الدوار :أنفجعت ليه ماتفهم ماني متخيلة وجود أحد وفجأة تطلع علي ..
ووقت مغرب ...وماهو وقت التشره ...
وحين لم تسمع رده ..أعتقدت رحل حقاً نادته بأستفهام :سلطان ...؟؟
وحين لم يجيبها أعتقدته توجه للغرفة ليرتدي ملابسه ويخرج كما أسلف ..
وأنتفض جسدها للمسته على بطنها ..كيف غفلت عن هذا من شدة تفاجئها بوجوده نست أمر بطنها ...
مرر يده على بطنها المتكور قبل أن يسأل بصوت يحمل سخرية أليمة :يعني هذا اللي داسته عني ..!!
لهدرجة ماتثقين فيني ..
وضعت يدها على يده لتبعدها لاتحب أي لمسه على بطنها ...
وأي ملامسه له توترها وتقلقها ..
سحب يده بفضاضه ..قبل أن يقول بلهجة باردة لاتحمل مشاعر :إذا تحتاجين مستشفى أمشي ...لايصير شيء وتحطينها براسي بعد ...
وأني متعمدها ..
××من عقب ماكان يكتبني ويقرانـي ما عاد يدري مَع الايام وشلونـي××
****
حددت اليوم الأول من الزيارة لعائلتها ..أول الحاضرين كان لافي وفاتن ..
لافي بفخر مبالغ فيه : والله ماني مصدق ياعمه وأخيراً استرجلتي وصرتي أم..
فاتن بيأس :تكفى يالافي لايسمعك أبوي بيقول ياحسافه على خلفتي ..
يتجاهلها ويتأمل الترتيبات وأسم الطفل الذي يحتل جزء كبير من على الحائط المقابل له : اللحين الربع كانت هديتهم سياره بس بعد هالأسم الظاهر بيبيعونها .. ويشترون له حصان ..
انتهى حديثه بحديث جانبي بين الأثنتين قبل أن يعود ويقول وهو يأكل من الشكولاته : بس والله ياعمه انتس قطعتينا من شوفت اهل خيال .. الربع اخذين قروض عشان يتفشخرون بالهدايا قدامهم وأنتي نسفتي كل المخططات ..
فاتن بضيق : ماتلاحظ هرجك كله مادي !!!
لافي:ليه وش تبين اهرج عنه كيف الولادة ولا عن أدوية النفاس .
جوزاء تتدخل : من يوم صحيت من العمليه معي صداع عيى لايروح تجيب لي بلاك كوفي …
لافي وهو يقف مغادراً : أبشري ياأم خيال مع أني فاهم أنها تصريفه ..
مع خروجه كان دخول هيفاء ووالدتها..
وبعد السلامات سألتها : ماجابك بتال ؟؟
وضحى وهي تجلس : دق علي بعد العصر وحسيت من صوته أنه تعبان قلت أنا جتني هيفاء ورحت معها وبعدها عاد دقيت على هيفاء وهي كد وصلتس بس رجعت عشاني ..
هيفاء وهي تخرج ماجهزت والدتها من أجلها وتقدمه لها : عسى ماتأخرنا عليك …
جوزاء : لاعادي كنت نايمة أصلاً ..
وضحى : وشلون ضناتس ( طفلك) رضعتيه ..
جوزاء التي بدأت تعي بعض العوائق المقبله عليها من التدخلات والأرشادات : لا توه بالحضانه …
فاتن بتدخل عفوي : عادي ترى يمديك تشفطين له حليب زميلتي كانت تسوي كذا …
حين لاحظت النظرات الحادة من عماتها فهمت خطأها ..
هيفاء بسرعه وهي تتأمل الصندوق المغلف التي قدمت فيه فاتن هديتها : ماشاءالله هذا من وين حصلتيه عطيني الحساب اللي سويتي عنده …
فاتن بتفاخر : هذا حامد اللي مسويه كيف بالله ؟؟؟
هيفاء وهي تتأمل التفاصيل بدقه : والله فخم وشغل متقن ماشاءالله عليه .. ووضعته قرب جوزاء : جوزاء شوفيه ؟؟
جوزاء وهي تتأمل التفاصيل وأسم خيال الذي نحته عليه : جميل يعطيه العافيه …
وضحى التي لم تعلق على السابق لأنها لم تريد مضايقتها لم تستطيع تجاوز أمر الأسم : لو انتس مسميته على حدا جدانه ماهو أخيرلتس …
انهى حديثها دخول لافي ومعه والدته وشيخه وبناتها : لقيت الربع بطريقي وجبتهم لكم ..
وانسحب بعد قليل حين حضرت باقي زوجات أخوانها وبناتهن …
مساءً حضر أخوتها الرجال وأحضروا السياره التي تحدث عنها لافي وقد أعتقدته على سبيل المزاح ..
ولكن كان محق بموضوع السيارة الهديه ..
والتي ملئوها بجميع أنواع الهدايا من أحتياجات الطفل حديث الولاده ..
شكرت لافي الذي تكفل بتوصيل السيارة لمنزل والدتها وسترى لاحقاً ماستفعل بها …
حين رحل الجميع وأعتقدت أخيراً أنها سترتاح …
دخلت عليها أحد العاملات برفقة طعام من فهدة …
وأضطرت أن تستيقظ لتأكل بعض منه ..
وحين انتظرت رحيلها أخبرتها أنها ستبقى معها الليلة …
وحين أغلقت الأضائات واستعدت النوم .. رن هاتفها ..رفعته بضيق كان عليها أغلاقه ..
حين رأت الأسم : هلا لوغيرك مارديت .. ادخل ماعندي أحد ..
حين دخل عليها أعتذر على حضوره بوقت متأخر : السموحة ياعمة شكلي صحيتس من النوم بس سمعت أن الوالد ماتنام من صياح ورعها…
جوزاء وهي ترفع سريرها لتجلس بأعتدال: وش فيك صاير لي لافي على غفله ..
أحمد بأبتسامه ؛ لم تصل لعينيه اصلاً انا اتهجج منه عشان كذا ماجيت بدري …
جوزاء : ليه وش صاير بينكم ..
أحمد وهو يضع يديه خلفه رأسه ويرتحي بمقعده : أخذت لي شقه هنا ومن درى ناشب لي بجي أبات عندك ..
بلهجة مستدرجة : والشقه هذي شقة عزابيه ولا عوائل ..
أحمد : وش رايتس؟
جوزاء : وش دراني عنك .. ؟
بزفرة حارقه : لو بحط شقة عزابيه حطيتها من سنين ماهو اللحين..
جوزاء : طيب ومتى بتجتمع مع عائلتك ..
أحمد بشعور بالثقل: ماأدري الله يسهلها .. وقال لينهي الحوار المسلط عليه :وينه الشيخ خيال؟
جوزاء ببوؤس : بالحضانه ..
أحمد : وش فيتس تقولينها تسذا
جوزاء : اللحين هو بالحضانه بالمستشفى والممرضات عنده طول الوقت بس كيف لو طلعت فيه .. تخيل لو نمت وحصل معه شيء..
أحمد : وش بيحصل يعني ..
جوزاء : يختنق .. يشرق .. الموت السريري للرضع بالسنه الأولى كثير ..
أحمد : ولو الله كاتب عليه الموت المستشفى والممرضات اللي بيردونه عنه ؟؟
جوزاء بحيرة : بس..
أحمد حاول أن يلطف لهجته ولكن خرجت حادة لأنه يضايقه ضعفها : لابس ولاشيء الحافظ الله ماهو البشر والله مايقدرون يردون عن أنفسهم الشر ماهو عنتس ..
وحانت ألتفاته منه ليقع نظره على الصالة المجاورة حيث تجلس العامله ليسأل بأستنكار :هذي وش تسوي هنا ؟؟؟
جوزاء التي أدارت رأسها لترى ماينظر إليه وقد نست وجودها :ايه هذي مرسلينها لي ..
هز قدمه بتوتر :هذي ماهي مربية ولد أسماء !!!
جوزاء هزت كتفيها بلامبالاة :يمكن عشان تعرف تعامل مع الأطفال يحسبون البيبي عندي ويبغونها تعتني فيه ...
وقف مستأذناً ولم يستطيع البقاء أكثر :يالله أشوفتس على خير إذا أحتجتي شيء أتصلي علي تراني قريب ....
خرج بمشاعر سيئة بعكس دخوله ...
لم تفهم مامشكلته مع وجود عاملة أسماء
هل ذكرته بها ... ألم يتحدثوا قبل قليل عن العائلة ولمحت عنها ..
لم يزعجه الأمر كحين رأى العاملة...
أرسلت له: ( أحمد إذا تحتاجني بشيء أو تبغى تفضفض عن شيء ترى مازلت أقدر أسمع لك .. حتى لو تبغاني أكلم أسماء ماعندي مشكلة )
ولم تنتظر رده أغلقت هاتفها ونامت ...
قرأ رسالتها وهو بالسيارة رد عليها برسالة من كلمتين : (ماتقصرين يالغالية )
آه لو تعرفين ماأعيشه ..أنا أكاد من شدة يأسي أن أفسد سعادتي بنفسي ...
عاد للعلاج النفسي كان يسافر كل أسبوعين مره لجده حيث معالجه النفـسي ...لأن والده حين عالجه نفسياً أبعده عن الرياض بعيداً عن معارفة ..
ومع تقدمه بالعلاج النفسي ..كان لديه هاجس شديد بفشل هذا العلاج
وأنه لن يستطيع التخلص من عقدة ..
حتى وصل فيه التفكير اليائس أن يرتبط بأخرى بالسر ويختبر
وضعه...هل تخطى هذه العقدة أو مازال داخلها ولن يستطيع الخروج منها ....
قبل أن يعود لها ويزيد الفجوة بينهما لو أستمر الوضع على سابقه ...
××ماقدرت أحب وجه اللي أحبّه ماقدرت اكسب رضا قلب اشتراني تهت مابين الأحبّة والمحبّة من بـ ياخذني ومن ياخذ مكاني ؟××
****
اليوم الثاني لوصلهم المدينه توجهت برفقة وسام لأحد المحلات التي تشتري المجوهرات ..
عند البائع تفاجئت بأسعار أقل بكثير من ماتخيلت ..
بل بخس حقيقي لقيمتها…
حين لاحظ صدمتها وسام أخبرها أنها ليست مضطره لبيعها ..
ولكنها فعلتها .. فهي ليست مضطرة فقط بل مجبرة ..
هي من دفعت بهم لهذا المصير ..
والدتها أصبحت تتابع قرارتهم بصمت وحين تتحدث فقط تضرب الأمثال عن النهايات السيئة ..من سوق الأغراض المستخدمة ابتاعوا احتياجاتهم للمنزل …
خلال أسبوع كانوا مستقرين في منزلهم ..
ومستعدين لبدأ الفصل الجديد الجميع ماعداها ..
فقد تبقى الفقرة الأخيرة التي حين سمعتها رضا أصبحت تصيح بوجهها بجنون : تروحي فين ياروح أمك ؟؟؟؟ رياض ايش اللي بترجعي لها …
خزام بتوتر من صياح والدتها : ياأمي أفهميني انا درست فصل هناك ودفعت فلوس مو حرام يروح عليه هنا فين بدرس !!!
رضا : موعشان سمعت لك مره خلاص بتمشيني على كيفك ؟؟؟ ماعندي بنات يعيشوا بسكن طالبات والخرابيط اللي تخطي لها ..
وسام بتدخل : ياأمي مافيه جامعه راح تقبل فيها وهناك خلصت ترم وحتدخل الثاني ولورفعت معدلها بتأخذ منحة على حساب الكلية ..
رضا بتعنت : لا يعني لااااا..
خزام بقهر : أمي أرجوووك هذي فرصتي لاتضيعيها عليه…
رضا ويدها على رأسها: ايه ياراسي بأي وجه أقابل أبوكم بالآخره لو عرف بفعايلكم ...
×× حتى لو أحتاجك ماراح اجيك انكسرت واجد منك وانتهينا××
إنتهى