📌 روايات متفرقة

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل السادس 6 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل السادس 6 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل السادس 6 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية عشق من قلب الصوارم الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عشق من قلب الصوارم الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عشق من قلب الصوارم الفصل السادس 6

رواية عشق من قلب الصوارم بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل السادس 6

*الحاضر*



كان مخنوق جداً من أكتشافه والأستنتاج الذي وصل إليه ...
دخل للحمام ليتوضأ ...ومازالت الشياطين تتعارك داخل عقله ...
ولكنه تمالك نفسه لأبعد حد ..
خرج ليصلي بالغرفة فهو قد كان متعب جداً وبعد رحلة دولية طويلة وصل لهنا ليستريح وأستيقظ على حركتها بالشقة ..
كان شك أن سمعه يخادعه ويهيء له أمور ليست موجوده حتى وصل للمطبخ ووجدها فيه ...
في البداية شعر بالفرح لوجودها وبعد أن تذكر ماكان منها من جفاء شهور تعكر مزاجة ...
وبعد الصدمة التي تلقت فيها وجوده وأنهيارها مريضة ...
زاد شعوره بالنفور من هذا اللقاء ..
ولكن لاحظ أمر جعل كافة حواسه تتشنج ...
وأقترب ليتأكد وكم كانت صدمته حين تحقق شكه
وأكتشف ماتخفيه عنه وسبب تهربها منه الفترة الماضية ...
حين فرغ من صلاته لاحظ أستلقائها على السرير ...
لتبارده بقولها :اللحين أنا مريضة وضغطي بالنازل وأنت تاركنه حتى ماجبت لي كوب عصير يصحصحني ...
تجاهلها وهو يرفع السجادة من الأرض ويعيدها مكانها ...
جلس على المقعد قربه ..أرهاقه لايساعده على ترك المكان لها والخروج ..
وبنفس الوقت لايستطيع البقاء قربها وكأنها لم تفعل شيء ...
عادت تقول :كنت أكرهك ..فجأه أكرهك حتى اسمك بجوالي ماأبيه ..
ألتفت عليها مع أول لفظه قالتها بنظرة مصدومة منزعجة ...
أكملت :لاتناظر فيني كذا تبغى أكذب عليك ...هذا اللي مريت فيه ..
ماني متقبله لاصوتك ولاوجودك حتى ..كيف برد عليك وأخذ وأعطي ..
ماني كنت عارفة وش اللي أمر فيه بعدين عرفت أني حامل وهذا وحم ....
سلطان بأستخفاف :وبعد مادريتي ليه ماكلمتي عطيتيني خبر قلتي كذا وكذا ..
أكملت تبرر نفسها :أقولك أسمك بجوالي ماني طايقته كيف وجودك ...أنت بتجي تبحث عن تفاهم وأنا ماأقدر أتحمل ..
بنجن ترى حتى بعد ماعرفت أني حامل مافهمت أن كرهي لك وحم أحتجت وقت حتى أفهم ..وبعدها أنت مابحثت عني وأنا مالي وجه أدورك ...
سلطان بصيحة أستهجان على أسلوبها البارد بشرح الوضع :وبس هذا كل اللي عندتس ..
اعتدلت بجلستها ووضعت يدها على بطنها :بدون صراخ وبكرة تقول جلطتيني ..ونظرة للأسفل حيث يدها على بطنها :وبعدين جنيني ماتعود على الصراخ معودته على الأسترخاء فلا تسبب عليه بصدمة وهو للحين ماطلع على الحياة ...
سلطان الذي يشعرها أنها لاترى نفسها مخطأة أبداً :لا والله أنا اللي بصدمه ..ترى إذا مستكثرته علي خليه لتس ..عندي غيره ...
غادة الغير مهتمة :عارفة ماجبت جديد .. وإذا صار له شيء واحد من مجموعة بس أنا هذا كل اللي حيلتي ...فلاتستكثره علي ...
قالت عبارتها الأخيرة بنبرة مخنوقة ...
صمت وصمتت ومضى اليوم بتحفظ
هو لم يغادر وهي بقيت ..
××ماعدت اخاف الفراق ،، ووحشته لاحت هالمرّه خطاي ! في درب الغياب ،، اشجع البارحه ليله ،، ومن عمرنا راحت رجّع لي البارحه ! وانا اوعدك لـ ارجع..××
****
كان مستلقي جوار والدته يعبث بهاتفه ويسمع الجدال الجاري بينها وبين ليلى التي ترفض الذهاب لزيارة زوجة بتال اليوم مع فهدة وابنتها بطريقة مثيرة لريبه …
ليلى : يمه حبيبتي الهدايا اللي طلبتها ماوصلت أروح ويديني فاضيه..
شعاع بمحاولة لتغير رأيها : أنا مالي قدرة على الروحه والجيه انتي بدالي بتاخذ على خاطرها منا لو مارحنا لها ..
فياض وهو يقبل كفها قربه : يمه ليه شاده على روحتس اللي بيزعل منتس عساه لايرضى …
شعاع : تكلم العاصي الثاني انت طيب خاطر ابوك وروح معه لمشواره الليلة وخل كثرت الهروج عنك ..
كشرت ليلى بملامحها : لاتروح …
فياض يعتدل بجلسته : عناد فيتس بروح لا وبحب خشم جدسدن
عشان يرجع امها لفزاع …
صمتت حتى لاتستفزه اكثر وينقلب كل شيء ضدها ..
وقفت وهي تقول : كل واحد حر بتصرفاته..
أسرعت لتدخل غرفتها لتجد يارا تنتظرها : اللحين ممكنافهم بعد
ماجهزنا أمورنا ليه نأجل الزياره ..
ليلى تجلس ببرود على كرسي تسريحتها قبل أن تبدأ مسح زينة
جهها : ماأبغى اروح مع عمتي فهده أسماء وافضل أزورها في بيت أمها لغاية بنفسي عندك شيء ..
يارا بضيق : طيب لاقررتي عطيني خبر بس قبلها بيوم..ترى عندي دراسه وياليت يكون وسط الاسبوع لأن الويكند…
اكملت عن يارا وهي تضع الماسك على وجهها : يجي يوسف..
خرجت يارا دون تعقيب وبقت هي مكانها تتأمل سقف غرفتها .. لايعجبها أبداً عودة مريم كم تتمنى لو يتعنت والدها ويبقى على رأيه السابق ..
××أنا على حطّت يدك والله ما عندي جديد أعاند أيامي بعد ما جاتني بـ عنادها ××
****
تجلس بغرفتها وقد تجهزت لزيارة كم تشعر بالأحراج لذهابها خاليه اليدين ولكن الزيارة واجب وستحضر هديةلاحقاً هذا ماأقنعت نفسها فيه …
حين انفتح الباب بفجاجة ودخل بلباسه الذي اعتادت عليه انحنى لينزع حذائه ذو الساق العالي ... ولكنه تراجع وأخرج مجموعة أوراق نقديه من جيبه ووضعها على سطح التسريحة : هذي هدية ولد بتال إذا بتروحين خذيها .. وإذا تكبرتس بيمنعتس عنها أجل مافيه روحة .. أرتدت عبائتها متزامناً مع رنين هاتفها ..
والتقطت النقود بعشوائية .. وخرجت ..توجهت لجناح أسماء التي كانت قد اتصلت بها ..
وقد وضعت هديتها على المدخل أخرجت النقود الموضوعة في الظرف المصاحب للهدية المنسقة ووضعت ماأعطاها مكانها ..
تحت أنظار أسماء التي فتحت فمها ثم أغلقته : طيب عطيني خبر من بدري وأنا أنسق لك ..
لم ترد عليها فزه حملت الهدية وخرجت …
عادت أسماء بأدراجها لغرفة ابنها وبحثت سريعاً عن هديه مغلفة قد وصلتها ولم تفتحها تأكدت من عدم وجود بطاقة المهدي داخلها ووضعت البطاقة التي جهزتها وصفت النقود الهدية …
لاحقاً بالسيارة سألتها والدتها : وش هذا ليه هديتس معفزة ووش
هاللي معتس ..
أسماء وهي تلقي نظرة سريعة على فزة التي تجلس بالمقعدالمقابل : هاه عادي تبادلنا …
فهدة بشك : لاتقولين سرقتها صدق مثل ماتقول …
وقالت بأسى : ياربي ليه تبلاني بحريم عيال سروقات…
وتحت أنزعاجها وبخت حفيدتها التي تأرجح أقدامها :اجلسي ماأنتي بزر .. انا شارطه عليتس تجلسين عاقلهولااردتس البيت ..
أسماء التي لم يعجبها لباس وريف سألتها : وريف حبيبتي ليه لابسه فستان حفلات حنا رايحين زيارة بمستشفى موحفله …
وريف وهي ترفع طيات فستانها : ابغى البيبي يشوف فستاني … عشان يقول وااااو ..
فهدة تستغفر بصوت مسموع : بتوريه فستانها ياربصبرني …
فزه بشفقه على وريف التي استشفت
عدم رضاهم عن مظهرها: ياعمه هونتس عليها ..
والله انا فستان وريف يهبل ياليت فيه بمقاسي كان لبسته انا بعد …
أصدرت فهدة صوت عدم استحسان ولم تعقب انشغلت بهاتفها ..
وسألت اسماء وهي تمد لها هاتفها : اليوم محد ارسل علي ولافتح معي شي شوفي وش بلاه هالأقشر …

لاحقاً بالمستشفى وهي تتأمل تنسيق المكان وتتلقى الفنجان الذي قدمته العاملة التي أحضرتها لضيافة :زين شغلكم بس لو انتس مشاورة أسماء اللي سوو لها أستقبالها بولادة فياض أحلى …
جوزاء بأبتسامة لم تصل لعينيها : عادي ياعمه كلاً وذوقه وأسلوبه
لم تكن الزيارة مريحة لها كما تخيلت فهاهي فهدة تبدأ الحديث عن الأشباه والشكل والهيئة وهي لم تراه بعد ..
أسماء بدورها لاحظت باقة الورود التي بعضها أطول منها وقد كتب عليها أسماء مرسليها ولم يكن هو من بينهم أبداً ...
الجميع ترك له أثر هنا ماعداه ..
ألتقطت بطاقة الباقة الأقرب لها ولأن العبارة فيها كانت غريبة سألتها :شكراً ياعمة أنتس تركتي لتس عقب نتذكرتس فيه ...بس الله يهديتس ياعمة لو جبتيها بنت كان نشكرتس من قلب ...
أسماء معلقة :من جده هذا ..
جوزاء التي ندمت أنها لم تزيل البطاقات :هذا لافي يمزح ..
فزة بخيال واسع:الله يهديه وش هالمزح الثقيل لو عيال هجرس يكتبون لي هاللون يمدي دموعي هماليل ...
فهدة حين لم تصل لأستفزاز جوزاء فهي لاتشبه عبير التي كانت تثيرها هذه الأمور ويشتعل فتيلها سريعاً : وينه طويل العمر لنا ساعه وماشفناه .
أسماء تتدخل : يمه بتال قايلك أنه بالحضانه ومايطلعونه .. يعني اللي يبي يشوفه وهو في محله ..
فهدة بعدم أستحسان : إذا كذا ماله داعي نثقل عليتس أجل وإذا روبعتي هاتيه نشوفه أهم شي الخلقه التامه .. والحمدلله على سلامتس مره ثانيه ..يالله ياوريف ..
وأستئذنت وخرجت ولحقت فيها أسماء وفزه التي حاولتا وداعها بطريقة لائقه تعويض عن فضاضة فهدة ..
××تبقى الرسايل الأوله أغلى وأعز من الوريد
رسايل من قبل روحك يختلف ميعادها ..××
*****
في منزل والد مريم الذي كان لديه خبر سابق بقدومهم وقد حضر أخوته وأبنائهم وبدى المجلس مليء بالصوارم اما من جهة عقاب فلم يحضر سواه وثلاثه من أبنائه …
قبل أن يتحدث عقاب بمطلبه المعروف .. ومازالوا في مقدمة الأحاديث .. تحدث عم مريم الأكبر ( والد مها طليقة فياض ) محدثاً أخيه : هاللحى الغانمة جايين وانت ابخص بمطلبهم خل البنت تسري مع جوزها …
وحين حاول والد مريم التحدث قاطعه من جديد موجهاً حديثه لفزاع : أنت رجعتها ياولد … يعني هي على ذمتك .. وقبل أن يوافقه حتى.. عاد يحدث أخيه : أجل خصلنا من هالأمر والمرة رجعت لجوزها .
تبادل فياض مع بتال نظرة ساخرة على ملامح الغضب المكتوم التي تتجلى على والد مريم وأبنائه …

لاحقاً فتح باب شقته ودخل أقبلت ومعها مبخره غطت المكان برائحتها ودخانها … أشواق وهي تضع المبخره جانباً وتحتضنه بشوق : حياتي ماني مصدقة وأخيراً شفتك توه الضوء يرجع لعيني بشوفتك …
فياض بأعجاب بمظهرها:تسلمين والله يخلي لتس نظرتس ..
ماأن جلس وتقدمت لتضيفه من القهوة رفضها بقوله : شارب قهوة لشهرين قدام ايه وش الأخبار ؟؟؟ تقولين وش كثر اشتقتي لي !!!!
أشواق وهي تسند رأسها على كتفه وتترك يده تعبث بشعرها الأسود الحريري : اوووه حبيبي هذا يبغى لها سؤال مشتاقه لك كثر شوق الارض للمطر..
انصهرت مشاعرها بين يديه حتى سمعته يطلبها بلهجة ضعف لم تتعودها منه : اشواق لو اطلبتس شيء تسوينه ..
اشواق باندفاع : ابشر حبيبي لو تبغى عيوني تفداك
فياض وهو يخرج هاتفه ليريها صوره : أبغاك تصبغين شعرك بهاللون …
حدقت بالهاتف بنظرة حاده ولكنها قالت بلهجة فاترة لم تثير انتباههه : ابشر لو تبي اصبغه ازرق صبغته… أنا كلي لك .. ماهو شعري بس …
وانطفأ حماسها بقدومه يريدها أن تصبغ شعرها بلون شعر تلك مازال يفكر فيها رغم طلاقهما ورحيلها مع عائلتها … ولكن لن تستسلم لقد تسببت بطلاقها وأمر نسيانه لها مسألة وقت لاأكثر …
×× مصيبة الشوق لا من زاد عن حده يمشي بك دروب مافكرت تمشيها غصب على قلبك تمشي على وده وتسوي اشياء ما ودك تسويها××
****
أعدت العشاء وأنتظرته ..رغم أختفائه طوال اليوم ..
وكانت قد تواصلت مع والدتها صباحاً وأخبرتها أنها مع سلطان ولم تتفاجيء أبداً حتى لم تفتقدها وكأنها تعي أين باتت ليلتها ...
حين دخل بعد منتصف الليل كان قد رفعت السفرة بعد أن فقدت صبرها ..
بادرته وهي من تجلس متظاهرة بالبرود :انتظرتك على العشاء ...
نزع شماغه وعلقها وجاء ليجلس بأرهاق :ماوعدتس بشيء ؟؟
غادة بلهجة عتب ثقيلة هذبتها قدر أستطاعتها حتى لاتظهر بصورتها الخام :عارفة بس أنا رغم تعبي دخلت المطبخ وسويت شيء عشانك ...
وصمتت قليلاً:عربون صلح بس شكلك ماتنتظر أي بادرة واضح أصلاً من الجفاء كل هالشهور مافكرت لو مرة تجي تقابلني ...
تشوفني من قريب وتسألني عن أسبابي...
سلطان بملل :ماعرفنا لتس مره خايفه أجي وأواجهتس ومره تتشرهين ليه ماجيت ولاأنتي بتركبيني الخطأ بأي صورة ..
غادة مازالت مسيطرة على مشاعرها الحقيقية :ليه ماتقول عتب محبين ..
رد بسرعة بلهجة مستفزة :والله الحب نسمع فيه ولاجينا على الواقع مالقيناه ...
وحين لم ترد أكمل يشرح مشاعره الحقيقية :وعدتيني تنسين وعلقتيني بأوهام ..وبأصعب ظروفي مشيتي وخليتيني ...
وبالصدفه ألقاتس ...لاحاولتي تتواصلين ولاتتطمنين ...
لو ماصادفتس أمس كنت بعرف بولدي بعد مايتسجل بالسجلات بالصدفة بعد ...
غادة وهي تتلقى هجومه بكل برود فقد وجدت الحجة الملجمه له:أنا شرحت أسبابي وغيرها أنت عارفة زين بدون ماأشرحه ... أغفر وأنسى ..زي ماغفرت ونسيت .. جاء وقتك تثبت أنك تغيرت ياسلطان ...وأنك تقدر تسامحني حتى على هذي !!!!!!
مثل ماسامحتك أنا على اللي ماينتسامح عليه ....
واللي مخليني للحين ماأقدر أفرح باللي في بطني لأني ماني مصدقة بأنه بيبقى لي ...
وهالسبب نفسه اللي مخليني ماأعلم أحد فيه ..وللحين أخبيه حتى عن أقرب الناس لي أمي ...
جيدة أنتي بفتح الجروح القديمة متفوقه
بإعادة سرد حكايتنا الأليمة ..
تقتنصين الفرص لتذكيري بما أريد نسيانه ..
ولكن حتى متى ...حتى متى ..
سأتحمل منك غناء هذا الموال ...
سلطان بوجع :آخر مرة ينفتح هالموضوع ..هذي النقطة اللي على السطر لاعاد تذكريني ولاأذكرتس ...ماراح تعلقين كل أخطأتس الجايه على شماعة خطاي القديم ...
أقتربت لتجلس قربه بعد أن أعطاها بجملته المليئة بالألم تصريح العبور له ...
مسحت على أعلى صدره قبل أن تستند برأسها عليه :وليه تستبق الأحداث يمكن ماعاد فيه أخطأ جايه ...
أستند بذقنه على رأسها :ماني طماع لهدرجة ..
وأستكنت لهجته قليلاً ليقول بنبرة غزل :أصلاً نص حلى غادة بأخطائها ...

××اصارع شعوري اللي فاقده من زمان ودي ولا ودي وفي الحالتين معذور .××
****
حين نزلت من الطائرة في مطار الرياض ..
جلست لفترة لم تحملها أقدامها بحثت عن أقرب مكان صلب لتستند عليه ..كيف فعلتها .. هي هنا لوحدها ..
لوحدها بهذة الدنيا تواجه مصيرها عليها أن تدبر كل أمورها ..
لو أخطأت بشيء بسيط ستتحمل هي مصير أخطائها ..
أرتجفت من فكرة الخطأ والعواقب والأهم كونها لوحدها ..
كم تفاخرت وقالت أنها قادرة ..والآن عليها أن تحافظ على رابطة جأشها ليس وقت فقدانها لتماسكها ..
كانت الخطة أن تأخذ سيارة من أحد التطبيقات تقلها حيث فندق قريب من كليتها التي ستستانف فيها بعد الغد دراستها ...
توقفت أمام أحد أسواق التموينات وأبتاعت لنفسها بعض الحاجيات قبل أن تكمل طريقها للفندق الذي وجدته من تطبيقات النت أيضاً ولكن لم ترتاح له ...وذهبت لآخر وآخر ...
ودفعت الكثير لتطبيق السيارة ...
ولم ترتاح لأي مكان تشعر أنها مفضوحة بكونها وحيدة بهذا المكان الكبير والذي تشتعر أنها يبتلعها هذا لايشبه المدينة التي غادرتها قبل أربعة أشهر ... لاتشعر بأي أمان فيها ...
نزلت أمام أحد الكوفيهات والأسواق وجلست هناك تفكر بخطوتها القادمة ..
كانت تسحب شنطة متوسطة الحجم وتحمل حقيبة على ظهرها ...
أخذت تبحث بهاتفها عن حل ..
حتى لاحظت أن الساعة أصبحت التاسعة مساءً وقد حذرتها والدتها من البقاء بالخارج لهذة الساعة ...
دقات قلبها صمت أذنيها ...هي خائفة مرعوبة ...
وداخل عقلها كانت قد وضعت لنفسها خطت نجاة لم تطلع عليها أي مخلوق ....
أستقلت أحد السيارات وأعطته العنوان الذي سيقلها له ..
عنوان أحتفظت فيه بأحد المحادثات العتيقة مع راما ..
حتى حين توقفت أمام ذالك المنزل ترددت للحضة ...
ولكن عقلها الذي يعي جداً ورطتها أعطى الأمر لفتح باب السيارة والنزول وهي تسحب حقيبتها التي وضعتها جوارها وتحمل الأخرى على ظهرها ....
ضغطت الجرس بلا تردد فإذا لم تجد بهذا المكان ملجأ لها عليها أن تبحث عن آخر ..أنفتح الباب ولم تجد خلفه من تنتظر ..حتى تجمدت ولم تستطيع الحديث وعينيها معلقه بالشخص الواقف أمامها ..ولكن على عكسها للحسن الحظ لم يعرفها ...
أحمد وهو يحدق بالفتاة بتعجب خصوصاً بوجود حقائبها :خير ياأختي من بغيتي ...
خزام بتلقائية :أبغى جدة رامااا ..
أحمد بشك :جدة راما ..
وبدون أدراك ترك لها مساحة للمرور وأشار بيده للداخل: تفضلي ...
ولكنها نظرت إليه بأستنكار :ناديها لي كيف أعرف أنها موجودة داخل !!!!
أحمد الذي فهم أنه أخطأ التصرف عاد للداخل ليخبر وضحى عن الفتاة التي تنتظرها خارج البيت ..
قبل أن يغادر وهو مازال بحيرة من هذه الزائرة بحقائبها ...
وفكر أن ينتظر ماستخبره جدته قبل أن يتصل براما ليتفاهم معها على هذا التصرف ...
وضحى التي كانت برفقة أحمد فهو يزورها بين حين وآخر خصوصاً مع تواجده الدائم مؤخراً بالرياض ..ودائم ماتحسب حسابه بطعام العشاء ..
رغم أنه لايزورها يومياً ..
تفاجئت فيه يخبرها أنه الجرس الذي رن بهذا الوقت كان خلفه زائرة تطلبها ..وحين خرجت ورأت فتاة شابه بحقائبها استنكرت للحضة ..
ولكنها فتحت يدها لها مرحبة وهي تدعوها للدخول :أدخلي وأنا أمتس حياتس الله تفضلي ..
دخلت خزام ولكنها توقفت بالحوش ولم تدخل للداخل :أنا خزام صاحبة راما ..زرتها زمان وهي عندك ..أعرف جوزاء بنتك بعد !!!
وأنا جيت من المدينة كنت بأستأجر بفندق بس ...
قاطعتها وضحى :ماعليه وأنا أمتس أقلطي وش تبين بالفنادق ..
خزام بعينيها القلقه :فيه أحد ثاني عندك ..!!!
تعلم أنه منزل الإمراءة ولو عندها رجال فهو من حقها ولكن عليها أن تتأكد من أمان المكان قبل الدخول إليه ...
وضحى التي تفهمت مخاوف الفتاة سحبت حقيبتها التي تتشبث فيها وأخبرتها :مافيه غيري وأنا أمتس ..
وتوقفت للحضه وعادت لتقفل الباب بالمزلاج حتى لايستطيع حتى من يمتلك مفتاح الدخول :وهاه محد يقدر يدخل بدون أذنا ..
لاحقاً كانت تتظاهر بمشاركتها الطعام رغم أنها قد سبقتها بتناول طعام العشاء ..تخلصت الفتاة من عبائتها بصعوبة ...
وعينها دائماً ماتلتفت من حولها وكأن بأي لحضة سينقض عليها أحدهم ...
هذه الفتاة المسكينة التي طلقها أبن عقاب الشرس ..
والتي قالت عنه أبنتها :يمه عادي لو طلقها هذا ماتصبر عليه إلا وحدة ماتسمع ولاتشوف عشان تقدر تتحمل وجوده ....
رغم أنها وبختها وقتها ولكن من السمعة المشهورة عنه فيبدو أنها محقة بطريقة ما ...
سألتها :أنتي مع راما بمدرستها ...!!!
خزام التي كانت منغمسة بأفكارها هزت رأسها بموافقة قبل أن تقول :ايوه ياخالة أنا مع راما وأسماء ..
وتوقفت للحضه لتشرب من الشاي الذي قدمته لها مع الطعام :أمم أنا شوفت زوج أسماء عادي ياخالة ماتخبريه أنا مين عشان يعني ماأبغى احد يعرف أني هنااا ....
وضحى :تعشي وانا خالتس ماني معلمة أحد ومحد له دخل بضيوفي واللي في بيتي ..
أعجبها ردها .. ثقتها تشعرها بالطمأنينة والأمان ..
غير أنها ليست فضولية لاتسألها كثيراً ..ولاتنصح ولاتبدي أي حديث لافائدة منه ..لو كانت هي من أستقبلت شخص غريب لأجرت تحقيق شامل معه...
سألتها بشكل مفاجيء :كلمتي أمتس علمتيها وينتس ..؟؟
خزام التي تذكرت والدتها التي أخبرتها سابقاً أنها وصلت الفندق وستدخل إليه وبعدها أنشغلت ولم يصلها أي أتصال منها ..رفعت هاتفها لتجده مغلق ...
خزام بأحراج فهي أعطت العنوان للسائق وكان شحن هاتفها يلفظ أنفاسه الأخيرة :اوه جوالي طفى شحنه ..
مدت لها وضحى لها هاتفها :ازهمي عليها من جوالي وعطيني أكلمها رقمها عندي محفوظ بأم وسام ...
اتصلت خزام ولم ترد والدتها إلا بعد عدة أتصالات وسرعان ماأنطلقت توبخها ...وهي تحاول أن تشرح لها وضعها ...
وأخيراً مدت الهاتف لوضحى :هلا ياأم وسام كيفتس ايه جتني وماني مخليتها تروح من عندي لاكلايف ولاشي ...
لو دريت أنها بتجلس بالفندق وبيتي موجود كان زعلت منها وياتس أن شاءالله ...
ماأن أخذت الهاتف حتى سمعت والدتها تقول :ياخايبة أشحني جوالك وكلميني لوحدك مو قدام أحد ...لم تدخلي غرفة قفلي على نفسك وحطي حاجة على الباب والمفتاح ميليه عشان ماأحد يقدر يفتحه بمفتاح ثاني ...
حين فرغت من الطعام ..أصرت أن تحمل الصينية للمطبخ وتغسل الأطباق التي أستخدمتها رغم رفض وضحى ذالك ..
أخيراً أدخلتها غرفة أخبرتها أنها غرفة أبنتها الكبرى التي لاتستخدمها بعد زواجها وأنجابها لأطفالها فهي تنام دائماً في منزلها ...
أغلقت الباب وبقت للحضات جالسه وتحدق بحقيبتها وبالمكان ..
هل تتصرف كما أخبرتها والدتها ..
أخيراً .. سحبت أقدامها بصعوبة فهي لاتريد إلا الأسترخاء والنوم ..
دفعت التسريحة قرب الباب لتضعها كعائق لمن يحاول فتحه ..
أستلقت وسحبت هاتفها الذي وضعته سابقاً بالشاحن وكانت بأنتظار أن تصل إليه بعض الكهرباء لتستخدمه ..
فتحته وبقت تحدق بخلفية هاتفها ..عقلها غير قادر على التركيز ...
وغفت عينها سرقها النوم إلى عالمه ..سقطت يدها بالهاتف على وجهها وأرتطمت بشفتها ..لتستيقظ وهي تئن من الوجع ..تركت الهاتف من يدها ..
واضطجعت على جنبها الآخر ونامت ...

××ليه اجوعك وانتظر منّك زهاب ليه انا اضمى وانتظر مزن الحبر . ولو تحاول تذكر اسباب الغياب ! كسرة الاغصان ! ( مافيها جبر )××
****
أخيراً ستخرج رغم المكان المريح والعناية الفائقة لكن أسبوع كامل كان كثير عليها ...
بعد أن أصبح خيال جاهز للخروج ..
أحضرته طبيبة الأطفال تدفع سريرة ..
وهي مازالت على سريرها ويقف قربها بتال الذي جاء لأخراجهما ..
رفعت الطبيبة الطفل لها ولكن مازالت غير قادرة على حمله وترددت للحضة ..
ليستلمه هو ..ويرفعه حدق بملامح وجهه ليفتح الصغير عينيه بتلك اللحضة ..
أنحنى بتال عليها وهو يقول :من خبرتس بالعيون الملونه هذا وش يطلع ...
نظرت جوزاء بأستحسان لعينيه قبل أن تنظر لبتال وتهز كتفيها بلامبالاة :ماأدري باقي ماهو واضح يمكن عسلي ..
بتال الذي أصبح واعي لأسلوبها التهكمي على قلقه لأختلاف هيئة الطفل :واضح أنتس أخذتني طقطقه ..
هذا وين والعسلي وين !!!
جوزاء ببرود:يعني وش نسوي نرده لهم ونأخذ واحد ثاني هذا عطية رب العالمين ...
بتال وهو يبتعد فيه ليؤذن بأذنه ..
وهي بدورها أستلمت أوراق خروج خيال وأخذت توقع عليها ...
××ليتك تحس بشعوري قبل تشره علي أي كلمه ماتطمِن ماعاد أحتاجها××
****
ضحى اليوم الثاني من قدومها ... أستقبلت وضحى أبنتها وطفلها من أمام باب الشارع ...
وحين دخلوا لمنتصف الحوش أخذت الطفل من زوج أبنتها الذي يحمله وأخبرته بحزم :معليش سامحنا ياأبو حاكم لهنا ومانقدر ندخلك عندنا ضيوف من الحريم ويتحرجون من البيت اللي فيه رياجيل وانا واعدتهم بيتي مايطبه رجال وهم فيه ...
بتال رغم تعجبه :أبشري ياعمه مثل ماتشوفون وإذا راحوا ضيوفكم كلموني ...
جوزاء التي كانت تسير بأرهاق :يمه ليه ماخليته يدخل ومن هالحريم ...
وضحى وهي تسبقها لداخل حتى لايضل الطفل تحت أضاءة الشمس كثيراً :أدخلي وتعرفين ...
أحتاجت لوقت أطول من المفترض حتى تستوعب من سلمت عليها وباركت لها ...وأستلمت الطفل بجرأة لم تمتلكها هي بعد ...
بل وتسأل والدتها عن أسمه لتعطي ردة فعل على الأسم :بالله جميل ..أهم حاجه لكبرت تعرف تركب خيل ...لايروح الأسم بلوشي ...
آه كم هي ظريفه تستطيع إلقاء الطرائف ...
حقاً ماذا تفعل هذه هنااا ...!!!!
ماأن أنفرد بأمها حتى سألتها وهي تنزع عبائتها :يمه وش تسوي هذي هنا ...
وضحى التي تضع الطفل بسريره الذي جاء والده سابقاً وجهزة وكانت الغرفة قد جددت بالكامل قبل شهر ..حتى تكون لائقة بنفاس جوزاء : قلت لتس ضيفه هذي ماتفهمينها بعد ...
جوزاء وهي ترتاح على سريرها :طيب يمه وش جابها لك ...
تدرين أنها مطلقة من أخو بتال وماحنا ناقصين مشاكل لو عرفوا ..
وضحى :محد له دخل باللي في بيتي ..
جوزاء بتنهيدة :عشانك ماتعرفينه لو تعرفين اللي كان زوجها ماقلتي هالكلام ...
وضحى :ياصغر هقوتس في ...أنا بنت مطر والله لو القوم كلها تجمع تقول طلعيها ولاهاتيها وهي ماتبيهم ماخليتها لهم من هو حماتس هذا اللي تخوفيني فيه ...
وأردفت بتحذير :أنتي بس لاتعلمين جوزتس ومحد داري ...
جوزاء بتردد :يمه والله أخاف من المشاكل بكره يقول ليه ماقلتي لي ...
وضحى :قولي امي امنتني ولا خلاص مالي كلمه عليتس ...وحتى عيال أخوانتس لو أحد نشدتس من عندكم قولي من جارات أمي بنتها جت تدرس بالرياض وماتأمن لها غير عندنا ..والعصر بزهم على لافي يجي يغير كوالين البيبان عشان محد يدخل علينا بالخطأ ...
جوزاء رغم مشاعرها الغير مرتاحة لهذا التصرف ..
ولكن هذا منزل والدتها ولديها الحرية أن تستقبل من تشاء ..
وبالتأكيد خزام لو لم تكن مضطرة لما جائت عندهم من الأساس ..
على الطرف الآخر خزام صعدت للغرفة التي أحضرتها لها وضحى يوم أمس واتصلت بوالدتها التي لم تكن مستيقظه حينما أتصلت سابقاً ولكنها تواصلت مع بلقيس وطمأنتها على أحوالها :ايوه ياأمي وعليكم السلام ...
لامانمت كويس كله كوابيس وأتخيل أحد داخل عندي ...
الخالة وضحى تقول أجلسي عندي على طول .. بس جوزاء زوجة بتال جالها ولد وجاي تتنفس عند أمها ...
أخاف أحد يشوفني .. وماأبي أحد يعرف أني هنا ..أسماء لو شفتها بالكلية حقولها لاتخبري أحد وهي بطبعها تحفظ السر ...خلاص أنا طلقت وطلعت من بيتهم مالهم كلمة علي ...خايفه أسبب لجوزاء أو للخالة وضحى مشاكل ...
على الطرف الثاني رضا تستمع للمكالمة بحيرة ...فعلاً هم لايريدون التسبب على الآخرين ولكن أستقبال وضحى لأبنتها كانت فرصة كالحلم لم تكن لتتخيل أنها ستجد من تأتمنه على أبنتها بالرياض غير عائلة عقاب ..
هي أمراءة كبيرة بالسن عاقلة ومحترمة وستحفظ أبنتها بالتأكيد ...
وبقائها عندها أفضل بكثير من البقاء بأي مكان آخر ..
ولم تتخيل بيوم أن تنضج خزام حتى تفكر بحل هكذا ..
وهي شاكرة لتلك الصديقة راما التي وضعت وضحى بطريقهم ..
بلقيس القادمة من المطبخ :أمي متى بنروح نشوف المدرسة ..
رضا :يالله نروح هاتي عبايتي ...
بلقيس بشك :كيف بنروح ..
رضا بأستنكار لمجرد طرحها السؤال وهي تضع عبائتها عليها:برجولنا كيف بعد ...؟؟ شوفيها بتحديد المواقع يطلعها بظهر بيتنا ..
يعني يادوب أقل من كيلو مايحتاج له سيارة ..انتي تبغينا نلعب بالفلوس ...احنا لاقين نأكل ...
أمام الباب لاحظت شيء فسألت مستنكرة :فين نقابك ..
بلقيس :أمي بليييز ماعدنا بنجد ولاالجنوب هنا الحجاز كل واحد حر بحجابه ..
رضا وهي تضربها على رأسها :أنقلعي هاتي نقابك بلا فلسفه وقت اللي تتجوزي وتغوري من بيتي ألبسي اللي تحبيه ..لاأطلعي مفصخة كمان ...
بلقيس التي أحضرت نقابها وأرتدته :سبحان الله خزام تلبس لثام بالرياض وأنا أتنقب بالحجاز ...
رضا بصرامة وهي قد حذرتها وجعلتها تحلف لها أن لاتتهاون بحجابها ولاتحتك بالرجال :والله لو أدري أنها متلثمة لأحرمها الطلعة من البيت ...
يالله حركي رجولك وبشوف فلاحتكم الترم هذا لو مامشيتو بدراستكم بجوزكم وأريح راسي ..
كانت الأثنتان تعانيان مع الطريق المتهالك والذي سهل التعثر فيه حتى بالأحذيه الرياضية التي ترتديانها ....
لاحقاً وجدوا المدرسة بدت عتيقه جداً ...
بلقيس بعدم أستحسان :ياأمي هذي أخاف تطيح على روسنااا ...ممكن أروح مدرسة ثانية ...
رضا :بتدرسي فيها ولاأجلسي بالبيت ...هذي أقرب مدرسة غيرها يحتاج سيارة ..هنا بكون متطمنة عليك ...
لم تقبل بلقيس ولكن حين تتذكر أنهم جاؤوا هنا بإرادتهم وليعيشوا بكرامة ودون فضل لأحد عليهم تصمت وتتقبل الواقع ...
××القناعات القديمة .. و المبادي شي متغير علي .. و شي منسي ! عايش اللحظة و مستمتع و هادي ما يـأخـر يومي .. الا وقـفـة أمسي××
****
صباح اليوم الذي ستأنف فيه دراستها أستيقظت لتجد الخالة وضحى قد أعدت أفطار لايناسب الحمية الغذائية التي من المفترض أن تتبعها وبقت محرجة ..
تتظاهر بتناولها الطعام وغابت لفترة بسيطة قبل أن تعود وتزيل الأطباق من أمامها وهي تقول موبخة لها :لو ماقالت لي جوزاء أنتس مريضة وأكلتس خاص كنتي بتروحين بجوعتس ...
العصر ان شاءالله نروح لسوق ونتقضى العيشة اللي تقدرينها ...
خرجت مرتاحة من هذا الموقف ..وصعدت لسيارة التي طلبتها من أحد التطبيقات .. ومازالت تبحث عن سائق يقلها بسيارته فهو سيكون أرخص بكثير من طلب السيارات من التطبيقات ...
بحثت عن راما التي كانت تنتظر وبعد السلامات ...
زفرت وهي تخبرها :ياءالله لو تشوفين موقفي مع أحمد كان لازم تقولين جدة راما أنتي عارفة أنها أم جوزاء ليه ماقلتي أم جوزاء ..
قسم نشب لي نشبة تاريخيه ...
خزام :ماخبرتيه صح !!!
راما :لاطبعاً مو قلتي ماتبغين أحد يدري ..قلت ماأدري عن من تكلم .. وجدتي قالت لك أنك بنت جارتها اللي شدت قبل سنين بس مامشت عليه ...
لاحقاً قابلت أسماء التي بدت بمزاج غير رائق ...
خزام بتهكم :شكلك مره فرحانه فيه ...
أسماء تتأمل تحسن صحتها بعكس أخيها الذي خرج من السجن بعمر آخر أرتسم على ملامحه ..توقفت عن المقارنه الظالمة للطرفين :بلا سخافة .. كيف تحسين المواد بتمشين فيها ...
خزام بلهجة بائسة :غصب أمشي فيها لو ماأخذت منحة بتكون نهايتي بالتعليم ...
هزت أكتافها وهي تقول :خلينا مني ..أنتي كيفك ...كلكم كيفكم ..يعني العمة فهدة وعمي عقاب كيفهم ..
أسماء وهي تتأمل تحول ملامحها حين تحدثت عنهم وكأنه تريد الوصول لأخبار شخص معين تحدثت متظاهرة بالتلقائية :عادي مبسوطين مره بتال جاء له ولد يعني ماأكذب عليك أمي ماأنبسطت فيه مره بس يعتبر خبر سعيد ...أبوي يمر بأسعد أيامه بعد الأحزان الماضيه .. خصوصاً مع خرجت فياض من السجن ..
خزام تظاهرت بأنها تشرب من القهوة التي أبتاعتها :ماشاءالله مبرووك مولود بتال ... والحمدلله على سلامة وتلكأت بنطقة ولكن قالت أخيراً ...فياض ..
أسماء :الله يبارك فيك ويسلمك ...
وسألتها السؤال الذي من البداية أرادت طرحه عليها ولكن لم تريد وكأنها تهاجمها : وين جلستي كلكم جيتوا !!!!
خزام هزت رأسها برفض متوترة :بصراحة .. بس ماتقولي لأحد ...انا جالسه عن جدة راما ..
أسماء بشهقة أستنكار :وش خزام ماهو من جدك قصدك أم جوزاء !!!!!!
خزام تهز رأسها بموافقة وتقول مبررة موقفها فملامح الصدمة على أسماء تدينها :ايوه يعني أضطريت كنت بأخذ غرفة بسكن بنات بس الصراحة ماأرتحت .. يعني في أماكان كثير للبنات اللي من برى المنطقة بس والله ماقدرت خفت وبعدين رحت بيت الخالة وضحى وهناك أرتحت وهي قالت أجلسي معي على طول ...
أسماء بعدم تصديق :وبس قالت كذا جلستي عندها ماهو من جدك خزام !!! يعني كيف تجلسي عن أحد غريب مالك صلة معه تأكلي وتشربي وماتدفعي أيجار ...
خزام بتأفف :أسماء لاتصوري لي الموضوع بهذي الطريقة يعني أنا بشتري أكلي وكذا بس كيف أقول للخاله بدفع أيجار مو عيب ...
أسماء تشعر أنها محرجة من الموقف وهي ليست فيه لما لاتشعر خزام بهذا الشعور :آه من جد تفقعين القلب ... تدرين براحتك وش دخلني أناا ...
خزام متجاوزة الموقف :تدرين اللحين ببحث عن عمل يعني سوق ولاحاجة .. أنا وعدت أمي أدفع مصاريفي بنفسي وماأطلب منهم شيء ...يعني كل واحد منا بيعتمد على نفسه ...
لم تكن معجبة بأي شيء تقوله إذا كان السكن عند الخالة وضحى آمن بالتأكيد العمل سيكون خطير ...
ولكن كيف ستثنيها عن قرارها ...
هل تخبر والدها ... كلا من المعيب أن تأتمنها خزام على أسرارها وتفشيها هي ..
ستحاول نصحها لاأكثر هذا كل ماتستطيعه من أجلها ...
××والله مايفرق معاي الوصل ولّا البعاد خل إنقطاعاتك وغيبتك .. متواصله . فـ لا توقّف ما بين الشك و الاعتقاد ! ودّك على امور لكن ماهي بـ حاصله××
****
أول يوم بعد عودته للعمل ...
نزل للأسفل حيث الأرشيف الذي سيباشر فيه عمله ..
نظر لمكتب الشخصين المتواجدين قبل أن يوجه نظره للمكتب الثالث ..
سحب الكرسي وجلس عليه أخرج هاتفه وطلب سكرتيره السابق عبدالله ...وبعد السلام طلب منه بكل بساطة :فرغ مكتبي من الأوراق اللي فيه برسل عمال ينزلون لي بمقري الجديد ..!!!
رفع الأثنين رؤوسهم مستمعين للهجته وعبارة مقره الجديد ...
جميعها بعنجهية لم يألفوها هنا ..
مضى الكثير من الوقت حتى يستقر بمكانه الجديد على مكتبه القديم ...
عاد ليرفع هاتفه ويطلب من ينظف المكان ..وهكذا انتهى يومه الأول ..
اليوم الثاني من العمل ..أستدعى الصيانية لأصلاح الأضائات والتكييف المتعطل ...
اليوم الثالث ألتفت لعمله .. وبنهاية اليوم كان قد أرسل عدة إيميلات مليئة بالشكاوي لمكتب الوزير ...
باليوم الرابع حضرت المراقبة وتم أكتشاف العديد من الأخطاء ضد الكثيرين ..
وتم أصدار عدد من العقوبات..
بالأسبوع الثاني كان قد تم نقله لقسم آخر...
فقد صعد لدرجة الثانية من السلم ...
ووصلته رسالة من سكرتيرة السابق : أستاذ فياض كلهم خايفين منك .. بعد الشماتة الشهور اللي راحت صار يتنافضون منك ..
كل الأقسام ماعاد تبغاك ..بعد ماكان ودهم تجيهم يشمتون فيك ...
كان رده بسيط :بلشت بتنقيل المكتب ياأبو عابد ...
تنصحني أخليه مكانه بالأرشيف...
××كم خاب ظن كنت اظنّه ما يخيب .. وكم باروا الأصحاب فينا للأسف ونطيب لو عيّت ليالينا تطيب .. فضل من اللي جمّل الحال ولطف ..××
*****

كان يومها منذ حصلت على العمل مقسم مابين الكلية صباحاً العمل عصراً حتى التاسعه مساءً ثم النوم… ذالك العصر قبل أن تخرج جلست قليلاً مع جوزاء وأختها التي جائت لزيارة ..
حين رن هاتف جوزاء تحدثت بطريقة لبقه قليلاً قبل أن تحدق بها بطريقه غريبه وهي تكرر مع المتحدث على الطرف الآخر : أنتم قدام البيت اللحين .. لاااا طيب ابشري برسل أحد يستقبلك حالاً..
أغلقت الاتصال وقالت لها بذهول : ليلى .. ليلى عند الباب …
الفزع بصوت جوزاء انتقل لها وهي تلتقط عبائتها بعجل وتقول برعب : فين اروح ؟؟؟
هيفاء بذهول : بسم الله عليك وش فيه .. يابنت هدي هدي … تعالي معي …وأنتي .. موجهه حديثها لجوزاء : افردي وجهك واضح اللي مسوي مصيبة ..
خرجت خلف هيفاء برعب عليها الخروج لأن السيارة التي ستقلها تنتظر بالخارج … اوقفتها هيفاء بمكان بعيد عن أعينهم وأخبرتها إذا دخلتهم أطلعي …
وفعلت ذالك وهي تحت تأثير رعب الموقف …
لكن الرعب الحقيقي كان بالخارج حين رأت سيارته تقف امام المنزل ..
أحتاجت لتجلد وثبات يفوق ماعرفته بحياتها حتى تعبر جوار سيارته لسائقها الذي يقف أمامه .. ونجحت بالامر حتى حين فتحت باب السيارة سقطت حقيبتها بسبب يدها المرتجفة وتساقطت محتوياتها ومنها الهاتف الذي تشعر أنه تحطم …

كان يقف بالسياره بعد نزول ليلى ويارا بقى يتلقى مكالمه من أسامه الذي يدعوه لمنزله ..
حانت منه نظره للخارج لفتت انتباه خروج فتاة وعبورها .. قبل أن يصد للجهة الأخرى ويكمل مكالمته ..وبنفس الوقت يرسل لليلى : انتي قلتي والله ماروح بسيارة السواق بس ماقلتي ماأرجع فيها دبري احد يرجعتس اتوقع بتال فاضي لهالخدمات ..

أخيراً تماسكت وأستطاعت تجميع حاجياتها وهي تشاهد أبتعاد سيارته يقودها برعونته المعتادة …
صعدت بالخلف تضع حقيبتها بحجرها وتشغل نفسها بأعادة ترتيبها لاحظت أن هاتفها قد تحطم جزء من الشاشه ولكن مازال يعمل وصالح للأستخدام .. حتى لو جرح أصبعها هذه اللحضة ستضع عليه شاشة حمايه وبدورها ستفي بالغرض وتحميها من زجاجه الجارح …
وحتى لاتفكر فيه اتصلت بوالدتها وأخذت تطمأنها على أحوالها .. وتتحدث لها عن يومها ..
وبدورها رضا أخذت تشتكي لها من وسام الذي لم تعد تراه بسبب يومه المضغوط وأنها خرجت للبحث عن عمل ولم تجد وتفكر أن تبدأ ببعض الأشغال اليدويه من المنزل ..

××××
****
بالداخل عند جوزاء وضيوفها .. بعد أنسحاب والدتها مبكراً وتلتها هيفاء التي وردها اتصال ...
لتقفز يارا المحرجة سابقاً وتتوجه لمهد الصغير وتحمله لتلتقط له الصور لترسلها لوالدتها وأخواتها وهي تقول :والله يهبل بينجنون عليه ...
ليلى وهي تتأمل الغرفة من حولها :هذا ذوقك ولاذوق بتال ..
جوزاء :ليه عشان الألوان أنا أخترتها بطريقة تكون مناسبة لنوع المولود ...
ليلى وهي تتأمل الغرفة بلون الرمادي الفاتح مع ألوان أثاث بيضاء :لو حطيتي ألوان أنثويه أحسن لنفسيتك والله مادرى عنكم ...حتى عيونه مافتحها ...
أبتسمت جوزاء بتوتر على فكرة فتح عينيه أمامهم ...
فوالده مازال لم يتقبل المفاجئة بعد حين رآه ماأن أستلموه من الحضانة وفتح عينيه لهم ...
يارا وهي تهزه :يالله يابطل أفتح عيونك بنشوفها ...
لكن لحسن الحظ خيال ليس مستعد بعد لأظهار نفسه لهم ..
فأستمر بنومه والعصر هو وقته سباته الذي لايستيقظ منه إلا
بعد المغرب ...
ليلى :أيوه ماقلتي لنا وش شعورك بعد ماصرتي أم ...
جوزاء بتوتر :عادي الموضوع تعود .. شوي غريب بس سنة الحياة ...
ليلى :والله أنه ملعوب عليك ..ترى إذا ماتبغين الخلفة ماهو بالغصب ..
يارا وهي تعيد الطفل لمهده :ماشاءالله ياخالة أختيارك للمواضيع منتقى بعناية ..
ليلى :محد كلمك أنتي ..
وسحبت كيس قد أحضرته معها وأخرجت بروازين أحدهم يحمل صورة مهر صغير والآخر حوار (صغير الناقة )
ووضعتهم على الطاولة جوار مهد الصغير :عاد هذي هدايا عمانك تكبر ياحبيبي وتشوفها بعينك ...
جوزاء وهي تنظر بعد أستيعاب للبراويز التي تحتوي صور حيوانات وملصق فيها مبالغ ماليه :غريبة الفكرة ...
ليلى تكتم ضحكتها :ترى اللي بالصورة موجودة حقيقه يعني هي الهدايا ..
جوزاء :من جدك ..
يارا :الله المهر يجنن متى نروح المزرعة بشوفها على الطبيعة ...عاد خيال بتخليني أركبه صح ..
ليلى :على أي أساس ..أنا بس عشان عمته يحق لي مالايحق لغيري ...
ورفعت هاتفها لتتصل على فياض لتجد رسالته فكشرت بوجهها قبل أن تتصل ببتال فيرفض أتصالها ..
توجهت لأحد التطبيقات وطلبت سيارة من النوع الفاخر ماذا أعتقدوا هل تعود بالسيارة التي رفضتها سابقاً ...
××ياليت ما للصداقه عشرة وجيه ولاّ ياليت الحكي كله صراحه××
****
مساءً لبى دعوة أسامة الذي أستضافه بمنزله الصغير ..
وتعجب لكونه الضيف الوحيد فحتى أبن عمه الصديق المشترك غير مدعو ...
بعد أن قدم الضيافه له ودار بينهما أحاديث متنوعة أخبره :شوف ياأبوعقاب أنا بالعادة ماأتعرض لأحد ولاأقوله فيك ولاتعال أرقيك ... بس هالمرة بقولها لك من باب مودة ...
فياض بتعجب :ترقيني أنا ليه وش فيني ...
أسامه وهو يعدل شماغه : من كثر ماقابلت ناس وأنا بهالمجال صرت أعرف العلة من الملامح .. فيك حسد .. حسد شديد .. القراءة تخفف من أثره ...بس علاجه الحقيقي أنك تأخذ من أثر اللي حاسدك ...
فياض بشك:الله لا يبشرك بالخير وأنا وين ألقى هاللي حاسدني ....
بعدين بصراحة وماأقصد أشكك فيك بس وش هالحسد اللي أنا نفسي مادريت عنه وأنت عرفته ...
أسامة بمحاولة لأقناعه وهو يعي أن تهربه من الرقية هو من أعراض الحسد نفسه :اللحين خلني أرقيك وبعدها أعلمك بعلاماته..
فياض وهو يلتقط هاتفه :كثر الله خيرك تمسى على خير ...
وأسرع للخروج رغم محاولة أسامة لثنية عن فعلته ..
وهو يخبره أن ينسى أمر الرقية ويبقى للعشاء ...
بعد خروجه من منزل أسامة فتح أزرة ثوبه العلوية فهو يشعر بأختناق من وجوده هناك ..
وماأن فتح أسامة موضوع الرقية حتى شعر أن أضلع صدره تضغط على رئته فلايستطيع التنفس بصورة طبيعية ...
××فيني بلا لكني اخفّي بلاي واجاهد ضروفي واكابر واستميت××
****
خرج من غرفته بعد أن أرتدى ثوبه داكن اللون ومن فوقه جاكيت بلون أفتح ...بحماس لزيارة أخيه الصغير أخيراً ..
حين نادته جدته :تعال ياحاكم جدك يبيك ...
حين دخل غرفة جده الذي يبدو مستعد للخروج للمسجد :تعال وأنا جدك ماقلت لي وين بتروح ؟؟؟
حاكم ويديه بجيب جاكيته :بروح لخالتي بنشوف أخوي الجديد ...
فهدة بتهكم :وهو عندك أخو قديم عشان تشوف الجديد !!!
عقاب بتجاهل لتعليقها :ياولدي اللي يروح يشوف أخوه يروح تسذا بس ...
حاكم هز كتفيه فلم يفهم المغزى من جملة جده ...
أخرج عقاب مجموعة من الأوراق النقدية ومدها له :هذي هديتك لأخوك تروح وتعطيها خالتك ...فهمت وش تسوي ...
هز رأسه بموافقة ..
ولكن فهدة ألتقطت النقود قبل أن تصله :هاتها أحطها له بشيء زين يقدمها فيه ..
عقاب :زين سوي اللي تبينه ..لأوصيك وأنا جدك خلك رجال ....
وخرج للصلاة وهو يتكيء على عصائه ..
فهدة وهي تعد الأوراق النقدية :والله أنك تعطي قدر لناس ماتسوى ...
ورغم رفضها للمبدأ ولكنها أخرجت صندوق من الفضة وصفت فيه الأوراق النقديه ..
وعادت تحدث حاكم :أمسكه زين لايضيع منك ولاتفتحه خله على قفلته ...أنزل لأبوك يحتريك بالسيارة ...
لاحقاً في منزل وضحى ...
قال بتال لوضحى الذي فتحت له الباب :هاه خلاص ياعمه مسموح لنا بالزيارة ...
وضحى التي فهمت تهكمه :معليش سامحنا ياأبو حاكم ..عندي ضيفة جالسه معنا وأهلها مارضوا تسكن عندي لين حلفت لهم مايطب بيتي رجال وهي فيه ...
هز رأسه متفهماً ولحق بها ..
بالداخل كانت جوزاء في ورطة حقيقيه مع خيال الذي دخل بنوبة بكاء ... وهي تنزعج من موضوع حمله
فلم تتجرأ بعد لتفعلها ..ووالدتها توبخها وتخبرها أن حتى خزام تستطيع حمله وهي مازالت لاتفعلها ...
ماأن دخلت عليها :يمه تعالي شوفيه عيى لايسكت ...
وضحى بأنزعاج :طيب مايبكي إلا من سبب وإذا هذا حالتس بيصيح زيادة ...
دخل بتال ومن خلفه حاكم الذي سلم وقدم الهدية ...
وبعد مغادرة وضحى بالطفل لتغير له ...
سألها بأستنكار :اللحين عمتي هي اللي تغير له !!!!
جوزاء بتبرير لما تراه هي تقصير من جهتها :وش أسوي ماأعرف أخاف ...
بتال لم يعجبه الأمر بأي طريقة :تخافين ...طيب يوم أقولتس بجيب له مربية ترفضين ليه ... يعني اللحين عمتي عاملة عنده تغير له وتنظفه ....
جوزاء :أمي حريصة عليه هالمربية اللي بتجيبها كيف أثق فيها ...
انقطع الحديث بعودة وضحى ...
وكل منهما منزعج من الآخر هي تفكر لأنه أب من قبل ينتقص تصرفاتها ...بعكس لو كان هذا مولوده الأول لبدى أسوأ منها بالتعامل معه ...
وهو يرى أنه وضعه محرج أمام والدة زوجته وأن وجود زوجته وابنه والعنايه بهما فوق طاقتها ...
رغم أنه أحضر عامله لتنظيف وترتيب المنزل ..
ولكن الطفل يحتاج لعناية وإذا لم تقوم بها والدته فعلى الأب أن يحضر مربية لتفعل ذالك ...
ولكن بحالة جوزاء هي ترفض الأمرين ...
××علمني إن الحياة أجمل و انا في ذراك وأعلمك كيف تستامن حياتك معي××
****
ذات مساء خرج الجميع على صوت هدمه للملحق الصغير ..
صعد لآلة الهدم بنفسه وجلس خلف مقودها ..
بدى من خلف الملحق حيث يعلم أنها غرفتها …
كان منظره غير طبيعي وهو يلف شماغه حول وجهه وكأنه يخفي ملامح الذنب أو النصر على وجهه بدأت بصعوبة خطوات الهدم وحين أنهد أول جدار كان الأمر منتهي …
هكذا قتل الأمل وأنهى الأنتظار...
بهذة الطريقة لن تعود فلم يعد لها ملجأ هنا ...
هكذا يستطيع أن ينام ليله بعد أن صنع يأسه بنفسه...
نزل من الآلة وطلب من العمال أكمال الباقي ...
عقاب أحتاج الكثير من صبره حتى لاينزل غضبه فيه
انتظره حتى نزل من الآلة واتصل بهاتفه ليخبره بصوت لايقبل الجدال : تعال لي حالاً بالمكتبه ..
حين وصله لم يسمح له بالأقتراب منه وتقبيل راسه ودفع بعصائه : من سمحلك تهد وتبني في بيتي !!!
فياض وهو يجلس بهدوء : هالملحق واقف لي هنا ..
وأشار لحنجرته : ماأبي أشوفه … اصلاً محتاج مجلس لربعي ..
عقاب باستنكار : مجلس عليك قل مجالس ؟!!!
والله سفاهتك ماراح تتركها..
تم بناء مجلس له مكان الملحق الذي هدمه ..كان يقضي فيه ليالي السمر مع رفاقه .. ويشرب فيها أطنان السجائر .. ذات ليله وهو يسامر النجوم وأشباح الليل
مر على حسابها على تويتر يده قادته بدون تركيز لذالك الحساب ووقعت عينه على تغريدتها قبل صباحين :
أنها السابعه وليس لدي وقت كثير محاضرتي الأولى تبدأ الثامنه ..وعلي أن أسرع ..
أردت أن أخبرك أني مثلك لم أنم ولكني لأتذمر ولاأشتم.. أنا ممتنه لأرقي صباح الخير إيها الشاعر..
هل تحدثيني !!!
هل هذا الكلام موجه لي ..
هل قرأتي أبيات الشعر التي بت أضيفها ..
أم عرفتي شخص جديد تنطبق عليه هذه المواصفات ..

××ياوحشه الدنيا إذا صرت مشتاق كن البشر ماهي على الكون حيه .××
الحاضر*
رغم أنها لم تنام إلا الساعة الثانية عشر ولكن أستيقظت ولا تستطيع معاودة النوم ...
وبدأت تحسب بيديها كم بقى حتى تقبض مرتبها ..
ثلاثة أيام ..كم هي الأيام سريعة هل قضت هنا مايقارب الشهر ..كل شيء يسير بطريقة سلسة ماعدا دراستها ...
هي تدرس وتدرس بكل لحضة ولكن تجد الكثير من الصعوبة بفهم المنهج ...
حين فقدت الأمل من العودة للنوم ..نزلت لتعد لنفسها مشروب أعشاب البابونج قد يرخي أعصابها فيعود النوم لعينيها ...
عندما عبرت قرب الغرفة التي تنام فيها جوزاء لفت أنتبهاها صوت بكاء الرضيع ولكن ماجعلها تطرق بابها بقلق هو صوت بكاء الأم نفسها ...
لم تنتظر أذنها لدخول فتحت الباب قليلاً وحين وجدت الغرفة مضائة دخلت ...
خزام وهي ترى فعلاً الرضيع يبكي وجواره جوزاء تبكي:خير ايش فيه !!!!
جوزاء التي رفعت رأسها على فتحت الباب :يبكي يبكي يخوف ماينام تعبانه بنام ساعه مو قادرة ..
خزام :تبغين أخذه عندي !!!
جوزاء بشك :لاأنتي عندك كلية الصباح كيف تسهرين معاه ..
وبعدين ..
خزام تحمل الصغير :هذي الرضعة جديدة ..
لم تنتظر موافقة جوزاء حملت حقيبة حاجياته التي تأخذها معها وضحى حين كان ينام عندها :خلاص أنا بأخذه عندي ..وإذا نام أرجعه ..سيبي الباب مفتوح ...
صعدت فيه للأعلى ..
بكى قليلاً هزته .. تعاملت معه كما تعاملت مع أمير في مراهقتها ..
وكانت والدتها مبهورة بسرعة تعلمها لتعامل مع الأطفال وكانت تخبرها :يابنت ماراح أتعبك معاكٍ بس تصيري أم ..
وتخليني ست ..
ولكن لم تصبح أم رغم تلهفها بشهور زواجها القصيرة ..
كانت خيره .. فنهاية هذا الزواج كان الأنفصال ..
بعد أنا نام تركته جوارها بالسرير ..
وأخرجت أحد كتبها من الدرج وبدأت بالدراسة ..
هيا هذا بالذات راجعته عدة مرات وهاهي الآن تنظر لما بداخله من معلومات وكأنها المرة الأولى التي تقرأها ...
بعد ربع ساعه من الدراسة المستمرة توقفت وألتقطت هاتفها
هي من النوع الذي لايستطيع الدراسة لوقت طويل هي تدرس عشرة دقائق وتعبث نصف ساعه ...
أنتهت الباقة التي أشتركت فيها ولايوجد نت ولا أتصال بهاتفها ..
توجهت لتطبيق الكاميرا والتقطت صورة لخيال النائم جوارها دون أن توضح ملامحه ...
وهي تتخيل كيف ستصممها وماذا ستكتب عليها ...وحين دخلت عليها جوزاء وهي على ذالك الوضع قالت وهي تشعر بالذنب :كنت بأستأذن منك ..يعني ماكنت بنزلها مكان قبل ماتشوفي الصورة ...
جوزاء التي لم تركز على ماتفعله لولا شعورها بالذنب :نام معك !! كيف ..
حاولت أن تنام ولكن لم تستطيع ...جلست تتخيل كيف سيسقط من يد خزام ...او كيف ستضعه جوارها وتنام ويختنق تحت البطانية والكثير من الخيالات السيئة ...
خزام :عادي رفعته حسيته متضايق أتجشأ ونام ..كان متضايق من الهواء اللي يدخل مع الرضاعة ...
جوزاء التي حقاً بدأت ترى الأختلاف التي تتحدث والدتها عنه :وكيف تعرفي تتعاملي من الصغار ..ماعندك أخوان صغار ..
خزام :كان عندنا أقارب أمي جانا الصغير ولسى بيبي وعلمتني أمي عشان لم تنشغل مع أبوية الله يرحمه ...وتعلمت ..
حملت أبنها وتوجهت لتخرج ..
وأستوقفتها خزام :احذف الصورة ..
جوزاء توقفت قليلاً هي فعلاً لم تعجبها فكرة التصوير ولكن خزام لم تعد بمثابة غريبة فهي تصرفت بلطف أستحقت عليه أن تعطيها هذه الصلاحية:لاخليها عاد أرسليها لي ...
بعد خروجها أستمرت خزام بالعمل على الصورة ..
ونست أو تناست ماكنت تفعل قبل التصوير ...
×ودي اسال عن علومّه واتحفى واخبره باللي من الاشواق فاته×
****
حين يفتح حسابها يبحر بما تطرحه ..
يضيع بين الكلمات التي تضيفها ..ويحتار هل كتبتها أم أقتبستها ..
هذه مثلاً لاتخرج إلا منها : لا أحد يكرهُ شخصًا كان يحبّه، نحن نكره الإستغفال، الإنتظـار، الخذلان، خيبات الأمل، عدم الإهتمـام، وكل شيء مشابه لذلك.
قرر أخيراً أن يتخلص من هذا العذاب ويحذف التطبيق بأكمله لأنه غالباً مايفتحه ويتتبعها بدون أدراك لما يفعل ..
حتى حين يركز يجد نفسه يقرأ حروفها ...
رفع عينه ليجد من أمرها أن تصبغ بلون شعرها ككابوس يتجسد أمامه ..أغلق هاتفه وهو يقول بتهكمه المعتاد :ايه ياشوق وعلومتس ..؟؟؟
أشواق وهي تلف خصله من شعرها على أصبعها بدلال :علومي مشتاقه وأنتظر جنابك يتنازل ويزورنااا ..
قبل أن تكمل بعتب :ليه كل هالقسوة يعني لازم أدق مره وأثنين وثلاث عشان تجيني ..ماتدري وش كثر أحبك وأتمنى شوفتك ...
بملل من لهجة العتاب المكثفة بنبرتها ..وهو يعبث بالسبحة بين أصابعه :أبوي يتضايق يوم يشوفني راد وجه الفجر ...
أشواق بانزعاج :وعمي الله يهديه توه يصحى عليك ؟؟؟؟
طول عمرك ماترجع إلا هالوقت وينه عنك يوم كنت عزابي ...
فياض مستمر بأختلاق الأعذار التي يتسلى بقولها :أبوي من يومه شديد علي بس أنا طايش وماكنت أسمع كلامه بس خلاص عقلنا وصرنا نسمع الكلام الدنيا ربتنا ...
أشواق التي فهمت أنه يتسلى على حسابها :اوووف فوفو ياقلبي لاتسويي هالحركات علي مره ماهو لايقه عليك ..
سحب خصله من شعرها يلفها حول سبابته ويداعب خدها ...
للحضة التبست الصورة بعقله وعاد لذهنه رنين صوتها بأذنه :أنا مو حبيبتك حبيباتك القذرات اللي يرضون يتزوجونك بالسر ...
ترك شعرها وتراجع للخلف وأصبح يمسك سبحته بكلتا يديه ليشغل نفسه ...
سألته بعد أن رأته كيف تجهمت ملامحه :وش فيك ..وش مكدرك ياحياتي ...
بتنهيدة رد عليها :أخاف قلبي يفتقد شوقه ..خليني عايش تحت ظل حرمان ..شوفك تراني أتوقه بذوقه ...حبيت أعيش العمر لتس دوم شفقان ..وأن كانتس بشوفتي مشفوقه ..عزاه حظي بالوفا بتس غرقان ... حتى القدر وأن حادني عوقه ..بسخي لتس العمر ولاني بخسران ...
بوجه متكهرب متشنج من تأثير القصيده التي تعني أنها خرجت من أجل أخرى فتمسكت بأول مفرداته :صدق أنا شوقك !!!
فياض بضحكة موجعه لقلبه :ومن غيرتس يعني ..
قبل أن يلتقط شماغه ويضعها على كتفه :الفجر قرب وأنا صدعت من السهر أجيتس قريب ...
وتوجه للباب ولكنها لحقت فيه ..أمسكته مع ذراعه حتى حين واجهته عانقته بشدة :تذكر دايم كلهم يتركونك وأنا اللي باقيه لك .. أنا بس اللي أحبك صدق حتى لو ماحبيتني ..أتحدى غيري قالك أحبك كثر ماقلته لك رغم أني عمري ماسمعتها منك ...
ربت على شعرها قبل أن يخلص نفسه منها :تصبحين على خير وخرج وهو يسمع وداعاتها المليئة بالمحبة ...
عادت لصالة لتسحب مفرش الطاولة التي جهزت عليها أطعمة السهرة التي لم يتذوقها وهي تصيح بحنق وقهر :الله ياخذها حسبي الله عليها ياجعلها تنحرق وأرتاح منهاااا ...
وأخذت تراسل قريبتها صديقة بلقيس وتطلب منها أن تساعدها بأي معلومات عن خزام قد تفيدهااا ...
وأخذت تتوعدها بأنها ستنهيها من حياته بأي طريقة ...ستجعله يبغضها للأبد ... خروجها من حياتها بهذة الطريقة غير مفيد كان من المفترض أن تخرج بطريقة سيئة حتى يكرها للأبد ..
××متشابهه كـل الوجيه بـ عيوني الا انت وجهك فارق و ماله أشباه ××
****
كانت تجلس مع زهور التي أحضرت لها عمل جيد كما أخبرتها برسالة واتس وهاهي تجلس معها لتفهم ماهية العمل ...
زهور :كل اللي بيطلع منك شعرك ماراح تصور وجهك هي بتعلن عن منتجها لتسريح الشعر ماله فايدة تطلع وجهك ...
وبتأخذين ألفين ريال ..نص مرتبك بجلسه وحده والتصوير كله ماراح يتعدى كم ساعه ..خليك مرنه بالزمن هذا عشان تكسبين لازم تتنازلين شوية ...
خزام برهبة من الفكرة:أكيد ماراح يطلع وجهي ..
زهور هذي مشهورة جداً الكل يتابعها يمكن أمي بعد ...
زهورالتي ترى أن مخاوف خزام ساذجة :قلت لك أكيد الله أكبر مافيه وحده عندها شعر غيرك ...
قبل أن تتكأ بمقعدها :متى بتنقلين معنا !!!
يابنت يادوب مسكت لك الغرفة ترى بتروح عليك ...
خزام بتردد :طيب الإيجار مو كثير شوي يعني 400 بالشهر غير الفواتير ...
زهور :وش فيك المكان نظيف جداً وناس ثقه أحسن لك ماتطيحين ببنات مو مرتبين والمكان مو نظيف وهم أنفسهم ماهو مضبوطين ... اللي معنا أختي وصاحبتها وبنت خالتي مافيه أحد غريب ...
كانت مترددة من هذه الخطوة هي مرتاحه في منزل الخالة وضحى ..ولكن تشعر بتواجدها هناك أنها مازالت قريبة من عائلة العم عقاب وهذا يفقدها الراحة ..
غير أن أسماء مازالت تحثها على الخروج ..لأنها لاتريد أن تقع بموقف محرج لو أكتشف والدها الأمر ..
وهذا ماجعلها تفكر إذا فكرت أسماء بهذا الأمر ..فجوزاء موقفها أسوأ فهي رأتها بعينها وجلست معها لاتستطيع أنكار معرفتها بوجودها وربما هذا يضر علاقتها مع زوجها ..
ولأنها لاتريد أن تكون مسبب لهذا النوع من المشاكل تفضل الأنسحاب بهدوء ...
وهي جائت لرياض وهي تعي جيداً أنها ستسكن مع مجموعة من الفتيات ووجدت زهور وقريباتها أكثر أمان من فتيات غريبات أجمالاً ..
فهي صحيح لاتعرفها عن قرب ولكن وجه مألوف بالنسبة لها وتحدثت معها كثيراً بالكلية وتشعر بالألفة أتجاهها ...
عصراً قبل خروجها للعمل جلست مع الخالة وضحى وجوزاء لتخبر الأولى :خالة أنا حطلع أسكن مع بنات صحباتي ...
وضحى وقد تبين عدم الأعجاب على ملامحها :ليه جاتس منا شيء يوم بتخلينا ...
خزام بأحراج فهي من وضعت نفسها بهذا الموقف :لامو كذا بس أصلاً من البداية أنا جيت وفي بالي كذا ..والبنات زميلاتي بالكلية منها ندرس مع بعض ..
جوزاء بشك :البنات تعرفينهم ترى مو سهل تسكني مع أي أحد ممكن تعطين الثقة لأحد مايستحقها ...
خزام بتساهل :يعني أيش بيجي منهم ضرر ...
جوزاء :يمكن يدخلوا عليك رجال !!! يمكن يحطون لك بأكلك أو مشروباتك ممنوعات ...
شهقت خزام مع بداية الجملة وأخذت تكح بطريقة متلاحقه ...
وضحى التي هذه كانت نصائحها دائماً لأبنتها حين تفكير بزيارة أحد زميلاتها حتى أصبحت بلا أصدقاء :يابنيتي جوزاء ماتبي تخوفتس بس هذا الصدز لاتأمنين لأي أحد ...
البنت مالها إلا سمعتها..
كانت خزام تستمع بقلق ...حتى حين خرجت بطريقها إلا العمل إعادة التفكير بالأمر فوجدت أن زهور بالتأكيد لن تفعل فيها ذالك وليس عليها القلق من هذه الأمور ..
بعد خروج خزام أنشغلت والدتها بأتصال مع أحد جارتها قبل أن تعود لها وتخبرها :أنا بروح أسير على أم حسين تقدرين على الورع لحالتس ...
جوزاء لتزيل القلق عن ملامح والدتها قالت بثقة :ايه يمه روحي أستانسي ..وشكل بتال أصلاً بيجي ...
لاحقاً حين دخل عليها : السلام عليكم ...
كانت تحمل الطفل الباكي محاولة لتهدأته :وعليكم السلام ...
بتال بأبتهاج :ماشاءالله هالمنظر يستاهل له صورة ..
وأخرج هاتفه حقاً ليتلقط صوره ..
جوزاء وهي تتلقى قبلته على خدها :ترى من زمان وأنا أشيلة يعني مو عشانك ماشفت يعني ماحصل ...
بتال وهو يحمله عنها :لا ماشاءالله زايد وزنه بعد لاتطمنت على ولدي أنه بأيدي أمينة ...
جوزاء بتبرم :ليه تحب تتمصخر !!ترى الموضوع يوتر منجد ...
بتال الذي يتقلى منها أتصالات عجيبه بالأونة الأخيرة :بس ماهو كل ماشرق الورع دقيتي يالله بنوديه المستشفى ...
جوزاء وهي تجلس :وش عرفني أنا يشرق ويصير لونه بنفسجي ..خفت يختنق ويحصل له شيء لاسمح الله ...
بتال وهو يرفع الطفل يلاعبه :بتعلمين ان شاءالله والمره الجاية بتكونين معلمة بالتربية ...
كشرت من فكرة وجود مرة أخرى ..أنه حقاً جيد بأنتقاء الكلام .. هل يلومها أحد على أنزعاجها من أسلوبه ...
جوزاء بأسلوب تغيير للموضوع :ايوه وكيف البنات شكلهم متحمسين مره لأخوهم ..
قالت جملتها تعليقا ًعلى صورة أرسلها لتجيهز غرفة الصغير وتالا تنام بمهده ...
بتال :لاتستغربين بكرة تلقينها نايمة جنبه .. البزران لازم يغارون ...
لم تعلق ..وعاد يتحدث هو :متى بتنورون بيتكم ان شاءالله !!
جوزاء :خليني أشوف وضعي هاليومين وأعطيك خبر ...
هز رأسه متفهماً ...وعاد يلاعب الطفل ... يعترف أنه لايهتم كثيراً بالأطفال بهذا العمر وسلامتهم كل مايرجوه ...بعمر الست أشهر يكون بالعادة بأمكانه حملهم والتعامل معهم ..
لكن حروف سابقة من كتاباتها عن طفلها الذي ستنجبه وسيكون مثلها بلاأب هو مايجعله متعلق بهذا الطفل ليثبت لها أن كل خيالاته محض أوهام لاصحة لها ..
سألته حين رأته يستنشقه بعمق :ريحته حلوه ...
بتال بغزل صريح :لاوالله ريحة أمه اللي عالقة فيه هي الحلوة ..
××شوفتك ممّن بد كل الملا فيها زهوه لا تلوم اللي معك بالسواليف يغوي .××
****
كان يجلس على كمبيوتره المحمول بتركيز شديد وقد ارتدى نظارته الطبيه لايحب التعامل مع الأجهزة لذالك وضع له
موظفين ليقوموا بهذهالأعمال ..
ووسط توتره ورده اتصال منها رد بأنزعاج .. وأكثر ماجعله ينفعل هوأنها غير مهتمه بعودته من غيرها فقط كل مايهمها هل أرتبط بأمراءة جديدة كما توحي لها خيالاتها ...
فقال ليستفزها ولم يعي أن الأخرى سمعها ملقى لديه :ايه اعرست أخذت الثالثه ورحت معها شهر العسل ولي أسبوعين بالديرة وعندها ...ايه ظالم وماأعرف أعدل وبجي شقي مايل يوم القيامة وش عندتس ....
حين أغلق من تلك عاد بتركيزه على جهازه المحمول أستوقفته بقولها :صدق أخذت الثالثه ..
رفع رأسه لها وكأنها ألقت نكته :ايه أخذتها ودتس تسيرين عليها ...
غادة بعدم تصديق وهي تتمنى أن ينكر :سلطااااان ..
يود لو يطيل الأمر ولكن حين يقع نظره على بطنها يتراجع عن تفكيره :خبله أنتي لي فوق الشهر عندتس وباقي تشكين !!!!
بلهجة تشكيك :مايندرى عنك نص اليوم برى البيت ولاجيت جلست تشتغل عندي يعني شكلك تروح تستانس وتجي هنا تخنقني بمنظرك وأنت تشتغل وتهاوش ذاك وتخاصم ذاك ...
سلطان وهو يغلق جهازه :غادة أذكري الله واخزي الشيطان ..
لافيه ثالثه ولارابعة ..هي بعذرها تشك ..أنتي وش مصدر الشك عندتس ...
الغلا والدلع والقلب وراعيه لتس ...
غادة بتأمل :عادي أسألك وماتقول ليه تعيدين الماضي ..
سلطان الذي أبعد جهازه بالمجمل فيبدو أن الماضي سيبقى يلاحقهم للأبد :قووولي ..إذا جازلي جاوبتس عليه ولا سكت وأنتي أفهميها ..
غادة بتردد وهي تشعر أنها طفولية بسؤالها ولكنها عقبه لم تستطيع تجاوزها أبداً مهما حاولت أن تطمر الماضي وتنظر لحاضرها فقط تجد الكثير من الذكريات تطاردها وتجعل مشاعرها متكهربة أتجاهه :ليه ماكنت تعاملني كذا .. أو خلني أقول ليش ماقدرت تتقبلني ...
رد عليها بصراحة وتلقائية :المشكلة ماكنت فيتس ...كانت فيني أنا ...كنت مركز على شغلي كان بالمرتبه الأولى والثانيه والثالثة بالنسبه لأولوياتي ..فالبيت والزوجه كنت أبغاهم شيء مريح وخلينا نقول ماودي يكون لهم أي تأثيرات علي يعني يكفي مشاكل الشغل..حتى العيال ماكنت أفكر فيهم بذاك الوقت ..
غادة بأسلوب مستفز :وجيت وجبت لك المشاكل صح ...
سلطان يهز رأسه بموافقة :صح ..
غادة قالت أكثر كابوس عاشته ومازالت تعيشه نجاحه مع الأخرى ولم يبذل القليل من الجهد لينجح معها :وبعدين وش تغير نجحت حياتك على طول وصرت تفكر بالعيال وخلفت ..
سلطان المنتبه جداً لتغير كل شيئ فيها من نبرة وملامح حين وصل الموضوع للأخرى :صح بعد ...بس الكلام اللي قلته كان عن بداية حياتي معتس ولابعدين كانت أبي الأستقرار
وتقدرين تقولين تعلمت من تجربتي ...
وعاد ليفتح جهازه وهو يقول :وخلاص قفلي على هالموضوع ولاعاد تفتحينه .. لأنتس تنبشين قطب وتفتحين جرح بسواليفتس هذي ...
كانت لهجتها مليئة بسخرية لم تستطيع أخفائها :سلامتك من الجرح ياأبو هجرس ...بسوالفك عن الجروح والقطب ذكرتني بأغنيه كنت أحب اسمعها أيامنا الأولى ..
طبيب جراح ئلوب الناس اداويها
وياما جراح سهرت الليل اداريها
شافوني ئالوا متهني .
من كثر الفرح بيغني
تعالوا واسألوا عني أنا اللي بيّ جراح
أطباء الكون ما تشفيني ..
سلطان لم يعلق إلا بـِ:وتلحنينها بعد ..
××وجهك ليا شفته عن العالم كفى وش هالرضا ياسيّدي وش هالقبول××
****
رغم أجواء الشتاء الباردة لكن هذا النهار كان دافيء جداً وحين تكون بالصحراء والشمس شبه عاموديه عليك فوضعك سيكون بغاية الصعوبة خصوصاً لوكنت لاتمتلك الماء ...
كان قد فسخ فانيلته عارضاً جسده الذي لايحب أظهاره بالعادة مع تضارب ألوان ذراعيه ووجه المعرضه بشكل دائم مع الشمس خلاف باقي جسده ببشرته الفاتحه ...
زميلة بشفاة الجافة :ياولد والله رحنا بشربة ماء خلاص أنتهينا هذا ماهو تدريب هذا قتل عمد ...
هجرس الهاديء وهو يدور بعينيه على أمتداد الرمال الذهبية :هذا ماله علاقة بالتدريب لأنك تبي تفوزومسوي فيها أبو العريف ضيعت نفسك وضيعتني ...
زميلة المستلقي على الأرض شخر ساخراً :ضيعتك ليه تلحقني كنت بتغدرني .. وتفوز علي ..ماتعرف تبتكر شاطر بالغدر بس ..عشان كذا طحت بشر أعمالك ...
هجرس الذي يعي فداحة خطأه حين أنغمر في المنافسه ونسى الحذر :خلك محلك لاتموت ويتهموني فيك بطلع على النفود أعس المكان يمكن حولنا أحد ...
بعد أن أبتعد قليلاً صاح ذاك :هجررررس لاتخليني ترى الله فوق ويشوفنا ...
هجرس متهكماً يحدث نفسه :هذا اللي قالوا ***** وتفتي .. علم نفسك يالغشاش ...
عاد يصيح به :أستررررجل ولاتموت وأبلش فيك ....
حين وصل لرأس التل .. وضع يده أعلى عينيه حتى يحجب أشعة الشمس عنها وتكون الرؤية مناسبه له ..
لايوجد كائن حي بمجال رؤيته ..
حتى يجد أنسان ..
لقد فقدا طريقهم فعلاً هم تائهين رسمياً ..
لكن الأمر لايثير قلقه كثيراً فهم ضمن مجموعة من المتدربين ويوجد مشرفين ومسئولين ..
سيتم تفقدهم عند نقطة الوصول وحينها سيكتشفون أنهم مفقودين وسيبدأ البحث عنهم ...
عادا لرفيقه ليصبره أن الفرج قريب ..
غابت الشمس وحل الظلام ولم يتم البحث عنهم بعد لايوجد أشاره بأن أحد أفتقدهم لاصوت مركبات تبحث عنهم ولا مروحية حلقت بالسماء تستكشف مكانهم ومع حلول الظلام سيصعب إيجادهم ..
رفيقه بأنين : بنموت ياهجرس آه بنموت من العطش ...
هجرس وهو يحاول إيقاد النار من العدم بأستخدام صخور المرو ولحاء النباتات الجافة : تحتاج عطش ثلاث أيام عشان تموت ماهو من أول يوم ...
ياورع خلك رجال ولا بقول كان يبتسي مثل الحريم ... لاأنشدوني عنك ...
رفيقه : أنا وش اللي حدني على هالمصير كنت مرتاح بحياتي ...
هجرس بعد أن اوقد الشعلة أخذ يضيف عليها من الأغصان الجافة حتى تشتعل نار أكبر تدفئهم وتدل على موقعهم :ياولد اذكر الله بتعترض على قضاه ...
رفيقه بعد أن شعر بالدفء وأصبح يعي جيداً أن نجاته بوجود هجرس وبدونه سينفق : تكفى ياهجرس لاتخليني .. تكفى ياولد سلطااان ..
هجرس بحماس : ابك لاتقول تكفى لاتخليني أقطع يدي واشويها لك ...
وختم جملته بأن أخرج من جيب بنطاله علبة صغيرة من التمر عبارة عن ثلاث تمرات مضغوطة ببلاستيكة تشبه مايوزع بأفطار رمضان ..وألقاها بحجر الآخر ...
جلس نصف مستلقي وأخذ يردد :ياذيب أنا بوصيك لاتأكل الذيب ..
كم ليله عشاك عقب المجاعه كم ليله عشاك حرش العراقيب ..
رفيقة بأستنكار :تكفى ياهجرس أنا طالبك لاتحضرهم ...
هجرس بأستخفاف:ياورع خلك رجال الذيابه وش تسوي هناا ..
في ذمتي أنا حتى الذيابه ماتطب هالديار ... الله يسامحك ياأبو سماح (الرئيس المسئول) ولا هذي ديرة ينسوى فيها تدريب ...
أخخ بس لو مشاورني ..وديته الديار الزينة ..
الرفيق بلهجة يائسة بعد أن تناول التمر الذي أعطاه له هجرس :حلقي ولع أبي ماء ...
هجرس بملل من كثرة شكاويه :أرقد والله بيرزقناا ..أطلب ربك ..
صمت قليلاً قبل أن يقول :في ليلةً مثل هالليلة ماهي بعيدة عنها قبل سنه عمي بغى يروح في بطن الذيب ...
بس وين المسكين طاح باللي لحمهم سم على عدوانهم ...
عيال هجرس ماينوكل لحمهم ..
ذكاه عمي الذيب..ايييه في ذمتي أني أشتقت له ..
الرفيق الذي يريد أن يتسلى بالحديث حتى ينسى عطشه :ماتطري أبوك كثر ماتطري عمانك ... مره عمي ذبح الذيب ..مره عمي قطع يده وهج من الأسر بالحرب ..
هجرس :لاعاد أبو هجرس هذا أسطورة أخاف عليه من عيون الخلق عشان تسذا ماأجيب طاريه ..
ايه ياحلاله ياجدي ياحلاله ياأبو سلطان لو يدري أني مفقود ..
كان زهم على خوياه يطلعون المروحيات تدورني ...
وأنقضى ليلهم بهذة الطريقة ..
هجرس يروي بطولات عائلتهم ويتباهى بهم ..
والرفيق يستمع بضجر فهو مضطر له
ويخشى أن يتركه خلفه ...
××لا عاش راسً ماتسوقـه حميا ولاعاش راس ًمايعرف المواجيب××
وصلت للموقع بقلق .. من نسقت لها هذا العمل زهور وأخبرتها أنها لن تأخذ أكثر من ساعتين ...
فتحت لها الباب أحد العاملات ...
دخلت لمنزل جميل صعدت خلف العاملة لتدخلها على إمراءة ثلاثينيه كهيئة ولاتعلم أن كانت تفوق هذا الرقم بالعمر ...
جالسه بكبرياء تصور بهاتفها طاولة قهوتها وتتحدث بثرثرة طويله ...
حين توقفت لتتحادث معها أكتشفت أنها تتصنع النبرة حين تتحدث ببرنامج السناب ..وتمتلك صوت آخر على الطبيعة ...
فتحت شعرها دون أن تستئذن حتى :حلو حلو ينفع ...
يالله نروح لغرفة التصوير ..
لاحقاً كانت الجلسه طويلة تصور وتحذف وتكرر الأمر مراراً ... حتى باتت تخشى على شعرها من الجهاز الذي كانت تصور الدعاية له ...
المشهورة بتأفف :الله ياأخذهم هم وجهازهم يعع لو علي ماشريته ... أحرق يدي ...
خزام بتلقائيه :ايوه وشكله سيء على الشعر ...
المشهورة بسخط :وأنتي من سألك !!!!
صمتت وهي تفكر أليست خدعه هل سيكون المال الذي ستحصل عليه حرام...
سمعتها وهي تكيل الأطراء للمنتج.. وتعرض خصلات شعرها المسرحة وكيف أنها أنجزت شعر المودل رغم كثافته وصعوبة تسريحه بعشر دقائق فقط ...والأمر كان قد أخذ منهم مايفوق الأربعين دقيقه وبوجود عاملتين تساعدانها
وكانت قد أكملت بجهازها المنزلي وليس منتج الدعاية ...
ولكن أمام الكاميرا كانت تعرض خصلات شعرها تحت المنتج ليصدق المتابع أن هذا العمل قد أنجز بأستخدامه
كم تشفق على من سيصدق هذه الدعاية ويبتاعه ...
وختمت دعايتها بذكر كود الخصم ...
حصلت على مالها وغادرت المكان ومازالت تشعر بحرارة الأجهزة على شعرهاا ...
حين عادت للشقة التي أصبحت تشارك فيها زهور وقريباتها
أخبرتها بمخاوفها :زهور والله خايفة ينعدم شعري ماأعتقد هالطريق يناسبني ...
بنت خالة زهور التي تشاركهم الجلسه وهي تعبث بهاتفها :اعرضي ملابس لاتخرب بشرتك ولاشعرك ..
زهور :هي تستهبلين البنت محافظة .. ترمي سترها بهالبساطة ...
أنسحبت من جلستهم فهي لاتحب أسلوب قريبة زهور
وهي من النوع التي تضعف تحت الألحاح ...
حاولت الدراسة قليلاً كعادتها قبل النوم ..
لتستيقظ بعد ذالك على طرقات لباب غرفتها ..
فتحت بابها بعيون ناعسة ..لتجد زهور المرتبكة خلفه ...
زهور التي تحمل هاتفها :خزام مصيبة والله بدوون قصد صورتك حطت صورتك المجنونة ...أسماء دقت علي
تقول خليها ترد على جوالهااا ....
خزام بفزع وتشعر أن الدم أرتفع بسرعه لدماغها مسبباً دوار لها :ايش أي صورة عن مين تتكلمين ...
نظرة الذنب على وجهه زهور جعلها تصيح بها :الله يخرب بيتك مثل ماخربتي عليه ..
كان تدور حول نفسها ويدها على رأسها :قصدك بالمجنونة المشهورة اللي عندها 3 ملايين متابع ...
3 ملايين شافوني ...آه يارااسي بموت ...
أمي أمي حتذبحني ... ياليت مت ولا انفضحت ...
زهور وهي تهدأها وتعيدها لتجلس على سريرها:يمدينا نطلب منها تحذف الصورة ..أنا جالسه أرسل عليها على السناب بس ماترد عندك رقم منسقتها صح !!!!دقي عليها خليها تحذف الصورة أتفاقنا كان واضح شعرك بس ...
خزام بيد مرتجفه تفتح هاتفها :فين ..فين رقمهااا ..
لحظات حتى وجدت الرقم واتصلت مباشرة ..
ردت عليها منسقة الطرف الآخر منزعجة من أتصالها بهذا الوقت المتأخر :تتصلين ليه كفاية رسالة ...وأنا وش دخلني تفاهمي معها هي ...
خذي رقمها
اتصلت سريعاً على رقم المشهورة نفسها ..
التي رددت بقهقه حين تعرف عليها :هلااا الحمراء المشهورة ...تدرين سنابي علق من تصوير الشاشة والتعليقات ..كلهم يبغون سنابك ..الخمسه بالمية عندي أول مرة يتفاعلون رسايل اليوم كلها من أبو فلان وعلاان هههههههههه ...
خزام بصيحة أستنكار :مين سمح لك تنشري صورتي أحذفيها حالاً ..
المشهورة حين لاحظت نبرة التهجم بصوتها :سلامات أي صورة نشرت كلها أنعكاسك بالمراية ...
خزام :وأنعكاسي بالمراية يخلي الناس تطلب سنابي ...
والله أشتكي عليك ..أحذفي صورتي أحسن لك ...
المشهورة بأستخفاف :دايم أنتم كذا تطلعون على حسابي وبعدها تقولون كيت وكيت ... لو تقدرين تشتكين سويها ..شحادة تصور شعرها عشان فلوس جايه تهدد ..
وأغلقت الهاتف دون وداع ..
وضعت رأسها بين يديها بأحباط :خلاص أنفضحت الناس كلها حتتكلم فيه ...حسبي الله ونعم الوكيل فيها ...
زهور تهديها وهي تريها الصورة :شوفي مو شرط يمكن يعني مايعرفوك ...
بصيحة أستهجان ردت عليها :مايعرفوني وليه أسماء تتصل !!!
كل الناس راح تعرفني كلهم ...
كانت مصدومة تشعر أنها أصطدمت بشيء يفوق قدرتها كيف تستطيع الخروج من هذا الموقف ....
××ليه نعاتب والعذر دوم معروف م انتبهت,وم قصدت,وم دريت.××
****
كانت ليلة هادئه في بدايتها لم يتوقع الطريقه التي أنتهت فيها ..
قبل ساعتين فقط كان ينام بعمق حين استيقظ على صوت بكائها الهستري ..أنهيار لم يجربه من قبل ..
حاول تهدأتها التعامل معها ولكنها تريد أبعاده عنها بأي طريقه ...
ورغم الوقت المتأخر لكن حالها أجبره يتوجه لجناح والديه ويطرق الباب بقوة أفزعت فهدة التي فتحت الباب بعجل وسألته بقلق : علامك طيرت قلبي .. بألحاح سألها :ابوي وينه ابيه ...
فهدة بأستنكار : جاي هالحزه تدور أبوك ...
ولكن جاء صوته من خلفها : من اللي عندتس يامره ؟؟؟
الحكم بصوت عالي : يبه أنا الحكم .. تعال شف فزه مادري وش فيها ؟؟
فهدة بأستنكار: ياوجه الله مصحينا هالحزه عشان مرتك ...
تجاهلها عقاب ولحق بالحكم الذي من رآه حتى بدى يشرح له : صحت فجأة تصارخ وتصيح أهرجها ماترد علي ...
انهى حديثه بزفرة ضيق وهو يضع يديه على وسطه ..
مد عصائه ليربت فيها على ساق الحكم : وخر عن طريقي ..اشوف ..
لم يدخل بقى بمكانه مازال يرتجف قلبه من صياحها الذي استيقظ عليه ..
كان يحدق بالباب نصف المغلق ومازال صوت صياحها يرتفع من الداخل ولكن مع قراءة والده يتناقص تدريجياً ...
فهدة التي جائت لتتطقس الأوضاع: يالأقشر لايكون مروع هالمخفوفه قلي الصدق أنا أمك مفزعها وهي نايمه ؟
الحكم يحوقل : كنت نايم يايمه هي اللي فزعتني ... ماهو أنااا ... استغفرالله العظيم وأتوب إليه ...
خرج عقاب أخيراً بوجه مكفهر وأمره : أدخل أرقد ولاتنشدها عن شيء ...
دخل الحكم ولحقت فهدة بعقاب الذي كان بحال سيء وهو يعيد جوابها على سؤاله عن رؤيتها بأنها لن تحرق قلبه بأخباره مارأته فيكفي هي أن تعيش هذا الشعور ..
فهدة بقلق من الحال الذي خرج فيه : علامك أنشدك وماترد علي ...
عقاب بصيحة : تراتس ادوختيني روحي وراتس ارقدي..وخليني بحالي ..
فهدة بتوتر تحاول تهدأته حتى باللحضة المناسبه تعيد استجوابه : طيب أولمك الماء تتوضأ...
وحين أعتقدت أنه لن يجيب : هاتيه ...
الحكم الذي دخل بقلقه أرتاح حين رآه قد هدأت قليلاً ولكن مازالت تحت سيطرة شهقات باكية تخرج منها بدون إرادة ..
أستلقى على جنبه الإيمن موليها ظهره بسبب كدمة حصل عليها على أضلعه من الجهة اليسار ...
شعر بها تستلقي جواره ..للحضات وكان تلصق رأسها بكتفه وتبدأ بكاء صامت ..
تحامل على وجعه ..وأستلقى على الجانب الذي يؤلمه ليحتضنها :خلاص هدي مافيه شي يسوى اللي تسوينه بعمرتس ...
سمعها ترد عليه بعد هجر طويل :إلا يسوى والله يسوووى ..
الحكم أنا أحبك وأنت غااالي عندي ..حتى لو زعلت عليك ..
والله أحبك لاتزعل مني ..
الحكم النصف نائم لم يفكر ماغير رأيها كلما فعله تقبيل جانب صدغها وهو يقول :وأنا أحبتس بس لاتزودين الزعل مره ثانيه ..
ألتصقت فيها وهي ترتجف من رؤيتها ... قد تكون ألحت حتى يعترف لكن لم تتخيل أن يصل الأمر لحد السيف ...
يرتجف قلبها كلما تذكرت مارأت .. تريد أن تموت ولاتتحقق رؤيتها هذه المره ...تبكي من أعماق روحها ... تشعر أن ستنزف دموعها من كافة نواحي جسمها ..مارأت مفزع وثقيل جداً أن تحتمله ...ستجن ..تريد أن تفر من الأرض بل تتمنى أن يحتضنها بطن الأرض قبل أن تصل الأمور لهذا الموقف ...
××النفس لاطاوعتها عشت مغبون ملزوم في بعض الأمور اتعصاها××
****
على الطرف الآخر أستلقى على سريره بعد فراغه من ألعابه الألكترونية ...سيتصفح برامج التواصل الأجتماعي قبل نومه ...
شهق بصدمة حين رأى صورتها بأحد حسابات السناب ...عاد يتأمل لعله مخطيء ..
ووسط حيرته أرسل على قروب الفتيات ...
الحسن :بنات شفتوا حساب فلانة اليوم ..
ليلى أول من رد :مين هذه اللحجية لا وش مسويه .. بعدين أنت ليه تابع حريم ماتستحي !!!
لم يرد عليها فهي غير مفيدة ...
الحسن :يارا ..وياسمين ردوا لاتقرأون وتطنشون ...
يارا :وضعت علامة أستفهام فقط ...
وياسمين دخلت عليه بالخاص :شفت ترى تشبها بس ولاتقول لخالتي ليلى ...
الحسن :وكيف عرفتي وش أقصد إلا هي أنا مو غبي ...
وترى ماله داعي تغطين علي أنا ماراح أفضح أحد ....
ليلى التي أثار فضولها الحساب الذي تحدث عنه الحسن ذهبت لتبحث عنه ووجدت أنستقرام المشهورة وهناك لتضيف حسابها على السناب ولكن لم تحتاج لأنها وجدت الصورة مطروحة هناك وفهمت لماذا سألهم ..
صورة الشاشه ودمها يغلي وأرسلتها على قروبهم ..
ليلى كتبت :تقصد هذي ... تعتقدون بأستغرب ولاأنصدم واضحة طينتها من البداية فلتااااانه ... وأنا بنفسي اللي برسل له الصورة ...
طرقات حادة على بابها قبل حتى أن ترسل الصورة فتحت الباب له ...
ليسألها بضجر :مفرشي وينه !!! ماني قايل لحد يدخل غرفتي ويتعبث فيها ..
ليلى ويدها على وسطها :رميته ...
فياض بنظرة حادة :عدلي وقفتس ماهو أنا اللي توقفين له تسذا لكف يطيح طقم سنونتس ...
ليلى تتكتف :قلت لك رميته ...
فياض بحنق :ومن سمح لتس ..وصاح بها :غرفتي لاعاد تدخلينهاااا سامعة ...
ألتفت ليذهب ولكن أستوقفته بقولها :تبغى أخطب لك ...!!!
عندي لك اللي أحلى منها عشر مرات من الصنهات اللي تحبهم واجد ...
لم يرد عليها وتوجه لغرفته ولكنها لحقت به وهي تقول :على الأقل متربين صح وسمعتهم ماعليها كلاام ..!!
فياض الذي يزيل لحافه الذي غيرته له ليستلقي :ماني قايلتس لاتدخلين غرفتي ..ماتشوفيني برقد ...فارقي ...
ليلى بلوؤم وهي من وضعت خزام برأسها منذ تخلت عنه بالسجن ومن نظرتها للموقف هي خائنه تخلت عنه بلحضة حاجته :تزوج صديقتها عشان تقهرها وترد حركتها يوم طلبت الطلاق وأنت بالسجن ...
فياض يكره مجرد التفكير بعرضها النسائي اللئيم عن أي صديقة تتحدث هو لم يسمع بها من قبل أعتقد دائماً أن أسماء صديقتها الوحيدة :الله يعطيتس عقل ...أطلعي من الغرفة لاتطلعين وأنتي تبكين ...
تكره أن يبقى في ظلاله يعيش على ذكرياتها :بما أنك مصر تفضل شوف اللي ماتنام الليل بعد فراقها وش مسوية ... لاتنام قبل تشوف جوالك ...
وبعثت الصورة مباشره له ...
لم يكن سيفتحها فهو لايصدق ليلى فمازال يتذكر محاولة الأيقاع بينهم كثيراً في الفترة البسيطة التي عاشا فيها هنا ...
ولكن فضوله وشيطانه دفعه لفتح رسالتها ..
رأى الصورة ولم يفهم شيء ...
عاد يرسل لها :وش قصدتس وين لقيتي هالصورة ...
ليلى وهي تكشر بأبتسامة شريرة :بحساب مشهورة ...وأرسلت له حساب الأنستقرام ..
ايه ضيف السناب يقولون فيه صور أكثر أنا ماني فاضية أضيف فلانة وعلانة عشان الصايعة خزاموه ...
لم يهتم بحديثها فهو فتح الحساب مباشرة وكانت الصورة فعلاً هناك ..
كان يحدق بعدد اللايكات الذي يتعدى الخمسين ألف بقلق ..
نظر للأعلى حيث عدد المتابعين كانوا مليون و600 ألف فشعر بالدوار ...هل المليون شاهدوا هذا الصورة ..
أغلق الهاتفه وحذفه بعيداً عنه ...
لاتعنيه أليس كذالك وماشأنه ...
أنقلب على جانبه وهو يسب ويشتم بلحاف الذي لايتحرك معه ..
وضع يده أعلى جبينه ...ليكتشف أنها ترتجف ...
بل كل جسده يرتجف من الغضب ..
عاد يكرر لنفسه ... لاتعنيك .. أنتهى كل شيء بينكما ..
عاد ليلتقط هاتفه ووجد نفسه يبحث عن رقم معين ...
وأرسل له :برسلك حساب أنستا وسناب هكرهم ...
رد الطرف الآخر مباشرة :كم بتدفع ...؟
فياض :أول شف الحسابات تقدر عليها أو لاا بعدين نتفاهم ..
وبعث لها رابط الأنستا :شف بالبروفايل حساب السناب أبغاك تهكرهن وتحذف الصور اللي فيها ...
بعد أن تلقى الحسابات وعرف أنها لشخص مشهور :كتب خمسين ألف ...لكل حساب ...
فياض بعدم تصديق :بتسرقني أنت ...
الهكر :لا أنت اللي بتسرقني لو أرسلت لهالمشهورة بتدفع لي أكثر بس ماأهكر حسابهاا ...
فياض يتحسب عليه :طيب هكر وأبشر بعزك ..
الهكر :لا يالغالي أول الفلوس تنزل بحسابي بعدها يبدأ شغلي ..
فياض :خلال ساعة أبغاك تحذفها ولا أعتبر أتفاقنا لاغي وبترجع الفلوس من ورى خشمك ...
وحول له المبلغ على حسابه البنكي فقد تعامل معه سابقاً حين أراد منه محي البيانات في هاتفها الذي وقع حينها بيد بلقيس ..
وضع رأسه من جديد على الوسادة ولم يزر النوم عينيه ..
عقله يعي جيداً أنه لن يسترخي وفكرة أن آلاف العيون تتأمل صورتها ..ولكن يحاول أبعاد هذه الفكرة من رأسه ..
لم يكن أغلق هاتفه ..
فحين رن برقم عمته فهدة ..أنتفض جالساً ..
لم يرد عليها حتى ..أرتدى ملابسه وأسرع لجناح والده ..
فهي لن تتصل به إلا ومصيبة قد حلت بأحدهم ...
حين وصلها كانت ترتجف بالصالة وهاتفها بيدها ولم تقل إلا :ألحق أبوك ألحقه ذبحته فرخ الحية ...
فتح باب غرفة والده الذي كان يستلقي بسريره بحالة غير طبيعية ..
كان يحركه ليحمله حين جاء الحكم الذي يبدو قد وصله الخبر قبله بعربية متحركة ساعده ليضعوه فيها ويسرعون من خلال المصعد ..
الحكم هو من قاد السيارة ...أما بالنسبه له فجلس بالمقعد الخلفي يضع رأس والده بحجره ...
غير قادر على التفكير ..سوى أنه قد يفقد والده هذه الليلة ..
فيصبح كل شيء بعينه أسود ..
الحكم أيضاً من نزل أمام باب الطواريء ليستدعي المسعفين لينقلوه لسرير المتحرك ...
كل شيء كان يتصرف فيه الحكم اما هو فكان يسير بأنتفاضة غير قادر على التفكير لايريد إلا نجاة والده بهذه اللحضة ...
بعد دقائق من وصولهم حضر بتال وفزاع ...
وكان الجميع متماسك ماعداه ... بدى كطفل يخشى أن يفقد والده للأبد هذه الليلة ...
كان يسمعهم يتناقشون مع الأطباء عن جلطه ..
كم تأذى من جسده ماهي الأعراض المصاحبة ..ماذا سيحدث بعد ذالك لما يبدو الأمر بهذة البساطة لديهم ...
هو فقط الذي لايستطيع التصديق أن هذا يحدث مع أبيه ...
لايستوعب عقله أن أبيه بسن كبيرة وهذه النكسات الصحية طبيعية جداً ...
××كل فرقى تعوض على طول السنين كون فرقا الموت توجع ولافيها عوض××
****
أسماء التي كانت نامت للتو بعد أن أرتاحت لزوال الصور من حساب المشهورة التي أعلنت عبر صديقة لها أن حسابها قد تهكر ..
أستيقظت على نواح والدتها تخبرها أن والدها قد فقد وعيه ..
وأنهم نقلوه للمستشفى ..
بهذة الطريقة نقلت لها الخبر ...
بقت بحالة غير طبيعية تحت تأثير الصدمة وأنتقلت مع والدتها للسيارة وللمستشفى كل هذا وهي لاتعلم هل هذا يحدث حقاً أم أنها تعيش كابوس لانهاية له ..
****
وصله الخبر بعد الفجر ..ماأن أستيقظ وفتح هاتفه ..
حتى تلقى أتصال من بتال يخبر أن والده بحالة صحية غير جيدة ..لم يجد تذكرة .. وقرر العودة براً ...
ألتفت على غادة التي ترتب حاجياتها بنفس حقيبته ليسألها :وش تسوين ..
غادة :وش أسوي بعد بروح معك ...
سلطان بأستنكار :أنتي قايله ماني رايحه الرياض ولاطابتها لين أولد ...
غادة لاتنكر أن هذا كان قولها لكن الآخر تغيرت
الأو ضاع:هذا كان قبل بس اللحين ماأقدر أخليك تمسك الخط لحالك أخاف عليك ..
سلطان بأنزعاج :إذا رحتي معي مالتس رجعة لأهلتس إلا زيارات .. فخذي قرارتس من اللحين ...
****
كانوا يجلسون خارجاً حين جائهم بتال :أبوي صحى .. لسانه تأثر بعض كلامه ماهو مفهوم جاروه بالهرج لاتحسسونه أنكم ماأنتم فاهمينه ...
أول من دخل عليه فياض ..
عقاب طريح الفراش ألقى نظره عليه وتأمله قليلاً وأخبر نفسه ليس هذا من عليك أن تقلق بشأنه ..
دخل من خلفه فزاع وبتال الذي كان معه قبل قليل ..
دخل الحكم أخيراً برفقة والدته ...
فرفع يده التي يستطيع تحريكها ليطلب منه أن يقترب ..
بتال وفزاع بنفس الوقت :الحكم ..
ألتفت عليهم بشك ..
بتال :أبوي يبيك قرب منه ..
الحكم بتلقائية أقترب منه وأمسكه مع يده التي مدها له :هاه يبه أمرني ..
كان نظرات والده له غريبة ولكنه لم يفهمها ..
كل ماأستطاع فهمه أنه يريده قربه ...
فبقى جالساً قرب السرير ..
عقاب بلسان ثقيل :هجر..س ..!!
الجميع فهمه أنه يطلب سلطان فأخبروه :جاي بالطريق..
فهدة بنواح وهي تقبل كتفه ورأسه :ياأبو سلطان خلك منهم تفكر بهذا وذاك ليه .. لاتفكر بتذبح نفسك بهمومهم ..
بتال بزفرة ضيق :يمه روحي أرتاحي بالبيت ..أبوي تعبان مايتحمل هرج ...
لكن عقاب أشار بيده أن دعها ..
بالخارج فزاع عاد لأسماء التي جائت بعد أن جرتها والدتها معها قصراً وتبدو غير واعية لما يدور حولها :أسماء قومي شوفي أبوي ماعليه طيب ..
شهقت بلا إرادة بردة فعل على ماكتمت من مشاعر وقالت بلهجة مخنوقة :صاا..حي ..
فزاع يربت على كتفها :ايه صاحي تعالي لاتكتمين نفستس ترى ماهو زين ... وألتقط علبه من الماء الذي أحضروه سابقاً: أشربي من هذا قبل تدخلين عنده ...
كان ينتظرها تفرغ من الماء حتى يدخلا معاً ..
حين أقترب منهم أحمد أعتقد أنها من تواصلت معه ولم يستغرب وجوده ...كان يسلم عليه ويتحمدله بسلامة والده ..
أحمد الذي كان قادم لعمله في البناء المخصص لقسم الأسنان ..لاحظ وجود سيارات أبناء عقاب بمواقف المستشفى هي مميزة وأي شخص يعرفهم سيميزها لذالك ..دخل وسأل موظف الأستقبال الذي تربطه به علاقة معرفة عنهم ..فأخبره أن عقاب هو من تعرض لوعكة صحية ..
أخذ منه رقم الغرفة وقرر أن يصعد ليطمأن بنفسه ..
كان قد توقع وجود الأبناء لكن هي لم يتخيلها بينهم أبداً ..
فزاع تركهم لوحدهم ...
منذ ألتقط وجودها لاحظ أنكسارها ..أكتافها منحنية ..
يديها تقبض على قنينة الماء بتشبث مريب وكأنها غير متزنه ولاتجد شيء ثابت غير مابين يديها ...
جلس على المقعد المجاور لها :أسماء وشلونتس ...؟؟
الحمدلله على سلامة عمي ..!!
أحتاجت وقت لتلتفت عليه بلهجة مخنوقه :فزاع يقول صحى ..بس أخاف أشوفه ..
شجعها بقوله :وليه تخافين ..تبغين أدخل معتس يالله قومي ..
مد كفه لها لتستند عليها ...ولكن لم تتمسك بها كما أراد ..
ورفضت عرضه بقولها :أقدر أدخل لحالي ولو بغيت أحد يسندني بقول لأخواني ...
كان رفض جامد صريح ... بموقف آخر كان سيرد بطريقة مؤذية لمشاعرهما معاً ...
ولكنه بقى يراقبها تتمالك نفسها وتدخل لغرفة والدها حيث سبقها فزاع من قبل ...
انتظر لعدة دقائق قبل أن يطرق الباب مستأذناً ...
ويفتح له فزاع الذي أخبر من بداخل حين سمع الطرق أنه بالتأكيد أحمد وبادره بقول :أقرب يارجال مافيه أحد غريب ..
لانت ملامح عقاب حين رآه وهو مازال يتذكر اللقاء القاسي والتقريع شديد اللهجة الذي تلقاه من عقاب قبل شهرين بسبب هجرة لأبنته ..وكيف أنه قد أخطأ حين أختاره من بين أبناء عمه ..رغم أستماتته لحضتها لشرح موقفه وأنه لايفرط فيها ولكن يحاول أنجاح حياتهما وأنهم بحاجة للفسحة من الوقت ليفهما بعض ...فكان رد عقاب ثابتاً صارماً أن نجاح الحياة بأجتماعهما ولن تنجح أبداً وهم تحت أسقف مختلفة ..
تحمد لعقاب بسلامه ودعى له سلم على الموجوديين تحدث معهم قليلاً ثم غادر ...
بعد خروجة كان أول المتحدثين فياض الذي يحاول الخروج من صدمته :نسيبكم هذا ماهو عاجبنــي ..
غلطتنا ياأبوسلطان يوم ماسوينا له أختبار صيد الضبان بالقايلة ...
بتال ساخراً ليشاكس أسماء صاحبة الملامح المتجمدة والتي حين تحدثوا معها سابقاً بشأن تركها لمنزل زوجها رفضت منهم التدخل:ايه كيف فاتتنا هذي بس تونا فيها حدد موعد ونسحبه للساحة الأختبار ..
فهدة بأنزعاج :بس خلاص أدوختونا أبوكم ماهو ناقص هرجكم الناقص على راسه أطلعوا خلوه يرتاح ..أنا بجلس عنده ..وأنتي أرجعي للبيت ولا لكليتس يالله مع السلامه ..
خرجوا لم يتبقى بالداخل إلا فهدة والحكم الذي بسبب نظرات والده المراقبة له بقي ...
خارجاً سألها بطريقة أرتابت منها خصوصاً بعد حادثة أمس :على طاري الكلية وشلون دراستس !!!
كان بتال الذي ينتظره ليتوجهوا لطبيب يستمع بأستغراب ...
أسماء وهي تضغط زر المصعد :كيف يعني ماشية أنا شاطرة والمواد معقولة ..
بتال بتدخل :زين يالشاطرة قولي لجوزتس يفتح عيادة ويوظفتس عنده لاتخرجتي وأستروا أنفسكم ..يالله يارجال بنشوف الدكتور برجع لبناتي أمس درن بسالفة أمهن وأستلجن علي مارقدن الليل ...
فياض وهو يلحق به :وش سالفته ..
بتال :وحدة من البنات قالت لوريف أنتي يتيمة أمتس ميته ...
وهي ماتدري قايل لها أمتس مسافرة ..
فياض بصدمة :الله لايوفقك هذي سواة تسويها أنتم ماتعرفون تعاملون مع الورعان ..اللحين بينصدمن لاتستغرب بكرة تركض فيهن من مستشفى لثاني تعالج نفسياتهن ...
بتال الذي شعر أنه قد أقنعهن مساءً بفكرة أن والدتهن أصبحت ملاك وغادرت للجنه .. رغم أن التشبية لايتوافق مع حقيقتها القبيحة ولكن من أجلهن فقط :لا إن شاءالله ...
أصلاً كان أقنعن من رجعتها الغياب الطويل يقلل المحبة ..
شخر ساخراً :ايه الغياب الطويل يقلل المحبة حكيم ياأبو خيال ..إلا على طاري خيال ماأنت واعدني ولدك من بنت لافي بتسمية علي ...!!!
ولاخلاص شفتها ونسيت وعودك ..
بتال ليزعجة :ايه ألزم ماعلي رضا أم خيال ولاأنت وش بتنفعني فيه لو سميت عليك ...
تحدثوا مع الطبيب قليلاً وأكد عليهم أن وضع والدهم مستقر ومازال سيتحسن للأفضل فقط عليهم مراعته نفسياً ...
××العمر يفنى والحياة أحلام والدنيا متاع يا كم نفسٍ روحت ما حقّقت مطلوبها××
****
كان يؤجل كثيراً اللقاء النقاش التفاهم حتى حين حدث اللقاء بلاتخطيط وجد شيء غير ماتوقعه ..
لقد أتخذت موقف منه رغم أنه أخبرها سابقاً حين رفضت العودة سأرتب أموري ولنا لقاء ...
كان متفهمة للفكرة ولم ترفضها ..
اليوم أسلوبها أقلقه وجعله يدرك أن لاشيء مضمون ..
أرسل لها رسالة لم تستقبلها فحاول الاتصال ليجد هاتفها مغلق ..
أثناء خروجه بحث عن سيارتها .. ليجد سيارة والدتها والسائق فيها أي أن أحداهما أو كلتاهما ستخرجان لن يتحدث أمام والدتها فقط سيخبرها أن ترد على اتصاله رآها أخيراً تنزل من المصعد ..
توقفت قليلاً وأخرجت هاتفها لتستخدمه ..
كان يسير ليقطع طريقها لكن شخص آخر عابر هو من استوقفها لم يتبين وجهه رغم ذالك لم يكن من إخوتها هو متأكد من ذالك وجرى بينهما حوار تحدث معها بشكل كافي حتى يكون صدفة أو خطإ ..
تركها حتى أستكملت طريقها واتصل فيها ومازال هاتفها مغلق ..
حين وصلت السيارة أصبح خلفها مباشره أدركت وجوده فألتفتت عليه : تعبانه بروح البيت ..
أحمد الذي يرتدي نظارته الشمسيه : سلامات ليه ماتردين على اتصالي..
اسماء الضجرة واعصابها بعد الأحداث المتسارعه الماضيه لاتساعدها : تعبانه ماأقدر اتكلم ؟؟
أحمد بأنفعال : ماتقدرين تتكلمين معي بس مع غيري عادي ..
أسماء بلهجة حادة : وش قصدك ... أنت أنسان شكاك ومريض .. يعني هذي فكرتك عني ؟؟؟؟اتكلم مع غيرك ..
أحمد الذي اوقد الشرارة ووجد لديها أكثر من قبول لأشعالها تراجعت لهجته قليلاً عن الأنفعال السابق : أنا استفهم ؟
أسماء بأنزعاج : لاتسأل ولاتستفتهم ولاعاد ترسلي علامات استفهام وتعجب غبيه ... وصمتت حين لاحظت شيء خلفه
جعلته يلتفت هو الآخر ليجد أخويها ينظران إليهم بأستنكار ...
فياض وهو يلوح بيديه بتهكم : يالله خذلك من الفضايح أنتم ماتستحون ماعندكم دم قدام العالم والرايح والجاي ..
بتال بجدة : اسماء اركبي السيارة وعلى البيت وأنت يالشيخ لو عندك كلام تعال للبيت ماهو بالشارع ..
ودعهم بأدب وأنسحب بكرامته .. ولكن القلق قد تملكه ..
ماذا لو حدث لحليفه الوحيد مكروه لاسمح الله ..
أبناء عقاب لن يتركوا أختهم له هو متأكد من ذالك ..
في مكتبه تذكر جملتها الأخيرة عن الرسائل ..فتح المحادثه بينهما فوجد قبل شهر انه قد ارسل لها علامة استفهام ..
حك ذقنه بأنزعاج يومها قد رأي سيارتها بمواقف المستشفى وكتب لها رساله يستفهم فيها عن أحوالها ولكنه عاد وحذفها ولايعلم كيف وصلتها علامة الأستفهام دونً عن باقي الجملة ..
××علمتني حبك وعلقتني فيك حسبي عليك اشلون علقتني بك الين صرت ابيك و ابيك و ابيك كذا من الله مدري وش ابي بك.××
****
بعد مغادرته منتصف الليل عاد قرب الظهيرة كانت بغرفتها ...
حين عادت وجدته نائم أيقظته ..
فزاع :اوووف وش فيتس أنتي ..
مريم :ادق عليك ماترد عمي وشلونه ..
فزاع ينقلب على جنبه :طيب الحمدلله أزمة وعدت ..بيجلس كم يوم بالمستشفى ونطلعه جلطة ومرت ..
تركته ينام ... العم عقاب صاحب الفضل الكبير عليها ...لقد فزعت حين سمعت بمرضه ..
شعرت بالخوف يعود لها ..
مازالت تتذكر حين عادت لمنزل أبيها وسحبوا حتى هاتفها منها ...
جائها أحد أخوتها بهاتفه ..يخبرها أن تحدث عقاب الذي أتصل يريدها .. لو كان فزاع لما جعلوه يحدثها ولكن لأنه عقاب أضطروا لذالك وقتها طمأنها وأخبرها أنه غير راضي عن ماحدث ..وسيعيدها لمنزلها ولكن عليها أن تصبر قليلاً
وأن لاتتصادم مع عائلتها حتى تهدأ النفوس قليلاً وهذا ماحدث لاحقاً ...
تعلقها السابق بزوجها زال نصفه فهي تشعر أنه لولا العم عقاب وشعاع الطيبة لما فكر أن يعيدها ..
فهما من ضغطا عليه من أجلها ..
****
مصابه بالصداع بسبب قلة النوم ...وتفر من فيا ض الذي سألها بطريقة ملغمة عن كليتها ووسط كل هذا ..تقابل عم أبنها ويتعرف عليها ويسأل ماذا تفعل هنا..
ونهاية الكوارث يراها أحمد .. ويوقفها ليستجوبها ...
لماذا اليوم .. كم تمنيت لقاء بيننا وسعيت له بشتى الطريق
لما تظهر لي وأنا بأسوأ حالتي ..
أنا نزقة ولاأستطيع الحديث بأدب وغير واثقة من مظهري
أتركني وشأني أرجوك ..
تتمنى لو تستطيع نقل أفكارها له دون أن تتحدث بها ..
ولتكتمل المسرحية الهزلية يشرف فياض وبتال على نهاية نقاشهم ...
هي أكثر من محرجة ..ولم تعد قادرة على تحمل الصدمات
يكفي الطريقة التي عرفت فيها عن والدها ...
مرض والدها اليوم يبعث الرعب بقلبها عن مستقبل قد لايكون فيه ...
لم تتخيل يوم الحياة بدونه فكيف لو فجعت فيه ...
كانت في السيارة حين رفعت الحظر عنه فموقفها سيكون محرج حين يفهم أنها قد حظرته ..
وهذا يوضح أنه لم يحاول التواصل معها بالأسابيع السابقة ...
حين وصلت المنزل تخلصت من عبائتها وملابسها ودخلت لتستحم ...
لحضة خروجها كان هاتفها يرن برقمه ..
ردت لتسمع يقول بلهجة حادة نوعاً ما :أخيراً ..؟؟
أسماء:كنت أتحمم ماأنتبهت عالجوال ..
أحمد بتنهيدة أرتياح بعد توتره السابق من عدم ردها :أنا مشغول وأنتي مثل ماقلتي تعبانه ... الليلة بعد العشاء بمر عليك عشان نتفاهم ..يناسبك .؟؟
لم تفتها تنهيدته ويصعب عليها فهم سببها كم تود لو الحياة أكثر سهولة وبساطة بينهما لاتسأل مالذي يضايقك :لاتجي البيت .. خلاص أنا أرسل لك موقع كوفي ونتقابل هناك ..سمعت بتال اليوم وش قال وأنا ماأبغى أي تصادمات مع أخواني ...
أحمد الذي لم يحب لهجتها :وهو وش دخله بيناا ..لايكون مفكرة أني أخاف من أخوانتس!!!!
تأفف بصوت مسموع :أنا قلت تخاف .. ماني مستعجلة على المشاكل ..وأنت شايف وضعي كيف راعي صدمتي بأبوي ..
أحمد بلهجة منهكة :طيب نتقابل ونتفاهم ..مع السلامة ..
أستلقت أخيراً بسريرها ... مالخطأ بما قالت هل أعتقد أنها تهدده بأخوتها ...لن تفهم الرجال أبداً ..
أنقلبت على جانبها الآخر ...أين ذهب الأرهاق والرغبة بالنوم ..لما كل ماتفكر فيه ماذا سترتدي الليلة .. وكيف ستبدو أطلالتها ...
××يحن قلبي ، وأنا قلبي على نيته ليا حب حتى جروح أحبابه يحبها××
****
تلقت أتصال مبكر من أحمد أستغربته حتى نقل لها الخبر ..
اتصلت مباشرة ببتال الذي رفض المكالمة لعدة مرات ...
فتوقفت عن الأتصال فيه ...حتى أتصل فيها هو وأستغربت صوته الطبيعي :هلا ياجوزاء.. وشلونتس ..
جوزاء بشك :وشلون عمي الحمدلله على سلامته ..
بتال الذي دخل لجناحه السابق ووجد بناته مازلن نائمات أستلقى جوارهن :الله يسلمتس طيب ماعليه أزمة وعدت ..
جوزاء ومازالت غير متفهمه لحديثه الطبيعي :طيب وش طلع معه ..أنت وين عنده؟؟؟
بتال يفرك جبينه ليزيل آثار الصداع عنه :جلطة براس بس الحمدلله عدت ...لا أنا بغرفتي بنام ..
جوزاء غير مصدقة لأعصابه الباردة :طيب أقدر أزوره ..
بتال منهي للمكالمة لأنه بحاجة للنوم :ايه العصر أمرتس ونروح له مع السلامة ..
تركت طفلها النائم وخرجت لوالدتها التي قد فتحت قناة القراءن وتردد معها ..حتى أغلقت التلفاز حين لاحظت مجيئها :وين ورعتس رقد ..
جوزاء وهي تجلس:ايه نايم ...يمه تخيلي عمي عقاب تعب ونقلوه للمستشفى ...صار معه جلطه ..أكلم بتال .. كأنه يقولي معه انفلونزا ...
وضحى :ايه الحمدلله على سلامته والله يشفيه ..وأنا أمتس الكبار إذا سلموا من اللي جاهم نقول الحمدلله ومرت ..وعمتس ماهو صغير ..
جوزاء :الله يطول بعمره بس بعد ماني قادره أفهم بتال ..أنسان غريب أطوار ..
وضحى :والله انتي اللي غريبه متى بترجعين لبيتس لاتشغلين الرجال يكفيه أبوه بالمستشفى ودوامه وورعانه ...
الأمور بهذة البساطة لدى والدتها تعتقد أنه هو المظلوم بكل هذه العلاقة ..ماذا عني أنا ..أليست أم جديدة وزوجة ..
وعودتي تعني محاولة الموازنه مابين الأمرين وأجد صعوبة بالتفكير بالوضع لاحقاً...
توجهت لغرفتها طفلها النائم ورائحة القهوة التي أعدتها قبل قليل تحفز لديها الرغبة بالكتابة ..
والغريب أن فكرة تراودها من فترة ...أن تكتب عنه ..
ماردة فعله لو أخبرته أنها تريده كبطل لروايتها ...
فتحت جهازها وقرأت ماكتبته قبل فترة وهي ترى أن كان يحتاج للتعديل :
(دخلت تحت نظرات البائع المستنكرة ... وعلى عكس توقعها كل شيء متوفر بل بدى كميني سوبر ماركت أكثر من كونه دكان قرية وهي منغمسة بتسوقها سمعت صهيل خيل ونداء بلكنة غريبة قبل أن يخرج البائع كيس ويلف فيها كرتون من السجائر ويظهر خارج المحل لم تقاوم فضولها ولحقت لترى هل كان حقاً ذاك صوت خيل ..
ولم تلتقط إلا عدو الخيل وفوقها شخص لم تتبين ملامحه ولكن بدى بالزي الشعبي المعتاد ...
صفرت بأستحسان وهي تعود للداخل ...
حين وقفت عند البائع فكرت أنها لاتمتلك المال ..سألته بتلاعب :عندك شبكة ..!! مامعي كاش ..
حين أخرج الجهاز قالت بتكشيرة :تسجل على الحساب ...
تعكرت ملامح العامل وكان سينفعل عليها ..
قبل أن يصل صوت هاديء لم تنتبه لوجود صاحبه حتى ...
رجل متوسط العمر بنظارة يجلس بأسترخاء يقرأ من صحيفة بين يديه ولم يرفع عينه حتى :سجل يامحمد ..
حملت أكياسها غير مصدقة قبل أن يسألها العامل :اسم من ؟؟؟
سحاب بتفكير بسيط :رعد الخلف ...
رفع الرجل هذه المرة رأسه عن الصحيفة قبل أن يعود للقراءة بلاأهتمام ..
ولكن من رد العامل :انتا خلف روح بقالة ثاني هذا بس بقالة الجوارح...)
لاينفع هذا مافكرت فيه هذه الرواية لاتناسب أن تزرعه داخلها ..
ستكتب له رواية خاصة يكون بطل منفرد فيها ..
وستركز على جانبة العملــي ..وماحدث معه في أسره ..
ولكن هل سيتعاون معها ...
وهل ستستطيع هي أحتمال ماسيرويه لهاا ..
ربما عليها تأجل الفكرة قليلاً فمازالت مشاعرها وهرموناتها غير مستقرة بعد الولادة ..
هي فكرة موجودة لكن للمستقبل وليس الحاضر ..
××ما نبت ورد الغرام الا على كفّينك يا بعد جور الزمان وسطوته واعناده××
****
يجد رهبة بالنوم لذالك أبتاع أقراص منومة قبل عودته للمنزل ..
استلقى وقد تناول قرصين منها ولكن مازال عقله يضج بالأفكار المخيفة ..
مابين الصورة ...ووضع والده الصحــي ..
نام ولكن وسط كوابيس لانهاية لها ..
حين أستيقظ كان يشعر بطنين داخل رأسه ...
قابل والدته الحزينة والتي تسأله بين حين وآخر عن حال والده وليتها تستطيع زيارته لتطمأن عليه بنفسها
:فزاع قال بيجون رياجيل قلت خلاص اجلس في بيتي ..لكن المهبولة قشت قشوشها وراحت ولا سألت فيني ..
فياض بحنق :ايه هين هذي نافشة ريشها بس أنا اللي بنتفه بنفسي ...
شعاع برحمة:ياوليدي خلك حليل مع أختك حرام عليك كل اللي عندكم ثلاث خوات أرحموهن ...
فياض يشرب فنجانه بعجلة :ايه وسلطان وينه ..
شعاع :راح هو بعد للمستشفى ...ياوليدي ترى يقول علموا فياض لايجلس يصايح ويهاوش مرته ماتحمل الصراخ ...
فياض وهو يشرق بقهوته :حسبي الله عليه هو ومرته أنا وين جيتهم ...!!!
شعاع تنهي الأمر :المهم المره تعبانه لاتدوخنااا بصراخك ..
هز رأسه بأستنكار :عنده ست مية بيت ليه مايحطها فيهن يوم حاشرها وسطنا ويقول لاتصارخون لاتهرجون ...
خرج وقد طلب من السائق أحضار سيارته ولكنه أخبره أنها متعطلة وسيذهب لأصلاحها ..
وقف أمام الباب حتى حين لاحظ عبور بتال أشار له أن يتوقف وأقترب منه حتى فتح نافذته :خذني معك ...
بتال يشير له برفض :بروح أخذ مرتي بتزور أبوي ..
فياض :خلها وقت ثاني ..
بتال يرتدي نظارته الشمسيه :لاوعدتها...
فياض وهو يدور ليفتح الباب :طيب عادي ماني بأكلها خلها تجي معنااا ...
بتال يهز راسه رافضاً :لافكنا من شرك المرة ماتدانيك أصلاً صوتك مأذيها وأنت بعيد كيف معها بنفس السيارة ..توكل على الله ...
فياض يغلق الباب بصخب :حسبي الله عليكم كان كرهتوني بروحي ...
ويحدث نفسه :ماهي صدفه مستقصدينها ..فجأة صار الكل يحب مرته ويدور راحتهااا ...
رن هاتفه برقم لم يتواصل مع من فترة رد بشك :هلا وسهلا ...ارحب .. وش هو لااا تقولها صادق..حلاله يالبناااااخي ..
ياولد متأكد أنه هجرس ولد سلطااان ..
طيب مسافة الطريق وجايك ...
.
.
الحين صرنا نلبس الصمت وننام و بـ قلوبنا : ضجة حنين  واماني
كانت قد طلبت من فاتن الحضور لتبقى مع خيال لأنها ستذهب لزيارة عقاب ..ووالدتها لديها أجتماع الجارات الأسبوعي وهو المكان الوحيد الذي تذهب إليه فلاتريد أن تفسد عليها ترتيبها ..
وندمت على ذالك ..
فاتن بأستماته :ياعمة تكفين خليني أحط لتس شوي مكياج نتفة والله ماهو داري أنتس متمكيجة ..
جوزاء :وليه أحط مكياج أنا رايحة زيارة مستشفى ..
فاتن تضرب كف بكف :الرجال شايف وعارف ومتعود الطلعة من الأربعين لازم تكون مميزة قلتي ماأبي أصبغ ماأبي أسوي أي لوك تقبلنا كل هذا ...اللحين حبتين مكياج بعد لاا؟؟؟
جوزاء بثقه وهي ترتدي عبائتها:كيف يعني أغير لوك يعني أصير وحدة ثانية ماتشبهني !!!
أنا كذا شكلي كذا اللي يبغاني يرضا فيني كذا وإذا مل وحب يجدد يروح يدور وحدة ثانية صدق ..
فاتن بتكشيرة :ياعمه ولاتزعلين تفكيرك كمية كائبة ..
ألتقطت حقيبتها وهي تقول:بعدين المكياج هو اللي مايحب أطلع فيه يعني تحسبين لو بكشخ بيقول ماشاءالله كاشخه عشاني يحسب متعمدة عشان رايحة مكان عام ...
فاتن :ايه أنتي لاا وهو يتفرج على الكاشخات ...
هزت رأسها بأستنكار :ترى ماتعرفينه وكذا بهتيه بشيء ماهو فيه ...
فاتن بتلاعب :بيسامحني عشانك .. قولي بنت أخوي تقول حللها ...
لم ترد عليها إلا بعبارة :أنتبهي على ولدي ...
كانت قد خرجت ولكن سرعان ماعادت ...
فاتن :نسيتي شي ..
جوزاء وهي تنحني على مهد طفلها لتقبله :ايه نسيت أبوسه ...
فاتن :على زينه يالله بس الرجال ينتظرك هذا ثالث أتصال ...
خرجت من جديد جوزاء وهي تودعها ...
لقد لاحظت أنه قد اتصل فيها لتنزل قبل عشر دقائق ..وبعدها أتصل مرتين يستعجلها بالتأكيد ولكن لم ترد عليه ...
شخصية عمتها أصبحت أفضل بكثير ...لاترهق نفسها بمحاولة أرضاء أحد ...
بكى الصغير ..فحملته ووضعته قربها ...وأعدت له رضعة جديدة كانت جاهزة تقريباً ..
عمتها تستغل الأجهزة الحديثة لتريح نفسها ...
ألتقطت لها صورة مع الصغير وبعثتها على حامد ...
لقد أعتقدته قد نام بعد عودته للمنزل ولن يرد ...
ولكنه عاد وأرسل لها صورة له مستلقي على السرير وكتب تحتها :ماجاني نوم بدونك متى بترجعين ..!!!
بعدين تكفين لاتقولين هذا ولد بتال ...
فاتن بأنزعاج :إلا ولده وش فيه ان شاءالله ...
وصلتها رسالة بصوته:أبي بس عيالي الشقر ماهو على كيفه يخرب علي ...
لانت ملامحها بعد أن تجهمت :توه صغير أكيد بيطلع له وجه ثاني ...
أرسل لها :العشاء أمرك ونروح نتعشى برى ....
فاتن :تمام ..
أنهت المحادثه معه ..
كانت تمسح على شعر القصير الذي بدأ يظهر له ...
وتفكيرها يدور حول فكرة الأنجاب .. والدة زوجها أستنكرت تأخيرها ...هي قلقة وهو غير مهتم ولم يتحدث عن الموضوع من قبل إلأ بأسقاطات مشابهة ..
لايوجد حديث صريح ..الأمر أصبح يقلقها بالأونة الأخيرة وتفكر أن تذهب للتأكد من سلامتها وقدرتها على الأنجاب من عدمه ..

××تعال شفنـي شسوي يوم يطرونك
الشوق كنه يسابقنـي على بابـك××


*****


في المستشفى .. شعرت بالأحراج حين سمعت أحد أخوته يسأله مستنكراً :تبغانا نطلع الرياجيل عشان مرتك ...
بتال بتهكم مشابه :ايه عشان مرتي ..!!
جوزاء تمسك بذراعه ليلتفت عليها :بتال خلاص أنا بروح أجلس بالأستراحة لين يطلعون الرجال من عنده ...
بتال أشار لها على مكان :أوقفي هناك ..أنا بدخل أطلعهم وأجي ...
وتجاوز فزاع الذي كان يرفض أخراج الرجال من أجلها ...
دخل وسلم على الموجودين وبعد دقائق أستئذن منهم بلباقة أن هناك نساء قادمات للأطمئنان على أبيه ..فخرج الموجودين وهم يدعون لعقاب بالشفاء ...
وأتصل على هاتفها لتدخل ...
فزاع لسلطان الذي كان بداخل وخرج :هذا وش فيه أنهبل يطلع الرياجيل عشان مرته ...
سلطان يتلقى الأتصال :ايه وينتس خلاص تعالي طلعوا الرياجيل ...
وتحت نظرات فزاع المندهشة :هذي أم نايف جايه بتسلم على أبوي ...
فزاع بعدم تصديق :أنتم وش فيكم الرياجيل كسروا جوالي بيزورون وأنتم تجمعون حريمكم ...
سلطان بعدم أهتمام :عادي الأقربين أولى بالمعروف ترى كلها خمس دقايق وبيتوكلن لاتذبح روحك ..إلا ليه ماجبت مرتك تسلم على عمهااا !!!
دخلت قليلاً عند العم عقاب الذي كان بحالة مرهقة وبدى غائب الفكر ...
سلمت عليه ودعت له وردت عليه بسؤاله عن أبنها بأنه سيراه حين خروجه من المستشفى فأبتسم أخيراً ..
أثناء مغادرتها كانت حسناء تدخل ..
تجاهلتها كلياً ولكنها أستوقفت بتال بحديثها :وشلونك ياأبو حاكم الحمدلله على سلامة عمي عقاب ...
بتال بلهجة منزعجة :الله يسلمتس ..
لم ينتهي الأمر هنا كان لديها حديث آخر :ياأبو حاكم أمي مشتاقة للبنات لها شهور عنهن ليه مانعهن عنهااا ...
ربت على كتفها لتخرج أمامه :اللي يبي بناتي يجي هو بنفسه يزورهن ولا بيت أهلتس مايطبنه .. ولانسيتي وش طلعتوا من ذاك البيت ..والله العالم عن الباقين ..
كتمت غيضها ودخلت لعقاب ...لقد كان يلمح لعبير ومساعد ....
يعايرها بهم هل أخبر جوزاء أيضاً عن فعلت عبير ...
بعد خروجها من العم عقاب كانت تسير في نيتها الخروج والعودة للمنزلها ..ولكن حين لاحظت وجوده ..شكت بأنها مازالت هنا ..
توجهت للأستراحة النساء تبحث عنها فوجدتها فعلاً هناك ...
جلست جوارها وهي تقول :ياربي وش هالكتمة ماكأنا شتاء والدنيا برد ...جوزاء الحمدلله على السلامة مبروك ماجالتس ..ليش بعدتس هنا ..
جوزاء رغم تعجبها من تجاهلها السابق وتقربها الآن :الله يبارك فيك..فيه رجال جاين يسلمون على عمي وبتال بيستقبلهم مع أخوانه ...
بتكشيرة ردت :كان راح أبونايف وفزاع يكفون عنه ..ولا لهدرجة مايحسب لتس حساب ...
يخليتس تنتظرين وأنت مره والد وتعبانه ..
جوزاء بملل من أسلوب التحريض الواضح :عادي أكيد ماراح يترك الرجال عشان يرجعني يستقبلهم بعدين يستأذن منهم ويوديني ..
حسناء :والله ياأم وش سميتي ولدتس ..
جوزاء بملل :خيال ..
حسناء بتهكم :خيال .. ماأخبر فيكم يالصنهات عرق تخييل (أي ركوب الخيل ) بس يمكن لكم جد كان فارس ..ماعلينا ..تدرين أنتي بالذات ماأبي لتس شر حتى أمي تمدحتس ..
وماأبيتس تضيعين عمرتس مثلي ومثل عبير الله يرحمها ..على واحد مايسوى ..صدقيني مافيه خير ..
ماكان فيه خير لعبير اللي يموت بترابها بيصير فيه خير لتس وأنتي جايته عطية .. شوفي ورب هالكون أنه يوم جاء يبي أميرة بعد عبير أنا أول من وقف في وجه أمي عشان مايجوزونه ...
أولاً لأنتس طيبه والثاني لأنه هو مايستاهل .. رغم هذا قسو روسهم ووافقوا عليه حتى المهر جابه بس الحمدلله جت من السماء وصار اللي صار وكلاً راح في طريقة ..صح ماتوا ناس بس الله غفور رحيم ..
أهم شيء اللي باقي حي مايتبهذل مثل اللي سبقوه ..
عاد هذا أنا نصحتس وأنتي وشطارتس مع السلامه ...
عن أي نصيحة تتحدث لقد كان مقصدها واضح الأنتقام من بتال لأنه يرفض زيارة بناته لمنزل جدتهم ..
وهي غير مأهله لتناقش هذا الموضوع معه ...
زرعت الشكوك في عقلها وأبتعدت ...هل حقاً كان يسير بأمر ذالك الزواج حتى وصل لمرحلة تقديم المهر ...
كلا لن تكون حمقاء وتجعلها تنال غايتها ...
كان من البداية واضح مقصدها لن تقع بالفخ من جديد ..
دائماً ماكنت نصائح حسناء مسمومة والمقصد منها واضح ..

××أشره على الطِيب ليا صّار غلطِان والـلاش ما بـيّـني وبـُيـنه عِلاقـه .××

****

ماأن ورده الأتصال حتى توجه مباشرة لمقرهم ...لولا أحد معارفه لما وصلهم الخبر ...هجرس مفقود منذ الأمس ولم يبلغوهم ..ينتظرون أن يجدوه مع رفيقه الضائع ثم يتم تبليغ الأهالي ...
أستقبله قبل دخوله :فياض يارجال لاتعلمهم أني مصدرك ماني ناقص مشاكل ...
فياض يربت على كتفه :ماقصرت بيض الله وجهك ...
منذ دخوله للمقر وهو يطلب المسئول وكلاً يرميه على الآخر ....
حتى فجأة تبدلت الملامح وأبتهجت النفوس وأخبره من كان يتحدث معه :أنت من أهل المفقودين مبرروك وجدوهم ...كلهم بخير وعلى قيد الحياة ...
فياض بأستنكار :على قيد الحياة ليه كان في أمل مايكونون عليها ...
يهز رأسه بتوتر :ماأدري يعني الوضع كان مبهم نوعاً ما لكن اللحين الوضع بالسليم ...
فياض بتهجم :ولو ماهم على قيد الحياة على قولك وش بيكون عذركم ..!!!
اعتدل بجلسته بعد أن كان يسترخي للوراء في مقعده مطمئناً بعد إيجاد المفقودين :ياخوي هدي أعصابك ماله داعي كل هذا التهجم المتدربين أخطأوا وتصرفوا بخلاف التعليمات وهذي كانت النتيجة ...
حين حاول التحدث قاطعه مجدداً :أتوقع المهم عندك سلامة قريبك ..
فياض بتكشيرة :وينه اللحين ..
بتوتر :حسب الأجرائات المعتادة بينقلونه لأقرب مستشفى للأطمئنان عليهم ...
فياض بعصبية :أنت تتكلم بالقطارة ..الرجال طيب أولاا ..
:أحد المفقودين تعرض لأصابه لانعرف بعد ماهيتها ولاصعوبتها ممكن يكون قريبك أو زميلة ..


××
غصن اليباس اللي كشف كسره البرق هذا اخر اوجاعه و أخر فصوله ..××

****


لم تستطيع اليوم الذهاب للكلية رغم أن زهور قد شجعتها ولكن كان تخشى أن يكون أحدهم رأى صورتها ويتم التعرف عليها ..
تلقت مكالمة غريبة من الخالة وضحى تدعوها لأجتماع الجارات سيكون في يوم أجازتها الجمعة ..
وسيجتمعن لديها من أجل جوزاء ...
قبل أن تردها رسالة غريبة عجيبة من جوزاء نفسها ..بصراحتها المعتادة (سلام خزام كيف حالك ..شوفي عزيمة أمي لك عشان تجين ويشوفونك الجارات يعني لو تبغين زواج تعالي لو ماعندك نية هالفترة لاتجين ترى أعرفهم إذا لزقوا بأحد مايفكونه )
زواج ...من أخبرها أني أبحث عن زوج !!!
لما جميع النساء كبيرات السن متشابهات ..لحسن الحظ أن جوزاء حذرتها لاتتخيل نفسها كبضاعه يتم معاينتها ...

××حسايف وقتنا والعمر ضاع نجتمع يومين والفرقا سنين××

****

كانت تراقب أستعداده للعودة للمستشفى بعد أن أرتاح قليلاً هو من سيرافق والده الليلة ...
فزة :تكفى يالحكم خل حدا أخوانك يرافق معه وأجلس معي الليلة أحس مشتاقه لك من زمان ماسهرنا على فيلم وأستانسنا مع بعض ..
الحكم الذي لايفهم كيف تفكر بالسهر ووالده طريح الفراش بالمستشفى فقط لأنه تحدث معها بسر لايعلم ماهيته ولأنه يشعر بغرابة تصرفاتها وكأنه تريد أن تهرب من أمر ما لايريد الضغط عليها :لاحقين على السهرات ...الليلة ببقى مع أبوي ...
وأنقطعت جملته بتصرفها ..
حين طوقت وسطه بذراعيها :طيب ماهو لازم نسهر على فيلم ..بنجلس مع بعض نسولف برومانسية ..
لم يستطيع كتم قهقته :وكيف سوالف الرومانسية اللي بتسولفينها ...فزة لاتقطعين وعود ماأنتي قدها ..
فزة تطيح بشعرها للخلف بهزه من كتفها :والله عندي رومانسيات لين الفجر بس أبقى هالليلة معي ..
أطاح بحقيبته التي كان قد جهزها وأخرج هاتفه ليجري أتصال سريع بفزاع :أبو وسن معليش رافق اليوم مع أبوي وأنا من الفجر أجيك ...
وكتم ضحكته على جملة فزاع المعتادة :غيرت رايك الحرمة قفلت عليك الباب ...
حرفياً ربما كان سيحدث هذا ..صدقت جملة فزاع لأول مرة ..
لاحقاً بالرومانسية التي وعدته بها ..كان تجلس بعد أن تزينت وأرتدت أجمل لباس نومها ..يعي من حديثها أن لديها ماتخطط لها ..
فزة :شوف يانظر عيني الدنيا تركض وحنا لازم نتلاحق عمارنا ..
الحكم المسترخي وهو يتناول من الفاكهة التي جهزتها :صح كلامتس درر بس نتلاحق عمارنا من أي ناحية أذا على الماديات ماهز ميزانيتنا غير النعناع والفصفص خففي منهن شوي وتزين الأمور ...
فزة بأنزعاج :الله يسامحك اللحين اهرج من قلب وأنت تأخذني بتمهزي !!!
الحكم :ماعاش من تمهزا فيتس ياأخت هجرس بس أنتي تقولين نتلاحق عمارنا بس ماوضحتي من أي ناحية ..
لحضة لحضة والله أني فهمتس أكيد قصدتس جناح بتال اللي فضاه بس طار سلطان أخذه لغادة ...
وحنا جلسنا على البلاطة مره ثانيه ...
فزة بصبر :يالحكم يابعد خلاني أنا أعيش معك لو بعشه بمزرعة ولا خيمة بوسط الصحراء وماقصدت محل السكن أنا اقصد الخلفة لازم نتلاحق عمرنا ونجيب لنا ورع ولا أثنين قبل مالعمر يروح فينا ..
الحكم يفتح عينيه :بعد ماهو واحد مخططه على أثنين فزة فكيني من شرتس ... بالهداوة واحد يكفي جيبي واحد ...
فزة بأنزعاج :انت ليه ماتفهم ..أنا لحالي اللي بجيب الورع ..
الموضوع يحتاج مساعدتك ..
انا سويت لك دواء لازم تأكله ولاتناقشني فالموضوع ...
كان مستمر بالأكل من الفاكهة ولم يأخذ كل الحديث على محمل الجد وحين تطرقت لموضوع الدواء شرق بما يأكله :أنا مسوية لي دواء ليه وش ناقصني ..!!!
أعتدل بجلسته بغيضة :عسى ماقلتي لأحد أعرف سوالفتس أكيد تخلطين برابيستس بالمطبخ ولانشدتس أحد قلتي هذا للحكم ..سويتيها قولي الصدق علمتي أحد عن خرابيطتس ..
فزة بثقة :لاا لتخاف سرك في بير...
الحكم بأنفعال :اللحين أنتي كذبتي الكذبه وصدقتيهااا ..مافيني بلاء يالخبلة ..
فزة تشرح له:ياحبيبي أنا حملت وماكان فيني بلاء ...
الحكم بعدم تصديق :يعني المفروض أحمل أنا هالمرة عشان أثبت لتس أنا مافيني بلاء !!!
فزة التي أقتربت من تحقيق مرادها:لو كنت واثق بنفسك أن مافيه بلى خلنا نروح للمستشفى والدكتور يحكم من اللي فيه البلاء ..
الحكم بلهجة وعيد :بتحملين بدون دكاترة بس أحرصي عليه ماهو مثل المرة اللي راحت ...
كانت بينهم تشابك بنظرات ...فلم تعجبها عبارة الأخيرة ولكنها أرخت عينيها بهدوء ..مرادها ليس الحرب ...
بل الحصول على طفل منه قبل فوات الأوان ..
كل ماتفكر فيه كيف تحصل على ذكرى منه قبل أن يفارقها للأبد ..تشتاق له من اللحضة فكيف لو تركها بدون أبن يكون سند لها من بعده ..

××خذني من الليل والتفكير والعزلة الحق على اللي بقا.. لاياخذه حزني ××

****

حين عادت عمتها من زيارة عقاب كانت هي على أتم الأستعداد للمغادرة ..
قالت متهكمة :وين اللي ساعة وساعتين أربع ساعات ياظالمة ..قولي الصدق وين رحتوا بعد المستشفى ..وختمت حديثها بغمزة ...
جوزاء التي لم تفهم تلمحيها:شايفتنا بزران بنروح نلعب ونتمشى وبنخلي لك خيال ...
قهقة ضاحكة :طيب ماأنتم بزران المهم أنحسبت عليك أني مسكت ولدك أربع ساعات مستقبلاً بخلي عيالي عندك 8 ساعات لازم فوائد بالموضوع ..
جوزاء التي بدأت بفك أبنها من قماطه وملاعبته :ووين رايحة على هالكشخة ..
فاتن وهي تحرك رموشها بدلال وتلوح مودعة :بروح ألعب ماعندي بزر ينتظرني بالبيت ...
حين خرجت له ..كان يتمطى بكسل خارج السيارة ..
فاتن :هااي على هالحماس يبغى لنا نرجع البيت ...
حامد وهو يمسح وجهه ويلتقط قنينة ماء يشرب منها :ماأرتحت بالنوم كله كوابيس ..
صعدت للسيارة وهي تسأله :ماراح أختار مكان أنت مجهز مكان صح !!!
قالت هذا لأنه دائماً مايوكلها بأختيار المكان ...
هي قادمة من الخرج ..لاتعرف الكثير من الأماكن هنا ..
هو ابن المنطقة من المفترض أن يكون أكثر خبره منها ...
ظهر عليه الأرتباك ولكن لم توجهه أو تحاول أن تساعده ..
كما تفعل عادة لينتهي الموضوع بسرعة ...توقف عند مكان ولكن سرعان ماغير رأيه ..لأنه بدى متواضع جداً ...
ذهب لآخر .. كان فخم ..لم يأمرها أن تنزل توقفا فقط أمامه قبل أن يتحرك بالسيارة مبتعداً ..دون أن يعلق ....
فاتن بشك :شكله حلو ...بحثت عنه تقيمه حلو ...
حامد بتوتر:كنت أروح له زمان أنا ابغى شيء جديد لتس أنتي بس ..
فاتن :بتتعب لو بتدور شيء لي أنا بس ..عادي مايهمني أهم شيء الجودة ..
ألتفت لجهته بتركيز :على فكرة وش هالكشخة اليوم ..؟
رد عليها ساخراً :بسرق بنك !!!
فاتن بضحكة لطيفة :للحين تتذكر ...
حامد :تروعيني وتبغين أنسى أكيد بصدق من متى المعرفة عشان تقولين لي نكتة مثل هذي ...تخيلت الشرطة طابة علينااا بعد ...
كان الأمر في بداية زواجهم وحين سألها لما تبالغ بالتزين وأنتي ذاهبة للعمل ردة حتى أغويهم بجمالي فأسرقهم دون أن يشعرون ...من الطريف أنه مازال يتذكر حديث تافه كهذا ..
توقفوا أمام أحد المطاعم الفخمة تناولوا طعامهم وسط أحاديث هادئة متناغمة ...
حدث الأمر أثناء مغادرتهم بدون أي مقدمات وجدت نفسها وجهاً لوجه مع أحمد ابن عمها وزوجته طليقة زوجها ...
كانت اللحضة الأصعب منذ أرتباطها وهي تعي أن شيء مشابه سيحدث ولكن أعتقدت في نطاق الجمعات العائلية وليس بمكان عام ...
أسماء تراجعت للخلف وتجنبت الموقف ..
والرجلان سلما على بعض برسمية كعادة أبناء الجماعة الواحدة ...
هي وكعادة ضمن عائلتهم سلمت على أبن عمها بتلقائية ..لم تكن ستتراجع فهي مع زوجها والآخر أبن عمها ..
وقد رافقته حتى بالسيارة مرات عديدة مع لافي أو مع أخته راما ..فالأمر لايبدو لها محرج بل طبيعي ..
فاتن :وشلونك أحمد وش الأخبار ...
أحمد لاينظر إليها:طيب طاب حالتس ..أنتي وش علومتس ..وين الغيبات ماعاد تسيرين على أهل الخرج ...
ردت ممازحة :ماعدت منهم خلاص صرت من أهل الرياض ..
ضحك وهو يرد بلطف :الله يستر عليتس فأمان الله ...
أفترقوا ووصلوا السيارة ومازال حامد على صمته ...
ربما متأثر برؤية طليقته فلم تريد نبش الأمور ..
حتى سألها بعد مدة بدت لها طويلة حتى أن النوم قد زار عينيها :أنتم عادي تسولفون مع بعض ..!!!
فاتن التي لم تكن مركزة حتى :وش هو لا ماأبي أغراض ..؟؟
أعتقدت أنه يسألها أن كانت تحتاج شيء من الخارج قبل عودتهم للمنزل كعادتهم ...
حامد :أنتي نمتي...
فاتن بضحكة :يعني تقدر تقول ...
حامد بحدة :أنا أسألتس عن ولد عمتس عادي تسولفين معه !!!
فهمت العقدة الآن وسبب صمته الطويل :مين اللي سولفت معه ؟؟ ايه أحمد متى سولفت معه .. اذا قصدك السلام ايه عادي أجل أطنشه ...
حامد بتوتر ولديه توقع مسبق للرفض والتشبث بالرأي :طيب وإذا قلت لتس هالحركات ماتعجبني .. ولاتسوينها عادي لو ماسلمتي ماراح يشره ...
فاتن هل ستدمر أستكنان حياتها من أجل أحمد :طيب أبشر على أساس أكبر همي أسلم عليه ياثقل طينته .. الصدق ترى ماأستلطفه ودايم يحرش علي لافي وأنا صغيرة ..
حامد بتعجب فهو أعتقد أنها ستخبره قريبي وأشبه ماكون بأخ لي لما تتدخل بعلاقتي أنا لاأفعل :ياسرع ماتقلبين مالتس خوي ..
ولكن أنتهى الأمر على ماتعتقد ..بكل سهولة ..
وتجد نفسها تفكر هل الأمر مضى على الجانب الآخر بنفس السهولة..
الموعد المسائي لم يكن خيار جيد ..
فهو على مايبدو قد عاد من العمل مرهق بعد دوام طويل ولم يكن بالمِزاج المناسب ...
ولتكتمل ردائة الحظ تتصادف مع حامد وزوجته في المكان الذي أقترحته هي ..
حين رأت الثنائي أبتعدت عن الموقف ...وماأن رأتهم يمضيان حتى صعدت لتبحث عنه ..كان هو قد صعد لوحده .. لاحظته فوراً فتوجهت إليه ...
بادرها وهي متكتف ليلتصق لباسه العلوي بجسده مبرزاً صدره العريض :المكان ماهو مناسب للكلام !!جيتيه من قبل ...
أسماء وهي تتوجه لطاولة الخالية قربها وتضع حقيبتها :ايوه دايم اجيه مكاني المفضل ..أحبه أكله ..ممكن تجلس عشان نتعشى على الأقل ..
للحضات أعتقدت أنه لن يجلس ..ولكن تصرف مثلها وجلس مقابل لها وهو يقول :بماأنه مطعمك المفضل أختاريلي على ذوقك ..
فتحت هاتفها على المنيو وبدأت تطلب ...
كان وجبة صعبه غير مريحة ...
حتى قرر هو أن يلطفها بقوله بصراحة وبنبرة خاصة :أشتقت لتس ..حيييلل
(كثير )
أسماء وهي تترك الشوكة من يدها وترفع عينها له وبلهجة عتب :بدري ...
كان يشبك أصابع يديه ويتكيء بمرفقيه على الطاولة :قلت لتس أحتاج وقت وضحت وضعي ماغشيتس بشيء كان ممكن نكون مع بعض كل المدة اللي مضت أنتي اللي أخترتي الزعل .. ماترضين بأنصاف الحلول ... تبغين كل الدنيا تمشي على هواتس ..
وأنا قدمت رغبتس على رغبتي ...
كنت أروح لدكتور نفسي أتعالج ياأسماء عشانتس ..ماكنت جالس ألعب من وراتس ...
سألها بدهشة:طبيب نفسي وليه ..
أحمد ببرود :أنتظري بعدتس ماسمعتي شيء وصوتس بدأ يطلع وحنا بمكان عام ...
كان تنظر له بتأمل ...وهو نظرته جامدة لم تتغير :يالله نطلع نتفاهم بمكان خاص أكثر ...
أخذها للشقة التي جهزها على أمل أن تستمر معه ...
وهو يفتح الباب أخبرها :أستأجرته وأثثتها على ذوقي أتمنى تعجبك ...
طوال مشوار السيارة وهي تحاول أن تفهم دور الطبيب النفسي ولم تحصل على جواب إلا فكرة أن يكون ليقتنع بالعيش مع مطلقة وهي فكرة سخيفه جداً ...
أشار لها لتجلس بالصالون الذي أعدة بأثاث مودرن كان تفضل النوع الكلاسيكي منه ...
كان تنزع عبائتها وهي تفكر لحسن الحظ أنها تجهزت بطريقة لائقة رغم الكسل الذي أستيقظت فيه ...
أحمد بسخرية ليشتت أنتباهه عنها :جايه بكافة أسلحتك هذا ظلم بالنسبة لي ..
جلست بهدوء وحملت مخدة لتضعها في حضنها :حاولت أجاريك بس .. بالأونة الأخيرة مسوية قفزة في لوكك ..
أخرج صوت من آخر حنجرته ليجليها ..وهي حركة قد تكون للفت الأنتباه أن القادم من الحديث مهم :طلبتي الصراحة كثير ..دايم تقولين أنك بتتحملينها مهما كانت ...وأنا تعبت .. الصراحة أني تعبت من اللف والدوران ..
فالليلة بأرخي كل دفاعاتي وأكون واضح وصريح معك ...
أنا تعالجت نفسياً عشان موضوعنا ...
ومثل ماتعرفين مايوضح نجاح أو فشل العلاج النفسي إلا بالتجربة ...
ولأني تحت ضغط نفسي شديد بسبب هالموضوع ..قررت أجرب .. بس ماينفع مع نفس الشخص صح ياأسماء ...
كانت لحضة فقط قبل أن يجد المخدة التي كانت تحتضنها تطير من جانب رأسه ...
والقذيفة الأخرى كانت ستكون الفازة التي تعب بأختيارها لتتناسق مع ألوان الأريكة لذالك قفز ليلتقطها من يدها وأبعدها وهو يقول:لااا ماأتفقنااا كذا قلنا صراحة ماكان فيه أي حديث عن العنف ...
أسماء بصيحة أستهجان وهي تبعد ذراعها من قبضة يده:عنف تكلمني عن العنف بعدك ماشفت منه شيء ...
حاولت أن تركله ولكن أوقف حركتها بساقة وثبت ذراعيها للأعلى حتى لاتحاربه بالمزيد من الحركات:اششش .. وش هالمواهب ماقالوا لي أنك خريجة ألعاب قوى ...
كانت تشتعل قهراً من ماقاله ...بصريحة العبارة خانها مع أخرى ويريد الحديث بصراحة ...مالذي يريده منها ..هل أهانتهاا ...هل خطأ حدسها ...وأصابت رؤية والدتها ...
أسماء بغضب والندم يتلأليء وسط عبارتها التي تقذفه بها:أكرهك ...أبغضك ..انت أنسان حقير ..متسلق ...طفيلي ...
أكره كل لحضة ضيعتها أفكر بواحد مثلك ..الغلط مو غلطك ...غلطي أنا من البداية توقعتك غير ..لعبتها صح ..أهلك وصلوا للي يبغونه وأحترق كرتي ...
بس مو أنا مو بنت عقاب والله لأندمك ...
والكثير من العبارات وهي تدور تبحث عن عبائتها لترتديها ...
كان قد تركها وتكتف يستمع ويشاهد تصرفاتها الجنونية ...
قبل أن يخبرها ببرود :لاتعبين روحك ماراح تقدرين تطلعين والباب مقفل والمفتاح أعتبريه ضايع ...
أسماء تلتفت وفكرة أن يحاول حبسها تشعل نيرانها أكثر :ليه يعني بيعيقني باب مقفل ...والله لأذبحك وأطلع ...
ألتقط علبة ماء كان يحملها معه منذ بدأت تتصرف بجنون ...
بأقل من ثانيه كان قد فتحها وألقى مافيها على وجهها ...
شهقت من برودة الماء ومن المفاجئة :أنت مجنوووون ...
أحمد يجلس ويضع قدم على أخرى :المجنون الوحيد هنا أنتي وصوتك خفضيه ترى بس بتعبين أحبالك الصوتيه على الفاضي ... نرجع لموضوعنا شفتي أنهبلتي وأنجنيتي وحتى ماسمعتي الموضوع الأصلي وكبرتي موضوع تافه ..
كيف لو عرفتي حقيقة الأمر ...
أسماء تمسح الماء الذي دمر شعرها ووجهها وشعور البلل يزعجها من الأساس :أنت كذاب وماعاد أبغى أسمع منك أي حرف ..أنا خلاص فهمت اللي فهمته كفاية مصخرة وقلة أدب ..مستحيل أصدقك لو تحلف على المصحف بتبقى طول عمرك بعيني كذاب ...
لقد أخطأ بعرض الموضوع ..كلا هو لم يتوقع ردة فعلها ...
كيف له أن يتخيل مجنونة خلف الفتاة شديدة الكبرياء والعنفوان ..
صحيح أنه يسيطر على رداة فعله الخارجية ولكنه بالحقيقة شديد القلق والتوتر ..عباراتها تخيفه ...عزف حروفها لنهاية يصيبه بالجزع حتى وجد نفسه يقول بنبرة مهزوزه :تحرر ش أنا تعرضت لت حرش....
كان مستمرة برمي عباراتها الحاقدة ...
قبل أن تتوقف للحضة سمعته يخبرها بشي فكررت كلمته بأستنكار :كيف ..وش ..تحرش ..وش تقصد ...
أحمد يقف بأنفعال موليها ظهرها لم يعد يريد أن يرى كيف ستتغير ملامحها من الحقد للأشمئزاز :تحرش ماعمرك سمعتي فيه ...ولاصح في قصر عقاب ماتحصل هالأمور ...
صمتت ...وطال الصمت ومازال يوليها ظهره ...
حتى ظهر صوتها أخيراً بنبرة مبحوحة :طيب أحلف قول والله أني ماأتقرف منك وأن هذا بسبب الماضي ..اللي أنت تقول عنه ...
كانت ألتفاتته عنيفه ... طلبها القاسي وسط كل ماقاله ...
أسماء بأرتباك من نظرته الحادة :أنا مو فاهمه شيء ..
يعني مو أنا السبب ..
ببرود يمضي ليدخل غرفة النوم الوحيدة المجهزة بالمكان :ايه طمني قلبتس مو أنتي السبب ...
بقت على نفس وقفتها بالصالة ...تتلفت من حولها وكأنها تبحث عن حل ...
عقلها يعيد جملته بعدة أشكال عن أي نوع من التحرش يتحدث ..وماذا حدث ...؟؟!!
وسط تأملها لاحظت مظهرها بأحد مرايا الديكور ...
لقد كان مظهره فوضوي بعد ألقائه الماء عليها ...
لباسها أيضاً أبتل وأصبح يضايقها ويشعرها بالبرد ...
وهنا لاتمتلك أي ملابس ..
أو حتى مستحضر لأزالة مكياجها ...
ووسط حيرتها لاحظت سلة الملابس التي قد صفف فيها ملابسه ولكن لم يضعها بالأدرج بعد ..
بحثت سريعاً حتى وجدت قطعة ملابس علوية من القطن الثقيل ... بحثت عن شيء ترتديه معها ولكن لاحظت أنها طويلة كفاية لترتديها لوحدها ..
دخلت للحمام الملحق بالصالة ...غيرت ملابسها ..
وعلقت ردائها السابق ليجف ..وتشك بذالك فالجو بارد جداً ...
إزالة مكياجها بصعوبه بأستخدام منظف البشرة الخاص فيه ..
حين خرجت كان عليها أن تتوجه له ومازالت لاتعرف ماتفعل ...
لقد سعت وألحت خلف هذا الأمر حتى حين كشف لها بعض من سره لم تستطيع التصرف بطريقة صحيح ...
والأسوأ تصرفت وكأن الأمر غير مهم لأنه لايخصها ...
ألقت نظرة سريعة على الداخل كان مستلقي على السرير يغطي وجهه بذراعه وأقدامه يرفع واحدة ويمد الأخرى ...
ومن حركة صدرة الهادئة يبدو نائم ..
لحسن الحظ لقد تأجلت المواجهة تستطيع التفكير الليلة بأكملها لتجد رد مناسب لتحتويه فيه بعد أن أذته بردها السابق ..

××صدمه ولكن من بعدها تغيّرت كبرت عشر سنين في يوم واحد ،××

****

انفجر بمرافقه :أسمع تراها وصلت حدها.. تعال.. رح.. أصبر.. شف كل اللي عندي حبتين صبر وطيرتوها بتقولي من المصاب بطيب ولابتقولها وأنت مدبوغ (بعد ضربك )
المسئول بأنزعاج من أسلوبه الوقح :تقدر تتفضل تزوره بالمستشفى قريبك متعرض لضربة شمس وجفاف وتسمم لأنه أكل حيوان غير قابل للأكل ...
فياض بتكشيرة :لو أنكم معتنين فيهم ماكان هذا حالهم ..
توجه للقسم المستشفى .. حين دخل غرفته كان نائم ..
تأمله قليلاً .. كم يشعر بالشفقة أتجاهه كل مكان يذهب إليه نهايته المستشفى... أكثر شخص يحل ضيف على المستشفيات ..
ضربه مع قدمه وهو يصدر صوتاً ليجلي حنجرته :قم ياورع كلها يومين وأخرتها جفاف وضربة شمس ...فشلتنا مع الربع ..
هجرس فتح أحدى عينيه فقط :اخخخ ياعم بغيت أتوكل والله أني شفت الموت إلا شعره ..عفت العيشه بعد اللي صار معي ...آه ياتسبدي بغت تنفقع ...ياحظك ياسالم (رفيقه) ماذقت اللي أنا ذقته ..
فياض بتقزز:وش أنت أكل يالهبيلة ...
هجرس وهو يتذكر الموقف وكيف ركض خلفه كثير ليصطاده معتقداً أنه سيحصل منه على الطاقة :وش بأكل بعد كلها صحراء يوم لقيت حصني كني شايف ظبي شويته قلت بس بيطلع مثل الأرنب ولا الضب اح ياتسبدي ... ياليت ضربت الشمس نستني اللي ذقته ..
تأوه قليلاً من تقلص أمعائه :أبوي وينه ليه ماجاء يتطمن علي ..
لم يكن يريد أزعاجه بخبر جده ففضل ذكر الخبر الحسن :أبوك ماهو فاضيلك بيجي له ورع جديد وبالصيدلية يتقضى له حفايظ وحليب ...
هجرس بتكشيرة :لو ماأنت عمي قلت الله لايبشرك بالخير ...
ياحسرتي عليتس ياعمتي غادة ماأنتي محصلة شيء وطبينتس تفرخ كل سنه بولد ...
فياض يكبح ضحكته على تشبيهه الوقح :أصطلب ياورع أحشم حريم أبوك ..بعدين غادة هي اللي بتفرخ لكم ...
على البركة الأخو الجديد ...
هجرس بأبتسامة نصر :ياما أنت كريم يارب أخيراً بيصير عندها ولد وارتاح كنت شايل هم تطيح في تسبدي آخر العمر ...
وعاد يتأوه حين تقلصت أمعائه مرة أخرى ...
فياض :هذا ذنبك لأنك تكلم بخلق الله ... وتدخل باللي مايعنيك ...أرقد اللحين بكرة بجي أطلعك معك أجازة لين يوم التخرج مبرووك ..
هجرس بحماس :أبوي شكله غايب عن الساحة ...أزهم على عمتي فاطمة قلها تستعجل شوي وتجهز بنتها بنعرس ...
فياض :على كيفك خلنا نشوف اللحين وين بتروح وعلى حسب الديرة اللي بيحطونك فيها .. نشوف نجوزك أو لاا والله لو بديرة قريبة وآمنه قلنا جوزناك وإذا رحت بعيد أنتظر لين ينقلونك قريب وبعدها نتفاهم مانقدر نشرشح البنت بعد معك ...
أعترض بسرعة :بس هذا ماكان أتفاقنا !!!
فياض :والله عاد هذي رأي أبوها وأمها ..وأنا معهم ..
هجرس بأحباط :كيف يعني تسحبون فيني أنتم ...؟
فياض بصرامة:أسألك بالله سواياك اللي تسويها تخلينا نأمن على البنت معك ..
هجرس يحاول التملص:اللي يسمع يقول البنت ضعيفه وينوكل عشاها ..
نلعب على بعض ياعم ...ترى كلنا عارفين من هي ياسمين .. أنا أخاف منها ....
فياض بعدم أستحسان لعبارته :بعد تبقى بنت ..وينخاف عليها ..
حين رأى الأنزعاج عليه وتحوله لحال آخر غير الذي كان عليه :نكمل نقاشنا بهالموضوع بعدين اللحين أخليك تريح ...
فمان الله ..
خرج ليتوجه للمستشفى الذي ينام فيه والده ..
أطمئن عليه دون أن يزعج نومه ..جلس على مقعد قرب الباب لايوجد أي شيء يعود من أجله ..
سينتظره هنا ...أنتظار المستشفيات ليس بالأمر الجديد عليه ..على الأقل هذه المرة من أجل والده الذي لن يندم على أنتظاره أبداً...

××الجرح هيّن .. ولو طآل المدئ يبرئ أصعب من الجرح .. لا ماتت مشاعرنا××
بعد أنقطاع زواره خلد قليلاً للنوم وأستيقظ بمنتصف الليل ...
ألقى نظرة على مرافقة كان فزاع ..لم يحضرالحكم كما وعده ..
هل حدث شيء أثر على مجيئة .. فوض أمره لله وحرك لسانه الثقيل بالأستغفار ...
سقوطه ليلة أمس من شدة التفكير ..
بعد أنهيار فزة وهي تخبره أنها لاتريد أحراق قلبه ..
علم أن الأمر بين أثنين زوجها الحكم أو أخيها هجرس فهما الوحيدان المشتركان بينهما...
أرهق عقله بالتفكير وضعف قلبه وقل إيمانه فسقط مريضاً ...كان عليه أن يتوكل على الله ويفوض أمره إليه كما أعتاد أفضل من أشغال نفسه وأرهاقها بغيبيات وحده الله العالم فيها ...
وكل مكتوب ستراه العين شائت أم أبت ...
الأنسان لايستطيع أن يدفع عن نفسه وأحبائه أقل الضرر لو أراد الله وقوعه ...لكن الأستسلام للقضاء الله يريح النفس ويؤجر على الصبر...

××المعطي الله .. والله اللي عطا لك صافي هواي ورغبتي واهتمامي .××

****

كان يوم أجتماع الجارات ..وهو اليوم الذي ستعود فيه لمنزلها ..أو بالأحرى قصر العقاب ..
تجهزت بطريقة متكلفة نوعاً ما ...فجارات والدتها قد سمعن أنها ستعود لمنزلها ..ولن تظهر بطريقة عادية ..حين نزلت للأسفل تلقت صدمتها الأولى بوجود خزام والتي كانت تضيّف الموجودات ..وقد أخبرتها والدتها سابقاً أنها ستعرفهن عليها على أنها أبنة جارة قديمة ...
سألتها حين أنفردت فيها بالمطبخ :شكلك مستعجلة على الزواج ..واللي فهمته عكس كذا ..
خزام التي كانت تعد شاي بدون سكر لأحد الجارات :بكل صراحة جيت أشوف هل بيكون علي طلب أو لااا..
جوزاء تجمدت ملامحها :كيييف ؟؟
خزام غير مهتمة لملامحها المتشنجة :ماني مهتمة أتزوج أو لاا بس بشوف لي فرصة أتزوج وأنا مطلقة ونوعية اللي بيتقدمون لي ...
أبتلعت تفاجئها بطريقة تفكيرها هي غير مخولة للحكم عليها ربما لو خاضت نفس تجربتها لتصرفت بطريقة أسوأ ..
لكن لم تستطيع كبح نفسها من قول :بس اللي فهمته أنك تحبين فيـ أقصد طليقك ...
خزام وهي تلتفت عليها بملامح لاتتفسر يغلب عليها البؤس :أحبه شيء بسيط بالنسبه لمشاعري له ...مفكره ليه أنفصلت عنه ... تعتقدين عشان يضربني أو عشان عشرته سيئة ..
كانت منسجمة مع وصفها هل كان سيء أيضاً مع زوجته ...ضرب ..لاتعليق .. هذه الفقرة لم تكن تعلم عنها ..
هزت رأسها بنفي وعلى وجهها أبتسامة وجع :مو عشان كذا ...عشان علاقاته النسائية ..
وحين سمعت شهقت جوزاء :مو بالحرام ..يتزوج بس زواج خايس بالسر ...
جوزاء بتردد :طيب قلتيها بالحلال ...
خزام هي من تلقت الصدمة هذه اللحضة :لامو معقول ..منجدك ... يعني أنتي عادي عندك وحدة ثانية تشاركك بحبك .. أنا مو كذا ماأسمح لأحد يشاركني باللي أحبه ..
ولأنه ماكان وفي معي أنفصلت عنه هذا أنا بأختصار ..
المشكلة لو هي خطأ مرة سامحته بس أنا وضحت له من قبل الزواج ماأرضى يشاركني أحد فيه وراح وتزوج علي وأنا مريضة وبالمستشفى ..
وحين لاحظت أنها أسهبت بالحديث عن حياتها السابقة :موضوع وراح في حاله ..خلينا بالحاضر ..تتوقعين يطلع منهم أحد يسوى ...!!!
جوزاء بعدم أستيعاب :قبل خمس دقايق تقولين ماأنتي جادة وبتشوفين وضعك ..!!!
خزام تهز كتفيها وهي تحمل الصينية :لاتأخذين كلامي بسرعة أغير رأيي جربت أتزوج واحد عشان الحب ..خليني أتزوج واحد عشان المصلحة ..
لاتناظريني كذا الزواج اللي ماهو مبني على الحب هو زواج مصلحة للطرفين ..
لاحقاً بعد مغادرة الجارات ...حان دورها لتغادر هي أيضاً ...
خزام مازالت هنا وكانت تودع خيال بالقبلات وهي توصيه وكأنه يفهم :لاتنسى ياخيال أنا أول وحدة سهرت معها ...لاتنساني ... أكبر وتعال أخطب بنتي ..
بنتي الثالثة لأني واعدة قبلك أثنين بزوجهم ...
وضحى بضحكة على تعليقها :وأنا خالتس على هالوعود ماراح تجيبين إلا بنات ...لاتفاولين على عمرتس ..
خرجت له بالخارج فلم تسمح له بالدخول لأن خزام مازالت موجودة ..
بتال وهو يحمل عنها الصغير :وضيفتكم ماشاءالله رايحة جايه عليكم ماهو تقولين طلعت من عندكم ...
جوزاء بأحراج :البنت ورى الباب تنتظر سيارتها لاتسمعك أمي عازمتها ...
يشير لها لتخرج أمامه بعد أن أستقرت بمقعدها وضع الطفل بين يديها وعاد ليحضر حقائبهم ....
بعد أستقراره هو الآخر بمقعده خلف المقود سألها وهو يتحرك بالسيارة :من هي بنته ضيفتكم ..؟
عدلت نبرتها حتى لاتخرج متبرمة وتفضح مللها من أسألته لم يكن فضولي من قبل لماذا اليوم :بنت جارة أمي ...
بتال بأستهجان :بنت جارة أمتس مالها أبو وش هم منه ؟؟؟
جوزاء هذه المرة لم تحرص على تهذيب لهجتها :وليه السؤال بتناسبهم ؟؟
لم يأتيها رده سريعاً ..صمت لفترة قبل أن يقول :مستغرب من العرب اللي تاركين بنتهم في بيوت الناس !!!
على أسلوبها الوقح كان سيرد بنعم وستطول المسألة ..
كبح نفسه كثيراً حتى يتحدث بطريقة طبيعية ..على وقاحتها ..
ولكن شعر أنه خلف الأسلوب هناك خوف ...ماذا تخفين ..
كان يفكر بهذا طوال الطريق ...
حتى حين أوقف سيارته أمام الباب تذكر ماكان يخطط له :الله يهديتس بس نسيتيني القصيدة اللي كنت مجهزها لكم ...
جوزاء بفضول :طيب عادي قولها ..
وحين لم ترى تجاوب منه ..
جوزاء بنبرة رجاء هي حقاً أصبحت شغوفة بقصائدة :خذ لفه ثانيه على البيت وقلها ..
بتال بحزم :لااا الفرص لافاتت ماتتعوض لازم تفهمين هالشيء زين ياجوزاء ..لاتنزلين لين أخذ خيال منتس بوديه للمجلس عند أبوي ..
كانت تعلم أن عقاب قد خرج قبل يومين ..
جوزاء :طيب أنا بعد بجي أسلم عليه ..
بتال برفض :لا أخواني فيه ..
جوزاء بشك :طيب بسلم على أمك ..
بتال يشير لها برأسه للقسم الآخر:أمي بعد جالسه معهم روحي لخالتي والبنات أكيد ينتظرنتس ...
وأخذ الصغير منها وتوجه للقسم والدته ...
بقت تراقبه تشعر أنه يسير بسرعة لاتناسب حمله للطفل ...
وقفت على الباب لتطرق الجرس وتذكرت أول يوم دخلت فيه لهذا المكان وكأنه دهر مضى على ذالك اليوم ..
فتحت لها العاملات ..وأبتهجت لرؤيتها باركت لها بالمولود وهي تسأل عنه ...ردت جوزاء بلطافة لاتشعر بها ودخلت للداخل .. حديثها مع خزام مازال يؤثر عليها ويفقدها الشعور بالأمان مع الرجال ..
توجهت لجلسة شعاع فوجدت الجميع هناك حتى فاطمة وبناتها ...
ورحبوا بها وكان الجميع يتلفت حولها ويسألها عن الطفل ..
لم تفهم نظرتهم لخلفها ماذا اعتقدوا هل سيسير خلفها ...
ولكن بعد أستقرارها فهمت أنها حين دخلت بدونه ...فكروا أنها ستأتي من خلفها عامله تحمله !!!

××اللي يبي وصلي عطيته حياتي واللي يبي الفرقا سبقته عليها.××

****

قدم يحمل أبنه ليضعه أولاً بين يدي والده رغم أن أحد يديه قد تأثرت بالجلطة ولكن أراد أن يثبت له بتصرفه أنه مازال يراه قوي ولايخشى منه على أبنه ...
ابتسامة لطيفة زينت وجه عقاب الذي زادت تجاعيده بالأيام الأخيرة ونطق بثقل:ماشاءالله ..
ثاني من أستلمه كان سلطان الذي قال :لو جتني بنت جوزتك ...بس أبغاك أجودي على خوالك لاتأخذ من أطباع عمامك شيء ..
فياض وهو يشير بيديه بحماس:هاته بس خلني أعاينه ..مايبي الجواز يقول بصير عازب مثل عمي ..
كان حقاً سعيد بأستقبال الطفل .. لكن حين رفعه بين يديه ...
أقشعر من رائحته ... أنها رائحتها ..حتى لم ينظر للطفل جيداً أعادة سريعاً ليدي والده ...
كان منزعج لفكرة أن رائحة العطر التي ذكرته فيها قد تكون لزوجة أخيه لذا أستئذن وغادر المكان سريعاً ...
ومازال رأسه يدور من الذكريات والمشاعر التي تعيدها له تلك الرائحة ..فهي تذكره فيها بين يديه وبقربه وهو يحتويها بأحضانه ..
كان يستنشقها من عنقها ....
وهز رأسه ليوقف تسرب الذكريات لعقله ...
قلبه سينفجر من شدة ضخ الدم لذكراها التي أشعلت عروقه ...
يريد أن ينسى سيجن أن لم يستطيع أزالة ذكراها
التي أستبدت فيه ..
ولم يجد حل لنسيان ذكراها إلا الهروب للأخرى ..

××على وتر حزنيَ عزفت اقسى لحن مانيَ بفاقد شخص فاقد لي عُمر !××

****

فهدة التي دخلت لاحقاً :ماشاءالله وأخيراً شرف الشيخ ..
قالتها متهكمة لكن يخالجها شعور غريب لهذا الطفل خصوصاً أن مجيئة كان بعد فقدها لأبنها الذي مازال يؤثر عليها ...
وضعه بتال بين يديها ليختار خيال تلك اللحضه ليفتح عينيه وهو يتمطى بعد نومه طويلة بالسيارة ..
أدنت رأسها تحدق بعينيه ثم رفعت عينها لبتال الذي يجلس جوارها :ماشاءالله ماشاءالله لحد يشوفه الناس ماتعطي خير ..دوك وده لأمه ..
الحسن :خير وش اللي وده لأمه ليش تسحبون علي ماشفته ...
فهدة بضيق :وش تبي بالورعان رح وراك لاكبر تشوفه ورع ضعيف تنفسون بوجهه وتلمسونه بيديكم اللي مليانه جراثيم ...
يريد أنهاء الموقف سريعاً ليعيد الصغير لأمه قبل أن ينفجر بالبكاء:يمه خليه يشوفه تعال يالحسن ..
الحسن بحنق :يمه متى بتعامليني على أني رجال ...لازم تفشليني ..
وحمل الطفل ليشهق حين رأى عينيه :ماشاءالله عيونه خضر ماأدري زرقاء أكشخ ياورع ...
فزاع الذي لفت أنتباهه تعليق الحسن جاء ليطلع عليه ...
فهدة بضيق تهمس له :أنا وش قايله لك ذولي مايعطون خير ...بجيب لك غسال فناجيلهم رش الورع فيه ...
بتال المتعود على أسلوب والدته من ناحية العين والحسد :ان شاءالله ..
حمل أبنه الذي أعاده له الحسن بعد تعليقات عديدة منه ومن فزاع ...
وذهب به للقسم الآخر ليضع هذه المره بين يدي شعاع التي أبتهجت فيه وباركت له ...
تركه خلفه يتم تناقله بين المتواجدين ونادى على حاكم الذي يجلس على جهازه يلعب مع مسك أحد الألعاب الألكترونية :يالله وأنا أبوك الصلاة ..
وخرج ليلحق فيه ذاك بخطوات سريعة ...
يارا التي وصلها الدور :ماشاءالله يهبل وأهم شيء أنه بخير الصدق لما ولدتي بالثامن ماتفائلنا ...
قاطعتها شعاع :أنتم ماغير متطيرين (متشائمين ) جدتس عقاب طاح من أمه وعمره 6 شهور ... تقول أمي الله يرحمها كانت عمتي (والدة عقاب ) تلفه بالقطن وتنقط الحليب من صدرها بفمه مايعرف يشربه حتى ...من صغره لحمةً حمراء كبر الكف ...لاصياح ولاصوت ولاحركة على هالحال شهرين ...
ياسمين تهمس لأختها قربها :لازم من المبالغة أجل شهرين مايتحرك !!!!
يارا تلكزها :تبغين تشوفينه ولاأعطيه أمه ..
ياسمين هامسة :وش أبي فيه كفاية علي صوصو ...
قالتها ساخرة من مسئوليته ...
أعادت يارا خيال لجــوزاء ..التي وضعته بمهدة المتنقل قربها ... كانت تجلس على طرفها الآخر غادة التي قالت :أنتبهي له حطي بمكان واضح ترى فيه بزران ملقف ...يجلسون عليه بالخطأ ..يجربون يشيلونه ..
مسك التي جائت لتجلس معهم :تقصديني ...
غادة بنظرة حادة :لاأقصد عمري .. مالتس دخل في ولد الناس كفاية على أخوتس الصقعات اللي أكلها منتس ..
مسك بتكشيرة :من يوم جاء أصيل صرتوا ماتحبــــوني ... حتى هجرس اللي كان صديقي سحب علي ...
ياسمين غطت وجهها بيدها من الأحراج ..
ويارا وليلى أنفجرتا بالضحك ...
مسك :اووووه ليه تضحكون علي ماما شوفيهم ...
فاطمة بأحراج هي الأخرى :روحي ياحبيبتي ألعبي مع ألماسه ووسن ...إلا على طاري وسن أمها وين ؟؟؟
شعاع :والله وأنا أمتس المرة من رجعت ماهي الأوله ماتنزل من غرفتها إلا لاشافتني لحالي ماأدري زعلانه أو أخذه على خاطرها ...
ليلى بهمس سمعه القريبين منها :عساها ماترضى ...
قبل أن تعود وتقول بنفس الهمس :وش عندها عمتكن كن ماحمل غيرها حتى الصلاة وهي جالسه ..
ياسمين :مالك شغل هي حره ..
ليلى بتفاخر لتزعجها:عاد بيطلع أنتاجها مثل جوزاء ..شفتوه صح فخامة من شكل أسم صدق البدوية المزيفة قد الهقوة اللي هقيتها فيها ..ماخيبتني ...
يارا مؤيدة :الصدق شيئ ثاني خالتي جوزاء بكل شيء فخمه حتى بكلامها ..
ياسمين بعدم تصديق :والله ؟؟وش فيك انتي ترى تسب عمتنا !!!
بتبرير :طيب وش دخلني فيها ..إذا أشدت بخالتي جوزاء مو يعني سبيت عمتي ...
فاطمة التي لاحظت همسهم والواضح أنه غيبة ...خصوصاً بوجود ليلى بالمنتصف :بنات يالله الصلاة ..صلوا ...بسبقكم أنا ألحقوني ...
بعد ذهابهن وبقائها مع جوزاء وغادة فقط ..تجاهلت الأخيرة ووجهت حديثها لجوزاء :إلا صدق بنت أخوك عبدالله أنفكت خطوبتهاا عشان الفحص ماتوافق ..
جوزاء بأنزعاج من فتحها الموضوع :ايه صحيح ...
ليلى بأبتسامة ذات معنى :عادي يصير لها نصيب أحسن ...!!!
شكت بتلميحها فسألتها مباشرة :وش قصدك ؟؟؟
ليلى كاذبه :والله فياض تعرفين بعد طلاقة وبعد خصومتنا مع الصوارم والحلف الجديد معكم مالنا غيركم نناسبهم ...
أرتجفت غضباً من داخلها ..ماذا ..لسانها عجز حتى عن وصف بغضها للفكرة ..خصوصاً بعد حديثها السابق مع خزام ...
غادة هي من تدخلت فقد رأت التجهم على وجه جوزاء :وأنتي ياليلى صارلك حل وربط وتخطبين وتنشاورين ولا هذا من خيالاتك الخاصة ..أخوك هاللي تخطبين له يدري عن سواياك ... يبي لي أسأل أبو هجرس بالموضوع يمكن صدق مكلفينك بالخطبه له ...
ليلى برد سريع خوف من وصول الموضوع لهم :وأنا وش قلت ترى عادي هالسوالف بينا يالحريم لاتحشرين الرياجيل بكل سالفة صح جوزاء ..
جوزاء ببرود لايعبر عن شعورها الحقيقي :أخواني يحبون يزوجون بناتهم لعيال عمهن مايثقون بغيرهم ...
ليلى التي لم تتوقع ردها ردت بغرور :ايه الله يهنيهم في بعض ...
قبل أن تغادر المكان بعد تبخر أحلامها بأن تقهر خزام بتزويج فياض من صديقتها المقربه ..كانت شبه متأكدة لو تقدم لها ستوافق عليه ..هكذا الصديقات دائماً مايحبن أزواج صديقاتهن !!

××احفظ وقاري عن لسانٍ يعذربني واعزّ نفسي عن المقفي لو احبه .××

****

كان هناك عشاء على سلامة الشيخ عقاب مقدم من فهدة وشعاع ..وحين أنقضى صعدت لجناحها ...
حين دخلت بقت تحدق بالمكان بتعجب ..وألتفتت على بتال الذي دخل بتلك اللحضة وتفاجيء فيها :ليش طلعتي !!!
جوزاء وهي تكتم أبتسامتها على أنزعاجه :تعبانه وخيال متضايق وقلقان وطلعت للجناح .. وش هالحركات ...
مو وردة وحدة وورود ...
للحضة خليني أتذكر كان التدرج وردة بعدين باقة بعدين مزرعة ورود ..
بتال يقضم شفته السفلية :اللحين أنا متعب روحي مسوي هالحركات وتدسس عشان الناس ماتشوفني وهذي آخرتها بدال ماتشكريني على رومانسيتي ...
جوزاء بأبتسامة :شكراً ..مو مرة بعدد الورود شكراً بس قول القصيدة اللي كنت بتقولها بالسيارة ..
بتال وهو يأخذ خيال منها ليضعه بسريره بغرفته الخاصه :لاا .. وألتفت عليها :عشان تعرفين ياجوزاء أن الفرص معي ماتكرر هي مرة وإذا فاتت فاتت ...
رمشت بعينيها بعدم تصديق :ماتلاحظ أنك صاير مغرور بزيادة .. أنتبه لاتنفجر ..
توجهت لغرفتهم ....
وهي تنزع عبائتها أخبرته حين لاحظت نظراته المراقبة :الغرور صفة سيئة منهي عنهاا أنتبه على نفسك ...
هز رأسه بعدم أهتمام :وش سالفة البرقع رجعنا على طير يالي ماني قايل لاعاد تلبسينه ...
جوزاء تجلس على طرف السرير وتنحني لتفك حذائه ذو الكعب المرتفع :تعودت عليه .. أستحي أجلس وسط مجموعة كبيرة بدونه ...
بتال :تتعودين المهم لاعاد تلبسينه ..
قبل أن يقترب ليجلس جوارها :تصدقين ماتغير شيء ...
كانت منحنية وشعرها يغطي وجهها الذي أحمر بغيض هل كانت فاتن محقة هو أيضاً ينتظر التغيير ..!!
أعتدلت بجلستها وهي ترتكي بذراعها للخلف لتواجهه :وش التغيير اللي كنت تنتظره ..
بتال يحك أعلى شفته :الصدق توقعت تسمنين على الأقل ..يعني زيادة كم كيلو تكفي ..
جوزاء بنظرة ملل :عاد هذا اللي الله قدره علي ..ماتغير شيء على قولتك وأنا ماأحب أغير شيء يعجبني شكلي مثل ماهو ..حتى أنت يابتال ماتغير فيك شيء ...
بتال بأبتسامة مستمتعة :الحمدلله وأنا اللي بهالسنه شيبت وتغير فيني كثير ..بس دايم أنتي البلسم للهمومي وماتكسرين بخاطري ...
مد يده ليداعب عنقها وذقنها ولكن سرعان ماتأفف بأنزعاج من صوت رنين هاتفه الذي قاطعه عليه لحضاته ..
كان يقول وهو يتوجه لهاتفه :من مفسد اللذات ..
قبل أن يقول منزعجاً حين رأى المتصل :ايه مايحتاج من بيكون غيره ...هلا آمر ..
على الطرف الآخر كبح قهقته :مايمر عليك عدو وأنا أخوك ماعاينت بناخي زين ..هاته لي بلاعبه ...
بتال وعينه على جوزاء التي تتأمل الترتيبات الذي جهزها :اللحين أنت ساحب علينا حتى عشاء سلامة أبوي ماشاركتنا فيه ..وبعد ماشبعت حومة وسربته تذكرت بناخيك ...
بناخيك بنومة السبع مية ...
فياض مستمر بمضايقته :عادي هاته وهو راقد مايضره ..لاتخاف أنا قريب منك بغرفتي عشان ماتعذر بالبرد ..
أغلق الهاتف وقال لها :دقايق بأخذ خيال لعمه ...
وصل لغرفة خيال وسرعان ماعاد لها بنظرة لئيمة جهزي له رضاعة بأخذها معه ..
جوزاء بأندهاش :وش هو ؟؟
بتال:سوي اللي أقولتس عليه وماعليه شر ان شاءالله ...
جوزاء بقلق من فكرة أن يترك أبنها مع أحدهم :لا خلاص لاتوديه له من الأساس بكرة يشوفه ...
بتال يهدأها:بمصخرة بس ماني جاد خليني أطقطق عليه شوي ..
كانت قلقه وهي تراه يغادر بالصغير بعد أن جهزت له ماطلب ...
قبل أن يعود لها بيدين فارغتين ..
جوزاء بصدمة :بتاااال ...
بتال يهدأها :عمه ماهو أكله وأذا ماعرف له بيعطيه عماته أنتي بس تعالي خلينا نسولف مبطي عن سوالفتس خصوصاً حكايتس المرعبة ..
مازالت تنظر إليه بعدم تصديق لتصرفة المتهور ..
وبنفس الوقت لاتستطيع النقاش معه تخشى من عناده وأن يجعل الطفل عند ذاك مدة أطول أو حتى مع أي أحد آخر ...
لاحقاً حين لاحظ تشتتها سألها :وش فيتس !!
جوزاء وهي تصد للجهة الأخرى :كيف وش فيني .. أبغى ولدي ..كيف أرتاح وهو بعيد عني ...
بتال يثبت ذقنه بأصابعه :يوم أكون عندتس لاتفكرين بأحد غيري حتى لو هو ولدتس ...فاهمة ...
المره هذي بشفق عليتس وأجيبه لأنتس مستجدة بالأمومة لو عاد عدتيها ماعاد أنتي شايفته إلا الفجر ...
وخرج ليحضر لها الطفل وضعه بين يديها بحدة ...ودخل وأغلق الباب من خلفه ...
جوزاء بتكشيرة :جاهز للزعل ..
حملت الطفل ووضعته بمهده كان مازل نائم ولم يشعر بشيء ..
أستلقت على الأريكة التي جهزها لها حتى ترتاح حين تكون قربه ..
أغمضت عينيها قليلاً بحثاً عن النوم وسرعان مافتحتها لتحدث خيال كما تعودت بالأونه الأخيرة :قول الصدق مين الغلطان ...بالله لو أنت مكاني تأمن على نفسك مع أي أحد طيب لو رمى اللحاف ..منشفة ...مخدة ..
كلها ممكن تطيح عليك وتروح فيها ...
كان قد غفى قليلاً وصحى على صوتها بجهاز الصوت الذي كان جهزه لتسمع بكاء الطفل حين يستيقظ ...
خرج لها ليخبرها :أنتي ناويه تنكدين علي وبس ...
إذا أنتي وولدتس عادي السهر عندكم أن وراي دوام بكرة ..
جوزاء التي تفاجئت بعودته أخبرته ببرود :ليه ماأخذت أجازة ... تدري أن فيه آباء يسهرون مع عيالهم وأنت زعلان عشان أنا بس أبغى ولدي عندي ...
بتال ساخراً :لاوالله ماكنت أدري منهم هالأجاويد !!!
جوزززاء فكيني من شرتس ..وصكي هذا ..
وأشار للجهاز قرب مهد الطفل الذي لاحظته للتو ...
ألتفت ليعود لغرفة الأخرى :تبغى ماأزعجك قولي القصيدة اللي كنت بتقولها بالسيارة ...
كان بملامح منزعجة لأبعد حد لكن كل مافعله أن أغلق الباب خلفه بكل هدوء ..لولا خيال لصفعه بالتأكيد ...

××كتمت الشوق عنك مابيك تحس لعبت دور العادي وانا المشتاق××

***

كان مازال غير مصدق لتصرف بتال الذي جاء له بالطفل وحاجياته ... بل أحضر حتى مرضعته معه !!!!
كل ماأراده الأستمتاع على حساب بتال ..
ولكن أنقلب الأمر عليه وأصبح الطرف الآخر هو من يستمتع على حسابه ...
فياض لخيال النائم وسط مهدة المتنقل :ايه لك الله وأنا عمك ماصدق أبوك وزحلقك عشان مصلحته ..
ايه واضطجع على جانبه .. ومازال مهد الصبي مقابله :ايه وأنا عمك يقولك الشاعر : خيبت ظني وهل الدمع من عيني
اشعلت في داخلي نيران وهاجه..صوبت سهم الغدر داخل شراييني..وادري صويب الغدر لا يمكن علاجه
لا تهل دمع الندم ما عاد يرضيني..بيت الغلا داخلي متحطم اسياجه..طيفك ظلام سكن في داخل اسنيني..خلاص لا تنتظر مني ولا حاجه..حتى ضلوعي من الحسره تعزيني
والقلب بعد العنا ثارت به امواجه..ضاعت حبال الوصل ما بينك وبيني..قدرك سقط وانهمر من عالى ابراجه .
تنهد بحسرة وأنين :ايييه وأنا عمك ماكانوا قد الهقوة اللي هقيناها فيهم .. غرتهم الدنيا ..نلومهم ولا نلوم هالدنياا ..
ماعليهم ملامة ...اللوم علي أنا .. ياليتني ماعرفتهم ولا دليت دروبهم ...
طرقات حادة على الباب قبل أن ينفتح بفجاجة أقلقته :عوذى منك ماتعرف تفتح الباب ..
سلطان وهو ينظر بتعجب قبل أن يقترب ليتأكد :بسم الله الرحمن الرحيم هذا وش يسوي عندك ...
فياض الذي أعتدل بجلسته :أهله مايبونه مشغولين بالحب ورامينه علي عشان يزودون حسرتي ...
سلطان بأنزعاج من وقاحته :أنت ماتخلي قلة الحياء عنك عوذي الله لايطيحني بلسانك ...المهم بنشدك .. أنت موصي ليلى تخطب لك ...
فياض بتهكم :ايه مالقيت إلا ليلى أوصيهااا ..مقطعتني العجلة على العرس قلت يارجال الناس مشغوله مالك إلا ليلى...
سلطان :ايه هين طبها عندي أنا قلت بالأول أتأكد منك ومتعود فيها لو ماكنت موصيها العقال بيلعب على ظهرها ..
فياض الغير متهم بما فعلت :لأوصيك ولو تبي عقالي مايغلى عليك ...
سلطان وهو يتوجه ليخرج :تصبح على خير ..
وماأن خرج حتى قال بندم :يييه ليتني عطيته الورع يانشبتي هالليلة معك ..
ولكن سرعان ماأنفتح الباب من جديد ليدخل بتال :هاه كيف السهرة مع ولدي كنك مقابلني صح ...
فياض بتكشيرة وهو يعود ليضطجع على جانبه :لاوالله أنه أطيب منك عشر مرات ...
بتال وهو يحمل :والله ودي أنه يسهر معك بس السموحة المرة ماتقدر تستغني عن فلذة كبدهااا ...
حين غادر بتال حاملاً أبنه ..
فكر أن الله يعطي النعم لمن يستحقها ..
بتال مثلاً كان خير مثال على الأبوة من بين أخوته جميعاً لذا الله من عليه بالأستقرار والأبوة من جديد ..أما هو ماذا لو رزق بطفل هل سيعامله بالمثل يعتقد أنه سينسى حتى أسمه وسيرمي بكامل مسئوليته على أمه ...
محظوظ الطفل الذي لم يكتب كأبن له ...

××أحدٍ أجيه أضيّع الوقت وياه .. و أحدٍ ليا ضيعني الوقت جيته××

****

حين ودعت الخالة وضحى كان ستعطيها بعض المال ولكنها رفضته بأدب ...رغم أصرارها وهي تقول :خذيها وأنا أمتس يمكن تحتاجينها ...
المال كابوس فعلاً بالنسبه لها ...حين أصبحت هي من تدير ميزانيتها الشخصية بنفسها ...
لتكون صادقة ..لقد تخيلت أن الأعتماد على النفس سهل وأن الأمر يحتاج لبعض الأرادة والقليل من المثابرة ..
ولكن بالحقيقة الماديات قاسية جداً ولجني المال عليك أن تكون حذر وذكـي وغير مبذر ...
وهي مازالت تعود نفسها على عدم التبذير ..
مثلاً المشوار لمنزل الخالة وضحى والعودة منه كلفاها مبلغ ليس بالبسيط بالنسبه لها ...
هي كانت قد وجدت سائق ليقلها للكلية والعمل ..ويكلفها مبلغ شهري ولكن أي مشاوير أخرى لاتدخل ضمن مجال أتفاقهما ...
هي تجني المال من جهة وتنفقه على السكن والمواصلات من الجهة الأخرى ..
دخلت بأحباطها للشقة ..لتجد زهور وقريباتها على وشك المغادرة ..
وبادرتها :خزام بنطلع نتعشى تجين معنااا ماراح يكلفك كثير كل شيء قطه ...!!!
قطه (يتم توزيع المبلغ على الجميع )...
لم تكن بمِزاج جيد لذا رفضت عرضها ...
وأخبرتها أنها ستدرس ...
زهور جيدة وأختها أيضاً ولكن أبنة خالتها لاتعجبها فهي لاتعمل مثلاً ليس لأنها مكتفية مادياً ولكن لأنها بعلاقات ملتويه مع رجال غير شرفاء يصرفون عليها ...
لاتستطلفها بأي طريقة ...
هي تذكرها بالنساء الذي يتزوج منهن ذالك الشخص لاتريد حتى التفكير بأسمه ...
لاتعلم لم حنقها عليه يتجدد ..ربما لأنها تحدثت بصوت عالي عن ماضيها مع جوزاء ...
فتحت كتابها وبدأت تدرس ..
لاحقاً أعدت لها وجبة تناسب حميتها الغذائية ..
رغم أنها تضطر أحيان لمخالفة الحمية بسبب عدم قدرتها على أعداد الطعام لنفسها بسبب ضيق الوقت ..لكن والدتها أخبرتها أن تعد لنفسها وجبات أسبوع كامل بيوم أجازتها وتحاول قدر الأمكان أن تفعل ذالك ...
عادت للدراسة وبدأ النعاس يحط عليها ...
ولكن طرقات زهور على الباب أيقظتها دعتها للدخول ..
لوحت لها بكيس مطعم وجبات سريعة :جبت لك عشاء ..
خزام بأنزعاج من رائحة الطعام التي داعبت أنفها :زهور كم مرة قلت لك ماأقدر أكل أي حاجة بليز شيلية عني ..
زهور وهي تتراجع للخلف لتضعه بالخارج وتعود لها :اوه نسيت معليش سامحيني ..أقولك ماتتخيلين مين دقت علي اليوم ...
خزام بفتور فهي تريد النوم وزهور لديها الكثير من الكلام :ميين ؟؟
زهور بتردد :المشهورة الخايسة تخيلي وش تقول عندها عرض جديد لك وهالمره عشـــرة بتعطيك عشرة ألاف ...
خزام بأنفعال:لو مية ألف تنقلع بس قليلة الأدب ...
زهور التي وعدتها المشهورة بمبلغ مرضي لو أقنعت خزام :طيب لحضة أسمعيني لاتتسرعين أقولك عشرة آلاف والبضاعة اللي بتعرضينها عبايات وألبسي نقابك حتى ...
خزام بثقة :كذابه مستحيل أصدقها لو تعرفيني كان ماعرضتي علي هالعرض لأني ماأغلط نفس الغلطة مرتين ...

العاشرة صباحاً أستيقظت على عجل ...
موعدها لتصوير الساعة الثانية عشرة لقد طلبته بوقت مبكر حتى تستطيع اللحاق بدوامها الساعة الرابعة عصراً ...
حين وصلت المكان الذي أتفقوا عليه وحجزوه للتصوير ...
بدأت بنقاش حاد مع المشهورة التي أخبرتها أن عليها وضع المكياج ..
المشهورة بأنفعال :بعطيك خمسة آلاف زيادة كلها تصوير لعيونك بنقاب ماهو معقوله بتعرضين عيونك كذا بشحوبها ...
لو سمحتي الصورة من بعيد ماراح يوضح شيء كل الصور بشرف عليها بنفسي ...بعدين خلينا جادين المره اللي راحت ماوقعنا عقد يوضح أن شعرك بس اللي يطلع ..
وأنعكاسك ماكان واضح لذيك الدرجة المره ذي وقعت على عقد تقدرين تقاضيني فيه لو أخليت وطلعت لك أي صورة كاشفة ..وكل الصور بتوافقين عليها قبل ماتنزل صح ولا لا ...
أستسلمت أخيراً للمكياج ...ومن ثم تصفيف الشعر ..
وفعلاً كل الصور التي ألتقطت لها لاحقاً صور لها مع شعرها من الخلف أو يظهر جانبها ويغطي شعرها وجهها أو بنقاب وكانت راضية عنها جميعاً ...
وكانت طوال فترة التصوير تتخيل السيارة التي ستبتاعها لتريح نفسها من السائق الذي يضيع عليها نصف مرتبها ...
بعدها لن تعود لهذا الطريقة مرة أخرى ..
هي فقط أرادت الحصول على سيارة وحين تحصل عليها لن تكون مضطرة لخوض هذا الطريق من جديد ...
وصلت لعملها متأخرة ساعتين ولكن غطت عليها أحد موظفات الشفت السابق ..
كان تعمل بمحل كبير ماركة عالمية معروفة تبيع مستلزمات الأسرة ..
لذا دائماً المحل ممتليء بالزبائن .. لأن أسعارها تناسب الجميع ..
كانت خلف الكاشير تحاسب بسرعة أعتادت عليها مع الوقت ..
كانت تنظر للخط وقوف الزبائن المنتظرين الدفع لاينتهي أبداً ...
سيمضي أحدهم ويأتي المزيد والمزيد ...
والوقت يمضيء ببطء حين تبدأ العمل ...
قبل أن يغلقوا بقليل ...وضع أحدهم مجموعة من الأردية النسائية ...على الكاونتر أمامها ...
لم تكن مرتاحة هناك توتر طغى عليها ...
رفعت رأسها له لم يكن ينظر إليها بل للخارج ..
رغم تغطيته لوجه ولكن عرفته لو طلاء نفسه ولبس كالمهرجين لعرفته فكيف لو غطى أسفل وجهه فقط ...
كانت ترتجف من أعماقها ..وهي تقلب بين يديها الأردية النسائية الخاصة بحثاً عن باركود السعر لتدخله ..
ولم تستطيع كبح نبرة تهكم حاقدة تخبره فيها :شكل
الميزانية مهزوزة بعد السجن عشان تشتري لصاحبتك من هناا ...
لم ترفع عينها له بعد أن ألقت جملتها ...
أما هو فشعر بالأرض تهتز من تحته ...لقد وقع بفخ ..
بالتأكيد أشواق عرفت عن كونها هناااا من البداية لم يكن مرتاح لهذا التسوق ..
بعد موقف سيء تعامل فيه معها ليلة أمس أراد تصحيح الموقف ... لأنه يعي جداً انه ظلمها ..
فحين تلقى أتصالها تخبره أنها تتسوق وتريده أن يأتي معها ..
وكانت مصرة على قدومه لو كان صادق بأعتذاره ...
وحين وجدها تختار هذا المكان بالذات رادوه نفور وعدم أرتياح فهو مكان قد تصادف أي شخص تعرفه فيه ...
الكل يستطيع أن يتسوق من هنا ...
وآخر خدعها حين أنسحبت لتترك له أمر الوقوف لدفع ليجد
البائعة أمامه هي زوجته السابقة ...
خزام وهي تدفع الكيس الذي قد وضعت فيه الحاجيات التي أبتاعها :تفضل لاتنسى أغراض المدام ...
كانت نظرتها ساخره ..متهمة .. ملئتها بالأحتقار ...
نظرته كانت جامدة وحادة لم يفهم حتى كيف جائت لتعمل هنا وهي من أستقرت بالمدينه ..
أندفع مبتعداً لينهي الموقف السخيف بالنسبه له ولكنها نادته لتزيد من غيضه :ياعم البطاقة ياعم ...
عاد ليلتقط البطاقة التي رمتها على الكاونتر أمامها ...
كان مستفز لأبعد نقطة ..
وخصوصاً من طريقة ندائها ...
تعلمت هذه الحيلة من الفتيات هنا حين يردن أصطياد من هم بمثل عمره ولايتجاوب معها تنادية أمام زوجته بهذا اللفظ حتى تزعجهما معاً ...

××يحسب انّا بنترجّا ونتوسّل في وصاله و نتعنّى لجل نرضي خاطره لله درّه ٓ والله ان يبطي ولانرجيه حتى في رساله و ان بعثنا له رساله والله انها ما تسرّه .××
الليلة الثانية من سقوط عقاب ..
استلقت جواره بعد أن يئست من وجود مكان دافيء في هذه الشقة سوى سريرة ...
ولأنها لم تنام ليلة أمس ولانهارها ..
زارها النوم سريعاً ..
أحمد الذي نام بأنزعاجه نومه لم يكن هانيء .. بل كان يسبح مابين النوم واليقظه شعر بأنضمامها له ...شعر بكل شيء صدر منها
تقلباتها ثم أستكنانها .. كانت تنام بهدوء .. لاحركة ولاتقلبات ..
وكأنه لايوجد قربه أحد ..
ووسط المصاعب التي يبذلها ليريح عقله ..
أستيقظ من جديد على شعور بالبلل مابين خده وعنقه ..
للحضات أعتقد أنها تبكي وبللته ..ولكن حين لمس مصدر البلل
جلس بمكانه بذعر وفتح الأضاءه قربه ليتأكد بمابين أصابع
وفعلاً كان باللون الأحمر عاد لها ليتأكد منها فوجدها فعلاً غارقة بالدم وجهها مغطى بالدم المخده التي شاركته فيها رغم وجود أخرى تركتها خلفها وضايقته على هذه ...
ملابسه وملابسها ...
ألتقط هاتفه وأخذ يضيء الكشاف بحثاً عن مصدر الدم ..
هو شك بأنفها ولكن من باب الحذر قد يكون حدث معها أي شيء
لايعلم به ..
كان فعلاً أنفها ...
إيقظها لأن وضعها مزري فعلاً :أسماء ..أسماء ..
فتحت عينيها للحضة لم تفهم مايحدث وبعد ذالك شعرت بالبلل والسائل الملتصق ببشرتها ..
شعور ليس بالغريب عليها ..
ولكن محرج جداً حين تراه قد لوث المكان من حولها وهي نائمة لم تشعر فيه ...
تظاهرت بعدم الأهتمام وهي تبحث عن منديل ..
ليخبرها :روحي للحمام غسلي المنديل لحالة مايكفي ...
تعليقه أزعجها ..
كانت تنظف نفسها وتنظر لأنعكاسها بالمراءة والغيض يتصاعد بداخلها ...
لم تعد تحتمل منه الأوامر ....لقد أعتادت منه اللين والباقة
حتى حين أصبح يعاملها بشكل طبيعي أصبحت تشك بكل حرف يخرج منه وتأوله لأفكار أخرى ..
كانت مشغولة بأفكارها وتتصرف بتلقائية رمت ملابسها من جديد فهي ملوثه ..
وأنشغلت بترتيب شعرها بظفيرة لتقلل من مظهره العشوائي ...
كل هذا وأفكارها مشغوله ...
دخل لها برداء آخر من ملابسه ..كان على نفسه ملامحه الجامدة التي أيقظها بها ... لم يسلمها الرداء بل مرره قصراً من رأسها ..
أبتعدت وهي تسحب نفسها للخلف وتسأله بعدم تصديق :أحممممممد ..
أحمد :تجمدتي من البرد وطلعت عروقتس وأنتي تمرين (تنظري للمراءة ) وتزينين وين على هالكشخة بتسيرين بالحلم !!!
بعد أن أرتدت اللباس بشكل جيد خرجت من الحمام البارد جداً ...
كان قد غير ملائات السرير وأغطية الوسائد ..
أستلقت وسحبت اللحاف لتغطي نفسها من أخمص أقدامها حتى قمة رأسها ...
لكن سرعان ماأنسحب اللحاف عنها ...
سحب جزء من اللحاف أتجاهه وأخبرها ببرود :تعلمي المشاركة ...
أفلتت اللحاف ليحصل عليه بالكامل ...
لترد بشراسة :أنا ماأشارك أشيائي مع أحد ...
طريقة ردها كانت عنيفه لتذكره بما حدث قبل ساعات يبدو أنها لم تتخلص من تبعات تلك المواجهة بعد ...
ونزيف أنفها ربما حدث تحت الضغط النفسي الذي عرضها له ...
ترك اللحاف هو الآخر ..ليبقى بالمنتصف بينهما لاأحد يريده ..
وبأستسلام وأحباط أخبرها وهو يغلق عينيه :أنسي كل اللي قلته لتس الليلة ...
أصدرت صوت علامة على الأستحالة ليفتح عينيه بأهتمام لما ستقوله :تخيل الموضوع بهالبساطه ماهو على كيفك ؟؟ أحمد مهما كان سببك الحقيقي خاينتك لي ماتنغفر ....
وعمري ماراح أسامحك عليها لأني أعتقدت فيك وحطيت عليك آمال وبالأخير طلعت مثل غيرك ...
أعتدل بجلسه :يعني هذا كل اللي فهمتيه من صراحتي معتس ..
وحين لم تتجاوب معه ...
أحمد قبل بصرامة :هذا تمهيد ...ماحصل ولاصار ..بس قلة الحيلة حدتني أفكر بهالطريقة ..بس لاحصل ولاصار ...وقلته عشان أوريتس وش حدني عليه عنادتس يوم تصرين على معرفة شيء كشفه بيضايقنا اثنينا ...
أسماء بعينين متقدة وهي تظن أنها ستخدعه :قول الحقيقة وراح أسامحك كانت أفكار ولاطبقتها بالواقع ..
أحمد بقهقه حزينه :كلامتس يذكرني بالأم اللي تقول لولدها تعال ياحبيبي ببوسك وعندها نية تجلده ...لاماطبقتها على أرض الواقع لأني ماأبغى أزود على نفسي المتاهات ...
تنفجر فيه :أنت أناني كيف فكرت أصلاً بهالموضوع انا عندي أعيش طول عمري على وضعنا السابق ولا توصل لهالمرحلة ...
بلهجة باردة :وأنا عندي أدوس على قلبي ولا أسمع بكل مشكلة أنا أسماء بنت عقاب ... وأنت اللي فيك وفيك ...
فتحت فمها لتبرر وعادة تغلقة وحاولت من جديد ولكنها عادت لتصمت ...
أحمد :ماأنتي غبيه ولاطايشة .. وتعرفين تقدرين الكلمة زين ...
عشان كذا سالفة أنا بنت فلان اللي كل ماشدينا بالهرج طريتيها ألغيها من قاموستس ... لأنها ماتترجم بقاموسي إلا بأنا بنت شيخ وأنت حفيد الراعي ...!!!
هذا اللي كنتي تبين توصلين له ..
وعشان تكونين على بينة أنا رجال ماتعايريني بأصلي والله لو تسوين عيوني لحط أصبعي بعيني وأفقعها أحب علي من أنتس تقللين من قدري ...
فاهمة !!!
أسماء بأبتلاع لكل تبريراتها لديها الكثير ولكن لايوجد أذن ستصغي إليها فهو محق ... وتعي جيداً وتربت أن لاتهين الرجل لأن الأهانه هي نهاية كل المودة والحب ولكنها حين تغضب تنسى كل شيء ولاترى إلا الأنتقام لكرامتها :فهمت ...
عند هذه النقطة أنتهى النقاش تلك الليلة ...
اليوم الثاني كانت أول من أستيقظ ... أعدت طعام الأفطار ..
خرج من الغرفة مستعدة للغرفة جاهز للخروج ولكن حين رأى الأفطار الذي أعدته شاركها فيه ...

××لاتعاتبني على اللي راح راح ..لو وراه سهرليل ودموع عين ××


****

كانت ترتجف وهي تحاسب للعميل الذي جاء من بعده ...ذهنها غائب حتى أعادة العملية عدة مرات ..وتحملها العميل ولو كان شخص آخر ربما لصاح في وجهها ... كانت أكثر تماسك مع البقية ..
لاتعلم كيف صمدت حتى أنتهى عملها ...
خرجت شبه راكضة لسيارتها التي تنتظرها ...
تريد الفرار من المكان بأكمله ...الطريق الطويل جعلها تستجمع أفكارها قليلاً وتتذكر أنها لم تبتاع بعض المواد الغذائيه التي تنقصها وربما لن تستطيع أعداد طعام أفطارها غداً لو أستمر الأمر على هذا الحال ...
توقفت رغم تبرم السائق الذي يرفض وتتجادل معه في كل مره وهو يصر أنه فقط سيقلها إلى العمل أو الجامعة دون أي مشاوير جانبية ...
كان تبتاع حاجياتها بسرعة حتى لاتتأخر على السائق ويتسبب لها بالمزيد من النقاش المزعج ..
فلم تلاحظ وجوده ..كان خلفها منذ خرجت من المحل ..
الحديث معها غير مجدي فهما لم يتفاهما حين كانا متزوجين فكيف اليوم ..
ولكن عليه أن يعرفه ماتفعله هنا وأين تسكن ..
ولأنه لايريد أن يفوتها ولو للحضة نزل خلفها ليتأكد أنها لن تختفي وسط سوق الأغذية الذي نزلت إليه ..
كانت حقاً تركز على ماتفعل .. لم تعي بوجوده رغم أنه أقترب منها جداً عدة مرات ..
خرجت وخرج من خلفها أكملت طريقها بالسيارة
فكان خلفها أيضاً حتى عرف أين تسكن ...
حام حول العمارة ..لم يكن هناك حارس حتى ..
بأمكان أي شخص أن يتعقبها حتى بابها ..
عقله يضج بالأفكار المتضادة ...حرب من التخيلات والأمنيات يخوضها فكره ..
ومنذ رآها وشعور بالأختناق أستعمر صدره ...
الجو بارد كان يرتدي ثوبه الداكن وجاكيت يتدفيء بها
ولكن منذ رآها تخلص من الجاكيات ..
والآن أصبح حتى الثوب يخنقه .. ويشعر بالحر ..
وكأنه عاد لمنتصف الصيف ..
عاد للمنزل بنصف عقل .. ألقى نظره سريعة على المجلس الذي بناه محل الملحق ... وأبعد نظره لايستطيع الأحتمال أكثر ...
أتصل على صديقة وأخبره أن يحضر أسامه هو بحاجه له ..
لقد جرب كل شيء لينسى ..ليتنفس بشكل طبيعي حين تمر ذكراها
ولكن الليلة رآها مباشرة وإذا لم تبعد ذكراها الرقية فلاعلاج له أبداً ...


××لا تلومني لا شفتك و ضاع الكلام
نظـرة عيونك سالفتها سـالفه××

****

لايوجد أي خبر منه ...
بعد أن أعطاها مشترياتها ورحل ...فقط هكذا ...أين أنتي..؟؟
وجائها وضع الكيس بيدها وأختفى ...
هل فهم مافعلت ...أم فاته .. بالتأكيد رأى تلك ..وهي جاهزة لتنكر أي معرفة لها بالأمر ...
ولكن لم يسألها ..ولم يغضب بدى بعيد ..بعيد جداً ...
عادت لشقته واليوم أحضرت حتى أبنها ...
كي تحتمي فيه لو فهم الموقف وغضب منهاا ...
ولكنه لم يأتي ... وعدم مجيئة مخيف أكثر ...
فهو ليس من النوع الذي يتجاهل أو ينسى ..أو حتى يؤجل العقاب ..
قضمت أظافرها من شدة التوتر لقد أخطأت حين فكرت أن تعاقبه ...
أجل كان هذا عقاب على موقفه ليلة أمس ...
كان قد أخبرها أنه قادم لها وصرح لها مباشرة أنه يريد ليلة رومانسيه تنسيه سنينه الماضية ...ولكن حين جاء لها لم يستطيع أن يعطيها تلك الليلة ..
ماذا لايستطيع .. تعذر بالأرهاق والضغوطات النفسيه وصحة والده ...
ولكنها عرفت أن لتلك يد .. من المفارقات المثيرة للسخرية أنه ينام معها حين كانت تلك على ذمته ولايستطيع بعد طلاقه منها ...
لذالك تهورت وبدون تعقل خططت لترميها بطريقه ...
عرفت محل عملها من قريبتها فخزام من المضافين لديها بالسناب
وهي تضع فلتر المول دائماً ...

××نص فيني عاف قربك وارتحل...ونص فيني عافني لاجلك وجاك ..××


****

تجلس على أرضية المطبخ لم يكن هناك طاولة لتجلس عليها
فأحضرت السجادة الصغيره من غرفتها وفرشتها على الأرض ...
كان قد تكون أمامها هرم من ورق العنب ...
لاتستطيع الأكل منه .. فهو من الممنوعات بالحمية ..
ولكن بأستطاعة الفتيات تناولة ...لو أكلوا يومياً هذا سيكفيهم لشهر ...
وضعته بالأكياس التي أحضرتها معها وجمدته بالفريزر ...
تبدد بعض غضبها .. ربما لو نظفت الشقه الأرضيات والجدران والأسقف ...
سيذهب الباقي ولكنها متعبة وستسقط من الأعياء قبل أن تنجز نصفها ...
عليها أن تنام بغضبها .. وتعايش الكوابيس التي تخشى أن تراها ..
لقد رأتها بالواقع فلما تخشاها بالمنام ...
فرت منه حتى لاترى موقف مشابه ...ولكن جائها ...وقف أمامها ..ليستعرض وجود أخرى في حياته ... الصدفه قادته ..أم القدر ..أم جاء متعمداً
لايهم ..مايهم الألم الذي أستبد بهاا ...القهر الذي تعيشة بهذة اللحضة ...
لم يتسوق معها ولا حتى لنصف مرة ...
ولكنه يبتاع للأخرى حاجياتها ...


××يوم جيت تجرح .. ما جرحت إلا إللي لو تطلب روحه عطاك ××


****

ماأن ورده اتصال فياض حتى توجه لمنزل أسامه الذي ينام مبكراً ولايرد على هاتفه ..طرق الجرس حتى فتحت له أخته زوجة أسامة الباب ..
طلب منها أن تصحيه وفعلت متبرمة ..
لاحقاً بالسيارة :وش فيك عاقد الحجاج ..ارخي وجهك شوي ..وأعتبرها صدقة عمل خيري ..
أسامة بملل :ماقلنا شي بس وش هالعمل الخيري اللي مايجي إلا تالي الليل ليه ماتصيرون مسلمين أوادم بشر تنامون بالليل !!!
أبن عمه :لاحول يعني الواحد يختار الوقت اللي يتعب فيه ..
هذا وهو حاط الرجاء فيك ..
أسامه :غلطان يحط رجائه فالله ماهو بالبشر ...
حين وصلوا أخيراً فتح لهم الحارس الذي يعرفه ...
وأستقبلهم هجرس الذي يعرفه أيضاً :يالله حيهم أقربوا ..أبك عمي يقول أنه مريض وأنك بتجيب دواه وينه ...
أشار على أسامه :هذا دواه ..
هجرس بشهقة أستنكار :أنا أخو فزه ...
دفعه عن طريقه :ياولد ماحنا ناقصينك وفكنا من سكاكينك ...
تراك صرت رجل دولة بيدبلون عليك العقاب لو أرتكبت الجريمة ...
بالداخل فياض الذي كان نصف مستلقي ..
لم يعد يستطيع التنفس حتى ..هجرس فعلاً كان سينقله للمستشفى بعد أن رآه على وضعه ذاك ...
بعد دخولهم عليه ...أحتاج هجرس لحضات حتى يستوعب
مايحدث وماأن فهم حتى أنسحب متعللاً أنه سيحضر القهوة ...
ليهز رأسه مستنكر :ياأسامه لاخلصت من العم عليك ببناخيه والله أن فيه البلاء ...
بعد رقية طويلة سأله :بالعادة المحسود يتحلم بحاسده ..شف أكثر من تشوفه فأحلامك تراه هو اللي عاينك (أصابك بالعين )
فياض بعد أن أراحته الرقية :أكثر من اتحلم فيه مايدل للحسد طريق ...
بس ياولد والله ماني قادر أقوم من مكاني النوم كبس علي ..
أسامه يربت على كتفه :عادي نام محلك هذي من أعراض الرقية ...
لم يستطيع حتى أن يودعهم بشكل لائق فقط سقط نائماً فعلاً...


××رجعت .. قصدك أتجدد يا الغلا جرحي !
إلا على طاري جروحي .. وش أخبارك.؟××

***

كان يحاول رؤيتها منذ مجيئهم ولكن دائماً ترفض وتتهرب منه ...مرة واحدة فقط قابلته بحضور والدتها ...
أتصل بها هذه المره متذرعاً أنه يريد منها أن تعد القهوة لضيوفه عمه فياض ...
ردت عليه :هجرس قديمه هالألاعيب دور غيرها ...
هجرس منزعجاً أن خطته لم تنطلي عليها :أقسم بالله أن عمي عنده ضيوف ويبغون قهوة ...
ياسمين :طيب لاتجي للمطبخ أنا ويارا بننزل نسويها ولاخلصنا أرسلك تجي تأخذها ..
هجرس بفضاضه :حشى بتذليني ترى ماهو لهدرجة ميت عليتس ..
وأغلق الهاتف بلا لباقة ...
حين أعدت القهوة برفقة يارا ..
أرسلت له ليأخذها ...كان يجلس بالقرب من المطبخ حتى حين وصلته الرسالة دخل مباشرة كانتا قد غادرتا ..
قال :اهب ريحة العطر مغطية على ريحة القهوة يتروشن فيه هن ...
سمع ضحكة مستنكرة من خلفه وحين ألتفت وجدها تجلس على كرسي البار :هذا مو ريحة عطرنا وأشارة على الشمعة التي تضيء الزاوية ..هذي ريحتها تخيل ريحة عطرنا فانيليااا ...
هجرس بأحراج وهي يترك الصينية من يدها :طيب ليش منحاشة وحاطة حواجز بينا ...
ياسمين وهي تتكيء على البار :تدري ليه بسبب نظراتك الخايسة ..على أساس مريض وطايح وحالتك بالحظيظ هذي النظرات تطلع قدام أمي يالمجنون !!!!! تدري أنها حلفت ماأطلع قدامك بعد ذيك النظرة ...
هجرس بنفس النظرات الحارة التي تتحدث عنها :أي نظرات ماسويت شيء انتم تتخيلون شيء ماحصل ... بس ليه لابسه هالشرشف طالع كنتس عجوز ...
ياسمين :طيب أنا عجوز وأحب الستر وش تبغى اللحين ...خذ قهوتك وتوكل ..
هجرس ولهجته تتحول للين :فله والله مشتاق لتس .. ليش تتهربين مني ...
ياسمين بدلال :الله مشتاق مره وحده ..نسينا ماكلينا !!!
مازال على رأيه السابق أنها مخطئة ولكنه يستغل الفرص :انسي لاتصيرين عجوز ...
ياسمين بضيق حقيقي :لو قلت عجوز مره ثالثه بمشي وأخليك ...
هجرس بنبرة متآمرة:طيب وش رايتس تهجين معي !!!
بشهقة وهي تلتفت حولها :ليه قالوا لك ماوراي أهل ...بعدين ماهو لهدرجة ميت عليه عشان أهج معك ...
بمحاولة لأستمالتها :عمي فياض يقول ماعاد نأمنك على البنت ويمكن مانجوزكم إلا بعد سنتين ثلاث ...
تغضن وجهها ولكنها قالت بعدم تصديق :تكذب ...
هجرس يقسم على نصف الجملة:قسم بالله أنه قايل مانأمنك على البنت بعد سواياك هذي ..
ياسمين بتأفف :ماهو على كيفهم !!!
هجرس الذي يشعر أنها على وشك الموافقة على خطة الهرب :يلعبون في مشاعرنااا .. وأنا تعرفين محد يحسب لي حساب دايم كرتي محروق ...
ياسمين بنظرة أستنكار :تراهم غاصبيني عليك ..
هجرس :يردون جميل ياقلبي يردون جميل ... شفتي غصبوتس واللحين علقونااا ...
ياسمين التي ملت من حالتها وسط عائلتها وكيف كل الواجبات تقع على عاتقها هي مسئولة عن أصيل وألماسة بالأضافة للمزيد من الأعمال المنزلية لو كانت متزوجة ولديها أطفال لم تشقى بهذة الطريقة :طيب والحل !!!
هجرس :قلت لتس الحل نهج وإذا روحتي معي ماعاد هم قايلين رجعها ...
ياسمين :لاا ياروحي شايفني خبله ..
صمتت للحضات تفكر :الحل عندي ...
هجرس بأنزعاج لأن خطة الهرب لم تعجبها :وش عندتس ..
أخذت تخبره بخطتها وعينيه تتسع مع كل جملة حتى حين ختمت خطتها كان معجب جداً بذكائهااا ...
أن الحل الأفضل من الهروب لهذا المشكلة ...

××البسمة اللي ترحب بيّ وأنا مقبل يا جعلني ماخلا من وجه راعيها××

****

حين عاد هجرس بالقهوة والضيافة وجدهم قد رحلوا وعمه ينام بشكل غريب ...
فهو لم يشعر به حتى ..غطاه عدة مرات ولكنه ماأن يصل الباب حتى يكون قد ألقى الغطاء ..فيأس منه وخرج ...
أستيقظ اليوم التالي مع الفجر وبنشاط غريب ..
بعد الصلاة توجه لقسم فهدة وصعد لجناح والده ...
حتى حين رأته عمته قالت :بسم الله الرحمن الرحيم من وين طالعه الشمس !!!
فياض وهو ينحني ليقبل يد والده ورأسه :الشمس ماتطلع إلا شرق ياعمه إلا ان تسان عندتس شمس غير شمسنا ...
وماأن جلس حتى قال:ماشاءالله فطورتس جاهز يلومنا لو مدحنا سنعتس ...
أمالة شفتها بعدم أستحسان :الله يعطيني نص وناستك على هالصبح ..
وصمتت حين وبخها عقاب بكلمة واحدة فهو لايستطيع أكثار الحديث فقال الكلمة الأهم بالجملة :حاسدته !!!!
فهدة وهي تقدم الحليب لزوجها وأبنه ثقيل الطينة :لا يابوسلطان أحب اضحك معه وسع صدرك ماني حاسدته ولانسيت أني امه بالرضاعة ...
كان لديه تعليق لاذع على أمر أرضاعها له الذي تزعجه فيه بين حين وآخر ولكنه بصدر منشرح لايريد تكديرة بالمناوشات ..
وبدل الصراع معها أخذ يحدث والده عن الأحداث الذي أصبح
يكتشفها في عمله ووالده يستمع بأستسحان ...
فهدة هامسه :ياحبك لتمدح روحك شوفوني محد مثلي ..
بعد أن قضى وقت كافي مع والده ..وقف وهو يقول :يالله عاد أن أستئذن ياعمه أزعجت طبلت أذنتس بصوتي ..
فهدة بمجاملة كاذبه :الله يونس أبوسلطان يونسني ...
أثناء خروجه مر على الجناح الأقرب وطرق بابه بإلحاح ..
حتى حين فتحت الباب مربية فياض :يس سير ..!!
فياض بملل ومظهره المربية لم يعجبه فهي أستيقظت لتفتح الباب بملابس نومها:عمتس وين هي !!!
حدقت فيه ببلاهة ..
فياض يتأفف بملل :المدام أم فياض وير وين هي ناديهااا ..
المربية :فوفو سليب ...
فياض :يابنت الحلال ماهو فوفو أمه أمه .. وير از مدام أسماء ؟؟؟
المربية :آوه مدام قو آنذر هوم .. قو فور هوز بيند ...؟؟
فياض :ياسلام وأنا آخر من يعلم ..وصاح بها :بعدتس مقابلتني ...انقبري بغرفتس وهين صبرتس علي أجل تفتحين الباب بالبجامة ...
توجه للباب الفصل سيتوجه لغرفته يستعد للعمل ويخرج حين قابل سلطان الذي يخرج من جناحه :يالله صباح خير على مين تلعلع بهالصبح ...
فياض :صباح النوم يابوهجرس وش هالوجه المفقع من النوم راقد من المغرب ..
سلطان بهدوء :اذكر الله ..
فياض :ماشاءالله تبارك الرحمن عليك ..فمان الله ...
تجاهله سلطان ونزل مع السلالم .. وهو توجه للباب الفاصل بين القسمين ومنها لغرفته ..
كان يومه سريع بعد ذالك ..حتى حين خرج أخيراً توجه للعنوان الذي أرسلته له أسماء حين أخبرها أنه سيأتي ليقلها من كليتها وأخبرته أنها قد عادت بالفعل ... لم يكن يعلم حتى أنه أنتقلت للعيش بالرياض !!!
حين فتحت له الباب قال:ماشاءالله من سمحلتس تطلعين من البيت ...
ايه لو هي فزعة كسرتي الجوال على راسي لين أرد ..بس وقت وناستس تنسيني ...يالله لنا الله !!
سلمت عليه بهدوء وأستقبلته بالصالون ...
فياض :لا ومتسنعة وطابخه غداء ماعرفتس !!!
وبيتس فيه ريحة طبخ ...
أسماء بأحراج :أنت وش فيك علي لاتفضحني لايسمعك ..
فياض بصوت منخفض :ليه جوزتس فيه ... أنا وش قايلتس موضوع شخصي ...ليه ماقلتي أن فيه عشان ماأجي ..هين هين حسابتس عندي ...
خرج له أحمد وأستقبله بترحاب ..
ضيفته أسماء من القهوة التي جهزتها حين أخبرها بقدومه ثم قدمت طعام الغداء ..
تحدثوا بعده قليلاً ... قبل أن يستأذن أحمد ليعود لعمله ..
وبعد خروجه ..
كان تشغل نفسها بأي شيء فيه غير مرتاحه للموضوع الخاص الذي سيناقشة معها ...
فياض بملل :تعالي أجلسي خلصيني لاتسوين سنعه دقي على أمتس ترسل من شغالاتها تنظف لتس ..
أسماء التي جلست للحضة عادت تقف :اجيب لك شاهي أخضر ..
ولكنه نهرها بعصبية :اجلسي ماني فاضيه لأستهبالتس ..
كان يهز قدمه بعصبيه :خويتس وش عندها بالرياض ...
ماهي شدت للجنوب وبعدها أستقرت بالمدينه ..وش رادها للرياض ...
كما توقعت لقد كان الأمر يخص خزام ... وحان وقت لمواجهة ..
أسماء :طيب أنا وش دخلني ... لاتنفعل علي ماأحب أحد يصرخ في وجهي ...
فياض بنفس الأسلوب :أنا ماأصرخ جتني خوية لاتزعق هذا أسلوبي ...انا الرياجيل اهرجهم هاللون واحدهم مايفتح فمه يرد الحرف علي .. وأنتن الوحدة عينها هذا قوها علي ...
أسماء ببرود ردة على سؤاله كما طرحة :جايه تدرس ماهو بدت هنا ..دفعت حق فصل وبتكمل على المنحة ...إذا أرتفع معدلها ...
بأستنكار :تدرس واللي تدرس تشتغل بالأسواق وتصور بالمواقع !!!!
كان عقلها يخبرها أن ترد عليه بما شأنك ولكنها تفضل أن تعطيه ردود أكثر عقلانية وسلمية :انا اقولك بس السبب الواضح لجيتها لرياض ..التصرفات الجانبية مالي علاقة فيها ..
صمتت ولم يرد لكن مازالت ملامحه تحمل نفس التجهم ..
فقالت معتقدة أنها ستقنعه :البنت مجتهدة ومثابرة تشتغل تصرف على نفسها وين المشكلة ...
فياض بتهكم :ايه مثابرة ماخبرت (لايوجد من هي بنجاحها ) ..
أسماء بأنزعاج :والمطلوب يعني تجلس تشحد عشان تصرف على نفسها ...
فياض وهو يضغط على الحروف وكأنه يريد أن تحفظها :لا تنثبر في بيتها وتتزوج ويصرف عليها ...
فكرت هنا نعود لعقلية رجل الكهف :وإذا ماتبغى تتزوج تموت جوع ...لأن خطأ حسب مفهومك أنها تشتغل وتصرف على نفسها ...هي حررة ...
:لاماهي حرة ولاهو على كيفها ..ولاعلى كيفتس ..مقطعه قلوبتسن الحرية ...
وش هي الحرية أنها ترمي سترها وتبيع صورهااا !!!
أسماء تنفعل مدافعة :بالخطأ الصورة بالخطأ ... يعني كان الموضوع بتصور شعرها ...
فياض بصيحة أستهجان :والشعر حلال تصويرة يابنت عقاب ...هذا اللي يعلمونتس بالمدارس !!!!
أسماء يخرجها من ثباتها :أنا ماأقول كذا أنا أنقل اللي حصل ... هي محتاجة ...
فياض :لاماهي محتاجة ولاعرفت الحاجة اللي تسوية فسقة ... تبي الفلوس بالرخص ...وعمر اللي يكسب من بيع نفسه مايكون كسبه حلاااال ...
لتخلص نفسها من هذا النقاش :طيب هي خطأ وكل تصرفاتها خطأ أنا الموضوع مايعنيني ..هي حرة ...
فياض :والله لوعاد سمعت هالكلمة على لسانتس ليصير آخر عهدتس بالدنيا ...
كانت ملامحها حادة حانقة من تهديده الأستبدادي .. ولكنها لم تستطيع الرد عليه ...أبتلعت كل أرائها والمرافعة التي كانت تقيمها ن خزام أنهتها..
لاشأن لها من البداية لم تكن طرف فيما بينهما ...
ولكنها نطقت أخيراً :خطبتها وماشاورتني ..وطلقتها وماعطيتنا خبر .. ليه تعتقد أن لك الحق اللحين تدخلني بينكم ...
لو من البداية شاورتني قلت ماتنفعلك وأختصرنا على بعض موال طويل مالها أي داعي من زواج ومشاكل وأذى وضرب ومستشفيات وآخرتها طلاق ... ولاواحد منكم ربح منه كلكم طلعتوا منه بخسارة ...
ورغم أنك أكيد بتقول ماطلبت نصيحتك ..بس بعطيك نصيحة من مصلحتك .. طلعها من تفكيرك أنساها ولاكأنك تعرفها خليها تعيش حياتها وتجرب مايحتاج نملي عليها تصرفاتها هي ببتعلم بالخبرة من أخطائها ..
حين أعتقدت أنه لم يجد رد على نصيحتها شخر بسخريته المعتادة :هذا قدرها عندتس تعلم من التجربة ..يعني بالعربي خل الدنيا تلطخ فيها وتذوق بلاويها عشان تتعلم !!!
مشكورة خلي نصايحتس لنفستس ...
خرج من عندها وضيق الأمس يعود ويحط عليه بشكل أشد ...
توجه مباشرة هذه المره للمنزل أسامة وماأن فتح له الباب حتى سبقه على الدخول وأستلقى على الكنب وهو يطيح بشماغه :أقرأ علي والله ياأني أحس أن الأرض ماعاد عليها هواء ...
أغلق أسامه باب المجلس الذي دخل إليه فياض ...
وأخذ يرقيه كما طلب منه ...
وحين أنتهى منه كان قد نام كما حدث بالليلة الماضية ...
أحضر له غطاء ودخل لداخل منزله يخبر زوجته أن هناك ضيف بالمجلس ..
وحين رفع أذان المغرب عاد إليه ليجده قد رحل ...
لاحقاً أتصل به ليخبره أنه سيرسل إليه الرقية ليرقي نفسه وإذا لم يستطيع بأمكانه المجيء إليه أو الأتصال به ...

××عزيز نفس وداخلي عشق وعتاب غالي ولكن عزة النفس ياوليفي أغلى ..××

****

كان يراقبها وهي تتظاهر بالأستمتاع بالمكان رغم برودة الأجواء الشديدة ...
فزة :شم خذلك نفس يازين البراد ..
الحكم بأستنكار :والرياض كانت صيف يعني ... صح الله المستعان جاين من لهايب الشمس يازين برادك يالطايف ..!!!
فزة :يالحكم ياقلبي ياخلف جداني لاتضايق روحك الدنيا ماتسوى ...
انبسط وأطلق حجاجك ووسع صدرك وخل لنا ذكريات زينة ...
لم يعلق أكثر من البداية تصرفاتها بالأونة الأخيرة لاتعجبه تذكره بمن أقترب موعد أختبارة ولم يبدأ الدراسة بعد فهي مشتته تريد أنجاز الكثير من الأمور بنفس الوقت ...تريد أن تستمع وتخلق الذكريات ...
تفكر بالعلاج والحمل وبنفس الوقت تبعده عن أسرته بوقت من المفترض أن يكون وسطهم بعد مرض والده ...
حتى الطريقة التي أنتهت فيها خلاف شهور مازالت تحيره ...
وهو يجاريها يريد أن يفهم لأين ستنتهي الأمور ...
أكثر شعور يقتل الأنسان هو اليأس ..
يجعله يتصرف على عكس طبيعته ... هي لم تكن متفوقة في أخفاء المشاعر وأختلاق النقيض منها ...
ولكن اليأس علمها كيف تضحك بلحضات الحزينه في حياتها ...
تتظاهر بالسعادة وهي تعيش الأكتئاب المرير ...
لاتريد أن تودعه على خلاف أو خصام ..
ولكن ماذا لو كان بهذا نجاته ..كيف تقنعه أن الفراق هو الحل الأمثل لن يقتنع حتى لو كان هو من رأى الذي رأته ...
لذا عليها أن تتخذ القرارات بنفسها ..


××لك علي إني أحبك للنهايه عاد مدري وين حبك ينتّهي بي .××

****

كان هاديء لم يتحدث مع أحد عن الزواج من بعد رفض حليفة وعمه المقرب ...
أنتظر الفرصة المناسبه حتى حين جاء سعد ليأخذ عائلته وبجلسة جمعت جده بعمته وزوجها ...
رمى عقاله في حجر جده الذي يجلس بأسترخاء ..لينظر له بأستنكار وهو يسأله :وش تبي ...
هجرس الذي يعي جيداً أن مطلبه أصبح بيده :أبغى أتزوج بعد أسبوعين ...
لم تشفع شهقة فاطمة ولانظرات سعد الحاقدة الذي أكتفى بقول :على هالخشم ..
رداً على عقاب الذي طلبه بجديه :سوو جوازهم ...
قبل أن يقول بلسانه الثقيل :وش هوله مأخرينه هالكثر ...
ماأن خرج سعد وفاطمة حتى قفز ليقبل أنف جده :والله أنك محزم مليان كفووو تنطح كفو يابو سلطان ..
عقاب بأبتسامة على فرحته المبالغ فيها :خلك رجال مابي أسمع حدن يشكيك بعد اليوم ...
هجرس الذي كان يركز معه هي يفصح كلامه :ابشر ببيض وجهك من كل جهة لو تبيني اضحي بروح لاجل الوطن ضحيت ...
عقاب بأنزعاج :ياووولد ..
هجرس يهدأ من حماسه حتى لايرجع جده عن قراره :هونا الحياة زينه ...!!!
خرج بفرحته ...لتموت الأبتسامة التي على وجه عقاب ..
مهما حاول الأفكار السيئة لاتتركه .. هل يجني على الأثنين بزواجهما
ماذا لو كان المقصود هجرس ... هل سيذهب حفيد وتترمل الأخرى ...
رفع رأسه على نداء هجرس السريع له :ألحق ياجد أبو ذيب بالمجلس اللي برى ..
عقاب بعدم تصديق :أبو ذيب ماغيره !!!!
هجرس :ايه أبو ذيب ماغيره والله أني أحسبه مات من سنين ...
تجاهل عقاب تعليقه وهو يشير له ليقترب فيساعده على الوقوف ...
حين دخل كان هناك فعلاً أبو ذيب ولم يكن وحده معه مجموعة على مايبدو من أقاربه وأثنين من أحفادة ...
وبعد الأحاديث العادية الروتينيه ...
تحدث أبو ذيب :أنا جايك هالليلة ياولد هجرس طامعاً في نسبك ..عندي هالولد ذيب من أحفاد عيالي أن كانك بتجوزه جزاك الله خير ...
وأنا ماشفته رجال كفو مالومك فيه ...
هجرس كتم ضحكته حقاً هذا الرجل من عالم آخر هل أجبره أحدهم على القدوم للخطبة ...
منظر أحفادة والمجموعة التي جائت معه كانت أكثر من مسلية ...
كان قد أرسل على والده وأعمامه بأمر من جده وقدموا فعلاً بعد دقائق كانوا متواجدين ...
فزاع الذي جاء يجلس جواره :وش عندهم فاتني شيء ليش الوضع متكهرب ..
هجرس يكتم ضحكته :جاين يخطبون !!!
فزاع بأهتمام :من ؟؟؟
هجرس بعدم أهتمام :ماأدري عنهم ماحددوا ..بالله ياعم عاين الشايب قسم بالله أنه كفووو شف الأرانب اللي معه مايقولون كلمة بعد كلامه ..
كان أحد مرافقية من كبار السن قد أقترب منه وتحدث قليلاً قبل أن يقول خلف (أبوذيب):الرجال يقول ماحددت لهم من نبي وأنا أقول أي عزباء من بيت عقاب نأخذها ...
لصعوبة حديث عقاب ولأن فياض يفهم ردود والده بهذة الحالة :ياعم خلف الأمور ماتجي بهالطريقة يعني أكيد أن الربع محددين لهم بنت معينة ..
مايصير أي وحدة والسلام ...
خلف بنظرة عدم استحسان من تحت حواجبة البيضاء التي سقطت بفعل التجاعيد لتغطي عينيه :هو يطول يتجوز من بيت عقاب ...
فياض ليحمس الأمر فهو يرى أن مرافقي العجوز لم يكونوا مرتاحين :أبوي عنده ثلاث بنات مجوز ثنتين الباقيه وحده هذي اللي جاين تخطبونهااا ...
تحدث أحد المرافقين ليوافقه على هذا الكلام ...
وهجرس يهمس لفزاع :عمي بعد مزود الموضوع أكيد يقصدون ليلى أجل من يبون ... مروى ولا أبرار ...
ذكر الأثنتان لأنهم أكبر الفتيات من حفيدات عقاب غير مرتبطات ...
فزاع :فياض يقول اللي كانه بيقوله أبوي مايجيب الكلام من راسه أبوي دقيق ومايحب اللف والدوران خصوصاً بأمور الخطبة ..
وأبتلع جملته حين سمع فياض يقول :أجل على بركة الله ولو هي ذبيحة ماعشتكم ...
هجرس بحماس:في ذمتي أنك شنب ..
فزاع بضيق:لا هذي بدعة من عنده وحنا ماخلصنا من ولد الصنهات بيعقلنا بحفيد خلف ...
بعد رحيل الضيوف توجهوا للقسم شعاع ...
ونادى فياض ليلى أمام والده ....
ليلى بشك من أجتماعهم المبكر وكشرت بوجه هجرس الذي يبدو مستمع بما يحدث :سم يبه بغيتني ...
فياض :جوتس خطاب وقلنا خذوها بعباتها ...
ليلى التي كانت خائفة منه بعد أكتشافه لأمر بحثها عن زوجة له :يبه صدق ...
فياض بصرامة :كلميني أنا خلي أبوي عنتس ... تخطبين لي هااه خايفه على مصلحتي ... أجل أنا أولى أني أخاف على مصلحتس انتي بنيه والدنيا تركض بكرة تجلسين لاولد ولاتلد ....
ليلى بصدمة :يممممه !!!
شعاع :كلمي أخوتس ...
فزاع :أنتي ليه متوترة وهجومية ماعرفتي حتى من هالخطيب !!!
ليلى تتكتف :من هذا بعد ؟؟؟
فياض بنظرات حادة جعلتها تعدل من جلستها :ذيب من جيرانا اللي جدهم خلف ...
توقفه عن شرح المزيد :خلاص عرفتهم هذا بالذات ماني موافقة عليه عنده تسع طعشر أخت سلامات ...
فزاع بشك :وأنتي من وين تعرفينهم ...
أكتفت بقول :من المدرسة من وين يعني ...
وأخفت أنها كانت تتشاجر معه كل أسبوع لأنه يقف بمكان سائقها ...
فهي تطلب من السائق الوقوف أمام المدرسه مباشرة وهو يأتي بسيارته الكبيرة التي يجمع فيها جميع قريباته من عمات وأخوات وبنات عم ..
ويقف بالمكان التي حددته لسائق ...وكل مره كانت تصيح وهي تعبر من أمام سيارته :المواقف عريضة وأرض الله واسعة مالقيت إلا مكان سيارتي ...
وتعلم أنه يسمعها .. وقريباتها أيضاً لأنهن ينظر إليها بطريقة محتقرة في كل مره يجمعهن مكان واحد داخل المدرسة ..
ترك النقاش الدائر خلفه وأتصل بوالده الذي خرج بعد خروج الضيوف مباشرة وأنسحب دون أن يضع له يد بهذة الخطبة :الوه يبه وينك ؟؟؟
وين ...لا استحي وش يجلسني وسطكم ...
طيب جاي جاي ...
توجه لجناح والده مع غادة طرق على الباب ودخل حين أذن له بالدخول ...
كان يجلس يشاهد التلفاز وغادة تشاركه الجلسه ...
هجرس وهو ينظر للتلفاز :يبه وش تبي بالكورة ماهي زينه لك أنتي راعي ضغط ...
سلطان يغلق التلفاز :وش تبي ..؟؟؟
هجرس بحماس:ابشرررك عرسي بعد أسبوعين ...
تبادل والده وغادة النظرات فأتضح له أن لديه خبر سابق لقد تم شكوته :أنت ماتستحي ليه تدخل جدك بالموضوع وتحرج عمك وعمتك ...
هجرس وهو يمد يديه على ظهر الأريكة :لأنه محزم مليان ...أما انتم طاح حنكي(فكي) من كثر ماترجيتكم محد عطاني وجه ..
سلطان بقسوة :دامك تصرفت بدون شوري أجل دبر عمرك وتجوز بنفسك قرش ماأنت شايف مني ...
غادة :سلطااان !!!!
سلطان بعصبية :أنتي أسكتي ومالتس شغل بيني وبين ولدي ...
غادة بعنجهية :هجرس ياحبيبي أذا أبوك ماعونك أنا أعاونك ... عندي 30 أسوارة تزوجك وتزوج أخوانك كلهم ....
كانت النظرات حادة بين الأثنين وبقى هو كالعادة متورط بعد أن تسبب بمشكلة بينهما ...
قبل أن يلتفت عليه والده :ارتحت اللحين يوم خربتها بينا ومخربها بين عمتك وجوزهاااا ...أنت متخيل البنت بتجيك على كيفك وأنت محدد العرس بدون شورهاا !!!
غادة :لاتكسر فرحة الولد ...
هجرس :ياعمة أنتي متأكد فازعة لي ولابينتس وبين أبوي مشكلة وبتحطيني بالنص ...
سلطان يلتفت عليها :شفتي ماينعطى وجه ..
غادة بحنق :شكراً ياهجرس هذا وأنا اللي كنت برقص بعرسك أشوى أني ماتهورت ...
هجرس بشك :لاتقولون لي أن هذا سبب مشكلتكم ...
غادة :ايه هذا سبب مشكلتنا وش عندي أنا ناذرة أتحزم وأرقص بعرسكم محد قالك تحطه بهالوقت ...
هجرس وهو يقبل باطن كفه وظاهره :يارب ارزقني هالنوع من المشاكل ...
وخرج من عندهم ...
سلطان بأستنكار :ليه تقولين له اللحين بيمشي ويفضح فينا ...
غادة بلاأهتمام :ماعلي منه ..المهم ..
ومدت له هاتفها لتريه :أحجز هالقاعة لقيتها متاحة بعد 13 يوم ...
سلطان يهز رأسه برفض :روحي بيعي غوايشتس واحجزي له ...
غادة بنبرة رجاء تعي جيداً أنها ستلين قلبه :سلطاااان ..
سلطان وهو يلتقط شماغه :أرسليلي كل شيء مره وحدة ماني فاضي له... كل شيء أنتي مسئولة عنه ...محد قالتس تدقين الصدر ...
غادة بأستمتاع :أبشر بس أنت حول القروش وكل شيء برسم الخدمة ...
وصل للباب حين ألتفت عليها :مافيه مع السلامة فمان الله الله يحفظك ياحبيبي ...
غادة وهي مشغولة بهاتفها :مع السلامة ياقلبي ..
قبل أن ترسل له قبلة هوائية ..
هز رأسه بأستنكار :فمان الله أنبتهي على روحتس ...
ومع خروجه رن هاتفها لترد بصرامة :ياقليلة الحيا ياللي ماتستحين ...
أنتي خلف الكواليس راقدة بالعسل وذا الضعيف كلن يجلده مايدرون عن عوابتس ...
على الطرف الآخر ياسمين التي أنتظرت حتى توقفوا بمحطة لتتحدث مع عمتها :هاه بشري ياعمه ضبطتي خالي..
كانت قد أرسلت لها بعد أن أستمعت لمكالمة والدتها الساخطة لخالها وكيف أن أبنه أحرجهم وكيف سيقيمون زفاف على أسبوعين ...متى ستتجهز الفتاة ...
فطلبت من عمتها أن تتدخل لتطلف الأجواء وتقف في صف هجرس
فهي قد أتفقت معه على تقديم الزواج ..
ولديها خبر سابق بهذا الشأن ...
غادة التي نفذت ماطلبت منها وجاء الوقت لتحاسبها :وأنتي يالخبلة مافكرتي متى تستعدين!! وش يمديتس عليه بأسبوعين ...
ياسمين ببرود :متجهزة ..!!
غادة :وش هو !!!
ياسمين التي أتخذت قرارها من شهور :والله حتى فستان العرس جايبته .. شوفيه عند يارا ...
غادة :وأنتي كيف سويتي كذا مهبولة أنتي خبله وين الدراسة والعلم ...
ياسمين بأنفعال :ليه أخوك ومرته مخليني أدرس ولاأتعلم ماخذيني مربية لعيالهم .. أنا أشوف أتزوج أشوى لي كلها زوج واحد أكون مسئولة عنه بدال ماني مسئولة عن قبيلة ...
غادة بأستسلام فمن جهزت فستان العرس من خلف عائلتها هل ستتقبل منها النصيحة :انتي حرة بس لاتقولين عمتي مانصحتني لاتصدقني نص الوعود قبل العرس ...بكره كل شيء يطير ...أهم شي شهادتك ..
كان قد عاد ليأخذ أوراق قد نساها وأستمع للجزء الأخيرة من المكالمة ..
حتى حين فرغت سألها :اللحين أنتي تنصحينها ولاتسولفين عن تجربة ...
غادة وهي تقف له :سلطان أنتي منجد تدور الزلة علي اليوم ولا وش سالفتك .. أنصح ياحبيبتي تراه ورع توها اللي ختمت 18 ...
ختمت جملته وهي تربت على صدره قرب كتفه :ليه رجعت ياحبيبتي شكل ماودك تطلع ماأنتي قادر على فراقي ...
سلطان بنظرة عدم أستحسان لأسلوبها المتلاعب :رجعت أخذ لي ملف نسيته ... وتخيلي من لقيت تحت عمتي صيته يالله أنزلي لها بس بعد شوي اللحين عندها أجتماع مغلق مع فياض ...
×××
بالأسفل عند فياض الذي كان على وشك المغادرة ليصطدم بعمته التي جائت لزيارة والده وكانت طوال الوقت تلمح له أنها تريد الحديث معه على أنفراد وماأن أنفردت فيه ...
صيته بعصبيته التي نادراً ماتظهر :اللحين ماتقولي ياولد عقاب بعد ماطلقت مرتك اللي ماوراها والي ...ليش ماصرفت عليها ولاحطيت لها ولأهلها بيت !!!
فياض :ليش ياعمة شاكيه لتس الحال !!!
صيته :لاا محد شكى لي الحال بس الناس تهرج وتقول مرة ولد عقاب ماضفها بعد طلاقها إلا بيت وضحى بنت مطر ..
وضحى بنت مطر أرملة ولد الراعي صار لها فضل عليك وعلى أبوك ....
فياض بأنزعاج :ياعمه أنتي وش فيتس تدخلين المواضيع في بعض ..وش دخل وضحى بسالفتنااااا ...
صيته بصوت مرتفع أشبه بصوته وبنفس الحدة :اقولك وضحى ضافتها عندها في بيتهااااا ...وحده من جارتها تحلف أنها شايفة المرة اللي طلقتها في بيتهاااا تقول شايفتها بعرس أسماء ومعرفينها على أنها مرة فياض ....والأسبوع اللي راح شافتها في بيت وضحى ..تقول أنها بنت لجارتن لهاااا قديمة ...وأنها مطلقة ووضحى تلمح لهن تبي لها الستر ....
فياض بعصبية :ماشاءالله مخابرات ماهن حريم ... حسبي الله عليهن كلهن ...
صيته بصوت مرتفع :اقطع ترفع صوتك في وجهي ...
فياض :كلكم تبون تغثوني كلكم ...فكوني أعتقوني ...يوم تجيبين لي هالأخبار وش تبيني أسوي ...
صيته بحزم وكل أنفعالاته لن توقفهاا من أجل ماجائت لأجله :أسمع ياولد عقاب ياتجوزها وتسترها ... ياتحط لها بيت وتنفق عليهااا وجهي أخوي ماتأكله العرب بأخر عمره بسبايبك ...
أنا كلمة وحدة ماقلتها له عشان ماأزعله وهو مريض ... أنت اللي تجوز وتطلق وتلعب ببنات خلق الله ..أنت المسئول .. خلك رجال وشل حملك ولاتفضحنا على آخر عمرناااا ..أنا وأخوي ماينهرج فينا على سبتك ....
ولا أنا بنت نايف ينقال لي النار ماعقبت إلا رماد وين عقاب اللي يشيل الحمول الثقيلة !!!!
أنت ترضاها تنقال في أبوك ....
خرج من عندها بأنفعاله ..
تزامن خروجه مع دخول بتال وزوجته وأبنهما فقال لها بفضاضه :عط الورع لأمه وتعال أبيك في موضوع ...
بتال الذي عاد بعد أتصال من أمه تخبره بتواجد عمته والآن وجه فياض لايبشر بخير :وش فيك عسى خير ...
فياض الذي خرج ألتفت عليه :خير من وين يجي تعال أعلمك الخير وش هو بس ماودي أطيح وجهك قدام ورعك ...تعال ..
كانت جملته مهددة بطريقة أرعبت جوزاء التي أمسكت بذراع بتال :لاتروح معه هذا والله اللي يقولون عنه تأبط شر ...
بتال يكبح ضحكته على التشبيه :أدخلي بس روحي سلمي على عمتي وعلى جناحتس لاتروحين يمين ولا شمال..
جوزاء بشك :بتال أنتبه لنفسك ...
بتال يقهقه :خبله انتي هذا فياض ماعنده إلا الهواش يتهاوش مع ظله حتى ...
لحق به فوجده يركل أحد ورود الخزام التي تملء الحديقة ففهم جزء من ضيقه :ياولد وش فيك روعت المره تقول لاتلحقه هذا بيغدر فيك ....
فياض يلتفت عليه بحده :تدري أن عمتك ضافه بنت أمين في بيتها ...
حدق فيه لعدة لحضات لم يستوعب جملته أي عمة ...وأي بنت أمين
يتحدث عنهم ولكن بسرعة أتضحت الصورة ...
منزل وضحى الذي أصبح ممنوع فجأه من زيارته ...
بعض الأحاديث الطفيفة عن سوء أخيه ...
أصبحت تظهر بلامقدمات ...
ربط المواضيع بعقله واستنتج عن ماذا يتحدث فقال بتعجب :وش جمع المغربي على الشامي ...
فياض بصيحة أستهجان :تسألني أنا روح أسأل مرتك !!!!
أنا بس ودي أفهم هن وش دخلهن فيها يضفنها عندهن ليه !!!
بتال يحك خده بلامبالاة :صح المفروض يطردنها بالشارع ...
فياض :والله يعني تشوف اللي يسوونه صح ..
بتال :والله عمتي مرة أجودية وراعية واجب وأكيد البنت حلت عليها ضيفة وماقدرت تردها ...
فياض بغضب :أنت تبيني أذبحك ..
بتال ببرود :وأنا طارف لك تذبحني ..ترى بهد عليك حاكم وخيال يعلمونك كيف تهدد أبوهم ..
فياض بصرخة قهر من بروده :بتاااااااال ...
بتال :طيب هدي ماله داعي الصراخ والعصبية وش يرضيك وعلى هالخشم ....
فياض وهو يمسك أطراف ثوبه بقهر :ماأبي منكم شيء فكوووني بس فكوووني من شركم ...
وأبتعد مسرعاً لسيارته قبل أن يركبها ويخرج فيها بجنونه المعتاد ..
وبتال يشاهد من مكانه ويشعر بضيق لحاله ...
عاد للداخل سلم على عمته سريعاً وبعد حديث بسيط ..
صعد للجناحه في القسم الآخر ...
كانت قد بدلت ملابسها وتجلس بالصالة تبدل بين قنوات التلفاز بذهن غائب ...
وحين رأته بدى على ملامحها القلق ...
جلس بهدوء قبل أن يسأل :اللحين صدق اللي يقولون عمتي داستن بنت أمين عندها !!!
جوزاء القلقة ولكن تتظاهر بالثقة :الموضوع أبسط من كذا أمي صحت لقتها عند الباب تطردها بالشارع ...
بدى يتضح له من كانت الضيفة وسبب أنزعاجها حين يسألها عنها :أنا أنشد بس وكيف دلتها ؟؟؟
جوزاء :خزام صديقة بنت أخوي اللي دايم تجلس عند أمي وهي اللي عطتها العنوان زمان وجتها وعرفت البيت ...البنت نزلت من المدينة لديرة مالها أحد فيها وبيتكم بيت طليقها فلقت بيت أمي مفتوح لها وش الغريب بالموضوع ..
بتال وهو يسترخي مكانه ويتلقط جهاز التحكم ليبدل بين القنوات :لا أبدا ًعادي الموضوع كل يوم يصير مثله ...
صمت للحضات :أنتي جلستي معها ...
جوزاء :أكيد جلست شهر كامل كانت فيه عندنا كيف ماأجلس معها ...
بتال :طيب وش رايتس فيه أمل ترجع لفياض ...
برد سريع وحاد :لااا ماأعتقد ...
بتال يلتفت عليها بعد أن كان يشاهد التلفاز :وليش متحمسة بالرفض ...
صمتت لعدة دقائق وكان هو مهتم بما يشاهد قبل أن تقول :أنت تدري أنه يتجوز مسيار !!!!
ألتفت عليها بأهتمام وملامحه تتغير للأنغلاق بعد أن كانت مسترخية :هي اللي قالت لتس ..
جوزاء :ايه تقول عديت له كثير بس أنه يتزوج علي وأنا بالمستشفى مستحيل تعديهااا ... عادي أقول شيء وماتزعل ...
بتال رفع حاجبه وهو يفهم ماستقوله ولكن لايعلم أي عبارة ستختار :قولي ...
جوزاء ببرود :أخوك حرام يكون أنسان ..
بتال بقهقه مزعجة :من زمان عارفين توتس تدرين ماعلينااا فيه أمل ترجع له أو لااا ..
تحوقل وتتجاهله ... لافائدة من أقناع الثور أنه حيوان ..
لكن هل سيتوقف :شفتي وش كثر أنتي محظوظه فيني ..ماهو كل الرياجيل مثل بتال ...
تستمع ولاتعلق ...
بس تدرين وش أحسن بيت شعر يمثل فياض :مير النساء لوتجيب عيال شرواك والله ماتجيبه ...
جوزاء بعدم فهم ألم يكن يمتدح حاله قبل قليل على حساب أخيه أنها حقاً لاتستطيع مجاراة تحوله من الهزل إلى الجد :مره جايزلك ...
بتال وهو يلتقط شماغه ليخرج ملبياً نداء الصلاة :أيه يجوز لي وأفتخر فيه .. ولو ماهو أخوي بيكون قدوتي ... ولو عذربتن من اليوم لين القيامة فيه ماطالوا كل طوايفتسن نص اللي يسويه فياض ...

××واصحابنا ما تغيّرهم ظروف الليال حنا نعرف الليال و نعرف اصحابنا .××
بعد أن ألح عليه بالاتصال رد فياض وأخبره عن مكانه ..
فتوجه إليه مباشرة..
كان يجلس وامامه نار كبيرة متقدة …
جلس بتال جواره : يالله حيه الزعلان ..
فياض بنظره جانبيه : انا هاج عن هالكلام ليه لاحقني فيه ..
بتال : ياولد اللي هاج عنه ساكن بقلبك ويجري بدمك مالي انا ذنب فيه ..
فياض : تخسى ..
صمت طويلاً وبتال صب لنفسه من القهوة التي أحضرها آدم …
كان يرتشف الفنجان خلف الآخر ..
حتى فجأة تحدث ذاك بتنهيدة : ياولد ياليتني رحت في بطن الذيب
ولا هالعيشة ..
بتال : بتفهمني انه مامضى عليك من ذيك الأيام اليوم حاجة تسوى ..
فياض الذي يتكيءللخلف ويديه خلف رأسه : مرت بس طارت وتبخرت
مابقى إلا الحسرة والندامة ..
بتال: اللحين انت وش اللي مضيقك فهمني بس ..
فياض يعتدل بجلسته ويلتقط أحد قطع الحطب المتقده بالنار ليلسع فيها
باطن كفه دون أن يحرقه : كل شيء يذكرني باللي راح يسبب ليضيقه ..
عمتي تقول ليه ماتحط لها بيت وتصرف عليها …
وهي .. وصمت لايريد ان يخبر أحد بمافعلته .. عاد ليقول : تسوي اشياء ماتعجبني ..
بتال : اسمع كلام عمتي ماهو منطقي ولايمشي بهالزمان ..انت وش اللي تبيه ..
فياض بحدة : ابيها ترجع من مكان ماجت ..
بتال بعقلانية: وهذا بعد ماهو منطق ولا لك حق فيه ..
فياض بأنفعال: الا لي حق تدري ان امها ماهي معها وهي تسكن مع بنات الله العالم فيهن ..
بتال بهدوء : مالك شغل امها ادرى فيها ..
فياض بحنق : امها بكبرها داجة ويبي لها من يربيها …
صمت عنه لأنه كان منفعل …
اعطاه فرصه ليسترخي وألقى عليه قصيدة …
فياض بعد ان انهى قصيدته : روح قابل مرتك وقلها هالقصيده تقولها لي ليه ..
بتال بسخرية : تهاوشت مع المره بسبتك ..
فياض بشك : وانا قلت لك تهاوش معها .. بعدين لو متهاوش معها كان
وجهك ملنوي والنفس بطرف خشمك ..
بتال بأرتياح: لا انا وسيع صدر مايهمني زعل الحريم ..
بعدين هي تستاهل غلطت عليك وانت اخوي الغالي ماأرضى عليك ..
فياض بصدمة : غلطت علي وشتقول ..
بقهقه لم يستطيع كبحها : تقول أخوك حرام يكون أنسان …
ليه يتجوز على مرته وهي بالمستشفى..

كان يضحك حتى نزلت دموعه : انت يالخبل حتى متى تزوجت مكشوف بعدين ماشاءالله هالداهيه كيف اكتشفتك ..
فياض ببرود ولايعلم مالممتع بالموضوع : مادري عنها الحريم لبغن شيء عرفنه ..
بتال يتماسك من الضحك الذي اصبح يضايق اخيه : اللحين الناس كلها
تقول المرة عوبا تطلقت منه وهو بالسجن واخرتها البلى منك انت ..
فياض بضيق : انت وش فيك اشغلتني بهالموضوع ..
بتال بنبرة ذات معنى : ابد بس تذكرت عطر خيال اللي ودك دايم تشمه
معه .
فياض بوجه متقد من الغضب : بتااااال
حدث هذا اليوم الثاني من عودة زوجته وابنه للقصر كان قد انزل الرضيع لخالته شعاع وكان فياض معها الذي سأله متصنع اللامبالاة :ياولد الورع
امس معطرينه بعطر جاب راسي .. ياليت تعطرونه دايم منه ..
بتال كان قد شم نفس الرائحة مع الصغير ووبخ عليها جوزاء التي أخبرته أن جميع النساء كان متعطرات وسلمن عليه وهي لم تضع اي عطر..
بعد معرفته هذا اليوم ببقاء خزام هناك وارتباك جوزاء ذالك اليوم …
وفياض المعجب برائحة العطر كل شيء بدى مفهوم بالنسبة له …


××خافو من الله لاتجيبون طاريه لاصرت أنا موجود لاتذكرونه××

****

مضت عدة أيام على حادثة المول ولم تراه بعد ..لم يتصل حتى ..
أعتقدت حضور هجومي له ولكن لم تراه ...
ووسط أنتظارها المرير قررت أن تتحرك على جهة أخرى ..
حدقت بحساب تلك على السناب وأرسلت المقطع الصوتي الذي سجلته له سابقاً ...
والذي بنهايته صوتها وهي تسأله أن كانت القصيدة لها وهو يخبرها أنه بالتأكيد لها ولمن ستكون سواها ...
أول ماسمعت القصيدة أنفعلت أحترقت ...تألمت من أوجاع بطنها ...
وعادت واستسلمت لواقعها ..
كان تجلس بيأس بالصالة
حين سألتها قريبة زهور :وش فيك يابنت الوجه أصفر والحالة بالحضيض ...ماتسوى عليك والله لو أنا انتي لأعيش عيشة ملوك !!!!
خزام التي أصبحت تفهم ماذا ترمي له :الحمدلله أنا مو أنتي !!!
صمتت قليلاً قبل أن تسأل :لو فيه احد يرسلك أشياء تضايقك وأنتي مالك علاقة فيه وش تسوين عشان تخلصين منه ...
قريبة زهور :بلكية ...
خزام التي فعلتها فعلاً ولكنها بكل مرة تظهر بمكان آخر :واذا كنت أبلكها من مكان وتطلعي في مكان ثاني ..
ردة الأخرى وهي تلوك علكتها :أشتكيها ...عطيني الرقم والحسابات أنا أشتكيها عنك ...
خزام بتردد :لا ماأبغى مشاكل ...
وهي تتحدث معها كان تراسل أسماء بنفس الوقت تشتكي مايحدث معها .
لتخبرها تلك :خزام أن أعتبريني صديقة أنسي أن فياض أخوي ..يعني وش بيدي ..تعتقدين بقدر أسوي شيء ..وقبل ماتفكرين تتواصلين مع أبوي بقولك أن ابوي توه طالع من جلطة مو ناقص مشاكل ...
كانت الدموع فعلاً تنزل من عينيها وهي تقرأ رد أسماء القاسي عليها ...
وزاد شهقاتها حين فهمت أن العم عقاب مريض ...وكأنها كانت تنتظر خبر مشابه لتنهار من أجله...
ولم ينتهي الأمر هنا أصبح الموضوع روتيني ...
كل مايجري بينهما ترسله لها ..جميع رسائلة الصوتيه ..
أحاديث تافهة بينهما ...تشعر أنها أصبحت تعيش وسطهما حتى أصابها تبلد ...
لم تعط تحظرها كم حساب ستنشأ ...
وذات ليلة وجدت الحل .. ستعيش بلاحسابات ...
وفعلاً حذفت كل تطبيقات التواصل من هاتفها ...
وتركت العمل .. وبعدها بأسبوع تركت الدراسة أيضاً وعادت لعائلتها ...
لقد خسرت كل شيء بسببه مرة أخرى ...

××ما للوجع صُوت لو نشكي مواجعنا ولو ينكتب حرف رافق نبرته غصّه'.××

****

كان اليوم الذي سيعقد فيه قران ليلى جائت مبكراً لتشارك أختها فرحتها ..
هي مازالت تعيش حياه حذرة منذ عودتها لم يتقرب منها بطريقة عاطفية ...
يعيشان حياة كأصدقاء ..هي لم تفتح موضوع التحرش الذي طرحه
وهو لم يعود لذالك الموضوع ..
لم يتقدموا أبداً ولن يفلح أي نقاش ...
كانت تجلس بصالة الطابق العلوي للقسم الخالة شعاع ..
حين ناداها فياض من غرفته ..وقد كان مستعداً بشكل مبالغ فيه لمناسبة الليلة ...
أسماء من على الباب وهي تتأمل غرفته التي لاتعلم حتى متى آخر مرة دخلتها بطفولتها بالتأكيد :هلا ناديتني ...
فياض الذي كان يضع العود على الجمر ليتبخر فيه :أدخلي وصكي الباب ...
فعلت ماأمره بها ولكنها لم تتقدم بل بقت مكانها ...
فياض بلامقدمات :خويتس وينها مالها حس !!!
أرتجف عصب عنقها بغيض من أسلوبه المتهكم بالسؤال لترد بلؤم :مبروك فزت .. رجعت من محل ماجت مثل ماكنت تبي ..
الصراحة فياض تفوقت على كل توقعاتي ..تستخدم وحدة الله العالم من وين تعرفها على زوجتك السابقة صراحة شيء أبداعي ..مايطلع إلا منك ...
كان مع كلمة تخرج من فمها دمه يغلي من أتهامات غريبة لم يفقها :انتي وش تخربطين ...
أسماء بتهجم:لاتسوي فيها ... أصلاً خزام أرسلت لي اللي كانت الخايسه ترسله لها ..قصايدك ..صورك سوالفكم مع بعض ماتخيلت القسوة توصلك فيك لهدرجة من الأنحطاط ...
كان صفعته تسبق هاتفها الذي ألتقطه من يدها ..
لم تستوعب هي الصفعة حتى ألتقط هاتفها ورفعه أمام وجهها ليفتح قفله ...
ذهب مباشرة لمحادثات الواتس اب ..
وبحث عن أسمها ..قرأ آخر رسالة وصلت قبل أسبوع ..
××أنا مو ضعيفة ولاخسرت غيري اللي يستخدم أساليب حقيرة ..
ماهو بس أنتي ياأسماء اللي خذلتيني ..تخيلي مدينة كاملة باللي فيها خذلتني ..أنا ماعاد لي مكان بهالأرض ..××
صعد للأعلى سريعاً يفتح مقاطع صوتيه كثيرة جرت بين الأثنتين حتى وجد المقطع المكرر تحويلة من محادثة لأخرى كان صوته فعلاً يلقي قصيدة وصوت أشواق وهي تسأله أن كانت لها ..وبعد ذالك عدة مقاطع صوتيه أخرى يتحدث فيها معها بغزل تافه لم يكن يعنيه حتى ...
ألقى الهاتف ببرود وهو يقول :أحسن خليها توكل وأنا لاأرسلت أحد عليها ولاشيء ...ولاكانت أكبر همومي حتى ...
ألتقطت هاتفها وخرجت بغيضها لن تنسى هذه الصفعة أبداً ...
عند الباب أخبرته :قصدت ولاماقصدت هالأدمية ماعرفت خزام إلا من خلالك وماأذتها إلا فيك ...وحتى لو ماكانت أكبر همك المفروض ماترضى عليها بالظلم ...
غادرته وهو مستمر بأعداد نفسه لليلة ..يرتدي ساعته بكل هدوء
وهو يتذكر جملة سابقه له أن خزام عليها أن تتعلم بالتجربة ..
حسناً طبقنا نظريتك لما غضبتي ... هي تعلمت الدرس ورحلت ..
قلبها سيصبح أقوى بالمره القادمة ...ولن تجعل أحد يخذلها لأنها لن تعطي أحد زمام حياتها فتنخذل منه ..
ماأن أنقضى عقد القران وكان أحد شاهديه ..
حتى غادر لشقته فتح الباب أبنها وسأله مباشرة :عمي جبت لي هدية ...
فياض وهو يتماسك حتى لاينفعل عليه: لايابابا أدخل لغرفتك بكرة أجيبلك هدية ...
ركض الطفل المطيع عائداً لغرفته ...
أقتربت منه ولكنه أوقفها بقوله :خليتس مكانتس جاي أرمي عليتس هالكلمة وأمشي ..أنتي طالق ياأشواق ولا سأل أخوتس ليه طلقتس قولي هتكت ستره وفضحت أسرار بيته ...
أشواق بشهقة عدم تصديق :ليه ليه حرام عليك والله ماسويت شيء ...
فياض ينفض ذراعه من يده التي قبضت عليه :لاتحلفين بالله كذب ...
ليه ياأشواق ليه .. وش سويت لتس حتى تشوهين صورتي بهالشكل ...
أشواق بأندهاش :أنا اشوه صورتك ..
فياض :يومتس تراسلين بنت الحلال اللي طلقتها وترسلين لها الأسرار اللي بيني وبينتس لها هذا ماهو تشوية لصورتي
...كان تقدر تشتكيتس وأنفضح بالله وخلقه ..
وش أستفدتي اللحين وش كنت مقصر عليتس فيه ..
خلاص أنا قلت اللي عندي وخلصنااا ..
صبرت عشان كلمتي اللي عطيتها لأخوتس ...بس اللي سويتيه مايصبره عليه عاقل ولارجال عنده دم ...
أخذت تبكي وتنوح وتلوم نفسها هي من جنت على نفسها
ليتها لم تحارب تلك ليتها صمتت ورضت على وجودها الضئيل في حياته ..
لقد دمرت أملها البسيط فيه ...بسبب غبائها وطمعها ...
لقد كانت تتمادى لأنها لم تجد من تلك رد ...
وبعد أن أنسحبت من كل مكان ولم يعد لها وجــود ..
حلت فيها الكارثة ..

××تكسر بخاطري وانا خاطري يبيك لاتستصغر همّي ترى قلبي تعب.××

****

تتأمل الحضور ومازالت لاتصدق أن أبنة زوجها العنيدة تتزوج أخيراً ..
لقد نجت من العنوسة بلحضتها الأخيرة ...
العريس رجل جيد والمهم أنه أعزب .. ولكن لديه عيب كبير جداً ... كيف ستسطيع ليلى العيش معه وهو يمتلك كل هؤلاء النساء من حوله ...
كان تسمع بهذة العائلة ولكنها لم تزرهم من قبل وتعرفوا عليهم اليوم فقط ...
على عكس العادات بأن يكون هناك خطبة من قبل النساء أيضاً
ولكنهم يمتلكون جد عجوز معمر غريب الأطوار منع هذه الترتيبات ..
وعجل بعقد القران ...وبماأنه له مكانة خاصة عند عقاب فهو لم يرفض أي طلب له ...
سألتها صيته التي تشاركها الجلسة :وش سوى ولدتس ياشعاع بيرد مرته !!!
فهدة تتدخل مقاطعة :البنت عند أهلها خلاص ماعاد هي عند وضحى فكينا من ذا الطاري ترى للحين قلبي يغلي على هالخبر ...
أح ياحر تسبدي على بنتها تأكل وتشرب معنا وماعلمتنا بسوايا أمها ..
صيته :إلا والله أنها مرتن جيدة اللي تحفظ السر ...ماهو كل أسرار أهلها يسمعونها الناس بالمجالس ..
فهدة التي لاتريد لشيء أن يكدر مزاجها أنسحبت وهي تقول برقص على مدح عقاب ...
صيته بعدم أستحسان :ارقصي ارقصي أنتي كل ماكبرتي دبرتي ...
بعد أن رقصت وأستمتعت رغم شعورها بألم بأقدامها عزته للعين أصابتها فيها الحاضرات ..أستوقفت جوزاء التي كانت تعبر قربها :أنتي علامتس ماتقضبين محلتس ..
جوزاء التي تفاجئت من هجومها :اروح أشوف ولدي ...
فهدة :ياتنثبرين عند ولدتس ياتجلسين مع الحريم ...ماهو تستعرضين رايحة جايه يعني شوفني محد مثلي ...
جوزاء وهي تنظر للموجودات عادت لتقول لها :طيب فعلاً محد مثلي شايفه أحد يشبهني من الموجودات ..
وتركتها خلفها ومضت وفهدة تحدق مذهولة من ردها السليط حسب تقديرها ...
حين ألتقت لاحقاً في بتال وشت له :مرتك اليوم ماقرت محلها رايحة رادة ..وهالحركات ماتسويها إلا اللي تبي الناس تشوفها وتذكرها ...
بتال بعدم فهم :وليه تبيهم يتذكرونها ...
فهدة بهمس حاقد :يالمهبول عشان لو تطلقت منك تلقى له معرس بالدقيقة والثانية ..ماتعرف علوم الحريم ...اللحين لاشفناها أجلس يمدحن فيها مرة فلان هاللون وهالشكل وهالرشاقة والرياجيل يسمعون وكنا ماسمعنا ولاتطلقت جوها مية من هاللي سمعوا فيها وهي على ذمتك ...
بتال بصدمة :يايمة اتقي الله من هالكلام ..آخر من يفكر بهالطريقة جوزاء ...أنا أعرفها وأدرى فيها ...والله يهالتفكير أبليس مايطري عليه ..
فهدة بشهقة :وأنا ليه طرى علي يعني أنا أبليس ...
بتال بلهجة رجاء :محشومة يمة بس أنا أقولتس مرتي على نياتها وماهي بهالخبث اللي انتي تصورينه ... خلاص يمه خلي قلبتس نظيف ...
وأنسي اللي راح وخلينا نعيش بدون مشاكل ...
طردته من غرفتها حين لم يستمع لها ...ومازالت تردد أجل أنا أبليس ياجوز بنت لافي ...

××ياسعد حظي يوم سموك محبوبي يا واحد بقربك زان لي كل العمر××


****

كانت تجلس بالكوشة بكامل زينتها وأناقتها وغليانها كما تخيلت لقد جاء قطيع النساء التي علمت أنهن خلفه ...
ويبدو أن هناك المزيد لم تكن تعرف عنه ...
لقد وقعت بالفخ وأرتبطت برجل له ألف قريبة من النساء
بعد أنا كانت تخطط لزواج من وحيد أمه أو من لاأهل له ...
أسماء التي تشاهد نظراتها الحادة :ليلى وش فيك وجهك يغطي مغصوبة بكرة بيطلعون من هنا يقولون عقاب غاصب بنته على الزواج ...
ليلى بهمس حاد :ليه ماتدرين أن فياض هددني لو ماتزوجت هذا بيزوجني واحد عنده ثلاث حريم ..يعني أنا مغصوبة ...
أسماء تبتسم للحضور وتتحدث لليلى :طيب خلاص بلافضايح قفلي فمك ...الله صرتي حلوة ..شوفي خالتي كيف مبسوطة عشانها لاتفضحينها ...
وأكملت وهي تكبح ضحكة ساخرة :وشوفي كل حريم أخوانك يرقصون فرحانين لك ... أنا بعرسي مارقصوا ...شفتي وش كثر يحبونك ...
ليلى بحنق :الله ياخذهم كلهم إلا جوزاء عشان بتال حرام يترمل مرتين ...
وأستمرت الأثنتان تشاهدان فاصل الرقص من مريم وحسناء
تبدون سعيدتان بجنون... وهذة السعادة لم تظهر إلا بعد أن تعرفتا على أهل العريس ...
عادت تسألها :عادي أصورك سناب لفاطمة بناتها محروق دمهم عشان ماقدروا يحضرون ..
ليلى بتكشيرة :لاتصورين ولاشيء ليه ماجووو
أسماء :كيف يجون بعد أسبوع عرس ياسمين بلاهبل خليني أصورك عشان الله ييسر أمورك خليك حبيبة الليلة ...
ليلى وهي تترتب شعرها القصير الذي كان مسرح على جهه واحدة :صوري أووف خليني أتنمر عليهم شوي ..وأنتي وش فيها خدودك البلشر ألفين والهاي لايتر مليون ...
أسماء وهي تفتح البرنامج لتصور :فياض عطاني كف ...
صورت وهي تشهق وتوقفت عن طرح أي سؤال وأخذت فقط تحدق بالكاميرا ببلاهة ...
قبل أن تقول أسماء :شفتو كيف ليلى حلوة ومؤدبة الليلة ..يالله مع السلامة ..
وأنهت التصوير ...
ليلى تعود تسألها بعد أن تجاوزت الصدمة :ضربك صدق ماتفترين عليه مثل وحنا صغار كف صدق ...
تستغل فضولها :أذا أبتسمي وصرتي مؤدبة لنهاية الحفلة أعلمك وش صار ...
أستمر الحفل بهدوء الجميع يحتفل بفرحة طبيعية إلا حسناء ومريم بدتا كمجنونتان من الفرح بطريقة مثيرة للريبة ....
حين أنتهى الحفل وصعدت لغرفتها أتصلت بأسماء لكنها أخبرتها أن قد غادرت مع زوجها ...
كانت تضحك على أتصال ليلى ...
ليسألها أحمد بشك :وش اللي يضحك !!!
أسماء بهدوء :مقلب سويته بأختي ...
بأستنكار فشخصيتها لاتوحي بذالك :أنتي تسوين مقالب ...
أسماء التي لم يعجبها طريقة طرحة :ايوه اقدر أسوي مقالب أنتظر قريب واحد مني ...
لاحقاً كان تنزع عبائتها وتعلقها لتكشف عن فستانها بلونه الدموي ...
لم تختاره لتبهر الحضور الليلة ...بل أختارته لتثير جنونه هو ...
هل صبر طوال الفترة الماضية وكابر بعد الليلة لن يستطيع معاملتها بنفس لامبالاته السابقة ...
وقفت أمام المراءة تعيد ترتيب شعرها الذي كان سقط كخصل سودا غطت أكتافها وظهرها بأكمله ...جمعته على أحد أكتافها ليفضح عن الفتحة التي كشفت بشرة ظهرها بلونها الفاتح ...
كان قد توجه للمطبخ وأحضر له مشروب من الليمون والزنجبيل لأجل حنجرته الملتهبة ..حين شاهدها تتزين أمام المراءة ...
وترفع هاتفها لتصور نفسها لم يستطيع تجاهل الموقف فسألها :وش تسوين لمن تصورين ...
أسماء وهي تنزل الهاتف من يدها وتتركه على التسريحة :لي ..لنفسي لجوالي ... لأنه حرام يروح هالجمال بدون ماأحتفظ بذكرى ...
حين أعتقدت أنه لن يرد فقط طال صمته وأكتفى بتجرع جرعات طويلة من مشروبة قال :وذاكرة جوالتس فيها مساحة تكفي لهذا الجمال ..
كانت تنظر لأنعكاسه بالمراءة ..
نظراته لينه بعكس نظرتها الحادة ..تشعر بأنزعاج شديد منه ..لاتدري مامصدره ..
مد ذراعه بأشاره لها أن تأتي قربه ...
ولكنها تجاهلته وتظاهرت أنها لم تراها ...
فقال بصوته المتعب :أسوم صوتي تعبان وبمجرد ماأنطق حرف حلقي يعورني .. لاتعبيني ..
لم تحتمل نبرة العتب بصوته المنهك ..لقد حضر الحفلة الليلة وهو متعب من أجلها ...
أقتربت وجلست في محيط ذراعة الممدودة ...ليطبق عليها مباشرة يقبل أعلى صدغها ..
أبتعدت حين لسعتها حرارة جسده لتسأله :حرارتك مرتفعه يادكتور أخذت مسكن ..!!
أحمد يغمز بعينه التي أحمرت من شدة الحرارة :أنتي مسكن كل أوجاعي ممكن أخذ جرعة منك !!!
تمد يدها لتلمس جبينة :لا أنت تهذي رسمياً ..الحرارة عامله عمايلها فيك ..
أحمد :كنتي زعلانه مني الأيام اللي راحت صح ..!!
حتى لو نفيتي .. صرت أعرفك لدرجة حتى نطقك للكلمات أعرف أذا طالعه بزعل ولابرضا .. لاعاد تزعلين ترى زعلتس شين ..
قبل أن تختلف لهجته من الأرهاق للأغواء :واللحين أختبار المحبة الحقيقي ..بتقولين هلا بالمرض منك ولابتبعديني وتقولين لاتعديني ...
لم يكن هو من أقترب منها مقبلاً بل هي من بادرته ...
حين أبتعد عنها أخبرته :كل شيء منك هلا فيه ...
أحبك بكل مافيك ...
كان تتحدث وأصابعها تعبث برمش عينه :عيونك حتى وهي تعبانه جميلة ..
سحب أصابعها من عينه وأخذ يقلبها :والله أنتي من جمالتس تشوفين كل شيء جميل ..

××انا ضحية حُسن وجهك الزين ما عاد يغريني جمال الطبيعة××


****

ليلى التي صعدت لغرفتها بدأت بأزالة زينتها ثم الأستحمام ... وأنهت يومها بأرتداء منامتها ودخول للفراشها مبكراً وأنتهى اليوم الصعب الذي أعتقدته الأطول في حياتها ..وحين تفكر بأحداث الليلة ... تجد هناك شيء ناقص...
لما لم يطلب أحد رقمها ...من المفترض أن أحدى أخواته الألف تطلب رقمها ... ماذا ..ألم يفكر بالتواصل معها ...
لقد أعتقدت أنه يعيش قصة حب من طرف واحد معها ...
إذاً مامعنى هذا التجاهل ..
لن ترهق نفسها بهذة الأفكار ستنام ومشاعرهـ ستكتشفها لاحقاً ..

××لعيونك الروح .. سايقها ولا افكر ماغير صوتك طموح وشوفتك غايه ××

****
كانوا قد توقفوا بحائل بناء على طلبها لزيارة جدتها ..
وحين حان موعد الرحيل رفضت مرافقته .. شعر بمشاعر غريبة أنها لاتريد العودة أبداً ولكنها بررت أنه مؤقت رغم أنه شاهد نظرة الوداع بعينيها ... لهفة اللاعودة بأحضانها الأستماته بأستنشاق رائحته وكأنها لن تتنفسها بعد اليوم ...
رغم ذالك أخذ الأمور على ظاهرها ..وتركها خلفه وهو ينتظر منها الوفاء بوعدها أنها ستحضر مع جدتها وخالها للعرس أخيها ...
بعد رحيلة كانت تبكي بجنون في حضن جدتها التي تمسح على أعلى رأسها وهي تكرر :تبينه يعيش لأهله خليه ولا روحي معه وتروح روحه ...
وهي كل ماسمعت عبارتها الأخيرة بدأت أنهيار جديد ...
جدتها ترى أن أنفصالها عنه سيجعل له عمر جديد ..
وسيتغير معنى الرؤيا التي رأتها ...
وهي تفعل كل شيء من أجل أن يبقى لوالديه ...
أن يعيش على هذه الحياة ولو بعيد عنها يكفيها ...


××لا تنزعج من جفاي و طبعي الشارد أنا أكثر انسان يمشي عكس رغباته××

****

قرب الفجر دخل غرفة والدته التي سألت بأستنكار فهي عرفته من رائحة عطرة وسجائرة :فياض عسى خير وأنا أمك ...
فياض بأرهاق وهو يجلس على طرف سريرها :يمه لا أكون صحيتس ...
شعاع النصف مستلقية :وأنا أمك اللي بعمري بينام الليل كله يادوب عيني تغفي لها شوي ..
فياض :تكلمين أم وسام ..
شعاع بصراحتها المعتادة :لوالله هي اللي تدق ولاأنا أغفل وأنسى ...
فياض :أجل عطيها علم أنها تدور لها بيت بالديرة اللي أختارتها وأنا بشتري لها ..
شعاع هزت رأسها بأستحسان :زين وأنا أمك زين ماتسوي ..الله يرزقك من واسع فضله ...
حين صعد لغرفته أدار الرقية على هاتفه ونام على صوتها ..
رآها في المنام بمنزلهم السابق ... كانت تنادية بهلع وتؤشر له على حية تتلوى على الأرض ولكنه لم ينجدها بل ألتفت وتركها ..حتى حين سمع صيحتها ألتفت ليجدها قد لدغتها ..
أستيقظ هلعاً ليجد نفسه بسريرة بغرفته بالقــصر ...رغم ذالك بحثاً عنها حوله ...
أعتدل جالساً ووضع يديه على رأسه ... هل هذا ماحدث بالواقع
هل أردتيني أن أنجدك وأنا تركتك للحيايا لتلدغك ...
لم يعد هناك معنى لزيارتك أحلامي ..
لقد أبتعدتي برغبتك هذه المره .. أرجوكِ لاتعودين ..
ليكون رحيلك الأخير ..لوعدتي مرة أخرى لن يكون لكِ نجاة مني ...

××خاطري اسأل ضميرك . . . حاجتين لو عكسنا الدور . ترضيك المشاهد ××
أبنتها عادت من الرياض بقلب مكسور .. وكل ماقلته لم أستطيع الصمود بعيداً عنكم .. وشعاع تتواصل معها بعرض صهرها السابق
كلها تلميحات أن الأذى الذي طال ابنتها منه من جديد ...
لذا رفضت العرض وأخبرت شعاع :قرايبي بيبعون أرضنا المشتركة بالتركيا وجايني نصيب فيه الخير ...
كانت تعلم أن لوالدها نصيب من مزرعة عمها بتركيا ...ولأنها كانت مصدر رزقهم الوحيد ..لم تفكر يوم بمطالبتهم بنصيبها ...
ولكن المبادرة جائت منهم ..فيبدو أن هناك من أخبرهم بوضعها الحالي ..
فأتصل به أحد أبناء عمها يخبرها أنهم سيبيعون الأرض ويقتسمون قيمتها ...
فقررت شراء شقة صغيرة ...
شيء يعفهم عن أحسان الناس ..

****

في زواج يارا لم تشعر بهذا الشعور ...لاتعلم هل لأنها كاملت حامل ومتعبة ...أم أن ياسمين لها مكانتها المختلفه ...هي تشعر بالضياع منذ لحضة تحدد موعد زواجها ... حتى سعد قد صارحها بنفس الشيء ...
غير مقتنع وليس مستعد لفراق أبنته بعد ...
أنهما غير سعيدان بهذا الزواج ..وعلى العكس ياسمين تبدو أكثر من سعيدة ولاتريد أن تكدر فرحتها بأظهار مشاعر الحزن ...
فتح الباب بطريقة فجة وليس عليها التخمين من يتصرف بهذة الطريقة :يمه ألحقي ألماسه طاحت على أصيل ويرجع ....
وقفت بشكل مفاجيء لتشعر بالدوار وكادت تسقط من شدة الهلع والدوار الذي داهمها ..حتى حين وصلت الغرفة التي يجلس فيها الأثنان أخبرتك مسك :أنا قلت لمروى ألماسه ماطحت عليه بس هي ماتفهم ...
كانت بتطيح عليه وهو رجع عشان ضحك كثير وهو لسى شرب ننته ...
فاطمة تضرب مروى على كفتها :أنتي عقوبة عقوبة ... اللحين كل اللي طلبته منك ساعه أرتب فيها أغراضي لبكرة طيرتي عقلي ...
مروى :يمه أفهمي أنا ماأقدر أتحمل مسئوليتهم وريانا ماتعرف للبزران لازم نستقدم شغاله لهم ماينفع كذا ...
حملت طفلها وأوصت :مسك أنتبهي لألماسه وأنتي هين دواك عندي بقول لسعد من بكرة يقول لعمك مروى جاهزة للعرس تعالوا تقدموا بس ...
مروى بصدمة :يمه ...
فاطمة :أحسن تستاهلين ... ترى والله لأزوجك من بكرة ...
كان تجلس مع يارا في أحد الصالونات تستعدان للغد ...
يارا وهي تنظر لياسمين المسترخية تحت يدي العاملات :ليش أحس أنا ناقصك شيء وأستعدادتك مو كاملة ... شفت شنطك ماأعجبتني أحس ناقصك أشياء كثيرة ولا ليه بس ثلاث شنط وأنتي عروس !!!
ياسمين لاتفتح عينيها حتى :المفروض أقلصها لثنتين ... أنا أتجه للمجهول ...
يارا :لاتقولين كلام زي كذا تخوفيني ..!!
ياسمين :لو تخافون علي مازوجتوني هجرس ...
يارا بأستنكار :ياسمين ...
ياسمين :امزح رهبة الزواج بس ...
وأغمضت عينيها لاتعلم هل ماتشعر به هو أرتباك بسبب قرب الزواج ..أم تعقل جاء بوقت متأخر ...

××ان كان " ماضحيت للي تحبه " راجع شعورك يمكن القصه اعجاب××

****

دخل لغرفة والدته بالفندق رغم أنشغاله ...ولكن يعني جداً أنها لاتطلب إلا من أجل شيء مهم بالنسبة لها ..
كانت تجلس على سريرها وتزيل خيوط وهمية عن ثيابها ...
رفعت بصرها حين شعرت بوجوده :هلا يالله حيه ...أجل وأنا أمك وصك هالباب ماأبي أحد يسمع اللي بقوله ...
سلطان وهو يجلس على المقعد قرب سريرها :آمرني يمه ..
شعاع :تخبر يوم تقولي بجيب لتس ذهب وقلت لك ماأبيها وتصدق عني بقيمته ..
هز رأسه بنعم :هاه عسى الله هداتس وتبينه ..
شعاع :ياوليدي أنا راي ماأخلفه ..اللي علي من ذهب يكفيني ..أسمعني وأنا أمك ...أخوك أرسلني على رضا يقولها بيشري لهم بيت ..
والمره كشت من طارية وعيت عن اللي يجي منه ..وقالت أنه جايها ورث من أرض لأبوها بتركيا ..واليوم دقت تبارك وحسيت على لسانها هرج مستحية تقوله ويوم أني لحيت عليها ..تقول لقوا لهم شقة والفلوس جتهم بس قصرت عن قيمة الشقة ..تبي لها 60 ألف ..
وأنا ياوليدي أقدر أقول لأبوك ..بس ماهو غابيها عقاب لو بغت طلبته
لكن هي تبيها مني علشان ماعلم فيها أحد وأنا ياوليدي لازم اعلم أحد يرسل الفلوس أنا وش عرفني بهالعلوم وأنا أمك دق على ولد أمين وأطلبهم حسابهم وحول عليهم اللي يحتاجونه وهالكلام لايطلع من بينا ...
سلطان :ابشري يمه على هالخشم ..تامرين على شي ثاني ..


××صاحبي اللي ما تغيره ظروف الزمن جعل ربي ما يعدمني منه ولا أفقده××


****

كان يتحدث معها وهي مشغوله بهاتفها ...قال بحنق :ترى برصتس بكف ثاني .. عشان تعرفيني تطنشيني ...
وحين نظرت له بأستنكار :لاتناظرين في كذا من الصباح أسحبتس أنتي ولدتس بالمطارات على أساس أصلح غلطتي وأنتم ما تفهمون باللي يحشمكم ويعتذر منكم ...
أسماء بعدم تصديق ولاتعلم لما يتحدث معها بصيغة الجمع :أعتذرت متى ماأنتهبت ترى ذكرني ...
فياض :أسكتي بس خلاص عطيتس وجه ..
وحمل الصغير الذي كان يجلس بحضنه وشبه ألقاه عليها :مشغلتني مربية عندتس ...
أسماء حين انفجر أبنها بالبكاء من الحركة المفاجئة :حرام عليك ...
فياض بدهشه :ماسويت له شي طالع عليتس دلوع ...
أسماء :مو سالفة دلع بس ماهي معقولة كان حاس بالأمان معك وفجأة تحركه بهالطريقة ...وبعدين شبه صرخة في أذنه ...
فياض للصغير :خلك رجال وأشتريلك مسدس ...
وحين لاحظ نظرات أسماء المستنكرة :لعبة ..
أسماء :حتى لو لعبة أوفر تعلمه على العنف ...قول سيارة كورة ...دبدوب ..
فياض :اقطعي .. دبدوبتس خليه لتس بناخي مايلعب إلا بالمسدسات والسيارات ...صح يالكفو ...
كشر الصغير بوجهه وأهتزت شفتاه وأصبح على وشك البكاء قبل أن يخبأ نفسه بحضن والدته ...
ليقول فياض وهو يضع قدم على أخرى :قلت لتس دلوع ..بناخي الكفو ولد بتال الصغير ولاأنتم ماصخين ..
وأنتهى الموضوع عند هذه النقطة هي لم تفكر بتضخيم الموقف ..وهو كان يعرف خطأه وأعتذر بطريقته ...لما ستحمل الأمر فوق طاقته وهي تعي جيداً أنه لم يكن متعمداً وماحدث تحت تأثير غضبه الشديد وأستفزازها له ..
بقى الأمر بينهما الأثنان ولم يعلم فيه سوى ليلى التي بدورها لم تصدق الأمر وأنا أسماء قد تترك أمر كهذا دون أن تفتعل مشكله وتسترد حقها ...

××نجامل قلوبنا من باب بكره تزين ونحمل صدورنا شي ماتستحمله ..××

****

كان يرتدي المشالح(عبائة رجالية )الواحد تلو الأخرى يجربها ...
فزاع بأعتراض :سلطان ليه ماتكلمه ماهو على كيفه ...
فياض وهو يرمي واحد ويلتقط الأخرى :ياورع أنطم ...
فزاع يلتقط المشلح الملقى على الأرض: تدري كم قيمته يوم ترميه ...
سلطان كان مشغوله بمكالمة فلم يكن يرد على ندائات فزاع المستمرة عليه ووبين لحضة وأخرى يتحدث مع الخياط الذي أحضرة يخبره أن يبدأ بالعمل على تقصير المشالح حسب الأطوال ...
ليصيح فزاع :وأنا وش أقولك من الصباح هذا عطلنااا ...
سلطان من عند الشرفة :يافياض أختارلك وحدة وخلصنااااا ..
ووجه حديثه للخياط :طيب أشتغل على حقت المعرس السوداء ...
فياض الذي اختار أخيراً:هذي لاتسوي فيها شيء طولها زين ..
وعلقها لوحدها وحذر فزاع الذي توجه ليختار:حدك ...
قبل أن يجلس وهو يضع قدم على الأخرى ويتصل بأحدهم :وينك تعال أختار لك بشت ..ليه المعزبة (زوجتك)حالفة عليك ... خلاص خلاص تعال بفانيلة وسروال وشدخلني فيك ...
وأشار بيده للفزاع :أختار كلهن حلالك...
فزاع الذي فقد المتعة من الأنتظار :بعد وش ...

كان يسترخي على حافة المسبح ...ويشاهد أقترابها بسترة النجاة بسخرية :وهذا آخرتها طلعتي ماتعرفين السباحة ياجوزاء ..
جوزاء التي تقاوم ضد الماء وضد سخريته :وين بتعلم السباحة عسى ماهو بمغطس حمامي ...
وحين شاهدته يتحرك لحضة صاحت برعب :لاتقررررب بتااال تكفى ...
بتال وهو يلتقط المنشفة الصغيرة ليجفف يده ويمسك هاتفه :لاحوول رعبتس هو اللي بيغرقتس ماهو أنااا ...
كانت قد طمأنت لحديثه فقد كان صارم جداً في رده ...
لذا للحضه غفلت وأعطته ظهره لتجد نفسه تنسحب للأسفل قبل أن تعود وتطفو للأعلى وهو يقهقه على شهقتها وأرتجافها بين يديه ...
كان يرفعها للأعلى ثم عاد وتركها للماء كل هذا وهي غير قادرة على نهره بسبب الماء الذي شرقت فيه :ياغداااار ...
بتال المستمتع بمايجري :يعني بيهون علي أغرقتس ... ليه ماتثقين فيني ...المفروض ثقتس في تكون أكبر من كذا ...
جوزاء التي أستكنت أخيراً وألتقطت أنفاسها :أنا مو شاكة أنك بتغرقني بس حركاتك هذي اللي تحسها ممتعة ووناسه ترعبني ..
بتال وهو يمد يديه ليسبح بعيداً عنها قبل أن يرفع رأسه ليخبرها بثقة لصحة تصرفاته :أنا أغرقتس عشان تعرفين تسبحين ..
ثقي بقراراتي ...شوفي ماكنت واثقة بقرار نخلي خيال عند أمتس ..وتحسين بتموتين من غيره
وشوفي مبسوطة وتضحكين ونسيتيه ..
جوزاء بصدمة :مانسيته لاتقول كذا ...
بتال ليتسفزها بأمر أقوى حتى تنسى زلته بالحديث عن أبنها الذي سيكدر الأجواء :لاحوول يالبزران لاصاروا أمهات أشغلونااا ..
أزاحة نظارت السباحة لتحدق فيه بعدم تصديق :مين البزران أنااا ...بتال لاتقلل من أحترامي ...
متظاهراً بالدهشة :أنا اقلل من احترامتس بحياتي ماأحترمت أحد كثرتس ...
واللحين يالله طلعنا ورانا عرس الليلة ..

لاحقاً وهي تتزين آمام المراءة سألها وهو مستلقي يعبث بهاتفه :متأكدة ماتحتاجين وحده تزينتس لاتقولين بعدين ماوداني ماجاب لي ...
جوزاء تعطيه نظرة من خلال المرآة :أنا أقول كذا ...سبحان الله ...
أنا أخذ قراراتي بثقة وماأرجع لو أخطأت أرميها على غيري ...
يترك هاتفه ويركز كل أهتمامه عليها :الصدق أحسن وحاولي ماتطلعين مره مزيونه عشان مانسحب على عرسهم ونبدأ شهر عسل جديد ...
تتجاهله وتركز على زينتهاا ..لأن فعلاً لو أعطته الضوء الأخضر ..
لن ينتهي من الحديث ..
وحين كادت تنجز كل عملها وهو مازال في مكانه وعلى هاتفه :ماراح تستعد ...
توقف عن مايفعله ..توجه للغرفة الثانية ...
أنشغلت هي بأستكمال تركيب أكسسوار شعرها ..
فقط هذا كل ماأنجزته قبل أن يعود هو جاهز بالكامل ...!!!
ركزت عليه وهو يفتح الحقيبة التي كان يوصيها عليها طوال الطريق بالسيارة ..حتى حين فتحها كشرت ..وهي ترى مابداخلها ..
أخرجه ليرتديه ...كم تبغضه ..يرهبها جداً ..
سألها بنظرة غريبة :وش فيتس !!!
جوزاء تتظاهر بعدم الأهتمام :مافيه رصاص صح ..
بتال وهو يتأكد من منظرة بالمراءة :لا يالحلوة ماهو أنا اللي أشيل سلاح فاضي ....واللحين أركضي ألبسي ولاروحت وخليتس ...
محد قالتس تستعجليني وأنتي بطة يالبطة ...
توجهت لترتدي فستانها بعجل ...وفي خيالها ماذا لو كانت جريئة لترتديه أمامه وتجعله يلتهم حروفة التي أعابها فيها ولكن الواقع أمر والخيال أمر آخر ...
كانت عجلة بأستعدادها الأخير ...
حتى حين خرجوا أنتبهت أن حذائها ذو الكعب المرتفع لم تغلقه بشكل جيد ..
ومع حركتها السريعة ألتوت قدمها وكادت تسقط بطريقة كارثيه ...
لولا أن تثبث فيه ..وألتفت عليها هو بقلق ..
ساعدها لتجلس على أقرب مقعد وحين انحنى ليتأكد من قدمها ..
نادته بعدم أرتياح :بتااال الناس ..
ولكنه كان مركز على قدمها ..
فأخذ يختبرها بالضغط عليها ثم حرك قدمها من مفصل الكعب وسألها :هاه تعورك ...
جوزاء التي تنبض قدمها من الألم ولكن من الموقف المحرج قالت :لااا بتال خلاص يالله نروح السيارة ماهو وقته قدام الناس ...
ساعدها بأرتداء حذائها وسار بقربها حتى وصلا السيارة ...
ماأن ركبا السيارة حتى نزعت حذائها ورفعت قدمها تمسدها ...
بنظرة لوم :يعني تعورتس ليه تقولين لاااا
جوزاء :انت متخيل موقفنا قدام الناس ...
بصدق وحديث عفوي من أعماق قلبه :وأنا وش علي منهم .. أهم ماعندي أنتي ... بعدين الله يهديتس وش كل هالكعب ...
لم تعتقد من قبل أن عبارة واحدة منه ستسرقها من عالمها وتجعلها تحلق بعالم وردي ..ولاتفكر إلا بكلمته أهم ماعندي أنتي ...
مايجعلها تتحامل على الألم ليس المسكن الذي أبتلعته ولا الكريم الذي أستخدمته بل عبارته تلك ...
أنها منشطة مسكرة أذهبت تعقلها بالكامل وأصبحت ترى العالم بنظرة وردية ...

××وعيب المحبة لو تسبب لنا جرح نحب راعي الجرح ونحب جرحه.××

****

كان تمسح طلاء الشفايف الذي وضعته لها المزينة وتضعه بلون آخر أكثر بهرجة ...
يارا بنظرة عدم أستحسان:يععع وش هاللون ...
ياسمين التي تلوك لبانة تذهب فيها توترها :حبيبتي جاملتكم بالصور اللحين هذا لزوجي ...والمثل يقول إذا كان حبيبك ثور ألبسي له أحمر ..
يارا تضع يدها لتغطي عينيها :بيئة قسم بيئة ...كنت قبل أشفق عليك والله طنجرة ولقت غطاها على قولتهم ...
بالواقع لايعجبها أي شيء من تجهيزات ياسمين فهي أبتاعت فستان عرس متواضع ....تجهيزاتها جميعها أقل من عادية ...
ولكن لاتستطيع فرض ذوقها ورأيها عليها ...
ياسمين بملل :منجد لسى ماجو المعازيم مليت متى يخلص اليوم ...

****

رمى مشلحة وألحقه بشماغه وهو يقول برفض :لا يعني لااا خلاص فكوني ترى والله ماأروح العرس ...
سلطان بدهشة وهو يحدق بالمشلح الذي دفعة فيه الكثير ملقى على الأرض:أنت مهبول مزعجنا لك سنين جوزوني جوزوني يوم جاء الجد هجيت !!!
هجرس وهو يزفر بضيق :ماهجيت ولا شيء ... بس وش هذا اللي أطلع قدام الحريم وانتم تعرفوني ماأدانيهن ...
أنا ماني فرجة لأحد ....
بتال اللي لاحظ توتره الحقيقي :خلاص يابن الحلال ماهو بالغصب أنا أكلم فاطمة أتفاهم معهااا وش قلة الحيا هذي يغصبن الرجال بالغصب يفرجن عليه الحريم ...
سلطان بعصبية :وأنا ماكلمتها كلمتها بس ماتفهم تقول كل جماعتنا اللي هنا يسوون كذا وهي تبي تحط أصبعها بعينهن عشان عيبن بولد أخوهااا ...
فياض المشغول بهاتفه يغلقه لينصح هجرس:ياحبكم للمشاكل ...هجرس وأنا عمك أدخل ترى والله وناسه ...وفله ورقص ..وحريم واااجد ...
فزاع :صح حتى لو تبي أدخل معك عادي ...
فياض بقهقه :هذا اللي جاهز ازهموا على مرته علموهااا ...
وصمت الجميع حين سمعوا بتال يحدث أحدهم :خلي فاطمة تطلع لي ...إنا جايها من فوق من عند غرفة العروس ...
سلطان بإرهاق :بتال لاتتمشكل مع أختك عشانااا ...
ولكن كان عليه أن يتدخل ...فسلطان والد العريس ..وفياض سيتهم أنه بصف هجرس لأنه مقرب إليه ...هو ليس بأي طرف تدخله منصف ..
كان يطرق الباب حين خرجت له يارا :هلا خالي وش فيه ...
بتال :ناديلي أمتس ...
يارا بتوتر من وجهه الجامد :طيب أبشر ..
لحضات وجائت فاطمة بكامل زينتهااا فهي كانت بالأسفل وصعدت بعد طلبه :هلا بتال آمر ..
بتال :مايأمر عليتس عدو .. وش السالفة اللي طالعه فيها ..
فاطمة التي توتر من وجهه الجامد :وش هي وش تكلم عنه ..
بتال بصوت هاديء ولكن حازم :أنتي عارفة وش أتكلم عنه أنتي تبين عرس بنتس يمشي ولا بتنكدين عليهم ليلتهم ...
فاطمة بعتب من أسلوبه :وش أنا قايله ياأخوي عشان كل هالكلام ...
بتال :اسمعي هالسوالف ماتمشي عندنا بناخيتس رمى بشته وبيمشي وأنتي عارفة أن عقله ماهو مضبوط ... ورضيتي فيه ... قبل حتى ماترضى بنتس ..واللحين يوم البنت والولد أمورهم ماشيه وماباقي إلا هالليلة جت المظاهر تخرب عليهم ....
فاطمة بعدم أقتناع :طيب مثل ماتشوفون جاز العيد بلاحنااء ..
أكتفت بالأستماع لهذا القدر من الحديث ودخلت لأختها وقالت لتوترها قليلاً
فهي تخشى عليها من الثقة الزائدة :ياسمين ألحقي هجرس ترك العرس وهج ...
ألتفتت عليها بثقة :كذابه ..
يارا تقسم على الجزء الصحيح من الجملة :قسم بالله سمعت خالي بتال يقول لأمي رمى بشته وهج ...
ياسمين :ايه والسبب ..
يارا بلؤم :يقول توي صغير وقدامي الحياة ليش أزنق نفسي من بدري ...
ياسمين تحدق بالمراءة من جديد :الله يستر عليه بس الخبل مو المفروض يطلق قبل ... كذا ببقى على ذمته ...
أنفتح الباب بقوة لتدخل مروى :الله حلو هالروج أعجبني لونه أحلى من اللي قبل صار وجهك كنه لمبة ....
وأغلقت الباب خلفها :بنات وش عنده خالي بتال مع أمي ..
تخيلوا عماتي شافوه ويقولون الله كل هذا بتال ولد فهدة..وش رايكم أعلم جدتي فهدة عليهن ...نضرب عصفورين بحجر واحد ... نتأكد أنهم مانضلوا خالي وبنفس الوقت نشوف عماتي مضطهدات ...
يارا بدهشة :مروى وش كل هالشر أستغفرالله ...
مروى تجلس :مقهورة منهم ... طول الوقت يقولون لي عقبالك وينشبوني بعيال أخوانهن ... بعدين أنا صادقة حرام ليه يتفرجون على رجال غريب لااا وأبتسام بنت عمي تقول وغيرت نبرتها للنعومة : كل العسكر كذا بتجوز عسكري يععععع ...
ياسمين بشك :اللحين خالي بتال قالوا عنه كذا بديت أخاف على هجرس ..
مروى :الحصني لاتخافين محد درى عنه ... يعني هم يتكلمون عن الرجوله مو المنظر ...
يارا بحنق :بنت وش فيك أنتي بعدين أحترمي نفسك لاتقولين عنه كذا احترمية ...
مروى بشك بسيط :ياسمين لاتقولين زعلتي كنا نطقطق عليه سوى ...
ياسمين :وليه أزعل ان شاءالله أحسن خليها تشوف كذا صدقيني عاجبني الوضع ...
مروى :المهم أقولكم جت وحده تقول أنها زوجة خال هجرس ..طيب خالتي فزة وين ...!!!!
يارا :وأنتي ماعندك إلا هالسوالف روحي أرقصي ...
مروى :انتي روحي أرقصي كلهم يسألون عنك ..
يارا التي استحسنت الفكرة توجهت للباب لتخرج لكن أستوقفها مروى بقولها:لو شفتي خالتي أسماء ترقص وخالتي ليلى جالسه موعاجبها أحد لاتنصدمين بتغير الأدوار ..
نزلت للأسفل لتجد موقف صادم أكثر فعمتها غادة من ترقص ..
وفهدة ترمي مبالغ ماليه على من يرقص على مدح جدها عقاب ...
أنها مواقف سيتحدثون عنها أقاربهم هنا للسنوات ...
ليتها لم تنزل من الأساس ...
××انتّ آخر انسان هاقي منه يصدمني والظاهر ان هقوتي .. بانت مواريها××


****

هي لاتحضر أعراس بالعادة ..تستطيع حتى تذكر المناسبات التي حضرتها وعدها ..ولكن متأكدة أن عرس الليلة فيه الكثير من التصرفات الغريبه ..
مشكلتها لم تكن مع غادة التي ترقص وهي حامل بأول طفل وبعمر ليس بالصغير ...ولكن مشكلتها مع فهدة التي ترمي الأموال بطريقة ليست مهذبة ...
بذخ لا معنى له ...
ترتيبات الزفاف لابأس بها ليست مبهرجة كما تخيلت ..
فبعد زفاف فياض
أخذت زواجات العقاب سمعه سيئة..
كانت منشغله بهاتفها تشاهد صور وفيديوات أرسلتها هيفاء لخيال ...
وقفت حتى تحدثها قليلاً
ابتعدت عن صوت الأغاني ودق الطبول ...
جلست بالأخير وتكلمت قليلاً ولكنها أنهت المكالمة بعجل لتستمع للمحادثة التي لم تعجبها عرفت غادة ولكن لم تعرف الأخرى التي كانت تتمدح زوجها بوقاحة :اللحين هذا حماتس اللي مايحرز يهرج ...
ولاهذا تمويه عشان محد يعطيه عينه بعد الطريقة اللي رجع فيها ...
غادة :لاإله إلا الله وأنا وش دراني عن الخلق...
أخرى تحدثت بوقاحة أشد لم يستطيع عقلها تصديقها :لاعمتي غادة ماتحب الخير لنا ...شاطرة تضبط بنات عمي سعد بس ...
غادة :أنتي بتهرجين زين ولاأصكتس بهذا ..
سلمى وهي تلوح بيدها التي ملئتها بالأساور المزيفة للعلامات التجارية :عادي البنت صادقة والشرع حلل أربع وش فيها لو الوحدة أعجبها رجال كفو ترسل أحد يلمح له ..ليه ياغادة بنت أخوتس ماتستاهل ...
غادة بعدم أستحسان للفكرة :ترى ماهو زين الوحدة تصير مطفوقة وكأنها ماشافت خير حتى الرجال نفسه تطيح من عينه ... إذا ماجاتس الواحد طالبتس عشانتس تستاهلين لاترمين روحتس عليه ...بعدين أنتي وين عرفتيه من موقف واحد خلاص صار واااو وكفو ..لاتغرتس المظاهر ..
أبتسام :من سالفة رجعته من الحرب وأنا خاش مزاجي بقوة ...حسيته بطل ...فارس ..يعني يستاهلني أنا كجميلة ...
سلمى بسخرية :بس يالجملية أنتبهي ترى قبلتس شاف واجد ...
أم حاكم كان زينها يهول ماتجين ربعه ...
أبتسام بثقة :ايه الله يرحمهااا ...هي اللي بنتها بس ترقص ...
غادة بملل :أقول خلاص فكونا من هالسالفة ... ياسمين متى بتنزف ...
تعبني الرقص برجع أرتاح ...
سلمى :احسن ليه ترقصين عايفة روحتس ..
وقفت أبتسام الذي لم يعجبها تغيرهم للموضوع وتوجهت للمنصة لترقص وبنيتها الأستعراض أمام والدته ...
وبنهاية العرس كانت فهدة تقول بحيرة لشعاع :والله ياأم سلطان البنيت تسذا قدامي يترقصن كل هذا عشان الحسن !! ياحليلة وليدي اللي عينهن عليه واجد بس لايخسن والله مايطولنه ماراح أجوزه لين يصك الثلاثين ..
شعاع بدهشة :يامرة أذكري الله وش فيتس على الضعيف ..
فهدة هامسة بنبرة خاصة :بيني وبينتس البنية اللي أبيها له من حفيدات محسن وتوها ورعه أصغرة من تالا أبيها تكبر ...
شعاع بأستنكار:ايه خبالتس ماتخلينه عنتس ...
أكملت بلهجة ناصحة : عطية أربع سنين وجوزيه مثل أخوانه ولاتراني بجوزه أنا ..والبنية اللي عاجبتس خليها للحاكم ..

أرسلت له :أنت جيت قسم الحريم !!!
رد بعد عشر دقائق :ايه ليه ..أكيد قلبتس خفق فجأة وشكيتي أني قريب ...
قرأت الجملة ولم تصدق ظرافته :لا بس بيني وبينك سمعت حريم يخوفن يقولون الله هذا اللي مايقدر يتكلم ..أكيد هذي خطه للتموية على رجعته من الحرب عشان مانعينه (نصيبة بالعين )
بعد أن قهقه طويلاً أرسل لها :طيب لاتنسين خذي من أثرهن ...
حدقت بنظرة حادة للفتاة التي كانت تجلس بالطاولة المقابلة مع يارا ومروى وعادت لتكتب له :وين ألقاهم الحضور كثير ...بس يابتال ياويلك لو شفتهم يخوفوون واضح عيونهم حارة عسى قريت أذكارك ...
بتال كان أبتسامة ثقة تزين ملامحه وهو يكتب لها :أنتي حصنيني ولاتنسين ...أستودعتك زوجي من الحريم والبنات المزايين ...
أغلق هاتفه وهو يتخيل ملامحها كيف تتحول حين يستفزها بعبارات مماثلة ...
فياض بتكشيرة يمثل الضحك:تراك أدوختني ... الكراسي واجد أنثبر لك بأي زاوية وكهكه مع روحك ماهو جالس جنبي وتغازل وتكهكه (تضحك بلا سبب)...
بتال ليزعجه :ماشاءالله على هالكشخة اليوم لازم ماتطلع من هنا إلا خاطبين لك تبغى أزهم على أمي تدورلك من البنات المزايين ..
ليغلق الموضوع قال بطريقة طبيعية :ايه يحترني هن بس نسيت قبل كيف كان يرفضني كني مرض معدي ...
بتال يضرب على صدره :افا عليك أنت بس أعزمك أنا ماجوزتك شيختهن ..
فياض بحنق :بتااال خليني أتهنى بعرس بناخي لاتقلبها علي نكد ...
بتال يرخي ملامحه قليلاً وبنبرة خافته :نسيت طلقها والحرمة بدالها حرمة ..ليه ماتنفذ هالكلام اللحين ...
فياض :خلاص أنا مو قد كلمتي ولا كفوها بس تكفى طلعنا من هالموضوع ...
عن أذنك بشوف أبوي شكله متأذي من هاللي يقرق على راسه ..
وأنسحب سريعاً ليجلس جوار والده محل سلطان الذي أنشغل بأمر آخر وترك مقعده ..

××لازالت امجادنا فالكون رناّنه مجدٍ بطون الكتب عجزن يشيلنّه××

****

كان متوتر وكل من يراه يعرف أنه ليس بحال طبيعية ...ليس لأنه العريس ..
أو أي سبب مشابه توتره بس أخته وجدته ... أحداهما ليست بخير ..رغم أنه تحدث مع الأثنتين ولكنه ليس مرتااح ..
بعد أن كان واثق أنهما ستحضران العرس الليلة مع خاله ...
يتفاجيء بحضور خاله دونهما ..
والده وأعمامه يعتقدون أن سبب توتره موضوع الزفة الذي رفضه ...
ولكن ليس هذا السبب الفعــلي ...
يريد تصفية ذهنه والتفكير فقط بنفسه بهذة الليلة
ولكن عقله لايستطيع الأستكنان هائج بتخيلاته السيئة ...
صاح بوجه الحسن الذي كان يصوره :خلاص فكني من شرك ...
الحسن يتحدث للهاتف :وكعادات وتقاليد بعيال هجرس عريسنا متنرفز ويتهاوش مع ذبان وجهه ...
قبل أن يسلط كاميرة هاتفه على سلطان :أبو العريس وش شعورك بعد ماصرت أبو عريس ...
سلطان يجاريه بعد أن رأى تصرف هجرس الفظ معه :والله شعوري شعور كل أبو معرس .. أنتظر اللحضة اللي يقولون فيها مبروك صرت جد ...
أبتعد الحسن وهو يهز رأسه بأستنكار ليصور أبيه الذي كان بحديث جانبي مع أحد صوارم الشرقية .. وجواره فياض الذي كان يرد عن والده حين يصعب عليه الكلام :هنا أبو سلطان طول الله بعمره بحديث سياسي مع أحد أبناء الصوارم يناقش الشأن الداخلي للصوارم وكيف أصبحوا من بعده ..والمترجم فياض اللي كثير يحرف بالترجمة ويقدح من راسه ...
يلتقط صورة لبتال الذي كان يقف جانباً مع سعد وبينهما حديث جاد :وهنا أبو حاكم اللي ماعاد ندري هو من طرف المعرس أو العروس .. كل مره بصف ... بلش بين الأخوان ...
يزيح الكاميرا سريعاً ليركزها على فزاع :وهنا أخوي الكبير المحترم أبوسدن خايف على البشت تتوصخ مايتحرك ..
ويكمل وهو يفتح الكاميرا الأمامية لتنعكس صورة شاب بعوارض كثيفة وأنف مميز طويل :ومحسوبكم آخر العنقود الحسن الأعزب الوحيد ...
أعاد هاتفه لجيبه وذهب يمشي ليتراىء للحاضرين شاب طويل عريض الأكتاف بعد مروره بطفرة مفاجئة على مستوى الطول ...
بعد أن أعتقد الجميع أنه سيبقى بطوله المتواضع ذاك ...
ومع طوله الجديد فقد البعض من وزنه .. وأصبح ملائم للدخول في المجال العسكري بعد فراغة من الدراسة الثانوية ...

××اللي يحبك يصمل .. بكل الأحوال ماهو على أدنى ذنب يعلن رحيله .××
كانت تتأمل الحضور بأبتسامة حاولت أن تكون هادئة ...حتى لايقال أنها ستطير من الفرحة لأنها تزوجت ...
أحدى عماتها حين سلمت عليها قرصتها وهي تقول :يالعوبا يالتسذوب بدرس غصبوني ماأنتي قادرة تنتظرين هالفصل يخلص ...
سلمى التي كانت خلفها :يالمهبولة هذا وقت تقرصينها شوهتي البنت ...
ماعليش وأنا عمتس تأكلين أكثر أهم شيء من أولتها لاتخلينه يمد يده عليتس ترى بيمسك عليهااا ...
ياسمين بتكشيرة :هذا وقت هالنصيحة ..
سلمى تعود بصوت خافت :الحب يطلع على بذرة وماأحتاج أقولتس وش كان مسوي أبوه بأختي ...المهم من أول مرة علميه أنتس ماأنتي هينه ووراتس ظهر ...
ياسمين بلؤم :ووين الظهر ... أخواني السطعش ..
كشرت عمتها وتركتها ومضت ...أستمرت بأستقبال التباريك والتهاني ...
حتى حين أصبح وقت الرحيل ..
بدأ القلق عليها ...
كانت ترتدي عبائتها ..حين دخل عليها الحسن :فله مبرروووك والله بغت عيوني تدمع من الفرحة كنت خايفه تعنسين علينااا ...ومانشوف هاللحضة ..
ياسمين وهي تزرر عبائتها :خالي والله مو وقتك ياكثر اللي يخففون دمهم علي الليلة ...
الحسن :يالله أنقضي جوزتس باقي يفصخ ثوبه طق من الأنتظار ...
ياسمين تمد عليه حقيبتها :امسك لي هذي ..وأنا بساعد عمري ..
الحسن بشك :ماسلمتي على أهلتس !!!
ياسمين تخرج أمامه :ماأبي أسلم على أحد قبل شوي مسلمين علي بالكوشة ...ست مرات سلموا علي اليوم ....
حين خرجت كانت السيارة الأقرب يتكيء على مقدمتها هجرس ويدخن سيجارته ..
ياسمين التي ترفع طرف فستانها بشك للحسن :وين خوالي!!!
الحسن الذي تورط :ماأدري عنهم أركبي بسرعة أنتي وش تبين فيهم مو تو ماتبين تسلمين على أهلتس يالله هجرس مستعجل ...
صعدت فعلاً للمقعد جوار السائق ..أليس من المفترض أن يقود أحدهم السيارة وهي تجلس بالخلف مع عريسها ...
مالذي يحدث ...
سرعان ماركب هجرس جوارها وهو يقول :مابغينا يافله وأخيراً ...
وتحرك بالسيارة بسرعة ..ولكن حتى عبارته لم تطمأنها ملامحه لم تكن مريحة ...وأختفاء أخوالها عن وداعهم أغرب ...
سار قليلاً قبل أن يسألها بهلجة مريبة :شناطتس اللي بالفندق تحتاجين غيرها ..يعني باقي شيء عند أهلتس ...
ياسمين :لا هي بس ...هجرس فيه شيء ...
هجرس :لا مافيه شيء بس أربطي حزام ...قبل عشر سنين وعدتس أفحط فيتس وحان وقت تنفيذ الوعد ...
كانت تعتقد أنه يمزح ولكن فجأة أصبحت سرعة السيارة غير معقوله قبل أن يتركها تدور حول ذاتها بطريقة مرعبة لها ...
شعرت معها بالدوار والغثيان ..أغلقت عينيها حتى حين أستقرت السيارة سألته بعدم تصديق :أنت مجنون !!!!
هجرس بقهقه :لا بس لازم أوريتس أني قد كلمتي ...
لم تكن قد تمالكت نفسها بعد تصرفه ذاك حتى يتوقف بمكان مظلم عند مواقف أحد المباني ... ويفتح شنطة السيارة ليحمل حقائب ويضعها بسيارة أخرى ...
حين أطلها عليها أخيراً وكان يخرج مفتاح السيارة ويلتقط بقية أغراضة ..
ياسمين :وش تسوي ...
هجرس :أنتي اللي وش تسوين ..أنزلي ماتشوفيني حطيت أغراضنا بالسيارة الثانية ...
لحقت بها وهي تكاد تتعثر بفستانها ...فبعد الدوار الذي أصابها وتصرفاته الغريبة التي لايكلف نفسه بتفسيرها أو توضيح أسبابها ..
تحرك بالسيارة والقلق يتصاعد فيها ..
وحين سألته :هجرس وش تسوي وين رايحين ...
كان يخرج فعلاً من المدينة ..
هجرس يتوقف عند بائع شاي عالجمر :ياولد عطني واحد شاهي بدون سكر ... اييه ..شاهيك نظيف ...والله لو حسيت بشيء فيه لأرجعلك وأدوس في بطنك ..
ياسمين :وش الشي اللي بيكون فيه !!!
هجرس يغلق النافذة :اصصص لايسمعتس الرجال ..
ياسمين :طيب أشترلي شاهي على الأقل ...
هجرس :لامايصلح لتس تخيلي ماطلع نظيف ..أنا يمكن أتحمل بس أنتي لااا ...
صمتت فتصرفاته المريبة لم تعد تريحهااا ...
أرسلت ليارا :يارا الوضع ماهو مضبوط تخيلي مارحنا الفندق وغيرنا سيارتنا واللحين جالس يشتري شاهي جمر ...!!!!
يارا :لا عاااد لاتقولينهااا الله يستر المهم خلي رقم خالي فياض رقم واحد عشان على طول تدقين عليه لو حسيتي زادت تصرفاته المريبة ...
ياسمين :اقولك ماحنا عندكم الرجال ماسك طريق ماأدري وين ..ياخسارة ترتيباتي بالفندق ...روحي ضفي الغرفة ..وخذي أغراضي اللي حطيتها هنااك ...شنطي جابها ماأدري متى بس الباقي أنتي شيلية ...
سألها بشكل مفاجيء :من تراسلين ..
ياسمين بتوتر :يارا أقولها أنا مارحنا الفندق عشان تأخذ أغراضي اللي هناك ...
هجرس بشهقة :ليه تقولين لهااااا اللحين كل الناس تدري ...قفلي جوالتس وهاتيه ..
بعد تررد أغلقت الهاتف ومدته له ليضعه في جيبه وهو يقول :يازينتس وأنتي عاقله ..بالله طمنيني بتجلسين شهر العسل كله عاقله صح ...وتمثلين أنتس بسة بيت ...
لم ترد عليه ستعيش دور العروسة حتى لو حاول أن يخرجها من هدوئها لن تجاريه ...
يجب أن لايؤثر ماضيهما معاً على حياتهما المستقبلية يجب أن يفهم أن هناك فرق بين ياسمين الطفلة وياسمين الفتاة الناضجة ...

××لا تزعجك نظراتي ان طوّلت فيك وجهك مثل حبك يجيب العافيـه ××

****
سألتها بفضول :وش عندك الجوال مايطيح من يدك ماأخبرك تركضين ورى الرجال !!
أغلقت شاشة هاتفها وردت عليها :ومن قالك ياأم سدن أني أراسل الرجال أنا أتطمن على ولدي ..
مريم :افا ياجوزاء وتكذبين بعد أنا شايفة صورة أبوحاكم على المحادثه اللي كنتي فيها ...
بعدم تصديق سألتها :تشوفين جوالي ..
مريم :والله ماقريت أصلاً ماأميز البعيد بس الصورة كانت واضحة وعيني طاحت على جوالتس بالغلط كنت بقولك أن فيه وحده تخزك من يوم جلسنا ...
قالت لتحرجها فهي تعتقد أن هذه العبارة لتتخلص من الموقف الذي وضعت نفسها فيه :وين هي ؟؟؟
أشارة مريم بعينيها وهي تصف الفتاة :المزيونة اللي جالسة مع يارا ولابسه موف ..
جوزاء بتكشيرة :ايه شفتها ..
للحضة فكرت بخبث روائي متخيلة أحد بطلاتها تقع بمثل الموقف وتحرض مريم أنها سمعت تلك تتحدث عن زوجها فتعلق معها مريم وتتخلص من الموقف ...ولكن بالواقع لن تستطيع أتهامها بما لم ترتكبه ..
لذا سكتت بقهرها ..حتى الطعام لم تستطيع تناوله ...بقت تشاركهم الجلسة فقط ...
ليلى التي أرتدت الأسود اليوم أيضاً امتدحت الطعام رغم أنها انتقدت كل شيء فقط لأن غادة هي من كانت المسئولة عن هذه الترتيبات ... حرفياً وجدت عيب بكل شيء من باب القاعة وتوقفت حتى باب صالة الطعام ...هذا أول شي تمتدحه اليوم ..
من جهتها ليلى تتناول طعامها بسرور وهي تفكر بماذا ترد على الرسالة التي وصلتها أخيراً: ( السلام عليكم ,كيفك ليلى , مبروك علينا والله يوفق بينا على خير ...متى تبغين نحدد العرس)

****

كانت تقف مع زوجها وأخوانهااا .. والكل غير مرتاح لتصرف هجرس ..
الحسن الذي تلقى اللوم كله كان يبرر نفسه :قالي لك ولا لذيب بعد ماقلت يخسى الذيب ماني مخون فيه ...
فزاع :أنت خلاص بس عورت راسي بذا السالفة ...
بتال :خلاص رجال وراح بحرمته ماجوزتوه أنتم خلصنااا ...يارا أدخلي نادي مرتي وأمي قولي خلصت السهرة سريناااا ...
فاطمة بشك :على وين ..
بتال :وين بعد ديرتنااا الساعة ثمان لازم أكون بالدوام عندي تدريب ...
يالله ياشباب تفرقوا وعساه عرس مبارك ..فمان الله ...
فياض الذي كان قد أبتعد ليجري مكالمة عاد إليهم :فاطمة بالله شوفيلي أختس وولدها طيارتنا بعد ساعه تأخرنا عليها قولي ترى بيمشي ويخليتس ...
فاطمة بدهشة :يالناس بنتي ماأدري وينها وأنتم تقولون طيارة وسيارة وخرابيطكم ...
سعد يهدأها :أدخلي يابنت الحلال ماهي ضايعه ماهو أخوتس يقول مركبها مع زوجها وهي بنفسها تقول شبعانه سلامات مع أهلي أجل الله يحفظهااا ..
فاطمة تدخل للداخل وحين واجهت أخواتها :اللي جايه مع فياض تطلع له يقول طيارتكم بعد ساعه ...
وأمرت أبنتها :يالله يامروى شيلوا أغراضنا بنرجع للبيت ...
ايه صح وأنتي ياعمة وجوزاء بتال يحتريتسن برى ..ماقالت لتسن يارا ...
فهدة وهي تضع عبائتها على رأسها :لاوالله لاقالت لنا ولاشفناها وأنتي وش فيتس وجهتس مقلوب ماكنتي تدرين أن هذا عرس بنتس وبتسري وتخليتس لاتسوين نفستس متفاجئه ..أدعي لها بالتوفيق وخلي عوابة الحريم عنتس ...
بعد أن سلمت الأثنتان على فاطمة وودعوا البقية خرجوا لبتال...
الذي سرعان ماتحرك فيهم...
ووجه حديثه لزوجته :جوزاء بعدين تأكدي من أغراضتس ترى ضفيت كل شيء على بعضه ..ماأدري إذا باقي شيء ...
أضمرت بنفسها ومالفائدة لو تحققت لاحقاً من فقداني لشيء ولكنها لم تعلق ..
من علق فهدة التي قالت بأستنكار :وهي ليه ماتضف أغراضها بنفسها ...
ردت ببرود :ماكنت أدري أنا بنمشي الليلة ياعمة ...
وأكملت بداخل نفسها ولم كن أعلم أنكِ ستكونين رفيقة الطريق ...
بتال وهو مركز على الطريق :ايه تقولين يمه كيف عرسكم الليلة ...
فهدة بذوقها الصعب المعتاد :والله أنه يمشي حاله ..
بتال :ايه ومن فازت اليوم بأحسن وحده ...
كان عينيها تكاد تخرج من مكانها وهي تسمع سؤاله الوقح ولكنها مازالت تحدق مع نافذتها للخارج ...
أصدرت تمتمت عدم أعجاب قبل أن تقول :أكيد بنيتي الله يبعد عيون الحساد عنهااا ...
بتال بضحكة لم يستطيع كبحها :يمه وش نبي في بنتس نبي من أهل الشرقية ..
فهدة :ماشافوا الزين حنا احسن منهم ....
تريد أن تضحك بجنون على رد والدته المفحم ...
طال صمت قليلاً .. وكانت تسمع صوت نغمات رسائل تصلها ولكنها لم تهتم لفتحهااا لأنها تعلم أنها منه ..
حتى سمعته يقول :يمه تدرين وش يقول الشاعر ...
فهدة التي تشعر بالصداع ردت مجاملة :ايه وش يقول ...
بتال :
ياللـي تناظـرنـي بعيـنـك وصـديـت مـــدري زعـــل يـازيــن ولاتـغـلـي
لاشك سامحنـي إلـى منـي أخطيـت وانـا اتحـمـل مـنـك مهـمـا حصـلـي
نظـرات عينـك علمتـنـي لواخفـيـت نظـرات عينـك عـن كلامـك تـدلـي
عرفـت قصـدك يـوم عنـي تخفيـت أنـك تـخـاف مــن الحـسـود وتـذلـي
واهل الحسد ماقصدهم غير تشتيت كـلامـهـم يـــم الـسـنـع مــــا يــدلــي
لو قالو الحساد لـي فيـك مااوحيـت غـلاك لـه فـي وسـط قلبـي محـلـي
لاتحسبـنـي عـنـك لـحـظـه تخـلـيـت الـصـد يالغـالـي مــا هــو عـادتـلـي
حبـك بقلبـي كـل مااقبـلـت واقفـيـت منـزلـك عـنــدي مـرتـفـع ومتـعـلـي
ألـيـا ذكـرتـك يـاهـوا الـبـال فـزيـت أنـت الوحيـد مــن البـشـر جايـزلـي
عذبـت قلبـي فــي هــواك وتعنـيـت وعيني قبـل مـن شوفتـك مـا تملـي
فهدة التي شعرت أن القصيدة لها معنى معين :
ايه ماكذب الشعار وأنا أمك من المهبول اللي يصدقهم ...
لقد أستحق هذه أيضاً ولكنها عفت عنه من أجل القصيدة ..
فتحت رسائله السابقه :زعلتي ...طيب وش اللي زعلتس ...
وندائت متكررة :أم خيال ..الغالية ..الحلوة ...طيب ردي عشان خيال ...
ردت :خلاص سامحتك عشان خيال ..
جائها الرد سريعاً :يعني خيال المفعوص له خاطر وأنا مالي خاطر ...
فهدة كانت قد نامت في كرسيها ...
بتال بنبرة خاصة : اما أنت هيجن ليا هيجنت وإلا أنت عن فاطري حوّل عشيري دافِ الحشا مهو أنت وإلا أنت تسذاب ومهّول ...
جوزاء :ياحبك لذا البيت اللي ماأدري وش معناه ..
بتال بغمزة لأنعكاسها بالمراءة :المهم أنا عارف وش معنااه ..تقولين نظلوني الحريم أجل ..وجايتني يد قدام ويد ورى ماجبتيلي من أثرهن ..
جوزاء :أنت رجال مؤمن وتدري إذا الله كاتبلك شيء لابد تشوفيه بعينك ..
فهدة بتأفف :جبت لك من أثرهن بس أصص خليني أريح راسي يوشوش ...
عادت فهدة للنوم ..
أما هما فكانا بينهما حوارات هادئة وعامة ..قبل أن تشعر بالنعاس وتنام هي قليلاً ...

××غلاك في قلبي مع الوقت يزداد احساس وشعور وغرام وحكايه .××

****

صبرت الساعة الأولى .. ومضى جزء من الساعة الثانية ولكنها لم تستطيع الصمود تحت ضيق فستانهاا الذي يشعرها بعدم الراحة فقالت بأنزعاج جعله يلتفت لها بعدم تصديق لأنها تحديث بلامقدمات :اوووف دامك ناوي تمسك طريق ليه ماقلت لي عشان أغير فستاني ...
هجرس الذي كان أسير أفكاره وقد حلق بعيد جداً :وش فستانه !!!
ياسمين التي تعتقد أن يهزء بها :يعني تعتقد وش لابسه ..فستاني ..فستان العرس ...
هجرس :ايه طيب وش أسويلتس ...
ياسمين :اقووولك ماني مرتاحه فيه ...
هجرس بتفكير سريع :ارجعي ورى وغيريه ..
ياسمين تعي أن أستيعابه بطيء لكن ليس لهذة الدرجة :ماينفع لازم توقف في محطة وأنزل بالحمامات أبدل ...
برفض سريع :لاوين محطة وأنتي تجرجرين فستانتس وكل العالم تدري أنتس عروس وتالي الليل بالشتاء لافكينااا ماأبي أبتلي بأحد ...
ياسمين التي ذعرت من وصفة للموقف فقط وهي من ترفض النزول الآن :ياربي طيب وش أسوي...
هجرس بالحل المفضل عنده :اللحين نهزع لنا بوادي خال من الأوادم وأحط لتس ذرى وغير فستانتس على كيفتس ...
ياسمين يقشعر جلدها من مجرد الخيال :لاخلاص ماهو مضايقني مره يمديني أتحمله لين نوصل لوجهتنا ..
هجرس بلؤم :ايه أحسن عشان تدخلين على جدتي بفستانتس وتفرح فيتس ..مير ماهي شايفته الشكوى لله ...
ياسمين بصدمة :ليه حنا رايحين لجدتك ..
هجرس الذي يستوعب الآن أنه لم يخبرها :ليه أنا ماقلت لتس يمكن سهيت أجل وين بنروح بتالي الليولة ...
كبحت العديد من عبارات التهجم وأحتفظت فيها لنفسهاا
هذا من هربتي إليه ..
هذه بداية الحياة الوردية ..خيالاتك السابقة عن مستقبلك معه ستتحقق بصورة ألطف قليلاً ...
قررت أن تتخلص من بعض زينتها ...
أخرجت مزيل المكياج وبدأت بتنظيف وجهها ..
أخرجت العدسات من عينها لتسمعه يقول متهكماً :افا يافله طلعتي مزورة ...وأنا أحسب جمالتس طبيعي ...
أمسكت لسانها باللحضة الأخيرة حتى لاتخبره على سبيل العادة الكلامية (تركت لك الجمال الطبيعي) لأنه سيفهمها بطريقة خاطئة ...
أستمرت بما تفعله ... وحين نظرت ليديها علمت أنها ستحتاج حقيبتها بالخلف ...فصلاة الفجر قريباً
وأظافرها مطلية ومزيلها فالحقيبة التي أعدتها لليلة ..

××نعيش ف الدنيا العريضه ونحلم ويمكن نحب أشياء وفيها مضرّه××

****
شعرت بقشعريرة بارده حين ناداها :خزام وصلنا ...
حملت أبنها .. وتركت له أمر الحقيبه ..لم تعلق حتى لم تستطيع رفع رأسها إليه ...
هل كان يفكر فيها ..بالتأكيد وإلا مالذي أستدعى أسمها للسانه ..
لاتستطيع أن تقول لسانه أعتاد على الأسم ...
فهي لم تبقى معه سوى فترة بسيطة ...
ألتفت عليها فجأة :متأكد أن جوزتس بيجي ياخذتس ...
أسماء تجيب بنعم وتخرج هاتفها لتتصل عليه تتأكد من وجوده ..
وسرعان مارد عليها وأخبرها أنه بأنتظارها ....
حين وصلوا إليه أخذ منها فياض الصغير ...
وسلم عليه فياض الكبير وودعهماا رافضاً أن يقله بطريقهم ...
ولكنه سرعان ماعاد وناداها لحديث جانبي :أنتي متأكدة أن أبوه موافق تأخذينه لبيت جوزتس ...بكرة يجي يفتح فمه علينااا ...
أسماء :اقولك أمي قايله له وقال بكيفكم ...شرطه أنه لاجاء يأخذه يلقاه جاهز مايكون عندي يعني ..
أرتاح أن الجميع أصبح متفاهم والأوضاع مستتبه وبمصلحة الصغير: أنتبهي لورعتس ماهو ترقدين وتغفلين عنه ...فمان الله ...ورفع صوته بالوادع شاملاً أحمد فيه وأبتعد ...
ليسير الأثنان بنفس الطريق ولكن بسرعة متأنيه :كيف عرسكم ..
أسماء :حلو بس بالأخير العرسان هربوا بدون مايسلمون على أحد ...
ماأدري حركة مأدري ماهم فاهمين شيء وأرجح الثانية ...
أحمد وهو يفتح لها باب السيارة ويسلمها أبنها :أما ولد أخوتس ذاك مايفهم والله يالمكر يشع من عيونه ماشاءالله .. أسم على مسمى ...
أسماء :الله يهديه ..
تحرك بالسيارة :ودكم تفطرون قبل نروح الشقة ...
أسماء بشك :ودنا من قصدك ليكون فوفو ...
يمد يده ليمسح على رأسه :إلا اقصده صح يالأمير ..ولا ماهو مالي عينتس ...صح ياصديقي الكفو ..سامحنااا حقك أكبر من تسذا ...

على الطرف اللآخر صعد لسيارة أستأجرها من أحد التطبيقات ...
مازال تحت تأثير الحلم الأحمق الذي رآه فأفقده تعقله
وجعل لسانه يزل ويفضحه أمام أسماء ...
الحلم الأكثر حماقة الذي رآه في حياته
هو وهي بتركيا وأبنائهما أمير وخطاب ..
رن هاتفه برقم لم يكن ينتظره أبداً بل تكدر لمجرد رؤيته ...
وخصوصاً بهذة الساعة المبكرة ..
وعامل التوقيت هو السبب الوحيد الذي جعله يتلقى الأتصال ...
كان يستمع للحديث الطرف الآخر بملامح متشتته مابين الصدمة وعدم التصديق والفرحة المبتورة ...
××وتمرّ ذكراك قدامي مرور الكرام وأصدّ .. ما كنّها مرّت ولا شفتها××

****
أستيقظت على توقفة في أحد المحطات وقت صلاة الفجر ..
ويالها من تجربة الدخول مع فهدة للحمامات العامة ...
كانت متذمرة لدرجة شكت أنها هي من لم تنظف المكان أو من قصرت بوضع المنظفات ...
حين خرجتا أخيراً ..كان قد عاد بأفطار رفضته الأثنتان ...
وهو بعد أن تناول الأفطار طلب منها أن تقود مكانه وعاد هو للخلف لينام ...بعد أن هددها لو جائته أي مخالفة هي من ستسددها ...
ورغم معارضة فهدة الشديدة ولكنها قادت فعلاً ...
فهدة التي مازالت غير واثقة فيها :بشويش أنتي مطيرتنا له ...ماورانا شيء ..
جوزاء :إلا بتال وراه دوام !!!
فهدة تتمسك بحزام الأمان :يالمهبولة فكيني من شرتس عندي أيتام أربيهم ...
كانت تكتم ضحكتها على الرعب الذي أصاب فهدة ..لقد أعتقدت فالبداية أنها تعارض لمجرد المعارضة ولكنها حقاً لاتثق فيها وتخشى أن تنهي حياتهم بتهورهااا ...
حين توقفت بالمحطه التالية لتبتاع القهوة أخذت توبخها :أنتي بتضيعين علينا الوقت ولدي بيتأخر على دوامه من ورى راستس وخبالتس ...
أبتاعت قهوتها بكل هدوء وسألتها أن كانت تريد ورغم رفضها طلبت لها كما طلبت لنفسها ..
فوجدتها بعد دقائق تشربه وتسبه وهي مستمرة بتناول الكروسان وشرب القهوة ...
حين دخلوا الرياض أخيراً أستلم بتال القيادة ..
وأنزلها في منزل والدتها لأنه يعلم أنها لن تصمد حتى عودته من العمل لترى أبنها ..
فهدة بعد نزولها :ترى الساهر كبس بوجيهنا ثلاث مرات ..
هذي مهبولة لاعاد توليها سيارة .. والله غير تجني عليك ..
أنت كيف تأمنهااا ..
لاا وشربتني قهوةً كنها ديزل يارب لك الحمد ...
بتال بأستنكار :ليه يمه أنتي تسد شربتي الديزل !!!
فهدة :تمصخر علي يالمهبول .. إلا بنياتي يمديهن وصلن ...
بتال :لايوصلون الظهر ..ماعليهن مع عمتهن ..
فهدة :امحق عمة من تملكت وهي مغير مطيرة خشمها بالسماء...
حين توقفوا أخيراً عند بوابة قسمها قالت :ياليتني نزلت مع مرتك عند وضحى وش أسوي بالبيت لحالي يخوفني وهو خالي من أهله ..
بتال بأستنكار :افا ياأم بتال تخافين وأنتي فهدة بنت محماس لاتسمعتس العرب وتضحك عليتس ...!
فهدة وهي تنزل بصعوبة :ايه ايه اضحك علي بهالكلمتين ...
نزل هو ليرتدي بدلته وحين ركب سيارته بطريقه للعمل ..
أتصل فيها وحين سمع صوتها مبحوح سأل بعدم تصديق :لحقتي ترقدين ..وأنا اللي أقول ماسكة سوالف مع ولدها...
جوزاء تشرح بكسل :جيت كان نايم عند أمي اخذته بهدوء وطلعت فيه لغرفتي ونومته جنبي ...
علق بنبرة مغويه :ياليتني ثالثكم ...
وحين لم تجاريه عاد بعبارة أكثر أحراج :خسارة رجعنا بسرعة مره حبيت الشالية وفقرة المسبح ...
جوزاء بمكابرة :الحمدلله أفتكيت منه ...
قهقه بضحكة وهو يقول :يعني خلاص قفلت مافيه أمل تفكينهااا ..
جوزاء :يعني تصحيني من النوم وهذي سواليفك وش تبغى أقول ...
بتال :قولي ...وتغيرت نبرة صوته وهو يقول :يااارب ألطف ...
سمعت صوت أصطدام عنيف قبل أن ينقطع الخط ...
فيبدو أنه كان حريص جداً على أنهاء المكالمة قبل أن تفهم ماحدث ...

××تراود خيالي صورتك لا نويت انساك تجيني على ماقيل هجمات مرتدهه ××

****

كانت تسمتع لحديث والدتها عن عرس الدمام بدون أي تفاعل ..
ولكن حين أنهت والدتها حديثها أخبرتها وهي تغلق المسلسل الغربي الذي كانت تشاهده على التلفاز :أمي ممكن تبطلين تنقلين لي أخبارهم ..
وحين لاحظت الأنزعاج على وجه والدتها :الفترة هذي بس ماأبغى أسمع عنهم ..
وافقت رضا على طلب أبنتها بمضض ..مايقلقها ليس عدم رغبتها بسماع أخبارهم فهو أمر طبيعي ...أكثر ماتخشاه أن تعلم بطلبها المساعدة من شعاع ..
لأكمال ثمن الشقة ..
كانت غافلة حتى حين أفتقدت هاتفها وجدته بيد خزام لتطلبها مستنكرة :يابنت أنتي صايرة لي مثل البزورة بس انزل جوالي لحضة أخذتيه ...
خليني أشتري لك جوال جديد ...
خزام التي تفتح تطبيق ما بهاتف والدتها :لااا ماأبغى جوال ماأحتاجه أنا ماأطلع من البيت أصلاً ..
أجل لاتخرجين من المنزل ...ولاتهاتفين أحد ..منقطعة بشكل مريب عن العالم الخارجي ..
حاولت عدة مرات البحث خلفها لتفهم ماذا تفعل بهاتفها ولم تجد ..
أما عندها فقد دخلت على حسابه ... نظرت إلى التغريدة التي أضافها وفيها صورته مع العم عقاب وأبن أخيه الذي تزوج الليلة ...
وتغريدة قبل ليلتين بـ××أنت الشعور الصادق وغيرك سراب وأنت المقر الثابت .. وغيرك ممر,,
غلاك بضلوعي تربع ليين ذاب يفوح مثل العود من فوق الجمر
يأغلي البشر وجهك علاج الإكتئاب
ومواصلك مثل السحاب المنهمر
حتى ولو قلبي شعر بـ الإغتراب.. أنت الوطن وأجمل ملذات العمر××

كانت تحفظ الكثير من الأشعار التي تمثل مافعله معها ..
وبدون تفكير ردت على تغريدته :
××من باعني بعته ولو كان غالي
و ما همني لو مات قلت بحريقه
اللي نزل قدره بعد قدر عالي
خله على نزلتْه يِكمل طريقه××

ألتقطت والدتها الهاتف من يدها :هاتي بكلم الحرمة اللي طلبت مني ...أنتي بتضيعي رزقي ..
وحين انسحب الهاتف من يدها بدأت تفكر ...بأي حساب ردت تباً
كم تتمنى أن لايكون حساب والدتها الشخصي الذي تبيع منها أعمال الكروشية التي تحيكها ..
شعورها اليوم مؤلم مؤذي محطم للقلب لقد واست نفسها بالأيام الماضيه بالمكالمات التي حرصت أن تكون قصيرة بينهما .. ولكن اليوم عرس أخيها الذي وعدته ان تحضره وتعود معه لرياض .. اوجاعها اليوم كثيرة فرحتها بأخيها موئودة ..
وتقطع أول خطوات الفراق .. اتصل عدة مرات ولم ترد عليه يالتأكيد فهم أن هناك خطب ..
حتى هجرس سيتخذ موقف منها فلقد وعدته بالحضور ولم تستطيع الوفاء بوعدها ..بليلة مهمة كهذه ..
ستفسد عليه الليله التي حلم فيها لسنوات ..
منذ أيام مراهقتهما حين كان يحكي لها عن ابنة عمته التي لاتخشى شيء ..
عرفت حينها انه يكن لها مشاعر خاصه ..
ولم تواجهه لأن قصص الحب ليس من المسموح فيها بمجتمعه ..
فقط بعد ارتباطه فيها رسمياً سألته عن مشاعره ..
حينها قال : وانتم اذا واحد اختار وحده بعينها صارت قصة حب وخرابيط ..
كان يتحدث وعينيه تدور بالمكان .. اي انه يراوغ ولايقول الحقيقه ..
انبعثت منها تنهيدة وعينها على الرسالة التي بعثتها له ولم يرد عليها ..
نامت قليلاً واستيقظت الفجر ولم تستطيع معاودة النوم … أجواء الصباح باردة جداً بل الضباب غطى المكان هذا الصباح حين تقف بالخارج بمثل درجة الحرارة هذه ستشعر أن برودة الجو تلسعك ولكن لمًا لاتأثر عليها فهي تشعر بسعير تشتغل داخلها .. توقف عن الأتصال ومراسلتها…
لقد تعبت أنهكت من الحرب التي تخوضها ضد مشاعرها …لاتريد التفكير فيه ولكن ما أن تختلي بنفسها لحضات حتى يستحضر عقلها لحضاتها معه..
كيف سيكون حاله لو علم بحملها …
لقد أجرت التحليل صباح امس حضت بالطفل الذي رغبت فيه ..
وهما يسيران بطريق الأنفصال ..
كل شيء كما خططت ورسمت منذ لحضه فهمها لمعنى المنام الذي رأته ..
يستحضر عقلها ذكرى معرفته بحملها الأول الذي فقدته ..
وقتها كانا بمكه ..
وأخبرته أنها تشعر بأعياء وكأن دورتها الشهريه ستبدأ ولكن لاتضهر علامتها الأكيدة ..
أختفى عنها لدقائق وعاد لها بكيس صيدليه .. واخبرها وهو يسلمه لها : اقري اللي مكتوب وطبقيه ..
سألته حينها بتعجب : من الي يقرأ أنا ..
الحكم بنفاذ صبر : ايه أنتي أجل أنا ..
فزه تحوقل وفكرة الحمل تقلقها :أنت تدري أني يادوب أفك الخط وش عرفني بخط الوصفات الصغير أقراه أنت علمني وش أسوي ...
ابتسمت من بين دموعها وهي تتذكر كيف أحرجته ذالك اليوم ..
وكيف دأبت على أحراجه بسبب جهلها وكم تحملها وتحمل سذاجتها ..
بعد أن ظهرت النتيجة بقى الأثنان ينظران لبعضهما بلامشاعر ..
حقاً كانت مشاعرهما أقل من المطلوب ..هي لم تجن من الفرح ..
وهو كان وكأنه مستسلم للأقدار الله ..
هل سيكون لها نفس الشعور اليوم ...
لسوء الحظ لن تكون قادرة على معرفة شعوره الحقيقي أبداً ..
فهذا الطفل سيبقى طي الكتمان حتى يرحل هو عن هذه الدنيا ..
أو ترحل هي فيحصل عليه من بعدها ...

××يسوقني لك شوق م هو على بالك ويردني عنك شي م اقدر اقوله××

****
حين وصلت لمنزل جدته كانت بحاله يرثى لها فعلياً ...فبعد معاناة وجدال طويل وافق أن يتوقفا فجراً بأحد المحطات لتؤدي الصلاة وأخذت فرصتها لتغير ملابسها للباس أبسط ومريح أكثر ..
هو يعتقد أنها معذورة لو أجلت الصلاة ...
لاتعلم كيف يفكر ومن أين يقتبس أحكامة الفقهية ..
فزة حرفياً شهقت حين رأتهم وأنبرت على هجرس توبخه تحت مسمعها لأن المنزل كان صغير والصوت في ينتقل بسهولة ...
شعرت بوحشة حين توقف أمام ذالك المنزل الشعبي وهي تتذكر
الروايات التي سمعتها من الجدة فهدة عن جدة الأخوين شقحى ...
وكيف أنها تعرف بأخبار الناس قبل وصولها وأنها ترى القادمين عليهاا ..
بعد طعام بسيط قدمت لهما معه الحليب والشاي ...
أدخلتها لغرفتها لتنام ...
ياإلهي لقد سمعته يخبر أخته أن زوجته عليها أن تبقى معه ...
يريدها أن تنام معه في مجلس الرجال لقد فقد عقله حرفياً ...
ولكن رد فزة كان شافي حين أخبرته لو أراد زوجته لبقى في الشرقية ولم يقطع فيها كل هذه الطرق فهو فقد حقه بالمبيت معها ...
كانت الغرفة ضيقة وصغيرة ولكن مرتبه جداً ومريحة والأهم دافئة فسرعان ماأرتاحت فيها وأستسلمت للنوم بعد أرهاق طويل ...
أستيقظت لاحقاً على صوت جدال الأخوين من جديد ..
كان الوقت عصراً على ماتعتقد ..وهذة المره يبدو الأمر يتعلق
بالشجار الذي جرى بينها الحكم وهجرس يوم تخرج الأخير من دورته العسكرية...
فقد سمعت أنه أفتعل مشكلة مع الحكم ..
ومن بعدها الحكم غاضب منه ولم يحضر حتى عرسه بسبب ماحدث بينهما ...لاتعرف تفاصيل ماجرى لكن
يبدو هذه المرة المخطيء الحكم فالجميع كان بصف هجرس .
سمعت فزة تقول :وانا قلت لك اضرب عمك ولا خرب علاقتك معه ..ياخيي أنا ماأبي تختلف مع أهلك وعزوتك عشاني ...الطلاق يصير بين كل اثنين وماهي أول مره بتطلق فيها وان شاءالله أنها الأخيرة لأن ماعاد عني نيه على الجواز ...
كان هجرس يلوم نفسه :كله مني أنا اللي ورطتس فيه أحسبه رجال الأمرد الخسيس ...
سمعت فزة تتجادل معه ...ولم تستطيع الصبر أكثر خرجت وهي تسأل عن الحمام ...
لترشدها فزة إليه وينقطع الحديث ....
حين خرجت من الحمام ...وكان عليها أن تستعد ..سخرت من حالها ...
أنه اليوم الثاني من عرسها ..أي من المفترض أن تكون صباحيتها ..
من المفترض أن تخرج بأطلالة مبهرة ..
ولكن لاشي يساعدها على الظهور بمظهر لائق لا المكان ولا العريس ..
آه أين من راقبوها الأمس بحسد على توقعهم لحياتها المقبلة ...
فالجميع يتوقع بوجود العريس الوسيم وأموال والده ستحظى بأجمل شهر عسل ...
أنها تقضي المفترض بأن يكون شهر العسل في بيت جدته بالقرية وبرفقة أخته ...
تشعر أن هذا رده على طلبها السابق منه ...بأن لايبدأ حياتهما الزوجية مباشرة وأنها تريد بعض الوقت لتعيش معه كأصدقاء
قبل أن يعيشا تجربة الزواج الحقيقية ...

××لاتبالغ بالمحبه وتصدمك الظروف
ولاتعمق بـ المشاعر وخلك واقعي××

****
كان يضغط بشماغة ..الذي أحضره من سيارته أحد العسكر الواقفين كحراس البوابة ..على جرحه النازف ..
ويتصل بها ..بعد أن وجد عشرة أتصالات منها بالعشر دقائق التي مرت على أصطدام أحد السيارات بسيارته محدثه أضرار جسيمه
بها ولكن خرج بمساعدة العسكر الذي بعض منهم قادمون للعمل للتو والبعض الآخر خارجين من العمل ...
بتال وهو يضغط على جرحه النازف ولكن يحاول أن يظهر صوته بثبات رغم شعوره بالدوار :هلا وش فيتس ..مافيني شيء ..ايه شفت حادث يصير قدامي ونزلت أتطمن على المصابين ..ايه طيبين ماعليهم ...والله أني بخير ..يابنت الحلال ماحصل شيء أقولتس أنا بالعمل ماتفهمين عندي رياجيل
..خلاص نامي اللحين أمركم العصر ...
وأنهى الأتصال بحزم فهي مازالت تريد أثبات أقوى على سلامته ...
أشار عليه أحد العسكر :لازم تتوجه للفحص ضربة الراس خطيرة لاتتهاون فيها ...
حين سمعت عبارته المريبة وبعدها صوت تجزم أنه أرتطام شديد ...جنت لم تعرف ماذا تفعل بردة أطرافها وخذلتها أعصابها ...
كانت تكرر الأتصال عليه وهي تحدث الهاتف وترجوه أن يرد عليها ..
ربما بحساب الساعة وxxxxبها أن مامضى مجرد دقائق ولكنها مرت عليها أبدية لانهاية لها ...
حتى أنفتح الخط وسمعت صوته ...
صوته لقد كانت تخشى أن يفتح الخط ويكون صوت آخر يبث لها خبر لن يسرها ...
بأرتباك سألته وعبراتها تعيق الكلمات عن الخروج : بتال ...أنت ..وش صار .. بس أنت قلت كلام بعدين ..سمعت صوت حادث وش اللي صار ..أحلف مو حقيقي ماراح أصدقك لين تحلف ..
طيب لو صدق حادث مايخصك بتصل فيديو ورد علي ...
ولكنه أنهاء المكالمة بحزم ..
حين تأكدت أن صوته أختفى ولم يعد يسمعها أطلقت العنان لشهقاتها ..كانت تبكي بهسترياا .. حين فكرت للحضة أنها ستفقده وأنه الأتصال الأخير بينهما ... تجمد قلبها ...لقد أصبح بارد لاحياة فيه ..من مجرد فكرة ..وتخيل ..فكيف لو حدث حقيقة ..
عادت تستلقي على جنبها الأيمن من جديد ...
وخيال الصغير ينام قربها وضعت يدها على رأسه أخذت تردد عليه أذكار النوم من جديد كان تكرر الأدعية مراراً وتكراراً ...
لتجد نفسها تشمل والده بأدعية التحصين ..وهي تغلق عينيها بشدة ..
وكأنه سيعلم بفعلتها تتخيله يرمقها بنظراته المتلاعبة فخوراً بتحقق أسقاطه الساخر ...

××عن عيوني يا حياتي لاتغيب غيبتك عن ناظري سبت بلاي××

*****
وجود فياض الصغير في وجبة الأفطار لم يكن خيار جيد ...
كان يثير المتاعب رغم جلوسه بكرسي مخصص للأطفال ..
هي غير قادرة على التعامل معه ...في السفر مثلاً كان هناك فياض وهو حازم وله حضورة الذي يجعل الطفل هاديء بوجوده ..
والآن يفرغ كل طاقته التي حبسها سابقاً ..
وهي كل ماتستطيعه تكبيل يديه وأبعاد الأطعمة عنه وهي تكرر :فوفو بس ..فوفو عيب ...
ولكن لافعالية للكلمتين عنده يبدو أنه حتى عقله لايترجمها ...
أخيراً حمله أحمد الذي مل من وضعها المزري والمثير للشفقة بنفس الوقت :خذي راحتك بالفطور وأنا أتفاهم معه ..
وكان رد فياض الصغير سريعاً عليه حين وضع بصمة يدة الملطخة على مقدمة ثوبة الرمادي ليخلف بقعة داكنة من الصعب تنظيفها ...
أسماء بأحراج :خلاص أنا شبعت وفيني نوم خلينا نرجع البيت ...
سلمها الطفل الذي حملته لتنظف يديه بدوراة المياة وهو كان ينتظرهما حتى خرجوا معاً ...
لاحقاً بالسيارة أخبرها ..
أحمد الذي أرتدى نظارته بعد أن أصبحت الشمس حادة أكثر ...كان يراقب كيف تعاني من الصغير الذي أصبح يشد نقابها يتحرك بأزعاج في حجرها :شوفي الولد هذا صعب وخطر عليه وعلينا يجلس في حضنك ..
لازمه كرسية ينربط حزامه ويجلس فيه ...هذي أول نقطة ..
ماأبغى أدخل بخصوصياتك لكن هذا موضوع عام ...
لاحظت أن مالك قدرة على ولدك ..ولاعندك أي مهارات تعامل معه ...لاتفكرين كلامي هجومي ..بس ياأسماء أنا ماعندي أي أستعداد يتربى أبنائي على يد مربيات ... ممكن أتنازل وأسمح بوجود خدامة لتنظيف وأنا أختار جنسيتها بنفسي ... لكن عيالي مستحيل أتركهم للغرب يربونهم ...
كان حديثه بالنسبة لها هجومي حاد ..وهي من تعاني هذه اللحضة بوجود طفلها المشاغب ..ولكن تحاملت على نفسها وأغلقت شفتها ..
وأختارت التأني بالرد ...
أوصلهم للشقة وتوجه هو لعمله ...بعد أن فقدت أعصابها أكثر من مرة بسببه نام أخيراً ...
هي فاشلة ..فاشلة جداً كيف يريد منها تربية أطفال لم يتحدث عن واحد بل عن مجموعة ...لاتستطيع ... الأمر ليس دراسة كتاب ..
ولا طهي طبق من الطعام ...حتى تقول أنه تحدي تستطيع الفوز فيه ... الحديث عن أرواح بشر ..كائنات لو فشلت بتربيتهم ستتحمل مسئوليتهم أمام الله ...
مجرد التفكير مرهق ...أنجابها لفياض كان بدون تفكير ...لم تفكر بماذا بعد ...ولاحتى بتربيته فوالدتها وحتى والدة أبية كانتا ترددان أنجبية فقط نحن من سنتحمل تربيته ...
ولكن في حال الأنجاب من أحمد لن يتولى أحد مسئولية الأطفال سواها ...
حين عاد مساءً من عمله ..أستقبلته بوجهها المتجهم من قلة النوم
ومن شدة التفكير ...
أعدت القهوة لكلاهما وأثناء أحتسائهما لها صارحته :أحمد أنت اليوم لمحت للموضوع ..
أحمد :والموضوع اللي اليوم لمحت له هو سبب الهم اللي كاسيك..
أسماء :أنت معك حق ..انا ماأعرف أربي .. وماأعتقد بعرف والمسئولية بتكون كبيرة علي ..
كان يستمع بدهشة ولكن لم يتسرع بالرد فقط جلس يدرس ماقالته يديره بعقله من جميع الجوانب ..
حتى تقدم بجلسته بعد أن كان مرتاح فيها :ومن قالتس بتربينهم لحالتس ..!! ..حاطه في بالتس أنا برمي مسئوليتهم بالكامل ...وأجلس أتشرط لاتحطين مربية أنتي ربي ...بماأن هذا قراري أكيد بيكون لي دور كبير بهالموضوع ..
لاتصدق ولاتأخذ حتى وعوده على محمل الجد الرجال بمجتمعها لم يقوموا بدورهم فهل سيساعدوا بأدوار أخرى :الكلام سهل ..بس ماهو مثل التطبيق ..أنا قالوا لي قبل لاجبتي طفل كلنا بنساعدك في تربيته ..ومثل ماأنت شايف .. الولد تربى على يد الغريبة مثل ماقلت الصباح ...
أحمد :ماألومك على تشكيك بس جربي ..
وحين لاحظ الدهشة على وجهها أبتسم :بالموجود ..
ماراح نجيب طفل لدنيا عشان نجرب فيه ..شوفي بشيل معك جزء من مسئوليته أولااا ...
أسماء كان تهز قدمها بتوتر :الكلام سهل بس ..
قاطعها :بدون بس قلت لك جربي وبعدين ماشاءالله الولد سنه مناسب ماهو الصغير مره اللي يمكن ماتعرفين تتعاملين معاه ولا الكبير اللي خلاص مايمديه يتعود عليك ...
كان تجاريه فقط وإلا بداخلها شك كبير بصلاحيتها للعب دور الأمومة من جديد فقالت :مع كذا أنا عالأقل لسنة قدام ماعندي رغبة بالحمل ...
أخذ فنجانها الذي برد بيدها وأرتشفه :صدقيني أنا أكثر منتس حرص على هالنقطة واللحين علميني
وأخذ يلعب بشعرها الذي غطى كتفه بعد أن قربها منه :أنتي أنعكاس للقمر ولا هو أنعكاست وجهتس ...
أطلقت تنهيدة نابعة من تأثرها بتصرفاته وحديثه وكل شك بقلبها ينجلي ...ستلعب ذالك الدور فهذة المرة ستكون أم لأبن الشخص المولع فيه بالتأكيد تجربه تستحق العناء والمجازفة ..

××ابيع عمري لجل عينك وشاريك سحرتني و اصبحت مجنون زينك اطلب تفضل ياهوى البال واجيك وتلقاني اقرب من رموشك لعيينك××

****

دائماً يتلقى هذا النوع من المكالمات ويندم لاحقاً على استقبالها..
شك بتوقيت المكالمة لن تتصل بهذه الساعه لتفتح موضوع الطلاق معه .. ربما ابنها حدث معه شيء ..
فياض ببرود شديد: نعم ..خير... ياويلتس إذا ماكان فيه سبب يسوى لاتصالتس …
كان تتحدث بصوت مخنوق : انا بالمستشفى … فياض انا حملت انا حامل …
من الغباء أن يصدق … ومن السذاجه أن يفرح .. ومن الكفر بنعم الله أن يجزع ..
صمت وهو يبررد اعصابه رغم انه صدق العباره من اول لحضه اشواق تعرفه جيداً ولن تبعث معه بعد كل ماحدث…
ولكنه أخبرها : أنتي بنفستس قايله أني ماجيب عيال ومافيني خلف اللحين صرتي حامل ؟؟؟
أشواق بشهقة فرح : الله كريم واكرمنا ..ترفض هبة الله …
فياض : ووش تسوين بالمستشفى بتولدين ..
قالها ساخراً
أخبرته وهي تكاد تهلوس من شدة الفرح: كنت تعبانه ومعاي دوخه وترجيع ونزلتني اختي بالمستشفى كنت أحسب معي نزلة معوية ... وبعد التحليل بشروني اني حامل ..
فياض ببرود لم يكن يعلم أنه يمتلكه : زين ارجعي مع أختس .. والعصر أنا أمرتس ونروح نحلل بمستشفى ثاني بشوف التحليل بعيني ..
انهى المكالمة بكدر .. ولكن سرعان ماأرتفعت معنوياته .. وابتهجت دواخله وهو يتوصل للحل الأعمق لمعضلته وان سبب انفصاله عنها انتفى …
لم يعد هناك سبب لينفصل عنها ..
حمل اشواق يعني انه قادر على الأنجاب ..
فياض يردد بصوت مسموع : يارب لك الحمد ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت ..
هذه كانت أفكارة الأولية وفرحته التي وأدت ... فعصراً حين أقلها للمستشفى ..ووسط تنقلاته فيها ...كانت أفكاره تنتقل من الأنانية ومصلحته ..لمصلحة الطفل القادمة ..
لايريد أن يتسرع بإتخاذ القرارت فربما يحتاج أن يبقي على والدته من أجل ...
.. عقله يفكر بهذة الطريقة ولكن قلبه مازال مولع بالفكرة الأولية عن الأمل الضئيل الذي استوقده خبر الحمل وقدرته على الأنجاب ...
التعقل يخبره أن
يردم الماضي تحت أضلاع صدره ويتركه هناك ...
ويتوقف عن نبشه بين اللحين والآخر ...
حتى الألم مستوطن مرتاح في تلك الأرض لما يّقظ مواجعه بمسكنات مؤقته من الأمل ...
ولكن قلبه العاطفي يخبره أن يطلق العنان لمشاعره ويستمتع باللحضة ويغذي الأمل في روحه ..ينفتح على ماستحمله له الأيام من أحداث ساره ..يطرب لها قلبه قبل أن تتحقق حتى ..

××شف حالتي تاهت بها أحلام و آمال وين الفرح من عقب صدت عيونك××


****

عصراً حين أوقفها عند المنزل الذي أصطحبها منه سألته بضيق فهي تأملت الكثير منه غير هذا البرود :يعني رغم كل هذا ماحن قلبك ...
فياض وهو يطفيء السيارة ويتكتف :ماتغير شيء .. أنا طلقت ..طلاق صريح وواضح ومسبباته أنتي أدرى فيهااا ..
أشواق التي كان قد جهزت نفسها لتضع الحمل كذريعة لتصرفاتها :ماكنت حاسه في نفسي تصرفت تحت تأثير الهرمونااات وحبي لك ... من غيرتي عليك ماأبي أحد أبد في حياتك غيري ...
أدري أني غبيه لأنك أكيد ماتفكر فيها ولاطرت عليك ...
كان يتأمل طريقتها بالحديث ... ذكية تلقن عقله معلومات مسمومة ...
ولكنها وقعت مع فياض وليس مع شخص عادي فقال ببرود لو تهمه ربما أستفزها وشكك بمعلوماتها ولكن تصحيحها لايعنيه لتعيش بالأوهام :كل اللي بيني وبينتس هاللي في بطنتس ...
الله عطاتس مرة وثنتين ربي عيالتس ياأشواق ...وولدي إذا وصل على خير ...والله لو تقصرين معه هالقد وأشار بأنملة أصبعة ..لأخذه منتس وأحرمتس منه طول عمرتس ...
أشواق بصدمة فهي لم تتوقع على الأقل اليوم هذا الحديث منه :وش يعني ؟؟؟ بتتخلى عنااا ...
فياض :أنا طلقتس أنتهى اللي بينا وولدي ماراح أخليه بنفق عليه وأزوره وأعطيه حقه مثل مالشرع يقول ...
قالت لتستعطفه :انت ناسي وش كان نوع زواجناااا ...وش أقول لناس لا قالوا من وين حملت ...
فياض بنظرة حادة قاسية :وش بتقولين ... أتوقع تزوجتس بالحلال ماهو حرام قولي ولد فياض بن عقاب ...!!!
أنت وش عليتس من الناس تزوجتس برضا ولي أمرتس وطلقتس بعلم منه ...باقي الخلق مالها مصلحة فيتس ...ولاتسوين علي هالحركات الظاهر مابقيتي مسلم على الأرض ماعلمتيه أني جوزتس ...توكلي على الله...إذا أحتجتي شيء دقي علي ومصروفتس بحوله لتس كل شهر ..وإذا بغيتي زيادة قولي ...أي مشوار قبل ماتولدين دقي علي أرسلتس السواق ... أما المستشفيات أنا أخذتس لها بنفسي ...
أشواق بحنق وهي تغير خطتها معه :شكراً ماني بحاجتك بدبر نفسي ..
وأغلقت الباب خلفها بقسوة ...

××حاول تفرق بيض الأيام و السود يا قلب مـا كل الحبايب حبايب××

****

لقد مضى أكثر من عشرين ساعة على وضعها ذالك الرد ولم تستطيع حتى اللحضة أن تستولي على هاتف والدتها وتحذفه
تشعر بالجنون من فكرة أنه قرأه ... تطمئن نفسها بأنه ليس من النوع الذي يدخل التطبيق بشكل مستمر ...بالتأكيد ليس مهوس جداً ..
وحين فعلت المستحيل لتصل له ...وتفتحه ..
أكتشفت أن هناك العديد من الردود لن يعلم حتى بوجود ردها ...
لاتعلم كيف فكرت طوال هذه الساعات أنها وحده من تتابعه وتقرأ وترد ...
وبخت نفسها وهي تردد بصوت مسموع :غبية .. هبلا ..
تركت الهاتف جانباً وقد تخلت عن فكرة حذف الرد ..
على الأقل لتشعر نفسها أنها قادرة على الرد عليه وأزعاج أستقراره ...
فتحت التلفاز حين شعرت بأقتراب والدتها ...
كان تشاهد ولاتعلم مايعرض حتى ...
لافائدة منها ستبقى بلهاء طوال حياتهاا ..
الدنيا تدور ولا شيء سيتوقف من أجلها ...
لاتعتقد أنه يشغل عقله بتفكير فيها حتى لثانيتين من يومه ..
وهي مهووسة ..أجل هي مهووسة ..معتلة نفسياً ...
لقد تخلص منكِ أو تخلصتي منه لما تسعين خلفه ...تتبعين أخباره ..
هذا عته وأنحراف بالعقل ..
عادت لليقضه على صيحة والدتها المستنكرة :تنتفين شعرك ليه ...أنتي ناقصه بلا هبل ...
ألتفتت بعينيها الغائمة من المشاعر التي تحبسها في قلبها والأفكار التي تسيطر على عقلها :أمي أنا بجن ... مليت مو بنتف شعري وبس بنتف حواجبي ورموشي ...
لاتعلم كيف جرت الكلمات على لسانها ...
هي تناسب الموقف فعلاً غطاء جيد لحقيقة مايشغل بالها ...
رضا:بكرة باخذك معي لسوق الأثاث المستعمل ...
خزام كانت ستخبرها لما نذهب وكل شيء أصبح في النت حتى سوق المستعمل ...ولكن لما لا لتذهبا ..
لتسحب قدمها للخارج قليلاً .. هي تريد أن تستعيد نشاطها حتى تبدأ بالبحث عن عمل ...
فالبقاء بالمنزل لايفيدها ..

××خذني على جفنٍ من الشوق غارق ما للندم نظره ولا لـ العتب صوت××

*****

أستيقظت فزعة وحين وقعت عينها على الساعة ...جلست بفزع بسريرها ...أنه المساء ولم يأتي كما وعد ..
ألتقطت عبائتها بدون تركيز ...وأسرعت للأسفل ...
كانت تنزل مع السلم حين سمعت أصوات رجالية ...
زادت الفزع بقلبها بدل أن تطمأنها ...
كان أحدها للافي ..والآخر لزوج هيفاء ..
جلست لأنها شعرت أن ضغطها ينخفض ..نادت لافي بصوت مرتجف ...
ليخرج وبيده فنجانه قبل أن يصيح بأستنكار وهو يرى عبائتها وجلوسها على السلم فوضع فنجانه بأقرب سطح وأسرع لها :ياعمة ..ألحق يابو حاكم عمتي ...ابك ألحق ...وش فيتس ..ياعمه ...
وصعد يتخطى الكثير من درجات السلم بقفزاته ليصل سريعاً ..
بحثاً عن الطفل فهو قد غزا قلقها لحادثة حصلت للصغير ....
كانت غير قادرة على الرد على أستفساراته ولكن حين سمعت مناداته لذاك أنفجرت بالبكاء ...
كان يخرج من المجلس الداخلي الذي أستقبلتهم وضحى فيه ...
وسألها بأستنكار حين رآها تجلس بوضعها ذاك :جوزاء وش فيتس !!!!
أنحنى يطمئن عليها وهو يسمي ويذكر الله :بسم الله عليتس وش صار لتس ...
تعلقت فيه وهي تبكي بهستريا .. ساعدها لتقف وأبعدها عن السلم الذي تجلس عليه وأدخلها للغرفة التي على الجهة الأخرى من السلم ...
أجلسها على السرير وهي مازالت متشبثه فيه لتقول حين عاد يسألها عن سبب بكائها :ماجيت ..جاء العصر وماجيت ...
بتال يفكك يديها ليستطيع رؤية وجهها وهو يحدثها :طيب هدي هدي ... يعني كل هالصياح عشان جاء العصر وماجيت ...ولاشايفة كابوس وقايمة ماتدرين أنتي وينتس فيه ...
جوزاء :نمت وأنت قايل بتجيني العصر وصحيت وأنت ماجيت ....
بتال الذي لم يستوعب سبب بكائها بعد :لاوالله أني جاي على موعدي أنتي اللي راقدة ...
تأملها باكية حزينة مفزوعة ...
والعذر يشابه أعذار تالا الصغيرة ...
لم يقنعه أبداً ...
كانت قد هدأت قليلاً :صار لك حادث صح وش هذا اللي بجبهتك ومدت يدها لتتلمسه :كنت والله كنت حاسه ...
بتال يمسك بيدها ليبعدها عن الجرح :طيب لاتضغطين عليه يعورني ...
جوزاء بندم وشعور بالألم يخنقها :كنت عارفة أنك تصرفني نمت وأنا قلبي ماهو متطمن عشان كذا قمت مفزوعة ...
قالت ليستفزها وتجف دموعها التي تزعجه :اخص عليتس ياأم خيال يعني حتى وأنتي قلبتس ماهو متطمن رقدتي كيف زار النوم عيونتس وأنتي ماتدرين أنا صاحي ولامكسر ولا بين الحياة والموت ..
ولكن خطته لم تنجح فدموعها لم تجف وعادت لتهطل أشد من قبل ...
وطاح على عاتقه أن يهدأها من جديد :بس خلاص يابنت الحلال أمزح معتس ... لاحووول ..
والتفت على الباب الذي طرق سريعاً وفتح ليخبره لافي الذي يحمل الصغير :أنتم تمزحون مادري تبكون وانا بلشان في ولدكم وصفارات الأنذار اللي مشغلها ...
وقف بتال ليستلم خيال منه وهو يشكره :ماقصرت يابو خالد نشيل عيالك ان شاءالله ...
لافي ساخراً :لاتكفى خلو لي عيالي واقضبوا عيالكم ...
وخرج وهو يفكر بالدنيا كيف تدور هل تبكي حقاً جوزاء من أجل بتال ...
حقاً الأنسان لايعرف ماذا تخفي له الحياة ...
بتال وهو يهز خيال بين يديه :ياولد أنت تبكي وأمك تبكي ...شكلي ببكي معكم عشان تكمل ...
لم تستطيع الأمساك بضحكتها التي أفلتت من وسط بكائها ...
قبل أن تقول حين سيطرت على نفسها :ليه أنت تعرف تبكي ...
بتال مستنكراً:اعجبتس هاه ... ايه اعرف بس انتم اخذين دموع الدنيا كلها ماخليتوا لي شيء ..
صمت قليلاً وهو يلاحظ مجاهدتها للسطيرة على نفسها :يالله تجهزي أنا بجلس مع شباب شوي وأدق عليتس عشان نمشي ...
وعاد للمجلس الرجال ...
وصعدت هي لغرفتها ترتب حاجيات خيال لتستعد للذهاب ...
لتدخل عليها والدتها :وش فيتس ...!!!
جوزاء التي سلمت عليها صباحاً :مافيه شيء يمه بس قمت على المغرب وشفت كابوس ...
وضحى بعدم أستحسان :الركادة زينه ...تركدي شوي ...وجلست على طرف السرير :وشلون عرسكم !!!
جوزاء بذهنها المشتت :حلو يعني فيه أشياء عبيطه شوي بس مشى الحال ...
وضحى :وش فيتس تلمين عفوشتس ماأنتي جالسه معي اليوم ...
جوزاء :هاه ...ماأدري تبغين أجلس معك ..
وضحى التي تتلاعب فيها :إذا ماهي من الخاطر لااا ...
جوزاء بأنزعاج تترك مابيدها :يمه وش فيك ...
وضحى السعيدة بأستقرار أبنتها أخيراً وهي ترى اللهفة عليها للعودة للمنزلها ليس كالماضي حين تخرج بوجه متغضن وطلب الطلاق الذي لايسقط عن لسانها :مافيني شي أضحك عليتس ...العيال بيتعشون مرقوق ..
تبغين أحط لتس منه ...
التي شعرت أنها أهملت أمها بأستعجالها للعودة للمنزل :لابس بتقهوى وأسولف معك شوي على بال مايتعشون ...
ماكأنهم يتعشون بدري ...!!!
وضحى وهي تسبقها للنزول :أحسن وقت للعشاء بالشتاء وقت المغرب ...
وهما على القهوة سألتها :هيفاء وينها زوجها جاي وهي ماجت ...
وضحى :زوجها أنا اللي دقيت عليه يجي يتعشى مع العيال ...
لافي جايب لي لحمة حاشي يقول سويلي عليها مرقوق ...
قلت أجل بنحسب أبو حاكم ...وعاد حزتها تذكرت نسيبي الثاني قلت أعزمه ...
حين لاحظت قدمها المتورمة :ياليتس تطاوعيني وتخليني أصبخ لتس عليها ...
جوزاء وهي تدلك قدمها :أصلاً زادت لأني سقت بالطريق مع المسكنات والبخاخ ماحسيت فيها ونسيتها ..يوم نمت رجعت تألمني ماأرتحت بنومي منهاا ..
ومابين أحاديثهم الأعتياديه ...حتى رن هاتفها برقمه يستعجلها للخروج ...حملت خيال وساعدها لافي بحقائبه ...
بالسيارة لاحظت أنه مرهق :لو رجعت البيت وأرتحت ...
بتال وهو يعود بالسيارة قليلاً للخلف قبل أن يخرج بها للطريق :وأنا كيف أرتاح وأنتم مو عندي ...
تأملت السيارة الغريبة عليها لتتذكر ماجرى :وش اللي صار الصباح ...
بتال :كنت أكلمتس عادي واحد جاي طاير وشطفني بس من سرعته صقعت بالرصيف...أخذت لي كم دقيقة دايخ وبعدها صحيت وساعدوني الربع ورحت للمستشفى سوو أشعاتهم وسوولي كم غرزة الظاهر بتشوه جبهتي ...ولا وش قولتس ...
كانت تحدق فيه طوال حديثه وختم عبارته حين سألها عن رأيها ألقى عليها نظرة سريعة مع أبتسامة ..
لتخبره وهي تنظر للأمام :شفت وش قلت لك ..ماصدقتني ...
بتال بعدم فهم :وش قلتي !!!
جوزاء :الحريم اللي يتكلمون عنك عرفت أن عينهم حارة ...
بضحكة عدم تصديق :أنتي صادقة !!!
جوزاء :ولاعندي أي شك أنها عينهم ...
بتال :افا وانا اللي أقول عنتس عاقله ..
بتعصب لرأيها :هذا ماله دخل بالعقل .. أنا أقولك رأيي وأنت حر تصدقه أو ترفضه ...
بتال الذي لاحظ من فتحت نقابها كيف تزينت له ووضعت العديد من المستحضرات وعادت للعدسات الفاتنه عليها :اللحين خلينا من هروج العقل حنا نبي هروج القلب ...اليوم مثلاً بغيت أروح وفيه كلمة من شهور مشتاق أسمعهاااا ماودتس تفرحيني فيها بمناسبة سلامتي ...
بردت أطرافها ...عاد وأشتعل جسدها ...
وزادت خفقاتها ...آه يطلب شيء ليس من السهل التعبير عنه ...
حين طال صمتها :لهدرجة صعبة ...!!!
نفت بسرعة :أصلاً مافهمت وش تتكلم عنه ...
قهقه على نبرتها المرتجفة :طيب خلاص يجيبها الله ... الظاهر بنسحبها منتس سحب ...
جوزاء التي تحت تأثير طلبه ثم أسلوبه المتكبر المتباهي وثقته المفرطة بوجود هذا النوع من المشاعر لديها أتجاهه :يعني أشوفك مرا واثق من وجود مشاعر وكأن الكلمة هي بس اللي باقيه ...
يبدو أن ردها لم يعجبه لأنه صمت ولم يعلق ...
حتى فجأه نظر للمقعد الخلفي حيث يجلس خيال بمقعده :آه ياخيال أنا أحبك وأنتي تجازيني تسذا حتى وأنا راجع من الموت مرتين مارحمتني ...
مغرور متكبر متباهي ... يعجز عن توجيه العبارة لها ...
فيوجها لخيال ..ويطلبها منها مباشرة ...
فقالت بنفس أسلوبه وهي تنظر أيضاً لخيال :خيال ياحبيبي أنت البخيل الطماع ... تبخل فيها ...وتطمع تسمعها ...
بتال بنظرة جانبية لها هذه المره :خيال ياشريان قلبي أنا ماهي أحبك وحده اللي قلتها لك ألف أحبك وبكل مرادفاتها ..كم سمعت من قصيد فيه ألف أحبك لك ماهي لغيرك بس أنت لابس نظارة رمادية ماتشوف حبي ...
والموجات اللي أسمعك فيها حبي أذنك ماتفصحها ....
كانت نظرة عينها متوترة متردده وهي تسمع لأعترافه الأخير ...
بعد أن كانت تكتم أنفاسها فخرج حديثها مع تنهيدة :جرب حظك هالمرة ...
بتال : معشوقتي جري القصايد مواويـل
ليـن الهـواوي يستلـذ بغرامـه*
مع الفجر والعصر وان خيّم الليل
ونوحي ليا من غبت نوح الحمامه
ايه افخري بي ماعشقتي لك خبيل
ويفداك رجل" ماتشيلـه عظامـه*
وليا نشدك منقّـل القـال والقيـل
منهو عشيرك ؟ عرّفينـا مقامـه*
قولي عشيري بينكم كنـه سهيـل
بين النجوم بطلعتـه واعتصامـه*
وانته وربعك مع عشيري قناديـل
ياللـي غنايمكـم بنقـل النمامـه*
وان ضايقك يام الرموش المظاليل
لا تدفني راسـك سـواة النعامـه*
تنومسي بي لعنبو بـارد الحيـل
مايلحقـك بالمـدح فيّـه ملامـه*
قولي عشيري آية العصر والجيل
قرم" ينومس من يحـب القرامـه*
من متعبين الخيل ذباحـة الحيـل
لطامة العايـل فحـول الزعامـه*
فقيـر لكـن نـادر" بالمشاكيـل
واختار درب" غير درب السلامه*
فيّ اعتزي وانا صعوط المهابيـل
ويبشر بيوم(ن)مثل يـوم القيامـه*
نذر" عليّ والنـذر مافيـه تبديـل
ياجارحك مايهتنـي فـي منامـه*
قلته وانـا قـد الليـال المقابيـل
من داس لك جرّه ترانـي كعامـه*
وان كان ماني من خيار الرجاجيل
عطيني*البرقع*ودوك العمامـه !!
حين أنهى قصيدة ..تنهدت بتخمه من مدحه لذاته :واااو صراحة بتال مثل مايقولون أتعبت من يحاول يمدح نفسه بعدك ...
ماعاد عرفت هذا أعتراف بالمشاعر أو تمجيد لذات ...
بتال بأعجاب بثباتها رغم كل محاولاته :والله أنتي اللي أتعبتيني عنيدة بس هين أرجع أقول بتلحنينهااا ...بس وش رايتس بالقصيدة .؟؟؟
جوزاء بصدق ملغم بالمعاني المبطنة :حلوة لأنها منك لو من غيرك قلت هياط عالفاضي ...
××ماني معترفلك بالغلا و أنت غالي خلك كذا ما بين ضامن و شكاك××

****

شيئ واحد لم يستطيع تجاوزه أو الصمت عنه ..جمع كل تحليلاته وتوجه لأول طبيب أخبره أنه غير قادر على الأنجاب ...
وبعد أن قابله ووضع أمامه مايحمل من تحليلات وبالمقابل ورقة تحليل زوجته الحامل ...
فياض وهو متكتف :ممكن تفهمني كيف بعد ماكنت ماأقدر أجيب عيال ..المرة حامل ...
الدكتور مستند على ظهر مقعدة وويعبث بقلمه :ماشاءالله مبروك الله يتمم لكم على خير ويقوملك المدام بالسلام ..
فياض بنظرة حادة مقرره :طيب أشرحلي فهمني ليه أنا اللي ماأقدر أجيب عيال ومافيني خلفه مرتي حامل ...
الدكتور منزعج فهو لايحب هذا النوع من المراجعين الذي يعود ليحاجه بتحاليل سابقة وماذا حدث بذالك :هذا من فضل الله ...لاأنت أول واحد ولابتكون آخر واحد
...أنا عملت لك فحوصات كانت نتائجها أنك غير قادر على الأنجاب ...ولو أسوي لك اللحين بلقى أنك قادر ...
هذا الله وحده اللي قادر عليه ..
بس يوم تسألني أقول لك حسب المعطيات اللي عندي أنا ماأقدر أعالجك بس الله سبحانه قادر على كل شيء..
كان يعي أنه سيقول مايشابه هذا الحديث ولكن كان عليه مواجهته حتى يطفيء بعض غضبه :سبحان الله ماكان هذا كلامك يوم أني جاي أحلل عندك كنت تقول بناء على النتايج اللي أشوفها قدامي أنت عقيم ...
الدكتور :الله أكرمك بدال ماتشكر الله جاي تحاسبني ..!!!
أنت جيت تحلل عندي وأنا كنت صريح معك ...
فياض وهو يسحب ملفاته :ايه رقع لنفسك رقع ..
لافائدة من محاولة وضع الطبيب كشماعة يلقي عليه خطأ ثقته بأشواق ..
بضيقه ومواجعه توجه لأجتماع رفاقة الأسبوعي ...
كان يجلس وسطهم بفكر ساهي باله مشغول لايستطيع حتى التركيز على أحاديثهم ...
حتى جلس قربه أحدهم وهو يربت على ركبته :وين يابوعقاب ولاأنت هنيا ياولد والله حالك ماهو عاجبني هالأيام حتى قصيدك صاير يوجع القلب عسى ماشر ...
حينها سمع أحد المحيطين فيهم هذا الموضوع قاله وهو يتوقف عن لعب البلوت ويلتفت إليهم :إلا ليه مارديت علي يوم أجاريك والله ياولد ماتشيك أبد ترمي وتمشي ...
فياض ساخراً على أستغلال البقية لأنشغاله اللحضي وأقصائه من اللعبة :أقول خل الخرابيط عنك أغلبوك العيال ...
رمى الورق معترضاً :يالغشاشين والله أنكم ورعان ولاكنكم رياجيل وعيالكم طولكم ...
وجاء لينضم للأثنين :اقولك يوم تغرد ليه ماترجع تشيك كل شوي راد عليك وتسحب علي ولاترد ...
فياض يشير بيده علامة عدم الأهتمام :والله أنها هواجيس وسجات تجي لحضتها وأنزلها وبعدها ماعاد أسأل فيها ..
الصديق بأعتراض :لاا لازم ترجع تشوف ردودي عليك وبتعرف أني شاعر مخضرم ...
أنتهى الخوض بهذا الموضوع عند هذه النقطة وخاضوا بموضوع آخر ..
حتى لاحقاً حين أستلقى بسريره وأستعصى عليه النوم ...
تذكر حديث صاحبه وذهب يبحث عن الرد الذي تركه له تحت تغريدته ...
فتح عينيه متعجباً لم يكن ينتبه لعدد الردود وكثرتها حتى بحث وسطها عن رد صاحبة ...
هاهو هنا ...قرأ ماكتبه من بيت شعري محاولاً مجارات أبياته ..
فرد عليه مشيداً ..
وبسبب الملل قرأ بعض الردود ...
وأستوقفه أحدها .. هنا شخص يعاني
ويبدو أن أبياته فتحت عليه الجروح ...
لاتجزع ياصاحبي جميعنا نعاني ..ولكن لماذا هذا الصاحب إمراءة...
فقط ضغط على حسابه ..
ليجد أمامه الأسم الذي جعله يعتقد أنه عقله يخادعه ...
*أم وسام لأعمال الكروشية *
أم وسام ...هو يعرف أم وسام واحدة وبالصدفة يرد عليه حساب يحمل هذا الأسم ويبيع أعمال الكروشية ومقره المدينة .!!!!!!!!
ولماذا أم وسام سترد عليه ...
أنها هيَ بالتأكيد هيَ ..وأعتدل بجلسته ... وعاد يقرأ الأبيات حرف حرف
*من باعني بعته ولو كان غالي..و ما همني لو مات قلت بحريقه
اللي نزل قدره بعد قدر عالي...خله على نزلتْه يِكمل طريقه*
يامتطفلة وهل وجهت الأبيات لك ...
وماذا بعتي وهل تمتلكيني لتبيعيني ...
هذه أفكاره ولكن يديه كانت تكتب رد عليها ببيت شعري شهير : لا تسألوني ليه أنا عاشق خزامى مستهام .؟..
تردد عاد يفكر سيحذفه ...
ولكنه أغلق الهاتف وحذفه بعيداً عنه ..
هو قد حلف لو جائته لن يتركها هذه المره ...
هي من خطت إليه .. ملاحقته بالتطبيقات هي شبيهة بالعودة لرياض فهي عودة لحياته أيضاً ...
خمسة أيام مرت ولم يجد منها أي رد...
عاد ليبحث عن حسابها الذي كان يطلع على تغريداتها خلاله .. ولم يجده ...
فقط حساب والدتها ومن الواضح أن رضا هي من تستخدمه ..
كانت لديه بحساب السناب فتح التطبيق الذي لم يفتحه من شهور ولم يجدها هناك ...
كان قد حذف رقمها ...فسجله لأنه يحفظ ...وذهب ليبحث عنها بالتطبيق الواتس اب ولم يجدها ...هل حظرته من كل التطبيقات ...
أغلق هاتفه بعد أن يأس من إيجاد طريق لها ...
وهو يقول لو كان الله يريد لهما أن يجتمعا لأستطاع الوصول إليها ..
اليوم الآخر وهو في علمه ... رن هاتفه برقم وكان الأسم الذي ظهر على الشاشه الأستشاري ...
أي أستشاري أحتفظ برقمه مر بالكثيرين بالفترة الأخيرة ...
أستقبل المكالمة بعدم أرتياحية ..
على الطرف الآخر عرف عن نفسه وحين لم يستوعب علاقته فيه وضح له :أنت ولي أمر خزام أمين ..مسجل عندي أنك زوجها !!!
فياض الذي أستحضر ذهنه بالكامل وفهم أي أستشاري المعني هنااا :ايه وصلت خير ..عسى ماشر ...
شك كبير وتوتر أستوطنا قلبه ..
الأستشاري :مريضتنا خزام كان عندها تحاليل قبل عدة أسابيع لكن ماجت عشان نناقش الوضع بعد ظهور النتيجة .. أتصلنا بالرقم اللي عندنا وماتلقينا رد ... كان تقول أنها أنتقلت للجنوب وصعب عليها تجي عشان المواعيد ... مو كنا متفقين من قبل أن العلاج يعتمد على الألتزام بالحمية ... وش اللي صار ...
فياض الذي ذهنه يدور بدوامه من عدم الفهم :أنت اللحين متصل عشان تفزعني ... وش صاير ..؟؟
استشاري لايحب نقل الأخبار السيئة من خلال الهاتف ولكن هو مضطر :النتايج ماتبشر أبداً بخير ... أنا حذرتك ..عدم الألتزام بالحمية بيكون ضرره شديد .. ماأبغى أقلقك لكن السرطان قد تكون المرحلة المقبلة ...!!!
لم يستطيع تحمل مايقوله أخبره على عجل وهو ينهي المكالمه :أنا جايك وأشرحلي مباشرة ...
أنتظره الأستشاري في مكتبه حتى وقت متأخر مساءً
وحين جاء لم يعجبه مايسمع أبداً ...
خرج من عنده وهو يعاني من ضيق شديد ويشعر أنه داخل بمعمعة غير قادر على الخروج منها ..
أتصل في هاتف والدتها لينقل لها كلام الأستشاري ولكنها لم تكن ترد عليه وبعدها بدأ الهاتف يظهر كخارج الخدمة يبدو أنها ترفض تلقي أي مكالمه منه ...
وسام أيضاً لم يرد على رقمه ...
أرسل لأسماء يطلب منها رقم خزام ...فردت عليه بدون أي أسئلة أنها لاتمتلك أي رقم فهي لاتستخدم هاتف حالياً ...
لم يقتنع بردها ..فحين واجه ليلى صباح اليوم التالي وكان يوم جمعه ..
كان يحتسي القهوة مع والدته قبل التوجه للصلاة ...
ماأن جلست وقبل أن تمد يدها على القهوة لتصب لنفسها منها طلب منها مباشرة :عندتس رقم خزام الجديد أرسليه لي ...
ليلى بعدم تصديق :وأنت وش تبي برقمها ...
فياض :مالتس شغل إذا عندتس عطيني ماعندتس روقينااا ...
ليلى تصب لنفسها من القهوة :مالي عهد فيها حتى .. آخر مره يوم العزاء أرسلت أعزيها بعدها مالي علاقة فيها ...
خويتها أسماء أكيد عندها اللي تبغى ...
فياض بأنزعاج :تصدقين كيف فاتتني هذي ..
عرفت أنه يسخر منها فلم تهتم ...أنزعاجها الأشد يكمن بمطلبه الأساسي ...
ولكنها عادت تقول :دوره عند صديقتها الجديدة جوزاء ...
فياض :وأنا كيف أدوره عندها !!! ..أنتي أطلبيه منها ...
رغم عدم معرفتها بسبب طلبه الرقم لكنها أرسلت للجوزاء تطلبه منها فردت تلك :ماترد على جوالها ولا هو نفسه ماتغير ...
ليلى :تقولك رقمها نفسه بس ماترد عليه ...
وقالت متشفيه بجوزاء وأسماء :أكيد لقت لها صديقات من المدينة وسحبت عليهن ..ليتحول الحديث إليه :هي سحبت على زوجها أول مادخل السجن ماتسحب على صديقاتها ...
كان يستمع بملل :ترى اللي طلبته رقم ماهو رايتس ..ورايتس أحتفظي فيه لنفستس ..
وخرج بتجهمه ذاك ..
لتقول بذعر :وش فيه ذا يصرخ علي طير قلبي وش مسويه أنا ...
شعاع بحزن :أنتي ماتتركين أحد في حاله ..البنية حالها ماهو زين دكتورهاا يقول تحاليلها متردية ويمكن يجيها السرطان ..وأنتي لسانتس هذا طوله ...
ليلى :اووه ..وهذا اللي مزعله ..بعد وش يبي برقمها بيدق يقول ترى فيتس سرطان ...صدق مايعرف يتصرف ..كان دق على أمها ..
شعاع :ماترد عليه ... قلت أكلمها أنا بس هو أدرى باللي بيقوله أنا وش عرفني بهالأمور ...
ليلى :لا يمه لاتدقين ولالك شغل هو يدبر عمره ...
صمتتا الأثنتان شعاع مشغول بالها فيما سمعت من فياض عن حالة خزام المسكينة المتردية ...
وليلى تفكر كيف تطرح السؤال الذي يدرو في بالها على والدتها :يمه محد اتصل فيك !!!
شعاع :وأنتي كل يوم بتسأليني هالسؤال ..لا لحد أتصل ولاشيء ...
صمتت ليلى وهي حاقدة عليه .يتواصل معها ويطلب منها تحديد موعد العرس ليتها لم تتجاوب معه ...لقد أعطته موعد معين ومن المفترض أن تتواصل عائلته مع أمها ..ولكن لايوجد أي اتصال منهم رغم مرور وقت كافي ..

××ليتني أعرف ظروفه وتفكيره كان وده جيتي جيت له عاني المكابر بالهوى صعب تفسيره بين ابيه وبين كيفه ولا جاني××

*****
يوم أمس أنتقلوا لشقتهم أخيراً .. لم يستطيعوا توفير جميع الأثاث
وماحصلوا عليه كان من سوق الأثاث المستعمل ...
ولكنه كافي لهم هذه الفترة ...
كان الجميع مرهق بعد صلاة العشاء ويخططون لتناول وجبة عشاء خفيفة ويخلدون إلى النوم ...
ولكن رنين الجرس المزعج قض مضاجعهم ...
رضا المستلقية بأرهاق :بلقيس شوفي من عند الباب ...
بلقيس الذي وقع على عاتقها تحضير العشاء فهي أقل من عمل اليوم توجهت للباب وهي تقول :من بيكون أكيد وسام ناسي حاجه ورجع يأخذها ..
ولكن رضا حذرتها :أسألي قبل ماتفتحي ...
رغم عدم أعجابها بطلب والدتها ولكنها سألت قبل فتح الباب :مين ؟؟
على الطرف الآخر شعر بالراحة أنه لم يخطأ العنوان :أنا فياض أفتحي !!!
هل هذا كابوس هل نامت وبدأت ترى المنامات السيئة رغم صدمتها وأنزعاجها الشديد ولكن كان لديه القدرة على الرد :غلطان مانعرف أحد بهالأسم ...
حين صمت ولم يرد أعتقدت أنه صدق ماقالت ورحل ..
فعادت للمطبخ سعيدة بأنجازها وهي تخبر والدتها :ناس غلطانين بالجيران أتوقع ...
ولكن الجرس عاود الرنين لم تخرج من المطبخ رغم ندائات والدتها المستمرة لها ...
لتتوجه رضا أخيراً بيأس لفتح الباب ...وسألت قبلها :مين ...
بلهجة ملل وتصبر :أنا فياض بن عقاب أفتحوا الباب ..
حوقلت رضا لتضع حجاب على رأسها قبل أن تفتح الباب ...
تتمنى لو بأستطاعتها تجاهله كما حظرت رقمه على الجوال ..
لأجل والديه فقط فتحت الباب وأدخلته :تفضل ...
وأردفت وهي تترك له المجال ليدخل وبيدها تشير للمجلس الذي لايفصله عن الباب إلى ممر عرضة متر :من هنا ياخويه ...
فياض بتهكم من أسلوبها غير المرحب حتى لم تمد يدها لتصافحه كما كانت تفعل بعد أن اصبح زوج ابنتها :معليش ياأم وسام سامحينا لو أنكم تردون على تلفوناتكم كان عفيتوا أنفسكم من هالزيارة الثقيلة ...
قبل أن يقول بعد أن أستقر أخيراً بالمجلس :منزل مبارك ..
أخذت عنوانكم من سلطان ...
منذ عرف عن نفسه خلف الباب كان تعلم من أين حصل على العنوان
فهي قد طلبت من شعاع أن يساعدها سلطان الذي لديه خبره عريقة بالxxxx فهو من يبني المنازل والمنشائت لبيعها ..
فأرسل أحد معارفة بالمدينة ليتفحص الشقة قبل أن يشتروها ...
فأصبح العنوان لديه ..
حين لم يجد رد منها وهي من تجلس على المقعد المقابل في المجلس الصغير :وسام وينه ... كنت أحسبه أعقلكم ..
فهمت أنه حاول التواصل مع وسام أيضاً ولم يرد عليه ...
رضا :تعب معانا طول اليوم واللحين طلع يذاكر مع أصحابه ...
فياض وهو ينظر لساعة يده :ومتى بيرجع ان شاءالله ..عمارتكم بابها مفتوح دفيته ودخلت ..؟؟كيف تأمنين على بناتس في مكان تسذا ...
تحوقل بصوت مسموع له :ماأنت قلتها بناتي .. يعني أنا أعرف فاللي فيه مصلحتهم ...
فياض :وش فيتس ياأم وسام كل هذا عشان أنفصلنا أنا وبنتس العرب الرجال يطلق بنتهم ويجوزونه الثانية ...
رضا التي لاتصدق وقاحته ردت بنفور واضح من فحوى جملته :بس أنا ماني عربية ياولد الشيخ ..
فياض وهو يعبث بسحبته :ايه هذي عاد راحت عني ...
ولتلطف الجو قليلاً قالت :أدخل اجيب القهوة ...
وتركته ورائها ...
بعد يوم من العمل والترتيب في المنزل الجديد ...دخلت لتستحم قبل أن تتناول طعام خفيف وتنام ... وربما لن تتناوله فمعدتها متعكرة جداً بالفترة الأخيرة ...
كانت تخرج من الحمام مازالت الفوطة على رأسها وبروب الحمام ....حين سمعت صوت رجالي له صدى ..من القسم الذي في مقدمة شقتهم الصغيرة ...
سألت بلقيس التي تجلس على التلفاز بالصالة وأمامها صينية العشاء :من اللي جاء ..
بلقيس تهرب من نظراتها وقالت :ماأدري ماما اللي فتحت الباب بعدين سمعت صوت رجال ...
ولم تكد تنهي جملتها حتى أطلت عليهما رضا من القسم الآخر فقط نظرة غير راضية وتوجهت للمطبخ ...
خزام بشك :ايش اللي صار اللحين ...
تجاهلت تصرف والدتها الغريب ودخلت غرفتها لترتدي بجامتها وتجفف شعرها ..
من جهتها رضا لم تأخذ وقت طويل بأعداد القهوة لتسمع مالديه وتصرفه سريعاً ...بلقيس بالتأكيد عرفت عنه ..لكن خزام لاتعلم ربما لاتعلم بعد ..
حين عادت إليه كان يجلس كما تركتها غير أنه متكتف الآن ورأسه يميل على طرف مقعدة وعينية مغلقة ...
هل نام ..؟هل جاء لينام في منزلها ...بقت واقفة أمام الباب فكرت أن تدخل وتضع الصينية بقوة على الطاولة ويستيقظ ..
ولكن باللحضة الأخيرة تراجعت وهي تتذكر جميل شعاع الأخير معها ...
حاولت أثارة فوضى بسيطة وتحركت كثيراً تخرج وتدخل .. حتى لو كان نومه خفيف يستيقظ ليشرب قهوته ويقول ماعنده ويرحل ولكن كان نائم فعلاً ...
عادت أدراجها إلى الصالة ...
ووجهت حديثها لبلقيس :بنت ياخايبة أنا عارفه ايش اللي عملتيه ... عطيني لحافك الجديد ...
بلقيس التي لم تفكر كثيراً ركضت للغرفة وألتفت بلحافها الجديد ...
فحين دخلت أمها قالت بكل لؤم :أكيد ماراح تعطيه لرجال بعد ماتغطيت فيه ...
رضا بقت واقفة بنظرة محتارة مابين خزام التي تجفف شعرها ولحاف الذي مازال بغلافه ..وربح كرم الضيافة أخيراً عليها ...
فتحت اللحاف وعادت فيه للمجلس ...
وخزام مازالت غافلة عمايجري ...
حين فرغت من تجفيف شعرها كان مشغوله بتسريحة ..
وعلى وجهها علامة الأنزعاج ..
بلقيس :ايش فيك لسى شعرك يتساقط ...
خزام بتبرم :لاا بس خلص السيروم اللي أحطه عليه كيف بشتري جديد ...
بلقيس :عادي خذي من الرخيص مو لازم ماركة مكسرة الدنيا ...
وحين عادت خزام لشعرها خرجت هي لتجد والدتها بالصالة تتناول العشاء الذي أعدته ...
بلقيس وهي تهمس بصوت منخفض حتى لاتسمعها خزام :هذا مايستحي على وجهه كيف ينام عندنا ..
رضا بنظرة عدم أعجاب لأسلوبها :وهو أنا اللي عزمته ينام عندنا ...طلعت أجيب القهوة رجعت حصلته نايم ..
بلقيس :ليه دخلتيه من الأساس ..
بلهجة عتب وبخة أبنتها:لو رحتي لبيت الشيخ بيوقفونك عند الباب أو يدخلونك!!!!
حين صمتت بلقيس ...
تنهدت بأرهاق :أنا مايهمني هو أحترامي لأهله بس ...
بلقيس :طيب خزام ..ايش حنقولها ..
رضا :نقولها الحقيقة ...
خزام التي خرجت بعد ان شعرت بغرابة تصرفاتهم :حقيقة أيش ...
بلقيس أنسحبت ..
رضا :فيه رجال بالمجلس لاتروحي هنااك ..ولحافك عطيته إياه ..خلاص بكرة أنا أجيب لك واحد جديد ..وهذا خليه للضيوف ...
خزام بذهول :أمي رجال نايم !!!! وحتى وسام ماهو فيه ..كيف تدخلي رجال ينام عندناااا ...
تتظاهر بأن الأمر طبيعي :ماهو غريب .. من عيال الشيخ ...
ملامح الذهول بدت تتبدل على وجهها إلى عدم التصديق ...وهي تعي جيداً أن حتى أبناء الشيخ لن يتجرأ أي منهم لزيارتهم فكيف بالمبيت عندهم إلا شخص واحد أشتهر بعدم الحياء وديدنه الوقاحة :تقصديه صح ...هو ... فياض !!!!!
وحين لم تعطي والدتها أي ردة فعل ..قالت بأنفعال :نكد علينا حياتنا بالرياض ولاحقنا هنااااا ... من جد إذا لم تستح فاأفعل ماشئت ....
رضا :قصري صوتك أنا دخلته وضيفته عشان أهله موعشانه هو لاتفضحيني فيهم ...
خزام بجنون :ايش يبغى منجد وقح قليل حياا أكررررههه ...
ودخلت لغرفتها بأنفعالها ذاك ...
رضا تعود لطعام وبالها مشغول هل أخطأت حين أدخلته !!! ...
....
حضيَ بنوم عميق مريح ...كأنه في أعماق الأرض من شدة السكون والراحة التي شعر بها ...
استيقظ على صوت أذان والدنيا تغط بالظلام من حوله ...
أحتاج لبرهة حتى يستوعب أين ينام وأنه بعيد جداً عن منزله ...
فياض وهو يزيح اللحاف الذي وضعته من حوله ...وعدله وهو نائم وألتف فيه :ماشاءالله مغطيتني بعد لا شكل فيه أمل ترضى علي ...
لقد نام على المقعد القديم ...الذي يبدو قد أستعمل كثيراً قبل أن يباع ..ليقع تحت يد رضا التي أشترته نظفته كما لم يحظى بتنظيف من قبل فرائحة المنظفات تفوح منه ...
رغم كل هذا نام براحة يفتقدها جداً في الفترة الماضية ...
تمطى بكسل وبحث عن الحمام الذي بالتأكيد سيكون قرب المجلس وفعلاً وجده هناك ..
خرج متوظأً .. يعي جيداً أنه لو خرج لن يفتح له الباب مرة أخرى ...
لذا صلى بالمجلس ...
حين فرغ دخلت عليه رضا بالقهوة وطعام الأفطار ..
فكر أنها لم تنام الليل تنتظره أن يستيقظ لتعطيه قهوته وتصرفه ..
أخذ راحته وهو يتناول طعام الأفطار ويشرب قهوته ...
وعاد ليسأل :وسام وينه ماله شوف ...
رضا:وسام مارجع أكيد جاه النوم وبات عند صاحبه أنه محذرته مايجي آخر الليل لوحده ...
فياض بعدم أستحسان :يعني خفتي على الولد وماخفتي على بناتس ...
لم ترد عليه ونظرات عينيها تناول ماأمامك وأغرب عن وجهي ...
أكتفى من الطعام وأخبرها :دكتور خزام أتصل علي هي مسويه تحليلات قبل فترة بالرياض وماأخذت نتيجتها ...
رضا الذي بدى عليها الأهتمام أخيراً :ايوه وايش يقول ..
فياض :برايتس وش بيقول ؟!!!! بنتس عندتس أنتي قوليلي وش تشوفين عليها ...
رضا بذعر :يعني ايش ...
فياض بصراحة جارحة :يقول لو ماحافظت على حميتها المرحلة الجاية السرطان ...!!!
رضا وهي تربت على صدرها بصدمة :سرطان ...
شعر أنه أخطأ بعرض الأمر بهذة الطريقة :لو أقولتس لو يعني ان شاءالله ماهي واصلة هالمرحلة ...
رضا وهي تضع يدها على رأسها بأسى :بنتي حتروح مني ياربي لاتحرمني منها هي بعد ...
كان حديثها مزعج ومؤذي له ولكنه صمت أحتراماً أنها أمها ولن يحبها أحد أكثر منها ...
وحين أخذت فرصتها بأستيعاب ماقاله .. عادت تسأله :طيب أيش نعمل دكتورها وصى بحاجة ...
فياض عاد يملي حرفياً ماقاله الطبيب :الحمية ثم الحمية ثم الحمية ...دائها ودوائها باللي يدخل لمعدتها ...لايغرها سكون جسدها الفترة اللي مضت ...بسبب الأدوية لكن ماراح يطول الموضوع ويبدأ يشن حرب جديدة وبتكون نهايتها ماهي مرضية أبداً ..
صمت قليلاً وأردف :والوضع النفسي مهم بالنسبة لها ...وعلى الطاري الوضع النفسي ...
وقف :أستئذن كاتم على أنفاسكم من البارحة ...يالله إذا أحتجتوا شي رقمي عندكم ماغيرته ...
بماأن المجلس بقسم منفرد خرج مباشرة لم يطلب أن ترى لها طريق ..
فلمح دخول شخص ما يعرفه جيداً لداخل ..لقد لمح جزء بسيط منها ولكن يعي جيداً أنها هي ...
فعاد يقول مكرراً :ماتغير رقمي ياأم وسام لابغيتي شي لاترددين ..
رضا التي أعتقدت أن الحديث فعلاً موجه لها :ماتقصر ياولد الشيخ والله يجزاك خير تعنيت عشان تبلغنا هالأخبار وأحنا ماردينا عليك ...
حين أغلقت الباب خلفه ..دخلت للقسم الداخلي لتجد خزام جالسه وتهز قدمها بتوتر ...

××مـن عرفتك وعقلي منشغل فيك
واللي خلقني مالي خاطر بغيرك!××

****

كانت قد أستيقظت بعد نوم غير مريح وأرتدت ملابسها وتزينت وكأنها ستخرج أمامه وحين لاحظت أن مظهرها مبالغ فيه ..
عادت وأرتدت ملابس بيتيه وخففت من زينتها حتى أصبحت أقل تألق ولكن العطر لم تستطيع التخلص منه فقد علق بجسدها وشعرها ...
من رائحة القهوة علمت أنه مستيقظ ووالدتها أعدت له القهوة والأفطار ...فلم تستطيع البقاء بمكانها كان عليها أن تستمع لما يجري بينهما ... تريد أن تفهم سبب قدومه ...وشعور غريب غير مألوف يستوطنها كيف يكون قريب منها ولاتظهر أمامه ..
كان صوته غير واضح ولكن نبرته المألوفة وقت الصباح حين يكون الحديث ملتوي على لسانة وكأنه مجبر عليه ...
لم تستطيع فهم أي كلمة ... فجأة سمعت خطواته على الأرض أنسحبت للداخل ودقات قلبها سريعة بفعل المفاجئة كيف خرج دون مقدمات ...
كان تجاهد مع أنفاسها خلف الباب حين سمعته يطلب من والدتها أن تتصل به على نفس رقمه السابق الذي لم يغيره ...
هل يسخر منهم ....
لديها شعور أن الحديث لم يكن موجه لوالدتها ..
مع ذالك كبحت أفكارها وخفقات قلبها الحمقاء التي تدخل بسباق مع أنفاسها بين لحضة وأخرى منذ عرفت بوجوده بالقرب منها ...
سألتها رضا :كنتي تتنصتي علينا !!!
خزام بنفي مباشر :لا ايش ميته عليه عشان اتنصت عليكم ..
رضا بزفرة ضيق وهي تجلس :ريحة عطرك تعجعج بالممر يعني لازم منه على هالصباح ..
خزام تشم ملابسها مباشرة :أمي تمزحي معاي صح ...
رضا :أفطرتي ..
خزام بفتور و:لالسى صحيت ..ماعندي شهية أكل ..ايش يبغى ...
رضا :يعني ماسمعتي ..
خزام بندم أنها كشفت نفسها أمامه ولم تستفيد من تنصتها شيء إلا الفضيحة :ماسمعت شيء كنتم تتكلمون أصلاً ...
رضا بتردد وهي قررت أن لاتظهر لها حقيقة الوضع حتى لاتتأثر نفسيتها :دكتورك أتصل عليه ... لأنك مارجعتي بعد التحليل .. ويقول لازم تلتزمي بالحمية حالتك أحسن بس تلتزمي فيها بترتاحين أكثر عشان ماتنتكس حالتك بعد مالحمدلله صرتي طيبة ...
بعدم أقتناع :يعني منجد جاي عشان هالموضوع ..
لوقالت نعم فيعني أن الأمر غير هذا فقالت بكذبة بيضاء :لاا عنده أشغال هنا ومر يبلغنا بتواصل الطبيب معه ...عشان ماردينا على تلفوناته ..

×× هات الوصال اللي يبل عروق الورد لا طال الضمى .. يذبل وش تستفيد إليا قتلني الشوق؟ والشوق من كثر الجفا .. يقتل ××


***

قضوا باقي يومهم بشكل روتيني ..هي تساعد أمها بأعمال المنزل ...
بلقيس تحل واجبتها وتستذكر دروسها استعداداً للغد ...
ووسام نائم منتصف الوقت ..والباقي خرج لينجز بعض الأمور للمنزل ...
حتى رن هاتف أمها برقم غريب أخبرها أنه مندوب لأحد التطيبقات ..يحمل بعض الحاجيات لها ...
وحين أستقبلوه ....
اجتمعوا بالممر في مقدمة الشقة الذي صفة فيه المندوب الحاجيات ...
بلقيس وهي تكشف الكرتون :هذي لحمة خروف ...آه كمان الراس ماتخصلوا منه...آه ذبيحة كامله عشانا .. وماتغير فينا حاجة ...
رجعنا مثل ماكنا ...
رضا التي تفتش الحاجيات ..وقفت أمام السناكات الصحية ونظرت للخزام :هذا أتوقع ليكي ...
خزام بنظرة عدم رضا :ليه نأخذ أغراض منه طلعيها للمحتاجين ...
وحين رأت الجميع غير متفق معها :بلقيس خذي الحاجات هذي ماراح أكلها ...
حملت بلقيس الكرتون ببهجة ...
رضا :طيب ساعديني نرتب أغراض بالمطبخ ..
خزام بتعنت :لااا بروح أنام ...
ودخلت لغرفتها المشتركة مع بلقيس وهي تأمرها :خليكي بالصالة بنااام ...
حملت بلقيس الكرتون وبدأت تفتح وتبحث داخله :الله كلها غالية بس أكيد طعمها مو قد كذا عضوية ومنزوعة منها حاجات كثير ...
رضا بأنزعاج من المطبخ :تعالي ساعديني رتب الحاجيات بدل ماجالسة تهرجي نفسك ..
بلقيس التي أستوقفها أمر ما حملت أحد ألواح الحلوى وقرأت المكتوب عليه ...
كتمت ضحكتهااا ... سخيف ...تافه ...كماالمراهقين ...
ومزقت الغلاف وأخذت تتلذذ بالحلوى داخله ....
وبعد أن أنهت مجموعة منها توجهت لوالدتها بالمطبخ
وسألتها وهي ترفع نفسها لتجلس على حافة الدولاب :أمي تتوقعين حركات فياض يبغى يرجع خزام ...
رضا المنشغلة بالترتيب ألتفتت عليها بحدة :لاتقولي كلام ماحصل لاتسمعك أختك وتبني أحلام عالفاضي ..
بشهقة أستنكار هل يوجد أفكار لديهم للعودة :تبني أحلام !!!! مو هي اللي طلبت الطلاق ...ماما ايش فيكم جنيتوا نسيتو كل شيء عشان خروف وشوية مقاضي لثلاجة ..
رضا وهي تضرب قدمها المتأرجحة بعصا المكنسة:ماما ماما ..!!! رجعتي نونو ... بطلي تلقطي هرجة غيرك ...
وأنزلي ساعديني وكلام الكبار لاتحشري نفسك فيه ...
قاطعهم دخول وسام الحانق ...ترك الأشياء الذي أحضرها لهم ...
بتعجب من وجهه العابس :خير ياولدي فيه حاجه مضايقتك ..؟؟
وسام بتأفف :أمي هذا ايش جايبه لنااا ..تدرين أنه مية مرة متصل عليه وعطلني عن أشغالي وبالأخير يقول تعال مشيني بالمدينة على أساس أنا لي ستين سنه فيهااا ...
رضا :معليش ياأمي موعشانه ...عشان عمك عقاب عمره ماقصر معانااا ..وعشان ابوك الله يرحمه ...
وسام وهو يلتفت ليتأكد من عدم وجودها :بالعربي هو جاي ايش يبغى كلمك بحاجة ...!!!
قاطعته بلقيس ساخرة :واضحه ياماما ولا من متى عطاك وجه ويبغاك تمشيه اللحين له حاجه عندك بعد ماصرت ولي الأمر ياولي أمرنااا وصرت ينحط لك قدر ...
رضا بفورة غضب :بنت روحي من وجهــــــــي ...
غادرت بلقيس دون أدنى شعور بالذنب ..
توجهت للغرفتها المشتركة مع خزام طرقت الباب وطال أنتظارها
حتى حين تنازلت أخيراً خزام وفتحته ...
لوحت أمامها بقطعة شكولاته من التي أحضرها وقالت :تارك لك رسالة يقول كلمينــــــي ...بتكلمينه ..
لو منك أقطع الورقة وأصورها وأرسلها له ...

××كل ما شفتك أرجع أحبك من جديد وين النهاية وأنا كل يوم أرجع ابتديك××
تراجعت للداخل بكل هدوء وهي تقول :وليه أراسله من الأساس .. من هو أصلاً ..تخيلي بعد كل تعبي أني أنفصل عنه ..وأعلمه قدره .. وأفوز عليه واحد صفر بطلاقي منه بالسجن أرجع أتواصل معاااه ..
بلقيس بأنبهار :والله معكِ حق حركة طفولية ...بتكون من مستوى حركته السخيفة طنشيه ..
خزام :أنا قلت له فارررق على طريقتي بس شكل عقله ماأستوعبها خليه يعيش حياته بأمل أني ممكن أشفق عليه وأفكر فيه ..
بلقيس التي بدأت بالشك فأسلوب خزام مثير للريبة من تحدث عن الشفقة فجأة كنا بالأنتصار والندية :أنا أقول نرجع لفااارق على طريقتك ونوقف هناااك ..
وقالت منهية الموضوع :شفتي صاحبة ماما الجديدة ...عندها ولد شااب من أول مالمحتك يوم الجمعه بالمسجد وهي حاطة عينها عليك ...ولدهاا وسيم ودكتور ...صح مو سعوديين بس وش يعني كلنا مسلمين وهذا أهم شيء ...
بنبرة ساخرة رددت :دكتور ...أكثر شيء أكرهه فالدنيا الأطباء ... بعدين ماعندي نيه أتزوج أصلاً ...

××خلوه يراقبني .. و يحتار فيني
يالله عساني طول الايام همه××


****

كان بأتصالاته يطلب منه أن يقوم هو بمهمة تعريفه على المنطقة ...لكن بالواقع أستدعاه لمحل قهوة شعبية تقدم فيها الشيشة ...ويتناولها هناك ورغم كل تصرفات المتململة ...
فياض لم يعرها أي أهتمام ...وضل يتحدث عن أمور عشوائية لامعنى لهاااا ..وهو مستمع متملل ...
قبل أن يتوقف عن مايفعل ويحدثه بنبرة جديه :شوف ياأبو أمين .. الوضع كالآتي .. أنا رجال محسود ..مسحور ...
هالبلاوي لعبت فيني ...وفرقت بيني وبين أهلي ..
وحين لاحظ الحيرة على وجه وسام :مرتي ..فرقت بيني وبين مرتي ولا أنا تعرفنــي شاريهااا ..من أول واللحين ..وش قلت ...
وسام بوجه مكفهر :أقول بأيش ...
فياض يحافظ على أعصابه :جوزني أختك !!!!
عض شفته بغيض ثم تحرك بمكانه بضيق قبل أن يقول :جربتوا مره وماتوفقتوا .. شوف نصيبك بعيد عنهااا ..
يهز قدم برتابه لقد توقع رد مشابه :بس أنا ابيها هي مرتي ..الأمور ماهي بهالبساطة أنت توك صغير لاكبرت وتجوزت تدري أن مرتك ماهو سهل تغيرهااا ...
أراد أن يخبره أن مثله قادر على تغير أهله حتى ..ولكن فضل أن ينهي هذا الأمر بأحترام :تتعود ان شاءالله ...أنت لاتشد على نفسك وبتكتشف أن الحريم كلهم واحد ....
كان يتحدث معه بنفس أسلوبه ... ماكر ... يذكره ببعض مكرها..
فياض منهياً المفاوضة :ماراح أقول بسوي لها وأحط لها لأن هالأمور ماعادت بينااا ... إذا يقنعها أحد لها بالعقد شرط ماتزوج عليها حطيت ...
كان يود أن يعطيه الرأي الأخير وينسف هذا الأمر من بدايته ..
ولكن حين يتذكر دموعها بعد طلاقها وهي تخبره أنها تبكي لأنها تحبه يجعله يتردد ويفكر بعرض الأمر عليها ...

لاتنظر لي بعينيك هذه لاتفقدني الأمل بعباراتك الجافة ..
ياطفل أنا أجاريك فقط لأنك الرجل الوحيد في حياتها وإلا لما تجرأت بوضع عينك في عيني ..
حرك كأسة الشاي بين أصبعية قبل أن يشرب السائل الداكن شديد الحلاوة بجرعة واحدة ...ويقف وهو يخبر الآخر :يالله مشينا ..أوصلك لأهلك ..
حين أستلقى بفراشه بالفندق ..لم يستطيع أستجلاب النوم ..فعقله مابين شد وجذب ...
هل ماأقدم عليه بمصلحتهما ... هو يريدها بالتأكيد ..ولكن هل عودتها لحياته بمصلحتهااا ..أم سيقضي عليها هذه المرة بمساعدة المرض ...
انقلب على جانبه الآخر وهو يشد على عينيه ..لايريد التعمق بهذه الفكرة ..

قبل أن يستيقظ لصلاة الفجر حتى وصله الرد ..من هاتف وسام ولكن يعلم أن المرسل هي بسبب التفاصيل التي تطرقت لها الرساله :الرد على طلبك لاااا خلك على اللي تتسوق لها الأندوير وتقول فيها القصايد ... يعني فاااارق عني ..وحل عن أهلي ..
كان يبعد الهاتف عن عينيه التي مازالت مرهقة من السهر وقل النوم :اخس والله ماتنساها حسبي الله عليتس ياأشواق يوم فضحتيني فيهااا ..
بذالك الصباح المنعش في أجواء المدينة الدافئة أستقبل أتصال أخيه :هلا أبو خيال .. خابرن ولدك الثاني بس هذا أنا أحبه والحب من الله ..والله علومي أني رجعت عفست الدنيا فوق حدر ...
بتال الذي كان متوجه لعمله وأفتقد فياض ليومين لم يراه فيها .. وحين أتصل عليه أمس أخبره أن لديه مهمة أنعاش لقلبه وسيعود قريباً أتصل ليرى ماهي نهاية هذه الجولة :والله من وعيت على الدنيا وعرفتك وأنت تخبص الدنيا على بعضها والعذر ماجت على طوعك ...وش صار بعد ...!!!
فياض وهو يفرك صدغه :ياولد الظاهر ماعدت خويك الأولي ...خبري بالحريم إذا تعودن علي ماينسني .. بس خويتي ماتبيني ...
قهقه بتال وشعور بالأنتصار يراوده وهو يتذكر شماته فياض فيه حين رحلت جوزاء وتركته خلفها بحادثة السيارة الشهيرة :ايه يابو عقاب ماأنت الأولي خلاص الملعب ماهو ملعبك ...
متى بتجي !!
فياض وهو يمد قدمية على الطاولة أمامه :والله كانت النية أرجع وأنا متجوز بس شكل الأمور ماهي ماشيه على هوانااا ..
ينصحة بتمني أن يأخذ بنصيحته هذه المرة :الأمور تبي لها طولت بااال .. ليه متصربع ...
بتنهيدة :بلاك ماتدري وش اللي خايف منه ...
بتال بأرتياب :وش أنتي خايف منه ..
بنفي ساخر :لاأنت عندك جواسيس ماأتمنك على سري ...وجواسيسك يحبوووني مره ..
قهقه بتال الذي فهم مقصده وأنهى المكالمة حين وصل لعمله ...
حين لاحظ الساعه على هاتفه ...
خرج في طريقة وأبتاع طعام الأفطار قبل أن يتوجه للعمارة التي يسكنون فيها ...
اتصل هذه المره برضا وردت عليه وفتحت له الباب دون معاناة ... كما حدث بمرته السابقة ...
أعدت الشاي والقهوة لهما ووضعت له الأفطار الذي أحضره ..
قالت وهي تتفحصه :كأنك أنبسطت بالجلسة بالمدينة ..
فياض وهو يرتشف من فنجان الشاي ويتناول الأفطار :المدينة وناسها كلهم باسطيني ...أتوجه للمطار وقلبي يردني أحس أني تارك روحي هنيااا ...
وتوقف عن تناول طعامه وهو يلتقط المنديل الذي وضعته لتزيين السفرة وينظف يديه فيه :ياأم وسام أنا طالب القرب منكم مرة ثانية وأمس خطبت من وسام ...
رضا تتأمله غير مصدقة :وتكلم ولدي ليه ... تشغله بحاجات فاضيه عن دراسته وأختباراته ...
لو جيتني أنا عطيتك القرار وريحت نفسك وريحتنااا ...
لااا ياأخويه طلبك مرفوض ... خلاص الحظ أبتسملك مره وحدة وراحت عليك ...
فياض مقاطعاً :لاتصيرين أنتي علي بعد ياأم وسام ...
عشان خاطر أمين والعشرة اللي كانت بينااا ..
رضا بأنفعال :يوم طلقت بنتي ليه ماتذكرت العشرة اللي بينا وحطيت خاطر لأمين في حياته بدال ماتزعله بأخر أيامه على بنته ويموت وهو شايله همها ...
فياض يتقدم بمقعده للأمام :أنا ماطلقتها هي اللي طلبت الطلاق ماهي مره واجد ...
رضا مقاطعه بأنفعال :لو عاملتها بالمعروف وراعية الله فيها ماكان طلبت الطلاق..
فياض بهدوء :أنتي أسمعي أعذاري وبعدها حاسبيني ...
أنا رجال ماني طبيعي المطوع بنفسه قايلي أنت محسود ... يعني تصرفاتي ماني محاسب عليها ...
رضا بملامحها المنفعلة يتغض وجهها لعدم الأعجاب :أنتا ماتخجل من نفسك وأنتا تردد هالكلام ...
فياض ينفض كتفيه بلامبالاة : ليه ماتصدقين بالحسد مذكور بالقراءن وتعوذين منه صبح ومساء
(ومن شر حاسداً إذا حسد )
قبل أن يقول بشاعرية أزعجت رضا :ولا أنت أحب مرتي أموووت عليها ماأشوف مثلها بالحريم ..بس الحسد منكد علي حياتي ..يخلني أسوي اللي ماأبي أسويه على غير طبيعتي ...
رضا تقاطعه عن شرح المزيد :مرتك مين ..بنتي مو مرتك ...طلقتهاااا ..انتا بنفسك بكل عقلك طلقتهااا ..
فياض وقد بدى ينزعج من أسلوبهااا :كنت بالسجن بوضع سيء ماأدري وش بيحصل علي وهي ألحت على الطلاق ...قلت دامه رغبتها ماأظلمهااا معي .. أخليها تشوف حياتهااا ...
رضا :طيب وأحنا لسى فيها خليها تشوف حياتها ...
كانت بينهم نظرات حادة ... لايعلم ماهو دورها بهذا الحديث هل أبعاده عن أبنتها أم أستفزازه لأخراج أسوأ مافيه ...
زفر ليهدأ أعصابه ويعود ويسترخي بمقعده :أنتي دايم جلساتس مع عمتي فهدة أكيد كد قالت لتس قصص البنات اللي ماتوفقن في حياتهن لأن نفس رياجيل خطبوهن تعلقت فيهن ...
وأنا نفسي في بنتس .. أتوقع لو ماجوزتنيها ماعاد بتشوفينها في بيت رجااال ...
رضا تحوقل :وتبغى تقتنعني بأسلوبك هذا أزوجك بنتي ...
أنا حتى لو عند نية قبل أسمعك اللحين بطلت ...
كان يهم بقول شيء ما ولكن قاطعهما طرقات حادة على الباب وصوتها يرتفع :أمي يالله تأخرنااا ..أنا حنزل أستناكِ بالسيارة ..
نظر للأسفل قبل أن يرفع عينه لرضا الخجلة من تصرف أبنتها الفظ :فكري بالموضوع مره وثنتين وثلاث أنا شاريها .. ووقلت لأخوها لو تبي أحط لها في عقد الزواج شرط ماأخذ عليها حطيت ...
رضا تقاطعها بأنفعال :وهو شرط واحد بس اللي المفروض نحط ماتتزوج عليها ماترفع يدك عليهااا ماتأذيها بكلامك ..
وأهم حاجه تختار ألفاظك وأنتا تتكلم معاهااا ... وتحترم رأيهااا وتعاملها كشخص ند لك ...له أحترامه ..
فياض بمراوغة :ابشري على هالخشم يعني نقول على بركة الله !!!
رضا تقف لتنهي الحديث :معليش ياخويه سامحني ماأقدر أسيب بنتي بالسيارة مع السايق الأجنبي لوحدها ..لازم ألحق عليها ...
خرجت رضا وكان هو خلفهااا ...
حين مر قرب السيارة التي طلبتها خزام من أحد التطبيقات لأيصالهم لمشوارهم ...
كانت تنظر لمدخل العمارة فحين خرج أحتفظت بنظرها داخل السيارة ...

××ناطرك لو عزتي بالصد تجبرني ولا العرب لو تقفي قلت فرقاها××

****
أنه شهر العسل المثالي ...هذا ماتبادر لذهنها بسخرية وهي تعيش طقوس هجرس الصحراوية ...
حدقت بكفيها لقد أسمرتا رغم كريمات الحماية من الشمس التي تغدق عليهما فيها ...
رحلة برية جديدة ..كل ثلاثة أيام يخرجون لرحلة برية ..
برفقة فزة التي تتأمل الأزهار وتشتم رائحتهاا وكأنها تعيش بالجنة ..
والجدة الغير قادرة على رؤية شيء فقط تتحسس الأعشاب وترفعها لأنفها لتشتم رائحتها وتتذوق بعضها الصالح للأكل ..
أما هو فيجلس قربها مسترخياً ويتحدث لها عن بطولاته الوهمية في الصحراء..
وحين تسأله :هجرس تحس كلامك يناسب الفترة هذي من زواجنا ..
يعتدل بجلسته ويقول :سامحيني كنت أحسب الخويا هذي سواليفهم !! يعني خلاص ماعاد تبغينا خويااا نرجع حبايب ...
تكبح الألفاظ التي تريد سبه فيهاا وتبقى محافظة على أدبهااا أمام عائلته ..

××يحبّك الوقت و تحبك معاي الحياة يا وجه كم لي و أنا متعلّق بضحكته××

****

كانت تريد التراجع للأعلى حين أكتشفت وجود حسناء برفقة والدتهااا ..لاجديد بالتأكيد سلطان غضب من عدم حضورها وحرمان بناته من حضور حفل زواج الأخ الأكبر لهن ...
وكل ماحدثت مشكلة مشابهة مع زوجها هي تحضر لترضي شعاع وكأن والدتها من بيدها العصمة ...
لم يعد يستهويهاا جلسات حسناء ولاحتى استفزازها ..
هي تخشى أن تقع بلسانها لو علمت مالذي ينتظرها ...
جلست ببالها المشغول وسكبت لنفسها فنجان من القهوة ...
لاتعلم ماذا ترد على رسالته التي وصلت منذ ليلة أمس وتركتها بلارد ...
يخبرها فيها أنها تزوج ليصطحب زوجته لدورة التدريب العسكري التي سيلتحق فيها بالخارج والتي يصادف أنها ستقام في باكستان ...
كلما ماتذكرت الدولة التي ينوي أصطحابها لها تتخيل الشماته التي ستصلها ...
وساوس شيطانية تهمس لها أنه ارتبط فيها فقط ليعبث بحياتها ..

****

دخل على عجل لمنزله صعد سريعاً لغرفته لديه مهم لينجزها ..
سيغير ملابسه ويخرج سريعاً ..لكن الخادمة التي كاد يصطدم بها ..
أستوقفته وهي تقول :بابا أنا يبغى كلام فور يو ....
ألتفت سلطان الحانق على القهوة التي لوثت ملابسه :وش فيه بعد رواتبكم ماجتكم ...
الخادمة التي كان تحمل سلة ملابسه المتسخة وكانت تصعد فيها لغرفة الغسيل :مدام برذر ... اتز نوت أوكي ...
سلطان بتأفف :انت لافالحه بعربي ولاأنقليزي ...أخلصي علي من هو اخو مدام ...
الخادمة بنظرة حائر لم تفهم فيها محتوى حديثه طلبت منه :جست منتس ...
وأختفت من أمامه ..تجاهلها ودخل لغرفته ليرتدي ملابسه سريعاً ويخرج ...لكن أمام الباب الأمامي كانت تنتظره مستغله غياب حسناء ...
لتمد له هاتف صغير من نوعية قديمة جداً :فون فور برذر مدام مسائد ...
سلطان سحب الهاتف بقسوة :من وين جبتيه ...
الخادمة :بيفور عيد ستي هير 5 داي ...مدام كلام بابا سلطان دونت تل هم ...
ألتقط الهاتف وجسده يرتجف من الصدمة ...
هل كان يختبأ في منزله ويخطط لأغتيال أخيه ...
خرج بغضبه غير قادر على التفكير بطريقة سليمة ...
ترك أعماله التي تنتظره ورنين هاتفه برقم غادة التي مازالت بالدمام ...
وتوجه لقصر أبيه حيث توجد حسناء في زيارة خاصه لأمه ...
طلب رقمها بعجل وأخبرها أن ينتظرها أمام الباب ...
وطلب منها أن لاتحضر الأبناء وتتركهم عند والدته ..
فلديهما مشوار خاص ...
خرجت بمشية متباهية ..وأخيراً سيعتذر منها بطريقة لائقة ...
على توبيخه لها لعدم حضور زواج هجرس ...
لقد أخبرته أنها لم تعد تتقن النفاق ..وأن لايغره حضور الأخرى لذالك الحفل ...لو لم تكن العروس أبنة أخيها لما حضرت من الأساس ...
××نخطي ونستغفر عن الذنب ونتوب و نرجع على نفس الخطا مادرينا ××


****

التفتت على زوجها لتخبره :حتى على رقمها مايرد ...لاحول ولاقوة إلا بالله ..وقع ياسعد وقع الشكوى لله ..أهم شيء مصلحة غادة ...
سعد الذي يشعر بالغمة لوضع أخته الصحي الذي ساء فجأة :لاحول ولاقوة إلا بالله ...
فاطمة بكلام لم يستشعره قلبها فهي يائسة جداً :يعوضهم الله خير أهم شيء اللحين غادة ...
توجه حيث الطبيب والأوراق الذي تنتظر توقيعه ..فغاده فاقدة للوعي وزوجها غير متوفر ...
ستدخل للعمليات .. أحدهما لن يخرج منها الأم أو الجنين ...
لايعلم مالذي كان ينتظره من سلطان تأجيل هذا التوقيع ربما يفقده الأثنين ..
ماأن وقع حتى سحب الطبيب الأوراق سريعاً ودخل لغرفة العمليات التي نقلت لها غادة منذ مجيئها للمستشفى فاقدة للوعي ....

****

نزلت سريعاً بعد أتصال من والدتها وهي قد سمعت سابقاً أن خالها موجود سألت وهي ترى خلو المكان إلا من أبنائه ..
يارا :وين خالي !!!
نايف الذي يلعب بهاتفه :راح هو وأمي مشوار شوي وراجعين ...
كان سترد رد قاسي ولكنها كبحت لسانها وعادت للأعلى ...
يتجاهل أتصالات الدمام ولديه الأمكانية لتسكع مع حسناء ...
وهي كالحمقاء تفكر بالأنجاب ...
أنظري للرجال على حقيقتهم حين تأتي الحاجة إليهم يختفون يبحثون عن سعادتهم والمراءة هي من تواجه الأوجاع ومصيرها المجهول لوحدها ...وحين يصل الطفل سيبدأ بالتباهي أنه أبنه ..
وكأنه أنجاز تاريخي لم يسبقه عليه أحد ...

××الله خلقنا على الدنيا و حنا عدم و علمنا إن الحياة الفانيه فانيه××

****
في البداية كانت مستمتعة بالأمر ولكن مع التقدم أكثر في الطريق بدى الوضع يصبح مريب ...
لتسأله بأرتباب :سلطان وين حنا رايحين ..
سلطان بجمود :رايحين نردتس من وين ماأخذناتس ...
السخط في عبارته واضح دون أن تتحول نبرته ...سلطان غاضب منها وليس بسبب عدم حضورها حفل زواج ابنه بالتأكيد لقد أكتشف عنها شيء يستحق هذا السخط ..
لكن ماهو ..
وقعت عينها على اللوحة الأرشادية على جانب الطريق وحين ظهر لها أسم القريه الذي نشأت فيها ...فهمت معنى كلامه عن أعادتها من حيث أخذها ...
فقالت مهادنة :ماصارت ياسلطان تهيني بالطالعة والنازلة أنا أم عيالك ماأخذتني من الشارع ...
سلطان بصيحة قهر :اللي من الشارع متربية أكثر منتس .. أنتم وش بشرر أوادم مثلنااا ...المشكلة أبوتس الله يرحمه أبن حلال وأمتس مصلية وتعرف ربها ...انتي وأخوانتس طلعتوا على من ...تستغفليني شهوووور وأنا أحط راسي بجنب راستس عالمخدة وأنتي لاعبت علي من ورى ظهري ...
تدخلين أخوتس المجرم بيتي وعلى عيااالي ...
كاد يتوقف قلبها عن النبض حين فهمت سبب غضبه بالتأكيد الخادمة من وشت عليها رغم كل الأموال التي أعطتها لتغلق فمها وتكتم السر ...
سلطان بقهر الدنيا :حنا نشكيه وأنتي تدسينة ..ويطلع من عندتس ويقتل أخوووي ..قتل أخوووووي ...
كان يختم حديثه وهو يضرب أعلى صدره بقهر ...
سلطان :ليه وش جاتس مناااا ..
حسناء تدافع عن نفسها وقد بدأت بالنشيج وهي من تعي جيداً أنها ستُطلق ...وتنفصل عن أبنائها :مو لازم تسووون شيء أخوي وش أسوي فيه .. ملزومه فيه ...بعدين وش دراين أنه بيذبح أحد ..
سلطان وقد بح صوته من صيحات الغضب السابقة :تلعبين على نفستس بهالهرج تسكتين ضميرتس ...
عاد يقول وكأنه يحدث نفسه :ليه بس ليه ... ضيعتي نفستس وعيالتس ...
بقت غارقة وسط دموعها تحاسب نفسها على المزيد من أخطأ لم يكتشفها ...
أرهقت من العتب واللوم الذي أصبح لايفارق لسانه فقالت :خلاص ياسلطان طلقني وريح نفسك من أغلاطي اللي ماتقدر تحملها ولاتعداها بس لو هي من غيري مشيتها لهم ...
بس كل شيء من حسناء صار كبير وماله مغفره ...
أعاد كلمته الأخيره بعدم تصديق :مغفرة ...؟؟؟؟
أنا مادري أنتي قليلة عقل من البداية ولا جوازي عليتس طير عقلتس ...الغلط كاسيتس من راستس لين رجولتس وباقي تردين وتشوفين نفستس مظلومه ...ماأقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ...
وحين أعتقدت أنه فعلاً سيذهب فيها حيث القرية توقف جانباً ليأخذ طريق العود للمدينة من جديد ...
لم تستطيع كبح تنهيدة راحة أطلقتهاااا ..
ليهز رأسه مستنكراً قائلاً وكأنه يحدث نفسه :مسكينة ..مسكينة ...مسكينة ..من يوم أخذتس وهذا اللي يردني عن ذبحتس على بلاويتس ..هذي الأخيرة ياحسناااء الأخيرة ...
أجل لقد عاش معها سنوات طويلة على الشفقة منذ أول لحضة رأتها عينيه وحتى اليوم ...
عقله أختزن فكرة فتاة القرية المسكينة بعقله ولم يستطيع ترجمتها لصورة أخرى ....
كلمااا أراد أن يحاسبها تذكر ضعفها في أول أيامها معه وغفر لها ...ولكن مع السنين تحولت المسكينة لشر مستطير يدمره وأصبح شرها يطغى ليصل لعائلته حتـى ...
توقف بالسيارة أمام منزل صالح الجديد وأخبرها :أنزلي راجعي حسابتس عند أمتس كم يوم ...
لاتطلبين ترجعين لين تنظفين كل ماضيتس قدامي ...
وتحلفين على المصحف تربين عيالتس تربية المسلمات المصليات وتتركين الدسايس وخبث الحريم ...ولا مالي حاجة فيتس ....
لم يرد حتى على وداعها تحرك بالسيارة بغضب ...وصل
للقسم والدته دخل بتعبه وأرهاقه ليجد نايف الذي يلعب على هاتفه ...فسأله :وين خواتك وأخوك ..
نايف يرفع رأسه بأهتمام :ابوي من يوم طلعت ويارا بس تجي تسأل عنك !!! شكلها بتقولك شيء ماتبيني أعرفه لأنها ماقالته لي ...
سلطان يجلس وهو ينزغ شماغه ويضعه جانباً :روح نادهااا ..وشف أخوانك وينهم ...
نايف يغلق هاتفه ليضعه في جيبه :أخواني في قسم جدتي فهدة يلعبون مع وريف وتالا ...
ماأن رأت الطارق لباب غرفتها حتى نزلت بسرعة ...
بادرته قائلة :خاااالي وينك؟؟؟
سلطان يرفع رأسه بعد أن كان غارق بالتفكير بما حدث مع حسناء وهل أتخذ القرار الصحيح ...
لم تسلم عليه وتبادره بتوبيخ مؤدب بسؤالها عن مكانه ...
شيء ما دعاه ليخرج هاتفه من جيبه وحين رأى كمية الأتصالات الواردة عليه عرف أن أمر جلل قد وقع ....
يارا لم تفكر بطريقة طرحها للموضوع فهي متوترة من الأتصالات التي تردها ومن وضع عمتهااا ومع أختفائه السابق مع زوجته جعلها لاتفكر بمشاعره حتى :عمتي نقلوها المستشفى ... عندها تسمم حمل بسبب الضغط ...وقالوا الجنين بيموت وإذا ماسوو العملية بسرعة يمكن يموتون كلهم ...
ليلى التي جائت على عبارتها الأخيرة ورأت كيف سلطان يتلقى الخبر بصدمة :هييي أنتي ماتعرفين تتكلمين مثل الناس ...سلطان ...أبو هجررس ...؟؟
يارا مدافعة عن نفسها :لنا ثلاث ساعات نتصل فيه مايرد كيف أقول يعني ....
فياض القادم من المطار للتو دخل والأثنتين تصيحان ببعضهما وقربهما سلطان يضع يده أعلى رأسه ..
لينزل عقاله من فوق رأسه مباشرة ويضرب الأول فيه وهو يقول :ذبحتن أخوي حسبي الله عليتسن ....
ورمى يارا التي فرت صاعدة السلم فيه ليصيبها وتصرخ وتكمل طريقها للأعلى ...
وليلى تفرك محل ضربته وتقول :أنا وش ذنبي هي اللي جالسه تنقله الأخبار الشينة ...تقوله مرتك وولدك ماتوا ...
فياض بحدة :أقطعي ...أنتي عقلتس شايلته بكفتس ؟؟؟
ماتفكرين بالكلام قبل تقولينه ...
ليلى تحوقل :هو أنا اللي طلعت الأشاعة اقولك يارا هي اللي جالسه تقوله ...خلك مني دق على فاطمة شف وش السالفه ...
كانت تهمس بالعباره الأخيرة وعينها على سلطان الذي يتمتم بأدعية لم يجهر بها ..لتكمل :أنا لو دقيت ماراح ترد علي ...
زعلانه لأني قلت لها أن حايل تخب على بنتها ...
فياض الذي يستمع لها ويتمنى لو يستعيد عقاله ويبدأ جوله جديدة من الجلد :صكي فمتس ...
قالها وهو يبتعد ليحدث فاطمه التي كانت ترد بكل سؤال منه :ماأدري.. يمكن ...الله كريم ...وختمت بـ للحين ماطلعوا من العمليات ... لو الأمور طيبه يمديهم طالعين من بدري ...
قلت لها خلي الخبال عنتس وراحت ترقص وهي حامل والناس ماتعطي خير ...
أنهى المكالمة سريعاً فهي لم تفيده بشيء ..
ماهذا الأستقبال الرائع من الرياض ..
مصائب وكوارث وموت لن تنتهي هذه الفترة القاسية عليهم ..

××كل شي تشوف آيل للزوال لا يغرك حتى سور المقبره××

****

وضعت يدها على رأسها وهي تئن :بس بس آه ياراسي أنا كنت بثنتين صرتن أربع ...آه ياراسي روحن لغرفة الألعاب أطلعن عني ...
وريف بأنزعاج من صوت جدتها العالي الموبخ :وهذا الصغير ليه ماتقولين له أطلع ..أنتي بس تحبين الأولاد ..فارس وفوفو حلوين وحنا شريرات ...
وذاك المزعج اللي بس يبكي وتسكتونا عشان مايصحي خيال ...
فهدة التي قد ربطت رأسها من شدة الصداع :بنت بتال أنقلعي عن وجهي لو قمت عليتس ربيتس من أول وجديد ...
خرجت الفتيات وبقى الصبيان يلعبان ..
فهدة بلهجة محذره لفارس :لاتدف حفيد محسن ...
عقاب الذي خرج مستعداً لصلاة المغرب بلسانه الثقيل :وهو حفيد من هو ..
فهدة التي تفاجئت فيه :هاه ايه والنعم بفارس ولد سلطان حفيد الشيخ عقاب أنا أضحك عليه ...
عقاب بلهجة تحذير ليتسلى على حسابها :ايه أنتبهي لهرجتس ....
وخرج ومازالت الأبتسامة على محياة ..
ليقابله الأثنان بوجه مستبشر وكأن لديهما خبر سار ..فقال فياض ليفسد على سلطان محاولة أيصال الخبر بنفسه :ابشررر لك يابو سلطان بحفيد ...
حينها نظر للسلطان الذي بدى عليه الأرهاق رغم أستبشاره بالخبر :من هو ؟؟؟
كان يقصد ماذا سميته ...
فياض برفض تام للفكرة التي فهمها من نظرة والده :لااا يبه والله مايسميه ...
عقاب ولم تتغير نبرته :اقطع ماتحلف علي ...
سلطان :بعد هجرس ونايف باقي الدور على عقـــــاب ...
فياض :يبه لايلعب عليك مسمي فارس ...
كان يقصد أنه أخل بترتيب الأجداد من هجرس حتــى أبيه ...
سلطان بنظرة عتب :وفارس من هو ؟؟
فياض الذي لايريد أن يحظى بالموافقة على التسمية :الله أكبر أخو جدي اللي مات وهو صبي ..ماراح تلعب عليناااا ...يوم وصل الوقت بسمي عقاب تخرب علي ...
تركهم عقاب خلفه وتوجه للمصعد ... ومشاعرة متألقة بالخبر السار ...
سلطان يستفزه :اللي يسمعك يوم أشغلتنا ولدك بكره بيطبح الله العالم متى بتعرس ويجي هالولد ...بعدين قايلك أنت أبو بناااات ..
فياض بنبرة مبهمة :وش دراك يمكنه قريب ..
يالله مبروك مبروك يابو عقاب سمحت لك هالمرة ..والحمدلله على سلامة المدام ..
وتوجه لقسم والدته ...
دخل جناحه وتخلص سريعاً من ملابسه ليستحم ...
حين خرج استلقى بسريره بأرهاق ...
باللحضه الأخيره كبح لسانه حتى لايفشي سره لسلطان ليس اليوم ولاقريباً لم يحن الوقت المناسب بعد ...
بعد خبر حمل أشواق ...فكر طويلاً ..مالذي تغير
وقد أخبره جميع الأطباء أنه غير قادر على الأنجاب ..ونقاشه مع الطبيب الذي أخبره أن الله قد أكرمه ...جعله يتفحص ذاكرته ماذا فعل ليكافئة الله ...
ليجد ذكر آخر زيارة لطبيب يخبره فيها أن لاأمل له ...
كان يخرج من ذالك المستشفى حين رأى عائلة لو لم يعرفونه قد عرفهم ...
أو ربما هم غارقين في همهم فلايرون من حولهم ...
كانت عائلة مصلح الذي بالسجن ...وقد أعلن أفلاسة ...
يبدو أن زوجته قد أحضرت أحد أبنائه الصغار هو تعرف عليهم من الأبن الأكبر المراهق فقد كان يصطحبه والده معه بالمجالس ...
لم تستطيع دفع تكاليف المستشفى والطفل قد تقرر عليه عملية هذا مافهمه ...
حتى حين أبتعدوا ليتحدثوا مع الطبيب ...وجد نفسه مضطراً ليدفع أستحقاقات المستشفى لذالك الطفل أليس هو من حبس والده ...لم يفكر أنه كرماً من عنده بل رآه كدين عليه دفعه ...
أبتعد وترك تلك الحادثة خلفه لم يراجعها في عقله حتى ..
ربما أكرمه الله فعلاً بهذا الطفل لصدقته السابقة ...
أو ربما عمل خير قامت به أشواق لما يحصر الأمر بكونه من قبله ...
ألم تخبره مراراً أن تود الحصول على طفل منه ربما دعت الله فستجاب لهااا ...
الكثير من الأمور التي لانستطيع فهمها تحدث من حولنا ...
مثل هذا الحمل الذي لايعلم هل هو نعمة له أم نقمة عليه ..

××يالله بحظٍ يطيب العمر من طيبه يجبر كسور الزمن ويشيل عثراته××
كان سعد هو من طمأنه على خروجها من العمليات وأنها أصبحت بوضع مستقر ..
ولكن الأحداث السابقة مازالت توتره ولاتجعله مرتاح
حتى يراها ...
فهو لم يستطيع التحدث معها لأنها لم تستفيق ...
حجز تذكرة للغد ..
ومازال قلبه غير مرتاح ...فأسلوب يارا وفاطمة السابقة ينبأ بأمر ....رغم أسلوب سعد المطمئن لم يرتاح قلبه ...
وحتى الفرح لم يزر قلبه بقدوم هذا الطفل ...
فهو لاشيء بدون أمه ...
المشاعر الحقيقة لكونه أبنهااا فماذا سيكون حاله لو كان وصوله يعني مغادرتهااا ..
××وين الأمان وعرق الأيام دساس !××
****
كان يجلسون على سفرة العشاء التي وضعت مبكراً لأنهم لم يتناولوا طعام غداء ..
وصلت رسالة على هاتفه رفعه ليقرأها ...
فأنزل هاتفه ورفع كفيه للسماء :الحمدلله يارب وأخيراً ..
وزفر ليخبر أمه :رجع الرياض ..
أنا ماني فاهم يرسلي ليش مفكر أنا مرا مهتم بجدوله ...
وأغلق عينيه بغيض حين سمع نغمة الرسائل من جديد ..
ليهز رأسه هذه المره متقبلاً الخبر بهدوء :العم سلطان جاء له ولد ...
رضا بأبتسامة :ماشاءالله ماشاءالله الله يحفظه يارب ..
كان تستمع بصمت ...
تشعر بضيق وأنزعاج ..استمرت بمشاركتهم الطعام حتى لايفهم أحد حقيقة مشاعرها بعد سماع خبر سفره ...

××عسى تبطي بك السنين وتتكاثر الجيات ولاتـجور االليالي علينا وتبعدك عني .××

****

الجدة شقحى تنام مبكراً ..
ويبقى الثلاثه مابين أفلام فزة التي تكون بصوت نقد هجرس الذي لايعجبه شيء ولأنها من نوعية الأكشن فهو يحب أن يضيف دائماً أن هذا يحتاج للمتدربين لأتقانه لكن هو يستطيع أن يفعلها بنفسه ومن المرة الأولى ...
حين ينتهي الفيلم يأتي دور الألعاب ..
وتعرف السيناريو قبل حدوثه هما يغشان وهي لأنها تريد الحفاظ على مظهر الفتاة الأنيقه المتحضره في شهر العسل تبتلع الهزيمة بصمت ...
بهذه اللحضة لم تستطيع تحمل ماترى أكثر .. وقفت مستأذنه لتشرب الماء ...قبل أن تشد شعر الأثنين لتصدم رأسيهما في بعض ...
ماأن دخلت المطبخ حتى شعرت بوجوده خلفها ...كان يقول بصوت مسموع :أناديتس تسوين لي شاهي ماتردين ليه ...
وأشعل النار تحت أبريق الشاهي قبل أن يقول هامساً :تبغين تفوزين ..!!!
ياسمين التي تشرب الماء بمرارة :لاشكراً ماأحب الغش تركته لكم ...
هجرس وهو ينظر لباب المطبخ :اششش .. بخليتس تفوزين بشرط ...
ومن نظرة عينيه بأمكانها فهم أي شروط يمكن أن يضعها ...
ياسمين بأندفاع لأن هذه الفكرة العالقة بينهما بالفترة الأخيرة :تخيل أفرط بأول ليلة في حياتي الزوجية اللي بتبقى ذكرى طول عمري عشان لعبة ....ليلتي الأولى لازم تكون بفندق في بيتي الخاص بمكان محترم مو بالسرقة والخش والدس ...
هجرس وهو يعض شفته السفلية :يالخبلة ماقصدي اللي فهمتي ... بس أبشري أحلى فندق لعيونتس متى تبين نمشـــــي ..
ياسمين بأحراج :أقول سوي الشاهي حقك بس أنا برجع لخالتي فزة ..
فزة التي كانت على هاتفها تبحث عن رسالة أو أتصال ولكن لاشيء ...
لاحظت ملامح ياسمين المفضوحة بحدوث أمر محرج بينهما فسألتها لتتسلى بها :فله وين غدى جوزتس بتلعبون ولاتراني بروح أرقد ...
ياسمين :لا وين اليوم يوم قررت أفوز ...
فزة بخبث :ايه قولي أتفقتوا علي ...
عاد هجرس بالشاي الذي أعده وأثناء ماتعد فزة الورق لبدأ اللعب من جديد ...أوقد سيجارته لتنشأ معركة بين الأثنين ..
فهي ترفض فكرة أن يدخن بوجودهم وخصوصاً بالمكان الذي تجلس فيه جدتهما نهاراً وهو يرى أنه الرجل هنا ويحق له فعل مايشاء وأنتهت المعركة بدخول فزة لغرفتها غاضبة ....
ليكمل هو أشعال سجارته ...وهي بقت مترقبة لاتعرف ماذا تفعل ...فقد بقت عالقة بين معركة الأثنين ...
هجرس هامساً بلؤم :يالله روحي جهزي شنطتس ...ولا سألتس قولي هجرس زعل يقول ماعاد لي جلسه في هالبيت بعد مارفعت صوتها علي ...
ياسمين بدهشة :حرام عليك ليش تسوي كذا ...
هجرس :كيفي حررهذا طبعي ...
دخلت للغرفة لتجد فزة قد نامت فعلاً فبدأت بترتيب شنطتها لتخرج ...
كان تتصرف بهدوء حتى لاتيقظ فزة التي تغطي كل جسدها باللحاف من أخمص قدميها حتى قمة رأسها ....
ولاتعلم لما لديها شعور خفي أن هذا المنظر ينبأ عن شخص باكي تحت اللحاف ...
من جهتها فزة التي لم تستطيع التلجد أكثر فضلت الأختلاء بنفسها ساعتين قضتهما بمشاهدة الفيلم وكل مشهد يذكرها بذكرى معه ...
بالمرة الأولى التي شاهدت فيها الفيلم كانت معه ...
وكان على عكس هجرس قليل الكلام ...بدأ الفيلم وأنتهى وهي لاتفهم هل جذبه أم لم يعجبه من الأساس ...
اليوم وصلها الرد على طلبهااا الطلاق ... ابقي معلقة حتى النهاية لن أنفصل عنك ...
لايفهم ولن يفهم أحد ...حتى الخالة الشعاع التي أتصلت لتسألها ماحقيقة أنها تطلب الأنفصال ..
وتنصحها أن تعود لزوجها وحينها ستحل كل مشاكلهم ...


××من كثر ماراحوا أحبابي من إيديني لا شفت واحد أبيه يروح حبيته !××


****

كان آخر من وصل لسفرة الطعام ..بالعادة هو ووالده ووالدته الأطفال لامكان لهم على سفرة الكبار ...لما السفرة اليوم جميعها من الأطفال ..
ولأنه لايستطيع التعليق بوجود والده ...صمت..
يبدو أن أمه ايضاً غير راضيه عن مايحدث ..
فقد فاته شيء من الأحداث الساخنة بين فهدة ووريف بالتأكيد ..
فتلك تبدو مسرورة للغاية لمشاركة جدها الطعام كما تخبره هذه اللحضة ...
فتح هاتفه خلسة ...هو سيتظاهر بتناول العشاء ..
وحين يعود لغرفته سيطلب طعام من الخارج ...
فأطباق العشاء الصحية التي صنعتها والدته ليست المفضل لديه ...
كان قد قرب صحن الشوربة ويتسلى فيه ...
حتى حين حطت عينه على القصيدة التي أدرجها فياض على حسابه شرق بالطعام وخرج الكثير منه مع أنفه ...
كانت والدته توبخه ....وأبيه يدعو له بالهداية ...
وهو لايصدق الفضيحة التي أدرجها أخيه الأكبر الذي من المفترض أن يكون واجهة العائلة أم القبيلة بأكملها ...
وكانت كالتالي :
أكتفي بالصمت وبصدق المشاعر
والحروف الخرس وعيوني برية
إنتي الخفاق لو الوقت جاير
الله أكبر يا العيون النرجسية
ما هقيتك في حياتي حلم عابر
إنتي مثل الحلم لكن واقعية
في عيونك جفت أقلام المحابر
كل حرفٍ في عيونك أبجدية
في جمالك ترتكز سبع المحاور
كيف أتوبك وأنت كلك جاذبية
ما أتوبك لو أتوبك وأنت خابر
استلذك مثل كيف الشاذلية
حكم حبك يشبه السبع الجبابر
لا تعنيني الوقت الجاهلية
نزوة الأبيات تجتاح المحاجر
كل حرفٍ كبرياء ومعنوية
كيف حرفك لعثم حبال الحناجر
من سناء الأفكار والأشواق حية
وختمها بــ تجــــــوزيني !!!
هذه العبارة ماجعلته يتصرف بتلك الطريقة ..
وقد منشن شخص ما لهذة التغريدة فتح الحساب المعني ..
ليجد أم وسام لأعمال الكروشية ..
ليقول بعدم تصديق :يبه يجوز الواحد يتجوز ام اللي كان متجــــــوزها ..
لترد فهدة بشهقة أستنكار :عوذي وش هالطاري ...خبل أنت مادرسوك بالمدارس أمور الدين ماتعرف أحكام الفقة ..
عقاب الذي هز رأسه بأستنكار من هجــوم فهدة على أبنها وكأنه تصب غضبها عليه للحدث السابق :لااا وأنا أبوك مايجوز ...
الحسن بتردد :أجل ليه فياض يرسل لــرضا يقول تجــوزيني ...!!!
فهدة بصيحة أستنكار :وش هوووو ..
الحسن وعينه على والده الذي لم يفهم مايقوله بالأساس :فياض منزل على تويتر قصيدة وآخرها تجوزيني ومرسلها لرضا ..
فهدة التي فهمت :يالمهبول أكيد قصدة البنت وش يبي في أمهااا ..
ثم حين أدركت مايحدث :لاااحول هذا ماراح يفك المسلمين من شرررره ..تجوزته جنــ ...وقطعت جملتها حين رأت نظرات عقاب المؤنبة ..التي غادر بعدها طاولة الطعام دون تعليق ...
لتعود هي وتسأل الحسن :ياولدي أنت تقول وين أرسلها ووش دراك أنت ...
الحسن بنبرة عتاب :توتس تهاوشيني ...دايم تحبين تحطين قهرتس فيني ... مرسلها بتويتر ..ووش دراني العرب كلها درت ...
فهدة ويدها على رأسها :العرب كلها كلهاااا ....
الحسن بتشفي :ايه العرب كلها كلهاااا ...
حتى شوفي هذا ولد خالي محسن يقوله :استر روحك يارجاال ..
وهذا واحد من الجماعة يقول :جووزوه تراه رجال أجودي ...
فهدة :ماعليك منهم قلي وش هي القصيدة ..
الحسن بشك كيف تشافت من هستريا الفضيحة سريعاً :لاشفتيه خليه يقولها لك ..
وغادر لغرفته ...
فهدة تلتفت على وريف لتطلب منها :وأنا جدتس تعرفين لها تويتر ...
هزت أكتافها بعدم فهم :أنتي سحبتي أيبادي تقولين بعد العشاء مافيه أجهزة ...ولاكان يمكن أعرفة ...
فهدة:ياتسذبتس تسذباااه ...خليني أزهم على رضا أشوف وش بيردون عليه ...وأقولها هالمره تطلب مهر جيد...
وتحط شروط زينه ..

××انا وانتي حكايتنا مثل لعبه وطفل صغير ! مع انه دوم يهملها رفض يسمح بها لغيره××


****

كان على هاتفه ينتظر فراغها من أعادة خيال للنوم والعودة إليه ..
حتى حين عادت جلست على مقعدها أمام التسريحة تضع عنايتها الليلة قبل أن تنضم له بالفراش ..
قهقه على ماقرأ وأغلق هاتفه ... ووجه أنتباهه لها :إلا هالشهر فاقدن لي شيء وين أجهزتس والكتابة ..وحكاويتس !!!
جوزاء بنظرة جانبية وهي مستلقيه على ذراعه :ماعدت أكتب حكايا خلصت كلها ..وشر رايك تقولي حكاية البطل اللي رجع من الحرب بأصبع مقطوع ...عشان أكتبها ...
بتال :لو قلتس لتس قصة البطل على قولتس مانمتي الليل ...
نامي خلينا نهجد بدون كوابيس ..
جوزاء بشك :للحين تشوف كوابيس ...
يضمها أكثر إليه :لاا إذا أنتي عندي الكابوس يخاف منتس ويهج ...خليتس عندي عشان ماأتروع ..
همست بعتب :سخافه ...
مرت لحضات قبل أن تعود وتقول :بتال قولي اللي صار معاك نفسي أكتب رواية ...
قاطعها :جوزاء ماهو وقته خليني أنام اللحين ..
بوقت ثاني نتكلم في الموضوع ...
فقالت أخيراً ماتريد سؤاله عنه من الأساس :وش اللي ضحك بالجوال ...
بتال الذي فهم أنها ألتقطت التغريدة الأخيرة من سلسلة تغريدات فياض التي نشر فيها القصيدة وختمها بخطبته على الملء ...لكن صاحبة العقل البريء تعتقده الشاعر الوحيد بالدنيااا :ناظري وجهي ...
عينتس في عيني ...هذا وجه واحد بيخطب قدام الألوف ...
جوزاء التي لم تستطيع أنكار مافهمه :ماأدري ...
بتال ينقلب على ظهره بعد أن واجها :لاتخافين قبل أخطب بشاورتس ...ووينها اللي بتستحق أخطبها بقصيدة ...
خلاص قصيدي حصيري لوحدة ماهو تقولين نزل ديوان وسمه جوزاء ...خلاص حقوق القصيد كلها حصري لتس ....
جوزاء التي لم تهتم بباقي حديثه وكل تركيزها على :بتشاورني هاااه ...؟؟
بتال بنبرة لئيمة :زلة لسان ...
حين رأى نظرة العتب في عينيها ...أعاد خصله شاردة من شعرها خلف أذنها وقبل أنفها :ياويلي من نظرة العين كيف أزعلتس وهذي نظرة عيونتس ...
بعدين تعااالي أنا من يوم سمعت هالكلمة وهي تأكل وتشرب معي ليه يوم قلت لتس قصيدتي بالبنت اللي فالسوق واللي بعدها أنحكم علي ماأقول القصيد ..
رديتي علي بهالرد ..نزل ديوان وسمه بجــوزاء ...
جوزاء :للحين تتذكر توقعتها مرت عليك ....
بتال :لأنتس ماتعرفيني أنااا الكلام مايمر عندي مرور الكلام ... حتى لو كان في ساعة عدم التركيز أرجع وأحلله وافكر فيه ...
جوزاء :وبتصدقني لو قلت لك الجواب الحقيقي ..ولاأصرفها بأي رد ..
بتال :أنا ترى ماألعب معتس لاسألتس لاتقولين إلا الصدق ..
جوزاء ببساطة وهي غير متهمة حتى لو فكر أنها كاذبه وتريد الأستحواذ عليه حاضر وماضي :لأني البنت اللي شفتهااا ...أو اللي كتبت فيها القصيدة ...
كانت الأضاءة قرب السرير هادئة جداً ولكن ضغط الزر ليضيء المزيد منها ...
وجلس معتدلاً وهو يتأملها :كنتي أنتي ؟؟؟
كل هذا وهو ينظر لها بأهتمام شديد ودراسة عميقة لملامحها وعينيها بالذات وكأنه يريد تخيلها وهي أصغر سناً ..
وهي بنفس الملامح .. وشعور بالأنتصار يسكن أعماقها ..
بتال بجدية :وكم عمرتس وقتها ؟؟؟
جوزاء التي فهمت أن المغزى من السؤال التأكد من صدقها :16 وعليها شهور كنت ناجحة من الثانوي ...
بتال :يعني كبيرة كفاية عشان ينقال فيتس غزل ...!!!
وأنتي كيف ربطتي بين الموقفين يعني أنتي عرفتيني وقتهااا ..
جوزاء :أكيد لاا وش عرفني فيك ...بس قريت اسمك وأعرف عقاب وفهمت أنك واحد من عياله ...
ونسيت الموضوع وتزوجتك وأنا ناسية الموضوع لين مره وانت لابسه البدلة بعد زواجنا بأسبوعين تذكرت الموقف وعرفت أنه أنت اللي شفته بالسوق وقتها ماكان عندك دقن وفيه أختلافات كثير بالملامح ..
بتال بتركيز ماذا لو كانت متعلقه فيه في بداية الزواج ولها أفكار سابقة عنه وكسرها بتلك الطريقة :وكيف تقدرين تتذكرين شيء قبل سنين .. يعني الموقف يعني لك شيء ...
جوزاء بنفي تام لفكرته التي تخيلت جزء منها :لايكون متخيل أني أهتميت فيك طبعاً لااا بس أنا أصلاً ماعندي أحداث كثير في حياتي ولاحتى أروح السوق كثير وذاك اليوم بقى في ذاكرتي لأن أمي ماحققت لي أمنيتي تشتريلي الساعة الماركة اللي وعدتني فيهااا ...
صمت طويلاً وهو ينظر فيه عينيها دون ملل ليقول أخيراً :طيب للحين فيتس هالعادة ماتنسين الخيبات ...
جوزاء التي فهمت مغزاه من السؤال فقالت لتريحة وهي تفتح نافذة سلام بينهما :اللحين صرت أنسى بسهولة وخصوصاً لاجت بعد الخيبات أشياء تنسيني أياها خصوصاً القصايد ...
حين أنهت عبارتها كانت تستقر على صدره بفعل يده التي ألتفت على خصرها وقربتها منها :إذا كذا تبشرين بالديوان ..
اللي فيه ست مية قصيدة بعيون جوزاء ..
وميتين بشفايفها ...بس هاااه تراه ديوان خاص وحصري ماهو للنشر ...


××أنا لك عليّ أحبك للنهايه عاد مدريّ وين حُبك ينتهي بي××

****

وضع الحقائب بالخلف وصعد للسيارة وهو يفرك يديه التي أرتدى فيه قفازات من الصوف ومازال يشعر بالبرد ...
هجرس وهو يغلق باب السيارة ويدير التدفئة فيها :يااااوتس .. بررد ..زمهرير ...
ياسيمن التي بدأ القلق يستبد بها :وهذا نفس السؤال اللي يتبادر لذهني حنا وش مطلعنا في هالجو ..
هجرس يغمزها بعينه :مطلعنا الحب ...!!!
تحركوا خارجين من القرية وهجرس يدندن بأهازيجة المعتادة ...
قبل أن يقطع أهزوجته ويقول :إلا صدق فله دايم أنا اللي أغنيلتس ماعمرتس سمعتيني أغنية ..قصيدة ..عادي حتى لو أنشودة مقبولة منتس ...
ياسمين التي تقبلت سخـــــريته بكل رحابة الصدر فستكون حمقاء وتبحث عن المتاعب لو أخذت موقف على كل سخرية تبدر منه ...وأسلوبه ليس بالجديد عليها فهو مألوف جداً بعائلتها وبين أقاربها من الرجال :مايعجبك ذوقي ياهجرس وبدون زعل يمكن ماتفهمه ...
هجرس رغم أنزعاجة من الأنفة بحديثها :لاعادي كل شيء حلو منتس يافله حتى لو مافهمت يكفي أنه بصوتس ...
ياسمين بتردد :ايه بس لو طلع صوتي مو حلو لاتطقطق علي ولاترى ماعمري رح أغنيلك ...
وبدأت تدندن :عيناااكَ ليالً صيفية ورؤى وقصائد وردية ...
ورسائل حب هاربةً من كتب الشوق المنسيـــة ...
قاطعها قائلاً :والله صوتس حلووو بس لو تغنين لسميرة توفيق ...
ياسمين بنظرة جانبية مؤنبة ولم تعرف من يقصد بالأساس :شغل سميرة توفيق وأشبع فيهاااا ...
هجرس بتردد أدار الأغنية :يالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل ..
لتنفجر هي بالضحك الهستري ..لتسأله بعد أن تمالكت نفسها :من جدك !!!! طلعت هذي ..
هجرس الذي لم يفهم مشكلتها مع الأغنية :ايه وش فيها ..
ياسمين :بصراحة حسبتها وحدة حلوة وصغيرة ومن جيل اليوم ..بس أشكرك على ذوقك أبقى على هالذوق تعجبنـــــي ...
وأنقطع الحديث حين توتر فجأة ... وهو يبدأ بالسب والشتم قبل أن يتوقف جانباً :خذي خربت ...!!!
ياسمين بعدم تصديق لايمكن أن يتحدث عن السيارة أليس كذالك ليس بجانب الطريق المهجــور في ليله شتوية شديدة البرودة :وش اللي خرب !!!
هجرس بتأفف :وش هو بعد السيارة ..حسبي الله عليهااا ..ياليتني أخذت السيارة اللي عطاني أبوي وش ردني على هذي ...
كانت صامته والأفكار السيئة تلعب في عقلهااا ..
خرج هو قليلاً وأغلق السيارة من الخارج حام قليلاً حولها فتح مقدمتها عبث وعاد إليها وهو ينفث دخان من فمة وأنفه لشدة البرد بالخارج ...
هجرس الذي تكتف :مافيه أمل ماعرف أصلحها وماأقدر أوقف سيارة بهالوقت ماأضمنهم ...
كان معي سلاح بس نسيته يوم طلعنا بسرعة ...
أرادت سؤاله وذنب من الخروج بعجلة ..
تباً له ولنزواته وتهورة ...
لايوجد أي ضوء داخل السيارة حتى لايلفتوا أنتباه السيارات التي لاتكاد تذكر.. المتوقع أن تعبر من هذا الطريق بأي لحضة ..
تكتف مكانه وأعاد مقعده للخلف ...دقائق قبل أن يرتفع صوت شخيرة ...
أرادت البكاء فعلاً ..
أعطته فرصة لدقائق... نصف ساعة ..ومضى الوقت حتى أكتملت ساعة من الملل ..
والخوف والقلق .. لاتستطيع النوم والوقت لايمضى ...
هزته لتوقظه :هجرس تكلم معي لاتنام حرام عليك ....
ولكن لارد من قبله فهو ينام كقتيــل ...
لحضات كادت تسترخي مكانها ولكن عاد التوجس يسيطر عليها ...
شي مريب حركه أو ضوء يأتي من البعيد ..أنها قداحة أحدهم يستخدمها ليضيء المكان ...طرقات مفاجئة على نافذة السائق أرعبتها لتطلق صيحة أيقظت شريكها ...
فتح عينه وألقى نظره سريعة عليها ...
قبل أن يفتح الباب ويخرج للطارق ...بكل بساطة ..
ذعرت بل تجمدت الدماء بعروقها للحضة فهمت أنه تصرف تحت تأثير النوم ولايعي مايدور من حوله ...
كان يتحدث مع من بالخارج بأنفعال وكأنهما يعرفان بعض وأفترقا لفترة..
حديثهم كان واضح جداً لها لأنه لم يغلق الباب خلفه حتى ....
والحديثه عبارة عن المساومة عليهاااا ....
:هجرس يخرب بيتك من وين جبتهاااا ..قسم أني دايم اقول هجرررس مايجيب إلا اللي عليه الكلام ..
هاه كم تبي لها ؟؟؟
ليرد هجرس بكل بساطة :كانها عاجبتك خذها بلاش بس على شرط تعطيني سيارتك بوصل فيها مشوار قريب ....
وترك له المجال لينحني وينظر للداخل ...
ولكن ماأن نظر للداخل وأتسعت عيناه حتى جائة الغدر من الخلف ...
ضربه هجرس مع مؤخرة عنقه ليفقده الوعي
وتحت أنظاره يفتش جيبيه ليخرج مفاتيح مركبته ...ويفتح الباب الخلفي ليضعه بالسيارة ويقيده بشماغه ...
ويأمرها بنفس اللحضة :أنزلي ماأبيتس تجلسين معه بنفس المكان لو لحضة ...
أنزل حقائبهم ..وأغلق السيارة عليه ...
ساروا قليلاً قبل أن يجدوا سيارته ...كانت تحت تأثير الصدمات المتتالية والذعر فلم تفكر حتى كيف أستطاع هجرس الأستدلال عليهاااا ...
لم تكن مرتاحة بتلك المركبة ...ساعة كاملة قبل أن يصلوا لمدينة حائل ويتوجهوا لأقرب فندق ...
لتسأله ما أن أستقرا :مين هذا اللي أخذنا سيارته وكيف تتركه في سيارتك يمكن يموت ويتهمونك فيه ...
رد عليها بلا مبالاة وهو ينتزع جاكيته ليتخلص منه فالمكان دافيء كفاية :خليه يموت بيعطوني وسام عشان خلصت المسلمين منه ....بعدين وش فيتس جالسه بأخر الدنيا ..
حققت لتس كل شروطتس وبعدتس نافرة مني وبعدين يعني ....
ياسمين بأنفعال :أنت وش سويت قبل شوي أصلاً ...جالس تساوم علي حتى لو كانت خدعة كيف تتجرأ تستغلني كذا ....
كانت نظرته حادة أفزعتهاااا :بزر ماراح أشره عليتس ...
الكلام كان على السيارة وأنتي محد درى عنتس ...
للحضة تذكرت تفاجأ الأخير حين وقعت عينه على داخل السيارة ...
حاولت أن تتراجع عن أقوالها أو تذكر أي أعتراض ...
لكن صوت صفع الباب بعد خروجه كان أسرع من ترددها ...

××حتى خطاه اتساهله لا ضحك لي منهو يعاتب سحابة خير لا مرت××

****

استيقظ قبل الفجر بقليل ...بقي لفتره يحدق في القصيدة التي طرحها ..لقد فعلها حقاً ...عدد الردود تحت تغريداته بالقصيدة ..تجعله يستسلم عن البحث عن ردها ..
أستحم وأستعد للصلاة ..في طريقة للخروج أستوقفه والده ...
فياض الذي لم يكن يعي بوجد والده بالقسم حتى :صباح الفجر ياأبو سلطان .؟؟؟
عقاب بنظرة حازمة :تعال قرب مني ....
أقترب بحذر وأنحنى عليه كما أشار ...
ليدفعه لاحقاً عقاب قبل أن يقول :اشوفك صاحي وماأنت شارب بلى ...أجل علامك تهربد (تهذي وتتصرف بقلة عقل )مثل السكارى ....
فياض يتراجع للخلف ليجلس :افا يابو سلطان وش هالتهايم على الفجر سكارى وأهربد ...
عقاب :وش هالخرابيط اللي يقولون منزلها وتخطب وتجوزيني وقصايد وقدام الناس ...
فياض الذي بانت الدهشة عليه فقد أستبعد أن يكون هذا سبب أنزعاج والده منه ...لأنه لم يفكر أن يصله الأمر ..لكنه قال بأعتداده المعتاد بنفسه :قلتها يبه قدام الناس واللي قدام الناس ماهو خطأ الفضايح اللي تجي من ورى الناس وبالكتمان ...
عقاب بصرامة :أسمع عاد لو رضت هي ورضوا طوايفها كلهم أنا ماني موافق ... حنا ماحنا بلعبة عندك ... وأنا قايلك من قبل ماتطلقها تحفظها ولا لاعاد تحلم فيها ....
فياض الذي يعي جيداً لو قرر والده أن يفسد خطته لأستعادة خزام سيكون قادر بكل سهولة على ذالك ...
فنزل سريعاً على ركبتيه عند أقدام والده وهو يمسك بركبتيه :طيب أسمعني يابو سلطان قبل الحلفان وقطع النذور ...أفهم مني ليه طلقتهااا...أنا كنت مسجون ووضعي عسير وقبلها كنت أعالج عشان الخلفه والعيال ....وأبليس ثقلها علي وأيسني من الحياة وهي مريضة وعندها أكتئاب من المرض عشان كذا طلبت الطلاق وأنا طلقتها عشان تشوف حياتها ...ولاهي تبيني وأنا ابيهاااا ...
عقاب يدفع يد فياض التي على ركبته :علومك وخرابك كله عندي ... أنت سفيه ...والله ياعقل الحسن أكبر من عقلك ...
وحين لاحظ محاولة فياض للحديث أصمته :اصصص ..قلت لك كل علوم خرابك عندي ... أنت زود على أنك ردي ...ترسل صور رداك على البنية وتقهرها ...
أنت أخذتها وهي مفتحة مثل الوردة أنت اللي جبت المرض والبلاوي لها ...
أفسدت عليها حياتها أول وتالي ...
فياض وهو يعود ليضع يده على ركبة والده ويضيف أن يقبلها :اسمعني وأفتح قلبك لي لاتصدني قبل ماتسمع مني ...
البنت مريضة ماودي أضيق صدرك ...بس حالها ماهو زين ..
من بيعالجهااا أمها مسكينه جالسه تسعى على رزقها ...وأخوها توها ببداية عمره وراه دراسه وتعب ...
من بينظر فيهااا ويوديها ويجيبهااا ...
عقاب بصرامة :أنا أقوم فيهااا بس هذا اللي هامك ...لاتخاف عليهااا ماأنت شايفني قدهااا ...
فياض الذي أرتخت كل حصونه عاد صوته بنبــرة رجاء :يبه تكفـــــــــى ..
عقاب :تذكر هاللحضة بعدين تذكر يوم أنك تترجى عشاااانها ...ماهو لاحصلتها بين يديك رجعت تسترخصها من جديد ...
أعقل خلاص ماعاد أنت جااااهل واقول غلط والدنيا بتربية ...
وقطع نقاشهم الحاد أرتفاع أذان الفجر ...
بعد رحيل الأثنين خرجت من مكانها لقد أستمعت لكل ماجرى ولم تستطيع الظهور بالصورة ...
النهاية كانت أن والدها أعطى ضوء أصفر ...ليس بالأحمر ولا الأخضر ... لفياض ليكمل خطة أستعادة خزام ...
هذا مافهمت من الذي جرى ...
أن كان سمح لفياض بهذا إذاً عليه أن يتقبل رغبتها بالأنفصال ..حتى لو كان أرتباطها حديث فكرت وفكرت وفكرت لاتستطيع تقبل العيش بتلك الدولة ...
هي ليست فتاة عادية تتقبل فكرة مشابهة ..
لقد بنت لها سمعة طوال هذه السنوات لن يفسدها أحمق أرتبطت فيه بالأجبار ...
صحيح أن قلبها لان قليلاً من أجله ولكن يبقى لها شخصيتها والصورة التي صنعتها لنفسها أمام الناس لن يكسرها بسهولة
هي لم تريدة من الأساس ولاتتخيل نفسها وسط تلك العائلة المليئة بالنســاء ...
وفكرة أنه يريد أصطحابها لتلك الدولة عذر مقبول للأنفصال وسيتفهمه والدهااا ...


××مافاد العلاج بضيقة الصدر يا دكتور علاجك شريته غير ما طابت العلة حلالاه لو اني معلمك بالمستور علشان تعرف وش سبب هالتعب كله××

****
كانت ليلة مليئة بالكوابيس لم يرتاح عقله حتى لو نامت عينه ...
قلبة الغير مرتاح ... والضيق الذي يسكن صدره منذ سمع خبر ولادتهااا ...
كلها تنبأ أنها ليست بخيــر ..
حتى حين رن هاتفه بذالك الرقم قبل الفجر بقليل ...شعر أن رائحة الفقد الكريهة ترتفع فالأجواء من حـــوله ...
أغمض عينيه وهو يحدق برقم سعد الذي يتراقص على شاشته قبل الفجر بقليل ....أي خبر غير سار قد يحمله له ...
هذه الفكرة جعلت أصابعه تتلكأ بتلقي المكالمة ...حتى أنقضت مدة الرنين وأنقطع الأتصال ...
مضت عدة دقائق ...مازال الهاتف بيده وعقله عالق بتلك الفكرة السيئة ..
حتى وصله رنين نغمة محادثات الواتساب ...
تحرك أبهامه على الشاشة بتلقائية يفتح القفل ويتوجه للبرنامج حتى حين فتحه وجد أول محادثة من سعد ....
ومن الخارج بأمكانه فهم أن الرسالة تحتوي على فيديو ...
بتردد فتح الفيديو ... فبالتأكيد لن ينقل له سعد الخبر السيء صوت وصورة ...
حتى حين ظهرت صورتها وهي تحمل الطفل الصغير ...
اغلق الهاتف سريعاً وهو يضع يده على رأسه ويشكر الله بأمتنان صادر من أعماق قلبه ...
لايصدق أنه سيرى هذا المشهد أخيراً ...
والأهم أنه بصحتها وعافيتها وليس كما وسوس له الشيطان أنها بحالة سيئة ...
أحتاج أن يهدأ نفسه كثيراً ..قبل أن يتواصل معها فتوجه لليتوضأ ويصلي ...
قبل أن يجري مكالمة معها ...
حين أستفاقت من البنج كانت غير مدركة لما حولها ولكن مركزة جداً على جسدها الخاوي من الطفل الذي أحتضنته أحشائها الشهور السابقة ..من جاور قلبها بأيامه الأخيرة ...
كانت لاتستطيع الأستلقاء للنوم بسبب وضعيته وضغطه على جزئها العلوي ...
واليوم أنتشل منهااا .. لاتشعر فيه ..
ذعر حل بها قبل أن تدخل الممرضة وتتحدث معها قليلاً فتطمئن على وضع صغيرها ...
الذي وصل أخيراً للحياة ... كم أنتظرته 13 سنة عمر أنتظارها له ...من اليوم الأول الذي تزوجت فيه سلطان وهي تنتظر هذه اللحضة ...
أن تحمل أبنها بين كفيها ..كانت فرحتها لاتضاهيها فرحة ..
زال كل الكرب والظنون السيئة وحل بها فرج الله وكرمه ...
وأخيراً طفلها سليم حقيقي يتنفس قربها ويصيح بصوته العذب لأذنها ليثبت لها أنه حقيقة وليس من خيالها أو هلوستها ..
وبسعادة اللحضة ولذة الفرح بحثت عن هاتفها قربها ولم تجده ...
فتحت الدرج قرب سريرها لتجد هاتف كالذي لديها ولكن ليس لها ...
حين فتحته وجدته لسعد ...
ستحذره لاحقاً من كلمة السر الضعيفة التي وضعها لهاتفه ...
لاتعلم لما ترك لها هاتفه وأخذ هاتفها ...
ولكن رسالة واردة من فاطمة هي أول ماوصلها حين فتحت الهاتف المتروك بوضع الطيران ...
كانت من هاتف فاطمة ولكن المرسل سعد يخبرها أنه حين أراد المغادرة أكتشف أنهم قدر تركوها بدون هاتف وفاطمة التي سبقته للمنزل قد أخذت هاتف غادة معها فترك لها هو هاتفه ...
جل أهتمامها أن رقم سلطان سيكون هنا ولايهم أي أمر آخر ...
اتصلت فيه ولكنه لم يرد ...فنظرت للساعة لتكتشف أن الوقت متأخر جداً فأذان الفجر على وشك أن يرفع ..
شعور السعادة الذي يحركها دعاها لتصور فيديو مع صغيرها وترسلها له ...
لم تستطيع إلا مشاركته هذه اللحضة ...
بعد فترة بسيطة من أرسالها الفيديو وصلها أتصال منه ...
كان مازال يعتقد أنها سعد فحين سمع صوتها ...
سألها بسعادة :غادة ماشاءالله وشلونتس بشريني عنتس ...
غادة وهي تقبل جبين الصغير الذي يرتاح على ذراعها الأيمن :بخير الحمدلله وبأسعد لحضات حياتي عاد قلت أشارك اللحضة ...مع أنك ماأتصلت ولا سألت ...
كان يستمع بصمت ومازال بداخله لايصدق أنهما بخير ...
عادت تنادية بأستفهام :سلطان تسمعني ...
رد بتنهيدة :ايه معك ... أنا ياغادة ماني مصدق هو حقيقة ولاخيال يارب لك الحمد بداية هاليوم نكد لكن نهايته بسماع صوتك وبشوفة صورة المزيون ...
غادة تقاطعه :صورة ايش أصلاً ماوضح وجهه عشان تجي تشوفه ..وأكملت بدلال :قلت يمكن ماتجي عشاني تتشوق تجي عشان ولدك ...
كان رده بلجهة عتب :ماأجي عشانتس والله لو أنتي بأخر الدنيا لاأعطل كل شيء وأجي لعيونتس ...
ولايهون الشيخ عقاب ...
غادة التي خرجت من روح التلاعب للبهجة :آه سلطان لو تشوفه ماني مصدقة وأخيراً شفته وصرت أم ...
رغم أنها تتحدث بسعادة وتعبر عن سرورها ..
لكن غصة ندم خنقته لينهي المكالمة سريعاً حتى لايشعرها بشيء ...والندم يأكل داخله ويقتات على جروح الماضي التي ماأن تندمل حتى تنفتح من جديد وتسهره أوجاعهااا ...
وألف لو تدور بعقله ...لو لم يطلق أول مره من اجل سبب تافه والمرة الثانية لفقدانه أعصابه لم كانت النتيجة الطلاق الثالث وخروجها من عصمته للأبد
لم أحتاجا كل هذا الزمان حتى تقر أعينهم برؤية طفلهما المشترك ...
××الحسايف ما ترد اللي يفوت والحياة بكل مافيها عبر مكسرك لاقلت من قل البخوت يمكن انها من فضل ربي جبر××
*****
كان ظهيرة اليوم التالي للقصيدة التي نشرها حين أكتشفت وجودها في أثناء عبثها المعتاد في هاتف والدتها التي تحظى بقيلولتهااا المعتادة..
في البداية أستمتعت بماتقرأ ...
كانت تشعر بالأنتصار أنها أوصلته لمرحلة فضح مشاعرة على الملء بهذة الطريقة وهو من كان يبخل عليها بالأعتذار بحدود عائلته أصبح يطلبها الآن على الملء ...
ولكن فرحتها ونشوتها بالأنتصار لم تدم ...
أولاً مع بعض الردود التي قرأتها من أشخاص يدعونه لتقدم لقريباتهم وأنهم يشترون رجل كما يقولون .....
والصاعقة التي وجدتها بدايركت حساب والدتها ..
التي لحسن الحظ لم تطلع عليهااا ...
فهو قد دل عدوتها على طريق جديد لهااا ...
((شفت مثل ماشاف غيري خطبته لك بس حبيت أوضحلك أنا حامل ...)
أهتزت حدقتيها أمام العبارة وتشوش بصرها ...ولكنها نفضت دموعها ..وعادت تركز على المحادثة ...
صورة لسونار ...
وتحتها لمحادثه تستطيع تلفيقها ولكن من الأسلوب تعي جيداً أن الطرف الآخر فياض ويعلم جيداً أنها حامل ...
أبتلعت العبرة التي كشوكة جرحت حنجرتهااا ...
وعادت للمحادثة تقرأ وتعيد بتمعن الحروف ..
لتجد نفسها تكتب لها :تصدقين كان عرضه مرفوض بالنسبة لي ... بس اللحين شكلي بوافق .. امممم بخرب بيتك مثل ماخربتي بيتي من قبل ... أعجبني الوضع وكيف أنقلبت الأدوار ...
حذفت المحادثة حتى لاتجدها والدتها وخرجت من التطبيق ...
ودخلت على حسابه دايركت وكتبت  تخطبني وغيري على ذمتك وحامل بعد أوقح من كذا ماشفت ...وتقول بحط شرط ماأتزوج غيرك ..لو قلت ماأتزوج غيرك وغيرها .. ياحرام خانك ذكائك هالمرة ..بس نبهتني عشان لجيت أتزوج أحط من ضمن الشروط مايكون على ذمته يوم يتزوجني حرمه )
كان تتأمل بردها ولم تعتقد أنه أطلع عليه بهذة السرعة حتى يرن الهاتف بيدها بطريقها أرعبتها فكرة أن تلقيه بعيداً لكن نغمة والدتها المرتفعه مع هدوء المنزل فالجميع يأخذ قيلولته ماعداها فهي لم تصحو إلا قرب الظهيرة ...أجبرها على الرد سريعاً حتى تنهي صوت الرنين المزعج ..
كان يراقب حسابه طوال النهار .. فحين وصل ردها قرأه مباشرة ...
حين تمعن بعبارتها تذكر شكوتها السابقة لأسماء والذي لم يهتم فيها وقتها من جهتها ...
ولم يفكر بكيف يكون الضرر عليها ...
وكل تفكيره بأنه فضح لأسرارة الخاصة ..
ولكن اليوم يتخيل فعلا ً شعورها بعد كل وعوده السابقة ووصول الخبر لها بهذة الطريقة ...
ولكنها لاترد ...لاتساعده بشرح الموضوع لها ...
أغمض عينيه حين فتح الخط على الطرف الآخر ...
كان يتلعثم حرفياً وهو يقول بشك :خزام ..؟؟؟
مازالت تحت تأثير رسالة أشواق فردت بأسلوب وقح :تبغى أمي يعني أناديها لك !!!!
فياض بمرارة من يريد قول الكثير ولكن لايستطيع فحواجز الشرع تمنعه:ليه ماتردين على جوالك ...
خزام بتشفي عبارات تسقي فيها غضبها عليه :ماعندي جوال ولو عندي مارديت عليك ايش تبغى ...؟؟ اللي بينا أنتهى وماعندي رغبه أرجع لك ... ماأعتقد فيه حاجة ثانية بينا تستدعي تتصل فيه أو تتواصل معاي ...
وهل تسأليني ماذا أريد منذ معرفتك لم أرد سواك ..
أخذ يسأل نفسه ... أين لسانك الطليق أين حذاقتك بالرد ...وأنت المتكلم المخضرم من لايضاهيك بالردود أحد ..ولايعيقك سؤال فأنت تتقن الأجابات الملتوية ... مالذي يربط لسانك الآن... أنها خزام الفتاة التي لم تظهر على الدنيا إلا منذ عدة أعوام ...
إلا تستطيع سحرها بمنطقك ... سرقة قلبها ببراعة غزلك ..
مالذي يجعلها عصية عليك ..
نطق أخيراً :تهدديني بالزواج من غيري ...بتلقين اللي يحبتس أكثر من روحه مثلي ...كانتس لقيتيه ..مبروك عليتس ...
ضحكت قليلاً ..حتى لمسعمه لم تكن ضحكة مرح أو سرور ...بل تحمل الكثير من الوجع بين طياتهااا ..فقط ضحكة بسيطة وصمتت ...ضحكة عن ألف رد ...
حاول أجلاء حنجرته من الغصة الكبيرة التي تسدها قبل أن يقول :والله والله والله أني أحبتس حب ماحبه مخلوق لمخلوق ...
قاطعته سريعاً بأنفعال والتشنج واضح بصوتها :اوووه فياض كلام كلام كلام .. كلنا ندري أنك شاطر بالكلام .. ماجبت شيء جديد ..أحبك ..حبيتك ...كلها أفعال ماضية ماتفيدني اليوم ولاتفيدك شوف حياتك مع مرتك وولدك ...
قاطعها :ماهي مرتي طلقتهاااا ...وتزوجتها فزعة ...
صاحت فيه وكأنها صمتت كثيراً وحان الأنفجار: تزوجتهاااا علللي تزوجت الحثالة عللللي ... وجاي اليوم تبرر ..بايش فزعة ...خلاص أبقى على فزعتك ...وطلعني من عالمك ...
ماأبيك ..أكرررهك ..أمقتك ...
هذه العبارات توحي له أنها نهاية المكالمة ...
وهو لايريد لهذة المكالمة أن تنتهي يتشبث فيها وكأنها اللحضة الأخيرة التي تجمعهما ...
من المفترض بعد عبارتها الأخيرة أن تغلق المكالمة تنهيها فقط تضغط الزر الأحمر هناك وينتهي كل شيء ...
ولكن لما مازالت تستمع لأنفاسه على الطرف الآخر ...
تريد أن تشعر بأنه مازال هناك يستمع لهااا ..يسمع الوجع الذي وسمها به ...
يطول الصمت ... ويبدو الوضع غريباً من جهتها ...ماذا تنتظر عليها أنهاء المكالمة ..
ولكنها سألته ومشاعرها تتحول من الأنفعال إلى الأنحدار والوقع بفخ أوجاعها من جديد :باقي وش تبغى تسمع ...؟؟؟؟
ماشبعت ماأكتفيت من العذاب اللي تعيشني أياه ...
بدى وكأنه يبتلع غصته حين قال :أنا أعذبتس !!! ...أنا لو بيدي شريت الوجع منتس ... أنا لو أقدر قسمت لتس من صحتي وعطيتس !!! عمري ماتعمدت الوجع لتس ...!!
بقهر الخيبات السابقة :حلو كلامك والله لو ماأعرفك صدقتك ... ليتك كذبت علي كذا وأنا معك ...
قاطعها هذه المره :أنا ماأكذب هذي حقيقة شعوري لتس ...صح فاشل بالتعبير ...بس هذا مايخليتس تكذبين مشاعري ..
بتهكم أصبحت تجيده فهي تلميذته النجيبة :آه صح عندك مشاعر وأحاسيس رقيقة ...خلتك تتزوج علي وأنا مريضة ...
سمعت تنهيدته التي لو بوضع آخر غرد بعدها بقول(رجعنا على طير ياللي ) ..
ولكنها لم تعطه الفرصة لقول شيء :وش فيك متضايق أنت تضايقت وأنا أذكر بأفعالك .... تتوقع شعوري أنا ايش بيكون ..والضرر وقع علي ...
صمت للحضه تبتلع عبرتها قبل أن تكمل :للحضه أتذكر أول مكالمة سمعتها بينكم ...
كان يقود سيارته وحين يتحول صوتها للوجع ... يحثه شيطانه على أن يدير سيارته لأقرب عامود كهرباء ...
وينهي هذا الشعور المقيت الذي أصبح يتلبسه ...اليأس ...
يشعر أنه من المستحيل أن تغفر له ...
كان صامت ذهنه مشغول بأفكاره السوداوية وهي على الطرف الآخر تكمل معتقده أنه يستمع بأنصات :تذكر لما رجعتني من المستشفى كيف تمسكت فيك ... ذيك الليلة ماقدرت أنام كل لحضه أفزع من نومي أتأكد أنك موجود ومارحت عندهااا ....من ليلتها لليوم وأنا كل مادعيت أدعي الله يذوقك هالشعور ....يحرق قلبك مثل ماحرقت قلبي ...
وأنهت المكالمة ...
كان ترتجف والدموع قد غطت وجهها ...
سألتها رضا التي وصلت منذ صياحها السابق عليه :هاتي الجوال المره هذي مشيتها لك ...مرا ثانيه ماتتكلمي مع رجال مايحل لك بهالمواضيع الخايبة ....
رفعت عينها المليئة بالأسى لوالدتها غير مصدقة ماتهتم به ...
لتهز رضا كتفيها :خلاص كل شي أنتهى وأندفن مايحق لك تعاتبي رجال ماهو محرم لك ...
بعدين ليه كل هالدموع والبكاء ... خلاص كل واحد في طريقة ...
جلست وهي تعبث بالهاتف :اللي يسمعك يقول كفر الرجال ...تدعي على يهودي مو على مسلم ...واذا الله أستجاب دعوتك وتأذى هالمسكين ... وش بيكون حال أهله ...
خزام غير مصدقة :امممممي ...
رضا:بلا أمي بلاهم ... وانا أحسبك عاقله قال ايش ينحرق قلبك وتعيش اللي أنا عشته ..ليه أن شاءالله مسوي حرام ...ماهو كله في الحلال حتى الرسول كان عنده تسع زوجات ....
خزام بصدمة :أمي أنتي جنيتي ولا ايش حرام عليك ...
رضا :آه كنت زمان نذرت أول ماتعور أمين لو قام بالسلامه ومشى على رجليه أجوزه أجمل البنات ... بس الله أخذ امانته وهو على حاله ...
تحوقل غير مهتمة بحديث أمها التي لاتعلم هل تحاول تسهيل الأمر عليها ...أم تحجيم وجعها وكأنها معوقة المشاعر ...
وقفت لتتوجه للحمام لتغسل وجهها وتبتعد عن والدتها التي قالت :تعالي شوفي ايش رسلك ...
ألتفتت بحدة غير مصدقة لتهز رضا كتفيها بلامبالاة :يعني حيرسلي أنا ايش يبغى فيه ..
عادت لتأخذ الهاتف منها ولكن رضا لم تفلته مباشرة :اسمعي وحطيني على بالك كويس لو عندك نية ترجعين له أسمحلك تكلمية تعاتبين تتغلي والذي منه ...ماعندك نية أحذفي الرسالة ولاعاد تفتحي له مجال يتواصل معاك ونرد عليه الرد الأخير ....
كان نظرات والدتها حادة كعادتها وحروفها قاطعة منهيه أي تخبط بأفكارها ..لتترك لها الهاتف فينساب بسهولة بيدها ...
وكأنه أنحسم الموقف بهذة الطريقة ...
ترددت قبل أن تفتح الرسالة وهي تتذكر تحذير والدتها ...
التواصل معه يعني أنها لديها رغبة بأدخاله لحياتها من جديد ...
فتحت الرسالة سريعاً وهي تتجاهل حديث والدتها السابق ...
كانت رسالة صوتيه لم تتأنى قبل أن تفتحها : وهو عندي قلب ماأنحرق ...آآه ..كنتي وردة وكلامتس مثل النسمة وش اللي خلاتس قاسية تسذا ...
لم تتأني بتسجيل الرد :قلبك أنحرق ..ايش اللي حرقه ياروحي .. خلاص بطل كذب هذي أختيارك محد أجبرك عليهاااا ..واذا كنت ناسي أفكرك أخر مره وأنت تطلقني جالسه تهددني أنك ماتنظر للوراء ...ليش ماألتزمت بتهديدك وكملت طريقك بدون ماتنظر للوراء ...
أرسلت الرسالة ولم يصلها أي رد رغم أنها وصلته وأستمع لها كما يتضح من علامات تطبيق المراسلة ...
ربما ردها كان ملجم جداً ولم يجد له رد متلاعب كعادته ..
أو قد يكون أنتهى من السعي ورائها ...

××أنت وصالك ذنب و مفارقك موت وأنا ما بين الذنب والموت واقف××

****

حين خرج غاضباً من عندها ...أنتظرته لساعة ثم أخرى ...
وبعدها فضلت الخلود للنوم .. هو رجل كبير حتى يتوه أو يحدث له أمر سيء لأنه خرج ليلاً ...
حين أستيقظت منتصف الصباح ..
كانت الغرفة تمتلء بنور الشمس ...
وهو يجلس على أحد المقعدين قرب النافذة ...كانت الشمس قادمه من خلفه ...فبدت بشرته وعينيه مشعتان للغاية مقارنه بشعره حالك السواد ...
بدى منغمس بأفكاره ... فكان جذاب بالنسبة لها ...
أطالت النظر إليه حتى لفتت أنتباهه ...
فرك ذقنه ليقول :جهزي أغراضك بنمشــي ..وين تبغين أنزلك فالرياض عند جدي ...ولا بالدمام عند أهلك ..
سألته بعدم أستيعاب هل تخلى بهذة السرعة :مافهمت ...
وقف يلتقط أغراضه ويبدأ بترتيب شنطته التي بعثرها حين غير ملابسه بعد عودته قرب الفجر :واضح كلامي ببدأ أدوام ...
بأقصى الشمال ماأنتي رايحة معي مايحتاج نلعب على بعض فأنا أخيرك وين تفضلين تبقين ...
حتى لو أخترتي أهلك مايمديني أوصلك ... يسفرك أبوي بالطيارة لأهلك ...
بدى شخص غير مستعد لنقاش ...هو يعطي الرأي الأخير ويقطع الأمر النافذ ... تصرفت كما توقع منها جهزت حاجياتها أرتدت عبائتها ...
وحين أعتقدت أنه غافل عنها بالكلية وجدته يقول معلقاً على مظهر الحنا بكفيها :وهذا متى بيروح أن شاءالله ... الله لايجزاتس خير يافزة أنتي وشورتس ...
شهقة بأستنكار :لاتدعي عليها حرام ....
رد بتعنته المعتاد :أختي وأنا كيفي أدعي عيلها لها مالتس شغل ...يالله دخلي يدينتس داخل العباية لايطلع حتى أظفرتس ...مصدقة نفسها متنقشة ...
ياسمين التي لم تفكر بتنفيذ رأيه بعد أسلوبه الوقح :ايوه مصدق نفسي ليش ناقصني حاجة حتى ماأتنقش ..!!!
هجرس بفظاظة :ايه ناقصتس أنتس عروس كذبية ...
فتحت فمها عدة مرات لترد ولكنها عادت وأغلقته ...
مالفائدة من الرد لأستفزازه ...
لاحقاً بالسيارة أخبرته بمالايحمل الجدال :ترى كل أرائك ماأعجبتني ولا عندي نية لاأرجع لأهلي ولا أروح بيت جدي أنت زوجي وملزوم فيني ...خذني معك ..
ألتفت بأستنكار فهو قد أعتقد أنها أستحسنت رأيه حين لم تعلق سابقاً :وين أخذتس أنتي مهبولة ...
ليست حمقاء لتعود وتكون موضع سخريه :والله ماأرجع لأهلي ...أنا تزوجتك عشان أفتك وأنت بترجعني لهم ...خذني للصحراء القاحلة ان شاءالله ماني راجعة لهم ...
ولو أعتقدت رد مباشر فهو لم يصلها ...
حين أخذ وقته بالتفكير حسب أعتقادها عاد يقول :أنا ماني تاركتس بس وين أخذتس له ماني مستعد أنا ماأدري وش هالمكان اللي أنا رايح له ...
ياسمين التي تعرف ماتريد جيداً :والله ...اللحين فهمت الوضع وش ذنبي ماني راجعة وش تقول الناس عني ...
أنا تزوجتك على أساس أروح معاك وين ماتروح ...
مالي شغل فيك لو شفتني ورطة وماطلعت مثل ماتتخيل ...
هجرس يضرب بيده على المقود من عبارتها التي ترميها جزافاً دون تفكير حسب رأيه :اللحين ليه تقوليني كلام ماقلته ... شوفي لو روحتي معي هالساعة مافيه رجعة قريبة يمكن شهور قبل ماتجيني أجازة وأقدر أنزلتس لأهلتس لاتندمين ...
ياسمين تكتف مكانه بثقة :لاتخاف أنا عارفة وش أبغى مو مثل غيري ...
نظر لها بسخط ولكن لم يرد وأنشغل بالطريق وعمله الجديد الذي سيباشرة لأول مرة ... وهو يشغل الكثير من تفكيره ..فالألتزام ليس من صفاته وهذا العمل ينطوي عليه الألتزام والأرادة ..لكن ربما وجود ياسمين الواثقة كما تبدو حتى لمواجهة المجهول سيساعدة على الصمود ...

××تختبر صبري معك و إلا تغلى طالت الغيبة وأنا عفت الغنايم كم خفوقٍ بالهوى رحّب و هلّا لا العمر باقي ولا التاريخ دايم××
****
أول مافكر فيه حين وجد نفسه بمسرح الجريمة وهو المتهم الأول فيها ... العدالة الألهية ...الجريمة الكاملة التي صنعها سابقاً ولم يتم الأمساك به ...حيكت لأجله هذه المره وهو المتهم الأول ...
كان يقيد وتملء عليه حقوقه وعلى شفاه أبتسامة ...من يراها يعتقد أنها أبتسامة أجرام ولكن بالحقيقه يعيد جملتها التي دأبت تقولها له :يالحكم ياويلك من حوبة الضعوف ...
نام مظلوم ولاتنام ظالم ...
الجريمة تلبسته كما لو أنها حيكت من أجله ...
خلال أرتداد جفن عين مقيده الذي كان واثق فيه ...
ضربه بقبضة يديه على عنقه ...
وقفز على السيارة القادمه ....
كانوا ثلاثه ..أحدهما أصبح طريح بعد مهاجمته له ...
والثاني ركض من خلفه وتوقف قلقاً على نفسه من السيارات ولكنه كان يراقبه ورآى أصطدام السيارة فيه وتحطم الزجاج الذي أنتشر من حولها وتعطل السير وأصطدام بعض السيارات ببعضها
الثالث كان يبلغ عن مهاجمة المتهم لهم وماحدث بعد ذالك من فرار وأصطدام ....
حتى حين توقف السير أخيراً ...وقلبوا جسده المضجر بالدماء ...
معتقدين أنهم قد أصيب أو ربما مات حتى ...ليتفاجئوا بملامح شخص مجهول بالنسبة لهم ...
قال مقيده والذي تعرض للأعتداء ويديه على رأسه :هذا أكيد صاحب السيارة ...
الثاني :كيفف كنت وراه ...ووو
قاطعه :رمى نفسه على مقدمة السيارة عشان يخترق نافذته ويدخل وأثناء تصادم السيارات الثانية ... تخلص من السائق وأنت ركزت عيونك على الجسد اللي على الأرض وهو أختفى بهالأثناء ...
لديه رضة قوية بجانبه ...ولكن يضغط على نفسه حتى يبتعد عن مسرح الجريمة التي أحدثها فراره ...
لايعلم لما فعلها بلحضة واحدة وبدون تخطيط مسبق وجد نفسه يرتكب فعلته ...
وكأنه لو دخل هناك لن يخرج ..
من حركته مشاعره وليس عقله وفراسته ...
لأنه لو فكر بعقله لوجد أنه يثبت التهمة على نفسه بفراره ...
الجريمة الذي وجد نفسه متهم فيها لانجاة منها ..
يعلم أنه سيصل للقصاص فيها ..
ولكن هو لم ينتهي من هذه الدنيا بعد ..
لدية قصة مفتوحة عليه أن يختمها قبل رحيلة ...
ولو وقع بقبضتهم لن يستطيع أنهاء تلك القصة ..

××أنتِ اختياري الحلو ، و ذنبي الطاهر
أنتِ أوجاعي الحلوه و غلطتي الصح××

****
كان والدها متواجد على وجبة الغداء في قسم والدتها ...
والفرص لاتأتي كل مره وكلما طال الأمد أصبح الخلاص مستحيل
وحين فرغ من طعامه أخبرته :يبه أبغى أتكلم معك بموضوع خاص ..
ألتفت عقاب حوله لم يكن هناك إلا فزاع والحسن ووالدتها :تكلمي وش الخاص اللي بتدسينه عن أمتس وأخوانتس ...
ليلى وهي تفرك يديها بتوتر فهي تخشاه هو ...وتنزعج من وجود فزاع الذي سينقل الخبر لزوجته كما تعتقد :أمم أنا ماني مرتاحة من يوم تملكت يعني ودي أنفصل ...
عقاب وهو يضرب بعصاه الأرض :وش هو ....
شعاع تضع يدها على راسها بأنزعاج :آه ياراسي ماهي هاجده وفاكتني بتبتليني لين أخر عمري ...
فزاع بحدة :بتفضحينا أنتي أهجدي لأهجدتس بطريقتي ...
عقاب بصيحة أنزعاج :بس بس أنا الللي أتكلم هنااا محد له كلمة على بنااااتي ...
الحسن المتوتر من صيحة والدة الغير جيدة لوضعه الصحي :يبه لاتصارخ الصراخ ماهو زين لك ...
عقاب الذي استفزه موضوعها حتى أرتجفت أطرافة :ليه وش شفتي من الرجال حتى تنفصلين عنه ...
كانت متوترة طوال اليوم تفكر كيف تطرح الموضوع وبعد أنفعال الجميع ...اصبحت أكثر تشتت وغير قادرة على تجميع أفكارها فأخطأت بقولها :يكفي أنه يبغى يروح لباكستان أنا ماأبي أروح معه ...
كان يستمع لها ولطريقة طرحها للموضوع الأنفة في تعبيرها وعلى ملامح وجهها تخبره كما أخطأ في تربيتها وكيف دللها حتى وصلت لهذة الدرجة من التكبر ...
هي أبنته لايريد لها إلا أفضل الرجال وأجود العائلات ...
وهو رأى ذالك بحفيد خلف ...
لقد رآه رجل كامل يستحق أبنته ... ولكنها لاتستطيع أن ترى مارآه ولن تفهم حتى لو وضح لهااا ...
لذا أخبرها بما لايحمل الجدال :كلمة زيادة ودق عليتس ياخذتس بعباتس الليلة ....
فتحت عينيها بعدم تصديق كان سترد ولكن الجدية على ملامح والدها ردت ...كانت تحاول أخذ أنفاسها فقط قبل أن يكتم عليها بقوله :أسبوع واحد وتروحين معه حتى العرس مايحتاج ...
ولكن صيحات الأعتراض هذه المره جائت من فزاع والحسن الذي يحاولان أقناعه بخطأ رأيه ...
ليلى بأنفعال :ليه وش سويت حرام عليك ياأبوي مو لهدرجة
ترخصني ....
فزاع بجنون :اقطعي كلمة زيادة ماتردينها ولاقطعت لسانتس .....
كان الجميع بصالة الجانبية التي يتناولن في الشاي بعد الغداء
فتح الباب بكل هدوء حين سمع الأصوات المرتفعة ...
كان والده جالس متقدم بمقعدة يتكيء على عصائة بيديه الأثنتين ...
وليلى وفزاع يقفان متواجهين كل منهما يصيح بوجه الآخر ...
موقف غير معتاد ولم يكن ليحدث سابقاً ...
بتال وهو يغلق الباب الزجاجي خلفه :عسى ماشر وش فيها أصواتكم طالعه ...
أستغلت ليلى فرصة دخوله لتنسحب ... فالجميع ضدها وتشعر أنها ستنهار من شدة الغضب ...
بعد خروجها خرج أيضاً فزاع والحسن ...
ليربت هو على فخذ والده وقد جلس جواره :وش فيك يبه ...
شعاع هي من تحدثت :ياوليدي أختك أنهبلت علينا ورجعت لعلومها الردية وتقول ماتبي العرس ..
بتال بنظرة جانبيه تأمل ملامح والدها المتوتره :وبس هذا اللي قالب حالكم أزهلوها ... ولاتشيلون هم هالموضوع أنا أتصرف معها ...
بتنهيدة أسى قالت :أبوك قالها بنعطيتس له بعباتس وماقدر عليهااا وش اللي بتقدر عليه ...
بتال :افا ياخاله يعني ماعندتس ثقه فيني أقولتس أزهليها ولا وش رايك يابو سلطان ...
عقاب بتنهيدة أرهاق من الموقف هو لايحب أن يقسو على أحد من أبنائه فكيف لو كانت بنت :عندك وأنا أبوك عندك ....
بتال :اجل لايتكدر لكم خاطر بتجوز وباليوم اللي تبونه وهي تضحك بعد ....
خرج من عندهم مودعاً ليصعد لجناحه ...
كان يفتح أزرة بدلته حين دخلت عليه قادمة من غرفة خيال ...
جوزاء :أجهز الغداء ...
بتال :لاتغديت بنام العصر صحيني على وقت الصلاة وجهزي القهوة وأعزمي ليلى عندنا أبيها بسالفة ...
هزت رأسها بتفهم وخرجت وتركته ...
هكذا هو أحياناً يبدو لايهمه من الدنيا سواها وأحيان يأتي بضجره من العمل ليسيطر عليه باقي اليوم ...
كانت تفتح أحد التطبيقات لتطلب الحلا الذي ستقدمه مع القهوة حتى لاتسقط بلسان ليلى ...
لتجد رسالة منه قبل ثواني :
ليه تزعل ريّح أعصابك وهدي في محياك الزعل ما هو بلايق
أبتسم يا عين أبوي وعين جدي والله انك لا تضايقت اتضايق.
قرأتها وتغضن وجهها أيهما الغاضب الآن ...
أعدت ماطلب منها سابقاً وأيقظته على الوقت ...
وحين حضرت ليلى وتواجها الأخوين تمنت لو فهمت سابقاً سبب الدعوة حتى لاتكون بهذا الموقف المحرج من جديد ...
كما حدث مع ياسمين ...
كان يفرك سبحته بين يديه :شوفي لاتزودينها علي تراي قايم روحي بطرف خشمي ... وش فيه الرجال تعيبينه ...وإذا على الديرة اللي بيروح لهااا ترى ماهو مستقر فيها كلها سنه أو أقل يخلص بعثته ويرجع ...
ليلى التي ستجن ولكن لاتستطيع أظهار مشاعرها أمامه :ماأبغاه ... وش فيها لو أنفصلنا هذي هي أسماء تطلقت ومعها ولد ماضرها ليش أنا كل شيء حرام علي ...
بتال وهو يكز على أسنانه :وهي موضه كلتسن بتمشن عليها .. بعدين أستحي على وجهتس ياسمين ام 18 سنه راحت مع جوزها وتوها عروس لأقصى الشمال ماقالت أقوالتس ...
تقف وتعود وتجلس بمقعدها من شدة الحنق :وأنا وش دخلني بياسمين ...لاهي أنا ولا أنا هي كل وحدة حره في روحهااا ...
بتال :انا أرد عليتس بمبدأتس يوم تقارنين روحتس بأسماء ... وعشان ماطولها عليتس ... طلاق مافيه ...
وتدرين وش شوري على أبوي واللي المفروض يسويه لو عندتي وفضحتينا بالرجال ...يقول بنتنا وعندنا بس هاك ويلبس بشته ويروح معه يخطب له من أحسن البناات ويتكفل بعرسه وشهر العسل ... وأنتي تجلسين هاللون لمتجوزه ولامطلقة ....
من أحترقت مكانها هي وليست ليلى ..أنه طاغية حين يريد أن يحكم بفرعنة ...يجيد ذالك ..
وجدت نفسها تقول لليلى التي تكاد تتصاعد منها الأبخرة لشدة غليانها :ليلى حبيبتي يمديك تقدمين قضية خلع وأنتي فالبيت ...
حين صاح بها أرتعبت فعلاً ...
بتال بصيحة أستهجان :جوزاء ..وحين أنتفضت مكانها :ماهوو وقتس أدخلي عند ورعتس ....
تغضنت ملامح وجهها ووقفت رغم أنزعاجها ولكن قالت بثقة :أسمه خيال وش ورعك هذي ..
كان يراقبها بنفاذ صبر حتى أغلقت الباب خلفها ..
لتقول ليلى التي بردت بعد غليانها :ليه معصب لاتخاف ماني سامعه شورها حتى لو أرخصتوني ماراح أسوي هالحركااات ..هذي تحسب كل الناس مثلها ماوراها أحد ...
وأبتلعت كلمتها الأخيرة وهي ترى الغضب على وجهه ...
قالت مبررة :يعني قصدي أبوها الله يرحمه وووو
ولم تستطيع التبرير فقالت لتهرب منه :خلاص طيب بتزوج بتزوج بس فكني من شرك ... ولو ماتوفقت بدعي عليك ...
كانت تخرج بخسارتها ...لم يكن عليها قبول هذه الدعوة الملغمة من البداية ..

××ان غبت خلوني على راحتي شوي احس في بعدي عن الناس خيره.××
ماأن خرجت ليلى حتى ألتقط هاتفه وحاجياته وخرج من خلفها ... رفع هاتفه ليتصل بذاك مباشرة :وينك ...أي بيت ..طيب ..طيب جايك ...
ركب سيارته وتوجه لمنزل فياض ..أوقفها بالداخل فبوابة الكراج مفتوحة ...وباب المنزل ايضاً مفتوح ...
حين دخل وجده بصالة المنزل التي يعمها الفوضى وهو مستلقي ويده فوق رأسه :عسى ماشر وش فيك ؟؟؟
فياض يعتدل بجلسته :وش فيني ؟؟؟؟ وهي بقى فيها وش فيني ..ماألوم عمتي فهدة يوم تقول آه ياراسي ...
أنا وش أسوي بروحي أطق وأخليكم ...
بتال المنزعج بشدة من خبر الحكم :هذي أبتلائات والمسلم يتقبلها ..
فياض بأنفعال وهو يحرك يديه بعشوائية :الأبتلاء يجيكم أنتم بس أنا اللي أتورط ...أخوك خلاص أنتهى عليه العوض ومنه العوض ...
وهو يأشر بأصابعه :مجرم ..وهربان ..
صمت قليلاً قبل أن يقول :لييه ودي أفهم بس ليييه وش ناقصه ....
لقد سأل نفسه ألف مره منذ سمع الخبر ...لماذا ...الحكم كان الشخص الأكثر مثالية بينهم ...لقد قبض على المنذر ...أخيه من شدة نظاميته وأحترامه للقانون ...
كيف أصبح مجرم وفار من العدالة ..شيء لايصدقه العقل ...
عاد ليستلقي وهو يئن :قس ضغطي... ضغطي بالعالي فوووق فوووق ماراح ينزل ...ولاتدري لاتقيس ضغطي قم سولي كركدية ...
بتال وهو يتوجه للمطبخ :طيب كلنا محتاجين كركدية ...
لم يرهق نفسه بالبحث فقد وجد عبوة الكركدية أمامه مباشرة جوار الغلاية يبدو أن فياض يستخدمه كثيراً ...
أخرج كوبين من السراميك وضع أكياس الكركدية وسكب الماء المغلي وتوجه بهما للخارج ...
وكل منهما يشرب من كوبه لاحظ شيء ما في الكوب الذي يشرب منه فياض دعاه ليقول :اخص يافياض ماأنت هين رومانسي تشرب بكوب عليه صورتك ....
فياض الذي لم يفهم مقصده رفع الكوب أمام عينيه لينتبه بهذه اللحضة أنه فعلاً هناك صورة له على الكوب ...
وبالمقابل نظر للآخر ونفس الفكرة جائت بعقل بتال كان الأثنين ينظران لصورة على الكوب الآخر ...شرق بتال مابين ضحكة ودهشه ..ولأنه توقع ردة فعل فياض أبعده سريعه عنه فعلاً كان فياض يمد يده ليوقع الكوب ...
ثم يعود ويلتقطه بعد أن أنسكب محتواه على الأرضية مفسداً السجادة ...
ليعيدة للمطبخ بصمت ...
حين عودته أخبر بتال :شف وش سويت ...بعدين ليه مخلي البيت كذا ..غبار وشمس والأثاث بيفسد ...
قاطعه فياض :خلك من الهرج الفاضي ... نحتاج محامي ..والمحامي يعني فلوس ..وبماأن بنتصرف بدون علم أبوي وسلطان فالكورة بملعبك أدعمنا بفلوس ...
بتال بعد تفكير بسيط :أنا بعد ماعندي ذيك الفلوس ..بس فيه السيارة اللي أهداها سلطان لخيال ..ببيعها وعسى تكفي فلوس المحامي ...
فياض بتشاؤم :أبشرك بتضيع فلوسك على الفاضي وبتقول ...
قاطعه بتال :فالك ماهو مقبول وماني بقايل ماهي خسارة بأخوي ..والله لو قابلتك أكثر ياذابح يامذبوح أنا أروح أسج بالصحاري أبركلي ولك ...
وغادر تحت مطالبات فياض ببقائه ...
ليقول بتنهيدة من بعده :آآآه كلاً صدره ضيق ...
على طاري ضيقة الصدر ...وفتح هاتفه بحثاً عن آخر رسالة تلقاها منها قبل أن يصله خبر الحكم ...أعاد الأستماع لها وزفر من جديد ..قبل أن يقول محدثاً نفسه :هذي كيف تذكر كل كلمة تطلع مني والله لو أنها تسجل لي ...
عاد للمطبخ ليتلقط الكوب الذي عليها صورتها ...
حين بردت محتوياته عاد للونه الداكن لايظهر أي شيء ...
غسله جيداً ..ووضع به كيس جديد من الكركدية وسكب الماء المغلي عليه :يالله نرفع الضغط من جهة وننزلة من جهة ..
كان يجلس بسكينه ويرتشف محتواه ليجد نفسه يلتقط صوره وهو يرفعه لشفتيه وصورتها واضحة عليها ويبعثها من جديد على هاتف والدتهااا ...
فتحت الصورة ولم تعلق ..
بدأ يكتب :ايه نكمل سواليفنا اللي الظهر وقفنا عند ياروحي ..!!!
كان يظهر بالأعلى أنها تكتب ثم يختفي ...ثم تعاود الكتابة ...
يبدو أن عبارته أستفزتها وبنفس الوقت لاتريد الحديث معه ...
لقد وجدها كيف يفلتها بسهولة مالذي يضمن له أنها ستتحدث معه بالغد ...
لذالك كان مصر على أستفزازها لترد :تخيلي أني أهدم بيتكم بكبره عشان مايذكرني فيتس وأرجع لبيتي وألقى صورتس على الكوب اللي أشرب منه ...
ردت سريعاً :وليه تهدم البيت عشان تنساني ...روح سوي مسح لذاكرتك أحسن ...
أبتسم بتلاعب حين ردة عليه لقد بدأ يعرف كيف يستفزها لتجاريه بالحديث :هذاك أول يومي محسود وماني بعقلي بس اللحين أنا أبيتس حاضر وماضي ...وش قلتي ؟؟؟
كشرت حين قرأت جملته :وأنا ماأبيك أنا اللي أحتاج مسح ذاكرة عشان أرتاح من ذكريات الماضي معك ...
حوقل بصوت مسموع حين قرأ ردها عليه :هذي والله العنيدة ..
أغلق هاتفه وتركه جانباً ... حادثة الحكم تزعجه وتضيق على مشاعره فلايجد فسحة لتعامل معها بطولة بال ..
صوت رسالة جديدة على الهاتف تلف أنتباهه رفعه فقد تكون من المحامي ..
ليجدها منها ..هو لم يرد على عبارتها السابقة فماذا ستقول ...
وجد نفسه يفتحها بمشاعر محبطة لكن سرعان ماتحولت ملامحه وهو يقهقه بأنتصار ...
على عبارتها :امي تقول لاعاد تتكلمي مع رجال مايحل لك فلو سمحت لاعاد تتواصل معي لاتحرجني مع أهلي ...
قد تبدو جملة عادية ...لكن من خزام هي تعني ...
أزل الحواجز التي بيننا ...
عاد يرسل لها :أبشري متى تبين العقد عشان أكون أحل لك ...وعادي نتواصل مع بعض ...
على الطرف الآخر شهقت حين قرأت رده ...
:مين قالك أني راضية فيك ...
:سخيف أصلاً مانسيت حمل زوجتك بالسر ...
:أقول فارق بس ولاعاد تتواصل معي ...
هذه الردود التي من المفترض أن تصله منها ...
ولكنها ردت :
لاتفرح كثير بعدك
ماسمعت شروطي ..!!!

××وأن جيتك لا تعطيني الوجه الثقيل أما تغانم هالوصل . . ولا أقطعه××

****
حين دخلوا المنطقة التي تم تعينه فيها ...كان قد توقف لتعبئة خزان السيارة بالوقود حين عاد لها وهو يفرك يديه ...
هجرس يلف شماغه حول رأسه بحرص:فله يالقشرى ..تدرين وش يقولون العمال ...اليوم بتجي عاصفة ثلجية ...اييييه ياحظتس الأقشر ...
ياسمين المتضايقة من المسافة الطويلة التي قطعاها بالسيارة حتى أصبحت تشعر أنها جزء منها :والله ليه حظي الأقشر دايم كان حظي حلو الله العالم ليه صاير هالأسبوعين أقشر ....
هجرس متجاهلاً موشحها :أقول ... مريولتس معتس ...
ياسمين بثقة :كل شيء معي تحسب بتعجزني ...
هجرس :طيب ياشاطرة أفتحي جوالتس أبحثي لنا عن شقة ايه ولاتطنخين بحدود الميتين ثلاث مية ...
فتحت هاتفها ثم التطبيق المعتاد لتنظر له :مايطلع أي شيء متأكد ديرتك هذي موجودة على الخريطة ...
هجرس :طيب نرجع للطريقة القديمة ندوج بهالحواري لين نلقى مطلبنااا ...
أستمر على هذا الحال يبحث حتى وجد شيء من المفترض أن يكون مناسب ...
ولكن حين أستقرا فيه أكتشفت أنه غير مقبول نهائياً ...
كانت تراه يرتب فراش الرحلات المتنقل الذي يستخدمه في تنقلاته ...
وبقي لها هي السرير الذي لم يبدو نظيف أبداً ...
ومهما طلبت تغييره جيء لها بألحفة أسوأ من ناحية النظافة ...
تقف متكتفة بعد أن أستحمت وأرتدت منامة دافئة جداً وعينيها تتنقل مابين فراشه الذي يبدو دافيء ونظيف ..ولم يستخدمه سواه...
وبين ألحفة السرير التي نام عليها قبلها أعداد لاتحصى ...
لتقول أخيراً بلعبة أنثوية لم يستهلكها الزمان بعد :لو تحبني عطني فراشك ...
هجرس وهو يستلقي بفراشه :ياقدمتس أنتي ولو تحبني حقتس ..أنا ماأحب إلا نفسي ...
صمت قليلاً حتى أعتقدت أنه نام فعلاً فعينيه مغمضة ليفتح عينيه ويديرها لها :بس عشانتس غاليه بسمحلتس تشاركيني فيه ...
لتكشر بوجهها :ياقدمك أنت وعشانك غالية حقتك ...
ماأبغى أشارك شيء ...وبنام هنا حتى لو فيه براغيث وحشرات الدنيااا ...
أرتدت روب الحمام فوق ملابسها ونامت على هذه الهيئة ...كان نوم سيء أستيقظت خلاله كثيراً تخشى أن يلامس جسدها أي شيء ...
حتى حين أيقظها بعد الفجر بقليل ...
جلست سريعاً لتسأله بتوجس :وش فيه ؟؟؟
هجرس :أنا خلاص بطلع صكي الباب وراي ..
ياسمين بأستنكار :بتطلع وين وتتركني هنااا ..
هجرس :أنتي خبله من أمس وش قايلتس بداوم ماتفهمين ...
ياسمين :بتداوم كذا ...
هجرس :بدلتي بالسيارة بكويها بالمغسلة وألبسهااا ...سلام صكي الباب وراي ..
أغلقت الباب خلفه وهي متوجسه ...ماذا لو حدث لها شيء سيء أثناء غيابه ...
تمطت وقلبت عينيها بالمكان ...قبل أن ترتفع وجنتيها بأبتسامة أنتصار ...وتلقي نفسها بفراشه ...
وأخيراً ستتنعم بالراحة ....
بعد أنا قضى يومه الأول السيء في العمل وبمعنوياته المحبطة عاد وهو يحمل كيس طعامه ...طرق الباب ...
وأتصل بها كثيراً ولكن لم تستجيب ...
كان يتوعدهاا لو فتحت الباب سيفعل ويرتكب ...
لكن لايعلم لما تبخرت كل تلك التهديدات حين فتحت الباب بوجهها المتورم من طول النوم ...
دفع الباب متظاهراً بالسخط وحتى يهرب بعينيه عن تأملهااا الفاضح :ساعة ساعة وش هالنوم وش هالربااادة ...
ياليتني ماجبتس معي مسوي نفسي متجوز وعندي مرة سنعة ...
ياسمين التي شعرت بالذنب قليلاً ولكن أسلوبه السيء جعلها ترد بسخط :يوه أنت وأسلوبك الكهفي ...حتى جدي عقاب ماأتوقع بزمنه سواهااا ...
وكان يخرج صحن من أدراج المطبخ ..قبل أن يفرغ محتويات الطعام فيه ..
ليرد ببرود :غسلي وجهتس وتعالي تغدي ...
كان تتأكل تصرفه بملامح مشمئزة :أنت تدري كم أنسان أكل بهالصحن أو كم له متخزن ...
هجرس وهو يضع الطبق على السفرة الأرضيه :قولي ماأبي أكل وخلصنا..
جلس على طرف الأريكة التي تأملت أنها الأنظف بالصالة الصغيرة المفتوحة على المطبخ :بنطلع اليوم من هنا ونشوف مكان ثاني !!!
رفع رأسه عن طعامه :خليني أقيل وأريح راسي لاصحيت المغرب نتفاهم ..ايه ومن اللحين أقولتس بصحي روحي بطرف خشمي لاتنكدين علي ترى ماأضمن ردات فعلي ...
لم تنتبه أنا نبرتها كانت بصيغة الأمر :اجل احسن لاتنام وخلص وأطلع دور لنا شقة ..
توقف عن الطعام ...جمع السفرة وحملها للمطبخ وضعها جانباً وغسل يديه ...
توترت بمكانها بعد ردها الأخير نظر إليها بشراسة ...هي لاتخطيء النظرة لاتعلم أين أخطأت حتى يتحول بهذة الطريقة ...
أقترب بكل هدوء أنحنى عليها بطريقة أفزعتها .. ضغطت نفسها على ظهر مقعدها ..سألها بنبرة مستفزه :وش أمرتي ؟؟؟؟
ياسمين شهقت لتتنفس بعد أن حبست أنفاسها :ماقلت شيء خلاص روح فسخ بدلتك ونام ...حتى ماراح أزعجك ...لو تنام لفجر بكرة ...
قهقه بلؤم :ماعاد ينفع الترقيع يابنت عمتي ... سحبها مع يدها لتقف وتواجهه ولكن مازال منحني عليها فهو يفوقها طولاً :والبدلة أنتي بتفسخينهااا بنفسك ...
سحبت نفسها منه وهي تقول بتوتر :هجرس بليز بلا سخافه ...بعدين أنت وعدتني ...
عاد يلفها لتواجهه :خلينا مانتكلم عن الوعود لأني سمعت منتس ألف وعد ماشفت منها شيء تحقق ...
أنسي كل شيء وعدتس فيه ..حنا أثنين متزوجين وكل المهل اللي عطيتس أنتهت ..
شدت على عينيها المغمضة وعضت شفهاها ..
قبل أن تعود وتفتح عينيها وتربت على صدره :هجرس حبيبي هدي رووق لاتعطي ردة فعل سلبية عشان مزاجك السيء بعدين تندم ..
يصفر بوقاحة وهو يضع يده من فوق يدها ليضغطها على صدره :والله تطور اللحين صرت حبيبي وروق وهدي ... ودي أماطل أكثر عشان أخليتس تطلعين كل مواهبتس المدفونة بس صبري قليل ماني من اللي يحب ياأكل عشاه بارد ...
سحبت يدها وملامحها تتحول للغضب :خلاص طيب أوف بس ماهو وقته ..خلها بالستر الليل ...
فتح أزرار بدلته وهو يبتعد عنها :الليل الليل مع أنها أعجبتني فكرة أنتس تفسخين بدلتي ...
ياسمين تصيح بحنق :بس خلاص بلا قلة أدب ...
أغلق الباب بينهما وأخر ماسمعته :لاتخليني أرجع أعلمتس قلة الأدب ...
شدت طرف منامتها بحنق :ياليتني مت ياغبائي أنا ليه تزوجت ...
صفعت خديها وهي ترتجف مكانها من القلق :ياليتني مت ياررب أمووووت ...
أول من أستنجدت فيه يارا التي أغلقت الهاتف في وجهها حين فهمت سبب أتصالها ..
الثانية والدتها ووبختها بشدة أنها غير جديرة بالزواج وليتها لم تزوجهاا ...
فكان خيارها الثالث عمتها غادة ...التي قالت :اللحين أنتي ماأتصلتي تباركين لي على ولدي وسلامتي متصلة لقلة الأدب ...
ياسمين :ياعمة تكفين أنتي أكثر أنسانة عندها كيد من اللي أعرفهم ... عطيني حل أجل هالموضوع ..
أنقطع صوتها قليلاً قبل أن تعود لتحدثها :أنتي ماتعرفين متى تتصلين كانوا عندي ضيوف ... ايه وش قلتي تبين ...؟؟
ياسمين :ياعمة لاتحرجيني كل ثانية تسألين أستحي أعيد ...
غادة :تستحين وليه ماأستحيتي من البداية ... بعدين فهميني ليه متزوجة أنتي ..وش ذنبة ذا المسكين متزوج يعف نفسه عن الحرام وانتي تماطلين فيه ...ماأنتي قد الزواج ومسئولياته قولي ماأبي أتزوج ...كان خليتيه يشوف حظه مع بنت خالته ماأدري وش تقرب له ...
وحين سمعت صيحة الأستهجان منها أصمتتها بعصبية :اسمعي وأنتي ساكته .. أعقلي وخل هبال المراهقات عنك ..ماشاءالله عقلك يوزن بلد ... وتفهمين اللي ماينفهم ....
ياتعيشينه معه زي الأوادم ياتقولين رجعني لأهلي لين أكبر وأعقل وأنت روح تزوج غيري مثل ماكنت ناوي ...
ياسمين :يعني أنتي ماعندك حل وسط ..معليش أنا ماأتحمل أخليه يتزوج وحدة ثانية ...
غادة بتلاعب :ليه ياروحي أنتي مغصوبة عليه وماتشوفينه يستاهل تعطينه حقه الشرعي حتى ... ليه ماتتحملين يتزوج غيرك ...
بتأفف :يعني مايصير نحب بعض ونعيش مع بعض بدون هالشيء ...
غادة بسخرية :لاياروحي مايصير وين عايشة أنتي زمن الحب العذري ولااا .. أنتي متزوجته مو حبيبك ...
شهقة من مجرد الكلمة :عمة وش فيك معطينك دواء مضروب ..وش هالخرابيط هذي ..خلاص مع السلامة أنا الغلطانة أسأل أمهات ...
لتودعها غادة على الطرف الآخر وهي تقول :مع السلامة يابنت سعد الوعد لاتقابلناااا ...
زفرت بضيق حين سدت بوجهها جميع الطرق :مالي إلا ربي أدعيه ..يارب خلصني ...

××مابيك بالقوه ولا ابيك بالطيب ابيك من كيفك تحس وتجيني .××

****
كان تستعد لزيارة عائلته بالخرج ولديها شك بصحة مرافقة فياض الصغير لهم ... تشعر أنه من غير المقبول ..
تواجد معهم وأن عائلته لن ترتاح لوجوده ...
ولكن أحمد أصر على مرافقته لهم ..
لاحقاً بالسيارة هما الأثنان بالأمام ...والصغير بمقعده الخاص بالخلف وأمامه لعبة مناسبة للسيارة يلعب فيها ومنسجم جداً معها ...
صرحت بشعورها :أحمد أعتقد أن فياض وجوده معنا حركة ماهي حلوة ...
أحمد المركز على الطريق يلتفت إليها قليلاً قبل أن يعاود تركيزه للأمام :انا ماأقول ناأخذه كل مازرناهم بس لابد مايقابلهم نبدأ من اللحين أحسن من التأجيل على الفاضي ...
وحتى لو أحد أتضايق من جودوه مع الوقت بيتعود ...
في منزلهم كما توقعت والده ووالدته لم يحبا الضيف الصغير ...
راما هي فقط من سعدت بوجوده ولتلطيف الأجواء أخذته لغرفتها بقصد اللهو معه وبالحقيقة لأبعاده عن الجو المتوتر ...
وبمجرد أختفائه عاد الحديث بشكل طبيعي وروتيني ...
كان عبدالله والد أحمد يسألها عن حاله والدها وأنه ينوي زيارته بنهاية الأسبوع فالمرة الماضيه التي زاره فيها كان تحت تأثير المرض ولم يستطيب له الحديث معه ..
وختم الموضوع :ماكويتوه ... خلف أبو ذيب نسيبكم الجديد تراهم يمدحون كيه ...
أحمد هو من رد :يبه الله يطول بعمرك ترى عمي عقاب طيب وماعليه ومع تمرينات الطبيعية حتى يده بدأ يحركها ..
هو بس الكلام اللي يتعبه شوي ..ولا أموره الباقية طيبه ...
عبدالله :ماشاءالله ماشاءالله الله يتمم عليه الصحة والعافية ...
وأستئذن ليخرج لكن عند الباب عاد ينادي على أحمد ليخرجا معاً ...لتبقى هي وحماتهااا ..
أم أحمد :صبي لنا من الشاي ياأسماء ماراح تخليني أصبلك وأنا عمتك !!!!
أهلاً بدأ كيد الحموات ...
قامت لتصب لوالدة زوجها ولنفسها ..
وبعد ذالك بدأ مشوار جديد من الحديث عن الفتيات وبنات أخواتهااا ...
أم أحمد بأسلوب لاتفهم هل هو صريح لحد الوقاحة ..أم وقح من الأساس :والله كنت باغية له أحد من بنات أخواتي ...لكن مارضي فيهم ولاحتى عبدالله عشان أخذين من قبايل ثانية ...
صمتت للحضات :بس أكيد دامه أخذك نصيبة كان أحسن ...
ماذا هل خشيت أن تشتكيها عند عائلتها ... لما أحسنت الحديث بالنهاية ...
أسماء بكل برود :الله يسلمك ياخاله .. إلا وش القبايل اللي أخذين منها خواتك ....
لاتعلم لما طرحت هذا السؤال هل تلبستها شخصية والدتها فجأة ... البرود الذي أستحل ملامح أم أحمد ..جعلها تتوقع الأجابة ...فالعوائل التي ذكرتهم رداً على سؤالها لم تكن تنتمي لأي قبائل من الأساس ...
ولأنها تحب زوجها ولاتريد المشاكل من الأساس وربما أسلوب والدته كان لرؤية أبنها قالت :ماشاءالله والنعم إذا تجمعوا عندك ياخاله اعزميني ودي أتعرف عليهم ...
أستكانت ملامح أم احمد المتجهمة وأخذت الموضوع لمكان آخر بعيد عن الأصل وهذا النوع من التوتر من الحديث ...
بعد خروجهم من منزل عائلته وفي السيارة كان الظلام قد حل .. وأذاع أغنية رومانسية وفياض الصغير يغط بعمق في مقعدة بالخلف ....
كانت قد لاحظت شيء وأرادت الأستفسار عنه :لما سكنا مع أهلك ماكان فيه خدم لكن اليوم لاحظت أن فيه عاملتين ..
يعني حرام كانت أمك متعذبه بأعمال البيت ودوامها ..
خفض صوت الأغنية حتى أصبح لايكاد يسمع ...
وقال بصوت فاتر :أهلي جابو العاملات لأني طلعت من البيت ..!!!أنا السبب أنه ماكان فيه عاملات ...
سألت بعدم فهم :طيب ليه ..؟؟
أحمد بصبر على ذكر الماضي المرير :أنا وش قلت لك عند موضوعي معك ..وش سبب نفوري من العلاقة ...
كانت تركز هذه اللحضة بكافة حواسها بعد أن كان الحديث روتيني لامعنى له إلا أضاعة الوقت أصبح هناك شيء جاد...
أحمد يكمل رغم صعوبة التقدم بالحديث:كان عمري بالطعشات بمرحلة المتوسط يوم بدت عاملة أهلي تتحرش فيني ...
شهقت بأستنكار :ايش عفواً ... أقصد...وصمتت
حين لم تجد طريقة سليمة لأبداء صدمتهااا ...
فهي فعلياً لم تستطيع التوصل لمعنى حديثه السابق ...
وأعتقدت أنه ربما أمر بسيط وفي عمر أصغر
لكن العمر الذي ذكره كافي ليكون يفهم ويحدث عقدة بنفسه ...
أكمل دون أن ينتظر تعليق منهاا :عشان كذا أنا ماأفضل العاملات بالبيت ولاأرى فيهن إلا لضرورة القصوى ...
ولو تواجدن لتنظيف فقط ومو لتعامل مع أهل المنزل ولاتربية الأطفال ...
وصمت وعينه تركز على الطريق ظاهرياً ...وبالحقيقة هو يرى الماضي ويتلبسه شعور المراهق الخائف المهتزة ثقتها بنفسه بعد ماتعرض له ... والشعور بالذنب ورهبة المعصية كابوسان سيطرا عليه لسنوات ...
مازال يعاني فليس كل الليالي ناجحه بالنسبه لهما ...كثير ماتعاوده أعراض الماضي ويتقيء على أثر تلك المشاعر ...
ربما أراد منها مراعاة أكثر ...فرغم خارجة الصلب وثقته اللا منتهية بذاته ....هناك جرح غائر بداخله ...
يحتاج لتطبيبها والأشارة لموضع الجرح هي بداية العلاج ...
يدها تحسس كفه المستقر قربها قبل أن تهمس الكلام التي أعتقدت أنه يحتاجه :أحبك واللي مرريت فيه ..ماهو ذنبك ...أنت ضحية ...
صمتت للحضات ترتب مشاعرها من الصعب فهم الموقف وبنفس الوقت المواساة دون تكلف أو أزعاج الآخر بتزيف المشاعر :أحس .. يعني .. الماضي صنع منك شخصية جميلة ...وو ...
توقفت عن الكلام .. هل من المقبول ماتتحدث عنه ...
ضحكة بسيطة صدرت منه فاجئتها ولاتعلم هل هي ضحكة سخرية وتندر أم أعجاب وهناك مايسليه فعلاً في حديثها ...
أحمد :تدرين وأنتي تكلمين بثقة تعجبيني بس وأنتي متورطة آآه غرامي ...مغروم باأسماء اللي تخاف تقول شيء خطأ وينحسب عليها ...
رفع كفها التي على كفه وقبلها :لاتخافين وأنتي تتكلمين معي وتدققين على كلامك لأن اللي بيطلع من قلبك بيوصل لقلبي ...

××ضمُني بـ أغفى على صدرك وأقول جابك الله .. لي هديه مِن السما××

إنتهى
بالفترة الأخيرة أشتهر وسط دائرة عمله بضيق صبرة وسرعة غضبة ...وأنهم المتسبب الأول للمشاكل فيهااا ...
شجار حاد حدث بينه وبين شريكه بالعمل ...
تفرق الأثنين ودخل كل منهما مع شريك جديد ...
ذالك اليوم أتصل فيه زميلة السابق للحديث حول أمر ما ...
دعاه لشقة التي يعيش فيها كان أعزب يعيش لوحده فلم يستغرب حين وجد باب المنزل مفتوح ...
ولم تكن الزيارة الأولى لهذا المكان ...نادى عليهم ..
أخذ جولة سريعة على المكان ...
كان أطباق الطعام التي أبتاعه من المطعم مازالت دافئة ..
أين ذهب ...هذا كان مايفكر فيه ...وجد أقرب عذر للغيابه ..
أنه نزل سريعاً ليبتاع مشروب غازي له ...بعد أن وصل الطعام ولم يتوفر معه مشروب
وهو لايستطيع تناول الطعام من دونه ...
فتح أحد الأطباق وبدى يأكل منه ليس لأنه جائع ولكن ليزعجه فقط ...
صوت قطرات الماء المتساقطة على أرضية الحمام يزعجه ...
...يحاول تجاهله لكن صبره ينفذ... لم يكن بهذه الأعصاب سريعة التوتر والأنزعاج من أتفه الأمور...
كان محق رئيسه حين فكر بأجراء فحص دم له ..لأنه يشك بتناوله للممنوعات ...هو ايضاً لايفهم نفسه ...
رمى الملعقة منزعجاً وتوجه للحمام ...
كان بابه موارى قليلاً دفعه ليدخل ...
فشهق بصدمة حين وجد زميلة شبه نائم بالمغطس الضيق الممتليء بالماء الذي بدى يتساقط مع جوانبه ..
أقترب منه بشك ناداه بتوتر وهو يمد يده ليتحسس عنقه ...
ذعر حين لم يجد نبض ...
أول فكرة بدرت لذهنه مغادرة المكان سريعاً .. حين وصل الباب تذكر الملعقة التي أكل بها ...وبصماته المنتشرة داخل أرجاء الشقة ...
وقبل أن يسعفه عقله وينجده الوقت ...
كان زملاء آخرين من شعبته يلقون القبض عليه ..
بتهمة قتل زميلهم الذي تشاجر معه سابقاً
لقد فصلت هذه القضية على مقاسه ...
ولكن من الذي لفقها له ...
××حتى على كبر انكساري : تبسّمت
ماودي اكسر خاطر اللي كسرني !!××

***

نظراتها تلتهم تفاصيله وهو يحمل أبنهما ليؤذن قرب أذنه بصوت هاديء حتى لايفزعه ...
لايمكن وصف شعورها بعبارة واحدة ..هي خليط من المشاعر المتقدة ... تختصرها بأنها تعيش أجمل أيامهاا ...
وأسعد لحضاتها ...
رغم وجود والدتها أخيها وأخته ...لكن لايمكنها أن تزيل عينيها عنه ...مشاعرها مفضوحة للجميع ولاتهتم ...
سوى بالأثنين سبب سعادتها سلطان وعقاب الصغير ...
هي ممتنة جداً للعم عقاب الذي سمح بأن يحمل ابنها أسمه ...
فكان من المعروف أنه رفض تسمية عدة أحفاد له بهذا الأسم ...وكان من نصيب أبنها هي ...
دخول مروى الصاخب هو ماشتت أنتبهاها عنهم لتحدق بتلك بقلق فهي تخشى من الأبريق الساخن الذي تحمله :عمه شوفي وش سويتلك بحثت بالنت عن أحسن مشروب للنفاس وسويته لك ...
غادة بمجاملة لم تتقنها :طيب الله يجزاك خير بس أمسكي الحار زين لاتحرقينا فيه ....
سلطان وهو يعيد الصغير لمهده :لا أنا ماأقدر أئتمنكم هنااا ..مروى من جهة ومسك من الجهة الثانية ...
فاطمة :الله ياأخوي اللحين صارن بنات يخوفن بكره تجي من جديد تطق الباب تبي وحدة منهن ...
سلطان :أنتم هاتوا لولدي عروسة مثل ياسمين ونطق بابكم مرة وثنتين لكن هالعوب فكونا منهن ...
أستمرت الأحاديث الروتينيه المليئة بالفكاهة بينهم ...
حتى أستئذن الجميع وبقيا لوحدهما ...
سلطان وهو يبتسم :ايه تكفين لاتنزلينه خليتس بس شايلته تسذا هالصورة ماأبيها تفارق عيني ...
غادة وهي تعيده لمهده :والله ودي مايطيح من يدي بس وش أسوي تعبانه وودي أرتااح ..
قال ممازحاً :تعبانه أجل هاتيه معي بأخذه يساعدني على الشغل ...
غادة :ايه مالقيت إلا هو يساعدك ..
أنحنى يقبلها مودعاً وهو يوصيها :لاتعبين نفستس وإذا احتجتي أحد يساعدتس قوليلي وأجيب لتس بدال المربية ثنتين بس أنتي لاتتعبين ياأم عقاب ...
ماأن خرج حتى ألتقطت هاتفها وحضرت الرقم الذي أرسل لها رسالة عرفت صاحبتها حتى لو لم تصرح بهويتها ..
فسم الذي نفثته لايمكن أن يصدر من شخص سواها ..
ستقطع الطريق عليها ..لن تعطيها الفرصة لاتفسد لحضاتها السعيدة ...

××وأنا ويّاك لا تبخل عليّ بشيء أبي أسمع أحبّك قدْ ما تقدر ..××


****
بعد حادثة العصر لم يتحدث معها وخرج مباشرة ...ولم يعد حتى وقت متأخر ...
ماأن عاد حتى توجه لغرفتهما ...ورغم بقائها في غرفة خيال ومحاولاتها المستميتة أن تنام قبل حضوره ولكنها فشلت ...
ولاحظت حضوره وعدم بحثه عنها ...فيبدو أنها غضب فعلاً ..وهما الآن في مرحلة خصام .. لاتعرف كيف تنهيها ...
سابقاً كان لديها صبر طويل ولاتهتم فعلاً بأنهاء الأمر من ناحيتها ..
ولكن اليوم مشاعر غريبة تكتنفها ..حتى النوم ليس من السهل الحصول عليه بعيداً عنه ..
رغم عدم نومها الجيد حرصت على أن تعد له بعد الفجر طعام الأفطار والقهوة ...
ولكنه أكتفى بقوله :مالي نفس عالأكل ..
وخرج ... وهي تعي جيداً أنه سيتوجه للقسم والدته من أجل وريف التي تسبب الكثير من المشاكل في دراستها ويتأكد كل صباح أنها قد حفظت جزئية السورة التي عليها تسميعها ...
فجدتها تشتكي منها على الدوام ورغم أحضارها لمعلمة تدرسها كل يوم وتساعدها على أنجاز فروضها المنزلية ولكن مازالت غير متقنة ...
تتمنى لو تحمل أفطاره الذي تخلى عنه وتتوجه به لقسم والدته .. متظاهرة أنها أحضرته من أجلها وهناك ستحرجة حين تراه يتناول الطعام مع والدته بعد أن رفض طعامها وأخبرها أن لاشهية لدية ...
ولكنها لاتمتلك كل هذه القدرات من المواجهة ..وتحب أن تتخلى عن مايرهقها نفسياً ...
لذا عادت للنوم الذي لم تحظى فيه ليلاً ...
××أنت الشعور اللي عطى قلبي الأمان معاك طول الوقت عايش في سعه××
*****
عند خروجه صباحاً كان يريد تجاهلها بالكامل كما أضمر مساءً ...فهي تحتاج لتعديل بعض السلوكيات ...حسب أعتقاده ..منها الأعتراف بالخطأ حين تخطأ فهي أصبحت مستندة على حبه لها ...تخطأ هو من يصلح الأمور ...
تقصر حبه لها من يجبر القصور ..
لذا عليها أن تتعلم ..الأعتذار بعد الخطأ ...
ووضع حدود لتدخلاتها بشئون عائلته .. هو يحترم أرائها ولكن محاولتها تمريرها لشخص آخر من عائلته هذا غير مقبول بالنسبه له ...
لكن حين رآها لم يستطيع تنفيذ قراره بالتجاهل الكامل ...
فأخبرها أن لارغبة له بالطعام وغادر ...
وتوجه للقسم والدته التي أتصلت فيه منذ كان بالمسجد يصلي ...
هي شديدة التذمر حول دراسة أبنائه ...
فكما كانت معهم تريد التفوق والنجاح بمثالية تريد تطبيق نفس الأمر على أبنائه ولكن الجيل مختلف والهمة مفقودة ...
أخبرها ماأن دخل ملقياً السلام وحياها بقبلة على رأسها رغم تأففها وأنزعاجها وهي تقول :تعال شوف ولدك والله يالمدرس ليحط له صفر ..
حاكم بدهشة :ياجدة والله بس خطأ واحد ...
فهدة ترمي عليه كتابه :والله أن كلك خطأ رح أدرس ليغلبونك العيال ويضحكون عليك ...
بتال يسلمه كتابه بيده ويدفعه ليخرج :رح وأنا أبوك أفطر..
وبعد خروجه :يمه لاتعبين روحتس معهم خلاص إذا مانفعوهم المدرسين بكيفهم يايجتهدون على أنفسهم يايفشلون ...
فهدة تهز رأسها بنفي :لاا بكرة الناس تقول جدتهم ضيعتهم ...
بتال الذي يعي جداً أنها تقصد العكس فهي تريد أن تبهر الجميع بقدرتها على أحداث المستحيل والتي لم يحدث بحياة والدتهم فهي تتنافس مع خيالات الموتى :لا يمه محد قايل هالهرج أنا ابوهم أقول جزاتس الله خير وماقصرتي ولاتعبين روحتس معهم يكفيهم مدرسينهم وإذا مره أنا ولااا خالتهم نذاكر لهم ...
فهدة بشهقة :خالتهم من لاتقولي مرتك ...ياويلي ياشق جيبي والله أنه من وجها واضح أنها ناجحة بالدف ...حتى يقولون معها شهادة جامعة والله أنها من جنبها ياليتها مع الثانوية ...
بتال :يمه ماهي بالشهادات شوفي أنتي مامعتس إلا سادسة ومافيه أظفر منتس ...خلي لهن شهاداتهن يبلنها ويشربن ماها ..المهم أنتي كيف أصبحتي ووش مسوية ...
فهدة وهي تمسح على شعرها القصير :والله وأنا أمك نمت هذا زين صدري صحيت وهو مقبوض ..أخوك اللي مافيه خير أسبوعين مارفع التلفون علي... بس عشان قلت له خلك من أم العفاريت وبخطب لك من بناتنااا ...
يبعد نظره عنها حتى لاتكتشف مايخبأه عنها :يمه ماعليتس منه تهاوش مع مرته طقت مرته هج مع مرته بسلامتهم ..
وغير الموضع لآخر وهو يبدأ بمشاركتها الأفطار الذي وضع أمامها ولم تبدأ فيه :وهذا مخليته تسذا لمتى ...
بيبرد وأنتي ماأكلتيه ..أصب لتس حليب ...
فهدة بتنهيدة :ياعز عنك ياوليدي مافطرتك بنت وضحى ...
أفطر ماعليك مني لاحقة خير ...مالي خاطر فيه هالحزة ...
بس هالمرجوجة (تتحدث عن العاملة ) حاطته لي من الفجر تحسب أبوك موجود ...إلا على طاري أبوك وش سالفة ليلى اللي منكدة عليه البارح ...
بتال وهو مستمر بتناول طعامه :خرابيط حريم وخلصت ...
فهدة :لاوالله ماخلصت أبوك يقول بيكلم الرجال يعجل بالعرس ...يفضحي وش بيقولن عنا العرب ماصدقنا نجوز بنتنا بنفتك منهااا ..
بتال :يمه أبوي وخالتي شعاع يدبرون بنتهم حنا مالنا علاقة ..
زفرت بضيق وصمتت .. هي لم يكن لها رأي بزواج أسماء
فهل سياخذ رأيها بأمر ليلى ...

****
كان مازال بفراشه لم يصل لمرحلة الأستيقاظ الكاملة ولكن تناول هاتفه وفتحه على آخر رسالة كانت بينهما ...
الشروط التي أملتها عليه وختمتها بأنها لاتريد رد مباشر
وتود منه لو يقرأ هذه الشروط لعدة أيام حتى يستجمعها عقله ويفهم ماتريده ...
وضع يده خلف رأسه وعينيه تجري على كلماتها ...
وتنهد بضيق ... شروط سهلة للوهلة الأولى ...ولكن كل ماقرأها يفهم أين موطن الخلل ...
هي حتى لاتركز على الخطوط العريضة بل التفاصيل البسيطة ...
أبعد السخرية من كلماتك حين تتحدث معي ..
أنظر لي بأحترام كما تنظر لأي شخص آخر ...
هذه بالذات كيف يستطيع تحقيقها ينظر بأحترام ...
لايوجد أي محل للأحترام في نظراته لهااا ...
وضع الهاتف على صدره وهو يحدث نفسه بصوت مسموع :نظرة أحترام ...هذي لازم أتدرب عليها قدام المراية ..
الشرط هذا بالذات لازم تتنازل عنه ....
عاد ورفع هاتفه ونظر للشروط ليقول :والله أنها أصعب من أختبارات الوزارة ...
أخيراً قرر الخروج من فراشه وأستعد بملل لليوم الجديد ..
فقضية الحكم تفسد عليه أي فرحة كانت قد زارت قلبه بعد موافقة خزام الأخيرة ...
طلب رقمه وهو يغلق أزرة ثوب ويسرح شعره القصير قبل أن يرتدي شماغة :الوووه وينك ماترد ...طيب طيب فهمت ..
لمح لاتصرح ... جاك تواصل منه !!! ..طيب سلام كلمني إذا صرت لحالك ...
لايفهم الحكم مهما حاول وضع نفسه محله والتفكير على طريقته لايصل للسبب مقنعه لهروبه ...حتى في حال أن كان المجرم ومرتكب الجرم ....
هناك ألف طريقة لأنقاذه بعيداً عن الهروب ...
والحكم ليس ساذج أو غبي أو حتى متهور ..
****
خرج من عند والدته وبرفقته حاكم المستعد للمدرسة لاحقاً بالسيارة ...
سأله مداعباً :وش فيها عليها جدتك ...
حاكم بملل :ياأبوي جدة تعتقد لو أخطأت بشيء واحد بأخذ صفر لازم كل كلمة مثل الكتاب هو مو قرآن عادي نخطأ بالعلوم ..!!
بتال يكتم ضحكته :صح بس أسمع كلام جدتك هي تبغى تكون أحسن واحد عشان كذا تشد عليك ...
حاكم بتبرم :ماأبغى أكون أحسن واحد ...
وذهب يتحدث بأحاديث جانبية عن مدرسته وزملائه ...
وبالوقت نفسه كان يطلع بهاتفه على الكاميرا التي وضعها بسيارة السائق الذي يقل البنات لمدرستهن برفقة مربيتهن ...لأن مدرستهن على الطرف الآخر من عمله ولايستطيع أيصالهن بنفسه ...
حتى لفت أنتباهه قول حاكم :أبوي متى بنروح لبيت جدتي ...ليس بس نشوفها في بيت خالتي حسناء ...
بتال يحاول كبت غضبه ويتحدث بلهجة فاترة حتى لايقتنص الصبي الذكي نبرة المرارة في صوته :ماهو بيت خالتك بيت عمك ... وأنا ابوك أهم شيء تشوفون جدتكم وتشوفكم ماهو مهم وين ...
تنهيدة مريرة أنطلقت منه تمنى أن لايكون حاكم الحساس أستشف وجعه فيها ...
مهما كان سعيد بحياته الخاصة مع جوزاء لكن
الوجع مازال يستوطنه ..عمر عاشه قبلها مع عبير وأهلها ومحيطها ..
لم يتخيل بيوم أن الحياة التي عاشها معها كابوس لايريد أن يعبر بمخيلته أو يمر بذاكرته ..
يكبح نفسه دائماً عن التعمق بهذه الفكرة لأنه سيعيش بأكتئاب لباقي حياته ...
فقط يريد النسيان والحياة مع أبنائه دون أن يتذكر كيف كانت حياتهم سابقاً وكيف تم أستغفاله طويلاً ...
وكما عادته حين يسيطر عليه كابوس الماضي أخذ يستغفر بصوت عالي حتى يغطي صوته على أفكار عقله ...
××تضيق الليال وبالتفاؤل نجاريها يارب انفراجه تبهج الخاطر الضايق××
****
كانت عالقة بين أمرين ...هل توقظه ليغيرا الشقة ويبتاع لها الطعام وتخشى ثالثهما أم تدعه ينام حتى لايتذكر الوعد الذي قطعته لاحقاً وحديثها عن ستار الليل وماسيحدث تحته ...
ولسذاجتها أختارت الخيار الثاني ...وحرمت نفسها من الحصول على مكان نظيف وطعام ...
لو فكرت قليلاً لوجدت أن أمر أستيقاظه مسألة وقت فهو لن يدخل بسباته الشتوي ...
فحين أستيقظ بعد منتصف الليل بقليل ...خرج لها وكأن قد بعث من قبرة :فله يالقشرى ليه ماوعيتيني ..
فات علي ثلاث صلوات كيف بتقابلين ربتس وعليتس ذبني ...
كان تضع يدها على خدها بيأس وهي تراه يتراجع لداخل الغرفة حيث الحمام ليتوضأ ويقضي فروضه ...
ومزاجه بأعلى حالاته ...
ووقع ماكانت تخشاه أستيقظ قبل اليوم الجديد كما كانت تتمنى...
خرج لاحقاً وجلس على المقعد المقابل وهو يفرك رأسه :صداع بيفجر راسي ... بحث على الطاولة جواره حيث كان قد ترك حاجياته سابقاً ماأن دخل :وين زقايري ....
ياسمين بكل برود فكل شيء أصبح متساوي لديها :رميتها في الزبالة ...
ولم تعطيه فرصه لرد :أنت واعدني ماتدخن فالبيت ولا بالسيارة ..لما شفتها حسيت عندك نيه تسويها فرميتها ...
هجرس ببرود :بمشي هالمرة ... واللحين وش تبين عشاء بشوف أطرف مطعم أجيب منه أكل ... وأشتريلي قهوة تعدل راسي ...تبين شي..؟؟؟
كان عقلها مشغول جداً حتى تفكر بالرد عليه ..فهي لاتعي حتى مايقول ...
بعد غيابه لمدة ساعه ...
دخل بفجاجته المعتادة :فله يالقشرى مالقيت لتس غير أندومي كل المحلات سكرت ..
نطق كلمته الأخيرة متزامن مع أرتخاء فكه أنبهاراً بما يراه ..
قالت لتبعد الأحراج عن نفسها بمظهرها الذي ظهرت فهي أختارت أن تبدو بطلة جيدة بما أنها أصبحت بموقف لامفر منه :لو سمحت بما أنك مصر نتحول لزوجين بمعنى الكلمة عندي عدة أعتراضات على أسلوبك أول نقطة فلة يالقشرى ماأبغى أسمعها..غير معجمك دخل له ألفاظ مثل حبيبتي سوسو ...أذا مره ماعندك نية تتطور قول أسمي الحقيقي ياسمين .. بعدين أول ماتدخل قول بسم الله ..السلام عليكم ...عشان مايدخل الشيطان معك ...
كانت تلف لتعطيه ظهره لحضة أقترابه منها ...ليعود ويديرها له وهو يقول :قسم بالله أحسبتس جنية متصورة على هيئتس ..
كان يتحدث وعينه لاتفارق خصرها الواضح جداً بلباسها الضيق :والله وصار عندتس خصر مثل الدلة ماأنتي هينه يافلــ .. أقصد ياسوسو ...
كان في البداية مستمتع بأحضار عشاء من هذا النوع لها ...
لأنه فهم تلاعبها وعدم أيقاظها له ...ولكن الآن تمنى لو كان بأمكانه أحضار الأفضل :عاد السموحة ماهو حقتس ...الأندومي بس ...
ياسمين وهي تسحب الكيس من يده ببرود :عادي معليش الجود من الموجود ...
كظمت غيضها وتوجهت للمطبخ ...من يفكر بالطعام الآن ...هي جل تفكيرها كيف تنتهي هذه الليلة بأسرع وقت وبأقل تفاصيل ...ولكنها ليلة شتاء وليالي الشتاء طويلة ..
بالتأكيد لم تعد الأندومي ...
حضرت الأطعمة الجافة التي أحضرها وإلى جانبها شاي الحليب ...
حين سكبت له منه قال :مع أني ماحب الحليب على الشاهي بس لو صابتلي سم شربته ...
أرتشفت من كوبها قليلاً لتقول :هجرس هدي شوي خل كلامك طبيعي ماله داعي المبالغة بالكلام ..ترى تكفيني عشانك بشربه ...
توقف عن تناول طعامه وقال :شوفي شكلتس عجبني شخصيتس ماعجبتني ...والله ماأبي أحد يلعب دور أمي ...
حين فتحت عينيها بدهشة ...
أكمل :ايه صايرة كنتس أمي اللي ماعرفتهااا خليتس مثل قبل أحسن ...
صمت لثواني قبل أن يزيح كوب الشاي من أمامه:تدرين كلنا مالنا نفس بهالعشاء ... والليل خيم ومافيه أستر منه ...
قبل أن يغمزها بعينه :كل شروط الخطوة الجديدة بحياتنا متوفرة ..
لم تعلم أن هذه اللحضة ستحطها بكل هذا الأحراج ...
كانت تتأمل أظافرها المطلية لتكمل بها أطلالتها الأنثوية ...
صفيرة منخفض صدر منه وهو يقول :ياسمين قربي شوي بقولتس سررر ...
رفعت عينها وبلهجة شك :عادي قولها مافيه غيرنا ...
غمز بعينه :لا بس هذا كلام حساس بالنسبة لي ماأقدر أقوله بصوت مسموع ...
وحين أدنت رأسها منه لتستمع لسره ...ندمت على فعلتهااا ...
××من عرفتك وعقلي منشغل فيك
وغلاتك ما عاد لي خاطر بغيرك ...××
****
كان يراقب المنزل من بعيد ... لما لاتتحرك سيارة الخال ...مضت عشر ساعات وهو يراقب ...
الرضة التي تحولت لألم موجع فوق أحتماله ...رغم كل المسكنات تجعله يشعر أنه لن يصمد طويلاً يريد هذا اللقاء ...قلبه بحاجة لرؤيتهااا ...
فعل كل شيء ليلتقيها ... لو دخل الحبس سيتكرر ماحدث مع فياض ... ستنفصل عنه بكل سهولة
تعنت بعد طلب هجرس الصريح أن يسرح أخته بأحسان ...
وأخبره أنه سيعلقها ولانية له للأنفصال ..جدال طويل ونهايته مشاجرة وتشابك بالأيدي ..وتهديدات من الطرفين ...
وأبتعد بعدها عن محيط عائلته حتى لاتكثر المطالبات بالأنفصال أو محاولات الأصلاح فهو دهن مسكن طويل الأمد على جراحه وتركها مكشوفة....لايريد أحد أن يشير عليه ويذكره بوجوده ....
عاد لواقعة وهو يحدث السيارة بخيالة ... أبتعدي ..تحركي أرجوك ...لاتسدي علي الطريق أريد أن أرى محبوبتي ...
الأميرة التي تعيش بعصر ليس عصرها ...
هكذا كان يتحدث مع خيالاته..
فتركيزة أصبح مشوش ... والطقس من حوله بدى يتحول بعد البرد الشديد لدفء مريب وعرق يتصبب منه ليس بمحله ..
دخوله مرحلة الهذيان هذه يوحي أن أصابته ليست مجرد رضة ..وأنه يوجد داخل جسدة من أعضائه ماتضرر بشدة ..
تماسك بصعوبة بالجسم الثابت حوله ...
وأخيراً خرج الخال ...وهاهي كعادته السيئة تخرج لتودعة بلباسها الساتر وطرحة تضعها على شعرها بلامبالاة ووجهه مكشوف ...
لايوجد حول المنزل أحد وهو المتربص الوحيد للخارجين منه ...
يراهاا ...أو ربما يتخيلها تقترب منه ...
وأختفى كل شيء من حوله ..ولم يعد يشعر بشيء ..
××جيت انا راضي رغم جرحه ولا زعلان منه كان موتي في يدين اللي احبه مت راضي ××
****
صاح بالمحامي وهو يضرب على المكتب أمامه :ماأدري ماأدري تسألني أنا ..؟؟؟
هو أنا المتهم .. بالأوراق قدامك مكتوب أسمي ..
المحامي بأبتسامة جانبية :ايه مكتوب أسمك بس ماهو بخانة المتهم ...أبو عقاب رووووقهاا ... لنا بالمحاكم صولات وجولات ...رقاب واجد رجعناها من تحت حد السيف ...
فياض لانت عضلات عنقه قليلاً بعد أن تصلبت من شدة التوتر :وتوك تقولها ... طيب هاللي جبت روسهم من تحت السيف كانو هاااجين قبل مايطبق الحكم عليهم ...
المحامي يربت بقلمه :شوف سالفة الأفلام والمسلسلات بنطلعه برائة وهو هربان هذا ماتصير عندنااا ... أخوك وينه ...تواصل معك ...
وهو يشير بكلتا يديه على صدره :يتواصل معي أناااا ...أنا أول واحد بيراقبون مكالماته أصلاً أنا متهم بدون قضية ...
المحامي بهدوء هو يعرف فياض للسنوات ويعي جيداً أن الضغط عليه لن يفيده :طيب تواصل مع أحد ... عندكم توقع وين بيروح ؟؟؟
فياض بزفرة ضيق :والله لو أنه أنا بندعسلي (أختبأ )بمزرعة ولاخرابة ولاقرية بأطراف الصحراء ...فيه ديرة يرجع لها أصلنااا توقع نلقاه هناك مع أنه يسمع فيها ماعمره طبها ...
المحامي :ابوعقاب هذا أنت حبيبي ,,بس هنا نتكلم عن الحكم ..الحكم بشهادة زملائة ورؤسائها الأول بالتنكر والأختراق على مستوى فرقته ...حتى القطاعات العسكرية الأخرى نجح بأختراقها بشخصيات مختلفة ...
فياض تتحول ملامحه للعبوس :وهم ليه مايشدون حيلهم ويقبضون عليه ... يعني لازم نجيبه لهم ...
أنا ماعلي من كل هذا ...أنا أبي أفهم شيئين أخوي مجرم ولامتهم ..وليه التهمة ثابته عليه ...
رنين هاتفه يقاطع الرد الذي كان قد جهزه له :هلاا ... لاتقوله صادق ..وين ..طيب كيف حالته اللحين ... الله يجزاك خير ..معروفك ماراح أنساه لك ...
أنهى المكالمة بوداع سريع ...ليوجه أهتمامه لفياض وهو ينقل له الخبر :عثروا على الحكم كان بحالة صحية سيئة وأدخل للمستشفى بحايل ...واللحين يتلقى علاجه تحت الحراسة الأمنية وأول ماينهي علاجه وتتحسن حالته ..
بينقل للحبس ...
أغلق عينية وكز على أسنانه وكرر من خلفه بنبرة عدم رضا :حاايل !!!!
خرج من المحامي بعد حديث بسيط عن المتوقع حدوثه لاحقاً ...
يسير بأتجاه سيارته يكرر بتبرم :حايل ...
أهنيك على ذكائك ياأخوي ...لاشفتك بصفق لك وأعلق لك نجمتين ...
أتصل على بتال لينقل له الخبر ... ليشير الآخر أنه حان وقت نقل الخبر للجميع أبتداءً من والده ...
××وش بلى الدنيا ؟ تفرق ما تلم كل يومٍ تأخذ وتمحى حبيب ..××

****
حين دخل قبل العصر بقليل كان تستيقظ لتوها حتى خيال اللحوح لم يستطيع أيقاظها ببكائه ...
لفت أنتباهه كونها مازالت بمنامتها واليوم قد أنتصف ولكنه لم يعلق ...
حتى حين لحقت فيه للغرفة ..
أخذت تخرج ملابس لها وهي تشاهد سرعة تجهيزه لملابسه التي سيرتديها وكأنه سيخرج سريعاً ..
فسألته مرغمة :بتال بتروح مكان ...
حدثها دون أن ينظر إليها :ايه بنطلع عند النياق وبنبات ...
لم تعجبها لهجته فخرجت بملابسها التي حملت لترتديها بغرفة خيال ...وقبل أن تنجز نصف لباسها سمعت صفعت باب الجناح خلفه ...
ألقت القطعة العلوية من لباسها تبرماً على خروجه دون أن يودعهااا حتى ...
حين وصل الساحة كان فياض بمساعدة فزاع يضعوا الأمتعة التي سيحملونها معهم ...
وفياض منزعج من الأشياء التي يضيفها فزاع بأستمرار :يابن الحلال فكنااا ترى رايحين نبات ليلة وراجعين ماحنا مهاجرين ...
قبل أن يلتفت عليه ويعلق :وشرف حضرة الرايد صباح الظهر متواعدين على ثنتين نحرك وش رايك تكمل القيلولة جنب المدام ...
بتال :ترى كله خمس دقايق طلعت أغير ونزلت مايحتاج كل هالحنه ....
فزاع ينزل من فوق السيارة التي تحمل الأمتعة :ماهو منه من هالعلك اللي كنه علك رقا...
وقطع جملته بعد ان شاهد نظرة فياض الحادة ...
الذي تركهم خلفه ودخل ليستعجل والده ...
بتال بشك :وش فيه ....
فزاع :له 16 ساعة مادخن !!!!! وطايح بهالعلك ....
وصمت الجميع وأنتظموا في أماكنهم بعد عودة فياض برفقة والده ...
مساءً ..
بعد أن شرب فنجان واحد من الدلة ...سكبه بتكشيرة وهو يوجه حديثه لبتال :أبو حاكم كم أعدل لنا مهيلة ...!!! هذا حتى العصير مايعرف يصبه ...
عقاب بنظرة حادة :بتسوي ثانية سوهااا بس الأولى لاتكبها الخنا (الأسراف )الله ماأمر فيه ...
فياض تحت ضغط الخبر الذي سينقله ...قال وهو يسكب لنفسه من نفسه الدلة فنجان جديد :بشرب منها واحد بعد بعطيها فرصة قبل أحكم عليهااا ..أقول يبه ... الحكم ماسكينه الربع عندهم متهاوش له مع واحد من خوياه وتعور ...
عقاب دون أن يرف جفنه :وش كثر عواره ؟؟؟
فياض مراوغاً :يعني ماهو بشــوي ...
بتال الذي كان يستمع لطريقة نقله للخبر بصمت وبذات اللحضة ألتقط الأناء الذي أعد فيه القهوة ومازال ساخناً
رغم اللسعة الموجعة التي تلقاها بكفه ولكنه ضغط على يد الأناء الساخن متحملاً حرارته ...
عقاب :أعتدل بجلستك وهرجني مثل مايهرج الرياجيل أخوووك وش علمه ...
فياض وهو يحرك الشماغ التي لفها فوق رأسه للخلف ثم لأمام علامه على التوتر :متورط شوي بس الله كريم وبيزين الأمور ...
بتال يترك مابيده :يبه الله يخليك لناا ..لو هو أمراً عسير كان طلعنا وأنبسطنااا وخليناااه بورطته غارق ...
فياض الذي أسترخى حين أنجذب تركيز والده لبتال وهدأ توتره :موضوعه هين والمحامي مبشرنا خير ..وخله يجرب الحبس كم شهر...عشان يطلع رجال أجودي مثل هجرس ...
فزاع الذي سمع الخبر للتو ولكنه صمت أحتراماً لوالده قال مجارياً له :وهو بس هجرس اللي أنحبس ...
فياض بأنفعال :ايه بعد أنا دخلت السجن وطلعت رجال أجودي شفني كبيت (تخليت عن)الدخان عشان مرتي ترجع لي ...
فزاع يهز رأسه مستنكراً ويقول محدثاً بتال الذي عاد لأستكمال القهوة :هذا مصدق عمره بمرتي ...المرة لو هي أخذت غيرت بعده يمديها عيلت ...
ولكن نظرت بتال الحادة أصمتته عن الأستطراد بحديثه ...
لم يمتد السهر طويلاً ...فعقاب دخل الكرفان حيث السرير المعد لراحته بعد أن صلى العشاء مباشرة دون أن يتناول طعامه حتى ...
ورغم قلقهم عليه إلا أنهم أكملوا سمرهم بالخارج ...حتى قرب منتصف الليل ...
فياض بداخل الكرفان نام على السرير الآخر ...
وبالعراء نام بتال بفراشة المخصص لدرجات حرارة تحت درجة الصفر المئوية ...
وفزاع نام داخل الخيمة وبحوزته فراش مشابه ...
أخرج يده من داخل الكيس الذي يحيط به ...
فتح كفه الحرق الذي تلقاه مساءً يزعجه ويصعب عليه النوم ..
زفر بضيق ..ووضع يده أعلى رأسه ..
ربما حرق من نوع آخر هو ماجعل النوم يجافيه ..
لم يعتاد على النوم دون الحديث معها ...
أدمن أنهاء يومه على أبتسامه منها ...وعناق دافيء يخلصه من كل همومه ... ويساعده على تحدي مصاعب الحياة ...ليلة أمس عادت له كوابيس الحرب بعد أن غابت لشهور ...
أن يبعد نفسه عنها ويتحدى مشاعره قاسي جداً
ولكن لديه طموح لحياة يغلبها التفاهم والتضحية من الطرفين
وهو مايستمد منه الصلابة أتجاهها ..
فقط قليل من الصبر حتى يصبح كل مايطمح إليه واقع ...
وتصبح الحياة بينهما في أوج توهجها ..
××راعي الهوى ما يلتفت للعذاريب يشوف خلـه ، كاملٍ في وصوفه !.××
****
في حديقة القصر أقامت فهدة حفلة شواء بسيطة دعت إليها شعاع وأبنتيهما ومريم وجوزاء ...
كان تأمر العاملة أن تحرك أسياخ الشواء فوق الجمر وهي تقول :سقى الله أيامً مضت العام مثل هالحزه رضا هي اللي مجهزة لنا اللحم ومتبلته ايييه يالدنيا كيف أنقلبت علينا ...
كانت الأحاديث ورتينيه مليئة بالذكريات بين الأمرئتين الأكبر سناً ...ليلى غارقة بأفكارها ... وحديث جانبي بين جوزاء وأسماء..ومريم تستمع بصمت ...
الهئية لهذه الليل ستنتهي بطريقة جيدة ...
ولكن هناك من صبر طويلاً وقرر الظهور للساحة هذه الليلة ...
حين جائت أحد العاملات تخبرهم أن ضيفة تسأل عن شعاع ...
همت شعاع بالوقوف ..لكن ليلى أوقفتها وهي تقول :يمه أنا بروح أشوف إذا هي من جماعتنا دخلتها وإذا غريبة سألتها وش تبغى وصرفتهااا ....
فهدة بتوبيخ :لاتفضحينا قلطي المره وقهويهااا ...
دخلت ليلى من الجو البارد للدف فتخلي عن المعطف الصوفي الذي أرتدته فوق لباسه البسيط من جينز وبلوفر مغلق ...توجهت للمجلس التي أعتادوا أستقبال الضيوف هناك
فتاة شابة تجلس بعبائتها ووضعت الطرحة على كتفيها ...
دلالة على أنها لن تقضي وقت طويل لديهم ...
طريقة جلوسها ... رائحة عطرها التي أستقبلتها من باب المجلس ...
كلها مؤشرات لم تريحهااا ..كانت تجلس قبل قليل مع نساء أخوتهااا ولم تجرأ أحداهن على الأسراف بالراوئح المغرية بهذة الصورة الفجة رغم أنهن بمنزلهن ولايوجد غريب ...
وهذه قدمت لمنزل رجال غرباء عنها وتسرف بأستخدام الأطياب ...تدرك بقرارة نفسها أن هناك ماسيزعجها فيها ...
سلمت بهدوء لايناسب ملامحها المنقبضة ...
لتسأل تلك بنفاذ صبر رغم الأبتسامة المتكلفة التي أبرزتها لها :اممم وين الوالدة ؟؟؟ قبل أن تقول مستدركة :أنتي أخت فياض صح !!!!
ليلى وهي ترفع حاجب بطريقة درامية :أخت فياض !!!
لقول بأعتزاز بنفهسا : أنا بنت عقاب ...وأنتي من !!!!
أشواق التي أستفزت وهي من جائت تلعب بورقتها الأخيرة :أنا أبغى أتكلم مع الوالده بموضوع ضروري ....؟؟
ليلى :بماأنك وصلتي بيتنا بنسمعك ...تفضلي ؟؟ أمي نايمة تنام بدري مالها بمسايير الليل ..؟
عضت شفتها بتوتر وحنق هذه حقاً أخت فياض ...
ولكنها دعمت نفسها بالأدلة التي تحملها وأستمدت بعض القوة منها :أنا زوجة فياض وحامل ...
أهتزت من صيحة الأستهجان التي كانت رد ليلى عليها ...بعد أنا كانت جالسة وقفت وألقت مخدة كانت تتكيء عليها :زوجة مين ياعمررري جايه تتبلين على أخوي ...
أسماء التي بعثتها والدتها خلف ليلى معللة أنها ستحرجهم بالضيفة ولن تستقبلها جيداً :وش فيه ...ليلى وش فيك .؟؟
كان أسلوبها موبخاً مؤنباً ...لكن ليلى لم تهتم :تعالي أسمعي تعالي شوفي وش تقول هالسلتوحة ..قالت وش زوجة فياض وحامل ...
شهقت أسماء من الجزء الأخير من الخبر وليس أوله فلديها خلفية عن زواج فياض السري ....
عادت لتخرج سريعاً وتتصل بهاتف والدتها مباشرة :يمه تعالي فيه مصيبة بالمجلس لاتوضحين لخالي شعاع والله لو سمعت الخبر بيوقف قلبهااا ....
توجهت لداخل بقلقها ...ولم تفكر بمظهرها كالعادة ولابرائحة الشواء التي علقت بهاا ...
وحين شعرت بأحد خلفها ألتفت لتجدها جوزاء التي تتوجه للغرفة التي تركت فيها خيال نائم لتصيح تلك :وش تبين لاحقتني ...
جوزاء تضع يدها على صدرها لأن تفاجئت فعلاً بردة فعل فهدة المتوترة وصراخها المفاجيء :رايحة أشوف ولدي ...
وأفترقت عنها لتتوجه حيث أرادت من البداية ...
وفهدة تكظم غيضها من بنت وضحى الفضولية حسب تفكيرها وتتوجه للمجلس حيث الضيفة الغامضة وصياح ليلى من الداخل يزعجها ...
فبادرت بقولها الخادع لمن لايعرفها :والله ماتلمسينهااا ...ضيفتي وفي بيت عقاب بن نايف ..هالأجودية في وجهي محدً منكم يلمسهااا ...
وأقتربت تجلس جوارها وهي تهدأها بلهجة دافئة :من أنتي وأنا أمتس ...
نظرتا ليلى وأسماء بحرارة للجالسة قبل أن تجذب الصغراء منهما الأخرى للخارج ...
وطمأنتها بقولها :أمي بتعرف تتصرف معها ...
ليلى وهي تكاد تخرج من ملابسها لشدة غضبها :بتجلطني ...بمووووت بمووووت ...هذي من وين طلعت لي ...
وعمتي كيف تحطها في وجهها متعمدة تجلطنــــــي ...
أسماء بأصرار :قلت لك خلاص أنسي أمشي نروح لخالتي قبل تشك بشيء ...
***
تجلس مع والدتها وبلقيس اللاتي تشاهدان التلفاز وهي تشاركهم الجلسة بذهن شارد ....
بعد أن أرسلت شروطها توقعت أن يناقشها فيها ...
ولكن رد كان بشرطه هو ...
الذي كان من شطرين نسيان الماضي ..بما فيه الفترة التي أنفصلا فيها وأن لاتفكر بتكرار مافعلته خلالها فهمت إلا ماذا يرمي ...
ولكن هل يعني هذا أنه قادر على تحقيق شروطها ...
فهي قد وضعت كل صفة أو تصرف تكرهه فيه كشرط يتخلص منه ...
التدخين يتركه ... الحديث مع النساء أو التواصل معهن ...
أحترامها وتقبل رأيها ...والكثير ...لقد جلست لساعات تنظم تلك الشروط ...
رغم أنها من وضعته وتصر على أن يطبقها ...
ولكن عقلها لايصدق أنها ستراه بالصورة التي رسمتها له ...
××عن شوقي المتمادي شسولف ؟ وأنا مابيدي إلا أشتاق وأحبّك××
***

كانت تستمع لحديث أشواق الغير واثقة من نفسها بعد هجوم ليلى عليها ...طريقة أنصاتها تشير لعمق تفكيرها ...
وماأن أنهت تلك حديثها حتى قالت بكل تلقائيه بنبرة تعاطف شديدة :ياويلي عنتس حامل وراميتس اللي مايخاف من الله لاجاء لي حسابً عسير معه ....وش فيه وجهتس أصفر ..لا لا تسذا ماينفع ...لازم أخليتس عندي لين ترجع لتس عافيتس اللي خلصها ولدنا ...
كانت أشواق تحدق فيها بعدم تصديق كم هو سهل الحصول على حليف هنا ولأنها فهمت أنها زوجة أبيه ليست والدته ...
شكت أنها تقف معها لتسيء له أمام والده لاحقاً ولكن لايهم المهم أنها بصفها حالياً وعليها أن توطد قدمها هنا بأستغلال مساعدتها ...
فهدة وهي تقف وتجرها من يدها لتوقفها أيضاً :قومي وأنا أمتس بأخذتس لقسمي وجناحي ... العرب زعلانه منتس وماأضمنهم ...
أخذتها للقسم الآخر ..أدخلتها غرفتها الخاصة ...
وجددت لها مفرش السرير وأضافة لها بطانية لتعزيز الدفء ..وأحضرت لها عشاء دافيء بمكونات خفيفة حتى لايؤثر على معدتها خصوصاً ان أشواق رفضت الطعام متعلله أنها تناولت طعام غداء متأخر ...
فهدة عادت لتكمل حفلة الشواء مع بقية النساء بكل هدوء ...
ليتفرق الجميع بعدها ...
مريم لحقت جوزاء حتى غرفتها وهي تردد :خلينا نسهر بما أن أزواجنا ماهو فيه ...
داخلاً بعد أن وضعت خيال بسريره ...عادت لمريم التي تجلس بصالة الجناح الصغيرة ...
لتعتدل الأخيرة حين رأتها بعد أن كانت منحنية تفتح أدراج الطاولة وكأنها تبحث عن شيء فيها لتقول معللة بوقاحة :وسن وهي تلعب في جناحك ذاك اليوم ضاع واحد من حلقها عاد تعرفين الشغالات يمشون ويرفعون بأي مكان قلت يمكن حطوه بالطاولة ...
المهم أخباركم ..ليه ماغيرتي شيء بجناحك مرت سنه وأكثر ... غير أنه ماهو أختيارك من البداية ...
ماقالك بيحطلك بيت ...حقك يسوي لك بيت ايوه أنتبهي يجيب بناته عندك ... خصوصاً وريف سنه سنتين إلا هي وش كبرها وعوبا تخوف مثل عمتي فهدة بتخرب عليك بيتك ...
جوزاء المنصته بهدوء :مريم أنا ماعرضت حياتي للنقاش ..!!! وماطلبت رأي أحد فيها أو أي أقتراح وش أسوي بالمستقبل ...انتي مثلاً كم لك عايشة هنا ماأشوف عندكم نيه تطلعون عمري ماسألتك ليه ...
مريم وهي تهز كتفيها بلامبالاة :عادي كان سألتيني وأنا أقولك .. أنا ماأبغى أطلع ...تخيلي بيت كبير ومسئوليته علي ... كذا أحلى كل الترتيبات ماشيه وأنا جالسه مرتاحة ...
المهم خلينا من هالكلام ..مين الضيفة ووش تبغى ...شفت وجه ليلى وأسماء بعد ماشافوها أنقلبت ... وعمتي فهدة دخلت وطولت ويوم رجعت تهوجس واجد ...
جوزاء :يعني أنتي معتقدة أن عندي خبر ...لاشفت ضيفة ولاغيرها ولاحتى شفت أحد وجهه متغير هذي أحاسيسك أنتي بس ...
خرجت مريم من عندها بعد أن فشلت بأستخراج أي خبر منها ...
فتحت هي هاتفها ..لايوجد أي أتصال أو رسالة منذ خرج عصراً لم يفكر بأي تواصل معها ...
بعد تفكير طويل أرسلت : يقبل عليك حتى تظنّ أنه باقٍ للأبد، ويدبر كأنها آخر مره تراه ..
قرأها وقت الفجر .. أرسل :وش فيتس مصخنه ؟؟؟
ردت سريعاً فهي أيضاً مستيقظة لصلاة :بتال لو سمحت لاتعاملني كذا ...أنا ماأستاهل تقسى علي ...
بتال قرب النار التي أوقدها بنفسه ولايجلس عليها سواه ووالده يكتب لها:بدال هالخرابيط كان قلتي آسفه ياأبو حاكم حقك علي يوم غلطت وتدخلت باللي مايعنيني وطولت لساني قدام أختك ...
تكور شفتيها حين قرأت سبب الخصام واضحاً بلا أي ملابسات أخرى :أنا ماغلطت بشيء ...
بتال كان واثق أن هذا سيكون ردها فجهز رده الذي لن يحيد عنه أبداً :أجل لاتدورين غير هالمعاملة مني ...
وضع هاتفه بوضع الطيران وأعاده لجيبه ..
××"عطرت انفاس الليالي بطاريك .. ومن الليالي والطواري تعطرت"××
****
غادرت السهرة سريعاً وصعدت لغرفتها بأعتقاد منها أن عمتها فهدة قد صرفت تلك ...
حاولت الأتصال بفياض مراراً متجاهلة رسالة أسماء أن لاتتدخل بهذا الموضوع ...
ولكنه لم يرد فهاتفه كان خارج الخدمة الليلة بأكملها ...
رمت هاتفها زفرت بضيق حتى نفخت الهواء خارجاً فتطايرت خصلات الشعر التي تحيط بوجهها ...
أحياناً كثيرة تنهى نفسها عن التدخل بحياة الآخرين وتأمرها بالتركيز على حياتها الشخصية ...لكن لاتستطيع ..
هي تشعر بتملك غريب وأنتماء لأخوتها تريد أن تصير حياتهم كما تتخيل بأحلامها السعيدة ...
ترى أنهم الأفضل ويستحقـــون الأجود دائماً ...
ولكن حين تختلي بنفسها تتمنى لو تستطيع التخلص من هذه الصفة ...
وتركز على نفسها وتعيش مشاعرها الخاصه بشكل أكبر ...
مثلاً لو كانت فتاة أخرى كان لتحلق بسعادتها الخاصة بعد الرسالة التي وردتها منه رداً على رسالتها التي طالبت فيها أن ينفصل عنها لأنها لاتريد مرافقة لذالك البلد ...
لقد أعتقدت أن عزة نفسه ستسيطر عليها
وكبريائه سينتفض ...ويطلقها ..
ولكن رده كان بعد يومين من الرسالة أنها تنازل عن تلك الدورة والآن بأمكانهم الأستمرار بأجرائات الزواج ...
الدورة التي كان ستسهل عليه الحصول على ترقية
والتي ليس من السهل التقدم لها ...
شعور بالذنب .. والقلق هو ماشعرت به لحضتهاا
لو أستشف أحد أنها من تسببت بتخليه عن تلك الدورة
ستتعسر آمورها أكثر ...
وقفت وتوجهت للجهة التي صفت فيها مشترياتهااا ...
الكثير والكثير من الملابس والعطورات ومستلزمات التجميل
كل شيء بشكل مبالغ فيه وبمبالغ خياليه ..
تكره هذا الجزء من غرفتها ...وكل هذه المشتريات لاتشعرها بالراحة ...بل تحيط بها حالة من السوداويه حين تنظر إليها ..
××ياما خفينا من عظيمات الجراح و نضحك مثل منهو زمانه صفى له .××
****
مضت ليلتها طويله ..لم تنطبق أجفانها فيها ...
حتى بعد أن صلت الفجر ...نزلت تجر خطاها الثقيلة ...للمطبخ حيث ستعد أفطار ضيفتهاا ... صرفت العاملة بعد أن جهزت لها ماطلبته ... مزجت مكونات الطعام الذي ستحضره لها ...غلت جانباً عشبه ...لتصفيها لاحقاً وتدمج مكوناتها مع بقية المزيج وتعد الطعام الذي ستقدمه لضيفتها ... بعد أن فرغت من العمل ...صعدت لتغير ملابسها بأخرى نظيفة ...وتركت تقديم الطعام للعاملة ...
وتوجهت حيث الغرفة التي تركت فيها الضيفة لتجد العاملة تقف على بابها وتلك لم تفتح بعد ...لتطرق هي بحده وملامح متشجنة سرعان ماأرختها حين فتحت تلك الباب ...
وبدت نائمة بعمق ...
فهدة وهي تأمر العاملة بعينها لتدخل العربة التي صفت عليها أطباق الأفطار ...
لتتراجع أشواق مضطرة جانباً ..وهي مندهشة من هذه المرأة التي هاجمتها مع أشراقة الشمس ...
هل لديها ماتقوله ولم تتاح لها الفرصة ليلة أمس ...
جلست فهدة وأمرتها بالجلوس لتنساق لأمرها ...
ربما لم يكن عليها من البداية قبول دعوتها للمبيت ...
فهدة بلطف كان ليدهش من يعرفها :كيف أصبحتي ..
وأنا أمتس ..عسى أرتحتي بالغرفة اللي عطيتس ...ماأفتحها إلا للغالين ومن أغلى من مرة فياض ...
كان تتحدث معها وهي تقرب الأطباق منهااا ...
أشواق بأبتسامة متوترة رغم حديث هذه المراءة اللطيف لكن لديها سمعة تجعلها تخشاها :الله يسلمك ياخاله ..
وبدت بتناول الطعام حين أصرت فهدة على ذالك لتتخلص من ألحاحها وتضمن أن تغادر بأسرع وقت ...
فهدة تتحدث عن أمور الحمل وكيف يجب عليها أن ترتاح ولاتطيل الوقوف وأرشادات تعيها جيداً ...
حتى حين تأكدت من أنها أكلت من الطعام
وقفت مستأذنه :أنا والله صحيت بس عشان أسوي فطورتس واللحين أسمحيلي بروح أريح لين الضحى ..
خرجت وتركتها خلفهااا ...
لتتوقف عن تناول الطعام ...
الذي زاد أوجاعها ...
عادت تستلقي على السرير ...لقد أكلت بالساعات الماضية العديد من المسكنات ..
أستلقت لتنام ولكن اللآلم يتصاعد بشكل مقلق حتى لم تستطيع النوم أكثر أتصلت سريعا بسائق أختها الذي أوصلها مساءً لتغادر معه وتتوجه للمستشفى مباشرة ...

××قلـوب بعض البشـر هذي طبيعتها من خلطة الحقد مصبوغه ومدهونه لا تحــاول بـ طيبتك تكسب مودتها مهما غسلت الفحم يبقى على لونه××
****
حين أستيقظت قرب الظهيرة سألت العاملة التي أوصتها أن تراقب أشواق حتى لاتخرج من غرفتها إلا لخارج المنزل :هاه وش سوت الحية الرقطاء ...
وحين لم تفهم عليها العاملة سألتها بنفاذ صبر :الضيفة وش سوت بغرفتها ولاطلعت ...
العاملة :لاخلاص مدام روح برى ...
فهدة وهي تفتح هاتفها وتقلب فيه :ايه باللي مايردهااا ...
طلبت هاتفه وبعد رنين متواصل رد أخيراً بصوته المتملل :هلا ياعمة...أبشرتس أبوي طيب ويقول جوزوني الثالثة ...
فهدة :أقول خل الخرابيط عنك واسمع جتنا البارحة مرتن هذا عوبهاااا ...تبي أمك تقول أنا مرة فياض عاد أن ضفيتها عندي عن أمك لين أصبح الصبح وتوكلت على الله ...
دس سواد وجهك عن أمك تراها ماتقوى المصايب...
كانت لهجة مكفهرة حين قال :طيب طيب يصير خير ...
ماأن أنهى مكالمته مع فهدة حتى أتصل بتلك بألحاح
ولكنها لم ترد ... كان يعي أنها يوماً سترتكب خطأ مشابه ...
حق تبليغ عائلته بوجود أبن له ...
حصري عليه ولايحق لها التدخل وأظهار نفسها لهم ...
هي لن تكون بصورة أبداً ..
ابنه فقط من ستتعرف عليه عائلته هذه الخطة التي وضعهاا للمستقبل ...
أرسل لأخيها رسالة صوتيه ...
خرج وهو يلف عبائته الشتوية من حوله ...
كان الجميع حول النار ...
جلس وتناول فنجان القهوة الذي مده إليه فزاع ...
بعد أن تناول عدة فناجين ...وأصبح عقله قادر على التفكير واتخاذ القرارات قال:أنا ياجماعة أستئذن منكم عندي مشوار ضروري للرياض ..
ودعه الجميع بطريقة عادية ...
معتقدين أنه فعلاً متوجه لهناك ...
ولكنه أخذ طريق آخر ... لقد وضعت الشروط ووافق عليها ..
الحكم تم إيجاد وأموره أصبحت مستقرة حان الوقت ليلتفت لحياته ...مضت عدة ساعات بذالك الطريق
وصل ليلاً أستقر بفندق قرب الحرم النبوي ....
وكان قد أرسل لوسام مساءً انه قد أتفق مع خزام وقد جاء لعقد القران ....
ضغط أشواق يجعله يفر لخزام ...
هو متأكد من خطوته هذه لايوجد سبب حتى يؤجل أجتماعه فيها ...
بعد أن أصبح ممكن لايوجد مايمكن منعه منه ...
رغم أتصالات أخ أشواق المتتالية التي دعته لحضره ..
لم يرد عليه فالبداية والآن يسعى خلفه ..
حين يعود بعد أن يحصل على مبتغاه لديه مايقول للأخ وأخته ...

××لاتحسبني من اللي يتبع الراحلين لي عزةٍ مستحيل اطيح من دونها..××
****
الكل عاد من الرحلة ماعداه .. وبعد عدة أتصالات منها رد برسالة جافة أنه في أجتماع مع بعض أصدقائة وألحاحها بالأتصال يحرجه وسطهم ...
جلست للحضات بعد قرائتها لرسالته ..
هل أصبح يتجاهلها وأتصالها مصدجر أحراج له ..
تريد الأبتعاد عن هذا المكان .. وجودها هنا يضغط على أعصابها ويشعر بالهجر والتخلي ويدفعها لتسرع برداة فعلها ...أي لو بقيت هنا أكثر بسبب الفراغ سترتكب أخطاء سيئة ..
جهزت حقيبة سريعة لخيال وخرجت ...وضعته بالمقعد الخلفي المخصص له ...
رغم أنها وعدته أن لاتستخدم السيارة ليلاً ..
أرسلت رسالة بسيطة :أنا وخيال رحنا بيت أمي ..
على الطرف الآخر بتال الذي تأخر في جمعة رفاقه والذي حاول الأعتذار عنها بشتى الطرق ..
ولكن بسبب ضغط بعض الرفاق أضطر للحضور رغم أنه عائد من الرحلة التي خرجا فيها مع والده وأخوته ...
كان أجتماع رفاقه بمخيم شتوي على أطراف الرياض ماأن أنتهى الأجتماع حتى توجه للمنزل مباشرة ...
وصلتها رسالة جديده منه ...وهو يدخل الرياض ..
قرأ الجملة وغامت الصورة بعينيه ...ماذا تعني !!!
هل تخلت بهذه السرعة !!!
أهذا تحدي تتقبلني كما أنا أو سأغضب وأتخلى ...
حين وصل المنزل وألقى نظره سريعة على الكراج ووجدها خاليه من سيارتها أتصل سريعاً على البوابة وسأل عن السائق الذي خصصه لها فوجوده يعني أنها قادت السيارة بنفسها ..وكان هنا فعلاً ...
خرج بسيارته سريعاً وأخذ الطريق الذي أخذته سابقاً بأتجاه منزل والدتها ...
كان طوال الطريق والأفكار السلبية تغزو عقلهااا ..حتى اللحضه لايعلم كيف يتصرف ..لكنه غاضب غاضب جداً ...
ولايعتقد أنه سيجد مايطفيء غضبه بهذه السهولة ويجعله يعفي ببساطة ..
××أنا فدا اللي ما انتظر مني أعذار وما لامني وأنا أستحق الملامه ××
****
بنفس الوقت عند خزام التي كانت تنظف أدراج المطبخ .. فلا شيء مسلي والتنظيف يشتت ذهنها عن التفكير فيه ...
دخل عليها وسام ليسألها بشك :أنتي كلمتي فياض ..
لاتعلم لما ذعرت حين سألها بتلك الطريق ألتفتت عليه والشعور بالذنب يسيطر على ملامحها :أمم يعني أمي قالت لو عندي نية أرجع اتزوج ثاني أسمع منه ...
وسام ينظر لهاتفه ثم يعيد نظره إليها :هذا جاي يقول أنتي موافقة وبيتزوجك بكره !!!!
شهقت هذه المره وأعتدلت بجلستها :بكرره ايش ماعندي فستااان ..
يهز راسه بيأس :يارواقتك ياشيخه أرجع أدرس لي كم كلمه اصلح لي ...
فكرت طوال الليل بأي مظهر ستخرج له بالغد ..لم تعد تمتلك أي ملابس فاخره أو أنثويه كل ملابسها عمليه ولاتناسب ان تظهر فيها له بعد غياب طويل ...
ماأن استيقظت صباحاً حتى تفاجئت بوالدتها منهمكة بتنظيف المنزل وأعداد أصناف الحلا ...
وقالت ما أن شاهدتها بنبرة عتب :صهري مرسلي رسالة صوتيه يقول جاي يملك وأنا اخر من يعلم ..
خزام بتردد:امي والله انا قالي وسام انا بس حطيت شروط وهو جاء من حاله ماشاورني ..
جلست بتردد على مقعد طاولة الطعام بقيت لفترة تشاهد ظهر والدتها التي تضع كل تركيزها بالحلا التي تعده :أمي ...أنا محتاجة ملابس عشان الملكة ...
دون أن تلتفت عليها :روحي نظفي المجلس تركته لك ..وليه مافكرتي قبل أنك محتاجه ملابس ...أذا عقدتوا وخلصتوا أطلعي معاه المول ولاتخلي فستان لاتشتريه ...
خزام بعدم تصديق :أممممي ..!!!
التفتت عليها :انتي مو محتاجه ملابس خلاص جوزك خليه بالصورة من البداية عيشوا بطريقة طبيعية مو لازم كل هاللف والدوران ..
كان تعتقد في البداية أنا أمها تريد تأديبها قليلاً ولاحقاً ستبتاع لها ماتريد ..لكن رضا حقاً ثبتت على رأيهااا ...
حتى بعد العقد ...
نظرت لأمها بتبرم :شايفة كيف وضعي ..
رضا :يالله يابنتي روحي مع جوزك على أساس أول مره تقابليه ماهو عارف البير وغطاه ...
لما كان عليها التخلص من كل ملابسها الفاخرة السابقة ...
فقط حتى لاتتذكره فيها ...
توقفت أمام الباب هل حقاً ستغادر معه وتترك أهلها ...
تشعر بالألم هي من أحضرتهم هنا واليوم ستغادرهم
وبينهم مسافات طويلة ...
أغلقت عينيها وفتحت الباب وخرجت ..
كان ينتظرها بسيارته ...
فتح الباب وخرج بعد أن كان بالداخل ...
وهو يرحب بصوت منخفض ويفتح الباب جوار السائق :هلا والله يالله حيهااا وأخيررراً ..
رغم أنها كلمات بسيطة سمعتها آلاف المرات ولكن كلمته الأخيرة أثارت القشعريرة بجسدها فهو نطقها بطريقة خاصة.. نبره لايفهمها سواها ..
وإذا أعتقدت أنه سيقول المزيد ...فقد كانت مخطئة ..ماأن صعد بمقعده وتحرك بالسيارة حتى خيم الصمت بينهما ...
وحين طال أكثر من المعتاد ألتفتت عليه ليهديها أبتسامة هادئة ويعود بتركيزه للطريق فتتحول ملامحه للجدية ..
هدأت من نفسها ..
أسترخت مكانها ...لايوجد شيء يستدعي التوتر ..أنه فياض من جديد ..
هناك شيء مختلف حولها ...
رائحة السيارة لم تعد كالسابق فهي خالية من رائحة السجائر ..
وأخيراً فقط رائحة البخور تملء المكان مع عطره المعروف ...
قالت بلهجة أقرار وليس أستفسار :تركت الدخان !!!
يلتفت عليها سريعاً وكأن ذهنه كان بعيد :أكييد وعدتس ...لو أنتس فاجئتيني يوم ماحطيته من ضمن شروط العقد ...
مد يده وفتح راحتها ففهمت أنه يطلب يدها فمدتها له ..رفعها ليقبلها :كل اللي طلبتيه عهد علي أنفذه حتى لو ماكان من شروط العقد ..
لم تريد أستعادة يدها أبداً ولكنه أفلتها ببساطة ...
أخبرها حين توقف أمام أحد المطاعم :للحين ماتغديت .. الشوق عيفني حتى العيشة ..بس اللحين دام الشوق بكبره معي نفسي انفتحت للأكل ...
تكره المفردة التي كررها يعبر عن مشاعره لها ...
حين جلسا على الطاولة التي حجزها مسبقاً لهما وحضرت أطباق الطعام ...أكتشفت أنها مناسبة جداً لحميتها الغذائية ..شاركته الطعام بأريحية ...
يبدو أنه طلب أعداد طعام خاص لهما ومناسب لها صحياً ...
أكتفت من الطعام سريعاً وأستأذنت لتغسل يديها ...
أزالت نقابها أمام المراءة وجلست تحدق بملامحها ...
قلبها سينفجر فعلاً من المشاعر ...تريد البكااااء ...
لم تعي أنها أشتاقت له حتى قابلته أخيراً ...
كيف أستطاعت فراقه كل هذه الفترة ...
أخذت لها من مناديل تجفيف اليدين لتجفف دموعها
وتزيل آثر البكاء من عينيها ...
ولكنها زاد من سواء الأمر فأصبحت حتى خديها ملطخة بالسواد الذي سال من رموشها ...
فتحت شنطتها وأخرجت مزيل المكياج لتنظف وجهها من آثاره ..أصبحت فقط عينيها كحيلة ...وشفتيها المطلية بلون مشمشي ...
أرتدت نقابها وخرجت له ..لتجده ينتظرها قريباً من دوراة مياة النساء ...
سأل ماأن رآها :فيك شي ..تعبانه ...ليه طولتي داخل ..
عن ماذا يسأل ...اووه ..فياض هذه ليست اللحضة المناسبه لتفكر بصحتي ...
خرجت منها لا بسيطة ...
كان ظاهر له من عينيها أنها بكت أو تألمت لكنه قال دون نقاش أطول:طيب أجل خلينا نطلع ...
لاحقاً بالسيارة كان بطريقة للفندق الذي أستقر فيه حين قالت :الجو هادي ..عادي أشغل حاجة ...
فياض :مايحتاج تستأذنين ومد لها هاتفه :الجوال والسيارة وراعيهن تحت أمرتس ...
ترددت يدها على الهاتف ولكن دفعه إليها ليشجعها على أخذه ..
كان مرتبط تلقائياً بسماعات السيارة
فتحت اليوتيوب لتختار مايعبر عن مشاعرها وتفتحه وكأن كل شعور تريد إيصاله له موجوده بهذة الأغنية :
حطني جوا بعيونك ..شوف بيا الدنيا كيف..؟
أحلى من شوقي وجنونك..لما جيلك يوم ضيف.
والله واحشني زمانك..جلستك حضنك حنانك...
اداري في إشتياقي زحمة حولي ..ومنَي لاقي وقت وفرصة للتلاقي ..
حطني جوا بعيونك شوف بيا الدنيا كيف
ودي أشيلك وأسافر وأترك العالم وأهاجر
حتى تعرف لجل عينك قد إيه أقدر أخاطر ..
والله واحشني زمانك جلستك حضنك حنانك ..
حطني جوا بعيونك شوف بيا الدنيا كيف ..

أبتسم على أختيارها ..عذبه بإيصال مشاعرها ..
كان يعلم بقرارة روحة أن مشاعره لها صدى داخلها ...
لكن طول الغياب والطريقة التي تخلت فيها عنه
شككته بصحة أعتقاده ....
تعي أنه ينظر إليها بين لحضة وأخرى ..فعينيه على الطريق تارة وتبحث عن عينيها تارة أخرى ...
غير قادرة على مبادلته النظر مشاعرها تفضحها ..
ولكن قد وعدت نفسها أن لاتكتم أي شعور داخلها ...
لاتريد أن تضيع أي لحضه بالتردد والتفكير بسلبية ...
حين طال الصمت ناداها بنبرة الود المعتادة مع صوته المتخم بالمشاعر :خزامي ...
كم كرهت خزامه وخزامى التي يخطأ بها حين يريد أن يناديهااا ...
ولكن اليوم حين ينسبها لنفسه ...
لم تستطيع إلا أن تلبي ندائة وتلتف عليه وهمهمه بسيطة تخرج منها :هممم ...
فياض :أشتقتيلي صدق !!!
لم ترد إلا برفه من جفنها قبل أن تعود وتسحب نظرتها بعيد عن عينيه ...
أبتسم بهدوء فنظرة عينيها تخبره مايعجز لسانها عن قوله ...
بعد قليل بجناحه الذي كان قد بات فيه ليلة أمس ...ماأن دخلوا حتى أخذ يلتقط ملابسه التي تركها خلفه بعشوائية وهو يقول بأنزعاج :ماجاؤوا ينظفون من العجلة نسيت أحط عندهم خبر ...
من جهتها وضعت حقيبتها جانباً وكانت تفتح عبائة وكل تركيزها على بساطة ملابسها التي ترتديها وهل سينتبه لتواضع مظهرها بعد أن أعتاد على فخامة ماترتديه أمامه سابقاً ...
كان قد أولته ظهرها للحضه حتى تعلق عبائتها ...
حتى حطت ذراعه تطوق خصرها ليلصق جسدها بجسده ...
وهو يطبع عدة قبل على رأسها وطرف أذنها :هلااا والله وأخيررراً ..أخيراً رجعتي حلالي ...أخيراً جاء وقت الحساب ...
لم تفهم عن أي حساب يتحدث ورغم لهجة الترهيب بصوته ولكن لم تخشاه للحضة ...
أداره بين يديها حتى تواجها فقال لها بلهجة خاصة :تذكرين الشغف والبوسات اللي من قلب ...والعتب ... بقت عالقة ...
أزاح خصل من شعرها شتت تركيزه :وأنا أحب أقفل كل دفاتر الماضي ... فجاي أرد لتس كل الدين اللي علي ...
ردت عليه بتوهج من الأحراج :فياآض ...
يرد محاولاً ألتقاط نبرتها :فياض ...وعاد لصوته المعتاد :أنتي بس لاقلتي أسمي بهالطريقة ضيعتيني ...
أطبق عليها بين ذراعية وهو يردد بصوت مليء بالشجن يبث شعوره الحقيقي ووجعه الغائــر:أنا تايه ضعت من بعدتس ..تكفين ياخزام لاعاااد تخـــــليني ...
حين وصلت منزل والدتها أكتشفت أن الباب الداخلي للمنزل مغلق ...
فوالدتها لاتنتظرها وربما من باب الأمان أغلقت الباب الداخلي ..
كان تحمل خيال المغطى في بطانيته وبدى يتملل ..
فتحت المجلس الخارجي ...
وأضائت أنواره ..تريد الأتصال على والدتها ..
حاولت الأتصال ولكن هاتفه أيضاً لايجيب ربما تركته بمكان بعيد عنها ونامت ...
هي لاتهتم بأمره كثيراً ...
حين نظرت للساعة شعرت أن الوقت تأخر قليلاً وبعد الطريق المهلك للأعصاب الذي جائت منه لانية لها لتكرار المحاولة ..
لأن الجو بارد فكرت أن توقد النار ...وبعد محاولات بسيطة نجح الأمر ..لقد شاهدت بتال يفعلها كثيراً حتى تكون حمقاء لو لم تستطيع تطبيق مارأته مرارً...
حملت خيال الذي بدى بالتملل والبكاء على سبيل الدلال رفعته بين يديها تداعبه ...
خيال الذي تعلم الأمساك بالأشياء قريبه لايوجد شيء مغري بالنسبه له أكثر من شعرها ...
شد شعرها ليبعثر تسريحته التي رفعته فيها ....
أنزلته لترتب شعرها ولكنه عاود البكاء فتركت شعرها حراً لم تستطيع رفعه من جديد ..
كانت تحدثه بدلال :حبيبي لاا لتزعل ياروحي كلش ولازعلك ....رضيت يالله قول رضيت ...

حين وصل لباب منزل والدتها دفعه بكل بساطة ودخل ...
وسرعان مالفت أنتباهه الدخان المتصاعد من المجلس الخارجي دلالة على وجود أشخاص فيه ...
حين أقترب وسمع صوت ضحكتها أقشعر جسده من الصدمة ...تواجدها بهذا المكان بوقت متأخر ..
صوتها ..دلالها ...لفضت حبيبي التي تخرج منها بسلاسة ...
فتح الباب بأندفاع عقله متشنج ...وجسده قد فارت الدماء فيه ...
لحضة واحدة ألقى فيها نظرة سريعة على المكان ...ليتكشف فداحة مافكر فيه وكم أصبح عقله ملوث بسبب الماضي ...
فلوكان سليم منه لما شك بزوجته بسبب أمر تافه كهذا ...
من جهتها كانت قد صاحت بأندهاش حين فتح الباب فجأة لقد ضنته لحضة أحمد الذي راسلته ليقلها لمنزلهاا فهي لن تقضي الليلة بأكمله بهذا المكان ...
ولم تجد حل سوى الأتصال بأحمد رغم أن الأمر قد يكون مرهق عليه ولكن أفضل بالتأكيد من المخاطرة بصحة خيال فهي لاتعلم متى ستستيقظ والدتها وتفتح لها الباب ...
يدها مازالت على صدره من تأثير المفاجئة :بتااال فجعتني كيف تدخل كذا بسم الله لو خيال يفهم كان وقف قلبه بسم الله عليه ....
ألتقط حقيبة الطفل ثم أخذ همن بين يديها :الفجعة لي أنا وش تسوين تالي الليل مع ورع أبو شهور ..وين بطانيته يالله مشينااا ...
رفعت طرحتها لتلفها حول رأسها وعينيها عليه كان يتصرف بسرعة غريبه أخبرته :والنار لازم نطفيها ...
سلمها الطفل بسرعة :خلاص أنتي أسبقيني على السيارة وأنا أطفيها وجاي ...!!!
بهذه اللحضة لم تستطيع الصمت :بتال وش فيك ...؟؟؟؟ تبغاني أطلع معه هالساعه برى بدونك ...
لم يرد عليها كان يعمل على أطفاء النار بطريقة سليمة ...وبقرارة نفسه يريد أن يلتفت عليها ويغمرها بأحضانه ويقبل رأسها ألف قلبه أعتذاراً على ظنه السيء فيها ...
لكن أعصابه تالفه ولو فعل هذا يشعر أنه سيكشف لها الكثير من الماضي الذي لايريد أن يظهره لها ....
طوال الطريق كان الصمت مخيم عليهم ...
لم تستطيع احتماله أبداً فقالت بكل بساطة الكلمة التي تسببت ببناء عقبه بينهما :أن آسفه ماكان لازم أتدخل بينك وبين ليلى ...!!!
نظر إليها بملامحه المتصلبة ولم يرد إلا :خلاص ياجوزاء أنسي الموضوع ماكان يسوى ... الواحد منا يكبر أخطاء غيره وهو كل أخطاء ...
لم تفهم إلا ماذا يرمي ولم يعجبها صمته ولا النظرة العابسة التي تملكت ملامحه ..
نام خيال في غرفته ...وشاركته هي الفراش كان قد نام سريعاً .. هي تفهم أنه متعب جداً حتى دخل للحمام بصعوبة ليستحم ...
وكان قد أخبرها حين خرج منه ساخراً :بغيت أنام تحت الدش عمرتس شفتي خبل مثلي ...
لم يأخذ منها أستجلاب النوم الكثير...
لتصحو على سحبه لها بشكل مفاجيء وهو يتلمس جسدها بيديه بطريقة مرتبكه وفوضوية ...
كانت تحت تأثير النوم فقالت بأنزعاج :اووه بتال وش فيك !!!!
كان مازالت يده تحسسها وتتخبط حولها بطريقة مزعجة وصاحبها صوته الهستري :جوزاء جت فيتس ...الرصاصة جت فيتس ؟؟؟؟
لتأفف بضيق :بتال أنت شايف كابوس أنا مافيني شيء ...
لم يكن مستيقظ كاملاً حين سحب رأسها لصدره وهو يقبله متمتاً :كله من عبيررر كله منهاااا ...
أنزعجت قليلاً من حاله ومن الأسم الذي ذكره ولكنهاا نامت لاحقاً ...
باليوم التالي غادر قبل أن تستيقظ ...
وحلت الكارثه ظهراً ...
حين كان يجلس لمشاركتها الطعام وبدى على نفس حاله أمس لم يتغير الكثير ...

××فداك السّنين اللي مضت من قبل لا أعرفك وفداك اللي مرّو في حياتي على الفاضي××

****
قبل ذالك بنصف ساعه أمام البوابة ...
كانت هناك سيارة عادية قد دخلت برفقة دورية شرطة ...
والحارس الذي سمح لهم بالدخول أتصل بالشيخ عقاب مباشرة يخبره ...
عند بوابة القصر الداخلية ..أستقبلهم فزاع الذي عاد للتو من عمله وجائه أتصال من والده يخبره أن يتكفل بأمرهم ...
بعد السلام طلب منه العسكري :السيدة فهدة بنت محماس ... مطلوبة عندناا ...
فزاع بصدمة أرتسمت على ملامحه قال بعدم تصديق :يارجال اذكر الله وش اللي مطلوبة عندكم هذي مرة أبوي وأم أخواني ...بتلعثم من شدة الصدمة :يعني أقصد حرمة كبيرة ليه بتنطلب عندكم.....
وحين لاحظ التصميم على ملامحه أتصل بوالده سريعا :يبه يبغون عمتي فهدة هي المطلوبة !!!!
عقاب الذي كان يعتقد أن الأمر من أجل قضية الحكم ...طلب من فزاع أن ينظر بأمرهم ...
ولكن صاح بغضب حين وصله سبب قدومهم :تقوله صاااادق ... ؟؟؟ انا جايك اللحين ...
خرج بثقل وصعوبة تنقله من قبل الخبر كيف بعده ليصيح فيها حين رآها :أنتي وش مسوية يالمهبولة حتى الشرطة تطلبتس ...
لتشهق فهدة التي كانت تجلس بهدوء لم يقطعه إلا الطريقة التي فتح فيها عقاب الباب خارجاً من غرفته :أنا مطلوبة لشرطة عوذى وش بسوي ...هم خلو المجرمين والحنشل ورجعوا علي يطلبوني ...
كان ترتجف من داخلها هل من المعقول أنه تم شكوتهااا ...!!!
منذ خرجت أشواق من المنزل وتفكيرهاا لحضة بلحضة فيها ..هل ستفهم مافعلت هل ستأتي لتواجهها ..وتخشى أن تفضحها أمام أحدهم لكن شكوى لشرطة لم تتخيله بأسوأ كوابيسهااا ...
عقاب الذي يشعر بأن الدم صعد بأكمله ليتمركز برأسه فيزيد من صداعه وألمه الذي لم يهدأ منذ معرفته بخبر الحكم ويأتي هذا الخبر ليزيد سوأ حاله قال بتهديد لارجعة فيه :والله لو يكون أحد شاكيتس صدق ليجيتس مني اللي ماخبرتيه بكل حياتس ...
فزعت من تهديده ... ولكنها تماسكت أمامه حتى حين خرج ...أتصلت سريعاً على بتال .. لتخبره بكل بساطة :ألحقني ياولدي الشرطة بتأخذني بيجروني للحبوس وأنا عجوزاً يالله أجر رجولي عشاني كنت بستر أخوك وأخليه يرتاح مع اللي أختارها قلبه ...
فزع من مكانه وترك الطعام الذي وضع له للتو ...
لم يفهم الكثير من حديث والدته ولكن مجرد أن والدته تستنجد به وتخبره أن الشرطه ستلقي القبض عليها .... كان دمه فائر من مجرد الفكرة حين وصل للباب عاد للغرفة ليلتقط سلاحه ...
تحت أنظار جوزاء المذهولة والتي لم تستطيع حتى الأقتراب منه أو منعه ...
فقط تحذير :تكفى بتال أنت عندك عيال مو مراهق ترفع السلاح على كل تافه ...
ولكنه لم يرد عليها إلا بصفعه قاسية للباب ...
نزل السلالم سريعاً وحين وصل للبوابة الداخلية تزامن خروجه مع خروج عقاب الذي أستخدم المصعد في نزوله ..
ليصيح عليه :أدخل وراك محد طلب فزعتك ...
بنبرة مرتفعه فاقت صوت والده خرجت رغماً عنه :والله مايأخذون أمي وأنا صاحي وراسي تشم الهواء ...
عقاب يضرب بعصائه الأرض من تحته :تحلف علي ... أمك وش هي مني ...ماهي بمرتي أنا اللي أحكم ياأخذونها ولاا لااا ...
رغم كل الأمتعاض الذي أظهره بنظراته وحركات جسده ولكن لم يحيد عقاب عن قراره ... فلقد أستشف التهور بحركاته وفقدان التعقل بنبرة صوته ... خروجه وأحتدامه مع رجال الأمن يعني تعريض نفسه وعمله للخطر ...
خرج لوحده ..نظر للمتواجدين .. بعيد عن رجال الأمن .. سيارة فيها أمراءة ورجل ...بدى الرجل أكثر هدوء من مرافقته الذي أعتلى صوتها فوق الجميع :كيف يعني ماتقدر تسحبونها بالغصب ..أقولك ذبحت الجنين ..سممت أختي لمين مات اللي في بطنها وبغت تلحقه ...
رجل الأمن كان يقول بهدوء :مافيه دليل !!! .. حنا هنا جاين نسأل المتهمة من قبلكم بالتهمة اللي نسبتوها لهااا ...ماعندنا صلاحية نقبض على أحد ...مجرد أجراء روتيني ...
حين أقترب عقاب صمت الجميع ليسأل بنبرة حادة :وش فيه وش عندكم هنااا ...
رد رجل الأمن الذي جاء بكل بساطة بتوجيه من رئيسة :ياعم الله يطول بعمرك حنا نبغى السيدة فهدة ... تواجدكم كلكم ماينفعنا بشيء ...بس كل اللي نبغى نتأكد منه هل قابلت صاحبة الشكوى ..هل لها معرفة سابقة فيها ...
عقاب بنبرة حادة :ووش هي الشكوى ومن المشتكي !!!!
الشرطي بشكل روتيني :المشتكية أشواق الـ ### تتهم السيدة فهدة أنها جائتها بزيارة وهي وضعت لها أطعمة تسببت بفقدانها لحملها ...!!!
عقاب وعقله لايستوعب التهمة المريبة :وش دليلكم ...كل من جاكم قال صار وحصل جيتو تدخلون بيوت الناس وتفتشون محارمها ...
الشرطي :ياخال الله يطول في عمرك أنا عبد مأمور .. جتنا تهمة ولازم نحقق فيها ونشوف جوانب الأمر ...
فزاع :ياخوي انت تدري وش تطلب كيف تدخل على محارمنا وتحقق معهم بعدين من هذي ومن وين طلعت حتى ترمي علينا بلاويهااا ...
أخت أشواق بأنفعال :هذي أسأل أخوك فياض عنهااا ...
فزاع بأنفعال للشرطي :حنا ماراح نتعاون ولا نبي تحقيق أذا عندكم أمر قبض تعال ساعتها وشف إذا أحد سمحلك تأخذهاااا ....
عقاب موجهاً حديثه للشرطي :مثل ماقال لاصار معكم دليل تعالوا وخذوا اللي تبونه بس اللحين مالكم حق باللي تطلبونه ..توكلوا على الله ..
وأعطاهم ظهره ودخل ..ليلحق فيه فزاع ...بعد أن رمى مرافق شقيقة أشواق بنظرة أستحقار طويلة ...
كان بأنتظارهم بتال الذي كان يدور بالمكان ويديه خلف ظهره وكأنه حيوان مفترس محبوس بمكان ضيق :وش صار ؟؟؟ وش يبووون ..من اللي شاكي أمي ...
عقاب :أسمع لو عاد شفتك حامل السلاح من غير لزمه حطيته في راسك ...
وتوجه للمصعد بعد ألقائة التهديد الذي اقشعر له جسد أبنيه ...
ماأن أختفى خلف باب المصعد ...
حتى قال فزاع لبتال المترقب رغم أرتجافه من أسلوب والده المهدد له فكيف سيحل الأمر على والدته :يبون عمتي فهدة يقولون حرمة ً متهمتها أنها ساقيتها شي وسقطت حملها ..وتقول أنشد عنها فياض ماأدري خرابيط مافهمت منها شيء ...
ماأن سمع جواب فزاع حتى أسرع للأعلى خلف والده ... بقي منتظراً أمام باب جناحهما لم يستطيع الدخول ...بقى يترقب أن يسمع شيء أو يصله شيء ..
لكن سرعان ماخرج عليه والده الذي أخبره بلهجة قاسية :أمك ماعاد حليلةً لي بس هالبيت ماتطلع منه ....
وسار متوجهاً يقطع الممر الطويل الذي بنهايته الباب الواصل بين القسمين ...
حين سمع صوت والدته المرتفع بنواح بدى يستوعب بعض ماقاله والده ...
دخل بخطوات ثقيلة ...وقع نظره على والدته التي تجلس بالأرض تنوح وتضرب بكفيها على ركبتيها ..
ماأن شعرت بوجوده حتى قالت :طلقني أبوك ماصدق يلقى علي شي طلقني وأنا بهالعمر ...
بقى واقفاً لايعلم كيف يواسيها ولم يستطيع تقبل الخبر القاسي ..أنفصال بهذا العمـــر ...
ولكنه نطق بعتب فاتر :ليه يمه ليه حديتي أبوي يطلقتس بهالعمر ...
لم ترد عليه فهي غارقة في صدمتهااا .. طلاق بهذا السن كان أكثر رعباً من الموت نفسه ..
عدد مهول من الأعداء سيشمتون بها ...والقليل جداً من الأصحاب سيشفقون عليها ...
ستعيش حياتها القادمة مابين شماته وشفقة ...

××تبقى النوايا الطيبه ميزة النفس
لو الزمان .. بحد ذاته .. أناني××

****
كان في جولة ميدانية للبحث عن مسكن مناسب ..والخيارات محدودة .. فهذا المكان عبارة عن محافظة صغيره لايوجد فيها العديد من الخيارات ..حين صعد للسياراة بعد تفقده أحد الأماكن المعروضه للإيجار أخبرها :مناسب وأحسه أفضل الموجود ..بعدين آمن تحتنا عائلة أصحاب البيت ...
لو أتأخر في الدوام بكون متطمن عليتس ..
صمت ينتظر ردها لكنها أجابته بعطاس متلاحق ..
ليحك أعلى رأسه ويقول بأحباط :لاااحول ماصارت ترويشة ليل سوت فيتس تسذا ...ابلش ..
حين أستطاعت الحديث لاحقاً تجاوزت تلميحة المحرج عن سبب أصابتها بالزكام وعلقت على السكن :إذا تشوفه مناسب تمام ..أنا بعد أبغى نستقر .. وبروح أشوف المدرسة قبل مانراسل إدارة التعليم ..
أجل مكان مناسب والأهم يتوفر فيه الماء الدافيء حتى لاأضطر للأستحمام بالمياة الباردة لدرجة الصقيع ..
كلما تذكرت حماقته حين أستحمت بمياة شديدة البرودة في منتصف الليل ...وحين أستيقظ هو بكل بساطة قام بغلي الماء وأستعمله بتجهيز حمام دافيء بالنسبة له فهو معتاد على أجواء الصحراء الباردة الخالية من السخانات الكهربائية ..


****

بدأ يومهم مبكر جداً من صلاة الفجر بالمسجد النبــوي ..حتى الجلوس للطعام الأفطار ..
وبعد ذالك أخذها في جولة تسوق أصر عليها جداً كل هذا وهو لايستخدم هاتفه ...للشخص كان هاتفه لايكاد يسقط من يده والأتصالات لاتهدأ بل أحيان يغلق واحد ويبدأ آخر بنفس اللحضة ..
كان الأمر ملفت للأنتباه جداً ...هل لهذا علاقة بسجنه ثم عقابه في عمله لاحقاً ...
هل بسبب هذا لم يعد هناك من يحتاجه وتم التخلي عنه ...
أم هو خيار شخصي بالنسبه له ...
رغم كل شيء تمنت الأخير .. لاتتمنى له أن يجرب شعور التخلي بعد الأنكسار ..
كان يجلسان لشرب القهوة ..فتحت أحد الأكياس تتفقد مشترياتها ...
حين سألها :ماأشتريت مكياج عاد أخبرتس تحبينه حتى تبسين لخلص ...
رفعت رأسها معتقده أنه يسخر منها لكن بدى صادق في حديثه لترد بكل شفافيه :لو مالقيت حاجه ألبسها مابكيت عشان أبكي على المكياج ...بس ممكن يكون عذر مناسب لتغطيه على مشاعري الحقيقية ...
شرب قهوته برشفة واحدة :ياسهلتس وياصعبتس ..
حتى لو قلتي مستحيل ..والله أنتس تسذا ...
ابتسمت على تعليقه ولم تعقب من الممتع أن يعتقد نفسه قد فهم كل شيء فيها لتصدمه أن يفهم فقط ماتريده هي ولم تصبح كتاب مفتوح سهل الفهم بالنسبه له ...
حين تفرغت لقهوتها سألها :بسألتس عن شيء بس ماتفهميني خطأ ؟؟
خزام :عادي لو فهمت خطأ صحح لي ...!
ظاهرياً يبدو سؤاله محرج بالنسبه له فهو جلبها لتسوق من جهة وبنفس الوقت يسألها عن :وين أغراضتس ؟؟؟
منذ اللحضة التي خرجت له من منزل عائلتها ورغم كل تركيزه عليها ولكن بسرعة لاحظ الحقيبة التي تحمله ولايتوفر فيها الكثير .. أتضح له ذالك من حجمها وخفة وزنها حين حملها ...
كان المكان الذي يجلسان فيه عام فلم تكشف وجهها لايرى سوى عينيها التي تنظر بأحراج الآن للأسفل ...
ليقول بتوجس :تكفين قولي كل شيء إلا أنتس حرقتيها !!!!
ردت سريعاً :لا مو لدرجة هذي ...
صمتت للحضات :تصرفت فيهاا ..
كانت بعين نظرة غائمة حين سألها :كلها ؟؟؟
لم تجعله ينتظر طويلاً :ليه فيه شيء معين المفروض أحتفظ فيه !!!
أنهى الموضوع بحمله للأكياس المشتريات وهو يقول :شفت محل أعجبني ..بمره قبل نطلع ...
وكما توقعت توقف عند أحد محلات المجوهرات ...
وبداخله كان يشير لها على القطع المعروضة ولكنها ترفضها جميعاً وتضع أعذار مقنعة ..
حتى فقد الأمل أن يعجبها شيء منها وخرجاً بدون أن يبتاعا شيء ..
ليسألها وهم يخرجان من المول بأكمله ليرتدي نظارته الشمسية :ذوقتس صاير صعب ولا يتخيل لي ...
كان تحمل كيس واحد بينما هو يحمل بقية الأكياس التي وضعها بالمقعد الخلفي للسيارة ...
حين صعدا أخيراً .. سمعت رنين هاتفه ...إذاً هاتفه مفتوح لما لايتلقى أتصالات ...
رد سريعاً بدى أحد أخوته ولم يكن يعجبه ماسمعه على الطرف الآخر ...
ماأن أنهى المكالمة حتى قال وهو يخرج بالسيارة من المواقف :ماأشتقتي للرياض .. بنسري لها بس قبل خلينا نمر أهلتس تودعينهم ..
حين زارت عائلتها سرعان ماأخذتها والدتها جانباً تسألها : كيفه معك..
فردت أصابعها تحسب عليها:مارفع صوته علي .. مادخن ..ورد على اتصال واحد بس ..
رضا الغير مهتمه باحصائيتها :يعني مرتاحه ..
خزام وهي تمط يديها للخلف :أكثر من كذا بكون طماعة ...
بلقيس التي تستمتع للمحادثه من بدايتها :وأنتي بسرعة لعبتي الدور .. لاتكونين خفيفة أكيد أسبوع أسبوعين بيكون مثل ماطلبتي بعدها حترجع كل حاجة زي زمان ..يعني كم عمره هو شكله يعطي خمسين سنه بس أكيد عمره أصغر ...
أستمرت بحديثها وهي تلاحظ نظرات خزام المتقدة :خمسين أو أربعين سنه ماتغير بيتغير بيومين عشانك ...
رضا مدافعة :أنتي تسكتي أحسن ..
دخل وسام يستعجلها فقالت وهي ترتدي عبائتها بعجل :بتمر يابلقيس الأيام وبذكرك ...
ودعت عائلتها بتماسك رغم شعورها بألم الفراق قبل تجربته حتى ..
لاحقاً بالسيارة سألته وقد خرجا من المدينة :فياض طيب أغراضنا اللي بالفندق ..!!!
تأوه بأنزعاج قبل أن يقول :فيه شيء مهم ولا غالي من أغراضتس ...
أغلى شي تمتلكه بحقيبة يدها ولايفارقها :بس بعد مو حلوه نترك أغراضنا ...
فياض :والله مستعجل ..خلاص أنا أكلم وسام ياأخذ الأغراض ويخلونها عندهم ...
رضت بالحل الأخير..وسط حيرتها هل حقاً هناك شيء مهم ينتظره بالرياض ... أم كما عهدته يركض بلاتوقف ..

××أنتي سلوّة واحدٍ من غيبتك ضاع إندماجه
ولا لقى فـ الناس .. من يعينه يوم إنه يعاني××

****

يوم متوتر طويل ...حاولت أن لايؤثر عليها ماحدث ولكن كيف وزوجها طرف رئيسي فيه ...
رغم محاولتها تنحية أفكارها ولكن رغم عنها فكرة بالموضوع وتعمقت فيه ...
وأعطت رأيها الأخير الذي بدى محفوظ وحصري لذاتها ...أمر طلاق فهدة كان متوقع بل طال أنتظاره ...
وتتوقف هنا ...حتى لاتؤثر عليها أفكارها الخاصه فتؤثر على تصرفاتها وحديثها مع زوجها الغائب منذ لحضة خروجه ظهراً ...
مريم هي من أوصلت لها الخبر ...وبالتأكيد لم تخفي السبب الرئيسي ووقوف الشرطة أمام الباب بحثاً عن فهدة ...
وكانت الشماته واضح في صوتها وهي تقول :والله لو يدرون جماعتنا لتصير فضيحة القرن ...ياكثر اللي يتمنون مثل هاللحضة ..استغفرالله يارب لاتخلينا حكاية بلسان الناس ...
غفت عينها للحضة حيث تجلس تنتظره بصالة جناحهما .. وعادت لتستيقظ على صوت فتحه للباب .. لتقف بتوتر ..
ولكنه أشار بيده حين كانت تقترب منه علامة الرفض للحديث ودخل للغرفة وأغلقها بالمفتاح ...
للمرة الأولى يغلق باب بينهما ...
لم يفعلها من قبل حتى في بداية زواجهما ..
أخفت أنزعاجها وبررت له أمام نفسها أنه يحتاج مساحة للأختلاء بمشاعره ..


××أنت طوق ٍحطه الله في ايدين الغريق وأنت ريف العمر عقب السنين الغابره××

****

أنهارت للمرة الثانية من معرفتها بفقدان جنينها ..
وأعطيت أبرة لتهدأتها ..أختها تعتقد أنها تبكي فقدانها لأبنها المنتظر ..فقالت مصبرة :ياأختي أصبري والله بيعوضك أن شاءالله ...حسبي الله ونعم الوكيل على من تسبب عليك ..والحمدلله عندك غيره الله يخليه لك وتشوفينه رجال يشيلك ...
زاد بكائها ..هي لاتريد أن تكبر أو يكبر أبنها هي تريد أن تعيش حياتها برفقة الشخص الذي أحبته ...
والذي فقدته بفقدانها للجنين ..
ليتها صبرت ولم تتسرع بالذهاب لعائلته ..
****
طريق طويل ورفيقها بذهن شارد ...
حتى أنها أستخدمت يدها اليسرى أمامه عدة مرات ولكنه لم يرى ماأرتدته فيها ماكان يبحث عنه سابقاً ويتمنى أنها لم تفرط فيه ...
الأسوارة التي أهداها كصباحية سابقاً ...وهي ماكان يلمح لها بوقت مبكر من اليوم ..ويتمنى أنها لم تفرط فيها ..
على الطرف الآخر .. عقله غارق بمكالمة فزاع ...
كانت البداية ..أشار له أن مشكلة كبيرة تحدث في منزلهم وهو السبب فيها ...
لم يستطيع سؤاله عن المزيد أمام خزام
حتى حين أوصلها لعائلته أقتطع بعض الوقت لنفسه وأجرى مكالمة مختصرة ولكن فهم منها الكثير ...
بزيارة أشواق ومداهمتها لمنزل عائلته كان لها مع عمته فهدة لقاء ..وتتهمها أنها أطعمتها ماتسبب لها بفقدان الجنين ...
كان وقع الأمر سيء عليه فهو لم يفهم بالبداية ..
أن الأبن المنتظر لم يعد موجود ..
يشعر أنه أصبح محروم من الفرحة ..ماأن تستقر أموره من جهة حتى تسوء من الجهة الأخرى ...
هل كان كثير عليه أن يصبح أب ويرتبط بمن يحبها بنفس الوقت ...
والخبر الآخر طلاق والده لفهدة يثبت أنها فعلاً أرتكبت أمر سيء بحق أشواق ..
لماذا ؟؟؟!!!
كيف أعطت لنفسها الحق بحرمانه من أبنه ..
كانت الحياه قاسيه معه كفايه وهي تعي ذالك جيداً
ولكنها أبت إلا أن تضع لها بصمة غدر
كعادتها في حياته الخاصة ...
تجاوز كثيراً أخطائها بحقه من أجل أخوته
ولكنها لاتكتفي ولاتنتهي ..
منذ طفولته كان يرى بعينيها نظرة حسد له ...
تجاهلها كثيراً وقلل من أهميتها مرات عديدة ..
ولكنها لم تتوقف ..
أذته كثيراً وأفسدت العديد من أمور حياته ..
وأخيراً كان قد وكل أمرها لله ..
وخصها بدعوة ورجاء لله ..أن من يحسده ويتعمد أفساد حياته ...طلب الله أن يرد كيده فيه ومكره عليه ..
ربما طلاقها من والده هو أجابة دعوته ...
****
كان تعد طعام بالأمكان تصنيفه غداء متأخر أو عشاء مبكر ...
وفياض الصغير يتناول وجبته الخفيفة أمام التلفاز ...
ذهنها مشغول جداً بما حصل بين والديهاا ...
مازال صوت نواح والدتها الذي وصلها عبر الهاتف وهي تنقل الخبر يرن في أذنها وحذرتها من القدوم لاتريد أن تراها أبداً ...
وقالت بكل شفافيه لأريد أن أرى نظرة الشفقة بأعينكم ...سأتماسك وأتقبل ماحدث لي بعدها سأقابلكم ..
تتفهم موقف والدتها ولكن لاتفهم أبيها أبداً ..
بهذا العمر ..لم يظهر أي ردة فعل سابقه حتى بعد كل ماعانته والدتها من أجلهم يتصرف بهذه الطريقة المؤذيه للجميع القرار لايؤثر على والدتها فقط بل عليهم جميعاً ...
وأنقطعت أفكارها حين ألتفتت جانباً تلقي نظرة أطمئنان على فياض ..
لترمي مابيديها وتركض إليه ...
يبدو أن الطعام الذي كان يتناوله قد سد مجرى الهواء ...حاولت أسعافه
ولكن كانت أكثار أرتباك وأقل خبره من أن تساعده ... حاول بكذا طريقة كان ترتجف وتبكي وتصيح فيه أن يتنفس ..
حين دخل عليها أحمد وهي على ذالك الحال ...
ليسرع ويتلقط الطفل من بين يديها ويقلبه ليصبح رأسه بجهة الأرض ويبدأ بالربت على ظهره حتى خرجت قطعة الطعام العالقة في حنجرته ...
أسماء المنهارة حين رأت قدرته أخيراً على التنفس وبدى بالبكاء :أنا ماأقدر ماأقدر أتحمل مسئوليته
قلت لك ماأعرف أتعامل معه ماصدقتني ...
تركتهما معاً ودخلت لغرفتها تداري أنهيارها وتتمالك أعصابها ..
جسدها بأكمله يتنفض ... بعد لحضة الرعب التي عاشتها ...
كاد يذهب الطفل ضحية أهمالها ...
حين دخل أحمد عليها الغرفة رفعت رأسها إليه ...
ولكنه لم يحدث أو يلقي عليها أي نظرة ..
نزع القطعة العلوية من ملابسه ثم توجه للحمام ...
خرجت هي بدورها لتطمئن على فياض كان ينام بغرفته يبدو أن أحمد من حمله لهناك ...
حين خرج من أستحمامه ..كان يجفف شعره بالمجفف الكهربائي حين سألته :ليه زعلان ؟؟؟
ألقى عليه نظرة من خلال المرآة :أنا برد على كلامتس اللي كان بالصالة ..هالولد المسكين ماكنت واحد من الأطراف اللي جابته للحياة ...
فماأدري وش نوعية اللوم اللي ترمينه علي ...!!
بقلق من ملامحة الصلبة الجادة فهي لم تعرف إلا جانبه اللين :أنا ماأقصد بس كنت مرعوبة يعني لو ماجيت أنت ...
رمى مشط الشعر الذي أستخدمه لترتيب شعره :مو أنا اللي أنقذته أنا سبب ولو الله أراد له يموت ولايصير له أي شيء سيء كان صار حتى لو كان بيدين أمهر الأطباء ...
وأكمل حين لم تجد ماترد عليه فيه :كل الأطفال معرضين لهالموقف وصياحك وتوترك طبيعي ...
بس اللي ماهو طبيعي ...أنك دايم تبغين تتخلصين من دورك بتربية ولدك وترمينه على أي أحد ..ترى هو مسئوليتك أنتي ..من يوم جاء على الحياة ..كان المفروض تتخلصين من بعض أنانيتك .. وتخلين له جزء من حياتك ...
الأمومة تضحية ياأسماء ...
صمتت قليلا ً:تدرين ولدتس لاراح عند أبوه من يعتني فيه بعد زواجه ؟؟؟
من تغضن وجهها فهم أنها تعرف مقصده جيداً: ايه بالضبط مرة أبوه اللي تعتني فيه وماهو ولدها ...
لترد بشراسه:ماشاءالله كل أخبارهم عندك ؟؟؟
مهتم فيهم مرة ...
لم يبدي رد على أسلوبها المستفز ..وتوجه ليخرج ملابس ليرتديها بعد أن كان بروب الأستحمام ...
أكملت متهكمة وهي لم تعد ترى بين عينيها إلا الشقراء القادرة على القيام بكل مالم تستطيع هيا فيه ...
نجحت بالحياة مع حامد ... وأصبحت أم جيدة لأبنها ...
وكلاهما هي قد فشلت فيهااا
والأنكى أنها أبنة عمة ...ربما ندم أنه لم يرتبط فيها:
ياحرام خسارة فرطت في بنت عمك السنعة وطحت بالرفلا ...

خرجت من الغرفة وتركته خلفها ..دخلت للمطبخ وملئت لها كوب من الماء أرتشفته سريعاً ..
أغلقت الفرن على الصينية التي كانت فيه ....
عصرت الليمون على طبق السلطة التي كانت مشغولة بأعداده قبل حادثة الصغير ..
أخرجت الصينية من الفرن ولسعتها ولكن لم تهتم ..
أعدت طبق لها من الطعام وإلى جانبه سلطة ..
ومشروب ملئته بالثلج ...
حين جاء لينضم لها على طاولة الطعام ...فهم أنها قد أستثنته ...
وضع له من الطعام وجاء ليجلس على المقعد المقابل ...
كانت تتناول طعامها بالشوكة ...تغرسها بقسوة بكل قطعة ترفعها لفمها ..
بدت غاضبه جداً من تصرفاتها ...حتى حواجبها أصبحت أكثر أرتفاع وتتجه للأعلى ...
وبالتأكيد توهجت خديها وشفتيها فأصبحتا ...متقدتان كجمرة شديدة الأشتعال...
أي جميلة .. وكل مره يراها فيها تتبادر لذهنه المرة الأولى التي خرجت فيها أمامه ..في منزل الجدة وضحى
وكيف أصبحت بعدها رفيقة مسائته الجميلة ...
فهي تزور لياليه بين حين وآخر
لتذكره بوجودها وأن مصادفته لها لم تكن من ضرب الخيال ..

غاضبة ومنزعجة ولكنه غارق بخياله
وكأنه لايوجد سواه في هذه الدنيا ...
مهتم جداً بالكنزة الذي يرتديه ويتأكد من أنه لم يتلطخ حين تساقط الطعام من ملعقته على السفرة ...
ليته يهتم بمشاعرها كأهتمامه بملابسه وحاجياته ...
كانت بهذه اللحضه ومن شدة غضبها بدأت بتناول قطع الثلج المضافة لمشروبها وتطحنها بأسنانها الخلفية ...
ليعلق بكل هدوء :هذي الحركة تضر أسنانك ...
ردت بشيء بعيد عن تعليقه وهو مايشغل تفكيرها ..تصرح بلاأهتمام :تدري أن أبوي طلق أمي ...

النظر الأولى كانت أتهاميه ولكن حين أتضح له لمعة الدموع خلف الكبرياء بعينيها سأل بتسامح أكثر :متأكدة ؟؟؟
توقفت عن تناول طعامها :أكيد متأكدة ماراح أتمنى الشر على أمي ... يعني إذا أبوي بالأخير طلق أمي ...ماأعتقد بقدر أثق بأي رجال بعد اليوم ...
كتمت الكثير من التعابير التي قد تكون مسيئة لوالدها وليس بمصلحتها أمامه ...
بداخله أنزعاج من فساد حياة الكبار التي ستنعكس على حياته طلاق سابق واليوم طلاق والدين محقه بفقدانها الثقة برجال :لكل أرتباط مشاكله الخاصة والأفضل ماتقيسين حياتك على حياة أحد ...
بأنفعال لاتستطيع أخماده هي من كانت الأقرب للحدث وتعرف جيداً مافعلته والدتها من أجل أبيها لقد قدست الحياة الزوجية تصرفت معه بطريقة حلم لكل رجل :عادي تقول كذا لأنك ماتدري عن شيء ..
أمي سوي كل شيء لأبوي كل شيء بمعنى كل شيء حتى لو أخطأت مرة أو اثنين كان بأمكانه يسامح يتغاضى مو بالعمر هذا ينفصل عنهااا ...
:أنا ماأقدر أحكم على حياة أحد وماني مخول أعطي هذا الحكم لكن .. أتمنى أي حادثه مالها علاقة بحياتنا مباشرة ماتأثر علينا ..بعطيك مساحة تعبرين عن مشاعرك أتجاه الطلاق اللي حصل لكن لاينعكس هذا على حياتنااا ...
صمت قليلاً :أسماء أنا حبيتس وأعطيتس مشاعر حقيقية من أعماقي ..فتحت لتس قلبي وبحت بالسر اللي دمر لي حياتي ...
كل هذا ماحسستس بالأستقرار معي وأني مستحيل أفرط فيتس ...
مد يده يمحي البعد الذي صنعته بينهما ليلتقط أناملها ويخبأها داخل كفه :الموقف اللي حصل مع فياض ممكن يصير مع أي طفل واللي تبعه بينا عادي يصير بين أي زوجين لاتخلين موقف أهلتس يأثر على حياتنا ...
خليها تمر مثل مامر غيرها ..
أنا عرفتس ناضجة مثل ماتمنيت شريكة حياتي ..
شفت منتس ثقل وعقل متأكد أنك بتحكمين عقلتس ...
تستمع له ... ومازالت تحت تأثير الأحداث الماضيه
ترى كمية الأخطاء التي ترتكبها تحت تأثير الغضب من طلاق والديها ..
ومازال داخلها طاقة شر لتخرجها عليه ..
لكن لاح في بالها بعض مماجرى في حياتها مع حامد وماتلى ذالك من طلاق ويأس وكيف خرج بحياتها أحمد كحلم ..
وكم مضت عليها ليالي لاتصدق أنها حظيت به ...
فركت طرف عينها وهي تقــول :معك حق قمت أخبص عقلي مشتت ماني مصدقه اللي حصل مع أمي .. أنت أكيد فاهمنـي ...
ختمت جملتها بأبتسامة أختلقتها من وسط أعصابها المتشنجة ...
فأهداها أبتسامة حقيقية من أعماقه ..
ومد يده لها بدعوة لعنــــاق ينهي فيه توتر اللحضات الماضية ..


××أتخيل وجهك الزين و أمسسي عليه كل وجهٍ غير وجهك ، مايغري نآظري .××

****

صباح وصوله للرياض أتصل سريعاً بأخيها
الذي أخبره أنه معها بالمستشفى سيصرفونها بعد قليل ...
ذهب إليهم على عجل ..
وطالب وجود أخيها في حديثه معها ..
وكانت أختها مرافقة معها فكان كل من يخصه الأمر هنا ...
سحب أخيها الستار بينه وبين أخواته ...
ليتحدث بصوته المبحوح من الأرهاق والحزن الذي يشعر فيه :الحمدلله على السلامة يا أشواق .. تعشمنا بهالحمل خير بس هذي الدنيا مثل ماتعطي تأخذ والحمدلله على أقدار الله ...طول عمري راضي باللي يقدره علي ..
قاطعته أختها بحدة :كلنا الحمدلله مؤمنين وراضين بالقدر بس هذا مايمنع أن المخطي يتحاسب ..
فياض :المخطيء هالمرة مانقدر نغلطه لأن الغلط جاي منااا ..اختس ماهو مره اللي حذرتها من أهلي ألف مرة ... وقبلها غلطت على ناس واجد يخصوني مع كل تحذيري لها ماتحاول تحتك بأحد من أهلي ..
أختها :الله أكبر كيف مانقدر نغلطه ...تكلم عن روحك أنا أختي لازم تأخذ حقها واللي غلط عليها يتحاسب ...
تجاهلها وسأل أشواق :أشواق بالمراجعة الأخيرة الدكتورة وش قالت لتس ..؟؟؟
لم ترد إلا ببكاء مرير ...وندم أنها كانها تأخذه معها بمراجعاتها ..
فياض بأنزعاج من صوت بكائها الذي يحرك مشاعر الشفقة عليها وهو أكتفى من أي شعور أتجاهها :ماراح تقول أن اللي بقولكم ..وكل شيء موجود وبملفاتها بالمستشفى ...بالعربي قالت هالحمل ماهو مكتوب له يستمر أكثر ..ومشاكله مالها نهاية ... الدكتورة حتى التشوه قالت لنا عليه فيه ..ولدكم مشوه ماراح يوصل للحياة وأن وصل ماراح يعيش كثير ... ..
مسكتها قلت يابنت الحلال أسمعي كلام الدكتورة وفكي عمرتس من هالمثبتات وخليه ينزل إذا الله كاتب عليه ينزل ..
وأنا رجال لاعندي ولد ولاخلف .. قدمت مصلحتها على مصلحة نفسي ...
قالت لا الدكاترة يغلطون ...وماراح أذبح روح وأنا أبيه ...
أحترمت رأيها وقلت اللي تبينه أنا حاضر فيه ..أنا عاش يارب لك الحمد ..وإذا الله ماأراد له الحياة قدر ربي ولاعليه أعتراض ...
بعد هالكلام بأسبوع تروح لبيت أهلي وش معناها هذي ؟؟؟؟؟؟
أختها بأنزعاج :وأذا راحت لأهلك مسوية جريمة هي ترى متزوجتك ...
فياض :كانت زوجة لي وطلقتها ونزول الحمل كانت نهاية عدتها خلصنا والوجه من الوجه أبيض ...الله يستر عليها ويرزقها باللي أحسن مني ويعوض عليها بالذرية الصالحة ...
ماعاد لي كلام مع الحريم اللي عندي قلته ....
ووجه حديثه لأخيها :وأنت أخو وعزيز وغالي واللي تبيه رقبتي سدادة تلفوني عندك ...
سلام عليكم ..
مضت لحضات من الصمت بعد رحيلة ...
حتى تعالى صوت أشواق من جديد بالبكاء ..
وأختها تدعي على المتسبب بصوت عالي ...
ليقول أخيهما أخيراً :هالموضوع خلصنا منه فكني من مشاكلكن ...
كان يتأمل حال أخته ويتمنى أنها لم يوافقها بزواجها الأخير من فياض ..فهي من ترجته أن يزوجها له بأي طريقة فهي تقول أنها لن تجد رجل أفضل منه ...
هو رجل ويعي جيداً أن الزواج بهذه الطريقة لم يكن ليفلح أبداً ولكن دموعها وأستعطافها له ..
جعلته يضعف ويساعدها وكانت هذه النهاية ...
خرجت بخسارة أكبر من سابقتها ...
طلاق وفقدان لطفلها ...
وفساد لعلاقته بصديق من أفضل أصدقائه ...


××أبعد عن اللي لا زعل ينكر الطيب اللي تقلب عشرته مع مزاجه××

****

بعد خروج فياض السريع .. الذي حاولت أن لاتفكر بأسبابه أخذت تتفقد المنزل قليلاً رغم أنها متعبة ..
ولكنه أخذ وعد منها أن لاتنام حتى تتناول طعام الأفطار الذي سيصل إليها من مركز الطعام الصحي الذي تعاقد معه لأعداد وجباتهم ..
فحين رن الجرس أعتقدت أنه هو الطلب الذي تنتظر فتحته على عجل للتتفاجيء بالشيخ عقاب على الباب
كان يحمل على وجهه نظرة عابسه .. أنتظر للحضات حتى تبين ملامحها فتراخت نظرته وأصبحت أقل حدة وهو يقول :السلام عليكم ...
سلمت عليه وأدخلته .. كانت مرتبكة من قدومه المفاجيء ..وبدى أنه لم يكن يبحث عنها ..
حين جلس أخذ ينظر من حوله متفحصاً للمكان قبل أن يقول :كيف رضيتي فيه بعد ماقلتي كل اللي قلتيه قبل ...
لم تجلس حتى كانت واقفة ...وطريقته بالحديث جعلته تبعد فكرة الجلوس من ذهنها ..
كان محرجة فهي من طالبته بالأنفصال والآن يتفاجأ فيها قد عادت بعد كل ماحدث ...
أمرها :أجلسي!!!
جلست بتردد وأختارت مقعد بعيد قليلاً عنه ...
لما أصبح الجو شديد الحرارة لقد كانت تشتكي من البرد أول مادخلت المنزل ...
يريد قول الكثير والكثير ...لكن هل سيصب غضبه على الفتاة المسكينة ...
إذا كان هو غير قادر على تربية أبنائه هل سيلوم الغير على أخطائهم ...
بالتأكيد حاك خطة جديدة وأوقعها في حبائله ..
وهي فتاة بريئة أنساقت لفخه بكل سهولة
واصطادها بمعسول لسانة وخبرته الطويلة مع النساء كما أصبح يتبين له في الأونة الأخيرة ...
سألها بلهجة أقل حدة :وشلون أمتس وأخوانتس ..
حين أبتعد الحديث عنها أصبح الأمر أسهل وأصبحت أكثر تجاوب معه ...
حتى حين خرج منها الشيخ عقاب أخيراً...
كان كما أعتادته بعيد عن الرجل المخيف الذي دخل عليها سابقاً ...
صعد للسيارة السائق الذي قدم فيها ماأن أخبره الحارس أن فياض قد عاد وبرفقة إمراءة وتوجه لفيلته في الساحات الخلفية من القصر ..ثم عاود الخرج دونها ...
لقد ظن به ظن السوء لاينكر ذالك ...
لكن حين رآها أطمئن وزال نصف غضبه ...
دخل للقسم الوحيد الذي أصبح يخصه بالقصر ..
أنضم لزوجته بجلستها ..
وسأل بأستنكار :وين القهوة ...
شعاع :دخلت ليلى تجددها ...
عقاب بأسترخاء :ايه زين ... ولدتس تراه رجع ومرجع بنت أمين معه ...
شعاع بدهشة :تقوله صادز ؟؟؟
عقاب :ايه توني جاي من بيته كنت بسوي وأحط يوم جيت مالقيت غيرها قدامي ...
وصمت ليكمل بلهجة شديدة الأنزعاج :توقعين ولدتس في طب أنا خلاص غسلت يدي منه ..
شعاع :الله أكرم مني ومنك أنا أرفع يدي وأرتجيه والله مايخيب من رجاه ...
عقاب يوافقها :ونعم بالله ..
ليلى التي عادت بالقهوة للتفاجيء بوجود والدها ..
كيف ستنام الآن ...
كانت ستجهز لوالدتها القهوة وتذهب للنوم فهي سهرت الليلة بأكملها ...ولكن لو فهم والدها ذالك ليس بمصلحتها ...
طلاق العمة فهدة بظاهرة من مصلحتهم ولكن في باطنه يحمل الكثير من المساويء عليهم ...
وليكتمل الحظ السيء قدوم فياض بهذا الوقت المبكر بعد أختفائه ليومين ...
أثناء أنشغاله بالسلام على والديه ..
تحينت الفرصة لتهرب ولكنه أستوقفها :تعالي أنتي وين هاجه متعشين مع بعض ...
ليلى بأبتسامة متورطة :والله عندي أحساس زي كذا ..معقولة ماكنت معنا أمس في العشاء ...
بعد سلامها عليه رد بفظاظه :لاياظريفة يالله اللحين فارقي ...
ولكنها رغم ذالك جلست فملامحه بدت غريبة وكأنه سينقل خبر سيء ...
من تحدث كان شعاع :ياوليدي أنت صدق تجوزت خزام وجبتها معك .؟؟؟؟
فياض ونظرته القلقه متمركزه على والده :اكيد طويل العمر اللي نقل لتس الخبر مصدره جيد ...
ليلى بعدم تصديق :خزام ..؟؟؟فياض تكفى ...
فياض بحدة :بلاتكفى بلاهم مالتس دخل أصلاً ..
أرادت أن ترد لما إذاً تتدخلون بحياتي ..
لكن مع ملامح الأثنان المتوترة لم تجد الشجاعة لقولها ...
عقاب بكل هدوء :جاك علم جديد عن أخوك ؟؟؟؟
فياض الذي يعي جيداً أن الخبر لم ينقل للنساء :لاا طال عمرك مافيه جديد إذا ودك نطلب زيارة ..
عقاب برفض تام :لااا .. خل المحامي يشوف شغله ويعلمنا لأستجد جديد ..
ووقف متوجهاً لغرفته :أنا برتاح شوي قبل الظهر بساعة صحيني ياليلى ...
ماأن خرج ...حتى خرج فياض بدوره لمنزله ..
ولم يعطي لمحاولة ليلى أستخراج كلامه منه أي أهتمام ...
كانت مازالت على طاولة الطعام تنتظره بعد رحيلة المفاجيء حين عرف بقدوم والده ورؤيته لها ...
فياض الذي دخل وتوجه لها سريعاً :لاتقولين ماأكلتي تنتظريني ..ولكن حينها لاحظ الطبق الفارغ أمامها :افاا كيف لتس نفس تأكلين من غيري ...
خزام بأبتسامة هادئة :أكلت بدون نفس المرة هذي ..
كان قد بدأ بتناول الطعام ..
لتقول :بكل صراحة بدون نفس النوم كابس علي ..
فياض وهو يشرب من كوب الشاي الذي عليه صورتها :لاعاد هذي كثيرة بتنامين من غيري بعد ...
خزام بدلال:بس أنا حاسه أني بنام على الكرسي ..
فياض :عادي نامي محلتس أنا أشيلتس بس أهم شيء ماتنامين بدوني ...
خزام وهي تعبث بمقبض الكوب :ليه تخاف ...
بتنهيدة رد عليها :أي والله أخاف النومة من غيرتس كابووووس وحش وأخاف يأكلني ...
قهقت بضحكة هادئة ...
توقف عن الطعام وأخذ يراقب ضحكتها ليقول بعد أن أنحرجت من نظراته :أيه تكفين أضحكي وغردي وخلي الورد يزهر على خدودتس ..مليت من الكآبة محتاج أسمع ضحكتس في حياتي ...
رفعت يدها لترتب شعرها ...
ليمسك يدها بشكل مفاجيء وعينه أخيراً على معصمها :وش هذا ...أدار الأسوارة بأصابعة ليتأكد أنها المعنية :أحتفظتي فيها !!!
خزام بأبتسامة واثقة :ماقدرت ..الأسوارة ومشاعري لك ماقدرت أتخلص منهم ..مثل بقية أغراضي اللي تخلصت منهم ..
كان قد ترك الطعام وأكتفى بتأملها وهي تتحدث ..ماتنطقه جميل وملامح وجهها وهي تتحدث أجمل ...
لحضات يريد أن يحتفظ فيها بقلبه ..
حين تتحدث فقط يريد أن يستمع دون مقاطعة ...
لقد تعلم من اضاعته لمثل هذه الأوقات بتجربته الأولى معها وكيف ندم لاحقاً ...
وتمنى لو فقط يعود ليجلس لو مره واحدة معها ويستمع دون كلل ...
لقد أحبها سابقاً ولكن لم يعرف كيف يتصرف معها
كان يجد الجلسه معها رائعة وجيدة ولكن لايفكر بجانبها هي فقط ينظر من زاويته للأمور التي يريد أنجازها ...
إذا فكر بالحب وقتها فكر بالفراش والحاجات الجسدية ...
ونحى جانب الحديث والحوار والسماع من الطرف الآخر ...
وصله صوتها مستنكر :فياض ..بعدين معك ؟؟؟
وهو على نفس الوضع :عيونه وش فيتس ؟؟؟
خزام :تكلم ليش ساكت ...
بنظرات ملتهبة :اسمعتس ...
ردت بنظرة منزعجة :تسمعني بأذنك مو بعيونك ...
ألتقط بشوكته شريحه من طبق الخضار أمامه ووضعها داخل فمه :أنا أسمعتس بكل حواسي ...
شرب كأس الماء أمامه وقال :نسيت أقولتس اليوم أني أحبتس وأشتقت لتس وفيه أشياء واجد من الخاطر ودي أوصلها لتس ...
فهمت المقصد من جملته وأحمرت خجلاً لاتعلم كيف كانت بهذة الجرأة لتخبره ذالك ...
الغيرة أخرجت أشياء لم تعتقد أنها قادرة عليها بيوم ...

××ضمني والشوُق في قلبي مصبه خل عطرك يوم اشوفك يحتويني لا تحدااااانيّ على كثر المحبه وأنت في دنيااي ثالث والديني ××

*****

خرج صباحاً قبل أن تراه وحين عاد ظهراً وقدمت له الطعام وشاركهما حاكم ...
أخبرها :أنا بدور لنا بيت وبأخذ أمي معنا ...
حاولت قدر الأمكان أن تخفي أمتعاضها ...
ولحسن الحظ لم تقع من طولها ...هي وفهدة بمكان مشترك واحد ...آه ستجن بالتأكيد ...
دخل لينام وبقت مع حاكم الذي مازال على السفرة وبالتأكيد لن ترفعها وهو مازال يتناول الطعام ...
رفع رأسه حين أنغلق باب غرفة والده ليقول :جدتي تقول .. قولي لأبوي لااا ماأبغى أطلع في بيت ثاني ...
صمت قليلاً :خاله ماراح تعلمين أبوي أني قلت كذا ...
هزت رأسها بالنفي ... لما ترسل لها فهد رسالة مع الصغير أليس من الأفضل أن تتواصل معها هاتفياً ..
حين وصل الباب ألتفت عليها :ايه وقالت ...وصمت أحراجاً :ياويلك لو علمتي أمك ...
خرج الصبي سريعاً مع الباب وسحب الباب خلفه ...
هزت رأسها مستنكرة للتهديد ...مريم تعلم الخبر وجميع أقاربهم سيصلهم الخبر من خلالها ولكن ستطيع الأمر ولن يخرج الخبر منهااا ...

××لاتضيق وانا لك اقرب حبيب ان جفوك الناس ارتك على متني ××

****

أمس فقط تطلقت واليوم بتال يريدها أن تخرج من القصر ..الذي حلفت أنها لن تخرج منه لسكن آخر غير قبرها ...
وهاهو محسن يتصل فيها لم ترد خشية أن يكون وصله الخبر ...
لو ضغط عليها محسن كيف ستتخلص منها
هل ستعود وتسكن معه لتكون عالة عليه من جديد بهذا العمر ..
كلا لن توصل الشامتين لغايتهم لن تخرج من هذا المكان ...
وإذا أستمر عقاب على رأيه ولم يعيدها لعصمته ...
ليخرج هو وستعيش هي بهذا المكان هي الأحق فيه ...
هي من حملت هذه العائلة للسنوات ...
لم يكن ليصل لهذه المكانة بدونها ..
وجودها خلفه هو مادفعه ليصبح ماعليه الآن ..
بدونها لم يكن ليصل لأي مكان ...
هذه المره الثالثه التي يطلب منها بتال أن تخرج معه بمنزل مستقل صاحت فيه :قلت لك لاااا ماراح أطلع من هالمكان إلا لقبري ليه ماتفهم ..
يقبل يدها برجاء :يمه تكفين افهميني جلستس هنا مالها صلاح الناس بتاكل وجهي ....
فهدة :اللي فيه خير يتكمل ...هالقصر باللي فيه لي والله ماأتركه عشان أعيش بخرابة ...
حين يأس من أن تقتنع قال محاولا ً تغير رأيها بطريقه أخرى :يمه الحكم محبوس بقضيه يمكن ينقص فيها ...
تغضن وجهها :والله لو تدخل علي فيه ميت ماطلعت من هالمكان ...
عض شماغه من شدة الضيق وحتى لايصيح بوجهها خرج والضيق يكسيه توجه لجناحه ..
ألقى نظرة على جوزاء التي كانت تجلس بهدوء وعينها على كتاب كانت تقرأ منه ...
كان سيتجاوزها لغرفته ليغلق الباب بينهما كعادته ...
ولكنها وقفت سريعاً :بتال لحضة ...
كانت تمسك بيده وضغط على نفسه حتى لايدفعها بقسوة ..قال بهدوء لم يكن يشعر فيه:جوزاء ماهو وقته ...
حاولت أن تواجهه حتى حين أصبحت ترى وجهه الذي دائماً مايلفه عنها بالأيام الأخيرة ...
مدت يد مترددة لخده وسألته بتردد وكأنها تستصعب ماستناديه فيه :وش فيك حبيبي ..؟؟
بالأيام الأخيره فهمت الموقف الذي يواجهه يعيش ضغوطات خانقة بسبب أنفصال والديه وحبس أخيه الذي سمعت عنه بالصدفة من ليلى التي كانت تروي توترها أتجاه الحادثة وأن الرجال متكتمين عليها ولاتفهم وضع الحكم بالقضية ..
سابقاً كان قد بذل من أجلها الكثير أغدق عليها بالمشاعر اليوم هي تحتاج أن تعطيه البعض ...
وتقف معه باللحضات الصعبة التي يعيشها
ليس على سبيل الواجب فقط ولكن لأنها تتألم من أجله حين ترى كيف أصبح حاله ...؟؟
ولأنها تحبه .. الحب يعني المشاركة ..
ليس مشاركة الأمور الجيدة فقط بل حتى الأوجاع ...
تصرف سليم بوقت خاطيء .. أشتاق لهذا النوع من اللمسات ..والأهم لفظ التحبب الذي خصته فيه بعد أن يئس من سماعه موجه إليه وهو المعني فيه ...
يريد أن يزفر أوجاعه التي أختنق فيها صدره ..
ضمها إليه خصرها النحيل أصبح تحت صلابة ذراعه وأتكيء بذقنه على قمة رأسها :
تعبان ياجوزاء هلكت أركض عشانهم ولمصلحتهم ومحد حاس فيني ...
حركت كفها على ظهره دون أن تعلق ..
فهي فهمت أنه لاينتظر منها مشاطرته الحديث بل المطلوب منها الأستماع ..دون أدخال مشاعرها الشخصية ...
بعد أن زفر بعض ماداخله ...أبتعد ليحتضن وجهها بين يديه ..أتحدت نظرت عينيهما ليقول :
وأخيراً سمعت حبيبي لي طال أنتظارها بس جت في وقتها ..جت تنقذني من اليأس اللي اندفنت تحته ..
قبل خديها بالتناوب وهو يقول :انتي كل وجودتس في حياتي نجده من الله لي ..

××رفرت رايات حبك و حبك . . أنتصر وأنكسر جيش الحزن لين طاحت رايته××

****
كانت تجلس مع فاطمة التي أخذت عقاب الصغير لتلاعبه وهي تكرر :ياعين أبوي أنت ... والله يشبه أبوي سبحان الله ...كيف اللي تسمى عليه بيطلع عليه ان شاءالله ...
كانت سترد أنها تتمنى ذالك ولكن قاطعهم دخول مروى بوجه عليه جميع علامات الصدمة :سمعتوا وش صار ..
فاطمة لم يعجبها أسلوب أبنتها أمام جدتها وعمتها فغمزت لها بعينها أن تصمت ...
ولكن مروى كان متحمسة جداً لذكر الخبر على أكبر عدد من المستمعين :جدي طلق جدة فهدة ...
أغلقت فاطمة عينيها بأنزعاج وصاحت فيها :بنت بلا قلة أدب يالله على غرفتك ..
مروى التي أعتقدت أن والدتها لم تصدقها :والله يمه نايف قال لمسك ...
صاحت فيها فاطمة لتخرج مضطرة ...
لتسأل أم سعد :اللي تقوله بنتس صدز أعوذ بالله وش فيه أبوتس حرام عليه ... بعد كل هالعمر يطلقها عشان لامات ماتورث منه هذي ماصارت لا قبله ولاعقبه ...
فاطمة بأنفعال :بسم الله على أبوي عسى عمره طويل ...
أم سعد لايهمها بالأمر إلا أن أمراءة ظلمت بالطلاق من جديد:ايه الله يطول بعمره بس ليه يظلم المسكينة ...
كانت تستمع بصمت ..لاتريد أن تدخل مشاعرها الخاصة ..بأمور الآخرين ولاتريد التفكير فيها ..
ربما لو جاء هذا الطلاق قبل عام من الآن لسعدت بسماعة ورأت أنه أنتصار لها ..
لكن اليوم نحت جميع مشاعرها المسمومة السابقة ولم يعد يعنيها إلا عائلتها الصغيرة ...
وتتمنى أن لاتؤثر هذه الأحداث عليهم ..
وسط حديث الأثنتين من حولها فتحت هاتفها لترسل له صورة عقاب وتحتها عبارة :وينك أشتقنا لك أنا وعقاب ...
خرجت من المحادثة معه وفتحت محادثه سابقه مع هجرس الذي أرسلت له صورة أخيه وعلق عليها :ماشاءالله تبارك الله أنتاج فخم ...
واسم فخم بديت أخاف على مكانتي عند أبوي بعده ..
تعلم أنه يسخر بالعبارة الأخيرة ولكن شكرت له تفاعله معها ...
وكانت قد وصلها أتصال سابق منه ليبارك لها بعد ولادتها ...
هي تريد أن يكون لأبنها علاقة جيده مع أخوته
وإذا لم يكن الجميع على الأقل مع هجرس وربما لاحقاً حين يكبر الآخرين يتقربون فيما بينهم ...

××لا تكون الا مثل غصنً رموه وما يطيح من اغصانه إلا الثمر ××

****
حين يبدأ ليل هذا الشتاء لاينتهي ...طويل
مليء بالأسى ..تتعذب بذكرياتها وأوجاعها ..
شوق وألتياع ... وحملها يزيد من لهيب حبها ويحرقها بعده ...
تتمنى أحياناً فقط لو تسمع أسمها بصوته ...
تطلب هاتفه ولكنه مغلق لايرد أبداً ..
أنقطعت كل السبل إليه ...
حتى حين نفذ كل صبرها اتصلت بهجرس تسال عنه ..
ليخبرها أنه سمع بحبسه بقضيه ..
فقدت وعيها بعد ماسمعت منه ..خبر حبسه مرتبط بالرؤية التي رأتها ...
لم تستفيق إلا بالمستشفى ...فبعد أنقطاع الأتصال بينهما هجرس تواصل مع خاله ليطمئن عليها فوجدها غائبة عن الوعي وبوضع سيء فنقلها للمستشفى ...
بعدها لم تسأل عن أخباره أبداً .. فهي تريد أن تبقى على أمل عيشه بمكان آخر سعيد بعيداً عنها ...
لاتريد أبداً أن ينقل لها خبر موته ...

××فاقدك والكون بغيابك كئيب لا أحدٍ قبلك ولا بعد أحد عفت خلق الله من بْعيد وقريب وأعتزلت الناس من بعدك للأبد××
*الماضي *

كان يحب أن يستظل بهذه الشجرة التي نام تحتها ولكن اليوم صوت نياح الصبيه الغجريه أفسد أسترخائه ....
حين ضجر منها ويأس أن تصمت ناداها من بعيد :هيييي يابنيه تعالي ...
جائت تمشي إليه من أول نداء عرف عنهن الجرأة ..
لو كانت أحد بنات قبيلته لما لبت ندائه حتى لو كان شيخ عليها...
حين أصبحت على بعد خطوتين منه ..سحبت جزء من الغطاء الذي تستر فيه رأسها لتتظاهر بتغطية وجهها ...
سألها وهو يصد للجهة الأخرى :وش بلاتس تنوحين ماخليتني أرقد ...
وكأنه لم تصدق سؤاله :علمي كبير وأخاف أنفضح لو طلع مني ...
محمد الصوارم :ليه أنا اللي بفضحتس ..أهرجي وش بلاتس ...
كانت صبية حسناء فقد أشتهر عنهم الجمال وعينيها كانت بركة ماء صافي أنعكست عليها السماء :واحد بلاني في عرضي ورحل وخلاني ..وأهلي لو عرفوا ذبحوني ودفنوني ...محد راضي أخدم في بيته ...
وبلحضة أسعفها عقلها لتقتنص الفرصة وتقول :أنا داخله في وجهك ياعمي أنك تشتريني من أهلي وعد لأشيلك ومرتك على رأسي ...
شده من سرعة تصرفها .. وتذكر حوار دار كثيراً بالسنوات الماضية بينه وبين زوجته ...
حين يطلب منها خدمته ببعض الأمور ولاتلبيها.. وتشتكي من طلباته الكثيرة هو أبنائه كان يخبرها أنه سيشتري جارية تكون ملك يمينه لتساعدها وتسعده ...
وكان تستشيظاً غضباً حينها ولكنها تتوقف عن التذمر لفترة طويلة ...
ويبدو أن هذا اليوم جاء..
بعد شهرين ...سمع نواحها من جديد ... زوجته كانت قد تركته ورحلت لعائلتها حين دخل عليها بالجارية فبقت لتخدمه وأبنائه ...
سألها بأنزعاج وهو يحمس قهوته على النار:وش بلاتس يابنت ...
لم تصدق أنه أستدعاها بدأت بالنواح فوق رأسه :ياعمي أنا حامل تكفى أسترني ...وتركني أنا وولدي عبيد عندك ..بس تكفى لاتقول أذبحيه ...
صد عنها وهو يحوقل بقلة حيلة :لاني ذابحة ولاني ذابحتس بس لاتعورين راسي ..
بعد عدة أشهر ولد صنهات الذي أصبح بعد عدة سنوات راعي أبل محمد الصوارم وأعطاه لقبه ..



*الحاضر*

مضت عدة شهور وأجتمعوا من جديد برحلة قنص ..
الهدف منها صيد الحيوانات الضارية ظاهرياً
ولكن في قرارة أنفسهم هي هروب من مواجهة مصير أخيهم الذي سيجر قريباً إلا ساحة القصاص ..
بعد أن غاب أغلب مرافقيهم بالنوم
تقابل الأثنان حول النار ...كان أحدهما يمتلك سكين صغيرة وضعها على الجمر وبدى يلامس فيها موضع جرح عتيق ...
فياض المنزعج من تصرف بتال اللا أنساني :خلاص تراك بتسبب لي كوابيس بحركاتك هذي ...
يقوم بطي السكين ويعيدها لجيبه :السموحة يابو عقاب نسيت أن قلبك رقيق مايتحمل هالقسوة ...
بنظرة حادة من خلف اللثام الذي أدار حول وجهه أتقاء البرد رغم أعتدال الجو نهاراً لكنه بارد ليلاً بالمنطقة الصحراوية :تدري أني غاسل يدي منك وماعاد أشره عليك ...
كتم بتال ضحكته وتظاهر بالجدية :من متى ؟؟؟
فياض بغلاظه :من يوم خليت مرتك تطبع سوالفها بورق كلاً يقراه ويقول هاك عاين مرة بتال وش تقـــول !!!!!
لم يستطيع كبح ضحكته أكثر :وأنت وش حارق دمك قلتها مرتي ...
وأسترخى أكثر بجلسته وهو يقول بنبرة لئيمة :يعني اللحين بتفهمني لو نختك بنت أمين وقالت أنا في وجهك يا ولد عقاب أبي أسوي هاللون وهاللون بتردها خايبه ...
فياض يهز رأسه بأستنكار :أنا عارف وأنت أدرى ولا وحده منهن بتسويهاااا فخل هالهياط قدام فزاع والورعان ماهو علي ...
قهقه بتال لينتهي صوت المرح داخله بتنهيدة ثقيلة حين تذكر أخيه القابع بالسجن ومصيرة الذي أصبح أكيد لهم ...
أما الأخ الأكبر على الطرف الأخرى من النار كانت قد غفت عينه قليلاً قبل أن يجلس فزعاً بسبب الأصوات التي أعتلت فجأة ...
ألتفت لمدخل الخيمة التي من المفترض أن ينام فيها فزاع وهجرس ليجد الأثنان بحالة شجار ...
فياض بأنزعاج من أيقاظه بعد أن وجد النوم الطريق إليه أخيراً :أنتم وش فيكم ماتهجدون فجعتوا حتى السكن بالخليان ...
فزاع الذي كان يتظاهر بالنوم مراقباً هجرس الذي يتصرف بغرابة اليوم :شف هالمهبول يتحرانا نرقد بيطلع الجبل قال ايش بيلقط شبكة ..
بتال :أقول بلا خبال وأرقد أبوك ماهو ناقص ...
هجرس :يعني أنا بالناقص أهم شيء أبوي لايصير له شيء ..
فياض :حركات الورعان أكبر عنها وأرجع فراشك لاترجع له وأنت تبكي ..لاوبعد بعلم مرتك أنا جالدك ...
بعد نظرات حادة متبادلة بين الأثنين
أنكسرت نظرة الأصغر منهما وعاد للداخل ....
حتى حين وثق أن الجميع قد غلبهم النوم ..
تسلل خارجاً وقطع الطريق الطويل للجبل قبل أن يتسلقه بصعوبة مع ساعات الفجر الأولى حتى وجد بهاتفه شبكة يستطيع التواصل فيها مع خاله ..
الذي رد عليه بوجل ليخبره أن يتصل عليه منذ عصر الأمس وينهي عتابه الحاد بتهنئته بوصــــول إبني أخته ...
××مابين الرجاوي والتمني وقولة ليت يعيش الأمل ما جاب حاجه ولا ودّا .××

****
جلب طفل للحياة يستحق الكثير من التفكير والتروي ...
وبحالها هي تجلب طفلها لليتم وهي من جربته وذاقت مرارته ...لكنها تأخرت بالندم...
كان عليها التفكير قبل مرحلة المخاض بذالك ...
كزت على نواجذها وكتمت صرختها ...
صياحها سيكون نذير شؤوم ... ستجلب طفلها لهذا العالم بأبتسامة ...
ماأن عرف الطاقم الطبي الذي أسعفها أنها المرة الأولى لها لزيارة المستشفى منذ حملها
حتى أصبح بحالة توتر وكان هناك الكثير من الأجرائات ...
ولكن طفلها كان متشفق للحياة
حتى قرر الظهور بالأسبوع الأول من شهر حملها الأخير ...
كانت تعتقد أنها أنتهت من معركة الولادة حين صاحت بها الطبيبة أن تستمر بالدفع فهناك المزيد من المتلهفين على الحياة قادمين ...
لم تفهم حتى رفعت لها الطبيبة طفلين بدل الواحد وأصبحت تنظر بعدم تصديق
وعقلها يعود بها لذكر الحلم الذي رأته قبل أسبوع عن النجمين الذين أشعا لها من جهة الشمال فبزغ القمر وسط السماء ومازالت لم تفهم تلك الرؤيا حتى اللحضة التي ظهرا فيها طفليها وبقى عقلها مشغول بالقمر الذي سيخرج لها من وسط السماء ...

××فاقدك ، والكون بـ غيابك كئيب لا أحد قبلك ، ولا بعدك أحد××


****

كانت تراقب غادة التي تداعب طفلها ترفعه بين يديها لم ترى حتى اليوم من تعشق طفلها وتعبر عن مشاعرها بهذه الشفافية أمام الآخرين كما تفعل هي...
عرفت غادة قليلاً قبل الأنجاب ولكنها عرفتها أكثربعد أن أصبحت أم فرق هائل بالشخصية الكثير من صفاتها الحادة أصبحت أكثر ليونة ...
على سبيل المثال عرفت جوزاء بالوضعين لكن لايوجد الكثير من الأختلاف ربما لأنها شخصية مسالمة بطبيعتها بعكس غادة فهي مازالت مبهورة بها وبالطريقة التي تعاملت فيها سابقاً مع ليلى ...
غادة التي لاحظت نظراتها وتعليقاً على حديث سابق بينهما :شكلك يعطي أنك تفكرين بموضوع الخلفه صح ...
خزام التي كشرت ملامحها :غلطانه ياروحي جالسه أفكر كيف صرتي وديعة بعد ماجبتي البيبي ...
غادة تهز راسها بأستنكار :البيبي مين هذا الذيب عقاب صح ياروحي ...
وهزته بين يديها ليطلق ضحكه بريئة ..
فتحت خزام شعرها الذي كانت قد رفعته للأعلى :ماتحسين أن موضوع الأنجاب موضوع شخصي المفروض تكوني ذوق وماتتطرقين له ...
غادة التي تعامل خزام كقريباتها الصغار فهي لاتجد أي حرج بتعامل على طبيعتها معها :هي أنتي ياأم الذوق كل ليلة وثاني بايته عندي وتبغين خصوصيه ...
على الجهة الأخرى خزام كانت حساسة أتجاه معاملتها لكن مع الوقت بدأت تعتاد عليها وتتعامل بنفس الأسلوب الجريء الوقح :اه الحاجة بنت ايش نسيت دايم يقولها فياض ..يعني عشان أضطريت لك تعتقدين خلاص صرنا صاحبات ونمون على بعض ...يعني فكري بأختلاف الأجيال بينا ...
غادة :ماتتذكرين أختلاف الأجيال إلا معي وينك عن أختلاف الأجيال يوم رضيتي بفياض ترانا من نفس الجيل ...
رفرت برموشها وقالت متظاهرة بالصدمة :منجد مو واضح بسم عليه فياض باين عليه أبو ست عشرين سنه بعكسك ياحياتي مرا تباني أربعينيه خمسينية ...
أهدتها نظرة ساخرة قبل أن تعود لأبنها :توسط لك عقاب عنده نظرة مستقبلية لبنتك يقول أمسحيها في وجهي عمتي ماتقصد ...
غادة لطيفة معها تستقبلها كل مره يغيب فيها زوجها ليلاً ..
حتى بوجود سلطان عندها ..
بل خصصت لها غرفة تبات فيها حين تحل ضيفه عليها ...
فياض لايعجبه الأمر كثيراً ..وكانت البداية
خدعة منها حتى لايتركها وحدها بأنها تخشى الأشباح التي أستوطنت المنزل بعد غيابهم الطويل ..
الخدعة لم تنطلي عليه ..وهي من صدقت كذبتها وبدأت فعلاً تتخيل أنهم سيظهرون لها حين يشتد الليل وتنام خادمتها ..
مع تكرار الأمر أصبحت تستهوي رفقة غادة
والفقرة الأجمل حين تبقى مع عقاب الصغير في حال أنشغال والدته ...
طفل آخر محبوب لديها ..
كانت قد عادت لفياض ومن المفترض أن يصبح أب
لطفل إمراءة أخرى
ولكن الحظ أصبح حليفها هذه المره وفقدت تلك طفلها وأنتهى مابينهما للأبد ...
وأصبح التركيز على أمر أنجابها من الجميع
والذي يخفيه الأثنان أنها غير قادرة على الحمل بسبب الأدوية التي تستخدمها حالياً ..
جسدها لايحتمل ضيف جديد عليه ...
فلديه الكثير من المعارك الذاتيه بين أعضائه ..

××حتى لو إني منك ضايق ومجروح عليك يا خوفي وياطول صبري××


****
تجلس أمام النافذة التي سمحت بنفاذ أضاءة الشمس لداخل فحطت عليها بكرم ...
رغم ذالك عينيها شاخصه لاتكاد تغلق جفنيها ...
ياسمين التي كانت تراقب جلوس خالتها الطويل فهي دخلت وخرجت عليها عدة مرات ...همست ليارا المشغولة بالمحادثه مع زوجها :خالتي بتتحول لتمثال على هالجلسة ...
أغلقت هاتفها بنصف المحادثة وتركته جانباً :شفتي هذا اللي حاولت أشرحله لك على الجوال بس مافهمتي ...
خالتي ذبلت ..
لا هي جالسة تحتضر ...
ياسمين :الأستسلام سهل ..كلنا نواجه اللي يحصل معنا بصعوبة بس خالتي أستسلمت مره وحده ...
بزفرة ضيق ردة عليها :لاتقيسين اللي يصير معك على خالتي ... بسنه وحده خالي المنذر بعدها وصمتت وقريب خالي الحكم ..بالله هذي من يتحملهااا ...

كانت تشعر بحديثهم كتمتمة مزعجه حولها ولكن لاتمتلك الطاقة الكافية لرد عليهن ...
هي تعي أنها تتصرف بغرابة ولكنها لاتستطيع فعلاً الخروج من القوقعة التي وجدت نفسها فيها من ليلة زفافها المشئومة ...
شعور غريب أنها متجمدة وترى كل مايدور حولها ولكن لاتستطيع المشاركة فيه ....
وأحداث تلك الليلة لاتفارق ذهنها ...
ضحكات السعادة التي تحولت لشهقات فجيعة مازالت ترن بأذنها ...
كانت الليلة المنتظرة ... لم تتلهف لها ..ولكن أستسلمت لمصيرها بالأنقياد لذالك الزواج ..
وبماأن الأمر سيحدث بجميع الأحوال أرادت أن يكون كل شيء فيها مميز ..
حجزت أفضل خبيرة مكياج وكذالك بالنسبه للشعر ...
فستانها كان حلم كل فتاة بليلة عمرها ...
فكرت بالأطلالة وأشغلت وقتها بتخيل أنبهار الآخريين
ودخلت حرب مع أوهامها ...
حتـــى ..
قبل ست أشهر ...يوم الزفاف الموعود ..
كانت قد خرجت للتو من تحت يد خبيرة المكياج ...
وتم أنجاز تسريحة شعرها القصيرة ...
أرتدت فستانها وبدأت التصوير ..
في وقت مبكر من المساء وقبل حضور الضيوف ...
حين جائتها يارا مقاطعة تصويرها تخبرها :خالة ..خالي فياض جاء ويبي يكلمك اللحين ...
ليلى التي قد أخذت أحد وضعيات التصوير :وقته منجد وقته مايكون فياض لو مانكد علي ..
تعالي ساعديني أنزل ...
مدت لها يارا ذراعها حتى أستطاعت النزول ونزعت حذائها ذو الكعب العالي وسارت حيث ينتظرها ...
كان ينتظرها بالممر التي من المفترض أن يدخل العريس من خلاله ...يوليها ظهره وضع شماغه على كتفه ...
ماأن شعر بوجودها حتى أدار وجهه لها ...
عينيه لم تكن مريحة بالنسبة لها أول ماصدر منه تعليق فاتر على مظهرها وهو يمد يده لشعرها ليزيل التاج الذي وضعته مع الطرحة :وش هذا ماأعجبني شيلية ...
صاحت بأستنكار وهي تحاول منعه :فياااض سلاااامات وش فيك ترى مانلعب هنا ماهو وووقتك ...
ألقى نظرة على يارا خلفها وأمرها بحدة :أنتي روحي أبيها لحالها ...
يارا التي فزعت من صيحته المفاجئة تراجعت للخلف سريعاً وأنسحبت من المكان .. خالها فياض لن يتغير أبداً مهما تظاهر بالهدوء يخبأ خلف مظهره الهاديء أعصاب مشتعله سريعة الأنفلات ...
كان تتأكد من مكياجها بأحد المرايا حين وصلتها صرخت ليلى ..
الأولى لم تتحرك على أثرها
ولكن وصلتها صيحة أشد وأكثر واقعية دعتها لتسرع للمكان ..
لتجد ليلى تتخبط بالمكان ... وفياض ينظر إليها بعجـــز ...
أشار لها لتقترب وتواسيها :هديها تصرفي ...
يارا حاولت الأقتراب منها ولكن ليلى دفعتها وهي تلتف لتصيح بوجه فياض :قلت لكم ماأبيه... ماأبيه ...أجبرتوني عليه لين آخرتها مااااااااااااااااااااات وخلاني ..
اللحين وش أسوي وش موقفي قدام الناااااس ...
شهقة بذعر حين فهمت الموقف ..هل مات عريس خالتهاااا ...
وضعت يدها على رأسها وهي تتلفت حولها بالمكان ...
وكأنها تحادث جدران الممر الذي أنتظر عبور العريس من خلاله الليلة ...
ومازالت ليلى تصرخ بوجه فياض :ليه مامات أمس قبله قبل أسبوع انتظر لين اليوم عشان يموت ...
صمتت للحضه ألتقطت أنفاسها خلالها قبل أن تصيح بقهر :أنتم السبب لو خيلتوه يطلقني ماكان ترملت بيوم عرسي ...والناس وش بتقول عني وجهة بومة موت الرجال ...
هزت رأسها لتوقفه عن أستحضار الذكريات السوداء ...
لم ترضى بحضور العزاء التي حتى عمتها فهدة التي تقضي عدتها ومتخفية منذ طلاقها حضرته ..
ماحدث معها لم تتقبله بعد وتتمنى أن تكون غابت في منام سيء وتستيقظ أخيراً منه ...
كان رجل جيد ..
أخفت له بعض المشاعر ..
رسمت بعض الخيالات عن مستقبلهما معاً ..
والموت الذي سبقها له ..يشعرها بأنها سيئة ..
حتى يكون الموت رحمه له منها ...
وتحققت نبؤة الكثيرين باللقب الساخر الذي كانوا يطلقون عليها الأرملة السوداء ..

××" و هقيتك غيمةٍ تسقي ثراي و تزهر سنيني
و أثاري كل ما مرّ بتفاصيلك سحابة صيف "××

****
أنا بريء ...شهادة لم يعد لها معنى في ضل أشارة كل الأدلة عليه كمتهم ..
تمسك بها في بداية التحقيقات ...وألتزم الصمت لاحقاً ..
لقد أقتنع أن مايحدث معه هو قصـاص من الحادثة التي طمست سابقاً وحقوق الآخرين الذين أزهقت أرواحهم ظلماً بسبب رعونته ..
أصبح أكثر تقبل لمصيره بعد مواجهته مع والده الذي صار على معرفة أن لديه جريمة سابقة لم يتطهر منها بعد ..فأوحى له أن يتقبل مصيره ..
فهذا أختيار الله له ..وأنه بالتأكيد الأفضل له وللآخرته ...
أنتهت الحياة بالنسبه له ...ورغماً عنه ودع كل ذكريات الماضي وتوجه بروحه للآخرة ...
وكأنه الأختبار الأخير بعد عدة أيام وهو مازال في بداية المنهج
...

××سترت الغلا و أقفيت عنهَ بدون ودّاع
و صدّيت صدّة مقفيٍ ، ما هو بـ ودّه .××
****

في منزل وضحى حيث أجتمع أبناء الصنهات المتواجدين في الرياض ...
كان أجتماع عائلي مفعم بالألفة والمحبة ..
ووضحى تحرص أن تطهي الطعام بنفسها حين يجتمع لديها أحفاد زوجها لافي الصنهات ..
كان تراقب خيال الذي يسير قليلاً ويقع حتى حين تمسك بأصغر أبناء هيفاء دفعه بتلقائيه حذرته بدعابة :لا تعور ولد هجرس يقومون عليك ربعه ...
هيفاء :يمه تكفين لاتخلين الورعان يتحسسون من بعضهم ...
وضحى :ايه أعدتس أختس ماكنتي تزعلين من هرجي ...
هيفاء بنبرة معاناة من الواقع :يمه ماهو بس أختي حتى باقي العيال مايحبون سالفة عيال هجرس ...يعني حتى بعد ماصرنا صوارم بقرار المحكمة للحين الناس تشوفهم أحسن منا ...
ردة وضحى بتنهيدة :يابنيتي شوفي عيال محمد وش صار عليهم ماردى حالهم إلا غيرتهم من عقاب وعياله ...ضايقوهم لين تخلوا حتى عن أصلهم ..
وماضرهم تسموا بجدهم هجرس وبقى صيتهم ...
وعيال محمد الله لايبلى المسلمين من مصيبة لمصيبة ...وحتى ربعهم قصروا رجلهم عنهم ...
كان لدى وضحى الكثير لتقوله بهذا الخصوص ولكن دخول جوزاء القادمة من المطبخ والتي كانت تتدرب على الوجبة التي طهتها والدتها :يمه تعالي شوفي والله مو فاهمه هو أستوى أو باقي ...
هيفاء بدعابة :جوزاء ياعمري خليك على الفيتوشيني وخلي المرقوق عنك ..
جوزاء تهز رأسها بثقة :بسوي نفسي ماسمعت ..الكلام المحبط
توجهت الأثنتان للمطبخ
وبقيت هيفاء لوحدها لتتصل على فاتن وتأمرها :تستهبلين أنتي وبنت عمك أنزلوا ولاترى سريت لبيتي ...
لتدخل عليها بعد قليل فاتن وبصحبتها رامااا ...
هيفاء :خير ماتستحن وش هالأجتماع ...كان تقابلتن بالخرج ...
أبتسمت فاتن وتحدثت بأمر آخر ...
وبدت راما بعقل غير حاضر ...
وخرجت على نداء من وضحى ..
لتسأل هيفاء الأخرى مباشرة :وش صار ؟؟؟
فاتن بزفرة ضيق :نفس الفكرة مصرين على هالزواج ...
هيفاء :مهبل ذولي بعدين ماشاءالله وش كل هالتمسك من متى هالحب ...
وحين لم تعلق فاتن أكملت :والله مسكينة الحب كم بيجلس سنه سنتين وبعدين ... بتعيش بدون عيال ...بكره تكبر وتندم وهو متى مابغى أخذ له وحده ثانية وجاب له عيال ...
فاتن :ماهو شرط الخلفه بيد الله ... والرجال ماهو مثل بعض ...
هيفاء بعدم أستحسان :لايكون مشجعتهم أنتي ؟!!!
فاتن :أنا أحاول أقنعهم بخطأ أختيارهم بس ماأقدر أجبرهم ..
أنصرف الحديث لأمر آخر بدخول راما ...
وبقى ذهن فاتن عالق بتلك المحادثه ..
هيفاء مصيبة ..ولافي مصيب وراما مصيبة ...
كلاً ينظر للأمر بطريقة مختلفه ...
ولايستطيع أحد يجزم بأن تفكيره هو الصحيح الزمان فقط كفيل بأظهار النتائج وأختبار الأختيارات ...
هي أيضاً دخلت في زواج كان هناك الكثير من الشكوك حوله لاتستطيع القول أنها تعيش بسعادة لامنتهية
ولكنها مستقرة وحياتها يتخللها الكثير من السعادة ...
وهي وحتى زوجها لم يدخلا بكل مشاعرهما في هذه العلاقة ...لكن تشعر أن الأمور تصبح أفضل مع مضي الوقت بهمااا ...
فنسبة بذل المشاعر بينهما تصاعدية مع أستمرار الحياة ...

××بعض البشر من كثر مافيه من طيب
كأنه .. " علاج روح " بهيئة انسان××

****
كانت تراقب عمل والدتها بكل تركيز ...
هل تغيرها أمر مريب ...حتى لاتتقبله هيفاء ..
وتستنكره فاتن ...
الأمر تناسبي فقط ... هو يفعل من أجلها ..
وهي تتنازل لأجله ..
لم تفكر بيوم أنها ستسعى لتعلم الأطعمة الشعبية لتطهيها له
ولكن من كان سيصدق أنه سيسعى معها في دور التأليف وبين أروقة المكتبات ليساعدها في طباعة كتابها ...في وقت كانت غمامة سوداء تطغى على سماء عائلته...
ولكنه وجد الوقت من أجلها ...
فأستحق ماتفعله من أجله ..في حياتها السابقة لم تكن تتخيل أنها ستتغير من أجل الرجل الذي ترتبط فيه
كان تفكر دائماً أنه عليه التكيف معها ...
والتعامل على طريقتها ..
كانت أفكار خيالية لم يكن للمشاعر أي دور فيها ..
لكن الحب بأمكانه تغير الكثير ..

××يصير أحبك من جديد من غير حب قد مضى ؟ ودي معك أرجع وأعيد كل الزعل ..وكل الرضى .××



****
سألها بحدة ماأن دخلت عليه وهو يعلم جيداً جواب سؤاله :من اللي تكلمينه بالتلفون هالساعة ...
شعاع تجلس بثقل من الهم التي تحمله بقلبها :أم بتال ماتمسي الليل ولدها بيحكمونه قريب الله يلوم اللي يلومها أنا قلبي أحسه بينفطر عليه ...
عقاب بحدة :ولدها الله كفيل به تلفونتس لأذن العشاء أفصليه مالتس حاجة فيه ..
تنهدت وقاله بصوت هادي وصله ولكن لم يعلق عليه :الله يحنن قلبك عليهم ...
وكان المعنين بحديثها الحكم ووالدته ...
كبر ليصلي قبل أن ينام ..ماذا تعتقد به ..
أبنه .. جزء من روحه من سيحاكم قريباً .. وجرحه على أبن آخر مازال طري ..
ولكنه يصبره ..من صبر خلف الذي دفن أبنه ثم حفيده وقبل أشهر بسيطة دفن الأحب إليه من ذريتهم ...
كانت تشاهد صلاته وهي تتوجد على أحوالهم ..
فهدة رفيقة الفرح والحزن نزلت من المركب الذي حملهما لسنوات ...
أصبحت لوحدها بمواجهة عواصف الزمان ...
وعقاب مع أشتداد المصائب يصبح أكثر تقبل لها
وكأنها جزء لايتجزأ من حياته ...
أبن يحاكم ومصيره القصاص
وأبنتهما أصبحت أرملة بليلة زفافها ..
ومن تلك الليلة والحزن رفيقها ..
لم تتقبل ماحدث معها وأختلت بنفسها لاتكاد تراها ..
وجود يارا هو مايساعدها وعند رحيل يارا مع زوجها بالأجازات
تنقلب الأمور ويصبح من الصعب التقرب منها
لايكادون يشعرون بوجودها حتى ..
××
صاحبي كم ضاع حلم وكم سنين من يرد اللي من العمر انسرق ؟××
****
أغلقت الهاتف من شعاع وزفرت ضيقها ...
خرجت من القصر الذي حلفت أن لاتخرج منه ..
ووفى بتال بوعده وأسكنها بمنزل فاخر ...
وحقق شرطها أن لاتشاركه زوجته فيه ...
فقط أبنائه الأيتام من سمحت لهم بالأنضمام لها ..
تعلم أن والده ساعده فهو لوحده غير قادر على الحصول على هذا المنزل الذي يحمل بعض أحلامها السابقة ..
كان تتمنى أن تمتلك القصر لوحدها وتزيح شعاع ..
تخيلت دائماً أن يمل عقاب ويطلق شعاع أو حتى تموت
ويبقى له القصر بأكمله بقسميه ...
ولكن هي من خرجت مطلقه ...
ولم تكن لتخرج لولا ضغط أخيها محسن الذي بدأ يحثها أن تخرج من القصر وتأتي إليه ...
ولأنها خشية أن تصبح بأخر عمرها ذليلة في منزل أخيها فضلت أن تبقى بظل أبنها الذي يسعى دائماً لأرضائها ...
وأخبرت الجميع أنها من طلبت الطلاق ...
فقد أصابتها وزوجها وأبنائها عين شديدة ولن تنطفأ إلا بأنفصالهم ...وتضحيةً منها ورغم تمسك الشيخ فيها
هي من طلبت الطلاق وأصرت عليه حتى تنطفيء عين الحاسد الحاقد التي تسلطت عليهم
صدقها بعض الأصدقاء وتشفى بها من ينتظر سقوطها ويتمنى أختفاء نورها ...
كل مايهمها أنها مازالت محافظة على كبريائها وتعيش حياتها كما تهوى ...
ولكن مايكدر حياتها بالأيام الأخيرة ألتصاق التهمة الظالمة بأبنها وعدم خروجه من حبسها رغم أعتقادها أن أمر حبسه مؤقت وستظهر برائته ...
ولأنها ليست خلفه والده غير مهتم ومستسلم للأمر ...
لوكانت مازالت على ذمته لحثته لفعل المستحيل حتى يبرأ أبنهما ...
لكن عدم وجودها خلفه يظهر فشله بالقدرة على تبرأه أبنه من حد السيف ...

××أتظاهر بالسعاده وأقول الحال عال ولا أنا ضايقٍ والأخلاق طايح سوقها××

****
عاد لمكان مبيتهم كان الجميع قد أصطف للصلاة بوجود أبيه وعمه بتال ستؤدا الصلاة على وقتها أما لو كان الأعتماد على عميه الآخرين لصلوها بوقت الضحى ...
وقف بالصف الثاني وكبر ...
كان يحاول التركيز مع الصلاة ولكن الشيطان يجره لمكان آخر ..هل يبلغهم بقدوم أبناء للحكم وأن عقبه لن ينقطع كما أصبح هاجس الجميع ..
ولكن هل سيضحي بأخته التي أخذت عهد منه أن لايخبر أحداً بأمر حملها ..
فهي تخشى أن يأخذوا الطفل منها بعد أن تنجبه ...
وهو يعلم بداخله ماسيحدث لو صارت الأمور بالحكم إلى القصاص ..
بعد موته على أحد أعمامه أن يتقدم لفزة ويتزوجها ليحفظ أبناء أخيه كما أقتضت العادة ..
أصمت شيطان نفسه وتوجه بقلبه لصلاة ...
حتى حين فرغ منها ...
وجد جميع الأعين ملتفة صوبه ...
ليقول متظاهراً بالجهل :وش بلاكم ماهو دوري بالقهوة ...
سلطان الذي كان ينام بسيارته التي خصصها لرحلات وبداخلها سرير مريح كان أول من أفتقده :وين سريت ...
هجرس وهو يعيد ترتيب الشال الذي لفه حول رأسه أتقاء الهواء البارد :لاسريت ولاشيء بس صابني ماغص ورحت قريب أقضيلي حاجة ...
فياض :ورعان حنا عندك تطقطق علينا مدورين عليك كيلو من كل أتجاه ...!!! مالقيناك ...
رد بأنزعاج شديد :خلاص هذاني رجعت وانا بعد ماني ورع عشان تحققون معي ...
الذي لم يعجبه أن يحاصره الجميع وهو لايرى أنه قد أرتكب أي خطأ وقلقهم المبالغ فيه لايوجه لشخص بعمره :خلاص ياجماعة فكو عنه شوي ..
فزاع الذي كان يجهز الدلة ليضعها قرب النار :ايه تكفون فكو عنه المرة بالبيت وأنتم هنااا ...
قبل أن يقهقه حتى كاد يسكب الدلة بمحتواها على النار :استغفرالله ماني قادر أتخيل ياسمين مرة وتحقق معك ...هجرس قل الصدق هي تطبخ لك ولا مقضينها مطاعم ...
فياض الذي توجه للخيمه لينام :خذ بالله هذي سوالف يبدأ الواحد فيها يومه .. أنا وش مطلعني معكم لاوجيهن زينه نتصبح فيها ولا ريق حلو ...
سلطان يهز رأسه بأستنكار على تعليقاته :أضبط الهيل وكثر العويدي راسي مصدع من فجعتي على هالخبل ...
وصاح بهجرس :وأنت قم جهز الفطور جالس تتفرج علينا ...
كان بتال قد أبتعد قليلاً يسير يتأمل ظهور ضوء الشمس تدريجياً ...
ليهمس فزاع للهجرس المشغول بأعداد الشاي :بتال ماأمرح البارح ..
هجرس دون تركيز :ليه فيه شي معوره ...
فزاع :لا بس عمتي فهدة حاضره عرس البارح ...
وقهقه قبل أن يعود يهمس له :بتال خايف منها تخطط تعرس ...تخيل كل ماشافتني قالت ماعينت لي معرس ...
هجرس بعدم تصديق :تقولها صادز ؟؟؟؟؟
فزاع يكتم الفكاهة في صوته :ايه تبينا نعلم أبوي بنيتها عشان يرجعها ...
هجرس يصب لنفسه من الشاي الذي أعده ويهمس له سريعاً :أقطع الهرجة عمي بتال قرب ...
وقال بصوت مسموع وكأنهما بحديث آخر :عاد أنا يوم قالي الرجال تكفى ياولد سلطان قلت أبشر رقبتي سدادة من الريال للمليون ...
فزاع يهز رأسه مستنكراً :ابك والمليون من وين بتجيبهااا ...
هجرس :وأنا ليه أقولك الموضوع أبي فزعتك ياعمي خوي الذيابة ...
وقف فزاع بدلة القهوة ليصب القهوة لأخوته وهو يردد :تهايط على حسابي .. رح بس أنا غاسل يدي منك من يوم تسلقت الضلع بتالي الليل بتكلم فله ...فيه واحد يتعني عشان وحده أسمها فله ...
بعد أن جلس الجميع حول السفرة المتواضعة التي أعدها هجرس ...
أمره أبيه :قم ناد عمك ..!!!
هجرس :ماني منادية بيقشع فيني ... جالس يكلم مرته يقول ماأبي لكم عيشة ...
سلطان بنظرة حادة :وأنت وش دراك أنه مايبي ...
هجرس :هذا كلامه البارحة كرشني وقال لاشفتني ماسك هالتلفون أهرج مرتي لا أسمع وحيك طالع ..
أنا أتغذى على صوتها ماأبي لكم عيشة ...
شرق فزاع بطعامه ..
وكشر سلطان موبخاً هجرس بحدة :أنت ماتستحي تقول هالهرج لنااا...
بتال :يارجال خلاص أنت اللي حديته على هالهرجة ...
وأنقطعت جملته وصمت حديثهم حين أنهارت الخيمة الذي يجلس بداخلها فياض ...
الذي سرعان ماخرج عليهم :يقول ضفوها ضفوها مشينااا ولا تدرون خلووها نلقى غيرها ..
وتحت أنظارهم الذاهلة سكب باقي دلتهم على النار ...
منهياً أي جدل حول موضوع الرحيل
××الصبح والغيم وانفاسك وصوت المطر اشياء من جيت للدنيا وانا احبّها××

****
حين شعر أن ظهره قد تصلب من طول الجلوس مد يده للعصائه ووقف بمساعدتها وكان على بعد بسيط منه يجلس سائقة الذي أسرع لمساندته بالوقوف ...
كان يسير بتروي غير مستعجل على مغادرة المسجد رغم أنه الساعة شارفت على العاشرة صباحاً وفوت وجبة أفطاره ...
بالأيام الأخيرة لاشيء يدفعه للعودة للمنزل ...
يفضل الأختلاء في بيت الله ...يقضي وقته متعبداً له ..
لاحظ أن اليأس والقنوط والكثير من الكآبة قد خيمت على أهل بيته ...
حادثة الحكم ..أنفصاله عن والدة بتال ...وترمل ليلى في ليلة فرحها ..
كلها تجمعت لتكدر أجوائهم وتثقل على أرواحهم ...
كان يستغفر بصوت مسموع رغم أنصراف تفكيره ...
كان يتحرك بمساعدة السائق فحين توقف سحب يده منه منزعجاً ورفع رأسه ليوبخه
ولكن أعين السائق كانت للجهة الأخرى منه ...
والذي من الصعب عليه الألتفات عليها ...
ولكن الصوت الذي ناداه دعاه ليلتف بكل جسده غير مصدق وكأنه مازال تحت تأثير خيالاته :أبوووي !!!
ووجده فعلاً من تخيل صوته وعقله لم يقتنع فيه
حتى أصبح في نطاق نظره ...
سأل بأستفهام قبل أن يدخل في نوبة فرح قد يصطدم بعدها بواقع أسوأ:كيف ...وشلون طلعت ....
الحكم الذي يرتجف من شدة الموقف عليه :طلعوني ... مسكوني الباب وقالوا طلعت برائتك ومسكنا المجرم ...
عقاب يكرر من خلفه وقد خانت أقدامه وكاد يسقط متساوياً بالأرض لولا أن الحكم قام بمعانقته ... عناق أشتياق ومساندة :بريء ..طلعوك بريء ...متأكد ...
الحكم الذي أسنده بذراعه من خلف ظهره ويرفع كفه يقبلها بشوق :ايه براءة مافيها كلام ...مسكوهم ...كل اللي بالقضية مسكوهم ياأبوي ...حفروا لي بس الله كبير وكشفهم ...
بنبرة وجع :من هم وليه ؟؟؟
لم يرد على والده حتى وصلا المنزل وأستقبلتهم شعاع بغطاريف السعادة رغم أنها لم تكن تتقنها ...
فالحارس قد اتصل بها مبشراً ..حين وصل الحكم أولاً باحثاً عن والده ...
شعاع تمسح دموعها وتقبل قبلات الحكم على رأسها ويدها :قلبي كان حاس أن الله بيكرمني بشوفتك يارب لك الحمد ..
عقاب الذي كان مركز على أمر القضية أمره :تعال هنا وفهمني كل اللي حصل منهم وليش أتهموك أنت بالذات ...
الحكم وهو يجلس مقابلاً له :هي عصابة من مبطي نلاحقهم مواضيعهم كبيرة ... وبدوا يسيطرون على بعض اللي بالعمل معنا ولأني ماني من ضمن شبكتهم كانوا خايفين أكشفهم ويطيحون على يدي ورطوني بقتل زميلي اللي مختلف معه ...
عقاب رغم فرحته مازال قلق :وكيف أنكشفوا ...
الحكم :ماأنكشفوا من خلالنا ...من قضية ثانيه بالنيابه أنجروا واحد واحد لين طلع كل المكشــوف وأعترفوا على الخونة اللي بقطاعنا ..وأنكشفت كل حاجة ...
عقاب :يعني أنت اللحين وضعك بالسليم ولا عليك شيء ...
بتنهيدة راحة :أيه يقولون من فترة عرفوا ببرائتي بس لازم يطيحون اللي معنااا فأخفوا موضوع برائتي وأجلوها للحضة الأخيرة ...

كانت قد نزلت لتنتظر زوجها بالأسفل برفقة جديها حصل على أجازة صغيرة من عمله وسيقضيها بالرياض ...
أقتربت بكل هدوء من جلستهم ...
سلمت بهدوء ..
كانت ستجلس حين لاحظت وجود أحد أخوالها وعقلها الذي لم يستيقظ بعد أشعرها بوجود شيء خاطيء
أليس الجميع برحلة برية ..
حدقت بالجالس جوار جدها وعلى وجهه أبتسامة غير كاملة ..
لتضع يديها الأثنتين على وجهها وتطلق صيحة أبتهاج لم يوبخها أحد عليها ...
وحين فكر أنها ستنطلق لتستقبله وهو بالوقوف لها ...
فرت راكضة وهي تنادي :ليلى ...خاله ليلى ...
لترتفع قهقة عقاب التي لاتظهر إلا نادراً ....
شعاع :والله أن قلبها أبيض ... لاتشره عليها وأنا خالتك... من الفرحة نست السلام وراحت تبشر خالتهااا ...
دقائق بسيطة فصلتهم عن نزول ليلى ومن خلفها ياسمين التي أيقظتها يارا بصيحاتها وكانت قد شاركتهما أمس المبيت بنفس الغرفة كفعالية لأخراج ليلى من أحزانهااا ...
كان الحكم يستقبل سلامهم عليه وهسترية الموقف بكل هدوء وهو يردد بتهكم :لو دريت أنكم تحبوني هالقد كان جلست دايم عندكم بالبيت ...
مسألة وقت قبل أن يصل بقية أخوته الذي كانوا برحلة البرية وبلغهم فياض بالطريق بخروجه ...
فهو قد تلقى أتصال على هاتفه ..الذي يعمل على الأقمار الصناعية .. من المحامي ينقل له تهنئة بخروجه معتقداً أنه كان بأستقباله ولديه علم بأمر خروجه ..
***
حين سمعت صوته بالأسفل تفاجئت ...كان قد أخبرها أنه قادم ولم تصدق ...أليس من الواجب أن يتوجه للقاء أخيه الخارج للتو من السجن بعد أن اعتقد الجميع أن القصاص مصيرة ..
تركت فرشة البلشر من يدها ...كانت تتزين من أجله ..
ولكن لم يعطيها الفرصة الكافية كالعادة ..
تشعر أحياناً أنه يركب الرياح بتنقلاته ...
نزلت له ..تلاقت معه بمنتصف السلالم ...
كان يلوح بيديه وهو يردد:هلا باللي له الخافق يهلي ...
وهي تتأمل مظهر الفوضوي ولانيه لها لتعانقه أو تقترب منه بمظهره ذاك :يعني منجد جيت ...
رغم أنه ينقصها بدرجتين ولكن أصبح مستواهما متساوي :أكيد بجي الشوق كاويني ... 72 ساعه ماشفت وجهتس ...
أتكئت على الدربزين لتقول بدلال :بس أخوك 6 شهور ماشفته ..
فياض يهز يده دون أهتمام :لاحق عليه والله محد درى عني ...
ليكمل وهو يتعداها :من الوقفة واضح لاتقرب مني وأنت بملابسك المعفنه ...
كانت مسترخية وتشعر بالأنتصار لأنه أخيراً بدى يحترم قراراتها ...
وصاحت بأستنكار حين طبع قبلته على خدها ...
وتراجع سريعاً للخلف :البوسة ماتوصخ ...
وعاد يصعد من جديد وهو يردد :وتراها من خاااطر ...
آه ستموت وتنسيه هذه العبارة التي أصبحت لاتسقط من لسانه ...


××قصّر على صوت ماضيك و جروحك وطوّل على احساسك وشب القناديل ! . و سولف لي اكثر عن اشيائك و روحك معاك انا اعشق تفاصيل التفاصيل !××

****

وعادت أجتماعاتهم من جديد ... وكأنها أحد ليالي العيد ..
الجميع هنا أكتظ مجلس الرجال بالمهنئين من المحبين والمقربين لهم ...
أما عند النساء فكان الأمر مختصر أكثر على زوجات الأبناء وصيته وبناتهااا ..
هناك أمر مبهج ليلى خرجت من غرفتها أخيراً هي كانت تزورها دائماً بغرفتها لكن رؤيتها بوسط المنزل
منعش أكثر ...
الضرتين موجودتان أيضاً ...
ولكن شتان مابين البدايات واليوم ..
سابقاً حين تلتقي حسناء وغادة ...كانت حسناء هي من تخطف الأضواء وتندمج مع الجميع ... أما اليوم
فغادة هي الأكثر أجتماعية بالجلسة ..
بعكس حسناء التي تبدو مريبة جداً ..
وقد سمعت من الكثير أنها بدأت تتصرف بطريقة غريبة وكأن لديها أعراض مرض نفسي ..
في هذه اللحضة كانت تفرك ذراعها ورأسها للأسفل وكأنها تتحدث مع أحدهم ...
كان يجلس على جانبها الأيمن خزام
والجانب الآخر ياسمين ..التي أختفت بهذه اللحضة وحلت مكانها مريم التي قالت :شايفه كيف حال أم نايف ياربي هذي كيف جوزها مطلعها قدام الناس ياويله من الله ليه ماصك عليها في بيتها عن عيون الشامتين ...
توقعين وش بلاها ...أنا قلت لأمي أعراض اللي معها قالت الوشرة مافيها كلام ...
جوزاء :مريم دعي الخلق للخالق مالك شغل في أحد ..
وألتفتت على الجهة الأخرى حيث كانت خزام
... ولكنها ندمت على فعلتها لأن هناك كان حديث حامي لم تنتبه له بسبب مريم ..
فالعمة صيته أختارت اليوم لتنصح خزام بالأنجاب وطريقة ربط الرجل فيها من خلال الأبناء ...
ولاتعلم ولكن من أسلوب الحديث بدى أن صيته غير راضيه عن خزام من الأساس لتكون زوجة لأبن أخيها ...
خزام المسكينة قضت باقي السهرة بوجه متوهج من الغضب ...
عند خزام كان تغلي من الغضب أسلوب صيته ليس جديد عليها ...فهي بقمــة التعنت والتكبر ... حتى حين كانت طفلة سمعتها عدة مرات ...تحذر فهدة وشعاع من مصاحبتها لبنات عقاب ...
تصاعد ألمها الجسدي ...
تحاملت على أوجاعها وبقت بنفس المظهر طوال السهرة رغم تدهورها من الداخل ...
لم تصدق حين جاء وقت تقديم الطعام وتعللت بمرضها وأنها لاتستطيع تناول الأطعمة الدسمة ... وأستئذنت لتخرج مع أحد السائقين لمنزلها ..
أستحمت ... تواصلت مع والدتها ولم تتطرق للحديث الذي أستفزها ... شاهدت بعض المقاطع المسلية على اليوتيوب ...رغم كل هذا لم تتخلص من غضبها وبالتالي لاتستطيع مواجهته فنامت قبل حضوره ...
حين أستيقظت صباحاً وجدته قد سبقها وكأنه ينتظرها ...
قالت بهدوء :صباح الخير ..صاحي بدري ..
وتسارع قبل أن يرد على تحيتها حتى :نمت أمس ولسى مارجعت شكل السهرة كانت لصباح ...
كان يجلس بمظهره الكسول لم يغير بجامته حتى ... وفرد ذراعية على ظهر الأريكة قال بلهجة ثقيلة من تأثير السهر :صباح النور والنوير ..
ورفع أصبعه يشير لخده :ماأحب الصباح الناشف ...
قبلته حيث أشار وجلست جواره لتحط ذراعه على أكتافها وتتواجه الأعين :وش اللي زعلتس البارح وسارتس من بدري ؟؟؟؟؟
تهربت بنظرتها عن عينيه :ماأحد زعلني تعبت ورجعت البيت وقت العشاء ماأحب الأسئلة عن ليه ماأكل وايش مرضي ...
حرك سبابته على طول عنقها حتى داعب ذقنها :هذي خالصين منها ..وحده من العوب اللي حضرن البارحة غلطانه عليتس من هي مرة فزاع ولا جارتنااا (غادة ) ...
أتسعت عينها بنظرة عدم تصديق :ياسلام وليه استثنيت وحدة مثلاً ...
ليرد بصدق :لا عاد أم خيال بنت حلال ماعمر أحد أشتكاها حتى ليلى اللي مايعجبها أحد ماتطريها إلا بالخير ..
كانت الغيرة تتصاعد داخلها ...مهما كانت علاقتها فيها تكره أن تراه يشيد بأي أنثى ...فهو صاحب عين دقيقة على أخطاء النســاء والأشادة بأحداهن يعني أنها مميزة :ولو ممكن يكون بينا خلاف ...مافيه أحد معصوم من الخطأ
فياض متظاهراً بالقلق :يابنت الحلال لاتبلشينا في بتال خليتس على ام وسن وجارتنااا اما بنت لافي فكينها منها ..
بشك سألته :لا موحقيقي تخاف منه ليه .. وش ناقصك عنه..؟؟
يحك خده متظاهر بالتفكير :ينقصني تاج(رتبته العسكريه ) ورشاشين وكم مسدس..
حين فهمت أنه يتلاعب بها قالت :اوه فياض ماتبطل أستهبال ...
شدها إليه بحركة مفاجئة وهو يقول :لاماني مبطل الأستهبال على قولتس لين تتركين أنتي حياتس الزايد هذا ليه يوم قالوا لتس ليه ماحملتي وليه ماجبتي وحطيتي كان قلتي ... فياض يقول مايبي عيال ولاذريه أنا أكفيه عن مية ولد ...
نطقت بصدق :ماأقدر ...
لكنه قال بأصرار :تعلمي وتقدرين عودي نفستس لاتخلين أحد يقهرتس لاتطلعين من مكان إلا وأنتي معطيتن كل أحد حقه ...
تعلم أنه يتحدث لمصلحتها ولكنها ردت منهية النقاش بقرارها الخاص :مهما كان كذا خطأ أنا أشوف ماأقابل الناس اللي تضايقني أحسن ...
ولتأكيد أنهائها النقاش بهذا الموضوع فتحت آخر مباشرة :وعلى فكرة لما تكلمت عن جوزاء ذكرتني في حاجة .. ليه هي تطبع كتاب بأسمها عادي وأنا خطأ أصير مصممة ...
أطلق تأوه بصوت مسموع لأنها أثناء حديثها لامست بأصبعها عينه عن طريق الخطأ :احح وش هالهجوم الحاد واضح أن السالفة من قلب ...
وضعت يدها على فمها بأحراج ومدت أصبعها محاولة فتح عينه ولكنه أبعدها بلطف :لا أنا طالبتس أبي عيني ...
لتقول بنبرة عاتبة :فيااااض لاتعاملني كذا وكأني متعمدة ...
قال ممازحاً :وأنا احسبها متعمدة وتهديد غير مباشر ..
وفتح أخيراً عينه التي تحولت حمراء ومليئة بالدموع :وليه خطأ تصيرين مصممة على قولتس لأنتس بتسوين هالفساتين وتلبسها الحريم والرياجيل بيقولون عانوا الملابس اللي تخيطها مرة فياض يازينها ويجلسون يتخيلون أشياء ماتصلح ..
تهز رأسها بأستنكار :ليه أنت معقد ..
فياض :والله يانظر العين اللي عميتيها ماأدري الله خلقني هاللون ...
فهمت جزء من وجهة نظره فأصبح لديها حل مناسب للطرفين :تمام فهمت عليك يكفيني أصمم ملابس أطفال ... بنات صغار محد متفرج عليهم ومفكر بأشياء ماتصلح مثل ماقلت ...
صمت كأنه يفكر بالموضوع بعمق ليرد أخيراً :أتفقنا ...وهاه ترى من اللحين أقولتس بنات أخي ماتأخذين عليهن فلوس ...
بأبتسامة أنتصار :أوكي من عيوني يستاهلون الغاليين عليك ...
دفع خدها مداعباً :والله مافيه أغلى منتس ...
نظرة دلال قبل ان تقول :ولاحتى ولدك...
هز راسه بنفي ثقيل : يخسى أنتي الأصل والحب كله لتس ...هاه بحبهم بس عشانهم منتس ...
خزام بتردد :يعني تبغى أولاد...
وشعرت بغباء سؤالها ..وهل يوجد شخص لايريد ..
فياض يده خلف عنقها تدنيها منه :اللي أنتي أمهم بس ..
ولا مالي حاجة فيهم ...
طبع قبلة على جبينها وهو يقول :أنتي تكفيني عن الدنيا باللي فيها ..
لقد أنتهى وحسم الأمر .. فهم صعوبات حملها من مراجعاتها السابقة ...
ووضع قراره تحت لطف الله ..لن يبحث عن أبناء من سواها ..
لقد قالها بصدق هي تكفيه .. لو أراد الأبناء لتزوج منذ زمن طويل ..هو أرتبط فيها لأنه أحبها ..
أمر أنجاب الأبناء من عدمه لن يؤثر على حياته معها ...
وجودها هكذا هادئة شاعرة بالأمان بين يديه يكفيه
لقد كان هذا الوضع حلم له قبل بضعة أشهر ..
ثقل رأسه على كتفها ألتفتت لتجده نائم ...
أغمضت عينيها هو ينام وهي قد تركته كتفها له وسادة ..
وكلهما جالسين إلا أنه أكثر أسترخاء منها ..بعكسها التي تجلس منحنية عليه فلم تكن جلستها مريحة ...
تشعر أن وضعهما هو تمثيل لحياتهما المستقبليه ...
كل منهما يدعم الآخر بطريقته ..
تحبه بطريقة تجعلها قد تتحمله بهذا الوضع يوم بأكمله ..
ولكنه سينزعج لو أستيقظ ووجدها قد أرهقت نفسها ..
لذا انسحبت بهدوء وساعدته ليستلقي وغطته ...
توجهت للمطبخ طعامها سيأتي من المطعم الصحي كالمعتاد ..ولكنها قررت أن تعد له طبق يحبه ..
بعيداً عن الأطعمة الصحية ...
حتى حين أستيقظ وأشتم الرائحة توجه للمطبخ مباشرة ..
لم تكن هناك ...فتح الطنجرة التي على الموقد ونظر لها بأستحسان ..
شعر بخطواتها قبل أن يسمع صوتها موبخاً :أووووه فياض خربت المفاجئة ...
ألتفت عليها :الصدق تطورتي ياخزام وصارت مفاجئتك من الوزن الثقيل طابخة كبسة حاشي يابنت بديتي تخوفيني ...
كانت قد أستحمت بعد أعداد الطعام وأرتدت ملابس نهارية منعشة تسر النظر ...
قالت بدلال وهو تدخل بين ذراعية التي فتحها لها ليغمرها بعناق مسائي :أمم مره نصحتني ماأجوعك لأنك ممكن تأكلني ...
كان يرفعها ليصبح وجهها بمستوى وجهه :لاياروحي أنا جوعي الحقيقي للحبتس ياحبي ..
وألتف فيها خارجاً من المطبخ ...

××ماكنت احبّ اشوف خاطرها حزين الحزن ما يصلح على الوجـه الحلـو××

****
صعدت لجناحها متأخرة رغم رسالته التي وصلتها مبكراً أنه في الأعلى ..
أنتظرت رد على المفاجئة التي تركتها له ولكن لايوجد أي خبر منه يدل على أنه تلقاها ...
كانت قد أحتارت أين تتركها له ..
فوجدت أفضل مكان على الطاولة في جانبه من السرير ..
بعد وصولها تخلصت من عبائتها أولاً ونقلت خيال النائم إلى سريره
تأكدت من مظهرها بمرآة المدخل وأضافة المزيد من عطرها ..
أختارت لليلة فستان باللون الليلكي كان يغطي كل جسدها ولكنه وصف بكل كرم ...
وبأسفله فتحة أظهرت الكثير من ساقها ...
فتحت الباب وتوقفت قليلاً عنده ..
كان يجلس نصف مستلقي يده خلف رأسه وعينه على الهاتف شعر بوجودها ولم يرفع عينه عن الهاتف ولكن قال بترحابه المعتاد :ياااهلااا بنجمة ليلي ...
جلست على طرف كرسي التسريحه وعينها عليه نزعت أساورها وتخلصت منها بضجر ...
ضحك بشكل مفاجيء لتترك كل شي وتسأله :مبسوط ..؟؟؟
رفع عينه سريعاً لها :أي تعالي بالله شوفي طحتلي بواحد مصيبة ... في ذمتي ماشفت أحد بغروره من قبل ...
كان ستتجاهله مع الشخص الذي يتحدث عنه ويتسلى جداً بمتابعته ولكنه عاد وأصر عليها لتقترب ...
فتح ذراعه لها لتجلس مجاوره له ويضمها لصدره وترك الهاتف جانباً ورفع اللحاف ليظهر لها مجلد
فاخر طبعت عليه بعض قصائدة ...
ولكنه عاد وفتح لها الغلاف ليتوهج وجهها من الأحراج حين قرأ بصوت عالي :جوزاء ...
وضحك بصوت مسموع وهو يشدها إليه بقوة ..قبل أن يقبل خدها وأنفها :والله أنتس أحسن مغرورة عرفتها في حياتي ...
سألته بترقب :يعني أعجبك ...؟؟؟
بتال :وهو يحرك الغلاف ليصل للصفحة الأولى ...
أكيد أعجبني لا ومختارة كل قصايد الغزل وصافتهااا ...
تصدقين بعد ماشفت هالطباعة الفخمة وأسمي الصغير اللي أسفل الغلاف أشتهيت أطبع لي ديوان صدق ....
نظرت إليه بشك وفكرت الشهرة تخيفها :تمزح صح ...؟؟؟
كانت نظرتها متوترة قابلتها نظرة لامبالاة منه :أكيد أمزح ..أنا شاعرتس ...قصايدي حصرية لتس ...
والله مايستاهل يقراها إلا أنتي ...
حروفه صادقة وملامحه وجهه هادئة لكن رغم كل هذا
لديها ضعف أتجاه دخول أحد بينهم ...
لديها مخاوف دائمة أن قد يكون مثار أعجاب شخص آخر ...
شخص جريء ذكي يلفت أنتباهه له ...
بعكسها هي البخيلة بأظهار مشاعرها المنغلقه بعواطفها ...
تمتلك ملامح شفافه من السهل قرائتها .. يألمه القلق الذي يرتسم بعينيها .. وشكها أنه سيكون هناك من سينازعها على مكانتها عنده …
كانت تحرك أصبعها على حروف أحبك بأحد قصائدة التي كانت موجهه لها ...
ليقول بلهجة متهكمة وهو يضع كفه فوق كفها ويرفعها مقبلاً قبل أن يحتفظ فيها على صدره :أحبك !!! عمرتس سمعتيها مني ...
رفعت عينها للحضه بعدم فهم قبل أن تستوعب موضوع اللكنة لتهز رأسها بالنفي :لاا بس عادي المعنى واحد ...
قال مصراً بطريقة غريبة :لاا جربي معي ردي وراي أحبـــــك ...وكان يلقيها بطريقة غريبة كأنه يلحن العبارة ...
ضغط كفها المنبسط على صدره ليستحثها على التكرار خلفه ...
حتى حين قالتها بشكل طبيعي عاد يعيد بأسلوب تلقيني
لتقولها كما قالها بلحن ...وحين وصل لمبتغاه ...
أبتسم بأنتصار مع غمزة :قلت لتس بتلحنينها ...
بنظرة عتب قصيرة :لو قلت لي المطلوب قلته بدون الخدعة اللي وصلت فيها لهدفك ...
بتال :لاعارفتس مغرورة تحسبين لو قلتيلي كلام حلو ينقص منتس ماتدرين أنه يزيد غلاتس غلا ...
صمتت ..
كانت عينه لاتفارقها سألها :زعلتي ...
لم ترد وتركت له المجال ليفهم بنفسه ...
ليقول :
لـك حق تزعل ثم لك حق نرضيك
مـأقوى زعل حبيب قلبي وعيني
مادام قلبى ياأريش العين مغليـك
اطلب ولك روحى ومـافى يدينـي
لاتنشغل مـالك وزيـن يضاهيك
أبيك أنالـوكان غيرك يبيبنـي
يـوم الله احسن صورتك خصني فيك
فـيك الجمال وصادق الود فينـي
شعري يزين بوصف زينك وطاريك
والخد من ممشـاك فيها تزين
أول غناتي صوت الاشواق يدعيك
واخـر غناتي شق صدري حنيني
ضمها إليه وطبع قبله على رأسها :شكراً حبيبتي على الهدية وشكراً لأنتس طلعتي في حياتي ...
كانت تنظر إليه بهذه اللحضة ..مرر أصبعه على رمش عينها اليمين :وأشكر عمتي اللي كانت السبب بتوصيلتس لي ...وماأنسى أشكر أمي اللي غارت وحدتني أخذتس ..
قالت بلهجة عتب :ليه تفتح هالمواضيع ...
ليرد بصدق :المواضيع هذي يمكن تزعلتس بس الصدق هي أجمل الأحداث اللي صارت في حياتي مهما كانت مشاعري وقتها ...صحيح أتمنى لو كنتي أول أنثى دخلت في حياتي لكن النصيب كانت تسذا
وأنا عشقت حتى العطية اللي وصلتنا لبعض ...
أنتي أصلاً عطية من السماء لي عشان تنورين حياتي ...

××عيُونك اكثر قصِيدة ماقدرت أكتبها أخاف من كِثر ما أوصفها يحبّونـك××

****

لايستطيع النوم حين يكون معها ..
فهي تفزعه مابين ساعه وأخرى بسبب هلوستها وتخيلاتها ... رغم عرضها على أكثر من طبيب نفسي وأستعمالها للأدوية لم يجدي معها شيء ..
بعض الأيام تصبح طبيعية حتى يعتقد أنها ودعت المرض للأبد ...
وفجأة تنتكس حالتها وتعود للهلوسة والتخيلات ..
هناك من يلاحقها ويريد قتلها للأنتقام منها ..
مره تراه بهيئة المنذر ومره تتحدث عن عبير وسطام والكثير من الأعداء لديها ...
أصبح يخشى على أبنائه منها ..
قد تتخيلهم أعدائها الخارجين من هلاوسها وتؤذيهم ...
فأمن منزله بكاميرات المراقبة ..
وأحضر مربية للأبنائه تحميهم من والدتهم التي أصبحت مصدر خطر عليهم ...
يشعر أنه مع حسناء يدفع ثمن أسأته لوالدة هجرس وغادة
ومع أبنائه يدفع ثمن أهماله لهجرس في مراهقته ...

××والله إني شبه منهار .. وإن قلبي حزين من ظروفٍ جعل الأيام تقطع صيبها ..××


****

ربما هذه الليلة التي لن ينام منها لسعادته على خلاف العادة يجافيه النوم بسبب المصائب ..
ولكن هناك حادثة كدرتها ولم يستطيع عقله تغييبها فعاد يسترجعها ليشوه من جمال الليلة ..
حضر هذا المساء محسن خال أبنائه ولم يشعر بالصغر من قبل كما شعره أمام محسن الليلة ...
لقد أذاه بأخته ولكنه صبر كثيراً ..
حاول أصلاح أعوجاجها في سنوات زواجهم الأولى ولكنه لم يستطيع ...
أعتقد دائماً أنها ستكبر وتنضج لابد لها من أن تفهم وتقدر ..
ولكن أن يتم طلبها للشرطة هذا مالم يتخيله في حياته
كان موقف لو تحقق لأصبح وصمة عار في تاريخة ...
والأدهى أنها تسببت بقتل حفيده من أبنه الأقرب لقلبه
والذي طالما أراد رؤية ذريته ..
لم يستطيع أن يجامل أكثر أو يصبر أعطاها الكثير من الفرص ..
فضل التخلي لأنه لن يستطيع أن ينظر إليها بعد ذالك ولايتذكر الحادثة وخسارة أبنه ..
يريد أن يرتاح في آخر حياته ويطمع بالحصول على حياة هادئة خالية من فهدة وضجيجها ...

××عليك العوض ياقلب ماجيتني بقصّور تهقويت في شخصٍ ماهو قد هقواتي .××

****

بليلة خروجه والأحتفال الذي أقام له أبيه
ودعى له الكثير من المقربين لهم ..
بعد أن انفض المجلس وبقي هو وأخوته فقط والقليل من أصدقائهم ...
تلاقت أعينهم ...كان طوال الوقت لدى هجرس نظرة متوترة له ...
كان يجلس بالجهة الأخرى من المجلس ...غير مكانه ليجلس جواره ...
ويربت على فخذه وهو يقول :ايه البناخي وش العلوم ..؟؟
نظر إليها بأبتسامة حمقاء ليثبت على نفسه التهمة التي رآها فيه :العلوم تبسطك أن شاءالله
وقف ليستأذن ولكنه سحب ليجلسه من جديد :شايفني ألعب معك !!! ...فزة شلونهااا ...
هجرس بلؤم :لونها بمبي ... وش لونها بعد مبسوطة مستانسة حايل بتزين أجوائها بهالخريف ...مغير تمشى في بستان خالي وتصور ...
الحكم :ايه وبعدين لمتى ...؟؟؟
كان طوال الوقت يحترم رأي فزة ...
أعطاها الكثير من الصلاحيات ...ولكن اليوم ..
هو من سيأخذ القرار عنها ..
بلهجة حزم وثقة بما يقوله:اسمع أنا رجال قد كلمتي أو لااا...
كانت نظرة الحكم تحمل الكثير من الشك لكنه قال :قدها ...
هجرس :أجل أزهلها بعد شهرونص أو حروتها تعال وخذ فزة وبعطيك معها هدية ...
كانت نظرة الحكم غير مستسيغه لموعده البعيد ولكن السجن علمه الصبر وسيثق بكملة هجرس أليس هو السبب الأول بأرتباطهما :طيب وإذا عيت وبقت على رأيها الأول تبي الطلاق ...
هجرس :ماهوبكيفها ماعندي حريم يمشن كلمتهن علي ...
وأستأذن هذه المره وخرج فعلاً ...
توجه مباشرة للقسم فهدة حيث أصبح يمتلك جناح والده السابق ...
سبع أيام من الخصام ..
الذي كان سببه غبائه .. في أحد الأيام كان يتواصل مع فزة ويناقشها بأمر حملها الذي كان مخفي عن الجميع ..
وهي أتهمته أنه يتحدث مع فتاة وإلا لماذا يتهرب منها لوكان الطرف الآخر أخته ....
الخلافات بينهما تحدث على أبسط الأمور وتستمر لأيام وتصل لأسابيع أحياناً ..
حين قدموا بهذه الأجازة لرياض ..
أسرعت لتبقى في جناح ليلى ويارا ..
اللاتي بالتأكيد فهمن أنهما على خلاف ..
وأعتقد أن الليلة أيضاً أنها ستكون هناك ..
ولكنها كانت هناك تقف عند الدولاب تجمع بعض ملابسها ..
وحين رأته ألتفتت بحده لتقول :لاتخاف بترك لك الغرفة بروح أنام بالغرفة الثانية ..
تتظاهر بالشجاعة وبداخلها شعور عميق بالفشل ..
هي من جائت بنفسها .. أسبوع كامل لم يفكر خلاله الأعتذار منها ..
لقد سمعت كثيراً أن حتى قصص الحب قبل الزواج مقبرتها هو الزواج نفسه ..
ربما لو لم ترتبط فيه لبقي على حبها والسعي خلفها على أمل الحصول عليها ..
لكن حين تزوجها وأمتلكها بيده فقد المتعة بملاحقتها ..
وذهب يسعى خلف آخرها يحادثها سراً على الهاتف ...
تحدث بعض قريباتها ذات مره عن السن المناسب لشاب ...وأنه لن يكون هناك شاب جاد بالأرتباط وبناء أسره وهو دون الثلاثين .. دائماً كانت ماتبزغ هذه العبارة لذهنها وسط أي خلاف بينهما ...
تخشى عدم جديته .. ويقلقها أن تكون مرحلة مؤقته في حياتها ويتجاوزها ...
اليوم تحركت خطوة للأمام ..حين لم تجد أي مبادرة منه ...
أثناء جملتها كان هو يغلق الباب بالمفتاح خلفه وبعينيه نظرة غادرة ...
نظرة طمع بشيء ما ...
سألته بكبرياء وبأسلوب رسمي للغاية:ليه قفلت الباب لو سمحت بطلع ...
هجرس المتكيء بكل برود على الباب :أنا ماجيتس أنتي جيتيني ...
كانت منفعلة بسبب تأثير أفكارها ...
وأسلوبه هذا يشعرها أنه غير مهتم إلا برغباته الخاصة ويعزز فكرة عدم جديته ..
أندفعت للأمام ورمت الملابس التي بيدها عليه :بطلع ماأبي أجلس معك دقيقة ...لاطلعت قفل الباب وكلم اللي
تبغاها ..
أمسكها مع ذراعها مستفهماً بنظرة حادة :لا أضربيني أحسن خير وش هالحركااات ..
سحبت يدها منه تكره ملمس كفه الخشنه على ذراعها :
أنا أطلب منك بكل أدب أتركني بطلع ...
كان يشد عليها أكثر :وإذا مافكيتس وش بتسوين ...صوتي محد درى عنتس ..
كانت لهجتها صارمة وهي تقول :ليه أصرخ ضعيفه أنا ..أقدر أخذ حقي بنفسي ..
أرخى يده عن ذراعها ولكن أدارها بحيث أصبحت مكانه قرب الباب ليدفعها عليه بكل هدوء :
ترى عارف أنتس خروش لاتسوين قويه علي ...
كانت تبعد رأسها عنه حتى أصطدم بالباب خلفها ولم تهتم للألم الذي حل بمؤخرة رأسها ...
من جهته مد أصبعه بطريقة غريبه حتى سحب جفنها قليلاً :بعدين ليه لابسه عيون مثل عيوني ...
دفعت يده ولم تجد صعوبه بأبعادها :عيون أهبل أنت أسمها عدسات ومو مثل عيونك ...
هجرس :عايني بالمراية...
وسحبها للمرآه واحنى رأسه حتى أصبحا بنفس المستوى :لونا مثل بعض أو لااا ..
أشتعل وجهها من الأحراج لقد كان محق أسائت الأختيار ...لو أختارت اللون الرمادي أو الأخضر أو حتى الأزرق لكانا أفضل ...
ليكمل بلهجة مستفزه لأعصابها المتوترة بالأصل :كل هذا شوق أنا أشهد أن الشوق قطع قلوب البعارين كيف الأوادم ...
دفعته بمفصل ذراعها :شوق على وش أشتاقلك ...مافكرت فيك حتى ...
بعد أن أنهت جملتها شعرت أنها كانت ثقيله عليه... شيء بملامحه أنطفأ ..
شاكسها في البداية وكان وقح وأستمتع بأستفزازها كالمعتاد ... لكنها جرحته ...
ولاتعلم لما يؤلمها قلبها حين ترى نظرة الوجع بعينه ...
نظرة فقدان الأمان أو الأهتمام
وكأنه أعتاد على الخذلان ...
تربى على عدم المراعاة ...
أنسحب بنظره عنها ..ثم أدار جسده وتوجه لتبديل ملابسه ...
أما هي فنظرت للمراءة ومدت أصابعها لعينيها لتخرج العدسات الواحدة تلو الأخرى وترميهما بسلة المهملات تحت التسريحة ...
ليتها تستطيع التخلي عن مشاكلها بهذه البساطة ..
رفعت عينها لأنعكاسها بالمرآءة ...
ولما الأمر بهذه الصعوبة ...
نزعت قميصها العلوي كانت ترتدي الجينز على نصفها السفلي .. وبقى نصفها العلوي خالي إلا من قطعة لباسها الداخلية ...
تظاهرت أنها تدفعه وهي تقترب من الدولاب :لو سمحت بأخذلي ملابس ...
تجاوزته وأصبحت واقفه أمام جزأها من الدولاب تتظاهر بأختيار منامة مناسبه ...
وهو خلفها ..بعد أن أرتدى ثياب نومه ..
إذا لم تنجح خطتها بأغرائها .. ستكون بوضع محرج للغايه بعد أن تعرت أمامه بثقة ...
شعرت بدنوه منها وهمس قرب أذنها ولن تتوقع غزل بالتأكيد :فله يالقشري وزنتس زايد طالع لتس شحوم بظهرتس تستاهلين من السهر واكل الأندومي ...
ألتفت بكل ثقه وهي تضع يدها على خصرها :أنا طالع لي شحوم ...كل البنات يتمنون مثل جسمي ...
مردد يده على كتفها وهو يقول :واثقة ماشاءالله ...
حركت كتفها لتزيل يده :أكيد ..لاتلمسني ... أول شيء أحذف رقم كل وحده ماهي من محارمك من جوالك وتحلف ماعاد تكلم بنت على أي تطبيق بعدها نتفاهم ...
ليقول بثقة :مايحتاج أحذف قسم بالله مافيه بجوالي رقم غريبه ماهي من محارمي أرتحتي ...
هزت رأسها بنفي :كمل حلفك ماتتواصل مع بنات على التطبيقات ...
تأفف بصوت مسموع :ماني حالف يمكن أنسى ورد على وحدة بالخطأ ....يعني ماهي زينه لو وحدة نشدتني أجحدها ...
هزت رأسها بنعم وقالت بحزم :ايه أجحدها وأجحد أبوها قليلة الأدب مالقت غيرك تسأله لاتخاف بتلقى مليون يردون عليهااا ...تبغى أروح أنا أسولف بالتطبيقات مع فلان وعلان ..تبغى قول ترى جاهزة ..
صاح بأستنكار :هي لاتجننيني قسم بالله ماسولف مع حريم بالنت أرتحتي ...
أبتسمت من قلبها وربتت على عنقه :طيب لاتعصب
كانت تمرر أناملها بكل هدوء على أعصابه النافرة لتهدأه بقولها :طيب من كنت تكلم ذاك اليوم ..
أبعد يدها منزعجاً يشعر أنها تستغل أنوثتها لتستجوبه وهذا الأسلوب يجعله ضعيف أمامها ولايريد أن تعتاد على التصرف بهذه الطريقة :قلت أختي ...ماتفهمين بينا أمور المفروض ماتسمعينهااا صدقتي ولاعمرتس ماصدقتي ...
وصمت حين طوقت وسطه بذراعيها وأرتكت بوجنتها على ظهره :طيب هدي والله صدقت ...
زفر ضيقه من تصرفاتها ..خلص نفسه منها والتف ليواجها :ياسمين انا احبتس واحب تعاملتس معي تسذا لكن هالتصرف نابع من قلبتس ماهو عشان تستغليني وتصلين للي تبغينه مني ...
صمتت بأحراج ..حتى أنها ألتفت والتقطت قميصها من الأرض وأرتدته بعشوائية ...كل هذا تحت نظراته ولم يفكر بأيقافها ..
رفعت وجهها المحتقن من شعورها بالأحراج والرغبة بالبكاء :أنا كنت أبغى أتصالح معك من البداية ..
بس أنت اللي مطنشني وتتجاهلني ولاحتى تسأل علي ...
ولما تشوفني ماتفكر إلا بموضوع النوم ...
أنا اللي أحس نفسي مستغله ماهو أنت ...
توجهت للباب فتحته وخرجت للغرفة الأخرى ...
بعد خروجها وقف حائر مكانه ... للمرة الأولى تبكي ياسمين بسبب خلاف بينهما ..
كانا يتخاصمان ويصمت الجميع ثم تعود المياه لمجاريها دون أي أعتذار ...
لكنها لم تبكي من قبل ولم يشعر أنها لاتتحمل الخصام
بل فكر دائماً أنه هو من يضعف ويتقدم بالصلح ..
ماأن دخلت الغرفة الأخرى ...
حتى تعالت شهقاتها وبدأت بنوبة بكاء ..كبحة مشاعرها طوال الفترة الماضية ...الكل يلاحظ أنه لايتعامل معها بطريقة لائقه بزوجين حديثين ...
لايهتم.. لايسأل ..لايتواصل ...
لاأتصالات وغزل كما يحدث مع بقية الأزواج ...
يارا مازالت تتحدث مع زوجها لساعات رغم مرور فترة طويلة على زواجهم ...كل من حولها تشعر أنهم سعيدين .. وهي ورطت قلبها ومشاعرها مع شخص لايأخذها بجدية ...
لاتعلم كما مضى عليها ببكائها وندبها لحالها ..
سمعت طرقاته على الباب .. ووصلها ندائه بصوت منخفض :ياسمين ..أفتحي شوفي وش جبتلتس ...
لم تفهم ماذا يريد فأقتربت لتحدثه من خلف الباب :هجرس لو سمحت أنا أعصابي تلفانه اللحين وخلاص ماعاد أبغى نقاش ...
أغمض عينيه بأنزعاج ولكنه قال بلهجة ودودة :ماني مناقشتس بعطيتس حاجة وأرجع لغرفتي ...
فتحت الباب قليلاً ونظرت إليه ...
نظرت لصينيه التي يحملها بين يدية وطبق الأندومي الذي أعده وكوبين من المشروب الغازي ...
ليقول بثقة بحسن صنيعه :عشان ماتحسين فيه فرق بين سهراتس عند يارا وليلى وعندي أنا بعد أسويلتس أندومي ..
فتحت الباب وهي تقول :صح أنا كنت أبكي عشان كذا ...
بعد أن دخل بصينيته نظر للخارج ليقول :وحنا ندخل الغرفة ليه ..تعالي نجلس هنااا..
كان يتحدث عن طاولة الطعام الصغيرة بالصالة ..
أليس الجناح بأكمله لهم ..
وكان قد عزز قوله بالفعل فخرج ليضعه الصينيه هناك ...
لأنه يراقبها تناولت من الأندومي الذي أعده
ليسألها :كيف ضبطته صح ...
رفعت عينيها بشك ولكن قالت مشيدة :أحلى أندومي أكلته في حياتي ...
صمت قليلاً قبل أن يسأل بعينين مترقبه :يعني سامحتيني !!!
ياسمين كانت تمضع بهدوء وعينيها لاتفارق عينيه : هجرس تحبني ..
هز رأسه بنعم بديهية ..
فعادت تسأله :كيف ..؟ أشرحلي حبك ..؟ أنا ماني فاهمة كيف تحبني ...
تملل في مكانه وبدى الضيق يتصاعد داخله ...
عادوا لنقطة الأشياء الصعبة والمعقدة :أشرح كيف ...هذا شيء أحسه ..
وكأن عقله أسعفه ليقول بلحضة غباء :مثل ماتحبين الأندومي أنا أحبتس ...
أبعدت الطبق ..وهي تقول :تحبني مثل الأندومي ...معي ماتعرف تقول الكلام الحلو ..بس ماشاءالله على الأنستا أنواع كلام الحب والشعر الغزلي ...
قهقه ضاحكاً :خبله أنتي هذا أخذه وأكتبه على الصور أنا وش عرفني بالشعر ...
ياسمين بيأس منه :فاهمة أقصد قلي كلمتين من هاللي تنسخها وتحطها على الصور تعلم منها ...
لم تجد رد منه .. بقى هو على نفس وضعه جالس بهدوء وهي تحرك الطبق أمامها تديره حول نفسه ..
لاتعلم مانهايه هذه المصارحة ...
ليقول أخيراً :أنا أحبتس قبل ماأعرف هالخرابيط ..
تذكرين يوم نروح للجنوب .. أنا من ذاك الوقت وأنا أحستس شي يخصني ..
تذكرت عن أي رحلة يتحدث كان مازالت صغيره لم ترتدي العبائة ولكن لاتتحجب حتى ... نظرت إليه بعدم تصديق :طيب ليه ... ماأعتقد فيه شيء مميز فيني بذاك العمر ..
بنظرة خاصة تصدر منه أحياناً وتتمناها دائماً :كنتي تهتمين فيني ..الوحيدة من اللي حولي تفهمني من عيوني لكنت متورط ..
وو ..تحولت نظرته لجسدها :كنتي دبدوبه وعشقي الخدود المنفخة ...
تهز رأسها بأستنكار ...
عاد يقول بأنفعال يصدر منه حين يجد نفسه متورط وغير قادر على التعبير عن مشاعره أو شرح مايريد الوصول إليه :الصدق أنا أحبتس عاد عشانتس أنتي كذا حبيت هالشكل.. ولاأنا أحبه ولااا اللي هو.. أحبتس وخلاص لاتعبيني بالأسئلة الواجد ...
المهم وأنتي ....
كانت تشعر أنه سيقلب الحديث عليها وسيطالب بشرح مماثل :أنت تدري ماكنت أحبك ..وأنت كنت شرير تصرفاتك مزعجه تنتف فرو الأرنب ..تذبح العصافير وتكسر أجنحتها وماكنت طفل كنت كبير ...
اووه حادثة سلخ الذيب هذي موضوع ثاني ...
هجرس بأندفاع يبرر تصرفه :لولا الأولات ماوصلت للأخيرة وهذا ورثنااا من جدنااا تبغى العرب تضحك عليناااا ومن أحفاد جدي ماأعتقد بيطلع اللي قلبه ساطي ويسويها ألزمت عمري بهالورث ولازم أورثه لعيالي ...
تتجاهل تعليقه وتكمل :وو تسرق المشروبات اللي طلبنااها ماتحس تصرفاتك كانت مبالغ فيها ...
بنظرة متورطة وكأنه يعيش الموقف السابق :أحبتس ومافيه طريق للوصول لازم أنكد عليتس ...
صمتت لم تكمل فحثها :واللحين ...
ياسمين بهدوء :فيه أشياء كثيرة أحبها فيك وأشتاق لك ..
لم يعطيها الفرصة لتعبر عن المزيد وقف بحماس وتوجه لها ليغرقها في عناقه :والله أنا اللي أحبتس وأشتاق لتس وأموت فيتس ..
كانت تضحك على هجومه المفاجيء ولكن هكذا هجرس سريع الأنفعال بكل تصرفاته حتى العاطفية منها ...
أعتادت عليه بهذة الطريقة ولاتتخيله بصورة أخرى ...
وبعد أعترافه المرضي أنه أحبها كما هي ...
تعترف أيضاً أنها أحبته لأنه هو ...

××أغلى مافي السنين المقبله والماضيات رفيق ماغيرته لا الأيام ولا الظروف××


*****

كان تدرس عن بعد ولكن الأختبارات تحضر بمقر الكلية لأدائها ..
تتقدم بطيء بالدراسة ولكنها مصرة على المضي فيها ..
اليوم أخبرها سعد أنه سيقلها بعد أنتهى أختبارها ليقضيا بعض الوقت معاً ...رغم أنها شكت بصدق وعده ...
ولكنها أتصلت فيه بعد أن أنهت أختبارها ...
وسرعان ماحضر ...حين صعدت للسيارة وألقت السلام ...
مد لها المشروب الذي أحضر لها بطريقة وسألها :هاه وشلون الأختبار ؟؟؟
فاطمة بصراحة :والله ياأبو يارا شكلي بسقط مره أحس أني في عالم واللي بهالكتب بعالم ثاني ...
فرك ذقنه وقال :قلت لتس خلاص راحت عليتس ماصدقتيني ...
شعرت بالضيق فقالت :حتى ولو بأخذ الشهادة يعني بأخذها ...
أستمرا بطريقهم حتى طلب منها بشكل مفاجيء :غمضي عيونتس ...
فاطمة بشك :ليه أغمض عيوني بالنص الشارع ماأنت مطلعني عشان أتفرج على الدنيا ...
سعد :يابنت الحلال غمضي عيونتس بوريتس حاجة أحسن وأحب لتس من اللي تشوفينه....
أنساقت لطلبه وأغمضت عينيها ...
شعرت بتوقف السيارة ..
ثم يفتح بابه .. لاتشعر فيها لدقائق ..ثم يفتح بابها ..
ويصر :لاتفتحين عيونتس ..أنا اساعدتس ...
تمد يدها له وهي تقوله :يالله نشوف آخرتها معك ...
ساعدها بالمسير وهي تشعر بأنها مضحكة ..
ولكن أستمرت بمجاراته لترى نهاية المفاجئة التي يخبأها عنها ...
حتى طلب منها:يالله اللحين أفتحي عيونتس ...
فتحت عينيها سريعاً ... كانت تقف بحوش منزل
حديث البناء ...جالت عينيها بالمكان وعادت ببصرها له
ليمد لها مفتاح :مبروك عليتس البيت ...
شهقة بعدم تصديق :كيف مسرع ...وهذي ماهي أرضنااا ..
قالت هذا لأن الأرض كانت أكبر من هذه بكثير ...
بتنهيدة :بعت الأرض ماعندي اللي يكفيني أعمرها وبقروشها ومع القرض جبت هالعمارة نوسع على عيالنا بدال الضيق اللي عايشين فيه ...
نظرة برضا للمنزل وفتحت مدخله وأستمرت بالمضي داخله ...تتفحصه وعقلها يدرس كل ماحدث من مشاكلها سنوات مع عائلته ثم زواجه عليها وأخيراً انفصل والآن أبتاع لها المنزل الذي حلمت فيه طويلاً ..
عندما يئست من تحقق مطالبها جائتها توالياً ...

×× وإن عيّت الدنيا تجينا على الكيف حنا على درب الصبر قد مشينا××



*****

أعتاد على الصبر بالسجن ...وكان قد زهد بالدنيا بأكملها فكان من السهل عليه أن يصبر بأنتظار حلول الموعد الذي قطعه له هجرس ....
فكان له ذالك جائه أتصال بأحد الأيام بعد شهر ونصف :يالعم كانك جاد وتبي مرتك تعال قابلني في بيت جدتي ...
لم يمضي على ذالك الأتصال ساعه إلا وقد أصبح على طريق حائل ..
ومازال في قلبه شك أن يفي هجرس بوعده ...
رغم ذالك سار في ذالك الطريق على أمل أن يجد غايته
في آخر الطريق ..
حين وصل أمام المنزل أتصل عليه ...ليخبره أن يدخل مباشرة للمجلس ...
كان هناك مجلس صغير في حوش المنزل ..
دفع الباب الخارجي ودخل ..كان الباب نصف مفتوح
طرقه وهو ينزع حذائه ... المجلس صغير ومتواضع ..ومن مكانك عند الباب ستلاحظ وجود طفلين كل منهما في مهدة بمنتصف المكان ...
شعر بتوتر من وجودهما وألتفت بشك حوله ...
لما يترك هؤلاء الصغيرين بلا راعي ...
أعاد الأتصال بهجرس ولكن هاتفه أصبح مشغول ...مامشكلته ..
وقف مكانه عند الباب لم يستطيع التقدم لداخل ...يخشى تواجده معهما بنفس المكان وبالتأكيد لديهما أم ستأتي باحثه عنهما ...
ليصله صوتها من الخلف :الحكم ...
ماأن ألتفت عليهاا .. حتى لاحظ توترها ...
الذي انعكس عليه فلم يتقدم لها وهو من تمنى سابقاً لو تتاح له فرصة رؤيتها لمرة واحد كافيه يروي فيه ظمأ شهور من الأشتياق ...
كانت ترتدي لباسها المعتاد فستان بتصميم تراثي ..
بالعاد يكون فضفاض عليها ولكن اليوم بدى ملاصق لجسدها بطريقة غريبه ووو كيف أصبح لديها وجنات بارزة ...اكتسبت الوزن .. لشخص غاب طويلاً يمكنه ملاحضة هذا بكل سهولة ....
قال بتهكم يخبأ خلفه خيبة أمله :صادق هجرس أجل يوم يقول مبسوطة عايش حياتس يافزة ... وماسألتي فيني ...!!!
لم تكن مركزة على عتابه بقدر تركيزها على كيفية نقل خبر وجود أبنائهما ..
لقد أخبرها هجرس أنه سينقل له الخبر بطريقة سهلة وليس عليها التوتر من مواجهته ولكن بالحقيقة بدى غير مستوعب لأي شيء ..
لقد وضعهما هجرس بساحة مواجهة وعليها هي أن توضح كل شيء ...
صاح أحد الصغيرين فأسرعت متجاوزه الحكم لترفع الصغير حتى لايوقظ أخيه ...
رفعته تهزه وقالت بكل بساطة :اششش لاتصحي أخوك ...
لحق بها للداخل ليسألها بأنزعاج لم يستطيع أن يخفيه فهو بحديث خاص مع زوجته التي لم يراها لشهور ..
فمن الشخص صاحب الظل الثقيل الذي ترك لها أمر رعاية أبنائه :وين أمهم ذولي ...
رفعت رأسها وهزت كتفها لتعيد شعرها خلف ظهرها من جديد وأسلوبه بطرح السؤال أستفز أمومتها : بسم الله عليهم أنا أمهم يعني من بيكون ...
لحضه فقط أستوعب خلالها الموقف من جهته قبل أن يصيح فيها بطريقة أفزعت الصغيرين معاً ليصرخااا كل منهما على طريقته :كييييف كيففف أنا ماطلقتس كيف تجوزين غيري ..أنتي مجنونة وأخوتس والله لأذبحه ...والله لأشرب من دمه ... يسوي كذا عشان يقهررررني كيففف أقنعتس اني طلقتس وأنتي ماصدقتي ركضتي تأخذين غيري وين حبتس يالكذابه وين نفاقتس ...
وين كل خرابيطتس اللي قبل ...الله يحرقكم مثل ماأحرقتوني ...
كان بفورة غضب لم يلاحظ خلالها برودها كان حديثه متلاحق وكأنه في سباق لأطلاق أبشع الكلمات وأشنع الأدعية ...
حين صمت قليلاً رفعت يدها لجبينها بعد أن قبلتها وقالت :الحمدلله والشكر لامستك كهرباء وأنت بالسجن ...وش هالخرابيط اللي تقولهاااا ...استغفر ربك
كل هذا على أخيي الضعيف اللي فازع لك ..
يالهبيلة ذولي عيالك أنت ....!!!
وقفت وهي تحمل الأثنين بصعوبه كل منهما على أحد كتفيها ولكنها تمرست على التعامل معهما بالفترة الماضية :أصلاً كيف تشك فيني وتقول هالكلام اللي ماينقال ... ماشاءالله على ثقتك فيني ..والله ماكان العشم فيك يابوالغالين ...
الحكم الذي يراقب تصرفها معهم بحذر وهو يخشى أن أحدهما يسقط بسبب تصرفاتها وبصره بدى يرسل رسائل ترجمها عقله أخيراً ووصلت لمنطقة الأستيعاب:اثنين ..توأم ..متأكدة ...
فزة التي لاتعلم لم بدى الحكم غبي هل هذا تأثير الحبس هي مع السهر والعناية بطفلين مازالت قادرة على التفكير والفهم أسرع منه :ايه سرقت واحد زيادة مع ولدي ... ياويلي عليك يابعد جداني الحبس ماخلى فيك عقل يفهم ....
أجل هكذا هو معها فعلاً ... بطيء الفهم .. رغم سرعة بديهته بأي مكان إلا معها يصبح أغبى الأغبياء وأبرز الأمور وأكثر وضوح يغيب عن بصيرته ..
مد يده وكأنه سيساعدها بحمل أحدهما ولكنه تراجع فهو يشك بقدرته على التعامل مع طفل بهذا العمر :كم عمرهم متى جبتيهم وليه ماعلمتيني ...وش سميتيهم ...
ضحكت على عبارته الأخيرة :ماسميتهم أنتظرك تسميهم ...
لكن بعد نظرته الحادة قالت بتوتر :قيس و حاتم ...
عادي لو ودك غير أسمائهم ..مابغيت أتركهم بلا أسم فالً ماهو زين ...
لايستطيع أستيضاح مشاعره ..هو غاضب منها ..
سعيد أنها ستعود له ...وشعور مبهم أتجاه الطفلين لم يحدده بعد ...مثلاً لم يهتم بكونها من أطلقت الأسماء عليهم ... لايشعر أنهما ينتميان له بعد ...
ويشعر بثقل لوجودهما في حياته ...
ويريدها أن يغادر بها سريعاً للرياض ...
فوقف عقله عند الفكرة الأخيرة وقال :أتوقع جلستي هنا واجد يالله سرينااا ...
فزة :أبشر يابعدهم أحط عباتي على راسي وتسحب شنطتنا الله لايهينك ومشينا ...
هز سبحته بأنزعاج :ماسلمت على جدتس ...
ماهي زينه أجي متعني من الرياض ولا أسلم عليها ...
نادته ليأتي خلفها وهي مرتاحة لفكرة أنها بدأ التفكير بالأعراف يعني أنها تعدى المسألة بينهما ...
لكن ماأن صعدا لسيارة وأستقر بهما الطريق
حتى عاد للعتاب وهذه المره لبدايات الفراق :وش أستفدتي عورتي قلبي وحرمتيني من المعرفة بحملتس وأنتي عارفة أن مصيرتس الرجعة لي ....
أغلقت عينيها لاتستطيع شرح رؤيتها السابقة لها
فماذا لو عادت وتحققت ..
لم تريد تجديد الذكريات السيئة ...
بلهجة هادئة وهي تنظر للخلف حيث يغرق الصبيين بنومهما كلاً بمقعد السيارة الخاص به والذي أبتاعهما خالها ماأن عرف بأمر سفرها :يابعدهم اللحين الورعان نيام ومسرى الطريق هذا زينه بدال ماتتغزل فيني وتقول أشتقت لتس وقلبي تعذب بفراقتس .. ومشتاق لضمتس وشمتس كل سوالفك عن أمور تكدر الخاطر ...
لايستطيع التجاوز بسهولة بل كلما تحدث زاد غضبه :أنتي تسذا تحبين تسكير المواضيع تحبين دسدست الأمور .. وماتواجهين ..
كيف أثق فيتس كيف تبغيني أعطيتس شوق ومشاعر وأنتي متخليه عني قبل فترة بسيطة بدون أي توضيح ..
حملتي وولدتي وأنا آخر من يعلم ...
كل هذا كيف أتجاوزه ...
شعرت بالوجع بين كلماته فقالت لتشرح بعض أسبابها :ِشفت منام سيء ..أنت تذكره ..جدتي قالت لو تركتك ماراح يتحقق ...والحمدلله الله نجاك منه ...
كان بوده أن يصرخ بتوقف عن التفكير بالخزعبلات التي تزرعها جدتها بعقلها ..
ولكنه لم يريد أهانتها ..تماسك قليلاً لن ينتهي الموضوع هنا ...
سيفتحه آلاف المرات حتى يجد الحل لمشكلة نقص الحوار بينهما ... وأسلوبها بأغلاق المواضيع المهمة والأختباء خلف المنامات السيئة لتبرير تصرفاتها ...
كان تنقله على مراحل حتى لايرهق الصغيرين .
..
حين وصل بعد يومين لعائلته ..
لن ينسى ماحيي أبتسامة والده حين كشف له المهد المزدوج لصغيرين ...
وخصه بنظرة وكأنه يذكره بأشادته السابقة وتوصياته له على زوجته ...
من جهتها فزة المحرج من تخبأتها لهذا الأمر كان تسلم على عقاب وشعاع وتعتذر لهما عن كتمها لأمر حملها وتردد :قلة الحيلة حدتني على هالشيء ....
لم يعاتبها أي منهما فكانا سعيدين بالحفيدين
...
حصلا على جناح فهدة الخالي ... كانت فزة تتأمل أثاثه الباذخ وتقول :حرام نغير كل هالزين عادي أنا راضية أني أستخدم أثاث عمتي الله يجبر كسرهااا ...
لم يعلق الحكم على دعوتها ... وأخذها بصحبة طفليه اليوم الثاني لتراهما والدته ..
التي تفاجئت بأرجاعه لفزة وهو الذي لم يناقشها بالموضوع أما أمر الطفلين فكان صاعق بالنسبه
لها وأخذت طوال الجلسة تردد :يمكنهم غلطانين ماشكلتس بتقوين تشيلين في بطنتس أثنين ...
ومتعافين ... وحتى مايتشابهون ...
لاتخفي فزة أنها فزعت من تعليقها الذي أصابها بموجع ..ولكن نظرت الحكم المترجية أن لاتعلق هي ماأصمتهاا ..
ولكنها لم تستطيع أن تكبح تعليق آخر خرج منها في غيابه :معليش ياعمة الله يعوضتس خير وأنتي مره توتس نشيطة يمديتس حتى تعرسين وتخلفين ....
لتضحك الأخرى بكبرياء :لا ياأخت هجرس ماني بحاجة رجال ...وأنا ماتطلقت من عقاب عشان أخذ غيره لو بغيته بقيت على ذمته بس وش نسوي ..
الناس اللي ماتخاف الله سلطت عيونها علينا وحسدونا وماكان عندنا حل إلا نتطلق عسى عينهم تبرد ويفكنا الله شرها ...
كانت تعلم أن هذا غير صحيح فهجرس أخبرها بخلاف ذالك ولكن لم تهتم قالت ماتريده وأنتهى الموضوع ...
لاحقاً بالسيارة طلب منها :فزة لاتزعلين من كلام أمي هي طيبة بس يخونها التعبير يعني من الفرحة قالت تسذا ...
قالت مجامله له وهي تعي جيداً في داخلها أن فهدة تقصد فعلاً ماتقول ولقد خشيت على أبنائها من عينها :الحكم ياخلف جداني ...لو أزعل من الدنيا كلها مازعلت من أم الغالي ...عشان خاطرك أشرب حتى المر والصبر لو بغيت ...
رفع ذراعه ليقبل كفه التي كانت مستقره عليها :الله لايخليني منتس ...
وألقى نظره على المرآة للغارقين بالنوم بالمقعد الخلفي :ولا من عيالتس ...


××مومن أنك ثامنة السبع العجايب وأدري أني أطردك وأنتي سراب بتبعك وخلق من عذاري سبايب وأخذك حلمن على جال السحاب ××

****
اليوم لديها موعد مختلف .. بعد خروجها من الكلية ..
لديها موعد أسنان ..
أجل كما يتوقع الجميع ..لدى زوجها ..
والأمر لايعجبها ...ولكن هو أيضاً لم يعجبه أن تتوجه لطبيب آخر حتى لو كانت أنثى وهو قادر على العنايه بها بطريقة مماثله وبحرص أكبر ...
بالتأكيد لن تجد من سيراعيها مثله ولكنها تشعر بالأحراج أن تفتح فمها لفترة طويلة أمامه
تعتقد أن منظرها سيكون مثير للضحك والأحراج بنفس الوقت ..
وهي تكره أن يراها بشكل غير أنيق ...
طلب منها أن تراسله حين تصل فهو قد حجز موعد لها ...
جلست بالأنتظار لدقائق وأخبرته أنها متواجده ...
تم ندائها كأي مراجعة طبيعيه لديها موعد ...
دخلت كان هناك هو والممرضة ..
سلمت بطريقة رسمية وتوترت من وجود الممرضه لم يتحدث من قبل أنه تعمل معه أنثى بنفس المكان ..
وسعــودية ...
كان يخبرها أن مساعده رجل ..ولكن بالتأكيد لم يكن يخدعها وإلا لم أستدعاها لترى بنفسها ...
جلست أخبرها أنه سيجري أشعة لأسنانها ..
كان هناك غطاء على رأسه وأرتدى الكمامة على وجهه
لاترى إلا عينيه التي يرتدي فيها العدسات الداكنة ..
لم يتخلى عن هذه العادة رغم أخبارها له أنها تفضل لون عينيه الطبيعي ..وكان رده عليها أنه لايحب لفت الأنتباه ..رغم أن كل مافيه ملفت ...
كان يتعامل معها بأحترافيه كما لو كانت أي مريض آخر ...يخبرها بكل خطوه يقوه بها ...
كل شيء طبيعي حتى أبرة البنج الذي أعطاها لها وفجأة بدى يتصرف بغرابة داخل فمها ...
وضعت يدها على يدها توقفه ولكنه طلب منها أن تصبر وهو يأكد باقي شوي ...
صبرت بثقة فيه أنه لن يفعل شيء يؤذيها رغم شككها بالألم الذي تشعر فيه ...
حتى أخرج شي ما ووضعه بالطبق المعدني على الطاولة التي عليها الأدوات التي يستخدمها ...
كانت الممرضة بآلة شفط السوائل تنظف فمها ..وتم أزالة الدعامة التي وضعت لفكها لتبقيه مفتوح سألته رغم شعورها بتنمل شفاتها وجزء كبير من فكها ولكنها نطقت بصدمة :وش سويت ليه تخلعه ...
أحمد الذي أنتبه للصدمة بعينيها قبل صوتها :كان تالف ولازم يزال وجوده أصلاً يأثر على باقي الأسنان وسلامتها وحتى ترتيبها ....
عادت تقول بشعور كبير برهبة من تصرفه دون استشارتها :بس أنتي ماستأذنتني ...
شعر للحضة أنها ستبكي ولكنها وقفت وهي تقول :لو بمكان ثاني أشتكيت عليك ...
كانت ستغادر حقاً ولكنه أوقفها ممسكاً بذراعها :أسماء هدي وش فيك أنا تصرفت باللي فيه مصلحتك ولو رحتي أي طبيب ثاني أتحدي يقول أن اللي سويته فيه ضرر لك ..
حاولت التملص منه وهي تقول :أنت ماستأذنتني المفروض تسألني تعطيني مجال أفكر ...
حين تذكر وجود الممرضة التي تجلس بحيرة وأنزعاج من الموقف بنفس الوقت أخبرها :هذي زوجتي تقدرين تأخذين البريك ..
خرجت الممرضة وهي تلقي نظره عليهم ..فهمتها أسماء نظرة شك ..وفهمها هو نظرة فضول ...
أسماء :يعني حتى مو حاط عندها من البداية خبر أني زوجتك ..كنت تلمس خدي قدامها ووو
كان قد مد يده بمنديل لينظف وجهها ..
كانت مستمرة بالحديث :لازم تناديها اتفاهم معها أنا ماأسمح لأحد ينظر لي بهالطريقة ...
أحمد الذي نظرة الجدية والأهتمام أنطفأت بعينه وتحولت للنظرة ملتهبة تتشرب تفاصيلها بطريقة فاضحة ..
أسماء تتراجع عن أنفعالها وهي تريد المغادرة سريعاً في البداية كانت تريد تصحيح نظرة الممرضة لها ولكن الآن غيرمهتمة إلا بالخروج دون فضيحة :أحمد يالله أنا برجع البيت عشان يمديني ...
جذبها من ذراعها لتصطدم بصدره ...
رفع وجهها له يداعب خدها بأبهامة ليقول يطمأنها حين لاحظ نظرتها الفزعة :لاتخافين بوسه بس ...
قالت بصوت خافت مستنكرة :بوسة أيش فمي كله دم ...ماتقرف ...
هزرأسه بنفي :منك مستحيل أقرف ... يالله سطحية ...
تخيلي كم دقيقة مرت ومايفصلني عن شفتك شيء ولازم أصبر ...
طبع قبلة على شفاتها التي أغلقتها بأستماته ...
ليضحك حين لاحظ نظرة الفرج بعينيها :آخ ياليتها عيادتي الخاصة ...
حين لاحظها تهم بتغطية وجهها بنقاب أخبرها :لحضه خوذي هالحبة قبل تمشين وأنا بجيب المضاد معاي وأنا راجع ..
أبتلعت الحبة سريعاً وعاد لها الشعور بالوجع بعد أن فقدته بالدقائق السابقة ..
حذرها :أشربي أشياء معتدلة لاحار ولابارد ..ومافيه أكل اللحين بعد 6 ساعات ...
كان يتحدث وهو يمسك بكفها ..
عاد يسحبها إليه وهو يقول :أحس ماني قادر أخليتس تطلعين ...
تنهيدته التي سمعتها وشعرت فيها بحركة صدره تحت رأسها ..أشعرتها أن لديه مايقوله ..
وكانت محقه لأنه قال :أسوم شكراً ياعلاجي ودواي ...
أنا بدونتس ماكنت بقدر أتعدى المرحلة السيئة اللي دمرت حياتي .. شكراً لأنتس تفهمتيني وطهرتي جروحي ...
أغمضت عينيها وهي تشكره لنفس الأسباب العوض الجميل ...أجابة دعوات ليالي طويلة ...

××قولوا له إنه هو ختام الحُب ولا بعده بديل
و في كل بيتٍ من قصيدي والله إنه مقصدي

و كانه يحسبنيّ أبنسى . . من غيابه الطويل
أقول له ما أنساك كود الموت ينسى موعدي××
الخاتمة

هنا يتوقف مركب عشق من قلب الصوارم ماحدث بعد ذالك كان تواتر مابين لحضات سعيدة وبعض التعاسة لم نكن لنتمناها لأبطال عشقنا ...
الثنائي بتال وجوزاء عاشا بسعادة وأستقرا بمنزل قرب منزل والدته وحظيا بطفلهما الثاني وكانت فتاة أسمتها والدتها بأسم الجوري ...
كبر أبناء بتال وبفترة المراهقة كانوا يلجأون كثيراً لخالتهم جوزاء من قسوة جدتهم فهدة ووجدوا في منزلها الكثير من الأسترخاء والصداقة والودية ...
وصل بتال لمرتب عليا بالعسكرية حتى تقاعد بعمر متأخر من خدمته العسكرية ...
وأستمرت جوزاء ككاتبة ..وطبع لها العديد من الكتب وأشتهر أسمها بقدر كافي بين أهل الأدب ...

الثنائي فياض وخــزام عاشا بسعادة بمنزلهما ..
وحظيا بطفلة بعد سبع سنوات من زواجهما تلاها ذكرين توأم ...
لم يستمر فياض كثيراً بعمله الحكومي وتقاعد مبكراً وفتح مكتب للأستشارات القانونية ...
خزام جربت العمل كمصممة ...وفتحت دور للأزياء ..تنقلت بين الكثير من الأعمال حتى حين أنجبت أطفالها أكتفت بتربيتهم ومارست التصميم كهواية خصوصاً لأبنتها ..

عاش سلطان في شقاء مع حسناء حتى أودعها مركز للصحة النفسية ... وعاش مع أبنائة منها في أستقرار وهدوء وأدخل غادة بحياتهم بالتدرج لم يكن لها الكثير من قبول عندهم حتى أصبحوا بعمر الشباب كان علاقتهم كأخوة بأبناء غادة التي أنجبت أخ آخر لعقاب علاقة مستقرة وجيدة كعلاقة أعمامهم ...
وفي حياته الخاصة مع غادة لم يتمنى سعادة أكثر من التي عاشها معها وكانت عوض للسنوات من الشقاء خلف المال وفي الزيجات الفاشلة ...
الثنائي الحكم وفزة عاشا حياة مليئة بالأحداث بسبب رؤى فزة والأختلافات الكثيرة بينهما ..
لكن أستمرت حياتهما معاً رغم كثرة الخصامات داخلها ...

هجرس وياسمين ... أستمر هجرس بعمله وأكملت ياسمين شهادتها الجامعية حتى حظيت بالماجستير وبعدها أنجبت طفلهما الأول ..وكان هجرس متفهم لقرارها ...

أسماء وأحمد عاشا حياة مستقرة وقاما بتربية فياض أنجبا له أخ بعد أربع سنوات من زواجهما ...
وكانت وقتها أسماء قد بدأت عملها كأخصائية علاج طبيعي ...

ليلى أرتبطت بشاب آخر من عائلة خلف ..
الحسن دخل الكلية العسكرية بعد الثانوية ...
وتزوج بعمر الثلاثين من حفيدة محسن كما خططت لهم أمه ...


تـــــــــمت
تعليقات