📌 روايات متفرقة

رواية ما وراء الغيوم الفصل الاول 1 بقلم رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الفصل الاول 1 بقلم رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الفصل الاول 1 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما وراء الغيوم الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما وراء الغيوم الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما وراء الغيوم الفصل الاول 1

رواية ما وراء الغيوم الفصل الاول 1

بعد تلك الاحداث بفتره…
في الليل نام الاطفال ودخل هو غرفته يريد النوم والراحه لم يهنئ بنومه منذ زمن،.سمع صوتها تدخل وهي تتحدث بغضب/اخيرا جييت..
تنهد وهو يضع رأسه على الوساده/قصري صوتك بناام
وقفت عند رأسه وهي تتكتف بيديها/انت ماتعلمني متى عاد بفتك من ولد اختك هذا..
استغرب بل استنكر ما نطقت به وجلس متسائلاً/علامه أدهم
زمت شفتيها بغضب/ياخي ملييت عااد متى بأخذ راحتي ببيتي.. شف لك صرفه وابعد هالولد عني، بالاول يالله تحملت امه المريضه وهاللحين هو..كلّم عمه راكان فالرياض قله ترى لك ولد اخو هايت عندنا تعال اخذه
عقد حاجبيه وهو يرد عليها بغضب،بعدما ذكرت عم أدهم، يستحيل ان يرسل ابن اخته لأهله ولو قبلوا السماء ولن يرضي هذه الحمقاء بإهمال ابن اخته اليتيم/بتنقلعين انتي مع السلامه..ترى أدهم هو الداخل وانتي الطالعه، فهمتي؟ يلا انقلعي
خرجت من الغرفه وهي تتوعده، ان تتخلص من هذا الولد الذي نغص صفاء منزلها هو وأمه..!!
،
.
مرت الأيام رتيبه وباهته في عينيه.. اين ذلك القلب الحاني الذي كان يطوّقه بحب وبدعوات صادقه؟
اين تلك التي لا تنام وهو يشعر بوجع..!
اين تلك التي لم يعرف طعم الجوع إلا بعد فراقها؟!
اين التي كانت ترتب هندامه و تعطره كل يوم..
اين التي كان يغفي على صوتها وهي تغني له سبحونتها..!!
آه غداً أول يوم في رمضان يا أمي؟ اين انتي؟!
..
ودعت زوجها عند الباب فهو ذاهب في مهمة عمل كعادته يخرج كل شهر ويمضي اسبوعين .. ثم دخلت تسابق الريح.. اتجهت لغرفة أبنها "قاسي" ذو الثمان سنوات وجدت اللحاف بعيداً عنه لتتجه اليه وتغطيه جيداً..ثم اتجهت لسرير "أدهم" وهي تنزع اللحاف عنه وتحاول إقاظه بهمس لألا يسمعها طفلها/أدهم قوووم يمال الوجع.. قوووم
استيقظ مفزوعاً من طريقتها العدائيه/خالتي حصه!!
سحبته من سريره وهي تخرجه من الغرفه وتعطيه لحاف ووساده/يلا انقلع للمجلس برا لا تشوفك عيني نايم بأقصى البيت مره ثانيه.. ساامع؟
تقوست شفتيه وهو يحاول ان لا يبكي.. مازال طفلاً لم يكمل عامه التاسع، خرج وهو يلتفت خوفاً..لينصدم بإغلاقها الباب خلفه بعد خروجه مباشرة..!
وقف قليلاً غير مصدقاً لما تفعله به، لماذا تطرده؟!!
اتجه للمجلس بسرعه وهو خائف من اصوات القطط التي تملأ الحاره.. وجد الباب مغلقاً ليحاول ان يفتحه.. ولكن دون جدوى،
حاول العوده ولكنها قد اغلقت الباب دونه بالمفتاح!!
ليذهب ويجلس ويلتحف بلحافه وهو يراقب الظلام ويفزع مع كل صوت خلف استار الظلام.. الذي تتخلله إضاءة الشارع البعيده من خلف النخلات ..
ظل يبكي.. وهو يتسائل بداخله لماذا رمته زوجة خاله خارجاً؟ مالذي اقترفه بحقها..راجع مافعله اليوم، ولكنه لم يفعل ما يغضبها!!
ترقرقت دموعه وهو يشعر بخفقان قلبه من شدة الخوف..
امضى ليله كانت من اصعب لياليه التي عرف فيها معنى فقد أمه.. بكى وهو يتمتم بأيات القرآن بصوت خافتاً طوال الليل، كما كانت تفعل والدته له حين يطول سهره..
كانت فقط البدايه لمسلسل عذاباتها لذلك اليتيم..!
،
.
.
اشرق الصباح.. همت بصنع الفطور وايقاظ اطفالها لمدارسهم كعادتها..
مشطت شعر ابنتها الصغرى/يلا حبيبتي "مدى" خلصي كاسة الحليب كلها… بروح اجيب شنطتك. وانادي اخوانك
دخل قاسي وهو خائف كانت المره الأولى التي يستفيق من نومه ولا يراه بالسرير المجاور له/يممه وين أدهم مالقيته
تذكرت انها اخرجت أدهم للمجلس/ماعليك منه روح انت جهز نفسك للمدرسه وانا بروح اقومه
قاسي ببرائه/يمه وين نام أدهم؟
ام قاسي/نام فالمجلس.. يلا قاسي ابوي خلص لبسك ألبس ثوبك اللي طلعته لك..
استغرب ما قالته عاد قاسي لغرفته وبدأ يلبس..لن يدع هذه لأدهم كيف ينام في مكان بدونه؟!!
قررت الخروج والذهاب لإقاظه لتتفاجئ به ينام في باحة المنزل امام المجلس،زمت شفتيها بغضب.. ماذا لو عاد خاله فجأه ورآه بهذا المكان.. لربما طلقها و انهار بيتها،..
رفسته بقدمها من دون رحمه وهي تنادي/عزززيّم ووجع.. أدهم.. عززيم
ضل يتألم من رفستها وكأنها تسببت في كدمه في ساقه/ررجلي يا خااله رجلي
مسكته وهي توقفه وتنفضه بغضب/وعساها الكسر ان شااء الله ..انت ماتقوولي ليه نايم هنا!! ليه مانمت فالمجلس؟ هاااه تبي تجلطني ؟!!
بكى وهي تصرخ في وجهه بلا مبرر/المجلس مقفل يا خاله..
تركته وهي تتجه لباب المجلس لتراه فعلاً مغلق، لتلتفت اليه واثار الأرضيه قد ارتسمت على خده، لتتحدث ببرود وكأن شيئاً لم يكن/ايه ماعليه نسيت افتحه لك.. امش قدامي افطر وروح مدرستك عساك ماتنجح
حاول المشي وهو يرفض/انا صاايم ..باخذ شنطتي وبروح
استغربت/عمرك تسع سنين وبتصوم..!..يلا شعلي منك لو تلحق أمك.. طقااق، المهم اخذ كتبتك وحطها فالمخزن.. يا وويلك ان دخلت البيت مره ثانيه
ابتلع غصته وهو يرى كراهيتها و يسمع ما يجرح قلبه الغض.. دخل وهو يرى "مدى"تتجه اليه وتحتضنه بعدما رآته يعرج، تقوست شفتيها/عذاام رجلك توجعك!! من ضربك؟
كاد ان يبكي مره اخرى فألتفت و رآها تحرقه بنظراتها وكأنها تهدده بأن لا يُخبر احداً بما تفعله به.. تجاهل "مدى"ليدخل غرفته ووجد "قاسي" يلبس ثوبه النظيف.. ويبتسم له/ليه معاد تبي تنام بالغرفه يا أدهم!!
حاول ان يبتسم وهو يأخذ حقيبته التي جهزها البارحه/انا صرت رجال بنام فالمجلس
انتهى قاسي من لبسه ليخرج.. اتجه أدهم للخزانه باحثاً عن ثوب نظيف!! لكن لم يجد!! ماذا سيفعل؟!
دخلت في هذه الاثناء ابنة خاله الكبرى ساره ذات الخمسة عشر عاماً وهي تبتسم له/تبي ثوبك أدهمي؟اساعدك؟
هز رأسه بحزن/محد غسل ثيابي
اوجعها قلبها وهي ترى تلك العينين الناعستين ذات اللون العسلي الفاتح تذبل اكثر، اتجهت اليه وهي تجلّسه وترفع بنطلون بيجامته عن ساقه/خلني اشوف ليه انت تعرج.. لا تستحي يا أدهم قول لي وين طحت؟
تقوست شفتيه ليمنع نفسه عن البكاء مرّة ثانيه وهي تضغط على مكان الألم..صمت وكأنه يفتقد ابجدية اللغه، بالكاد يفهم مايتعرض له من كراهيه، لم يصدق ضربها له، مازال يظن انها مخطئه او انها لم تقصد إيذائه....
اشفقت عليه، لابد أن والدتها تقسو عليه، يجب ان لا تتركه/اليوم لا تداوم.ارتاح هنا علشان ساقك وبقول لبوي اذا جاء يمر مدرستك. و اوعدك اني بغسل ملابسك كل يوم..
دخلت ام قاسي في هذه الاثناء وهي تتخصر/انت للحين هنا!! ليه ما انقلعت لمدرستك هااه؟
خافت ساره وهي تسمع صراخ والدتها، اتجهت اليها وهي تحاول تهدأتها/يمّه حرام أدهم رجله توجعه ،وانتي نسيتي تغسلين ثيابه!
قاطعتها بغضب وصرامه/انتي تنكتمين وتنقلعين لمدرستك بسرعه ..وهو بعد يداوم بثوبه اللي امس وهو ابن تبن بعد.. يلاااا
وقف وضغط على ساقه وهو مرعوب من نبرتها، غيّر بيجامته ولبس ثوبه الذي بالأمس و اخذ حقيبته وحذاءه و مشى وهو يعرج من ضربها له.. اتجه للباب وخرج ..ابتعد عنها وعن صوتها الذي يلاحقه كالوحش الكاسر.. ضل عند الباب حتى خرج له قاسي بعدما انتهى من افطاره..
حمداً لله ان المدرسه قريبه من المنزل، والا لن يستطيع الاستمرار في المشي..
خجل من لبس ثوبه المتسخ ونظرات الطلاب ، بحلقه غصّه، وبصدره قهر..كم يكره تلك النظرات المليئه بالشفقه!
بدأ طابور المدرسه.. باذاعه مدرسيه انتهت لينتبه له احد المعلمين وهو يعرج. اتجه اليه وهو يهمس له/أدهم.. فيك شي يابوي؟
هز رأسه بالنفي/لا يا استاذ سعد مافي
عرف انه ليس بخير/افطرت؟
ألتفت اليه غاضباً فهذا سؤال يستفزه،لطالما قالت والدته انه يجب ان يبدا صيامه من رمضان القادم وهاهو اتى رمضان و سيصومه كما أمرته والدته/انا صايم
رفع الاستاذ رأسه وهو يبتسم من ثباته/هذا الولد الشاطر ما شاء الله عليك يا أدهم..
انتهى الطابور الذي لا يتعدا دقيقتين في شهر رمضان.. ليبدأ الطلاب بالدخول لفصولهم… وهو يسمع بعض المعلمين يتحدث به وهو يعرج بعبارات يكرهها ويمقتها(مسيكين هاليتيم.... انتبهوا له يا شباب تراه ضعيّف)
شعر بقوته تزداد و القسوه تغلف قلبه وهو يسمع تلك العبارات التي تستضعفه ..يجب ان يثبت للكل انه ليس ضعيفاً وليس مكسوراً ..كره معاملته كناقص…فهو ليس اليتيم الوحيد في هذا العالم ..ولماذا يُشعرونه بأن اليتم إعاقه ..آه كم يكره نظرات الشفقه بأعينهم..
سأم من احتقارهم له.. نعم هم بهذا الشكل يحتقرونه.. يظنون انه لن ينجح بدون والديه… يتذكر جيداً حديث والدته، في أيامها الأخيره(خلاص يا أدهم انت صرت رجال بتدرس لحالك وبتنجح وتصير الأول على المدرسه.. وبتكبر بتخرج من الجامعه و بتشتغل زي الكبار و بتصير احسن واحد فالدنيا)
ابتسم وهو يتذكر كلماتها وهي تصف مراحل نموه وكأنها تراقبه.. رفع رأسه للسماء بابتسامته الدامعه، فهنالك والدته تسكن الجنه كما سكن فيها قبله والده ، هي مع أبيه خلف احدى الغيمات، ينظرون إليه من بعيد،
*رسم له أملاً وابتسم ثم مضى*
مرت ايامه كباقي الايام.. فصول من المعاناه والتهميش في منزل خاله حينما يغيب اسبوعاً في عمله الذي يكون خارج المدينه ممايزيد معاناته.. بعكس حينما يكون موجوداً..!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الأول
جلست تلف سمبوسة الافطار وهي تفكر لماذا لم تعد إحدى الجارات يزرنها كالسابق.. هي تعرف تماماً ان لولا أم أدهم وكرمها و احترام الناس لها لما وطئ أحد منزلها.. لم تنسى زيارات الجارات الدائمه لها.. حتى قهوة الصباح يحتسينها معها..!
تتذكر كم كانت كريمة معها وهي تسبغ عليها الهدايا و تنصح اخيها بأن يرفق بها.. كرهت تسلطها عليها.. كرهت لطفها لها الذي يشعرها اقل منها ..
رن هاتفها لترد هذه اختها الكبرى/هلا ام صالح
على الطرف الآخر/هلابك حصه.. شلونك وشلون العيال.. شلون أدهم الله يصلحهم كلهم
ميلت شفتيها/ابخير ماعليه الا العافيه.. وينك يا بنت من بدا رمضان ما شفتك!!
ام صالح/والله انشغلت ياخيتي و اخت زوجي كانت نفاس عندي مسيكينه اخذها زوجها قبل تكمل ..رحمتها مع هالصغير البكاي
ردت بغيض/وانتي شعليك فيها ، احمدي ربك افتكيتي منها
شهقت مستنكره حديثها/لا يام قاسي ماهي من عوايدنا.. عيب من فعل خير لقاه وانا اختك،ترى كل دين مردود يا حصه.
ببرودها/والله ماتوسع خاطري لين فارقتني سويره.. عقبال يلحقها ولدها
لم تستوعب ان اختها بهذه القسوه/حصه تكفين استغفري.. واحسني لهالضعيف والله ان عندك بالبيت بركه.. تذكري كلام رب العالمين (واما اليتيم فلا تقهر) بكرا يكون لتس مثل عيالك واحسن ..ماتدرين والايام دواره
بلا مبالاه/المهم اتركك من هالسالفه.. نبي نحدد يوم نروح لأمي فيه.. شرايك هالسبوع…
.
قبيل الآذان بدقائق، جلس يدعو ربه كما اخبرته ساره انه وقت استجابه،
ابتسمت له ساره وهي تراه يدعو بهمس وبرجاء/وش دعيت يا أدهم؟
بادلها الابتسامه/دعيت ربي اشوف أمي بالحلم، انا ماحلم بها يا ساره اشتقت لها..
ذبلت عينيها وهي تلمع، حاولت منع نفسها ان لا تبكي.. فسكتت ..
خرجت من المطبخ و نادته بعدما شاهدته يجلس بجانب ساره على السفره..
تُرى مالذي تريده!
ام قاسي وهي تحمل حافظة طعام/اخذ هذي وودها لأختي ام صالح
ساره/بس يمه بيت خالتي ام صالح بعيد فالحاره الثانيه مابقى وقت ع الاذان خليه يفطر بالاول
ام قاسي بغضب/انكتمي انتي محد كلمك، يلا أدهم اخذ الحافظه وروح
نظر إليها بتساؤل صامت، هو مرهق من اوامرها طوال اليوم وطلباتها من محل البقاله التي لا تنتهي، و مع ذلك صائم ،
لا يستطيع الاعتراض وإلا ستعاقبه، اخذ الحافظه وخرج وهو يغرق في تساؤلاته مالذي تريده منه؟!..لماذا دائماً تصرخ في وجهه وتأمره هو فقط لماذا لا تأمر إبنها..أتظنه طفل لا يشعر ولا يحس أو انه عديم الذاكره.. أتظنه سيظل طفلاً مدى الحياه..سيكبر ذات يومٍ و سترى ذلك.
صدح صوت المؤذن وهو مازال يمشي، لم يصل بعد.. رفع رأسه للسماء يعجز لسانه عن وصف امنياته لكن خالقه يعرف ما تكنّه نفسه و ما يعانيه..
بعد لحظات وصل منزل ام صالح التي بالجانب الاخر من الحي الاخر .. رن الجرس ليخرج اليه صالح وهو يبتسم/أدهم يالله حيه.. وش جابك هالوقت..
قدّم اليه حافظة الطعام وهو يبتسم بذبول من العطش والجوع والارهاق معاً/هالحافظه من عند خالتي ام قاسي ..
امسك به صالح وأصر عليه/ادخل افطر معنا والله ماتروح..
لم يجد بداً من الدخول..
بدأ بالافطار على استحياء.. لم يعتاد عليهم..
شعرت ام صالح بالخجل من فعلة أختها، كيف لها ان ترسله في وقت الافطار.. لكم نصحتها ان تُحسن لهذا اليتيم لكنها لا تستمع لنصحها.. مالذي كانت ستخسره لو عاملته بلطف.. يبدو هزيلاً في هذا الشهر.. حقاً اتضح عليه اليتم/اكل لبى قلبك.. كل يوم تعال ألعب مع حسون وماجد تراهم كبرك
ابتسم بصمت وهو يرى الجميع يتعاطف معه..لم يعرف بعد معاني المشاعر ولا تصنيفاتها.. كل ما يشعر به هو الوجع و حِدّة الفقد ومرارة الحرمان..
.
عاد الى المنزل هذه المرّه بشكل مفاجئ لم يتصل ليخبر أحداً بوصوله.. دخل ينادي ليجد في استقباله ساره ومدى..
حمل مدى ليجلس وهي في حجره/شلون مدى اليوم
ابتسمت وهي تعانقه/بخيييير..
ألتفت الى ساره متسائلاً/وين اخوانك قاسي وأدهم
ترددت في الاجابه/قاسي نايم.. و أدهم.. أ
قاطعتها تلك وهي تدخل/أدهم عند اختي افطر عندها.. عزموه صالح و حسون
استغربت ساره إجابة والدتها وكذبتها، لماذا تغيرت والدتها فجأه وباتت تظهر كراهيه لأدهم!!
عبس ابو قاسي/وليييه يرووح بدون أذني.. الله يصلحه
ام قاسي وهي تجلس/عاد وش اسوي ..انا منعته بس هو مايسمع الكلام، الله يعيننا عليه لا كبر بيشيب روسنا
ألتفت اليها وهو يعقد حاجبيه، يعرف تلميحاتها جيداً/حصه.. قومي طلعي لي ملابس ابي اتسبح واغير.. وانتي يا ساره جهزي لي القهوه
ذهبت حصه ..و دخل في هذه الاثناء أدهم وهو يحمل حافظات الاكل الفارغه وضعها على الارض واتجه إلى خاله يكاد يطير من شدة سعادته برؤيته ليحتضنه/خااالي
ابتسم وهو يجلس ليكون بمستوى طوله/يا مرحبا بولد الغاليه.. يا ولد انت ماتعلمني ليه ناحف وراك ماتاكل، انت من وين جاي؟
اجابه ببرائه/خالتي حصه عطتني حافظة جريش وحافظة فطاير وقالت اوديها لخاله ام صالح
صغّر عينيه وهو يستفسر/متى، قبل اذان المغرب والا بعده؟
ابتسم ببراءه/أذن في الطريق وخالتي ام صالح وصالح خلوني افطر عندهم
هز رأسه بغضب وهو يفهم ما يدور خلف ظهره/اجل الدعوه كذا يا حصيصه… يلا وانا خالك روح و ذاكر دروسك ثم تعال ابيك تجلس معي نتقهوى ونجلس مع بعض شوي
ابتسم بسعاده،ثم ذهب فرؤية خاله كفيله بإزالة جزء من وجعه بمعاملته و رائحته وحنانه الذي يذكره بصدق محبة أمه.. هو من أكد مقولت أن "الخال والد"
.
،
.
دخل الغرفه كالعاصفه.. أغلقها بالمفتاح وهو يراها تقف امام الخزانه المفتوحه وتُخرج له ملابس، إتجه إليها وهو يتوعدها بعينيه.. حتى وقف أمامها.. وصفعها بأقصى قوته
ارتعبت وهي تُسقط المنشفه من يديها، وتسقط معها دمعتها/بو قاسي علامك… انا وش سويت
امسك بها من ذراعها وهو يسألها/انتي ماتقولين لي متى بتعقلين؟ هاااه؟..ليه حاطه دوبك ودوب طفل يتيم؟!!!
حاولت ان تدافع عن نفسها ولكنه يصرخ بوجهها وألقاها أرضاً…
أشار بإصبعه السبابه وهو يهددها/ان تعرضتي لأدهم مره ثاانيه والله يا حصه ان تسبقك ورقة طلاقك على بيت اهلك، وبزارين ماعندي لك بزارين .. فاااهمه؟!
هزت رأسها بالموافقه و هي تشعر بجديّته و لهيب نظراته الناريه.. ليتركها بشده.. ويأخذ منشفته ويدخل الحمام يستحم.. لن يدعها تسخر منه وتستغفله في ابن اخته الوحيده.. لن يسمح لها مادام حياً.. تمنى ان يطيل الله بقائه حتى يوفي بوعده الذي قطعه لأخته ان يحمي طفلها حتى يكبر ويشتد عوده.. عرف الآن ان اليتم هو يتم الأم..
نزلت دموعه وهو يتذكر مواقف أخته معه.. كانت أماً حقيقيه لم تُشعره بفقدان أمه.. و لم تتزوج الا متأخره لترعاه..
،
.
وقفت وهي ترتب نفسها بعدما ضربها زوجها.. وهي تتوعده بداخلها ان تنتقم..ولو بعد حين!!
مازالت تشعر بمرارة الاستصغار.. كان منزلها عامراً بالجارات والزيارات.. بسبب احترام الجميع لأم أدهم كانت تحظى بمكانه عاليه عند اهل الحي جميعهم..
وهذا ما تأكدت منه بعد وفاتها لم يعد يزورها أحد.. فقد ماتت من كانت تشعل المنزل بوقود الحياه..لتعرف حقيقة انها لا شيء وان كل ما كانت تحظى به من تقدير هو بسبب انها زوجة أخو ساره فقط!!
.
،هي ايام قليله لينقضي الاسبوع.. ثم ذهب ابو قاسي لعمله كالعاده.. أنهى جميع الاطفال طعام عشاؤهم،فرحت بذهاب زوجها.. لترمقه بحده وهي تراه يأكل ببطئ/انت يا ولد ساره اذا خلصت اكل تنقلع للمجلس برا فااهم؟!
ابتلع ريقه بصعوبه.. لم يستطيع إكمال عشاءه حتى وقف وهو يهم بالذهاب.. لتلحق به و توقفه مجدداً خارج الغرفه بعيداً عن مسامع اطفالها/اسسمعني ززين يا عزيّم..ان فتحت فمك و علمت خاالك يا وويلك ترى بذبحك وبقطك للكلاب فالشارع تاكلك. مفهووم؟
اتسعت حدقتي عينيه الناعستين بهلع ليبتلع ريقه بصعوبه اكثر من اي وقت مضى، نظراتها مخيفه نبرتها تكاد تقتله رعباً..هز رأسه وهي تكرر تهديدها/و..و..والله ماقوله والله
ابعدته عن طريقها/يلا انقلع عن وجهي جعلك الماحي..
ذهب مهرولاً و كأنه يهرب اخذ وسادته ولحافه وخرج..
جلس في المجلس و ترك الإناره مضاءه حوله.. عاد اليه خوفه وهو لوحده.. لماذا لا تريده زوجة خاله.. لماذا تهدده بالقتل؟!..متى سيشعر بالأمان؟ .. متى سيحظى بالسكينه التي افتقدها مع فقدان والدته..؟
كل يوم يفتقدها اكثر من سابقه..
لن ينساها.. كل شعور مؤلم يذكره بها..
هكذا مضت به أيامه ما بين كبت وقهر و حرمان..
اي فقد يمر به هذا الطفل..
سمع صوت خطوات خارج المجلس ليقف خائفاً ويتجه للباب بعدما رأى ظلاً تحت الباب/من؟
همست بصوتها الطفولي/أدهم افتح لي البسه بتاكلني
فتح الباب وهو يستغرب وجودها هنا/مدى!!
دخلت وهي تجلس وتضع صحناً صغيراً به خبز وجبن وعلبتين عصير/تعال اكل معي
استغرب تصرفها/مدوش ارجعي ترى اذا عرفت أمك بتضربك
هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم/لا تخاف امي نايمه ..تعال بس اكل معي..
ابتسم وهو يذهب ويجلس بجانبها، الجميع يتعاطف معه حتى مدى التي اصغر منه/مدى انا مابي اكل ليش تجيبينه؟ يلا روحي
ألتفتت اليه/انت كذاب،اختي ساره قالت انك ماتعشيت معنا زين، و امي تخليك تطلع برا، بس ماعليك انا بجيك كل يوم و اجيب لك جبن وخبز.. وعصير يلا اكل قبل اروح
بدأ بالاكل معها، هي محقه، فهو لا يأخذ كفايته من الاكل تحت نظرات زوجة خاله.. تناسى الحزن والبؤس لطالما ساره تقف بجانبه فهو بخير ..
ابتسم وهو ينظر لوجه مدى المملوء برائه وغمازتها المميزه.. شعر اليوم انها تفهم ما يدور حولها.. هي ليست مجرد طفله في السابعه من العمر..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الأول
أيتها الغيوم الرماديه اجيبي،
متى ستمطرين أو متى ستهب العاصفه؟
غيبي ايتها الغيوم فقد مللت الظلام..
اريد العيش بسلام..
اريد رؤية شموس الدفئ تشرق كل يوم
..اتوق للشعور بالامان..
مرت سنوات العمر و "طفل الوجع" يكبر عاماً تلو عام.. وهاهو اليوم يتخرج من الثانويه بتقدير امتياز..
عاد الى المنزل بصحبة قاسي الذي يرافقه كالأخ وان كان يحب الخروج مع اصحابه في رحلات قنص لا تستهوي أدهم كثيراً..
وجد خاله يستقبلهم عند الباب بترقب/هاه يا شباب بشرووني
قاسي بابتسامه/ابشررك أدهم تخرج بتقدير ممتاز بنسبة (98%) انا نجحت بس النسبه مااش90%
ألتفت لأدهم بابتسامه دامعه وهو يحتضنه/الف مبروك يا ولدي ااالف مبروك..
ابتسم أدهم وشعر بتأثر خاله/الله يبارك فيك يا خالي
شعر بالضعف في جسده ..كالذي كان يقف طوال سنين يريد ان يسند نفسه ويرتاح، كاد ان يسقط لولا ان قاسي وأدهم تسابقا للإمساك به..
خاف قاسي/يبه شفيك؟
ابتسم لهما/من فرحتي بكم.. ماصدقت انكم كبرتوا وصرتوا اطول مني
قبل رأس خاله و هو يشد على يده/تربيتك يا خالي..
هز رأسه/يلا ادخلوا خلونا نتقهوى..
دخل وهو يرى تلك الشقيه تنزل من الاعلى تسابق الريح وبعينيها سعاده، وكأنها واثقه بالبشرى الساره/هاااه كم النسبه يا أدهم
سبقه قاسي/98% وانا 90%
عانقت قاسي بعد هذه البشرى وعينيها بعيني أدهم/الف مبرووك حبيبي
ابتسم لنظراتها وهو يشاكسها ويذهب ليجلس بجانب خاله/هاللحين انا اجيب نسبه اعلى وتسلمين علئ قاسي وانا ل!!ا
عبست وهي تجلس وتسكب لهم القهوه/هو اللي بشرني..الظاهر انت تفوقت وشفت نفسك
ضحك ابو قاسي/عاد انتي متى شهادتك يا بنت
انفجرت ضاحكه/يباااه انا مبشرتك من يومين.. خلف الله علي ..الدلع لعزووم و قويسي.. اما مدووش محد دري عنها
ضرب أدهم صدره بيده بخفه/ابشررري اجل بالدلع.. بس انتظري شوي.. هاللحين مفلس ههههه
ضحك قاسي/اجل اقعد يـ… لين يجيك الربيع هههه
كان ينتظر اجتماعهم ليخرج بوكه ويوزع عليهم مكافأة تخرجهم.. كل منهم خمس مائه أما أدهم ألف ريال وقلمه الفضّي/ تستاهلون
مدت شفتيها وهي تمثل الامتعاض/شمعنى أدهم الف وقلمك الفضي وانا خمسميه لحاالهااا. هاااه.. بابا اعدل
ابتسم لدلال صغيرته/انتي عاد بنتنا الصغيره
قاسي الذي يعتبر أدهم كروحه الاخرى/والله أدهم متخرج من الثانويه وانتي المتوسط
أدهم وهو يرمقها بابتسامه جانبيه/بديينا بالحسد يا مدى!!
ابو قاسي بابتسامه/تستاهل يا أدهم
دخلت وهي تراه يقسّم الهدايا.. وتراه يفضل أدهم على ابنائها..لكن لن تعلق الآن والا سيقتلها.. مرت سنوات وهو يمنعها من فعل ماتريده.. ولكنها كانت تستغل فترات غيابه لتنكل بأبن اخته.. وساعدها في ذلك صمت أدهم فهو لا يبوح بماتفعله به/مبروك يا شباب
قاسي وأدهم/الله يبارك فيك
وقفت مدى وهي تتجه الى أدهم وتجلس بجانبه بمشاكسه وتضع يديها على كتفه/مادري حسيت اني حبيتك فجأه.. شرايك تصير صديقي و نسوي قطيه ونسافر الشرقيه
لم يلتفت اليها/سووقيييهااا
استدرجته و اخذت منه القلم لتهرب ويقفز هو بدوره ويلحق بها/مدددى.. وقفي والله ما اخليك..
ألتفتت ام قاسي الى زوجها/ماتظن ان أدهم صار رجال والمفروض معاد يدخل اقصى البيت!! <<لم يكن حيائاً ولكن لتطرده فقط.
التفت إليها/الولد معتبرهم اخوانه ومدى صغيره.. مابي اضيق صدره واعزلهم بعد كل هالعمر..
.
لحق بها وهي تخرج من باب المطبخ الخلفي وهو ينادي ابن خاله/يا قاااسي تعاال افزع لي
رد عليه قاسي من بعيد/رووح ياشيخ انت وهالبزر بقيل شوي وبطلع مع العيال وتراك بتروح معنا هالمره
صعدت اعلى الأرجوحه القديمه الموجوده في ساحة البيت الخلفيه.. وهي تمد لسانها تجاهه بحركه طفوليه/اتحداك تمسكني
وقف وهو يتأمل تصرفاتها كيف تحب العبث كالاطفال، حاول استفزازها فهو يعشق ردود فعلها الطفوليه/مدى انتي ماتشوفين طولك يالخبله.. طالعه فوق المرجوحه كأنك قرد يالقرده. حتى البزارين ما يسوون سواتك
ارمشت بعينيها بدلع/و احلى قرده .. هههه
زم شفتيه وهو يحاول ان يحاورها/شووفي ان مانزلتي هاللحين.. ماراح اوديك السووق.. ولا فيه كفيهات ولا طلعات بعد المدرسه من اللي انتي خااابره.. <<غمز لها ليذكرها
رفعت حاجبها/اهااا بدددينا يا عزززيييم ماراح انزل و قلم ابوي الفضي انزررف منك خلاااص.
تركها وهو يعطيها ظهره يعلم انها لا تستغني عنه ولا تحبذ صدوده عنها،هي مدللته ويعرفها ، ذهب وهو متأكد من لحاقها به..
رأته يبتعد ..يبدو انه صادق ولم يكن يمزح.. نزلت مسرعه وهي تناديه/أدهمي.. أدهمي
تظاهر بالغضب ولم يلتفت اليها كاد ان يدخل المنزل، ولكنها اوقفته وهي تقف امامه بطوله الفارع، وتمد شفتيها بتساؤل/امماا عااد أدهمي، صدق زعلت مني؟
تصنع اللامبالاه/ابعدي عني بس.. دوري غيري يمشيك ويقضي مشاويرك.. ترى قاسي مامعه سياره.. مالك غيري
مدت يديها لتقرص خديّه وتحركها كعادتها حينما تريد منه شيئاً،ثم وضعت القلم في جيبه العلوي، وابتسمت وهي ترسل له قبله في الهواء وهي تراه يبتسم/وديينوو العسل.. هاااه بتوديني يا قلبي؟
ضحك وهو يراها تستخدم كيدها/عادتك يالمصلحجيه… مولله
عبست وهي تتكتف امامه ببرائه/أدهم والله اني احبك ماتمصلح.. اصلاً انت بعد تحبني و ماتقدر ترفض لي طلب، وبتطلعني اليوم معك انت وقاسي زززين <<رقصت حاجبها الايسر بابتسامه وهي تعض طرف شفتها السفليه..
ظل يتأمل حركاتها وهي تتدلل/انتي كبرتي وللحين تدلعين؟!
ابتسمت بدلالها وهي تمد يدها لخده وذقنه/وانت كبرت وصار لك لحيه مثل الرجال!! حلّقها فاااهم صايره تزعجني والا لعاد تجي تسلم علي.
اعجبه حديثها عن لحيته وعن بلوغه سن الرجال ،رآها تنسحب من امامه وتدخل… وتغيب عن ناظريه، لامس ذقنه بفخر و ابتسم حتى رأى عمه يراه من هناك.. وقد عقد حاجبيه وهو يناديه.. اتجه اليه.. بعدما شاهده يصد عنه ويذهب.. لحق به هنالك وهو يتسائل ماذا ازعج عمه..؟
دخل ذلك المجلس الخارجي وهو يعقد حاجبه بإمتعاظ ما شاهده قبل قليل ليس أمراً عادياً..هو لم يرى "مدى" تفعل مع قاسي ماتفعله مع أدهم.. "الأمر لم يعد أخوياً"..لن يضل صامتاً حتى يقع المحظور..
شاهد ابن اخته يدخل وهو متردد.. أشار إليه وسمح له بالجلوس.. فكر فيما سيقوله له.. يجب ان يكون حازماً في هكذا أمر..
تباطئ حديث خاله فاستنطقه/خاالي علامك ..قوول اللي داخلك
تنهد/اسمع يا ولدي ..ابيك تبدأ تزين اوراقك و تقدم في الجامعه.. لازم تكمل دراستك
ابتسم أدهم بعدما ارتاح لما قاله/تطمن يا خالي.. نسبتي زينه الحمدلله بسافر للرياض و بدخل القسم اللي ابيه،
فرح بذهابه عن مدى ولكن خاف عليه، كيف يتركه/يا ولدي بتروح لحالك؟ لا لا ما اخليك
ضحك وهو يقترب منه ويقبل رأسه/يا خالي انا كبرت خلاص.. صرت رجال واقدر اعتمد على نفسي.. ولا تخاف انا كلمت واحد من خوياي بنسكن عند اخوه اللي يدرس بنفس الجامعه.. المكافأه مع العمل خارج دوام الجامعه.. خير وبركه الامور ماهي بهذاك التعقيد.
سكت قليلاً،حقاً مضت السنين سريعاً..كان هذا الشاب اليافع طفلاً صغير البنيه والآن هاهو يفوقه طولاً وبنية جسمانيه.. تماماً مثل والده عبدالله.رحمه الله..لا يعرف لماذا يشعر بوهن وضعف في جسمه.. لماذا قلبه لم يعد يقوى على نبضاته..ضيق يسري في عروقه، اراد ان يرتبط أدهم في هذا المنزل وان يعود اليه مرةً اخرى.. لا يريد مفارقته.. أدهم يجب ان يكون له سند و قاسي موجود هما مكملان لبعضهما هما سيقفان بجانب بعضيهما وسيحميان هذه الاسره.. تردد فيما يود مصارحة ابن اخته به..!!
لاحظ جبين خاله يندا عرقاً خاف عليه وسأله بلهفه/خالي علامك؟ يوجعك شي؟
ابتسم وهو يجفف حبات العرق بطرف شماغه/لا يا ولدي.. تخبر القولون لاعب في حسبتي.. بس ماعليك.. انا يا ولدي بغيت اقولك شي
استغرب/قول يا خالي
ابتسم له/فيه واحد من خوياي في العمل من زمان.. طلبني ازوج مدى لولده...
صمت قليلاً وهو مصدوم، لماذا بهذه السرعه، لا يستطيع ان يتخيل مدى مع رجل اخر/خالي ..ترى مدى صغيره بالحيل.. لا توافق عليهم.. خلها تدرس
حاول استنطاقه/بس خالتك أم قاسي.. موافقه اننا نزوج مدى.. لو كان مغير خطبه هالسنه وتتزوج بعدين
لم يستطيع تقبل الموضوع برمته.. كيف تتزوج صغيرته؟ كيف تذهب لمنزل اخر و ان يحرم من رؤيتها وليس له حق في زيارتها!!.. نعم سيحرم منها. هي ليس اخته.. للتو فهم انها ليس اخته ويوماً ما ستحتجب عنه كما فعلت ساره قبلها.. آه حديث خاله احدث زلزالاً بداخله..
.
،
اتجهت الئ غرفة مدى وهي غاضبه منها ومن تصرفاتها وهي تمازح أدهم كأخيها، يجب ان لا تجعله يتعلق بها.. إن تعلّق بها وخطبها لن يتردد ابيها في الموافقه وبدون مقابل أيضاً لن تسمح بحدوث ذلك…هي تعرف نوايا ابو قاسي وان لم يصرّح بها.. لكن لن يكون أدهم زوجاً لإبنتها وان انطبقت السماء على الأرض.. لن تزوجها الا برجل مقتدر مالياً و يليق بها..
وجدتها تجلس بعدما انتهت مكياجها وتضع على يدها طلاء اظافرها الأحمر.. لتصرخ بها/اخييراا يا بنت خالد تركتي المراكض وراء عزييم
ابتسمت لها وهي ترى حنقة والدتها/ماامااتي ياكثر ماتغارين مني والكل مدلعني خليني استاانس
امسكت بإذنها وهي تشدها وتهمس/ان قمتي تطلعين و تنقزين مع قاسي وأدهم يا ويلتس.. عييب ..البنت تصير مؤدبه.. تبينه لا تزوج بعدين يقول بنت خالي كانت خبله
ضحكت وهي تتملص وتفرك أذنها بعد قرصة والدتها/تطمني يمه، أدهم يحبني ما راح يسبني..
فااض كيلها وهي تقولها ببساطه/بتجلطيني اكييد.. قوومي خلصي لبس علشان نروح حفلة تخرج بنت خالتك ام صالح بسررعه…والبسي فستانك الجديد اللي تو شريتيه.. تسنعي بيجون خالاتك كلهم.
ابتسمت بسخريه وهي تتجه الى خزانتها/تطمني يمه حتى لو رحت بقميص الروز وبدون امشط شعري تراني انا ازين منهم كلهم هههه
تريد حقاً ان تمنع اي ارتباط قد يكون بين أدهم وابنتها لن تتحمله ابداً، يجب ان تتزوج رجلاً بمزاجها هي ليس كزواج ساره الذي لم ترتضيه/المهم تسنعي انا بروح ألبس.. اجهزي بدري
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الأول
صراخهم قد ملأ المجلس وهما يتابعان المباراه.. يشجعان نفس الفريق ولكن قاسي اكثر تعصباً وعصبيه وهاهو يقف على "المتكئ" بلا وعي منه وهو مشدود الاعصاب..
هذه هجمه مرتده ليقف أدهم وهو يصرخ/قووووووووول البلوووزز
قاسي لم يقفز فقط بل طار.. احتفلا وكأنهما في مدرج الاستاد..
انتبه للتي دخلت في هذه اللحظات بفستانها الازرق الذي يصل لنصف ساقيها وبحمالتين بدون اكمام.. و كعبها الاسود الناعم وذلك الخلخال الرقيق الذي تضعه في قدمها اليسرى،لماذا بدت له انثى ناضجه.. لابد وان حديث خاله عن خطبتها لابن رفيقه جعلها تكبر وتتغير عليه فجأه، لماذا تأنقت الليله كالنساء؟!! اغضبه منظرها الذي لا ينكر سحر جماله..
ابتسمت وهي ترئ قاسي مشدود مع المباراه/كم كم شباب؟
اشار قاسي بيده بدون ان يلتفت/واحد_صفر لتشيلسي
لاحظت نظرات أدهم لها فابتسمت/شرايك فيني أدهم؟ اول مره احط ايلاينر و روچ احمر.. حلو صح؟
عبس وهو يعطيها رأيه، لا يعرف ماهو الإيلاينر/ماهو بحلو ، و امسحي هالحمره لا تروحين كذا انتي بنت صغيره ليه تسوين كذا؟!
ارمشت بأهدابها بدلعها المعهود/لا ماني صغيره..
خرجت وهي تأمره، فهو صاحب السياره/يلا أدهم مشينا تعال وصلنا
غضب من ردها ولحق بها لخارج المجلس ليوقفها/منتي صغيره؟!!
إلتفتت إليه وهي تحرك اهدابها بدلع/لا يا قلبي ما عدت صغيره
زم شفتيه، هو يتحدث بجديّه وهو جاد/يعني اذا خطبك احد بتوافقين عليه؟
استغربت حديثه عن الخطبه، فضحكت لم يجول بتفكيرها البريء ما يتحدث به/خطبة ايييشش؟!! انهبلت انت.. لحد يسمعك، ترى بيذبحك ابوي ههههه
رد بجديّه/بس خالي قال ان فيه واحد خطبك وبيزوجك له، عادي تتزوجين؟
ببرائة تفكيرها الذي لم يبحر بها بعيداً اجابته بلامبالاه، وهي مازحه كعادتها، ظنت انه فقط يسخر منها ويستفزها بسبب الكحل و احمر الشفاه/اذا كان حلو بوافق.
اخرج من جيبه منديلاً و ثبت فكها وهو يثبتها ليمسح احمر الشفاه من شفتيها/هذا لعاد اشوفه عليك.. امسحي الماكياج مفهووم؟!!
استغربت تصرفاته هذه الليله، فغضبت جدياً/لا شكلك انجنيت.. وجع خربت شكلي اووف
خرجت في هذه الاثناء ام قاسي وهي تراه يقف عندها فصرخت بها/ألبسي عباااتك وتغطي يمااال الوجع.. ماتفهمين انتي.. ؟!
لبست عبائتها وهي ترمقه بحده وتخرج/يلا مشينا..
أقتربت ام أدهم وهي تنهره/وانت علامك واقف معها.. عييب استح.. ترى هذي ماهي من محارمك..وحط في بالك من بكرا بتغطى منك واياني وياك تلقف وتسولف معها، فهمت يا ولد سويره؟
صمت وهو يفكر بحديثها، الى ماذا ترمي يا ترى؟!..لم يقصد شيئاً وهو يوبخ "مدى"
ابتسم لنفسه.. هاهو الان بات كبيراً ولا يخاف من نظرات ام قاسي.. ركب السياره وهو يراها تفتح عينيها فنهرها/غطي عيوونك يا بنت
صرخت به ام قاسي/انت مالك دخل في بنتي، يلا سوق السياره وانت سااكت، قلتلك اياني وياك تتكلم معها
غضبت من رد والدتها عليه بهذه القسوه.. لم تستطيع الحديث.. لتغطي عينيها إنصياعاً لأمره.. يعز عليها ان يُهان أمامها، هو له مكانته الخاصه في روحها،ليس مثل قاسي، فقاسي يضربها احياناً و يُغضبها.. لكن أدهم لا.. أدهم كنسمة عليله لا تستطيع التنفس يومياً بدونها..،
اللعنه ماهذه الاحاديث التي تدور في رأسي؟!
.
فهم الآن ان حديث خاله كان جدياً بشأن رغبة ام قاسي في تزويج "مدى"..هل يا ترئ ستتزوج وتترك المنزل مبكراً هي الاخرى..لماذا يغادره كل من يحبهم..
أيتها الغيوم الرماديه ارحلي..
غيبي وخذي معك الخيبات واوجاع السنين والأيام
لا تعودي.. كوني وفيه للغياب..
.
،
غرس أنامله في تربة قبرها وهو يبللها بدمعه.. كعادته يزورها كل جمعه يقبل تربة قبرها ويحكي قصصه ويبوح لها بما في صدره.. زفر تنهيدته وهو يتكئ بجانب قبرها ويكفكف دموعه كتلك اللحظه التي وضعوها هنا/شلونك يمه؟..عسى ما ضاق صدرك بغيابي؟..تأخرت عليك يالغاليه صح؟.. ابشرك يمه تخرجت من الثانويه.. انا الاول على المدرسه..
ابتلع غصة الألم وهو يغمض عينيه وتفيض دموعه/يمه انا اليوم جاي ابشرك بنجاحي و اودعك بروح للرياض اكمل دراستي الجامعيه هناك ويمكن غيبتي تطول عليك يالغاليه.. تكفين لا تزعلين ولا تحاتين انا بجيك بس مادري متى..
تنهد ثم اجهش بالبكاء وهو يغطي وجهه بشماغه، لا يبكي الا هنا منذ تجاوز سن طفولته الصعبه.. هنا حيث ترقد الحنونه.. هنا حيث الركن الأرحب من هذا العالم..
صدح آذان صلاة المغرب وطالبه حارس المقبره بالرحيل.. انحنى لتربة قبرها قبّلها بعدما بللها بماء عينيه..ثم خرج منهكاً من بكائه يريد راحة قبل ان يسافر.. لم يعد يريد البقاء اكثر في منزل خاله.. لن يكون عالة عليه بعد اليوم..يجب ان يستقل بنفسه.. هذا ما يفكر به.
عاد متأخراً للمنزل ..ليتجه لمجلسه وينام فيه كعادته.. ولكنه تفاجأ بها تجلس وتشاهد التلفزيون لوحدها، فعقد حاجبيه بدون ان يُلقي التحيه/وش جابك هنا هالوقت؟!!
ابتسمت وهي تأكل من صحن المكسرات الذي بيدها/امي وقاسي جاء خالي سعود و اخذهم معه للدلم.. جدتي تعبانه وراحوا يزورونها
جلس بعيداً في الجهه الاخرى وهو ينظر إليها بتعب/وليه انتي ما رحتي معهم؟
إلتفتت إليه/من يقعد مع ابوي ويحوفه غيري..ومن يونسك انت؟
سكت وهو يرفع رأسه ويسترخي في جلسته.. ويسرح بعيداً كعادته حينما يعود من زيارة قبر والدته.
لاحظت صمته يطول ليس من عادته،دائماً ما يحب مشاغبتها.. تركت مابيدها واتجهت إليه وهي تجلس بالقرب منه/أدهم شفيك.. ؟!
سؤالها هذا يبعثره، ماذا به حقاً و مما يعاني.. وماذا يؤلمه ويدمي قلبه، لماذا ينتابه شعورٌ بالضياع وعدم الاستقرار.. وكأنه مغترب سُلب وطنه.. آه ما اقبح هذا الشعور المترنح الذي يزداد بداخله كل يوم..
لاحظت شروده لتلمس يده بأناملها و تحتضن كفه بكفها/أدهمي.. ليه ساكت؟
ضغط على اناملها بخوف.. ثم تذكر حديث ام قاسي ومنعها لـ مدى بعدم التكشف أمامه ولكن مدئ الليله تعصيها وتأتي لتسامره/أمك تقولك تغطي مني.. ليه ماتسمعين كلامها؟
شدت على يده وهي تضع يدها الأخرى/محد بيمنعني منك، بضايقك قد مافيني يا أدهم.. ههههه
تعجبه ضحكتها ولكنها يجب ان تفهم/بس انتي مب اختي فاهمه يعني إيش مب اختي؟
ضحكت بدلع/من جد والله؟ توي دريت!
يجب ان تقتنع انه لم يعد يعتبرها أخته و انها يجب ان تحتجب، هذا هو المفروض، جذبها إليه وهو يثبتها/اسمعيني ..انا ماني اخوك مثل قاسي.. انا بس ولد عمتك.. يعني حرام تكشفين قدامي.. مايصلح، يمكن بكرا خطيبك يدري انك تتكشفين قدامي ثم يطلقك
صُدمت من حديثه الجدّي، لماذا يتحدث بهذه الأمور وبهذه الطريقه الجديده/أدهم شفيك تتكلم بهالموضوع انا صغيييره ماني متزوجه احد
تحدث بجديه/واذا غصبوك؟!!
لاحظت توتره/ماعلي منه، طز فيه...هههه أدهم ليش محسسني اني بتزوج هاللحين..؟!تطمن
صمت وهو يقف يريد الخروج ،..
حاولت إيقافه ولكنه رفض الآلتفات إليها.. لا يعرف مالذي يربكه.. لماذا يشعر بأن شيء ما سيسلب منه؟ شيء واحد يعرفه وهو انه لا يستطيع ان يعيش بلا "مدى" فهي الجزء الألطف والاجمل في حياته البائسه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني
مضت ايام الاجازه و هاهو يلملم اشيائه.. سيرحل اخيراً عن هذا المنزل بكل مافيه من وجع ودموع طفوله.. كل ركن فيه يشهد له انه بكى فيه ..كل يوم كان مليء بالحرمان والاهانه التي كانت تخفى على خاله.. لا يلوم خاله كان يحاول حمايته وتعويضه قدر الامكان..
بات كبيراً الآن، وسيحقق رغبة والدته بأن يكون رجلاً صالحاً…
دخل قاسي بهذه اللحظات وهو يراه يجمع اشيائه، وقف وهو يسند ظهره على الحائط و ملامحه يدثرها الحزن.. فلأول مره سيفترقان.. لطالما كانا كالتوأمين..
انتبه اليه أدهم،وهو يستغرب صمته، ولكنه يعرف مكنون قلبه/علامك ساكت على غير العاده!!
تحدث بضيق/ليه تروح للرياض.. وش ناقصها الخرج؟!
ابتسم وهو يكمل ترتيب حقيبته/ما ناقصها شي،.. بس ودي انتقل للرياض.. رتبت وضعي هناك مع وليد تدري انه مع ناصر مستاجرين شقه ويبون ثالث يقط معهم ، بعدين يا ولد ترى قريبه الرياض.. انا ماهاجرت ههههه
بضيق/نسبتك 98% و بتدرس ادارة اعمال!! ليه ياخي؟
ابتسم وبعينيه حلم المستقبل/والله مادري كذا يعني قريت عنه وعن كذا تخصص حسيت انه ودي ادرسها وبإذن الله اكمل واوصل للي ببالي.. عاد انت لا تخرجت السنه الجايه تجيني الجامعه ونسكن سوا
ابتسم وهو يخفي دمعته/لا انا باذن الله رايح كلية الملك خالد العسكريه او الكليه الحربيه.. قررت
حدثه بجديه،فهو اخوه ويهمه امره/حلوو.. بس اخاف ما يقبلونك.. لازم تحط لك خطه بديله.. انت عارف ان الكليات العسكريه لها رقم محدد ومواصفات محدده طول ووزن. وقدامك وليد ماقبلوه
بنفس الجديه/انا شفت الشروط.. والحمدلله طولي هاللحين 172 يعني على بال ماتقدم لهم بيزيد اكثر والنسبه لا تخااف بالمخبى
ربت على كتفيه و بابتسامته/كفوو يا قاسي.. ارفع راسي.. وتكفى طلبتك تقلل من المقانيص والشله هذيك.. خلك بدراستك.. وبالاجازات تعال عندي بالرياض.. فااهم؟
ضحك/واترك ابوي واهلي؟ صعبه ياخي.. لكن بنشوف كيف الظروف
تركه وهو يأخذ حقيبته الرياضيه وحقيبته الاخرى وجهاز اللابتوب…
تدخل قاسي واخذ منه بعض حقائبه ولحق به..
.
،
.
،
بقلب شغوف و يكبت مشاعره قسرياً..
نظرت اليه من النافذه وهو يخرج بصحبة أخيها قاسي.. بعدما منعتها والدتها من وداعه.. تم شهر ونص وهي تقابله سراً بعدما ينام الجميع.. لم تتقبل فكرة ان تحتجب عنه، وان ارغموها ستقابله سراً، كيف يمنعونها الآن بعد كل ذلك التعلّق؟!
بكت وهي تراه يغيب عن ناظريها، سيذهب ليعيش في مدينة أخرى سيستقل بعيداً عنهم.. ترعبها فكرة انه قد ينساها في معمعة هذه الحياه..!
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني
.
الرياض..
وصل تلك المدينه الكبيره.. يالتلك المباني العاليه وتلك الصناديق الاسمنتيه.. اعداد البشر المتزايده الذين يسكنون هذه المدينه. سمع ان سكانها يفوقون السبعه مليون نسمه، تُرى كيف سيعيش هنا؟ كيف سيجد له موطئ قدم بين ملايين الاقدام.. كيف سيجد نفسه ويصنع ذاته هنا..
الناس في هذه المدينه في سباق مع الزمن التطور سريع وعجلة التنميه لا تتوقف.. من يريد اثبات نفسه عليه ان يكون صابراً وان يستغل الفرص جيداً فهو ليس الوحيد الباحث عن فرصه.. الجميع هنا ينتظرون انصاف الفرص لبداية حياتهم..
بعد مشوار مُرهق وصل العماره المنشوده.. ثم اتجه للمصعد ليجده معطل ..ليتركه ويتجه للسُلَّم ليصعد حتى وصل الدور الرابع وهو المطلوب.. اخرج المفتاح من جيبه ثم فتح الباب و دخل شقة العزاب التي قرر السكن بها مع ابناء حارته ناصر الذي يكبرهم فالعمر ووليد النصف سعودي فهو من أم سعوديه وأب ذو جنسيه عربيه،.
..اصابته صدمه ولف شماغه ليغطي به انفه بسبب الرائحه الكريهه، تباً ماهذه المزبله التي يعيشان بها.. يبدو ان المكان لم يتم ترتيبه وتنظيفه منذ سكناه..
كل شيء في هذه الشقه البائسه يبعث للإكتئاب..
تباً لا يستطيع العيش بهكذا مكان.. لكن لابد له من ان يصبر..
سيفعل ما بوسعه لجعل هدا المكان قابلاً للحياه فيه..
وضع حقائبه جانباً..ثم شَمَّر عن ساعديه لتنظيفها، يجب ان يكون المكان قابلاً للسكن.. لن يعيش على اسلوب غيره فهو يدفع الإيجار كما يدفعون وعليهم الإلتزام..
بحث عن ادوات تنظيف ولم يجد!! سحقاً اي الكائنات تعيش هنا.. ؟!
قرر الذهاب للمتجر الذي يقع اسفل العماره واخذ ما يلزمه في عملية التنظيف..
عاد ووجد وليد أمامه متكأً/زيين اللي جيت يلا قووم
استغرب وليد وضحك/شفيك متلطم ..فيه ريحه؟
مازال عاقداً لحاجبه/لا سلامتك مافيه الا مسك وعنبر يا اخ وليد..نعنبوكم وش ذالمزبله اللي انتم فيها.. قووم خلنا ننظف الشقه يالمخنز
اشار بيده بالنفي/اعذرني مانظفت ببيت اهلي علشان انظف…
قاطعه أدهم بصرامه ورمى عليه كيس المهملات الفارغ/ببيت اهلك امك وخواتك ينطفون ماهم محتاجينك يالمخنز.. يلا قووم خلنا ننظف هالمزبله.
وقف وليد مستغرباً ما يأمره به/انت من جدك تبيني انظف؟!! لا تأمر علي تراني اكبر منك
رفع حاجبه بغضب/اكبر مني والا اصغر بتكد العافيه وبتنظف.. والا قسم بالله لا توطى في بطنك علشان تعرف من الاكبر
ابتسم وليد انصاع لأوامره فهو صاحب الطفوله وابن الحاره و من ثم ناصر صاحب الشقه الذي استأجرها أولاً..واجبره أدهم على التنظيف/من وين تبيني ابدأ؟
ابتسم بسخريه/ايه خلك سنع.. ابدأ بتنظيف الغرف والحمام واترك غرفة ناصر له اذا جاء يرتبها.. وانا علي المطبخ والصاله
ذهب وليد وهو يتمتم بغضب.. لم ينظف في حياته/اخر عمري انظف واكنس وانا طالب طب! هزلت
رد وهو يضحك/طالب طب وشايف نفسك اجل لو تصير طبيب رسمي شبتسوي؟ نظف نظف بس
اخذ مكنسته بيد وادوات التنظيف بيده الآخرى واتجه هو للمطبخ. وبدأ بالتنظيف ..
.
.
،
في جلسة العائله مابعد صلاة المغرب..
تسائلت بفضول وهي تسكب فنجان قهوه لأبيها/يبه صدق أدهم انتقل للرياض نهائياً..معاد راح يرجع يسكن هنا
ابتسم للهفتها/هذا بيته طال الزمان والا قصر.. أدهم من هالبيت متى ما خلص دراسته بخليه يرجع هنا ان شاء الله
ابتسمت وهي تشعر بنشوة الأمل/ان شاء الله..
لم تعلّق على هذا الموضوع فهو يستفزها. وهي تخاف ان تكون مطلقه بعد كل تلك السنوات.. ماذا سيُقال بحقها وهي مطلقه في هذا السن؟!!
لكنها تتوعد ان تكون حجر عثره لعودته هنا وهي تتمتم (باللي ما يحفظه) ..
.
،
الساعه التاسعه ..
دخل فراشه المُلقى على الأرض بعد تعب يوم كامل قضاه في تنظف الشقه..اطال النظر في سقف الغرفه المظلمه والتي تتخللها إضاءة الشارع التي تتسلل من النافذه، سحقاً لا توجد ستائر أيضاً..!!
ظن انه سينام بعد اجهاد السفر والتنظيف.. غداً سيذهب للجامعه..يجب ان يعتمد على نفسه ويستقل مادياً لن يعتمد بعد ذلك على خاله..مكافأ الدراسه مع عمله بعد الدوام الجامعي سيجعله مرتاحاً مادياً.. رحلت به الاحلام وخطط المستقبل..
شيئاً فشيئاً تسلل النعاس اليه فاستسلم للنوم..
،
عاد ناصر صباحاً وهو غاضب.. دخل الشقه ثم تفاجأ بروائح ادوات التنظيف من صابون و غيره.. تجاهل مفاجأته وهو يدخل ويتجه لغرفة وليد.. تمنى انه لم يخرج لدوامه بعد/ولييد ..!!
خرج وليد من الحمام وهو يجفف وجهه/خير ياخي وش صاير و وشفيها ملابسك رايحه فيها
رد ناصر وهو غاضب/السياره انعطبت، البارح شبت حريقه علي.. رااحت علي سيارتي
استضاق لخسارة صديقه فهو يعرف مدى شقائه/ماعليه تتعوض بالاحسن منها يا رجل اهم شي سلامة راسك
جلس ناصر وهو يشعر بالضيق/لحظتها تمنيت اني مت.. استغفر الله، انت عارف الوضع كيف
شعر بوجعه، لكن ماذا بيده/وش صار طيب؟ ليه تأخرت لهالوقت
رمى بشماغه أرضاً وهو يجلس بضيق وكأن حزن العالم يصب على رأسه/انت عارف وضعي.. لا جنسيه ولا اوراق.. تبهذلت وانذل ابوي عند واحد من جيراننا في الخرج لين تكرم وارسل احد من معارفه يكفلني علشان اموري تمشي وافتك من الحبس وانا ماسويت شي اصلاً!!
دخل مصدوم لسماعه حديث ناصر، لم يعرف ابداً ان ناصر "بدون"، لطالما ظن انه مواطن سعودي مثله، كل مايعرفه ان ناصر واهله في حارتهم منذ ولد علئ هذه الدنيا ، لم يعرف ابداً سوا انهم سعوديون، فعمه كان جندي في الحرس الوطني/انت بدون؟!!
طأطأ برأسه/ايه..
تسائل بعفويه/شلوون و عمك الله يرحمه كان من شهداء تحرير الكويت مع الحرس الوطني السعودي!! والا انا غلطان؟!!
تحدث بمراره/صحيح.. استشهد وهو بدون لكن عايلته للحين بدون جنسيه بعد اخذوا وسام الحرب و تعويض مجزي لكن ماعطوهم الجنسيه.. والظاهر بموت انا ماخذيتها لكن ماراح يكون وراي عيال.. لان ماني مستعد اتحمل ذنب عذابهم..
ازداد خوف وليد وضعفت أمآله في الحصول على الجنسيه الكامله/انتم المفروض تُمنحون الجنسيه بدون تطالبون فيها!.. ماني مصدق
خرج ناصر وترك لهم الغرفه، شعر وانه فضفض بما فيه الكفايه، الى متى سيعاني من هذه المعضله الحقيقيه التي تنغص عليه حياته، هو من السعوديه ولا يعرف أرضاً غيرها ولكنه يُعامل كالغريب كما فُعل بوالده!!
،
عاد الى غرفته وهو يشعر سعادته تنتقص.. غريب هذا الشعور كم هو معدي.. لقد تلقى أولى صدماته هنا من حالة ناصر ابن حارتهم.. هل لشيء بسيط كأوراق ثبوتيه ان يسبب المعاناه لشخص وتجعل من حياته بائسه؟!.. ماهذه الحياه التي تنتظره هنا؟!!
انتهى من إرتداء ثيابه ثم خرج بصحبة وليد الذي يدرس بمنحه دراسيه قدمتها الشركه التي يعمل بها والده نظير تفوقه في الثانويه.. لنقل بأنه يُعتبر شخص من المحظوظين في هذه المدينه الكبيره..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني
مضت سنوات الدراسه.. وهو يعمل بجانب دراسته.. لم يدع وظيفه لم يعمل بها اكتسب عدة خبرات.. كان محاسباً وبائع و احيان اخرى يعمل على سيارته في توصيل الماره..
خرج ذات يوم سيزور خاله بعد مكالمته الاخيره لم يرتاح لصوته.. بالتأكيد ان المرض اشتد عليه..
سيوصل الراكب الذي معه للمطار ثم سيذهب للخرج حيث منزل خاله "خالد"..
وصل المطار ثم انزل الراكب و قرر الذهاب للخرج مباشره.. يدور في رأسه الكثير من الامور سيتخرج وسيبدأ بالعمل بماله الخاص.. قد جمع مبلغاً لا بأس به.. سيؤسس مكتباً صغيراً للاستشارات القانونيه.. ويكمل دراسته في نفس الوقت حلما وطموح ليس لهما حدود..
هكذا سيشغل نفسه بنسيان الماضي وبناء مستقبل يليق بتلك الحبيبه التي يحلم ان يقترن بها.. "مدى" عشق الصبا.. الذي ازداد بعد احتجابها عنه.. رغبة الارتباط بها تدفعه للإصرار على تكوين نفسه واثبات نجاحه..
لفت نظره سيارة سوداء ذات ماركه ألمانيه فخمه تقف بجانب طريق المطار ويبدو ان احد الإطارات الخلفيه قد انفجر.. توقف وهو يتجه الئ السائق ثم الى الرجل الذي يبدو رجلاً وقوراً في اواخر الخمسينات ولربما الستين لم يتأكد/السلام عليكم.. عسئ ماشر يا عم..
التفت اليه الرجل وهو يشير الئ الإطارات بذهول/وعليكم السلام.. ماني مصدق ان كفرات سيارتي تعطلني عن شغلي.. تووني واصل ..الظاهر هالسايق يبي له طرده على اهماله
حاول أدهم تهدأته/روق يا عم تحصل في احسن السيارات، السايق ماله ذنب، شوارعنا اعطبت سيارتنا .. ان كان وراك شغل، اركب معي طال عمرك انا بوصلك المكان اللي تبيه
فكر قليلاً، يجب ان يُسرع فلديه عمل مهم.. اتجه الى سيارته واخذ حقيبته ..ثم إتجه لسيارة أدهم ليوصله، لم يستطيع الحديث معه لم يتعود ان يحتاج لأحد/ماقلت لي كم توصل؟
ابتسم له أدهم/هذي فزعه ياعم خلها علينا هالمره
ابتسم الرجل وهو ينظر لشكل السياره من الداخل تبدو عتيقه جداً..وكأنها سيارة اجره قديمه/انت يا ولدي وش تشتغل
تحدث بابتسامه فكثيراً ما يسألونه الركاب السعوديين عن عمله وكأنهم لا يعتبرون سائق الاجره عملاً يليق بهم!! فيشعرونه انه يفعل شيئاً غريباً مع ان ما يفعله امراً عادياً، لربما لم يستوعب البعض معنى التعب من اجل لقمة العيش/انا يا عم طالب جامعي واشتغل محاسب في شركه.. وفي اوقات فراغي منها اكد على سيارتي، يعني نركض وراء الرزق، ماهو قلة حاجه او لظروفي الصعبه ولكن انا ابي اعتمد على نفسي بعد الله واكون لي عملي الخاص بشهادتي باذن الله
ابتسم لحماسه وحديثه عن الطموح والهمه/ما شاء الله، الله يوفقك
ابتسم وهو يلتفت اليه/ماقلت لي وين المكان اللي تبيه؟
تحدث بجديه/تعرف مقر مجموعة الشموس التجاريه؟
هز رأسه بالموافقه/ما في احد ما يعرفها ما شاء الله مبناها المميز اشوفه رايح جاي بس والله ماعرف فيها احد ولا قد سمعت وش يسوون .. انت تشتغل فيها؟
ابتسم لسؤاله الطريف في نظره/انا رئيس المجموعه.
ابتلع ريقه بصعوبه، ولكنه تذكر فخامة السياره التي قبل قليل فصدقه/ونععم،الله يزيدك
توقف امام مبنى المجموعه الضخم وهو يلتفت الى الرجل بجانبه/تفضل يا عمي هذي شركتك
استغرب انه لم يطلبه شيء ولا حتى ان يوظفه،ابتسم بفضول/انت وش اسمك يا ولدي؟ ماتعرفنا
ابتسم له وهو ينزل/معك أدهم عبدالله
بادله الابتسامه/الله يوفقك يا أدهم..
فتح باب السياره و قرر الذهاب ولكن شيئ ما جعله يسأله بفضول/أدهم عبدالله.. ايش؟ ابي الكنيه علشان احفظك
استغرب نبرة سؤاله/أدهم عبدالله المناع ..وانت يا عم وش اسمك؟
اختفت ابتسامته وهو يجيبه على عجاله/ابو ناايف.. عن اذنك يا ولدي مشغول
شاهده يذهب بسرعه ليستقبلونه الموظفين ...تركه وهو يمشي متجهاً للمنزل ليستحم و يبدل ملابسه قبل الذهاب للخرج.. ظل يفكر به، وبنظراته الاخيره قبل الذهاب..لعله شبه عليه احد يعرفه..
،
صعد الى سيارته يريد الانطلاق الى "الخرج" في زياره لخاله.. ولكنه تفاجأ بحقيبة جلديه تبدو غالية الثمن ومن ماركه معروفه، فتحها ليعرف لمن.. هو قد أقل صاحبه ..لربما كانت له.. ليتفاجئ بمبلغ مالي لم يعده ولكن يتضح انه مبلغ كبير..اغلق الحقيبه بدون ان يفتح بقية الاوراق.. عرف أنها للمدعو ابو نايف..فهو لا يعرف احداً يمتلك كل هذه الاموال. انطلق مستعجلاً الى مقر شركته ليسلمها له..
وقف عند الاستقبال وطلب رؤية ابو نايف رئيس المجموعه..
الموظف/اسف اخوي اذا ماعندك موعد ماظن بتقدر تشوفه
أدهم بإصرار/قوله واحد اسمه أدهم عبدالله وبيدخلني
انصاع لطلبه ليطلب السكرتير ثم تفاجئ بالموافقه من ابو نايف، ليلتفت لأدهم/تفضل.. المكتب الدور الثالث على يمينك…
ابتسم أدهم وهو يذهب الى المصعد ويتجه الى مكتبه.. جذبته الفخامه في الاثاث والديكورات العصريه والممرات الواسعه.. ما يراه يوحي بذوق رفيع جداً..
في مكتبه الكبير والمطل على المدينه من ثلاث اطلالات زجاجيه.. اشعل سيجارته وهو في ترقب ممن سيدخل عليه الآن.. تُرى ماذا يريد، يشعر بفضول حول اصراره لرؤيته بهذه السرعه وهو قد اوصله اول النهار ولم يطلب منه شيء، هل عرف شيئاً..؟!!
في معمعة افكاره سمع صوت طرقات الباب ليأذن له بالدخول/تفضل يا أدهم..
دخل أدهم بابتسامته/السلام عليكم
لاحظ ابتسامته واستغرب وهو يشير للكرسي/وعليكم السلام.. حياك يا أدهم استريح
أدهم وهو يضع الحقيبه على المكتب/عدوك الريح.. انا مستعجل و وراي شغل مهم.. بس لقيت هالشنطه معي بسيارتي ..و من شكلها شكيت انها لك.فتحتها وشفت الفلوس وسكرتها وتأكدت انها لك..
حاول ان يستفسر اكثر/شلون عرفت انها لي وانت تقول مافتحت الاوراق؟!
اتسعت ابتسامته/محد ركب معي اليوم غيرك وغير صديقي اللي وصلته مشواره.. وصديقي مطفر لو ايش ما يشيل مثل هالمبلغ ولا هالشنطه، فأكيد هي لك..
اعجبته أمانته ولكن حاول ان يختبره/اخذها هي لك يا أدهم
رفع يديه باعتراض واختفت ابتسامته/لولا انه مبلغ كبير وخفت يوخذ ومايوصلك وهو امانه.. كان ارسلتها لك بدون اجيك علشان ماتفهمني غلط..الامانه وصلت عن اذنك ..
شاهده يخرج غاضب من حديثه، لايخفي اعجابه بشخصيته، وبنضجه المبكر يتضح عليه الاتزان والنضج رغم انه في مقتبل العمر، تمنى لو ان له ابن بمواصفات أدهم لكان قد ارتاح.. و حمل نصف الحمل على الاقل..
تفتحت ملفات الماضي.. امام عينيه وهو يحاول ان يغمض عينيه.. رفع هاتفه وهو يتصل باخته الكبرى اسم أدهم يثير فضوله "أدهم عبدالله المناع" هل يُعقل… ؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني
ارجوحه قديمه حبالها ذابله..و ألوانها باهته!!
وجع مخفي وروح تختنق.. وكأنها تنظر للعالم من ثقب أبره!!
والدها بدت عليه علامات الضعف واضحه.. حتى أنه لم يعد يقوى على الذهاب للصلاه في المسجد.. لم يعد قادراً على الوقوف كثيراً..لمحت عينيه تلمع وتكاد دمعته تسقط فاقتربت منه مسرعه ومسحتها وقد سقطت، احتضنت كفه بيدها/يبه لا توجع قلبي خلنا نوديك المستشفى
مضى وقت طويل على مرضه لكنه بات واهناً، قد ارهقه الوجع ومنعه من الحراك/وين أدهم..
تنهدت فهو لم يأتي بعد اخر زياره قبل 6شهور حينما طلب ان يخطبها وأمها رفضت فحدث الطلاق بينها وبين ابيها بعد كل تلك السنين، اجابته بعدما كرر سؤاله/أدهم فالرياض يبه.. ماظنتي انه بيجي مره ثانيه
هز رأسه بالنفي/هو متصل بي اليوم وقايل انه بيجي، أدهم ما يكذب..
ذبلت ابتسامتها وخرجت لتفقد ماتبقى من عمل لها ،
مضت اعوام ثلاثه كانت زياراته متقطعه، معه حق فالعيش مع أمها صعب جداً، كبر جداً، تغير واصبح رجلاً بحق لتلك الدرجه التي خجلت ان تخرج امامه غير متحجبه..
تحجبت عنه، وذلك ما اشعل فتيل قلبه فطلبها وصرّح بخطبتها، غيّر مفهومها ذلك الرجل المندفع.. جعلها تعيش مشاعراً مختلفه.. يعجبها إصراره عليها ذلك جعلها متيمه به حد الثماله، سيكون لها مهما طالت المده.. والدها بقربها وسيزوجها به، سيكون كل شيء كما حلمت به..
تمنت على الله ان تنتهي هذه الفتره بمرارتها… فهي تعيش وحيده مع والدها المريض بعد طلاق والدتها.. و إلتحاق اخيها قاسي بالكليه العسكريه.. غيرتها الظروف وجعلتها اكثر نضجاً وتعقلاً..
سمعت صوت جرس الباب يرن كثيراً..تركت ملابس بيدها كانت ترتبها في الخزانه تركتها من يدها و اتجهت لغطاء رأسها ونقابها لعله احد رجال الجيران يريد زيارة والدها.. اعتادت ان تلبس رداء الصلاه الكبير لتغطي به نفسها وتذهب لتسأل قبل ان تفتح/من عند الباب؟
اتاها صوته الممتلئ برجوله تعشقها/انا أدهم يا مدى
ابتسمت وهي تلبس نقابها وتضيق فتحته وتتستر جيداً،ثم فتحت الباب/حياك.. تفضل
دخل بطلّته التي تغيرت كثيراً، لم تراه بهذا الاقتراب منذ احتجبت عنه، ما باله اصبح اكثر وسامه وجاذبيه من عرض منكبيه وطوله وذقنه المرتب، وثوبه الشتوي ذو اللون الكحلي وغترته الشتويه البيضاء ذات التطريز الازرق الغامق في اطرافها اصابتها رؤيته بخرس مؤقت..!
ابتلع ريق الشوق في لقاءها، هل يعقل ان حبيبته باتت تحتجب عنه حدثها بنبرة اقل وعينه تنظر للأرض/كيف حالك يا مدى؟
حاولت استيعاب وقوفه أمامها وهي تشد على ردائها/بخير عساك بخير..
رفع طرف شماغه للأعلى/عسى منتم محتاجين شي، قولي لي يا بنت خالي.. لا تخبين عني
غصت ببكائها، فهو مهتم اكثر ، وان كان في الرياض/ماتقصر يا أدهم.. انت كل جمعه ترسل مونة البيت بس لعاد ترسل شي عسى خيرك يكثر معاد بقى بهالبيت غيري انا وابوي..
استغرب/لييه عسى ماشر وينها أمك؟
تنهدت/ابوي طلق أمي قبل ستة شهور.. وراحت لبيت خالي . تفضل يا أدهم لا تطول واقف عند الباب، ابوي بالمقلط،
شاهدها تذهب ونبرة الحزن لا تفارق صوتها، حدث طلاق أمها منذ ستة شهور.. هذا يعني انها نائماً.. هنا لوحدها منذ زيارته تلك، هل كان طلاقها مرتبطاً برفضها لي كزوج لأبنتها؟!!
دخل "المقلط" ووجد خاله
جلس على طرف السرير الطبي وهو يمسك باطراف انامله بعيون لامعه، هذا الرجل له الفضل بعد الله بكون أدهم مازال عائشاً، انه من رائحة الحنونه، ندم ان قطعه ستة اشهر ولكنه كان مشحوناً من أم قاسي التي لم تتغير معاملتها له بل ازدادت كرهاً له،
شعر بوجود احدهم بالقرب منه، ليفتح عينيه ببطئ شديد وهو يبتسم/أدهم ابووي، هلا بولد ساره
ألتفت اليه وعينيه تلمع خوفا وشوقاً/لبيه يا خالي لبيه..
حاول ان يرفع رأسه ولكن عجز عن ذلك، ليساعده أدهم ويرفع طرف السرير فهو طبي ومجهز للمرضى/ابطيت عني يا أدهم.. ليه يابوك؟
شعر بالذنب وهو يرى دمعته، ما بال خاله بات ضعيفاً هكذا/سامحني يا خالي اخطيت ومنك السماح.. ماني بعايدها بتلقاني كل اسبوع عندك، انت تامرني
تنهد وهو يرى "مدى" تدخل بالقهوه والضيافه/ايييه يا أدهم معاد بقى فالعمر كثر ما راح،
بدأت "مدى" في تقديم القهوه العربيه لأدهم لتهم بالخروج. ولكن ناداها أبيها/اجلسي معنا يا بنتي.. ماهنا غريب.. أدهم بيكون زوجك ان شاء الله عن قريب
صدمها والدها بالخبر رغم معرفتها به لكن ليس هكذا امام أدهم لم تستطيع الجلوس اكثر، لتخرج وهي خجله مما قاله والدها ومن ردة فعل أدهم الذي ابتسم..استغربت من نفسها كيف كانت جريئه امامه في صغرها ؟!!
ألتفت اليه أدهم بعدما شاهدها تخرج/احرجتها يا خالي.. ما كأنك استعجلت
لم يقوى التنفس ولا علئ الضحك فدخل نوبة سعال.. حتى هدأ/تكلم عن العجله وانت قد طلبتها مني !ههههه انا قررت يا ولدي ازوجك اياها على حياة عيني مدري لا مت وش بيصير، مابي غيرك لبنتي انت رجال كفو
مازال محتفظاً بابتسامته/يا خاالي انا بغيتها ملكه وبس، تووني ادرس وشغلي على قد حالي،ويني ووين الزواج، اذا تخرجت وزان وضعي بنسوي الزواج ان شاء الله
هز رأسه بالنفي وهو يشعر بالضيق/الملكه هالسبوع ان شاء الله..انا قررت هالشي وانتهينا..
شاهده يرتجف/بس يا خالي..
قاطعه/روح لزوجتك تلقاها بالمطبخ والا فالصاله.. نادها لي..
وقف وكأنه ينتظر هذا الأذن منذ زمن، رتب شماغه ودخل، كلمات خاله عن الارتباط بها جعلته اكثر نشوه وسعاده واكثر أمل و ثقه ، هي له لم يتوقع أن تكون امور زواجه بها ستكون سالكه بوجود والدتها ولكنها الان مطلقه وليس لها سلطه.. حمد الله كثيراً فهاهو"الحلم يصبح واقعاً" . ستعود مدى لأحضانه كما كانت .
تجول في المنزل الذي تحول من منزل مزدحم باصواتهم صغاراً وصراخ زوجة خاله.. الى منزل فارغ و هادئ كهدوء الاموات..
وجدها تجهز دواء والدها.. مازالت مرتديه رداءها ولكنها ترفع نقابها وتعطيه ظهرها.. تحنحن ليخبرها انه وصل..
ارتجفت خوفاً وهي تسدل النقاب على وجهها/أدهم!!
ابتسم وهو يراها تلتفت إليه، باتت هادئه، وكأنها شمعة و هموم الأيام أطفأتها/ليه هربتي من الجلسه؟!..
لم تجيبه ماذا عساها ان تقول؟.شدة ردائها وهي تزيح نظرها عنه بصمت..
أردف وهو يراقب اناملها التي تشد من ردائها/لا يكون معاد تبيني يا مدى.. اذا معاد تبيني لا تضايقين وتهربين.. قولي مابيك وبمشي
ألتفتت اليه لتنفي باسلوبها/و من قال مابيك..!!
ابتسم وهو يستنشق هواءاً من هذا المكان الذي يعج بانفاسها/الحمدلله يا مدى.. قرب العوض من الله..خالي حدد الملكه هالاسبوع.. بكرا اخذك انتي وخالي علشان تحليلك وموعده..
كادت تسقط باكيه من شدة فرحتها، لم تستطيع ان ترد بكلمه، تريد عناقه فقد ملّت المكوث وحيده… ملت المشاعر المكبوته والجلوس بين جدران هذا المنزل الذي خلا من ساكنيه..تركته و هي تمر بجانبه تريد الخروج/عن اذنك..
ابتسم وهو يراها تذهب يدثرها الخجل.. تغيرت وتبدو ناضجه، اين تلك التي كانت تلاحقه وتلعب معه كرة القدم و تخرج معه للتسوق وللعب بصحبة قاسي.. كيف تعلق بها.. حمد الله انها من نصيبه.. هي اجمل ذكرى من طفولته، هي من كانت تعانقه حينما كان طفلاً يبكي..
لم ينسى وهو هنا يبكي بالقرب من باب المجلس ليلاً.. فتخرج اليه متسلله بعدما نام الجميع بيديها عصير وفطائر جاهزه.. كانت صغيره حينذاك و سعيده لأنها لاول مره تضع الجبن في الساندويتش بنفسها دون مساعدة ساره.. لم تنساه ليلياً حتى كره الجبن.. ضحك من هذه الذكرى وان كانت ذكريات النوم هنا مرعبه..
،
.
،
استيقظت كعادتها باكراً لتعد إفطار والدها ودواءه..
انتهت من الطبخ لتخرج باتجاه والدها.. دخلت وهي ترى أدهم باكياً عنده و قد غطى وجهه بالبطانيه.. لتفهم ما يحدث/أدهم ..ليش مغطي ابوي؟
عجز ان يلتفت إليها وان يخبرها.. ما حدث اعاد ذاكرته للوراء.. لوفاة والدته وفاجعة فراقها الأبدي..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني
خرج من الميدان.. بعد استدعاء رقيب الكليه له.. اتجه اليه مسرعاً بعدما عرف ان هنالك اتصالاً من اهله.. تسائل مالذي حدث ..لا يستطيع التفكير بشيء كلما في الأمر انه خائف، امتثل لأمر ضابط الكليه وهو يؤدي التحيه العسكريه/امرك؟
الضابط ذو رتبه عاليه ويبدو على وشك التقاعد، وقف واتجه اليه بنبره حانيه/الطالب قاسي خالد؟
خاف من اسلوبه،ففي العاده يحدثه وهو في مكانه/نعم طال عمرك
حاول ان لا يصدمه/وانا ابوك انت انسان مؤمن بالله.. و المؤمن يرضا بقضاء ربه سواءاً خيو او شر.. كلنا نمشي باقدار الله
عرف ان هنالك ما يخشى سماعه، لا يريد سماع ما يفجعه في احبته لطالما كان يغيب عنهم فترات طويله ويشتاق اليهم، دار شريط ذكرياته بوجوه من يحبهم والده ووالدته واخواته وأدهم هؤلاء اعز ما يملك..
استغرب صمته وعدم سؤاله بدأ وجهه الذي كوته الشمس بسمارها يتعرق، عيناه تمتلء بالدموع/الوالد يا قاسي يطلبك الحل..
اغمض عينيه و وضع يديه على رأسه الاصلع وهو يصد عن الضابط الذي أمامه..وجلس منهاراً، لم يحاول منع دموعه، قد كان يحلم ان يعلّق له والده النجوم بنفسه في يوم تخرجه و يحقق حلمه،لكنه ذهب فجأه دون وداع ولا عناق اخير..
اتجه اليه الضابط وهو يحاول مواساته/احسن الله عزاك، ادعو له بالرحمه والمغفره يا قاسي.. واطلع يا ولدي لك اسبوع.. روح عزاء ابوك بيوديك واحد من العسكر بنفسه..
.
.
انتهت ايام العزاء وانقض المعزون.. مر اسبوعين كانا من اكثر الاسابيع وجعاً على ذلك المنزل..
عادت ام قاسي الى المنزل لمواساة بناتها ..لن تتركهم بعد وفاة طليقها .. حزنت فهي لا تنكر ان خالد كان نعم الزوج،
جالسه في منتصف الأريكه في الصاله وتنظر للفراغ، امتلأ المنزل بعد وفاة والدها هاهي ساره بأطفالها وهذه أمها تعود وتقرر البقاء هنا وهاهو أدهم لا يفارقهم وبالأخص وان قاسي ملتحق بكلية الملك خالد العسكريه..!
لماذا تشعر بضيق يكتم انفاسها.. لماذا تلك الغيوم الرماديه تحجب عنها نعمة النسيان والتنعم فيه..!!
نزلت ساره من الأعلى وهي تنادي طفلتها/ليااان وينك يمه دوري جزمات اخوك سعد ونادي طلال ،بنروح البيت بعد شوي
ليان التي تجلس وبين يديها جهازها اللوحي/ماما جزمات سعودي حطيتها في شنطته.. وطلال راح البقاله مع خالي أدهم
استضاقت من أسمه، مازال ذلك الولد يطاردها.. هو من تسبب بطلاقها هو من دمر علاقتها بزوجها وجعله يطردها من منزلها.. لن تدعه يمكث هنا اكثر.. الآن وقد توفي خاله ستطرده شر طرده وستقتص من تلك السنين الضائعه من عمرها..!
لحظات ليدخل طلال محملاً باكياس كثيره من السوبر ماركت ومن مؤنة المنزل.. ثم خرج وجلب العشاء الذي احضر أدهم ..
استوقفته ام قاسي وهي تأمره/تعااال يا طلال. وين أدهم
طلال/راح ينزل باقي الاغراض من السياره يا جده
اتجهت لنقابها و رداءها وهي تهم بالخروج لتتفاجئ بيد مدى تمنعها/يمه تعوذي من ابليس واقعدي..
ام قاسي وهي تزم شفتيها/ما يقعد عندي هنا ثانيه وحده زياده ولد ساره
شعرت بأن كل شي سينهار/يمه أدهم خطيبي وابوي الله يرحمه، عطاه كلمه خلاص
ابتسمت بخبث/يخسي ويعقب هالمنتف ياخذك، ام منيف تبيك لولدها وولدها ما شاء الله يشتغل بأرامكو وراتبه ثلاثين بالشهر.. وش لك بهاللي ماله لا وظيفه ولا مستقبل يفتح النفس
تحدثت بضيق/يمه هذا ماهو وقت هالكلام.. ابوي توه متوفي وانتي تتكلمين عن زواجي.. راعي قلبي يمه انا ماني جدار ترى"المتوفي حبيبي"
لاحظت اصرارها،تبدو متمسكه بأدهم لكن لن تسمح لها/شووفي يابنت بطني.. يا انك تتركين أدهم او اني غاضبه عليك ليوم الدين..
تجمدت مكانها، اي مساومه وقعت فيها،اي حظ عاثر يلازمها، لم تستطيع الحديث ولا الرد..!!
هذا مالم تحسب حسابه..
لحظات ليسمعون صوت أدهم ينادي/يا ولد.. يا طلال..قولهم يفسحون لي مجال ادخل الاغراض اللي معي
خرجت له و الشر في عينيها/معاد لك مجال تدخل هالبيت يا ولد ساره.
استعاذ من رؤيتها التي تقبض روحه للحظه، لماذا أتت الآن ماذا تريد؟!/يا خاله انا معي اغراض مايقدر طلال يشيلها بدخلها المطبخ و بطلع
أمرته/حط الاغراض عندك والا خذها معك و اطلع من حياتنا الله يستر عليك معاد لك عندنا طلابه.. خلاص خالك ومات
وقفت هي خلف الباب عاجزه عن اي شيء سوا البكاء واختها ساره تواسيها وتربت على كتفها..
قرر ان يكون قوياً هذه المره ولن يخضع لصراخها عليه/انا ماني في بيتك علشان تطرديني يا حصه، هذا بيت خالي وعيال خالي.. انتي مطلقه و مالك حق فيه، وبنت خالي تراني باخذها رضيتي والا مارضيتي..
صُدمت من رده وذهلت من نبرته الواثقه لكنها تحدثت بثقه تفوقه/بنت خالك واقفه وراي و ماتبيك.. فلا تفشل عمرك وتطلبها مره ثانيه
فتح شماغه واعاد ترتيبها بتوتر ليرفع صوته وينادي/مدى.. يا مدى. انتي موجوده ردي علي..
لم ترد ففي حلقها غصه تمنع بكائها..وحديثها أيضاً..
كرر سؤاله، فهذه السيده تثير اعصابه وتستفزه، ان لم يجد اجابة تسّر قلبه منها الآن لن يعود.. وان مات شوقاً/مدى ردي علي ان كنتي تسمعيني..
ردت ساره/هي هنا وراء الباب و تسمعك يا أدهم.. قول اللي عندك
تحدث بلهفه/مدى، خالي وافق على زواجنا ،وكان المفروض اليوم ..بس.. "شعر بالغصه".. .مدى جاوبيني ..صدق الكلام اللي قالته أمك؟
استجمعت قواها الزائفه و ردت بصوت واثق، تريد ان لا تجعله يفكر بها بعد رفضها يجب ان ينساها وان لا يحرق نفسه بالتحسر عليها/ايه صدق يا أدهم…انا اصلاً كنت بتزوجك علشان ابوي وبس لا ابيك ولاهم يحزنون.. الله يوفقك مع وحده غيري..
لحظة صمت..
انسحب و خرج بعد اخر كلمه… لم يقول كلمه اخرى.. اليوم فقط فقد كل شي قد يربطه بوالدته.. بقي فقط أن يلحق بها..
ركب سيارته متجهاً الئ تلك المقبره..
هنالك موطنه الذي يشتاق ان يسكنه ..!!
لماذا ذلك الحرمان يلاحقه في كل شيء يحبه؟..
لماذا نجاحه في دراسته وعمله لا ينعكسان على حظه وحياته الخاصه..؟!
كانت "مدى" الحلم الناصع البياض الذي انتظرها طوال سنواته..وهاهو يذهب ادراج الرياح..
.
اغلقت باب غرفتها وهي تدخلها بثورة احزانها.. جلست منهاره، اليوم مات قلبها مرة اخرى وهي من قتلته بتحريض من والدتها.. لم يعد لها..
تباً، كم يحتاج هذا القلب من صدمه ليموت ويرتاح؟!
اليوم فقط كبرت عشرين عاماً وهي مازالت في اول العشرين!
كل كلمات المواساه و الأمل تقتلها..
كل الاحلام باتت سراب لا يروي الضامي..!
اليوم انتهت..
انتهت..ولم يعد لها في الحياة مدى!!
مرت الاعوام وهاهو يتخرج و مازال باحثاً عن نفسه من عمل لآخر..لا يحبذ ما يخالف قناعاته ولربما هذا ماجعله لا يستقر في وظيفه معينه طويلاً…
اكتشف الكثير من امور هذا العالم الدنيء، لم يكن ينصدم بداية فهو تشبع صدمات في طفولته..اصبح أقسى قلباً ومع ذلك هو لم يجعل لأي شيء تأثير على قناعاته، الحرام حراماً وان اختلفت المسميات.. عجباً حتى الرشوه باتت تسمى "قهوه" !
.
،
.
راجع عدداً من الملفات وهو في حيره من امره..!
اعاد المراجعه وهو يدقق ويقارن لعله كان مخطئ في معلومه او رقمٍ ما..
ازاح نظارته من عينيه وهو يقف ويتجه الى مكتب نائب المدير بحسن نيه ، فهو قد اكتشف خللاً في اوراق الحسابات،طرق الباب ودخل بعد أذن الدخول/السلام عليكم استاذ فياض
اعتدل في جلسته مبتسماً/اهلاً وعليكم السلام أدهم .موظفنا النشيط وش عندك
ابتسم مجاملةً/هلابك ..استاذ فياض انا راجعت حسابات الشهر هذا علشان الجرد و الاضافه في سجل الارباح والمصروفات وغيرها.. لكن
غضن جبينه وهو يسمعه/لكن إيش يا أدهم؟ وش المشكله
اكمل أدهم/المشكله ياستاذ فياض انه فيه ارقام وهميه عاليه على الورق ماتوازي قيمة المصروفات على ارض الواقع.. وهذا اختلاس واضح وتلاعب بالارقام.. فيه ا…
قاطعه فياض غاضباً/وانت اش مشكلتك؟ هذا ماهو شغلك انت تدخل البيانات اللي ارسلها لك وبسسس ماعليك من مقارنة الارقام او مراجعة الحسابات
فهم ما يدور حوله الآن.. الأمر اكبر مما يظنه/بس هذي وظيفتي، مدقق حسابات…كيف تقول ماهو شغلك؟!
قاطعه فياض مره اخرئ/اذا تبي تحافظ على رزقك عندنا تسسكت وتكتب اللي أنا امليه عليك فااااهم؟!
هز رأسه بالموافقه وهو يحدق فيه، ثم رمى الاوراق في وجهه غاضباً/انا محد يملي طلباته الشخصيه علي يا فياض،ولا احد يرفع صوته علي، كوني اكلمك باحترام فهذا ماهو ضعف يا خاين الامانه، و الرزق اللي من وراك ما ينبغى.. بالنااقص منك ومن هالشركه
فياض بلا مبالاه/رووح يا وجه الفقر، لكن اذا مالقيت لك وظيفه جديده لا ترجع علي..
تركه وهو يخرج ، لن يكون أداة لأحد أبداً، لن يسمح لأحد باستغلاله،و لن يعمل في مكان يغضب الله ويخالف مبادئه وان مات جوعاً،
عاد فياض ليكمل مكالمته التي تبدو مهمه/اسسمعني ززين يا سلطان خلك دوم معه ومثل ظله.. واعطيه من اللي بالي بالك.. ولك اللي تبيه مني.
،
.
،
استغل سيارته وهو ينفث من رئتيه زفير غضبه، تباً متى سيستقر في وظيفه ويرتاح.. كل ما اراده هو جمع مال كافي لفتح مكتب استشارات قانونيه بعد الدكتوراه فقط ليبني أسمه .. لكن مامعه لا يكفي ابداً..استغفر ربه مراراً سراً وعلانيه، سيذهب من الغد يبحث عن عمل جديد بجانب عمله كمعيد في جامعته، لم يخطط ان يبقى مُحاضراً ودكتور في الجامعات طوال حياته..
صوتٌ داخله يخاطبه بأن لا تغرق في حزنك فليست جميع الأيام بيضاء.. ولا كلها سود.. هي مزيج بينهما، الحياه ليست على وتيره واحده ..ستُفرج ذات يوم وستجد نفسك تحقق ما كنت فقط تحلم به..
الاستعانه بالله والعمل بجد هما الدافع الاساسي للنجاح..
فقط حافظ على قلبك من الاحباط في زمن كثر فيه المتذمرون و محاربوا الطموح.. اشحذ همتك وستنهض من جديد.. انت قادر على ذلك.
اتجه الى الصاله الرياضيه القابعه اسفل العماره التي يسكنها بعدما غيّر ما يرتديه هكذا هو حينما يغضب يفرغ شحناته السلبيه في رياضة الملاكمه واحياناً السباحه..
لاحظه وليد يأتي في غير وقته و يبدأ تمرينه مباشره بدون ان يسلّم او يتحدث مع احد.. اتجه اليه وهو يراه يلكم كيس الملاكمه بغضب، وقف يراقبه حتى انتهى من تفريغ شحنته و هو يراقب الثواني في ساعته الرياضيه بإعجاب/ما شاء الله معدل لكمات عااالي خلال الثانيه الوحده،تصدق. بإمكانك تاخذ ذهبيه فالأولمبياد لو شاركت..
جلس صامتاً وهو يجفف حبات العرق بمنشفته وينظر اليه بحده.. فهو ليس في مزاج يسمح له بالمزاح..
تحمس وليد للفكره وجلس أمامه/شرايك بالله تشارك؟ عمرك ماهو كبير حيل عالمشاركه، ياخي انت موهبه حرام تضيع،متأكد اننا بنضمن لنا ميداليه ذهبيه.. وش قلت يا بطل؟
شعر بنبرة حماسه وكأنه يتحدث عن نفسه، مالمانع لو شارك وليد باسم السعوديه وجلب لها المجد الأولمبي، هو في النهايه من هذه الأرض/ماني مثلك ..انت احسن مني وشاركت ببطولات المناطق واخذت الأول ليه محد ضمك للمنتخب؟ و انت مواليد هالارض وامك سعوديه ماتحس انك الأولى!
تذكر حسرته الماضيه و صد، فهو من اب ذو جنسيه عربيه وام سعوديه، مواطن بدون حقوق مواطنه كامله/تتكلم وكأنك ماتعرف الوضع
أدهم بضيق ولحظة غضب/ليه الناس الصح بالمكان الغلط؟ ليه يا وليد؟ انت لو ببلد اوروبي او بامريكا كان من زمان انت بطل قومي عندهم.. ماشوف فيه شي يمنعك تاخذ الجنسيه دام امك سعوديه وانت مولود هنا..لو واحد غيرك هاجر
وليد بابتسامه/ارحمني من منطق المحامين والقانونيين…انا لو ببلد اوروبي ماتعلمت بلاش وانا "اجنبي" مثلما تعلمت هنا وما كان اخوي هاللحين ياخذ مساعدة العاطلين الباحثين عن عمل وهي ماهي مواطنه سعوديه وما كان ابوي يتعالج بلاش وياخذ ادوية سكر تكلف البلد.. بعدين يا أدهم ترى مو الاوراق اللي تربطني بالمكان اللي انولدت وتربيت فيه من بطن سعوديه... وانا للحين عندي امل بالجنسيه.
التفت أدهم اليه بابتسامه/الله لا يخيب رجاك.. طيب ماقلت لي وش صار في اختبار التخصص؟ انشغلت عنك الايام اللي راحت!!
تذكر وليد ما كان يريد اخباره به/ابشرررك اجتزته و تم اعتمادي ولله الحمد..انبسط يا عم ماراح تشوفني كثير ،انا صرت طبيب رسسمي ماني حي الله
شعر بسعاده لرفيق كفاحه/تستاهل كل خير يا وليد الله يوفقك
وليد/انت ماقصرت معي.. اتخيل لو منت معي،
أدهم وهو يربت على كتفه/انت نفعت نفسك بعد توفيق الله، بس لو انك ماتحوس الشقه وراك كان انت احسن واحد<< ابتسم ليذكره
تذكر وليد ما يفعله/ههههههه أدهم الا ترتيب البيت لا تطريه.. هاه
ضحك أدهم وهو يقف ليتابع تمرينه/قوم خلني افقع وجهك بالبوكسات شوي
وليد بجديه وهو يشك/تعال انت ماقلت لي وش جابك من العمل هالوقت؟!
أدهم/تركت العمل لهم..
وليد بغضب/مارااح تخلي عصبيتك.. تترك شركه كبيره مثل هالشركه، هالراتب كان اعلى راتب انت تستلمه
أدهم بلا مبالاه/هالشركه مافيها بركه.. ماعليك انا عندي امل كبير.. وبعدين اذا ماشتغلت بشركات او اي مكان عندي سيارتي منها اتمشى ومنها اكد.. وسع صدرك يا رجال، تراها سهالات.
وليد بجديه/الاول على الدفعه يقول هالكلام… انت ليش ما تركز في الجامعه احسن لك حالياً انت محاضر بتاخذ الدكتوراه ان شاء الله و ريح نفسك.
أدهم/انا استحااله استمر معلم..! طول عمري اشرح نفس الماده.. لا..هالشي ممل و رتيب وما يناسبني
صمت وهو يتابع تمرينه بغضب.. درس ادارة الاعمال وبعدها القانون واخذ الماجستير فيه وهاهو يكمل الدكتوراه من اجل ان يكون أدهم الذي كانت تحلم به والدته.. لطالما كانت تتغنى به وتناديه بالدكتور… حقق رغبتها بان اصبح دكتوراً ولكنه لن يُدرس بعد تأسيس،عمله..!
سيبدأ في فتح مكتبه الصغير الذي يحلم به هو… وسيكبر مع الايام.. هو يسير بشكل صحيح وان كان يتعثر كثيرا.. وتصعب الامور احياناً ولكنه مازال متمسكاً بالأمل… فما هي الحياة ان لم تؤمن بالامل و تعدد الفرص و الكبوات...قد اجتاز طفولته الصعبه وايام دراسته بنجاح.. إذن هو قادر بأن يحقق ذاته..تبقى مبلغ ليس قليل ولكن ليس مستحيل.. وسيستقل بعمله.. و سيعلم من استضعفوه في صغره ماذا وصل اليه هذا اليتيم و ستعرف زوجة خاله و يوما ما انها اخطأت حينما فضلت "موظف ارامكو" زوجاً لحبيبته بدلاً منه..
سحقاً لماذا يتذكرها الآن…!!
.
،
.
،مضت السنوات على اجتهاده..ليس لديه ما يشغله..عمله واصدقائه هم عائلته..
وصل ما يريد وارتقى باحلامه وغرسها على ارض الواقع....
حتى فتح مكتبه الصغير للاستشارات القانونيه..
بدأ صغيراً ..ليس مستعجلاً
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث
،
ما ان تصحو سماء ايامنا..
سرعان ماتلبدها الغيوم..
سرعان ماتسرق منا اشعة حياتنا..!!
و بغفله تسلب من اعمارنا اجمل السنوات..
ثم تردينا ضحايا بلا ممات..!!
.
في مكتب والدها الفخم والذي يشغل حيزاً كبيراً من الطابق السفلي، تحوي معظم جدرانه على ارفف بها العديد من امهات الكتب والمؤلفات والدوريات العلميه القديمه والجديده،معظم هذه الكتب هي من مقتنياتها الشخصيه.
هي تهوى القراءه وتعشق رائحة الكتب، هنا ملاذها حينما تزدحم بداخلها الافكار.. تدونها في مفكرتها الزرقاء الكبيره..على وعد ان تجمع ما ستكتبه خلال سنوات عمرها وتصدر لها كتاباً يحمل مشاعرها وهوايتها التي حرمتها من ضوء الحريه لتنصاع لرغبات والدها الذي كان ولا يزال يُظهر العيوب في كل خاطب يطرق بابها لترفضه من نفسها..!!
غرس فيها الاستقلاليه وأحبها بتملك لدرجة انه استخسرها في أي رجل يتقدم لخطبتها خوفاً ان يهينها في يومٍ من الايام.. وهاهي في بحر السابعه والعشرين من العمر ومازالت عازبه..
نعم هي الشموس التي لا تحبذ الرجال و لا يعجبها منهم سوا ابيها واخيها..هم من تعتز بهم فقط !!
اغلقت حاسبها الشخصي ثم رتبت اوراقها في ملف بيج كما طلب والدها، انجزت مهمتها بمراجعة جميع الاوراق التي من المفترض ان يوقعها والدها غداً..نزعت نظارتها بعدما كانت منغمسه في عملها...
استرخت على كرسيها وهي تسند رأسها ثم اغمضت عينيها بإرهاق شديد..
تقوم بدور الابن والمعاون لوالدها بالرغم من ان لديها اخ يدعى "نايف" كان من الممكن ان يكون مساعداً لابيها الذي بدأ يتضح عليه الضعف و أوهن جسده المرض.. لكن ماذا تفعل بالدلال الذي أفسده وجعله شاباً طائشاً وغير مسؤلاً.. فقط يهتم بالسيارات و اقتناءها.. يعشق التهور و تجذبه سباقات السرعه.. لطالما كان بارعاً في قيادة السياره.. وهذا الامر يخيفها اكثر مما يطمئنها فهو شاب غير مبالي ويحمل روحه على كفيه دائماً..
أما اختيها الاخريتين كل منهما في وادٍ ..احدهما "ليال"غامضه فيما يخصها وصريحه في ارائها..تقدم لخطبتها الكثير من الرجال الجيدين و لكنها في كل مره ترفضهم بشده ودون ذكر اسبابها…!!
.. أما الاخرى… اااه من تلك الصغيره"نيفادا" اختها من ابيها من زوجته الاسبانيه التي تكره اسمها وتحب مناداتها"نيفا" عاشت سنوات عمرها الثمان الاولى في الكناري احد الجزر الاسبانيه.. ثم قرر والدها جلبها هنا و سافرت والدتها بعدما نالت الطلاق..!
تخشئ على "نيفا" من عشق هوايات اخيها المتهور و التي تحاول تقليده وتقمص شخصيته ، و يستفزها برود ليال كثيراً ولطالما تعاركا سوياً..
أما الاخيرين التوأم "رواد و اميره" من زوجة ابيها الاخيره السيده الاربعينيه التي تكن لها الاحترام...تلك السيده التي اعادت للمنزل توازنه الطبيعي و ألزمت الجميع بالتزام عادات وتقاليد المجتمع المعروفه..
واخيراً عمتها المطلقه حديثا و قد حرمها زوجها من اطفالها ..
اشياء كثيره تعمر بسكان هذا القصر ..
سمعت صوت نايف يناديها بأسمها فابتسمت لطالما احببته و دللته، بينها وبينه سبعة اعوام هو العضيد الذي تذخره لقادم الأيام هو السند الذي تستند عليه.. هو فخرها الذي ترجوه/ناايف انا هنا بالمكتب
كان يهم بالدخول فإذا بها تناديه/الشمووس.. ادوورك من خمس دقايق وانتي هنا
ابتسمت/وش اسوي يا نايف اسوي شغلي وشغلك.. مدري متى بتتكرم وتساعدني
جلس على طرف المكتب واخذ بيده مجسم الكره الارضيه المصغر وهو يعبث بابتسامه/شمووووسه.. بعدددين بدري على الالتزامات والعمل، بعدين هذا انتي ماشاء الله عليك
امتعضت من تهربه وعقدت حاجبيها/ناايف صحيح انا قايمه بشغلي بس أنا بنت وانت الرجال وعزوتنا كلنا انت ذخرنا اللي لازم تساعد ابوي يا حبيب اختك.
ابتسم وهو مستغرباً/هاللحين اغلب البنات يبون الحريه يصيرون مثلك يشتغلون وسيدات اعمال وانتي تبين اخوك يمسك الشغل علشان تجلسين بالبيت!
عبست/كل واحد وله احلامه، انا حلمي اشوفك ناجح مثل ابوي ..وانا بالبيت انتظركم ترجعون لي،واهتم فيكم وبس.
اعاد مجسم الكره الارضيه مكانه ثم اتجه اليها من خلف المكتب ليدير كرسيها نحوه/شموستي ابشري بسوي اللي تبينه ومن الشهر الجاي اوعدك اداوم بس، انا جايك بطلب
اتسعت ابتسامتها، هذه عادته اذا رفض والدها شيئاً يتوسط بها/امررني.. وش بغيت من ابوي هالمره؟
اعتدل واقفاً وقالها بثقه/ابي لمبورغيني..
ذبلت ابتسامتها لترفع حاجبها بعدم رضا وهي تقف، وتتجاوزه خارجه/كنت اظن عندك شي مهم
لحق بها وهو يرجوها/شووشوو حبيبتي
نظرت للخادمه التي تمر بجانبها وهي تأمرها/لحد يدخل الأوفيس اووكي.. انا رايحه انام
تجاوزتها لتدخل المصعد وهو يدخل خلفها ..انزعجت من صوت رجائه لتلتفت/ناااايف وبعدددين.. لين متى؟ ابي اعرف
مسح على وجهه بتوتر ، حاول ان يسيطر على ألم رأسه الذي داهمه، ليبتسم لها/انا قلت لمبورغيني وصدقيني احلف لك معاد اطلب شي.. و بداوم معكم في المجموعه… هااه انبسطتي؟
حاولت التهدأه ليتضح الخوف في نبرتها/وش فيه راسك حبيبي يوجعك؟ اشوفك تمسكه
ابتسم لنقاء قلبها وحنانها عليه رغم قسوتها، فهي نائبة مجلس الاداره و تسير فرعاً نسائياً كاملاً تحت ادارتها وناجحه في ذلك، لكنها ضعيفه امامه كوالدته المرحومه/لا يالحبيبه مافيّ شي ..بس توسطي لي عند ابوي علشان السياره طلبتك
خافت ان ترده، فيشعر بالخذلان، لا تريد لقلبه الحزن/تو قبل شهرين شاري لك ابوي بنتلي بفوق الثمانمية الف ما امداك تمل منها يانايف!
قاطعها برجاء/شموووستي تكفيين اوعدك يكون اخر طلب
لا تستطيع رفض طلب طفلها.. هو هكذا بنظرها/اوكي بقوله ..ولو ان قلبي معورني و ماهو مريحني كثرة سيارات ع الفاضي
طبع قبلته على خدها، مادامت ستتحدث في الموضوع فقد انتهى/يازززينك ياختي.. قولي امين عساك ماتزوجين..
ضحكت وباب المصعد يفتح وتخرج منه/ايه علشان اقعد اتوسط لك طول عمري عند ابوي
خرجت من غرفتها وهي تركض وتنادي وتنظر للارض/شاااهيييين ووين اختفييت
استغرب نايف وهو يلتفت اليها عاقداً لحاجبيه/من شاهين هذا..؟!
عقدت حاجبيها/ان شاء الله مضيعه الفار حقك بعد.. انا ماقلت طلعي هالفار من البيت!!
عبست وهي ترفض تسميتها/هذا هاامستر مو فااار احترمي شاهين
لم يصدق ما يسمعه/وووجع مسميه الفاار شااهين؟!!..نيفا وش تحسين به؟ ههههههه
ألتفتت اليه بطرف عينها/ماني برايقه لك خلني ادور شاهين بعدين اتفرغ لك estأ؛pido ..
اتجه اليها يمازحها وامسكها بذراعها كعادته يعاملها كأحد اصدقائه،يعرف انها شتمته بالاسبانيه/وش قلتي هاللحين قوولي
اجابته بعناد وهي تلتفت اليه وتمسك بياقة تيشرته/ غبي ..هاا ارتحت.
حملها من ياقتها وهو يتوعدها مازحاً/بووريك منهو الغبي هاللحين..
اخذا في ضرب بعضهما كالعاده،لكنه في الحقيقه يسمح لها بضربه يحب مشاكستها وهو يشعرها بأنها قويه وقادره على الضرب كالرجال مما دعاها تحاول تقمص شخصيته، وان تعشق ان تكون صبياً كأخيها..
تركتهما يلعبان و اتجهت صوب الغرف، تريد غرفتها فقط لتنام بعد عناء يوم شاق..
تفتقد اليوم للتوأمين وأمهم هما في زياره لاهلها..هم من يبعثون الحياه لهذا المنزل.. اما عمتها فمنطويه منذ ايام بعد طلاقها.. رغم انها مرحه وكثيرة الضحك.. لربما كسرها ذلك الحقير بطلاقه لها..
مرت بغرفة ليال في طريقها ووجدتها غارقه في نومها، دخلت لترفع درجة حرارة الغرفه قليلاً فهي بارده جداً،آه كم نصحتها ان لا تنام في هكذا درجة حراره منخفضه..
تركت غرفة ليال لتكمل مسيرها لغرفتها..
اخذت روب إستحمامها و المنشفه.. نزعت ملابسها وفتحت شعرها الاسود كسواد ليلٍ خسف قمره.. الى منتصف ظهرها.. وقفت تحت الماء الدافئ المتدفق من الاعلى لينهمر عليها وهي تغمض عينيها وتحاول ان تسترخي....
جففت نفسها لتخرج من دورة المياه و تلبس ثوب نومها الرقيق ذو الحمالات الرفيعه.. لتلوذ بعد ذلك بدفء سريرها.. لتغمض عينيها بعد ترديد اذكار نومها.. هكذا روتينها ووقتها المملوء بالعمل وبيتها المزحوم بالقصص والاهتمامات المختلفه..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث
،
عاد من سهرته ليجد مصابيح شقته مضاءه وهو يدخلها عائداً من سهره مع رفاقه.. لابد ان قاسي هنا الليله هو هكذا حينما يكون مرهق او في حالة خصام مع زوجته يعدل عن الذهاب للخرج.. كيف صبر عليها وهي سيئة المعشر لابد وانه يصبر من اجل طفله "خالد" ذو الثلاث سنوات..
اه الجميع تزوجوا واسسوا عائلات وانجبوا اطفالاً وهو مازال عالقاً في الماضي.. مازال قلبه ينازعه على تلك التي رفضته وتزوجت بالخاطب الآخر!! انجبت ثلاثه وهو بقي على حاله..! كيف السبيل اليها بعد كل ما حدث، لماذا بقية حسرة تركها له الى الآن بعد كل تلك السنوات.. بات بعمر الستة و ثلاثين.. اجمل العمر يمضي وهو وحيداً دونما يشعر ..هو مكتفي بذكراها وهذا ما يجعله لا يفكر بأي ارتباط اخر يكون فيه البائس الذي عجز ان يرتبط بنصفه الآخر ، فحاول ان يبحث عن تجارب فاشله مع بنات حواء.!!
خرج في هذه الاثناء من غرفة النوم وهو يبحث عن ماء يشربه، فشاهده يجلس هنالك شبه مستلقي على الأريكه/يالله مساء خير وش مسهرك لهالوقت؟
ابتسم له وهو يلتفت اليه/قاسي انا ماتزوجت علشان ذالسؤال.. انت اللي وش مقعدك عندي ووراك زوجه وولد
جلس قاسي وهو يلتقط الريموت ويغير القناة/يارجال فكني من سيرتها نشبت بحلقي
عبس وهو يراه يغير ما يشاهده/هي نشبت بحلقك وانت نشبت بحلقي عند تلفزيوني
مدد ساقيه وهو ينظر اليه بطرف عينه/بلاك ماتزوجت.. الله وكيلك ندمت بس خلاص تورطت عندي ولد.. بتحملها علشانه
تحدث من واقع تجربته المريره/ماعليه تحملها علشانه، ترى يا قاسي مافيه احن منها على ولدها .. ماقلت لي وش جديد خلود.. مبطي عنه والله
ابتسم اخيراً وهو يسترخي/ياززينه عسى ربي يصلحه.. لولا لقافته على السيارات والمشاوير..
تحمس فهو يحب ذلك الطفل بمثابة طفله هو/بالله ورني له صوره والا فيديو ابي اسمع سوالفه..
اتجه قاسي الى هاتفه وهو يفتحه ويجلس،ليغضب مما شاهده/شاايف وين حاطينه، امه خبله اي واحد من خواله او جماعتهم يقول باخذه مشوار تسمح لهم.. عجزت وانا اهاوشها.. كل يوم واحد مرسل لي مقطع لولدي وهو معه،
استغرب ما يسمعه/اما عااد!!
اكمل قاسي/ تصدق قبل يومين نسيبي مرسل علي مقطع لولدي وهو فالبر و ماسك رشاش و فيديو ثاني يرمون قدامه !!
تغيرت ملامح أدهم/لا تكفى انتبه. إلا هالاشياء..
قدم له هاتفه ليريه صور خالد/هذا هو ابو وليد..
ابتسم وهو يتأمل ملامحه وابتسامته/ما شاء الله.. تصدق يشبه خالي الله يرحمه..
تنهد/الله يرحمه..
تذكر شيئاً والتفت اليه لطالما استهوته فكرة ان يكون له بيتاً و أهل ينتظرون عودته، ولكنه وحيد وسيظل وحيد/دامك صحيت وانت نايم من العشاء. ليه ماتروح لاهلك؟ تلقاهم ينتظرونك
استرخى قاسي بجلسته/هالسبوع ماني برايح لهم بكرا عندي استلام و بعد بكرا ،بعد نهاية دوامي بروح لمستشفى الحرس واخذ ادوية أمي، خلصت ادوية السكر حقتها.
تنهد وهو يتذكرها، لا يحب تلك السيده فهي لم تترك لنفسها ذكرى طيبه في ذاكرته/كيف صحتها؟
قاسي/الحمدلله بخير، ماعليها
هز برأسه وهو يبتلع ريق الخوف من تلك السيده التي لطالما جعلته يبات باكياً، ليس لشيء ..هي تظن انه ينكد عليها ولكن في الحقيقه هي من دمرت طفولته وذكرياته.. حاول نفض ذاكرته وهو يقف/انا رايح انام لي ساعه قبل الفجر..
.
يوم جديد…
في مدرسة ثانويه اهليه للبنات..
دخلت دورة المياه لتغسل يدها و تصفف شعرها بصحبة رفيقتها.. لتسمع من يتهامسن في دورة المياه ويتحدثن عنها..لا تخفى عليها تلك اللمزات والهمزات..
… سمعتي يا مريوم بقصة وحده امها ممرضه اجنبيه اغوت لها واحد وبلته بنفسها و جابت بنت وطلقها وطردها، طلعت استغفر الله بس.. الله يسترنا
همست لها دانه/تراهم يقصدونك..
هي تعرف بما تسمعه من اشاعات ومن اتهامات تحرقها من الداخل وان لم يكن يظهر عليها التأثر..تركت المرآه وهي تلتفت لتلك الفتاتين اللتين يتهامسين ثم تنظر لصديقتها دانه وترفع صوتها متعمدها ليسمعون/تصدقين يا دانه مافيه اقذر من بنات يهزون عرش الرحمن و يتكلمون عن اعراض الناس ببجاحه..!!
إلتفتت اليها تلك وهي تصرخ بغضب وتتجه إليها/وش قصدك
وكأنها لم تراها سوى الآن/ماكلمتك وابعدي عني ماطيق هالاشكال
امسكت بها رفيقتها/مريوم اتركيها بليز ماله داعي فضايح
ابتسمت نيفادا بسخريه/ياااااي بليز مريوم اتركيني.. تكلمي زي الناس، ليه مصره تكونين معوقه!! استغفر الله
تجرأت مريم لتمد يدها بقوه بإتجاه نيفادا ولكنها ابتعدت لتخرج من جيبها قلماً وتوجهه إليها بتهديد/اقسم بالله ان مديتي هاليد ثاني مره لأكسرها، فاااهمه؟!!
مريم باستهزاء/اتحداك.
اخذتها دانه وهي تخرجها من دورة المياه/اتركك منها بس
صرخت نيفادا وهي تحاول التملص منها/فكيني عليها والله لا اشوه وجهها
اخرجتها رغماًْ عنها وهي تحاول تهدئتها/نيفااا ما قلت تبطلين حركات العرابجه ترى درينا انك قويه
تنفست بغضب ثم خرجت تمشي بصحبة رفيقتها وهي تتجه لمقاعد والجلوس بها،…
جلست وهي تتذمر وتحاول نسيان ما حدث/اففف يا دانه على كثر ما ذاكرت ماقدمت زين،جنني الكيمياء
ابتسمت وهي تراها تتجاهل ماحدث/لا تنسين يا نيفا انك تغيبين باغلب الحصص، لا تتذمرين وانتي منتي مهتمه
استرخت بجلستها وهي تبتسم/يعني لازم تحسسيني بتأنيب الضمير، والله مو وقتك
ضحكت دانه/المووت باختبار الرياضيات الله يعييين، بنجيب العيد
رفعت حاجبها بحماس/تكلمي عن نفسك.. الرياضيات اجمل شي بالحياة، ياليت كل شي بالدنيا مثل الرياضيات.. تحفظين القاعده وتطبقين وتحسبين وتطلعين الحل.. مافيها تعاريف ومصطلحات ماصخه وقلة حيا
التفتت اليها بتعجب/لحد يسمعك وانتي تتغزلين بالرياضيات.. ياربي وراي اختبار وبعده بيومين زواج اختي ولا سويت شي
تذكرت أمراً مهماً/تعالي بيتنا واختاري اللي تبين من فساتيني الجديده وألبسي واذا على الميك اب ليال تضبطك رهف تراها فنانه فيه
خجلت من عرضها وهي تكره رهف/لا وي فشيله، بعدين مالقيتي غير رهف.. استغفر الله.
ابتسمت/طيب وش بتسوين بنفسك..خليني اساعدك
امسكت بطرف شعرها/اااه ليت شعري طويل
عبست/ياااع ..ذكرتيني اقص شعري طول وانا ماحبه يلامس كتوفي
دانه وهي تتذكر شيئاً/نييفاا.. انتي متى بتوقفين هالبنات عند حدهم،..هذي مريم المعفنه بعد صارت تقط حكي بعد.. والله لو تسمعين عهود و وشلتها شيقولون للبنات عنك..
ضحكت نيفا وهي تفهم مقصدها، تعرف ان تلك المدعوه عهود لا تطيقها ومريم تلك الاخرى تهز عرش الرحمن/بويه صح؟…
دانه وهي تكتم ضحكتها/انتي عارفه يعني ما يحتاج.
ابتسمت بخبث، فهي قد اكتشفت ماتفعله مريم/عشاني ماحب الخبال اللي تحبه هي ورفيقاتها..عزمتني مره لحفله من حفلاتهم ..والله لا يوريك اللي شفته ماقعدت دقايق طلعت بسرعه حتى سايقي ما امداه يبعد.. خلهم يقولون عني بويه طزز فيهم تراني مادريت بهم
دانه وهي تشرتشف من عصيرها/الوضع احس كلما له أردى، الله يحفظنا بس صرت اخاف منهم
لم تعلّق..هذا الحديث سمج بالنسبة لها ولا تحبذ الخوض فيه، كم هي سخيفه عقول هؤلاء الفتيات..!!
ضحكت دانه وهي تحاول ان تستفزها في نفس الموضوع/لهاللحين ماعلمتيني البنت اللي تحبينها
ابتسمت ببرود وهي تشير بعينيها/طافتك كانت تمر من هناك..
نظرت اليها دانه وهي مستغربه/من جدك..؟
لم ترد عليها مدت يدها الى قدمها الايسر لتخرج من جواربها هاتفها المحمول وتحاول ان تخفيه..
لاحظت دانه احدى البنات قادمه ،وهي لا تطيقها/اففف جات ثقيلة الطينه رهيييف
عرفتها نيفا فتلك أبنة قهوجي والدها الذي سجلها في هذه المدرسه لاجل والدها الطيب، التفتت الئ دانه/حرام عليك.. شسوت لك رهف
دانه بعبوس/ماني مرتاحه لها.. وبس
وصلت رهف وهي تسلم ..تعيش بعالم عكس عالمها وقد طلبت من نيفا ان لا تخبر احداً بوظيفة والدها/هاااي girls
وقفت دانه وهي تذهب/ياشين السرج على البقر
نيفا بابتسامه/تعالي رهوفه.. وش بغيتي؟
قدمت لها كوب قهوه وهي تجلس بجانبها، يالغرور ابنة ال مناع هل تظن انها لا تأتي اليها الا لتطلب منها شيئاً/جبت اليوم قهوه وقلت الا تذوقها نيفو
ابتسمت وهي ترفع الكوب لشفتيها حتى ترتشفها ولكن تذكرت امراً مهما/اففف نسيييت اوراق مراجعة الكيمياء مع دانه بروح اخذها منها قبل تطلع.. عن اذنك رهف
شعرت رهف بالاحباط وهي تفشل مره اخرى.. ليتها شربت منها لتستريح من ضغوط اخيها عليها…!!
.
.
،
ضل يستمع لأحد موكليه باهتمام وماذا يريد ايصاله له.. هز رأسه بالموافقه/انا اسف يا اخ مهند انا اعتذر عن قبول القضيه
استغرب الرجل/وليه ان شاء الله؟ قلت لك اللي تبي بس وقف معي بهالقضيه
تحدث بجديّه/قضايا الفساد ونهب مال القرابه الضعوف ما تهمني ارباحها، انت انسان مريض.. اكرر اسفي.. ولو سمحت لعاد تجي مكتبي مره ثانيه.
وقف مهند وهو غاضب/فعلاً وجه الفقر يستحي من الغناه لكن بتندم يا أدهم.. صدقني بتندم..هالمكتب هذا اللي تعبت علشان تفتحه بينهد عليك
ابتسم ليذكره/هالمكتب مافتحته الا بعرق جبيني.. ما فتحته بمال منهوب يا مهند.. يلا توكل على الله مكتبي يتعذرك
وقف مهند وهو يزم شفتيه بغضب وياخذ ملفاته ويذهب..
استرخى أدهم قليلاً ليفتح ملف قضيه اخرى امامه، تنهد وهو يقرأ القضيه التي أمامه.. انتابه شعور بأنه يقرأ قصة حياته..قصة تعذيب جسدي ونفسي اودت بالضحيه للمستشفى بحاله حرجه.. كيف لزوجة اب ان تضرب طفل؟!
كيف لأنثى ناعمه ان تكون بتلك الشراسه؟!!
لماذا تنتقم من طفل لا حول له ولا قوه؟! اي سبب ذلك الذي يدفعها ان تجعل طفلاً ينزف لساعات في باحة المنزل؟ اي طغيان هذا.. ؟.. سيقف مع هذه الطفل ويستعيد حقه المسلوب من تلك التي حرمته براءة طفولته..
تذكر ماضيه وان لم يكن بهذه الوحشيه ولكن الألم النفسي كافٍ جداً لينهار الطفل ويضعف ..فما بالك بالضرب والقسوه..؟!
بات يشك ان ليس هنالك انثى حنونه ورقيقه سوا والدته المتوفيه.. اما الباقيات فهن ادوات إبليس بمن فيهن "مدى" التي علقته به و احبته وجعلته يهيم بها حُلماً ويقضه ثم خذلته و رفضته وانصاعت لغيره..
اللعنه لماذ تذكرها الآن؟، قد مضت سنوات منذ تلك الحادثه ومازال يذكرها ومازالت تمنعه من رؤية غيرها!!
دخل السكرتير في هذه اللحظات/استاذ أدهم.. في واحد عايز يشوف حضرتك
تنهد وهو يزيح النظاره من عينيه/عميل معروف والا واحد جديد؟
السكرتير/لا حضرتك.. اول مره اشوفه.. بس باين ان راجل كبير شويه وبيقول ان هو محامي اسمه صالح عبدالهادي ..
استغرب ان يزوره محامي، شعر بفضول لربما لأحد القضايا التي يتولا مهمتها/طيب خله يدخل وهات قهوه..
.
،
.
في الجانب الشمالي للمدينه..
في تجمع للشباب.. يعج بالكثير من المتفرجين والمتهورين ومن لا يعيرون للقابعين خلفهم اي اهميه..
وقف نايف بجانب رفيقه امام سيارته اللمبورغيني الجديده وهو يراقب استعراضات الشباب الاخرين. هنا تجمع لاصحاب السيارات المليونيه والفارهه... من لم يشقى بماله لا شك انه سيعبث به..
توقفت امامه سيارة فيراري ليصرخ صاحبها متحدياً بعدما فاز في السباق/اللي فيه خير يتحدااني ثاني مره.. والله لا ادوسه واكسر خشمه.. انا مااجد متوطيكم يالزلاااايب
لم يرد عليه نايف فهو يعرف قيمة نفسه لم يسبق ان خسر في سباق أبداً والجميع يعرفه..
تحدث رفيقه سلطان/يا ناايف تراه يتحداك
ضحك نايف/يا رجال ماعنده سالفه
سلطان الذي لن يرتاح حتى يشعل الفتيل/شف كيف يناظر فيك قدام الناس وهو يتكلم.. تسابق معه علشان تفشله.. شايف نفسه عقب الفيراري
التفت الى سلطان وهو يشعر بغضب، ثم الى ماجد/لا تعمم يالزلابه تراني داعسك دااعسك.. مير ألزم حدودك..
ماجد وكأنه وصل ما يريده/اتحدااك يا ولد ال مناع
اتجه نايف لسيارته يريد وهو يشعر بفوران دمه/انا ولد ابوي والله لاوريك.. اللي يتعدا الدوار هذاك ويرجع بسرعه هو اللي بيكسر راس الثاني
سلطان، بحماسه/كفوو نايف
شعر بصداعه يعاوده ليلتفت لسلطان قبل ان يصعد لسيارته/معاد اشوف من صداعي.. وين حبوب الصداع اللي دايم يا ولد
ابتسم سلطان وهو يخرج الحبه من جيبه، ولكن حبه اقوى من سابقاتها/افاا عليييك دواك عندي.. تفضل.
اخذ الحبه وهو يحاول ان يتجاوز ازمة صداعه المتناميه.. وشعوره بالثوره… ركب السياره وهو يشير لسلطان/ارركب
سلطان وهو يتهرب/انا بنتظرك هنا.. وبنحتفل بالفوز..
تركه لم يستغرب تركه له الآن وهو لطالما ألصق نفسه و حاوطه!.. ،
لحظات ليبدأ السباق.. كعادته كان هو السبّاق ولكن شيء ما يغطي عينيه.. لا يجعله يرى.. كل شي بات مبهماً ..وكأن احداً يصرخ في أذنه ويغطي عينيه..!!
فقد السيطره..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث
في اجتماع مع موظفيه.. ومدراء فروعه يكاد يسقط من ارهاقه فهو عاد للتو من سفره ولم يرتاح.. تُرى ماهذا الهم الجاثم على صدره.. وضعه يزداد تعقيداً..وطبيبه ينصحه بالراحه وترك العمل ولكن من سيدير اعماله وابنه لا يكترث ومازال طائشاً يلهو؟!
سؤال لطالما ارهقه.. ابنته وان بلغت من الذكاء والحكمه هي فتاه من الصعب ان تقتحم عالم الرجال وهي وحيده ،
هو لا يرضى لها ذلك من الجميل قربها له واهتمامها بادق تفاصيل العمل.. هي بمثابة مدير حقيقي وهو فقط ينفذ، لكم تمنى لو أنها ولداً..لكن حكمة الله فوق كل شيء..
انتهى الاجتماع.. ليشير الى سكرتيره/يا حازم شوف التلفون اللي ازعجني ..لا تحول علي مكالمات اليوم، ابي اطلع.. راسي صدع
اتجه حازم لهاتف المكتب ليرد… ثم ما ان سمع ما سمعه حتى ابتلع ريق الخوف.. اغلق الهاتف وهو في حيره كيف سيخبر ابو نايف بما حدث لأبنه!!
فرك جبينه وهو يرفع رأسه ليرى حازم يقف عنده مجدداً، واستغرب نظراته/خير يا أبني؟ ماقلت لك روح
حازم بعد تردد/طال عمرك هذا اتصال من المستشفى.. يقولون ان…
وقف وهو مرعوب/وش صااير تكلم من اللي بالمستشفى؟
قرر النطق/يقولون نايف سوا حادث وحالته خطيره.
توقف الزمن للحظه.. اي سكين انغرست في قلبه اي حرقه يشعر بها في صدره الآن؟! نايف هو الأمل الذي يرجوه.. نايف هو السند الذي يذخره لقادم الأيام هو من سيحمي اخواته ويقف بجوارهن..
آه كم كسره ذلك الخبر.. بخفة حركه لم يعهدها، خرج مسرعاً وهو يفكر بكل شيء سيء قد يحدث الا فقدان سنده فلذة كبده..
لاحظه الموظفون يخرج بسرعه واستغربوا لابد وان كارثه ستحدث أو انها حدثت!!
لحق به ابو حامد القهوجي الخاص به ولكنه لم يرد عليه، وقف خائفاً/يا رب سترك… وش خلاه يتعداني بدون يسلم الا شي كبير
رد ابنه الموظف بالشركه وهو يتذمر/يابوي هذولا الكبار ما يعطون وجه لصباب قهوه.. مادري وش محببك في هالبو نايف ذا
ألتفت الى غاضباً/حااامد! .. احمد ربك لولا ابو نايف من بيوظفك هااه . لا فالح بدراسه ولا بعسكريه نافع ولا شركه قبلت توظفك ولا بشيء بأي شي و مناشب خلق الله بأرزاقها.. احمد ربك وانقلع شوف شغلك
شعر بغضبه/يارب وش فيها لو كنت ولد راعي الشركه ليه خليتني ولد صباب القهوه
نهره والده ليذهب وجلس يستغفر/استغفر الله العظيم.. يا رب لا تغضب علي بهالولد
.
،
.
في جلسه عائليه مسائيه..
تجلس بصحبة اخويها التوأم الصغيرين وتكتب مع اميره وتساعد رواد على حل واجب الرياضيات.. هذا اجمل وقت في يومها.. الاطفال نعمه لا يقدرها الا من يفتقدهم..
اقبلت من ناحية المطبخ وخلفها الخادمه لتشير اليها ان تضع القهوه هاهنا.. ابتسمت وهي ترى شموس تنسى نفسها بين اخويها.. لاتبدو سعيده الا حينما تكون بينهما/الله يعينك انا يصدعوون راسي اذا جيت اذاكر لهم شلون تصبرين عليهم وتسايرينهم وانتي تداومين ووراك اشغال اكبر
ابتسمت الشموس وهي ترفع رأسها لها/بالعكس يازينهم.. وهذا رواد البطل صار شاطر بالرياضيات وحل واجبه لحاله.. يلا حبيبي اخذ مصحفك وروح احفظ السوره ..بعد شوي ترى بسمع لك ززين
ابتسم وهو يلتقط حقيبته/ززين.. و اميره؟
اميره/انا خلصت بعد.. و حفظت القران ماعندي شي ثاني بعد
الشموس/شااطره اجل اخذي شنطتك وروحي رتبي كتبك علشان دوام بكرا.. يلا
انطلقت تلك مع اخيها.. وجلست ام رواد لتسكب لها فنجان قهوه وتقدمه لها،تستعجب كل يوم من هذه الصابره، لطالما ظلمها والدها بعدم تزويجها، هي تستحق ان تكون أم، تستحق ان تحظى بزوج يدللها.. ابتسمت لها بصمت..
لاحظت ابتسامتها/شعندها ام رواد.. ابتسامتك هذي وراها علم
اتسعت ابتسامتها/والله اخاف اقول هالعلم و اتفشل، ابوك مسكرها بوجيهنا من كل ناحيه..
ابتسمت بصمت وهي تعرف الموضوع الذي تود الحديث عنه..
اكملت أم رواد/شموس.. انتي تعرفين فارس ولد اختي.. رجال وماعليه قاصر.. والله لولا اني عارفته ما راح امدحه، رجل عصامي و مستقل عن عايلته..
ابتسمت شموس فهي تعرف فارس جيداً لكن رأي والدها ان لا تتزوج، وان كان لم يصرح بها، هو يعنيها بتصرفاته/ونعم من فارس يام جاسر ..لكن مالي وماللزواج ..الله يرزقه بوحده تستاهله.
نزلت من الاعلى وهي تحاول تجاوز عثرتها لكن وجع حرمانها من ابنائها يكاد ينهيها/السلام عليكم
وقفت لها الشموس وهي تتجه اليها وتحتضنها/هلااا بعمتي اخيراا تنازلتي وطلعتي لنا
تنهدت/تعبت ابكي يا شموس
مسحت دموع عمتها وهي تجلسها بجانبها/ولا تبكين ولاهم يحزنون عيالك صاروا كبااار ويعرفون مصالحهم.. باذن الله يزورونك اكيد انتي ريحي بالك ياقلبي هونيها وبتهون
ام رواد/اي والله بتهون… هذا انا قدامك يا هند انفصلت عن ابو جاسر واخذ عيالي وشوفي عوض الكريم كيف اغناني عن هذاك وقرادته.. محد يدري الخير وينه، و تأكدي ان ربك ما يحملك شي فوق طاقتك.. إلا ما تنفرج بيوم ويفرح قلبك.
حاولت هند ان تبتسم، فهم يجهلون سبب طلاقها/يسعدلي قلوبكم.. ادري اني زودتها عليكم حبتين لكن صدقوني ماكان بيدي.. كنت محتاجه اقعد شوي مع نفسي.. والحمدلله على كل حال.. وين ابو نايف مب كأنه تأخر اليوم
رن هاتف الشموس لتلتفت اليه وتأخذه لترد ..هي لا تسجل ارقاماً بهاتفها، بل تحفظ المهم منها بذاكرتها/ألوه..
على الطرف الآخر، تحدث برسميه/الشموس راكان المناع؟
ردت بثقه/نعم!..
الطرف الآخر/ياليت تحضرين هاللحين بمستشفى الـ.. اخوك سوا حادث وحالته حرجه.. وابوك حضر لكن ماتحمل الصدمه وهو حالياً في غرفة الملاحظه
وقفت وقد اجتمعت حشود الدمع على اهدابها، في تأهب كامل للبكاء، إحمر انفها ويديها ترجف،هذا ماكانت تخافه وتستبعده من مخيلتها… ثم جلست وهي تشعر بتنمل باطرافها ..
اتجهت اليها عمتها هند وزوجة أبيها ليرشان عليها الماء/شموووس رردي يا بنت
صرخت هند/شموووس تكفييين تكلمي
نزلت نيفا" تركض من الاعلى و من خلفها ليال بعد سماع الصراخ الذي لم يعتادون سماعه في هذا المنزل..
تحدثت وهي تستوعب ماسمعته وتحاول الوقوف/نايف سوا حادث و ابوي عنده ..انا بروح
صرخت نيفا وهي تتجه اليها وتمسك بها/شمووس! غبيه انتي وش تقولين؟
شعرت بالعجز وهي ترى ليال تسقط مغمى عليها.. هي هكذا حينما تتوتر و تخاف التفتت لعمتها/تكفين يا عمه انا طالعه انتبهوا لها.. ادويتها بغرفتها وفيه منها بصيدلية المطبخ انا حاطتها.. سلام ودعواتكم لخوي وابوي تكفون
لحقت بها نيفادا وهي تأخذ عبائتها..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث
يقف خارج العنايه المركزه التي يوجد بها "نايف" وهو يتحدث بهاتفه، هامساً/ماظن انه بيفلت منها.. الرجال انكسر ظهره خلاص بعد شوفت ولده رايح فيها ومامنه أمل..…يمديك تقول ان مهمتنا نجحت وان البنت اللي تبيها بتنحني لك
لمح اثنتين قادمات للعنايه احداهن محتشمه والاخرى لا تغطي وجهها، تبدو صغيره وفاتنه بعينيها اللامعه وانفها المحمر..
ظل يتأملها لثواني، لم يرى بسحر اطلالة وجهها وهي هكذا باكيه، اذن كيف وهي تبتسم!!
لمحته يحدق فيها ،استغربت نظراته ووجوده هنا،
ليأخذ نفسه ويخرج بسرعه…
ألتفتت وهي تتابعه بنظراتها، من ذلك الرجل ولماذا يقف هنا.. هو ليس من رفاق اخيها يبدو يكبره سناً..اخيها لا يخفي عنها شيئاً... نظراته لم تريحها أبداً !!
سحبتها الشموس معها وهي تنهرها/قلتلك لا تطلعين الا ومتغطيه بس مادري متى بتعقلين
إلتفتت اليها/هذا مو من اصدقاء نايف بس ماهو غريب علي، مدري ليه احس اني قد شفته!!
تجاهلت حديثها وهي تمسك بيدها وتأخذها للغرفه/كم اقولك لا تظنين نفسك ولد بس مسويه فاهمه..
.
،
.
مرت الايام صعبه جداً..وهاهو اسبوعين يمضيان دون اي تحسن يُذكر في حالة نايف..
دخلت غرفة والدها بعد زيارة اخيها، جلست مرهقه ومثقله بهمومها، لتراه يسرح وينظر للفراغ بانكسار، يلازم الصمت طيلة الوقت...تحدثت اليه بابتسامه رسمتها بصعوبه/شلونك اليوم حبيبي
رفع نظره اليها بتساؤل/سألت الاطباء وطالبت بنقل اخوك لألمانيا يتعالج او كندا او اي مكان ..بس كل الاوراق اللي ارسلتها كان الرد فيها واحد..
غصت ببكائها/حكمة ربنا ، الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه
تنهد وهو يشعر كأنه هرم فجأه و يحتضر قد يأس من كل شيء، الولد الذي كان سنده لم يعد كما حلم به.. هموم بناته وهذه العائله يثقل كاهله من سيكون لبناته واخواته بعد موته، هم البنات يكاد يكسر ظهره..
تذكرت ما تريد اخباره به/ترى عمتي لولوه تقول بتوصل على رحلة بكرا ان شاء الله.. انا ماقلت لها شي عن اخوي.. قلت لها انك مريض وبس.
أومئ برأسه/زين يا بنتي.. وين خواتك؟ ليه ماشفت منهم احد اليوم
ابتسمت تخفي وجعاً/طلوا عليك ولقوك نايم ماحبوا يزعجونك.. وتعرف عندهم دوامات و اختبارات
ابتلع ريقه بصعوبه، يريد اخبارها بما يفكر به ولكنه يدخل في دوامة سعال لا تهدأ. ..
شعرت بالحزن الشديد والخوف يطوق قلبها، لطالما نصحته ان يترك التدخين ولكن لم يتركه، وهاهو يصاب بازمه قلبيه كادت تودي بحياته/صحه يابوي صحه.. لا تكلم يا حبيبي..
هدأ اخيراً من نوبة السعال وهو يأمرها/اتصلي بـ صالح عبدالهادي المحامي.. خليه يجيني الليله
استغربت/وش داعيه يبه اترك عنك الشغل.. انا قدها يا حبيبي.. قول وش بغيت؟
باصرار/اتصلي به.. انا موصيه بشغله من زمان وابي اشوف وش صار عليها..
استغربت اكثر/عمي صالح كان عندك امس ليه ما سألته.. يبه قول وش تبي
بضعف وقلة حيله/الله يحفظكم يا بناتي.. انا ابي اتطمن عليك وعلى خواتك قبل اموت.. انتم صرتوا بلا سند هاللحين والناس ماترحم
عبست فهي تكره ان يقلل من شأنها لكونها ليست رجل، وهذا المرة الأولى التي يتحدث والدها لها بهذه النبره والكلمات/بس انت قد قلت لي اني اسوا رجال.. وما ينخاف علي لا يكون تراجعت عن كلامك لا يكون طحت من عينك يالغالي
تحدث بواقعيه/يا بنتي هذاك الزمان كنت بصحتي وكان اخوك موجود.. لكن هاللحين انتي لحالك ووراك بنات صغار ماراح تقدرين لحالك ترعين كل شي، يبي لك سند يرعاكم
لم يعجبها الرد. هي مكتفيه بنفسها وليست بحاجه لرجل، هي اعتادت ان تقود لا ان تقاد/انا بكون مثلما انت علمتني، لا تخاف علي.. انت بس شد حيلك واترك هالسرير يا حبيب الشموس..
ابتسم بخفوت، وهو يرى اعتزازها بنفسها،ولكن هذا لا يكفيها في مجتمع رجالي،بات يخاف كثيراً من قادم الايام، كيف سيحمي بناته وعرضه وامواله الطائله وامبراطوريته هذه من سيديرها.. ؟ ماحدث لنايف قصم ظهره تماماً !! تمنى على الله ان تصل اخته لولوه من الشرقيه وهو مازال على قيد الحياه حتى يطمئن قلبه..
.
،
.
عاد وليد متأخراً بعد شفته الليلي..اتجه الى غرفته والارهاق ينتابه،لاحظ غرفة مكتب أدهم مضاءه ليتجه اليها مستغرباً ليس من عادته السهر حتى الفجر، أطل برأسه وهو يهمس ثم ابتسم وهو يراه نائماً وامامه اوراق مبعثره، ما استغربه هو وجود جوازه بين تلك الاوراق!!
اتجه اليه ليرى الصحيفه اسفل الجواز وقد قرأ الخبر الذي عليها..!
اخذ جوازه وقرأه وقارن بينهما متعجباً..!!
صدح مؤذن الفجر من المسجد المجاور للعماره فاستيقظ أدهم الذي كان ينام على كرسيه، فتح عينيه قليلاً وكأن هنالك ضوءاً مسلطاً عليها ، ليرى وليد امامه/بسم الله متى جيت ووش قاعد تسوي؟!!
وليد/توني جاي وشفت الغرفه مضويه ودخلت لقيتك بسابع نومه..
فرقع اصابعه و رقبته وهو يعدل جلسته ويقف ليلملم اوراقه المبعثره بصمت وحاجبين مقطبين!
مازال وليد واقفاً ليسأل بفضول/اشوفك مطلع الجواز!!. ناوي تسافر؟
رد بضيق/لا. .انا بس… تدري كيف، خلنا نتوضا ونلحق نصلي بالمسجد احسن
اخذ الصحيفه وهو يقرأ الخبر/ "غموض حول من سيخلف راكان عبدالعزيز المناع،في الشموس القابضه!! " تعرفه؟
شعر بصداع بلف رأسه، من هؤلاء وماذا يريدون منه، ولماذا طلب راكان رؤيته الآن بالتحديد ، هو لا يعرف احداً، ولن يكون احتياطاً لشخص غائب مهما بلغ الامر/ماعلينا منهم يلا مشينا
شدد وليد قبضته وهو يمسك بمعصمه، بعد ردة فعله/أدهم لا يكون هذا من اهلك؟!
ترك يده وخرج غاضباً..ومشوشاً..دخل دورة المياه ليبدأ وضوءه، وهو يفكر بما سمعه من ذلك المحامي "لماذا هو؟".. ألم يتبقى من تلك العائله سواه رجلاً ليبحثوا عنه ويستدعونه؟!! لابد وانه كان هو الخيار المرير المتبقي لهم، لن يقبل باعترافهم به الآن.. أين هم حينما كان بحاجتهم؟! هؤلاء الاغنياء لا قلوب لديهم.. ماينبض بدواخلهم "مضخات دم" لا اكثر..!!
سيريهم وسيرد الدين.. لن يلبي لهم طلباً ولتحترق امبراطوريتهم اللعينه!
تأبى نهاية نهاره هذا اليوم ان تكون عاديه..!
فلم تشرق الشمس بعد حتى تغيب!!
مالذي يقرأه في هذه الصحيفه؟!!
الشكوك حول من سيتولى الشموس القابضه بعد مرض 'المناع' الأب و مصير الابن، تثير القلق بين العملاء و تجعل اسهمها تتذبذب!!
قرأ الأسم مجدداً أيعقل ان يكون له علاقه بهذا الرجل؟!.لم يصدق ما يحدث .. هذا الوجه سبق وان أقله في سيارته هو يذكر اسم تلك الشركه ومن لا يعرفها في هذا البلد!!
اغلق الصحيفه وهو يحاول تجاهل ما قرأه وما سمعه من المحامي.. قرر الخروج ،، يبدو انه يعاني من صداع من كثرة التفكير بلا فائده.. مايعرفه انه يتيم لا يعرف اعمام له، فماذا يريدون هؤلاء الدين ظهروا فجأه ؟!
،
لم تنم ليلتها هادئه..بكت بحرقه، وهي تجلس في غرفة اخيها بعد صلاة الفجر.. وتنظر لصوره و ترئ اشيائه،
هنالك صوره كبيره له مع الكابتن سامي الجابر يضعها فوق سريره، كم يعشقه و يعشق نادي الهلال ولكن شغفه الذي قضى عليه هو سيارات السرعه..
يضج صدرها ألماً وهي تشعر بالذنب فهي من توسطت له عند والدها ليشتري له تلك السياره اللعينه التي حدث بها الحادث.. كل وساوسها تشير اليها بأصابع الاتهام.. هي التي تسببت عليه هي..
شعرت بحرقه في عينيها.. استنزفت دموعها بكت كثيراً.. و كأن كل الاوجاع تتزاحم لتقتص منها..!!
دخلت نيفادا باكيه وهي تراها تقف هنالك تتأمل صورته، اتجهت اليها وهي تقف خلفها/كان مواعدني ياخذني مشوار على السياره الجديده.. ولكن السياره غدرت به..ابعدته عني وانا ابيه
ألتفتت اليها الشموس وهي تراها ذابله فاحتضنتها وبكت بصوت مسموع..
.
جلست لولوه بخوف ينتابها من فقدان شقيقها الذي يصغرها سناً و لكن يبدو اكبر منها/راكان يالغالي وش بلاك.. ليه عودك انكسر وعيونك ذابله.. رد علي يا خوي
تنهد وهو يحاول جاهداً التماسك، ابتسم لها بذبول/انكسر ظهري يا خوك.. سندي راح يا لولوه
مسحت دموعها الغزيره/باذن الله يقوم نايف بالسلامه ويصحى من غيبوبته، انت بس شد حيلك واوقف لنا على رجليك مره ثانيه،لا تعور قلوب بناتك
لا يجعله واهناً اكثر الا ان بناته اصبحن بلا أخ وسند..نايف جزم الاطباء بفقدانه و رواد مازال طفلاً/وبناتي وش بيسوون بدون رجال يحميهم..هذا اللي ذابحني كنت ابي أدهم لشموس.. لازم يرتبط بهالبيت يا لولوه
لولوه بحزن/كلامك في متمه لكن لا تخاف البنات لهن الله.. هو يعتني فيهم انت لا تشيل هم وانتبه لصحتك انت ذخرهم يا راكان بتزوجهم كلهم بحياتك و بتطمن ان كل وحده ببيت زوجها
سمعت حديث ابيها وعمتها وهي قادمه فتوقفت وهي تشعر بنيران تصلاها.. لابد وان تثبت لأبيها انها لا تحتاج سواه يجب ان يفهم الجميع انها ليست مكسورة جناح بدون رجل، وانه كما كان يرفض ابيها زواجها سابقاً لان الرجال لم يناسبوها.. فهي سترفضه الآن بما انه اصبح بداعي الشفقه و الخوف عليها.. فبقدر ما كانت تحلم به "اشمئزت".. وبقدر ماتمنته "كرهت"..!
تركت لهما الغرفه ورحلت..
،
تنهد وهو يحاول ان يستجمع ما في قلبه ليحكيه لأخته، هو اعلم بحالته الصحيه وبجسده الواهن/لولوه تذكرين ابوي يوم تزوج على امي بالسر؟
استضاقت من هذه الذكرى التي كادت تهدم عائلتهم/اذكر.. واذكر لمن انكشف ابوي يومها طلق زوجته علشان امي ترجع للبيت وترجع له.. وش طراه عليك هاللحين؟
تحدث بضيق، فهذا الحديث يعز عليه/بحثت و عرفت ان زوجة ابوي كانت حامل وجابت ولد اسمه عبدالله.. كبر الولد وتزوج وتوفي الله يرحمه حتى يمكن ما شاف ولده…
دهشت مما سمعته/انت شكلك بديت تهلوس من المرض،
هز رأسه بالنفي وهو يكمل/انا شفت هالولد صدفه يا لولوه، وكأني اشوف نسخه لشكل ابوي الله يرحمه.. ماعمري شفت مثل رجولته في هالجيل.. ارسلت المحامي صالح وخليته ينشد وراه وعرف لي عنه كل شي.. هاللحين هو دكتور في القانون مستقر بالرياض ومعتمد على نفسه وعمره حوالي35لا تزوج ولاهم يحزنون عاش طول عمره يتيم ام واب..!
صمتت وهي تتذكر الماضي البعيد.. كانت اكبر الابناء، تتذكر ذلك اليوم الذي حلف والدها لوالدتها بأنه طلق "زوجته" وبأنها ذهبت لمدينة الخرج مع اخيها ولن يعيدها مره اخرى!!
اضطر لطلاق زوجته الثانيه لأن معظم الثروه لابنة عمه وزوجته ام راكان وهو شريك معها فهما ابناء عمومه.. تنهدت بلهفه/شفته بعينك يا راكان؟ كبر اخوي وصار رجال وتزوج ومات وكل هذا مانعرفه!! وش هالدنيا الرخيصه ذي اللي تخلي الابو يتخلى عن ولده!!
رد ابو نايف بضيق/ماتدرين يمكن ابوي مايدري بولده ..يمكن زوجته ماعلمته بحملها
لولوه بواقعيه/يا راكان مافيه حرمه تحب تولد وماحد يدري من وين جابت الولد.. بالعقل يا راكان..اجل كيف الولد حمل اسمنا كل هالسنين؟ لا تنسى ان تسجيل الطفل واصدار ميلاده و جنسيته من الأب؟! … اذا كان اللي ببالي صحيح فابوك ما انصف اخوك عبدالله ابد.
مسح جبينه بألم.. وسرح في الفراغ.. ما يعرفه عن أدهم يدل انه حصل على تربيه صالحه.. آه كيف لم يدخله في هذه العائله منذ عرفه؟!..مثل أدهم يجب ان يُفخر به.
.
.
دخلت على ليال في غرفتها لتراها تقف امام تسريحتها و يتضح انها تستعد للخروج/وانتي بعد وين رايحه هالوقت!!
ردت بدون ان تلتفت اليها/من كم يوم روابي ولدت بروح ازورها و اخذ لها هديه.. رايحه للسوق
استغربت/بتروحين و هذي ظروفنا؟يالباارده
ألتفتت اليها وهي تحمل حقيبتها/شتبيني اسوي يعني؟
زمت شفتيها بغضب وهي تنفجر لاول مره/حسسي فينا شوي ابوك مريض مايقدر يتحرك.. اخوك الله اعلم بحالته انا تعباانه واحس بيدي مربطه ماقدر اروح للعمل ومالي نفس وانا اشوف ابوي يائس من كل شي وكأنه يحتضر
لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها،ولكنها شعرت بالذنب لتتجه لأختها لتربت على كتفها وتجلّسها، لطالما كانت الشموس قويه وصعبة/شموس تكفين لا تصيحين ماتعودت اشوفك ضعيفه، ان شاء الله ابوي واخوي يطيبون ونرجع مثل قبل
هزت رأسها بوجع وبصوت تضعفه غصة البكاء/ماظنتي يا ليال.. انتي ماسمعتي ابوي وشفتي دموعه، ماشفتي نظرته المكسوره وهو يفكر فينا ويفضفض لعمتي بحمله الثقيل.. تمنيت لحظتها اني ولد اشيل ثقل همه.. اه يالاماني المستحيله
ليال بواقعيه/لا تفكرين بهالشكل استغفر الله.. هذا ربي عطى ابوي ولد وشوفي شصار له، هذي حكمته.. يعني بتردين حكم ربي؟!..انتي بنت و الكل يشيد بذكاءك و انجازك ،ابوي داايم يقول لولا الله ثم الشموس كان صارت علوم.. هذا بحد ذاته يخليك تفتخرين بنفسك.. واتركي عنك وساوس الشيطان وسالفة ليتني ولد.
التفتت الى ليال وهي تستغرب حديثها، ولكنها ابتسمت فرحاً بدموع الوجع/صادقه انا موجوده وابوي معي ماني مخليته يحتاج احد.. من بكره برجع اداوم فالمجموعه.. ماني مخليته يحس بالنقص، وبيتعافى اخوي ان شاء الله..
ابتسمت لها ليال وهي تمسح دموعها/الله لا يحرمنا منك يا شمسنا، يلا لعاد تبكين..
عادت لتحاول تبتسم/ماقلتي وش جابت روابي؟
ضحكت وهي تخبرها لتزيح عنها همها..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
انتهى من مناوبة عمله صباحاً ليتجه لزميله سوف يخرجان سويه.قرع باب العياده وهو يدخل ليجده ينظر الى أشعه بين يديه/السلام عليكم
مازال يدقق بنظارته/لاحول ولا قوه الا بالله!!!
خاف من عبوس زميله/شفييك يا حمزه؟
رفع رأسه بضيق/وصلتني حاله مادري وين كانت عن المستشفيات طول الوقت..حالة المريض راكان المناع جداً صارت صعبه.. ومراحل متقدمه من المرض..
انتبه للأسم/هو رجل الاعمال ماغيره و الا واحد ثاني؟
الدكتور حمزه/ايوه صاحب شركة الشمووس.. انا مادري شلون ظل عايش،بهالرئتين!.. قضى التدخين عليه.
تذكر وليد ما عرفه من أدهم.. هذا الرجل هو عمه.. سأله بلهفه/يعني كيف صحته هاللحين
وقف وهو ينوي الخروج/انا رايح له.تعال معي
وقف ليذهب معه/مشينا..
وصل الغرفه المنشوده ليرى كل من يجلس نساء.. أليس هنالك رجل واحد يقف معهم؟!!
تفاجأ وهو يرى ذلك الرجل الهزيل المُلقى على سرير المرض..
لم يظن ان حالته سيئه لهذا الحد!!
،
خرجت صباحاً واتجهت لمقر الشركه.. بعدما زارت أخيها ووجدت انه كما كان بالأمس.. استغرب الجميع حضورها بعد هذا الغياب..
يجب ان تكون عند حسن ظن والدها وان لا تجعله يتحسر على ما اصاب اخيها الوحيد، ستكون الرجل كما عاملها والدها دائماً وستقمع الانثى بداخلها كما اعتادت..
شاهدت سكرتيرتها فنادتها لتدخل غرفة مكتبها وقبل ان تنزع عبائتها/اسمعي ..سوي لي اجتماع بمدراء الاقسام حالاً راح يكون فيه اجتماع
تسائلت السكرتيره بفضول/هنا او بمكتب الوالد
نظرت اليها بحده/طبعاً هنا و بالدائره التلفزيونيه المغلقه.. خليهم يجتمعون بغرفة الاجتماعات وضبطي لي الشبكه زي العاده، مفهوم
هزت رأسه بالموافقه/مفهوم..
تركت السكرتيره تخرج لتجلس على مكتبها وهي تنزع نقابها وتزيح شيلتها لتستقر على كتفيها، تنهدت بضيق، وهي تتمتم بداخلها رباه ساعدني، لأتجاوز هذه المرحله.. لا اريد سوا ان يمر هذا الوقت بحلوه ومره لأنسى كل ماحدث..
.
،
يقف عند المدير المالي وهو يسلّمه اوراقاً/تفضل استاذ احمد
التفت اليه بابتسامه وهو يتحدث بالهاتف و يشير له/خل الاوراق هنا يا حامد هاللحين عندي اجتماع مع الشموس
استغرب حامد من نبرته الواثقه وخرج.. و هو يسمع ما يقوله بالهاتف..
احمد بالهاتف/ايه مستدعيتنا عقب هالغيبه يمكن الحظ يبتسم لنا وتلتفت للرجال بعد ابوها واخوها.... دعواتك هههه
اغلق احمد هاتفه وهو يتجه لغرفة الاجتماعات.. ليدخلها ويجلس ينتظر علئ نار كما هم الاخرين.. لعلها ستحضر !!.
رأى رفيقه حسام يجلس ويتصفح اوراقاً بحوزته تبدو اوراق بيانات،همس له/شكلك مذاكر زين
ابتسم له/افا عليك يا احمد.. اعجبك
ضحك وهو يتكئ/المهم تعجب المعزبه
وضع حسام يده علئ موضع قلبه، وبلهجته القصيميه البحته/اولاه عليها يا احمد اولاه
دخل المحامي الخاص بالشركه ذو الهيبه والوسامه الباديه على ملامحه رغم انه في نهاية الاربعينات، ليضبط الجلسه، ولتهدأ الاصوات.. متلهفه لرؤية تلك المنتظره…
بعد دقيقه لبس نظارته الكبيره وهو ينظر اليهم/يا جماعه انتم عارفين الظروف اللي مر فيها رئيس الشركه، صحيح اني حاولت اغطي الفراغ الاداري.. لكن انا ماني صالح لهالمهمه.. لذلك بتكون الاداره حالياً بيد الشموس ابنة صاحب المجموعه و نائبته.. هي الاجدر والاعرف بهالعمل حالياً..فالحقيقه هي حبت تجمعكم لمناقشة ماتم الاسبوعين الماضيين والجاي من مستقبل الشركه..
الجميع مر بمرحلة احباط فهي لن تحضر..
ألتفت المحامي صالح لمساعده /يا ابني يا مهند شغل الشبكه و خفض الاضاءه.
مهند/ابشر طال عمرك
الجميع ركز على من ستظهر بالشاشه امامهم..
لتظهر فقط يديها ذات الخاتم الناعم ممسكه بقلم . و تبدو واضحه اكمام عبائتها السوداء/السلام عليكم..
الجميع رد السلام باصوات متفاوته وهم يركزون على مايظهر منها. كم هم حمقى.. وان بلغوا من العلم مابلغوا !!
كانت تتحدث وهي تحرك يديها وتشير لشاشه بالقرب منها.. لا تخفاها بعض الاصوات الهامسه.. لتلتفت لمسؤلة الشبكه وتشير لأذنها بأنها تسمع همس بعض الموظفين وتراهم امامها في الشاشه وتعرفهم..لتضطر بعدها ان تعلن استيائها/لو سمحتوا يا خوان اللي علئ الطرف الايسر الاخ احمد والاخ حسام.. انا جالسه اسمع وش تقولون ممكن تعطون الاجتماع اهميته او الاداره في غنى عنكم.. !
ألتزما الصمت وكل منهما خائف ويتسائل ماذا سمعته بالضبط..!!
.
ضل حامد واقفاً في الخارج و يتضح عليه الغضب/يا غبيه تصرفي هذا وقتها.. مافي حسيب ولا رقيب استغلي حزنها وضيقتها وعطيها اللي قلتلك عليه.... رهف يا وويلك ان ماسويتي اللي قلتلك انتي عارفه عقابي.
اغلق هاتفه وهو يزفر الغضب، لن يتركها حتى يجعلها تتمنى ان يتزوجها، وبات ذلك قريباً جداً لا رجل ولا احد حولها… ابتسم بخبث ودخل الى عمله..
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
انهت اجتماعها لتخرج لمكتبها غاضبه و هي تخلع عبائتها.. وتستدعي السكرتيره.. يجب ان تفرض شخصيتها وان يعرف الجميع صرامتها، مافعله احمد وحسام لن يمر هكذا مرور الكرام،.. فهمت ما دار بينهما من حديث عنها وهمز ولمز .
حضرت السكرتيره/نعم استاذه
بيد تحرك بها قلمها بتوتر/اسمعيني يا غاده… جهزي قرار بالتحقيق مع احمد مالك وحسام سالم والتدقيق بكل اعمالهم.. وجمدوا اعمالهم مؤقتاً
دخلت نوره وهي احد موظفاتها المقربات منها لتستغرب ماسمعته/خير وش مسوين يا شموس
بتأكيد/يلا يا غاده نفذي اللي قلته و جهزي ورقة القرار وجيبيها لي اوقعها.
خرجت السكرتيره لتجلس نوره مستغربه/خير يا بنت وش صاير
تحدثت بهدوء مصطنع/إجراءات لزوم انضباط الشغل.. المهم وش صار بغيابي.. ابي كل شي يكون على مكتبي حالاً.
لاحظتها متوتره وتتحدث بغضب/الشموس روقي.. ندري انك صرتي المسؤله الوحيده هنا بس خليك اكثر هدوء وكوني انتي لا تخلين الضغوط تغيرك يا بنت
مازال حديث "الرجلين" وهمساتهم عنها يتردد صداها في أذنها/تتحملين احد يتكلم عنك وكأنك صيده سهله و ماتتضايقين؟! علميني تتحملين تسمعين احد يستضعفك ويستهون بك وتسكتين؟!
عقدت حاجبها وفهمت ما يضايقها/ماعليك منهم.. ولا كأنك سمعتي لهم
ابتسمت بخبث/المشكله انهم بيفسرون صمتي ضعف! لا يا نوره.. كل فعل له ردة فعل..انا مابي ناس من هالنوعيه، طالبين العمل كثار و احسن منهم بعد.
.
وقف و ابتسامته تتسع/انت يا سلطان قدمت لي خدمة العمر وماراح انساك.. لكن لين هنا وبس لازم تاخذ حقك وتنساني نهااائي، مفهووم؟
ابتسم الآخر بخبث/مفهووم يا فياض.. انت كريم وانا استااهل
اتجه اليه بتأكيد وهو يحرر له شيكاً/ابيك تنقلع من الرياض بكبرها.. لا احد يشوفك و حط هالمعلومه براسك انت لا تعرفني ولا اعرفك
اخذ الشيك وهو يقف/عُلم يا فياض باشا
دخل في هذه الاثناء ابو فياض وهو يرى وجه سلطان وهو خارج.. لم يرتاح له ابداً..
ابتسم فياض لابيه/هلا بالمعزب العووود
نظر اليه بغضب/انت ماتعلمني من وين تعرف هالاشكال، انا هالادمي مارتحت له.
فياض بابتسامه جانبيه/ماعلينا منه راح في حال سبيله.. خير يبه وش عندك جاي مكتبي؟!
ابو فياض وهو يتذكر ماقدم لأجله/انا ناوي اروح ازور راكان المناع.. تجي معي والا لا
تذكر ذلك الماضي والشموس فغضب/لا مابي لبيتهم شوفه
تركه وهو يمشي/انا قلتلك تبي اجر ..لكن منت كفو
غضب من ابيه ولكن لم يرد، لازال يتذكر رؤيته لتلك الفاتنه في حفلة ملكة اخته،صادف انها كانت رفيقتها..لن ينسى تلك الرقيقه.. التي لم تنسيه إياها زوجتيه التي طلق احداهما.. مازال يقارن بينها وبين بنات جنسها ..الامر الوحيد الذي يجعله سعيداً الان هو حرق دمها بأخيها ومرض والدها هكذا ينتقم منها لتضل بلا ظهر وسند.. سيرى كيف تتقاذفها امواج الدنيا لوحدها.. سيتشفى بها..
.
،
جلست رهف بحيرتها وهي تفكر بحديث اخيها..
اليوم لم تحضر نيفادا للمدرسه.. تبدو واحده اخرى غير نيفادا التي تعرفها، لم تراها حزينه بعد فراق والدتها.. ولكنها غارقه في الخزن لما حدث لأخيها!!
لماذا يريد حامد تدميرها بإيذاء صديقتها.. هو لا يكتفي بنفسه.. لماذا يقحمها في تنفيذ مخططاته اللعينه..
فكرت ملياً في ان تخبر والدها ولكن حامد شيطان بهيئة انسان، لن يدعها في حالها.. هي اعرف بخبث أخيها..
.
،
عادت الى المستشفى بعد معرفتها انهم نقلوا والدها اليه.. وجدت عمتها تقف باكيه وزوجة ابيها تسند ظهرها على الجدار وتبكي، خالجها شعور بالرعب حول مصير والدها/شبلاكم انتم؟..شفيك يا عمه ..انا تركت ابوي اليوم الصباح وهو بخير.. ليه جبتوه هنا وش صار بعدي؟
حاولت الهدوء لتتحدث بحزن/ابوكِ عرف ان له ابن اخ اسمه أدهم بالصدفه.. ومن فتره يرسل له المحامي وتقصى اموره وطلب منه الحضور.. ولكن اليوم انصدم برفضه،كان حاط امل كبير يشيل هالتركه ويرعاكم بعده ويكون سندكم، لكنه رفض رغم كل شي، وكسر قلب ابوك، المسكين انخفض ضغطه
شعرت بصداع، ماقالته عمتها يجعلها تدخل في دوامة تفكير لا نهايه له، كيف لأبيها ان يبحث عن رجل يرعاهم ألا تكفي هي/انا لي ولد عم وماعرفه؟!..وش هالتخريف هذا.. هذا اكيد كذاب ونصاب
لولوه بهدوء/شلون نصاب يا بنيتي وهو رفض الثروه و الوصايه، ورفض انه يتعرف عليكم اصلاً؟!..الرجل مصدووم مثله مثلنا..
تركتها متجاهله ما سمعته وهي تتجه للدكتور وتسأل عن ابيها..تفهم ما يفكر به والدها وهذا ما يجرح ذاتها.. هل لا يثق بها لهذا الحد؟!!
،
.
خرج وليد من قسم الاشعه وهو يتجه لعيادة الدكتور الاستشاري، حمزه لم يدخل وهو يرى تلك الفتاه المنتقبه تقف و تتحدث مع الطبيب والباب مفتوح.. سمع حتى النهايه،هذه من بنات عم أدهم !!
خرجت الفتاه ليدخل هو وهو يشير بالاشعه لزميله الدكتور/دكتور حمزه.. لايكون الاشعه اللي معي لأبوها؟
الدكتور حمزه بلكنه حجازيه/ايوه ابوها.. هااه فين الاشعه يا دكتور وليد
وليد بيأس/للاسف يا دكتور حالته سيئه.. شكله مدخن شره انا مستغرب انه للحين عايش
ضل يتأمل الاشعه وهو يشعر بالأسى/رجل اعمال وملياردير لكن فلوسه تساوي صفر امام صحته..للاسف الصحه مالها ثمن.. بنته منهاره انهيار تام.. الوالد تلقى خبر سيء مثلما قالت لي زوجته لذلك جاته هالأزمه الجديده.. والله رحمتها اخوها من جهه وابوها من جهه.. الله يعينهم
شعور متضارب في داخله.. هل يعود ليخبر رفيقه بما يحدث لعمه نتيجة رفضه الاعتراف بهم.. لم يعرف ان أدهم قاسٍ إلى هذا الحد..!!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
… .في طريقه الى الخرج يريد زيارة قبر والدته كعادته كل اسبوع، او اسبوعين، يذهب اليها وينثر دموعه على قبرها.. حتى يكتسب صلابه لمواجهة العالم، هناك حنانها وإن غمرها التراب وباقي العالم مجرد سراب..فبعد معرفته اهل والده ،شعر ان قلبه يحتوي بذرة حقد وكراهيه لكل شيء!
لم يتبقى لهم ما يستندوا عليه.. نفدت خياراتهم ليلتفتوا أخيراً له!! كم هو قاسٍ شعور انك الخيار الاخير أمام من لا يحبونك!!
رن هاتفه ليرفعه ويرد عليه بصوت بارد/هلا وليد…
على الطرف الآخر، يبدو بصوته الجديّه/اخيراً رديت علي!! وينك؟
ببرود/معليش انا بالطريق للخرج ومانتبهت لاتصالاتك الا هاللحين.. هاه وش بغيت
وليد بغضب/بغيت اسألك.. انت وش قلت لعمك راكان؟
ضاق من ذكره/يابن الحلال مالي عم ..ولا لي اهل فاااهم؟!
قاطعه وليد/انت ذبحت الرجال برفضك وهو مستفزع بك ..عمك نقلوه للمستشفى مره ثانيه بأزمه قلبيه والله يستر..
لم يتاثر ولم يرد ،شيء من التبلد يعتريه كل دموعه كانت لأمه فقط.. كل رقة قلبه قسّتها مرارة الأيام..لم يعد لديه مشاعر لأحد!
تحدث وليد ليحثه للقدوم/بنات عمك منهارات وزوجته واهلك.. اذا ماجيت علشان عمك تعال علشان بناته اللي انت صرت سندهم الوحيد بعد الله ترى مالهم ذنب.. يا أدهم انا مقهوور على شوفت هالبنات لحالهم بالمستشفى بدون رجال يوقف معهم.. ما يرضيني ان ماجيت فأنت منت أدهم خويي وانسى صداقتنا
ضرب بيده علئ الدركسيون وهو يرد بغضب/بتبيعني علشان ناس مانعرفهم
وليد بغضب/صرت تعرفهم يا أدهم، و صرت ملزوم فيهم..ترى هالبنات شعر وجهك.. انت رفيق دربي وخوي دنيتي وانا اعرف ان منت قليل نخوه.. لا تخلف هقوتي فيك!
صمت وهو يغلق الهاتف بوجه وليد..لا يريد احداً من اقاربه بعد كل تلك السنوات، اين هم حينما كان محتاجاً لهم.. لن يلتفت اليهم قسّته السنين والايام.. تبلدت مشاعره تجاه العلاقات..
.
،
في المنطقه الشرقيه..
اغلقت الهاتف من اخيها وهي تمسح دموعها وتبتسم، كل اخباره واحاديثه تنعش قلبها.. مازال أدهم يحتفظ بها رغم تلك السنوات.. مازال يفكر بها.. اطلقت تنهيدتها و هي تذهب لغرفة اطفالها نظرت إليهم بعين الحب ماذا لو كان والدهم أدهم!!
لماذا ظلمت نفسها كل تلك السنوات لتعيش في صمت بعلاقه اشبه بالميته.. ظلمت نفسها وظلمت زوجها.. كانت والدتها هي من دفعتها للقبول بمنيف، في الحقيقه لم يكن هنالك فرق.. ما دامت قد خسرت أدهم فهي قد خسرت الخيار الاول والاخير. من تزوجته من اجل والدتها، كان الخاسر الاكبر.. وان ربحها!!
تلقت رساله في هاتفها وابتسمت، قد اخبرها قاسي بأنه سيرسل لها صوره ستجعلها تضحك ..فتحتها بلهفه وهي تبتسم قبل رؤيتها.. لتضع اناملها على شفتيها، صوره تجمعها بقاسي وأدهم ..لن تنسى ذلك اليوم الذي اشترى اباها كاميرا لقاسي بعد نجاحه من الثانويه، كانت تقف بجانب أدهم سعيده بالتقاط الصوره.. ولكن أدهم داهمها بشد شعرها من الجهتين وهو يضحك ليلتقط قاسي تلك الصوره..
دخل منيف في هذه اللحظات ليجدها ممسكه بهاتفها وتنظر الى شاشته بابتسامه تشوبها لمعة عين، استغرب ابتسامتها الساحره التي لا يراها الا نادراً، اقترب منها ليرى مالذي جعلها تبتسم ليتفاجئ بأدهم معها في الصوره، عقد حاجبيه وهو يسحب هاتفها منها/وش ذااا؟!!
لم تعجبها تلك الطريقه ولكنها هادئه بتعاملها/مثلما انت شايف صوره..
زم شفتيه بغضب/ادري انها صوره، وش ذا يا مدى؟..ابي اعرف تغطيتي من أدهم والا لا
جلست ببرود بعدما اخذت هاتفها/لا تكلمني بموضوع صاير له سنين..
غضب اكثر/هالموضوع يخصني.. تكلمي
التفتت اليه بطرف عينها/اذا صار قبل اعرفك فهو ما يخصك.. بعدين تراني تغطيت من أدهم متأخر ..لا تنسى انه كان معنا بالبيت
لم تعجبه اجابتها/واذا معكم بالبيت.. لازم تغطين..
وقفت وهي تنوي الذهاب لغرفتها وايقاف الحديث عن الماضي. لن تهدم بيتها الآن ولديها ثلاثة اطفال.. هي اعقل من ان تهين زوجها.
أوقفها وهو يشد على معصمها/مدى مانتهيت من كلامي معك.
ابتسمت له لتريحه/منيف اللي فات مات.. الله يرضا عليك انسى.. انا زوجتك انت.. و بينا اطفال وهذا هو المهم.. لا تخلي شي قديم وتافه يخرب حياتنا
اقترب منها وهو يحاول ان يستشف منها الصدق، ابتسامتها تلك تثير جنونه/تحبيني يا مدى ؟
كذبت طوال فترة زواجها.. وهاهو يريد منها تأكيد كذبتها، ابتسمت وهي تنسحب من امامه/كبرنا عليها يا منيف.. فات وقتها.. تعوذ من الشيطان وتعال نام احسن لك ولي..
رآها تذهب ببرود وسط غليانه، لماذا يشعر بعدم الرضا الآن، لماذا دائماً تتهرب من هذه النقطه وتنهي حواراتها معه بأن الوقت قد انتهى..!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
تلبدت الأجواء بالغيوم من جديد،.. ازداد الوضع سوءاً وهي تجلس بالانتظار على أمل مستحيل..
تنهدت وهي تبكي فتقف تاره وتجلس تاره أخرى بتساؤل موجع ماذا سيحدث بعد دقيقه وبعد ساعه وبعد يوم !!
لماذا ضعف والدها وسقط فجأه مع ما حدث لأبنه،
لابد وأنه كان يضع فيه احلامه وامنياته وأمآله.. لذلك كانت صدمته موجعه قاتله..
ذهب الجميع وبقيت هي وعمتها لولوه..عادت لتجلس بتعب وارهاق على كرسي الانتظار المقابل لغرفة والدها..
وقفت لولوه تلك السيده الخمسينيه/انا بروح دورة المياه بتوضى وبروح لاستراحة النساء اصلي الوتر
تركتها وذهبت..
،
دخل وهو يتجه لغرفة العنايه..سيرى ما يريد منه ذلك العم الذي ظهر له فجأه ويطلب رؤيته ، يحمل في صدره ثقلاً..لم يحبذ لقاء عمه لكنه سيعمل ما يمليه عليه ضميره،
وصل الى وحدة العنايه ليجد الممر هادئ وفارغ سوا من واحده تجلس هنالك وتبدو متوتره من طريقة جلوسها ..
نظر الى الابواب الثلاثه ليتجه لرقم غرفة عمه وهو يشد خطواته..
لمحت ذلك الذي يقف امام غرفة والدها بتردد، طويل ويبدو قوي البنيه..خافت من تردده! لماذا يقف بتوتر و كأنه يفكر… ،هي لا تعرفه و لأول تراه، وقفت واتجهت اليه، لتقف قريبه/نعم اخوي؟شبغيت؟
ألتفت اليها وهو يرى عينين قد احمرتا من اثر البكاء وصوتها يبدو مبحوحاً/لو سمحتي توكلي ، انا ماطلبت مساعده.. انا جاي وعارف الغرفه اللي ابيها
ردت بضيق/ياخي انت واقف عند غرفة أبوي و انا ماعرفك وجاي بهالوقت المتأخر ، لذلك انا اسأل،شبغيت؟
استغرب وهو يبحر بعينيها التي تحولت للحده بفضول ويرد بسخريه/وتقولينها بفخر ،تعرفين كل الرجال اللي يعرفهم ابوك!!
استفزها بتلميحه الغير مقبول و لكنها هادئه/احترم نفسك واعرف حدودك.. قلتلك هذي غرفة ابوي وماراح تدخلها
اعاد ترتيب شماغه من جديد وهو يشاهد سيده قادمه من اخر الممر/صدقيني ماهو بودي أجي واشوفه ، لكن جاي فزعه لا اكثر وادري انكم محتاجين رجل ..انا أدهم عبدالله المناع ولد عمك لو تعرفينه..
اقبلت لتقف أمامه وهي تتخيل أبيها، فهو يمتلك نفس الملامح و نعس عينيه و لونها العسلي الفاتح بشكل ملحوظ.. و خامة صوته وعرض منكبيه، هو حقاً/اي والله انك حفيد عبدالعزيز المناع ..أدهم ولد اخوي؟!!.
استغرب هذه السيده التي تقف امامه واخذ يلتفت في الممر، حمداً لله ان وليد انشغل في الطوارئ ولم يشاهد ما يحدث، ليتفاجئ بها تعانقه/ليت الايام ترجع واشوف ابوك لييت
تفاجئ ولم يبدي اي ردة فعل، فهم من حديثها انها عمته/شلون ابو نايف؟..<< لم يستطيع مناداته عمي!!
فضلت السكوت والابتعاد عنه، بعدما عرفت من هو و لماذا جاء، بدا مغروراً مُعتداً بنفسه وبرجولته ومتعالي جداً وكأنه يتفضل عليهم بقدومه.. لم تعجبها نبرته المتكبره.. ماذا يظن نفسه!!
.
،
.
دخل بصحبة لولوه الى عمه وهو ينظر اليه، كم هو وقور يبدو نحيلاً وشاحباً..ماذا فعل به الدهر وهو من قائمة الاغنياء في هذه المدينه..!!
شاهد عمته وهي تناديه هامسةً في أذنه/يابو نايف.. يا راكان.. أدهم ولد اخوك هنا ويبي يشوفك،قوم شوفه
تسائل قليلاً بداخله مالذي أتى به اليهم وهو قد جزم عدم الاحتكاك بهم، استعاذ من وساوسه وهو يرى عمه يستجيب ويفتح عينيه وينادي بصوت ضعيف/نايف.
نزلت دمعتها وهي تراه يهذي بأسم ابنه/أدهم هنا يا راكان.. قوم
استوعب ماذا تقول له فابتسم قبل ان يراه/الحمدلله الحمدلله
اقترب اليه أدهم ببرود، بداخله جليد، لا شي يتحرك سوا عواصف جليديه، لأول مره لا يرق قلبه ولا يهتم بضعف احدهم، قد توفي ابيه وأمه ولم يهتم به احد في هذا العالم سوا خاله وقد مات هو الآخر فمات معه الاحساس الدافئ الذي قتلت ماتبقى منه ابنته التي كان يحبها و رفضته لتتزوج غيره! ، اراد ان يعرف ماذا يريد منه هذا العم فقط/سلامتك يا بونايف ماتشوف شر
لولوه بابتسامه دافئه/هذا عمك يا أدهم،
شعر وكأنها تقول هذا "همك"..رباه كن في عوني مالذي اقحمت نفسي به..
مد يده لتتلقفها يد أدهم/سم يا عمي انا جنبك.. شده وتزول ان شاء الله ما تشوف شر..
ابتسم وهو يسمع صوته، هو ذلك الشاب الذي تصله اخباره ويعلم ماذا يفعل منذ ان عرفه.. هو ذلك المجتهد والمثالي في عمله كما سمع به من محاميه وممن ارسلهم اليه/أدهم ماخاب ظني بك .. كنت مثلما تمنيتك و توقعتك ..
استغرب كلماته وكأنه يعرفه/يا عمي أمرني وش بغيت طال عمرك
اخذ نفسه بصعوبه وهو يشعر يوماً بعد يوم باقتراب اجله وتحدث بابتسامه/ اكثر شي فرحت به اني عرفت ان لي اخو اسمه عبدالله وله ولد اسمه أدهم.. قسم بالله فرحت وكأن هالولد لي أنا..
لم يجد ما يقوله.. صمت وهو يحاول ان يصمد..
أردف راكان وهو يأخذ انفاسه بصعوبه/العمر معاد به كثر ما راح يا ولدي.. لكن وصيتك بناتي مالهم سند بهالدنيا ولا لهم عوين بعد الله غيرك..
شعر بالمسؤليه والضغط/الله يخليك لهم..
شد على يد أدهم/ويخليك يا ولدي..
تسائل بداخله، لماذا لم يعترف به إلا الآن.. لماذا يستدعيه بعدما احتاج اليه!! لا بأس سيكون معه حتى يسترد عافيته ثم يتركه، لا حاجة له بأناس لم يعترفوا به الا في وقت حاجتهم/سم يا عم.. قول وش تبي واسويه
هز رأسه بالموافقه وهو يبتسم/هذا العشم يا ولدي هذا العشم..
دخلت في هذه الاثناء و هي تشعر بتوتر، لم ترتاح لطلب هذا الرجل هنا/يبه خلاص كفايه كلام ارتاح يالغالي.. وانت لو سمحت اطلع ماهو وقت زياره
نظر إليها بنظرات ناريه لماذا تعامله وكأن بينهما ثأر قديم!! ، ماكل هذا الغرور و والدها بهذه الحاله الحرجه ويحتاج رجل يقف بجانبه..!
ابو نايف/لا ، خلو أدهم عندي ابيه بسوالف بيني وبينه.
شعرت بالحرج وهو ينظر لعينيها بهذه الحده، وكأنه يتوعدها، ابتلعت ريق الخوف ثم ازاحت عينيها عنه/عمتي انا اتصلت بالسايق وجاي تحت برجع للبيت، وراي دوام بدري
نظر الى ساعة معصمه وهو مستغرباً/الساعه2ونصف كيف تروحين لحالك مع السايق؟!!
نظرت اليه باحتقار وهي تهم بالخروج/تصبح على خير يبه.
ألتفت الى عمته/روحي معها يا عمه مايصير ترجع لحالها..
ابتسمت له وهي ترمقه بفخر/ياجعل عيني ماتبكيك، الله يرحم ابوي وعبدالله.. انا بلحقها ماعليه.
شاهدها تخرج وتذكر حديث وليد في هذه اللحظه عن تواجدهن بدون رجل يقف بجانبهن، لا يرضى ابداً لو كان له سلطه لن يسمح بتواجد احدى محارمه حتى هذا الوقت خارج المنزل.. ألتفت الى عمه الذي ناداه/بغيت مني شي يا عمي؟
اشار الى الماء على الطاوله/ابي ماء.. صب لي ماء خلني أبل ريقي ، هالادويه ذبحتني
سكب له الماء وجلس بجواره، سيكون له كولده ليطمئن عليه و ليتجاوز محنته.. بداخله جليد لم يعرف يوماً معنى دفء العائله، اضطراب تفكير وهمس في اقاصيه يؤنبه لماذا قبلت ان تكون بديلاً لشخص آخر..!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع
وصلت بصحبة عمتها وهي غاضبه ويتضح عليها التوتر، لتنزع عن وجهها النقاب بعدما سمعته من عمتها/معااد الا هي والله
وقفت لولوه وهي في حيره منها/انتي وش بلاك على الرجال، ما قال شي. كان خايف عليك بس
وقفت لتستدير وتلتفت الى عمتها وهي تصغر عينيها مستغربه/ماشفته الا قبل شوي وتقولين يخاف علي؟ تكذبين على نفسك انتي؟ انتم كيف بتامنون له؟ ماتعرفون وين تربئ ومن رباه ولا تعرفون تاريخه مادري لو انه مجرم وراعي مشاكل..
لولوه بابتسامه/لا ياقلبي ابوك يعرفه زين و هو خريج ادارة اعمال وماستر ودكتوراه في القانون يعني دكتور محامي.. ماظنتي كان عنده وقت علشان يسوي مشاكل
مازالت مصممه، فهي تشعر بأن مكانتها ستهتز عند والدها بعد هذا الدخيل/هذا ما يهمني انا بكرا راح ازور ابوي واجلس معه وافهمه، اذا هذا اووله ينعاف تاليه
تركتها وصعدت بدون ان تسمع ردها..
لتنزل في هذه الاثناء هند مستغربه/لولوه وش صاير ليه صوت الشموس طالع؟!!عسى ما شر
ابتسمت في وجهها وهي تخبرها بسعاده/تعاالي ماعليك من شموس… شفت أدهم ابشررك وافق يزور عمه
ابتسمت بسعاده/اااحلفي؟كيف شكله؟ وكم عمره؟
لمعت عينيها وهي تبتسم/يشبه ابوي يا هند نسخته سبحان الله..! ماتتخيلين شكل راكان و فرحته بشوفت أدهم.. بكرا اذ الله شفى اخوي يمكن يطلعون ونرتاح من كل هالهم..
هند برجاء/يااارب.
.
عاد الى المنزل ..أوقف سيارته وهو غاضب لرؤيته لطفله يلعب في الشارع لوحده!! الساعه الآن الحاديه عشر صباحاً كيف يخرج لوحده.. اين تلك الغبيه كم مرّة ينبهها بالاهتمام به ولكن لا حياة لمن تنادي.. متى ستصبح أماً مهتمه كباقي الامهات؟!!
اتجه اليه وهو يناديه/خااالد حبيبي انا جييت
إلتفت الى ابيه وابتسامته تتسع ثم يتجه اليه مسرعاً/بااباا
حمله وقذف به في الأعلى ليلتقطه مجدداً وهو يحتضنه/ليه تطلع هااه وين ماما؟
هز كتفيه/ماما نايمه..
شعر بالغضب وهو يدخل بأبنه، ترك خالد في الصاله امام التلفزيون ثم رفع صوت قناة براعم حتى لا يسمع ما سيقوله لوالدته/حبيبي اقعد هنا شوف الكرتون لين اجي طييب؟
هز رأسه بابتسامه/طييب
.
اتجه الى الغرفه وهو يراها مفتوحه ليدخل ويغلق الباب ويتجه الى السرير وهو يزم شفتيه بغضب وينزع الغطاء عنها/قووومي يا عديمة المسئوليه قووومي
فتحت عينيها بكسل/شفييك يا قاسي؟
سحبها من يدها الى دورة المياه ليغسل وجهها/لهالوقت ناايمه وانتي عندك بزر يبي له مداراه وفطور ورعايه.. انتي أم بالله ؟ هااه متى تسنعين يا ريم متى،تععبت اقسم بالله تعبت من اهمالك لا بيت متسنع ولا ولد مهتمه فيه؟
تأفأفت/ما يبين بعينك.. وش صار يعني لو نمت شوي هااه
ضجر من لا مبالاتها وبرودها وعدم اعترافها بتقصيرها/الولد لقيته بالشاارع لحااله محد يطلع هالوقت الا ولدك يالمهمله..لو جاي احد خاطفه او داعسته سياره وش بتسوين هااه
ابتعدت عنه وهي تجمع شعرها المنثور ببرود/ياحبك للمبالغه.. ترى الامور سهالات لا تزعج نفسك ع الفاضي.
يكاد ينفجر من غضبه وهي غير مكترثه/ريم ان ماتعدلتي مع خالد انا راح اتصرف.. انا مو مشكله لكن ولدي لا تقصرين معه.. انتي أمه انتي المفروض تهتمين فيه، لا تخليني اضطر اشوف لي حل
ابتسمت بسخريه فهمت ما يلمح له/مافي مثل الام تحفظ ولدها.. فلو تلف الدنيا ماراح تلقى مثلي تخاف على خالد..
استغفر ربه وهو يحاول ان يهدأ/حاولي تتغيرين وتهتمين بخالد اقسم بالله يا مريم ان تهاونتي مره ثانيه ماراح اسامحك والله ويلا اطلعي سوي له اكل ياكله..
تركها وخرج وهو يشعر بغليانه من تصرفات هذه البارده..
لماذا وقع في هذه المصيبه.. تمنى لو انها لم تحمل له خالد ولكنها حملت به بعد الزواج بشهر.. فكان يصعب عليه اتخاذ اي قرار انفصال او حتى زواج.. طفله اهم من نفسه ويأتي قبل كل أولوياته.. لذلك سيضحي من اجله فماقيمة الحياه ان لم يكن هنالك من تحبه وتهتم به و تضحي لتحافظ عليه..
.
اعتبرت وجوده تهديداً لمكانتها ولشخصيتها التي يقدرها الجميع ويعترف بجهودها.. لطالما كانت هي ذراع والدها وسنده في كل اعماله.. لطالما كانت هي المستشاره الأولى لوالدها ولا احد سواها..
كانت تتوق لليوم الذي ترتاح به ويستلم اخيها كل الامور.. ولكن ليس شخصاً آخر مجهول وغامض يرى نفسه متفضلاً بتواجده و مغتراً برجولته..!
ستثبت لوالدها انها الأكفئ وان كانت انثى.
جمعت شعرها كعادتها في ربطة واخذت هاتفها وهي تخرج لتنزل تحت فاليوم السبت وعطله..لتعترض طريقها عمتها، استغربت مالذي جعلها تستقبلها اسفل السلم، تعابير وجهها تخفي أمراً/خير عمتي هند؟ عيالك فيهم شي؟
ابتسمت لها/لا بسم الله عليهم.. بخير الحمدلله
تركتها وهي تتجه لتلك الطاوله التي عليها فناجين وقهوه عربيه لتأخذ فنجاناً وهي تجلس/اجل وش صاير ليه احسك ودك تقولين شي!
نطقت بسعاده/ابوك بيطلع اليوم وأدهم بيجي معه، على حد علمي بيسكن هنا
يالذلك الرجل الدخيل ماذا سيجلب لهذه العائله/نعم؟!!
هند بابتسامه/افرحي جاء اللي بيشيل همك
وضعت الفنجان وهي تزم شفتيها بغضب ،وكأنها سمعت ما يهينها و يجعل النيران تشتعل بداخلها/يشيل همي؟!!! من قال اني عاجزه ومن متى جيتك اتذمر .. ومن هو علشان يدخل بحياتنا كذا من الباب للطاقه
استغربت ردة فعلها الغاضبه/شموس ترى هذا ولد اخوي بعد مننا وفينا، و لولوه تقول ان راكان فرح بشوفته وكأن الروح ردت له.. وش مضيق صدرك انتي؟ كلنا ندري ان الوضع صار صعب وكلنا بهالبيت حريم نبي سند!!
تركتها بدون ان ترد عليها وهي تذهب لمكتب والدها غاضبه، بعد كل تلك التضحيات والسنوات يتجاهلها أبيها من اجل شخص عرفه للتو.. وإن كان ابن اخيه..، لا يجب ان يتجاهلها بهذا الشكل..
جلست خلف مكتبه وهي تحاول ان تسيطر على غضبها.
انتظر على جال غيمه بيضاء..
عله سيرى النور يشرق من خلفها الآن..
ولكنه تفاجأ بغيوم قاتمه تزيح تلك الغيمه وتحتل مكانها!!
ليشعر بالخذلان مجدداً..!!
.
،
.
،
.
نادا الممرضه وهو يأمرها بأن تخلع المغذي من يد عمه ولكنها سرحت في عينيه مبتسمه ببلاهه، لينهرها بصوت اقل حده/سسترر.. تسمعين؟!!
انتبهت لنفسها وهي تنزع الاسلاك من يد ابو نايف.. ومازالت تتأمل عيني أدهم حتى خرجت.. اي سحر تمتلكه عيني ذلك الرجل.اي رموش تلك اي حاجبين؟!! خرجت وهي تراقبه، تباً كم هو وسيم..!!
اخذ في مساعدة عمه في المشي ليخرج معه.. مازال عند رأيه سيقف بجانب عمه حتى يستعيد عافيته فقط ثم لن يروه مجدداً..
ضل يفكر بما يفعله حتى يرد له حقوقه التي حُرم منها اخيه عبدالله.. يجب ان يكفر عن ذنب أبيه فيه.. ولابد أن يربط أدهم بهذه العائله بأي وسيله، سكوت أدهم وتهربه من اسئلته يجعله يشك في بقائه بجانبه، تحدث معه بابتسامه/بكرا يا ولدي فيه استقبال كبير للاهل والاصدقاء والجيران.. ومالي غيرك ولد استند عليه
حاول التهرب من لقاء تلك العائله/انا آسف يا عمي ماقدر احضر
سكت موجوعاً، فهم الآن ان أدهم مُصر على تركه.. طأطأ رأسه/الله كريم
شاهد انكساره في ثواني ليتراجع عن رفضه، ما اقبح كسر قلوب كبار السن/كان عندي موعد لكن بكنسله ..وابشر بروح معك اليوم امرني بس..لا يضيق لك صدر
تهلل وجهه مبتسماً/الله يبشرك بجنة الفردوس يا ولدي
تمالك نفسه ان لايبكي بعد كلمة "يا ولدي"التي افتقدها بعد وفاة خاله/بس طالبك يا عمي لا تنكسر، ولا يضيق لك صدر مهما صار، نايف بيقوم بالسلامه ان شاء الله خل املك بالله قوي..
هز رأسه وهو يشد على يد أدهم ويخرجان معاً من الغرفه..
لايعلم ما يخبئ له القدر وماذا يريد منه هذا العم الذي ظهر فجأه، تمنى ان تمضي هذه الفتره سريعاً ليريح رأسه..
.
،
.
،
.
نزلت من الاعلى بعد إلحاح من الشموس.. هنالك زوار كثر ويجب ان تجامل كفاها تقوقعاً وانعزالاً..لطالما اتهمتها اخواتها بأنها مزاجيه في تعاملاتها و لا تحبذ الزيارات..
نزلت لترى زوجات أخوالها البعيدات وخالاتها منيره كبيرة سن ولا تأتي سوى في المناسبات..
وقفت قليلاً لتملأ رئتيها اكسجيناً قبل ان تتجه إليهن،
،
نظرت لساعتها كثيراً سيذهب الزوار واختها لم تنزل بعد..وخالاتها يلحون في رؤيتها هنالك حواجز بينهم فهم بعيدين كل البعد عنهم، خصوصاً بعد رفضها الزواج من أبنها..
تريد الحديث عن أدهم واخباره وماذا سيفعل راكان بأمواله وابنه على شفير الموت/الا ماقلتي يالشموس منوين طلع لكم هالأدهم، وش يبي ما جاء الا بعد اللي صار غريبه!!
تعرف هذه التلميحات جيداً "هي شماته ولكن مبطنه لن تسمح لأحد بالشماته" ولا استضعاف والدها ووضعه/والله يا زوجة خالي، أدهم هذا ولد عمي يعني ماهو غريب ..و هو هنا لانه شريك وابن هالعايله قبل كل شي، مافيه غرابه فالموضوع<<قالت ما قالته لتلمع صورة عائلتها فقط وليس اعترافاً بأدهم
جلست هند وهي متعجبه بما تقوله الشموس عن أدهم/اللي قالته شموس صحيح
لن تصمت شريفه وهي تكظم غضبها،فهمت ماترمي اليه ولكنها لن تكف/ماخبرت هالولد ولا نعرف ابوه..منين طلع لنا سبحان الله
دخلت ليال وهي تبتسم بخبث، لا تعرف تجامل/مو لازم تكونين تعرفين كل عايلتنا يا شريفه.. ترانا ما نعرف من اهلك غيرك انتي وما تلقفنا بالأسئله!!
وقفت شريفه وهي تستغرب حديثها/وش هالكلام يا ليال، انا ملقووفه!!!
ليال باشمئزاز/هذا اللي انتي لازم تسمعينه علشان تكفين عن السؤال في اللي ما يعنيك
غمزت لها هند/ليال يا قلبي !!
وقف الجميع مستغرباً بمن فيهن خالتها منيره/استهدوا بالله يا جماعه.. هلا بنتي ليال تعالي سلمي
اتجهت اليها ليال لتسلم عليها/هلابك خالتي.. حياك الله
اااه من ليال لا تعرف مجاملة احد ما يغضبها/معليش يا شريفه
غضبت من تلك المتعجرفه، ألا يكفيها ان اختها رفضت ابن اختها فياض، لتجعله يهلوس بها، من يظنن أنفسهن بنات راكان/على العموم مافي شرهه على كلام الصغار
ليال بابتسامه جانبيه/حلو انك محترمه سنك يالعجوز
امسكت بيدها شموس وهي تضغط عليها وتهمس/لياال!!
قررت الانسحاب والخروج وهي غاضبه/ماقصرتوا.. عن اذنكم
لحقت بها ام رواد وهي تودعها عند الباب.. لتلتفت خالتها منيره لها وهي غاضبه/ماهو عيب عليك تطولين لسانك وتراددين حرمه كبيره؟!! ليه ماتحشمين وجودي انتي هااه
ليال وهي تتجه اليها وتمسك بيدها بابتسامه/انتي محشومه يا ريحة أمي.. لكن ماعرف اجامل أنا.. اعتبروه عيب فيني
الشموس بغضب/ومبسووطه بعد!! قلت لك مليون مره اذا ماتعرفين تجاملين اسسكتي، الصراحه لها حدود وانتي تجاوزتيها
جلست وهي تبتسم/هاللحين بجلس معكم مرتاحه كنت شايله هم شريفه و راحت والباقيات ما حضروا الحمدلله
جلست منيره وهي تهز رأسها بعدم رضا/مافيك فايده.. الله يعين من بياخذك، لكن متى توافقين ع الخطاب و تروحين عنا
ليال بابتسامتها، تعرف ان خالتها منيره بمثابة الأم ولا تقصد سوا ممازحتها/شووفي اذا تزوجت شموستي بتزوج ..بس هااه واحد احبه ومالي عيني ويخطبني مني مو من ابوي
نظرت اليها منيره بنظره ناقده/هاااه وش تقولين؟ يا عيبااااه!!
ابتسمت الشموس باستهزاء فهي تعرف انها تمزح ولتلغي تفكيرهم يزواجها/واحد تحبينه؟! يعني نفهم انك مستحيل تتزوجين!
ضحكت وهي تشير اليها/والله محد فاهم علي غيرك، الحمدلله عشنا مع بعض عزابيات حلوات وبنموت مع بعض عوانس سعيدات.
ضحكت ام رواد وهي تجلس/ليال ترووق اذا فضفضت وهذا هي بدت تنكت.. البنات يخافون من العنوسه وانتي مبسووطه وتخططين لها!
الشموس بابتسامه يائسه/للاسف مانخطط لنصيبنا يا ام رواد حتى لو بغينا.. اما العنوسه اعتقد انها نسبيه يعني عند ناس تبدأ من البنت توصل سته وعشرين وفيه ناس لاربعه وعشرين سنه… يعني عندهم انا وليال معنسات من سنة جدي ههه
سمع ما قالته وهو يدخل، اضمر بقلبه وهو يسمع نبرتها، كم من الخطاب والرجال الجيدين رفضهم بسبب انانيته،وهي كم كانت مطيعه له ولم تعترض ،شعر بوجعها وهي تتكلم عن العنوسه.. وانها تعدت مرحلتها/السلام عليكم
الجميع التفت اليه ومن ضمنهم الشموس التي استغربت خروجه بدون ان يخبرها.. هو حقاً بدأ يستغني عنها ولا يخبرها بشيء، اتجهت اليه/هلا يبه توو مانور البيت يا الغالي.. ..ليه ما قلت لي انك بتطلع
ابتسم وهو يراها متفاجأه/سلمي بالاول وبعدين حاسبيني يا بنت راكان
اتجهت اليه وهي تقبل رأسه بابتسامه/محشوم يا حبيبي تعال ارتاح
تسائلت هند بفضول/راكان وين أدهم؟
جلس وهو يسترخي في جلسته/راح عنده اشغال بيسويها لكن بيجي ينام هنا.. جهزوا له فراش بالمجلس
تحدثت باستغراب/وليش ينام هنا؟
التفت اليها/انا اللي طلبته يقعد عندي يالشموس ويااله وافق بعد..
لبست نقابها منيره لتأتي وتسلم/قرت عينك يابو نايف بولدك أدهم
ابتسم/بشوفت نبيك يام طراد
جلست ليال بجانب والدها وهي تتأمل وجهه وتقبل يده/يازين هالوجه يا ناس ..اليوم منوووور لبى قلبك، عسى ربي يقوم لنا نايف بالسلامه قول امين وتكمل فرحتي
بادلها الابتسامه/الله كريم.. وين نيفا ماشوفها معكم
ام رواد بضيق/نيفا ياقلبي عليها مدري شصابها تغيرت ماهي بنتنا الاوليه اللي ضحكتها شاقه الدنيا، صارت من المدرسه لغرفتها لا تطلع ولا شي بالغصب انزلها تاكل معنا واحيان ماتنزل مره وحده، ماتنلام ضايق صدرها على أخوها
عم صمت في الجلسه وهم يتذكرون ذلك الغائب الحاضر.. الجميع يؤمنون ان لا عوده له ولكن لا يتحدثون عن اليأس منه.. مازالوا يتنفسون أملاً بعودته..!!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس
منذ ايام وهي تضل حبيسة غرفتها.. كل شيء يبدو كئيباً وسوداوياً، فقدت الرغبه في كل شيء، ففقد اخيها وغيبوبته تجعل قلبها حزيناً، تبكي لساعات حينما تتخيل لو انه توفي بذلك الحادث، ماذا سيحدث لها؟..لا تستطيع تخيل ذلك قلبها الصغير لا يحتمل، كان وقع الحادث اصعب عليها من فراق والدتها على الأقل والدتها بخير وتتصل بها وتسافر لها.. لكن نايف يصارع الموت كل يوم فلا هو يموت ولا هو يُشفى!
دعت الله كثيراً ان لا يفجع قلبها في من تحبهم.. ثم اغمضت عينيها على سيل دموعها.. وغفت بدون ان تشعر بذلك..
دخلت ليال تريد الاطمئنان عليها فهي مرسول والدها.. اتجهت للسرير لترى بجانبها ألبوم الصور الذي يحوي صورها مع نايف وهي نائمه لتبتسم بدمعه و تطفئ الإضاءه و تخرج..
اليوم التالي;
كان واثقاً بأن صديقه لن يخيّب ظنه وانه مازال أدهم الإنسان الذي جعلته قسوة الحياه كتلة احساس ودفعته لأن يكون محامياً..رآه يلبس ويتأنق/ما شااء الله اليوم العيد والا عرسك.. وش هالكشخه يلد
إلتفت اليه بجمود/انت بعد ألبس بتجي معي.
ضحك وليد/انا ياخي عندي شفت ليلي والا كان بروح.. احد يحصل له ينعزم في قصر ويرفض!!
مازال خائفاً من لقاء جماعته و عائلته، هنالك هاجس يؤرقه، لا يعلم ولكن شيء ما سيحدث ، باله مشغول كثيرا،
اتجه اليه وليد متسائلاً/هاللحين عمك يبيك تسكن عنده وانت راافض!.. ليييه؟
أدهم بواقعيه/يا وليد افهمني.. انا مالي صله بهالناس، ووش يعني اذا اشتركنا بالاسم والدم اذا ما عشنا مع بعض ولا عرفنا بعض.. عمرري هاللحين 36 متخيل انك فجأه تاخذ طفل بالروضه وتدخله الجامعه!!.. انا كذا ماعرفهم ولا افهمهم ولاني قادر استوعب وجودي معهم ..
فهم وجعه جيداً ولكن يجب ان ينصحه/بس تذكر انك عرفت عمك ومعاد لك عذر بالقطاعه.. وانت عارف وضعه
رش عطره ثم اخذ "سُبحته" السوداء ذات الفصوص الكريستاليه" ثم خرج/يصير خير.. سلام..
شاهده يخرج وهو مضطرب وغاضب.. خاف كثيراً وهو يهز رأسه بأسف (سامحني على اللي سويته يا أدهم)..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس
في "حي النظيم" ...الرياض..
تحدثت برجاء وهي تقف خلف باب الخزانه/حاامد والله اني تعبت ماخليت طريقه معها وكأنها كل يوم تقرأ اذكارها
غضب مما قالته وهو يمد يده لشعرها ويخرجها من الخزانه/طول عمرك غبيه يا رهف.. اخذ الحبوب بهذيك القيمه وانتي بلا فايده..
بكت وهي تراه ينتف شعرها/وش تبيني اسوي عجزت وربي.. اتركني انا فاشله.. دور لك طريقه ثانيه غيري.. تكفى هي صديقتي
زم شفتيه بغضب وهو يشدها من ياقة بيجامتها/اسسمعيني ززين يا رهف.. اليوم عندهم استقبال.. بتروحين مع الوالده ..وهنالك تصررفي وحاولي انها تبلعها، والا قسماً لا أخليك انتي تبلعينها ثم اذبحك واتخلص منك لا من شاف ولا من دري.. فااهمه يا تنكه؟
هزت رأسها بالإيجاب وبخضوع تام، صدقت تهديده، هي لا تستغرب منه شي،.. ليخرج غاضب بعدما تركها.. جلست على سريرها وهي تبكي من هذا الموقف الحقير والخيار الصعب الذي وضعها فيه أخيها فقير الاخلاق.. كيف ستغدر بصديقتها كيف؟!! ..لابد لها من ان تفعل ماطلبه منها اخيها والا انه سينفذ وعيده ويقتلها..!! (اسفه يا نيفو يشهد ربي اني مابغيت أأذيك،لكن حكم القوي على الضعيف)
.
.
.
في ذلك القصر..
اخذت البخور وهي تمرره حوله وتحاول محاوله اخيره في ثني زوجها/يابو نايف اخاف انك استعجلت يا حبيبي
ابتسم وهو يلتفت اليها/يا ام رواد معاد بقى لي غير هالحل.. انا حاب هالولد.. وهو ما وده يقرب ابد.. ماكنت بفرض عليه شي لكن هو اجبرني.
اقتربت منه وهي تقبله على خده، كم تحترمه وتعشقه، تعرف تماماً انه لم يؤذي احداً وانه محب للخير هي زوجته وهي بئر اسراره،هو من لون بالسعاده حياتها "بعد الله" بعد سنين حرمانها العاطفي وزواجها من رجل كان سيء المعشر، ضلت تتأمل وجهه النحيل، بدا لها مرهقاً ومتعباً وان لم يشتكي، تعرفه حينما يكون مرهقاً بالتفكير/الله لا يحرمني هالوجه
شاهد لمعان عينيها، يعرف ما تكنه بداخلها من محبه، يعرف كم يتسع قلبها له ولأبنائها ولأبنائه، اقترب منها وهو يمسح دمعتها بطرف اصبعه/وش قلت يا نوره خليك قويه يا حبيبة راكان
امسكت بيده وهي تشد عليها وبعينيها رجاء/صدق تحبني يا راكان؟
رفع يدها وقبّل ظهر كفها وعينيه تغزو عينيها/صدقيني لو حلفت لك انك بالنسبه لي بكفه وباقي النساء بكفه.. انتي ما يقالك غير كلمة سمي لأنك اميره.
ابتسمت ودمعتها تسقط من جديد تذكرت اول لقاء جمعهما، كان يحمل نفس الحوار ونفس نظرات اللهفه.. نفس قبضة اليد ولمعان العيون..غير انه كان يقترب منها في اول لقاء و الآن هي من تقترب منه وتريد عناقه الى الابد..!
خرج بعدما ودعها، وقفت مكانها وهي تشم كفوفها بعد يديه.. بداخلها تردد وخوف من فقدانه.. منذ حادثة إبنه وهو ينقص شيئاً فشيئاً وكأنه يتلاشى!!
.
،
امسكت بيد نيفادا وهي تجلس بمحاذاتها/ماتعلميني وش فيك جالسه هنا؟ ليه ماتنزلين مع خواتك وعماتك.. تراهم متشوقين يشوفونك معهم زي قبل
تنهد وهي تسحب يدها وتقف/معاد لي نفس اجامل وابتسم يا رهف، احس قلبي ماهو مطاوعني انبسط،واخوي الله اعلم بحالته.. ويلي عليك يا نايف ويلي عليك.
تنهدت رهف/بس ولو مايجوز اللي تسوينه بنفسك.. تعوذي من ابليس وتوضي وصلي العشاء.. وتكفيين لا تنسين اذكارك ثم انزلي لاهلك وعيشي
استغربت نيفادا تلك النبره منها، لم تعتاد ان توصيها بشي كهذا/زين ذكرتيني بالصلاه يا زينك يا رهف..
اختفت ابتسامة رهف وهي ترى رفيفتها تذهب لدورة المياه، اللعنه على اخيها حامد وما يريد ان يفعله بها.. اخرجت حبات من حقيبتها لتداعبها في كفها و تفكر اين ستضعه لنيفادا..!!!
،
.
أوقف سيارته وهو ينزل متجهاً ناحية المجلس.. ظن أنه تأخر…
دخل وهو يرى وجه عمه يتهلل برؤيته ليرى المحامي صالح و رجلين يراهما لأول مره.. بعد السلام والجلوس..
بو نايف بابتسامه عريضه/هذا يا جماعه أدهم ولد اخوي عبدالله، الله يرحمه..
ابو غيث/ونعم بأدهم.. انا سلطان الغيث زوج عمتك لولوه
أدهم بابتسامات مجامله/ونعم بحالك هلابك
ابو راكان وهذا ابو طراد/نسيبنا
ابو طراد بابتسامه/حي الله أدهم
أدهم/الله يبقيك يا عم بو طراد
رفع هاتفه ليرد على اتصال/الو…لا وانا ابوك نسييت.. خلاص طلعيه برا عند باب المجلس و روحي بيجي أدهم ياخذه..
اغلق هاتفه وهو يلتفت الى أدهم/ولدي أدهم..
ألتفت الى عمه بعدما سمع اسمه، ترى ماذا يريد/سم
ابو راكان بابتسامه/يقول المثل صغير القوم خادمهم ومافيه اصغر منك بهالجلسه،روح جيب لي بشتي من عند باب المجليس الداخلي.. تلقاه قدامك..
وقف أدهم بابتسامه/ابشر طال عمرك..
.
،
.
وقفت ليال خلف النافذه لترى ابن عمها الجديد.. لطالما سمعت شتائم الشموس بحقه.. تريد رؤيته فقط..
لمحته قادم بثوبه الأبيض وشماغه الاحمر ونعس طرفه و ذقنه المرسوم بالطريقه الخليجيه و عرض منكبيه حذائه الانيق ذو الماركه الايطاليه المشهوره …
لم تصدق عينيها اي وسامه وهيبه يمتلكها !!
شاهدته يأخذ البشت بدون ان يرفع عينيه بفضول.. بل اخذها وذهب مباشره.. واخذ انفاسها.. لله در الرجوله في اكمل صورها.. ••
لاحظت اختها تقف لتتجه اليها وتراقب ما تراقبه خلفها بعدما سمعت تنهيدتها، ثم نادتها/لياااال!!
شهقت وهي تلتفت اليها/بسسسم الله.. شفيييك .انتي من زمان بغرفتك يعني ماطلعتي الا هاللحظه!!
نظرت اليها بانتقاد وهي تلمح أدهم،تجاهلت ماقالته وما شاهدته/تعاالي عبير بنت عمتي لولوه بتجي هاللحين وبعد خالتي منيره . و الشموس تناديك
تنهدت وهي تترك النافذه وتدخل/يلا مشينا.. لاتقعدين تخزيني بهالعيون
.
،
.
اكتمل الحضور تقريباً وذلك المرتقب لم يحضر بعد.. لا يعلم لماذا هو خائف هذه الليله.. تساوره الكثير من الظنون، قلبه يكاد لا يحتمل ان يختفي أدهم مره اخرى.. هو يعلم تمام العلم انه لم يعد قادراً وان صحته وحياته باتت على المحك، ومع ذلك يريد الاطمئنان.. همس للمحامي فأشار اليه بنعم..
اما أدهم فكان يعيش الغرابه من التهاني والتبريكات التي تنهال عليه.. لماذا يباركون..ظن انهم يباركون فقط عودته.. ولكن ليس هكذا.. ليتفاجئ بعمه يجهر بصوته.. فأنتبه لنظرات أدهم المستفهمه، فأراد ان يخبره قبل البدء/يا جماعه عن اذنكم شوي..
وقف أدهم مع عمه ليخرج معه، يريد الاستفسار عما سيقوله امام الناس.. لم يصفي النيه معه حتى الآن..!!
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس
في الداخل..
تجلس مع عبير وخالتها و زوجة ابيها..تفكر بذلك الذي رأته..
ابتسمت لها/ما شاء الله بأي شهر يا عبير باين خلاص بتولدين
عبير بابتسامه/التاسع وعلى وشك بس جيت ابي اتطمن على خالي فديته وبروح بكرا ان شاء الله.. اتركك مني وعلميني وش صاير ..يقال طلع لي ولد خال جديد، أمي كلمتني عنه خااطري اشوفه
لم تستطيع ان تتجاهل خياله الذي لا يفارق عينيها"لم يهينها احد من قبل سوى ذلك الغريب الذي اصبح قريباً..!!
تقدمت اليها ام رواد وهي ترسم ابتسامتها/الشموس حبيبتي تعالي ابي اوريك شي
وقفت وهي تستأذن/عن اذنك عبير..
اخذتها زوجة أبيها جانبياً لتخبرها بنيّة والدها الليله.. لترد عليها هامسه وباحتجاج/نعم نعم؟!
خافت عمتها لولوه من ردة فعلها واتجهت اليها لتذهب بهن بعيداً عن الجميع/مرت ابوك صادقه يا شموس الليله ماكان استقبال رجال وبس، الليله بتكون ملكتك انتي وأدهم..
ابتعدت خطوتين وهي تعلن غضبها واعتراضها بنظراتها وملامحها/ايييش؟!! اكيد انتي تمزحين!!
وقفت لولوه بوجهها بصرامه/هذا هو الحل الوحيد عشان ندمج أدهم بهالعايله،
شعرت وكأنها أداة ربط فقط لا زوجه، تعرف تماماً ان ذلك الأدهم لم يأتي الى ابيها إلا شفقه، لكن كيف قبل الزواج منها/انا ماني للزوااج.. فاهمييين؟!..ماتركت الزواج طول هالسنوات علشان اتزوج حي الله واحد طلع لي فجأه وسميتوه ولد عمي..!!
لولوه بصرامه/الزواج بيتم ، معاد لك اي حق تعترضين.
ألتفتت اليها الشموس مبهوته مما قالته عمتها ،جرح كبريائها و خدشت كرامتها من ابيها الذي جعلها وسيله لكسب ابن اخيه الغريب!!
سمعت ليال مادار بينهم وفضلت عدم التدخل.. كم هي حمقاء من ترفض أدهم… يجعلها اكثر حزناً انها لا تستطيع الارتباط بأحد وان خطبها من تحبه..!!
.
،
.
في ركن خارج المجلس يمسك بيد ابن اخيه ويرجوه/يا ولدي انا اليوم عزمت هالناس مو بس احتفال بك وبوجودك جنبي.. الا احتفال بملكتك على الشموس بنتي.
وكأنما سكب عليه ماء بارد/بس..!
قاطعه بابتسامه/ماعليك انا جبت المأذون و جهزت اوراق التحليل وبصراحه ساعدني فيها الدكتور وليد هو قال انه رفيقك.. هاه وش قلت؟
لم يعد يستطيع الجلوس في هذا المنزل او النظر في وجه من يريد جعله وسيله للبقاء وللحفاظ على اسمه وامبراطوريته.. هذا اسوأ شيء من الممكن ان يتعرض له، وتلك الشموس كيف تقبل بهكذا زواج؟!، لا يعرفها ولكنه احتقرها بعدما حدث/انا اسف..
شعر بخوف وهو يرى عدم الرضا بوجه أدهم،حاول اللحاق به وهو يناديه/أدهم وقف يا ولدي
توقف وهو غاضب ويزم شفتيه ليلتفت اليه مقطباً لحاجبيه/من هاللحظه ماني بولدك وانت تعاملني مثل البزر تمشيني على كيفك لا و تبي تزوجني بنتك بمزاجك، قدام الخلق تبي تحطني بالامر الواقع؟!!، حاولت اخاف الله فيك واسوي خير و ابرّك لكن بعد اللي صار الليله يا راكان.. انساني.
خرج ولم يسمح له بالرد ركب سيارته وهو يبتعد بعيداً لا يعلم الى اين ولكنه يريد ان يختفي..و ان يفقد ذاكرته المليئه بالانكسارات..تمنى لو ان يستطيع ان يقتل شعوره بعدما حدث الليله، تباً لهم كيف جعلوه بديلاً ويشكلونه كما يريدون ويربطونه بهم بمزاجهم حتى يضمنون بقاءه معهم!!!
;
،
انتظرت دخول والدها حتى تفهم منه ما يحدث وما سبق واخبرتها به زوجة أبيها.. تعودت ان تتحدث مع ابيها وان يستشيرها بكل أمر.. و لكن هذه اول مره يتخذ والدها قراراً بدون ان يعود اليها ويخبرها، كيف ستكون زوجه لرجل لا تعرفه!!
ذهب الجميع للنوم وبقيت هي وحيده ..تباطئت عدم دخول والدها للنوم.. ولم يخبرها حتى الآن بأنه زوجها بأدهم..! ، هنالك امر ما يخفى عليها ويجب ان تعرفه..
نزلت عمتها هند وهي تراها مازالت تنتظر/بسم الله.. شموس انتي للحين صاحيه؟ وش تنتظرين؟!!
التفتت اليها وهي متوتره/الساعه صارت ثنتين ونص وابوي للحين مادخل يا عمه، ماقد سواها، الكل راح بس اظن عنده أدهم
هند باستغراب/طيب ليه مارحتي تشوفين ابوك ليه سهران للحين؟!!
نظرت اليها بتملل/بس أدهم عنده.
تعجبت من ردها/واذا أدهم عنده.. خلينا نروح نتطمن.
بخوف/تهقين ابوي صاير له شي؟
نظرت اليها بخوف قبل ان تخرج/ان شاء الله مايكون فيه شي.. بس تعالي نشوف ابوك برا وش مأخره..حتى ما عطانا خبر اذا تمت الملكه او لا.. وش هالليله!!
لحقت بها واتجهتا للملجس الخارجي، استغربت عدم تواجد سيارة أدهم.. لكن لماذا لم يدخل والدها حتى الآن!!
ترددت في الدخول وهي ترى عمتها تسبقها، لكنها دخلت خلفها لتراه يجلس وعينيه تنظر للفراغ، وتسرع خطواتها ناحيته/يبه انت جالس هنا لحالك وانا انتظرك طول الليل!!
نظرت هند اليه مستغربه وهي تراه لا يحرك رمشه ولا يلتفت اليها/راكان..!.. ابو ناايف وين أدهم؟
خافت من جمود والدها لتقترب وتجلس عند قدميه وتمسك بيديه التي يضعها على ركبتيه، بدأت ترتجف نبرتها وهي تشك في وضعه/يبه ..يبه يا قلبي رد علي ليه ساكت؟..عمري انت يبه رد علي.
عرفت هند انه قد فارق الحياه.. مدت يدها المرتجفه لعينيه وهي تغلقها وتتمتم/انا لله وانا اليه راجعون..
رفعت ناظريها لعمتها وهي تستنكر ما تفعله، اغرورقت عينيها بدموعها لتشد على يدي والدها ثم تعانقه بشده عناق طفله صغيره لم تعرف من هذا العالم سوى أبيها ودلاله.. هزته برفق وهي تندبه بصوت هامس وباكي..
جلست هند بجانبه باكيه.. هذا الخبر قد كسر ظهرها، راكان كان هو السند لها بعد الله، كان هو الأب والاخ وكل شيء .. من بقي لها الآن.. ؟!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس
ازعجته اشعة الشمس في عينيه .. ليستيقظ وهو يرى نفسه في سيارته بجانب منزل خاله"في محافظة الخرج"… .
وكأنه جاء ليجدد العهد للحب القديم.. للذكريات التي اقسم ان لن يشاركها فيه احد.. بعدما حاول عمه ان يزوجه بأبنته الشمطاء.. هي حقاً كذلك كيف لها ان تقبل الزواج بهذه الطريقه؟!
.. قد نأى بنفسه عن بنات حواء حتى سن الخامسه والثلاثون.. ولكن عمه الغريب هذا أراد كسره..!!
نزل وهو يدخل بعدما شاهد طفلاً صغيراً يعرفه تماماً انه "هاجس" الابن الاكبر لساره ، اتجه اليه وهو يراه برفقة طفل اصغر، فاتجه/ما شاء الله على هاجس.. شلونك حبيبي؟
ابتسم له وهو يراه بعد مده طويله/وين رحت يا أدهم؟ليه ماجيت
ضحك أدهم وهو يشير الى الطفل الاخر ،ظن انه ابن الجيران/هذا انا جيت.. من هذا يا هجوس؟
هاجس ببرائه/هذا أدهم ولد خالتي مدى.. جونا البارح وناموا هنا
اخيراً رأى طرفاً منها،اقترب من الطفل وهو يحمله ويعانقه بهدوء، هذا يحمل رائحتها الزكيه، هذا ابن تلك الحبيبه التي حرمته منها..ضل يداعب شعره بصمت.. أسمته أدهم لتبقي عليه، هذا دليل بقاءه بقلبها، لعله يكذّب على نفسه فيصدق أنها ما زالت تفكر به، ولكنها فعلاً لم تنساه وإلا لماذا سمت طفلها على اسمه .. يالله اصبح لها اطفال وهو مازال عازباً يقتات على بقاياها في ذاكرته!!
مازال متعلقاً بأمل ميت يجمعه بها ذات يوم..
رن هاتفه ليقطع حبل افكاره.. ولكنه سمع صوتاً يداعب طبلتي أذنيه.. مازال صوتها شغوفاً، مازالت نبرتها تستفز قلبه… ليلمحها وهي تقف ترتدي شالاً مسبلاً وتلتثم بطرفه وتنادي اطفالها.. ،
تجمدت مكانها وهي تراه.. كان هذا اللقاء الاول منذ سنواتٍ خلت.. يالله باتت ملامحه اكثر نضجاً و بلغ من الوسامه ما يجعلها تغض بصرها عنه خشية قلبها الذي يعشقه،اتراه شوقها الذي زاده وسامه ام هو فعلاً وسيم!!
.. سامح الله والدتها التي حرمتها من الاقتران به، هاهو مازال يحتفظ بها في داخله، و ترك الزواج من اجلها..تعرف مكانتها بداخله.. ماجعلها تصبر هو انه لم ولن يتزوج..لن تشاركها قلبه انثى اخرى..!
ابتلع ريق الشوق وهو يرمقها بنظرات شوق فاضحه.. متناسياً رنين هاتفه الذي لا ينفصل.. لينتبه بعد ذهابها عن وجهه، ويرفع هاتفه غاضب، ثم يضغط الزر الاحمر ومن ثم يغلق هاتفه.. ليعيده الى جيبه..!
انتبه لاختفائها من المكان، ليأخذ طفلها ويدخل في مجلس الرجال وهو يلعب مع ابناء ساره وابن مدى، لكم تمنى ان يكون هو والده، لكم تمنى وتمنى.. ما اشعل فتيل الذكريات هو محاولة زواجه عنوه من ابنة عمه..
سمع صوت رجل غريب يدخل وهو ينادي بنبره لم تعجبه/يا عبوود..يا مددى!! ..مدى ووينك
خرجت له وهي تحاول تسكيته حتى لا يسمعه احد/منيف قصر صووتك الظاهر عندي تلفون تقدر تتصل وتناديني
ابتسم بخبث، لم تعد تعجبه تصرفاتها بات يكره برودها الذي يتزايد/وليه انتي ما تردين علي يا بنت!.. ليه ماتردين على اتصالاتي هاااه؟!
شعرت بغصه في حلقها، هي لا تطيقه و في زياراتها لءهلها تحاول ان لا تتصل به وتسمع صوته.. ، حمدت الله ان أدهم قد ذهب واخلا المنزل/منيف من مشيشك علي..!! انت نزلتني هنا البارح وما بينا زعل، لا ترفع صوتك
استغرب حديثها وهو يقترب منها بهدوء/وش قصدك بمن مشيشك علي؟!!..تظنين اني بزر احد يحرضني؟! انتي اللي خلاص الظاهر معاد اعجبك..
ابتلعت ريق الخوف وهي تحاول ان تبتعد وتشد شيلتها على رأسها/منيف تعوذ من ابليس احسن، تراني في بيت اهلي، ماله داعي احد يسمع صوتنا طالع… تعال نتفاهم داخل
امسك بذراعها بقوه وهو يضغط عليها بقسوه غير مبرره، ثم لفها بقوته حتى صرخت وارتفع صوتها/تسايريني كأني طفل يا مدى!! انا اعرف كيف اخليك تسنعين بتمشين معي هاللحين و انتي بنت كلب معاد فيه جلسه هنا
خرج له بعدما سمع صوت صراخها و شتمه لها ، لم يستطيع تحمل ان تهان أمامه وفي بيت اهلها، ليتجه اليه ويصفعه بدل الصفعه صفعات، وبدل اللكمه لكمات ليهينه أمامها ويشفي غليلها من هذا المتباهي بقوته على زوجته، صرخ به/ليه تمد يدك عليهاا لييييه؟ يالسلقه ليه تشتم بنت خاالي
شاهدته كما لم تراه من قبل، كجمال البدايات، لتنتبه والدماء تسيل من وجه زوجها،لتصرخ/أدهم بسس خلاص الله يخليك يكفي
توقف أدهم وهو يشير اليه بتهديد/ان مديت يدك عليها ثاني مره بكسرها لك..اذا هي ماتبيك طلقها،
وقف وهو يحدق في مدى التي تلتثم بطرف شالها، ثم يلتفت الى أدهم/وانت وش دراك انها ماتبيني؟!! انت اصلا وش حشرك بيني و بين مرتي، انقلع
حاول الهجوم مره اخرى ولكنه تفاجئ بصوتها يمنعه/أدهم وقف.. منيف معه حق.. انت مالك دخل هذا شي خاص بيني وبينه.
هذه المرّه الثاني التي تصفعه فيها..!!جددت جرحها له.. توقف مكانه لم يستطيع الإلتفات اليها بعد الذي سمعه منها!!
ألهذه الدرجه بات بالنسبه لها غريباً و تتحدث معه بهذه الطريقه، رمق منيف بنظرات ناريه وكأنه سيقتله. ثم اتجه للباب وخرج مدمي القلب ..اي إهانه يتلقاها في هذا المنزل؟! ومن من كانت حبيبته ذات يوم.
اللعنه على قلبه ومشاعره التي تهينه، تباً للحب وللنساء، تباً لكل ما يحدث له.. فعلى الرغم من تحقيقه لكل ما يريده وان كان بعد تعب و جهد وانكسارات.. الا انه مازال يعيش الشتات مازال يبحث عن نفسه..مازال يفتقد السكينه!
ركب سيارته وهو يرحل.. ليراه قاسي وهو للتو حضر من الرياض..لحق به محاولاً ايقافه،بعد اتصال وليد والبحث عنه.. رآه يذهب الى تلك المقبره التي تضم رفات ابيه وعمته!!
اوقف سيارته وهو ينزل ويتتبع أدهم، حيث وقف على قبر ابيه وهو يدعو له.. ويسلم عليه.. مد يده ليرتب على كتف أدهم بصمت..
تحدث أدهم بوجع، بفوضوية طفل/ابي اعرف وين قبر ابوي يا قاسي!.. خالي مات وهو ماقالي. وين قبره..
تأثر من نبرته، ووقوفه امام قبر ابيه/ادعو له بالرحمه وتصدق عنه ..
ترك قبر خاله ليتجه لقبر أمه ثم جلس بجوارها كعادته، لم يحبذ وجود قاسي معه، لم يعهد ان يزور المقبره برفقة أحد../قاسي تقدر تروح.. انا بقعد عند أمي شوي ويمكن اطول..
هز رأسه بالنفي/ودي اخليك لكن انا عندي لك خبر لازم تعرفه وضروري بعد
بلامبالاه/هاللحين أمي اهم.. روح وبعدين قول وش عندك.
قرر إخباره فهو يبدو غير مبالي/عمك توفي البارح يا أدهم.. وانت تدري ماعنده من يقوم بعزاه غير بناته.. روح ادفن عمك واخذ العزاء فيه.. و سو فيه خير..ترى الدنيا هنا اخرتها.
هو اكثر شخص يعرف كم هي الدنيا قبيحه وضيقه.. اليتم مبكراً جعله يرى سواد الدنيا قبل بياضها.. نظر حوله في هذه المقبره، كم من الاحلام التي رسمها ساكنيها، كم من الأمآل التي كانوا يعلقونها ولكنهم رحلوا فجأه.. لم يتوقعوا ذلك.. جميعهم فارقوا احباباً..وخلّفوا ورائهم قلوباً موجوعه..
تمر الغيوم و تمطر اوجاعاً وغُربه..
ليست غُربة وطن ولكن غُربة قلب!
غُربة روح لم تهنئ بيوم دافئ!
تثير رائحة الحزن العتيق،
تذكي مدامعاً و تحيي ألآماً..
.
،
.
مضت ايام العزاء ..بكل مواقفها ومراسمها..
كان لا ينفك يستقبل المعزين في منزل عمه..من الواضح ان العم راكان ذو صلات متميزه مع جيرانه واقاربه بل وحتى رجال الاعمال ومنافسيه..
انتهى ذلك اليوم المرهق وهو يهم بالجلوس و يأخذ نفساً عميقاً..رباه ماذا ينتطره من اعباء جديده،..
جلس قاسي بجانبه وهو يسأله/علامك
تنهد وهو يعتدل جالساً/مادري ياخوك احس بداخلي ضياع او صداع شي ماهو مخليني استوعب هاللي صارلي خلال هالفتره القصيره
حاول مساعدته لترتيب افكاره/انت قول لي وش ناوي تسوي؟
فرك جبينه وهو يسترخي/انا حاس بالذنب يا قاسي.. رفضت اتزوج بنته و مات بنفس الليله خايف اشيل ذنبه، قلبي ماهو مرتاح، انا قهرته انا ما قدّرت شيباته ولا كبر سنه..
استغربً حديثه، أراد التخفيف عنه/استغفر الله.. الرجل وقف يومه ومات.. لا تفكر بهالطريقه.. هاللحين ماهو وقت مناسب انك تجلس تلطم..صار عندك عايله اظن هاللحين مافي مجال لترك اهلك، وان بغيت تتقدم من جديد و تتزوج بنت عمك محد رافض، هذا حقك ورغبة عمك..
رد بغضب/انا مابي اتزوج وخصوص بنت عمي هذي. تفهم؟
استغرب ردوده الصبيانيه،فـ أدهم معروف عنه ذكائه واتزانه/اظن انك اعقل من كذا، ترى عمرك وصل سته وثلاثين ماعدت صغير، ان ما بغيت بنت عمك تزوجها عاادي تراك تقدر تزوج عليها اللي تبي، او خذي اي وحده من خواتها، مدري ليش انت معقد القضيه؟
رد بغضب/لا ابي اتزوجها ولا اتزوج غيرها يا قاسي.. ارتحت؟
نظر إليه مستغرباً،كيف يقول ذلك، إذن هو رجل يكره النساء حقاً ولم تكن مزحه/أدهم طلبتك تزوجها علشان تصير محرم ويصير لك كلمه بالبيت و خله يجيلك عايله وسند..
تنهد وهو يحاول إنهاء هذا الموضوع/يا قاسي قفل ع الموضوع هاللحين ماهو بوقته
يشاهد ذلك الرجل يدخل/من هذا؟!
التفتت أدهم وهو يستغرب حضوره،تُرى ماذا يريد المحامي الآن؟!/هلا وسهلا تفضل
بشبح ابتسامه/السلام عليكم يا شباب،
رد الجميع باصوات متفواته/وعليكم السلام..
المحامي/لو سمحت يا أدهم بغيتك بموضوع خاص
وقف قاسي وهو يهم بالخروج/انا استاذن.. اشوفك بعدين
جلس أدهم وهو ينظر للفراغ.. مازال غير متقبل للوضع الجديد، مازال يشعر بأنه ليس عليه ان يضحي بنفسه للاشيء..!
جلس المحامي وهو يضع حقيبته على الطاوله الصغيره المتواجده امامه/صار اللي صار يا أدهم .لازم تقبل الحاصل
وقف وهو غاضب يكاد ينفجر، ما بال الجميع يطالبه بالتضحيه/وش بلاكم الكل يززن على راسي لازم تقبل لازم تقبل.. شايفيني امشي وانتف شعر راسي ومعترض..!
احتفظ بهدوءه حتى هدأ أدهم/اسمعني ..انا مقدر مشاعرك.. وادري انك انحطيت بموقف صعب.. وانفرض عليك واقع انت ماتبيه ويمكن حتى مافكرت فيه يوم من الايام.. بس عمك الله يرحمه كان يثق فيك.. لو تتذكر انت بيوم من الايام وصلته وجبت شنطته اللي كان فيها اغراض مهمه ومبلغ وقدره.. وبعد رفضت العوض..
ابتسم أدهم بسخريه وتحدث بتهكم/وبعدها قال هذا الامين اللي بيكون بدال ولدي اللي فقدته.. وقرر من نفسه يخليني وصي ومنظم ورثه!! الله اكبر
رد بهدوءه المعتاد/لا.. ماخلاك وصي ولا حتى منظم ورثه على قولتك..
التفت اليه بسخريه/كفايه كان ناوي يزوجني بنته من راسه، يظن انه بهالشكل بيربطني و…
قاطعه صالح بغضب/انت الوريث الوحيد لاملاك راكان ال مناع.. والمتصرف فيها بيع وشراء..!
لم يصدق ما يسمعه.. ذُهل.. التزم الصمت لثواني!!
أردف صالح بعدما هدأ/عمك ما بغاك وصي ولا كلفك بشيء .. هو عطاك كل ثروته مقابل انك تعيش مع هالعايله ، كان شايل هم ذنب ابوك، خايف يكون ظلمه مع انه ماكان عنده علم بوجوده اصلاً..
.
،
.
،
الكل بجانبها وهي تبدو كالصنم الباكي.. دموعها لا تتوقف في غرفتها منذ توفي والدها..
جلست الشموس بجانبها وهي تربت على كتفها وتحتضن كفها/نيفا يا قلبي كلنا فاقدينه.. كلنا موجوعين بفراقه
اقتربت منها اميره وهي تعانقها/نيفا ردي علينا الله يخليك
جلست تلك على الاريكه وهي تندب حظها/نيفا حنا بناته مثلك وربك ترانا نبي حد يواسينا بعد ، يعنك مابعده فراق ولا حبيب يساويه.
التفتت اليها الشموس وهي تغمز لها لتسكت ثم اتجهت بالحديث لنيفا/نيفو حبيبتي تكلمي "طلبتك" لا تشغلين قلبي عليك
تنهدت وهي تبعد اميره عنها/ابي ماما.. نادوها لي ابيها
ابتسمت وهي تسمع صوتها اخيراً لتعانقها/اخيرا سمعت صوتك يا بنت.. خوفتيني عليك
بكت مره اخرى لتتحدث بالاسبانيه/ Quiero que mi madre [أريد أمي]
تنهدت/ابشري اوول ما تعطلين تروحين، وباذن الله يكون نايف بخير ويروح معك بعد زي قبل.
ألتفتت اليها باكيه/تظنين نايف يرجعلنا مثل قبل يا شموس؟
تحدثت تلك بتشاؤم/نايف صاير جماد معاد له صوت ولا يفتح عيونه! صرت اكره ازوره.. من كثر ما أمني نفسي انه يرد علي وبكل مره يخيب ظني ولا يرد علي.
التفتت اليها الشموس غاضبه/ليااال! فال الله ولا فالك.. نايف بيرد علينا.. وبيقوم قريب ان شاء الله.. انا متأكده..
وقفت وهي تهم بالخروج، ما يتحدثن عنه لا تتعدى احاديث مواساه لخاسر.. تشبعت يأساً فلم تعد تستسيغ المواساه/انا بروح اجهز نفسي عندي شغل
التفتت اليها الشموس لتلتحق بها وتوقفها خارج الغرفه/مُصرّه تداومين هناك يعني.. الظاهر ناسيه ان وراك التزامات اهم من تدريس بزارين بالروضه
ابتسمت لها ببرود/انا ما اغير من نفسي علشان احد فاهمه
تكتفت باعتراض/لا ماني فاهمه، ممكن تفهميني!
نظرت إليها بلا مبالاة/ماراح تفهمين.. انتي لو تفهمين ما كان ليومك هذا وانتي بدون زواج
استغربت ردها/ماتعلميني وش دخل زواجي بالموضوع يا ليال خانوم؟!!
ردت بملل/الحديث مع وحده معتده بنفسها مثلك ضاايع.. سلام وراي اشغال.
ستُجن من برود اختها التي تُلقي الكلمات والجمل الغامضه بدون ان تراعي شيئاً، لتلحق بها/ليااال فهميني وش فيني انا وش شايفه علي؟هاااه قوولي
اغلقت باب غرفتها في وجهها وهي ترفض الرد عليها.. لتنزل دموعها، لا تعرف لماذا ينفلت لسانها ويثرثر عن مكنونها في الاوقات الخاطئه، و يصادف ان تلك الشموس هي من تتلقى حمم كلماتها دائماً..
اتجهت لخزانة ملابسها وهي تخرج لبسها الذي ستخرج به لعملها التطوعي.. كونها اخصائيه اجتماعيه تعمل في مجال خدمة المجتمع..
.
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس
خرجت من غرفتها وهي تتوشح السواد، لتشاهد الشموس تأتي من ناحية جناح اخواتها،فنادتها/شموس!
اتجهت اليها وهي مازالت تغلي من اثر كلمات اختها/هلا يام رواد
ام رواد بابتسامه باهته/وش فيك انتي واختك طلعت اصواتكم.. عسى ما شر..
اتجهت معها للسلم وهما ينزلا معاً/مثلك عارفه ليال.. تقول الكلام وماتثمنه..
ام رواد بهدوءها/ماعليه يا شموس انتي الكبيره، تحملي خواتك.. و تدرين ان ليال تحبك و اللي بقلبها على لسانها.. يعني طيبه وماتشيل بقلبها على احد.
تنهدت فهي الاعرف بأختها/ربك يعين..
جلست وهي تلتقط دلة القهوه وتسكب لزوجة أبيها ولنفسها وتحتفظ بصمتها…
ألتفتت لصالات القصر الخاليه من حولها/وين باقي اخوانك
اخذت رشفه من فنجانه وهي تجيبها/اميره تركتها بغرفة نيفا.. ورواد ..والله مادري وينه مختفي
صوت قادم من خلفهم/اخذه أدهم معه.
التفتت لصاحبة الصوت/عمتي هند وين كنتي
جلست بضيق وهي تضع هاتفها المحمول على طرف الطاوله وتأخذ لها فنجاناً/كنت اكلم عيالي
لاحظت هدوئها على عكس العاده لطالما بكت بعد كل مكالمه/شلون تركي واخته شهد
ردت هند بتنهيده/يقولون بخير الحمدلله..
تحدثت الشموس بحقد/انا عمري ما شفت اخس من طليقك هذا ، شلون حارمك من عيالك لا وما جابهم لك في عزاء خالهم!!.. عمتي شلون اصبرتي عليه كل هالسنين؟! ماني قادره استوعب كمية صبرك
لمعت عينيها بضيق/ماكان بيدي يا شموس..اصبر لاني اخاف يحرمني من عيالي
الشموس/وهذا انتي ماستفدتي من صبرك ونفذ اللي براسه وحرمك منهم
ابتسمت بدمعه/انا ماتركته الا بعدما كبروا عيالي وصاروا يعتمدون على انفسهم وماهم بحاجة رعاية احد ويعرفون كيف يتأقلمون بدوني
تنهدت الشموس وهي تتذكر والدتها/يعنك اني للحين ما سليت عن فقد أمي.. وجاءت وفاة ابوي تكمل الناقص الله يرحمهم جميع ويصبرنا
مسحت طرفها من دمعتها وهي تتذكر اطفالها عند اهل زوجها السابق/في الغياب والفراق مضطرين نتأقلم ونسلى يا شموس.. الدنيا اختبار.. ماهي دايم سعه
ابتسمت لها الشموس، فهي تعرف ما مرت به و تحترمها/ربي يشرح صدرك يام رواد، ويعوض صبرك
ام رواد بابتسامة امتنان و لمعة حزن/ابشرك عوضني ربي بزوج ريحني من عذابي كله. وكان معي مثل النسمه البارده لين مات الله يرحمه،عزاي الوحيد ان لي منه عيال وانه سبب في معرفتكم..
هند بتنهيده/الله يرحمك يابونايف..
ترحم الجميع على الفقيد.. لتصمت الشموس وهي تفكر بحقد لماذا ذهب أدهم تلك الليله ولماذا لم يتمم الملكه كما خطط لها والدها..، أيظن انها كانت من اقترحت الزواج وانها من الممكن ان ترضى ان ترتبط به لسبب كهذا؟!
هو حقاً غبي!
هو حقاً لا يعرفها..
.
،
.
خرج بصحبة ابن عمه الصغير في زياره لنايف.. وقفا خلف الزجاج العازل كثيراً..وهو يتأمله تمنى على الله ان يفيق وان يعفيه من هذا كلّه..فهو ليس مستعداً للعنايه بعائله، ولم يعتاد ذلك.. لا يريد لقلبه ان يكون ملجأ لأوجاع وهموم غيره.. يكفيه همومه هو...العنايه بالعائله تحتاج للحب وهو يفتقده، لا يعرف قلبه حباً الا حب "مدى" وكانت اكبر خيباته واشد هزائمه كلها، بل حُبها كان السقطه الوحيده التي لم يقوى على النهوض منها..!
هي من جعلته يردد بقلب غاضب; تباً لها ولأمها ولجميع نساء الأرض..!
شعر بيد صغيره تمسك بكفه الضخمه وتضغط عليه لينتبه لرواد/شفيك رواد؟
تسائل ببراءه/متى بيقوم نايف؟هو من زماان نايم!!
نظر الى عينيه والى هيئته التي توحي بانه اصغر من عمره، و شعره طويل اكثر من اللازم،/لا تخاف بيقوم قريب ان شاء الله.. شرايك نروح الحلاق.. نحلق شعورنا
تردد/بس شموس تقول انا كذا احلى
ماهذه الشموس التي بات يسمع اسمها كثيراً/اسمعني يا رواد، الشعر الطويل للبنات، انت بنت؟والا تبي الاولاد يعايرونك ويقولون بنت!!
هز رأسه باعتراض/لاااا انا ولد مب بنت
ابتسم لحماسه/اجل تعال نروح الحلاق..وبعدها بنفصل ثياب.. هاللحين انا وياك صرنا اخوان،شرايك تصير اخوي؟
ابتسم بسعاده/زي نايف؟
أحب حماسته/ايووه زي نايف… يلا مشينا؟
ذهب برفقته.. لن يدعه يشعر بالفراغ وبعدم وجود الأب والاخ.. شيء بداخله يدفعه لأن يكون بحياة رواد الافضل.. افتقد الأب ولا يريد لطفل ان يعيش الفقد كما عاشه هو.
رن هاتفه ليرفعه بعدما شاهد اسم المحامي/الوه..
على الطرف الآخر/السلام عليكم يا أدهم
رد ببروده/وعليكم السلام.. خير يا صالح وش الجديد بعد
بهدوءه/ما من جديد.. بس حبيت ازوركم اذا فاضيين هاللحين.. لازم الكل يسمع الوصيه، باعتقادي ان بنات عمك الله يرحمه للحين ماعرفوا.. والا؟
تذكر أمراً مهماً..فمن الجيد ان أحداً من بناته لم يعرف بعد بأمر الوصيه/هاللحين ماني فالبيت يا صالح.. انا رايح لمشوار .. وبكرا لي معك لقاء ان شاء الله.. حاب اناقشك بنقطه..
باهتمام/اووكي ..بكرا اشوفك بمكتب الشركه.. اكيد بتداوم صح
أدهم/اي بكرا يبدأ الدوام.. يلا اشوفك.. سلام
اغلق الهاتف وهو يفكر بما يخطط عليه..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس
في الخرج..
اخذت في لملمة اشيائها وهي تقرر العوده لزوجها الذي اتصلت به واخبرها انه سيأتي غداً لأخذها.. جلست على طرف سريرها وهي تشعر بالضيق.. يالبؤس العيش مع رجل مغتر برجولته ويظن انه متفضل على انثاه بالزواج منها!
تذكرت ذلك اليوم الذي رأته فيه أدهم يمنع زوجها من ضربها ابتسمت بدمعه… يالحسرتها بفقدان ذلك الشهم
دخل طفلها الصغير يركض/ماما ماما
ألتفتت اليه بعدما مسحت دمعتها/ايوه حبيبي بسام وش فيك
بابتسامه/خالي قاثي ومعه خلوودي عندنا
ابتسمت فذلك الاخ يذكرها بصديقه وابن عمتها الذي كان فارس احلامها الأول والاخير.. فلم ينبض قلبها بالحب بعده، لتقف وهي تذهب لاستقبال اخيها الذي غاب اسبوعاً..
نزلت تحت وهي تراه يجلس بيده فنجان قهوته، لتبتسم وهي تتجه اليه/حي الله ابو خالد
بادلها الابتسامه ووقف يسلم عليها مستغرباً ذبولها/حي الله ام ندى..
تسائلت ام قاسي بخوف/اتصل فيك زوجك؟
نظرت اليها وهي تجلس/ايه بيجي بكرا ياخذنا
تنهدت فأمها من اضعفتها امام زوجها وجعلتها مكسورة جناح رغم وجود اخيها، تلك الأم لا تريد طلاقاً، فالطلاق يعني فشلاً سيجعل نساء الحي يتشمتن بها وبأبنتها بظنها، لكن استمرار الزواج وسط جحيم العلاقه و ذل الزوج واهاناته وضربه لا بأس ..لماذا تريد منها ان تسحق نفسها من اجل خشية حديث الناس؟ انجبت منه ثلاثه الا يكفيها عبثا بقلبها وبه !!..
هي تعرف والدها جيداً لم يكن زوجاً قاسياً ولكن لماذا تظلمها هي ببقائها مع زوجها في ظل علاقه ميته.. وتقسم عليها ان لا تخبر أخيها عما يفعله بها زوجها منذ اسابيع.. رباه لطفك..
تذكرت ام قاسي موضوعاً واحبت ان تسمع اخباراً/شصار على عم أدهم.. اللي تقول عنه مريض وبه قل صح
تنهد قاسي/المسكين توفي قبل اسبوع..
ابتسمت بشماته/طوول عمره ولد ساره وجه نكبه وشؤم من عرفوه مات العم!!
ألتفتت اليها مستنكره/يمه استغفري ربك وترحمي عالمسلم الله يرحمه
قاسي/الله يرحمه،كان رجل كفو وصيته بين الناس طيب
ام قاسي بلا مبالاة/الله يرحمه.. زين هاللحين أدهم وش بيسوي.. اكيد بيطردونه عيال عمه وش يبون بوجه الشؤم
ابتسم قاسي وهو يرتشف فنجانه/وين يطردونه، أدهم هاللحين محد يقدر يشوفه الا بموعد مسبق..
خافت مدى لعله اصابه مكروه/ليه؟
اكمل/أدهم صار هو الوريث الوحيد لاملاك عمه بيع وشراء.. يعني ولد عمتنا صار ملياردير ماهو مليونير وبس
عبست ونطقت بضغينه/وش هالحظ اللي يكسر الصخر يا أدهم..اهب يا وجهه
استغرب ماتقوله والدته/يمه بدال ما تقولين ما شاء الله.. والله يزيده من نعيمه
ألتفتت الى ابنتها/حسافه لوني مزوجتك له.. بدال وجه الفقر اللي عندك هذا
استغربت وهي تبتسم لعدالة الرب، هذا مايستحقه أدهم/سبحان الله يمه، وجه الفقر اللي بليتيني فيه كان وجه الغناه، وطردتي أدهم وقلتي وجه فقر! ..مايحتاج اذكرك بكلامك
استغرب قاسي احاديثهم ، لم يفهم شيئاً/وش العلم ياهيه فهموني، متى طردتوا أدهم
ابتسمت بسعاده، لا تعرف لماذا ولكن هي متأكده بأن الله سيبهج أدهم اكثر من ذلك وسيعوضه عن حرمان السنين من دفء العائله المُحبه/ايام ماكنت انت بالكليه العسكريه وقبل يتوفى ابوي الله يرحمه كان يتردد علينا أدهم ويقضي لوازمنا كعادته و بيوم من الايام خطبني وابوي عطاه.. وحددنا ملكتنا لكن القدر كان اسرع واخذ ابوي.. رجعت بعدها امي للبيت وصادف ان أدهم كان جايب اغراض للبيت بيوم من الايام و طردته و حلفت انها ماتزوجني له وماقصرت بحقه الله يسامحها.. وبس
ام قاسي لم تعد تبالي، رغم حسدها لما وصل اليه أدهم/ماعليه حسووفه ولد سويره
توقف غاضباً فلأول مره يعرف بهذه القصه، فهم الآن صدود أدهم عن الزواج/انا ابو خاالد..كل هذا صاير من وراء ظهري وانا مادري!! ليه يمه لييه تخلفين عن راي ابوي ووصيته.. وانا طول عمري مع أدهم ماكنت ادري بخاطر رفيقي ولا حزن قلبه الله يسامحك يمه.. حتى زواج مدى صرف عليه أدهم اكثر مما صرف زوجها نفسه، ابطى مديون بس علشان يبيض وجيهنا قدام الناس.الله يسامحك يمه.. الله يسامحك
رأته يخرج غاضباً ويترك طفله عندهم ثم التفتت الى ابنتها غاضبه/حسبي الله على هالوجه.. ماتقدرين تسكتين، هليتي كل السبحه
لم تغضب بل بالعكس، يجب ان تفرح لسعادة أدهم وهي تدعو له بأن يجد العوض لقلبه ولسنين حرمانه ..و السلوى لقلبها الذي لم يصادف قلباً مثل قلبه..تُحبه نعم ولكن ليس كل ما نحبه نحصل عليه..
لله در ذلك العشق الذي جعلها تتمنى له السعاده مع غيرها وان كانت ستحترق غيره، فهو يستحق الرضا.. يستحق السعاده.
.
،
.
عاد من الخارج وهو يبتسم يريد ان يلاحظوا تغيّر شكله/انا جيييت
وقفت بتوتر كانت تحمل هم تأخره حتى هذا الوقت لم يعد لها أب ولم يعد لها سوا رواد ولن تتحمل ان تخسره ايضاً، اتجهت اليه وهي تعانقه/وين رحت يا قلبي.. ليه جوالك مقفل وليه ماقلت لي
عبس من تحقيقها/جوالي كان طافي من الشحن و رحنا انا وأدهم نزور اخوي نايف.. وبعدها الحلاق
انتبهت لشعره وهي تعبس/رواد ووين شعررك؟
ابتسم فهي اخيرا لاحظت/حلقت شعري مابيه طويل.. أدهم يقول انا ولد ماني بنت..
شعرت بغليان/بعد بيعلمك الفرق بين البنت والولد من هاللحين!!
ام رواد بهدوء/ماعليه ترى شعره طال بالحيل .كنت ابي اقص شعره بس انشغلت بالفتره اللي راحت،
ذلك الدخيل يريد تذكيرها بنفسها فقط، هو يقصد ان يزرع في رواد الفروق بينه وبين اخواته البنات،
جلست غاضبه و التوتر يتضح على تحركات قدميها .
تذكر ما يريد إخبارهم به/اييه نسييت يا عمه.. أدهم يبي فراشه
تذكرت انها نسيت ان تفرش له فراشه/يالله وش خلاني انسسى.. تعال حبيبي رواد ناخذ له فراش و نروح لولد عمك
استنكرت مايحدث/ان شاء الله ناوي بعد ينام هنا!!.. وما بالبيت رجال ترى زودها
ردت هند بجديه/ايه بينام لأن مابالبيت رجال، الشموس خففي شوي من هالعصبيه تراها زايده معك هاليومين..
تركتها وهي تتجه للمصعد ذاهبه لغرفتها،ذلك الدخيل يتسلل الى حياتهم شيئاً فشيئاً..
وصلت غرفتها وهي مشحونه بغضبها.. اتجهت للشرفه وهي تفتح ستائرها لترى سيارته في باحة القصر ، تبدو اقل من عاديه بالمقارنه مع سيارات اخيها المصفوفه في مرآب السيارات/لا ومدخل هالخرده لداخل القصر بعد!!
لاحظت وميض هاتفها على سريرها وهي تترك الشرفه غاضبه ، اخذته وهي ترى الرساله الوارده من صديقتها المقرّبه والتي تسكن الشرقيه برفقة زوجها.. تخبرها انها حبلى بأبنها الثالث وانها مصدومه و حزينه بهذا الخبر ..لابد وأنها تريد الفضفضه…
اغلقت هاتفها وهي تتنهد، تلك خائفه من ازدياد عائلتها فرداً وهي حزينه لفقدها إثنين في وقت واحد.... لتترك هاتفها و تأخذ منشفتها و تذهب لدورة المياه..
وقفت تحت حبات المياه المتدفقه وهي تحاول عبثاً نسيان عالمها وتفكيرها الذي يبحر بها، لماذا احساسها بالوحده ازداد مع وفاة أبيها و غياب اخيها..!!
ماذا تخفي لها الأيام يا ترى؟!!
كيف ستذهب للعمل غداً..لم تعد لديها رغبه في فعل اي شيء، لم يعد لديها دافع وكأنها فقدت لذّة الحياه..
ستقاوم لأخواتها واخيها الصغير يجب ان لا تدع فرصه لهذا الدخيل بأن يقتحم حياتهم، يجب ان تحيط بأخيها وتمنعه من مخالطته،..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس
استيقظ متكاسل وهو يرى نور الشمس يتسلل من خلف ستائر المجلس.. النوم هنا غير مريح.. لم ينم جيداً ، ترك المجلس وهو يذهب لدورات المياه في الخارج اغتسل وخرج ليتفاجئ برؤية احدى بنات عمه تخرج دون غطاء.. ركبت السياره بصحبة اخيها رواد وتوأمه اميره وخرجوا..
دخب يلبس و مازال يفكر بغضب بتلك التي تخرج بلا غطاء على وجهها هذا شيء لم يعتاد رؤيته !
انتهى من لباسه و نظر لساعته بتملل واضح وهو يخرج على سيارته باكراً..
هذه البدايه.. كيف سيتعامل مع مدللات عمه.. بتضح ان الوضع يريد شده..
رن هاتفه وهو يراه عمته هند تتصل به… لابد وانها تسأل عن خروجه باكراً بدون إفطار.. قرر الرد..
.
،
.
اغلقت هاتفها بحزن/حساافه طلع من دون فطور..
وضعت فنجان قهوتها بعدما ارتشفت منه قليلاً/لا تخافين ماراح يموت من الجوع
نظرت اليها بحده/شموووس تراك زودتيها حبتين
تجاهلتها وهي تقف وتخرج.. لتلتحق بها ليال/شمووس لحظه اخذيني معك اخوانك سبقووني..
هند/و الفطور يا ليال
خرجت مسرعه/تأخرت مرره..
جلست هند بتملل وهي تنظر للكراسي الفارغه أمامها.. حُرمت من ابنائها، و باتت تهتم بابناء اخيها ..تُرى ماذا يفعلون الآن في غيابها؟! هل يفتقدونها؟ هل يحتاجونها؟ هل يأكلون جيداً و ينامون دافئين..!!
اهلكها تفكيرها الذي تخفيه عن الناس وينحرها من الداخل..
رن هاتفها كثيراً ولم ترد بعدما شاهدت أسمه يضيء الشاشه، تُرى ماذا يريد منها بعد كل ما حدث ..
لن ترد عليه… لن تهين نفسها له بعد الآن..
قد طلقها أمام اهله جميعاً..لم يتكلم احد منهم ولم يمنعه من اهانتها.. وكأنهم سعيدين بما يفعله ويصدقون ما قيل عنها..!! تمتمت بإيمان خالص "حسبي ربي وكفى بربي حسيباً"
.
،
.
دخل ممسكاً بيده كوب "ستار بكس" كعادته صباحاً ..لكنه تفاجأ بالمحامي يقف في الريسبشن ويستقبله مع احدهم و عدد من الموظفين.. لكن هذا الرجل الذي بجانب صالح يعرفه جيداً/السلام عليكم..
رد الجميع باصوات متفاوته.. وبدأوا بالسلام عليه وتهنئته ثم الانصراف..
وقف وهو ينظر لمهند، هو متأكد انه قابله سابقاً، لاحظ ان مهند يبتسم له وهو يتجه له بسؤال/عفواً ،تواجهنا قبل كذا؟'، صح؟!
هز رأسه بالإيجاب/اي نعم تواجهنا بمكتبك ويومها انت طردتني
هز رأسه/انت راعي ذيك القضيه؟!! وش جابك هنا
ابتسم صالح/مهند موظف عندي، وانا ارسلته لك، تعال معي وبتعرف كل السالفه..قدامك اشغال واجد
فهم ما يقصده .. وصلا المكتب بعدما دار في الاقسام بشكل سريع ليدخل مكتب عمه البالغ الفخامه..اتجه للمكتب وهو ينظر اليه ومن ثم يلتفت للخلفيه الزجاجيه التي تطل على المدينه..ويبدو وهو واقف هنا وكأنه مسيطراً على اموره ومتحكماً بها، ذلك يعطي شعوراً غريب،لكنه مليئ بالثقه..!
ألتفت الى صالح الذي يريد منه بعض الاشياء/اسمعني يا استاذ صالح انا ما راح اوقع على اي ورقه قبل افهم نشاط الشركه واطلع على حساباتها وملفات استثماراتها وكل شيء مفهوم؟!
ابتسم له صالح/هذي بدايه مبشره، دامك تبي تبدأ بالاطلاع قبل مباشرة الشغل وتطمن انا بكون جنبك، لان عمك ماكان يخبي عني شيء كان كل شي يمر من خلالي انت عارف اني محامي الشركه و لي مكتب هنا
بادله الابتسامه وهو يجلس في كرسي المكتب/حلو.. و انا جاي وقفت سيارتي و شفت شوفه ماعجبتني بصراحه،
استغرب /عسى ما شر؟!
أدهم/شفت بنات يدخلون من باب ثاني، انا ماكنت ان عمي مسوي شركته اختلاط موظفين
ابتسم وهو يجلس ويخبره/هذا طال عمرك القسم النسائي للشركه ويختص بعمل المرأه في قطاع الخدم الاجتماعيه والاستثمارات المتنوعه اللي ريعها يكون لأوجه الخير اللي تهتم فيها مجموعتنا و يشرفون عليها بنات وتترأسهم المديره الشموس بنت عمك راكان بالاضافه لمساعدة أبوها كانت معه بكل خطواته ويمكن تعرف اشياء انا ما اعرفها بحكم اقترابها الدائم من ابوها.
لم يصدق ليعتدل في جلسته/يعني عملها منفصل عن المجموعه؟!
صالح/هو كان عمل منفصل،لكن بعد هالوصيه انت تتحكم في كل الاملاك وتديرها او توكل احد، وراح يكون توقيعك مهم لضمان سير العمل.
اخفى سعادته وهو يفكر كيف سيتصرف، وكيف بين ليلة وضحاها بات مليارديراً، ترددت في اذنه عبارات الاستصغار من كل من واجههم في حياته،
استرخى بهدوءه بعد خروج صالح.. وهو يرفع رأسه للسماء هل هذا كل ما خبئته له الايام أم هنالك مفاجئات اكثر...
يعلم أن امامه الكثير ليقوم به وان مهامه قد ازدادت وانه لم يعد كالسابق..
تذكر ابنة عمه تلك التي تخرج بدون ان تغطي وجهها.. سبق وان رأى الشموس.. كانت تنتقب..اذن لماذا هذه لا ؟!
جمع انامله في قبضته وهو يشد عليها بغضب.. يجب ان يفعل شيء..
.
،
.
دخل محتاراً على ابيه وهو يجهز القهوه/يبه من هاللي جاء ياخذ مكان ابو نايف؟
رد بدون ان يلتفت اليه/لو انك رحت معي العزاء كان عرفته.. هذا أدهم ولد اخوه..
استغرب وعقد حاجبيه/من وين طلع لنا هالولد ذاا وكيف بسهوله ياخذ مكان راكان!!
غضب من نبرة ابنه التي لم تعجبه/ماعلييك من الناس، حلالهم و بكيفهم.. اترك عنك اللقافه وانقلع من وجهي.. حافظ على شغلك ازين لك..
خرج حامد والغيره تشتعل بداخله.. (من وين جاء هالأدهم وصار المالك لكل شي؟، الظاهر الوضع سمردحه!!! )
،
.
،
لم تعد تمتلك تلك الهمه كالسابق، صورة أبيها تلاحقها في كل مكان هنا.. تذكرت اول يومٍ باشرت فيه العمل.. قبل ان تتخرج.. استحدث من اجلها فرعاً نسائياً ومنحها حرية ممارسة اعمالها بنفسها، تنهدت وهي تزفر حزن فقدها..
لترى نوره مساعدتها تدخل بيدها اوراق/السلام عليكم
حاولت ان تتجاوز مشاعر حزنها،لن تجعل الناس يشعرون بضعفها/وعليكم السلام.. خير يا نوره، هاللحين نهاية الدوام!
مدت إليها ما بيدها من اوراق وهي مستغربه/وصلنا هالتعميم قبل شوي،..حبيت اسأل اذا عندك خبر أو لا!!
قرأت الاوراق ثم عقدت حاجبيها بعدم رضا وهي صامته!!
أردفت نوره/هذا يعني ان توقيعك للاوراق اليوم معاد يكفي لازم إطلاع و توقيع الدكتور أدهم عليها..
تحدثت على مضض/نوره انتهى الدوام تقدرين تطلعين وهالامور نناقشها بكرا..
استغربت/بس يالشموس الشغل بيتعطل و يتباطئ!!
قاطعتها/بكررا نكمل كلامنا.. تفضلي..
خرجت نوره وهي تستغرب هدوء الشموس، يبدو وكأنها غاضبه،
وقفت وهي تنظر للاوراق مجدداً، منذ اول يوم بدأ بمضايقتها ستريه من هي الشموس.. اتجهت لتلك الشمّاعه اخذت عبائتها وخرجت مسرعه ..
صعدت سيارتها وهي تُخرج هاتفها وتتصل بعمتها هند/الوو عمتي.. ايه اناا بخير.. اتركك مني هاللحين واتصلي بـ أدهم الـ….. بسررعه ابيه بموضوع ويكون بحضورك
اغلقت هاتفها وهي تغلي غضباً ، من هو ليتجرأ ويلغي توقيعها!!
.
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس
دخل المجلس عائداً من عمله كم كان هذا اليوم مزدحماً للدرجه انه لم يتفرغ لمكتبه الخاص..
جلس وهو ينزع شماغه جانباً ويفتح ازرار ثوبه العلويه.. ارخى رأسه ليغمض عينيه ولكنه تفاجأ برنين هاتفه، أخذه ليرد عليه/هلا عمتي هند… انا اصلاً بالمجلس.. خير وش تبي الشموس؟!!..
.
وصلت سيارتها وهي ترى سيارته موجوده.. هذا يعني انه سبقها الى المنزل.. من الجيد انه موجود هنا..اتجهت للمجلس وهي. تراه مفتوحاً.. لتراه يقف ويتحدث في الهاتف ويغلقه بعد رؤيتها..
ابتسم بخبث لرؤيتها/اهلاً وسهلاً
قذفت الاوراق امامه/ممكن تقولي وش معناة هالكلام
تحدث وهو يجلس بهدوء واثق/ماتوقعتك غبيه علشان يصعب عليك فهم ورقة تعميم!
تحدثت بغضب/ابوي اللي اغلى منك وله الحق بمنعي ما سواها ولا منعني..من انت علشان تجي تالي الوقت وتمنعني؟!!! انا حابه اسمع منك تفسير للي بالورق ممكن
رفع رأسه ليرى بريق عينيها، وكأنها لم تغضب في حياتها/الجواب بتسمعينه من المحامي صالح بعد صلاة المغرب بيكون هنا.
هزت رأسها بالإيجاب وتحدثت بسخريه/هاللحين عرفت نواياك.. هربت ذيك الليله وبعدما سمعت بوفاته جيت تاخذ حصتك وتمشي.. ماصدقت على الله جاتك فرصة العمر يا انتهاازي
ابتسم بخبث فهي لا تعرف ماحدث/صدقيني فرصة عمري الحقيقيه بتكون زواجي منك..
صدمها بالرد.. وكأنه سكب ماءاً بارداً عليها، هو حقاً وقح ومراوغ.. كيف ألجمها ؟!.تركت له المجلس وهي تخرج مسرعه..
ضحك وهو يراها تتهرب بهذا الشكل.. سحقاً مالذي قاله لها للتو… شعر بدوران رأسه.. حسناً الليله ستعرف كل شي من المحامي ..
.
،
.
دخلت وهي غاضبه لترى عمتها وزوجة أبيها ، نزعت نقابها وهي تتجه ناحيتها، وبفوضوية غضب/اسسمعيني زين فهمي هالززفت اللي اسمه ولد اخوك اللي مدري من وين طلع.. قوليله ماله شغل فيني ولا له حق يتدخل بشغلي
وقفت مستغربه/انتي شفتيه؟
تنفست بغضب/لقيته بالمجلس.. رحت استفسر عن اللي مسويه.. شلون يلغي صلاحياتي؟!!
ام رواد بعتاب/وانتي الله يهداك وش وداك للرجال لحاله مايصير وش بيقول عنك؟
بانفلات اعصاب/يقوول اللي يقوله، رأيه فيني اخر اهتماماتي، شي وااحد لازم يصير وهو انه لازم ينقلع من هنا هو وسيارته
امسكت هند بيدها وهي تحاول تهدأتها/حصل خير.. ما كان له داعي تروحين له… اجلسي و روقي وتقهوي شوي ونحط الغدا
سحبت يدها وهي تتركهم/مابي اتسمم. انا رايحه غرفتي اريح راسي.. هالادمي احرق اعصابي
شاهدتها تترك المكان وتدخل المصعد لتلتفت الى هند/وش صاير يا هند؟
كانت سترد لولا ان رن هاتفها، لتراه أدهم/هلا أدهم.. انا اصلا ناويه اجيب الغدا واجيك… لا لاازم تتغدا مو بكيفك بجي اتغدا معك..
انتظرتها حتى اغلقت الهاتف، وهي تسألها بنظراتها/طلبك تجينه؟
هند/ايه ويقول ضروري.. انا رايحه اخذ له الغدا واشوف وش صاير .
،
.
.
انتهت آخر حصه وهي تخرج بصحبة رفيقتها دانه كعادتها، لم تعد مرحه وتحب الحياه كالسابق..وكأنها شمعه ذابله..
سمعت تمتمات البنات التي تمر بهن ولكنها لم تهتم للسخافات.. لطالما شعرت أنها أكبر من تفاهات البنات واهتماماتهن السخيفه!!
وكأن مراكز المشاعر بداخلها تبلدت، لم يعد تعد تثيرها الاشياء فقدت الحماسه للحياه!!
سحبت الربطه الصغيره التي تجمع شعرها القصير.. لتجمعه مجدداً وتربطه مرّه اخرى بشكل أرتب..
.. تجلس برفقة إحدى الزميلات لترى نيفادا تجلس لوحدها كئيبه، هي لا تحبذ رؤيتها حزينه لطالما كانت نيفا السعاده التي تشعر بها.. لطالما حققت لها أحلاماً لم تكن لتحققها بمفردها.. جلست بالقرب منها وهي تربت على كتفها/نيفو
حاولت التركيز وهي تلتفت اليها/هلا رهف
تنهدت رهف، تريد مساعدتها/لك اكثر من اسبوع غايبه ثم تداومين بهالحال؟!!..
ابتسمت بدمعه تريد الحديث بالاسبانيه،ذلك يعطيها حرية الفضفضه/ آ؟Qué quieres que haga ، انتي عارفه الحال ما يسر يا رهف مايسر.. انا فقدت ابوي واخوي مافيه تحسن.. عساك ماتفقدين غالي
حزنت اكثر/خليك مؤمنه.. كنتي دايم قويه
حاولت أن لا تبكي، مالا تريد من احد معرفته تقوله بالاسبانيه/ La pérdida de dolorosa de mi padre [رحل والدي] …
حركت رمشيها لتسقط دمعتها عنوه وهي تكمل بالعربيه/فجأه صارت الدنيا تخوف ومافيها أمان..الله يرحمك يبه..
شاهدت بريق عينيها يتبعه دموع غزيره امام الزميلات لتقترب منها وتعانقها، تريد ان تخفي انكسارها، تعلم ان هنالك بين تلك العيون.. اعين شامته..
آه كم هو حقير حامد.. كيف يطلب منها أن تدمر صديقتها النقيه؟!!
بداخلها حرب نفسيه مابين قلبها وبين ضغوط اخيها، خوف من اخيها وخوف من ذنب الخيانه.. أيهما يجب ان تتجنبه نار أخيها ام نار عذاب الضمير ؟!!
.
،
.
عادا معاً من المسجد بعد أداء صلاة المغرب.. ليجلس ويتحدث مع المحامي في بعض الامور. حتى تخبره عمته انهن جاهزات لسماع ما يريد اخبارهم به المحامي..
نظر إلى ساعته وهو يستعجله/يلا يا أدهم وانا اخوك عجل علي، وين الورثه..
ابتسم أدهم/هاللحين بيجون.. حضر اللي بتقوله علبال ما اتصل بعمتي .
رفع رأسه عند آخر حديثه وقلبه يخفق بشكل مضاعف/عمتك؟..اي وحده فيهم
استغرب سؤاله/نعم؟!!
ابتسم صالح وهو يحاول ان يصلح ما قاله/انا محامي هالعايله وعارفهم من سنين ماعندك غير عمتين ومتزوجات علشان كذا استغربت ان وحده منهم هنا..
يستحيل ان يكون صالح من تلك النوعيه، يعرف تماما انه ثقه من ثقة عمه، وهو بالنهايه محامي العائله/عمتي هند توها منفصله من زوجها قريب.. ورجعت تعيش هنا.
لم يصدق أذنيه، اخفى سعادته وهو ينظر للاوراق أمامه/الله يعوضها باللي اطيب منه
استغرب أدهم، عن اي عوض يتحدث وهي أم و قد شارفت دخلت الاربعينات!.. تركه وذهب يتصل بها…
..
لحظات ليجلس الجميع.. ماعدا نيفادا التي رفضت وبقيت حبيسة غرفتها..
بدأ صالح بسرد الوصيه وسط ذهول الشموس وليال التي لازمت الصمت.. بصدمه !!
ماجعل أدهم سعيداً وحزيناً في نفس الوقت ان عمه جعل حصه من ورثه وقفاً بأسم أبيه عبدالله واسم والديه.. لن ينسى معروفه ما دام حياً…
انتهى صالح و ذهب بعدما أوصله أدهم للباب بنفسه ليعود ويجدهن مازالن واقفات!!
تحدثت ليال بهدوء غريب/مبروك عليك يا أدهم.. انا واثقه ان ابوي الله يرحمه اختار الرجال الصح للمكان الصح..
هز رأسه بالموافقه وهو يسمع منها نبره غير نبرة الشموس/صدقوني انا انصدمت مثلكم بالضبط
قاطعته الشموس بحقد/كذااب.. قصدك انبسطت وما صدقت انك صرت الوريث الوحيد.. والدليل على كلامي، اللي سويته اليوم.
قاطعتها هند لتسكتها/شمووس!! عييب عليك
رد بهدوء رجل/خليها يا عمه.. هي ماتقصد اللي قالته
الشموس/اوكي اذا ماكنت اقصده اثبت لي العكس و رجّع لي امتيازات عملي اللي استوليت عليها.. ورد لنا كل شي انكتب لك..
فكر قليلاً بمدى ذكاءها في الضغط عليه..… ،
لحظات من الصمت.. وهو ينظر إليها بابتسامه/اوكي انا مستعد اتنازل عن قراري بخصوص اعمالك ونشاطاتك بس بشرط واحد..
إلتزمت الصمت وهي تستغرب مالممكن ان يطلبه مقابل تنازله..يجب ان تكون حذره في التعامل معه !!
تعدى مرحلة التفكير بات حازماً..
هي بالنسبة له "مسألة وقت"..
وهو بالنسبة لها تحدي يمس كيانها وشخصيتها!!
"الغيوم الرماديه تزداد كثافه"
.
،
لحظات من الصمت.. وهو ينظر إليها بابتسامه/اوكي مستعد اتنازل عن قراري بخصوص اعمالك بشرط واحد
إلتزمت الصمت وهي تستغرب مالممكن ان يطلبه مقابل تنازله..!!
تحدثت هند وهي معجبه بتصرفات وبحكمة ابن اخيها المتزن في ردود افعاله/تكلمي توافقين على الشرط والا لا؟!
تحدثت بصوت اقل/وشهو الشرط؟
ابتسم وهو يعيد ترتيب شماغه على رأسه/تتزوجيني؟
ذكر الزواج يجعلها تشعر بالاشمئزاز فهو يعني شفقه/وان رفضتك؟
جلس مسترخياً/يبقى الحال كما هو عليه.. واحتمال اطردك من الاداره بعد وأجلّسك بالبيت.. يعني. انتي عارفه حلالي وحر فيه.
ابتسمت ليال تحت نقابها وهي ترى كيفية مخاطبته للشموس و ثقته بنفسه وبروده، صوته المملوء رجوله!!!
كادت ان تنفجر غضباً، لتتركه وتدخل غاضبه.. وتلحق بها ليال..
إلتفتت إليه هند وهي حزينه لردة فعل الشموس، فهي لم تتعرض لهكذا ابتزاز في حياتها/أدهم انت كثّرت عليها حبتين.
اعتدل في جلسته وهو يتحدث بجديه/لازم تعرف اني مُصّر وبتزوجها لو كان انتظرها سنين… و فهميها اني راح اكلمها بموضوع الزواج بكل مره تجي تكلمني عن العمل والشغل..
هند بعد تردد/الشموس، مهره ما تنعسف.. لا تحاول كسرها يا أدهم
رد بإبتسامة ثقه/تطمني يا عمتي ماني متزوجها الا بموافقتها..
تنهدت هند فهي محتاره فيما عليها ان تتبعه/انا رايحه اشوفها.. وشوي واجيك بالعشاء يا قلبي
تذكر أمراً مهماً وهو يراها تخرج/عمتي هند
إلتفتت اليه/انا رايح الليله لشقتي بنام فيها..
استغربت لتعود إليه/ليه يا أدهم؟ شلون تخلينا لحالنا!
حدد طرف حاجبه الايسر بطرف ابهامه وهو يرد/انا يا عمه ارهقتني نومة المجلس.. ابي ارتاح ببيتي واوعدك اجي كل يوم واشوف طلباتكم
امسكت بيديه/طلبتك لا تروح ..خلك هنا حولي تراني يا أدهم مالي غيرك.. لا الزوج سرّني ولا الولد يغني عن الاخو والسند وانت من ريحة اخواني الله يرحمهم
استغرب نبرتها التي تتحدث بها وكأنها فعلاً تخشى فقده، استشف شيئاً لم يشعر به سابقاً، ولكنه تجاهله/عمتي انا تعبت من نومة الكراسي و الارض هذي.. ابي ارتاح و..
قاطعته و شددت على يده وهي تُلح عليه بالبقاء/ادخل في غرفة المكتب حقت عمك راكان محد يستخدمها بعده، فيها أريكه مريحه مثل السرير والغرفه تفتح النفس والاهم ان لها باب للحديقه.. بيكون بابك انت وش قلت؟
ابتسم لها هي فعلاً تريده/ماقول شي بعدك.. موافق
ابتسمت وعينيها تلمع/اجل بعد العشاء اوريك غرفتك
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع
دخلت غرفتها وهي تبحث عنها لتراها منطويه على نفسها هنالك على الاريكه تحت الشرفه وتنظر للفراغ.. باتت فتاه اخرى غير تلك المتقده حماسه وحيويه، مالذي كسرها فجأه.. قبل فتره كانت تنوي قص شعرها الذي بدأ يلامس كتفيها وهاهي تنساه وتنسى نفسها..
جلست بجانبها وهي تتسائل بهدوء/وبعدين معك يا نيفا؟!
بقيت صامته تنظر للفراغ/..
ربتت على كتفها وهي تعيد صياغة سؤالها/نيفا انتي معاد تطلعين من هالغرفه الا للمدرسه..!!
تنهدت وهي تتحدث/كلمتني أمي اليوم الظهر وقالت انها ناويه تجي.. بس ماحددت لي وقت.. واقترحت علي انتقل عندها.
خافت وهي تسظ±لها/وانتي شرايك.. بتروحين؟
تركت الاريكه وهي تتجه للشرفه/متردده ياليال..،حابه اروح معها.. وماني حابه اترككم..
خافت من فقدانها هي ايضاً لتتجه اليها/نيفادا انتي عارفه ان ابوي ما كان يحب تروحين هناك لحالك
نزلت دمعتها بحسره/بس هي امي يا ليال ااامي..كيف أمي عايشه واكون بعيده عنها!!.. دام ابوي راح ومعاد بيرجع انا أبي أمي
شعرت بالغصّه،مايربطهم قد توفي وهاهي نيفادا تريد ان تكون اول الراحلين/وانا واخوانك يا نيفا.. ماتبينا؟! شلون تسافرين من غير نايف؟
إلتزمت الصمت لذكراه، نايف ترك فراغاً في نفسها و ثقب في قلبها..
تركتها ليال وهي تحترم صمتها.. لطالما كان لكل فرد في هذا المنزل شخصيته المستقله وان جمعهم الحب والأخوه..
اتجهت لغرفتها تريد راحة، يجب ان تستيقظ باكراً لعملها.. لتتفاجئ بوجود الشموس أمامها/بسم الله.. وش جابك غرفتي؟! ظنيتك نمتي من زمان وانتي بغرفتك!
تحدثت بغضب/شلون انام بعد اللي سمعناه من المحامي.. ماني قادره اصدق ياليال.. شلون ابوي الله يرحمه يسلم ارقابنا لواحد مايعرفه الا من كم يوم؟!! لهالدرجه ماهو واثق فينا لهالدرجه مستقل فينا؟!! كيف افسرها يا ليال؟!
تنهدت ليال وهي تجلس/الله يرحمه لو ماهو واثق في أدهم ما سلمه كل شي.. لا توسوسين
ابعدت خصلات شعرها المتمرده عن وجهها وهي تتجه للشرفه المطلعه على الحديقه وتحاول تهدئة نفسها/عجزت افهم…
ترددت في سؤالها.. تعرف أن غرورها يتملكها، وتعرف انها ترى نفسها اكبر من ان تكون زوجه و تربي اطفالاً/شبغيت اقول.. هاه شرايك بالعرض اللي قدمه أدهم؟
اتسعت عينيها بصدمه من سؤالها وهي تدير نفسها وتلتفت اليها بصدمه/نعم؟ ان شاء الله تظنين اني بقعد افكر فيه ..؟!
ابتسمت ليال/انتي فعلاً سهرانه وتفكرين فيه لا تنكرين قدامي
ردت بغرور/معاد إلا هي اتزوج هالـ..
اتجهت ليال لسريرها وهي تريد النوم، هي واقعيه بكل تفكيرها اكثر من تلك المتعاليه/ايوه.. يعني لين متى يا شموس؟ لا تكابرين اكثر ترى سنتين وتدخلين الثلاثين، برأيي زواجك من أدهم افضل من يتزوج له وحده مانعرفها وتجيب له عيال وتاخذ الاولي والتالي.. واقعدي اندبي حظك ساعتها.
استغربت من اسلوب حديث اختها لم تكن هكذا/انتي ياليال المثقفه تقولين هالكلام؟!! مااصدق ان هذا منطقك!!
اعتدلت جالسه في منتصف سريرها/حبيبتي انا اختك، ومن واجبي عليك انصحك، أدهم افضل لك. اذا انتي حابه تستعيدين شغلك، ترى أدهم مهو رجال عادي، واضح انه انسان جدي بكل كلمه قالها
قاطعتها غاضبه/يبي يتزوجني فزعه وشفقه لا اكثر..وانا مستحيل احط نفسي بمحل يهينها. بأذني سمعت ابوي الله يرحمه يقول لعمتي لولوه بزوجه الشموس علشان يربطه فينا..
سكتت ليال وهي ترى رجفة يديها.. وهي تلقي حديثها وتخرج مسرعه.. يبدو أنها متوتره لأبعد حد، فهي لم تراها بهذه الحال منذ عرفتها، لماذا تشعر بأن زواجها من أدهم فيه إنتقاص من ذاتها؟!!
دار في هذا المكتب الفخم.. لم يشاهد بهكذا فخامه،يبدو ان عمه كان يقدس القراءه لذلك حرص ان يكون مكتبه مليء بالراحه..
اتجه لتلك الأريكه المريحه لتنسدل وتنفتح وكأنها سرير.. استلقى وهو يأخذ نفساً عميقاً.. ابتسم وهو يتذكر معاملة عمته هند وكلماتها وحرصها على ان يأكل وان يبقى بجانبها وان ينتبه لنفسه ودعواتها التي ترافقه،حزن من فرحته بعمته، كم هو جاف قلبه، للدرجه ان اسعده اهتمام بسيط!!
كل هذا يذكره بالسيده التي لن تتكرر في حياته "أمه" وكأن عمره يزيد في فقدانها و نبضات قلبه تتثاقل!!!
يبدو كل شيء حوله ممل وكئيب .
شعورٌ خانق بالوحده��
ترك فراشه وهو يتجه الى النافذه يريد ان ينعش رئتيه بهواء نظيف..
واجه الكثير في الفتره الاخيره.. لم يمضي وقتاً حتى مع رفاقه.. منذ فتره لم يلتقي بوليد سوى مرتين في المستشفى وكانت الاولى عتاباً لما فعله من اصداره تحليل بإسمه وباسم الشموس ، والثانيه كان الصمت عنوانها ..
كم ابعده وضعه الجديد عن حياته السابقه وعن نفسه، هو لا ينتمي لهذا القصر ولا لهذه الطبقه..لم يتخيل بيوم ان يرى قصراً وهاهو الآن يمتلكه ويسكنه..!
.
باتت ليلتها كئيبه تغوص في كوابيس مرعبه.. صورة اخيها تراودها في منامها و هو يخبرها بأنه يريد ان يذهب لوالدها..
فزعت مرعوبه وهي تتنفس بسرعه وتناديه، وضعت يمينها على صدرها وهي تذكر البسمله.. وتنفث على يسارها.. نزلت من سريرها مسرعه.. اتجهت الى دورة المياه.. توضأت بيدين مرتجفتين.. ثم خرجت وهي تجفف نفسها وتأخذ رداء الصلاه الخاص بها وتفرد سجادتها وتبدأ بأداء ركعتي سنة ختمتها بالوتر .. تذكرت انها لم تصليها..
جلست قليلاً في موضعها تستغفر وتقرأ مائدتها.. وهي تطلق تنهيدتها.. لم تعد ترغب في العوده للنوم، خافت من تجدد الكوابيس،تريد رؤية اخيها ..لم تزوره منذ يومين آه يا حبة القلب الموجوع..
بقيت ساعه قبل صلاة الفجر..قررت بنفسها النزول ستعد لها فنجان قهوه سريع وستذهب لمكتب والدها كعادتها حينما يعبث بها السهر والأرق..
.
دخلت تمشي بهدوءها…و بيدها كوب قهوتها.. لم تشعل الإضاءه فهنالك إضاءة الحديقه تتسلل من خلال شرفات المكتب.. تهادت الى مكتب أبيها وهي تضع كوبها وتجلس وتسند رأسها للخلف بإسترخاء، هنا ترتاح وتحب ان تختلي بنفسها و بكتبها ومذكراتها.. هنا يتواجد عالمها السري الذي تعشقه خلسه..
شعرت بالبرد، لتستغرب، من دخل خلفها وترك جهاز التكييف يعمل!! لابد وانهم الخدم..
اخذت جهاز التحكم في التبريد وهي تصغط الزر الاحمر.. وتتركه.. ثم تدير نفسها للأبجوره..وتضيئها قليلاً تريد ان تعبث بالقلم في مذكراتها.. هنالك ضجيج وازدحام احاديث في رأسها تريد تفريغها في مدونتها الورقيه..يفتنها جرّ القلم على الورق..
في الجانب الآخر من المكتب ..شعر بارتفاع درجة الحراره على جسده… لا يحبذ النوم بلا تكييف هواء… تقلب كثيراً..
انتبهت اخيراً بوجوده. بصوت تأففه من الحر.. شعرت وان قدميها تخونها كيف ستهرب، سيعرف انها كانت هنا وستكون الكارثه.. تركت الابجوره مضاءه وهي تراه يعتدل جالساً .. لتختبئ تحت المكتب تكاد تختنق من توترها وخوفها ان يراها فيظن بها تلك الظنون.. هي تعرف بما قد يفكر به..
وقف وهو يتأفف وينزع ذلك التيشرت ذو الاكمام الطويله ويلقيه أرضاً شعر بصوت غريب.. الهدوء يجعله يسمع الاصوات.. اتجه للمكتب هو يعرف ان جهاز التحكم بالتكييف هنالك.. لاحظ الإضاءه و اخذ جهاز التحكم ثم أدار المكيف على الحد الأعلى.. لينتبه لكوب القهوه الموجود على الطاوله.. كان ساخناً ومازالت ابخرته تتصاعد،استغرب ليأخذه وهو يرتشف منه ويتذوقه بعدما انتبه لطرف حذاء الفتاه وجزء من انعكاس صورتها غير الواضحه في تلك الفازه االلامعه الكبيره.. استغرب من هي و ماذا تريد منه هذه الساعه؟!!
فكر بخبث وهو يرى الساعه تقترب من آذان الفجر..
اخذ بإشغال نفسه باخذ منشفته من حقيبته وهو يتباطئ ذلك..
كانت تراقبه وسعيده بأنه لم يكتشفها وخائفه من ان يطول بقائها هنا.. تريد الخروج بلا فضائح تذكر..
لفت انتباهها جسده الرياضي بشكل واضح و قوي جداً و
و إتضاح عضلات البطن السته.. لابد وأنه رياضي لا شك في ذلك، ..
شعرت بالحياء من نفسها وهي تراقب جسد رجل لأول مره، لم تستطيع إطالة النظر.. لتكسر عينيها عنه.. وتتلوا صلواتها بإلحاح بأن يذهب لدورة المياه حتى يتسنى لها الخروج.. فصوت المآذن قد تعالى بالنداء لصلاة الفجر.. وهي ما زالت عاكفه تحت المكتب..!!
ابتسم وهو ينظر لساعته.. ثم أخذ منشفته واتجه لدورة المياه..
وقفت وهي تشد روبها الاعلى عليها من الخوف والارتباك.. اتجهت للباب تريد الخروج وما ان وصلت حتى انفتح البابين ..باب الحمام وباب غرفة المكتب لتدخل هند وهي تستغرب ما تشاهده، تلك تحتضن قميصها على صدرها وهو بمنشفته حول خصره ويبتسم/شموووس!! .. وش جاابك هناا؟!!
لم تستطيع الرد.. لم تتكشف يوماً امام رجل اجنبي عنها.. هو لم يرى سوى ظهرها. ولكن خيل لها كأنما رآها عاريه. لتخرج مسرعه بدون ان تلتفت او تتحدث
ابتسم وهو يراها تدخل/تعاالي يا عمه
لم تصدق ما شاهدته.. الشموس تفعل ذلك!/عن اذنك يا أدهم.. انت روح المسجد صل وتعال بتلاقيني منتظرتك بقهوتك وبفطورك..
خرجت مسرعه خجوله، لم تنتظر رده وهو ضل يضحك بخبث، حتى هدأ، هل تظن حقاً أنها آخر قطعة حلوى على رف الحياه؟! لماذا تتعامل معه بتعالي وغرور هو الآن صاحب هذا المنزل ..وعليها ان تعترف به ،عليها الرضوخ له.. لن يدخر أسلوباً ليجعلها تقول نعم بملء إرادتها أمام المأذون..لن يخسر مجدداً أمام إمرأه في حياته.. سيتزوجها مرغمه لينتقم لهزائمه ضد النساء..!!!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع
نزلت من الاعلى وهي تأخذ عبائتها محاولةً تفادي رؤية هند.. ولكنها تفاجأت بصوتها وهي تأمرها بالتوقف/الشموووس وقفي!!
نظرت لساعة معصمها بتملل واضح/عمتي انا ماني فاضيه ،عندي موعد مهم.
بتساؤل/وين الموعد بالله؟!!
ألتفتت إليها وهي تعقد حاجبيها/بعتبر نفسي ما سمعت السؤال.. و للمره الألف "محد له سلطه علي"..
استغربت حديثها/هالكلام لي أنا
ردت بغضب/لأي أحد يحاول يكون وصي علي
خرجت من المطبخ وهي تستغرب ارتفاع صوت الشموس/وش السالفه يا جماعه تعوذوا من ابليس..
انتهت من لبس نقابها وخرجت، لتستغل سيارتها وتأمر سائقها بالتحرك/جبت التذاكر؟!!
السائق/ايوه مدام
أمرته بحده/بسررعه للـ Railway station
ما دام أنه بدأ بمساومتها فلن تجلس في مكان يضمّه.. ستريه ماذا يمكن ان تفعل.. عمتها لولوه هي من ستفهمها بلا شك.. يجب ان تعرف ماذا يفعل بها أدهم من تسلط وإجبار..
أيحسب أنه سيرثها مع بقية التركه..هو حتماً لا يعرفها جيداً، فيما يتعلق بالزواج هي تتوتر.. حريتها تتأرجح دائما في كفت الميزان مقابل استقرار عاطفي وطفل يناديها بماما..!!
لا تعرف كيف تصف شعورها، ولكن في هذه المرّه والدها الذي يحمل عنها عبئ إتخاذ القرار متوفي… شعرت برغبتها الجارفه في أن تكون كما أرادها والدها "فتاة أبيها"
ان تفي به وان تحتفظ بنفسها لها.
.
هاهو يجهد نفسه في مراجعة ادق تفاصيل العمل ..لم يصدق عينيه، فحجم استثمارات عمه فاق حدود خياله الذي لم يتعدى يوماً مكتباً صغيراً ومنزلاً وسياره!!
ماجعله مرتاحاً هو العمل الخيري الموازي لمشاريعه.. ومؤسسة الشموس الخيريه. هل كان يعشق ابنته لهذه الدرجه ان يطلق إسمها على كل شي ، تيمناً بها!!
هو لديه من البنات اربعه.. لماذا الشموس هي المفضله بينهم وذات الكفه الراجحه..!!
دخل في هذه الاثناء سكرتيره وهو يستأذنه/استاذ أدهم.. في واحد حاب يشوفك
أجابه وعينيه على الورق الذي بين يديه/ماقال وش اسمه؟
السكرتير/اسمه فياض الناجي نائب رئيس شركة الناجي،
رفع رأسه وهو يضع الورق على الطاوله/فيااض!!.. وهذا وش صلته بهالشركه، وش يبي هنا.انت تعرف شي؟
السكرتير استغرب تساؤله المكثف/اخر مره كان فيه مقترح منهم لانشاء اتحاد شركات خليجيه قويه لدخول السوق الاسيويه هونج كونج وتايلند والصين.. الظاهر هو جاي علشان هالنقطه
لم يعجبه ما سمعه.. فسمعة تلك الشركه لا ترتقي لمجموعة الشموس ابداً..هو كان موظفاً هناك ويعرف خبايا صفقاتها واختلاسات الابن الاكبر لمالك الشركه..
.
،
وقف وهو يعيد ضبط شماغه لابد وان يبدأ علاقه قويه مع الوريث الوحيد لمجموعة الشموس.. لا يخفي سعادته بأن راكان حرم ابنته الشموس من اي حق واعطاها لرجل غريب.. سيكون معه ارتباط قوي.. وسينجح وسيذلها.
دخل ذلك المكتب الفخم وهو يبتسم ويتجه صوب ذلك الكرسي /السلام عليكم ورحمة الله
استغرب أدهم وهو يسمع نطقه للتحيه، كيف أخضعه طمعه وجشعه للاموال بأي طريقه كانت/وعليكم السلام
شاهده يلتف بالكرسي الكبير.. ولا يُريه وجهه.. شعر بالفضول.. هو لم يحضر ذلك الاستقبال الذي أقامه راكان لابن اخيه، كان حينها خارج المملكه ولم يكلف نفسه بحضور العزاء/شلونك طال عمرك؟
قرر هنا الإلتفات ومشاهدته كيف يخضع، شيء بداخله يجعله يرغب في رؤية الصدمه على وجهه/بخير يا فياض
تفاجأ وهو يراه أمامه/انت؟!!!.
أشار إليه ليجلس وهو يبتسم/تفضل اخ فياض اجلس وسمعنا مشكلتك
لم يستطيع الرد وكأن الخرس منع لسانه، هذا كان موظف لديه ويعرف خباياه و مشاكله، ويعرف انه يكشف اسرار اختلاساته/انا ماجيت ادورك.. انا جاي ابي رئيس مجلس ادارة الشموس !!
أشار إلى نفسه/اوكي، قدامك أدهم عبدالله عبدالعزيز المناع.. رئيس المجموعه شخصياً..اذا حاب مساعده اهلاً وسهلاً روح السكرتاريه تدلك ع المحاسبه راح أعطيهم أمر بصرف معونه تكفيك لكن تعاون تجاري.. اسمحلي ماتعاون مع ناس اعرف انها ماتخاف الله!
شعر بالإهانه وهو يسمع حديثه، لم تكن لديه الشجاعه الكافيه ليرد،فهو يعرف مكانة وقوة الشركه ونفوذ راكان المناع بسمعته النزيهه بين طبقة التجار ..
ابتسم بسخريه/هاه اشوفك ما راددتني ولا تكلمت!، كل خذا لأني صرت ملياردير واغنى منك!! سبحان الله تخاف من سلطة المال وماتخاف من سلطة رب المال؟!
لم يطيق اهاناته/انت جالس تهينني في مكتبك يا أدهم!!
عقد حاجبيه بغضب/لا وانت الصادق انا ما اهنتك ولا افتريت عليك.. اذا انت تعترف ان الكلام اللي انا قلته إهانه فهذا اعتراف منك بأن اللي انت تسويه حرام وشي يسود الوجه..
لم يعد يحتمل احاديثه التي يعتبرها اهانه/اجل عن اذنك انا ماشي واعتبر اني ما جيتك
قاطعه بغضب/لحظه.. مو انت اللي تنهي النقاش بمكتبي
توقف مستغرباً نبرته العاليه وإلتفت إليه متسائلاً/وش تبي؟
وقف وهو يشير للباب بنفسه/اطلع برا ولا عاد اشوفك مره ثانيه..
خرج فياض وجلس هو يبتسم، وكأنه يشعر بسعاده، قدوم فياض هنا جعله ينسى اهانته له..
،
اغلقت عبير هاتفها وهي تلتفت الى والدتها مستغربه/يمه وين جوالك.. شموس تتصل بك و تقول انه مقفل
وضعت طفل عبير في سريره وهي ترد/ايه طفى شحنه ونسيت اشحنه.. شعندها الشموس ماقالت وش تبي؟
تردد في اخبارها/تقول انها جايه لحالها عالقطار وكلها نص ساعه وتوصل..!
استغربت.. توفي والدها من فتره قصيره كيف تترك المنزل وتزورها لوحدها/وش صااير ، وكيف جايه الحالها!!
عبير/والله ما ادري، بس صوتها ماعجبني
وقفت لولوه وهي تهم بالذهاب/يلا انا ماشيه
استغربت عبير/وين رايحه يمه
إلتقطت سماعة هاتف المنزل تريد الاتصال بالسائق/بروح استقبلها فالمحطه مايصير تمرمرط بالتكاسي بعد، الله يهديها يا كثر عنادها
،
عادت متأخره من الخارج.. لترى اخيها يستقبلها امام الباب، رباه لكم تكره رؤيته،لم يشعرها يوماً بأنها اخته،الحقد والشر يغلفان قلبه حاولت تجاهله وهي تمر من جانبه، قررت انها لن تنصاع لما يأمرها به،..
ولكنه أوقفها بصوته/رهف!!
ابتلعت ريق الخوف وهي تقف وتلتفت اليه/نعم؟
تسائل وهو يرفع عاجبه/سويتي اللي قلت لك؟
ترددت،فهي لم تفعل ما طلبه/ااا..
استنطقها بصوته العالي/جااوووبيني
ردت بخوف/ايييه ايييه سسويته، خلاص ريحني منك
ابتسم بخبث/نشووف ان كنتي صادقه والا تكذبين.. والله يا رهف ان طلعتي تكذبين ما يصير لك خير
تركته وهي تدخل باكيه…
ابتسم وهو يشعر بأن تلك الفريسه تقترب لا محاله..
.
عاد من العمل متأخراً، ازاح شماغه من على رأسه وهو يجلس بإسترخاء في مكتب عمه، رن هاتفه ليراه وليد،ابتسم وهو يتذكر ذلك اليوم الذي غضب منه، ثم رد برسميه وهو يبتسم/نعم؟
على الطرف الآخر/السلام عليكم.. وين أدهم
ابتسم من سؤاله/وعليكم السلام،أدهم معاد يبيك، أي خدمه؟
وليد/ماهو بكيفه، قوله بيرد علي والا تراني بجيه غصب عنه.. ترى للحين ما دفع رسوم الجيم ولا فاتورة الكهربا هالشهر عليه.
انفجر ضاحكاً وهو يسمع لصديقه.. ثم هدأ بعد رؤيته لمشبك شعر.. لا بد وأنه للشموس منذ ليلة البارحه..
وليد بسعاده/الله الله يا ولد العز صارت تضحكك ذالسوالف و زمان كانت تسبب لك أزمه
رد بإبتسامه وهو يداعب مشبك شعرها بين انامله/وليد. سيّر علي الليله، بكرا ويكند وماوراك شغ
وليد/ما طلبت شي يا ولد العز، نجيك ليش لا
،
دخلت نيفادا وهي ترمي بحقيبتها في طريقها الى الجلوس على الاريكه امام التلفزيون وتلتقط جهاز التحكم.. لتأتي خلفها اميره ومن ثم رواد..
رواد برجاء/نيفا حطي على اكشن
اميره باعتراض/لااا حطي على ديزني
ليرد رواد باعتراض/انا اوول من قاال
سكتت تكتم صرختها تنتظرهم يصمتون وهي تراهم يتراشقون بالكلمات بينهما، لتصرخ/بااااس ازعجتوووني
إلتزما الصمت وهما يرونها تصرخ!!
خرجت اليهم هند وهي تراهم يجلسون بلباس مدارسهم/ما شاء الله الكل جالس هنا ..شهالصراخ
استرخت نيفادا في جلستها وهي تبحث عن قناة/ازعجوني هالتوم
ابتسمت وهي ترى نيفا تخرج من غرفتها وترغب في مشاهدة التلفزيون/زين وين خواتكم
نيفا/على حد علمي ليال عندها ايفنت وبتتأخر شوي
نظرت لساعة معصمها وهي تتجه الى الشرفه لترى ما اذا كانت سترى سيارة أدهم، لتقلق وهي تستغرب تأخر الشموس في عودتها.. اتجهت الى المكتب وهي تفتحه بعدما طرقته وسمح لها بالدخول/أدهم!!
جفف يديه ووجهه من الماء بعد غسلهما/سمي يا عمه!
ترددت في سؤاله ولكن هي مضطره بما ان الشموس لا ترد على اتصالاتها/انتهى دوام الشركه؟
استغرب سؤالها/انتي تدرين ان هذا موعد نهاية الدوام.. وش عندك يا عمه..؟
بادرت بالسؤال/الشموس للحين ما وصلت، علشان كذا سألت.. تأخرت بالرجعه اليوم!
استغرب حديثها، بل لم يحتمله، فهي لم تحضر اليوم لمكتبها/متى طلعت للدوام اليوم؟
اجابته بعفويه/طلعت الساعه 8
زم شفتيه بغضب، وهو يحاول ان يكون هادئ/من الساعه8 طالعه ولا داومت بالشركه اليوم.. اجل وين راحت!!
استغربت هند وهي تسمعه/ما داومت؟!!
قذف منشفته الصغيره أرضاً وهو يجيبها/لا ما داومت، وين بتكون رايحه يعني من الصباح لهالوقت؟
لم تستطيع الاجابه، ماتعرفه هو ان الشموس تقدس عملها وتقدمه على كل شيء، هي لم تخبرها اين ذهبت اليوم، لكن كان يتضح انها متوتره ..
جلس غاضباً وهو يفكر كيف له ان يتعامل مع تلك المتمرده..تمنى لو ان له سلطه عليها، آه قد تعدت اليوم حدودها، يالخوفه من بنات هذه الطبقه المدلله ،
بفعلتها هذه هي فعلاً لا تراه رجلاً يستحق الاحترام،
رن هاتفها وهي تستغرب لرؤيتها اسم اختها وترد/هلا لولوه.. وعليكم السلام.. متى؟ الحمدلله .طيب ليه وكيف؟....الله يهدي الشموس،خوفتنا عليها والله.. .. طيب لا خلاص سلام
استغرب لابد وانه شيء يخص الشموس/هذي من؟ ووين الشموس؟
تنهدت براحه/هذي عمتك لولوه تقول ان الشموس جايتها على القطار اليوم.
وقف وهو يعقد حاجبيه والدم يحتقن في وجهه/لحالها؟!!وبدون علمك وعلمي
خافت من عصبيته وهي ترى احمرار وجهه وعروق قبضة يده/هد اعصابك هي وصلت هناك بالسلامه
فهم فعلتها هذه، لتخبره بأنها لن تخضع وبأنها لن تعيره اي اهميه، رسالتها واضحه جداً، التفت الى هند وهو يأمرها/هاللحين تلبسين وتروحين معي للدمام
استغربت/ليه؟
بهدوء مصطنع/بنروح نرجعها
خافت، فهي تعرف ان الشموس ترفض التدخل بأمورها، وترفض ان تتلقى الأوامر/بس يا أدهم .. الشموس ماتحب احد يفرض عليها شي
تحدث بغضب فهذا يمس رجولته/تظنين اني بسكت!! غصب عليها ترجع..انا ماني طرطور.. وعمي ما حطني راعي بيته الا يبيني احافظ عليه ماهو اتفرج ببناته طالعات داخلات ومسافرات بدون والي وكأن الدعوه free ، تكفين خلصي خلينا نلحق نوصل هناك قبل الليل
ترددت/انت مصمم يعني ؟
إلتقط شماغه وهو يهم بالخروج/انا انتظرك بالسياره لا تأخرين علي.
خرجت من المكتب وهي ترى نيفادا أمامها تنظر بتساؤل/بسم الله وش وقفك هنا؟
باستغراب/سمعت صوت أدهم ارتفع، خفت.. شفيها الشموس؟ وليه أدهم معصب؟!
هند بقلق/اختك مسافره للدمام ع القطار اليوم الصبح ولا قالت لأحد
نيفادا بلامبالاه/طيب عادي.. هي دوم تسوي كل شي بدون تقول لأحد، ليش مكبرين الموضوع
تجاوزتها وهي تذهب/للحين بزر ماتعرفين شي، انا بروح للشرقيه مع أدهم، خلوكم بالبيت انتبهي تطلعين انتي او واحد من اخوانك.. ترى أدهم معصب ع الآخر
ابتسمت نيفادا وهي تراها تذهب وتتمتمم، لابد وانها متوتره بعد غضب أدهم،..تركتها وهي تعود الى اخويها امام التلفزيون/من غير القناااااه يا بزارييين
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع
منذ وصلت وهي تجلس بين يديها طفل عبير تتأمل نعومة انامله ونومه بين يديها..كم تتوق لإغماضته هذه،بلا تفكير بلا هم بلا أي شيء..
دخلت لولوه وهي تراها صافنه ما زالت تحمل الطفل،يبدو ان عبير في دورة المياه/شموس! خلي ياسر بسريره وقومي نبي نتكلم بموضوع
وقفت به واتجهت لسريره ووضعته فيه وضلت واقفه تراقبه لترد بهدوء/عمتي ماجيت هنا الا ادور الهدوء..
لولوه بتساؤل/ومن اللي مزعجك هناك بالله؟!
إلتفتت اليها وهي تتجه اليها بابتسامه/شرايك نطلع للبحر حابه اشم هواه
اعترضت طريقها وهي تهم بالخروج من الغرفه/انتي بتعلميني وش جابك لي بدون علم احد والا لا!
لا تريد البوح بما يختلج داخلها،هي اكثر درايه بما بداخلها/اذا انا لهالدرجه مثقله عليك، قوولي وانا امشي ادور لي مكان ثاني ا..
لم تدعها تكمل حديثها لتقاطعها بصفعه،وللمرة الأولى لتصحو لنفسها. وتندم في حينها/انتي اكيد انهبلتي خليتيني امد يدي وانا اللي بعمري ما رفعتها،… .ولد عمك معصب وجاي مع هند بالطريق
ابتسمت بوجه عمتها/وقت ما ابوي عايش، كنت اجيك بأي وقت وماكنتي تسألين ليه، لكن هاللحين توترتي، الوضع صار غير وفيه ولد عم..فجأه صرت ما اعرف مصلحتي وفجأه كلكم قررتوا اني محتاجه لرجل يحميني ويراعي مصالحي!!
ما قالته صحيح، ولكن الخوف ازداد عليهن بعد وفاة والدهن/حبيبتي شموس انا ماقصدت هالشيء
حضرت عبير وهي تشهد الموقف/وش فيه يا جماعه؟!
الشموس بخذلان/ابداً فجأه اكتشفت اني ماني كفو وان عمري كله وتعبي صار في مهب الريح و ماله قيمه!!...عن اذنكم
امسكت بها عبير/وين رايحه اجلسي عندي
ردت بدون ان تلتفت إليها/بروح ارتاح بغرفتك شوي قبل يأذن المغرب..عن اذنكم.
شعرت بوجعها..لم تراها بهذه الخذلان من قبل.. مالذي أصابها فجأه،كانت اثقل و اكثر تعقلاً مالذي جعلها ترتجل قراراتها وتتصرف بطيش!!
.
مازال ملتزماً لصمته و هو يقود سيارته في طريقه للشرقيه، تسائل بداخله ألف سؤال كيف لبنت ان تتجرأ وتسافر وحدها هكذا.. لن يتركها لها.. هي بذلك تهينه بطريقتها وبتمردها.. سيريها من هو أدهم.. لن يدعها تهزمه
لاحظت انها تتحدث بدون فائده فلا هو يسمعها و لا يشاركها الحديث/أدهم ..أدهم !!
انتبه لها اخيراً/سَّمي يا عمه
هند/خفف السرعه يا حبيبي و صلنا الدمام بساعه بس!!
مازال مشغولاً بها/وين بيت عمتي لولوه..تدلينه؟
خافت من ردود فعله يبدو شخصاً آخر وهو غاضب/ايه ادلّه.
،
خرجت من غرفتها بعدما اغلقت هاتفها من هند وهي تنادي خادمتها/سيتي.. يا سيتي ..
حضرت مسرعه/نعم مدام
لولوه باهتمام/جهزي قهوه وحلى بسرعه بيجون ضيوف..
اخذت هاتفها وهي تتصل بزوجها وتخبره بقدوم الضيوف، أدهم يجب ان يحظى بضيافه تليق به كأبن اخيها..
،
قررت ان تزوره، انتهت من لبسها وهي تخرج بعبائتها على كتفها، لم تراه منذ وفاة والدها.. رؤيته تبعث بقلبها بريق أمل، لعله اشتاق لها كما اشتاقت له..
اعترض طريقها رواد/وين رايحه انتي؟
وضعت شالها رأسها وهي تخرج/بزور نايف.. تجي معي؟
ابتسم/ايه..
خرجت متناسيه تواجد هند او الاستئذان من زوجة ابيها!!
.
اوقف سيارته وهو يدخل متجهاً للمجلس ليتفاجئ بظهور تلك الفاتنه بصحبة رواد، ابتلع ريقه للحظه.. حاول ان يغض بصره،هذه ابنة عم أدهم ويجب عليه ان يلتزم حدوده، حاول الصدود ولكنه تفاجئ برواد يناديه بأسمه!!
لمح قاسي ليبتسم/قااسي!!
استغربت لترفع ناظريها الى ما ينظر اليه/وشو اللي قاسي
رواد بابتسامه/هذاك الرجال اسمه قاسي صديق أدهم
استغربت الاسم وهي ترى اخيها يذهب إليه ويسلم عليه، ماهذا الاسم الغريب، استغربت طريقة لبسه للشماغ وهو يلفها بإهمال فوق عقاله،وسمار بشرته .. يبدو بعمر أدهم، تجاهلته وهي تنتظر لساعة هاتفها المحمول..لماذا تأخر رواد وهو يتحدث معه..!!
.
،
.
تركه رواد وذهب ليخرج وتذهب تلك عن ناظريه.. تباً كم هي فاتنه.. لا تشبه رواد، هي لها شكل آخر.. تبدو كغربية مستشرقه.. كلما فيها يضج بالانوثه رغم قصر شعرها وخلو وجهها من الرتوش.. ناصعة البشره..
تباً كيف ضل يفكر بطفله لم تحتجب بعد!!
بل تباً يجب ان تحتجب هي ليست صغيره..!!
لم يعد لوجوده فائده مادام ان أدهم ليس موجوداً ،مالذي جعله يسافر بدون ان يخبره،
حاول تجاهل تلك الصغيره.. وذهب..
.
مضت خمس دقائق منذ وصولهم.. مازال يغلي، لم يحبذ هذا الاستقبال الحافل من زوج عمته وابنه وهذه الضيافه، قد حضر لأمر مهم وسيعود للرياض الليله/..
بابتسامه عريضه/يا مرحبا ومسهلا بأدهم
رد وهو محرج/المرحب باقي يابو غيث،
ابو غيث/واجبك عندنا بكرا.. مالك اي عذر
رد بابتسامه/اسمحلي يابو غيث والله مستعجل خلها وقت ثاني
غيث/مالك حق يا أدهم هذي اول مره اشوفك واول مره تدخل بيتنا وتبينا نمررها ، مالك عذر ..
رن هاتفه ليعتذر به ويخرج يريد ان يرد عليه،ليلاحظ تلك التي تفتح باب سيارة الأجره وتتحدث بهاتفها ، ثم تأمر سائقها بالذهاب، عرفها من صوتها هي بالتأكيد..
لن يرحمها..اتجه ناحية سيارة الاجره وهو يجبره للتوقف ويفتح الباب لها و يأمرها بهدوء غاضب، لايريد فضيحه لها وله/انزلي يا بنت
تحدثت من بين اسنانها، يستفزها بعدم مناداتها بإسمها والاكتفاء بكلمة بنت/ماراخ انزل وروح مالك دخل
نزل سائق الاجره واتجه اليه وهو من جنسيه اسيويه/نعم بابا روح
لم يتمالك نفسه ليفرغ فيه غضبه ويضربه بقبضة يده مره واحد اسقطته أرضاً/يلا انزلي احسن لك ولي.. وبعدين لي معك تفاهم
لا تخفي انها خافت من فرط قوته، كيف اسقط رجلاً بلكمه واحده.. دخلت للداخل وهي مسرعه..
تتبعها حتى تأكد من دخولها.. ثم عاد لسائق الاجره ثم اعتذر منه.. هي من اخرجته من طوره....ليحاسبه ويدخل..
.
،
دخلت وهي غاضبه نزعت نقابها وعبائتها..مافعله من كسر لكلمتها و لحريتها جعلها تشتعل غضباً
وقفت كل من هند ولولوه وعبير، جميعهن كان يتوقعن انها في الاعلى..!!
لولوه باستغراب/الشموس!!.. انتي مو فالغرفه فوق.. وش طلعك
هند بخوف/يابنت عقب هالعقل والثقل ترجعين مراهقه، وتطلعين من البيت بدون علم اهلك..أدهم بغى ينجن يوم درا انك جايه هنا.
وقفت وهي تتجه بنظراتها لعمتها هند/ومن هو أدهم علشان يجي وراي.. وليه انتي بعد لاحقتني لهنا!! وش صار بالدنيا؟
لولوه/أدهم ولد عمك وتهمه سمعتك شلون تسألين هالسؤال؟!
تكاد تنفجر غضباً من شدة استفزازها/محد له دخل في والا قسم بالله لتضطروني اسوي شي ما يعجبكم
عبير باستغراب/شي واحد ابي اعرفه، وين كنتي رايحه قبل شوي.. ليه تتهربين يا شموس؟!
هند/تركنا اخوانك وزوجة ابوك لحالهم وجينا، خليتينا نضرب اخماس باسداس.. وش بتقول الناس و انتي تاركه البيت بعد وفاة ابوك ومسافره!!
لولوه بتعقل/ابوك الله يرحمه كانت رغبته يزوجك أدهم.. وهذا أدهم يبي يتزوجك وفاتحني انا وعمتك هند بالموضوع اظن مافيه مانع نسوي ملكه عائليه ويتم زواجكم..
جلست بهدوء/ابوي ومات.. خلاص انسوا موضوع الزواج..
عبير بعقلانيه/صدقيني يا شموس هذا افضل حل.. مالكم بد من أدهم..
قاطعتها باصرار/انســوا.
رن هاتف هند لتلتفت الى شموس/هذا أدهم.. بشوف وش يقول.. ..هلا حبيبي
على الطرف الآخر/عمتي.. بنمشي بعد العشاء.. خلوكم جاهزين..
هند/ان شاء الله..
اغلقت الهاتف وهي تخبرهم/بنروح بعد العشاء..
وقفت لولوه/اجل انا بروح للخدم استعجلهم ارتاحي يا هند يمديه جسمك منهد من هالسياره والطريق
ذهبت معها تريد ان تتحدث معها بأمور لا تريد من البنات سماعها/لا لا خذيني معك ندردش شوي
.
إلتزمت هي صمتها وهي تضع ساقاً على الآخر.. تعرف كيف تغيظه، لن تدعه ينعم بالراحه.. سيندم بأنه يريد الاقتراب منها وفرض وصايته عليها وكأنها قاصر..!!
جلست عبير بجانبها وهي تهمس لها باحاديثها ونصائحها ..تظل هي المقربه منها بالإضافه لكونها ابنة عمتها..
..
،
.
،
خرج ينتظرهم في السياره.. نظر الى ساعته بتملل قد تأخروا..
لحظات لتصعد عمته هند السياره بجانبه/السموحه تأخرنا
بهدوء غاضب/وين هذيك بعد لا يكون انحاشت
امسكت بيده وهي تحاول تهدأته/أدهم يا قلبي هدي اعصابك الامور يبي لها شوي سياسه
رد بغضب/هي ماخلت فيها سياسه، تبي تطلعني من طوري
هند بهدوء/انت العاقل، ولازم تعقلها، لازم تعرف انك بتكون لها مثلما انت تقول
إلتزم صمته وهو يراها تصعد السياره بصمت وتغلق الباب بقوه وكأنها تعلن عن عدم رضاها..
عاد ليتكلم ولكن بهدوء/باب السياره ماله دخل باللي صار
لم ترد احتفظت بصمتها لن تعطيه فرصه اخرى للاحتكاك بها، الجميع مقتنع به ولكنها ترفض ذلك الاقتناع..
يجب ان تستقل بنفسها عنه وذلك الشيء لن يحدث الا اذا وجدت وظيفه لها بعيده كل البعد عن تأثير أدهم وتدخله..
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع
منذ وصلت المنزل بعد صلاة المغرب لم تشاهد احداً سوا زوجة ابيها التي تنزل من الاعلى وتبدو غاضبه/اخيراً شفت واحد منكم يا عيال راكان!!.. وين كنتي للحين ياليال ماتعلميني؟
ابتسمت لها ليال، فنادراً ماتغضب/وش مزعل ام رواد علينا عاد.. وين الباقين
ام رواد/اختك الشموس من طلعت الصبح ما رجعت و تقول هند انها راحت للشرقيه . و نيفا ورواد رايحين يزورون نايف وما كلفوا على انفسهم يعطوني خبر! اما اميره نايمه
جلست وهي تستغرب/والشموس ليه رايحه؟! وش بلاها ما قالت لي حتى!!
ام رواد جلست وهي تنهد/الله يصلحكم، مدري متى بتحسون انكم عايله ولازم ماتخشون شي عن بعض، شكلي بخلي غرفتي تحت واقعد اراقبكم
ضحكت ليال/عاد تصدقين كل شي كووم وهروب الشموس كوم.. صدق انها غبيه، فيه وحده عاقله تعاف أدهم!!
ابتسمت لابتسامتها فهي تبدو في مزاج عالي/عاد اقنعيها انتي
توقفت من ضحكها وتحدثت بابتسامه ساخره/وليه اقنعها اذا رفضته الشموس انا أولى به
استغربت تصريحها/انتي من جدك يا بنت؟!
ضحكت مره اخرى وهي تقف/انا رايحه اقول لريحانا تحط لنا قهوه بالحديقه ،الجو برا خراافي..
إحتارت وهي تراها تذهب،لا احد يستطيع تحديد توجه تلك الفتاه، فمرة انعزاليه ومكتئبه ومرةً سعيده ومتفائله.. كفصول السنه إقبالاً وإدباراً..!!
،
،
.
مضى يومين على الاحداث السابقه..
كان يناقش بعض امور العمل مع صالح..ليدخل في هذه الاثناء السكرتير/دكتور أدهم
رفع ناظره اليه وهو يبعد نظارته/خير
السكرتير/حسام و احمد مظفينا السابقين حابين يقابلونك طال عمرك..بخصوص عملهم
استغرب أدهم/اي عمل؟!
تذكرهما صالح/اييه حسام و احمد اللي قررت فصلهم الشموس روح يا ابني خلهم ينتظرون شوي وبنناديهم
وضع قلمه جانباً فالقصه بها فصل والشموس،لابد وانها قد تبلتهم و ظلمتهم/خير يا صالح وش العلم ليه فصلتهم الشموس؟!!
ابتسم صالح وهو يتذكر السبب/الشموس يا أدهم ماتحب اللعب و لا تسمح لأحد يتجرأ بمسها بكلمه..و هالثنين اللي برا تجرأوا
بدأ الموضوع يشده، والغضب يعتريه وهو يسمع ما تعرضت له الشموس ويعجبه بنفس الوقت ردة فعلها تجاههم حينما امرت بالتحقيق معهم ومن ثم قرار فصلهم بناءاً على نتائج التحقيق..حتى فصلها لهم بالطريقه النظاميه حتى لا تُرفع ضدها قضايا تظلّم، كم هي فائقة الذكاء،
انتهى صالح من سرد ماحدث ثم ابتسم له/هاه عرفت اللي صار ؟! وهاللحين هم جايين هنا بعدما عرفوا ان الشركه صارت تحت ادارتك انت، لربما ترجعهم ،، وش رايك
ابتسم وهو يلتقط قلمه مجدداً/رأي الشموس صايب و مثلما مشى عليهم بالاول...بيمشي عليهم تالي.
ابتسم له/هذا العشم.
،
خرجت ولمحتها بصحبة اخويها الصغيرين وتلعب في الخارج بملابس لا تليق بحالتها هذه الفتره تحت المطر ،تغيرت وكأنها بدأت تعود نيفادا السابقه، وقفت تراقب اطفالها و ضحكاتهم تحت المطر ، لتتذكر حال نيفادا/نيفو يمه
إلتفتت إليها وقد اصبحت مبلله تماماً/نعم خالتي
اتجهت اليها و امسكت بيدها و ذهبت لتقف بها تحت المظله/يا بنتي انتي عليك الدوره مايصير لابسه لي شورت وتراكضين حافيه تحت المطر،
عبست وهي تتحدث باحباط طفولي بحت/يعني احبس نفسي
ابتسمت/لا ..روحي البسي لبس ززين وضاافي ودافي والبسي شراب علشان السيراميك يا بنتي انتي هاللحين كبرتي ..يلا روحي البسي وانزلي لي بالمطبخ ابي اسويلك شغله
استغربت/وش بتسوين لي
ضحكت/اذا جيتي بتشوفينه يلا عجلي
تحدثت باحباط/خااالتي خليني اطلع ألعب معهم
بتحدي/ان طلعتي تلعبين معهم بالمطر والله لازعل عليك ولا اكلمك اسبوع كامل وانتي بكيفك
مدت شفتيه باعتراض، لتدخل وتصعد لغرفتها وتفعل بما امرتها به زوجة ابيها..
ابتسمت ام رواد وهي تراها تسمع ما تأمرها به هي من ربتها كطفلتها تماماً، لم تضيع تربيتها ، وان كانت عنيده في بعض الاحيان وتلبس ما تريده ، ستحاول ان تحافظ عليها كإبنتها فهي إبنة ذلك الرجل الأغلى في حياتها بعد والدها..
،
.
يجب ان يدفعها للقبول به بأي وسيله، سينفذ رغبة عمه الاخيره،ذلك العم يستحق ان يخلد اسمه، لربما لو عاش هنا لكان تغير حاله، هو لا ينسى افضال خاله ولكن عمه قدمه على كل ذريته واهل بيته وجعله المالك الوحيد لامبراطوريته..
استغربت طول سكوته وهو الذي استدعاها لأمر هام/خير يا أدهم، انت تبي تقولي سالفه؟
رفع رأسه لها وهو يبتسم بخفوت/بصراحه يا عمه انا للحين مُصر على زواجي من الشموس..انا شاري قربها
تنهدت بضيق/يا أدهم انت ماتعرف هالعنيده، اذا قالت لا ماتثني كلمتها، ابوها نفسه الله يرحمه ما يناقشها اذا رفضت
زاد غضبه من انغلاقها وتمنّعها ،من تظن نفسها؟،هي كباقي النساء، أتظن انها بهذه الطريقه تُغلي نفسها؟! خابت،هي لم تعرف بعد خبث الرجال/عمتي انا قلتلك مُصر عليها… تكفين تنادينها لي ابيها بكلمة راس فقط، خليها تشوفني وتناقشني على الاقل انا متأكد انها بتغير رايها بي
استغربت اصراره واستغربت اكثر طلبه لرؤيتها وثقته بتغييره لرأيها/افا وش تبي بشوفتها وهي ماتبيك؟! عييب ماعندنا هالسوالف يا أدهم
تستفزه كلمة "ماتبيك" تدفعه للارتباط بها بأي اسلوب وشكل، الحرب خدعه وهو لن يستسلم/واذا قلت لك انها بتوافق اول ماجلس وياها ونتفاهم، يا عمه انتي عارفه ان عمي الله يرحمه كانت رغبته يزوجني شموس والا لا..
تنهدت وهي تقتنع مبدئياً/الله يرحمه، امري لله بناديها لك، بس تراني بكون موجوده
ابتسم بانتصار/افا عليك اكيد انتي لازم تكونين موجوده، انا ماني بماكلها لا تخافين..
شكت في ابتسامته، ولكن مادام مُصراً على الزواج منها لم لا تحاول، فهي تتمنى ان تنتهي هذه الأزمه التي اختلقتها الشموس..
جلس ينتظرها وهو يغلي.. يجب ان تقبل به راضيه، يعرف كيف يجعلها تقبل به..يجب ان يقتحم حصونها بنفسه، يجب ان يجتاحها هجوماً فهي لا تفهم السياسه..!
.
وقفت باعتراض.وهي تستغرب هذا الطلب/شلوون يتجرأ يطلب يشوفني و انا اصلاً ماني موافقه اتزوجه.. الظاهر ولد اخوك هذا انجن
هند بهدوء، فهي تعرف ان هذا الطلب لا يصح/مافيه مشكله لو اخذتي شالك ورحتي له تتكلمين معه وتراني بكون موجوده يعني لا تخافين هو ماطلب خلوه…
ترددت وهي تجمع شعرها المبعثر للخلف بكلتا يديها/انا مستحيل اتزوجه
تحدثت تلك الجالسه بعد صمتها وهي ترتشف قهوتها التركيه بهدوء/لا تظنينه خسران برفضك له.. ترى غيرك يبي منه بس اشاره
إلتفتت اليها مستنكره حديثها الذي صرّحت به، هي لا تقول الا الصراحه/وكأنك تبينه؟
ابتسمت بخبث وهي تسترخي/صدقيني لو طلب اي وحده مارفضته، اشكري حظك اللي خلاك اول فاله وهو بهالعمر.
غضبت من ردها/تتكلمين عن واحد خاطب اختك كذا
بنفس ابتسامتها المستفزه/مابعد وافقتي عليه وعصبتي! اجل لو صار زوجك فعلاً وش بتكون ردة فعلك؟.. نصيحه لا تزوجين دامك كذا
احتارت هند من حوارهن الطويل/النهايه يا شموس بتطلعين والا لا
هزت رأسها بالموافقه، ستذهب لتخبره بنفسها انها تكرهه و ستتزوج بأي رجل سواه هو/انا نازله معك اشوف وش يبي حضرته لكن تأكدي اني ماراح اتزوجه..
نظرت اليها بصمت ثم اكملت ارتشاف قهوتها، تلك الحمقاء لا تفهم ولا تعرف ما تريده.. كيف تقبل بمقابلة رجل تقول بأنها غير موافقه على الزواج منه؟ إلا انها تحمل له مشاعر وان كانت مشاعر متضاربه وغير واضحه..
غبيه، تظن ان مماطلة قلبها في صالحها.. الفرص قليله والعمر لا يُضحى به.
.
انتظرها وهو ينظر لساعته، ان قبلت بلقاءه فهي اشاره بأنها موافقه وإن كانت اعلنت رفضها..
طلب هذا الطلب لأنه السبيل الوحيد لمعرفة رأيها بالزواج منه..
لحظات ليسمع صوت خطوات قادمه ليعتدل جالساً ثم يقف بعد رؤية محياها لم يكن يتوقع انها بكل هذه الرقه، وهي الصارمه في عملها كما عرفه من صالح ، والقاسيه في تعاملها والسّامه في لسانها..ليرى عمته هند تقف بجانبها..
وقفت مكانها عند الباب وهي ترتدي شالها الذي تلتثم بطرفه، و تحاول ان تختصر/السلام..
ابتسم لرؤيتها ترتدي الزهري الباهت ياللأنوثه التي لم يراها منذ سنين،ذلك الثوب الرقيق ذو الاطلاله البسيطه وغير المتكلفه وذراعيها الرقيقين،يجعلها اكثر إثاره/وعليكم السلام،… هلا بالمتغليه اجلسي ليه واقفه عند الباب
ترددت و رؤيته تبعثرها كعقد منثور على قاع أملس، تباً لقلبها الذي قادها للقبول بلقاءه/قول وش تبي وانا هنا
تحدثت هند بدورها/خلينا نجلس ازين
اخذت فنجان وهي تسكب قهوه و تقدمها لأدهم ومن ثم للشموس التي جلست بجانبها..
ضل ينظر إليها بإهتمام، كم هي انثى مكتمله بكل ما تعنيه الكلمه،لماذا تسكت الآن وهي التي كانت تجادله في العمل وتناقشه فيه وتشتمه أحياناً كثيره..
كانت تلك العبائه تضفي عليها الثقه وتمنع العيون المتطفله عنها وتعطيها قوه للحديث..
يحيي حشمتها ويعرف تماماً سبب قبولها للقائه بهذه الهيئه، هي موافقه على الزواج منه ولكن غرورها يمنعها من نطق تلك الكلمه.. لا بأس سيجعلها تنطق بالموافقه ..
لاحظت نظراته لها تكاد تخترق جسدها، ابتلعت ريقها بصعوبه/يلا.. انا هنا قول وش تبي؟!
ابتسم وبلا مقدمات/ابي دفاك يالشموس.
ابتلعت ريق الخجل وهي تنخرس وتعجز عن الرد، هو لا يخجل من إعلان رغبته بها امام احد..!!
خجلت هند هي الأخرى وهي ترى صراحته.وقفت وهي تسكب له فنجان اخر..ولكنه تعمد ان يميل فنجانه ويسقط على ثوبه والارض/افاا
خافت هند/بسم الله علييك، عسى ماحترقت
بابتسامه/لا يا عمه بسيطه
بارتباك/لحظه اجيب لك فوطه وانادي الشغاله تنظف الارض
شاهدتها تذهب وتتركها لتقف تريد الذهاب لن تجلس بمفردها معه…
..لكنها تفاجأت بيده مثل الكماشه التي تمسك بمعصمها،لتلتفت اليه بعيون الخوف/أدهم؟!!
ابتسم بخبث وهو يجذبها نحوه ويلصقها بصدره/تكلمي ليه ترفضيني
ضلّت تحدق في عينيه الناعسه حد السحر، وذقنه ، و رائحة جسده الممزوجه بعطره، رباه كم يملك من الجاذبيه والوسامه ما يجعلها تخرس!
تجرأ اكثر ومد يده للثامها وهو ينزعه و يداعب شفتيها بانامله بنعومه ،كم هي اسفنجيه ولذيذه، ابتلع ريق شوقه لإلتهامها ثم تحدث لها هامساً/بكرا بيجي المأذون وراح نتزوج، ان قلتي كلمه غير "الموافقه" ما اضمن لك وش بسوي فيك..لا تخليني أوريك الوجه البشع مني
لم تستطيع الرد لدقيقه، وهو يطوقها بيديه،قد تمادا كثيراً ولمسها من دون وجه حق، لن تغفر له ما يفعله بها لترد/انت تحلم بي
شاهد لمعة عينيها واغرته رجفة شفتيها وهي تتحدث، ليقترب اكثر وكأنه سيقبّل ثغرها ولكنه نزل لعنقها ويطبع قبلته العميقه مشابهه للعضّه رغماً عنها ومتعمداً ذلك،..
دخلت هند وهي تستنكر ما تراه، هما يتبادلان العناق بلا اي خجل او خوف/وش قاعد يصير؟!
حررها من يديه ليسمح لها بالهروب، وهو يلتفت الى عمته/ابد تصافت القلوب يا عمه ،وابشرك بكره ملكتنا
هند بغضب/تقوم تسوي اللي سويته؟!!!
ضحك أدهم وهو يتقدم اليها/يا عمه هي اللي اجبرتني وانا ماقدرت أردها..
لم يعجبها ماحدث ولكن كونهما سيتزوجان خفف عنها اثر الصدمه/يمه منك يا ولد اخوي..
ابتسم لها وهو يُخرج هاتفه/هاللحين نتصل بعمتي لولوه تجي بكرا وتحضر ملكتنا.
.
,
.
,
دخلت مسرعه وهي تتجاوز صالات الاستقبال والجلوس ومتجاهله لوجود ام رواد و اختها ليال لتتجه الى المصعد وتضغط ازراره بأنامل مرتجفه،.. فتح الباب لتتجه لغرفتها وتغلقه بعدما دخلت ..وجلست وهي تحاول إلتقاط انفاسها وتسمح لدموعها بالنزول، كيف سمح لنفسه بلمسها ومن ثم تقبيلها؟!
شعور بالبرد يلسعها وهي تمد اناملها المرتجفه وتلامس شفتيها،آه كيف استباح عذريتها بلمسها بقوته؟! كيف اقتحمها واسكنها بين يديه ببساطه!!
اين قوتها اين شجاعتها في تلك اللحظه؟!!
ستريه من هي الشموس.. أيظن انه سيلوي ذراعها بقُبله!!
إتجهت لمرآة الحمام وهي تغسل وجهها وتدعك شفتيها بقوه من لمسات انامله.. لتنصدم بما في رقبتها من اثار لقُبلته.. مازالت تشعر بحرارة تقبيله..!!
انتظر على جال غيمه بيضاء..
عله سيرى النور يشرق من خلفها الآن..
ولكنه تفاجأ بغيوم قاتمه تزيح تلك الغيمه وتحتل مكانها!!
ليشعر بالخذلان مجدداً..!!
.
،
.
،
.
نادا الممرضه وهو يأمرها بأن تخلع المغذي من يد عمه ولكنها سرحت في عينيه مبتسمه ببلاهه، لينهرها بصوت اقل حده/سسترر.. تسمعين؟!!
انتبهت لنفسها وهي تنزع الاسلاك من يد ابو نايف.. ومازالت تتأمل عيني أدهم حتى خرجت.. اي سحر تمتلكه عيني ذلك الرجل.اي رموش تلك اي حاجبين؟!! خرجت وهي تراقبه، تباً كم هو وسيم..!!
اخذ في مساعدة عمه في المشي ليخرج معه.. مازال عند رأيه سيقف بجانب عمه حتى يستعيد عافيته فقط ثم لن يروه مجدداً..
ضل يفكر بما يفعله حتى يرد له حقوقه التي حُرم منها اخيه عبدالله.. يجب ان يكفر عن ذنب أبيه فيه.. ولابد أن يربط أدهم بهذه العائله بأي وسيله، سكوت أدهم وتهربه من اسئلته يجعله يشك في بقائه بجانبه، تحدث معه بابتسامه/بكرا يا ولدي فيه استقبال كبير للاهل والاصدقاء والجيران.. ومالي غيرك ولد استند عليه
حاول التهرب من لقاء تلك العائله/انا آسف يا عمي ماقدر احضر
سكت موجوعاً، فهم الآن ان أدهم مُصر على تركه.. طأطأ رأسه/الله كريم
شاهد انكساره في ثواني ليتراجع عن رفضه، ما اقبح كسر قلوب كبار السن/كان عندي موعد لكن بكنسله ..وابشر بروح معك اليوم امرني بس..لا يضيق لك صدر
تهلل وجهه مبتسماً/الله يبشرك بجنة الفردوس يا ولدي
تمالك نفسه ان لايبكي بعد كلمة "يا ولدي"التي افتقدها بعد وفاة خاله/بس طالبك يا عمي لا تنكسر، ولا يضيق لك صدر مهما صار، نايف بيقوم بالسلامه ان شاء الله خل املك بالله قوي..
هز رأسه وهو يشد على يد أدهم ويخرجان معاً من الغرفه..
لايعلم ما يخبئ له القدر وماذا يريد منه هذا العم الذي ظهر فجأه، تمنى ان تمضي هذه الفتره سريعاً ليريح رأسه..
.
،
.
،
.
نزلت من الاعلى بعد إلحاح من الشموس.. هنالك زوار كثر ويجب ان تجامل كفاها تقوقعاً وانعزالاً..لطالما اتهمتها اخواتها بأنها مزاجيه في تعاملاتها و لا تحبذ الزيارات..
نزلت لترى زوجات أخوالها البعيدات وخالاتها منيره كبيرة سن ولا تأتي سوى في المناسبات..
وقفت قليلاً لتملأ رئتيها اكسجيناً قبل ان تتجه إليهن،
،
نظرت لساعتها كثيراً سيذهب الزوار واختها لم تنزل بعد..وخالاتها يلحون في رؤيتها هنالك حواجز بينهم فهم بعيدين كل البعد عنهم، خصوصاً بعد رفضها الزواج من أبنها..
تريد الحديث عن أدهم واخباره وماذا سيفعل راكان بأمواله وابنه على شفير الموت/الا ماقلتي يالشموس منوين طلع لكم هالأدهم، وش يبي ما جاء الا بعد اللي صار غريبه!!
تعرف هذه التلميحات جيداً "هي شماته ولكن مبطنه لن تسمح لأحد بالشماته" ولا استضعاف والدها ووضعه/والله يا زوجة خالي، أدهم هذا ولد عمي يعني ماهو غريب ..و هو هنا لانه شريك وابن هالعايله قبل كل شي، مافيه غرابه فالموضوع<<قالت ما قالته لتلمع صورة عائلتها فقط وليس اعترافاً بأدهم
جلست هند وهي متعجبه بما تقوله الشموس عن أدهم/اللي قالته شموس صحيح
لن تصمت شريفه وهي تكظم غضبها،فهمت ماترمي اليه ولكنها لن تكف/ماخبرت هالولد ولا نعرف ابوه..منين طلع لنا سبحان الله
دخلت ليال وهي تبتسم بخبث، لا تعرف تجامل/مو لازم تكونين تعرفين كل عايلتنا يا شريفه.. ترانا ما نعرف من اهلك غيرك انتي وما تلقفنا بالأسئله!!
وقفت شريفه وهي تستغرب حديثها/وش هالكلام يا ليال، انا ملقووفه!!!
ليال باشمئزاز/هذا اللي انتي لازم تسمعينه علشان تكفين عن السؤال في اللي ما يعنيك
غمزت لها هند/ليال يا قلبي !!
وقف الجميع مستغرباً بمن فيهن خالتها منيره/استهدوا بالله يا جماعه.. هلا بنتي ليال تعالي سلمي
اتجهت اليها ليال لتسلم عليها/هلابك خالتي.. حياك الله
اااه من ليال لا تعرف مجاملة احد ما يغضبها/معليش يا شريفه
غضبت من تلك المتعجرفه، ألا يكفيها ان اختها رفضت ابن اختها فياض، لتجعله يهلوس بها، من يظنن أنفسهن بنات راكان/على العموم مافي شرهه على كلام الصغار
ليال بابتسامه جانبيه/حلو انك محترمه سنك يالعجوز
امسكت بيدها شموس وهي تضغط عليها وتهمس/لياال!!
قررت الانسحاب والخروج وهي غاضبه/ماقصرتوا.. عن اذنكم
لحقت بها ام رواد وهي تودعها عند الباب.. لتلتفت خالتها منيره لها وهي غاضبه/ماهو عيب عليك تطولين لسانك وتراددين حرمه كبيره؟!! ليه ماتحشمين وجودي انتي هااه
ليال وهي تتجه اليها وتمسك بيدها بابتسامه/انتي محشومه يا ريحة أمي.. لكن ماعرف اجامل أنا.. اعتبروه عيب فيني
الشموس بغضب/ومبسووطه بعد!! قلت لك مليون مره اذا ماتعرفين تجاملين اسسكتي، الصراحه لها حدود وانتي تجاوزتيها
جلست وهي تبتسم/هاللحين بجلس معكم مرتاحه كنت شايله هم شريفه و راحت والباقيات ما حضروا الحمدلله
جلست منيره وهي تهز رأسها بعدم رضا/مافيك فايده.. الله يعين من بياخذك، لكن متى توافقين ع الخطاب و تروحين عنا
ليال بابتسامتها، تعرف ان خالتها منيره بمثابة الأم ولا تقصد سوا ممازحتها/شووفي اذا تزوجت شموستي بتزوج ..بس هااه واحد احبه ومالي عيني ويخطبني مني مو من ابوي
نظرت اليها منيره بنظره ناقده/هاااه وش تقولين؟ يا عيبااااه!!
ابتسمت الشموس باستهزاء فهي تعرف انها تمزح ولتلغي تفكيرهم يزواجها/واحد تحبينه؟! يعني نفهم انك مستحيل تتزوجين!
ضحكت وهي تشير اليها/والله محد فاهم علي غيرك، الحمدلله عشنا مع بعض عزابيات حلوات وبنموت مع بعض عوانس سعيدات.
ضحكت ام رواد وهي تجلس/ليال ترووق اذا فضفضت وهذا هي بدت تنكت.. البنات يخافون من العنوسه وانتي مبسووطه وتخططين لها!
الشموس بابتسامه يائسه/للاسف مانخطط لنصيبنا يا ام رواد حتى لو بغينا.. اما العنوسه اعتقد انها نسبيه يعني عند ناس تبدأ من البنت توصل سته وعشرين وفيه ناس لاربعه وعشرين سنه… يعني عندهم انا وليال معنسات من سنة جدي ههه
سمع ما قالته وهو يدخل، اضمر بقلبه وهو يسمع نبرتها، كم من الخطاب والرجال الجيدين رفضهم بسبب انانيته،وهي كم كانت مطيعه له ولم تعترض ،شعر بوجعها وهي تتكلم عن العنوسه.. وانها تعدت مرحلتها/السلام عليكم
الجميع التفت اليه ومن ضمنهم الشموس التي استغربت خروجه بدون ان يخبرها.. هو حقاً بدأ يستغني عنها ولا يخبرها بشيء، اتجهت اليه/هلا يبه توو مانور البيت يا الغالي.. ..ليه ما قلت لي انك بتطلع
ابتسم وهو يراها متفاجأه/سلمي بالاول وبعدين حاسبيني يا بنت راكان
اتجهت اليه وهي تقبل رأسه بابتسامه/محشوم يا حبيبي تعال ارتاح
تسائلت هند بفضول/راكان وين أدهم؟
جلس وهو يسترخي في جلسته/راح عنده اشغال بيسويها لكن بيجي ينام هنا.. جهزوا له فراش بالمجلس
تحدثت باستغراب/وليش ينام هنا؟
التفت اليها/انا اللي طلبته يقعد عندي يالشموس ويااله وافق بعد..
لبست نقابها منيره لتأتي وتسلم/قرت عينك يابو نايف بولدك أدهم
ابتسم/بشوفت نبيك يام طراد
جلست ليال بجانب والدها وهي تتأمل وجهه وتقبل يده/يازين هالوجه يا ناس ..اليوم منوووور لبى قلبك، عسى ربي يقوم لنا نايف بالسلامه قول امين وتكمل فرحتي
بادلها الابتسامه/الله كريم.. وين نيفا ماشوفها معكم
ام رواد بضيق/نيفا ياقلبي عليها مدري شصابها تغيرت ماهي بنتنا الاوليه اللي ضحكتها شاقه الدنيا، صارت من المدرسه لغرفتها لا تطلع ولا شي بالغصب انزلها تاكل معنا واحيان ماتنزل مره وحده، ماتنلام ضايق صدرها على أخوها
عم صمت في الجلسه وهم يتذكرون ذلك الغائب الحاضر.. الجميع يؤمنون ان لا عوده له ولكن لا يتحدثون عن اليأس منه.. مازالوا يتنفسون أملاً بعودته..!!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس
منذ ايام وهي تضل حبيسة غرفتها.. كل شيء يبدو كئيباً وسوداوياً، فقدت الرغبه في كل شيء، ففقد اخيها وغيبوبته تجعل قلبها حزيناً، تبكي لساعات حينما تتخيل لو انه توفي بذلك الحادث، ماذا سيحدث لها؟..لا تستطيع تخيل ذلك قلبها الصغير لا يحتمل، كان وقع الحادث اصعب عليها من فراق والدتها على الأقل والدتها بخير وتتصل بها وتسافر لها.. لكن نايف يصارع الموت كل يوم فلا هو يموت ولا هو يُشفى!
دعت الله كثيراً ان لا يفجع قلبها في من تحبهم.. ثم اغمضت عينيها على سيل دموعها.. وغفت بدون ان تشعر بذلك..
دخلت ليال تريد الاطمئنان عليها فهي مرسول والدها.. اتجهت للسرير لترى بجانبها ألبوم الصور الذي يحوي صورها مع نايف وهي نائمه لتبتسم بدمعه و تطفئ الإضاءه و تخرج..
اليوم التالي;
كان واثقاً بأن صديقه لن يخيّب ظنه وانه مازال أدهم الإنسان الذي جعلته قسوة الحياه كتلة احساس ودفعته لأن يكون محامياً..رآه يلبس ويتأنق/ما شااء الله اليوم العيد والا عرسك.. وش هالكشخه يلد
إلتفت اليه بجمود/انت بعد ألبس بتجي معي.
ضحك وليد/انا ياخي عندي شفت ليلي والا كان بروح.. احد يحصل له ينعزم في قصر ويرفض!!
مازال خائفاً من لقاء جماعته و عائلته، هنالك هاجس يؤرقه، لا يعلم ولكن شيء ما سيحدث ، باله مشغول كثيرا،
اتجه اليه وليد متسائلاً/هاللحين عمك يبيك تسكن عنده وانت راافض!.. ليييه؟
أدهم بواقعيه/يا وليد افهمني.. انا مالي صله بهالناس، ووش يعني اذا اشتركنا بالاسم والدم اذا ما عشنا مع بعض ولا عرفنا بعض.. عمرري هاللحين 36 متخيل انك فجأه تاخذ طفل بالروضه وتدخله الجامعه!!.. انا كذا ماعرفهم ولا افهمهم ولاني قادر استوعب وجودي معهم ..
فهم وجعه جيداً ولكن يجب ان ينصحه/بس تذكر انك عرفت عمك ومعاد لك عذر بالقطاعه.. وانت عارف وضعه
رش عطره ثم اخذ "سُبحته" السوداء ذات الفصوص الكريستاليه" ثم خرج/يصير خير.. سلام..
شاهده يخرج وهو مضطرب وغاضب.. خاف كثيراً وهو يهز رأسه بأسف (سامحني على اللي سويته يا أدهم)..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس
في "حي النظيم" ...الرياض..
تحدثت برجاء وهي تقف خلف باب الخزانه/حاامد والله اني تعبت ماخليت طريقه معها وكأنها كل يوم تقرأ اذكارها
غضب مما قالته وهو يمد يده لشعرها ويخرجها من الخزانه/طول عمرك غبيه يا رهف.. اخذ الحبوب بهذيك القيمه وانتي بلا فايده..
بكت وهي تراه ينتف شعرها/وش تبيني اسوي عجزت وربي.. اتركني انا فاشله.. دور لك طريقه ثانيه غيري.. تكفى هي صديقتي
زم شفتيه بغضب وهو يشدها من ياقة بيجامتها/اسسمعيني ززين يا رهف.. اليوم عندهم استقبال.. بتروحين مع الوالده ..وهنالك تصررفي وحاولي انها تبلعها، والا قسماً لا أخليك انتي تبلعينها ثم اذبحك واتخلص منك لا من شاف ولا من دري.. فااهمه يا تنكه؟
هزت رأسها بالإيجاب وبخضوع تام، صدقت تهديده، هي لا تستغرب منه شي،.. ليخرج غاضب بعدما تركها.. جلست على سريرها وهي تبكي من هذا الموقف الحقير والخيار الصعب الذي وضعها فيه أخيها فقير الاخلاق.. كيف ستغدر بصديقتها كيف؟!! ..لابد لها من ان تفعل ماطلبه منها اخيها والا انه سينفذ وعيده ويقتلها..!! (اسفه يا نيفو يشهد ربي اني مابغيت أأذيك،لكن حكم القوي على الضعيف)
.
.
.
في ذلك القصر..
اخذت البخور وهي تمرره حوله وتحاول محاوله اخيره في ثني زوجها/يابو نايف اخاف انك استعجلت يا حبيبي
ابتسم وهو يلتفت اليها/يا ام رواد معاد بقى لي غير هالحل.. انا حاب هالولد.. وهو ما وده يقرب ابد.. ماكنت بفرض عليه شي لكن هو اجبرني.
اقتربت منه وهي تقبله على خده، كم تحترمه وتعشقه، تعرف تماماً انه لم يؤذي احداً وانه محب للخير هي زوجته وهي بئر اسراره،هو من لون بالسعاده حياتها "بعد الله" بعد سنين حرمانها العاطفي وزواجها من رجل كان سيء المعشر، ضلت تتأمل وجهه النحيل، بدا لها مرهقاً ومتعباً وان لم يشتكي، تعرفه حينما يكون مرهقاً بالتفكير/الله لا يحرمني هالوجه
شاهد لمعان عينيها، يعرف ما تكنه بداخلها من محبه، يعرف كم يتسع قلبها له ولأبنائها ولأبنائه، اقترب منها وهو يمسح دمعتها بطرف اصبعه/وش قلت يا نوره خليك قويه يا حبيبة راكان
امسكت بيده وهي تشد عليها وبعينيها رجاء/صدق تحبني يا راكان؟
رفع يدها وقبّل ظهر كفها وعينيه تغزو عينيها/صدقيني لو حلفت لك انك بالنسبه لي بكفه وباقي النساء بكفه.. انتي ما يقالك غير كلمة سمي لأنك اميره.
ابتسمت ودمعتها تسقط من جديد تذكرت اول لقاء جمعهما، كان يحمل نفس الحوار ونفس نظرات اللهفه.. نفس قبضة اليد ولمعان العيون..غير انه كان يقترب منها في اول لقاء و الآن هي من تقترب منه وتريد عناقه الى الابد..!
خرج بعدما ودعها، وقفت مكانها وهي تشم كفوفها بعد يديه.. بداخلها تردد وخوف من فقدانه.. منذ حادثة إبنه وهو ينقص شيئاً فشيئاً وكأنه يتلاشى!!
.
،
امسكت بيد نيفادا وهي تجلس بمحاذاتها/ماتعلميني وش فيك جالسه هنا؟ ليه ماتنزلين مع خواتك وعماتك.. تراهم متشوقين يشوفونك معهم زي قبل
تنهد وهي تسحب يدها وتقف/معاد لي نفس اجامل وابتسم يا رهف، احس قلبي ماهو مطاوعني انبسط،واخوي الله اعلم بحالته.. ويلي عليك يا نايف ويلي عليك.
تنهدت رهف/بس ولو مايجوز اللي تسوينه بنفسك.. تعوذي من ابليس وتوضي وصلي العشاء.. وتكفيين لا تنسين اذكارك ثم انزلي لاهلك وعيشي
استغربت نيفادا تلك النبره منها، لم تعتاد ان توصيها بشي كهذا/زين ذكرتيني بالصلاه يا زينك يا رهف..
اختفت ابتسامة رهف وهي ترى رفيفتها تذهب لدورة المياه، اللعنه على اخيها حامد وما يريد ان يفعله بها.. اخرجت حبات من حقيبتها لتداعبها في كفها و تفكر اين ستضعه لنيفادا..!!!
،
.
أوقف سيارته وهو ينزل متجهاً ناحية المجلس.. ظن أنه تأخر…
دخل وهو يرى وجه عمه يتهلل برؤيته ليرى المحامي صالح و رجلين يراهما لأول مره.. بعد السلام والجلوس..
بو نايف بابتسامه عريضه/هذا يا جماعه أدهم ولد اخوي عبدالله، الله يرحمه..
ابو غيث/ونعم بأدهم.. انا سلطان الغيث زوج عمتك لولوه
أدهم بابتسامات مجامله/ونعم بحالك هلابك
ابو راكان وهذا ابو طراد/نسيبنا
ابو طراد بابتسامه/حي الله أدهم
أدهم/الله يبقيك يا عم بو طراد
رفع هاتفه ليرد على اتصال/الو…لا وانا ابوك نسييت.. خلاص طلعيه برا عند باب المجلس و روحي بيجي أدهم ياخذه..
اغلق هاتفه وهو يلتفت الى أدهم/ولدي أدهم..
ألتفت الى عمه بعدما سمع اسمه، ترى ماذا يريد/سم
ابو راكان بابتسامه/يقول المثل صغير القوم خادمهم ومافيه اصغر منك بهالجلسه،روح جيب لي بشتي من عند باب المجليس الداخلي.. تلقاه قدامك..
وقف أدهم بابتسامه/ابشر طال عمرك..
.
،
.
وقفت ليال خلف النافذه لترى ابن عمها الجديد.. لطالما سمعت شتائم الشموس بحقه.. تريد رؤيته فقط..
لمحته قادم بثوبه الأبيض وشماغه الاحمر ونعس طرفه و ذقنه المرسوم بالطريقه الخليجيه و عرض منكبيه حذائه الانيق ذو الماركه الايطاليه المشهوره …
لم تصدق عينيها اي وسامه وهيبه يمتلكها !!
شاهدته يأخذ البشت بدون ان يرفع عينيه بفضول.. بل اخذها وذهب مباشره.. واخذ انفاسها.. لله در الرجوله في اكمل صورها.. ••
لاحظت اختها تقف لتتجه اليها وتراقب ما تراقبه خلفها بعدما سمعت تنهيدتها، ثم نادتها/لياااال!!
شهقت وهي تلتفت اليها/بسسسم الله.. شفيييك .انتي من زمان بغرفتك يعني ماطلعتي الا هاللحظه!!
نظرت اليها بانتقاد وهي تلمح أدهم،تجاهلت ماقالته وما شاهدته/تعاالي عبير بنت عمتي لولوه بتجي هاللحين وبعد خالتي منيره . و الشموس تناديك
تنهدت وهي تترك النافذه وتدخل/يلا مشينا.. لاتقعدين تخزيني بهالعيون
.
،
.
اكتمل الحضور تقريباً وذلك المرتقب لم يحضر بعد.. لا يعلم لماذا هو خائف هذه الليله.. تساوره الكثير من الظنون، قلبه يكاد لا يحتمل ان يختفي أدهم مره اخرى.. هو يعلم تمام العلم انه لم يعد قادراً وان صحته وحياته باتت على المحك، ومع ذلك يريد الاطمئنان.. همس للمحامي فأشار اليه بنعم..
اما أدهم فكان يعيش الغرابه من التهاني والتبريكات التي تنهال عليه.. لماذا يباركون..ظن انهم يباركون فقط عودته.. ولكن ليس هكذا.. ليتفاجئ بعمه يجهر بصوته.. فأنتبه لنظرات أدهم المستفهمه، فأراد ان يخبره قبل البدء/يا جماعه عن اذنكم شوي..
وقف أدهم مع عمه ليخرج معه، يريد الاستفسار عما سيقوله امام الناس.. لم يصفي النيه معه حتى الآن..!!
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس
في الداخل..
تجلس مع عبير وخالتها و زوجة ابيها..تفكر بذلك الذي رأته..
ابتسمت لها/ما شاء الله بأي شهر يا عبير باين خلاص بتولدين
عبير بابتسامه/التاسع وعلى وشك بس جيت ابي اتطمن على خالي فديته وبروح بكرا ان شاء الله.. اتركك مني وعلميني وش صاير ..يقال طلع لي ولد خال جديد، أمي كلمتني عنه خااطري اشوفه
لم تستطيع ان تتجاهل خياله الذي لا يفارق عينيها"لم يهينها احد من قبل سوى ذلك الغريب الذي اصبح قريباً..!!
تقدمت اليها ام رواد وهي ترسم ابتسامتها/الشموس حبيبتي تعالي ابي اوريك شي
وقفت وهي تستأذن/عن اذنك عبير..
اخذتها زوجة أبيها جانبياً لتخبرها بنيّة والدها الليله.. لترد عليها هامسه وباحتجاج/نعم نعم؟!
خافت عمتها لولوه من ردة فعلها واتجهت اليها لتذهب بهن بعيداً عن الجميع/مرت ابوك صادقه يا شموس الليله ماكان استقبال رجال وبس، الليله بتكون ملكتك انتي وأدهم..
ابتعدت خطوتين وهي تعلن غضبها واعتراضها بنظراتها وملامحها/ايييش؟!! اكيد انتي تمزحين!!
وقفت لولوه بوجهها بصرامه/هذا هو الحل الوحيد عشان ندمج أدهم بهالعايله،
شعرت وكأنها أداة ربط فقط لا زوجه، تعرف تماماً ان ذلك الأدهم لم يأتي الى ابيها إلا شفقه، لكن كيف قبل الزواج منها/انا ماني للزوااج.. فاهمييين؟!..ماتركت الزواج طول هالسنوات علشان اتزوج حي الله واحد طلع لي فجأه وسميتوه ولد عمي..!!
لولوه بصرامه/الزواج بيتم ، معاد لك اي حق تعترضين.
ألتفتت اليها الشموس مبهوته مما قالته عمتها ،جرح كبريائها و خدشت كرامتها من ابيها الذي جعلها وسيله لكسب ابن اخيه الغريب!!
سمعت ليال مادار بينهم وفضلت عدم التدخل.. كم هي حمقاء من ترفض أدهم… يجعلها اكثر حزناً انها لا تستطيع الارتباط بأحد وان خطبها من تحبه..!!
.
،
.
في ركن خارج المجلس يمسك بيد ابن اخيه ويرجوه/يا ولدي انا اليوم عزمت هالناس مو بس احتفال بك وبوجودك جنبي.. الا احتفال بملكتك على الشموس بنتي.
وكأنما سكب عليه ماء بارد/بس..!
قاطعه بابتسامه/ماعليك انا جبت المأذون و جهزت اوراق التحليل وبصراحه ساعدني فيها الدكتور وليد هو قال انه رفيقك.. هاه وش قلت؟
لم يعد يستطيع الجلوس في هذا المنزل او النظر في وجه من يريد جعله وسيله للبقاء وللحفاظ على اسمه وامبراطوريته.. هذا اسوأ شيء من الممكن ان يتعرض له، وتلك الشموس كيف تقبل بهكذا زواج؟!، لا يعرفها ولكنه احتقرها بعدما حدث/انا اسف..
شعر بخوف وهو يرى عدم الرضا بوجه أدهم،حاول اللحاق به وهو يناديه/أدهم وقف يا ولدي
توقف وهو غاضب ويزم شفتيه ليلتفت اليه مقطباً لحاجبيه/من هاللحظه ماني بولدك وانت تعاملني مثل البزر تمشيني على كيفك لا و تبي تزوجني بنتك بمزاجك، قدام الخلق تبي تحطني بالامر الواقع؟!!، حاولت اخاف الله فيك واسوي خير و ابرّك لكن بعد اللي صار الليله يا راكان.. انساني.
خرج ولم يسمح له بالرد ركب سيارته وهو يبتعد بعيداً لا يعلم الى اين ولكنه يريد ان يختفي..و ان يفقد ذاكرته المليئه بالانكسارات..تمنى لو ان يستطيع ان يقتل شعوره بعدما حدث الليله، تباً لهم كيف جعلوه بديلاً ويشكلونه كما يريدون ويربطونه بهم بمزاجهم حتى يضمنون بقاءه معهم!!!
;
،
انتظرت دخول والدها حتى تفهم منه ما يحدث وما سبق واخبرتها به زوجة أبيها.. تعودت ان تتحدث مع ابيها وان يستشيرها بكل أمر.. و لكن هذه اول مره يتخذ والدها قراراً بدون ان يعود اليها ويخبرها، كيف ستكون زوجه لرجل لا تعرفه!!
ذهب الجميع للنوم وبقيت هي وحيده ..تباطئت عدم دخول والدها للنوم.. ولم يخبرها حتى الآن بأنه زوجها بأدهم..! ، هنالك امر ما يخفى عليها ويجب ان تعرفه..
نزلت عمتها هند وهي تراها مازالت تنتظر/بسم الله.. شموس انتي للحين صاحيه؟ وش تنتظرين؟!!
التفتت اليها وهي متوتره/الساعه صارت ثنتين ونص وابوي للحين مادخل يا عمه، ماقد سواها، الكل راح بس اظن عنده أدهم
هند باستغراب/طيب ليه مارحتي تشوفين ابوك ليه سهران للحين؟!!
نظرت اليها بتملل/بس أدهم عنده.
تعجبت من ردها/واذا أدهم عنده.. خلينا نروح نتطمن.
بخوف/تهقين ابوي صاير له شي؟
نظرت اليها بخوف قبل ان تخرج/ان شاء الله مايكون فيه شي.. بس تعالي نشوف ابوك برا وش مأخره..حتى ما عطانا خبر اذا تمت الملكه او لا.. وش هالليله!!
لحقت بها واتجهتا للملجس الخارجي، استغربت عدم تواجد سيارة أدهم.. لكن لماذا لم يدخل والدها حتى الآن!!
ترددت في الدخول وهي ترى عمتها تسبقها، لكنها دخلت خلفها لتراه يجلس وعينيه تنظر للفراغ، وتسرع خطواتها ناحيته/يبه انت جالس هنا لحالك وانا انتظرك طول الليل!!
نظرت هند اليه مستغربه وهي تراه لا يحرك رمشه ولا يلتفت اليها/راكان..!.. ابو ناايف وين أدهم؟
خافت من جمود والدها لتقترب وتجلس عند قدميه وتمسك بيديه التي يضعها على ركبتيه، بدأت ترتجف نبرتها وهي تشك في وضعه/يبه ..يبه يا قلبي رد علي ليه ساكت؟..عمري انت يبه رد علي.
عرفت هند انه قد فارق الحياه.. مدت يدها المرتجفه لعينيه وهي تغلقها وتتمتم/انا لله وانا اليه راجعون..
رفعت ناظريها لعمتها وهي تستنكر ما تفعله، اغرورقت عينيها بدموعها لتشد على يدي والدها ثم تعانقه بشده عناق طفله صغيره لم تعرف من هذا العالم سوى أبيها ودلاله.. هزته برفق وهي تندبه بصوت هامس وباكي..
جلست هند بجانبه باكيه.. هذا الخبر قد كسر ظهرها، راكان كان هو السند لها بعد الله، كان هو الأب والاخ وكل شيء .. من بقي لها الآن.. ؟!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس
ازعجته اشعة الشمس في عينيه .. ليستيقظ وهو يرى نفسه في سيارته بجانب منزل خاله"في محافظة الخرج"… .
وكأنه جاء ليجدد العهد للحب القديم.. للذكريات التي اقسم ان لن يشاركها فيه احد.. بعدما حاول عمه ان يزوجه بأبنته الشمطاء.. هي حقاً كذلك كيف لها ان تقبل الزواج بهذه الطريقه؟!
.. قد نأى بنفسه عن بنات حواء حتى سن الخامسه والثلاثون.. ولكن عمه الغريب هذا أراد كسره..!!
نزل وهو يدخل بعدما شاهد طفلاً صغيراً يعرفه تماماً انه "هاجس" الابن الاكبر لساره ، اتجه اليه وهو يراه برفقة طفل اصغر، فاتجه/ما شاء الله على هاجس.. شلونك حبيبي؟
ابتسم له وهو يراه بعد مده طويله/وين رحت يا أدهم؟ليه ماجيت
ضحك أدهم وهو يشير الى الطفل الاخر ،ظن انه ابن الجيران/هذا انا جيت.. من هذا يا هجوس؟
هاجس ببرائه/هذا أدهم ولد خالتي مدى.. جونا البارح وناموا هنا
اخيراً رأى طرفاً منها،اقترب من الطفل وهو يحمله ويعانقه بهدوء، هذا يحمل رائحتها الزكيه، هذا ابن تلك الحبيبه التي حرمته منها..ضل يداعب شعره بصمت.. أسمته أدهم لتبقي عليه، هذا دليل بقاءه بقلبها، لعله يكذّب على نفسه فيصدق أنها ما زالت تفكر به، ولكنها فعلاً لم تنساه وإلا لماذا سمت طفلها على اسمه .. يالله اصبح لها اطفال وهو مازال عازباً يقتات على بقاياها في ذاكرته!!
مازال متعلقاً بأمل ميت يجمعه بها ذات يوم..
رن هاتفه ليقطع حبل افكاره.. ولكنه سمع صوتاً يداعب طبلتي أذنيه.. مازال صوتها شغوفاً، مازالت نبرتها تستفز قلبه… ليلمحها وهي تقف ترتدي شالاً مسبلاً وتلتثم بطرفه وتنادي اطفالها.. ،
تجمدت مكانها وهي تراه.. كان هذا اللقاء الاول منذ سنواتٍ خلت.. يالله باتت ملامحه اكثر نضجاً و بلغ من الوسامه ما يجعلها تغض بصرها عنه خشية قلبها الذي يعشقه،اتراه شوقها الذي زاده وسامه ام هو فعلاً وسيم!!
.. سامح الله والدتها التي حرمتها من الاقتران به، هاهو مازال يحتفظ بها في داخله، و ترك الزواج من اجلها..تعرف مكانتها بداخله.. ماجعلها تصبر هو انه لم ولن يتزوج..لن تشاركها قلبه انثى اخرى..!
ابتلع ريق الشوق وهو يرمقها بنظرات شوق فاضحه.. متناسياً رنين هاتفه الذي لا ينفصل.. لينتبه بعد ذهابها عن وجهه، ويرفع هاتفه غاضب، ثم يضغط الزر الاحمر ومن ثم يغلق هاتفه.. ليعيده الى جيبه..!
انتبه لاختفائها من المكان، ليأخذ طفلها ويدخل في مجلس الرجال وهو يلعب مع ابناء ساره وابن مدى، لكم تمنى ان يكون هو والده، لكم تمنى وتمنى.. ما اشعل فتيل الذكريات هو محاولة زواجه عنوه من ابنة عمه..
سمع صوت رجل غريب يدخل وهو ينادي بنبره لم تعجبه/يا عبوود..يا مددى!! ..مدى ووينك
خرجت له وهي تحاول تسكيته حتى لا يسمعه احد/منيف قصر صووتك الظاهر عندي تلفون تقدر تتصل وتناديني
ابتسم بخبث، لم تعد تعجبه تصرفاتها بات يكره برودها الذي يتزايد/وليه انتي ما تردين علي يا بنت!.. ليه ماتردين على اتصالاتي هاااه؟!
شعرت بغصه في حلقها، هي لا تطيقه و في زياراتها لءهلها تحاول ان لا تتصل به وتسمع صوته.. ، حمدت الله ان أدهم قد ذهب واخلا المنزل/منيف من مشيشك علي..!! انت نزلتني هنا البارح وما بينا زعل، لا ترفع صوتك
استغرب حديثها وهو يقترب منها بهدوء/وش قصدك بمن مشيشك علي؟!!..تظنين اني بزر احد يحرضني؟! انتي اللي خلاص الظاهر معاد اعجبك..
ابتلعت ريق الخوف وهي تحاول ان تبتعد وتشد شيلتها على رأسها/منيف تعوذ من ابليس احسن، تراني في بيت اهلي، ماله داعي احد يسمع صوتنا طالع… تعال نتفاهم داخل
امسك بذراعها بقوه وهو يضغط عليها بقسوه غير مبرره، ثم لفها بقوته حتى صرخت وارتفع صوتها/تسايريني كأني طفل يا مدى!! انا اعرف كيف اخليك تسنعين بتمشين معي هاللحين و انتي بنت كلب معاد فيه جلسه هنا
خرج له بعدما سمع صوت صراخها و شتمه لها ، لم يستطيع تحمل ان تهان أمامه وفي بيت اهلها، ليتجه اليه ويصفعه بدل الصفعه صفعات، وبدل اللكمه لكمات ليهينه أمامها ويشفي غليلها من هذا المتباهي بقوته على زوجته، صرخ به/ليه تمد يدك عليهاا لييييه؟ يالسلقه ليه تشتم بنت خاالي
شاهدته كما لم تراه من قبل، كجمال البدايات، لتنتبه والدماء تسيل من وجه زوجها،لتصرخ/أدهم بسس خلاص الله يخليك يكفي
توقف أدهم وهو يشير اليه بتهديد/ان مديت يدك عليها ثاني مره بكسرها لك..اذا هي ماتبيك طلقها،
وقف وهو يحدق في مدى التي تلتثم بطرف شالها، ثم يلتفت الى أدهم/وانت وش دراك انها ماتبيني؟!! انت اصلا وش حشرك بيني و بين مرتي، انقلع
حاول الهجوم مره اخرى ولكنه تفاجئ بصوتها يمنعه/أدهم وقف.. منيف معه حق.. انت مالك دخل هذا شي خاص بيني وبينه.
هذه المرّه الثاني التي تصفعه فيها..!!جددت جرحها له.. توقف مكانه لم يستطيع الإلتفات اليها بعد الذي سمعه منها!!
ألهذه الدرجه بات بالنسبه لها غريباً و تتحدث معه بهذه الطريقه، رمق منيف بنظرات ناريه وكأنه سيقتله. ثم اتجه للباب وخرج مدمي القلب ..اي إهانه يتلقاها في هذا المنزل؟! ومن من كانت حبيبته ذات يوم.
اللعنه على قلبه ومشاعره التي تهينه، تباً للحب وللنساء، تباً لكل ما يحدث له.. فعلى الرغم من تحقيقه لكل ما يريده وان كان بعد تعب و جهد وانكسارات.. الا انه مازال يعيش الشتات مازال يبحث عن نفسه..مازال يفتقد السكينه!
ركب سيارته وهو يرحل.. ليراه قاسي وهو للتو حضر من الرياض..لحق به محاولاً ايقافه،بعد اتصال وليد والبحث عنه.. رآه يذهب الى تلك المقبره التي تضم رفات ابيه وعمته!!
اوقف سيارته وهو ينزل ويتتبع أدهم، حيث وقف على قبر ابيه وهو يدعو له.. ويسلم عليه.. مد يده ليرتب على كتف أدهم بصمت..
تحدث أدهم بوجع، بفوضوية طفل/ابي اعرف وين قبر ابوي يا قاسي!.. خالي مات وهو ماقالي. وين قبره..
تأثر من نبرته، ووقوفه امام قبر ابيه/ادعو له بالرحمه وتصدق عنه ..
ترك قبر خاله ليتجه لقبر أمه ثم جلس بجوارها كعادته، لم يحبذ وجود قاسي معه، لم يعهد ان يزور المقبره برفقة أحد../قاسي تقدر تروح.. انا بقعد عند أمي شوي ويمكن اطول..
هز رأسه بالنفي/ودي اخليك لكن انا عندي لك خبر لازم تعرفه وضروري بعد
بلامبالاه/هاللحين أمي اهم.. روح وبعدين قول وش عندك.
قرر إخباره فهو يبدو غير مبالي/عمك توفي البارح يا أدهم.. وانت تدري ماعنده من يقوم بعزاه غير بناته.. روح ادفن عمك واخذ العزاء فيه.. و سو فيه خير..ترى الدنيا هنا اخرتها.
هو اكثر شخص يعرف كم هي الدنيا قبيحه وضيقه.. اليتم مبكراً جعله يرى سواد الدنيا قبل بياضها.. نظر حوله في هذه المقبره، كم من الاحلام التي رسمها ساكنيها، كم من الأمآل التي كانوا يعلقونها ولكنهم رحلوا فجأه.. لم يتوقعوا ذلك.. جميعهم فارقوا احباباً..وخلّفوا ورائهم قلوباً موجوعه..
تباً لغزو المشاعر وجفاف العاطفه..
و اقنعة الكبرياء البغيضه..
كلما تمنته بأحلامها،، سريعاً ما ينهيه الواقع !!
أحقاً كانت تريد قتله بقُبله..؟!
"مخيلة الحُب اجمل من واقعه بمراحل..!"
،
.
[[في جلسه يطغى عليها توتر هند..بعدما حدث..
سكبت لها ليال فنجان قهوه/سمي يا عمه
رفضت وهي تشير بيدها ويتضح الامتعاض على ملامحها/بس.. مابي.. القولون شب علي
استغربت وهي تقدم فنجان القهوه لزوجة ابيها/افاا ليش وش شب القولون يا عمه كنتي بخير
اخذت ام رواد الفنجان وهي تجيبها/انا عارفه اللي بخاطرك يا هند، بس عاد صار اللي صار ..لا تكبرين السالفه
هند بانفعال/شلوون ما اكبر الساالفه؟!!.. اللي سوته الشموس عيييب ما ينسكت عنه.. بالاوول قالت ماتبيه و بالمحااايل وافقت.. ثم تروح تسوي كذا ..وش بيقول عنها أدهم.. حتى هو انصدم ماتوقعها بهالوقاحه.. ماصدقت على الله؟!!
ليال في محاوله لتهدأتها/عمتي اذكري الله.. هم متزوجين والموضوع عائلي صار بيننا محد شاف، لا يرتفع ضغطك ع الفاضي
هند/متزوجين ماقلنا شي.. تنتظر لين تختلي به بغرفه بعيد عنا مو كذا.. يا عيباااه بس. كنت اظنها عااقل
لم تعلق ليال إلتزمت الصمت مابين عذر للشموس ومابين اتفاق مع حديث عمتها.. ماحدث يضل اختلاف رأي ومبدأ.. في الحقيقه هي لن تستطيع فعل ما فعلته الشموس..عموماً هي اكثر انغلاقاً..واكثر تعقلاً في ردات فعلها..
ام رواد بضيق/هذا هي حبست نفسها بالغرفه ولا تعشت بعد
هند بحاجب مرفوع/اكيد بتتهرب هي عارفه ان اللي سوته يسود الوجه..
في غرفتها.. ،
لم تستطيع النوم تلك الليله.. لأول مره تتخذ خطوه جريئه هكذا، سرعان ماندمت سرعان ما شتمت نفسها، كيف فعلت ما فعلته؟!!..
لكنه هو من اضطرها لذلك فهي لم تعتاد الخساره.. لطالما كانت ترفض من يعجبها ومن لا يعجبها..
رفضت مقابلة او الحديث مع احد بعدما وقعت عقد زواجها..
ذهبت لتختلي مع نفسها المتوتره.. هي هكذا تحب ان تكون بعيده حينما تتوتر.. تعلم تماماً انها ستجرح من يحاول الحديث معها.. لذلك هي تبتعد حينما تتلبد حولها الغيوم.. ]]
*هنا استيقظت من خيالها*
سرعان ما عادت لواقعها و نفضت كل مخيلتها الخصبه امامه…لعنت امنياتها واحلامها الغبيه..
ابتلعت ريق الوجع من تصريحه الذي غرس السكين في قلبها وابتسمت و عينيها تغص بالدموع كيف لهذا الدخيل ان يسمح لنفسه ان يقلل من شأنها؟!! ،
استغلت اقترابه منها لتفاجئه بتقدمها خطوتين و ببرود ردها بصوت منخفض يسمعه هو فقط/من قالك اني منتظره منك كلمة احبك؟.. لا تظن اني منصدمه، سقف توقعاتي ماعمره تعدا واقعي.. عن اذنك
تفاجأ ببرودها وردها.. الذي دعاه للندم في حينه..!
الجميع اراد سماع ما دار بينهما، وهما يبتسمان..!!
هند كانت الاكثر صدمه من ابتسامات الشموس.. ومن ثم انسحابها المغلف بالخجل/الشمووس لحظه!!
لم ترد عليها.. تركت المكان لهم وذهبت مسرعه في خطواتها..
ابتسم لعمته وهو يشير اليها بالهدوء، وبأنه لم يغضب لتهربها منه،..
ابتسمت له هند وهي تسلم عليه/الف مبروك يا ريحة اهلي.. يعلم الله ان هذي سعاده تمنيتها بوسط كومة احزاني
لكم تذكره هذه العمه الحنون بأمه،حتى انه بات يكره دمعتها وان كانت دمعة فرح، مسحها بطرف اصبعه وهو يبتسم/الله يبارك فيك يا عمه.. يلا انا رايح للرجال ينتظروني
بسعاده/روح الله يحفظك.. شوي ونجهز العشاء..
راقبته حتى خرج.. وهي مازالت تستغرب ردود افعال الشموس.. من الجميل انها لم تفتعل مشكله مجدداً..
مازالت تستغرب ابتساماتها المكتنزه!! "
تقدمت لها ليال وهي الآخرى غير مرتاحه لنظرات اختها.. ابتساماتها لم تكن حقيقيه بل تخفي اشياء اخرى ..
تعرف اختها حين تخفي شيئاً وان ابتسمت.
،
على عجاله دخلت غرفة نيفا، و اخذت علبة مسكن البيروفين المزيف لتضعه من ضمن الادويه على تسريحتها .. ثم اخذت هاتفها لتصورها فيديو كما أمرها اخيها..ليتأكد مما فعلته.. لم يضمنها بعد!!
لحظات لتدخل نيفادا تناديها/رهف؟ وين رحتي فجأه يا بنت
توترت فتركت علبة البيروفين بجانب الاخرى/ادور مشبك ابي ارفع شعري.. مليت منه وهو نازل كذا
ابتسمت لها/بالعكس تهبلين تعالي بس بنحط العشاء هاللحين
اجابتها بتصريف/شوي ولاحقتك بس ازين شعري
رآتها تخرج ثم تنهدت بخوف.. لن تترك الأقراص هنا ستأخذها وترميها في اقرب حاوية مهملات... اخذت العلبه الخاطئه وخرجت!!
توقفت وهي ترى ذلك الممر الذي يؤدي لجناح نايف، كان حلمها الابيض..لم تحتك به و لم توضح، فقط حلم.. مافتنها به حبه لاخته نيفادا ومشاوكتها اهتماماته ..وبذات الوقت عدم اهتمامه بمغازلة البنات كما يفعل اخيها .. كان شغوفاً بالسيارات ..وكانت هي شغوفةً به فقط..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع
ودع رفاقه بعد العشاء ليعود لمجلسه وحيداً ، قد كان ينوي الدخول بها الليله ولكن ردعته بردها المشبع بالخذلان ( من قالك اني منتظره منك كلمة احبك؟.. لا تظن اني منصدمه، سقف توقعاتي ماعمره تعدا واقعي)
تباً لها كيف استطاعت ان تلجمه بردها البارد … ؟!!
لم يظن انه سيتلقى رداً كهذا ابداً كانت هادئه وتفوقت عليه..
الآن هو من بنا سوراً بينه وبينها.. كيف له ان يتجاوزه وقد صدمها بحديثه عن ماهية اسباب الزواج منها!! كم هو احمق!!
هي اثبتت الليله بأنها انثى ناضجه وليست طفله حتى تستفزها كلمات رجل لا يعني لها شيئاً..!
يعترف انه درسٌ جديد.. فهذه المره الاولى التي يتعامل مع انثى ناضجه..
ترك المجلس متجهاً لغرفة المكتب حيث ينام… جلس خلف المكتب بعدما خلع شماغه وألقى به على الأريكه..
يالهذا المكتب الضخم..
تذكر تلك الليله حينما رآها هنا.. مالذي أتى بها هنا في ساعه متأخره سوى أمر مهم..
إلتفت خلفه وهو يرى رفوف الكتب.. بعضها يعرفه وبعضها يراه للمره الأولى.. شده رف كتب غير معنونه.. اتجه اليه ليأخذ اكبرها ذو اللون الأزرق الغامق.. تفاجئ به مكتوباً بخط اليد..يبدو ملاحظات او دراسه او يوميات!!
دفعه فضوله لكرسي المكتب و فتح الإضاءه الصغيره التي بالقرب منه.. وجلس يقرأه.. لتصدمه أول صفحه..
[[ "تبريرات مخذوله"
لم أرفض الحب يوماً، هل تعيش الزهور بدون الماء؟!
لكنه القدر يبعده بقدر ما حلمت به..و بقدر ماتمنيته!!
ظروفي كانت ولا زالت تضعني في قالب صاحبة الكبرياء
المرأه التي لا تُقهر ولا تُهزم..وفي الحقيقه أنا سيدة الهزائم!!
لم اعرف ان لكل منّا نصيب من إسمه حتى بت انفر كل الرجال لا إرادياً..وان كنت مولعه بأحدهم و وليتني لم اكن..
كنت له بقدر ما كان لي..لكنه نقض عهده بالبقاء معي.
و رحل تاركاً إياي خلفه بقايا انثى!
تعلمت ان لا أُلقي باللوم في فشلي على أحد ..ولكن حمّلني اسمي النقائض كلها..!!
شيعت الحُب مبكراً في جنازة مهيبه ودفنته في صدري، إكرام المشاعر دفنها.]]
اغلق الكتاب بكل قوته وهو غاضب.. مامعنى ان تكون تكون مولعه برجل؟ وتكتب عنه بوقاحه انه رحل وتركها!!
وقف لا يدري ماذا يفعل.. قد خيبت كل ظنونه الحسنه ، لم تكن طوال تلك السنوات وحيده!!
حاول ان يكون عادلاً لحكمه عليها ولكن برودها في تقبل حديثه يثبت ما كتبته…تباً للنساء..
.
،،،
،
.
في منتصف سريرها تدثر نفسها باغطيتها.. وتحاول ان تتجاهل ما سمعته.. لكن رغماً عنها خانتها دموعها لقد كان حديثه من اكثر الاحاديث الموجعه التي وُجهت اليها في حياتها..
تباً لهذا النصيب كيف وضعها بيد من لم يقدرها .
كيف تركت من خطبوها وكان فيهم من هو أكفأ منه.. لتسقط بين يدي من جرحها واهانها منذ اول لقاء!!
تجاهلت طرقات الباب ونداءات اختها وعمتها… حاولت ان تتجاوز هذه الليله لتنام بسلام ولكن هيهات..
نفسها لم تعتاد سماع الاهانه، كان ماسمعته من أدهم كفيلاً بأن يسهرها قهراً ليالٍ طويله وليس هذه الليله فقط..
،
.
،
،
.
بداخلها فضول… هل انتهى كل شيء، هل هذا حقاً زواج الشموس !!
كيف يتم بهذه الطريقه الباهته؟!
ضلت تعيد لقطة الفيديو مراراً..حتى دخلت اليها ليال وهي تجد باب غرفتها مفتوح/للحين صاحيه؟
رفعت نيفادا رأسها/شوفت عينك
تقدمت لها وجلست بالقرب منها وهي تطل في شاشة هاتفها/وش قاعده تناظرين؟… وريني
ابتسمت فهي لم تعتاد فضول ليال ولا حتى سهرها/غريبه سهرانه للحين يا ام النظام
اخذت الهاتف منها وهي ترى اللقطه من جديد/يالله مافي صوت واضح.. ابي اعرف وش قالوا
استغربت اكثر/انتي كذا وحده ثانيه ما اعرفها.. وش عندها الليله سهرانه وفضول
اغلقت ليال الفيديو وهي تلتفت اليها/امسحي الفيديو او حطيه بميموري ثانيه وخليها بالغرفه..مابي بكرا صور اختي بكل مكان
نيفادا بابتسامه/طيب.. وش مسهرك ماقلتي.. فضفضي لي تراني متفرغه لكم
تنهدت ليال/اختك من الملكه ما طلعت من الغرفه ولا ترد علينا.. هي كانت تتبسم وهو بعد يبتسم وهم يتكلمون مع بعض.. ليه تهرب كذا؟!!
حاولت استنتاج شيء ولكن دون جدوى/والله ما ادري.. اختك صايره غريبه.. هاللحين مادري شلون بفتح معها موضوع سفري لاسبانيا
تغيرت ملامح ليال وهي تلتفت اليها بلهفه/من جدك بتروحين
نيفادا بعزم/بعيش هناك عند أمي.
إلتزمت صمتها مرّه اخرى وهي تقف وتشعر بدوار يلف رأسها.. تكاد تسقط لولا جلوسها مره أخرى/بسم الله
خافت نيفادا وهي تراها تغطي،عينيها/ليال وش فيك يا بنت؟
حاولت ان تسيطر على نفسها وهي تقف مره اخرى/مافيني شي.. بس لأني وقفت فجأه ..تحصل لي دايماً..يلا تصبحين على خير حبيبتي
ودعتها نيفا وهي تستغرب حال ليال.. حين تحزن او تتوتر تسقط..لابد وانها حزنت من اجل فراقها، لكنها تريد والدتها ، لو كانت لديها والده لعرفت حاجتها.. ولن تتركها. يجب ان يعذروها.
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع
يومٌ آخر.. في مكان آخر..
في مطبخها تقف وهي تتأمل غليان القهوه على النار تماماً يشبه غليان آخر داخلها..!
للتو اخبرتها اختها ساره بأن أدهم قد عقد قرانه منذ ايام على ابنة عمه..كما اخبرها قاسي..
لم يعد بوسعها الصبر وهي تفكر به كيف ستحضنه غيرها.. قد كانت اخر من طلب وقد كانت الحب والحلم واللهفه والدموع والضحك ..قد كانت كل شيء بعالمه.. لم يعجبها ان تحل اخرى محل ذكراها في قلبه الذي احتفظ بها كثيراً..
دخل وهو يراها تقف امام الفرن تبدو غاضبه، هي محقه، مدى تستحق الافضل، يجب ان لا يشك في حبها له.. لابد ان يحترم رغبتها في ان تكون اميره في منزلها،سيفاجئها بما يعتقد انه سيسعدها.. تقدم اليها خطوتين..
شعرت به يعانقها من الخلف، لم تصدر اي ردة فعل.. كانت ميته كشجرة جوفاء واقفه/منيف ابعد بليز
لن يلومها كان قاسياً في الفتره الماضيه، ضل ممسكاً بها وهو يهزها بهدوء، يريد ان يصنع ذكريات جديده معها/ماراح ابعد.. لين تقولين سامحتك يا منيف،
تنهدت/كذا ببساطه يا منيف؟ فجأه تتغير علي .وفجأه تبي رضاي؟!!
أدارها نحوه وهو يمسك بكفيها/واللي بيتغير علشانك.. وبيجيب لك شغاله تخدمك.. وتريحك..وراح نسافر نتمشى
ضلت تتأمله وهو يتحدث ويخبرها ما سيفعله لتكون راضيه.. "ليت الرضا يُشترى"..لما غلبت..
استيقظت على هزه ليدها/همم
ابتسم بسعاده/حجزت لنا في العطله لتركيا ومن تركيا لالمانيا انا وانتي وبسس، حياتنا لازم تتغير للاحسن، بنخلي العيال عند أمي، هي اصلاً تبيني اخليهم عندها من زمان.
ليس بوسعها الرفض ولا القبول،،هي ميته معه هنا او هناك، ذلك النابض خلف الحنايا اسيرٌ لمشاعر ظالمه..!
كم تشعر بالسوء من نفسها ومن مشاعرها ومن علاقتها البارده بزوجها..، قلبها مريض بغيره.. وليس هنالك من دواء!!
.
لم يراها منذ تلك الليله.. حرص ان يكون بعيداً لا يعود للمنزل سوى وقت نومه.. وكأن صوتها تلك الليله ونظراتها تقتله.. !!
عاد من الخارج وهو ينادي بصوته الجهوري حتئ ينبه البنات ظن ان رواد بصحبة اخواته.. ليجد رواد يجلس وحيداً وبيده كرة قدم/افاا من مزعل رواد؟!
ألتفت اليه غاضباً/شموس تقول لا تلعب داخل.
ابتسم وهو يحاول إرضاءه/طيب هي صادقه،لا تلعب داخل إلعب في الحوش ، داخل بتكسر الاثاث والمرايا
تنهد/ماعندي احد اخاف اطلع فالليل لحالي
نزع شماغه من على رأسه واخذ الكرة من رواد/يخسى الخوف وانا ابو ساره، يلا قوم بلعب انا وياك برا فالحوش.
خرجا للعب في حديقة المنزل واطالوا الركض واللعب حتى انه نسي كم الوقت..
،
خرجت من غرفتها للإطمئنان على اطفالها ..قد تركت رواد امام شاشة التلفزيون.. لم تجده ذهبت الى غرفته علّه نام ،لكنها لم تجده.. ذهبت الى غرفة اميره لتجدها نائمه..!
خافت اكثر ليس من عادة رواد ان يخرج ليلاً هو يخاف الظلمه لوحده... اتجهت الى النافذه المطلّه على الحديقه لتراه يلعب مع أدهم كرة القدم.. نظرت الى ساعة معصمها واستغربت.
نزلت من الاعلى تريد احتساء قهوه بعد ان جافاها النوم.. ككل ليله منذ ارتبطت به.. لترى ام رواد تطل على الحديقه عبر النافذه من خلف الستاره، واستغربت/ام رواد وش عندك صاحيه لهالوقت؟!
التفتت اليها/استفقدت ولدي ومالقيته داخل.. بالاخير سمعت صوته بالحديقه مع أدهم يلعبون كوره!!
استنكرت وهي تنظر لساعة معصمها/بهالوقت؟!! هالأدهم هذا اظن انه ماهو صاحي..
لم يعجبها نبرة حديثها عن أدهم/الشموس يا قلبي.. لا تتكلمين عن زوجك بهالشكل.. هاللحين احترامه من احترامك..
ابتسمت لها/يا طيبة قلبك يا ام رواد.. انا رايحه اجيب اخوي من برا..
نظرت الى لبسها وهي تنوي الخروج/بتطلعين له بالبيجامه؟!!
اكتفت بالابتسامه وهي تخرج اليه، منذ اسبوع يغيب ويتهرب عنها بعدما قاله لها من حديث بعد عقد القران.. ما اكسبها بروده من ناحيته فهي لا تنتظر منه شيئاً،، وقفت بعيداً وهي تراقبهما قليلاً و تراه يلعب بملابسه الداخليه فانيله وسرواله الطويل، لم ترى هكذا قبلاً ، كتمت ضحكتها/ما شاء الله يا رواد!!
توقفا وهما يلتفتان اليها..هذا المره ايضاً تخرج له ببيجامه،ماذا تقصد؟!! لا يخفي ذلك جاذبيتها التي تأسره.. لم ينطق بكلمه واحده وهو يرى رواد يركض اليها..
رواد برجاء ممزوج بوجه مبتهج/شمووس تكفيين خليني العب شوي مع أدهم
هزت رأسها بالنفي/روااد كفايه لعب.. يلا روح نام امك تنتظرك.. أدهم ماراح يطير هذا هو هنا كل يوم ماله شغل هنا غير تلعب معه..
فهم مقصدها وهي تخاطب اخيها/يلا روح يا رواد وكل يوم بلعب انا وياك هنا،بعد وش تبي
اتسعت ابتسامته وهو يرمقه بسعاده/ان شاء الله يلا بروح انام.. سلام
بادله أدهم الابتسامه/سلام..
قررت اللحاق بأخيها لتدير ظهرها بعدما نظرت اليه بلا مبالاه مصطنعه،
اراد ايقافها ولا يعرف ماذا سيقول/شموس
التفتت اليه بحاجب موفوع/الــشموس.. لو سمحت!
ابتسم بسخريه/وش الفرق بينهم؟كلها جمع تكسير
امسكت بيد اخيها حتى لا يذهب بدونها ويتركها معه/الاوله جمع شمس ولاهي انا.. اما الثانيه "تفسر وضعي معك ومع غيرك"..عن اذنك.
لم يعلّق..ضل يتأملها ذاهبه وهو يفكر بما قالته من فلسفه، ماذا تعني بما قالته "تفسر وضعي معك ومع غيرك"!!
أغاظه ان تجمعه مع غيره في وضعهما الخاص..
لماذا لا تكترث به، لماذا ابتسمت تلك الليله امام الجميع!
كيف لها ان ترد الدين ببرودها؟!!
كم تستثير فضوله تجاهها.. كيف يفتح معها موضوع علاقتهما بعد الطريقه التي تزوجا بها؟!!
ترك المكان وهو يتجه لغرفة المكتب المخصصه له..نزع ملابسه وهو يقف تحت تيار الماء البارد بعد اللعب وبذل مجهود..آن الآوان له ان يكوّن عائله لكن كيف سيمرر رغبته لتلك المتعاليه بدون ان تفتعل نقاشاً يثير غضبه ويستفزه لفعل مالا يريده..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع
خرج من عيادة الجراحه .. وهو يتجه للمعمل.. يريد اكمال اعماله البحثيه قبل العوده للمنزل.. هو مقبل على اختراع مهم للجراحه ويجب ان يكثف عمله حتى يستطيع تطبيقه ومن ثم الاعلان عنه.
رن هاتفه و عبس بعد رؤية اسم المتصل، هذا المدير لن يدعه يكمل ما يريده،لن يتركه ينجز بحوثه في علم الجراحه/نعم استاذ راشد؟..
على الطرف الآخر/دكتور وليد اضفنا اسمك مع اطباء للتعاون في مستشفى اخر.. دوام جزئي تأدي فيه عمليات.
استنكر طلبه/بس جدول عملياتي و دوام عيادتي انتهى ورايح مختبري يا ستاذ راشد!!
راشد باسلوب أمر "فض"/اذا منت حاب تترحل.. انجز مهامك افضل لك .. اترك عنك البحوث اللي من سنين محد درا عنك . سلام
اغلق هاتفه وهو محبط، كيف لشخص بائس ومحبط مثل راشد ان يكون بمنصب مدير مستشفى! ، اي حظ جعله تحت إمرته، من هو ليهدده بالترحيل عن وطنه؟ هو انسان ذو قيمه ومهنه عظيمه لا يجب ان يأتي من يقلل من شأنه ويهدده !!..
استغفر ربه وهو يفكر بحقيقة واقعه، عاد مجدداً الى عيادته.. جمع اوراقه المهمه في حقيبته ورحل.. يجب ان ينظم وقته فهو بات يعمل في مكانين مختلفين في نفس الوقت!!
ما يجعل في النفس غصّه ان هنالك مدير أخرق يعامله كسباك وليس طبيب جراحه.. ليس تقليلاً في مهنة السباكه.. ولكن طب الجراحه يتطلب الحفاظ على حياة البشر!
.
وصلت عملها باكراً كعادتها ..لكنها صدمت بصراخ احد الاطفال، هي تعرف صوته جيداً، ذلك طفلها هي،
تركت ما بيدها وهي تتجه لناحية الصوت..
لتجد طفلها ذو البشره السمراء الداكنه الذي لطالما اشرفت عليه ثلاثة اعوام يسد اذنيه بيديه ويصرخ خوفاً وهو يحشر نفسه بزاوية الفصل لترى المعلمه الجديده/ايش صاير هنا
المعلمه/والله ماني عارفه دخلته الفصل مع الطلاب وناديته ما رد عليه جيته واخذت شنطته علشان ارتبها وفجأه صرخ
اتجهت اليه مهدئه له فهي تعرف ما اصابه/حبيبي وسام!
وسام..!!انا موجوده ياقلبي
كان يغمض عينيه ويصرخ ولكنه هدأ بعدما سمع صوتها ليعانقها بشده وكأنه يدفن نفسه في صدرها..
اعتاد ان يراها دائماً ولكنها منذ اسبوع تغيب عن المركز للتدريب معلمات للتعامل مع اطفال التوحد..
ألتفتت الى المعلمه وهي تعاتبها/الله يسامحك، كيف تغيرين كرسيه والفصل اللي كان فيه.. حرام عليكم فجأه تغيرون كل شي حوله وماتبونه ينهار بهالشكل، احترموا حالته
مازال متشبث بها بشكل يجعلها تحزن عليه بادلته العناق وهي تحمله و تأخذه معها لمكتبها و تضعه في مكانها وتهدئه، ابتسم بدموع.. وهو يشعر بالراحه بعد التوتر السابق.. تركته في كرسيها واعطته لعبته التي تعود عليها وضل صامتاً..
وقفت وهي تراقبه بحزن وبقلب أم، مازالت تتذكر اليوم الذي قدم هنا كان بعمر الثلاث سنوات من دار رعايه اخر والجميع يشكو منه لغرابته، كانت هي من اعتنت به و شخصت حالته مما دفعها لدراسة حالات التوحد والقراءه عن هذا المرض ، كان ذلك غريباً عليها في دار الرعايه هذه، وسام طفل لقيط كبقية الاطفال في الدار ولكن حالته النادره جعلتها تنصب نفسها أمه، فأحبها بتعلّق..
.
منذ ساعات تضع كمبيوترها المحمول بجانب التسريحه و هي تحاول ان تطبق ما تراه من كورسات تعليم اساسيات الماكياج في هذه الفتره قبل ان تطلب من اختها السفر.. قررت ان تفعل ما اقترحته عليها دانه ستتعلم الماكياج وستصبح افضل من "الميك اب ارتست"انفسهم..
بدأت بحماس..كل شي يسير بدقه.. حتى وصلت مرحلة "الآيلاينر"…
توقفت ثم اخذت نفساً وبدأت بوضعه.. ولكنها فشلت..
ميلت شفتيها بإحباط، كانت حقاً تريد تعلم شي ووضع رتوش كما تفعل البنات.. نظرت للساعه بتملل ثم اخذت المناديل المبلله لتزيل هذا العبث في وجهها.. ثم مسحت كل ما وضعته.. انتهت من العبث في غرفتها وهي تحاول ان تفعل ماتفعله اختها ليال، لم تفلح كل محاولاتها بأن تتعلم كيفية وضع الماكياج.. يجب ان تتعلمه على غيرها ..لفت نظرها "بخاخ" غريب لونه ذهبي في الصندوق.. حاولت قراءة ماعليه ولكن مكتوب باللغه الفرنسيه، تُرى ما وظيفته وماذا تستخذمه ليال له؟!!
سمعت صوت اختها اميره تناديها لتبتسم هذه من ستكون فأرة تجاربها.. اتجهت لباب غرفتها وتفتحه/امووره تعالي قلبي
خافت فهي لا تناديها بهذا اللطف الا وتنوي افتعال مقلب بها/نعم!!.. مو اتفقنا مع رواد ننزل نلعب معه..والا نسيتي
ابتسمت وهي تمسكها من معصمها وتدخلها الغرفه/تعااالي بس ..خلينا نلعب زي البنات شوي..
شهقت اميره وهي ترى صندوق ادوات مكياج ليال/يا وويلللكك ميك اب لياال
اغلقت الباب حتى لا يسمعها احد/يالخبله.. ماراح نخربه.. بس بمكيجك زيها وبنرجعه.. Ok
كانت تبحث عن عمتها هند لوجود ضيفه عند الشموس ، لكن اعجبتها الفكره وهي تجلس على كرسي التسريحه امام المرآه/يلا..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع
برفقة "هدى" صديقتها المقرّبه و الوحيده التي رافقتها طوال سنوات دراستها لكن الفرق ان هدى تزوجت و انجبت..بينما لم تزال الشموس عازبه!
هدى بندم/تكفين سامحيني على قل الوصل من توفي ابوك معاد جيتك..اعذريني كنت مرافقه مع امي بالمستشفى تعرفين طاحت علينا وانكسرت الله يشفيها، ومابين عيالي وابوهم،
الشموس بابتسامه/و الله عاذرتك ،صدقيني بعد هالظروف اللي مريت بها والضغط اللي كان بالفتره الماضيه عذرت كل شخص مازار او ما اتصل، الواحد مايدري وش ظروف الناس المهم بشريني عن الوالده
هدى بحزن/والله يالشموس تعرفين طيحة كبير السن شينه.. وهي تستحي بعد عمري.. قعدت حولها ولا خليت الخدم يقربون منها.. والحمدلله احسن من قبل وبدأت تجلس
تغيرت نبرتها/ياعمرري عليها، وانا بعد مقصره مازرتها،باذن الله بكره ازورها
ابتسمت هدى لتغيير الموضوع/بشري انتي وش هالعلوم اللي انتشرت صدق تزوجتي من وراي؟!
ببرود/ايوه
استغربت/وتقولينها كذااا، شلون ماتعزمين هدوش اللي ماخشت عنك شي
ضحكت/حيلك يا بنت ملكتي بدون حضور بس مأذون وشهود واهل البيت .اما الاستقبال بعد بكرا حياك الله اظن وزع أدهم كروت الدعوه
رفعت حاجبها باستنكار/ما كنتي ناويه تعزميني يا بنت راكان؟!!
وقفت الشموس وهي تأخذ الطفل الصغير الموجود في عربته/ياحبك للتشره يا هدى ماتغيرتي، الاستقبال بعد بكرا مهو اليوم، خلني اسولف مع حمودي احسن
هدى بعتاب/وحتى لو بعد بكرا متى يمديني اجهز هااااه، مااالك عذر
التفتت اليها باحباط/هدووش لا تصيرين اووفر بلييز، ماحب الحريم اللي يتشرهون واجد عاد، شبلاك تغيرتي
ابتسمت هدى اخيراً/والله لو مااني فرحاانه وماني مصدقه انك بتزوجين كان زعلت، لكن اخيراً رفيقتي بتتزوج ولد عمها وبيبطل زوجي يهددني بها
ضحكت غير مصدقه/اما للحين يهددك بالزواج مني،ماتغير فهد
هدى وهي تضحك/اسسكتي نشب بحلقي اليووووم بسكته بخبر زواجك كود يسكت، ذبحني كل يوم شخبار الشموس حبيبتي ومتى بتقرر تتزوج واحجزيها لي
الشموس بابتسامه/هدى نصيحه حافظي على فهد ، ترى مافي هالايام رجال خفيفين دم مثله
بابتسامه جانبيه/حتى أدهم ؟!
لمحت عمتها هند قادمه لتعدل جلستها وهي تعيد طفل هدى لمكانه و تبتسم لها/هاتي فنجالك بالله
مازالت هند غاضبه مما تفعله الشموس بصمتها طوال الوقت، اتجهت بالسلام على هدى/حي الله هدى..
هدى بابتسامه/الله يبقيك ويحييك،هلااا بام شهد عاش من شافك
هند بابتسامه/عاشت ايامك، افا جيتي ولا احد قاالي افا عليك يالشموس
الشموس/بس انا ارسلت لك اميره تناديك ،وين راحت هالنتفه
هدى/ماعليه هذا انتي جيتي بسهر عندكم وبزهقكم لا تخافون
الشموس وهي تقف/انا رايحه لام رواد بالمطبخ اساعدها
ذهبت وهي تحاول عدم الاحتكاك بعمتها هذه الفتره، في الحقيقه لا تريد الاحتكاك بمن في هذا المنزل، هي لم تتجاوز بعد كلمات أدهم الموجعه،،، ليس دائماً نستطيع تدارك مواجعنا، بعض الاوجاع تضل موسومه بالقلب، تخرج مع كل تصرف لا إرادياً، تتطلب منا جهداً ووقتاً لتزول اثارها.. وربما لا تزول!
مهما حدث لها..هو من بدأ واعلن رفضه لها، لذلك لن تهين نفسها له، ولن تعلن رفضه.. لتكن هدنه والبادئ عليه تحمل نتائج ما فعله..
،
.
،
،
،
.
حاول الاتصال برفيق دربه "وليد" ولكنه تعذر منه بعمله الاضافي..
ضل في ذلك المقهى كعادته حينما يضيق من مجتمع الاعمال و صخب الحياه..جلس يحتسي قهوته بسكون..
يؤرقه انشغال قاسي، ليست حقيقه انه قطع اجازته ثم عاد لعمله، يتصل به ويأخذ اخباره.. لكنه لا يصدق القول في مكانه.. اين ذهب ليس في الخرج ناصر يؤكد له ذلك..
اين ذهب قاسي يا ترى؟!ماذا فعل به الفقد؟! تمنى ان لا يذوق صاحبه مرارة الدنيا بعد طفله..قاسي يستحق ان يعيش سعيداً هو كان اباً مثالياً جداً..وماحدث لطفله بالتأكيد صدمه!
وقف يريد الخروج ..رن جرس هاتفه واذا به المحامي صالح استغرب ماذا يريد منه وهو للتو انتهى من اجتماع معه في الشركه!!
قرر ان يجيب اتصاله وهو يخرج ويركب سيارته/هلا بوعبدالهادي
صالح على الطرف الاخر/هلا أدهم.. ابو هند الله يصلحك ماعندي غيرها.
ضحك أدهم/ارحب يابوهند.. السموحه ماكنت ادري
على الطرف الاخر من الاتصال،تردد/وينك يا أدهم ؟!بالبيت؟!
أدهم/لا والله بعيد عن البيت خير فيه شيء
تنهد صالح/لا خلاص خلها بعدين..يعطيك العافيه
اغلق أدهم الهاتف وهو يستغرب،لم يفهم ما قد يريده، لربما اراده في عمل ما.. لم يستطيع التركيز سوى من في المنزل وبالشموس التي جعلته يفكر ملياً بردها البارد تجاه حديثه الجارح.. كم كانت لئيمه في برودها!!!.
لاحظ ان هنالك سياره سوداء يبدو ان سائقها اعمى او ضعيف نظر! .. ليست المره الاولى التي يصادف سيئي القياده.. ترك التركيز عليه..
مازال في حيره من امره و محرجاً من العوده للمنزل، مازال يشعر بالتشتت فيما يجب ان يفعله، مازال ينتقد تصرفاته التي تصدر منه،لماذا يفقد زمام اعصابه حين يلتقي بها مازالت نظراتها امامها وكلماتها يرن صداها في اذنه..
لاحظ ان صاحب السياره يرغمه على التوقف او يشغله عن القياده حتى جعله ينحرف بسيارته، رغماً عنه والا فإنه سيفتعل حادثاً لعدة سيارات غيره..
حدث ما حدث صرخ وهو ينطق الشهاده ويتجه ناحية حفريات لاعمال صيانة الطريق. !!!
.
،
في منزل آخر.. في العليا..
اغلقت هاتفها من والدتها وهي في المطبخ تحضّر قهوتها مع والدها.. خرجت متجهه اليه يبدو سارحاً ليس والدها الذي تعرفه،وضعت القهوه امامه وهي تبتسم/اللي ماخذ عقلك يابو هند!
ابتسم وهو يرى مدللته/ارحبي يا بنت ابوها
ابتسمت وهي تشاكسه/ما انتبهت لي الا بعدما جلست .وين كنت غادي.. اعترف لي
ضحك من تعليقها/مارحت مكان.. انتي طولتي بمكالمتك..
سكبت له فنجان قهوه وهي تقدمه له/ابد كنت اكلم امي..
ارتشف قهوته وهو يحاول ان يجاريها/وش علوم هل ابها ..امك و عيالها وخوالك
ارتشفت قهوتها وهي تجاذبه الحديث/بخير الحمدلله امي نزلت مع زوجها وعيالها بيتهم الجديد ما شاء الله و تعزمني لاستقبال بمناسبة المنزل الجديد
ابتسم/ما شاء الله.. ع البركه.. و انتي ودك تروحين تحضرين والا؟
ارمشت تتصنع البراءه/اذا ماعند ابو هند مانع يوديني جعله يسلم
ضحك من طريقتها/متى استقبالهم هذا
ردت بسعاده قد اشتاقت لوالدتها/السبوع الجاي..
بابتسامه/ابشرري.. كم عندي بنت انا
عبست فجأه/وحده للاسف.. متخيل انك رجال وسيم و وش ملحك ماعندك زوجه و ماعندك غير بنت مسكينه وحيده مالها اخوان بهالبيت الكبير!!
ارتشف من فنجانه وهو يعرف تلميحاتها، لكن تلك التلميحات باتت تعجبه بعد خبر طلاق هند المناع/وسيم هااه!.. تبيني اجيب لك زوجة أب.. تضايقك!
ابتسمت بخبث وضحكت/اهم شي تجيب لي اخوان.. بعدين ماتقدر تضايقني.. انا كبيره بنتهاوش احيان واحيان بنتصال
لا ينكر ان الفكره بدأت تداعب قلبه كثيراً، يكفيه صبراً لم يعد هنالك سبب يمنعه بعد ان اصبحت هند المناع حره من اي ارتباط/دامك تقولين كبرتي شرايك تخطبين لي انتي؟
اتسعت ابتسامتها وهي تسمعه للمره الأولى يذكر خطبته/ووشوو ما سمعت.. ؟!! ماني مصدقه
ضحك من ردة فعلها…… .
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع
ليلاً..
لم تستطيع النوم وهي لم تتأكد من عودته للمنزل.. لماذا تأخر اليوم.. اتصلت به كثيراً ولكن هاتفه مغلق..
اتجهت لغرفة الشموس لعل لديها خبراً عن مكانه او تعرف سبب تأخره!..
طرقت باب الغرفه وهي تحاول فتحه، لتجدها تقف امام النافذه بيدها هاتفها وكأنها كانت تتحدث مع احدهم.. مازالت مستيقظه ولم تلبس بعد ملابس النوم/الشموس!!
إلتفتت اليها/خير عمتي.. ليش للحين مو نايمه.
هند بقلق/أدهم للحين ما رجع.. ماعندك خبر عنه
لم تستطيع اخبارها بالحقيقه لربما ستصعق/ايوه هو ارسل لي وقال انشغل و قال بعد بطارية جواله علئ وشك تخلص، علشان ما نقلق عليه.. وانا نسيت اقولك..
لم ترتاح/الله يستر.. صرت اخاف من اي تأخر والله
لم تلومها.. ابتسمت لها/عمتي انا جوعانه و مشتهيه شوربه من يدك.. شرايك تسوين لي شوربه او تعالي علميني كيف اسويها
استغربت توقيتها/بسم الله وش هالمزاج.. بعدين توك متعشيه من ساعتين ما امداك
امسكت بيدها وهي تخرج معها/تعاالي بس مشتهيتها.. انتي بس علميني الطريقه وانا بسويها وروحي نامي ماعليك
ذهبت معها للمطبخ وبدأت في تحضيرها.. كانت في كل مره تنظر لساعة معصمها.. ولم تلاحظها هند التي شعرت بالنعاس ثم رحلت لغرفتها..
،
.
دخل بصحبة وليد الى باحة القصر..أمره بالتوقف وان لا يدخل بالسياره اكثر فتكون عمته هند تنتظره وتسمع صوت السياره، يعرفها ويراها تراقبه دائماً..
نزل بعدما ودع وليد ثم دخل غرفة المكتب من باب الحديقه كعادته..
جلس مرهقاً بثوبه المليء بالدم وشماغه على كتفه وجرح جبينه المغطى بالضماد الطبي..
لحظات ليسمع صوت باب المكتب يُفتح وتدخل وهي تدفع طاوله صغيره متنقله..دخلت فأغلقت الباب وهي مصدومه من منظره بالدماء وضماد رقبته/الحمدلله على سلامتك!!
اخذ نفساً مريحاً/الله يسلمك..
سألت بقلق/كيف صرت هاللحين؟! ووين صدمت؟!
ابعد شماغه عن كتفه وهو يحاول الاسترخاء/يالشموس تراني دايخ مالي نفس تحقيقات
اتجهت اليه بخوف، يبدو متعباً/طيب رحت المستشفى؟!سويت اشعه لجسمك وراسك؟!، ترى اذا ما سويت لازم تسوي
اغمض عينيه/يالله..رحت المستشفى وسويت كل شيء الحمدلله مافي غير كدمات بسيطه بالرقبه وحطوا لي هالللف وبس
رحمته وهي تراه هكذا/طيب قووم تسبح و غير لبسك، بعد ساعه بيأذن الفجر وبتجي عمتي هند تقومك لا تخليها تنصدم من منظر دمك ووجهك
فتح عينيه ونظر اليها/وش فيه وجهي
نظرت اليه بتأمل،هنالك جرح على جبينه فوق عينيه الناعستين/وجهك يخوف وش صارلك بالضبط
وقف بارهاق وهو يتجه الى اريكته المعتاده لينام/انا بنام مافيني حيل ضليت داخل سيارتي بحفرة الطريق ساعه وانا متعلق، حسبي على حفرياتهم وعلى الغبي اللي حدني بسيارته لين تسبب علي
خافت فتلك الحفر تشكل هاجس في زحمة الرياض/يمااه طحت بحفره؟! الحمدلله ماصار لك شيء
تحدث وهو يجلس/رحمه من الله طفت السياره اول ماطحت، و الا كان هاللحين صاير رماد بذيك الحفره
اشفقت عليه وهي تراه يحاول ان يجد وضعيه مريحه لجلوسه في هذه الأريكه/تصدق عمتي هند مارتاحت، كانت قلقانه عليك، مارتاحت لين قلت لها انك رحت للخرج وبتنام هناك، استغليت الفرصه وخليتها تساعدني بعشاك،يلا قوم ذوق شوربة البروكلي،
استغرب تغير معاملتها،هذه ليست الشموس/وكأنك مسويتها!!
ابتسمت بسخريه/من قدك، الشموس دخلت المطبخ علشانك؟!
ابتسم هو الآخر بسخريه ايضاً/بتقنعيني انك مهتمه بي
ردت له الابتسامه بنظرات حاده وهي ترفع حاجبها وتلمّح له/مافيها غرابه "واجب" زوجه تجاه زوجها حلالها ..البلا من اللي تعدى على شيء ماهو حلاله!!
هي محقه كان تصرف خارجاً عن شخصيته..سكت وهو يعجز عن ايجاد الراحه في اريكته المعتاده/انا شكلي بطلع لشقتي، ابي ارتاح بسريري هالويكند وانتي صرفي عمتي ..و بكرا ان شاء الله بتصل بها
لم تحبذ ان يبتعد ليبحث عن الراحه في مكان آخر وهو قد تزوجها، تشعر ان ذلك ينتقص منها هي ويسلب حقها فيه وان كان صرّح بأنه لا يريدها/مايمديك تروح لمكان
استغرب رفضها وهو يحاول الوقوف/لا يكون بتمنعيني؟! انا ماني مرتاح بهالكنبه
بجديه/ظهرك تعبان وجسمك مكسر من التعب، شلون بتسوق سياره.. ارتاااح الليله و خلص هالشوربه كلها والصباح رباح بلا عناد اطفال ترى ماراح اكلك
استغرب إلحاحها، بالتأكيد هي تشفق عليه، ابتسم ليحرجها ثم اعتدل جالساً وهو يرتشف الشوربه بملعقته/اخاف ناويه تنوميني بغرفتك؟!!
تكتفت بابتسامه جانبيه/قلت لك لا تخاف ماراح اكلك.. بوديك غرفة اخوي نايف الله يشفيه،و بترتاح بسريره.. يلا خلص اكلك ..
اخذ من الشوربه كفايته.. ثم وقف وهو يمسك بضماد الرقبه/بس يعطيك العافيه شبعت..
عبست/ما اكلت شي!!
مازالت رقبته تؤلمه وهو يحاول يخفي ذلك/ماكنت ابي اذوقها بس لأنك تعبتي نفسك قلت اكل شوي…
شعرت به، كل مايحتاجه هو سرير مريح فقط وهدوء/اوكي، وراااي لغرفة اخوي وبدون صووت.. ويا ويلك ان طلعت منها بدون تتصل بي، البيت كله بنات محد محرم لك غيري و عمتي فاااهم
ابتسم وهو يراها بوجه ونبره اخرى غير تلك العابسه التي سبق وعرفها، هز رأسه بالموافقه/فاهم.. يلا بس وديني جسمي مكسر و داايخ يا بنت
اوصلته غرفة نايف ومازال بداخلها تساؤل تريد اجابته، لم تتحمل فضولها لتسأله/للحين مستغربه..
إلتفتت اليها/وين الغرابه
تسائلت/ليه اتصلت بي أنا وقلت لي عن اللي صار لك
رد بهدوء ابتسامه وهو يجلس على طرف السرير ومازال الضماد حول رقبته يضايقه/لانك الوحيده اللي ماراح تخافين علي ولا راح تشيلين همي، سواء صار لي حادث والا مت، قلت اعطيها خبر وهي ببرودها بتطمن عمتي هند.
لم تجد الرد، انتهى الكلام هنا، ابتعدت واتجهت الى الباب لتخرج وتغلقه، مالا يعرفه انها باتت تكره وتخاف كلمة فقد مره اخرى،..وان اي خبر فقد اخر لربما سينهيها..!!
وان لم تكن تحبه ولا تعترف بفضل وجوده، بداخلها لا تنكر ان وجوده يبعث الأمن لنفسها.
،
.
،
لم يرتاح قبل هذا اليوم في هذا القصر.. كل ما يحتاجه الآن هو سرير و وساده يسند بها رقبته مع رأسه و غرفه بارده وهدوء تام..تذكر ما قرأه في كتابها الازرق، الذي يؤكده برودها الذي يغطي تعاملاتها معه،كلما تعلق قلبه خُذل ،كم هو محروم قلبه، اغمض جفنيه بتعب ونام..
.
،
استيقظت باكراً وهي تشعر وكأن رأسها مثقل.. ليس من عادتها ان تستيقظ متأخره للساعه الثامنه.. والاكثر غرابه ان نيفادا تجلس على طاولة الفطور بصحبة ليال، سحبت كرسيها وجلست بخمول/صباح الخير بنات
نيفادا بابتسامه/صباح الورد mi tia
ليال/غريبه يا عمه قايمه بعدنا.. وش السالفه
تنهدت هند/مادري شبلاي..الظاهر القولون وين الشموس ماشوفها
نيفادا/بالمطبخ مع خالتي ام رواد تسوي فطور
استغربت/شبلاها الشموس،من امس تدخل المطبخ
ابتسمت ليال/شكلها حست بورطة الزواج، تبي تعلم كم طبخه
نيفادا ببرائه/يعني الوحده ما يصلح تتزوج لين تتعلم الطبخ بعد!! علبالي بس المكياج
هند بواقع تجربه مريره/والله يا بنتي سواءاً فنانه بالطبخ والا مزيونه اذا ماتوفقتي بالزواج وبالرجل الصالح هالامور مالها دخل..اعرف لك رفل وازواجهم قايلين بهم هه ، التوفيق من الله
نيفادا/ اشوا كنت بسوي زي البنات. واكرف زيهم
ليال/اهتمامات غيرك مو لازم تهمك يا نيفو يا قلبي كل واحد له اهتماماته واهدافه مو تشوفين وش العالم تسوي وتسوينه، يعني مثلاً اذا بتهتمين خلي اهتمامك لك انتي لان هذا يولد شعور بالرضا عن النفس..لا تهتمين بنفسك عشان ترضين شخص ثاني ابداً.
نيفادا بابتسامه لعوب/اجل تراني استخدمت مكياجك امس كنت ابي ادلع نفسي بس طلعت اعذبها والله.. سووري
عبست/وتقولينها مستاانسه بعد!!..
نيفادا بضحك/احسن ما تعلم علي اميره
سكبت لنفسها فنجان قهوه و بدأت بإرتشافه/يا بنات اسكتوا شوي خلوني اركز بفنجاني
نيفادا بسخريه وضحك/اللي يسمعك يقول بتسجل بلنتي ..وشو تركزين فيه
رفعت ليال نظرها اليها/فكينا من ظرافتك و انقلعي لافلام الكرتون حقك يالعربجيه
وقفت وهي ترفع اكمامها للاعلى/هالكلام لي انا؟!!
شهقت هند مستنكره لبسها الذي اتضح وهي تقف، لطالما منعتها منه/انا ماقلت لك لعاد اشوفك لابسه شورت وتتمشين به فالبيت كم عمرك انتي هاااه؟ ترى 16سنه يالولده
ابتسمت بعبث وهي تمد لسانها و تجلس مره اخرى/بكيفي بيتنا..و اسوي اللي ابيه..
قدمت من المطبخ خلفها الخادمه وهي تشير لأختها بالسكوت/بسسس اقصري صوتك يا بنت
هند/وين رايحه فوق انتي بهالفطور؟!!!
الشموس/بعدين اقولك.. سلام
استغربت فهي مهتمه بأدق تفاصيل الفطور من حيث الصحون والفناجين المستخدمه وهي من اشرفت بنفسها على تحضيره..!
لحظات لتأتي خلفها ام رواد وتجلس/صباح الخير.. ما شاء الله اجتمعتوا واليوم عطله!!
هند بفضول/وش عندها الشموس اليوم مصبحه على المطبخ؟
سكبت لنفسها فنجان قهوه لتجيبها مبتسمه/تبي تفطر زوجها يختي.. الواحد مايقدر يسوي شي بهالبيت لازم كلن يدري!!
استغربت هند/فووووق!!
ام رواد/ايه..
ليال بابتسامه/يازينها الشموس وهي مسويه مهتمه!
لم تستطيع تصديق ماتراه.. هنالك سر.. ماهذا التغير المفاجئ/انتم متأكدين ان حرارتها مو مرتفعه.. اخاف البنت مسخنه وانا مادرينا
ليال/ياحبكم للمبالغه.. تنتظرون الشخص يتغير ويهتم وان تغير وبدأ يهتم قلتوا شبلاه تغير!! عمتي هند اعقلي ترى عندك قولون
تذكرت نيفادا موضوعها المهم/الزبده يا جماعه بسااافررر لماما..
الجميع إلتزم الصمت..!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع
هذه المره الأولى الذي تشاركه صباحه انثى ..كان يلاحظ اهتمامها به منذ البارحه.. لم يخفى عليه اطلالتها عليه الفجر وقياسها لحرارته قبل ان توقظه من نومه/من البارح ما قصرتي معي.. مشكوره
سكبت له فنجان قهوه ثم قدمته له بهدوء/علشان تدري ان كلنا نعرف الفزعه،ماهو بس انت،،يعني لا تظنه اهتمام فيك ،ماسويت شي لعيونك.
ابتسم وهو يغزوها بنظراته لتكسر نظرها حياءاً وتعبث بخاتمها ذو الألماسه الصغيره لتتيح له تأمل الانوثه في اجمل و ابسط صورها،جرحها حقاً تلك الليله/ياليت كل الفزعات مثل فزعاتك.
لا تؤمن بتكرار الفشل، قد صرّح بأنه لم يتزوجها برغبه منه ولكن بناءاً على رغبة والدها،وذلك يغلق في وجهها كل ما يفعله لاجتذابها، قد اصابها في مقتل، و ليست كل الجروح تجد من يداويها/ليش تفك ضماد رقبتك، ماحطوه لك الا البارح..
عرف أنها تغيّر الموضوع، ولكن يجب ان يفاتحها بموضوع علاقتهما فغداً استقبال المهنئين لعقد قرانهما/مارتحت لين شلته، اتركك منه بس.. بكرا بقية العايله و الاقارب بيجون يباركون زواجنا..خلينا نفتح صفحه جديده وننسى اللي صار.
رفعت ناظريها إليه مجدداً وهي تستنكر طلبه بعدما صرّح به سابقاً/ما اعتقد ان زواج الفزعه يتعدا كونه فزعه و محرميه..يعني يمكن يستعيد اخوي وعيه بأي وقت وتنتهي فزعتك ودورك هنا.
كم هي ذكيه، ونبيهه/وان ما قام اخوك وش مصير هالزواج؟!
وقفت تريد انهاء هذا الحوار/الله لا يقوله.. اخوي بيقوم ان شاء الله.. بعدين انت قلتها ليلة الملكه زواجك مني كان فزعه ولا تبيني ولاني حلمك،.. انا راضيه بقرارك، لا اني ابيك ولا انت حلمي بعد، زواجك مني ماراح يتعدى فزعه ومحرم.. وتطمن ما راح اموت بدونك.. عن اذنك
استوقفها بصوته قبل ان تخرج/وووين رايحه بعدما رميتي الكلام.. وكأني كرسي قدامك!!
توقفت و التفتت إليه و بعينيها لمعة جرحه الذي يشع كشعاع الشمس ولكنه لا يراه، ارتفعت نبرتها قليلاً عن المعتاد/انت سبق و حددت علاقتي بك ليلة الملكه و انا ماقلت لك شي.. علشان ابوي تنازلت لك وبس لا تفكر اني ابيك ولاهم يحزنون، وش تبي بعد؟! وش باقي
كان جالساً ولكنه وقف واتجه اليها حاول ان يضبط اعصابه..ولكنها ذكرته بجملة مدى حينما اقصته من حياتها برفضها له"كنت بتزوجك علشان ابوي وبس لا ابيك ولاهم يحزنون" خرج من اطار اعصابه وهو يشير بسبابته بتهديد/لا ترفعين صوتك علي فاهمه؟!!..ثاني شي انا اللي احدد علاقتي بك ماهو انتي مفهووم؟ ان بغيتك وان ما بغيتك شي راجع لي انا وبس، ترى كيد الحريم وسوالفهم هذي ما اطيقها..
قاومت نزول دموعها أمامه بصدودها عن وجهه الغاضب ثم ابتلعت الغصه، لماذا يرفع صوته عليها، مالجرم الذي ارتكبته وماهو الكيد الذي رآه منها..لماذا كل هذه الحنقه؟!!
توتر من سكوتها وصدودها عنه وتهرّب عينيها، ليتحدث بغضب وهو يلف وجهها بيده الضخمه بالنسبه لنعومتها/ليه تحقريني هاااه؟ اذا كلمتك ردي علي لا تحسسيني اتكلم مع جدار!
تألمت من قبضة يده التي يحكم بها فكها، لم تشعر بدموعها وهي تنزل لم تستطيع الحديث وهو يقيّد فكها بيده..اي اهانه تتعرض لها !!
شعر بدموعها تبلل يده لينتبه لقسوته الغبيه ، تركها بسرعه، وهو يأمرها بحقد/انقلعي من وجهي.. مثلك مثل بقية الحريم وحوش ولو لبستوا قناع البراءه
رآها تخرج مسرعه .. جلس يسترخي وهو يستغفر، لم يكن يوماً قاسياً مع احد لماذا الشموس؟!،
لحظات لتدخل هند وهي متلهفه لرؤيته بعد رؤيتها للشموس تخرج مسرعه ومتجهه لغرفتها، قد اخبرتها ام رواد بما حدث لأدهم.. اتجهت اليه وهي تمسك بيديه/يمه أدهم بسم الله عليك شصاير لك
تنهد لم يود رؤية احد في هكذا حاله.. ولكن عمته هند لها مكانتها/لا تخافين يا عمه مافيني الا العافيه.. حتى ناظري
ابتسمت وهي تحتضن كفيها في كفيه بدموع/جعل عيني ماتبكيك يالغالي..
،
منذ دقائق تقف امام حوض الغسيل وتغسل وجهها مراراً، رفعت وجهها وهي تنظر لانعكاس صورتها في المرآه وتتسائل مالخطيئه التي ارتكبتها لتجازى بهذا الشكل!!
لماذا يعاملها أدهم بهذه الجفوه؟!
لماذا تلمح في عينيه شيئاً وتسمع من لسانه شيئاً آخر..!
لماذا يكون هادئاً ومتزناً امام الكل و يكون شخصاً آخر ًامامها!!
مالذي فعلته له حتى يعاملها هكذا!!!
كيف ستمرر له قسوته وتعيش معه؟
كيف تتجاهل تلاعبه بها؟!
نفسها لم تعتاد الخضوع،، ستريه كيد النساء الذي يحذرها منه، ستجعله يستعيذ منها بدلاً من الشيطان.. ولكن ستدع ليلة الاستقبال تمر بخيرها وشرها .
يجب ان يراها الجميع كما اعتادوا ان يروها..
يجب ان تحافظ على شخصيتها وان لا تبين لاحد اهتزازها من الداخل…
.
اخذت قهوتها التركيه كالمعتاد لتذهب للجلوس مع زوجة أبيها التي تجلس و تراقب الاطفال من خلف الشرفه الكبيره.. نيفادا بدأت تستعيد نشاطها وتعود للعب مع رواد واميره.. ابتسمت وهي تراها تلبس مايغضب عمتها هند ، لن تكبر أبداً تلك الطفله ..!
بداخلها تردد.. تريد طرح الموضوع الذي لطالما رفضه والدها/ام رواد!!
ابتسمت من نبرتها وهي تلتفت/يا نعم.. وش عندها ليال
ترددت قليلاً ثم قررت الحديث/انا حابه اجيب وسام هنا ودي اتبناه
تغيرت ملامحها فهذا الموضوع كان يرفضه والدها/بس يا بنتي مايصلح تبنينه.. يعني انتي حتى ماتزوجتي!
لم تقتنع/انا مابي اتزوج.. امداك تفهمين.. اوقفي معي يام رواد حابه اقنع الشموس و أدهم
ام رواد بواقعيه اكثر/لو بنت ماعليه يمكن نفكر شوي وانا بوقف معك بعد لكن الولد مصيره يكبر ماهو محرم لك، ساعتها بتستاثمين فيه وبنفسك بعد..
ردت بعاطفه/بس وسام للحين طفل ماكمل خمس سنوات، ماله احد.. لقيط ومريض بالتوحد،محد يقدر يتعامل معه كثري، الكل شايفه عبء على الدار.. والسبب مرضه
تنهدت ام رواد، ليال معها حق في التعاطف معه ولكن هنالك امور معقده كثيره/ليال يا قلبي افصلي بين قلبك وعملك.. طول عمري اشوفك عاقله و تفهمين الامور..
ردت بحزن/عاقله ..بس لي قلب.. وعملي يتطلب قلب وعاطفه اكثر من اي عمل ثاني… هالشي مرهق يام رواد ماهو هين.. الله يصبر هالاطفال ويعينهم ع هالدنيا..
شعرت بنبرتها وعذرتها/امين.
.
سمع ما حدث لأدهم من وليد.. خاف كثيراً على تؤامه وصديق طفولته، لم يستطيع البقاء منعزلاً..
دخل وهو يتجه للمجلس الخارجي يريد انتظار أدهم حتى يصل بما أنه اتصل به واخبره انه وصل للتو.. سمع اصوات اطفال يضحكون في خلف المجلس ليدفعه الفضول و يتجه لتلك النافذه المشرعه وتطل على الجهه الأخرى من باحة المنزل.. ليرى اطفال بصحبة فتاه تبدو اكبر ، تذكر تلك هي صاحبة الجاذبيه رغم قصر شعرها و مظهرها الغير متكلف، ولكنه استغرب ان تلبس هكذا، سروال جينز قصير يصل فوق الركبه وتيشرت ريال مدريد..، إلا ان ضحكاتها تشعل في قلبه نيراناً !
شاهد احدهما يعترض طريقها ويعرقلها لتشتمه بلغه لم يعرفها.. ضحكت بعدها والاخرى الاصغر سناً تلحق بها..
نسي نفسه وهو يراقبها تركض يميناً وشمالاً خلف الكرة..
ترك النافذه وهو يستعيذ من شيطان نفسه وهواه كيف يفكر بطفله بهذه الطريقه هذه بحق حقاره،
تنازعه نفسه للعوده ومراقبتها من جديد ولكنه حاول كبح جماح رغبته وجلس، اعتاد ان يتمالك نفسه، قد بلّدت ريم كل حواسه، وجعلته يكره التفكير بالارتباط ويخاف من الفشل..!
لحظات ليدخل المجلس وهو يرحب به/يالله انك تحيي ولد الخااال..
وقف ليسلم عليه/ابقاك الله. سلامات يالغاالي سلامات
جلس وهو يبتسم ويسمو على ألآم رقبته وجسده/يا مرحبا تو ما نوور المكان يا.. ا.. قاسي.. <<كاد ان يقول ابو خالد فتدارك نفسه
سمع ضحكاتها تقترب وكأنها ألحان تتسرب إلى أذنيه،اي انوثه رآها ويسمعها ما اجمل عالمها وضحكاتها...
شعر أدهم بالغضب وهو يسمع ضحكاتها ليتجه للنافذه ويصرخ بدون ان يراها/اللي فالحوش تدخل، والا قسم بالله يا نيفادا و .رواد لا تشوفون شيء ما يسركم يلااا انتي وياااهم روحوا
ترك الشباك وهو يجلس/شبلاك تناظرني ياولد
باستغراب/نيفادا وشو؟!
اخذ فنجان قهوه ويسكب له واحداً/بنت عمي الصغيره هاللي تلعب فالحوش، الله وكيلك ملقوووفه و ممرمطتني بالمدارس الله يصلحها
خاف ان تكون ذات سمعه سيئه/افاا وش مسويه؟!
ابتسم أدهم وهو يحتسي فنجانه ويسترسل بالحديث فهي طفله اصلاً/ام ظ،ظ¦ سنه هذي ماحد يقدر يغلط عليها ،ماخذه طبايع العيال، توها قبل فتره مكسره بنات فالمدرسه، غلطوا عليها وماسكتت خذت حقها بيدها واستدعوني علشان الهوشه ، قشرا ما ينداس لها على طرف..
سكت وهو يتخيل تلك الملامح البريئه والطفوليه ويسمع بتلك الشراسه!!، قلبه تعلّق وكأنه لم يرى انثى قبلها!!!
مايجعله مربطاً هو انه للتو خرج من تجربه فاشله مع إمرأه تعتبر بعمر النضج وفقد طفله بسبب اهماله. وهذه طفله لا يجب ان يجازف، سحقاً مالذي يفكر به، ماذا سيقال حينما يخطبها ، لابد وانه الطمع!!
لن يحتك بما يؤثر على علاقته بإبن عمته..
لاحظ أدهم سرحانه وعدم إحتسائه قهوته/يااا ولد قهوتك ثلجت!!
تدراك نفسه بتنهيده وهو يقف، يريد التهرب من افكاره ومحيط تلك الشرسه التي افترست قلبه/انا مستعجل بروح للخرج
استغرب/بكرا الاستقبال يا ولد وين رايح!!
كان يتهرب بناظريه/استجدت امور وامي تبيني باشغال اعذرني
لم يفهم تهربه/اجل الله يستر عليك
خرج من ذلك القصر شخصاً اخر غير ذلك الذي دخل، تباً من نظرة لم تجلب سوى الحسره،
تباً حتى الحديث عن قسوتها ومشاكلها تزيده ولعاً..!!!
لعن "قلبه" الذي بين اضلاعه.. وكأنه لا يتعلم ولا يفهم ولا يشعر بحزنه..!!
كيف له ان ينبض مجدداً بعد فقد خالد!!
.
خرجت من مطبخها بيدها قهوتها.. تأملت ممرات المنزل واركانه الموحشه.. كيف تعيش هنا بلا انيس ولا جليس؟
جلست في الصاله وهي تضع قهوتها.. أرادت سكب فنجان لنفسها ولكن بقلبها غصّة حزن فلا ولد ولا بنت حولها.. ولا جارات يحبون صحبتها… الى متى ستضل وحيده تترقب زياو ابنتها ساره كل اسبوع.. وذلك الولد الغائب من وفاة طفله.. وهجر اهلها لها بعد طلاق ابنتهم من ابنها!!
الوحده اقسى ماقد يواجهه المرء في هذا العمر..
ما ابشع الشعور بتقصير الابناء و وحشة الاقارب ونفور الجيران..!
تسائلت مالجرم الذي ارتكبته ليبتعد عنها الجميع؟
لحظات لتسمع صوت خطوات لم يخفى على قلبها الخوف، فهي باتت تستنكر الاصوات، لتقف خائفه/من اللي برا
دخل في هذه الاثناء يحمل بيديه اكياساً محمله بحاجيات المنزل/السلام عليكم يمه
ابتسمت بدمعه وهي تتجه اليه وتحضنه،كم نالت منها الوحشه/اشتقت لك يمه قاسي وين غبت عني
استغرب بكائها ولكنه عرف خطأه كيف يتركها وحيده، قرر انه سيأخذها معه للرياض.. ولعلها توافق على ذلك..
.
، ددخل وهو يناديها من اقاصي المنزل..شك انها تماطله فقط.. لماذا الى هذا الوقت.. لم يجدها في غرفتها..
اتجه الى المطبخ ليجدها تخرج اليه/حامد!!
امسك بيدها الى ساحة المنزل ، فوالده يجلس بالداخل ولربما سيسمع ماذا يقول/تعاالي معي
ذهبت معه وهي خائفه/وش فيك بعد.. مو سويت لك كل اللي تبيه!!
تكلم من بين اسنانه/البنت معاد تطلع من بيت اهلها وش السالفه.. متى هالحفله اللي تقولين هذي
شعرت بالسوء وهي تفشي اسرار صديقتها/أجلناها للسبوع الجاي.. وطبيعي ماتطلع هي فصلت وهالفتره مالها نفس تطلع اصلاً..
ابتسم حامد/اكيد؟
اكدته بشكل سريع/ايه اكيد.. وراح تكون هذي اخر ما بيني وبينك
استغرب نبرتها/شقصدك مافهمت
نظرت اليه باشمئزاز/ماتشرف يكون لي اخو مثلك، صدقني ان جيتني بعدها ما راح يمنعك مني غير الشرطه واللي فيها فيها
ضحك بسخريه/كذااابه ونصابه،لو بتروحين الشرطه وخايفه ليه تورطين صديقتك وتخونينها!! تفووه على صداقتكم يالبنات
بصق في وجهها وخرج ساخراً منها.. نزلت دمتعها حاره على خدها،ثم مسحتها بسرعه،هل يسخر من ضعفها أمام جبروته؟ هل يسخر من كونه يجبرها على الخيانه؟!! اللعنه على هكذا أخ.. والبراءه منه، والخلاص منه يالله قبل أن يؤذي نيفادا، هذا ما كانت تردده داخلها..
.
،
الليله تعتبر ليلتها.. "التمثيليه الكبرى"..يجب ان تتقن دورها بحرفيه، وقفت مبتسمه أمام مرآتها..بعينيها المزينه بلمسة كحل و بفستانها الأحمر القصير وفتحة صدره الواسعه، شيء يشابهها،
قررت جعل شعرها مسدولاً، فهي لم تسدله في حياتها لطالما كانت ترفعه ولم يرى احد طوله... تبدو مشعه بقرطين من الألماس.. و حذاء ذو كعبٍ عال..
دخلت هند بابتسامه تحمل بيدها "مبخره"وهي تراها تسبغ على نفسها من عطرها/ما شاااء الله يالشموس شعرك طاايل عن قبل!! متى خبري فيه؟ وش مسويه فيه انتي
ابتسمت بفتور وهي تأخذ منها المبخره وتبخر شعرها/ابداً ابعدت عنه المقص وطال.. حلو هالبخور من وين جايبته
بابتسامه/جايبته لك خصووصي عمتك لولوه، وجابت هذي بعد
* فتحت علبه صغيره لتضع من رؤوس اناملها وتقترب من الشموس، ووضعتها في شعرها وخلف أذنيها/هذي خمرية للشعر بعد
ذهلت من رائحتها/بخور وعطر يكفون..
ابتسمت لها وهي تغمز/يكفي لو انك من الضيوف ولكنك عروس.. الليله ليلتك وانتي نجمة المساء.. بعدين ليه نحرك فاضي ألبسي سلسال والا عقد
رفعت يدها بإشارة الاكتفاء/لا لا ..بليز انا كذا مخلصه..
دخلت اميره تستعجلهم/عمتي هند.. الشموس يلا امي تقول المعازيم وصلوا من زمان
ابتسمت هند/يلا يا بنت مشينا.. سرى الليل وانتي بهالغرفه
،
.
،
دخلت وهي تبحث عن بنات ال مناع تعرفهم جميعاً هي تحضر في مناسباتهم ..لترى ليال في استقبالها/السلام عليكم
ليال بابتسامه عريضه/ياهلا وعليكم السلام.. اهلاً ببنت محامينا.. استوحشناك يا بنت من زمااان عنك
هند بخجل/المعذره منكم كنت عند جدتي من فتره وتوني جيت الرياض.. الف مبرووك زواج الشموس وعقبالك يا رب
ليال وهي تصحبها لصالة الاستقبال الداخليه/مشكوره حبيبتي
نزلت في هذه الاثناء الشموس برفقة هند ..لتبتسم ليال بسعاده/وجهك خير وصلت العروس
ابتسمت بانبهار/ما شاء الله ربي يوفقها.. من هذي اللي معها؟ اول مره اشوفها!!
عذرتها ليال.. فعمتها هند قبل الطلاق كان يمنعها زوجها من زيارة اهلها..تباً لذكراه/هذي عمتي هند..
ابتسمت وهي تنظر اليها مره اخرى بعدما عرفت أسمها، تذكرت حديث والدها عنها وعن رغبته بها.
.
وقف يستقبل الضيوف والمهنئين بجانبه اصدقاءه المقربين واصدقاء الدراسه وابناء عمته لولوه..
بداخله مشاعر مختلطه لا يستطيع وصفها، هاهو يعرف له أهلاً وجماعه.. كل من يأتي يعرف بنفسه ..
الكل هنا من اجل الاحتفال به..
حضر احدهم متأخراً وتقدم اليه، ليقف امام أدهم بوجه يخلو من اي تعابير سوا حاجب مرفوع،مد يده ليسلم/السلام عليكم
ابتسم له أدهم وهو يشك فيه/وعليكم السلام
انتظر برهه ثم تحدث بنبره حاقده لم يسمعه سوا أدهم فقط الذي وقف له/ماجيت ابارك لك.. محد يبارك بزواج حبيبته.. لكن انتبه عليها وحطها بعيونك...يا ويلك لو زعلتها..
تجمد واقفاً مكانه.. ماذا بوسعه ان يفعل في وسط مجلس الرجال، وهو يرى ذلك الرجل يخرج بعدما اشعل النيران بداخل صدره.. و يتذكر ذلك الكتاب الازرق..كل شيء يبدو كالجحيم في عينيه الآن!!
انا الجفى.. ليه أخاف الناس تجفاني؟!
وانا الحبيب الذي من يعشق عيوبه
خبرت نصفٍ تعب من نصفه الثاني؟!!
بعضي رماد.. وبعضي نار مشبوبه
.
،
.
،
.
لم تعجبه نظرات ذلك الرجل لصاحبه..
اتجه اليه وليد مستغرباً، وهو يراه واقفاً بعد ذهاب ذلك الرجل/أدهم من هذا؟ ووش يبي ليه طلع بسرعه
حاول تخطي ما يمر به الآن..اعتذر من وليد للحظه وخرج وهو يُخرج هاتفه و يتصل بالسائق بسرعه/سنجاي.. ألحق الرجال اللي بيطلع لك هاللحين ..ايوه.. لابس نظاره اطارها ابيض.. بسرعه.. شوف وين رايح.. لا يغيب عن عينك
سنجاي سائق العائله منذ سنوات/اوكي سير
اغلق الهاتف وهو يزم شفتيه بغضب، استنشق هواءاً عميقاً ونفث غضبه زفيراً، يجب ان يكون سعيدا امام الحضور…
هكذا تصرف ليس طبيعياً لماذا انتظر ذلك الذي يزعم انها حبيبته حتى موعد الاستقبال ليأتي يهدده!!
لو كان حقاً لماذا ظهر الآن ..اين كان..
اللعنه كان يُمني نفسه ان يكون كتابها الازرق مجرد خربشات عابثه..
.
،
.
،
.
،
اغلبية الحضور هن من نساء الاقارب، الجميع يتهامسن وفي حيره، البعض سعيدات لزواجها والاخريات مثل شريفة زوجة خال البنات و خالة فياض واختها لم يكونوا كذلك، دفعها فضولها للحضور تريد رؤية ذلك الأدهم.. مازالت تتذكر احاديث فياض وغضبه كونها رفضته مراراً ..وهاهي اليوم تتزوج بشخص غريب ظهر فجأه ..!
مرت ام رواد وهي ترحب بالضيفه القادمه وتجلّسها في مكانها وتشير للخادمه بأن تقدم القهوه والضيافه/هلابكم جميع..حياكم الله.
تحدثت شريفه وهي تتجه اليها و بعيد عن النساء بابتسامة خبث/مبروك زواجكم ، زين اللي عشنا للحظه اللي تزوجت فيها الشموس مابغت!! ..
ام رواد بهدوءها المعتاد/الله يبارك فيك ،كلن ياخذ نصيبه بوقته، وعقبال اولادك يا رب
شريفه بسخريه/يلا عقبال ينفك النحس عن خواتها الباقيات.. ليال ماظنتي بتلحق ان كان على شايب!
لم تعد تحتمل ام رواد احاديثها الملغومه، لترد ولأول مره تغضب/الرجل ماعمره زاد من قيمة البنت ولا نقصها يا شريفه!
شريفه باحتقار/تظل البنت تحتاج ستر مالك حق بهالكلام
فاض صبر ام رواد/بناتنا ماهن عوره علشان نسترهن.. لو كل من طق بابنا زوجناه يا شريفه،كان مزوجينهم من عمر16،
شريفه وهي تشعر بالاهانه/عاد مب ترفضون الرجال اللي تسوى، شدو شوي على البنات ..
ملت من حوارها البيزنطي أرادت اخراسها/ما رفضنا إلا اشباه الرجال،.. ويوم جانا الرجل اللي يسوى ما رفضنا ..هذا أدهم شيخ الشباب اللي بيحميها بعد الله عن مواذي خلقه،
شعرت بالاهانه مره اخرى/شقصدك ان فياض ماهو رجال والا مواذي الخلق!!
ام رواد بملل/يا شريفه اللي فات مات من جاب سيرة فياض هاللحين؟..ترى الكلام فالماضي نقصان عقل، تعوذي من الشيطان، اظنك تعرفين ان الليله زواج الشموس بأدهم .. ان كنتي جايه تنبشين بالماضي مثل عوايدك فتكفين فكينا من شرك.
شريفه وهي ترفع حاجبها باعتراض/مثل الطرده يام رواد
شعرت ام رواد بأن هذه السيده الحمقاء ستخرجها من طورها،فعلاً شريفه تستحق كل ما تقوله لها ليال/لا حشى ما طرد ضيوفي يا شريفه، استعيذي من ابليس و اجلسي و انسي اللي صار، مابي ضيقة صدر ونكد بليلة الشموس..
ذهبت شريفه وهي غاضبه، ستكمل هذه الليله، هنالك فضول يدفعها كما يدفع الكل لرؤية من قبلت به الشموس، هل سيكون بحجم الانتطار .. الكل يظن انها اقتسمت من اسمها نصيب، فباتت مطلب عصي للرجال، ومصدر خوف لنساء الاقارب، لم يخطر ببال أحد أنها ستتزوج اخيراً..
لمحت شريفه "اماني" طليقة فياض قادمه ومتجهه ناحية الشموس بابتسامه عريضه.. اللعنه ماذا تريد تلك المشعوذه!! لماذا حضرت الليله؟!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العاشر
لاحظت التي تقف أمامها.. تبدو اقصر منها قليلاً و ذات ملامح هادئه ومبتسمه،مدت يدها لتصافحها كالبقيه،
بابتسامة انتصار معبره/الف الف مبروك يالشموس، ماتتخيلين ان خبر زواجك من الدكتور أدهم اثلج صدري، وكأنك اختي والله
استغربت غريبة الاطوار هذه لكن ستجامل وترد المباركه/مشكوره.. الله يبارك فيك
بنفس الابتسامه/بتستغربين يمكن ماتذكريني بعد..انا سماهر طليقة فياض الاولى
حاولت تذكرها ولكنها حضرت الكثير من المناسبات فلا تتذكر كثيراً/اسفه ماعرفتك والله..
بابتسامه/انا جيت مع أمي.. دعتها ام رواد وعرفت بالصدفه.. حاليا انا متزوجه شخص ثاني والحمدلله اموري تمام بس شي كنت اتمناه ان ربي ما ينوله مراده فيك انا اعرفك بس من بعيد لبعيد.. وللامانه يمكن تستغربين كلامي وماتصدقينه كنت خايفه عليك منه بس دامك بتاخذين الدكتور أدهم.. فماعليك خوف
لم تستوعب حتى الآن هي تتحدث عن أدهم وكأنها تعرفه، ولكن لماذا تنطق اسمه برسميه هكذا/وكأنك تعرفين أدهم؟!
بابتسامه/كان دكتوري بالجامعه اخر سنه، الله يذكره بالخير.. معروف بتعامله الراقي رغم صرامته شوي زياده، عموما الف مبروك، ماني مصدقه اني حاضره ملكته.
لم يعجبها حديثها بإسهاب عن زوجها، الآن عرفة ان كان له صله بالبنات وان كان من خلال تدريس بالجامعه، أرادت إنهاء الحوار الذي يشعل غيرتها بدون ادراك/حياك الله يا سماهر.
ذهبت تلك بعد رؤية احداهن قادمه لتحدث الشموس..
وقفت هدى بابتسامتها وهي تراها تسرح بعيداً/وش سرحانه فيه هالوقت يا بنت ههه
التفتت اليها الشموس وهي تغلي بلا شعور/هذيك طلعت من طالبات الدكتور أدهم..
ضحكت هدى لتجلب الانظار اليها بدون قصد لتخجل وهي تهمس لها/من هاللحين غيره، طيب اصبري للدخله يختي!
ابتسمت الشموس وهي تخفي الضيق عن نظرات الحضور وترد على هدى/اسمه زوجي.. سواءاً دخلنا والا ما دخلنا.. شي طبيعي ماحب احد يشاركني فيه، حبيته والا ماحبيته.
هدى بتأييد/بهذي صدقتي الله يبعد عنا الشرايك، المهم اذكري الله وتعوذي من ابليس، وعيشي، وانتبهي من شوفت النفس على زوجك،الطبع اللي فيك ذا حاولي تنسينه قدامه ترى هالايام احلى ايام العمر، اسأليني. بكرا تصير ذكرى حلوه لكم.
إلتزمت صمتها وهي تعبث بخاتمها المفضل و الذي لا يفارق إصبعها مهما كان هو هدية أبيها وله مكانه خاصه، تمسُّكها به يشعرها بالراحه نوعاً ما، وكأنها تعاهد والدها ان تكون كما رباها عليه.. وكما سماها وتمناها..
لاحظت هدى تعكر مزاج رفيقتها من صمتها المريب ،فأرادت ممازحتها/ هاللحين حسبي على عدوك العريس عمره 36 سنه و المسيكين عمره ما تزوج، تقومين تلبسين له احمر وقصييير مفصخ من اول مره، تبين تجننينه انتي..عاد عمرك مالبستي احمر ههه
ابتسمت من حديثها وهي تلتفت اليها/المعذره يا هدى المره الجايه باخذ رايك بلبسي.. اقول اسكتي بس ادوختيني ترا
رفعت يديها بإستسلام وابتسامة خبث قبل ان تذهب/بكيييفك تحملي اللي بيجيك منه،. انا رايحه اشوف الخدامه ماسكه ولدي.
لا يخفى ان جملة هدى الاخيره أربكتها..تُرى ماقد يفعله بها؟!!
اتجهت اليها عمتها هند لتجلس بجانبها وهي تبتسم/الله يحفظك من العين، احسك تهورتي بالفستان حيل قصير والله
لم ترد ضلت صامته وهي تجلس بهيبتها ..بدت تفكر بمنحنى آخر مالذي جعل أدهم بلا زواج حتى هذا السن؟! ما يقلقها كونه كان دكتوراً في الجامعه ويدرس بنات..هل كان.. لا لا يستحيل ذلك ، تباً لتفكيرها السمج به..
رن هاتف هند لترد/لبيه يا أدهم..
إلتفتت الى عمتها التي تجلس بجانبها بعد سماع اسمه!! ماذا يريد؟ ..باتت تخشى لقاءه بعد آخر مره، وبعد حديث هدى ..
استغربت وهي تغلق الهاتف/مدري وش مستعجل عليه تونا بدري
ارتبكت اكثر/خير وش عنده
هند/يبي يدخل ويلبسك الشبكه،
لم تحسب حساب دخوله ابداً امام الحضور، هل جن ليطلب ذلك/هاللحين، ماهو لازم تكفين، خليه لين يروحون المعازيم ازين.
مازالت هند مستغربه هي من اشارت عليه بالشبكه فهو لم يكن يعرف بهكذا امور،كان متردداً فمالذي غير رأيه واستعجل بالدخول/لا يا بنت راكان لازم الشبكه تليق فيك،وقدام الناس بعد حالك حال البنات.يعني اذا ماراح نسوي زواج، لازم يدخل ويلبسك الشبكه.
ارتبكت واتضح عليها/انا متنازله عن الشبكه بس لا يدخل، لا يدخل بليييز
اتت من خلفها ليال وهي تتبسم بسعاده، فأخيراً ستتزرج اختها/يا عمررري على الخاايفه اللي يسمعها ما يقول انها امس مفطره معه وقبله كانت سهرانه لعيونه، صدق دلع بنات ماسخ يلا يا عمه بس دخلي أدهم خليه يعيش ليلته والله ماتقعد بخاطره وانا اخت نايف.
ضحكت هند/يازين عقلك يهالبنت عقبال نفرح بك ونزفك مع زوجك فالكوشه
ليال بجديه ممزوجه بهزليه/قولي الله يجيب اللي يخطبك من نفسك احسن
ذهبت هند ولم تسمعها سوى الشموس، التي صغّرت عينيها/قولي انك ماتبين الزواج بصراحه وبس، ليه اللف والدوران والتشرط البايخ،اجل من جدك تنتظرين احد يخطبك من نفسك يالكونتيسه
ضحكت وهي اعلم بحالها/انكت يا قلبي، لاني عاارفه انه مستحيل احد يخطبني مني، محد يتزوج عندنا الا بذوق أمه يا قلب اختك ،يلا بس فكينا من هبالي و خلينا فيك يا قمر الليله
رمقتها وهي تصغر عينيها/يمه منك، لعووب، شلون تفكرين بالامور انتي
ليال/حبيبتي منتي اقل مني والا ليش للحين محد جاب راسك الا أدهم ، انسي الماضي وعيشي ليلتك بس
غضبت من حديثها/محد يجيب راسي فاهمه، انا تزوجت انفذ وصية ابوي فقط، بعدين حالي حال الناس، ماظنتي ان كل هالعالم تزوجت برغبتها، او ان كل وحده او واحد تزوج اللي يحبه
ليال بحكمته وواقعيه/الزواج يالشموس هو نصيبك ربطك بـ أدهم ، اما الاستمرار معه بهالزواج والارتباط فهو قرارك انتي يا عمري، لا تعقدين الامور واخذيها بمنظور ارحب..ان ما جاز لك هذاك الوقت تكلمي وأدهم يستحق انك تعطينه فرصه.
صمتت الشموس تفكر بحديث اختها الذي لامس شيء داخلها ، ثم رن هاتف ليال لتجده هند التي تطلب منها افساح المجال واخبار الجميع بأنه سيدخل....
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العاشر
ممثل كبير هو الآن..
كيف يستطيع ان يتحكم بغضبه؟
كيف احتفظ بتوازنه حتى الآن؟
لله در السنين التي منحته قوة الصبر على ما يؤلمه!!
لغات العالم قد لا تصف مدى غيرة الرجل الشرقي حين يأتي احدهم بسيرة زوجته..او محارمه..
هي طبيعه في ذلك الشرقي ، جحيم غيرته قد يدمر كل جميل بداخله، وقد يجعله يرى الورد شوكاً والبحر جحيماً تتقاذف حممه..!
لم يستطيع رسم الابتسامه، رغماً عنه يعجز عنها، دخل بصحبة عمته هند لا يلتفت ينظر الى خطواته حتى اخبرته بأن يرفع بصره فعروسه تقف أمامه..
سمع ارتفاع نبرة همس النساء لا تخفاه تلك الاصوات قد كان دكتوراً في الجامعه..
.
،
.
في جانب آخر تقف هند الصغرى ملتثمه بجانب ليال وتخبرها بحماس/ماااني مصددقه، الدكتوور أدهم!!
استغربت ليال/تعرفينه؟
هند/ايه هذا كان دكتور عندنا بالجامعه
التفتت اليها ليال/صدق؟!
هند بحماس/اقولك يموتوون عليه البنات مايفوتون له محاضره، دايم قاعته فل..بعيني شفت بنات يحطون هدايا بسيارته وياما كان يحمل البنات مادته وعلى قلوبهم زي العسل!!
ابتسمت ليال/بنات هالجيل الله المستعان، هند انتي تخرجتي والا باقي
هند/باقي هالترم وافتك من هالجامعه..
،
،
وصل اليها وهو مبهور بهذه الاطلاله التي لم يراها عليها منذ عرفها للمره الاولى تضع كحلاً و تسدل شعرها، اي اناقه و ذوق تمتلكه،
اجتمعت الاضداد بياض بشرتها وحمرة فستانها و جمرتي شفتيها..سلبت لُبه،ذلك يؤجج الغيره بداخله، هل رأى هذا الجمال احداً غيره؟!
لم ينتبه لنفسه وهو يقترب منها ويقف بجانبها بعدما قبلها بين عينيها ليعانق بذلك عطرها السافر الذي يدعيه لها بإلحاح..
كيمياء قبوله تسري بعروق جسدها رغماً عنها، معادلات عجزت عن تفسيرها، رآت عمتها تقدم له العقد الذي جلبه لها فيقترب ويلبسها وتشعر بانفاسه وهو يقترب من خدها وتشعر بلهيب انفاسه ، لم تستوعب اقترابه!
اخذ خاتمه ليلبسها الخاتم الذي اراده ليجدها تضع ذلك الخاتم الذي لا تخلعه منذ عرفها مكان الدبله!
نزعه بملكيه ووضعه في جيبه، تحت مراقبة نظراتها التي تتبع خاتمها..
يجب ان تؤمن انها هي الآن له اي شيء سوا ذلك هراء..
انتهت من تلبيسه الدبله، وقلبها يضيق بنزعه خاتمها واخذه بجيبه بدون وجه حق، هل يظن انها اصبحت من ممتلكاته هي الاخرى؟!!
ليصفق الجميع..بعد ذلك
لم يحبذ ان يطيل الوقوف هنا، فبالاساس أراد الاختلاء بها فقط، همس في اذن عمته بالاستئذان ليمسك بأنامل الشموس القلقه ويهمس في اذنها "تعالي معي شوي"
عاد الجميع لمقاعده بعد ذهاب العرسان..
لتتجه ليال الى عمتها/وش السالفه اشوف ولد اخوك مستعجل الليله
ضحكت هند فهي الاخرى سعيده بهذا التوافق المستغرب/يابنت الحلال خلينا نخلص من همهم، والله شااايله هم هالثنين. ابيهم يفهمون ان الركاده ززينه.
ابتسمت ليال بمشاكسه/شتتوقعين يبيها فيه هالوقت؟!!
هند بابتسامه/ليااال اتركي المعاريس بحالهم و خلينا نلتفت للضيوف مع ام رواد
ليال/يلا على قولتك شعلينا فيهم..
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العاشر
اغلق الباب بيساره وهو يمسك بيدها بيمينه و يدفعها لداخل الغرفه بهدوء، ثم يتجه اليها ببطئ وهو يغرق في تفاصيلها، تأسره بل تصم أذنيه عن كل صوت وتعمي عينيه عن كل شيء حولها الا هي، وهذا ما يرهقه حقاً..!!
حاولت الثبات في وقوفها وهي تتمنى ان يمر كل شيء بسلام الليله، ولكنه اطال السكوت/جبتني هنا وعندك سالفه.. بس اشوفك انخرست فجأه!!
لعن جاذبيتها وفتنتها الآسره وهو يقترب اكثر ،مد انامله ليداعب خدها للحظات حتى امسكها من عضديها بقبضة يديه وعينيه تغزو عينيها لحظه وتتأمل شفتيها لحظات. ،
ملامحها فاجره، تدعوه بصمت للانحراف كلما تعمق فيها!! ،لينطق بحقد/احد قد قالك انك فتنه؟تسلبين الروح من جسدها!!
يسألها بأسلوب مبطن خبيث،لعنت مشاعرها لترد بثقه تتضح بنبرتها/مرفوع شاني عن كل مايذل الراس ويطمه.
ابتلع ريق الرغبه وهو يقترب من شفتيها بتساؤل يكاد يقضي عليه، فهي تتحدث عن الشرف، وذلك الرجل يدّعي انها حبيبته/بسألك ولا تلوميني اذا سألت..
استغربت اسلوبه لتجيبه/اسأل
استجمع قواه ليسألها عما يؤرقه ويحرقه، يعرف انها كانت مستقله بذاتها حتى بسفرياتها هو اطلع على كل شيء/اسألك بالله احد قد ذاق خمرك قبل زواجي منك؟!
صمتت مصدومه من جديّته بالسؤال و الدمع يحشد جموعه على اهدابها بعد سماع السؤال الذي يهين كبريائها وشرفها…!!
سيجن من صمتها، سيحترق لو اجابته بنعم سيقتلها ويلحق بها هنا، ظل يستنطقها وهو يحدق بها برجاء ان لا تصدمه/جاوبيني ليه تسكتين
لمحت في عينيه الرجاء والخوف، الجحيم و النعيم في آن معاً/ سألتني بالله و من سُئل بالله لازم يقول الصدق..لو على رقبته
زاد احكام قبضته عليها بكل قوته وكأنها سيفتك بها.. بانتظار اجابتها..
وقوفها بين يديه يجعلها تتأرجح مابين الخوف والأمان،حاولت الافلات من قبضة يديه القاسيه دون جدوى، لتجيبه بحقد/ما ذاقه رجل غيرك.
افلتها بعدما أراحه الرد وكأن ناراً خفت لهيبها "قليلاً" بداخله!!
اردفت بحقد/هذا اذا اعتبرنا انك رجل.
اخرسها بصفعه، هاهي تهينه وتقلل من شأنه مجدداً..اللعنه على لسانها وجمالها ولجاذبيتها في آن معاً/قص لسانك.
ابتسمت بتهكم بعد صفعته وهي ترمم روحها بنفسها وتحدثت بقهر/ قبل نتزوج..اعتديت علي يا مدعي الفزعه والرجوله وتركت علامتك هنا، لو نسيت
*اشارت الى منتصف عنقها*.. وربك ياأدهم لموت مانسيتها لك.
رآها تتراجع و تدير ظهرها وتتحدث بثورة غضب مكبوت/دست على طرفي يا أدهم فلا تظن اني بنساها ، تذكر بموت ما نسيتها لك.
ظل واقفاً كالتمثال يراها تذهب وتقف هناك، و هو يحلم ان يُغرق وجهه في امواج شعرها التي تذهب جيئه وذهاباً مع كل تحركاتها ، معها كل الحق في عدم النسيان، تلك القُبله لا تُنسى ابداً..
خافت من صمته المفاجئ، لتلتفت اليه وتنصدم بنظراته التي تكاد تخترق جسدها/اشوفك رجعت تنخرس!!
ثقتها بنفسها تُريح قلبه مهما حاول الشك..
حاول الصمود امام ثورة غضبه الذي اصطدم بجنون رغبته بإعادة ترتيب شماغه ثم اخرج سُبحته من جيبه ليشتت توتره وهو مازال يغزوها بعينيه، لابد ان يهدأ وان يستعيد نفسه لن يرتاح وهو لم يعرف "حقيقة" ذلك الذي يدعي انها حبيبته/سويلي طريق ابي اطلع.
هذا اعتراف بهزيمته..وجرحها له..للحظه ندمت لجرحه..
استغربت سكونه فجأه ولكنها تركته على عجل واتجهت للباب هاربه من عينيه ومن جنون هذا اللقاء..مازال يحيّرها هدوءه وسكونه!!
.
،
.
.
،
رحل معظم الضيوف لم يتبقى سوى هند التي تحاول فتح احاديث والتعرف على هند العمه.. ولكن لم تحين الفرصه المناسبه بعد..قررت الذهاب فوالدها يتصل بها.. وقفت وهي تتجه للشموس بابتسامتها/يلا يالشموس صار لازم امشي.. الف الف مبروك و عقبال العزابيه
بادلتها الابتسامه/الله يبارك فيك وعقبالك انتي بعد
ردت بابتسامتها/انا مخطوبه بس ماراح اتزوج لين يتزوج ابوي واتطمن عليه..
ضحكت ام رواد/والله هذي البنت الصالحه، وين يلقون مثلك الاباء
ضحكت هند هي الاخرى، فهي لا تعرف من تكون/وان كان الشايب رافض يتزوج وش بتسوين.
احبت اجابتها/لا عااد ماسمح احد يقول لابو هند شايب.. تووه شباب وماعنده غيري بعد، الله يحفظه
ليال بابتسامه فهي تعرف نوايا هند الصغرى/خوش تسويق يا هند، ترى كلنا نعرف منهو ابوك بس عمتي هياء ماتدري انه المحامي صالح العبدالهادي
حاولت هند تذكر شكله، لا يستهويها النظر في وجوه الرجال، هي خجوله وبالكاد حضرت قراءة الوصيه ذلك اليوم بحضوره، لا تعرفه حق المعرفه ولكن لا يبدو عليه كبر السن ، تتذكر والده فقط كان صديق والدهاً/اجل الله يوفقك بالبحث وتلقين العروس اللي تستاهله.
هند بابتسامة خبث/الله كريم. يلا يا جماعه عن اذنكم
ودعها الكل ولحقت بها ليال وهي تلبس عبائتها/يالخبله بغيتي تجيبين العيد قبل شوي
هند بابتسامه/اهم شي، لا تنسين اللي اتفقنا عليه
ليال بجديه/يختي ابوك ذا مدري شأقول عنه بس
هند برجاء/حققي لي هالامنيه يا ليال، ابوي بيتقدم لها هالسبوع ان شاء الله ،عاد انتي حاولي بعمتك قد ماتقدرين، اظن كفايه سنين العمر اللي راحت عليهم.
شعرت بالغثيان و الدوار وهي تخفي ذلك بابتسامتها/اكيد اكيد يا هند..
.
،
.
،
.
،
خرج بعد خروج آخر الضيوف.. وكان وليد الذي ودعه على عجاله.. يجب ان ينام باكراً ليصحو لعمله باكرا..
ركب سيارة عمه.. فسيارته اصبحت من عداد الحديد البالي،،.. الساعه متأخره..
اغلق هاتفه حتى لا يضطر للرد عليه..سيختلي بنفسه لبرهه من الزمن وهو ينتظر اتصال من سائقه "سنجاي"
..تسكع طويلاً بالسياره.. بداخله حرائق ان لم يطفئها خارج المنزل وبعيداً عنها ستحرقها وتحرق كل من فالمنزل..الشكوك تتلاعب به.هل يعقل ان تكون الشموس بتلك الحقاره.. يستحيل ذلك.. يجب ان يؤمن بحديثها الواثق، كانت تتحدث بدون ان تتلعثم، كانت جاده وغاضبه،لولا لسانها السليط.. الذي دعاه لصفعها وهو يكره ذاك.
ضل يسير بسيارته طوال ليله، وكأنه يبحث عن أدهم.. الذي اضاعه في الفتره الماضيه!
أدهم ليس طائشاً ولا سريع غضب.. أدهم صبور جداً ولم يسبق و ان قد ظلم احداً..
لكن من ذلك الرجل الذي ادعى انها حبيبته؟ هكذا أمامه بكل وضاعه!!!
يجب ان يفكر كيف يواجه هذه المشكله التي تخص عرضه، سيصل لذلك الرجل وسيشفي غليله منه،
لن يفرح بفعلته..ولن يستطيع العوده للمنزل وهو مازال يشك بها..
إما ان يثبت براءتها الليله ويعانقها بفرح رغم انفلات لسانها، وإما انه سيقتلها.. احداهما ستحدث الليله..ولن يندم!!
تباً كلما فكر بقتلها تبادرت صورتها الليله امام عينيه بفستانها الاحمر كـ وردةٍ حمراء عانقة بزوغ اول خيوط الشمس المتمثل في لون بشرتها الناصع..
ذلك اللعين نجح في تشكيكه، كيف له ان يقتحم مجلسه في وسط الرجال، لماذا لم يأتي منفرداً..لكان عرف كيف يرد له مباركته حقاً ..ولكان اكرم ضيافته كما يستحق،
اللعنه ان كان قد رآها كما رآها هو الليله،..
وصله اتصال من السائق ليرد عليه بلهفه/الو سنجاي ....حلووو.. طيب وين؟ ..ايووه اعرفه.. خلك مكانك لحظه وجايك..
،
.
،
.
،
.
،
ذهب الجميع لغرفهم..
كانت هي آخر من دخلت غرفتها..،
استغربت طلبه لرؤيتها الليله ، والان يخرج اخر الليل بلا مبرر تُرى اين ذهب؟!
كان البارحه صارماً بشأن علاقتهما و ابكاها..!
لكنه الليله رجلٌ آخر، وان صفعها لا تلومه..!
تُرى هل اغرته اطالالتها، هل حركته الغريزه فقط، ام للمشاعر يد اخرى..؟
لماذا يسألها عن ماضي علاقاتها؟! ليس له حق فيما مضى قبل ارتباطها به..
نظرت لوجهها في المرآه بإبتسامة ثقه، أيٍ كان ذلك الأدهم يجب ان تكون مبتسمه دائماً،
لن تدعه يسلب الشموس من داخلها..يجب ان تكون كما هي..لن تؤثر بها اسئلته عما اذا كانت لها سوابق،.. هي تسمو عن حتى الحديث بهكذا امور.. مالذي دعاه للسؤال الآن. و لم يسألها من قبل ولم يبدي حتى شكاً حتى اليوم..
اخذت قميصها الحريري الابيض ذو الحمالات الرفيعه و يصل لنصف ساقها ،..تركت الروب معلقاً واخذت القميص..
لتغير فستانها ثم تعود للمرآه وهي تمد اناملها لعلبة المناديل المبلله تريد ان تزيل الكحل من عينيها ولكن رن جرس هاتفها في هذه اللحظه ..!
استغربت رنينه في هذا الوقت، تركت المنديل واخذت الهاتف لترى من المتصل،شعرت بخفقان مفاجئ بمجرد رؤية اسمه، ترددت هل ترد عليه ام تتجاهله؟!
خافت كثيراً لماذا يتصل في هذا الوقت، مالذي استجد، لا تريد تعكير مزاجها الذي صفى قليلاً برؤية الرفيقات..
ردت في المره الثانيه/الوه
على الطرف الآخر بصوت رجولي فخم/ساعه علشان تردين؟!
ترددت/وقت نوم،احمد ربك اني رديت بعد
بهدوء أدهم الحقيقي/انا جاي المكتب تحت، جهزي لي قهوه وهاتيها.
ابتلعت ريق الخوف بارتباك، يبدو صوته هادئ جداً و رائقاً/هاه، اوكي برسل لك الشغاله توصل لك القهوه
بنفس هدوءه/اظن اني متزوجك انتي ما تزوجت الشغاله، جيبي لي انتي القهوه، لا تتأخرين
اغلقت الهاتف وهي مرتبكه من نبرته وهدوءه وصوته،
بتصرف لا إرادي اتجهت للمرآه مره آخرى وهي تنظر لنفسها بشكل ادق عن أول الليل..اخذت عطرها واسبغت على نفسها منه..و اعادت على احمر الشفاه ..
حاولت ترتيب تنفسها باعادة الشهيق والزفير ..هكذا افضل..ثم خرجت..تذكرت الروب لتعود وتلبسه فوق قميصها لتغطي ذراعيها العاريتين، كان بنفس طوله..
.
،
.
،
.
،
ظل ينتظرها في المكتب، ما حدث وما عرفه الليله جعله يرتب حساباته من جديد، الامر ليس بتلك السهوله،..يجب ان ينسى ماحدث من امر ذلك العاشق وان يتفرغ لنفسه فقط كفاه جلداً لذاته، كفاه جفافاً ..رن هاتفه ليخرج ويرد عليه..تبدو مكالمه مهمه.
دخلت بقهوتها ،لم ترى له اثراً لتضع القهوه على النضد الموجود في ناحية الاريكه.. الاضاءه كانت خافته جداً وهنالك اضاءة الحديقه تتسلل من الشرفات الكبيره… أضاءت الأبجوره الصغيره،بحثت عن خاتمها لعله وضعه هنا ولكنها لم تجده لا بأس ستأخذه منه بعد قليل،
لتتجه لرف كتبها، لم تراه منذ فتره.. ستأخذ ماتريده وستخرج قبل عودته، لن تجلس معه بعد صفعته لها..
دخل بدون ان تشعر به.. ليقف قليلاً يتأمل وقوفها هنالك بهذا القميص الناعم ،ينسكب خلفها شعرها الذي سلب عقله، و تحمل بين يديها كتاباً، وعطرها يغزو المكان ويحتل ذرات الهواء..!!
"رباه اي كارثه تحل بقلبه"
..لم يحتمل وقوفه بعيداً ليتجه إليها بدون ان تشعر به، كانت مشغوله بالكتاب الذي بين يديها.
شعرت بالخدر والقشعريره يتسللان اليها وهو يفاجئها بعناق من الخلف،فسقط الكتاب من بين يديها، لم تستوعب بعد إلتصاقه بها كم يؤثر عليها اقترابه الصامت،وانفاسه بعطره الرجالي الذي يخطف انفاسها.
بعد "لحظة الصدمه" حاولت الافلات منه،بالامساك بيده العابثه في جسدها ، يبدو جامحاً و لن يكتفي بعناق/أدهم!! خلاص يكفي
حقق امنيته بأن جعل وجهه يغوص في شعرها وهو يطوقها بيديه بقوّه و يهمس بحقد/مايكفيني فيك حضن..
اضطرب تنفسها من شدة خوفها، لم ولن تستطيع اعتاق نفسها منه الليله وهي تراه يديرها نحوه و يزرع قبلاته الملتهبه على نحرها وعنقها بلا توقف حتى ازدادت دموعها وهي تراه لا يصغي لها/أدهم
تنهد وهو يعتقها من يديه، رتب شعرها ومسح دموعها بطرف أنامله،وهو يبحر في عينيها و شفتيها المرتجفه/جايتني هالوقت بهاللبس وتبيني اشرب القهوه واخليك انتي؟!!
لم تستطيع الإجابه،فاجئها بما حدث، لم تتوقعه ابداً، كم تشعر بضعفها أمامه.. حاولت التملص من يديه،لم تستطيع،
ابتسم ببرود وهو يراها تحاول كل جهدها افتكاك يدها/هذي هي كل قوتك؟ وتقولين انك ند للرجال!!..
تحركت شفتيها بخوف،لم تكن تريد إيضاح خوفها ولكنه يفعل اشياء لم تعتادها بل تتعرض لها للمره الأولى/اترك يدي
قرّبها منه وهو يستمتع بتعذيبها،وصوت رجائها،مع كل لمسه من لمساته اللاذعه، تبدو اكثر انوثه وجاذبيه وهو يرى توترها من اقترابه،هذا يؤكد له ما يريد الوصول اليه/بكرا يا حلوه فيه لك مفاجأه بس بعدما نرجع من الدوام هذا اذا قدرت اصبر لنهاية الدوام.. يلا روحي ارتاحي و نامي ززين ورانا شغل بكرا..
لم تصدق أنها تحررت من يديه اخيراً ونظراته التي تلهبها، خرجت مسرعه..
تنفس بعمق وهو يحررها بالرغم من رغبته بها، أرادا ان يكون لقاءهما الأول يليق بكبريائها و بانتظار سنواته..
ياللشعور الذي ينتابه و هو يجلس باسترخاء بعد لذة عناقها ومداعبتها وتشبع جسده ويديه برائحة عطرها..
الآن سيطيب له تذوق القهوه التي جلبتها له بنفسها، بدأ بارتشاف قهوتها باستمتاع .. وهو يتذكر ماحدث..
.
وصلت غرفتها وهي تتنفس بصعوبه ، سلب انفاسها وأربكها، مازال معصمها يؤلمها من قبضته القويه، تفاجأت بإحمراره، يالقوته المفرطه..لم تتوقع ان تتعرض لهكذا ضغط،
تُرى ماذا يحاول الوصول اليه بما يفعله بها؟!!
لم تستطيع حتى رؤية وجهها في المرآه بعدما عبث بها، خجلت من نفسها.. وهي تغسل وجهها مراراً ثم تجففه بمنشفتها و تهرب الى سريرها وتلوذ به كعادتها حينما تتوتر، اغلقت الاضاءه كامله، مازالت تتخيل لمساته الجريئه لاجزاء جسدها وقبلاته، حاولت جاهده النوم وهي تدس وجهها في وسادتها.
.
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العاشر
في جناحها..
خرجت من دورة المياه وهي تجفف وجهها وتشعر بتحسن بعد استفراغها ، لتجلس على سريرها بإحباط العالم.. اخذت هاتفها وهي ترى تلك المكالمات..لا تريد الاحتكاك بأحد.. لا تريد من احد اقتحام عزلتها..
هنا تمارس طقوس حزنها ويأسها بعيداً عن الجميع..
هنا تكون على حقيقتها.. فتاه يائسه.. بعكس قناع التفاؤل الذي تلبسه حين خروجها كل يوم..
فكرت كثيراً في الهرب لا تريد توريط اخواتها بذنبها ..
كل منهن امامها اعمال تقوم بها وحياتها الخاصه،
لا تريد ان تكون عبئاً على احد من اخواتها وبالأخص رمز التضحيه الشموس..آه فقط لو انها تصغي لقلبها مره اخرى وتترك ماتفكر به لكان افضل لها من تعنتها الفارغ، أدهم يستحق من تسعده..
الماضي مات.. يجب ان لا تدفن نفسها حيه..
شعرت بغثيان آخر وهي تحاول الوقوف لإخماد الإضاءه.. لكنها عادت لدورة المياه مجدداً..
،
.
،
.
،
.
الصباح الباكر..
اعدت الفطور لأبنها بسعاده فهو لم ينم هنا منذ تزوج، وهاهو منذ ايام ينام في المنزل ،..
بداخلها تعترف ان ريم قد سلبته منها وابعدته عنها، ولكن لا تظهر تذمراً من اخيها وابنته..
تعرف ان منيف زوج مدى لا يحب لقائها وكثيرا ما يأتي ولا يسلم عليها ولكنها تصمت، الاهم ان لا تنهار علاقة ابنتها ثم تتلقى الشامتين!!
دخلت غرفته القديمه وهي تراه يحتضن وسادته و هو غارق في نومه لتهمس له/قااسي يمه.. قاسي.. صحصح يا حبيبي
فتح عينيه بخمول و جلس بكسل/كم الساعه يمه؟
اجابته بابتسامه/الساعه 7..قوم افطر معي وتقهوى مليت لحالي
اشار لها برأسه/بدرري، طيب خلاص روحي يمه انا شوي ولاحقك
خرجت بابتسامتها و هي تجلس في الصاله تنتظره على طرف السفره.. سكبت له الحليب و ماهي الا لحظات ليخرج لها ويجلس/صبحتي بالخير يمه..
بسعاده تفتقدها/صبحت بمثله.. يلا افطر وتقهوى معي شوي ..قبل ترجع تنام.
عبس وهو يرى كوب الحليب/يمه ماحب انام بعد الاكل.. بعدين ليه حاطه لي حليب.. صبي لي قهوه الظاهر تحسبيني للحين بزر.
سكبت له فنجان قهوه ثم قدمته له/ابشرر كم عندي ولد انا..
سكتت وهي تفكر كيف تفتح معه موضوع استعادة ريم،مازال ذلك الموضوع يؤرقها/يمه قاسي، شبغيت اقول
شعر انها ستقول مايضايقه/قولي يمه اي شي الا اي موضوع يخص ريم واهلها
برجاء/يا وليدي خوالك قاطعوني لهالسبب… ليه ما تستردها وتصلح امورك معها .
تركها حتى انتهت من حديثها، كم يستغرب اهتمامها بمشاعر الاخرين وتركه هو/وانا يمه ليه ماتفكرين بي، ليه تبين تنهين قطاعتهم على حساب ولدك، ع العموم يمه هم الغلطانين.. لو يحبونك ما ساوموا قربك برجوعي لبنتهم، طول عمر الناس تنفصل ماتوصل معهم للي وصلوا له اخوانك..
تنهدت/بس كذا بيهجروني اخواني
قاسي بصرامه/اللي يبي فرقاك فارقيه.. تعالي معي للرياض انا ودي اخذك معي، ناوي اخذ لي بيت واستقر هناك ان شاء الله
لم تعجبها الفكره/واترك جيراني و حارتي؟!!ماقدر يا ولدي
قاسي بتذمر/اي جيران وحااره، لي عندك اسبوعين ماشفت احذ دق بابك بالغلط.. تعوذي من الشيطان وتعالي معي للرياض،انا من زمان موصي مكتب xxxx يدور لي بيت، نويت اشتري فيها بيت خلاص، والحمدلله لقيت مطلبي هاه شقلتي
صمتت وهي تشعر بتقلص رقعة معارفها واصحابها،هي فعلاً لم تعد كما السابق/خلني اضب عفشي واضبط البيت هالسبوع وبعدين يصير خير.. ولا تنسى ترى الشغاله تبي ترسل رواتبها هالشهر..
تنهد وهو يكمل قهوته/ابشري يمه
خرجت من غرفتها متأخره تحمل بيدها حقيبتها وعبائتها، لم تود الذهاب الى العمل لولا إلحاح نوره على حضورها ..وجدت ليال تقف امام المصعد وتتحدث بالهاتف ثم تنظر للفراغ ربتت على كتفها مستغربه إغماضها لعينيها/ليال فيك شيء؟!
تنهدت وهي تحاول ان ترى امامها/لا مافيني شيء..بس احس مكسله شوي وبي خمول.
ابتسمت /مو لازم تداومين يختي ريحي نفسك، ملاحظه انك تجهدين نفسك
شعرت بوضوح الرؤيا اخيرا لتلتفت اليها/بالعكس الروحه للعمل تريحني، بعدين بروح بعد ساعه مو اللحين
فتحت الشموس المصعد وهي تدخله بصحبتها/خاطري ازور الدار حقتك هذي واشوف وسام ، افكر اسحب على المؤسسه اليوم شرايك؟!
ترددت وخافت ان تصاحبها/اقول بس لا تسحبين على دوامك روحي لا يجي أدهم يدورك ويحطها عذر، واصلاً ما راح اداوم اليوم، خير شر مالي نفس
ضحكت/والله!! اجل زين بسمع كلامك..واجازه هاديه لك
فتح المصعد وهما يخرجان،لتذهب الشموس وتبقى هي جلست وهي تحاول ان تخفف من نوبة الغثيان التي بدأت تنتابها منذ البارحه..
رن جرس الرسائل في هاتفها بإسم كانت تنتظره"طلال"
فتحتها ببرود وهي تقرأها[ ليه ما تردين علي؟.. حبيت اقولك اني سويت اللي تبينه كله.. ]
اغلقت الهاتف وهي تشعر برغبه في الاستفراغ..تركته على الاريكه وذهبت مسرعه لدورة المياه..
انتهت من استفراغها وهي تبكي،..ضلت تبكي لدقائق وهي تغلق ثغرها خشية ان يسمعها احد..!!
الألم أناني…ينهك جسمك و يسلبك ابسط حقوق الراحه النفسيه!!
،
حضر المجموعه متأخرا بعدما سوا أمر البارحه..جلس على مكتبه ورفع الهاتف على عجاله/يا حمزه اتصل بأبو هند يحضر عندي حالاً..
السكرتير/اسف يا دكتور بس هو في كتابة العدل وشوي وراجع
تذكر ما أرسله به/طيب يا حمزه سويت اللي قلت لك عليه اليوم الصبح
السكرتير/ايوه سويت لك الحجز و كل شي تمام
بابتسامه/يعطيك العافيه..وش عندي بجدولي اليوم
السكرتير/طال عمرك عندك بعد نص ساعه غداءعمل مع ابناء رئيس شركة المجد بخصوص العمل على صفقة شراء اسهمهم اللي انت تقدمت بها، و زيارة من الوفد الانجليزي بخصوص فنادق المجموعه اللي استحوذت عليها مجموعتنا مؤخراً هناك، فيه عقود وتسويات
انتهى من سماعه/اسمع يا حمزه كنسل كل جدولي اليوم، انا طالع بدري عندي موعد اهم ، وحط مواعيد قريبه، والوفد الانجليزي اتصل لمدير العلاقات العامه يسوون لهم برنامج زياره بالرياض ليومين..انا بكون مشغول اوكي
السكرتير/ان شاء الله
اغلق هاتفه وهو يحاول ان يتذكر ما يريد فعله،يجب ان ينهي اعماله اليوم و غداً ليتفرغ لنفسه، كفاه عملاً طوال سنوات عمره.. آن لقلبه ان يسعد..وان يشعر بألوان الحياه..
اخرج الخاتم الذي نزعه من يد الشموس البارحه وهو يتذكر غضبها من نزعه.. ضل يتأمل هذا الخاتم مالذي يفرق بينه وبين غيره، لماذا ترتديه دائماً؟ وغضبت من اخذه له!!
لاحظ وجود كتابات مزخرفه بدقه عليه، لا يلاحظها احد سوى من سيدقق فيه عن كثب..!!
(وأكره ان أسمعُ في اللهو ريبةً ... كما كرهت صوت اللجام الشوامسُ )
ابتسم وهو يعيد قرآءة بيت الشعر الذي اقتبسته واسقطته على نفسها..، رباه كيف سيتعامل مع هكذا معتده ومعتزه بنفسها؟!!!
اغلق ادراج مكتبه بالمفاتيح ثم وقف يريد الخروج، ليتفاجئ بدخول المحامي/صالح!!
بابتسامه/ااسف يابو عبدالله. درعمت
ابتسم ليريحه/يا رجال ادخل انت راعي محل، ما ادري لولاك بعد الله وش كنت بسوي بهالمجموعه
جلس/انت فيك الخير والبركه،ثقة السوق بالمجموعه ارتفعت بتوليك لرئاستها،
بفضول/خلنا من المجموعه وبشرني سجلت العقود
بتردد،فهو يريد موضوعاً آخر/اكيد سجلتها ما يبي لها كلام، وهذي هي كلها بالملفات هذي حطيت كل ملف لحاله، بس ماهو هذا اللي جيتك اللحين علشانه
استغرب/اجل وش عندك يابوهند
قرر ان يقول ماعنده وينتهي مما يؤرقه/انا جاي اخطب عمتك هند لي،
لم يرمش من المفاجئه، ظل يحدق فيه للحظات،..!!
اكمل صالح بثقه/انا ادري انك بتتفاجئ، انا رجال مطلق من سنين، وعندي بنت بتتخرج من الجامعه وبتتزوج قريب، ظروفي مناسبه وادري ان عمتك تعبت في زواجها السابق، قالي عمك ووكلني بعدة قضايا ضد زوجها السابق.
ليس لديه مانع من ناحية صالح فهو رجل كفؤ ولكن كيف يخبر عمته ذات الاربعين عاماً!!، هي ليست صغيره ذلك امر مربك/يا بوهند ماعندي مانع انت ونعم فيك بس، انت عارف كم عمر عمتي؟ ما أقلل من عمتي ولا منك بس ابي اشوف عندك خلفيه عن الموضوع هذا زواج وكل منكم منفصل من علاقه سابقه ولازم الكل يكون على بينه
ابتسم وهو يتذكر الماضي،سبق وان رآها في المرحله الثانويه حينما ارسله والده باوراق مهمه لابو راكان وراكان الذي كان يجلس بجانبه ..،دخلت ولم تكن تعلم بوجوده كانت تحمل بيدها صحن يحمل ابرة السكر لوالدها..،
لم تنتبه لوجوده قبل ان ينبهوها،
رآها بوضوح وهي تنظر للابره، لاحظ اسفل شعرها يتمرد تحت الرداء الرمادي الذي تضعه على رأسها ،مازال يذكر لون ذلك الرداء وعينيها العسليتين وصوتها وهي تستغرب وتهرب كانت المره الاولى التي يراها فيها بعدما احتجبت، تلك الطفله/مايهم عمرها،،يعني من صغري انا ، ترى عمريظ¥ظ¤سنه
ابتسم أدهم وهو ينظر اليه بتفكر/لك طولت العمر يا بو هند .. ابشر بشوف عمتي واقولك بس امهلني وقت هالسبوع ماني فاضي
استغرب صالح/وش عندنا هالسبوع؟!!
رفع يديه ليعيد ترتيد شماغه/تخبر عريس جديد ومثلك عارف، بصراحه حجزت لي بالرتز كارلتون اسبوع ، نبي وقت وكذا
ضحك صالح/الله يوفقك ومنك المال ومنها العيال.، حط الشموس بعينك يا أدهم تراها بنت الغالي
أدهم وهو يفكر بها بشغف/مايحتااج يا بوهند، بس ما قلت لي!! هاللحين البنت هند والعروس هند، فيه إنَّ بالموضوع والا كيف؟!!
ضحك صالح وهو يقف ويهم بالخروج ويشير بيده ملوحاً/خلك في نفسك يا عريس
وقف أدهم ضاحكاً وهو يأخذ هاتفه من على مكتبه ويرسل لها رساله قبل خروجه ..
،
دخلت اليها نائبتها نوره وهي تستعجلها/الشموس يلا الناس اتصلوا بي ثلاث مرات وينتظرون حضورك لحفلهم ناسيه انه تكريم لك
كانت تقف وهي ترتدي عبائتها تريد الخروج في دعوه مقدمه من احدى الجمعيات الخيريه تكريماً لها/يابنت الناس اوكي، ماكان له داعي التكريم والله، ثاني مره لا تقبلين دعوات تكريم من دون ترجعين لي
ضحكت نوره/حبيبتي انتي اسم لامع منتي حي الله، الناس ودها تكرمك بس على دعمك الدايم، مدري وش بتخسرين
وصلتها الرساله وهي تفتحها بعدما ارتدت عبائتها لتتفاجئ بما مكتوب فيها[انزلي تحت حالاً انتظرك باخذك مشوار ،.... ايوه انا بالرولز رايس حقت اخوك]
غضبت لابد وانه جُن لترسل له؛ [شكراً عندي سايق..ومابعد انتهى الدوام اصلاً، عندي دعوه لحضور حفل لي ]
ليأتيها الرد سريعاً؛ [انزلي بهدوء يا قلبي, .. ماله داعي ادخل بنفسي اطلعك]
اغلقت هاتفها بغضب مكبوت وهي تلتفت الى نوره/نوره انا اسفه ماقدر اروح معك، روحي انتي بدالي
خافت نوره وارتبكت/بس أنا أكدت حضورك يا الشموس مايصير كذا
حاولت اغلاق الموضوع وهي تخرج غاضبه/صرفي نفسك يا نوره تذكرت ان عندي مشوار مهم.
استغربت نوره وهي تجلس محتاره ومحبطه،كيف سيكون موقفها الآن ممن دعوهم،
،
ابتسم لانعكاس صورته في مرآة السياره وهو يعيد ترتيب شماغه بثقه و يرتدي نظارته السوداء و قد حدد عارضيه بالاسلوب الخليجي..
انتظرها تأتي ولكنها تأخرت كثيراً شاهد احداهن تنزل شبه عليها ولكن لا هي ذهبت في سيارة سائق المؤسسه..
ظل ينتظرها وبعد دقائق قرر ان يتصل بها.. انتظرها ترد.. ولكنها تماطل هو يعرف ذلك..
لم يعد يستوعب.. قد هددت مزاجه وبدأ يتوتر لترد عليه بعد رابع اتصال بصوت بارد/نعم
تحدث بغضب/وينك للحين مانزلتي مصختيها!!
ردت ببرودها/اعذرني يابو الفزعات ماني متفرغه لك.. جدولي مزحوم..
ازداد احتقانه وهي تتهكم/ان مانزلتي لي هاللحين يمين بالله ان يكون لي تصرف ثاني مايعجبك يالشموس
تحدثت بتحدي/عموماً انا طلعت من المؤسسه ماني فيها.. تعوذ من ابليس وارجع مكتبك وانسى.
وكأن بركاناً ثار داخله،
هو يعرف انها استغبته وخرجت وهو مازال واقفاً بسيارته ينتظرها،تحرك بالسياره وتحدث اليها وهو يتذكر تلك التي ركبت بسيارة المؤسسه/خربتي كل شي يالشموس، تحملي النتايج بنفسك ..
ردت بغضب/وش اللي خربته هااه.. اساساً مافيه شي معتدل علشان اخربه.. اجل تتصل وانا بنص عملي تبي تأخذني كذا وكأني بملاهي ، ناسي اني مسؤله و عندي اشغال، لا وعندي دعوه كنسلتها بس علشان ارد عليك، من انت هاااه من انت؟!!
ابتسم بتهكم غاضب وغمازتيه تتضح/من أنا؟!!! هههه يا عمري انتي بتعرفين من أنا بس نتقابل
غضبت من ضحكاته الساخره/حركاتك بالمكتب البارح راح اتناساها و بنسى تعدياتك علي.. وكل منا بحاله..بس لا عاد تحتك فيني مره ثااانيه،، و يلا انتهئ وقتي معك سلام!..
سمعها تغلق الهاتف بوجهه، ليضرب بيده على مقود سيارته. بكل قوته، فكر ان يعود ادراجه الى المؤسسه..ولكن ذلك سيأخذ من وقته..
.
،
.
،
.
في صالة المعيشه وملتقى العائله..
جلست لوحدها مسترخيه في الصوفا بيدها فنجان قهوتها كالعاده وباليد الأخرى كتاب مغلق، تريد ان تنشغل عما يدور في رأسها وعما تمر به.. أدارت ناظريها في المكان.. هنا كانت اجمل لحظات حياتها مع من احبتهم..
هناك على تلك الاريكه الكبيره كان يجلس والدها بدفء ابتسامته و هنا كانت تتصارع نيفادا ونايف كان كل منهما لا يترك الآخر وشأنه.. تقوم حروب وتنتهي بسبب لعبة بلايستيشن ..ثم ياخذها ويصطحبها على سيارته، تعلم انه لطالما عبثا بتلك السياره وكان يصورها وهي تقودها ليغيض بها الشموس التي كانت تغضب من تهورهما..
هنا مازالت تتذكر ذلك اليوم الذي تخرجت من الجامعه وعادت من ألمانيا لتجد حفله من اعداد زوجة ابيها والشموس..
لن تنسى ابداً احاديث ام رواد وحكمتها تعترف أنها لم تتقبلها في البدايه ولكنها احبتها بعد فتره بسيطه.. هي انسانه تفرض احترامها.. وتأثرت كثيراً بها..
آه من صداع ذكريات يستحيل ان تعود..
حاولت ان تعود وتفتح كتابها الأهم ان لا تفكر بشيء..ولكنها لم تعد حتى تحتمل قراءة ماتحب..
أي شعور قاتل يسيطر عليها منذ البارحه..
شعرت بحرقة لنضع يدها على بطنها بحركه لا اراديه نتاج ماتشعر به وهي تتنهد بداخلها( يا رب غفرانك)
لاحظتها وهي قادمه من بعيد ،ظنت انها ليست بخير او مرهقه..
جلست هند وهي تراها منذ البارحه لا تخرج لعملها، لطالما كانت نظاميه لأبعد حد .. وقتها موزع مابين عملها و راحتها و ماتحب مزاولته.. هي تعطي نفسها مساحه اكبر ، يعجبها تدبرها للامور/السلام عليكم
التفتت اليها وهي تعدل جلستها/وعليكم السلام..
هند بابتسامه/من امس وانتي بالبيت لا طلعه ولا شي.. اخاف فيك شي او مريضه
خافت ان يتضح عليها، لتحاول زرع ابتسامتها، رغم شعورها بالغثيان/لا بالعكس انا بخير.. بس تقدرين تسمينها استراحة محارب.. حاسه اني اجهدت نفسي بالفتره اللي راحت.. قلت لازم ادللها.
ترددت هند بسؤالها/وجهك اصفر.. ماهو عاجبني..!
حاولت تغيير الموضوع لآخر/اتركك من وجهي هاللحين وقولي لي شلون شفتي هند بنت صالح، طيبه وحبوبه صح
ضحكت هند من تغييرها لمحور الحديث/اي صح الله يخليها لعين ترجيها.
قررت ان تتحدث ولكن وردها اتصال من زميلتها المشرفة ، خافت فأماني لا تتصل دائماً، لابد وان خلف اتصالها شي مهم/عن اذنك عمتي برد…. هلا اماني..
وقفت مرعوبه/كيييف؟..احلفي.. اماني لا تعورين قلبي وش صار لوسام بالضبط؟..خلاص انا جاايه هاللحين..
تفاجأت من ردة فعلها وهي تقف معها/وش العلم يا ليال؟
ليال بدموع وتشتت/وسام ولد عندنا بالدار.. طاح على راسه وصار ينزف وفقد وعيه،، انا لازم اروح له. عن اذنك
رحمت تأثرها.. لماذا كل تلك المشاعر لطفل ليس لها؟!! لماذا اصبحت دموع ليال سهله و اي شي يأتي بها؟!!
تلك البنت الغامضه تخفي سراً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العاشر
نزعت اتزانها وتعقلها بتمرد وتحدي سافر!!
هكذا من دون اي تفكير بالعواقب..
"هربت"
بنظرها هو يتحداها.. يريد كسرها فقط
وكأنه يقول انتي "انثى" ضعيفه
لا يمكنك المضي بدوني..!
أيظن ان لا غنى لها عنه؟!!
أيظن الجميع انها ستموت بدون الرجل!!
خابت ظنونه وظنونهم..
وصلت استراحة العائله الكبيره.. وطلبت من سائقها الرحيل..
نزلت وهي تتجه للداخل وتتجاوز المعشبات وظلال النخيل بهدوء ..
المكان يدعو للاسترخاء، هي محتاجه لبعض السكينه.. لهدنه مع النفس بعدما تعرضت له في الفتره القليله الماضيه..
نزعت نقابها وعبائتها وهي تسترخي في الصاله الداخليه للاستراحه الكبيره..
دخل وهو يحمل بيده مكنسته وممسحته.. كان يؤدي عمله اليومي فقط.. ليرى شبح انثى يجلس مسترخياً هناك..!!
ظن انه يحلم او ما شابه.. من هذه.. لم يراها مسبقاً..كانت اخر انثى رآها في بلده.. تعثر وهو يمشي بدون وعي..
فتحت عينيها وهي مرعوبه من الصوت وتصرخ/من هنااا.
وقف وهو ينظر اليها لا يعرف لغتها.. هذه المرة الاولى التي يعمل بها في بلد عربي.. تلعثم/..
إلتقطت شالها وهي تتحجب به وتلتثم و تأمره، يبدو جديداً لطالما رفضت توظيف شباباً صغاراً في استراحتهم/انت شلون تدخل هنا.. هاااه.. برااا وناد لي براتاب بسرعه ..
خاف وهي تذكر اسم براتاب.. لا يريد دمارا لوظيفته.. ماحصل كان خارج ارادته..لم يحلم باكثر من النظر فهل تحسده من لذة النظر.. خرج مسرعاً..
لتلحق به وتغلق الباب خلفه، اللعنه هل كان ينقصها رعب ليظهر هذا امامها..
دخلت وهي تتجه لجناحها هنا.. ففيه تضع مناشفها و بعض حاجياتها.. لطالما كانت تحب المجيء هنا اسبوعياً مع العائله..ولكن ماحدث لنايف تسبب لهم بالأسى ..وانعدم خروجهم الا لاعمالهم فقط..
وصلت سريرها وهي تجلس باسترخاء ، قررت فصل وتغيير كل من بهذه الاستراحه بعدما حدث.. ولم تفكر بهم..!
رن هاتفها وهي تتذكر انها لم تغلقه.. لترد بعد رؤية اسم اختها/خير يا نيفا.. وش عندك
على الطرف الاخر/يوووه شكل المود خربان ..كيف بطلبك هاللحين
بتملل/نيفاا وش تبين انتي اخلصي؟
نيفادا/حبيبي شوشو.. بغيت اقولك اني حاابه اسوي حفله باستراحتنا هالسبوع يعني حابه اشوف صديقاتي
باعتراض غير مبرر/لااا الاستراحه هالسبوع مافيييه.. بعدين وشو له حفلات بنات بعيد عن اهاليكم، سوي حفلتك بالبيت وامنعيني من الاستهبال.
برجاءها/شوووشوو تكفين.
بضيق واضح/بالعربي هالسبوع مافيه استراحه.. يلا سكري الخط ولا عاد احد يتصل بي ولا تقلقون لاني بطفي جهازي
ببرائه/ادري انك رايحه مع أدهم للرتز هالسبوع، أدهم قايل لعمتي هند بياخذ هناك بعد الدوام
شعرت بالغضب وأدهم وعمتها يخططان من خلفها بدون علمها!! كم يستصغرها ذلك الدخيل المعتد برجولته/ايه يصير خير.. سلام
اغلقت الخط وهي تشعر بالحنقه والغضب اكثر من اي وقت مضى… هذه كانت مفاجئته لي، يأخذني ليختلي بي بعيداً ليمارس علي رجولته!!
ستطال الوهم ولن تطالني..
تركته على قارعة الشك و التفكير..
اشغلته بها
كيف لها ان تتلاعب به.. وتهرب مره اخرى!
كيف تضعه على كف الحيره من تصرفاتها!
تذكر حديث عمته هند وهي تحذره بعدم تحديها (الشموس مهره ماحدن يعسفها..)
زم شفتيه بغضب، كيف سيتصرف.. كيف يعود للمنزل بدونها؟ وقد اخبر عمته هند بأنه سيأخذها للفندق لبضعة أيام.. حتى يتم ترتيب غرفتهما الجديده..
آه لماذا تحاول ان تصعب نفسها، وتصعب على قلبه الذي جعلته بتصرفاتها يتعلق اكثر.. تباً لها كيف تجرأت؟!
تسائل بداخله، كم يحتاج من السنوات ليستقر وينعم بحياه هادئه، طبيعيه؟
شعر بصداع ..لم يشعر به منذ فتره..هو انخفاض الضغط.. ستمرضه بلا شك.. ايفكر بعمله ام بالمنزل ام بتمردها؟!
هي تشغله وتشعله وتوتره في آن واحد..
،
حضرت مسرعه للمستشفى التي اخبرتها بها زميلتها المشرفه..كان قريباً من الدار..
اخبرتها ان وسام قد أذى نفسه، هي السبب نعم، فهي تغيب منذ يومين ولم يراها، بالتأكيد سيعلن عن رفضه ويلفت الانتباه بطريقه موجعه لانتبه له،..تُرى ماذا سيحل به لو توفيت؟!
بداخلها احزان متراكمه، تفكر بالغير اكثر مما تفكر بنفسها، قليلة بوح وهذا ما يرهق قلبها ..
اتجهت الى الطوارئ لتدخل الغرفه وهي تنادي/وساام يمه؟!
تلقفتها زميلتها اماني وهي توقفها/ليااال اسكتي، محد موجود غير وسام و توه الدكتور واصل له من شوي
مسحت دموعها وهي تسألها بلهفه/شصار على وسام يا اماني، كيف طلعتيه مع الاطفال للالعاب لحاله، ليه ما كنتي جنبه؟!
اماني/والله كنت عندهم بس انشغلت باحد الاطفال وهو راح فوق ورمى نفسه من فوق الزحليقه وطاح على الارضيه على راسه، نزف كثير والله وفقد وعيه
بكت وهي تتخيل قوة الصدمه وفي رأسه ايضاً!!
خلف الستار ، صرخ وليد بالممرضات/الفحص الاولي والاشعه توضح عنده نزيف داخلي بالراس ،انقلوه لغرفة العمليات بسررعه ، انا رايح افهم اهله بالحاله تكونون جهزتوه بالغرفه..
خرج وهو على عجله من امره..نظر في الممر ولم يجد سوا سيدتين ذوات بشره بيضاء من اليدين الظاهره ومن العينين،ليلتفت للممرضه/وين ام وسام عبدالله
سمعت سؤاله تقدمت ليال و بصوت باكي/انا أمه يا دكتور وش فيه وسام ليه كلكم حوله كذا
هو متفاجئ، اذن كيف وذلك الطفل اسمر، ما لذي يحدث له اليوم،قرر الرد وهي تلح عليه/بخير لا تخافين، ولدك فيه نزيف داخل الراس ، محتاجين نسوي له عمليه فوراً وان شاء الله ماقدامه الا العافيه
ارتاحت نوعاً ما فنبرة الثقه و وجهه يبشران بخير وطمأنها قبل العمليه/اكيد يا دكتور
وليد وهو يتلقى اتصال من الممرضين/اكيد بس دعواتك ، عن اذنكم،باذن الله ماتاخذ وقت كثير.
ذهب وهي تقف على جمر، وكأنها نسيت قليلاً مصيبتها،
ربتت اماني على كتفها/لا تخافين سمعت من الممرضات وطبيب الطوارئ انه طبيب جراحه مخ واعصاب ممتاز وحيل شاطر
تنهدت/الله كريم، تعالي ننتظر عند العمليات، وسام ماله اهل يا اماني، ماراح نخليه
استغربت نبرتها وتأثرها الشديد/شفييك لياال من قال اننا بنخليه، انا وانتي مسؤلين عنه،شوفي انا دوامي انتهى من ساعتين بس وجالسه هنا، ازعجني زوجي بالاتصالات، ياااله رضا اقعد ساعه زياده، بعدها تكفين انا ماقدر وراي عيال وزوج لكن انتي ظروفك احسن من ظروفي
هزت رأسها بالموافقه، الكل يظنها افضل منهم، وهي لا تجادل تسكت وتمضي ..
،
.
،
توقفت سيارتهما وهما ينزلان...بقلب كل منهما لهفة لقاء وشوق عظيم لتلك الحنونه..
إلتفتت الى اخيها تسأله قبل الدخول/تركي متأكد انك ما قلت لأمي عن زيارتنا
تركي وهو يحاول الدخول ولكن يتفاجئ بقفل الباب/لا والله ما قلت لها. " شهد" شفيك كل شوي تسألين هالسؤال
مدت يدها للجرس، وهي تشعر برجفة يدها/اصلاً لو هي داريه بجيتنا كان لقيتها تنتظرنا عند الباب..
لحظات لتفتح الباب وهي تبتسم وتضع اناملها على شفتيها دليل مفاجئه فهي لم تراهم منذ العام والنصف/ااااا شهووود وتررركي..
عانقتها بسعاده ومن ثم عانقت تركي/اهليييين والله ماني مصددقه انكم هناا
شهد بدموع لهفه وبدون مقدمات/وين أمي يا نيفا
نيفادا وهي تشير للاعلى/راحت لغرفتها تصلي المغرب. غرفتها قريبه من غرفتي ترى
ذهبت شهد للبحث عنها..اما تركي ظل واقفاً كالجماد بعد ذلك العناق السريع، ويتأمل لبسها وجسدها الذي بدأ يتغير عن السابق، قد كبرت عن اخر مره رآها فيها..توقع انها قد احتجبت ولكن هاهي تعانقه!!
لاحظته يقف كالأبله لتمسك بيده وتسحبه/تعااال يالمفهي، منت جاي تشوف امك؟!!!
ابتسم وهو يذهب معها ، يراها كالسابق تحاول بفشل ان تكون كأخيها/الا جاي اشوفها، بس منصدم توقعت انك كبرتي
ابتسمت بتهكم وهي تحرك شعرها بدلع/ومن قال اني ما كبرت، صرت باول ثانوي
اجابها بسخريه/بااقي بزر انا هالسنه بخلص ثالث ثانوي.
رفعت يدها بقبضتها/لا تستقل بي ترى اهزمك بالفيفا6-0 بدقيقتين لعب فقط
ضل يضحك بصحبتها وهما يستخدمان السُّلم ويتركان المصعد..وبين النظره والاخرى يسترق النظرات منها، تغيرت حقاً، تبدو انوثتها بارزه اكثر من ذي قبل..!
،
دخلت غرفة والدتها وهي تراها على سجادتها تدعو كعادتها بعد كل صلاه..غصت عينيها بالدموع وهي تقف بالقرب منها، قد بلغ الشوق لحضن تلك الحنونة مبلغه..
شعرت بأناهيد ونبره يستحيل ان تنساها، لتلتفت جوارحها قبل إلتفاتت رقبتها، قلبها يخفق بتسارع/شهوووده
ركضت لحضنها باكيه ..لتحتضنها تلك وتقبلها وتشم رائحتها بصمت فقط احضان،..اليوم تقر عينها ..ويستقر قلبها، ..
تحسستها وهي تشعر بالحزن/وين اخوك، ماشوفه
شهد وهي تمسح دموعها وتبتسم لابتسامة والدتها الحزينه/جاي وراي هو ونيفادا
لحظات ليدخل تركي بصحبة نيفادا، سلم على والدته التي عانقته بحراره وهي ترى كم طال في غيابها ونبت بعض شعر وجهه/ما شاء الله تبارك الله كبرتوا يا بعد عمري
تركي وهو يحك رأسه بخجل/طلت بغيابك يمه؟
ابتسمت فهو في في مرحلة بلوغ وطوله يتسارع فيها/ايه طلت يا قلبي، الله يحفظكم لي..كيف سمح لكم ابوكم تجون؟!!
شهد/ابوي مرض الله يشفيه وسافر يتعالج من زمان من اول ما رحتي،و انا وتركي كنا عند جدتي وهي اللي كانت رافضه نزورك ، بس قررت تروح تزوره هالسبوع وسمحت لنا نجي اخيراً
ترددت في السؤال، ظنت طوال الفتره انهم مع والدهم حتى انها لم تفكر بان جدتهم قد تستضيفهم/اخذ زوجته معه؟!
اجاب تركي/لا ماتزوج من يقول؟!
استغربت الاجابه وفضلت السكوت الآن..لتنتبه لتلك الشقيه التي تقف بهكذا لباس، ستموت وهي لم ترى نيفادا تنفذ ما تؤمر به...!!!كم هي عنيده وترفض ان تكبر..!!!
شهد بتساؤل/وين بنات خالي الباقيات
هند وهي تتأملها/الشموس طالعه مع أدهم وماراح تجي الليله.. اما ليال اتصلت بها قبل شوي وتقول انها حيل مشغوله.. تركي يمه اطلع بالملحق، زوجة خالك في الحداد وتغطى منك الله يصلحك.. يلا روح وبنجيك كلنا
هز رأسه وهو ينظر لنيفادا/طيب لا تتأخرون هاا
رقصت حاجبيها بمعنى الموافقه....لتخرج من الغرفه قبل خروجه..
خرجا والتفتت شهد الى والدتها/كبرت نيفا عن قبل بس باقي نفس اللقافه والطبايع.
تنهدت هند/الله يصلحها عنيده..
،
خرج من احد المساجد بعد اداءه لصلاة المغرب.. فكر كثيرا كيف سيجدها.. وكيف ستمضي هذه الليله..
صعد سيارته مجدداً..وهو يعود لدوامة تفكيره.. كيف سيجدها.. ؟!
اغمض عينيه وهو يسند رأسه للخلف.. ليتوارد لذهنه مشهد تلك التي ركبت سيارة المؤسسه اليوم وذهبت مع سائقها..
حاول استنتاج اي شيء يقوده اليها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العاشر
مازالت واقفه امام سريره ، تريد ان تطمئن عليه قبل ذهابها للمنزل.. شاهدت دخول الطبيب عليه ولكن اتضح غضبه من رؤيتها ..ليس من المعتاد دخول الاشخاص لغرف العمليات والنقاهه/انتي من سمحلك تدخلين هنا ..وش هالتسيب هذا يا نييرس
التفتت اليه بعينين مرهقتين وبصوت متعب/دكتور بليز الممرضه مالها دخل..
رد بغضب/نعم.. مو قلنا هالليلة روحوا وبكرا بتشوفونه يام وسام
يلامس قلبها وهو يناديها بأم وسام.. كم تحلم بلقب أم.. ولكن حلم يائس ..تعرف ما سيقول ولكن يجب ان تخبره/دكتور وليد انا فاهمه وش تقصد.. بس انا اللي حابتك تعرفه ان وسام مو طفل طبيعي..وانا ماني أم وسام
استغرب كل تلك اللهفه والسهر لطفل لا تعرفه، هو شك في الوضع فارق البشره جداً صارخ، اشار لها بالخروج/خلينا نترك المريض ونطلع للممر وقولي وش عندك.. انا عندي مستشفى ثاني غير هذا بعد. ..
تبعته حتى خرجا وهي تحاول ان تصلب طولها.. وغثيانها، وقفت وهي تتكئ بيدها قليلاً ثم وقفت معتدله..
استغرب/فيك شي؟
حركت يديها بان لا شي وتحدثت/انا اخصائيه اجتماعيه بالدار وهذا طفل عندي بس هو الوحيد اللي عنده حالة توحد.. وحالته محد يعرف يتعامل معها غيري..الذنب ذنبي هو متعود علي غبت يومين بظروفي واعلن عن رفضه وحاول يلفت انتباهي بهالحركه..
ظل يسمعها باعجاب.. وهي تكمل..
اردفت/الطفل التوحدي ممكن يؤذي نفسه فقط علشان احد ينتبه له.. لذلك انا انتظرت جيتك هنا علشان اقولك .انتبهوا له.. يلا انا مضطره امشي.. عن اذنك
ذهبت وهو باق في مكانه، متعجب مما يسمعه، لا يصدق تفانيها في عملها يوصلها لهذه المرحله.. لم يخفى عليه ذبول عينيها و ترنحها وهي ذاهبه !!
عاد ليقرأ استمارة الطفل الموجوده على سريره.. ليرى مرافقه، هو فعلاً من اطفال الدار.. لكن ما جذبه اسم المشرفه "ليال راكان المناع"..هل تكون ابنة عم ذلك الرفيق؟
لم يصدق عينيه.. بنت بذلك العز والدلال تعمل في هكذا وظيفه..!!
.
،
.
،
بحثت عنها في كل ارجاء المنزل ..علّها عادت وهي لم تنتبه، تُرى اين ذهبت ليال..
نظرت الى ساعتها وهي تخرج من المصعد وتتجه الى اصوات ضحكات شهد و نيفادا/بنات ما رجعت ليال؟
التفتت اليها نيفادا/لا للحين يا عمه ..
جلست بقلق/يا ربي، وين راحت هالبنت ليه جوالها مغلق، وش هالاستهتار بس، طلعت وهي متوتره ولا قالت خلني اتصل واطمن عمتي
شهد باستغراب/الساعه10وين بتكون فيه للحين!!
نيفادا/بالنسبه ليه مافيه غرابه.. اظنهم كبار وكل موحده مسئوله عن تصرفاتها..
هند بغضب/الا والله مالقوا رجال يسألهم وين رايحات ووين جايات، الله يرحمك يا راكان مكبر روسهم ،
استنكرت حديثها عن والدها/عمتي ، وش قصدك؟
هند/ اوولهم انتي يهالولده..
لاول مره ترى والدتها غاضبه لطالما كانت تكبت/يمه مو كذا يالغاليه
هند/لا كذا و ازود بعد.. أدهم لازم يحط حد لهالمهزله..
غضبت وهي تقف وتخرج من المكان،..لتتلقى اتصال اخرجت هاتفها وهي تقف امام المصعد لترد/هلا تركي.. رجعت؟..لا مابعد نمت.. لا ماني معصبه.. خلاص شوي وجايتك
،
عادت في هذه اللحظات وهي تدخل وتتجه الى المصعد بعدما ألقت التحيه وهي تتجاوزهم الى المصعد..
استقبلتها ام رواد وهي قادمه من المطبخ وهند من الجهه الاخرى/لياال وين كنتي للحين؟
لم تود الوقوف والحديث معهم وهي تشعر بالغثيان.. والارهاق/عمتي هند وربي ماني راايقه.. بكرا اشوفكم سلام
دخلت المصعد دون ان تسمع ما يقولون..
هند بغضب/والله الموضوع يبي له أدهم..
لمحت تعبها في وجهها/ليال ماهي طبيعيه.. ماعمرها تأخرت برا.. ووجهها ماهو عاجبني
هند باعتراض/الا والله الدلع.. انتي يام رواد مرخيه لهم وااجد
ام رواد بابتسامه/يام شهد هم كباار.. و عاقلات..
لم يعجبها هذا الرد.. الوضع في هذا المنزل يحتاج تغيير..
،
السكينه والهدوء يلفان المكان..
لا تسمع سوا اصوات حشرات الليل القادمه من المزرعه.. هدوء المكان يجعل الاصوات تسير ليلاً..
كم كانت محتاجه لهكذا سكينه..
اعدت لها توست بالجبن وكوب حليب لتضع فيه فلفل ابيض تريد تسكين مغص الدوره فهذه اول ايامها..
وتصاحبها المزاجيه وحدة الطباع....!
تركت بقية التوست.. لتذهب غرفتها تريد النوم باكراً..
لا تريد التفكير بشيء، تعلم ان أدهم لن يرحمها وانه قد يرمي يمين الطلاق الليله لو وجدها!
لا مشكله.. هي مستعده اليوم ان تخسر كل شي.. وان تفوز هي بالخساره!!
سمعت اصوات حفيف اشجار النخيل خلف الشُرفه.. لابد وانها تهب بنسائمها النجديه.. ذلك يجعل لليل والسهر موسيقى خاصه..
اتجهت الى ستائر غرفتها لن تفوّت على نفسها هذه اللحظلت..
وقفت تشاهد تمايل سعف النخيل والاشجار ..هذا هو الاسترخاء الذي تبحث عنه مع نشوة انتصار الليله..!!
اتجهت مشغل الاقراص القابع بزاوية الغرفه وهي تشغل قرصها المفضّل..وتسترخي بأريكتها مقابل الشرفه بروب الاستحمام الثقيل، وتجمع شعرها للاعلى باهمال وتتمرد الكثير من خصلها التي تعانق رقبتها.. وكوب الحليب الساخن بيدها.. وتبحر مع اجمل مواويلها..
" ذاد الكرى عن مقلتيك حمام
لباه شوقٌ ساهرٌ… وغرامُ
حيران… مشبوب المضاجع!!
ليله حربٌ ، وليل النائمين سلامُ
يا أيها الطير الكثير سميره
هل ريشة لجناحه… فيُقام
عانقت اغصاناً وعانقت الجوى
وشكوت والشكوى علي حرامُ!! "
هنا تبسمت وهي تتخيل ردة فعله وهي تعبث به.. لا تستطيع ان تتوقف عن الابتسام..
فكرت في السفر.. لكن لا تستطيع.. اللعنه يجب موافقة ولي الامر.. و أدهم الآن هو ولي امرها.. تباً لهكذا بيروقراطيه بغيضه.. كانت تسافر بمزاجها في حياة والدها.. لم يكن يوماً حجر عثره امامها..
نزلت دموعها لذكراه،
،
عاد من الخرج متأخراً
.. دخل الشقه التي جمعته بصاحبيه ..ولكن الآن وليد انتقل اهله للرياض ولم يعد ينام هنا.. وأدهم بات يملك قصراً واعمالاً تشغله عن حياته السابقه..
بات هو الآن وحيداً ..قرر ان يجلب والدته للرياض بعد ان ينتهي من تأثيث منزله..
توجه للاريكه يريد ان يرتاح.. فقط الراحه ..ومن ثم سيذهب فيما بعد للغرفه..
لحظات ليدخل من ظنه لن يعود ابداً لهذه الشقه.. ليستغرب/أدهم!!
وقف مكانه لم يحبذ ان يلتقي بأحد وهو لم يجد بعد تلك المتمرده، اراد ان يرتاح قبل صلاة الفجر ليذهب للموسسه/السلام عليكم.. هلا قاسي
وقف يسلم عليه ثم جلس بعدما رآه يجلس ويضع يده على عينيه ، عرف ما به/أدهم ضغطك منخفض
اجابه وهو يسند رأسه للخلف/الظاهر كذا
وقف مسرعاً ليذهب للمطبخ القريب، ويفتح ذلك الدرج الذي يحتوي بسكويتاً مملحاً مخصص لأدهم فقط، اخذ منه ثم عاد ادراجه اليه/وش بلاك يا ولد.. من مزعلك، البارح زواجك و وليد يقول لي ان امورك طيبه
ابتسم بفتور بعدما اخذ قطعتين من البسكويت/اموري طيبه، مافي الا العافيه لا تخاف.. انت شخبارك وش علومك.. شريت البيت اللي تقول عنه؟
يعرف انه بخير، مادا داهمه بالاسئله/ايه شريته وببدأ أاثث من بكرا ان شاء الله ..والله يعييني على التسوق
بابتسامته/لو ان زوجتك معك كان ضبطت امورك وما احتست هالحوسه
ابتسم له بسخريه/يابن الحلال هذا انت عريس جديد وجاي للشقه، معليش يعني،انا مانحشت من ثاني ليله ههه
لا يدري هل يضحك ام ماذا تكون ردة فعله بالضبط، سيقتلها اي والله.. حين يجدها سيقتلها..
استنطقه قاسي/شبلاك سكتت عند طاريها.. اخاف طلعت اسم على اسمها..
التزم صمته وهو يجمع اصابعه في قبضة يده يكبت غضبه وهو يتذكر جملة عمته في حقها( الشموس ماتنعسف يا أدهم)..
و ذلك البيت الشعري الذي كُتب على خاتمها (وأكره ان أسمعُ في اللهو ريبةً ... كما كرهت صوت اللجام الشوامسُ )
..هي حقاً إسمٌ على مُسمى..!
تلك الغيوم "دفعتها"غيوم اخرى
*غيوم عاصفه*
بدأت تبلله بل تغرقه
شيء من غضبها وعنفوانها
كان منعزلاً في قوقعة الماضي
ولكن صاعقةً ما خسفت به..
ثم انسته امر تلك القوقعه!!
....
،
اعلنت المآذن عن ذبول اخر خيوط الليل..
وميلاد يوم جديد''
خرجت من غرفتها وهي تستغفر وتذكر الله وتهلل ستوقظ من كان نائماً للصلاة كعادتها ..
اتجهت الى غرفة نيفادا فهي الاقرب لغرفتها..لم تجدها، غريب اين ذهبت..
تفاجأت بها قادمه من المصعد بالبيجاما و هاتفها بيدها، استغربت يبدو انها لم تنم/يالله صباح خير.. وين كنتي فيه؟
ابتسمت وهي تقف امامها/كنت تحت اشوف فيلم
ام رواد/بس عندك تلفزيون بغرفتك.. وشو له تنزلين لحالك
طبعت قبله على رأسها وهي تبتسم/خااالتي تراني قلت بالصاله مو بالسينما.. مليت من غرفتي وقلت اغير المكان
تخاف جداً عليها فهي متهوره/طيب ما قلنا شي.. روحي صلي ..و رددي اذكار الصباح قبل تنامين.. فااهمه؟
هزت رأسها بالموافقه/من عيوني.. يلا باي
راقبتها حتى دخلت واغلقت باب غرفتها،ثم اتجهت لغرف البقيه.. تذكرت ان الشموس ليست هنا.. لتذهب الى ليال..
.
كانت تقف امام المرآه بعدما توضأت.. تراقب وجهها هل من تغيرات جديده ابتسمت فمازالت بشرتها مخمليه كما عهدتها هي تدلل نفسها كثيرا مازالت تتذكر والدها وهو يبتسم وقد رآها ذات صباح( تذكريني بأمك الله يرحمها تشبهين لها بالحيل) ، هي تشبه كثيرا والدتها ذات ملامح عربيه حاده انف دقيق وعينين عسليتين و سحنة سمرا مخمليه تضفي سحرا شرقيا اصيلا على ملامحها'
لكن ذلك الغثيان لا يجعلها تعيش حياتها كالسابق يجب ان تراجع طبيبها،لترى تتطورات ما تمر به.. قد اسلمت أمرها ورضيت ..
… كان اصعب شي عليها هو الاستمرار في حياتها والتمثيل بأنها بخير وبأنها شعلة تفاؤل متقده،و في الحقيقه هي تذوب من الداخل و تنقص كل يوم!
اشغلها مرض وسام باليومين الماضيين، فانشغلت عن مرضها لله در وسام الذي يهديها سلاما داخليا يشعرها بالرضا
سمعت صوت زوجة أبيها تطرق الباب و تناديها للصلاه، ابتسمت لتلك السيده الرائعه،..
.
،
خرجت هند من غرفتها وهي تتجه الى الاسفل ..ستوقظ ابنها لصلاة الفجر..اتجهت للملحق بابتسامه، تود لو تدعه ينام معها في غرفتها ولكن هنالك نساء لسن محارم..
دخلت لتنصدم بما رأته.. فراشه مبعثر ..هنالك على الطاوله علب مشروبات فارغه، وصحون شيبسات،..وكأن احداً كان برفقته!!
نادته وهي تستغرب/ترركي يمه وينك؟
لحظات ليخرج من دورة المياه متخصراً بمنشفته و يبتسم بخوف/أمي!!
نظرت اليه بحزم/من اللي سهران معك هااه؟
تردد/اا محد كان عندي يمه.. رواد اوول الليل كان هنا وراح .
ابتسمت لتلك الملامح التي تعشق/الله يصلحك.. اجل البس ثوبك وروح صل بالمسجد جعل عيني ماتبكيك
بادلها الابتسامه وهو يراها تخرج.. ليتنفس براحه( الحمدلله ان نيفو راحت قبل الاذان، والا وش بيفكني من محاضرات أمي)
،
.
،
اغلق باب الشقه وهو يخرج.. نظر الى ساعة معصمه التي تشير للسابعه، اتجه للمجموعه وهو يتذكر ماقد يفيده للوصول اليها..
اوقفته الإشاره ليقف ينتظرها.. ااه يبدو كل شي مثيرا للتوتر ..يجب ان يقف ليحتسي فنجان قهوته حتى يستطيع بدأ يومه بشكل جيد..
لابد من فنجان قهوه والا انه سيفقد تركيزه واعصابه..
اتجه مباشرة لذلك المقهى الذي يأتيه دائماً ..
اوقف سيارته وهو يلمح سياره سوداء بالقرب من سيارته.. و يخرج منها صوت فيروز وهي تغتي( تذكر آخر مره شفتك سنتها تذكر وقتها آخر كلمه قلتها.. ماعدت شفتك.. وهلأ شفتك..)
تجاهل ما يسمعه ويراه و اخذ نظارته السوداء ليغطي عينيه التي تفضح مزاجه دائماً..
دخل المقهى وهو في مزاج سيء.. طلب قهوته المعتاده وجلس.. نزع نظارته ثم اخرج هاتفه يريد معاودة الاتصال بها ولكن هيهات ، جوالها مازال مغلقاً منذ البارحه..
اغلقه وهو يضعه على الطاوله امامه، إنه ليكرهها وتستفزه بهروبها وأفكارها لأنها معتده و مكتفيه بنفسها ، لأنها بعيده وسعيده وهذا الشيء يخنق عنده رغبات كامنة!
لمح تلك التي نزلت من السياره السوداء تنزل للمقهى طلبت ماتريده وهي تشيح بنظراتها له بين اللحظه والاخرى ..وضعها لم يعجبه بل يجلب الريبه له هو..
قرر النهوض ولكن حضر طلبه ..اخذه وهو يراها تخرج ..
اخرج الحساب ولكن الموظف رفض واخبره ان تلك السيده دفعت عنه الحساب..
لم تعجبه تصرفاتها ولا نظراتها له.. ترك كوب القهوه على الطاوله وطلب غيره… ليأخذه ويخرج لسيارته سيرتشف قهوته وهو في السياره..
ليتفاجئ بملصق لونه اصفر على مقبض باب سيارته.. نزعه ليقرأه ["يولد النهار، بنظره من عيون الشمس.. وانت منحتني ذلك… اشكرك♥"]
فتح باب السياره وهو يلتفت يبحث عنها.. و اذا بها ذاهبه لكنها جعلته يتذكر أمراً مهماً وهو يركب سيارته وينسى تلك الورقه بيديه وضع كوب قهوته و سقطت منه الورقه بجانب الكوب..
اتجه مسرعاً الى المؤسسه وهو يرى نفس السياره التي أقلتها البارحه.. هو متأكد من ذلك..
دخل وهو يتجه لمكتبه بسرعه ويلقي تحيته من بعيد.
.
،
لمحه ذلك يخرج من مكتبه القريب من الاستقبال وهو يرمقه بحقد (ابو حظيظ)
رن هاتفه ليخرجه من جيبه ويرد/هلا والله، ههه هانت كلها اسبوع واجيب لك العلم اللي ينهيها لك .
على الطرف الاخر بصوت جدي وتهديد مبطن/اقسم بالله يا حامد اذا ما صار اللي انت تقوله، ليكون عقابك ماله طب ابد
ابتلع ريق الخوف/اعتمد.. نهاية الاسبوع بتكون هناك واكيد راح يجيك الخبر.. بس ابي منك وعد اذا صار اللي انت تبيه وما تجحدني
بصوت اكثر حده/ماراح اجحدك ..بس سو اللي عليك.
اغلق الخط وهو يرى أدهم يخرج مسرعا..!!
اراد اللحاق به لولا ان والده ناداه..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي عشر.
جلست على طرف طاولة المطبخ تراقب زوجة ابيها تُعد القهوه وهي ترجوها/تكفييين يا خااله ابي اطلع الاستراحه .. شفيها الشموس رافضه، ما يسوى علي طلعه
بهدوء/يا بنتي الاستراحه بعيد نخاف عليك، سويها هنا وش بتخسرين يعني
نيفادا باصرار/يعني هنا ماراح ناخذ راحتنا و بنزعجكم.. بنسهر للصبح..
التفتت اليها مستغربه/صديقاتك هذولي ماعندهم اهل؟ شيقعدكم هناك للصبح!! مايصير يا بنتي
باحباط/طيب رااضيه اقعد هناك للساعه 12..بس اقنعي الشموس اروح هالويكند
تريد الرفض ولكن سيكون حازما من الشموس/مع اني ضد هالروحه اللي مالها داعي، بس ماعليه بكلمها
ابتسمت وهي تنزل وتعانقها/قراسيااس احلى خاله
خرجت منتشيه وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها وتتصل به/تركي اتفقناا نطلع العصر للمووول ..خالتي وافقت تكلم الشموس واكيد الشموس بتوافق
على الطرف الاخر/حلوو.. طيب تعالي نلعب game بهالمناسبه، اخوك رواد زلابه كل شوي افوز عليه
لمحت شهد تجلس هناك و معها اميره وعمتها هند/لا ماقدر هاللحين.. بنتواجه العصر بااي
اغلقت هاتفها وهي تتجه اليهم/هااي
هند بنصف عين/من هاللي عالتلفون
بابتسامه وهي تجلس/ياحبك للتحقيق يا عمته هههه.
شهد بتساؤل/ليال وينها.. ماجلست معها من جيت.. جد اشتقت لها هي والشموس
وقفت هند بحيره/والله مادري شبلاها ليال.. بروح اشوفها
حضرت وهي تبتسم لتفاجئ عمتها بتقبيل رأسها/صباااح الرضا لعمتنا الاموره الحلوه
عبست هند وهي تعود وتجلس/هاللحين يا ليال؟!!.. والبارح كنتي تنفخين علي!!
ضايقتها بالجلوس بجانبها وهي تمسك بيدها/هنووده والله ماقصدت اضايقك، كان عندي حرقان متعبني.. سامحيني عااد
شهد بابتسامه/سامحيها يمه تقولك ماكانت تقصد
رفعت ليال رأسها وهي ترى شهد وتقف لها وتسلم عليها/اهلللين بنت العمه حي الله الشهد، تكفيين توسطي لي عند امك ،شكلها شاايله علي
نيفادا/عاد عمتي هند من امس وهي تهزئ فينا، مدري شبلاها،
هند وهي ترمقها بحده/تستاهلون التهزئ والله،
شهد وهي تبتسم لوالدتها/يمه ابتسمي علشاني
ابتسمت هند بخفوت ثم التفتت الى ليال، بعصبيه مزيفه/تستغلون بنتي ضدي ..الله يسامحكم.. لعاد ترفعون ضغطي.. تسنعوا يا بنات اخوي
ضحكت ليال وهي تجلس وترى ام رواد قادمه وخلفها الخادمه تضع القهوه بابتسامه/بنات اخوك متسنعات بس ادعيلهم ربي يهدي نيفا ويلين راس الشموس
هند/الشموس من امس مع زوجها وامورها طيبه..
ليال بتساؤل/طيب ليه مقفله جوالها؟،تبي تقنعني جولييت انها مررره مشغله عمرها مع روميو.. اتصل بها ابي اكلمها بموضوع مهم، علشان توصله لأدهم،بس ماترد
نيفادا/انا امس اتصلت فيها ابي استاذنها نروح للاستراحه وصرخت بوجهي تقول انسسي هالسبوع تروحين هناك.. وقالت انها بتقفل جوالها ولا نقلق عليها.
شعرت ام رواد ،بالريبه،"اغلاق هاتف الشموس مريب،هي لم تغلقه وهي خارج المنزل ابداً!!
هند باهتمام/وش عندك من موضوع مهم يا ليال
ليال بجديه/اتفقت مع الاستاذ طلال مدير الدار انه يضبط اوراق تبني وسام وضبطها لي.. بس ابي أدهم يوافق كونه راعي البيت، و اذا شرحت له بيوافق اكيد
سكتت هند وهي تفكر بموضوعها.. يبدو ان ليال جاده فيما تنوي فعله..!!
شهد بفضول/انتي تشتغلين هناك من كم سنه وش خلاك تفكرين بالتبني.. ووش معنى وسام؟
هي لا تعرف سوا ان ذلك الوسام يمثلها بشكل او بآخر، بصمته بألمه بتوحده، بالرحمه التي زرعت في قلبها له، ذلك الطفل هو بقعة الضوء في حياتها التي تدفعها للتغلب علئ ما تعاني منه/بنظر الناس انا جالسه اتصدق عليه واحتويه .. لكن في الحقيقه طول ما انا اعتني بوسام واهتم فيه و ربي منعم على قلبي برضا و طمأنينه ما تنشرى باموال الدنيا، المستفيد في القصه هي انا ماهو بس وسام الله يشفيه، اتمنى يا عمه انك توقفين معي وتتكلمين مع أدهم عن الموضوع
ألتزمت هند صمتها، هي في حيره منه تماماً..!
.
،
شيء من الجنون يتلبسها!!!
حين يتعلق الأمر بالمساس بكيانها.
خيار الهرب وان جاء إرتجاليا
إلا انه منفذ وان كان مؤقت!
فهي لا تراه يقترب منها بل يقتحمها..
وضعت فنجان قهوتها على الطاوله امامها لتسترخي بملل، وتفكر بما ستفعل، هي فكره مجنونه، لكن ستجرب،،
ستفيدها عبير فيما تنوي عليه .
اتجهت الى غرفتها وهي تأخذ هاتفها المغلق، وتفتحه فهو مغلق منذ البارحه!
لتنهمر الرسائل القصيره والمكالمات الفائته..اتصل بها كثيراً ، وهذه اتصالات من نوره ..لفتتها رسالته لتقرأها بغضب
[ جبانه.. ]
خافت لا تعرف ولكنه شعور انتابها فقط..اتصلت بعبير و راحت تجلس على اريكتها المقابله للشرفه المطله على المسبح والمسطحات الخضراء/الو عبير السلام عليكم
ردت تلك على الطرف الآخر/هلا والله بالعروس وعليكم السلام والرحمه،
ابتسمت لسماع صوتها/شلونك عبير
عبير/بخير يا راعية الاحمر
استغربت/اي احمر يالخبله؟!
ضحكت عبير/ليال ارسلت لي صورتك سناب خاص، عاد احمرر يا بنت ههههه
استرخت في جلوسها و هي تستمع لضحكاتها/خليني بمزاجي رجاءاً المهم شخبار النونو اشتقت له يا ناااس
عبير/هاللحين شدي حيلك وجيبي لك نونو، اتركي ولدي منك
فكرت بالامر واستصعبته على نفسها/انا ماني لهالسوالف،صحيح احب ألعب على الاطفال ، لكن احمل فيهم ببطني واعتني فيهم لااا مااحب
ضحكت عبير/بيني وبينك حتى انا ماكنت متخيله اني احمل واولد ، لكن وربي يا شوشو احلى شعور بالدنيا، جيبي واحد ع الاقل قبل الثلاثين
حاولت تغيير الموضوع الذي يستفزها/المهم خلينا من المواضيع البايته.. بغيت اسألك،،
عبير بغضب/مواضيع بايته يا بنت راكان هاااه!!. بعدين بتعرفين قيمة كلامي
الشموس/عبيييرر ماتصلت اسمع مواعظ، عندي سؤال يا بنت ..وابشري اذا تواجهنا مره ثانيه قولي كل محاضراتك…
عبير/وش عندك من سؤال يا خانوم؟
بجديه/حابه اسافر لحالي يمدي زوجك يطلعني بما انه يشتغل بالمطار؟!
استغربت واستشفت شيئاً لم يعجبها/انهبلتي رسمي، انتي وش ناويه عليه بالضبط؟! اللي اعرفه انك مع زوجك بالرتز كارلتون من امس,
نظرت لاظافرها وهي تداعبها بابتسامة تهكم/ايوه من قال لك هالكلام
عبير باستغراب/امي اتصلت اليوم بأدهم تبارك له وقالها
ضحكت وهي تجيبها/اجل شايل هم لا احد يدري اني تاركته ههه
اجابتها عبير وهي تستنكر مافعلته/ليه انتي وينك فيه؟!!
الشموس بجديه ممزوجه بسخريه/من امس بالاستراحه حقتنا .. وطبعاً هو محتاس مايدري ويني هاللحين.
عبير بغضب/الشموس انتي عاقله لكن تصرفك هذا حتى البنت الصغيره ماتسويه.. مايجوز اللي سويتيه تدرين والا لا،
تحدثت بلامبالاه./خليه يعرف يحسب حسابي مره ثانيه.
عبير/شوشو انا ابي مصلحتك،تدرين ان كان زوجك يبيك وهربتي منه تلعنك الملائكه طول ليلتك وانتي بعيده
تعرف ان عبير معها الحق فيما قالته ولكن لن تستطيع ان تسمح له بلمسها، ولا تستطيع منعه الا بالهرب، هي في حيره، قد اخبرها أنه لا يحبها وليست حلمه فلماذا تتحمل الإثم وحدها؟!! سكتت قليلاً ثم تحدثت/المهم يا عبير عمتي لولوه لا تدري، بتسويلي سالفه انا في غنى عنها
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي عشر
،
دخل وهو ينظر حواليه في المكان تبدو الاستراحه اجمل مما توقعها، واسعه وانيقه في تفاصيلها..
هي مكان رائع للاستجمام.. ليست كتلك الاستراحات التي يعرفها، فهذه اشبه بقصر..وحوله معشبات خضراء واسعه..
الشرفات و الواجهات الزجاجيه ذات الاطلالات الساحره على خضرة المكان توحي بشعور منعش..ويبعث للهدوء، هي لا تشبه الاستراحات التي يعرفها..
ولكن ما اغضبه انها جداً بعيده، كيف لها ان قضت ليله هنا لوحدها..؟ ألا تخاف؟
فتح باب الاستراحه الداخلي بأمر براتاب كبير العمال!!!
هذه تتحدا كل شي ولا تخاف،
سمع صوتها قادم من تلك الغرفه، يبدو أنها تتحدث في الهاتف !
اقترب حتى أطل عليها وتوقف يرمقها بحقد..وهي تقف هناك وتدير ظهرها وتطل على الشرفه، ترفع شعرها كذيل فرس وترتدي بيجامه فضفاضه..
تراجع حتى ابتعد عن غرفتها… واخرج هاتفه واتصل بها.. لم ترد.. كانت مشغوله بالاتصال. وتتجاهله..!
ولكنه اعاد الاتصال ..
،
لاحظته يُلح بالاتصال،لتودع عبير/عبير معي مكالمه.. عن اذنك بعدين بكلمك.
اخذت نفساً قبل ان ترد/نعم؟!
على الطرف الآخر/الله ينعم عليك حبيبتي..
لم ترد، خفق قلبها بتوتر، صوته الهادئ يثير رعبها..
ابتسم وهو يراقب غرفتها من بعيد/شفيك ساكته يا عمري المفروض تكون صباحيتنا اليوم، وش رايك باللي صار؟
باصرار/اللي صار ماظنه يضايقك.. انت ماتحبني وانا ما انجبر .
حاول كبح غضبه/واذا ماحبك..هذا مايلغي واجباتك كزوجتي.. ولا يبرر لك هروبك يالجبانه!
شعرت بالغصه، فتسامت عليها واجابت/ماني مجبوره بعلاقه بهالشكل، لازم تقتنع اني مابيك وان زواجي منك ماراح يتعدى محرميه فقط.
استدرك سؤالها/اوكي افرضي انه هذا هدف زواجنا، ليه الهرب؟! يالجبانه
ابتسمت وهي تسترخي جالسه/قول اللي تقوله
جارا برودها/طيب دامك رايقه هاللحين، وش تقترحين عقابك.. اذا لقيتك.
هنا ضحكت/بالأول ألقاني بعدين فكر بعقابي
ابتسم وهو يفكر بخبث ويتجه الى غرفتها/طيب وان لقيتك؟
هدأت من ضحكتها وهي خائفه يبدو رائقاً حقاً، واثار شكها فيه/عموما هي حدا ثنتين مالها ثالث.. يا انك بتقتلني يا بتطلقني وهذي الامنيه اللي اتمناها.. لان بصراحه مستخسره اموت علشانك.
*هنا ضحك وهو يدخل ثم اغلق الباب خلفه لتنتبه اليه..!
لتلتفتت وهي تغلق الهاتف/انت هنا..!!
تقدم بخطوات واثقه، و هو يتحدث بتهكم/اجل ماتبين تموتين علشاني هاه.. وتتمنين الطلاق!! .. للاسف انتي بالذات ماراح اطلقك وانتي عارفه ليه
كيف وصل الى هنا، ظنت انه لن يعرف لها طريق.. تمنت ان يكون هذا مكانها السري فهو لم يعرفه بعد/كيف عرفت مكاني؟!!
ابتسم وهو مازال يتقدم اليها بخطوات واثقه/تحسبين انك هزمتيني بالذكاء وخذيتي فيه صوله وجوله؟! لا و جالسه تحتفلين لحالك بوسط عمال الاستراحه يا محترمه..!!
تركت مكانها وهي تتراجع خشية أن يلمسها ، تعرف انه غاضب جداًوان لم يصرخ ..هي لم تحسب حساب انه قد يجدها، على الأقل اليوم!!
ذلك العُزوف المتمكن منك والذي جعلني متأكد أنكِ لا ترحِّبين بأي رجل في حياتك.. هو نفسهُ الذي ملأ قلبـي رغبة الاكتساح الكامل لحياتك... ،تحدث بغيّره/علميني وش جابك هنا لحااالك؟، ناويه تجلطيني!.. افرضي جاء واحد من هالعمال وكسر ظهرك بدون محد يدري، تكلللمي؟!!!
خافت من احمرار عينيه وهي تتراجع بصمت لم تعرف انها ستخاف منه كل هذا الكم ، كانت توهم نفسها/..
أردف/لين متى بتهربين مني يعني؟يالجبانه! ماعندك غير الهرب وتقفيل الجوال، عايشه دور الرجل!! انتي بنت عمي فااهمه يعني وشو بنت عمي قبل زوجتي يعني انتي عرضي شعر وجهي قدام الناس وسمعة عايلتك كلها، تقدرين تشترين كل شي الا سمعتك اذا ضاعت..
لم تستطيع الرد كانت تتراجع فقط/..
اردف بصرامه/ الزواج وصار .الا اذا كنتي تظنين ان الهرب يفسخ العقد هذا شي ثاني بعقلك الصغير.
استعجلت في تراجعها تريد ان تتحاشى السقوط او ان يمسك بها/محد عقله صغير وحركاته صبيانيه غيرك.. والا تبيني اذكرك
.. اقترب منها بغضب حتى كادت تسقط لولا امساكه بها و سرعان مااعتدلت وهو يلف خصرها بذراعه وعينيه بعينيها، يعرف كيف يعاقبها الآن/دام كذا، انا اقول خلينا نذكر بعض احسن وازيد لك الحركات بحركات جديده؟
حركات جديده اكثر من تلك!!
هو حقاً لا يخجل و يريدها جسديا فقط حاولت افلات نفسها وهي تشعر بمغص/لا أدهم ، الله يخليك ماهو وقته والله
نزع شماغه و قذفه جانباً و بدأ بفتح ازاير ثوبه من اعلى وهو مازال ممسكاً بها بيده الاخرى/ادري ماهو وقته ولا مكانه بعد، تدرين يالشموس ما اخفيك سر كنت ابي ليلتنا الاولى تكون اكثر من مجرد اثنين يجمعهم سرير و السلام ..
اردف وهو ينزع تلك الربطه من شعرها ويداعبه/كنت عاقد العزم اني اعاملك كزوجه محترمه ماكنت ناوي لك أذيّه، كنت مسوي لك قيمه لكن انتي اثبتي امس انك ماتستاهلينها..
بعينيها رأت الغضب يقدح شراراً من عينيه، فعرفت عمق حماقتها وهي تتحدى غيرة رجل ورغبته/أدهم فكني انا ماني..
قاطعها وهو يغلق ثغرها بقبله حاقده..و يجتاحها بلمسات ناريه و هو يهمس باذنها/ماراح اتركك لو تموتين بين يدي اليوم ..انا عسافك يالشموس..
حاولت ابعاد يده المتمرده ولكن هيهات قوته تفوقها بمراحل، لتضطر ان ترفع صوتها المبحوح/أدهم تكفى خلاص. انا ماني مستعده لشي ، والله العظيم ماني مستعده. .
اردفت وهي مرعوبه/انا عندي عذر شرعي، مايجوز لك تقرب، تفهم؟.
استوعب ماتقوله الآن،وهو ينظر لعينيها التي تغرق في دموعها، رباه كم يكره رؤية انكسارها وضعفها، ولكن لم يعد يثق بها سبق وان تهربت/ماراح يمشي علي كذبك. محتاج اتأكد..
استغربت هدوءه فجأه، وارتخاء يده/اقسم بالله ماصليت اليوم ولا صلاه.. عندي عذر من امس.
يقسم انها ستقتله ذات يوم، كم عقبه يجب عليه ان يتخطاها ليصلها، تنهد وهو يعانقها عناقاً مطولاً وكأنه سيسكنها صدره، انهكته حقا، ثم همس في أذنها/استناك برا لا تتأخرين علي.
تركها واإلتقط شماغه ثم خرج مسرعاً وهو يتحاشى النظر اليها، يثير استغرابها، ماذا قصد بهذا العناق الذي جعلها تطال الغيوم.. توقعت انه سيقتلها او يطلقها او يفعل اي شيء يؤذيها ولكنه ختم خصامه بعناق طويل، اخذها به بعيداً..هل يريد ان ينتقم منها بلذة عناقه وجنون اقترابه؟!!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي عشر
دخلت قسم التنويم وهي تحمل سلال حلويات وهدايا للمرضى، شكراً لله الذي انقذ وسام، تريد ان يشاركها الجميع فرحتها،
اخذت على عاتقها الاعتناء به حتى تعود به للدار سالماً، ستحتسب الاجر لها ولوالديها قررت انها ستتحدث مع أدهم بخصوص تبني هذا اليتيم، ورعايته، لن تستطيع البقاء بعيده عنه بعد الآن..
ظلت تراقبه وهو مغمض العينين وينام بسلام، وتمسك بكفه الناعمه كنعومة القطن ،تسائلت السؤال الذي جعلها تكبر سنيناً ، منذ عملت في دار الايتام، ليس جميعهم لقطاء ولكن البعض ومنهم وسام.. "كيف لأم ان ترمي طفلها"
كيف يُرمى طفل كـ وسام؟!
ابتسمت لنفسها بسخريه ودمعت، الآن عرفت لماذا القدير لم يكتب لها الزواج لتنجب اطفالاً، قلبها مرهق لوجع طفل ليس لها فكيف بحجم الوجع لو كان لها؟!!
فعلاً لله في خلقه شئون..
دخل يُطل على مرضاه ممن اجرى لهم عمليات كعادته ، لاحظ القسم يعج بالهدايا للاطفال ، والوان المرح،.واخبروه انها من تلك مرافقة "وسام"..انتهى من جولته .
ليطل بفضول من بعيد ويرى يدها تمسك بيد ذلك الطفل وتداعبها بلمسات ناعمه وتتمتم له بتمتمات لم يسمعها جيداً ،صدق الله العظيم حين قال(ألم يجدك يتيماً فآوى)، الله وحده سخّرها لهذا اليتيم المريض.
ظن انها متكشفه الوجه ليصدر صوتاً يخبرها بوصوله/السلام عليكم
اسدلت نقابها وهي تقف له، ثم تلتفت اليه/وعليكم السلام،
اهتمامها يثير فضوله، حتى مفرش سرير وسام غيرته له. و محيط سريره يدعو للبهجه/ما شاء الله يا اخت ليال النفسيه اليوم مرتاحه
ردت بامتنان/الحمدلله، بركات يديك بعد الله، يعطيك العافيه دكتور،
شاهد العلامات الحيويه له وكشف على جرحه/الحمدلله اموره طيبه.. يمكن الليله نشيل عنه المسكنات
خافت/تظن بيتألم اذا وعى؟!
وليد باهتمام/اكيد بيتغير عليه ، بس وجع خفيف وبيروح ماراح يطول
دخلت في هذه الاثناء رفيقتها اماني وبيديها كوبين قهوه ساخنه/السلام عليكم
الجميع/وعليكم السلام
خجلت اماني من تواجد الدكتور مدت القهوه لليال بيد غير متوازنه لتندلق القهوه على يد ليال التي لم تصدر اي ردة فعل!
شهقت اماني بخوف/بسم الله عليك ليال اسسفه يا قلبي
كان يهم بالخروج لولا اندلاق القهوه وصراخ اماني وسكوت ليال المريب!!
ليال وهي تبعد اماني مندهشه/ماحسيت بسخونة القهوه
التفت اليها وليد بانتباه/ابداً ماحسيتي؟!
هزت رأسها بالنفي وهي خائفه وتنظر ليدها المحروقه، للمره الاولى لا تشعر بهكذا احساس وهي ترى احمرار يدها/لا
اماني بخوف/يا ويلي كيف ماحسيتي، يدك راحت فيها انتفخت
وليد بتردد/انزلي للطوارئ يحطون لك مرهم حروق علشان جلدك ولازم تراجعين عند طبيب اعصاب، انتي عندك مشكله يا اعتلال اعصاب او مشكله في الراس، احدها <لم يستطيع الافصاح اكثر
التفتت اليه بخوف كيف شخّص حالتها من عارض واحد فقط، هو حتى لم يرى اشعتها!!
انتبهت لخروجه وهي تفكر فيما قاله،،من ذلك الطبيب؟!!
.
انتهت من لبسها جينز ضيق طويل و بلوزه خفيفه وساعتها واساورها الناعمه ..لترتدي عبائتها وتأخذ الشيله وتخرج بظنها ليست محتاجه للاستئذان من احد فهي خارجه مع تركي وهو ليس بغريب!
ملت من جلوسها في المنزل طوال الوقت لا احد يلتفت إليها الكل مشغول بأموره..
ستذهب مع تركي كما طلبها للخروج لساعتين فقط لا اكثر..وستزور اخيها ايضاً..
رن هاتفها لترد وهي تهم بالخروج/هلا تركي.. خلاص هذا انا نازله ، شفييك مستعجل يالخبل انا جااايتك
اغلقت غرفتها بمفتاحها وخرجت..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي عشر
فكر كثيراً فيما حدث اليوم امام عينيه.. هو يجزم ان هنالك امرٌ ما.. ماحدث امامه ليس عادياً..
التفت اليه زميل مهنته "المعتصم" دكتور استشاري سوداني، ليسأله/دكتور وليد مالك يا زول، مو المفروض تطلع، الشفت حقك انتهى..
التفت اليه وليد فزميله "معتصم" يعتبر من افضل اطباء الاعصاب الذين عرفهم وهو الاول بالمستشفى/محتار يا دكتور معتصم، ابي اسألك، ايش رايك بعدم الاحساس بالماء الساخن حد الغليان على الجلد ، رغم ان هذا الماء سبب حروق فالجلد!!
الدكتور معتصم جمع يديه تحت ذقنه باهتمام وهو يتكئ على مكتبه/احياناً يمكن تكون علامات اعتلال في العصب وهي خطيره لكن الأغلب شبسبب ورم في الراس وتحديداً بيكون غالباً في مؤخرة الراس و بيؤثر شديد على الحواس.
""ابتسم المعتصم وأردف/ هذا تخصصك يا دكتور كيف تسألني؟!
فرك جبينه وهو يحتار كيف يجيبه/والله يا دكتور متأكد من هالاسباب ولكن حبيت استشيرك انت عارف اني ماستغني عنك،
ابتسم المعتصم براحه/المهم انتا وعدتني توريني طريقتك الجراحيه الجديده، شوف يا وليد عايز اكون اول واحد يتعلمها منك
ضحك وليد وهو يتكئ على كرسيه، فالمعتصم كبير استشاريي القسم والافضل/الله يجبر بخاطرك يا دكتور معتصم.. ياليت بالمستشفى حقي واحد مثلك
دكتور معتصم بهدوء/شوف يا دكتور وليد ازا انت حابب تطور من نفسك تجاهل كل المحبطين ،امشي ناحية هدفك وحققه، اهم شي تكون واثق من نفسك
ابتسم وليد لتلك الكلمات المحفزه ، لربما كان يعرفها ولكن هو يحتاج ان يسمعها من شخص آخر..شخص قدوه و ناجح في مجاله كالدكتور معتصم..
.
،
بكل وقاحه واستهتار يخرجان معاً..!
صوت الاغاني يكاد يصم الاذن في تلك السياره
مدت يدها لترخي الصوت و تتحدث معه/تركي وين بنروح؟! اي مول
التفت اليها بعدما توقف عند الإشاره/شرايك انتي؟!ماعرف مولات الرياض مرره!
ابتسمت بحماس وهي تتذكر المول الذي تريده/روح سنتريا مول هنا قريب بالتحليه
حاول تذكره/ايه عرفته،
بعبثها فتحت الدرج الذي أمامها "علبة سجائر"سوداء اخذتها وفتحتها بفضول/الله الله تدخن يا ترركي؟!!
انتبه لها/لااا هذي زقاير ابوي رجعيها مكانها بلا لقافه يا بنت
إلتقطت واحده بعدما رآت القداحه/خااطري اجرب اولع وحده بس، ماراح نخسر شي
خاف تركي/نيفو والله لو تشم امي معنا ريحة زقاير بتولع فينا
اعطته القداحه واخذت عقب سيجاره واحد بلا مبالاه ووضعتها بين شفتيها وهي تُخرج هاتفها وتصور/يلا ولع لي بس، ترى ماراح نصير مدخنين يالخوااف ههههه
ضحك تركي وهو يراها تضعها بين شفتيها ليشعلها لها وهي تمثل انها تدخن/والله محترفه،منتي هينه
ضحكت وهي تقدمها له وتمازحه بغمزة عينها/يلا استرجل و اخذ لك نفس واحد يا أسد،
حاول اخذها منها ولكنها سحبتها ..لتفتح الاشاره وتنطلق سيارتهما..
،
للمصادفه المريره كان يقف بالسياره المجاوره لهم !!
شعر بالغليان وهو يراها بهذا الانحطاط الاخلاقي!!
تسائل من هذا الذي تخرج معه تلك التي ترتدي قناع البراءه، وتضحك هكذا وتدخن أيضاً!!
لم يستطيع منع نفسه من تتبع سيارتهما، لا إرادياً اصبح يلاحقها، لن يسمح لهذا المراهق ان يختلي بها، يعرف تماماً ان لا رجل سوى أدهم في ذلك القصر وهو الآن غائب، لابد وانها استغفلته في غيابه مع عروسه ..لتخرج!!
الآن بات يعرف انها ليست ملاكاً بريئاً كما كان يظنها..بل هي ابليس بعينه، لو عرف أدهم بما تفعله خلفه لربما جن جنونه وقتلها، تردد هل يخبره أم لا..؟!
لن يسمح لها بأن تكسر ظهر أدهم بالعار الذي ستجلبه..
،
خرجا من المطعم،و الصمت يعقد هدنه بينهما، مازالت تشعر بالريبه تجاه تصرفاته، كيف يتصنع الهدوء بهذه الاحترافيه، كيف يضبط اعصابه و مافعلته يستحق العقوبه!!
ركبا السياره ولكنه تذكر انه نسي هاتفه على الطاوله بالداخل/نسيت جوالي بروح اجيبه ماني بمتأخر
لم ترد، اخرجت عطرها من حقيبتها وهي ترش منه ثم اعادته الى الحقيبه لتلمح تلك الورقه الصفراء عند قدميها!، رفعتها ورأت ماكتب فيها، انتابها الغضب وهي تقرأها، من الواضح انها من احدى اللاتي يعرفهن او يعرفنه، تباً..
لمحته قادم ويركب السياره ثم يحركها عائدين للمنزل، لم تستطيع الصمت اكثر، لتريه الورقه/واضح ان موضة رسايل الورق مانتهت بعد الجوالات؟!
لمحها وعاد ليراقب الطريق، ويجيبها ببرود، تذكر انه لم يرمي تلك الورقه/يبقى خط اليد على الورق ادفى من رساله معلبه بجوال..
ازداد غضبها، الذي تكبته،حديثه البارد يعني انه لا يكترث بها كونها زوجته.. لم تجد ماتقوله بعد تجاهله لها وعدم محاولته انكار الرساله!!
بلا مبالاه/فيك شي؟
تمنت تقطيعها قطع صغيرها ولكن احتفظت بامنيتها لنفسها وهي تضع الورقه بالقرب منه/لا ..بس احتفظ بالورقه .يمكن تحتاجها بعدما ينتهي زواجنا
رد ببرود، وهو مستمتع بغضبها،اراد استفزازها فقط/زواجنا ما يمنع اني احتاج غيرك.. القلب له رغبات ويصغي للي يحبه اكثر
سيجعلها تجن ببروده لمحت يديه و ذلك الخاتم الذي يزينها وهو يمسك بالمقود ، اثار داخلها ذلك السؤال الذي يخنقها منذ تلك الليله/رغبات!! هذا يفسر ليه انت ما تزوجت للحين؟!!
اعاد ترتيب شماغه وهو يجيبها ببروده/لا هذي تفسيرها شي ثاني..
عادت لتلتزم صمتها مجدداً وهي تتكتم على حرائقها الداخليه..،
آه لماذا تهتم وهو قد اعترف انه لم يحبها وليست حلمه، هذا يؤكد لها ان هناك من يحلم بها بالتأكيد..
التفت اليها وهو يحدثها بهدوء/اسمعي يا بنت عمي، انا هاللحين زوجك،اللي يجري عليك يجري علي، انتي بذمتي وامانتي وانا ان شاء الله ماخون الامانه..انتي وخواتك مسؤلات مني...
شاهدته يقف في ساحة القصر لتهم بفتح الباب لا تريد سماع مواعظه ولا خطبه، ولكنه امسك بيدها/اسمعي.. احسبي حسابي ترى بنام معك بغرفتك، لين تخلص غرفتنا اللي تحت..
اتسعت حدقة عينيها بإستنكار/نعم!!
بجديّه اتضحكت على ملامحه/مثلما سمعتي، يلا انزلي انا عندي مشوار مهم .
بجديتها هي/انسى تجمعني بك غرفه ببيت ابوي، فااهم؟
ضغط على كفها وهو يتحدث بجديه/الحمدلله يعني ماعندك مانع تجمعنا غرفه خارج البيت، هذا اهم شي وانا بعد نفس رايك ودي اسكن انا وياك ببيت لحالنا، لكن مثلما انتي عارفه الوضع.
دهشت من تغييره لمقصدها/انت وش انت؟!
ترك يدها بابتسامه تثير غضبها اكثر/انزلي يلا.. بعدين بعلمك وش أنا .
نزلت وهي تحاول تجاوز اعاصير داخلها ..وذهب هو مسرعاً لموعد سيجمعه برفيقي دربه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي عشر
لم تجد بالصاله سوى التوأمين،، الذين ركضا يستقبلانها
عانقتهما ثم اتجهت لصالة الاستقبال،مصطحبه رواد لتذهب وتجلّسه بجانبها ممسكةً بيده/شلونك حبيب اختك
ابتسم بسعاده/بخير الحمدلله، وين أدهم؟!
مسحت على رأسه وهي ترقبه بعين الامل/راح عنده مشوار،كيف دراستك
عبست اميره وهي تراها تتجالها ووقفت ..
لم تتجاهلها فهمت تصرفها ومحاولة انصرافها فنادتها/ايمي حبيبي تعالي اجلسي جنبي هنا اشتقت لكم
التفتت اليها مبتسمه وهي تتجه نحوها..
خرجت من المصعد بصحبة ابنتها، لتقف متفاجئه بوجود الشموس وبهذه الهيئه بدون اي رتوش بل بوجه صافي وشعر مرفوع باهمال/الشموس!!
نظرت لعمتها بحقد فهي من دبرة تلك الخطه مع أدهم بدون ان تخبرها/الله الله، ليه مستغربه
ابتسمت شهد وهي تتجه اليها وتسلم/هلا بالشموس،الف مبروك زواجك
بادلتها الابتسامه/الله يبارك فيك شهوده،شلونك؟!اخيرا زرتونا
اقتربت هند لتسلم وترى جفائها/علامك يا بنت مو بتقعدون اسبوع
جلست بعد السلام/ابد والله، اشتقت لكم
حضرت ام رواد لتسلم هي الاخرى/هلا والله بعروستنا عساه الف مبروك يالشموس
بادلتها الابتسامه/الله يبارك فيك ام رواد .. غريبه وين نيفادا وليال
ام رواد/ليال رجعت من شوي وهذا هي بغرفتها، ام نيفا والله مادري خبري بها
تحدث رواد بغضب/قلت العبي معي بالونات مويه برا و عيت مدري
اميره/انا شفتها دخلت غرفتها تقول بتسبح
شهد/شكلها نامت بعد الشاور ،
هند بابتسامه/يمه شهود قومي حضري لنا قهوه ،ذوقينا قهوتك
شهد بابتسامه/ابشرري يمه ، هاللحين بتذوقون احلى لتشيز كيك بهالمناسبه الحلوه
ابتسمت الشموس/تعرفين تطبخين؟ما شاء الله
شهد/طبعاً و انا بنت هند
ام رواد/ونعم من هند وبنتها
هند بابتسامه/يازينكم وانتم تعززون لي، ترى كلها كم طبخه
الشموس وهي تراقب ذهاب شهد/كم طبخه بالنسبه لك تعتبر انجاز بنظري،انا فاشله بالطبخ
ام رواد/مالقيتي فرصه للطبخ، لو لاقيه بتقدرين، لا تحكمين على نفسك بالفشل وانتي ماجربتي
هند بفضول/هااه بشري وش العلوم؟!
الشموس استرخت بتنهيده وكأنها لم تسمعها/محتاجه قهوه من جد.
ضحكت ام رواد لتتبعها الشموس بالضحك..وسط عبوس هند/شيضحككم هاااه
بعد ساعتين دخلت المنزل وهي تراه خالي سوى!! اتجهت للاعلى مرت من جناح اختها لتشم رائحة بخور ممتزجه مع عطور اذهلتها، هذه الرائحه في الممر المؤدي لغرفة الشموس،لابد وانها هنا اتجهت الى جناحها وهي ترى الباب شبه مفتوح لتراها تقف هناك تبدو للتو خرجت من استحمامها وهاهي تبخر شعرها المبلول/sorpresa شوشو عندنا اليووم.
رفعت رأسها لتلك القادمه من الخارج في هكذا وقت، مستنكره حضورها هذا التوقيت/تو الناس!!
داهمتها وهي تعانقها وتحدثها بالاسبانيه/felicitaciones اختي الحبيبه
ابعدتها وهي تستفسر/وين رايحه ومع من دام سنجاي مايدري عنك
بنفس ابتسامتها/مع تركي ولد عمتي هند
اتسعت حدقتيها/وتقولينها بكل بجاحه؟!!
استغربت/وش فيها
صفعتها بلا مقدمات/هذي علشان تستوعبين انك خلاص كبرتي ولازم تلتزمين بحدودك، عبايتك هذي تتغير و ماتطلعين قدام الرجال الا متحشمه ، حتى تركي صار رجال مو هذاك الصغير اللي من سنتين يراكض بالسيكل انتي وياه،استحي
زمت شفتيها بغضب وهي تخرج وتصطدم بليال التي للتو استيقظت من نومها/وش صاير العروس تجي علشان تكفخ اخوانها؟!!
سلمت على ليال وهي غاضبه/بتجنني بنت الاسبانيه هذي، تخيلي طالعه من العصر مع تركي وتوها راجعه، فقدت اعصابي وسطرتها،اتعبتني
عبست ليال/الله يصلحها بس ولو ماكان له داعي تضربينها...تراها تقول تبي تسافر لأمها وخايفه تروح وماترجع
اتجهت للمرآه وهي تأخذ كريم ترطيب ليديها/امعصي تروح هذا اللي ناقص ما حنا قادرين نسيطر عليها بالسعوديه علشان تروح لي اسبانيا
حاولت تهدأتها/الشموس هدي شوي
الشموس وهي تلتفت اليها بانفعال/ليه انتي ماتدرين انها من ساعات مع تركي طالعين لحالهم يتمهيصون!!
استنكرت ليال/لا والله علبالي بغرفتها
هزت رأسها وهي تجزم ماتنوي فعله/حلم ابليس فالجنه تسافر لأمها، حنا رجعناها منها بعمر ثمان سنوات ومعلقه لها صليب تبيني ارجعها لها وهي بسن مراهقه و ضياع هويه!
معها كل الحق في غضبها ولكن قد زادت قليلاً تبدو اصلاً متوتره، لطالما كانت تغضبها نيفادا ولكن لم تصفعها يوماً/خلاص هدي اعصابك صار خير بقول لعمتي تنتبه لولدها الله يصلحه، اهدي وكلميني عنك وش سويتي بهاليومين اللي ماشفتك فيهم؟!
هدأت قليلاً/عادي، اهو زواج و السلام، انتي اللي بشريني عنك رجع لك صداعك اللي هذاك اليوم والا لا شفتك تغمضين عيونك، ليه مارحتي تقيسين النظر عندك ترى يمكن صداعك كله من ضعف النظر
كتمت مابداخلها/لا تطمني مافي شي بس صداع عادي
التفتت اليها مستغربه/يمكن عندك نقص حديد
حركت ليال يدها وهي تبتسم/ما في الا العافيه لا تخافين
انتبهت للشاشه التي بيدها/ليال وش بيدك بسم الله عليك
وهي تلتفت للسرير/ولا شي حرقت نفسي بالقهوه بالمكتب اليوم، المهم وش صار بهاليومين هاااه
امسكت بيدها وهي تتأكد/بسم الله عليك ، فكي اللفه وغيريها لا تخلين الحرق مكتوم
ابعدت يدها/يا بنت الحلال،ماهي اول مره انحرق،اجلسي وقولي لي وش صاار
تركتها وهي تتجه للخزانه وتبحث عن ما تريد لبسه/وش صار يعني، قلتلك عادي
ضحكت وهي ترى اختها تحاول الصدود/امما عاادي كثري منها، اجلسي واحكي
التفتت اليها وهي خجله مما ستقوله/ليال بليز، انا محتاسه من أدهم اللي طلعت براسه و يبي ينام بغرفتي الليله وانتي تحققين معي!
بابتسامه جانبيه/يبي ينام بالغرفه بس هااه، يعني ما يبي ينام معك
اخذت تلك الدميه الكبيره التي بالقرب منها لتقذفها بها/لياااال
امسكت بالدميه وهي تضحك/لحظه بالله عطيني شعورك وهو ناوي يقتحم غرفتك غصب عنك
زمت شفتيها بغضب/ليااال نقطيني بسكاتك اللي في مكفيني والله
ابتسمت ليال بعد جملتها الاخيره/صدقيني لو عرفتي اللي بغيرك حمدتي ربك على اللي انتي فيه، بلاش دلع يا شوشو..بعدين تعالي جيتي والله جااابك
لم تفهم قصدها،ظنت انه حديث عابر فقط/خير يا قلبي وش تبين؟!
ليال وهي تعيد الدميه مكانها/ابيك تفاتحين أدهم بموضوع تبني وسام، ابي اسمع رده علي بكرا، اوكي
استصعبته كثيراً فعلاقتها بأدهم متوتره جداً،وموضوع وسام يبدو عاطفياً من ناحية ليال التي لم تحسب حساب المستقبل/وبعدين يا ليال، اذا كبر بيصير غريب بهالبيت وانتي اكيد بتتزوجين، انتي كذا بتوجعينه اكثر
ليال بإلحاح/ما راح اتزوج ابداً، وسام اذا مالقى عنايه حالياً ماراح يقدر يستمر بحياته ولا حتى يعيش لحاله، لا تنسين انه توحدي ومحتاج عائله و بيت مستقر مش اماكن ووجوه تتغير عليه بين فتره والثانيه، الوضع فالدار يربكه ويوتره..
تأثرت من وصف حالته لم تستطيع التعليق هي في حيره/..
اردفت ليال/الاجر بيكون لابوي وامي ولنايف الله يشفيه ويرجعه لنا، هااه وش قلتي شوشو
تنهدت/بشوف!!..رحتي لنايف قريب
اجابتها بوجع/من اسبوع ماشفته، اشتقت له لكن بروح له بعد بكرا ان شاء الله، بكرا عندي شغل
اتجهت لمرآتها وهي تأخذ مشبكاً و تجمع شعرها بصمت..
لفت نظرها عدم تغيير اي شيء بالغرفه لتذهب للخزانه/تقولين عريس الهنا بيجيك غرفتك وابداً مافكرتي تغيرين مفرش السرير ولا تزيدين وسايد؟!!
تأففت/ماراح اغير شي من غرفتي علشانه، يحمد ربه وجه وقفا يكفيه انه الغريب الوحيد اللي بيدخلها.
اخرجت احد المفارش من الخزانه/ياختي فيك شوفت نفس ماهي عاديه، تراه صار زوجك معاده غريب، تعالي شيلي معي هالمفرش بيناسب اكثر
وقفت في وجهها وهي تمنعها/حلفت ما يتغير المفرش ولا شيء بالغرفه.
صغّرت عينيها وهي تسألها بشك/انتي خليتيه يقرب منك والا ...
اشارت بالنفي وهي تقاطعها/علي الدوره...يلا خلاص فارقي
ضحكت ليال، وهي ترى تعابير وجهها/شفيك معصبه؟! معناته قرب منك ههه
كتمت ضحكتها لكنها ضحكت اخيرا من ضحكات ليال التي تصدّر الحياه لهذا المنزل،..
،
.
،
تمنى لو باستطاعته ان يتصل به ويخبره بما يجري خلفه،
ولكن خوفه عليه جعله يتراجع عن ذلك..
كيف له ان يخبره بأمر من تخرج بصحبة صديقها!!
وتدخن و و.. تباً هو في حيره من أمره..
وجد نفسه يتتبعها كحارس شخصي تباً لها كم هي طفله في تصرفاتها خبيثه بداخلها..
ذلك الذي الصبي الذي صحبها لا يعرف كم هو محظوظ وهي لا تشعر بقيمتها، ما جعله يغلي ان ذلك امسك بيدها وهي لم تعترض!!
هي ليست قريبته ولم يعرفها الا منذ مده ،فلماذا يحرق نفسه بتتبعها؟! تباً لها ولقلبه المريض مالذي اعجبه بها؟!!
وجد نفسه يخرح هاتفه سييتصل بأدهم، قرر انه سيخبره، ولكنه تفاجئ باتصال أدهم به/هلا أدهم
تحدث ذلك باستعجال/قاسي، تعاال هاللحين للموقع اللي برسلك اياه بالجوال، ولا تتأخر
خاف/وش فيك
بنفس العجله/انا اتصلت بالشرطه وهم جايين تعال انت، تدري اني ماستغني عنك
اتجه اليه وهو يتتبع الموقع الذي ارسله له، اخذته الافكار والتخمينات كثيرا وتسائل كيف لأدهم ان يذهب لتلك الاماكن المشبوهه
،
نزل من سيارته وهو يلحق به ولكنه هرب هو نفسه صاحب النظارات ذات الاطار الابيض معه رجل اخر يلتثم ولا تتضح ملامحه.. يراقبه منذ تلك الليله، كان يتردد على هذه الشقه التي عرف لاحقا انها شقه مشبوهه تستخدم للرذيله، امسك به داخل العماره.. و اخذ في ضربه كأنه لم يضرب احدا في حياته/اجل تقول لي انك حبيبها يالزلابه هاااه..
ضرب الرجل الملثم اولا ثم عاد لذي النظارات حاول افتكاك نفسن ولكنه واجه رجل ذو بنيه و قوه بدنيه لم يتوقعها/طال عمرك اسمعني انا مالي دخل والله فياض هو اللي دزني... وهو بعد اللي أرى ارسلني عليك وخلاني اتسبب عليك بالحادث،
ارتخت يديه وهو مصدوم/فياض،!!
لم يستطيع النهوض بعدما تلقاه من ضرب وتكسير/ايه هو اللي متلثم ودخل الشقه الأولى
بصق في وجهه وهو يخرج مسرعا لقد جنى على نفسه فياض
اتجه لسيارته ولمح سيارة قاسي قادمه ليشير اليه بأن لا يتوقف.. ليغادر هو الآخر.. وهو يشاهد سيارات الشرطه والهيئة تقف وتباشر مهامها في الشقه التي دخلها فياض، ظن ان أدهم لم يعرفه'
ضرب بيده على السياره وهو غاضب/ليه ماعلمتني ان السالفه فيها هوشه
أدهم بابتسامه عريضه بعد ذلك الانتصار/يا رجال طلعوا زلايب ماخذوا بيدي ثواني، انا يوم اتصلت بك قلت يمكن القى رجال عليهم الكلام بس طلعوا مايسوون ملء ثيابهم
ابتسم قاسي لسعادة رفيقه/اشوفك مستانس، ماظنيتك تحب الضرب
أدهم بعدما هدأ/هالقصه يا قاسي من ليلة الاستقبال حق زواجي دخل علي هالزلابه مع الرجال وحاول يشككني ببنت عمي، الدم غلى بعروقي وش اسوي وهي وصية عمي ان ذبحتها محد بيقعد للباقيات، هداني ربي هذيك الليله وألهمني الصواب ومامديت يدي، غير اني جرحتها بالكلام وهي ماتستاهل المسبه يا قاسي، تتبعته وتتبعه السواق سنجاي عرفت اماكنه اللي يتردد لها وتأكدت منه وهذا انا خذيت حقي منه ومن اللي وزه علي.
الآن عرف لماذا انخفص ضغطه تلك الليله، قرر التراجع و جزم ان لا يخبره بما رآه من ابنة عمه الصغرى ، ماذا سيفعل لو عرف/كفو يابو ساره، دام ذي علومك تعال عازمك على العشاء بهالمناسبه يمال الغناه.
ضحك براحه بعد ضيق الليالي الماضيه، سينسى امر فياض فهو سينتهي بعد تلك الفضيحه التي أرادها له، فانقلبت عليه!! /قداااام وانا اخوك النفس انفتحت والله
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي عشر
في احد فنادق مدينة ميونخ..
تجلس في الطرف الآخر من السرير كعادتها بعدما ينام زوجها، تنظر للفراغ الذي يهوي بها في عمق لا نهاية له، تمنت لو كان اطفالها بصحبتها لخففوا وحشتها بصحبة هذا الرجل الذي ينام بجانبها منذ سنوات!
وكأن خبر زواج أدهم يُشعل شموع ليالي الفراق ويذكي حُرقة مازال لهيبها يحرق جوفها،
نزلت من سريرها وهي تستعيذ من افكارها،يجب ان تنساه..
دخلت الحمام وهي تنوي اجراء طقوسها كلما تذكرتها نزعت قميصها الرقيق ووقفت تحت الماء المنهمر محاولةً غسل آثار اي ذكرى وقتيه له..
أطالت اغتسالها ثم خرجت تلتف بروب استحمامها الثقيل وتلف شعرها بمنشفه..
فتحت الثلاجه تريد إخماد ماتشعر به الآن لتنام يكفيها سهر..يكفيها قهر..
إلتقطت زجاجه وتأكدت منها ليست ويسكي ولا فودكا.. تبدو بدون كحول، جلست امام الشرفه البعيده عن سريره،
بدأت بإحتساء مشروبها الغازي..تلذذت بطعمه يبدو توتاً..
استمرت بشربه حتى انتهت منه..شعرت بالحر لتذهب للشرفه وتفتحها..نزعت تلك المنشفه التي تلف شعرها وقذفتها من اعلى الشرفه وضلت تراقبها تسقط بابتسامه ثم فتحت ذراعيها لنسمات الهواء البارده وهي ترفع وجهها للسماء وتغوص في ذاتها وفي احلامها..
كانت تتأرجح فوق الشرفه..بدون شعور!!
شعر بتيار الهواء يتسلل للغرفه رفع رأسه ولم يجدها بجانبه ولا في محيط الغرفه ولكنه لمح ستائر الشرفه تتطاير جراء الهواء ..
نزل من السرير وهو يتجه للشرفه ويستمع شيئاً فشيئاً لصوت ضحكاتها المبحوحه.. شاهد زجاجة المشروب على الطاوله ، شك انها احتست منه لينصدم بجلوسها على سياج الشرفه/يا مجنووونه وش مجلسك عنده
التفتت اليه وتحدثت باسلوب طفولي افتقدته منذ سنين/تعال شوف المنظر يجنن
اقترب منها بهدوء عرف انها شربت/طيب مدى انزلي ترى بتطيحين
هزت رأسها بالنفي باسلوب عناد، لم يعتاده منها/لاااا ماني طايحه تعال انت
اقترب منها وهو يجرجرها بالحديث/مدوووش حبيبتي هاتي يدك وانزلي يلا
لم تسمع بهذا الدلع منذ تزوجته، هذا الدلع مرتبط بطفولتها فقط،تذكرت وقوفه اسفل الأرجوحه القديمه وهو يرجوها تنزل، ابتسمت وذهبت بعيداً..حتى امسك بها وانزلها رغماً عنها و ثبتها نبدو مترنحه، ابتسمت وهي تعانقه بشده لم يعتادها منها/أدهمي ليه تزوجت؟!.
استغرب بدأت تهلوس من زجاجه واحده حاول اخذها لسريرها/أدهم ولدك بالبيت صغير ماتزوج
ضحكت وهي تسترخي وتضع رأسها على وسادتها بخدر تام/ولدي سميته على أدهم.. بس هو تزوج بنت عمه و نساني خلاص، احس اني بموت، اخاف ينساني.....ادري هو مايبي يتزوج علشاني بس غصبوه اكيد زي ما.....غصبوني ارفضه..
ضل يسمع هلوستها وهو يشعر بالاهانه، فعلاً السكر يفضح الفكر..كل تلك السنوات كانت تعيش معه جسداً والروح عند غيره!!
.
لم يحدث وشعرتُ بالحاجة لِأنْ اكون بقرب احدهم كل هذا الاقتراب للحد الذي يشاركني تفاصيلي الصغيره والغير مرئيه تلك التي بين خلجات نفسي،وتفاصيل يومي...
حتى عرفتها عن كثب.
....هي كامله و مكتفيه بنفسها، معتده بذاتها، ليست نصفاً كالبقيه بل هي الكمال المحسوس على هيئة امرأه شرقيه "شموس" ..
هي من غيرت مفهوم المقاومه والاحتجاج...!
اعترف انني منبهر بجموحها الذي ألغى كل قناعاتي، لا ادري ان كان الانبهار احد روافد الحب او له علاقه بالمشاعر ..
لكنها بأي حال غيرت رغباتي ؛
من قال انني كنت ابحث عن نِصفٌ آخر؟! "أنا لا تعجبني النواقص"
عاد الى المنزل الساعه الثانيه عشر..كان مرهقاً فهذه كانت ليله حافله بالاحداث...
وجد عمته تجلس في الحديقه الخلفيه للمكتب هنالك تنتظره كما طلب منها..
اراد فتح موضوع خطبتها الليله يجب ان يعطيها فرصه للتفكير، ليست صغيره ليشرح لها كثيراً سيقول ماعنده ويترك لها حرية الاختيار،ط/مساكِ الله بالخير يا عمه
هند بابتسامة رضا/مساك الله بالرضا والعافيه، كيفك لبى قلبك؟ عساك مبسوط؟ ، تعشيت؟ والا احط لك؟!
ابتسم وهو ينحني لرأسها ويقبله/يا عمه عسى عمرك طويل ،ماتعودت على هالدلع ، بعدين تراني كبرت و لا تخافين محد يموت جوع لبى روحك المطاعم بكل مكان
هند بتنهيده/الله يخليك لي قل امين
جلّسها وجلس في المقابل لها في تلك الكراسي بوسط الحديقه/امين، ولا يحرمني منك بعد... اسمعي وش كنت بقولك
تذكرت/ايه انت قلت عندك موضوع لي، وش العلم؟!
استجمع قواه ليستطيع قولها/شوفي يا عمه انتي اكيد تعرفين المحامي صالح العبدالهادي
ابتسمت/شدعوه هذا رفيق راكان الله يرحمه وموكله بعد، وش فيه؟!
ارتاح لابتسامتها/انا عارف انك من فتره قصيره انفصلتي عن ابو شهد،و مادري وش سبب الخلاف بس انا متأكد انه ماهو بكفو وحده مثلك
استغربت تداخل المواضيع/الحمدلله على كل حال
حاول الهدوء اكثر/بصراحه يا عمه، صالح كلمني عنك، اللي اقصده انه خطبك و وده يتزوجك..
وقفت مستنكره هذا الحديث برمته، لم يجول بمخيلتها ان تسمع حديث كهذا بهذا العمر! كيف لسيده مطلقه طرقت الاربعين ان تتزوج، لن تدخل نفسها في معمعة القيل والقال/وش ذالكلام يا أدهم؟!!!عيب عليك
ابتسم وهو يقف ويتجه اليها/كيف عيب؟! حاشاك من العيب ، مافيها شيء الرجال خطب، وانتي عليك تعطينه الجواب،انتي تستاهلين وزنك ذهب، بس فكري طال عمرك ودوزني امورك، والله لو انه غير صالح كان انا رفضت قبل انقلك الموضوع لكنه صالح، و الكل يشهد له بالصلاح.
تركته وهي تتناسى ما قاله لتدخل غاضبه من حديثه، هل فقدت عقلها لتتزوج مره اخرى ألم تكفيها سنوات عمرها والضغط النفسي الذي كانت تعيشه كل يوم تحت رحمة مزاج طليقها ووالدته ..!
شاهدها تذهب بصمت، ابتسم لهدوئها، وهو يُخرج هاتفه ويتصل بالشموس، انتظرها ترد ولكنها تأخرت، عودته ان تجعله ينتظر ، ..تنهد/اللهم طولك يا رووح، نامت اكيد
ردت بصوت هادئ/نعم؟!
غضب من برودها/مو ارسلت لك من نص ساعه اني راجع للبيت ليه مالقيتك تنتظريني؟! وينك فيه
تأففت بدلال واضح/انا ما انتظر احد، واللي يبيني لازم يتعنى لي
يالشموسها المنقطع النظير/وانا بالله كيف اعرف غرفتك هااه، اخاف خواتك او مرت ابوك قدامي!
ردت بملل/ماقدامك احد الكل نايم،ادخل من باب المكتب امشي شوي بتلاقي مصعد روح للدور الثاني انا بالجناح اللي على يسارك مافيه جناح باليسار غير جناحي
فعل ما تقوله وهي معه على الخط، دهش من رقي القصر من الداخل الجدران ملبسه بالاقمشه والديكورات انيقه بشكل عام، خرج من المصعد متجهاً للجناحها وهو مبهور/افتحي باب الغرفه
فتحت الباب والهاتف بيدها لتغلقه/الحمدلله على السلامه، هذاك انت ماضعت
حاول اخفاء دهشته من هذه الغرفه التي تعادل حجم شقته ولكن انيقه و تتحدث فخامه ،لم يسبق له ان نام وسط كل هذا الدلال، اتجه اليها وهو يُقبلها بين عينيها بعمق/مساء الخير
حاولت بفشل لملمت نفسها بعد قبلته، تُرى لماذا يعاملها بلطف، لا تريد ذلك منه، يجب ان يبادلها الجفاء بجفاء، لا بالحب!، ايظن انه بذلك سيكسبها؟!محاولات تقليديه فاشله! وخُطّه معروفه،لن تجعله يسيطر عليها بتمثيلياته..
وضع حقيبته الرياضيه على الاريكه وهو مازال واقفاً/ما شاء الله كل هالغرفه لك لحالك!!! وفيه عالم عندها ازمة سكن
اتجهت اليه وهي تُخرج له وساده /وانت جاي تناقش ازمة السكن بغرفتي؟!!
ضحك ثم هدأ بابتسامه/لا والله جاي اناقش ازمتي معك
وضعت الوساده واللحاف على الاريكه /مثلما انت شايف الصوفا حقتي حيل مريحه تقدر تنام عليها، يلا تصبح على خير
رآها تذهب لسريرها وتتركه ببرود، وتندثر تحت اغطيتها لا مباليه!!
وقف قليلاً وهو يلتقط انفاسه محاولاً مجاراتها ومداراتها..
فتح حقيبته واخذ منشفته وادواته الشخصيه ليدخل دورة المياه،تشطف سريعاً ثم خرج متخصراً بمنشفته اتجه لحقيبته واخرج منها سروالاً واسع يصل الى ركبته..ثم قذف منشفته بشكل مهمل واخذ هاتفه واتجه للسرير، متجاهلاً ما قالته قبل قليل...
شعرت به و التفتت اليه وهو يرفع اللحاف يريد ان ينام بجانبها هكذا وهو بهذه الهيئه عارياً من الاعلى!!
حاولت الصد وهي غاضبه/انت شلون تنام بسريري عاري كذا، عييييب عليك
جلس رغماً عنها ، وهو يراها تنسحب من السرير ولكنه امسك بيدها وسحبها ليتحدث اليها من بين اسنانه/طفح الكيل، عرفت ان عليك الدوره ماراح أسوي شي تطمني، انا انام بالشي اللي يريحني ، الشي الثاني من اليوم ورايح ماتنامين قبل اجي انام، يلا حطي راسك وتعوذي من الشيطان..
غضبت ولكن لم تعد تستطيع وضع رأسها على الوساده وبجانبها رجل لأول مره،ذلك شيء خارج عن ارادتها فهناك حاجز لم يكسر بعد،و هي بنت حتى الآن،
ستمثل عليه كل شيء الا هنا تعجز عن ذلك، ضلت جالسه محتضنه وسادتها الصغيره وهو يضع راسه وينام ،و قد منعها من النزول..!
شعر بخوفها وخجلها الذي لم تستطيع بكل غرورها ان تخفيه، ولكن يجب ان تتقبله، أدار وجهه للجهه الاخرى وهو يأمرها/حطي راسك ونامي
لم يشعر بأي حركه منها، إذن مازالت جالسه وخائفه، ادار وجهه اليها مره اخرى وهو يعتدل جالساً ويقترب منها،يجب ان يُريحها، يتضح انها مازالت قلقه،امسك بكفها البارد ،وهو يحاول ان يضمه لكفه ..
شهقت من لمسته وهي تلتفت اليه برجاء لا تستطيع النطق به، ..وهي تراه يقبل يدها و يهمس لها/والله والله ما المسك وانتي بهالحاله ارتااحي و عيني خير، نامي
مازالت تشعر بالخفقان وهي تتذكر لمساته لها وقبلاته،ابتلعت ريق الخوف كطفله تائهه، كم تكره شعورها بالضعف أمامه هذه اللحظات..
تذكر شيئاً ثم وضع يده على رأسها وهو يردد الدعاء، بصوت هامس سمعته(اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم فيَّ، اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير)
،
شعرت بالراحه نوعاً ما وهو لا يلمسها كما كان يفعل، تتحاشى رفع نظرها الى صدر العاري امامها،بإخفاض رأسها..ولكنه رفعه بطرف اصبعه لتراه عن قرب بعينن مبلله، شعورها بضعفها الآن اشد عليها من سياط العذاب بل انه الجحيم بعينه، هذا المعتد برجولته هو الذي استطاع ان يقتحمها و هاهو يستمتع بضعفها ،تحركت شفتيها بضعف وهي تنطق بحقد/دخولك غرفتي ونومك على سريري، ما يعني انك ربحت، تذكر ان مقياس القوى بيننا يختلف.و الكفتين ما كانوا متساويات ابداً
رد بابتسامه ساخره/نسمي هذا اعتراف منك بقوة الرجل و افضليته اللي خلته وصي وصاحب قوامه على المرأه؟!
خبيث يستطيع قلب الطاوله متى شاء، ..ابتعدت عنه لآخر السرير وهي تدير ظهرها وتسطنع النوم ..
رد بابتسامه مكتنزه وهو يراها تهرب مجدداً،ليتك تنزلين من برجك العاجي إلى قلبـي، وإلى الجحيم الذي يعرفني. لا شيء يدعو لاكتراثك؛ فأنا الذي أحترق، وأنا الذي رغم هذا لا اموت!!
حاول تجاهل ما يمر به ثم ادار ظهره هو الآخر محاولاً جاهداً النوم،.
يوم آخر.. جديد
العاشره صباحا..
خرجت من العياده وهي منهاره.. بيدها ملف الأشعه.. وبأذنيها صدى صوت الطبيب وهو يأكد ما اخبرها به منذ فتره [ للاسف الورم براسك يزيد وهذا دلاله انه خبيث.. والمشكله ان مكانه صعب جداً ودقيق الطب ما بعد وصل لهالمرحله من استئصال الاورام المستعصيه،… .]
تنهدت وهي تجلس في سيارتها وتتحدث مع سائقها/سنجاي ودني سلام بارك
قاد السياره مستغربا الى حيث طلبت.. كانت ترخي رأسها للخلف، دموعها لا تتوقف،. بداخلها ثقب و فراغ من كل شيء، فقط تمشي كشبح انثى تساقط عمرها في بدايته.. ماتت روحها وقلبها ما زال ينبض كآله متهالكه، مهدده بالتوقف في أي لحظه..
كانت تعيش في الشهرين الماضيين على بصيص امل فقدته اليوم ولم يعد مرئيا..!!
توقف السائق امام الحديقه لتنزل.. الوقت ليس وقت ذروه، لا يوجد احد تقريباً ..ظلت تمشي بلا هدف..
كيف للدنيا ان تكون اضيق من خرم إبره في لمح البصر، بين الامل والطموح للمستقبل الباهر.. فجأه تتوقف عجلة احلامك وتسقط على صخرة النهايه.. يالبؤس حظها، لم تعد للحياه بنظرها طعم ولا لون و لا رائحه..
الغيوم السوداء تزداد في أفقها ولا أمل يلوح.. لربما لن تعيش اكثر من شهور لا تتعدا اصابع اليد الواحده.. ستلتحق بوالديها قريباً..لطالما راودها شعورٌ بأنها لن تعيش طويلاً..
شعور خانق باليأس،يحيط بها ويغلف قلبها الذي ينبض وجعاً وخوفاً فخطر الموت له هيبه على الاجساد الصحيحه فكيف بالمريضه، شعرت بقطرات مطر خفيفه بدأت تهطل عليها وعلى تلك المعشبات الخضراء والمسطحات المائيه ، هذه فرصة مطر نادره في وقت جفاف الرياض،.. رفعت رأسها للسماء وهي تتطلع لما خلف الغيوم المتراكمه بتأمل..
للمرة الأولى لا تفرح بالمطر فهذه ليست بشرى خير لابد ان تلك الغيوم تشاركها حزنها فقط، فهذا ليس فصلها!!
تمنت لو أنها كتلك الغيوم لا تعرف حزناً ولا هموم،فقط ترحل وتتبخر في السماء بلا ألم… أو كطيور عابره تطير فقط من غصن لغصن ومن مكان لآخر ، تغير مكانها كلما شحت فيه ينابيع السعاده..
رن هاتفها لينتشلها من غياهب حزنها، هذه المشرفه على وسام، آه يالهذا الطفل العاثر الحظ.. كم تمنت ان تكون له العوض في عالم لفظه كطفل غير مرغوب به فلقيط ،ثم كطفل توحدي يضجر الكل من التعامل معه، مسحت دموعها وهي تحاول ان تلين حنجرتها بعد بكائها/نعم يا اماني.. لا ماراح اتأخر بجيكم حالاً…
اغلقت هاتفها وهي تنسى همها، فهي على اسوأ الاحوال ستموت وسترتاح من عذاب ألمها ولكن وسام سيعود وحيدا وسيتبخر معه حلم تبنيه ورعايته..
لست احاول مجاراتك انا واثق انني سأُهزم!
لكنني سأُتعبك معي كثيراً فتحملي اقتحامي الفاشل.
اعرف انكِ لن تستسلمي
و انا لن اطلب منك ان تتنازلي!
لا تتنازلي فقط اشركيني ما تحبين أو مالاتحبين، بت اعرف ان مثلك لا تفتح قلبها للعابرين!!
وكل العابرين ماهم الا عاشقين خاسرين او حاسدين!!
لم تنم جيدا، عبثا تفكر فيما حدث البارحه.. مازالت تشعر بصفعة اختها على خدها، جلست باسترخاء في سريرها وهي تنظر لساعة الحائط بملل من رتابة وقتها بدون دراسه وعمل وبدون اي شيء يشغلها.. فكرت بحقد طفولي في الشموس التي تذهب اينما شاءت وهي محبوسه هنا.. لا احد يريدها ان تخرج!!
رن هاتفها لترى اسم تركي يضيء الشاشه.. تركته حتى انتهى من رنينه، ثم اخذته لتتصل برهف، تلك من تسعد قلبها.. انتظرتها ترد...
اخذ فنجان القهوه منها و لمحها تتحاشى ان ترد على هاتفها أمامه، انتظر خروج والدهم ليسقي نخلاته، بدأ يشك بها ليسأل/ليه ماتردين؟!
توترت، لا تريد ان ترد عليها بحضوره/مو مهم.. وحده مزعجه
اخذ الهاتف من يدها بظن سوء، فابتسم لرؤية اسمها، ثم التفت اليها/تطنشين هذي؟!!... صدق ان وجه الفقر يستحي من الغناه.. اقول ردي عليها هاللحين قدامي وشوفي وش جديدها متى بتحدد لنا بنت الشيوخ
فتح الهاتف على مكبر الصوت و قدمه لها، وهو يأمرها بنظراته، ارتبكت وهي ترد/هلا نيفا
على الطرف الاخر/ساعه علشان تردين!! لا يكون ازعجتك
بعد تردد/لا بالعكس، بشري عنك وعن اخبارك
ردت بتنهيده/اخباري كلها ملل.. طلعت البارح وطلعت علي بنكد فالبيت.. رهوفه اشتقت لك وللبنات
رهف/كلنا اشتقنالك بعد.. طيب ازورك والا تزوريني؟!!
بدون تفكير/لا اجيك ولا تجيني خليها باستراحتنا احسن.
خافت ليهددها حامد بنظراته/خلاص.. متى تبين نطلع
فكرت قليلا/ابيها هالويكند، ملييت من البيت،
هنا شعرت رهف بالورطه، قد كانت تماطله طويلا ولكنه الان وضع يده على كل شي.. اغلقت الهاتف بعدما انهت مكالمتها وسط ضحكاته المقززه/ارتحت؟ الله ياخذك
سكب لنفسه فنجان قهوه/جاك يا مهنا ماتمنى
ردت بحقد/عساك ماتهنى
قذفها بفنجان القهوه وهوغاضب/ماراح اطول شي لولاك يالحيه.. لا تسوين فيها مغلوب على امرك.. لولاك ماكنت راح اوصلها.. ماقول الا الله ياخذ الصداقه اللي تعرفونها يهالبنات.. امحق صداقه بس
خرج لتتوقف هي عن بكائها.. فالحقد بدأ يشعل ناره في جوفها هي، هذه المره الثانيه التي يصفها بالخيانه.. ويتبجح عليها بقوته وهو يرغمها ويضربها على فعل ما تكره!!
الآن ستريه معنى صداقة البنات التي يحتقرها في كل مره يستغل سلطته و يضربها فيها ويهينها لتفعل ما يريد، لكن الآن سيتبدل كل شيء، بعد الذي قاله وفعله.
قد أهان الأخوة ووضعها مداسا تحت قدميه، ليتحمل إذن ماذا ستفعله به (والله يا حامد ما تقرب من نيفا الا وانا ميته، خلنا نعرف من بيننا الخاين يالخايب)
وقفت وهي تبحث عن والدها الذي يسقي نخلاته كعادته، لمحت هاتفه في مكانه المعهود، على جلسته الصغيره بجانب المتكي الذي يتكئ عليه لتأخذه وتفتحه ....
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
خرج برفقة صديقه المقرب "عادل" وهو يبتسم/وش السالفه يا حامد، ونسنا معك
ضحك بانتصار/خلاص قربت نهاية المناع، يا ترى وش يساوي ثمن شرفهم؟! بنشوف بكم هالويكند ان شاء الله تجي معي هاه؟
ابتسم عادل بخبث/اكيييد انت بس اتصل بي وعطني خبر اول ماتروح الاستراحه، الا وينها استراحتهم؟!
رفع هاتفه وهو يتصل بعامل الاستراحه/هاللحين بعلمك بس خلني اتفق مع عامل الاستراحه طلع توه جديد وعليمي بس ماهو هين التبن حق فلوس
هز رأسه وهو يكمل طريقه/هههه وكأنك منت مسوي كل هالخطط علشان الفلوس. هههه. الا ما قلت لي كيف بتتصرف... من هالعالم اللي انت متصل معهم ماقلت لي عنهم
منذ ساعه تطلع على اوراق امامها، دون جدوى رفعت هاتف مكتبها واتصلت بنوره/نوره تعالي بسرعه
اغلقت هاتفها، دخلت نوره متسائله/وش فيك
اشارت اليها بالاوراق التي بين يديها/وش هاللي موجود باالاوراق؟!
اخذت منها الملف لتتأكد/هذي تفاصيل مصروفات المؤسسه ومشاريعها فالنصف الاول ، طلبها مننا سكرتير الدكتور أدهم, ظنيته قالك !!
استنكرت طلبه, حاولت ان تكون هادئه وهي تداعب قلم الرصاص بيدها/اهاه،فهمت..طيب روحي شوفي شغلك
راقبت خروج نوره وهي تضغط على القلم حتى انكسر، من هو ليراجع الحسابات خلفها، هذه مؤسسه غير ربحيه وهي من تديرها منذ تأسست لا يحق له التدخل،اخذت هاتفها وهي تتصل به وهي تتمتم/الله يرحمك يبه.
رد بعد رنتين/الو..
حاولت التحدث بهدوء قدر المستطاع/السلام عليكم
بمزاج عالي/وعليكم السلام..نعم؟!
لم تستطيع ان تستمر بتمثيلها/واضح انك فاضي لدرجة ودك تراجع اوراق شغلي من بعدي!
ببرود/اذا رديت على مكالمات مالها داعي، مو معناته اني قاعداضيع وقتي، يمكن لي حاجه
وقفت غاضبه وهي ترفع خصلات شعرها بتوتر/اذا حيل منت قد الشغل ماهو عيب تعتذر وبلاش استخفاف دم،
ضحك حتى سمعت صوت ضحكاته،ثم هدأ وتحدث بجديه/اسمعيني زين يا بنت..الاوراق اللي بين يديك هاللحين ابيها جاهزه بكرا على مكتبي
استغربت/نعم؟! ماسمعت شـ قلت
بجديه/سمعتيني ما يحتاج اعيد
باستنكار/ومن انت علشان تراجع شغلي بعدي؟! حتى ابوي ما سواها!!
قاطعها ببرود/اظن اني رئيسك بالعمل و من حقي اصدر اوامر، وانتي مالك حق تعترضين
تكاد تنفجر من بروده/طيب ع الاقل حط عندي خبر مو ادري من الموظفين، اسم اني زوجتك!!
حاول انهاء المكالمه بسرعه ليضغطها فقط/انتي بالعمل مثلك مثل باقي الموظفين ، يلا نفذي اللي قلت وبس لا تناقشين اوامري، سلام انا مشغول.
اغلقت الهاتف و هي غاضبه اتجهت الى مكتبها اخذت حقيبتها لتأخذ مسكن الصداع ثم جلست تسترخي، ستخرج لن تظل هنا دقيقه واحده هذا فوق احتمالها لماذا يتعمد إغاضتها كل يوم،خرجت الى نوره في المكتب المجاور/نوره
رفعت رأسها من اوراقها/نعم الشموس في شيء
بتوتر/انا حابه اروح فيه شي مهم يحتاج وجودي والا امشي؟!
تركت نوره ما بيدها وهي تتجه اليها/سلامات وين رايحه؟ ،صايره كل يوم تطلعين ماتكملين دوامك!! وش عندك يالشموس؟! تكفين اذا تعبانه قولي لي
ابتسمت من استنتاجها/لا والله مافي تعب،الحمدلله، بس
استنطقتها/وشو اللي بس! اذا تبين ننزل انا وياك كوفي تحت ونسولف عند الخاله، ترى من زمان ما سولفنا مع ام زهور ولا ذقنا قهوتها
ابتسمت، هي محقه متى كانت اخر مره جلست للقهوه براحه مع نوره او حتى مشوار ترفيه عن النفس،هي منذ مده تمر بضغوطات تليها ضغوطات، حتى الزواج زادها تعاسه/تدرين شلون ، يلا خلينا ننزل عند خاله ام زهور
ابتسمت نوره وهي تغلق الملفات وتعيدها لأدراجها/مشينا
...
ابتسم وهو يحاول الضغط عليها تاره ويقترب منها تاره أخرى يجب ان تعرف ان فوقها رجل يجب ان تحسب لها ألف حساب، هو زوجها وهي يجب ان تقتنع بسلطته عليها، مازالت تشعر بالاستفزاز كلما أمرها بشيء.. وكأنها تسمع اهانه!!
سمع صوت طرقات الباب وهو يبتسم بالتأكيد هذا المحامي كما اتصل به/تفضل يا بوهند
دخل ذلك مستبشرا بإبتسامه/السلام عليكم
رد السلام وهو يصافحه/حيااك وعليكم السلام،
سأل قبل ان يجلس/الأول بشرني
ضحك/تركد يا رجال، الموضوع اصعب مما تتخيل
جلس محبطا/افااا رفضت!!
ابتسم من ردة فعله/يا خي عطها فرصه تفكر، ما أمداها.. اذا صدق تبيها يابوهند اصبر، هي توها منفصله ماهو من سنين،
هز رأسه ورفع ملفات كانت بحقيبته/دام ماعندك بشاره خذ هالاوراق وراجعها قنونيا بنفسك، تراك محامي بعد..انا طالع سلاااام
استرخى مبتسماً وهو يراه خارجاً ثم يطلق تنهيدته/الله يكتب اللي فيه الخير.
جلست امام وسام وهي تراه يفتح عينيه اخذت لعبته المفضله التي اعتاد عليها ووضعتها امامه، يجب ان لا يتشتت فينهار،
ضل بلعب بتلك اللعبه التي دائماً ما يحب ان يلعب بها في عالمه الصامت..
ما يداويها هو احتضانه ستتكفل به وستوصي به، ان تكون أمه لن يكون ذلك بمقدورها وهي بهذا المرض الذي يضعف قدراتها كل يوم..هي حتى لا تضمن ان تكون معه الليله..
تذكرت ذلك الطبيب وليد، هو من شك بمرض في رأسها رغم انها لم تخبر احداً وهو لا يعرفها..
طرق الباب في هذه الاثناء،مسحت دموعها وهي تذهب لتفتح، لتجده امامها برفقة ممرضه/السلام عليكم
ليال وهي تبتعد عن الباب/و عليكم السلام
اتجه لوسام وهو يبتسم/هاه شلون البطل وسام اليوم؟!
لم يلتفت اليه ضل يعبث في لعبته فقط..
ليال/هو كذا ما يرد يا دكتور
وليد/ما شاء الله صحته احسن، احتمالية نطلعه بدري بس انتبهوا له
ليال/اكيد ان شاء الله
لمح يدها الملفوفه بالضماد/كيف يدك اللحين
خبأتها بخجل/بخير
قرر الذهاب،كم تثير فضوله، كيف لابنة الملياردير ان تهتم بهذا القدر قد كانت لديه افكار سلبيه عن الطبقه البرجوازيه/يلا انا طالع، بس اي شي واستشاره لوسام لا تتأخرون انا موجود وان كنت بالمستشفى الثاني تلقون الدكتور معتصم موجود ، عن اذنك،
تردد بسؤالها ولكن شيء ما دعاه للسؤال وان كان يستثقل ذلك/رحتي الدكتور مثلما نصحتك؟.
التفتت اليه مستغربه سؤاله، ماذا يريده هذا الرجل وقد اطال الحوار معها/نعم؟!!
خاف من نبرتها لابد وأنها استاءت من فضوله وفهمته بشكل خاطئ/انا اسف، شكلي تعديت حدودي
قررت انها لن تفشي سرها ابدا/طبعا تعديت حدودك!
ركز اهتمامه بنبرتها و هدوء حركت يديها وهو يهز رأسه بأنه آسف/صدقيني ماكان قصدي غير اعرف سبب هالعارض الخطير
أردفت وهي يصعب عليها ما ستقول لكن يجب ان لا تخبر احد بثقل مصابها و لن تطيل الحوار مع غريب/دكتور لو سمحت احترم مهنتك و اطلع.
عاد يلبس نظارته الطبيه وهو يشعر بالخجل من نفسه/عن اذنك
عادت لتجلس وتنهار باكيه، بصمت، روحها متعبه يديها ترتعش من شدة برودتها، وشدة خفقانها، هذا فوق احتمالها، الى متى ستنفعها تلك الاقراص التي تخفف الاعراض؟! لا تعرف... كل ماتتمناه ان لا تعرف الشموس بما فيها، تريد ان تموت في و قتها بهدوء، هذا كل ما تتمناه من هذا العالم الذي اصبح بالنسبه له ككرسي محطة غير مريح، فقط تنتظر القطار الذي سيقودها لوجهتها النهائيه لترتاح من كل هذا الهم .. لاحظت وسام يمسك بيدها التي ترتاح على طرف سريره ابتسمت له و رفعت رأسها للأعلى وهي ترجوه بخلجات نفسها "رباه أنا يافعه جدا على كل هذا الألم"
منذ ربع ساعه تستلقي على سريرها و تتحدث مع رفيقتها دانه في الصف عبر الهاتف وتعبث بالربطه التي تضعها في شعرها/طيب ليه ما تحاولين في أمك خليها توافق تجين
على الطرف الآخر/والله حاولت، بس رافضه،هي للحين مخاصمتني على طلعتنا للمول اللي تذكرينها
استغربت/ااوف من زماان هذي
دانه بتملل/والله كلما بغيت اقولها شي تذكرني بها،
دخلت اميره في هذه الاثناء وبيدها بالونات الماء الصغيره، لتداعبها بين يديها/هااااي نيفوو
وقفت نيفا على سريرها وهي تهددها/يا ويلك يا اميره انا حذرتك
ليأتي من خلفها رواد ويقذفها بواحده و من ثم اميره،لتصرخ/والله ما اخليكم يامعفنيين..دانه بااي،عندي جريمه بخلص منها وبرجع اتصل بك
اغلقت الهاتف ثم رمته وهي تلحق بهم، بقميصها القطني الزهري القصير..
هي ابعد ما يكون عن التفكير بنضج واصغر من ان توصف بإمرأه..مازالت بعالم طفولي بريء بعيد عن خبث الكبار..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
ألمانيا_ميونخ..
منذ البارحه وهي مريضه، جراء ما تعرضت له من البرد بعد استحمامها..اخذت مسكنات وجلست تحتسي قهوتها بسكون وهو يجلس بالمقابل ..يعتكف على صمته الذي بات يريبها لطالما كان يمازحها ويتودد لها ولكن اليوم هو كالأخرس!!
تحدث بهدوء/كيف راسك اللحين؟!
../الحمدلله..مادري شلون نمت البارح
حرك الملعقه في فنجانه حتى كاد ان يكسره،ثم توقف ليتحدث/ماسبق وقلتي لي ان أدهم المناع كان خطيبك!
وكأن مجرى الهواء يضيق بأكسجينه، حاولت ان تجيب/كان.
اكمل وهو يغلي/وش سبب فسخ الخطبه
التفتت اليه مستغربه/موضوع من سنوات، وقبل اعرفك، وماتعدى كونه خطبه انفسخت ليه تسأل؟!
لم يحتمل تمثيلها قذف الملعقه على الطاوله ليتضح توتره،رغم محاولته الهدوء/لأن حضرتك البارح سكرتي و ماكان على لسانك غير سيرة أدهم وليه تتزوج وتخليني و هم غصبوني ارفضك ومن هالقصص
استنكرت ما يقوله/سكرت!! اعوذ بالله انت اكيد انهبلت
ترك اريكته وهو يقف ويحدثها بغيرته و قهر السنين/يحق لي انهبل وانتي بعمرك ما ارتميتي بحضني من نفسك إلا البارح وانتي تتخيليني أدهم!! فعلاً السكر يفضح المكنون
نزلت دموعها بصمت، كل شيء داخلها خراب، ماذا عساها تدافع به عن نفسها، هي كانت مجرد اداة انتقام بيد والدتها لتنحر نفسها ، هي الخطيئه التي ترتكبها كل يوم، وقلبها الضحيه..
صرخ بوجع/لا تقولين ان كل ليله كنتي تتخيلين صورة أدهم علشان تتقبليني؟! تكللمي
التزمت صمتها الباكي وهو يطلبها الرد،لن ترد فهي لا تعرف بما هذت به البارحه، ولا تعرف كيف ستدافع عن نفسها!!
مسح دموعه بسرعه قبل ان تبلل خديه،ثم التفت اليها/هاللحين عرفت سبب برودك معي كنت اظنه خجل و ادور له مليون عذر،...<<كره ما يتحدث عنه..
ثم أردف بوجع/خلاص معاد اقدر استمر وبيني وبينك واحد ماخذك مني من سنين. وان كان بخيالك.
توقفت بخوف /وعيالي يا منيف؟!
قاطعها بأمر/جهزي اغراضك طيارتنا بعد العصر، انا طالع
جلست باكيه، دمرت عائلتها بنفسها بدون ان تشعر، لا تعرف بماذا يفكر منيف هل سيحرمها من اولادها، ذلك مالم تتوقعه.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
نعود الى الرياض..
دار في منزله الجديد بصحبة والدته المنبهره به/ما شااء الله يا ولدي وش هالزززين الله يجعله بيتٍ عاامر براعيه
رد بابتسامه/امين يمه
التفتت اليه/عاد هاه يمه ما فكرت بـ...
قاطعها وهو يمسك بيدها يعرف انها ستحدثه مجددا عن ريم/تعالي يمه، ما وريتك الحوش ، مسوي لك جلسه يحبها قلبك تعزمين جاراتك اللي بتعرفين عليهم وتنبسطين فيها وتوسعين صدرك
ابتسمت وهي ترى ما يعجبها,ستحاول اقناعه باستعادة ريم ،تعلم انه يتهرب لكن يجب ان يستعيد ابنة اخيها التي اصبحت مطلقه..!!
رن هاتفه ليرد بابتسامه/هلا يبو ساره.. ارحب.. اقلط جاي انا في بيتي... طلبتك يا ولد فنجاال.. اوووكي انتظرك..
شاهدته يغلق هاتفه وتسائلت/هذا أدهم؟!
يعرف انها سبب وجعه ولكنها أمه على اية حال/ايه متواعد انا وياه نطلع نتعشى سوا مع وليد.. بروح اتسبك واغير ملابسي قبل يجي تامرين شي
بابتسامه شاحبه/لا يمه روح وانبسط، برتب البيت ويا الشغاله وبشوف وش ناقص بعد
قبل رأسها ثم اتجه لغرفته.. ابتسمت بخبث( الله يالزمان اللي خلاك شيخ يا أدهم، وش فيها لوني خليتك تزوج مدى،لكن مقيوله وجه فقر يا حصه)
ركبت معه منذ دقائق والصمت يخيم على السياره، مازالت تحمل بقلبها الكثير عليه، لا تعلم متى يبتسم او متى يكشر ويغضب!
يبدو جامدا بلا مشاعر و إلا كيف يتلاعب بها بدون ان يرف له جفن فمرة ريحا ومره اعصارا.. منذ اخبرته عن عذرها الشرعي لم يحتك بها، لم يقترب ولم يفتح معها موضوعاً يخصهما او أي شي قد يزيح صورته بذهنها وذلك جعلها تتأكد انه يريدها جسديا فقط.. تباً للرجال.
هاهو يتصل باصدقاءه ويضحك معهم امامها في الهاتف ويتحدث طوال الطريق معهم، وهي تجلس بجانبه كأي قطعه فالسياره!! كم هو لئيم معها..
اوقف سيارته امام المنزل، لمحها تصفن بعيدا/وش تنتظرين انتي؟! يلا انزلي
استغربت انه لم ينزل/وانت؟!
ابتسم بخبث/يهمك يا عمري؟!
تعلم انه يسخر منها/لا ، من باب العلم بالشي فقط.
بنفس الابتسامه/مشوار ما يهمك،بعدين توك سامعتني اكلم قاسي قبل شوي يلا انزلي..
تثاقلت ما ستقوله لكن هي مضطره/طيب انا ترى بنزل للسوق و..
التفت اليها وهو يعقد حاجبه/وكأنك تعطيني خبر مو تستأذنين!!
تنهدت وهي تصد/اللهم طولك يا روح.. افهمها مثلما تبي..
تحدث بحده/ان عتبتي باب البيت يا ويلك، فاهمه؟
التفتت اليه مستنكره/وليه ما روح؟!، عطني سببك للرفض؟!
بغضب غير مبرر/انا قلت لا وبس لا تناقشين، يلا انزلي، ..
نزلت غاضبه وهي تغلق باب السياره بعنف،.. غضب من تصرفاتها التي بنظره لا تقيم له تواجد ولا قيمه، عجباً لها كيف لا تلين!
،
.
،
كانت تفتح الستائر وللمصادفه شاهدت مافعلته الشموس من طريقة اغلاقها لباب السياره، لابد وان هنالك شد وجذب بينهما،.. عادت تجلس على اريكتها في الصاله الجانبيه..
تنتظر قدومها..
دخلت كالبرق متجهه ناحية المصعد لتتوقف لصوت ام رواد التي استوقفتها، والتفتت/السلام عليكم
ابتسمت لها من بعيد وهي تشير لها بالجلوس معها/وعليكم السلام.. الشموش تعالي شوي سولفي معي، مليت من قعدتي بالبيت لحالي
لم تجد بدا من الموافقه، فاتجت اليها وتجلس وهي ترمي حقيبتها وعبائتها جانبا، وتسترخي في كرسيها المنفرد/المعذره يام رواد ماجلس معك واجد، انتي عارفه ظروف وقتي ما يحتاج اشرح
ابتسمت بلطف/ادري انه لو تقدرين كان ماقصرتي، انا عاذرتك،
عم صمت وسط ارتشافهن القهوه لتبادرها بالسؤال/كيف الشغل معك هالايام، عسى مافيه ضغوطات
اجابتها بفتور/ماشي كالعاده
بتساؤل/عسى مافيه خلافات مع أدهم
فهمت ماترمي إليه وابتسمت/مافيه علاقه بدون خلافات، لا تخافين شي طبيعي.
ام رواد بحب/صحيح الخلافات شي طبيعي بالعلاقات، بس لا تخلينها صفه بعلاقتكم.. لا تشدين دايم، ارخي شوي يا بنت الغالي،اعرفك عصيه وماتحبين تنقادين، بس تذكري ان هالرجال زوجك مافيها شي لو بينتي له طرفك الناعم، لا تخلين للشيطان درب بينكم، ترى فيه ناس تنتظر الزله علشان تشمت وانا مابي لك الشماته يا بنت حبيبي.
انتبهت لاخر كلمه قالتها، وتسائلت فهي تثق بأم رواد، ولأنها صرحت بالحب اول مره استغربت/صدق حبيتي ابوي يا م رواد؟ والا بس احترام لشخص رد اعتبارك
لمعت عينيها واجتمعت غصة فراقه في حلقها، حاولت تجاوزها لترد عليها/ماحبيته بعقل بس، انا عشقته،ادري انه ماعشق من الحريم غير أمك، وضل سنين على اطلالها، لكنه كان عاشق و كان عادل معي لين اخر يوم، اذا مايستاهل الحب راكان اجل من يستاهله؟!، الله يرحمه ويجمعنا به في مستقر رحمته.
تنهدت/امين.. شكل الحب انتهى معكم، ابوي خطب امي بنفسه وكان يغليها لكن توفت الله يرحمها بعد نايف وبعدما تزوجك ماجرحك ولا استعرض عليك اسباب زواجه منك، بالنهايه العلاقه اللي مافيها احترام وتقدير،علاقه فاشله.
هزت رأسها بالنفي/صدقتي، ابوك دفع مهر ماتاخذه البنت في جماعتنا، وقال تستاهل الحشيمه والكرامه ام جاسر، عزني من بيت عمي الله يعزه
تنهدت وهي تكمل إرتشاف فنجان قهوتها بمراره..
دخلت هند قادمه من الخارج برفقة شهد، يتضح انهن قادمات من السوق لتلقي التحيه/السلام عليكم
الجميع باصوات متفاوته/وعليكم السلام
جلست هند وهي تسترخي/دوختني شهد بالاسواق
شهد/يمه ما شرينا شي، كلها مول واحد
قررت فتح الموضوع الذي يؤرقها/عمتي هند بطلبك طلب
استغربت هند/وش هالطلب؟!!
بهدوء/ولدك لا عاد يقرب من اختي لا من بعيد ولا من قريب
استغربت/ومن قال انه يقرب منها.. المسكين بالملحق لحاله
الشموس/لا يا حبيبتي يتصلون ببعض ويتقابلون، امس طول النهار مع بعض يصيعون برا وحنا يا غافلين لكم الله، المهم انا منعت اختي وضربتها كف بعد، الدور عليك تهددين ولدك وتحذرينه يقرب من اختي
وقفت هند غاضبه /دام ان نيفا انضربت لازم هو ياخذ نصيبه بعد هاللي ما يستحي، هذا وانا واثقه فيه،
خرجت غاضبه... لم تندم الشموس لتحريضها، ان لم يرتدع سيتمادا.. يجب ان يعرف تركي ان الجميع هنا ينكر ما يفعله وليس مؤيد له..
ام رواد بقلق/الله يستر، شهد قوومي الحقي امك لا تضرب اخوك...
وقفت شهد لتنفذ ما طلبته ام رواد..
ركضت ناحية الملحق لتسمع صفعة امها لأخيها الذي خرج غاضباً، وهو يهدد/والله لاروح لابوي وعمامي ولا عاد تشوفين وجهي ثاني مره، والله.. انا انضرب علشان بنت اخر عمري انااا..!!
وقفت غير مصدقه انه سينفذ قسمه/اخر عمرك هااه يابو 18سنه انقلع لابارك الله فالعدو..
بكت شهد/يمه ليه تضربينه ما يسوى عليه
هند باستنكار شديد/وشو اللي ما يسوى؟!.. الا يسوى ونص، حراام يمه مايجوز ماهو عيب وبس، عاد هالبنيه صغيره ماتفهم شلون تفوت اخوك؟!! يلا مصيره يرجع بعد شوي وينام
خافت شهد وهي تلحق بها للداخل...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
يجلس معهم وهو مثقل بما يفكر به، تلك لا تبرح تفكيره، اهو بسبب معرفته لقرابتها من أدهم رفيقه ام لما تقوم به من تفانيها بعملها التطوعي رغم ثرائها..!
تبدو غامضه،تسائل لماذا غضبت من سؤاله عن صحتها؟!! هو لم يخطئ في حقها!!
ناداه أدهم وهو يبتسم/اللي ماخذ عقلك!
قاسي بممازحه/شكل الموضوع فيه مره
رفع وليد راسه له/خويك مايفضي من المستشفيات علشان يفكر بالحريم، الله يعيني بس
قاسي/هذا اختيارك يا وليد
وليد بابتسامه/احب الشقى وش اسوي
التفت اليه أدهم بجديه/صدق يا وليد وش بخاطرك..
تحدث وهو يتكئ على كرسيه/مره قد قلت لي ليه الناس الصح فالمكان الغلط؟!..اليوم اكتشفت ناس صح بمكان صح لكن الزمن ماهو لصالحهم او هم مايعرفون قيمة انفسهم ولا الشيء اللي يقدمونه لغيرهم،
استغرب/ومنهم اللي مايعرفون قيمة انفسهم؟!
هز كتفيه والتفت اليه مستنكرا/انا قلت هالكلام؟!
قاسي بتعجب/ايه تووك قايل
وليد بنفي قاطع/انا ماقلت هالكلام
قاسي ويعقد حاجبه/بديت تصير متناقض
ضحك أدهم ثم هدأ/مايخلي الرجال متناقض غير مره، توردك على نبع الماء وترجعك عطشان!.. لا يكون قررت تخطب
ضحك قاسي بتأييد/انشهد يا أدهم
التفت اليه أدهم بابتسامة تهكم/اي بس تناقض عن تناقض يفرق.
فهم انه يقصد طليقته/يحووول ماهو مخلي هالليله تعدي
وليد بنفاذ صبر/شباب بتطلبون العشاء والا كيف، ترى حدي ميت جوع.
،
بحثت عنها في كل المنزل ولم تجدها!
حتى غرفتها خاليه! رأت غرفة نيفادا ولكنها لم تحبذ الحديث معها الآن، يجب ان تشعر تلك الصغيره بخطأها
لمحت اميره تعود لغرفتها تريد النوم/امورتي
توقفت وهي تلتفت اليها/ها
ألشموس بتسائل/شفتي ليال؟!
اشارت للاسفل/شفتها رايحه لغرفة بابا القديمه..
خفق قلبها، فتلك الغرفه التي جمعت والدها بأمها مغلقه منذ سنوات، تركت اميره و ذهبت لتنزل...
.
قد يكون الحزن على هيئة حديث داخلي موجع لا تستطيع البوح به،
و قد يكون على هيئة فقد او فراق أحبه،
وقد يكون على هيئة مرض ينخر الجسد ويُفقدك لذّة الحياه!
وكل تلك تجتمع فيها..
تجلس في منتصف سرير والديها تضم رداء صلاة أمها و تحبس كل آلآمها بداخلها،تقيم طقوس العزاء في عزلتها و ترسم السعاده على شفتيها حينما تخرج!
ستنفجر حزنا على نفسها التي تذبل بدون سند، وكأنها تعاقب نفسها بالبقاء وحيده تصارع المرض.
وجع الوحده أرحم كثيراً من نظرات الشفقه ودموع شقيقتها التي بالتأكيد لن تحتمل فقداً آخر.
سمعت صوت طرقات الباب،لتلتف اليه وهي تمسح دموعها، وتحاول ازاحة بحة بكاءها من صوتها/من؟!
من خلف الباب/انا الشموس ي ليال افتحي
وقفت واتجهت بسرعه لدورة المياه لتغسل وجهها عدة مرات، ثم جففت نفسها و ذهبت تفتح الباب/شوشو! وش تبين هالوقت؟!
دخلت وهي تستفسر بعيون لامعه/وش تسوين هنا؟!
ليال وهي تصد و تحاول ان لا تبكي/اشتقت لأمي.. ابي انام في ريحتها.
لم تستطيع التعليق بسبب تلك الغصه التي ترتكز في حنجرتها،حاولت ان تتماسك وهي تتجه ناحية رداء أمها وتحمله بين يديها، وكأنها ما زالت بينهم، رائحتها مازالت عالقه في ردائها..سجادتها مازالت هناك في ذلك الركن البعيد و بالقرب منها حامل القرآن و هنالك مبخرتها الخشبيه ..و عطورها المفضله ،
مازالت حاضره بتفاصيلها التي تعشقها تلك الوقوره..
عاشت هادئه وماتت هادئه،نطقت بوجع/حرقة فقدها هي وابوي موسومه بقلبي، يا رب لا تنسيني حزني عليهم و..
اتجهت اليها وهي تنهرها باغلاق ثغرها/لا تكملين، عسى قلبك ينسى احزانه،فكري بنيفادا من بيربيها؟! ونايف من بينتظره وبيداريه وقت ما يقوم بالسلامه ان شاء الله، واخوانك الصغار بعد ..الشموس ترى هالبيت عايش على حسك، انتي مثلما قال ابوي؛ لولا وجودك جنبه وش كنا
لم تدقق في حديثها وهي تنسى وجودها/ابوي رباني عصيّه، و قبل لا يرحل تمنى يحطني بذمة رجال، والعصيّه ماتصلح زوجه ياليال
تصنعت الابتسامه/حاولي.. بتحبينه. وأدهم ماهو شين
التفتت اليها بيأس/الوضع صعب بالحيل وانتي عارفه سبب ارتباطي بأدهم، انا ماني للحب و لا ما طيق املاء الاوامر.. ماضمن اني بكون صالحه معه وبالاصح ماقدر اكون زوجه.
ابتسمت ليال وهي تمسح دموع اختها بطرف اناملها/بتقدرين تكونين ياختي بتقدرين، صدقيني كل شي بهالحياه له حل الا الموت
لم تفهم ما تعنيه، فقط امسكت بيد ليال فهي الاقرب والاكمل بنظرها/الشي اللي اعرفه اني ماضمن قلبي لو فقدتك بعد، قولي امين،عسى الله لا يفرقنا
ابتلعت غصتها وهي تجيبها/امين يا رب
لاحظتها تريد ان تمسك برأسها ومتردده، مازالت تشك بصداع رأسها/اسمعي انا بكرا بروح وياك نزور وسام ومنها تكشفين على اسباب صداعك هالفتره ماشوفك الا ماسكه راسك او مغمضه
حاولت تدارك الموضوع/ماقلتلك..شايفه كيف نسيت رحت اكشف على عيوني زي ما قلتي وفعلاً طلع عندي شوي ضعف نظر
استغربت/وليه ما قاسوا نظرك وعطوك نظاره او عدسات وش هالطبيب اللي رحتي له ؟!
بابتسامه/عاد مابي اي نظاره تطلعني غبيه ، طلبت تصميم محدد و عدسات علشان اكشخ بعد
ابتسمت براحه/اكشخي مثلما تبين ،الحمدلله اللي طلع بس ضعف نظر مو شي اكبر
ابتسمت بذبول/الحمدلله.يلا تقدرين تطلعين وتخليني انام
هزت رأسها/اووكي انا اصلا طالعه للمطبخ خاطري بكبتشينو اذا تبين قبل النوم؟!
هزت رأسها بالنفي/لا بنااام
،
عاد برفقة صاحبه،بعد سهره رائعه ..سيوصله للمنزل ثم يعود لمنزله..
ابتسم قاسي وهو يرى فخامة السياره/الله يالدنيا يا أدهم قبل ما كنت تحلم حتى تركب تويوتا موديل جديد وهاللحين رولز رايس
التفت اليه أدهم بابتسامه ساخره/سيارتي القديمه بالنسبه لي احسن من هذي
ضحك/يا رجاال كثر منها ذي.احمد ربك هذا انت تزوجت و تعدلت امورك الحمدلله.
هدأت ابتسامته، وحده قاسي من يعرفه جيداً ويستحيل ان يفهمه بشكل خاطئ،سيستمع الى فوضى احاديثه بلا مقاطعه/الله يشفي نايف ويقومه بالسلامه، ويشيل هالمهمه هذي عني
التفت اليه مستغرباً/يعني ناوي تنازل له عن كل شيء؟!!
أدهم بفضفضه/هو بس يقوم لهم بعافيته علشان ارتاح من هالهم، ماعمري كنت مسئول و لا عندي هذيك المرونه بالتعامل مع عالمهم وانت عارف البنات مسئوليه ، تزوجت وحده لكن الباقين ماهن بمحارم، يعني مهما كان صعبه، هذي اللي اصغرهم طلعت مدلعه و مثل طبايع اخوها، والله اقصى شيء قدرت عليه اني حرمتها من المدرسه هالسنه،كود تكبر شوي وتعقل بدون تدخلي .
هذه ما يريد الوصول اليه "اخبارها"،يبدو ان صاحبه مثقل بهمه،معه حق الفتيات بحاجه لأخ تكون له سلطه،اااه ماذا لو عرف أدهم بما تفعله نيفادا؟!!
رن هاتفه ليوقظه من افكاره، استغرب ان اخته تتصل به في هكذا وقت يعرف انها مسافره/هلا مدى...كيف حالك؟...
وكأنما غاب أسمها قليلاً وهو يحاول ان يلمح طيفها بذاكرته، ما بالها باتت صورتها ضبابيه!
اغلق الهاتف وهو غاضب،لكن لن يخبر صاحبه يعرف انه كان يريدها ذات يوم.
لاحظ سكوت قاسي فالتفت اليه/خير ان شاء الله،من متصل؟!
تصنّع الابتسامه/مدى تقول انها تبي تسولف معي قلت اتصلي بعد شوي ماني بفاضيلك
اوقف السياره امام منزله/وهذانا وصلنا عساه منزل مبارك يا قاسي، إلا متى بتعزمنا بهالمناسبه ماراح تفوتها
بابتسامه باهته/الله يبارك فيك،قرريب ان شاء الله بس نضبطه
ودعه قبل الذهاب/تمسى على خير..
ذهب عائداً الى منزله.. وكأنه يسير على الغيوم..هذه الليله جميله بحق إلتقى بأصحابه وهاهو يغمره الهدوء والسكينه شعور بالرضا فقط !!، تذكر حديث قاسي و اتصالها به، مازال اسمها يسمو بقلبه للغيوم البيضاء للأيام الخوالي،لابتسامات الطفوله واحلام المراهقه..
وصل الى المنزل دونما يشعر بمسافة الطريق..
نزل وهو يُغلق باب سيارته ويتجه الى الحديقه الخلفيه حيث باب المكتب .. لمح تلك المتعاليه تجلس بكرسيها هناك تضع ساقاً على ساق وبيدها هاتفها المحمول وامامها على الطاوله كوب، غمره فرح بانتظارها له هنا ، اتجه اليها بخطوات وهو يحاول ان يحتفظ بشخصيته امامها.
سمعت خطواته لترفع ناظريها اليه..
اكرهه حينما يداهمني وانا افكر بالابتعاد عنه، و حينما يجتاحني بحضوره ،بل ما يغضبني ان اول شيء افكر فيه حين أراه هو تقبيله!!
وقف أمامها مباشره بشبح ابتسامه وتتضح غمازته/يسعد مساك
ارتشفت من كوبها ببرود ثم اجابته/هلا، اجلس وش مخليك واقف
اقترب منها حتى توترت،ثم اخذ كوبها من يدها ثم جلس بالمقابل لها وهو يرتشف منه بتلذذ/اول مره اذوق الكبتشينو بهاللذه، وش السر.
ردت بتهكم من طريقته بالتقرب منها/ريقي عسل..
عاد ليرفع ناظريه وهو يغزوها بعينيه/ادري ما يحتاج تعلميني!
تباً له فردوده بمستواها دائماً لم يسقط ابداً أمامها، قررت ان لا تتحدث معه فيسحقها بحديثه ويُخرجها عن طورها..
سكوتها يثيره ويشعل غيرته،يجب ان تهتم لأمره،و ان يكون هو اهم من تعرفهم،يجب ان يخفق قلبها له فقط/تنازلتي وانتظرتيني الليله!!
بابتسامه جانبيه/هه انا انتظر؟!! كل الحكايه جاء ببالي كوب كابتشينو بهالجو اللطيف لا اكثر.
تركز في هاتفها وتتجاهله،نظر الى يدها الأخرى التي تداعب خصلات شعرها التي يحركها الهواء و تبعدها عن وجهها وعينيها التي لا تهتم بالنظر اليه، وقف وهو ينوي الدخول/تاخرنا بالنوم.
بدون اهتمام/روح نام، انا حابه اسهر لحالي شوي.
اتجه اليها وهو يمسك بيدها بنعومه ويُوقفها/مابي سهر بعد هالوقت،تعبت يلا مشينا
همست له بصوت منخفض فهو يكاد يلتصق بها/ممكن تبطل تعاملني مثل شي تابع لك؟
رد بنفس همسها مبتسماً/انتي مو بس تابعه لي، انتي روحي في جسد ثاني
ردت بنفس ابتسامته المستفزه/تعجبني وانت تكذب بمشاعرك بشكل صادق!
شدد على قبضة يدها و اخذها معه للداخل...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
خرجت من غرفتها تبحث عنه، قد تأخر كثيراً في العوده، لم تظن انه سيبر بقسمه ويتركها، اتجهت للباب وهي تطل برأسها لم تشاهد سيارته (معقوله يا تركي تسويها وتترك أمك؟! من قسّاك علي)
لمحت سيارة أدهم ،تنهدت وهي متردده هل تتصل به أم تنتظر لعله سيعود متأخراً..!
ظل مستلقياً في مكانه ينتظرها بعدما وضع المنبه على صلاة الفجر..تنهد وهو ينظر لسقف الغرفه المزين برسومات سماويه وغيوم بيضاء ، الإضاءه الليليه عندها ساحره وكل شيء يبدو جميل تحت الأضواء الخافته..
سمع صوت باب دورة المياه ليغلق عينيه يمثّل النوم..
خرجت ببيحامتها الحريريه السوداء..لمحته يبدو نائماً نزعت الروب ليتضح ذراعيها العاريتين ونحرها .. رشت من قليلاً من عطرها ثم اخذت مرطباً ليديها وهي تفكر كيف تستعيد خاتمها الثمين منه..
اتجهت الى سريرها لترفع اللحاف قليلاً ثم تندس تحته و لتنام وهي تدير ظهرها، فكرت بأنه نائم لا مانع ان ادارت نفسها لجهته لم تكن خائفه، باتت تشعر بسكينه و راحه اكثر من السابق، هو لا يقترب حتى الآن، وان كان ذلك الشيء يغضبها كمبدأ إلا انها مرتاحه..
كتفيه وصدره العاريين امامها، ورائحته المميزه، لم تتخيل يوماً ان يشاركها سريرها هذا رجل،كان ابعد من المحال بل المحال بعينه، والآن هاهو اقتحمه رجل ولم يشاركها فقط..
تفاجأت به يلتف اليها لتصبح عينيه التي تزداد نعاستها الآن ،خجلت وهم يراها تراقبه،همست وكأنها تبرر/للحين مانمت؟!
ابتسم وهو يرى يدها ترتاح امامها بشكل عفوي،امسك بأناملها ليجدها متجمده وهو يهمس/لا
عادت لتصمت..وهو يغرق في عينيها، كم تستفزه تحرّكاتها و صمتها، فهي لا تشاركه نفسها ، متكتمه و تبدو دائماً مكتفيه وكأنها لا تريد الحب!!..
تعرف ما يدور برأسه الآن وهو يمسك بيدها، تركت يدها تعانق دفء يده لا تريد ان تجلب اي خلاف للسرير، كل شيء يجب ان يكون بعيداً عن هذه المنطقه المحرّمه، هذا اقصى ما ستفعله له من ناحيتها كزوجه...!
فهي لا تحبذ النزول لرجل، تعلّمت الترفع عن ذلك ما جعل منها انثى جموح لا تأبه بأحد و لا تستجيب لنداء اي رجل وان كان داخلها يستجيب!!
تأمل عينيها طويلاً عدساتها كبيره و سوداء بشكل ملفت ، دفعه فضوله للسؤال/عيونك اسود من ليل اخر الشهر، غريبه؟!
استغربت سؤاله/يعني ماعمرك شفت عدسات سودا؟!!!
ابتسم من ردها المتهكم/شفت واجد بس تكون سوداء هجين يعني داخلها بني وعسلي، ماهي بهالنقاوه والصفاء اللي بعيونك
رفعت حاجبها مبتسمه واجابته بغرور/قصدك ان عيوني حلوه، صح؟!
اقترب منها وهو يزرع قبلاته على اناملها التي بكفه ثم ذراعها حتى كاد يلتصق/إلا اجمل عيون شفتها بحياتي.
كاذب محترف، كتمت ما بداخلها من غضب وهو يقترب من ثغرها بثماله وجملته يتردد صداها في أذنها "منتي حلمي ولا رغبتي"
حاولت تجاهل ذلك الصوت ولكنها لم تستطيع لتبتعد وتجلس وهي تحاول ان لا تبكي أمام..
غضب مما فعلته ليجلس وهو يلهث/وش فيه؟!
تحدثت وهي تبتعد معتذره/ابي اروح لدورة المياه شوي عن اذنك..
راقبها تذهب ليعود يستلقي مكانه محبطا ..كانت كنسمه عليله الليله ولكن شيء ما نزع كل ما حدث
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
يوم آخر..
دخل المنزل بصحبتها وهو يحمل أدهم الصغير، مازال يلتزم صمته منذ اصطحبها من المطار..
وقفت ام قاسي مستغربه وهي ترى كومة الحقائب وليس معها سوى أدهم الصغير لم يتعدى العامين سلمت عليها وهي تشك/بسم الله وين باقي عيالك يا بنت؟! انتي مو تقولين مسافره تمشين؟!
تحدثت ببرود/انا ومنيف انفصلنا.
غضبت لتمد يدها بصفعه ولكن منعها قاسي بحزم/يمه، اظن ماله داعي تضربينها لهالسبب
ام قاسي بغضب جارف/يا فضيحتي ويا فضيحتها، وشو له يطلقها هااه؟! وش اقول للناس اذا سألوني
قاسي بهدوء غاضب/منتي مجبوره تقدمين تقارير للناس تبررين فيها شي خاص ..الطلاق وتم خلاص، اختي ببيتي معززه مكرمه، ماراح ينقص الطلاق من قدرها ولا قيمتها،
التفت الى مدى وهو يرفع حاجبه الايسر/اختاري الغرفه اللي تعجبك بتكون لك، لا يضيق لك صدر وانا اخوك
ابتسمت بإمتنان ودمعتها تعبر خدها لتأخذ احدى حقائبها وتذهب..
تركتهم غاضبه واتجهت للمطبخ..
جلس باسترخا بعد غضبه وهو يضع أدهم على فخذه وهو يراه يبتسم له ببراءه ويأخذ نظارته من جيبه العلوي ويحاول لبسها، تذكر طفله وهو يداعبه ويأخذ نظارته،لمعت دمعات الوجد وهو يعانق أدهم كعناقه لخالد، بات قلبه كورقه خريف لا شجرة تحملها ولا ريح تدعها تستقر على ارض..!
وضع أدهم على الارض وامر الخادمه التي قدمت لأخذ الحقائب بأن تأخذه لأمه بالداخل وخرج هو مسرع..
،
.
فعلت ماتريده عزمت على الذهاب اليوم وليحترق الجميع ..بالأصل لن يعرف احد بخروجها ..
انتهت من لبسها ستكون انيقه اليوم، ستظر بشكل غير المعتاد، حاولت ان تطبق ما تعلمته من اليوتيوب ولكن ذلك صعب جداً كل ما فعلته هو ماسكار ورسمه كحل خفيفه تضعها لأول مره و احمر شفاه بلون التوت .. وقفت أمام المرآه وهي تلبس فستانها القصير ناعم من الاعلى بدون اكمام وتبدأ قصته وكسرات تجعله منفوشاً قليلاً تبدو كبطلة قصص الاطفال بهذا الفستان الزهري الباهت وصندلها الأبيض ذو الخيوط الرفيعه الملتفه حول ساقها بشكل انيق جداً ..وصلتها رساله من رهف تطلب منها ان تأتي لمنزلها وتأخذها..لذلك ستخرج باكراً فمنزلهم بعيد عن هذا الحي..
اتصلت بالخادمه وتأكدت من خلو الطريق أمامها الجميع في الحديقه الخلفيه للقصر ..
اخذت عبائتها وخرجت مسرعه...!!
عاد من الغرفه التجاريه بعد نقاش حاد حول ترشيح رئيس جديد لها.. تلقى الكثير من الاتصالات الكثير يريد دعمه للترشيح، تباً مالذي أقحمه في ذلك لولا عمه..
اخذ بعاتقه انه لن يكون سهلاً بين كبار التجار،سيكون كما كان عمه قوياً و ذا نفوذ..ليحافظ على ماتركه للورثه..
ابتسم وهو يرى اتصالاً من ابن خاله/اررحب يالامير.. حياااك الله انا توووني واصل البيت اقلط
اغلق الهاتف وهو يرى قاسي يقف بسيارته امامه، نزلا يتحدثان وهما يدخلان..
فرح قاسي برؤيته يبدو اكثر راحه من الايام الماضيه/لوني دااري ان وجهك بيزين بعد الزواج كان غصبتك تزوج من زمان، لكن ماعرف لك الا عمك
ضحك وهو يسأله/عقبالك
رفع يده باعتراض/اعوذ بالله من الحريم و طاريهم.
بابتسامه/ماشفت وليد، ياخي احس عمله ظلم
قاسي/خلها على ربك، وليد منضغط بالعمل بمستشفاه وبمستشفى ثاني كمتعاون، ولكن بدون زيادة مرتب...!
تغير مزاجه/ياخي قسم بالله غبنه، ليه ما قالي
قاسي/الرجال مايبي اي شيء يأثر على سير معاملة الجنسيه لكن مواذي خلق الله تستغل كل شيء، مديره مهدده بالترحيل او رفع شكوى ضده وانت عارف هالشيء ممكن يضره لو صار..هذا غير ابتكاره والعثرات اللي قدامه،يقول تركت التفكير بالتقدم ببحوثي ابي اخلص شغل وبس
تنهد بضيق، ما سمعه جعله يعود للماضي/اخوه علي وش صار عليه واخواته اذكر عنده ثنتين
ابتسم بسخريه/علي توظف بشركه اهليه، اما خواته تزوجوا عيال خالاتهم واخذوا الجنسيه من زمان.
التفت اليه مستغرب/هاللحين الزوج يعطي زوجته الجنسيه والأم ماتقدر تعطي عيالها جنسيتها؟!! وش هالظلم؟!
طيب افرض انه طلقها بعد فتره؟! ..
حرك كتفيه بعدم معرفه/هذا اللي صاير
صمت أدهم وهو حزين لوضع وليد، ثم رن هاتفه الذي يضعه امامه على الطاوله، ليرفع ويرد/الوه..
على الطرف الآخر صوت انثوي/أدهم؟
استغرب النبره الجاده من فتاه/نعم!
.../حامد ولد القهوجي اللي بالشركه عندكم مستفرد ببنت عمك في استراحتكم، اتمنى تلحق عليه قبل ينشر غسيلكم، هو ناويها من زمان.. وهاللحين هي بين يديه!
وقف على اعصابه و حرائق الغضب والغيره توقد جحيمها في صدره/انتي وش تقولين يا بنت؟!
..../لا تقعد تتكلم روح وانتقم من اللي يبي يلعب بعرضك، انا حذرتك حــامد معه نيفاادا بالاستراحه لحالهم
اغلقت الهاتف بوجهه..وهو يخرج غاضباً/والله لاذبحها قسم بالله ما اخليها بس تجي بين يدي
استغرب قاسي ما يسمعه ويراه حاول إيقافه ولكن لم يستطيع،.. ليركب سيارته ويلحق به..مسرعاً.. لا يعلم ولكنه يشك ان الأمر يتعلق بنيفادا..
.
استغربت تصرفات رهف التي تبدو متحشمه اكثر من اللازم،وصامته/قلتي انك مزكمه بس عاد تكلمي شفيك ساكته ومنكمشه كذا كنك خبله هههه
لمح الطريق يبتعد عن الزحمه ويتجه في طريق فرعي متجه للاستراحه وهنا لا احد يمر الا نادراً..رفع يده بالحقيبه ليضرب رأس السائق ثم امره بالتوقف وسط صراخ نيفادا/حراااامي
توقف السائق الذي بدأ يدوخ نزل حامد وهو يأخذ هاتف سنجاي ويضربه ويسقطه ارضاً ثم عاد للسياره وانطلق للاستراحه وهو يرسل رساله لرفيقه بأنه ذاهب للاستراحه وعليه ان يأتي..
صرخت مصدومه لم تستوعب بعد قدميها لا تكاد تتحرك/يالحيوااان من انت؟!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني عشر
تباطئت عودت والدها، ضلت باكيه وهي تدعو الله ان تنجو رفيقتها وان ينتقم لها أدهم من اخيها، ذلك سيشفي غليلها، ليعرف فقط كيف للصديقه ان تضحي،تعرف انه ان عاد سيقتلها ولكنها لن تبالي به بعد الآن، وان قتله أدهم فليس مأسوف عليه بل لربما يبتسم ابيها الذي لا يحترمه ولده ولا يقيم له براً..
رن جرس باب المنزل استغربت لعلوالدها نسي المفتاح في غرفته، اتجهت الى الباب، من سيأتيها سوى والدها/لحظه جييت..
فتحت الباب وهي خلفه/شكلك نسيت المفتاح يا يبه؟!
دخل وهو يمسك يدها ويغلق الباب/هلا والله
صرخت مرعوبه،هذا عادل رفيق اخيها/حامد ماهو موجود اطلع برا
ابتسم بخبث وهو يحاول جذبها وإلصاقها به/انا مادخلت عليك الا اني عارف انه ماهو هنا
حاولت التملص من يديه وهي غارقه بدموعها تبكي، لطالما أنها كانت تخاف ان تصيبها دعوة فتاه دنس طرفها أخيها اللعين، ولكن ليس من صديقه المقرّب بئس الصداقه التي يعرفانها وتباً للخيانه ولكل خائن،
لطالما إتهمها أخيها بالخيانه ظلماً وهاهو يتلقى طعنة الغدر من رفيقه!
في المستشفى..،
تقف بصحبة أختها في زياره لأخيها..فرحت بأن سمح لها ان تخرج لزيارته،ابتسمت بعد الذي سمعته من الدكتور/ليال سمعتي وش قال الدكتور..في نشاط طفيف بالدماغ هذا يعني الامل برجوع الغالي بيتحقق ان شاء الله
لم تستطيع ان تقف اكثر من هكذا،قد نسيت ان تأخذ اقراصها التي تخفف الأعراض/الشموس اتصلي بسنجاي وينه الله ياخذه ليه ما جااء للحين
استغربت توترها المفاجئ/اتصلت فيه وخارج التغطيه الظاهر مخلص شحن البطاريه
شعرت بدوارها يزداد وبدأت تفقد تركيزها فسقطت!!
حاول التقرب منها بعدما أدخلها بالداخل..الاستراحه خاليه تماماً من اي مخلوق، ليبتسم وهو ينزع عبائتها و يقف منبهراً، بابتسامات ونظرات مقززه/يا ويلهم من الله اللي ظلموك وقالوا بويه!!..يالـ... شكلي بغير خططي بعدما شفتك وتمقلتك
شعرت بالغثيان وهي تسمع كلماته الوقحه ونبرته المقززه، اقترب منها لتلتفط طفاية السجائر الفضيه الفخمه لترسله على رأسه بسرعة البرق، هي تعرف تدافع عن نفسها لن تكون لقمه سائغه/انت هيييي لا تناظرني كذا..تكلم وش تبي مني؟!
استغرب/ماعرفتيني؟!
كانت تتراجع لتلتقط شيئاً تريده فقط ولكنها وقعت لينقض عليها، بلمساته الوقحه ومحاولاته لتقبيلها ولكنه لا يعرف انها لا تستسلم وترى كل شيء تحدي، بصقت في وجهه وهي تأخذ قلمه وتغرسه في كتفه ليصرخ متألماً..
حاولت تستغل ضعفه للهرب ولكنه امسك بطرف قدمها وهو يسحبها قبل ان تذهب.....
،
وصلا للاستراحه.. وهما يحاولان ان يقتحمانها ولكن دون جدوى..
صرخ أدهم وهو يناديها ويضرب الباب الداخلي/نيفااداا انا ذاابحك اليوم..صدقيني ذاابحك
صُدم قاسي بعد سماع إسمها..شاهد حامد يهرب من الجانب الآخر ويتجه لسيارته/أدهم شكله هذاك هو ..
قذف شماغه وهو يلحق به بعدما عرفه..
دخل قاسي يبحث عنها/نيفادا؟!!
لا يوجد رد..
وقف قليلاً بعدما تقدم ليراها شبه جالسه في بركة دماءها اسفل السلم، هذا ليس نزيفاً عادياً /بنت انتي بخير؟!
اقترب منها مرعوباً وهو ينزع شماغه ويغطي ماتكشف منها/وش سويتي الله ياخذ عدوك
امسكت بشماغه وهي تلفها حولها مرعوبه من وعيد أدهم، وتكاد تتجمد فهي تنزف، تعرف ان هذا صديقه المقرب جدا /بمووت يا قاسي بمووت
ذبلت بعدما قالته و خارت قواها..
بات في ورطه حقيقيه، عقله وقلبه و ابن عمته والعادات والتقاليد، وهذه التي باعت نفسها!!
كيف سيتصرف..فقد أقسم أدهم انه سيقتلها!!
تلك الغيوم القاتمه..تزداد سواداً
مع اقتراب العاصفه!!
و هاهي بدأت تُلقي الصواعق..!
بعثرت ما كاد ان يجتمع.. و جمعت ماقد افترق!!
..
،
تبعه حتى اضاعه..اين سيذهب من انتقامه، لن ينجو، يعرف كيف يصله لمنزله..سيعود الآن لتلك التي في الاستراحه، يتمنى ان يجدها ميته،..
وصل وهو يرى قاسي يقف امام باب الاستراحه وهو مستغرب، لم ينتبه في ثورة غضبه، الآن بات قاسي على علم بما حدث لإبنة عمه..تجاهله وهو يدخل
التفت اليه وهو يراه يدخل/مافي احد داخل!
رد بصوت غاضب/وش دراك؟!!
قاسي بجديه/شفتك رحت تلحق هذاك و دخلت دورت ومالقيت لها اثر
الآن تأكد من اتهامات مديرة مدرستها بتمردها ، ضرب بيده الباب بقوه وهو يصرخ/وووين راحت الله ياخذها
حاول تهدأته/يا رجال يمكن فيه لبس بالموضوع، يمكن هذيك تكذب عليها
أدهم بغضب/وهالسلقه اللي طلع يركض غرقان دم وش جايبه هنا هاااه؟!!! بالعقل اكيد موجوده بالاستراحه وين بتكون يعني ،.تعال ندورها اقسم بالله لادفنها بترابها حيّه!
حاول ان يتعذر ويتهرب من البقاء يجب ان يرحل بسرعه فالوقت ليس من صالحه/ودي بس الوالده متصله بي تقول تعال بسرعه بروح اشوف وش المشكله
استغرب،ولكن هو مشغول الآن بتلك المجرمه بنظره، لن يخاف من معرفة قاسي لما حدث فهو متأكد انه لن يفضحه ولكنه سيخجل منه بعدما حدث امامه، لن يستطيع ان يرفع رأسه بعد اليوم..لم ينتبه لإختفاء شماغ قاسي/الله معك..
رحل قاسي مسرعاً وهو يسابق الزمن،يجب ان ينقذها لن تموت هكذا،
،
وصل الى منزله وهو مازال يخاف ان يتبعه أدهم، نزل مسرعاً سيأخذ جوازه وسيهرب..على الأقل هذه الفتره..لن يظل هنا لن يكون بخير بالتأكيد..ما اغضبه ان عادل والبقيه لم يلحقوا به !!
دخل مسرعاً وهو يتجه الى غرفته..لكنه ترقف وهو يسمع صوت صراخ اخته وصوتاً اخر يعرفه جيداً،يكاد يُشل مما تخيله..اتجه مسرعاً ناحية الصوت ليرى مالم يظن انه سيراه في حياته..،ان يخونه رفيقه بالإعتداء على اخته!!
صرخ وكأن لم يصرخ في حياته "عاااادل" وهو يندفع اليه غاضباً ويطرحه أرضاً ليأخذ بعدها الطاوله رغم ثقلها إلا انه لم يشعر بذلك الثقل حملها بخفه وألقاها على عادل بقوه..!
كانت تشاهد المنظر وهي تلملم ما تبعثر منها و تحاول التنفس وكأنها تلفظ انفاسها الأخيره، لم يعد بوسعها الصراخ او البكاء، قد انتهت بما فعله ذلك الخائن، لم تمر يوماً بهكذا مشاعر يائسه، فأبشع ما تخشاه الآن هو ان تنجو من الموت!
لم يستطيع اخيها ان يتجه اليها وهو يكره ان يسألها..قد لمسها ذلك الحقير لن يستطيع ان يعيش بعد الآن ، الموت ارحم..
تذكر ماضيه القريب،لم يُقصِّر في اعراض الناس ليعاقبه الله في الدنيا قبل الآخره..
خرج للمطبخ و هو يفكر في اعدام عادل واحراقه.. !!
تسمع اصواتً وكأنها تحلم، ازعجتها الروائح النفاثه للمعقمات، بالكاد تفتح عينيها وهي تميل رأسها ناحية الصوت لترى شخصاً يبدو مألوفاً يتحدث مع الممرضه ويأمرها بعمل اشعه مقطعيه لها رفعت رأسها بعدما فتحت عينيها ،كانت خائفه/انا وين؟!
التفت إليها وهو يراها تتحدث اليه بدون نقاب كعادتها، لابد وانها لم تركز بعد/سلمات اخت ليال ، انتي طحتي هنا كنتي مع اختك ،
اشارت اليه بغضب/انت وش جابك هنا؟! انت تلاحقني اكيد
إلتفتت الى الممرضه وهي تتحدث إليها/نيرس وين اختي الشموس ناديها بسرعه
حاول تهدأتها، تبدو مذعوره/اخت ليال اهدي شوي خليني اشرح لك انتي فيك جرح بجبينك صار ينزف خلي الممرضه تغيره لك
سكتت وهي تلتقط حديثه عن جرح جبينها، وتضع يدها على جبينها،رباه هي كاشفه أمامه، لم يحدث ذلك ابداً امام احد، إلتقطت اللحاف بشكل عفوي وخفت صوتها فجأه وهي تطالب الممرضه/بلييز نيرس ابي شيلتي ونقابي
قرر ان يصد وهو يتحدث إليها, منظر صدمتها بأنها كاشفه قد اوجعه/ليال راكان ،انا مضطر اخليك هنا هاليومين علشان تخضعين لفحوصات ،لا تخافين اختك موجوده تحت تفتح ملفك بتسجل بياناتك وتتصل بولي الأمر وبتكون هنا،
التفتت اليه غاضبه و متوتره/ماا راح اكشف عندك واهلي مابيك تقولهم اي شيء، لا تهول المواضيع وتكبرها ،ماني اول وحده يغمى عليها، انا بس ما اكلت شيء من الصبح علشان كذا طحت
ابتسم وهو لا ينظر اليها/بس اللي صار لك مو اغماءة انخفاض سكر..انتي السكر عندك بمعدله الطبيعي لذلك قررنا نقوم بفحوصاتك اللازمه علشان اعرف سبب اغماءتك فجأه
بخوف/ماراح اجلس لك لحظه وحده بالمستشفى ماراح تجبرني اسوي كشف
غضب وهي تملي عليه ما يجب ان يفعله/سبق و قلتي لي احترم مهنتك، هذا انا الطبيب المشرف على حالتك و ماراح اتساهل، هاللحين الامور بيدي وهذي من اداب مهنتي...
لن ترد على تراهاته وهو يحاول افشاء سر مرضها/اقسم بالله لو قلت لهم شيء لاترك لك المستشفى وارفع عليك قضيه تنهي مستقبلك الوظيفي كله،
ابتسم بخبث/اذا ما تبيني اعلم احد حاضر، بس انا ملزوم بإخضاعك لعلاج لو اكتشفنا فيك مرض..كوني هاديه بعد شوي بنسوي لك اشعه مقطعيه ..انتهى
خرج وهو يرد على اتصال يبدو مهمآ ، ولم يدع لها فرصه، ابتلعت ريق الخوف تكره تلك الأشعه المخيفه فهي قد جربتها مراراً، هي اشبه بتابوت يذكرها بمصيرها القريب والذي تحاول ان تعيش ماتبقى لها بدون ضغوط نظرات الشفقه و خوف اخواتها عليها ، تريد ان تموت بسلام.ليس في غرفة عمليات او من مضاعفات ادويه...
دخلت في هذه الاثناء الشموس وهي تتجه اليها/حبيبة قلبي للوش،سلامات قسمآ بالله خوفتيني
التفتت اليها بعيون ذابله/ابي اطلع يالشموس، قعدتي مالها داعي
ابتسمت وهي تجلس بجانبها وتربت على يدها/عادي كذا اذا احد طاح على راسه يخافون عليه، لزوم يتأكدون وهذي مهمتهم،لا تخافين شي روتيني اهم شيء صحتك
اقتربت منها وعانقتها لتهدئ من نفسها،هذه تحمل رائحة والدتها، هذه أحن و أدفى، تمنت لو تستطيع ان تبقى بجانبها وان يشيبا سوياً ويسندان بعضهما ولكن القدر له شأن آخر..
ابتسمت وهي ترى أختها تتشبث بها بهذه الطريقه، وكأنها تشدد على معنى "احبك واخشى فقدانك" اكثر من لفظ حروفها بلسانها..
.
عاد للمنزل ..ولكنه ضل في مجلس الرجال، يبدو مرهقاً جداً ومتعب وكأن صخرةً على صدره تمنعه من راحة التنفس!!
كان يعرف انه مقبل على شيء لا يستطيع تحمله، هذه المسئوليه والامانه اكبر منه بكثير حد أنه بكى وهو يشفق على نفسه من فشله، أرجل بهذا العمر لا يستطيع ان يضبط فتاة في السادسه عشر لتكسر ظهره وتدس رأسه في الوحل!!
قد منعها من المدرسه لألا تخرج ولكنها خرجت من دون إذنه، وبالتأكيد اختها لا تعرف وعمته هما متشددتان والشموس لا تبدو من النوع الذي يتساهل، اذن هذا المنزل بلا رجل..فقد أسقطته نيفادا اليوم وجعلته صغيراً جداً في عين نفسه..!!
الويل لها أين ذهبت؟! لن يرحمها لو رآها..
دخلت هند على عجل وهي تراه بهذه الهيئه والعينان الحمراوان قد فتح ازرار ثوبه العلويه و يجلس منهكاً ولا ترى شماغه حوله، كانت تريد السؤال عن ولدها ولكن منظره اخافها/بسم الله عليك يا أدهم وش فيك؟!!
رفع رأسه المثقل بوجعه/وين الشموس؟!
استغربت سؤاله وهو قد أذن لها/انت عارف انها راحت زياره لنايف ومعها ليال.
اغمض عينيه بخمول وهو يضع يده على جبينه/ابي اي شي مالح تكفين يا عمه بسرعه
خافت وهي تفهم مابه/بسم الله عليك..ثوااني بس
رفع هاتفه واتصل بها،قد تأخرت هي الأخرى..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث عشر
مستشفى الحرس الوطني..
يقف بترقب امام باب الطوارئ، سمع بكائها حينما وعت بهم، كم هي طفله حقاً في تصرفاتها كانت تتلفظ بجمل ليست عربيه وهو متأكد انها ليست انجليزيه..!
طرق الباب وهو ينادي/دكتوره،،،دكتووره!!
خرجت الدكتوره غاضبه ولكنها تعرفه ضابط برتبة نقيب ولا تستطيع مناقشته/مستر قاسي بليز، غرفة طوارئ
عقد حاجبيه بغضب وتحدث/ليه صوتها انقطع؟!
التفتت الى البنت واليه، الفرق شاسع جداً بينهما/هي مش راضيه تهدأ ابداً جرح فخذها محتاج خياطه وعنايه لانه عميق،اضطرينا نخدرها بس تخدير ما راح يطول ..
وكأنه ارتاح/و باقي أمورها؟ ان شاء الله ممتازه
استغربت اسلوب سؤاله، فهو ليس مباشر/بخير وصحتها عاال، حتى مع النزيف مش محتاجه تبرع صحتها جداً ممتازه..عن اذنك رايحه اخيط جرحها في غرفة العمليات..
الآن سيرتاح، يستطيع التنفس براحه، سيفكر الآن كيف يواجه أدهم ليشرح اسباب ما فعله، لو انه تركها له لأصبح ذاك قاتلاً..
اضطر ان يدخلها المستشفى بأسم مدى التي لازالت في سجل العائله، لن يستطيع قول حقيقة ماحدث لأي مخلوق فذلك يخص أدهم وحده، وهو يعادل روحه.
،
خافت وهي ترى اتصاله، تأخرت كثيراً بالعوده ،بسبب الأشعه التي أُجريت لأختها/الوه
على الطرف الآخر وبدون مقدمات/اظن الزياره انتهت من زمان وش مقعدك عندك
تنهدت/ليال طاحت ودخلتها الطوارئ، كنت بتصل فيك وانشغلت معها، ياليت تجيني هنا أدهم
تبلد تماماً، شعوره يزداد اضطراباً وهو يكاد يسقط ..
دخلت هند بهذه الاثناء وهي تراه مغمض العينين و الهاتف في اذنه/أدهم يمه شفييك
فتح عينيه وهو يعود ليرد على الشموس/مسافة الطريق وبكون عندك،
اغلق الهاتف وهو يلتفت الى عمته بوجه خالي من التعابير/مشكوره اتعبتك
بداخله شيء، ليس خالياً بالتأكيد/تعبك راحه،..عندك انخفاض ضغط يا قلبي ما امداك!
ظل يأكل بصمت بضع ملاعق ثم وقف/انا رايح يا عمه، عندي مشوار صغير وراجع ومنها برجع بالشموس وليال، السايق ارسلته مشوار
استغربت حديثه وهو لا ينظر اليها/يا ولدي بتطلع كذا!! اصبر بروح اجيب لك شماغ،
اشار بيده علامة الإكتفاء، ذلك الشماغ للرجال فقط ليس له، هو ضيّع الامانه/ماهو لازم شماغ، عن اذنك
خرج وهو يرتدي نظارته على عينيه ليخفي تأثره كعادته حينما يمتلئ جوه بالغيوم ، هو اقرب للفشل، الحياه ليست كتاب يحفظه فيختبر فيه وينجح كالدراسه، بل تجارب حقيقيه تُبين الشخص الصالح من الفاشل..وهو بنظر نفسه فاشل بل الفشل بعينه.لم ينفع عمه بشيء، بل لم يحفظ بناته!، بات يشك أنه منحوس بالفطره!!
وصل المستشفى وهو يتجه للطوارئ حيث اخبرته الشموس، وقف عند نفس الغرفه هنالك ستائر وواحده تخرج من خلفها وتتجه اليه، لم يدقق كان مشتتاً، ولكنه انتبه بعدما امسكت يده وخرجت به وهي تهمس/تعال اختي هنا
خرج معها وهو يسأل/شفيها بعد؟!
استغربت صيغة سؤاله/اول مره تطيح مغمى عليها!كنت انا وياها عند نايف وفجأه طاحت على راسها ،الدكتور طلب اشعه عاد الله يستر
تردد بسؤالها/طيب تدرين نيفادا وينها؟!
لم تشك بسؤاله/بالبيت؟!
بدأ يتوتر فموضوعها يشتته/ما قالت لك تبي تروح الاستراحه ،،مع صديقاتها وكذا ؟!
خافت ان تكون تلك الصغيره قد تحدثت مره اخرى مع أدهم/قالت لي بس رفضت، مستحيل اوافق، هذا هي بعد تبي تسافر اسبانيا لأمها و رفضت ...لا يكون يأست مني و راحت تتصل بك!!
هز رأسه بقهر/ياليتها اتصلت بي
استغربت امنيته، خافت لا تعلم لماذا، للتو انتبهت لهيئته التي لطالما يعتني بها،من المستغرب انه بلا شماغ/أدهم فيك شيء؟!!
التفت اليها/فيه موضوع مهم وانتي لازم يكون عندك خبر فيه، خلينا نرجع البيت وبعدها نتفاهم.مايصلح هنا
،
قادم من بعيد لم ينتبه لصاحبه، الذي يقف بعيداً مع زوجته ظن انه رجل آخر لا يعرفه وذلك بلا شماغ!!
دخل غرفة الطوارئ وهو يتجه اليها بعد اصداره لصوت من حلقه ليخبرها بوصوله/ليال المناع؟
اسدلت نقابها وهي تقف بعيدآ عن السرير تريد الخروج لن تجلس هنا ثانيه اخرى،التفتت اليه/نعم
عقد حاجبه بغضب/مافيه خروج!
اخذت حقيبتها بيد مرتجفه/اذا ستأذنت منك امنعني
اشار بالملف الذي بيده/نتايج الاشعه حقتك بتكون عند أدهم و هو بنفسه بيقول لاختك.. من الافضل انك تسمعين كلام الدكتور
استغربت كيف عرف بأمر أدهم و كيف يتحدث عنه هكذا..سكتت وهي ترى دخول أدهم بصحبة الشموس
التفت وليد وهو يعقد حاجبيه بغضب يريد الخروج ليرى صاحبه امامه/أدهم!
لم يستغرب وجوده يعرف انه طبيب هنا/هلا وليد
سلم عليه وهو متردد/هلا ابو ساره
ارتاح أدهم برؤية ليال محتجبه فمهما كان هذا رفيقه/خير دكتور وش المشكله، اشوفك بالطوارئ!
التفت وليد اليه/انا مناوب اليوم تدري ويكند ،
تريد سؤاله ولكن يتضح انه يعرف أدهم وهما يقفان يتحدثان، لمحت اختها تخرج بدون ان تقول شيئاً لتلحق بها..
أدهم بخوف/انت اللي اشرفت عليها؟!
يتفهم قلقه/اذا ما يزعلك
قد عرف ذلك ، هذا اليوم لن يمر بخير ابداً/وش فيها؟!
تردد كثيراً ولكنه فضّل التريث/محتاجين اشعه ثانيه علشان نتأكد انها بخير وكذا
استغرب اسلوبه ولكن لن يطيل الحديث،هو يفكر بما هو اهم/طيب، انا رايح اودي الأهل تامر بشيء
ابتسم/الله يحفظك،
خرج وهو مثقل بهمومه، تلك لا يعرف اين أراضيها،اي بقعةٍ إبتلعتها ليس من المعقول ان تختفي بنفس اللحظه، لو أنها قُتلت لكان ذلك أرحم من اختفاءها بهذا الشكل!
منذ دقائق يعم الصمت في السياره'' انتهزت ليال الفرصه لتفتح الموضوع بنفسها/ أدهم
استغرب مبادرتها بالحديث/سمي يا ليال
ليال/انا حابه أكفل يتيم واجيبه للبيت وبصراحه هو مريض بالتوحد ويبي له رعايه خاصه و أم تحوفه.. وخاطري اخذ أجره، و بغيت خذ اذنك انت راعي البيت وش قلت الله يحفظك؟!
اعجبه طلبها النبيل، كل مره تكبر في نظره/قواك الله على فعل الخير يا بنت عمي، اللي فكرتي فيه عمل نبيل و مايقدم عليه الا شخص محظوظ، والله انك كفو..
التفتت اليه وهو يحدث ليال بحماس، وكأنها ستكفله هو!!
الآن هي سعيده. سيكون معها وسام. ولو لأيام..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث عشر
منذ حل المساء وهي تأتي تطرق باب غرفة نيفا و لا احد يجيب!!
سمعتها شهد وهي تخرج من غرفة هند/خالتي نوره ما يأستي وانتي تطقين بابها
بدأت ام رواد تتوتر/مو من عوايدها تحقرني ، اكيد فيها شيء!!
شهد/طيب اذا للغرفه مفاتيح سبير هاتيها نفتحها
تذكرت ذلك بابتسامة أمل/جبتيها
نزلت للاسفل لتأخذ مفاتيح الغرف ثم عادت الى الغرفه مسرعه ...اخرجت المفاتيح لتجدها اخير بعد عدة محاولات.. دخلت بلهفه ولكن صُدمت ان الغرفه فارغه/نيفا !!
اتجهت شهد لدورة المياه ووجدتها فارغه/وين راحت؟!!
جلست على طرف سريرها وهي خائفه، قدميها تكاد تخونها/لا يكون سوت اللي براسها!
شهد باستغراب/وشو يا خاله؟!!
وقفت وهي تهم بالخروج يجب ان تتصل بالشموس لتخبر أدهم بغيابها..تلك الشقيه الصغيره تحتاج من يردعها ..
نزلت مسرعه تبحث عن هاتفها لتجد الشموس تدخل بصحبة ليال/اخييراً رجعتوا حرام عليكم وينكم للحييين؟!
تركتها ليال/انا دايخه بنام تصبحون على خير
جلست الشموس وهي تفكر كيف تواجه نيفادا،لابد وانها اتصلت بأدهم، والا لماذا سألها عنها/اسفه يام رواد انشغلنا انا وليال شوي ولا اتصلت، وين عمتي هند
ام رواد/هند من امس ولدها طلع معصب وحلف ما يرجع لها بعدما ضربته..و هي ضايق صدرها بغرفتها..بغيت اسألك ما قالت لك نيفا متى بترجع؟ لا يكوون رايحه الاستراحه ما عطتني خبر!!
التفتت اليها مستغربه/قصدك ان نيفا ماهي بموجوده بالبيت!!!
هزت رأسه بالإيجاب/ايه من اليوووم براا الساعه قربت تسع الليل وما فيه اثر لها..قوومي عطي أدهم خبر خليه يروح يدورها بالاستراحه يمكن لحقت امرها وراحت..الله يصلح هالبنت ماتخاف ابد !!
.
لم يستطيع الجلوس او الراحه ،هل يُخبر الشرطه عن اختفاءها ام يبحث عنها مره اخرى، تمنى لو ان الأرض تنشق وتبتلعه الآن يكاد ينشل تفكيره.. تلقى اتصال من قاسي ليرد/الوه..
على الطرف الآخر/هاه بشر شسويت؟!
ضل يمشي في المجلس بتوتر/سوات الله يا قاسي، مالها أثر فتشت الاستراحه ومالقيتها..باقي السايق مختفي ما رجع للحين
خطرت بباله افكار كثيره/لا تتسرع وتسوي اي شي تندم عليه،
تغيرت نبرته وهو يتجه للنافذه يريد هواء نظيف/انا وش بيدي اسويه؟! انا جالس هنا بلا فايده،اللي مثلي يعيش لحاله احسن له، ماني كفو امانه ولاني كفو زواج ولاني كفو عايله..
شعر بنبرة الألم التي لم يشعر بها من قبل في صوته، يعرف حجم ألمه لن يستطيع الصبر حتى يخبره لكن يجب ان يتريث قليلاً/محشووم يابو ساره لا تقول هالكلام
قاطعه بغضب/يرحم والديك لعاد تناديني ابو ساره..قاسي انا متردد اكلم الشرطه والا لا..
قاطعه هو الاخر بخوف/لااا انتبه تبلغ،لا تنسى انت من واسمك و عملك، كل حركه منك لازم تكون مدروسه،.. انتظر هاليومين بس بندورها انا وياك سوا ..ان مالقينها أعلنا انت هاللحين ارتااح، لا ينخفض ضغطك وتروح فيها ياخي ، انا معك وابشر بي والله ماخليك لا تظن انك بتكون لحالك
هدأ نوعاً ما، يود لو يبكي لكنه فقد القدره على البكاء منذ زمن، تشابهت الهموم عليه فلم يعد يعلم متى يفرح ومتى يبكي.. اغلق الهاتف بعدما ودعه..
جلس مع نفسه بهدوء يفكر، وكأن ما حدث لنيفادا كالصفعه التي تخبره بأنه لديه واجبات و هموم اكبر من تهذيب علاقته بالشموس، ثم مابها الشموس؟!!
هي قائمه بذاتها وليست بحاجته أبداً ناجحه بعملها وذكيه
اطلع على اعمالها وماتنجزه، عرف بأنها من كانت تدير الصفقات مع والدها وهي من تبرم العقود التي فقط يوقع عليها عمه.. الآن فهم ان آخر ماتهتم به سيده مثل الشموس هو الزواج برجل يكبل نجاحها ويفرض عليها نفسه، كما يحاول ان يفعل هو!!
نظر حواليه بالمجلس، هذا مكانه ليس داخل القصر..حتى المكتب لن ينام فيه بعد اليوم..!
يجب ان يكون وصياً حقيقياً..حتى عودة نايف.
.
،
.
،
سمعت ما قاله في تلك المكالمه..أوجعتها تلك النبره، و ذبحها ما فعلته أختها، لامت نفسها كثيراً هي السبب في كل شيء، ماذا لو سكتت وجعلت الامور تسير طبيعيه بينها وبينه!! لماذا انشغلت واشغلته معها بالتحدي كأطفال وهما ناضجين بما فيه الكفايه .. هاهو يستسلم ويفقد ايمانه بزواجه منها..! معه حق في ان يسأم من هذا الزواج، هي لم تلين له أبداً ما دعاه لإقتحامها ومحاولة إزعاجها هل كانت تريد زوجاً مفصلاً حسب مزاجها؟!..الرجال جميعهم متشابهون..كلهم يريدون زوجه خاضعه..هم يخافون التي لا تحتاجهم رغم عشقهم لها!!
الكارثه حدثت ونيفادا مختفيه هذا مافهمته..
تركت الباب ودخلت عليه كالمذنب التائب عن ذنبه،
اتجهت اليه وهي لا تعرف ماذا ستقول/السلام..
لم يرفع رأسه لينظر اليها،هو خجول مما حدث له/وعليكم السلام
آه رجل يشعر بالذنب كأدهم لايجب ان تفرط به..الحب ليس مهماً هو رجل ذو قلب رقيق هذا ما عرفته الآن من نبرته وهو يتحدث مع قاسي ابن خاله الذي تربيا سوياً..
تعرف ان اختها تلك متهوره وهي من اخطأت بذهابها،
جلست بالقرب منه تواسيه، هو رجلها ل لك يجب ان لا ينكسر، تحدثت بهدوء لتهون عليه/انت مالك ذنب باللي سوته نيفا.. لا تحمل نفسك المسئوليه، الخطأ كله علي اللي انشغلت و ما ربيت اختي..
مازال غاضباً من نفسه و خجلاً، وان كانت تريحه بنبرتها، ومحاولة تحمل جزء من المسئوليه، ضل صامتاً،..
لا تعرف كيف تقترب ولكن ستحاول، مدت يدها ليده التي على فخذه لتلامس أنامله ومن ثم باقي كفه لتضعها بين يديها،كان تصرفاً جريئاً وصعباً بالنسبة لها/ارفع راسك.. هالبيت محتاجك انت، عايلتنا مافيها رجل غيرك يرفع اسمها ورواد صغير محتاج رجل قدوه مثلك.
ما زال مطأطئ برأسه، وهو يرى يده ترتاح بين يديها، تسائل من هذه؟! مالذي تقوله له؟! هل هو يتوهم؟!، لا هو لا يتوهم، هي الشموس والدليل على ذلك أنها ذكرت بأن الجميع يحتاجه ولم تذكر نفسها بينهم، تحدث بحسره/نيفادا كسرت ظهري يالشموس.
اغمضت عينيها بألم من جور الجمله وصوته المليء بالوجع، لم تستطيع ان تقول شيئاً..
أردف وهو يلتفت إليها/ليه ماهي بشامخه و صعبه مثلك، انتي حتى زوجك ما تنازلتي له..!
إلتقطت تلك الجمله من حديثه، وهي ترى حديث عينيه المليء بالخيبه والانكسار،..
سحب يده من بين كفيها و وقف وهو يحزم ما يريد القيام به/صار اللي صار ، بدورها من الفجر بالاستراحه من جديد وبالاستراحات اللي حولها..ويا رب ألقاها ميته
اوجعتها الكلمه الأخيره ولكن لا تستطيع الاعتراض، قد افسدت نيفادا كل شيء/الله يعينك..تبي عشاء؟!
رد بدون ان يلتفت/لا
وقفت تريد الذهاب/بتنام، افتح لك طريق للغرفه؟!
ما زال لا يلتفت اليها/بنام هنا..مري علي الفجر صحيني للصلاه، يمكن اكون نمت متأخر ولا اقوم للآذان
لا تعرف لماذا شعرت بالإحباط بعدما قرر النوم هنا،لكن لا تستطيع ثنيه عن ذلك/ان شاء الله
ألتفت اليها وهو يراها ذاهبه/ارسلوا لي وسادتي و لحافي اللي فالمكتب.
إلتقطت كلماته وهي تخرج،
آه بصدرها هم كبير بسبب تلك الصغيره، مالذي فعلته بنفسها وبالعائله! الامور تعقدت كثيراً، نيفادا الجرح الذي أدماها و جعل أدهم ينحني، هل سيعاقبها بالنوم بعيداً عنها بعد كل ذلك الاقتراب..وماذا ينوي فعله، صمته هكذا مريب.؟!!
مرت بمكتب والدها وهي تتجه لذلك الرف لترى لحافه مطبقاً على ووسادته..ترددت ولكنها تركتها، و ذهبت لغرفتها في الأعلى وهي تصطحب الخادمه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث عشر
في منزل آخر..،
في تلك الغرفه التي اصبحت غرفتها،تحاول النوم دون جدوى، ماذا فعلت بنفسها،كيف هدمت بيتها و افترقت عن اطفالها بهذه السهوله،قد ظلمها منيف بحرمانها منهم،مازالوا صغاراً ليفترقوا عنها ندى و ماجد،اي قلب ينبض بداخلك يا منيف؟!!
اتجهت للذي ينام بجانبها كالملاك، جميل المُسمى..أدهم.
آه هل حقاً تزوج واقترن بأنثى اخرى؟! هل ينام الآن بجانبها او بحضنها..هذه الافكار تثير جنون غيرتها،
لم يكن يجب عليه ان يعرف انثى غيرها ابداً!!
هو تزوج ابنة عمه المزعوم شفقه بالتأكيد، لم يحتفظ بعشقها سنوات لينساه بين ليله وضحاها! ،
بالتأكيد هي ما زالت تعيش بداخله،مثلما يتغلغل عشقه داخلها..!!
توقفت قليلاً وهي تفكر بما تفعله، تباً كم هي وقحه وهي تنسى اطفالها البعيدين ووجع فراقها لهم وتفكر بوجع آخر !!
،
... في دورة المياه يغسل وجهه ويتوضأ عله ينام بلا أرق ولكنه مازال يفكر بحديثها له قبل قليل، كانت هادئه رغم ان المفقوده اختها، كانت تشعر بالذنب رغم انها ليست مخطئه كانت تشعر بالعار وهي العفيفه.. لم يستطيع رؤية انكسارها لطالما اعجبه اعتزازها بنفسها، ولم يستطيع رفع رأسه من فشله في إدارة هذا المنزل..
مكانه هنا سيعاقب نفسه فهو لا يستحق ان ينام بجانبها!
خرج بعدما جفف وجهه ويديه..ليتفاجئ بها قد أرسلت وسادتها و لحافها الخاص..إلتقطها بين يديه، ليعانقه عطرها المميز العالق فيها ، قلبه لم يحتمل لهفة وجوده بجانبها فكيف وهو يعاقب نفسه بالابتعاد عنها؟! لماذا تُصر على تعذيبه؟!
ألقى بجسده على الأريكه وهو يحاول النوم ..
كيف ينام وهو يشعر أنها تعانقه؟!!!
.
ارادت النوم ولكن كيف لها الهرب من هواجيسها المزعجه..؟! فكرت بما قاله ذلك الطبيب الغبي، كيف لها ان تتخلص من ازعاجه؟!
تمنت ان لا يخبر أدهم فيخبر الشموس، سيمتلئ هذا المنزل احزان، وهي تريد العيش طبيعيه حتى تموت..
لا تريد تقليص عمرها اكثر من ذلك..
فتحت هاتفها لترى الاتصالات والمكالمات الفائته...لتستغرب رساله نصيّه من رقم غريب لا تعرفه!! لتنفجر ضاحكه رغماً عنها!! ثم عادت لتقرأها..
[ليال ، تتزوجيني؟!]
بالتأكيد هي مزحه من إحدى الزميلات.. ابتسمت وهي تفكر بوسام فقط ستنهي بقية اوراق الكفاله و ستحضره هنا.. لله در أسمك الذي يبعث السعاده والراحه لقلبي..
.
اليوم التالي؛،،
خرج من دوامه اليومي قبل ان يكمله..واتجه للمستشفى بلباسه الرسمي،..متجهاً للدكتوره التي اشرفت على حالتها، ولكن عرف انها مشغوله بحاله أخرى..
اتجه الى قسم التنويم يحمل بيده كيساً.. ليجد ممرضه تقف في استقبال القسم فأمرها/سستر تعالي؟!
الممرضه باستغراب/نعم سير
قدم لها الكيس/اخذي هذا ووديه هذيك الغرفه رقم ظ£ظ وعطي البنت هذا الكرت ok
اجابته بابتسامه وهي تذهب كما أمرها/اوكي سير
وقف ينتظر عودتها ليأخذ انطباعاتها يريد ان يتأكد..
.
بالأمس تلقت صفعة العمر التي ادمتها..كل شيء يهون لولا أنها تعرضت للخيانه ممن ادخلتها بيتها واطلعتها على تفاصيل حياتها..
لم تتوقع ان تكون رفيقتها بتلك الخباثه!
كم تشعر بالارهاق والتعب والخيبه والخذلان!
بالأمس بذلت مجهوداً حقيقياً بالأمس عرفت قيمة حديث ام رواد وعرفت لماذا كانت اختها ترفض ذهابها بشده..
اعظم ماقد تتمناه الآن هو الإختفاء، و التواري عن الانظار..ليس بمقدورها مواجهة الشموس ابدآ و تشعر بالعار من أدهم.. هذه المره الثانيه التي تقحمه بمشاكلها.
تحركت قليلاً فشعرت بألم فخذها الذي يشبه وخز الإبر..
شاهدت باب الغرفه يُفتح وتلك الممرضه تدخل بابتسامه وتحمل كيساً/هلووو how are you today?
اجابتها بفتور/Fine
وضعت الكيس بالقرب منها وسلّمتها البطاقه/هذا من رجال برا واقف
ابتلعت ريق الذعر، هذا بالتأكيد قاسي،
فتحت الكرت الذي أرسله وهي تقرأه [هاليومين راح اقول لأدهم عنك بس بالأول محتاج اتكلم معك، ألبسي العبايه والنقاب اللي أرسلتها لك بالكيس مع جوالك واذا خلصتي ارسلي الممرضه....قاسي]
لا مفر من المواجهه و اللقاء الذي تخافه، ليس لها بد من التحدث مع قاسي هو منقذها لن تنسى ما فعله.. تُرى ماذا يريد منها؟! تباً لك رهف..شعرت بلهيب يشتعل في صدرها..
.
،
.
لحظات لتخرج الممرضه وهي تخبره انها فعلت ما يريد وانها تريد رؤيته...ليتجه بعدها لغرفتها، طرق الباب ودخل وهو يقف عند الباب/السلام عليكم
بصوت مرهق/وعليكم السلام
سكت قليلاً ، رؤيتها تشعل بقلبه لهيباً لا ينطفئ كلما تذكر ما تفعله.. تحدث بقهر/ليش كذا يا نيفادا؟! وش سويتي؟! لييه ترخصين نفسك؟!
لا تعرف معنى تلك الجمله ..سكتت والدمع يجتمع بعينيها ،خافت من،طول وعرض هذا الرجل الذي يقف أمامها بلباس الجيش!!..
كرر سؤاله بغضب/وش وداك الاستراحه؟!! هاااه قووولي..
خافت من كثرة تساؤلاته ونبرة صوته التي توضح غضبه، فبكت وهي تحاول الرد/كـ كنت بطلع مع رهف للاستراحه نجتمع انا و صديقاتي من زمان ما شفتهم، ....
سكتت تبكي فاستنطقها لا يريد ان يضعف امامها/و كيف رهف صارت حامد هااا
اكملت ببكاء طفله فنبرته مخيفه، لم تستطيع الرد/..
استنطقها/وقفي بكى و انطقي والا قسمآ بالله لأتصل بأدهم يجي يذبحك، ترى للحين ما يدري بمكانك
تكلمت وهي ترفع عينيها له برجاء/رهف هي اللي قالت انا اللي بعزمهم و انا اللي بجهز كل شيء و باليوم اللي اتفقنا نطلع ارسلت لي مسج تطلبني فيه أمرها للبيت وهناك ركب حامد بدالها وهو لابس العبايه.. عمري ما كنت اشك برهف ولا اي وحده من صديقاتي، بس بطريق الاستراحه كشف عن نفسه وضرب سنجاي واخذني معه للاستراحه غصب.
يسمعها بحرقه/ايوه وبعدين... وش صار بالاستراحه؟!
سكتت وهي تلتقط انفاسها ثم اكملت ببراءه وهي تتخيل ما حدث/هو حيواان ما يستحي الله ياخذه، بس ماخليته يقرب مني..طعنته بكتفه بقلمه وهربت بس رجع لي باللحظه اللي وصلتوا فيها وطعني وهرب..
لا يعلم هل يغضب ام يضحك من اسلوب سردها، هي فعلاً طفله..ابتسم بخفوت بعدما عرف أنه لم يعتدي عليها/تدرين وش يبي يسوي بك أدهم؟!! بيذبحك ..بيقطعك وبيرميك
التفتت اليه برجاء/قاسي الله يخليك قوله اني ما راح اعيدها، اقسم بالله، والا خذني معك مابي أدهم يضربني
تنهد وهو يتحدث بواقعيه كم هي طفله لو انها عاقله وتفهم لم تطلبه معجزه كيف تريده ان يأخذها بهذه البساطه! /اخذك وين؟!!.. الله يصلحك بس، حتى انا مادري وش بيسوي بي لو عرف اني انقذتك! الله يعيني على اللي بسويه
خافت وألتزمت صمتها،منذ الأمس وهي في خوف وذعر وبكاء. ولكنها تحدثت وهي تراه يخرح ويتركها وحدها، لتبكي/الله يخليك قااسي خلك هنا.. لا ترووح تقول لأدهم يقول بيذبحني
شده رجاءها و التفت اليها قبل الخروج/انا حولك، لا تخافين، أدهم ما راح اخليه يأذيك
برجاء/بلييزز قاسي لا تروح تقوله ،خذني معك، انا ابي اسافر واهرب لأمي.
عقد حاجبه من حديثها لم تتأدب، الى الآن وهي تفكر بالهرب، حقآ تفكيرها طفولي بحت، لا تفكر بالعواقب أبداً ، سيكون موقفه حازم هذه المره/يصير خير يا راعية الهرب.. اذا تبيني اخذك اجلسي بغرفتك هنا وانتبهي ترى هذا مستشفى عسكري والكل هنا يعرفني، اي حركات لقافه مابي
هزت رأسها بالموافقه وهي مرعوبه بعدما عرفت انها في مستشفى عسكري، لم تفهم انه فقط يحذرها من الهرب..
خرج مبتسمآ من كمية البراءه في حديثها، من الجيد انها فعلت ما يريد واحتشمت وإلا انه لن يستطيع الحديث معها.. عقد حاجبه وهو يرفع هاتفه يريد الاتصال..
ضلت هي خائفه من المجهول.. ماذا قد يحدث لها، تذكرت نايف في هذه اللحظات وبكت، لو كان بجانبها لما خافت ولما حبست في المنزل حتى اضطرت للهرب آه يا نايف..
.
وقف مفزوعاً مما سمعه من سكرتيره/اعووذ بالله يا حمزه وش تقول انت؟!
السكرتير/هذا اللي صار ابو حامد حالته حاله البيت احترق بعياله ماعنده غير حامد لقوه متوفي مختنق بالغاز اما البنت بحال حرجه، ولقوا جثه ثانيه معهم ما بعد حددوا هويتها لانها متفحمه!!
نفث غضبه وهو يسمع هذا الخبر جلس وهو يضرب بقبضته سطح المكتب(ااه يالقهر ..اختنق قبل اخنقه بيدي)
تلقى اتصالاً من قاسي ليصرف حمزه ويرد على المكالمه/هلا قاسي.. مو اتفقنا تجي معي؟! وين اختفيت؟!
خيير وش موديك المحكمه؟!... طيب انا جايك هاللحين
،
استغربت عدم نزولها منذ البارحه ..هي ايضاً لم تنام الليله الماضيه..تفكيرها بما فعلته نيفادا و اختفاؤها يؤرقها وينسيها نفسها..
وقفت أمام الشُرفه تنتظر قدوم أدهم في أي لحظه لعله يحمل اخباراً عنها، تريد ان تجدها مهما حدث ..تخفي لهفتها أمامه وهي ستموت حزناً مما فعلته اختها، لم تدع مجالاً للتعاطف معها،
اخرجت هاتفها من جيبها لتتصل به لم تعود تطيق صبراً، لتلاحظ رساله نصيه مجهوله يتضح انها رقم دولي ليس من بريطانيا ولا فرنسا لم تعرف مفتاح الخط ولكن ارعبها مضمونها [لم أنسى ما حدث ، عرفت أن والدك هلك و اخيك سيلحق به..لربما حان الوقت؟! ]
اتصلت بسرعه بأدهم بسرعه/الو أدهم
رد من الطرف الاخر بصوت ليس كالعاده/هلا
شعرت بخفقان لا تعرف لماذا شعرت انه مستهدف/وينك؟!
استغرب لهفتها/انا بسيارتي
يحيط بها الخوف هذه اللحظه لم تستطيع الافصاح/شصار؟لقيتها؟!
رد بيأس/مادري وش اقولك يالشموس، من الفجر ادور ما لقيتها، جننتني ، اتصلوا بي الشركه ورحت لهم شفت وش يبون ومشيت طالع مشوار لـ قاسي دعواتك
قالتها بعفويه/الله يحفظك
فاجأته!! ظن انها ستدعي للعثور على أختها/وياك.. يلا اي شيء يجد بتصل بك..سلام
،
اغلقت هاتفها وهي تشعر بإرهاق وتجلس بأقرب كرسي..
ليست قشوراً تلك التي على قلبها بل ابواباً و أقفالاً موصده، مافعلته نيفادا جرحها هي، اضعفها هي،
اختها الصغيره مرآتها، هي من قصّرت تجاه تأديبها من المفترض أنها جلست معها وتحدثت إليها لا أن تصفعها فقط.. معه حق بأن يهجرها أدهم..
تذكرت تلك الرساله النصيّه لترتعب مجددآ ، لم تفهم مغزاها جيداً ولكنها خافت على أدهم فقط..!!
تراها تجلس صافنه لوحدها منذ الصباح وهي تذهب للمجلس وتعود هنا لم ترتاح؟!!
جلست في الاريكه المقابله لها لتسألها/هاه ما لقاها؟!
هزت رأسها بالنفي وهي صامته،..
لم تستغرب عدم انهيارها بغياب اختها، هي دائماً متجلده وصابره، لكن الآن هي ترى في عينيها بريق يجهلها معناه!
سألتها/وين اميره و رواد؟!
ام رواد/كالعاده اميره بالمعهد و رواد بالنادي
ردت بنبرة أمر، فتلك الرساله ترعبها/ثاني مره معاد فيه معهد ولا نادي..مو لازم..خلي اميره تعتمد على نفسها وتذاكر لحالها وان احتاجت شي انا بوفر لها معلمة. اما النادي خليه بعدين
استغربت مبالغتها/يا بنتي امان وطاعة رحمن لا تحاتين بس..
بإصرار/انا ادري انه امان الحمدلله بس هالفتره يام رواد ، خلي اخواني هنا كفايه عليهم يروحون مدارسهم.
هنا شكت/انتي ما تقولين هالكلام عبث، وش هاللي مخوفك على اخوانك؟!..ترى اللي صار لنيفادا من تهورها الله يصلحها.لا تكثرين الخوف على اخوانك. لاتفكرين وتوسوسين ترى بيشيب راسك وانتي توك
تنهدت وهي تسند رأسها وتسترخي بارهاق/شيبت بي نيفا يام رواد..شيبت بي
حضرت هند على جملتها الاخيره/وش سوت نيفا الله يصلحها.
.
استيقظت على رنين هاتفها.. اخذته من على الكوميدون لترى اسم شهد لترد/خير ياشهد.. لااا مابي انزل ، تسلمين مابي الغدا خلوني انام بس..
اغلقت الهاتف ووضعت رأسها تحت الوساده ..
رن مجدداً وهو في يدها لتفتح وترد وهي ما زالت تحت الوساده لترد بخمول/يالله قلت لكم مابي شيء والله مابي شيء خلوني اناااام بس
....على الطرف الآخر/مديه على النوم الطويل قريب بتموتين قومي عيشي هاللي باقي بعمرك
رمت بالوساده وهي تجلس وتتذكر الصوت جيداً/انت .. كيف تتجرأ تتصل بجوالي؟!!
قاطعها غاضباً/بياناتك عندي بالملف جوالك وجوال اختك اما جوال أدهم فأنا حافظه ما يحتاج..
تحدثت بغضب/اخر شي توقعته ان حالتي تنعرض على طبيب فاشل مثلك..كيف تقول لمريضك بتموت هااه
.../اللي يسمعك يقول مهتمه بحياتها؟ انتي أصلآ يائسه وما تبحثين عن علاج!
قاطعته /عفوا مابي ينحدر بيننا مستوى الحوار، ياليت تكفيني تدخلك
رد قبل ان تغلقه في وجهه/اسمعي يا أخت ليال، وحده من ثنتين..يا تجين المستشفى نستعرض علاجك ونحدد حجم الورم والا الخبر بيوصل للشموس وأدهم، انا ماراح اشوف مريضي يقتل نفسه وانا اتفرج
نزلت من سريرها وهي ما زالت غاضبه/هذا ابتزاز؟!!!
وليد بإصرار/انا قلت اللي عندي واقسمت يا تجين تتعالجين او الخبر بيوصل الشموس.
تحدثت بجديه، فهو يبدو جادآ بشأن إخبار اختها/خلاص انا جايه العياده بس بشرط
استغرب/وش شرطك؟!
ليال بحزم/يشرف على حالتي دكتور غيرك...
صُدم من طلبها، لماذا يحدث ذلك معه/هالطلب قوليه بالمستشفى، لأن الطبيب اللي بيستلم حالتك مني لازم بالاول يقرأ تقرير عنك وبعدها يفكر يقبل يعالجك او لا، الدعوه ماهي فوضى، لذلك لازم تحضرين.. عن اذنك..
اغلقت هاتفها وهي غاضبه من اتصاله، ما هذا الطبيب؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث عشر
يقف امام المحكمه وهو غاضب..كان هذا آخر ما يفكر به..لن يغفر لقاسي ما طلبه و ما سمعه منه..ذهب وتركه واقفآ..
لحق به وهو يرجوه يتوقف ليتحدث اليه/أدهم وقف تكفى أدهم والله ما طلبتها الا خوف عليك والله..شلون تبتلش بدمها وهي ما سوت شي!!
توقف وهو يزم شفتيه بغضب امام سيارته ثم استدار ناحيته و صفعه/ولا كلمه زياده، ترى النفس شايله عليك حمل جبال يا قاسي، شلون انت عارف مكان البنت ومخليني على اعصابي ادور هاه شلوووون؟!!
لم يهتم بالصفعه حاول اقناعه/انت حالف انك تذبحها لو شفتها ساعتها ، تبيني اخليها لك وتصير قاتل؟!..
أدهم بغضب عارم/اذبحها افضل لي من انك تجيني تطلب تتزوجها، تبي تتزوج هالبزر يا قاسي علشان سبب تااافه!!تدري بكم اصغر منك؟!
قاسي بلا مبالاه/17سنه واذا يعني.
قاطعه/اقوول بس علمني وين مكان البنت؟!! بروح اخذها.
هز رأسه بالنفي وبتحدي/وان رفضت اعلمك بمكانها؟! وش بتسوي؟!
هجم عليه وهو يشده من ياقته بعنف/قاسي البنت ترجع بيت أبوها والا قسماً بالله لأكسرك تكسير، وسيرة الزواج منها تنسااهاا و انت تعرف وش اعني.
قاسي باصرار/كسرني و فرغ زعلك علي بس نيفادا ما تلمسها..انا احذرك.البنت طلبت حمايتي وانا تمزهلت بها.
دفعه بقوه عنه وهو يصرخ من غيرته/البنت ترجعها غصب عنك أما انت تنقلع من وجهي، لا تشوفك عيني مره ثانيه يا قاسي، لا تشوفك عيني.
وقف مذهولاً وهو يراه يلقي تهديده ويطلب فراقه ويرحل هكذا،..
كل هذا من اجل انه طلب الزواج من نيفادا فقط؟!!
كان يريد حمايته وحمايتها،هي طفله تحتاج تربيه فقط.لا تستحق العقاب بالقتل.
هدأ وهو يركب سيارته، هو حقاً مازال يفكر بقلبه! كيف نسي خبثها ، لربما لم تنصاع لحامد بسبب ذلك الصبي الذي تدخن سجائره و تخرج معه، بالطبع هو صديقها..هنالك فرق بينه وبين حامد ... وفارق بينه وبينها أيضاً..!!
،
.
،
وصل القصر وهو يهم بالدخول لمح سنجاي يقف امام غرفته التي بالقرب من البوابه..توقف ونزل مسرعاً له يبدو مصاباً ورأسه ملفوفه/سنجاااي!!
فرح برؤيته وتحدث بلهفه وهو باكي، هو هنا منذ عشرون عاما و كأنه فرد منهم تحدث بعربيه مكسره/سير سوووري سيرر انا فيه مشكله هذاك الرجال ضرب راسي و اخز نيفا
لم تعد تهمه تلك ما يهمه هو ماحدث/انت قوول كيف راحت له و ليش ما قلت لي؟!
ظل يتحدث له عما حدث..ويشرح له كل شيء بالتفصيل..
هز رأسه وهو يتفهم ما حدث/طيب وينك غايب هاليومين؟!
سنجاي/نفر كويس اخذ انا لهوسبيتل
هز رأسه وهو يركب سيارته ليدخل باحة القصر..اتجه للمكتب وهو يتصل بها لتخرج له..
جلس وهو يفتح زرين آخرين من قميصه الاسود ويجلس باسترخاء على الأريكه..
لحظات لتدخل واللهفه باديه على محياها،تريد خبراً عنها، بداخلها فوضى مشاعر لتلك الاخت المشاغبه...
لفت نظرها لبسه لم تراه هكذا، هو خرج من هنا يلبس ثوباً بدون شماغ، أين تأنق هكذا وعاد اليها بهذا اللباس/بشر يا أدهم
ابعد يده عن عينيه وهو يقف/البنت لقيتها وهي بخير وما صار لها اي شيء من اللي متوقعينه..
لمعت عينيها سعيده وهي تضع اناملها على شفتيها لتمنعها من البكاء وابداء اي مشاعر..،
تبدو ساحره وهو يراها خاليه من اي رتوش جميله كبدايات الصباح،ترتدي "شيرت درس" ابيض ناعم يصل الى اسفل ركبتيها.. وشعرها مرفوع بشكل فوضوي وتتمرد منه خصلات تتهادا على عندها ..لربما هذه ما يُطلق عليها الفوضى الخلاّقه!!
دفعها فضولها لتسأله/طلعت بثوب ورجعت بلبس ثاني!
رد بعفويه/مريت بيتي وغيرت ملابسي
استنكرت حديثه، فذلك يعني الكثير/انت للحين تروح لشقتك؟!
أحب نبرتها تلك/ايه للحين، بطبعي احب الاستقرار، وهي تعني لي اشياء واجد ماقدر افرط فيها.
لماذا يقول هكذا ، ليس الوقت مناسباً لذلك،صدت بإحباط ثم تحدثت/عموماً غرفتنا اللي تحت جاهزه من كل شيء، وحطيتها مثلما بغيت بالغرفه اللي جنب هالمكتب.
التفت الى جاكيته الذي ألقاه وألتقطه مجدداً/انا طالع عندي شغل ..
خفق قلبها وهو لا يهتم/متى بترجع؟ ..يعني.. علشان انتظرك
التفت اليها/مافي داعي تنتظريني.متى ماجيت بروح المجلس وانام...نسيت اقولك، اي واحد يسألك عن نيفادا قولي كانت مسويه حادث بسيط، ادفنوا االي صار .. حتى الكلب اللي حاول يعتدي عليها فطس محروق..
هزت رأسها بالموافقه وهي تراه يلقي ما قاله و يخرج هكذا..!
شعرت بحرقة الدموع في عينيها وهي تحاول جاهده منعها، تركت المكان واتجهت لدورة المياه وهي تغسل وجهها جيداً وكأنها تطفئ البكاء بالماء..!!
لماذا بات ينأى بنفسه فجأه بعدما إقتحمها و دمر حصونها ؟!!
.
طرق الباب و بصحبته الممرضه انتظرها ترد ولكنها لم ترد، وسوس له الشيطان بهروبها، هي كانت تثرثر عن الهرب، اقتحم الغرفه وهو يناديها/نيفادااا..!!
اتاه صوتها من الحمام/انا هنا..لحظه
خرج مسرعاً قبل ان تخرج عليه متكشفه ووقف خلف الباب ينتظرها، سمع صوت باب الحمام ليتحدث/ألبسي عبايتك
لحظات لتناديه/لبستها!!
دخل وهو ينظر اليها تجلس على طرف السرير بعبائتها ونقابها/يلا مشينا بوديك لاهلك
خافت/وأدهم؟!
ابتسم ليهدأها/أدهم حلفت عليه ما يضربك ولا يلمسك وان ضربك اتصلي بي.. بس يا وويلك ان عدتيها ثاني مره ووثقتي بأي احد غير خواتك فااهمه؟!!
هزت رأسه بالموافق/يا ويلي من الشموس،
ضحك/تبيني احلف عليها بعد؟!!انزلي من السرير الله يصلحك مشينا
خافت من فخذها المشدود من خياطة الجرح، وقفت ومشت خطوتين/ماااقدر أحس اني بنشل من رجلي
شاهدها كادت تتعثر واتجه اليه وامسك بذراعها/هدي شوي، ارجعي لسريرك وبروح اجيب لك كرسي متحرك احسن
جلست على السرير وذهب هو..تسائلت لماذا لم يأتي أدهم بعدما عرف مكانها و لماذا لم ترى اخواتها!!...،
،
وقفت باعتراض/انا مستحيل اتعالج عندك،
استغرب تزمتها الذي لم يجد له مبرر/قلت لك ما راح اعلم اهلك وش تبين اكثر من كذا؟!!
بهدوء/من حقي اتعالج عند الدكتور اللي ارتاح نفسياً له، و انت بالذات مارتحت لك.
جلس وهو يضع يديه على رأسه من اين تنهال عليه هذه المصائب،كل ما يريده يبتعد عنه،سيقبل الهزيمه هذه المره ايضاً تعود عليها/حاضر و تحت امرك، مالي بهالبلد إلا تنفيذ الاوامر وننتظر فرج الله..
استغربت نبرته و شاهدته يذهب، ماذا يقصد بـتنفيذ الاوامر في هذه البلد، لاحظت الممرضه السعوديه تنظر اليها فاستغربت/وش المشكله؟!اروح والا بيجي الدكتور الثاني؟!
الممرضه/لا بيجي حالاً انا اجهز له اوراقك..بس انا مستغربه،كيف ترفضين علاج الدكتور وليد؟!
لم تعجبها نبرة الممرضه/ليه يعني؟!
اردفت الممرضه/هو افضل الدكاتره بمجاله وعنده محاولات لعلاج الحالات المستعصيه، كل اللي يفصله بينه وبين اكتشافه "التجربه" فقط..لأن علاجه للاورام المستعصيه..اما العاديه فهو يسويها مثله مثل كل الجراحين..والناس تجي لهالمستشفى علشانه..
استغربت هي اكثر، وباتت في حيره من أمرها/الله يوفقه، ما قلتي لي متى بيجي الدكتور الثاني؟!!
.
تقف وهي تأمر الخادمه بما عليها ان تفعله وهي تشير للارضيات/هذي تمسحينها بالصباح وبالليل واذا وسخ هالولد نطفيها مو تخلينه!!
ابتسمت مدى وهي ترى والدتها تتجاهل نطق اسم ولدها/الظاهر له اسم هالولد يمه و أسم يفتح النفس بعد
اتجهت اليها وهي تفكر بشيء ما، يظل أدهم الصغير ورقه رابحه/صبي لي قهوه
سكبت لها فنجان قهوه ثم قدمته/سمّي يام قاسي
ارتشفت منها قليلاً وتحدثت بعد تفكير/هاللحين انتي مطلقه والعيال اخذهم ابوهم، مامعك غير أدهم..قدام عين أدهم
التفتت الى والدتها مستغربه/شقصدك يمه؟!
ابتسمت بخبث/الرجال اللي وصل عمره36سنه ماتزوج علشانك، تظنين انه نساك؟! لا حشى ماظنتي انه نساك، ماتزوج بنت عمه الا بعد وفاة ابوها هذا يدل انه متزوجها محرم يقوم فيهم وبس
تنهدت بضيق/هاللحين يمه تقولين هالكلام؟!!!
عقدت حاجبيها/ايه هاللحين
تكلمت والنار تتصاد من حنايا ضلوعها /و منهي اللي ما يعجبها رجل مثل أدهم، الله يصبرني كلما ذكرته، والله يا يمه ما يردني عن مواصله الا خوفي من الله
اغتاضت من حديثها/ووجع ان شاء الله استحي،
تحدثت بحرقه/الله يسامحك قد ما كواني فراقه وقد تخيلته بيني وبين منيف..سنين يمه كلما جيت اعدي انساه ألقاني ادعي ان ربي يجمعني به.،،انا حفظت نفسي لزوجي لكن الهوى ما هو شيء اقدر املكه علشان اعطيه..
فكرت بما قالته و قلّبته في رأسها جيداً/واللي تقولك ان أدهم بيرجع يخطبك مره ثانيه وش بتقولين
ابتسمت بأمل مفقود/ماظنتي يمه
ضحكت/يالخبله جلس ماتزوج علشااانك انتي تحسبين انها سهله؟! ما اكون أمك ان ما خليته يجي يخطبك من جديد. مثلما ما ابعدته بجيبه ولد سويره، خلي اللي طلقك ينقهر اذا تزوجك أدهم راعي الملايين..ومنها تكيدين اهله كلهم
صمتت وهي تفكر ماذا لو حدث وخطبها مجدداً، الفكره بدأت تدغدغ مخيلتها وتزيدها اشتعالاً..يا ترى يتحقق حلمنا ونلتقي..انت مانسيت وانا بعد مستحيل انسى (الله يبعدها عنك و يكتب سعادتك معي انا وبس)
،
يعرف جيداً ما وضع نفسه فيه، سيجابه أدهم، وما بها؟!
تلك الطفله لا ذنب لها، ان كانت طيب الى درجة السذاجه، وتثق بالاشخاص،
يراها تمسك فخذها يتضح أنها تتألم تحدث لا إرادياً/اذا وصلتي البيت حطي من البخاخ المسكن وتعشي زين ونامي..
أوقف السياره وهي تحاول النزول..لتأخذ دقيقه وهي تحاول ذلك..تحاملت على نفسها و نزلت/قاسي رووح خلاص لا توقف هنا
رفع صوته قليلاً لتسمعه/اذا احد سألك وش صار قولي حادث وبس..
دخلت وهي تلتفت خائفه من وجود أدهم..وهي ترى سيارته..خفق قلبها بشده..!
بالكاد دلفت من الباب المفتوح لتنزع النقاب الذي كتم انفاسها فهي لم تعتاد عليه. لم ترى احد واصلت خطواتها اتدخل بعدها المصعد ..
تنفست الصعداء فهي الآن آمنه في بيتها..
وصلت غرفتها لتسمع فجأه بصوت صرخة شهد/نيفاادااا
خافت من علو صوتها لم تخرج بعد من ذلك الرعب/بسم الله!!
اتجهت اليها شهد وداهمتها بعناق/حبيييبتي سمعت بالحادث اللي صار لك سلامات
شعرت بحرقة الجرح وهي تطيل المشي والوقوف/الله يسلمك..شهود ابي ارتاح بسريري،
ابتسمت/زين ارتاحي ، الحمدلله على سلامتك يا نتوفه
،
.
ذهبت مسرعه الى جناح الشموس ، لتراها تطوي سجادتها بعد اداء صلاة المغرب/الشموس..أدهم جاب نيفا..هاللحين وصلت غرفتها
ابتسمت وهي تخرج مسرعه وتتجه الى غرفتها، فتحت الباب لتجدها مازالت واقفه تنزع عباءتها..
سمعت صوت الباب و خطواتهن خلفها لتلتفت/الشموس
اتجهت إليها مسرعه لتصفعتها بقسوه..لتردف تلك الصفعه بعناق طويل، وهي تعاتبها بنبره تشوبها بحة البكاء/لييه تسوين في كذا ليه؟!
انفجرت نيفا ببكاء بعد هذا العناق والعتاب المخضب بدموع الشموس ونبرتها ،لطالما كانت جافيه ولا تظهر مشاعر لم تظنها بهذا الحنان وإن صفعتها/انا اسفه قسم بالله ما اعيدها
تركت عناقها وهي تراها تبكي/ليه تبكين بعد؟!
اشارت الى فخذها وهي تمسح دموعها باناملها/هنا جرح مخيط يوجعني
رحمت تلك الدموع،رغم غضبها إلا انها تحمل ملامح تجبر اي احد ان يتعاطف معها، اخذتها لسريرها/ارتاحي لا تتحركين الا للضروره ..فاهمه ويلا مسحي دموعك
شهد بابتسامه/بروح اعلم الباقين،خالتي ام رواد رابطه راسها من الصداع المسكينه تحاتي
التفتت الى اختها وهي ترمقها بغضب بعدما إطمأنت عليها وتسألها بجديه/اعتدى عليك؟!
لم تفهم سؤالها/مو اقولك طعني بالقلم بفخذي
شعرت بالاحباط فهي لم تفهم ما تعنيه/اقصد يعني مالمسك
اجابتها بحماس/طعنته بكتفه و انشل معاد عرف يحرك يده..نايف كان يقول مفصل الكتف اذا اصابه أذى الشخص ينشل ثواني ويصعب عليه يحرك يده..انا تذكرت هالشي، تعرفين ماحب احد يغلبني
اتجهت الى أذنها وهي تعقد حاجبيها/يا بنتي الرجال غير البنت قووي..المهم ثاني مره تسمعين كلامي فاااهمه. . أدهم متى جاك وشفتيه؟!
استغربت/اللي جابني قاسي..هو اللي انقذني هذاك اليوم و...
ظلت تسمع منها ماحدث..
في مستشفى آخر..،
اتجه بخطواته الى ذلك الرجل الذي يجلس في كراسي الانتظار، بلحيته ووقاره و معالم البؤس التي تتضح في نظرة عينيه التي لا ترتفع عن الارض و طريقة جلسته وكأنه قد خسر كل شيء..
وقف عنده وهو يلقي التحيه/السلام عليكم يا عمي بو حامد
رفع رأسه له وهو يحاول الوقوف ولكن أدهم ألح عليه بالبقاء جالساً /استريح يا عم والله ماتقوم
انحنى على رأسه و قبّلها وجلس بحانبه وهو يربت على كتفه/عظم الله اجرك يا عمي والله يقوم لك بنتك بالسلامه
هز رأسه/جزاك الله خير..و بيض الله وجهك..انت بنفسك تجيني؟!!
شد على يده/شدعوه يا عمي انا من عيالك..وتحت امرك، لا تشيل هم ابد.. وترى المجموعه بتتكفل بترميم بيتك..وراتب شهرين ينصرفون لك ولا تداوم خلك جنب بنتك لين يفرجها ربك
التفت اليه وهو يبسم بامتنان وسط دموعه/مادري وش اقول، خيرك ..
قاطعه/خير الله يا عم بو حامد...دعواتك لعمي راكان ..هذا كل اللي ابيه
رفع يديه للسماء وهو يلهج بدعاء صادق لذلك الرجل الذي غمره بخيره حياً وميتاً..وبأدهم الذي ترك كل شيء ليأتي اليه رغم انه لا يعني له شيء ولا يرجو من خلفه فائده.
.
مر اسبوعاً ..،
نزل من الاعلى بعدما تفقد ما عمله العمال..ليجد أدهم الصغير يركض باتجاهه وكأن احد يلحق به..إلتقطه وهو يضحك بعدما لمح مدى تجري خلفه/شفييك عليه قطعتي نفسه
توقفت وهي تتخصر بيمينها/ماتشوفه يركض ماعليه غير ملابس داخليه و شعره كله مويه.. توني مسبحته بس انحاش قبل ألبسه وانشف شعره..!
داعب شعره بأنامله/والله يهالشوشه يبي لها حلاق بس خلني أتفضى لك
ضحكت وهي تقترب وتأخذ طفلها/مالك لوا ماني قاصه شعر أدهمي
رن هاتفه ليخرجه من جيبه/اذا اخذت رايك ارفضي ههه
ابتسم وهو يرد/هلا وليد..احلللف.. أدهم تنازل وبيحضر؟!!!..لا لا هذي يبي لها ذبيحه خل عنك بس..ايه بجي بس لا تقوله اني بحضر اخاف يكنسل الجيه
سمعته بقلبها قبل اذنها سيقابل أدهم الليله/بتطلع؟!
اعاد ترتيب شماغه/ايه رايح..تامرين شي؟ أدهم ماقصه شي؟!
بابتسامه باهته/ماتقصر عسى عمرك طويل.
قرص أدهم في خده وذهب.
خرجت والدها من غرفتها بعد سماع صوته/راااح؟!!
ردت بتنهيده/ايه
حركت يديها في الهوا دلالة خيبه/كنت بفتح موضوع زيارتنا لاهل أدهم.. لازم نبارك لهم
استنكرت ذلك لا تريد رؤية الشموس/نعمم؟!! لا يمه مابي اروح
زمت شفتيها وهي ترمقها بنقد/خبله وماعندك سالفه، لاازم نتعرف عليهم ونتواصل معهم،لازم يتذكر اللي راح، ان كان ودك بأدهم؟!
فكرت قليلاً، والدتها محقه، يجب ان تدخل منزل أدهم من اوسع ابوابه...
احتضنت طفلها وهي تفكر بذلك الذي بات حتى يقاطع اصحابه، للدرجه انهم يفرحون حين يخبرهم بزيارته!!
تنهدت وهي تترك المكان لأمها وتعود لغرفتها..
.
يجلسان في الحديقه خلف المكتب..
لاحظت ما يجري امامها منذ اسبوع وبالأحرى منذ حادثة نيفادا و كلٌ منهما ينام لوحده..بالرغم من ذلك هما هادئين حينما يجلسان في المكتب و يسألها عن العمل وأموره..قلّت المشاحنات بشكل واضح..!
ابتسم وهو يرى سرحانها/هااه يا عمه للحين تفكرين؟!
رفعت ناظرها اليه/وش افكر فيه؟!
مد فنجانه لتسكب له قهوه/صالح؟!..ترى الرجال مستعجل كم تبينه ينتظر بعد؟!
صغّرت عينيها و انشغلت بسوارتها،لم يعجبها هذا الحديث..
استنطقها وهو مازال يبتسم/هاه؟!
تكلمت وكأنها تريد انهاء الامر/ قول له..تقولك هند ؛
ان كان الايام يوم مَرّتك غنت لك،،
انا الزمن يوم مرني سوا بي سوايا.
ماني على خبرك، انساني احسن لك
وش تبي بي أنا و انت حلم الصبايا؟!
اتسعت ابتسامته بدهشه/هالشعر لك انتي؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تسكب لنفسها فنجاناً/ايه لي
ابتسم اعجاباً/كفووو، صح لساانك
هند بابتسامه/على الله تكون حفظتها عاد
ضحك/ارسليها لي،، علشان اوصلها له..
خرجت من باب المكتب المُطل على الحديقه لتراه يضحك بينما هند عابسه، ابتسمت وهي تتجه اليهم/خلصتوا القهوه عني؟!
ابتسمت هند/باقي لك خير.. وش أخرك؟!
اجابتها وهي تنظر اليه/ابداً، كنت أصلي العشاء
إلتقط ما تعنيه ولكنه أشغل نفسه بإرتشاف قهوته/..
سكبت لنفسها فنجاناً وهي تمرر نظراتها إليه كلما اتيحت لها الفرصه/ايوه وش جديدكم؟!
مد فنجانه لها/ابد والله، اكتشفت ان عمتك هند شاعره،
عبست هند/اوهوو علينا
ابتسمت من ردة فعلها والتفتت اليه/عمتي هند شاعره من زمااان.. اذكر لها قصايد حلووه ..
هند وهي تغمز لها/الشمووس محد سألك.
التفت بحماس الى الشموس/قوولي بس، سمعيني من ابياتها..
حاولت التذكر لتذكرها/هي كم بيت اللي أنا حافظتها وحيل تعجبني.بس هاللحين اذكر اللي فيها
[تباطيت منك الوصال وجيت أدوره,,
ما عاد لي على الصبر قُدره و استطاعه]
لله در صوتها كم يحبس انفاسه.. فهم مقصدها جيداً، حتى تلميحاتها بنفس اناقتها...
لم تصدق هند ما سمعته/من وين لك هالقصيده ابداًما قلتها لاحد..!!
ضحكت /حبيبتي انا محتفظه بدفاترك..و ناويه انشرها لك اصبري ارتبها لك بس
هند/انا مو قلتلك احرقيها
بابتسامه شقيه/مستحييل احرقها، بالنسبه لي ثروه.
التفت الى الشموس/ماعليك من عمتي وناظريني وش حافظه لها بعد؟!
التفتت اليه بنفس الابتسامه الشقيه/حالياً هذا بس اللي على بالي
هند /مصيري ألقى دفاتري يالفتانه واخذها
ابتسمت بخبث/ماعليه.. نشوف.
تذكر موعده و وقف وهو ينظر لساعته/ يلا انا استاذنكم رايح
استغربت هند/وووين رايح هالوقت والعشا
اغلق زر قميصه وهو يقف/بتعشى مع واحد من الشباب ،خلوا ام رواد وليال يجون يجلسون معكم مابي اضيق عليكم.
هند/زين متى بشوف عليك ثوب؟! ملاحظه لك اسبوع بهالقمصان والتيشرتات. بسم الله عليك الشماغ و الثوب رزه عليك
تذكر السبب الذي دعاه لذلك وشعر بلهيبه يزداد ليبتسم مجامله/ولا يهمك بكرا نلبس لك ثوب يا قمر بس فكري بصالح..
عبست كالاطفال/اقول روح لخوياك بس..
ذهب ضاحكاً من ردة فعلها.. وبقلبه تلك التي ألتزمت الصمت بعدما قرر الذهاب.. ماذا عليه ان يفهم، هل يعني ذلك انها بدأت تتقبله؟! ان كان السبب تعاطفآ فلن يقترب.. لعلها باتت تؤمن أن لا مفر لها منه..
استضاقت وهي تراه يخرج هذه الليله ايضاً.. الى متى سيطول هذا الوضع ؟!!
أصدق الكلمات.. ابتسامات الإمتنان"
'
،
.
لاحظت سكوتها المفاجئ بعدما قرر الخروج،ذلك لغز يحيرها،لا يبدوان متخاصمين ومع ذلك هو ينام في المجلس!/الشموس؟
تركت فنجانها على الطاوله وأنتبهت اليها/سَّمي
تحدثت بحيره/غرفتكم مخلصه من زمان،متى بتسكنونها؟اشوف كل واحد ينام بجهه!!!
عادت لترتشف من فنجانها بابتسامه/ماخبرتك ملقوفه يا عمتي!تراقبينا؟!!
هند بعبوس/شيء واضح ما يحتاج مراقبه،انتي تنامين بغرفتك وهو بعدما كان يصعد فوق علشانك،صار ينام بالمجلس ويترك القصر بكبره!!!
تشعر بالغيره وهي تراه ينام بدونها ولكن هي تستحق، هي من جعلته يبتعد/ابد مافي شي بس كل واحد ينام بالمكان اللي يريحه، وش مزعلك انتي؟!
غضبت من برودها المُقَنّع/لا ما يصلح هالكلام ، افرضي احد جاء فجأه ولقاه نايم بالمجلس؟!!!وش بيقول؟!هاا
لحظات لتسمعان صوت نيفادا وليال لتناديهم الشموس/بناااات تعالوا، ترى أدهم راح
حاولت إقناعها/خليك بارده كذا، لا تلومين الرجال لو يروح صبره ويدور وحده غيرك.
ردت عليها بابتسامه/تعااالي انتي خليني مع زوجي ننفلق، وقوليلي ليه رافضه صالح؟! عااد صالح العبدالهادي ينرفض؟!!
عبست وهي ترد بجديه/اكيد انهبلتي! من صدقك يا الشموس تبيني اتزوج بهالعمر؟!!
تحدثت ببساطه/عاادي جداً وحده من موظفاتي ماتزوجت الا بعمرظ£ظ§ يعني فرق سنتين ونص يمكن تزوجت واحد اصغر منها بعد ، ومبسوطه جابت توأم وش حلاتهم، ليه انتي مصعبتها ومقفلتها كذا؟!!
هند بخوف متردده/بس انا سبق وتزوجت و عندي عيال يالشموس وعيال كبار وهذي بنتي بسن زواج بعد مايصير!
بابتسامه جانبيه، ما دامت متردده فهناك امل ولو بسيط/وهذا أدعى انك تتزوجين، يمديك تلتفتين لنفسك وبسك محاتاه ، صالح مافيه منه يام شهد..هذي بنته بتتزوج وبيقعد لحاله بعد، تزوجيه وانسي تعب قلبك مع ابو هند يا هند
حضرت وهي تبتسم بصحبتها وسام ،و قد سمعت اطراف الحديث/ومسمي بنته على اسمك بعد، يختي مافي مثله هاليومين.
التفتت اليها هند/انتي بالذات تسكتين يام وسام،،تحسبين اذا جبتي هالولد للبيت بيمنعك من الزواج؟!
تحدثت وهي تجلس وتضع وسام في حجرها وتلمح لها/و ليه امنع نفسي من الحب علشان ولدي، اذا هو مثل "ابو هند" متقبلني بظروفي، ليه ارفض بالله؟!!بعدين وين عيالك يا حسره، حتى تركي من هذاك اليوم منحاش لاهله!!
وقفت هند غاضبه/اتحدتوا علي يا بنات راكان! ..اروح لشهد وام رواد بالمطبخ احسن لي
ذهبت غاضبه وسط ابتسامات ليال والشموس التي اختفت ابتسامتها تدريجياً..
لتلتفت اليها ليال/راح أدهم؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول ان لا تتحدث عنه/اشوفك ارتحتي بعدما اخذتي وسام، وجلستي بالبيت! تركتي العمل؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تبتسم/لا.. بس ماخذه اجازه ادلل نفسي واقعد مع وسام، ابي اخلص غرفته و افكر اطلع هالسبوع مع التوأم ووسام للبارك تروحين معنا؟!
ضلتا يتبادلن الاحاديث''
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع عشر
وصل الى صاحبه في ملتقاهم الدائم، ليلقي التحيه ويصافحه/السلام عليكم
وليد/وعليكم السلام، هلا بالقاطع!
جلس بابتسامه خافته/هلابك، تعرف اشغالي مالها حد، الله يعين
تردد وليد في الحديث معه/الله يعيننا جميع ، اخاف تاخذنا اشغال هالدنيا وننسى بعض يا أدهم!
تنهد وهو يتكئ بجلسته/والله يا وليد، ما اكذب عليك الاشغال عندي مالها حد، عندي سفر ولازم اروح بنفسي ما ينفع مندوب..تخبر للحين مارحت اشوف املاك عمي برا و لا إلتقيت بالموظفين هناك.
تسائل وليد/وين طيب؟!
أدهم/نيويورك و لندن ولوس انجلس.. وتعرفني انا حدي بالسفر كم مره لدبي و مره رحت لندن مع قاسي نحضر مباراه لتشيلسي و ماتعدينا اسبوع ورجعنا..
وليد/مشوااار الله يعينك بتروح لحالك؟!
أدهم/اكيد.
وليد بابتسامه جانبيه/وبترضى المدام؟! هاللحين منت لحالك!
ضحك/الود ودي تروح معي لأن هي الافضل بهالامور، بس مضطره تجلس هنا تدير الشغل و تقعد مع اخواتها بعد
سكت وليد وهو يفكر كيف يخبره بأمر ليال،يجب ان يكون اسلوبه مناسباً، تردد قليلاً ثم رفض الإفصاح، سيبلغه لاحقاً ليس الآن، بعدما رآى قاسي قادماً/ما شاء الله و هذا قاسي وصل
ألقى تحيته بابتسامه/السلام عليكم شباب
عقد حاجبه وهو يرد على مضض/وعليكم السلام
مد يده ليصافحه ولكنه لم يجد استجابه منه/افااا
وليد بابتسامه متوتره/يا جماعه تعوذوا من ابليس لا يفرقنا
وقف أدهم وهو يريد الرحيل/انا ماشي يا وليد اشوفك على خير
أوقفه قاسي بإمساك يده/أدهم وش بلاك علي؟! انا وش سوويت غلط؟!
تحدث من بين اسنانه/انت تعرف وش سويت بي يا قاسي، متى مانفذت اللي طلبته تعال ساعتها اعتذر
شعر بنار تتقد بداخله ورفيقه لا يبالي به/وان ما نفذت اللي طلبته؟! وش بتسوي؟!
أدهم بحرقه/بيكون لي حساب ثاني معك، لازم تشيلها من راسك تفهم؟! ماراح تنولها طول ما انا وصي عليها.. احسن لك نفذ اللي قلته لك بهدوء وبدون بلبله مالها داعي.
وليد لم يفهم هذا الحوار المليء بالشد ونظرات الوعيد/شباب اجلسوا خلونا نتكلم بهدوء العالم قامت تناظر، أدهم انا حلفت ماتروح وتترك عزيمتي
جلس على مضض وهو يبعد يد قاسي عن يده، مافعله قاسي به لا يغتفر!
جلسوا ثلاثتهم وتحدث وليد بهدوء حذر/وش المشكله يا شباب؟! وش اللي مادري عنه؟!
كلاهما سكت فليس باستطاعتهما البوح بما جرى،،
أدهم يشعر بالخزي مما وضعه به قاسي مازال يتذكر موقفه أمام كاتب العدل ذلك يعرف عائلته يعرف صالح الهادي جيدآ ويتعامل معه كثيراً، ماحدث يمسه بشكل شخصي!
وقاسي هو الآخر لا يستطيع التحدث والإفصاح عن شيء الآن،يعلم انه وضع أدهم بموضع حرج ولكن هو مضطر لذلك... آه الوضع معقد جداً وليس هذا وقته أبداً..!!
باتت هذه الجلسه صامته كئيبه وهي التي لطالما كانت مليئه بالضحكات واحاديث الاصحاب..!
،
لم تستطيع النوم..!
تقلّبت كثيراً وهي تستغرب عدم رد إبنها على اتصالاتها، لماذا اصبح قاسياً عليها من مجرد صفعه،صحيح انها المرّة الأولى التي تصفعه بها و لكن لا يحق له ان يهجرها،
لماذ يصر ان يؤلم قلبها بانقطاعه عنها؟!!
ومن جهة أخرى خطبة صالح واحاديث بنات اخيها عن حثها على الزواج منه،تعرف أنه رجل صالح مثل إسمه ولكنه يعرف بخبايا علاقتها المضطربه مع طليقها ومع راكان، تخاف كثيراً من فكرة تجربة الزواج ، آه لطالما طلبها راكان ان تطلب الطلاق ولكنها كانت ترفض وتتحمل من اجل اطفالها حتى كبروا..
لم تعد تريد ان تتحمل ضغوط مزاجية الرجال الذين شوه صورتهم بنظرها طليقها..لن تنسى ذلك اليوم الذي طلّقها فيه أمام أهله و كلماته المهينه لها وكأنها ساقطه؟! بعدما اتهمتها أمه انها على علاقه سريه بأحد موظفيه الذي يزورونه باستمرار، قد لمحته ام زوجها ذات مره وهو يخرج بعدما لم يجد ابو شهد فاتهمتها بهتانآ!!!
(كل شي بتحمله منك الا انك تخونيني انتي طالق يا هند، من الليله مالك جلسه ببيتي ولا لك دخل بتربية عيالي)
كيف يتهمها بالخيانه ويتشدق بأنه لا يحتملها وهي تعلم تمام العلم انه يخونها سراً ويستغفلها وهي التي كانت تتغافل لتسير السفينه!.
كيف من أول شك طلقها.. وهي التي صبرت مليا عليه واوهمت نفسها بأنه لن يستطيع تطليقها بعد هذا العمر و الاولاد!
ما أوجع قلبها أن اولادها شهدوا ذلك الطلاق وسمعوا ما قاله في حقها!!
تنهدت وهي تجلس تحاول التنفس ولكن تراكمات السنين التي تبتلعها بصمت باتت كالغصه تسد مجرى تنفسها..
لمحتها شهد تتقلب كثيراً لتجلس وهي تُضيء الابجوره/يُمّه شفيك؟
تنهدت وهي تحاول ان تبتلع الغصه/ولا شيء يمه ارجعي نامي
شهد/يمه انتي من زمان ماتنامين زين، كله من تركي الله يهديه، تلقينه هاللحين ناايم مرتاح ببيت جدتي ،بعدين ترى كلها اسبوع ويرجع ابوي وجدتي وترتاحين من همه
هزت رأسها بالنفي/مارتاح من تفكيري فيكم لين اموت يا بنتي، انتم من قلبي
امسكت بيد والدتها وقبلتها/الله لا يحرمنا منك يالغاليه، يمه بغيت اطلبك طلب
استغربت/وش بغيتي؟!
شهد بدون تردد/يمه وافقي على صالح، سمعت من ليال وهي تتكلم عنه انه حيل طيب
استنكرت طلبها/شهوود اسكتي ولا كلمه بهالموضوع، زواج ماعندي
بإلحاح/يالحبيبه انتي تستاهلين من يحبك بدون ما يسمع فيك، مو اللي يسمع كلام أمه ويصدق كلام اخته عنك وهو اللي عايش معك ويعرفك
استغربت حديثها عن والدها بهذا الشكل/شقصدك؟! بعدين هذا ابوك احترميه ما يجوز تحكين فيه كذا
شهد بعين لامعه/ابوي له علي البر و تقوى الله فيه، لكن بعد انتي أمي جنتي والله اوصى بالعدل، وأنا يمه كم مره اسمع سوالف جدتي وعماتي لأبوي،ماعدا عمتي مريم، فيهم غل عليك مادري ليه؟!! وهو كان ساكت ومنصت لهم عمره ما اعترض، وكنت اسمع صوت ضربك وصراخك المكتوم واسكت قهر وادعي على ابوي وانا طفله مادري ..
اجتمع الدمع على اهدابها وهي تسمع ذلك من طفلتها، قد فتحت جروحاً لطالما نزفت و أوجعتها...
أردفت بإلحاح/يمه اذا انتي رافضه الزواج علشاننا، خلاص إنّا كبرنا ،كفايه تضحيه و تزوجي الرجل اللي ينسيك وجعك..
هزت رأسها بالنفي/لا تتكلمين عن زواجي مره ثانيه..نامي يا حبيبتي احسن لك واتركي هالمواضيع انسيها..
شهد بابتسامه وهي تفكر بمكيده،يجب ان تتزوج والدتها من رجل يستحقها،هي اكثر من يعرف معاناتها/يمه اذا تبيني اسكت اوعديني
هند/وش تبيني اوعدك فيه بعد؟!
شهد/نطلع بكرا ندلعك، حابه اطلع معك كم مشوار و بعدها اروح الصالون انا وياك، نقص شعورنا ونصبغها وندلع بشرتك اللي صايره باهته ، متى اخر مره طلعت انا وياك مشوار؟ شرايك؟!
عقدت حاجبها/مافيه قص لشعرك والا ترى بقص اذانك
ردت بإحباط/لييه يمه؟!
هند/حلات شعر البنت يكون طويل، شوفيه على الشموس يهبل ما شاء الله
شهد/ترى الشموس دايم تقصه تحت كتفها انا اول مره اشوف شعرها طويل كذا
هند/الززبده ناامي مافيه قص لشعرك لو تنقزين ، نامي ترى بصحيك بدري مافيه نومه للظهر
شعرت بالاحباط وهي تعود لوسادتها/طيب تصبحين على خير
ابتسمت هند بفتور وهي تفكر بأحاديث طفلتها التي نضجت . تمنت لها نصيباً اكثر سعاده وحظاً افضل من حظها و زوجاً لا يزرع البؤس في قلبها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع عشر
دخلت غرفتها الجديده..تريد حياه جديده، حياه مليئه بالألوان..بداخلها احلام ميته تريد إنعاشها و قلب طفله يتوق للإحتواء واللعب..!
لعلها فقدت مشاكساته و استماتته في طلب ودها، وعناقه الذي يحب ان يداهمها به.. كان يحاول التقرّب جاهداً ولكنه توقف فجأه و انسحب!!،
بات لا يتدخل في أمورها، بل انه اصبح يستشيرها في كل امور العمل، ذلك اعتراف عملي منه بأهميتها و بقيمتها كسيدة أعمال ناجحه..
لكن شيء ما يحدث بداخلها بعد إنسحابه من علاقتهما كزوج وزوجه..ليس له الحق بإتخاذ قرار الطلاق العاطفي لوحده هي أيضاً طرفاً في هذه العلاقه، آه تباً لتفكيرها المتشبع بالغرور!!
ألقت نظره على صف عطورها الفاخره وهي تتجه إليها ثم أخذت إحداها و رشت منه و هي تتمتم بداخلها ماذا لو ان زجاجة عطره مصفوفه بجانب هذه العطور!
تركت عطورها واتجهت الى السرير..كم هو كبير كيف لم تلاحظ حجمه وهي تختاره .. لم تشعر بمساحته من قبل!!
جلست على طرفه لكن، لم تستطيع الإستلقاء عليه!
...ستغادر هذه الغرفه الجليديه و ستعود الى غرفتها، تلك ادفى.
تركت غرفتها عائده للمصعد ستتفقد اخواتها ثم ستلوذ بغرفتها..
اتجهت الى الغرفه التي في بداية الممر.. فتحت الباب لتجد
نيفادا نائمه وبجانبها اميره لأول مره ..وصوت التلفزيون مرتفع، دخلت واخذت جهاز التحكم الذي ملقى بجانب نيفا لتغلق التلفزيون...
و تتجه الى اميره وتأخذ من يدها كوب الفشار وتضعه جانباً وهي تبتسم وتتنهد، لم تصدق حتى الآن ان نيفادا بخير (الله يحفظكم لي من كل مكروه) .
خرجت من غرفة نيفادا متجهه الى غرفة ليال ، لتجدها تنام هادئه وبجانبها وسام، الذي باتت هي تتقبل وجوده هنا منذ اسبوع، معها حق ليال في ان تحب هذا الطفل الجميل..
إذا كانت هكذا تعامل طفلاً ليس لها فكيف ستعامل اطفالها، لا تستطيع التنبوء!
كم هي محظوظه بحب هذا اليتيم!
خرجت من غرفة ليال لتصل الى غرفتها منهكه، لو انها نامت باكراً لكان ذلك افضل لها من التفكير العقيم، ولكن ذلك ليس بيدها، قلبها بات شغوفاً فكيف ستنام؟!!!
اتجهت لشرفتها تريد رؤية ما إذا كان قد عاد أم لا.
من الصعب فقدان اتصالاته و شغفه بها..
لمحت سيارته تدخل باحة القصر الآن، فعبست لماذا يتأخر الى هذا التوقيت؟ ومالذي يؤخره؟!!
اغلقت الشرفه وهي غاضبه فدخلت حمامها تريد الاستحمام ومن ثم النوم...ذلك افضل لها من تفكيرها الذي أذاقها السهاد دون جدوى..!
،
دخل المجلس وهو مرهق، يفكر بحديث قاسي، لن يُصغي الى ذلك الاحمق ولن ينصاع له ولن يتحدث اليه حتى ينفذ ما طلبه منه..
نزع قميصه وملابسه العلويه وهو يُلقي بنفسه على الأريكه، كم سيطول هذا الوضع، متى سيعود نايف إن كان سيعود؟!
اغمض عينيه وهو يدير نفسه لجانبه الأيمن يريد ان يغط في نومه.. ولكن هيهات!
تبا لها لماذا ترسل وسادتها و أغطيتها كل ليله؟! قد جزم ان يكف عن السعي للنيل منها ولكنها مصره ان تثير جنونه بها..!
دفع الوساده بعيداً عنه.. لكنه عاد ليلتقطها مجدداً ليحتضنها ويدس وجهه فيها، الله وحده يعلم كم يريد ان تمتد يدها إليه وان تتقبله بدون اقتحام وبدون اي ضغوط.. عليها ان تعطيه الإشاره فقط.. وان لم تفعل فلن يهينها أبداً و ان مات شوقاً للهفة عناق واحده منها ..!
.
اليوم التالي؛
اغلق هاتفه من اخته وهو غاضب مما اخبرته به..لابد وأنها تمزح،من ذلك الذي تجرأ وخطب والدته؟ولم تخبره؟!!!
وقف وهو يهم بالخروج ليجد والده يناديه"تركي"..
إلتفت الى السلّم حيث يقف والده/سم يبه
تقدم اليه وهو يتسائل/كلمت اختك تتجهز؟!
هز رأسه بالموافقه/ايه يبه وهذا انا طالع بروح اجيبها
هز رأسه وجلس يسترخي، ليس بخير منذ غياب هند، لم يدعها تعيش بسلام معه ولم يطلقها الا في اشد الظروف التي كادت تقتلها عرف لاحقاً أنه ظلمها ، يعرف انه خسر كل شيء بإتباعه والدته لكن وما يفيد الندم الآن بعدما فعله بها،يعرف انها رغم تحملها له إلا انها لن تتحمل قذف شرفها وبذلك لن تعود له، تردد ولكنه بادر بالسؤال/شلون أمك؟!
تنهد ولكن يجب ان يخبر والده ويستفزه لربما يستعيدها/امي بخير ، وهذا هي مخطوبه بعد
اعتدل في جلسته/وشوو؟!! امك انهبلت اكيد؟! ناويه تتزوج مره ثانيه بهالعمر؟!
استغرب ردة فعله/هذا اللي صار، وش اسوي
زم شفتيه بغضب ثم تحدث/انت هاللحين رجال، وتقدر تفرض رايك عليها، تقدر ترفض وهي غصبٍ عنها تسمعك وتطيعك.. انت وليها.
سكت قليلاً ثم أردف/ واذا ودها ترجع ماعندي مانع، بس ترى بترجع بالسر
شعر بنشوه غريبه، هو فعلاً لا يريد لأمه ان تتزوج رجلاً آخر، فكر فيما قاله والده جيداً/صدق يبه بترجعها؟!
هز رأسه بالموافقه، هو يعلم ان هند لن تعود له أبداً بعدما تعرضت له، ولن لن يسمح لها بالتمتعِ واستمرار حياتها يريد ان يكون آخر رجل عرفته/انت اول شي امنعها من الزواج، وبعدين نتكلم بالرجوع..ولحد يدري من عمامك
،
اغلقت هاتفها وهي تكفكف دموعها، صوت ندى وهي تبكي يعذبها، يالله مالذي فعلته بنفسها وبأطفالها!
لمحتها أمها وهي قادمه من الاعلى/وش فيك تبكين بعد يالله مساء خير!!
مسحت دموعها بسرعه لأن قاسي قادم لا تريد منه ان يحمل همها/ابد يمه،
فهمت والدتها ردها وهي ترى قاسي يجلس/السلام عليكم، وين أدهم.
ام قاسي/نايم.. انت وينك من صبح طالع!!
استرخى بجلسته وهو يأخذ نفساً ويجيبها/،احاول اخلص بيتي من كل شيء، قررت اسوي العشاء بمناسبة نزولنا البيت هالاسبوع ان شاء الله نعزم جيراننا الجدد و أدهم واهله وخوياي، واللي تبين اعزمي يمه
نفضت يدها بحسره/مالي احد بالرياض كلهم في الديره
سكتت تلك بعدما ذكر أهل أدهم، من المؤلم ان اصبح له عائله بالتأكيد سينسى، يا ترى من تلك المحظوظه التي نالت سعادتها بالزواج منه؟!!
استغرب سكوتها منذ وصل تبدو شاردة الذهن/وين وصل بك مداك يا مدى
ردت بإبتسامه مصطنعه/افكر متى بيمدي اختي ساره تجي، اشتقت لها
قاسي بابتسامه صغيره/بيمديها تجي ان شاء الله ، توني متصل بها وبزوجها وعازمه .المهم شوفوا وش اللي ناقص وقولوا لي.
تذكرت ماتريد سؤاله عنه/اقول يمه قاسي؟
كان يهم بالوقوف ولكنه عاد ليجلس يسمعها/سمي يمه،.
بتساؤل/يا وليدي اول ما نزلنا البيت قلت مانبي نأثث الا اللي تحت لكن اشوفك مدهر تأثث وتزين الدور الثاني وش عندك
ابتسم/ابد يمه ودي أخلص البيت كله مره وحده افضل
تقسم ان خلف ذلك الاهتمام انثى جديده، وإلا لماذا يقف على رؤوس العمال ويدقق في كل شارده ووارده، ليس من عادته ان يهتم بالتفاصيل/الظاهر فيه نية زواج والا لا؟!
وقف بنفس ابتسامته وهو ينظر لساعة معصمه ويهم بالخروج/ههه يمكن ليش لا، انا هاللحين طالع اشوف غرفتي خلصت وسووها مثلما أبي والا لا، سلام.
راقبت إبنها حتى خرج،لديها فضول/نفسي اعرف وش وراه مشتط بعمره، حتى بزواجه من ريم ما سوى هاللي يسويه بنفس
اجابتها تلك وهي تطلق تنهيدتها/بين الثقل و هوى القلب شعره.
عقدت حاجبيها/قصدك انه يكون صدق ناوي يتزوج!!، ياويله ياخذ غير ريم ماااله الا بنت اخوي، ماهو بكيفه
إلتفتت إليها مستغربه استماتت والدتها لريم والدفاع عنها حتى الآن/يمه لو مره احترمي قراراتنا ورغباتنا، كفايه انا خربت حياتي..واتركي قاسي يلحق هواه
بضيق/انا للحين مقهوره من زواج ساره اللي ما خلاني أبوك اتدخل فيه، وتبيني اسكت عن طلاقه!
استرخت مدى بإبتسامه جانبيه وهي تفتح هاتفها المحمول/وهذي ساره مبسوطه بحياتها، تزوجت رجال على قد حاله بس رزين وعاقل ويعزها بالحيل، و ربك رزقهم من واسع فضله، هاللحين بيتهم مُلك و هو صار راعي محلات وبزنس معاد يعتمد على راتب وظيفته..ساره احسنت ليتيم وربي وفقها بحياتها.
فهمت أنها تقصدها بجملتها الاخيره/وانتي وش سوى بك حب اليتيم هااه؟!!يالعوبا
نزلت دمعتها وهي تلتفت إليها بقهر السنين/حرمتيني منه بكراهيه انا ماعرف سببها ، وهاللحين تبينه لي لأنه صار غني .. وبكلا الحالتين انا لعبه بين يديك..وش قد تحبين تعذبين يمه؟! ما ألوم قاسي إذا بيخبي علينا زواجه الثاني وبيخلينا فيه مجرد ضيوف..
قالت ماعندها وذهبت.. بداخلها نيران تزيد اشتعالاً ولا تعلم ماذا سيطفئها..حياتها تبدو بنهايه غامضه، لم تعتاد على فراق اطفالها كل هذا الوقت..و منيف يقسم انها لن تربيهم..وأنها لن تحظى بحضانتهم وهاهي تعد الأيام تخاف أن يُسلب منها أدهم الصغير في أي وقت..!
مابين هوى الماضي الذي لم يغادرها وأطفالها تاه قلبها على اي وجع ستبكي!
،
.
،
خرجا من المحكمه صعدا سيارة أدهم معاً ..وصالح يلتفت إليه مبتسماً/مبرووك يابو عبدالله
أدهم بابتسامه/الله يبارك فيك..
صالح بإلحاح/وين ناوي تروح؟! انزل معي تقهو بالبيت
يفكر في رؤيتها الآن والحديث معها لم يراها منذ يومين/ودي يا بو هند بس عن اذنك بروح الاهل يبوني
صالح بعد تردد/ما قلت لي وش علوم الخطبه،ترى السالفه طالت ياولد.
تذكر ما قالته عمته لا يعرف ما ستكون ردة فعله/بصراحه هي حملتني لك جواب..و انت لك حرية الرد
بفضول يدفعه الحب النقي/سمعني الجواب
تحدث وهو يحاول ان ينتبه للطريق أمامه/ ان كان الايام يوم مَرّتك غنت لك،،
‎انا الزمن يوم مرني سوا بي سوايا.
‎ماني على خبرك، انساني احسن لك
‎وش تبي بي أنا و انت حلم الصبايا؟!
هز رأسه بصمت بعد سماع ابياتها، إذن هي شاعره!.. صد وهو يفكر بالرد، لو انه يفكر بصبيه صغيره لتزوج كثيراً ولكن هند ظلت حسره بقلبه، لولا أنه يتجلد بالصبر..
استنطقه وهو يرى الصمت يُخيّم عليه/هااه وش قولك يابوهند؟!'
ابتسم وهو يحاول مجاراتها/
لا تسألين ليه ابيك والقلب ينبض لك
ولا تقارنين هامت جمالك بالصبايا
انتي منوة الروح و النفس ترخصلك
و أنا اللي "بُعدك" سوى بي سوايا
.
،
هاهي بمكتب والدها كالمعتاد، ترتدي نظارتها وتدقق في أوراق بين يديها واللابتوب أمامها..وكأن حياتها بدأت تعود طبيعيه..بات يعتمد عليها أدهم كثيراً..
رن هاتفها الذي أمامها لترى إسمه يزين الشاشه،إبتسمت بخفوت ثم إلتقطته لترد/الوه.. انا بالمكتب..لا مافي احد تعال..
لحظات قليله ليدخل وكأنه كان خلف الباب/مساء الخير
بنفس الابتسامه الخافته/مساء النور..ظنيتك برا البيت !
اتجه اليها وهو يجلس في الكرسي الذي امام المكتب/لا توني واصل، رحت المحكمه مع صالح كان عندنا مشكله.
استغربت/مشكلة إيش؟!
تحدث وهو يفرك جبينه بإصبعيه/ابداً، تسجيل عقود شراء، تعرفين الارض اللي شراها عمي بثلاثين مليون هي ارض ورثه والظاهر بينهم مشاكل، عقد البيع كان واضح وكامل شروط البيع لكن الظاهر عند هالرجال زوجه ثانيه مسببه لباقي عياله مشاكل
استغربت/هذا شي خاص فيهم مالنا علاقه بعدما اخذنا الارض و بصك الملكيه
ازاح شماغه من على رأسه ووضعه جانباً وهو يرد/بس زوجة ابوهم طعنت بصحة العقد والبيعه وتقول انها ما وكلت احد ومن هالاتهامات بينهم، اظن ماعرفوا بزواجه الا بعد وفاته
نزعت نظارتها متفاجئه/شلون مايدرون ان ابوهم متزوج الا بعد وفاته؟!
يراها تداعب نظاراتها بين أناملها كما تتلاعب بقلبه/و انا وش دراني عنهم.. المهم ان القضيه انحلت وخلاص ثبت حقنا
وضعت نظارتها على الطاوله وهي تعتدل بجلستها/الحمدلله ان ابوي الله يرحمه مايخبي عني شيء وكل شي يسويه يعطيني خبر فيه وياخذ رايي
ابتسم لنبرتها/اجل واضح انك ماعندك مشكله مع التعدد والدليل تأييدك لزواجات الوالد!
لم يعجبها ما قاله بشأن التعدد،لتصغر عينيها وتجيب لا إرادياً/بس ابوي ما سبق و جمع زوجتين على ذمته..ماتزوج الا بعد سنوات من وفاة أمي وطلق بعدها أم نيفادا ثم استقر مع ام رواد..الزواج ما كان يهم ابوي.
مازال مبتسماً يمازحها/الزواج يهم كل الرجال..لا يغرّك كونه أبوكِ
بإبتسامه جانبيه أرخت جلستها،و نظرت اليه وكأنها محقق/اوكي دكتور أدهم، وليه حضرتك انت ماتزوجت؟!دامك تقول مهم!!
تذكر تلك الايام وغضبه من طريقة عمه في محاولته تزويجه لها، ثم حديثه الاحمق لها بعد عقد الزواج..صمت قليلاً وهو يرمقها/مادري،..يمكن لأني ماكنت اعرفك
لن تصدقه ابداً، رغم صدق نبرته، هي متأكده من وجود انثى اخرى وان كانت بالماضي، لترد بإبتسامه/اشكثر محترف تمثيل؟!!
ابتسم بخيبه، معها حق في عدم تصديقه، قد هدم كل شيء بينهما منذ البدايه...التفت ناحية الباب المغلق من جهة البيت/وين عمتي هند؟!غريبه بالعاده تنط علينا هنا!!
ضحكت/أدهم لا تقول عنها كذا تراها بالحيل تغليك.
تنهد بابتسامته/وأنا أحبها بعد..
حاولت تغيير ما هم فيه/عموماً عمتي هند راحت مع بنتها مشوار ..
عم صمت لثواني ليتذكر/شلون ليال؟!عسى معاد داخت بعد هذيك المرّه
بإبتسامة رضا/لا الحمدلله و هذا هي ماخذه اجازه وجالسه مع وسام
صمت قليلاً ثم تذكر/وهالصغير اللي معها كيف صحته؟! ،ماله حس ابد!!
يعجبها اهتمامه بالجميع، لا يكاد يمر يوم دون ان يسأل عنهم ، تذكرت اتهاماتها له بالانتهازيه كم كانت عجوله، حاولت تجاوز شعورها الأليم والتحدث إليه عن اعراض التوحد التي اخبرتها بها ليال/غالباً مايتكلم وما يرد على احد يناديه، يتوتر من الازعاج ، ويتمسك باللي يحبهم لدرجه غريبه والدليل تعلقه بليال. ويعبر عن احتجاجه بشكل مؤلم وممكن يضر نفسه بعد..هذا تقريباً اللي عرفته من ليال
استعجب كثيراً مما سمعه، تبدو ليال شخصيه معطاءه/لو فيه من ليال كثير، كان انحلت مشاكل واجد، الله يعطيها العافيه ويعينها.
عادت لتلتقط نظارتها مجدداً وهي تحاول تجاوز مشاعر الغيره التي تكرهها حينما يظهر اعجابه بغيرها وان كانت اختها، قامت بإعطاءه ملفاً/المهم قبل انسى تفضل هذا الملف اللي طلبت ادرسه خلصته لك.
تأمل الملف مستغرباً/بسرعه خلصتيه!طيب وش رايك بعدما اطلعتي عليه؟!
بجديه اكثر/برأيي تنسى أمر الاستثمار بهالشركه.
استغرب اكثر/ليه طيب؟!الربح مضمون!!
عدلت نظارتها بطرف اناملها وهي تكمل بجديتها/صحيح الربح مضمون لكن ماتدري وش يستثمرون فيه! ، بمعنى أدق الشغل اللي يتم بدون معرفتنا تفاصيله ، استثمار مافيه خير ومجازفه غنيين عنها.
صمت مبهوراً من تحليلها الرصين.. ثم تحدث/معك حق..
ابتسمت بثقه/طبعاً معي حق.
بادلها بابتسامة اعجاب/عندي هالاسبوع دعوه لإفنت شباب الاعمال في الرتز كارلتون وماني متحمس اروح،
بحماس/وانا بعد ارسلوا لي دعوه، كنت برفض، بس دامهم دعوك، فلازم نروح مع بعض.
تفتنه بذكاءها وثقتها/انا توني داخل السوق ماعندي ذيك الخبره اللي تخليني احضر هالمناسبات يعني ما عندي مرونه لهالاشياء
بابتسامه جانبيه/مو على اساس كنت دكتور بالجامعه، كيف ماعندك مرونه؟ !
بواقعيته/دكتور جامعه ومُحاضر غير رجل اعمال ..
اردفت بحماس تريد ان يكون رجلها هو سندها الاول كما كان والدها تماماً/لا مو غير، كل تجربه لازم تضيف لك،انت الدكتور أدهم المناع حضورك بين رجال الاعمال مهم، لازم تكون الاول ولازم تكون لك بصمتك .
لا يعرف من هذه التي تشع بالحياه وهي تتحدث اليه براحه كما وأنها تعرفه منذ سنين؟!!، كل يوم تدفعه للحياه ، تسائل لماذا يشعر انها تريده ان يكون افضل منها؟!،
فعلاً هكذا هي الانثى الكامله، تثق بعلمها وبنفسها فلا تخاف ان يغلبها رجل وان كان زوجها فإن نجح سيُنسب النجاح إليها..كم هي ذكيه...
استغربت سرحانه الذي طال/شفيك سكتت فجأه؟!
بابتسامه صغيره/لا.. بس انا هالسبوع أجهز لسفر مهم مثلك عارفه.. ماظنتي بحضر الافنت.. انتي تكفين عني..
عادت لتصمت هي بدورها.. سيسافر ويترك الامور معلقه هنا.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع عشر
'مساءاً.. .
دخلت وهي تبتسم من تعليقات ابنتها التي دفعتها لتغيير لون شعرها من الاسود للبندقي، مع لمسات تنظيف بشره و عنايه كانت تفقدها بريقها و احمر شفاه زاهي يضفي الحياه لملامحها الهادئه،بدت متغيره ولو قليلاً..
خرجت ليال هذه اللحظات من المصعد بصحبة اميره ووسام لتبتسم تلقائياً/وااااو.. لا لا هذي عمتي هند؟!!
التفتت إليها هند بإبتسامه خجوله/شايفه وش سوت فيني بنت عمتك
ليال بسعاده/كفو شهد، يا بنتي وينك من زمان عن أمك، فعلاً البنت سر أمها..
وقفت مبهوره وفخوره بوالدتها،تلك الصبوره تستحق الافضل/شايفه كيف يمه، هذي ليال اعجبها التغيير،
اقتربت منها وهي تمسك بطرف شعرها/حبيييت الصبغه عليك.. تصدقين شجعتيني، كنت خايفه ماتضبط الصبغه على بشرتي، لكن شايفتها لااايقه بالحيل عليك.
شهد بتأييد/اي بتطلع لايقه، بالعكس متشوقه اشوفها عليك
رفعت حاجبها وهي تمازحها/هيييه لو سمحتوا بدون تقليد..
ليال بتلميح/اهم شي طلعت حلوه عليك يا عروس
عبست/لياال!!
رن هاتف شهد لتخرجه من حقيبتها وترد/هلا تركي.. طيب سلم بالاول!!.. اي جاهزه طيب..
استغربت انه يتصل بأخته ولا يتصل بها/وينه؟!
اشارت بيدها للخارج/يقول انه برا بالمجلس وينتظرني اطلع، ابوي رجع الدمام ويبيني ارجع..
استغربت ليال ما يفعله، لكنها سكتت وهي ترى تغير ملامح هند، التي خرجت إليه غاضبه..!
خافت ليال/اخوك هذا ما يستحي؟! من كم له ما جاء يسلم على امك ولا حتى يتصل بها؟! من وين جايب قسوة القلب هذي
إلتزمت صمتها فهي تعرف ان ما يفعله أخيها عقوق، لكن تعرف من يحرضه، لابد انها جدتها التي تقود أبيها بدأت تقوده هو ولربما أبيها نفسه يؤثر عليه..!
.
دخلت المجلس وهي تعقد حاجبيها وتقف امام الباب لتراه يجلس هنالك ويخفض رأسه لهاتفه المحمول الذي بين يديه/أخيراً جيت يا روكي؟!!
رفع رأسه وهو يسمع صوتها،كان مشتاقا حقاً لها ولكن لفت نظره تغييرها و زينتها ليندهش، لابد وأنها متزينه لذلك الخطيب/أمي..!
اقتربت منه معاتبه، لم تقوى على خصامه، هو قطعة قلبها التي تمشي على الأرض/كذا يا تركي وأنا امك تهجرني؟! اتصل بك وما ترد؟! ليه يا تركي وش شفت مني هاه؟! ماتحملت كف واحد مني؟! مالي حق امد يدي عليك واربيك هاه؟!
رد بإستعلاء وغرور/يعني بتقنعيني انه يهمك أمري يمه؟!
لم يعجبها اسلوب سؤاله المغلف بالجحود، حتى انه لم يبادر بتقبيل رأسها ولم يسلم/وش هالسؤال؟! طبعاً يهمني امرك انت ولدي
رفع حاجبه/ولدك هو ولي امرك وواجب عليك تستشيرينه اذا جالك عريس، صح؟!
صدمت مما نطقه، لماذا تغيرت نبرة تخاطبه معها!!، هنالك من يعبث بطفلها ضدها/بالله؟ ولي أمري هاه! يعني بترفض والا بتوافق عني؟؟
ارتفعت نبرته/طبيعي برفض، انا وكيلك لازم تسمعين كلامي، انتي زوجة ابوي وبس، وهو مستعد يسامحك و يرجعك، اذا صدق تبيني تعالي البيت
شعرت بأن كل خليه بجسمها تصرخ من وجعها المكبوت، حتى بعد انفصالها عنه لم يكف عن وضع الخطأ عليها، ويلعب أمام طفلهما دور الطرف المضحي في العلاقه/هذا ماهو كلامك انت! .. هذا كلام ابوك.. لكن وش اقول غير ان الناقص طول عمره ناقص، ومن شب على شيء شاب عليه،
رفع صوته اكثر وهو يقاطعها/الرجال ماهو بناقص،المره هي اللي ناقصه
صفعته مجدداً وهي تبتسم بقهر السنين التي أمضتها تحت رحمة ذلك الحقير سيء المعشر من اجل طفل كبر واصبح يصرخ في وجهها ويعاملها بغرور ويتهمها بالنقص/روح قول للي ارسلك ترى زواج أمي قريب.. اذا وده يحضر 'الله لا يسمح دروبه' <<شددت عليها
تركي بغضب/والله ما أخليه يتهنى بك والله، والله لاخرب زواجك من غير ابوي.
دخل أدهم وهو عاقدآ لحاجبيه بعد سماع زمجرة صوت تركي على والدته/بس ياولد!!.. قصر حسك و حط عينك بالارض وانت تتكلم مع أمك
تركي بلامبالاه/انت مالك دخل.. انا ارفع صوتي متى ما بغيت.
لم يحتمل قلة أدبه فإتجه إليه غاضباً وهو يمسك بياقته، ويرفعه ليهدده من بين أسنانه/تأدب مع امك والا اقسم بالله لأعلمك السنع.. لو تركتك امك وانت صغير سن كان عرفت قيمتها لكنك ماتستحي وباين ان اللي ارسلك ما يستحي بعد ، اخذ قشك وانقلع و مثلما قالت أمك زواجها قرب ومانبي مشاكل.. انقلع
صرخ بصوت متهور بعدما قذفه أدهم بعيداً/ناادوا لي شهد باخذها ونروح..وانتي اقسم بالله لأحرق زوجك واقهره والله
شاهدته يخرج غاضباً لتجلس محبطه باكيه تحيط بها غيوم الخذلان وتحجب عنها سعادتها التي أضفتها شهد بوجودها بجانبها... إبنها العاق سيضل جرحاً ينزف بداخلها، اي صدمه تركها لها، كم ضحت بالبقاء عند والده من أجله حتى كبر واشتد عوده ، كيف يجازيها بهكذا نكران؟!!!
شعر بحزنها يكاد يقطع قلبه، الامهات لا يجب ان تعانق اعينهن الدموع، الأم مهما بلغت من السوء لا يجوز ان تشتم أو تساء معاملتها، الأم جزء من النعيم..و هو اكثر من قد يعرف قيمة الأم، جلس امامها وهو يحاول رفع رأسها، حتى حديث صالح و رده عليها لم يستطيع إيصاله لها/لا تشيلين هم يا عمه ولا يضيق لك صدر، توه صغير و مصير الدنيا تخليه يعرف قيمتك.
رفعت عينيها الدامعتين له وهي تهز رأسها بالنفي/لا تقولها، مابي الدنيا تخليه يعرف قيمتي يا أدهم ، مابيه يذوق حزنها ولا ضيقها.. ان ما جاني راضي و مسرور قلبه وإلا الله يوفقه ويحفظه لو كان يهجرني ، دعواتي ماراح تفارقه يوم لين اموت.
لذلك هو يقدس الأمهات، قلوب لا تكره اطفالها مهما أساؤا،..تذكر تلك الراحله.. لن ينسى دموع ذلك الطفل امام باب المقبره ولن ينسى الفراغ الذي سببته بعد رحيلها.. ذلك الرحيل الذي جعله يشيب باكراً جداً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع عشر
خرجت من جناحها وهي تغلقه وتتجه لصالة الاستقبال و تتفاجئ بليال وشهد اللاتي تقفان امام الشرفه بتصرف غريب منهن/بنات وش فيكم واقفات عندكم وش تطالعون فيه؟!
التفتت ليال وهي تبتعد عن الشرفه بصحبة شهد/أدهم وعمتي هند بيدخلون و انا وشهد بنروح، وانتي علمينا وش صار بالمجلس
مازالت مستغربه وهي تراقبهن يتركن المكان لها، ثم انفتح الباب لترى دخول أدهم بصحبة عمته ويده تمسك بيدها وهو يحدثها بلطف وكأنه يواسيها/روحي ارتاحي و مثلما قلت لك لا تشيلين هم.
تركته وهي تذهب للمصعد بصمت رهيب، شعور الخذلان من الأبن خانق و قاسي جداً، خلق في قلبها حزناً لم تعهده من قبل، حتى انه فاق حزنها حينما اتهمت في شرفها!،،
اتجهت لأدهم متسائله/أدهم وش صاير؟!، ليه عمتي ساكته!
رد بضيق/هالتبن ولدها جاي ومضيق صدرها، لا تخلينها لحالها، خليك جنبها.. وترى على فكره قررت تتزوج صالح.
عبست/الله يهدي تركي، شبلاه هالولد كبر وانهبل كل شوي مسبب لنا مشكله؟!!
استغرب وهو يصغر عينيه، ذلك يعني ان لديه سوابق/وش مسوي بعد؟!
خافت ولكن أدهم رجل البيت الآن ويجب ان يكون مطلعا على كل شيء و بالاخص هكذا امور/كان ياخذ نيفادا معه مشاوير يتمشون، وبدون علم أحد
غضب بشده/وانتي كيف عرفتي وليه ساكته؟!
الشموس/انا عرفت من نيفادا، نيفادا تفكيرها برئ لدرجة مخيفه، حتى انها ماتخبي شي عني مع ذلك ضربتها اول ماعرفت منها.
زم شفتيه بغضب ثم نطق وهو يحرص عليها/خلي عينك مفتوحه على اختك، انا كفيت يدي عن ضربها اللحين لكن ما اقدر اكفها بعدين.. انتبهوا والله ان تركي هذا ماعجبني ابد.. اللي ما يحترم أمه ينخاف منه.
ابتسمت بخفوت/طيب عن اذنك أدهم انا رايحه لعمتي اواسيها..
تذكر موضوع شهد وهو يراها تدير نفسها ليمسك بيدها/لحظه
ابتلعت ريق اللهفه، قد لامس يدها أخيراً، ألتفتت إليه بعين التساؤل وهي تنتظر حديثه/!!
يلاحظ نظرتها و دهشتها لإمساكه بيدها، ليفلتها بسرعه/نادي شهد لأخوها برا.. و خليها تاخذ اغراضها معها هو ينتظرها بسيارته
هزت رأسها بالموافقه/ان شاء الله...
ليس متأكدا ان تلك النظرات الراجيه تدعوه، هو في حيره، لا يريد إرخاص نفسه، ولكن التجلد بالصبر أمام واحده مثلها صعب جداً..!
خرج هارباً من بريق عينيها الذي يصعب عليه تفسيره/عن اذنك.
راقبته حتى خرج لتطلق تنهيدتها وتدخل.. تريد تشتيته من تفكيرها ولو للحظات.. ذلك الرجل اقتحم حياتها من كل النواحي، لم يتردد ولم يستسلم لرفضها وشموسها بل فرض نفسه عليها، ثم أحاطها بحمايته فحافظ على مكانتها بعدما عرف قيمتها ، لذلك هو يستحق ان تلتفت إليه وتستمع لما يقوله وان تسمح له بالصعود إليها وان يشاركها عرشها.
.
خرج مجدداً الى تركي وهو يراه يجلس في سيارته ينتظر أخته مازال حديث الشموس عن اقترابه من نيفادا يُشعل غيرته ، مشى مسرعاً متجهاً إليه كالقطار من شدة ما يغلي داخله..!
فتح باب السياره بقوه ليجرّه ويُخرجه منها وهو غاضب..ثم يسنده بقوه على السياره وهو يمسكه من ياقة قميصه/انت من متى طالع مع نيفادا؟! هاااه ووين؟!
ابتسم بخبث/مال امك دخل، و اطلع مع نيفادا وين مانطلع واخذها وقت ما أبي فااهم؟!
عرف من نظرات عينيه مدى خبثه،ليصفعه ويلكمه/ماتستحي يا قليل المروءه تلعب على بنت خالك!! لابوك لابو من رباك ، اقسم بالله يا تركي ان لمحتك مهوب ناحيتها والا ناطق حتى اسمها على لسانك لو بالغلط لا اكسر ضلوعك فهمتني؟!!
شعر بأن وجهه ككرة اللهب من ضربه ، هذه المره الثانيه التي يُضرب فيها من اجل نيفادا، الويل لهم جميعاً/والله لاحرق قلوبكم كلكم والله..اصلاً بنت عمك هذي ارررخص من اني اناظر فيها
زم شفتيه بغضب من عديم الحياء هذا ثم لكمه مجددا وأدمى وجهه..قليلاً ما يضرب..ولكن بدأت يديه تتعود على الضرب في الآونه الاخيره/ادري ان ماعندك ماعند جدتك، لكن لسانك هذا قصّره ولا تقول كلام منت قده، لعاد اشوف وجهك بالرياض، انقلع لا بارك الله في عاق أمه
خرجت شهد في هذه اللحظات وشاهدة اخيها ينزف من شفتيه وقد تورم وجهه.. كان كالورقه بيد أدهم الذي ضربه مجدداً ثم تركه لها وذهب للداخل..لتصعد السياره وهي خائفه من عضب اخيها/وش انت مسوي؟!
صرخ في وجهها بصوت يبين مدى احتقانه/اعقبي ولا كلمه اسمعها منك انتي ..فاااهمه؟!
شهد بغضب/اسكت انت، نسيت اني اكبر منك؟، الظاهر ماعاد تحشم احد خلاص
التفت إليها بإحتقار/خيرر يا طير اكبر مني!!! تراك بنت لا تشوفين نفسك علي وانطمي لا تسمعيني صوتك
صُدمت حقاً،هل هذا تركي اخيها؟!!، يالله كن بعون أمي ..دموع صدمتها لا تكاد تتوقف..
،
في المقهى المجاور للمستشفى يجلس برفقة زميل مهنته "المعتصم"الذي بات مقرباً جداً منه و هو أيضاً من وافق جنون افكاره..لما لا ان معظم الانجازات بدأت بالحلم و هاهو وجد اخيراً من يؤمن بحلمه و الاجمل انه شخص بنفس مهنته، لابد للمستحيل ان يخضع ويكون ممكناً يوماً ما...
، بات محتاراً من تلك التي لا تريده، لماذا تنفره؟ مالذي فعله لتكرهه؟!..يجب ان يتدارك نفسه وان لا ينجرف، يجب ان لا يُعيقه شيء عما يريد تحقيقه..
لاحظ سرحان زميله ليبتسم ويتحدث بلكنته السودانيه/عازمني تسرح بيا والا كيف يا زول؟!
ارتشف من فنجانه ووضعه/والله يا دكتور معتصم مادري وش اقولك؟!..لكن انا عارف انك بتهتم بكل هلوساتي ونظرياتي وماراح ابداً تستخف بي
استغرب رده/ومين يستخف بدكتور شاطر زيك؟! وليد انتا انسان مبدع ليه نبرة الاحباط اللي سامعها منك دي؟!
قدم له ملفاً يحوي تقرير عن حالتها، معتصم هو من سينصحه/هذي الحاله لو عُرضت عليك بتقبلها؟!
إلتقط الملف وبدأ بتصفحه بإهتمام، ثم ضل دقيقتين صامتاً..
إستنطقه بعدما رآه يطيل السكوت والنظر في الملف/هاه ما جاوبتني يا دكتور؟!
اخفض الملف وهو يضعه على الطاوله ورفع ناظريه إلى وليد/بكل تجرد لا..وليد دي الحاله الورم عندها في منطقه دقيقه جداً تتطلب طبيب محترف، سمعت بطبيب ألماني له محاولات..ولكن فاشله وهو مازال يعمل على تطوير نفسو ..عموماً عمليات مثل ديل نجاحها اقل من 38ظھ‏ يرفض اي دكتور يسويها كل واحد بيخاف على سمعتو
سكت منصتاً حتى انتهى من حديثه ثم اخذ حقيبته وهو يُخرج حاسوبه الشخصي/اوكي...انت سبق وقلت لي انك حاب تكون اول شخص يعرف بدراساتي الخاصه وانا وعدتك.. و هذا انا اليوم عند وعدي يا دكتور معتصم
ابتسم وتحدث بحماس/اخيراً قررت توريني كنزك المدفون؟!!
توقف وليد قبل ان يُشغّل الحاسوب/انت فقط الوحيد يا معتصم اللي وثقت فيه، لأنك الوحيد اللي آمنت بي وما استهزيت في بحوثي.. انت حولت الشغف اللي عندي الى تحدي إثبات ذات ..
المعتصم بإعجاب وبحماس هو الآخر/انا معاك و تحت أمرك،
وليد بابتسامه/فاضي؟ ترى مطول بالشرح
المعتصم/يا زول احكي ما وراي أي حاجه وزوجتي عند اخوها في ألمانيا عندها دورة تقوية لغه يعني لمدة شهرين انا فاضي لك
وليد بحماس/حلو.. اسمعني انا جالس اعمل على تطوير ادوات ماهي موجوده بمعنى ادق إيجاد بدائل للتدخل الجراحي التقليدي و فعلاً بدأت اراسل دكاتره مشاهير اعجبهم توجهي و راسلت شركات و طلبت بعض المواد للشيء اللي جالس اعمل عليه..
اعتدل المعتصم في جلسته وهو يستمع له باهتمام، من الواضح ان وليد بات جاداً جداً بشأن إظهار دراساته و اختراعه للعالم.
.
بين اصوات الاجهزه..يخرج صوتها مبحوحاً..
كانت تتمتم بإسم نيفادا كثيراً..ثم تتخيل ذلك الغول يهجم عليها بلا رحمه، لتبكي بضعف فلا يكاد يُسمع لها صوتاً..قد فقدت الكثير من الأكسجين وكادت تموت بسبب ذلك ولكنه لم يحن موعد موتها الذي تمنته لأول مرّه!
ابتسم والدها وهو يسمع صوتها أخيراً، هي الباقيه من عائلته، هي النور الوحيد، يراها شديدة الصفار..بعدما كانت مشعه بنضارتها،قد عرف ما حدث لها ووُثق بمحضر جريمة إعتداء في الشرطه وعُرف عادل بعد الفحوص..مد يده التي امتلئت بتجاعيد الزمن و امسك بيدها ليهمس لها بحنان الأب/رهف أبوها؟ تسمعيني؟
نزلت دموعها وهي تسمع نبرته المشوبه ببحة الحزن الدفين ،التفتت إليه بعينين ذابلتين وهي تهمس/ابوي ..
شد على يدها وهو يناغيها/عين ابوها
ابتلعت الغصه من نبرة ضعفه ونطقت برجاء/ابي أموت
اخفض رأسه ليقبل رأسها ثم يحتضنها باكياً/لا يا بوك لا..
استغلت بكاءه وعدم انتباهه لتفصل انبوبة المغذي من يدها لتسمح بدخول الهواء الى وريدها،.شاهدت ذلك في فيلم وستطبقه الآن..عُبث بعفتها وذلك ليس بأمرٍ هين لتتقبله بسهوله بل ثقيل على نفسها جداً حد أن عافت الحياه ، فالموت بعد ذلك أرحم!!!
شعر بإنتفاضتها بين يديه ليرى المغذي ثم صرخ بالأطباء للقدوم إليها ومساعدة إبنته..
،
.
،
تجلس صامته يغلف قلبها الحزن، ما أقسى الشعور بالخذلان وان كان من الإبن فهو اشد وطأه.. سنوات مضت وهي تضحي للاشيء!!
بذلت من نفسيتها وصحتها ومشاعرها الكثير ولكنها لم تتلقى شيء بالمقابل...كانت تنتظر البر من أبنائها فقط، لا شيء اكثر..
الآن عرفت كم كانت غبيه وهي تظن انها عندما تتنازل عن اغلب حقوقها سيجعلها ذلك تحظى باحترام وحب زوجها..!
بل فقدت حتى احترامها لنفسها تحت سقفه و وجدت نفسها بدلاً من ذلك تستجدي الاهتمام من رجلٍ يراها إما للمطبخ او للسرير!!
مالذي جنته بالنهايه؟! ، شعورها الآن كشعور مسنه بائسه طرقت الثمانين و لا تنتظر سوى الموت فقط..!
خرجت من عندها الشموس بعدما تحدثت اليها كثيراً أرادت بشده ان تنتشلها مما هي فيه ،ولكنها عجزت من صمتها المطبق ثم خرجت..
سمعت صوت الباب يُفتح مجدداً لتتصنع النوم.،،
ابتسمت ليال وهي تراها تتحرك، اتجهت إليها وهي تجلس بالقرب منها/ادري انك مانمتي، لا تمثلين علي
لم ترد..ولكن تنفسها مضطرب..
ابتسمت ليال بخذلان/قلب العنى هو قلب الأم ،مافيه اشد من الجحود، انا عارفه وجع قلبك يا عمه ،ماجيتك ألوم دمعاتك..
سكتت قليلاً ثم أردفت ليال بواقعيتها/شوفي يا عمه، اللي حصل لك حيل يوجع،ما اختلفنا فيه بس اخذيه من ناحيه إيجابيه، يعني هالشيء اللي صار اليوم صحاك لنفسك بدري، علمك مصلحتك، انتي ما انتهيتي بطلاقك السابق بالعكس هذي بدايه لمرحله جديده بحياتك وبإذن الله تكون خير لك.. احيان الله يحب يختبر العبد ، وبعض الاختبارات تكون بعلاقه فاشله مع زوج حقير..وانا اسفه على هالكلمه بس هو فعلاً حقير!
تسمعها بقلبها الآن و لن تعترض،قد نفض طليقها كل ذرة إحساس وتعقل برأسها بعدما استعمل إبنهما ضدها..
اكملت ليال وهي تضع يدها على كتف هند/قومي يا عمه توضي وصلي ركعتين لله، واطلبي منه العوض والأجر..و اطلبيه يسخّر لك عباده الصالحين.. وطبعاً اولهم عريس الهناء صالح
ترددت ثم تحدثت وهي مازالت تدير ظهرها/حاسه اني تسرعت يا ليال، مدري كيف قلت لولدي اني بتزوج بهالسهوله؟!
ليال/الطيبه الزايده تُسمى سذاجه يا عمه، المفروض هو اللي يندم على فعايله مو انتي؟!! معليش دور المرأه المثاليه انسيه شوي وفكري بذكاء وألتفتي لنفسك، المثاليه ماتنفع مع اشكال طليقك.
تنهدت/انا منتهيه من داخل ما اصلح لأي علاقه جديده.. و ماقدر اتغير..
حاولت انتشالها من يأسها باسلوبها/إلا تقدرين ،مافي احد مننا ثابت عند نقطه، كلنا نتحرك ونتغير بس المفروض نتغير للافضل طبعاً ،. قوومي للمرايه و شوفي هند الحلوه البنت اللي خطيبها كان ومازال يبي قربها من سنين و للحين ينتظر جوابها وينتظر لفته منها..
حاولت مقاطعتها/ليااال!!
اردفت وهي تقاطعها/لازم تسمعيني للنهايه، تدرين وش كان يقول صالح لبنته اول ما طلبته يتزوج، قال اذا بتزوج باخذ حلم حياتي هند أو بقعد عزوبي، تعرفين وش معناته لمن تكونين حلم حياة لشخص عايش على امل لقياك؟! ، هذا معناته انه يعرف قيمتك صح و بيثمنك ..قومي وفكري قد ايش انتي مهمه لشخص ثاني..و عطي نفسك فرصه ، ماعندك شي تخسرينه بالعكس عندك حياه جديده و سعاده ممكن تكسبينها.
لم تعلّق ضلت صامته..تفكر بما سمعته..
وقفت ليال وهي تتمنى ان يتغير حال عمتها للافضل/يلا شكلك ناويه تكملين نومه..فكري صح و تصبحين على خير..
خرجت من غرفة هند تريد منها ان تفكر بما قالته..أما هي ذهبت تتجه للمصعد لترى قدوم الشموس اليها وهي تحمل هاتفها/غريبه مانمتي؟!
وضعت سماعتها في أذنيها/انا نازله لغرفتي بنام تحت
ابتسمت/خلاص قررتي تسكنين تحت؟!فككه
ضحكت/ايه بس ماراح ترتاحون مني غرفتي مكانها ومتى مابغيت جيتها
لاحظت عدساتها/وش عندها حاطه عسلي الليله؟!
ارمشت بعينيها بدلع وهي تدخل المصعد بصحبتها/كِذا
بابتسامه جانبيه وهي ترفع حاجبها/مهما سويتي ماراح تجين بجمال ليال وعيون ليال وسحر برونز ليال
ضحكت/ناااقص تقولين انا المليكااا،،
فتح المصعد وخرجتا منه الى المطبخ لترد ليال وهي تمازحها/لا عااااد مو لذي الدرجه انا متواضعه إلا اذا استفزيتيني ،.. اشوفك رايحه معي المطبخ خير ان شاء الله
اتجهت الى آلة القهوه/ابي قهوه، بكره ويكند وحابه اسهر على اي شي..الاسبوع هذا كان مرره مرهق وكله شغل
فتحت الثلاجه وهي تُخرج لها عصيراً/انا مابي اسهر بنام هاللحين وراي موعد بكرا، انتبهي لوسام بكرا يمكن اتأخر
ابتسمت وهي تراها تخرج/اووكي
،
يرى اتصالاته ولا يجيب عليها..مازال غير راضٍ عنه ولن يرضى حتى يفعل ما أمره به..
لحظات ليتلقى منه رساله نصيّه [بعد يومين بسوي عشاء لنزول بيتي الجديد وابيك تحضر انت اخوي~وهاللحين صرت اكثر من اخو]
غضب وهو يغلق هاتفه ويدخل مكتب عمه في المنزل رمى هاتفه على الأريكه، و لفت نظره حاسوبها الشخصي مفتوح امامه،..ليجلس امامه بفضول..،
دخلت في هذه اللحظات بلباسها بيجامه حريريه سوداء، لم تتوقع دخوله هنا وهو لم يتصل يخبرها لتمازحه/اهااا بدينا باللقافه؟!!
ابتسم كالمذنب/اففف كشفتيني وانا كنت ناوي افتش!!
اتجهت اليه بابتسامه واخذت جهازها/معليش بس مضطره آخذه الغرفه،
استغرب/ليه؟!
إلتفتت إليه وهي عند الباب/يعني..، ويكند و الكل نايم و ماعندي احد اسهر معه ، فقلت اشغل فيلم باللابتوت و اجلس اتفرج بسريري لين انام.،تبي شي قبل اروح؟!
استفزته بحديثها، لا يعرف بالضبط هل هي تلمّح له بالاقتراب ام لتشعل قلبه فقط/وليه تتفرجين باللاب توب وبغرفتك شاشه كبر الجدار؟!!
فهمت نبرته التي توضح استيائه/انا تركت غرفتي وصرت انام بغرفتنا الجديده اللي طلبت انت تكون تحت و ماحطيت فيها شاشات عرض ولا اجهزه ثانيه..،تامرني بشي؟!
اشار بيده/مشكوره..بروح المجلس وبحاول انام.. وراي بكرا عمل بالمكتب و سفر بالليل.. محتاج راحه..
هزت رأسها وهي تذهب.. بهدوء/تصبح على خير.
رآها تذهب بعد نظرات لم يستطيع تفسيرها،سوى ان قلبه يشتعل حقاً، هي خلف هذا الجدار لماذا لا يلحق بها ويترك كل ما يفكر به،
فتح زرّي ثوبه من اعلى وهو يقف ويخرج للحديقه هارباً من رائحة عطرها التي تجرّه نحوها بلا هواده!
سيُجن فهو يحاول الصدود و هي تجذبه، هنالك شيء يجب ان يناله منها وإلا فإنه لن يرتاح!!
جلس بإسترخاء على اقرب كرسي وهو يرفع وجهه للسماء ويغمض عينيه يجب ان يشتتها ويركلها بعيداً عن تفكيره على الاقل في الوقت الحاضر.. فهي ابعد ما يكون عنه..هي اصعب مما تخيل..
لحظات ثم شعر بـ يدٍ ناعمه تهبط على كتفه اشتم رائحتها بشكل اقوى، لم يكن سعيداً باقترابها، لابد وأنها تريد قتله الليله إلتفت إليها مستغرباً/انتي ماتقولين عندك فيلم بتشوفينه؟ وش جابك؟!!
هزت رأسها بالنفي/قلت خلني اشوف أدهم وصل المجلس والا لا، و تفاجأت بجلوسك هنا!
رد وهو يحاول ان لا ينظر إليها/مافيّ نوم قلت بقعد هنا شوي .. خلاص روحي نامي انتي
صدوده الغريب لم يعد يعجبها امسكت بيده/بعد انا ماعندي نوم والفيلم ماعجبني احسن شي قوم معي نتمشى لين ما نتعب وننام..شرايك؟
وقف معها مستغرباً وهو يراها تمسك بيده، كان يريد ان يتناساها لينام ولكن هاهي تتسكع معه في هذا الليل..تنهد وهو يستمع لأحاديثها، في الحقيقه هو لا يركز الآن فيما تقول، اشغلته بها حتى وهي معه!!
لا تعرف مالذي دفعها للخروج إليه في هذه الساعه ولكن صدقت عبارة "إن مال القلب مال العقل معه!"
لم تكن يوماً صاحبة مبادره في الاقتراب من احدهم، ولكن ذلك المقتحم الذي بدأ بالتقهقر فجأه بات يثير فضولها!!،ابتسمت وهي تسأله/من انت؟!
استغرب سؤالها/هاه؟!!
ضحكت من نبرته ونظرات تعجبه، ثم هدأت بإبتسامه صغيره وهي تتسائل/من اول ما عرفتك وانت مُقتحم، تتجاوز كل الخطوط وتختصر المراحل بغضب لاجل تحكمني وتحاول تفرض نفسك وقراراتك علي و لكن هاللحين..! << سكتت وهي تتأمل سحر هدوءه بفضول
أحب تساؤلها الجرئ ذلك إن دل فهو يدل على عقل وشجاعه/وش غيرني فجأه صح؟!
توقفت وهي تلتفت إليه بـ حيره/و ليه بعد كل شيء؟!
حاول التهرب من رؤيتها بإشغال عينيه برؤية أي شيء/اكتشفت اني غلطان.. وانا ماعندي هوس الخوف من التراجع عن تصرف خطأ ارتكبته.. لذلك لاحظتي انتي التغيير لا اكثر
تلاحظ تهرب عينيه من مواجهة عينيها، تعرف أنها سبب ذلك و إن لم يصرّح/هالتغيير له دخل بالمشاعر؟!
إلتفت اليها وهو يستغرب تساؤلها "كيف لها ان تهتم بالمشاعر وهي تُحرّم على قلبها الشعور؟!!"، ثم مشى وهي تسير بمحاذاته و تسمع إجابته/احياناً نضطر لوأد مشاعرنا و دفنها،...
ثم اطلق تنهيدته وهو يُكمل بخيبه "اتعبتنا هالمشاعر"
صوته العميق وهو يتحدث عن المشاعر يؤكد انه بئر مليئ بها..لم تُعلّق، كان وافي الإجابه و دافئ النبره، حد أنه لامس شغاف قلبها و لم يجعلها تندم على سؤاله..!
دخلا أخيراً و وقف داخل المكتب وهو يلاحظ بعينيها نظرات ليست كباقي النظرات السابقه، حاول تجاوز اللحظه/انا خلاص تعبت بنام.. تعبتي؟!
هزت رأسها بابتسامة امتنان صامته، ونظرات لم يفهمها..ليكمل/مثلما قلتلك انا مسافر بكرا ويمكن ماتسمح الفرصه اجي اودعكم..
فرحت، لعله سيقول شيئاً تريده، بما أنه تذكر أمر الوداع/..
حاول ان يتجاوز رغباته وتفكيره بها، بالحديث بمواضيع اخرى/ابيك تنتبهين اكثر على نيفادا، فهميها انها كبرت خلاص، انا سويت الواجب مع تركي و ان شاء الله ماراح يقرب مره ثانيه..بس حذريها ترى بمد يدي و ماراح ارحمها مره ثانيه لو كررتها.
لماذا يحاول ادخال مواضيع اخرى الآن،همست/طيب.
جوابها الهامس اكبر دليل على انها لم تركز على ما قاله/يلا روحي غرفتك نامي ولا تعيدينها ثاني مره وتلحقيني. ترى برجع للاقتحام وازعجك وانتي السبب <<قالها بابتسامه ذابله! وهو يتمناها
مازالت واقفه أمامه ولكنها اقتربت خطوتين اكثر و هي تكاد تلتصق، لتلامس اطراف أنامله بأناملها ثم تمسك بها وتضغط عليها و عينيها تعانق عينيه بلهفه!
الآن فهم ما ترمي إليه "لله درّ حديث عينيها الفصيح حد البلاغه" ..ضغط بدوره على اناملها وهو ينحني لرغبتها بهدوء ويطبع قبلته على خدها محاولاً تركها فقط ليتأكد ويجس نبضها، ولكنها مازالت متمسكه بأنامله بتملّك لم يعهده منها..
عينيها تدعوه لها بإصرار فكيف لا يلبي النداء الذي لطالما انتظره، ظن انه سيهلك قبل هذه اللحظه..عجباً لها كيف كانت شموس وهو يقتحمها وكيف جذبته الآن حينما أرادت!
اكبر هزائمه الليله فهو لا يستطيع صدها والرد بالمثل.. بل ستستقبلها اضلاع صدره بسعاده إستقبال الفاتحين..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع عشر
خرجت من المنزل صباحاً بعدما أوصت نيفادا واميره والبقيه على وسام، ..
ارتشفت كوب قهوتها في السياره،ماذا ستخسر ان خضعت للعلاج؟، لا شيء!
المهم ان لا تعرف أسرتها بذلك، هي اقتنعت واكتفت بنصيبها مؤمنه حد الرضا بقدرها،
"لم تكن يوماً حالمه..لربما ذلك ما سهّل عليها تقبل ما أصابها"..
ستزورهم خالتها اليوم لم تراها منذ مده هاهي اليوم ستقابلها..هي متحمسه للعوده باكراً لرؤيتها..،
كل يوم تستيقظ فيه تعتبره هديه لذلك هي تبدو سعيده.. وممتنه لله الذي جعلها تعيش لهذا اليوم وتعمل ما يرضيه..
جلست في العياده تنتظر لوحدها الطبيب الجديد الذي سيستلم حالتها، تأخرت الممرضه!!..
مازالت مشغوله بما سيقوله الطبيب ما يقرره ليس مهماً ماعدا العمليه لن تتقبلها مهما حاولوا بذلك..
رن هاتفها لترد/هلا اماني..وعليكم السلام.. بخير الحمدلله، مافي مشكله..اصلاً حابه انزل السوق اليوم..عندي شوية شغلات..
دخل في هذه اللحظات وهو يراها تتحدث في هاتفها،ثم تفاجئ بوقوفها ويتضح اعتراضها...!
شعرت ان هنالك أمر غريب،حاولت اغلاق هاتفها/باي أماني اكلمك بعد شوي
لا يعرف سبب تزمتها من ناحيته،حاول ان يكون عادياً/السلام عليكم
ادخلت هاتفها في حقيبتها وهي ترد/وعليكم السلام!...اظن اتفقنا يكون الطبيب واحد غيرك!!
تنهد وهو يتجه للمكتب ويقلب أوراقه، ويتصنع عدم الاهتمام/صحيح، من قالك اني جاي العياده علشانك؟!..هالعياده لي ولطبيب ثاني بعد، انا بس جاي اخذ ورق مهم لحاله عندي وبطلع ، ارتاحي مكانك الطبيب بقسم الاشعه..
وجودها لوحدها معه يوتره،نبرته غريبه،لن تظل تنتظره هنا..
تحدث وهو يراها تتجه للباب تنوي الذهاب/يعلم الله ما بداخلي نيه سيئه تجاهك، انا بس اهتم زياده بعملي، واظن انتي نفس الشي متفانيه بعملك..
ألتفتت اليه مستغربه مناسبة حديثه وتوقيته/المطلوب؟!
أردف/ان كان إلحاحي على علاجك ازعجك، فطلبك تغييري كان اول فشل اتعرض له من بدأت مزاولة المهنه، لذلك اعذريني ان قلت لك مستحيل انساك.
شعرت بالذنب ولو لثانيه، ماتكرهه ان تكون ذكرى سيئه لأحد ولكن هي مضطره ان تغلق كل باب قد يبعث بداخلها حُب الحياه/طلبي لتغييرك هو شيء نفسي خاص فيني فقط ماله دخل بشطارتك من عدمها، لذلك لا تشخصن الموضوع ولا تدخل مهنيتك فيه..
هنا اتضح معدنها الذي ينبغي ان تكون عليه كما عرفها أول مره، وقف يهم بالخروج ثم توقف قبل ان يخرج وألتفت اليها/شلون وسام؟! عسى ارتاح بعدما كفلتيه عندك؟!
استغربت فهي لم تعلن الخبر ولا احد يعرف سوا اهلها فكيف له ان يعرف؟!..لم تحبذ الاطاله معه اكثر لطالما كانت تقطع دابر كل اتصال يقربها من الجنس الآخر/احسن من قبل..
هز رأسه وهو ينوي الرحيل/اكيد بيكون..اكيد..عن اذنك الدكتور جاي هاللحين..
عادت لتجلس في كرسيها مجدداً وهي تفكر ببذلك الطبيب، لماذا تشعر بالذنب تجاهه، لماذا لا يرتاح هذا الرأس المريض مما به؟!!!
.
،
خرج من غرفة ليال وهو ينظر لهدوء الممر والإضاءات الخافته..ذلك يريحه..الالوان البارده و الهدوء يجذبانه..كل شيء يبدو مرتباً في مكانه وذلك يبعث الراحه لمراكز النظر والتركيز عنده..
اتجه ناحية المصعد كعادته وهو يحمل لعبته التي يعشقها ومتعلّق بها!
ظل ينظر اليه وينتظر متى يُفتح ولكنه تأخر !
إلتفت إلى الجهه الآخرى من الممر ليرى رواد يخرج اليه كعادته من غرفته ولكنه يرتدي تيشرت بلون الاخضر الفاتح ، شعر بسعاده عجز ان يترجمها الى ابتسامه على شفتيه..
ابتسم رواد وهو يراه يقف بوضع طبيعي ، يبدو مرتاحاً في وقوفه،اتجه إليه/صح النوم يا وسام
تحركت شفتيه بشبح ابتسامه لا تكاد تتضح..،
فهمه ورفع يده ليكبس أزرار المصعد/تبي تنزل صح؟! هاللحين ننزل انا وياك ونفطر اتفقنا؟!!
هز رأسه بالموافقه..
،
.
،
الساعه الآن على الحائط تشير للعاشره..
رن المنبه للمره العشرون..لتفتح عينيها اخيراً بخدر شديد وهي تنظر للسقف بذهن صافي من أي شيء لم تستيقظ تماماً بعد. تحركت وانبعثت رائحة عطره المختلطه برائحة جسده..لم يكن بجانبها بل مازالت رائحته عالقه بجسدها!! ،..ماذا حدث؟! هل كانت البارحه حلماً ؟!
حاولت النهوض بخمول لتشعر بتنمل اسفل ظهرها جعلها تسترخي قليلاً وهي تلتفت ليسارها لا احد ولكن الفوضى تعم السرير..
إعتدلت جالسه اخيراً وهي ترى حجم الفوضى،تذكرت ماحدث البارحه وابتسمت بخجل وهي تلملم شعرها المنثور على ظهرها وكتفيها، وتتسائل تُرى متى خرج من هنا؟!
اخذت روبها الابيض المُلقى عند قدميها..ارتدته وهي تربطه من خصرها جيداً..
ثم نزلت وهي تلملم اغطية السرير وتغيرها فوراً..
ابتعدت عن سريرها بعدما أنهت تغيير أغطيته و اعادت ترتيبه ثم اتجهت للتسريحه تريد مشبكاً يجمع شتات خصلاتها، رفعت وجهها للمرآه بابتسامة خجل جعلتها تترك التحديق وتتهرب الى دورة المياه ..
منذ اليوم ستغير حياتها..لطالما غير هو معاملته واعترف بخطأه أمامها بشجاعه جعلته يكبر في عينيها اكثر، مما لم يدع للندم مجال في ان تحركت بعض مشاعرها نحوه،
ستتغير هي في معاملتها له..بالأصل هي غيرتها منذ مده ولكنها البارحه غيرتها فعلياً بجعله يشاركها سريرها..
ذلك المُقتحم بدا وكأنه صاحب حق في كل نفس تتنفسه بل جعلها تشعر بالامتنان لاقتحامه الذي حررها من افكارها التي كانت ضد الاقتران به ، ماذا كانت ستجني لو ضلت صامده شكلياً امام جيش رغباتها وهي مهزومه من الداخل؟!!..
.
مازال مشغولاً بعدم رد أدهم عليه..!
لماذا يعامله بهذه القسوه؟!! لن يوافقه فيما طلب وسيُصر على طلب نيفادا ولو تطلب الامر الصبر لسنوات!!!
على أدهم ان يفهم انه يريدها حقاً..وليس فقط ليكون محرماً!!
اتصل بأخته لعلها تساعده في ذلك فالوالده لا تصلح لذلك..،اهل أدهم يجب ان يحضروا استقباله المعد لمنزله الجديد ولا مجال في التفريط بهكذا مناسبه للتعارف./الوه ..مدى ،اسمعيني زين ....
.
اغلقت الهاتف من اخيها وهي تستصعب ما طلب منها..كيف يطلب منها ان تزور الشموس؟!!وان تعزمها هكذا ببساطه؟!!
هي حتى لا تحبذ رؤيتها،و لا تعرف كيف ستكون ردة فعلها لو رأتها...آه تلك خطفت منها حبيبها هي فقط!
لحظات لتصلها رساله نصيه من أخيها يؤكد موعد حضوره تسائلت كيف يطلب منها التودد لمن تعتبرها عدوتها الاولى!!!
وقفت وهي تحاول ان تلتقط انفاسها لتهدئ من إحساسها بالخفقان، لكن الغيره جعلت اطراف قلبها تتآكل !!
انتهت من يوم شاق من الأشعه والتحاليل التي اعتادت عليها وهاهي تنتظر رد الدكتور المعالج لحالتها، ..
جلست تردد بداخلها (رباه انت انزلت السقم فأنزل له الدواء والشفاء)
لحظات ليُنادى بإسمها فتقف وتتجه للعياده بصحبة الممرضه..دخلت لترى دكتورها الجديد/السلام عليكم
الدكتور المعتصم/وعليكم السلام تفضلي اجلسي يا اختي
جلست وهي تسأل ببرود/هاه وش طلع معك بعد انت يا دكتور؟!
تحدث بجديه/انا الدكتور اللي راح اشرف على حالتك وبصراحه انا وافقت على حالتك دي لأنها مثلما قال الدكتور اللي قبلي مش مستحيله
استغربت وهي غاضبه من تقليلهم الغبي من بشاعة مرضها/كيف يعني مش مستحيله وهو ورم خبيث؟!!!
تبسم المعتصم وهو يتحدث وفق اوراق أمامه وضعها وليد/يا اخت ليال لو الورم اللي جوات راسك خبيث ما كان عشتي لليوم دا..! يمكن تعرضتي لخطأ تشخيص.
بتساؤل/وليه مو انتم اللي غلطانين بالتشخيص؟!
استغرب من برودها/ليه انتي مُصّره تكوني يائسه وقانطه ؟! انا اتكلم بناءاً على تقارير الدكتور السابق وتقاريري انا كلها بتأكد ان حجم الورم ما زاد سنتيمتر واحد! مما يعني انه حميد وغير قاتل ولكن مكانه جداً دقيق وحساس لدرجة انه بيأثر على بعض حواسك الحاجه المختلفه بحالتك دي انو لازم نشيل الورم علشان ماتفقدين البصر زي ما فقدتي الإحساس بالمياه الساخنه و البارده!
هنالك بصيص أمل هذا ما فهمته منه، ولكن لا تريد عمليه ولا ان تتعلق بأمل مستحيل/وكيف برأيك راح تتم ازالة الورم؟! دام ان مكانه صعب و دقيق !!
هنا تردد فالعمليه جداً خطيره ..ثم تحدث/العمليه جداً دقيقه وصعبه لكن مش مستحيله
تعرف جيداً ان العمليه مجازفه كبيره/من الآخر ، كم نسبة نجاحها؟!
تحدث بصراحه/نسبة النجاح يمكن اقل من 35%
تنهدت/يعني احتمالية الوفاه اثناء العمليه اكثر من النجاح...العقل يقول ان تركها أولى من المجازفه صح يا دكتور
لم يستطيع الرد، هي محقه تماماً ولكن وليد يُصر على علاجها، ماذا يفعل ليثنيها عن الرفض/انا انصحك بشده انك تعملي العمليه، لانو فيه تقنيه جديده راح نستخدمها لعمليتك و ماراح تكلفنا جراحه كبيره، وانا اتوقع لها نجاح باهر لعلاجك
وقفت وهي تسأل ببرود، لن تخضع لعمليه ابداً/متى الموعد الجاي اذا فيه مواعيد!!انا ماراح اسوي عمليات!!
شعر المعتصم بإحباط تبدو عنيده حقاً، رباه ماذا سيقول لوليد..
،
.
،
للتو إنتهى من اجتماع مع موظفيه قبل السفر، ترك غرفة الاجتماعات واتجه الى مكتبه المجاور لها..
يفكر بتلك التي لم تأتي اليوم للعمل..تذكر ماحدث البارحه، ذلك لا يُنسى أبداً..تذكر اناقة و هدوء اقترابها الذي تبعته العواصف طوال الليل..آه كم تمنى لو بقي بالقرب منها هذا الصباح ليرى وجهها وهي تستيقظ ولكن شيء ما جعله يخرج بهدوء بدون ان تشعر به..
ابتسم لدى رؤية صالح قادماً اليه فدخلا سويةً المكتب..
صالح بلهفه/هااه وش العلم ؟؟ ناديتني بسرعه؟!!
ابتسم وهو يجلس مسترخياً في كرسيه خلف مكتبه/تركد و اجلس، خابرك ثقيل وتكانه يابوهند علامك استخفيت بعد الرساله
صالح وهو يحمل بصدره هم رفضها/الكلام اللي بتقوله لي هاللحين مرتبط بجلوسي او خروجي نهائي من هالشركه
حاول مشاكسته/افااا يابو هند وتفرقنا هالسالفه، ترى الدعوه قسمه ونصيب ياخوك، انا ما استغني عنك في العمل.
صالح بصراحه لم يعتادها بخصوص قلبه/لا يا أدهم ،جلوسي هنا كان حلم مرتبط بهند لكن اذا رفضتني بهاجر من الرياض بكبرها
رفع حاجبه الأيسر بعدم رضا، حديثه الصريح عن رغبته بعمته يريحه لطالما انه غير مرارغ و رجل ناضج، وبالاساس هي قبلت به، ذلك خفف قليلاً وجعله يتقبل منه/ماهو بـ لك هالكلام يابو هند!
قاطعه صالح/حب النقا اللي معه خطبه و طلب نسب ماهو بحرام ولا عيب، و تبقى هند عزيزه علي لو رفضتني..
ابتسم اخيراً لابد وان هذا الرجل فعلاً العوض لقلب عمته المدمي/اجل لا أوصيك عليها، حطها بعينك وحافظ على قلبها لا توجعه ، تراها بالحيل غاليه علي وتسوى روحي.
حاول إستيعاب ما يسمعه لكن خوفه من ان يكون فهم بشكل خاطئ جعله يسأل/وش قصدك؟!!..وافقت والا لا؟!!
أدهم بابتسامته/وافقت بس ترى للامانه انا ألحيت عليها ، لثقتي فيك يا بو هند، لذلك يا ويلك لو جتني حزينه!
لم يستطيع الرد كل ما فعله انه ضل يحمد الله، ثم إلتفت لأدهم وهو يبتسم بإمتنان/الله يبشرك بالخير..والله ماتنضام بنت عبدالعزيز ببيتي و راسي يشم الهوى، ارقد وامن يا أدهم
ابتسم برضا/كفو، هذا العشم يابو هند.
.
،
مسحت على رأس وسام وهي تبتسم له بلطف/يلا بابا روح مع رواد للحديقه
امسك بيده رواد/يلا وسام مشينا
ام رواد بفخر/شاااطر روادي حبيبي دووم خلك معه وانتبه له مثلما وصتك اختك،و ترى وسام براسه جرح لا توجعه
اجابها وهو يخرج بصحبة وسام/طيب يمه
لحظات لتدخل اميره وخلفها نيفا التي تتعكز خوفاً من ان تضغط على جرحها/خييير يعني حتى وانتي تعبانه ما تخلين اللقافه يا نيفا..وش منزلك من سريرك؟
نيفادا وهي تمد شفتيها كالأطفال/خاالتي نووره ملييت ابي امشي
اميره بضجر/وانا مليت من تنفيذ طلباتها اللي كل شوي
نيفادا بعبوس/معليه يا اميره مليتي مني هاااه، اوريك بعدين، خليني اطيب
اميره وهي تمد لسانها/طزز
ام رواد بهدوء/نيفا يا قلبي روحي لغرفتك وغيري ملابسك وانتبهي تلبسين شي قصير لا شورت ولا فستان البسي لبس سنع، ترى بعد شوي بتجي ام طراد خالة خواتك
نيفادا باعتراض/وش فيه لبسي بالله؟!!!
ام رواد بحزم/ان ماغيرتي لبسك لا عاد تكلميني بزعل عليك و انسي اسامحك
بانصياع تام/خلاص يا خاله بروح اغير بس خلي اميره تروح معي
اميره بتذمر/يالله كل شوي اميره اميره
كتمت ضحكتها/يلا اموره روحي مع اختك، عييب عليكم انتم خوات تحملوا بعض
خرجتا وبعد لحظات رن الجرس الداخلي لتذهب بنفسها تفتح بالتأكيد هذه ام طراد غريب انها اتت باكراً قد قالت انها ستصل وقت المغرب!!
فتحت الباب لتتفاجئ باحداهن تقف، لم تضل صامته بل رحبت/يا هلا
كانت مذهوله من حجم القصر ومساحته وتشعر بالاحباط من داخلها لم تظن و لم يُخيل لها حجم ثراء اهل أدهم، ازاحت نقابها وهي تبتسم بمجامله/السلام عليكم ...
لم تعرفها بعدما ازاحت النقاب، ولكن لم تسألها بل التزمت بأدبها فمن العيب مبادرة الضيف بسؤاله عن اسمه عند الباب/وعليكم السلام تفضلي
حاولت تفادي الحرج بالتعريف بنفسها قبل الدخول/انا بنت خال أدهم..اعتذر عن جيتي بدون دعوه او حتى اتصال،
تبسمت ام رواد وهي تشير لصالة الاستقبال/حياك الله، تفضلي
دخلت ثم جلست بعدما اخذت منها عباءتها وذهبت لتتركها مع ضيافه عاجله قدمتها خادمه ضلت واقفه في طرف الطاوله، اي فخامه تكتسي المكان، اشخاص يسكنون هكذا مكان لابد وان تكون رؤيتهم ضيقه لمن هم دونهم، هكذا تبادر لذهنها..!
لحظات لتعود إليها ام رواد وهي تجلس/اهلا وسهلاً..بخوال أدهم ..
مدى/هلابك ..اسمي مدى
.
،
للتو اخبرتها ام رواد ثم ذهبت...
استغربت وشعرت بالفضول تجاه رؤية اقارب عرفوا أدهم منذ صغره، انتهت من اناقتها اليوميه بلمسة عطر ثم خرجت من غرفتها اليوم بدايه جديده لها لذلك هي تضيف كحلاً بسيطاً وتتزين باهتمام فطري يجب ان يراها أدهم بشكلٍ مغاير اليوم.. حسناً لتعترف انه لم يكن يهمها يوماً رأي أحد بأناقتها ولكن الآن بات ذلك يشكل فرقاً جميلاً بالنسبة لها.
سمعت صوت طقطقة كعبها المتوازنه وهي قادمه رجف قلبها بخوف،لا تعرف لماذا انقبضت اضلاع صدرها بعد ان لمحتها تقترب وترى اناقتها البسيطه عن كثب حتى مشيتها تدل على ثقه لا تدري هل هي حقاً جميله ام ان غيرتها جعلتها تتصورها اكبر مما يجب!!
تفاجأت وهي ترى ان من أتت هي فتاه مازالت شابه و لا يخفى انها جميله ذات عدسات عسليه..ظنت انها سيده كبيره قليلاً ، ماذا تريد هذه ؟!!!بأي حق تأتي؟؟!! تجاوزت شعورها بالغيره بثقتها وهي تبتسم بخفوت/السلام عليكم
وقفت وهي تراها مقبله عليها لتسلم وتصافحها/وعليكم السلام
ام رواد بابتسامه/هذي يا مدى ،الشموس زوجة أدهم ولد خالك
سحقاً كم هي انيقه رغم بساطتها،ابتسمت/اهلين،
الشموس بابتسامه/هلابك تفضلي،
جلست و هي تتبسم بحرج/ادري مستغربين من حضوري بهالوقت وبدون موعد
قاطعتها الشموس وهي تجلس بهيبتها/شدعوه يا مدى إنّا ما نستغرب الضيوف، بيتنا متعود عليهم ومفتوح بأي وقت، خذي راحتك و لا تشيلين هم هالنقطه
تباً كم هي لبقه وتلتقطها وهي طائره/في الحقيقه انا جايه علشان..
رن هاتفها الذي بيدها لتنتبه لإسمه يضيء الشاشه/عن اذنك ارد على هالاتصال بس...
مدى بحرقه داخليه/خذي راحتك
ابتسمت وهي تغلق الهاتف وتقف/المعذره يا جماعه، بروح اشوف أدهم وش يبي ماراح اتأخر..
شاهدتها تخرج للقاءه والابتسامه تعلو وجهها، معها حق من لا تهيم بأدهم ..من تستطيع الصمود امام رجولته وشهامته قبل وسامته...
ام رواد وهي تستغرب نظرات مدى للمكان الذي ذهبت منه الشموس/تقهوي يا مدى، الشموس شوي و راجعه.
اخذت فنجانها وهي ترتشف منها وتزيد لهيبها الداخلي كلما تخيلت ما يمكن ان يحدث بينهما الآن وتلك بكامل اناقتها،
لا تستطيع منع نفسها من التفكير بما يزعجها !!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع عشر
جلس خلف المكتب ينتظرها على احر من الجمر.. صوتها في الهاتف آراحه قليلاً ولكن مازال ينتظر رؤيتها ليرتاح قلبه تماماً، ماحدث البارحه جعله مشغولاً بها اكثر من ذي قبل، كيف للشموس ان تكون صاحبة مبادره في الاقتراب منه؟!!
اشتم رائحة عطرها ذلك يعني انها بالجوار او اقتربت، مازالت تضع نفس عطر البارحه، لن ينسى ذلك العطر ابداً ارتفعت عيناه الى الباب لحظة دخولها وهي تبتسم برقه ليرحب/اهلا وسهلاً..
اقتربت بخطوات ثم وقفت/السلام عليكم، مو بتسافر اليوم؟!!
ابتسم وهو يراها تفرد وجهها براحه،لم يستطيع فتح اي موضوع معها الآن سوى انه ابتسم لم يقوى على تركها بعد البارحه،تحدث بهدوءه الذي يميزه/قررت أأجل طيارتي لبكرا..
استغربت/ليه؟!
بنفس تلك الإبتسامه/علشان اجي اسألك ليه ما داومتي اليوم؟!!
ابتسمت بعدما فهمت مقصده، نظرت الى اناملها بدلال واضح وهي تتصنع الخوف لتجاريه/آسفه، راحت علي نومه للساعه عشر ما امداني!!
ابتسم وهو يعرف انها فقط تجاريه ثم قدّم لها اوراقاً/دام راحت عليك نومه قبلنا عذرك، بس بالاول تفضلي خذي هذي و زينيها بتوقيعك .
استغربت كانت تفكر بشيء و هو فاجأها بشيء آخر/وش ذا؟!
بابتسامه صغيره/ما جيتي اليوم للعمل فقرر يجي لين عندك.
شعرت بالإحباط قليلاً وبالخجل مما كانت تفكر به وتتخيله، تناست ما كانت تنتظره وهي تلتقط الملف الذي يقدمه لها، ثم مررت عينيها بين السطور مستغربه ما تراه/بس هذا ماهو شغلي يا أدهم!!
جمع يديه تحت ذقنه وهو يراها مازالت تقف/صحيح هذا اقتراحي انا بس هو من صميم شغلك، بما ان مؤسستك غير ربحيه وقائمه على تأسيس وادارة المشاريع اللي يكون ريعها للاعمال الخيريه.
قرأت المقترح مجدداً/مؤسسة ايتام التوحد!! كيف طرأت الفكره براسك؟!
وقف وهو يتجه اليها و يداعب سُبحته بين انامله/حبيت اقترح هالاقتراح بعدما عرفت من ليال مشكلة وسام وكيف هو ماهو لاقي عنايه كافيه بحالته وهو يتيم.
أردفت بتفكير واقعي/بس هذا ماهو شيء سهل..الدعوه مو مبنى خاص فيهم والسلام لا ، يبي لنا برامج تعليم و كوادر مدربه،لان هالفئه حساسه مو الكل يقدر يتعامل معهم.
بهدوء/هالشيء ماغفلت عنه، ليال راح تتولا هالمهمه وتعلن عن دورات مجانيه منتهيه بالتوظيف في هالمؤسسه الخاصه بايتام التوحد..يعني اللي اعرفه انها اخصائيه اجتماعيه ولها بحوث ودراسات عن هالفئه
يثير غيرتها في كل مره يتحدث عن اختها، ذلك الشعور البغيض يهينها من الداخل كيف تفكر بهذا الشكل لا يجوز لها ان تغار وهي الشموس،آه تباً للغيره فهي ليس لها كبير أبداً ولا تراعي غرور أحد..!
استعاذت من وساوسها في سِرّها فتلك أختها، ثم رسمت ابتسامة الرضا اخيراً وهي تراه يقف امامها/وش عليه.. واضح انك متحمس جداً للفكره، وليال بتحب الفكره اكيد، مالي مجال اتردد بالقبول
اقترب خطوتين وطبع قبلته على جبينها، ثم نزل الى خدها بقبله اخرى وهو يغزو عينيها بنظراته الناعسه/الله لا يحرمك الاجر.
إبتلعت ريق اللهفه بعد إلتصاقه بها و تذكرت ضيفتها التي نسيتها، لتبتعد خلفها قليلاً/نسيت اقولك،.. فيه هنا وحده من اهلك
ابتسم فهو لا يعرف غيرها اهل ولا عشيره/اهل غيرك؟!
حاولت التذكر لتتذكرها/تقول انها مدى بنت خالك،
وكأنه يسمع إسماً لا يعنيه صاحبه!استغرب حضورها مالذي تريده في منزله/من جدك انتي والا تمزحين؟! هذي مع زوجها بالشرقيه!
رفعت كتفها للاعلى/هذا اللي قالته،جايه و اظن تبي تزور وتتعرف وكذا
مازال غير مصدقاً كيف لم يعد اسمها يعني له شيئاً ترك قبلته على جبينها وهو يهم بالخروج/اجل انا طالع وانتي روحي لضيفتك
استغربت ردة فعله البارده، مع انها ابنة خاله الذي رباه/طيب سلم ولو من بعيد قبل تطلع، هي عرفت انك هنا..!
لم يحبذ سماع صوتها ولا حتى مناوشتها السلام/لازم يعني؟!
رفعت حاجبها/المفروض كذا، ما اشوف في مانع تناوشها السلام، من باب المعرفه وصلة القرابه
آه هي لا تعرف شيئاً تتحدث عن الواجب فقط/طيب يلا قدامي بسلم بسرعه واطلع و راي شغل
ابتسمت وهي تعود لمجلس الاستقبال الداخلي/يا هلا بمدى ..
بادلتها الابتسامه على مضض قد تأخرت كثيراً في الداخل/هلابك
جلست وهي تخبرها/ترى أدهم وراء الباب و يبي يسلم عليك
تغير لون وجهها حست ببرودةٍ تلفح خديها مع حراره!، لم تعرف ما تمر به الآن، أيطلب من زوجته السلام عليها! شعرت برعشة يديها/هاه!!
ناداها بصوت جهوري خلف الباب/السلام عليكم يا مدى
سقط فنجانها من بين أناملها بعد سماع نبرة صوته وهو ينطق اسمها،ارتبكت حقاً/...!!
استغربت تصرفها بعد سقوط الفنجان،لتهدئها بابتسامه/ماعليه انكسر الشر،،
ام رواد وهي تعطيها منديلاً/بسم الله عليك
ناداها مجدداً/ في شي؟! السلام يا مدى
ردت بخفوت/وعليك السلام أدهم ، كيف حالك؟!
ابتسم وهو يعيد ترتيب شماغه/بخير ولله الحمد، عساك طيبه؟
تنهدت/طاب حالك.
قرر الذهاب/عسى عسى..يلا يالشموس انا طالع وبرجع بدري انتظروني ع العشاء.
ابتسمت وهي تلتقط ما يعنيه لأول مره يخبرها انه سيتعشى بصحبتها/الله يحفظك
ابتسمت ام رواد وهي ترى شموساً اخرى ليست التي تعرف ماهذا الرضا الذي تبدو عليه والابتسامه التي لا تفارقها/سمي يا مدى، تقولين جايه وعندك علم
قررت الحديث بما جاءت به تريد الاتصال بأخيها والخروج من هنا، بعد سماع صوت أدهم و جملته الاخيره للشموس التي قصد بها انه لم يعد يهتم بها..وان لديه من تغنيه..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع عشر
مساءاً
وصلت بصحبة إبنها الى ارض المطار.. انهيا اجراءاتهما ثم خرجا سيستقلان السياره التي ارسلتها ام رواد لاستقبالهما..
إلتفت الى والدته التي تبدو مستاءه/شفيك يالغاليه كأنك زعلانه
نظرت الى ساعتها بتذمر واضح/قلت لهم بجي حزة المغرب وهاللحين بنصلي العشاء ماوصلنا لهم!
بابتسامه وهو يخرج هاتفه ويكتب رساله/كلها من الخطوط..مالنا ذنب بالتأخير بعدين لا تخافين بنات اختك يحبونك واكيد بيعذرونك..
سعدت بمسمى اختها مازالت والدة الشموس باقيه بقلبها/وانا بعد احبهن يا طراد..الله يفرحني بليال العنيده مثلما فرحت بالشموس ..
ابتسم وهو يتذكر الماضي الذي انطوى منذ سنوات..لليالٍ جمعته بإبنة السادسه عشرا، لأيامٍ مضت و للذكريات الطاهره..
استيقظ على نداء السائق/الحمدلله على السلامه وصلنا
نزل برفقة والدته وهو يحمل الحقيبه/يمه تقولين ولد عمهم موجود؟!
ام طراد/ايه موجود..تعال ادخل معي سلّم على بنات خالتك ثم ارجع المجلس
ابتسم وهو يعيد ترتيب شماغه، لطالما كان هذا اجمل طلب سمعه منذ مده..ليدخل بصحبتها..
كان الجميع بالاستقبال وعلى علم بدخول طراد..
،
لحظات لتصل سيارتها قادمه من الخارج..قد ذهبت للتسوق مع اماني بعد موعدها..لزمها بعض الاشياء لغرفة وسام التي تأثثها بجانب غرفتها..
دخلت وهي تنزع نقابها بعجله وتحرك شعرها بعدما حررته من حجابها وهي تتأفف من الجو الساخن/الله يجيرنا من جهنم..
سمعت اصواتاً بالداخل يخالطها صوت رجالي..ليس أدهم هذا صوت تعرفه جيداً..!
توقفت مكانها عاجزه عن الحراك وهي تضع اناملها على شفتيها دليل مفاجأه(زين اني ما درعمت)..
ثم تذكرت أمراً مهماً..اعادت ضبط نقابها وشالها وهي تقرر الدخول...قبل ان يخرج عليها الآن ويصادفها وحيده..
،
.
في الداخل ..،
انتظر قدومها على احر من الجمر تمنى لو تسأل والدته عنها..حضورها مهم جداً..
ابتسمت ام طراد وهي تسأل بلهفه/اجل وين ليال؟!لي ربع ساعه واصله ما طلَّت تسلم؟!!
كانت الشموس ستجيب لولا أن فُتح الباب ودخلت وهي تلقي التحيه/السلام عليكم..
التفت الجميع للقادمه،التي تضع اكياسها التي بيدها على الأرض..
ابتسمت ام طراد وهي تراها قادمه/يا هلا والله تووني اسأل عنك
اتجهت اليها لتسلم عليها بحراره/هلابك خالتي تو ما نورت الرياض
بسعاده/بنور اهلها، شلونك يمه شخبارك بشريني عن صحتك
ليال وهو تشد على يد خالتها وتتجاهل طراد/بخير ي ريحة الغاليه
الشموس/انتم ارتاحوا وسولفوا براحه مايصير كلنا وقوف كذا
تحدث هو فهي تتجاهله تماماً!!/شلونك ليال؟!
ردت بدون أن تلتفت اليه/بخير...شلونك انت؟
لم يستغرب رسميتها لطالما كانت جاده منذ صغرها/طاب لونك.،
دخل في هذه اللحظات بعدما سمع صوتها ليتجه إليها راكضاً وخلفه رواد..!
استغرب طراد ظهور ذلك الطفل داكن البشره ماسبب وجوده هنا، ما جعله يستغرب حقاً هو عناق ليال له وتشبثه بها..،هكذا أمر يبدو مريباً!!!
حملته بسعاده بل فرحت بقدومه في هذه اللحظات،ذلك الطفل يعرف تماماً انها لا تستغني عنه/هلا ماما اشتقتلك..
ظل محيطاً عنقها بيديه وهو يتشبث بها بصمت..لتفهم ما يريد، قد غابت عنه طوال النهار/يلا حبيبي غرفتنا..رواد هات الاكياس معك وخل الشغاله تجيب اللي برا...عن اذنكم يا جماعه
ام طراد باستغراب،ذلك الطفل غريب وهي تعامله كأم/من وين جاء هالولد ياليال
التفتت اليها واجابتها بسعاده/هذا ولدي وسام..شوي وجايتك يا خاله، انتظروني
ذهبت للداخل و قد تركته مصدوماً مع أمه..!!
تحنحن وهو يُخرج صوتاً من حنجرته/يلا استاذن انا طالع ارتاح بالمجلس وانتظر أدهم...
الشموس/كلمته وكلها شوي وجاي يا طراد
انتظرته حتى خرج لتلتفت للشموس بتساؤل فضولي/يا بنت علميني وش جاب هالولد ببيتكم
ابتسمت الشموس وهي تزيح حجابها و تمسك بيدها وتجلسها/اجلسي وبعلمك بكل شيء..
،
وصلت الى غرفة وسام الجديده وهي ترتب الاشياء بصحبة وسام و رواد الذي بات سعيداً لوجود طفل اصغر منه في المنزل..لم يعد وحيداً..ما جعل وسام سعيداً هو اقتراب رواد منه وتقبله له بشكل كبير..
وقفت متخصره بيديها بعدما رتبت اشياءه بصحبته و كما يريد هو/هاااه وش رااايك يا وسووومه؟!عجبتك الغرفه حبيبي
اتجه اليها وعانقها بشده تعبيراً عن امتنانه.،،
رواد بعبوس/ليه ما خليتيه ينام معي بغرفتي
ابتسمت له وهي تحاول اقناعه/حبيبي مثلما انت لك غرفه لحالك تحط فيها أغراضك بعد وسام لازم يكون له غرفته صح؟
وكأنه اقتنع/ايه بس ابيه يلعب معي
أردفت/اكيد بيلعب معك بس انت تدرس و هو توه صغير مرره مابيه يشغلك عن المذاكره..و بعدين طول النهار تلعبون مع بعض، بس وقت النوم والدراسه تفترقون، اووكي
ابتسم بعدما اقتنع/ااوكي
مسحت على رأسيهما/يلا انا بنزل لخالتي تحت وانتم ألعبوا هنا..
اشار برأسه وهو يقف بجانب رواد بطاعه لأوامرها..
ابتسمت براحه فهو بدأ يصبح مطيعاً حينما ارتاح من اجواء التوتر اليومي..
،
بعد تناول العشاء جلسا يتبادلان الاحاديث والتعرف على بعضهما، نظر إليه أدهم بعدما قدم له الشاي/ما شاء الله يعني انت باشمهندس يا طراد
ابتسم لتلك الجمله/الله الله..
عاد أدهم ليرتشف من الشاي مجدداً بصمت/..
صمت قليلاً ثم تحدث بأريحيه/عاد تبي الصدق يا أدهم، من وصفوك لي قلت هذا شآايب، بس ما شاء الله طلعت شباب
ضحك أدهم/لا يغرك لو شفت شعر راسي بتتراجع عن كلامك..
طراد/ماعليك الشيب وقار يا رجل، تراني ماني ببعيد عنك حولظ£ظ£
ابتسم وهو يضع كاسة الشاي على الطاوله/اشهد انك بعيد انا قربت اسفط الاربعين يا رجل..
سكت قليلاً ثم ابتسم بسعاده/تشرفت بمعرفتك يا أدهم..عز الله ماظنيتك كذا، قلت هاللحين بلقى واحد غثيث ما يرد السالفه، بس اشوى خيبت ظني
اعاد ترتيب شماغه وهو يتصنع الغضب/لا شكلي بقلب رسمي وبطردك هالليله
استرخى طراد بجلسته/معاد يمديك يا رجال..
نظر الى ساعته بابتسامته/يلا اجل اخليك ترتاح وتنام ، وانا بعد وراي سفره بكره محتاج انام بدري خذ راحتك يا طراد
اعجبته روحه وبساطة معرفته وعدم تكلفه/اي والله جبتها انا بعد دااايخ ابي النوم ،من بدري صاحي..
وقف وهو يُخرج هاتفه/اجل تصبح على خير،
ارتاح بعد معرفته بأدهم، ذلك ازاح عنه عبئاً كبيراً..
.
وقفت من بينهن بعدما تلقت اتصاله..لترد وهي تقف بعيداً/هلا أدهم
على الطرف الآخر، كان متردداً/هلا الشموس..ا...
استغربت صمته المفاجئ/أدهم تسمعني؟!
قرر الحديث/انتي عارفه ان ولد خالتك بينام فالمجلس، يعني صعبه انام هناك..و وراي بكرا سفر ومحتاج انام بدري
فهمته وغضبت مما فهمته،أكان ينوي ان يعود للنوم بالمجلس جدداً بعدما حدث ليلة البارحه؟!!/الطريق للغرفه مافيه احد تقدر تدخل.
اغلقت الهاتف بعدما اخبرها انه قادم لتعود لخالتها وهي تقبل رأسها/يلا انا مضطره اترككم تصبحون على خير
ام طراد/تو الناس اجلسي شوي معنا
بخجل/أدهم يبي يروح ينام، بوصله الغرفه وبشوف وش يبي واجيكم
ابتسمت هند وهي تفهم ذهابها المبكر و غير المعتاد/ابداً لا تجين، اصلاً تأخر الوقت وكلنا بننام والصباح رباح، عندنا وقت نجلس مع بعض ونسولف
ابتسمت لعمتها وهي تقرر الذهاب/طيب، تصبحون على خير
ام طراد بابتسامة رضا/و انتي بخير
.
دخل الغرفه ليتفاجئ بترتيب غير البارحه، مفرش جديد و اضاءه بارده عند الشرفه تضفي نوع من الاسترخاء مع برودة الغرفه و رائحتها الفاتنه..نزع شماغه ووضعه على الصوفا في طريقه للشماعه، يريد خلع ثوبه..
دخلت في هذه اللحظات وهي عابسه!!
استغرب عقدة حاجبها/فيك شيء؟!
اتجهت للصوفا وهي تلتقط شماغه/ليه ترميه هنا وانت رايح اصلاً للشماعه؟ ومعلق ثوبك !!
اكمل خلع ملابسه بخلع فانيلته ليقف عارياً بابتسامه جانبيه/تحمليني ماتعودت على الترتيب لهالدرجه.
ابتسمت وهي تبادله النظرات وتتجه للخزانه وتخرج له منشفه و روب استحمام خاص به ثم تعود إليه وتقدمها لها/خذ هذي علشان ما يلفحك البرد وانت طالع من الحمام.
عبس وهو يرى الروب/لا ماحب هذا
وضعته في يده بإصرار/ما سألتك تحبه والا لا؟! انت بغرفتي بتنفذ قوانيني والا روح المجلس مع طراد.
عقد حاجبه يمثل الغضب/تبتزيني يالشموس؟!!
رفعت كتفيها للاعلى وهي تبتسم بشقاوه وتتركه وتتجه لمرآتها/سمها ما شئت، يلا روح حمامك.
ابتسم اخيراً وهو يترك مكانه ويذهب للحمام .. توقف وهو يرى اهتمامها بادق التفاصيل.. في كل شيء وضعت اثنين.. حوض الاستحمام جاهز بماءه الدافئ و رائحة الورد المنثور تفوح ..مجموعة استحمام رجاليه بجانب مجموعتها النسائيه هذا يؤكد انها مهتمه به حقاً.. شعر بشيء يدفعه للابتسام لوحده..لم يشعر بهكذا اهتمام طوال حياته..!! كان آخر من اهتم بشامبو شعره هي والدته..!
يالسحر اقترابها منه، الذي جعله يشعر بأنه لم يكن على قيد الحياه قبل ان تبتسم له!!
مسكين قلبه ذلك الطفل المحروم الذي بداخله،اي لمسة اهتمام تجعله يخرج على تصرفاته!!
،
انتهت من تغيير لبسها منذ دقائق وظلت تنتظره في السرير، وهي تتصفح هاتفها.. قد تأخر في دورة المياه!! وقفت وهي تذهب للبحث عن الشاحن هي متأكده انها اعادته للدرج..
لحظات ليخرج إليها متخصراً بالمنشفه عارياً من اعلى و تتضح عضلاته المفتوله لتعبس/مو قلت لك لازم تلبس الروب؟!! ليش انت عنيد كذا؟!
ابتسم وهو يتجه للصوفا ويرتدي ما وضعته له/معليش عديها هالمره ..
إلتزمت صمتها و اتجهت لأخذ كريم ترطيب ليديها حاولت ان تغض بصرها وهو يلبس..مهما بلغت من الجرأه لا تستطيع السماح لعينيها براحة النظر..
اتجه بدوره للسرير وهو يسترخي اخيراً/يازززين النوووم
التفتت اليه مستغربه وهي مازالت تقف بعيده عند مرآتها/مادري لييه تكره النوم ببيجامه!!!انا جايبه لك مجموعه وحاطه لك وحده عالصوفا علشان تلبس، ليش انت فوضوي كذا
تذكر الماضي في شقته مع اصحابه/عاد تصدقين ان هالفوضوي اللي تسبينه،، مسمينه الشباب بالشقه النظامي..لانه مسبب لهم ازمة ترتيب ونظافه
ميلت شفتيها وهي تعود للسرير مجدداً/الله والترتيب اللي تعرفونه يالشباب !
تحدث بابتسامه/بعدما شفت غرفتك وترتيبك عرفت اني كنت بغفله، بس العيب من الشباب كانوا معطيني اكبر من حجمي
ابتسمت أخيراً.. يريحها بعفويته بالحديث...
استغرب جلوسها حتى الآن عند طرف السرير، مازال ينتظر اقترابها/انتي بتنامين عندك وانتي جالسه؟!!
توترت من الخطوه القادمه، اقتربت من وسادتها وهي تسحب غطاء و تضع رأسها على وسادتها أخيراً.. شعرت ببرودة قدميها.. ويديها.. تكاد تتجمد الآن..!!
إلتفت اليها و ضل يتأملها عن كثب يتضح تهرب عينيها وخجلها رغم انها تحاول ان تُجري الامور طبيعيه، الليله هو حقاً يشعر بدفء لم يشعر به طوال حياته،..
اقترب منها بصمت و فتح ذراعها بهدوء ليتوسده كطفل ويعانقها..
اراد ان يتنفس الهواء من بين عنقها وكتفها وان يناغي قلبه نبض قلبها، اراد ان يسكن بدفء جسد يأمنه على روحه، هذا كل ما يريده من العالم الآن..
استغربت تصرفه..شعرت وكأنه طفل يبحث عن الامان اكثر منه زوجاً يطمع في جسدها..احاطته بذراعها الآخر وهي تغطيه بالاغطيه..وكأنها تفهم ما يريد وتقرأ حركاته.. هو طفل بين يديها الآن ليس ذلك الرجل مفتول العضلات، صاحب الاقتحامات والقوه المفرطه..هو في اضعف حالاته الآن بين يديها ولكنه في اشد اللحظات اقتراباً من قلبها ونفسها!!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع عشر
في المجلس الداخلي..
إلتفتت لتلك الصغيره التي تجلس مكانها ولا تتحرك منذ بداية السهره،بدت متغيره عليها/شلونك يا نيفادا؟كيف دراستك؟!
تكره الإتيان بسيرة المدرسه، حاولت الابتسام/الحمدلله كل شيء تمام
ام طراد/سلامات شفيها رجلك طايحه عليها؟!
حاولت ليال تلفيق ماحدث قبل ان تتحدث الصغيره/حادث بسيط عدى على خير
نيفادا لاحظت غمزة اختها لتبتسم بعدما فهمتها/ايوه حادث، بس الحمدلله هاللحين احسن
هند وهي تلتفت الى ام طراد/يلا يا منيره قومي معي اوصلك غرفتك علشان ترتاحين والصباح رباح..واضح انك نعستي
وقفت معها وهي تأخذ حقيبة يدها الصغيره/اي والله قلتيها،
ذهبن لتتبعهن ام رواد واميره...
لاحظتها ليال صامته..و جالسه طوال الوقت، وهذا غريب على نيفادا، لم تتحدث معها بعد الذي حدث اخر مره، تركت هذه المهمه للشموس،..
لاحظت نظرات ليال لها لتبتسم/مضيعه شي بوجهي؟!!
ابتسمت ليال وهي تراها تتحدث كأخيها/وشو اللي مضيعته بوجهك؟!!! نيفو يا قلبي، متى ناويه تكبرين انتي؟
استرخت في جلستها بعدما إلتقطت جهاز التحكم و بدأت بتصفح قنوات التلفزيون/وليه اكبر؟!..انا كذا مبسوطه
ليال بجديه/مجبوره تكبرين..يعني لا تقولين لي ان الموقف اللي صار لك ما كبرك وخلاك تشوفين الدنيا بزاويه ثانيه، وخلت ثقتك تهتز.
بلا مبالاه/ماحب اتكلم عن شيء يزعجني
تعرف انها تعرضت لصفعه قويه بعد خيانة رفيقتها وهذا ما يتضح عليها ولكن يجب ان تنبهها من تركي بشكل غير مباشر/فيه نصيحه واحفظيها من اختك اللي اكبر منك بسنوات..لا تثقين برجل مهما ارتحتي له،
التفتت اليها نيفادا وهي مستغربه جديتها في الحديث/انتي من صدقك تقولين لي هالكلام؟!! وش مناسبته؟!!
أردفت ليال بعينين لامعتين وقلب موجوع/مو لازم انتظر لين اشوفك متورطه علشان أبدأ انصحك!!..
ضلت تسمع و عينيها تركز في شاشة البلازما...،
أردفت ليال بإهتمام/انا اختك واخاف عليك، طبيعي بنصحك ، لا تسمحين لأحد يستغل صغر سنك ويتقرب منك او يكذب عليك بوعود وهميه ويمثل انه يحبك! ..خليك ذكيه لا تكونين مجرد تسليه لأحد.
اعتدلت في جلستها وهي تلتفت إليها مجدداً/تطمني ماراح اخلي احد يضحك علي مره ثانيه، انا ماني غبيه لذيك الدرجه بس انتم حاولوا تفهمون اني ما عدت صغيره!
شعرت ليال بالاحباط،فجملتها الاخيره تعني أنها مازالت صغيره حتى تستوعب ما نصحتها به، لتبتسم لها/يازين اللي كبرت..
تعرف انها تسخر منها/يالله منك يا لياااال!!
رن هاتفها لم تستغرب رنينه هذا الوقت لابد وانها احدى الرفيقات،رفعته من الطاوله تريد ان ترد..
قاطعتها ليال غاضبه/تردين هالوقت على اتصالات!،من هاللي يتصل؟!
ابتسمت وهي تجيبها/ماتعرفين صديقاتي،يتصلون اي وقت يقومون فيه،اذكر ان دانه تقول نبي نزورك،خليني اشوف من الرقم مو مسجل
ليال بحزم/لا تردين
رفعت حاجبها وهي تفتح الخط وتجيب بعنادها/ألوه..
على الطرف الآخر بصوت اذابه التعب وكبر السن/السلام عليكم يا بنتي، اسمحيلي لاتصلت بهالوقت
استغربت/وعليكم السلام..من انت؟! ووش تبي؟!
المتصل/انا يابوك مستحي من الاتصال هالوقت بس لو ماهو ضروري ما نثرت ماء وجهي واتصلت، انا ابو رهف صديقتك
احتقن وجهها غضباً لترد بصرامه/ماعرف وحده بهالاسم!
استغربت ليال وهي تشير اليها ان تعطيها الهاتف ولكنها ترفض..
نطق برجاء يذيب القلب/نيفادا يا بنتي تكفين، ترى رهف بين الحياة والموت..طلبتني طلب اخير، تبي تشوفك
شعرت بالحزن وهي تسمع نبرة البكاء في صوته، لم تحبذ ذلك ابداً، لماذا تضع رهف والدها بهكذا موقف/شفيها رهف يا عم؟!
رد بوجع/الله العالم بحالها يا بنتي بس تكفين حاولي تجين باقرب فرصه، البنت منهاره وحالتها حاله، ماعلى لسانها غيرك..يمكن اذا شافتك تطيب ، انا مالي غيرها يا بنتي.
انخرست وهي تبكي بصمت مع جرح خيانتها الذي لامسه هذا الاتصال..لترد بعد إلحاحاته/خلاص يا عم ان شاء الله ازورها بكرا..
انتظرتها ليال حتى أنهت المكالمه/شبلاها رهف؟!
تحدثت وهي تحاول ان تكفكف دموعها/ابوها يقول انها بحاله خطيره وتبي تشوفني
استفسرت/بتروحين؟!
هزت رأسها بالنفي/طبعاً لا..ماني طايقه اشوفها
سكتت ليال وهي تتنهد وتفكر من جانب آخر، لتتحدث بنبره أقل حده واكثر شفقه/يمكن هذا اخر طلب لها وإلا ماتصل ابوها هالوقت!
لم تعلق مازالت تشتعل من الداخل..رهف احرقت جزءاً من البياض الذي بداخلها حتى بات قاتماً بلون الدخان..!
.
صباحاً...
انتهى من لبسه و اخرج جواز سفره يتأكد من وجود التذكره معه..ثم وضعها في حقيبته..سمع صوت انفتاح الباب ليلتفت واذا بها تدخل وهي تدفع عربة طعام صغيره/ليه جبتيه هنا كنت بطلع افطر مع طراد
ابتسمت وهي تصل للطاوله وتبدأ بسكب الشاي/طراد للحين نايم وبدري عليه ،ناظر الساعه ظ§
جلس وهو يأخذ منها كاسة الشاي ويرتشفه/يسلم هاليدين، والله ماتوقعت ألحق افطر..الحمدلله بفضلك ما راحت علي نومه
اخذت رشفه من كاستها/الفضل لله، بعدين انا متعوده اصحى بدري.
بدأ في افطاره والصمت يعم الجلسه..
تسترق النظرات إليه وكأنها تريد حفظ ملامحه قبل سفره!
سيسافر وحده كم تغار ان يكون بدونها!
ذلك الشعور الذي بدأ بالظهور على سطح مشاعرها، ويشعل الثوره في قلبها و لكنها تقمعها في تصرفاتها بكل دكتاتوريه!
يشعر بنظراتها التي تراعيه، لينظر لعينيها ذات السواد الحالك..كم تثير فضوله حقاً تلك العينين ؟!!
خجلت من عينيه /أدهم لا تناظرني كذا
ابتسم لجمال خجلها الذي لم تحجبه قوة شخصيتها، ليتذكر زيارة مدى البارحه/ما قلتي وش صار البارح بزيارة بنت خالي
عادت لترتشف من كاستها،وهي تتذكر ما حدث/عزمتني للعشاء اللي مسوينه لنزول بيتهم بالرياض،، تعال انت ليه ما قلت لي عن نزولهم الرياض، كان سويت معهم الواجب!
كلما يتذكر ما فعله قاسي يستضيق محيطه ويصاب بالخيبه، لكن هاهو لم يستسلم ليبعث اخته تتعرف بأهله/ما صارت مناسبه اقولك..طيب بتروحين انتي؟
استغربت سؤاله، كان يجب ان تسأله هو هذا السؤال/مادري ..يعني اذا انت وافقت ماعندي مانع اروح، حق وواجب بالنهايه هم اهل خالك.. ومدى ألحت لحضوري انا و خواتي وزوجة ابوي وعمتي هند
صمت وهو يفكر بمدى وبقدومها لمنزله، لم يغيب عن باله سقوط فنجانها البارحه، يعرف أنها تعشقه وعشقها كالشمس لا يحجبها غربال، فقد أسمت طفلها بإسمه وهو أيضاً قد أوفى لها واحرق سنيناً من عمره في انتظارها.. من الغريب ان تأتي بنفسها لمنزله، كيف عرف زوجها بذلك ولم يعترض!!
استغربت سرحانه المفاجئ لتنبهه/أدهم...أدهم!!
انتبه اليها أخيراً ليلتفت صوبها/هلا؟
بفضول/وين رحت؟!
وضع فنجانه ووقف بانزعاج من ذكرياته التي شوهت بداية يومه/انا طالع ابي ألحق عالطياره..سلام
وقفت معه وهي محتاره من تقلبه فجأه/طيب ما قلت اروح والا لا؟!
يجب ان يسيطر على مشاعره وان لا ينساق خلفها، فالتي تزوجها ليست قليله ليتجاهلها، عاد إليها مبتسماً ينوي وداعها بشكل يكفّر به خطيئة تفكيره بغيرها وهي امامه ،طبع قبلته على جبينها وهو يداعب خدها/روحي محل ماتبين، انا راضي عليك وواثق فيك..كل اللي ابيه منك انك تنتبهين على نيفادا تكفيين.. ودعواتك
تمنت ان تبادله الاهتمام ولكن لم تعتاد السخاء بمشاعرها و لم تعتاد بعد لوجوده الذي ترتاح له.. لتكتفي بابتسامه صغيره/الله يحفظك.. انتبه لك واتصل بي اول ما توصل هناك
كانت تلك الكلمتين كفيله بصنع يومه، وتنسيه همه، ان يوصيه احدهم على نفسه ويحرّص على ذلك،ابتسم وهو ينحني ويقبل خدها ثم خرج مستعجلاً بصمت....،
ابتسمت من قبلته الاخيره وهي تلمس خدها بأناملها، وتتأمل الباب الذي خرج منه .. سيذهب ويطيل الغياب لاسبوعين كاملين..كم هي مدةٌ طويله!!
،
.
سيغادر اليوم هذه الرياض..
لطالما ظن انه لن يخرج منها ولن يسافر ابداً، لطالما كان السفر مجرد حُلم يراوده..ولكن الغريب ان هذا الحلم لم يعجبه حين تحقق،فهو ليس مُخير في هذا السفر إنما مُجبر..! "لربما من الجميل ان تضل بعض الأحلام، أحلاماً!!".
،
.
،
شعرت انها اليوم افضل من الايام الماضيه..
رغم انها لم تنم جيداً ليلة البارحه وهي تتذكر صوت والد رهف الذي كان يرتجف وهو يحادثها في الهاتف،
تركت سريرها وحاولت ان تمشي بخطوات اوسع..تريد ان تعود لطبيعتها، ذلك الجرح أخذ كثيرا ليطيب..!
اخذت هاتفها وهي تقرر ما تنوي فعله، لكن تفاجأت برساله في الواتساب من رقم لم تحفظه!
[صباح الخير نيفادا..
كيف صار جرحك؟]
هذه ليست من رفيقاتها بما أنها كتبت "نيفادا"!!
كادت تتصل ولكن وردتها رساله من نفس المحادثه..جعلتها تبتسم
[معك ..قاسي]
لترسل له بحماس: [قاسي!!
صباح النووور.]
ليرد بسرعه: [تعرض لك أدهم ...ضربك؟!]
ابتسمت وهي ترد : [ لا ]
دخلت بهذه اللحظات ليال وهي تبتسم لابتساماتها/صباااح الررضااا
اضطرت ان تغلق المحادثه والهاتف وترد على ليال/صباح النور، اشوفك زايرتني اليوم مو من عادتك
اتجهت اليها وهي تمسك بيدها/انا طالعه ازور نايف، تروحين معي نشوفه ..ومنها تزورين رهف
هي فعلاً غيرت رأيها و تشعر برغبه للقاءها/تصدقين عاد ..ودي اشوفها..البارح ماخلاني تفكيري فيها انام
ابتسمت لها/برافو عليك يلا وانا بكون معك....وانتي من زمان ما زرتي نايف بعد لازم ما نقطعه حبيب قلبي
.
،
.
توقف عند الإشاره التي تضيء بالأحمر وهو ينزع عن رأسه الكاب وهو يقذفه جانباً في المرتبه الجانبيه من غضبه ..لماذا خرجت من المحادثه فجأه!!
بل الذي جعله يُصر على الزواج منها، هو أنها ردت عليه بلا تردد حينما عرفت اسمه..
لا يعرف مالذي دعاه لفعل مثل ذلك ولكنه سيحاول ان ينتزعها من أدهم بطريقته الخاصه..!
لم ترد عليه بشأن الدعوه ..
تُرى هل ستحضر غداً أم لا..؟!
.
،
.
..:
لم تصدق ما سمعته من الشموس/انتي اكيد تمزحين!!
شعرت بخيبتها/يا عمه والله كانت طيارته بدري، ما رضى اصحيك من نومك
بنبرة عتاب واضحه/كان ما رديتي عليه وجيتي تصحيني، شلون يسافر ومايوادعني؟!
ام طراد بابتسامه/يا بنت الحلال بيتصل بك اذا وصل لا تكبرين الموضوع،حسستيني انه مهاجر
صمتت وهي تأخذ فنجانها وترتشف منه بصمت، لا احد يعرف بمكانته بقلبها، أدهم الذي يحترمها كأمه بات الأمل بات كل شيء بعد خيبتها بولدها..لم تظن انه سيسافر بلا وداعها،
شعرت بالذنب وهي تراها بهذا الصمت/عمتي خلاص عاد كلها اسبوع ونص اسبوعين بالكثير وراجع ان شاء الله
وقفت وهي تستأذن/ان شاء الله ..عن اذنكم انا رايحه اشوف ام رواد.
راقبتها حتى ذهبت لتلتفت الى الشموس/عمتك بالحيل متغيره، شبلاها وكأنها كبرت عشر سنين؟!
تنهدت الشموس وهي تتذكر ما تعرضت له عمتها في الفتره الاخيره، حاولت تغيير الموضوع/اتركك من عمتي هند مافيها الا العافيه،وكلميني عن بينه وصمود و هشام وعيالهم من زمان عنهم..
ام طراد/ماعليهم بخير و كل منهم لاهي بعايلته وبينه..العلم كله عند طراد اللي شيب راسي
استغربت/ليه عسى ما شر؟!
أمالت شفتيها بعدم رضا/تدرين انه من سن الـظ،ظ¨ مسافر مع اخوه هشام لامريكا ودارس هناك
ابتسمت/وإذا يا خاله؟!
عدلت حجابها وهي تتحدث/الولد معاد تعجبه شيخه بنت عمه، اول ما رجع كنسل الخطبه الله كان خاطبها ابوه الله يرحمه
استغربت/وليه؟!
ام طراد/لا تنشدين ليه..قولي وش صار، عمانه كلهم زعلوا، وصارت مشاكل..لولا عقل هشام الله يخليه لي والا كان تذابحوا..اخوان شيخه ماهم قليلين شر بس ماسكهم ابوهم.
فكرت فيما حدث بشكل سريع/والله من جد مشكله.
ام طراد بحزن/والله كسرت خاطري شيخه انتظرته سنين..المسكينه وصلت ثلاثين وهي تنتظره، ما رضيت باللي سواه ولدي
لم تستطيع التعليق هي حقاً قضيه معقده، لربما كان طراد قد ظُلم بالخطبه في البدايه ، ولكنه قد قبل بها وجعلها تنتظره، لماذا طلب انهاء الارتباط الآن بعد كل سنوات الانتظار وبعدما صافحت الثلاثين من العمر!!
،
وقفت تداعب شعره وهي تتحدث معه بابتسامه تشوبها دمعه/طال غيابك ياخوي،متى بترجع؟!..انا عندي أمل برجعتك، ادري انك اقوى من اي شيء،
تأثرت من حديثها وهي تراقبها، مسحت دمعتها وهي تربت على كتفها/الأمل بالله ، لا تنسينه من دعواتك
صدت عنه لتبتعد وتخرج وهي تبكي بصمت، رؤيتها له بهذا الوضع تُضعفها، فهو قد كان مصدر قوتها و اعتزازها والآن هو طريح فراش بلا حول ولا قوه..
اعتصرت حزناً من ردة فعل نيفادا لتنحني وتطبع قبلتها على رأس أخيها وهي تقرأ عليه آية الكرسي وما تحفظ كعادتها في كل مره تزوره فيها..
،
ضلت تبكي بصمتها في كراسي الانتظار، شعرت بوخز خفيف في جرحها ولكنها تجاهلته وهي ترى خروج ليال من غرفة أخيها..
ليال وهي تمد يدها لها/نروح؟!
وقفت وهي تذهب معها...
،
باتت افضل من ذي قبل بعد ان تداركوها الاطباء اثر محاولة انتحارها التي لم يكتشفها احد..!
الايام بالنسه لها مثل بعضها لا شيء يُذكر، المعاناه الحقيقيه ستبدأ بعد خروجها من المستشفى واصطدامها بالمجتمع!..
الجميع يعرف انه قد اُعتدي عليها..الحادثه شهدها كل افراد الحي والجيران!
لم يعد هنالك امل في أن تعود لتعيش كالسابق فتاه هادئه..
معها حق نيفادا حينما ترفض لقاءها،هل تظن أنها ستأخذها بالاحضان بعد فعلتها الخسيسه بحقها، وان كانت مرغمه، كان يجب ان تخبرها منذ البدايه أن اخيها لا يريد لها خيراً..وأنها ليست كفؤاً لأن تكون صديقه ابداً..
سمعت طرقات باب غرفتها ظنت أنه والدها الذي ذهب للصلاه../تعال يبه
دخلت ليال وهي تزيح نقابها،وبوجه خالٍ من التعابير/السلام عليكم
اعتدلت في جلستها وهي تحاول لملمت شعرها، لطالما كانت ليال ذات هيبه في حضورها ونظراتها الحاده/وعليكم السلام..ليال..!!
إلتفتت الى الباب وهي تناديها/ايه ومعي نيفا بعد نيفاا تعاالي.
ابتسمت بإمتنان وهي تراها تدخل بكامل صحتها/نيفو!
نظرت اليها بطرف عينها وهي مازالت تقف عند الباب/
كادت تنزل من سريرها لتتقدم اليها ولكنها توقفت بعد صوت نيفادا"مكااانك لا تقربين"
نزلت دموعها غزيره/نيفو تكفين سامحيني انا ماكنت ابي ..
قاطعتها بحزم/قلتي لأبوك ان عندك كلام مهم لي، واتصل بي يبكي على هالاساس جيت.. اذا ما فيه شي غير الاعتذار انا مضطره امشي
استغربت جديتها وجفافها معها، نيفادا لم تكن هكذا معها من قبل/نيفو.. اسمعيني بقلبك، لا تحكمين علي باللي صار انا مابي اخسرك
ردت بغضب/وتتشرطين بعد؟!!..انا قطعت علاقتي بك بدون شوشره ،ما اتصلت بك وما حاولت أحتك فيك..تناسيتك وكأنك ما كنتي، لا فكرت بك ولا بانتقام او زعل، انتي سقطه ابي انساها وبس مابي منك اعتذار او شيء بس لا توريني وجهك
انهارت باكيه/نيفو بس اسمعيني، انا ما بقلبي لك حقد ولا غل مابي أأذيك وعمري مافكرت بهالشي، انا انجبرت تحت ضغوط الله اعلم فيها ومع ذلك ما استسلمت انا اتصلت بأدهم وهو لحق عليك والحمدلله
ليال وهي تمسك بيد اختها وتضغط عليها لتلين/نيفو ماراح تخسرين شي لو سمعتيها
سحبت يدها من يد ليال وهي تبتعد عنها/كيف ما راح اخسر شيءوانا فقدت ثقتي بشيء اسمه صداقه، و لعنت طيبتي مليون مره..تعرفين شعور الخيانه؟!شعور انك كنتي مستغفله و صديقتك تستغبيك؟! ماراح تعرفين هالمشاعر لانك خاينه، ماراح اضرك يا رهف لكن ماراح ابداً اسامحك.
خرجت غاضبه ،لم تنتظر حتى ليال التي لحقت بها..
كانت تمشي على عجل.. ثم توقفت تلتقط أنفاسها، لم تنتبه أنها باتت تقف في الشارع على طرف الرصيف.. حتى توقفت أمامها سيارة أجره ترددت في الركوب ولكنها ارادت الذهاب بعيداً الآن..
اتجه لسيارته وهو يلحق بها، سيرى الى اين ستذهب تلك المتمرده..
شيء بداخله يغلي وهو يراها تخرج وحدها بدون اختها وتستغل سيارة الأجره وحدها..قرر تتبعها، اللعنه كم مره سيتتبعها كظلها،..
سيرى اين ستذهب، تمنى لو كان باستطاعته انتزاعها من تلك السياره ولكن هنالك زحمة سير..
استغرب اتجاه السياره الى ناحية منطقة الشاليهات!!.. سحقاً الى اين هي ذاهبه في هذا الوقت؟!!
.
،
امرت سائق الأجره ان يقف امام شاليه كبير.. لتحاسبه قبل ان تنزل.. لاحظته يلمس يدها بتعمد بطريقه اشعرتها بالاشمئزاز، نزلت مسرعه بدون ان ترد عليه ولو بكلمه واحد لم تعتاد على هذه المواقف فهي لم تركب الاجره في حياتها..
فتحت حقيبتها على عجل وهي تستغرب وقوف سائق سيارة الاجره ونظراته المقززه لها.
أربكها وبث الذعر فيها وهي تلعنه بداخلها ،المنطقه هنا خاليه ضربت باب الشاليه ليفتح لها العامل الذي يعمل فيه ولكن لم يفتح ، سحقاً اين ذهب..لم تعرف ان الجميع قد سرحتهم الشموس ولم تعين بديلاً لهم!!
شاهدته يتقدم إليها ويحاول الاقتراب.. ستنهار حتماً تذكرت ماحدث هنا قبل فتره، لماذا يقترن هذا المكان بما يزعجها بعدما كان مصدر سعادتها/ان قربت مني يا ويلك!
ابتسم وهو يرى خوفها منه/مافي خوف، انا واااجد كويس
اوقف سيارته التي اصدرت صوت الفرامل المزعج لينزل وهو غاضب ويتجه ناحية السائق ذو الجنسيه الاسيويه/خيييرر خيييرر
إلتفت اليه السائق بخوف وهو يراه بلباس الجيش، ابتلع ريق الذعر/سيرر..!!
لم يدع له فرصه للحديث لينهال عليه بالضرب..
اخذت بالانكماش والابتعاد وهي تكاد تلتصق بالباب.. لم يرحمه أبداً، كان قاسياً بشكل لم تعهده!!!
اي المواقف البشعه التي ترمي هذا الرجل في طريقها...
التفت اليها وهو غاضب/وش جابك هنااا هاااه وس جابك
تماسكت أمامه، هي لا تخافه قد اختبرته قبل ذلك وكان كأخيها تماماً، ولكن ذلك لا يمنع انه تجاوز حدوده بتتبعها/انت اللي و جابك وراي؟! لا يكون تراقبني وانا ما أدري؟!!!.. كونك ساعدتني مره ما يعطيك الحق تتبعني أبداً
ضل يسمعها حتى انتهت، الويل لها... كيف ترد عليه هكذا بكل وقاحه وبلا شعور بالذنب..؟!!!
تماسكت أمامه، هي لا تخافه قد اختبرته قبل ذلك وكان كأخيها تماماً، ولكن ذلك لا يمنع انه تجاوز حدوده بتتبعها والتدخل في شؤونها/انت اللي وش جابك وراي؟! لا يكون تراقبني وانا ما أدري؟!!!.. ترى كونك ساعدتني مره ما يعطيك الحق تتبعني أبداً
ضل يسمعها حتى انتهت، الويل لها... كيف ترد عليه هكذا بكل وقاحه وبلا شعور بالذنب..؟!!!
لاحظته يقترب منها لتبتعد خلفها خطوتين/نعم وش تبي؟!ليه لاحقني؟
رفع حاجبه الأيسر وهو يزم شفتيه بغضب،يحاول كبت غضبه ثم تحدث/كنت بالصدفه مار وشفتك مالحقتك
باتت ترى الكل ينصب نفسه وليها حتى هذا الغريب/يعني كلما بتشوفني صدفه بتتبعني؟! انت من علشان تلاحقني بهالشكل؟! هاااه من؟!
غضب من ردها/يعني وش الافضل بنظرك ألحقك أو اتصل بأدهم وهو يتصرف معك
ردت بانفلات اعصاب/ماعليك مني، لو تشوفني احترق لو احتضر وبموت، نصيحه اذا شفتني مره ثانيه تجاهلني كأنك ماتعرفني ولا تعرف اهلي
بدأت تستفزه حقاً ولكن يجب ان يكون حليما هي مازالت صغيره/طيب نيفادا.. معك حق انا غلطان.. بس هالمره خليني أوصلك لبيت اهلك وبعدها..
قاطعته وهي تتجه للشارع الخالي وتمشي/مابي منك شي،
لم يستطيع تمالك اعصابه ليلحق بها ويمسك بها ويدخلها السياره رغماً عنها، و ثبتها ثم تحدث إليها من بين اسنانه بغضب مكبوت/لا تخليني اطلع من طوري وينجن جنوني عليك واخرب كل شي هاللحين!
استغربت ما يتفوه به/وش اللي بتخربه وش بتسوي بالله؟!.. اقول ابعد عني والا قسماً بالله لأتصل بأدهم من جد واقول له انك تلاحقني
اقترب وهو يتحدث بهمس غاضب/اصصص ولا كلمه، مابي اتهور يا بنت، لا تخليني هاللحين افلت اعصابي عليك، خلاص برجعك بيتك و انتهينا.. لكن بالمره الثانيه يا ويلك مني..
خافت من غضبه،يبدو رجلاً آخر، لماذا يكرر كلمة "المره الثانيه"/وش بتسوي هااه؟!
امسكها و ادخلها السياره وهو يجيبها بانفلات اعصاب/ماني مرجعك بيتك مره ثانيه.
صمتت في مكانها وهي تراه يقود السياره بسرعه...!! .
،
.
،
تركت رهف بعدما أنتهت من سماعها كان من الضروري سماع ما حدث منها،كانت تريد قول كل شيء.
لم تجد اختها في الإنتظار ولا بالسياره فبحثت عنها..!
صعدت سيارتها غاضبه وهي تتصل بالشموس لتخبرها ما حدث..
وصلت المنزل وهي تشعر بصداعها يداهمها لتنادي الخادمه التي وجدتها تمسح زجاج الشرفه/جوري..تعالي شوي
تركت الشُرفه واتجهت إليها/نعم مس ليال
جلست وهي تسترخي/روحي لغرفتي وهاتي علبتين الدواء اللي على الكوميدون بسرعه وهاتي معهم كاس ماء
هزت رأسها تلك وهي تذهب لما أمرتها به..
لتأتي هند في هذه اللحظات وهي تستغرب من طلبها الادويه/بسم الله عليك..ليال انتي تستخدمين ادويه؟وش يوجعك
اعتدلت جالسه يجب ان لا يشك احد بمرضها/أبداً.. هذي ادوية صداع وبس..الله يصلحها نيفو تركتني بالمستشفى وطلعت متضايقه و فجأه اختفت..انا ماقدرت افكر،شلون هالبنت رافضه تعقل اتعبتني.
امسكت بيدها وهي تشير لها بالسكوت بعد سماع صوت خطوات/اصص لا تحس خالتك باللي صار، هذا هي جايه
هنا ازداد قلقها وهي ترى خالتها ام طراد قادمه..
،
.
،
مضت الدقائق والصمت والتوتر هو عنوان السياره..
مازالت تستغرب ملاحقة هذا الرجل لها ، لماذا يظهر فجأه وكأنه يتصيد لها؟!! ، لماذا يحاول الكل ان يكون وصياً عليها؟!!
ألتفتت إليه وهي غاضبه،لتلمح عروق يده بارزه واحمرار وجهه الذي خالط سماره..وملامح الغضب الباديه على وجهه!! لماذا يغضب ليس له حق ان يغضب منها ولا ان يرفع صوته عليها،
كيف اجبرها ان تركب سيارته وان يُرغمها على فعل ما يريد كم تكره اسلوب الوصايه المضجر،..لن تسكت على تدخلاته غير المنطقيه..
تثير جنونه بتصرفاتها كيف سيُدخل واحده بطيشها و صبيانيتها لحياته؟! كيف لهذا القلب ان ينبض لطفله تتشبث بصبيانيتها؟!!
سوف تأتي بأجله ذات طيش ، هو يحبها وهي طفله بتصرفاتها لم تعرف معنى الحب بعد،في كل مره يفكر بالتقرب منها يجد نفسه يمارس دور الأب، كم تثير جنونه بقدر ما احبها،سيهددها ذلك آخر الحلول/اسمعيني زين يا بنت..اعقلي وتحشمي ترى خلاص منتي صغيره ان شفتك مره ثانيه بموضع يغضبني اقسم بالله لـ..
قاطعته بغضب، ليس له الحق بمحاسبتها فكيف له الآن ان يهددها،منزلهم بات على بعد خطوات،نزعت نقابها بتمرد،و حركت شعرها بيدها وهي تلتفت إليه/نعمم!!!!علمني وش بتسوي؟!
تفاجأ بردة فعلها الجريئه،مازالت غير نادمه، توقف جانباً وهو يأمرها/تغطي يا بنت والا..
قاطعته باعتراض وغضب/ماااني متغطيه علشانك، وبنزل هاللحين من سيارتك،و ان تدخلت بي ثاني مره اقسم بالله لاتصل بالهيئه واقول هالضابط يبتزني ويتحرش بي..انا سكتت بالاول قلت يمكن فزعه لكن اشوف الوضع تطور و زااد عن حده!
نزلت بعدما قذفت نقابها في وجهه، و كأنها تقذفه بالنار..!!
تتبعتها نظراته حتى دخلت ،جنت على نفسها لن يغفر لها ما فعلته..،سيريها ما لن تحبه ابداً..،سيدوس على مشاعره تجاهها
،
.
،
دخلت وهي تحاول ان تتجاهل بفشل ما حدث بينها وبين قاسي، تريد الحديث مع احدهم فقط الحديث والفضفضه، اخواتها لن يفهمن ما يحدث معها،لا يفهمن مشاعرها وما تمر به حتى بات قاسي "الغريب"يعرف عنها اشياء لا يعرفها غيره!
وقفت قبل الولوج من باب الرده الداخلي، اخذت نفساً عميقاً وهي تجهز نفسها للتوبيخ الذي تتوقعه من ليال و ربما الشموس..
كادت تفتح الباب ولكن سبقتها وفتحته لها ليال بملامح الغضب،لتتحدث من بين اسنانها وبصوت منخفض/اخيراً
لاتعرف ماذا تفعل،هي مخطئه تماماً،لكن ليست في حال يساعدها على النقاش،اتجهت اليها وهي تداهمها بعناق مفاجئ ثم همست لها بصوت يرتجف/وربي عارفه انك زعلانه مني و استاهل لو تخاصميني بس مو هاللحين تكفين مو هاللحين
صُدمت مما سمعته منها،رفعت يدها وهي تربت على كتفيها ماذا عساها ان تفعل غير القلق اكثر تغيرت نبرتها وهي تسأل بخوف/انتي بخير؟!
بنفس تلك النبره المنخفضه همست لها/ايه بخير،ابي انام بس، تكفين،اذا الشموس عرفت صرفيها الله يخليك الموضوع ابد ما يستاهل،رحت اتمشى شوي وجيت.
تنهدت وهي تشد على عناقها/نيفو لا تسوين بي كذا ثاني مره تكفين، والا اقسم لاقول للشموس تتصرف معك
ابتسمت وهي تترك عناقها/بروح انام ومابي عشاء لا تصحوني
مرت من أمامها وهي ذاهبه، لتقف قليلاً ثم تخرج وهي تحاول منع نفسها من البكاء أمام البقيه،أدهم ليس موجوداً لذلك ستأخذ راحتها في المشي قليلاً في باحة القصر وحدائقه،
مازالت تفكر بكل ما يخص عائلتها وتتناسى نفسها،احساسها بدنو اجلها يجعلها تعيش بسلام!
ليست مكترثه بالمستقبل، ولكن وسام..هو الهم والهاجس فهو بدون عائله تخاف عليه،حتى اهلها لربما كانوا يجاملوها بتحمل وسام حباً بها فقط.
وقفت بعدما سمعت هاتفها يرن في جيبها لتخرجه لترى اسم طلال، ابتسمت وهي ترد، هو لا يتوب ابداً/الوه..هلا استاذ طلال... الحمدلله احسن من قبل بكثير، شكراً على سؤالك....وسام بخير وصحته عال العال ماعندي مشكله اذا حاب تشوفه اهلا فيك بأي وقت..بس صعب اجيبه لك والله.
سمعت صوت خطوات قريبه منها،لتنهي اتصالها بسرعه وتلتفت ظنت انها الشموس او حتى عمتها/من هنااا؟!
اتاها صوته من خلف الاشجار القريبه منها/شلونك ليال؟!
توترت فهي لم تراه بعد،مازال متخفيا ولا تعرف لربما كان يراها الآن خلسه، تراجعت بصمت حتى كادت تسقط ثم هربت للداخل...
استنشق هواءا محملاً بعطرها وهو يخرج من خلف الشجره ويراها ذاهبه، لا يعتبر تصرفه تطفلا مادام سيتزوجها، مازال يعتبر ان مسألة زواجه منها مجرد مسألة وقت لا أكثر، تلك المتحفظه على نفسها تزيده تعلقاً بها وهي لا تشعر بذلك.
سيطلبها من نفسها كما تريد، في اقرب وقت،وستكون له مهما كان..
،
.
،
وصل الى لندن منذ ساعات، لا يعرف لماذا يشعر بأنه يفتقد شيئاً مهماً كأهمية الهواء والماء..بداخله فوضى مشاعر احدثتها تلك .. كان يجب ان لا يتركها الآن،ولكن هو مضطر لذلك، عدم وجودها معه جعله يفكر ان ينهي رحلته سريعاً، تفكيره المتواصل بها يكاد يقتله شوقاً...
كم هو ممتن للاقدار التي جعلت تلك الشامخه من نصيبه..
توجه مباشره الى مقر عمل عمله ليطلع على اعماله لايريد مماطله فهو لا يملك الكثير من الوقت،كان آخر ما وصل اليه هو مكتب عمه ..
لديه ما يخطط له،يجب ان يعتمد على نفسه قبل ان يعتمد على الآخرين فهو لا يعرف احداً،ما يعرفه انه يجب ان يحافظ على هذه الامبراطوريه حتى يسلمها لنايف من دون نقص../
إلتفت الى مدير الفرع وهو يتحدث بصوت مسموع/اسمع يا فيصل انا ماعرف انقلش محتاج اسمع كل شيء عربي فقط.
استغرب ذلك وهو يلتفت لصاحبه بابتسامه/ابشر طال عمرك،بس التقارير كلها بالانقلش وترجمتها يبي لها وقت و..
قاطعه أدهم وهو يبتسم /وليش تترجمها بورق يكفي تجيب لي التقرير وتقولي وش مكتوب فيه شفهياً..وانا اوقع بس
هز رأسه برضى/اجل هاللحين تفضل لمكتب العم راكان وابشر بكل التقارير
دخل المكتب وهو يلقي نظره عامه ويلتفت اليه/واسمع يا فيصل بكرا نكمل جولتنا خارج لندن من وين نبدأ
فيصل/بنروح دبلن هناك اعمالنا الباقيه
اشار بيده وهو يجلس بلا اهتمام/طيب روح وهات التقارير كلها
خرج فيصل ثم التفت للمكتب من حوله، وبدأ بفتح الأدراج واكتشاف المكان، يجب ان يكون مطلعاً على كل شيء ما وصله عن مكتب لندن لا يساوي حجم الاستثمارات،لابد ان هنالك خطأ ما ويجب ان يكتشفه..فيصل لا يبدو خبيثاً ولكن لا يجب ان يعتمد على احد غير نفسه..
.
لحظات ليدخل السكرتير وهو يضع باقة ورد كبيره على المكتب،استغرب وهو يسأله/وش ذا؟!
ابتسم السكرتير العربي/ولو استاذ هيدا ورد
تحدث بجديّه/من قالك اني ماعرف الورد؟!..اقصد من وين؟!
اختفت ابتسامته وهو يجيبه/مابعرف،اجانا من عامل التوصيل وقال للدكتور أدهم
اشار اليه بالخروج/طيب روح شوف شغلك.
تتبعه بعينيه حتى خرج ،من سيهديه ورداً، كان اخر ورد تلقاه اثناء تدريسه بالجامعه!!
لفت انتباهه وجود ورقه صفراء مغروسه بين الوردات، إلتقطها ليقرأها [الأيام الحلوه تبدأ برؤية من نحب، نورت لندن]
تذكرها الآن،هي انيقه وصاحبة ذوق عالي،لابد انها من ارسلت له الورد..ولكن المكتوب على الورقه يستحيل ان يكون لها،كيف تصرح بحبها بهكذا طريقه، ثم مالمناسبه للتصريح بالحب الآن؟!!لربما اشتاقت؟! غريبه جداً!!
إلتقط هاتفه يريد الاتصال بها..ولكن تراجع بعد طلب فيصل الدخول، ثم وضع ملفاتاًو ملازم ثم تحدث متحمساً/هذي هي التقارير والملفات اللي تحتاج توقيعك دكتور أدهم
تردد ثم تحدث/تبي الصدق انا مارحت الفندق ولا ارتحت من وصلت اترك هالتقارير معي وانا بروح انام و باقي الشغل لبكره.
استغرب تغير خطته فجأه/مو قلنا بكرا مشوار دبلن؟!
وقف بهيبته وهو يلتقط جاكيته /كل شيء ابيه يصير بالوقت اللي يناسبني، كنسل مشوار بكرا لدبلن و نروح لها بعد بكرا، وبلغ الكل
اجابه بعد تفكير بسيط/بيت العم راكان هنا،ليه ماتنزل فيه و..
قاطعه وهو يقف امامه قبل الخروج، و يداعب سُبحته/انا ماحب اي احد يتدخل باموري الخاصه،خلك بعملك فقط.
ابتلع ريق الخوف من نظراته الحاده، يبدو شخصاًغامضاً وبدا له مخيفاً،حمداً لله انه لا يعرف الانجليزيه/ابشر طال عمرك...اجل انا اعزمك الليله ببيتي
لماذا يحاول ان يلتصق به و يُصر ان يعامله كصديق قديم/مشكوور بس ماجيت احضر عزايم وراي اشغال،انا رايح الفندق و بكرا نلتقي..سلام
خرج وهو يُخرج هاتفه ويُجري إتصالاً .
عقد حاجبيه بغضب،من هذا الرجل الذي اصبح مالكاً.،اللعنه لم يفرح بعد بغياب ابو نايف ليظهر له ابن اخيه، جينات هذه العائله تمتلك حِدة طباع و يبدو ان التجاره تجري بعروقهم..لكن لا بأس ما دامت الشموس لم تأتي فهذا يسهل الأمر عليه، أدهم يبدو فعلاً جاهلاً باللغه الانجليزيه،يجب ان يستغل هذه النقطه لصالحه،يجب ان يأخذ حصته،ليس عدلاً ان يرث شخصاً عاديا مثل أدهم كل هذه الاموال الطائله،حتى ان فرع لندن يُعتبر الاصغر بين الفروع ،لن يؤثر على امبراطورية المال التي يتربع وحده على عرشها...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس عشر
ذو العقل يُجن حين يعشق..فيفقدالمنطق حين يفكر..يخالفه الصواب ويتوه عن الطريق وهو يتتبع هواه...!
كان يقود سيارته بلا هدف، يريد أدهم ولكن اين أدهم..آه من أدهم الذي ربط رضاه بطلب مستحيل..كيف السبيل لعودتهما كالسابق؟!! هل صحيح ستفرقهما إمرأه.. هو يفقد زمام اموره بسبب تلك الصغيره التي يجد نفسه معها،...
قرر الذهاب الى احد المقاهي الشهيره في شارع التحليه سيلتقي بـ وليد هناك، سيبوح لصاحبه بما يفكر به، تردد كثيراً بهذه الخطوه،يشعر بأنه مشوشاً تماماً تلك الصغيره تُفقده عقله حقاً و أدهم لا يفهمه ولايريد حتى سماعه..!
كان شارد الذهن حد أنه اصطدم بأحدهم عند باب الدخول..ليعتذر بدون ان يرى وجهه/اسف
دلف من باب المقهى وهو يبحث بناظريه عن قاسي، يبدو ان لديه موضوعاً هاماً..وجده يجلس ويضم يديه تحت ذقنه وينظر للفراغ،حتى انه لم يشعر به حينما جلس/نحن هنا..السلام
انتبه اخيراً لوجوده/وعليكم السلام،هلا وليد
وليد بابتسامه/هلابك .. خير يالخوي؟ مطلعني من العمل ضروري!
حاول الهدوء يريد ترتيب الجمل برأسه قبل نطقها،يجب ان لا يتهور في بوحه/بالاول خلنا نطلب،وش تشرب؟!
يشعر بالريبه تجاه ما سيسمعه/فرنش لاتيه
التفت للنادل الذي يقف بجانب الطاوله/واحد فرنش لاتيه وواحد كابتشينو
وليد بإلحاح/خير يا قاسي،لا يكون أدهم فيه شيء تراني ماتصلت به من يومين
تنهد وهو يحدد حاجبه الأيسر بإبهامه بحركه عشوائيه، فالحديث يخص أدهم بشكل او بآخر/والله مادري كيف ابدأ هالسالفه ومادري اذا يصلح اقولها او لا لكن اللي متأكد منه اني ما سويت شيء حرام، وابي نصيحتك
بدأ يقلق حقاً/يا ولد تكلم ..انت متورط؟!
بدأ قاسي بالحديث والفضفضه لوليد/..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس عشر
في لندن..
وصل الى سريره اخيراً بعدما اخذ حماماً دافئاً..استرخى وهو يحاول النوم.. وقعت عينيه على فازة تحمل عدة وردات ذكّرته بباقة الورود التي وصلته اليوم.. إلتفت الى هاتفه النقال،ليلتقطه ويتصل بها..لم ينتبه لفارق التوقيت..
لعلها نامت..!! ترك الهاتف واستلقى مستعداً للنوم..
ولكن تفاجئ برنين هاتفه..!!
مد يده وألتقط النقال وهو يرد بابتسامه بعدما رأى أسم المتصل/الوه
على الطرف الآخر/السلام عليكم
اعتدل جالساً وهو يحك رأسه/وعليكم السلام،نايمه؟!
بصوت اقرب للراحه/لو نايمه ما تصلت
تنهد لا يعرف ماذا سيقول،ليس بينهما ما يتحدثان عنه،ولكنه يريد ان يحتضن صوتها قبل نومه ،يشعر بغربة مشاعر داخله او فراغ،حتى علاقته معها سطحيه..كل ما يجمعهما احاديث العمل و قصص اخواتها،مازال يجهلها..!
استغربت صمته ظنت ان الخط قط انقطع بينهما/أدهم..انت للحين معي؟!
تردد وهو يجيبها ولكن سقطت عينيه على الوردات/اي معك بس الظاهر الخط يقطع...نسيت اقولك مشكوره على الورد اللي ارسلتيه،
استغربت/اي ورد؟!
ظن انها تشاكسه بإنكارها/اليوم وصلني ورد المكتب،
شكت/بس انا مارسلت ورد!
صمت قليلاً خاف من ردة فعلها..
اخفت غيرتها بنبره هادئه وكأنها لم تتأثر/شكل فيه معجبه او معجبات مخفيات.
ابتسم من هدوءها في الرد، لو كان يعني لها شيئاً لما ردت بأريحيه هكذا، حاول تغيير هذا الموضوع/شخبار عمتي و البنات؟!
شعرت بشيء اشبه بالحرقه في صدرها ولكن تجاهلت ذلك الشعور/بخير
لم يعد لديه شيء ليقوله..ولكن تذكرها/انتبهي لنيفادا يالشموس..
تنهدت، حاولت إنهاء هذه المكالمه بأسرع مايمكن/اوكي..تبي شيء؟! نعست و حابه انام.
انتبه لتهربها، هي لا تريده فلماذ يتصل بها في هكذا وقت/لا..مشكوره ،روحي نامي..سلام
اغلق الهاتف وهو يلعن غباءه الذي قاده للحديث عن الورد..كان يشك بل شبه متأكد انها لن ترسل له ورد بعد كل ماحدث بينهما من شد وجذب، هل ليست غبيه ولا ساذجه لتنسى مافعله بها بسهوله..اللعنه لقد تهور..يجب ان يلتزم بحدود حين يتعامل معها،يجب ان يتحاشى الخطأ مع إمرأه ذكيه مثلها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس عشر
في الرياض...،
وضعت هاتفها جانباً وتركت سريرها بعد تلك المكالمه والحديث البارد الذي دار بينها وبينه..
إلتقطت روبها من على الشماعه لترتديه وهي تهم بالخروج من الغرفه ، يجب ان لا تفكر به كثيراً يجب ان لا تُبحر في بحره للاعمق، فهي مازالت تجهل سبر اغواره..الورود و الرسائل و فتيات الجامعه...كلها تدل على انها ارتبطت برجل ليست الأولى في حياته...هو محق هي ليست حلمه وهي ليست من يحب..هما مختلفين تماماً..
تركت المصعد واتجهت للسُلم تريد الصعود لغرفتها السابقه و الهروب من التفكير به..اللعنه مازال عالقاً برأسها رغم محاولاتها الفاشله في الكف عن التفكير به..!!!
لمحتها تلك وهي تخرج من غرفتها فابتسمت/عروسنا ما نامت للحين
ابتسمت وهي ترد عليها/ماقدرت انام لحالي تحت
اتجهت اليها بنفس الابتسامه/يا عيني،وكأنك كنتي طول عمرك تنامين بحضن أدهم
ضربتها بخفه على كتفها ثم تركتها/قليلة حياء
ضحكت وهي تلحق بها الى غرفتها/من زماان ما سهرنا مع بعض، ملاحظه الاشغال ابعدتنا عن بعض لدرجة صرنا مملات..
تنهدت وهي تجلس على أريكتها باسترخاء/معك حق
جلست بجانبها واسترخت مثلها/متى اخر مره طلعنا و تعشيت انا وياك بمطعم او سافرنا سوا؟!! متى طلعنا عزيمه وحده زي البنات؟!
ليال محقه/اخر مره سافرنا مع بعض قبل ثلاث سنوات رحنا كلنا لأسبانيا بطلب من نيفا، ومازالت هي اللي تجمعنا اذا انشغلنا عن بعض
ليال بتنهيده/اااه من هالبنت اللي رافضه تعقل..اتعبتنا
التفتت إليها وهي ترفع حاجبها/لياال ترى انتي اكثر وحده متعبه بهالبيت
استغربت/أنا؟!!ليه؟!
بابتسامه/متكتمه على نفسك!..قليلة تواصل.. ليل نهار بشغلك، حتئ انك بطلتي تحكين معي زي قبل اشياء كثير فيك تغيرت
شعرت بالأسى بعد حديث اختها الذي اتضح استيائها من تغيرها لقد ظنت انها لم تلاحظ/وهذا انا كفلت وسام واخذت اجازه...ماعندك اي كلام ضدي، انتي بعد تغيرتي بعد أدهم لا تنكرين..
تذكرت ما اخبرها به أدهم/على طاري وسام..تذكرت عندي لك خبر راح يطيرك من السعاده،يعني هو اقتراح من أدهم بس حيييل عجبني و انا متأكده انه بيعجبك
بدأ الموضوع يشدها/قولي وش عندك يا بنت
اعتدلت في جلستها وهي تخبرها بحماسه/اسمعي،أدهم بعدما عرف قصتك مع وسام ويتمه و حالته المرضيه اللي تتطلب اهل وناس مؤهلين..اقتراح نأسس دار ايتام التوحد..واللي راح يتوظفون بيكونون كوادر مدربه وانتي بنفسك اللي بتشرفين عليهم وبتشوفين من بيصلح ومن لا...راح يكون مشروع انساني عظيم بس بيعتمد عليك بما انك صاحبة مال وصاحبة خبره في التوحد
شعرت بالمسؤليه والاسى في آن معاً، صمتت فهي على شفير الموت ..ان لم تخضع عمليه ، وبكلا الحالتين هي معرضه للخطر لن تعيش حتى ينتهون من المشروع،فمرضها يقترض من عمرها بدون علم اهلها،..
أردفت الشموس بتفاؤل/تصدقين بالله، أدهم يقول لو فيه من ليال لو القليل، كان الدنيا بخير..متفائل بك لأنك راح تكونين المشرفه على هالمشروع..انا بصراحه اوافقه الراي..
شعرت بالغصه ترتكز في مجرى الهواء عندها/بس..!
قاطعتها وهي تمسك بيدها/تكفيين يا ليال لا تكسرين بخاطري، انا حابه اقدم خير مثلك وادري انك تعشقين الاعمال التطوعيه و ربي ميسرها لك...ولا تنسين راح تساعدين ناس كثير نفس حالة وسام..
شعرت بالمسؤليه، فأختها تترجاها للمره الأولى و ذلك لتنجح مشروعاً خيرياً بحتاً..لم تترجاها لربح مادي بل ترجتها لتسعدها،ابتسمت بخفوت/موافقه
اخيراً اقتنعت وستتشارك مع اختها في عمل واحد، عانقتها بسعاده/الله لا يحرمني وجودك
نزلت دموعها وهي تعانقها..تشعر بمسؤليه كبيره،يجب ان تكافح مرضها لتحقق حلم اختها..ذلك يتطلب منها فعل اي شيء من اجل الشموس..فهي تستحق..
،
اليوم التالي ..،
تحتسيان قهوتهما بانتظار عودة الشموس، تأخرت و هما سيذهبون لحضور استقبال منزل قاسي..
خرجت من المصعد بسروالها القصير وبيجامتها وهي تتجه لجهة المطبخ متجاهله عمتها هند و ام طراد..
ام طراد بنظره ناقده/يا دافع البلا من بنت الاسبانيه لا حياء و لا مزى
ردت هند محاولةً التقليل من الموقف/بزر يا بنت الحلال
ام طراد/ووين بزر ..يابنت الحلال لو تزوجونها حملت..انا تزوجت بعمرها
ابتسمت هند/زمانكم وش حلاته يا منيره،هالزمان صار يخوف..
ام طراد وهي تنصحها/شددي عليها شوي احكريها
هند بابتسامه/عجزت فيها،راسها عنيييد ، ابوهن الله يرحمه ورث بناته يباست الراس و العناد..كل وحده تسوي اللي براسها
ام طراد حركت يدها بفقدان أمل وهي تحتسي فنجانها..
تذكرت هند وهي تسألها/الا ماقلتي لي بتروحين معنا العزيمه الليله والا بتقعدين بالبيت ترى ام رواد بتروح بيت اهلها
ام طراد/لا والله بروح معكم شيقعدني لحاالي!!
،
.
،
. تلقت رساله وهي تجلس على طاولة المطبخ كعادتها وتأمر الخدم بكوب كابتشينو، فتحت الرساله وهي تشعر بنعاس، رباه ما هذا الملل الذي يغلف أيامها!!
لتتفاجئ بالرساله ومحتواها الذي جعلها تنزل وتقف بثبات على الأرض وهي تهز رأسها بنفي/نعم؟!!!!!
اللعنه على من ارسل وعلى ما كُتب في الرساله ...ماهذا بحق الله؟! يستحيل ان يكون محتوى الرساله حقيقياً لابد وان تركي اللعين بدأ يهذي حتى يرسل لها سخافات كتلك!!
خرجت من باب المطبخ الذي يُفتح على الحديقه..لتقف وهي تتصل بتركي بتوتر/الووه رد علي يا زفت
رد بعد لحظات/هلا والله
تحدثت وهي تضع تفرك جبينها بإبهامها وسبابتها/لا اهلين ولا سهلين..وش قاعد تقول انت
ضحك ثم هدأ وهو يرد بثقه/منتي مصدقتني؟!.. اووكي راح ارسل لك فيديوهات تأكد لك صحة كلامي..سلام
صُعقت وهو يُغلق الهاتف بوجهها،ستُجن مما فعله،لترى وصول ثلاث فيديوهات من تركي.. يتذيلها تعليقه [هااه صدقتي يالقاصر اليتيمه؟! ]
فتحت الفيديوهات وهي ترى ما جعل الدم يغلي في عروقها في ثورة غضب مراهقه، رباااه اعد إلي اخي او خذنا معاً...نزفت دموعاً وهي تشعر ببرود اطرافها وتنمل ساقيها..تركت المكان بحزن وغضب مكبوت...
واجهت هند عند باب المطبخ ولكنها رمقتها بحقد بعينيها المحمره من بكاءها،لم تستطيع شتمها ولا تستطيع قتلها، بالتأكيد عمتها لها يد،لن تكون بريئه ..
استغربت هند نظراتها/شفيك تخزيني ...انتي باكيه؟!
تجاوزتها وهي تشعر بالغضب تجاه كل شيء كل شيء، اتجهت للسلم و راحت تصعده بسرعه..
تذكرت تهديدات أدهم و وعيده، اللعنه عليك كم كرهتك اليوم وكم امقتك..!
،
.
،
دقق كثيراً في الأوراق..استعجب مما وجده!!
إلتفت الى مرافقه مهند المساعد الخاص للمحامي صالح الهادي/شرايك باللي شفته
ازاح نظارته من عينه بعدما وضع الاوراق من يده/مثلما انت قلت الاوراق واضحه،
استرخى في جلسته بعد ارهاق العمل واغمض عينيه بعد تنهيده/شكل مشوارنا طويل يا مهند
مهند/رغم ان استثمارت ابو نايف هنا تقتصر على الفنادق والمنتجعات الا ان مردودها ممتاز بعكس اللي موضح بالاوراق، انت لازم تواجههم بالجرم المشهود وتبلغ عنهم
ابتسم لمهند وتحدث بخبث/لا وانت الصادق،فضيحه مثل هذي ممكن ضررها مانتوقعه و بتهز سمعة المجموعه..برأيي العقاب خله علي انا..
مهند بفضول/وش ناوي لهم عليه انت؟!
سمع طرقات باب مكتبه فأشار لمهند بالصمت/تفضل
دخل فيصل بهذه اللحظات برفقة سلطان..الذي كان يوماً ما رفيقاً لنايف/صباح الخير
اعتدل في جلسته وهو يشير للكرسي/اهلا فيصل ..تفضل
جلس بابتسامه عريضه/ما شاء الله على طويل العمر اشوفه مداوم بدري
داعب القلم بيده وهو يجلس باستقامه ويتحدث بثقه/انا ماعندي وقت واجد علشان اضيعه بالنوم يا فيصل
اللعنه،هذا الرجل يبدو حاذقاً وسيتعبه قليلاً/الله يعينك،
لمح الاوراق بيده فتسائل/هاللي معك تخص العمل يا فيصل؟
اصطنع الابتسامه مجدداً وهو يقدم له الاوراق/صحيح ،شوية اوراق محتاجه توقيعك حالاً
اخذها منه وهو يقرأها بعينيه،قد اغضبه ما وجده يجعله يغلي..، أي دنائه يحمل في قلبه !!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس عشر
بابتسامه اغلقت اتصالها من "عبير" ابنة عمتها والتي تعتبرها رفيقه مقربه، إلتقطت عبائتها وهي ترى دخول ليال بكامل اناقتها تبدو فاتنه وناعمه بفستانها التركوازي القصير المشدود فوق ركبتيها،تحسدها على بشرتها المخمليه التي تضفي السحر النجدي على ملامحها العربيه/اخيرااا شفتك كاشخه ياليال ما شاء الله،وكنتي متردده بعد
ابتسمت وهي تدور حول نفسها/قلت بنفسي كفايه كآبه واطلعي مع اختك، ادري انك شينه وتبين مرافقه مزيونه مثلي تشغلهم عن تمقل وجهك
اقتربت منها محاولةً ضربها بخفه/اقوول بس امشي قداامي بس، انا غلطت اللي اصريت اخذك
خرجن يضحكن ونزلن للاسفل، لتتفاجئ ليال بخالتها و عمتها كل منهما بعبائتها/خلاص قررتوا تروحون معنا يا ريا وسكينه
ام طراد وهي تتخصر تمازحها/ايه بنروح غصبن عنك بعد
ليال/لا يا جماعه كذا بنروع الناس،بيقولون ماصدقوا على الله نعزمهم
هند بفخر/ان تعنينا لهم فهو لجل أدهم يستاهل حبيب عمته
ام طراد/كود نعيّن لليال واحدن عندهم ونزوجها ونفتك من تعليقاتها ولسانها
تقدمت ليال لتبتعد عن الشموس لتمازح كعادتها/ان لقيت عندهم مثل أدهم خطبته لي،هذا انا قلت لكم
هند بنظرات ناقده/هو في خاطرك هالخطبه،ناويه تشذين عن القاعده لكن امعصي يا بنت راكان
ضحكت الشموس وهي تنوي الخروج/زانت السواليف عند الباب!!! ماتخلوون طبايعكم يهالحريم..سلام انا طالعه لحالي وانتم كملوا سوالف
ارخت ام طراد نقابها وهي تريد باللحاق بها/وانتي يالشميسان مو من الحريم؟!!
ليال بابتسامه جانبيه/لا طبعاً اللي يسري عالحريم مايسري عليها اختي اللي شايفه نفسها على بنات جنسها
ضحكت هند وهي تجر ليال معها خلف ام طراد التي خرجت مستعجله....،
نزلت تلك الصغيره ببرود العالم ثم جلست بملل في منتصف السُلّم..سمعت احاديثهن قبل الخروج، بداخلها خوف يخالطه الغضب الذي برد قليلاً بعد ساعات من التفكير..هي عاله على ابن عمها ومتمرده حتى يحرمها من عام دراسي كامل ، ماهذا الظلم،لم تظن ان أدهم بهذا السوء..هو حقاً لم يستحق احترامها له، لن تغفر له ابداً ..
ستريه الرد الذي يستحقه، لن تكون غبيه،يجب ان تستخدم عقلها كما يستخدم الجميع عقلهم في استغبائها ..!
رن هاتفها الذي في يدها،ابتسمت بخبث والتمعت عيناها وهي ترد...
،
.
.
،
في منزل آخر في ذات الحي ولكن في الطرف الآخر منه..
تقف وهي تحذر اطفالها بعدما انتهت من ترتيب هندامهم/اسمعووني ززين يا وويلكم لو شفت واحد منكم ينطنط بالصاله اذا جونا الضيوف،
إلتفتت الى هاجس الذي يجلس امام شاشة التلفزيون ويلعب بألعاب الفيديو/هااجس انتبه لاخوانك خلهم عندك انت الكبير
هاجس بتملل/انا مافيني،عندك اسيل اكبر مني
رفعت حاجبها بغضب/هجووووس، اسيل مع خالتك مدى بالمطبخ وانا بنزل لهم هاللحين اعقل وانتبه لاخوانك ، فاااهم؟!
رد على مضض/فاهم..
تركتهم ونزلت مستعجله، ليرن الجرس في هذه اللحظات، فشهقت مستنكره ، آه كم هي غبيه تلك الخادمه لماذا اغلقت الباب و قد فتحته لاستقبال الضيوف..وهم ضيوف غير عاديين بل زوجة ابن العمه العزيز ،كم هي متلهفه لرؤيتها ولرؤيته فأدهم له في قلبها مكانه توازي مكانة اخيها قاسي تماماً..
فتحت الباب ببشاشه وبلسان مرحب/يا هلا وغلا بضيوفنا
دخلت خجوله و بابتسامه صغير/السلام عليكم
احتارت اي من هاتين هي زوجة أدهم/وعليكم السلام تفضلوا حياكم.
تبادلوا السلام عند الباب ثم ادخلتهم..
شعرت بالورطه الآن هي لا تعرف تلك المتبسمه ذات الوجه اللطيف. وخالتها بدأت تستفسر!!
ولكن ما هدأ الوضع هو حضور مدى،فهي سبق وتعرفت بهم/يا هلا و مسهلا تو ما نور بيتنا اعرفكم هذي اختي ساره ..ساره اعرفك هذي الشموس
الشموس/تشرفت
اتسعت ابتسامتها/هلا بزوجة الغالي، شوفي يالشموس تراك متزوجه اخوي مو ولد عمتي،انا ياما ذاكرت له و سولف لي.ماعذبني كثر قاسي
ارتاحت لها تبدو طيبة القلب/اخت عزيزه وغاليه يا ساره..وهذول اختي ليال وهذي عمتي هند وخالتي منيره
دخلت بعدما تأملتها من بعيد اللعنه كم هو محظوظ "ابن ساره" ورث التركه بكاملها وتزوج بتلك المهره التي تسبقها سمعتها القويه كما عرفت من قاسي، لطالما كانت هي سيئة الحظ فهي التي طلقها زوجها كراهيه و من ثم رفضت تزويج مدى لهذا الذي اصبح مليارديراً..اتجهت اليهن بهدوء حذر/ياهلا بضيوفنا
وبدأ السلام من جديد فيما قامت ساره و مدى بتقديم القهوه والضيافه..
.
،
.
،
في المجلس الذي يحوي بعض الجيران الجدد و رفاق العمل والاصدقاء...لم ينقص ليلته هذي سوى وجود أدهم فقط..لكم اشتاق لرؤيته والحديث معه كالسابق ولكنه أوصد كل الطرق المؤديه الى الصلح معه..ماعدا طريقه واحده لن يتبعها ابداً....تسائل هل حضرت مع اخواتها ام لا...بالتأكيد لن تحضر بعدما حدث..
اللعنه كيف سيأخذها؟! ..نعم هو مصمم على المضي معها ولن يتراجع .. التراجع يعني الخساره،وتعني انه على خطأ وهو مؤمن انه ليس مخطئاً..
.
،
.
،
تنهدت وهي تجلس فوق احدى طاولات الحديقه الخلفيه و تتحدث بفوضويه عبر مكالمة فيديو مع رفيقتها المقربه جداً "دانه"/متضايقه يا دانه..حيل متضايقه ..احس بملل و بخنقه احس ودي اهج من هالديره
تحدثت تلك محاوله تهدأتها/تعوذي من الشيطان يا بنت علامك؟! رحتي لرهف بس ما قلتي شصار؟!
نفضتها من رأسها بغضب مكبوت/اتركك منها بس، عساها بالحريقه، دانه تعالي لي تكفييين مليييت والله
تنهدت تلك/ياليت والله يا نيفو،،انتي عارفه رفض الوالده..تعالي انتي
رفضت بشده وهي تتذكر كل ما حدث لها والرسائل الاخيره/لاااا معاد احب اطلع لأحد..انا اذا طلعت بروح المطار وبس..ابي ماما بس كيف افتك من هالنظام الخايس واروح لحالي
ضحكت دانه/مافيه نظام بالعالم كله يسمح لبنت عمرها ظ،ظ¦سنه انها تسافر لحالها يا عمري..وانتي ناويه لأسبانيا بعد. تعالي بسألك انتي مو كنتي بجزر الكناري؟!
تنهدت،شعرت برغبه مُلحّه في البكاء،حاولت تجاوز شعورها بالحديث/كنت ..بس بالسنه الاخيره لي هناك انتقلت امي مع زوجها لبامبلونا
استغربت دانه لم تعرفها، تريد اضحاكها فقط/هذي وين..بمدريد والا برشلونه
ضحكت فهي لا تعرف/اللي يسمعك يقول اسبانيا كلها مافيها غير هالمدينتين..اصلا امي ماتطيق اسبانيا لولا اني عشت بالكناري كان هاللحين ماتكلم الاسبانيه
دانه بضحك/شيعرفني بدياركم حبيبتي انا ماعرف غير القصيم شدراني بغيره
ضحكت ثم انهت المحادثه بعد ثرثرتها مع رفيقتها..ثم استرخت اخيراً في جلستها تناست صدمتها قليلاً ، يجب ان لا تستعجل مرةً اخرى فتندم كفاها تهوراً، يجب ان تستخدم عقلها هذه المره، الجميع يتهمها بأنها "مسترجله"، ..تذكرت الايام الخوالي وابتسمت بخبث وهي تداعب شعرها الذي فقد صبغته السوداء وبدأ يعود للونه الاصلي ،ااه كم تكره لونه البندقي الفاتح...!!
.
،
.
،
خرجوا من صالة الطعام وهي تمسح يديها بالمنديل وتتحدث لمدى/كثير خيركم وعساه منزل مبارك
مدى بابتسامات مجامله/الله يبارك فيك،
بادلتها الابتسامه، تبدو مدى لطيفه/ان شاء الله مطوله اجازتك بالرياض، حابه نتقابل و نشوف بعض
خفت وهج ابتسامتها قليلاً/انا هنا علطول
استغربت/ظنيتك بالشرقيه مع زوجك مثلما قال أدهم،متى نقلتوا؟!
يالإسمه الذي يُشعرها بالسعاده/انا انفصلت من فتره
تباً لإسهابها في الحديث معها، ها قد اخطأت/اسفه كثرت عليك
ابتسمت وهي تشير للمجلس/ماعليييك انا مبسوطه اصلاً تعالي نشرب نعناع وندردش شوي قبل يجون الباقي..
جاء يركض وهو يبكي ليمسك بطرف فستانها/مااماا
انحنت له وهي تبتسم/جاني حبيب ماما..شفيك أدهمي
ابتسمت وهي تقترب منها وتأخذه/لا لا تبكي واسمك أدهم،مايصير
ابتسمت وهي تراها تحمل طفلها/لو يدري سميك بيقول غيروا اسمه
التفتت اليها بعدما تأملته وهو يصمت،سمت على أدهم، وتركت اسم ابيها/عندك غيره؟!
تجاوزت شعور الغصه وهي تعدد اسماء اطفالها الذين حُرمت منهم/الكبيره ندى وبسام مع ابوهم وأدهمي معي..
لمحت بريق عينيها فابتسمت تمازحها لتنسيها/دام كذا لازم ماتقاطعونا،والا ترى بنسحب منكم اسمنا
اقتربت ليال وهي تبتسم من حديث اختها المازح ك/انصحك تسمعين الشموس تراها قول وفعل يا مدى
ابتسمت على مضض/ماتقدرون تسحبون أدهم وهو داخل القلب مزروع..ان سحبتوه بموت.
وقع ذلك في قلب ليال التي بدأت تلاحظ نظرات مدى،قد عرفت انها مطلقه من احاديث والدتها قبل قليل على طاولة الطعام بعد خروج الشموس ومدى....
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس عشر
لندن...،
شعر بالغصه وهو يعجز عن ارتشاف قهوته، فأعادها ثانيه على الطاوله أمامه، لم يستطيع حتى رفع بصره له،اللعنه على عائله كآل مناع ليس لهم منفذ ابداً..!
اعاد أدهم تكرار ما قاله وهو يضع ساقاً على الآخر ويرتشف قهوته براحه/حاولت تخليني اوقع على اوراق بيع اسهم وملكيه، و جبتها لي بطريقه بدائيه جداً!!!
لم يستطيع التعليق إلتزم صمته بحضور مهند /....
اكمل بنفس البرود المصطنع/لهالدرجه يا فيصل انت تشوفني غبي؟! قول لي يا فيصل كيف جبت هالفكره؟! ليه مافكرت بشيء يستحق؟!!
مازال يلتزم صمته..اللعنه على هكذا حظ بائس..
تحدث وهو يشدد على اسنانه/هاللحين يا فيصل بكل هدوء تسلم كل عهدتك .. وتكتب تنازل عن كل شيء تمتلك بلندن من مزارع وبيوت وسيارات و حتى املاك اسكوتلند و مطعم باريس.. وبالمناسبه حنا جمدنا ارصدتك البنكيه
لم يستطيع السكوت اكثر/هذا كثيرر يا أدهم
ضرب بيده الطاوله/دكتورر أدهم..وألزم حدودك..هي حاجتين اختار بينهم يا نقدمك للمحاكمه بحجة غسيل الاموال واختلاسها و تجارة الذهب السوداء و غيرها يعني فيه مشاكل منتظرتك انت في غنى عنها..
تحدث مهند بعدما اشار إليه أدهم بالإكمال/انا انصحك تشتري راحتك وتاخذ مليون وخمسمية الف وترجع ديرتك بدون اي شوشره..منها تشتري حريتك وسمعتك انت عارف الانظمه كيف صارمه هنا...هاه وش قلت؟!
صمت يفكر والدم يحتقن في وجهه، لقد أوصد كل الابواب امامه ولكن مالمانع لو ابتزهم قليلاً ليزايد عليهم/ماظن سمعة مجموعتكم تسوى بس مليون ونص
اطلق ضحكته حتى هدأ ثم رد عليه/اتركك من سمعة المجموعه والتفت لنفسك احسن لك لأن لحظتها بتكون بالسجون، و حتى ريال واحد ماراح تحصل، حاليا انا متفضل عليك بالمليون ونص والا انت ماتستاهل ،
وقف فيصل وهو غاضب يريد الخروج من هذا الاختناق الذي يعيشه هنا امام هذا الرجل الداهيه/اوكي انا موافق..
اشار لمهند ليقدم له الشيك/حالياً خذ هالمبلغ لين تعرف تخلص امورك وترجع للسعوديه.. وبعدما ارجع من سفرتي اشوفك هناك..وبدون سلام
اخذ الشيك وقد شعر بالاذلال والغباء معاً اللعنه ليته لم يوافق سلطان على افكاره التي جعلته يخسر كل شيء..!
ابتسم مهند باعجاب وهو يرى تصرف أدهم الذي انهى موضوع فيصل بسلام/كفوو عليك انتهينا منه
اعتدل في جلسته وهو يتحدث بجديه ويفكر بالقادم/لا يا مهند...هذي بس البدايه والله يعين.
.
،
.
،
اغلقت هاتفها وهي تلتفت للبنات/يلا طراد اتصل ويقول انه عند الباب..
هند بخجل/فشيله ،جلس سنتظرنا لهالوقت!! ليش تقولين له يا منيره؟!
ام طراد/ماقلت له ،هو اللي قال ماراح يرجعكم السايق هالوقت..
وقفت الشموس وهي ترسم ابتسامتها/يلا اجل خلونا نستاذن ونمشي ، حيل تأخرنا
حاولت تجاوز ما يفعله، تعرف ما يحاول التلميح له، تلاحظ وجوده في المنزل باستمرار وعدم خروجه وكأنه يريد ان يعيد الماضي، لكنها نست كل شيء، هو ماضٍ لن تلتفت إليه..وقفت لتودع مع الشموس و عمتها ثم خرجت،..الآن تفكر بعرض أدهم فقط، ان كانت ستكافح للعيش فليكن ذلك لهدفٍ نبيل و لشخص يستحق المجازفه...
كانت آخر من ركب السياره، ألقت السلام بخفوت..ليرد هو الآخر بصوت رجالي جهوري، من ثم انطلقت سيارتهم...
استغلت الاناره وانتباهه للقياده واطلقت العنان لعينيها تتأمله بعد كل تلك السنوات..كم كبر واصبح ضخماً، لاحظت بعض بياض الشيب يخالط شعر ذقنه الخفيف جداً..تأملته وهو يتبادل اطراف الحديث مع والدته التي تجلس في مكان الراكب بحانبه، مشاعر متضاربه، شيء اشبه بإعصار يعصف بقلبها الآن... رددت بأعماقها يا مقلب القلوب ..لا تعلق قلبي بأحد عبادك.. لا تعلق قلبي الا بك.
.
وصلوا اخيرا بعدما اطال الطريق ببطئه لطالما ارادها واراد الحديث معها، ولكن كيف السبيل إليها؟!
نزلوا جميعا لينزل بصحبتهم.. ثم ناداها بكل جرأه/ليال.لحظه
توقفت خائفه وتوقف الجميع متفاجئين من نداءه!!
ام طراد باستغراب، ظنت انها نسيت غرضا لها في السياره ولكن ما أدراه أنه غرض يخص ليال/وش فيك يا ولدي
ابتسم وهو يراهن يلتفتون إليه جميعا وهي بالذات تقف متوسطتهن/يمكن الوقت ماهو مناسب يا ليال، لكن اللي اعرفه انه شرطك وانا ضيعت وقت طويل من عمري انتظر هاللحظه .. لذلك بقولها بدون رسميه وقدامهم ، تتزوجيني؟!
حالة صمت رهيبه اعقبت حديثه الصادم.. سحقا لقد جن بالتأكيد ليخطبها بهكذا طريقه.. ماذا عساها ترد الآن، لم تتوقع ان يقوم احدهم بخطبتها بهكذا اسلوب..شعرت بصداعها يداهمها الآن، لقد اعتدى الليله على سكينتها و اغتال سلامها الروحي ، لم تحبذ ما فعله ابداً..ليس الآن يا هذا ليس الآن وانا بهذه الحاله ، انا بالكاد انسئ مرضي و اعيش معه ايامي،!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس عشر
اليوم التالي..
يجلس بصحبة والدته واخواته.. ويحتسي القهوه يريد سؤالهن ما إذا كانت قد حضرت صغيرته أم لا.. استغرب من نفسه وهو لا ينفك يفكر بها.. في صوته وفي غفلته وفي نومه، وكأنها القدر والواجب والنصيب معا..
ساره بابتسامه وهي تراه يسرح بعيدا،لا يبدو قاسي القديم بل شخصا يسرح كثيرا ويصمت كثيرا/اللي ماخذن عقلك يا خوي
ابتسم وهو ينزل فنجانه ويمازحها فقط/ابي اتزوج
ساره بسعاده/ياليت ياقاسي.. نفسي اشوفك متهني مع اللي تحبك وتداريك
ام قاسي بنظره ناقده/وش تشكي منه ريم هاااه؟
قرر الرد ليغلق موضوعها/مايعيبها شي يمه لكن ماهي بالهوئ يا يمه.. لعاد تجيبين سيرتها لي.. وهي الله يوفقها مع ابن الحلال
وقفت غاضبه كعادتها وهي تنوي تركهم/اروح اشوف الشغاله تغسل الحوش ازين لي
انتظرتها حتى ذهبت ثم تحدثت بجديه، هي اكثر من يفهم اخيها/وش عند الغالي من علوم جديده وما قالها لأخيته عزوته
ابتسم لجمال حديثها.. كان ينوي الإجابه و لكنه تلقئ رساله خاصه بنغمتها التي خصصها لرقمها.. حتئ انها استغرب ، كيف راسلته بعدما حدث بينهما آخر مره..
تفاجئ بصورتها التي ارسلتها له.. تبدو في صالون ..شئ من هذا القبيل.. لماذا فعلت بنفسها هكذا.. آه الغبيه
.
لم تنم جيدا منذ صدمة البارحه.. وقع المحضور وقد خطبها أحدهم و بالطريقه التي اشترطتها أمام العائله.. ليس لها بد الآن من الموافقه.. هذا ما قالته عمتها هند البارحه وايضا خالتها أم طراد.. اما الشموس اكتفت بالابتسامات الشامته، كانت سعيده للطريقه التي خطبني بها طراد،
غسلت وجهها كثيرا.. كفاها اعتكافا و رهبانيه ستنزل لهم وتواجه الأمر.. قد خطبها وانتهئ الأمر..
اتجهت لشالها الازرق.. اخذته ونزلت يجب ان ترئ طراد وتتحدث معه لوحده في عدة نقاط، يجب ان يكون علئ درايه ..هي متأكده أنه سيتركها من نفسه لو عرف ما تخفيه..
اتفقت مع خالتها ان تقابله في الحديقه علئ مرأً منهم ولكن شرطت ان تحضر الحديث.. سيكون خاصا بما انهما سيتزوجان. ومن بعدها عليه ان يختار..
وصلت للخارج وهي ترئ خالتها بصحبة عمتها هند.. وطراد الذي وقف لها مبتسماً..
مازال الجميع يجهل ماتنوي قوله بعد صمتها منذ ليلتين.. واحاديث اختها و عمتها..
وقفت هند وهي تنوي الدخول/بروح اجيب الشاهي.. خليك انتي هنا يا ليال..
..
لحظات صمت عمت الجلسه.. حتئ وقفت ام طراد هي الأخرئ ودخلت وهي تراقب من بعيد..
تفتنه بصمتها الرهيب و رهبانيتها و جلستها الواثقه، حاول استنطاقها/سمي يا ليال.. هذا انا قدامك ومافي احد غيري يسمعك.. قولي كل شي بخاطرك.. لا تكبتين..انا ادري اني وعدتك و تركتك بعدها سنين وخطبت غيرك لكن تأكدي ان هالقلب ما يبي غيرك
قاطعته فهي تكره الاسهاب في احاديث مشاعر الحب/لا تقول اي شي.. قبل تسمع الكلام اللي بقوله واللي محد بهالدنيا يعرفه عني حتئ اختي الشموس
استغرب، ولكنه سيتزوجها مهما قالت وتحدثت لربما تريد شتمه والفضفضه فقط/طيب تكلمي وانا اسمعك
ترددت كثيرا ولكن هذا زواج و يجب ان يعرف لعله سيتركها بصمت/انت تدري اني درست علئ حسابي بألمانيا وظليت هناك
قاطعها وهو يكمل عنها/اربع سنوات و 6شهور
استغربت دقة حسابه، يالله ماذا يقصد بهذا/اللي ماتعرفه عني اني ماعشت هالسنوات لحالي.
مازال لم يفهم/اكيد معك وحده من الصديقات
هزت رأسها بالنفي انا كنت متزوجه.. بس زواج مش رسمي كنت عارفه ان محد بيتقبل زواجي من ابو وسام.. و هالكلام محد يعرفه زوجي توفي وماعندي اوراق ثبوتيه لوسام.. اضطريت اجيبه هنا واتبناه، تعبت كثير قبل ادخله السعوديه بوثائق مزوره....
تغيرت ملامحه.. صدمته بها تكاد تعمي عينيه عن الرؤيا.. هل يعقل انها حلمه الذي انتظرها بدون زواج طوال السنوات.. هل هذه التي ترك ابنة عمه من أجلها؟!!
لندن....في فندق كارلتون تاور
..استيقظ متأخراً ..تعمد البقاء اليوم في الفندق للراحه سينزل فقط لاحتساء قهوته في اللوبي مع رفيق رحلته مهند..وبعدها سيقلعان الليله للولايات المتحده..
اتجه للمصعد ليتفاجئ بها امامه..لم يصدق من يراها الآن، بالحقيقه هو صُدم،، ضغط زر المصعد وهو ينتظره وفضل عدم الحديث..
ابتسمت وهي تراه كما عهدته خجول/أدهم..معقوله ماعرفتني؟!!مستحيل
هذه الوحيده التي يتمنى زوالها من ذاكرة ايامه وهاهو يلتقيها بلندن/مها!!! اسف مانتبهت لك
مازالت تستغل صدوده بتأمله/من بيصدق اني اشوفك بلندن بعد هالسنين يا أدهم؟!
فُتح المصعد ودخل لتدخل بصحبته فسألها/تحت؟!
اشارت بالاجابه/معك
ماذا تريد ايضاً منه، هل يعقل انها مصادفه؟!! سحقاً مرافقتها له تثير الرييه وهو رجل معروف و ذو اعمال هنا/المعذره يا مها مشغول
ابتسمت/لا تخاف ماراح اورطك مره ثانيه..انا بس حبيت اسلم ، اللي بينا ..
قاطعها غاضباً/اللي بيننا انتهى والله يستر عليك
استغربت نبرته و ردت بقهر/اللي بيننا عمره ما ينتهي يا أدهم.. صدقني راح يضل للابد.
استغرب حديثها عما تهذي هذه الواقفه امامه و كيف سيضل ماكان بينهما للابد ..؟!
فُتح المصعد و خرجا منه ليلتفت إليها بجديه اكثر/اسمعي يا مها انا محيتك من راسي ومن تاريخي كله.. اظن ماقصرت معك ، ردي المعروف بنسيانك لي، اظن انك متزوج و
شعرت بغصة الغيره لتقاطعه/ادري،، تزوجت بنت عمك الشموس..
لمح مهند يقف ينتظره هناك/المراد يا بنت الناس...لعاد توريني وجهك الله يسترعليك ..انتهى
راقبته حتى ذهب وهي تتنهد/مانتهى يا أدهم.. مانتهى طلبك صعب وانت ما تنسي بسهوله.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس عشر
في الرياض.. ارض البياض..
اغلقت هاتفها من نيفادا بعدما دعتها للنزول تحت فهي منذ لم تراها منذ يومين، ارادت الاطمئنان عليها، فصدودها و انعزالها يريبها احياناً..صفنت فيما يشغلها حتى عن نفسها..
بات ذلك القلب كورقة صفراء في موسم خريفي رياحه لا تكاد تهدأ حتى تهب من جديد..
يالأوقات فراغها التي اصبحت ممتلئه به ..
ينحني لذلك الغائب كل شيء داخلها ولكنها لا تنحني! و تلك مقاومه ترهقها،..وهاهو لا يتصل منذ ايام!!
عقلها يُخبرها ان هكذا افضل "جميله المسافات التي بينها وبينه، لا يجب ان تغمس قلبها في بحره،بالتأكيد سيغرق وسيموت، هو بجانبها على أية حال إذن مالداعي لتضخيم امور تتعلق بالقلب والمشاعر؟!
قليلاً من الاقتراب يكفي ..لكن من يشرح ذلك لقلبٍ مائل؟!!
قدمت ليال بابتسامه وهي تلاحظ سرحان اختها و تتجه للقهوه/انتي مو سرحانه وبس..انتي وصلتي لندن خلاص..
التفتت إليها واجابتها بدون شعور/طلع اليوم من لندن لامريكا.
ضحكت ليال وهي ترى اختها تعترف بلا شعور/غرقاااانه انتي مو سرحاانه
اخفت خجلها برغع خاجبها الأيسر و إلتفتت إليها لتراها بعبائتها/وانتي وين تروحين بالله هالمشاوير وانتي بإجازه؟!!
إلتقطت فنجان قهوه وهي تسكب لها وهي واقفه بابتسامتها التهكميه/بتراقبيني مثل نيفادا بعد !
عبست/وش بتخسرين لو علمتيني؟..ترئ بتصل بأماني اسألها ادري انك ماتروحين مكان بدونها
ضحكت وهي تتذكر أماني وما اصابها/اتركي اماني بحالها، البنت متوحمه علئ جوالها وما راح ترد عليك، ناويه ازورها انا والزميلات بس مو اليوم
انتهت من ارتشاف فنجانها ثم همت بالخروج/يلا سلام.. لا تسرحين كثير هاا.. و انتبهي لوسوم..
ألقت ماتريده وخرجت..
يالهذه الليال، باتت تتكتم علئ كل ما يخصها.. ابتسمت من شكلها قبل قليل و احاديث ليال.. اختفت ابتسامتها وهي تعرف بخبر حمل اماني، يااااه كم كانت الامومه حلم يراودها والآن باتت امنيه و دعوه و رغبه ملحه لقلبها،
حققت ذاتها و صنعت لها إسماً و شهره، تزوجت في وقت لم تتوقع انها ستتزوج فيه ولكن حدث ذلك وان كانت لم تريده في حينه..فهي الآن ترجوا الله ان تُرزق عاجلاً بطفل فهي تريده بحق..
شاهدت ام رواد قادمه من المطبخ بيدها صحن مليء بالسينابون، ولكنها تبدو رسميه او متردده راقبتها حتى جلست/ام رواد فيك شيء؟! من اليوم وانتي تطلين الصاله وترجعين وش فيك
تنهدت وهي تنظر اليها/شفتي نيفادا اليوم؟!
كادت ترد عليها لولا انها سمعت خطوات تركض من السلم وهي تنادي/انااا جيييت
سقط هاتفها من يدها وهي تقف من صدمتها وتداهمها بالتحقيق/بسم الله!! ..وين شعرك انتي؟! ليه لاعبه بنفسك كذااا؟
اتجهت الى صحن السينابون اخذت منه قطعه وجلست وهي تمد قدميها على الطاوله بحركه صبيانيه وتبتسم بلا مبالاه/شرايك باللوك الجديد بس ؟!
يكاد رأسها ان ينفجر من عبث تلك الطفله التي تمادت/وش هالشكل وين شعرك؟، انتي ولد هاااه؟!!
اشارت برأسها بالإيجاب/ايوه ولد اي خدمه؟..بليز شوشو ترى طول عمري شعري قصير لا تكبرين السالفه
الشموس بقهر/كيف ما اكبر السالفه يا…بالله هذا شكل بنت ناس محترمه؟..كلما قلت هالبنت كبرت وبتعقل تنهبلين وتتمادين زياده؟
تحدثت ام رواد محاولةً تهدأت الشموس/تعوذي من ابليس يالشموس..ا
قاطعتها بغضب/هذا شيء ما ينسكت عنه، ستايل الشباب هذا تغيرينه ألبسي لبس زي بنات العرب شعرك تغيرين صبغته استغفر الله، عدساتك هالموفيه اللي تخوف شيليها و ياويلك ان شفت تاتوه حيوانات بجسمك
استفزتها اشتراطاتها، وكونها تتحدث عن بنات العرب وكأنها ليست عربيه،ذلك يسبب لها حساسيه حتى مع اسقاطات الجميع بأنها ابنة ممرضه اغوت والدها/انا بنت عرب غصب عنك فاهمه؟ بعدين شفيه لون شعري تراه لوني الطبيعي بس الظاهر نسيتيه من كثر ما اغطيه بالصبغه ..هو نفس أمي.. والا أمي عيب بعد..!!
قاطعتها بانفلات اعصاب/ما تكلمت عن شعرك ، بعدين امك شيء وانتي شيء ثاني فااهمه.. انتي تنتمين هناا لهالبيت..مابي بكره بالمناسبات تفشلينا، كفاايه فضاايحك، كلن يقول معقوله ذي بنت راكان المناع
رمت قطعة السنابون على الطاوله وهي تقف باعتراض/وش قصدك بالفرق بيني وبين أمي؟!! هااه تكلمي
حاولت الهدوء بعدما استفزتها وجعلتها تخطئ في حقها، ولكن تلك تثير اعصابها منظرها الشبابي وقصة شعرها التي توحي وكأنها ولد جعلتها تشمئز منها/انتي عارفه الفرق..
نزلت دموعها وهي تتذكرها لترد بدموع/انا عارفه لأن امي غير امك و علشانها مسيحيه وماهي عربيه؟!..لكن قريب بتجي وبروح معها غصب عنكم كلكم، ومحد بيمنعني لا انتي ولا أدهم حقك هذا
اكملت بكذب بعدما ابتلعت غصتها/أصلاً انا ماحبكم.. ولا ابي اتزوج ولا ابيكم تتحكمون فيني، والله لاقول لأمي كل شيء بس خليها تجي
ذهبت بعدما ألقته من فوضى ثرثرات طفوليه غاضبه
...لم تهتم الشموس لحديثها الغاضب ولكن استغربت من ذكرها للزواج، تلك الغبيه هل ظنت انها ستقبل بتزويجها قبل ان تصل لسن الزواج؟، مازالت صغيره حتى تعرف ما تمر به من مرحله..هي تحبها و ان كانت تقسو عليها احياناً..ذلك من نتاج افعالها..
ام رواد بتنهيده/الله يصلحها، البارح رجعت من الصالون ودخلت علي الغرفه تبي توريني شكلها و انصدمت..عورني قلبي عليها، الظاهر الفراغ مخليها تسوي كذا
تحدثت الشموس وهي تعود لتجلس مجدداً/ياخوفي يلعب بحسبتها هالفراغ، ومحد فاضي لها بهالبيت بعد، اااه يا نيفا انا بديت صدق اقلق عليها.
ام رواد/انا طلبت منها تدخل النادي و قالت بتفكر.
خافت من هذا الاقتراح/لااا واللي يعافيك مابيها تختلط مع كل من هب ودب...خلقه اختي تتأثر بسرعه، بدور لها دار تحفيظ قران قريب منا و يشغلها بشكل انفع
سكتت ام رواد وهدأ الحوار قليلاً لتتذكر/ماكلمتك خالتك منيره بعدما راحت؟!
اجابتها بتنهيده وهي تلتقط كاسة الشاي/والله للآن، شكلها شايله بخاطرها من رفض ليال
ام رواد بقلق/اللي محيرني ان ليال رفضت واحد كفو مثل طراد لا و خاطبها بالطريقه اللي تبيها بعد..مادري وش خلاها تطلب شوفته ثم بعدها تفركش الخطبه
ظلت تفكر بصمت، تساؤلات ام رواد واقعيه، ليال باتت بالنسبه لها بحر مليء بالاسرار التي لم يكتشفها احد..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس عشر
فوق المحيط الاطلسي و على متن الطائره المتجهه للولايات المتحده.. في درجة الاعمال..
ابتسم لذلك الرجل الصامت طوال الرحله فلا يتحدث الا بما يخص العمل!! وكأنه ذو باع طويل في هذا المجال..
يحب ان يقوم بعمله بنفسه بدون اتكال..حتى تلك الفكره التي اطلع من خلالها على كل التقارير بدون قلق الموظفين من كشفهم له..الجميع ظن انه لا يتقن الانجليزيه فوقعوا بالفخ وسقطوا بالامتحان !!
ابتسم وهو يراه يقلب اوراق عمله حتى وهو في الطائره/شلون فكرة انك ماتعرف الانجليزي حلت كل الامور؟!!
رفع ناظريه له و ابتسم وهو يجيبه/لأنهم ببساطه استغبوني..والاستهانه بصغائر الامور بحد ذاتها مشكلة، ممكن تخسرك كل شيء.
اتسعت ابتسامته باعجاب/عز الله ما اخذت الدكتوراه عبث.
هز رأسه وهو يعود ليقلب اوراقه بين يديه ويتحدث عن العمل/فرع لندن راح يكون تابع لفرع دبلن ما ادري ليه فاتحين مكتبين في بريطانيا.. مكتب واحد يكفي يا مهند..وطبعاً تسرّح موظفين فيصل بحجة اغلاق الفرع و دمجه بفرع دبلن.. واعطوهم تعويضات ...لا يطلعون لنا الاعلام بكرا يقولون سياسات تقشف و خرابيط
مهند وهو يؤيد ما قاله/تم طال عمرك
.
،
.
المشفى..
خرج من غرفة المدير غاضب ،لم يعد يحتمل ما يتعرض له من تهميش في هذا المستشفى، سيعلن اعتراضه عن اي مهمه خارج اطار هذا المستشفى وليكتبوا ضده التقارير وليشربوا من البحر الأجاج ملء افواههم المتشدقه باهانته و التقليل من قيمته كطبيب جراح بارع وموهوب، نعم سيهاجر وليكن ما يكن،
و ان عشق هذه الارض وطلب ودها كثيراً و صبر سنوات عجاف إلا انه بشر و للبشر طاقه محدوده..
ان عاشت في اوطانها بكرامه وإلا انها ستهاجر كما تهاجر الطيور ..
نعم هذه الارض وطنه الذي يرفض الاعتراف به ومع ذلك هو بار وعاشق وفخور به..!
دخل عيادته غاضباً مشحوناً مكبوتاً سينفجر في وجه من سيقف أمامه
لحقت به وهي تراه يمر من امام الاستقبال غاضباً لطالما عشقت هذا الزميل الخلوق وتمنت لو يلتفت إليها، دخلت وه تسأله بلهفه/خير دكتور وليد سمعت صوتك ارتفع بالاداره ومو من عادتك
مرر انامله في شعره و هو يمشي بتوتر في العياده ذهاباً وإياباً محاولاً تهدأت نفسه وكبح جماح غضبه ولكنه الان منفجر ..وهو لم ينفجر غضباً ابداً ،
بلا شعور ركل الكرسي بقدمه بقوه حتى وقع وهو يرد على تلك التي لطالما احترمها كما تحترم مهنتها ولم تدخل عليه وحدها سوى اليوم ويتضح خوفها/الله يحرق الطب على المستشفيات على ابو هالناس اللي ماتخاف الله، انا ادرس طول عمري علشان اكون سيد نفسي و ابني نفسي بمجهودي وبتفاني واخلاص و صبر، وبالنهايه اتوظف تحت رحمة ناس ميته داخلياً و يعيشون على قتل الطموح والتميز بداخلك ، بيئة عمل منفّره ، ناس تهددني علشان يؤثرون علئ طلب الجنسيه عند كل تصرف تافه ابتزاز وصل لدرجة يشغلوني وينتدبوني لمستشفيات ثانيه ...
انا ماني مكينه انا دكتور جراح كل اللي ابي اسويه انجاز يخدم البشريه ويسجل باسم هالبلد.وبالنهايه يقول لي المدير "انت ما عندك ماعند جدتي!!و محد يرد الموت عن اجله"..بالله هذا كلام مدير مكان وظيفته يعيد الصحه والأمل للمرضى"...لكن خلاص البلد معاد تبي اهلها..والهجره اللي كنت اخاف منها بتحصل
حاولت تهدأته/دكتور وليد انت هاللحين معصب لكن بعدما تروق اكيد بتتراجع
جلس في كرسيه بعدما هدأ حتى انه سكت خجلاً مما باح به، لم يسبق وان انفجر هكذا أمام احد..غرق في داخله ثم قاطع حديثها بعصبيه/دكتوره غدير اطلعي برا لو سمحتي يا دكتوره وابعدي الموظفين و عمال النظافه عن الباب بلا جمهره
عذرته في محاولة تجاوز مشاعر غضبه/ان شاء الله بس روق انت.
استرخى في كرسيه بعد خروجها وهو يحاول إلتقاط انفاسه، وقف واتجه للنافذه المشرعه على حدائق المستشفى كل شيء هنا طارد له...فلماذا يتمسك بالمكوث هنا وابواب الهجره مشرعه امامه..؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس عشر
ليلاً… ،
أطلت من الشباك، بيدها كوب قهوتها ترتشفها وهي تراقب لعب اخويها التوأم بصحبة وسام ، يبدو افضل حالاً من السابق، وان لم يتفاعل سوى معهم فقط هذه البدايه ...،
سرحت قليلاً و تنهدت وهي تتذكر ما حدث البارحه و حديثها الذي تفوهت به، تعجّبت من جُرأتها في الحديث ولكن كان يجب ان تخبره بما يجعله ينسفها من تفكيره، كان يستحق ان يسمع ما يدميه ويشعله و ينهيه..، يجب ان يفهم انها لم تظل باقيه على ذكراه طوال تلك السنوات..
أيظن انها حينما رفضت الزواج من غيره انها فقط تنتظره؟!
خاب ما ظن به...
لتنساه الآن فقد استوفت دينها منه..،
الآن ما يشغلها هو التفكير بذلك المشروع الانساني الذي اقترحه أدهم،يبدو رائعاً ذلك الرجل ..هو فعلاً من يستحق الشموس..
لكن مشروع كذاك يحتاج شخصاً صحيحاً ليس كمثلها على شفير الموت..
فكرة كتلك ستساعد الكثيرين ممن هم بنفس حالة وسام وايتام ليس لهم من يرعاهم .. تود فعلاً العيش للحظه الذي يظهر ذلك المركز للنور.. هي متردده والخيارات لديها قليله.. ايضاً يجب ان تؤمن مكاناً يضم وسام، لو تركوه بعدها وحيداً…
ايقظها من تفكيرها صوت صراخ اميره وهي تنادي تحت باسم وسام..
حاولت الإلتفات بحركه سريعه ولكنها شعرت بسواد يعمي عينيها عن الرؤيه.. بدأت تتخبط وهي تبكي بصمت، رباه هل هي النهايه.. ان كانت ستموت اهون من ان تفقد حواسها وهي على قيد الحياه..
حاولت ان تقف كلما تعثرت..مشت قليلاً لتصطدم بالباب الذي فتحته الخادمه "جوري" وكانت تنادي..
لكنها فقدت وعيها اثر اصطدامها وسقطت....!
نزلت جوري مسرعه وهي تبكي/مدااادم شموس،بليييزز
.
.
،
اصوات مآذن الفجر تعطر الأجواء..
تسلل الآن الى أذنيها كالحلم.. لم تكن واعيه.. بل تشعر بدوار وغثيان.. فتحت عينيها لترى النور الذي بالقرب الاريكه حيث تنام الشموس بالقرب منها..
ابتسمت فهي ترى.. ماحدث البارحه كان حادثاً اثر فقدها المؤقت للبصر… فكيف لو فقدته نهائياً…
تركت السرير بهدوء لتتجه الى دورة المياه.. غسلت وجهها مراراً وهي ترى وجهها .. الاعراض بدأت تأخذ منحى آخر ،
لا تستطيع التعايش مع فقدها للحواس تدريجيا حتى الموت
إما ان تخضع للعمليه و تعيش صحيحه او ان تموت مرة واحده..
حزمت أمرها وكأن ماحدث ليلة البارحه اشاره لما يجب ان تفعله.. سترتب وضعها جيداً ثم ستستعين بأدهم ليخبر اختها لاحقاً وليس الآن..
يبدو ان الشموس سهرت ليلتها كلها بجانبها..
خرجت من دورة المياه وهي تراها تنام براحه.. اتجهت اليها تريد إقاظها للصلاه/الشمووس.. الشموس
استيقظت فزعه وهي تناديها/ليااال.
ابتسمت ليال وهي تجلس بجانبها/بسم الله عليك، انا بخير يابنت الحلال
لم تصدق عينيها، عانقتها بخوف مازالت تتذكر اغمائتها/حبيبة قلبي.. خفت عليك.. حاولت اصحيك مافي فايده.. كنتي تهمهمين بس..
*تركت عناقها وهي تتأمل وجه ليال بحب لتكمل حديثها بخوف/و ناديتي نايف كذا مره وانتي نايمه.. وخفت كثيير قلت بس بيصير فيها نفس نايف.. قلبي مايتحمل بعد يا ليال اقسم بالله اني اضعف مما تتخيلين
نزلت دموعها وهي تتذكر نايف وتسمع كلمات اختها بصوتها الباكي.. لتعانقها مجدداً و تشد عليها بقوتها..
.
،
ايها القاسي لست كذلك ولكنها تجبرك بأفعالها ان تكون كإسمك !
ليس ذنبها انك تعلّقت بطفلة ابليس!
نعم انت من اوقعت نفسك في فوهة جحيمها المتلاطم.
لم تكن مجبراً بل راضياً تمام الرضا!!
اخترت عذابها وها انت تريد التقهقر!
سحقاً لك ان تذمرت الآن وتباً لك ان تراجعت!
من يظن ان من تزلزلك الآن هي طفله في السادسه عشر فقط؟!!
وانت رجل الثلاثين من العمر وتجهل ماهية النساء!
تراجعك الآن هو خدلان لرفيقك.. و قتلا له..!!
،
مر اسبوعاً كاملاً بكل ما فيه ..
وهو مر عليه وقت طويل بدون صاحبه، حد انه ضجر من المدينه و اتجه لزميل عمله الذي يملك قطيعاً كبيراًمن الأبل.
اراد ان يسلي نفسه عما يضايقها..
هاهو هنا منذ الفجر وقرر النوم هنا ، المكان ملائم والأجواء باتت تميل للبروده في نجد ..
اشعل النار بنفسه و ضل يتأمل اشتعالها ولمعان دلّة الرسلان التي تفوح منها رائحة القهوه على جالها..اعد الجلسه في انتظار صاحبه الذي ذهب لجلب الحليب من إحدى نياقه "الخلفات"..
وصل الآن و جلس بعدما قدم له الحليب/انطح فالك يا قاسي
ابتسم وهو يتلقف منه إناء الحليب/فالك الطيب يابو مسلط،اسلم اسلم يعطيك العافيه
ابو مسلط بابتسامه/الله يعافيك ذوق هالغبوق بس ذوقه
احتسى منه جرعات حتى ارتوى ثم وضعه جانباً/الحمدلله .. ما شاء الله تبارك الله
ضلا يحتسيان القهوه بعد صلاة العشاء وهما يتبادلان احاديث السمر المكان مناسب و ابو مسلط قد رتب المكان بخيامه وملحقات العزبه بشكل جميل حتى لاستقبال عائلته وضيوفه.. ومن هناك يبدو مجلساً ضخما على عجلات.. قد رتبه لاستقبال الضيوف،
ابو مسلط بابتسامته/شرايك بمالمراح الجديد يابو خالد
ابتسم باعجاب/كلاااام، مراحك هذا ازين من الاول، هنا ماحولك من العربان احد مغير انت وابلك لا ازعاج مواتر ولا ابل تخالط ابلك .
مد فنجانه وتحدث بكرم بدوي/اسمع يابناخي ترى المراح ذا والعزبه تحت امرك متى مابغيت تكشت فيها انت والوالده والا تعزم ربعك هنيا ..ترى الحلال حلالك والذود ذودك يابو خالد
قاسي بامتنان/بيض الله وجهك يابو مسلط، عز الله انك كفو و ماتقصر..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس عشر
مرت الايام على الاحداث السابقه..
اغلقت الهاتف وهي تبتسم بسعاده لتذهب وتأمر الخادمه بإعداد قهوه و اشعال الجمر لتبخير المنزل..
اليوم سيضاء المنزل من جديد ،سيأتي من يحييه.
خرجت من غرفتها وهي تنوي الخروج بصحبة هدى رفيقة العمر ولكنها تفاجأت بعمتها هند تناديها/الشموس وين رايحه هالوقت؟!!!
ابتسمت تلك وهي تلف شالها/شفيه هالوقت؟! تونا العصر ومتفرغه، انا مواعده هدى اطلع معها المول ونتعشى برا.
استغربت/و من بيستقبل زوجك اللي جاي بالطريق من سفره طويله!!!
صُدمت…. لم تعرف بموعد وصوله، في الحقيقه هو لا يتصل وهي لم تبادر و كلاهما ينتظر وصلاً من الآخر، لماذا يتصل بعمته يخبرها ولا يتصل بها هي، تصنعت البرود/انتي فيك الخير والبركه.. استقبليه انتي..امّا انا عندي موعد مهم ،سلام.
دُهشت من تصرفها الغريب و ردها البارد/انتي من صدقك بتطلعين ؟!!
خرجت بدون تعليقٍ إضافي بعدما ودعتها بابتسامه صفراء،سرعان ما اختفت وهي تخرج وتجزم الغياب عن المنزل طوال هذه الليله، من يظن نفسه؟..منذ سفره لم يتصل بها سوى مره واحده وكانت ثواني..أيظن انها ستقبل ان يعاملها كجاريه تظل تنتظره في مخدعها لتترقب حضوره في اي وقت يرغب هو فيه، بدون سابق خبر؟!!
كانت ستفتح باب سيارتها ولكن لفت انتباهها باقة ورد التوليب المثبته على سيارته لمركونه خلف سيارتها!!
اتجهت إليها بغضب لتنزعها منها بقوه ولمحت ورقه صغيره كُتب فيها [عوداً حميداً حبيبي....(م) ]، تباً لهذا الورد الذي باتت تكرهه وللتلك الاوراق وصاحبة الحرف (م) وسحقاً لقائمة حبيباته التي لا تنتهي..!
نتفتها بعشوائية حقد،ثم دهستها تحت قدمها و تركتها عند السياره واتجهت لسيارتها وهي تأمر سائقها/روح بسرعه يا سنجاي.
تدور بداخلها نفس الأسئله، لماذا يقطعها من الاتصال لأكثر من اسبوع ثم يأتي بعدها ولا يخبرها بموعد وصوله الذي تأخر ..!
كم اكره غيرتي وامقت مشاعري،
كم اتمنى ان أقتلع تلك "المُضغه" من بين اضلعي
و أُلقي بها بعيدا ثم أمضي..
..
اغلقت الهاتف وهي ترميه، لم تحتمل ان تسمع حتى صوتها الذي يُشعرها بمدى نقصها وخسارتها و يشعل الحرائق في جوفها…
تبدو الشموس لطيفه ولبقه جداً لدرجه تشعر فيها بأنها اقل، تلك نالت مالم تناله هي، إمراة مثلها لن يفرط فيها رجل عاقل كيف و أدهم في قمة نضجه..
لمحتها من بعيد تقذف هاتفها وتبدو منزعجه، جلست وهي تسألها/من هاللي متصل بك؟ لا يكون شين الحلايا
تنهدت وهي تلتقط كاستها وترتشفها بضيق/لا.. هذي الشموس عازمتني مع رفيقتها بيتعشون برا و تعذرت منها
ضربت جبينها بإحباط وهي ترئ تصرف ابنتها الاحمق/طوول عمرك غبيه وماراح توصلين للي تبينه.. ليه ما وافقتي وطلعتي معها
مدى بحرقه/ماتحملها يمه، كلما اتذكر انها زوجته يضيق صدري، شي فوق استطاعتي
قاطعتها/اتركي عتي خبالك، ترى طريقك لأدهم هو زوجته، كلما اقتربتي منها وحبتك كلما قدرتي توصلينه، وانتي ابخص بالباقي
تسائلت بغباء/كيف يمه؟
لمحت قدوم ساره لتشير لها بالسكوت/بعدين بفهمك يالخبله.
حضرت ساره وهي تلاحظ سكوتهن المفاجئ/شبلاكم ساكتين؟
وقفت مدى وهي تلتقط هاتفها/انا رايحه غرفتي..
التفت ساره الى والدتها بتساؤل/شكل طلاقها للحين مضيق صدرها.. حبيبتي اختي اشتاقت لعيالها
اجابتها بغضب/لا متضايقه ولا شي اصلا طلاقها من منيف عيد ،، اتركيها ولا تذكرينها به الله يبعد دياره ويرزقها اللي تبيه
استغربت رد والدتها، قد كان منيف صاحب الحظ في قلب والدتها وهاهي الآن تمقته!!.. لم تتغير ابداً مازلت تلك السيده القاسيه..
،
وضعت منديلها بجانب الطبق بعد ان مسحت طرف شفتها السفليه/الحمدلله
استغربتها، فهي لم تأكل كعادتها، وتصمت اغلب الوقت/الشموس،ما اكلتي شي يا بنت!
ابعدت الصحن قليلا/والله مالي نفس، بس ماكنت ابي ارفض لك طلب ،
رن هاتفها واسم هند يضيء الشاشه ولكنها اغلقته و دسته في حقيبتها بلا مبالاه.
لمحت توترها منذ ان خرجتا، هي لا تبدو طبيعيه، بالتأكيد هنالك ما يؤرقها لتلتزم صمتها،ابتسمت فهي تعرفها جيدا/سبحان الله ماتغيرتي يالشموس..من عرفتك بالمتوسط اذا تضايقتي من شي تسكتين طول الوقت وتحاولين بفشل انك تكونين عاديه، لين متى تكابربن.
تنهدت وهي تتحدث بتعب/احيان اتمنى اني وحده ثانيه. وحده غير الشموس بنت راكان.. الشموس اتعبتني.
حاولت ممازحتها لتنتشلها من اكتئابها/هاللحين البنات يتمنون يكونون مثلك وانتي تشتكين من نفسك ههه
ابتسمت بتهكم/مالهم إلا الظاهر..
صديقتي تبدو حقاً متعبه و يائسه/يخني تعوذي من الشيطان.. شووفي بكرا الخميس ورجالنا مسافرين ..شرايك نروح للدمام، ناخذ لنا شاليه ونقعد فيه الويكند انا وخواتي وانتي وخواتك وعمتك، صدقيني بننبسط و بتتغير نفسيتك بعد
حاولت ترتيب شالها تريد الذهاب/مايمدي، أدهم رجع من السفر اليوم بعد العصر .
وكأنما سُكب عليها ماءا باردا من المفاجأه/انتي من صدقك تتكلمين؟ وش هالبروود..يووويلي بتجلطني!!
وقفت و ذهبت بصمت بعدما ثبتت لثامها.. لتلتحق بها/وقفي ياللي شايفه نفسك.
.
،
.
،
دخل غرفته بعد سهره قصيره مع عمته هند..اعتذر بحجة النوم ليبتعد فقط ..
و ليختلي بحرائقه الداخليه التي تتقد ممن تجاهلت موعد عودته و ذهبت بلا مبالاه للسهر حتى منتصف الليل..!
كم هي شموس ،
نزع قميصه وبقية ملابسه ليدخل الحمام بسرعه ثم اخذ حماماً بارداً ظل تحت المياه البارده لدقائق..شعر وكأن صدره يفوح مما فيه...تلك الشموس الشارده لا تريحه..لا ترسيه على بر أبداً...
لماذا تجاهلته وكأنه لم يغيب عنها لأكثر من اسبوع..!
ألم تشتاق؟! ألم تتوق؟! ألم تفكر به حتى؟!!
انتهى من حمامه وخرج مبلولاً دون ان يجفف نفسه يقطر الماء من شعر رأسه الذي يلامس عينيه باهمال وهو يتخصر بمنشفته،
اتجه الى الثلاجه الصغيره المتواجده هنالك بجانب الاريكه التي تحت الشرفه، اخذ زجاجة شراب الفيروز بنكهة ليمون والنعناع وألقى بنفسه جالساً على الأريكه..
فتح الزجاجه وظل يشربها بتملل واضح..
مازالت في الخارج...!
كيف تفعل ذلك به ، كيف تصغّره بهذا الشكل امام الجميع!!
اغمض عينيه وهو يسند رأسه محاولاً الهدوء قدر المستطاع..
.
،
.
،
عادت متأخره وهي متعمده كانت طوال الليل تجلس في غرفة الضيوف..توقعت ان تجده نائماً، ولكنها تفاجأت بأن السرير مازال على ترتيبه الذي تركته عليه...تقدمت خطوتين وهي تضع حقيبتها على الطاوله و تعلّق عبائتها في الشماعه...
انتبهت لذلك الذي ينام جالساً وعابساً هناك على الأريكه ... تأملته قليلاً وهي تتفحص ملامحه بشوق، ماذا لو انه اخبرها بموعد عودته من خلال اتصال مدته ثواني؟!
لماذا يصر ان يحتقرها هكذا؟!
أيظن هذا الامير انها ستظل تنتظره في مخدعها كجاريه في اي وقت يتكرم عليها سيدها؟!!
خاب ظنه...
هي ليست هامشاً حتى يتجاهلها يجب ان يضعها نصب عينيه، قبل ان يفكر بأي شي يخصها..
من حظ أدهم السيء انها لا تساوم على احترامها لنفسها، يجب ان يحترمها قبل ان يحبها، الاحترام اولاً ثم كل شيء يأتي خلفه..
تلك مبادئها التي لا تعرف ان تتنازل عنها مهما احبته..
كادت تتركه لتذهب تستحم قبل نومها ولكن لم تستطيع تركه تحت التكييف البارد بلا غطاء،سيتجمد ذلك الغبي..!
اخذت غطاءاً من الخزانه واتجهت اليه بسرعه،يجب ان لا يشعر بها..لا تريد ان تحتك به الليله على الأقل..
اقتربت منه وهي تحاول تغطيته جيداً من كتفيه لتتفاجئ به يبعد الغطاء و يُمسك بها فوراً وهي تشهق خوفاً ليضعها بحركه سريعه في حجره بيدي قبضته لتصرخ وهي ترى عينيه الحمراوين/أدهم هذي انا
ابتسم بقهر/مايحتاج تقولين،عطرك السافر فضح دخولك البيت مو بس الغرفه.
خافت من نبرته يبدو غاضب/أدهم فكني بليز..
ثبّتها اكثر وهو يتأملها بافتتان، تبدو اجمل من ذي قبل،الغريب انها تحاول ان تتملص منه بوقت يجب ان تتودد له ولكنها تغيظه تحاول ان تبتعد عنه في اي فرصه بعكسه...!!
حاولت الصدود خجلاً من عينيه التي تكاد تخترق عينيها، ولكنها تفاجأت بيده تعيدها لتعانق عينيه ليقترب لخدها ويقبلها بنعومه ثم همس لها بعتاب لطيف/ليه ما كانت عيونك اول عين تعانقني بعد السفر؟!
ابتلعت ريق اللهفه والخوف معاً، كيف تجيبه وهو يحاصرها هكذا بكل بريقه وجاذبيته بجانب قلبها المائل وعتابه اللطيف، ذلك ليس عدلاً ابداً فهي تغرق بين يديه! ،حاولت افتكاك نفسها،ولكن مالعمل مع رجل بهذه القوه، تحدثت بنبره اقل وكأنها لم تتأثر/لا تعاتب وانت ماتصلت اسبوع كامل و ما عطيتني حتى خبر برجوعك.
شعر بغليانه يزيد من ردها البارد..ليقف لا شعورياً ويرميها بجانبه على الاريكه ويتجه الى هاتفه بغضب،
فتحه واتجه بسرعه وبأنامل متوتره للرسائل المرسله، ليرميها به/تفصلي رسايلي لك اخرها امس الصباح وقلتلك موعد رحلتي بعد
استغربت من تصرفه وهو يقذفها على ذراعها بالهاتف هكذا، لم تبين ألمها فقط اخذت الهاتف لتراه هو فعلاً محق، لكن لم تصلها تلك الرسائل/بس ما وصلتني و ..
قاطعها بنبرة غضب عاليه/لا تعتذرين عن تصرف منتي ندمانه عليه..
حاولت ان تمتص غضبه، وقفت وهي تتحدث بهدوءها/خلاص أدهم لا ترفع صوتك، ..ترى البيت فيه ناس غيرنا
اخذ هاتفه من يدها وهو يرد بغضب، هي لا تهتم اصلاً فلو انها اشتاقت لما تجاهلت موعد حضوره وذهبت مع رفيقاتها وهاهي الآن تفكر بمن في البيت/خايفه تهتز صورتك قدام خواتك؟!!..لكن انا ما اهمك!.."رسالتك وصلت"
التزمت صمتها وهي تتركه فهو غاضب.. اي حديث معه الآن لا فائده من وربما سيزيد غضبه.. لذلك ستتركه ليهدأ..
سكت وهو يراها كالجبل لم تتأثر بما قاله، بل هاهي تدير ظهرها وتتركه واقفاً من الطبيعي ان لا تتأثر فهي لا تحمل له مشاعر، تنهد بضيق و وقالها بنبره اقل من سابقاتها/ما يهم ان كان لي مكان بقلبك ..لكن مثلي الاهتمام مثلما امثله ...و بس.. لا تحديني اسوي شي ماراح يعجبك.
ألقى حمم كلماته ببساطه و ذهب لسريره ليدثر نفسه بالاغطيه ويغط في نومه..
كان كل ما قاله في كفه وحديثه الاخير عن تمثيله للاهتمام بكفه اخرى!!
ابتسمت بخيبه وهي تحاول جحود دموعها برفع رأسها للأعلى..
لتنسحب مسرعه بعد ذلك الى دورة المياه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس عشر
ماقبل الفجر…
منذ تلك الرسائل التي تلقتها من تركي وهي تشعر بتلاشي الفراغ الذي كان يحيط بها.. بدأت تختنق حتى من ذرات الهواء المحيطه بها..
هاهي تجلس في منتصف سريرها تتابع فيلم "Freaks"
اخبرتها دانه بأنه الفيلم الاكثر رعباً في العالم و انه وانه..لم تراه مرعباً بقدر انه بدا مقززاً لابعد حد...
اخذت هاتفها لترسل رسالة واتساب لدانه مضمونها [فلمك اللي قلتي عنه رعب طلع بيييييض]
اغلقت الفيلم وجلست تفكر بشيء اهم من هذا الذي تمر به الآن…
هي الآن في حرب بارده.. يجب ان تكون هي صاحبة الكلمه العليا فيها.. سيعرفون من هي بنت الباسكيه التي يمقتونها...
ابتسمت وهي تتلقف هاتفها وتفتح تطبيق my stc وتتنهد (بسم الله بدينا ..والبادي اظلم)
كتبت العديد من الرسائل في المسودات على استعداد لارسالها في اوقاتها المحدده.. لا بأس بقليل من التلاعب. و قليلا ً من التوتر..
رن هاتفها في هذه اللحظه.. لترد وهي تبتسم/اهليين.. وينك يا حيوانه من الصبح انتظر اتصالك.. اوكي عذرتك بس شووفي هدي لعب هالايام.. ايييه اختفي هالفتره وباقي الشغل علي.. اييه ان بغيتك بتصل.. اهم شي طفي الشريحه حقتك..
انهت اتصالها وهي تفكر بشخص آخر.. ذلك القاسي يحتاج لكسر، و للي ذراع من نوع فاخر.. يجب ان تتفرغ له بعد ان تنهي مهمتها الأولى…
تسللت الشمس من بين ستائر الغرفه التي لم تكن مغلقه بإحكام..لتتسلط اشعتها على عينيه وتزعج نومه..فتح عينيه ببطىء ،
نام براحه تامه بعدما فرّغ جام غضبه عليها ليلة البارحه، و هو لم يرتاح في نومه منذ سافر الا البارحه..
جلس باسترخاء ليراها بجانبه تدير ظهرها له وشعرها يعانق وسادتها بحب.. هل ينام بجانبها حقاً؟هو لا يصدق.. سمح لعينيه ان تتأملها من طرف عنقها مروراً بكتفها العاري و بعض بذراعها ..
لمح ازرقاق ذراعها الذي يرتاح فوق غطاءها..تذكر مافعله بها البارحه وهو يقذف هاتفه ليصيبها في ذراعها، لم يقصد إذائها كان غاضباً فقط..
اقترب منها وهو يشتم رائحة شعرها و يقبل كتفها و يمرر يده ليداعب ذراعها بأنامله شعر بأنها ليست نائمه تنفسها ليس منتظماً، اقترب من اذنها بعدما طبع قبلاته على عنقها ليهمس/صحيتي يا قلبي؟!
تنهدت وهي تبتلع غصتها/من اليوم ورايح منت ملزوم تمثل علي الاهتمام..خذ حاجتك اللي تبيها من جسمي و فارقني.
فهم ما تعنيه،قد جرحها بحديثه البارحه..اخذ ذراعها وقبلها مكان الكدمه المُزرقه عدة قبلات..و تحدث وهو مازال يعانقها من الخلف/اسف ماقدر اتجاهلك..انتي تجبريني اهتم.
تعرف انه الآن يبحث عن حاجه واحده فقط ..تنهدت وهي تعجز ان تتفاعل معه، ذلك خارج عن ارادتها تماماً ،
إهانته ما زال يتردد صداها في أذنها..
ادارها نحوه وهو ينظر إليها مستغرباً، يبدو جسدها ساخناً و كأنها حمى/مريضه؟! تبين المستشفى او اجيب لك فيفادول من الدرج
يكاد يقتلها بتصرفاته معها اقتربت من شفتيه لتقبلها بهدوء ثم همست برجاء/قلت لك يا قلبي معاد ابيك تمثل علي الاهتمام الله يخليك..
استغرب تصرفها وإلحاحها، حاول اطالت الحديث معها فقط وهو يتأمل عينيها و باقي ملامحها بعيني الرغبه/وليه مانمثل على بعض..؟!الحياه كلها تمثيل
تنهدت بعين لامعه/نكون واضحين بكراهيتنا او علاقتنا العاديه كزوجين القدر جمعهم ..افضل مليون مره من اننا نعيش عمرنا كله بكذبه لا و نزعل من تصرفات بعض ..!
يقسم انها كثيره عليه وان لم تستقبله البارحه.. معها كل الحق قد تركها اسبوعاً بلا اتصال.. فقط ثلاث رسائل يخبرها فيه عن تواجده.. اقترب منها و اغلق ثغرها بقبلة مطوله.. يريد حرق الماضي كله لعيني هذه الثمينه..
مثلها لا يُداس على طرفها فتسكت ..
يجب ان يحذر دائماً فهي الشموس..،
.
الساعه التاسعه صباحاً..،
المشفى ..
منذ ربع ساعه تتحدث اليه تريد ثنيه عن قراره الذي اتخذه ولكنه يبدو قد حزم امره/للمره الاخيره يا دكتور وليد استخير قبل تروح
وليد بإصرار/انتهينا يا غدير راسلت كذا مستشفئ بألمانيا وقريب بيردون لي، واصلا انتظر الفيزه علشان اطلع
بحزن/يعني وين بتروح هذي ديرتك مهما حاولت تبعد حنينك هنا وجذورك هنا
تصيبه كلماتها بالغصه و بالحرقه في آن معاً/الديره معاد تبي اهلها يا غدير.. الهجره وجبت..
غدير /مادري وش اقولك يا وليد بس فكر قبل تروح ، ترى فيه ناس ارواحها متعلقه بك.. ان رحت يمكن يموتون
لم يفهم ماتقصده، كان مشتتاً ويفكر بالهجره فقط..
دخلت الممرضه تنادي/دكتور غدير ، وقت المراجعين
وقفت وهي ترمقه بحب فاق الزمان و عرقله المكان والحظ/عن اذنك وليد..
.
.
راقبت خروج تلك من عيادة الدكتور وليد.. كانت متردده حتى سمعت ما قالته تلك الدكتوره التي تتحدث اليه وتُسقط الكلفه معه، مع ذلك هي تبدو جداً محترمه..
"لابد و ان بينهما شيء.. حسناً ذلك ليس من شأنها"
تسللت من الباب وهي تراه يدير ظهره للباب ويراقب الشرفه، العياده تبدو مبعثره!..
صُدمت لم تتوقع ماتراه..
ظن انها الممرضه المساعده تحدث وهو مازال يدير ظهره/سكري العياده ماراح استقبل مرضئ بعد اليوم.
يبدو كئيبا و حزيناً ليس ذلك الطبيب المبتسم، صاحب العينين التي تنطق حياه، تجرأت لتلقي التحيه/السلام عليكم
إلتفت إليها بعدما سمع نبرتها،نعم انها هي، لم يرد السلام/دكتورك ما جاء اليوم تعالي بكرا..
اتجهت بنظراتها للسماعات المهمله على الارض وتمرر ناظريها في الفوضى التي تعم مكتبه،وهي تتحدث بهدوءها/رد السلام واجب..ليش معصب علي؟!
اتجه الى مكتبه وهو يخلع معطفه ويهم بالخروج بدون ان يرد عليها، فهي اول من اطفىء حماسته ورغبته في الاستمرار بالبحث عن اساليب جراحه جديده..هي قاتله مثلهم ولكن بطريقه اكثر وجعاً..!
نادته بنبرة رجاء وهو يهم بالخروج/دكتور وليد
توقف والتفت إليها وفاءاً لمعدنه الذي لم يصد عن احدٍ يناديه/خير؟!
حاولت ان تلملمه بقدر ما تستطيع فهي بحاجته الآن وقد عزمت على المجازفه، فما سمعته من الدكتور غدير التي اعتادت ان تقابلها في كل زياره قبل قليل يبرهن لها انه دكتور يستحق الدعم حقاً/انا حابه اكون شريكه لك في انجازك..
لم يستوعب جملتها كان حقاً مبعثر/نعم؟..مافهمت اي انجاز !!
بصوت واثق وحازم للقرار الذي اتخذته/انا حالة ورم الراس عندي صعبه بشهادة كل دكاترتي وبشهادتك بعد، مع ذلك عندي امل، يمكن امل ضعيف، لكن ماني حابه اموت قبل احقق اهدافي، ومثل ما يقولون اسعى يا عبدي وانا اسعى معك
مازال لا يفهم هذه الغامضه/المطلوب مني يعني؟
بهدوءها/انا سبق و عصبت عليك ويمكن تعديت حدود الخصومه ورفضت تعالجني، لكن هاللحين انا جايه اطلبك برجاء .. تتنازل وتستلم حالتي مره ثانيه والا امشي بكرامتي؟
هو حقاً غير مصدق لما يسمعه الآن!، تبدو سيده اخرى ليست تلك المتعجرفه /دوري لك غيري يا بنت الاكابر اما انا قررت اهاجر
بهدوءها ونبرتها المميزه في الحديث/ماعندي اعتراض على هجرتك انت حر ،لكن انا رجيتك وانت تحترم مهنتك مثلما قلت.. عالجني قبل تهاجر.. يا تنجح العمليه واعيش لولدي اللي كفلته و لاهدافي، وانت تنجح ويعلى نجمك..او تفشل العمليه بموتي انا وانت تهاجر بعدها وتنسى فشلك وتبدأ هناك من جديد ...وش قلت؟!
صُدم من حديثها، هي تلقي بنفسها بين اياديه بكل ثقه و تسليم..هذا ما اراده تماماً، الثقه، رباه اي كرم واي اختبار صعب وضعتني به!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس عشر
بعد صلاة العصر… ،
قدمت ام رواد وهي تضع حلى صنعته بنفسها /حي الله ابو عبدالله..نورت البيت
ابتسم وهو يرى الطاوله تضيق بالحلويات/ بنوركم يام رواد..لا كذا بتسمنونيي يا جماعه.ماتعودت على الدلع
ام رواد وهي ترمق الشموس/لا بتتعود عليه ان شاء الله
سكبت فنجاناً وهي تمده له/سم لبى قلبك
ابتسم وهو يتناول الفنجان من يدها/سم الله عدوك
هند بابتسامه/اليوم ماصحيتوا الا الظهر..والله بغيت اجي اطق الباب مو من عوايدكم يهالثنين تركتوا الدوام و طنشتوا العالم
تحدثت الشموس لتقاطعها/احمم كأنك نسيتي تقهويني؟! والا شفتي ولد اخوك و طنشتيني
التفت اليها أدهم/طبعاً اذا حضر الماء بطل التيمم
رفعت حاجبها الايسر بابتسامه/اكيد طال عمرك
شعرت بالراحه وهي ترى الرضا على كلاهما اليوم..ظنت ان تحدث كارثه البارحه/الله يديم الرضا
حاول ان يتجاوز نظراتها القاتله بالحديث الى عمته/على طاري الرضا يا عمه.. ترى حددنا ملكتك وزواجك انتي وصالح السبوع هذا عاد تجهزوا.. و كلمت عمتي لولوه وقالت بتجي.. عاد ضبطوا اموركم
خافت/مو كأنك استعجلت يا ولدي
ضحك/والله انت بالنسبه لي ودي تقعدين معي بس الرجال مستعجل الله يحفظك.
دخلت ليال بهذه اللحظات، وهي سعيده باجتماعهم/السلام عليكم
الكل/وعليكم السلام..
اتجهت لأدهم بالحديث/الحمدلله على سلامة الوصول
أدهم وهو يقف/الله يسلمك..شلونك ليال؟!
ليال بتردد/بخير الحمدلله
أدهم/عن اذنكم طالع مشوار
قررت ان تخبره/أدهم ممكن اتكلم معك شوي
استغرب طلبها/امري
ترددت/لا خلاص بعدين..روح لمشوارك..
راقبته حتى خرج ثم نزعت نقابها واتجهت للكرسي وهي تجلس براحه/هااي شله
تحدثت بعبوس/وش عندك طالبه تتكلمين مع أدهم
ابتسمت وهي تلتقط قطعة وتدسها في ثغرها، وتجيبها باستهزاء/ابي اعترف له بحبي ..
ضحكت هند وهي تشير اليها/هالبنت كارثه
التفتت الشموس الى هند بابتسامة خبث/الكارثه والله بتحصل بعد اسبوع بس تجهزي ههه
فهمت ليال ماحدث/اماااا عااد
ام رواد بحماس/ايه وما معنا كثير وقت يدوب نجهز عروستنا
ردت عليها هند بخجل/وش تجهيزه من صدقك انتي.. شاب وودوه الكتاب
ليال بعبوس/من اللي شااب هااه.. اقوول انتي خليك كل شي علي انا وام رواد ..نبي مقاساتك بس
ام رواد/بتصل بلولوه وانسق معها شفت على بنتها عبير نقش يجنن بعدما طلعت من الاربعين..
شهقت هند/يويلي نقش لاا يا فضيحتي
الشموس بحماس/مو مشكله لا تنقشين ..انا بتنقش.. من جد يام رواد والله نقش عبير بعد نفاسها يجنن..
ليال/جاتكم الثانيه ياشين الغيره..
الشموس بممازحه مؤلمه/ماسويت عرس ولا لبست ابيض.. حاسدتني على نقش حناء.. يمااا منك
ضحكت ليال/ولا يهمك بعوض هالاشياء بعرسي انا..
الشموس بحيره/مادري نعزم احد او نخليها عائليه وبس، نسيت اسأل أدهم..
توترت من احاديثهن وتفاصيل التجهيزات.. و قررت تركهن.. ليس من السهل عليها الاقدام علئ خطوة الزواج من جديد.. الخوف كل الخوف من الفشل ..ومن اهانات جديد لن تحتملها.. وماذا بعد.. ابنها الذي قطع صلته بها.. هي في دوامه لا تعرف لها نهايه ابداً..
.
،
.
ليلاً..
وقفت امام القصر المنشود..
نزلت من سيارة الأجره وهي تزيح طرحتها ليظهر شعرها البندقي الفاتح ..الجو حار في صيف هذا البلد.. تتذكر تلك السنتين اللتين عاشتها هنا.. اخذت حقيبتها و اتجهت لباحة القصر.. ..
هنا تعيش طفلتها الشقيه... الآن بات االوقت و لوضع مناسباً لاستردادها بورثها من ثروة ابيها.. لن تدع ابنتها تعيش بعيده عنها بعد الآن مهما كلفها الأمر..
رنت الجرس.. لتفتح لها الشموس تبدو كانت تريد الخروج بصحبة ليال/فرانشيسكا!!!!
ابتسمت بخبث وهي تحييهم بالاسبانيه وتشير بأناملها/آولااا
يوماً ما..
ستتلاشى مساحات الحزن الواسعه
و ستتسع ايامنا للسعاده..
يوماً ما..
سيكون كل ألم "مجرد ذكرى"
،،
.
,
‏âپ§
يخيّم الصمت على المكان منذ دقائق بعد العشاء.. فقط الخادمه هي من تتحرك لتقديم الشاي في ضل االاحاديث الجانبيه بين نيفادا ووالدتها بلغتها…
همست ليال للشموس/ماني مصدقه ان هذي ام نيفا… ما كأن مر عليها سنوات.. ناظري الجسم كيف
الشموس بتفكير آخر/الله يستر لا تأثر على اختنا…البنت بالفتره الاخيره متغيره،
ليال بخوف/الله يستر
لاحظت احاديثهن الجانبيه فقررت الحديث بعربيه مكسره جداً/كيف هالك شموس
ردت بتصغير عينيها/بخير.. وانتي
اتسعت ابتسامتها/very will ..
التفتت للخادمه/بليز تيك ماي باقز تو ماي روم؟
لم تستسيغها وهي تتعامل مع المكان وكأنها صاحبته/عفواً من قال انك بتنامين هنا؟
نيفادا وهي تقف بإصرار/هذي امي جايتني، اكيد ماراح اطلعها تنام بفندق..
هند بهدوء/ما قلنا شي بس شايفه امك الله يستر عليها مكشفه والبيت فيه رجال ماهو محرم
ليال بضحكه مكتومه/على اساس انها تستحي!!. خلوها براحتها.. هي وهاللبس.
نيفادا بغضب/ليااال لا تسبين امي، ماسمحلك
ليال بحاجب مرفوع/ما سبيتها هي فعلا ما تتغطى فليش زعلتي؟..الا انك حاسه ان هالشي غلط
ألتفتت الى والدتها وهي تتحدث بالاسبانيه تحاول كبت غضبها/ Hagamos mama'
.
ام رواد باستغراب/اول مره اشوف ام نيفادا.. ابداً ماتشبه لها.. نيفادا نفس عيون ابوها عسليه و بنتنا بشرتها صافيها و مافيها نمش عكس امها ....
الشموس بقهر مكبوت/ما يحتاج هذا هي ورثت منها التمرد
ليال/برأيي مانكبر الموضوع لأنها هنا زياره وبتروح.
الشموس بقلق/والله ما ظنتي..
ليال/اللي اعرفه انها تزوجت بعد طلاقها من ابوي الله يرحمه، يعني هاللحين وراها عيال ورجل
ام رواد/وش هالرجل اللي خلاها تجي لحالها
عادت ليال لتضحك مجدداً وهي تقف تريد الذهاب/يا حبي لك يام رواد.. هذول ما يحكمهم رجل.. متى مابغت الوحده تسافر راحت مع الباب.. يلا انا رايحه انام.. هالصفراء خربت علينا طلعتنا..
وقفت ام رواد/و انا بعد بروح انام ، مانبي نطول بالسهره. وورانا شغل و تجهيز عروس، تصبحين ع خير الشموس
بابتسامه صغيره/وانتوا من اهله..
ذهب الجميع وضلت مكانها قليلاً، لتقف تنادي الخادمه تحمل الشاي و باقي الاشياء ثم اتجهت للمكتب.. ،
.
ذهبت تنتظر عودته في غرفة المكتب، يجب ان تتحدث معه في مكان خارج غرفتهما الخاصه،.
جلست تقرأ مدونات عمتها التي لطالما استمتعت بقراءتها لفتها نصاً كتبته وبدأت تبحر به..
[جميلٌ هو الليل يمنحنا فرصة السكون و يبحر بنا هدوءه الى ما وراء الخيال الفاتن حيث اشياء جميله لا يمكن حدوثها الا هنالك في ارض الخيال..
تلك الارض التي رسمناها باحلامنا و طموحاتنا التي فشلنا في تحقيقها على ارض الواقع..!
الخيال يبهجنا حين يأخذنا معه إليه..
الخيال يجعلنا نُشكّل الحب كما نريد و نرسمه بالشكل الذي نحب،
لولا الخيال لما خط قلم ولم تؤلف الكتب، بل لولا الخيال لما اُخترع القلم الذي خط رسائل العشاق منذ القدم ..،
الخيال نعمه يجب ان نشكر الله عليها..]
دخل في هذه اللحظات وهو يراها تتبسم للكتاب الذي تقرأه بين يديها، مسترخيه و هي تمدد ساقيها على الاريكه، لله در السحر الذي تبعثه ابتسامتها و ليلها الذي يغطي كتفها/مساء الابتسامات!
رفعت رأسها اليه بنفس ابتسامتها وهي تعتدل جالسه وتبعد شعرها عن وجهها بحركه عفويه/مساء النور..
اتجه اليها و جلس بجانبها وهو يحاول اخذه/شقاعده تقرين ومخليك مبتسمه كذا
خبأته خلف ظهرها وهي ترفض/يوميات عمتي هند والله ماتقرأها.
حاول اخذه منها حتى اخذه رغماً عنها، ليتفاجئ بأنه الكتاب الأزرق الذي سبق و ان قرأه وظن انه للشموس/انتي متأكده انه لها؟!
هزت رأسها بالإيجاب/كانت بتحرقهم قبل فتره بس انا اخذتها منها بغفله منها و غيرت تغليفات دفاترها وخليتها برفي الخاص..علشان ماتشك، و الكل صار يظنها لي
ارتاح اخيراً من هم كان يحمله فقد كان يظن الظنون/واضح ان عندها شغف للكتابه
تحدثت بحماس/فوق ما تتخيل كانت تكتب كثير ولها محاولات روائيه بس للأسف الزواج انهى طموحها..و تركت دفاترها و رواياتها بدون تكمله..
و هالدفاتر هذي اغلبها قديم .. اذكر مره زمان جاتني تبكي وتقولي اخذي هالكتب واحرقيها..وقتها كانت حامل بتركي ..بعدها اخذت الكتب واخفيتها مثلما انت شايف.
استغرب ما سمعه/معقوله الزواج ممكن ينهي رغبة الانسان بالحياه لهالدرجه؟!
تنهدت وتحدثت بحزن/اللي اعرفه انه يسوي اكثر، لكن الحمدلله اللي ربي كتب لعمتي نصيب من هالحياه، انا واثقه بصالح..
تردد وهو يريد سؤالها بفضول، ولكنه قرر/ليه جمعتي كتب عمتي هند و ماحرقتيها مثلما قالت
اجابته بدون تردد/قرأت مره ان قرارات الانسان وقت غضبه هي اشد القرارات اللي يندم عليها، و ماحبيتها تندم..
استغرب/طيب وش ناويه تسوين بهالدفاتر..
اجابته بحماس/حابه اجمع كتاباتها بكتاب واهديه لها..انا متأكده انها راح تكون هديه لطيفه وجميله وبتحبها..
ابتسم وهو يراها تتحدث بأريحيه هنا، نظر لساعة معصمه ثم رفع ناظريه/غريبه جالسه تنتظريني هنا مو بغرفتنا.
بشبح ابتسامه/غرفتنا لحياتنا وامورنا الخاصه وبس ، وانا ابي اكلمك بموضوع يخص طرف ثالث
خاف من ابتسامتها الصغيره، ومن كلمة "طرف ثالث"، هل وصلها شيء عن لقاءه بمها او تشك بشيء/طرف ثالث؟!..بينا؟
لاحظت تغير نبرته/ايوه طرف ثالث ويمكن رابع..تقدر تقول امر عائلي
هدأ ورفع بصره لها/خير وش فيه
قررت الحديث بدون مقدمات/ام نيفادا وصلت اليوم وواضح نيتها تاخذها معها و يمكن تسأل عن نصيب بنتها..كل شيء وارد
هنا يجب ان يكون دوره،تحدث بجديه/أما حق نيفادا ونصيبها من حلال ابوها بتاخذه بوقته، لكن فكرة انها تطلع مع امها لديرتها هذي مستحيله وانا عايش
ترددت فيما ستقوله، ولكن يجب ان تناقش الموضوع من كافة جوانبه/انا خايفه يا أدهم..ماتدري هالمره وش سوت علشان ناخذ حضانة اختي..باعتها بثمن بخس شرطت مليونين دولار ببلدها علشان تترك المطالبه ببنتها تخيّل؟!
استغرب/نيفادا عندها علم بالبيعه هذي؟!
بخوف/لاا كانت طفله.. ومستحيل نقول لها، ا
استغرب/وليه ماقلتوا لها؟!
تنهدت بحزن من حال اختاه/ابشع شي بالحياه انك تشوه صورة أم بعين طفلها..مهما كانت الام تضل هي انبل شيء بالحياه.تضل هي الذكرى البيضاء الاجمل بداخل اي شخص مهما كبر وشاخ.
صمت قليلاً بعد حديثها عن قيمة الأم واثرها داخل طفلها ، شعر بحرارة الدمع في عينيه، حاول تجاوز مشاعره التي تضعف عندما يتذكر أمه، فتحدث/معك حق..زين سويتوا
لاحظت بريق عينيه ونبرته التي شابتها البحه قليلاً، تُرى ماذا يخفي عنها، ماهو ماضيه وكيف فقد والديه/أدهم فيك شيء؟!
اشار بيده بالنفي وهو لا ينظر إليها/لا..بس تأكدي ان ام نيفادا ماتقدر تاخذها لو تجيب ألف محامي،
استغربت/كيف؟!...اخاف إذا...
امسك بيدها وهو يقاطعها/قلتلك ماراح تاخذها لو تبوس السماء السابعه
ارتاحت من تأكيده،هكذا لن تحمل هم احد وهو بجانبها..،
تذكر أمراً مهماً وهو يحاول تناسي امر نيفادا فموضوعها يغيضه من كل اتجاه، تلك الفتاه تبدو ايقونة مشاكل/المهم هاللحين بشريني ليال وافقت؟! كأنها امس بغت تتكلم معي بعدين هونت!
ابتسمت لذكراها وهي تخبرها بممازحه امس انها تريد ان تصارحه بحبها/الظاهر تبي تقولك انها موافقه تشرف عالدورات اللي انت اقترحتها..و للامانه هي فرحانه وفخوره ان هالاقتراح منك.وگأنه اعطاها دفعه معنويه، حتى اني حسيت هالشي فيها..
ابتسم وهو يراها تتحدث عن اختها بأريحيه/وانتي وش رايك؟!
وقفت تجيبه وهي تذهب للرفوف وتضع الدفتر بها/قلتلك رأيي بعدما اقنعتني بالمشروع والا نسيت..!
تتبعها بهدوء وهي تذهب للرفوف ...،
تبدو فاتنه وهي غاضبه
و شهيه وهي ناقمه
وتبدو اكثر فتنه حينما تبتسم و تسايره بالاحاديث!
انتهت من وضع الدفتر في مكانه لتلتفت وتتفاجىء به امامها صرخت ولكنه اغلق ثغرها وهو يضحك/يالخواافه هذا وانتي عارفه اني معك بالمكتب !!
بدأت ترتجف حقاً لتعانقه بعدما ضربت صدره بشكل عفوي جداً،و قلبها يخفق بسرعه شديده/حرام عليك قسم بالله روعتني
بادلها العناق وهو مازال يضحك و يشعر برجفتها/مسويه انا القويه ومدري ايش..
قاطعته ليسكت/أدهم
مازال يضحك/طيب تقدرين تمشين للغرفه بعد هالخوف والا اشيلك ؟
مدت شفتيها بعبوس اطفال وهي تدفعه عنها/ابعد عني بس ، كسرت عظامي من الخوف. ماراح تنام بالغرفه الليله.. انت مطرود
لحق بها وهي تتجاوزه ليتلقفها و يحملها بخفه ،خافت وهي تهمس بخجل قبل ان يخرجها من المكتب/لا يشوفنا احد أدهم طلبتك تنزلني ، تكفى!
ضحك وهو يمثل كيف يُسقطها ثم أنزلها/خلاص عرفت نقطة ضعفك، اذا ازعجتيني شلتك قدام الناس كعقاب لك.
ابتسمت بكيد نسائي بحت/ساعتها بيقولون خاروف زوجته ماراح يقولون يعاقبها..
ضحك وهو يمسك بيدها/والله عاد يقولون اللي يقولونه،ماهتميت .. اهم شي انتي تتعاقبين وانا اضحك.
ضحكت هي بدورها وهي تحاول سحب يدها والخروج من المكتب/ماراح تشيلني .بعدين انت اصلا بتنحرج لأني ساعتها بصرخ و كأنك خاطفني او ماعرفك..
ضل يضحك و ممسكاً بيدها وهما يخرجان/صدقيني بتكون اسعد لحظات حياتي…
ضحكت وهي تدخل الغرفه/انت ماتقولي وش متعشي الليله هاا
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع عشر
لمحتهما و أدهم يشد على يدها ويسيران من المكتب للغرفه في اضاءات المنزل الخافته، ابتسمت بسعاده يبدوان منسجمين،وضحكاتهما واضحه..
لتنزل بعدما اغلقا جناحهما..
متجهه الى المطبخ..،لتشغل آلة غلي الماء وتصنع لها قهوه..
لم تستطيع النوم منذ ايام تعجز عن اغماضه واحده..
اي حال وصلت إليه؟! لماذا تُحمّل نفسها مشقة علاقه جديده؟، ماعاشته من علاقه واحده فاشله يكفيها..
شعرت وكأنها تسرعت،هي ليست على ما يرام منذ ان اخبرها أدهم بموعد الزواج وهي في دوامة تفكير لا نهايه لها..!!
حسناً ماذا يهم؟ سبق وان تزوجت ابوشهد عن اقتناع تام وقضت معه فترة الملكه ماقبل الزواج،كان راقياً جداً في تعامله، حتى انه جعلها تُغرم به!
الى ان تزوجا ومضت شهور قليله لينقلب رأساً على عقب..
كانت صدمه جعلتها تعيش،في خرس طوال عشرون عاماً..!
لعل صالح يكون كإسمه.. لما لا؟
على الاقل انا الآن لست صغيره.. سأتزوج صالحاً..فإن صلح.. ستكمل معه. وإن لا فهي لن تظل تحت جناحه ذليله.. لا مزيداً من التضحيات العرجاء..
انتهت من صُنع فنجان قهوتها و خرجت للحديقه، تريد ازالة توترها.. احياناً كل ما نحتاجه هو هدنه مع النفس و صفاء ذهن ..نحتاج حقاً لنسيان اوجاع الماضي والمضي بلا ذكريات مؤلمه،..
.
،
.
عاد فجراً .. مهمل الثياب اشعث الشعر و يبدو ذقنه غير مرتب .. اراد ان يستحم ويبدل ثيابه ويخرج لعمله،لا يريد الحديث مع احدهم..
انتهى من حمامه و أرتدى زي الجيش ونزل وهو ينظر لساعته، مازالت امامه ساعه سيأخذ عصيرا من المطبخ ثم سيخرج.. ليتفاجئ بأخته امامه تصنع قهوتها/ساره!!
التفتت اليه مبتسمه/عيون ساره.. وينك من يومين لا حس ولا خبر
تقدم إليها وقبل رأسها/كنت طالع مع خوياي نتمشى بهالبر
مدت يدها بإبتسامه وهي تلامس ذقنه الطويل/كبرنا من جد.. وصرت اطول مني رجال بلحيته.
ضحك وهو يبعد يدها عن وجهه/للحين يا ساره تحسسيني كأني ولدك .. تراني بو35سنه
خفتت ابتسامتها وهي تراه حزيناً مهما ابتسم/للحين مانويت تتزوج من جديد؟
فتح االثلاجه وهو يلتقط علبة عصير برتقال ويفتحها/خلي الزواج لوقته احسن
تحدثت بحب/صدقت.. كل شي له وقته،لا تستعجل و خذ وقتك الكافي.. لا تقدم على هالخطوه الا وانت حابها.
تريحه تلك الاخت باحاديثها وصوتها الهادئ/عسى هالمره بتطولين عندنا.. ترى نبي نطلع نهاية الاسبوع
جلست وهي تضع فنجانها على الطاوله/للاسف معزومين نهاية الاسبوع
استغرب/افا بدون علمي.. وين ان شاء الله؟
ساره/ظنيت انت اول من يعلم لانها باستراحة ال مناع.. البارح كلمتنا الشموس وعزمتنا عندهم ملكه
شده ما تقول/ملكة من؟
استغربت سؤاله فضحكت/ع اساس تعرفهم.. عموما ملكة عمتهم ، بتودينا ولا ؟ا
بهدوءه/اكيد ما يبي لها.. يلا تأخرت وانا اخوك سلام..
نادته قبل خروجه/اخو ساره؟
إلتفت إليها بابتسامه/سمّي؟
بابتسامتها/ترى نبي السوق اذا ماعليك امر..يعني انعزمنا فجأه ومثلك خابر
اشار برأسه/ابشري مايحتاج تذكرين اسباب.. اليوم بعد العصر خلوكم جاهزات.. سلام
راقبت خروجه بدعوات سريّه ترسلها لله ليحفظه و يزرع السعاده في قلبه من جديد..
استغربت نظراته قبل قليل واهتمامه حينما تحدثت عن ال مناع.. رغم عدم معرفته بالملكه!!!
.
،
.
خرجت من دورة المياه تلتف بروب استحمامها السكري ووقفت امام مرآتها تجفف شعرها بمنشفتها..
وصلت رسائل كثيره لهاتفه.. لدرجة انها استغربتها ،والتفتت الى هاتفه الذي تركه على الاريكه بعد عودته من صلاة الفجر!!
لتجدها رسائل من رقم واحد غير مسجل لديه..!!
لفتتها احدى الرسائل في بدايتها [ حبيبي ‏متى نتقابل مره ثانيه، والله اشتقتلك!، اذا فاضي الليله مرني]
احمرت عينيها وهي تحبس دموعها من النزول، لتترك الهاتف مكانه،
هذا كذب و يجب ان تنسى..
بل الافضل لها ان تنسى...
اخذت نفساً عميقاً وعادت لتمشط شعرها وتلبس وهي تحاول ان تتجاوز صدمتها بثبات يكاد ينهار.. وهي تهدء من نفسها لا مزيداً من التصرفات الحمقاء ولا التسرع.. مثلي الاهتمام كما يقول..
دخل وهو يتجه للتسريحه يريد رش عطره قبل خروجه، ليجدها تتبخر ببخورها هي الآخرى/ليه ماطلعتي تقهوين معي انا وعمتي
اجابته وهي تراه يأخذ دهن العود النقي ويضع منه على يده التي مسح بها عارضيه وذقنه ثم رش من بخاخ عطره الفواح الذي يميزه/انشغلت شوي.. انت طالع برا؟
اجابها وهو يأخذ بخورها من يدها ويبخر به شماغه يبدو مستعجلا/ايوه عندي مشوار وبقابل واحد مهم اليوم ..وين جوالي؟
راحت تُحضره و اقتربت منه بعدها وهي تراعيه بنظرة الشك والريبه/مو كأنك كثرت عطر!! ، انت من بتقابل بالضبط؟
بابتسامه وضّحت بها غمازتيه/هالتحقيق،غيره؟
اقتربت منه اكثر ، و سحبته من ياقته بنعومه وتحدثت بابتسامه جانبيه/اسمي سؤالك تهرب؟
تدهشه باساليب تقرّب لا يصدق انها تستخدمها وهي الشموس/الواحد قدامك ماله الا يتهرب.. حتى الصدق اذا جاء بيقوله بيرتبك من فتنة و هيبة حضورك.
لله درّ ردوده المتقنه، هو ليس سهلا ، يعرف كيف يرضي غرورها، قبّلته على خده بنعونه ثم اغلقت زر ثوبه من اعلى/مثل كل مره تبهرني بتمثيلك.
رفع يديه ليعيد ترتيب شماغه وهو يرد بابتسامة تهكم/ع الاقل عندي شي يبهرك...
بنفس ابتسامته/مدري هو انبهار والا سحر؟ او هو فقط حالة رضا بالنصيب ؟!..
ودعها بابتسامته الجانبيه وتركها مع تساؤلها/و يمكن بعد حُب ترفضين الاعتراف به…
ودعته بابتسامتها.. وهي تراه يخرج..
لتختفي تلك الابتسامه وهي تتذكر الرساله النصيه التي قرأتها في هاتفه وتربطها بالورود ..
حاولت تجاوز مشاعرها..
ستتماسك امام غيرتها لا يجب ان يعرف احداً بخيانة زوجها لها.. ذلك يقلل منها ويهينها، فليست الشموس من يخونها زوجها..
ضربت بيدها سطح التسريحه وتألمت، ان كان فعلاً ذو علاقات فسيحكم بالنهايه على هذه العلاقه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع عشر
خرجت من المصعد مسرعه باتجاه الباب لتخرج فتحته ونزلت العتبات ترتدي جينز بوي فرند ممزق و تيشرت ريال مدريد الاسود و يبدو فضفاضا و شعرها ذو التصفيفه الشبابيه..
لتأخذ صندوقاً مغلقاً بلاصق إحدى شركات النقل الشهيره، كان قد تركه السائق عند الباب واتصل بها..
نسيت نفسها قليلاً وهي تقف مكانها وتفتح الصندوق، لكن تفاجأت بصوت أدهم وهو ينهرها/هييييه يا بنت..
مازالت واقفه وكأنها لم تتأثر إلتفتت اليه بنظرة تحدي ولامبالاه ثم دخلت..!!
.
،
ركب السياره وهو يشعر بتوتر ممن استفزته بعدم اكتراثها بلباسها و بالعادات والتقاليد، ذلك الشكل الذي خرجت به يجعله يغلي فقد ازدادت سوءاً...ظن انها ستشعر بالذنب و ستتأدب..
ولكن هاهي بلباس وهيئه مستفزه جداً ذلك..ماتفعله تلك الصغيره في ذمته..يجب ان يتصرف ، لكن آه كيف؟!!
.
دخلت الصاله وجلست بشكل يبعث للشك هي تبذل جهداً في ان تقلد تصرفات أخيها ،ذلك يرهقها ولكن هي تريد ايصال رسالة مراهقه مفادها التمرد لأجل التمرد فقط، وانها لن تتغير لأجل احد..
خرجت من غرفتها وهي تراها بهذا الشكل لم تستمع لما خاصمتها به قبل يومين/نيفااا
وقفت وهي تحمل صندوقها لتهمس بتأفف/جتنا النكديه
سمعتها ولكنها تجاهلت ما قالته وهي تحذرها مجدداً/لين متى يا نيفا؟! لين متى وانتي بزر؟! وش هاللي بيدك؟!
نيفادا بتملل/وانتي لين متى تنتقديني؟!
رفعت حاجبها/لين تتعدلين وتحترمين البيت اللي انتي فيه
هي محقه حتى هي ليست راضيه عما تفعله ولكنها مضطره لهدف تريد الوصول إليه، وعندها ستترك ماتفعله، تركتها واتجهت للمصعد/عن اذنك.
هزت رأسها بفقدان أمل وتركتها لتتجه للصاله التي دائماْ ما يجتمعون بها وهي تبحث عن ام رواد وترتب معها مايجب عليهم ترتيبه فزواج عمتها بات قريباً ولم يعد هناك متسع من الوقت..
خرجت ام رواد من المطبخ و خلفها الخادمه بالقهوه/صباح الخير يالشموس
الشموس وهي تجلس براحه/صباح النور..
جلست وهي تسكب القهوه بنفسها وتقدمها،لها/سمي
اخذت الفنجان وهي تتسائل/وين عروستنا مو من عوايدها تنام لهالوقت
ابتسمت/خليها مع نفسها شوي،
تحدثت بحماس/ودي اطلع السوق معها ، بس ماحس انها مره متحمسه، شكلي بتسوق انا وليال عنها
ام رواد/وانا باتصل بالصالون واحجزه لنا يوم العرس.. وعمتك لولوه حجزت النقاشه وبيجون وقت الحناء هي وبنتها عبير
شعرت بنوع من السعاده/اخيرا بنجتمع بمناسبه سعيده، انا عزمت مدى وامها واختها..
ترددت ام رواد بخوف، فهي تخاف من تركي وانفعالاته/ان شاء الله خير ... الله يستر من تركي.
تذكرته وخافت حقاً/زين اللي ذكرتيني بتركي..لازم انبه أدهم منه..وين ليال؟
سكبت لها فنجانا وهي تجيبها/بتنزل بعد شوي.
لحظات لتنزل فرانشيسكا بتنورتها القصيره و بلوزتها الشيفون لتنضم لجلستهم/هااي
لم ترد الشموش التي ترتشف قهوتها وكأنها لم تراها ، لكن ردت ام رواد/تبين قهوه؟ والا تفطرين بالاول
ام نيفادا وهي تلاحظ عدم القبول من الشموس/كوفي بليز.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع عشر
عصراً..
اعدت نفسها للخروج..ستخرج برفقة الصديقات.. و لن تلتفت لرفض اخواتها ومنعهم.. إلتقطت هاتفها وهي تتصل بدانه.. انتظرتها لترد ولكنها تفاجأت برد والدتها/السلام عليكم خالتي ام دانه
على الطرف الآخر ردت بجديه/وعليكم السلام… وش بغيتي يا نيفادا
استغربت/بغيت اكلم دانه كنا بنطلع سوا و..
قاطعتها بحزم/داانه ماراح تطلع معك مكان.. وانتي بعد اتركيها بحالها لعاد تتصلين فيها ولا تزورينها الله يستر عليك.. فاهمه؟
اجتمع الدمع في عينيها، لماذا تتحدث معها بهكذا طريقه وكأنها وباء، لم تجادلها اكثر فهي سيده كبيره في السن/حلو ..زين اللي رديتي علي يا خاله والا كيف بعرف أني كنت مصادقه بزر… سلام..
اغلقت الهاتف وهي متوتره وتحاول ان لا تبكي، لتتصل ببقية الصديقات للذهاب في التسكع، بدا الوضع يزداد استفزازاً بالنسبه لها..!
.
،
.
،
في المستشفى.. ،
سعد بها و بتواصلها وثقتها دلك يعطيه دعماً يفوق اي دعم فقد ضحت بنفسها.. لذلك يجب ان يكون نداً لهذا التحدي..
ابتسم وهو يرى أشعتها الجديده بين يديه/اللهم لك الحمد.. مثلما قلت الورم ما تمدد لكنه مع اي حركه راح يأثر على حواسك.
ليال بتنهيده/وحيل يأثر.. قبل فتره فقدت النظر و طحت و واغمى علي طول الليل..
خاف ليبادرها بالسؤال/طيب اوجعك شي؟ تعورتي؟
اجابته ببرائه/لا.. بس كالعاده كدمه بالجبين.. احسها مشوهه وجهي.. وربي خفت هذيك الليله.. قلت بس مراح ارجع اشوف مره ثانيه… وهالشي بالنسبه لي امر مرعب اكثر من الورم نفسه.
بداخله عطش لرؤية محياها مجدداً، لكن امر كشفها،صعب جداً/انتبهي من الكدمات.. خصوصاً اذا زرقت..
هي تعرف ان لابد وانه سيراها،ولكنها خجلت من ان تنزع النقاب امامه، تشجعت فهو طبيبها و الممرضه موجوده لا ضير في ان تكشف/للامانه انا خفت لأن مره شكلها غريب..
تجرأ وسألها/ممكن توريني إذا مافيه ازعاج..!
ترددت كثيراً ثم قررت/لا ماله داعي دكتور
اشار برأسه براحه.. وهي ترفض التكشف أمامه/اللي يريحك.. انا بطلع شوي وخلي الممرضه تحط لك مرهم للكدمه.. طيب?
فرحت بما قاله، ذلك يشعرها بالراحه/مشكور دكتور
.
،
.
،
.
بصحبة أختيه يتسوق منذ ساعات وهو يحمل أدهم الصغير تاره ويمسك بيديه ليمشي بجواره تاره..
ألتفت إليه مدى و تحدثت بخجل/معليش دوخناك بالمولات
رد بابتسامته الصغيره/مافيه دوخه ولا شي اهم شي خلصوا ترى ما فيه مشوار ثاني..
ساره/دام كذا خلونا نخلص، باقي انتي يا مدى ازعجتيني ولا شي عجبك
مدى وهي تشير للأمام/فيه بوتيك قدام مدحوه البنات بالانستغرام شكلي بروح له، واشوف
أدهم بتعب/تدرون شلون .. روحوا انتم وانا وأدهم بنجلس بالكوفي هنا.. وانتي يا مدى خذي الصرافه.. والرقم السري رقم جوالي، اي شي ينقصكم لا تترددون.
اخذتها بإمتنان/مشكور ياقلبي.
لم يرد وهو يتركهن ويذهب للكوفي بصحبة أدهم الصغير.. جلس بعدما وضع أدهم في الكرسي المقابل، ..طلب ايسكريم و قهوه.. وضل يتأمل ذلك الطفل وهو يأكل أمامه، ليترائى أمامه صورة طفله المفقود.. كان كثيرا مايخرج بصحبته.. كثيرا ماكان يتحدث ويداعبه حينما يوسخ ملابسه بالايسكريم و يبتسم بوجهه ببرائه وهو يغطي ثغره بيديه وهو يمثل الخوف "بابا انا ما توثخت"
انتبه لأدهم وهو يشير الى بلوزته/بابا توثخت!!
ابتسم له وهو يحاول ان يجحد دمعته وينظف بلوزته،
آه ..من الصعب تجاوز فقد الطفل.. جزءاً من القلب معطل و وقطعةً من الكبد قد احترقت وباتت رماداً..هنالك حرقه ولا يدري متى ستنطفئ.. طفله مازال يعيش بينه وبين قلبه مازال جرح فراقه ينزف مازالت طيوفه تحيط به وتتبعه في حله وترحاله.. يراه في كل طفل يبتسم و يحزنه في كل طفل يبكي..
سمع صوت رسائل مقاطع فيديو "واتس اب" في هاتفه الذي يضعه أمامه،
كان يستغرب من اسم المُرسل الظاهر على شاشة الجوال وهو مقفل"تركي"
فتح الهاتف وهو يتجه للمحادثه لذلك الرقم الغريب...
ليُصدم مما شاهده في محتوى الفيديوهات تجمعه بتلك في السياره وفي المولات.. لكن ماجعله يغلي هو صور السيلفي التي جمعته بها وهي ببجامات نومها،هذا يعني انها سهر ليالي معه وليس مره ولا مرتين.. لكنه يخفي وجهه..في كل منها..!!
حاول السيطره على نفسه والهدوء، فهو بصحبة اخواته في مكان عام.. تلك الطفله تقتله يوما بعد آخر..
شعر باختناق و ضيق تنفس جعله يقف ..
ليتفاجئ بقدوم اخواته/يلا قاسي مشينا
لم يكن بخير أبداً. اخذ أدهم الصغير و مشى بفراغ داخله..
تسائلت مدى لأختها/شفيه متنح؟
ساره بقلق/قاسي ماهو الأولي..ابداً..
مدى/كيف كان وكيف صار.. من توفي ولده وهو كلماله ينحف لين صار عود..
وصلوا البوابه التي سيخرجون منها متجهين الى سيارتهم.. وحنل ابن أخته خوفاً عليه من ان يمشي بين تلك السيارات.. لم يعد يثق حتى بنفسه فيجب ان يحمله لا ان يقوده بيده..
سمع صوت صراخ احداهن وهي تنادي بصوت عال وبكاء"خااالد.. انتبه من السيارات"
إلتفت لمصدر الصوت و بريق الدمع في عينيه،
لينظر ماتنظر اليه تلك الأم.. ويرى طفلها الذي اتجه للشارع محاولا قطعه ، وقف مرعوبا والسيارات تتخطفه يمنه ويسره..
ترك أدهم لأمه ليرمي شماغه ويركض متجاهلا السيارات كان كالبرق وهو يحاول تخطي بعض المتجمهرين..
اشار بيده للسيارات القادمه من بعيد ان تحاول تخيف سرعتها او تتوقف.. لكن الطريق عام والطفل بالمنتصف عجز عن الحراك..
اوقف السياره التي كادت تدهسه..
و وصل اخيراً للطفل وهو يحمله ويحضنه ويقرأ عليه البسمله .. لحظات ليسمع صوت يعرفه جيداً،
كانت تطل من نافذة السياره وهي غاضبه/اذا منتم قد مسؤلية اطفال لا تجيبونهم و تقلقون خلق الله فيهم، افرض دعسنا ولدكم؟..مين بيكون الغلطان؟
إلتفت إليها بنظره ناريه خصوصاً وهي بهكذا هيئه وكاشفه للرأس!! وتتحدث بلا مراعاه لأحد..ليتركها وهو يتجاهلها تبدو هي صاحبة السياره.. عاد به بنفس الطريقه.. وهو يُسرْ لها ما فعلت..
خافت وهي تعود لتجلس مكانها وتغلق النافذه وتطلب من السائق الذهاب.. واكمال الطريق.. الويل لها من نظراته المخيفه وعينيه المحمرّه..ثم من ذلك الطفل الذي كان ملهوفاً عليه؟
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع عشر
الئ قاسي…
وصل الرصيف و جلس على ركبتيه وهو يحاول ان يعيد تنفس الطفل الذي بدأ يكح حتى يزرق ويحمر لونه من شدة خوفه،، بدا وكأنه يقلّب طفله بين يديه/ابوي خالد رد علي.. خالد فتح عيونك انت بخير بابا..
هدأ الطفل وبدأ يستعيد توازنه فبكى بشكل طبيعي
ليعانقه بعدما بدأ يتجاوب معه ليبكي هو في لحظة حنان لأبٍ فاقد..!
المتجمهرين ظنوا انه طفله بدأ الكل يهنئه بسلامته.. و البعض صوره وهو ينقذه.. وتعاطف معه..
لحظات ليأتي رجل من بينهم بصحبة زوجته..كان والد الطفل الذي ذهب لجلب السياره من الحجز.. لم يصدق ليسجد شكرا لله بعدما عرف ماحدث من زوجته.. ثم شكر قاسي الذي ودع ذلك الطفل ثم عاد لسيارته، تمنى لو لم يكونوا اخواته معه ليروه بهذه الحاله حين يزوره طيف طفله.. هو نفسه يعجز عن فهم جرح حزنه الذي لم ولن يندمل..
إلتزمت ساره الصمت احتراماً لحزنه..
هنا فهمت وجعه.. و سر سرحانه ..مازال جرح فقد طفله طرياً..!!
مدى بحزن/بغيت تروح فيها ليه تغامر بنفسك قدام السيارات..
تنهد محاولا عدم الاسترسال لدمعه/فزعة .. وبلحظة نادته أمه.. طرالي خالد الله يشفّعني به..كان نفس الطول والعمر و نفس الشعر.. ااه ليتني جيت بينه وبين السياره ذيك الليله ليييت
هنا إنهار وهو يلتثم بشماغه ويلتزم صمته الموجع.
بكت ساره مع انقطاع صوته فجأه بعد الحديث عن طفله/قااسي تعوذ من ابليس لا تخلي له مجال عليك..
تمنت مدى انها لم تسأله ولم تذر الملح على جرحه..
عم الحزن السياره والصمت خيّم على الجميع..
.
،
.
خرجت من المطبخ بعدما اشرفت على طهي العشاء كعادتها .. لتجد تلك الشمطاء والدة نيفادا تحاول بصمت الذهاب لجناح المكتب..فلحقت بها لتوقفها /هي انتي وين رايحه؟!
توقفت متفاجأه وهي تلتفت اليها/what?
تكتفت ام رواد وهي ترى استهزاءها/البارح تسولفين بالعربي، شمعنى هاللحين تنحتي؟!! اقوول اتركي هاللقافه و روحي اجلسي بالمجلس مثل الحريم اطيب لك
رفعت كتفها بغير فهم/آ؟Qué le dice (ماذا تقولين؟)
ام رواد وهي تصغّر عينيها وتنوي تركها/ما تخلن حركاتكن يهالصفر..تعالي وخلي عنك الدرعمه في غرف البيت
توقفت فرانشيسكا ثم تركت مكانها لتلحق بها وهي تدور بعينيها في جنبات القصر وردهاته، ياللحظ قد كانت سيدته في وقت مضى ولكنها لم تحافظ على مكانتها بعد اصرارها و طلبها السكن في غرفة ام الشموس..كانت كلمة الشموس هي الفصل التي تسببت في طلاقها، حينما اغضبتها ليطلقها والدها فوراً ولم يتردد..
كم كانت تلك الشموس ساطيه و ذات نفوذ على أبيها ما زالت تتذكر جلساتها الطويله مع والدها الى منتصف الليل ، وكيف انه لا يستسيغ شُرب قهوة الصباح الا برفقتها..كانت هي بكفه وبقية ابناءه في كفه اخرى!!
والآن هي وريثه وهي الوحيده المتزوجه، هي وزوجها قد يستوليان على كل شيء فهما الوحيدان المسئولان عن هذه الامبراطوريه..
يجب ان تتحدث مع أدهم بشأن إبنتها،ستطالب بالوصايه عليها بحكم انها باتت يتيمة الاب وقاصراً..!!
يجب ان تكون لها سلطه على ادارة ممتلكات طفلتها.تريد فقط رؤية زوج الشموس..!
،
.
،
عادت بصحبة ليال من الخارج بيدهن الكثير من الاكياس ..لتجلس ليال وتحاول إلتقاط انفاسها/اظن خلصنا صح؟!
الشموس وهي تحاول تتذكر/باقي العطور وهذي مسأله هينه..اتصال واحد لمحل انا اتعامل معه وكل شيء يكون تمام..الفستان اتصلت بالمصمم وقال بكرا بيكون بالرياض وراح اشوف وش عنده شيء فخم وانيق بدون مبالغه بما انه ماراح يكون فيه زفه ولا شيء
لحظات لتنزل لهم نيفادا وهي تجلس في الاريكه البعيده/هاي
تذكرت حديث السائق لتسألها بهدوءها/وين رحتي اليوم؟!
نيفادا بتأفف/ياحبك للتحقيق
الشموس وهي تحاول تجاوز غضبها من تصرفها/انا مو قلت لا تطلعين بدون اذني؟! والا تظنين السايق ما راح يقول لي شيء؟! شايفته جديد قلتي خلني اروح واجي بكيفي!!هاااه
ليال/الشموس حصل خير
الشموس بغضب/لا ماحصل خير يا ليال ماسمعتي شقال السايق
اكتفت من احاديثها ومن خصامها في الفتره الاخيره/اوكي دام معاد اشرفك خليني اسافر مع أمي وقولي لزوجك المصون يعطيني حقي الكامل طبعاً..
هذا نغمه جديده..لم يسبق وان سمعتها/نعم!! ما سمعت وش قلتي؟!
اتجهت اليها ليال وهي تحاول اغلاق الموضوع ولو مؤقتاً/نيفو حبيبتي روحي لغرفتك هاللحين وبعدين نتفاهم على هالامور
نيفادا بغضب واعلان رسمي للتمرد/ماني ساكته.. و ماني قاعده ببيت محد يحبني فيه.. اذا شايفيني هم انا بعد شايفتكم كابوس يخنقني.. بروح مع أمي و اللي فيه خير يمنعني..
ليال باستغراب وقهر بنفس الوقت/ان شاء الله مفكر ان امك تحبك
الشموس وهي تخفي قهر/ماعليك منها ياليال.. خليها بالاول تحصل الجواز ذيك الساعه تتكلم
بابتسامه ساخره/الجواز ماهو عقبه.. بكرا طالعه مشوار للسفاره الاسبانيه انا وأمي.. جوازي بيكون بيدي خلال ساعهات فقط.. حطووني على بالكم زين انا ماني صغيره ولاني سلعه بيد زوجك فلا يمثل دور الوصايه اصلا لأن مهو كفو
حضرت والدتها وهي تحاول ان تفهم مايدور/آ؟Qué ocurre ?nevada! (ماذا يحدث نيفاد؟)
التفتت الى والدتها وهي تهم بترك الصاله/nada mamأ،( لا شيء أمي)
تركت المكان لهم لتذهب محمله باطنان من الغضب ..،سبق وان اخبرتها والدتها بأن لها الحق بالعيش كما تريد.. ولكنها هنا تُرغم على ما لا تريد..!
صوت سهام نظراتها الى تلك الدخيله، فتلك نذير شؤم ما ان تدخل هذا المنزل حتى تزرع التعاسه و التفرقه، لتحدثها بالانجليزيه لتفهم ما ستقوله/?Are u happy now Lady of Fair
لم تجيبها، وهي تصفها بسيدة النار.. هي تعرف ما قالته لإبنتها من تحريض، بات ذلك يثمر فيها..
استرسلت وهي تحاول تضبط اعصابها/you juste want more money… you dont want your daughter..
]انتي فقط تريدين المزيد من المال لا إبنتك]
ابتسمت بخبث /If u want ur sister…
قاطعتها بحزم/ther is no money…
التفتت الى ليال وهي تشعر بالغثيان من دناءة تلك التي تريد مالا اخر فوق بيع ابنتها/ليال.. انا رايحه غرفتي هالآدميه سببت لي حموضه..
ابتسمت ليال بخبث وهي تلتفت الى ام نيفادا/تبيني أريحك من العنى… ترى لا أنا ولا خواتي نملك ريال واحد.. ولو درا أدهم انك تحرضين بنت عمه للسفر مادري شيسوي بك.. وعلى فكره تراه محامي
لم تفهمها جيداً/What?
ضحكت ليال وهي تجيبها/الزبده.. Yuor daughter does nt have one Real..
وكأنما سمعت بكارثه/what do u mean?? (ماذا تقصدين؟)
ضحكت من ردة فعلها/أدهم is everything here
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع عشر
دخلت غرفتها تشعر بالصداع لم تعتاد على الصراع مع اخواتها بهذا الشكل بدا كل شيء يوترها و يقلقها..
اتجهت الى درج تسريحتها وهي تبحث عن مسكن لذلك الصداع الذي يكاد يفتك بها..لتجد اخيراً علبة البيروفين لتأخذ حبة واحد لتردفها بالماء وهي تتجه لشرفتها المطله على الحديقه..
كم تحتاج للهرب من هذا المعتقل..
لمحت سيارته تدخل من البوابه الرئيسيه،تباً له مالذي أتى به؟!!!
.
،
.
ان كان طلبه لحقوقه سيهدم علاقته به فليكن..
لن يتنازل ولن يستمع لمماطله أخرى وهو يرى تمردها بدون رادع..
سبق وان اتصل بأدهم ولكنه لم يرد عليه كعادته مما اضطره للحضور بنفسه،ولكنه لم يجده هنا..ولم يرى رواد!!
دعته نفسه هذه المره بإلحاح لأن يتجه لتلك النافذه ويفتحها بنفسه ويسترق النظر لعله يراها..فقط يريد ان يطمئن ان كانت هنا..سحقاً لهذا القلب مالذي يريده منها؟!!
ليتأكد من عدم تواجدها تلعب مع اختها هناك كعادتها..ليغلق النافذ ولكنه تفاجئ بسماع صوت الباب يُغلق..
إلتفت متفاجئاً بدخولها عليه، قد تعدت كل حدودها تلك الصغيره، ثم لماذا تُغلق الباب خلفها هكذا/!!
ابتسمت وهي ترى ملامح صدمته/شفيك خايف؟!!
لاحظها تقترب منه وتقف أمامه، وتمثل دور اخيها/انت وش تبي مني؟!
اراد صفعها بالرد/وش ابي بك وانتي مثل اخوك؟!
اطلقت ضحكتها فهذا مرادها/حلو..يعني تعرف اني ولد ..مع ذلك انت تلاحقني...يعني لا تقول ان هالزياره ماتخصني
تفاصيلها عن قرب انعم واجمل وأدق..بريق عينيها يخفي انثى لعوب لا تمل ولا تكل،تبدو اكثر فتنه حتى في محاولتها الفاشله لإخفاء انوثتها/لا ما تخصك..أدهم رفيقي و اشتقتله..هذا كل شيء
تذكرت ماحدت في الأمس لتتحدث/او اسفه عن اللي قلته أمس..بس على فكره انت اللي اهملت ولدك ..السايق حقي ماله شغل.
شعر بالغليان من حديثها الاخير حتى انه بان ذلك على ارتفاع حاجبه الأيسر و زمة شفتيه و قبضة يده/انتي وش جابك هنا، ادخلي قبل يجي أدهم هاللحين
اطلقت ضحكتها المجلجله/انت اكثر واحد تتمنى دخول أدهم هاللحين، لا تمثل علي دور الشريف الخايف على اعراض الناس
يستغرب كيف تتحدث بهكذا احاديث اكبر منها، لم تكن هكذا، مازال يذكر براءتها في المستشفى وهي تسمع لما يقول وتنفذه/انتي من؟!
ابتعدت خطوتين وهي تتعداه وتتجه للكرسي القريب للنافذه وهي تُخرج من جيبها سيجاره قد اختها من والدتها..لتضعها بين شفتيها وهي تشعلها وترد/انا لعنه من ادخل حياة اي شخص "ادمره"
اتجه إليها لينتزع عقب السيجاره من شفتيها ولكنها استغلت اقترابه و نفثت دخان سمومها في وجهه، ..
تعلم انه يحاول مداراتها وانه قد تزوجها بموجب التوكيل الذي بيد أدهم وذلك الشيء قد انهى كل شيء جميل بداخلها،..فهو يداريها و يحاول دائماً تعقبها وحمايتها وكأنها غبيه، هي تعرف هدفه من الزواج بها، فقط لفرض السلطه ولتأديبها كمحرم ذو ولايه ولكنها لن تنصاع له ستدمره وكأنها لا تعرف بذلك الزواج..فلا هو اخبرها بهذا الزواج ولا أدهم ...اه من أدهم انه ميت لا محاله..
اطفأ عقب السيجاره ثم عاد إليها وهو يمسك بياقتها بقوه ويجذبها إليه بعينين تنطق غضب/من متى تدخنين هاااه من متى
ضحكت بلا مبالاه مميته/من زمااااااان انا وخواتي كلنا ندخن ونشرب بعد <<انفجرت ضاحكه
هي حقاً ليست طبيعيه ، شعر بالضعف وقلة الحيله معاً، فقط لو انه ليس في بيت اهلها،لجعلها تمشي مستقيمه كالصراط تماماً...لكن..
استغلت إمساكه به لتتحدث وهي تراقب رحابة صدره المشدود و عرض كتفيه المشدوده بالثوب،لتتحدث وهي ترفع يدها وهي تلامس كتفه/ابي اسوي زيك كم يبي لي وقت؟!
ابعدها عنه وهو يستعيذ من وساوسه تجاهها، يريد الخروج، تبدو ليست طبيعيه ابداً..
سقطت من شدة دفعه لها لتمسك اسفل ظهرها/ااااه..يا ربي
اتجه إليها ليساعدها على النهوض/قومي وادخلي الله يصلحك، ولعاد تسوين هالحركات فاهمه
ضحكت مجدداً وهي ترى خوفه مجدداً
سمعوا صوت سياره قادمه لابد وانه أدهم قادم...شهقت خوفاً وهي تحاول ان تتوازن في مشيتها/أدهم!!
خاف هو اضعاف خوفها فهي تغلق الباب وبهذه الحاله المريبه..لكنه تفاجئ بصعودها للنافذها وخروجها منها وهي تبتسم بغرابه/قلتلك انا اقوى منك لكن بدون عضلات هههه
اتجه بدوره للباب..فتلك تُفقده عقله،تُشوشه تعيده للطفوله بشكل غريب،حتى باتت ردود افعاله كلها مُداراه لها فقط..بلا شعور بات يمثل دور الأب ولكن بشكل آخر تماماً..!!!
تفاجأ بوجود أدهم قادماً إليه من السياره،ابتسم لتلك العينين التي لطالما اشتاق لهما،ماذا فعل بك الهجر يا صاحبي؟!، لطالما كنا معاً لماذا تسمح لموضوع عادي ان يفرقنا ؟؟
ليكن صادقاً كان متفاجئاً وسعيداً جدا بتواجد قاسي هنا امامه،!!، منذ متى لم يلتقيان؟!! ويتحدثان ليلقي التحيه وهو يشير للداخل/حياك يا قاسي تفضل
استغرب عدم مصافحته له ولكن يكفي استقباله الآن/الله يبقيك زاد فضلك يابو ساره.
دخلا وجلسا وكل منهما بداخله عبىء كبير...،
رفع هاتفه وهو يأمر بالقهوه سيضيفه كأي ضيف..لن يطرده ، كفاهم صراعاً..هي مجرد زياره و فنجان قهوه!
..ليكن الجو لطيفاً فقط..لن يكلفه ذلك شيئاً.. ثم إن قاسي رئته الثالثه..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع عشر
دخلت اميره وهي تتجه الى والدتها بخوف بعد الذي رأته من نيفادا التي خرجت من مجلس الرجال بعدما التقت برجل لم تعرفه/يمااه يمااه
خافت منها لتوقفها بجانب باب المصعد/اشفيك يا بنت؟
ترددت في اخبارها ولكنها رأتها تدخن سيجاره/نيفادا رلحت الملحق اللي برا وتكلمت مع رجال.. وبعدين نطت من الشباك وجلست تدخن براا !!
اغلقت فمها غاضبه فلو علمت الشموس بأمرها لن ترحمها/اصصص وتعالي وديني لها خليني اتصرف معها، كله من السوسه أمها لعبت بعقل البنيه.. يا ويلك لو درى احد
حضرت ليال وهي تسمع الجمله الأخيره/وش صاير يأم رواد
ليس هناك بد من إخبارها.. كان خبرا صادما يجب ستره/تعالي معي ..
.
ذهبت للاشراف علئ قهوة أدهم وابن خاله.. فهو اتصل بها شخصياً، لأول مره يتصل بها ليطلب منها شيئا كهذا..
لم تعرف انه يمكن لنبضات القلب ان تصبح موسيقى فرح قبل يخفق له..
ليس هنالك ما يمنعها من مشاركته سوى غرورها الكاذب أمامه،
ولكنها تعيشه بداخلها الآن اجمل مواسم المشاعر.. !
��
قطع استرسال قلبها نغمة رساله في هاتفها.. لتفتحها بابتسامه سرعان ما اختفت [انتي مخدوعه فيه صدقيني.. انا اللي بقلبه وانا نبضه… وبيجي يوم ينتهي دورك بحياته.. م]
سُحقاً وتبا بات الامر مستفزاً..من تلك صاحبة الحرم م..
شعرت بنيرانها تتقد داخلها ..
لكن قطع ذلك اتصاله لترد/هلا أدهم… خلاص كل شي جايك مع الخدامه ..سلام
اغلقت الهاتف وهي تشعر بالغصه.. ستعرفها لا محاله صاحبة الحرف م.. وستواجهها حتماً..
لم تصن نفسها طوال سنوات عمرها لترتبط برجل خائن..!
يجب ان تكون اكثر حكمه.. و لكن الحكمة حينما ترتبط بالقلب تكون صعبه وشبه مستحيله.. و نيران الغيره لا ترحم تحرق ذرات العقل.. وتُنهي الرزانه من اثقل النساء…
بقي ليلتين..
كانتا بالنسبة لها كليالي سرمديه لا نور في نهايتها..!
مالجرم الذي إقترفه جسدها مجدداً لترميه بيد رجل آخر..؟!
لماذا تجلد ذاتها بالارتباط مجدداً..فهي باتت غير صالحه ابداً بل كل ما فيها هباء ، و رماد بقايا انثى تنتظر مواراتها الثرى..!
ليس هنالك اوجع من تلك اللحظه التي يندم فيها المرء لأنه رسم أحلاماً ،..سحقاً لكل الامنيات التي رفعت سقف توقعاتنا ..لتهدمه علينا في ارض الواقع..!
لربما كان من المفترض ان لا تتوقع شيئاً حتى لا تنصدم..!!
وقفت أمام مرآتها وهي تنتظر خلع ذلك القناع الذهبي الذي وضعته لها تلك التي طلبتها الشموس لها..
بحق الله مالذي تفعله بنفسها..وماذا يريد منها صالحاً؟!!
صالح!، من ذلك الرجل؟!!
تذكرت احاديث ليال عنه ، هل حقاً كان ينتظرها؟!
هل ستعرف كيف تعيش مجدداً؟!
شعرت بيدين تحكم قبضتها على وسطها لتشهق وهي تلتفت بخوف/حسييين!!
صُدمت وبان ذلك على ملامحها وهي ترى الخوف على ملامحها/بسم الله عليك يا عمه..لهالدرجه لاعب بحسبتك
ابتلعت غصتها وهي تحاول الاتزان مجدداً وتجاوز اللحظه/ليال لا تدخلين ثاني مره بهالطريقه..طلبتك
يا لتلك الحزينه، ذلك الحقير لم يتركها مازالت ذكرياته البشعه تلاحقها، تريد انتشالها من ازمتها واضحاكها التفتت الى عاملات الصالون اللاتي يقفن هناك/حطوا لي نفس الماسك اللي حطيتوه لها وماسك لشعري بعد وش بعد..حساافه كنت ابي واكس بعد..بس مسويه ليزر .
ابتسمت هند وهي تراها تحاول تغيير اكتئابها/ليااال شرايك تتزوجين بعد
ضحكت وهي تجيبها بعدما هدأت بإبتسامة أمل/ الله يتم اللي ببالي على خير و بعدها يصير اللي يصير انا راضيه
شعرت بالفضول/وشو هاللي ببالك
بحماس/قريب بتعرفين. قريب ان شاء الله
لا تعرف لماذا شعرت بنوع من الراحه وهي تتحدث معها تلك شعلة سعاده في هذا المنزل/اجل الله يحقق اللي ببالك
عانقتها بسعاده/ياااارب..والله احلى دعوه..
حاولت ان لا تتوغل في مشاعره المتضاربه لتبادرها/بكرا بتجي عمتي لولو ومعها النقاشات.. كيف ناويه تنقشين؟
ابتسمت من طريقة سؤالها/والله انك راايقه خليني اخلص شغل اليوم.. وبوقت الحناء يصير خير.
.
،
.
،
استيقظ صباحاً ليغتسل و ينتهي من لباسه وهي مازالت في مكانها..
استغرب وهو يراها لم تسبقه في النهوض كعادتها..اتجه للتسريحه وهو يلتقط قنينة العطر و يرش منه رشتين وهو يراقب انعكاسها بالمرآه ويبتسم/دامك صاحيه ليه ما قمتي؟! ماراح تداومين؟!
جلست باسترخاء لتشرب ماء و اشارت بالنفي وتحدثت بكسل/مافيني
لم يعهد برودها/لا يكون تعبانه ..ترى ان كنتي تعبانه حتى انا بكنسل الدوام اليوم
ابتسمت وهي تجمع شتات شعرها وتغطي به كتفها العاري/لا مايحتاج..حاسه بخمول ،كل اللي ابيه نوم فقط..البارح نمت متأخره..
اقترب منها وهو يجلس و يضع ظهر كفه على جبينها/نتي مسخنه...
ارمشت بكسل وهي تبعد يده عن جبينها وتحاول ان تدفن نفسها تحت لحافها/بموت من البرد ومافيني حيل امشي وانت تقول مسخنه..
ابتسم بخبث وهو يبعد الغطاء عن قدميها ويبدأ بتدليكها بلطف/وش فيها رجليك؟!ليه مافيك حيل تمشين
ابتسمت تحت غطاءها وهي تحاول سحب قدميها من انامله/أدهم ..قلتلك كسلانه
انتقل من قدميها الى ساقها،ليهمس/شرايك انشطك؟!
تعرف انه يتلكك فقط ليظل بجانبها كعادته وهي اليوم تبحث عن الراحه،قد تأخرت الدوره يومين وهي تشك بحملها،ذلك يجعله اقرب إليها اكثر من اي وقت مضى، لربما لم تربطهما مشاعر ولكن الحمل سيكون الحب الذي وهبها إياه أدهم..بعد الله.
ان كان اهتمامه هذا تمثيلاً فكيف سيكون اهتمامه حينما يُحب؟!!
ابعد شماغه وهو يرفع الغطاء عنها و يدس نفسه بجانبها ليهمس لها وهو يبعد خصلاتها عن وجهها/محتاج استرخي بحضنك شوي قبل الدوام ،
استجابة له بابتساماتها وكيدها،فهي ما زالت تتذكر تلك الرسائل والورود، رفعت يدها لتلامس شعر ذقنه الذي يفتنها/ماهو بس شوي! ..حضني لك طول العمر لو وفيت..
اخذ يدها من خده ليقبل كفها بعمق ، ليعترف انها جعلت من هذه الغرفه جنه يعشق الموكث بها و يشتاق إليها حينما يكون مشغولاً في الخارج...لم تناقشه ابداً بأي أمر داخل جنتها..بل تكون هي الحلم الذي لطالما حلم به فتكون عشيقته و حبيبته وزوجته و صديقته التي تساعده في ادارة اعماله..
ليست كالبقيه فهي لا تتنازل بل تُجبره للإرتقاء إليها وذلك ما يجعلها فاتنه!!
كم يمتن لأقدار الله التي جعلتها من نصيبه..
.
،
.
منذ الصباح تجلس في غرفة المكتب تحتسي قهوتها وتدخن سيجارتها وهي تنتظر خروج أدهم لتناقشه فيما تريد..
نظرت لساعة المكتب تشير للتاسعه!!! غريب تأخره اليوم!!
تمنت ان لا يجعلها تضطر للجوء لأن تلجأ لأشياء لا تحبذها...لن تفرط بحق إبنتها الذي سيجعلها تتحرر من ذل زوجها الذي ورطها في اعمال غير قانونيه وهددها إما ان تأتي بالأموال وإما انها. سيُقضى عليها..!!
حرج اخيراً ليتفاجئ بتلك السيده التي قد لوثت مكتبه بالسجائر تجلس هنالك و تضع ساقاً على الأخرى وكأنها تنتظره، قرأ البسمله في داخله وهو يذهب لطاولة مكتبه/نعم؟!!!
انتبهت لقدومه لتطفئ سيجارتها/فااينلي!! مرهبااا مستر أدهم
عرف انها تلك الشمطاء المقصوده/اهلاً...وش جابك مكتبي؟!
حاولت تذكر ما ستقوله بالعربيه ولكنه مضى وقت كثير لم تتحدث بها وذلك جعل مهمتها هنا صعبه/سوري..من زمان اي دونت سبيك اربيك سو..
جلس وهو بكامل استيعابه وصفاءه يبدو كل شيء رائقا هذا الصباح/U canspeak English
ارتاحت وهي ترى ابتسامته فبدأت بقول مالديها براحه تريد السفر وتريد اخذ ابنتها معها بكامل حصتها..واخبرته برفض الشموس للسفر و و و ..
سمع كل ما قالته بدون مقاطعه، كانت واضحه في طلبها و جاده فيه، فكر قليلاً ثم رفع رأسه وهو يرد بجديه، فالامر يحتاج للقليل من التضحيه..لا يريد ان يعكر صفو هذا البيت بالشد والجذب/Ok I do not see a problem
‏if you take Nevada
Even money why n't???
[حسناً انا لا أرى مشكله في اخذك لنيفادا, حتى بأموالها]
ابتسمت بسعاده لم نصدق ان مهمتها سهله لهذه الدرجه..لو انها تحدثت معه منذ البدايه لكان ذلك افضل ولوفرت الكثير من الوقت..
أردف حديثه بجديه/but in one condition ...After My aunt marriage
[ولكن بشرط، بعد زواج عمتي]
ابتسمت وهي توافقه...
.
،
.
خرجت من غرفتها وهي مازالت متوتره منذ البارحه بسبب مافعلته نيفادا… دخلت غرفة اختها وهي تفتح ستائرها.. و تأخذ جهاز التحكم في التكييف لتوقفه…
ثم اتجهت إليها بكأس الماء.. لترفع الغطاء عنها ثم تسكبه عليها وهي تحاول اقاظها/نيفووو.. قوووومي ووجع ان شاء الله قوومي ..
اعتدلت جالسه وهي غاضبه من سكب الماء مازالت تشعر بالصداع و طريقة إقاظ ليال جداً مستفزه/خيييير يا بنت خييير.. احترق البيت؟
ليال بغضب/ياليته احترق البيت ولا عرفت اللي عرفته عنك.. يلا صحصحي معي وعلميني وش مهببه الله يااخذك قوومي
رفعت رأسها مستغربه/خييير وش سامعه عني بعد
ليال/من طالعه معه يالسلقه ومن عازمته للملحق البارحه ياللي ماتستحين هاااه انطقي!!
حاولت تذكر ما حدث البارح.. في الحقيقه هي ثرثرت كثيرا كانت في قمة سعادتها وضحكت كثيرا.. تذكرت أنها إلتقت بقاسي ولكن لا تتذكر ما دار بينهما.. ضلت صامته ..
ألحت بسؤالها الذي يستفزها/منهو اللي كان معك بالملحق يا بنت انطقي
تحدثت لتغيضها فقط/تصدقين ماعرف اسمه… تونا متعرفين!!..يالله!!
شعرت بإلتماس برأسها فاخرستها بصفعه.. ماقالته تجاوز كل حدود الادب والدين معاً..
ذات شوق..
سيعود طالباً ودها، سيأتي به الحنين..
مازالت تؤمن بحبه لها، أليس الحب للحبيب الأولي؟!!
أليست القلوب تُغلق بعد أول حب؟!!
فلا حبيباً آخر يأخذ مكانة الأول!!
.
.
،
دخل المؤسسه وهو على عجله من أمره...توقف عند السكرتير وهو يأمره/اسمع… احجز تذكرة طيران لمدريد
السكرتير/ان شاء الله دكتور . متى تبي الحجز؟
أدهم وهو ذاهب لمكتبه/خلها بالويكند و درجة اعمال.
السكرتير/ابشر
دخل مكتبه ليتفاجئ بباقة الورد أمامه، لم يعد يحتمل تصرفاتها السافله.. ، ليأخذ الباقه بالتأكيد ستضع كرتاً كعادتها، ليتفاجئ بما كتبته[ ان ماجيتني بالشوق جيتك بالقوه]
لم يحتمل مضايقاتها، اهذ هاتفه الذي لغته رساله من رقم لا يعرفه مضمونها[ عجبك الورد؟]
��
اتصل بالرقم وهو غاضب يعرف انها هي من تقف خلف هذه التصرفات، لم يعد يحتمل افعالها الحقيره، بات متزوجاً الآن ولن يسمح لأحد بأن يعكر صفو حياته،.
انتظر ردها وهو يغلي..
ردت بصوت منتشي/يا هلا ..و..
قاطعها بغضب/لا هلا ولا سهلا..
مها بدلع/افاا يا أدهم.. هالكلام لي؟
حاول السيطره على اعصابه/مها..تعوذي من ابليس انا رجال متزوج.. انسي اللي تفكرين به
بصوت خادر/وش عرفك باللي افكر فيه؟..يمكن اني افكر بشي ثاني
استعاذ من كيدها وهو يتمنى لو انه لم يلتقيها في حياته/وش تظنين اني بفكر فيه وانتي تتصلين برجل ماهو محرم لك؟..عطيني سبب واحد يخليني احسن الظن بنيتك.. انا رجل وقتي ضيق ماني فاضي لاشكالك. اعقلي.
بان التوتر بصوتها بعد حديثه/ماطالبتك بعلاقه كامله.. يكفي نرجع مثل قبل وبس.. مابي اكثر.
استنكر طلبها بعدما صرحت بنواياها/انتي تدرين ان كل شي صار كان فزعه مني لأخوك الله يرحمه اللي كان زميل دراسه ونعم فيه لكن انتي اشك انك اخته .. مها انا للحين محتفظ بصداقة اخوك وصاينها مثلما صنتك.. اتركيني بحالي الله يستر عليك..
ردت بغضب وباصرار/ان ما رجعت لي انت عارف وش بسوي ؟
قاطعها بلا مبالاه/بلطي البحر..ويلا ان اتصلتي ثاني مره ..بتشوفين شي ماراح تصدقين ان أدهم ممكن يسويه
اطلقت ضحكتها المجلجه/اجل استعد للي بيجيك يابو عبدالله
اغلق الهاتف بوجهها وهو يشعر بأن دمه يغلي.. اغمض عينيه وهو يسند رأسه للخلف،لم يتوقع ان يلاحقه الماضي، مالذي جعلها تتذكره و تتواصل معه بهذا الشكل المزعج، جعلته يندم على ما فعله لها..
كم توتره تلك البغيضه..
.
اخرجتها من دورة المياه وهي مبلله تماماً بالماء وترتجف، لترمي بها على الاريكه، وتعطيها روب استحمامها، لتحدثها وهي مازالت غاضبه/يلا صحصحي و كلميني زي الناس
كانت ترتجف ولكن بعنادها/ماراح ارد عليك.. انا حرره اسوي اللي ابيه واقابل اللي ابي وان شاء الله اسافر و ترك لكم بيتكم وابتعد
شعرت بصداعها يعاودها.. مافعلته اختها الصغيره يكاد يفتك برأسها، لم تعد تستطيع اكمال التحقيق معها/انتي ميته يا نيفادا والضرب بالميت حرام
إلتفتت تريد الخروج من الغرفه ..شعرت بالدوار يعاودها مجدداً، ليختل توازنها..
كانت ستشتمها لكنها لاحظت تأرجحها ..لتركض مسرعه وتحاول ان تتلقفها قبل سقوطها/لياال
حاولت ان تتماسك ولكن ذلك الدوار و الغثيان خارج عن ارادتها، امسكت بيد اختها التي بدأت بالبكاء وهي تناديها بدموع،بكت/للوش يا قلبي شفيك؟ ردي علي تكفين
اغمضت عينيها وهي تجلس براحه.. حاولت ان تقاوم قليلا تريد ان تقف مجدداً..
تشبثت بها وهي تشعر بالهلع عليها/ليال انتي بخير؟
ألتفتت إليها وهي تشعر بالخذلان تجاهها، تلك قد سلكت مسلكاً غريبا عنهن/ماظنه صار يهمك اذا كنت بخير يا نيفادا...انتي بتذبحيني قبل يحين الوقت.
خافت من جملتها الأخيره.. امتلئت عينيها بالدموع، هي لا تكرههم هي فقط مشتته خائفه متردده ما زالت مهزوزه من الداخل.. هي اصلاً لا تتذكر جيداً ماذا حدث البارح ومالذي جعلها تذهب للقاء قاسي في الملحق، بالتأكيد كانت في غير وعيها!!!
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن عشر
في مكان آخر من العاصمه..
برفقة زميل مهنته و صديقه يجلس في مقهى بالقرب من المستشفى، يرتشف قهوته بإبتسامه..
المعتصم بابتسامه/وانا اقول الزول دا ليه ما بيتصل فيا اليومين اللي راحوا .. سويتها من ورايا يا وليد؟
ضحك وهو يجيبه/والله يا معتصم اني انشغلت.. تدري اني سبق وقررت الهجره وفعلاً ارسلت اوراقي ولاقيت قبول في ألمانيا… بس ظهرت لي مره ثانيه..و لخبطتني.. خلتني اعيد حساباتي من جديد
المعتصم بسعاده لرفيقه/يعني قررت تتراجع عن الهجره؟
بتردد/مادري.. حالياً جلست علشان ليال و بعد علاجها راح تتقرر حياتي
استغرب/بتربط حياتك بحاله مرضيه مستعصيه وممكن كثير انها تموت في غرفة العمليات.. ؟!!
بحركه تنم عن توتره حرّك الملعقه كثيراً في فنجانه.. حتى أوقفه المعتصم/خلااص يكفي.. ازعجت الناس
رفع ناظريه الى زميله وهو يتحدث بحيره/بعدما جتني و رمت حياتها بين يدي، واعطتني ثقتها الكامله بي.. ساعتها حسيت بشعور غريب لكنه مليان رغبه للحياه شعور انتشلني من قاع الاحباط اللي كنت عايش فيه..، جاوبني يا معتصم كيف لمريض يائس يعطيك هالشعور ؟!!
فهم مقصده المعتصم و عقد حاجبيه وهو يخفض صوته/حبيتها؟
إلتزم صمته وهو يصد بوجهه للجهه الأخرى،ذلك السؤال صعب.. صعب للغايه.. كيف يجيبه عليه؟!!
شعر المعتصم بالاحباط وهو يحذره/مهنتنا انسانيه يا وليد لكن ماتوصل للدرجه اللي انت وصلت لها..لازم تفهم نفسك حدودك
وليد بشعور غريب و رغبه مُلحه بالحديث والفضفضه/عشر سنوات في الطب وقبلها بالامتياز.. عمري ما ألتفت لنفسي.. كنت فقط احاول اثبت اقدامي بعملي واثبت جدارتي للمهنه اللي اخترتها بإرادتي.. كنت ابي اثبت نسبي لهالبلد.. اخلصت ويعلم الله حتى مخالفات مروريه ماعندي.. لكن هذي غير.. والدليل انها حطتني باختبار صعب يا أني اعالجها وانجح بإنقاذها بعد الله ..او انها تموت واهاجر وابتدي من جديد.. تخيل! قالتها ببساطها وهالشي ضغط علي اكثر و خلاني اكثر اصرار اني انقذها..
المعتصم بخوف، فهو يعرف خطورة ما سيقوم به/و إزا مانجحت العمليه يا وليد؟
حدق في عينيه قليلاً ثم صد مرّه اخرى.. فمجرد التفكير بأنه قد يقضي عليها بيديه يرعبه!!
.
الليله هي ليلة الحناء..
لولوه بعد غياب طويل تعود للمنزل وبرفقة إبنتها عبير وطفلها..
ابتدأت هند بنقش يديها أولاً فهي العروس.. كانت صامته طوال الوقت، ماتعيشه هم لا يعلم به سوى خالقها، هي مرت بما لم تمر به احدى نساء عائلتها..
ابتسمت النقاشه الأخرى/مين حابه تنقش هاللحين؟
لولوه بتساؤل/وين الشموس؟
ليال/الشموس بغرفتها.. راحت تصلي العشاء .
ابتسمت ام نيفادا وهي تأتي وتجلس أمام الحنايه وتمد يدها/me
صمت الجميع فهي لا تمتلك ذكريات لطيفه مع احدهم..ليتحدث إليها و يبادلها الاحاديث.
همست لولوه لأم رواد/هالصفراء ذي وش جابها من تالي؟ يا ساتر
ام رواد/والله مادري بس من اليوم وهي مروقه.. وهي امس كانت معقدتنا ومعبيه راس بنيتنا علينا.. هاللحين ودها تلبس وتحضر الملكه و تحنا مثلنا..!
لولوه بخوف/الله يعدي هاليومين على خير ماطيقها .
.
،
.
في جناحها..
وقفت وهي تنظر لجهاز التحليل بتردد.. وخوف.. كانت تعيش يومين من الاحلام الورديه..بات حلمها يدغدغ حواسها، وتخشى ان يكون مجرد حلم..
ترددت لتتركه ستحلل فيما بعد ستنتظر يوماً آخر..
فتحت باب الجناح وخرجت بهدوء، ابتسمت وهي تسمع صوت بكاء طفل عبير في غرفة الضيوف لتتجه اليه تريد ان تسبقها إليه..
ولكنها وجدتها أمامها لتقف بإحباط/يالله تمنيت انه لحاله كنت بخطفه
ضحكت عبير وهي تأخذ صغيرها وترضعه/والله ليجي فيها علووم يا بنت راكان..
ابتسمت وهي تداعب شعره/دعواتك بس يرزقني ربي الولد اللي يفكني من منتك
شكت بها/انتي حامل؟
جلست بتردد/لا والله مافي شي، يعني بدري للحمل.. قلتلك دعواتك لي.
عبير بابتسامه خفيفه فهي كانت تقول انها لن تحمل/سبحان مغير الاحوال، وش كانت الشموس و كيف صارت بعد الزواج.!! المفروض اسمه عسّاف مو أدهم
نظرت إليها وهي تصغر عينيها بإستنكار/لا يا حبيبتي.. أنا ما يعسفني احد .. إن قرّبته رضا والا ما خليته يقرب أبد..
ابتسمت باعجاب/كفو.. بس اتحداك تصملين.. ترى الاطفال يكسرون ظهر الأم... ساعتها تخضعين له لو بغى
ردت بثقه كامله/انا معه وافيه لو الدروب صعاب و ان خان العهد والله ما انحني له لو بيني وبينه عشرة اطفال.
عبير بخوف/والله انا اعرفك قويه وتسوينها.. لكن بدعي الله ان أدهم ما يزعلك.. هذا اللي اقدر عليه.. اعرفك يا بنت خالي زعلك اقشر..
ضحكت الشموس وهي تأخذ منها طفلها وتخرج به/تعالي نتحنى..ونسولف معهم الكل مجتمع.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن عشر
انتهت هند من نقش كفيها و ذراعيها فقط. لتذهب وتجلس بعيداً ومن ثم الشموس التي وضعت حناء خفيف على طرفي كفها وظهر يدها.
ليال التي تجلس بجانبها وتتبسم لتمازحها/حني سيقانك يا عمه. سوي زي العرايس
هند برفعة حاجب وحياء فطري/معاد الا هي افتح سيقاني عند المره علشان تحنيني.. استغفر الله
ليال/يختي كل هالحريم يبالغون بالحناء وبعضهم للفخذ بعد..
الشموس بعدم تصديق/لا ما اصدق وحده بتتكشف لأحد غريب علشان بس تتنقش!
ليال بضحكه/عاد اماني تقول هالشي كثير صاير ..والحريم مسيكينات ودهم باللي يجملهم قدام هالرجل..!
هند باشمئزاز/صدق ان الحياء من الله. المشكله بالرجل اللي يدري ان مرته تتكشف علشان تتنقش بهالاماكن و مستانس.. الله يعافيهم ولا يبلانا..
قدمت لولوه بتساؤل/تعالي ليال ليه ما تحنين لو شي بسيط مثل الشموس.
تذكرت المستشفى وطبيبها/لا مابي يا عمه
لولوه/مافيه مابي ، انا جايبه الحنايه بتوصيه علشانكم وماتتحنين والله ان تحنين غصب.. تعاالي بس انا حلفت
انصاعت لقسم عمتها وهي تتبعها باحباط/يالله يعني لازم تحلفين الله يهديك
ضحكت الشموس/احسن خليك تتكتفين مثلنا..
،
.
ذات شوق..
سيعود طالباً ودها، سيأتي به الحنين..
مازالت تؤمن بحبه لها، أليس الحب للحبيب الأولي؟!!
أليست القلوب تُغلق بعد أول حب؟!!
فلا حبيباً آخر يأخذ مكانة الأول!!
وقفت أمام مرآتها تقيس فستانها الازرق الذي سترتديه غداً في ملكة هند.. يجب ان تكون أنيقه.. ستجاري اناقة زوجة ذلك الحبيب.. لن تكون اجمل منها..
يبدو فستانها قصيرا وضيقاً يبين تفاصيل جسدها الفاتن.. كانت تعتني به ولا تكره شيء كما تكره ان يكون لها جسداً مترهلاً..مازالت تتذكر برامج مابعد الولاده كم كانت قاسيه..!
تنهدت وهي تتناسى زواجها السابق.. تريد تجاوزه ..آن الآوان للزواج ممن تحب.. يجب ان تكون ذكيه وان تستغل اقترابها من الشموس....والدتها مُحقه
مادامت والدتها في صفها هذه المره سيكون ذلك الحبيب من نصيبها ولو بعد حين!
شعرت بضيق يتخم صدرها وهي تتذكر زواجه من غيرها!
لا تحبذ حتى ذكر إسمها بينها وبين نفسها
تلك النيران التي تكاد تذيب عظام قفصها الصدري
لا تدعها تنسى او تتناسى..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن عشر
منذ الصباح تعتكف في غرفتها ..وهاهي امام شُرفتها تكاد تقتل نفسها كلما تتذكر إرتباطها بذلك الرجل..
جار عليها كثيراً ذلك الأدهم ولن تغفر له مادامت حيه..
نزفت دموعها حارقه على خديها ..
ما قالته ليال لها اليوم لم تسمعه منها قبلاً..،كان كثيراً عليها.. هي مشوشه حد انها لا تعرف ماذا تريد؟!!
لا تكاد ترى افق سعادتها، تلك السعاده اختفت خلف غيوم همومها منذ وفاة والدها و الغياب القسري لاخيها..
آه يالذلك الأخ القريب للقلب وللنفس ..كانت الحياه زاهيه بقربه، كان كل شيء أقرب للكمال في عالمها الصغير ..
مازالت تتذكر حينما كانت تشتاق لوالدتها، لم تكن تقول ذلك سوى له، وفي نفس الاسبوع تكون هناك في اسبانيا..
كان رائعاً..و لكنه غاب ليخبرها بان هذه الحياه لا تسير دائماً كما نحب ونتمنى..!
من باب الوفاء ان لا تهجره وان لا تتركه..وان تزوره كل يوم..
ولكنها خذلته وهجرته.. كانت اخر مرةٍ زارته فيها منذ اكثر من اسبوعين..!
نايف لا يستحق هذا أبداً..
دخلت والدتها في هذه اللحظات وهي تراها تقف هنالك مكتئبه وتبدو حزينه، اتجهت إليها وهي تعانقها وتمسح دمعاتها وتحدثها/No llores bebé
[لا تبكي حبيبتي]
نطقت بضياع/Estoy muerto , mamأ،
[ماما,أنا ميته]
..:
في مكان آخر على ضفاف الساحل الشرقي..
اغلق باب سيارته بقدمه وهو ينزل للاستراحه التي يقيم فيها اعمامه..
دخل وهو يلقي التحيه لم يكن هنا سوا ابناء عمه فقط/السلام عليكم
الجميع باصوات متفاوته/وعليكم السلام.
جلس وهو يراقب من يلعب بلايستيشن/محمد سو دورري بالله
محمد/تعاال يا تركي علي الحرام لاكسر راسك باللعب
تقدم تركي وهو يلتقط اليد من الآخر/هاااات اليد بس
جلسا يلعبان وهما منسجمين واصواتهم تعتلي حماسه..حتى سأله احد الجالسين في الخلف ممن يلعبون لعبة الورق/صحيح يا تركي بكره عرس أمك؟!
شعر بالغليان، كيف وصلتهم الاخبار،لم يرد و كأنه لم يسمعه،استمر باللعب بلا تركيز، بات متوتراً وغاضباً..
تحدث الآخر وهو يريد احراجه/يا عيال ماتخيل امي تتزوج وانا بهالطول اعووذ بالله..
رد صاحبه/ماتحس ان فيه شيء غلط يا تركي؟!!كيف سمحت لها تفشلك؟!!!
ليرد الأول/يا رجال شكله زلابه ماله راي
قذف الجهاز من يده ليلتفت إليهم ويهجم كالنمر المفترس عاث فيهم ضرباً و اخذ هو ايضاً نصيبه من الضرب ولكنه استمر في الضرب بلا رحمه/انا اوريكم منهو الزلابه
دخل في هذه الاثناء اعمامه ليفرقوهم وتحدث عمه محسن العم الاكبر ليوقفهم/يا عياااال وقفوا..وش العلم
تحدث تركي بغضب/ادب عيالك وعلمهم كيف يحشمون الرجال
محسن بازدراء/انت اسكت، محد سألك يالزلابه، انت ما قدرت تمنع امك لا تعرس، وتبي يعاملونك مثل الرجال؟!!
زم شفتيه بغضب وهو يلتفت بحقد لأبيه الصامت، سيقتل احدهم الليله لن يرتاح، ابتسم فجأه بتهكم/تدري ليه ماصرت مثل الرجال؟!! لأنكم عمامي.
محسن بغضب/اقطع واخس!
تجاهله وهو يخرج و يكسر كل شيء أمامه..ليركب سيارته وينطلق بغضب، سيُجن بالتأكيد ،دخل منزله واتجه لغرفته وهو يفتح درجاً صغيراً داخل خزانة ملابسه فأخرج "مسدس ربع" بيده واخذ علبة الرصاص وخبأها في حقيبته التي وضع فيها بعض اشياءه المهمه..
سيكون قاتل زوج أمه الليله وان منعه أدهم سيكون قاتله ايضاً، فهو لن يستطيع رفع رأسه عند ابناء عمومته ان تم زواج والدته من غير أبيه..!
رآته شهد وهو يخرج بالمسدس ويدسه في حقيبته.. ، لحقت به ولكنه تجاهلها وخرج..
هي تعلم ان زواج والدتها غداً..لربما يفكر بشيء غبي، وضعت يدها على موضع قلبها/يا ويل حالي.. شسوي؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن عشر
بعد انتهاء سهرتهم وذهاب الجميع لغرفهم وقفت غير مصدقه ما سمعته من ليال/انتي من صدقك؟!!
ليال بعدم تصديق/والله هذا اللي قالته فرانشسكا الله يبعدها
زمت شفتيها بغضب/شلوون يوعدها بهالوعد ومتى ألتقت فيه أصلاً
ليال/اليوم الصبح بالمكتب هنا على حد كلامها
شعرت بغضب/شلون ما قالي شيء مثل هذا
ليال بهدوءها/لا تنفعلين الرجال ما أمداه ..اذا رجع كلميه واستفسري
نظرت لساعتها بغضب، قد تأخر الليله عنها وليس من عادته،حتى انه لم يخبرها انه سيتعشى في الخارج، ..
ليال بحكمه/لا تسوين شيء تندمين عليه،اهدي و روحي روقي نفسك قبل يرجع..لا تباغتينه بالتحقيق، ترى كل شي بالهدوء يمشي
الشموس بانشغال/ماقدر ارتاح و اروق وانا احتمال اخسر اختي الصغيره ، ااه من نيفادا
ليال وهي تتذكر لهفتها اليوم ودموعها ومافعلته البارحه، نطقت بوجع/اخسرها ميته ولا اربحها بلا اخلاق
استغربت ما قالت/شتقولين انتي؟!
ليال وهي تهم بالذهاب/انا رايحه انام، روحي جناحك، تلقين زوجك وصل هاللحين، وانتبهي تثقلين عليه بالاسئله..عاتبيه عتب حب.. تراه ماهو احد موظفينك..
وقفت مكانها تتبع ليال بنظراتها المتسائله حتى اختفت، ليال تبدو اكبر حينما تتحدث عن امور لا تتعلق بها، لتذهب وهي مازالت مشغوله باخواتها، اما نيفادا لا تجعل الامور تستقر في هذا المنزل، مازالت طائشه ولا تعلم متى ستتعلم من اخطاءها..!
وصلت غرفتها لتبدل لباسها وتستحم قبل نومها..
اخذت الهاتف تريد الاتصال بأدهم، للمره الثالثه هذه الليله، وفي كل اتصال يخبرها انه مشغول..!
قبل الاتصال تفاجأت برساله نصيّه مفادها [المويه تمشي من تحتك وانتي ....كملي نومك "تراه بيتأخر" ]
لحظه .. هنالك شيء يجري خلفها، ذلك الأدهم ليس نقياً كما يبدو..او ان هنالك من يريد افشال زواجها وتوتيرها فقط!
الرقم غريب وغير الارقام السابقه...اتصلت به ولكنه خارج الخدمه مؤقتاً..!!!!
ستجن من تلك الرسائل ..فاض الكيل..وهي تحاول جاهده ان تتجاهل وتُنجح هذا الزواج،
هنالك شيء خفي تمنت من اعماقها ان يعترف به أدهم او انها ستكتشفه بنفسها لحظتها و ستنهي هذا الزواج..!
قذفت الهاتف ليسقط في منتصف السرير، اخذت مناشفها و روب استحمامها و دخلت حمامها لتسترخي في حوض الماء..
دخل الجناح في هذه اللحظات واغلق الباب ..ليست هنا كعادتها، عذرها لعلها عند عماته وابنة عمته،..من الجيد انها لم تعد للغرفه بعد، ذلك سيخفف من عتابها..
خلع ملابسه بسرعه قبل عودتها للغرفه و اخذ منشفته ثم توجه الى الحمام فتحه .. ليراها تسترخي وسط البانيو!!
تفاجأت بدخوله لتغطس وسط الرغوه،تنتظر خروجه ولكنها صُدمت به يدخل الماء ويرفع رأسها بخوف/غبيه انتي؟! ناويه تموتين؟!
ابتسمت وقد نجحت خطتها، لن تجعل خجلها يعيقها/لا تخاف علي يا قلبي..بدفنك ان شاء الله.
تسحره ابتسامات السخريه من شفتيها/ان شاء الله.
استغربت بابتسامه جانبيه/ان شاء الله ادفنك؟!
مازال يتأمل وجهها وشعرها المبلل بالماء كحوريه خرجت له من تحت الماء/دفنت بحياتي غالين خذوا من روحي معهم ..معاد ابي ادفن بعد.
شعرت به يقترب،لترفع يدها لصدره وهي تحاول ايقاف اقترابه و تبادره بالسؤال الذي يقلقها بدون ان تشعر به/شكل معاد بقى بحياتك غالي!!
اجابها وهو يمسك يدها المزينه بنقوش الحناء من صدره ليداعبها بأنامله ثم يقبّلها/راحوا غالين و جاء بدالهم غالين عسى الله لا يبعدهم..
بادرته بفضول/من هم؟
ابتسم للهفتها لمعرفتها من يحب/اتركيهم بحالهم هاللحين و حاكيني انا.
لم يعجبها هذا الرد الذي يتجاهلها ويؤكد تلك الرساله ،حاولت سحب يدها،لتنجح/انا بطلع انام
ثبتها بيديه في الماء وهو يقترب منها بتودد/مايصلح تخليني وراك، عيب
تغيرت نظرتها له، للحده/علم نفسك...انت بعد مايصلح تتأخر برا و تخليني لهذي الساعه و تجي بعدها وتبيني على مزاجك!!، احمد ربك اني ماقفلت الغرفه و خليتك تنام بالمكتب لحالك
الآن اتضحت مشاعرها الحقيقه هي غاضبه لتأخره، ولكنها تكابر/افهم انك زعلانه لتأخيري؟!
داهمته برد لم يتوقعه/اسمعني زين يا أدهم، وحطني ببالك انا ما ينضحك علي..و ماتشاركني فيك بنت ابوها ، تذكر والله ما امررها لك لو اخطيت..والله
لمح بريق الغيره في عينيها وفي نبرة صوتها،ابتسم بسعاده و رضا لم يشعر به قبلاً، ليقترب اكثر منها/اعترفي انك تغارين
بجديتها وناظرها الحاد الذي تتميز به/تسميها غيره، وانا بسميها احترام ذات، انا اقدر اعيش معك بلا تبادل مشاعر لكن مارضى الشريكه لو بالمزح يا أدهم..يعني انت كلك لي.. مثلما انا كلي لك.. ولو صار وعرفت غيري تراه بيكون اخر مابيني وبينك.
هي اجمل واكثر مما كان يتمنى،قرّبها إليه ليغرقها بقبلاته ويعانقها بعنف...يجب ان لا تعرف بماضيه، فهي أسمى منه..،
لم تستطيع ان تتجاوز ربكة حضوره ولا حتى لهفة عناقه، هو الحلقه الأضعف والاقوى بداخلها،هو الذي فرض نفسه عليها باقتحام قلبها مع الاصرار على ان تتقبله رغم شموسها ، ولم يعلن الاعتذار هو من يمنحها الشعور الآمن الذي يضفيه حين تعانق عينيه.. فجعلها راغبه متلهفه و مسالمه حينما يسكنها صدره ،
مع ذلك لا تستطيع تناسي الشك في أمر تلك الرسائل..ولكن لن تصدق أمراً يُحاك لها من بعيد او من مجهول..وما يجعله أمراً يثير الريبه ان الرسائل من ارقام متعدده!!!
تناست عمداً موضوع نيفادا ستغير رأيه بسفرها غدا ، اما الآن فهذه لحظتهما الخاصه ومكانهما الوحيد الذي يختليان فيه..
لديهم المزيد من الوقت،لمناقشة بقية المواضيع بعد زواج عمتها فهي الاهم الآن...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن عشر
صباحاً..
تجلس بصحبة وسام و عبير التي تحمل طفلها ..ويتناولون الافطار..،
ابتسمت وهي تضع أمام كوب الحليب/اسمع يا ماما تشرب هذا كله طيب؟!
اشار بالإيجاب وهو يكمل إفطاره بصمت..
تأملتها عبير باعجاب كيف لها ان تحمل تلك الرحمه لذلك الطفل/يختي ماصدقت الشموس لين شفتك بعيني، الله يجزاك خير
بابتسامه صغيره وهي تبتسم لوسام الذي لا يرى سواها/وسام ولدي و حبيبي و عمري..لا مو عمري ..هو كل الدنيا بعيني.
امسك بيدها التي ترتاح على الطاوله وقبلها،ليهمس/احبك
لم تصدق اذنيها وهو يعبر عن مشاعره بالكلمات ذلك اجمل انجاز توصلت اليه/وانا بعد احبك الله يرضى عليك ويحفظك
لمحت عبير دمعتها واستغربت/ليال مو لهالدرجه لا تخليني اصيح
هي لا تعرف ما بها و لا تعرف ظروف علاقتها بوسام و لا تعرف حاجة كل منهما للآخر، ابتسمت لها/لهالدرجه واكثر يا عبير...واكثر
جلست ام رواد وهي تضع القهوه العربيه/مانزلت هند معكم ؟!
ليال/مريتها وتقول ماتبي..
عبير بابتسامه/وامي تقول ما ودها تفطر هاللحين، تبيه متأخر شوي..الظاهر رااهقت الوالده
ام رواد بضحكه/كله من السهره البارح ..لولوه خابرتها ماتسهر
ضحكت ليال/يسعدلي جو عمتي البارح ماقصرت بعمتي هند، بس تعلمها وتدرسها ، محسستني انها اول مره تتزوج...والمسكينه عمتي هند ساكته وتسمع شوي وتضحك
عبير/نصايح الوالده من ذهب..بس عاد لا تطبقينها كلها،بنظري الوحده ما تكون مرره طيبه لان امي. و خالتي هند مررره طيبات..افرضي تزوجتي واحد عاهه مثل حسينوه..برأيي الوحده لازم تحتفظ بنفسها شوي لا تهلكها عالفاضي
ليال بحالميه وذكرى لذلك الراحل/ماعرفت من الرجال الا ابوي واشوفه فارق بكل شي
عبير بنظره جانبيه/كل فتاه بأبيها معجبه
تنهدت ام رواد بحنين فاق حدود الوجع/انشهد ان راكان فارق بكل شيء.الله يرحمه ويلحقنا به فالجنه
ليال برجاء/اميين
نظرت لساعتها/وين ست الحسن الشموس للحين ماجت!!
،
.
،
.
لم يحدث ما تريد..
النتيجه صدمتها بعد الأمل، مازال مبكراً على حدوث حمل ولكنها كانت تُمني النفس كثيراً، حاجتها له كانت مُلحه..كان حُلماً حتى ظهرت النتيجه السلبيه أمامها.. شعرت بحرارة الدمع وهو يعبر اهدابها ويسقط لتمسحه بسرعه..،يجب ان لا يعلم احد بلهفتها لحضن طفل..
رمت الجهاز في سلّة الحمام و خرجت بعدما غسلت وجهها جيداً و هدأت من روعها.. كانت تتمنى حقاً ان يكون حمل بعد ان تأخرت الدوره، لكن خاب أملها..
خرجت من دورة المياه وهي تحاول ان لا يتضح ألمها..،
ابتسم لها وهو يراها تخرج/سااعه يا قلبي انتظرك..!
تركته يدخل ..وراحت تجلس على سريرها بإحباط،..تريد ان تنسى ولكن لا تستطيع قد كانت قاب قوسين أو ادنى من ان تكون أماً.. كانت ملهوفه للحظه التي ستكون فيها حاملاً..
خرج من دورة المياه وهو يتجه للشماعه ويأخذ شماغه ويقف امام المرآه ويرتبها فوق رأسه،
لمحها تنظر للفراغ بنظرات مكتئبه لم يفته علبة جهاز تحليل الحمل التي نسيته فوق حوض الغسيل..
إلتفت إليها وهو يتجه نحوها/الشموس وش فيك؟!تعبانه؟!
إلتفتت إليه بعدما ربت على كتفها، كانت تريد البكاء لكن لا تستطيع،ارعبتها كمية المشاعر و رغبتها التي تقودها للتفكير بالحمل بشكل جنوني..،آه ليت دورتها لم تتأخر حتى لا تفتح لها مجالاً للأمآل والاحلام التي باتت الآن بائسه،
وقفت تريد الخروج من الغرفه فقط، يجب ان تناقشه بأمور تتعلق بأختها نيفادا ولكن هاهي تشطح بعيداً بافكارها التي سببها هذا الرجل..الذي يلاحقها باهتمام تعرف انه اهتمامٌ مزيف!!
لحق بها حتى أوقفها في منتصف المكتب وهو يمسكها بذراعها ويديرها نحوه و يرى بريق عينيها و الحزن واضح/الشموس، بنعوض بالشهر الجاي ياقلبي يرزقنا ربي وتحملين ، لا يضيق صدرك علشان حمل
شعرت بحرقة الدمع و الخيبه، لن تريه كسرها وهي مازالت تشك به/ومن قال ان صدري ضايق علشان ما حملت؟! انا اصلاً فرحانه بالنتيجه السلبيه لأني مابي احمل منك..
استغرب نطقها، وعقد حاجبيه/اجل وش مزعلك؟!!
تحدثت محاولةً تجاوز مشاعر الخيبه واكتئاب النتيجه السلبيه/انت قلت ان فرانشسكا ماراح تقدر تاخذ اختي معها،، لكن اشوف بعدما قابلتك وافقت مباشره!!على حد كلامها...ماتعلمني متى تقابلتوا؟!
مازال عاقداً لحاجبيه/لحظه...انتي تشكين بي؟!!!
اجابته بتوتر تخالطه غيره/ايه اشك فيك، ارتحت؟! و ادري ان لك علاقات تحاول تخفيها...لكن ليه تحب تلف وتدور؟ ليه ما تصدق معي ؟! .
اغضبته وهي تتهمه زوراً هكذا لمجرد انها غاضبه/اجل الحمدلله اللي عرفتي اني صاحب علاقات..بعد اليوم ماني مضطر اخبي عنك..بخونك قدام عينك ارتحتي؟!
امسكت بيده وهي توقفه/بالاول جاوبتي..بترسل اختي مع امها أو لا
أجابها بغضب/برسلها لجهنم ارتحتي؟!
نفضها من يده وخرج من المكتب غاضباً..،
ظلت واقفه مكانها حائره، كيف حدث ذلك بينهما،كيف يتجرأ و يصرخ في وجهها؟!!
حاولت تنظيم تنفسها المرتبك، رن هاتفها لتذهب تريد اغلاقه في لحظة اكتئاب.. ولكنها تراجعت بعدما رأت اسم شهد/هلا شهد
على الطرف الآخر بتوتر وخوف/اخيراً رديتي علي يا شيخه مانمت من البارح وانتي غافله عن جوالك!!
زاد توترها وخوفها/شهود وش فيك اقلقتيني عليك،يا بنت اخوك صاير له شيء؟!!
بصوت باكي/تركي اخذ المسدس معه البارحه و اشك انه جايكم لانه كان معصب و ما رد علي ..تكفون انتبهوا منه لا تخلونه يغلط، شاكه انه رايح لأدهم لأنه ضربه اخر مره ، وامي بعد قلبي لا تدري، تراها ان درت بتنهار ومدري شبيصير فيها،
رفعت اناملها وهي تفرك جبينها بتوتر، لتتذكر أدهم الذي خرج للتو/خلاص شهد قفلي وانا بقول لأدهم بس انتي لا تعلمين احد..
اغلقت هاتفها وهي تخرج مسرعه من الحديقه لتمنع أدهم من الخروج،لمحته ذاهباً من بعيد لتناديه يتوقف/أدهم وقف أدهم
تجاهلها وهو مستمر في سيره..
تعثرت وسقطت على ركبتها كتمت صرختها وهي تراه ذاهب استودعته الله في سرّها..و هي تشعر بلهيب الجرح في ركبتها..
استغرب انقطاع صوتها فجأه ليلتفت ويجدها على الارض و تبدو قد تعثرت ، لبس نظارته وهو يعود إليها ويجلس في مستواها وهو يرى دموعها تخضب وجهها، ظن انها تبكي بسببه فقط، لم ينتبه للجرح الذي تغطيه بيدها/ليه تبكين؟! اذا مني
قاطعته وهي تبعد يديها عن ركبتها/لحقتك لين تعثرت وانت ولا كأنك تسمع نداي!! عسى تكون ارتحت هاللحين؟!
مازالت تريد العراك والنقاش العقيم وقف مجدداً وهو يبتسم بخبث/ايه ارتحت ، و تستاهلين بعد
وقفت بصعوبه وهي تراه يقف امامها بنظارته السوداء لتنزعها وترميها بعيداً وهي تحدق فيه/انا استاهل يا أدهم؟!!
تمنى لو انهما في مكان مغلق لكان عرف كيف يمد يده ويرد عليها، امسك بيدها ليعيدها للمكتب وهو يتسائل/انتي ليه لاحقتني ماتقولين وش فيك من صبح منتي على بعضك؟!! قوولي ليه لاحقتني لبرا ليه الفضايح؟!
شعرت بإلتهاب جرحها اكثر ولكن يجب ان تتناسى مشكلتها معه/شهد اتصلت بي قبل شوي وقالت ان اخوها طلع من البيت و اخذ معه مسدس ولا تدري وش نيته...انتبه لنفسك اخاف يبي يأذيك لانك ضربته وطردته
ابتسم اخيراً وهو يرى لهفتها ويشعر بخوفها عليه، حتى ان امر القتل لا يهمه الآن/لا تخافين علي، هو بزر مراهق
قاطعته وهي تشد على يده بخوف يتضح بلمعان عينيها/لأنه مراهق انا خايفه عليك اكثر.. و انت قلتها عاق أمه ينخاف منه.طلبتك أدهم لا تطلع هاللحين..
لم يعد يريد شيء اخر من هذه الدنيا بعد هذه اللهفه، ضل يتأملها بحب، تعبيرها عن الحب ليس تقليدياً، هي تنكره ولا تصرح به ولكن كل ما تقوم به يصرح به..امسك بيدها ليجلسها على كرسي المكتب/استريحي خليني انظف لك جرحك هاللحين وبعدها بنشوف كيف نتصرف مع تركي
جلست براحه بعدما تأكدت انه لن يذهب، ارتاحت وهي تراقبه يُخرج المعقم و لاصق الجروح..ماحدث بينهما اليوم كان غريباً ولكنه أوضح لها اموراً عديده...على الاقل عرفت انه لم يحبها يوماً..!
اخذ بتعقيم جرحها وسط اهاتها/خلاااص ابعد هالمعقم
ثبتها و اكمل تنظيف الجرح وهو يبتسم لها بخبث/شوي بس يا قلبي شوي تحملي
تباً له شطح تفكيره بعيداً حاولت جاهده ان لا تتألم وان تكتم ألمها/ماقلت كيف بتتصرف مع تركي
تحدث بجديه وهو يفكر بطريقه سيمنع تركي من الاقتراب هنا الليله/بلاقي له صرفه ، اهم شيء لا تخلون عمتي هند تحس بشيء..
هاللحين بطلب من السايق يسكر بوابات القصر من قدام..وانتم اطلعوا من باب الخدم والسواقين الخلفي، وفهمي الكل يلتزم باللي اقوله..لين نروح الاستراحه و تنتهي هالليله على خير اوكي، الحمدلله ماعزمت احد غير مهند وهو زميل وصديق
هزت رأسها بالموافقه/طيب
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن عشر
غابت شمس النهار…
تأخر كثيراً في الطريق، انفجرت احدى إطارات سيارته وكاد ان يكون ضحية سيارته...لم تتوقف له بالكاد سياره واحده.. بعد عناء وتوقف ساعات..
مالذي يحدث له ،كل شيء يتعثر امامه، وكأن لعنه اصابته،
قاد سيارته نحو منزل خاله راكان ..سيكون أدهم اول من سيقتل وليكن قاتلاً ذلك اهون من ان تتزوج والدته!!
استغرب اغلاق القصر في ليله تُعتبر احتفاليه ومليئه بالضيوف!!
الساعه تشير للعاشره لم يعد لديه وقت كافي ان لم يقتحم ستتزوجً والدته قفز من فوق اسوار القصر ليتجه للداخل..
فتش من كل المداخل ولكنها مغلقه من الواضح ان لا احد هنا حتى انه السائقين غير موجودين..
اخرج هاتفه من جيبه وهو يحاول الاتصال بها..،
الاستراحه..،
انهت من توقيعها عقد زواجها بيدين ترتجفان..ليتعالا تصفيق البنات حولها..
ابتسمت هند الصغرى وهي تعانقها و تهنئها/الف مبروك وعساك تهنين يا عمه ويجمعك بابوي على خير
كانت تشعر بخوف لا تعرف ما مصدره/الله يبارك فيك
بدأت بتلقي التهاني من الجميع..لم يكن احداً من خارج العائله سوى هدى الصديقه العزيزه للشموس و اهل قاسي..،
اخذت الكتاب وهي تذهب لتنقله لأدهم الذي يقف بالخارج ، تحت مراقبة مدى التي تراهما من خلف الزجاج العاكس..شعرت بحرقه ولهيب وهي تراه يبتسم لها وهما يتبادلان الاحاديث ..لن تتركها وشأنها
حاولت المشي لتسقط وهي تصرخ على مسمع من أدهم الذي يقف خارجاً../يماااه
اجتمع الجميع حولها وهم يحاولون معرفة ماذا حدث..
ابتسمت والدتها بعد معرفتها المقصد ،وتدعي البراءه وهي اخبث مايكون!!!
امسكت بيدها وهي تحاول ايقافها واجلاسها على اقرب كرسي
،
.
خاف وهو يسمع صوت صراخها يرتفع/الشموس روحي شوفي شصار لمدى؟!
استغربت كيف عرف صوتها/شدراك انها هي؟!!
بخوف/روووحي يا بنت الحلال شوفي البنت اذا محتاجه مستشفى والا شيء اخوها ماهو موجود
لم تخاف من ماضي المعرفه بينهما فمدى متزوجه منذ زمن، تركته لتدخل وتسألها وهي تراها تتألم بشده/سلامات يا مدى ..لهالدرجه توجعك؟! كيف طحتي انتي؟!
مدى بتمثيل متقن/مادري مشيت و زلقت بالكعب احس بألم فضيع ماني قادره اتحمل..
الشموس بخوف/يوه لا يكون كسر!!
ساره ببراءه/ماظن كسر يا مدى لو كسر كان ماقمتي ومشيتي
مثلت تلك الخوف/ياويلي شدراك انتي يمكن صدق كسر، يارربي هاللحين من بيوديها المستشفى؟!
فهمت ساره الوضع الآن/ماله داعي يمه بنتصل بقاسي وهو بيجي..
الشموس/ترى مافي شي لو وداك سواق من سواقينا.. للضروره احكام.. لا تترددين.. أدهم برا اذا تبون مستشفى اخليه ينادي حدا السواقين بسيارته
مدى بكيد/لا واللي يعافيك.. سواق بهالليل لا..انا اقول ماله داعي.. اذا جاء قاسي يصير خير بصبر
ام قاسي/عاد بتتحملين؟
مدى وهي تضغط على قدمها/اي ماعليه..
تحدثت ليال اخيراً/خلاص لا تضغطون عليها يا جماعه.. شموس روحي قولي لأدهم مافي شي.. كفايه تأخير عالرجال.
التفتت اليها أم قاسي بحقد، تلك الفتاه ليست سهله، تتعامل بغرور مغلف بغموض، ..
،
.
،
خرجت له وهي تطمئنه، تفاجأت به يبادرها بالسؤال/هاه وش فيها مدوش
رفعت حاجبها الأيسر وهي ترمقه بحده/مدوش!! ..
عرف زلة لسانه، ليبتسم يبعد الريبه/اقصد مدى..
اجابته بعدم رضا/مافيها الا العافيه.. زلقت واظن التفت قدمها .. عرضت عليها المستشفى بس رفضت
سأل ليطمئن اكثر/متأكده انها بخير، اخاف ماتبي تكلف علينا وبس
ضلت ترمقه و كأنها ستقتله بعينيها،لهفته على غيرها خطيئه لا تُغتفر و لا تمر هكذا، ابتسمت بخبث/شرايك تدخل بنفسك وتطمن عليها احسن.. مبين تعزها بالحيل
ابتسم هو بخبث يشاكسها بالغيره فقط، هي فاتنه حين تغار ، ليدعها تغلي قليلاً/اعرفها من صغري و تربينا سوا.. كيف ما اهتم لها؟! يلا انا رايح للرجال .. وخلوا عمتي تتجهز بياخذها صالح بعد شوي
تركها و ذهب وهي تغلي مكانها، تجاهلت مشاعرها و دخلت..ليس الوقت لها الليله بل لعمتها..
شكرت الله الذي كفاهم تركي الليله..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن عشر
في زاويه اخرى من الاستراحه ، اخذت حبة الصداع لتجلس بعدها امام المسبح وبجانب والدتها التي تركت احتفالهم ولحقت بها،
منذ ان اخبرتها والدتها بموافقة أدهم وهي تفكر باليوم الذي ستغادر هذه العائله، هنالك ستنساهم جميعاً..لكن ستذهب لتوديع "نايف" قبل ذلك..
سمعت صوت هاتفها يرن في الشاحن لتقف و تذهب اليه ، لعله احدى الصديقات..شعورها بالغربه يزداد هنا، وكأن داخلها صراع مابين تيارين احدهما يسحبها بشكل قوي والاخر يحاول جذبها..!
وجدت رقمه لترد بتملل/نعم يا تركي، وش جديدك بعد
تركي عبر الهاتف بصوت ينم عن توتره/انا جاي ابارك لأمي ومالقيتكم بالبيت وين مسوين الملكه بالله؟!
تعرف جيداً بخصومته مع أدهم، وتعرف نواياه الاجراميه ناحيته، ابتسمت بخبث/في الاستراحه..حيااك
اغلقت الهاتف وهي تضحك بهستيريا/يا رب يكون انتقام يستاهل يا تركي.
..
خرجت بعبائتها بصحبة أدهم الذي سلّم يدها ليد صالح الذي بدا من شدة سعادته شاباً ثلاثينياً.،
ليفتح بدوره لها باب السياره لتركب ويذهب هو ليركب من الجهه الاخرى..،
ابتسم أدهم وهو يودعهما/استودعناكم الله..عاد لا تقطعونا
صالح بابتسامته العريضه وهو يلوح بيده من نافذته/معاد اعرفكم خلاااص،
ابتسم أدهم وهو يرى النهايه الجميله لمن انتظر محبوبته سنواتاً كيف سعادته الليله بها، شعر بسعاده لعمته فهو متأكداً من ان صالحاً سيكون الرجل الجدير بها..
،
،
كان صوت كاظم الساهر هو الذي كسر حدت صمتهم..
مضت الدقائق وهم في السياره، وهو ممسكاً بيدها وكأنه لم يصدق بعد بوجودها حقيقةً بجانبه..
نسيت يدها ترتاح في قبضة انامله..اي سكينه شعرت بها بعد مضي الدقائق، من هذا الرجل ؟! رفقته مريحه، و يبدو إنساناً حالماً بما انه يسمع كاظم ..
تعرف انه خمسيني العمر ولكنه يبدو اقل بكثير، تُرى ما يفعل ليبدو اكثر شباباً هكذا؟!..
رجل كهذا يحتاج مجهوداً لتبقى انيقة دائماً امامه،.
أيٍ كان هو رجل ..وكل الرجال سواسيه!
تفاجأت به يرفع يده ويقبلها ثم يضعها على خده، شعرت بشيء غريب، هل هذا من مشاهد خيالها أم أنها رجلها الذي ارتبطت به للتو؟!!
تحدث وهو يقبل يدها مرةً اخرى/حاب نروح الفندق بنقعد فيه يومين ثم نسافر مكان نسترخي فيه وننسى كل شيء حتى هند بنتي بيجون اخوانها بكره وبياخذونها.
لم ترد ضلت صامته، ليس لديها ماتتحدث به،،
حاول استنطاقها/تحبين كاظم والا اطفي المسجل
تحدثت وهي تلتفت إليه/بصراحه من زمان عن الاغاني، بطلت اسمعها
ابتسم وهو يخرس صوت كاظم بكبسة زر/نبطلها ليش لا ، صوتك لحاله يطربني..
اكتفت بالرضا..ابتسمت تحت نقابها ، صوته يريحها،تمنت ان يكون دائماً هكذا..،العبره ليست بالبدايات...فالكل في البدايه جميل.
.
سمعوا اصوات مزعجه في الخارج تبع ذلك اطلاق نار ..
خرجت الشموس مسرعه للخارج وهي تتذكر اتصال شهد وتهديد تركي/أدهم!!
هي تعرف ان أدهم ورواد وحدهما في الخارج بعد ذهاب الرجال والضيوف..
اما ليال و ام رواد ولولو وعبير و مدى التي ستبكي وهي تشعر بأن كارثه ستحدث..ذهبن للشرفه
الجميع وقفن امام الشرفه المطله على تلك السياره..!
،
دخل الاستراحه وهو يصدر اصوات مزعجه من بوق سيارته ليخرج من فوقها وهو يصرخ بهم/عزاااام يالـ....
اطلع لي لو فيك خير.. لا انت ولا اللي ناوي يتزوج أمي بتعيشون صدقوني كلكم ميتين والله لاحرقكم احراق والله
خرج إليه أدهم بثوبه بدون شماغه، يعرف ان هذا مراهق ولن يستطيع فعل شيء/خير يا تركي وش يوجعك
تركي يكاد يُجن من بروده وهو يغلي/انت بكبر وجع يمشي على الارض. الله لا يخليني كان خليتك
أدهم بضحكه مستفزه اردفها بحديث يغيضه/ان قدرت لا تقصر .. وش عندك؟ بتصوب سلاحك علي من بعيد يالرخمه؟! تراك ماتقدر علي الا بهالسلاح لأنك منت كفو فاااهم منت كفوو
لم يعد يستطيع احتمال ذلك المتعالي ، اشهر سلاحه وهو يحبله ليتردد وهو يتأخر بوضع الرصاص/اقسم بالله لا..
قاطعه بابتسامة استفزازيه/وااضح انك متردد يالبزر ..انت اصلا منت كفو تشيل سلاح
اشهر سلاحه بعدما وضع رصاصه...
الموقف بات صعباً جداً..
تجاهلت الجميع و اخرجت رأسها من الشُرفه وهي تصرخ ببكاء و تناديه/أدهم لاااا الله يخليك ابعد أدهم
انتبهت ليال لتلك التي إدعت بكسر قدمها.. هاهي تركض لاجل أدهم.. وهاهي تبكي وتناديه ..!!
هو إلتفت لصوتها الذي يعود بذاكرته للوراء كثيراً..هي تناديه كما كانت تفعل سابقاً..ابتسم لا ارادياً.
لتنطلق الرصاصه....،
مثلما تطرد الغيوم الغيوما...
الغرام الجديد يمحو القديما
قُضي الأمر والتقيت بأخرى...
والسماء استعدتُها والنجوما
لاتموت الخيول بردا وجوعا...
إن للعاشقين ربا رحيما
إنتهت أزمتي وفُكت قيودي...
بعدما كنت قاصرا ويتيما
وكسرت احتكار عينيك بالعنــف.
وأنقذتُ جيشيَ المهزوما..
.
،
..:
كانت تجري ناحية المجلس تعرف انه يجلس هنالك، لكنها فوجئت به يقف خارج المجلس و يتحدى تركي!! ..
ستجن منه، إلتفتت لتركي يبدو جاداًجداً...!
لم يسمح لها الوقت للحديث معه فهي بالكاد وصلته لترمي نفسها عليه لتبعده عن مرمى مسدس تركي الذي كان يصوب بيدين مرتجفتين..
وكأنها لم تنجو سقط وسقطت بعيده قليلاً بعدما اصابتها الرصاصه في طرف عضدها...كان اثر الدم مريعاً وهو ينتشر..
صرخ بعدما سُجّي بدمها،ليبعدها ويرفعها قليلاً وهو يحاول معرفة ما إذا كانت مازالت على قيد الحياه،كانت تبتسم بذبول/قلت لك بدفنك بس الظاهر بتدفني يا أدهم!
ابتلع غصته وهو يلتفت لتركي بصوت عالٍ و الدم يحتقن في وجهه من الغضب/والله يا تركي ما اخليك..والله
تركي بدوره قذف المسدس من يديه وهو يرى الدماء من بعيد..ليصعد سيارته و يخرج مسرعاً..
تركت نيفادا الجلوس بقرب المسبح بعدما سمعت الاصوات ترتفع، كانت تتوق لرؤيته ميتاً ..وقفت تطل من بعيد لترى أدهم يحمل الشموس مبتله بدماءها ويتجه بها لسيارته..
ارعبها المنظر وهي ترى اختها تبدو كخيوط ذابله بين يديه، لتتجه إليها مسرعه وهي تنسى كل شيء كانت ترى الشموس فقط، لن تسامح نفسها ماحيت/الشموووس!!
اوقفته وهي تمسك برأس الشموس و تحاول معرفة اذا ما كانت بخير/شموووس تكفين لا ..والله احبك والله شموووس!! ردي علي!!
حاول أدهم ابعادها ولكن دون جدوى حتى حملها بسرعه للسياره ليبعد نيفادا بصعوبه بعدما اتت ليال بعبائتها لكن سبقها و لم تستطيع الركوب معه..
استيقظت نوعاً ما وهي تحاول استيعاب ما حدث، نادته بصوت مملوء ألم/أدهم وقف ماني رايحه مكان
فرح بصوتها اوقف السياره عند البوابه الكبرى ليلتفت إليها، لا يعرف مدى الاصابه/انتي واعيه تسمعيني؟ بوديك المستشفى
حاولت الجلوس وهي تمسك بعضدها الأيسر/لا المستشفى ماله لزوم.. بنزل.
في مكان اصابة الشموس وفي المكان الملطخ بالدم..
جلست تندب حظها و غباءها و حقدها وكل ماتعاني منه، تباً لها و لكل ماتفعله من حماقات تُغضب الشموس ، لقد ذهبت ضحيتها..هي السبب لن ترتاح..هي باتت الآن قاتله... "قاتله"
في الداخل.. ،
منذ دقائق وهن يحاولن بها ان تستفيق لنفسها، تحدثت هند الصغرى وهي تطلب من مدى/عطيني عطر البصل مافاد
ام قاسي وهي تجلس بجوارها/المره صاحيه يا بنات خلوها ترتاح شوي
قدمت ساره بوعاء ماء لتغسل وجهها و هي تقرأ البسمله/سمي بالرحمن يام رواد اذكري الله وتعوذي من ابليس
استعادة وعيها وهي تشهق اخيراً،وتضع يدها على جبينها ودموعها تخضب وجهها/يارب احفظها، يارب تخليها لخوانها..يا رب
اقتربت منها اميره و رمت نفسها بحضنها باكيه..،
استغربت ام قاسي ردة فعل ام رواد، بنظرها تلك مبالغه،فكيف لها ان تحزن على ابنة زوجها؟!!
كان الكل يجلس حول ام رواد ماعداها تجلس بعيده، وتحتضن طفلها وهي ترتاح بعد بكاءها ..
تمنت ولو للحظه ان تلقى تلك حتفها وتنزاح عن طريقها لأدهم كان سيكون ذلك اروع خبر تتلقاه...لم تستطيع تصّنع الحزن معهم حاولت قليلاً ولكن داخلها تتراقص فرحاً...لم تكن تعلم ان دعواتها ستستجاب بهكذا طريقه، تمنت ان تُبشّر بمقتلها قبل وصولهم الى المشفى...!
لم تكن يوماً قاسية القلب ولكن حينما يتعلق الأمر بحبيبها فهي تكون أنانيه حد الجنون..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع عشر
منذ دقائق دخلت الجناح المُعد لهما..
وقفت خائفه من القادم..لم تستطيع نزع عبائتها او حتى الجلوس..
تكاد تُسمع نبضات قلبها من سرعة خفقانها،شعرت وان اطرافها تتجمد..هي مع رجل مجدداً!! انتابها ذلك الهلع مجدداً..كانت بخير في الخارج ولكن ما ان دخلا الغرفه حتى عاد توترها من جديد..!
انتهى من محاسبة حامل الحقائب بعدما اوصاه بحجوزاته الباقيه ..دخل ليتفاجئ بأنها مازالت واقفه مكانها و تضع نقابها!! استغرب تصرفها ولكن تبدو خائفه وهي تشبك اناملها بحقيبة يدها،اقترب منها وهو يتأمل وقوفها أمامه، ليأخذ منها الحقيبه بهدوء ووضعها جانباً على الطاوله القريبه، ليتفاجئ بأنها امسكت بعبائتها بتصرف لا ارادي و مضحك،حتى انه ابتسم وهو يقترب مجدداً وهو يحاول طمأنتها/خليك مرتاحه..اهدا من كذا
ابتلعت ريق الخوف وهي تراه يقترب ويزيح نقابها و من ثم عبائتها،لم تستطيع رفع بصرها وهي تتكشف هكذا امامه لتكسر رقبتها وهي تنظر للأرض وقد احمرت خوفاً وخجلاً..!
هرم حتى هذه اللحظه، الليله تحقق له ذروة سنام الحُلم ، وهاهي الحبيبه باتت زوجته..امسك بأناملها البارده وهو يقرّبها إليه و يطبع قبلاته الهادئه بعددها،
لمح لمعان الدمع المنسكب من عينيها ليمسحه بأنامله بابتسامه وهو يرفع رأسها ليرى عينيها عن قرب/افا ليه الدموع هاللحين؟!
ابتلعت ريق الخوف وهو يلتصق فيها، حاولت التملص منه،ذلك يذكرها بما تكرهه، جميعهم ساديون يبحثون عن جسد المرأه فقط،تحدثت بضعف/ابعد عني الله يخليك
افلتها بسرعه وهو يرى انهيارها فجأه وصوت رجاءها/سمي بالله يا هند.. والله ما أأذيك
ارتاحت بعدما افلتها لتبتعد وهي مستغربه خوفه عليها و تركه لها،جلست شبه منهاره...و كأنها لم تنجو منه..!!
استغرب تصرفاتها وكأنها مراهقه لم تتزوج بعد، لماذا هي مذعوره لهذا الحد..؟! وهو لم يفعل شيء اصلاً !!
اقترب منها وجلس على ركبتيه عند كرسيها وهو يضع يديه على يديها/هند حبيبتي..ناظري فيني
رفعت عينيها استجابه لنداءه الرقيق!!
ابتسم بعذوبه وهو يمسح دمعاتها/شوفي يا قلب صالح و اغلى أمانيه..انا ما جلست هالعمر كله انتظرك علشان اشوف دمعاتك!! امسحيها يا عمري..مابي هالدموع وان صار و بكيتي بسببي انا اعطيك الحق تضربيني...احدن عنده هالقمر و يبكيه؟!
طبع قبلته على يديها و هو يتحدث بهدوء رجل ويطمئنها ، قد استشف أمراً واضحاً من تصرفاتها/ماني مطالبك بحاجه غصب عنك...يكفيني قربك ، تكفيني انفاسك بنفس الغرفه، انتي قريبه مني وهالشيء كفيل بأنه يبهج قلبي دهر.. .. يلا اهدي و غيري ملابسك اذا تبين ونامي شكلك مرهقه، انا بعد مُرهق و بنام..
تركها وابتعد عنها ليذهب يغتسل ويبدل ملابسه ويلبس ثياب النوم..ثم اتجه للسرير و دثر نفسه..!
كان ذلك مثالياً جداً حد انها لم تصدق!!
هل كان مُحقاً في انه لن يلمسها دون رضاها، ذلك يصعب عليها تصديقه، كان زوجها السابق "سيء الذِكر" يتلذذ بتعذيبها مما جعلها تكره معاشرته..!
تنهدت وهي تتحرك بعدما تأكدت من نوم صالح، اخذت حقيبتها التي جهزتها ليال للفندق..فتحتها لتأخذ قميص او بيجامه للنوم فصُعقت مما وجدته..كلها قصيره وفاضحه..ندمت انها أوكلتها بشراء حاجياتها..
اخذت قميصاً لؤلؤياً كان اطولهم ويصل للركبه واخذت ذلك الروب من فوقه..لتذهب و تتشطف و تلبسه، استسبغت من عطرها قبل الذهاب للسرير وهي تتمتم بأذكار تطمئن قلبها..
ترددت كثيراً في النوم وهي تقف عند جهتها من السرير.. الخوف من ذلك الرجل يحيط بها..ما زالت تجهله..
اغمضت عينيها و صعدت للسرير متجاهله خوفها..استلقت وهي تنظر للسقف و تترقب انقضاض ذلك الذي يدير ظهره إليها..
،
ابتسم بخبث وهو يشعر بقربها، ليلتفت إليها و يراها نائمه بسلام، اقترب منها ليفاجئها بقبلاته التي جعلتها تستيقظ و تراه فوقها..كادت تختنق وهو يعانقها بقوه ويشد شعرها ليقبلها رغماً عنها..
انه حسين ليس غيره..صرخت وهي تحاول التملص بفشل/حسييين ابعد حسين الله يخليك.
استغرب صراخها وهو خارج من دورة المياه وتنادي حسين، اتجه إليها وهو يحاول إيقاظها/هند؟..هند!!
استيقظت وهي تحاول ان تبتعد عنه/حسين؟!!
تباً ماذا فعل بها ذلك الحسين حتى ترتعب وتصرخ وهي نائمه/هند تعوذي من الشيطان، حسين انتهى خلاص، قلتلك انا غير
مازال قلبها يخفق بشده وهي تحضن وسادتها بدموع وتحمد الله انه كابوساً وانتهى..سحقاً متى ستتخلص من حسين وترسباته التي دمرتها نفسياً..، صالح كما ظنته لا يستحقها هي انثى مُدمره لم تعيش علاقه طبيعيه..كان الرعب يطغى على حياتها مع ذلك المريض..
ازداد بكاءها الصامت وهي تراه يرتدي ملابس الخروج ليخرج و يتركها وحيده..تعلم انه يريد إراحتها منه فقط..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع عشر
لحظات لتخرج لولوه و ليال ملتثمه من غرفة اختهاوهي تخبرهم بخروج أدهم/يا جماعه ابشركم اختي بخير الحمدلله ورفضت تروح المستشفى ..
ابتسمت ام رواد وهي تكاد تطير فرحاً/اللهم لك الحمد،
تباً لتلك التي باتت كالغصه لا تبرح الحلق لتتنفس..
اخذت شالها وهي تضعه وتلتثم بطرفه.. كما فعل الجميع..
كانت تراقبه بحقد دفين وهي تراه برفقة ابنة عمه.. الويل له كم هو ذو حظ عظيم/سلامات يا عزان ما تشوفون شر.
بوجه يخلو من التعابير/الله يسلمك..
ام رواد وهي تتجه الى ليال بالتحقيق/حبيبتي ليال شفيها اختك خوفتني عليها؟
ابتسمت لولوه وهي تطمئنها/ام رواد والله انها بخير ..لا تخافين
عاد أدهم ليؤكد/عاد يام رواد ..ترى الشموس رفضت تروح المستشفى وتقول هنا اريح، الله الله بالاهتمام بالحبيبه.
ام رواد/اكيد.. لا توصي حريص…بعد عمري هي
اردفت ام رواد/روح ارتاح بالغرفه..
تحدثت ساره من بعيد/الحمدلله على سلامة الغاليه يا أدهم ولو اني عتبانه عليك.. شلون تتحدى مراهق؟
ابتسم وهو يرى عيني عمته لولوه المعاتبه/الله يسلمك يام اسيل
قاطعته لولوه/شايفه يا ساره تهور ولد عمتك وش سوا بزوجته؟ رمت روحها!!
لم يسبق ان باح بمكنونه ولكن هذه الليله اثبتت له اشياء كثيره/هي ترمي روحها وانا افديها يا عمتي لولوه..
ليال وهي تتذكر مدى و مافعلته/لو منت كفو ما رمت روحها لجلك.. انتبه لها يا أدهم.
أدهم بابتسامه/اكيد يا ليال.. يلا انا مضطر اروح المستشفى.. بجيب ممرضه تنظف جرحها ..تأخروا علي.
.
تيقنت ساره الآن ان الشموس تحبه..اي مشاعر تلك التي تدفع المرء ليفدي بروحه احدهم إن كان لا يُحبه؟
بل هي تحبه لدرجه موجعه ومؤذيه لنفسها..
هذا ما يستحقه أدهم.. بعد كل تلك الآلآم..
حان وقت سعادتك أيها الطفل الحزين!
..
في الصاله الجانبيه هناك لم تستطيع ان تتحمد لها بالسلامه وهي ترى الجميع حولها حتى دخلت بصحبته واغلقا الغرفه عليهما.. وخرج بعد ذلك ...
ستُصاب بتشنج في عقلها لا محاله..
خرجت بطفلها في هذه الاثناء لتلتحق بها ساره بعد ذلك ..طريقة خروجها بصمت هكذا مثيره للريبه..
توقفت مدى و هي تحاول ان تتنفس.. استضاقت من لحاق ساره بها.. هي ارتكبت حماقه.. تعرف ذلك.. لكن رغماً عنها.. كان ذلك حبيباً لها قبل الكل..
التفتت اليها ساره مستنكره وهي تشمئز منها/قبل شوي كنتي منكسره وحالتك حاله وتبين المستشفى وبعد لحظات رحتي تراكضين تنادين أدهم قدام بنات عمه و عمته و الله اعلم اذا بعد سمعت زوجته..!!!
توترت وهي تمثل اللامبالاه/صحيح ولد عمتي و اكيد بخاف عليه مافيها شيء، بس انا ناديت ولدي مو ولد عمتي..
تفهم جيداً نواياها و نوايا والدتها، تحدثت لها هامسه/اسمعي يا بنت ابوي "أدهم تنسينه"..لا تلعبين علي انا عارفتك انتي وامي.. وقت ما كان خاطبك و شاري قربك طردتيه انتي وأمك..وهاللحين امك تبيه و ماتبيك تفكرين بطليقك وابو عيالك.
اسمعي كلامي و طلعي أدهم من راسك احسن لك.. اللي سويتيه لا تظنين انهم بيمشونه بدون ردة فعل.. شفت نظرات ليال وعمتها لك..
احمرت عينيها وهي تحبس الدموع بصمت لتتحدث من بين اسنانها/قلتلك انا كنت انادي ولدي ما...
قاطعتها/هالكلام لا تقولينه لي...قوليه للي انفضحتي قدامهم...انتي وحده غبيه يومنك تبينه ليه ما قاومتي لين تتزوجينه
تحدثت تلك بضعف و دمعه/واعصي أمي؟!!
ساره بواقعيه/وهذي هي امك تغيرت الاوضاع و صارت ماتبي زوجك و هذا هي تمنع اي صلح بينك وبين منيف و تحاول تزرع أدهم داخلك من جديد...انتي اللي بتعيشين حياتك مو امك..اختاري وكوني قد اختيارك من هاللحين
مدى بخوف وتوتر/امي مالها دخل..
ردت بغضب مكبوت/لها دخل ونص يالإمعه..بعدما شجعتك على الرجعه لأدهم صرتي تقومين تسوين هالحركات..نفسي لو مره تسوين شي انتي خاطرك فيه مو توجيه من أمي...تشجعي واتصلي بأبو عيالك..حاولي تزيلين سوء الفهم بينكم، منيف يبيك ويبي عياله لكن انتي ماتدرين وش تبين!!
أدهم ماراح يترك الشموس علشانك ،حطيها حلقه بأذنك.
تركتها وذهبت غاضبه، قد كانت تصمت طوال السنوات..هي من شهدت عذاب أدهم من والدتها و من مدى التي سبق وان اعلنت رفضها له بشكل قاسٍ امام الجميع وادعت انها لا تريده..لترضي والدتها التي لم تريده في حينه ..الآن وقد اصبح أدهم ذو المكانه العاليه والثروه الطائله بات مطمعا. فقط...الى متى سيتعذب ذلك الطفل
نعم فهي مازالت ترى أدهم ذلك الطفل الحزين حتى وان ابتسم!،
.
خرجت تتصل بأبنها قاسي ليأتي.. قد انتهى كل شي وهو تأخر عليهم…!!
بات الجو كئيباً بعد اصابة الشموس.. وخروج أدهم لاستدعاء ممرضه..
لمحت رجلاً غريباً يقف عند سيارته، انهى اتصاله ثم دخل للملحق..يبدو يعرف المكان جيداً..
لحظات لترى ليال تخرج من الاستراحه!!
ابتسمت بخبث وهي تراقب الوضع..
،
اغلقت الهاتف من أدهم الذي اخبرها بقدوم الممرضه.و تواجدها امام الملحق!!
اشارت إليها لتنزل ولكنها لم تراها.. لعلها دخلت الملحق
تقدمت ليال بعدما تأكدت من وجودها وحيده تجلس على ذلك الكرسي الخشبي الجانبي وحدها..غريب من أوصلها ان كان أدهم لم يصل بعد؟!
تقدمت وهي ترى الممرضه تتفقد ادواتها قبل دخولها.. تبدو كانت تتحدث الى احدهم/نيرس !!
ابتسمت وهي،تراها باناقتها رغم لملمتها الفوضويه لشعرها للاعلى!! ولكن فستانها الاسود الضيق ذو الفتحه الطويله يجعلها اكثر فتنه..
استغربت نظرات تلك الممرضه وهي تلتفت بنظراتها للخلف، إلتفتت إلى اتجاه نظرها فوجدته يسند طوله على سيارته و يلتهي بهاتفه المحمول وكأنه لم يراها..!!
رفعت شالها من رقبتها لفوق رأسها ودخلت مسرعه.. بدون اي كلمه..
رفع وليد رأسه وهو يشير للممرضه باللحاق بها.. فلحقت بها مسرعه..
وضع يده على صدره وهو يتنفس براحه بعد حضورها الذي يخطف الانفاس!! سقطت يا وليد دون مُنقذ
سقطت في المحظور.. فمن انت حتى يخالجك شعور كهذا تجاه واحده بمكانتها.. حتى و إن كانت ابنة عم اعز الرفاق ذلك لن يشفع له.. هو طبيب وان كان طبيباً هو بدون هويه.. لم يقبلن به بنات خالاته لهذا السبب فكيف ستقبل به تلك من تمتلك الجاه و المال و الكثير من طالبي ودها..؟!!
اطلق تنهيدة القهر من الضيق الذي يُحكم القبضه على صدره ...سيهاجر و يكوي قلبه بانقطاع مفاجئ عن كل ما يُحبه الوطن والحبيبه، لعلّه يطيب.. أليس آخر العلاج هو الكي؟!
تلك حياتها بين يديه، بعد الله.. لن يخذلها وسيبذل جهده لينقذ تلك الروح الغاليه..
.
،
وقفت تراقب الممرضه وهي تطهر جرح اختها بعدما خدرتها كان جُرحاً ملتهباً رغم انه صغيراً..
أتجهت للنافذه لترى ذلك الطبيب.. لماذا تشعر بأن ما يأتي به أمامها ليست صدفاً ابداً …
يآه رآها بهكذا هيئه.. كيف ستقابله في موعدها معه غداً؟!
نظرت لأناملها المزينه بالحناء(الله يسامحك يا عمتي لولوه)..
.
،
.
استغرب ماسمعه من امه واخواته اللاتي اخبرنه بماحدث، صاحبه يفتقده ،لكن لماذا يُبعده عنه؟!
لماذا يُصر ان يُبقيه بعيداًعن حياته..
ضل صامتاً في صالة المنزل وامام التلفزيون..ماذا عساه ان يفعل وأدهم لا يريده؟!!
نزلت ساره فجراً تبحث عنه لتجده مكانه منذ وصلوا بعد منتصف الليل..استغربت ذلك لتذهب وتجلس بجانبه/قاسي؟! شفيك و انا اختك
حاول ان يكون طبيعياً/ابد وانا اخوك ابي اروح اصلي الفجر
خافت ان يكون ما تشك به حقيقياً/انت اصلا مانمت يالغالي..قاسي اصدقني الكلام،صاير بينك وبين أدهم شيء؟! انا ماشوفه يجي يزورك من جيتكم ولا انت تروح معنا لهم،علامكم؟! تراكم اخوان
ابتسم وهو يحاول ان يبين عكس مابداخله/بالعكس مابينا شيء ولا تخافين بس الظروف يعني احيان ما تكون في صالحنا
تنهدت /الله يعين أدهم على حمل هالمسؤليه،
رد بهدوء/امين
اكملت /بس اللي استغربتها منه انه بيترك بنت الاسبانيه تروح مع امها!!..البنت صغييره و الام مسيحيه، و الثقافه مختلفه
هنا إلتفت إليها باهتمام/وشو؟!!
استغربت ردة فعله/هذا اللي سمعته منهم..بتسافر بعد ملكة عمتها و بتروح تجلس عند أمها باسبانيا
وقف غاضباً وهو يلتقط شماغه و هاتفه النقال ومفتاح سيارته ويخرج مستعجلاً/انا رايح اصلي.. سلام
وقفت متعجبه من تغيره المفاجئ/بسم الله وش فيه ذا؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع عشر
بعد لحظات استيقظت وهي تشعر بتنمل يدها...
لا تريد النهوض هي مرهقه جداً و تشعر بضعف عام ، بدأت بالكحه وهي تشعر بجفاف في حلقها لتراه يقف ويتجه إليها/بسم الله عليك وش بغيتي؟
استغربت وجوده بجانبها/ابي ماء عطشانه
سكب لها ماء وقدمه لها/سمّي
اخذته وهي تشرب لتعيده بعد ذلك ..لتعتدل جالسه وهي تلاحظ نظراته لها، تأملته بحب ، كانت ستفقده وتظل بحسرتها وحيده من جديد ، ماذا يريد من تعريض نفسه للخطر؟!! أيريد ان تموت حسره.. ؟!
تحدث بإبتسامه/شفيك تناظريني كذا؟..شكلك بتضربيني!!
عبست وهي تعاتبه/زين كذا؟!! بغيت تيتمني مره ثانيه؟!!
اعجبته صيغة عتابها الجميله ليرد بمثله/زين كذا؟! بغيتي تحرميني منك؟!
شعرت بحرارة الدمع بعينيها، قبل البارحه كانت محبطه جداً حد انها اكتئبت و تناقشت بحده معه ، واليوم ....آه ما اجمل اليوم وهي تراه بكامل صحته !
حاولت ان تنزل من السرير ولكن تقدم لها وهو يمسك بيدها و يحاول مساعدتها/وين رايحه؟! ارتاحي
احبت اقترابه منها و امساكه بيدها،احبته في هذه اللحظه اكثر من اي وقتٍ مضى،رفعت عينيها له وهي تبتسم/ابي اتوضأ ..ماصليت الفجر ..توني صحيت
غرق في سواد عينيها المتلألئه بدموعها، كيف لا تريد منه طفلا وهي خاطرت بنفسها لتنقذه؟/ليه تتهورين البارح؟ كنت بفقدك
بنفس ابتسامتها الذابله/ساعتها بكون هم وانزاح عن قلبك..
آه لم تنسى ما قاله يوم ملكتهما، وهي تتذكر ما قاله في لحظة استفزاز/و ان مافقدتك انا بيفقدونك خواتك.. مافكرتي فيهم؟
ذكي في انتقاء ردوده يستخدم طرق ملتويه، لينأى بنفسه يالغروره ،اجابته برضى فخبر نجاته ينشر الرضا حولها/يفقدوني خواتي احسن ما تفقدك هالعايله بكبرها.
داعب خدها بأنامله/هذا خضوع بطعم الحب
ألتفتت إليه وهي تتحدث بتعقل/ماهو خضوع بقدر ماهو ايمان بأهمية دورك ووجودك، بعيد عن كل شي صار او ضايقني منك..تبقى رجلي يا أدهم .. ابيك تتذكر دايم قبل تتهور ان حياتك مهمه للعايله..ولي.
استغرب رغم اعتدادها بنفسها الا انها اعترفت باهميته/باعتقادي انك مهمه اكثر مني لخواتك..انتي ذكيه و ماتحتاجيني.. سبق وقلتي ما..
قاطعته وهي تضع اناملها على ثغره بابتسامتها الساحره/انا اللي احدد احتياجي مو انت…
ابتسم لها وهو يقبّل اناملها التي على ثغره..قبل ان تسحبها منه بخجل و تتراجع ، ليتركها تذهب، اليوم من اجمل ايامه..بل هو الافضل والاسعد حينما اعلنت بشكل واضح انه مهم بالنسبة لها ..
اخرج هاتفه الذي يرن ليرد باهتمام/هلا مهند.. خلصت؟...طيب اطلعت على الاجراءات وتأكدت؟… .مشكووور يا مهند الله يعطيك العافيه..
سمع صوت طرقات باب الغرفه ليخرج..وهو ينادي/ايوه ؟!!
تحدثت من خلف الباب وهي ترد عليه/أدهم انا نيفا
فتح الباب وهو ينظر للأرض/خير يا نيفا
بدموع/ابي اشوف اختي بليز.. شلونها اللحين؟
خرج اليها وهو يداعب سُبحته/اختك بخير لا تخافين وتروعينها بالبكاء
مسحت دموعها وهي تثبت غطاء شعرها/ان شاء الله..
اردف بتأكيد/اسمعي يا نيفا..تجهزي وجهزي امورك وراك سفر بكره
صُدمت ام رواد القادمه بفطور للشموس و هي تسمع/من جدك يا أدهم؟!
أدهم/ايه يام رواد..امها بتسافر بكرا و هي طيارتها بعد بكرا ...مالقينا لك حجز معها..ماظن فيه فرق يوم.. يلا سلام.
كانت تظن انها ستفرح ولكن ذلك لم يعد يسعدها،ولم تُركز في تباعد الحجوزات، اختها كادت تموت البارحه بسببها فكيف ستذهب براحة بال هكذا؟!!
ام رواد التفتت الى نيفادا بخوف/صدق خلاص تبين تروحين وتتركينا؟!
شعرت بالغصه والتيه في آن معاً، داخلها تيارات تعصف بها، لا تعرف تماماً مالذي تريده ، بداخلها فوضى ..
دخلت الى اختها .
.
.
عادت ام رواد بتردد واتجهت الى ليال بغرفتها/ليال شلون تخلون اختك تروح كذا اقنعي أدهم ما يسمح لها تروح..والله ان راحت معاد نشوفها مره ثانيه
تركت ترتيب ثياب وسام و ابتسمت وهي تجيبها بثقه/خلي أدهم يتصرف وبس.
ام رواد بخوف/يارب تستر
عادت لترتيب ثياب وسام وهي مرتاحه من ناحية نيفادا وتصرف أدهم، ما دام انه لن يرسلها مع والدتها في نفس الرحله فهو لن يرسلها معها ابداً..فهظ،و يستطيع استئجار طائره خاصه وليس عاجزاً عن مقعد في رحله...إذن لن يرسلها خارج البلاد اصلاً..
،
.
،
انتظرتها واقفه حتى خرجت من دورة المياه..
مسحت دموعها التي لم تتوقف وهي ترى اختها تقف على قدميها وتبدو بخير.. اتجهت إليها وعانقتها ببكاء صامت..
استغربت تصرفها..وهي تراها تبكي منذ البارحه/نيفو حبيبتي.. بس عااد ترى مافيني شي
شعورها بالذنب يكاد ينحرها.. هي ذاتها تشمئز من نفسها.. كادت تقتل اختها بسبب حقدها.. ماذا لو قُتلت؟!!
هزتها مجدداً وهي تستنطق صمتها الباكي/يا بنتي ناظريني و تكلمي وش فيك؟
رفعت عينيها من الارض لتنظر في عينيها بانكسار/كيف بروح مع أمي وانتي تعبانه كذا؟
استغربت إذن أدهم مُصر على ذهابها/بتروحين مع أمك؟
هزت رأسها بالإيجاب/أدهم وافق يخليني اروح وطيارتي بعد بكرا.
تركتها و راحت تجلس على طرف سريرها بصمت.. ماذا يريد فعله أدهم بها؟!! رفعت هاتفها وهي تطلب السائق/جهزوا السيارات بنرجع البيت..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع عشر
للمرّة الاولى يقرر زيارة أدهم في مقر عمله..،
اتجه الى السؤال عن مكتبه حتى وصله.. تجاهل شعور الفروقات التي انشأتها سبل الحياه بينهما..
هاهو ضابط في الحرس الوطني
وأدهم محامي و دكتوراه في ادارة الاعمال و الآن من كبار رجال الاعمال..
ماحدث بعد إلزامه له بإتمام الزواج في حضرة المحكمه وامام كاتب العدل الذي يعرف صالح محامي الشركه..كان ضغطاً كبيراً اجبر أدهم ان يصمت ويتم الزواج حتى لا تهتز صورة ابنة عمه الصغيره كونه يتزوجها بالإكراه..!
لم يجد أدهم فأصر ان ينتظره في مكتبه حتى يعود..
انتظره لنصف ساعه..
لحظات ليدخل أدهم وقد اخبروه بتواجده/السلام عليكم
تحدث قاسي بغضب/وعليكم السلام.. لوين وصلت بيننا يا أدهم؟ لين اخذ موعد علشان اشوفك؟!!! وش صار؟!
قرر أدهم ان ينهي الأمر وان يقصّر المسافه عليهما/اسمع ياولد خالي...انا داري ليه انت جاي وداري بعد وش تبي تقول..لكن اسمع وافهم اللي بقوله لأنه مثل السيف لو خالفت كلامي لك هالسيف بيضرب على رقبتك ولاني متحسف
استغرب يبدو ان الأمر جدياً/خير ان شاء الله
بجديه و باسلوب صارم/انا عاهدت نفسي ما ازوج نيفادا قبل سن العشرين..فإن خالفت عهدي يا قاسي وقرّبت منها ، ترى ذنبي بيكون برقبتك انت.
هو يعقد المسائل وليس يحلها/انت وش تقول يا رجال..انا جاي اخذ زوجتي و
قاطعه غاضباً/زوجتك عمرها ظ،ظ¦سنه وكلامي واضح ان لمستها كزوجه قبل العشرين بتندم ..وش قلت؟! موافق او اخليها عندي؟! او اسفرها
فهم ما يعنيه ليس له بد من ان يوفق، يجب ان تكون تحت عينيه سيكون خير وصي/اصلاً مايحق لك تسفّر زوجتي بمزاجك، انا موافق اخذها بشروطك
بنظرته الجاده والمتفحصه/ممتاز..اجل جهّز نفسك لتجي تاخذها اول ما اتصل بك..
هز رأسه بالموافقه ثم خرج بدون سلام ، لم يعد رفيقه كالسابق ظروف زواجه من نيفادا شيدت بينهما سوراً ..لكنه مازال محتفظاً بحب أدهم و اخوّته..لن يؤثر تعامله السيء على محبته ومكانته.. .. هو فقط يريد تلك الصغيره لم يعد حباً ولكن من اجل أدهم..!
.'
صداعها يزداد يوماً بعد يوم لم تعد تستغني ابدا ًعن تلك الحبوب، اخذت حبة لتردفها بكأس ماء لتذهب بعدها وترتمي على سريرها،
قد اخرجت حقائبها ولكنها لم تستطيع اكمال ترتيب ملابسها...لتنام بعد صراع مع الصداع..
دخلت والدتها وهي تراها لم تنتهي من عملها ليس هنالك المزيد من الوقت ..لتكمل وضع بقية ملابسها وادواتها الشخصيه في الحقائب..قبل ذهابها هي..
اتجهت لملابس ابنتها لتجد ان اغلبيتها لا تلبسها..هي فقط تلبس كل ماهو فضفاض فقط..ولا تهتم باناقتها كبقية الفتيات، ذلك شيء لم يعجبها، اخرجت كل لباسها الفضفاض والذي يشابه الشباب، لتضع فساتينها التي لا ترتديها وبناطيلها القصيره التي تعشقها بالكاد لديها اثنان طويلان .. اخذتهما وهي تتوعد ابنتها بأن تكون اكثر صرامه في اسلوب لباسها و قصات شعرها..
ماجعلها غاضبه انها لا تمتلك ماكياج كل ما لديها علب اصباغ الاظافر و انواع احمر الشفاه و ماسكار للرموش فقط!!
تكاد تفقد صوابها، هي تشتري القمصان الرياضيه اكثر من اي شيء اخر!!
انتبهت لقفص هنالك ولكنه فارغ لابد وانه قفص ذلك الفأر الكريه "الهامستر".. تركته بعدما رن هاتفها.. لترد باهتمام/آولآ دييغو..
ظلت تتحدث معه بامور عده.. وبدت المكالمه مهمه..و بدت تتحدث عن ابنتها كصفقه رابحه..!!
،
انتهت من تنظيف جرحها لتغلقه بعد ذلك بلاصق،..
رن جرس هاتفها ليعلن عن وصول رساله لتذهب وتلتقطه وهي تجلس وتقرأها تبدو من عبير [لا يكون تظنين انك نفاس؟!..اطلعي لنا انا وامي والبقيه في الحديقه الخلفيه مو اللي عندك]
ابتسمت وهي تهم بالوقوف لتخرج..
..:
خرجت للمكتب المجاور لغرفتهما تريد الذهاب منه للحديقه الخلفيه للمنزل حيث عمتها لولوه والبقيه ولكنه دخل في هذه الاثناء و ابتسامته ترتسم على محياه/نوّر بك البيت يا راعيته
بحاجب مرفوع يعلن عن غضبها/راعية البيت هاه؟!
اقترب منها وهو يحاول النظر لجرحها ولكنه تفاجئ بيدها الأخرى تمنعه من الاقتراب/افاا..وش العلم
بعينين حادة النظرات/تذكر وش انت مسوي اجلس هناك و عدد ذنوبك
لابد وانها تمازحه!، فهو لا يذكر ان كان قد اغضبها، ابتسم وهو يقترب رغماً عنها ويثبت يدها التي تمنعه خلفها،ثم قيدها بعناقه العنيف وهو يجيبها بهمس/تدرين وش اكبر ذنوبي؟ اني حمّلت نفسي فوق طاقتها بزواجي من وحده مثلك
لمعت عينيها من حديثه وهي تحاول تحرير نفسها منه/وش قصدك هااه؟!
عاد ليبتسم بهيام واضح وهو مازال يثبتها ويغرق في عينيها/انتي اذكى و انتي اجمل وانتي اشرس واخطر وحده قد عرفتها! انا فعلاً معك واقع بمشكله، خطواتي تجاهك مدروسه مع ذلك ما اكسب رضاك!!
لم يصرّح او يذكر الحب بين تلك الصفات، لم يعجبها وان أرضى غرورها قليلاً، ما قاله يؤكد ان هنالك اخريات غيرها/انت مراوغ و بالأصح منت واضح وهذا بلاي معك
اقترب لخدها و اغرقها بالقُبل لينزل لعنقها وهو يلاحظ انسجامها معه، ليهمس في اذنها/وش كنتي تقولين؟!
أيظن ان قبلاته ستُطفئ نارها؟!ردت بنفس همسه/اكرهك
اطلق ضحكته وهو يحررها من يديه، وكأنها حينما تقول تلك الكلمه تعني "احبك" !!
امسكت جرحها بعدما أفلتها لتتوجه إليه بالسؤال/انت وش سويت بنيفادا؟! و ليه كذا؟!
لم يفهم ماتقوله فهو لم يعلن خبر زواج نيفادا من قاسي/و انا وش سويت بها يعني؟!!
زمت شفتيها بغضب فهو يُصر على استغبائها/شلون تزوج اختي بهالعمر ..لواحد كبرك؟!!
إلتزم صمته ، كيف عرفت، هل يُعقل ان ينشر قاسي الخبر "استحاله"..قاسي لا يفعلها ولو قتلوه...إذن من الذي نشر الخبر؟!/من قالك؟
ستجن من بروده/مو مهم من قال لي، انت شلون تتخذ قرار مثل هذا وما حتى تعطيني خبر ؟! أدهم انا ما اخبي عنك شيء ولا مره استغفلتك ليه تحب تخبي عني و تستغبيني؟!! مو معقوله اللي تسويه بي يا أدهم..ليه كذا؟!
لم يجد رداً مناسباً، كيف سيفهمها ان ما حدث كان بعكس إرادته وان الامور جرت بشكل ضده، إلتزم صمته
صمته هكذا يثير جنونها/معندك رد. يعني انت عارف انك غلطان..
قاطعها/ماني غلطان.. واختك لازمها رجل يربيها،لا انتي ولا احد قادر يوقفها عند حدها
فركت جبينها بأناملها وهي تستنكر رده/و بنظرك الزواج هو اللي بيصلح حالها، اكيد انجنيت
تحدث غاضباً هو الآخر/يمكن الزواج حل غير مثالي بس انا واثق بقاسي لا تخافين عليها معه..هو كان مُصر عليها و ألح بطلبها رغم رفضي ...و تطمني شرطت عليه ما يدخل عليهاالا بعد العشرين.
جلست في محاوله لإراحة نفسها،شعرت بالصداع وهي تسمع ما يزعجها..
رن هاتفه ليرد بعدما رأى اسم مهند/هلا مهند..من جدك انت؟!! كذا مشكله..ايوه تصرف واتصل بأبوه وقول له الكلام اللي اتفقنا عليه.. مابي بكرا يتعبنا معه....يعطيك العافيه
عرفت ما يتحدث عنه لتسأل بلهفه/اخبار عن تركي؟!
اجابها وهو يجلس باسترخاء/الغبي سافر للبحرين ومدري وين ناوي..او متى بيرجع
تحدثت بخوف/ياليتك بلغت عن اللي صار كان هاللحين ماسكينه عند المنفذ
اعتدل جالساً/مستحيل ابلغ عنه واقهر عمتي هند..
قاطعته بقلق/بس هذا غبي ممكن يقتلك وما يرف له جفن..وجوده طليق خطر ، حتى عمتي لو درت بسواياه بتأيدني
برجاء/طلبتك يالشموس ..عمتي لا تدري خليها تعيش حياتها، ترى فكرة ان الولد يتأذى توجع والدينه..كفايه عليها نكد ابوه..
استغربت إجابته التي زادت فضولها و أشعلت شكوكها من تحت الرماد/وكأنك تعرف الأبوه؟!!
ابتسم لتدقيقها اراد إشعالها فقط/لأني جربتها..
اتسعت حدقة عينيها بصدمه، تخفيها/بنت والا ولد؟
اعجبته فكرة ان يحرقها قليلاً، فهي تمثل الهدوء وعدم الاكتراث/ولد..و كان اسمه عبدالله، مات بعد بفتره بسيطه...و بعد فتره طلقت امه.
ابتلعت ريق الغيره وهي تراه يتحدث عن ماضيه ببرود وببساطه/وليه توك تتكلم؟!
يرى بريق عينيها الذي يريده،وقف وهو يقترب منها ببطئ/يعني انتي عارفه ظروف زواجي منك وكذا ما جات الفرصه وكذا
ابتعدت خطوتين للخلف وهي تشعر بفوح صدرها/ابعد عني مابيك، صدق كلامي انت مراوغ وكذاب،
لم يستطيع اكمال حديثه وهو يحاول تثبيتها/امزح عليك والله امزح..ماعندي ولد ولا بنت وما عمري تزوجت قبلك ارتحتي
مازالت تحاول تبعده وهي تُكذّب حديثه/ابعد عني يا كذاب لا تلمسني
ثبتها أخيراً بعدما شعرت بوجع يدها/واقسم بالله ماعندي عيال وماعمري عانقت زوجه غيرك..ارتحتي؟!
ارتاحت وهي توقف المقاومه، شعرت وكأن جبلاً كان جاثماً على صدرها او لهيباً يتقد داخله، شعور مخيف بالغيره،سمحت له بأن يعانقها براحه..لتشده هي بكلتا يديها بتملك..
ابتسم وهو يراها تبادله العناق هذا يعني انها تصدقه، همس لها/نروح الغرفه؟!
توقفت عن عناقه بعد طلبه ثم ابعدته عنها وهي تتركه وتتراجع عنه خطوات الى الخلف، تباً لخبثه كيف حوّل الاحاديث من نيفادا الى شجار بينهما فـ حرقة اعصاب لها ثم عناق تلاه بطلب بمغازله ، كم هو رجل مُرهق..!!
حاولت لملمت نفسها وهي تُلح عليه/ليه تحاول تغير المواضيع؟!..كنت اكلمك عن نيفادا، حط كلامي ببالك وافهمه اختي ماراح تطلع من هالبيت لا لسفر مع أمها ولا للزواج..و خلال هالفتره ابي ولد خالك يرسل ورقتها،ماحنا محتاجين فزعاته
تبدل مزاجه للغضب وهي تلقي أوامرها باسلوب مستفز/انا ماني مغير كلامي لمجرد انك ابديتي رايك
قاطعته/انا ما أبديت رأيي ..انا اقولك ما راح اسمح لك ترمي اختي الصغيره هالرميه...واذا كانت حلولك بهالشكل، فأنساها رجاءاً .
زم شفتيه بغضب/انتي تكسرين كلامي؟!
بجديه/كلامك ماهو وحي منزل من السماء، ما اظن حرام لو تراجعت عن فعل سيء ومؤذي ...قلتلك اختي خلها خااارج اهتمامك اذا عاجز عنها.
حاول السيطره على نفسه وان لا يمد يده وهي تصفه بالعجز و سوء التدبير، تبقى لها امورها الإيجابيه، رفع يده وهو يعيد ترتيب شماغه ليرد بهدوء محاولاً انهاء الحوار/بعتبر نفسي ماسمعت هالكلام كله..انتهى نقاشنا واللي قررته انا هو اللي بيصير.
تقدمت بتوتر وهي تأخذ المزهريه الصغيره وترميها امام قدميه باعتراض/مانتهينا قبل ما يتفركش زواج نيفو..مانتهينا
نظر إليها بحده بعدما أمسك يدها ليتحدث بتهديد/لا ترفعين صوتك علي فاهمه، واللي ابيه انا بيصير
تحدثت بغضب/اجل لعاد اشوفك بغرفتي ثاني مره، انسى
نفض يدها بنفس نظرته الحاده/نشووف من بيمنع الثاني...
ليخرج غاضباً ، حاولت ان تلملم نفسها بعده..مالذي حدث ؟ كيف بدأ النقاش وانتهى هكذا؟!
يوترها بتصرفاته التي يخفيها عنها ثم تكتشفها هي بنفسها لاحقاً..
رن هاتفها لترى اسم عبير..اغلقته وهي تخرج من جناحها الى الحديقه متناسيه ما دار بينها وبينه..، سترى ما اذا كان سينفذ ما قالته أم انه فعلاً مُصر على رأيه..
.
،
.
،
انتهت من زينتها امام مرآتها وهي تلمح في المرآه إنعكاس نظراته الدافئه وهو يحمل بيده صحيفته ليبتسم بعدما وقعت عينيها عليه.. كم كان رقيقاً ومتفهماً لها طيلة اليومين، اقترابه هادئ و نبرة حديثه مريحه..تماماً كتلك الشخصيات التي تخيلتها في كتاباتها..!
يشبه الخيال..ولكن هل سيدوم على هذه الوتيره؟!..لماذا تحرم نفسها عيش اللحظه و تهلك نفسها بما سيحدث في الغد؟!!
اعادت رش عطرها ثم اخذت سلسالها تريد ان ترتديه، تعمدت ان تناديه ليلبسها إياه، قد احترم صدودها باليومين الماضيين، لن تجعله ينتظر اكثر،
تشجعت وإلتفتت إليه بطلبها/ماقدرت أسكر السلسله تجي تساعدني؟!
ترك صحيفته بثقل مصطنع وهو يقف ويتجه إليها/انتي تامرين يالغاليه ما تطلبين..
ابتسمت بخجل/تسلم صالح
كانت هذه المره الاولى التي يعشق فيها إسمه،اقترب و مد يده ليأخذ السلسه وتعمد ان يلامس أناملها ويطيل ذلك..
مرر يد لشعرها البندقي وهو يجمعه ويسمح لانامله ان تعانق تلك الخصلات ..ابتلع ريق الرغبه وهو يحاول ان لا ينجرف ، مازالت متحفظه..
أدارها لتقف مواجهه له و ألبسها السلسله ببطىء يريد ان يستغل كل ثانيه بقربها..
تعرف انه انتهى من ربط السلسله ولكنه مازال يقف أمامها يده خلف عنقها و يكاد يلتصق بها، هو اطول بكثير مما تخيلته، رائحة العود المعتق التي تفوح منه تزيده هيبه و فخامه، صدره العريض امامها، يناديها بدون كلمات ولا صوت..
يريد إطالت الاحاديث معها ولكن بقلبه رغبه وشوق جارف بداخله غصة حنين يمنعه حتى من ترتيب الجُمل و سرد العبارات، ابعد يديه تحدث وهو يحاول يزيح تلك الغصه/الليله بنكون ببيتنا..و بنكون لآخر العمر قولي يا رب
احبت همساته/يارب
داعب خدها بطرف انامله/تقولين ؛وش تبي بي وانت حلم الصبايا؟ وانتي حلم عمري اللي راح، و احلى امانيه
لم تصدق ما يتحدث به،هل هو طبيعي؟!
أردف وهو يلاحظ خجلها و توترها/ظ¢ظ¦سنه انتظار شبه يائس، تزوجت صح لكن حسيت اني ظلمتها معي،طلقتها بعد كم شهر فقط جالي بنت وفرحت لأني سميتها باسمك ابي اسمك حولي دايم، على قولتهم "العوض ولا الحريمه"
تركها وابتعد قليلاً، شعر بالحرج وهو يبوح لها بكل شيء.. لم يعرف كيف انفلت لسانه امامها هكذا، حدد حاجبه الايسر بانامله بحركه لا إراديه من خجله/انا اسف اذا ازعجتك بثرثرتي و
لمعت عينيها غير مصدقه ما تراه "رجل يخجل ومن أمر لا يُخجل!!" ، هو كثير عليها للحد الذي تحسد نفسها عليه..تمنت لو أنها تستطيع المبادره لعانقته و أراحته ولكنها عاجزه جدا عن تلبية أي نداء للحب!!
آه كم ندمت على محاولتها قبل قليل!! ..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع عشر
هاهو اليوم الموعود..بعدما ارسل والدتها بالأمس هاهو يرسل نيفادا اليوم..
كره هذا الحدث الذي مزع علاقته بزوجته..لكنه لا يستطيع التراجع.. و عليها التفهّم،..
اتجه لقاسي الذي ينتظر خارجاً..وهو يرمقه بحده..اراد الحديث معه..كوصيه اخيره اشبه بالتهديد، تحدث وهو كاره لما سيقول/انت عارف وش عقابك اذا رجعت لي حامل..
اجابه بغضب مكبوت،فمازال أدهم يتشرط و يماطله/اتصلت بي لاجل اخذ زوجتي...وينها؟!
اشار بعينيه للسياره/اركب سيارتك، البنت هاللحين جايه، حط ببالك انها ماتبيك، وتذكر فارق السن بينك وبينها مفهوم
آه لو انه آخر غير أدهم لكن اعدمه في مكانه، و لكنه الغالي و إن قسى/انا للحين معتبرك اخوي
رد بغضب/ان خالفت الشروط و هالأوامر انسى الأخوه، تذكر انها مثل السيف.
تحدث وهو كاره لما سيقول ولكن هو مُضطر/انا رايح برا الرياض..الله الله بأهلي
استغرب ان يذهب ويترك والدته وحدها/بتخلي امك؟!
رفع نظارته لشعره وهو يجيبه/عندها مدى وولدها الصغير ، ساره رجعت لبيتها
استغرب ايضاً ان تكون عند اخيها كل تلك المده/ليه ماتخليها تتصل بزوجها يجيهم
اجابه وهو يهم بالذهاب/مدى مطلقه من شهور
سكت هنا وهو يرى قاسي ييذهب لسيارته، باتت حُره اخيراً..!
لماذا لم يعرف حتى الآن وهي مطلقه منذ مُده..
تذكر نداءها الممزوج ببكاءها تلك الليله في الاستراحه..لم يراها جيداً ولكنها كانت تبدو ناضجه ليست تلك الطفله التي احبها و احرق سنين عمره من اجلها..
اخفى سعادته بهذا الخبر...
وضع السائق كل حقائبها في السياره ليأمره أدهم/رح ادخل غرفتك ولا تطلع لين اقولك
لحظات لتأتي برفقة رواد واميره اللذيّن ودعاها بالدموع، لم تستطيع النظر اليه..،هي كارهه له حد اللا نهايه..مافعله بحقها لا يُغتفر..إلا انه سمح لها بالسفر..
توقفت وهي تشعر بغثيان ولكنها تجاوزت ذلك بركوب السياره ..،
اراد الحديث معها و إخبارها ولكن هي لم تجعل له مجال لأن يتعاطف معها كانت، تستحق ما سيحدث لها مستقبلاً
و ان كان قاسي ليس كإسمه إلا انها ستجعله كإسمه هو متأكد من أنها ستجعله يندم على الإقدام على الزواج بها..
هي طفله ولكنها لعوب ماكره...فليكن الله في عونك يا قاسي!
،
بعبائتها تحدثت لأختها الغاضبه/يابنتي خلي عندك ثقه بزوجك واهدي
الشموس بغضب/اقولك زووجها ياليال وانتي تطالبيني بالهدوء!! يا شيخه لو لي غيره تركته لكن..
قاطعتها ليال بجديه/لا تقولين شي منتي قده..والله ماتتركينه..انتي كنتي بتموتين علشانه والكل شاهد، يلا استهدي بالله و لا تخلين لحظة غضب تدمر علاقتك بزوجك
ردت بانفلات اعصاب/انا لو داريه ان هذي سواته كان خليته يموت وماعليه حسوفه بعد
تركتها و اتجهت لغرفتها..
تنهدت ليال وهي تتحمد ان عمتها لولوه وابنتها سافرتا هذا الصباح...
نادت الخادمه على عجل/جووري..جووري
اقبلت الخادمه مستعجله/ايوا مس ليال
ليال باهتمام/جوري انا رايحه مشوار و وسام نايم بغرفته انتبهي له زين ..اوكي؟!
هزت تلك رأسها/اوكي مدام
اخذت حقيبتها وهي تخرج، اليوم هنالك اشعه لاختبار حجم الورم..سيتحدد بعد هذه الأشعه موعد العمليه..
هي الآن مُصره على العمليه اكثر من اي وقتٍ مضى ..
.
،
.
استغرب صمتها و هدوءها حتى انه تعدى زحمة السير و اتجه خارج الرياض ولم تعترض، غريب فمن عادتها الاعتراض والتمرد..لكن هاهي تغطي وجهها حتى الآن وهي تظنه السائق، آه يالحرقة قلبه كيف لطفله مثلها ان تخرج بمفردها مع سائق ؟!!
توقف بعيداً عن الطريق الصحراوي الذي يسلكه..سيؤدي صلاة العصر ومن ثم سيتابع سيره لوجهته..
نزل و التفت إليها ليكشف عن وجهها، يريد ان يتأكد ما اذا كانت بخير فقط..
ليجدها غارقه في نومها..كطفله تحتضن حقيبتها..
مد يده بجرأه ولامس خدها الاسيل بأنامله ..
كاد ان يبحر بمخيلته لما هو ابعد، ولكنه استعاذ من وساوسه ثم تركها مستعجلاً وهو يغلق الباب ويكبر يأخذ قارورة ماء ليتوضأ و يكبر للصلاة...،
.
سيقوم هو بكل شيء يخصها هي مريضته الأهم و لن يدع لأحد اخر يد عليها..
دخل غرفةفني الاشعه وهو يتحدث اليه/مرحبا احمد
وقف احمد بابتسامه عريضه/اهلييين دكتور وليد كيفك اليوم؟!
وليد وهو يدير ناظريه بغرفة الاشعه/بخير..ماقلت متى تداوم وفاء؟!
احمد/وفاء اخذه هالاسبوع اجازه ليش بغيت شيء دكتور؟!
وليد بابتسامه/بغيت غرفة الاشعه عندك مانع اقوم بشغلك على مريضه وحده
ابتسم بخبث/وبس؟!..ياشيخ خذ دوامي كله
ضحك وليد وهو يربت على كتفه/لا يا شيخ! ..كله مريضه وحده، يلا توكل واخذ لك بريك
ضحك وهو ينزع معطفه/اجل دام كذا خلني اطير من هاللحين، سلام
رفع هاتفه للممرضه/اذا وصلت ليال المناع ارسليها للاشعه فوراً..طيب؟
ترك الباب مفتوحاً و جلس يجهز الغرفه للأشعه يجب ان تكون اشعه دقيقه..هو مقبل على عمليه دقيقه جداً ولا تقبل الخطأ..يجب ان يكون بقدر التحدي الذي وضعته به،
ماهي إلا لحظات لتدخل بصحبة الممرضه بعدما طرقت الباب/السلام عليكم
إلتفت إليها بابتسامه صغيره/وعليكم السلام.. حلو ..جيتي بالموعد،
استغربت/انت اللي بتسوي الاشعه؟
أجاب بثقه/بسوي لك العمليه فمن الافضل اني اشرف على الاشعه بنفسي
تعرف انه ليس من الضروري ان يقوم هو بالاشعه، ولكن تركت له الحريه، ان كانت تريد نتائج العمليه فعليها ان توافق خطوات العلاج كما يطرحها..
اشار لها/كل المعادن نزليها هنا يعني استور خواتم وجوال
لا ترتدي سوا خاتم ذهبي ناعم،نزعته و تركته في حقيبتها التي وضعتها له على المكتب الصغير..
اشارت الممرضه إليها ان تخلع ماعلى رأسها ..ولكنها وفضت ان تخلع شي امامه/بنزلها بالغرفه
وليد/خذي راحتك
دخلت للغرفه المغلقه والتي يطلع عليها وليد من نافذه، كان يراقبها وهي تنزع نقابها و من ثم حجابها، لتفك ذلك المشبك الذي يجمع شتات شعرها ..
وقفت امام السرير بخوف ككل مره تأتي هنا ..ولكنها تشجعت وقطعت تفكيرها السلبي لتتمدد بعدها على ذلك السرير الذي سيدخل في تلك الفجوه المخيفه..ولتربطها الممرضه جيداً..رددت اذكارها كثيرا واستودعت نفسها لله..
لتسمع صوت وليد قادم إليها/لحظه لحظه..!
استغربت قدومه وهي تجهل ما يريده/خير دكتور؟
اقترب من رأسها وهو يأمرها ارفعيه شوي خليه كذا.. ابي اوصل لنقطه معينه بالصور
فعلت ما أمرها.. ولكنه اشار بالنفي واقترب ليمد يديه ويعدل رأسها… لم يصدق أنه يلامس شعرها المنثور..
لم تنتبه له كانت منشغله كلياً باللحظه التي ستخل بها تلك الفجوه..
تركها عائداً لجهازه.. شعر بحراره وهو يجلس بكرسيه كان من الافضل لو ترك ذلك للممرضه، لم يكن عليه لمسها هكذا.. شعر بالعار من نفسه وهو يتذكر مافعله في غفله منها..!!
اكمل بقية عمله بصمت… ،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع عشر
عادت ليلاً للمنزل..بعدما ذهبت لأماني هي هكذا حينما تضيق..، زواج نيفادا المفاجئه.. و تصرفات اختها و احوال صحتها.. و اقدامها على مجازفة العمر..
حسناً كان زواج نيفادا صدمه وبكن بالمقابل زوجها قريب من أدهم.. أدهم ليس صغيرا ويعرف ما يفعله.. هي تثق به و بحسن تصرفه..
الشموس فقط غاضبه لأنها اعتادت ان تمسك بزمام كل الامور وذلك الشي حرمها منه أدهم.. عصبيتها اليوم كانت جنونيه.. هي اخطر الناس على نفسها حين تغضب فهي مستعده ان تؤذي نفسها بالتخلي عمن تحب ان أوجعها!!
لم تجد احداً في المنزل التوأم بالتأكيد نائمين لكن اين البقيه نادت/ام روااد...الشموس؟
خرجت من المطبخ وهي تأكل تفاحه وبيدها صحن مليء به/ام رواد راحت تنوم عيالها وتقول انها بعد بتنام..وين كنتي فيه للحين؟!
اتجهت للمصعد وهي ترد عليها/اظن قلت لك بالجوال اني عند اماني..صايره محقق من جد
لحقت بها لتصعدان معاً/وش موديك فوق انتي..؟! غرفتك تحت
بابتسامه بارده وهي تقضم تفاحتها/اشتقت لغرفتي القديمه..والا خلاص اهجرها وما انام فيها بعد؟!!!
استغربت اسلوبها،تبدو متوتره/شفيك انتي؟! ماقلنا اهجريها بس ترى وراك رجل اشوفه بسيارته برا شكل توه واصل..مايصير تتركينه وراك و تنامين بمكان ثاني
فُتح المصعد لتخرج لا مباليه/بروح لغرفتي انام لا أحد يقلقني...حتى لو احترق البيت..خلوني
استغربت لأول مره تأخذ اكل لغرفتها بالعاده فقط مشروباتها المفضله في ثلاجتها الصغيره/هييي الشموس.. ماخلصت كلام ابي اقولك عن..
اشارت بيدها لتقاطعها بلا مبالاه وهي تدخل غرفتها وتُغلقها على نفسها..
جلست على سريرها بصحنها بعدما خفضت درجة حرارة التكييف..
اخذت سماعات الرأس لتضعها بأذنيها و تستمع بانسجام وهي تسترخي براحه، لن تستطيع البقاء بصحبته في غرفه واحده بعدما حدث...تفضل دائماً الهرب من مواجهته.. هي ضعيفه ومكشوفه بحضرته وذلك لا يعجبها..يجب ان تكون اقوى..
رن هاتفها بأسمه ولكنها ضغطت الزر الأحمر..واكملت ما تفعله..، فليجلس وحيداً الليله ليعرف مدى خطأه..يجب ان يفكر جيداً..قد تجرأ و صرخ بوجهها ..لن تمرر له ذلك.
لاحظت توافد رسائله لتقرأها وهي تبتسم لكنها تفاجأت بالأخيره [ان ما جيتي الغرفه..بتندمين]
ضحكت بسخريه وهي ترسل له الرد..
.
مازال في الغرفه ينتظرها ليتفاجئ بالرد الذي أرسلته عقد حاجبيه وهو يعيد قراءته بداخله[ابشرك ندمت..وهذا انا تبت منك و رجعت لغرفتي, روح لرفيقاتك ماظن بتعوق معك]
ليرسل لها الرد قبل ان يخرج ..سيعاملها كما يجب .. هو لم يُخطىء وعليها تقبّل ذلك، عليها ان تحترم هذه العلاقه وان تُقدر ما يفعله لا ان تعاتبه!!
رن هاتفه برقم غير مسجل عنده ولكنه رد كعادته/نعم؟!
كانت تبكي/أدهم اسفه اني دقيت عليك هالوقت بس والله مضطره
وقف وهو يسمعها بإهتمام ..إلتقط شماغه وخرج..
.
تفاجأت بالرد الذي زلزلها ، لتنزل من سريرها بعجله وتذهب للشُرفه المُطله على جزء من الحديقة و مرآب السيارات.. وتراه يخرج مستعجلاً ويضع شماغه على كتفه و هو يتحدث في الهاتف باهتمام..
عادت لتقرأ الرساله بغبن [لا ماتعوق معي وانا أدهم، و رايح لها هاللحين وانتي اعتصمي بغرفتك فوق]
حاولت السيطره على اعصابها ولكن بات كل شيء مستفز بالنسبه لها..قذفت بهاتفها ليتحول الى قطع صغيره، دفعت الطاول الصغيره وكل ما تحمل من تُحف صغيره و كتب..شعرت بألم يدها لتترك العبث في اثاثها وتجلس..
ازدادت حُرقة معدتها وكأن لهيباً سيخرج من جوفها..
تحتاج لشيء يطفئ نارها المتقده..
.
استيقظت على اصوات عواء ذئاب و اطلاق نار...شهقت وهي تجد نفسها في خيمه بعامودين ...!!
مالذي جاء بها هنا و مالذي يحدث لها؟!.. وكأنها في دوامه،يبدو ان صداعها بدأ يجعلها تتخيل اشياء غير حقيقه!!!
وقفت وهي تشعر كأنها في حُلم مزعج..هي كانت بطريقها للمطار..مالذي أتى بها هنا وحدها؟!!
سمعت حوافز خيل و اصوات تحركات خارج الخيمه..ضلت تبكي، لم تستطيع حتى الخروج لرؤية ما يحدث..
لحظات خوف لم تمر بها في حياتها!!
لاحظت اقتراب الحركه من باب الخيمه لتصرخ ..
ذلك لم يمنع دخول الرجل الملثم بغتره رماديه ، لا يبدو واضحاً تماماً في الضوء الخافت يرفع اكمامه و يحمل بندقية ناريه في يده..
لم تحتمل مزيداً من المفاجأت المرعبه لتفقد وعيها مجدداً و تسقط ..
فك لثامه وهو يراها تسقط من اثر الصدمه..امسك بها قبل ان تصل الأرض كانت كالخيوط الذابله بين يديه، كشف عن نبضها تبدو مغماً عليها فقط ،ابتسم بخبث/افااا من اولها طحتي؟!! ههههه اجل وين رجولتك يا بنت أمها؟!
والا تظنين الرجوله بس باللبس وقصّة الشعر؟!
.
عادت الى منزلها فجراًمن المستشفى بصحبتها وهو يحمل طفلها الصغير..هل كانت معه وحيده؟ لم تصدق ذلك..
هاهو يحمل طفلها..و كأنه له..تمنت لو انه منه..وانها لم تعرف رجلاً غيره ..
تتحدث اختها عن المبادئ والقيم، ذلك لأن قلبها لم يعشق ذات يوم .
لربما لم يكن هنالك نصيبٌ في الماضي.. او ليس وقتهما بالاحرى..
لكن هذا وقتها مع حبيب العمر.. ولن تترك فرصه للتقرب!!
قد اتى إليها بلمح البصر بعد اتصالها..كان يراقب حرارة طفلها طوال الليل معها..مان مهتماً كما عهدته..
توقف امام الباب الداخلي وهو يلتفت إليها/هذا حنا وصلنا..الف لا باس على ولدك..تعالي خذيه بسابع نومه
ابتسمت تحت نقابها وهي تتقدم إليه تريد ان تتلقفه..تعمدت ان تلامس انامله ثم تحدثت إليه/اجلس افطر هنا بيأذن الفجر وانا اسهرتك طول الليل اكيد جعت
ابتسم وهو يصد عن عينيها/ماتقصرين يا مدى ..ما لي نفس اكل والله.
قاطعته بنبره دافئه وكأنها تُذكره/و لا حتى خبز وجبن؟!
عادت ذاكرته للوراء وهي تأتيه خلسه في جوف الليل بقطعة خبز وجبنه..كانت هذه وجبتها التي لا تعرف غيرها انذاك، حاول تجاوز اللحظه...وهو يرفع ناظريه من الارض/مشكوره انا ماشي..يلا اي شي تحتاجونه اتصلوا بي..لا تترددين..
خرج مسرعاً واختفى عن ناظريها واغلق باب الشارع خلفه..تنفست براحه بعد جمال حضوره المربك..،
يبدو ان الليله اول ليالي الموسم..هاهي بدأت تُمطر..وكأنما الغيوم اجتمعت فوقها وحدها وبدأت تمطر عليها بغزاره ، ايما فعلت من محاولات ان تجد لها مظله يزداد المطر مع توخيها الحذر..
تكاد تغرق ولكنها لن تطلب مساعدة احد..!!
هاهي مذ رحل تقف متوشحه شالها الرمادي الخفيف وتحمل مظلتها.. لم تبتسم وهي تمطر بعد فصل كان جافاً جدا كالعاده.. ،
ظلت تنتظره في الحديقه حتى صدح أذآن الفجر!
و لم يعد!!
تُرى أين امضى ليلته؟!
فكت ربطة شعرها ثم اعادت ربطه مجدداً بتوتر..لم تستطيع النوم وهو ما زال في الخارج..تمنت ان لم يمنع عودته اي مكروه، إن عاد سالماً سيكون كل شيء بخير ويمكن تصليح كل شيء..
رباه ماذا لو عاد تركي و ظهر له فجأه..؟!
خرجت إليها ليال بمظلتها بعدما افتقدتها وهي توقظها للفجر..
ابتسمت لها من بعيد وهي تراها تقف تراقب الباب الذي ستدخل منه سيارته لو عاد..،
غبيه مفضوحة افعالها..تقول انها لا تهتم وهي تراقبه خلسه؟!!
اتجهت إليها و وقفت بالقرب منها وحدثتها/أذن الفجر ..ماراح يجي الا بعد الصلاه ..ويمكن يروح دوامه مناك بعد...ادخلي صلي وارتاحي احسن لك من هالوقفه والانتظار..
مسحت دموعها قبل ان تلتفت إليها/من قال اني انتظره؟! انا بس ضاق صدري شوي وطلعت اتنفس
بابتسامتها التهكميه/وش مضيق صدرك؟! و ش مخلي اكسجين هالبيت بكبره ما يكفيك؟!
ردت بغضب/ليال اتركيني بحالي
أردفت ليال بواقعيه/رحتي تنامين بغرفتك اللي فوق، وقلتي لا احد يقومني لو يحترق البيت!، وهذا انتي لحالك جالسه هنا تحترقين داخلك من انتظاره!!!
لم ترد ضلت صامته وتدير ظهرها..
أكملت ليال بهدوءها/إذا بالحيل يوجعك تأخره و زعله...وش بتسوين اذا تزوج عليك وحده ثانيه؟! ..انتبهي ترى زوجك لو يخطب اي وحده بتوافق مغمضه..وواجد اللي يبونه
ألتفتت إليها متسائله بنظراتها/وش دخل الزواج هاللحين
بجديّه/انا بس انبهك و أوعيك، الرجال اذا ما ارتاح عند زوجته ماعنده مانع يدور راحته عند غيرها، و زوجك لو فكر يخطب اي وحده بتوافق مغمضه..و على فكره واجد اللي يبونه
لن تصدق ان أدهم قد يفعلها، هي لا تدعه يحتاج لأخرى، وماحدث البارحه كان استثناء/مستحيل أدهم يسويها
ضحكت ليال/انا نبهتك وسلامة فهمك
الشموس بحيره و ضياع/لا تتكلمين وكأنك عارفه وش يصير بيننا، انتي ماتدرين عن شيء يا ليال..
ليال بابتسامه صغيره/يمكن ماعرف كل شيء، بس يكفي اني شفتك تهجرينه البارح..! انتي ماعمرك انسحبتي ودايم تواجهين مشاكلك، ليه قدام زوجك تتهربين؟!.. على الاقل احترمي اسمك... الشموس ماتهاب.
إلتزمت صمتها هي محقه لم تتهرب يوماً سوى من مواجهة أدهم لأنها تعرف بأنه نقطة ضعفها..وذلك الشيء ضد ابجديات كيانها وما أنشأها والدها عليه!!..
فقدت صوتها و إلتفتت لتجدها قد انسحبت بهدوءها..
رفعت رأسها للسماء برجاء ان لا يخونها عقلها وان لا يخذلها قلبها..ماحدث بينهما بالأمس لم تتمنى حدوثه..
تنهدت وهي تقرر الدخول هي الأخرى، قد دخل وقت الصلاة على أية حال..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العشرون
جلست في منتصف سريرها بابتسامات فقدتها منذ زمن،
اغمضت عينيها و كأنه عانقها بعينيه!!
آه كم احبت هذه الليله التي جمعتها به وحيدين ،..هو كما عهدته شهم..
بات أوسم من ذي قبل و شعيرات ذقنه التي خالجتها بعض خيوط البياض زادته هيبه....طوله و عرض منكبيه ، بنيته التي تعشقها...
عادت بها الذاكره للمستشفى وهو يحمل طفلها باهتمام واضح ويمشي بجانبها..
ثم وقوفها معه بعد العوده من المستشفى..
تغمرها السعاده رغم انه لم ينظر حتى إليها..
كان صامتاً فقط ..يالأناقة صمته..!
و يالأصالته!..حبه في قلبها لم يغير!
ويا لشقائها من قلبها!!
فرقتهما الايام ولكنها باتت متأكده انها ستجمعهما ذات يوم..ليس على الله شيء مستحيل.
لملمت شعرها في مشبك و نزلت من سريرها وهي تتجه الى سبب سعادتها الليله و سمي الحبيب..
لامست جبينه تقيس حرارته و اتسعت ابتسامتها ..حرارته منخفظه..
اتجهت الى هاتفها اخذته واتجهت للشُرفه المطله على شارع الحي الهادئ..قد بدد التفكير به رغبتها في النوم فاخذت سماعاتها ووضعتها في اذنها لتسمع موسيقاها المفضله..احتفالاً برؤيته..
.
الساعه الخامسه صباحاً..
تركت كرسيها في الصاله بعدما سمعت صوت اغلاق باب المكتب...لابد وأنه وصل اخيراً.. اتجهت للنافذه فتأكدت من وجود سيارته أنه هو..
وقفت متردده وهي تريد الذهاب إليه ، ولكن ما هو عذرها وهي قد اعلنت اعتصامها فوق؟!!
بل ماعذر غيابه هو حتى الوقت؟!!
تشجعت واتجهت للجناح بخطوات هادئه ومرتبكه...
فتحت باب الغرفه و دلفت منه وهي تسمع صوت تدفق الماء في الحمام لابد وانه يستحم..
بتصرف لا إرادي اتجهت للشمّاعه حيث ثوبه الذي نزعه للتو وشماغه معلقين...
اخذت ثوبه لتقربه لأنفها بخوف لتتأكد من عدم وجود رائحه غريبه و لكنها ارتاحت ، لا توجد عطورات عالقه.. فقط رائحة عطره التي تخالط رائحة جسده ..قرّبته مجدداً لأنفها و اغمضت عينيها وهي تستنشق رائحته لتتشبع منه رئتيها ..
توقف صوت تدفق الماء يجب ان تخرج الآن قبل ان يخرج من الحمام و يراها فيظن أنها كسرت اعتصامها وعادت إليه!!
خرج من الحمام وهو يجفف شعره ويلبس سروال بيجامته الطويل .. ليجلس على طرف السرير مشغول عقله بالذي حدث بينه وبين الشموس..
معها الحق في ان تتهمه بسوء التدبير ، معها حق في ان تهجر من خذلها، سامح الله قاسي ، مافعله به دمر العلاقه التي بدأت للتو مع زوجته!!
تذكر رسائلهما البارح .. وخروجه بعد اتصال مدى، ابتسم لقلبه الذي طاب من هواها.. فحتى انه سمع بخبر طلاقها الذي لطالما تمناه ولم يشعر بشيء تجاهها..قد سدت تلك العزوف المُتعِبه كل الثغرات في قلبه..و رممت ما تآكل منه..
يعترف ان الغرفه التي جعلتها جنته تبدو موحشه الليله بدونها..هي من تشعل شموع السهر و هي من شعله هو..
فقط لو أنه وجدها هنا لأرضاها ، كل شيء سيمر و سيتخطيان كل المشكلات معاً .
لكن قبل ذلك عليها ان تثق به مجدداً..و ان لا تعاقبه بالهجر مهما يكن.
كم هي صعبه و متحكمه..كيف اصبرت و استمرت في صدودها؟!!
سمع صوت في المكتب وكأن شيئاً يسقط !!!
وقف مسرعاً ليتجه للباب فتحه ووجدها تحاول اخذ شيئاً سقط منها على الأرض!!
اعتدلت واقفه و الارتباك يتضح عليها من طريقة امساكها بهاتفها و ابعادها لشعرها لخلف أذنها/ا. ن انا كنت جايه اشوف الملف اللي باخذه معي للمؤسسه و ا..
قاطعها بابتسامه هادئه وهو يقترب منها ببطئ/طيب ليه خايفه ماراح اضربك هذا بيتك وهذي غرفتك
حاولت النفي بسرعه وهي تراه يقف امامها عاري الصدر كعادته حينما يريد النوم/من قال اني خايفه...
تاه في ليل عينيها، لمح قصص من العشق لم تُروى بعد/اشوف بعيونك ملام ، واضح ان بداخلك كلام ..جيّتك للمكتب ماهي للملفات..صح؟!
تريد منه المبادره بالحديث..تريد حقاً ان تسمعه وهو يبرر لها افعاله ويدافع عن قرارته ليقنعها بصحتها، تريد ان تكون اول من تعرف بقراراته..فهي لا تخفي عنه شيئاً/مانمت البارح...ضليت افكر طول الليل
أردفت بعد تنهيده/مابي يجي يوم و اندم على اني ماعطيتك فرصه يا أدهم.. انا مازلت ملتزمه بهالعلاقه وابيها تستمر ، من حقك تتكلم واسمعك. ومن حقي بعد كذا اصدق كلامك او اكذّبه..
تجذبه حينما تتحدث بعمق و باسلوبها الهادئ و الواضح، كم هي ذكيه، لا عجب إذن في ان تكون سيدة اعمال ناجحه..
مد يده لخصلات شعرها ومن ثم نزل ليدها اخذ منها هاتفها ووضعه جانباً و عاد ليمسك بيدها مجدداً/اللي صار كله انا اتحمل خطاه لحالي..معك حق المفروض اني قلتلك عن زواج نيفادا بوقته..لكن وقتها كنت ابي قاسي يطلقها و هو رفض ...الزواج حصل بطريقة الامر الواقع
لم تفهم مقصده/شلون يعني؟
أردف وهو يخبرها/هو متأكد اني ماراح اوافق ازوجه نيفادا..لذلك اتخذ اسلوب ثاني،ناداني المحكمه على اساس شاهد في ارض يملكها في الخرج.. دخلت لقيت كاتب العدل رفيق صالح الهادي ..زوج عمتي و الكل يعرف رجل الاعمال راكان المناع..و كان معطيهم خبر انه خاطب و اني جاي وكيل نيفادا في عقد النكاح ماحبيت اظهر بنت عمي مثل المغصوبه قدامهم ..وافقت على الزواج بلحظتها ..و قطعت علاقتي بقاسي وشرطت يطلقها لاسامحه ولكنه كان مُصر عليها ...ادري انه يبي يريحني من مسؤلياتها كان يقول بكون خير وصي لها بس ماسمعت له....
الآن ارتاحت بعدما عرفت القصه الكامله ولكن اختها صغيره جداً/نيفو صغيره يا أدهم و الزواج مسؤليه ،،ولد خالك ماراح يتحمل طيشها
ابتسم وهو يتذكر مايعرفه قاسي عنها ومدى صبره/هو عارف كل شيء عنها..عارف انها مابعد وصلت سن الحكم على تصرفاتها.. قاسي ناضج يا الشموس بيتحملها انا اضمنه لك بعد الله..
أراحها حديثه كثيراً و لكن غيرتها تدفعها للسؤال بإلحاح، التزمت صمتها وهي تتفقد عنقه وصدره بعينيها..
استغرب صمتها مع نظراتها، داعب خدها بأنامله/للحين منتي مرتاحه يا قلبي؟!
بادرته بالسؤال الذي يختنق به صدرها/وين كنت طول الليل؟!شفتك طلعت والجوال بأذنك ..!!
تنهد بابتسامه اعترفت بلا شعور انها تراقبه..بكل الاحوال هو مُلزم ان لا يُخبئ عنها شيء، لا يعلم لماذا يشعر انها تعرف اين يذهب و بمن يلتقي ولكنها تسأله فقط لتختبره/قاسي موصيني بأهله بما انه طلع مع نيفادا برا الرياض..عاد اتصلت بي مدى وطلبت فزعتي ولدها حرارته مرتفعه ومو راضيه تنزل..رحت وقمت بواجبي وجيت
صمتت وكأن سُكب عليها ماءاً بارد، مدى مجدداً..التي كان يناديها "مدوش"..لا تعرف لماذا تذكرت حديث ليال عن رغبة النساء به..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العشرون
الساعه 8 صباحاً..،
نزل من سيارته مستعجلاً بعدما أوقفها في مرآب المستشفى..
اخبروه بأن الشُحنه التي طلبها من ألمانيا بالأدوات اللازمه وصلت.. سيكتمل كل شيء الآن..
كل شيء كان على حسابه الخاص..بما ان مدير المستشفى رفع يديه و ابدا رفضه للدعم الذي طلبه..
لا بأس سيثبت للجميع بأنه كفوء لأن يُرفع اسمه عالياً
إن لم يرفعك عملك واجتهادك لن يرفعك نسبك !
دخل غرفة التعقيم بصحبة الدكتوره غدير وهو ابتسامته تتسع بعدما تأكد من جودة ما طلبه/الحمدلله مثلما طلبته بالضبط..
بسعاده/حلو..طيب متى بتحدد العمليه
ترك ما بيده وهو يتذكر طلب المستشفى الألماني بنقل العمليه على الهواء مباشره بالدائره الالكترونيه/انا بتصل فيها اليوم وانسق معها لازم يحضر أدهم بعد
لاحظت تغيره المفاجئ/شكلك متوتر
وليد/بالعكس انا بأحسن حالاتي..بس شايل همها، للحين محد من اهلها يدري بمرضها، الله يكون بعونها وعونهم،
هزت رأسها وهي تسايره/فعلاً مشكله
تحدث بعمليه اكثر/دكتوره انا رايح الاداره تكفين نبهي عالممرضات لا احد يفتح هالقسم من الغرفه..
..
خرجت بصحبته من الفندق ..تشعر بالراحه بقربه ولكن عليها ان تكون اكثر إقداماً و شجاعه لتتخطي عقبة خيالاتها الوهميه وذكرياتها المزعجه لتعيش بسلام و بشكل طبيعي معه..
لاحظ هدوئها الدائم ، تمنى لو ان ينتشلها من قُعر الصمت وان يعزل ذاكرتها القديمه قبل ان تتزوجه..يريدها بلا ذاكرة وجع ولا خوف ولا توتر ..ذلك الحقير جعلها تهاب كل شيء و نفّرها من الحياه باكملها..يتضح ذلك من قلقها الدائم.. و دموعها حينما يحاول الاقتراب منها..
لم تشعر بالطريق وهو يتحدث معها عن كل شيء..كان يخبرها بما يفكر به و عن احلامه معها و عما يفكر به تجاه اللحظه التي يعيشانها ..هو نبع من الحياه انفجر و تدفق أمامها فجأه في لحظه قد يأست من شَربة تدفع الموت عن قلبها..!!
اوقف سيارته ليلتفت إليها وهو يشير بيده/هذا هو بيتك وبيتي يالغاليه..
التفتت الى منزلها الجديد..يبدو اصغر من منزل اخيها ولكن ذو تصميم جميل..حجمه مناسب يليق بأب وابنته..
نزلت بعدما فتح لها باب السياره..لتتفاجئ به يُمسك بيدها ويصطحبها بهدوء للداخل.. كان يريها ساحة المنزل وماتحويه من جلسات دافئه و اطلالات مائيه تبعث للهدوء
كان كل شيء في هذا المنزل يشبهه،
وما كان داخل المنزل لا يقل جمالاً عن خارجه، نزلت دمعتها رثاءاً لعمرها الذي مضى بدون صالح..
انتبه لبريق عينيها و دمعتها، توقف عن حديثه ليلتفت إليها و هو يمسح دمعتها بعبوس/ماقلتلك دموعك توجعني؟ ليه البكى هاللحين يا هند؟!
ابتسمت بامتنان و دمعتها تردفها دمعه، تجرأت وامسكت بيديه التي تمسح دمعاتها لترد ببحة بكاء/الدموع ماهي بس للحزن ، احياناً من عِظم سعادتنا نعجز عن وصفها و تترجمها لنا الدموع..اليوم بس يا صالح عرفت قيمة صبري الجميل!
بادلها الابتسامه بدفئ/ان كان شعورك رد جميل فأنا مابيه.. انتي غاليه حيل و ما يليق بك الا ...
قاطعته وهي تضع اناملها على شفتيه لتتحدث بأريحيه صادقه/مالي عمر قبلك وماشفت الحياه غير بعيونك يمكن تقول بدري على هالشعور....لكن وحده مثلي عاشت مرارة السنين ونكدها ،تعرف تفرق بين المشاعر الحقيقيه و المشاعر المزيفه..وانت الحقيقه الوحيده اللي عرفتها.
لابد وانها التيه الذي قرأ عنه!، انتظر منها كلمه واحده فانهالت بسيل من الجُمل التي انعشت نبضه و دفعت برغبته ان يضغط على يديها وكأنه يستأذنها بالاقتراب..
لن يهدم كل ما حاول بناءه..يجب ان تبادر هي ليرتاح قلبه، لم يعد يطيق الانتظار..يريد فقط إشاره.. ولكنه تفاجئ بها تقبله على خده اردفتها بعناق طويل وهي تشده بقوه..ليبادلها ماتفعله.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العشرون
استيقظت وهي تشعر بدوار ..نامت كثيراً ، انتبهت للمكان حولها ..ماحدث البارحه ليس كابوساً بل حقيقه ،
شعرت بالرعب وهي تحاول الوقوف ويمنعها صداعها حاولت مجدداً لتطل من رواق الخيمه لابد وانها مخطوفه بالتأكيد..
لا يوجد هنا احد سوا قطيع ابل يبعد عنها امتاراً ويبدو معها رجل يبدو هو الراعي..!
ازداد خوفها وهي تشعر انها مخطوفه ..ضلت مكانها قليلاً وهي تعجز عن فهم تواجدها هنا!!
تسائلت هل تخرج لتستطلع ام تضل هنا ..
تريد ماء لتأخذ حبوبها التي لا تستغني عنها..
ستجن من توترها وزغللت عينيها لو لم تتناولها الآن..
قررت الخروج لتفقد المكان لن تبتعد فقط ستذهب لذلك الخزان وتغسل وجهها وترتوي من الماء..
وصلت اليه ولم يعترضها احد ولم ترى احد اصلاً..!
لفت انتباهها صوت نباح كلب لتلتفت وتراه يركض ناحيتها ..
كانت تركض على غير هدى..لتراه يقف عند خيمة بجانب الخزان..اتجهت إليه وهي تبكي وتشير للكلب/قاسي الحقني
لم تنتبه بعد انها بصحبته، ابتسم وهو يراها تختبئ خلفه..وتشد ثوبه لتحتمي به...اشار للكلب وهو يوقفه/خلاص يا حرّاص..وقف..يلا ارجع مكانك
توقف الكلب وهو يمتثل لإشارة قاسي ويذهب ..!
استغربت و تذكرت ما تراه وما يحدث..إلتفت حتى وقفت امامه/انت اللي خاطفني؟! كيف يا حرامي يا خطاف
ضحك وهو يسمع صوتها المندهش وكلمة خطاف/اخيرا قمتي..تعالي افطري الله يصلحك بس
استشاطت غضباً لتتحدث بتوتر/افطر ايش هنا بهالصحاري؟!! بعدين انا كنت رايحه للمطار كيف اخذتني ..اكيد نومتني صح؟ رشي بوجهي بخاخ ينومني صح؟!
ضحك من احاديثها المتوتره والمشتته، يبدو انها متأثره بأفلام الخطف، تجاهلها وهو يكمل طريقه للخيمه و اكمل ترتيب سفرة الفطور بصمت..
استنكرت تجاهله لها /اصلا ماهي غريبه عليك هذي حركاتك..تفرض نفسك،و تلاحقني، !!
لم يرد استمر في عمله..سيخبرها بما ينوي لاحقا، الآن يجب ان ينجز الجزء الاول والمهم من الخطه..
انفرط عقد صبرها لتصرخ/ هيييه رد علي لا تطنش..
إلتفت إليه وهو يحد ناظريه/لا تقولين هييه!! كلمه وحده اطلعك و اطلق الكلب يلحقك..
حاولت ان لا يتضح خوفها/هاه!!
أردف بهدوء/انا اسكتي مثل البنات الحلوات وافطري
صرخت باعتراض و هو يعاملها كطفله بالتأكيد يسخر منها/ماني بنت ومابي فطورك ..و قوم ردني لأهلي يلااا
ابتسم بخبث وهو يجلس ويسكب الشاهي ببرود/طيب ياللي منتي بنت..وريني مراجلك فهالرحله ..وان اقنعتيني بمرجلتك ..انا بنفسي بسفرك لأمك.مو بس اوديك بيت اهلك
غصبت من اشتراطه، لتعترض وتجلس بعيداً.
لاحظها تجلس بعيداً/تعالي اكلي، كم لك ما اكلتي؟
ردت بغضب/مابي ..ارتحت
اشار بيده بلا مبالاة/تقول جدتي "من اكل..في بطنه..ومن قعد ياغبنه"
ألتفتت إليه و هي تراه يشرب الشاي براحه وامامه فطور .. هي جائعه حد انها ستنهار ولكن لن تأكل معه، حتى أنه لم يُلح عليها ان تأكل/شلون تاخذني معك كذا؟! انت ضابط فالجيش والا حرامي؟!
وقف وهو يُخرج وثيقةً صغيره مغلفه پالأخضر، اتجه إليها وهو يريها الغلاف/شوفي شمكتوب هنا .."عقد زواج للسعوديين"..صح؟!
فتح الدفتر ليريها إسمها وإسمه/هالعقد يعطيني الحق اخذك فهمتي لوضع والا للحين؟!
نزلت دموعها غزيره، ما سمعته في الفيديو الذي ارسله تركي حقيقه..والذي اخبرت به الشموس، كانت ردة فعل الشموس صامته.. كان يجب ان تتأكد..
تركها وعاد و ارتشف من كاسته ثم رفع ناظريه إليها/انا طالع اودي فطور للراعي قبل يروح .. اذا تبين افطري وشيليه بعدك وتجهزي بنطلع مشوار
زاد رعبها/وين؟!
ابتسم بخبث/مكان مايجيه الا الرجال...احتزمي بس
ابتلعت ريق الخوف .. راقبته حتى اختفاءه..راحت تتبعه بنظراته لتعود وهي تجلس و تأخذ قطعة خبزه اكلتها ثم بكت ...
ماذا ينتظرها من ذلك الرجل؟ كيف يسمح له أدهم ان يأخذها بهكذا طريقه..،لن تغفر له...
وقفت وهي تخرج تبحث عن حقيبتها ستناول حبتها وإلا انها ستنهار..
،
.
،
عادت من احد جولاتها الاسبوعيه خارج المؤسسه بصحبة نوره مديرة مكتبها..
توقفت قليلاً عند ام زهور تحتسيان قهوتها..تنفست براحه بعدما ارتشفت من فنجانها/الله الله يا خاله ام زهور.. قهوتك والا بلاش تسلم يدينك
ام زهور بابتسامتها/الله يسلمك يمه ..ماذقتي الحلى لحظه اجيب لك صحن تشيز
الشموس بحماس/هاتيه وش ورانا
نوره بضحك/وراك جسمك.. تونا مفطرين قبل ساعه يا بنت!!
الشموس/والله احس جوعانه..ما كأني اكلت
نوره/بكرا بتزعجيني بسوالف الدايت
ابتسمت وهي تأخذ صحن التشيز/اول مره احس برغبه بالاكل بهالشكل...خليني انبسط بنفسي شوي..و طبخ خاله ام زهور يشهي بصراحه
ام زهور بعد تدقيق في عينيها/من عيوني اطبخ لك كل يوم لو تبين..بس ان شاء الله تكونين حامل؟!
استضاقت من سيرة الحمل التي نسيتها بالفتره الماضيه/لا مافي حمل
نوره بابتسامه وهي تتخيلها/عقبال تحملين.. تصدقين بخاطري اشوفك حامل!
تركت الملعقه بعد حديثها/الله كريم..
ام زهور وهي تسألها بشك/يعني متأكده منتي حامل؟!
ابتسمت وهي ترد فلا احد موجود سوى الرفيقه المقربه نوره وام زهور السيده الكبيره و تعرفها منذ زمن/والله يا خاله ، ماخبي عليك محلله من اسبوع مافي..
رن هاتف نوره لتذهب وترد عليه....
ام زهور بجديه/اسمعي يا بنتي اذا مابعد نزلت الدوره حللي مره ثانيه...عيونك تقول انك حامل،
ابتسمت بفقدان امل/يصير خير يا خاله..
عادت نوره بعد مكالمتها/الشموس السكرتيره تقول فيه ضيفه منتظرتك عندها..
استغربت فلم يعد بجدولها مواعيد/من هذي؟! الدوام قرب يخلص
نوره/مادري
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العشرون
جلست تنتظرها عند سكرتيرتها منذ دقائق... وهي تدير عينيها في مكتبها الغير متكلف..
كل شيء في هذه المؤسسه عملي للغايه بدون مبالغه في التصاميم، بيئة المكاتب والعمل لديها مريحه جداً.. لربما هو سر نجاح الشموس المتقنه لاعملها!
تعرفها من بعيد فقط..لم تعرفها عن قرب..
سمعت صوت خطوات رفعت رأسها لتراها عن كثب، تبدو انيقه جداً وغير متكلفه..بوجه خالي من الرتوش!
وقفت لتسلم...
تفاجأت وهي ترى وقوف تلك السيده امامها/اهلاً
مدت يدها لتصافحها/اهلا فيك معك مريم الفايز مندوبة من مؤسسة الكامل سمعنا بوقف الايتام وحابين نشارك معكم..لذلك جايه نتكلم بتفاصيل الدعم
ابتسمت بمجامله، باتت تكره كل إسم يبتدأ بالميم/اهلين مريم تفضلي معي المكتب
مريم/شكراً
.
في منزلها..
تقف في المطبخ منذ ساعات تُعد بعض الحلويات وتجهزها.. ستستدعي أدهم الليله و ستضيّفه و ستصر على ذلك..
هي متأكده انه سيمر اليوم ليطمأن عليهم كما اوصاه اخيها..
دخلت ام قاسي وهي تراقب الوضع/ما شاء الله وش هالنشاط؟!عساه دوم
مدى بابتسامه/لجل عين تكرم مدينه
كشرت وهي تكره ماتفعله ابنتها/ماااصدق ان ولد سويره صار فوق واستوى..نعنبوها دنيا
تجاهلت الرد عليها فسعادتها برؤيته فاقت قادره ان تجعلها مبتسمه لاسبوع كامل/قلت اكيد بيمر ويسلم لازم نضيفه
ام قاسي بكراهيه لا تستطيع اخفاءها كثيراً/الله لا يسلم فيه مغز إبره ..
تركت ما بيدها وهي تلتفت إليها/يمه لا تدعين عليه
ام قاسي بلا مبالاه/انا لو مقبولة دعوه كان لحق أمه من زمان.. يلا بس انا طالعه اتسبح ولعي عالجمر ابي البخور جاهز في غرفتي
مدى/ان شاء الله..طلي على أدهمي شوفي قام والا
خرجت لتتنفس براحه وهي تقكر به..هل سيأتي الليله أم لا.. بالتأكيد لن ينسى..
.
بعد اعتراضها و بكائها الذي لا يخفاه ، لم يعتقد انها ستصبر و ستصمد معه حتى الآن..اخذها من اهلها بطريقه يكرهها هو، ويعلم تمام العلم انها لا تليق به،..لكن مافعله كان جيداً واتاح له معرفتها عن كثب ..ما رآه بعد اقترابه منها يؤكد انها طفله حقيقيه ليس كما يدّعي جسدها المكتمل انوثه!!
اسرع بالسياره وسط الصحاري واستخدم بندقيته للصيد وهي تتفاعل معه وتتحمس لسرعته وكأن شيئاً لم يكن...ظن انه بذلك سيرعبها..!
ابتسم بخبث وهو يفكر بالخطه القادمه..هي لا تعرف ماينوي ان يريها من هذه الصحراء..
نسيت نفسها قليلا وهي تخوض مغامره جميله افتقدتها منذ فقدت اخيها، ليست سيئه صحبة قاسي فهو لا يبدو مملاً.،ما يجعلها تطير وتنسى هي تلك الحبوب ولكنها لا تدرك..
عبس وهو يرى امامه كثبان رمليه، بالتأكيد اخطأ الطريق كان يجب ان يتجه شرقا/افااا طعوس!!
استغربت الكلمه وخافت تبدو جديده عليها/وش الطعوس هذي
ضحك وهو يحاول ان يأتي بمعنى مناسب للكلمه/طعوس يعني كثبان رمليه كبيره نفس اللي قدامنا..فهمتي؟
فهمت الآن/وليش خايف؟!.. انت على دفع رباعي "دق الدبل و حرك بسرعه"
استغرب هو معرفتها بهكذا امور، و بمسماها بين الرجال/اخس..تعرفين تسوقين؟
بابتسامه جانبيه/اخت نايف المناع ولا اعرف اسوق؟؟..تستهبل انت؟!! اخوي كان ملك الطااره كم من مره اخذني معه وعلمني
توقف وهو يلتفت إليها/يلا ورينا مراجلك
ابتسمت غير مصدقه/اسوق؟!!
نزل واتجه لباب الراكب ..لتنزل هي بدورها وتتجه لباب السائق، اخذت نظارته الشمسيه من عينيه لترتديها بابتسامه شقيه/يلا تعلم هاللحين السواقه على اصولها..
استمرت هي تقود حتى امرها بالتوقف وهو ينظر للأرض يبدو هناك جحر ..إذن هذه المنطقه التي يريد/امشي و خففي السرعه..خلينا ندور لنا ضب
خافت/ضب!!..ياع
ابتسم بخبث/افااا تخافين منه
حاولت ان تنكر/لا بس ماحب اكله..انا اقول نترك الضبان مانبيها
لم تخفى عليه تعابيرها/بس انا مشتهي كبسة ضباان عالغداء نبي بس اثنين وماهو لازم تاكلينها..يكفي تلعبين معها شوي..
عبست/وعدتني نتمشى و نرجع نرتاح ماتوقعت السالفه فيها ضبان ...
فتح الباب مسرعاً وهو ينزل راكضاً خلف ضب رآه ..!!
لحق به حتى امسك به..لم يكن كبيراً جداً ...
رآته قادم بيده ذلك الكائن البغيض. لتنزل حينما ركب السياره وهو يحمله/ياااع بتركبه معنا السياره بعد!!
بجديه/وين رايحه يا بنت تعالي سووقي..لا يكون خايفه؟؟
باعتراض/ايه خااايفه وماطيقه بذمتك بتاكل هالشيء عالغداء
عقد حاجبه/افااا وين الرجوله؟!
بكت/ماني رجال بس لا يركب هالشي معي بنفس السياره
بابتسامة خبث/افاا بعتي الرجوله علسان هالكيووت هذا؟!..والله ان يركب و بتركبين انتي تسوقين وانتي رجال بعد ..يلا مشينا..احرقتنا الشمس
رأته يعود للسياره ببرود وهو يناديها..ليس لها بد من الركوب، فتحت الباب وهي تستحلفه/قاسي بليز لا تقربه مني
بابتسامته/والله ماقربه منك ..يلا بس اخرتينا
ركبت وهي مازالت خائفه..لتكمل السير كما يخبرها...التفتت إليه وهو يداعب الضب بين يديه ليقربه من شفتيه ويقبله....اوقفت السياره ونزلت مستعجله لتستفرغ..
نزل وهو يضحك ويراها تبكي، قدم لها علبة ماء/لا لا وش هالكبد اللي كنها كبد بنت ..اتركي عنك حركات الرخوم واغدي رجل
اخذت علبة الماء بنظراتها الناريه/ياااع يااع شلون تبوس الضب يالمقرف..
عقد حاجبه/سبحان الله لو تشوفون اجنبي يبوس كلبه قلتوا ياااااي كعيووووت!!.. وش فيه الضب هااه..يلا بلا دلع مشينا
باصرار/انت مو تقول بتاكله ...اوكي ريحني منه واذبحه وحطه بصندوق السياره لا اشوفه قدامي
عبس وهو يُخرج سكين الصيد من جيبه ويجلس هنالك ويحلل رقبته ...
تركته وذهبت لباب الراكب لن تقود السياره بعد كل هذا..بدأ صداعها يضايقها نوعاً ما..
.
تجلس عند اخيها منذ نصف ساعه تقرأ القرآن ككل زياره له..اغلق المصحف وهي تقف وتتجه اليه لتطبع على رأسه قبله..لتداعب شعره الذي طال كثيراً..
تنهدت وهي تتمنى لو يعود للحياه مجدداً قبل ان تخضع لعمليتها..تريد ان تسمع صوته ..لربما ماتت وهي ترجو شفاؤه..
امسكت بأنامله لتداعبها بين يديها..
وكأن هذه الايام كنهر هادئ يمر بسلاسه في مجراه ..
هل يا ترى هو السلام الذي يسبق الموت؟!
هل هي الراحه التي تسبقه؟!
شعرت بالغصّه تصد دخول الهواء الى رئتيها..
رفعت رأسها للاعلى تريد الخلاص مما هي فيه..
حرك انامله التي تُمسك بها.. نظرت لانامله بابتسامه وضحكه تردفها الدموع..اخفضت رأسها لتقبل انامله/واللي خلق الروح انك خليل الروح ياخوي..ارجع خواتك يبونك.
توقفت انامله..وعادت تبكيه من جديد/بس لو انك تقوم تودعني بقبري....هذا واجبك يا نايف مالي غيرك يدفني.
هذا الطلب الوحيد...ابي اخر عيونها اشوفها عينك انت.
.
عادت للمنزل وهي ترى سيارته تقف بالخارج..ابتسمت وهي تستعد لعتابه لها قد تعذرت بالذهاب لصديقتها..وتركته يعود للمنزل وحيداً..
اتجهت لجناحهما الخاص..الباب خلفه شبه مفتوح..
وجدته يجلس خلف المكتب و يراجع اوراقاً امامه..
ابتسمت وهي تُخرج هاتفها و تُرسل له رساله نصيّه ..
تريد ان ترى ردة فعله وهو لوحده بهكذا خبر كيف ستكون..!!
.
ترك هاتفه بعد رسالة شتم تلقاها من ام نيفادا.. لن يهتم لتهديداتها...
هو مشغول بدراسة اوراق عمل مهمه امامه، ..تلقى نغمة عدة رسائل نصيه اخرى....طفح الكيل ..!
حسناً لربما تكون من اهل قاسي..فتح هاتفه ليتفاجئ بالرساله التي خطفت نبض قلبه قليلاً ثم اعادته..
وقف لا شعورياً و ابتسامته تتسع..مالذ ارسلته الشموس .
هل حقاً ..لا يكاد يصدق من شدة جمال الخبر..
رفع رأسه للأعلى لتسقط دمعته محاولاً الاستيعاب عاد ليقرأ الرساله مجدداً..
اتصل بها حالاً.. يجب ان تكون هنا لن يصبر حتى تعود..
اثرت عليها تلك الدمعه ألهذا الحد اسعده الخبر. لا تلومه هي كانت ردة فعلها مماثله..رن هاتفها وهي تقف بالباب الذي خلفه، عجزت عن الحديث ..قد قالت له كذبا بأنها لا تريد الحمل منه...مالذي ستقوله الآن وهي ترى عيناه تنطق فرحاً.. كيف ستُصلح ما عبثت به في لحظة غضب..؟!
إلتفت إليها وهو يغلق الهاتف/جيتي..ليه ترسلين دامك هنا
اقتربت بخطواتها/كنت حابه اشوف ردة فعلت...وشفتها
تحدث بخوف فردات فعلها توتره فهي لا تبتسم حتى، قد اخبرته انها لا تريد الحمل منه، خاف من هدوءها/انتي قلتي ماتبين تحملين... قولي شناويه عليه انتي
اقتربت اكثر لتربكه/مشتهيه تين شوكي
اووه كادت تأتي بأجله، ضحك وهو يعانقها بعنف..،
فرحت بفرحته اضعاف،لتبتسم وتهمس له/مبروك
مازال مبتسماً وهو يقف ويتأملها ويمسك بأناملها/اللهم لك الحمد..كيف مابين في هذاك التحليل
بنفس ابتسامته/الدكتوره تقول توه ماله اسبوعين ونص.. اظن وقت ماحللت حيل بدري..لان الحمل صاير قبل الدوره
ترك يديها وهو يذهب ويجلس يحاول ان يهدأ..هكءا خبر كان حلماً ..سيصبح أباً..اي نعيم تمنحه هذه الجميله..
جلست بجانبه وهي تتحدث لتزيح صدمة الحبر عنه/هااه منت ناوي تجيب لي تين شوكي، ترى من يومين افكر فيه.
ضحك وهو يلتفت اليها/ابشري به مع انه انتهى موسمه..
باصرار طفولي/ماالي دخل دبره لي
رن هاتفه الذي فوق المكتب ليقف/خلني اروح اشوف من. وبالمره ادور احد يروح للطايف يجيب لك حملة تين شوكي
ابتسمت بسعاده/الله الطايف..دام كذا ابي رمان بعد
ابتسم وهو يفتح الخط ولكن قد فصل..لمح مكالمه فائته لمدى!!/مدى متصله ولا انتبهت!شتبي؟
استغربت لتعتدل جالسه/يمكن يبونك تجيهم لشي ضروري..
لم يرتاح لردها، هي تغار بجنون/يمكن.. بس الليله ماني رايح مكان ابي اخذك لمكان لحالنا فيه..والا ماتبين نحتفل؟!
وقفت وهي تتلتقط عبائتها مجدداً/اكيد يا قلبي بنحتفل..بس اهل خالك اتصلوا ومالهم احد غيرك لازم تهتم وش تنتظر يلا خلنا نروح لهم
استغرب/ليه ،بتروحين معي؟!
بإبتسامه جانبيه وهي ترفع حاجبها/اجل تبي تروح لمدوش لحالك؟!
بادلها الإبتسامه وهو يلتقط شماغه/بس كان ودي اخذك لمحل الليله..بروح وانا عندالباب ماني حتى داخل مجلسهم
بابتسامة خبث/ماعليه بكون معك وبعدها ودني المكان اللي تبيه، بنسهر للفجر
بسعاده/قدام..يا شيخه معي احلى مرافقه
بتساؤل يغلفه كيد/اخاف يتفاجئون بجيتي ويتضايقون
باصرار، رغم معرفته اخلاق ام قاسي،..اقترب منها وهو يعانقها ويلامس بطنها/ماعليك منهم... تعالي معي بس.
ابعظت يده عن بطنها وهي تنسحب بدلال واضح/لحظه بس اعطي ام رواد خبر بخروجنا اوكي؟
اشار بالإيجاب وهو يبتسم بسعاده/اوكي
ابتسمت وهي ستذهب معه ... هي أولى بمصاحبته من حتى اصحابه..تشعر وانه يجب ان يكون بجانبها دائماً..شعور غريب..دعها تجرب ان تكون ملاصقه ولو مرّه ..ترى الفرحه بعينيه فلما لا تفرح؟!
.
جهزت كل شي لحضوره ...ستلح عليه بالبقاء لتضيّفه بعدما تلقت اتصالاً من أدهم بأنه قادم..
اخذت بيد طفلها بعدما لبسته..لتطبع على خده قُبله/حبيب ماما انت..
رن هاتفها ولكنها تجاهلته بعدما عرفت انه من اخت منيف .. لن تلوث اذنيها بإسمه وسيرته في اليوم الذي ستستقبل فيه أدهم!..
وان كانت لن تجالسه...يكفيها ان يلبي الدعوه ويأتي لأجلها..
ستأتي به الاقدار كما ابعدته..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل العشرون
ودعته عند الباب الداخلي للمنزل، سيذهب لحل مشكله في مكتبه ثم سيعود هكذا قال لها ذلك النبيل..
حسناً هي فرصه لأن تبدأ من جديد و تدفن الماضي..
حتى احلامها باتت تنبعث من جديد..
اخذت هاتفها لتتصل بشهد..لم تسمع صوتها منذ الامس وهذا كثير..
رن هاتفها وهو بين يديها لتبتسم بعد رؤية اسم هند تلك المشاغبه،ردت/نعم؟؟!!ماعرفك
ضحكت على الطرف الاخر/ما تقدرين تصيرين شريره...
ضحكت وهي تجيبها/شلونك هند وش علوم الجنوب؟!
.../بعد شوي انا جايه ومعي ضيفه.. وبعلمك بعلوم الجنوب..بس لا تسوين شي ترى الضيفه بتسلم وبتمشي
هند/حياكم الله
اغلقت الهاتف وهي تتجه للمطبخ بسرعه يجب ان تُعد شي تقدمه مع القهوه
بعد نصف ساعه من الانتظار ..دخلت هند الصغرى بصحبتها سيده تبدو كبيره قليلاً لتنادي/هند..يا مرت ابوووي
اقبلت هند من الداخل وهي تضحك من طريقة نداءها/جييتك يا هند يا بنت زوجي....يا هلا بهند بضيفتها تفضلوا
السيد بابتسامه وقوره/زاد فضلك
هند بعد السلام/قبل كل شي القهوه جاهزه وهذا هي بالمجلس مالك عذر
هند الصغرى/خلوني اعرفكم..هذي أمي يا هند جايه تبارك
ابتلعت ريق الخوف،ولكن مازالت مبتسمه/ياهلا بأم هند تشرفت والله
ام هند/ما شاء الله تبارك الله..
هند الصغرى وهي تزيح عبائتها/انا بروح الحمام..تعبت سفرة السياره تووبه اجي فيها..
ام هند/يا بنتي روحي..تووبه اسافر معك بعد انا يالقلق
ذهبت هند الصغرى لتجلسان وتسكب هند القهوه وتقدم الحلى..ليعم الصمت للحظات..ليا يعرفان بعض..تبدو والدة هند اجمل مما تخيلت..هي حتى لا تقل جمالاً وربما اجمل منها..لا تنكر وذلك جعلها في حيره..
ارتشفت من فنجانها وهي تبتسم لها/ما ينلام صالح اجل..الزين ماهو كفايه ان كانت الاخلاق صفر.. وانتي مجمّله بالثنتين
بابتسامه تخفي تساؤلاً/من طيب اصلك.. منتي اقل مني.. والدليل هند
حاولت تجاوز كل هذا/عرفت انه ما سمّا بنتي هند عبث..كان مصر عليها بشكل..وما اخفيك انا كنت شاكه رغم ان هالاجودي مابيّن لي لكن معروف راعي الهوى والرجال بالذات ما يقدر يخبي حتى لو حاول ... بالاخير طلبت الطلاق.. الحياه بيننا كانت هند فقط.. يشهد الله ماعمره زعلني ولا تضايقت منه...لكن انفصلنا و كل منا راضي على الثاني..
رباه مماخلقت هذه...حديثها لا يمل..تبدو انسانه رائعه حقاً...هذه الدنيا غريبه!!!
اردفت ام هند وهي تبتسم برضا/انا بس جيت ابارك لك واوصيك به تراه يستاهل من تحطه بعيونها..
تعجّبت من حديث هذه السيده العجيبه لتبتسم/معقوله ... وحده توصي على طليقها..وتنسين هند
ابتسمت والدع يلتمع بعينيها/لأني اعرف من هو صالح... واكيد انتي هاللحين تعرفينه..اما هند الله يعينك على لقافتها..
ضحكت هند وهي ترى هند الصغرى تدخل المجلس لتتخصر /لاااا واضح كنتوا تحشون فيني !!
،
،
.
التفت اليها بعدما اوقف السياره/اخرتينا عليهم..غابت الشمس..وش مناسبة هالاشياء ذي
الشموس بسعاده/انا حامل..هذي مناسبه تخليني احتفل طول العمر..بعظين مابي اجيهم بدون علم وبيدين فاضيه بعد!
ابتسم وهو ينزل ويحمل معها بقية الاشياء/
وقفا اما الباب ينتظرون بعدما رن الجرس...
..
خرجت بشالها الذي تلتثم بطرفه. كانت تنتظره حتى يأست من حضوره..
وصلت الباب و طفلها يتتبعها..وقفت خلف الباب/من؟
تحدث وهو يرفع صوته/أدهم يا مدى..
فتحت الباب ليستقبله ذلك الصغير الشقي..ادخل ما يحمله من هدايا..ثم حمله أدهم وهو يرفعه للاعلى/هلا بالسمي..السلام عليكم
مطر من السعاده يبللها الان وهي تراه..لتتبدل لعواصف غيره وهي ترى الشمطاء بصحبته، جرّة الرد من حلقه كالغصّه/وعليكم السلام
ازاحت غطاءها وهي تسلم على مدى/شلونك مدى..
مدى/بخير..تفضلوا
جلس وهو يداعب أدهم الصغي/والله خفت عليك هااه شلونك اليوم يا بطل
مدت اناملها لخده/يازينووو يا ناس..مايشبهك يا مدى..
أدهم/هههه نسخة منيف الله يذكره بالخير
الشموس بكيد/منيف هذا منهو ؟
أدهم/ زوج مدى ..الا مدى وين امك ناديها بسلم عليها..
تكاد تغلي وهو يأتي بسيرة طليقها ببرود هكذا/ان شاء الله.. المجلس قدامكم تفضلوا..
دخل أدهم للمجلس ولحقته الشموس..
،
.
،
.
.
رأتها تدخل ويبدو عليها الانزعاج..لحقت بها للمطبخ..وهي تناديها ولا ترد/مدى شبلاك؟!
كانت تصد وتجيبها/أدهم جاي ومعه زوجته
استغربت/تقولينه صادقه؟!
هزت رأسها وهي تجهز ابريق الماء/ايه وهذا هي بالمجلس معه
رفعت حاجبها باستنكار/حيّه من تحت تبن..ماهي خبله تشوفه يجينا وتخليه يجي لحاله..يا شيب عيني صقره.. لكن دواها عندي بنت راكان.
.
.
.
عادا الى "العزبه" منذ ساعه...
تأخرت كثيرا في استحمامها قالت انها ستأتي لشرب الشاي..
لماذا يشعر انها غريبة اطوار..تنام فجأه تضحك طوال الوقت وتنسى من هو ..تغضب فجأه ولكنها تختفي لتعود بحال آخر..
ما فعلته اليوم ليس طبيعياً...هنالك سر.. إما انها تخطط لأمر ما.. او انها استسلمت..و هو يستبعد الخيار الثاني فقد اخبرها و طمأنها انه كأخيها تماماً..
والخيار الاول صهب جداً... وان حاولت الهرب ستعود ..
ترك كاسته وابريق الشاي بجانب النار ليتجه للخيمه.. ليس من المعقول ان تتأخر كل هذا التأخير...
ناداها دون مجيب..
دخل الخيمه ليفاجئ بأنها نائمه و منشفتها على رأسها وبيجامة نوم فضفاضه.. انتهت من استحمامها ونامت كالاطفال!!
كاد يعود لمكانه الذي اتى منه..ولكن لفتته علبة البيروفين التي بجانبها!!
كيف ان تتناول حبوباً كقوة البيروفين لمجرد صداع؟!!
فتحها ليراها في قاع العلبه..
تفاجأ من شكلها..ليست بيروفين ذلك معروف منذ الوهله الاولى..
بدأ يشك .اخذ العلبه وتركها نائمه..
..
بعد السلام والسؤال عن الاحوال...وبعض المجاملات..
ابتسمت وهي تتصنع الطيبه/يعطيه العافيه أدهم ماتغير علينا عقب هالسنين..للحين مهتم ويجينا كل حزه الله يبيض وجهه
ابتسمت وهي ترتشف من كاسة الشاي/وش بيغير على اهله يا خاله
هزت رأسها/وانتي الصادقه كنا اكثر من اهل.. بس يلا صار اللي صار..
الحمد لله اللي شفت أدهم متزوج بعد كل هالسنين، ماكنت اظن انه بيتزوج عقب اللي صار
استغربت حديثها وشهرت ان الامر يمسها، تلك السيده تلمّح لشيء ما/ليه ؟وش صار يا خاله؟!
تنهدت وهي تتصنع الحنين/اللي صار عور قلوبنا كلنا بس الله يسامح اللي كان السبب..
خافت/وشو يا خاله..فضفضي..
اردفت بكيدها/زماان يا بنتي أدهم كان خطيب مدى وكان يحبها ومتعلقن بها وهي بعد مثله..و ليله من الليال رجع خاله من برا ولقاهم سهرانين بالملحق، قام وطرد أدهم من البيت وحلف انه مايزوجه مدى..
الولد المسكين ظلت حسره بقلبه ولا تزوج ابد ولولا عمه ظهر بحياته وعرفكم ما كان تزوج!!
وهي بعد يوم ماقدرت تكمل بزواجها طلقها زوجها بعدما سمت ولدها عليه..بس الحمدلله تزوجك و شكله نسى
تباً لما عرفته من ماضيه..شعرت بفراغ في رأسها وهي تتذكر جوابه لها حينما سألته في بداية زواجهم (هذا يفسر ليه ماتزوجت للحين!!)...حينها كان جوابه (لا السبب شيء ثاااني).. تذكرت تلك الليله وهو يناديها (مدوش)
آه أكانت مدى هي الوجع الذي ردعه سنوات عن الزواج...سحقاً لها وللحرف "م"..
ابتسمت تلك العجوز بخبثها وهي تكمل ارتشاف قهوتها/تقهوي يا بنتي...هاللحين تجي مدى بالحلى والعلوم الزينه..
بادلتها الابتسامه ببرود وهي تكمل ارتشاف كاستها..يالحرقة المعده التي تشعر بها الآن...
رن هاتفها وهي بقمة ضيقها ..تود لو تخرج بأدهم من هنا..لن تظل في مكان تشاركها فيها اخرى وان كانت مجرد ذكريات...لترد/هلا ليال ..
ليال بضيق على الطرف الاخر/وينكم محد بالبيت، ام رواد وانتي...شبلاكم ..رجعت من المستشفى و ضاق صدري لحالي، عايله ومانجتمع الا صدفه!
حضرت مدى وهي تُلح/لا لا ليه وقفتي استريحي ما تروحين الليله غير لين تعشون.. انا اقنعت أدهم وباقي انتي..
ماذا تريد منها تلك..كيق اقنعت أدهم..هل تقصد انها معه هناك بينما هي مع والدتها هنا، ابتسمت بهدوء يعكس شخصيتها/لا ياقلبي ماشين شكلك احرجتي ولد خالك ووافق مكره.. طيارتنا بعد شوي و ورانا سفر لذلك خليها مره ثانيه..تخبرين ما طلعنا شهر عسل و مخططين نطلع..الليله.. عن اذنك انا طالعه لأدهم...سلام
سمعت ليال ما دار بينهم وهي تشتعل..اغلقت الهاتف وهي تشتعل لأختها..
جلست ام قاسي بعدما ودعتها وهي تنظر لإبنتها/تراني بنت ما اخلي بيتن ما اسرقه لو سافرت هي و أدهم الليله.
استغربت مدى ثقتها وتسائلت بيأس/شدراك بالله
ام قاسي/ادري مير تووولمي لأدهم.. ان ما جاء يخطبك ماكون حصيصه.

تعليقات