📌 روايات متفرقة

رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني 2 بقلم رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني 2 بقلم رشا الخيالية

رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني 2

رواية ما وراء الغيوم الفصل الثاني 2

وضعت الهاتف بجانبها بعدما اغلقته من الشموس مستغربه هل ستسافر حقاً كما سمعتها...
تجاهلت ماسمعته لعلها "تصرفها فقط" لتلتقط الريموت كنترول و تجلس مسترخه تتابع فيلمها لعلها تسلى قليلاً عما يشغلها..
ولكن ما يشغلها لا يجعلها تستمتع بنعمة النسيان..
وكيف لها ان تعيش النسيان و ذاك المرض في رأسها؟!
مرت ربع ساعه ..
رن هاتفها استغربت فالرقم غير مسجل عندها .. !
اخذت الهاتف لترد برسميه/الوه
بصوت هادئ/السلام عليكم
عرفت صوته وغضبت من اتصاله/وعليكم السلام..خير طراد خالتي فيها شيء؟!
رد بخوف/لا..
انتظرته يكمل ولكنه صمت لستنطقته/اجل ليش متصل؟!
رد بثقه/انا اتصلت علشان اقولك اني موافق اتزوجك ولو كنتي متزوجه قبلي ثلاثه
تنهدت بملل، مازال يفكر بها كزوجه/واااو شكراً عالتضحيه...!
ارتفعت نبرة صوته قليلاً/ليااال لا تستخفين بي.. انا هنا بالرياض وابي انهي هالموضوع معك..قلتي انك كنتي متزوجه وعندك ولد..وانا موافق وين المشكله
صمتت وهي تفكر بمشكلتها التي اوقفت رغبات الحياه داخلها واغلقت نوافذ قلبها ..تنهدت والدمع يعبر خديها، حاولت ان لا يتضح بكائها في صوتها/طراد .. يرحم والديك ، اعتقني منك و من سيرة الزواج .
اغلقت الهاتف بوجهه لتسترخي..لديها حمل كبير ليس كما يظنه هو... تريد ان تخبر اختها بمرضها..ولكن لا تريد ان لا تصدمها، كيف السبيل لذلك؟!
اتصل بها مجدداً تجاهلته ولكنه يبدو مُصر..لترد بانزعاج/تبيني اريحك من هالصداع..
طراد باصرار/ايه اقنعيني
انهالت دموعها فهي ستبوح لاول مره، يجب ان يفقد الامل بملاحقتها/اجل اسمع.. انا مريضه.. براسي ورم سرطاني يا طراد..وعايشه على مخففات الاعراض الجانبيه لين موعد العمليه اللي بحددها هالسبوع..و العمليه نسبة نجاحها قليله جداً واحتمال كبيرر اموت اثناء العمليه .. يعني الحقيقه "لا انا تزوجت و لا وسام ولدي بيولوجياً"
لذلك اعتقني منك الله يسهل دروبك
اغلقت الخط قبل ان تسمع رده وهي تبكي..لتسمع سقوط شيء على الارض..
إلتفتت إلى الارض ترى حقيبتها لترفع بصرها وهي تراها واقفه والدموع تبلل خديها/ام رواد!!..متى جيتي؟!
اتجهت إليها بعتاب عيون باكيه/ليه يا ليال تخبين علي انا ليييه؟!
عرفت انها ليست بخير .خطواتها ليست متزنه، امسكت بها/ام رواد انتي بخير؟!..
صرخت اميره وهي تمسك بطرف ثوب والدتها/يمه شفيييك
صاحت ليال بأخيها بعدما جلّستها/روااد حبيبي روح جيب مويه
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والعشرون
تقف منذ نصف ساعه في مطبخها تجهز العشاء..
للمره الأولى تشعر بنعيم الراحه والهدوء..كل شيء في عالم هذا الرجل يدعو للحياه بسكينه وحب...
لحظات لتدخل هند الصغرى وهي تشهق/افاا العروس تطبخ!! يا فشيلتي
بابتسامه/عادي وش فيها
اتجهت إليها وهي تأخذ سكيناً وتساعدها بتقطيع السلطه/فيها علوووم، اسمعيني انا زوجتك ابوي ابيك تدلعينه ، الطبخ والنفخ خليه علي
ضحكت هند/يابنت بطلي استهبال..عيب ترى شهود بنتي كبرك
التفتت اليها هند وقبلت رأسها/لبى قلبك يا مرت ابوي..امزح ترى
خفتت ابتسامتها/يا لبى قلبك انتي..هنود وين بتروحين اذا سافرنا بكرا انا وابوك
اخذت قطعة خيار وهي تجيبها/امي وعيالها جايين الرياض كم يوم وبعدها بيسافرون سنغافوره كم يوم..بروح معهم ان شاء الله، انا بس جيت اخذ بعض اغراضي وجوازي
تذكرت تلك السيده الجميله التي زارتها/امك كم عندها ما شاء الله
قامت بتذكرهم وهي تحسبهم في ذاكرتها/غيري أنا سبعه.
استغربت كيف عاشت بين ابوين منفصلين وهي بهذه النفسيه والراحه، تبدو سعيده هنا وهناك، لم يؤثر عليها انفصال والديها/اصدقيني الكلام ودك تروحين معهم والا معي انا وابوك...ترى والله ما تضايق ياهند انا حلفت
ضحكت/تصدقين ان زوج امي كان رافض يسفر اخواني لين تدخلت بالموضوع قال تروحين معنا اوديهم.، ماني متضايقه والله، لا تخافين علي
ابتسمت لجمال روحها/كنت اظن ان الانفصال دوم سلبي على الاطفال و يتشتتون ،لكن اشوفك افضل من اللي بين امهم وابوهم
هند بمزاحها/بالنسبه لي اعتبر نفسي محظوظه،اروح لأمي وزوجها يدلعوني واقعد عند ابوي ويدلعني..لو ان ابوي بيته كله هدوء و محد حولي ازعجه...اضطر ازعجه احياناً
عبست/وكيف كنتي تزعجينه بالله؟!
مدت شفتيها كالاطفال/كنت اسوي نفسي زعلانه وطفشانه ثم اذا حاول يراضيني اقوله تزوج وجيب لنا عيال ويتضايق مني ويطلع احيان..بس معاد تنفع عالحيله..
ضحكت هند/يممه عساك ماتمسكين علي ممسك.
دخل بعد لحظات وهو يسمع ضحكاتهم/اجل بنت ابوها عندنا اليوم!! يالله انك تحييها
قذفت السكينه لتتجه اليه وتعانقه بقوه/هلا بالغالي والله..اللي ماتصل ببنته من ثلاث ايام، هذا وانا خاطبه لك يا صويلح
طبع قبلته على رأسها/معاد ابيك الظاهر
بابتسامه جانبيه/الله الله يبه "حاء عقب الحبيب، أحبّ منّه"
حاولت تلتفت إليه بطرف عينها تسترق النظرات بخجل، كيف يعامل ابنته باريحيه؟ يبعث الامان حيث يحل..!!
ابتسم لتلك التي تنظر إليه/مساء الخير حبيبتي
إحمرت خجلاً وهو يناديها هكذا امام ابنته/مساء النور
لابد ان تعتذر الآن وتأخذ الخادمه/انا بروح ازين السفره ..تعالي يا سيتي
خرجت مسرعه و لحقت بها الخادمه وهي تحمل الصحون..
تأكد من خروجهن ليتجه إليها،ليقف ملاصقاً، مد يده من خلفها و كأنه سيلتقط قطعة من السلطه ولكنه امسك بيدها و مررها حتى خاصرتها وهمس/وحشتيني..كم ساعه بدونك كأنها كم سنه،
ستتجمد مكانها تفاجأت بجرأته، لم تتوقع التصاقه هكذا/بحط العشاء
زاد إلتصاقه وهو يثبتها باليد الأخرى ويقبل عنقها ، ثم أراحها منه، تبدو متوتره/اعذريني ماقدرت اتحمل.. الشوق يذبح و لهفتي تفضحني قدامك
لم تستطيع الرد هي مازال تحت تأثير صدماتها الإيجابيه/....!!!
يكفيه إبتسامتها العالقه على شفتيها وان لم تتحدث/يلا بروح اغسل يدي وانتظر العشاء متلهف اذوق طبخك.
كالتي سُكب عليها ماءاً بارداً، لم ترد حتى برمشة عين،تنفست بعدما خرج...وكأنه كان يحبس انفاسها بحضوره،..اي نعمه غمرتها بعد تلك السنين العجاف..ذلك السيل الجارف من المشاعر لم تتوقع جريانه في حياتها ابداً..ولكنه رأته الآن رأي العين والقلب والروح..
.
،
.
وصلا متأخرين قليلاً..لم يكن مسرعاً..نظرت لساعتها بعدما نزلا من السياره/ساعه ونص علشان نوصل البيت ..الله يسامحك هاللحين نامت ليال من الملل
رفع حاجبه بابتسامه/والله انتي اللي قلتي مشتهيه ايسكريم من هاجن داز.. لا تحطينها في هاللحين!!
تنهدت/وش اسوي..ماعمرك طلعتني مشوار قلت خلني اتدلل عليه واطلب
وقف قليلاً وهو يراها تتعداه بمسافه، لم يصدق انها تفكر بالتقرب منها هكذا..هو مصدوم بصدمه ايجابيه حقاً..!
لاحظت انها تمشي وحيده وهو لا يرد..توقفت وهي تلتفت إليه لتراه يقف مكانه، ابتسمت من ابتسامته التي علقت على شفتيه/أدهم شفيك وقفت؟!
انتبه لها بابتسامه خفتت/ولا شيء..ولا شيء
اكملت طريقها بعدما لحق بها..وضعت عبائتها مع الحقيبه في المكتب لتتجه للباب المؤدي لداخل المنزل، ولكنها تفاجأت به يعترض طريقها/الوقت متأخر و الكل نايم هاللحين وين رايحه؟!
اقتربت منه قليلاً لتقف على رؤوس انامل قدميها لترتفع قليلاً وتطبع على خده قبله، حاولت تركه ولكنه لف ذراعه حول خصرها و ألصقها به لترد بهمسها فأرنبة انفها تلامس أرنبة انفه/قلبي بروح اطل على ليال قبل انام...حتى لو هي نايمه..بس شوي وراجعه
مازال يثبتها... تنهد وهو يغمض عينيه ليفتحها بتساؤل لا يريد تركها الآن/لازم تروحين هاللحين يعني؟!
هزت رأسها بالإيجاب/حابه هالشيء
اخذ نفساً من عطرها ثم حررها من يديه بابتسامه/لا تأخرين..ترى ما اقدر انام بدونك.
أجابته بعينيها بصمت وهي تتوارى عن ناظريه..
ترك المكان ليدخل الغرفه..اليوم كان من اجمل الايام التي عاشها في حياته..."سيكون أباً" ليس هنالك خبرٌ يضاهي جمال هذا الخبر..
دخل دورة المياه ليتوضأ ويصلي ركعات شكر لله على كمية السعاده التي يمنحها له بلا حدود ما اجمل عطاياك و ما اشد تقصيرنا يالله..ما عاشه في الماضي اندثر ولم يعد له مجال للظهور وسط ضجيج افراحه..!
فرغ من وضوءه ثم فرش سجادة الصلاه ..ادى ركعات السنّه واردفها بركعات شكر ثم ختمها بالوتر..
جلس قليلاً في مُصلاه..تأمل كل ماحدث بهدوء...
لاحظ دخولها الصامت وقد بدلت ماكانت ترتديه وتلبس بيجامه حريريه بيضاء!!
طوى سجادته ثم نزع ثوب نومه و وضعه جانباً ليذهب للسرير جلس مسترخيا ً وهو يراها قد استلقت وتبدو صافنه في شيء ما/رايحه غرفتك اللي فوق والا رايحه لليال؟!
ابتسمت وهي تقترب منه لتجلس مسترخيه بجانبه وتميل برأسها على كتفه وهي تمسك بيده وتداعب انامله/ليال كانت نايمه.. رحت لغرفتي بدلت وجيت..
ضغط على اناملها وهو يبتسم/شكلي بقفل هذيك الغرفه واضيع مفتاحها..
التفتت إليه متسائله، يبدو وسيماً جداً حينما يكون هادئاً و تشعر انها اكثر اماناً حينما تكون بجانبه،اخفضت رأسها لتسنده على كتفه مجدداً، كانت تقاوم جاذبيته في البدايه ولكنها سقطت و باتت تحت جناحه بطواعية حُب كان مقدمته اقتحام...!
لاحظ صمتها وانتظام انفاسها وهي تعانق يمينه،ليبتسم/نمتي؟!
ردت بهمس/لا
ضغط على اناملها بخفه/يا ترى بتجيبين لنا بنت والا ولد؟!
ابتسمت/الله اعلم..للحين ماني مستوعبه اني حامل.تبيني افكر بنت او ولد
تذكر تلك الراحله،سيصبح الحلم حقيقه/اذا بنت بسميها ساره على اسم أمي الله يرحمها..
استغربت كيف يقول بنت في البدايه ويسميها/غريبه توقعت تقول ولد
تنهد/كلهم نعمه وكلهم احبهم بس ماخططت لتسميت الولد... طول عمري ابو ساره.. خاطري أسمي بنتي على أمي وتكون تشبهها.
جذبها الحنين الذي في صوته/اذا على الاماني يا أدهم انا ابي أمي ترجع حيه من جديد واضمها..
تنهد وعينيه تحترق من دمعها الذي يحاول ان يحبسه/الله يرحمهم جميع.
هل يبكي...لا تصدق، اعتدلت جالسه دارت وجهه ناحيتها/عز..!!
ابتسم وهو يجحد دمعاته/معليش أمي تنثر ماء عيني غصب..
تقوست شفتيها بحزن وهي تقاوم تأثرها، فأكثر ما يهزها دموع الرجال فهي نادره/كم عمرك يوم توفت امك؟!
حاول ان يصد/تسع سنوات..كانت مريضه اخر سنه ونص من حياتها..ماتت بعدما انهلكت من المرض..رحت مع خالي ادفنها،كنت انا اخر من كشف عن وجهها وودعها الوداع الاخير،
ابتلع غصته وهو يكمل بابتسامه دامعه/كانت مبتسمه وعيونها لامعه وكأنها حيّه!..بكيت ليالي طويله و زعلت على خالي..ما كنت مستوعب الموت بهذاك العمر وبعمري مادخلت مقبره الا بعدما توفت أمي ومن وقتها وانا رفيق مقبرتها...
سقطت دمعتها رحمته قد تيتم باكراً،عانقته بشده وهي صامته،كيف احتمل البقاء بدونها منذ صغر سنه وكيف قاوم حتى كبر!؟!.
ابتسم وهو يراها تعانقه هكذا وكأنها أمه ليبعدها عنه وهو يرى مدامعها/خلاص يا بنت...انا خلاص تعايشت مع فكرة غيابها ، لا تخليني ابكي مثل الاطفال هاللحين
اقتربت منه لتغمض عينيها وهي تعانقه بصمت باكي مره اخرى، غبي أيظن انها لم تفهم ما يوجعه الآن،تحدثت ببحة بكاء تخفيه/انا بعد مثلك اشتاق لحضن أمي
بادلها العناق وهو يراها تسترخي على صدره، وهو شبه جالساً ويسند ظهره على رأس السرير/ننام كذا يعني؟!
شدت عليه و تسترخي بين يديه براحه. وتأمره بالصمت/ااششش
ابتسم وهو يسند رأسه ايضاً للخلف و يغمض عينيه مستسلماً للنوم و هو يشدد على عناقها.. ٌ
،
.
،
رفعت رأسها لتراه في الطرف الآخر من الخيمه..شعرت بصداعها يراودها..ياللجنون الذي يعبث برأسها ...بحثت حولها عن علبة اقراصهاولكنها لم تجدها..!
خرجت لتشرب ماءاً شعرت بشيء من البروده تلسعها لتعود وتتجه للذي ينام هناك في الجهه الاخرى لعله رآى علبة الأقراص الخاصه بها، بدأت تهزه/قااسي..قاااسي قوووم يلا
اعاد الغطاء فوقه بدون ان يرد عليها مازال يريد النوم!!
عادت لتسحب الغطاء عن وجهه وهي تناديه/قاسي طيب ماشفت علبة الحبوب حقت صداعي؟!
تذكر ليعتدل جالسا و يناديها بهدوءه المعتاد/والله تبين حبوبك هاه؟!!
ردت بغضب،فهو يتحدث ببرود/ايه ابيها وينها..لا يكون اخذتها!!
وقف وهو يلتهي بطي فراشه، حتى يحقق معه بهدوء و لا يمد يده ويضربها/من وين لك هالحبوب هاه؟!
استغربت/من وين يعني، من الصيدليه
بنفس الهدوء/شاريتها بنفسك والا احد جابها لك
ضاقت من اسئلته لتتركه/انت فاضي.
امسك بمعصمها بقوه،ليسأل بأكثر جديه/لا تتركيني وانا واقف اكلمك باحترام
من وين شاريتها ومن متى تستخدمينها يالـ استغفر الله
تألمت من شدة قبضته/اااااه يدي يدي..حرام عليك
تنهد وهو يفلتها/يلا جاوبي بسرعه من وين شاريتها قبل صدق اتحول لواحد ماتعرفينه
استغربت ما يتفوه به، هي تتحدث عن اقراص صداع وهو يتحدث عن سر تخفيه/يا رجل افهمني حبوب البيروفين حقت الصداع ..شفيك تسألني وكأنها حبوب مخدرات!!
زم شفتيه بغضب/لا والله تستهبلين هاه؟!..لكن دواك عندي يهالولد المنفلت.. غيري ملابسك بسرعه بنروح..وقبلها توضي وصلي والا الصلاه اخر ماتهتمين به؟!!
تكاد تجن لحقت به قبل ان يخرج لتتعلق به من الخلف ، تريد إيقافه رغماً عنه كان كالجبل الضخم بالنسبه لها، تعلقت بيده وذلك اضعف المستطاع/وقف انت وووقف..هات حبوبي.. راسي مصدع وماقدر اسوي شيء وانا بهالحاله
غضب اكثر وهو يراها غير مكترثه لما ارتكبته/بسس لا تقولين حبوب صداع..بطلي تسوين نفسك بريئه، حاطه حبوب هلوسه بعلبة فيرومين علشان محد يكشفك ..و تتكلمين عن المرجله يالعربجيه!!
بكت وهي تراه يصرخ عليها ويتفوه بكلام لم تفهمه،، شعرت وكأن الصداع ينخر في رأسها بآلة حفر/قاسي الله يخليك ذبحني الصداع.
دفعها عنه بقوه لتسقط هنالك و تتألم من شدة دفعه لها/يلا جهزي نفسك اليوم بسنعك يالولده.. حتى الانوثه تشمئز منك .
شعرت وانا شيء ينفجر منها... لابد وانها الدوره هي اصلاً على وشك النزول..لكن سقوطها كان مؤلم، لم تستطيع النهوض،ضلت تحاول ولكنها فشلت..
وقف قليلاً خارج الخيمه وهو يسمع بكائها الذي بات مكتوماً، استغرب انها تحاول كتمه وهي كانت تصرخ!!
عاد مسرعاً ليرى مابها، وجدها ما زالت في مكان سقوطها/فيك شي؟!
لم ترد عليه حاولت ان لا يراها لن تستطيع الوقوف وهو امامها هكذا/اطلع برا
اقترب منها وهو يحاول مساعدتها، ولكنها بكت مجدداً/لااا ما طلبتك
لمح بقع الدم ليعرف لماذا تطرده الآن، احمرار وجهها وهي تصد عنه، تركها وكأنه لم يرى شيئاً/طيب خلصي وتعالي انا انتظرك برا.
خرج مسرعاً يجب ان يعد فطور لها قبل الذهاب..مادامت تنزف هكذا..
اخرج هاتفه من جيبه ليرى اسم وليد،لابد وان صورة الاقراص قد وصلته/هلا وليد...ها شفتها؟!
وليد بقلق/من وين لك هالحبوب؟
قاسي/لقيتها فالبر تخبر اني طالع وكذا..المهم وش نوعها؟!
ضل وليد يخبره وهو مصدوم مما يسمعه!!!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والعشرون
نزلت من السلم وهي تتحدث مع وسام ، الذي يتشبث بيدها /شوف ماما انا بروح مشوار وراجعه ان شاء الله..خلك مع خاله ام رواد واسمع كلامها، طيب؟!
هز رأسه بالموافقه، نزلت ترتب قميصه وتطبع على خده قبله، ولكنه عانقها/يلا حبيبي خلاص بمشي
رأت ام رواد تخرج من المطبخ بيدها "كوب كابتشينو مغطى"و قد ذبلت عينيها من الدمع، يبدو انها مازالت متأثره، اتجهت اليها وهي تحاول تهدأت روعها/ام رواد وش قلت لك؟! امسحي دموعك لا تشوفك الشموس، مابي اعلمها هاللحين
اخذت نفساً عميقاً وهي تحاول ان تريح قلبها/يا بردك يا ليال يا بردك..ليه مصره تتكتمين ليه عايشه كيف عشتي بهالسر طول الايام ..مانمت البارح من التفكير
سمعت صوت خطوات قادمه/اششش انا طالعه المستشفى بدري قبل تشوفني وتقعد تحقق معي..سلام
امسكت بها/اخذي هالكابتشينو مسويته لك؟!
اخذته ليال وهي تهم بالخروج/مشكوره حبيبتي
خرجت مسرعه وبقي وسام يقف مبتسماً لأم رواد التي امسكت بيده/تعال اطلع وياك للحديقه انت تلعب وانا اتقهوى ..عسى ربي يرفع هالمرض عن ليال بعنايتها فيك..
خرجت من المكتب وهي ترى الخادمه تذهب للحديقه بطاولة القهوه والفطور/جوري مين برا؟!
الخادمه/مدام نورا و وسام
ابتسمت وهي تلحق بها...لتراها تجلس هنالك/السلام عليكم
ام رواد/وعليكم السلام
نزلت لمستوى وسام الذي يلعب بلعبته لتقبله وتداعب خديّه/يازززينوو، شلونك وسومه؟!
لا تعرف كيف ستستقبل خبر مرض ليال هي في حيره، لكن يجب ان تخبرها/قايمه بدري!! بتداومين هالوقت!!
اشارت بالنفي/لا تقريباً ماعندي شيء غير دعوه الساعه ظ©..أدهم شرب قهوته و طلع بدري يمكن يروح الشرقيه بعد..وين ليال
اخذت فنجان/ليال طالعه تقول رفيقتها اماني تبيها تروح معها المستشفى ، تبين قهوه؟
جلست وهي تلتقط قطعة خبزه/ياليت..حاسه بجوع مو طبيعي
اصطنعت الابتسامه/ملاحظه اشوفك قمتي تكثرين دخلاتك للمطبخ هاليومين
ابتسمت تريد اخبارها ولكن لا تدري كيف/الله يستر لايزيد وزني مع الحمل
اتسعت حدقة عينيها لم تستوعب بعد/هاه!! وش تقولين انتي
اردفت/انا حامل
لا تعرف كيف تواجه تضارب المشاعر داخلها تلك مريضه وهذه حامل والاخرى غائبه لا تعرف ما مصيرها/الف مبروك و الله يتمم لك حملك على خير
ارتاحت/امين..
ام رواد بسعاده/دام كذا خذي راحتك بالاكل
ضحكت/والله يبي لي ردع..ما يصلح كذا، عمري ماحسيت برغبه فالاكل و جوع مستمر الا بعدما حملت!
ام رواد/انا ماحسيت بهالوحم الا بحمل التوأم، والا عيالي جاسر و رنوم كنت كارهه كل شيء
شعرت بسعاده/يعني توقعين انا حامل بتوأم
ابتسمت/موو شرط، لا تاخذيني مقياس
بادلتها الابتسامه بخفوت/احس ودي ازور نايف اليوم تروحين معي؟!
ام رواد/اي والله..حتى رواد واميره من اسبوع يبون يروحون!
وضعت فنجانها/اجل المساء نروح نزوره كلنا
.
،
.
دخلت المستشفى وهي تتجه لعيادته، بعينيها ابتسامات وسام وضحكات اخواتها..و صورة نايف الذي بدأ يتفاعل معها في كل زياره لها..
ستقاوم من اجلهم جميعاً..بدت الآن مرتاحه وذلك لم تكن تتوقعه في اليوم الذي تلقت في خبر مرضها..بدت تنتعش آمالها وذلك لم تكن تتخيله..!
قد كانت الغيوم السوداء لا تفارق سماءها..و هاهي باتت غيوم بيضاء تُمطر راحه و طمأنينه!
لم تشعر و كتفها يصطدم بإحداهن وهي تمر بجانبها، استدارت ووقعت...حاولت الوقوف بمساعدت التي اصطدمت بها، لم تكن تسمع سوى كلمة"انا اسفه مانتبهت"
لم تكن ترى ..حاولت ان تتوازن واقفه ولكنها لا ترى،تمسكت بالسيده التي ساعدتها/انا ماشوف!!
خافت تلك/يا ويلي شسويت بك انا..حاولي يمكن بس دايخه
هزت رأسها بالنفي وهي تبكي بصمت/لا انا صدق ماعدت اشوف
بتوتر/تعالي اوديك الطوارئ يشوفون شصاير
خافت هي لا تثق بأحد ثم انها حضرت وحيده/لااا تكفين...
ازداد قلقها وهي تشعر انها السبب/طيب وش تبين اسوي لك، انا مستعده اسوي اي شيء لك..
ليال/دوري لي الدكتور وليد اسألي عنه بالاستقبال خليه يجي هاللحين.
../طيب هاللحين تجلسين هنا وانا اروح اناديه
جلست خائفه وهي تتمسك بحقيبتها..الخوف كل الخوف ممن يمرون امامها ولا يرونها...كيف صار شكلها بعد السقوط ..كيف ستتعامل مع محيطها، لطالما كان العمى هو الهاجس والتوتر الذي خافت منه اكثر من الموت نفسه..!
لحظات ليأتي وليد بصحبت تلك السيده/هذي هي يا دكتور طلبتك بالاسم..تقول انها ماتشوف بعدما طاحت
اتجه اليها وهو يجلس امامها/ليال!!
مدت يدها وهي تحاول التأكد/دكتور وليد..انت جيت
مد يده لتتلقفها يدها الباحثه عن الأمان/هذا انا ليال.شفيك؟!
ليال ببكاء/مادري فجأه تعثرت وماشفت شي
امسك بيدها وهو يوقفها/تعالي العياده
لحقت بهم السيده لتطمئن عليها، لتراه يجلّسها في كرسي الكشف و من ثم يكشف عن وجهها بدون اي اعتراض منها!!..استغربت هذا التقارب بينهما ولماذا نادته بالإسم!!لعلها زوجته!! ثم اتجه للسيده عند الباب /مشكوره يا خاله
سألت بفضولها/هذي زوجتك؟!
التفت إليها عاقداً لحاجبيه وهمس لها/ماهو شغلك الله يهديك، تيسري.
لم ترتاح لنبرته فهو يهمس ولم يُسمع تلك/يلا اجل ...سلام
عاد إليها وهو يجلس امامها وينظر براحه/جيتي بالموعد اليوم..
مازالت خائفه و متردده/وين الممرضه؟!
ابتسم لخوفها وامساكها بعبائتها ليجيبها كذباً/الممرضه موجوده تو دخلت وسكرت الباب
لتتحدث بتوتر/خلها تجي تزين شيلتي بسرعه
ابتسم لطلبها ليقف ويذهب خلفها رفع شالها ثم اعاده مجدداً، ليتركها و يعود لمكانه/اسمعيني ليال..بعد هالشيء ترى مافيه خروج..عمليتك بتكون هالاسبوع ان شاء الله
خافت/توقع بشوف؟!
حاول تهدأتها/اظن اني قلتلك عن هالاعراض..واصابتك بالعمى شيءمتوقع وبإذن الله مش دايم..اسمحيلي اتصل بابن عمك خليه يقول لاختك..شرايك
وضعت يدها على صدرها وهي تحاول ترتيب انفاسها/ماعدت ادري وش اسوي.. انا كنت بخير لين تعثرت قبل شوي..شصار انقلبت الدنيا !!؟
صمت وهو يغوص في ملامحها التي تذهب به الى عالمٍ آخر..هذه حياته التي يطاردها الموت، يجب ان ينقذ حياته!!
خافت من صمته،ظنت انه ابتعد/وليد!! دكتور وليد!!
ابتسم وهو يلتقط هاتفه/انا هنا ابي اتصل يجهزون غرفتك
خافت/بس..!
قاطعها/ولا كلمه...لازم تكونين تحت مراقبتي، اتفقنا انك تسمعين كل تعليماتي صح والا لا؟!!
صمتت وهي تستجيب له..مادام بجانبها ستكون بخير، قد قبلت وسلّمته روحها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والعشرون
لاحظت ذهاب تلك السيده المراقبه من امام باب عيادته، لترى من خلف زجاجة الباب الصغيره، تلك الليال تسلبه منها من حيث لا تعلم...،لطالما صبرت و صبرت..يبدو انه لا يفكر بها حتى مجرد تفكير..تُرى مالذي يشده فيمن تنتظر اجلها؟!!
تركت العياده مسرعه وهي تتجه لغرفة التخزين المبرده..هنالك افكار خبيثه تدور برأسها ،لا بأس ان اتلفت بعض محتويات الادويه التي سيستخدمها وليد لعلاجها..
حسناً ستموت و سيفشل ويكف عن التفكير بأي احلام اخرى و لن يجد من يقف معه في ظروفه سواها..سيحبها بالتأكيد...وسترتاح من إلحاح والدتها بالموافقه على ابن خالتها..
فتحت الباب وهي تتجه ناحية اول صندوق..لتتراجع وهي تسمع صدى صوتها وهي تؤدي قسم المهنه..
تراجعت للخلف لتغلق الغرفه جيداً وهي تتكئ خلف الباب.. اخرجت هاتفها لتتصل بوالدتها، ان كان قلبها سيذهب بمستقبل مهنتها و بضميرها فلتداويه بغير ذلك الحبيب..
على الطرف الآخر من الخط تنادي/خير يا تغريد يمه..توك طالعه من عندي شصاير!!!
قررت ان تريح نفسها/يمه...انا موافقه على جابر...
.
،
.
خرج من مكتبه بعدما تلقى اتصالاً من وليد اخبره بأن يأتي بالشموس حالاً..عرف ماحدث..لم يصدق هل كانت تخفي أمراً جللاً كهذا و تعيش بهكذا لا مبالاه..
تسائل كيف سيخبر الشموس بهكذا خبر ، اتصل بها يعرف انها في المؤسسه/الشموس..انزلي لي انا بالسياره عند باب المؤسسه..ايه ضروري
ماهي الا دقائق حتى نزلت لتركب مستغربه/أدهم شفيك؟!!
عبس/ليه نازله بسرعه الله يصلحك،ناسيه انك حامل؟!!
التفتت اليه مبتسمه/لا تخاف انا احرص منك..المهم ليه مناديني؟! انت باقي على دوامك
انطلق بسيارته وهو يحاول ان يجد اسلوباً ينقل فيه الخبر..
اوقف سيارته في حديقه فارغه من المرتادين ثم إلتفت إليها/اسمعيني يا قلبي
خافت من نبرته وعينيه التي تتهرب من عينيها/انا اسمع اخوي ..نايف صاير له شيء؟!
تنهد/نايف بخير الحمدلله حتى ان الدكاتره يقولون ان النشاط الدماغي في تصاعد.
ازداد خوفها/اجل وش فيك ليه جايين؟!
امسك بيدها و الخوف يطرق قلبه/لا تخافين يا قلبي..ابيك تكونين هاديه ..
امسكت بيده برجاء/قول يرحم والدينك وش صاير
تحدث وهو يأمل ان لا تصاب بصدمه/اختك ليال من فتره تراجع المستشفى..علشان تتعالج من ورم في رأسها والحمدلله قررت تسوي العمليه هالاسبوع..و اليوم راحت وقرروا تنويمها..
ارتخت اناملها لتترك يده و تسند نفسها منهاره ..
فتح الباب ليتجه ناحية بابها ويفتحه ويحاول ان ييحتويها/الشموس انتي بخير؟! صحصحي يابنت
عانقته وهي تشده بحزن، ماسمعته ثقب قلبها واثقل كاهلها، ازداد توترها مع برودة اطرافها/ليه ماقالت لي لييه
شعر بارتخائها المفاجئ وهي تعانقه حاول تثبيتها ليصرخ بها/الشمووووس!!!
..:
تباطئ خروجها من المستشفى..منذ الساعه دخلت ولم تخرج!!
نزل من سيارته مسرعاً وهو يتوجه للداخل، قرر التوجه للاستقبال ليسأل عنها، ليس هنالك طريقه اخرى فهي لا ترد على هاتفها...شاهد دكتوراً يتحدث مع الموظفه لكنه حاول تجاهله ليناديها/لو سمحتي اختي
الموظفه/نعم؟!
طراد باهتمام/دخلت هنا مراجعه اسمها ليال راكان المناع ممكن اعرف هي بأي عياده
الموظفه بعدما راجعت الجهاز امامها/ليال المناع دخلت التنويم ..
،
.
خرج من عيادته متجهاً إلى غرفتها وهو يتحدث في الهاتف مع رفيقه المعتصم/المهم يا معتصم انا حددت العمليه وابيك معي.. ... انتبه لإيميلك برسل لك تقرير كامل بالصور..
لاحظ رجل يهم بالدخول للغرفه ويبدو متردداً!! استغرب من فعلته واتجه اليه/معتصم مع السلامه بكلمك بعدين
اغلق الهاتف وهو يوقف يد طراد عن فتحه للغرفه/خير يا أخ
طراد بحاجب معقود/انا جاي زيارة
لم يعجبه/زيارة من؟!
طراد/شدخلك انت.. ابعد عن وجهي اطيب لك..
وليد بجديه/انا الطبيب المعالج والمريضه توها داخله التنويم وحتى اهلها ما دروا الا هاللحين من مكالمتي، انت من تكون؟! هاا
طراد/ولد خالتها وخطيبها
بدأ الدم يغلي في عروقه ليبتسم وهو يتكتم على غيرته/مابعد تم الزواج وتبي تزورها لحالك؟!!عموماً المريضه ممنوعه من الزياره اليوم وبكرا..توكل
بدا له مستفزاً وهو يماطله، لم يتوانى عن الامساك بياقة قميص وليد/انت بتنقلع عن وجهي هاللحين والا كيف؟! قلت لك خطيبتي بشوفها
اشار بيده للممرضه/اتصلي بالامن مابي امد يدي عليه
طراد بعصبيه غير مبرره، فرفضها له بعد كل تلك السنين يغيضه/لا مد يدك علي، ليش خايف؟!
وليد/تعوذ من ابليس واطلع انت بمستشفى وهذا قسم تنويم عيب اللي تسويه، انت رجال كبير وفاهم
طراد دفعه ليتحدث باصرار/انا بدخل غصب عنك شرايك
ابتسم وهو يرتب قميصه بهدوء/لحظه بتصل بأدهم واستفسر منه اذا انت خطيبها او لا.. وبعدها اسمح لك تدخل او ما اسمح لك
قاطعه/لحظه لا تتصل بأدهم . خلاص انا بروح وبجي وقت ثاني.. سلام.
حضر رجال الأمن ليشير وليد اليهم بابتسامته/يعطيكم العافيه شباب حصل خير.
رتب نفسه ثم عاد ليتحدث مع الممرضه ويحذرها من ان يقترب هذا الرجل من غرفة ليال ابداً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والعشرون
في مستشفى خاص ..،
ادخلها تلك الغرفه بصحبة ممرضه اجنبيه..أمرها بالجلوس بالسرير ولكنها رفضت، ليلتفت للممرضه ويأمرها بالخروج، ثم عاد اليها وهو ينزع عبائتها و يضعها جانباً ويرتب شعرها ويحاول ان يهديها، يجب ان يحتويها ليعرف كيف يستجوبها لاحقاً، حملها ووضعها على سريرها وهو يثبتها ويهمس/اسمعيني زين..انتي مضطره تسمعيني والا قسماً بالله لارميك عند الخيام اللي انتي عارفتها واتركك لحالك.. طلعتي مدمنه وهالشيء نزع كل شيء حلو ممكن يصير
لم تقاوم بعد تهديده، هو اقوى منها بمراحل/ابي اشوف نايف الله يخليك
اغلق ثغرها بغضب/انتي تنكتمين، لو يدري نايف بسالفة الحبوب والله ان يدفنك حيّه...يلا خليك عاقله، بتجي الممرضه تعطيك ابر..معك اسبوع امتثلي للعلاج واسمعي كلام الدكتوره سميره والا قسماً بالله لانصرف معك تصرف ما يسرّك ابد
ابتلعت ريق الخوف وهي ترى الممرضه تدخل وتدفع طاوله مليئه بالأبر .. وخلفها الدكتوره مخيفة الملامح/قااسي بليز لا..كل هذي؟!!
هو بنفسه خاف/دكتوره هذي كلها مره وحده؟!
الدكتوره/تطمن..ثنتين عضل والباقيه وريديه مافيه خوف..والحمدلله ما صارلها مده طويله تاخذ الحبوب..نسبتها في الدم مو كثيره
شدد على طلبه/اهم شيء السريه بالموضوع ..
بابتسامه/ولو اكيد..المستشفى وانا وقعت على ورقه يعني بنكون احرص منك لا تخاف.
فرح بداخله بأنه لحق بها قبل ان تنتهي اخر ماتبقى من عقلها،بسبب تلك الاقراص الخبيثه...!
وقف يراقبها تبكي و هي تتلقى الإبر..ثم صد و كأنه يهرب من صوت بكائها..!!
.
.
.
بدموع بللت خديها عانقتها وهي تبكي..فقط بكاء.
تحدث من خلف الباب وهو ينادي/ليال تغطي بدخل
بعد لحظات ردت عليه/تفضل أدهم تغطيت
دخل وهو يرى انهيار الشموس التي لم تتوقف عن بكائها وهي تتشبث بيد اختها/سلامتك ياليال ماتشوفين شر
ليال بهدوءها الظاهر/الله يسلمك ياأدهم.. ليه تقولون للشموس هاللحين الله يهداكم.
كان سيتحدث ولكنه تفاجأ بحديث الشموس وهي تلتفت إلى اختها/ليه مايقولي ليه مخبيه عني كل هالمده؟! ليه؟!!؟! ليه كلكم تخلوني اعرف عن اللي تخبونه بالصدفه؟! ليه تخبون عني؟!من قال اني
أدهم وهو يحاول تهدأتها/الشموس اذكري الله ارهقتي ليال بالأسئله وش خبينا عنك بالله؟!
إلتفتت إليه بنظرات تائهه وهي تتذكر ان حُلمه ورغبته التي تحدث عنها بداية زواجهما هي مدى...اغمضت عينيها وكأنها تغض طرفها لتتجاوز مشاعر قلبها و تلتفت لأختها فهي الاهم الآن وهي العزيزه والمقربه وهي النسخه المطابقه لقلبها...وقفت امامها متسائله/من متى مخبيه المرض عني؟! وليه؟ ليه حرمتيني اوقف معك..وش فايدة اني اختك؟!
ثبتت شالها خجلاً من تواجد أدهم/من فتره اكتشفت الورم و كنت بقولك اذا حددت العمليه السبوع الجاي ماله داعي اقلقك لكن تعثرت اليوم وشوفت عينك وادت الاعراض انعنيت.. انا عارفه كل تطورات مرضي ومتقبلته لا تخافين على اختك
استغربت و دموعها تزداد/مستكثره علي اهتم فيك واداري وجعك..اللحين بس عرفت ليه دوم بغرفتك او دوم طالعه مشاوير مع انك ماخذه اجازه، كنتي تروحين المستشفى، كيف كنت غبيه وما انتبهت لتصرفاتك؟!
ليال وهي تهز رأسها وتنظر للشموس وتمسك بيدها/ماكنت ابي اعيش الباقي من عمري وانا اشوف دمعاتكم و نظرات الحزن لي..كنت ابي اعيش كل لحظاتي بهالبيت بحياه طبيعيه..كثير علي يعني؟!
تركهن وخرج مصدوم مما عرفه للتو يجب ان يفهم كل شيء من وليد لن يتركها ابداً...
وضعت يدها على ظهرها وهي تحاول الثبات/وكثير علي اعرف بوجع اختي واخفف عنها؟!
ليال بابتسامه/قلت لك لا تخافين
شعرت بظهرها يؤلمها، ولكنها اكملت متجاهله الوجع/من بكرا تجهزين نفسك بنسافر لألمانيا وبتسوين عمليتك هناك..وانا بستاذن من أدهم و بسافر معك.
قاطعتها/ماله داعي.ماراح اسافر برا علشان هالعمليله.الورم عندي بمكان صعب ومصنف ضمن الاورام المستعصيه،الاطباء رفضوا يسوونها غير دكتور واحد شجعني اسويها بعدمأ كنت رافضه والحمدلله
بحزن الاخت/ليه ماتسوينها برا افضل
بحزن ابتسامه/احتمالية النجاح مش ميه فالميه..وانا حابه اذا متت اموت هنا.
عانقتها بشده وهي تبكي وهي تهمس ببحة بكائها/لا تقولينها تكفين لا
لاحظتها تترك عناقها وتبدو تتألم/شفيك انتي . فيه شيء يوجعك صح؟!
ليس هذا وقته ابداً، ولكن تريد اسعادها تعرف انها تقاوم لتعيش بسلام ماتبقى لها، كيف فهمت انها تتألم وهي لا ترى،هي افضل بمراحل منها/انا حامل..تو عرفت
ابتسمت بدمعه وهي تنسى للحظه وجعها/اللهم لك الحمد..مبروك يالشموس الف مبروك الله يتمم حملك على خير وتشوفينه بين يديك بصحه وعافيه
امسكت بيدها وهي تذرف الدموع/وانتي معي وبكامل صحتك وعافيتك يا رب
هزت رأسها وهي تبتلع غصة الحزن،تزداد قائمة الامنيات مع اقتراب الموت..وليس في القائمه امنيه تخصها!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والعشرون
يالرغبات القلب المُهينه
كيف يريد من لم يعد يريده؟!
كيف تواجه نفسها وهي تعيش ذل الهوى؟!
وهل عاش ذل الهوى الا صعاليك الحب؟!!
ذلك الحب العنقودي الذي ينبت خارج رحم الحياه!
نعم هو حب حقيقي ولكن غير قابل للحياه!
لابد من اقتلاعه...والا انه سيضر صاحبه!!
..
ضاقت من احاديث والدتها..عن اساليب استدراجه ليقع في ورطة الزواج بها..!
رؤيته مع غيرها جعلها تريده اكثر من اي وقت مضى ، هي تعشقه ولن تعشق بعده احد ولكن ان لم يلتفت لها بقلبه فلن تؤذيه ولن تُعكر صفو حياته..هكذا عاهدت نفسها مالم تؤذيها والدتها..
خرجت لتجد والدتها بصحبة "ام هيّاف" إحدى الجارات في ساحة المنزل على ذلك البساط المفروش في ظل النخلات..
اتجهت إليهم لتنظم لهم/السلام عليكم..يالله حي ام هيّاف
التفتت اليها الجاره مبتسمه/وعليكم السلام
ابتسمت وهي ترى تلك الطفله الصغيره تجلس بجانب ام هيّاف/ماشاء الله من هالحلوه يام هيّاف، تعالي ماما هاتي بوسه
ابتسمت الطفله وهي تنكمش وتختبئ خلف جدتها/..
مدى/هذي بنتك يام هيّاف..اول مره اشوفها معك
ضحكت ام خالد/الله يجبر بخاطرك ياهالمزيونه..وين بنتي انا اصغر عيالي بالثانويه..هذي بنت هيّاف
وقفت مدى لتأخذها وهي تضحك لها/ياحليلها تضحك وانا اقول مستحيه هههه
ام قاسي/يا حليلها عاد ماجات أمها معك خلنا نتونس سوا
ام هيّاف بحزن/شيخه ماتت امها من سنه بسبب سرطان الثدي..وهي كانت عند خوالها من اسبوعين وتو رجعت
حزنت مدى وهي تطبع قبله على خدها/الله يعوض عينها
تنهدت ام هيّاف/امين..
تذكرت ام قاسي لتسألها/اي شبغيت اسألك انتي، وش سوت بنتك اليوم رحتي تزورينها بالمستشفى
ام هيّاف/بخير ابشرك..حتى انهم بيطلعونها بكرا
ام قاسي/الحمدلله
تذكرت ام هيّاف/والله يا صار لي موقف اليوم بالمستشفى، خفت وتروعت..يا كافي صدمت بنت بكتفي طاحت و انعمت فجأه
مدى/بسم الله علينا..معقوله
ام هيّاف/اي والله يا بنتي..انا اللي استغربته هي ما صرخت وما جزعت، رغم خوفها تقولين انها متوقعه هالشيء يصير، عاد قلت شتبين يا بنتي قالت ابي الدكتور وليد..ومارتاحت لين جاء واخذها معه..استغربت اكثر يناديها باسمها عادي وهي بعد راحت معه وهو يقودها معه وتكشفت عاادي
وكأن القصه بدأت تشدها/الله يسترنا وش اسمها؟!
اكملت تلك/اسمها ليال اظن جيت بسأله وش تقرب له و ماعطاني وجه صرّفني..
ام قاسي التفتت الى مدى/سامعه ...الله يسترنا بس هالمستشفيات تحصل فيها بلاوي
مدى بغضب مكبوت/تقولك صابها عمى فجأه البنت ماتشوف اكيد تبي تخاف وتنادي اللي تثق فيه اكيد دكتورها
ام هيّاف/اي والله صادقه..شعلينا فيهم استغفر الله
صمتت مدى لتقرر بعدها تأخذ شيخه للداخل/معليه يا خاله باخذ شيوخه معي تلعب مع أدهم بغرفة ألعابه
ام هيّاف/اخذيها كود تستانس..بيتنا مافيه بزارين و بناتي كلهن تزوجن يمكن تنبسط وتجيكم كل يوم بعد
مدى بضحكه/احب ما على قلبي يا خاله.
.
.
،
عاد للمنزل بعد مراقبته وتأكده من ان أدهم ليس متواجداً سيدخل و سيقابلها رغماً عنها وان تسلق الى شُرفتها..
ولكنه تفاجئ بسياره غريبه تقف وبداخلها رجل يبدو مهيباً.. توارى عن الانظار حتى يتأكد من بالسياره، ليُصعق إنها والدته تخرج من باب المنزل و تركب معه. إذن ذلك الرجل زوجها ..!!
قرر اللحاق بهما.. ليعرف اين منزلهما فقط..وكل شيء سيعرف كيف يتدبره...
خرجت خلفهم أم رواد لتركب مع السائ هي وابنها.. تعرف ان الشموس حامل وليس من الجيد ان ترهق نفسها وهي مازالت في الشهور الاولى من حملها ...
.
،
.
الحاديه عشر..
مضت ساعه منذ عاد للمنزل.. تلقى اتصالاً من عمته بأنها ستغادر الآن..كان يود لو ودعها ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..
كل شي حدث بسرعه اليوم.. . حتى تلك التي تمتلك مفاتيح راحته ليست في الغرفه الليله .
وهاهو يستلقي على سريره و النوم يجافي عينيه!
ما عرفه عن مرض ليال مصيبه جديده يجب عليه الوقوف مع زوجته وابنة عمه فيها..
لعلها ستنام عند اختها الليله رأى بعينيه صدمتها، توقع ان تنام عندها...
الامور فيه هذه العائله لا تهدأ. لا يكاد يمر يوم هادئ. !!
حتى انه لم يفرح بعد بحمل زوجته ولا حتى بهدوء علاقتهما وصلته رساله على هاتفه..ليرى صورةً معها.
اعتدل جالساٌ وهو يرى ما كُتب [تخيل لو توصل هذي للشموس...انا اتوقع تسقط،من الصدمه=) ]
لحظات ليراها تدخل بصمت..اعتدل جالساً/الشموس!! من جابك؟
نزعت عبائتها و حقيبتها جانباً وهي تتجه اليه/ام رواد جات المستشفى مع رواد وحلفت ارجع معه علشان ارتاح هنا
ابتسم وهو يستقبلها في احضانه/زين سوت..كنها تدري انها ماغفت عيني
بداخلها بكاء صامت ووجع تعجز عن وصفه/ابعد عني شوي بنام
سحبها لحضنه وهو يحيطها بذراعيه/النوم والواحد متضايق مضره بالصحه..
وضعت يدها على صدره وهي تسند رأسها عليه/غصب علينا نتضايق ماهو بيدينا.
مسح على شعرها وهو يداعب خصلاتها/كلن له نصيبه من الألم...محد خالي.
تذكرت الأيام الماضيه وما كانت تفعله اختها وماكنت تتحمله حين تفضفض لها وفي كل مره تواسيها وتصغّر الامر في عينيها ..كانت تتحكم بكل شيء حتى بإحساسها بالإلم كانت تغطي عليها في عزلتها،/أدهم انا اخت سيئه لأبعد حد ..شلون ماعرفت بمرض اختي شلون ماحسيت بوجعها؟! وقبلها اختي نيفادا واللي صار
تنهد تبدو منهاره/لا تقولين كذا ، هي ماتبيك تنهارين وفعلاً كان معها حق، خايفه عليك من نفسك..
هزت رأسها /كان المفروض احس مو لازم تقولي.. لكن انا ماحسيت ..
شد على عناقها و ضل يسمع فضفضتها ويواسيها حتى نامت فجأه..
فقد اناهيدها على صدره.. رفع رأسها له ليجدها غارقه في نومها.. حركها و نزلها بجانبه وهو يتأمل ملامحها اتجه الى شفتيها ليقبها بهدوء ثم غطاها بالغطاء السميك..
ليسمع رنين هاتفه .. خاف ان تكون تلك اللعينه التي مازالت تطارده..
اتجه اليه بسرعه ليرد بدون ان يرى اسم المتصل قبل ان يزعجها/ألوه...ايوه انا .كيييف؟!!.حريق؟!
بزغ نور الصباح و لم يعد سوى الرماد وباقي الماده البيضاء و سواد الدخان الذي يصبغ الجزء الذي احترقت فيه سيارات المؤسسه و سيارات اخرى بجانپها!!مالذي أراده الفاعل بتلك الفعله ..من ذلك العدو البائس؟!
ابتعد وهو يرد على اتصال ورد لهاتفه/نعم!
على الطرف الآخر/السلام عليكم
تنهد بضيق وهو يسمع صوت اعز انسان يعرفه/وعليكم السلام قاسي.
خاف فنبرته لا تبدو بخير/فيك شيء؟!
صمت قليلاً في الوقت الذي يشعر به انه وحيد يظهر له/لا انا بخير
على الطرف الآخر/وينك؟! البيت والمؤسسه؟!
رد وهو يرى السيارات المحروقه/انا عند قراج المؤسسه..
اغلق الهاتف وهو ينزل من سيارته ويتجه الى أدهم الذي رآه يقف هناك/أدهم
استغرب وهو يراه بعدما اغلق الهاتف، اذن هو كان قريباً، كعادته دائماً،لا يتركه وان تخاصما، مد يده ليصافحه/هلا قاسي
اقترب منه يصافحه ليسحبه ويعانقه بخوف/سلامة راسك يالغالي
شد على عناقه وهو سعيد برؤيته الآن/الله يسلمك، ماصار شيء
ابتعد عنه ليرى ملامح وجهه و يطئن قلبه/متأكد انك بخير؟!..ليه وجهك كذا
ابتسم/ماصار شيء يبن الحلال،انا بس مانمت من امس
شدد على يده وهو يلتفت للدمار خلفه/اربع سيارات مره وحده، من هالنذل اللي سوا كذا
أدهم/الأهم عندي هاللحين سلامة العمّال..، وزين ماوصل الحريق للمبنى ، اما النذل حسابي معه بعدين
قاسي/وش ناوي تسوي؟! وش قالوا الشرطه
لمح احدهم يقف من بعيد ويحمل هاتفه ويبدو انه يصور ما يحدث، همس لقاسي/روح اركب سيارتك بشكل عادي وانا بروح اركب سيارتي والحقني
استغرب قاسي ولكنه امتثل لطلبه/قداام
أدهم/كفو يالمحزم.. مشينا
اتجها كلن الى سيارته..اتصل أدهم به/قاسي روح من هذيك الجهه المعاكسه و سد الطريق قدام راعي الاكسنت الرماديه
قاسي على الطرف الآخر/تم
اغلق الهاتف وهو يسير على مهل لا يريد اثارة الشك حتى لا يهرب ذلك الذي يراقب....
اقترب من سيارته...ولكن يبدو ان ذلك الرجل استشك.. ثم حاول الهرب ولكن اعترضت امامه سيارة قاسي!!
قفز من سيارته وهو يتجه إليه في سيارته فتح الباب واخرجه منها/اطلع يالسلقه..اطلع
خاف الشاب وهو يحاول التملص منه/انا وش سويت لكم ؟!،شتبون مني؟!
اتاه من الخلف ليعزز القبض عليه مع أدهم/أدهم وشهو مسوي؟!!
ابتسم أدهم بخبث وهو يأخذ هاتف الرجل/هاللحين بنعرف وش مسوي..
ابتلع ذلك ريقه من الخوف/انا ببلغ الشرطه عاللي تسوونه معي مايحق لكم توقفوني كذا و تاخذون جوالي.
نفضه قاسي بقوه/وش اسمك انت؟ هاه انطق.
تحدث بألم من ضرباته/احمد. اسمي احمد
انتبه أدهم لمثبت الكاميرا الموجوه على مكان الراكب الامامي/قاسي امسكه زين لا ينحاش خلني اشوف باقي العده شكل الدعوه فيها بلاوي.
ركب أدهم سيارته وبدأ بتفتيش الدرج الامامي ليجد جوازات سفر خليجيه و اقامات تحمل نفس صورة هذا الشخص!!، استغرب ما وجده...هذا احتراف...يجب ان يأخذ حذره من رجل يفعل أي شيء ليحمي نفسه.
فتح جهاز الهاتف الذي كان مفتوح على الكاميرا. ليجد صوراً للمؤسسه ومرافقها والكثير من الصور التي تخص سيارة المنزل التي تستقلها الشموس دائماً...!!!
و ما جعله يشعر بالارض تهتز من تحته هو صور متعدده لها في مكتبها...تبتسم لمن يصورها و تحتسي فنجان قهوتها،..
سيُجن كيف وصل الى مكتبها؟!!!!
نزل بغضبٍ عارم وهو يتجه لهذا الشاب الذي يثبته قاسي وينهال عليه بالضرب وكأنه كيس ملاكمه/ليالنذل ليالواااطي..!! كيف تجرأت
حاول قاسي فهم الموضوع ولكن لن يمنعه من الضرب فأدهم لم يسبق له ان ضرب احداً الا لسبب يستحق الضرب/يا جعلها ما تحزم يا أدهم. يستااهل
تركه أدهم وهو يلتفت لقاسي ويأمره/ اخذه و حطه بمكان محد يجيه لين اتفرغ له
قاسي بامتثال/ابشر..وين رايح
أدهم وعينيه تتقد شراراً/مشوار مهم .فمان الله
اخذه قاسي و أرغمه لركوب سيارته وهو مكبل اليدين/تعال بالسلقه
،
.
،
تنهدت بعد طول تفكير،، الهدوء يعم المكان حولها..
تبدو لاتزال ام رواد نائمه فهي لا تسمع لها صوتاً، حاولت مناداتها/ام رواد!..
اذن مازالت نائمه..نزلت من سريرها لتذهب لدورة المياه، لم تعرف بعد بأي اتجاه..مشت قليلاً وهي تمسك بالأشياء حتى كادت تسقط..
سمعت صوت طرقات الباب لابد انه الدكتور،بالتأكيد/ام رواااد ام روااد قوومي!!
......لا يوجد رد
احتارت كيف ستعود لسريرها الآن وهو خلف الباب، تكاد تبكي خجلاً، هي حتى لم ترى ما تلبسه ،كل ماتعرفه انه قصير ..
اطالت في عدم الرد، خاف ان يكون حدث مكروه ليفتح الباب ويراها عالقه بالقرب من سريرها وتبدو مذعوره...و المرافقه ليست موجوده!!
خافت وهي تلتفت لصوت الباب/من اللي دخل؟!...ام روااد قوومي
دخل وهو يبتسم/هذا أنا...ام رواد ماهي موجوده...بس اغراضها موجوده يمكن نزلت الكفتيريا
ارتاحت نوعاً ما، مدت يدها لتلمس ما أمامها كان طرف غطاء السرير سحبته ولفته حولها بفوضويه/ليش دخلت؟
اقترب منها و هو يتحدث/بالاول مابغيت ادخل بس سمعتك تنادين لحالك ودخلت خفت تبين شيء
بوصلك لسريرك تعالي..
قاطعته بخوف وهي تشد لحافه حولها/لااا مشكور مابي توصلني
ضحك/ماراح اقربك بس بوصف لك الطريق وانتي روحي لحالك يلا امشي خطوتين و لفي خطوه واجلسي
ارتاحت وهي تسمع ارشاده وصلت سريرها ولاذت به، خوفاً/دكتور فيه شيء؟! ليه جاي انا ماطلبت مساعده
ابتسم وهو يراها تتحدث بعدما شعرت انه لن يقترب،،التفت حوله،ثم ابتسم/مايحتاج تطلبيني،انتي وظيفتي الوحيده هنا..انا موجود بالسعوديه بس علشانك..والا كان هاللحين بألمانيا.. أجلت التفكير بمستقبلي لاجلك،
غرقت في صمتها..وهي تحاول ان تتجاهل ماشعرت به، من نبرة حديثه، وكأن فقدانها للبصر يغذي حاسة السمع بشكل جعلها تسمع للاصوات بشكل اعمق و تدقق في النبرات،...
تذكر ذلك الرجل يريد معرفة حقيقة ما قاله منها،تحدث بغيّره/انتي تعرفين واحد اسمه طراد؟!اقصد يعني من اقاربكم وكذا
استغربت نبرته التي تغيرت للجديّه/ليه؟! فيه شيء؟
اكمل بلا مبالاه مصطنعه، لكنه يريد الجواب الشافي والماء الذي يطفئ به ناره/لا..بس امس جاء وحاول يدخل عليك الغرفه ومنعته، وصار يقول انه خطيبك و بتتزوجون ومن هالكلام...
غضبت من ذلك الاحمق مازال يلاحقها لم ييأس..! حاولت تغيير الموضوع/وين ام رواد؟..تأخرت!
عرف انها استضاقت، حاول لملمت نفسه والخروج فمايفعله هنا ليس صواباً/ليال
ابتلعت ريق الخوف، تفهم نبرت صوته هذه وما خلفها ،و لا تجهلها المشاعر/انا في وجه الله يا وليد ماتقرب مني.
كيف عرفت انه سيقول شيئاً يخصها؟!/من قال اني بقرب ؟!...ليال انا حلفت مالمسك قبل ما تقولين هالكلام..وتدرين اني ماجلست الا علشان انقذك بعدالله ..لكن اللي ماتعرفينه اني اذا مانقذتك تأكدي اني بموت مقهور بعدك..
لم تعلّق بحرف ولكن دموعها كانت أبلغ من الكلمات، لماذا يجعلها تتعلق بوهم؟!
خرج من غرفتها مستعجلاً لم يستريح سوا في كرسي عيادته..استرخى خلف مكتبه ليستنشق نفساً طويلاً ختمه بتنهيده وهو يتمتم في داخله"اللهم صبراً جميلاً..وحظ"
.
،
.
رن هاتفها لترى اسم مديرة مكتبها لترد/هلا نوره
على الطرف الآخر/السلام عليكم
الشموس/وعليكم السلام..
ترددت/الشموس بتجين اليوم او لا؟!!
ردت وهي تلتقط عبائتها/لا بروح للمستشفى ..خير نوره داقه بدري؟!!حتى دوام مابعد داوموا الناس
نوره/الشموس انا بطريقي للشركه بس حبيت اقولك..شكك طلع بمحله..
بدأت تنتبه/كنت حاسه
نوره/الشركه وهميه واسم البنت صحيح . بحثت عن مكان سكنها طلعت في حي النظيم، واظن تشتغل بمشغل هناك، ماني متأكده اخوي ماخلاني اروح اشوف بنفسي
هزت رأسها بابتسامة خبث/دخيل الله وش كانت تبي؟!
نوره/برايي اتركي التفكير فيها،
الشموس/هالغبيه تظن اني سطحيه علشان اصدقها بمجرد حكي و شوية ورق؟!! عيونها كانت واضحه وانا ابخص ...خلاص يا نوره مشكوره حبيبتي، اول ما التقي فيك بندبر امور هالبنت وبنشوف ليه جايه تمثل علي!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والعشرون
اوقف سيارته وهو ينزل ويتجه لغرفته...ماعرفه قبل قليل لا يحتمل التأجيل، ان يصل الامر الى المساس بزوجته !!
دخل ليراها تخرج من غرفتها و عبائتها على ذراعها و تحمل حقيبة يدها، ليوقفها بصوته/لحظه
استغربت حالته المزريه لم تراه منذ الفجر نامت بين يديه البارحه ولم تعلم ماحدث بعدها/أدهم شفيك كذا
اتجه اليها وهو يأخذ عبائتها وحقيبتها ويضعهما جانباً..ويأخذها ليجلسّها محاولاً ان لا يتضح توتره وغضبه/اسمعيني
صمتت متسائله بنظراتها وتنتظر ما سيقول..!!
جلس في الكرسي المقابل وهو يتكئ بتوتر..ثم اعتدل جالساً..إحتار كيف سيصيغ اسئلته التي تختلج بداخله..!
استغربت تصرفاته،لتبادر بالسؤال/أدهم!..انا بروح لأختي اذا ماعندك مانع قول وش تبي تقوله بسرعه.
ضرب بيده على حافة الكرسي وهو يطلب منها الهدوء/اصص..انا بقول وش عندي..وابيك تتذكرين كل شيء
استغربت/طيب قول ..انا جالسه انتظر كلامك
تحدث وهو لا ينظر لعينيها/سبق و التقيتي مع احد ماتعرفينه في مكتبك؟!
لم تفهم ما يعنيه/يعني ادخّل كل من هب ودب!!
مسح على وجهه وهو يعجز عن التفكير ولم ينام منذ البارحه، نزع شماغه ووضعه جانباً/حبيبتي
ابتسمت بتهكم، للمره الاولى يستخدم هذه التسميه/حبيبتك!! من متى؟!
أدهم بتملل/الشموس لا تشتتيني بالهوامش ، انا عندي موضوع اهم
زمت شفتيها بغضب وهي تقف/وش اللي اهم مني هاااه؟!
تحدث وهو يقف ويجلّسها مجدداً/كل شيء هامش اذا بيتعلق الامر بحياتك وحياتي
استغربت اكثر، هو ليس واضح/انت متى بتنكلم معي بوضوح؟!! ليه دايم تحب تدوخني معك؟!
عاد ليجلس مكانه ليكمل/البارح بعدما نمتي جاني اتصال ويعلموني بحريق طال نص سيارات الشركه..رحت لهم و الحمدلله الحريق ما وصل المبنى.
خافت/حريق!!
اخرج الهاتف الذي وجده مع ذلك الشاب/وانا واقف على اطلال هالحريق لمحت واحد من بعيد بسيارته ويراقب و كان وضعه مريب..قدرت امسكه ولقيت معه اشياء دارت براسي و خلت النوم يطير من عيني..
فتح على الاستوديو واتجه إليها/تفرجي طال عمرك وشوفي
التقطت الهاتف باهتمام لتطلع على مافيه، شهقت من الصدمه و بدأت ترجع بها الذاكره للخلف!
هذا ما كانت ترتديه ذلك اليوم الذي عرفت بحملها!!
كانت تتحدث مع تلك المحتاله التي طلبت لقاءها بصفتها مندوبه لشركه اتضح بعد ذلك انها وهميه كما اخبرتها نوره..هي بالتأكيد لكن ماذا تريد؟!!
لاحظها اطالت السكوت/هاااه وش فيك انخرستي؟! وش تعليقك عاللي قدامك ..كيف وصلت صورك لعنده؟!!!
رفعت ناظريها إليه وهي ترفع حاجبها/لا تتكلم معي و كأني متهمه؟!
حاول الهدوء/اوكي انا براعي حالتك، يلا جاوبي انتي تدخلين كل من هب ودب لمكتبك؟!
اغلقت الهاتف وهي تضعه على الطاوله أمامها بهدوء غاضبه/اولاً ماني رئيسة مافيا علشان احط بودي قارد و حرس قدام مكتبي..
ثانياً، نبرة الشك اللي بصوتك ما عجبتني لذلك ماراح اجاوبك..تبي تعرف الحقيقه دور عليها.
رآها تقف وتلتقط عبائتها مجدداً، حاول تمالك نفسه فهي تظنه يشك، وقف ليثبته امامه/اسمعيني
بغضب مكبوت/ابعد عني
اغلق ثغرها بقبله مطوله...ثم همس/لو ما اخاف عليك ما شفتي هالزعل..!
ارتخت كل خليه في جسدها وهي تلتقط انفاسها،..
مازال ممسكاً بها/دخلوا عليك المكتب مو بعيده يأذونك.. هذا كله من خوفي عليك.. تظنين بكون عادي وهادي وانا اشوف صور زوجتي بجوال رجال ؟!!
لمعت عينيها/وش يمنعك من الشك
تنهد وهو يتركها/كل شيء يمنعني من الشك... عاد للصور في الهاتف و ادارها نحوها..هنا بهالصوره وضحت يد البنت اللي صورتك...كانت مريحتها على فخذها.. انا ماجيت استفسر عن اذا كان اللي جاك بمكتبك رجال ..عارف انه ما يتجرأ يدخل عليك احد
شدها تحليله/اجل؟!
تسائل/من هي هالبنت ..سبق وتعاملتي معها؟! او حتى شفتيها؟! الموضوع مهم يالشموس
ربطت بين حديثه و حديث نوره و تلك المحتاله/انا بصراحه استشكيت من البنت لمن زارتني السبوع اللي راح وتكلمت عن دعم مشروع الوقف حق المجموعه..اسمها مريم الفايز ،و طلبت من نوره تتحرى مصداقيتها و كل شيء
استغرب/وش خلاك تشكين فيها؟!
ردت بثقه/أدهم انا لي سنين بهالمجال..ما اتعامل مع احد بمجرد حديث شفهي و من اول لقاء، انا ماينضحك علي.
امسك بيدها وهو يحاول ان يستنطقها/وش كان اسمها؟!
الشموس/مريم الفايز..
أخرج هاتفه ويتصل بقاسي/الوه..قاسي وديت السلقه؟! ...حلو. اوكي ابي اشوفك ...خلاص نتقابل عند اهلك..سلام
استغربت/قاسي مو اخذ نيفا وطلعوا برا الرياض؟!
تركها ودخل الغرفه/انا حاليا ابي اتسبح واغير ملابسي..وراي مشاوير
لحقت به وهي تتسائل/طيب وين بتروح وانت مانمت من البارح
رد وهو يخلع ملابسه/مو مهم بعدين اقولك..روحي انتي لاختك وعلى فكره وليد حدد عمليتها يوم الاحد
دب الرعب في قلبها مجدداً/الله يسهلها يا رب
اتجه للخزانه وهو يأخذ منشفته و ظلت هي واقفه تحاول استيعاب ما بحدث و ما يقوله.. وما حدث قبل قليل.. لم يسبق ان تعرض احد لعمل والدها بتخريب..فمن الذي يخرب الآن؟!!
مالذي خلف هذا الزوج الغامض ولا تعرفه؟!!!
إلتفت إليها وهو يراها تنظر إليه وتبدو تفكر/وين وصلتي؟!
نظرت لعينيه بتساؤل داخلي،هل تسأله ام تجعل الامور تمشي هذه الفتره..الوضع لا يحتمل المزيد، يكفيها وجع أختها...
اقترب منها متسائلاً/وش فيك تناظرين؟!
هزت رأسها بالنفي/ولا شيء. ولا شيء.
.
،
.
تجلس مكانها منذ الأمس..،
هدوء قاتل..مايسري في عروقها يجعلها اكثر خمولاً تلك الادويه تمنع شهيتها من الاستمتاع بالاكل..
لم تراه منذ وضعها هنا..وهنالك ممرضه تراقب الباب كلما حاولت فتحه ..!
وكأنما هي في معتقل..!
هذا الهدوء جعلها تفكر بما فعلته..من ابدل تلك الاقراص يا ترى؟!
لماذا لم تتصل اخواتها بها؟! كيف سلّموها لضابط الجيش هذا؟!
هل كان هذا ارحم من والدتها الذي عارض الجميع ان تذهب معها؟!
اسئله كثيره تدور بذهنها المُرهق.. وضعت رأسها على الوساده و هي تحاول النوم..
كم كان قاسياً وهو يأتي بها هنا ويتركها في هكذا مكان لوحدها..
تذكرت مناداته لها بالولد وكيف كان خشناً في تعامله معها وكأنها أحد جنوده، شعرت بالغصه وبكت !
.
،
.
وصلت دخلت غرفة اختها وهي ترسم ابتسامتها/السلام عليكم
اعتدلت جالسه بابتسامه وهي تسمع صوتها/وعليكم السلام هلا شوشوو
عانقتها ثم امسكت بيديها/ها كيفك؟!..اشوف وجهك اليوم احسن من البارح..
بابتسامتها/الحمدلله انا دايماً حلوه بس انتي ماتركزين
ضحكت وهي تنظر للمكان/اجل وين ام رواد؟!
ليال/بالحمام...المهم شخبار البيت و رواد و اميره و عمتي هند
جلست الشموس وهي تحاول ان ترفع معنوياتها بالاخبار السارّه/ابشرك كلهم بخير..عمتك هند اول ما قالت بيسافرون هي وزوجها قررنا ما نقولها عنك،، ان شاء الله تجي وانتي صايره احسن، و تعديتي العمليه بسلام
اخفت حزنها وهي تريدالجميع حولها/زين انكم ماقلتوا لها..ولو اني حبيت تكونون كلكم حولي قبل العمليه، واشوفكم ..بس..
حاولت ان لا تبكي ولكن دموعها عاندتها، فحاولت ان تحافظ على نبرة صوتها/عاد اسمعي هالخبر الحلو، دكاترة نايف يقولون ان النشاط الدماغي عنده صار ملحوظ جداً ..وهذا تطور ممتاااز مرره
ابتسمت بدمعه/الحمدلله
اردفت الشموس/شفتي الامل كل ماله يزيد، وقبل كان معدوم، حتى الاطباء منبهرين بهالتقدم في حالته، مافيه شيء مستحيل على رب العالمين.
مازالت مبتسمه/ونعم بالله.
خرجت ام رواد وهي ترى الشموس/اخيراً جيتي!
ابتسمت/اي جيت روحي لأميره اقلقت راسي تبيك.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والعشرون
استلمته وهي تحقق في غيابه اين ذهب و لماذا فجأه ...ولماذا هو الآن مستعجلاً، قبّل رأسها وهو يبتسم/يمه انا كنت بالبر والله كنت بالبر، يلا جهزوا لي القهوه والشاهي واحسبوا حسابكم ..أدهم بيتعشى عندي الليله
انتبهت لإسمه وهي قادمه من المطبخ لتتحدث/ابشر لبى قلبك..كل شيء جاهز لا تقلق..بس وش تبي عشاكم
ابتسم لها/والله اللي يجي من يدينك بناكله، بس اهم شيء بيضوا وجهي، أدهم من زمان ما جاني
بادلته الابتسامه/ابيض وجه يا خو ساره..ابشر
حمل أدهم الصغير الذي يمسك بطرف ثوبه واخذه/انا رايح انا وهالشيخ للمجلس، اعجلوا علينا
عبست وهي تلوي فمها/الله لا يحيي العدو
تجاهلت والدتها و عادت لمطبخها،ستعد العشاء لضيف المساء و ساكن القلب!
ان تغلغلت بالتفكير او تناست هو في كلا الحالتين نُصب عينيها،، هو نبع الحب الذي لا ينضب ابداً، مهما اجدبت أرض المشاعر!!!
.
،
.
منذ نصف ساعه يحتسيان قهوتهما ويتجاذبان اطراف الحديث الذي يبدو مهماً...،
زم شفتيه غاضباً/تقول شفت صور اهلك معه؟! لوني داري كان ذبحته
قاطعه أدهم/لااا..انا ناوي اقدمه للامن بكل شيء لقيناه معه...واضح انه اداه لا اكثر..لازم يحققون معه
قاسي بغضب/هذي المشكله...يعني ياما أذى ناس و استلم فلوس
أدهم/انا ما محزني الا انه استخدم ذكاءه بشيء غلط..هالمره هو اخطأ بتقديره لي و استسهل المهمه و قدرت امسكه..لكن الله اعلم وش مسوي بدنياه
قاسي/انا حطيته بالمكان اللي انت خابر وعنده العامل
إلتقط كاسة الشاهي/ممتاز..باقي نشوف صرفه للبنت..
سكت قاسي وهو مبتسماً لتواجد أدهم معه ولتبادلهما الاحاديث و للثقه التي عادت كالماضي..
لاحظ سكوته المفاجئ ليلتفت إليه/علامك؟!
مازال مبتسماً/فرحان باخوي...اشتقتلك يا ولد..
ابتسم ولكن سرعان ما اختفت إبتسامته، وهو يتذكر نيفادا/ماقلت لي شلونها؟!
قاسي وكأن ضميره يؤنبه/ماعليها بخير..بس
اعتدل جالساً/وش بسّه
لا يعلم لماذا قرر التراجع عن إخباره بإدمانها، لا يجب ان يعرف احداً بسرّها...الآن هو سترها وغطائها وان كان يأمن أدهم ..إلا انها زوجته، لذلك سيغير اجابته/اخذي للبنت كذا ما يصلح يا أدهم..، ألسنة الناس ماترحم و البنت صغيره ومن حقها حفله
داعب سُبحته بين انامله وهو يتحدث/هاللحين صعب..ادعو ربك تعدي عملية بنت عمي على خير وبعدها لكل حادث حديث..
ارتاح الآن/الله يعدي هالعمليه على خير ولا يخيب رجاء وليد...الرجال عاقد العزم انه اذا فشل بيهاجر
بتفاؤل/بتنجح ان شاء الله ، انا ماعمري شفت وليد بهالنفسيه المرتاحه إلا هالايام ..ان شاء الله تنعكس على نجاح العمليه.
.
،
.
خرجت من المطبخ وهي تتجه لتنقل اكياس النفايات مع الخادمه ..لحق بها أدهم الصغير لتراه يذهب لساحة المنزل الاماميه..كانت ستلحق به ولكن فوجئت بوالدتها تضع شيئاً غريباً في سيارة أدهم المتواجده بجانب سيارة قاسي..!!!
اختبأت و تركتها حتى انتهت، و دموعها تتسابق من تصرف والدتها التي لا تنتهي عن حقدها..قد دفعته عنها ظلماً وهو يريدها والآن تريد جلبه بطرق ملتويه!!
أهذا ما كانت تعدها به؟!
ازدادت دموعها إنهماراً وهي تشعر بمرارة الذل الذي تحاول والدتها ان تُذيقه إياها... أتؤذيه ليتزوجها؟!!
انتظرتها حتى دخلت لتذهب خلفها بسرعه لسيارته المركونه و تصفي دواليبها من الهواء..هذا اضعف ماتستطيعه .. يجب ان لا يستخدم أدهم سيارته هذه قبل ان تغسل السياره وتُنظّف جيداً مما وضعته والدتها...
دخلت مستعجله وهي خائفه، حمدت الله ان احداً لم ينتبه!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والعشرون
في المجلس..،
دخل ذلك الصغير و لعب كثيراً وقفز حولهم وهما مازالا يتبادلان الاحاديث..ومنشغلان بالشاي..
تنهد وهو يفتقد صوت ذلك الصغير اخيراً ليراه نائماً هناك ليبتسم/شف هذاك النتفه نام مادرينا عنه
قاسي/ماعمره نام بسريره مباشره لااازم ينام بين الناس ويشيلونه..صدق انه ولد مدى
أدهم بضحك/بذي صدقت..قم وده داخل
وقف قاسي وهو يتجه اليه ليحمله/انا بروح اجيب لك فراش نوومتك عندنا الليله ترى يا ويلك ان سريت
بابتسامه/ما وراي احد بمسي هنا
دخل قاسي ليرن هاتف في جيبه و يُخرجه، هذا ليس له بل هاتف احمد الذي امسك به يرن ..!!
انتبه للأسم"المعزبه ظ£" لا يعرف لماذا يشك ان هذا الاتصال يخص التجسس عليه
قرر الرد بدون تردد وبصوت منخفض/الو
ردت بصوت غاضب/وينك؟سنه علشان تنفذ مهمه يالغبي!
عرف صوتها جيداً وكيف لا يعرفه وهي لا تتركه من ازعاجها/الغبي حقك مسكته يا مها و ببلغ عنه، وبتروحين فيها
صُدمت من صوته/أدهم!!
وقف غاضباً/وصلت معك لهنا؟!!. ضيعتي نفسك يا مها.
ضحكت بسخريه/انت تدري بضياعي و كنت جنبي بعد!
ازداد غضبه من ردها الرخيص/انتي وش تبين مني؟
ببرودها/يا انك تجيني يا اني بحرق حياتك و كل اللي حولك
ليس متفرغاً لتراهاتها وليس خالياً من الهموم لتضغط عليه تلك الساقطه/ماهي غريبه لامثالك انعدام الكرامه
ضحكت مجدداً/اوكي دام هذا ردك دكتور أدهم..شكلي ببدأ بالنونو اللي مابعد نبض قلبه بعد!! شرايك؟!
مسح على وجهه بغضب، امثالها قد تفعل اي شيء لتنتقم/انتي وينك؟!
ضحكت بخبث/كل هذا لعيون الولد اللي مابعد جاء؟!!!تخيل لو لك ولد من سنوات وانت تاركه؟!
لن يلتفت لحديثها فقط ألّح بالسؤال/قلت لك وينك؟!
اجابته بعد تنهيده/برسل لك موقعي بالواتساب يا قلب مها انت..انتظرك
اغلق الهاتف وهو ينتظر موقعها الذي ارسلته،.. اتجه للباب وهو يهم بالخروج ..
ليتفاجئ بدواليب السياره /بسم الله!! ماااهو بوقتك ابد
استغرب قاسي وهو قادم/على وين العزم ان شاء الله..شبلاها السياره
التفت إليه باستعجال/هات مفتاح موترك بسرعه
رفع حاجبه/ليه وين رايح..بهالوقت؟ الاهل فيهم شيء؟!
بتأفف/يا قاسي لا تحقق هااات المفتاح بسرعه
سلّمه المفتاح فركب السياره و ذهب مسرعاً...!
ضل قاسي واقفاً ومستغرباً ، اين ذهب في هذا الوقت المتأخر!!
.
،
.
منذ نصف ساعه هاهي ليال تنام براحه..تحدثا كثيراً و ضحكت .. تلك الضحكات التي زرعت في قلبها الأمل قبل ان تنبته فيها..!
لم تستطيع النوم، اعتادت ان تنام وهو بجانبها.. تنهدت وهي تعتدل جالسه.. وتلتقط هاتفها لتتصل به..،ماذا سيفعل بدونها الليله؟!!
هل نام ام أنه عجز عن ان يغفو في غيابها؟!!
اتصلت به ولكنه لم يرد...!
هل نام؟!...ربما.
سمعت صوت وقع المطر على الزجاج...
تركت مكانها لتتجه لتلك الشُرفه الزجاجيه و تطل على حديقة المستشفى ذات الإضاءات الخافته..هنالك يبدو شخص يهرب من زخات المطر التي بللته ليقف تحت تلك المظله ...
ادارت ناظريها في الجمال الذي يخلّفه المطر في اي مكان يزوره.. رفعت يدها لتلامس الزجاج البارد..يبدو انها بداية موسم مبشره بإذن الله..
ستُشفى ليال..وستتجاوز الخطر بإذن الله..
تخيلت لو انها فقدتها؟!!
رباه ما ابشع الصوره!
إلتفتت إليها وهي تراها تغفو في سبات عميق.
.
,
.
يقف بسيارته امام العماره التي يسكنها منذ عشر دقائق... ماذا يفعل بها الآن ، قاومها سنيناً ومازال و لكن هاهي الآن تلك اللعينه قد نجحت في جرّه لها بنقطة ضعفه!
سمع رنين هاتفه من الشموس ولكنه تجاهل الاتصال في حالته هذه لعلها تظنه قد نام..لايجب ان تعرف الشموس خصوصاً بهذا الوقت الصعب، هي وطفله واختها ، سيكون مسئولاً عن اي اذى يلحق بها.
تنفس بعمق وهو يفتح زر اخر من ياقة ثوبه وينزل لهذه العماره!
اتجه للطابق الثالث والشقه التي وصفتها له، ما ان رن الجرس حتى فتحت له خادمه فلبينيه مبتسمه بشكل مشمئز يبدو من لباسها الريبه/وين مها؟
بانبهار/مدام مها جوا...تعال
كيف تستقبله هكذا..وكأنها معتاده على استقبال الرجال؟!!..
دخل بهدوءه الذي يتميز به، لتشير الخادمه لمجلس جانبي ادخلته فيه..ضل واقفاً يداعب سُبحته،يبدو منزلاً انيقاً وفخماً..كيف استقلت لوحدها هنا؟!..
رباه مالذي قاده الى هنا؟!..صوت بداخله يصرخ به "انها النهايه يا رجل ولكنك لا تشعر!"
إلتفت لصوت خطوات كعبها على الباركيه..ليجدها تقف مبتسمه مائله متكئه على طرف الباب,بلباس جريء فستان ابيض قصير وواسعاً اعلى صدرها و يظهر نصف ظهرها..
بدت فاتنه وشعرها مرفوع بترتيب انيق وتتهادى منه خصل عديده، تحدث ببرود ونيران غضبه متقدة/خير يا مها؟! وش عندك؟!
تركت الباب و اتجهت إليه وهي تنظر اليه بحالميه/هاللحين خلني اصدّق واستوعب وجودك هنا ببيتي..
لاحظها تقترب ليمد يده ويمنعها من التقدم اكثر/بس مكانك...ويلا تكلمي كم تبين؟!
تجاهلت حديثه عن القيمه لتشير للأريكه خلفه/خلنا نرتاح بالاول،مايصير نتكلم واقفين!
تحدث بابتسامة احتقار/ماجيت ادور عندك الراحه،اخلصي علي كم تبين؟!
اقتربت اكثر وهي تحاول ان تشغله بتزيين ياقة فستانها الواسعه/انت بالذات ادفع عمري كله للحظة عناق معك..و ما افكر اخذ منه.
ابتلع ريقه وهو يراها تقترب حاول الصد بعينيه عن مفاتنها، فأدار ظهره عنها وهو يستعيذ منها/مهاا اخلصي انا رجال مشغول ماني...
ليتفاجئ بها تمسك بيده و تداعب انامله وتضغط عليهابشكل جعله يقف كالجماد وهي تهمس/ قيمة سكوتي انت،
سحب يده من اناملها و ذهب ليجلس بلا مبالاه وبرود يجب ان تفهم موقفه/اتركك من سوالفك هذي و اجلسي خلينا نتفاهم على سعر صمتك احسن.
عضّت طرف شفتها السفليه وهي تراه يتجاهل تأثيرها عليه ويجلس هنالك لا مبالياً، لتبتسم بشقاوه وهي تتجه إليه/صدقني انك عندي اغلى مابي غيرك قيمه لسكوتي وابشر انا راضيه بنوع العلاقه اللي تبيها...كذا انت بترتاح وانا بعد برتاح
لاحظها تتجه له استعاذ من جاذبيتها ونفسه/ايوه وبعدين؟!
صعدت الى الاريكه إلتصقت بجانبه وهي تلامس كتفه، بنعومه ومن ثم تدير وجهه إليها وتزيح شماغه قليلاً وهي تهمس/مابي غير شوفتك و حضنك، كثير علي؟!!
عرفت انه تائه الآن و غارق بلمساتها اللعينه..اقتربت من خده ولكنه حاول ان يستعصم، فقبلت كتفه/أدهم انا راضيه لو مره بالشهر تطل علي..بس ماتقطعني. واوعدك ما أأذيك طول عمري
مازال ممسكاً بسُبحته وهو يحاول ان لا ينساق خلف لعنتها، دفعها عنه ووقف وهو يلتقط شماغه/تحلمين يا مها، انتي انهبلتي اكيد
كادت تبكي، هي تقترب وهو يستعصم/أدهم اذا خايف من الحرام...نتزوج واوعدك ما تدري الشموس
غضب وألتفت إليها وهو يغلق ثغرها بيديه و ينفضها بقوه مفرطه/لا تجيبين اسمها على لسانك القذر، حتى!
تكاد تنهار وهي ترى رجوله حقيقيه افتقدتها منذ سنوات، لم تأبه للألم بل زاد انبهارها/اي حظ تملكه زوجتك؟!وش هالخير اللي سوته بدنياها علشان تكون انت من نصيبها؟!وفوق كذا تحبها!!
قاطعها بغضب ونبرة صوت حازمه/اسمعي يا بنت دام تبين نفسك لا تقربين ناحية زوجتي والا قسم بالله ماتلومين الا نفسك
شعرت برغبه مُلحّه في البكاء، كيف يفكر بتلك وهي امامه/كنت لي روح عذبه وجسد مباح بس حرمتني لذة قربك،و منعتني منك! بالله كيف بتقابل ربك بعد اللي سويته بقلبي؟!
اقترب منها مجدداً وهو يمسك بياقتها بقوه ولكن اتضح كل شيء ليتركها وهو مازال غاضب/انتي تدرين ليه تزوجتك و تصرين تتجاهلين الظروف اللي خلتني اتزوجك...والا نسيتي وش صار بمجلس اهلك بعد دخولك علي وبغفله من اخوك!!
تذكرت الماضي/لو ما ورطتك بي ما فكرت انت تتزوجني
بتهكم/لو اعرف كيد النساء ما تورطت فيك، لكن تلاحقت عمري وانقذني ربي.
هنا لم تعد تستطيع السكوت اكثر/دامك ناوي تكمل حرماني منك ليه جيتني الليله؟! ليه جاااوب
وكأنها لا تعرف لماذا؟!!! امسكها من عضديها مجدداً بقوه وتهديد/جيت علشان احذرك..ان قربتي من زوجتي يا مها، لا تلومين الا نفسك! هذا انتي عرفتي انها حامل لذلك حطي ببالك ان اي شيء بيصير لها راح تكونين انتي المتهمه بنظري فاهمه؟!
ابتسمت وهي تغرق بعينيه و صوت وعيده تهديده الذي يوضح خوفه على زوجته/سبع سنوات.. عمر الشقى بدونك، كفيله انها تخليني انقلب مجرمه...فلا تستبعد مني أي شيء.
صمت قليلاً وهو ينظر إليها بتفكيرٍ عميق، زوّرت واستخدمت رجلاٌ واحرقت، اذن هي ليست عاجزه عن الوصول للشموس، ابتسم بابتسامه جانبيه وهو يغزوها بنظراته/وتقدرين تدمرين أدهمك يا مها؟!.. اجل وين الحب اللي تقولين؟!
ابتلعت ريق العشق الذي تغص به منذ حضر الليله/ما أدمر أدهمي.. لكن ادمر اللي يقربه..
جلس بهدوء صامت مايفعله خاطئ ويقسم بداخله انه سينتهي سيكون هباءاً،،..
استنطقته/أدهمي شقلت؟!
تحدث بدون ان ينظر لعينيها/ قلت ان أدهم لك يا مها..حبك صادق والا ما اصبرتي كل هالسنين وانتظرتي، وحاولتي توصليني و تجيبيني لبيتك..حاربتي علشاني لذلك كبرتي بعيني
اقتربت منه ووضعت يدها على فخذه وهي تتسائل/دامك عرفت ..وش يمنعك هاللحين؟!
وضع يده على يدها وهو يتحدث باهتمام/هاللحين صعب يعني.. انتي عارفه اني حالياً مسؤل عن بيت عمي لين يقوم اخوهم بالسلامه....حتى اني تزوجت الشموس غصب..لزوم الوصيه لا اكثر...لذلك حالياً خلي كل شيء سر يالحبيبه وبعدها كل شيء بيكون علني..ابي منك الصبر ولا تضغطين علي اوكي؟!
ابتسمت وهي تشعر بدنو سعادتها اخيراً/اعطيك عمري كله يا أدهم وش عاد سنوات انتظار..
بادلها الابتسامه وهو يشعر بالعار من نفسه/طلب اخير
بهيام واضح/امرني
اعتدل جالساً وتحدث باهتمام/البنت اللي ارسلتيها للشموس...خليها تختفي وتنساها،مابيها تشك بشيء حالياً
نطقت بحب/اكيد بمنعها عموماً هي ماراح تقابلها مره ثانيه ...بس دامني بحظى فيك بتكفل فيها..لا تقلق
هز رأسه بابتسامه رماديه سرعان ما اختفت..
.
،
.
تراقبه نائماً بجانبها ،يبدو وسياً ولم يكن كذلك قبل ان تعرفه !!..يبدو كحلم يقضه ناصع البياض..!
احياناً من فرط السعاده تعجز عن النوم وتنقلب المفاهيم،
قد تمر بك اوقات عصيبه فتضيق بك الارض بما رحبت فيمنحك الله شخصاً واحداً يُخرجك من قاع الحزن؟!
"إنه جزاء الصبر الجميل"
نزلت من السرير وهي تتجه ناحية الشُرفه المطله على باقي المدينه الهادئه في الاسفل والبحر، يبدو المكان من هذه الإطاله العاليه ساحراً و يبعث للإسترخاء
فتحت جزءاً من الشرفه ووقفت بقميصها القصير وذو الحمالات الرفيعه تداعب خصلاتها نسمات الهواء العليله المحمله بالبروده ..
مضت اربعة ايام منذ وصلا جزيرة "سانتوريني" في اليونان...
لعلها كانت الرحله الاجمل والألطف..كيف لا وهي تشعر لاول مره بأنها تعود طفله مدلله،
لدرجة ان تجددت داخلها رغبات قد اندثرت منذ سنوات..
اعتدل جالساً وهو يراها تقف هنالك وتتبسم يبدو واضحاً ضوء القمر المنعكس عليها من فتحة النافذه/هند!
إلتفتت إليه وابتسامتها تتسع/عيونها
اضاء الابجوره القريبه منه/مانمتي؟!
بسعاده/لا..ودي اسهر للصبح، الجو صحو والقمر مكتمل
ترك السرير واتجه إلى الشرفه ليقف بجانبها وينظر للمكان الذي تشير إليه، يأتي هنا كل عطله لكنه للمرة الأولى يشعر بجزيئات الجمال الصغيره التي يراها بعينيها..،ابتسم وهو يرى لوحه كونها الخالق..قارب و بحر و جبل و ليله مقمره!
فرحت باقترابه واندماجه معها ومسايرته لها، اقتربت قليلاً و امسكت بيده اقتربت من خده لتطبع قبله رقيقه/خاطري بقهوه، تشرب معي قهوه؟
التفت إليها وهو يرد لها قبلتها و يحيط خصرها بيديه/دام حكمتي علينا بالسهر ..اكيد لازم قهوه
لاحظته مازال ممسكاً بها ويغرق بعينيها، خجلت وهو يشعرها بأنها الانثى الوحيده،همست له بخجل/اذا تبي قهوه فكني!!
ابتسم لردة فعلها و افلتها وهو يأخذ قميصه المُلقى على الاريكه ليلبسه/كلنا بنروح نسوي قهوه، النوم طار
فرحت بحماسه وهما يذهبان معاً..،
،
.
،
عادت من المشفى لتغير ملابسها وتأخذ بعض الاشياء لأختها.. اتجهت للمطبخ قبل دخول غرفتها..امرت الخادمه بصنع فنجان قهوه وجمراً للبخور لتأتي به اليها في جناحها ..
لم ترى احداً امامها ...سمعت صوت ام رواد تعاتب ابنها في غرفة الجلوس يبدو انها تذاكر له ..
دخلت الغرفه،،.لتتفاجئ بأنها كما تركتها اخر مره..اين يذهب؟! لا تسمح للخدم بدخولها او ترتيب شئونها الخاصه.. لكن يستحيل ان يكون أدهم بهذا الترتيب، تعرف انه فوضوي وترتيبه ليس كترتيبها ابداً.. لابد وانه لم ينم هنا اصلاً..!!
لم تراه منذ ثلاثة ايام..!
كم هو جائر وغير مبالي ..
فقط هي من تفتقده وتتصل.. وقفت وهي تتجاهل مشاعرها، اتجهت للخزانه اخذت منشفه و روب استحمامها واتجهت للحمام.. تريد حماماً سريعاً ليتسنى لها الاسترخاء والراحه قبل العوده للمشفى...،
انتهت من لباسها قميصاً ابيضاً رقيق بدون تفاصيل و بنطال اسود يبدو ضيقاً..وهاهي تبخر شعرها بكسرة العود ..
هي هنا منذ ساعتين الآن..لا اثر له؟! اين يذهب ؟!
تركت البخور على الطاوله البعيده عند الشرفه و عادت للمرآه وهي ترتب هندامها وتغلق أزرّة قميصها وتترك الاعلى مفتوح بشكل مهمل ستغلقه بعدما تسترخي قليلاً، هي مرهقه و كثرة الوقوف باتت تجهدها...
اتجهت لسريرها اخذت فنجانها ارتشفت منه وبدأت بالاسترخاء..لتمضي ربع ساعه من السرحان في الفراغ..
التعب من كل شيء العمل و زيارات اختها في المستشفى و بعض اعمالها..
اغمضت عينيها دون ان تشعر بنفسها كم تحتاج لغفوه ولو قصيره..تحتاج لها كثيراً ارهقت نفسها في الآونه الاخيره..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والعشرون
دخل وهو مازال يتحدث بهاتفه لم ينتبه،كان منشغلاً/قلت لك طيب بس لا تتصلين هالاوقات.....سلام
انتبه لرائحة عطرها التي امتزجت ببخورها المميز، هي هنا أدار عينيه ليراها في السرير..ابتلع ريق الخوف إن كانت سمعت مكالمته.
اقترب منها ليراها نائمه بإرهاقٍ واضح ..
جلس على طرف السرير يتأملها..وهو يلمس انامل كفها الممدوده بجانبها، كم اشتاق لعينيها ولعناقها و همسها و صراخها، ..تبدو اليوم انيقه بلا تكلف رغم ان الكحل هجر عينيها منذ انشغلت بمرض اختها ، لابد وانها كانت تريد الخروج ولكن غلبها النعاس!
ايقظتها انامله على اناملها، شعرت انها مُراقبه او في حلم ،فتحت عينيها بكسل لتراه امامها، لتتحدث ببرود يغطي نيران غيرتها من غيابه/اخيراً شفتك!
رد بابتسامه واتضحت غمازته/اشتقتلك
حاولت الجلوس، شعرت بألم ظهرها لابد انه الارهاق الزائد..ظلت منحنيه وخائفه...و لكن لم تلبث إلا ان وجدته امامها يكاد يلتصق، حاولت ان تتحاشا لمساته التي تشعلها/أدهم، ابعد شوي؟
لم تعد الشموس، حتى انه بات يرى انعكاسه في بريق عينيها، روّضها الحب، بل حُبه من روضها ، قد كانت ناراً وهاهي شمعة تخاف ان تنطفئ في غيابه!
قد كانت جباره متغطرسه وهاهي تنهار بلمسه من يديه ..!
اقترب لوجهها وعينيه على شفتيها بتساؤل هامس ولمسات لاذعه وهو يمرر انامله على جسدها/واضح ان ظهرك مسبب لك قلق،خليني اريحك.
حاولت ان تكون اقوى و ان تدفعه بيديها ولكنه يقبل اناملها لم تقوى كان مُصراً/أدهم انا جد تعبانه، ولازم اروح لاختي بالمستشفى و..
اغلق شفتيها بقلبته وهو يمد يديه لأزرار قميصها و يفتحها واحداً تلو الآخر لينزعه وهو يداهم جسدها بقبلات و عناق..
بادلته العناق بلهفة شوق و قلب مثقب بشكوكه بأوجاعه بخوفه من كل شيء..، تسمع كثيراً و تتجاوز كثيراً لأنها فقط تريده!..فقط تتمنى ان لا تُفجع بقلبها!
لعنة الحُب التي اصابتها تخيفها من نفسها..تُرى ماخلف تلك الغيوم السوداء التي تتكثف حول علاقتها به؟! ما سره الذي يخفيه عنها؟! ما وجعه الذي يداريه عنها؟!
فقط لو انه يتحدث معها بوضوح... لتسترد نفسها!
لتسترد بعض الشموس التي غرق معظمها في طوفان أدهم الذي اكتسحها ..!
..
اليوم قرر الذهاب لرؤيتها..يكفيها وجعاً...ويكفيه قسوه حتى الآن..
دخل بعدما طرق الباب ثلاثاً...بدون إستجابه .. لم يراها في سريرها..وجدها هناك على الكرسي تحت النافذه ، تجلس وهي تحتضن نفسها بصمت وتنظر للفراغ بصمت..!!
إتجه إليها ليقف قبالتها وهو يداعب سُبحته بين انامله/السلام عليكم
لم ترفع ناظريها له، لم تتحرك، حاله من التبلد تغلف مشاعرها و ردود افعالها..خمسة ايام تجلس حبيسة هذه الغرفه و الإبر والادويه..و كوابيس الليالي المظلمه.
تذكر حديث أدهم بشأن اهمية حضورها وطلب ليال لرؤيتها،كيف سيخبرها الآن، ادخل سُبحته في جيبه وجلس بجانبها ليتحدث بهدوء/كيف صحتك اليوم؟
لم ترد..لم تعد تريد الحديث معه..
حاول التحكم باعصابه تجاه برودها/شوفي انا ماجيت احاسبك اليوم..الحساب بعدين
قاطعته بهدوء مميت/بعد اسبوع بكمل 16 سنه...وانا متزوجه موحرام؟!
بنفس هدوءه/حرام لأن للأسف مافيك ذرّة انوثه..
مازال يجرحها بانوثتها إلتفتت إليه بعيون لامعه وصامته؟!!
أردف وهو ينظر لعينيها باحتقار/وقبل الزواج مطروده من المدرسه و تستخدمين حبوب هلوسه!! فعلاً من بيتزوج هالوجه؟! غير واحد مضطر يسوي خير وصبور
إنهارت من داخلها مجدداً..لم تستطيع التحكم بدموعها هذه المره..قاسي كإسمه تماماً، حديثه الفض يُظهرها على حقيقتها..يعريها من قناع الرجل الذي تحاول عبثاً ان تمثله على الجميع وفشلت..
لا يعرف لماذا لا يتعاطف معها الآن..بل يتوجب عليها البكاء و الاغتسال بماء عينيها لعلها تطهر!
لاحظها تريد النهوض ولكنه امسك بيدها واعادها مكانها/لحظه
عادت لتجلس بضعف وتلتفت إليه بانكسار/وش فيه بعد؟!
بسخريه/لا توقعين اني جاي ازورك واتطمن عليك..
حاولت التماسك ولكنه يُكثر الضغط بقوه على مشاعرها وكأنه يراها صخره لا تشعر، هي ليست ولد كما يظن وكما كرهت ان يناديها بالولد، لم تستطيع الرد بسبب تلك الغصه العالقه، تسائلت بنظراتها عما يريد قوله..؟!
اكمل وهو يقف/انا جاي ابلغك اني بطلعك صباح يوم الاحد..اختك ليال عندها عملية استئصال ورم من الراس..و تبي تشوفك قبل العمليه ..اساساً بينتهي علاجك الاحد
لحظه لحظه ماذا يقول هذا الصحراوي الذي لم تعد تعرفه، ألهذه الدرجه يراها بلا مشاعر ، يُلقي خبراً هكذا وكأنه خبراً عادياً بلا مراعاه لها، حاولت الاستيعاب ان من يقف امامها هو نفسه الرجل النبيل الذي سبق و ان وقف معها بلا طلب و ستر عليها بلا مقابل و وجدته امامها حينما احتاجته بلا نداء؟!!
ليس هذا من تعرفه هذا آخر ميت، تحدثت برجاء/قاسي طلبتك لا توجعني بخواتي..
وقف وهو صامد في طريقته/اصلاً مايهمونك خواتك والا كان ما بعتيهم و سعيتي للسفر مع امك!
وقفت معه و امسكت يده وهي ترجوه/الله يخليك قاسي ودني لها هاللحين تكفى
ابعد يدها عن يده و رفض باصرار/مالك طلعه قبل صباح الاحد..لا تزعجيني.
خرج وهي تلحق به وتنادي ولكنها يأست بعدما اغلق الباب خلفه،لماذا يخبرها الآن ان كان لا يريد ان يأخذها لها، اي عقاب يستخدم لإذاءها من اتجاه!.. جلست تبكي ويديها على رأسها وهي تشعر انها سيطير من صداعها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والعشرون
في مركز الشرطه ..،
جلس وهو يسأل باهتمام/بشّر طال عمرك، كلمتوني بخصوص المزور اللي سلمته لكم
ابتسم العقيد الذي يبدو على وجه التقاعد/ابشر بكل خير ان شاء الله...يا ولدي الرجل اللي سلّمته لنا من امهر المزورين والمجرمين الالكترونيين..تقريباً اي جريمه هو طرف فيها من حيث المشاركه..
لم يستغرب ذلك رآى بعينه ولكن يريد ان يسمع اي شيء عن قضيته هو/كان يراقبني وبغفله طاح بيدي..الحمدلله اني سلمته لكم..
العقيد/المجرم كان قريب جداً من تنفيذ خطه قذره منها سطو وغسيل اموال بالملايين و تورط بها مهربين سلاح وممنوعات..وقدرنا نقبض عليهم..لذلك حبيت اشكرك لانك وفرت علينا جهد كبير.
ابتسم بسعاده/اللهم لك الحمد والشكر..وانا ماسويت شيء، واجب علينا نحافظ على بلدنا..يلا عن اذنك طال عمرك..مستعجل
العقيد بابتسامه/حفظك الله.
خرج وهو يركب سيارته براحه كبيره،كان هماً ذلك الأحمد ولكنه انزاح الآن...اليوم ستُجرى عملية ليال..تمنى ان تمر بسلام...حياتها وحياة اختها ورفيقه الطبيب المجنون كلهم على المحك..!
لاحظ سياره تقف بجانب الطريق واحداهن تشير بيدها ولا احد يقف لها..حركاتها تبدو غريبه، لماذا تصرخ وتقفز هكذا؟!
قرر التوقف والنزول بعدما رآى معها في السياره كهلاً يبدو مغماً عليه، تُرى ومن يقود السياره؟!/خيير يا بنت ؟!
اتجهت الى سيارته باكيه وهي تشير لسيارتها/السياره تعطلت بي و ابووي ابوي دخل غيبوبة سكر واخاف يموت علي..
تردد في مساعدتها، لم يرتاح حتى الآن من مطاردة مها ومصيدتها الخبيثه..
صاحت به وهي تبكي/يابن الاجواد تعبت بهالشمس وانا حامل معاد في حيل بتساعدنا والا تسهل خل احد غيرك يوقف
استوقفته نبرت بكائها وهي تخبره انهاحامل، نزل وهن يتجه لذلك الشيخ الكبير وهو يحاول ان يستنطقه/يا عم !! يا عم
بكت خلفه/مايصحي مايصحي تكفى وده المستشفى
حمله بسرعه ووضعه في سيارته وهو يلتفت إليها/تعالي انتي الله يجزاك خير، ماعرفه ولا اعرفك بعد، وانا اصلاً رايح المستشفى قريبتي مريضه هناك
وقفت بخوف وتردد ولكنها قررت الذهاب معه ..
،
.
،
منذ دقائق وهي بجانب ليال في سريرها ورأسها على صدرها وتبكي بصمت/ليه يصير كل هذا و قلتي لي، عصبت عليك و زعلتك وضايقتك الله ياخذني
ليال وهي تربت على كتفها/استغفر الله ..نيفو قلبي بس، انا ماني زعلانه عليك والله
تنهدت برجاء/لا تسوين العمليه تكفين
لولوه بانزعاج/نيفااا خلااص عاد خنقتيها وعمليتها الظهر
الشموس بهدوء يخفي ارهاقاً/نيفا يا قلبي ابعدي عنها،اتعبتيها
ليال بابتسامه/لا خليها جنبي اريح لي..انا ماشوف
ازداد بكاء نيفادا، ليال لا تستحق هذا، فهي لا تؤذي احداً.. لتخرج لولوه والشموس وام رواد باطفالها ليذهبوا بالاستراحه ، نيفادا وحدها تضغط على ليال ..
ابتسمت ليال وهي تسمعها تبكي بصمت/ما دريت اني غاليه عندك لهالدرجه يا نيفو كنتي بتسافرين وتخليني
بكت/كنت بسافر وعلى امل ارجع..ويمكن اسافر و ماحب القعده هناك وارجع ..مليون احتمال ما يوجع بس انك تسوين عمليه خطيره و احتمال كبير افقدك للابد هذا اللي مقدر اتحمله..
تنهدت بعد صمت/انا متفائله ومتصالحه مع نفسي، اللي كاتبه ربي بيصير..بس ابي اقول شي يا نيفا لو ربي اخذ امانته
التفتت اليها بخوف/ليال ليه تقولين هالكلام هاللحين اسسكتي
اكملت ليال بجديه/لا تفكرين تروحين لأمك مهما تواجهين من خواتك لا تزعلين ولا تظنين انهم ما يحبونك..خصوصاً الشموس هذي بالذات ماتستحق منك الا الحب والاحترام
لم تجد رداً فقط تسمع بدموع..
ترددت ولكن هي ليست متأكده بأنها ستعيش/شي لازم تعرفينه عن الشموس وسوته لك بعمر الثمان سنوات ، امك ماراحت للمحاكم علشان تاخذ حضانتك..
استغربت كيف و والدتها قد اخبرتها بأنهم خطفوها بجور حكم قضائي ظالم..!
اكملت ليال/امك طلبت مليونين دولار للتنازل الكامل عنك وعن المطالبه بحقها فيك..وفعلاً ارسلها ابوي لها..واسترديناك..وقتها طلبت مننا الشموس اننا نلفق قصة المحكمه والقضيه علشان ماتتشوه صورة امك بنظرك، اوراق التحويلات و ورقة التنازل تلاقينها بغرفة الشموس، خفنا امك تجي تطالب بفلوس وفعلاً جات وطالبت...انا قررت انقض هالوعد وقلتلك ابيك توعين للي يبيك من اللي يشوفك سلعه.
شددت على عناقها وهي تبكي اكثر..لتبتسم ليال/الحمدلله ريحت ضميري وقلت كل مابصدري..
،
.
،
تركهم في الطوارئ واتجه للاعلى يبحث عنهم، ليجد رواد في الممر /رواد وين الشموس
خرجت من غرفة الانتظار بعد سماع صوته/انا هنا..
اشار إليها بالقدوم/تعالي
اتجهت اليه مستفسره/وينك تأخرت بعد ساعه العمليه
بفضول/قاسي جاب نيفادا؟!
لاحظت احد ازرار ثوبه مفتوحاً لتغلقه/ايوه جابها،ليه مناديني؟،،ولك اكثر من ساعه تقول بتجي وتأخرت
لا يعرف كيف يبدأ/اللي اخرني اني وقفت اسعف عايله..ابوهم مغمى عليه وحطيتهم بالطوارئ وجيتك
نظرت لعينيه تستفسر/بالله؟! جزاك الله خير
لم تعجبه نبرتها/منتي مصدقه؟!
امسكت بيده/وليه ماصدقك؟!! ..انت كتاب مفتوح قدامي عمرك ماخبيت عني شيء ...
خاف و هو يشيح بعينه عن عينيها لا يعلم ماذا تقصد،هل تعرف ما يحاول ان يُخفيه عنها وتتظاهر بانها لا تعرف؟!! كيف تتظاهر ببرود..يستحيل ذلك...
سيقتلني ذات يوم بصمته المفاجئ والمخيف...!
تُرى مالشيء الذي يجعل عينيك تهرب من مواجهة عيني؟!
السؤال الذي أخاف الإجابه عليه حتى بيني وبين نفسي!!
.
،
.
الساعه الواحده ظهراً عند قسم العمليات...
في طريقه لغرفة العمليات وجد من يجده حجرة عثره امامه يقف وينتظر.. تجاهله وهو يهم بفتح الباب..
انتبه له طراد واستوقفه/لحظه دكتور..انت اللي بتسوي العمليه لليال؟!
وليد بوجه خالٍ من التعابير/نعم..
طراد بخوف واضح/شد حيلك طلبتك..
جمع انامله في قبضة يده وهو يحاول ان يضبط اعصابه وغيرته، رد بابتسامه بارده/شيء طبيعي بشد حيلي ..هذي ارواح ناس مافيها تراخي..
وصل أدهم وهو يتجه لوليد/وليد
التفت اليه وليد بابتسامه/هلا..وقعت الاوراق
أدهم بابتسامه/هي وقعتها مانتظرتني ..عموماً الله يوفقك حبيبي
عانقه وليد/تكفى كثر من الدعوات..يلا سلام
ودعه عند باب القسم/بالتوفيق
التفت اليه طراد/تعرفه؟!
أدهم بفخر/صديق عزيز بمرتبة اخو..من ايام الطفوله
صمت طراد وهو يفكر بذلك الوليد، نظراته له لا تريحه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والعشرون
دخل مع طبيب التخدير الاجنبي انتظره حتى اعطاها الجرعه وطلب منه الخروج..سيظل عندها حتى يتأكد انها تخدرت..وقف عند رأسها وهو ينظر لعينيها/خلاص كلها ساعات و تتغير حياتك للافضل ان شاء الله
لمعت عينيها وهي تحتفظ بهدوءها، فهي لا ترى شيئاً/الله كريم..
صمت وهو يتأمل حركة اجفانها الكسوله وكأنها مثقله بحمل اهدابها..و لون بشرتها البرونزي الفاتن ويميل للسمره..تبدو صافيه وكأنها لا تستخدم ادويه تُهلك الجسد فما بالك بالبشره وكأن هذا الجسد لم يتعرض لمرض، سوا انها نحيله لدرجه مخيفه..!!
ابتلعت ريقها بصعوبه، والتفتت إليه، تعرف مايريد، وإلا مالذي يجعله يتتبعها ويشرف عليها بنفسه، ان كان اعظم مايمنحه الحب هو الثقه..فقد ربحتها معه/ليه ماقلت انهم مادعموك؟!
استغرب كيف عرفت/انسي كل شيء هاللحين وخلينا فيك..
بحزن عميق وغير معلن/اللي مايعرفك مايثمنك..، غدير قالت لي عنك اشياء حلوه..هالبنت طيبه يا وليد.
حاول مقاطعتها،تبدو متأثره/ليال ريحي راسك بعد شوي عمليتك.
اكملت بارهاق/وليد اذا مانجحت العمليه لا تستسلم،... تذكر انك كافحت سنين لتحقيق نفسك.لا تخلي عمليه وحده تنهيك..
رد بخوف/ماتثقين فيني؟!
ابتسمت وهي تشعر انها تغيب وتعود/اثق فيك بس ما اثق بنفسي..
حاول ممازحتها/دام كذا اسأليني اذا ابي طلب اخير قبل تروحين!
ابتسمت وهي تشعر بالبنج يذهبها للحظات ويعود بها/وش طلبك؟!
تسحره ابتسامتها الذابله/تتزوجيني ياليال؟!
اتسعت ابتسامتها وهي تحاول ان ترفع يدها،هل بدأت تهلوس؟!وتدخل في عوالم اخرى..!!
لاحظها ترفع يدها ليتجرأ ويضع يده بالقرب من يدها ليتفاجئ بها تمسك بيده وتشد عليها بضعف ..وسرعان ما ارتخت يدها وسقطت..ابتسم بسعاده..هي لا مانع لديها، عقلها الباطن وقلبها يريدانه...هذا ما اراد ان يعرفه منذ مده...
وقف وهو يخرج و يسأل عن بقية الطاقم..
دخل معتصم بصحبة احداهن..سمراء ترتدي كمامه طبيه و تمتلك عينان واسعاتان لدرجة انها مُلفته ليسأل معتصم جانباً/من هذي؟! ماهي بالطاقم..اول مره اشوفها
المعتصم بابتسامة فخر/هذي دكتور هويدا المساعد الخااص بتاااعي يعني ماراح تقدر ترفض تكون معي..اول ماقلت لها عن اهمية العمليه طلبت تحضرها.
فهم الآن وليد ليرحب بها وبالطاقم/دام من طرف الاستشاري معتصم تتفضل...اهلين دكتور رويدا
ابتسمت تحت كمامها/شكراً دكتور.
رفع رأس ليال ليثبته قليلاً بالماسكه..إلتفت لادواته وهو يلتقط اولها ويتحدث لهم/يلا بسم الله ، الدائره التلفزيونيه شغاله؟!
الممرض المساعد/ايوه و البث يوصل دكتور
اخذ نفساً وهو يبدأ..كم الضغط و سرعة القلب..؟...
رأت بعينيها وجهاً مألوفاً لها، يستحيل ان تنسى من شاركتها السكن في ألمانيا مدة سنتين قبل ان تقطع سفرها بسبب مرض والدها وتعود للسودان ، نزلت دمعتها/ليااال المناع!!!
سألها وليد وهو يلتقط ادواته باحترافيه/تعرفينها؟!
كفكفت دموعها/صديقة دراسه ورفيقة غربه وسكن سنوات مو ايام..حبيبتي ليال
توتر من بكاءها/المعتصم طلعها برا مابي قلق
هزت رأسها بالرفض وهي تحاول التماسك/لا مستحيل اطلع ..اوعدك ما ازعجكم،خلوني مع ليال
غرق بعمله وهو في اشد لحظات تركيزه،هذه الساعات هي الاهم في تاريخه..وهذه المريضه الوحيده التي ستنهيه لو فقدها!!
المعتصم/النبض يا وليد غير مستقر
نظر وليد لجهاز القلب باهتمام، هو يراقب جسدها منذ لحظة تنويمها ويعرف تفاعلات علاماتها الحيويه/راح يستقر ...بس انتبهوا شباب
،
.
،
.
في غرفة الانتظار منذ نصف ساعه وهي تقف في مكانها تراقب الشاشه التي تعرض العمليه...كم تبدو هذه الدقائق دهوراً ..
اقترب منها وهو يمسك بيدها/الشموس ارتاحي،مايصير كذا ..ترى وقوفك مامنه فايده
تقدمت اليها عمتها لولوه وهي تحاول للمره الثالثه/وهو صادق يا بنتي..ناسيه انك حامل، هالشيء ماهو زين توك بالبدايه ،الولد مابعد ثبت
بدموع/الولد بداله ولد، بس الاخت مابدالها بديل ،ماقدر ارتاح يا عمه
ام رواد باستنكار/يا دافع البلا من هالفال..تعوذي من ابليس
تركها بفقدان امل و عاد ليجلس مكانه/اتركوها براحتها، اصلاً اللي براسها حديد ما يلين.
إلتفتت إليه بدون تعليق لتعود وتتعلق عينيها بالشاشه..
هنالك بالزاويه تجلس وهي تبكي بصمت بجانب اختها الصغرى اميره ،...ما قالته ليال و ماباحت به، مازال صداه في داخلها.. تذكرت تلك اللحظه التي خاصمتها فيها..تلك اللحظه كادت ان تفقد وعيها ولكنها تماسكت كما كانت وهي ترفض مساعدتها مازالت تذكر جملتها التي تبكيها الآن "بتذبحيني قبل يحين وقتي يا نيفا"
.
مضت ساعتين ...
لاحظت ارتباك يد الدكتور و همسات الاطباء حوله و نبضها في الشاشه بدأ يضعف ..يبدو ان هنالك استنفار..
إلتفتت الى أدهم وهي تناديه بخوف/اختي يا أدهم..وش صاير؟!
مشكله فالنبض..
اقترب منها وهو يقف بجانبها وينظر جيداً للشاشه/انتي تبالغين ، كيف حكمتي ان نبضها ضعف؟!
اشارت بيدها للشاشه/هنا شوف
امسك بيدها وهو يضغط عليها/احيان تصير كذا اثناء العمليات..تخف ضربات القلب او ترتفع
لم ترتاح، قلبها لم يطمئن وهي تسمع صوت طنين جهاز القلب وابتعاد ايدي الاطباء/صار لها شيء...اكيد..قلبي مو متطمن
امسك بيدها المتجمده وهو خائف مما سيحدث لها هي/انا كنت رافض فكرة الشاشه بس اصريتي على القلق..
لم تشعر بنفسها وهي تفقد وعيها ليتلقفها بين يديه..وهو يناديها/الشموس !!!
.
.
،
في غرفة العمليات نظر للمعتصم الذي يقف بالمقابل وهو يشعر بقلق..
انتهت العمليه ولكن علاماتها الحيويه غير مستقره..!
توقف النبض فعلياً، ليصرخ بهم/ادرينالييين
قدمته له رويدا بدموع و بيد مرتجفه وهي تردد/يا رب
ليأخذها ويغرسها فيها بقوه...
ابتعد الجميع وهو ضل واقفاً ...
المعتصم بحزن/العمليه نجحت بس الظاهر..
ابعدت رويدا زوجها وهي تقف مكانه وتمسك بيد ليال، لم تريد ان يكون لقاءها بها بعد تلك السنوات اثناء احتضارها/للوش ! كوني اقوى ليال عندي ليك كلام كتير بس قومي
اخذها المعتصم بصعوبه وهو يبعدها/رويدا خلااص
،
اما هو كأنه امامها وحيداً اخذ جهاز التنفس ليضع كمامته على ثغرها و اجرى ثلاث محاولات لعملية تنفس ..لم تستجيب ولكنه مستمر بهدوء، لم تمضي ثلاث دقائق من توقف قلبها لن يستسلم ، لم يزيح الكمامه عن وجهه بل وقف بهدوءه الذي يميزه ...
امسك بيدها و هو ينظر لجهاز القلب بإيمانٍ كامل انها ستعود..
تقدم المعتصم وهو يربت على كتفه مواسياً له..يبدو ان وليد بحالة صدمه!!
النجاحات الكبيره تولد من رحم المعاناه.. تريد تضحيات كبرى
.
،
خرج من غرفة العمليات مضطراً بعدما اخبره المدير بأن هنالك اتصال من الوزاره ..ولكنه طلب من رويدا البقاء بجانب ليال..
لم يجد أدهم في انتظاره...لم يجد سوى طراد الذي حاول ان يستوقفه ولكنه تجاهله و كأنه لم يسمعه...
دخل الإداره وهو يرفع الهاتف/نعم..ايوه انا الدكتور وليد العمرو..،
الطرف الآخر/معالي الوزير تابع عمليتك بمكتبه في الحقيقه كان فيه ترتيب من دكتوره عندكم اسمها غدير ،اطلعتنا على كافة اوراق الحاله واللي صار..لذلك الوزير حاب يكلمك دكتور وليد ..احولك له الآن؟!
وليد بابتسامه/حول..
الطرف الاخر/مبروك نجاحك الباهر ، وهاك معالي الوزير
سمع صوته لم يصدق،...
اكمل اتصاله واغلق الهاتف منتشياً..لتختفي ابتسامته برؤية المدير الذي يحاول ان يبتسم له، ولكنه تجاهله/عن اذنك
ناداه قبل ان يخرج/دكتور وليد..مبروك ...والله قدرت وسويتها تهانينا
إلتفت إليه بابتسامة سخريه، كم هي حقيره هذه الدنيا/شكراً
خرج من الاداره ..و تلك اللحظات الصعبه تعاود مخيلته حينما توقف نبضها، كاد يتوقف قلبه معها..شدد على يدها وهو يعمل بهدوء لإنعاشها..وهو يخاف ان يؤذيها.. يخاف ان يفقدها ويفقد كل شيء معها..
لكن...
سرعان ما عاد النبض ليشدد على يدها بابتسامه/اللهم لك الحمد
تركها وسجد لله شكراً .... واطال السجود ..
ليسمع تصفيق من يحضرون العمليه عبر الدائره الالكترونيه ..
كانت تلك اللحظه من أجمل لحظات حياته على الاطلاق..
.
يراها ممدده منذ ساعه خاف بل سيُجن .. مازال يقف قبالتها.. ينتظر ان ترفع رأسها، اقترب وهو يمسك بيدها محاولاً إيقاظها، كطفل يرجو والدته ان تستجيب له/الشموس قوومي... تكفيين،
بدأت تستفيق قليلاً وكأنها في حلم، وتنادي ببحه/لياال
ابتسم لسماع صوتها وهو يشد على يدها/ليال بخير يا قلبي، ارتاحي
مازالت تشعر بالوهن/انت تكذب علي صح؟! ليال صار فيها شيء؟!
بتأكيد/احلف لك انها بخير وعدت الامور سهالات هي للآن بالإفاقه..الكل راحوا يرتاحون بالبيت ماعدا عمتي لولوه عندها لا تخافين
ارتاحت و دموعها تنزل/الحمدلله الحمدلله الحمدلله..
دخلت الدكتوره في هذه الاثناء وهي تراها تستفيق/ما شاء الله صحيتي الحمدلله ع السلامه
الشموس/الله يسلمك
وهو يخاطب الدكتوره التي جلبت جهازاً معها/دكتوره بشري..كيف الوضع هاللحين؟!
بانزعاج واضح/انا بخير خلوني اطلع
الدكتوره/ومن قال؟! اغمى عليك من الاجهاد ..عملنا لك تحاليل وطلع عندك فقر دم ، واضح انك مرهقه اصلاً..هالشيء خطر على الحمل.و
ازداد خوفه وهي تقاطعها/يعني الجنين صار فيه شيء؟!
اقتربت منها وهي تطلبها رفع قميصها عن بطنها وتضع جهاز قياس نبضات الجنين بعدما وضعت تلك الماده السائله/انا كل ربع ساعه اجي اطل واشيك على حالة الجنين
استغربت/وش ذا دكتوره؟!
مازالت تبحث عن نبض/جهاز لفحص نبضات الجنين،لنعرف حالته ..شكل ماسبق و راجعتي لحملك؟!
خافت/لا..مابعد
اما هو ضل واقفاً بتوتر،هل سيفقد الحلم؟!..سمع نبضاً وكان عالياً..و سريعاً جداً..ابتسم لعينيها وهو يُنصت..
لمحت ردود افعاله، وبادلته الابتسامات. لعل هذه من ألطف اللحظات المشتركه والتي لا تنسى..
صمتت وهي تنظر لساعتها وتستمع للنبض ..واطالت الانصات..
خافت لتسألها/دكتوره في مشكله؟!
تحدثت الدكتوره وهي ترفع الجهاز و تعطي الشموس منديلاً، و هي خائفه من ردود افعالهم..
ألحت الشموس بسؤالها/خير دكتوره؟!
الدكتوره/بصراحه ..الجنين نبضاته جداً سريعه..واضح انه يبي يعيش بس مافيه حياه داخلك..الدم عندك ظ§ وبذلك حتى الحديد نااازل..انتي حتى ماتقدرين توقفين على طولك شلون تغذين جنين !!
انهالت دموعها، لم تقصد ذلك..كانت مهتمه ولكن تلك الظروف/هي بس اسبوعين اهملت نفسي غصب، انشغلت باختي ومرضها..انسدت نفسي عن كل شيء وادمنت القهوه
الدكتوره بواقعيه/معناته طبيعي لأنك حامل بينهار جسمك..الحمل يبي جسم صحيح.انا ماراح اكتب لك اكياس حديد من هاللحين، ابي جسمك يعوضها بنفسه، لأن لو اعطيتك من هاللحين اكياس حديد، الجسم بيتكاسل عن انتاجه وبيصير يعتمد عاللي يجيه من برا وماراح ننتهي من هالقصه
ضلت صامته تسمعها وهي تشعر بالذنب..
التفت اليها أدهم/طيب وش نقدر نسوي حالياً
الدكتوره/اذا ماتبي تخسر الجنين تتغذى ،
إلتفتت للشموس/كثري شمندر و توت بري و موز ..هالاشياء مفيده...عموماً حطيت لها موعد السبوع الجاي اذا مازاد الدم عندك ولو ربع رقم مضطره انومك بالمستشفى..سلام
وكأنها زرعت بين اضلاعها لغماً خرجت فإنفجرت هي بالبكاء، هذا الطفل حلم،والحديث عن فقدانه يشكل صدمه وثقباً في القلب..
عاد إليها وهو يشد على يدها، محاولاً تهدأتها/بس يالشموس ، تقولك بخير يا بنت ليش تبكين هاللحين؟!
تحدثت بغصّه تكاد تسد حنجرتها و هي تشعر بالذنب/لو صار له شيء بسببي ، بموت حسره يا أدهم والله لموت
ابتسم وهو يقترب منها و يجلس بجوارها في سريرها ليهمس و يذكرها/على اساس تقولين الولد بداله ولد،يمكن سمع كلامك و زعل!
ازداد بكاءها الصامت الذي اتضح على محياها..لم تكن سهلة البكاء امام احد..ولكنها كادت تفقد اليوم اختها و جنينها في لحظه. ذلك ليس سهلاً ابداً، حاولت ان تتقوى و تحاول ان تنزل/ بروح اشوف اختي يا أدهم..
ابتسم وهو يساعدها للوقوف، حتى وقفت/هاللحين يا قلبي نروح نتطمن على ليال وترجعين معي البيت بدوون منااقشه..ومن اليووم يا ماما ترتاااحين وتاكلين و بس.محد يبي منك شيء...
نظرت لعينيه تبحث عن الصدق وهو يتحدث اليها باهتمام،سحبت يدها من يده بهدوء، اخذت عبائتها وشالها وهي تلتفت اليه،ما زال ينظر إليها بتأمل،يُرهق قلبها بصمته ونظراته تلك/مشينا؟!
اتجه للباب وهو يفتحه/يلا..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون
اتجه إلى غرفة الإفاقه ليرى تلك السيده امامه تمسك بيد ليال..،ابتسم لرؤيتها/الحمدلله على سلامة ليال يا خاله
لولوه بغصه/الله يسلم يديك يا دكتور..مشكور والله يكثر من اشكالك بهالبلد
مازال مبتسماً/لا تخافين يا خاله بنتكم بأمان..بانتظار ساعات فقط..ويمكن تطول نايمه لبكرا بالكثير
لولوه برجاء/دكتور..شرايك تحولها لغرفتها بالتنويم اريح لها ولي..وراي صلاة المغرب تأخرت
وليد/بحولها اول ماتطمن عليها ياخاله...لازم تستعيد وعيها هنا.. روحي صلّي ولا تخافين هي تحت عيني بعد الله..والممرضات حولها بعد
اقتنعت اخيراً فيجب ان تذهب لأداء الصلاة/اجل بروح اصلي بغرفة التنويم واجي
خرجت ليقترب من ليال وهو يهمس في أذنيها/ماخيبتي أملي..لو تدرين وش كثر غيرتي حياتي يا هالبنت؟! عموماً منتظر منك الشيء الكبير...لا تخيبينه وهو الاهم يا ليال..طلبتك تنصتين لقلبك قبل تسوي اي شيء يخص...يخصني...يعني تدرين انك تخصيني بعد موافقتك علي قبل العمليه، صح؟!
طُرق الباب ليبتعد..وهو يتجه للباب ويفتحه/أدهم!..وينك يا رجل ؟'
أدهم وهو يسأل بلهفه/شصار عليها؟!
وليد بابتسامه/الحمدلله يمكن على الصبح تصحي...تدري العمليه بالراس مو بعضو ثاني، محتاجه وقت تستفيق
الشموس بلهفه/ممكن ادخل
أدهم بهدوء/ادخلي بس لا تطولين نبي نمشي الله يرضى عليك.
دخلت وضل هو يتحدث مع وليد بابتسامة فخر/انت رديت لي روحي بعد الله ..مدري كيف اجازيك؟!
وليد بابتسامه مرهقه/واجبنا
أدهم/المهم وش ناوي عليه؟! بتهاجر والا بتقعد والا كيف؟!
وليد/متى ما استقرت حالة ليال، راح اقرر..عموماً معاد لي شغل هنا و مستشفى ألمانيا ينتظرني..
ربت على كتفه/لو علي مافرط بطبيب مثلك..هالمستشفى ما قالوا لك شيء؟!
ضحك بسخريه/مادروا عني..اكتشفت ان دكتوره هنا راسلت مكتب الوزير شخصياً بدون علمي..وللامانه تلقيت منه اتصال تهنئه..
بسعاده/حلوو، تجاوبه السريع يدل انه مهتم...الله يكتب لك اللي فيه خير لك..بالتوفيق
وليد/وياك..يلا بروح احط راسي واناااام مافيني من التعب
ضحك/والله واضح من عيونك.. نوم العوافي
ذهب رفيقه و ابتسم وهو يراها تخرج من غرفة الافاقه صامته وهادئه/تطمنتي؟
بعين لامعه ودمعة فرح/الحمدلله
امسك بيدها/هاللحين بطلع اعشيك بمكان عمرك ما رحتي له
فرحت وهو يمسك بيدها ويطلب منها الخروج معه لأول مره/وين؟!
بابتسامة/مكان متأكد ان ماعمرك جيتيه..مفاجأه
بهدوءها/بالاول بروح اشوف البيت و بتطمن على وسام..
هز رأسه بالموافقه/لازم..بنغير ملابسنا و نشوف وسام بعد..
ذهبت معه و الافكار تُبعدها وتُدنيها!!،اين سيذهب بها يا تُرى؟!..ماذا سيريها أيضاً؟!
ماذا بعد كل هذا؟!
بل السؤال المُلِّح "اين الاستقرار الذين يتحدثون عنه في الزواج؟"...فلم يبعثرها أمر كما فعل بها الزواج..وأيما بعثره؟!!
لماذا تشعر بالشتات رغم الهدوء الذي تعيشه هذه الفتره..
كم مرّةً قالت لنفسها انها غير صالحه للحب، ولكنها لم تنجو منه؟!
رباه ماهذه البعثره؟!
،
.
،
ادخلها غرفة الفندق الذي حجزه لها..ثم وضع حقائبها وألتفت إليها بعجز وهو يرى عينيها قد تورمت بكاءاً، اي ورطه تورطها بالزواج من هذه الطفله.. لماذا يشعر بالندم الآن؟!
منذ اخذها لم يرى منها سوى الدموع ماعدا رحلة البر حينما كانت في غير وعيها..!
اقترب منها وهو يحاول ان يفعل شيئاً تجاه دموعها، من السيء جداً ان يبكيها ويحزنها اكثر ، عليه ان يخفف ضغطه قليلاً/نيف
رفعت عينيها بصمت لتسميتها الجديده!!
عن قرب يتضح تورم عينيها اكثر..تبدو اقل شراسه و خبثاً بهكذا وضع و دموع/تطمنتي على اختك..ليه الدموع هاللحين؟!
شعرت بضياع بعد هذا السؤال"لماذا تبكي؟"..هل من اجل صدمتها بوالدتها ام باسلوب زواجها ام بالطريقه التي انقلبت بها حياتها؟! ام لأنها عاجزه عن تحمل تكاليف كل شيء جد في حياتها؟!! هي تبكي لضياعها..ولهوانها على نفسها...و على كل شيء افسدته نيفادا السابقه.
استغرب سكوتها وهي تنظر لعينيه هكذا, امسك بيدها وهو يحاول فعل شيء لبكائها/اوعدك اول ما تطلع من المستشفى اوديك تزورينها..يلا ارتاحي بهالغرفه تعبتي اليوم
خافت مما فكرت به/بتخليني هنا لحالي؟!
ابتسم بسخريه وهو يتركها بهدوء و يتجه للباب، يريد الخروج ..
ابتلعت غصتها بصعوبه وهي تلحق به و تعترض امامه/كيف تخليني لحالي
ابتسم وهو ينظر إليها بحاجب مرفوع ونبره تهكميه/ماينخاف عليك يالذيب..الرجال ينامون فالصحاري لحالهم ماكلتهم الذيابه..عيني خير بس
صرخت به/قاااسي بليييزز خلاص
ربت على كتفها بخشونه متعمداً ذلك/عيب عليك الرجّال مايبكي، الدموع للبنات و بس..يلا تمسي على خير .. و قبل لا انسى عشاك بيجي لين عندك، لا تخافين.
خرج مستعجلاً واغلق الباب خلفه وهو يكتم ضحكته بابتسامه..ليدخل الغرفه التي بجانب غرفتها..عليها ان تبقى مع نفسها لبعض الوقت..
وقفت متسمره مكانها وهي تراه يتركها لوحدها ببساطه!
هل ستظل هكذا طويلاً؟! ماهذه الحياه الجديده الكئيبه هذه التي دخلتها للتو مع ذلك الضابط الصارم!
مسحت دموعها وهي تلتفت للفراغ حولها...
كيف ستنام باكراً هكذا..
نظرت لهاتف الفندق الذي بجانب السرير، فابتسمت، لن تظل
هنا وحيده،..عليها ان تستحم قبل كل شيء ..،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون
في طريق خارج العاصمه...استغربت وهي ترى الظلام دامساً إلا من إضاءات الشوارع!
إلتفتت إليه مستغربه/أدهم وين رايحين؟!
بابتسامه/بتشوفين
بتملل واضح، رفعت الغطاء عن وجهها/أدهم طلعنا من الرياض ممكن تقول على وين موديني، ووين هالعشاء اللي برا البلد
بسعاده/رايح اعشيك في الخرج، مكان راايق و هااادي مافيه غيري انا وياك و القمر..وماننسى اللي سمعنا صوته اليوم بعد
ابتسمت وهي تراه يمد يده ليلامس بطنها، لتبعدها عنها/انتبه للطريق احسن
امسك بيدها وهو يقبّلها/باذن الله تكون ساره.
تلاحظه يُلح على ساره كثيراً لتمازحه/و افرض مابي اسم ساره طيب؟!
مازال ممسكاً بيدها/فيه احد مايحب اسم ساره، تلقائياً تكون وحده حلوه و تنحب
سحبت يدها منه/يعني لو تقابل وحده اسمها ساره بيحبها قلبك؟!
ضحك ثم هدأ و هو يرمقها بنظرة عاد بعدها ينظر للطريق..وهو يلتزم صمته!!
شعرت بوخز اسفل بطنها من صمته، وهي تتذكر حديث ام قاسي عن خطبته لمدى وحرمانه منها وعزوفه عن الزواج بعدها...،اخرسها صمته الذي يبث سُموم الغيره في عروقها..، ستنفجر من كبتها ...!
اكمل طريقه مبتسماً وهو يرى حركة يديها التي تُمسك بهاتفها بطريقه توّضح توترها وهي تنقر على شاشته باظافرها،
"هي الغيرة ولا غيرها ستقتلكِ ذات يوم ايتها المتعجرفه،
حسناً؛ لتعيشي لحظات الترقب والشك والظنون،،لتعيشي الجنون الذي اعيشه معك..تذوقي معنى العشق الذي مسّني قبل ان يمسّكِ..لتبادليني اللهفه بشوق و العناق بقُبله..!
لتنسي الفوارق بيننا و لتنسي الماضي والظنون..
اعشق فيكِ الصعب الذي يجعلني دائماً العاشق الفاشل!
الذي يحاول الاقتراب و لطالما فشل..
ولكنه يحب تكرار المحاوله تلو المحاوله..
ذكي حين عشق إمرأة مثلكِ ، غبي في تعبيره عن العشق!""
،
لاحظته يدخل حياً شعبياً مزدحم ليدخل بعده لمحل مزدحم بالمباني القديمه بطراز الثمانينات و ربما السبعينات وتغض بالمحلات والدكاكين ..الكل كان يشير اليه ويلوّح بالسلام عليه، نزل عند محل شاورما صغير جداً ثم إلتفت إليها/شوي وجايك..
استغربت وهي ترى اصحاب المحلات والعمّال يسلمون عليه ويعانقونه بسعاده ، هل يعرف كل هؤلاء؟!
"لا بأس سأنتظر نهاية هذا "المشوار" مع هذا "الصحراوي المتصنع للرومانسيه"
..اخذني من الرياض الى الخرج من اجل شاورما في محل شعبي؟!! "
ضحكت على نفسها وهي ترى احلامها تخيب..لتعود وتحدث نفسها بسخريه..
"وهل كنت اتخيل ان مثل هذا سيذهب بي الى موناكو او فينسيا ليعترف بحبه لي؟! مُحال ،
ثم عن أي حُب و قلبه الصدء أُغلق منذ زمن...
يالله ماهذه السخافه التي أفكر بها..، هذا الحب يقودني للهاويه يحجب عقلي..علي ان اكون حذره و واقعيه قليلاً في احلامي مع هذا..الصحراوي!"
.
،
.
فتح باب الغرفه وهو يحمل بيده اكياس العشاء..ويناديها، ليتفاجئ بها تقف متسمره بجانب الهاتف، مبللة الشعر بقميص قطني زهري لنصف الفخذ ذو اكمام طويله وعليه رسمة عينيّ قطه، تباً فهو يرسم ملامح جسدها..،إلتقط انفاسه وهو يحاول ان يتجاوز ما رآه/جبتلك العشاء..بنتعشى سوا
تتهدت وهي تحمدالله انها لم تتصل بأم رواد/شكراً
كسر ناظريّه عنها وهو يرتب العشاء على الطاوله/وش موقفك مكانك ؟! تعالي اجلسي
اتجهت للطاوله وهي تجلس براحه وتشم رائحة الاكل/الله وش جايب معك، نودلز؟!!
تحاشا النظر وهو يقدمها/توقعت انك تحبينها
تناست كل شيء وهي تتصرف على طبيعتها و تأكل، لم تتلذذ بأكل منذ فتره/من دخلت المستشفى ما شفت اكل يفتح النفس، بغيت اموت
شعر بالذنب وهو يراها تأكل ...رباه لا تجعلني غليظ القلب، واشرح صدري لا اتعامل معها بما يجب لا كما انتقم.
بسيطه جداً..كيف تبتسم وتأكل وهي كانت تبكي قبل قليل؟
لا تخفاها نظراته المسروقه، ولكنها تتجاهل، ان فتحت المجال بالحديث عما يفعله او اعترضت سيهينها و يبكيها، لذلك تبتلع الوجع وتصمت لتتحاشا لسانه.. وهل هناك احد غيره؟!..هو اخر ملاذ وعليها ان تتقبل ذلك في ظل غياب اخيها وتخلي ابن عمها ، الرفض لم يعد يجدي الآن...
،
.
،
اوقف سيارته على مشارف مزرعه مليئه بأشجار النخيل المرتبه والتي تتخللها القنوات المائيه..
نزلا من السياره وهو يأخذها معه لتلك الجلسه الشعبيه الجميله التي تحتوي على مساند حمراء منقوشه و فراش الزل الشعبي القديم..المكان هادئ جداً فقط اصوات خرير الماء و ليله تداعبها النسائم النجديه العليله...
جلس يضع العشاء ثم إلتفت إليها/الشموس اجلسي..بيمديك تتفرجين عالمكان كله
ابتسمت وهي تجلس، فخبر نجاة اختها يغمرها بالسعاده/اللي ورانا مسبح؟!
كتم ضحكته وهو يقدم لها صحنها/نسميه بركه ..تفضلي عشاك..استعدي بتذوقين ألذ شاورما بحياتك..
ابتسمت وهي تفتح الصحن/والله الريحه تشهي..بنشوف كيف الطعم.
بدأوا في الاكل وهو يبتسم لتعليقاتها، ليتحدث بعد دقائق/هاه شرايك؟!
اخذت قطعة بطاطس و نطقت باعجاب/والله يستحق العنوه..لذيذ من جد..!
ابتسم وهو يرتشف من عصيره/كنت اكل منه من ايام المتوسط لحد ما انتقلت وبعض الاحيان اجي من الرياض لهنا علشان اكل هالشاورما بس
بفضول انثوي تدفعه الغيره، قد علمت بماضي الخطبه من مدى/بس للشاورما؟!!!
حرّك رأسه بالإيجاب/بس
استمر فضولها حول ماضيه/متى انتقلت من الخرج؟!
اجابها براحه/اخذت الثانويه وهجيت منها،و اسست نفسي بالرياض
استغربت/ما كان صعب عليك تطلع بهالعمر و بدون دعم!
ابتسم وهو يرى شريط كفاحه امامه/ما كانت اصعب لحظات حياتي، اشتركت بشقه انا ووليد اللي سوا عمليه لليال وواحد اسمه ناصر..اشتغلت و درست بنفس الوقت، ولا تسألين وش اشتغلت لأن اي شيء يخطر ببالك اشتغلته هه
لأول مره يتحدث معها عن ماضيه هكذا بأريحيه،هل يريد الاعتراف بشيء ما، ام انه مرتاح فقط ويريد الفضفضه لا أكثر/تقول ما كانت اصعب لحظات حياتك!! اجل وش كان الاصعب بمراحل حياتك؟!
تذكر الماضي من طفولته الصعبه و ذلك الطفل اليتيم الذي ينام على صراخ زوجة خاله و يمشي تحت اوامرها، انزعج/لحظة الايمان بفقد أمي للأبد كانت اصعب ايام حياتي، بعدها صارت هالديره مصدر ازعاجي، وماصفت لي ابد.،ثم قررت ابتعد
ابتسمت بتهكم فهو يتحاشى ذكر موضوع مدى وكأنها سقطت من تاريخه/وهذا انت رجعت وشكلك حنيت بعد!
صمت قليلاً ليجيبها بهدوءه/محد يحن للمكان اللي شهد كل خيباته و احزانه...
لاحظت خفوته فجأه/اجل ليش تجيبنا لهالمكان؟!
ابتسم وهو يلتفت إليها/ابيه يشوف أشعّة الشموس اللي خبتها الغيوم العاصفه عني سنين طويله..ابيها تشرق هنا علشان يعرف كيف غيّرت قلب هالرجل اللي كان على حافة الكفر بشيء اسمه حياه طبيعيه وهي جادت عليه بهالحياه..
ارتاحت لحديثه المبعثر و فضفضته المرتبه! ،...يبدو اخر غير ذلك الرجل الغامض الذي اعرفه، ..كيف يقوم بكل ادواره بهذه الحرفيه دون ان يتضح خبثه و إلتواء افعاله؟!!
متى سيخضع ويعترف بأنه لا يستحقني؟! او انه نادم و يحاول ان يثبت العكس!!
بل متى سأتشجع أنا و اكسر قلبي قبل ان اكسره؟!،
لماذا أتحاشى انا من ان أواجهه بما أشك وبما أسمع؟!
يالضعفك يا أنا ..أحقاً صرتي تحبينه؟!
رآها تقف و تذهب للحافه لتطل على مكان تلك البركه الواسعه وتتأمل انعكاس نجوم السماء عليها..اقترب منها ووقف خلفها وهو يعانقها بلحظة صمت،،
دقائق من الصمت الصاخب بين قلبيهما، فهو يعانقها من خلفها، نطقت بعدها بهدوءها/غريب!
مازال يعانقها و يداعب عنقها بقبلاته المتأنيه/وين الغرابه؟!
لامست يده التي يضعها على بطنها وهي تتحدث بعمق/احياناً نظن اننا متحكمين بزمام امورنا وقادرين نضبط انفسنا ، ولكن تفاجئنا الحياة بأشياء ماكنا متوقعينها..وتخلينا نغير حاجات كانت ثابته فينا!
قبّل كتفها و أدارها نحوه بنعومه وهو يتأمل عينيها المتلألأتين بحب/الحياه ماشيه بطريقها طبيعيه مثل كل البشر لكن رغبات القلب واحلامنا هي اللي تغيرنا...او خلينا نقول تغيّر قناعاتنا تجاه اشخاص او تجاه مشاعر معينه.. و حتى تجاه نمط الحياه اللي نبي نعيشها.
نظرت لعينيه التي تعانق عينيها وهي تلعنها سراً، غامض و متحدث لبق لاغرابه ان كان محامياً بارعاً..و دكتور في ادارة الاعمال.. لعل ذلك اعطاه قدره في اخفاء حقيقته عنها...!
عموماً هي ليست عاجزه عن البحث خلفه و تتبع عثراته،
ولكن لن تصدم نفسها بالتجسس عليه ، يكفيها منه ما كان ظاهراً..تكفيها تلك الرسائل وخبر خطبته السابقه..
استغرب طول صمتها وهي ترمقه/بخاطرك حكي؟!
تسائلت بابتسامه بالكاد ترتسم على ثغرها/كيف كانت حياتك مع رغبات قلبك؟! يا ترى عاندتها والا سايرتها؟! .. باستثنائي طبعاً مثلما قلت لي سابقاً"ماني رغبتك ولا حلمك"
يالذكاءها، اوقعته بالمحظور الذي وضعه هو بنفسه ببداية زواجه بها، بالتأكيد مازالت تلك الكلمات تغذي الوجع بداخلها،والدليل انها لم تنسى حتى الآن..!
رباه كيف قاومت و كانت تسايره طوال الوقت وبداخلها جرح ينزف وان لم تعترف بنزيفه؟!/توقعتك نسيتي؟!
بابتسامتها التهكميه/غلطة الرجال الازليه يتوقعون ان الزوجه غبيه تنسى غضبها بمجرد انك تعانقها وتنام معها..!
مازال يخطىء امامها، رغم اجتهاده/ماكان قصد...
قاطعته بنفس تلك الابتسامه التي تخفي وجعاً/و مشكلتك انت،، للحين تسيء تقديري..!
تدثر برداء الصمت مجدداً وهو يراها تتركه وتذهب بهدوء..منذ متى وهي هكذا؟..
مالذي اطفأ نيرانها ان كانت تظنه يسيء تقديرها؟! هدوءها رغم غضبها يزعجه...كان يجب ان تثور ليشعر انها طبيعيه ولن تكتم بداخلها...
نزل للاسفل حيث بركة الماء..تبدو المياه بارده جداً..ولكن بداخله غليان، لا يعرف كيف يتملص من كل منغصاته..حتى مع هروبه بها من الرياض مازال يخاف ان يفتح قلبه لها..يخاف من كل شيء قد يكشفه امامها بهذا التوقيت؟! اللعنه على مها و من هن في شاكلتها..
"كم يمقت نفسه وهو بين نيران لهيبها الذي سيحرقه ذات مصيبه ولكن لا يعرف متى!!!"
نزع ملابسه ووضعها على جذع النخله ليصعد فوق البركه و يقذف بنفسه داخلها من ارتفاع..
سمعت صوت سقوط شيء في الماء لتذهب وتقف مكانهما قبل قليل وهي ترى ثيابه معلقه بجانب البركه وهو يسبح..،ضلت تراقبه من اعلى وهي تغبطه/المويه بارده؟!
اجابها وهو يرتجف/مو بالحيل..تعالي معي
بابتسامتها/لا..خلك تتجمد لحالك
بضحك/قولي ماتعرفين تسبحين وبس، لا تلفين وتدورين
صغّرت عينيها وهي تبتسم/ماراح تستفزني بهالكلمتين،
ابتسم بخبث/بكيفك..لا تنزلين
ضلت مكانها تتكئ وهي تراه يغطس تحت الماء...هب هواء بارد إنها بدايات الشتاء..كم يسحرها النسيم العليل هنا..
انتبهت انه مازال تحت الماء،لينبض قلبها بقوه وهي تناديه/أدهم..أدهم اطلع بلا مزحك البايخ
مضت دقيقه ونصف لتنزل مسرعه وهي تتجه للبركه و تصعد للاعلى لتغمر رأسها في الماء وهي تبحث عنه لكن الظلام دامس،نادته من قريب ولكنه لا يجيب،ستُجن، نزعت جاكيتها الثقيل ووضعته جانباً لتنزل بخفه، وتبحث عنه في الاسفل!!
لتشعر بيديه تمسك بخصرها و ترفعها لسطح الماء ليبتسم وهو يلتقط انفاسه ويضحك/جبتك غصب، خفتي صح؟!
كاد ان يتسبب عليها وهاهو يضحك، حاولت التملص من يديه/يا بروودك كنت بسقط من خوفي بالنهايه تمقلبني!!
امسك بها وهو يعانق انامل يديها بأنامل يديه/خفتي علي يا قلبي..
حاولت الافتكاك منه بغضب لترش الماء على عينيه ولكنه بادلها الرش/سخيييف
...تركته وهي تخرج تسبح للحافه تريد الخروج من هذه المياه البارده. ولكنه امسكها من خصرها وثبًتها/افااا وووين بهالسرعه؟!خليك شوي بس
حاولت افتكاك نفسها بضعف/من جدك أدهم نقعد بهالمويه البارده؟!..بتجمد
احاطها بذراعيه وهو يشدها ليهمس في أذنها وهو يزرع قبلاته في عنقها وخدها المبتل/بدفيك يا قلبي..بدفيك
تنهدت وهي تهدأ و تستسلم لحرارة اقترابه وجنون افعاله، وحده فقط من يستطيع ان يملي عليها اوامره وتنفذها ولو خالفة رغباتها!..ابتسمت وهي تلتقط مقصده/عموماً مصيده حلوه
اقترب بها من الحافه لتتكئ وهو يحيطها بذراعيه ويغوص في اعماق عينيها التي تفهمه بدون ان يتحدث/مهما حاولت وسويت افعالي عاريه قدامك..وش اسوي غير التلميح؟! قوليلي
وهل قتلها فيه إلا تلميحه،ابتسمت برقّه/لا تسوي شيء..انت كذا عاجبني.
ليس هنالك اجمل من هذا الخبر، هو يعجبها.تاه في عينيها البرّاقه وشموخ اهدابها....ملامحها المبلله دقة أنفها الذي بين وجنتيها الناعمتين وليل شعرها المنسكب على كتفيها. ..و اخيراً جمرتي ثغرها المتقده رغم البلل!!
قبّلها بلهفه وهو يحاول ان يكون رقيقاً معها..ولكن جنونه بها يدفعه للاعنف، لاحظ تألمها من قوته ليهمس لها ببحه/تحمليني شوي..بتعبك معي.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون
بعد منتصف الليل..
دخل بعد خروج تلك السيده بلحظه وهو يخالفها بسرعه لغرفة النقاهه..
اغلق الباب خلفه وهو يراها ممدده و برأس ملفوف !! ..
عرف من الممرضات انها لم تستفيق بعد...لم يستطيع النوم وهو لم يراها ..
عليها ان تعرف انه يريدها..عليها ان تفكر به بأي طريقه..
.
اقترب منها وهو يتأملها بحب عن كثب..صغيرته باتت سيده ناضجه! و مكتملة الانوثه..
لن تكون لغيره وعليها ان تعي ذلك جيداً، عرف انها كانت ترفضه بسبب مرضها فقط، كم هي منغلقه على نفسها وكتومه ،،،
ارهقته وهي تحاول ان تركله بعيداً عن حياتها و لو انها فهمته و سمحت له ووافقت على الزواج منه لوقف بجانبها مهما كانت حالتها هو لا يبالي..
اخرج خاتمه من جيبه قبّله و هو يمسك بيدها البارده ليلبسه لها في مكان الدبله.. ابتسم و هو يتمتم داخله
"كم من مرّه دعيت انك تكونين لي ،،، يارب اكون اعظم امانيك"
دخلت في هذه اللحظات وهي تستغرب وجود هذا الرجل الغريب/عفوا من انت؟!
حمد الله انها ليست من العائله/انا خطيبها دكتوره..متى بتصحى من البنج؟
لم ترتاح رويدا فهو يبدو مرتبك/المفروض ان مفعول البنج انتهى من ساعات ، هي حالياً بغيبوبه طبيعيه وان شاء الله ماتطول..
استغرب/كيف يعني غيبوبه طبيعيه؟!!
اقتربت للجهاز وهي تراقب ضغط ليال بنفسها/العمليه كانت صعبه وما نعرف متى بتصحي..الحاله جديده بالنسبه للجراحه
رتب شماغه وهو يهم بالخروج/اوكي..مشكوره ..سلام
استغربت ذلك الرجل، خطيب ليال؟!!..رن هاتفها لترد/ايوه يا عصوم... لا خلاص رحت اتطمن على ليال قبل ما اطلع
ايوه جاهزه تعال..
اغلقت هاتفها وهي تبتسم لليال/متى بتصحين يا بت؟!!يا ريت ماتطولي علينا!!
قبّلت رأسها ثم خرجت بعدما رآت قدوم مرافقتها/يلا سلام يا خاله انا رايحه
لولوه/طمنيني على حالتها ؟!
رويدا بابتسامه/عاال العااال الحمدلله فاضل لها تصحى بأي وقت اذا استمر الوضع كدا..
استبشرت خيراً وهي تجلس/الله يبشرك بالخير
فرحت بدعوتها/امين يا خاله..يلا اشوفك بخير
ابتسمت لولوه وهي تودعها..لتسترخي بكرسيها ....
،
.
،
صباحاً..
انتهت من افطارها و كفت يديها وهي تشعر بغثيان خفيف.. لتقف
رآها تبتعد/مافطرتي
اغلقت ثغرها بأناملها/الحمدلله شبعت...يلا أدهم مشينا والله تأخرنا
وقف هو يلتقط شماغه/ماعليك يا قلبي هاللحين ماشين
استغربت تركه للسفره/وهذي من بياخذها
امسك بيدها/هاللحين بيجون عمال المزرعه وبياخذونه..البسي عباتك ومشينا فيه مكان لازم نمره قبل نرجع الرياض
تسألت بعينيها/مهم يعني؟!
شدد على انامل يدها/حيييل مهم..
سحبت اناملها لترتدي عبائتها لتنحني تريد ان تلتقط حقيبتها ولكنه سبقها و اخذها منها وامسك بيدها وهما يخرجان معاً من المزرعه .
تسائلت بداخلها طوال الطريق عن نظراته لها وكأنه للتو يعرفها..تُرى ما سر لحظات الصمت الطويله بينهما؟!
لماذا يظل ممسكاً بيدها وهما حتى في السياره..
تراودها الكثير من الأسئله..
احبت اقترابه المفاجئ واهتمامه الزائد..تُرى هل مازال يمثل عليها؟!
استغربت توقفه امام باب مقبره، والتفتت إليه متسائله/هذا المكان اللي تقصده؟!
حرك رأسه بإبتسامه يشوبها حزن/هنا أمي وخالي ..ويمكن ابوي..دقايق وراجع لك..
تفهمت رجفة صوته ونزوله المفاجئ، وهي ترى تلك القبور خلف باب المقبره المُشرّع، يالله وكأنها ممتلئه لا فراغ يتسع لقبرٍ آخر، .. هنا المآل المحتوم مهما اعتلى أي انسان، هنا النهايه العادله لكل البشر ، هنا تقف الاحاديث وهنا مختصر الحياه..
..تنهدت وهي تتذكر الراحلين والدها ووالدتها/السلام عليكم دار قومٍ مؤمنون..انتم السابقون ونحن ان شاء الله اللاحقون..
،
داخل المقبره ..وبجانب ذلك القبر القديم يقف وهو يدعو لها من اعماق روحه المشتاقه لرؤية محياها..لذلك الوجه الذي دثرته اغطية التراب..
جلس و الوحشه تخالج روحه ليدس يده في تربة قبرها كطفل يدفعه الشوق لأمه الراحله، "هل يا ترى لو ازحت هذا التراب..سأراكِ كما وضعتكِ..و كما ودعتك آخر وداع..هل لي بلحظة عناق واحده فقط؟!.. ..هل يا أمي؟! "
اخرج يده وهو يرتب ماتبعثر من فوقه ويبتسم بدموع/يمه سامحيني على طول الغياب.. لا تزعلين علي يالغاليه.. ماغبت الا تعب.. وما ابتعدت الا علشان ما يقال ولد ساره رخمه..انا مثلما حبيتي تشوفيني " رجّال ينغزى به"
وينحط على اليمنى مايخون الصاحب و يحافظ على اهله.
جلس بعدما ارهقه بكاءه الصامت ليمسح دمعته/يمه نسيت اقولك..تزوجت و هذا انا انتظر اول عيالي،.. تسمعين يمه؟!
صمت وهو يرفع عينيه الممتلئه بماء حزنه..وهو يرى ان المقبره باتت اكبر من ذي قبل..تُرى كم ابتلعت من الاحباب مع مرور السنين؟!..مع ذلك هاهو يعود إلى قبر أمه بقلب ذلك الطفل ذو التسع سنوات..الذي أودعها قبرها و ارهق خاله وهو يخرجه من جانب اللحد..مازالت تلك اللحظه المؤلمه عالقه في ذهنه..مازالت تلك الحرقه في قلبه.
تذكر انه ليس لوحده نزل لتربة القبر ..قّبله وابتعد وهو يلتفت ..وكأنه سيراها!!
حاول جاهداً ان يكون طبيعياً قبل ان يعود للسياره، لبس نظارته السوداء..و ركب السياره وهو صامت ويلتثم بطرف شماغه، حاول ان يبتلع غصته ليتحدث و كأنه يبتلع شوكه/اسف تأخرت
لاحظت الغصّه في تعثر نبرته، مدت يدها ليده وهي تشد عليها بصمت ، نعم كلاهما فاقد ..ولكنه تيتم منذ الصغر وذاق لوعة الحرمان باكراً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون
الرياض..
خرجت مستغربه وهي ترى عاملاً احضره قاسي يغسل سيارة أدهم بعدما اصلحها..
مضت كم ليلة هنا وأدهم لم يأخذها؟!!
وكأن ذلك الرجل حوله حرس من كل سوء يحمونه!!
لن تتركه حتى ينحني لابنتها مجدداً.. من يظن نفسه إبن ساره؟!!!
عادت للداخل وهي تسمع مدى تتحدث في هاتفها وتمسح دمعاتها بالتأكيد اطفالها..
تركتها و ذهبت لاعمالها..
،
.
وقفت و دخلت للداخل وهي تهمس لابنتها بعد تردد/ندوش حبيبتي وين بابا؟!
عبر الهاتف/بابا عطاني الجوال وقال كلمي ماما و راح غرفته..
تنهدت و دموعها تزداد، ما يحدث في حياتها كئيب ولا يُحتمل، لماذا منيف بهذه القسوه، لا يجدر به ان يؤذيها بإبعاد اطفالها/طيب ماما ، الخدامه راحت من صار يطبخ لكم ومن يرتب البيت ومن يغسل ملابسكم
تحدثت تلك ببراءه/بابا..مايطلع من البيت يطبخ غدانا ويودينا المدرسه والملاهي والبحر
أمعقول منيف يفعل كل ذلك؟!!لا تصدق!! هو متعاون لكن لن يتفرغ لهذا كله يستحيل ذلك!!/يزوركم احد؟!
اخبرتها ببراءه/لا ..بس جده تقول لي مامتكم يع.. و بابا بيجيب لنا ماما ثانيه ..وانا مابي غيرك كلميها وقولي لها لا..صح انتي بترجعين؟!
غضبت من تصرف ام زوجها وضغطها النفسي على ابنتها، لكن هي الملامه، هي من تركتهم بغباء و زيف تتبعته في لحظة ضعف غبيه، كانت ستجيبها لولا ان سمعت صوته وهو يحاول ان يكون جافاً معها/طولتي مع بنتي وصرتي تسألين عن خصوصيات اظن مالك فيها دخل!!
ابتلعت الغصّه وهي تسمع نبرة جفاه، تحدثت بهدوءها المعهود هي لا تحب رفع الصوت ابداً/بنتك بنتي يا منيف..و اي شيء يتعلق فيها بيخصني وطبيعي بسأل عنه
اهتز صوته قليلاً وهو يرد/و من بين هالخصوصيات أنا! علشان تنشدينها عني؟ وتحققين !!
نزلت دمعتها الحارقه وهي تتذكر كيف كان يداريها حين تغضب ، كيف يحاول جاهداً ان يفعل ما تريد، و لكم غضب من برودها ولكم حاول تحريك مشاعرها ولكنها تتجاهل كل محاولاته بقلبٍ غافل/منت واحد عابر والسلام يا منيف ، يوم من الايام كنت اهم شخص بحياتي.. وللآن لانك ابو عيالي، ما انكر عشرتك و ما اشيل لك بقلبي الا الاحترام حتى لو حرمتني عيالي
صمت ...
خافت من صمته، و لكن يجب ان تغلق الخط الآن/منيف مضطره اقفل..بس تكفى اذا صحى بسوم من نومه خله يكلـ ..
اغلق الخط قبل ان تنتهي من جملتها ..!
معه كل الحق ..اصلاً استغربت استماعه لها بعدما حدث!،، ""لم يدفعه لسماعي الا الحب أعرفه جيداً ذلك الرجل.. وليتني عرفت رجلاً اقسى منه ..انا لا استحق حُبه..ابداً !""
.
،
.
كعادته..يدخل يراقب حالتها و لا يطيل البقاء بسبب وجود مرافقتها .. الامور مستقره...لكن لا يعرف لماذا لم تستفيق بعد!!
ولكن هذه المره لفته شيء غريب في يدها..ولم تكن ترتديه!!... من ألبسها هذا الخاتم..من زارها في غفلةٍ منه؟!!..لم يستطيع سؤال عمتها..لربما هي من ألبستها ذلك...ولكن لماذا في ذلك الاصبع..؟!
لم يرتااح ابداً ..
حتى انه خرج بدون ان يتحدث مع عمتها..
اتجه للاستقبال ليسأل عن الممرضه المناوبه ليلة البارحهً ولكن لم يجدها،اخذت إجازه و ربما ستأتي بعد يومين او ثلاثه..ياللحظ!!
.
مضت يومين..
نادتها الخادمه من مكتبها..وهي تبتسم/مداام
رفعت رأسها من كتاب بيدها تقرأه/نعم جوري!
ابتسمت تلك وهي تتحدث/مدام ماما رواد تبي انتي في المطبخ..
استغربت ان تناديها هناك، تركت كتابها وذهبت معها بفضول/وش عندها
وصلت المطبخ وهي تقف مبهوره مما رأته الكثير من صناديق التين الشوكي و الرمان وهنالك ام رواد على طرف الطاوله تقشر لها صحناً/واااااو
ام رواد بابتسامه/الله يخليلك هالرجال.. فتح محل خضره في البيت لعيونك..تعالي اكليه كله
رفعت غرّتها الطويله عن وجهها وهي تتجه إليها بابتسامه تتسع/مجنووون و ربي..قال بجيب شاحنة تين شوكي بس ماصدقت هههه
ام رواد بسعاده/عسى يديه ماتمسها النار.. منعك من الدوام غير يومين بالاسبوع و بيجبرك تاكلين غصب..وينه من زمان عنا.
اخذت قطعة تين شوكي و دستها في فمها بتلذء/يجنن طعمه..
وضعت الطبق المملوء امامها وهي تأمرها/خلصي هذا كلّه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والعشرون
المؤسسه...
في مكتبه كعادته يمارس عمله ويتحدث مع موظفيه.. غاب يومين عن المؤسسه و أجل كل شيء!!
قلّب اوراق ملف عرض شراء لمجموعة منتجعات سياحيه في الهاواي..يجب ان يكون العرض مستوفي كل شيء وان يناسب عمله هو بالاساس..
يجب ان ينهي كل شيء قبل ان يرتب اوراق اعلان ارباح الربع الرابع من العام..
سمع صوت الباب لينادي/ادخل
دخل السكرتير/دكتور أدهم..كل المعلومات اللي طلبتها ادخلتها بالكمبيوتر وتقدر تشوفها بنفسك الآن
أدهم/ممتاز..طيب قلت لمدراء الفروع عن الاجتماع؟!
السكرتير/ارسلت لهم كلهم دعوات برسائل نصيه و وصلتني تأكيداتهم
رفع رأسه برفعة حاجب/على اساس في مجال ما يحضرون؟! ..المهم ارسل لي دلة قهوه مهيله..واذا وصل مهند خله يدخل
خرج السكرتير وغرق هو في عمله واتصالاته..حتى وصله اتصالها المقيت، ليرد برسميه/هلا مها..
بميوعه/هلا حبيبي..وين الغيبه، لا لا ماتفقنا على كذا، اسبوع مره وحده!!
حاول امساك اعصابه/يا مها ماني حي الله موظف انا مشغول لين راسي..ماني رايق لدلعك..هالفتره اتركيني
استنكرت وتغير صوتها/ان كنت ناسي اذكرك...للحين عند كلامي
كسر القلم بين يديه وهو غاضب/مها تعرفين ماحب الحرام و الطرق الملتويه..ماراح ازورك الا والشيخ معي...بس اصبري علي يا عمرري مو وقته ابد
بدلع/كل يوم مو وقته؟! انت تصرفني؟!!
تحدث من بين اسنانه وهو يحاول ان يضبط نفسه/ظروف البيت والمجموعه ماتسمح اغيب ..والزواج يبي له واحد متفرغ..اذا مافهمتيني يا مها من بتفهمني هااه؟!
تنهدت وهي تقتنع اخيرا/اوكي حبيبي ابي اشوفك، كيييف؟! شرايك نلتقي بالويكند بكوفي انا احدده
مسح على وجهه وهو يستجيب لها، لعلها تكفيه و يرتاح/ماهي مشكله، نتقابل بالويكند...يلا سلام
بالكاد اغلقت الخط ليسترخي بهدوء والمزعج في الأمر انها لا تمل
رن هاتفه مجدداً ولكن برساله نصيّه انها منها هي "الحبيبه" ، ليفتحها ويقرأها بابتسامه[مشكوور ياقلبي عالتين والرمان مررره طيبيين، و آسفه ظنيتك نسيتهم]
اغلق هاتفه وهو مازال يبتسم.."لله درّها ما اقربها لقلبي وما أنقاها.."
،
تسابقت نبضاتي مع خطواتي..!
أيهما كان اسرع؟
كل منهما كان يجزع ويفزع.
تساقطت مني كل امنياتي
وبقيت واحده..فقط!
ان أرآها ثانيه.
تجاوز كل الممرات فجراً وهو بأشد حالات قلقه بعد اتصال غدير التي طلبت حضوره فوراً قبل ان تُسلّم مناوبتها ..تحدثت عن امور تخص ليال فهو لا يشرف حالياً سوى على ليال فقط..
يالله أُلطف بي...
وصل لغرفتها وهو يقف امام الباب بوجل وترقب..رباه هذه اللحظه الأهم في تاريخي..ما أتمناه ان لا يؤثر انقطاع التنفس عليها..هذا كل كا اتمناه الآن..
فتحت الباب لتتفاجئ به واقفاً كالصنم/دكتور وليد!! وينك تأخرت حييل
خاف من نبرتها، لابد وان مكروهاً حدث لمريضته الحبيبه/انتكست؟! دكتوره غدير انطقي
حركت رأسها بأسف وهي تفتح الباب له/ادخل وشوف شصار لها بنفسك
دخل بتوتر وهو يجهز نفسه للصدمه،وجد المرافقه امامه تجلس منتقبه في كرسيها الجلدي ليبتسم لها/صباح الخير يا خاله كيف الاحوال اليوم؟!
لولوه بوقارها/صبحت بالنور يمه..
حان الوقت ليلتفت إلى السرير ولكنه عاجز، ليسمع اخيراً صوتها المبحوح/ليه لابس معطفك مقلوب؟!
ابتسم وهو يلتفت إليها بسعاده، هي واعيه به وترى/لا لا، الحمدلله على سلامتك
غدير بسعاده/نجاح بااهر يا دكتور الف مبروك
إلتفت إليها وهو يرمقها ممازحاً/انتي حسابك بعدين يا دكتوره، وش هالمقلب مع هالصبح؟! روعتيني
غدير بابتسامه/حبينا نحرك الجو شوي، يلا انا طالعه بس لا تنسين يا ليال اللي قلتلك انتي وخاله لولوه مالكم عذر
ردت بابتسامتها/اذا الله أراد بحضر اكيد، ومبروك سلفاً
غدير/الله يبارك فيك...يلا سلام
وليد بابتسامه لها/هاه بشري عن راسك،
لولوه/اسألني انا يا دكتور..اول ماصحت طلبت تستفرغ وارهقت نفسها..وبس تهلوس بوسام ..وهاتوا نايف
خجلت ليال وهي تسمع ما فعلته بدون وعي وتترقب ردة فعله،و تلاحظه ارتفاع اهدابه الخجوله..
كم يربكها وجوده و صوته، الارتباك اللذيذ الذي يجعلها مُحاطه بهاله من التوهج..ولكنها متردده تريد الخروج من محيطٍ يتواجد به..،ليست غبيه حتى لا تفهم تلميحاته ولكنها تكره التلميح..!
فرح بما سمعه من لولوه/حلو..كل شيء طبيعي..اصلاً احياناً الشخص من شدة الصداع يستفرغ..والعمليه كانت بالراس ..طبيعي تحس بغثيان
تحدثت بابتسامه مرهقه و نبره متعبه وهي مازالت تسند رأسها/نسيت اشكرك دكتور وليد..
قاطعها وهو يعجز عن النظر اليها..هي تراه الآن بات يخجل حتى من نظراته السابقه/اشكريني اذا طلعتي بكامل عافيتك مو هاللحين ..يلا يا جماعه انا طالع هاللحين عندي اشغال..
فهمته هو يتهرب، هل نسي انه سبق واخبرها انها سبب وجوده هنا ، وأكدت ذلك غدير! فلماذا يتعذر للهرب بكذبه ، لعل السبب هو وجود عمتها معها، ماكر يا وليد..!
مازالت تلتفت بعينيها للمكان حولها..وتحمدالله على نعمة البصر كما كانت غارقه في نعيم الله ولم تكن تشعر، لربما بعض المحن تأتي لتخبرنا كم كنا سعيدين ولكننا لم نكن نشعر حينها..كم نحن غافلون/عمتي
رفعت نقابها وهي تتجه إليها/سّمي؟
برجاء يدفعه حُب وشوق عظيم/اتصلي بالبيت خليهم يجيبون وسام، اشتقتله وهو بعد هاللحين تعبان حبيبي يبيني
لولوه بابتسامه/انتي ماقصرتي معه خليتيه يتأقلم مع اللي حوله ، الولد صح سأل عنك لكنه مبسوط مع اخوانك وام رواد ماقصرت سدت مكانك ،، والحمدلله هذا انتي ارتاح راسك من هالورم الله لا يعيده..ارتاحي شوي قبل زحمة الزوار
كلها اربع ساعات وتجي الشموس وعبير بعد بتوصل بالليل
ليال بفضول/بعد قلبي الشموس تكون تعبت
لولوه/ماعليها بخير ومع أدهم ..كلمتني قبل شوي ..محد تعب غيرك انتي ارتاحي بس، اللي صار لك امس ماكان عادي..حتى اني للحين ماني مصدقه انك قدامي و مرتاحه.
تذكرت ماحدث، وهي تخوض المغامره مع الدكتور وليد..كانت تضحيه كبيره منها لو ماتت..و لكنها عاشت واصبح نجاحاً باهراً لوليد الذي سمعت اخباره من غدير قبل قليل..وليد يستحق كل خير.
انتبهت للخاتم الذي يزيّن يدها..ممن؟!
غضبت وهي تظنه من وليد!! بفعلته هذه قد تجاوز كل الحدود ويجب ان يكون لها موقف صارم..
نزعت الخاتم وهي تضعه في الدرج الذي بجانبها.
،
وصل عيادته وهو يجلس يتسائل بحيره، هل تتذكر الحديث الذي دار بينهما قبل العمليه؟!
هل نبض قلبها له كما بثت الحياه فيه؟!
،
 تنهد وهو يتهكم على نفسه بنفسه بعد رؤية خاتم الألماس الذي يزين يدها..؛
آه منك يا رجل تُفكر بهلاكك فقط..!
من أنت لتفكر بمثلها؟!! ستخسر لا محاله!
"يالله حتى أنا لا أُنصفني"
وليس الاخرين فقط..!!
قل لي بربك يا أنا؛
اي ذنب يجعل من مجرد الحُلم بها خطيئه؟!
و أي دين يمنعك منها؟؟
أليس من الظلم ان لا تكون لك؟!..
اااه يا وليد تتحدث عن الظلم وكأنك موقن بالفوارق الكبيره بينك وبينها!!
و تتحدث عن الخطيئه وكأنك تعرف ان ماتفعله خلسه ليس صواباً..
ثم تتحدث عن حقك بها وكأنك تراهم يرفضونك ويزفونها لغيرك؟!
"سأصبر وادع الأمور تسير ...مازال في الوقت متسع لي ولها.
هي مريضتي أنا....وانا دوائها."
،
رن هاتفه ليرفعه ويرد بعد تنهيده/نعم...ايوه..جريدة ايش؟!
انا بقسم المخ والاعصاب..ما راح اقابل احد عنده في الاداره..سلام
اغلق الهاتف وهو يرد على المحمول/هلا معتصم...
على الطرف الاخر/اهلا بالطبيب المشهور منور التلفزيون يا باشا
ضحك/اي تلفزيون من شهر اظن مافتحته طبعاً انت ماخذ اجازه ومتفرغ اليوم مع المدام
المعتصم بسعاده/يا زوول افتح التلفزيون وشوف العالم يتكلم عنك وعن تقنية النانو اللي استخدمتها في الجراحات المستعصيه وانتا ولا على باالك خااالص
وقف وهو يخرج من عيادته لاستقبال القسم حيث شاشة البلازما العريضه هناك وسط تجمع بعض الممرضين و الدكاتره و المراجعين، وهنالك رجلين احدهما بكاميرا وعدة عاد ليرد على المعتصم/معتصم بعدين اكلمك سلام
توقف المذيع امامه بابتسامه/دكتور وليد؟!!
باستغراب/نعم انا
المذيع/الف مبروك على نجاح عمليتك النادره و حابين نسوي معك لقاء اذا ماعندك مانع!
اشار لعيادته/تفضلوا..
وَسَلَّتْ حُساماً من سَواجي جفُونها
كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ
تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ !!
ومنْ عَجبٍ أنْ يَقْطع السَّيْفُ في الغِمْد
.
.
اتصلت به كثيراً... كان لا يرد..
انهارت على اريكتها بخذلان.. و دموع خيبه..على الفرص الضائعه..التي كانت مواتيه ولم تستغلها جيداً..
حينما كان يمنعها قلبها من إتباع عقلها في أزمة الحب التي اهلكتها!
جلست تفكر بصداع...لم تجد لشتات تفكيرها حلاً ينصفها من قلبها....!!
لم تكن تعرف ان؛
معادلة المشاعر تصبح صعبه جداً حين تصطدم متغيرات القلب بثوابت العقل!
عقلك يعرف جيداً ما يجب عليك اتباعه ليس قلبك.
أولئك الذين يتتبعون قلوبهم لا يعيشون طويلاً..!!
"هذا الذي علمني إياه حبك!!!"
كنت قصراً من الرمل لكنه هوا..
ليتني احتفظت بنفسي لسنيني القادمه..ولطفل الخطيئه الذي سيذكرني دائما بالأحمق الذي لمسني أول مره..!!
ليتني بقيت منغلقه على قلبي ومشاعري،
ليتني لم اميل مع ذلك القلب حين هوى
ليتني لم اصدّق نُبل افعاله و حديثه حين روى
آه ما اطول قائمة الليت عندي!!!!
...
اغلقت رواية هند القديمه وهي تكتفي من مراجعتها لهذا اليوم"مابال عمتها ، تُبحر بها في متاهات النفس و دهاليز القلب المنهك، و تتحدث دائماً عن الخذلان...!.…
"يالله كل الخذلان ان كانت هذه الروايه ايضاً غير مكتمله عندي!!"
تمنت ان تُفاجئها بإصدار روايتها ولكن بعدما تنتهي من قرائتها ومراجعتها بنفسها... تقليص أيام عملها خلق لها اوقات فراغ باتت تستغلها فيما تحب فعله..
لحظات لتسمع صوت خطواته قادم من جهة الحديقه..فتح الباب ليدخل تيار هواء بارد مع دخوله فأغلق الباب بسرعه وهو يلتثم بشماغه عن البرد..ابتسمت وهي تراه مبللاً و متكتفاً/محد قالك تطلع بدون جاكيت و مظله!!
اتجه إلى المدفئه القابعه في الجهه الاخرى ليجلس ويلتمس الدفء/الشتاء هالسنه دخل علينا مره وحده.
وقفت واتجهت إليه وهي تنزع شالها الثقيل وتضعه عليه/تدفا انا رايحه اجيب لك حليب ساخن بالشوكليت تدفيك
التفت إليها/الا والله جيبي برّاد زنجبيل ادفى
بابتسامه صغيره/بتشرب اللي بجيبه..اوكي؟
وقف وهو يتجه إليها بشالها/طيب اخذيه لا تبردين انا بقعد هنا
اعادته على ظهره وهي تُصر/محسسني اني بطلع برا...ترى البيت كله نظام تدفئه مايحتاج..خله معك وياليت تروح تلبس لبس اثقل احسن وتغير هالمبلله
خرجت فدخل يغير لباسه بسرعه عن البرد الذي اعتراه في الخارج...،
،
وصلت المطبخ وهي تبدأ بإعداد كوبين وتأمر الخادمه بتجهيز الفطائر التي أمرتها بصناعتها لها..
رن هاتفها لتخرجه من جيب بنطالها و ترد بابتسامه/هلا بعروستنا....
ضلت تتحدث معها باهتمام وهي تنهي عملها....
.
.
انتهى من لباسه ودس شيئاً صغيراً في جيب بنطال بيجامته الواسع.. وخرج للمكتب ليراها تجلس عند المدفئه بعدما وضعت وسائد و طاوله قصيرة الارجل عليها ابريق حليب الشوكلاته الساخن باكوابه وصحن فطائر ..
ابتسم وهو يتجه إليها ويجلس مكانه/هذا اكثر شي كنت محتاجه هاللحين...تسلم يدينك
بادلته الابتسامه وهي تسكب له في كوبه/خذ بالك ترى الحليب انا اللي مسويته.. والفطاير عجنتها بس خبزتها الشغاله.
رفع ناظريه مستغرباً بابتسامه/تعرفين تشتغلين بالمطبخ وتطبخين بعد؟!
مثلت العبوس وهي تلتقط كوبها/اهااا انت فعلاً مستقل بقدراتي..معاد إلا هي ماعرف اطبخ بعد!!..
مازال مستغرباً/توقعت مع هالخدم ماتعرفين.
ابتسمت وهي ترى الاستغراب في عينيه/لعلمك انا ماحب كثرة الخدم هما ثنتين داخل البيت ووحده بالمطبخ..البيت ماهو صغير شوفت عينك
مازال مبتسما وهو يستمتع بكوب الحليب واحاديثها المسترسله/اهاااه. طيب متى جاتك هالفرصه تتعلمين كم طبخه؟! وانتي من عرفتك تتنفسين اعمال،،سمعت من صالح انك حتى تسافرين مع عمي سفريات العمل بعد!!
استرخت في جلوسها/صحيح كلامه..بس سبق و درست ببريطانيا واضطريت اخدم نفسي.
خفتت ابتسامته لتختفي رغماً عنه، وهي تخبره بهذا الخبر الذي للتو عرفه عنها، أكانت لوحدها هناك؟!!
يكاد يكسر الكوب الذي يُمسك به بيده..
لاحظت سكوته المفاجئ وتعابير وجهه التي تفضح غضبه المكبوت، تعرف ما يدور في رأسه ويخشى نطقه، ابتسمت لتريحه/اتعبني نايف هناك كان توه طفل شقي و ماكان يعجبه طبخي بالبدايه بعدين تعود وانا كنت اجتهد واحاول ارضيه واتقنت بعض الاشياء المهمه اللي تمشي حالنا...
وكأنه استرجع اكسير الحياه مجدداً بعدما عرف أن اخيها بصحبتها، انفردت ملامحه..ونطق/ليه ما رحتي لحالك؟
ابتسمت لتلك الذكريات الجميله،امضت سنوات عملها الاولى هناك في بريطانيا بالإضافه لدراستها وبصحبة الأخ الذي بمنزلة الإبن ويأخذ انفاسها حين تذكره/اصلاً ماكنت ابي ادرس هناك.. تخصصي اللي ابيه موجود بكل مكان وكان بإمكاني حتى ادرس هنا.. بس ابوي أصر اروح مع نايف يبيه يدرس المتوسطه والثانويه هناك.. اخوي كان مشاغب شوي ولازمه مدارس صارمه..فاضطريت اروح مثل أي أم توقف على راس ولدها علشان تتأكد انه يذاكر .. وبس
الآن فقط ارتاح... تباً للغيرة الحمقاء تكادت تهلكه وتحطم كل شيء،.
تجاهل مشاعره المرتبكه قبل قليل و أدخل يده في جيب بيجامته وهو يُخرج علبةً بيضاء صغيرة..غُلفت بشريط احمر رفيع وبشكل انيق جداً.. ليقدمها لها بابتسامه/تفضلي
لم تصدق ...!!
أيتذكرها بهديه؟!!..ابتسمت وهي تنظر إلى طرفه الناعس بتعجب و هي تُقلّب العلبه بين اناملها/المطر الليله ماهو بس من غيوم السماء..!!
بإبتسامته وعينيه التي تنطق سعاده/غيوم السماء ان امطرت فهي مخيره على حساب الريح اللي يسيّرها خالقها...ليله تمطر و ليالي طويله تبخل بماها...لكن انتي مطر يغمرني كل ليله لو هي بلا غيومٍ سماها..
رفعت حاجبها و كأنها تُحييه على رده الذي اعجبها/محامي مافيك حيله.اكيد بتكون متحدث وممثل بارع..
تجاهل وصفها له بالممثل و نطق بحماس وهو ينتظر ردة فعلها/افتحي العلبه ..
فتحت العلبه بترقب..يا ترى ماستحويه.. بالتأكيد خاتم ..لتتفاجئ بخاتمين يشبهان بعضهما تماماً ولكن احدهما صغير للغايه..
إلتقطت الصغير وهي تنظر إليه بابتسامه تتسع و عينين لامعه، كيف فكر به هذا المجنون/حناااانسس يجنن يا أدهم ...كيف فكرت انت؟!!
اعجبته ردة فعلها، ذلك يعني له الكثير/من اول ماعرفت بحملك وانا افكر فيها وما اتخيل الا هالصغيره بفستان ناعم صغير وشعر اسود قصير و غرّتها الكثيفه فوق عيونها وتستقبلني عند الباب بلهفة عناق وحب صادق كلما رجعت من العمل.....
اطلق تنهيدته وهو يكمل/عسى الله لا يخيب رجاي
سرحت قليلاً في خياله الذي سرده امامها الآن كم هو جميل و ابيض شفاف. اصبحت هي ايضاً تريد بنت/لعبت بمخي خليتني صدق اتمناها بنت
ابتسم/الاولاد نعمه .. ولكني ابي ساره اول الفال كله
حاولت وضع الخاتم الصغير في اصبع يدها الصغير ولكن دون جدوى، يا إلهي ،بداخلي كائن صغير لدرجة انه يرتدي هذا الخاتم الصغير/من هاللحين يا بابا ..بديت تدلعها!!.. اوكي افرض طلع ولد ..وش بتسوي؟!!!
اتكئ في جلسته وهو مستمتع بأحاديثها/اذا ولد الله يعينك تشدين حيلك تحملين مره ثانيه وتجيبين البنت...بسيطه
ارادت مشاكسته فقط وهي ترتدي خاتمه الألماسي الناعم/واذا طلع برضو ولد بتقول بسيطه واحملي بعد...لا يكون حضرتك تظن اني آلة تفقيس؟!!
اعتدل في جلسته وهو يعني ما يقوله/قلت لك ماراح ترتاحين لين تجيبين ساره...احسن لك ادعي ربك تكون اللي ببطنك بنت..
صغّرت عينيها وهي ترى جديته، ذكّرها هذا الخاتم بخاتنها الءي أهءه/على سيرة الخواتم يابو ساره متى بترجع لي خاتمي اللي خذيته مني وقت الشبكه؟!..لا تحسب اني نسيته
سكب له كوباً آخر وهو يتذكره/وش تبين بهذاك الخاتم وانتي عندك صندوق مجوهرات؟!!
نطقت بحنين وهي تعيد الخاتم الصغير لعلبته/هديه من ابوي .و بنظري هو اغلى هداياه لي..
..../لهالسبب متعلقه فيه؟!
..../فوق ماتتخيل.....هاه متى بترجعه لي؟!
..../بعد ولادتك بساره ان شاء الله..اذا ولد تحلمين به.
صدت عنه بتملل غاضبه لتلقي نظراتها للنار الملتهبه وسط المدفئه/ما شاء الله..صارت بنتي ضرتي..من قبل تجي!!
بعد دقيقتين صمت لاحظته يقترب ولكن تجاهلت اقترابه..وهي تراه يأتي و يجلس بجانبها ..ليمد يده بصمت و يلامس يدها التي تتكئ عليها ليهمس في أذنها بوشوشه جعلتها تحمر و تبتسم بخجل وهي تسحب يدها ..كانت ستقف لتتهرب ولكنه ثبتها.....
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والعشرون
فتحت عينيها بعد نومٍ عميق و مريح جداً..
لم تنام بهذه الراحه المطلقه منذ زمن..
حاولت رفع رأسها بحذر..لم تعتاد بعد على ذلك الجرح الذي يثقب مؤخرة رأسها.. اخبروها بأنه صغير جداً ولا يكاد يُرى..لم تصدق، ذلك الطبيب فتح بذلك لحياتها فصلاً آخر....
تذكرت ان عمتها لولوه اخبرتها انها ستذهب بعد صلاة الفجر لترتيب وضعها بما أنها ستطيل البقاء هنا..لتأتي ظهراً..
انتبهت لنزول شعرها على كتفيها تذكرت أن الممرضه أزالة اللفافه منها قبل ان تنام...مسكت طرفيّ شعرها ، يالله يبدو متشابكاً و بحاله مزريه..رغم ان ظاهره ناعم بتموجات طبيعيه...تركته مسدولاً خلفها بهدوء وهي تفكر بلمس جرح العمليه وتحديد مكانها...
نزلت من سريرها بهدوء وهي تمشي ببيحامتها الفضفاضه وسط جناحها الكبير..ابتعدت عن عمتها واتجهت للنافذه الكبيره و المغلقه بستائرها البيضاء، لتبدأ بتشريعها و هي تنتعش برؤية الشمس مُجدداً...
لا احد يفكر بنعمة البصر إلا حين يفقدها..
لن يعي احد ماشعورها الآن...وكأنها طفله عينيها تتفقد كل شيء حديقة المشفى و شروق الشمس واشعتها التي تغازل الاشجار ..و أولئك العمال الذين يهذبون الأشجار ويسقون الازهار...
وذلك السائق الغاضب من اغلاق احدهم الطريق امامه بسيارته في مواقف السيارات الجانبي...نزل وهو غاضب نزع شماغه وكاد ان يضرب السائق الآخر لولا تدخل رجل ثالث و حلّه للنزاع وانتهت المشكله في حينها...
ابتسمت فهذه هي تفاصيل الحياة...جزء سيء وجزء جيد احدهما في صراع دائم مع الاخر...لا يتفقان و لا يتوقفان هكذا هي الحياة التي نعيشها ايام مظلمه بالحزن وايام أخرى مضيئه بالسعاده..علينا ان نكون منصفين لنرى الحياه بكل ايامها فلا نعيش الحزّن اكثر من اللازم ونتجاهل مرور السعاده ..!!
رفعت عينيها للسماء بابتسامتها الشفافه لترى تلك الطائره التي تعبر الاجواء لربما للتو اقلعت لمكان ما...في هذه المعموره..يا تُرى إلى أين؟!'
طرق الباب ثلاثاً ثم فتحه وهو يبحث عنها في سريرها ولكنه تفاجأ بعدم تواجدها فيه؟!!! ليسمع صوتها من الجهه الأخرى..
..../أنا هنا
لا يكاد يصدق ما يراه...تملّكته الحيره !!!
أهي من تسطع أمامه أم انها اشعة الشمس التي خلفها؟!!
تقف هناك تحيطها هالة النور القادم من النافذه مرتديةً بيجامتها الواسعه ويديها تمسك بشعرها المتبعثر بشكل عفوي جداً ...!
كسرت عينيها و يبدو جليّا ان الخجل يطوقها..
صد بعينيه لثواني وهو يستعيد نفسه، ثم عاد لينظر إليها بابتسامه تقفز على شفتيه تلقائياً حين يراها..
كم تسيطر على ذاك النابض بين الحنايا!
كم تتحكم في تنظيم جهازه التنفسي!!
تمنت ان تنشق الارض وتبتلعها وان لا تجعله يدخل عليها هكذا، هي مخطئه بل تتسربل الخطيئه ، خانها الضمير هذه المره و هاجمها بلا هواده..!
كيف لها ان تتباسط مع رجل غريب؟! وإن كان طبيبها!!
كم تشعر بالخزي من نفسها الجريئه!!
...قاطع استرسال ضميرها صوته الذي يحيي من جديد القلب الذي حكمت عليه بالموت باكراً ..
يعرف جيداً تحفظها على نفسها وتشددها عليها،حاول ان يطفئ ابتسامته قدر المستطاع/صباح الخير
تكاد تجزم ان نظراته ناراً تحرق وجهها ليس اقل من ذلك...لم تحبذ هذا الموقف الذي لا يليق بها أبداً، اتجهت لتلك الأريكه لتجلس وهي تشعر بتنمل ساقيها من هذا الموقف، تحدثت وهي تتهرب من عينيه بغضب مكبوت، بصوتها العادي/ماتوقعت احد يدخل علي هالوقت خصوصاً بعد تجاوزي الخطر الحمدلله وفك اللفه
هي تعرف كل شيء ولا تخفاها خافيه.. ولا تجهلها افعاله ، إذن مالذي يبرر مسايرتها لزياراته التطفليه اغلب المرات/معك حق...لكن انا جيت علشان اقولك إياها بنفسي...
خافت مما سيقوله، لا تعلم لماذا..ذهب تفكيرها بعيداً جداً وهي غاضبه/قبل كل شيء دكتور وليد..بسألك
ابتسم وهو يراها تتهرب من النظر إليه/اسألي
ابتلعت الخوف وهي تُطلق لسانها بما يختنق به صدرها/انا انسانه صريحه بحياتي، و الاساليب الملتويه بالتلميح المُتصنع ماحبها...
استغرب مناسبة حديثها هذا/مافهمت شتقصدين؟!!
سألته بجديّه/بصراحه يا وليد تشوفها زينه بحقي وانت تدخل غرفتي لحالك؟!..وانت عارف اني لحالي؟!!
وكأن سؤالها الذي يتهمه سهم غرزته في قلبه، ليشعر بوخزه كل جزء في جسده، مد يده لياقته ليوسع ربطة عنقه قليلاً و كأنه يبحث عن اكسجين..
"وهل يحتاج التلميح لشرح أيتها السمراء الجميله؟!!"..
اعادت سؤالها بانزعاج مبطن ،فصمته يؤكد شكوكها في نواياه/الجواب صعب لهالدرجه؟!!
تقول انها لا تحب التلميح ..ولكن هل لو صارحها ستتقبل صراحته بصدرٍ مُحب ام انها ستطرده؟!!!
شعر بغضب مكبوت،وهو يرى بأنه فارس لا يُشق له غبار ولكن إحتقره قومه لأنه فقط إبن الراعي!.
التلميح هو اقصى ما قد يفعله شخصٌ يُعتبر نكره في بلده الذي يرفض الاعتراف به !.هما لا يحملان نفس الهوية والفوارق بينهما تتسع اكثر كلّما فكر بها ... وهاهو يعجز عن الرد رغم توفر الإجابه..كيف يعترف لها "بحُبه المبين" ، نطق بضعف إتضح في بحة صوته/آنا اسف "نسيت انه مايحق لنكره مهما صار دكتور انه يتطفل على مريضته،
أردف وهو يهز رأسه بخذلان/عموماً انا جيت علشان بس اقولك ان كلها يومين وطالعه.. يعني بترتاحين من تطفلي للأبد ..عن اذنك"
استوقفته قبل ان يخرج/دكتور وليد
توقف واستدار إليها وهو عاقداً لحاجبيّه/نعم!
اتجهت للدُرج الذي بجانب سريرها وهي تُخرج الخاتم وترفعه ليراه/لقيت هذا بيدي بعدما صحيت من غيبوبتي!!،
صُدم من اتهامها المُبطن بدون التأكد ليقاطعها بنفس هدوءها/واضح اني المتهم ..صح؟!
مازالت تحتفظ بهدوءها كعادتها/من تتوقع يكون؟! وانا بمستشفى محترمه!!
أردف بغضب مكبوت/شلون فكرتي اني ممكن اسوي شيء رخيص مثل هذا؟!!
لم تستطيع الرد...كان هو اول من تبادر لذهنها ، ولعلها بينها وبين نفسها تمنت ذلك خلسه..لا تعرف فقط اتهمته وكأنها تريد ان تنفره منها!!!!
استدار ليذهب ولكن بقلبه شرخ كبير احدثته باتهاماتها، ذلك يدل بشكل واضح ان نظرتها له دونيه كما ينظر إليه البقيه، التفت إليها وعينه في الارض، بإنكسار/اقسم اني كنت متوقعك غير عنهم...ولكن!
تركها و خرج مُغلقاً الباب خلفه..!!
حزنت وهي تراه يخرج كالمهزوم بعد نبرته الموسومه بالوجع، لم تقصد الإهانه...كانت فقط تدفعه للإجابه ليرتاح وترتاح هي أيضاً...!!
وضعت يدها على قفصها الصدري وهي تُهدئ من توتر انفاسها التي اضطربت، وتواسي نفسها بأن مافعلته صحيح.. يجب ان لا يقترب منها اكثر ولا يحاول ولا حتى يفكر...!
هل تنتظر ان تكون قصتها على كل لسان غداً "الطبيب المشهور يتزوج مريضته" بالتأكيد سيزيد اللت والعجن في قصتهما ...و هذا شيء مقزز ومنفر...ماذا سيتوقع الناس وماذا سيتخيلون...
عليه ان يجد اخرى بعيده كل البعد عنها...!
اتجهت للتلفزيون وهي تبحث عن مخرج من تفكيرها به ...ليظهر أمامها في احد البرامج الصباحيه الشهيره.."هاهو يتحدث بحماس عن تجربته الناجحه معي وكيف انني دفعته للنجاح بعدما ضحيت بنفسي و بأنني الوحيده التي آمنت به ووثقت بنجاحه....
يالله كيف لي الخلاص، ارتاح رأسي من وجعه فاشتعل القلب بعده مباشرةً!!!!..كم انا فاشله لا أُتقن سوى فن التنفير؟!!"
إلتقطت هاتفها وهي تحاول الاتصال بالشموس يجب ان تتحدث معها لترتاح..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والعشرون
وقفت مصدومه بعدما عرفت ذلك السر الدفين!!
الآن عرفت لماذا لم ينطق لها بكلمة حب واحده رغم تصرفاته التي جعلتها تتوهم حبه لها !!
نعم..،
كانت تلك اللحظه التي تغير بداخلي كل شيء..
آمنت بالندم و كرهت تسرعي واندفاعي..
كانت مُحقّه جدتي حينما اخبرتني ذات قهوة بأن "الاعتراف بالحب يقلل من توهجه ويُفقده لذّته"
وها أنا اليوم افهم ما كانت تعنيه تلك السيده المسنه!!
كيف استهان بي؟!
كيف تجرأ؟! بل كيف لقلبي ان صدقه؟!
يالحقارته ...و يالغبائي..!
*هنا توقفت عن القراءه...لم تحتمل !!
.. اغلقت الكتاب وهي منزعجه مما قرأته..شيء ما جعلها تظن ان من تتحدث في الروايه هي...
حاولت تشتيت ما قرأته" عمتي هند تكتب اشياء غريبه"
تركت ذلك الدفتر مكانه على المكتب وهي تقف وتتجه لهاتفها الذي يرن لترد بابتسامه/هلا ليال
على الطرف الآخر بصوت رجاء/وينكم؟! ليه خليتوني لحالي؟
ابتسمت/حبيبتي..عمتي نامت وماحبينا نصحيها و قررت ازورك اليوم انا و وسام و ام رواد بس تجهز وسام ، ولك مفاجأه جايتك بالطريق بعد..خالتي منيره هدي نفسك ..
نطقت براحه/حبيبتي خالتي منوور زين انتظركم..سلام
اغلقت هاتفها لتلتقط عبائتها وحقيبتها وتخرج الى البهو الداخلي للفله لتستعجل ام رواد/ام روااد تأخرنا على الزياره..
خرجت تلك من المصعد وبصحبتها وسام الذي ركض ناحية الشموس ليعانقها..
نزلت لمستواه وهي تعانقه وتتحدث بمثل طريقة ليال حين تخاطبه/ما شاء الله..يازين الزين وش هالاناقه يا وسومه؟!!
ام رواد/ليت كل البزارين مثله منظّم و اشياءه ما يبعثرها و ما عقدني في لبسه
مسحت على رأسه وهي تقف وتمسك بيده، كل ذلك بفعل ليال التي اهتمت لأمره ورعته كطفل انجبته ،كم تفخر بأختها و ما تفعله..إلتفتت لأم رواد/مشينا؟!
ام رواد/مادري خالتك منيره بتجي هنا ،ننتظرها والا بتروح للمستشفى علطول؟!
اخذت وسام بيده وهي تتحرك ذاهبه/لا تلقينها هناك هاللحين بسرعه لا نتأخر
،
،
.
منذ دقائق تجلس هنالك صامته، باكيه ،غاضبه وكأنها لم تراها متعافيه!! إخفائها لأمر مرضها عنها وعدم اخبارها بوقت العمليه جعلها تثور و تغضب، ماذا لو حدث لها شيء وهي غاضبه منها؟!!
ابتسمت ليال لأم رواد وهي تطلبها التوسط بالحديث/مرت ابوي تكفيين اقنعيها اني بخير وما في إلا العافيه،
ام رواد بتأثر/معها حق ام طراد.. يامنيره ماجاء لي مجال اتصل بك والله انشغلت امسحيها بوجهي.
تحدثت ام طراد بحزن الأم/ويقولون الخال والد بعد!!..لو انك حاسه اني مثل أمك ما خشيتي عني مثل هالشيء، ليه ياليال؟! تظنين اني بكرهك علشان رفضك لطراد تراك غلطانه وللحين ماتعرفين مكانتك بقلبي يا بنتي
حاولت ان تجلس لتنزل من سريرها وتتجه لها/انتي تبيني اوريك طولي بس...هذا انا امشي عادي مابي إلا العافيه
خافت ووقفت تتلقفها وهي تمسك بيديها/اقعدي لا تدوخين هاللحين
ابتسمت وهي تعانق خالتها وتشد عليها/من قال اني اشك بمكانتي بقلبك، هااه؟! انا خبيت عنك انتي بالذات مابيك تقلقين، السكر عندك هالايام ماهو مضبوط وتبيني ارهقك بالتفكير بي بعد؟!!
بادلتها العناق كأمها تماماً/مشكلتكم يا بنات النايفه ماتعرفون قيمتكم بقلبي!
دخلت في هذه اللحظات وهي ترسم ابتسامتها/يفدونك بنات النايفه يا منيره..
إلتفتت إليها مبتسمه لتسلم عليها بحراره/هلا والله بأم راكان
ضحكت وهي تبادلها السلام/انتي سميتي الولد راكان و أدهم سمى البنت ساره، طيب محد سألني وش رايي يا جماعه انا الأم
ام رواد بضحك/والله يا بنتي انا ما اخذت حريتي إلا بأسم اخر العنقود ..انتظري للأخير احسن
عبست الشموس بممازحه/يالله وكأن الشموس بس متفرغه تحمل وتولد..طيب افرضوا مالله رزقني غيره؟!
ليال بعبوس/فالك ماقبلناه..تعاالي ليه تأخرتوا علي ابعدي خليني اشوف وسامي أناا
عانقها بقوه وهو يبتسم بصمته..لم يتركها
ام طراد وهي ترمقها بحده/مابعد خلصت هواشي معك ترى
ضحكت وهي تشير إليها/يا جماعه راضوا هالزعلانه .. والا شوفولكم صرفه مع خالتكم هذي
وكزتها الشموس وهي تكتم ضحكتها/شايفه يا خاله فضحتينا عند مرت ابوي
ام طراد عادت الى ليال التي تجلس على طرف سريرها/ماعلي منكم..اسمعوا ترى بقعد مع بنتي هاليومين انتي ارتاحي
ام رواد بابتسامه/تسوين بلولوه خير خليها تروح لشايبها وعيالها
ضحكت الشموس/اي والله اهم شيء الشايب.
ام طراد وهي تشد شالها بحياء امتزج بابتسامات ضاحكه/اي والله اهم شيء الشوووق
الشموس بتهكم على نبرة خالتها/اجل مالنا حيله دامه الشوق!
ليال وهي تكتم ضحكتها/الشموس بس عااد خلي عمتي براحتها، حتى وهالمسيكينه نايمه بالبيت مناشبتها
ضحكت ام طراد وهي تتذكر امراً/الشموس متى بتجي عمتك هند؟!
الشموس/بااقي يا قلبي عليها..خليها براحتها ماراح ننكد عليها ابد..وشوفت عينك الامور عدت بخير ولله الحمد.
ام طراد بجديّه/والله هند تستاهل كل خير الله يسخّر هالرجل لها
الكل باصوات متفاوته../امين
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والعشرون
نزل من سيارته وهو يراها تنزل من سيارتها..ليتجهان للمقهى المنشود في ذلك المول الكبير....
مازال يلعنها في كل خطوه تجعله يخطوها معها..كيف سيتصرف معها و يزيحها عن حياته بدون ان تعلم بها الشموس؟! لا يعلم كيف يتصرف ؟! هي لا تجعله يفكر وتحاصره بإتصالاتها الدائمه...
لا سبيل آخر سوى مسايرتها حتى تلد الشموس...اي صدمه الآن ستودي بحياتها يعرف ذلك ..جسمها ضعيف وبالكاد يحتمل جنيناً لن تحتمل صدمتها به...
"بعض السقطات لا نستطيع محوها من تاريخنا ، تبقى عثره في تقدمنا دائماً !!..كتلك المشعوذه التي تسير بجانبه تماماً".، لم يعاملها كزوجه حينما تزوجها ولكنها تريده الآن بعدما عرفت كيف تمسك به من خلال نقطة ضعفه...
اصطدم كتفه بإحداهن ولكنه اعتذر لها واكمل طريقه ..هو حقاً لم ينتبه..!
امسكت به مها بدون ان تلتفت و تحدثت بغيره/حركات معروفه .. صدق قليلة حياء
استغرب هذا الوصف وهو يسحب يده من يدها بهدوء، بالطبع لن تفكر تجاه الناس إلا بمثل تفكيرها القذر،..!!
،
.
،
ابتسمت لصاحبتها/عرفتيه؟! هذا الدكتور أدهم،هو و الشموس، مانتبهت لها زين بس اكيد هي ماشافتني بعد، حتى مالتفتت شكلها زعلت
رفعت كتفيها/شدراني نوره !!..ماعرفه.
ابتسمت وهي تُخرج هاتفها لتتصل بها وتعتذر مما بدر منها/بتصل فيها ..يمكن انتبهت لي وخذت موقف..
رفيقتها بواقعيه/برأيي ماله داعي تتصلين هاللحين
نوره بإصرار/هذي الشمووس يا أمل
امل بلا مبالاه/ واذا الشموس خير ياطير
نوره وهي تهز رأسها/خبله مديرتي واشتغل معها تبيني انزع علاقتي بسبب ماله داعي...اسكتي بس رن التليفون
انتظرتها حتى ردت لتتحدث/ألو السلام عليكم الشموس........مابي اشغلك عن زوجك بس حبيت اقولك اني آسفه عاللي حصل من شوي والله مانتبهت لأدهم قدامي كنت اتفقد كيسة الاغراض بيدي
على الطرف الآخر/أدهم!!
ابتسمت وهي توضح لها/ايووه انا اللي قبل شوي صدم كتفي بأدهم..شفتك معه وهربت والله ماقدرت احط عيني بعينك...معذوره حسيتك زعلتي اسفه والله مانتبهت
.
،
.
تكاد تُصعق وهي تخرج من غرفة ليال وترد على مديرة مكتبها ..
فهمت مالم تريد ان تفهمه حاولت ان تكون عاديه/اهااا....لا والله عادي لا تفكرين بالموضوع حتى... لا مايحتاج ..اوكي نوره سلام
جلست وهي تحاول ان تكون هادئه، قد اخبرها انه سيذهب للقاء قاسي ولكنه يخرج مع احداهن في احد المولات ،تعرف ان نوره ذاهبه اليوم للتسوق لزواج اختها..
و كأن في رأسها ثقب تسلل منه الهواء لداخله!!
أو كأن نوراً سطع في وجهها فجأه وجعلها تعمى لثواني فلا ترى شيئاً...!!!
استيقظت على وكز نيفادا لكتفها و صوتها الهادئ/الشموس وش مجلسك هنا لحالك؟!
وقفت وهي تتجاوز ما مرت به قبل قليل/كانت معي مكالمه وطلعت ارد عليها..من جابك انتي؟!
استغربت سؤالها فمن سيأتي بها سوى الذي صار بمسمى زوجها/اكيد جايه مع قاسي..و ماراح اطوّل بس شوي و بنروح
لمحته يقف هنالك، لتعود بعينيها لنيفادا وهي تشعر بأنها اشلاء مبعثره، كورقة شجرة بعثرها الخريف لتتقاذفها الرياح الموسميه بلا رحمه!!
امسكت بيدها وهي تحاول ان تفهمها/الشموس حبيبتي فيك شيء؟!
صدت وهي تحاول ان تكون طبيعيه و تذهب لتدخل/لا مافيني ..تعالي ندخل...
،
.
،
.
مر بسيارته ذلك المنزل الجديد الذي صار لأمه بعد زواجها من ذلك المحامي... كعادته يتفقد عودتهم..
ليلمح إضاءات المنزل لابد وأنها عادت.. ولكن أين سيارة زوجها؟! حسناً من الجميل ان يكون خارج المنزل...،
نزل من سيارته وهو يتجه للباب المفتوح اصلاً.. ماذا يمكنه ان يفعل ليُفشل هذا الزواج ليدافع عن رجولته التي يظن انها مهدده بزواج أمه من آخر غير أبيه!!
دخل البيت وهو يتنقل بعينيه في الردهات والممرات...تُرى من أين يبدأ؟!!
سمع صوت خطوات قادمه من السُلّم..ليختبئ بسرعه ويراقب من نصف عين...
نزلت من الأعلى تلك القصيره الممتلئه نوعاً ما وهي تحدث إحداهن تبدو في الاعلى/انا رايحه المطبخ اسوي لنا شيء خفيف ناكله بعد هالتعب
ردت تلك من الاعلى/يكون احسن حبيبتي
ابتسم بخبث وهو يراها تتجه هناك يبدو انها ذاهبه للمطبخ!!هل تكون من بنات صالح؟!!!
فتح زرّي قميصه الاسود و حدد حاجبه الأيسر بطرف إصبعه وهو يلحق بها بخفوت..
.
،
.
اخرجت مقادير السلطه وبدأت بغسلها لتقطيعها..ثم شرعت في تقطيعها ...
سمعت صوت ...شعرت أن أحداً يشاركها أكسجين المكان..هل يكون من العالم الآخر..ربما، رفعت صوتها قليلاً وهي تتلو البسمله و تردد الأذكار...وكلما تزداد خوفاً كلما ترفع صوتها بالقراءه...
لتلتفت بسرعه وهي تصرخ وترفع السكين في وجهه/قل اعوذ برب الناااااس!!!!!
شعر أنه في ورطه وهو يشير بيديه لتصمت/والله ما اسوي لك شيء يا بنت الحلال بس اسكتي فضحتينا
حاولت تهديده وهي ترتجف من خوفها/ابعد يا حراامي..هنننددد ألحقييينييي حرااامي
ستجلب له الفضيحه هذه الغبيه/يابنت اسكتي ترى هند أمي..ماراح تسويلي شيء
استغربت هذا الغبي وهو يدّعي بأن هند أمه، لتصرخ مجدداً/هنننننندددد تعالي شوفي هالمجنوووون
دخلت تتلطف حتى لا يشعر بها لتباغته بضربه على رأسه افقدته وعيه وجعلته يسقط....لتذهب لأختها وتعانقها بخوف/بسم الله عليك ايمان هدي خلاص مغمي عليه
بكت إيمان اكثر وهي تراه على الارض بلا حراك/شكله مااات...!!
اتجهت إليه هند وهي تمسك بيده وتفحص نبضه/قلتلك مغمي عليه بس...تعالي نكلم اخوي راجح ياخذونه ويجيب معه الشرطه يشحطونه مره وحده.
مسحت ايمان دموعها وهي تطمئن على نبضه بنفسها/قد ااايش انتي تاخذين الامور ببساطه..هذا متهجم علينا ببيتك ...
ضحكت هند وهي تراه ممدد/متهجم بدون سلاح !! الله العالم ان الحبوب لاعبه في عقله الله يهديه، تعاالي نتصل براجح بس
ايمان بخوف/راجح بيهاوشنا لأننا قلنا ماله داعي تقعد معنا
ابتسمت هند بثقه/راجح مايرفع صوته على اخته الكبيره لبى قلبه، تعالي بس
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والعشرون
مساءاً...
انتهى من مشواره الذي يخنقه..بالكاد تخلّص منها وهو يمثل انه المهتم بها ..
رن هاتفه وإذا به مهند ليرد عليه ويتضح بنبرته الانزعاج/هلا مهند...
مهند على الطرف الآخر/بتحضر العشاء والا هونت؟!
أدهم/اكيد بحضر العشاء
على الطرف الآخر/امرك بسيارتي ؟!
أدهم/لا ...حالياً انا رايح البيت بغير ملابسي و اجيك ونروح على سيارتي احسن
وكأنه تذكر شيئاً/أدهم نسيت اقولك...مندوبة الشركه الامريكيه اتصلت وطلبت نسوي اجتماع بشكل سريع
أدهم بمسايره/حلو انت نسق معها وعطني خبر...
.....أوقف سيارته وهو ينزل مستعجلاً لا يريد ان يتأخر عن العشاء الذي دُعي إليه من قبل احد كبار رجال الاعمال و لربما تكون هنالك صفقات قد تُبرم بالأخص ان منافسيه في عرض شراء منتجعات الهاواي سيكونون موجودين ...كم يشعر بالصداع من كثرة انشغاله..
دخل غرفته وهو يتجه ناحية خزانته و هو يُخرج له ما سيرتديه بشكل سريع... وضعها على السرير و اتجه لدورة المياه بمنشفته...
دخلت في هذه الأثناء وهي بالكاد تستطيع المشي... من يراها لا يقول بأن داخلها نيران تشتعل..نزعت جاكيتها الثقيل وهي تتجه للثلاجه الصغيره فتحتها بهدوء وأخرجت علبة ماء و علب أدويتها..
لتذهب وتجلس هنالك فتحت العلب وبدأت بأخذ اقراصها..
وهي تراقب ملابسه على السرير بنظرات تكاد تحرقها...!
خرج في هذه اللحظات ليلمحها هناك وهو يستغرب فلأول مره تشرب تلك الانيقه الماء من العلبه مباشره..دائماً تسكبه في كوب وتشرب، ليبتسم/غريبه تشربين الماء من العلبه؟!
ابتسمت باعجاب مزيف/برافو..كيف لاحظت هالتغير بهالسهوله؟!
استغرب تعليقها التهكمي ولكنه تجاهله ليبدأ في لبسه بصمت..ومازال يستغرب رميها سهام نظراتها له من بعيد...
ترددت في صيغة سؤاله،ولكن يجب ان تسأله/وين رحتوا انت وقاسي؟!
إلتقط ساعة معصمه بإرتباك إتضح في جوابه وعدم مقدرته في لبس ساعته كعادته/ما رحت مع قاسي.. طلعت لموعد عمل خارج المؤسسه كنت ناسيه وتذكرته فجأه..و اعتذرت من قاسي.
"غريب لم يكذب!! فهل سيعترف يا تُرى"
اقتربت منه وهي تستغل تهرّب نظراته حين تخاطبه، وقفت بين يديه لتمسكت بساعته و تُلبسها معصمه بسهوله/خمس دقايق علشان تلبس ساعتك؟! وش تفكر فيه؟! من قابلتك اليوم؟!
بدأت تُربكه حقاً بنظراتها التي يشعر بأنها تتهمه، "الويل لك يا أدهم، انتبه فالكذب صعب على مثلها،كن حذراً" /ألتقيت مع مندوبة الشركه الامريكيه مالكة المنتجعات اللي نبي نستحوذ عليها...و الليله معزوم لعشاء مهم فيه عدة شخصيات مهمه..و متوتر شوي، في ناس بشوفهم وبتعامل معهم اول مره ،يعني علشان العمل ..دعواتك
تذكرت مكالمة نوره وهي تخبرها انها لم تنتبه لمن مع أدهم وانها خجلت " ابتسمت وهي تراه يجيبها بسلاسه و تغزو عينيه بنظراتها التي تُربكه و تداعب شعر ذقنه المرتب/لا تتوتر، خلك على طبيعتك..انا واثقه انك بتسلب قلوبهم من اول لقاء.
بادلها الابتسامه الشفافه وهو يشعر بالراحه بعدما تفوهت به/هذا اعتراف اني سلبت قلبك من اول لقاء؟!
رفعت اناملها وهي تشير لعنقها وكأنها تُذكره بتلك القبله المسروقه/المفروض تقول اول اقتحام؟!
اقترب منها ليعيد تلك القبله ثم همس/شرايك نعيدها؟!
ابعدته بكفها وهي تهمس/مهما عدناها مليون مرّه ، مافيه شيء اجمل من البدايات..
عاندها ليقبلها رغماً عنها، ثم تركها بابتسامة خبث/يعني تعترفين انك كنتي مبسوطه لحظتها!! اجل ليه بيّنتي العكس؟!
"دقيق كما عهدته ولكن في الشيء الذي يكون لصالحه!طبيعي كمحامي ذكي لا يفوته شيء!..لا بأس هي أيضاً ليست سهله وعليه ان يحذر"
تركته بهدوء وهي تتجه للخزانه وتُخرج له شماغاً نظيفاً ومن ثم تتجه إليه، وتقدمه له/سّم..
اخذ شماغه من يدها وهو يبدأ بترتيبها على رأسه بابتسامه صغيره..يلمح في عينيها احاديث كثيره...
" رباه كيف يختلط الوعيد والحب في نظره واحده منها؟! ما سر هذا الامتزاج الذي يجعلني اعيش على كف الحيره؟!! هل تعرفين بما افعله بك في الخفاء..انقذيني بالإجابة فلربما كنت ادق مسامير نعشي دونما اشعر!!"
استيقض على شفتيها التي عانقت خدّه بقُبله ناعمه كمثلها تماماً ليلتفت إليها وهو يشعر بالذنب...كيف يواعد أخرى وهو مُرتبط بهذه.. أي جنون يدعوه لخيانتها وإن كانت تلك الخيانه بغرض حمايتها والخوف عليها!!
تركته بعدما عاد لصمته مجدداً...وهي تشعر بأن صمته المفاجئ كصفعه تُخرسها حينما ينوي قلبها الحديث إليه ..!
لعل فواصل الصمت رحمة لها...
كم مرّة قالت لنفسها بأنها لا تصلح للحب؟!!..لا تحصيها!
،
.
،
الظلام دامس في غرفتها..وهي هناك نائمه مُقطبة الحاجبين وهنالك بعض حبات العرق على جبينها ... تبدو أنها في صراع مع كابوس يدك مضجعها..
لحظات لتفتح عينيها وهي تعتدل جالسه وهي تضع يمينها على صدرها وكأنها تحاول صد قلبها عن الخروج من بين اضلاعها..عرفت أنها في كابوس... "اين أدهم؟!!"
ليس في سريره!! نزلت مسرعه وهي تُبعد خصلات شعرها المتبعثر عن وجهها..بحثت عنه في الحمام ولم تعثر عليه..
لتبحث عنه في الدور العلوي ولم تجده حتى في غرفة والدتها التي تغط في نوم عميق..!!!
انتابها الفزع..أين ذهب ذلك الصغير؟!!
نزلت للأسفل وهي مسرعه وتتخطى عتبات السُلم بخفّه.. بحثت عنه في كافة أرجاء المنزل ولم تجده!!
ستُجن بعدما رأت باب المنزل الخارجي..
جلست بإنهيار على اعتاب الباب الداخلي في ساحة المنزل وسط البرد..ركبتيها لم تعد قادره ان تصمد اكثر من شدّت خوفها..انهارت باكيه بضعف..وهي تتهم نفسها بالفشل ..كم هي أمٌ سيئه!!
كيف لم تشعر بإبتعاده عنها هكذا!!
ماذا ستفعل الآن.. عادت للداخل وهي تعيد بحثها لعله نام في مكان ماء ولم يسمع نداءها ..لعل وعسى ..
عادت لغرفتها وهي بغاية توترها وخوفها لتبحث عن هاتفها تريد الاتصال بـ قاسي ليأتي ويتصرف في هذه الورطه التي تُكبل عقلها عن التفكير بأي حل" بات قاسي دائم الخروج من المنزل"..يالله اين ذلك الهاتف؟!!
وجدته...
هو هناك على الكوميدون في الجهه الأخرى من السرير..ذهبت لتلتقطه بيد مرتجفه ولكنها ما ان لامسته حتى سقط ،، انخفضت لتأخذه فسمعت صوت انفاسه تحت السرير .....!!
تنفست الصعداء وهي تراه لتبتسم وهي تستند على الكوميدون باكيه ..، اخذ من الروح كفايتها الليله كادت تُجن وهو نائم تحت السرير بكل وداعه وبيده لُعبته..!!
مسحت دموعها وهي تُخرجه بهدوء وتضعه في سريره وتغطيه بعدما طبعت على وجهه ويديه الكثير من القُبل..
لم تذق طعم النوم جلست تراقبه بجوارها طوال الليل وتتخيل طفليها الآخرين..كم هو موجع الشوق للأبناء وكم هو محرق للقلب بُعدهم..!
تسائلت ككل ليلة في الفراق..مالذي استفادته؟!
غير الذُل و التجاهل ...مالجُرم الذي ارتكبته لتتعب في حياتها...لم تُسيء يوماً لأحد فلماذا لا ترتاح ؟!!!
اغمضت عينيها المبلله وهي تتمتم "ان كانت تلك عقوبةً لذنب ارتكبته فنسيته..فإني استغفرك واتوب إليك من كل ذنب تعلمه ولا اعلمه"
،
.
،
وصله اتصال أفزعه وهو ساهر امام شاشة التلفزيون في غرفته الفندقيه...يتابع مباراة فريقه المفضل في الدوري الانجليزي...
ترك الريموت كنترول وهو يلتقط هاتفه ليقف باستقامه ويرد بإهتمام/نعم طال عمرك؟؟
ارتفع حاجبه وهو يزم شفتيه بعد الذي سمعه/تم طال عمرك هاللحين اتصل بكل قادة الكتايب و السرايا..أمرك
اتجه لدولابه مباشره وهو يغيّر ملابسه بسرعه ، يجب ان يكون في مقر عمله في اسرع وقت ممكن..
ليخرج من غرفته متجهاً لغرفتها المجاوره لغرفته...فتحها و دخل وهو يناديها ..تفاجأ بظلام الغرفه ماعدا تلك الإضاءه التي بالقرب من جهتها في السرير...
اقترب منها وهو يناديها بصوت مرتفع قليلاً/نيفاداا...نيفااداا قووومي
فتحت عينيها و فزعت واقفه وهي تراه بهذا القرب/بسم الله بسم الله..شفيك علي انت شفيييك
بحواجب معقوده و جديه/بسرعه البسي ملابس و اخذي اغراضك بنمشي
نظرت لساعتها واستغربت/ لوين بتاخذني هالوقت؟!
انزلها من السرير وهو يوقفها امامه فهو على عجله من امره/انالا أمرتك بشيء نفذيه لا تقعدين تحققين فاهمه؟!
بكت مجدداً لا تدري مالمكان القادم، هذا فوق طاقتها تختلج استقرار تريد الامان الذي فقدته بمغادرتها منزل اهلها/امانه قاسي لا توديني الصحراء
تأفف وهو ينفضها من يده/قلت لك ألبسي بسرعه
عاكست يديه التي تبعدها لتعانقه برجاء باكيه وتتشبث به/الله يخليك لا الله يخليك
توقف كالصنم وهو يشعر بحرارة انفاسها على صدره بالرغم من ثوبه الشتوي الثقيل، و يديها الرقيقتين التي تطوقه وكأنها تستجير به منه، ليستشعر مدى رعبها وتغيرها، هي لم تصمد منذ اخذها سقطت من اول اختبار نضج بأنها طفله و مطيعه جداً هي حتى لا تعارض مايقول.. " اتستجيرين ممن بات أباً لك يا طفلتي الباكيه، منذ الان، عجز عن لمسها وهو يرجو من الله ان تبتعد بنفسها عنه..لتتغير نبرته فجأه/نيفادا وقفي بكاء..انا ماضربتك...انا بس عندي شغل مضطر اطلع وابي اوديك لأهلك ..
ارتاحت وارتهت يديها لتترك عناقه ولكنها مازالت بين يديه لترفع رأسها لتعانق عينيه بعينيها المبلله/اهلي؟!!!
سكت وكأن دمعها ينهمر سهاماً تخترق منتصف قلبه..
ضغطت على يديه ليرد/قاسي شفيك سكتت؟!
سحب يديه بهدوء وهو يجيبها/ايه..يلا خلصي لمي اغراضك..لأن مدري كم بغيب
ابتلعت ريق الخوف وهي تهدأ و ترتاح اخيراً، لتتركه وتذهب لدورة المياه القريبه لتغسل وجهها من بكاءها..
رأها تبتعد عنه ليتنفس اخيراً ويخرج مسرعاً ليحاسب الفندق ويلهي نفسه حتى تنتهي ..لن يظل يراقبها وهي ترتدي ملابسها...
،
.
،
أطلت برأسها من خلف الباب وهي تناديها بابتسامه/مانمتي ؟!
ابتسمت لها وهي تتجه إليها بهمس/ماتصلت فيك الا مانمت
نادتها للخارج وهي تحمل بيديها كوبي قهوه، لتمد اليها احدهما/تفضلي يا ستي..وتعالي معايه لغرفة الممرضات فاضيه نسهر وندردش علشان خالتك نايمه هنا هنزعجها
فرحت باقتراحها وهي اصلاً ملت من الغرفه اخذت شالها وخرجت للغرفه القريبه ...
بعد لحظات صمتت وهي تتلقف الكوب و ترمقها بسعاده و غرابه في نفس الوقت..هذه لم تنساها بعد كل تلك السنوات..
لمحت سرحانها وهي تتكلم/متصله فيا علشان تسرحي والا شنو؟!
مازالت مبتسمه لتمسك بأناملها/اشتقتلك يا رورو
لمعت عينيها/وانا كمان..تصدقي ماتوقعت نلتقي بعد كل هالسنين يا ليال بعد سنتين من رجعت للسودان انقطعت اخبارك .. احكيلي سويتي شنو بعدي؟!
ارتشفت من كوبها وهي تفكر ماذا فعلت؟!/انا رجعت بعدما خلصت دراستي و عملت في المؤسسات الاجتماعيه....انتي مثلما توقعت تخصصتي مخ واعصاب صح؟!
ابتسمت وهي تجيبها/ايوه بالزززبط
ابتسمت بخبث وهي تهز رأسها/هاللحين عرفت وين التقيتي بزوج الهناء الدكتور معتصم
ضحكت وهي تشير اليها بالصمت/اسكتي لا تفضحينا
مازالت تبتسم بخبث/يقولون في كلية الطب كل قصص الحب تبدأ من المشرحه؟!! صحيح هالكلام؟!
نفت بشكل قاطع وهي تبتسم/الكلام دا مو صحيح ...معتصم كان سابقني بثلاث مستويات.. وتخرج قبلي ومالتقينا في المشرحه ابداً..
رفعت حاجبها كمحقق/ايوه اجل وين ...احكي انا وحده متفرغه وبسمع شسويتي بعدي
تذكرت كيف إلتقت به لتبتسم، كيف ستخبرها/يا ستي بقولك ..بس لا تتريقي لووو سمحتي
بحماس/قوولي بسرعه
نظرت للكوب وهي لا تريد رؤية وجه ليال،ستضحك بالتأكيد/مره من المرات وانا طالعه من الكليه متأخره لقيت زحمه شديد عند الباب وانا كنت مستعجله لأن امي اتصلت بيا و قالت لي انو اختي بتولد في المستشفى..
انا هنا اتزنقت..قلت شغلي مخك يا رورو الوقت مو من صالحك.
تحمست اكثر/ايوه ايش سويتي..اكيد جبتي العيد اعرفك ياما ورطتينا ههه
حاولت التركيز/اسمعيني يا بت...قلت خلاص ماراح اضيع وقت اكتر..،رحت صرخت وانا اقول فيه قنبله يا جماعه قنبله.. و هووبااا دقيقه وحده والبوابه خااااليه تمام وانا اتفرج..
حاولت كتم ضحكتها/مجنوووونه وربي!!شلون خطرت لك هالفكره؟!!
اكملت وهي تعرف انها ستنفجر ضاحكه بعد قليل/يا رريتني اتأخرت في الزحمه دي احسن...خرجت وانا اضحك واروح انتظر لي تاكسي بس ماحد وقف بسرعه
تقدم لي شاب طويل و حليوه ويطلبني اوقف له...انا قلت بس هدا اللي واثق من نفسوا ونازل من سيارتو جري علشان يوقفني ماراح اوقف و..يا ريتني وقفت له
بترقب ووجه ضاحك/ايش صاار بعد
نطقتها وهي تتذكر الموقف/وقعت في فتحة صرف صحي..
ستكوت من شدة ضحكها لم تضحك هكذا منذ مده طويله ثم هدأت لتسألها/ماقلتي لي المعتصم وينه من كل هالقصه؟!! لا يكون هو الشاب الطويل الحليوه هذاك
رويدا هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول السيطره على ضحكها وهي تتخيل الموقف/كان يبي يوقفني ما اوقع بس وقعت..
استرخت بعدما هدأت من ضحكها/يعنني ثقيله يا رويدا، ماتخلين خبالك يالله قسم تضحك قصتك..وياحليله معتصم هام فيك بعد الـ. لا لا سوي له تمثااال
هدأت من ضحكها هي الاخرى/انا قلتلك كيف عرفت معتصم ..يلا قولي لي كيف عرفتي خطيبك؟!
هدأت وهي تتذكر ماحدث بينها وبين وليد ، كم كانت لئيمه، حاولت ان لا تقلب جو الضحك الجميل/ماعندي خطيب..عنست يا رويدا طافني القطار
صغّرت عينيها وهي تراها تكذب/لا تحاولي تتهربي..انا كنت موجوده وقت ما زارك في غرفة النقاهه وانتي بغيبوبه..وسألته مين وقال خطيبك..وقتها خرج ولاحظت بيدك خاتم توقعت علطول أنو منه هو..لأن محد دخل عليك غيره ..يلا اعترفي
لحظه لحظه..شخص آخر؟!! بالتأكيد طراد/رويدا انا ماني خطيبه لأحد..
خافت من جديتها/ليااال انتي اكيد تمزحي..عاارفاكي
ليال بجديه اكثر/روويدا انا ماني خطيبه لأحد واليوم اتهمت من غير قصد الدكتور وليد بأنه هو اللي لبسني الدبله..!!
استغربت اكثر من حديثها/معناتو في لبس في الموضوع كيف خطرلك تشكي بدكتور وليد؟! انا شايفته انسان منضبط لأبعد درجه في عمله ..ماظن انه بيسوي شيء زي اللي بتقوليه هو ارقى من كدا صدقيني معتصم بيشكر فيه كتير
صمتت وهي تسمعها بقلبها..ماذا فعلت يا طراد..لتتذكر أمراً/رورو ..الرجل اللي دخل تتذكرين شكله ملامحه مثلاً
حاولت التذكر/لفتني انو بلا شعر بوجهه.. وتقريباً اقصر بقليل من معتصم
زمت شفتيها بغضب وهي تلتزم صمتها...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والعشرون
ماقبل الفجر.
استيقظت بتأفف على رنين هاتف أدهم..لتلتفت إليه وهي تراه ينام على بطنه ومستغرقاً بنومه وكأنه لا يسمع صوت الهاتف، لتحاول إقاظه بلمس كتفه/أدهم..أدهم قوم تلفونك يرن..
لم يسمعهااا...
حاولت مرّة اخرى بانزعاج/ليه ماحطيته سايلنت وريحتني ..افف من بيتصل هالوقت؟!
تقلّب بتملل وهو يأمرها/يا بنت لا تزعجيني اخذي الجوال وقفليه والا اكسريه
زمت شفتيها بغضب وهي تحاول ان تضايقه كما ازعجها هاتفه لتمد جذعها وهي تأخذ الهاتف فهو في الكوميدون الذي في جهته/معليش حبيبي
يعرف انها متعمده ولكنه صمت يريد النوم كان مرهقاً طوال النهار...
لتلتقط الهاتف وتتفاجئ/غريبه شيبي قاسي هالوقت؟!!
اعتدل جالساً وهو يلتقط الهاتف من يدها/اكيد شيء مهم..
خافت/الله يستر لا تكون اختي فيها شيء!!
أعاد الاتصال الذي انقطع وهو في ترقب لما سيسمع/الو قاسي..سلامات!!!
رأته يغلق الهاتف بسرعه و يهم بالنزول والاتجاه لباب الغرفه على عجله من أمره..لتناديه/أدهم ألبس بجامتك عالاقل بتطلع هالشكل؟!!! شصااير مع قاسي تكلم
اووه تذكر لباسه ليعود للشماعه ويلتقط بيجامته ويرتديها بسرعه/قاسي جايب اختك نيفادا...
فرحت واستغربت بنفس الوقت/بسم الله...لا يكون صاير لها شيء
خرج مسرعاً...
إلتقطت روبها الطويل لترتديه وتُحكم رباطه وتلتحق به تريد ان تستقبل اختها لمعرفة مابها...!
.
،
.
اطالت عناقها وهي تبكي سعيده بعودتها لمنزلها اخيراً..كانت صامته وكأنها فقدت احبالها الصوتيه!!
تحدثت وهي تربت على ظهرها/نيفوو خلاص ..تكلمي وش فيكم ليه جايين هالوقت
تنهدت وهي تترك عناقها ومازالت ممسكه بيديها/عنده عمل ضروري وما يدري متى بيرجع..
استغربت/كان خلاك عند اهله ومن اصبح افلح، واجي اخذك مناك بكرا
حاولت الهدوء فهي الآن بأمان/انا ساكنه بفندق..مو عند اهله..
استغربت اكثر/كل هالمده؟!!!
هزت رأسها بالنفي تريد الفضفضه بكل شيء داخلها/لاااا..شوشو تعبانه والله العظيم لا ترجعوني له
سمعوا آذان صلاة الفجر حاولت تهدأتها وهي تصطحبها لغرفتها وهي تشعر بالذنب تجاهها ، سامح الله أدهم فهو من ابعدها لقاسي، مسحت دموع نيفادا بحنو/هاللحين يا قلبي توضي وصلي ونامي.. اول مانصحصح بتصير بيننا جلسه و بنسولف عن كل شيء صار..اوكي قلبي؟!
حركت رأسها بالإيجاب وهي تبتلع عبراتها...
.
خرجت من غرفة اختها غاضبه وهي تنزل اسفل وهي غاضبه..فحال اختها لا يسر أبداً تبدو اكثر نحافه عن ذي قبل وشاحبه جداً لم تفوتها تلك الهالات التي اسفل عينيها..
دخلت المكتب لتراه يقف هناك امام شاشة التلفزيون..لم تنتبه لما في الشاشه فقط استفسرت/أدهم!! اشوفك رجعت بسرعه؟!! هذا و..
اشار للتلفزيون و ملامح وجهه لا تبشر بخير/قاسي طلع مرابطه يا لشموس.. احتمال كبير يروح للجبهه
خافت وهي ترى الاخبار العاجله تترى على شاشة التلفزيون، الانقلاب في اليمن يهدد الشرعيه و امن المنطقه و رئيس اليمن يستنجد بالعرب/يا ربي وش صار وحنا نايمين يا رب رحمتك
اشار بعبوس/هالانجاس استولوا على مكان ماهو لهم ، عمر العصابات ما ترأس دول..لكن الحمدلله من اول ربع ساعه قفلوا الاجواء اليمنيه كامله..
استضاقت وهي ترى ان طبول الحرب قد قُرعت..لا احد يحبذ الحروب..لم تنسى بعد استشهاد ابناء عمتها لولوه محمد و عامر..في حرب2009 ..مازالت تتذكر أزمة عمتها التي استمرت ثلاث سنوات حتى تستوعب انها فقدت اثنين من فلذات قلبها في وقت واحد..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والعشرون
في أحد ألوية الحرس الوطني التابعه لمنطقة العاصمه..
قد اعدوا العده منذ اشهر ..فقد كانت هنالك بوادر حرب وخيانه على الحدود..وهنالك اوامر عُليا بالجاهزيه القصوى لكافة القوات المسلحه ..
دخل مهرولاً مع بقية زملاءه الضباط والافراد.. يبدو الأمر طارئاً ليجمعهم القائد العام...وقد اتصلوا بمن هم في اجازاتهم..
وقف مصطفاً مع صف الضباط هنالك أمر جلل قد مس الوطن ..العدو متربص في الثغور.. وقد تجرأ على مس السياده باستفزازاته المتكرره على الحدود واليمن السعيد بات حزيناً ويطلب العون من اشقاءه.. اذناب الفُرس لم تترك فرصه لتحاول جاهده في تدمير كل ماهو عربي...
تحدث رفيقه بترقب/قاسي توقع بيصدر أمر مشاركتنا؟!
نطق بحماس. فهذه الفرصه التي ينتظرها/ياليت يا ماجد ياليت..
ماجد بترقب/ماتوقع ان الجيش محتاج مشاركتنا.
بحماس يضخ الادرينالين في الدم بقوه في عروق رأسه ،نظر لجموع الصفوف التي إصطفت خلال ساعتين من النفير في كافة منسوبين الواء بالمنطقه ليتحدث بجديّه/الحرب لا دقت اجراسها ماخلت ولا بقت..لازم نحتزم بكل قواتنا ونخليها على اهبة الاستعداد..هالعدو ماراح يرحمنا لو لقاا فرصه و هالوطن ما يُضحى به يا ماجد
ماجد بتأييد/عز الله صدقت..
حضر القائد وهو يبدأ بمخاطبتهم/السلام عليكم يا ابطال
ردوا السلام بصوت واحد والكل يترقب...
أردف بجديّه وحديث حماسي...لشحذ الهمم لابد وان يتوقعوا استدعائهم في أي لحظه..
.
.
.
دخل اليوم وهو يلقي نظراته الوداعيه للمكان الذي عمل فيه لسنوات والذي احتوى سنوات من نجاحاته المخفيه وغير معترف بها. حتى زهرت بوجهه تلك التي جعلت العالم يتهافت لإستقطابه والعمل معه...للتو تلقى طلبات من مستشفيات بدبي و الدوحه و فرنسا ولكنه قد رتب وضعه في ألمانيا و انتهى الامر . البُعد كل البعد عن هذا المكان... اليوم هو آخر يوم له هنا. سيخرج ولن يعود أبداً..أبداً
دخل عيادته للمره الخيره...سيأخذ بعض اشياءه الخاصه..
ليتفاجئ بصندوق هدايا فيروزي اللون بشرائط بيضاء عريضه.. وفوقه باقة ورد بيضاء..!!
شعر بالفضول.. لم يتلقى يوماً هديه!!
فتح الكرت ليبتسم وهو يقرأ ما كُتب عليه [عمرك لا تقول عن نفسك نكره، ..انت طبيبي الخاص..والا هذا ما يكفيك؟!.... *اعتذر عن قلّة ذوقي معك]
ماذا عليه ان يفهم من اعتذارها السريع و وصفها له "انت طبيبي الخاص؟!!"".. اتسعت ابتسامته وهو يهم بالخروج من عيادته ويذهب لزيارتها...
لم تستعجل في الإعتذار إلا انه يمتلك مكانه ..هذا مافكر به... ليتقدم إليها اليوم ويصارحها بأنه سيزور أدهم وابحديث معه عن الارتباط بها...
وصل الممر الذي أمام غرفتها ليجد ذلك الرجل المقيت نفسه يدخل ..حاول اعتراضه وهو يمسك بذراعه بقوه..ولكنه تفاجئ بأحداهن معه..!!
تحدث طراد بغضب/خيير بعد انت مانتهت مهمتك وخلصنا؟!! والا براسك شيء؟!!
تحدث من بين اسنانه/وش جايبك لها مره ثانيه..
لا يفوته خبث الرجال... تحدث بغيره وهو ينادي أمه لخارج الغرفه/هاللحين اعلمك ليه جاي
توقف وهو يفلت يده بعد رؤية السيده..
تحدثت ام طراد/وش فيك يمك؟!
تكلم وعينيه بعيني وليد/يمه هالدكتور ماهو مصدق اني خطيب ليال..فهميه خليه يقتنع لانه شاك بزيارتي
هي بنفسها تفاجأت من حديثه ولكن لن تكذبه أمام احد، لتلتفت لوليد/ايه يا دكتور ..طراد ولدي خطيب ليال .. وجاي علسان خروجها اليوم مثلما انت قلت..
وكأن كلماتها رصاص يخترق أذنيه ويفجّر أوردته متجهاً ناحية قلبه .. ترك المكان و ذهب بأكبر خيبه في تاريخه..
.
.
.
اليوم التالي..
خرجت على صوت والدتها التي تناديها في الصاله امام التلفزيون/خير يمه خوفتيني وش صااير لبى قليك
اشارت للتلفزيون وهي خائفه/يقولون قامت الحرب فالجنوب البارح ومادرينا
إلتفتت الى التلفزيون وهي متفاجأه/الله ينصر جيشنا و يحمي هالمستضعفين يا رب
ام قاسي بقلق/تهقين بيستدعون قاسي،؟!!..انا اتصل فيه وجواله خارج الخدمه بعد عيني ولدي
التفتت اليها/واذا استدعوه يمه.. بتوقفين بوجهه وبتمنعينه؟! علميني؟؟!
لا تستطيع النطق بها ..ان جلس عن واجبه مقتته وان ذهب للقتال بكته.. يالقلب الامهات..
تذكرت ان طفلها ليس موجود لتلتفت إلى والدتها/يمه شفتي أدهم؟!
اجابتها بقلقها الذي تخفيه/تركته يلعب فمرحوحته فالحوش.
لم ترتاح ..فلم تنسى بعد كابوس البارحه. لتخرج مسرعه للخارج..لم تراه هناك وباب الشارع مفتوح..!!
ستُجن الآن لا محاله..
رفعت شالها لرأسها لتلتثم به وهي تُطل برأسها للشارع ..لترى تلك السياره تلتقطه ..لم تشعر بنفسها وهي تخرج مسرعها خلفه ولكنها وجدت نفسها تقف وحيده في الشارع الخالي،
سمعت خطوات خلفها لتلتفت بسرعه وهي تصطدم باحدهم يرفع شماغه ويغطيها...ويمسك بها قبل ان تسقط مغماً عليها....!!
استفاقت اخيراً وهي تعتدل جالسه ..استغربت المكان الذي وجدت نفسها فيه..
لتلتفت للجاره التي تعرفها و أمها الباكيه بجانبها،عرفت الآن انها ليست بكابوس،
تكاد لا تستطيع التنفس، كيف ترتاح هنا وطفلها مخطوف امام عينيها ولا تعلم إلى أين، نزعت ذلك السلك من ظهر كفها لتحاول النزول بدون ان تتكلم..؟
اتجهت اليها والدتها وهي تحاول ان تمسك بها/يا بنتي وين رايحه انتي؟!ووين؟!
بصرخه مكتومه/خذوا قلبي من قدام عيني يمه خذوووه خليني تكفين
ام هيّاف بحزن/يا بنتي استهدي بالله هيّاف بلّغ عن خطفه واتصل بأخوك
تفلتت من يديها وهي تتجه ناحية الباب لتتفاجئ بممرضه وطبيب غاضب/لو سمحتوا اطلعوا برا راح نعطيها مهدئ ترتاح حتى تتجاوز صدمتها
خرجت ام قاسي و ام هيّاف ليجدون هيّاف يقف هناك و بجانبه طفلته..اتجهت اليه بخوف/هيّاف يا ولدي رد عليك قاسي؟!
هيّاف/لا يا خاله..ما رد
ام قاسي/والشرطه ماقالوا شيء
هيّاف/يقولون لازم يعدي عالاختفاء اربع وعشرين ساعه علشان يعتمدون تغيبه
جلست منهاره تشعر بالضيق و قلّة الحيله في آن معاً..بمن ستستنجد..؟!
اخرجت هاتف مدى من حقيبتها التي احضرتها لتفتحه بيدين مرتعشه لتتصل به لعله يرد عليها لتفرح بصوته/قاسي يمه وينك؟!
على الطرف الآخر/لبيه يمه..اعذريني جوالي كان طافي من البطاريه.. وما أمداني..وش فيه؟!
حاولت كتم بكاءها/لا ولا شيء بس أدهم رجعت حرارته مره ثانيه ونبيك تجي
على الطرف الآخر/انا طالع مهمة عمل يمه ماني بالرياض بتصل بأدهم هاللحين يجيكم.
ابتلعت ريق الخوف/رايح الجنوب؟!
حاول عدم اخافتها/لا يمه مهمتي بالشرقيه ويمكن ماوصل الا باخر الليل او الفجر ...سلام
اغلقت الهاتف وهي تدعي له...ليس هنالك بُد من الاستعانه بـ أدهم الكبير، يالها من ثقيلة على النفس !!
'
،
'
للتو توقف امام المنزل عائداً من مقر عمله..ليلتفت إليها/تبين شيء قبل ارجع
كادت تنزل ولكنها إلتفتت متسائله/بتروح لمكان؟!
رن هاتفه ليُخرجه من جيبه ويرى أسم قاسي يضيء الشاشه.. خاف مما قد يسمعه من قاسي..!
لاحظته ينظر للهاتف الذي يرن ولا يرد/ليه ماترد؟! من المتصل؟!
بوجه خالٍ من التعابير/قاسي!
لربما استجد شيء في امر انضمامه للجبهه،شعرت بالفضول فهو زوج اختها الصغيره/طيب رد..شتنتظر
فتح الخط وهو يرد/هلا قاسي...كيف؟!..
لاحظت تغيّر ملامح وجهه وهو يرد وتوتره وهو يغلق الهاتف ويعد قاسي بالذهاب ، خافت/أدهم من اللي مريض
بهدوء/أدهم الصغير تعبان ..يلا انزلي بروح لهم
برفض قاطع/ماني نازله انا رايحه معك يلا لا نتأخر
بمحاولة لثنيها/حبيبتي بتتعبين من المشوار ماراح تستفيدين
بإصرار/ماني مخليتك تروح لحالك..يلا لا نتأخر على الناس
قرر المضي فهي عنيده ولن تغير رأيها.....ظل يفكر بمدى..لا تستحق مايحدث لها، كيف يتركها منيف كل تلك المده ويحرمها من اطفالها كما اخبره قاسي.. ويمرض طفلها وتضطر للذهاب مع الجار للمستشفى !!
يالتلك الحزينه ما كان بينهما ليس قليلاً ليُنسى ..مازال يحتفظ بذكريات الطفوله معاً..
وصلوا اخيراً للمشفى وهما يتجهان للغرفه المنشوده ..ليرون ذلك الرجل الغريب وتلك السيده التي استقبلتهم وهي باكيه/أدهم يمه
لم يُصدق ان هذه ام قاسي تلك السيده العقرب، ترجوه وتقول يمه!!/عيني خير يام قاسي و تعوذي من ابليس..وش صار لأدهم؟!!
تحدثت الشموس وهي تحاول تهدئتها/الله بيشفيه ان شاء الله لا تخافين
لم تفرح برؤيتها معه ابداً ولكن لا تستطيع فعل شيء/وين بتزول والولد مخطوف من قدام باب البيت وعين امه تشوف!!
أدهم بصدمه/ابو ساااره!!!انتي وش تقولين؟! قاسي قال لي ان أدهم مريض ما قال مخطوف!!
ام قاسي بدموع/ماقدرت افجعه وهو في عمله بعيد. .و فرحت اول ماقال بتصل بأدهم..
وضعت يدها على بطنها بحركه عفويه، ففكرة خطف الاطفال مرعبه/يا رب رحمتك..!!
مسح أدهم على جبينه وهو يحاول ان يركز/طيب هي شافته لمحته..اقصد اللي خطفه
للمرة الأولى تراه عن قرب هكذا بعدما كبر واصبح على بُعد ثلاثة اعوام من سن الاربعين يبدو وسيماً كوالده تماماً/شافته بس مادري انتبهت له والا لا
إلتفت لخلفها/هذي غرفتها؟!
ام قاسي/ايه هذي غرفتها... بس تصيح تركت نايمه بعد المهدئ
تقدم أدهم إلى الغرفه وهو يمسك بيد الشموس ،يجب ان يراها ويسألها بنفسه...
استغربت وهي تراه يمسك بها هكذا/أدهم يقولون ممنوع ندخل
وقف امام باب الغرفه وهو يتحدث للشموس/ادخلي قدامي و نبهيها
خافت/أدهم!!
قاطعها وهو يفتح الباب ..لتعود إليه/نايمه ادخل..فيه ستاره بين السريرين والثاني فاضي تقدر تدخل معي وتتكلم بنفسك
ارتاح من هذا الهم وهو يدخل ويقف خلف الستاره بالقرب من سريرها وهو ينادي بصوت اقل/مدى!...مدى! تسمعيني؟!
لكم تغار من نطقه لاسم انثى غيرها ..ولكنها تقمع غيرتها برجاحة عقلها... تتفهم مكانته وتتفهم حب النساء له..ومن لا تُحبه؟!!
اعاد تكرار نداءها/مدى تسمعيني؟!! مدى
تنهدت بإسمه وهي مازالت مغمضت العينين تظن أنها تحلم!!
تحت انظار الشموس التي تغلي لتتحدث وهي تمسك بيدها/مدى قومي أدهم ولد عمتك هنا ويبي يحاكيك
فتحت عينيها وهي خائفه لتعتدل جالسه، وتبكي ،مازالت تظن ان صوت أدهم الكبير حلماً فهي لم ترى أمامها سوى الشموس/الشموس..شفتي شصار لي..خطفوا ولدي يالشموس!!!
تأثرت من انهيارها الواضح ولا تلومها/الله يصبرك..بأذن الله نلقاه، الكل حولك وماراح نخليك..انا وأدهم جينا وهو باذن الله ماراح يخلي الخاطف على راحته...أدهم تكلم مدى تسمعك
التزمت صمتها بعدما تأكدت انه هنا لتنتبه لظلّه خلف الستاره البيضاء....!
تحدث بصوت يشوبه الغضب/مدى؟اهدي وقوليلي وش نوع سيارة اللي خطف أدهم
بكت بصمت وهي تحاول التذكر،ستجن مما حدث/برادو بيضاء..و فيه صدمه خفيفه من وراء
اردف بسؤال آخر/مالمحتي وجه الخاطف وكم واحد بالسياره
اجابته وهي تتخيل المشهد/مانتبهت كم كانت عيني على ولدي اللي اخذه في مكان الراكب قدام و مغطي وجهه بلثام..
صمت وهو يفكر قليلاً ثم قرر/انا طالع هاللحين لمركز الشرطه و بعدها بسوي اتصالاتي
تسائلت الشموس/ماراح تتصلون بأبوه؟!..اعتقد هذا وقته
هنا تذكرت اتصالها بمنيف و اغلاق الهاتف بوجهها،حتى انه لم يسأل عن أدهم الصغير، إلتفتت للشموس وهي خائفه ثم التزمت صمت الصدمه...هل سيحرمها من اطفالها كلهم؟!!!
تدارك بالسؤال/عطيني رقم منيف يا مدى...لازم يكون عنده علم
خافت من تدخله بالتأكيد سيزيد منيف احتقاناً وتُحرم من اطفالها للأبد لتعترض..لا تريد المزيد من المشاكل يكفيها إلى هنا...ان تدخل أدهم فلن تُحل أزمة منيف ابداً/لا أدهم... مابي ادخلك بمشاكل انت في غنى عنها.
غضب من ردها/انا اخووك..من بيفزع لك غيري و قاسي؟! تكلمي وعطيني رقم منيف بسرعه
"اخوك" اخترقت قلبها تلك الكلمه...أبعدما كانت الحب؟!..ستصر ولن تجيبه حتى لا تؤذيه/ماقدر يا أدهم ماقدر افهمني..تدخلك ماراح يحل شيء صدقني
ازداد غضبه وهو يجمع اصابعه في قبضته ويحاول كبت نفسه/وبعدين معك انتي؟! ماتبين ولدك؟!!
لاحظت صمتها وانكسارها و قررت الذهاب لأدهم وابعاده قليلاً وهي تهمس له/قدّر وضعها و لا تصغط عليها..انت تعرف وين ساكن بالشرقيه ...بعدما تروح للشرطه و تأكد تقديم البلاغ، روح دوره عند ابوه اذا ماكان هناك دوروه بأي مكان ..الموضوع مو لعبه يا أدهم..الطفل يدوب مكمل سنتين! حرام
جمع هواء في رئتيه ثم نفثه وهو يحاول التركيز/طيب اخذك معي والا تجلسين؟!
باهتمام/لا يا قلبي بجلس معها واضح انها منهاره مرّه. اذا احتجناك بنتصل، واذا قرروا يطلعونها بتصل بالسايق لا تشغل نفسك
أشار برأسه كان سيذهب لولا دخول ام قاسي وهي تحمل هاتف مدى/منيف توه متصل هاللحين و قال ان الولد معه..
زم شفتيه بغضب/والله ماخلي هالزلابه...شلون ياخذ ولده بهالطريقه..حتى السكارى مايسوونها!!
اخفضت رأسها وهي تضع يدها عليه بحسره...بات قلبها كالبيت المهجور ابوابه مشرعه و نوافذه محطمه وسقفه يخر ماءاً بعد ليلة عاصفه..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والعشرون
رن هاتفه وهو يخرج من مركز الشرطه ليلاً..ليرى أسم وليد يضيءالشاشه، ركب سيارته وهو يرد عليه/هلا وليد
على الطرف الآخر/هلا بك وينك يا رجل؟!
أدهم/انشغلت يا وليد لكن اوول ما اخلص اتفرغ لك...ترى باقي حقك علينا.. انت انقذت اخت الغاليه يا بطل
وليد/متنازل عن حقي ..انا قررت اقدم موعد سفري
قاطعه/امنعني من ذالخبال واسمعني زين انا رجال قد كلمتي لك بعد العمليه ماراح يضرك لو قعدت اسبوعين ..اساساً ماراح يبدأ دوامك الا بعد شهر
اخذ نفساً طويلاً شعر به أدهم ...
انتبه لأنفاسه ..لا يبدو بخير/وليد طالبك..انا محتاجك بموضوع..تفزع لي؟!
تغيرت نبرته/ابشر بي
ابتسم،هكذا سيغير جوّه قليلاً/تجهز ترى رايحين الشرقيه انا بمرك هاللحين ..انت بالبيت صح؟!
وليد/ايه انتظرك..
اغلق الهاتف منه ليرى اتصال قاسي،ليرد بسرعه/هلا قاسي...
على الطرف الآخر/أدهم وين اهلي؟! رجعت البيت ومالقيت احد..لا يكون أدهم الصغير حالته خطيره بالمستشفى؟!
فرح به و باتصاله/هاللحين اقولك كل شيء غير ملابسك وبمرك وبقولك كل شيء
،
.
،
في مكان آخر..،
وقفت أمام مرآتها وهي ترتدي احد فساتينها الأنيقه ذو الياقات الواسعه نوعاً ما..تتذكر انه من اختيار ليال ليوم عيد الفطر الماضي..ولكنها لم ترتديه ..قد اختارت آخر غيره....
فتحت علبة إكسسواراتها التي لا تفتحها كثيراً.. لتلتقط سلسالاً ذهبياً بتعليقه كُتب إسمها عليها باللاتينيه المزخرفه بإتقان...كان هدية رأس السنه من والدتها في عمر السبعة اعوام...
نظرت لشعرها بإحساس الندم ليتها لم تتهور هذه المرّه وتقصه بهذا الشكل القصير جداً..كان سيكون جميلاً وهو منسدلاً على هكذا فستان.. ولكنها سرحته بشكل مناسب
ثم
وضعت ماسكاراً و احمر شفاه ..
لتقف بعدها امام المرآه الطويله وهي تستدير حول نفسها... تذكرت كلمات قاسي المزعجه وهو ينعتها بالولد و يتحدث معها بأسلوب خشن..
اغمضت عينيها وهي تحاول ان تُبعد كلماته المزعجه..ولكن لا تستطيع..يجب ان تُريه انها فتاه وتُجبره ان يغير طريقة مخاطبته لها حتى تنسى ..
لاحظت ذلك الوشم المرسوم بشكل فراشه ملونه على كتفها الأيسر يبدو ظاهراً بهذا الفستان...خافت فلو لمحته إحدى اخواتها ستوبخها... ابتسمت وهي تتذكر إحدى سفراتها لإسبانيا ذهبت مع ابنة خالها ليضعن الوشوم... لم تكن تعرف انها حراماً في ذلك الوقت..!
لحظات لتسمع صوت اميره في الجوار ..لتخرج إليها بابتسامه صامته..وهي تنتظر ردة فعلها..
تسمرت واقفه مكانها وهي متفاجئه ونطقت بإعجاب طفولي/الله يا نيفو تجننين مررررا
اتسعت ابتسامتها/جد والله؟!
حركت رأسها بالإيجاب/والله..تعالي خلينا ننزل تحت ليال و خاله ام طراد تحت ينادونك.، اذا شافتك ليال ماراح تصدق
خرجت من غرفتها وهي تتجه الى الاسفل، لترى ليال جالسه هناك...ووقفت بإبتسامه حينما رأتها قادمه..
ابتسمت بخجل وهي تلقي تحيتها/هلا باختي حبيبتي..قسم بالله اشتقت لك ليال
عانقتها بشدّة لا تصدق ان هذه الطفله متزوجة الآن/انا اللي اشتقتلك يا احلى عروس، وش هالززين يا بنت؟! وش هالدلع
ضحكت بخجل/لا تبالغييين لياال
استغربت ام طراد وهي تراها بشكل انثوي بحت بل وكأنها اخرى غير تلك "الولده" /اي والله وش هالدلع ما شاء الله..صادقه اختك انتي صايره عروس
لا تعرف لماذا اسعدها هذا الإطراء اكثر من غيره، تلك السيده كانت دائماً تنتقدها وهذه المرّة الأولى التي تمدحها فيها، اتجهت إليها لتسلم/تسلمين يا خاله
قررت ليال ان تُخبر خالتها بعدما غمزت لاختها ان تجلس بجانبها/ماقلنا لك يا خاله نيفادا انخطبت وتملكت..
استنكرت الخبر/لا إله الا الله ..مره وحده!! مبرووك ان شاء الله. من هو صاحب النصيب؟!
بابتسامتها/ولد خال أدهم...اسمه قاسي
ضغطت على يد اختها فهي تخجل ان يعرف احداً انها متزوجه..
ليال بسعاده/قرريب بإذن الله نسوي لها حفل ما صار ولا استوى غير لاميرتنا الصغيره
ام طراد وهي تُلمح فمازال إبنها يُلح عليها/عقبال يلين قلبك على الضعيف اللي يرجيك
فهمت مقصدها ولكنها تجاهلته بعد رنين هاتفها لتفتحه وتنهال عليها كلمات الغضب/لحظه اماني بطلع اكلمك برا
على الطرف الآخر وهي تبكي/اصلاً انا عند الباب يا اتعس صديقه خلي الشغاله تفتح لي
ابتسمت على نقاء تلك الرفيقه هي هكذا حين تحب احداً بشده تصل لمرحلة تعجز فيها عن التعبير سوى بالشجار،التفتت لنيفادا وهي تأمرها/قلبي روحي افتحي الباب الداخلي لأماني ..توها عرفت باللي صار لي..كانت حامل و ماخذه اجازه مرضيه..
امتثلت لأمرها وذهبت ...
لحظات لترى اماني تتجه إليها باكيه و لا تكاد تستطيع السير..لتختصر عليها المسافه وتعانقها بابتسامه وتسمع توبيخها/يا ويلك مني صدقيني يا ليال ماراح اعديها لك ماراح اسامحك ماراح اسامحك
كيف تقول بأنها لن تسماحها وهي تعانقها بشده هكذا.،يا لجمالها/طيب طيب بس هدي نفسك ارتاحي انتي حامل يا بنت...انتي متوحمه عالتليفون وانا اخذ اخبارك من الوالده او اذا زرتك..بالله تبيني افجعك كذا واقولك؟! ماصير
مسحت دمعتها بابتسامه وهي ترى هذا اللقاء الدرامي بين الصديقتين/والله يا اماني يا بنتي معك حق لو ما تسامحينها
إلتفتت الى خالتها بضحكه/خااالتي خليك محضر خيير
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والعشرون
لم يصدق ما سمعه الآن من أدهم..للحظه ظن الأمر مجرد مزحة سخيفه!!
كيف يحدث كل ذلك لأخته و طفلها وهم في منزله وتحت حمايته؟!!!
إلتفت إليه غاضباً/وليه أمي ما قالت لي وقت ما اتصلت
قاطعه أدهم محاولاً تهدأته/شلون تقولك وانت مرابط ماتدري متى تجي،،بعدين ما قالت لغريب طلبت من ولدها الثاني
ركل حجراً كان امام قدمه و ذهب وهو يُخرج هاتفه و يتصل بمنيف، الذي رد بعد طول انتظار بكلمة "خير"
حاول تهدأت نفسه وهو يرد بغضب مكبوت/السلام عليكم منيف
رد بهدوء/وعليكم السلام
قاسي/وينك ماجيت بالعيال يزورون خوالهم؟!
رد ذلك ببرود/العيال مالهم خوال
غضب من رده الوقح/طيب عالاقل انشد عن ولدك اللي عندي؟!
مازال بنفس بروده/اخذته ومعاد يربطهم بكم شيء
لم يصدق ما يسمعه/وصلت بك الخسه والدناءه لهالدرجه؟! بلا مرجله تجي بيت راعيه غايب و تنتهك حرمته كذا!!!
اسمعني يا منيف...هاللحين تجيب العيال كلهم...مالك حق تمنع اطفال مالهم ذنب باللي بينك وبين امهم..
تحدث ذلك بانفجار غضب/مالك حق انت تسبني ..اختك عندك وعيالي عندي..وانتهينا...واعلى مافي خيلك أركبه ، حالف يا مدى ماتشوف عيالها لو بتموت.
اغلق الخط في وجهه وهو يريد الحديث.أعاد الإتصال به مجدداً ولكنه يُغلق الخط ويقطع أي اتصال..،ليجلس منهاراً هنالك على طرف اسفل درجة سُلم، كيف سيحل هذه الأزمه مع طليق أخته؟! ماذا لو عاند و لجأ للقضاء، أي مشكلة يقع فيها الآن؟!!!
فهم ماقاله له منيف من ردة فعله..ما باليد حيلة..امسك بيده وهو يأخذه ويربت على كتفه وهو يساعده للنهوض/يا رجل هونها وتهون على الأقل عرفنا ان أدهم بخير ، اكيد ابوه ماهو مأذيه
بغضب شديد/انا موجعتني الطريقه اللي اخذ فيها الولد ..ليه كذا؟! وش جاه منا؟! يظن بمنعه؟! هو حتى ما زار ولده من طلق اختي.. منيف صاير واحد ماعرفه..
نطق وليد اخيراً وهو يدلي بدلوه/برأي ترفعون عليه قضيه وتطالب فيه بحضانة الاطفال لاختك...أنا اشوف ان اخذه للاطفال كلهم وهي ماتزوجت ولا شيء أمر مجحف لها!
والا كيف يا أدهم؟!
تحدث أدهم بعد تفكير مبسط/لو علي بروح اتفاهم معه واخذ عيال اختي بهدوء او على الأقل نحدد وقت زيارات شهريه او اسبوعيه...الحرمان من الأم صعب على الطفل صدقوني
ضل هو يحترق من داخله وهو يتذكر حقارة منيف و اسلوب حديثه بالهاتف قبل قليل ليقرر ما سيفعله/ماراح اطالبه بشيء وعياله خلهم عنده...واختي عندي... ان اصبر بعياله فهي بتصبر بدونهم ان شاء الله..
حاول أدهم منعه/بس كذا بتظلم اختك؟! لا تجور عليها ، انت تدري ان الضنى غالي
تحدث بغضب/بكون ظالمها لو اهنتها ورضخت لأوامر زوجها وشروطه...والله ان يحشف ما طلبته عياله.
سكت كل من وليد و أدهم وهما يرونه قد حزم أمره...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والعشرون
في غرفته التي تغرق بالفوضى هاهو مستلقياً على سريره كما كان يفعل دائماً حينما يصاب بالخيبه ،
لا يعلم لماذا يرى ان خيبته هذه المره ثقيله جداً و صعبة التجاوز كسابق خيباته !
حتى ان انجازه لم يتعدى اعلاماً عالمياً ومجلات احتفت به!
انتظر الإلتفاته من هنا لا من الخارج..!
اكتمل عقد الخيبه بذهاب مصدر إلهامه و الشمعه المضيئه التي أنارت له طريق الانجاز ليسلكه بكل جداره واستحقاق.. رسم حلماً في صوره و كانت تأخذ الحيز الأكبر من الصوره... وفي غفله سُرقت منه الصوره و نُهب منه الأمل...وبقي له الحُلم الذي يرافقه حتى في يقضته..!
رن جرس المنزل ولكنه لم يعيره انتباه..
لحظات ليدخل ابن اخته الصغير/خااالوو وليد في رجال برا يبيك
اعتدل جالساً وهو ينتعل "الشبشب" /روح دخله المجلس يا سلمان
سلمان/بس يا خال رفض وقال فيه شيء مهم لك
خرج بلا اهتمام فمن سيأتي إليه بشيء مهم، لم يعد هنالك ما يهم أصلاً..
وصل الباب وهو يستغرب من شكل الواقف عند الباب و خلفه تلك السياره/السلام عليكم
إلتفت إليه الرجل بإهتمام/الدكتور وليد العمرو؟! تشرفت
ابتسم مجاملةً/الشرف لي تفضل كيف اقدر اخدمك؟!
قدّم إليه ظرفاً كبيراً بلون البيج وهو يتحدث/في الحقيقه يا دكتور وليد انا جاي و معي دعوه من مدير المركز الوطني لابحاث الاورام والسرطان باليوم العالمي لمحاربة السرطان والاورام.. ونتمنى تأكيد حضورك لأنه مهم
استغرب/مهم؟!
ابتسم/مثلك و انجازك مهم حضوره..و اتمنى فعلاً حضورك يا دكتور لتلقي كلمتك فيه
هز رأسه بالموافقه/ان شاء الله...حالياً بإجازه فبحضر اكيد..
ابتسم ذلك الرجل بسعاده...وهو يمد يده ليصافح وليد و يذهب...
مازال يستغرب إلحاح ذلك الرجل..ولكن مالمهم ..سيحضر لن يضره شيء..
.
،
.
منذ اسبوع..
تغرق في محيط من الصمت..تحاول ان تجاري ما يحدث لها وان تكون نداً لوجع الفراق و أي فراق ذلك الذي يشابه انتزاع الروح من الجسد..
أمامها على المرآه صورهم مُعلقه و بيديها تحتضن لعبة طفلها الصغير الذي أُخذ منها عنوة.. ليلحق اخويه السابقين..!
اطلقت تنهيدتها وهي تذرف الدموع كسابق أيامها..بعدما أقسم قاسي ان لا يذهب ليرجو منيف حتى يعيد اطفالها..!
وقعت بين قسوتهما ..ولكنها تعرف أنها جنت على نفسها ولم يعد يسعها التراجع..فهمت ذلك من اسلوب زوجها في اخذ الصغير..كم هو قاسِ..!
دخلت ساره وهي تراها بحال الأيام الماضيه...
تنهدت ليس بيدها شيء لفعله لها..ولكن عليها ان تكون اقوى وقفت أمامها لتقطع تواصلها الروحي مع صور أطفالها/مدى وبعدين؟!
نطقت ببحة وجع"بعدهم مافيه بعدين"...حاولت ان لا تبكي وبكت.
تقدمت خطوتين لتحاول ان ترفع رأسها لها/بسم الله عليهم..هم موجودين، مع ابوهم مو مع احد غريب..الأب اكثر واحد يخاف على عياله..لا تشيلين همهم..مصيره يعرف خطاه ويجيبهم لك عالاقل لو زياره...
رفعت رأسها لها وقد إحمر انفها وذابت عينيها/صبرت يجيب ندى و بسام ظنيته بيجيبهم بعد كل هالوقت ولكنه صفعني بأخذه لـ أدهم ..انا انتهيت يا ساره صدقيني معاد فيني لأي شيء. حتى احيان افكر اهرب من قاسي و اروح لمنيف واترجاه يرجعني...
اغلقت فمها بيدها وهي تهمس/ياوويلك لو فكرتي حتى..يا ويلك ..اتركي اخوك يتصرف
ابعدت يدها عن ثغرها بضعف/تعبت يا ساره تعبت
سمعت صوت خطوات قادمه من الممر لتأمرها بالسكوت/اششش
طرق الباب وهو ينادي/بنااات
ردت ساره وهي تفتح الباب/لبيه يا عزوتي
ابتسم لها وهو لا يخفاه وجه مدى الباكي/ساره تعالي ابيك بسالفه تحت..وانتي يا مدى انزلي سوي القهوه وضبطي لنا شاهي بنعناع
اشارت بالإيجاب وهي تخرج من الغرفه..وتمر بجانبه..يشعر بوجعها ويقسم انه يعلم بإنفطار قلبها في غياب فلذات أكبادها ..آه لو كان بيده لأعاد إليها اطفالها ولكن طليقها قد تجاوز معه كل حدود الخصومه وفجر فيها..
اخفظ صوته بعد ذهابها وهو يسأل ساره/شلونها هاللحين؟!
تنهدت بأسى/لون الشقى ياخوي..لون الشقى.
مسح على وجهه بقهر/ساره ابيك تفهمين ان هالوضع ماهو معجبني...اذا الكل فهمني غلط..انتي لازم تفهميني صح...انتي الوحيده اللي تعرفين اخوك زين.
ابتسمت لتهوّن عليه ما يمر به/ادري يا قلبي..مابين مرابطه بالأيام ومابين مشاكل طليق مدى و البيت ربي يعينك..انا متأكده انك ماراح تسوي شيء يضر بأحد
طبع قبلته على جبينها وهو يبتسم لها..هذه من تريح قلبه كلما ازداد همه/ساره بقولك شيء بس خلينا ننزل تحت عند أمي احسن..ابيكم كلكم مجتمعين..
ساره/يلا شتنتظر نزلنا
،
في الصالة الجانبيه حيث تجلس وتشاهد التلفزيون محاولة التركيز فيما يقوله ذلك المذيع..
سمعت صوتهما قادمين لتلتفت بابتسامه فلأول مره ترى ابتسامة قاسي منذ اسبوع/يا زيين الخشّه يا عرب ..وشعنده ولدي يتبووسم جعلني قبله
ضحكة ساره وهي تجلس بجانبها/والله علمي علمك بس عااد هو يقول ان عنده علم ويبي يعلمنا كلنا هاللحين
إلتفتت إليه مجدداً وهو يجلس في الكرسي المنفرد/هو صدق يا حبيبي؟! وش عندك من علم قوولنا
فتح شماغه واعاد ترتيبه مجدداً وهو يستعد لما سيقوله/انا نويت اتزوج من جديد..
خفتت ابتسامتها/غير ريم بنت خالك؟!
يا الله ما زالت تذكرها حتى الآن،نفضها من ذاكرته، وعليها ان تمحيها كما محاها/لا يمه بجيب لك وحده اموره صغيره وبنت عز ..تدلع ولدك
لفتتها تلك الكلمه/بنت عز؟!..
ساره بحماس/والله شوقتني من هي؟!
قرر الحديث و سرد كل شيء/نيفادا اخت الشموس..
استغربت ساره/وش هالاسم؟! اول مره اسمع به
ابتسم/اسم لاتيني..أمها اجنبيه "اسبانيه" اكيد هي مسميتها
ردت غاضبه/قلّوا بنات العرب علشان تاخذ وحدتن امها كافره؟!!
استمر بابتسامته، ليغريها بالفكره/يا يمه بنت الكافره هذي مليونيره ..سمعت من أدهم ان حصتها لحالها اربعين مليون ...يمكن حتى اتزوجها واتقاعد بعد واريح بجنبك
فهمته ساره وهي تغمز له،اخيراً بات يستخدم خبثه/والله يا يمه انا اقول توافقين احسن.."بنت صغيره وغنيه" رفس النعمه حرام
و كأنها اقتنعت/متى الزواج؟!
حضرت مدى بالقهوه وهي تضعها وخلفها الخادمه بصحون الحلى..ترتبها على الطاوله لتنصدم/زواج من؟!
نطق قاسي بابتسامه/زواجي...نهاية الاسبوع حفل زواج عايلي فقط وانتي يمه اعزمي ام هيّاف وانا بعزم ولدها راح يكون الزواج ببيت البنت هناك...
جلست مدى مستنكره تفكيره بالزواج وهي بهكذا حاله..ذلك ليس عدلاً كيف يقسى عليها بالتغاضي عن حل مشكلتهامع طليقها و رد اطفالها، تركت المكان/عن اذنكم
وقف وهو يلحق بها حتى أوقفها عند اسفل درجات السُلم، ليمسك بعضديها/مدوش..ادري وش يدور داخلك هاللحين..،تظنين ناسيك صح؟!
ابتلعت غصتهاوهي تصد للجهه الأخرى و لكنها فضحها احمرار انفها و دموعها/لا
اعاد وجهها وهو ينظر لعينيها ويمسح دموعها/و الله لو تدرين وشلون تحرقني دموع عينك ما ذرفتي دمعه وحده ..انا اكثر واحد يعرف شعورك و احساسك..الضنى غاالي وما مثل حبه حب لو اجتمعوا حولك كل الاحباب. وانا فقدت ولدي للأبد ومازلت عايش بقلب موجوع..
لكن عيالك عايشين و بخير و بظل أبوهم ..هي مسألة وقت بس ويكونون تحت عينك هنا..بس اصبري على اخوك تكفين.
وكأن نبرته وحديثه كالبلسم، يكفيها حديثه و شعوره بها بالتأكيد لن يخذلها، ابتسمت له/مبروك زواجك
ابتسم اخيراً وهو يرى ابتسامتها/الله يبارك فيك ..يلا عاد تعالي قهوي اخوك
حركت رأسها بالإيجاب/من عيوني
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والعشرون
رفعت رأسها من كومة الاوراق التي أمامها وهي تدلّك عنقها برفق..هذا اليوم اجهدت نفسها كثيراً ولكن لابد ان تُنهي ما طلبها أدهم لمراجعته، يستحيل ان يُقدم على خطوه قبل ان يأخذ برأيها..كم مرةً اخبرته بأنها تريد الراحه والخلاص من العمل وانها تثق به ولكنه يُصرّ على إشراكها كل كبيره وصغيره..!!
ابتسمت وهي تضع الاوراق في ملفها ..هذه الصفقه ان تمت ستكون الافضل منذ تولي أدهم المهمه..
ستذهب الآن لتأخذ حقيبتها و عبائتها لتذهب لديها اليوم مواعيد و دعوات تخص عملها و يجب عليها تلبيتها...
لحظات لتسمع صوت طرقات الباب المؤدي لداخل القصر،ابتسمت/ادخلي ليال، محد عندي
دخلت بهدوء و اغلقت الباب خلفها/هذي أنا
لم تصدق وهي تبتسم/يا بنت وش هالعقل؟! دايم تدخلين مدرعمه !!
اتجهت اليها وهي تجلس في الكرسي بهدوءها/شكلي عقلت
استرخت في جلستها وهي تراها أخرى غير تلك التي اخذها قاسي،هاهي بكامل اناقتها وتصرفاتها الانثويه/هذا حنا لحالنا يا عسل تكلمي وفضفضي لي عن اللي داخلك..وش صارلك بعدما رحتي مع قاسي
رفعت اناملها وهي تبعد غرتها عن عينها اليمين بتوتر وهي تحاول معرفة شيء واحد قبل الحديث عما حدث معها من ادمان وعلاج، فلا احد عاتبها او حتى خاصمها بهذا الخصوص، وهي تستغرب ذلك/قاسي ما قالكم أي شيء عني بعدما اخذني؟!!
استغربت/لا ولا شيء
رفعت عينيها لأختها غير مصدقه/ابداً؟!!
شعرت بالفضول/ماقااال عنك حاجه،،،انتي مسويه شيء؟!
ازداد شعورها باللخبطه حول ماتريد قوله و فعله/انا بعدما اخذني قاسي اكتشف بعد يومين فقط اني مدمنة حبوب هلوسه و دخّلني مستشفى خاص و كان الوضع سرّي للغايه حتى انه ما خلاني اقابل اهله او اتصل فيكم
وقفت من شدة صدمتها/متى ادمنتي وأي حبوب ؟!!
ابتلعت ريق الخوف/مادري كنت استخدم حبوب اظن كانت تم تبديلها في علبة البيروفين اللي كانت معي..انا شاكه في رهف محد بيسوي هالشيء غيرها
عادت لتجلس مجدداً وهي تحاول الاستيعاب/قاسي ما قال لنا شيء عن ادمانك، حتى اننا نظن طول الوقت عند اهله
تنهدت/عموماً كنت بالبدايه فقط ..احتجت تقريباً سبعة ايام حتى تعالجت لأن ماطولت استخدم الحبوب..
لم تزال في طور الخوف والصدمه/يعني لو ما اخذك قاسي مانتبهنا لك...!! ..والله لو ما سوى قاسي غير هالشيء الزين. لكفااه . شلون كنت معارضه اخذه لك؟!!!
صمتت لثواني، يدفعها الفضول للسؤال عنه،فقد اختفى فجأه، هل ذهب للقتال في الجبهه؟/مافي اخبار عنه؟!
ابتسمت لطريقة سؤالها، تبدو ناضجه وهي تتحدث معها بهكذا اسلوب هادئ و رزين، جعلها تتشجع وتخبرها بما قاله أدهم/فيه اخبار..صار دوامه بشكل استلامات يعني يدووب يفضى يوم ويومين بالاسبوع...بس مو هذا المهم
تسائلت بفضول/اجل وش المهم؟!
اكملت بابتسامتها/حفلتك نهاية الاسبوع...انتي عارفه انه محد عرف بزواجكم غيرنا بالعايله....أدهم عرف انه اخطى بحقك وحاب يزفك من بيت ابوك بليله خاصه فيك ..تلبسين فستان ابيض و انا اصير اخت العروس واشوف نفسي شوي.. هاه شقلتي << ختمتها بابتسامه تتسع
لم تصدق/انا ألبس فستان ابيض؟!
اشارت برأسها بالإيجاب/طبعاً..انا مالبسته لذلك ماراح اتنازل عن تلبيسه لك ولليال ان شاء الله...بس مادري عن رايك تبين ترجعين لقاسي والا للحين ماتبين؟!!
ابتلعت ريق الخوف،لكنها ستغامر لن تدعها له وهو الذي طالما ناداها بالولد..يجب ان يرى حقيقتها ويعتذر عما كان يتفوه به عليها،ليعلم انها ليست كما يظن...هذه المره ستذهب معه و لكن ستريه مالم يتوقع رؤيته منها...وخاصة أنه لم يخبر احداً بإدمانها ذلك يُحسب له ويضيف إليه نقطة إيجابيه...
ابتسمت وهي تراها تصمت اكثر مما تتحدث، قد كانت مشاغبه ولسنه..! تُرى مالذي فعله قاسي في فتره قصيره وعجزت هي عن فعله طوال تلك السنوات../انا بعتبرك موافقه و بطلع وياك نختار الفستان على مزاجي أنا ومابي اعتراض، خااطري اشتري فستان زواج لا تخيبين املي
بابتسامه صغيره/عادي اصلاً متعوده، انتي وليال اللي دايماً تختارون فساتيني.
تركت كرسيها واتجهت اليها وهي تقف امامها /شوفي يا قلبي، هذا زواجك انتي ، مافيها شيء اذا اعترضتي على حديثي وفضلتي تختارين فستانك بنفسك، خلي عندك اسلوبك الخاص وشخصيتك المميزه فيك ..لا تخلين احد مهما كان يفرض عليك شيء ماتبينه .. حتى لو كان أنا.
تسائلت بفضول/واذا انفرض علي واقع ما أبيه؟!
تنهدت بابتسامه صغيره/ساعتها اعترضي بطريقتك الخاصه.. محد يقدر يجبر احد ، انتي هاللحين مازلتي على البر والخيارات قدامك، تقدرين هاللحين تتركين هالواقع او تعيشينه و تغيرينه باسلوبك وتخلينه مع مرور الوقت واقع يناسبك
صمتت وهي تفكر بحديث اختها .. تمنت ان تكون بمثل شخصيتها المتزنه... و تمتلك نفس اسلوب حديثها فهي تختار مفرداتها بعنايه تجعلها تحب سماعها و تنصاع لها بلا تردد!!
رن هاتف الشموس لتلتفت إليه وتلتقطه بإبتسامه/هذي نوره اكيد اتصلت تشوف ليه تأخرت..
.
،
.
منذ ذلك اليوم الذي رأها فيه وهو يعيش حالة من الشرود الذهني...لا يرى سوى ملامحها وجسدها المتناهي في التناسق والنعومه...لا يصدق انها أماً لثلاثه كما اخبرته والدته!!
أي غباء وجنون تلبّس عقل زوجها حين طلقها؟!!
تقدمت إليه طفلته الصغيره وهي تسقط في حجره و تأخذ فنجان قهوته الذي برد في يده وترتشفه لتتركها بتقرف لشدة مرارتها/ياااع يا بابا
انتبه لها بعدما تحدثت ليبتسم/بسم الله شيووّخ متى جيتي هنا؟!
ابتسمت له والدته وهي تراه على هذه الحاله منذ تلك الحادثه/لها خمس دقايق بحضنك وانت مادريت عنها، وين عقلك يا ولدي
ابتسم هيّاف وهو يرفع طفلته ويضعها بجانبه بعدما قبّلها واعطاها لعبتها/مادري شبلاي يمه
اخذت فنجاناً جديداً لتسكب له مجدداً وهي مازالت مبتسمه/لا بالله تدري..مير قول وش ماخذن عقلك يا بعدي؟!
ليس وقته أبداً..فليس من اللائق ان يفكر بواحده بمثل ظروفها الآن ... لعل ذلك ممكناً بعد فتره ولعل زوجها يستردها وتُحل أمورها كل شيءٍ جائز!
وقف وهو يهم بالخروج/يمه لا تفتحين سيره جديده تكفين..انا طالع للدوام...سلام
ابتسمت وهو يقبّل رأسها ويخرج/بحفظه...
.
،
.
استيقظت باكراً و وانتهت من اعمالها المنزليه البسيطه، كما قالت لها هند انها تنظفه باستمرار ..اخرجت ملابسه التي سيلبسها و بخرت ثوبه و شماغه ..وايقظته ليستحم..
ثم نزلت الساعه الآن التاسعه..
حضّرت القهوه والفطور وجلست بإنتظار نزوله إليها..
يلفها شعور غريب..لا تعلم ولكن هي تشعر بعدم الراحه ،لابد وان احد ابنائها ليس بخير..
نزل في هذه الأثناء ليجدها صافنه..و كأنها تفكر بشيء يشغلها، ابتسم وهو يجلس في كرسيه المقابل لها/صباح السرحان، وين وصل القلب؟!
ابتسمت وهي تقف لتقدم له قهوته وتجيبه/اصلاً ما راح..ما وده يفارق ضلوعك..
اخذ فنجان قهوته وهو ينظر لعينيها بصمت، يعرف انها تخفي قلقها على أبنائها، ولكن لا تريد ازعاجه/بتروحين لبنات اخوك اليوم؟!
إرتشفت من فنجانها بترقب/إذا ما عندك مانع يا قلبي
عاد ليبتسم/اكيد ماعندي مانع..بس بشرط
استغربت/شرط؟!..وشو
ترك فنجانه وهو ينظر إليها/بوصلك معي لهم وبروح لعملي عندي فقط قضيتين تجاريتين براجعها ..وبعدما ارجع امرك واخذك معي...ماني براجع البيت بدونك، اتفقنا؟!
ابتسمت/اتفقنا...
.
،
.
دخلت برفقة صديقتها المندهشه لكل ما رأته لم تتوقع ان ليال من عائلة ثريه لهذا الحد..كانت طالبه عاديه وتتشارك السكن معها ومع صديقتهم الأخرى ذات الاصول التركيه!
و كان لها مصروف محدد من قبل والدها يجب ان تحافظ عليه ليكفيها شهراً!!
ضلت صامته ومندهشه وهي ترى ليال تطلب الخادمه الاستعجال بالضيافه!!
انتهت من الحديث مع الخادمه لتلتفت إليها بابتسامه تعرف دهشتها/رورو شفيك؟!
حركت كتفيها و تنظر للمكان حولها فهي تجلس في صاله تُطل على معشبات خضراء واسعه و جلسات خارجيه/ليال ما قلتي لي ان اهلك كذا..
ضحكت/وليه اقولك وانا كنت اسوي معكم قطيه!!... ابوي كان معصب علي لأني طلبت ادرس بألمانيا وماكان راضي ولولا الشموس توسطت مارحت..وقرر يضيق بمصروفي مثلما شفتي علشان اتراجع.
ابتسمت/مع ذلك صمدتي وحققتي حلمك...ان شاء الله رضي عليك الله يرحمه
هزت رأسها بالموافقه/مو بسرعه..لكن اول ماجيت سوا لي حفله و فرح لي الله يرحمه ويسكنه الجنه
هدأت/امين...
حضرت الضيافه و بدأت الخادمه بتقديمها...
فكرت ليال في سؤالها عنه لعل هنالك اخبار/هاللحين انتي تداومين بمستشفى وزوجك بمستشفى..مو صعبه عليكم رويدا
ارتشفت من فنجانها ثم اجابتها/والله مو صعبه علي بس مشوار يومي على معتصم...وهذا هو ماصدق اعتقته مني اليوم و طلع مع وليد اللي فجأه صار الصاحب الغااالي
ابتسمت وهي تتذكره/طبعاً اصحاب..وقت ما كنت رافضه اسوي العمليه كانوا مسوين علي عصابه بس المعتصم اعترف لي بكل شيء وبعدها رحت لوليد مباشره وهو مايدري اني كاشفته..وطلبت من معتصم بعد ما يقوله
ضحكت/كان عصوم يقولي عنكم وشعرت بفضول ..حسيت في شيء يحصل بس ماني عارفه ايش هوا!!
عدلت بجلستها وهي تبتسم/شيء مثل ايش يعني؟! علشان اساعدك تلقين لفضولك إجابه
صغّرت عينيها وهي تراها تراوغها/شيء يتعلق بالقلب
قررت مجاراتها/طمأنينه؟!
ماكره تلك الصديقه لتبتسم بخبث/لا شيء اعمق ..
رفعت فنجانها لترتشف منه و تخفضه وهي ترمقها بسخريه/مافي شيء اعمق
قررت مصارحتها اخيراً/بصراحه لآخر لحظه كنت اظن انو فيه علاقه ولو مخفيّه ..بس انصدمت بعدما قالي معتصم انو وليد راح يودعك يوم خروجك ولقي خطيبك طراد وأمه اللي أكدت انك خطيبته..سألني معتصم اذا عندي خبر بس قلت ماني عارفه شيء
اعتدلت جالسه وهي تضع فنجانها على الطاوله، طراد ما زال يستفزها بتصرفاته وملاحقته/كيف كان وليد؟!
بتأثر /للأمانه يا ليال كان منهار بهذاك اليوم، شفته طلع من القسم وهو مستعجل..و حزنت ..وليد وصل حلم يتمناه كل طبيب مع ذلك ماشفته فرحان الفرحه اللي تستحق انجازه!!!
تنهدت وهي تصد وتزم شفتيها بغضب صامت...لتتفاجئ بصوت خالتها أم طراد وهي تُلقي التحيه/السلام عليكم ...ما شاء الله الدكتوره رويدا عندنا..ليه ما علمتينا يا ليال والا فيه اسرار؟!!!
ابتسمت وهي تقف مع رويدا /اسرار ايش يا خاله، رورو صديقتي، اخذتنا السوالف و نسيت اناديكم.
رويدا بخجل/اهلين يا خاله كيفك؟!
نطرت إليها بحقد/بخيير ...تفضلوا ليش واقفين بتصل بالباقين يجون..
خافت رويدا من نظراتها لتلتفت بعيني التساؤل لليال التي إلتزمت صمتها ....
ام طراد/ليال ماعزمتي رويدا على زواج اختك ؟!
ليال بابتسامه/ولووو!!! رورو اول وحده دعيتها
رفعت يدها تنظر لساعتها/يا ترى وين راحت الشموس هالوقت؟!!
ليال/الله اعلم
.
،
.
نزل من الأعلى وهو يُغلق هاتفه من المعتصم الذي قال بأنه ينتظره في الخارج و يرفع طرفي شماغه للأعلى بطريقه احترافيه ويبتسم لوالدته التي تنتظره عند الباب ببخور العود/ربي يحفظك حبيبي اقرأ اذكارك
ابتسم وليد وهو يلتقط المبخره/قريتها يمه...الله الله عالريحه الزينه..وش هالدلع و كأني رايح اخطب
بابتسامتها/الله يبلغني فيك و تاخذ اللي قلبك يبيها
تنهد/بس اللي قلبي يبيها بيني وبينها اسوارٍ شواهق و ظروفٍ وقتن عصيّه
اختفت ابتسامتها وهي تسمع نبرة الحزن في صوته/ظروف الوقت يتكفل بها الوقت يا قلبي..لا يضيق لك صدر
طبع قبلته على جبينها وهو يخرج...
حزنت على ذلك الشاب الاكثر تضرراً من زواجها..اخواته تزوجن موطنين واصبحن مواطنات..اما هو واخيه مازالا يبحثان عن الجنسيه التي تحملها هي!!
(ربي يوفقك يا ولد بطني ويفتح لك ابواب الفرج)
.
،
.
،بعد السلام على الجميع جلست وهي تتبسم لرؤيتهم اخيراً كما تركتهم بل افضل/ما شاء الله هذي رفيقتك رويدا صح؟!
رويدا/ايووا أنا هيه..
ابتسمت ليال لذاكرتها/ما شاء الله على ذاكرتك يا عمه...توقعت تنسينا بعد شهر العسل
ام طراد بممازحه/بغت تصير سنة عسل
هند وهي تبادلها مزحها/اهااا بدينا الحسد يا منيره!!..وش. راادك ها اخذي شايبك و سافري
ضحكت ام طراد/والله ودي مير الشكوى لله نبي من ياخذنا معاد فينا شده
حضرت ام رواد و معها ابنتها اميره التي راحت تسلّم على عمتها/عمتي هند. ما دريييتييي ليال سوت عمليه براسها
زجرتها ليال/امييره حبيبتي روحي شوفي وسام ورواد
امسكت بها هند وهي تسألهم/شصاير بغيابي؟!
ام رواد/يبي لك عقاب يا اميره.
هند باصرار/قولوا شصااير بغيابي..قلبي كان قارصتي فيه شيء
اضطرت ليال للحديث واخبارها..
.
،
.
في حفل مبسط لأحد المراكز الخيريه التي سبق واشرفت على بناءها و هي مدعوه لها.. تبتسم وتجامل احدى المسؤلات...لترى احدى المدعوات هنالك تلاحقها بعينيها أينما ذهبت ..لم تخفاها حتى وهي تلقي كلمتها على المنبر قبل قليل..لم ترتاح لنظراتها..!
إلتفتت تبحث عن نوره مساعدتها لتناديها بنظراتها حتى أتت/اوكي استاذه ازهار يعطيك العافيه على مجهوداتك..انا شايفه انكم تقومون بشغل جبار ،
ازدهار/شكراً طال عمرك..هذا بفضل دعمك و دعم الوالد الله يرحمه
اخرجت ورقة شيك من حقيبتها وهي تقدمه للمديره/هذا دعمنا السنوي ..واتمنى ما نكون مقصرين معكم و موفقين
ابتسمت المديره/شاكرين ومقدرين لك دعمك استاذتنا
تركتها وهي تحتسب ذلك الدعم صدقة تدفع الأذى عن جنينها الذي تخشى فقدانه،، لترى قدوم نوره..
استغربت نوره مناداتها و تركها للتي طلبت ان تتحدث معها في أمر مهم/سّمي الشموس؟!
امرتها بالاقتراب حتى همست لها/شايفه هالبنت اللي لابسه سماوي يا نوره؟!
همست لها نوره/شايفتها...ليه؟!
الشموس/خلينا نطلع انا قدمت دعمنا ابي اقتصر المشوار واطلع...يلا
بعدما ودعت الجميع خرجت بصحبة نوره التي تتسائل عن نيتها/يا بنتي وشتفكرين فيه
لم تعد مرتاحه وهي ترى كل ما يريبها، يجب ان تكون لها ردة فعل فالموضوع بات مستفزاً/تذكرين مريم الفايز؟!
نوره/وش فيها؟! الشمووس وش ناويه عليه
إلتفتت إليها بجديه/ناويه اروح لها بمكان شغلها او بيتها اي شيء لازم...عندي احسااس ان أم سماوي هذيك تبعها بعد.
خافت/تبينا نروح للنظيم؟!
بإصرار/لأي مكان هي فيه...أنا لاحقتها لاحقتها والله لعرف وش وراها!
خافت نوره/مجنوونه..انتي حاامل افرضي صارلك شيء يا بنت
بنفس الإصرار/مستودعه نفسي و ولدي الله...انتي بس علمي السايق وين فيه محل هالمشغل هذا..خلينا مانضيع وقت احسن.
نوره/بس هالوقت المشاغل مقفله
نظرت لساعة معصمها/ننتطر لين يفتح..مو مشكله!
مازالت خائفه/يا رب سترك.
.
.
في قاعة المؤتمرات في الرياض..
لم يتوقع ان يكون هذا الحفل بهذا الشكل و هذا الحجم الاعلامي و المسؤلين و بحضور نائب امير العاصمه..
وجد مقعده بنتطره في جهة المكرمين في المقدمه..
ابتدأ الحديث عن منجزات مركز الابحاث و تاريخه و توالت الكلمات والعروض حتى حان وقت التكريم..
قد اخبره ذلك الرجل بأنه سيُلقي كلمه عما قام به ولكن لم يستدعيه احد على المنبر..!
ليتفاجئ بمقدم الحفل يستدعي مدير مركز بحوث الاورام البروفيسور عاصم البسام..
تباً كان ذلك هو نفسه الرجل الذي استدعاه للحفل !!
لا يصدق ما يحدث..بدا وكأنه يحلم!!
بدأ البروفيسور عاصم حديثه بعد الترحيب والديباجه بسرد قصة كفاح اثمرت نهايتها بأعطم انجاز قد يخدم البشريه
وهو اختصار مدة الجراحات الطويله بتقنية النانو الذي تجري اختبارات عديده عنه وهي تقنيه لاستخدامات بديله لجراحة استئصال اورام الرأس بدلاً من التقليديه التي يضطر فيها الجراح لتشويه الرأس ولربما اخداث مضاعفات خطيره ونزيف!
ثم اشار بيده ناحية وليد/والآن رحبوا معي بالدكتور النابغه في هذا المجال واللي نجاحه اخدث ضجه عالميه الدكتور وليد العمرو...اول المكرمين الليله بجائزة الابداع العلمي والانجاز الطبي..تفضل دكتور وليد..
وقف مع عاصفة التصفيق التي صاحبته حتى صعد لذلك المنبر وتسلمه ذلك الدرع وذلك الظرف ..صمت قليلاً وهو يبتسم للجمهور،لمعت عينيه/خلوني اكون صريح معكم..للأمانه ماني مصدق...
ابتسم البروفيسور عاصم وهو يسمعه..
اكمل وليد وهو يلتفت لعاصم/هذا الرجل زارني بنفسه و اخبرني انه مندوب من مركز الابحاث ...مادريت ابداً انه هو نفسه المدير اللي تمنيت اقابله يوم من الايام و ما سمحت لي الظروف او خلوني اقولها بصراحه منعوني الموظفين الأقل منه.. وهاهي الظروف خلته يجي لين بابي ويبحث عني بنفسه...
ومن هالمكان احب اقولكم شيء واحد.. لا تخلون شيء يوقف قدام طموحكم..مهما صعبت المهمه، يوم من الأيام راح تنجز و راح تفرح بثمرة انجازك..
سلام لكم جميعاً..
وقف له المعتصم وصفق له مع جموع الحضور ولكن تفاجئ بنداء الامير له بعدما ذهب به البروفيسور عاصم إليه..!!
تُرى ماذا هنالك ؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والعشرون
الامير/الف الف مبروك على انجازك يا عبقري..حنا فخورين فيك و بامثالك بهالبلد..
وليد بسعاده/الله يبارك بعمرك سمو الامير..الفخر لي
الامير بابتسامه/سمعت عنك خبر ما اسعدني بصراحه يقولون بتهاجر؟ صحيح هالكلام.
وليد/عقد عمل في ألمانيا طال عمرك..لكن الموطن هنا مافي شك
الامير/انا أطلعت على كافة المعلومات عنك..و سمو امير المنطقه ارسل برقيه للداخليه بالاطلاع على معاملتك وابشرك صدر مرسوم ملكي بمنحك الجنسيه الكامله نحتاج لمثلك هنا يادكتور وليد..الاوراق في الظرف اللي بيدك..و من بكره تروح تاخذ جوازك..
تحدث عاصم بابتسامه/واضيف عليها عضويه في مركز الابحاث طال عمرك
ما زال في طور الصدمه حتى انه لا يعرف كيف اكمل حديثه مع الامير و رد على تبريكات الجميع...!!
خرج مع المعتصم وهو صامت ركب السياره وجعل المعتصم يقود بدلاً عنه مازال يعيش تلك اللحظات الذهبيه في حياته..
نال كل شيء بشقاءه وتعبه ومجهوده بعد الله كل الذين وقفوا أمامه ..لم يمنعوا عنه النجاح لأن إرادة الله فوق إرادة خلقه وهاهو وصل لما يريد اشار للمعتصم بأن يتوقف جانباً/بالله وقف يا معتصم
أوقف السياره مستغرباً/مالك يا زول؟!
نزل من السياره ليذهب و يسجد شكراً لله على كل ما حدث له من شر قبل ان يكون خيراً...
ثم جلس و وقف وهو يقفز و يقذف شماغه عالياً ويلتقطها مجدداً..
نزل المعتصم وهو يندهش من تصرفاته/الظاهر فقدت عقلك خلاص، لو انا عارف انو بيحصل ليك كيدا ما جيت معاك
اتجه إليه وهو يعانقه بشده/ياخي احبك والله احبك
ضحك المعتصم/ياخي عارف انك محظوظ فيا بس مو تفضحنا قدام الخلق بالشكل دا
اتجه للسياره واخذ الظرف ليخرج الاوراق ليريه الورقه التي بدايتها "أمر ملكي بمنح الجنسية السعوديه"
ابتسم المعتصم ليعرف الآن ماسبب سعادته/مبروووك يازوول مش من اول تقوول..هذي يبي لها عزيمه
شعر بغصة فرح يريد الصراخ/احتفال طويل عريض ماهو بس عزيمه يا معتصم...ماهو بس عزيمه
لم يكن يعرف انه لن يأخذ الجنسيه إلا في مشارف الاربعين من العمر..
"نعم انا سعودي الآن وانا من كافحت لأن استحق ما أنا عليه ..بت مواطناً .. ولكن كانت هي السبب في كل ما حدث لي بعدما جازفت ووهبتني نفسها لأجري تجربة عمليتي الصعبه عليها."
كم كانت أيامه قاتمه ملبده بالغيوم الرماديه وبلا نهايه. ولكنها انقلبت أيما إنقلاب جعل لحياته لذه وادارت مصابيح الأمل ليضيء قلبه من جديد...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والعشرون
في احد زوايا حي النظيم المكتضه بالمحال..
نزلت بصحبة نوره الى مركز التجميل الصغير الذي يظنان ان مريم تلك تعمل به..
دخلت لتسأل عنها فأخبروها انها مشغوله بإحدى الزبونات..و جلسن في انتظارها..
همست نوره بقلق/ماني مطمنه لجيتنا
رد عليها بثقه/خير ياطير شبيصير لنا يعني؟!! محسستني اننا جايين حاره كوبيه كلها بياعين مخدرات ومجرمين!! ، نوره بلاش دراما بليز
لحظات لتخرج مريم و معها إحداهن..تبدو بينهن احاديث كثيره وهن يتهامسن ، كانت عينيهن على مريم وتحركاتها..!
تركت تلك تخرج وعادت مريم لمسؤلة الاستقبال التي نادتها وهي تشير لخلفها ناحية الكراسي/مريم..في زباين يبونك انتي بالاسم
إلتفتت مريم إلى ما تشير إليه، وكأن سُكب عليها ماءاً بارداً..خافت كثيراً..كيف عرفوا مكانها وهل عرفوا ان من تقف معها قبل قليل هي مها؟!!!
وقفت الشموس بإبتسامة خبث وهي تتجه إلى تلك المتسمره و المصدومه من تواجدها هنا/مريم الفايز مندوبة شركة الكامل...واو
و كأنها لم تفهم/انا انتهى دوامي عن اذنكم
امسكت بذراعها وهي توقفها/منتي رايحه لين تعترفين من وراك و من استخدمك لاغراضه الشخصيه...يلا
نوره بغضب/تكلمي بالطيب افضل لك ولنا..
ازداد خوفها/ان ما تركتوني بصرخ وألم هالناس عليكم
بنفس الابتسامه الخبيثه/اذا بتجمعين الناس هذولي حولنا ..انا بتصل بالمؤسسه هاللحين يرسلون فيديو زيارتك لي بمكتبي و انتحالك شخصية مندوبه وهميه وحاولت خداعي و تصويري بعد للشرطه...ترى كل شيء مرصود بالكاميرا..الدنيا ماهي سايبه
تفاجأت نوره بقِصّة كاميرا المراقبه ولكنها جارتها/هاللحين اتصل بالمكتب يالشموس
..
خلفهن مباشره
***عادت من الخارج بعدما نسيت هاتفها مع مريم لترى من تقف وتحقق معها...تباً ستقول مريم كل شيء الآن..يجب ان تتحرك ولو حتى تحرق المحل...
برعب واضح/لا لا تكفون خلاص..بتكلم والله بتكلم بس طلبتكم بلا فضايح.
ابتسمت نوره/ايه خليك كذا من البدايه تكلمي
شعرت انها ستختتق الآن/كله من مها انا مالي شغل وماعرف أدهم..
استنكرت ذكر اسم زوجها مع اسم بنت اخرى/مها!!
هزت رأسها بالإيجاب/إيه هي نفسها اللي كانت واقفه معي قبل شوي..ما شفتوها؟!!
زادت حرقتها فهي لم تنتبه لها كانت تركز في مريم فقط/لا مانتبهت من تكون هالمها؟!
،
في هذه اللحظات..
دخلت دورة المياه اشعلت سيجارتها ووضعتها في سلة الحمام لتشتعل ويتصاعد دخانها وخرجت مع انطلاق صافرات الإنذار التي تنبئ بوجود حريق...
.
،
خافت نوره وهي تلتفت اليها/قلتلك ماني مرتاحه لجيتنا خلينا نطلع لا نحترق كلنا
الشموس بعناد/يا بنت لحظه خلينا اعرف وش جاب سيرة أدهم على لسانها
امسكت بيدها وهي ترى الكل يخرج مفزوعاً/تعاالي بسرعه
رفعت صوتها وهي تهددها/راجعه لك يا مريم و الله لأوريك وش تسوي الشموس بمن يدوس على طرفها..
ركبا السياره على عجله مع حضور سيارات الدفاع المدني..
تنفست نوره بسرعه وخوف/يممه يممه منك
إلتفتت إليها غاضبه/لو اني داريه انك بهالخوف ما اخذتك معي..ثاني مره بجي لحالي اقلقتيني
نوره بخوف/شكلي بتصل بالدكتور أدهم اقول له.
حدقت فيها و عينيها ترسل شرارات التهديد/خليني بس احس انك مسويتها
نوره بغضب/يعني انتي عارفه ان هالناس مستقصدين يؤذونك ومع ذلك جايتهم لمكااانهم!!! الشموس اقصري الشر احسن
شعرت وكأنها ستنفجر/قصرته و سكرت اذاني و تجاهلتي احساسي بس خلاص زاد الماء على الدقيق و ماقدرت اتحمل بعد..ابي اقطع الشك باليقين
استغربت ردها لم تسمعها يوماً تفضفض بفوضويها هكذا/اخاف اذا قطعتيه ما ترتاحين
عادت لتلتزم صمتها...نوره لامست القلب بهذه الجمله.. "يالله كُن مع قلبي، كن لحزني ملجأ فإن صدور البشر تضيق و رحمتك اتسعت لكل شيء.."
حاولت "الشموس"الصدود لجهة النافذه تدير عينيها في المباني و الطرق. لتتجاهل ذلك الصوت الذي تسرب إليها من داخلها!!
يالك من تعيسه وان حاولتي التظاهر بالسعاده، تحاولين جاهده التجاهل، وزرع احلام جديده كل يوم كلما ذبلت التي زرعتيها بالأمس،
تعيسه وانتي تحاولين التشبث بالأمل ان يكون رجلك نقياً وانتي تعلمين تمام العلم انه قد افنى مشاعره قبلك على انقاض حُلم هدمته إمرأه يعشقها!!
تحبينه بحماقه ولا تنطقين بها وكأنك تعرفين ان تلك الكلمه كسهم يخترق منتصف قلبك ويمزقه دون رحمة...!
تنتظرين كلمة اعترافه الوهمي بحبك!!
تتجاوزين كل عثراته دون حساب، لأن غباء قلبك حجب رؤية عقلك.. فصرتي المجني عليه الذي ساعد الجاني!!
،
،
.
منذ ايام تفكر بتركه لها هنا بلا اتصال...ولا حتى زياره،
تعرف انه هنا ولكنه لا يتصل..
"لا يريدها" قد صرّح انها عقوبة وان لا رجل سينظر إلى من لا تملك ذرة أنوثة!
لا يعلم بحجم الندبة التي أحدثها رصاص كلماته الموجعه في روحها..
نظرت إلى نفسها بالمرآه ككل يوم..."انا لست رجلاً كما يتهمني..انا كنت امثل ذلك فقط لأحتج و كنت ممثلة فاشله !! لم اسعى للزواج منه حتى يؤنبي كلما اراد الحديث معي..هو سعى للارتباط بي ، وعليه تحمّل ذلك"
رن هاتفها ..استغربت..من سيتصل بها؟!
رفعته لترد/الو؟
على الطرف الآخر/السلام عليكم
ابتلعت ريق الخوف بعد سماع صوته،قد كانت تتحدث الى طيفه قبل قليل..
كرر حديثه/قلت السلام عليكم..!
ردت بخفوت/وعليكم السلام
../كيف صحتك هاللحين؟!
حاولت الهدوء قدر المستطاع/بخير
.../كنت باخذك هالسبوع..بس أدهم أصر يسوي حفله..و زفه
جلست لتهدأ وتعرف تتحدث/عارفه
تردد وهو يحاول ان يقول ما لديه/انا اليوم سلمت أدهم ظرف فيه مهرك..اكيد بيوصله لك ..
ردت بغرور/مابي منك شيء،
.../هذا حقك اصلاً..المهم وش بغيت اقول
تنهدت وهي تشعر بضيق من هذه المكالمه الرسميه وكلماته الجافه/قول..
صمت قليلاً ثم نطق/لا تلبسين فستان زواج..خليك زي ما أنتي...مافي فايده
لم تفهم مقصده!! أي قلّة ذوق يتحدث بها معها، قررت إنهاء المكالمه الآن/معك حق..مافي فايده...تصبح على خير مضطره اقفل بنام
تردد وهو يقاطعها/نيفادا..
ردت وهي تحاول ان لا تبكي/نعم
قرر التراجع/ولا شيء..تصبحين على خير
اغلقت الهاتف وهي ترتجف من بكاءها الصامت و شعورها بالضيق ، لتنفجر بالبكاء مكانها..!
إحساس جارف بالذبول و هي بالكاد تدخل السابعة عشرا..ما ابشع ذلك الشعور الذي يخالج روحها وهي ترى نفسها بهكذا وضع مع شخص يقول لها بأن "لا فائده" وكأنه يعني بها موتي!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والعشرون
عادت من الخارج بعد طول انتظار في ساحة المنزل !
ككل ليلة تنتظر عودته ولا يعود..هل حقاً سافر مع اصدقاءه كما اخبرها والدها ؟!
لماذا لا يبالي..لم يعد يهتم بدراسته كالسابق..ووالدهم لا يهتم ابداً
جلست تبكي وحيده امام المدفئه الكهربائيه..مالذي فعله بهم والدها ليطفىء نور هذا المنزل بعد الذي فعله بوالدتها..
كم هو انسانٌ مؤذي و لا مبالي ..أي حظ عاثر جعلها الضحيه وهي بهذا العمر...عليها الرحيل من حياة هذا الرجل ولكن كيف ومن سيهتم بأخيها الذي يغيب منذ ايام ولا تدري اين هو ؟!! عوّدها ان تقلق دائماً عليه.. لا مبالٍ هو الآخر ..رجال هذه العائله لا يُطاقون ولكن هما أبيها وأخيها، لا مناص منهما..
تعلمت الصبر من والدتها..
فكرت ان تتصل بها ولكن الوقت متأخر كثيراً..
تركت المدفئه وهي تذهب لغرفتها وتنام بعدما اغلقتها على نفسها جيداً..
.
،
.
خرج من دورة المياه وهو يجفف شعره..ظن أنها نامت ولكنها هنالك تدير نفسها وتبكي بصمت..ولكنه سمع انانهيدها المكتومه... لاحظها منذ اخذها من هنالك وهي حزينه ..لابد وانها بسبب معرفتها بعملية ليال..
إرتدى ملابسه..واتجه إليها و ينخفض ليجلس امامها ليزيد إضاءة المصباح الصغير الذي على الكوميدون، مد انامله ليمسح دموعها/يالله يا هند ..للحين تبكين؟!
اغمضت عينيها ثم فتحتها وهي تتحدث بحرقه/مافي قلب يا صالح..شهر كامل غايبه واتصل فيهم لكن ماحسيت ان فيهم بلى؟!!
ساعدها للجلوس وهو يجلس بجانبها و يلف وجهها المبلل تجاهه/كل هالدموع وتقولين مافيك قلب؟!.. ونسيتي انك ضحيتي سنين لسعادة اولادك لين كبروا وما عادوا بحاجتك.. وعلشان بنات اخوك اجتهدوا بإخفاء مرض ليال انتقدتي هالقلب؟!!!
لم تعلق ضات صامته وتمسح دموعها المنهمره..
ليقف بتذمر/يا كثر ما تحبين تجلدين ذاتك انتي!!
وقف واتجه لجهته من السرير ليدثر نفسه بالاغطيه..محاولاً النوم..فقد افسدت ليلته بعودتها لبكاءها الليلي ... شعر بنزولها من السرير ومن ثم خروجها باغلاق الباب ..
ليبعد الغطاء عن وجهه بتملل...لم يُخطئ بحقها فلماذا تخرج وتتركه بهذا الشكل؟!! ارهقته وهو يحاول ان يمنع دموعها التي يكره رؤيتها..
.
،
.
عاد متأخراً وهو يتسلل للمكتب ويجلس امام المدفئه التي بات حطبها رماداً ..يحاول ان يرتاح من ضغوطه يحاول ان يكون دائماً بتحكماً بكل ما يدور حوله..
ازاح شماغه عن رأسه و دخل الغرفه ليراها نائمه..استغرب انها لم تنتظره!!
منذ ايام وهما لا يلتقيان الا صباحاً على الفطور و ذهابه للعمل..باتت مشغوله بأخواتها اكثر وتجهيز اختها..وهو ايضاً يجهده العمل وحيداً..
عذرها فهو يتأخر كثيراً وهي حامل ستتعب بالتأكيد..
نزع ملابسه و دخل الحمام انتهى من حمامه و لباسه و دس نفسه في مكانه من السرير اغمض عينيه على جانبه الأيسر بتعب ليتفاجئ بيديها تتشبث به و إلتصاقها به و نطقت بهمس يذيبه"اشتقتلك"
ابتسم وهو يتجاهل صوتها بتعمد،..حتى شدت على عناقه و طبعت قبلتها العميقه على عنقه، ليلتفت إليها بتنهيده وهو يتحدث بنفس همسها/ظنيتك نمتي قبل اجي!
ردت بنفس همسه وهي تراقب تحرك شفتيه/حاولت بس ما طاوعتني نفسي
يقسم أنها السحر الحلال الذي يُحكى عنه و أنها العشق الحقيقي الذي يُخلّد و يُعلّق على جدران القلب فلا احد يستطيع نزع القلب إلا بقتله، اقترب من خدها بقُبلة أردفها بعناق ..
اغمضت عينيها وهي تدفن نفسها في حضنه،؛
لأعترف لك بأني عاشقه بائسه..و اشعر بغصّة الغيره التي تقيّد رئتي عن التنفس كلما تخيلت ان قلبك قد استولت عليه أُخرى قبلي ..وان عينك قد تلذذت برؤية انثى غيري !
اعترف بأنني انثى بائسه تُشفق على نفسها وهي ترى انهزاميتها أمام قلبها!!
تُعزز بالثقة لنفسها و من داخلها تشتعل شكاً و غيّرة!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والعشرون
هاهو اليوم المنشود..
حضر افراد العائله جميعهم..و حضر المدعوون من طرف قاسي..فقط بعض الاصحاب و الجيران..
وقف مرتبكاً بين الحضور الرجالي..معظمهم لا يعرفهم ..لم يكن يجدر بأدهم ان يعزم كل هؤلاء، إلتفت إليه وهو يهمس/قلت مختصره و اشوف المجلس امتلأ طال عمرك!!
ابتسم وهو يلف بشته على ذراعه/علشان تعرف انك ماهذ بنت وراه عزوه..ان زعلتها توطوا على رقبتك
ارتبك/كل هذولا قرابتكم
أدهم/عيال عم عمي من بعيد..عرفني عليهم عمي الله يرحمه و ماشاء الله من اتصلت اعزم تمّموا لي
صمت وهو يلتقط فنجان قهوه ممن يسكب القهوه امامه.. بدا الأمر جدياً ولم يكن يترقع حضور أحد.. وذاك الوليد تأخر مالذي أخره؟!!!
.
،
.
صعدت للأعلى وهي تتجه لغرفة العروس تريد تفقدها بعد الانتهاء من زينتها..اخبرتها الشموس أنها اجمل عروس رأتها، اصابها الفضول من حديث اختها فقررت الذهاب لرؤيتها لن تنتظر حتى تنزل..
وجدت الباب مفتوح وقفت تراقبها على غفلةٍ منها ..
وهي تقف أمام مرآتها الطويله وكأنها اميرة خرجت من قصص الاطفال الخياليه ، تقف على ارض من البياض بفستانها الأبيض القصير فوق الركبه والمفتوح من اعلى و طرحتها المناسبه وعقدها الناعم الذي يزين نحرها البرّاق ..اختارت ما يناسبها تبدو كالدميه الجميله..
حمدت الله أنها عاشت لهذا اليوم ان ترى تلك الشقيه متزوجه..لم تتخيل هذا اليوم أبداً..اتسعت ابتسامتها/ارتاحي من هالوقفه..انتي حلوه ما يحتاج
إلتفتت إليها بابتسامتها المتردده/صدق؟! بالله عليك الفستان مناسب والا اوع¤ر
وقفت أمام اختها وهي تبتسم بفخر/فستان قصير وين الاوع¤ر فيه..بالعكس طالعه تهبلين..والميك اب ناعم ويناسب ملامحك حلو انك خليتي شعرك البندقي..حلو عليك اكثر من الاسود..
بخوف/حضروا ناس كثير؟!
انجهت للتسريحه وهي تلتقط زجاجة عطر و ترشها منها و تزيد من البخور/اللي عزمناهم مو من كثرهم..لا تقلقين ، تعالي..يلا بنزل ..خليك هاديه بتجيك عمتي هند بعد شوي و بننزلين فالزفه يا احلى عروس
ودعتها بإبتسامتها وهي تجلس براحه و تشعر بالرضا عما تفعله وتتذكر حديثه ..يقول لا تلبسين الأبيض انتقاصاً منها ولكنها ستفعل ما تريده، ولن يثنيها بأحاديثه..
لتدخل هند بإبتسامتها فهي للتو حضرت من منزلها/ما شااء الله ..لا لا كذا انا بغاااار
وقفت لتعانقها بابتسامه/حيااتي عمتي هند
لتدخل خلفها ام رواد و اميره/ما شاء الله..عساه مبروك و بداية حياه سعيده يا نيفو
ابتسمت لتلك السيده الطيبه وهي تذهب وتعانقها/حبيبتي خالتي ام رواد..شكنت بلاك..الله لا يحرمني محبتكم
ام رواد وهي تسمي عليها/انتي بنتنا اكيد بنحبك مافيه شك..الله بالركاده وصيها يا هند
هند ابتسمت وهي تحاول ان لا تبكي وهي تتذكر ابنتها في هذه اللحظات..
.
،
.
في جهة تجلس الشموس بصحبة ساره و مدى..و يتبادلن الأحاديث...
لمحت صمت مدى ولا تلومها/كيفك مدى؟!
ابتسمت بمجامله/عايشه
امسكت بيدها و هي تضغط على اناملها/صدقيني بيندم، انتي مافي مثلك، وحده مثلك صبوره مستحيل تخسر.. خليني اعترف لك اما ماني صبوره تحت الضغط..لو انا بمكانك ماتجاوزت هالمشكله بوقت قصير
كم هي شفافه في حديثها و جميله بشكل يدميها و يحرق روحها، لا تلوم أدهم حينما نساها/الله كريم يالشموس، الامل فيه
بابتسامه/الله يعوض صبرك يا مدى
مدى بابتسامه تكاد تحرقها قلبها/صحيح نسيت ابارك لك الحمل..الله يتمم لك
تذكرت ساره/اي والله نسيت ابارك انا بعد، الف مبروك و ربي يتمم لك انتي وأدهم على خير..
بسعاده/الله يبارك فيكم ..
،
في الجانب الآخر من الصاله الكبيره..
تجلس ام قاسي هناك بصحبة ام هيّاف التي تتحدث معها/ما شاء الله عليهم يام قاسي من وين جيتوا هالعرب ووين جوكم
ام قاسي بسعاده/النصيب..
ام هيّاف/تبارك الله عيني عليهم بارده، والله يوفق قاسي وعساه زواج مبارك
تنهدت/امييين
لاحظت نزول تلك التي واجهتها في المستشفى هي تلك بكل تأكيد لن تنسى اغرب موقف مرت به/بسم الله!! هذيك البنت اللي ماتشوف فالمستشفى؟!!! شجابها؟!
استغربت ام قاسي وهي تراها تقصد ليال/قصدك ليال ..هي نفسها البنت المستشفى؟!
ام هيّاف/الله الله راعية الدكتور وليد هي متى فتحت؟!
سمعت ماداو بينهم ام طراد التي كانت قريبه...!!
نزلت وهي تتجه ناحيتهم مرحبه بهم/يا هلا باللي جونا مرحبا بكم كلكم
وقفت ام هيّاف بابتسامه/ماعرفتيني اكيد كنتي ماتشوفين
تفاجأت بتلك السيده التي وقفت وتدعي انها تعرفها/لا والله ماعرفتك؟! لكن يا هلابك
ام هيّاف/انا اللي صدمتم بالمستشفى وجلستي تنادين الدكتور وليد بالاماريه جاء واخذك لعيادته
شعرت بالحرج امام ام قاسي و ام طراد التي تنتظر ردة فعلها الآن، هذه ما يسمونها كارثة النساء من لا تنسى و تتفوه بكل شيء قد فُضحت الآن/يا هلابك .. نورتي يا خاله تفضلي
لمحت الموقف الذي وُضعت فيه أمام النساء وامام الخاله شعرت بتوتر أختها لتعتذر من مدى وساره وتذهب لتسحب اختها/ليال حبيبتي تعالي ابيك
تركتهن بابتسامه زائفه وهي تتعذر بالذهاب لنداء اختها...
تباً له من موقف سخيف وأمام من؟..خالتها أم طراد سيشطح خيالها بعيداً بالتأكيد وبالأخص ان وليد طبيبي الذي لم يكن يتركني كل وقت في المستشفى...
تكتفت وهي تتحدث معها جانباً وبعيداً عن الكل/شفيه لون وجهك قلب كذا؟! شقالت لك عن الدكتور وليد هذيك المره
حاولت ترتيب نفسهاوالانشغال بسلسالها بتوتر/مافيه شيء ..هذره بس
لا وقت للحديث الآن إلا عن نيفادا فقط/شفتي نيفو؟! تجنن صح؟
عادت لتبتسم براحه/اي ما شاء الله..حبيت فستانها..غريبه هالبنت
ابتسمت وهي تتذكرها/هذا اختيارها..
ليال باستغراب/غريبه عمتي لولوه وعبير للحين ما وصلوا؟!! الله يستر
رن هاتف الشموس بهذه اللحظات لتستغرب من المتصل، لترد ..
رفعت حاجبها الأيسر بغضب...
حياتك تخيفني
لطفك المبالغ فيه يرعبني!
ألفاظك المنمقه و إصرارك على تفخيم "علاقتنا"
عينيك النواعس وماتخفيه من اسرار و صور ..!
صمتك المجلجل!!
حضورك الطاغي، و جاذبيتك
إلتفاف النساء ..و برودك!!
و نيران الغيره التي تحرقني بصمت!
اشياء تدفعني للصراخ بجنون..
لولا أنني إمرأة عربيةً شَموس..تسمو عما يهينها!!
.
،
.
اغلقت الخط وهي غاضبه، فهذا ثالث اتصالٍ في خلال دقائق/قلّة ذوق!!
تسائلت/من متصل بك ووش قال؟!
عاود الاتصال مجدداً فتجاهلته/ماعرف الرقم..الظاهر متصل يتسمع صوتي وبس وهذا هو اتصل مره ثانيه بعد !
ليال/احظري الرقم بسرعه شتنتظرين؟!
ابتسمت وهي تجد الحل/وانتي قلتيها شلون راح عن بالي.. وهذا انا حظرته يلا خلينا نستعجل بالزفه حيل تأخرنا،
،.
في مكان آخر من الصاله..همست لأختها وهي تراها لا تُحدث أي ردة فعل او ابتسامه لزواج اخيها/يختي افردي وجهك
بالكاد تتنفس واختها تطالبها بإبداء الفرح!،.ابتلعت الحزن سكاكين غير مسنونه، لا تستطيع الكف عن التفكير ، تُرى كيف يتعاملون من صغيرها الذي انتزعوه ؟! سيبكي ليلاً يبحث عنها، سينام جائعاً سينسونه بلا حليب.. خُيّل لها انها تسمع صوت بكاءه فوضعت يدها على صدرها وهي تشعر بالاختناق، لتقف وتذهب لذلك الباب الذي يؤدي لخارج الصالة..
وجدت مكتباً كلاسيكياً ضخماً أمامها و الكثير من الكتب و هنالك عدة ابواب اثنان منها تُطل على الحديقه احدهما مفتوح وتهب منه نسمات بارده وعليله و آخر لا تعرف الى أين يؤدي!!
جلست مسترخيه على الكرسي وهي تحاول إلتقاط انفاسها بعد ذلك الاختناق في الداخل..!
و فستانها الضيّق يزيد بإحساسها بالضيق..
هنا أبرد من داخل المنزل..ولكن أريح بكثير و اكثر حميميه..
وقفت بعد قليل لتتجه للباب المؤدي للحديقه الخلفيه ..الإضاءات موزعه بشكل متناسق تحت الاشجار و بجانب تلك الجلسات..تسلبها الرؤيه هنا..ولكن لفحها البرد لتدخل لفتتها تلك الصوره على سطح المكتب لشاب لا تعرفه..اقتربت لترى الصوره عن كثب، من يا ترى؟!
.
،
.
عند اختها في الأعلى ...
الاستعداد الآن للزفه وهم خارجين من الغرفه لتتلقى اتصالاً منه/هلا أدهم..
على الطرف الآخر/قلبي العوده بتخلص ابي زياده
لا تستطيع النزول الآن/أدهم انا هاللحين عند اختي فوق ادخل المكتب مافيه احد ومكانه صاد عن الناس، بتلقى العوده بصندوق خشبي في اول درج بالمكتب..
.
،
.
،
ترك المجلس محرجاً بعدما اعتذر لثواني ليدخل من باب الحديقه كدأبه..دخل بهدوءه من الباب المفتوح ليتجه ناحية المكتب في هذه الإضاءه الخافته قليلاً ليلفت نظره وقوفها هنا بالفستان الاسود تدير ظهرها والشعر الاسود يغطيه نصفه، عبس وهو يراه اقصر ، متى قصّرته؟!!
تقول انها في الاعلى عند اختها لتفاجأه و يرى لبسها، باسلوب تقليدي ، ابتسم وهو يقترب ينوي عناقها بقوه و يدس وجهه في شعرها كعادته ولكن هذا العطر ليس عطرها/مو قلتي انك فوق؟!
لابد وانها في خيالها بالتأكيد، لا يجب ان يكون هذا حقيقياً، يا إلهي انا لا أفكر به الآن فلماذا يُخيّل لي انني أسمع صوته؟ و اشعر بعناقه ، سأُجن ذات خيال ..لا محاله!!
استشك من صمتها/الشموس!!
هو حقيقه!..سرت القشعريره في جسدها حتى جزمت انه شعر بارتجافها من بعيد..خرس مؤقت و شلل يقيّد قدميها عن اطلاق ساقيها للريح..
استغرب ردة فعلها البارده و تصّنمها، انتبه لانعكاس المرآه الدائريه للمكتب، إنها الطامة الكبرى..ليست الشموس!! ابتعد خطوتين و كأن ناراً لسعته/ظنيتك الشموس!!
قالها و خرج مسرعاً بلا أي كلمة اخرى..
شعرت ان رائحة عطره الرجالي الفواح يغزو ذرات الهواء حولها و يقتحم انفها ومشاعرها لتقف وهي تراه يهرب بدون اي كلمة !
أيريد ان يخفف احراجها أم انه خاف من حضور الشموس، خرجت وهي تشعر بأن ركبتيها ليستا على ما يرام، البرد يلسعها في صميم عظامها و يكاد يلتهمها!!
"لم يكن شخصاً عابراً... بل مازال يُحيي بداخلي الشعور في كل لقاء و لا يميته!!
مازال حضوره يُحدث زلزالاً في مشاعري ..
كيف لي ان اقتل شعوري اللعين؟!
كيف لي ان اتجاوز عقبته لأمضي للحياة!!"
،
لمحتها الشموس من بعيد وهي تخرج من جناح المكتب المؤدي لغرفتها والحديقه!!! خفق قلبها بشده..ماذا كانت تفعل هناك؟ وهل إلتقت به؟!!..رآتها تذهب وتجلس مكانها بشكل مريب ..!!
،
هاهو يقف خلف ذلك الباب ... الموقف لا يتعدى دقيقة ونصف ولكنه ابحر به للحنين، ""يالله أهذه "مدى" الذكريات والطفوله و الشغب و قصص الدلال و السهر..!!...
باتت تلك الصغيره انثى ناضجه حد الوجع..تباً لذلك الأحمق الذي زرع الحزن في قلبك و رسم الدمعه على خدك ..""
كنتِ القريبة ذات حب..او لـ نقول ذات بُرهةٍ سقطت من الزمن و مُحيت من كل كتب تاريخي..!!
صرتي أي شيء آخر عدا ان تكوني الحبيبه!!
الآن أيقن قلبي أنه خُلق لأخرى لا تشبهك..لأنثى قويه لم ترسم في احلامها صورة رجل و لم تتحرك مشاعرها لمجرد رجل ولم تتخلى عن ذاتها لرجل، ولم تتنازل عن حقها في رجل..!
قلبي بات لأنثى قائمة بذاتها تؤمن أنها سيدة النساء ، و لا تظن نفسها نِصفاً يبحث عن نصفه الآخر!!
رن هاتفه ليرفعه ويبتسم لها/الو
على الطرف الآخر/قلبي اخذت العود؟!
تنهد/لا انشغلت بالسلام على جماعه تو واصلين و هاللحين بدخل
ارتاح صوتها/اوكي بجيك انا نزلت..
اغلق هاتفه وهو يرتاح..سمع صوت الباب يفتح ليطل عليها و يراها تدخل فيبتسم/اشوفك جيتي!!
ابتسمت وهي تتجه للمكتب و تفتح له الدرج و تُخرج له علبة العود/شكلي ادوّر عذر..علشان اشوف
لمح شعرها الذي يطول عن اول مرة رآها فيها، و فستانها الانيق ذو الاكمام الطويله، يُجسد اروع تفاصيلها/طالعه الليله احلى من كل ليله
رفعت حاجبها بابتسامه جانبيه/اخذ العود و ارجع للرجال..لا تتأخر عليهم
احكم قبضته على اناملها التي تقدم له الصندوق و جذبها إليه لتلتصق وهو يتأمل ليل عينيها الذي يسحره..
اقتربت و طبعت قبلتها على خده ثم همست/قلبي لا تخلي ضيوفك لحالهم ، برسل لك رواد..وامسكه جنبك اذا بغيت شيء اطلبه منه، لا تخلي المجلس ابداً..
تنهد وهو يراها تغلبه في هذه ، تريده دائماً الاول والافضل، كأمه تماماً..كعربية أصيلة تحب ان ترى زوجها سيد رجال قومه..
تركها و خرج... لتتنهد هي بعد خروجه مُحاولةً تنظيم تنفسها، ياللشتات التي تعيشه بين غيرتها و شكها و بين الحفاظ على مكانتها التي لا يجب ان تهزها مشاعرها مهما كان..!!
اهواء القلب شيء و واجبات الحياة الاجتماعيه شيء آخر .. لا يجب ان يؤثر احدهما على الآخر..!!
.
،
.
بـ جو من الابتسامات الصادقه و الاغاني جلست في مكانها الذي رتبوا فيه كوشه جميله مصممه بطابع بسيط وانيق..
لتتجه بعد ذلك النساء للسلام عليها بمن فيهن اخوات قاسي..
ساره بابتسامه صادقه وتضع بجانبها كيس هدايا فخم وباقة ورد/ما شاء الله..الف مبروك و ربي يحفظك من العين.. انا ساره حماتك الكبيره
تقدمت مدى وهي تسلم عليها و تقدم لها طقماً كهديه/الف مبروك يا عروس..هذي مني انا حماتك مدى..
ابتسمت و هي ترى لطافتهم معها/شكراً الله يبارك فيكم..
لتتقدم ام قاسي بابتسامه وهي ترى الجمال الغريب، لا تصدق انها من أم اجنبيه، تبدو عربيه خالصه، لولا ان ذلك الشعر القصير يستفزها/مبروك يا بنتي..
تحدثت مدى بابتسامه/هذي ام زوجك يا نيفادا
ابتسمت وهي تسلم عليها سلام الخد الواحد/الله يبارك فيك يا خاله
لم يعجبها سلامها هذا، في نظرها يقلل من احترامها/هلا هلا..
ذهبت وتركتها لتسلم على البقيه وتتلقى الهدايا و تلتقط الصور التذكاريه مع اخواتها..
لم يفوتها همس عمتها هند/شرايك بفكرة حفلة الزواج بعد الدخله ازين صح؟! هذا انتي مريحه اعصابك و امورك تمام ههه
استغربت..مالفرق بين الدخله و حفلة الزواج؟! أليس كلاهما يحملان نفس المعنى؟!! ردت بإبتسامه خافته وصامته..وهي تفكر بلقاءها الجديد مع قاسي..ستكون هذه المرة مختلفه عن المرة السابقه..ستكون انثى اقوى تفرض احترامها عليه..
مرت قرابة النصف ساعه واكثر ليتصل أدهم بالشموس ويطلبها ان تُخرج نيفادا للباب هنالك سيستقبلها قاسي و يصطحبها لمنزله ..
تمت زفتها بوداع دموع ام رواد فلم يرافق طفولتها وشقاوتها اكثر من ام رواد، كانت توصيها حتى خرجت ..
وقفت ام قاسي/هو من بيودينا
ابتسمت الشموس/توونا السهره مطوله ، ولا تخافون السايق موجود متى ما بغيتوا يوصلكم
ساره بسعاده/حلو مانبي نزاحم المعاريس خلهم ياخذون راحتهم..
ليال/اجل تفضلوا حياكم داخل..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والعشرون
منذ دقيقتين في السياره يلتزم صمته في حضور عطرها السافر، ترتدي عبائه لكن لا يعرف ما تُخفي هذه العبائه..
حتى ان اسلوبها في العبائه اختلف عن السابق!!
تبدو هادئه ووادعه ..لفتته يدها المزينه بخاتم فخم وهي تفتح حقيبتها الانيقه و تُخرج هاتفها المحمول و كأنها تريد معرفة الووووقت..
ما هذا الهدوء؟!
مالذي تنوي فعله يا تُرى؟!!
فتح زرّي ثوبه من اعلى وهو يشعر بالحر في هذه الليله البارده!!
وصلا للمنزل ..لينزل و يذهب يُخرج حقيبتها من السياره ليتفاجئ أنها لم تنزل ..استغرب تصرفها ليتجه لبابها وهو يستفهم بنظراته، لتشير للباب ففتحه لها ونزلت ببرود..
خرجت من السياره لتلتفت إليه بطرف عينها/شكراً..
اتجهت للباب الذي فتحه و دخلت معه وهي ترى المنزل بنظرات تعجب ..يبدو صغيراً جداً ومتواضع بالنسبة لمنزل اهلها..ولكنه يعجبها..
رأته يخرج ليجلب الحقيبه الكبيره لتستغل الوقت وتنزع عبائتها وترتب نفسها و تجلس تنتظره ..ليوصلها غرفتها..
دخل بالحقيبة الكبيره وهو يبحث عنها ليراها تجلس هنالك بهيئه لم يتمنى رؤيتها الليله كلوحة سيراليه فخمه...
تباً..سبق وان طلب ان لا يراها هكذا..!!!
لا يعرف مالذي أصابه كيف سيتصرف مع هذه المصيبه، اي والله ان فتنتها مصيبه لا يستطيع معها النفاذ للعقل.!!
اتجه إليها صامتاً وهو يجلس في الكرسي المنفرد، يشعر بحرارته ..
وضعت ساقاً على الآخر وهي تتعمد ان تريه ما معنى الانوثه التي يتهمها بأنها تفتقد إليها..
"تُرى مالذي أخرسه ولماذا يتهرب من النظر إلي؟!!هل لم اعجبه، ام أنها حالة من الصدمة أخرسته؟! ام انه مجرد احمق يفتقد للذوق في التعامل!!"
لفتته لمعة سلسلة خلخالها الرقيق على بشرتها المخمليه..و انامل قدميها البالغه في الترف ..أي نعومه تمتلك؟!
تباً اخفض رأسه ليهرب من فتنة الوجه والجسد ليقع في فخ خلخالها!!
حتى انه لا يستطيع عتابها او نطق أي كلمه.. قد ألجمته هذه الليله!!
ابتسمت لتبادر هي بالحديث/ماعندكم شيء ينشرب؟! عطشت!
إلتفت إليها لتغمره ابتسامتها الساحره، تنوي على قتله بالتأكيد ، رباه أين المفر؟!..تباً لك يا أدهم وعلى موافقتي لذلك العهد...قرر الذهاب وهو يقف لن يحتمل جلوسه معها بهذه الهيئه/فوق بيتك وفيه كل شيء خلينا نطلع
وقفت لتمشي، مثلت التعثر لتمد يدها إليه ليساعدها بالثبات، حتى احتضن اناملها، لتبتسم وهو يثبتها بامساكه اناملها/قراسياس اوفيسيال!
للمرة الأولى يسمعها تتحدث الاسبانيه، لم يسألها يريد ان ينقذ نفسه منها الليله، تركها تمشي و ذهب لحمل الحقيبه..واللحاق بها..
تمشي أمامه بفستانها القصير و بخطوات مدروسه وكأن نغمات كعبها الدقيق على السيراميك تنسكب في أذنيه كأنغام موسيقى موتزارت او بيتهوفن !!
دخلت الشقه وهي ترى الاناقه في التفاصيل. و كأن من أثثها مصمم عصري دقيق.. هي ليست بنمط المنزل في الطابق السفلي، إلتفتت حولها في المكان بابتسامة رضى ..تجولت في المنزل بينما ذهب بالحقيبه للغرفه..
وضع هنا غرفة مؤثثه وهنالك شمّاعه عليها ثوب و شماغ!!
وعلى التسريحه عطر رجالي واحد و كبك واحد و عود سواك!!
والسرير مرتب بغطاء كحلي كئيب..!!
قاطع اندماجها صوته لتلتفت..ما باله لا ينظر إلي، لماذا هو وقح لهذه الدرجه/ناديتني؟!
تحدث وهو ينظر إلى أي شيء عداها/اللي عندك غرفتي.. انتي غرفتك هذيك اللي حطيت فيها شنطتك..وهذاك المطبخ مثلما انتي شايفه مفتوح على الصاله ومجهز بكل شيء..وهذيك غرفة حطيت فيها اثاث مكتبي..يعني لدراستك و كذا..
استغربت/يعني كل واحد فينا بينام بغرفه لحاله؟!
اشار برأسه بالإيجاب/ايه
تحدثت تمثل البراءه/ظنيت المتزوجين ينامون بغرفه وحده؟!
حاول ان يخرج بأي وسيله/انا نسيت جوالي بالسياره..عن اذنك..روحي غرفتك علبال ما اجي
نزل مسرعاً كالهارب من شيء...اتجه لسيارته وجلس فيها يحاول تجاوز ما يمر به..هل نسي الشتاء برده هذه الليله؟!
ما بالها اخذت من حرارة الصيف و احتفظت بطول ليلة الشتاء؟!!
،
.
،
.
عادت المنزل بصحبته وهي تراه صامت طوال الوقت، لا يتحدث الا حينما يطلب شيئاً او تسأله عن شيء
وهذا ليس من عادته !، لطالما احب ان يلاطفها و ان يجاذبها اطراف الحديث...
نزعت عبائتها وهي تراه يجلس امام شاشة التلفزيون/صالح؟
إلتفت إليها وهو يرى اناقتها الليله ثم عاد بعينيه للتلفزيون/نعم
الآن عرفت انه غاضب او لعله عاتب على الآقل، اقتربت منه وفاجأته بقُبله على خده ختمتها بابتسامه/لحظه وجايتك هنا..
تفاجأ بحركتها بعدما تركته و اتجهت للمطبخ ..ابتسم وهو يعود لجهاز التحكم و يبحث عن أي شيء مسلي..
بشكل سريع حضّرت كوبيّ قهوه من آلة القهوه..
لتخرج إليه وقد نزع شماغه ومسترخياً و كاد ان ينعس، لتجلس بجانبه ملاصقه بعدما وضعت القهوه على الطاوله الصغيره أمامها..
ابتسم وهو يراها تطوقه بذراعيها و تُريح رأسها على صدره/ليه جايبه قهوه؟!
ردت بدلال واضح وهي ترفع رأسها و تعانق عينيه بعينيها/ابي اسهر مع حبيبي للصبح، فيها شيء؟!
ابتسم وهو يتأمل ملامحها واناقتها/تحبين السهر و ما يفوتك الصباح..شلون توازنين بينهم؟!
ابتسمت وهي تبتعد عن حضنه و تقدم له قهوته/بطبعي اصلاً قليلة نوم، يعني كم ساعه تشبّعني.
صمت قليلاً وهو يرى ابتساماتها له واحاديثها وهي ترتشف قهوتها/اسف عالايام اللي راحت، شكلي ثقّلت عليك بتصرفاتي
مسكت انامله بين اناملها وهي تصغط عليها بنعومه/انا اللي زودتها و ثقّلت عليك ، شيء طبيعي انك بتتضايق من تصرفاتي وبتنزعج مني.
لم يقصد ذلك ابداً،لم يحبذ ان يصلها هكذا احساس، وضع يده الأخرى على يديها التي تحتضن انامله وهو يتأملها ويبادر بالرد/انتظرتك سنين يا هند وماشتكيت !!
تنهد وهو يتأمل عينيها بحب/انا مشكلتي اغار من الدمع لا عانق اهدابك.
لم تستطيع ازاحة عينيها عن مجال عينيه،..
هنالك بريق يعكس لها معنى الحياة التي كانت ترسمها في احلامها، الاحترام المتبادل والتكامل الذي حلمت به و التقارب في درجات الإحساس ..الرجل الذي يلامس الكمال أو يحاول جاهداً ان يقاربه..
مليء بالحس و الرجوله...
قاطع سرحانها في عينيه بحديثه/انا ادري انك تفكرين بشيء يهمك ومشغلك ..تكلمي معي عن داخلك، والا ماني حبيبك؟!
يفهمها وتقسم على ذلك،هو مليء بالإحساس كما عهدته/حبيبي؟..انا ماحبيت غيرك اصلاً. ....
استنطقها/طيب وش فيك فضفضي ..بسمعك
شدت على يديه/ماكذب عليك، قلب الأم مربوط بالشقى مهما سلت ، ولي فتره مادري شفيني صايره افكر بعيالي، ماني مرتاحه ناحية وضعهم، تركي من زمان مقاطعني و شهد بعد عيني بين طيش اخوها و حكرة ابوها.. صوتها وهي تكلمني ماهو مريح قلبي مع انها ما تشتكي
ابتسم وهو يجد الحل سهل جداً/نروح للشرقيه؟!نشوفهم وطمني قلبي عليك.
تركت كوبها وهي متفاجأه من اقتراحه/من جدك صالح؟! ترى قلبي ما يتحمل، انت أب وتعرف غلات الولد
ترك هو الآخر كوبه على الطاوله و اعتدل جالساً/مايطاوعني قلبي اشوفك كذا ملتاعه على شوفتهم وانا قادر اخليك تشوفينهم بسهوله
ازدادت لهفتها/بسهوله!! كيف؟! لا تقول تزورينهم ببيتهم، مستحيييل يا صالح
ابتسم بخبث/ماني خبل اخليك تروحين لهناك، خلي ترتيب اللقاء علي يالغاليه...لا يضيق صدر هند و انا جنبها.
جميل اي و رب الهوى و رب الاحلام القديمه والنفس المرهقه و رب الجسد الذي احياه بعد الله، لو لم يكن في الأيام سوى انها جمعتني بصالح لكفاها عن نعيم الدنيا ،..
ابتسم لعينيها التي تغزو عينيه بصمت و بلا صدود/قولي بعد وش بخاطرك؟!
سقطت دمعتها لتمسحها وهي تبتسم بهدوء وتنطق بغزل/تدري لو كان للحب مُرادف ثاني غير كلمات العشق والهيام ، اكيد بيكون "أسمك"
اتسعت ابتسامته وهو يصد ليأخذ فنجانه ويحاول ان يستوعب هذا الكم من السعاده، و هي تتغزل به هكذا؟!!
قد كان يحلم بالقرب منها وهاهو يسكن قلبها كما كانت وستظل تسكن قلبه.،،
في كل مرّة يُثبت لها انه يستحق حبها ومدحها و غزلها وكل مشاعرها، حين يسمو بردود افعاله ويصد وكأنه لا يسمع مديحاً...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والعشرون
انتظرته حتى قرابة الفجر.. لم يعود!
اضطرت لتبديل فستانها و لبس بيجامتها الحريريه ذات اللون اللؤلؤي.. ومسح ما كان ثقيلاً من مكياجها..
رتبت نفسها ثم خرجت متجهه للمطبخ اخذت كوباً غسلته ثم سكبت لها ماءاً وخرجت للصالة وجلست في منتصف الأريكه و انتظرت قدومه لن تنام وهو لم يعود بعد..فكرت ان تتصل به و لكنه لا يرد..!
في كل مره يثبت لها وقاحته وقلّة ذوقه!
قال انه يريد رؤية انثى وامتثلت لطلبه ..
لم يكن صعباً طلبه، ولكن يبدو أنه صعب الإرضاء
ماذا يريد اكثر مما فعلته الليله؟!
إن كان يختبر صبرها وجديتها
فليس لديها أي مانع،، ستجاريه حتى يخضع!
بداخلها تحدي طفله مازالت تجهل تكاليف العلاقه الزوجيه وماهيتها..وتبعاتها.
غلبها النعاس ..حاولت ان تقاومه ولكنها فشلت..لتنام مكانها..
.
بالكاد اغلقت هاتفها من عمتها لولوه التي اخبرتها بعذر عدم حضورها، استرخت في جلوسها وهي تحاول ان تريح ظهرها الذي ظل ممدوداً طوال الليل،
لتدخل ليال وهي تراها مازالت جالسه مكانها هنا بالرغم من ذهاب جميع الضيوف/انتي للحين مارحتي تنامين؟!
حاولت ان لا تعبس/حرقان المعده متعبني شوي،، انتي شمنزلك من فوق هالوقت؟!
ابتسمت وهي تتجه إليها وتجلس/انا فاضيه ما وراي احد، وماوراي دوام، كيفي اسهر و اقوم اي حزّه!
رفعت حاجبها وهي تحاول ان تدفعها للحديث/السهر دايم له اسباب وش اسبابك، اعترفي
ضحكت قليلاً وهي تجيبها/والله ماله اسباب، احيان اكون شبعانه نوم، لا اكثر ولا اقل ، لا تفلسفين على راسي، ترى الحامل تتخيل حاجات ماهي موجوده
قررت مجاراتها بتهكم/يعني لا حبيب و لا صاحب ياخذ راحتك ويسرق نومك؟!
ابتسمت وهي تكتشف محاولاتها/والله صدقتي..اعترف لك فيه من سرق نومي الليله و خلاني انزل علشان اشوفك
استرخت اكثر وهي تتكيء على يدها/ايوه وشهو،
تحدثت بدراميه وهي تكتم ضحكتها/الحال بغرفتي ما يسرك...ثلاجتي فاضيه لا ماء ولا عصير..حابه احط فيها شيء لولدي اكل اذا احتاج شيء من قريب
عقدت حاجبها وهي تزم شفتيها تمثل الغضب/دامك فاضيه لهالدرجه، اظن معاد فيه عذر ترفضين طراد..عمتي منيره كلمتني مرّه ثانيه وهالمره حابه تنهي الموضوع ...
إلتزمت صمتها وهي تفكر جيداً..
لتردف الشموس/خالتي منيره تقول طراد معاد يتحمل رفض جديد!
لم يعد يحتمل؟!
هو لم يجرّب لذة اقترابها بعد فكيف يحكم؟!
مازالت تتذكر ماضيه البعيد والقريب،
كان كثير التقرب وكثير التلميح غير انه لم يصرح
واحتاج عمراً ليعرف حقيقة مشاعره تجاهها!!
و ظل خاطباً لإبنة عمه دهراً ليعتقها منه في سن الثلاثين!، مالذي قد يجعلها ترتبط بشخص التردد هو عنوان حياته؟!، بينما هنالك من أصرّ على التواصل معها لغرض علاجها بكل الحيل و بكل الفرص السانحه والغير سانحه,حتى انه كان قريباً جداً منها وكان سيخبرها بشيء لولا وجود طراد الذي جعل الرؤيه مشوشه بينهما..
لربما خسرت وليد ولكن لن تؤلمه حتى وان كان بعيداً..
قاطعت سلسلة افكارها بطرح سؤالها/سويتي العمليه ونجحت و لله الحمد..كفلتي وسام و ارتحتي..وش يردك بعد؟!..طلبتك ما تخبين عني شي مره ثانيه
سكتت الشموس قليلاً ثم أردفت/بصراحه خالتي منيره تتكلم عن الدكتور وليد بشكل شككني، هي تظن انك.... كيف اقولها؟!! استغفر الله
من زرع الشكوك واثار الأمر هو طراد..يريد إلزامها بالأمر الواقع/ما فيه أي ظن أو شك بيني و بين وليد..
استغربت من برودها وهي تنفي و من نطقها لأسم وليد بدون رسميه، من عادة ليال نفي هكذا أمر بشكل قاطع او بشكل هزلي، هذه المره هي هادئه جداً/متأكده؟!!
ليال بغضب مكبوت/المفروض يالشموس ما تتكلمين بمثل هالموضوع السخيف بشكل جدّي!!
خجلت وهي ترى ردة فعلها/ماكنت بتكلم لولا ان الموضوع فيه طرف ثالث وهو خالتك..انتي عارفه ان طراد يبيك وما زال يبيك. مو مقتنع انك رافضه الزواج للزواج فقط..يمكن يشك بأي شيء رفضك لازم يكون مقنع
لا يحق لأحد ان يناقشها بموضوع يخص خياراتها الشخصيه وحياتها...بات الموضوع تحدي...ترددت فيما ستقوله ولكن تلك افضل طريقه لتتخلص من إلحاح طراد/انا قررت اوافق على طراد
تفاجأت حقاً/كيف؟!
اطلقت تنهيدتها وهي تقف/بوافق عليه..لكن مو هاللحين الزواج..فيه اشياء مهمه لازم تصير يعني الزواج بيكون بعدين مو هاللحين، محتاجه سنه سنتين...يمكن ثلاث
وقفت معها مستغربه/وليه كل هالانتظار اذا موافقه
ابتسمت بثقه/اذا يحب ينتظر..واذا مايبي ينتظرني يمشي..البنات واجد وانا اختك ماراح يموت اذا ماتزوجني
لم يعجبها ذلك الحديث البارد/ليه ماتفكرين انه يحبك، دامه يلح في طلبك ليه انتي لئيمه معه؟!!
ضحكت وهي تمسك خدها بشقاوه لتغني/حب إيييه اللي جاي تئوول عليييه
ابعدت يدها عن خدها بعبوس اطفال/انتي الحكي معك ضايع..لي ساعه اتكلم من جد و اخر شيء تغنين لي!! اروح ارتاح بغرفتي احسن
ابتسمت وهي تمسك بيدها، لتوقفها وتسألها بجديه/دامك تكلمتي عن الحب...اسألك بالله حبيتيه يالشموس؟!
يالله ما اسهله من سؤال و ما اعظمه من جواب!!
هل اعترف للكون اني احبه؟!..لا لا جمال الحب ان يكون بين خلجات الروح و حول القلب و بين الأورده..
خير اعتراف بالحب هو عناق مفاجئ و لهفة نظرات وترقب لقاء.. جماله ان يعيش بين نيران التوقعات و التخمينات..
والتوق الدائم للحظة الاعتراف الخطيره التي "لا تأتي اصلاً"..!
ابتسمت وهي ترى سرحانها وابتسامتها الخفيفه/اللي خذا عقلك يتهنى به
وضعت يدها على بطنها بكبرياء/محد غيره ماخذ عقل أمه.
صغّرت عينيها وهي تهم بالذهاب/الغرور يجري بدمك مجرى الدم!! عن اذنك بروح قبل ترفعين ضغطي
ضحكت وهي تترك المكان وتتجه لجناحها مُثقله ومرهقه، اتجهت للمكتب و هي تنوي اخذ كتاب هند ولكنها تكاسلت لتتركه،..وتدخل غرفتها تبحث عن النوم والراحه، ..
سمعت نغمات رسائل على هاتفه لتتجه إليها وتلتقطه تريد تُصمّته .. لا إرادياً قرأت المكتوب في الرسائل النصيه التي تظهر على الشاشه وهي مُقفله!!
شعرت بشد اسفل بطنها .. أعادت القراءه لعلها كانت مُخطئه ولكن ما تقرأه حقيقه
[اتصلت اكثر من مره بس شكلك نايم،
حبيت اقولك اني رجعت من السفر يا قلبي ومشتاقه..
بكرا نلتقي لا تنسى انتظرك]
ستختنق ستموت غيضاً من هذه الحقيره..حاولت فتح الهاتف بشكل لا إرادي ، ولكن الهاتف مُغلق..وقد سجّل رقمها برموز..هذا يعني انها ليست مُخطئة في الرقم..
مالذي يحدث حولها يا تُرى؟!كلما أرادت دفن الشك يخرج من براثنه من جديد..!!
كيف ترتاح ؟! متى ستهنأ؟!
اشعلت إضاءت المصابيح الخافته الصغيره المتناثره في ارجاء الغرفه وهي تذهب تأخذ ادويتها و تجلس على طرف اريكتها الموجوده هنالك في آخر الغرفه..
الأمر واضح، إما إن احداهن تحوم حوله ام انه يخونها وذلك يميتها ببطىء..!
حاولت جاهدة تنظيم تنفسها، لا تريد ان يؤثر أي شيء على جنينها الحلم..
لم تشعر بنفسها حتى لسعتها حرارة دموعها وهي تنسكب على خديّها..لتمسحها بسرعه..
ليس هنالك شعور أبشع من الغيره..
يالله من هي تلك الحقيره؟!!
ولماذا تكون حقيره..لربما هو من يلاحقها!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والعشرون
استيقظ منزعجاً من الإضاءه فتح عينيه ليراها هنالك تجلس وتبدو ليست مرتاحه اعتدل جالساً وهو يتثائب/وينك؟ وش مسهرك لهالوقت؟!
حاولت ان لا يتضح ما تمر به ولكن بحلقها غصّه، منعتها من الرد..لتقف وتذهب لدورة المياه،لن تبكي امامه
استغرب من طريقة ذهابها ليقفز من السرير ويلحق بها/الشموس ! شفيك؟! يا بنت!!
اغلقت الباب و ظلت واقفه تستند خلفه،..في محاولة يائسه للملمة نفسها المتبعثره، قبل الحديث معه..
تنهدت وهي تنزع فستانها و تفتح شعرها و تزيل منه كل ما يثبت تسريحتها..
لتتجه ناحية حوض الاستحمام فتحت الشاور ووقفت تحته لتلتقط الشامبو وتضع منه بفوضويه حاولت اشغال نفسها عن بكاءها الصامت ليزداد مع محاولاتها في اخماد ثورت غيرتها...،
.
،
يأس من ان تخرج أو ترد عليه بعدما سمع صوت الماء..
يا ترى مالذي جعلها تتصرف بغرابه الآن وقد كانت الامور تجري بشكل طبيعي طوال اليوم..!!
عاد لهاتفه المحمول لم يجده في مكانه..بحث عنه ليجده هنالك على الطاوله بالقرب من الأريكه التي كانت تجلس عليها الشموس قبل قليل.. و رسالة تلك السافله على الشاشه..
فتح القفل وهو مصاب بصدمه هل رأت الرسالة؟!!
هل كانت ردت فعلها هذه بسببها؟!
يكاد يُجن، لن يحتمل ان ينهار ما بينه وبين الشموس الآن .. ولا يعرف ردة فعلها كيف ستكون..ستثور و تحطم كل شيء فوق رأسه و فوق هذا المنزل...ستهدم كل شيء بالتأكيد..
وقف وهو يمشي جيئةً و ذهاباً في الغرفه لا يدري ماذا عليه ان يفعل..عليه في البدايه ان يرى ماذا ستفعل ، يجب ان يتحدث معها..
لحظات لتخرج ملتفه بروب الاستحمام و شعرها المبلل منثور على كتفيها و ظهرها، تفاجأ بها ترسم ابتسامه صغيره بعد رؤيتها له، ليسألها بلهفه وهو يقترب منها ويكاد يلتصق/الشموس فيك شيء يا قلبي؟! تعبانه؟!؟!ناديتك قبل شوي و سفهتيني!! ليه؟! زعلانه مني؟!
اتسعت ابتسامتها قليلاً وهي تمد يدها لخده و تداعب ذقنه بنعومتها/لا يا قلبي ماني زعلانه منك، أنا بس كنت حاسه بحرقان معده و مكدرني شوي،
ارتاح بعد معرفة السبب ليعانقها بشده ، وهوصامت ليهمس ببحه/أأذي روحي ولا أأذيك يالشموس،
همست له/لعيون ساره؟!
شد على عناقها/لعيونك انتي ،مافيه شيء بدنياي يغنيني عنك، انتي قلبي قد سمعتي بأحد يؤذي قلبه؟!
نزفت دمعتها وهي تتذكر تلك الرساله و الرسائل التي تتجاهلها و شكوكها اللعينه، ابتلعت الغيره وهي ترد/أدهم حابه اسافر انا وياك بكرا
ابتسم وهو يرى عينيها/انا بعد حاب ، اختاري الوجهه اللي تبين..
فكرت ان تختار مكاناً و تفاجأه به في المطار، لا تريد ان تعلم احداهن بمكان سفره/دام انا بختار ،.اتركه لي لين نوصل الطياره..اوكي؟!
ارتاح اضعافاً وهو يراها تزداد اقتراباً وان لم تخبره بحقيقة مشاعرها تجاهه إلا انه يزداد كل يوم عشقاً وولعاً.وهذا يكفيه منها وان طمع بالمزيد..!
كم تمنت ان يتحدث الآن اكثر من اي وقت مضى..
كم تمنت ان تكون الحبيبه الاولى والأقرب لقلبه كما يستوطن حنايا القلب و يُزهر داخل الروح..
ولكنه كعادته يفضل دائماً السكوت في الأوقات التي تتمنى منه ان يتحدث فيها..!!
.
.
،
.
يجر خطواته للأعلى..بتثاقل!
يكاد يسقط من ارهاقه لم ينم وهاهو يستعد للذهاب للعمل اليوم
ممزق كأشلاء تتشبث بشجرة في صحراء قاحله
يبللها المطر حيناً ولكنه لا يُحييها!!
مهزومٌ كفارس مات حصانه في أرض المعركه وتركه جيشه يلاقي مصيره!!
يعرف انه ليس نداً وان حاول ذلك..!
هي انثى تجعل من الصبي رجلاً فكيف برجل يعرف ماهية النساء؟!!
دخل الشقه..تمنى ان تكون نائمه يريد اخذ لباسه الرسمي والخروج باكراً للعمل وان كان ليس موعده..!
عليه ان يتعذر بعمله و ينغمس فيه..فهو مطمئن عليها في منزله..
لم يراها امامه، بالتأكيد هي نائمه ،
استحم على عجل و خرج ليلبس بدلته ..ليخرج وهو يُغلق ازرار بدلته العسكريه..
ليتفاجئ بصوتها ينسكب في أذنه"صباح الخير"
توقف وألتفت ليراها هنالك تقف عند طاولة الطعام الصغيره بجانب المطبخ قد وضعت فطوراً و ابريق شاي!!
منذ البارحه يُحيرها بصمته ونظرات الدهشه والصدود، اتجهت إليه لتحرك ذلك الجماد الي تحنط وهو واقف مكانه،طبعت قبلتها على خده بأسلوب كيد مغلف بالبراءه /قلت صباح الخير يا قلبي وين نمت البارح؟!!
الآن تأكد انها حقيقه/صباح النور ..انا بطلع دوامي
امسكت بيده/والله ماتروح قبل ما تفطر
استغرب اصرارها، خجل منها فهذه ليست التي يعرفها/بس أنا...
قاطعته وهي تأخذه بيده/انا حلفت..! يلا بس
جلس بعدما سحبت له كرسي ثم سكبت له كاسة شاي..و قرّبت منه صحن التوست..وجلست، كانت تُطبق ما كانت تفعله أم رواد حرفياً، حرصت طوال الايام الماضيه ان تتعلم شيئاً سينفعها معه/خفت البارح لحالي، بالله عليك يا قاسي وين رحت ها؟!
ارتشف من كاسة الشاي قليلاً ليجاوب وهو مازال في طور الصدمه الإيجابيه/اتصل بي واحد من خوياي يبي شغله ضروري
ابتسمت وهي تأكل قطعة صغيره من التوست/هذا اكيد قليل ذوق، اللي حرمني منك بليلتنا
كاد ان يختنق برشفة الشاي ولكنه استطاع ان يتماسك اخيراً..
ابتسمت وهي تقدم له الماء/بسم الله عليك تفضل
اخذ كأس الماء وشرب منه ثم ترك الكوب على الطاوله..ما بالها هل نسيت الأيام الماضيه؟!!
هل تظن انه سيقبل بها زوجه في هكذا سن؟!!!/نيف
ابتسمت بتصنع/اجمل دلع سمعته لأسمي بحياتي
حاول الهدوء ليوضح اسباب و حدود هذا الزواج/اسمعي يا نيفادا،، انا تزوجتك برغبتي و غصب عن أدهم، بوقت اصابتك لو تذكرين، ما كان يبي يزوجك بهالسن يقول انك توك صغيره و غيره من هالكلام..يعني طايشه ما تهتمين و طفله
قاطعته بدلع طفله/وانت كيف تشوفني هاللحين؟!
يعترف انها انثى من قبل ومن بعد وانها البارحه واليوم هزمته ، لربما انها كانت فقط تحتاجه حقاً ليوعيها كما يحتاجها تحيي أيامه، ابتسم اخيراً/من اول مره شفتك كنتي حلوه بنوته ولو انك شيطونه حبتين
فرحت بفضفضته بعد ذلك الصمت العريض/ماني شيطونه ، كنت ارفع ضغطك مثلما ترفع ضغطي
مازال محتفظاً بابتسامته الصغيره وهو يحاول ان يرسم لها حدود علاقتهما معاً/صحيح كنتي ترفعين ضغطي بطيشك بس تعجبيني و إلا ما حاربت أدهم وهجرني شهور علشان يرضى يتمم زواجي منك
تفاجأت بحديثه/لهالدرجه أدهم كان رافض؟!!
هز رأسه/كان يخاف يظلمك، و لآخر لحظه كان رافض بس انا ألحيت عليه اخر مره بعدما وصلتني صور عرفت بعدين انها من ولد عمتك هند وفهمت كيف اخذها بطريقتي.
لم تعرف أنها محل اهتمام أدهم وانها كانت تظلمه،، وأنهامُحاطه برجل يخاف عليها كـ قاسي، كم كانت غبيه/كل هذا و ما حسيت بشيء؟! شقد حقدت على أدهم بعدما زوجني بك
قرر المضي قدماً في اخبارها بشكل حياتهما/اسمعي يا نيفادا..انا وانتي متزوجين صورياً فقط، يعني شركاء سكن فقط ..المدرسه بعد شهر و راح تدرسين و تنجحين وراح اكون معك خطوه بخطوه..ابيك تكونين احسن وحده، مابيك تخيبين أملي، انا مؤمن انك ذكيه وتعرفين مصلحتك و راح تحققين ذاتك يوم من الأيام
صمتت قليلاً وهي تتأمله ، مازالت تشعر بغموض في بعض المسائل المتعلقه بالزواج..!!
اكمل بابتسامه وهو يشعر انه ألقى عن ظهره حملاً/ابيك تعتبريني اخوك ..انسي اني زوجك مفهوم نيف؟!
تسائلت ببراءه/يعني اذا كبرت الناس بيجون يخطبوني منك؟!
ابتسم وهو يجيبها/ساعتها الراي رايك،
تنهدت وهي تبتلع الغصه،
قد احترقت منه غضباً منذ عرفته عدة مرات،،
احترقت حتى لم يعد لجرحها مكانٍ واحد بل توزع على روحها المهترئه و اعياها!!
احرقها و ذر رمادها مع رياح اللامبالاه !
تركها في جحيم حديثه و غادر لعمله!!
كل ما فعلته عبث و هباء!
يتفنن في إقصاءها وتصغيرها؟!
يجرها للجنون وهو يتعامل معها ببرود ويضع الحدود لهذا الزواج!!
بأي شرع يتزوجها عنوة ومن ثم يقيّدها بشروطه؟!
لم تُبحر في العشرين بعد و لكنه يجبرها ان تغرق في سن اليأس المبكر!
.
،
.
،
دخلت في هذه اللحظات نزعت عبائتها وهي تنادي/جماااعه انا جيييت
أتاها صوته من جهة طاولة الطعام/يا مرحبا يا هند
اتسعت ابتسامتها وهي تلتفت وتتجه إليه وتعانقه بلهفه/حبيب قلب هند و روحها
تحدثت وهي ترى المشهد امامها/و انا اشهد
ابتسم وهو يعطيها تلك النظره و يجلس، بعدما سلمت على هند وجلسوا جميعهم يتناولون افطارهم..
مازالت تبتسم و هي ترى والدها بحال افضل/ما شاء الله يبه وش هالزين لو اني دااريه زوجتك من زمااان لكنك ماتبي غير هند المناع
رد وهو يرمقها بحب/ما كل زول يعوض بزول،،،ولا كل الازوال مملوحه..
خجلت و هو ينظر إليها هكذا امام ابنته/تبين قهوه يا هند
هزت رأسها بالموافقه...لتشهق وهي تتذكر/يووه نسييت، يبه اطلع لأخوي راجح يبيك برا
ترك فنجانه ليتحدث باهتمام/وتوك تتكلمين الله يصلحك؟!..شعنده؟!
إلتقطت فنجان قهوتها من هند وهي ترد/وانت مسافر تهجم علينا حرامي بالبيت كانت معي اختي ايمان وكنا جايين ننظف البيت وراجح طلع مشوار.. انا ضربت الحرامي على راسه بغفله منه ثم طاح واتصلت براجح جاء واخذه
وقف غاضب فهي لم تخبره/الله يصلحك، ولا قلتي لي! الرجال صار له شيء..
بلا مبالاه/اي رجاال يبه بزر ماتخرج من الثانوي..
خرج مسرعاً لراجح ليفهم ماحدث..!!
التفتت الى هند الصغيره مستفسره/عسى ما صارلكم شيء؟!
ابتسمت/لا لا ما امداه فقشت راسه ، و اللي ضحكني انه يسمع اختي هند تناديني ويقولها هند أمي ماراح تسويلي شيء.
وقعت في قلبها تلك الجمله/كيف شكل الولد نحيف؟! اسمر؟! والا ابيض
حاولت التذكر/مو اسمر ..لكن بعد مو ابيض مرره نحيف
خافت/حاجبه الايسر مقطوع؟!
استغربت لهفتها/ايه
وضعت يدها على صدرها بخوف لتقف وتنوي الخروج/تركي!!
،
.
،
.
،
تلقى اتصالاً وهو يهم بالخروج، ليتذكر موعداً مهما كما اخبره السكرتير، ليلتفت إليها عائداً و محتاراً كيف سيعتذر منها/الشموس
رفعت رأسها من كتابها/سم؟
اشغل نفسه بإعادت ترتيب شماغه/قلبي اليوم ماقدر اسافر خلينا نأجلها نهاية الاسبوع شرايك؟!
بدأت تغلي من غيرتها، بالتأكيد صاحبة الرساله تلك/ليه وش جد بالموضوع؟
انتهى من شماغه ليُخرج سُبحته ويداعبها/اليوم عندي موعد مهم وعشاء عمل..نسيت اقولك عنها
ابتسمت بسخريه وصدت عنه/يبدو مالنا نصيب مع بعض،
خاف/الشموس قلت لك نهاية الاسبوع ابشري
عادت لترمقه بابتسامات التهكم تلك/ماقلت لي وين الموعد؟!
استغرب اسلوب سؤالها وتلك الابتسامات، حاول اختصار الحوار ليذهب قد تأخر/انا مستعجل ..اذا رجعت قلتلك شصار
رأته يدير ظهره و يخرج ببرود هكذا لتتعمد ان تُسقط كوب قهوتها تريد ان تنفس عن غضبها..!!
إلتفت إليها مستغرباً ابتساماتها العالقه وشظايا الكوب متناثره/الشموس فيك شيء؟!
مازالت تبتسم بتهكم/عادي..لا تشيل هم ..كوب وانكسر..مثل كثير اشياء في الحياة..روح موعدك لا تتأخر..
رآها تقف و تخرج .. ماذا كانت تقصد؟!
لماذا هي دائماً تحاول ان تجعل من نفسها صعبه؟!
هي كحال البحر تماماً..مهما تعمق فيها و عرفها..
إلا أنه مازال يجهلها
.
.
يضطر اليوم لزيارة هذا المستشفى لتعديل بياناته بعد حصوله على الجنسيه..
كم يكره ان يقابل نفس المدير الذي لطالما هدده بالترحيل جهاراً ومراراً..
لطالما حقّر ابداعه و جهوده..لطالما ضغط عليه..و اتهمه بالنقص!!
طرق الباب ليأذن له بالدخول..ويقف له ويمد يده ليصافحه!!/اهلاً دكتورنا العظيم..وين هالغيبه و..
مد ورقته بدلاً من ان يصافحه/جيت اعدل هالبيانات وامشي..خلصها بسرعه
استغرب/افااا طيب سلّم.
ابتسم بتهكم/و اذا ماسلمت بترحلني؟!
ضحك وهو يحاول ان يلّطف الجو/يا رجل حنا عيال اليوم. واللي فات مات
متسلق بغيض، يعرف انه بات نافذا وهو يخاف عل. منصبه/سبحان الله اللي ياخذ شيء ويدري ان ماهو حقه يظل عايش بخوف وقلق.. لكن راع الحق عايش براحه ولو حوله الاعداء ملتفه..!
خاف/وصلت و بترد الصاع يا وليد
ضحك بتهكم/انا وظيفتي اساعد الناس ترجع تعيش و تؤمن بالحياة...ماقطع ارزاق احد.. لكن تطمن مكانك ماراح يدوم..الشر ما يدوم.. مثل الخير .. وكل زمن له دوله ورجال
ابتسم بتهكم هو الآخر/اخذت الجنسيه بأمر ملكي وتتفلسف علي!!
ابتسم وتحدث بفخر/اي نعم اخذتها بجداره..ما اخذتها وراثه ..والرجل ماهو اللي يقول كان أبوي..الرجل هو اللي يقول هذا أنا..وهذي افعالي و مكاسبي..لذلك لا تصغّر نفسك اكثر من اللازم وخلص اوراقي لا تخليني استأثم بعيالك.
صمت مطأطأً رأسه و ينهي اوراقه على عجاله...
اخذها وهو يخرج..مستريحاً بعد كل ما تخلص منه من ترسبات الماضي في هذا المستشفى و هذه المدينه التي عشقها و شهدت معاناته..
اعترض امامه اثنان لم يعرفهما...كان ملتثمين/خير يا جماعه؟!..
بادره احدهما بلكمه ولكنه صدها..ليس صيدةً سهله قدكان بطل ملاكمه.../وش عندكم انتم...؟! وش تبون؟!
تغافله احدهما بعدما إلتقط حديده من على الأرض...
لم اكن يوماً غبيه..ولكنني احترفت الغباء
" للإبقاء عليك"!!
بت أنانيه حتى في حق نفسي..ها أنا
" أُلبسها التغابي لألمعك داخلي!! "
هل سمعت بأنثى تُحب بغباء مثلي؟!!
.
.
انتبه لمن اتى من خلفه بحديده بسبب انعكاس صورته من نوافذ السياره أمامه..اخفض رأسه ليضرب رأس صاحبه..ويسقط ارضاً.. ويهرب !
هرع رجال امن المستشفى و بعض المراجعين لفض النزاع وشاهدوا ما حدث من هروب ذلك الشاب..ولكن تم القبض عليه قبل ان يبتعد...!
وقف يتنفس بسرعه وهو يحاول ان يفهم ماحدث، ثم اتجه مسرعاً للذي امسكوا به قبل هربه ليلكمه/من مرسلكم علي هاااه ، من؟؟؟!
لم يستطيع النطق كان يلهث بعد مجهوده والركض،،!!
ضربه مجدداً وهو يحاول استنطاقه/قوول من ارسلكم علي، تكلم!
تحدث بلغة غريبه لم يفهمها، ولكنه تأكد ان احدهم دفع لهم و اعطاهم معلوماته..عرف انهما ليسا عربيان اصلاً..ليتركهما لرجال الامن ..ويقدم بلاغاً رسمياً..
لن يسكت عن حقه..
ركب سيارته بعد انهاءه تسجيل البلاغ...اخبرته والدته ان لديها خبراً مهماً...لا يعرف ما ذاك الخبر و لكن والدته كانت سعيده وهي تتحدث إليه ...!
توقف عند الإشارة الضوئية الاولى بالقرب من المشفى ليلمح وجه ذلك البغيض "طراد" يمر بسيارته ويلتفت إليه بنصف ابتسامه ويشير إليه بالسلام من بعيد..نظراته وابتسامته ليست نقيه..مالذي جاء به هنا ولماذا يبتسم هكذا ..لا يوجد هنا سوى مستشفيات تخصصيه فمالذي جاء به هنا؟!!
وسوس له الشيطان، قد يكون خلف أولئك الرجال؟!!!
،
.
،
كعادتها تعيد ترتيب ملابس طفلها و تعيدها للخزانة بعدما تبعثرها وتشمها..
اي شيء غير الوجع لا تشعر به، تبلد تجاه كل شيء..
خرجت من غرفتها وهي تتجه للمطبخ لتُعد الغداء كعادتها..
لتجد اسيل ابنة ساره و اخيها الصغيرفي المطبخ/ماشاء الله متى جيتوا؟!
اتجهت اليها تسلم وتجيبها/ابوي نزلنا الصبح و راح يودي جدتي المستشفى..
مدى/غريبه ما جيتوا مع امكم؟!
اسيل/والله لك عليها مره تعبانه الله يشفيها..جلست معها اخدمها الخدامه راحت..اساعدك بالغداء؟!
ابتسمت مدى وهي ترى تربية اختها لهذه الصغيره تفوق تربية والدتها، كعمتها ساره "ام أدهم تماماً"/لا لا انتي روحي ارتاحي يمديك كرفتي عند جدتك وتعبانه..
خرجت اسيل بأخيها لتدخل ساره بابتسامتها/كنت جايه اسوي الغداء، قلت اكيد انك تعبانه اليوم دامك رفضتي الفطور
فتحت الثلاجه لتُخرج الخضار وما تحتاجه/مايصير تجين وتخدمينا بعد،
لمحت عينيها المتورمه/البارح ما كنتي على بعضك اخر السهره شبلاك؟!
بدأت بغسيل الخضار وهي تجيبها بوجع/ولا شيء. الظاهر ماقدر امثل اني مرتاحه بغياب عيالي
حزنت من اجابتها/مدى!!
إلتفتت إليها بانفجار حزينه/سااره لا تدققين بحزني وضيقي هذا شيء فوق طاقتي..أنا (أم محرومه من عيالي) ، اكيد ماراح اكون عاديه و ابتسامتي تشق الوجه.. حسووا فيني حسوووا
اتجهت اليها باكيه لتحضنها بقوه وتحاول تهدأتها/حبيبتي قسم بالله اسفه ..و ربي ماقصدت تقمعين مشاعرك بس ماحب عيونك دامعه ومابيدي شيء
شدت على عناقها بتعب/بموت يا ساره بمووت.
حاولت تهدأتها واحتواءها قدر المستطاع/بسم الله عليك، بيرجعون عيالك صدقيني بيرجعون.
تنهدت وهي تشعر بانهيارها الداخلي، باتوا اشباح تراودها صورهم واصواتهم و نداءهم لها بكلمة "ماما"
حتى اصواتهم حُرمت منها..!
باتت محروقة القلب ،موجوعه و ثكلى واطفالها مازالوا على قيد الحياة!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والعشرون
انتظرت قدومه من عمله..لن تنزل بدونه مهما كلفها الأمر..
اعادت رش عطرها من جديد و التأكد من ترتيب شعرها..
اتجهت للباب تأكدت من قفله، لا تريد ان يدخل بدون علمها ولا تريد تطفل من اي حد ..
سمعت محاولاته لفتح الباب.. ثم صوت طرقاته، لتتجه إليه وهي تحاول رسم ابتسامتها،ثم فتحته...
تفاجأ من رائحة العطور التي استقبلته من اسفل درجات السُّلم..دخل ليرى ابتسامتها تستقبله/السلام عليكم
ردت السلام وهي تحاول رفع نفسها رغم طوله لتجبره للإنحناء و ملامسة خدها بشكل جعله يغيب عن العالم وهو يرى لبسها افرول قصير باللون الأبيض بدون اكمام/انت دايم تجي متأخر كذا؟!
حاول الصدود و الذهاب لغرفته/اليوم جاي بدري ..العمل دروا اني تزوجت و عطوني اجازه اسبوع..
لحقت به الى غرفته ولكنها وقفت بالباب لتتحدث/الله يعني بنساافر؟!!
نزع جاكيته و علّقه و التفت إليها/ان الله راد اخذتك انتي وامي و مدى لمكه ناخذ عمره
شعرت باحباط/حنا مو تونا متزوجين..ليه مانسافر لحالنا
اتجه اليها يريد ان يوضح لها مالم تفهمه/انا وانتي ماننام بغرفه وحده و تبينا نسافر لحالنا، مايصلح ياقلبي
ظلت واقفه تنظر لعينيه، تحاول فهمه/واهلك يدرون بهالشيء؟! ..يعني علشان افهمك بشكل اوضح
للحظه شعر انها تعترض لتركه لها/محد من اهلي يدري...ارتحتي؟!..نيفادا فيه شيء اسمه خصوصيات بين الزوجين ومواضيع المفروض محد يعرفها غيرهم فهمتي؟!
شعرت بالحيره وهي ترى تناقضه/انت مو تقول اعتبريني اخوك؟!..ليه عند هالنقطه تتراجع وتبينا زوجين؟!
ذكيه هذا الصغيره و ليست سهله ابداً/نيفادااا..تأخرنا يلا روحي بدلي هاللبس علشان ننزل تحت نتغدا مع امي
عبست/وليه؟؟ اشفيه لبسي؟!مسيو اوفيسيال!!
تحدث محاولاٌ اقناعها/لبسك حلو يا بنتي..بس خليه ببيتنا انا وياك، مابي. احد غيري يشوفه عليك..فهمتي؟!
بدون اية تعابير/شمعنى انت تشوف بس؟!
عجز عن الرد، فقد قال لها ان تعتبره كأخيها/نيف يا قلبي..هالشيء يزعجني.
ابتسمت بحسره/هذا انت بتاخذ اهلك معنا اسبوع العسل .لكن ما قلت لك هالشيء يزعجني..!!
تركته و ذهبت ...
كم يشعر بالشتات، و البعثره...شعور مؤذي لقلبه ان يجتمع مع بمن احبها شرعاً... ويمنع نفسه عنها... الأمر صعب جداً !
،
.
،
نزل منذ دقائق وجلس يحتسي القهوه مع أمه قبل الغداء..
سألته بفضول/وين زوجتك..شعندها مانزلت معك؟!
بابتسامه صغيره/تخلص لها شغله وتنزل هاللحين يمه..
ساره بسعاده/عسى ربي يوفقكم ..وش حلاتها نيفادا
لوت فمها بعدم رضا/وياشين اسمها كنه اسم يهوديه
إلتفت إليها بابتسامه صغيره/وش قلناا يمه لا تخربين علي المصلحه
إلتقطت فنجانها بعدم رضا/ماقلت شيء..
ساره/تأخرنا بالغداء وللحين مانزلت زوجتك يا قاسي!!
كاد يرد لولا أنه سمع صوت كعبها على الدرج ليلتفت ويراها تنزل بفستان زهري قصير و ناعم يصل الى ركبتيها..إلتزم صمته وهو يراها تتقدم...!!
رسمت ابتسامه خجول وهي تلقي تحيتها/السلام عليكم
رد الجميع باصوات متفاوته..لتذهب لأم قاسي قبلتها كتلك المرّة السابقه..بملامسة الخدين ومصافحه..و كذلك ساره قبل ان تذهب وتجلس بجانب قاسي..
ساره بابتسامه/ما شاء الله..منوره بيتك يا نيفادا..عسى مرتاحه عندنا
ام قاسي بمكر و عينين ناقدتين/اكيد بترتاح مايبي لها سؤال..
لم تعجبها نظرات تلك السيده،مدت يدها بجرأه لتضعها على يده التي على فخذه بجانبها/صادقه "تيّا"..دام قاسي جنبي اكيد برتاح..
لم يصدق ما تفعله..هذه اخرى تماماً ليست تلك الولد ، حقاً وضع نفسه في ورطة معها..!!
وقفت وهي تحاول كبت غضبها قدر المستطاع، ليست بهينه هذه الصغيره..!
حضرت اسيل في هذه اللحظات/خالتي مدى تقول حطينا الغداء عالسفره تفضلوا..
ذهبت ام قاسي لتلحق بها ساره المتبسمه بعد رؤية احمرار وجه اخيها/يلا خلونا نتغدا
التفت إليها مبتسماً، فمازالت جملتها ترن في اذنيه/منتي محتاجه تكذبين علشان تبينين انك مرتاحه معي
مازالت مبتسمه/انا ماكذب..ما تكلمت الا من شعور داخلي فقط، انا فعلاً مرتاحه معك..
استغرب فلم تجف دمعتها منذ عرفت بارتباطه بها، سوى بعد حفلة الزواج/كنتي تبكين وتبين ارجعك لاهلك
شدت على يده، وتتذكر كتمانه لـ سر ادمانها وانه لم يمد يده مره واحده رغم تمردها الطفولي وقلة ادبها معه/كنت..بس بعدها عرفت انك انسان هادي وبسيط وماعندك عُقد..اجبرتني احترمك واحب صحبتك، غير هذا كله يكفي شعوري معك بالأمان ..ماعندي مانع اقعد معك
زادت حيرته فيها،انقلبت لانثى لا تقاوم..هذه الصغيره حتى الآن فعلت ما لم تفعله الناضجه التي سبق وتزوجها، كيف تحدثت بلباقه هكذا وتعرف شخصيته من مدة قصيره؟!!
وقفت بابتسامه وهي تمد يدها له/تروح نتغدا؟!
ابتسم وهو يقف معها ويذهب..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والعشرون
منذ ساعه تحتسي قهوتها بلا انقطاع..!
لاحظتها خالتها لا تنفك تسكب لها الفنجان تلو الآخر، و تتسربل الصمت اغلب الوقت/الشموس بسك قهوه يمه، ارحمي نفسك ناسيه انك حامل
ابتسمت وهي تسكب لها فنجاناً جديداً وتطلب من الخادمه تجديد القهوه/ماخبرت ان القهوه تأثر..
عبست/اشوفك تشكين من الحرقان، كله من كثر القهوه وتقولين ما تأثر!!..وين ليال تفزع لي و تمنعك
اخفضت فنجانها على الطاوله/ليال طالعه السوق مع رواد و وسام و اميره
تذكرت ماتريد سؤالها عنه/تكلمتي معها عن الموضوع؟!
ابتسمت لها وهي تلتقط فنجانها/اي وابشرك موافقه على طراد..
لم تصدق للحظه/هاه!!..تقولينه صادقه؟!!
ضحكت/يحق لك تستغربين والله حتى انا مستغربه، لكن مبروك
لم تصدق/بقووم ابشر طراد خله يستاسع صدره حبيب أمه
سكتت وهي تقف وتذهب لتبحث عن هاتفها لتتصل به...
ظلت هي جالسة تحتسي القهوة وتلعن فناجينها، بداخلها لهيب لا يكاد ينتطفئ حتى يشتعل من جديد، كم كانت صبوره ولكن الغيره تطرد ذرات الصبر و تحرق الروح!!
عبثاً تحاول ان تقمع ظهور مشاعرها على ملامحها...
"ماذا لو كان ما أشك به صحيحاً؟!.. هل احرق نفسي و عائلتي من اجل قلبي؟!. الامور ليست بهذه البساطه، حتى ان أدهم يظل الرجل الوحيد لهذه الأسرة..انهيار علاقتي به يجب ان لا يتعدا كونه نهاية علاقة بين زوجين فقط..، يالله اتحدث مع نفسي و كأن ما اشك به حقيقياً!!!...يا رب خيّب أمل ظنوني السيئه به"
بعد لحظه،،
عادت من الخارج وهي تبتسم بسعاده برفقة الاطفال وتحمل كيساً لأحد محلات الاطفال الشهيره..
لتذهب لها في الصالة/هاااي
ابتسمت لسعادتها/ما شاء الله رجعتوا، وانا قلت سافروا اكيد
ضحك رواد وهو. يتجه اليها ويقدم لها هديه عباره عن لعبة سياره كبيره نوعاً ما/رحنا نشتري ألعاب وجبنا العاب للنونو الجديد معنا
اعجبتها الفكره وهي تأخذ اللعبه/الله شكراً حباايبي
الجميع قدم هداياهم بمن فيهم ليال التي كانت هديتها صندوق فتحته أمامها لتجده قطع ملابس و دمى صغيره، اعجبتها و جعلتها تتوق اكثر لرؤية ذلك الطفل بفارغ الصبر/يا عمري لياال وش هذا كله، بدري مررره
تذكرت مانسيته عند الباب/ابي اكون اول من يهدي ولد اختي..اصبري بعد جبت سرير صغير مره تقدرين تتنقلينه بكل مكان بالبيت ، بقول للشغاله توديه جناحك..
أخرجت من الصندوق افرول ابيض وفيه خطوط ورسومات زرقاء، احبت هذه الملابس الصغيره/بس هذا للـ boys
ابتسمت بحماس/تعمدت اجيب ازرق..عندي احساس قوي انك بتجيبين لنا ولد.. فكرتي بإسم؟
ظلت تتأمل الملابس الصغيره بحب وهي تتخيل اللحظه التي سترى فيها طفلها/للآن ما فكرت بإسم الولد..
تحدثت بحماس/سمي محمد حلو..ندلعه حمودي
ضلت صامته وهي تبتسم وتتأمل تلك الملابس الصغيره..،هذا الشعور لطالما حلمت به..
تحدث رواد بحماس هو الآخر/لا مو محمد سميه نايف احسن. على اخوي نايف الله يشفيه
تنهدت وهي تلتفت للشموس/حبيبي نايف..زرناه قبل نروح السوق، حالته في تحسن مستمر اللهم لك الحمد، عندي امل كبير يرجع لنا بسرعه
غيابه يُحدث داخلها كسراً لا يعلمه سوى خالقها ولكنها تداريه بالصبر، نطقت بلهفه/يا رب
رن هاتفها لتلتفت إليه وتلتقطه بهدوء، رقماً لا تعرفه ايضاً!!.. ضغطت زر الرد لتسمع فقط لن تتحدث، سمعت صوتاً ينادي خلفها في هذا الصمت..لا يجوز ان تصمت اكثر من هكذا..وقفت وهي تنوي الخروج للقاءها الآن ولن تعود قبل ان تلتقي بها..
لحقت بها ليال لتوقفها/من هاللي متصل بعد ووين بتروحين انتي؟!!
ابتسمت/بروح لـهدى عازمتني على فنجان قهوه..من زمان ما شفتها..سلام
تركتها ليال لتعود لجلستها وسط الاطفال ..لتتجه هي لغرفتها مستعجله ، إلتقطت عبائتها و حقيبتها الصغيره و خرجت وهي تتصل بالسائق ليأتي بسيارته امام الباب...
،
.
،
خرجت من المطبخ بيدها صحن حلى قد وعدت الشموس به لتستغرب عدم وجودها/بسم الله وين راحت الشموس؟!
امرت الخادمه بأخذ الهدايا لجناح الشموس مع بقية الاطفال لتلتفت لأم رواد/ابد تقول انها معزومه على فنجان قهوه عند هدى صديقتها
جلست مستغربه/من جدك انتي!! هدى؟
التفتت إليها باهتمام/اي..ليش؟؟
ما زالت مستغربه/اللي اعرفه انها ايام تنويمك بالمستشفى كلمتها تسأل عنك و قالت انها طالعه ثلاث شهور دوره بلندن مع زوجها!
هنا بدأت تستشك/يمكن تبي تقول اسم ثاني و طرأ بلسانها هدى؟!!!
قدمت لها صحن حلى وهي تتجاوز شكها/يلا ماهي صغيره تلقينها مسيره على وحده من صديقاتها...ذوقي هالحلى سويته لها و طلع من نصيبك انتي
عادت من جديد بعدما اخبرت إبنها بأمر الموافقه وهي تبتسم بسعاده لا توصف، لطالما تمنت ليال او الشموس لاحد ابنائها../اي والله من نصيبها ..مبرووك ياليال الف الف مبروك
غصت بابتسامتها، لم تستطيع رسمها على شفتيها لتقف لخالتها التي عانقتها بسعاده/واخيراً ريحتي طراد اخيراً
صمتت وهي ترد بداخلها"بتكون الراحه الابديه ان شاء الله"
لاحظتها ام طراد، لم تغيب عنها ملامح وجه ليال التي لا تبدي أي ردة فعل، باتت تعرفهن جيداً، ابتسمت على مضض/مبروك ليال و مبروك على طراد
جلستا و بدأوا باحتساء القهوه.
و اخذت هي قطعه من الحلى وهي مازالت تفكر بأختها.
أي تفكير آخر لا يعنيها. حتى طراد بات أمره مقضياٌ..
هكذا ترتب الأولويات..لكن في تفكيرها العميق "المهم سيكون اخيراٌ..!"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والعشرون
في طريقها الى ذلك الصالون الذي سبق وان زارته بصحبة نوره مديرة مكتبها.. لن تصمت اكثر، باتت متأكدة ان مريم تعرف كل شيء ولربما هي الشمطاء صاحبة الحرف "م"..
كل شيء يدور حولها يدعوها للتحرك...
حتى تهرّب أدهم الذي اعطاها جُرعة رغبة في البحث ، رغم كرهها للبحث في الخفايا، ولكن شيءٌ ما يدعوها لأن تكتشف ما يدور حولها، قبل ان تُصدم به!
رن هاتفها .. لترى اسمه يُضي الشاشه..ردت بغضب مكبوت/الوهه
على الطرف الآخر استغرب نبرتها/قلبي فيك شيء؟!
تكاد تجزم انه يُخفي عنها شيئاً و لكنها تفتقد الدليل، عجزت عن الرد،في كلا الحالتين ستكون موجوعه..
استنطقها فهو يسمع انفاسها/الشموس شفيك سكتي؟!
تحدثت بشكل سريع وكأنها فقط تريد اغلاق الخط/انا طالعه مشوار .أدهمي بكلمك بعدين ماني فاضيه
بصوت اقرب للغضب/منتي فاضيه ليه!!. ،وين رايحه؟
تحدثت بجديه/زياره لصديقه قديمه..
بنفس الصوت الحازم/هالوقت؟!
تأففت من تحقيقه ولكن مازالت تسايره/بتعشى معها، عندك مانع يا قلبي؟!
هدأ من نبرته/لا ماعندي مانع ،براحتك يا قلبي اسهري لو بغيتي بعد.
ردت وهي تحاول انهاء المكالمه/اوكي ..اشوفك بالبيت..سلام
وصلت قبل صلاة المغرب بقليل..،
نزلت من سيارتها بعدما أوصت سائقها ان لا يذهب لأي مكان..
دخلت وهي تبحث عن موظفة الاستقبال ولم تراها، ماهذا التسيب، لفتتها احداهن تبدو عاملة نظافه و اوقفتها/لو سمحتي اختي
اتجهت اليها تلك/نعم
بفضول/فيه هنا موظفه اسمها مريم الفايز.ممكن تنادينها لي او توصليني لها؟!
ابتسمت لها وهي تجيبها بدون تردد/مريم من فتره متغيبه عن العمل، ولا يندرى عنها، ليه تنشدين؟!
بتساؤل/معي لها غرض، الا ماقلتي لي هي غايبه او ماخذه اجازه
اجابتها وهي ترى بأن الفرق واضح بينهن/لا متغيبه من اكثر من اسبوعين او ثلاثه..حتى ان اهلها جوا ينشدون عنها كم مره بس مافيه علم.
استغربت، وظلت تفكر..لتسأل/طيب تعرفين وين تسكن؟! يعني علشان اوصل لأهلها اللي عندي وكذا
الموظفه بابتسامه/اهلها في البيت اللي بآخر الحاره الخلفيه...شارع ابو بكر الرازي.. يسار بقالة المجد
ابتسمت لها بامتنان وهي تخرج مستعجله..،
،
ركبت سيارتها وامرت سائقها بالانطلاق ...
وصلت للمنزل المنشود لتقف سيارتها امامه وسط تجمع لمراهقين يلعبون كرة القدم في الشارع وتوقفوا ينظرون لهذه السياره الفارهه التي تدخل حيهم المتوسط!
نزلت منها وهي تتجه للباب وترن الجرس وتنتظر ..
لاحظت الهدوء الذي يداخله همسات و تمتمات شبان الحي.. تجاهلت وهي تنتظر رد احدهم على جرس الباب..
لحظات لتخرج لها احداهن...
استغربت ان تخرج هذه السيده الكبيره لتفتح لها/السلام عليكم خالتي
ردت بصوت ضعيف/وعليكم السلام..تفضلي يا بنتي مافي حيله اطول بالوقفه
حاولت ان لا تطيل/انا مستعجله يا خاله، بغيت اسألك عن بنتك مريم ..اذا موجوده. او..
قاطعتها العجوز بصوت غاضب/ماعندي بنت اسمها مريم، هالبنت انا بريئه منها ليوم الدين..
استغربت/يا خاله،تعوذي من ابليس، وين مريم ومن متى مقاطعتها!!
شعرت العجوز بالضعف وهي تحاول الثبات ولكنها انهارت باكيه...!!!
،
ماهي إلا ايام وسيرتحل من هنا ..
في ذلك المقهى القديم..الملتقى الدائم لهم. يجلس بصحبة رفيق دربه . الذي تغير هو الاخر لرجل مبتسم، ليتحدث/غريبه ياخي ظنيت تروح للجبهه؟!
ارتشف من قهوته وهو يرد/كلنا تحت الطلب..و احتمال كبير يبدلون قوات و اروح للجبهه بأي وقت
ابتسم له/الله ينصر الجيش وينهي هالحرب باسرع وقت، ولا يحتاجون تبديل قوات ولا شيء
تنهد/امين
تسائل بفضول/البنت اللي تزوجتها اصغر بنات عم أدهم؟!
رفع اليه ناظريه/الله الله..فالثانويه
باستغراب/غريبه والله..كيف زوّجك أدهم
ضحك من ردة. فعله ليمازحه بالإجابه/وااسطه..تعرف ولد خاله وكذا..
ابتسم بخبث ليمازحه/دام كذا شمقعدك معي هنا ووراك عروس جديده والا انت هوايتك تنحاش من الحريم، ترى هذي صغيره شكّلها على مزاجك
هدأت ضحكته وهو يتذكر مفاجأته بها/البلى والله من الصغيره يا وليد..!!
استغرب نبرته ليرفع حاجبه/لا لااا العلم فيه إنَّ. انت رجالن رايح فيها.
عاد ليضحك مجدداً، حتى هدأ وهو يسأله/اتركك مني هاللحين و قول وش ناوي تسوي بعد الجنسيه..اعتقد خلاص الهجره مالها داعي
تذكر ما ينتظره ليبتسم له/ماني مهاجر.. بس هالسفره مهمه لي يا قاسي..انا لازم اطور نفسي..تدري وصلتني عروض جنسيه من ألمانيا و الامارات؟!..انا محتار كيف ارفض الجنسيه الألمانيه و انا رايح اشتغل عندهم..ان شاء الله ما تأثر علي.
شد على يده/لا تخاف ماظنتي بيغيرون معاملتك..انت مكسب بالنسبه لهم.. ويمكن يغرونك بالجنسيه اذا رحت لهم.. انت اذا رخت هناك ضبط امورك..لا تستعجل بأي قرار
اخذ نفساً وهو يسترخي في جلسته/الله يعين.....
.
،
.
عرف من سائقها الى اين ذهبت..لن يرتاح قبل ان يعرف لماذا تذهب لتلك الجهة الاخرى من المدينة و تقطع كل تلك المسافه..لابد وان هنالك سر تخبئه..!
انتظرها فقد تأخرت كثيراً..!
خرج من مجلسه وهو يقف أمام الباب..اتصل بها قبل ساعه وقالت انها في منزل صديقتها في الحي المجاور.. ولكنها تكذب..!
وصلت اخيراً سيارتها لتنزل مرهقه ، كل ما بها يدعوها لترتاح ولكنها لا تستطيع ان تستلذ بالراحه..!
امر السائق بالخروج و اغلاق باب الحديقه بعد خروجه..ليتجه إليه محاولاً كبت غضبه/الحمدلله ع السلامه
تعرف انه يريد فتح نقاش ردت ببرود/الله يسلمك
مشى بمحاذاتها في طريقها لغرفتهما/ايوه وين كنتي فيه يا عمري
تنفست لتجيبه/اظن قلت لك عند رفيقتي!،
إلتزم صمته وهو يهز رأسه بمسايره حتى دخلوا غرفتهما..جلس على طرف السرير وهو يحاول ان يكون هادئاً ، كيف يهدأ وهو يعرف انها تكذب!!
لاحظ ذلك السرير الصغير و تلك الهدايا التي حوله في زاوية الغرفه..
جذبته تلك الدمى الصغيره و تلك الألوان الجميله. ليذهب إليها تأمل السرير وهو يتخيل تلك الطفله الصغيره التي حلم بها تلعب داخله وتبتسم له..
إلتقط احدى الدمى ليحركها بين يديه..لاحظ كل شيء باللون الازرق..وخاص بالأولاد...لم يحبذ ذلك..كيف تشتري كل مايخص الاولاد لوحدها..!!
انتهت من طقوسها قبل الذهاب للنوم من اغتسال و تبديل ملابسها بهدوء وتلاحظ صمته مع حركتها بالغرفه، هدوءه و وقوفه الصامت هنالك بهذه الطريقه يخفي أمراً..والأرجح انه غاضب..وينتظر الانفجار /هذي هدايا النونو من ليال والصغار..
إلتفت إليها و رأها ترفع غطاء السرير وتصعد لتجلس و تدير المنبه بهدوء، لتتحدث اخيراً وهي تستلقي و تتدثر تحت اللحاف/ممكن تطفي النور، بنام
لم يحتمل تبلدها هذا، هو سينفجر، نزع الغطاء بطريقه تنم عن غضبه وهو يتحدث/مابعد تكلمنا عن تأخيرك، اظن انك ملزومه تبررين لي مشوارك للنظيم وتأخرك لهالوقت
اعتدلت جالسه وهي تستغرب تصرفه واسلوبه في فتح الموضوع...كم كانت مهذبه و صابره رغم كل ما يدور حوله من شكوك/قبل ابرر لك و قبل كل شيء، انا استشفيت من كلامك شيء بشع !، انت تراقبني يا أدهم؟!!
تحدث بنفس الغضب/ماعليك مني راقبتك والا لا..جـ..
قاطعته بغضب وهي تبتعد وتنوي النزول من السرير/إلا علي ونص يا أدهم...وانت اللي بديت
امسك بها قبل ان تنزل وسحبها إليه/وين راايحه تعاالي نتكلم هنا، قوليلي ليه عصبتي؟!
حاولت الصدود عن وجهه، فنظراته الشكاكه تقتلها/فكني
ثبتها و لف وجهها مقابلاً وجهه/ماني فاكك فاهمه، يلا اعقلي و تكلمي،
نزلت دموعها رغماً عنها، فلعنت ضعفها بين يديه، لم تستطيع تمالك نفسها، كم كانت تشك و لكنها كانت تبتسم له و تمرر كل شيء..! وهاهو الليله يصفعها باعلان شكه من أول موقف!!!
كم كانت مخطئه وهي تمرر له اخطاءه دون محاسبه..!
صُدم من انهمار دموعها، لم يتوقع ان تنزل من موقف عادي كهذا !!، لا إرادياً مسح دمعاتها وهو يقبل خديها بعمق ليهمس/اسف والله العظيم اسف ..لا تبكين
دفعته عنها و لكنه عاد ليمسكها ويسحبها لحضنه و يقبلها رغماً عنها/تأخرتي و اتصلت و سألت السايق ..اكيد بخاف عليك واسأل..انتي اغلى شيء بحياتي و ماني مستعد اخسرك. انا ما اشك فيك ،أنا بس اغار من غيابك ولا اعرف اعبر
هدأت فهي بين يديه...
كيف لا تهدأ؟! وهي تتنفس هواءا محملاً به..!
هو بحر الحزن الذي تهوى الغوص فيه كل ليله ...و الداء والدواء معاً..!!
همس وهو يشدها إليه/لا تفهمين خوفي عليك غلط
لم تحب ان تسأله فهو قد قال انه لا يحبها، وتعرف الآن انه قد يكون تعود عليها فقط بالإضافه لكونها حامل بطفله/اذا خايف عالنونو،تطمن انا ..
اغلق ثغرها بأنامله/انتي عندي اهم من الولد.
ابعدت انامله عن ثغرها وهي تبتعد عنه و تستلقي مكانها، لم تقتنع بإجاباته واحاديثه..
ابتسم وهو يرى هدوءها مجدداً ليقترب منها وينام بجانبهاعلى يمينه ويده على بطنها بحركه متعمده/شلون سارّة ابوها
وضعت يدها على يده بصمت ،فهذا الشيء الحقيقي الذي يجمعهما، اما باقي الأشياء متأرجحه بين الكذب والتمثيل...و شمّاعة الظروف..!
لاحظ سكوتها يطول، قد كانت كبريتاً قبل قليل، وكادت تنفجر/بكرا نروح انا وياك للعياده و نتطمن على وضعك قبل نسافر
لا تصدق ان يطلب الذهاب معها للعياده، هل يحاول التكفير عن اهماله ؟!..إلتزمت صمتها الذي تتسربل به، لم تعتاد التعبير..وهو قد اوجعها قبل قليل...
يخيفه صمتها هكذا، كان لابد وان تثرثر له كباقي النساء ولكنها الشموس!،هذه من يريد ان يسمع غزلها الصريح ورغبتها المتأججه..ولكنها كإسمها تماماً ..تُرى كيف سيكون غضب إمرأة مثلها؟! لا يستطيع التنبوء..،
ترددت كثيراً ولكنها تريد ان تفتح الموضوع، تريد ان تسمع تعليقه وكيف سيكون رده، تحدثت من دون مقدمات/وحده من صديقاتي المقربات..اكتشفت ان زوجها يخونها وتركت البيت و راحت لأهلها بالنظيم..علشان كذا رحت هناك ازورها..كانت منهاره
إلتزم صمته وهو يبتلع ريق الخوف..و يراها تنظر لعينيه اثناء حديثها...
أردفت/غبيه..ماكانت مصدقه انه ممكن يخونها وهو كان يحلف انها الوحيده!!،
تسائل بفضول/وكيف حكمت انه يخونها
تحدثت باهتمام/طاحت على جواله صدفه و شافته بعد..
شعر وكأنها تتكلم عنه/يمكن فهمت غلط، ويمكن له ظروفه،
اعتدلت جالسه وهي ترد بغضب مكبوت/مافي اي مبرر للخيانه..
ابتسم ليلطف الجو/شفيك تحمستي كذا؟!
اكملت بوجع وعينيها تغزو عينيه بقهر/اللي يوجع يا أدهم انها حبته و اصبرت على بروده ، تجاهلت كل شكوكها وظنونها. السيئه لين انكشف ، توقعت منه الوفاء حتى لو ما بادلها المحبه...و لكنه خذلها وهذا اللي قتلها!!
لمح بريق عينيها، يالله ماذا ستكون ردة فعلها لو علمت بما يفعله بها خلفها..ماذا سيقول و كيف سيشرح لها؟!!
لاحظت سرحانه المفاجئ بعد حديثها، لتستنطقه/برايك يا أدهم كيف تجازيه؟!
كم يصعب عليه جواب هذا السؤال/انتي لو مكانها وش بتسوين؟!
اجابته بابتسامه مشتعله/الرد الاول بعد الخيانه خساره.
لم يفهم /مافهمت
بنفس ابتسامتها الصفراء/الرد على الخاين يعطيه قيمه ما يستاهلها، اشوف ان تركه بهدوء يناسبني.
سألها بلهفه/وان كنتي تحبينه؟! يمكن تغيرين نظرتك
استغربت إلحاحه ولكن ستجيبه/اللي يحب ما يخون لو السيف على رقبته..و ان ما حافظ الحب على كرامتك فتركه احسن..
ابتسم وهو يداعب خديّها و يحاول تقبيلها/هذا كلام السعه.. لكن فالحقيقه اللي يحب يغفر و يسامح
ابتسمت وهي تداعب عارضيّه/يمكن غيري تسامح...لكن انا لا...صدقني يا أدهم...
وقعت جملتها في قلبه كجرس انذار، ان لم يُنهي مها ستهجره الشموس/انا اسألك عن شخص تحبينه.. كيف ماتغفرين له؟!
تأملت عينيه العسليتين كشعلة لهب في ليلة حالكة الظلام، لتجيبه بهمس/اللي احبه افديه بروحي يا أدهم و انا صادقه، ..لكن والله ما سامحه..
شدها إليه بكل قوته وكأنه يريد إسكانها بين ضلعيه..
الله وحده يعلم ماذا سيحدث لو انكشفت قصة مها...سينهار كل شيء ..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والعشرون
صباحاً...
انتظرت عودته فهي تتصل به ولا يرد ابداً..
بلغ الخوف منتهاه منها..
ضلت واقفه فهو لم يعود منذ ليلة البارحه!!
اين ذهب؟!وماذا حدث لإبنها يا تُرى؟!
ما بال هذا القلب لا يهدأ ولا يستكين وكأنما كُتب عليه العناء والتعب!!
نزلت من الاعلى وهي تراها تقف هناك امام الشُرفه ثم تتركها و تجلس مرهقه، اتجهت اليها لتقف قبالتها/خالتي اسفه عاللي سويته...لو ادري انه ولدك ما ضربته والله
ابتسمت لها بتردد/منتي غلطانه يا عمري..ولاني زعلانه منك
جلست عند ركبتيها/مابي يصير شيء يخرب بينك وبين ابوي.. راجح كان معصب من تركي مرره ماراح يخليه لين ينتقم، بس انا متأكده ان ابوي بيحل الموضوع
نزلت دمعتها بقلق/ماعندي شك بـ صالح.. انا بس خايفه على ولدي المتهور لا اكثر.
شعرت بالذنب وهي تقف/انا رايحه اسوي لنا قهوه.
جلست تنتظر قليلاً اذا به يدخل خافت وهي تستقبله بعناق/صالح....
طبع قبلته على جبينها وهو ينظر لملامحها بحب/شفيك ترجفين؟! تطمني مافي شيء يخوف
ابتلعت ريق الخوف وهي تسأله/وين تركي؟! وش سووا به..
استغرب معرفتها/كيف عرفتي انه هو
نزلت دمعتها وتحدثت بعاطفة الأم/وصفته لي هند وعرفته...لا يكون عذبوه والا اوجعوه!! ترى هو بس جاي يزورني ما يدري ان البيت في غيري
كم هي طيبه، لولا انه يعشقها لما اخلى سبيل ذلك الشقي ولكن دمعتها غاليه،مسح دموعها وهو يبتسم/ما حد اذاه ولا شيء، وهذا هو ينتظرك بالمجلس. روحي شوفيه، ترى رحلته للشرقيه بعد ساعه فالقطار
لم تصدق ما قاله، تركته وذهبت مسرعه للمجلس..ليجلس هو يحاول ان يكون هادئاً قدر المستطاع ..لا يعرف كيف سيكون لقاء ذلك العاق بأمه..كيف سيتحدث معها بأدب.. قد حاول كثيراً ان يكون مهذباً معه لأجلها رغم تعنت ذلك المراهق..لولا انه يعلم يوجعها لكان منعه من رؤيتها ولكن يعرف قلب حبيبته ..،
حضرت هند بالقهوه وهي تراه يجلس وحده مخفضا لرأسه ويداعب سُبحته/السلام عليكم
رفع رأسه بشبح ابتسامه/وعليكم السلام، ارحبي يا هند
تعرفه حين يحمل وزراً، وضعت القهوه واتجهت إليه وهي تجلس بجانبه وتعانق كتفه/يبه فيك شيء يا قلبي
إلتفت إليها بنفس الابتسامه/ابي قهوه ..مبطي من قهوتك صبي لي
ابتسمت وهي تتجاهل شعورها، هو يحاول ان يغير جوه لذلك ستحترم رغبته/ابشر بالقهوه وانا بنت صالح
.
،
.
منذ دقائق تجلس بجانبه تتفقد جُرحه الذي خلف رأسه و ذراعه المكسوره وهو صامت منذ دخلت، حتى انه لم يبكي وهي تعانقه/كذا يا حبيبي تهجر امك اللي تحبك؟!..يعني استاهل منك الترك يا تركي؟!
تحدث بعد طول سكوت/ما هجرتك! انتي اللي ماتبيني
استغربت حديثه/انا ما ابيك؟!!! كيف تقول كذا، انت قطعه من روحي وقلبي.كيف ما ابيك؟!
إلتفت إليها بجديه/جيت ادورك اكثر من مره ابي ازورك و كان يمنعني صالح..اخر مره دخلت كنت اظنك موجوده و ضربوني براسي وهم يعرفون اني ولدك.
استغربت/حبيبي كنت مسافره انا وصالح..متى واجهته؟!
تحدث بنفس هدوءه/جيتك قبل تسافرين وحضرت ملكتك فالاستراحه ولكنهم ابعدوني..!! يقولون امك ماتبي تشوفك!! واخر مره جيت هنا ضربوني وكسروني وحطوني باستراحتهم لين جاء زوجك ..كان يزورني كل يوم ويضايقني بس البارح جاء وقال امك مشتاقه لك وهددني اذا علمتك باللي سواه بي..!
هنا شعرت باللخبطه، هي في حيره تماماً هل يُعقل ان يكون صالح بذلك الحقد/ليه ما اتصلت بي طيب؟! كنت برد وانا فرحانه..
شعر بتوتره وهو يكذب يريد فقط ان تسكنه حضنها، اخفض رأسه في على فخذيها وهو يتمتم/يمه من فقدتك وانا ضايع..حتى دروسي اهملتها، انتي كنتي اماني اللي فقدته في البيت، ماعاد احد يسأل عني رحت والا جيت!
شعرت بالذنب وهي تراه بهذا الحال، جعلها تتلبس الخطأ وحدها و تشعر بالانانيه ان هدمت حياة إبنها بسبب بحثها عن الحياة بعيداً عنه وعن اخته!!
ربتت على ظهرها وداعبت شعره وهي تفكر بصالح كيف اخفى عنها كل ذلك..كيف يعانقها بلهفه وهو يطعنها في ظهرها و يؤذي إبنها بالخفاء؟!!
.
،
.
وصلت الى مكتبها متأخره..كانت مرهقه و مثقله وكأنها لا تنام الليل..مرت من مكتب نوره ألقت تحيتها على عجل وهي تدخل مكتبها..
استرخت في كرسيها وكأنها كانت تركض...كل شيء يدعو للقلق حولها..
دخلت مستغربه فقد قلصت دوامها ليومين فالاسبوع ولكنها تكسره اليوم و تحضر للعمل،/ما شاء الله نورتنا الشموس اليوم
رفعت عينيها لها وهي ترى الملفات بيدها/و بداوم كل يوم احسبي حسابك.. ورجعي كل شي مثلما كان
استغربت وهي تتبسم/الواحد يبي حي الله ما افتك من الدوام وانتي تجين ..وش فيك
فتحت الملف وهي ترى تقرير عمل الوقف/انا راعية حلال .. توقعي تشوفيني كل يوم..
اتسعت ابتسامتها/وحنا نطول نشوفك طال عمرك
رفعت عينيها لها وهي ترفع حاجبها/نوره بلا استهبال..شصار بعدي؟!
حاولت التذكر/مافي جديد..مواعيدك كلها كانت الاثنين و الاربعاء..لذلك ماعتقد في جديد..باستثناء امس جاتنا وحده تسأل عنك وبغت تلتقي فيك..بدون موعد
لم تستغرب /سجلتوا اسمها ووش كانت تبي؟!
نوره/لا والله رفضت حتى تتكلم عن اللي جايه علشانه، بس قالت اسمها مها..والموضوع شخصي.. تصدقين؟ بيني وبينك مارتحت لها!
تركت الملف وهي ترفع رأسها لها...هذه أيضاً بحرف الـ "م".. لا تعرف احداً بهذا الإسم وتلك تقول بأن الموضوع شخصي!!
تباً لها و لهذا الحرف اللعين..
،
.
،
خرج من المؤسسه بعدما تلقى اتصالاً منها اخبرته فيه بأنها زارت مكان عمل الشموس ولم تلتقي بها فقط لأنه اخلف وعده ولم يأتي لذلك الموعد !!
رفع هاتفه وهو يتصل بـ قاسي يجب ان يتحدث معه..وحده من بيده الحلول حينما يعجز هو عن حلها..
وصل منزله ليجد قاسي يقف امام الباب ينتظره مستغرباً/خير يا رجل روعتني من احلى نومه
تنفس كمن كان يعدو/يا ولد دخلني مجلسك وبعدها انشدني
ابتعد عن الباب وهو يشير للداخل/تفضل طال عمرك الظاهر العلم ماهو هين
دخل وهو يحاول ان يستريح من عناءه ولكن هيهات..انتظر عودت قاسي بالماء والقهوه..
قدم له قهوه ولكنه اخذ كأس ماء/ما يمديني عليها يا قاسي..ريقي ناشف يا ولد
جلس مستغرباً في كرسيه، ليس هذا أدهم الذي يعرفه، هذا يبدو مشوشاً و متوتراً /أدهم وش فيك ياخي روعتني عليك
وضع كأسه على الطاوله وهو يجيبه/مها يا قاسي طلعت لي مره ثانيه..
يتذكرها وقد كان احد شهود زواجه منها/طليقتك؟! وش تبي؟
مسح على وجهه بتوتر/ناشبه بحلقي، ان ماتزوجتها بتفضحني عند مرتي وانت عارف الوضع كيف
يالها من معضله حقاً/ليه ما تقول لزوجتك كل شيء وترتاح
أدهم/وهي بهالوضع لا..حامل و عندها مشاكل بالحمل، والله ماتحمل..انا ناوي اقول لها بس بعدما تولد وترتاح..لكن مها والله ماتخليني ارتاح
عقد حاجبيه بغضب وهو يبتسم بخبث/خلها علي وانا بوخالد
استغرب/وش بتسوي تكفى فكني منها
استرخى في جلسته/انا اعرف لها ..اشكالها دواهن معروف.. معي اسبوع اجازه..وابشر بي بنهي لك موضوعها
مازال في حيرته/يا ولد وش ناوي عليه انت؟!!
اقسم أني آمنك و اخشاك..!
و أجد فيك لذة العمر و غاية المُنى!
لكني..كشموخ طويق،تغازله نجد كل شروق شمسٍ ولكنه لا يستجيب!
تحجبه الغيوم عن نجد..فتسيل مدامعه ولهاً و تغرقها شوقاً، ولكنه رغم ذلك لا ينحني!!! .
انا طويق وذلك الحب نجد..!!
،
اجهل طريق الحب و اخشى السير فيه!
رهبة المشاعر في الاقتراب و الخوف من الفشل!
و هاجس الخيانه الذي غدر بالكثيرين في ذلك الطريق!
،
اعترف بأنني تقليديه فيما يخص الحب..!
و يصعب علي التعامل مع قلبي..
فلا تُكثر علي منك... ولا تهجرني!
و لا تُحمّل غيرتي ما لا تطيق..
و الشرط الأهم "ان لا تخون"
لا تخون..
.
.
عادت للداخل وهي تتجه للمطبخ متجاهله لانتظاره لها مع ابنته..ليناديها/هند!!
تجاهلته وهي تكمل طريقها..!!
لمحت الغضب على ملامح والدها لتحاول تهدأته/هي تظن انك تكلمني! بروح اناديها يبه
اوقفها ليقف هو/انا اللي بروح لها..
خافت مما قد يحدث، يتضح ان هند غاضبه من عقدة حاجبيها "الله يستر لا تضيّق صدر ابوي"
تركت المكان لتصعد للاعلى تهربت من اي احراج..
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والعشرون
رأها تُحضّر كاسات و بعض الفطائر و تتجه ناحية الفرن لتشعل النار تحت ابريق الشاي و كل ذلك على عجله من أمرها، لاحظت وجوده ولكنها تجاهلت ذلك،..!!
لاحظها تبدو متوتره وهي قبل قليل لم تكن تتجاهل هكذا/شفيك هند؟، ناديتك قبل شوي وانتي تمرين ولا رديتي!!
مازالت تعمل ولا تنظر إليه/دامني مارديت عليك ليه تلحقني؟!
استغرب وعقد حاجبيه/هند!! وش هالنبره؟! لو مالحقتك بتقولين عديم احساس، في كلا الحالتين بتسبين.
إلتفتت إليه وعينيها دامعه/قصدك اني متطلبه؟! مشكوور ما قصرت!!
صد وهو ينفث هواء الغضب من رئتيه/لا حول ولا قوه الا بالله..شلون تقوليني كلام ما قلته؟!
ردت بغضب مكبوت/مو شرط تقوله بلسانك ، بإمكاني افهمك من احساسي
ابتسم بسخريه/لو تفهميني باحساسك يا هند والله ما تتكلمين معي بهالطريقه، وكأن بيننا ثأر قديم!!
لامست قلبها جملته ولكن حديث إبنها يشعل النيران داخلها/ليه حرمتني شوفت ولدي كل هالفتره؟! ليه حبسته ولا قلت لي؟!! بس ابعرف شلون كنت افتح لك ضلوعي و انت تطعني ببرود؟!!
لم يحتمل اتهاماتها له، بعد اول مقابله مع ابنها/انتي تشوفيني غادر؟!
إلتزمت صمتها وهي تصد..تهرّباً!!
ولكن تفاجأت به يتركها و يخرج بهدوءه على غير المعتاد!..لطالما كان يحب ان يتحدث إليها ويُلح في ان يسترضيها...!
نزلت دموعها حارقه..هي بين نارين حقاً..!
.
،
لمحه يقف امام باب المجلس ويبتسم بخبث بعد رؤيته عابس، ليبتسم ويتجه إليه/الحق ماهو عليك... و ماهو بذنبك ان كان ابوك ماهو برجال..يعني من وين بتجيك المرجله؟!
استشاط غضباً/لا تسب ابوي يا ..
قاطعه وهو يرتدي نظارته السوداء/اسمعني زين يا تركي..تشرب قهوتك وتنقلع..ماصدقت ان هند تنسى ماضيكم،
ضحك/يا رجال، أمي ماتبيك انت فرضت نفسك عليها، وش ترجي من مطلقه؟! اكيد بتتزوج أي واحد يدق بابها
اخرسه بصفعه مدويه رأتها هند المتفاجئه/قص الله لسانك ياقليل الحياء فيه صاحي يقول عن امه هالكلام، لا بارك الله فيك ولا في ابوك واهلك..انقلع من بيتي يلااا انقلللع
رفع تركي صوته بعدما رأى أمه قادمه من بعيد/تخسسسي تمنعني من أمي ،، والله لاجيها لو كان تذبحني ماهو بس تصفقني
سحبه من يده ليُخرجه بالقوه
وصلت هند لتمنعه/صااالح لاا تكفى
طرده شر طرده ثم إلتفت إليها/انتي ما سمعتي اللي قاله بحقك..يا هند هالولد قليل ادب ما يستحي
وضعت يديها على رأسها وهي تبكي/شفيكم علي ...صالح هذا ولدي ولدي ليه بعد انت تبي تبعده عني؟!
وكأنها لا ترى و لا تريد ان تفهم، بات يغلي غضباً من عاطفتها التي غيرتها في لحظه/هاللحين صرت انا حجر عثره بينك وبين ولدك ونسيتي انه هو اللي كان هاجرك من شهور؟!! هاللحين صرت مخطي وغادر يا هند؟!!
طيب براحتك ياهند السايق تحت تصرفك، روحي دوريه بالمكان اللي تبين واوعدك ما اسألك وين رايحه ومنين جايه..بس لا تدورينه في بيت اخوك،لأنه مستحيل يروح هناك...سلام
ظلت تبكي مكانها..وُضعت اليوم بين نارين..هذا زوجها وذاك إبنها.. شعرت بالضعف لحظة خروج صالح، يظل هو الأمان الذي يريحها اقترابه..معه وحده عرفت معنى السكينة والهدوء..
ولكن من جانب آخر ذاك إبنها..ماذا عليها ان تفعل بقلبها الممزق؟!!
.
،
.
،
جلست بفنجان قهوتها امام التلفزيون..لترى برنامجهاالصباحي ،.. منذ متى لم تستمتع بمشاهدة التلفزيون ..كانت مزحومه في الفتره القريبه الماضيه..كانت تتجرع كؤوس اليأس الذي افقدها لذة هذه الحياة..
اخذت الريموت كنترول لتضعه على قناتها المفضله..ليقاطعها إتصال من رويدا ابتسمت وهي ترد/مرحبا رورو، توني مكلمتك قبل ساعه يا بنت!!
تحدثت على عجل/حطي التلفزيون على قناة ال..... بسرعه
استغربت وهي تبحث عن القناة بالريموت/وش فيها؟!
على الطرف الآخر/لقاء مع د:وليد العمرو..تدرين انه اخذ الجنسيه؟! بعد شوي بينقلوا حفل تكريمه
نست نفسها وهي تراه بالزي السعودي الرسمي يبدو انيق و بالغ الوسامه وهو يبتسم للمذيعه ويتحدث/خلاص رويدا اكلمك بعدين
اغلقت الهاتف لترفع على مستوى صوت التلفزيون و تسترخي وهي تتابع لقاءه،..بنا نفسه بنفسه و نال المجد بيمينه و آخذ الجنسيه بجداره.. رجل نبيل عصامي مثابر و ذلك ما يجعل له بداخلها جاذبيه وسحر خاص..
تنهدت
"ذكي جدا يا وليد..ولكنك فشلت في فهمي حينما طلبت منك ان أشاركك إنجازك، و حينما اخبرتك في رسالة اعتذاري انك طبيبي الخاص!
ذكي بكل شيء وغبي امامي انا..!!
فقط لو انك فهمتني لقصرت المهمه أمامي.. ولكنت تجاهلت كل ما فعله طراد ،و تركت نيرانه تأكل بعضها.."
ضحك بعد سؤال محرج من المذيعه ثم هز رأسه/هالسؤال اول مره انسأله من احد غير أمي!
المذيعه بإلحاح و فضول صحفي/طبيب وسيم وناجح ، ومن منشن القناة بتويتر صار لك شعبيه وكل وحده تقول لو تقدم لي دكتور وليد وافقت...ليه للآن عزوبي؟!
هدأ لتختفي ابتسامته/اكيد مافي واحد يختار يعيش وحيد بس دراسة الطب متعبه وتاخذ اغلب وقتي بدون ما احس .. و للامانه هالموضوع كان مشغلني الفتره اللي راحت وكنت مقرر اخطب..دعواتكم!
تنهدت وهي تغرق في تفكيرها به..لتنتبه لحديث اختها التي جلست/طبعا انتي من اكبر فانزات الدكتور وليد؟!
حاولت ان تتجاوز مشاعر اللحظه، لترتشف قهوتها وهي ترد بتصنع البرود/طبيعي وليد طبيبي والشخص الاهم عندك مانع؟!!
ابتسمت بخبث/لا وليش امانع.... صبي لي قهوه وش تنتظرين؟
إلتفتت إليها/يا بنت اررحمي نفسك..بلاش نفسك ارحمي ولدنا اللي شايلته ببطنك مانبيه يجينا مكتئب
ضحكت/انا ربي ماعطاني ام الزوج واخته لكن عندي انتي تكفين عنهم..اقول صبي لي قهوه بس
سكبت لها فنجان وقدمته لها/حسرت قلبك يا أدهم مالك من الاهل غير هالزوجه لا وشايفه نفسها بعد، بالله عليك وش فيك زود هاااه؟!
اخذت الفنجان وهي تجيبها ببرود/اناما احط نفسي بمقارنه مع احد...ولا عمرهم الناس ولا ارائهم كانوا مقياس لأي شيء بحياتي..مقاييسي ما تخضع لزود ولا نقصان من احد.. انا كيان قايم بحد ذاته ويرفض مقارنته بغيره.
تعرف جيدا كل هذا ولكن ظنت انها تنازلت ولو قليلا، لترد مازحه/ماعلي من مقاييسك اللي بنسفها، ترى انا مثلما قلتي انتي اخته، ان ماعجبتيني بزوجه وحده بمزاجي
ارتشفت فنجانها وهي ما زالت تبتسم/اجل الله يعينك يا زوجة نايف،
وضعت يدها على قلبها بأمل/مرت نايف بغلاته..بس خليه يقوم بالسلامه
عبست/انتي ناويه تجلسين عزابيه لين يكبر نايف ويتزوج؟!
ابتسمت بخبث/براسي حرش..ان ما تخلصت منه بالطريقه المناسبه يمكن ا
لم تفهم/حرش؟! ليال اذا نااويه تسوين بطراد شيء قوليلي، لا تسوبن اي شيء تندمين عليه..فكري بخالتي منيره
فكرت هل تخبرها أم لا ولكنها قررت ان لا تخبرها، الشموس تقليديه جداً في مسائل العادات والتقاليد في الزواج..لا تحب الاساليب التي تفكر هي بها/لا ولا شيء ماشوف خالتي منيره وينها؟!
اكملت ارتشاف فنجانها/راحت بعد الفطور مع خطيبك يقولون ماراح يجون الا وقت الملكه ان شاء الله
اخفت ابتسامتها/ايه، خير ان شاء الله
لم تعجبها النبره/وشو اللي خير ان شاء الله؟!
حاولت تغيير الموضوع/فكينا من هالسوالف وعلميني انتي بأي شهر ابي اشوف بطنك منتفخ مايصير كذا!!
رمقتها بنصف نظره وهي تلتهي بفنجانها/ماني معلمتك، انتي من بعد العمليه لذع فيك شيء، لازم اشوف طبيبك و استفسر أي سلك فصل براسك
ضحكت من تعليقها/معليه تمونين، اصلاً مصيري اعرف ...و طبيبي ماعليك منه .. بس نفسي اعرف كيف تصرف امورها نيفو..هالبنت ماتتصل ابداً انشغلت في العسل الله يسعدها
تذكرت وعد أدهم بأن قاسي لن يدخل بها، وخافت من كلمة العسل/الله يستر بس!
استغربت كلمتها وتغير نبرتها/من جد انتي صايره نكديه جد جد يعني، هاللحين اقول اختنا منشغله بالعسل وانتي تقولين الله يستر بس، انتي من حملتي صايره دراما كوين؟!
انفجرت ضاحكه من ردات فعلها ...ليال بعد العمليه تبدو مختلفه جداً/والله بديت اشك فيك. شكل وليد فصل سلك براسك الله يهديه..وش زينك منول رااكده و تعلمين الناس السنع
صمتت وهي تتذكر ماكانت تنوي فعله ، الهوى يداعب قلبها فكيف تتجاهله؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والعشرون
انتهى من تركيب جهاز الاستقبال الناقل للقنوات المشفره..ثم جلس بيده الريموت..ليضعه على مباراة تشيلسي ومان يونايتد..ليناديها/نييييف ووين الشااهي؟
حضرت من المطبخ بصحن كبير للفشار/امسك امسك
اخذ الفشار وجلست وهي تعبس/لا والله يا قاسي؟! ..ليه ما تحطها على مباراة الريال بدت من ربع ساعه
اخذ من الفشار ليأكل/الليله عندنا البلوز بلا ريال بلا دوري اسباني
ضحكت بسخريه/تقاارن البلوز مع الريال..لحد يسمعك بس وهاات الريموت
ابتسم بتعجب وهو يراها تعود طفله/اصلاً مابيك تتابعين كوره و فوق هذا قومي سوي العشاء الليله، ذوقيني طبخك
عضت على شفتيها وهي تجد لها حيله..وقفت امامه وهي تتحداه، يطلب منها الطبخ وهي تجهله/اسمع قاسي، بنسوي لعبه واللي يفوز يشوف مباراة فريقه ويرتاح بالكنبه والخسران يقوم يسوي العشاء شراايك؟
خاف من ابتساماتها تبدو واثقه من فوزها/لا ماني موافق
تخصرت وهي تستفزه/لأن ماعندك ثقه بنفسك..عااارف انك بتخسر
حاول مجاراتها/يا بنت النااس ابعدي ابي اشوووف المباراة ..روحي جيبي البيبسي بس يلا
هزت رأسها/من عيووني حبيب قلبي، هاللحين اجيبه
تجاهلها وهو يركز في متابعة مباراة فريقه المفضل.
لحظات لتأتي بالعلبه مفتوحه/تفضل ..فتحتها لك بعد
لم ينتبه فقط شربها ليقف وهو يشعر بالاختناق ويذهب لحوض الغسيل ...
تركته ينهي غسيله ضل دقائق يغسل و يستفرغ...!!
قررت الهرب لتطل برأسها و هي ما زالت تضحك قبل هروبها/خل البلوز ينفعوونك هاللحين..سلااام
،
.
.:
نزلت مسرعه وهي تحاول ان تجد لها منفذاً منه...بالتأكيد لن يفتح فمه ولن يعاقبها أمامهم،..
ابتسمت وهي ترى اسيل ابنة ساره تجلس هنالك و تعبث في جهازها اللوحي..تبدو من ذلك النوع الهادىء كـ شهد ابنة عمتها تماماً، حتى انها تحاول ان تكون كبيره وتعيش دور العاقله.."ألا تتعب من هذه التمثيليه الممله؟!..امامها عمرا ًلماذا تريد ان تكبر بسرعه؟!سأجلس اتحدث معها ولن يقترب مني قاسي؟!..بالتأكيد"
اتجهت إليها مبتسمه/هاي اسيل؟!
بادلتها الابتسامه وهي ترفع شعرها المنسدل/هلا مرت خالي
"مرت خالي!! كم هي كبيره، عجيب كيف تكبرنا مسميات العلاقات"، تجاهلت ما سمعته وما شعرت به وجلست/ملل صح؟!
مازالت مبتسمه/لا بالعكس وناسه بيت خوالي
تسائلت أين تلك "الوناسه"/هاللحين انتي بس هذا اللي تسوينه ؟!
ردت بحماس/لا انا جالسه انتظر تخلص الكيكه، و بروح اسوي لقيمات و نحط قهوه ونجتمع نسولف..
استغربت/انتي تطبخين؟!
حركت رأسها بالموافقه/اي بس مو ذاك الزود يعني كيك و لقيمات و فوتشيني عاد هذا امووت عليه
استغربت اكثر/اسيل انتي تروحين مدرسه؟!
ضحكت/اكيد اروح، الحمدلله
ألتزمت صمتها وهي تفكر بالذي سمعته منها، في بداية عامها الرابع عشر وتتقن اشياء لا تتقنها هي ابنة السابعة عشرا..!!
تسائلت بحيره هل هي سخيفة في اهتماماتها ام ان اسيل هي التي تبالغ وتحاول ان تكون كبيره باسرع وقت ممكن؟! أم انها فقط فروقات البيئه والمجتمع الذي ترعرعت كل منهما فيه؟!!..
عموماً من الواضح ان اسيل تبالغ كثيراً في اهتماماتها ..لتصدمها انها تتصفح موقعاً لبيع مستلزمات العنايه الشخصيه اونلاين!!
تتذكر انها كانت اتكاليه في كل شيء يخصها كـ بنت ...هي ليست مميزه في اي شيء يخص بنات جنسها و ذلك بدأ يحبطها بدون ان تشعر بذلك..
تفاجأت باعتدال اسيل في جلستها بعدما كانت تضع ساقاً على الاخرى..لتسمع صوته لتلتفت وتراه قادم بحاجب مرفوع/وين رحتي وانا اناديك؟!
وقفت واتجهت الى اسيل لتجلس بجانبها/كنا نسولف انا واسيل وماسمعتك
اسيل/اي خالي ماسمعناك والله.
جلس وهو يشير إليها/وين أمك وجدتك وخالتك مدى يا اسيل؟!
اسيل/رايحين للجيران اما عمتي مدى بغرفتها رفضت تروح
ابتسمت وهي ترى احمرار وجهه الاسمر..و يزداد الاحمرار عند انفه بسبب الشطه، كتمت ضحكتها بابتسامه..
إلتفت الى نيفادا/يعني من بيسوي العشاء الليله؟!
اشارت بالنفي/مايحتاج تحتار وتفكر
ابتسم/ما شاء الله يعني بتعشينا زي الحريم اللي يطبخون لازواجهم
بابتسامتها الشقيه التي تميزها/لا يا قلبي انت شكلك ناسي انك عازمني بمطعم زي العرسان الجنتل اللي يطلّعون عرايسهم و بناخذ معنا اسيل و مدى بعد والا نسسيييت
شعرت اسيل بالخجل وهما يتحدثان امامها ويتبادلون تلك النظرات التي لم تفهمها...
اصابت هدفها في قلبه بلا تكلف؟!!..ذكيه وضعته امام الأمر الواقع بحضور ابنة اخته.. داعب ذقنه وهو يرمقها بتساؤلات كثيره/بالله عليك؟!
حركت رأسها بالتأكيد/شكلك نسيت حبيبي
وقف وهو يشير إليها/يلا اجل تجهزوا انا بروح اقول لمدى،
اسيل جهزي اخوك الصغير
اسيل/راح مع امي
رمقها بابتسامه لم يستطيع اخفاءها/لا تتأخرون
رقّصت حاجبيها بابتسامة انتصار وهي تبادله النظرات..حتى ذهب ناحية غرفة اخته..لتقف هي واسيل التي ستقفز من سعادتها/يلا نيفادا بروح البس بسرعه
خافت وهي تهم بالعوده للشقه في الاعلى..حمدت الله انه لم يتتبعها لينتقم،..
اتجهت للمرآه لترتب نفسها وترش من عطرها قبل ان تضعه في حقيبتها،..
اتجهت للباب بعدما إلتقطت عبائتها لتصطدم به واقفاً بالباب، مبتسماً بخبث/لا والله يا نيف؟!! تحسبين بمشيها لك؟!!
تراجعت وهي تحاول ان تخالفه وتتهرب منه/قاااسي ماظنتي انك بتزعل علشان شوية شطه وملح !
اتسعت ابتسامته وهو يحدها قبل ان تهرب/وووين راايحه؟! هاللحين لازم اردها لك
بلعت ريقها بخوف/بتشربني شطه وملح؟!
حرك رأسه بالنفي/لا لا مو شطه..انا افكر بشيء اقوى من كذا علشان تتركين الشطانه واللقافه.
تصنعت نظرات البراءه التي تليق على ملامحها وهي ترجوه/ويطاوعك قلبك تأذيني يا قاسي؟! كفايه اللي صار فالبر ترى مانسيت هذيك الشحططه.
ثبّتها بيديه/هذاك شيء وهذا شيء ثاني لا تخلطين بالامور
ارسلت له قبله في الهواء وهي تبتسم/بور فافور قاسي خلاص فكني والله ااخر مرره و ماحط لك شطه
اشار إلى خده/لا مو بالهواء..هاتي بوسه هنا وقولي اسف طال عمرك.. يلا
ابتسمت بخبث/بسسس؟!!! بوسه!!
اقتربت منه وهي تراه ينحني ولكنها غافلته لترتفع قليلاً وتقبل رأسه/اسفه اخوي ماراح احط لك شطه مره ثانيه
لم يحبذ تلك الكلمه منها، وكأنها تستفزه وهي تناديه بأخيها...!
لاحظت جمود ملامحه و ارتخاء يديه وتركه لها ليخرج بدون حديث اخر..لتلحق به وجدته واقفاً بلا تركيز ..اقتربت لتعانقه من الخلف بدلالها/قاسي انت زعلت صدق؟! ترى الاخوان يتمازحون بينهم عادي؟! ماقصدت ازعلك والله
لامس يديها الناعمتين اللتين تحيط وسطه برقه،ليبعدها بهدوء/من قال اني زعلت، يلا بس خلصي انا قلت للبنات يتجهزون بسرعه
امسكت بيده وهي تستعجله/و انا خلصت بعد، بس ابي منك شغله بسيطه، بلييز لا تقول لا
استنطقها بنظراتها/طيب وش هالشغله البسيطه؟!
بعينين ضاحكتين/ابي اروح لاهلي زياره..شقلت؟ موافق؟!
صمت قليلاً وهو يرى بريق عينيها المتلهفه ويديها الممسكه بيده برجاء/موافق..
اتسعت ابتسامتها/كراسياس اوفيسيال.
انطلقا وهو ينظر ليدها التي تعانق ذراعه بنعومه وهي تسير بجانبه وتتحدث بفوضويه وتضحك بمرح..كم هي شقيه ولذيذة لا تقاوم..، هل يكسر ذلك العهد الذي بات يشكل هاجساً له..،
ذاك كان حديث سعه..لا يجدر به ان يتمسك بذلك العهد وإلا انه لن يستطيع ان يقترب منها فيما بعد، ذلك فوق طاقته..!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والعشرون
لمحتها تنزل متعلقه بذراع اخيها و تضحك.."الويل لتلك الصغيره كيف جعلت اخي يبدو بعمرها و يركض خلفها ويمضي كل الوقت عندها وكأنه يعرفها منذ زمن..؟! أكل هذه جاذبيه تمتلكها؟!
بل السؤال الموجع هل اختها الكبرى مثلها لدرجة انها جذبت أدهم وجعلته لا يراها ويدعوها بأخته؟!!
بل الويل لذلك القلب الذي يعتصر في الخفاء، يذوب و يذوي حياءاً و عشقاً..و قهر...!
فلا اطفال حافظت عليهم و لا عشقاً إستعدته..كان كل شيء يحدث بتوقيت سيء في حياتي المليئه باللون الرمادي..!"
هاهو. يخرج ممسكاً بيدها ويأمرهن بالاستعجال، لتذهب معه، لم يكن هكذا مع ريم...كان كئيباً ولم ترى سعادته الا بخالد فقط؟!! هل نسي خالد؟!! هل انسته هذه الصغيره عمره الكبير..هل سحبته لها بهذه السرعه..إذن لا عجب في ان تكون اختها مثلها..!!
.
.
.
جلس يملؤه الغضب وهو يستمع لوالدته..التي تضغط عليه..يكاد ينكسر فنجان قهوته بين انامله من شدة إحكامه عليه..
برجاءها/يا وليدي لا تكسر بخاطر خالك عاد جاي ويبي يزوجك اللي تبي من بناته..وشو له الرفض، هماك كنت تبي منهن؟
رد بغضب/كنت بس هن رفضن يمه،، وخالي نفسه طنشني و قال مالك عندي نصيب..هاللحين يوم الله فتحها علي و اخذت الجنسيه صار يتعنّى لي..؟!! لا وابشرك يمه واجهوني اثنين بالمسجد وكل واحد طق الصدر لي ويقول عروسك عندي!! وش جاهم فجأه؟!! وهم كانوا يرفضون؟!! مغسوله وجيههم بمرق؟!
ام وليد بحزن/يا ولدي لا تدقق بالامور و تزوج بنت خالك وشو له ترفض هاللحين؟
ضحك بسخريه والنار تتقد في صدره/يمه هذا جدي زوّجك لابوي و هو ماهو سعودي.. بتقنعيني ان هذوول كلهم اطيب و ارجل من جدي؟!!
لا والله يمه من عافني عفته، ولو هو بالحيل غالي.
دخلت اخته عزّة وهي تجلس بجانبه و تؤيد قراره/اي والله ياخوي من عافك عيفه..زوجتك بتسواهن كلهن
إلتزم صمته وهو يحاول ان يرتاح،، ما يفعله اخواله تعدى خطوط الوقاحه..!!
نظرت لساعتها بتملل بعد حديثه عن رفض الزواج/بعد بكره بيجون عمك عامر واهله من دبي... ابيك تجيب عمال يرتبون الملحق لهم
عبست/حسااافه بروح بكره لبيتي
إلتفت إليها/لا تروحين عزه. بيت عمي بيجون ابي نجتمع هالسبوع قبل اروح ألمانيا وبكلم زوجك
عانقته جانبياً/حبيييب عزه انت، مشكور ياني مشتااقه لرشا بنت عمو
ابتسم لذكرى تلك المشاكسه/امما رشا صدق..من زمااان عنها، كلمتني بعد العمليه و معاد تواصلت معها ؟!!
عزة/نقلت لألمانيا
استغرب ان رشا لم تخبره/اللي اعرفه انها بشركة سياحه في دبي. ومن زمان عنها.
اكملت عزه بحماس/ايوه نقلت لمكتب سياحي تبع شركتهم هناك، تخبر هي تموت فالسفر ولغتها الألمانيه ممتازه..قالت بجيكم هالسبوع ونسيت
إلتزم صمته بعدما عرف ان رشا تسكن ألمانيا..ليبتسم و كأن فكرة قدوم ابنة العم تفتح امامه الابواب المغلقه..
نظرت إليه والدته وهي تفهم ابتساماته/والله بتخربك رشا.. انا عاارفه ان نهايتك يا ولدي على يديها.
ضحكت عزه وهي تفهم ما يدور/بيني وبينك هذي اللي يحتاجها وليد بهالفتره.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والعشرون
[لم أرفض الحب يوماً، هل تعيش الزهور بدون الماء؟!
لكنه القدر يبعده بقدر ما حلمت به..و بقدر ماتمنيته!!
ظروفي كانت ولا زالت تضعني في قالب صاحبة الكبرياء
المرأه التي لا تُقهر ولا تُهزم..وفي الحقيقه أنا سيدة الهزائم!!
لم اعرف ان لكل منّا نصيب من إسمه حتى بت انفر كل الرجال لا إرادياً..وان كنت مولعه بأحدهم و وليتني لم اكن..
كنت له بقدر ما كان لي..لكنه نقض عهده بالبقاء معي.
و رحل تاركاً إياي خلفه بقايا انثى!
تعلمت ان لا أُلقي باللوم في فشلي على أحد ..ولكن حمّلني اسمي النقائض كلها..!!
شيعت الحُب مبكراً في جنازة مهيبه ودفنته في صدري، إكرام المشاعر دفنها]
،
.:
ازداد فضولها لتفتح فصول الروايه التاليه..
شعرت و ان بطلة هذه الروايه هي نفسها ..و كأن كل كلمةٍ تشير إليها ..، لكنها صُدمت بأنها روايه غير مكتمله كسابقاتها..!
وكأن هند تصل لذروة العقده و تعجز عن حلها؟!
لا اظن ذلك ، لابد وانه خط تتخذه... هي تكتب هكذا"بنهايات مفتوحه".. يطغى فيها حديث النفس على الحوارات، والغموض على البساطه!!
اغلقت ذلك الدفتر الازرق لتركنه جانباً بعدما حاولت تحليل اسلوب هند في كتاباتها المشبعه بالخذلان..
زفرت هواءاً من رئتيها وهي تصد و لمحت وجهها في المرآه الدائريه الصغيره الموضوعه على سطح مكتبها، لتلاحظ عبوسها اللاإرادي...!
شيء لم تعد تتحكم به..نيران الشك والغيره الحارقه تتقد حولها فكيف تخمدها لتبتسم براحه؟..
لا تتذكر متى كانت آخر مره ابتسمت فيها من اعماقها وليس على سطح شفتيها فقط..
مازالت كالنعامه تدس رأسها وتتغاضى عن كل شيء...
هو يُخفي شيئاً، تعلم ذلك..ولكن لماذا وماهو ذلك الشيء؟!
علاقة جديّه؟! صداقه؟! هل يحتسي معها قهوه او يسهر إحدى الليالي حينما يتعذر برفقة زملاءه..هل شدت على يده و رافقته ذات سفر؟!!
تسائلت ملياً "مالذي يجبرني على اعتناق الصمت؟!
أيكون الحب اللعين؟! أيورث الحب غباءاً و ذُلاً بهذا القدر الذي جعلني خائفه ان يتكشف أمامي..
بل أحياناً يقودني كالمجنونه لأتتبعه وأنا لم اتتبع أحداً بداعي الفضول بحياتي؟!..
يبدو هاديء و غامض وصامت اغلب الوقت..وكأنه يتهرب أو يتحاشى ان يزل لسانه أمامي! صدقاً حالي معه كالتي تلعب بكرة النار توشك أن تُحرقها و لكنها تهوى اللعب بتلك الكره !!!!!"
كادت تقف وتترك المكتب ...تلقت رسالة نصيه على هاتفها لتلتقطه و تفتحه..، ابتسمت فهي رسالة من موظفتها مضمونها تأكيد حجز سفرها الى "كوبنهاجن"..
ستفاجأه بتحديد السفر والوجهه، ستطير به من هنا لتختلي به بعيداً لعله سينطق بتلك الجوهره التي بخل بها كثيراً...!
سمعت صوت باب غرفة المكتب لتذهب ترى من، فتحت الباب بابتسامه تعتلي شفتيها برؤية اصغر اخواتها/هلا اموره شعندك
اميره بسعاده/برا مطر. و امي تقول تعالي نتقهوى فاتحين باب الحديقه وجالسين هناك
احبت حماسها لتلحق بعدما اغلقت الباب/يلا نروح نتفرج عالمطر
..
،
.
يسير على سيارته في طرقات العاصمه وتحت زخات المطر التي تبلل الطرق وتنشر البهجه حيثما تهطل..الجميع في هذا البلد يعشقون الغيوم و ماتجرّه خلفها من ابتسامات رضا و سعاده بعد شهور الصيف الطويله..، جميل هو الشعور الذي يولّده نزول المطر..
ظل بعيداً كل البعد عن نفسه ليحافظ على بقاءها بقربه فهي حياته المتبقيه له..!
استغرب من إحجام عقله عن التفكير بأي حلول ليقتلع تلك النبتة الملعونه التي زرعها خطئاً في طريقه.. ولكنه يفشل !
تلك النبته تتمدد حوله وتكاد تصل إلى عنقه وتقتله خنقاً..
استعان بأخيه الروحي "قاسي" الذي بات نسيبه، قاسي كما عهده في الشدائد لا يلين كإسمه تماماً.. ماذا كان سيفعل لولا قاسي؟! حمدالله ان رزقه به أخاً و معيناً..
دار كثيراً في شوارع مدينته التي يبللها المطر..
ليخالجه فجأةً شعور الوحده البغيض الذي لطالما كان يشعر به طوال حياته،
كيف جعلت مها من حياته جحيماً مع من بعثت الروح لقلبه الميت..؟!
كيف جعلته يتهرب من نظرات الشموس التي تتهمه سراً؟!
كم يكره ان يكذب عليها وذلك الشيء جعله لا يعيش كما يريد ..
ازداد المطر مع دخوله الحي الذي يسكنه..
يدفعه الحب و البرد لها.. يدفعه كل الشعور بالحرمان و الخوف لأن يلوذ بها ..
هو من يحتاجها ليست هي من تحتاج إليه..هذا ما يعرفه ولا تعرفه..
رأى سيارة صالح تدخل بعد دخوله بسيارته ليرى ان عمته هند قادمه مع السائق..!
بدون صالح..!
استغرب قليلاً فهذا الوقت متأخر للزياره لم يبِين استغرابه بل ابتسم مُرحباً بقدومها/هلا ومرحبا بعمتي الغاليه
ازاحت النقاب بعد خروج سائقها ، لتبادله الابتسامه/هلابك حبيبي
طبع قبلته على جبينها وهو يأخذها للداخل/تعالي خلينا ننحاش عن المطر،
صاحبته للداخل حيث المكتب..دخل ينادي بصوته الجهوري وباسلوب فوضوي لم تعتاده/الشموووس..يالشموووس وينك؟!! يااا بننت
ضحكت هند من طريقة نداءه لها/يا ويلك !! لا تروعها كذا
رفع حاجبه مازحاً/علشان تدرين ان ولد اخوك ماعنده شغل الدلع،اصلاً هي المفروض تستقبلني هنا
نزعت عبائتها/ماعندك شغل الدلع هااه!! طيّب يووصل للشموس يابو ساره
ضحك وهو يتراجع عن حديثه بتهرب/لا لااا ماتسوينها يا عمه..وين رايحه تعالي؟!!
بابتسامتها/لا تخاف ما افتن على احد..بس شوفت عينك انا تغررقت من المطر ، بطلع ابدل وارتاح وانزلك لا تنحاش والا تقعد بغرفتك، انا جايه اسولف واستانس معكم ترى.
ابتسم/ابشري من عيوني بنتظرك برا فالمجلس عند الوجار و اسوي لك الشاهي بنفسي بعد
برضا تام/تبشر بالجنه ياعزوتي..يلا انا رايحه..
اتجه لباب الحديقه بعد خروجها وعاد ليناديها بنفس صوته الجهوري وكأنه يريد كسر القاعده الليله/الشمووووس وييينك ييييااا بننننت ؟!! بنت!!
.
،
.
،
ضحكت ليال وام رواد وهم يسمعون صوته مع نظرات الشموس الغاضبه وحركت قدمها اللا إراديه..!!
ليال بضحك/ابد مثل الشيبان اول ما يدخل البيت ينادي عجوزته ...انبسطي يالشموس تحققت احلامك كلها
نظرتها بسخريه وهي تقف/يا ثقل الدم يا ليال..
ام رواد وهي تضيف لليال/روحي لشاايبك بس..يا عيباه سمعوه هل الحي كلهم يناديك هاللحين بيقولون وراها سافهته؟!!
استغربت من حديث ام رواد/لا والله كدينا خير، شبلاك صرتي مثل الخبله العاطله هذي؟!! ام رواد تراك وحده ام عيال و منتي مثلها
ام رواد بابتسامتها البشوشه/يا بنت الحلال خلينا انا و ليال عاطلات مثل بعض..احسن لك روحي لشايبك بس
ليال بضحك/اااحللااا ام روااد كفوو
زمت شفتيها بغضب وهي تتجه لجناحها، فتحت الباب لتجده امامها يجلس باسترخاء وقد نزع شماغه وفتح ازرة ثوبه العلويه، اغلقت الباب لتتوجه إليه وتقف عنده متكتفه/ماتعلمني وشو له هالصراخ علي من دخلت البيت؟! انجنيت؟!
ضل مبتسماً وهو يتأمل وقوفها امامه وعصبيتها المزعومه و عقدت حاجبيها وصوتها الذي يُدخل السرور إلى قلبه،..
استفزها بصمته ونظراته/هاللحين سكتت يعني؟! ماتعلمني وش في راسك الليله على هالصوت العالي؟!! فضحتنا يالشايب
اتسعت ابتسامته ليمسك بيدها ولكنها نفضت يده منها/انا شاايب؟!!!!
رفعت حاجبها وهي تكتم ابتسامتها بفشل من ردة فعله لتستفزه وهي تذهب للثلاجه و تفتحها/اي نعم شااايب..خلني ساكته احسن
اتسعت ابتسامته و عينيه وهو يستنكر/الشايب أنا؟!
جلست في الاريكه التي تحت الشرفه وهي تسترخي/شااايب ونص
وقف بإصرار ليتجه ناحيتها بخطوات ونظرات تهديد مبتسمه، جلس بجانبها وبهدوء/سمعيني منهو الشايب يا ماما ؟!!،
اشارت إليه بأناملها التي تحمل بها علبة الماء المفتوحه/ انت
اخذ علبة الماء وهو يشرب منها/ادري بس تستفزيني ما راح اسمح لك
ضحكت بنعومتها وهي تسترخي، حتى هدأت/شاايب
سحرته تلك الضحك المبحوحه ليقترب و يداهمها بقبلاته الشقيه، و هي تحاول التمنّع بدلال واضح/لا يالشموس هاللحين بوريك هالشايب وش بيسوي
داهمها بقبله اخرى قويه/كذا شرايك؟!
ابتسمت بخبث فهو مازال ملتصق بها يحيطها بذراعه وبدأ يتفاعل معها،..
صمت فجأه وهو يستكين بدفئ اقترابها الذي يُشعره بالأمان..
تعرف انه تجمد كعادته، لتمد يدها الى خده تداعب شعر وجهه الذي تعشق كثافته اقتربت منه لتقبله بنعومه وهدوء لتنزل قليلاً وهي تفتح ازرار ثوبه لتزرع قبلاتها العميقه والمتواصله..وهي تتعمد ترك اثارها باقيه ..،
انتهت من وسم رقبته وتحت اذنه..اتسعت ابتسامتها وهي تراه قد ذهب بعيداً بعد ان اغرقته بقبلاتها المتأنيه، لتهمس بكيد/قل لي بربك وش مبعدك عني وانا بحضنك؟ ها!!
انتبه لنفسه اخيراً ولكنه يشعر بضياع و بشيء غريب /ما ابعدت عنك؟!..انا غرقت فيك ..!
استرخت اخيراً بجلستها وهي تريح رأسها على صدره، كم وعدت نفسها ان هذا المكان لن ترتاح عليه اخرى غيرها ولكنها في الحقيقه لا تثق رغم كل شيء..
رغماً عنها تشك وتغار..،تحدثت بصوت مرهق غلفته نغمه لا يسمعها سواه فقط/مُرهقه يا أدهم..و كأني كنت اركض طول عمري بدون توقف!حياة عمليه بحته، عمل متواصل، حتى سفراتي ماكانت تسليه كانت كلها عمل او مرافقه لاخواني مع ذلك كنت سعيده بوقتها ..ليه هاللحين صرت احس بكل هذاك التعب و الإرهاق ؟!
شعرت به يرفع يمينه ليلامس بطنها وهو يسمع فضفضتها، لتكمل/تصدق؟! عمري ما سويت شيء مقتنعه فيه وحابته بكل جوارحي كثر هذيك الليله..و اللحظة اللي دخلتك فيها غرفتي..
صمتت قليلا لتردف بتنهيده/هي فعلاً ليلة العمر اللي يقولون عنها.
تفاجأ من تصريحها اخيراً و اذهلته بجرأتها اللذيذه..ابعدها عن صدره لينظر لعينيها بتفحص وتمعن اكثر، قد أدلت الليله بأهم تصاريح حياته/انتي متأكده؟!
حركت رأسها بالإيجاب/مانطق بشيء إلا و أنا اعنيه أدهم
أراد سؤالها/واذا خاب ظنك في قناعتك وخذلتك؟!
اجابته بنفس الإبتسامه المثيره/مسدس ابوي فالمكتب ماراح اتردد في استخدامه عليك.
اتسعت ابتسامته/اجل الله لا يجيب بينا خيبة ولا وجع..
عادت لتريح رأسها على صدره/أدهم..ابي نسافر بعد بكرا انا خلاص حجزت وسويت كل شيء مابي منك اي عذر جديد ..شقلت؟
مسح على شعرها وهو يداعبه/قلت تم..و امري بعد
نطقت بخوف/سبق وقلت تم و ماتممتها يا أدهم
ابتسم وهو يرد بثقه/هالمره وعد... وان اخلفت هالوعد ..يحق لك تهجريني.
ابتلعت الخوف وهي تبادله العناق ..يطلبها ان "تهجره" هذا الشيء بات مستحيلاً..الروح والقلب بين ضلعيه هو لا ضلعيها هي..الهواء الذي تستنشقه برائحة عطره،هو اكسجين الحياة بالنسبة لها...فكيف لها ان تهجره؟!!
.
،
.
،
كيف استقبلها الهم وأحاط بها لحظة دخولها هذه الغرفه البارده؟!! لم تستطيع الخروج مره اخرى والعوده الى أدهم...،
منذ حوالي النصف ساعه تجلس في غرفتها..لم تحبذ لقاء احد في لحظات خيبتها هذه..اتصلت بأدهم واخبرته انها مرهقه وستنام..
اتصلت كثيراً بإبنها ولكن هاتفه خارج نطاق التغطيه..!
حتى شهد تقول أنه لم يعود للمنزل بعد..ووالده لا يهتم بغيابه ،تحت قدميه سياره وبجيبه بطاقة بنكيه و جواز سفره معه..اينما اراد العبث سيجده دون رادع..
تسائلت كثيراً بينها وبين نفسهامالذي كانت تبحث عنه حينما انجبت من رجل غير مبالي كـ حسين..
تذكرت تلك المرات العديده التي اجهضت من ممارساته العنيفه معها، لم يحزن يوماً على فقد جنين!! هي مازالت لا تعرف كيف استطاعت ان تحافظ على شهد وتركي في بطنها مع رجل لا هم له سوى اشباعه نهمه الحيواني..!
تذكرت تلك الأيام لتقف متقززه لا تريد إعادة شريط تلك الذاكره العفنه..
فقط ليله واحده بعيده عن احضان صالح جلبت لها الأرق و كل تلك الأمور المزعجه..
تمنت لو انه اتصل بها او لو أنه منعها من الابتعاد عنه كعادته، نحتاج لمن يمنعنا بحزم من ارتكاب الحماقات اثناء غضبنا.. ولكنه لم يفعلها هذه المره..قد جرحته، هي تعرف ذلك...... ولكن ذلك إبنها أيضاً.وعليه مراعاة مشاعرها.!
تلقت رسالةٍ نصيه لتذهب لهاتفها مسرعه، لعله تركي تذكرها برساله ليطمئنها ولكنها كانت من صالح؛
‏âپ§[تأخرتي!... اجي اخذك؟!]
لم ترد ..تركت الهاتف جانباً لتستلقي..ولكن رن هاتفها بإتصال لتمد يدها وتلتقطه..رأت أسمه يضيء الشاشه لترد/نعم صالح؟!
استغرب ردها بهذه النبره والاسلوب/تأخرتي..لا ترجعين مع السايق هالوقت بجي آخذك
قاطعته/انا بغرفتي هاللحين وبنام..لا تجي الليله
لم يصدق/كذا؟!!بدون اذني؟!
مسحت دمعتها وهي تجيبه/انت قلت روحي المكان اللي تبين و..
قاطعها بغضب/لكن ما سمحت لك تنامين برا البيت..
بكت وحاولت ان لا يتضح عليها/ماحبيت اضايقك بسوالفي مع ولدي، ما راح..
قاطعها مرّة اخرى/بس انا ماشتكيت و ماتذمرت من وجودك...متى بتفهمين علي انتي؟!.متى بتحسين باللي يبيك بكل حالاتك؟!..اتعبتيني معك يا هند
هنا بكت وهي ترد بتشتت/صالح أنا اسفه والله بس انا..<< سكتت
لاحظ سكوتها وهو يسمع أناهيدها،لتنخفض نبرة صوته بخيبه/شكلي فعلاً فرضت نفسي عليك، ولا قدرت اقنع قلبك بصدق محبتي لك.. خلاص يا هند سوي اللي تبينه ، تصبحين على خير
لم تصدق أنه يغلق الاتصال في وجهها..
"سوي اللي تبينه"!! هل يقصد انه سيطلّقها؟!
انهارت باكيه ذهبت لدورة المياه غسلت وجهها مراراً..
..لم تستطيع تحمل الجلوس بغرفتها، خرجت تريد الذهاب للحديقه لابد وان الكل نام الآن..لا تريد لقاء احد..
توجهت للمصعد لتضغط الزر و لكنها تفاجأت بـ ليال أمامها /بسم الله!!
لم تفوتها دموعها ولكنها ابتسمت وعانقتها/هلا بعمتي الحلوه..متى جيتي و دخلتي بسسم الله
بادلتها الابتسامه بضيق/شرايك بالمفاجأه عاد؟!
بممازحتها الممزوجه بجديه/والله خفت منها وانتي جايه هالوقت ، لا يكون مطلقه يا بنيتي؟!!
انقبض قلبها للكلمه/لا ان شاء الله تفي من فمك
امسكت بيدها بحماس/دامك عندنا الليله برجع اسهر ملييت والله، وجدولي بعد العمليه خرب لا عاد فيه نظام ولا غيره
ابتسمت وهي تذهب معها في المصعد، ليتوجهن للمطبخ ، جلست وهي ترى ليال تصنع القهوه و تجهز الاكواب..حاولت السؤال فقلبها يحترق/اقول ليال..متى اخر مره زاركم تركي؟!
استغربت سؤالها،كيف يزورهم تركي وهو بخلاف مع أدهم/عمتي انتي عارفه انه متمشكل مع أدهم بعدما ضربه ومتهدده وش يجيبه عندنا؟!..ليه؟ لا يكون مقاطعك للحين؟!
ردت بحزن وهي تأخذ كوب قهوتها من يد ليال/زارني امس..و قالي عن سوايا صالح ومنعه من زيارتي..و طرده له يوم زواجي..ضاق صدري..ماني مصدقه ان صالح يسوي كذا
فهمت ليال الآن سبب وجودها الليله/لا يكون متزاعله مع صالح علشان هالتركي العاق..؟!
قاطعتها بحزن/ليال لا تقولين عاق، جلس يبكي ويقول منعوه مني
لم تصدق ليال ولكن ذلك التركي قد تجاوز حدوده/اجل اسمعي يا قلبي، تركي ماحضر الا بعدما رحتي انتي وصالح من الاستراحه..كان جاي وبيده سلاح يبي يلقط راس صالح وأدهم بوقت واحد ..
لم تصدق/شلوون؟!!
ليال/هذا اللي صار، مالقى قدامه غير أدهم ولولا الله ثم تدخل الشموس كان هاللحين هالبيت ماله رجل ..والله كنت بقولك بس قالوا خليها تتهنى بزواجها و صالح قال لا تعلمون هند باللي يسويه تركي علشان مايضيق صدرها ..لكن تريكي مثل ابوه نذل والله مايخليك تهنين..عزتي لشهد اللي عايشه بينهم.،
و اذا تبين تتأكدين شيكي على عضد الشموس، اثر الرصاصه شاهد.
و كأنما سُكب على رأسها ماءاً بارداً..قد جعلها تركي تتهم صالح و تُغضبه..ودعاها لتهجره الليله أيضاً، بأي وجه ستقابله الآن وكيف ستكفر عن خطأها؟!!
خافت من سكوتها المفاجئ وملامحها التي تغيرت/عمتي فيك شيء؟!
حاولت ان تتماسك وهي تقف/انا بروح انام..
استغربت/تونا جالسين!! يا عمه أ
قاطعتها بتهرب واضح/تصبحين على خير..
ضلت هي جالسه مكانها،..تحتسي قهوتها بصمت تدير ناظريها في المكان حولها لتسقط نظراتها على الباب المؤدي للحديقه...اتجهت إليه وهي تهم بفتحه وتقف تراقب هبوب الرياح البارده بعد المطر و لمعان اوراق الأشجار المبلله بماء السماء..
لحظة هدوء وسلام داخلي..لا شيء يشغل رأسها ولكن قلبها يشتعل رغم برودة الجو ، قد كان قاب قوسين أو أدنى من ان يتحدث إليها لماذا تراجع عنها و تخلى عن شغفه بسهوله!! ... وهي لماذا لم ترسل تهنئتها له بحصوله على الجنسيه..ترددت كثيراً..كان من المفترض ان تكون من أول المهنئين وان لا يسبقها عليه احد...يجب ان تذكره إن نسي
و هل تُنسى احاديث القلب و نظرات العيون الثرثاره؟!!
لم يفتها اهتمامه المبالغ فيه، حتى انه يقوم بدور الممرضه و يعطيها الإبر بنفسه فقط ليحظى بملامسة سريعه ليدها..
الحب كالصوت لا يُرى بالعين...بل هو شيء أشبه بذرات الهواء التي نستنشقها ..غير أن الحب شهيق لا يتبعه زفير..يتغلغل فينا لا إرادياً..!!
شخصٌ إستثنائي كوليد..يريد اسلوباً إستثنائياً ..
وان كان رجلاً تقليدياً جداً في اسلوب صمته وعدم اعترافه بحبه الجليّ..!
حسناً هي ايضاً كانت تقليديه في صدّ محاولاته للتقرب منها..و كانت مُحقه،..
و هو بدوره غاب كرجل تقليدي حينما لم يرى قبولاً من امرأة يحبها...
لتعترف بينها وبين نفسها انها معجبه باحترامه لنفسه وعدم إبتذال رجولته فهو لم يهدر ماء وجهه و ذلك يضيف له بريقاً آخر. !
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والعشرون
. يوم آخر..جديد..
جلس بعد صلاة العصر في مسجد الحي الذي تقطنه، لعله يجد طريقه افضل من التي فكّر بها..من غير اللائق به ان يقابلها هكذا بدون اي محرم.ثم انها ليست سهله..و الخبث يجري بدمها،يجب ان يحتاط جيداً!!
خلال يومين عرف عنها الكثير، ودُهش كيف لأدهم انه لم يرتاب من عيشها بمفردها ومعها طفل، حتى انه لم يذكر له وجود الطفل ابداً..!
لاحظه الإمام جالساً وحده ويبدو شارداً إستنكر وجهه فهو ليس من جماعة الحي، اتجه اليه/السلام عليكم
رفع رأسه له وهو يبتسم/وعليكم السلام يا شيخ
تسائل بفضول/اخونا جديد فالحاره؟!
اجابه بنفس الابتسامه/لا والله مريت وقت الصلاه ونزلت اصلي
ابتسم/جزاك الله خير..انا بس سألت لأني اعرف اهل الحي كلهم و العمده جنب بيتي وماقد شفت وجهك،قلت اكيد جديد.
لابد وانه وجد ضالته هنا،ليتسائل هو بدوره/دام انك تعرف الناس هنا..انا عندي موضوع و حبيت استفسر منك يا شيخ
جلس قبالته باهتمامٍ واضح/خير يا ولدي؟!!قول وش عندك وابشر
استجمع ما يريد قوله ثم بدأ/اختي من زمان تلح علي تبيني اتزوج والحمدلله لقت لي بنت حلال بزواج وحده من زميلاتها وحبت تخطبها لي، بس هي ماتعرفها زين بس عطتني اسمها وجيت انشد واستغربت مالها احد هنا والا وش السالفه جيت مرتين و مالقيت رجال اقابلهم و عودت لبيتي!!
استغرب الشيخ من بعد هذه الديباجه/والبنت وين ساكنه؟! يمكن اني اعرف اخوها والا ابوها
ابتسم فقد اقترب من هدفه/هي بالعماره الثالثه جنب المسجد و تسكن الدور الثالث..
عقد حاجبه الشيخ وهو يقف بتوتر ويتمتم/استغفر الله العظيم..
خاف ووقف معه/شفيك يا شيخ؟! البنت علامها؟!
هم بالخروج/الستر زين يا ولدي..الستر زين.
اعترض طريقه قبل الخروج وهو يُلِحّ/طاالبك يا شيخ تكلم وش فيها؟! ابي تقنعني..انا ابي اتزوجها واختي تقول انها زينه بس اني خايف اتورط.
حاول ان يتحدث بدون ان يأتي بعرضها/اتركها احسن لك يا ولدي، ترى ماكل ما يلمع قدام عينك ذهب، واعذرني ماقدر اطيل
غضب من رده الذي يجلب الشبهه له وللعمده وللحي/دام انك تعرف وضعها ليه ساكت عنها؟! ليه سامحين لها بينكم؟!، وين النهي عن المنكر اللي امر به رب العالمين؟!
استغرب حديثه لابد وانه يعرفها ليلتفت إليه/انت منت جاي تخطب، انت عارف وضعها قبل كل شيء، بس وش نيتك؟!
تحدث غاضباً/هالبنت تبتز اخوي و مخيرته يا يتزوجها يا تخرب بيته..! وانا تمزهلت بها اردها عنه...ان ما وقفت معي يا شيخ والله ان توصل شكواي عليكم وتستركم عالمنكر لهيئة التحقيق ماهو بس للشرطه و لوزارة الاوقاف ..
حرك رأسه بفقدان أمل، ليعود إليه وهو يحاول ان يشرح له/يا ولدي هالبنت متزوجه مسيار من تاجر كبيير سن و جاه وله اسمه ووزنه بين التجار وكاتب هالعماره باسمها..محد يدري من اهله بزواجه منها، ياخذها معه بسفراته..ترافق معه
وهالولد ماهو منه ولا نعرف له ابو..علشان كذا قلت لك اتركها اطيب لك..
صُدم هو الآخر/شلون متزوجه مسيار و تلّح تبي تتزوج اخوي ؟!!
خجل مما سيقوله ولكن هو مُلزم/زوجها شاايب وما يجيها الا كل شهر مره واحيان يمر الشهر و مايجي الحي وهي تستقبل زوار "رجال" تتعذر انهم اقارب.. كم مره تجيني شكاوي من جيرانها وكم من مره ينزلون ناس فالعماره ويطلعون بسببها،..و انت ادرى عاد بالباقي..
مسح على وجهه بتوتر/وانا اقول ليه متسلطه، اثر وراها ظهر و عندها حساب فالبنوك!!
الشيخ/الصدق يا ولدي ان وجودها هنا ماهو مرضي اهل الحي مير الشكوى لله هي راعية املاك هنا منها عمارتها اللي تسكنها و عماير ثانيه هي تملكها.
طرأت عليه فكره ليلتفت إليه/شيخ ابي مساعدتك لا عدمتك
استغرب/اساعدك بوشو؟!
ابتسم وهو يخبر الشيخ بخطته...،
.
في مكتبه
ابتسم وهو يقف ويودع ضيفه واحد ابنائه/زارتنا البركه يا شيخ بو ماجد
ابتسم ذلك الشيخ الكبير/الله يبارك فيك..انا كان بودي اشوف من جاء عقب راكان. و فيصل مدحك لي ما شاء الله من يقول ان النار ماتورث الا رماد كذب..عز الله ان راكان له ولد اخو يوم كلن بار فيه ولده
بابتسامته/جعلك تسلم يا بوماجد شهادتك اعتز فيها...
ابو ماجد/راكان كان عزيز وغالي على قلبي، ماكان منافس..اعذرني ماجيت ازورك طول هالوقت بسبب مرضي كنت بمستشفى بلندن
شعر بالامتنان والخجل/ماتشوف شر..لا بغيت زياره طال عمرك اتصل بس، انا حسبت ولدك..
ابتسم فيصل/والله يا أدهم ما رضى..ماهو مصدق انك بتجي..اعذره ما كان يعرفك...
أدهم/معرفتك انت والوالد تنشرى يا فيصل..
ابو ماجد/يلا يا ولدي كرمك الله و لا تنسى العزيمه بكرا تراها على حسابك انت والاهل
اشار الى أنفه/ابشر اوول من بيحضر.
ودعهم جميعاً و عاد الى مكتبه وهو يبتسم براحه، أكان عمه بكل تلك الصفات الرجوليه التي تجعل التجار المنافسين يحبونه!!، امرٌ عجيب..
رن هاتفه ليجيبه بحماس/هلا قاسي، بشّر؟!
على الطرف الآخر/تبشر بالخير..أدهم كلها يومين بالكثير و انهي لك موضوعها..بس ابي اشوفك الليله
بابتسامه/الليله صعبه بطلع معها الله ياخذها
تحدث بحماس هو الآخر/اجل ززين روح معها و اسمع زين اللي ابيك تنفذه وتقوله..
.
،
اضطرت للذهاب اليوم لتطمئن على وضع حملها ستسافر و لا تريد ان تخاطر بجنينها..
جلست في الانتظار ..كشفت وجهها ثم نظرت لساعة معصمها،لديها الكثير من الاعمال لتنجزها..
لمحت احداهن تنظر إليها من بعيد...وجهها يبدو مألوفاً لها..سبق وان رأتها ..آه هي نفسها أخت ماجد الراشد..الذي سبق وخطبها ولكن لم تتم تلك الخطبه..!!
لاحظتها تقف وتتقدم لها بابتسامه/الشموس ال مناع ماغيرك؟!
بادلتها ابتسامة المجامله وهي تقف لتسلم/اي نعم انا.
بنفس الابتسامه/انا جوزاء اخت ماجد الراشد تذكريني
حركت رأسها بالإيجاب/اي اذكر..شلونك جوزاء وشلون الوالد والوالده والاهل؟!
جوزاء/خلينا نجلس بالاول ونسولف، مافيني حيل خلصت الثامن
جلست وهي تستغرب ابتساماتها/ما شاء الله متى تزوجتي، اخبرك بنت هالقد
ضحكت/ووين تزوجت بنفس السنه اللي رفضتي ماجد فيها..وهذا انا ثالث حمل لي..انا سمعت عنك بعد انك تزوجتي بس تووني دريت انك حامل مبرووك
ارتاحت فيبدو انهم تجاوزوا الأمر وليس كما ظنت قبل قليل/الله يبارك فيك..ويعينك بعد..ماقلتي شخبار ماجد عساه تزوج
ضحكت/ماجد تزوج بعدما طلّع روح ابوي..عنده بنت الحمدلله و زوجته حامل هاللحين..رفض تاخذ موانع،يقول شيبت..
ضلت تتحدث معها وهي تنتظر موعدها..عجيبه هذه الدنيا حينما ترى عجلة السنين تمر دون ان تشعر بمرورها، هذه التي كانت تذكرها صغيره لديها طفلان وهاهي تحمل الثالث.....وهي ضلت تماطل و كأن العمر والشباب ينتظرها حتى تتفرغ!!، بعد عام ونصف ستدخل الثلاثين وطفل!
أدهم سيكون اربعينياً عما قريب..
كم ظلمنا انفسنا ونحن ننتظر السراب؟!!!
ولكن عاملها والدها كلؤلؤه نادره و حاول جاهداً على ان يبقيها مكنونه في منزله، ان لا يمسها رجل و ان لا يحكمها رجل..ان لا يكون لرجل كلمه عليها..!!
تعلم انه كان يرفض معظم الخطّاب من تلقاء نفسه..تعلم ذلك من والدتها و من ام رواد..ولكن كان ذلك يعجبها..!!
كان يغذي لديها إحساس الاكتفاء والقوّه..معها والدها وجاهها ومالها و مكانتها العاليه فمن ستحتاج؟!!
،.
وقفت امام مرآتها كثيراً وهي تتفقد مكياجها، تحتاج اقلام حمرة جديده..و..
لمحته يقف عند الباب وينظر إليها بتلك النظرات المكسوره التي تؤلمها، كعادته عابس/عبودي!
نظر إليها بتساؤل،فهو لا يعرف سواها!، لا احد غيرها الجميع لديهم اخوه وعائلات هو لا/ماما
نزلت لمستواه وهي تعانقه وتحمله لتجلس على الاريكه وتضعه على فخذها/ها حبيبي؟! وش فيك؟!
تسائل بوجع/انا ليه ماعندي بابا؟! ماعندي اخوان زي الاولاد فالروضه
مسحت على رأسه وهي تبتسم له/انا عندك وش تبي بعد؟
نزلت دمعته وهو يقول الجمله التي يغص بها بعد سماعها من ابناء الحي لحظة نزوله مع السائق/العيال يقولون اني ولد حرام و امك ....*
شعرت و كأنه صفعها بما قاله،لم يمر يوم تخجل منه كهذا اليوم،إنعقد لسانها عن الرد!!، إبتلعت ريقها بصعوبه..
كرر سؤاله/ماما...وين بابا؟!
تركته على الاريكه و اتجهت لدورة المياه..لتغلقها على نفسها...
وقفت امام المرآه والدموع تجتاح اهدابها و تبلل خديّها..كيف جعلها الحب والحقد بلا ضمير؟!
حتى انها لم تشعر بالذنب وهي تنفذ خططها الحقيره ولكن ذلك الطفل لا ذنب له في ان يكرهه والده بسبب مشكله حدثت بينهما، ماذنبه ان لم يطيق ان يستمر معها..؟!!
ابتسمت وسط هذه الدموع فقد اقترب وقت تصفية الحسابات اخيراً وستجعله يموت قهراً حينما يعرف كيف انتقمت منه..
.
،
.
،
تركتها أم رواد وحيده لتذهب و تذاكر لاطفالها ...
جلست في مكانها عينها على هاتفها الجامد و قلبها مع صالح..
ماذا حدث؟! و لماذا تنفر منها السعاده هكذا؟!
صمتها ضجيج لا يسمعه سواها!!
لم تشعر بجلوس الشموس التي جلست بالمقابل لها/مساك الله بالخير
ابتسمت لها بذبول/مساك بالرضا والعافيه..وين رحتي انتي؟!
ابتسمت/بعد العياده رحت مريت نوره و رحنا السوق و تعشينا برا..
عادت لتصمت مجدداً/...
استغربت كما الكل مستغرب تواجدها هنا منذ البارحه/هاه يا عمه وش جديدك؟!..
استرخت في جلستها وهي تلتف بشالها الشتوي/ابد والله لا جديد..مشتاقه لكم..انتي شخبارك مع أدهم
تنهدت وهي تجيبها بسعاده/من احسن ما يكون..و قررنا نسافر كم يوم
ابتسمت يبدو انهما خيبا ظنها وها هما افضل مما توقعت/ما شاء الله، ووين رايحين؟!
بحماس/الدانمارك..
باستنكار/بهالشتاء؟!! الجو هناك ابرد و ثلووج عندهم
سحبت لها فنجان قهوه وهي تجيبها بابتسامه جانبيه/هذا اللي ابيه..
عادت للصمت وهي تبادلها الابتسامه، تفهم ماتعنيه تلك الماكره..
تذكرت ماتريد سؤالها عنه بفضول،فما زالت تفكر بروايتها/اقول عمه،حابه اسألك و اطلبك بنفس الوقت بس طلبتك ماتزعلين مني
بنفس ابتسامتها الجانبيه/خير اسألي يابنت راكان
بفضول/انتي كملتي رواياتك القديمه كلها او خليتيها بدون تكمله؟! وخصوصاً "عقودٌ من الصمت!" حيرتني
صمتت قليلاً وهي متفاجأه لترد وهي تصغّر عينيها/قلت لك لا تقرينها، ليه تعاندين انتي؟! اكره شيء احد يقرأ لي شيء مانشرته!!
بتعنت/قوولي اللي تقولينه،، انا قريتها وخلااص، جاوبيني منووين تجيبين كل هالنكد انتي؟!اصبتيني باحباط
عادت لتبتسم/علشان كذا مانشرتها..
حاولت ان تصوغ سؤالها بشكل افضل/شوفي انا ماني ناقده ولا لي بالقصص بس والله اسلوبك حلو و نصوصك روعه انا اتكلم عن القصه المحبطه فقط و العقده ليه مانحلت بالنهايه نفسي اعرف ليييه
تنهدت وهي تجيبها/ما كل عقده ولها حل، وما كل حزن تمحيه ابتسامه..
صمتت قليلاً ثم أردفت/ "الفراق" احيان "اجمل نهايه"..
ابتلعت ريق الخوف وهي تتخيل نفسها مكان البطله،معها حق..الخيانه مقيته/لا يا عمه ماهو بـ أجمل نهايه ولكن افضل نهايه..يعني مهما صار محد يحب الفراق..ولكن الظروف لعينة و قلوبنا ماتاسع الضيق...، خلينا نصحح جملتك و نقول ان "الفراق افضل نهايه لها و اسوء نهايه له...لكن الاكيد ان الاثنين ماتوا قهر.."
حركة رأسها بالإيجاب/برافو ، رديتي على نفسك، هذا اللي قصدته
تسائلت بحيره/طيب ليه وقفتي عن الكتابه؟!..راح الإلهام والا مات الشغف فيك؟!
ضحكت/الكاتب ما ينتظر الإلهام يالشموس..هو بس محتاج وقت علشان يمسك فيه القلم والا الكيبورد..وانا ما حالفني الوقت..
استغربت/يعني تكتبين كذا بدون إلهام؟!!مافهمت، اللي اعرفه انه لازم يكون فيه شيء ملهم، او حاله معينه يعني تحفز للكتابه وكذا!!
ابتسمت لدهشتها/خذيها مني "اللي ينتظر الإلهام ماهو بـ كاتب حقيقي" ...الكاتب وظيفته هي الكتابه والكتّاب يكتبون بشكل يومي متى ما توفر الوقت،حتى لو ما ينشرون باستمرار
احبت حديثها لتسألها بفضول/كلن له طقوسه وهو يكتب انتي وش طقوسك؟!
اجابتها بلا مبالاة/ماعليك من خرابيط وإدعاء الطقوس واجواء الكتابه ومن هالكلام..احيان تجيك الفكره وانتي تمشين بالسوق او بالمطبخ تغسلين مواعينك او حتى بتحطين راسك وتنامين..
وضعت يدها على بطنها بابتسامه/اجل شوفي..ابيك انتي اللي تروحين معي المستشفى وقت الولاده وانتي اول من يشيل ولدي و تسمين عليه..ابيه يجي مثلك كذا كاتب مرهف حس و انسان عاشق للقراءه مثل جدي
ضحكت/هذا انا شلت عيالي ببطني كل واحدظ©شهور محد منهم طلع كاتب...
باصرار/مااالي شغل انتي اللي بتروحين معي.
اقبلت ليال بابتسامتها ولم تسمع الا جملة الشموس الاخيره/انا انا بعد خذوني معكم تكفون
عبست الشموس/قالوا لك طالعين كشته؟!!! انتي بالذات ماني ماخذتك ياللاّذعه!
جلست ليال بجانب هند وغرقتا بالضحك لتضحك الشموس معهما/والله انكم خبلات.
لحظات ليسمعوا صوتها قادم من الصاله الداخليه/انا جيييييت
وقف ليال بعد سماع صوتها/نيفووو!!
دخلت لتعانقها بحراره/حباايبي اشتقتلكم قسم بالله
لم تستطيع الوقوف، مشتاقه وحزينه لحالها مشاعر صعبه تعيشها..لتلمح نيفادا عينيها وهي تتجه إليها وتعانقها/شوشو !!
ضحكت ليال/لا لا.. حتى الشموس صارت ماتعرف تمسك نفسها من البكاء
بكت هند من ردة فعلها، تعرف مدى الضغط الذي تعرضت لها بعد معرفتها بزواج اختها الصغيره/الله لا يحرمكم من بعض
ابتسمت ليال وهي تحارب دموعها/امين..
جلست بجانب الشموس وهي تمسك بيدها بابتسامه مخضبه بالدموع لتطمئنها، قد اخبرها قاسي بتفاصيل زواجه منها/تطمني يالشموس انا بخير..ومبسوطه قسم بالله..و طمني أدهم بعد .. انا ماني متضايقه صدقيني
ظلت تتأملها و تداعب خدها كطفله منذ ايام طويله لم تراها/اشتقت لك..
هند بابتسامه/وش هالزين يا نيفو؟!!
ليال بممازحه/شاايفه يا عمه اختي البزر تتزوج قبلي!!.. شسوي بعمري انا هااه؟! شهالحظ الطايح
انفجرتا الشموس و نيفادا ضاحكتين..لتنطق هند مبتسمه/والله ما قعد احد ما خطب ودك.. السبب راجعلك ..اجل تبين نيفادا تنتظرك يالمدلعه...امعصي
الشموس بعدما هدأت من ضحكها/خلاص جاء طراد اللي بيفكنا من لسانها...
نيفادا/المهم بنات مابي اتأخر وين اخواني وخالتي ام رواد
هند/فوق تذاكر لهم امهم...
الشموس/روحي لها تراها مشتاقه لك وتنشد عنك
وقفت بسعاده/ادري..اصلا كل يوم تتصل بي وتتطمن علي..عن اذنكم بروح لها
ذهبت مستعجله وسط ابتسامة هند/والله مامثل ام رواد يا ناس.. لو امها ما اهتمت بها كذا
ليال بهدوء ابتسامه/تصدقين اقسم بالله لولا الله ثم ام رواد كان هالبيت ضايع من زمان..شكثر وقفت معنا وقفات.. وخص مع نيفادا اللي محد يقدر يضبطها غيرها.
تنهدت الشموس بتأييد/انا اشهد.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والعشرون
..طلب قهوة مرّة كأيامي معه وبدأ بإرتشافها، أمامي..
رجل صخري لا ينصهر مهما احرقته نيران الرغبه..
جليدي لا يذوب مع درجات الاغراء التي ترتفع في كل مرّه أقابله فيها!!
هكذا يبدو اجمل و اكثر جاذبيه ان احاول النيل منه ولا استطيع!!
ان أجن به وهو لا يكترث..!!!
ان احترق وهو يراقب ببرود تطاير شراراتي!!
لن اتركك ولو انك قتلت حواسي ودمرت شعوري!!
لن اتركك وليشهد تاريخك ان لا إمرأه احبتك كحبي "وان لم ينبض لي قلبك ولم تتسع لي شرايينك!"
لن اتركك؛
وان كانت المسافه بيني وبين قلبك قبراً .!!
،
منذ عشر دقائق يلتزم صمته..وينظر لساعة معصمه بين لحظه واخرى، لا يحب رؤيتي اعرف ذلك جيداً ولكنه مضطر للخضوع لعيون تلك الحبيبه/شكلك مستعجل كل شوي تناظر ساعتك
ابتسم ببرود/مشغول بالي بصفقة عمل مهمه مع شخص مهم
بابتسامه جانبيه/الموضوع مافيه زوجتك يعني؟!
اعاد ترتيب شماغه الشتوي الابيض وهو يعتدل جالساً بثقه/لا لا..مالها دخل ،الشخص المهم رجل اعمال
اخذت فنجانها بصمت لترتشف منه و عينيها تراعي حركاته وسكناته ...
رن هاتفه الذي كان ينتظر رنينه منذ جلوسه، ليبتسم بعد رؤيته اسم قاسي/هلا بو ماجد..الله يسلمك ويعافيك..
ابتدأ نبض قلبها بالتخبط، من هذا الرجل الذي يتحدث إليه، خافت ان يكون ذاك...انتظرته حتى اغلق هاتفه وهو يبتسم/ما شاء الله شكلك تعزه بالحيل؟!
ترك هاتفه على الطاوله وهو يجيبها/جداً..سعد الراشد من اطيب الرجال
كاد ان يسقط فنجانها لولا اتزانها اخيراً..لتضعه على الطاوله وهي تحاول ان تعود كما كانت...
ابتسم بخبث/شفيك بسم الله عليك..!!
حاولت تفادي خوفها/لا ولا شيء..
قرر البدء هو..ليقوم بدور الضغط كما كانت تفعل هي/فيه سؤال محيرني..كيف انتي ساكنه لحالك..وليه غيرتي بيتك وين امك؟!
خافت/ليه تسأل هالأسئله؟!
بهدوء/طبيعي اعرف عن البنت اللي بتزوجها كل شيء، و إلا؟!
تنهدت وهي تحاول ان لا يتضح توترها ولكن لم تستطيع، أخذت حقيبتها واخرجت علبة السجائر لتلتقط عقب سيجاره ولكنها تفاجأت بيده تسحب السيجاره بابتسامه تسلب عقلها/التدخين ممنوع هنا يا حلوه..!
بدت متوتره وهي تحاول ان تتجاوز شعورها..لا تعرف مالذي يخالجها الآن..أمها اخيها..الماضي الرمادي.. طفلها الذي لا ذنب له في كل عبثها الأحمق..!
اعاد سؤالها مجدداً/وين أمك؟! وليه نقلتي لهذا الحي؟ ولهالشقه
ابتلعت ريق الخوف/ماتت أمي بعد فتره من وفاة اخوي..وانا اصلاً طلعت من عندهم قبل يتوفى اخوي..يعني بعدما انفصلنا انا وياك ..
تفاجأ بما سمعه/وين رحتي؟! وليه؟!
رفعت ناظريها له خوفاً ، كيف تخبره انها كانت حامل؟!! ..وانها حقيره لأبعد مدى...!
اجاب بابتسامه جانبيه/الولد اللي معك بالشقه لك؟!
اجابته بشكل سريع وهي تنفي ذلك/لا مو لي.. لحظه! انت كيف عرفت ان عندي ولد؟!
بخبث/اسألي شغالتك، وعلى فكره ارسلت لي صور عبود.. و كثير اشياء ماعجبتني
شعرت بالغليان من تلك الحقيره/عبود مش لي..انا..انا متكفله فيه من دار الايتام..ثانياً هذيك الفلبينيه بيني وبينها مشاكل وبسفرها ان شاء الله، اكيد تبي تخرب علي وبس
حرك رأسه بالإيجاب،كيف لدار ايتام ان يسمح لواحده مثلها بتبني طفل؟!..كم هي غبيه/يمكن..ليش لا..عموماً واضح انها راعية هوى..نظراتها هذاك اليوم ماعجبتني يكون احسن لو قلعتيها وجبتي وحده مؤقته لين تجيك الشغاله الجديده.. انا ابي اتزوجك ومابي مشاكل اوكي حبيبي
ابتسمت اخيراً وهي تشعر بالأمان بعد حديثه/اوكي حبيبي ..
.
.
.
عاد متأخراً..ليجد مدى تجلس منتصف اريكة الصاله امام شاشة العرض و بيدها كوب/السلام عليكم
التفتت إليه/وعليكم السلام..وين كنت طول الليل؟!
اجابها وهو يسكب لنفسه كوب ماء من الموجود على الطاوله/مع الشباب
استغربت/الله يهديك بس..الشباب اهم من مرتك!!
لم يفهم ماتقصده/شفيها مرتي..يعني اقعد اقابلها اربع وعشرين ساعه؟!!..
زاد استغرابها/المفروض انت توديها اول زياره لبيت اهلها مو تخلي سايقهم يجي ياخذها. ويرجعها تالي الليل!!
لم يصدق ما سمعه، حاول ان يكون متماسكاً، لماذا ذهبت بدون اذنه، تلك الشقيه..لن تتوب..وقف وهو يهم بالذهاب،
خافت ان تكون تجاوزت حدودها فهو يلتزم صمته ويبدو غاضباً/قاسي انا اسفه ان كاني زعلتك..بس مابي احد ينقد عليك!
رد ببرود مصطنع/لا مافي زعل. تصبحين على خير..
عادت لتجلس وحيده وهي تراه يذهب...تنهدت وهي تغرق في عالمها..عينيها تنظر لشاشة التلفزيون و قلبها هنالك في الشرقيه..حول اطفالها.
.
.
مضى معظم الليل حتى اقترب الفجر ولم يعود بعد!
ظلت على اريكتها تنتظره حتى لا تنام قبل عودته ولكنه تأخر كثيراً..
كلما بكّر في العوده ليله تأخر ليالي..ليس ملتزماً كما تفعل تجاهه.. حاولت أن تعذره وان تتجاهل تلك سوء الظنون،..
اخذت ريموت مشغل الاقراص لتديره لتسمع موسيقاها المفضله وهي تسترخي في جلستها التي طالت..حتى غفت مكانها ...ولم يأتي بعد!.…
.
.
.
رن منبه ساعته كثيراً.. وهو كالجماد لا يتحرك تحت اغطيته الدافئه..قد عاد متأخراً ومنهكاً بالكاد وصل سريره حتى غط في سبات عميق..
ازعجها صوت المنبه ودعاها صوته المستمر للخروج لماذا يؤقت المنبه وهو في إجازه وقد عاد بعد صلاة الفجر!!
وقفت عند باب غرفته المفتوح استغربت انه نام بثوبه وشماغه على الارض بجانب السرير..!!
اتجهت للمنبه وأوقفته وهي تتسائل الى اين ذهب و لماذا لم يفتح موضوع السفر لمكه مرّةً اخرى؟!!
حسناً هي لا تريد السفر هذا الاسبوع اصلاً وقد نزلت عليها الدورة الشهريه قبل يومين..!
سحبت عنه كامل الغطاء وهي تناديه بصوت هادىء/قااسي..قاااسي قوووم
ابتسمت وهي تتأمل نومه بهذه الفوضى، و بلا ادنى اهتمام بطقوس معينه للنوم..مثلاً كيف ينام بثوبه الرسمي؟! لا يهتم ينام والغرفه بارده في هذا الشتاء..
لم يحرك ساكناً لتقترب اكثر و تلامس كتفه برقّه، يبدو كالصخره "قاسي"حتى في منامه كان يعقد حاجبيه..يجتذبها سماره و طريقته في تحديد شاربه بشكل يميزه ..تسائلت بداخلها هل هو جميل حقاً ام انها استلطفته فقط، هي لم ترى جماله سابقاً ولم يكن يعجبها، فكيف تحب ان تتأمله الآن؟!!
اقتربت وهي تحرك يدها بمساج خفيف على كتفه/قاسي قوم يلا وش هالحاله معك "يا نايم يا طالع؟!"
رد بصوت يملؤه النعاس وبدون ان يحرك اجفانه/نيفادااا برااا خليني انام
عبست وهي تسحب الغطاء المبعثر، بهدوء وتداعبه بقليل من الكيد على خده و ذقنه وهي تخفض صوتها/قااسي حبييبي يلا عااد قوووم، والله مليت من امس لحالي!!
لم يحتمل مداعباتها التي وصله مقصدها و ربما لم تقصد ، دفعها عنه بحركه لا إراديه وهو يرفع صوته عليها، فقد اغضبته بذهابها البارحه بدونه/ابعدي يا ببننتتت !! انتي وش دخلك غرفتي هاااه؟!! ماقلت لك غرفه ولي غرفه؟!!! والا ماتفهمين...؟!يا ويلك ان لمستيني ثاني مره والا تدخلين علي هالغرفه..!
ابتلعت ريق الخوف و عينيها تغص بماها و هي تحاول ان تتوازن بوقوفها بعدما دفعها بعيداً عنه!!!!
صرخ غاضباً/ليه رايحه لاهلك البارح هاااه..وش قلة الاحترام اللي عندك هذي؟!!غرك اني متساهل معك ومعطيك جوك؟!!
نزلت دموعها/انا استأذنتك وانت وافقت والا نسيت؟!!
لم تستطيع اكمال حديثها وهي تبكي اخذت في لملمت كبريائها و خرجت مسرعه الى غرفتها واغلقتها على نفسها..
استعاد نفسه واستوعب مالذي فعله بغباءه وتسرعه!! فعلاً استأذنت منه ..الآن تذكر.. لكن لم يكن عليها الذهاب بمفردها لاهلها..
لم يكن عليه ان يُخاصمها الآن بالتحديد فهو مشغول بالوقوف مع أدهم ضد تلك الماكره اللعينه...
مالذي عليه فعله الآن؟! كيف سيعتذر منها؟! كيف سيداوي جرحها...؟!
هكذا افضل على الاقل لتبتعد عن الاحتكاك به هذه الفتره..،
نزل من السرير وهو ينزع ملابسه ويلقيها أرضاً ويأخذ منشفته ويتجه لدورة المياه الخاصه به...يعرف انه فتح على نفسه باباً قد اغلقه..
وقف تحت تيار الماء مبتسماً وهو يتذكر ردة فعلها الانثويه الناعمه، تقوّس شفتيها الصغيره و ارتعاشتها وهي تتحدث، وغرق اهدابها بالدمع الذي تلاه الهرب..، تفاصيل فاتنه..
خرج من حمامه ليجفف شعره و يرتدي ملابسه بسرعه..اخذ عطره رش منه على عجاله وخرج وعينيه تبحث عنها..لم يجدها ولاحظ باب غرفتها مغلقاً..
اتجه إليه ، حاول فتحه ولكنها تُغلقه..!
قرر تركها والذهاب..لعلها تُريحه من اللعب بقلبه وهي تقفز امامه كلما عاد و كلما جلس يشاهد التلفزيون..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والعشرون
انتهى من لباسه و اخذ يلبس ساعته وهو شارد الذهن.. تشغله الكثير من الامور التي تجعله مشوشاًً..من المفترض ان يكون مرتاحاً فالعمل يسير على ما يرام..وصالح بجانبه وكذلك الشموس التي عادت لتعمل بإصرار منها..كل شيء في حياته مرتب بشكل لم يتوقعه يوماً ما..
ظهور الشموس في حياته بعث الاستقرار والسكينه والامان وكل ما افتقده من دفء وحنان أمه، مازال يتذكر كلماتها له والتي تذكره بأمه "ابيك تكون الاول" ...
ولكن من جهةٍ اخرى تلك المها تجعل عقله في كفه هو مقيّد عن فعل أي شيء تكون الشموس طرفاٌ فيه، هي نقطة ضعفه التي استغلتها مها أبشع استغلال.. و هو محتار مما يخطط له قاسي..!
كيف فكر؟..ولكن لا ضير لطالما احب قاسي وظيفة المحقق..
مذهل في تصرفه..حتى انه منحه أملاً في ان مها مجرد مشكله مؤقته وستزول نهائياً...!
وقفت بالباب وهي تراه يقف مكانه امام المرآه وعينه على ساعته يلبسها..لطالما عرفت توتره من خلال طريقة لبسه لساعته..ابتسمت وهي تقترب منه و تنهي كالعادة ازمة لبسه لساعة معصمه، لتسأله بلطف/ماراح تفطر قبل ما تطلع؟!
نسي توتره وهو يراها كالعاده تنقذه في لبس ساعته ليبتسم بعد رؤية ابتسامتها/اكيد بفطر
سحبت يدها بنعومه و انسحبت من امامه و خرجت للمكتب ليلحق بها بانقياد...و يجلسان على الاريكه المطله على الشرفه المفتوحه على الحديقه..
يراقب حركاتها وسكناتها،اهتمامها و بشاشتها التي يراها تزداد اليوم عن غيره..!
سكبت له فنجان قهوه وهي تقدمه، مازال غامضاً بالنسبة لها رغم كل شيء/رجعت متأخر البارح!!
اخذ فنجانه بعدما اخذ قطعة من البان كيك التي امامه/اي والله.. ماحبيت ازعجك وانا راجع.
سكبت لنفسها فنجاناً و ردت بهدوءها/بس ازعجني تأخرك!
إلتفت إليها بعد هذه الكلمه، تتحدث وهي لا تنظر إليه، معها حق،حتى هو يشعر انه ينشغل عنها في الفتره الاخيره/عمتي هند راحت والا للحين هنا؟!
تسائلت بفضول/للحين....إلا تعال،ماتقولي انت وين تروح هالفتره ؟ صايرين مانشوفك الا توالي الليل، حتى البارح انتظرتك لين نمت عالاريكه لحالي!!
رفع حاجبه الأيسر بإبتسامه/هذا تحقيق والا وشو؟!
هدأت نبرتها وهي تنظر لعينيه الناعستين/زوجتك، يعني طبيعي افقدك، وانت صاير تغيب كثير يا أدهم و أنـ...، اقصد هالبيت ماله غيرك.
كادت تقول شيئاً ينتظره بلهفه،/بغيتي تقولين شيء ، و قلتي غيره
ابتسمت وهي تستخدم كيدها لترد بشكل مبطن/ان بغيت اقول شيء بقوله في حينه ليه اتردد يا قلبي؟!... انا ما اخبي عنك و انت ادرى واحد بهالشيء.
اربكته بردها المبطن وكأنها تُلمّح لشيء ما ، يكاد يقسم انها تعرف كل شيء عنه ولكنها تتعمد اخافته او اختباره فقط!!
ولكن كيف تعرف بخيانته لها وتصمت؟!! مستحيل،
عاد لفنجانه وهو يغمرها بنظراته..تذكّر هند ،قد شك في قدومها تلك الليله، و قد قالت انها ستعود تسهر معه ولكنها لم تفعل/ماقلتي لي شلون عمتي هند؟!
تذكرت حديثها معها وحديث ليال عن موضوع تركي/ما عمري شفت عمتي مرتاحه و ضحكتها حقيقيه الا بعد زواجها من صالح يا أدهم.. تحس بالراحه حتى من نضارة وجهها، و ايجابية كلامها ...بس اخر مره كانت غريبه شوي وحسيتها متضايقه، بعدها عرفت من ليال انها شافت تركي و الظاهر تأزمت علاقتها شوي مع صالح
غضب وهو يقف/هالكلب شوداه لها؟!!
مدت يدها ليده لتعيده جالساً بجانبها/يابن الحلال اللي جايبه لها صالح..والقصه بينهم، نصيحه لا تدخل اذا ما تكلمت هي او صالح..
زم شفتيه بغضب/تبين انتظر لين يفقع مرارتها هالتبن؟! اكيد ما جت هنا الا متخاصمه مع صالح بسبته
قاطعته/صار عندها علم باللي سواه تركي، ماندري يمكن صار تتش بسيط بينها وبين زوجها، و محتاجه شوية وقت بعيده عنه..لا تنسى أدهم ترى صار بيني وبينك مضارب وصراخ مو بس تتش..وهذا حنا ما متنا و جالسين جنب بعض وجاينا ولد بالطريق..!
عاد ليبتسم مجدداً وهي تتحدث ببساطه عما حدث بينهما وتصفه بالبسيط!!..، ما هذا التغيير ؟ هل ذاب الجليد الذي امامه..ذاب وبان الجمال الذي كانت تخبئه خلف قسوتها وبرودها!!، مد يده ليبعد غرّتها عن عينها اليسرى ويغرق بصمت في ليل عينيها الحالك..!
كعادته عاد يتسربل صمته حينما يتعلق الأمر بالمشاعر والاعترافات، و كأنه اخرس!، شعرت بوخز غير معتاد اسفل بطنها كلسعة كهرباء بسيطه، لتضع يدها مكان اللسعه/بسم الله!!
بخوف/شفيك؟!
بابتسامه تخفي سعادتها بطفلها/لا ولا شيء
تسائل بلهفه وفضول/كيف وضع النونو؟من زمان ما سمعت اخباره!
نظرا إليه مستغربه سؤاله بابتسامه وهي تشير للظرف الابيض الذي امامه على الطاوله ولم ينتبه له/مشتاق لك ومرسل لك سلام بعد..
إلتفت الى ما تشير إليه عينيها ليلتقط الظرف ويفتحه بحماس..ليتفاجىء بصورة من تصوير السونار، ظل يتأملها بسعاده لم يشعر بها من قبل، هذا المخلوق الصغير طفله هو، كيف ستكون ملامحه كيف سيكون لون عينيه ،ليلتفت لها وهو يسأل بلهفه/عرفتي ولد والا بنت؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تبتسم/تو كملت ثلاث شهور، مايمدي يوضح؟!
عاد ليتأمل الصوره وكأنها واضحه، ليقترب منها اكثر وهو يريها الصوره/هذي يدينه صح؟!.واضحه!
سحرتها ردة فعله و نبرة صوته/اجل شلون لو شايفه يتحرك اوضح من كذا
اتسعت ابتسامته/يتحرك؟ خليني اشوف!!!
ضحكت/لا ماتبين حركته على بطني لان توه نتفه مرره..بعد الرابع راح توضح الحركه
عاد ليقترب منها و يضع يده على بطنها/اخاف سفرنا يأثر عليه يالشموس،
وضعت يدها على يده لتطمأنته/رحت امس العياده مخصوص علشان هالسؤال والحمدلله اموره تمام و عادي اسافر
رفع يدها مبتسماً ليقبل ظهر كفها ضل ممسكاً بيدها و ليرتشف قهوته وهو ينظر لعينيها بصمت ...ليتذكر بعدها ما يريد اخبارها به/ايه تذكرت ..ترى الليله انا وياك معزومين عند سعد الراشد..من اصحاب ابوك اذا تعرفينه
ابتسمت وهي تتذكر ابنته التي قابلتها في العياده/ادري
استغرب/وش دراك وتوني اقولك؟!!
سحبت يدها من اناملها و سكبت لها فنجاناً اخر وهي تكمل حديثها/امس واجهت بنته في العياده..واتصلت فيني تعزم بعدها
بفضول/تعرفونهم من زمان هاه؟!!
حركت رأسها بالإيجاب/وسبق وخطبني ولده ماجد بس رفضت وقت الملكه وما كملت..
شعر بحرقه داخليه وهو يعبس/نعممم؟!!! شافك؟!
اجابته ببرود/ما حبيته، ولا هو كفو يشوفني
ازداد غضبه ولكنه يكبته/وش دراك انه ماهو كفو
ارتشفت قهوتها واعادت الكوب على الطاوله وهي تجيبه ببرود/سبق وشفته مع وحده بباريس بنفس الفندق اللي نزلته مع خواتي، وغير كذا واحد ما يعتمد عليه ابوه رغم كبر سنه ومعتمد على فيصل الاصغر منه و الكفو ، تعتقد انه يصلح زوج لي وانا شارهه عليه؟!!
عاد ليمسك بيدها و ضغط على اناملها التي بيده بغيره شديده لم يعهدها/فيصل كفو!! يعني لو هو تقدم لك وقتها بتوافقين؟!
وضعت فنجانها من يدها اليمين و حركت رأسها بالإيجاب بدون تردد/ليه لا؟!..فيصل من اندر الناس اللي عرفتهم..رجل عملي وناجح و يُعتمد عليه...حتى ابوي الله يرحمه كان يشكر فيه ويحبه حيل، و انا اثق بحكم ابوي عالرجال.
تجهم غاضباً وما زال يغلي، لم ينتبه ليده التي تضغط على اناملها ، فهي تتحدث عن رغبتها السابقه برجل غيره وتمتدحه امامه ببرود لم يحتمله/لعلمك محد كامل.. وانا ابخص منك بالرجال.
بابتسامتها الخفيفه وهي ترى لون وجهه يتغير و توتره يزداد، وضغط يده على اناملها يزيد ،هل يغار؟ ارادت ان تختبره..أليست الغيره من شرارات الحب؟!/بس فيصل غير صدقني"..رجل نظيف بمعنى الكلمه، اجزم انه حلم كل بنت، وهذا هو للحين شايل المسؤليه و ماتزوج!
صد وهو يزم شفتيه بغضب بعد حديثها المسهب عن فيصل، وانه لم يتزوج وكأنها تخبره مازال الحلم، لم يعرف لماذا شك انه هو حلمها حينما اخبر انه ته ذات خصام انه هو ايضا. ليس حلمها..!!
يريد الخروج ولكنه كالعالق بجانبها..و صدى صوتها بجملة "فيصل غير"...يكاد يصيبه بالصمم و يدفعه للجنون..!!!
يريد الذهاب لعمله ولكنها اصابته بهوس الغيره "كان متوتراً ومشوشاً/اجل تقولين لي فيصل غير ، وللحين ماتزوج هاه؟!
خافت من نظرته الناريه..ولكنها لم توضح خوفها، حاولت ان تقف و لكنه ثبتها جالسه بإمساكه ليديها وزيادة الضغط على اناملها..
حاول ان يكون عادياً معها ولكنه بلا شعور ضغط على يديها وسحبها بكل قوته المفرطه ليلف احدى يديه حول خصرها وهو يضمها اليه بقوه ، حتى صاحت تريد منعه ولكنه ازداد عنفاً و دفعها خلفها وهو يقتحمها كالسابق..بشكلٍ ارعن..!!
استغربت تصرفه المباغت ولم تستطيع ان تستفسر وهو يدفعها للخلف لتستلقي بقوه و يهاجمها بقبلاته ويستبد بها في لحظة تملّك وغيرة وهو يتمتم بهمس مرتجف متوتر صااخب/يعجبك فيصل هااه؟!! وتقولين كنتي تبينه؟!ا
حاولت إبعاده لا يبدو طبيعياً/وش هالكلام؟! أدهم ابعد..قسم بالله اوجعتني
تحدث وهو بقمة ثورته ويشد على تثبيت يدها بقوه/الموجوع أنا يالشموس، انا
تعرف أنه نسي حاولت التحدث ولكنه إلتقط شفتيها بنهم!!
لم يجدر بها ان تأتي بسيرة اي رجل امامه لأنه سيضطر ان يحتك و ان يكون شخصاً آخر ،..
كانت تختبره،
لم تكن تعرف ان غيرة الرجال مؤذيه جداً ولا تُحتمل..
فاجأها بقوته القاسيه التي تركها منذ شهور.. فلم تتوقع ان تكون ردة فعله هكذا..!
تشبثت به وهي تحاول تهدئته لتُذكّره، تعرف انه نسي نفسه/بطني يا أدهم!! ابعد يدك عنه ،لله يخليك هذا ولدك
هدأ اخيراً و جلس بجانبها بعدما اعادها جالسه، فتح زراً آخر من ثوبه وهو يلتقط انفاسه بصعوبه..
كاد ان يدمر كل شيء في لحظة واحده..اي نار لسعته ودفعته لهكذا فعل متهور..؟!
ان يؤذي زوجته بهذه الطريقه الهمجيه؟ماعذره؟! الغيره!!
وقف وهو يريد الذهاب والهروب منها بعدما فعله، اتجه للباب حاول ان يفتحه .. كاد ان لا يفتحه من توتره، لينطق بحرج شديد وبدون ان يلتفت إليها/انا اسف ..
ترك المكان و خرج مسرعاً، ..بدون ان يلتفت إليها او يسمع ردها...كان محرجاً ومشوشاً مما يحمله داخله،،إلتقط شماغه في طريقه ..
كان يحاول التحرش بها في بداية زواجهما ولم يكن يندم ولا يعتذر...لماذا اليوم؟!!
،
.
ابتسمت وهي تراه بهذه الحاله لا تخفي رعبها على جنينها ولكن تصرفه الأحمق بداعي الغيره فتنها..!
بل الأحمق هو الحب..حين يجمّل قبائح الحبيب!! و يهوّن من عثراته!!!
استرخت مكانها، تريح نفسها بعده وما زالت محتفظه بإبتسامتها المشّعه وهي تتذكر اعتذاره السريع كطفل هارب..كيف يعتذر ويخرج مسرعاً؟!!
نزلت من اعلى وهي هادئه تبحث عن بهجه في هذا المنزل الجديد عليها..اشتاقت لاخواتها ولمنزلها. بدأت بالتملل من هذا الزواج الغريب..ومن رسميتها، ماحدث اليوم صباحاً كان جارحاً لأبعد حدود الجرح..
سمعت صوتاً من المطبخ لتتجه إليه لتراها تُعد الغداء كعادتها...ترددت في إلقاء التحيه بعد رؤيتها بريق عينيها وهي تنظرك لهاتفها ..لماذا تبكي؟ وبصمت!
لماذا هي دائماً ذابله واهدابها مبلله..؟!!
اقتربت لتلقي تحيتها/السلام عليكم
مسحت دمعاتها بسرعه وهي ترفع رأسها وتحاول ان تبتسم/وعليكم السلام..هلا نيفادا!!
يالتلك النبره الحزينه والمشبعه بالألم/ليه تبكين وتناظرين جوالك؟! خفت! صاير شيء لعيالك؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تريها صوره تجمع اطفالها في هاتفها/لا الحمدلله ما صاير شيء..بس مشتاقه لهم.
جلست في كرسيها وهي تأخذ الهاتف و ترى صورهم بحزن/يهبلون ما شاء الله..الله يردهم لك
تنهدت/امين يا رب.. نازله بدري غريبه
حاولت ان تعتاد وتقترب منهم/ابي اساعدك.. ترى ماعرف اطبخ بس عادي علميني وان شاء الله ما اخذلك
ابتسمت على لطافتها/دامك تبين تتعلمين اكيد بيسهل لك هالشيء اهم شيء الرغبه
لاحظت ابتسامتها تبرز جمالها وتبدو احلى بكثير/تصدقين انك احلى وانتي مبتسمه..
اتسعت ابتسامتها وهي تقف/خلينا نقوم نخلص شغلنا ونترك هالمجاملات،
ذهبت معها بحماس/وش بنسوي هاللحين
اخرجت القدر ووضعته في حوض الغسيل/اول شيء راح اعلمك كيف الكبسه بأسهل الطرق.. وبعدها السلطات و راح اسوي معه ايدام باميه .. بس هاه ترى اذا علمتك بتصيرين تاخذين معي وجبه يوم انتي ويوم انا هذا شرطي <<<قالتها مازحه
ردت بحماس/موافقه..حابه اجرب اطبخ بمطبخي بس ماعرف
كتمت ضحكتها على صفاء نية هذه البنت، مهما بدت ماكره ، يتضح صغرها و تتكشف طفولتها بتصرفاتها العفويه، لربما كان ذلك السحر الحلال الذي غشى أخيها منها.."انثى بروح طفله"..!!
.
،
.
أنهى لبس حذاءه الرياضي و اخذ شاله البني وهو يبتسم..هي من اهدته في ذلك الصندوق الازرق، ، لفه حول رقبته ليتجه لذلك العطر الذي بات مغرماً به فهو من عطور تلك السمراء الساحره، ابتسم بسخريه على نفسه وعلى فشله، كانت بين يديه و لم يكن يستطيع ان يقترب منها..كل ما حدث بينهما هو عناق عينين صامت و لذة نظر لم تُخلّف داخله الا حسره احرقت كل ابواب قلبه حينما احتلّته و استقرت على عروشه!!.. مسح على وجهه و هو بحركه بات يفعلها لا إرادياً حينما تغشاه طيوفها وتلقي به ...
خرج من الغرفه سيذهب لناديه الرياضي هذا آخر اسبوع له هنا ..سيدفع الرسوم و يخوض اخر تمرين له فيه..
سمع صوت جرس الباب..توقع انه زوج اخته عزّه سيذهب معه للنادي..و من ثم سيعود لأخذ والديه وعزه لعشاء في احد المطاعم..
نزل تحت ليتفاجىء بأبنة عمه الصغيره ذات الإثنى عشر عام ليبتسم/اهلييين لينا
ابتسمت تلك وهي تبتسم/اهلين وليد
تلفت وهو يبحث عن الباقين/وين اهلك؟!
اشارت للمجلس/هناك..و ارسلوني اناديك ابوي و اختي و امي
الآن فهم عدم اقتحام رشا،لكن لم يفهم بعد ابتعادها عنه، كانت قريبه جداً منه..مالذي فعلته واشغلها عن ملاحقتها له، اتجه للمجلس وهو يحدث صوتاً من حنجرته/يا ساتر... السلام عليكم
إلتفت الجميع له ليلمح تلك بحجابها و هي تبتسم له بشكل جانبي/وعليكم السلام
وقف له عمه واتجه اليه يسلم لتدخل بعده عزه بيدها القهوه والضيافه، لتقف معها عزه وهي تساعدها في التقديم..
.
،
،
.
اخذت الشمس في لملمة خيوطها المنتناثره على اركان المدينه لحظة أفولها ليُسدل الليل بغطاءه عليها...
ولكن كل شيء حولها يبدو مضيئاً و يشرق من جديد!!
هي ترتب منذ سنوات لحفلة انتقام كُبرى لمن جَرّدها من انوثتها و احترامها لذاتها يوماً وانساق خلف أوامر والده..
حفلة ستجمع المشانق التي تبادلت الادوار في خنقها..!!
لم تفكر بأي شيء في هذا الانتقام سوى الجحيم الذي سيجمع ابغض رجلين قد عرفتهما..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والعشرون
اخرجت سيجارتها من بين شفتيها وهي تنفث دخانها بملل..لم تكن تدخن قبل معرفة سعد..ولكنه جعلها تدمن النيكوتين بسبب تدخينه الشره أمامها،
.....وضعتها في طرف الوعاء المخصص لرماد سجائرها وذهبت لتقفت امام خزانة ملابسها تبحث عما هو انيق للقاءه القادم ..تريد ان تكون اجمل وبشكل غير مشابه للمرات السابقه...ولكنها عجزت في ان تركّز فيما تقوم به..
منذ اخبرها بمعرفته بهم وهي تفكر بكيفية اشغاله عن عائلة سعد الراشد وإبعاده عنهم ...فكرت بالاتصال به و إلزامه بالحضور ولكن كيف؟! قد اتفقت معه على الخروج معاً مرةٍ في الاسبوع،و هو لم يُخل بالاتفاق..!
سمعت صوت خادمتها التي تطرق الباب/نعم وش عندك؟!الباب مفتوح
فتحت الباب وهي تتحدث بخوف/عبودي تعبان مرره حراره مرتفعه!!
تركت ما بيدها و ماتفكر به لتتجه لغرفته وهي بقمة قلقها لتقيس حرارته بمقياس الحراره الموضوع بالدرج الموجود بجانبه..خافت وهي ترى حرارته تلامس الـظ£ظ©
حملته بخفه وهي تنزع ملابسه الثقيله وتبقي على ملابسه الداخليه.. لتحممه بماء شبه بارد..
وهي تطلب من خادمتها ان تتصل بالسائق/كلمي راهول خليه يجيب السياره بسرعه عند باب العماره
بكت بصمت وهي تمسح بحنان على رأس طفلها الذي لا ذنب له سوى ان أمه لم تحترم ذاتها يوماً ولم تقيّم لقدسية العلاقه أية قيمه، فاستهان بها الرجال..!!
هي لا شيء يُذكر في تاريخ الأمهات هي عار عليه و تعرف انه متى ما كبر سيقتلها شر قتلة، حينما يعرف ما فعلته به وبوالده وبعائلته!!
لبست عبائتها بسرعه ثم حملت طفلها الى اقرب مستشفى..،
يجب ان تنقذه فهو الوحيد المتبقي لها، هو العلاقه الجديّه التي تعيش لأجلها.."عبدالله" الأسم الذي يُكنّى به حبيبها، آه لطالما احبت ان تحمل له عبدالله"
"عبدالله" كان الحدث الاستثنائي لها ككل أم مع طفلها الأول.. ولكن كان فرحتها وحدها ولم يفرح به احد سواها،، هو النقطه البيضاء المنفرجه بين كل غيوم حياتها السوداء و التي تحاول ان تحافظ عليه بعيداً عن سوادها وكل ألوانها القاتمه..!
.
،
.
عاد الى المنزل وهو يشعر بإرهاق شديد..سيرتاح قليلاً ثم سيعود، ماعرفه اليوم ليس هيناً ابداً...بل صدمه و جعله يستعيذ من انسان لأول مرةٍ بدلاً من الشيطان..!!
تعجّب ،كيف للنساء ان ينتقمن ببشاعه هكذا؟!
كيف فكرت و كيف دبرت و كيف عاشت تلك السنوات بدون ان يشعر احد بعظم جرمها؟! لم يسمع يوماً بقصة انتقام خرافيه كتلك الحقيقه التي عرفها اليوم؟!!!!
تنهد وهو يستغفر الله و يجلس في الصاله التي يجتمعون فيها دائماً وجد القهوه جاهزه وبجانبها فناجين مصطفه بشكل انيق وصحن زجاجي لامع مغطى بنفس القطعه الزجاجيه ويحوي تمر خلاص الخرج الفاخر، وصحن أخر مغطى بغطاء شفاف يحوي معمول تمر وتوفي ....كعادة مدى لا تحب ان تخلو صالة الاستقبال من القهوه التي تجددها باستمرار..
كم هي مرتبه وسيدة منزل انيقه ولكن لعل الحظ يعاندها هذه الفتره من حياتها ولعله الحظ الردىء الذي منعها من الاقتران بأدهم منذ البدايه..!
مادفعه للقرار الذي فكر به كثيراً..سيرفع دعوى حضانه ضد منيف وسيقف بجانبها حتى تتحصل على حق حضانة اطفالها..!!
سكب له فنجان قهوه واخذ في ارتشافه بهدوء..
سمع صوت ضحكات اطفال يخالطه صوتها المميز بضحكتها الرنانه التي تزداد وهي تصرخ بأسم هاجس و اسيل!!
...ترك فنجانه واتجه للصوت الذي كان يأتي من غرفة ابناء ساره المشغوله مع زوجها ووالدته المريضه،
ليجدها تلعب بلايستيشن مع هاجس ذو الحادي عشرا و مندمجه مع اعتراضات واتهامات هاجس بأنها تغش ولا تدع له فرصه!!
ابتسم وهو يرى ضحكة مدى خلفهما وهي تشجع هاجس/لا تفوز عليك البنت يا هااجس تكفى وانا خالتك ترى بنطقطق عليك كلنا..
الجميع يديرون ظهورهم للباب ومندمجين ...
حتى سجلت هدفاً اخر و قفزت عانقت اسيل التي تقف في صفها وتلتفت بطفوله على هاجس و تعايره لم تنتبه لوقوفه هناك.. حتى لحق بها هاجس الى الباب لتراه واقفاً و يرفع حاجبه الأيسر وبنظرات استفسار/وش هالصيحه؟! هااه!!
اختفت ابتسامتها وهي تراه، لتتجاهله وهي تحاول الخروج.. ولكنه اعترض طريقها ليجعلها تقف امامه ليأتي هاجس هو الآخر و خلفهما اسيل/وين رايحين كلكم؟! علموني ماتعرفون تلعبون بدون صوت؟!
اسيل ببراءه/خالي حنا نلعب بتحدي بيننا واللي يخسر نحكم عليه باللي نبي ..علشان كذا تحمسنا و ارتفعت اصواتنا بدون نحس!!
مدى بضحكه/ياخي استرجعت ايام زمان والله، تحديات مو طبيعيه تصير هنا تعال
ابتسم لنبرة مدى يتذكر كم كانت شقيه وتعشق اللعب وتقدسه/وش تحديكم هالمره؟! ابي ألعب معكم أنا
اجاب هاجس بحماس بريء/التحدي هو انه اللي يفوز يسوي اي شيء يبيه فالخسران..يعني يأمره يسجنه يخليه يخدمه يطلبه المستحيل.. يخليه يسوي اللي يبي.
تحدثت وهي تحاول ان تخرج فهو يسد الباب و وجوده يسحب ذرات الهواء من حولها فيجعلها تختنق من ضيقها به/لو سمحت اوفيسيال حابه اطلع بطلت لعب
ردها وهو يرفع حاجبه بابتسامة تحدي/اكيد خايفه تخسرين!!
ابتسمت بتحدي هي الأخرى/هه انا اخسر في البلايستيشن؟!! هزلت!
تحداها يعرف انها بروح طفله وتستفزها هذه الطريقه/خوافه ونص،
اقتربت منه اكثر ونزعت عقاله وشماغه/بيين اوفيسيال،
لم يفهم ماتعنيه ليرفع حاجبه،يغيظه انها تتحدث بلغه لا يفهمها/تكلمي عربي
هاجس باستغراب/وش قالت؟!
ابتسمت تخفي غضبها من اسلوبه وكأنه لم يجرحها ، ولكن يروقها التحدي وتعشق المغامره، بنظرها هكذا تبدو الحياه ذات معنى/قلت موافقه نلعب و اول طلب لي بعد خسارتك دي اوفيسيال تنام الليله بالحوش بلا لحاف ولا فراش.. وكل اللي عليك ملابسك الداخليه فقط..و اسبوع كامل يحرم عليك تقول لي كلمة لا او ترفض لي طلب.
الكل ذُهل من تحديها وثقتها، اتسعت ابتسامة مدى/الله يعينك يا أدهم هذا انتقام ماهو تحدي!!!
ردت عليها بابتسامة سخريه/عادي، يقدر يريح نفسه وينسحب هاللحين ، اللي ماهو قد تحدي بنت راكان لا يتحداها
مازال مبتسماً تبدو فاتنه وهي غاضبه بهذا الشكل الطفولي، استشف الغضب من نبرتها و شرط تحديها/وبالمقابل اذا فزت انا تقعدين ربع ساعه في بركة الماء البارده برا بدال حكمك لهاجس و زود عليها بحط فيها ثلج..
قاطعته بثقه/ماشي، موافقه..و الحكم بيننا مدى
تحمست مدى وهي تقف، تلك الطفله تعيدها لزمنها ولصباها الصاخب المملوء تحدي ولعب مع أدهم وقاسي/اجل دام الدعوه فيها صمله وتحدي قوي..يلا يا شباب التحدي مباراه وحده و اللي يسجل اول هدفين هو الفايز..هدفين فقط
لبست شماغه ولفتها على رأسها بطريقة اخيها نايف وبشكل محترف و اعطت اسيل العقال..لتجلس على كرسيها أمام الشاشه وتلتقط جهاز التحكم باللعبه
ويجلس هو الاخر بالكرسي الذي بجانبها وهو يرفع اكمامه عن ساعديّه ويلتقط جهاز التحكم الآخر..
ليبدأ التحدي باختيار كل منهما لفريقه وعناصره التي سيلعب بها..،
هاجس بابتسامه وقف بجانب خاله/تكفى يا خال فوز عليها، ترى فازت علي
ردت بتهكم يشابه تهكم الشباب وعينيها تركّز في الشاشه امامها/والله لاكسر روسكم انت وخالك هاللحين بس ناظر يالبزر..اللي بيلعب ريال مدريد يبووي ماهو البلووز حق خالك ،هاللحين هدفين من الدون تخليك تبلع العافيه.
لاحظ احترافها للعب ومعرفتها اسماء اللاعبين و نطقها مصطلحات شبابيه بحته بصوتها الناعم، كتم ضحكته بابتسامه"لن تنجو مني يا نايف حين تصحو من غيبوبتك"
لاحظت ابتسامات اخيها ونظراته الخاطفه لزوجته و سعادته المفضوحه بها، ابتسمت سعيده له هو يستحق ان يكون رجلاً مبتسماً، مهتم بالجميع و اب مثالي..!!
بدأت اللعبه بحماس وهو يحاول استفزازها/ريحي نفسك معاد الا هي تفوز علي بنت
رفعت حاجبها الأيسر وهي تركز في الشاشه بابتسامة ثقه/ان ما طقطقت عليك هالبنت يا قاسي والا ترى ماني بنت ابوي
اتت هجمه من طرف قاسي و احرز هدفاً ليقفز ويحتفل مع هاجس وهو يضحك يستفزها/قااايلك منتي كفو تفوزين علي
مازالت واثقه/تحتفل ومابعد خلص التحدي؟!! كمل كمل بس
مدى بضحك/قاسي ركززز لا تتهوور
اسيل برجاء/تكفيين نيفا لا تخسرين شبيفكنا من هاجس
احرزت هي هدف و صرخت اسيل بدلاً عنها/قووووووول
مدى بحماس/احللى يالتعااادل..ولعت المنافسه، هاللحين الهدف الجاي بيكون ذهبي، واللي بيجيبه بيكون الفايز انتبهوا!!
هاجس بخوف/خاااالي تكفى
ابتسمت بخبث وهي تفكر كيف تشتت انتباهه عن التركيز، لتتحدث وهي تمد ساقها قليلاً/مادري شفيها اقدامي منمله
اسيل/يمكن من الخلخال ضايقك!
حركت قدمها وكأنها تمرنها و جهاز التحكم بيدها و تلعب..ليلفت نظره البريق الذي بجانبه دقة الساق الناعمه الذي يعانقه لمعة سلسلة خلخالها الرقيق..
حاول تجاهلها واللعب ولكن ما يمر به لا يحتمل..ليستيقظ على صراخها مع اسيل وهي تقفز/فززززت!!
انتبهت لما حدث امام ناظريها، و صفقت لذلك الكيد اللطيف المتوارث بين بنات جنسها/بصراااحه تستااهلين يا نيفادا، هاردلك قاسي
وقف متكتفاً و بجانبه هاجس يراقبان احتفالاتهما بحاجب مرفوع!!!
وقفت أمامه بثقه وهي تقترب/قول مبرووك..ولا تنسى ممنووع تقول "لا" اسبووع كااامل
لمح ضحكات مدى ليعود وينظر اليها/مبروووك ..اي خدمه طال عمرك؟!
التفتت إليهم قليلاً لتقترب منه اكثر وتهمس/عادي اقولها واطلبك هنا؟!!
خاف من طلبها ليرد بصوت مسموع/لااا
ابتسمت بكيد وهي تكمل ماتريده/شاايفيين يا جماعه يقول لا!! يلا اعتذرر مني وقدامهم
عقد حاجبيه بغضب فهي تشتته/اعتذر من ايش؟!!
التفتت الى مدى/شاايفه اخوك ؟ شايفين يا عيال كيف خالكم ما يلتزم بوعوده!!!
اقتربت منهم وهي تلتفت اليه/شووري عليك يا خوي تعتذر، مافيها شيء تراها زوجتك بالاخير
اراد إحراجها امامهم كما تستغل موقفها الآن ليبتسم بخبث/ مثلما قلتي..هي زوجتي اكيد بعتذر
مازالت مبتسمه و واقفه متخصره وتنتظر اعتذاره، عما فعله اليوم صباحاً ..لتتفاجئ انه يقترب منها و يمسكها من عضديها بيدين اشبه بكماشه ليقربها له و ينحني لتقبيل جبينها بعمق، لم تتوقع ان يفعلها امامهم وهو الذي نهرها من مجرد لمسه اليوم..!!
لاحظ انكماشها من اقترابه، لينطق بابتسامه/اسف
دخلت في هذه اللحظه ام قاسي وهي ترى الجميع هنا بعدما بحثت عنهم، ليصدمها منظر ابنها وهو يقبل زوجته معتذراً امام الجميع/ايووه وبعدين؟!!
ضحكت مدى وهي ترى تجهم وجه والدتها التقليديه/عندنا لعبه يا يمه تجين تشاركينا؟!!
ردت وهي تلوي فمها/اتركي عني اللعب و اخذي الشغاله و روحي شيكي عالمجلس بعد الغبار اللي امس ..وانت يا حظي تعاال ابيك بسالفه.
خرجت ولم تعقّب...
ليلتفت الى تلك المتجمده امامه/هااه ما قلتي سامحتيني والا باقي
ابتعدت عنه لتقف بجانب اسيل و هي تتناسى ذلك الشعور الغريب الذي جمّدها لثواني/سامحتك لكن هذا ما يعني اني راح اسحب التحدي،، استعد للنوم برا بهالبرد بس فصخ ثوبك الشتوي هذا قبل تطلع هااا
ضحكت مدى وهي ترى تغير وجه اخيها بعد ذهاب زوجته برفقة اسيل/ليلك لييييل ياخوي
هاجس باحباط/وانا بتكرفس بالمسبح بعد! تحدياتها مجرمه!
قرر اللحاق بها للاعلى بدون ان يرد عليهم...عليها ان تفهم حدودها.. فهي الان متزوجه في منزل مشترك..لبسها يجب ان يتغير...اسلوبها يجب ان يتغير..
دخل الشقه وهو يبحث عنها بناظريه..لم يجدها بالمطبخ او الصاله او بالمكتب ليتجه لغرفتها ..وجد الباب مفتوح كاد يدخل لكنه توقف ليراها وهي تدير ظهرها عارية ماعدا حمالة صدرها البيضاء، وكأنها تريد فقط تغيير قميصها لاحظ تلك الفراشه المرسومه على كتفها من الخلف...تبدو واضحه من هنا..ارتدت قميصها الابيض الشفاف، لتتجه لتسريحتها ..لمحته واقفاً عند الباب من الخارج، ارتبكت و ابتلعت الخجل، هي غاضبه منه، لن تريه اي مشاعر ضعف وان كانت ستموت خجلاً في هذه اللحظه، تحدثت بهدوء وهي تأخذ عطراً وترش منه قليلاً و تضع احمر شفاه/على اساس اليوم طاردني مثل المجرمه من غرفتك! وش تبي بغرفتي؟!
تنهد وهو يدخل بخطوات غير مدروسه/ما دريت اني جرحتك لهالدرجه..
إلتفتت إليه مستنكره/لا والله!!!تسفل بي وتبيني ابلعها زي البهيمه واعديها!
اقترب منها اكثر وهو يقف امامها ويتأمل بريق عينيها بحب تجاوز حدود الزمن الذي يمد السنوات بينهما..يعترف انه يتحول لمراهق حينما يتعلق الامر بها..
حاولت الصدود عن عينيه ولكنها لم تستطيع ازاحة نظرها، ذلك الصدر الواسع و الكتفين العريضين،يغريانها للحظة عناق سبق وان عاشتها في الفندق، هنا ادفى و اكثر أمناً.. نطقت وهي تدوس على جرحها/لعاد ترفع صوتك علي..ماحبك وانت معصب، تقهرني.
ابتسم وهو يسحبها لصدره و يعانقها بقوه ../معادني معصب عليك بس شرط ما تسوين شيء يعصب..مثلما رحتي مع سايق اهلك وانا موجود..فاهمه؟
شدت على عناقه...للحظات..ولكنه تركها فجأه وينوي للخروج، لتناديه/ووقف قاسي.
وقف بدون ان يلتفت….خاف كثيرا من نفسه/
تحدثت وهي تبتسم برضا/التحدي لازال قائم حبيبي..لا تنسى الليله...اوكي؟
التفت اليها مبتسماً قبل ان يكمل طريقه ..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والعشرون
خرجت وهي تتحسس الهواء البارد، الرياض شتاء خلاف لما عليه دبي ليست بارده..لاحظته يتحدث في هاتفه هنالك باللغه الانجليزيه، فهمت ما يدور في تلك المكالمه ابتسمت بعدما تأكدت من انشغال والدها ..هي في ورطه ووليد الأقرب لفهمها، لطالما كان يعجبها وليد و تفكيره، رغم كرهها لفوضويته، الا انها تتفق معها بامور عديده من اهمها الزواج، هما يحتاجان بعضهما اكثر من اي شخص آخر..ماعرفته من عزه كفيل بأن تجعله يتفق معها مجدداً..
ابتسم وهو يلتفت إليها بعدما اغلق هاتفه/ماعرفتك و انتي ثقيله !!
ضحكت اخيراً/ااه يا وليد عجزت ألقى غيرك يفهمني
لمح بريق عينيها، رشا هذه المره ليست كالمرات السابقه، عمق عينيها يحكي له الكثير/وش وجعك يا رشا؟!
حاولت ان تكون عاديه ولكن لن تستطيع ان تمثل أمام من يحفظها جيداً، إلتفتت للداخل وارتاحت لعدم وجود متطفلين، لتعود تنظر إليه بحب/اعزمني برا الليله محتاجه افضفض..
استغرب/بس عمي و ..
قاطعته/بابا بينام اصلاً لسى عطيته دواه ومعه منوم
اتسعت ابتسامته بدهشه ليضحك /رشا مستحيل تكبرين انتي، كيف تفكرين؟!
عضت طرف شفتها تمثل البراءه/الحاجه ام الأفكار ..هاه بتطلعني والا اسوي لك مشكله.
رفع حاجبه وهو يفكر بما بريده/دام الحاجه ام الافكار..تاخذيني معك لألمانيا؟!
لم تصدق انه يطلبها هذا الطلب/تمزح؟!
مسح ذقنه وهو يتحدث بجديه/شوفي اذا تبين عزيمه و دلع وافقي والا خليك هنا ومسويه الثقيله على وليد.
كادت تقفز من شدة سعادتها/وليد هذي امنيه وتحققت..،اكيد موافقه بس
اشار بيده/كل الترتيبات وامور العايله خليها علي،
سمعت صوت نداء والدتها وهي تهم بالذهاب لتلتفت إليه من بعيد وهي تحرك شفتيها بهمس يسمعه/احبك
ضحك من تصرفاتها، ارتاح بعدما دار بينهما من حديث وان بدت له تخفي أمراً..!
.
،
.
،
عاد للمنزل بعدما اتصل بعمته التي خرجت لاستقباله في كراسي الحديقه المظلله بمظله خشبيه مزينه بمصابيح صغيره و جذابه مصممه بشكل عصري وبسيط بجانب بركة الماء المحفوفه باحجار تتخللها ورود بيضاء و ليلكيه بفروع طويله ..
كان مشغول البال بها وبما فعله اليوم..، هل تجاوزت ماحدث ام ما زالت عالقه فيه مثله؟!
لم يحتمل مجرد الخيال ان قد تكون لغيره، ذلك خرج عن سيطرته وكاد ان يؤذيها بحماقته..!
لاحظت صمته منذ قدومه عينيه على ميلان الورد مع النسيم البارد و لكن يبدو مشغول البال، لتناديه /أدهم!! القهوه بردت قدامك
انتبه لها وهو يلتقط الفنجان ثم يتركه بتوتر بدون ان يتذوقه/ما ودي بها.. اليوم كثرت فيها و وراي عزيمه واكيد بشرب قهوه بعد
ابتسمت لهدوءه المتوتر في الرد يبدو منشغلاً بشيء/واضح ان فيك شيء؟،او عندك علم ودك تقوله؟!
بادلها الابتسامه،كيف عرفت انه مزحوم بالكلمات المختنقه في صدره/نفس السؤال اللي ابي اطرحه عليك!،
رفعت فنجانها لتحتسيه وهي تجيبه براحه/انا ما بخاطري الا العافيه..
حرك رأسه يمثل الاقتناع بـ ردها ليردف ذلك بسؤال/شلون صالح.. هالسبوع ما شفته وكلما كلمته ارسل لي مهند ومهند يقول انه سافر للجنوب! عندك خبر عنه؟!
ابتلعت ريق اللهفه لذكراه، هي هنا وابنته هنا مالذي يريده من الجنوب/اكيد عنده شغله مهمه!!
حرك رأسه بالموافقه/خير ان شاء الله، انا بدخل ألبس و اشوف اذا خلصت الشموس بعد، عن اذنك يا عمه
رأته يذهب لتغرق في تساؤلها عن سبب سفر صالح بدون ان يخبرها!، وكيف يخبرها وقد تركته بدون ان تسأل عنه؟!
كم كانت غبيه وهي تتركه!!، حتى انها لم تشعر بدخول فصل الشتاء إلا بعد تركها له....
شعرت بلسعات البرد لتشد شالها الصوفي على كتفيها وهي تتسائل "يا ترى ماذا يفعل بدوني؟!!"
ترددت ولكنها اتصلت بهند التي لم تتصل بها على غير العاده..ولكنها لم تجيب كان هاتفها خارج نطاق الخدمه!!
.
،
.
،
دخل الغرفه وروائح عطورها وبخورها الفاخر تستقبله بترحاب تعانق انفه عند الباب ،
ليراها هنالك عند التسريحه امام المرآه كأميرة بكامل اناقتها باï»·سود القصير الذي يفصل تضاريس جسدها المناسق وان مال للنحافه كثيرا ،ليبادرها بالتحيه/السلام عليكم
ردت بنفس الابتسامه وكأن شيئاً لم يكن/وعليكم السلام..
جلس على طرف السرير صامتا وهو يخرج هاتفه و كأنه مشغول به و لكن عينيه تراقبها بنظرات خاطفه من بعيد..ترتدي خاتمها و من ثم ساعتها الانيقه،لا يعلم ماهي نواياها..تصرفاتها مسالمه رغم ملامحها المتسلطه..وحِدّة عينيها التي لا تعرف الرحمه حتى و إن تبسمت!!
اخذت قرطها تلبسه،و هي تقرر كسر صمته/كيف كان يومك؟!
ازاح شماغه ووضعه جانبا و يفتح زري ثوبه من اعلى وهو يجيبها بهدوءه/مثل غيره
ابتسمت وهي ترى الحيره تعتلي نظراته التائهه من خلال انعكاس صورته بالمرآه ، اليوم ليس كغيره هي متأكده من ذلك، لا تعرف ماذا يخفي،و لكن شروده بوجودها ليس محبب إليها، تصنعت عذرا ليقترب رحمةً به و بقلبها/أدهم بليز ممكن تجي تساعدني بلبس هالحلق؟ عقّدني!
وقف بخفه و كأنها أزاحت عنه حمل جبال بهذا الطلب..ابتسم براحه بعدما رأى ابتسامتها وهو يقترب من التسريحه حيث تقف..اخذ القرط من اناملها و ألبسها إياه بهدوء و ظل واقفاً مكانه بثماله ..
تحدثت بامتنان، وهي تعرف بخطوته القادمه مازالت تنظر لإنعكاسه بالمرآه/مشكور أدهم. يلا هاللحين دورك يا قلبي إلبس الثوب الأسود اوكي؟ حابه اشوفه عليك..و ألبس معه الشماغ الابيض الجديد تلقاه معلق جنبه ..
إلتصق بها من الخلف وهو يعانقها ويهزها بشكل خفيف..
تسحر لُبّه كل يوم، كيف تتحدث معه و تبتسم له الآن بعد تهوره اليوم، همس لها/اوجعتك اليوم يا قلبي..طلبتك تسامحيني.
نظرت لانعكاس عينيه من خلال المرآه التي امامهما/انت اعتذرت في حينها ... ليه تذكرها هاللحين؟!
أدارها نحوه وهو يحاول ان يتأكد/مارتحت طول يومي حاس اني ضايقتك..ان كنتي زعلانه يالشموس فلا هنت لي حياة يا قلبي
لمعت عينيها وهو يتحدث بهذه اللهفه و الجديّه ويشدها من عضديها ليؤكد جديته في الحديث، لطالما خاطبها بقلبي و عمري..كما تخاطبه ولكن ظنته اعتاد الكلمه فقط ولا يعنيها..حركت رأسها بالنفي/طمن احساسك وقله ماني زعلانه.!
ابتسم و وهو يغرس يده في شعرها الذي للتو انتهت من تصفيفه و تبخيره ببخورها الذي يضيف فتنةً اخرى تأسره.
حاولت ان تتجاوز جيش مشاعرها في هذه اللحظه وهو يكاد يلتصق مره اخرى، نطقت بعفويه/حبيبي ملابسك جاهزه يلا بدل و خلنا نروح ، تأخرنا ع الناس
أقالت حبيبي؟!..لا يصدق، أأعطته ذاك الدرع الفاخر ليعلقه على جدران قلبه..هي اصلاً تعامله كحبيب ولكنها الآن تنطقها و بحب ممزوج بابتسامه ونظرة تحمل معاني تعجز حروف اللغه عن ترجمتها، حرك يده من شعرها لخدها المترف ليداعبه بانامله/حبيبك! منهو حبيبك؟! دخيل ليل عيونك تقولين.
سألها بإلحاح وهي في اشد حالاتها اللعينه ضعفاً، بين يديه و عينيها تعانق نعس طرفيه، تنهدت وهي تجيبه/بالعاده ماللشموس احباب و ما يعسفها حتى معسفين ندّر المهار! و الا ليه سموها الشموس؟!!
اصابته بالذهول،والصدمه، كان قريباً منها كثيراً تمنى ان يلتهم لسانها فلا تتحدث بما يُقصيه عنها او يعزلها عنه.،..نظراتها لوحدها تعده بالويل و الجحيم،ابتسم بخبث وهو يعنيها بما سيقول/ولكني عساف خيل و سايس ماهر وماتقدرين تنكرين هالشيء والا شرايك؟!
لاحظت ردة فعله بعينيها، لا تحتاج اكثر من ذلك لتفهمه، لتردف وهي ترتب حاجبه المرسوم و تتأمل عينيه بابتسامه لا تكاد تُرى،مازال يماطل قلبه و يفسد كل لحظاتهما الخاصه بغروره..نطقت بابتسامة تخفي غضبها/الربط باللجام و الرسن في عرف اهل الخيل ما يسمى عسف..ان ما خضعت لك الفرس و طاعتك مخيّره بدون رسن والا تراك ما عسفتها، بتسايرك فتره لان بيدك رسنها و لكن صدقني متى ما افتكت رسنها منك بتطلق ساقها للريح..و ما راح ترجع.
شعر بالغضب وهو يبتعد ..ويتجه لدولابه و ينزع ثوبه ليبحث عن منشفته..تثير غضبه وغيرته و تشعل كل حواسه في ثواني..ضربت ساعة يده بشكل عفوي بحافة الخزانه، لم يوضح ألمه ..
راقبته بتهكم وهي تقف براحه بعدما اعتقها من نار اقترابه، لم تنتبه لألمه/المنشفه حطيتها لك فالحمام ..يا قلبي!
لاحظ كيفية نظراتها و نبرتها المتهكمه، اتجه لدورة المياه وهو يحاول ان يتجاهل ألم معصمه الذي ضرب بساعته من توتره في طرف الطاوله الزجاجيه..وقف متوتراً او كأنه يريد شيئاً، لكن شتته بما قالته، يعلم انها تقصد علاقتهما بحديثها المبطن،..
قرر دخول الحمام فجرح يده بدأ يؤلمه
تعرفه حينما يتوتر و ينزعج، تعرف ماذا يبحث عنه لاحظت رفعه ليده لتوقفه/أدهم وقف،
توقف وهو يلتفت إليه ليراها تتقدم اليه و تمسك بيده بخوف وتسأله/يدك فيها شيء؟!
حاول ان يسحب يده لكن جرحه يحرقه/جرح عادي اتركي يدي
لم ترد عليه، نزعت ساعته بهدوء، وهي ترى جرح معصمه وقطرات الدم، رفعت يده وهي تنفخها تريد تبريد حرقة الألم/يوجعك الجرح؟!
حرك رأسه بالنفي بصمت وهو يستغرب تصرفها العفوي/...
اكملت نفخ الجرح لتقبل مكان الجرح بحركه عفويه وتحدثت باهتمام/حيااتي والله شكله يحرق، تعال اجلس هنا..طلبتك ما تدخل الحمام لين اعقمه لك..بروح اجيب المعقم ..
رآها تخرج بعجله واللهفه تبدو على محياها..ليرتاح قلبه..مهما قال غرورها إلا ان فعلها يفضح طُهر مشاعرها...جلس براحه وهو يبتسم ،افعالها كلها تقول احبك واخشى عليك ..!
.
.
برفقة صديقة الغربه والذكريات اللطيفه التي جمعتها بها جلست في مطعم بعد جولة تسوق في احد المولات الكبرى ، لتطلب ماتريد..
ابتسمت لها وهي تستريح في كرسيها/لي سنتين بالرياض مانبسطت الا بعدما شفتك، وين كنتي متخبيه عني؟!!
بابتسامتها/شلون بتنبسطين بمكان مالك فيه معارف واصدقاء؟!!..العلاقات الطيبه هي اللي تسعد الانسان وتنعشه في غربته...تذكرين كيف كنا بألمانيا؟
هزت رأسها بتأييد/مستحيل انسى ايامها والله،وايام رشا؟
رفعت حاجبها بابتسامه وهي تتذكر ها/شلوون تتنسي هذيك الخبله..مستحيل انساها هالمجرمه،
رويدا بحماس/تذكرين يوم ازعجنا كلب الجيران بأحد الليالي.
ضحكت رويدا وهي تستحضر بعض تلك المواقف/يومها راحت و اخذت له اكل من السوبر ماركت حطت لو سم وقالت لولد الجيران الصغير يعطيه كلبهم ومات..
ضحكت ليال/المشكله ان الولد بلّس عليها و افتضحنا و سجنوها واضطرينا نقط و ندفع كفاله والله اني مقهوره على الفلوس اللي علشان كلب
ضحكت رويدا/ايام الافلاس الحقيقي.. يا ترى وينها..ياليت اشوفها والله اشتقت لها، توقعين نلتقي فيها؟
ابتسمت وهي ترى رويدا امامها بعد سنوات/ليش لا . مصير اللي جمعنا انا وياك بعد كل هالسنوات يجمعنا فيها بعد.
عم صمت لدقيقتين لتتحدث رويدا/..هاه ما قلتي لي ايش صار على زواجك و خطيبك هذا ايش إسمو؟!
كم تكره الحديث عنه/طراد
سكتت قليلاً لتسألها بفضول/مين الأوسم بصراحه هوا والا وليد؟!
صغّرت عينيها بعد سؤالها/انتي ما يصلح تعرفين شيء لازم تنبشين يا رويدا
ضحكت وهي تعدل حجابها/يلا بس.جاااوبي
صمتت قليلاً وهي تستحضر الإثنين في مخيلتها/الحب ما يقاس بالوسامه او بالجمال الخارجي..، اذا كان الداخل مشوّه !
تعرف انها تراوغها وتعرف كيف تحوّر الإجابات وتغير مسارها ولكنها عرفتها منذ زمن و قد كانت تشاركها السكن/بس الواحد لمن بيحب شخص بيشوفو جميل..انتي من الجميل بنظرك..و لا تتفلسفي بليز
اخذت كوب الماء الذي أمامها لتشرب منه جرعه وتضعه بتصرف ينم عن توترها، لم يسبق ان باحت عن مشاعرها/انا اشوف وسام اجمل واحد بالدنيا،..يا ربي جوعانه شفيهم تأخروا بالطلب هذولا؟!
خفتت ابتسامتها وهي تتذكر ما اخبرها به المعتصم/ايوه صرفي الموضوع كالعاده، عموماً انتي خلاص قررتي تتزوجين ووليد بيتزوج مثلما قال لي عصوم..انا بس حبيت استفسر..بس دامك قررتي تتزوجين طراد فالحمدلله
تغيرت نظراتها لتركز على ما قالته للتو، لم تحتمل ما سمعته/اسألك بالله انتي متأكده ان وليد بيتزوج؟!والا تمزحين؟
حركت رأسها بالإيجاب/متأكده، اعتقد امه عاوزاه ياخذ عروسه معه لألمانيا..و وليد مش صغير صار اربعيني اعتقد حلال عليه الزواج الله يتمم عليه
لم تستطيع الاحتمال، إلتمعت عينيها لا إرادياً، لا تستطيع الاعتراض وهي قد صدته سابقاً،لا يحق لها منعه ولا الحديث معه ولا شيء!!
هي بالنسبة له "لا شيء"..وان كانت تعرف بمكنونه..
وقفت وهي تأخذ حقيبتها وتحاول ان تشيح بنظرها/معليش رورو بروح دورة المياه شوي و راجعه
هزت رأسها وهي تسايرها، تعرف ما بها ولكن لم تتوقع ان تنهار هكذا، حتى انها لم تستطيع مواساتها، "هي لم تفصح عن مشاعرها الحقيقيه فكيف لي ان اواسيها".. كرهت نفسها وهي تتحدث عن موضوع زواج وليد بلا ضمير امامها..."ليتني سكتت"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والعشرون
وقف ينتظرها هناك..بعدما تركته لتذهب لدورة المياه..رد على مكالمه واغلقها و ظل ينتظر ها وهو يداعب سبحته ..
خرجت من دورة المياه وهي تحاول ان تتجاوز عثرات قلبها، لتراه هنالك يقف بثوبه الرمادي و شماغه السكري ذات النقوش الجانبيه،يزداد جاذبيه باطلالته الشتويه هذه و يبدو لم ينتبه لها. هل يُعقل ان تراه هنا وقد تحدثتا عنه قبل قليل.. يا ترى من ينتظر؟!
لمحها تمر ليناديها ظن انها رشا و لم تنتبه له/يا بنت وقفي انا هنا!!
إلتفتت إليه وهي تقف تنظر له بعينيها اللامعتين خلف لثامها،هل يناديها؟!! صمتت ظنت انه لن يعرفها..لم تعرف لماذا !!
يستحيل ان لا يعرف صاحبة العينين المُشعّه ، ابتسم لا إرادياً/ليال!!..
حاولت تجاوز مشاعرها ولكنها فشلت بعدما نطق اسمها بدون ان تكشف/...
ثواني من الصمت مرت كالدهور..لينطق/كيفك ليال؟!
ابتلعت ريقها بصعوبه/بخير.... وانت؟!
لم يستطيع ازاحة نظره عنها/ماشي الحال..
تذكرت ما سمعته قبل قليل فضاق افقها وكأن المكان يخلو شيئاً فشيئاً من الاكسجين،
لاحظها تهم بالذهاب ليستوقفها/جايه لحالك والا؟!
لم تصدق سؤاله لتلتفت إليه/نعم؟
ابتسم وهو يتذكر ذلك الموقف بالمستشفى/صحيح..تجاوزت حدودي اسف.
حركت رأسها بالنفي/لا تعتذر وانت راعي محل...الحدود للناس الاغراب
لم يستطيع فهمها/وش قصدك؟
مازال غبياً امامها، يالله ماذا يريد ان تُصرّح؟!!/اقصد مبروك الجنسيه و الثقه الملكيه ..تستاهل يا وليد
عاد ليبتسم، نبرتها مريحه وحديثها دافىء/وش كان بيصير لي بدونك ياليال.
لاحظته يتحدث و هو يفتح زره الأعلى/كنت بموت يا وليد.
رن هاتفها لتستيقظ مما تفعله/اخليك هاللحين..سلام
سألها وهو يتمنى لو يستطيع اللحاق بها/من معك هنا؟ لا يكون لحالك!
توقفت تجيبه والدمع يغرق اهدابها بدون ان تلتفت إليه، فهو سيتزوج كما اخبرتها رويدا/لا تخاف انا مع طراد..
توقف يشتعل وهو يراها تذهب وتغيب عن مجال نظره..تقولها ببرود وانا احترق في الخفاء..ذلك ليس عدلاً..
هذه لا تليق بأحد سواه..ولكنها بعيده عن مرامه..بعد الثريا عن الثرى..ياللنصيب الذي جعلها من حظ الغير وتركني اندب الحزن في غيابة القهر وحيداً...!
.
،
.
،.:
رن هاتفها وهي على طاولة العشاء بصحبة ام رواد و الاطفال..ابتسمت وهي ترى اسم هند يضيء الشاشه الآن ستعرف بأخباره..
وقفت وهي تلقي عينيها على ام رواد/هذي هند بنت صالح تتصل ..شوي ارد عليها واجي
بابتسامتها/عجلي علينا لا يبرد العشاء
ذهبت هند للصاله لتفتح الخط وترد/هلا نودي
على الطرف الآخر/يابختي بمرت ابوي، وش هالدلع الحلو يا ربي احببك والله
ابتسمت/شخبارك و ليه جوالك خارج التغطيه؟!
صمتت قليلاً/اسفه والله رحت الجنوب انا وابوي ، و طلعت مع امي واخواني وماخلوا مكان ماودوني له، مرات جوالي يطفي شحن بطاريته و مرات المكان مافيه سيرفس
تنهدت/المهم انك بخير، طيب دامك مع امك واخوانك وين ابوك؟!ليه ما رجع؟؛
هند بصوت ارتبك/خالتي هند بالاول ابي اسألك، ليه تركتي البيت و خليتي ابوي على كف الحيره؟! ادري مالي حق اتدخل بتصرفاتك بس قسم بالله احبك وادري ان ابوي يغليك بالحيل، انا مستغربه تصرفك اللي جنن ابوي
خافت/ليه وش سوى ابوك؟!
تحدثت بقهر/اليوم خطب وحده من صديقاتي، تخيلي يا خاله خلاني اكره صديقتي، وهي طلعت تحبه وما رفضت!!، انا ماحضرت وماني راضيه،يجوز ياخذها معه الرياض لانه بيقعد هنا اسبوع وماهو مسوين عرس لأن عمها تو متوفي، عاد قلت لأبوي والله مالي رجعه للبيت و خالتي هند عليها ضره
و كأنها فقدت القدره على التنفس للحظه، نيران تشتعل بجوفها، شعرت بيديها تبرد وتسخن في ذات الوقت!!/هند قولي انك تمزحين طلبتك
تنهدت تلك/ياليت امزح ..انا حلفت مارجع البيت ومعه ضره عليك و طنشني رغم اني قلت ماراح اسكن معك!! عمر ابوي ما طنشني يا خاله !!
جلست وهي تشعر ببرودة ركبتيها/طيب يا هند مع السلامه..بعدين اكلمك
حاولة محادثتها/خااالتي هند وش ناويه تسوين؟طلبتك ما تتركيني مابي ارجع البيت بدونك.
ابتلعت غصتها وهي تجيبها/يصير خير ..يصير خير
اغلقت الهاتف وهي تضعه جانباً،حاوت ان تتمالك نفسها من البكاء، ولكن ذلك خارج عن ارادتها،تركته ثلاثة ايام فقط ..ففعل بها هكذا؟!!..
وضعت يمينها على صدرها لتهدىء من روعها، ستجن من غيرتها، إلتقطت هاتفها مجدداً وهي تتصل به ولكنه لا يرد عليها لتعيد اتصالها فصدمها باغلاقه بالزر الاحمر!!
اتجهت للمصعد وهي تبكي بصمت،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والعشرون
في مكان آخر ...،
في لوبي الفندق الذي ينزل به..وضع هاتفه بجانب الطبق بعدما ضغط الزر الأحمر لإتصالها..،
ضل سارحاً بصحبة أحد الرفاق وهو يفكر بما هو مقدم عليه..يشعر بشتات، هل يفرط بهند لا يستطيع التفكير ولو للحظه..
شعر به صاحبه/يا صالح علامك مغير سارح بردت قهوتك
اخذ نفساً وهو ينظر لصاحبه/تتوقع اني استعجلت يا علي؟!
ابتسم علي ليهدئ قلبه/لا ما استعجلت يا ولد الخاله، و صدقني بتدعي لي بعدين..طمن قلبك
تنهد وهو يتذكر سنينه العجاف و جفاء تلك الحبيبه/والله ماظنتي يرتاح هالقلب...عسى الله يزينها بس
تحدث علي ليحاول يلّطف الجو على رفيقه/ما قلتلك ان بنتي رحاب جابت ولد قبل اسبوع وسمته علي
اتسعت ابتسامته/ما شاء الله تبارك الله،كبرت رحاب
اخرج علي هاتفه ليريه صورة المولود، وهو يمده له بسعاده وفخر/شوف السمي.. و قام اخوها ناصر يهاوشها بمزح مايبيها تسمي علي قبل يسمي هو ،.تخبر ناصر بكره بنت ، وسوو سالفه الله يصلحهم.
اخذ الهاتف وهو يتأمل الصوره،تبدو نابضه بالحياة، امل جديد يولد..براءه ونعومه،لا يذكر متى آخر مره حمل مولوداً غير ابنته قبل اكثر من ظ¢ظ¢عاماً، حرم نفسه من اجلها و هي ماذا فعلت بالمقابل؟!! تركته من اجل إبنها، تسائل بإلحاح..هل ظلم نفسه بالحرمان من الذريه والنساء و كل الذكريات الجميله التي كانت ستكون رصيداً جميلاً في ذاكرته الآن..كما هو حال علي الآن..
خيبت آماله، جعلته اسيراً لحسرته
من اول خلاف ..خرجت من المنزل وابتعدت!!
كان لطيفاً لأبعد حد معها..فهي حبيبته
ولكن،... خذلته!!
.......
في احد منازل الطبقه الارستقراطيه..
ثلاث رجال شباب بصحبة فيصل في استقبال الضيوف، رآهم وهو ينزل بعدما نزلت هي عند باب النساء و دخلت..
تقدم وهو يرى ابتسامة فيصل المتزنه، و هو يتذكر حديث الشموس، حاول تجاهل ما شعر به لحظتها وابتسم له/السلام عليكم
رفع طرف شماغه و صافحه بحراره/وعليكم السلام، يا مرحبا تراحيب المطر ..
ابتسم لترحيبه/البقى يابو سعد ..عساكم عالقوه
فيصل/ارحب ، والله يقويك ..اعرفك على اخواني هالواقفين جنبي كسار و منصور و عبدالوهاب
ابتسم لهم وهو يسلم ..تسائل بداخله "أين ماجد الذي اخبرته عنه الشموس؟!!"
اخذه فيصل وهو مازال مرحباً/تفضل اقلط معي داخل
دخل بصحبته ليتجه به لصدر المجلس البالغ في الفخامه و الرقي،اعتاد على هذه الطبقه و كأنه ولد فيها...
اخذه فيصل حتى أجلسه بجانب والده بعدما سلّم عليه و تحفّى به كثيراً،لا يخفى ان شخصية فيصل المتزنه تعجبه وتسائل لماذا لم يتزوج حتى الآن كما اخبرته الشموس وهو رجل في مثل عمره!!
رجل بهذه المواصفات كانت ستهيم به اي إمرأه على حد قول الشموس..
ابتسم وهو يحمد الله انها كُتبت له.. استودع قلبها لله ان لا يخفق لغيره حتى وان كان إعجاباً..
وهل أحرقه اليوم إلا إعجابها بشخص فيصل!!
...............
على الجانب الآخر من هذا المنزل الكبير...
تجلس بجانب ام فيصل التي لم تكن مرحبه بها، قد رفضت إبنها سابقاً وهاهي تزورها بصحبة زوجها و حاملاً منه ايضاً. على حد علم ابنتها التي اخبرتها..
بالجهه المقابله تجلس احداهن وهي ترمق الشموس بحقد دفين، تلك من حملت إبن اختها على الجنون، الذي قاده للسجن و تهمة بالرذيله، تجاهلتها وهي تلتفت لأم ماجد/الحمدلله على سلامة ابو ماجد يام ماجد
ابتسمت لها/الله يسلمك يا شريفه..زين نورتينا اليوم بشرينا عنك عسى طلع فياض ولد اختك من السجن!!
شريفه وهي تشعر بالحرج من الشموس لمعرفتها بسجن ابن اختها/لا والله للحين الله يفرج كربته
سكتت ام ماجد بعدما عرفته من الخادمه ...،
تجاهلت نظرات شريفه، ليس كل شيء يستحق الإهتمام..
تركت فنجانها في يدها وهي تستغرب ما يحدث، هنالك قلق..او امر ما يحدث،نظرات ام ماجد لابنتها و سؤالها المتكرر عن احداهن..و نظرات بناتها والجارات ،اضطرت للسؤال/خير يا جماعه، عسى ما شر؟!
تنهدت ام ماجد/والله يا بنت الحلال ما كان فينا خلاف بس زوجة ماجد تعثرت وهي نازله من غرفتها و طاحت تنزف قبل شوي، اخذها زوجها و للحين ما طمنا..مدري من وين جانا النحس الليله؟!!
التفتت إليها شريفه/واضحه مواريها..
تعاطفت مع زوجة ماجد وتجاهلت اتهام تلك العجوز بأنها نحس ونظرات الأخرى/لا حول ولا قوة إلا بالله..سلامات ان شاء الله سليمه
عادت لترمقها بتفحص،تغيرت كثيراً بدت ناضجه جداً و ازدادت فتنه عن السابق، كيف وهي ستلامس الثلاثين بعد عامين،ابتسمت بخبث/نسيت ابارك لك بالعرس يا بنت النايفه..عاد ورى ما سويتي عرس عقب هالسنين الممحله كان جينا و وجبناك..
استشفت شيئاً لم يعجبها من حديثها المبطن/اصيله يام ماجد لكن شلون تبيني اسوي عرس وابوي كان توه متوفي؟!!
اشارت بيدها بتساؤل/اي صح...من كان يبتخيل ان فيه رجال بيمسك عنان الشموس!! وهي اللي ترد كل فارس عنها ؟!!!
تعرف انها تحاول التقليل من شأنها في مجلس يكتض بنساء تلك الطبقه ولكنها ابتسمت و ردت بشموخها وهدوءها/الاصيله ما ترضى يمسك عنانها الا اصيل.. ما كل من شرى خيل فارس يام ماجد
توزعت الابتسامات بين الحاضرات، ولعنة شريفه و ام ماجد التي لا تستطيع مجارات ذكاء الشموس ابداً...
لترد جوزاء اخت ماجد بابتسامه/عز الله صدقتي يالشموس.
كتمتها في نفسها..وهي تُمضي هذه الليله..لم ترضى بإستضافة من رفضت إبنها المدلل..ولكن ابو ماجد له الكلمة العليا هنا.. والشموس هي نجمة الامسيه.
ابتسمت لها جوزاء وهي تجلس بجانبها/يمين بالله زارتنا البركه يالشموس..وش ذا ودي اصور معك سناب اخاف ما يصدقون حمولتي اني واجهتك عند اهلي
ضحكت الشموس برقّه على ممازحتها/جوزاء محسستني اني سوبر ستار شاشات السينما!!
ابتسمت بخبث وهي تمازحها/وش يصيرون نجوم السينما عندك؟!! ولا شيء انتي تشترين نجوم السينما كلهم. خدم عنك بس مشكلتك متواضعه والا الظاهر خايفه من العين هههههه
ضحكت من تحليلها الذي يهوّل منها، ولم تعلق.
جوزاء بحسره/حساأفه كانت سلطانه تبي تشوفك ، بس ما انكتب لها
استغربت الاسم/سلطانه؟!
جوزاء بنفس الابتسامه/زوجة ماجد اخوي..
هزت رأسها بمسايره..لماذا تريد رؤيتها هل عرفت ان ماجد كان يريدني؟!!
فهمت صمتها لتهمس لها بابتسامه/لا ما تدري انه كان خاطبك
ابتسمت وهي تلتفت لجوزاء التي تطلب فنجانها/تقهوي...
.
،
.
منذ ساعات تنتظر نزول حرارة طفلها وتتابع حالته في الطوارىء..اتجهت للإستقبال تريد دفع قيمة الإبر التي طلبها الطبيب..لتسمع صوت احدهم يتحدث مع موظف الاستقبال الآخر وهو يلهث/لو سمحت يا اخ ..دخلت زوجتي بالطوارىء تنزف ماعرفت اي خبر عنها اطلب لي الدكتور اللي اشرف عليها
الموظف/اسمها لو سمحت؟!!
اجابه و التوتر والقلق على محياه/سلطانه عبدالرحمن محمد
اجابه الموظف/اعتقد حولوها التنويم وحالتها مستقره مثلما هو مدون، اذا حاب روح الدكتوره المشرفه ابتسام احمد
هز رأسه ولكن تذكر امراً/كم رقم غرفة زوجتي؟!
الموظف/ظ،ظ،ظ¥
،،
ابتلعت غصتها كسكين تقطع جوفها وهي تراه يذهب و علامات اللهفه على زوجته تبدو على محياه ، ازدادت دموعها بقهر السنين..وازداد الحقد اضعافاً..
عادت لغرفة الطوارىء حيث طفلها ..تراقبه و الممرضه تقيس حرارته وضغطه...
تركته وهي تتجه لدورة المياه تغسل وجهها من وعثاء الحزن..رفعت وجهها للمرآه بحسرة على حظها البائس فلا هي التي تزوجت وارتاحت ولا هي التي نالت حُباً حقيقياً.. لعنات تلو لعنات تطاردها..حتى من احبوها،احبواً جسداً يرضي شهواتهم ووجهاً تسحرهم براءته الظاهره..!
كان أدهم الرجل المستعصم الوحيد والذي لم يعاملها كدميه ..بل عاملها ككيان حتى طلقها ..لم يعبث بها او يستغلها لحاجته وهي التي كانت تمهد له الطريق بكل حب ليحتل جسدها..كما يحتل قلبها ويستوطنه!
لا تكمن اللعنه في حُب من طرف واحد...بل بقلبٍ مدمي و لا يعرف النسيان !!
خرجت من دورة المياه وهي ترى صف الادويه و لقاحات المضادات الحيويه و لقاحات التحسس..وهنالك معطف مرمي باللون الاخضر على سرير الضماد باللون و علبة كمامات على طاولة الممرضه هنام..اتجهت الى الكمامات وهي تتذكر الموظف يخبره برقم الغرفهظ،ظ،ظ¥....
اخذت المعطف وهي تشده بحقد....
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والعشرون
خرجت من غرفتها وهي ترتدي افرول شتوي كامل بلون الابيض و الزهري الفاتح و ذو قبعه بشكل رأس ارنب بأُذنين طويلتين تضفي على مظهرها البراءه...جلست امام شاشة البلازما العريضه وهي تنتظر الفيلم الذي سيعرض للمرة الاولى حصرياً الليله على قناتها المشفره..
سمعت صوت الباب الذي تُغلقه، تعرف انه هو لكن لن تفتح...
لاحظت انه يطيل طرق الباب ويزعجها لتتجه للباب و ترد عليه بدون ان تفتح/نععم!! اظن وقت نوم ياااخي
رد غاضباً/نيفاداا افتحي احسن لك..سااعه اطق الباب!!
ردت ببرود/اظن بيننا تحدي يلا روح نام فالحوش
زاد طرق الباب/انا ابي احط جوالي بالشاحن يا بنت
فتحت الباب وهي تتكىء عليه وتمد كفها له/هات جوالك بحطه انا فالشاحن..
ضحك وهو يدفع الباب بسهوله ويدخل لتلحقه غاضبه/توني دريت اني اليوم تحديت بـ..!!
إلتفت إليها غاضب قبل ان تكمل جملتها/وشهووو؟!
ابتسمت ببراءه وهي تكمل بعضة طرف شفتها السفليه/بطلل...و بيطلع هاللحين ينفذ التحدي لأفضحه عند الله وخلقه...يلا حبيبي شيل ثوبك
ابتسم لتدويرها الكلمات بخضوع مصطنع، يجب ان يتجاوز/طيب روحي جيبي لي كاس ماء
حركت رأسها بالنفي/لا
عقد حاجبيه/وشهو اللي لا؟!
بادرته بعقد حاجبها/انا اللي فزت وانا اللي اطلب وانت تنفذ..يعني هالسبوع لي ولازم تلتزم بهالشيء!!
اقترب منها وهو يتذكر فعلته صباحاً/انتي شايله علي علشان اللي اليوم!..خلاص انا اسف ثاني مره غير حقت اللي تحت..وهاتي راسك ابوسه بس اعتقني يا بنت
لاحظته يقترب منها لتمنعه وهي تشير لثغرها/الاعتذار من هنا .. لكل مقام مقال وتذكر انه ما بيدك تقول لا
غضب من جرأتها هذه.مهما كان هي عذراء.!! ولكنه اقترب مرحباً بالفكره فهي على كل الاحوال زوجته..
رأته يقترب ولم يتردد حتى هم بالاقتراب من شفتيها،، كانت ترتجف من هذه الخطوه..ابتسمت وهي تبتعد عنه وتضحك /اشووفك ما صددقت؟!!!! واليوم كنت بتكسر كتفي بس لأني فقط لمستك وانا اصحيك من نوم!!!!
تنهد بتعب كم ترهقه/متى بتتركين استهبالك، اعقلي ترى الوحده اذا طلب زوجها شيء ماتقعد تقول تحدينا ولعبتنا عيب
تخصرّت و هي تصغّر عينيها من حديثه/يالطيييف منك كيف تلعب بالكلام على حسب مزاجك..مو كنت تبي نصير اخوان..ترى الاخوان كذا حالهم يلعبون يتحدون بعض ويتضاربون.. ومابعد شفت شيء بعد
ابتسم وهو يراها تتحدث بثقه عن كونهما اخوه فقط/ايوه وش باقي بعد؟!
تحدثت بابتسامة حماس/باقي توديني الثمامه و بنفحط
رفع حاجبه باعتراض ليتركها ويدخل غرفته لتلحق به تثرثر و هو ينزع ثوبه، ليراها تتكىء على التسريحه وتكمل حديثها بعفويه، ابتسم بخبث وهو ينزع فانيلته الداخليه و يلتفت إليها/ايوه بعد الاخت تدخل على اخوها وهو يغير ملابسه؟!! مادريت!!
خجلت وهي تستوعب نفسها وترى جسده المشدود الذي لا يوضّحه الثوب بهذا الشكل و عضلاته السته المرسومه ، لتستقيم واقفه واتجهت لمفتاح الغرفه/انا دخلت بس علشان اتأكد انك ماراح تنام هنا يلا البس فانيلتك والحقني للحوش ابي اتأكد من نومتك هناك
لم يستطيع تمالك نفسه من الضحك وهو يراها تحمر خجلاً وتتصنع عدم الاكتراث وتهرب..
...........
في المستشفى...،
وقف عندها وهو يحاول ان يوّضح اهتمامه لها/هاه وش تحسين به هاللحين؟ خف الوجع؟!
اجابته وهي ترمش بكسل/شوي،بس خايفه افقده
اعاد ترتيب شماغه وهو يريد الذهاب/الدكتوره طمنتني عليك وقالت كل شيء بيكون بخير بس ترتاحين هنا كم يوم، انا مضطر امشي علشان العزيمه اللي ببيت ابوي تبين شيء؟!
خافت/بتتركني لحالي؟! محد عندي!!
تأفف بملل/ترى ما رميتك فالبحر!..انتي بمستشفى اذا بغيتي شيء اتصلي بي
ابتلعت غصتها/طيب اتصل بأمي خلها تجيني
عقد حاجبه بغضب/يابنت الحلال لا تسوين سالفه، الصباح رباااح، ان جت امك هاللحين شيبفكني من حنتها، يلا بس ترى الليله اقلقتي صحتي واجد تقول محد حمل غيرك!!..سلام
تقوست شفتيها وهي تحارب بكاها ولكنها بكت رغماً عن ذلك..شعرت بأشياء كالكتل تنزل منها ..تجاهلتها لعلها كالنزيف الذي قبل قليل...تخاف ان تنادي الطبيبه فتناديه فيغضب مجدداً
،
خرج منها و نزل من المصعد وهو يتجه ناحية الاستقبال لتسديد المستحقات ويوصي الطبيبه على زوجته..
لم يجد احداً لابد وان الموظف انشغل باتصال...اتجه لغرفة الطوارئ القريبه لعله يرى موظفاً يسأله..ليلفته وقوف تلك امام مجال نظره!! ...
يستحيل ان لا يعرف عينيها البرّاقتين من بين ألف عين، تبادرت له تلك الايام الخوالي/مها؟!!
نقف على نوافذ المشاعر متلهفين،
تغرينا الكلمات الماطره على مهل،
و يعمينا بريق الأمل الذي كان يوماً يواسينا!
يزداد المطر مع تلبد الغيوم..
حتى غرقنا بالوهم..
لم نكن نرى شيئاً..
قد أعمانا بريق الأمل!!
......
خرج منها و نزل من المصعد وهو يتجه ناحية الاستقبال لتسديد المستحقات ويوصي الطبيبه على زوجته..
لم يجد احداً لابد وان الموظف انشغل باتصال...اتجه لغرفة الطوارئ القريبه لعله يرى موظفاً يسأله..ليلفته وقوف تلك امام مجال نظره!! ...
يستحيل ان لا يعرف عينيها البرّاقتين من بين ألف عين، تبادرت له تلك الايام الخوالي/مها؟!!
فرحت بأنه لم ينساها بعد ، ذلك يرضي غرورها المجروح، اجابته بصوت تشوبه البحه/عذاب مها!!
لا يخفي انه يشعر بالبعثره الآن لا يعلم لماذا اقترب ولماذا نطق اسمها بدون تردد بعد كل تلك السنوات وهي ايضاً تبدو مازالت تتذكر/عسى ما شر..ليه هنا؟!
اشارت للسرير الذي خلفها/عبودي مريض حرارته مو راضيه تنزل، شوفت عينك..ماله غيري بعد الله،
اوجعته تلك النبره وهو يشيح بنظره لذلك الطفل الجميل..لعله اجمل طفل رآته عينيه، اتجه إليه بهدوء لا يعلم مالذي قاده إليه، مد يده ليداعب شعره الكثيف بأنامله..شعره اسود و ناعم لابعد حد خديه متوردتين و شفتيه صغيرتين زهريتان..لا يحمل خدشاً و لا جرحاً كالاطفال في مثل سنه ..رموشه كثيفه هو مثلها تماماً..غير انه ذكر!! رفع رأسه لها/شعره طويل مره مطلعه بنت .
قاطعته بنفس هدوءها/اعذره، ما يعرف ابوه علشان يعلمه المرجله...انا كل اهله بالدنيا وانا ماني رجال.
صمت و ابتعد عن الطفل وهو يتخطفه بالنظرات مرةً تلو الاخرى، يجب ان يتركها ويخرج ولكنه عجز عن ذلك..وصل الباب ، ثم عاد إليها ليقف يريد السؤال بلهفه/تزوجتي بعدي؟!
حركت رأسها بالنفي/من بيتزوج وحده برقبتها ولد متبري منه ابوه؟!
تبادر إليه الفضول/توقعت اهلك يسوون لي سالفه بعد اللي صار
تنهدت بغصة السنين والانتقام/اهلي توفوا ماطولوا عايشين بعد اللي صار و هاللحين عايشه لحالي.
دخلت الممرضه لتغلق المغذي و تزيله من يد الطفل..و تقيس حرارته لتبتسم/الحمدلله الحراره ظ£ظ§,ظ£
ابتسمت بسعاده من تحت لثامها/يعني اقدر اخذه ونطلع؟!
هزت رأسها/ايوه لحظه اكلم دكتور يجي يشوف حاله..
حمدت الله كثيراً،كادت تجن،اتجهت الى طفلها النائم وهي تجلس بجانبه/حبيب ماما قوم بنرجع البيت
تردد فيما سيقوله ولكنه يشعر بأن قدميه مقيده عن تركها بمفردها/لحظه لا تقومينه بشيله لك..بروح اشوف الاستقبال و احاسبهم..
راقبته وهو يخرج..استغربت من اقترابه هكذا و عدم نزوحه عنها!! ،، كان اسوء يوم حين عرفت فيه رجلاً متردداً مثله رغم عشقه لها ..ما زالت تذكر بكاءه تحت قدميها وهي تطلبه ان يختار بينها وبين اهله ليتركها طواعيةً لأبيه وإلا انه سيحرمه من كل ثروته، فضّل المال عليها..وحينما اتته فيما بعد..
آه كم تكره تلك الأيام التي مازالت عالقه في ذاكرتها كالمرض المزمن،لا تموت منه ولا تحيا!! تريد ان تنتقم لتنساه هذا كل ما يشغلها منذ ذلك الحين؟!!
حمل الطفل بيديه بخفه وهو يخرج لتتبعه ،.. وضعه في المرتبه الخلفيه وذهب ليفتح لها الباب الأمامي..كان صامتاً حتى سألها اين تسكن...
لم تتردد في الذهاب معه يالضياعها..،لما يهتم بها الآن و قد نسي زوجته مريضه في المستشفى!!، تباً للرجال!
وصلوا المبنى و نزل يحمل الطفل حتى باب شقتها..توقفت وهي تنظر إليه بتردد/خلاص ماجد هات عبودي عنك
حرك رأسه بالنفي/بوصله لغرفته بنفسي، يلا افتحي الباب
لم تجادله اكثر فتحت الباب وهي تريه غرفة الصغير/هذي غرفته
وضعه وجلس بجواره صامتاً..متأملاً تفاصيله،..أيعقل انه له حقاً؟!..يعرف انه اول رجل مسّها ولكنها ملتويه تثير الريبه لم يثق بها يوماً رغم عشقه لها.. لربما فعل أبيه خيراً حينما أرغمه على تركها..!!
لاحظته يطيل البقاء، "مالذي تريده بربك يا ماجد..ألم تكتفي؟!، هل يبعثرك الحنين أم يرغمك الشوق/معليش ماجد مضطره اسكر باب الشقه..
رد بدون ان يلتفت إليها/شوي بس و رايح.
احتارت مالذي يريده، كيف تُبقيه هنا/اوكي لا تطوّل وبليز اذا طلعت سكر الباب معك.
تركته وهي تتجه لغرفتها وتنزع عبائتها، تحتاج حماماً لترتاح بعد هذه اليوم الطويل..نزعت ملابسها لتلتقط روب الإستحمام وتذهب لدورة المياه..فتحت المياه الساخنه و بدأت باستحمامها بهدوء لتسترخي و كأنها تحاول ان تغسل ذاكرتها من كل ما يعكر مزاجها قبل ان تنام..
خرجت من حمامها بعد نصف ساعه من العنايه والدلال الذي تجود به على جسدها لتحافظ عليه فاتناً كما تحب ان تكون..أثار ماجد داخلها الذكريات القديمه، كان يعشقها بثماله.. وكانت ستبادله العشق لو انها لم تعرف أدهم، كانت ستستدرجه ولم يلتفت فإبتلته بنفسها حينما دخلت عليه باكيه في مجلس اخيها في غيابه لتستغيث به فأنجدها إنقاذاً لسمعة صاحبه فقط..بعدها حاولت به كثيراً ولكنه كان عصياً و طلقها بعدما تكشفت له، لتعود بعد ذلك لماجد الذي خذلها مراراً و حطم كل شيء جميل داخلها...!
تنفست بعمق و هي تتعطر بقليل من عطرها الخفيف لتخرج لاحتساء فنجان قهوه قبل ان تنام فهي لم تشربها اليوم..وتخاف ان يزعجها الصداع...
مرت بغرفة طفلها لتراه يغرق في نومه الهانيء استخدمت جهاز قياس الحراره ليطمأن قلبها أنه بخير..
لتخرج لمطبخها لتمر بالصاله المظلمه وتتجه ناحية علبة خشبيه فاخره وضعتها على رف بجانب التلفزيون ولكنها شعرت بوجود احدهم هنا لتلتفت تفاجأت به يجلس في الصاله تحت الإضاءه الخافته/ماجد!! انت للحين هنا؟!!
رفع ناظريه إليها بعدما اشعلت الإضاءه الصغيره التي بجانبها، ترتدي بيجامه ثقيله و شعرها المبلل منثور على كتفيها وظهرها/ماتغيرتي للحين تتأخرين فالشاور
إبتسمت بسخريه وهي تلتقط عقب سيجاره طويل وتضعه بين شفتيها وتشعله بينما هي تتحدث/اشوفك ما رحت!!
وقف واتجه إليها وهو يسحب سيجار آخر/قلت عيب اطلع بدون اودعها
لاحظته يقترب منها و سيجارته بين شفتيه ليشعلها من سيجارتها وعينيه تحاصر عينيها بنظرات لا يصعب عليها فهمها، حاولت الابتعاد قليلاً عنه/وداعك وصل..يلا تقدر تتفضل
ابتسم ليلطف الجو وهو يتفحصها بنظراته/لو ماتبيني الليله ما كان سمحتي لي ادخل اقصى بيتك
خبيث بالطبع غهو ذو باع طويل مع النساء/شلون تترك زوجتك اللي تنزف بالمستشفى بهالبساطه وتلحقني، انت فعلاً قليل خاتمه!!
نفث سموم سيجارته في الهواء وهو يجيبها/تركت اللي اغلى منها سنين..من حقي اسهر مع حبيبتي ليله دامني لقيتها اخيراً..
اشمئزت من اجابته/انت مالك صاحب يا ماجد..لو صدق تحب حبيبتك كان حاربت وضحيت علشانها
يريد التقرّب وهي تحاول استفزازه/لو تركت كل شيء لعيونك على قولتك كان انتي بنفسك تركتيني..ادري ما حبيتيني لوجه الله..
شعرت بدموعها تحرق احداقها وهو يتهما دون مبرر/انت حكمت دون تجرب!!..ليه تتكلم عن علاقتنا بهالرخص،ليه تحسسني اني بنت شوارع و بنفس الوقت تقول انك تحبني؟!!كيف تفكر
انفجر ضاحكاً ليهدأ و هو يجيبها بسخريه/على اساس اني وياك تعرفنا في مسجد هاه؟!! يا شيخه لا تكبرينها وروحي سويلنا قهوه..واوعدك نرجع زي قبل عصافير حب
عقدت حاجبها/كذا بهالبساطه؟! طيب تأكد بالاول اذا كنت للحين ابيك والا تغير الوضع
ابتسم وهو يمسك بيدها و يقربها إليه حتى كادت تلتصق/عيونك تفضحك يا مها..هالحزن اللي فيها يبي له حضن يبي له من يداريه، هالجسم يبي من يدلله..لا تنكرين حاجتك.
ابتلعت تلك الرغبه الملعونه و تركته وهي تتجه للمطبخ بسرعه..ليس بوسعها الصمود امام رغبتها..أدارت آلة القهوه واتجهت لدولاب الأكواب لتحضيرها..ووقفت تدخن سيجارتها بأنامل متوتره..،
.تفاجأت به يتبعها ويقف متكأً على باب الثلاجه..يدخن سيجارته بمزاجٍ عال وعينيه تراعيها بنظرات وقحه..
تعرف الى ما يرمي ذلك اللعين، وتعرف نفسها جيداً.. لا تذكر منذ متى كانت اخر علاقة جسديه لها، كان سعد ذلك الشيخ الكبير آخر من تزوجتهم مسياراً و هو لا يرتقي لعنفوانها و لا يجاري رغباتها اللعينه..و هذا... آه من هذا...!!!
انتهت من تحضير القهوه تنفست الصعداء تريد خروجه من هنا باسرع وقت ، لتلتفت تريد اخذ الكوبين لتتفاجأ به يلتصق بها من الخلف ويثبتها على حافة الطاوله ويحبس انفاسها باقترابه المُربك!!!
لم تستطيع النطق بكلمة وهو يمرر يده على جسدها و يثبتها على محيط خصرها و يمد يده الأخرى لاخذ احد اكواب القهوه..
قرّبه من شفتيها لترتشفه ببطىء ليترشف بعدها رشفه سريعه ثم أدارها نحوه بنفس تلك القوه التي تثيرها وهو يغرقها بقبلاته..وانفاسه الحاره تلهب جسدها، ليعانقها بلهفه، و تبادله العناق بنشوه ..
ثبّت وجهها بين يديه وهو ينظر بثماله لعينيها التي لطالما عشق الغرق فيها ليهمس/اشتقتلك..
، ظلا يتخاطفى القُبل وهي تلعنه سراً و همساً وعينيها تعانق عينيه/ملعون يا ماجد ستين لعنه وانا معك بعد
شدد على عناقها وكأنها بشتائمها تثيره اكثر وهو يحملها و يخرج بها من المطبخ...،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثلاثون
نزلت بعد نصف ساعه وبيدها جاكيته الثقيل لتتفقده مازالت تشك انه سينفذ حكمها و لربما ذهب للملحق!!
...المنزل هادىء يبدو ان الجميع ذهبوا لنومهم، .. من المهم ان لا تواجه ام قاسي فنظراتها لا تريحها ابداً...
اتجهت للباب المؤدي لساحة المنزل..أصدر صريراً خفيفاً ولكنه مسموع لتخرج بخفه...وتستيقظ ام قاسي وتخرج من غرفتها..!!!
رأته في نفس المكان الذي تركته فيه مستلقياً وكأنه لا يشعر بالبرد..لم ينم، ابتسمت وهي تقترب وتطل في وجهه/خلاص رحمتك كنسل التحدي هذا
ابتسم وهو يقف/افاا ليه؟! كنت مستمتع هنا!!
ألبسته جاكيته و تكتفت بيديها بتملل واضح/انت مستمتع هنا وانا طفشانه فوق لحالي
مد يده لأذن الأرنب وهو يسحبه قليلاً/اسف، على تقصيري معك.. يعني ما سفرتك ولا مشيتك،و لا حتى طلعت معك زي الناس..لكن بعوضك عن كل شيء ان شاء الله
إلتفتت إليه متفاجئه من اعترافه واعتذاره،لم تصدق!!
ابتسم لردة فعلها ونظراتها المستغربه/شفيك؟!
باستغراب/كنت تهزئني و تقول إني عقوبه بحياتك ومدري ايش؟ وهاللحين تعتذر مني؟!
بنفس ابتسامته، مد يده لخدها وهو يقرصها بنعومه/كنت اظنك صغيره و مثلما يقولون مراهقه تبين احد يردعك، بس اللي شفته انك بنت واعيه و تعرفين اللي لك واللي عليك، بس محد كان فاهمك.
لا تصدق ، هو الوحيد الذي يراها واعيه. ومدركه، بينما يراها البقيه قاصر و مراهقه،ازدادت قيمته بداخلها أضعافاً، شعورها بالكمال معه يجذبها له،
حاولت ابعاد وجهها عن يديه،لتتفاجىء به ينزل ليدها..و هو يمسك بأناملها و يداعبها بأنامله، اضطرب تنفسها وهي تحاول سحب اناملها و لكن هو يحكم قبضته على اناملها/نيف، انتي تستاهلين الدلع بس الظروف هالايام ما هي بصالحي للأسف.
نجحت في سحب اناملها لتتركه وتجلس بعد احساسها بالمغص الخفيف/كأن الجو برد زياده؟!
شعر بإرتباكها و هي تسحب اناملها ولكن عينيه تغزوها/انا احس انه يزيد حراره.
إلتفتت إليه وهي تراه يجلس بجانبها لتصمت، مشاعرها حين يقترب تكون غريبه، فنظراته ليست نظرات أخ، و لمساته اعمق من ان تكون اخويه، اخوها لا يفعل ما يفعله و ذلك ما يجعلها ترتبك وتتوتر من اقترابه..!
عاد ليبتسم/بكرا عندي مشوار بدري تبين اوديك لأهلك؟!
اتسعت ابتسامتها/ياليييت قاسي
داعب شعر ذقنه قليلاً ليبتسم من جديد/كم عندي ارنوبه انا..امريني
صرخت بـyes وهي تقفز عليه بجانبها وتتعلق برقبته وتعانقه كطفله وسط ضحكاته/تايمو تاايمو تايمو
شهقت مستنكره ما يحدث هنا/هبّلت فيك البزر و انت رجال طولك مترين ،صدقوا الاولين يوم قالوا الحَب يطلع على بذره..دوك بنت اليهوديه وش سوت بك
غضبت وهي تترك عناقه و تقف والدموع تحتشد في عينيها/شاايف يا قااسي تقول عن امي يهوديه
امي ماهي يهوديه احتررمي نفسك يا خاله
إلتفت لوالدته وهو يحاول ان يذكرها بالاتفاق/يمه لا تنسين الله يحفظك.
لم تفهم نيفادا ما يرمي إليه/وش تنسى هاااه؟!! هي تسب أمي وهالشيء ماقدر أسكت عنه،معليش يعني لو سبتني يمكن اعديها، هذي ماماا مهما كانت.
تحدث لها بصوت اقل/طيب، هي نصرانيه يعني وش اللي يزعل بالموضوع؟!
كادت تجن من بروده، وهي تشعر بمغص/فيها النبره اللي كلها ازدراء لي أنا،
وصمتك انت
استغربت انطلاق لسانها/ماهي هينه والله ذالنتفه؟!! نعنبوها اجل لو تكبر شوي شبتسوي؟!!
ازداد استغرابها من انفعال ام قاسي بسبب شيء تراه تافه/اجل وش بتسوين لو شايفته يبوسني؟! اظني بتكفريني وتكفرين اهلي كلهم!!
امسك بيدها وهو يهمس/نيف حبيبتي لا تجادلين امي، عيب هي الكبيره.
غضبت من صمت و برود إبنها وهي تظنه يقف مع زوجته/خلاص بتقوم القيامه..يا رب دخيلتك حتى قاسي تغير اليوم تحب راسها قدام اهلك وهاللحين تخمها فالحوش والله العالم عاد وش الجاي
مازالت لا تستوعب سبب كل هذا اللطم/يالله!! خاالتي ليش انتي "أووفر"كذا؟!! ترى قاسي زووجي "بي ان"؟ عاادي يعني، حتى ابوي كان يبوس راس ام رواد قدامنا ويحترمها مافيها شيء
شعر ان الوضع يخرج عن سيطرته/نيفادا..خلاص ادخلي عن البرد..
حدقت بغضب/ماقول غير يا رب لا تبتلينا ..
لم تستطيع ان تجادل اكثر مع شعورها بالمغص تركت المكان ودخلت غاضبه وهي تتمتم بلغه لم يفهموها، تلك العجوز تبحث عن الجدال واثارة المشاكل فقط ...
ابتسم وهو يراها تتحدث عن حقها فيه كزوجه،ذلك يجعلها اجمل..هنالك نبرة غيره و تلميح ..لم تقصد والدته بحديثها بل قصدته..و كأنها تطالبه بالاعتراف انه يجب ان يعاملها كزوجه...
اقتربت من إبنها وهي غاضبه/اشوفك مسلّم الرايه يا سبع أمك
عقد حاجبه يمثّل الغضب،ليلحق بها فقط/افاا وانا ولد حصه..و لا يهمك هاللحين ألحقها و اربيها لك لين تعض الارض..تصبحين على خير
تفاجأت به يتركها يلحقها بخفّه وهو يتناسى عمره و رزانته التي تميزه، لقد ظنت انه شاب و كبر حتى دخلت تلك الصغيره المنزل بات شخصاً آخر..مبتسم دائماً!!!
"سحر واسود بعد..والا هالبنت البزر اللي ماتعرف كوعها من بوعها تخلي الرجّال مخفه وراها؟!!، لكن مقيوله حظ القبايح فالسماء لايح!! الا والله عمل الساحرات..اجل أدهم اللي كان يتنطط في بيت خاله كلما زارتنا مدى يظن انها مطلقه...هاللحين بتكمل نص السنه مطلقه ولا التفت لها؟!!
سمعت صوت قطط لتدرك انها تقف هنا لوحدها فدخلت مسرعهً...
...............
لحق بها ولم يجدها عند التلفزيون..بالتأكيد ذهبت لغرفتها...انتظر ربع ساعه على الأريكه.. لم يستطيع الذهاب للنوم وهو يفكر بها..ليقف و يتجه لغرفتها وهو يسمع حركه في غرفتها،
تمنى ان يجد باب غرفتها مغلقاً بالمفتاح حتى يقتنع ويعود لغرفته ولكنه وجده مفتوح كعادتها....
و يراها تحت الإضاءه الخفيفه تجلس في سريرها وهي تضم بطنها، من الواضح أنها تتألم، دخل متسائلاً/للحين مانمتي؟!
حاولت التماسك مع شدة الألم/ماقدرت من بطني يوجعني مرره
سأل مستغرباً/غريبه قبل شوي مافيك شيء!
هنا بكت/كان يوجعني بس خفيف...بس هاللحين احس بمووت من المغص.
حاول التفكير/اكيد من البرد..بروح اقول لمدى تسوي لك شيء يدفيك ...
قاطعته،باكيه/لااا مو برد ..انا..
مسح دموعها و حاول استنطاقها بعد صمت/اجل وشو؟!! تبين المستشفى؟!
حركت رأسها بالنفي وهي خجوله/لا مابي..هذا ألم الدوره
ابتسم اخيراً وهو يفهمها/الدووره..بس؟!...لا تخافين اعرف مسكن قوي بعطيك منه حبه وبيريحك من مغصك،..و بعدها بروح اسوي لك كوب حليب يدفي بطنك.
استغربت معرفته بها، إلتزمت صمتها وهي تراه يخرج، سحبت اللحاف لتغطي نفسها جيداً وهي تشعر بالبرد يشتد...
لحظات ليعود من جديد و معه المسكن و كأس الماء، تناولتها و عادت لوسادتها، ثم خرج للمطبخ اخرج قدح الحليب ليصنع كوباً لها.. وضع الفلفل الاسود. و قليل من الكمون اخبرته مدى حين اتصل بها...
انتهى منه ليعود إليها حاملاً كوبها...ليتفاجىء بها نائمه بسلام...
ابتسم وهو يراها تضم احدى وسائدها لبطنها .. !
جلس على طرف السرير يتأملها و يضحك على نفسه وافكاره التي كانت تحاصره الليله..و منظرها قبل قليل وهي تبكي من مجرد مغص ..كيف ستتحمل اعباء الزواج متى ستكبر هذه الطفله؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثلاثون
منذ الصباح الباكر وهي ترتب حقائب سفرها...و سفر زوجها.. رتبت كل اوراق السفر و كل شيء تم كما تريد...اسبوع فقط ماتريده "اسبوع معه وحده" بدون غرور الشموس...هل ذلك كثير عليها؟!
هي ليست مخطئه حينما تفكر بسعادتها ولو لمره..
ابتسمت وهي ترى جواز سفره و صورته..يريد بنتاً تدلله وهي تريد ولداً يشبهه بكل شيء..حتى بنعس عينيه و لونها..
قرّبت صورته من شفتيها لتُقبّلها بهدوء قبل ان تعيدها في الحقيبه،...لتصحو على صوته وهو يدخل/ما شاء الله اشوفك مخلصه بدري؟!
خافت ان كان قد رآها تقبل صورته..لتبتسم/طبعاً مابي أي تأخير
سأل مستغرباً/على حسب اللي عرفته ان كل سفراتك مع ابوك واخوانك كانت بطياره خاصه شمعنى هالمره؟!
تنفست بسعاده وهي تغلق الحقيبه/ابي استمتع بكل شيء واجرب معك اشياء جديده.. مابي اي ضجيج و رسميات بالمطار . حتى كنت باخذ درجه سياحيه بس تذكرت حملي وطول المسافه و تراجعت..
اقترب من الطاوله القريبه منها ليلتقط مفتاحه وهو يبتسم مازحاً/وانا كنت اظنك بتاخذتني تدلعيني!! ، طلعتي ماخذتني معك علشان تجربين سفرات الطبقه الوسطى يالارستقراطيه هاه!!
بادلته الابتسامه بنظرتها العميقه/وانت الصادق، اخذتك معي لان قلبي معك..كيف تبيني اسافر بدون قلبي؟!
إلتزم صمته وهو يستفسر عينيها المشعه بنظراته...لم يصدق أنها ستعترف هكذا..! هل كان يحلم؟! ام انه خُيّل له مانطقت به..!
تعرف أنه في طور الصدمه، لتتسع ابتسامتها وهي ترى اسم عمتها هند يضيء شاشة هاتفها الذي بيدها، اقتربت منه وهي تطبع قبلتها على خده/انا رايحه لعمتي هند..متصله تناديني..روح ضبط امورك و اشوفك بعد العصر يا قلبي.
لم يستوعب بعد انها قد أخلت المكان و رحلت...كانت خيالاٌ ساحراً اليوم.. ماهذا الرضا؟!..ماهذا اللين؟!
تذكر أنه لمحها تُقبّل صورته قبل قليل..لم يصدق بعظيم حبها حتى رآها بعينيه..الشموس تحاول ان تكون عاديه رغم أنها تجد صعوبه في ذلك... الطبع يغلب على التطبع أيتها المغروره الجميله..!
.
.
،
.
منذ البارحه لم تنم جيداً لم تعيش يوماً على نار الغيره كما لحظة معرفتها ان انثى اخرى ستشاركها صالح ..يستحيل ان تسمح لأخرى ان تتذوق ما ذاقته هي من صالح ..
قد تتجاوز عن كل شيء إلا ان تشاركها انثى اخرى فيه..
هو لا يرد على اتصالاتها و ذلك يزيدها اشتعالاً وغلياناً...!
ستُجن من تصرفاته القاسيه بحقها..
لحظات لترى دخول الشموس المتبسمه/اخيراً جيتي!
بابتسامتها/شفيك عمتي؟! من البارحه منتي على بعضك؟!
جلست مرهقه على طرف سريرها من شدة توترها/صالح بيجنني يالشموس
جلست على الاريكه المقابله/ماعتقد صالح بيسوي لك شيء يزعجك
لا تستطيع ان تنطق بها، وهي تشعر بشتاتها/ما يرد على مكالماتي. انا خايفه
لأول مره ترى عمتها بهذا القلق ، لم تكن تهتم لغياب حسين حين كانت تزورهم او يتركها بالأسابيع هنا..لماذا مع صالح لا تحتمل اياماً../مادري كيف اطمنك..بس اذا تبين اقول لأدهم يتصل و يسأل عنه ابشري..
قاطعتها خائفه، فهي لا تريد خسارة صالح حتى لو تزوج عليها/لا لا..ماله داعي أدهم يتدخل بالقصه... انا بس قلقانه وكنت حابه افضفض لك
بابتسامه جانبيه/اجل شوري عليك تروحين بيتك وتنتظرين زوجك هناك..هو بيجي الليله من الجنوب بطلب من أدهم علشان يمسك ادارة المجموعه بغيابنا..بما اننا بنسافر .
إلتفتت إليها متفاجئه/الليله بيوصل؟!
حركت رأسها بالإيجاب/إيه الليله.. روحي واستقبليه هناك ببشاشه و دلع.. اقتلي هند الكئيبه اللي بداخلك وادفنيها،انتي تحبين صالح ، نصيحه لا تكابرين و تضيعين هالعمر الباقي بزعل تافه.. وان زعلتي لا تفارقينه..مافيه اخس من الزعل الا فراق الولايف.
ارتسمت ابتسامتها بعد حديثها المتزن/صدقتي. بس الغيره وش اسوي بها يا الشموس؟!نار تشتعل الله وكيلك
تبسمت وهي تتذكر غيرتها التي تدفعها للنوم في حضن أدهم خوفاً من ان يحلم بغيرها.. و بالمقابل نار غيرته التي كادت تحرقها حينما تحدثت عن رجل آخر امامه/لو مالسعتك نار الغيره بيوم من الايام ما ذقتي لذّة الحب..صدقيني أنا.
لم تعرفها..هذه آخرى غير الشموس/اشك انك الشموس؟! وش هالاحساس الفايض..ماعرفتك!!
ضحكت/لهالدرجه تشوفوني ميتة احساس وبلا مشاعر!!
ضحكت هند وهي تحاول ان تكون هادئه/مو القصد..بس الشموس كانت ماتحب هالسوالف و قليلة بوح!
هدأت نبرتها و هي تقف و تتجه للنافذه تهرباً من نظرات عمتها/روح المشاعر اذا مالت تجبر على البوح ، و قلبي انتحى له و استسلمت له اعتى حصونه و ارتاح للي استوطنه رغم كثرة عيوبه..!
هي حقاً لا تصدق ما تسمعه، ظلت تسمع بدهشه ممزوجه بسعاده.هل صدقت مقولت أن الأنثى حين تعشق تثرثر ،.هل اخيراً تخلصت الشموس من الشموس؟!!!/انتي تتكلمين جد؟!
إلتفتت إليها بابتسامه/ايه . و علشان كذا اقولك روحي البيت وخليك حوله..انا ادري بنيران قلبك، ادري ان الافكار توديك وتجيبك. والظنون تفقدك اعصابك و تثيرها كثير احيان..
تجاهلي كل ظن و روحي له...اسمعي لقلبك و بس ، ترى والله محد بيشيل حزنك غير قلبك مهما الناس وقفت معك تواسيك..ماراح احد يحس بمرارة اللي تمرين فيه كثرك، صدقيني.
مازالت تفاجئها الشموس..ماذا فعل الحب بها حتى تتغير افكارها و بعض قناعاتها هكذا..!!
ان تبوح الشموس البارده والعصيه وتعترف صراحةً بمشاعر حب هذا يعني انه استوطنها، و لم يعد بيدها سوى الإذعان والاعتراف بوجودها ، وهل اجمل من ذلك اعتراف؟!!
.
.
.
استيقظت متأخره كثيراً، فتحت عينيها بكسل وتفاجأت بنومه بجانبها..لم تصدق ما تراه..!!
اعتدلت جالسه..وهي في طور الصدمه..مالذي جعله ينام في غرفتها وبجانبها؟!! و كيف ينام بهذه الهيئه بجانبها..!!
يرتدي تيشرت اسود بلا اكمام و بنطلون رمادي فضفاض يصل الى ركبتيه!!
ابتعدت عنه وهي تنزل من سريرها وتذهب مسرعه لدورة المياه..
استيقظ بعد سماع صوت اغلاق باب دورة المياه..ليستلقي وهو يسحب وسادتها و يضعها على وجهه..تعمد ان تراه بجانبها، و سيكرر ذلك ..لتنزع من رأسها فكرة ان يكون كأخيها ..
الصبر مع وجود انثى لا يطاق... وهو رجل قد ابتعد عن النساء منذ زمن ...!
بعد دقائق خرجت لتتفاجئ به جالساً على طرف سريرها، تجاهلته وهي تذهب لتسريحتها لتأخذ مرطب اليدين الخاص بها، تريد خروجه بأسرع وقت، الألم والتعب يدفعها لذلك السرير ولكن يجب ان يخرج...وهو ما زال صامتاً يراقبها، تجاهلته وهي ترى عدم تحركه لتتجه للسرير وتقف امامه/معليش قاسي، حيل تعبانه ابي ارتاح ممكن؟!
إرتسمت ابتسامته وهو يقف ويراها بهذا الهدوء/سلامتك.. انا طالع اجهز لك فطور...و خذي بالك مافي روحه لبيت اهلك اليوم وانتي تعبانه
باحباط/،لا قااسي بلييز اا
قاطعها وهو يفاجئها بقبله هادئه على خدها/خلاص قررت مافيه روحه و بعوضك عنها..يلا ارتاحي بجهز لك فطور
يفاجئها باقترابه الدائم وإلتصاقه الذي وصل ذروته بمشاركتها سريرها!! لا يهم فهي الآن مرهقه و متعبه و لا تفكر سوى بالدفء و الراحه من الألم....دست نفسها في سريرها لتنعم به..
.
.
خرج من غرفته يبحث عن أمه..تأخرت كثيراً توجه لغرفتها كعادته، ليفتحها بهدوءه و يدخل ليتفاجئ بوجود رجل جديد امامه..لم يراه سابقاً!
اتجه الى جهة والدته وهو يحاول إيقاظها بهمسه/ماما...ماما!!
فتحت عينيها بكسل وهي ترى ذو الوجه الحزين/عبودي؟!
تحدث بنفس هدوءه/ماما قومي
تذكرت ما حدث البارحه لتعتدل جالسه وهي تلتف بلحافها/خلاص عبودي روح اجلس عند التلفزيون وبلحقك
لمح وجه ذلك الرجل النائم بجانبها ليلتفت إليها/من هذا؟!
اجابته بخوف من نظراته التي تشعر وأنها ستقتلها/بعدين اقولك حبيبي روح وسكر الباب
خرج بهدوء كعادته..وهو يراقب ذلك الرجل الجديد..
ارتاحت وهي تراه يغلق الباب لتنزل وهي تسحب اللحاف و تلتف به و تناديه/مااجد قووم
لف وجهه للجهه الاخرى/شووي بس
تركته وهي تتجه لدورة المياه اغتسلت وهي تشعر بأن الماء كحميم ينسكب على جسدها...كم هي رخيصه.. لم تشعر بذلك إلا من نظرات طفلها المنحوس في طفولته من أم مثلها..
خرجت على عجاله وهي تراه يبتسم امامها و يدخن..
تجاهلته وهي تحاول تجاوزه،هو الخيبه الكبرى في حياتها و لا زال..
اعترض طريقها وهو يثبتها ويداعب شعرها المبلول/شفيك مكشره شحلاتك البارح
تأملت وجهه،باحتقار و تركته وهي تحاول تجاوزه مجدداً بصمت..مافعله البارحه سلسله لإستغلاله لها..
ثبتها مجدداً وهو يجذبها و يتأمل ملامحها، سنوات مضت ولم تزداد إلا فتنه،/تعديتي الثلاثين ومازادتك السنين إلا جمال وفتنه..
نزلت دموعها/يعني اجمل من زوجتك؟!
بنفس ابتسامته الخبيثه/ماتسوى مواطيك حتى
دفعته عنها بقوه/وتظن انك بترضي غروري بكم كلمه؟!..انت فضلتها كزوجه علي وبعتني بالتراب!! فعلاً الحكي ببلاش
عقد حاجبه/كنتي زوجتي و هالولد و سمحت لك تسجلينه بأسمي..وش ناقصك؟!
نزلت دموعها/نمت معي البارح...بصفتك وش؟! اقسم بالله يا ماجد محد اهاني غيرك ..و اقسم لك ان الثمن بيكون غالي غاالي بالحيل
زم شفتيه بغضب/لا تحديني أخذ الولد و اخليك بحسرتك..اعتبري ليلة البارح قيمة حرماني من ولدي
ضحكت بسخريه/تبيني اذكرك بكلامك؟!..سقطيه..انا مابيه واذا بتولدينه ماراح اعترف فيه . انت يا بابا اللي حرمت نفسك منه وحرمته منك و حرمتني من حياتي كلها. علمني يا ماجد شلون كانت تغمض عيونك بمنامك وترتاح وانت تارك ولدك بلا صرفيه و بلا بيت يضمه! عمرك فكرت كيف عشت و ربيت هالولد؟! علشان تجي تتبجح بثوب التضحيه! ماجد انت لولا انك شفتني صدفه بالمستشفى والا كان ما دريت عن هوى دار ولدك
صرخ مقاطعاً لها/بسسس!! ولا كلمه قلت لك بعوضك لا تقلقيني
بغضب/بعد اللي صار البارح تأكدت من شيء مهم انك مازلت المراهق اللي ماهو كفو يربي ولد.. والشيء الثاني اني ما ندمت على فراقنا ابد... والشيء الاحقر هو انك الوحيد اللي استغل ضعفي و لمسني بلا حق ..!
استمر في لبس ملابسه وهو يضحك ساخراً و يرد متهكماً/قصدك اني الوحيد اللي يجيب اقصاك يا مها...بس انك تكابرين
تركته وهي تخرج باكيه لترى طفلها يقف في آخر الممر ينظر إليها بخوف بعدما صوتهما يعلى، نزلت إليه لتحمله و تعانقه بحب..
مر بجانبها وهو يمسك بخدي الطفل و يقبل خدها هي/اشوفكم بخير
رن هاتفه ليرد متأففاً/نعم يا جوزاء؟!..شفيها سلطانه. وشوو سقطت؟! ....انا جاي بالطريق..
لاحظته يخرج منزعج فابتسمت بشماته وهي تعانق طفلها/وباااقي يا ماجد... الطامه الكبرى بتكون بحضور ابوك الشايب العايب. كلكم يال راشد بتدفعون ثمن حزن ولدي والدمار اللي سببه لي سعد. وماجد بعد.
رن هاتفها لتذهب و ترد بابتسامه بعد رؤية اسمه/هلا سعد عيني... بتجي؟! بتنور العماره يا حبيبي.. بنتظارك الليله مشتاقتلك..
اغلقت الهاتف وهي تزم شفتيها بغضب/بالاول لازم انظف حياتي من الشايب و ولده علشان اقدر ارتاح مع أدهم... ااه يا شيخ الرجال و اطهرهم
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثلاثون
انتظرت نزول اخيها على احر من الجمر..
تأخر كثيراً في النزول هذا اليوم. .. حتى انه لم ينزل للغداء بل ظل فوق وهي تخجل ان تتصل به وهو عند زوجته..
حارت دموعها وهي تفكر ملياً في طلب الرجوع لمنيف..
قلبها لم يعد يحتمل ألم الفراق ...و كأن طاقتها نضبت..
الى متى و روحها جوفاء...؟!
ابتسمت بدمعه وهي تتذكر متى سمعت آخر مره اصواتهم.
ياللجرح الدامي!
نزل اخيراً و هو يزين شماغه بنسف طرفيها وهو يجلس مقابلاً لها و يداعب سبحته/السلام عليكم
حاولت ان تكون طبيعيه وهي تقف و تسكب له فنجان قهوه وتمده به/تفضل
لمح تلك النبره في صوتها، ليلتفت و يرى غرق احداقها في بحور الملح، تقطعه تلك الدموع وكأنها سيوف، هو يحاول ان يأتي منيف بالطرق السلميه/ادري و انا اخوك اني مقصر بحقك و حق عيالك لكن انا وعدتك اجيبهم لك
تردد وهي تنوي الحديث ثم قررت ذلك/محشوم من التقصير يا قاسي، بس أنا أم و قلب الأم ما يتحمل
لم يفهم ماتقصده/قريب تشوفينهم ادعي ربي يحفظهم لك ترى دعوات الأم حرز
قررت البوح بما تفكر به فهو الافضل/قاسي انا ابي ارجع لمنيف.. بالقيمه اللي يبيها.. مستعده ادفع له بس ارجع حول عيالي
قذف فنجانه أرضاً بعد الذي قالته/انهبلتي انتي؟!!!، والله و بالله ما اروح اترجاه علشان يرجعك، والعيال بجيبهم لك طرررق عن خشمه..انتي عندك اخو لو صحتي به والله ان يرمي بروحه فدوتن لك، مدى لعاد تقولين كلام يغثني وانا اخوك تكفين
ازداد حزنها فهي وقعت بين عناد اخيها و طليقها...باتت تحت رحمتهما والخاسر اطفالها و هي...ندمت اشد الندم على كل ما فعلته وتسائلت "مالشيء المهم اكثر من اطفالي..؟!"
رن هاتفه ليبتسم وهو يقف و يرد/هلا أدهم...لا لا تصدق نسيت ان سفركم اليوم، انت بالمطار والا!
لاحظته يخرج وهو يُكمل مكالمته و يضحك مع أدهم.. وكأنها لم تطلب حلاً لإنهاء الفراق بينها و بين اطفالها؟!!.. شعرت بالغصه و هي تُخرج هاتفها من جيبها مترددةً في الاتصال بمنيف، فتتراجع في اللحظات الأخيره..
انهارت باكيه من شدة كبتها و عواصف الحزن و الفقد التي تضرب محيط قلبها و تدمره شيئاً فشيئاً ..استغلت خلو المنزل بعدما اخذت ساره اطفالها و عادوا لمنزلهم... مع انشغال والدتها عنها بامور الجارات،...!
.
أوقف سيارته وهو ينزل لذلك المطعم المقصود برفقة وليد...ليجلسا حول طاولتهم بإنتظار قاسي القادم في الطريق..
جلس صامتاً متردداً..وهو يرى أدهم يتلقى اتصالاً كل دقيقتين لمتابعة اعماله قبل سفره....
تُرى ماذا لو تحدث مع رفيقه عن عشقه لإبنة عمه القريبه كل القرب و البعيده حد السماء!!
تبسم ساخراً من مخيلته المجنونه.. ليال ستكون الحلم المُحال ...يعرف انه سيموت ولن ينساها..كم من النساء قد تعرف عليهن في مهنته و في محيط عائلته، جميعهن لا يساوين مقدار أنمله من تلك الجاذبيه في تلك النجديه الصافيه..
رفع ناظريه لأدهم.. يكاد يحسده بصلة القرابه..كلاهما بنفس الجد والكنيه..كلاهما في منزل واحد..
ياللبؤس و اليأس الذي يحيط بقلبه و جعله يحسد كل من يعرفونها...!!
أنهى مكالمته وهو يلاحظ ابتسامة صاحبه الغريبه/هييي تتبسم لمن يالخبل
ضحك وليد وهدأ/اضحك على حظي اللي يعاندني
ترك هاتفه على الطاوله وهو يسأله بفضول/كيف معاندك؟! وانت حققت كل احلامك و هاللحين رايح لألمانيا بجواز اخضر ..و وظيفتك هنا مضمونه في مركز الابحاث و نلت اعلى اوسمة الصحه و امارة العاصمه؟! لا تغالط نفسك يا وليد واحمد ربك ماخسرت شيء
تنهد وهو يبتسم بخيبة المهزوم/انا خسرت اللي فراقها غير عن كل الفراق، ووالله لو حاولت انساها ماني بناسيها.
اعتدل جالساً بعدما قاله، يتحدث عن خساره من نوع آخر قد يودي بحياة الرجل/من هي وانا اخوك؟ قولي منهي وابشر بها
رن هاتف أدهم ليستأذنه بالرد/..هلا طراد..متى؟! انا اقول خلها بعد اسبوعين احسن تكون هي رتبت امورها وانا بعد هالسبوع مسافر اسبوع و بنشغل..على خير ....سلام
اغلق هاتفه وهو يلتفت لوليد و يكرر سؤاله بحماس/ها وليد قداام اخطبها وش يمنعك من خطبتها ؟!
نظر لعينيه بصمت ثواني وهو يكره ذكرى طراد، ثم نطق بوجع/خطبها واحد ثاني
تراجع للخلف وهو يتذكر ماضي ايامه بصمت..كم كانت صدمته بزواج مدى مؤلمه ولكن شُفي قلبه بصبر السنين ليجبر الله قلبه بمن عوضته حزن ايامه و أنسته اوجاع السنين/اجل انساها، صدقني بيطيب خاطرك يا وليد و كأنه ما انكسر..انساها
لم يستطيع الرد، اخذ كأس الماء الذي أمامه و شربه في جرعةً واحده محاولاً ابتلاع الغيره والغضب ...آه من قهر الرجال و من نبل الرجال الذي جعله يدفن حادثة اعتداء طراد عليه ولم يجرح بها أدهم و لا حتى يحرج بها حبيبته..!
سيسافر من مدينة تحتضنها لبلاد لا رائحة لها فيها لعله يسلى عن ذكرها قليلاً رغم يقينه أنه سيموت ولن ينساها..مازال يتحسس ملمس شعرها بين أنامله..مازال يتحسس اناملها في يده..
لم تكن إمرأه عابره في حياته فهي من آمنت به و ضحت بروحها ليقفز بها لهامة المجد .
،
بصحبة وسام و رواد واميره تجلس في الحديقه تراقبهم يلعبون بسعاده..
اغلقت الكتاب الذي بين يديها وهي تشعر بالتشتت،منذ ايام تحاول ان تتجاوز صفحات كتابها ولكن مالعمل مع فكرها الشارد في صفحات حياتها التي لم تستطيع فهمها؟!..
اكتفت من الراحه في المنزل .. وأين الراحه؟!
كانت تعرف الراحه قبل ان تعرفه،و لكن الآن...تعب و تشتت..قاتل الله الغرور..الذي يلومها حتى في سكب الدموع، "هل كنت اتوقع منه الملاحقه بلا كرامه كما يفعل طراد، ..من يريدني لن اجعله يركض سنوات واظل اتفرج ...ذلك مالم يفهمه طراد"
وصلتها نغمة رسالة نصيه على هاتفها لتفتحها، و تقرأها بتملل [ إعلمي يا ملامحها الساحره..بأن قلبها هو كبيرهم الذي علمهم السحر!!
اشتقتلك ]
تنهدت بغضب كيف يسمح لنفسه بأن يغازلها؟! ، و لكن لا بأس هي أيضاً مشتاقه لذلك اليوم..
تركت الحديقه بعدما اخذت وسام واميره للداخل بعد انخفاض درجة الحراره ..
تركتهما في غرفة وسام...وخرجت بعدما جذبتها رائحة بخور عماتها المميز ،عرفت ان هند ستعود لمنزلها،
ابتسمت وهي تراها تتأنق امام مرآتها، تبدو اقل عمراً بعدما تغير شريك حياتها، فعلاً الحب يبعث الأمل و الرغبه في الحياة، حتى انها باتت تلبس ما تشاء، لايخفي انها تجرأت في لبسها و ألوانها منذ تزوجت صالح/الله الله وش هالزين،؟!
ابتسمت بعدما انتبهت لها وهي تلتقط عبائتها/بعض مما عندكم.
اقتربت منها وهي تراقب وجهها/عمتي ممكن اطلب منك طلب؟!
بعجاله/بعدين يا بنت ، هاللحين بروح لبيتي
امسكت بيدها برجاء/طلبتك بس حطي آيلاينر قبل تروحين، نفسي لو مره اشوفه بعينك...لين متى وانتي سيمبل كذا ..غيري و ابرزي جمالك
ترددت بخجل/لا يوووه ماتعودت..و اخاف ما يطلع حلو
رفعت حاجبها باستنكار/وشو اللي ما يطلع حلو؟!..يا بنتي عيونك احلى عيون، ..ارسمي ايلاينر بس و الا خليني ارسم لك بسرعه
وقفت محتاره من أمرها و خجوله، لم يراها صالح بالكحل المرسوم ابداً كل ما تضعه ماسكار و كحلاً داخلياً كما اعتادت..هي غير جريئه فيما يخص تغيير مظهرها، ذلك يسبب لها إرتباكاً/لا يا ليااال، بعدين وش المناسبه علشان احطه؟!
اتسعت عينيها بدهشه من سؤالها/المناسبه انك حابه تغيرين مظهرك و رايحه لزوجك بعد فترة غياب ..و ما يحتاج اذكرك انه من اسبوع ما شافك وهذي اول مره تبتعدون عن بعض من تزوجتوا.. يعني،ماله داعي اعلمك يالفاهمه وانا بنت بنوت!
ابتسمت على حديثها/منتي هينه يا هالبنت بنوت ، اللي بياخذك بتكون ورطة عمره الله يعينه
بادلتها الابتسامه وهي تتجه للتسريحه لتأخذ الكحل/إلا والله بتكون داعيه له أمه في ليلة قدر موافقه ليلة جمعه.. عسى الله يجيبه بس
اطلقت ضحكتها و هي تسمع ردها ثم هدأت/نفسي اعيش لهذاك اليوم اللي اشوفك تتزوجين نفس الشموس
التفتت اليها مستنكره وهي ما زالت تتبسم بحماس/لا ان شاء الله ماراح اسوي سوات الشموس..زواجي بيكون مطنطن تحكي به الرياض سنه و ستة شهور..
اقتربت منها وهي تأخذ منها قلم الكحل وتبتسم بخبث/كل ذا حب فيك يا طراد؟!!
ابتسمت ونطقت بتهكم/هه .. طبعاً
.
.
.
استيقظت على صوت طرقات باب الشقه لتعتدل جالسه بكسل، و من ثم تنزل من سريرها و تتجه للباب، كانت مرهقه.. وحمدت الله ان قاسي تركها نائمه ولم يزعجها..
فتحت الباب لترى ابتسامتها اللطيفه/مدى!
دخلت بصحن يحمل غداءها وهي تتجه لطاولة الطعام و تضعه عليها/ما شاء الله عليك يا نيفادا.. عليك الدوره ونايمه للحين؟! طيب اتصلي بي اجي... يعني لو ما كلمني قاسي علشان اجي اشوفك ما كان دريت عن تعبك!
ذهبت تغسل وجهها و تنعشه، ثم عادت وسحبت لها كرسي وجلست/مثلك عارفه.. ألم دوره طبيعي بيهلكني، بس هو يهول الموضوع، حتى كنا متفقين اروح اهلي بس حلف ماروح وانا تعبانه.
ابتسمت لها وهي تقدم لها الغداء/كلها فتره بتعدي و بترتاحين بعدها،
اخذت ملعقتها بتعب/حسافه كنت بشوف الشموس قبل تسافر.
نطقت بفضول/ليه وين رايحه؟!
ابتسمت/مسافره مع أدهم يتمشون ..هذي اول مره يسافرون مع بعض، مادري كيف لقوا لهم فرصه بزحمة اعمالهم الله يحفظهم.
كتمتها في نفسها،كل اخباره معها تحرقها كما تحرق النار الهشيم..ولكن ما باليد حيله ،هو هآم مع انثى اخرى وانتهى و لكن قلبها منه لم ينتهي!!
""أصابني سهم منه فكيف لي الخلاص... أليسوا لطفالي اكثر حاجة لوجع قلبي منه؟ فلما كل ذلك الضيق يا أنا؟!..متى ستنتهين منه؟!
المشاعر حين تنبت في قلبٍ طاهر لا تزول ولا تموت مهما دعستها عجلة السنين و ثعت بها رياح الظروف العتيه..
.
..
أوقف سيارته امام عمارتها وهو يرى سيارة سعد الراشد موجوده ابتسم بخبث وهو يدخل العماره...هل تظن انها الوحيده التي تفكر في هذا العالم!!.
صعد للدور الثالث و رن جرس الشقه لتخرج تلك الخادمه الجديده من المطبخ وتتجه ناحية الباب مسرعه و تفتحه/نعم سير؟!
حرك سُبحته بعجل بين انامله وهو يستعجلها/ناادي مدام مها بسرعه
الخادمه/اوكي سير
حضرت مسرعه و خائفه من وجوده الآن،اخفضت صوتها/أدهم !!!
بابتسامة خبث/افاا مافيه تفضل حبيبي ولا شيء؟!!!
ابتلعت الخوف وهي تجيبه/أدهم هاللحين عندي ضيوف و..
قاطعها/عموماً ماجيت اتكي عندك، ادري عندك سعد الراشد زوج المسيار...و جد ولدك من ماجد اللي كنتي تتحججين بأنه كان يهددك و بسببه دخلتي علي بمجلس اهلك و اضطريت اتزوجتك فزعه وستر لله فقط!!
كادت تقع من خوفها، كيف اكتشف اسرار السنين الدفينه/أدهم اا
قاطعها/على كثر ما شفت ناس حقيره لكن مثلك عمري ما شفت و لا ابي اشوف....انا
إلتمعت عينيها خوفاً/انت فاهم غلط، عبود مو...
قاطعها وهو يُخرج اوراقاً من جيبه ليكيل تهديده/اسمه عبدالله ماجد سعد الراشد.. خانة الأم، اسمك الحقير" طبعاً...تقدرين تنكرين هالوثيقه الرسميه؟!.. أو فيك حيل تواجهين غضب هالعايله و تشريد ولدك...يعني ما يحتاج اقولك ان ولد بهالوضع ماراح ترضى فيه اي عايله محترمه ومصيره اكيد الضياع لو اخذوه منك.
نزلت دوعها خوفاً/وغلات الشموس عندك تسكت هاللحين..و اوعدك ما اعترض طريقك ابد حلفت يا أدهم
ابتسم بخبث/وحده مثلك ما تنضمن...لكن بشوف اخرتها معك.. هاللحين الكوره بملعبك...اطلعي من حياتي و بتسلم حياتك. .. والا قسماً بمن احل القسم لتكون نهايتك على يدي....بدون سلام
اغلقت الباب بعد ذهابه... ماهذا الحضور العاصف؟!! كاد يقتلع روحها وهو يهددها بطفلها... لم تشعر بالخطر قبل حديثه، لا تريد ان تفسد اي شيء الآن..مخططها يجب ان يكون كما رتبته هي لا أدهم...سعد سيتذوق العذاب الذي ذاقته قبلاً ...ولكن ليس الآن يجب ان تضمن مكانة طفلها أولاً و ابتعاده عن اي مشاكل مستقبليه..
دخلت وهي تسمع صوته يخرج من دورة المياه و يناديها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثلاثون
انتهى منها و مشى في طريق عائداً للمنزل ولكن بنفس الحي كاد ان يصطدم بسيده ولكنها سقطت خوفاً، نزل مسرعاً وهو يدعو الله ان تكون بخير..
وقفت تلك تنفض عبائتها وتبكي/الحقني تكفى الله يخليك
يشعر انه قد سمع صوتها/نعم اختي و ش عندك
ابتسمت لرؤيته فهو سبق وان اسعفها هي ووالدها وكان كريماً معهما/انت أدهم المناع؟! انا اعرفك مره انت اسعفت ابوي..
استغرب من اسلوبها تبدو خائفه/اختي؟ فيك شيء تبين مستشفى؟! والا ملحوقه!
هزت رأسها بالموافقه/ابوي حالته ماتسر... وانا شوفت عينك لحالي والاحوال مستره..ابي تفزع لأبوي يا خوي أدهم قسم بالله مالي غيره واظن ربي رزقني بك اليوم في حارتنا
سبق و قد اخبرته انها حامل فكيف هي لوحدها؟!!! الموضوع غريب، ليخرج كرته من جيبه/اسمعي وانا اخوك، انا وراي موعد سفر مهم جداً، مع ذلك بساعدكم، خذي هالكرت بيجيك واحد ثقه من طرفي اسمه مهند و ابشري بسعدك.
اخذت الكرت و تحدثت بإمتنان/الله يحفظك و لايحرمك الاجر ،
هز رأسه بابتسامه وهو يُخرج هاتفه ليتصل بمهند/ادخلي بيتك ومن اليوم ورايح لا تشيلين هم ابوك انا بتكفل بكل شيء يخصه ويخصك بعد... كلها ساعه ويجيك مهند ويسوي لابوك اللازم.
شعرت بالامتنان وعينيها تغرق بالدموع..كانت ولا زالت وحيده مع والدها بعدما تركتها والدتها صغيره و بعد أخذ طليقها لطفلها لحظة ولادته وبعدما تخلى الناس عنهم.. كل ظروف التخلي التي عايشتها طوال حياتها جعلتها تشعر ان هذا الرجل لا ينتمي لهذا الكوكب!
استغرب من نظراتها له.. عينيها مليئه بالانكسار و الضعف.. نظرات يعرف معانيها جيداً، .. تجاهل ما يشعر به و رحل مؤكدا. على مهند ما يجب عليه فعله....
.
.
ليلاً..
انتهت من ترتيب المنزل بشكل مغاير عن السابق بمساعدة الخادمه..ثم امرتها بالذهاب لملحقها ليتسنى لها الاستعداد لإستقبال زوجها براحه، تعلم انها لن تستطيع ان تسيطر على نفسها فكلما تتخيل ان اخرى برفقته تحترق، ....
تأكدت من كل شيء و جاهزية العشاء بكافة اصنافه على الطاوله فوق لهيب الشموع، اخذت المبخره لتضع جمراتها الصغيره ومن ثم البخور كلمسة اخيره اعتياديه في نظامها لتصعد للأعلى حيث جناحها .. نظرت لفستان الشيفون الارجواني القصير المُلقى على السرير، ترددت في لبسه، يبدو قصيراً بالنسبة لها وواسع الصدر بشكل مثير وغير محبب لها، ولكن ليال أصرّت عليها واخبرتها انها ستكون مغايره عن المعتاد.. سيكون جميلاً عليها، ولكنها متردده..كعادتها...
سقطت عينيها على مشغل الاقراص الذي يعشقه، فوق رفوف ألبومات القيصر و مياده و صوت الارض...بجانب ركن صغير يعشق الجلوس حينما يود الخلوه بكتاب يقرأه..
اتجهت لتلك الرفوف لتختار لها احدى المقطوعات التي يعشقها.. كانت قد هجرت كل شيء وهو اعاد لها شغفها حتى انها تراودها العوده للكتابه !!
اختارت القيصر و لكن اخفضت من صوته.. لتكمل استعدادها بصوته لتتجاهل اصواتها المتردده داخلها
إلتقطت فستانها الأرجواني لتذهب و تلبسه في غرفة خزانة الملابس.. و تقف بعد ذلك امام مرآتها الطويله بقلق تبدو بشكل مغاير جداً عما اعتادت عليه من احتشام..ولكن الليله يجب ان تتجاوز مخاوفها و ترددها الدائم لتبرز جمالها ، الويل لك يا صالح..!
تذكرت الشريكه فزادت غيرتها كما اخبرتها هند بأن زوجته الاخرى صغيره جداً بالعمر زاد اشتعالها ، لتسحب تلك الربطه التي تجمع شعرها على طريقة البوني تيل المعتاده لها.. لتجعله يتهادى خلفها و اخذته لتجمعه على كتفها الأيسر .. تأكدت من ماكياجها كان كل شيء على غير المعتاد..تجرأت في تغيير كل شيء..
حاولت تنظيم تنفسها كما علمتها ليال..ابتسمت وهي تتذكر احاديث ليال ،لطّفت جوها قبل عودتها..ليال إمرأه صالحه جداً حد أنها تفوقها وتعترف بذلك..من سيتزوجها يجب ان يكون بمثل انسانيتها، و نفسها المعطاءه..
إلتقطت هاتفها لتتصل تطمئن عليه و لكنها سمعت صوت سيارته فهي تركت الشباك مفتوحاً لتعرف بلحظة وصوله..
اتجهت ناحية النافذه،،
ازداد خفقان قلبها برؤيته ينزل بوقاره وهيبته التي تربك تنفسها وهي تراه بثوبه الكحلي و شماغه الابيض ، تعرف انه قادم لوحده فهند أخبرتها أنها لن تأتي في اتصالها بها اليوم..،
اختفت ابتسامتهت وهي تتفاجىء به يتجه للباب الآخر و يفتحه لتنزل أخرى، وقف يتحدث معها قليلاً ودخلا معاً للملحق..، ثم خرج هو لوحده متجها لداخل المنزل...!!
لم تستطيع تماسك نفسها فذلك خارج عن إرادتها..تركت النافذه ونزلت مستعجله..
دخل عابساً وسرعان ما ابتسم، هي هنا..رائحتها تملء المنزل حياة و شغف..أزاح شماغه و غلغل يده في شعره وهو ينوي الجلوس، ولكنه تفاجئ بتلك الفاتنه تُطل عليه من اعلى السُّلم و تتقدم ناحيته، وقف وهو يتصنّع الغضب بعقدة حاجبيه، محت رؤيتها كل ضيق وشتتت كل ارهاق!!
تقدمت بخطوات مدروسه وقد نست خجلها من فستانها القصير ومن مظهرها الجديد/اهلاً وسهلاً حبيبي...سلامة الاسفار!
بشوق يغلي وهو يرى شعرها يرتاح على كتفها بسلام وهي تلتهي به/الله يسلمك من النار..ما شاء الله اشوفك ببيتي الليله!!
اقتربت ووقفت امامه بابتسامه غاضبه/طبيعي تشوفني ببيتي، بس الموطبيعي انك تسافر فجأه وما تقول لزوجتك، و تخليها تدري من الناس!!
إلتزم صمته لحظة وقوفها بالقرب منه لتختفي إبتسامته وعينيه تغزو عينيها الغارقه في ليل كحلها...، لا يصدق أنها الحبيبه، حضورها يفضحُ عجز قواميس اللغه عن وصف مدى الشوق العظيم، الصمت في حضرة العشق دليل إكتمال..
أغاضها صمته وسط نظراته/لا تسكت علمني ليه تخليني وراك وتسافر بدون ما تقولي..وش وداك؟!
غضب من رفعها لصوتها بدون داعي/لا ترفعين صوتك علي!!
لم تعد تحتمل لتقذف هاتفها تحت قدميه ليصبح قطعاً صغيره وهي تتحدث بغضب يخضبه الدموع/إلا برفع صوتي يا صالح ..دامي كنت اتصل فيك طول الايام و ماترد علي و بعدها اكتشف انك رايح تتزوج علي؟!! طيب لييه بهالسرعه؟! عالأقل احترم كلمة احبك اللي نطقتها لي و السنين اللي ضاعت منك تنتظرني فيها!!
استغرب قليلاً وهو يتقدم إليها ويتحدث ببرود/من ذاق ما لاق ياهند ..تركتيني بعد التعلق وانا ماتحملت
انهارت باكيه وهي تراه بقمة بروده،استغلت اقترابه لتحاول رفع نفسها لتمد يدها و جعله ينحني لها من خلال شد ياقة ثوبه/ماتحملت كم يوم؟!! اعتبرها عذر لكنك تبيها من الله وهذا انت جايب العروس معك، ناقص تدخلها معك بيتي!!
رفع حاجبه وهو ينحني لها مهدداً/اي نعم العروس معي و بنام معها بغرفتنا بعد، واذا فيك خير امنعيني!
إضطرب تنفسها و قاومت انهيارها بين يديه، ظنت مخطئه انها ستصمد امامه ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً ،لتنطق بغيره فاضحه وهي تحاول بضعف إبعاده عنها/ماراح تدخل هالبيت زوجه غيري و هالليله يا صالح ما راح تطلع انت من هالباب...انت لي لحالي انسى اخليك لها انسى.
لم يتوقع ان يرى منها كل تلك الغيره وذلك التحدي. ابتسم بصمت و تركها و ذهب للباب ولكنها لحقت به تظن انه سيخرج لتلك..
امسكت بيده بثبات، ابتسم قليلاً ثم اخفى ابتسامته وهو يلتفت إليها و يمرر يده بخفّه و يحيطها بخصرها ليلصقها به فتخرس وسط دموعها، و ارتجافة شفتيها/من قالك اني بتزوج عليك؟!
لاحظته يقترب من شفتيها، ازداد توترها وهي تتخيل تلك بين يديه، نزلت دموعها، ونطقت ببحه/دريت،
أحب إصرارها، و تمسكها به ليرد بنفس همسها/دامك دريتي وش رجعك البيت؟!وش تبين؟!
بنفس ذلك الهمس/انت حقي و انا ما اتنازل عن حقي بسهوله..
ابتسم وهو يتأمل محاولتها قبل قليل في ان تكون شرسه، ما اجمل الغيره حينما تُفصح عن تفاصيل الجمال الأنثوي، و ذلك الكحل المرسوم بشكل اضاف لمسة فتنه على ملامحها الهادئه...،
استنكرت ابتسامته المقابله لغضبها/شفيك تتبسم؟!
حاول تقبيلها ولكنها صدته،لينطق بتساؤل مُحب/بذمتك ياهند واحد جلس ظ¢ظ¦ سنه ماتزوج على امل انتظارك المستحيل، تظنين انه بيضجر اذا هجرتيه اسبوع!!!
هدأت وهي ترتاح لنبرته وهو يضغط بلطف على يديها../
أردف بعشق/من تضوى بك ما يقنعه أي نور، ومن ذاق خمرك ادمن الشراب، غبتي كم يوم و ضاق بي فضاي وازداد الحب جنون، ..في الغياب الناس يقلوّن ،انتي الوحيده في الغياب تزيدين !!
تُصدق كل كلمه ينطقها ، اعتادت منه الدلال والغزل،هو من افسدها بدلاله/خربتني يا صالح..!
داعب خدها بنعومه وهو يغزوها بعينيه/هند أنا..
قاطعة اندماجه وهي ترفع نفسها لإغلاق ثغره بقُبله خفيفه لتهمس بعدها/تعشيت و لا للحين يا قلبي؟!
عاد ليبتسم مهما غضبت منه لا تنسى واجبها تجاهه/للحين والله..ميت جوع
ابتسمت وقد نسيت تلك التي في الملحق/السفره جاهزه تعال معي
توقف/لحظه انادي هند من الملحق
استغربت/هند معك؟! مو كانت تقول بتقعد هناك و مادري ايش؟!
كتم ضحكته/ابد، راحت للملحق ترد على مكالمة امها بعيد عن البرد فالحوش..
عبست/هيين يا هند. ومسويه لي فلم و احرقت اعصاابي تقول ابوي ملك على صديقتي!! ماني مخليتها
امسك بيدها وهي تمر بجانبه ليجذبها لصدره ويتأملها مجدداً/بعد اللي شفته واللي صار ،بنتي تستاهل هديه ثمينه...
خجلت وهي تشعر بتقصيرها تجاه هذا الرجل المجنون بها..، دعت لإبنها بالهدايه وهي تسكن صدره، رغماً عنها تتذكر ابنائها ليس هنالك قلب أكثر شقاء من قلب أمٍ فارقت فلذات اكبادها..!!
،
.
،
.
قلقت أشد القلق..تأخر كثيراً...يجب ان يكونا في المطار قبل الرحله بفتره كافيه..
الخوف كل الخوف أن يغير خططه فجأه ،سيقتلها لو فعل ذلك..!! اتصلت ولكنه لا يجيب..!!
اتصلت مره اخرى وهي غاضبه ..ليرد/هلا الشموس
تحدثت بقلق/أدهم وينك؟! تأخرت
ببرود/معليه حبيبتي أجلي السفره.. عندي شغل مهم و
ردت غاضبه وهي تمشي في المكتب جيئتاً وذهاباً و تعبث/اوكي حبيبي خلاص كنسلت فكرة السفر اصلاً، ماله داعي
بهدوءه/شكلك زعلتي!
بقهر مكبوت/وليه ازعل؟! ماراح اموت اذا ما سافرت..يلا انا بقفل الخط
قاطعها/قبل تقفلين هاتي بوسه
غضبت وهي تريد الصراخ.. وتفاجأت بيده تحيط خصرها وهو يلفها و يطبع قبلته العميقه على خدها/زعلتي؟ لا تنكرين
كادت تبكي وهي تراه يحيط بها/تحب تقهرني يا أدهم، حتى مفاجئتك الحلوه تقهر!
ضحك وهو يرى تجهمها/شرايك بالمقلب؟!!
عضت شفتها بغضب/فنان قهر.. ما يحتاج شهاده
ابتسم بخبث و نطق بثقه/هاللحين بقلب مزاجك و متأكد مليون بالميه انك بتفرحين
تسائلت بعينيها بصمت وهي تراه يدخل يده في جيب جاكيته و يُخرج علبه صغيره!!
فتح العلبه وهو يقدمها لها ويراقب ردات فعلها/خاتم ابوك اللي اخذته منك يوم الشبكه..هذا انا اعلن استسلامي و ارجعه لك .
اتسعت ابتسامتها وهي تراه،و تداعبه بين يديها،هذا الخاتم حبسها سنوات و دعم شموسها بكل قوه، قرأت ذلك البيت الشعري الذي كُتب على خاتمها (وأكره ان أسمعُ في اللهو ريبةً ... كما كرهت صوت اللجام الشوامسُ )
إلتمعت عينيها وهي تتذكر والدها..كان شديد الفخر بها..لم يعلم يوماً ان شموسه سيُخضعها لجام قلبها ذات مشاعر!!
لعله توفي حتى لا يراها تحت إمرة رجل!!
اغلقت العلبه وهي تبتسم له/شكراً أدهم..جد شكراً
استغرب ردة فعلها/توقعت تلبسينه..يالشموس!!
بنفس ابتسامتها الهادئه/هالشموس لقت من يفهم تغطرسها و يقدر يجاريها، ماعادت شموس، وهي تخضع لقلبها !! ..بس السؤال الموجع والخايف البردان؛يا ترى هو حقيقه والا حلم؟ خايف قلب هالشموس و متوجس،
يعلم بجرحها ولا ينساه، أجابها بحب و كفه تعانق خدها بدلال/لا يخاف قلبك و لا يبرد الشوق ،انتي الحقيقه اللي حطمت برج الاحلام ، ..
تسائلت بنظراتها اللامعه وهي تكره ان تسأله عن صدق حبه، يستصعب ذلك الغرور كل مشروع يخص قلبها. حاولت التملص من بين يديه وهذا الموقف، لا فائده من ظ±طالة وقوفها و من حديث العيون المرهق ...
ولكنها تفاجأت به يثبتها وبعينيه بريق/لحظه يالشموس
توقفت تسمعه بنفس صمتها، ماذا عساه سيقول/!!
قرر النطق، لا يعرف ماذا يجب ان يقول ولكنه يشعر بأنه يجب ان يتكلم/احيان من كثر مالشخص جاف بحياته وماعمره لقى حضن يلمه، يفرح اذا لقى صدر يرمي بثقله عليه، ويصير مايدري هل هو حب هالشخص فعلاً او لأن الحاجه خلته يحبه ويبقى معه؟!!،
ابتسمت على ثرثرته، يبدو وكأنه لم يفضفض في حياته، لتنطق/يقولون أصل الحب احتياج..!
ابتسم على اختصارها الانيق لثرثرته ليُضيف/هذا انتي قلتيها
لا تعجبها تلك التسميه/بس أنا ما افضّل هالحب، و ارفض تصنيفه بهالضعف
استغرب/مافهمت
بكيدها، نطقت لتستفز قلبه للبوح/الحب بقصد الاحتياج...ينتهي بانتهاء الحاجه يا أدهم..جمال وسمو الحب يكون من فايض عطى ومن وافر مشاعر ..اما مشاعر الضعف وقلّة الخلان والاحتياج ما تهتويني، ولا ابيها
خاف ان تكون فهمته خطأً، ليتحدث بلهفه/جبّاره يالشموس جبّاره..وش اسوي و انتي اللي اضعفتيني، حضنك اللي يضمني كل ليل علمني حجم حرماني و احتياجي..لا تظلمين المحتاج اذا حب.
بابتسامه جانبيه وجمله متخمه بالكيد/ناقص تقول تحبني!!
رفع حاجبه من طريقتها الماكره في استدراجه، ولكنها محقه فإن كان لكل شخص قلب ينبض للحياة فقلبه ينبض لها وحدها/تستاهلين الحب
شعرت برغبه عارمه في عناقه، ما اجمل اعترافات الحب المكبوت والاجابات المُبطنه، قررت ان تذكره، يجب ان يعرف و ان يعتذر/غريبه!! كيف و ماني حلمك و لا تبيني
ازاح غرتها عن وجهها وهو ما زال يداعبها بأنامله/ماقدر امحي التهور والخطأ اللي صار ببداية علاقتنا، و انتي كنتي مهره عصيّه ، لكن تأكدي يالشموس انك سلبتي هالنابض من اول لقاء<<اشار الى قلبه.
لمعت عينيها بدموعها لم تستطيع الرد، اخذت يده من خدها لتنزل بها لشفتيها لتقبّل كفه بعمق، قد شغفها حباً الليله بكل ما للكلمة من معنى، حتى انها تناست و تجاهلت كل شك و طمست كل ظن سيء تجاهه..باح عن مكنونه اخيراً، أكان يحتاج فقط للسعة غيره ليصرّح بكل هذا؟!!
"أي رجل هذا الذي يمسك بزمام مشاعري رغماً عن انف الغرور ويدفعني الى الغرق في بحره مبتسمه!"
سحب يده منها ليجذبها ويلصقها به وهو ينحني لعنقها و يجود عليه بقبلاته، ولكنها دفعته/انت بس تبي تأخرنا عن الرحله!
جذبها مجدداً وهو يهمس/قدامنا اربع ساعات.. ابي منك ساعه هنا..لا تبخلين!
تنهدت وهي تسمح له بإكمال ما بدأه ..لن تلتفت لأي شيء وهذا الرجل لن تشاركها فيه حواء اخرى..،مازالت تتذكر العلاقه الأولى والليلة الأولى التي جمعتهما كزوجين..كان من الواضح انه يتعامل مع انثى لأول مره..تأكدت من ذلك حينما لم يعرف كيف ينزع حمالة صدرها في اول لقاء..وذلك الدليل الذي جعلها تثق انه نظيف مهما راودتها الشكوك حوله!!!
.
.
عاد من الخارج متأخراً بعدما جاب طرقات الليل وحيداً، وكأنه يمهد لنفسه لحظة الفراق،..ما خفف عنه ذلك الأمر هو اتفاقه مع عمه بشأن رشا،
دلف من باب الساحة الخارجي ويغلقه ليجدها تقف هنالك عند الباب الداخلي تنتظره ، ابتسم لرؤيتها هي صديقة الطفوله فكيف لا تُسعده رؤيتها/وش مسهرك برا
بادلته الإبتسامه لتتقدم إلبه وهي تتكتف عن البرد/انتظرك يالحب
عدّل شاله البني جيداً بابتسامته/عاد كان جهزتي قهوه والا شيء ساخن .. دام بنقعد فالحوش كذا
نفخت في يديهاوهي تضمهما لبعض عند شفتيها/انا برأيي ندخل احسن، انا كنت اتمشى هنا اصلاً
لاحظ هاتفها المحمول بيدها/متصله بأحد هالوقت؟!
دسته في جيبها وهي تضم ذراعه/لا ..كان بجيبي بحكم العاده يعني، .. تعال معي داخل مجهزه قعده حلوه بالمجلس ،عزه راحت مع زوجها ومليييت لحالي
امسك بيدها وهما يدخلان..كان بداخله اسئله كثيره عنها، رشا ليست هي تلك السابقه مع احتفاظها بنشاطها و حيويتها هنالك شيء لا يعرفه فيها..
دخلا المجلس وبدأت بسكب القهوه له وهي تتبسم/تصدق بالله يا وليد
اخذ الفنجان وهو يبتسم لنبرتها/آمنت بالله
لا تعرف كيف تبدأ ولكن تريد ان تبوح/انا جايتك هالمره ومستقصده بعدما عرفت انك رايح لألمانيا..
ابتسم بخبث/يعني ماهو حب فيني هاه!!.. اوكي اقعدي عند اهلك مابيك
بادلته الابتسامه وهي ترفع حاجبها/ماتستغني عني ياوليد..ادري بتموت بدوني، تخيل بس لو ماجيت، كان زوجتك أمك وحده ماتطيقها وسافرت معك وضيقت زود على جو الغربه...المفروض تحمد ربك انك تعرفني..واني جيتك بالوقت المناسب.
ضحك وهو يسترخي في جلوسه و يفتح شاله/على قولت أمي ياحبي لك يا رشا..
لمحت في عمق عينيه احاديث واسرار، حتى سكوته واستسلامه لكل شيء يريبها/و على قولت ماما تؤبرني ياوليد.
بعد منتصف الليل....!
في المستشفى الذي احتضنه نائماً..
دخل رجل وهو يبحث بنظراته في ارجاء المكان..سقطت عينيه على الممرضه المناوبه تردد ولكنه طلبها/نيرس لو سمحتي تعالي شوي
استغربت طلبه/نعم!
اشار لخارج القسم/امي بالجهه الثانيه من المكان ، عندها مشكله في المغذي ، ومالقيت احد..ممكن تجين تشوفينها؟!!
ترددت في الإستجابه ولكن لا ضير مجرد مغذي وستعود/اوكي.
تركت الممرضه مكانها لتخرج حيث اشار..
عادت بعد لحظات وهي مرعوبه لسماعها صافرات الخطر في حالة مريض الغيبوبه..رفعت سماعة هاتفها وهي تنادي بخوف/طوارىء بليز الدكتور عبدالرحمن محمد.. للمريض نايف المناع بليز ..الحاله طارئه..
تركت مكانها لتدخل غرفة نايف لعلها تنقذه.....
.
.
.
آوت لغرفتها باكراً بعد سفر اختها و ذهاب عمتها هند.. ام رواد تضطر للنوم باكراً لأجل اطفالها...
جلست في منتصف سريرها وهي تضع كمبيوترها المحمول على فخذيها و تكمل عملها الذي طلبه منها أدهم .. انتهت من عمل منصتها على الانترنت..ستعلن قريباً عن دوراتها المعتمده في مرض التوحد..
.. كل شيء ممل..يجب ان تعود للعمل بأسرع وقت... إكتفت من اجازتها لم تعتاد ان تجلس كل هذه الفتره بلا فائده..!
سيكون برنامجاً تدريبياً متكاملاً كما كانت تحلم..
الفضل بعد الله لأدهم. . رجل ملهم مثله يجب ان يكون في مكان كأبيها...
رن هاتفها ، استغربت من سيتصل في هكذا وقت متأخر!!
إلتقطت هاتفها لترد بعد رؤية اسم عمتها هند/الوه!! خير يا عمه؟!
على الطرف الآخر تحدثت بصوت باكي/ليال!
وقع قلبها أرضاً وهي تترك سريرها،و تحاول ان تستنطقها/عمه شفيك؟! طيحتي قلبي!!
بكت تلك/نايف يا ليال ناايف!!
الدعوات المرفوعه و الأيدي الممدوده للسماء لا تعود خائبه أبداً..!!
.
.
بعد دقائق من اتصال هند... هاهي في طريقها الى المشفى.. يحدوها الامل و الرجاء و الخوف من الصدمه...!
دموعها لا تجف...لا شيء يلوح امامها غير ضحكات اخيها و صورته واقفاً بجانب والدها بكامل اناقته..كان شبيهاً به ، كان فخرها و رصيدها الاغلى في هذه الدنيا..
نزلت وهي تتجه لداخل المستشفى ، بنبضات متسارعه و مختلفه، وصلت للقسم الذي يوجد به و وجدت باب غرفته مفتوح..،
.:
دخلت وهي تراه يجلس و ان كان مسنوداً .... هو بخير و يفتح عينيه و يرى/نااايف!!
إلتفت إليها بعدما انتبه الى صوتها المشوب بالبحه، يشعر بإنزعاج و نوع من عدم الراحه البصريه وكأن النور يصوب ناحية عينيه مباشره ، ولكن كيف له ان ينساها، إرتسمت ابتسامته بتعب شديد/ليال؟!
تقدمت وهي تعانقه بشده ، أخذت في تلمّس خديه و عينيه و من ثم يديه لتضعها على خديها وهي تبكي .. تأملت عينيه التي تتحرك و ابتساماته المرهقه، يشتد بياضه فهو منذ شهور طويله بعيداً عن اي مؤثرات شمس او هواء خارجي..مع شعره الطويل/حبيب قلبي شلونك؟! تكلم يا نايف ابي اسمعك تكفى، قولي كيف تحس اللحين وش يوجعك يا عمري؟!
ابتسم بارهاق/انا بخير تطمني لا تشيلين هم ، بس ابي اشوف ابوي.طلبت اشوفه من صالح و قال طيب وطلع..
شعرت بالغصه ترتكز في حنجرتها فهو لم يعرف حتى الآن بوفاة والدهم..
اردف بشوق ذابل/توقعت اول واحد اشوفه قدامي ابوي، لا يكون مسافر!
لم تستطيع الإجابه لتعانقه مره اخرى وهي تبكي بصمت.
خاف من اناهيدها ودموعها التي ازدادت/ابوي تعبان؟! صاير له شيء؟!
تحدثت وهي تشد على عناقه/انت بغيبوبه من تقريباً سنه..ابوي كان حيل تعبان وانت تدري ، الله يرحمه..البقى براسك ياخوي..
انهار باكياً بين يديها وهو يعانقها، الآن عرف سبب تهرب صالح، وصمت الممرضات/انا السبب جلطت ابوي اكيد اكيد انا السبب
اغلقت ثغره بيديها وهي تبكي/ابوي اصلاً مريض قلب يا نايف ماكان معلمنا شدة مرضه ، رحمه ربي واخذه عنده.
كان خبراً صاعقاً و لم يطرأ بباله أبداً..اخرسه تماماً واكتفى بالصمت الباكي..
دخلت بعد لحظات هند التي كانت في الاستراحه لأداء صلاة الفجر، مسحت دموعها وهي تراه امام عينيها، لم تصدق حتى الآن/الحمدلله على سلامتك يا نايف، طهور يالغالي
لم يرد وهي تراه يبكي، فعرفت انه علم بخبر والده، تنهدت وهي تتقدم و تبعد ليال/بس واللي يرحم والديكم..بس
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والثلاثون
بعد مضي نصف ساعه وهدوء رهبة الموقف..
دخل الدكتور يريد الحديث مع اهله ليتفاجىء بذات الملامح الحاده تمسح مدامعها و تحاول ان تصمد، توقف للحظه وهو يتأمل وجهها الخالي من اي رتوش ..تبدو قاسية كيف اجتمعت القسوه والدموع في وجه واحد؟!!
عدلت شالها ولثامها بعد تنبيه عمتها،لتقف/نعم دكتور؟!
مازال مبهوراً ولكنه حاول ان يتجاوز،/الحمدلله على سلامة نايف طهور ان شاء الله..
بهدوءها المصطنع/الله يسلمك ..بشر يا دكتور متى نقدر نطلعه؟!
تردد في الحديث/نايف حالياً بخير والحمدلله بس باقي له شوي فحوصات قبل نسمح بخروجه، يعني شيء روتيني وان شاء الله بكرا نقرر
تحدث وهو يشعر بدوار وخدر/دكتور انا ماحس برجولي!
استغرب وهو يقترب منه ويتجه لقدمه ويزيح عنها الغطاء/يمكن تنميل من قلة الحركه ..حرك اصابعك..
حاول ولكنه لا يشعر بشيء بل لا يتحكم بها وكأنها ليست منه!!، خاف كثيراً/ماحس فيها
خاف الدكتور اكثر وهو يطرق ركبته بأصابعه/تحس بضربات يدي؟!
حرك رأسه بالنفي وهو مرعوب/لا!
استيقن حالته وهو يهز رأسه ليلتفت لنايف/مبدئياً مانقدر نجزم، ماراح نحكم لين.
قاطعته بخوف/تكلم بصراحه شفيه؟!
إلتفت إليها وهو يحاول تصريفها والخروج/اشوف بقية التحاليل واقولكم
لاحظته يخرج لتلحق به ومعها هند.
أرخى رأسه بهدوء وهو يشعر بتنمل رقبته، منذ متى لم يحرك ساكناً..لابد وانه يحتاج وقتاً ليعود للحركه...هكذا كان يفكر وهو يغمض عينيه مرهقاً....
.
،
.
اليوم التالي..
عاد من الخارج ليجلس بجوار والدته يحتسي قهوة المساء..وهي منذ دقائق تتحدث في هاتف المنزل مع احداهن ويبدو ان الحديث مهم وخطير من تعابير وجه والدته!!
سكب لنفسه فنجاناً و يحتسيه براحه،....
اغلقت الهاتف وهي تلتفت إليه/من وين جاي؟!
سكب لها فنجاناً وقدمه لها/كنت رايح اودي بدلتي للمغسله و اسوي كم شغله
ترددت في الحديث ولكن احبت ان تخبره لعل و عسى/خالك تو متصل بي قبل شوي..ويسلم عليك وينشد عنك
بلا مبالاة/الله يسلمك ويسلمه..
ما زالت متردده/خالك يقول ان ريم جالها خطاب...ولكن متردد
لم يرد...ظل يرتشف قهوته...
أردفت/يقول اذا كان خاطر قاسي فيها ترى بيرفض..عاد انا قلت ..ريم ام ولدك و وحده عاقل احسن من بنت ماتعرف حتى تسوي كاسة شاهي..
تذكر طفله و فاض به حنينه، لولا أنها أمه لأخرسها، مالداعي لإقحام طفله بأي حديث عوده وهو قد مات..لماذا تتعمد رش الملح على جرحه في طفله...؟!!
نزلت في هذه الأثناء وهي تتجه لصالة الجلوس..في هذا الو اجتماعهم للقهوه وقد اتصلت بها مدى...
أكملت ام قاسي حديثها بإلحاح/ريم الأوله يا قاسي و لاهي شينه، ترى مافيها شيء لو رجعتها على بنت اليهوديه ...الشرع محللك اربع، و ترى للحين قلبها موجوع على ولدكم وانت ماقصرت صدمتها و تركتها في عزاه!
قاطع حديثها بهدوءه رغم غضبه/يمكم قسيت عليها بتوقيت الانفصال واعترف ماكنت موفق فيه ولي اسبابي اللي دفعتني.. اما اني احط وحده على نيفادا.. اسمحيلي يمه..
قاطعته غاضبه/عاجبتك وهي خبله ماتعرف من السلوم حاجه هذاك اليوم بجمعة الحريم تسلم عليهم كنهم رفيقاتها!!.. واللبس يالله المستعان بس.. و الطبخ و شغل البيت ماااش سنع!..نعنبو دارك وش تبي بها؟!
ابتسم وهي تعدد عيوبها/الحب اقشر يمه .. الله يرضى عليك انا مرتاح مع نيفادا ، اذا تحبيني صدق لعاد تذكرين اسم ريم قدامي و لا حتى سيرة الزواج ابد.
حركت يدها بفقدان أمل/خلك مع نيفادا ، انت الخسران..
ضحك/ازين خساراتي يمه والله انها ازينها..
،
اتسعت ابتسامتها خلف الجدار و ذلك الشعور الجميل يزداد تجاهه، اعادت ترتيب غرتها و ياقة فستانها الازرق الناعم، لتدخل وكأنها قادمه للتو/السلام عليكم
ردت من دون نفس/وعليكم
رفع رأسه لقدومها/وعليكم السلام..هلا بك سينيورا
اتجهت إليه لتجلس بجانبه و تقبله على خده بحركه تبدو ظاهرياً عفويه و هي مقصوده مع سابق الاصرار و الترصد/آولا سينيور
لاحظتها تقف غاضبه وهي تذهب وتترك المكان بعد حضورها،لتسأله/واضح اني ما اعجب أمك!
ابتسم وهو يرى هدوئها/مع الأيام بتعجبينها...لا تشيلين هم
إلتفتت إليه بتساؤل/مادريت انك تعرف اسباني؟
بنفس تلك الإبتسامه/علشان كلمة سينيورا ، لا سمعتها بفيلم تو
صمتت وهي تبتعد وتلتقط فنجان قهوه و تتذكر حديث والدته عن إمرأه تبدو كانت زوجته هكذا فهمت من حديثها، لا تعلم لماذا اشعلتها الغيره، لتسأل بهدوء مصطنع/كنت متزوج قبلي؟!
استرخى في جلسته وهو يستعجب من كمية الهدوء و طريقة السؤال، انشغل ببريق اسوارتها الناعمه وهي ترتشف فنجانها/ايه كنت..
وضعت فنجانها بهدوء،لتلتفت إليه/ليه انفصلتوا؟!
اخرج سُبحته من جيبه كعادته حين يتوتر/ما كان بيننا تفاهم..
شعرت بالحرقه ترتفع إلى حلقها، بعد ذلك المبرر/مع ذلك كان بينكم طفل!! .. عجيب امركم يالرجال!!
استغرب جملتها ولم يستطيع الرد،..
لتردف بتساؤل حارق/غريبه!كيف تنام جنبها وانت منت على تفاهم معها؟!!
صُدم اكثر من حديثها/انتي ماتعرفين تفاصيل الموضوع، فلا تحكمين عليه بهالطريقه.
اقبلت بهذه اللحظات وهي ترى عقدة حاجبي اخيها/شالسالفه؟!
تحدثت بابتسامه/اخوك يقول ناوي يرفع قضية حضانه على طليقك، ريحي قلبك يا مدى و تجهزي ترى اولادك بيجونك قريب ان شاء الله.
لم تصدق ذرفت عينها فرحاً/صدق ياخوي؟!!
إلتفت إليها غير مصدق، ليتفاجئ بغمزة عينها، و يتكلم/ان شاء الله وانا اخوك
ابتسمت له بإمتنان/الله يحفظك لي يالغالي.. ولا يحرمني منك..
شعر بسعاده وهو يرى فرحتها ترتسم على محياها، الآن عرف ماذا كانت تقصد نيفادا حينما تحدثت بموضوع اطفالها والمحامي، إلتفت إليها بابتسامة رضا..
رن هاتفها لترد بابتسامه بعد رؤية اسم اختها/هلا ليال
على الطرف الآخر/تعالي اشتقتلك
ظنت انهت تحلم ، لم تصدق وضعت اناملها على ثغرها لتقف بعدها/ليااال ؟!!
بصوته المرهق/انا نايف يا نيفوو..
إنهارت باكيه وهي متمسكه بهاتفها وتسمع صوته/ناايف!!!
اتجه اليها قاسي و فزعت لها مدى..!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والثلاثون
مضت اربعة أيام من رحلتهما الى الدانمارك..
وقت المغيب وقفت امام البحر ملتفه بشالها الثقيل .. هنا تغرب الشمس باكراً في فصل الشتاء..قرروا البقاء اليوم كله هنا...
ابتسمت لنسمات الهواء التي تهب ببروده و كأنها لا تشعر به، شدت الشال حولها جيداً و هي تراقب علو الامواج..
إلتفتت إليه وهو يقف هنالك و يتحدث في هاتفه بشكل جدي جداً...يستحيل ان ينسى عمله حتى في عطلته القصيره هذه..
رآها تقف أمامه بنظرات تساؤل وهي تتكتف ليضطر لإنهاء مكالمته/خلاص بحاول ارجع الرياض بدري..بعدين ارد عليك..سلام
انتظرته حتى اغلق هاتفه/لا والله ترجع الرياض هاااه؟!! من قال اني بسمح لك ؟! وليه كل شوي مكالمه
عقد حاجبه/اظن ان المكالمات تجيني ماتصلت بأحد!، الشموس لا تسوين لي سالفه
بهدوء نظرت لعينيه لتتحدث بحب/وش كان هدفي من السفر؟؟ نكون لحالنا بدون اي ازعاج بدون اي عمل، بس استجمام اسبوع...احترم رغبتي فيك.
رفع هاتفه أمامها وهو يغلقه بإبتسامه، يعجبه تصرفها وحديثها وتصريحها اللبق بالرغبه ، تذكر خبر نايف وازدادت سعادته، سيرى سعادتها الحقيقيه عند رؤية أخيها معافى/سافرت معك ومادري وين رايحين و لا وين بنسكن ولا عندي اي خلفيه عن الموضوع غير اني بسافر معك..وش يسمونه اذا مو احترام رغبه؟!
ضلت تراقب شفتيه وهو يحدثها..يبدو ساحراً جداً وهو يحاول ان يسايرها..
لحظات ليبدأ تساقط الثلج على مهل لتشهق وهو يلامس انفها، رفعت ناظريها للسماء بردة فعل طفوليه..و هي ترى دهشته/ثلج يا أدهم ثلج
ابتسم لا إرادياً وهو يرى ردة فعلها البسيطه تماماً كالأطفال حينما يفرحون بقدوم المطر/اول مره اشوف ثلج على الطبيعه
ضحكت وهي تقترب منه وتقف بجانبه و تتأمل معه سقوط حبات الثلج/انا متعوده ما احب اسافر اوروبا غير بالشتاء، احب الشتويه هنا و بنفس الوقت بعيد عن زحمة السواح اللي يكثرون بالصيف..بس طبعاً من كبرت صرت نادر اسافر و كل سفراتي عمل
رفع يده على كتفها الاخرى ليضمها لكتفه/ترى بردتي وانتي ما حسيتي.
ألتفتت إليه مبتسمه/ماحس ببرد،
رفع حاجبه/لا والله!! شايفه خشمك انتي؟! احمر على ازرق
ضحكت من وصفه لتنزع الشال وهي تضعه عليه/خذ تدفى،الظاهر انت اللي بردت.
وقف مذهولاً وهو يراها تذهب لتمشي على البحر حافيه بعد ان خلعت نعليها/اذا جيتي تنامين بعد شوي اقعدي تشكي لي، انا بدخل ترى
لوّحت بيدها وهي ذاهبه ناحية البحر/اجل جهز العشاء لين ارجع
وقف مستغرباً وهو يراها تواصل ذهابها/الشموس بلا هبال اطفال وادخلي عن البرد
جلست على ذلك الكرسي الاسترخائي مقابل البحر وتركته..
ابتسم بخبث وهو يقرر تركها ليرى مدى جديتها في البقاء وحدها هنا مع حلول الليل..كانت مُصرّه ولم تلتفت إليه..!
تركها و دخل وهو ينزع جاكيته المبلل و يعلقه..نظر لشالها الذي اعطته إياه، انتظر دقيقتين ولكن يبدو أنها جادّه!!
أخذ المظله وعاد للباب ليخرج..اين ستذهب في هذا المنتجع الشبه خالي..لم يراها على الكرسي الذي كانت به، نظر حولها ولم يجدها!!!
تلك الحمقاء تريد إخافته فقط..،ليناديها/الشمووس بلا استهبااال!! ادري انك حولي، انا ماطيق البرد، لا تضطريني اظل برا طول هالليل!
لم يجدها ليعود غاضباً للمنزل، ستمل بالتأكيد وستعود من نفسها.. لم يخف عليها سوى من البرد، فهي لن تضيع ..
.
ابتسمت وهي تراه يدخل لم يراها..قررت اللحاق به لأداء صلاة المغرب اصلاً ، كانت تريد استفزاز بروده فقط ونجحت..سمعت صوته في الغرفه يبدو انه يتحدث مع احدهم عن إمرأه، اقتربت لتسمع...
تحدث بإهتمام/مهند ابيك تروح لها وتطمن لي عليها وعلى صحة ابوها ، هي ماتصلت بي اليوم وانا قايل لها لا تقطعني من الاخبار..زين الله يسعدك.....طمنها و قلها ايام وراجع لا تظن اني بنساها....سلام
دخلت وهي تُحدث صوتاً لخطواتها/لا تظن اني بنساهااا!!! ايوه من هي اللي كلها ايام وراجع تشوفها؟ لا ومن زود القلق عليها رجعت تفتح الجوال من وراي واتصلت تسأل عنها!!!
ابتسم وسط ربكته/هذي وحده مسيكينه مالها عوين ولا لها احد...و لجأت لي بعد الله و صرت اهتم فيها وبس
رمقته بشك وهي تحدق في عينيه/وبس! ..ما شاء الله
عرف انها تغلي و يصعب عليها التعبير،ترك الهاتف من يده واتجه إليها وهو يمسك بيدها و يخرج خارج الغرفه/اتركينا منها و خلينا نروح المطبخ اليوم بذوقك سباغتي ماعمرك كليتي مثلها.
رفعت حاجبها بغضب وهي تسحب يدها/أدهم تستغبيني والا تضحك علي؟!! لا تصرّفني
إلتفت إليها وهو يعود ليتحدث/بالعقل يا عمري، انا لو بيني وبين هذيك البنت شيء بتصل بمهند يروح لها؟!! فكري شوي؟!
حاولت الهدوء، ولكن الأمر يتعلق به، لا تستطيع!!
تركته وهي تخرج وتتركه
ابتسم وهو يلحق بها ليوقفها في بهو المنتجع، ويثبتها واقفه أمامه رغم انها تتجاهله بالصدود بعينيها، ولكن بأنامله أدار وجهها ناحيته ليتحدث بعدما ابحر بعينيها لثواني/تأكدي اني حريص على رضاك انتي، اما غيرك والله مايهمني..ارتحتي؟!
هدأت وهي تراه يمسك بأنامل يدها ويقربها، يُخمد ثورة غضبها بمجرد نظرة عينه و لمسه من يديه، و لكن تخاف ان يتضح ضعفها أمامه فهي بدأت تشعر به/ما قلت لي، صدق تعرف تسوي سباغتي؟ وإلا بس كلام!
آه يعشق غرورها حينما يتداركها في اللحظات الأخيره، يستحيل ان يكون لغرورها مثيل، ابتسم/تعالي معي المطبخ و اوريك، بس بشرط تسوين السلطه وتجهزين الطاوله.
رافقته وهي تتبسم/شوف ماراح اسوي غير السلطه من اللحين اقولك
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والثلاثون
منذ ايام تلازمه في المشفى..تريد التأكد من حالته من اطباءه قبل الحديث معه، وكيفية إقناعه بمدى سوء حالته...
شلل نصفي!! أي انه لن يمشي مجدداً و سيكون مقعداً لبقية حياته..، و احتمالات الشفاء قليله ..!
كيف سيتقبل خبر إصابته ، هل سيجزع، .. لم تستطيع العوده اليه والنظر لعينيه المتسائله و المرهقه، لم تتم فرحتها بعودته من غيبوبته لتُصدم بخبر الشلل...! لُطفك يالله..
أرهق قلبها حزنها عليه فجلست في كراسي الانتظار والهم يعتلي نظرات عينيها..تكاد تختنق بما فيها، ازداد الهم و كأن صخرةً تجثم على صدرها وتحرمها راحة التنفس..،
أيقظها صوته القريب منها وهو يقول"الحمدلله على سلامة نايف يا ليال"
رفعت رأسها و هي تثبت لثامها وتقف، وكأنه لم ينقصها إلا رؤيته ليكتمل عقد الهم الذي يُحيط بقلبها/طراد؟!!
غزاها بعينيه كعادته/ايه طراد..حمدلله على سلامة نايف قرّة عينك.
صدت وهي تحاول ان تتماسك/بشوفت نبيك..
قررت تركه، ليس بينهم ادنى شيء فمالداعي لاقترابه، تفاجأت به يمسك بأناملها لتقف، إلتفتت إليه بعدما سحبت أناملها بقوه وهي تُنكر فعلته وتتكلم من بين اسنانها بصوت مكتوم/طراااد!!
ابتسم وهو يرفع طرف شماغه بابتسامه/خطيبك يا ليال ، معاد فيه حواجز، انا الحلم القديم و الوعد اللي انتظرتيه،
إلتمعت عينيها وهو يذكر الحلم،لتحرك رأسها بالموافقه/الحلم...فعلاً الحلم ..
كانت قريبه و رأت ما حدث لتتقدم إليها/ليال صوتك!!
حدّقت في عينيه بنظرات لم يعرف تفسيرها/اسفه يا عمتي شفت طراد و ماتمالكت نفسي، الشوق يذبح
لم يصدق ان تُصرّح هكذا، هي مازالت تحمل بقلبها مشاعر له/دام نايف استعاد وعيه، اوعدك ان تكون ملكتنا ما صارت ولا استوت
ابتسمت تحت لثامها/طبعاً انتظار السنين يا طراد يبي له احتفال كبير يرضي غرور اللقاء و يكسر عين الغياب.
ازداد حماسه و رغبته في ان يحتفل كما كان يتمنى، ظل فقط يتأملها/كنت اظنك كرهتيني!
ردت بهدوءها/ان بعض الظن إثم... عن اذنك رايحه لاخوي
توقفت هند بغضب وهي ترمقه بحده/اسمع يا طراد لو درى ولد عمها بلقافتك عليها ماهو بمخليك بحالك..مابي مشاكل..اذا ناوي على خطبه خطط مع ولد عمها وليّها ماهو معها..هالسوالف لاهي من ديننا ولا عاداتنا.
رفع حاجبه بابتسامة ثقه/هاللحين اخوها موجود.ولد عمها معاد يهم...
لم يعجبه رده ولا نظراته الوقحه التي تلاحق ليال أينما ذهبت، تركته و لحقت بليال..
كاد يلحق بهن لولا ناداه احدهم من خلفه، ليلتفت إليه/نعم!
همس لها وهو يعطيها الكيس/روحي لاخوك وانا شوي ولاحقك.
إلتفت الى طراد بتساؤل/ماقلت لي من الاخ
استغرب رؤيته ولكن عرف انه زوج نيفادا/عديلك طراد
ابتسم له/طرااد!..يا هلا والله معليش ناسيك ياخوك
بإبتسامه جانبيه/ماعليه ماتواجهنا إلا مره اكيد بتنسى، ما رجع أدهم بعدما عرف؟!
حرك يده بالنفي/لا والله ما رجع.. بعدين كلها يومين وراجع ..
عاد لينظر لباب الغرفه وانتبه له قاسي/شوي بس لك طريق تشوف نايف...
وقف ينتظره بعد ذهابه وهو يفكر بالحديث الذي دار بينه و بينها قبل قليل...
.
.
في مكان مظلم، قذفه تحت قدميه غاضباً/غبي جايني فرحاان تقول فصلت جهاز التنفس عنها!!
بارتباك/طال عمرك سويت اللي قلت لي عليه ونفذته حرفياً..!كل شيء متصل فيه فصلته، و ضربته على راسه وجرحته براسه بعد!
شعر بحرقه وهو يصرخ/وكأن كل شيء سويته طلع بنتيجه عكسيه و صحى اخوها!! وش بيفكني من هاللحين من هاللي متصل بي؟!!!
تحدث بخوف/انا ماقدر اسوي اي شيء طلبتك فكني اروح لاهلي
بصق عليه وهو يذهب و يتركه/انقلع لكن اذا اتصات فيك تحضر حاالاً والا اعرف ان حياتك بتنتهي.
رن هاتفه و أخرجه من جيبه و اكمل طريقه وهو يرد بالانجليزي...!
.
.
،
منذ دقائق تستمتع بحمامها الدافىء..الليله ماقبل الاخيره هنا... و سيحضران فيلماً ثم يسهران في مكان ما حتى طلوع الفجر...لم يسبق لها وان استمتعت بسفره مثل هذه السفره... كانت متفرغه تماماً وتخرج كل يوم لمكان جديد.. وتعود معه ليسهران هنا يستمتعان بصوت امواج البحر و يلتمسان دفئ الكوخ والنار..
سمعت صوتاً و من نافذة الحمام..من سيقذفها بالحجر!!..
لعله مقلباً من أدهم فقط!
خرجت من الماء وهي تجفف نفسها وترتدي الروب..وقفت امام مرآة الحمام تجفف شعرها، سمعت اصواتاٌ تزداد داخل الغرفه لتنادي/أدهم رحعت بسرعه!! ما امداك
ازداد الصوت لتخرج و تجد المكان كما لو تعرض لإعصار مدمر!!
خافت وهي تشد الروب على جسدها و تمشي متجهه لهاتفها وتنادي/أدهم..!! بلا سخافه بلييزز
لمحت مرآة الغرفه مليئه بالكتابات تبدو بالإنجليزيه، لتتجه إليها و تقرأها وهي ترجف خوفاٌ/براي فور يور فاميلي، يو ول نوت هاف أبيس إني مور آفتر توداي مس مناع!!
زاد خوفها وهي تتصل بأدهم، ليرد بعد ثلاث رنات/أدهم وينك؟
على الطرف الآخر/انا جاي بالطريق بس الثلج مأخرني شوي، شفيك؟!
ردت برعب/أدهم في شيء غريب..ناس دخلوا المنتجع وانا بالحمام و خفت مرا..كاتبين تهديدهم على المرايه وحايسين المكانً!.. أدهم بليز تعال بسرعه قسم بالله مرعوبه.
رن جرس الغرفه لتذهب لترد بعدما اغلقت اتصالها مع أدهم.. لم يرن هذا الهاتف منذ قدومها هنا...لترفع وترد بعدما طال الرنين، رفعت السماعه وهي فقط تستمع قبل ان تتكلم...
على الطرف الآخر/يو ويل باي ذا برايس!
اغلقت الهاتف وهي تقطع المكالمه بخوف وتلتفت حولها..ازداد اضطراب تنفسها حتى باتت تسمع نبضات قلبها ..لماذا كل ذلك التهديد وأي ثمن ستدفعه؟!! و لماذا الآن يتم تهديدها؟ هل يقصدها وحدها أم ان أدهم معها!!!
لحظات من القلق لتسمع صوت خطوات قادمه إلى غرفتها،
اخذت اقرب شيء عند متناول يدها، فازه بيضاء صغيره.واتجهت ناحية الباب لتغافله وتضربه.
دخل وهو يستغرب منظر المكان/بسم الله!
وكأنها لم تنجو ، فاجئته بعناق خائفه، كانت ترجف وتتحدث بفوضويه/كانوا هنا وماعرفهم، هددوني بعايلتي وكلموني
حاول تهدأتها/يابنت سمي بالله انا معك ماراح يصير لك شيء صدقيني
زادت في شده/اقسم بالله كنت بسقط
خاف ليذهب بها للأريكه ويجلّسها/وش تحسين به؟! ظهرك يوجعك؟! بطنك؟!
غرقت عينيها بالدموع/البنت مافيها شيء تطمن
ابتسم ليلطف الجو/هااا عرفتي جنس البيبي وما قلتي لي!!
كم هو متفرغ/أدهم ناظر حولك الغرفه و التهديد اللي عالمرايه ، الوضع خطير!
مازال يتأمل عينيها الخائفه/بالاول ليه ماعلمتيني انك عرفتي انها بنت؟!! تدرين اني متشووق لها
تنهدت/طلعت عفويه. من كثر ما تقول بنتي بنتي صرت مثلك اقول بنتي..والا ماعرفت الجنس ولا ابي اعرف حالياً..ارتحت؟!!
اتسعت ابتسامته وهو يطمئن لصحتها أمام عينيه ليقف بعدها/قومي يا قلبي لمي اغراضك هالليله ماراح نقعد هنا ابد بعد اللي صار
نطقت بخوف/وين بنروح؟!
اتجه لحقيبتها ليساعدها في ترتيبها/بنروح لفندق يحبه قلبك و قريب من المطعم اللي رايحين له وبنفس الوقت المطار قريب..
ترددت في الطلب ولكن الخوف جعبها تقرر/انا ابي طياره خاصه يا أدهم، ياليت تتصل فيهم يدبرونها بكرا بدري
شعر بخوفها من نبرة صوتها ليعود إليها/خايفه وانا معك؟!
شعرت بمغص و تشتت و رعب/أدهم انا حامل وابي هالطفل، ماني مستعده لأي مفاجئات جديده..ابي طياره لي انا وانت بس..اي توتر ثاني مابيه بليز.
حرك رأسه بالإيجاب/ابشري من هالعيون، كملي تجهيز بروح اتصل و ارتب الامور..
ارتاحت وهي تراه يخرج و ينفذ ما تريد...
،
خارج الغرفه ...
اتضح توتره الحقيقي من عقدت حاجبيه وصوتهوهو يتحدث بالهاتف غاضباً/......ما سقطت يا غبي!!.. لين متى تبين انتظر بالله؟!! .... المهم نفذ اللي قلت لك عليه و بس..
هذا ما سمعته من المكالمه وهي قادمه إليه/أدهم شصار
إلتفت إليها متوتراٌ/سويت اللي تبين... و اتصلت بالشرطه بعد ...
خافت/ليه؟!
اشار لغرفتهم وهو يحاول تشتيت خوفها/لازم يعاينون المكان و يرفعون البصمات..الدنيا ماهي فوضى.. بنعرف من وراء هالتصرف هاللحين والا بعدين..لا تخافين دامني معك..
ابتسمت بخفوت/اكيد يا قلبي اكيد..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والثلاثون
الرياض..*
منذ ساعات يلتزم صمته بعد حديث الطبيب و تقارير الحادثه التي تسببت بكل هذا الوجع له ولوالده و لأخواته..كم كان بلا قيمه ولا فائده!!
الله وحده يعلم بسوءه..و رجولة اخواته!!
العار الذي يشعر به الآن كفيل بأن يعيشه في ذل بقية حياته، حتى ان اخته الصغيره تزوجت، لا يلوم أدهم حين قبل بتزويجها. كيف له بأن يرعى نساء لسن محارمه، تذكر احاديث الشموس الدائمه وهي تخبره بأحلامها فيه، ان تظل في المنزل وهو يعمل بدلاً عنها ..كانت تحلم بأن يكون رجلاً يُعتمد عليه.. كانت صبوره كأم ولكنه خذلها بطيشه و هاهو اليوم مُقعد...تمنى لو أنه لم يصحو من غيبوبته ليرى العار الذي يغشاه..
ارتاح بعد إصراره على ليال للذهاب للمنزل.
سمع صوت الباب يفتح وابتسامتها بعدما دخلت/السلام عليكم
ابتسم لرؤيتها/وعليكم السلام، هلا باللي كبرت
عانقته بعدما وضعت مابيدها على الطاوله/اشتقتلك يااخي متى بتطلع؟!
بابتسامته/بطلع بكرا ليه جيتي؟!
عادت لتعانقه مجدداً/احبك ياخي اموت عليك
لحظات ليدخل مبتسماً وهو يراها تكاد تخنقه/كتمتي الرجال يا نيفا..السلام عليكم يابو نسب
ضحك براحه لدى معرفته بقاسي/وعليكم السلام هلا قاسي
نيفادا/اسمع قاسي ترى بقعد مع اخوي لين يطلع بكرا وبروح معه بيتنا.. لا تقول ما قلتي لي
لاحظ تغير لو وجه قاسي/هذي سياسة الأمر الواقع الله يهديك!
قاسي/وانت الصادق تقول بيتنا.. اجل شكلي بروح معكم بعد..
عبست/لا والله خلك عند اهلك وانا عند اهلي..اخوي و معي معاد ابي اخو ثاني.
ابتلع ريق الخوف من زلة لسانها، تبدو جاده، حاول تغيير الموضوع و التحدث لنايف/يصير خير..بشرني عنك يا نايف؟!، وش قالوا عن رجليك؟!
نايف بجديه/كل دكتور يقول صعبه.. مافي مفر من تقبل الامر الواقع. . والحمدلله على كل حال.. شيء افضل من لا شيء، استرديت عافيتي و هذا فضل من الله.
ابتسم لرده المتقبل للموضوع بإيمان كامل/ونعم بالله وانا اخوك.. انا جنبك وبعد أدهم ولد عمك جنبك.. كلنا انسابك و اخوانك.
صمت وهو يفكر بأدهم...وكيف للشموس ان تزوجت..لم يظن انها ستتزوج يوماً لطالما عاملها كأمه. تماماً وهي لم تقصر كانت تدلله و تحبه كأم تماماً لطالما. كره فكرة ان تتزوج و تتركه...لن يفهمه احد ولن يحبه مثلها .. كيف تزوجها أدهم وهي حامل ... اشتاق لرؤيتها أكثر من اي شيء آخر ... يعرف انها لم تعلم بشفاءه لو علمت لكانت هنا اول الحاضرين...كم كان يشعر بها حوله ..
.
قرر الخروج وهو يشير إليها بنظراته ولكنها تتصنع عدم الفهم، لتضطره للحديث/يلا استاذن يا نايف ماجور ان شاء الله، بكرا بجي وبطلعك بنفسي..
نايف بسعاده/انتظرك لا تأخر علي
بابتسامه/لا ان شاء الله من بدري بتلقاني هنا..افا عليك بس
نايف/كفو يا قاسي.
وقف متجهاٌ للباب/كفوك الطيب. سلام
خرج لثواني ثم عاد ليناديها خارج غرفة الجناح/يا نيفا تعالي شوي ابيك.
ترددت في الذهاب إليه، اقترابه يوترها وهو لا يريح قلبها بل يقترب دائماً ولا يحترم حدود العلاقه التي رسمها ولا يعاملها كأخت،
قررت الخروج إليه بعد إلحاح نظراته..اغلقت الباب بينها وبين اخيها وهي تتكتف مقابله لقاسي/خير؟! يعني ماقدر اقعد مع اخوي وانبسط شوي؟!
بصوت منخفض/ما اتفقنا تقعدين هنا و تروحين لأهلك، هذا انا اجيبك له يومياً ما شبعتي؟! اعتقد المفروض تتفقين مع زوجك قبل تقررين قدام الناس وتحطيني بالامر الواقع، مايصير!!
تنفست بغضب/شلون تحاسبني كزوجه؟! وانت تقول اني اختك؟!! عجزت افهمك يا قاسي، و اتعبتني معك..!!
صُدم من حديثها ، مازالت تصدمه كل يوم، لم يتوقع انها تلاحظ حركاته و لكنها فاجئته بأنها اذكى مما كان يظنها...اقترب منها وهو يمسك بعضديها و يقترب منها، ولكنها دفعته عنها بقوه ليسأل بغرابه/شفيك؟!
لم ترد على وقاحته في التقرب منها وهو يقول انها اخته، تركته وهي تدخل على اخيها وتغلق الباب ..أيظن انها ستسمح له بالتلاعب بها، أيظنها غبيه، يطالبها ان تلتزم بحدود المسافه وأن تعامله كأخ و هو بالمقابل يلتصق بها وقت ما يشاء، حتى افسدها و افسد كلمة اخ!!
..لن تنصاع له مجدداً، قدسية علاقة الأخ تكون بمثابة قدسية علاقتها بأبيها. عليه ان لا يفسد هذا المصطلح الذي تقدسه كل اخت فخوره بأخيها..
وقد عاد اخيها وهل هنالك اجمل من ذلك خبراً؟!!
.
.
.
.
.يوم جديد....
ساعدته حتى خرج من دورة المياه وهي تبتسم له بعدما حممته و جففته، تعامله كطفلها تماماً، يتكلم يوماً و يصمت أياماً وليالي حتى تظنه اخرس!!
اخذت من دهن العود المعتق لديها فهو اغلى ماتملك لتعطر لحيته بمسحات منه..
ثم تقوم وتأتي له بالقهوه و و تجلس قبالته..تتحدث إليه و يبتسم او يكتفي بالصمت فقط..
هو عالمها... حتى طفلها سُلب منها و وضعته في ودائع الرحمن، على كل حال هو مع أبيه والأب لا يضيع اطفاله..وهي ستظل مع ابيها الذي لم يضيعها وهي طفله وحيده معه... لترد الدين و هي مقتنعه تمام الاقتناع انها لن ترد و لو جزء مما بذله هذا الرجل الطاعن في السن أمامها..
مهما اختلف الناس حوله و مهما هجروها لأجله لن يضيعها الله... و الدليل انه رزقها بشخص كشخص أدهم.. الراحمون يرحمهم الله و يهيء لهم من يرحمهم ..
رن جرس الباب لتقف بالتأكيد هذا مهند الذي يرسل أدهم إليها...حتى من يعملون معه كمثله...ليثبت لها ان الطيور على اشكالها تقع...
اتجهت للباب وهي تسأل/من؟!
من خلف الباب/هذا أنا يا هوازن.. جايب معي الدكتوره تفحص الوالد و معي الادويه
ابتسمت وهي تفتح له بعدما إلتثمت بطرف شالها/تفضلوا
دخلت الطبيبه كعادتها مع ممرضتها لتذهب مع هوازن للداخل...وتوصلها لوالدها...
تردد كثيراً في الدخول ليضع المؤونه في الداخل بعدما تأخرت في العوده إليه...
قرر الدخول بنفسه ليضع الأشياء التي أوصاه أدهم بها و بأدوية ..
لمحها واقفه بعيد تريد رفع غرتها الطويله و تعديل لثامها قبل الخروج له، استيقظ على نفسه وهو يخرج سارحاً ذات الطول الفارع و الملامح المُلفته، ترى لماذا يهتم بهم أدهم لهذه الدرجه؟!!!..
تفاجأت بأنه قد ادخل الأشياء بنفسه/مشكور مهند اتعبناك معنا
بهدوء نبرته/واجبنا طال عمرك..شلون الواىد عساه احسن
بسعاده/اللهم لك الحمد والشكر.. بفضل الله ثم بفضلكم.
مهند/الله يخلي لك شايبك...اجل انتظر الدكتوره مع السايق برا...متى ماخلصوا يطلعون..
ابتسمت وهي تغلق الباب خلفه.. وتدخل..
.
.
.
نزلت من اعلى وهي تبحث عنها، وقفت وهي تشم رائحة زكيه قادمه من المطبخ، لاحظت الخادمه تكنس تلك الجهه التي كنستها صباحاً!! ولم يتسخ وليس هنالك اكفال يعبثون/تالا انتي مو منظفه هالمكان اليوم؟!
ردت تلك وهي تكنس/بابا قول سوي كلين مرا تاني!
تركتها تنظف لتتبع تلك الرائحه القادمه من المطبخ، لتسمع ضحكتها الناعمه، وهي تزجره"صالح بلا حركاتك هنا تكفى"
زاد فضولها لتطل و ترى والدها بجانب زوجته يساعدها في تحضير طبق حلى و يتبادلان الاحاديث الهامسه و الضحكات ولمحتها وهي تقترب منه ليرى شيئاً على خدها ولكنه غالطها ليفاجئها بقبله على ثغرها و من ثم يمسك بها و يداهمها بالقبل...!!!!
تركتهما فوراً وعادت محمرة الوجه، وهي تتذكر خطيبها حينما طلب رؤيتها في أبها وحدهما فرفضت، اكان هذا ما يريد فعله؟!! حمدت الله وهي تطلب من الخادمه ان تلحق بها في الطابق العلوي لتنظيفه..
تعرف أنه تم تصريف تالا بالكنس ليتسنى لهما استراق الخلوه...
رن هاتفها لتراه اسم عبدالرحمن، منذ ان تمت ملكتهما آخر مرهفي ابها وهو لا ينفك يتصل، تذكرت ما رأته قبل قليل و تركته يرن بصمت.."قليل ادب...ماراح ارد عليك، اجل خلينا نلتقي لحالنا يا هنودتي قبل لا اسافر بعثتي هاااه؟!!" ..
صُدمت لم تتوقع ان والدها ذلك الرزين والوقور الهادئ يكون بتلك الوضعيه ابداً..!!
لا تُخفي انها سعيده لرؤيته يعيش حياته كما ينبغي لرجل مثله عانى كثيراً من الوحده.. هي تعرف مدى حزنه وضيقه.. المدى الذي جعلها تعرف كيف تفرق بين ابتسامات السعاده والمجامله...ايقنت بعد آخر مره ان هند بالنسبه لوالدها الداء والدواء معاً غيابها داء ينخر قلبه و حضورها الدواء الذي يُستطاب به من غثاء الأيام و وحدة السنين..
.
.
.
غلّفت آخر طبق صنعته وهي تبتسم/هاللحين يا قلبي نروح و نلبس و نجهز ونروح بيت اخوي، ابي نايف يذوق هالطبخات اللي يحبها
بابتسامه/احس تعبتي نفسك عالفاضي ماتوقع بياكل كل هذا، ماشفتي كيف اكله بالمستشفى؟!
بحماس/اكل البيت ماهو مثل اكل المستشفى يا قلبي!
ابتسم لسعادتها/و اكلك ماهو مثل اي اكل
رفعت حاجبها وهي تعرف مقصده/ترى من ساعات مضايقني بالمطبخ.. روح هاللحين سو شغلك اللي قلته لك وانا بروح اقول لهند تتجهز علشان تروح معي
بجديه/هند خليها بتجي حماتها تزورها وتاخذ منها اوراق تخص قضية لزوجها،..انتي بس خلصي ومشينا..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والثلاثون
استنكرت ما تحدث به والدها اليوم صباحاً، كيف يقرر زواجها بدون موافقتها ولا حتى انهاء دراستها مازالت تخطو في العشرون..!!
تنهدت بضيق وهي تمشي بلا هدف في هذا المنزل، اتتزوج ذلك السكير الاربعيني الذي ترفضه النساء لترغم عليه لمجرد أنه إبن عمها؟!!
الى من ستلجأ و والدها هو من يرميها بالنار بنفسه؟!!
واخيها مازال صغيراً ولا يهتم. حتى انه يقف مع والده ضد أمهم!!
جلست منهاره تبكي في ممر الغرف لم تعد تحتمل الوصول الى غرفتها.. الهروب ليس من شيمها والبوح لوالدتها سيمزق قلبها و البوح للناس سيجعلها عرضه للشفقه و الإستضعاف!
رباه أنت أرحم من ان تُثقل قلبي بحزن لا استطيع تحمله.
صعد للأعلى بعد سهرته خارج المنزل كعادته ليشده صوت أناهيدها ، اتجه ناحية صوتها ليراها هنالك في ظلمة الممر بين الإضاءات الخافته جداً/شهد!!.. ليه جالسه هنا؟! وش فيك يا شهد؟!تعبانه؟!
إلتفتت إليه وهي تراه عن قرب، و يسأل عنها أخيراً، تنهدت و دموعها تزداد، حاولت رفع يدها لتمسك بيده فهي لا تصدق انه بهذا الاقتراب و تلك اللهفه، تمنت النطق و الفضفضه له، ولكن لسانها يثقل و هي تشعر بخدر في كل جسدها!
امسك بيدها وهو يحاول مساعدتها على الوقوف/شهد لا تخوفيني عليك تكلمي..
ابتسمت بخدر شديد ودموع حارقه، فهو القريب الوحيد الذي تأمنه على نفسها و إن تغير و بدا شرسا بعد زواج امهم/اشتقتلك!
لاحظ برودة يدها وهو يضغط عليها/شهد انتي ثلجه..قومي روحي غرفتك
لم تستطيع الصمود اكثر ...
سقطت يدها لينتبه أخيراً نها فقدت وعيها، سيصاب بالجنون، صرخ بوالده ولكن لا مجيب، ولا يبدو هنا...حملها لا شعورياً وهو يبكي خوفاً عليها.. كم كان حقيراً وهو يتركها هنا ولا يسأل بالأيام...كل شيء اختصرته دموعها و كلمة "اشتقت لك"..
.
.
.
انتهت من ترتيب غرفته من جديد وغيرت كل فُرشها و اعادت الحياه لأركانها بوضع زهور طبيعيه على شرفتها التي اُغلقت كثيراً في غيابه الطويل..
لا تكاد تفارقها ابتساماتها رغم كل شيء..هو حي يرونه و يسمعون صوته.. هذا هو المهم الآن وكل شيء سيكون لاحقاً...لن تذخر جهداً في البحث عن علاج له و ان افنت عمرها لذلك الهدف.. اخوها يجب ان يعود ويستعيد قدميه، أمامه الكثير ليقوم به..
دخل رواد والا بتسامه تتسع على وجهه/ليال عمتي هند تناديك تقول خاله منيره جات وتناديك تحت..
خفتت ابتسامتها وهي تتذكر حديثه البارد عن انتظار السنين، كم هو متفرغ وهو يتحدث معها عن ارتباط في هكذا توقيت!!!
ليس مهم.. فالمهم والحدث الأبرز هو عودت الغالي..القادم مع قاسي وصالح بعد قليل..
.
.
.
جهزت القهوه باكراً..و رصدت ضيافتها على الطاوله وملت من الانتظار..لربما لن تأتي في هذا التوقيت الساعه الآن التاسعه..!
ستنام باكراً...تمنت لو أنها ذهبت مع هند لليال....
قررت ان تنادي الخادمه لتعيد القهوه للمطبخ.. ولكن سمعت صوت الجرس،لتذهب لفتحه متفاجأه به أمامها/عبدالرحمن؟!!!!
إبتسم وهو يعدل شاله الاسود/السلام عليكم
مازالت تقف بالباب، لترد بغباء ممزوج بخوف/عبدالرحمن محد موجود... تعال بعدين
كتم ضحكته من ردها البريء، ليمسك بالباب و يدخل بهدوء/شفييك يا قلبي انا مرسلتني اختي اخذ اوراق من عمي صالح
تنهدت بخوف/طيب انا هاللحين اروح اجيبها لك من مكتب ابوي.
اتسعت ابتسامته وهو يراها تهرول من امامه، ليدخل و هو يرى المجلس الجانبي الانيق بلوني التركواز و الابيض،.. و تلك القهوه و الضيافه كانت تنتظر اخته بالتأكيد..دخل ليجلس باسترخاء.. وهو يفكر بها ..لم يستطيع ان يسافر وهي خلفه، لم تسمح له حتى بلقاء بحضور الاهل..!!
عادت لتتفاجئ باختفاءه!.. اين ذهب؟!! لعله ذهب لمجلس الرجال او لدورات المياه..اغلقت الباب وهي تتنفس الصعداء.
و قررت العوده للمجلس الجانبي واخذ تلك القهوه لتتفاجئ به امامها بجلس باسترخاء/انت هناااا؟!!!
ابتسم وهو يشير لجانبه وعينيه على تلك السيقان/تعالي قهويني والله ما يروح تعبك خساره يا قلبي
ظلت واقفه و مرتبكه/عبدالرحمن ما يصير
وقف مستغرباً و هو يتقدم إليها/يا بنتي زووجك انا..اجلسي قهويني بس.. لا تنسين بكرا بسافر كندا و اكمل سنتين دراسه و بفقدك يرضيك يروح زوجك زعلان؟ و رضاه قهوتك!!
خافت من اقترابه/بس قهوه؟
ابتسم وهو يسترق النظر/قهوتك وحلاك..
قرت الرضوخ له ، ففالنهايه هو زوجها شرعاً..
لتجلس ...تفاجأت به يغلق الباب ليعود رعبها/ليه تسكر الباب؟!
بنفس تلك الابتسامه عاد ليجلس بالقرب منها/علشان ناخذ راحتنا بالقهوه بدون ماحد يتطفل علينا..
تنهدت بخوف وهي تأخذ فنجاناً وتسكب له قهوه...و تقدمها له...
.
.
.
بعد ساعات انتظار ابتسم لتلك النائمه بسلام...و قد خط المرض تحت عينيها علامه، لم يصدق"كل ذلك انخفاض سكر!! كادت تموت في غفله من الجميع.. وهو اولهم..
لأول مره يشعر انه وحيد وبحاجه للبكاء، شهد كانت تبكي بدلاً منه والآن أخته نائمه من شدة المرض من سيكفيه البكاء الليله؟!!
لم يشعر بوجع يده التي كانت مكسوره إلا الآن..
والده لم يرد عليه ، يعرف انه مع رفاقه يسهرون في ذلك الشاليه كعادتهم السيئه..
يجزم أنه لو اتصل بوالدته الآن لن تتوانى بل ستركب اول رحلة طائره او قطار إلى هنا...ولكن لن يتصل بها..
هو ليس بحاجه لها ولا لأبيه هو بحاجه لأخته فقط..
هي من تنتظر عودته كل ليله و تبكي حين يتأخر.. وهو لا يلقي لها بالاً..
وفي الليله التي لم يراها تقف تنتظره عند الباب وجدها منهاره من شدة المرض...!
فتحت عينيها وهي تسمع اناهيد مكتومه، لتنادي ببحه/تركي..
ابتسم وهو يسمع صوتها ليتجه إليها و عينيه الباكيه تنطق فرح/شهد..انا هنا..
مدت يدها لتمسك بيده/الله لا يحرمني وجودك..
اتسعت ابتسامته/سلامات.. انخفض السكر عندك من قل الاكل ليه ما اكلتي؟!! جسمك مره ضعيف
نزلت دمعتها/ما عرف آكل لحالي يا تركي..
شعر بالذنب..ضغط على يدها/لا تعتمدين علي.. حتى اني اسد النفس، اكلي و لا تنتظريني
بنظرات الأمل الوحيد/انت لي حياة.. كيف تسد نفسي؟!
تذكر كلمات والدته اللطيفه، كم كانت تغدق عليه بالألفاظ المحببه للنفس و تدلله بعباراتها...كانت أماً بكل ما للكلمة من معنى..وهذه يقسم انها نسخة مكرره منها..
قررت الحديث فهو اخوها وسندها الوحيد/هشام خطبني من ابوي وابوي موافق يا تركي.. انت شرايك؟!
استغرب كثيراً بل صُدم، فالجميع يعرف بأنه سكير وعربيد رغم كبر سنه/هشاام!!..يعقب و يخسى
بدموع/ابوي ما خيرني يا تركي..غصبني وانا ماطيقه..
رفع حاجبه و شد على يدها/شوفي بيتزوجك هشام بحاله وحده اذا مت.. لأن بحياتي كلها ماراح اسمح لأبوي يغصبك على اللي ماتبينه مهما كان...تطمني.
بامتنان/فديتك ياخوي بس اخاف عليك منهم
بلا مبالاة/اخوك جني.. انتي ماتعرفينه للحين..قسم بالله لأسود ليل عمانك كلهم لو ضايقوك..اما هالسكير اضعف من انه يضرني..لا تخافين امك جابت رجاال..
دمعت عينيها لذكراها..هي ربتهما و لن تضيع تربيتها مهما كان تركي مشاغباً و غاضباً إلا ان قيمه التي يحملها نبيله جداً..هي تعرفه جيداً...و تعرف التي ربته..
.
.
أوقف سيارته أمام المنزل وهو يلتفت إليها بابتسامه/الحمدلله على السلامه هذا حنا وصلنا بيتنا
تنفست بعمق وهي ترى المنزل يشع بكل إضاءته/الحمدلله..احس براحه ما حسيتها من مده طويله..و كأنه شيء مثل الثقل انزاح عن صدري..
بنفس ابتسامته،/بعدما ضاق صدرك امس اليوم انشرح...
بابتسامتها/احوال..
اشار للباب/نزلنا يالحبيبه..فيه ضيوف مهمين ينتظرونك
استغربت وهي تنزل/ضيوف!! هالوقت؟!!
امسك بيدها متجهين للباب/هذا لأنهم غالين بالحيل جلسوا ينتظرونك لهالوقت المتأخر .. انا متأكد انك تغلينهم بعد
ازداد فضولها وهي تدخل بصحبته/بتدخل معي من هنا..؟!!
مازال ممسكاً بها لا يعرف كيف ستكون ردة فعلها/اي لازم الضيوف يشوفونا مع بعض... خليك معي بس وتطمني البنات متغطيات... يا ولد!!
اتى صوته من الداخل مرحباً/يا مرحبا بكم
شهقت وهي تلتفت لأدهم..تعرف هذا الصوت جيداً..خفق قلبها بشده وهي تسارع الخطوات ناحية صالة الاستقبال..
دخلا وهي تقف متفاجئه.. كانت صدمه اكثر..فهو على كرسي متحرك!!!
لتسقط مكانها.. ويتلقفها أدهم الذي يقف بجانبها...كان متوقعاً ذلك تماماً..
يا لتلك الأيام الماضيه التي كنا نظن انها أياما عصيبه و ننتظر مرورها فقط والخلاص منها..،
ماعادت اليوم كذلك...باتت ذكرياتها أرقْ و بتنا نشعر تجاهها بالحنين..!!
.
سمعت صوته يتغلغل الى أذنيها كالنغمات او كنسمات ربيعيه تشرح الصدر،فتحت عينيها على مهل..
كرر نداءه وهو يجلس بجانبها في احد أرائك الإستقبال/الشموس!.. انا نايف جنبك، فتحي عيونك يالشموس!
فتحت عينيها وهي تستعيد تركيزها و تتأكد بأنه الحبيب الغائب، رفعن رأسها المسنود وهي تلتفت إليه/نايف؟!
حرك رأسه بالإيجاب وهو يمسك بيدها و يقبلها/اي يالشموس انا نايف،
شدته إليها وهي تعانقه بشده و ببكاء مسموع، فقط بكاء يفسر الخوف والرجاء في غيابه، يفسر كل الشوق و الحزن عليه، كل المشاعر التي ذبلت في غيابه..
هند بدموع/قرة عينك يالشموس..
ليال بلثامها بكت مجدداً فمنظر الشموس الباكي كأم ثكلى مؤلم..لم تستنكر فنايف كطفلها تماماً..
قرر الخروج وهو متأثراً، كم كانت حزينه تلك الشموس، لم يراها هكذا أبداً بهذا الضعف منذ عرفها،..
خرج منسحباً بعد سماع نغمة هاتفه المحمول من اتصال صالح ،حتماٌ هو الموضوع الذي يخفيه عنهم جميعاً، و يخافه، الربط بين الاحداث من حادثة الإعتداء على نايف و تهديد الشموس بعدما تركها لساعتين فقط في المنتجع في الدانمارك..كان خائفاً من ملاحقتهم للشموس و هاهو توقعه يصدق... حمدالله انها بخير و ان الموضوع لم يتعدى كونه تهديداً..
وصل للمجلس الخارجي وهو يجد صالح و قاسي يتناقشان بإنتظاره/..
صالح بخوف/هاه شلون الشموس، عسى ما تأثرت بقوه
جلس وهو يمسح على وجهه بتعب/الحمدلله عدت على خير.
صالح/انتبهوا عليها ما صارت كل شوي صدمات،الله يعينها
تحدث باهتمام وهو ينظر لقاسي/هذا انا احاول و ربك يفرجها، هذاك اليوم يمكن غلطت عليك بالتلفون يا قاسي امسحها بوجهي، اظن ماخليت احد ماغلطت عليه
قاسي بتفهم/الله يلوم اللي يلومك..اي واحد بمكانك بينجن اكيد.. الحمدلله ان حادثة المنتجع ماتعدت التهديد وزوجتك سلمت منهم.
ابتسم له ثم تحدث/الحمدلله، المهم بشروا يا رجال شصار؟! عسى ما احد درى ترى مانبي شوشره..
قاسي/تطمن انا و صالح تكتمنا عالموضوع وطلبنا من ادارة المستشفى التكتم بعد لين يتم القبض عالجاني...وجلسنا ندقق مع الامن في شريط الاعتداء
اكمل صالح بقلق/و بعد تحليلنا لفيديو الاعتداء على نايف بغرفته بالعنايه ماتبين لنا اي هويه لكشف المعتدي كان ملتثم..اعتقد عمره بآخر العشرين وماني متأكد.
قاسي بتحليل آخر/يمكن واحد من الشباب اللي بينه وبينهم مشاكل..! هذا احتمال وارد بعد
أدهم/ماعتقد، هوشات الشباب تبرد مع مرور الايام ،بعدين هو المتأثر بالحادث ماظن بينتقمون منه وهو اصلاً شبه ميت،.. مع ذلك ابي اعرف خوياه و من هم شلته ووش كان يسوي.
صالح/هو كان متهور الله يصلحه هوايته السيارات و السرعه، كان وده يصير سايق راليات بس ابوه منعه. و ما قصرت عليه اخته الشموس بأنواع السيارات كانت تسرف فيها لعيونه، ماتقدر ترفض له طلب.. هو نقطة ضعفها الوحيده ..اذكر راكان الله يرحمه يقول والله ماغرت كثر ما غرت على الشموس من كثر حبها لنايف...!!
شعر هو بالغيره أيضاً، ردة فعلها عند رؤيته و هي تفتقد القدره على التحكم بردات فعلها قبل قليل تؤكد ذلك،
.
تحدث قاسي بعد تحليل بسيط/اعتقد سالفة اخوياه سهله بيجون يزورونه و بنعرفهم
صالح/نايف اصابته من حادث سرعه زايده بسباق، و حصلوا بدمه مواد محضوره طبياً واعتقد هي السبب.
إلتفت إليه/انا اطلعت على حالته كامله وهو بغيبوبه..وتوصلت لاستنتاج واحد ان فيه واحد تسبب عليه.. لأن سجله الطبي نظيف قبل الحادث!
قاسي بإعجاب/والله صاير احسن مني بالتحقيق يا ولد!!
استرخى بجلسته وهو يشعر بأن هنالك شيء مخفي من كل هذه القصه، من ذلك المترصد؟!..حتى ان عملياته دقيقه لولا لطف الله!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والثلاثون
اخذته إلى غرفته وهي تدفع عربته بحزن، لم تتوقع بيوم ان يكون بهكذا حاله، اضمرت حزنها وهي ترسم ابتساماتها، يجب ان لا تجعله يشعر بالنقص،
ابتسم وهو يراها ترفع غطاء لحاف سريره/الشموس ترى اقدر اخدم نفسي ارتاحي
إلتفتت إليه وهي ترفع حاجبها/هاللحين يا نيّوف تقدر تخدم نفسك؟!، تبيني اذكرك وانا ارتب حتى كتبك لين الجامعه!!..وش اللي تغير؟!
ضحك بخفه وهو يبتسم ويلاحظ بروز بطنها/هاللحين انتي حامل..هذا الفرق
استغربت فهي لم تخبره بعد/وانت شدراك اني حامل؟!
أشار لبطنها/هالحجم مو طبيعي ..
نظرت لبطنها لم تشعر انه أخذ فالبروز ، عادت لتشير لسريره وهي خجله/يلا بس خلصني نام
ابتسم بخفوت/مبروك حملك وزواجك ولو انها متأخره.
لمعة دمعتها/حبيب الشموس و قلبها، كل شيء منك يجي بوقته المناسب لي، لا تشيل هم،....يلا هات يدك بساعدك
اشار بالنفي/الشموس ماقصرتي، روحي غرفتك قلتلك خلاص انا بجلس شوي و بنام..
تنهدت وهي تبتسم له، اقتربت منه قبّلت رأسه/ماني طالعه لين تنام.. يلا اسمع كلامي و نام.
صعد لسريره انصياعاً لطلبها ، و وضع رأسه على وسادته ليحاول النوم او تمثيل النوم....اختفت ابتسامته التي كان يخفي بها إنكساره وضعفه ليطلبها/الشموس ابي ماء
وقفت بابتسامه/هاللحين بيكون عندك...
رآها تخرج فضرب بيديه على رجله بصرخه مكتومه، لم يعد كل شيء كالسابق،..
كل شيء تبدل..حتى ذلك الشغف الذي جعله يملأ غرفته بصور سياراته الفارهه والسريعه..كل شيء يقلّب مواجعه و يجعله يتحسر على ماضي تهوره الذي أوصله لهذه النتيجه...
نزلت دموعه وهو يرى كل شيء في حياته انتهى تماماً ..!
.
.
عاد لمنزله متأخراً..لم تكن معه،فعلت ما قالته و ضلّت في منزل اهلها!!
جلس في بهو الصالة الداخليه والملل يطوّقه من كل ناحيه..لن يستطيع الصعود للأعلى وهي ليست موجوده المنزل سيكون موحشاً وكئيباً بدونها،
أخذ جهاز التحكم عن بعد ليفتح التلفزيون و يتابع ما يشغله حتى ينعس...
خرجت من غرفتها لدى سماعها للصوت، لتتفاجىء به هنا في هكذا توقيت، شماغه مُلقى بجانبه وهو يجلس مسترخياً، اتجهت إليه مستغربه/قاسي يمه وش مقعدك هنا لهالوقت متى جيت من انسابك؟!
رد بكسل وهو يعتدل في جلوسه/جيت من شوي
تسائلت بفضول/وين مرتك؟بالعاده لاصقه فيك!!
تذكر ابتعادها لحظة شفاء اخيها،و محاولاتها لتتحاشاه/مرتي عند أهلها
باستنكار/وليه ان شاء الله؟! من بعد المسافه والا من زود الشوق؟! وهي كل يوم رايحه جايه منهم!!
قرر الذهاب و تجنب اي نقاش/الله يرضى عليك يمه لا تكبرين الموضوع،انا اللي قلت لها تنام هناك، بكرا عندي استلام يوم كامل عن اذنك بروح انام...
تركها متجهاً للأعلى وهو يحاول تجاهل كل ما يزعجه...
بلا أي تردد توجه لغرفتها ليرمي بجسده على سريرها و يدثر نفسه بأغطيتها التي تعج برائحتها الزكيه..لمح غطاء النوم للعينين الخاص بها، ليأخذه ويضعه على عينيه لعله ينام...،
.
،
.
خرجت من غرفتها بوقت متأخر لا تدري ماذا تريد أو لعلها تدري! ..هنالك أرق و راحه متضادان يعمل كلاحدهما ليفسد مفعول الآخر..
كانت تتجه لذلك المصعد ولكن جذبها صوت الموسيقى القادم من غرفة نيفادا..!!
مالذي تفعله في هكذا وقت؟!!
إتجهت إلى جناحها مستغربه، طرقت الباب لتسمع صوتها" الباب مفتوح"
فتحته ودخلت مستغربه هذا الجو الهادىء، لتبتسم/وش مسهرك للحين؟!
اعتدلت جالسه في سريرها/ما جاني نوم..مع اني مررهقه!!
اتجهت لمشغل الموسيقى الواقع بجانب السرير لتخفض صوتها/غريبه ليه للحين ما رحتي لبيتك؟!
بضيق تحاول تخفيه/ابي اجلس مع نايف مشتاقه اصبح بوجهه وامسي به ..وجهه يذكرني بكل شيء حلو و يذكرني بأبوي
ابتسمت وهي تحاول استنطاقها/يعني مافي سبب ثاني؟!غير وجود نايف؟!
ألتزمت صمتها وهي تعجز عن فهم نفسها و فهم حياتها الجديده، تلك المشاعر التي تجعلها تتهرب من قاسي بأي حجه..
لاحظت سرحانها و هدوءها/معناته في سبب ثاني غير نايف..وسبب قوي اللي خلاك تسكتين.
إلتفتت إليها بتساؤل/ليال ممكن اسألك و بليز ابي تجاوبيني بدون ما تضحكين على السؤال لأنه جدّي مرره
حركت رأسها بإستفهام/وليه اضحك؟!..اسألي وان شاء الله افيدك
بفضول/متى يكبر الواحد..يعني يوصل لمرحلة النضج؟!
استغربت سؤالها وربما لم تتوقعه/سؤالك غريب..وصعب الجواب عليه بنفس الوقت..لكن بوضح لك بشكل اعتقد انه بسيط..النضج ماله سن محدد نقدر نحكم فيه ان هذا الانسان ناضج، التصرفات هي اللي تحكم وتفضح نضج العقل من عدمه.
ترددت ثم قررت/اوكي ليال بليز بدون طقطقه انتي تشوفيني صغيره؟! اقصد يعني مبين علي طفله والا بنت ناضجه؟!
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر إليها بتأمل لماذا هي الليله لحوحه و تسأل عن عمر النضج!/شوفي حبيبتي اهم شيء نظرتك انتي لنفسك، شوفي بنفسك وقارني بين نيفادا قبل سنه ونيفادا هاللحين هل فيه تطور او لا..اقصد من ناحية تعاملك مع الامور بحياتك..يعني بالنهايه ردود الافعال المتزنه والقرارات هي الدلاله على نضج الشخص.
بعد ثواني صمت/القرارات؟!
أردفت باهتمام/اي القرارات التي يتخذها الشخص و تغير مسار حياته للافضل..و هالقرارات تحتاج رغبه فالتغيير الحقيقي.
صمتت وهي تفكر بحديثها....
لاحظت صمتها يطول/هاه خلصت اسئلتك والا بعد؟!
بابتسامه/اي خلاص بنام
عقدت حاجبها/افا بتطرديني؟! قوومي يلا نشرب قهوه تحت
حركت رأسها بالنفي/لا بليز للوش مابي كوفي كفايه سهر لهالوقت ..تصبحين على خير.
رأتها تدثر نفسها تحت اغطيتها/لي ساعه اتكلم واظنك بتطلعين معي نشرب قهوه طلعتي ماعندك سالفه!!
دخلت أم رواد بعد سماع اصواتهن/مابعد نمتوا؟!
ليال وهي تبتسم لرؤيتها/جابك الله ياحلى مرت ابو..تعالي ننزل نتقهوى سوى
ام رواد بتردد/والله كان ودي بس وراي بزارين بيداومون بدري لازم اروح انام..
تخصرت/انا اقول اسعدي نفسك بنفسك يا ليال و لا تترجين احد...ناموا قريرات العين
ضحكت تحت لحافها وهي تسمع صوت باب غرفتها يُغلق بعد خروج ليال و ام رواد..لتحاول تغمض عينيها بعد ذلك وتنام..
.
.
.
تقلّب كثيراً في سريره...نسيته تماماً مذ رأت أخيها،بقي ساعه ونصف قبل الفجر...وهي لم تأتي للغرفه بعد!!
لماذا تتعمد تجاهله؟! و كأنه ليس مهماً !!..
تنفس بغضب وهو يلف وجهه لجهتها من السرير، ليلتقط وسادتها و يعانقها و يغمض عينيه محاولاً النوم..
.
.
صوت باب الغرفه يُفتح وهي تدخل و تغلقه خلفها، نظرت الى السرير الغارق في الظلام لابد وانه نائم...
تجاوزت السرير لتأخذ ماءاً من الثلاجه ثم الى لتلك الأريكه اسفل الشرفه..جلست مسترخيةً وهي تمد ساقيها، وتشرب من كأسها بتأني لن ترتاح حتى تشعر بالحركه وضعت يدها على بطنها لتمسح بنعومه وتهمس/رد علي لو بحركه وحده و بعدها بكيفك ارجع نام...انا مثلك ابي انام بس طمني عليك.
اتسعت ابتسامتها وهي تتحسس حركته بيدها و بشكل ظاهري واضح، نسيت نفسها..وهي تفكر بسلامة اخيها وماذا ينتظرها صباحاً، مكتبه لابد وان يفتح من جديد... و يكمل دراسته جنباً الى جنب مع عمله..لن يحل محله احد...هذا حلم أبيها وحلمها..
تذكرت أدهم...كيف تفتح معه الموضوع..حسناً ليس الآن ولكن حتى يستعيد نايف صحته، اي حديث عن عمله الآن ليس جيداً...فقط احتفال يليق بمكانته.. منذ الغد ستتم الترتيبات...
غفت عينيها في خضم تفكيرها المتعلق بأخيها فقط..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والثلاثون
غيوم جديده...ليوم جديد..
خرجت من غرفتها باحثةً عنه، لعله نسي وعده وتركها ..كان حولها و يطمئن عليها ..
اتجهت لغرفته لترتسم ابتسامتها وهي تراه نائماً على بطنه يحزنها أنه لم يجد قدوه في أبيه و لم ينصفه الأعمام ولا الاقرباء..الجميع يتفنن في مضايقته بسبب زواج أمه!!
ما شأنهم ؟! هو الافضل بين ابناء عمومته دراسةً وتحصيلاً بفضل والدته لا والده ..
سمعت صوت والدها لتذهب إليه وهي تستعيذ من ضعفها ومن قهر والدها..
رآته يجلس يدخن سيجارته امام الشاشه لتتجه إليه/سم يبه
إلتفت إليها وهو يشعر بالغصه كلما وقعت عينه عليها باتت نسخة من والدتها تماماً، خصوصاً وهو يرى الرعب في عينيها كما كان يراه في عيني هند، يريد التخلص منها و حرق كل قطعه من هند مدى الحياه،يعرف انها لم تصبر عليه طوال تلك السنوات الا لأجل شهد وتركي/وين القهوه؟! سويلي انتي مابي الشغاله تسويها
بانصياع تام/ابشر يبه
رآها تذهب ليناديها/شهد
عادت اليه بخوف/سم يبه
بأمر/بعد بكرا ترى ملكتك تجهزي..ترى يبي يشوفك
...../ماهو بـ ظني يبه
إلتفتت مبتسمه لصاحب الصوت..الذي نزل ووقف بجانبها/روحي جهزي القهوه لأبوي يا شهد، خله يصحصح واكلمه
ذهبت الى المطبخ بعد إلحاح نظرات اخيها...
عقد حاجبه/والله نبت لك ريش يا البزر
ابتسم بسخريه/معناته اني ديك ولد ديك، انت اللي سميت نفسك..
وقف غاضباً/اعقب ياولد هند!! هالكلام لي أنا
لبس جاكيته الذي بيده وهو يتحدث بغضب مكبوت/رجال يزوج بنته لسكير مثله ما يعتبر نفسه رجال..اقسم بالله لو انها يتيمه افضل لها منك..يبه وش ناقصك فلوس؟! ماظن ناقصك فلوس...لكن لحس عقلك هاللي تشربه مع خويك الداشر
صفعه حتى شعر بطعم الدم في فمه، ليلتفت إليه، يعرف خبايا والده لكن لم يصدق ان يبور بهم و يبيعهم بلا مقابل/طول عمري اصيح باعلى الصوت ابوي لو يخوني الدهر مايخون لكن اليوم يبه ،اليوم عرفت ليه تركتك أمي و كبرت في عيني انها استحملتك وانت بلا رحمه!
اتجه إليه وضربه بلا رحمه لتأتي شهد مسرعه قادمه من المطبخ محاولةً إبعاد والدها عن اخيها ولكنها فشلت لتنال نصيبها من الضرب/يبه تكفى خلاص
دفعها ارضاً و اكمل ضربه/اوريكم يا كلاب بربيكم من جديد..
.
.
في مكتبه يقلب اوراقاً مهمه وينجز عمله تلقى اتصالاً من قاسي ليرد و يبدو منشغلاً/هلا قاسي..
على الطرف الآخر/السلام عليكم
أدهم/وعليكم السلام، شفيك قاسي؟! صاير شيء للاهل؟!
استغرب/يارجل مايصلح اكلمك هالوقت يعني؟!
ابتسم/اللي اهرفه انك مرابط اليوم!!
قاسي بعد تردد/اي صح..بس يخوك الموضوع يطول شرحه..انا قررت ارفع قضية حضانه لأختي ضد طليقها، ابي ترشح لي محامي بما انك عندك خبره بهالمجال
لم يتردد وهو يتمنى لو يترافع نفسه في هذه القضيه، فهي كأخته تماماً وهل تهون العشره؟/عندك مكتب صالح..للامانه شغلهم ممتاز صحيح قضاياهم تجاريه و ماليه...بس كإقتراح.. مكتب صالح من انجح مكاتب المحاماه اللي عرفتهم..و برشح لك مهند تروح له مباشره وصالح خله علي بقنعه يدخل قضايا اسره.
ضحك/يا ولد لا تدهور خوياك علشاني
قاطعه بهدوء/هي اختي مثلما هي اختك يا قاسي والا نسيت؟!
على الطرف الاخر بهدوء بعد الضحك/ونعم فيك و يازين حظي فيك يا أدهم
ابتسم/يلا بس، ترى تسمج لاقمت تمدح.. يلا شوف شغلك وخلني اشوف شغلي...سلام
اغلق هاتفه وهو يتنفس بعمق، ليعود لما كان يتحدث عنه.. رفع رأسه لسكرتيره/اسمع، جهزتوا نظام المراقبه؟!
السكرتير/اي طال عمرك..والعمال حالياً شغالين على تركيبه بالبيت وهو نفس النظام المتبع في شركاتنا.
حرك رأسه بالموافقه/حلو ..طيب وش عندي اليوم
السكرتير/سكرتير الشيخ سعد الراشد اتصل ويبي تنسيق لقاء بخصوص موضوع مجموعة الاسهم
استغرب/اي اسهم؟!
السكرتير/الشيخ راكان الله يرحمه له مجموعة اسهم ضخمه في احدى شركاتهم الكبيره و انقذهم من ازمه كانت بتفلسهم...اعتقد هذي اللي يبون يفاوضونك عليها.
ادارها في رأسه، عمه لم يكن تاجراً يبحث عن مصلحته بجشع..اي عقل ورجوله تمتلك يا راكان؟!،/لحظه لا ترد عليهم حالياً انتظر لين يتصلون مره ثانيه... و بعدها اقولك ردي
وقف السكرتير/روزنامة اليوم انتهت طال عمرك..بس المحامي مهند برا يبيك
اعتدل جالساً ونطق باهتمام/دخله بسرعه شتنتظر..
دخل بابتسامه/السلام عليكم
وقف ليسلم و يجلسان في الطرف الآخر من المكتب/وعليكم السلام...يا هلا بمهند
جلس بعدما سحب كرسيه حول طاولة الاجتماعات المصغره/هلابك دكتور
تنفس بعمق وهو يسأله/هاه بشر و ش جديدك؟!
بدأ بسرد ما فعله خلال الاسبوع ..فهو يوكله ببعض الاشياء الخاصه وقد اختبر امانته فيها...
.
.
هاهي تقف وتشرف بنفسها على منسقوا الحفلات الذين اتفقت معهم لتجهيز ساحات القصر و صالاته للاحتفال بأخيها..
سمعت صوت ام رواد قادمه لتلتفت وهي تراها بصحبة نايف/اخيراً قررت تطلع الحديقه؟!
بابتسامه ذابله/يمكن جاني رهاب من الشمس
مسكت ام رواد كتفه/بسم الله عليك لا تفااول.. ماعليك منه الشموس،خوياه بيجون بعد شوي
بتساؤل/اعرفهم يا نايف؟!
بهدوءه/عبدالوهاب الراشد و كسار اخوه..
اشارت برأسها/اهااه..اوكي حبيبي روح المجلس استقبل ضيوفك..
تذكر أمراً قبل ذهابه/إلا وين أدهم ما تواجهت معه الا مرتين وكلها دقايق!!
للمرة الاولى منذ اسبوع تستوعب انها لم تجلس مع أدهم في جلسه خاصه او حتى نقاش عمل!! لا يلتقيان الا اذا نام احدهما!/بتصل فيه اشوف وينه، بالعاده هالوقت بالبيت
ام رواد/والله يا بنتي له اسبوع مايعود الا تالي الليل!!
الشموس/هالايام مضغوط مره بالعمل..يعني كلنا ندري محد معه يعاونه ،لكن بكرا لمن يستصح نايف بيكون معه يساعده ويشاركه هم العمل.
ابتسم لابتسامتها/ان شاء الله وانا اخوك..مثلما تبين يصير معاد ابي جلست البيت ابي اشغل نفسي.
انحنت له وقبلت جبينه/عسى الله مايحرمني هالمبسم
ضحك وهو يلاحظ نظرات العاملات لتعانل الشموس معه/ترى كبرت يالشموس خليتيهم يضحكون علي
ضحكت/كبرت بعينهم لكنك الولد الشقي اللي ياما طلع عيني بلقافته
اختفت ضحكته لابتسامه حزينه/وهذا انا كبرت وصرت راكد بلا رجلين..ولا حركه وحده!
إلتمعت عينيها وهي تحاول ابتلاع وجعه وتصد تريد ان تجحد الدمعه...الحديث يتعثر على لسانها وكأنه إنتزع سهماً و غرزه في حلقها ومنعها من حتى التنفس!
ذهب وهو يحرك عربته أوتوماتيكياً ..محملاً بغيوم يأس تمنعه من رؤية اشعة الأمل!، هو فقط يقاوم امام اخواته اللاتي فقدنه ويعرف كم تحبه كل واحده منهن ويرونه الأمل و الرجل الذي يفتخرن به..ولكنه الآن عاجز ولا يستطيع ان يخدم نفسه بلا مساعدة الاخرين، هو عاله لا اكثر مهما حاولن اخواته ان يتصنعن السعاده هن من الداخل مثقلات بهم إعاقته..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والثلاثون
لم تستطيع ان تمنع نفسها من البكاء وهي تلحق بالشموس، استوقفتها وهي تطلبها/الشموس يمه وقفي
حاولت ان تستقوي ولكنها تعجز عن ذلك اتجهت لدورة المياه تغسل وجهها لتتجاوز دموعها لا يجب ان يرى احداً دموعها...ثم خرجت لتجد ام رواد امامها/شفيك ام رواد؟!
بقلق/خفت عليك، قلت بيصير لك شيء
تجاوزتها وهي تتصنع اللامبالاة ثمزتوقفت عند اقرب أريكه في الصاله كانت ستنفجر من كبتها ولكنها تتجاهل/لا تخافين علي..مافي الا العافيه وين ليال و نيفو؟!
ام رواد/اخذوا اميره معهم وراحوا..ليال خرربت هالصغار كل يوم مشاوير ودلع شبيفكني منهم اذا تزوجت ليال؟!
ابتسمت/يمكن ناويه تتزوج وتقعد على كبودنا هنا، اشوفها مبيته النيه لطراد، ليال ماهي بسهله،
ضحكت ام رواد وهي ترى ابتسامتها/والله الود ودي اشوفها مرتاحه، ماني مصدقه انها خلاص وافقت تتزوج،
رن هاتفها لتخرجه من جيبها، هذا الرقم منذ الامس يتصل ولا يتحدث صاحبه، قررت الرد إما ان يتحدث او ستحظر الرقم كسابقيه/عن اذنك يا أم رواد شوي
ابتعدت عنها لتذهب وترد/نعم ؟!
على الطرف الآخر صمت بانفاس متقطعه/..
استنطقته/اذا مارديت راح احظر الرقم واقدم بلاغ قول شعندك بسرعه!
تحدثت بصوت يحمل الألم/الشموس ابي اشوفك..عندي موضوع مهم لازم تعرفينه قبل تخرب حياتك
شدها الحديث وهي تربطه بذلك التهديد/من انتي؟! تكلمي هذا انا اسمعك ما يحتاج تشوفيني!
على الطرف الآخر/لازم اشوفك..تعالي العريجاء لازم يالشموس لازم
ترددت في تصديقها/وانتي تظنين اني بجيك صح؟!
قاطعتها/الشموس اذا ماجيتي ماراح تعرفين حقيقة زوجك.. و بتندمين صدقيني الكلام اللي عندي و الدلايل كلها..
قاطعتها بدورها/من انتي؟!
تنهدت/اذا حابه تنقلب حياتك فوق تحت لا تجين خليك على عماك..ساعتها بتتذكرين اتصالي هذا..سلام
عادت لتناديها/اوكي افرضي اني بجيك،،وش يضمّني صحة نواياك؟! ومن انتي
تنهدت/انا بمستوصف خاص اسمه(......) اذا جيتي الاستقبال راح تعرفيني لان سبق وتواجهنا،
اغلقت الهاتف بعدما اغلقت تلك، تثيرها الريبه ولكن بما أنها في مستوصف ومكان عام مالمانع للذهاب!!
اتجهت لغرفتها بدون تردد وهي تلتقط عبائتها و حقيبتها وتخرج وهي تتصل بـ راهول واطلبه ان يجهّز السياره..
ركبتها على عجله من أمرها و امرته بالانطلاق...
أوقف سيارته مستغرباً ذهابها في هكذا وقت ستغيب الشمس بعد اقل من ساعه ماهذا المشوار في هذا التوقيت، لحق بسيارتها وهو يحاول كيف تفكر ..حقاً من الصعب الزواج من سيدة جميله بعقل رجل!
إلى اين ستدهب كل تلك المسافه؟!! هذه المره هي ذاهبه الى حي العريجاء!! تنهد بغضب لم تتكبد عناء الاتصال به ولا إستئذانه، مذ اسبوع وهو صفر على الشمال بالنسبة لها..!!
.
أمرته بالتوقف امام المستوصف الذي وصفته لها تلك المدعيه، لا تعرف لماذا صدقتها بهكذا بساطه و حضرت الى هنا..المكان خالٍ هنا..! المستوصف يبدو مغلقاً..!!
ترددت في النزول لتخاطب السائق/راهول انزل شوف في احد في المستوصف. المغرب أذن يمكن يقفلون وقت الصلاة
استجاب لها وهو يهم بالنزول/اوكي مدام
امسك به احدهم امام الباب ليتحدث إليه..امام ناظريها، ازداد خوفها وهي ترى ذلك الملتثم يشد راهول من ياقته!!تلفتت حولها لم تجد احداً يمر..
رن هاتفها وافزعها لترد بعد رؤية ذلك الرقم/الوه..وينك؟ انا جيت المستوصف
على الطرف الآخر بصوت آخر غير صوت تلك التي طلبت حضورها/معليش كان غيرك اشطر.. مريموه انتهت. وتبي تنهيك معها بعد.. روحي بيتك احسن قبل تروح روحك!
تنفست بعمق وهي تلتفت لترى اين ذهب راهول ولم يعد، لم تراه ولم ترى احداً الكل اختفى في الظلام!! ازداد خفقانها وهي تقرر الاتصال بأدهم، ولكن ماذا ستقول له؟!..وضعت يديها على بطنها وهي تقرأ معوذاتها و اذكارها..وهي تسمع صوت المسجد القريب يؤدون صلاة المغرب..
التصرف في الخفاء لا يفيد أبداً، ماذا عليها ان تفعل الآن؟!!
رن هاتفها لترى اسمه يضيء الشاشه،لترد وهي تمنع نفسها من البكاء/الو أدهم
على الطرف الآخر/مساء الخير حبيبتي
لا تعرف لماذا خافت الآن، تشعر وكأنه ينظر إليها/مساء النور،
بهدوء/وينك رحت البيت ومالقيتك؟!!
بخوف مخفي/طالعه مشوار
.../وين؟! عسى مو تعبانه ورايحه المستشفى
سكتت قليلاً وهي تكره ان تكذب/مشوار خاص يا قلبي
بنفس ذلك الهدوء/اوكي يا قلبي سمي بالله علشان ما تخافين، لأني بفتح باب السياره هاللحين بدال راهول..
ابتسمت رغم خوفها من ردة فعله ولكن ذلك اريح كثير مما كانت تعيشه قبل قليل ، رأته بنفسه يفتح بابها و يمد يده ، بابتسامه/على سيارتي ياحلو
لم تستطيع النطق بكلمه واحده،حتى انها لن تستطيع معاتبته لتتبعه لها.
مضت دقائق وهم في السياره على طريق خارج المدينه، ليلتفت إليها بنظرات ثم يعود ليراقب الطريق..،
ملت من طول سكوته لتنطق بعدما احرقها بنظراته المتسائله/عندك شيء تبي تقوله؟! قوله ..بلاها هالنظرات
قرر النطق اخيراً/من رجع اخوك البيت وانا محروم من الجلسه معك، لا تلوميني اذا لاحقتك بسيارتي برا البيت، مشتاقلك.
إلتفتت إليه وهي تصغر عينيها، هذا اكبر تلميح تلقته، بل اعظم تبرير للمراقبه/اها تغار من نايف؟! مادريت انك طفل لهالدرجه؟!
امسك بيدها وهو يضغط عليها غاضباً/لا تقللين من قيمة اشتياقي
حاولت سحب يدها ولكنه كان يتشبث بها/يدي بلييز!
تنفس بعمق ليترك يدها محاولاً الهدوء/ليه جايه لهالمستوصف من بد المستوصفات اللي حولنا كلها و العياده اللي تراجعين عندها؟!
حاولت ان تكون هادئه قدر المستطاع، الكذب ليس من شيمها ولكن من الصعب عليها ان تخبره انها تتبعه بشك/مدحوا لي دكتوره هنا تقدر تطلع جنس الجنين و دايم تصويرها ممتاز..قلت اجرب واشوف بس طلعوا مسكرين.
استغرب/كنت اطلبك نروح نصور ونشوف جنسه حتى بكوبنهاجن و انتي كنتي رافضه!! وش غير رايك هاللحين؟!!
تحرك داخل احشاءها و كأنها ينقذها، وضعت يدها على بطنها/صار له فتره يتحرك بشكل شدني، و جاني فضول اعرف جنسه
اتسعت ابتسامته ونسي كل شيء/دامك هاللحين موافقه ماني مفوت الفرصه،هاللحين نروح لاحسن عياده ونصور
يالله لم تكن تريد ذلك ولكن تريد الخلاص من هذه المشكله، استغربت من نفسها كيف صدقت اتصال من مجهوله هكذا؟!!..لن تتبع شكوكها بعد الآن، ستعود تعيش الواقع مع زوجها و تتناسى كل شك مالم يثب امام عينيها العكس/أدهم ياليت توقف عند الجامع هذا ابي اصلي المغرب طافني
بنفس ابتسامته/نزلنا نصلي و بعدها نكمل مشوارنا لأكبر مستوصف.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والثلاثون
مع مرور كل ساعه واخرى تنظر لهاتفها الذي بيدها، لم يتصل بها، لم يكلف نفسه حتى ان يكتب رساله قصيره يبرر فيها غيابه، أي غياب يا نيفا؟! انتي من تركتيه لذلك انتي الغائبه ليس هو!! مالذي أبحث عنه، حتى في ابتعادي عنه يشغلني به!
و إن يكن عليه ان يتصل مهما كان..
نظرت إليها منذ جلوسهما في المقهى/وش اخبارك مع قاسي، تمام؟
حركت رأسها بالإيجاب/تمام.
عادت لتصمت وهي تسمع احداهن تنادي طفلها بإسم وليد، وكأنه يُقسم في غيابه انه لن يُريح ذاكرت أيامي منه! ، تنهدت وهي تأخذ هاتفها لتكتب رساله قصيره الى رويدا مفادها [لاتنسين حفل استقبال اخوي بكرا تعالي بدري]
.:
لاحظت انشغالها بهاتفها..تذكرت الماضي كيف كان و ما تنوي فعله الآن تريد تفسيراً واحداً لكل ما يحدث امامها/ليال!
رفعت ناظريها لها/نعم يا مدام..
ضحكت ثم سكتت/لا جد يعني خلينا نتكلم شوي ذام البزارين مع رواد
اتكأت على يدها المسنوده بذراعها على الطاوله بحركه تهكميه/وحليلهاا اللي كبرت وصارت تحب تفتح مواضيع و تسولف نفس الكبار
اتسعت ابتسامتها/ليااال بلييزز
اعتدلت جالسه وهي تحاول كتم ضحكتها بإبتسامه/اوكي عقلت..شعندك اختي العزيزه
قررت ان تكون واضحه معها/ليال انا اذكر اللي صار كله، واذكر انك تكرهين طراد، حتى لو مشت تمثيليتك على الشموس و البقيه ماراح تمشي علي
رفعت حاجبها/المطلوب؟!
نيفادا/انا واثقه انك ما راح تتزوجينه لكن ماني عارفه وش ناويه بعد هالموافقه!
اخذت نفساً عميقاً وهي تعدل من جلستها/نيفو.. انا ماتدخلت بزواجك
قاطعتها/لانك متيقنه اني مع الرجل الصح وماينخاف علي..لكن انتي ناويه ترتبطين برجل مهزوز ماعرف يحافظ عليك بالبدايه و كذب و راح خطب وحده بناء لرغبة ابوه وعلقها حول الثمان سنوات و رجع من سفره و قال ببرود مابيها!!
ابتسمت وهي تخفي سعادتها بتحليل اختها/ليه ماتقولين يحبني ومُصر علي؟!
قاطعتها بغضب مكبوت/مايحب إلا نفسه، اناني، دامه يحبك لي يعلق وحده وهو عاارف انه ماراح يتزوجها ليه يقضي عليها البنت تعدت ثلاثين، ضحى بها لجل يسكت الناس عنه! عمرك لا تثقين برجال يضحي بحياة بنت مالها ذنب لسعادة نفسه.وماتوقع انه قعد طول هالسنين بلا زواج نظراته ماتريح ابد!
صفقت لها بابتسامه/و كنتي تسأليني عن النضج؟!!والله ماعدتي صغيره يا بنت الاسبانيه!!
مازالت عابسه/بنت راكان..بعدين الايام تعلّم وتكبّر ..فكري مره ثانيه بلييز ليال.
اخذت كوب عصيرها وهي تبتسم/ابشري يا بنت ابوي، افكر ليه ما افكر..
.
،
،
العريجا*
في بيت مهجور منذ سنوات تآكل اثاثه و تقشرت معظم جدرانه العتيقه...
هنالك صراخ احداهن/كذا يا مريم تسوينها من وراي. تحاولين تبلسين علي؟!! منوين لك هالجوال تكلمي من كان يجيك
تحدثت وهي تمسح الدم عن شفتيها/الله يلعنك يا مها وينتقم منك ، طعنتي شرفي و سودتي عيشتي علشان هواك
ضحكت وهي ترفع عبائتها عن الارض/شوفي انا علشان هواي سويت كل شيء يخطر ببالك..ايه كل شيء حتى اللي ببالك سويته ماهي صعبه اقتلك وادفنك هنا بحوش هالبيت القديم..وبيتي من بيدخله غيري؟!! محد!! لذلك كوني مطيعه ولا تحاولين تطلعين مره ثانيه انا وصيت السايق يجيب عمال ويركبون اقفال جديده..لذلك ابيك تريحين نفسك و تنثبرين هنا بسجنك لين أرضى عليك واطلعك...فاهمه؟!! بعد احمدي ربك عندك تلفزيون.
ضلت باكيه مكانها وهي تندب الساعه التي عرفت فيها افعى متلونه مثل مها..لا تسقط في شر افعالها ابداً.. وصلت كل ما تريده بخبثها واستغلت كل ما تستطيعه ، كانت تستطيع أذيتها وكشفها لو اخبرت الشموس بنواياها وماذا تفعله من ابتزاز لأدهم ولكنها فشلت وهاهي حبيسه من جديد و بأقفال جديده اكثر إحكاماً ستموت قهراً هنا بالتأكيد ستموت..ولن يتم تغسيلها ولا تكفينها كم يجب ولا تشييعها بدموع الاهل والاحباب والصديقات..لن تحظى بعزاء يتم الدعاء لها فيه بالمغفره والرحمه..!
كل ذلك بات هاجساً...كم كانت مرعوبةً من تلك الفكره ان تموت وحيده في منزلٍ مهجور...لطفك يالله..
،
.
.
وصلا منذ ربع ساعه لغرفتهما وهي ترى عقدة حاجبه ، انتهت من اغتسالها ولبس روبها الخفيف واتجهت بجانبه في السرير وهي تلتحف/كأن مو عاجبك الولد؟!
ابتسم وهو يلتفت إليها/خير وبركه..جانا سند وعزوه..بس احسبي حسابك مافي راحه ساره لازم تجي
ضحكت/اوكي..ساره خلها على جنب هاللحين، وش ناوي تسمي الولد؟
ابتسم وهو ينطقه/عبدالمجيد، شرايك؟!
برضا تام/حلو
امسك بيدها وهو يقبلها/الحلو انتي ي ام عبدالمجيد.
حاولت افتكاك يدها وهي تتذكر أمراً مهماً/معليش أدهم بروح اشوف نايف و
ثبتها بإصرار/اما عااد ، والله ماتروحين هاللحين..ناظري ساعتك و ناظري عيوني ، لي اسبوع منك!
استجابت لرغبته وجلست وان كان البال مشغولاً بالأخ الغالي...
امسك بيدها وهو يعتدل جالساً/فالحقيقه في اشياء مهمه قاعده تصير و لازم تعرفينها..و حتى تخص اللي صار بكوبنهاجن
اعتدلت جالسةً بدورها/خير يا قلبي لا تخوفني..عرفت اللي يهدد
أدهم/للحين ماعرفته بس مصيرنا نعرفه ولين نعرفه ابيكم تاخذون حذركم كلكم، وانتي اليوم طلعتي وما قلتي لي انتبهي
ازداد خوفها/أدهم قول وش عرفت بعد
قرر ان يخبرها/نايف ما يدري انه تعرض لهجوم في المستشفى..و الهجوم كان سبب بعد الله في صحوته من الغيبوبه...تم قطع كل شيء عنه و رميه من فوق سريره!
ظلت تسمع و هي تغطي ثغرها بأناملها دليل صدمه!!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والثلاثون
اليوم التالي..،
الجميع قد استعد بكامل اناقته احتفالا بنايف فقط...توجه للمجلس وهو يبتسم لنايف الذي يجانب رواد بكامل اناقته، لا يشبه الشموس،لكن لديه عيني عمه/حي الله ولد العم
نايف بابتسامه تتسع/ارحب ..اشوفك تأخرت
تبسم أدهم/كنت بلبس غتره وحلفت اختك ألبس شماغ..
ابتسم رواد وهو يثبت شماغه/الشماغ على الصوب الابيض احلى من الغتره..
ضحك نايف/رواد صادق
اشار إليهما/اكيد بتعززون لأختكم، ياعزتي لي ياليتيم المسكين
ضحك نايف وهو يشير لرواد/قهو ولد عمك لا تقعد
ضلا يتناولان قهوتهما قبل حضور الضيوف..ليتحدث نايف بامتنان/لله في تدبير اموره شجون، كل شيء صار يحسسك ان فيه سبب، يجوز لحكمه عظيمه
أدهم بهدوء ابتسامه يعرف مقصده/في اقدار الله فيه لُطف خفي.. هذا انا كنت اظن اني مقطوع من شجره مالها اصل ولا فروع..وطلع العكس
نايف/انا عرفت كل شيء من الشموس..واي واحد تشيد به الشموس بالنسبه لي نقي و يستاهل،كانت ولازالت الرفيقه والأم والاخت..ابوي يقول لي لو تحب الشموس صدق سو اللي تبيه وصير رجال لعيونها..لذلك ابدي اعجابي بك واقولك انك كفو ثقة ابوي
قاطعه/نايف كل شيء بيرجع لك انا مجرد ا
قاطعه بدوره/لا..انا طلبتك مالي الا شراكه فقط ونصيب كأي فرد من العايله وانت صاحب المال كله..انت حفظت خواتي وهذا اقل شيء تستاهله.
قرر السكوت وهو يرى قدوم ابو غيث و زوجته عمته لولوه التي اتصلت واخبرتهم انها قادمه مبكراً لرؤية نايف..
دخلت مستعجله تعرف ان لا احد هنا سوا ابناء اخوتها/ناايف يمه!!
اتجه إليها ليقصّر المسافه..لتسقط على فخذيها باكيه..كانت مصدومه ولم يخبرونها بشلله...!!
.
،
.
وقفت رويدا بصحبة ليال عند باب الاستقبال، السعاده التي تطوقها كسعادة ليال تماماً..ابتسمت لها/ما شاء الله كل هذول عايلتكم
ليال/بعضهم بالقصيم وجده ما جو..
رويدا/انا افتكرت العوايل الممتده بس في الطبقه الكادحه طلعتوا حتى انتم يالاغنياء زي الطبقه المتوسطه والكادحه!
ضحكت/حبيبتي كلنا في الهوا سوا..عرب سيم عرب
رويدا/للامانه انا بس حابه اشوف رشا مره تانيه علشان اقول لها انو كانت معانا مليونيره وماكنا نعرف
ليال بابتسامه/واذا عرفتوا يعني؟ ايش الفرق
نظرت إليها بنصف عين/كلو فرق اصلاً..كنت انا ورشا سوينا عصابه و سوينا خاطفينك علشان نطلب فديه ..ونترك الطب وسنينو واهلو كمان
هدأت من ضحكها وهي تتذكر ماتريد سؤالها عنه/على سيرة ألمانيا..ما قالك عصوم ايش اخبار دكتور وليد؟تزوج سافر!
تفهم فضولها جيداً/اللي عرفتوا انو سافر اكيد تزوج و اخذ العروس معها، ما سألت عصوم والله.
هدأت وهي تحاول ان تبتلع خييتها/تعالي رورو ابي اعرفك على زميلات العمل هنا اماني و البقيه
ذهبت معها/يلا
استوقفتها احداهن/ليال!
توقفت وهي تلتفت إليها مستغربه تواجدها هنا من دعاها/رهف!
حركت رأسها بالإيجاب/اي..الحمدلله على سلامة نايف
ليال/الله يسلمك،
شعرت انها غير مرحب بها ولكن يجب ان ترى نيفادا/ابوي جته دعوه من أدهم.. وانا جيت معه، اعتذر لو ازعجك وجودي..بس حابه اشوف نيفادا،،
ألتفتت لجهتها/هناك،
.
،
.
بهدوءها جالسه بجوار والدتها التي تنظر لكمية البهرجه و التكلف في الضيافه..لم يتكلفوا هكذا حتى في زواج نيفادا من ابنها "نعنبوهم ليش اننا اقل منهم ما سووا كل اللي مسوينه في استقبال اخوهن المحرول!"
رأت نظرات مدى لها من بعيد تبتسم لتتجه إليها/يا مرحبا بمدوش وخالتي شرفتونا والله
مدى بابتسامه صادقه/الحمدلله على سلامة الغالي
نيفادا بسعاده/الله يسلم كل غالي عليك يا رب
ام قاسي/سلامات يقولون اخوك طلع محرول
لم تفهمها/ايش؟!
حاولت مدى التدارك/قصدها عسى ماهو تعبان وصحته زينه
تعرف ان مدى تصحح لها دائماً وان لم تفهم كلمات تبك العجوز فنظراتها تكفي/بخير الله يسلمك.. حياكم
مدى عادت لتبتسم/حبيت اشكرك نيفو، خليتي قاسي يقتنع و يرفع قضية حضانه
ابتسمت لعينيها اللامعه/لا تشكريني ماسويت شيء، هو اصلاً كان ناوي يرفع القضيه بس كان متأمل يكون منيف كفو ويتعوذ من ابليس..اخوك يا مدى ما يبخل على الغريب بفزعته كيف تبينه يبخل على اخته..؟!
قاطعتها ليال/نيفو تعالي شوي
اعتذرت منهم و ذهبت معها/شفيك ليال؟!
اخذتها لها وهي تجلس هنالك لوحدها/رهف!! بسم الله
ضغطت عليها اختها/نيفو بس اجلسي علشاني اسمعي و خلاص تيب الناس تشوف.، انا رايحه.
جلست امتثالاً لليال فقط/خير رهف
بابتسامه مخضبه بالدموع/قرة عينك بنايف
وضعت ساقاً على الاخرى/شكراً ، اي شيء ثاني؟!
حاولت كتم نفسها و لكنها انتهت من الداخل/نيفاظا توقعت هالشهور الطويله تنسيك،
تحدثت بغضب/خيانة الاصدقاء ما تنسي وخصوصي انتي يا رهف، كنت اشك بالعالم كله اما انتي لا! انتي خليتيني افقد إيماني بشيء اسمه صداقه، وهالشيء صعب اسامحك عليه
صمتت قليلاً،ثم تحدثت/يجوز هالشيء يوجع ، ما نختلف على درجات الألم، ولكن صدقيني انك بنعمه دام صحتك زينه و عايلتك بخير و محد داس على شرفك وهذا انتي تزوجتي وحياتك افضل، خسارتك لي ما راح تنقص قدرك ولا ترفعه ولا راح تأثر لان اهلك حولك والكل يحبك..
استغربت حديثها/تفاصليني على درجات الوجع يا رهف؟!
حاولت ان لا تبكي/لا بس اعلمك انك بخير..و فقدك لصداقتي خيره..انا اللي ماربحت لا دنيا ولا اخره لذلك لا تلوميني اذا جيت ادور غفرانك على شيء كان غصب عني!
ليتني تحركت بدري و رضخت لموتي قبل يصير بي اللي صار.
قاطعتها/شصارلك هاه بتقنعيني انك
قاطعتها بحسره/ما اقنعك بشيء بس بقولك اني كنت شبه ميته و اخوي مات و ابوي انكسر ظهره بعد اللي صار وانا انتهيت لا لي حق اتزوج ولا اشوف حياة..
ام تستوعبها بعد ولكنها تعاطفت معها/لا تفكرين تتزوجين هاللحين ترى باقي.. انا م عبره ابداً بغض النظر لو توفقت بهالزواج او لا .. بدري حيل على الزواج بهالسن، عيشي حياتك.
قررت ان تقولها لعلها تصفح عنها وترتاح اخيراً/نيفو انا مغتصبه واخوي اصلا ماكان بينتحر لولا انه شاف صديقه عندي، اعتبريه اقتصاص من الله لك... و سامحيني طلبتك.
لم تصدق ماتسمعه، ذُهلت حقاً...ذبلت حتى تلك النظره الحاده وهي تتعاطف معها/شتقولين رهف!!
.
.
.
ذهب اغلب الحضور ..ماعدا ذلك الرجل الذي لديه ما يقوله، لابد وانه يريد ان يفتح موضوع الاسهم ، لا يعلم ولكن لن يتفوه قبل ان يعود بالحديث للشموس، فهي المعنيه بذلك الموضوع وبالتأكيد لديها علم عن الموضوع...
وقف اخيراًبصحبة ابنه فيصل وماجد، واتجه إليه /يلا يا ولدي كرمكم الله و سلامتك يا نايف والله اسعدنا خبر سلامتك
بابتسامه تخفي ضجراً من نظرات الرجال/الله يسلمك ويحفظك بو ماجد.
ادار محرك عربته و دخل المجلس بعد فراغه إلا من قاسي الجالس و يبدو شارداً..
ابتسم لرؤيته يدخل/واضح عليك التعب
ابتسم وهو يخفي ضيقه/لا،بالعكس ودي اسهر بعد
غمز له محاولاً تغيير جوه/بصراحه وانا اخوك انا ودي اجرب هذيك السياره البيضاء اذا ماعليك امر
ضحك/كلهم لك امر بس
قاسي/هو والله ودي اخذهم كلهم بس عاد الواحد يستحي
ضحك أدهم وهو يجلس/اقوول بس روح بيتكم نم زين الله يحفظك وخل ولد عمي عنك
قاسي/انت وش عليك انا اتكلم مع الرجال واتفق معه وبنطلع سوى مالك دخل بيننا
نايف/دام الموضوع فيع طلعه يا قاسي..تراك بتاخذني مع السياره.
وقف أدهم وهو يرى ساعته/والله بكيفكم انا دايخ بروح انام يالربع
اشار اليه قاسي/فكه خلني اتفق مع نايف براحه
ابتسم له/نايف انتبه منه انا اخليت مسؤليتي
هدأوا وعم صمت لثواني حتى تحدث نايف/عسى ما نيفادا مطلعه روحك بس..اشوفها هنا من طلعت
استغرب سؤاله/والله دامك فتحت الموضوع حبيت ابشرك باخذها الليله ان شاء الله
ضحك نايف/بيني وبينك جلوسها هنا يسعدني و يوسع صدري وجودها لهالبيت حياة..كنت مستحي اطلبك تخليها عندي ..بس ماقصرت هذا هي هنا من اسبوع
ابتسم له/ماعليه باخذها الليله لذلك ماراح تأثر علي لا تحاول
اتسعت ابتسامته/اجل اروح اناديها لك
قاسي/انا بتصل فيها ماعليك
حرك رأسه/اجل انا طالع برا اتمشى شوي قبل ادخل انام..سلام
رآه يخرج وتنطفىء ابتسامته، هذا الرجل يعاني صراعاً بداخله ، ومن يلومه؟! لا أحد..كان الله في عونك يا نايف..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والثلاثون
خرجت من الباب الداخلي لتتجه ناحية المجلس الرجالي..
توقفت عند بابه وهي تتكتف وترفع حاجبها/خير بابا طلبتني؟!
رفع ناظريه إليها بتمعن كعادتها فستان قصير انيق..لقته كعبها العالي جداً و وقفتها...تضع ماكياجاً اعتمدت فيه رسم الكحل، بدت له حلماً الليله/من بعيد كذا؟! طيب قربي علشان نتفاهم
تقدمت لتقف مجدداً/قاسي بليز انا خلاص ماقدر اكمل معك. من الاخير
ابتسم وهو يتقدم اليها ببطىء وبدون ان تشعر/ايوه وش صار يعني؟! ازعجتك؟ ضايقتك بشيء؟! بدر مني اي تصرف يزعلك؟! قولي علشان اعدل من تصرفاتي
حركت رأسها بالنفي/ولا شيء من اللي قلته.بس
قاطعها مستعجلاً الإجابه وهو يقف أمامها/بس وشو؟! غبتي اسبوع بلا مبرر، هذا انا قدامك قولي،وش يمنعك ترجعين البيت مو قلنا اخوان ونتضارب بس مانزعل!
تفاجأت بوقوفه امامه واقتحامه ذرات الهواء و صده للاكسجين عنها، ابتلعت ريق الخوف والرغبه معاً لتتجرأ في الحديث وألانها ستموت من حصاره/ماقدر ارجع معك اسفه
زاد استغرابه/طيب ليه؟!
قررت النطق حتى يريحها من هذا الاقتراب، لتحاول دفعه عنها/انا اصلاً ما احمل لك اي مشاعر اخوّه... لذلك ريحني من قربك الله يخليك.
توقف مذهولاً لثواني حتى استوعب ما نطقت به!
قررت ان تغادره بضيقها..قد انتهى ما كانت تريد قوله وهو اكتفى بالصمت وكأنه راض عن هذا الفراق، لا تستطيع اهانته كيف تجروء عليه وهو من علّمها أبجدية الحنان و سخاء العاطفه، وجعلها تعرف ان لكل شيء جانب مشرق مهما زادت ظلمته، هو من علّمها الوقوف بثقه و منحها حرية الاختيار...
اكتفت من عينيه لتلف وهي تهم بالذهاب..لتتفاجىء بيده تمسك بيدها و توقفها لتلتفت إليه بعينين لامعه وهو يحدق في عينيها و كأنه يُطل عليها من علو بسبب طوله الفارع/وش باقي بعد؟!
سحبها حتى كادت تلتصق،عينيه تغزو عينيها بعمق وهو يهمس/ماكانت نظرتي لك قاصره، خفت اظلمك وانا اعاملك كزوجه، نيفادا الحياة اعطتني فرصه طويله وكافيه، حتى لو عجبتيني، انتي صغيره حيل من حقك تـ
قاطعته بدموع/دام كذا اتركني ببيت اهلي انضج لكن ساعتها بكون لغيرك و...
قاطعها وهو يغلق ثغرها بقبلته الطويله...
وكأنه ينتظر هذه الإشاره منذ زمن ، ان كانت مُصّره فهو اكثر إصراراً على اكمال اركان هذا الزواج..
،
.
،
اوقف سيارته وهو يلتفت إليها بدموع تأبى النزول/انزلي يا شهد هنا محد بيقدر يأذيك وابوك لي تصرف معه اقسم بالله لأنتزع ولايته عليك وعينه تشوف
بدموع تغرق وجهها/تركي والله مابي توصل بينك وبين ابوي لهنا ..انا موافقه اتزوج هشام بس
قاطعها غاضباً/وانا ماني موافق..ان كان لكل واحد يعيش علشانه فأنتي اللي اعيش علشانها فهمتي؟! يلا انزلي بسرعه.
حاولت تنزل ولكنها إلتفتت اليه لتمسك بيده وكأنها تستودعه في ودائع الرحمن/انتبه لك ..تدري اني مالي غيرك، لو اذيت نفسك ترى انا اللي بتألم تذكر هالشيء يا تركي
حاول التماسك حتى نزلت وتأكد من دخولها الى الداخل..ليملأ رئتيه اكسجيناً فهو يكاد يختنق غضباً.
.ليبتعد بسيارته وهو يسمح لدموعه بالنزول اخيراً..
كان كل شيء ممكناً إلا ان تختل ثقته بأبيه، ان يكون نداً لأبيه الذي لطالما ظن انه الأوفى قلباً و الأكرم جنباً..!
أي خذلان يداهمه و يُغرقه حزناً على خسارة من كان القدوه...يوماً ما..!
،
.
،
ككل ليله أجاهد الدموع والضعف..
اعبر عنق الألم وحدي و كأنني في عالم يعج بعديمي الضمير!!
تتحول كل ليله احلام طفولتي الى شتات اوهام لا نهاية ولا بداية لها..
في ظلام هذه الحديقه التي تذكرني بعالمي الحقيقي الذي اعيشه..عالم موحش لا وجود لرحمة الأب فيه ابداً..
،
بحثت فيكل الابواب ..ولكنها مغلقه..ولكنها ابتسمت بدموع لرؤية باب الخدم مفتوحاً..
دخلت متسلله من باب الخدم بعد رؤية جوري تحاول إغلاق الباب كباقي المنزل المغلق..فالوقت متأخر جداً ولا تسكع صوتاً..
شعرت الخدامه بهلع لرؤيتها هكذا وقت وبالدموع/شهد!! ايش مشكلا؟!
تحدثت وهي تدخل وتجلس/عطيني ماي بليز جوري
انصاعت لطلبها وهي تشعر بخوف لتعطيها كأس ماء ولكنه سقط من يد شهد المرتعشه...
امسكت بها جوري لتعرف كيف تهدأها/بليز شهد بس مافي بكاء انا قفلت باب وكله هنا كويس خلاص
...../وش المشكله هنا؟! وش هالصوت ؟!!
إلتفتت ناحية الصوت الجهوري المرعب ، سيغمى عليها من شدة خوفها، ماعاشته في الايام القليله الماضيه كان كثيراً عليها ..
دخل لم يعرفها بدايةً بدا مشوشاً/من انتي؟!
الخادمه/هذا شهد بنت مدام هند
الآن تذكرها ليصد وهو يسألها/وشفيك تبكين؟!وليه جايه هالوقت وتبكين مثل الملحوقه؟!
شعرت بضعفها والإهانه وهو يستجوبها بهذه الحاله، رباه ارحم ضعفي/
لاحظ اناهيدها تزداد ليعرف حجم خطأه/ماهو لازم تقولين شيء هذا بيتك يا شهد..انا بس بغيت اتطمن عليك ، يلا ادخلي وانتي يا جوري نادي لها ليال.
.
،
.
صباحاً..*
خرجت من غرفتها وهي تبحر في افكارها..!
حاولت الاتصال به منذ تلك الليله ولكنه لا يرد عليها!
لم يكن هكذا قبل زيارته لها...كم هو لئيم في تعامله معها!!
لمحتها هند تأتي وتجلس بصمت وتبدو صافنه في شيء ما/يالله صباح خير !
إلتفتت إليها/صبحك الله بالخير
بابتسامتها/صبحك الله بالنور
اخذت فنجانها وهي ترتشفه/من فتره منتي عاجبتني، وين صوتك اللي كان مزعجنا
حاولت ان تتجاهل ما حدث بينها وبين عبدالرحمن/اعطيكم فرصه علشان تفقدوني
ابتسمت/عسانا مانفقدك، تروحين معي السوق اليوم؟!
اتسعت ابتسامتها/مشوار للسوق!..ماقول لا
دخل بهدوءه وهو يرفع طرف شماغه للأعلى/السلام عليكم
كلاهما/وعليكم السلام
استغربت فهو خرج منذ ساعتين فقط/غريبه توك طالع ما امداك
بابتسامه خفيف ونظره لطيفه/اشتقت لقهوتك
ارتبكت ليسقط فنجانها من يدها.،لتقف خائفه/يمه!!
وقفت معها هند لتلتقط الفنجان/بسم الله عليك..انكب الشر، ارتاحي الحمدلله مافي قهوه..والفنجان مانكسر
هدأت وهي تجلس، لماذا تذكرت عبدالرحمن في ذلك المجلس..
ابتسم صالح/وبعد اشتقتلك انتي يا بنتي
ضحكت وهي تلتفت لأبيها وتترك مكانها لتجلس جانبه/لو ما احسك تشتاقلي كان سويت لك مشاكل احمد ربك بس
قرص خدها بخفّه وهو يسألها/شرايك لو جتك اخت كبرك كذا يعني
عبست وهي تلتفت الى هند الكبرى/شفتي ابوي يعزز لي ثم يطقطق علي..بالله كيف ارد عليه؟!
إلتفتت إليه بابتسامه وتساؤل/ايوه علامك تستخف بالبنيه؟!
هدأت ابتسامته وهو يقرر ان يتحدث/في الحقيقه انا ناوي اجيب شهد هنا
خفق قلبها بشده و كأنه جناح كاسرٍ يطير فوق جبل تعصف به الرياح العواتي/شتقول انت؟! كيف طيب؟!
صالح/كل شيء بتعرفونه بعدين..شهد حالياً في بيت اخوك، اذا حابه اوديك تجيبينها ماعندي مانع بالعكس ابيك مرتاحه وعيالك حولك
نزلت دموعها وهو يتحدث عما يثلج صدرها/وليه ماجت هنا؟! ليه راحت هناك
استرخى في جلسته/اذا تبين تعرفين كل شيءقومي تجهزي علشان اوديك لها تقولك
اتسعت ابتسامة هند الصغرى/اخيراً بشوف شهد!!
.
،
.
فتح عينيه ببطىء ونعس شديد ليرى السقف، شعر وان احدهم يلتصق به ويتوسد ذراعه، ابتسم وهو يرى اناملها الناعمه على صدره العاري، اخذها بهدوء ليداعبها ثم رفعها لشفتيه وهو يقبلها ليبعدها محاولاً مغادرة السرير ولكنها تشبثت به..!
ابتسم وهو يداعب خدها/كشفتك صحيتي!!
ردت وهي تغمض عينيها/لا
اتسعت ابتسامته، وهي ترد عليه/ما صحيتي وتردين علي؟!نيف قومي
همست و هي تلتصق به اكثر/اششش
صمت وهو يداعب شعرها بابتسامات رضا، لم يكن يعلم انه سيعيش لحظات لطيفه كهذه..تريد النوم ولكن لا تريد مفارقته فجمعتهما بين يديها و نامت..!
ياللغرابه للمرة الأولى يُخلف عهداً قطعه ولكنه سعيد جداً وهو ينكث ذلك العهد!، مايقلق منه حقاً ان تحبل وهي بهكذا عمر..لن يكون انانياً وقد رضيت به..سيتصرف بذلك الشأن.
تأكد من اغفاءتها ليمد يده للكوميدون القريب منه ويلتقط هاتفه لرؤية الاتصالات الوارده..ولكنه تفاجأ بيدها تمتد لهاتفها وتأخذه بهدوء وترميه في منتصف السرير بعيداً عنه،وهي مازالت مغمضه لعينيها،رفع حاجبه بابتسامه/لا والله!!
رفعت نظراتها اليه بكسل ثم اعتدلت جالسه لتمسك بيده/يصير تهجر العالم دقايق علشاني؟! لا مكالمات و ولا نت ولا اي شيء تافه يشغلك عني! يصير هالشيء يا قاسي والا كثير علي؟!
اعتدل جالساً بجانبها بهدوء/ماهو كثير..اي شيء يصير لعيونك
صمتت بابتسامه وهي تراه يغرق في عينيها، تاركاً إياها تصارع الموت على اطراف اهدابه..بلا رحمه!!
يقول بأنه كبير و هل هنالك كبير في قانون الحبُ يمنع الصغار من التعلّق به؟!
وكيف يقول اني صغيره؟! و انا أرى في عناق عينيه نضج العاطفه و في عناق يديه طفولتي التي يعشقها..
كم كان حظي سعيداً حينما رزقني الله عشقه!
قرر الحديث الآن يجب ان تفهم غايته من قراره/نيف كلها شهرين وتبدأ دراستك...ما ابي ألخبط حياتك
بابتسامة امتنان/بس انت رتبت لي حياتي...كيف تلخبطها؟!!
نظراتها الممتنه لشيء يعتبره واجبه،تزيده تعلقاً،هي تفرح بأي شيء منه مهما كان بسيطاً/نيف خليني اعترف لك بشيء مهم
باستغراب/شيء مهم؟! قول
تنفس براحه وهو ينظر لعينيها/تذكرين لمن قلت لك ان أدهم كان رافض زواجي منك، وانه هجرني شهور بعدما تملكت عليك؟
حركت رأسها بالموافقه/إي اذكر
حاول ترتيب ما سيقوله قبل التفوه به، شد على يدها/بعدما أصريت اني اخذك، رفض هو اخذك الا بعدما اعاهده اني ما اقرب منك كزوجه الا بعدما تكملين عشرين سنه، وانا كنت ابي تكونين جنبي باسرع وقت مهما كان فوافقت
عقدت حاجبها والتزمت صمتها..وابتعدت قليلاً عنه!
خاف من صمتها المفاجىء/قولي اي شيء..انا نقضت هالعهد البارح وماني ندمان ابداً!
ابتسمت رغم ارتفاع حاجبها /ثلاث سنوات!! المفروض أدهم اسمه قاسي مو انت.
تنفس الصعداء وهو يعتدل في جلسته ويقترب منها/يعني منتي زعلانه؟!!
دفعته عنها بدلالٍ وهي تنزل من السرير/بكااش !! مسوي خايف من زعلي؟! بعدما سويت كل شيء البارح؟
نزل هو الاخر ليلحق بها/نيف لحظه
حاولت الهروب ولكنه امسك بها وانفجرت ضاحكه من هيبته التي تسقط امامها الآن..
فهم الآن سبب ضحكها ليضحك ...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والثلاثون
استغربت حديث والدتها الغريب والذي لم ولن يحين وقته بعد..تركت مابيدها من سنارة خياطه وهي تستنكر ماتقوله/يالله صباح خير، يمه وش هالكلام...اقسم بالله كفايه
تحدثت باهتمام/يالخبله فكري ..أدهم انسي يرجع يخطبك معاد يبيك..ولا انتي على باله..قد سيطرت عليه الشموس و ماهي قليله ام عيون قشرا و خشم مرفوع
غليان كل ماتشعر به الآن غليان وقهر،هذه الأم تتفنن في تعذيبها/يمه ليه دايماً تحاولين تقزّميني بسطحية كلامك عني وتجاهل كل شيء موجع قاعده امر فيه؟! من قالك اني جالسه هاللحين افكر بأدهم،يا يمه كبرتي وانا كبرت و وراي عيال مدري وش مسويتن بهم الدنيا وانتي تكلميني عن ماضي مدفون
بحسره مبطنه/مدفون تحت رماد و ياخوفي من المدفون تحت هالرماد!
حاولت التزام هدوءها رغم انهيارها و رغم بريق عينيها و رجفتها الداخليه/تطمني كبرت يمه صرت اقدر اضبط نفسي اكثر مما تتخبلين ..فقدي لعيالي خلاني قويه يمه لا تخافين من اللي تحت الرماد
اجابتها بتهكم/ايه ماعليه اشوف لا جت عينك على الشموس حرقتيها بنظراتك وكأنها هي اللي حارمتك من عيالك،انسي يا مدى تراها حامل وكلها كم شهر و تجيب اول عيال أدهم...تذكري..واحسن لك تزوجي ترى المطلقه هالزمن مالها صاحب.
فطرت قلبها بكل ما للكلمه من معنى..لتقفز واقفه و تقرر الذهاب لغرفتها هنالك افضل من مجالسة والدتها التي باتت تنكد عليها في كل احاديثها معها...
جلست على طرف سريرها بعدما اغلقت الباب ..تنفست وكأنها كانت تجري .. وضعت يدها على يسار صدرها "هذا القلب مازال يقاوم، مازال ينبض رغم وجعه و حرمانه و ثقل احماله..ما زال يريد ان يبقى صامداً لفلذاته.. و مع ذلك كله..جهة منه يحتلها و يقيم فيها مملكةً يحكمها وحده.. كم ارادت ان تدمر تلك الجهه ولكنها لا تقوى..وتلك الجهه حصينه ومتينه في تأسيسها لذلك صعب عليها تدميرها..بل ازدهرت تلك الجهه من قلبي في ظل من يحكمها..وبات اجمل مما كان و أعز مما كان ...وابعد ابعد مما كان!!"
رن هاتفها لتذهب و تأخذه لعله اخوها او اي احد ولكن استغربت من اسمه الذي يضيء الشاشه، ماذا يريد؟! هل احد الاطفال تعرض لأذى؟!! ردت بخوف/الو
على الطرف الآخر بصوت غاضب/تظنين انك بتلوين ذراعي بالمحاكم يا بنت خالد؟! ماتعرفيني للحين
مازالت خائفه/عيالي بخير يا منيف؟! تكفى طمني
قاطعها/ايه بخير ولا يبون لك شوف..لكن اسمعي يا مدى اقسم بالله..
قاطعته/انا ام يا منيف..حس فيني الله يخليك..راضيه بأي شيء ومستعده اخلي اخوي يكنسل القضيه بس اشوف عيالي لو اسبوع فالشهر
انفجر ضاحكاً ليهدأ اخيراً/شكل الحبيب ساحب و قلتي ارجع عيالي احسن
قاطعته بغضب لم يعهده/لا تطعن بشرفي يا منيف وانت تدرى بطهري..منت بمستفيد غير الذنب و مابي ربي يرجعها لك ببنتي ..لك مني الكرامه والحشمه وان ما طعت كلامي فالمحاكم بيننا والله يقوي اخوي..
اغلقت الهاتف ولم تسمع رده..لتنهار باكيه مجدداً..من ذلك الجرح الذي يتمدد داخلها ولا يتيح لها فرصه للحياة!!
.
،
.
اخذت في لملمت اوراقها ووضعها جانباً لتسترخي قبل الخروج وهي تغرق في تفكيرها بباقة الورد التي وصلت المنزل هذا الصباح لأدهم..ولكنها لم توصلها له بعدما قرأت في كرتها المرفق بها "ينتظرك القلب ..م"
دخلت نوره مديرة مكتبها واغلقت الباب خلفها،وجلست صامته وتنظر إليها بشك/..
استنطقتها بلهفه/هاه سويتي اللي قلتلك عليه؟!
بعد تردد/الشموس لا تأذين نفسك،شوفي بطنك صار قدامك
اصطنعت ابتسامه/لا تخافين نوره... انا بس حابه اعرف اسم المحل لأن الورد عاجبني ومثلك عارفه زواج اختي ليال قريب..
مادامت بررت لها فهي تخفي شيئاً/عمررك ما بررتي لي افعالك ولا طلباتك...شمعنى الللحييين!!
اختفت ابتسامتها/نوره مصختيها ترى، تكلمي عرفتي المحل و مكانه؟!
قررت ان تخبرها،قدمت لها ورقه كتب فيها الرقم/المحل مو بعيد مره عن حيكم و بالمره وفعلاً يوصلون طلبات ورد..اللي وصل لكم ورد هو عامل تبعهم
ابتسمت بخفه وهي تلتقط الرقم/مشكوره حبيبتي يلا اتكلي
رفعت حاجبها/اخ لو منتي حامل
اتسعت ابتسامتها/ايوه اشوف كل من جاء يهددني يقول لو منتي حامل..يلا بس
ضحكت، ولكن هدأت ضحكتها/المهم انتبهي على نفسك
حركت رأسها بالموافقه/اوكي...توكلي خلااص
نوره بغضب مصطنع/هيين يام السعف
ضحكت وهي تراها تلقي كلمتها وتخرج..وتتأمل الرقم بين يديها..اخذت هاتف المكتب لتتصل بمحل الورد وانتظرت الرد/السلام عليكم ...ورود ليالينا؟! ...حابه اسأل عن ورد وصلني منكم؟! ايوه وصل لعنوان منزل راكان المناع..
انتظرت الرد لتُصدم بالإسم/شكراً كثير سلام
زمت شفتيها بغضب والغيره تشتعل داخلها"مها متعب الغافي!
إلتمعت في رأسها افكاراً كثيره..ستربيها حتى لا تتعدى حدودها مرةً اخرى..حدود الشموس نيران تلتهب وستحرق من سيحاول تجاوزها او يهدد كيانها ..
""ترسلين له الزهور في منزلي؟!!
إتضح الأمر تريدين الاحتكاك فقط.. حسناً!
الآن اقترب اللقاء يا صاحبة الحرف اللعين "م" ..
الآن دوري أنا..فتحملي""
.
،
.
منذ ساعه تجلس ممسكه بيد ابنتها وتنظر اليها بحب وشوق فاق كل شيء..تبدو شهد متغيره هذه المره،،ليست البنت التي تعرفها..
تحدثت ليال بابتسامه لتحرك الجو الدرامي هذا/عاد يا عمتي هند محسستنا ان شهود راجعه من غربه..هذا هي بخير وش حلاتها
ابتسمت لليال/امي ماتغير حبيبة قلبي..تطمني يمه انا بخير والله العظيم
ام رواد/ناحفه حيل يا بنتي،شبلاك بسم الله عليك
التفتت اليها هند بتأييد/شايفه يا ام رواد كنت خايفه اقول وتهولون بي..يمه شهد ليه كذا؟!
هند الصغرى بمزحهه/ماعليه يا شهد تحملي ترى كذا كل الامهات الله يحفظهم..اذا شافوا عيالهم بعد غياب حتى لو يومين يسوون دراما
ضحكت ليال/هذي هند بنت صالح خبره عاد
ردت هند/الله وكيلك يا ليال اذا رحت لأمي ماخلت طبخه احبها ماسوتها و حتى اول ليلتين تنام عندي وتسحب على زوجها، ههه
ليال بابتسامه /عسى الله لا يحرمك منها الامهات جنة الارض..
التفتت اليهم شهد وهي تفتقدها/وش اخبار نيفو؟! اشتقت لها.
ليال/والله تو ماراحت امس مع زوجها، كانت عندنا من اسبوع،لو جيتي قبل يومين كان شفتيها..الا تعالي وش جابنا على بالك فجأه ! غريبه تركي جابك!!
بابتسامه ذابله تخفي الكثير من الوجع/هداه ربي و جابني..الشموس ماجت للحين؟!!
تنهدت هند/الله يهديه ويحفظه لي..الشموس تقول عندها مشوار
ليال/انا اكتئب من تأخرها ، مدري شلون متحملها أدهم؟!
من بعيد/سمعتك ياليال.. حي الله الشهد!!
وقفت شهد تسلم عليها وسط ضحكاتهم.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والثلاثون
خرجا من الشركه متأخرين..اراد أن يُطلعه على كل ماتم انجازه...استغرب سكوته وعدم تعليقه على اي شيء!
كان يتصفح الاوراق و يرى المنشورات ..من الواضح انه يريد ان يفهم ولكنه عاجز عن ذلك..!
صعد السياره و اخذ أدهم الكرسي المتحرك ووضعه في الخلف ليعود ويركب/هاه على وين تبي اوديك؟!ترى مانبي نرجع البيت و ازعاج الحريم
ابتسم بخفوت/انت اللي تسوق ودنا اي مكان تبيه انا معك
انطلق بسيارته وهو يحاول ان يتجاذب معه اطراف الحديث/اليوم ماعلقت على الشغل لا انتقدت ولا مدحت.
كانت عيناه ترى الشوارع والسيارات و تتفقد كل شيء/مالي حق انتقدك وانت شايل كل شيء لحالك..بيني وبينك بعترف لك بحاجه
اخيراً سيتحدث/انا ماعمري داومت بالشركه..صحيح حط لي ابوي مكتب ولكن ما جلست فيه، اختي الشموس كانت تغطي علي بكل شيء..انا اقولها وانا منحرج منك.
ابتسم يغبطه يالجمال الاخوات/الشموس لا ما اصدق، اختك اكثر وحده انضباطيه
إلتمعت عينيه وهو يتذكر ما كانت تفعله،لا يدري لماذا بات حساساً/تدري يا أدهم،بقولك موقف من مواقفي معها يمكن ماتصدقني لكن هذا اللي صار،
اتسعت ابتسامته بفضول/قول.
ابتسم وهو يتذكر/يوم من الايام يوم كنت ادرس المتوسط كنا بإجازه رجعت مره بعد هوشه وكنت اظن ماهي موجوده كنت بتسلل لغرفتي واغير ملابسي قبل تلقطني، و تفاجأت بها عند باب المصعد فوق..شهقت وهي تشوف كم التيشرت من فوق مشقوق،وجلست تبكي وتسألني اذا يوجعني شيء وانا أأكد لها اني سليم ومافيني شيء تدري شقالت؟!
استغرب من رقتها ولكن تصدر منها هذه التصرفات لا ارادياً تجاهه احياناً،ابتسم/شقالت؟!
أردف/تقول اكيد لحظتها انت تألمت اكيد وجلست تخمني والله هذاك اليوم ظلت لاصقه في و تراقبني..للاسف ما فرحتها ولا حتى حققت احلامها
مد يده لكتفه وهو يربت عليه/لا تظن انها فاقده الامل فيك.. ترى هي تشوف نفسها فيك..وانت توك يعني تقدر تحقق حلمها .. طيعني و سجل في مركز علشان تأهيلك انا..
قاطعه/أدهم طاري مراكز و مستشفيات لا تجيبه طلبتك، عندي الاهم..شغلي وبس
بهدوء/ابشر ..اللي تبيه هاللحين بنمر كذا مشروع تخت الانشاء وبعدها اوديك اطلق مطعم.
.
.
.
انهت ما اعدته له وهي تفكر كيف تعيد عليه فتح موضوع البوتيك الخاص بها كما وعدها ولكنها تجهل ذلكوهو يماطل كثيراً..تريد ذلك البوتيك وبعدها فليذهب للجحيم..
خرجت من المطبخ وهي تجلس بالقرب منه بابتسامه مزيفه/هلا بسعد قلبي..صاير تطل علينا واجد هالايام ،وش هالرضا يا ربي
التفت إليها/ابي اغير جو و بسافر ويمكن اخذك معي
ترددت وهي تفكر كيف تخبر ماجد عن سفرها !،سكبت له فنجاناً وقدمته له/وين هالمره؟!
بهدوء/باريس عندي اشغال هناك
حركت رأسها بالإيجاب/معك متى مابغيت حبيبي
تذكر ما يريد قوله/للحين تبين البوتيك والا هونتي؟!
تحمست/خلصته حبيبي؟!
بنفس هدوءه اخذ الملف الذي أمامه والمفاتيح ليقدمها لها/هذي اوراق البوتيك الخاص فيك بإسمك وجاهز بكل شيء، واتفقت مع الموردين لك والعماله بعد جاهزه
لم تصدق ،تكاد تعانقته بشده/حبيبي سعوودي امووت عليك..مشكور يا قلبي
رن جرس الباب وهلعت لا يجب ان يأتي الآن وابوه هنا!!
استغرب من تمرار رنين الجرس/وين هالشغاله ماتروح الباب ازعجنا
بخوف/هاللحين تجي
خرجت من المطبخ مسرعه و متجهه للباب لتفتحه..لتجد احدهم يقف بباقة ورد..!!
وقفت بالممر تنتظر الخادمه/من؟!
الخادمه/رجال جيب ورد وروح
استغربت لم يسبق لأحدهم ان ارسل لها ورداً و ماجد كان يأتي بالورد بنفسه..!!
اخذت الورد وهي تبحث عن اي كرت قد يكون فيه، لتجده مكتوباً عليه
"طال الصبر..و المنتظر مل صبره!...
من : أ.ر.ع"
استغربت!! من سيكون،حاولت تذكر ازواجها السابقين، ليس فيهم من اختصار اسمه هكذا!!
تركت الورد جانباً و ذهبت لسعد الذي يناديها...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والثلاثون
كعادتها تجلس على مكتبها الصغير في غرفتها وامامها الكمبيوتر ..وعلى عينيها نظارات القراءه....انهت الكثير من برنامجها التأهيلي و بقي القليل... لم تسأل أدهم عن سير اعمال بناء المركز الوقفي ولكنها تثق به ما ينتهي سيكون تحت ادارتها.. ستساعد الكثير من الاطفال ممن لا اهل لهم ولا معين بعد الله...ستطبق تجربتها الشخصيه في دمج وسام مع المجتمع..بات اقل عدائيه واكثر تقبلاً للغير..
وسام هو الوسام الذي حلمت به طوال عمرها هو الانجاز الحقيقي الملموس في حياتها، ان ساعدت شخصاً ليخدم نفسه و ليستطيع ان يعيش ويندمج مع المجتمع.. لوجه الله.
لطالما كانت تجد نفسها في الخدمه الاجتماعيه..
التخصص الذي اغضب والدها كثيراً ولكنه اخبرها مراراً بعد ذلك انه فخور بها وبما تقدمه..
هي عنيده ولكن هو من جعلها هكذا كل منهن عنيده باسلوبها الذي تعيشه والطريق الذي تسلكه!!
رن هاتفها لينتشلها من عمقها إلتفتت إليه لترى رقمه..لم تسجله ولكنها حفظته عن ظهر قلب، لترد/الو
على الطرف الآخر/مساء الورد ليال!
بمحاولة مجاراه/مساء النور هلا طراد
تردد بدايةً ولكنها قرر الكلام/شلونك يا قلبي
شعرت بالإشمئزاز وهو ينطقها/بكون بخير لو التزمت حدودك معي، طراد اذا رديت عليك مو معناته إذن للمغازله..عندك شيء مهم قوله ماعندك ..قفل الخط الله يرضى عليك
باحباط/ليال خطبتك وانتي موافقه و قريب بتصيرين زوجتي، لا تكونين ناشفه وجديّه كذا
بهدوء/انتظر لين اصير زوجتك شرعاً ثم ساعتها تعال بيتنا مو بس تتصل بي...يلا سـ..
قاطعها/لحظه حبيبتي...انا ارسلت لك بوكس بشركة نقل وبيوصلك بكرا..حبيت احط عندك خبر.
بضيق/اوكي ...مشكور مقدماً..وسلام
اغلقت الهاتف بضيقها..ما اثقل طينة هذا الرجل..!
لم يعد مستساغاً ..تريد ان تجامله و لكنها لا تستطيع..!
عليها ان تحتمله ...هذا قدرها ..ان تكون هكذا!!
دخلت تويتر ..منذ ايام فتحت حساباً تريد ان تدير برنامجها التأهيلي لوظائف وقف والدها ..ستعلن عن كل دوراتها من حسابها..
بالصدفه البحته وجدت احدهم اعاد تغريدة لمعرف بإسمه..لم تصدق لتدخل حسابه..وليد العمرو طبيب سعودي استشاري مخ واعصاب...وبقية انجازاته وشهاداته وخبراته.. الموقع ألمانيا..تأملت ابتسامته في الصوره كثيراً..
تغريداته معظمها طبيه و دراسات حول تخصصه..ماعدا بعض الغريدات التي تتحدث عنه وهنا احداها مرفقه بصوره.. فقط يده عرفتها من الخاتم و ممسكاً بيد احداهن ! و تعليقه فوق الصوره "جيتي بحياتي مثل الشروق اللي محى عتم الليالي"
شعرت بالغصه وهي تتأمل الصوره والكلمات، لا ينبغي له ان يكتب هكذا لغيرها!،
تركت هاتفها وهي تقف و تحاول ان تسيطر على رجفة بكاءها..!
عادت لتقرأ التغريده مجدداً وكأنها تجلد ذاتها..
تركته مجدداً و اتجهت للشرفه لتفتحها على مصراعيها رغم الريح الربيعيه التي تهب بنسماتها القويه..خاولت تنظيم تنفسها..تصارع نفسها فقط..
والآن وجدت له حساباً بتويتر ياليتها لم تجده!
اللعنه على تلك مواقع التواصل التي باتت تقرّب الوجع..و تُصعّب نسيانه!
الأمر الجلل والذي يجعلها اكثر حسره و انهياراً انها لا تملك الحق فيه و لا في الحزن عليه و لن تنال منه الا شوقٌ مميت سيقتطع منها كل يوم حتى ينهيها..!!
.
،
.
سمعت اصواتهن في المطبخ..لتمر تريد ان ترى ما تفعل تلك الماكره الصغيره مع مدى. في هكذا وقت!
لترى مدى جالسه و تلك واقفه وتقطع ربما كيكه/ما شاء الله وش تسوون؟
مدى بابتسامه/مرت اخوي مسويه كيكه فوق ونازله تذوقني منها
بارتفاع حاجب/وانا ليه ماعزمتني والا ماني قد المقام يا بنت راكان
ابتسمت/بالعكس يا خاله علشان مقامك عالي ماعزمتك فالمطبخ ..صحنك هنا مع قهوته ناويه اطلع لك فالصاله بس انتي استعجلتي الله يهديك
ازداد عبوسها وهي تتلقى الإلجام منها،منذ متى صارت تطبخ؟!!/ايه زين خلنا نذوق طبخك
.
.
،
اسبوعين يمران..
وقف مذهولاً بعدما قرأ الورقه التي وضعها إبنه أمامه،
يكاد ينفجر رأسه مما فعله به، بعدما ارسل اخته الى منزل خاله، ليتكلم بصوتٍ غاضب/ترفع قضيه على ابوك يالعاق!!
وانا اقول اني خلفت رجال! امحق رجوله
وقف اخيه مع وقوفه وهو يؤيده في مقولته ولا يعرف القضيه ولا المشكله القائمه/اي والله امحق رجال!!
بابتسامه جانبيه/علشان تدرون ان هند المناع جابت رجال.. و جدي اللي هو ابوكم كان يقول طيب الرجال من طيب خواله..
عمه/اعقب يا ولد!!
اشار إليه ليسكت/اعقب انت و علشان الوصل والقرابه شيء مالك فيه لا تدخل نفسك فيه..
قاطعه بغضب/لا تعقّب اخوي يالمنفلت !!
ابتسم بخيبة امل كبيره/الله اكبر يابوي فزعت لاخوك اللي اكبر منك علشان سكّته و استكثرت علي افزع لأختي !! ياصبر امي عليكم من عايله.. في ذمتي انها كفو.والا انتم منتم كفو.<< يعرف ان اسمه امه يزعزع كيانه فقد ظلموها جميعاً بعدما حدثته شهد واخبرته بكل شيء..
ازداد غضبه وهو يذكر اسم أمه مراراً امامه/اختك بزوجها هشام غصب عنك وعينك تشوف بعد وخل هالدعوى القضائيه تنفعك..قال ايش اسقاط ولايه!
ضحك وهو يتجه للباب ولكنه إلتفت إليه/اي شيء ممكن تسويه ..راح يبطله حكم القاضي .. وبتعرف ساعتها من وين الردى..؟! انا معاد لي معكم صله ولو الود ودي نزعت اسمكم من اسمي..هاك مفتاح سيارتك..مابي لك شيء.
خرج غاضباً باكياً بصمت..كان آخر شيء يتوقعه في حياته بل لم يتوقعه ان يُصدم في أبيه..وفي اعمامه وابناءهم..
ابتعد عن المنزل وهو يحاول ان يتجاوز مشاعره.. تجاوز التقاطع ولم ينتبه للسياره القادمه..حتى سمع صوت إطاراتها على الإزفلت..لم يتمنى ان يموت الآن قبل ان ينقذ شهد..هو أملها بعد الله ويعرف انها تتذرى به بعد الله عن اذى الخلق..هي ثواني معدودات جداً...
حتى حدث الاصطدام..!!
.
،
.
رأته ينزل من الاعلى وهو على عجله من أمره ويتجه للباب دون ان يعيرها انتباه حتى نادته/صالح شفيك؟!
التفت اليها وهو عند الباب/مشوار مهم واحد من العيال متصل بي يبي فزعه تبرع بالدم..سلام
خافت منذ فتره ليست بخير قلبها مقبوض، فقط تساير البنات و تسايرهم جميعهم...تركي جعل في قلبها ندبه من غيابه من هجره و نكرانه..وضعت يدها على يسار صدرها وهي تستودعه عن الله الذي لا تضيع ودائعه..
خرجتا من المطبخ بيد كل منهما صحن فشار..لتتفاجىء بأمها تقف هنالك/يمه شفيك؟
تنهدت/ولا شيء...تركت صالح نايم ونزلت اكمل السهره معكم ..شوي الا نازل مستعجل و طلع يقول فزعه لصديق له بالمستشفى
تنهدت هند الصغرى/الله يشفي مرضى المسلمين..بعد شوي نتصل فيه ونتطمن ، تعالي يا خاله خلينا نجلس شوفي معنا الفيلم لا تقلقين الامور تمام.
حركت راسها بمسايرها و ذهبت معهم..
،
.
،
فجراً..
منذ دقائق وصل المستشفى ووصل غرفة الطوارىء وحد الطبيب موجود و يتحدث الى احدهم، تسائل لماذا طلب الاتصال به ولم يتصل بأبيه واعمامه هنا في الدمام!! لم يفكر بالخصومه؟!
استوقف الطبيب/لو سمحت دكتور،،الليله الماضيه جاتكم حالة حادث المريض تركي حسين شلونه؟!
الطبيب/ابشرك تركي بخير مجرد كسر بيده بسبب الكسر السابق اعتقد ما انجبر زين و رضوض بالحوض محتاج راحه اقل شيء اسبوعين..
فرح كثيراً وحمد الله انه مازال على قيد الحياة، وإلا كانت ستجن هند/طيب بيطلع والا بتخلونه
الطبيب/لا مافي شيء نقدمه له اكثر لكن الحبيره هالمره بتطول ولا تفكونها الا عندي أنا
استغرب/بس انا باخذه للرياض يا دكتور، مايمدي اي دكتور؟!
الطبيب بإصرار/لا انا حطيت اسياخ له وانا اللي بنزعها بنفسي ان شاء الله بس ياليت ينتبه ، واضح ما يريح نفسه
حرك رأسه بالموافقه/يعطيك العافيه دكتور
ترك الطبيب يذهب ليدخل ويجده شبه مستلقي و يبدو مرهقاً/سلامات يا تركي، طهور ان شاءالله
ابتلع غصته وهو يجد من كرهه لا يتوانى في المجىء من الرياض ليلاً لأجله/الله يسلمك
ابتسم وهو يرى ذبوله و يسمع تلك البحه،مالذي جعل هذا المراهق المشتعل يبدو كالرماد!!/لا الحمدلله الطبيب طمني عليك و قال اقدر اخذك معي..بس محذر من حركتك الزايده وانت ما يحتاج ملقوف
نزلت دموعه وهو يراها يتناسى كل شيء هذا كثير عليه، لم يتمنى ان يرى لطافته،هذا يزيده تأنيباً/انا اسف ضايقتك واجد ولكنك فزعت لي اول ما طلبتك
بهدوء واختفاء ابتسامه/اي شخص طبيعي بيفزع للمساعده اذا احد طلبها حتى لو هو عدوه..والرسول نهى عن الفجور في الخصومه..
ازداد حزناً على نفسه/اللهم صل على محمد..
بفضول/ليه ماتصلت بأبوك او عمامك
بتنهيده/انا متمشكل معهم و رفعت لأختي قضية اسقاط ولايه ...وتوني بلغت ابوي قبل الحادث..تضايقت من نفسي ومن كل شيء نسيت وانا امشي و صدمتني سياره الحمدلله ما كان مسرع..والا كنت ميت
بابتسامه/اللي سويته عجزوا عنه رجال يا تركي..الاخت لو ماصار اخوها عزوتها من لها غيره تعتزي به؟! بيض الله وجهك انت ماسويت شيء حرام بالعكس انت تمنع الحرام لا يصير وتنقذ اختك..
تحدث بضيق/ماهم مخليني هم يبونها من الله..انا اتصلت فيك علشان اوكلك بالموضوع في حال صار لي شيء ابيك تكمل القضيه..عرفت من المحامي كل نقاط القضيه وادري ان الحق معي وبكسبها
مد يده وهو يطلبه/ماراح احد يجيك وانت عندي..يلا مشينا للرياض..اسبوعين لازم تكون مرتاح على ظهرك علشان الرضوض..و علشان امك ترتاح بعد
خاف/امي ما درت صح
ابتسم/لو درت كان شفتها جايه معي...امك يا تركي تفز من نومهاوهي تذكر اسمك و تبكي..لو قلت لها انجنت
ازداد حزنه على نفسه..و على كل معتقداته التي كانت تمجّد والده..في الحقيقه ان والدته كانت تزرع حب والده بتربيتها اما هو لم يكن اباً صالحاً ابداً،، لم يكن معه في مراحل دراسته حين يُكرم من ادارة التعليم و لا حين احتفل به المسجد لحفظه خمسة عشراً جزءاً من القرآن كان كل من يحتفل به أمه واخته فقط ..كل شيء اتضح الآن الجمال في حياته كان والدته ..كان ذلك جلياً بعدما رحلت عن المنزل اتضح كل شيء كان مخفياً و بعيداً عن الاضواء..الامهات هن وقود السعاده في البيوت..اي كلام غير ذلك مجرد هراء...
خرج مع زوج والدته الذي عامله كإبن له..و ألح عليه ان يستقل كرسي متحرك..فعلاً الحياة تقسو في دروسها احياناً ولكن تلك الدروس تجعلنا نفهمها ونرى الأمور بشكل اكثر عدلاً...
.
،
.
استغربت تأخرهما الى هذا الوقت...خرجت بصحبة ليال تتمشى في الخارج قليلاً كعادتها الليليه ...
تحمل همه لن تتحمل ان ترى الانكسار في نظراته وهو مُقعد/تأخروا أدهم و نايف
بتنهيده/خلي نايف ينبسط و يغير جو مع الرجال،امداه ضاق صدره من الجدران
تذكرت الماضي بضيق/صدقتي
قررت ان تخبرها بما تفكر به/الشموس لازم نقنعه بالعلاج، كيف وهو مو راضي
بنفس نبرتها/قلتيها ماهو راضي..انتي المفروض تفهمينه.. العلاج يبي اقتناع ذاتي و رغبه من الشخص.. ماظن حالياً ان نايف بيتقبل حتى فتح الموضوع معه
بإصرارها/انا ماراح انتظره.. راح اراسل مستشفيات برا بحالته و بإذن الله بس ألاقي الدكتور بأخذه له وماعلي منه..
ضحكت/ترى تتكلمين عن رجال عمرهظ¢ظ¢سنه يا ماما
ليال/شوفي الله عطاه فرصه يريح هنا و يعرف وضعه كيف وبعدها بتشوفين انه بنفسه بيطلب العلاج..لكن اذا تعدت هالفرصه ثلاث شهور والله لأتدخل
بضحكتها/والله تسوينها ياليال..اي شيء تحطينه ببالك يصير.. تعالي بقولك
إلتفتت إليها/خير
باهتمام/خالتي منيره متضايقه من تأجيلك الملكه..يا بنتي لوعتي قلب هالرجال ما يسوى عليه هالحب
لم ترد فضّلت السكوت..
استنطقتها وهي تلاحظ هدوءها/هاه ماقلتي متى تبين الملكه او الزواج مره وحده ماشوف في داعي نحط كل واحد بموعد نصيحتي لك دامك موافقه
توقفت وهي تفكر بها جدياً/انا ابي ملكه و تكون كبيره بس تكون هنا ببيتنا الموعد بحدده مع نايف..
حركت كتفها بمسايره/بكيفك..سوي اللي تبين
لحظات لتسمع صوت دخول سيارة لابد وانه أدهم بصحبة نايف/جاء الشوق جاء
هنا ابتسمت وهي ترى ابتسامة اختها/بس ابي اعرف كيف عسفك
بنفس تلك الابتسامه نظرت اليه من بعيد و نطقت بسعاده/ساطي و في كفّه قديحه و بارود، وادخل يده بين الضلوع و دفنها!
رفعت يديها باستسلام/الله اكبر، الشموس اعترفت للعالم اعترفت يا ناس شكلها الحلقه الاخيره
ضحكت وهي تضربها على كتفها بخفه/ليااال وجع..روحي داخل انا بروح لاخوي و شوقي..نسهر شوي مع بعض
رفعت حاجبيها باستنكار/قبل شوي جايتني تتحايليني اطلع اتمشى معك وهاللحين شفتي الحب وانكرتيني!!
رتبت شعرها وجمعته جانباً وهي تلتفت اليها متعجبه بابتسامه/ان شاء الله ناويه تروحين معي لزوجي بعد..اقول ادخلي بس.. و جهزي برنامجك ترى بكرا بشوفه..عن اذنك
ضحكت وهي تراها تذهب و اللهفه في عينيها.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والثلاثون
رآها تُقبل عليهم من بعيد الهواء يداعب خصلاتها و يديها تشد شالها الرقيقه على كتفيها ليهمس لنايف/تراها جايه تطمن عليك تظن اني ماتأخرت الا خاطفك
ضحك نايف/تقوله صادق؟!
أدهم بهمس/انت بس انتظر واسمع شبتقول.
ترقفت امامهم بابتسامه/السلام عليكم
كلاهما بابتسامه/وعليكم السلام
التفتت بعينيها لأدهم/وين ماخذ اخوي لهالوقت؟!
التفت لنايف الذي انفجر ضاحكاً/شفت قاايلك ما فيه ثقه مررره
فهمت الأمر الآن/اهااا اتمسخروا علي وش قلت لاخوي؟!
اشار إليها بكفه/انا رايح انام والله اني دايخ من الفرفره بالسياره..تصبحون على خير وتفاهموا مع بعض
حاول أدهم اللحاق به و لكنه توقف والتفت عليها مبتسماً وهو يراها متكتفه و تنتظر ما سيفعل/انا اصلاً كنت امزح ترى
رفعت حاجبها/ايوه وغيره؟!
اقترب منها وهو يبتسم ووقف امامها وهو يمد يديه لكتفيها/بردان
ابعدت يديه عنها/ولد!!!
ابتسم بخبث/شفيك انا كنت باخذ الشال اتدفى به..و بس!!
دفعته من صدره وهي تبتعد/سخيف!
لحق بها ليتلاسنان بالممازحه حتى وصلا غرفتهما واغلقاها...،
.
،
.
ترك طاولة العشاء/الله يسلم هاليدين يا نيف
و قفتبابتسامة رضا/ويديك حبيبي. .بس خذ صحنك معك..والا ترى مافي حلى
عاد ليأخذ صحنه ويلحق بها للمطبخ/ما شاء الله و ش هالحركات
وضعت الصحون في حوض الغسيل لتلتفت اليه وتتخصر بيدها/نعم! شكلي طايحه من عينك اوفيسيال!!
اقترب منها وهو يضع صحنه في حوض الغسيل و يلتفت اليها ويقترب منها/وشلون تطيحين من عين شخص يشوفك عيونه؟!
حاولت التهرب لتتجه للثلاجه/بطلع الحلى روح اجلس عند التلفزيون
طبع قبله على خدها وهو يؤكد عليها ويذكرها/اوكي لا تنسين الحبوب يا قلبي هذا موعدها
ابتسمت له حتى خرج اخذت علبة الحبوب وهي تنظر إليها وتتذكر حديث الطبيبه اليوم الذي اخذها لها قاسي من اجل رؤية اي من موانع الحمل تناسبها...اخرج قصديرة الاقراص ذات الأيام المرتبه اتجهت الى حوض الغسيل ..و اخذت لها كوباً لتسكب لنفسها الماء و تضعه على الطاوله ثم تُخرج قرصاً داعبته بين اناملها قليلاً ثم رمته في حوض الغسيل، تعرف انه حريص وربما سيراقب انتظامها في اخذها، لذلك ستوهمه بأنها تتناولها!!!
ابتسمت بخبث ثم شربت الماء الذي جهزته لها..
واخذت الحلى ثم خرجت له بابتسامه...
.
.
.
دخل المنزل متسللاً يعرف ان الجميع نائم..اتجه للسُلّم ليصعده متجهاً الى غرفته يعلم انها لا تنام قبل عودته..فتح الباب ليراها جالسه على طرف الأريكه و بيدها منديلاً و يبدو انها كانت تبكي/السلام عليكم
وقفت وهي تحاول كعادتها ان تخفي وجعها بابتسامه بدت الليله ذابله قد بكت كثيراً و ذلك لا تستطيع اخفاءه/وعليكم السلام ..وينك يالغالي طولت
ابتسم وهو يراها تحاول ان لا تضايقه ببكاءها، ليقترب ويقبل رأسها ثم يعانقها برفق/حبيبتي يا كثر بكاها يا ناس
حاولت ان تقاوم و تبتسم. لتلتفت اليه/بالعكس ما بكيت حتى ناظر عيوني!
لمح شفتيها تتحرك و تزامناً مع بريق عينيها المملوءه بالملح/ادري انك فاقده تركي لا تكابرين على دموعك ماني لايمك على عيالك يا هند
سقطت دمعتها وهي تلتزم صمتها لم يُقصّر في احتمال دموعها وهاهو يهوّن عليها..ذلك كثيراً عليها/حبيبي صالح ، الله لا يحرمني وجودك!
ابتسم وهو يمسك بيديها ويقبلها/والله لا يحرمني منك..اسمعي انا البارح رحت الشرقيه علشان اجيب حبيبك
لم تصدق للحظه لتنطق بلهفه/الشرقيه؟! جايب تركي صح؟!
حرك رأسه بالايجاب وهو يرى نظرات الامتنان و السعاده على محياها ليتفاجىء بعناقها و شهقات بكائها على صدره/هنوودتي خلاص عاد..معاد ابي دموع..تركي تحت لحاله خلينا ننزل له و سوي لي وياه اكل ترى ميتين جوع
نظرت لعينيه وهي تبتعت قليلاً عن صدره/من عيوني يخسى الجوع يا صالح
امسك بيدها/مشينا
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والثلاثون
بعد مرور شهرين على الاحداث السابقه..،
خرجت من غرفتها وهي تشعر بثقلها يزداد..والملل من حجم بطنها يحبطها، باتت لا تذهب للعمل سوى يوم او يومين في الاسبوع.. ستكمل السابع هذا الاسبوع تريد ان تنتهي من كل اعمالها قبل الولاده حتى المدعوه مها ستكون اول القضايا المنتهيه..
جلست على الاريكه المريحه امام الزجاج الذي يعزل المنزل عن الحديقه...الجو الآن صيفي و يحلو للاسترخاء وتمدد العضلات..
في كل لحظه تنظر لهاتفها"تأخرت ليليان بالرد" يجب ان يتم ما امرتها به في باريس لتكون ضربتها القاضيه، رن جرس هاتفها لترد/الو ليليان ؟ وينك يا بنت تأخرتي
على الطرف الآخر/بردون ست الشموس العمل بدو وقت و العميله لسى امبارح خصلت من عنا
بفضول/طيب ضبطتيها؟!
على الطرف الآخر/ولو اكيد ماحبيتها منك هي،
انتهت من مكالمتها التي استمرت ثلاث دقائق ثم اغلقت الهاتف وهي تبتسم بخبث، ستزيد عليها الاختناق كما، كيف لهذه ان تبدأ عملاً كبيراً هكذا؟! الا ان كان هنالك من يدعمها دعماً ليس سهلاً..
"كل الشكوك تبتعد عن أدهم ..لا اعتقد انه يفعل ذلك لساقطه منزلها مرتع للرجال كما اخبرها سائقها الذي ارسلته يتطقس عنها... وأكد ذلك ملاحقتها لأدهم !
لا تلومها فمن لا تهيم به؟!"
مع ذلك ستؤدب من اشغلتها شهوراً واثارت المشاكل والشك بينها وبين أدهم..آن الآوان ان تجد رادعاً لافعالها المشينه...
نزلت من اعلى وهي ترى ابتسامات الشموس و يدها التي على بطنها/اخيراً قمتي من قيلولتك؟!وش ذاا يا بنت
بعد تنهيده/يختي صايبني خمول..واحس وزني زاايد مره ماتعود جسمي على كل هالوزن ابي بس انام
نظرت إليها بنظرات فاحصه/تبين الصراحه زايد وزنك مره شبتسوين بعد الولاده؟!
عبست وهي ترفع حاجبها/المفروض تواسيني وتقولين لا بالعكس صايره احلى و وزنك حلو مو كذا خلي عندك شوية ذوق
بضحكه مكتومه/يالخبله الناس تجاملك لكن انا اختك لازم اعلمك بطبيعة وضعك بدون رتوش و كذب انتي مرره تغيرتي اللهم وجهك هو هو نحيف
غضب/عاد تدرين ان وزني ما وصل ظ§ظ والدكتوره تقول المفروض توصلينه وزياده لاني طويله و فوقها حامل بس انتي تحبين تبالغين غيووره
ضحكت/ياززين اللي عصبت..المهم شخبار نونوتنا
لم ترد عليها وكتفت بالصد للجهه الاخرى..ولكن تفاجأت بيد ليال تلمس بطنها لتبعدها/ليال كم مره اقولك ماحب احد يلمس بطني، كلن يسمع كلامي الا انتي
ليال/كنت بسلم عليه اليوم ماشفته يلعب بليز
اتت من خلفهم/مابعد نزل للأرض و طفشته اجل شلون لا نزل..
ليال/والله يام رواد خوفك تسكر عليه باب غرفتهم ولا تخلينا نلمسه لكن حنا لها بناخذ ولدنا و بنربيه على كيفنا
صرخت بها/ليال تعالي شوفي
اقتربت ليال ومعها ام رواد ليشاركنها لحظتها الجميله اعتادت ان تناقشها ليال عند الطفل فمرة إسمه و مره تربيته و مرةً ان لا تلمسه ...
غضبت وهي تغلق الهاتف بتوتر منذ فتحت مشروعها هذا و المشاكل تلاحقها وقد أُغلق مره من قِبل البلديه، تباً لذلك المالك الحقير/الله ياخذك ابداً مو وقتك
استغربت موظفتها/خير استاذه مها في مشكله؟!
التفتت إليها/مو شغلك روحي انتبهي لعملك بس
كبتت في نفسها وهي تضغط على نفسها،من سيحتمل هذه المغروره بنفسها/طيب استاذه مها متى بتجي البضاعه الجديده كم زبونه سألت وش اجاوبهم،
بضيق/الاسبوع الجاي بتوصل التشكيلات الجديده..ا