رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث 3 بقلم رشا الخيالية
رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث 3 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث 3
رواية ما وراء الغيوم الفصل الثالث 3
تستلقي براحه وسط بعثرة ليل شعرها الذي يصافح بياض غطاء السرير في مشهد صامت ومهيب..
..سطع نور الشمس من الشُرفه المقابله من بعيد شيئاً فشيئاً حتى استقر على جفني عينيها النائمه ليزعج هدوءها ويبدد نعاسها وهي تتذكر ما حدث البارحه بشيء أشبه بحلم يقظه!،، قذفت الغطاء الذي كان عليها وهي تقف و تلملم شعرها بذعر وهي ترى البياض يلف بها من كل الجهات، هل كان كل شيء مرت به كابوساً؟!
... كادت تجن من تشتتها ، إختلط الأمر عليها في البدايه لولا أنها لمحته هنالك يجلس في آخر الغرفه متكتفاً وعابساً.. سرعان ما تبدد توترها بعد رؤيته على هذه الوضعيه من الواضح انه يسبح في نومه العميق..
ابتسمت بخوف لنجاتها وهي تتذكر ما حدث و فعله الليلة الماضيه..كـ برومو لفيلمٍ سينمائي مخيف..!
" في محاوله اخيره رفعت قدمها ودعست بقوه على قدمه ليصرخ...ليكسر باب الشقه بقوه بعد محاولتين لفتحها، اتجه ناحية صوتها الذي يحاول ان يكتمه بيده..،
تفاجأ طراد بدخول ذلك الرجل الملثم بشكل لا يوضح شكله، لم يتسنى له النطق بكلمه حتى تلقى لكمات تلو لكمات...تحدث بالإنجليزيه وهو يشده بقوه و يربطه ...اخذه وهم يرفسه ليبعده عن تلك المنهاره تماماً هناك..ابعده في الغرفه المجاوره وهو يسبح بدمه..!
ليعود الى ليال وهو خائف عليها بعد رؤيتها تبكي بانهيار تام!!، ليتفاجىء بها تمسك بفازه وهي تصرخ بالألمانيه والانجليزيه معاً لم تركز من شدة ذعرها/في بيستو؟! هو آر يو؟! بليز ليف مي آلون.
نزع لثامه بسرعه ليريحها وهو يتحدث بنفس سريع، قد كان يركض ومن الجيد انه كان قريباً و للتو ركب كاميرا المراقبه على بابها/هذا أنا لا تخافين،
ازداد رعبها وهي تراه أمامها هل يراقبها لهذا الحد المخيف/وليد انت مستحيل تأذيني صح؟صح وليد ؟! انت ما تراقبني صح!
رد محاولاً تهدأتها/ما كنت براقبك على الفاضي بس انتي كنتي تتهميني وكنت ملزوم اثبت برائتي لك.. و مالقيت طريقه غير المراقبه.
أردف وهو يراها تهدأ قليلاً/بعدما قلتي لي سالفة الورد و رنين الجرس اخر الليل...والهديه الوقحه اللي وصلتك امس وكان فيها اشياء انا متأكد انك ما شفتيها، خلتني اشك انه الليله ناوي يجي.
أردف وهو يشير للباب و يحاول تهدأتها/زرعت كاميرا ذكيه صغيره عند باب شقتك وفيها تنبيه يوصلني بجوالي واعتذر اني ماعلمتك كنت توني مركبها قبل تجين بلحظات و جاني تنبيه وانا مازلت بسيارتي وجيت فوراً واتصلت بالشرطه وجايين..طمنيني عليك انتي بخير؟!!
الآن هي بخير ولكن لا تستطيع الحراك قدميها ثقيلتين، كانت اصعب ليله مرت عليها في حياتها، كانت ستفقد حياتها الليله ولكن الله رؤوف رحيم..شعرت بالدوار يلف رأسها مع اضطراب نبضاتها، لا تصدق انها كادت أن لا تنجو !
ابتسمت له مع برودة اطرافها و سقطت أرضاً و الفازه تتكسر بجانبها،...
تفاجأ بسقوطها بعد ابتسامتها الغريبه لينزل مسرعاً و يحاول إقاظها بصفعها وهو متفاجىء من برودتها/ليال؟ لياال!
.....
استيقظت من هذه الذكرى المرعبه ...،
شعرت بالغثيان وهي تحاول ان تنزل كانت تتذكر كلمات طراد و انفاسه..شدة انبوب المغذي بيدها بدون ان تنتبه لتتألم بصوت..
انتبه لها ليهب إليها وينزع الإبره من يدها بسرعه/شوي شوي عورتي يدك!
لم ترد كانت محرجه و بداخلها حزن عميق لما فعله ابن خالتها..صدمها حقاً، الآن بات وليد يعرف كل شيء..تشعر و كأن حياتها باتت كتاباً مفتوحاً بين يديه وذلك مالا تريده ...دوار رأسها يزداد/ابي استفرغ بروح دورة المياه ابعد عني.
لم يتحدث وهو يرى الصدمه على وجهها و في بريق عينيها و من خلال نبرة صوتها ساعدها في الوقوف حتى طلبت ان يتركها تذهب لوحدها، مازال يلاحظ اختلاف خطواتها وعدم إتزانها، خاف ان تسقط و ليس معها و خاف ان يلحق بها فتخاف منه، قرر ان يتركها ..
خرج من الغرفه وهو يحاول الاتصال للمرة العاشره بـ رشا، لترد اخيراً/اخيراً يا رشا اخيراً !!!
على الطرف الآخر بأسف/حبيبي والله رحت البارح لبرلين، فجأه كذا جات السفره..مضطره اغيب هالاسبوعين..كل شيء كتبته لك على البراد..فيك تشوف والمفتاح معك نسخه منه.. شو كان بدك حبيبي؟
تنهد،كان يريد حضورها هنا ومساعدته/لا ولا شيء خذي راحتك وانتبهي لنفسك ،، بدبر اموري
اغلق هاتفه ليتنفس بعمق و يحاول ان يركز، تمنى ان لا تُصعّب "ليال" عليه الامور .
طرق الباب ليعود للداخل/لياال
فتحت الباب وقد احتجبت وهي تصد عن عينيه تريد الخروج ولكنه يمنعها بالوقوف بالباب/وليد لو سمحت
مازال واقفاً يتأمل وجهها أمامه/وين؟
بضيق/وليد بروح لأخوي لو سمحت ابعد عن طريقي تأخرت.
ابتسم/اخوك بعدين وانا اتصلت و تطمنت عليه، هاللحين انا وانتي بنروح قسم الشرطه، إذا سمحتي!!
رفعت رأسها له مستغربه/الشرطه!!
أشار ييده لشرطي يقف على مسافه/هذاك الشرطي ينتظرك تصحين من الفجر..بما انك قمتي لازم نروح، انتي تعرضتي لهجوم لذلك الاجراء احترازي.
خافت، مالذي يجعلها تدخل قسم شرطه، و "قضية محاولة اغتصاب!!" اي فضيحه ستلصق نفسها بها، تحدثت بخوف/وليد الشرطه لا.انا مابي
بعقدة حاجب/اذا تنازلتي انا ماني متنازل..!
استغربت، لتعقد حاجبها بعدم رضا/وانت شدخلك بالله؟! تكفى وليد انت ماقصرت معي بس خلاص الشرطه لا.
بجديّه غير مسبوقه منه/الشرطه عندهم خبر اني خطيبك والا ما كان احد سمحلي اجلس عندك ، كنتي بتكونين لحالك ومعك اثنين شرطه لولا اني خطبت نفسي لك.
كادت تتحدث ولكنه امسك بيدها/اسكتي الشرطي جاء و بياخذنا، و قبل انسى انا اتهمت طراد بمحاولة قتلك ، مابي كلمة اغتصاب تلتصق فيك، يعني تحسباً لأي شيء ..لذلك خليك هاديه و مثلي اننا مخطوبين ،وبعدها نروح لنايف بالمستشفى!
لابد وانها تحلم! مالذي يحدث لها هنا؟!! لماذا يقتادها هذا الرجل وهو يحتضن كفها بكفه و يأخذها معه "برضاها رغماً عنها!"...كيف بسّذ الموضوع هكذا ؟! ولكن معه حق القتل أشد لفظاً من اغتصاب...!
بعد البارحه واليوم تأكدت أن ان هذا الرجل هو الذي يجب ان تحارب الدنيا لأجله، تذكرت حديث رشا عن مشاعرها التي قادتها بلا هواده ان تحارب للإرتباط بزوجها "شعورك وصل يا صديقتي، لم اتوقع أن يتعامل الحب مع قلبي بكل هذه الجديّه الغير مسبوقه! ، ها أنا أنسى خوفي معه و انسى العالم معه و أسمح له أن يمسك بيدي و أتقبّل تمثيلياته كلها بحجج حمايتي و عذر الوصايه الواهي من الصديق الغالي..
اعلم بكل تلك التراهات عفواً "الأعذار" ، ولكنني رغم هشاشتها أحبها وأحبظ¢ كوني محل اهتمامه و خططه ومحاولات تقرّبه المكشوفه... و لكن ما اخشاه هو أن أصل معه لمرحلة ان اخطب ودّه لنفسي، في حال تأخر عن النطق بذلك..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
استيقظت باكراً فهي منذ حملت تنام باكراً دخلت المطبخ وهي تتبسم لرؤية ام رواد باكراً فيه/نفسي لو مره اقوم وألقاك نايمه..
ابتسمت/كذا الأمومه يا نيفو ،
اخذت حبة موز وجلست على كرسي في طرف الطاوله/الله يعين، كلمتكم عمتي لولوه البارح والا لا؟!
بانشغال/لا والله ماكلمت، الظاهر عم عبير تعبان باللحيل الله يوفع عنه، قالوا بيروحون يشوفونه ويردون علينا بس للحين ما ردوا
بإحباط/قهر بعد كل الترتيبات للباربكيو تتكنسل، انا بنتظر للعصر إذا ماتصلوا بتصل فيهم واشوف شصار معهم، ان ماجوا بأأجل العزيمه
بابتسامه/ماااش راحت علينا الطبخات الزينه.
فهمت مقصدها/ولا يهمك ، الغذاء علي، كم عندي نوااره أنا؟
ضحكت ام رواد وهي تراها تفهمها/بعد عمري بنتي اللي بتصير أم ..تعالي ساعديني اخذي القهوه وروحي للقبو
استغربت/تحت!! تصدقين من زمااان مانزلت، اخيراً بتفتحينه لنا
ام رواد/ودك تنزلين لحالك مع الصغار بس معصي، يلا خلي جوري تجيب باقي الفطور..
عبست/نواااره توك تقولين بصير أم و بعدها تقولين امعصي! نبي نسبح براحتنا.
ام رواد/عاد هاللحين امعصي ونص، انتي حامل و كل شيء يبي يتغير، اثقلي يا بنتي.و يلا قداامي
لحقت بها وهي تسألها/ليه نفطر بالقبو عاد؟! وش طاري عليك اليوم؟
ابتسمت وهي تدخل المصعد وتكبس الزر للأسفل/ياكثر اسئلتك يا بنتي، هذي ضيفه عندنا و نبي نكرمها عندنا لين ربي يفرج عليها من عنده.
استغربت/لين ربي يفرجها!!
تحت...،
منذ ساعه تستيقظ و تجلس تراقب انسكاب الماء خلف الجدار الزجاجي و الإضاءات الطبيعيه التي تتسلل من الشرفات العلويه.. المكان هنا مترف حد أنها لا تصدق أنه مجرد قبو !!
بركة الماء الخاصه ذات اللون الفيروزي.. والجلسات من حولها .. مطبخ التحضير الجانبي بتصميم بار!
هذا المكان المليء بالترف لم يريحها، لم تعتاد على كل ذلك، وهذا النقله كانت صادمه ومزلزله لإستقرارها، لذلك هي غير مرتاحه ..،
تذكرت نظرات الشموس لها،كانت حاده بلا قصد كملامحها الصارخه انوثه ، حتى ابتسامتها لا تكسر حِدة ناظريها،
ابتسمت وهي تتذكر ان بجانبها مولود صغير عرفت لاحقاً أنه إبن أدهم" ..
تركت مكان وقوفها وهي تلتفت لصوت القادمتين إليها بإبتسامه بعد رؤية وجه جديد..
ام رواد بابتسامه/السلام عليكم
بابتسامه/وعليكم السلام
بحماس لدى رؤيتها وهي تصافحها/صباح الخير هوازن ، سمعت عنك من زوجة ابوي.. وحبيت اجي معها علشان اشوفك
استغربت وهي ترى ابتساماتهن و اقترابهن من بعضهن، كيف لها ان تقول هكذا بأريحيه، هذه العائله حقاً قريبه من هند بنفس التعامل و الارتباط ببعض/صباح النور
جلست نيفادا وهي تطلبها ان تجلس وتتحدث بحماسها/يختي ارتاحي ..شوفي انا كنت بروح بيت زوجي بس دامك بتقعدين عندنا و بالقبو بسكن معك هنا لين تروحين وناااسه
ام رواد وهي تسكب القهوه/بدينا فاللقافه يا نيفو اذكري الضغيف اللي ببطنك
باستغراب/انتي متزوجه وحامل؟!
ردت بحماس ابتسامة فخر بذلك الحبيب/أي..زوجي ظابط فالجيش و حالياً رايح الجبهه الله ينصرهم..لذلك بتشوفيني هنا واجد
هوازن ازدادت استغراب،طفله و زوجها ظابط في الجيش/الله ينصرهم و يحفظه لك!
ام رواد لاحظت نظرات هوازن المستغربه/تقهوي يا هوازن سمي بالله
اخذت فنجاناً و ماهي إلا لحظات لتأتي الخادمه بالفطور..،
تحدثت نيفادا/يا سلام ضيفه جديده ،كذا الحفله بتكون حلوه و لها كذا مناسبه
ام رواد بابتسامه جانبيه/ايه بس ترى ما نسيت وعد الغداء اليووم،
ضحكت/كثرت الطلبات علي ، ولا يهمك انا قدها.
ظلت هوازن تراقب هذا الوضع الجميل، طفولة هذه الصغيره الممزوجه بأنوثتها و ثقل هذه السيده و أمومتها الظاهره، كل تصرفاتها ونظراتها للصغيره توحي بالأمان ...حتى هيئتها الانيقه وغير متكلفه كأنها تصف طهر معدنها..
.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
خرجت من غرفتها كعادتها وهي تدفع عربة طفلها..
تفاجأت بعدم رؤيته مكانه، بل حتى فراشه على وضعه السابق.."أين يذهب ذلك الرجل؟! البارحه أيضاً لم يكن هنا؟! كيف يأتي بغريبه ليستضيفها في بيتي، ودون إذني؟ هل هو تحدي آخر أم ماذا يا ترى يا أدهم؟!"
حاولت تجاهل موضوعه وهي تنوي الخروج من الجناح، رن هاتفها لتتذكر أنها نسيته داخل الغرفه، تركت طفلها بعربته في المكتب ودخلت غرفتها لترد..ابتسمت وهي ترى أسم عبير/هلا عبوره'.
على الطرف الآخر/هلابك حبيبتي صباح الخير
بابتسامه/صباح النور، هااه بشري شلون عمك؟! بتجونا والا بتروحون للدمام؟
بهدوء/ابشرك عمي صار بخير ولله الحمد، تعرفين الحمى اذا جات كبير السن تهد حيله شوي بس الحمدلله عداها، عاد مكلمتك علشان تقولين لنيفو اني مانسيت الباريكيو اللي وعدتني جالسه أحلم فيه حلوووم
ضحكت/لا تخافين نيفو تنتظر مكالمتك بس زين انكم ما كنسلتوا
على الطرف الآخر/لا حبيبتي ماني مكنسله اول دعوه وتحدي من نيفو..مستحيل..عاد تكفين خليها تعزم اهل زوجها خااطري اشوفهم ماشفتهم ولا مره ابد!
انخفضت نبرتها وهي تتذكر/اووكي نشوفك هنا..سلام عبوره
اغلقت هاتفها وهي تخرج من غرفتها للمكتب لتتفاجىء به هنا و يحمل راكان بين يديها ويجلس على الأريكه وهو يداعبه بقبلاته و احضانه، وقفت متسائله بداخلها وهي ترى اناقته هذه اين لبس،هي متأكده أنه لم يأتي ليغير ملابسه!...
انتبه لها ليبتسم لأناقتها المعتاده ولكن اليوم بفستانٍ ابيض ناعم قصير نوعاً ما و شعرٍ مسدول ترفع الجانب الأيمن منه بمشبك ناعم بشكل ورده، يسحره ذلك البريق الدائم في عينيها السود و كأن الليل قد نسي في عدساتها نجومه/صباح الخير ام راكان
انتبهت للخاتم الأنيق في إصبعه الصغير وهو يحمل الطفل، يبدو جديداً، ردت بفتور/صباح النور.
عاد لينظر لطفله و هو يأمرها/العصر بيجوني ضيوف جهزي لي هالرجال ترى بيطلع يستقبلهم مع ابوه.
رفعت حاجبها مستنكره/بتطلع ولدي للمجلس بهالعمر!!
استغرب/وش فيها؟!
بلا مبالاة/لا مافيها شيء.. خله معك انا طالعه.
استغرب عدم اكتراثها لغيابه عن المبيت هنا وعدم سؤاله عن سبب جلبه لهوازن، توقع ان تقيم الدنيا ولا تُقعدها/الشموس!
توقفت وهي عند الباب لتلتفت بنفس هدوءها المزيف/نعم!
تردد،وهو يشعر انها تنفيه في متاهات الضياع بسبب نظراتها اللامباليه به، كم هي موجعه/شلون يدك؟!
ابتسمت بسخريه/بخير.
استغرب/و ليه للحين لافتها بالشاش؟! المفروض إلتئم الجرح من زمان!
رفعت كفها قليلاً و بنفس ابتسامتها التهكميه/بعض الجروح يموت راعيها و هي باقي حيّه! ماعليك لا تشيل همي خلك بحياتك احسن.
فتحت الباب و خرجت..،
ظل مكانه و يفكر بحديثها، و ذاك الحرق الذي بيدها!! يستحيل ان لا يبرىء كل هذه المده!!
نظر الى طفله الذي بين يديه بابتسامه هادئه، لحظاته معه لا يمكن وصفها، و كأن هموم الدنيا تتخلى عنه لحظة جلوسه معه.. داعب باطن كفه وأنامله الرقيقه بلطف...وهو يفكر بها، بدأت تتجاهله بشكل لم يتوقعه، توقع ان تتناسى او ترضى أو تشتعل غيره و تدمر كل شيء في لحظه!، و لكنها لم تهتم لهذا كله، "لم تهتم لهذه الفاجعه التي حلّت بي بعد قطع علاقتها بي ، لم تهتم بالتأكد من خيانتي من عدمها لم تطالب بالطلاق و لم تنهار امام الجميع و تذرف الدموع لأعرف حجم حبها لي، فقط كل ما يهمها صورتها و مكانتها التي يجب ان لا تهتز....و كأنها بلا قلب!!
الشموس، الكبرياء يعلن أمامك إنهزامه و الغرور يطلب منك المغفره!"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
تركت جناحها متجهه لوسط المنزل وهي تمشي بتوتر يتضح في طريقة مشيتها وهي تنادي/جوووري
خرجت تلك من جهة المطبخ وهي تستعجل خطاها/نعم مدام
بنبرة أمرها المعتاده/سويلي بلاك كوفي وهاتيه لي بالصاله الصغيره..إلا وين ام رواد مالها حس؟!
اشارت للجهه البعيده /هناك في صاله صغيره مع نيفادا و هذا مدام جديد.
ارتفع حاجبها وهي تستنكر لفظ"مدام جديد"/هذي اسمها ضيفه مو مدام جديد..يلا روحي هاتي قهوتي بسرعه
خافت من ناظرها الذي يزداد حده حين تغضب/اوكي مدام..
توجهت للصاله حيث يجلسن، لا شيء برأسها المزحوم بالخيال اللعين،..تبسمت وهي تراهم يتحدثون بإنسجام/السلام عليكم
الجميع باصوات متفاوته/وعليكم السلام.
وقفت لها هوازن بابتسامه خجوله/صباح الخير ام راكان
تجاهلت وقوفها وجلست وهي تجيبها بلا اهتمام/اهلاً
شعرت ام رواد ان الوضع متوتر من ناحية الشموس، يتضح عليها حين لا تتقبل أحداً/نيفو حبيبتي قومي صبي لاختك قهوه
أشارت بيدها علامة الإكتفاء/لا شكراً مالي مزاج قهوه عربيه، طلبت من جوري بلاك كوفي
تحدثت نيفادا وهي تبتسم تحاول ان تغير الجو/تدرين يالشموس كنت ظالمتك طول هالمده،
استغربت/مادريت عنك.
ضحكت نيفادا/عاد جامليني مو كذا ، اسأليني وش ظلمتك فيه
بلا مبالاه/وااو اوكي وش ظلمتيني فيه؟!مع اني مو مهتمه.
نيفادا/طول الوقت كنت اظن انه انتي اللي مقفله القبو وطلعت اللي مقفلته وشايله مفاتيحه خالتي أم رواد.. سامحيني
صغرت عينيها/وبس هذا هو !! احسب عندك سالفه
التفتت الى هوازن باحباط/على الاقل كان جاملتيني قدام الضيفه،تفشلت الله يهديك
رن هاتف الشموس لتشير لها بالصمت/انكتمي السكرتيره متصله بي،
نيفادا/انكتمنا..
حضرت الخادمه بطلب الشموس، وانصرفت لتظل ترتشف قهوتها، وهي تتحدث بالهاتف/اسمعيني يا نوره خلي كل شيء لبعد اسبوع، اي بداوم، ..مالك دخل خليك بشغلك انتي، واسمعيني كل البنات اللي تقدموا للدورات راسليهم و أكدي لهم موعد الدورات..بإذن الله ترجع ليال وتكمل شغلها بنفسها..
اكملت مكالمتها تحت نظرات هوازن!..كيف يمكن التعامل مع هكذا إمرأه، منذ الأمس وهي تعقد حاجبها!، هل يغيظها وجودي؟!
تركتها حتى انتهت مكالمتها لتتحدث بإستنكار/خير ان شاء الله تقولين بتداومين السبوع الجاي!!
بهدوء ابتسامه بعدما أغلقت هاتفها/ان شاء الله، وش فيك ان رواد؟!
بعدم رضا/مايصير يالشموس، توك، وين حنا فيه يا بنت الغالي
تحبها حين تناديها ببنت الغالي/ابداً يا زوجة الغالي، العمل من زمااان عنه وبيني وبينك مليت من قعدة البيت
استغربت كيف تمل من جلوسها في قصر كهذا؟!!ظلت صامته تسمع مايدور بينهن..في كل لحظه تتفاجىء بشيء، كانت تبحث عن العمل لسد حاجتها عن الناس وهذه تريد العمل لمللها من الراحه في المنزل، حقاً نظرات الناس تجاه ضروريات الحياه ومتعها تختلف بإختلاف طبقاتهم..
التفتت الى هوازن وهي تستشيرها/بذمتك يا هوازن يصلح هاللي تسويه في وحده تطلع تداوم وهي مابعد طلّعت من الاربعين!!
بابتسامه خفيفه و حرج من نظرات الجميع المتركزه عليها/والله إذا موافق زوجي وانا حابه اطلـ...
قاطعتها بعدم اهتمام وهي تضع فنجانها و تقف لتترك الجلسه/نيفو حبيبتي ترى عبير اتصلت و أكدت حضورها مع عمتي..عاد اتصلي بحماتك و أمها ..عن اذنك ام رواد
شعرت ام رواد بالحرج لتصرف الشموس و الموقف المحرج الذي أوقعت هوازن به/اذنك معك.
غضبت نيفادا لتقف و تلحق بأختها، بالكاد وصلتها قبل ان تدخل جناحها/الشموس!!
توقفت وهي تلتفت إليها بحاجب مرفوع/نعم؟! وش عندك لاحقتني لين بابي؟!!
نيفادا بغضب/انتي شفيك على المره احرجتيها وانتي تقاطعينها كذا وتروحين
بلامبالاه/وانتي بالله لاحقتني علشانها؟! يا شيخه روحي بس توقعت عندك موضوع مهم
زمت شفتيها/الشموس، ترى المره ماسوت لك شيء ليه ماخذه منها موقف!!
انتظرتها حتى أنهت حديثها/أنا أصلاً ما اشوفها شيء يستحق موقف، المهم اتركك منها بس ترى عبير اتصلت بي وقالت بتجي، عاد اتصلي بام زوجك و خواته
استغربت/بعد غريبه تطلبين اعزمهم؟!!
بدون تعابير/ماطلبتهم حبيبتي، عبير تبي تشوفهم، يلا اتركيني اروح لولدي
لم تتفاجىء من تصرفاتها هي هكذا جافه مع الجميع.. ولكن الآن لم تعد تستطيع المجامله، ولا حتى تمرير أي شيء... !!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
*هامبورغ..
في مركز الشرطه..،
سألته بحرقه/ليه كذا يا طراد؟!.. ليه؟! وش الفايده؟! يعني انت حتى منت مراهق علشان نقول طيش!
تحدث من بين اسنانه/انتي السبب انتي اللي حديتيني، وصدقيني لولا دكتور الغرام حقك كان انتي بحسبه ثانيه.
بابتسامة تشبه النظر للشيء الساقط/سبحان الله نظرتك للأشياء و الناس والعلاقات تشبهك مشوهه و مقرفه.
رد بقهر/لو كنت اعرف ان القصه فيها عشق كان عذرتك، العشق ذباح وهذا هو أنهاني..ليه خايفه وإلا متفشله تقولين لاختك انك تحبين واحد متجنس!
قاطعته و هي تستغل عدم وجود وليد/إذا هالشيء يريحك ، ايه احبه و ماني خايفه منك و وجود الجنسيه من عدمها ماهمني إذا قلبي هواه يا مريض!
ضحك طراد بسخريه/مخدوووعه، صدقيني بتندمين على هالاعتراف..
ردت وهي غاضبه وهم يأخذونه لتتحدث بحرقه/إذا ندمت هذا شيء خاص بي ولا يعنيك، حسافه يا طراد أمك حاولت تسوي منك رجال وغصبتك ترجع تتزوج شيخه، وانت تزوجتها بس علشان تفتك من شرهات أمك!! دنيء أبيت إلا تكون نذل!! الحمدلله اللي تممت زواجك من هذيك المسكينه لانك بتخيس هنا ولاني عافيه عنك..
خرجت منهكه من هذا الموقف المخيف وهي تبحث بنظراتها عن وجود وليد،فرحت بوجوده/يا ضيعة الوقت و يا خيبة الذكريات القديمه..وليد تعبت متى نطلع من هنا؟
لم يفهم وليد ماكانت تقصده بحديثها ولكن بحة الوجع والحرقه في صوتها كافيه لتخبره عن مدى صدمتها به/باقي شوي اجراءات
انتهت من رفع القضيه و خرجت من الشرطه وهو يراها تبدو منهاره تماماً .../ليال،تصليح الباب خلص اتصلت بحارس العماره و قال لي.
تمشي بهدوءها المميت بعدما ارتاحت اخيراً وقفت عند شجره في الرصيف بعد نزول زخات خفيفه من المطر لتنزل دموعها بخذلان حقيقي وإرتجافة يد/ماني مصدقه، عقلي مو مستوعب.احسه كابوس وللحين انتظر اصحى منه، طراد على كثر زلاته مانتوقعت منه يسوي بي كذا!!!
تبدو في إطار صدمتها حتى الآن/ليال اتركك منه و يلا بوديك المستشفى واجلسي عند اخوك وانسي
بتساؤل محير/وليد اللي كان بيعتدي على هذا ولد خالتي!. تفهم؟. كان يقول أنه يحبني حيل! لكن الحب ما يوصل لهالدرجه من الخسّه!!
هدأ وهو يتوه في نبرتها الموجوعه و سؤالها المصدوم/هذا مريض، لأن الحب ماهو بهالرخص، اللي يحب بصدق يتحمل خطايا البعد و الصد والتجريح..و حتى الهجر.
وضعت يدها على صدرها الذي اضطرب تنفسه من اناهيدها المكتومه..فالبكاء أمام أحدهم غريب عليها..!
بتردد/يلا مشينا!
تظاهرت بالقوه لتخفي فاجعة إنهزامها أمامه/لا بروح بتاكسي..
بخوف من ردة فعلها المنكسره/منتي رايحه لحالك، صحيح انك شجاعه و ما شاء الله عليك بس سيارتي موجوده..و اسمي رايح يعني بوصلك بطريقي..
تنهدت وهي تلتفت إليه بحزن، هو شاهد على ما كاد ان يحدث ، مع ذلك هو هنا و مازال خائف، ممنونه لخوفه و لإهتمامه الذي جعله يراقب مايحدث حولها و يشك ويستنتج، ما نوع هذا الخوف؟! محظوظه من تزوجته!
نظر للسماء فوقهم ليبتسم/شكلها بتزيد غزارة المطر و انا وانتي واقفين نتكلم ..يلا مشينا قبل نغرق..
لحقت به وهي خائفه ان يبتعد الآن ولا تعرف كيف توقفه ،لا تريد ان تظل وحيده ، تمنت ان تطلبه للجلوس معها ولكن كيف؟!لم تعتد ان تطلب شيئاً كهذا من أحدهم، و مازالت متوتره فهي لم تصدق بعد نجاتها!، ..
كانت ليله صعبه و غريبه، حمداً لله لوجود وليد ،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
عاد من المستشفى العام وهو محبط، سر مقتل أخيه بالتأكيد مع تلك التي عُثر عليها معهم في مسرح الجريمه وهاهي فقدت صوابها من صدمتها وحالتها غير مستقره!!
..يريد معرفة الحقيقه التي تتحفظ عليها القاتله وترفض البوح بها !
هنالك ألغاز يريد حلها مالسبب الذي دفعها لقتله ولماذا تصمت وهي ستموت بسبب مرضها الذي اخبره به الظابط؟! ، و لماذا لحق بها ماجد الى ذلك المكان..؟!!
اشياء كثيره تدور في رأسه لغز محيّر يعجزه عن الحل!
كيف لأخيه ان يكون مصاباً بنفس مرض والده؟!!
هل سيندفن السر معهم جميعاً؟!!
من الغريب ان سلطانه لم تصاب بالمرض، التحاليل العاجله تؤكد ذلك وتؤكد له حقيقة موت العلاقه بين اخيه وزوجته!
دخلت ام ماجد في هذه اللحظات و الحزن يعتري ملامحها، امرت الخادمه ان تضع القهوه وتذهب..لتسأله بلهفة قلب أم مفطور/هاه يا ولدي عسى عرفت شيء
دعج جبينه و ابعد الشماغه للوراء قليلاً/للأسف يمه..
تحدث بحزن/حرقة قلبي عليك يا ماجد، ياما نصحته و عيّا يطيع.
بحزن/الله يرحمه ويغفر له..معاد بيدنا شيء، انا قررت اسكر على هالموضوع والنبش وراه اتعبني،مابي اتتبع خطاياه و ابعثها من جديد..
دمعت/طيب ليه طلبت من سلطانه تروح تحلل؟! هي ماكانت تبي!
بهدوء مصدوم/تقرير الطب الشرعي حق اخوي يمه يؤكد ان عنده نفس مرض ابوي، وانتي عارفه انه معدي!
الآن فهمت حديث سلطانه/يا وليدي سلطانه قالت لي كل شيء
باستغراب/وش قالت يمه؟!
بتنهيده/بعد قلبي هالبنت وش كثر لوع قلبها ماجد..هي وياه منفصلين من قبل اجهاضها بالولد الثاني.، بس تجلس عندنا مجامله.. وعلشان بنتها ، البنت اجوديه وبنت ناس بس اخوك ماهو كفوها..بهذلها و سود وجهي قدامها.. يكفيها ما باحت بفضايحه عند اهلها والا وش بيفكنا من حمولتها!!
ازداد قهره من تصرفات اخيه و من أثآره التي خلفها بعد رحيله..ثلاثه و اربعين عاماً لم تكفيه ليترك اثراً حسناً واحداً..!!
فكر بسلطانه الصبوره وبما فعلته، أي قلب تمتلكه تلك الإمرأه العظيمه وكيف وقعت في فخ الزواج من غبي! ، يبدو أن خطيئة النساء العظيمات هو الزواج من حمقى!!.
في مكان آخر..،
خرجت مع السجّانه وهي تسعل بشدّه.. لم تود الخروج لرؤية احد ولكن كان ذلك يلح على رؤيتها، لم تريد رؤية خالها أبداً افعالها مشينه، لم تعد تريد الحديث مع احدهم قد اعترفت بجريمة القتل ويكفيها ذلك..! اي شيء آخر لن تعترف به، ..
توقفت السجّانه امام غرفة الزياره/اسمعي يا مها خالك بهالغرفه .. ياليت ما تتأخرين.
فتحت لها الباب و دخلت وهي ترى ذلك الرجل الحجازي الكبير في السن..خالجتها مشاعر كانت مدفونه لسنوات، اخر مره رأته فيها كانت في عزاء والدتها/..
رفع رأسه ووقف لحظة دخولها ليزيح نظارته عن عينيه الدامعه/مها!!
ابتلعت غصتها وهي تصد بخجل من ذاتها القذره لم تتبع اخوالها ولم تتبع أعمامها ..وكأنها نبتة من الجحيم!
تقدم بتساؤل يكاد يفطر قلبه/ليه يا بنتي تسوي هذا كله؟ هربتي مني بعد العزاء، دور عليكِ خالك محمد و خالك سعيد .. كلنا انشغلنا سنتين ندور عليكي! لحد ما فقدنا الأمل و تركنا ... وبعد كل هذي السنوات يجيني اتصال من الشرطه واعرف انك قاتله
تحدثت بضيق/صدقني ماكنت ابغاهم يتصلوا فيك
قاطعها غاضب/ليه يا مها؟ ليه إحنا بإيش أذيناكِ؟!تكلمي! رفضتي إبني عصام وما قلت حاجه ولا زعلت حتى عصام نسي الموضوع كلو.. ما اعتقد انو فيه سبب يخليكي تهربي!
نزلت دموعها بحزن، لهجته تثير داخلها الحنين وتهز جذع الحزن داخلها، هذه لهجة والدتها وكيف تنساها، حتى اعوام الخيبه لم تمنحها النسيان.
نطق بألم/ابوك كان استاذ جامعي كبير و اخوكِ دكتور بنفس الجامعه، امك اللي هي اختي تركت وظيفتها علشان تتفرغ و تربيك و لكن انتي منحتيها الفشل .. موتتيها قهر بهربك مع الحبيب زوج الغفله قليل الاصل.. هيّا قولي لي فين جوزك؟!
بضيق/مالك صلاح في و ياريت يا خالي تنساني كمان
رفع عصاه و اصدر صوتاً على الارض/مو بكيفك يا ست مها..انتي عار ، الحمدلله ان اختي نهله ماتت قبل تشوفك بهذي البهدله..
صرخت به/لو تفكر شوي باللي انا سويته بتشكرني لأني رحمتكم مني و هجرتكم كلكم، من حسن حظي ان مالي اعمام و مالي غير اخ واحد ومات.ليه مُصر انك توجع قلبك معي؟!
تقدم قليلاً/يا بنتي مالك احد بهذي الدنيا و انا رجل طبقت الستين و حابب ابر اختي فيكي..لا تحرميني من الوقوف معاكي
بكت من إصراره لتتحدث بحزن/يا خالي ما انصحك انا وحده سيئه بصوره انت مستحيل تتخيلها، الله يخليك لأولادك تتركني و انسى موضوعي انا راضيه بالقصاص و ماعندي مشكله... راح انتظره لوحدي
استغرب من استسلامها/يا بنتي ممكن نقدر نطلعك إذا القضيه دفاع عن النفس، احكيلي
تذكرت حياتها السوداويه، اي شيء سيخفف عنها العقوبه في الاخره ان تتقدم في الدنيا/لا يا خال انا حابه القصاص..و مابي غيره! بس عندي لك طلب واحد و حلفتك بالله العظيم انك ما تقول لأحد واعتبرها وصيتي..خالي انا مصابه بالسل و بدرجه متقدمه بعد وممكن اي لحظه اموت حتى قبل القصاص.. اسألك بالله تنفذ هذي الوصيه بعد موتي.
مازال غير مصدقاً لما تقوله لماذا هي مستسلمه إلى هذا الحد..؟!!/وصلتي يا بنتي..قولي إيش وصيتك..
جلست تتحدث إليه بدموع و اهتمام..تحت نظراته المصدومه والمتفاجئه بنفس الوقت!!!...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
بعد يومين على الاحداث السابقه...،
تلاحظ تحركات نيفادا وهي ترتب و توزع المهام على الخادمات وتعمل معهن، جعلت من المطبخ ورشة عمل..
شعرت بأنها يجب ان لا تطل مكتوفة الأيدي..يجب ان تساعدهم بدلاً من ان تكون ضيفةً ثقيله..
اتجهت لنيفادا/حبيبتي عنك مو كذا يقطعون، عنك خليني اساعدك
ابتسمت لها/الله يسعدك جيتي بوقتك ابي اطلع اشوف ترتيبات الباربكيو برا..
حضرت ام رواد وهي تتسائل/نيفو كلمتي حماتك؟!
بعجاله/كلمت مدى وتعذّرت تقول أمها تعبانه وماتقدر تحضر و اظن جايينهم خوالهم .
بتأثر/مسكينه ذكرينا نزورها بكرا، هذول حمولتك عاد
بابتسامتها/اساساً قررت اروح لهم بكرا، زينوا الجلسه الخارجيه يا خاله، ماطلت اشوف
ام رواد/ايه و جوري هناك ترتب الاغراض و تزين الجلسات.. يعطيك العافيه، شغل مرتب
بابتسامه/شكراً خالتي. دام كذا بجهز اسياخ الشوي علبال ماتجي جوري تكملها
تحدثت هوازن اخيراً/نيفادا خفي على نفسك من الارهاق مايصلح وانتي ببداية حملك
بسعاده/ماعليك، انا احاسب على كل شيء ،
خرجت من المطبخ برفقة الخادمه تحمل معها الضيافه، لخالها و أهله.. ما لم تتوقعه هو حضور ريم معهم!! بعد كل تلك القطيعه هاهم يزورونهم بعد ذهاب قاسي للحد الجنوبي..حمدت الله ان نيفادا عند اهلها ومشغوله هذه الأيام و لن تضطر للقاء ريم.. تمنت لو تزوجت ريم و انحلت العقده..
ابتسمت مجاملةً/يا هلا بخالي عثمان زارتنا الافراح يا بعدي
ابتسم بخفوت/هلابك مدى أرحبي..
ام قاسي بدمعه/مابغيت اشوفك يا عثمان! شفيه وجهك، و كأن التعب تاركه منه عليه علامه!
تحدث بضيق/الدنيا ضيقه يام قاسي، محدن عليها باقي.. عسى الله يتوب علينا
استضاقت ريم من حديث والدها، حاولت ان تنسيه/مأجوره يا عمه ماتشوفين شر
ابتسمت للطافتها/و لاتشوفينه يا بنتي، هاه بشريني عنك عسى تزوجتي، ما اشوف مع امك وابوك غيرك!!
تحدثت ام ريم بضيق/وين نغدي منها و من رفضها، بتقعد بها
استغربت مدى، كما تتذكر انها خُطبت و على وشك زواج/بس مو كانت ريم مخطوبه و حتى حدتوا الزواج
وقفت ريم لتترك الجلسه/عن اذنكم رايحه دورة المياه..
استغربت ام قاسي/اي والله صادقه مدى خبري بها بتتزوج
تحدث ابو ريم/مالله كتب لها، البنت ذبحتني برفضها،
اكملت ام ريم/اتصلت من وراي لأخت العريس وقالت له انها ماتبيه، وش نسوي بها الغصيبه معاد تنفع معها.. ابوها قدر في بناتي كلهم وعجز عنها..
لم يعجب ذلك الحديث مدى..، تعرف نوايا ريم جيداً..!
ام قاسي/خيره يمكن ربي كاتب لها احسن..هاه بشروني عسى بتمسون عندنا كم يوم
ابو عثمان/مغير بنمسي الليله و بكرا، عندي موعد فالمستشفى ومافي حيل اروح للخرج و أعوّد مره ثانيه للرياض.
هز رأسها بإبتسامه وهي تسمع برفض ريم الزواج بعد قاسي/حياكم الله
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
في البر...،
مخيم رجالي مرتب و مُضاء كاملاً ومؤثث بالسجاد والمساند الحمراء القديمة الطراز و نار تصطف حولها صفوف أباريق الشاي و دلال القهوه الذهبيه..
جلسه بعيده عن الرسميه كلياً و مليئه برفاق صالح ..لا يعرف متى كانت اخر مره خرج لرحلةٍ بريه يصفي بها ذهنه،
ظل يسمع احاديث كبار السن و يبتسم مجاملةً لضحكاتهم .. باله مشغول ، وهو ليس مشغول، كم هو مشتت حقاً و لا يعرف كيف يجد هدوءه.. وكيف يبدد توتره..
تحدث احدهم وهو يبتسم/وين غديت يا ولد ال مناع؟!!
ابتسم له/ابد والله مكاني معكم..
ضحك صالح/والله ما ظنيته.ابو مقبل صادق انت غادي
تحدث ابو مقبل، بغمزه/هاه خلص دفتر ابو اربعين والا باقي
استغرب ولم يفهمه بدايةً/دفتر ابو اربعين!!
استمر صالح في ضحكه/شكل ما حط له دفتر مثلك يا بو مقبل، علمه الطريقه يمكن يستفيد بعدين من خبرتك
تحدث ابو مقبل/افاا عليك اوول ما تولد المره سييده المكتبه اشتري دفتر بو اربعين احطه بالسياره و كل يوم يمر امزع ورقه لين تخلص الاوراق .،مابي يفوتني شيء
ضحك الجميع ليتحدث أدهم/اماا عاد ، يفوتك شيء ههههه هذي صدق طافتني بس ماعليش هذي لكم يالشيبان ، هاللحين حط المؤقت بالأيام و في الرزنامه بعد بجوالك وانتهى..
ابتسم له صالح بخبث/اعقب يا ذا ، والله منت هين!
ابتسم له ابو مقبل بمزاح/ايييه ولد تجار، الحساب في روسكم فطره، مايفوتكم شيء،
التفت أدهم الى صالح/لا لا اليوم صاحبك يا صالح مقلع مرره ..!!
صالح بشماته /اعذره المسكين حريمه الثنتين تو ولدوا مع بعض وقعد بها لحاله..ما استفاد.
ضحك وهو متعجب/على كذا هاللحين بسيارتك اثنين دفتر بو اربعين !!!
ابو مقبل/ايييه طقطقوا وش عليكم
ضحك وهو يشعر بأن راحةً تخالجه، لم يضحك بشده منذ زمن!، كان يحتاج لهكذا جلسه و سهره واحاديث عفويه واكملوا سهرتهم...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
ليلاً..
اكتمل العمل و كان كل شيء كما خططت له نيفادا..
الإضاءات و طاولة المأكولات الخفيفه والسلطات والشواء الذي يجري تحت اشرافها..
رفعت جهازها وهي تصور سيلفي و خلفها نيفادا تشرف على الشوي وهي تتحدث في الفيديو/ماراح تصدقون من عازمني الليله نيفوو ، لا و طابخه العشاء بنفسها نيفوو ارفعي راسك للكاميرا عاد
رفعت رأسها بابتسامه/حيااكم كلكم
أدارت هاتفها لتصور الشموس التي تجلس محتضنه طفلها و تتحدث بإنسجام مع عمتها هند/وهناك الأم الجديده الموسوسه مو راضيه احد ياخذ هالولد ولا يبوسه ولا يلعبه
رفعت ناظريها لها بابتسامه/عبيرووه سكري هالجوال صرعتينا
ضحكت وهي تجلس بعدما اخذت كأس عصير/حمواتي يبون يشوفونكم ، كييفي انا بعدين ذكريني اصور ركون لحاله
رفعت حاجبها برفض/معليش صور ما صور حالياً لا
تخصرت مستغربه/وليش إن شاء الله؟!
بابتسامه/والله عاد كيفي ، حريه شخصيه بعد تعالي ناقشيني بحريتي !!
رفعت هاتفها/هاللحين اوريك كيف اسرق صوره
اخذت الهاتف من يد ابنتها وهي تضعه على الطاوله/عبير تراك صجيتيني، يا بنتي صايره مزعجه ماكنتي كذا
ضحكت الشموس بشماته/اي والله تكفين يا عمه سكتيها.
غمزت لها بابتسامة خبث وهي تشير للداخل/ان شاااء الله بعض العرب ينضربوا ببعض العرب علشان اتشمت فيك صح
توقفت عن ضحكها وهي تراها قادمه/والله انها آخر همي
اكملت عبير/واستغفر الله من هذا القسم..
نادت نيفادا/عمتي لولوه تعالي شوي
ذهبت لولوه لتقترب عبير منها وهي تحاول استفزازها بهمسها لها/اجل جايب هالبنت من الشارع فزعه هااااه؟! شمعنى هذي بالذااات، الشوارع مليانه والا ناوي يجيبهم لك بالتنقيه
بهدوءها المزيف/عبير بطلي افلام بليز.
ضحكت/اي مره عااقله ماترضى زوجها يحيب لها وحده بحجة انها فزعه ، وش يضمنك لا يقول بكرا انه بيتزوجها من باب الشفقه، ترى حيلهم وااجد هالرجال
بلحظة غيره و شك شعرت وان حروباً تُقرع طبولها خلف ضلوع صدرها وليس ضربات قلبها!!! هل سيفعلها؟!! تذكرت حديثه حين طلب منها ان لا تتدخل لو قرر يوماً الزواج!!
وكزتها وهي تراها تسرح/ها وين رحتي يا بعدي؟!
تنهدت/يختي انتي من مسلطك علي؟! ابي اعرف!
جلست بابتسامه شقيه/حظك الردي اللي عندك بنت عمه نحيسه مثلي
ابتسمت اخيرا. و سرعان ما اختفت ابتسامتها لدى حضور هوازن للجلسه..
انتبهت عبير لنظرات الشموس لتلتفت لهوازن/هلا هوازن،
جلست بخجل و إحراج، فهي تجلس بإلحاح من نيفادا وام رواد وإلا لكانت ستكون جليسة القبو/هلا
صمتت عبير وعادت لتتهامس مع الشموس..
عادت لتصمت هي مجدداً ليست معتاده الجلوس مع أناس بهذه البهرجه و الجو الغريب الذي تشعر به هنا.. عاشت طوال حياتها بسيطه جداً، لوالدين كلاهما يشكي علّةً صحيه، عانت كثيراً حتى بعد زواجها لم تهنىء، لذلك هكذا اجواء مبهرجه غريبه جداً عليها..!
"و نظرات الشموس غير مرحبه بي من الواضح رؤية ذلك الرفض، فهي لا تنظر إلي و تتجاهلني كما فعلت ذلك اليوم..، معها حق من أنا بالنسبة لها؟!!"
تحدثت عبير بفضول/إلا يا هوازن وش معنى اسمك؟!احسه غريب علي شوي
ابتسمت وهي تجيب، فمن سماها جدها/اسم قبيله عربيه معروفه تتفرع منها اغلب قبائل العرب الحاليه ..
تحدثت الشموس بسخريه/بس كون اسمك اسم قبيله معروفه ما يلغي انك من اصول غير معروفه.
ابتسمت ولكن برضا/ يكفيني اعرف أبوي وتربيت ببيت جدي اللي انولدت فيه.. هذا شيء بحد ذاته يكفيني
بنفس ابتسامتها المتهكمه/وش الفايده إذا بس " يكفيك انتي" ..لأنه ما كفّى زوجك علشان ما يطلقك! وما كفى عايلتك لا تنبذك!! الكلام الإنشائي سهل نظمه ويعجبنا ببريق حروفه لكن بالحقيقه هو مجرد كلام لأنه ما يفتح بيوت ولا يوكل عيش، ولا يغير حقيقه و إلا لا ؟!
شدت على يدها عبير وهي تحاول إيقاف سموم لسانها/يعني كله واحد
ابتلعت غصتها وهي تحاول ان تُمضي هذه الليله بسلام/يجوز يكون مجرد كلام بالنسبه لك، لكن بالنسبه لي، سبب للحياه اللي كرستها لأبوي.
بنفس نظراتها الخاليه من أية مشاعر/اتمنى فعلاً انك كرستها بس لأبوك .
اقبلت في هذه اللحظات هند بصحبة بناتها لتقف عبير محاولةً إيقاف مجزرة كلمات الشموس بحق هوازن/شوفوا من جانا .. اهلييين عمتي هند ..
فرحت بقدوم هند وبناتها فهي تعرفهن سابقاً و ترتاح كثيراً معهن..استعاذت من نظرات الشموس و كلماتها الملغومه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
منذ ذلك اليوم تزور اخيها وتعود..بدأ بتمارينه التي استصعبها بداية الأمر .. ولكن تفاجأت بعزيمته و إصراره..
اوصله الطبيب الى سريره حتى جلس براحه تحت ناظريها/شكراً دكتور.
الدكتور/يجب ان لا تجهد نفسك مازلت في البدايه امامك الكثير من العلاج الفيزيائي..لتتمكن من المشي مجدداً..
التفتت لأخيها/شاايف يقول لا يجهد نفسه مرره
استراح وهو يبتسم للطبيب/دانكي
ابتسمت/شكراً دكتور...
ذهب الطبيب لتلتفت لاخيها مجدداً وهي تتبسم/منت هين يالألماني!
ابتسم وهو يستلقي/كلمتك الشموس اليوم وش الاخبار؟!
اختفت ابتسامتها لتتحدث بجديه/تقول ان الدورات اللي بقدمها المفروض تبدأ هالشهر..انت عارف الوقف اللي مسوينه..المشروع كله بيكون تحت إدارتي و بيتم تسليمه لي،يعني أدهم ما قصر من ناحية المعاملات و الرخص..والشموس خلته تحت اشراف مؤسستها.. و هي معروفه بسرعة الإنجاز...
اذكر جدية اخته و اهتمامها الدائم بأن يكون الرجل الأول في القيام بأعمال العائله، ولكن ماذا قدم لها سوى مزيداً من الإتكال و اللامبالاه/الشموس تعبت واجد، ودي انها ترتاح خلاص
ضحكت/الشموس ترتاح!!! هذا صار طبع فيها ماتقدر تجلس بدون عمل و طلعات وتعب
بهدوءه/بإذن الله برجع بخير و بخليها ترتاح ببيتها مع ولدها...المهم هاللحين ارجعي البيت بدري، ترى مو لازم تقعدين لين تغيب الشمس ماني بزر انا
اخذت حقيبتها/اصلاً من قال بقعد لليل، انا رايحه، هاه تامرني بشيء ؟!!
بهدوءه/سلّمي..
تذكرت ما تريد اقتراحه/اقول نايف، بما أني يمكن ارجع للرياض ،شرايك اقول لعمتي هند ترسل شهوده، تونسك حد مرحلة العلاج الطبيعي!
رفع حاجبه بعدم رضا/شرايك اخذ هالعكاز اللي جنبي و ارسله لجبهتك يسلم عليها..
ضحكت/يمممه مننكك...ما قلت شيء!
بجديه/من جدك بتروحين وتخليني لحالي صاحيه انتي؟! بزهق
رقصت حاجبها بابتسامات شقيه/بتزهق والا بتخاف، عموماً مابعد قررت ، يلا حبيبي تصبح على خير
بهدوء ابتسامته/الله يحفظك
،
خرجت وهي تتبسم برضا، كل شيء يدعوها للإبتسام..
فتحت حقيبتها لتتصل بالسائقه و تتأكد من قدومها، ولكنها اصطدمت بأحدهم لترفع رأسها بإبتسامه تتسع بصمت لم تراه منذ يومين..!
بابتسامه/سلام!
ابتعدت قليلاً/سلام.. الوقت تأخر تركت نايف بينام..يمديك تزوره بكرا الصباح.
انتظرها حتى انتهت/ماجيتكم من يومين المعذره هالايام ملتزم بدوره تدريبيه صباحيه ما يمديني اجي،
حاولت ان تتجاوزه ولكنها مازالت تقف تتحدث اليه وتسمعه، بلا تردد/الله يكون بعونك، بكذا حتى زوجتك مالها من وقتك نصيب!
فهم مقصدها من هذا الحديث، ليبتسم مستغرباً/أي زوجه!
تفاجأت/اها بتنكر هاللحين انك متزوج؟!!
ضحك/والله توني ادري منك هاللحين! من قالك؟!
لم تستطيع اخباره انها كانت تتبع اخباره، نظرت اليه مستغربه،ثم تركته ومشت بهدوءها/لا بس كذا كنت اخمن
مشى بمحاذاتها/لو لي زوجه اظن بتطلب الطلاق من اول اسبوع من بتتحمل عملي
ردة بشكل عفوي/لا تحكم على بنت الناس قبل تجرب، إذا تحبك بتتحمل ليش التشاؤم!
بتلميح/يعني افهم منك انك لو حبيتي احد بتتحملين ظروفه؟
توقفت عند سيارتها وهي تلتفت إليه بابتسامه وجديه/ماراح اتزوجه إلا اكيد اعرف ظروفه و كل شي عنه ، يعني يمكن اتذمر بعض الاحيان لكن هذا ما يمنع اني بحب كل عيوبه فما بالك بظروف عمله؟!
صمت قليلاً وهو يعجز عن نطق أي شيء. تشتت نظراته و كأنه يبحث عن كلمات ليتحدث بها!!
لا ينظر إليها، حينما تحدثه،غريب قد كان يحدق بها في المستشفى و بكل مكان عام، والآن هما وحيدان عند السياره وهو لا يرفع ناظريه، استغربت الكيس الذي بيده/انا بمشي وليد عن اذنك
تدارك ما بيده من كيس متوسط الحجم و ابيض، ليقدمه لها/تذكرت، انا كنت جاي اعطي نايف هالكيس ، بس ماهو مشكله اعطيه اياها الصباح
استغربت وهي تأخذها/وش فيه الكيس؟!
بابتسامه صغيره/مشكل معمول و كليجا جايني من السعوديه مرسلته الوالده.
تحمست وهي تحاول فتح الكيس/شكل الوالده قصيميه؟ صح
تاه في حماس نظراتها، لا يعرف شعر للحظه بغباء هذه الخطوه والفكره للحظه ندم ان اعطاها الكيس/لا لا تفتحينه هنا خليه بالبيت احسن، عن اذنك
استغربت تهربه الغريب فجأه و ذهابه وكأنه يهرب من شيء لتركب سيارتها و تذهب فتحت الكيس لم تصبر، تصرفه أثار فضولها..فتحت الصندوق قليلاً وهي تشتم رائحة الكليجا ، لم تصبر اخرجت منديلاً من حقيبتها لتفتح الصندوق كاملاً لتستطيع اخراج حبه لها واخرى للسائقه،، ولكنها تفاجأت بما هو مكتوب بغطاء الصندوق الكرتوني، علقت ابتسامتها على شفتيها بدهشتها معاً إلتفتت الى الخلف لم تراه..
عادت تقرأ من جديد [تتزوجيني؟!]/من جده هذا؟!
اعجبتها هذه الطريقه الغريبه، في الحقيقه هي لم تتوقعها يوماً وحينما كانت تقول أنها لن تتزوج إلا من يخطبها من نفسها كانت تمزح و تؤمن ان لا احد سيفعلها.. ولكن "وليد" حقق ما كانت تظن أنه حلماً مستحيلاً.. حسناً وليد يستحق ، كان الغطاء لها منذ اسبوع حينما لملم قضية التعدي عليها و تكفل بالذهاب للشرطه ..كان رجلاً يعتمد عليه...، بل كان فارساً لم يخذلها...!
اخرجت هاتفها بلا تفكير إضافي او مضيعة للوقت لتصور العلبه وهي مفتوحه و يتضح ما كتبه لها خطت من تحته خط أحمر في الصوره ليعرف انها تقصد هذه الجمله بالتعليق الذي سترفقه..
لترسل الصوره إليه مُرفقه بتعليقها [حبيت الكليجا].
إبتسمت و هي ترسلها بلا تردد...و بلا تأجيل،
"تستحق الروح يا من تنساب له المشاعر بكل عذوبه و يميل له القلب بإستقامه!
تستحق فأنت الوحيد الذي تجعلني أتجاهل كبريائي بسعاده و انصت لنداءاتك طوعاً ، و يسعدني أن قلبي خاشع بمشاعره كناسكٍ تقي في محراب حبك.."
وقف جانب الطريق وهو يرى رسالتها تصله ..توقف و نزل قبل ان يفتحها، خاف كثيراً بعد ردها السريع، بالتأكيد ستشتمه هو يعرف بلك تهور وطريقته في خطبتها لم تعجبها ولربما تفتعل مشكله و تفهمه خطأً مجدداً..
تردد كثيراً في فتح الرساله، للمرة الأولى يخاف من محتوى رساله!!
هدأ نفسه قليلاً ثم قرر أن يفتحها بدلاً من التوتر الذي يعيشه..
لم يصدق ذلك للحظه!!
هل يعني ذلك أنها موافقه؟!!
هذه المرة الثانيه التي يطلبها فيها ولكن هذه المره هي في كامل وعيها، و بحضور كل جوارحها..
لطالما كان الجامد الذي لا تهزه الأحداث و لا تؤثر به قسوة الظروف.، المجاهد الذي يحارب ليستقر قلبها في مملكته بأمان و بدون منغصات..!
استدار وهو يرى بداية إضاءات المدينه مع بداية الليل و كأن الدنيا تحتفل به في هذه اللحظه وتبارك فرحته، للمرة الأولى يعشق مدينة غريبه!
هو ينظر لهامبورغ الآن وكأنها مدينة الأحلام المستحيله!
.
أخرجت راكان من عربته وهي تحاول استفزازها/الليله بريحك من راكان ترى بناخذه خالتي يلا مشينا
عقد حاجبها /هند بنت صالح اتركي ولدي ، عمتي شوفي بنت زوجك
هند بابتسامه/خلي بنت زوجي تاخذ راحتها، علامكم عليها!!
اشارت بيدها وهي ترمي بقبله هوائيه لهند/مشكوره مرت ابوي أردها لك في المناسبات السعيده
ضحكت عبير وهي تراقب الوضع/والله انكم فله وش حلاتكم يالخبلات، شهد بينكم ضايعه بالطوشه
ابتسمت هند صالح/بلاكم ما تعرفوونها ياما تحت السواهي دواااهي بس
شهقت شهد وهي تضع كاسة الشاي من يدها/وش سووويت لك علشان تتهميني
ضحكت نيفادا/شهود شوري عليك تجلسين عندنا و تتركين الهندات يتفالقون لحالهم
بابتسامة وغمزه/ووش يقعدها عندكم؟! شهود تقول ماني مرتاحه لين اساافر لألمانيا و اتطمن على نايف بنفسي
شرقت بالشاي وهي تلتفت لهند محمرة الوجنتين و مصدومه من حديثها!!!
ابتسمت الشموس وهي ترى ردة فعل شهد/هند بتموت ماعقلت،
عززت لها عبير بخبث ابتسامه/صدق كلا هند يا شهد؟!
إلتقتت اليهم هند/شبلاكم على بنتي ما يسوى عليها
لولوه بعين ناقده/فاصخات الحياء ما خلوا للخجولات مكان ، ايه لا تخزون اقصد عبير بنتي و هندوه بنت صالح
انفجرت عبير وهند ضاحكتين بعد ذهاب شهد الغاضبه، لتقف نيفادا غاضبه/ترى جد مالكم داعي مو مزح بروح اشوفها
الشموس بنظرات حاده لعبير/عاد انتي تموتين بهالسوالف كيفتي مع هند ، وانتي بالله يا هند ليه ماتسافرين لعبدالرحمن وتفكين مرت اخوي من شرك؟!!!
ضحكت/الله يالدنيا بالاول كنتي تقولين بنت خالتي وهاللحين مرت اخوي، وش صار بالله،
ام رواد وهي تحرك يدها بفقدان أمل/كلن بيعقل إلا انتي يا بنت صالح!
ضحكوا لتلتفت اخذتها جانباً عند الباب وقت خروجها لتتقصى اخبارها ، فهمت صمتها طوال السهره/هوازن شفيك وجهك ماهو عاجبني اليوم؟!
شعرت و أنها يجب ان تنسحب الآن من هذه الجلسه، شعور الغربه بينهم مريع، هي لا شيء بينهم لا قرابه و ذكريات مشتركه لا مواقف و لا صداقه و لا حتى معرفه قديمه.. جلوسها هنا ينتقص منها بدون ان تشعر لذلك قررت ان تذهب/تصبحون على خير
امسكت بيدها هند الكبرى بتساؤل/وين يا هوازن تو الناس!
ابتسمت وهي تخفي حزن السنين ومرارة الحياة/معليه بس أنا ماتعودت اسهر. بس جد انبسطت معكم الله يسعدكم
ابتسمت لها نيفادا وهي تعود بصحبة شهد/لا تخافين اذا سمعتي ازعاج ترى بنزل لك وانام معك تحت
الشموس باعتراض/وليه ان شاء الله مالك غرفه!
غمزت لها نيفادا حتى لا تبدأ بكلماتها/معليه كله واحد الشموس بغرفتي والا القبو ،
وقفت هند بعد رنين هاتفها/يلا يا بناتي مشينا،صالح يتصل
لولوه وقفت وهي تشير بيدها/وانتي الصادقه داايخه وابي انام
وقفت هند بتملل/يووه يا خاله تو ما زانت السهره
الشموس وهي تكتم ضحكتها/اييه بعذرك لاقيه وحده مثلك
ابتسمت عبير/ولا يهمك هنوده انا هنا بكرا اذا تبين تعالي العصر نسوي جلسة قهوه وحش يحبه قليك.
مشت شهد بجانب هند وهي تسحب طرف شعرها/امششي اتركي عنك الهذره يا هذره، اوريك بالبيت
ضحكت الشموس/كفوو شهووده، حيلك فيها
تألمت وهي تسحب يدها وتلحق بها/انا اوريك..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
جلستا اخيراً بعدما ذهب الجميع..صمتت وهي تنظر لساعتها و تنظر لطفلها النائم وبالطرف الاخر طفل عبير في عربته هو الآخر ولكن يبلغ من العمر عامين/انتي كملتي رضاع ولدك والا لا
بإحباط/لا ما كملته، تعرفين مع دوامي و فترات غيابي عنه صار يحب الرضاعه و الجلوس مع امي اكثر،
خافت/لا تخوفيني،انا مضطره اداوم، و خايفه على وضع راكان
ببساطتها/قللي ساعات العمل واقضي اغلب وقتك مع ولدك والحمدلله انتي المديره و العمل حقك م مرتبط غير فيك وبزوجك..
صمتت بقلق تفكر بالوضع الذي تغير عليها بعد الولاده، هذا الطفل يقيّدها حقاً،..
تذكرت لتلتفت اليها بعقدة حاجب/الشموس انتي شبلاك على هالمسكينه هوازن
أمالت شفتيها بلا مبالاه/دخيلتك لا تفتحين مواضيع مالها داعي، كفاايه النتيفه نيفادا مسويتلي سالفه بعد
بابتسامه/والله نيفادا صايره ذربه صدق و راعية واجب، ما شاء الله عليها، شايفه هالزواج اللي كنتي خايفه عليها منه ، هذا هو اللي اخرج لنا نيفادا اعقل من الشموس نفسها..!
رمقتها بطرف عينها/عبيروه ترى أن ما تركتي هالسوالف البايخه بقوم لجناحي انا وولدي واخليك تكلمين نفسك بهالصاله .
حاولت التوقف وهي تتذكر شيئاً و تذهب لتحضر حقيبتها/اييه ززين مانسيت
استغربت/وشو؟!
عادت لتجلس وهي تخرج العلبه من حقيبتها و تقدمها لها/سّمي يا بنت خالي القشرا هذي هديتك بمناسبة نهاية الاربعين..اهديت راكان وانتي لا
ابتسمت/عاد هديه و قشرا ماتجي !
بحماس/يلا افتحي العلبه بسرعه ابي رايك
فتحتها و توقفت وهي تراها خلاخالاً ألماسياً ناعماً و ترمقها بحده/تدرين اني ماحب الخلاخيل، وجايبتها
بنفس حماسها/طلبتك تلبسينها بحفلة طلاعتك
استغربت/اي حفله؟!!
اغمضت عينيها وهي تعفس ملامحها/اهاا جبت العيد!! اوكي بعلمك، عمتي هند حجزت لك قاعه في الردز بتسوي فيها حفلة الطلعه من الاربعين الاسبوع الجاي، اوكي لا تعلمين اني قلتلك وسوي نفسك متفاجأه
صمتت لم يعجبها الوضع ولا تريد الاحتفال بشيء ولكن في الوقت ذاته هي مضطره ان تساير افراد العائله، فلا احد يعرف حقيقة علاقتها بأدهم..
خافت من صمتها/هاااا مو ترفضين ترى والله عمتي متحمسه وفرحانه فيك حدها، وتبي تفاجئك بحفله تليق فيك..
إلتزمت صمتها الكئيب..كم تكره مظاهر الإحتفال الكاذبه.
.
لاهي نار ولاهي ماء ولاهي غيمة ولاسماء ان حكت .. غنت سنابل من رضاء والسكوت .. إن صار نيران الغضاء يارضاها ..وقف وناظر شويء شف غلاها .. ايش سوى بشخص حي
،
سولفي للناس عني قولي اني .. ما عرفت اختار من قلبي يحبه سولفي للناس اني ماعرفت .. اقرأ وجوه الحاضرين من الاحبه اعترفلك .. اني فعلاً ما عرفتك ما عرفت اوصل مع قلبي لحل وما فهمتك تجمعين الضد في كل الأمور غامضة مرة .. ومرة مثل نور تشبهين ايام .. اوقات الخريف وتمطرين احيان.. احساسك زهور صدقيني صرت من بعدك أخاف واعترف ان الخلاف واسع طريقه واننا ما نلتقي .. في أي شي فينا اختلاف .. فينا اختلاف وللأسف هذي الحقيقة
في سيارته عائداً من المخيّم..
على صدى صوت محمد عبده و كأنه الليله يصف ما يقلقه وما يذهب بقلبه بعيداً و لا يردّه..!
كل شيء يدعوه لها الليله النسيم العليل و عتمة هذا الليل البهي و زخات المطر الصيفيه.
وصله اتصال قطع حبل افكاره ليلتقط هاتفه و يرى الرقم انه رقم دولي ومن لندن، استغرب ففي العاده يتصلون في اوقات العمل ليس في آخر الليل وفي يوم عطل!!
رد وهو ينتظر الإجابه/الوه!!
على الطرف الآخر بلغه انجليزيه مكسره/يو هاف تو كيرفل مستر ، ....هيل ويتس يو..سي سو
استغرب الحديث لعله مخطىء ليتحدث/هو آر يو؟ ..جاست تيل مي!!
تفاجىء بإغلاق الخط في وجهه بهذه السرعه..هل من الممكن ان يكون مخطئاً..مسح على جبينه و نزع شماغه ليضعه في مقعد الراكب /إنّا لله ..من هذا بعد؟!!
وصل للمنزل ليجد احدهم تحت احد اعمدة الإناره لم يراه جيداً في العتمه والإضاءه ترتكز على عينه فلا يتضح ذلك الشخص!!
اوقف سيارته بالقرب منه ليلحق به وهو يناديه/من انت؟! وووقف
توقف خائفاً عند سياره تابعه لشركة الكهرباء/سير انا اشتغل هنا
إلتفت أدهم للعامل الآخر وهو يسأله/من انتم ووش جابكم هنا هالوقت
ابتسم العامل الآخر وهو يغلق عدته و يضعها في سيارة الشركه/اسفين طال عمرك ، زميلي اسيوي و اول مره يشتغل فالخليج و المسكين يحسبها مثل دياره تالي الليل.
بشك/زين وش جابكم هنا؟!
اقترب منه وهو يمد يده ويصافحه/جينا نباشر بلاغ بالبيت اللي جنبكم، و تونا انتهينا
مازال يشك/وين بطاقات عملكم؟!
اخرج بطاقته وطلب من رفيقه ان يخرجها/سم طال عمرك
تأكد انهما عاملان و ابتسم لهذا العامل البشوش/معليه اعذروني، يعني الحذر واجب وانا بيتي هنا بعد..
بابتسامته/بالعكس هذا دليل وعيك، ومعرفتك حقوقك..يلا تامرنا شيء؟!
اشار بيده/حافظكم الله...
تركهما وعاد لسيارته وهو يدخل بها لداخل ساحات القصر...اخذ شماغه ووضعها على كتفه ودخل مثقلاً بالتفكير و كأن هذا الليل يهمس في أذنه بصوت يشبه الفحيح "مازال أمامك الكثير لتشقى"
لم يراها أمامه كالعاده..ولكن هذه المره ليست حتى في غرفتها ...
دخل الغرفه براحه وهو يتفقد هذا المكان الذي كان يوماً ما جنته... لمح علبة الاقراص مشابهه لما كان قد رماها في سلة المهملات! مهدئات مرة اخرى!!
اخذ العلبه ليتفحص تاريخها لعله قديم ولكنه تفاجىء انها جديده وهنالك علب اخرى بجانبها تفحصها جميعاً، كلها مثبطات مختلفه!!
اخذها جميعاً ليدسها في رف خزانته..
ثم اخذ منشفته و دخل ليستحم بعد يوم طويل و مرهق و اكمله ذلك الاتصال المجهول...و هذه الاقراص الغريبه!
.
دخلت وهي تظن انه مازال في الخارج، ولكن سمعت صوت تدفق الماء داخل الحمام..، وضعت طفلها في سريره.. و اتجهت لأريكتها وهي تنوي أخذ اقراصها اليوميه، ولكنها لم تجدها، حسناً أين وضعتها؟ شعرت بتوترها وهي تبحث ولا تجد..
خرج في هذه الأثناء متخصراً بمنشفته ليراها تبحث في درج الادويه، ليبتسم/نحن هنا، سلام
لمحته بلا اهتمام وعادت للبحث/سلام
اتجه الى خزانته/وش تدورين عليه؟!
لم ترد عليه،..راحت لتجلس في أريكتها و هي في حيره من أمرها..وتلتقط جهاز اللابتوب و تفتحه لتفقد إيميلها و اعمالها المنتظره...شعرت بصداعها لتترك الجهاز،
ابتسم وهو يناديها/تدورين على هذي صح؟!
رفعت حاجبها بغضب/وانت شدخلك تعبث باغراضي؟!
عقد حاجبه غاضباً/حذرتك انك بتدمنينها لكن كيف تفهمين وراسك مخلوق من العناد!!
اتجهت إليه غاضبه لتلتقط اقراصها..ولكنه منعها/مافيه
بغضب/قلت لك انا استخدمها اذا صدعت وباستشاره..ما ادمنت يا دكتور
ابتسم وهو يشدها من خصرها/وش يصدع بك هاه؟! فضفضي لي و نفسي عن غضبك مستعد اتحملك ، بس جربي
بمحاولة هدوء/معاد ابي افتح مواضيع تسكرت. ابعد يدك عني.
ترك العلبه ليمسكها بكلتا يديها و يشدها له بقوه/فهميني، دام المواضيع تسكرت مثلما تقولين ليه ما زلتي تختلقين المشاكل معي؟! غير انك تبين تحتكين وبس.
ابتسمت وسط لمعان عينيها/لي ايام ساكته لكن سكوتي هو اللي مسبب لك مشاكل!! .انا ياأدهم ماجبت رجال من الشارع و سكنته بأقصى بيتي علشان تقول أني احاول أحتك فيك والا أختلق المشاكل.!
هنا ابتسم و مازال ممسكاً بذراعيها/ايوه السالفه كلها طلعت غيره !!
بنفس ابتسامتها/وانت هذا اللي كنت تنتظره صح؟! أني أغار و ألطم و اولع بالدنيا ! ..غلطان حبيبي، انا مادريت عنك لكن العالم كلهم ما يدرون اننا منفصلين..لذلك بما اني محترمه هالعلاقه ظاهرياً وملتزمه بحدودي، فمن باب أولى انك بعد تحترمها وتلتزم..
ضحك وهو يترك يديها ويذهب ليجلس باسترخاء/أنتي مره وملزومه تلتزمين بالعلاقه يعني غصب عليك والا بتلقين من يكسر رقبتك... لكن انا رجال ويحق لي ثانيه وثالثه و رابعه بعد.. فلاتقارنين هالمقارنه الظالمه يا... يا أم راكان!
ابتسمت رغم غليانها/يعني الوفاء والاحترام المتبادل صار مقارنه ظالمه ؟!!!
رفع ناظريه لها وهو يرى ابتسامتها السامّه، تبدو فاتنه و خيالات غيرتها الفاتنه تعبث بها وتتقاذفها ظنون المشاعر ،ليبتسم لها/تصدقين صايره احلى من قبل!
تركته وهي تتجه لاقراص الصداع اخذت حبه ، واتجهت لسريرها متدثره بأغطيتها/ياليت تطلع وتطفي كل النور معك..
راقبها وهي تأخذ اقراص الصداع بتوتر ظاهر على يديها حتى انها كادت ان لا تمسك بكوب الماء!
وقف بعدما تأكد أنها استكنت في سريرها ليتجه إليها و يقبل كتفها و رأسها ويهمس لها/تصبحين على خير ..
انتظرت خروجه لتنهار باكيه كعادتها الليليه...كم تكره صراعها الذاتي..وضعفها أمام وحدتها..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والأربعون
يومٌ جديد..
خرجت من المطبخ مستعجله بعد سماع صوت جرس الباب..تمنت لو لم تزورهم نيفادا اليوم..
استغربت ام قاسي/مدى احد متصل فيك
تحدثت على عجل/هذي نيفادا جايه
استغربت ام ريم وهي تتسائل/من هذي ؟!
ام قاسي/هذي زوجة قاسي..
اغمضت عينيها بوجع وكأنها تلقت سهماً في قلبها، لم تتوقع انه تزوج !
بفضول/افاا تزوج ماقلتوا لنا؟!!شدعووه
ام قاسي/انا كلمت عثمان لكنه ما قال لكم و رفض يحضر ، كل شيء صار بسرعه
بنفس فضولها/ومن هالبنت واهلها وشهم من لحيه؟!
بتنهيده/بنت عم أدهم، يعني ناس عيال عز ودراهم.
بتفكير مبسط/يعني دين ودنيا؟
بابتسامه وهي تلتفت لريم/ايه متزوجها للدنيا اجل وش يبي بوحده بزر ماتعرف كوعها من بوعها الا علشان المصلحه..القلب مافيه غير واااحد..
ارتاحت تقريباً حتى رأت دخول تلك المبتسمه الباذخه بصحبة سيده انيقه ..تفاجأت بلبسها الجريء جداً كيف تسير هكذا بتنوره قصيره جداً وكعب بهذا الدقه..، الغيره بدأت تشتعل في كل اركان قلبها..
دخلت مبتسمه كعادتها وعبائتها مرتبه على ذراعها/السلام عليكم
لتلقي التحيه نفسها أم رواد ويقوم الجميع للسلام..و تبادل اسئلة المجامله في تبادل التحايا المعتاده..
قبلة رأس ام قاسي/سلامات خالتي ماتشوفين شر
ردة بدون نفس/الله يسلمك..ياهلا بأم رواد زارتنا البركه
جلست بوقارها و جلست بجانبها نيفادا/الله يبارك بعمرك، كيف صحتك هاللحين يام قاسي بشري عنك
ردة بابتسامات مزيفه/ماعلي بخير من الله..
سكبت القهوه وهي تقدمها لهم وتعرفهم/هلا نيفو هذي ام ريم مرت خالي و هذي ريم بنت خالي ..
ابتسمت لهم مجدداً/فرصه سعيده اللي تعرفت عليكم فيها.. والله توني ادري ان لقاسي خوال
لاحظت نظراتهم لها ليست مطمئنه ابداً..شدة تنورة نيفادا قليلاً وهي تهمس لها/قايله لك الله يصلحك بطلي هاللبس.
ردت لها بهمس/تعودوا علي ماعليك
ردت بهمسها/بس الناس اللي جايينهم ماتعودوا وهاللبس بالحيل قصير بس وش اسوي بك،
لم تهتم هي هكذا لباسها هكذا
ذهبت مدى لتقف وتلتحق مدى بها في المطبخ..لتلحق بهم ريم..بعد ذلك
في المطبخ*
وقفت وهي تتحدث بشوق/من زمااان عنك مدوش وش اخبارك
بابتسامتها/والله فقدتك حرام عليك، اقسم بالله هالبيت مايسوى بدونك ارجعي تكفين
بابتسامه/ماطلبتي شيء بقعد هنا يومين..تعرفين اجازه ومتفرغه
لاحظتها وهي تشك بها/انتي فيك شيء؟! اعرفك اذا مخبيه شيء والا مسويه مقلب بأحد
تحدثت بحماس/انا حامل...ترااا
سقطت الملعقه من يدها وهي تبتسم لها ولكن خافت بنفس الوقت بعد رؤية دخول ريم، تمنت انها لم تسمع شيئاً لتقصر صوتها/مبروك حبيبتي، اا انا بسوي حلى وناقص حليب محلى ياليت تجيبين من شقتك اذا عندك!
بسعاده/اذا علشاني اووكي اتوقع عندي كثير ..
تركتهن وذهبت، لتلتفت اليها مدى/هلا ريم تبين شيء؟!
بضيق داخلي/ابي كوب ماء احس ريقي ناشف.
اشارت لها تجاه البراده الصغيره/تفضلي..
تذكرت شيئاً/عندك حبوب صداع ؟
استغربت طلبها قد كانت بخير/اي بغرفتي بروح ادور لك..
اتسعت ابتسامتها وهي ترى المطبخ خالٍ أمامها, اتجهت للدواليب ووجدت زيت الطبخ على الطاوله هناك اخذته وهي تسابق الوقت..لتضع منه قطرات عند مدخل المطبخ بابتسامة خبث " والله ماتفرح بالذريه بعد خالد يا قاسي"..
عادت للطاوله بعبوة الزيت ولكنها تفاجأت بصرخة و صوت سقوط ام قاسي..لتصرخ بعد رؤيتها تغرق في دمها و تفقد وعيها/عمتيييي!!!!
↚
لم اكن ايقونة سعاده أبداً ،حتى ان هذه الحياة لا تهديني الأحزان فرادا ، .. اتعرفون ما السيء في الأمر ان مشاعرنا لا تموت بعد ذهاب اصحابها....!!
،
.
اغلقت هاتفها بعد مكالمه مع زوجها لتلتفت إلى عبير و الشموس اللاتي يندمجن في احاديثهن و ضحكاتهن/انتم بالله ماتعلموني وش بينكم؟! بسم الله على الشموس شوي وتصير مثلك يا عبير، فكيها من شرك
ضحكت/معليه يمه، الشموس بعدما ولدت اكتشفت انها فعلاً انثى، عاد ابي اعلمها اللي طافها في عالمنا يالبنات
وكزتها وهي تضحك/لا والله!!
ابتسمت لولوه/الشموس يمه فكك من سوالف عبير وعطيني راكان، بنرجع للدمام الليله وابي املي عيوني فيه حبيب جدته
وقفت/تبشرين يا عمه توني منومته بالغرفه،بس بروح اجيبه علشانك
ذهبت مستعجله و عادت به..فالجناج قريب من جلستهن هذه...
بممازحه/اي اشوى انا قلت هاللحين بيأخرها شي منا والا منا.
ضحكت/تطمني محد بالغرفه غير راكاني.
لولوه/اي اخبر أدهم قبل شوي اخذ رواد مع هوازن للمستشفى تزور ابوها.
تفاجأت بل صُدمت من الخبر لتلتزم صمتها،يفعل ذلك أمام الجميع،اين كانت؟لم تراه منذ صباح اليوم! و لم تلتقي بهوازن اليوم!!
إلتفتت إلى الشموس بتلميح/الله يستر من بعض الناس!!
لولوه بابتسامة ثقه/لا تحاولن تفتنين،الشموس ما خلت بقلب أدهم مكان لغيرها
حاولت ان تبتسم بدورها/ماعليك منها يا عمه،ترى عبير تحب تنبش بهالسوالف.
بابتسامه جانبيه/اوكي نوقف نبش لعيونك
رن هاتفها لترد بعد رؤية اسمها/هلا أم رواد.
على الطرف الاخر بصوت متوتر/الشموس وين أدهم؟!
استغربت وخافت في نفس الوقت/أدهم مو موجود،خير ام رواد صاير لنيفو شيء؟!!
بقلق/لاا ام قاسي المسكينه طاحت على السيراميك والظاهر تكسرت وفقدت وعيها اخذناها بالاسعاف انا و مدى.. و معانا جارهم تكفين يا بنتي ارسلي أدهم و عمتك هند والا لولوه اهم شيء هالضعيفه ماتقعد لحالها وولدها في الجبهه
بضيق/اوكي بتصل بأدهم حالاً
اغلقت الهاتف وهي تقف لتبتعد قليلاً تحاول الاتصال به،لا تتذكر متى كانت اخر مره اتصلت به من نفسها!! حتى في امور العمل كانت تراسله فقط.
وقفت معها لولوه و عبير في نفس الوقت لتتحدث لولوه/يا بنت شفيك سافهتنا و رايحه شفيها ام رواد وش صاير؟!
بلخبطة/مادري، اقصد تقول ان ام قاسي تعثرت و طاحت عليهم واظن طيحتها كايده والمره فقدت وعيهاونقلوها الاسعاف.
بتأثر/لا حول ولا قوه إلا بالله!
اتصلت بأدهم/انا بتصل بأدهم علشان يروح يتابع اجراءاتها، ولدها بالجبهه و مالها احد غيره.
استغربت عبير/كللش مالهم احد غير أدهم!
رفعت كتفيها/هم وصيته من قاسي مهما كان.
على الطرف الاخر/الو! خير الشموس راكان فيه شيء؟!!
تركتهن لتذهب و هي ترد عليه/راكان بخير، الموضوع يخص مرت خالك "ام قاسي"
على الطرف الآخر ببرود/وش سوت ؟!
استغربت صياغته في السؤال/ام رواد كانت بزياره لهم اليوم مع نيفو، و المره تعثرت على السيراميك و الظاهر اصاباتها ماهي بـ هينه ابد ، ام رواد راحت معها بالاسعاف و لحقتهم مدى مع جارهم و أمه..
تغيرت نبرته/وليه ماراحت مع الاسعاف مدى ليه راحت مع ولد جيرانهم ؟!!
زمت شفتيها بغضب كبتته لترد بهدوء/ما درت انها للحين غاليه عندك لدرجة تغار عليها ..اقولك ام قاسي بين الحياة والموت و انت تفكر بمدى و بمن وصّل مدى!!!
كاد ينفجر من عصبيته التي لم يستطيع كبتها/تدري بغلاتها،و ادري بغلاتي عندها..كلن له حجمه ومكانته يالشموس،
ابتسمت وعينيها تحمر من حبس الدموع/صحيح كلن له حجمه ومكانته، القاع للقاع و السماء للسماء..
بغضبه الجامح/اذا إلتقينا الليله عرفت كيف اتناقش معك، يلا انا راجع بهوازن و رايح لهم حالاً ، ماقلتي اي مستشفى؟!
بنفس غليانها/في التخصصي، و بالمره وانت راجع الليله جيب مداك معك حبيبي وحطها مع اللي هنا، يمكن تتراجع عن مجهولة الاصل اللي سكنتها بيتي، وتجيب عالاقل وحده تعرف اصلها.
لم يرد اكتفى بقطع المكالمه، شعرت بألم، اغلقت عينيها لتمنع دمعاتها وكأنه صفعها لحظتها،..
تفاجأت بنفسها في غرفتها، كيف اتجهت إليها بدون ان تشعر بنفسها وهي تتحدث إليه في هاتفها..
اتجهت الى اقراصها المهدئه لتخرج منها حبه، حتى تثبط كل إحساس ألم يدفعها للبكاء، ولكن مالفائده؟!
على كل حال هي هنا وحيده بغرفتها، مالمانع لو ذرفت الدموع ما دامت بعيده عن الأنظار؟!،
تسائلت بحُرقه "لماذا لا يدعني كبريائي حتى امام نفسي؟!!"
اخذت علبة اقراصها ووضعتها في سلة المهملات ، قررت ذلك بدون تفكير ..لتتخلص من الكبت الذي تعجز عن تحمّله اكثر..
وقفت أمام مرآتها وهي ترى بريق عينيها و احمرار انفها لتتحدث داخلها بألم وهي تُحدّث إنعكاسها في المرآة "الطلاق العاطفي ليس حقيقياً مالم يتبعه طلاقاً واقعياً موثقاً ،كوني اقوى و انزعيه من حياتك لغير رجعه ، تشجعي و انفصلي بكرامه، لا يمكنك العيش بنصف حياة..عليكِ ان تختاري بين الحياة كاملة أو الموت مرةً واحده"
صوت طرقات باب غرفتها جعلها تفيق من لحظات ضعفها فتركت مرآتها لتحاول إنعاش نفسها بالماء..ثم تخرج لعبير التي تخبرها ان راكان يبكي ..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والأربعون
مضت الساعات ثقيله..الاطباء قلقون على حالة المريضه..
انتظر كثيراً امام غرفة العمليات..وهو يجلس و سُبحته بين يديه يداعبها تاره و يجمعها تارةً و يستغفر بها تارةً.. كان متوتراً من اناهيد تلك التي تجلس بجانب ام هياف في الطرف الآخر من المكان،..
استغرب بقاء هياف هنا، بدا وجوده مزعجاً بعض الشيء، وازداد ذلك الانزعاج وهو يلمحه ييترق النظرات لجهتها التي تجلس بها، ذلك غير محتمل ليتحدث/ماقصرت يا هيّاف، قمت بالواجب معنا و بيض الله وجهك بس مانبي نكلف عليك اكثر تقدر تروح وتاخذ الوالده الله يحفظها معك
تحدثت تلك بتأثر/لا انا بجلس مع بنتي مدى و اتطمن على جارتي ام قاسي، ما يطاوعني قلبي يا وليدي
لاحظ عدم الاستساغه في نظرات أدهم فقرر ان ينسحب، "عموماً هو محق،مالذي يجعلني اقف هنا كالأبله بدون أي صفه؟"!!/انا كنت انتظر الوالده تطلب نمشي بس دام الوالده مطوله انا استاذن يا أدهم و الله يقوم مريضتكم بالسلامه ،قاسي عزيز و غالي وامه حسبت امي ..بغيابه تراني بالخدمه
ابتسم بخفوت/ماتقصر ابيض وجه ياهياف..
استرق نظره اخيره لها/الله يقوم الوالده بالسلامه يام ندى وما تشوف شر.
ردت بصوت قد بُحّ من البكاء/الشر ما يجيك يابو شيخه، ماتقصر.
صافح أدهم وهو يقرر الذهاب/سلام
صافحه وهو يتمنى لو كسر يده/سلام..
مرت ربع ساعه اخرى ليقف بعد رؤية الطبيب يخرج/ها بشر يا دكتور شلون الوالده؟!
نزع كمامته بإرهاق/الوالده بخير لكن ما زالت حالتها حرجه، عندها كسور مصاعفه و متعدده،محتاجه عنايه خاصه لأنهل كبيرة سن، و الاهم من هذا كله الدعم النفسي والمعنوي لها، يمكن تنصدم من نفسها لو عرفت انها يمكن تقضي كل هالسنه على قفاها..لكن هذا الشيء راجع لكم انتم
ابتسمت تحت نقابها المخضب بالدموع/يعني العمليه نجحت وامي بخير؟!
الدكتور/ايه بس مثلما ذكرت حالتها حرجه و خاصه جداً الكسور صعبه و حطينالها اسياخ ..عموماً راح اقولكم التفاصيل اول ما تفيق و نوديها غرفة التنويم..مثلما انتم شايفين ساعات داخل العمليات ومحتاج راحه . سلام والحمدلله على سلامتها
بابتسامه/الله يسلمك مشكور.
إلتفت إليها بإهتمام/الحمدلله على سلامة الوالده يا مدى
بدموع/الله يسلمك ومشكور على وقفتك يا أدهم ماهي بغريبه عليك
تجاهل امتنانها و مديحها وكأنه لم يسمعه/يلا تعالي معي اوصلك مثلما سمعتي الوالده ماهي بحاجتك حالياً.
برجاء/ماقدر يا أدهم انا لازم اقعد هنا
عقد حاجبه وتحدث بإصرار/قلتلك بوديك بيتكم و بكرا امرك و اجيبك هنا..كلام ثاني مافي يلا
تحدثت ام هياف اخيراً/يا وليدي الله يرضا عليك ويشرح صدرك ،خلها هنا لين يطلعون امها للتنويم، وابشر بتتصل فيك
خالجه شعور افتقده منذ سنين طويله مضت، دفء نبرة هذه السيده الكبيره جعله يوافق و يخرج صامتاً.. لو نطق حينها لتعثرت نبرته و ذلك ما يكرهه...
تلك السيده حركت شيئاً ما يلذع قلبه، شيءٌ يُخرج توق ذلك الطفل لإبتسامة وحنان أمه..
وفي نفس الوقت جعلته يعرف كم هو خاسر و فاقد و منحوس..كل لحظة سعاده في حياته كان يتبعها دهورٌ من البؤس !!
.
.
.
خرجت من حمامها ملتفه بروب استحمامها و تجفف شعرها بمنشفه، ثم بدأت بكريمات الترطيب الخاصه بها.
يجب ان تخرج بعد ساعه،موعد زيارتها لأخيها..ابتسمت وهي تسمع صوت المطر يهطل على مهل خلف النافذه..
هذه الأيام من اجمل الأيام التي تستيقظ بها، هذه الصباحات لا تنسى. و كأن طلب وليد لها يبث السعاده حولها كلما فكرت به...
اخذت هاتفها بعدما استرخت لتختفي ابتسامتها بعد قراءت رسالته الاخيره [اليوم بفتح موضوعنا مع اخوك، دعواتك الله يكتب لنا الخير]
عاودها توترها من جديد...لا يجب ان يحدث ذلك سريعاً ماذا سيظن نايف؟! وهي تذهب و تعود لوحدها و احياناً يصادف حضورها حضور وليد وهو في المستشفى. ارسلت إليه بلا تردد و انتظرت رده.. تمنت ان يتفهم مقصدها من وراء الرساله..
.
،
.
ترك كرسيه وهو يقف متضايقاً ،هل بقي صبراً حتى ينتظر اكثر ، يكفيه ما مضى ، يكفيه و يقسم انه لم يعد يرغب في ان يعيش وحيداً بعدما تعلّق بها حد انه تهور وخطبها بطريقه لم يكن يتوقعها يوماً..،
عاد ليقرأ الرساله مجدداً بحسره [الأفضل لي و لك انك ماتفتح اي موضوع ارتباط مع اخوي بفترة علاجه حتى بالتلميح ،مابي اي شيء يعكر عليك وعلي "افهمني"]
عاد ليكتب بسرعه [ابي يكون بيننا شيء رسمي وابي اخوك يدري، مابي أي احد يسبقني وياخذك مني و أنا اشوف "افهميني"]
لحظات ليصله الرد [ياخذني الموت و لا ارتبط بغيرك، إرتحت يا وليد؟!]
اتسعت ابتسامته وهو يتأمل حروفها و يتخيلها بصوتها،
كاد يكتب رساله ولكن وصلته مكالمه من رشا، هذه الشقيه تغيب كثيراً و تجعله ممتلئاً بالكثير مما يريد الفضفضه به و يخجل من ذلك.. رد بنفس ابتسامته/هلا بـالقاطعه،
من الطرف الآخر/حبيبي والله ظرف صعب،شوفني بالموت اخذت إجازه يعني انت عارف وضعي ، شلونك انت؟!
هدأت ابتسامته و هو يسمع منها نبره لم يعتادها/بخير، رشا فيك شيء،كيف الوضع عندك اذا منتي مبسوطه قولي لي لا تسكتين، ترى والله ما اسامحك لو انتي متضايقه و ما تقولين لي
كادت تنفلت نبرتها، حاولت ان لا تبكي ولكنها بكت/وليد انت تدري اني احبك، و اقسم بالله لو ما اعرف انك بتوقف معي من البدايه ما كان جيتك و فتحت لك قلبي
نزع المعطف الابيض و خرج بعدما إلتقط معطفه الاسود و شاله/رشا تكلمي وش وجعك ..انا جايك الليله برلين.
على الطرف الآخر قررت ان تبوح له ولو انها كانت كثيراً ما تحاول ان تبعده عن مشاكلها الشخصيه، تعلم انه يحبها وتعلم بصدقه حين يقول انه سيترك كل شيء ليجلس معها يستمع لثرثراتها و كلماتها المتذمره...وليد لن يكون له بديل و لا مثيل في حياتها، هي نالت سعادتها بفضله بعد الله...
.
.
.
نزلت من الاعلى باكراً وهي تكاد تسقط من ارهاقها، لم تنم جيداً ولكن عليها الإستيقاظ لمباشرة الضيوف خصوصاً في ظل ظروف مدى ..، انتهت من الفطور بشكل سريع بمساعدة الخادمه ..،لم تعتاد ان تكون ربة منزل، كانت مدى معها خطوه بخطوه، تعترف بفضل مدى و صبرها على تعليمها ابسط الامور واصعبها،..و فضل ام رواد ووصاياها التي تمنحها قدراً كبيراً من المعرفه في تصريف أمورها الحياتيه..انتهت من تجهيز سفرة الافطار و ذهبت لرؤية مدى و البقيه بالتأكيد مدى جائعه الان ، هي لم تأكل شيئاً منذ الحادثه..
وجدت ريم تجلس صامته امام التلفزيون وممسكه بهاتفها بيدها،..تبدو شارده في شيء ما/صباح الخير
إلتفتت إليها وهي تراها بطرف عينها ثم ردة بعد تردد/صباح النور.
بعفويه/ما شاء الله صاحيه بدري! وين الوالده؟
رفعت حاجبها بانفعال/وانتي شعليك؟ ، لا يكون مسويه نفسك ذربه و راعية بيت وتتفقدين الضيوف!
استغربت نبرتها و ردها المحتقن مع ملامح وجهها/هدي نفسك، تراه سؤال عفوي جداً و طبيعي لأنك ضيفتي، بس انتي متوتره شوي.
رمقتها بنظره ناقده حاقده من اخمص قدميها مروراً بلباسها القصير جداً حتى شعر رأسها/انتي من صدقك تلبسين كذا عندهم؟! زوجك يشوفك كذا؟! مافيه حياء والا وجهك مغسول بمرقه خلقه!!
هنا عرفت أنها وقحه و لا تستحق ذرة احترام ولكن يجب ان تتبع نصائح ام رواد/أولاً مالك دخل وش ألبس عند زوجي، و ذوقي باللبس ما يحق لك تبدين رأيك فيه وأنا ماطلبته..ثانياً و الأهم يا ريم،ترى أنا إذا تعاملت معك بذوق و احترام ماهو معناته ضعف بالعكس، الضيف له كرامه،
وضعت ساقاً على الآخر/وتعرفين الاصول بعد!، والا تحاولين تكونين زوجة ابن صالحه!
استعاذت من حديثها المليء بالحقد/انتي الظاهر انك ماتستاهلين حشيمه و لا تسمعين حتى بالاحترام، لا يغرك صغر سني ترى ما تعرفيني زين لذلك خليك محترمه و ضيفه خفيفة نفس لين تتوكلين الله يستر علينا وعليك..
تعترف انها تفاجأت من ردها و أربكتها حلم هذه الصغيره، حاولت تبتسم و كأنها لم تتأثر وهي في الحقيقه تحترق/مسويه راعية واجب ولسانك هذا طوله!!
من الطرف الآخر قادمه/من طق الباب لقى الجواب، ما قالت إلا اللي انتي محتاجه تسمعينه.
استغربت لتقف غاضبه/كذا يا مدى توقفين مع الغريبه ضدي؟!!
بكل هدوء/ماغريب إلا ابليس فتعوذي منه...هي زوجة اخوي و ام عياله ان شاء الله وانتي بنت خالي، لا تطولين السالفه و تغلطين عليها.
تحدثت بهدوءها/ماصار إلا كل خير يا مدى مجرد سوء فهم،وانا ماني زعلانه عادي.. الفطور جاهز تعالي بس.
<<تركتهم لتذهب..
إستدارت ناحية ريم وهي تتخصر بيسارها/شايفه اللي اصغر منك شلون لملمت الموضوع؟!!..ريم بلاش حركات الضراير البايخه ترى البنت ماهي ضرتك وانتي مطلقه من مده طويله.
قاطعتها بابتسامة سخريه/ترى حتى انتي مطلقه و ممنوعه من حضانة عيالك بعد، فـلا تتفلسفين على راسي!مافي فرق
نطقت بجديّه/يا بعد الفرق بيني و بينك يا ريم لكن الحديث مع جاهله مثلك ماله ثمره، تعالي افطري و ادحري ابليس اللي نغزك مع هالصباح.
زمت شفتيها بغضب وحقد بعدما تركت لها المكان و غادرتها بدون ان تسمع ردها "إذا ما راح استرجع قاسي ما راح تهنى به هالصفراء"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والأربعون
تراقبه وهو يحاول جاهداً مع المدرب ان يحرك ساقه.. و حماسه وهو يخبرها أنه بات يشعر بأنامل قدمه و تدفق الدم فيها..ممتنه لله الذي أعاد لها أخاها..هذه النعمه تستحق الشكر والثناء الحسن..
لوجوده ثقل و لصوته أمان تنشره نبرته..كانت تتذكر فرحتها وفرحة الجميع حينما وضعت أمها ولداً ..كان وما زال ذلك الطفل و ان ازداد طوله و ظهر شعر وجهه..إزداد فخرها به مع مرور السنوات و ان لوع قلوبهم في مراهقته..
انتهى تمرينه وجلس ليستريح بابتسامه بعدما خرج المدرب /لا لا لياال ساكته كل هالوقت!! شعندها!!
ابتسمت وهي ترى ترتيب ذقنه و أناقته/عجبني اللوك الجديد..
مسح ذقنه بابتسامته/زين فينا شيء زين
بهدوء نبره و عمق نظره/تغيرت يا نايف صرت مثل ابوي بسكوته و كلامه، صرت حتى هاديء ، و كأن هالحادثه غيرتك
تنهد وهو يتذكر اصحاب السوء وذلك الذي دس السم له/صفعات الأيام أحسن و اصعب مدرسه،
ردت بابتسامة/مدرسه ما يفهمها إلا الفهيم مثلك والحمدلله اللي خلاك لنا و ما خيب رجانا، راكان بن عبدالعزيز المناع ما مات و له ولد اسمه نايف..هالعايله بتمتد ان شاء الله و بيعلى صيتها بطيب افعالك و افعال عيالك ان شاء الله.
صمت بعد حديثها عن الذريه التي ضحى بها من اجل عافية قدميه..لا يريد ان يتذكر ذلك ولكن كلما يتذكر إرتباطه بـ شهد يشعر بالغصّه، زواجه منها صعب صعب جداً، ولكن لا يستطيع خذلان عمته وهو من تحدث في البدايه و طلب الزواج منها لينقذها، و لا يستطيع منحها ما تتوقعه منه بسبب ضعفه من تلك الناحيه..امور كثيره لا يريد التفكير بها ولكن كل شيء يدعوه لها..
رن هاتفها لتبتسم وهي ترى إسمها يضيء الشاشه، فتحت السماعه الخارجيه متعمده ليسمع صوتها نايف/هلا بمرت اخوي
على الطرف الآخر بصوتها الناعم/السلام عليكم ليال
لاحظت تغير لونه/وعليكم السلام و الرحمه..
بخجلها المعروف عنها/الحمدلله على سلامة نايف، بشّري كيف صحته بعد العمليه
غمزت له وهي ترد/الله يسلمك حبيبتي شهوده، لا لا صحته عال العال، و مفكر يتزوج ألمانيه بعد، انا قلتلك علشان تتصرفين ها
رفع حاجبه لينهاها عن حديثها..ولكنه تفاجىء برد شهد!!!
ردت بهدوء/ان تزوج نايف و ان ما تزوج، مافكرت فيه بهالناحيه والله ما اشوفه زوج، انا معتبرته اخوي و متصله اتطمن عليه..وهو خليه يسوي اللي يريحه دامه بعيد عني.
تفاجأت هي اما هو صُعق من ردها ،حاولت تلطيف الجو تمنت لو انها لم تفتح مكبر الصوت/والله مزحك اقوى من مزحي، شهوده ترى أنا اللي جبت الكلام من راسي و نايف ما قال شيء ، مابي اصير خرابة بيوت يا قلبي حتى اخذي نايف يبي يكلمك و يفهمك و بالمره تحمدي له بالسلامه بنفسك.
اعطته الهاتف ونظرت إليه برجاء ان يصحح سوء الفهم،
إلتقط الهاتف وهو يغلق السماعه الخارجيه ويتحدث بهدوء، بعدما طلب من ليال الخروج للحظات/السلام عليكم
على الطرف الآخر كادت تختنق وهي تسمع نبرته التي إستلطفتها يوماً ما/وعليكم السلام، الحمدلله على سلامتك نايف.
استرخى في جلسته وهو يحاول ان يتحدث بهدوء رغم غليانه/الله يسلمك يا عمري..اجل تقولين زي اخوك و عادي اسوي اللي ابي هاه
كادت تنفجر باكيه، هو من طلب منها ان تبتعد عنه لماذا ينكر عليها/انا حرفياً قلت لي هالكلام،انا وانت عارفين انك مستحيل تكون زوجي، و بنفسك قلت انك مجرد محرم فقط وولي امر فزعه، ماله داعي تكبر وتطول الموضوع احسن لي و لك و للعايله..
ازدادت حنقته و غضبه/احسن لي ولك هااا؟!!! شهد صحيح انا مابيك لكن ما أعلنتها، و ما اسمح لك تنشرين كلام خاص صار بيني و بينك..فاهمه؟!
حاولت ان تغير موضوعهم لتسأله/شلونك بعد العمليه؟! إن شاء الله احسن
شعر و كأنها تتشمت/بتجين هنا و تشوفين بنفسك كيف صرت بعد العمليه.
خافت و لكن لم توضح ذلك في نبرتها/على اساس ماتبيني و إلا غيرت رايك..؟!
بنبرة أمر/سواءاً أبيك وإلا مابيك انتي ملزومه تنفذين اللي أأمرك فيه كـ زوجتي...عموماً راح اتفاهم مع عمتي هند وصالح خلهم يسوون الترتيبات..سلام
قاطعته بنبره باكيه/ماراح اجيك، لو اضطر لـ ..
قاطعها غاضباً/لا تخافين انا عند كلامي و برجعك لنار ابوك اللي حبيتيها فجأه...
ببكاء/دامك ماتبيني ليه تسوي بي كذا ليه تبي تاخذني معك ليييه؟!
بخبث ابتسامه/انا بس حاب اخذ ثمن زواجي منك، و اظن من حقي صح؟!
لم ترد فضّلت ان تصمت،أي رد ستقوله سيقلبه ضدها باتت تعرف طريقته....،
استغرب صمتها/هاه وش قلتي ليه ساكته؟!
تنهدت/مالي بعدك كلام، انا راضيه بكل اللي تقوله، سو اللي تبيه دامك انت زوجي ماعلي خلاف ان شاء الله.
لم تعجبه نبرة انكسارها،ذلك مالا يحبه ولم يطفىء لهيبه بل جعله يشعر بضعفه اكثر/يلا اجل تجهزي بقول لعمتي و صالح يرتبون الوضع ،سلام
اغلق الهاتف ولم ينتظر ردها، مرر يديه على رأسه بفوضويه، لماذا طلبها هنا؟! لماذا يضغط على نفسها منذ الآن ، إستفزازها لن يفيده بل سيكشفه، سينهيه وذلك مالا يريده..!!
.
،
.
اغلقت الهاتف وهي تنظر للفراغ متفاجأه مما طلبه منها، لماذا يُصر على تعذيبها معه؟ لماذا يعاملها بفضاضه هكذا؟!
تركت ساحة المنزل لتدخل، أن تذهب إليه أرحم من هم التفكير بعيده عنه، الإقتراب و طي المسافات سيقضي على سوء الفهم بالتأكيد..
لاحظتها تعود بعد مكالمتها شاردة الذهن!/هيي انتبهي قدامك
رفعت ناظريها لها بصمت و راحت تجلس في كرسيها المنفرد براحه/امي ما رجعت للحين؟!
جلست وهي تراقب وضعها/للحين مارجعت، هي وابوي عندهم موعد مهم ماظن بيرجون هاللحين...هاه شفيك انتي؟ ليه وجهك تلون !
تحدثت ببرود/نايف يبيني أروح له، يقول بيتصل بأمي وعمي صالح وبيتفقون ..
استنكرت الطلب/نعم!! وانتي موافقه تروحين ؟!
حركت كتفيها بعشوائيه/مادري ..بس حاسه انه الافضل أروح له،و
قاطعتها بحزم/شهد لا تخلين ضعفك يتحكم فيك،هو تزوجك بكامل إرادته محد غصبه ،ولازم ماتروحين له إلا بزواج يليق فيك، وش يظن نفسه نايف هذا؟! يعني تزوجك صرتي من أملاكه الخاصه، ترى راس ماله عقد زواج.
سمعتها حتى انتهت لتبتسم/بس أنا موافقه اروح له..ماراح يغصبني لا تخافين
تقسم انها تفهمها جيداً/انتي حاسه انه متفضل عليك بهالزواج صح؟! لذلك تحسين انك مهما سويتي ماراح تردين له جميله، ترى غلط يا قلبي، مو كذا تؤخذ الأمور ،هذي حياة بتعيشينها ولازم تكونين مرتاحه مو تعيشين رد معروف طول عمرك ،
ابتسمت وهي تحاول ان تكون راضيه وان يرتسم الرضا على ملامحها/لا تخافين انا راضيه فيه، بعدين نايف مو شخص سيء.. هو احسن واحد شفته يعامل خواته..و ماعمري سمعت منه ألفاظ او اخلاق تخليني انفر منه ، بالعكس.. يعني اعتقد مافي شيء يخوف، اللي يبيه بسويه، نايف يستاهل اسوي اللي يبيه.
إحتارت في أمرها، نايف ليس جاد في هذه العلاقه و قد صرح لها منذ البدايه ولكن ستكون بجانب شهد، لن تضغط عليها اكثر فوق ضغوط نايف/الله يسعدك حبيبتي شهوده .. يعني خلاص بتروحين والله بفقدك
ابتسمت بخفوت/ويسعدك هنوده..هاه وين اللقيمات اللي سويتيها؟!
بابتسامتها/هاللحين نجهز القهوه علبال ما يجون الشيبان و نشوف وين يروحون و يجون هالايام.
ضحكت اخيراً/عاد حدك أمي صغيره
غمزت لها/شوفي ما راح اقول صغيره لين تجيب لنا اخو غير كذا مافيه.
لم تشعر حتى مسك احدهم إذنها و لسعها لتصرخ وهي تلتفت ناحيتها/خالتي هند!!
ضحكت شهد/يمه ما تقصد ترى
ابتسمت رغم انها تحاول العبوس/اجل قصدك اني عجوز يا بنت صالح هاه
نظرت لأبيها/يبه تكفى لا تخليني اصير ضحية زوجة أب،
ضحك وهو يقترب ليبعد هند عنها/لا عااد كل شيء الا بنتي، هند خلي سميتك علشاني
ابتسمت له وهي تتركها و تلتفت إليه/علشانك اخلي الدنيا حبيبي مو بس هالنتفه
بابتسامه جانبيه إلتفتت الى شهد وتهمس/صدقتي يا شهد شيبااان حتى غزلهم دقه قديمه.
ابتسم لإبنته بعد سماعها/ايوه وشهو الجديد فالغزل يا بنت صالح ؟!
ابتسمت بعدما احمر وجهها وهي تقرر الانسحاب/ابد طال عمرك انا وشهد بنروح نجهز القهوه ..
ذهبتا لتجلس ضاحكه/عسل هالبنت الله يسعدها
جلس بجانبها وهو يتأمل ضحكتها، بعد ايام حزنها الماضيه وبعد حديث الطبيبه قبل قليل،/شايفه الدنيا حلوه بضحكتك كيف...هالملامح ما يليق بها إلا الفرح يا هند..
إلتفتت إليه بعين لامعه وهي تمسك بيده/ماني مرتاحه لين احمل ولدك، حرمت نفسك بسببي و جاء دوري أرد لك فرحة سنينك اللي ضيعتها علشاني
شد على يدها/فرحة سنيني رجعت بزواجي منك، انتي بس ريحي نفسك مثلما قالت الدكتوره،هي مسألة وقت ، بس انتي تحبين تغامرين، إبر التفجير ممكن تضرك و ممكن تجيب اكثر من طفل و تتعبين.
بفقدان أمل/ماظنتي..لأني جربت منشط طوال شهور و ما فادني..،
همس وهو يقترب ليمسح دمعتها التي عبرت اهدابها ببطىء/وقفي دموعك انا عندي احساس هالمره ربي بيعوض تعبك كل خير.، وهذا بناتنا بيتزوجون و بنصير اجداد عن قريب بعد..نبي نتفرغ لاحفادنا عاد.
ابتسمت بعد حزنها/يا رب يا صالح يا رب..
،
.
،
عادت من الباب بصحبة مدى بعدما ودعتا أم هياف ،لاحظت ذبولها/مدى تبين فيفادول شكلك مصدعه!
بابتسامه/لا نيفو ابي انااام، احس لي سنه مانمت
رن هاتف على الطاوله التي تقف عندها/هذا من جواله؟!
ردت وهي تحاول التركيز/اظن جوال ريم
رفعته نيفادا بعدما توقف الرنين وهي ترى شاشة العرض!،صورة قاسي و هو يحتضن طفلاً و يبتسمان!، إلتلتفت لمدى وهي ترفعه لها/دامه جوال ريم، ليه هالصوره؟!
رفعت حاجب و خفضت الاخر بعبوس من تصرف ريم/ريم طليقة قاسي وهذا خلّود ولده منها الله يشفع به.
زمت شفتيها بغضب وهي تشعر بغليانها/اها اللحين عرفت، سبب تصرفاتها!!
حاولت تهدأتها/نيفو صدقيني قاسي ماحب إلا انتي، وماعمري شفته سعيد و فرحان من قلبه إلا بعدما عرفك.
بابتسامة ثقه/عارفه يا قلبي محبته لي ماني محتاجه احد يثبت لي هالشيء، انا اللي موجع كبدي تصرفاتها من اول ما دخلت و قبل شوي كنت ابي اسامحها على قلة ادبها معي، اهي تخسي.
تركت الهاتف و ذهبت مستعجله لشقتها/عن اذنك رايحه انام
ابتسمت وهي ترى بريق الغيره في عينيها و في نبرتها، نيفادا معها كل الحق فيه، تعرف كمية التعاسه التي عاشها أخيها مع ريم، و حياته بعد ارتباطه بنيفادا، هي الشاهد على حياة اخيها .. الشخص الثاني دائماً يكون هو الحبيب الحقيقي،
ابتسمت وهي تستنتج ذلك، حتى أدهم بعد كل تلك السنوات لم يحبها محبةً تمنعه من غيرها، بل ارتبط و تغير ولاحظت ذلك بنفسها حينما كانت في ذلك المكتب،
كان يستطيع ان يعانقها و لن يعرف احد بذلك، كانت مكانها وكانت تنتظر ماذا سيفعل..ولكنه كان وفياً للشموس حتى في السر حين قال (ظنيتك الشموس) كان بإمكانه ان يخرج بصمت و لكنه اخبرها انه لم يتعمد رؤيتها و تركها وخرج هارباً ...!!
تيقنت حينها انه لم يعد يحبها ذلك الحب الذي يجعله يتزوجها، ولكن ربما يحبها كأخ وفاءاً للأيام الخوالي فقط.
تذكرت منيف هذه اللحظه...لتعترف أن اتعس اللحظات كانت لحظة انفصالها.. نعم لم يكن زوجاً مثالياً و لكنه يحاول جاهداً ان يكون كذلك، كثير الاعتذار كثير الهدايا رغم جلافته..
صبور على برودها معه..اي شخص آخر كان ارتبط بغيرها فور طلاقه ولكنه فضّل ان يحتفظ بالاطفال في منزلهم، و يربيهم وحده..ليست دائما اختيارات العقل ما نريده ولكنها الأفضل لنا دائماً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والأربعون
خرجت من غرفتها وهي تجفف شعرها بعد حمامها، سرّحت شعرها بعد تجفيفه و تركته مسدولاً حتى يجف، لم ترى طفلها في مكانه كالعاده عاد ابوه و أخرجه معه للمكتب المجاور للغرفه..
انتهت من لبس بيجامتها القطنيه و تأففت من طول شعرها الذي مازال مبلولاً و لا تريد استخدام المجفف، صار لابد من اقتطاع نصفه، لتسهل امورها، لم تعتاده طويلاً هكذا...
اشعلت مبخرتها الكهربائيه و اخذت عطرها لتسبغ على نفسها..ابتسمت فالليله تكمل اربعينها..هاهي الحياة تعود بعد إرهاق الحمل و إختناق الولاده و الوقوف على حافة الموت ..و كأنها مرت في دورة حياة متكاملة العناصر خلال الفتره القريبه الماضيه..!
""سمعت صوت باب غرفتها يُفتح لتلتفت ناحيته..،
كاد يتحدث غاضباً بعد الشد ااذي حدث بينهما لولا أنه تفاجىء بتغير الغرفه و روائح البخور ، و تغيير المفرش و الإضاءات الخافته التي تحيط بالسرير، نعم الليله هي تخرج من اربعينها، وهاهي بكامل سحرها و قميصها الأبيض القصير، للحظه نسي كل شيء/مساء الخير!
ابتعلت خجلها من رؤيته لها هكذا بعد كل ذلك الهجر المرير، لترد ببرود/هلا..
دخل الغرفه وهو ينزع شماغه و كأنه لا يريد منها شيئاً، تجاوزها للشماعه ليعلّق بها شماغه و يفتح ازارير ثوبه العلويه لينزعه ولكنه توقف يلتقط انفاسه، يخاف أن تقتله حين ترده عنها،يخاف ان تحطمه بنفورها..
اخذت سلسالها الذي نزعته قبل الحمام لتعيد تعليقه حول عنقها وهي تتحدث بشكل عفوي/كيف صحة أم قاسي هاللحين؟!
حاول ان يتلاهى عنها باخراج هاتفه من جيبه وهو يرد/ما وعت للحين جسمها فيه كسور ،جبروها و حطوها بالتنويم و تحت الملاحظه.
انتهت من الاهتمام بيديها لتترك التسريحه ومرآتها تريد ان تعود للسرير بالمرور أمامه متجاهلته وكأنه قطعة أثاث، لتتفاجىء بيده تعترض خصرها شدها ليسحبها بقوه حتى ثبت خصرها بين يديه، كاد ان يخطف أنفاسها بهذه الحركه لم تتوقع ان يفعل ذلك/أدهم!!
ظل يتأمل ملامحها بصمت و يده تغوص في امواج شعرها، لا يريد حديثاً يريد عناقاً فقط ولكنها تمد يدها لصدره لتوقف اندفاعه/ابعد عني..
داهمها بقبلاته التي وزعها على خدها وطول عنقها وخلف اذنها،حتى جعلها تذوب في لحظة عناق شدته هي بنفسها، لمحت سرير طفلها خلفه لتتذكره و تصرخ وهي تحاول ان تبتعد/راكان؟!
مازال ممسكاً بها/وش فيه راكان بعد؟!
زمت شفتيها بغضب وهي تدفعه عنها وتحاول الافلات منه/قلتلك انا وانت بهالغرفه منفصلين، فلا تحاول تتقرب في اوقات غبيه.
ابتسم وهو يتذكر ما فعلته قبل قليل و هي تشد في عناقه/حتى اوقات ضعفك قدام مشاعرك تسمينها اوقات غبيه، وصلتي لمرحله مشاعرك مالها اي قيمه قدام عنادك!!
لمعت عينيها بقهر/اي نعم اوقات غبيه و مشاعر اكثر غباء، قلتلك اللي بيننا بهالغرفه انتهى، وين وديت ولدي؟!
استغرب إلحاحها في السؤال/انا توني واصل و ما شفته اصلاً ، اكيد تلقينك عطيتيه ام رواد ونسيتي
تركها و خرج ضجراً للمكتب المجاور.. ليراها تخرج بقميصها القصير و هي تلبس فوقه الروب بنفس طوله و تخرج مسرعه حتى لم ترد على نداءه...،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والأربعون
خرجت أم رواد من غرفتها وهي خائفه بعد اتصال و طرقات الشموس/خير يا بن شفيك تالي الليل؟! ركون فيه شيء
تكاد تجن/انا جايه اسألك عنه، دخلت دورة المياه اخذ شور بعدما نومته، حتى ما طولت علشانه و طلعت ما لقيته
لفت شالها وهي تحاول ان تحلل الامور/يا بنت انا علطول نمت اول ما راحوا لولوه وعبير، طيب يمكن يكون مع ابوه
نزلت دموعها/ابوه توه واصل ولا يدري من اخذه ، يويلي عليك يا راكان.
صغرت عينيها بجديه/بسم الله على ولدنا من خذه؟!
ازدادت الخيالات المرعبه في مخيلة الشموس لتتركها و تذهب للبحث عنه بصحبة ام رواد عند الخدم و في كل ركن لم تجده..!
سمعت صوت أدهم ينادي/الشموس لقيتي الولد؟!
ردت نيابة عنها ام رواد/ما لقيناه يا بو راكان
شعر بالحُرقه مكانه وهو يعجز عن الدخول وفعل أي شيء، من سيأخذ طفله من غرفة نومه؟!!نادا مجدداً وهو يشك/الشموس تعاالي بسرعه
نطقت بضيق وهي تترك الصاله وتبحث من جديد في كل مكان..لتلتحق بها أم رواد و يبحثان، و خرج أدهم ليسأل السائقين و السيكيورتي..ليتفاجىء بأن الشموس قد سرحته منذ فتره بسيطه!!! من غير المعقول ان لا تسامح على اصغر الأخطاء!!، صرامتها ليس لها حد ابداً، صار يعرف شخصيتها و يتأكد كل يوم من عنادها، صار متأكداً انها لن تلين ولن تتراجع عن حكمها الجائر بحقه..
الآن اين يجد طفله ؟! هل يبلغ الشرطه؟!!
.
،
.
،
خرجتا من المطبخ وهي تشعر بالخيبه مجدداً ..جلست على اقرب كرسي وهي تضع يدها على صدرها في محاوله لتهدئة انفاسها، حتى البكاء لم تستطيعه وهي لم تعثر عليه بعد/وين اختفى؟! من دخل بغرفتي و اخذه! اصلاً من بياخذ بزر؟!!!
حاولت مواساتها ولكن هي مثلها تريد من يواسيها/بسم الله على ولدنا، ماقعد مكان ما دورنا فيه!!
استدركت/ماعدا البيسمنت ما دورنا فيه
إلتفتت إليها وهي تفكر بـ هوازن، لتقف و تذهب للمصعد مسرعه بصمت، لتتبعها أم رواد...،
فتحت الباب وهي تبحث بناظريها و تحاول ان تسمع اي صوت يدلها على طفلها، لم تجدها إلا في غرفة نومها وحيده..!
تصلي على سجادتها..انتظرتها ،
انتهت من صلاتها لتلتفت ناحية الصوت بخوف، نظرات الشموس باكيه حتى وان حاولت تخفي ذلك/شفيه يا جماعه؟!
ام رواد بخجل/يا ختي فاقدين راكان و دورناه بكل مكان بالبيت ..شفتيه؟!
تحدثت بانهيار/اسألك بالله ياهوازن شفتي ولدي او تعرفين وينه..؟!تكلمي والله ما اقولك شيء
استغربت اسئلتهم/بسم الله عليه ، انتم من صدقكم ؟
غضبت/يعني بجيك نص الليل انكت عليك؟!! شفتيه والا لا؟!
ردت بهدوءها/انا متفهمه خوفك كأم ، لكن صدق ما شفته و تركتكم مع طلعة ام رواد وكان معك..
أدارت ناظريها تبحث عنه بالمكان/تقول متفهمه خوفك ، من وين بتفهمين خوفي و ماجربتيه؟!
تركتهاوهي تخرج وتبحث عنه، كادت تنهار وهي تعود للصاله مجدداً ولكن بصحبتها ام رواد وهوازن التي بدأت تبحث معها..جلست بضيق و تعب بحثت حتى تعبت..
نادى من خلف باب المكتب بقلق/الشموس لقيتي راكان؟!
لم ترد كانت في حالة شبه انهيار تام..اخذتها الظنون كثيراً..
ردت ام رواد بدلاً عنها /للحين مالقيناه يابو راكان.
بعد مرور ربع ساعه..الساعة الآن تجاوزت منتصف الليل بساعتين..
سمعوا صوت بكاءه قادم من بعيد..
وقفت تبحث بناظريه ظنت انها تتوهم/هذا صوته انا اسمعه
وقفت معها هوازن/فعلاً الصوت جاي من هذيك الجهه..
فُتح المصعد ليخرج منه رواد و تتضح عليه علامات النوم وهو يحمل راكان باكياً بأفروله الابيض..
لم تنتظر ركضت مسرعه ناحيته لتلتقط طفلها منه وتقربه من صدرها و تضمه إليها..حتى كادت تكتم انفاسه، ماحدث الليله بعث اليها احاسيس مرعبه ، جعلها تعيش حالة خوف لم تعيشها من قبل،..
امسكت به أم رواد وهي غاضبه/ليه ماخذ الولد من امه بدون محد يدري وبدون تستاذن هاااه؟ خوفتنا و سريت علينا تالي الليل حسبي الله على عدوك
تألم من مسكت يدها حتى تدخلت هوازن/بس عاد عورتيه الله يهداك،
باصرار/تكلم ليه ماهذ ولد اختك بدون محد يدري
ظل يفرك يده و اذنه التي قرصتها أمه/والله ما اخذته انا اصلاً كنت نايم بغرفتي بعدين سمعت صوت بكاءه و طلعت لقيته بغرفة أميره منومته معه بسريرها، عاد هي نايمه ما سمعته، اخذته وجيت به.
رفعت رأسها وهي تتذكر طلب اميره منها قبل فتره، تريد اخذ راكان معها لتنومه في غرفتها/يا ويل حااالي صدق اموره اني بعطيها راكان بهالعمر!!!
التفتت إليها هوازن بإبتسامه/قرّة عينك يام راكان،
خجلت من ابتسامتها، و لكن الآن مايهم هو ان طفلها بين يديها/بشوفت نبيك..انا رايحه ارضعه الولد جوعان ، تصبحون على خير
بقلق/اي والله روحي وطمني ابوه بعد،
تنهدت بحزن وهي ترى الشموس ذاهبه بطفلها بين يديها، تغبطها على ماهي فيه، تتذكر ان اخر مره حضنت طفلها كان بعمر الشهر فقط..الله وحده يعلم كم دمعة ذرفتها في الخفاء و في ليالي البعد الطويله..
،
.
،
انتهت من رضاعته و وضعته بجانبها في السرير تأملته نائماً بسلام بعدما هدأ من بكاءه..ظلت تراقبه بجانبها..
حتى لمحت اقتراب أدهم، لن تنهاه فهو طفله أيضاً وهذا حقه..
ابتسم وهو يراه نائماً بعد بكاءه المزعج قبل قليل ، يديه الصغيره وشعره إغماضته و عبوسه..و كأنه كان غاضباً حين أُخذ من جانب أمه بغير رضاه..
جلس باسترخاء وهو يبتسم بهدوء/شايفه؟ من هاللحين بيقلقنا عليه،
تحدثت بنفس همسه بخوف/عمري ماخفت مثل قبل شوي، الله يصلح اميره، قلبي انتهى خلاص.
مسح على انامله وهو يتأمله، لا يشبع من رؤيته، يتمنى لو يرافقه دائماً وفي كل لحظه/اول مره احس اني ممكن اسوي أي شيء مهما كان بس يرجع لي ولدي!!، يعني يا يرجع يا اموت..
خالجها شعور بالأمان للحظه زوجها بجانبها وطفلهما بينهما في غرفه واحده مغلقه عن باقي هذا العالم، همست ببحه/الله يحفظكم اثنينكم..
إرتاح وهو يسترخي مكانه في الطرف الآخر من السرير.. هي هادئه ووادعه بجوار طفلها، يعترف أن أمومتها زادتها فتنه و زادته تعلقاً... مازال داخله طفل يبحث عن أمه منذ سنوات..
اخذت جهاز التحكم في التكييف لتسأله/كأنه برد على راكان صح؟!
رد وهو يغطيه/ايه ارفعي الحراره شوي..
وضعت التبريد المناسب و عادت لتضع رأسها على وسادتها تراقب طفلها حتى اغمضت عينيها...،
ابتسم وهو يراقبهما نائمان...هذه المستعصيه متى ستلين؟! يجتمع فيها الأضداد ليونتها و قسوتها ..احدهما لا يطغى على الآخر ولكن وجه اللين لطفلها و لأخوتها فقط..أما القسوه كل القسوه فـ له وحده.. أحتاج كل قدرتي على الصبر أمامها، الصبر في حضرة أنثى مثلها لا يطيق نفسه، فكيف بعاشق مثلي...؟!
.
.
.
اليوم التالي...
،
المطار العسكري في العاصمه..
وصلت طائره مروحيه عسكريه الى ارض المطار الكثير من رجال الجيش يقفون بانتظار توقف المروحيه..المحمله بالجنود..
فُتحت ليتضح نعشين مغطى كل منهما بالعلم الوطني..
ليهم الجنود والضباط لحمل الشهيدين على الاكتاف في مشهد مهيب...
نزل وهو يساعد في حمل النعشين و يحاول ان لا ينهار من فقدهم اليوم صديقه الذين فقدهما في مهمه واحده،
واصل المسير حتى الصلاة عليهما في الجامع و من ثم الى المقبره حيث سيوارا الثرى.. فقد صبره و انهمرت دموعه ببكاء مرير وهو يهيل عليهما التراب ويتذكر الأيام الخوالي في الحلوة والمره، كانت البدايه في الكليه الحربيه و نهايتها شهداء..و لكن ما اطفىء لهيبه انه انتقم ممن قتلوهم جميعاً....عاهدهما انه سيعود الى ارض المعركه مجدداو و انه سينتقم و سيكبر و سيهلل بالنصر هنالك و سوف لن ينساهما ما دام على قيد الحياة...
،
،
،
رأته يرتب اوراقاً مهمه ويتحدث في الهاتف بشكل جدّي جداً/المهم اذا خلصت كل اللي قلتلك جيب المأذون معك وانت جاي..ايييه خلاص قررت ومابي أي تأخير
خرجت من غرفتها وهي تغلي تحاول ان لا تتضح غيرتها ولكن الأمر فيه مأذون سيحضر منزلها و بطلب مستعجل من أدهم....حاولت ان تتحدث ولكنها تفجأت بخروجه!!
هل سيفعلها ويتزوج؟!!
لم تستطيع الجلوس وهي تضرب اخماساً بأسداس..
،
.
،
توقف امام باب المقبره متلهفاً سيراه اخيراً..اشتاق له فهو لم يودعه و هو الصديق الأخ المقرب من القلب والروح..
عانقه بعدما عزى الرجال في الشهيدين.. كان من ضمن الذين شيعوا الجنازه..
لم يمسك نفسه حتى بكى وهو يميل على كتف أدهم، قد فقد رجالاً صدقوا معه وحموا ظهره كثيراً....
شد عليه وهو يصبّره/احسن الله عزاك يا قاسي..الشهداء فالجنه وماعليهم خوف يا رجال.. ماقصروا و نالوا الشرف والبطوله..
استقوى اخيراً وهو يمسح دموعها بطرف كمه ويلتفت لداخل المقبره/عز الله انهم خيرة الرجال.
لم يلتفت للمقبره قد كانت اغلب مشاهد حياته التي لا تُنسى في مقبره..!!!
رحم الله الشهداء و الهم اهلهم الصبر والسلوان/جاي اجازه او انتهت مهمتك؟!
تنهد/جاي اسبوع بس اوصل خوياي و ارتاح و عقبها راجع..
ربت على كتفه وهو عاجز عن كيفية إخباره بما حدث لأمه..!
.
.
،.
خرجت من المطبخ بعد اتصاله..لم تخبره ان احداً هنا...كانت تريد منه ان يدخل براحته.. رن الجرس لتبتسم/انا بروح افتح
استغربت حماسها وهي تذهب/من جاينا من بدري كذا؟!!
ردت وهي ذاهبه/يمكن قاسي!
سقط فنجانها وهي تراها ذاهبه لتقف مدى بحماس و تتجه للنافذه ليس لديها صبر و الخوف اثقل ركبتيها، حتى انها لم تصدق، فهي قالت "يمكن"
لحقت بها ريم و ام ريم ايضاً..
.
فتحت له الباب و قلبها يتراقص فرحاً وهي تراه ببدلة الجيش لكنها ملئت رعباً وهي تراه بلون آخر غير الذي ذهب به!!
عانقته بشده تعلقت به كطفله/الحمدلله على سلامتك حبيبي الحمدلله
شد على عناقها وهو يحملها،شهور من القتال،و التعب و المجهود المستمر..مسافه بينه وبين الراحه في تلك المسافة الهائلة تضيع الكلمات وتتبعثر المشاعر فلا يوجد اي شيء ممكن ان يكون ملائماً لهذا الوضع سوى عناقها الذي يمنحه شعوراً أفضل بأن الدنيا ما زالت بخير و أن الألم سيمضي كما تمضي الأوقات الصعبه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والأربعون
في منزل آخر....،
عادت من الخارج وهي تنادي، اخيراً ستكون موظفه/يماااه وينك؟!!
خرجت من المطبخ وهي تحمل حفيدها/خير يا عزه عسى خير هالمره
إلتقطت طفلها من والدتها وهي تقبله/ابشررك تجاوزت المقابله المبدئيه اخيراااً بتوظف دعواتك يمه
اتسعت ابتسامتها/الله يوفقك يا بنتي ولا يضيع تعبك، بشرتي خواتك؟!
بسعاده/بشرتهم و حتى كلمت وليد وبشرته بعد
عبست وهي تتذكره، مافعله اغضبها و تجاوز رغبتها حينما قرر مع رشا كل شيء و ركنوها جانباً، قررت العوده للداخل
لحقت بها عزّه وهي تمسكها/يمه للحين شايله بخاطرك عليه؟!
ردت بضيق/ابعدي عني بروح ازين القهوه احسن لي..
شعرت بإحباط ، مازالت والدتها تحمل في قلبها على وليد و ما فعله،...
.
.
.
.
ثلاثة أيام مضت..
طال غيابه منذ ذلك اليوم الذي اخبرها ان ذاهب الى برلين وهو يغيب فترات ويعود..لا تدري لماذا يذهب إلى هنالك و مالذي يجعله يبدو غامضاً..!!
لم تعتاد الفضول ولكن ذلك الرجل يخصها وحدها..
توقفت في محطة المترو لتنزل و تتجه لصالة الاستقبال تستقبلها كما طلبتها، ذهبت فجأه و اخبرتها بعودتها لتستقبلها ...
لابد وانها تأخرت القطار قد وصل منذ دقائق!!
بحثت في وجوه العابرين و الواقفين هنالك .. لمحتها تبتسم وتتحدث لأحدهم..! ابتسمت وهي ترى مرحها المعهود..
لابد ان ذلك الرجل زوجها بالتأكيد لامس بطنها فنهرته ثم عانقها بعد ذلك!!
اقتربت منهم ولكنها توقفت فجأه بعدما إستدار ذلك الرجل حيث اتضح أنه هو وليد نفسه ... تذكرت ان رشا اخبرتها بإسم زوجها و انه وليد..!!
وليد منذ ايام ذهب لبرلين ثم عاد، و رشا اخبرتها انها مع زوجها هنالك... القصه واضحه وضوح الشمس الآن..
تركت المكان وهربت منه كالمكان الموبوء... كيف لنفسها ان تُحب زوج صديقتها و توافق على الزواج منه؟!!!
هذا اكثر موقف مشمئز تعرضت له في حياتها..
رفعت هاتفها وهي تراسل اختها لتؤكد عوتها للوطن و مباشرة عملها، جلوسها هنا سيكون اكثر قرار خاطيء اتخذته في حياتها.....،
،
.
،
إلتفتت اليها وليد بعدما ركبت السياره وهو يتسائل/شفيك من نزلتي المحطه تلفتين وتدورين
بابتسامه/وحده الله يصلحها قالت بتستقبلني و شكلها نسيت !
بسعاده/المهم بشريني عن صحتك انتي؟ شلون النونو بعد اللي صار؟!
بسعاده/الحمدلله ، وابشرك صارت تطورات يحبها قلبك بس نوصل البيت بقولك...
تحمس اكثر/هالايام الاخبار الحلوه من كل مكان الحمدلله
إلتفتت إليه بشك/اي نوع من الاخبار
مثل الخوف وهو يمازحها/مافيه بنات صدقيني!
انفجرت ضاحكه/يعجبني فيك انك مؤدب حتى لو انك كذاب
ضحك وهو يكمل طريقه...،
↚
أشعُر دائمًا بأني الشخص الصحيح، وأن الوقت هو الخاطئ"... لا أعلم من القائل ..ولكنني أشعر و كأنه يصفني ، على كل حال...،
.......
.
.
صُدم حال وصوله بخبرين كسور والدته و اصابة خاله بالسرطان ، ما يؤذي القلب و يزيد وجعه..
امسكت نيفادا بيده وهي تشد عليها/الحمدلله الطبيب بشرنا بأنها راح تستعيد عافيتها لكن يبي لها وقت طويل بسبب كبر سنها فقط..
أردفت مدى بأمل متجدد وهي تبتسم لرؤيته مجدداً/يعني الحمدلله احسن من غيرها
تحدث بقلة صبر فهذه والدته/ماكنت عندها وقت ما احتاجتني، وش فايدتي بالله؟!!
تحدثت ساره بفخر/انت ماكنت مهملها كنت تقوم بواجبك فالجيش، و لا تشيل هم ترى أدهم ما قصّر معنا وانا اختك،قايم بها و مهتم بكل تفاصيل إصابتها وهو اللي طلب نقلها لهالمستشفى على حسابه، عز الله قام بها مقام الولد للأم شهادة حق، حتى ابو هاجس يقول جيت ابي أفزع واقوم بالواجب و أدهم رفض قال هذي اقرب لي منكم كلكم..
ردت مدى بقهر/العلم عيال خالي ماعينا منهم احد هنا ، نعنبوهم خالي هو اللي يراجع بنفسه و ياخذ حريمه معه!!
مسح وجهه بطرف شماغه وهو يترك يد نيفادا ويتجه لأمه لينحني لها و يضع رأسه على صدرها وهو يهمس/يمه تكفين قومي علشاني ، طمنيني تراني مثل اللي يمشي على الرمضاء حافي في صحراء مالها آخر.
بكت ساره من انكساره وهو الذي لم يرون دمعته، حتى في وفاة طفله كان يبكي بعيداً لوحده/بتقوم ان شاء الله هم بس يخدرونها..
تأثرت بدموعه لم تحتمل رؤيته منكسراً باكياً، لتترك المكان و تخرج تبكي بعيداً..،
لحقت بها مدى وهي تعرف ما يختلج صدرها،لتمسك بها في غرفة الانتظار الجانبيه/نيفوا شفيك؟!..تصيحين!!
إلتفتت اليها وهي تمسح دموعها/قاسي عزيز على روحي يا مدى، شوفته منكسر وباكي تكسر قلبي و توجعني غصب عني
تحدثت بجديه/بس المره الكفو توقف جنب زوجها في لحظات ضعفه، تسانده، الرجل ترى له قلب محدود التحمل ويضيق بهمه..
تنهدت/ادري و الله ادري بس قاسي حبيبي.
ابتسمت لعفويتها/اذا تحبينه كوني جنبه و عاونيه لا تتركينه يواجه صدمته لحاله ابد، انتي عارفه انه جاي من ساحة حرب و منصدم وفاقد لاصحابه، والزوجه اقرب شخص فالله الله فيه.تراه يحبك.
التزمت صمتها وهي تفكر بالكثير، كيف سيرتاح في هذا الأسبوع الملىء بالألم؟! كيف سيرجع لساحة القتال وهي للتو رأته يبكي كطفل عند أمه؟!! لله درّ صبر الرجال على متطلبات حياتهم القاسيه، الجميع ينتظر منهم القوه فقط..الجميع يطالبهم بكبت دموعهم التي تنهمر تحت أقدام امهاتهم بلا تكلف!،
.
،
.
،
تركته صباحاً و لا تعلم كيف تركته ، هو في عهدة ام رواد لا خوف عليه ولكن قلبها يرفرف كلما تخيلته..
لاحظتها نوره تطيل النظر في ملف المتقدمات لتناديها/يا بنت لك نص ساعه تفرجين بالملفات وماتكلمتي..هذا وهو اول يوم بعد الاجازه
رفعت رأسها لها بإبتسامه/اشتقتله، ودي اترك الدنيا كلها وارجع البيت معه
ابتسمت/والله وجاء اللي غير رغباتك واهتماماتك!!، حتى أدهم ما قدر فيك.
تنهدت وهي تسألها/المهم هذول البنات قابلتيهم كلهم؟!
نوره/ايه كلهم ، و نقيت اصحاب التخصصات اللي حددتها اختك ليال..عاد الباقي عليها.
برضا/حلو ، وهي اتصلت بي تقول ناويه ترجع
استغربت/بس مو باقي على فترة علاج نايف؟!
رن هاتفها لتجيبها/هذا هي اتصلت،يلا نوره جهزي كل شيء محتاج مناقشه او توقيع ابي اطلع بدري
بابتسامتها/تامرين يام راكان
ردت بابتسامه/هلا ليال!
على الطرف الآخر/هلا..الشموس مو قلتي بحجز ليه ماتصلتي للحين؟!
تذكرت/ايه فيه حجز بس بعد بكرا يا قلبي،
بتذمر/ماينفع ابي الليله او بكرا بالكثير بليز دبريلي طياره
استغربت/وش معجلك يا بنت؟!، انتي مافكرتي باخوك من بيقعد معه!
بضيق/اخوي انتهت عمليته وشاد حيله بالتمارين واصلاً ما اقعد معه بالمستشفى، يعني جلوسي عنده ماله داعي. بليز الشموس ابي طياره خاصه.
تفهمتها/وشو اللي بليز و مدري ايش؟ ترى كلها 260الف ريال، هاللحين اتصل بشركة الطيران عندك توفرها لك خلال ساعات..
ارتاحت/مشكوره يا قلبي
حاولت استدراجها/غريبه بالعاده تكرهين السفر بالطياره الخاصه وتحبين طياره مليانه ركاب وش صار يا بنت؟!!
تنهدت/بقولك اذا إلتقينا..سلام هاللحين.
اغلقت الهاتف وهي تتذكر ما سمعته من مكالمة أدهم..الليله سيأتي المأذون ولكن ماذا يريد به؟!!
خالجتها الظنون وهي تحترق مكانها!!! "هل سيعقد قرانه على الثانيه أمام عينيّ وفي بيتي الليله؟!"
جن جنون غيرتها، لتقف وهي تلتقط عبائتها و حقيبتها و لكنها تراجعت في آخر لحظه لتعود لكرسيها ..عليها ان تكون اكثر حكمه، هه وهل تجتمع الحكمه و الغيره في عقل إمرأه !
لمحت باطن كفها وهي تترك حقيبتها ظلت اياماً كلما قارب جرحها ان يبرىء نكثته من جديد حتى لا تنسى، حتى تتعلم الدرس جيداً وكأنها تعاقب نفسها على ذنب الحب الذي إرتكبه قلبها..و لكن ما ذنب الجسد في خطيئة إقترفها القلب؟!
تنهدت حاولت ان تتنفس ان تتجاوز شعور الخيانه الذي يقتضم من قلبها و من حياتها الشيء الكثير، والمؤلم انها ما زالت بجانبه، فشلت فشلاً ذريعاً في إقصاءه من حياتها، بل هو متغلغل فيها، تنهدت و هي تردد في داخلها "اللهم هوّن علي بُعده"
.
،
.
جففت شعرها وهي تقف أمام مرآتها لتلقي جديلتها خلف ظهرها بعدما جففته.. حاولت ان تكون عاديه ولكن ظروفها ليست عاديه، حاولت ان تكون سعيده ولكن كيف لها ذلك و قطعه من قلبها في مكان آخر لا تعرف ماصنع الله به..؟!
حاولت تجاوز أوجاعها من اجل أدهم لتتجه لحقيبتها تقلبها بإحباط فهي لا تحوي فستاناً او لباساً يليق بلقاء ذلك الرجل!
تنهدت وهي تجلس حزينه لحالها..فنزلت دموعها عنوه ..
أي حياة هذه التي يرافقها البؤس والدموع!
كل شيء يكاد يكون له حل ما عدا ان تكون بلا ظهر و بلا سند تائه بلا عائله تصفعك الحياة من كل جهه فلا تجد من يواسيك او من يقف بجانبك، وفي اللحظه التي تجد من يساعدك يبدأ قلبك المسكين بالبكاء، فتشعر بالشفقه على نفسك و وضعك الذي جعل الغير يشفق عليك..
"اكثر شيء غير منصف في هذه الحياة هو الحزن، فهو يفضّل بعض القلوب ويزورها كثيراً و يترك البقيه فلا يزورها إلا نادراً...و انا أحد تلك القلوب التي يعشق الحزن زيارتها"
رن هاتفها برساله من أدهم فأخرجتها من عمق افكارها بتنهيده "القلب مسيّر تحت إشارتك، لطالما إرتاح لك و أمن لك و سلّمك أمره.."
ابتسمت وهي تقرأ حروف أدهم لترتاح "وهل لي غير الموافقه أيها الأمير"
تذكرت ذلك اليوم الذي اخذها لرؤية والدها بصحبة رواد، فاتحها بالموضوع المهم وترك لها التفكير ولكن لا يسعها أن ترده بعد كل الذي فعله من أجلها، بل هذه فرصة العمر التي لا يجب أن تفرط فيها..
لحظات لتسمع طرقات باب، لترد/الباب مفتوح
دخلت أم رواد و هي تذكر الله بعد رؤية شعرها منثوراً لأول مرّه/ما شاء الله لا قوة إلا بالله..وش هالزين
إحمرت خجلاً وهي تحاول تجاوز ذلك/الزين عيونك يام رواد
تبسمت وهي تقترب و تلاحظ لون شعرها عن كثب/الا الزين هالشعر اللي ذكرني بشعور الأوليات، لونه اشعل طبيعي من كثر الحناء و ربي مسويه.
بادلتها ابتسامة بعيون لامعه وهي تتذكر جدها حين كان يغني لها وهو يداعبها صغيره "هوازن يا شعيلا راس" /ذكرتيني بجدي الله يرحمه كان يناديني يـالـ"شعيلا"
تأكدت من ظنها/ماعمرك صبغتي صح؟!
حركت رأسها بالنفي/لا بس احب احنيه وشعري بسرعه يقلبه الحناء ..
حركت يديها بلا أمل/هه والله لو احني شعري من هنا لين سنه قدام ماصبغ
سكتت وهي تشعر بالحرج، لا تعرف كيف تفتح معها الموضوع بل تعجز عن فتحه، دفعتها عزة نفسها لأن تبتلع حاجتها وتصمت ..
تذكرت ما قدمت لأجله، لتضع ظرفاً ابيض على الطاوله امام ناظريّ هوازن/يووه تذكرت، أدهم مرسل لك هالمبلغ وانا اختك، اصرفي اللي تبين، يجوز تحتاجين شيء من السوق وانا بعد تراني تحت امرك متى مابغيتي مشوار لا يردك إلا لسانك، السواقين موجودين والسيارات تحت امرك.
لابد وانها تحلم!، لم تعد تحتمل كل ما يفعله أدهم لها، و كأنه يعرف ما تحتاج ليوفره قبل ان تنطق به!! هذا كثير عليها لدرجة أنها أحياناً تظن أنها في حلم ستستفيق منه في أي لحظه..
ابتسمت/امسحي دموعك، هو هاللحين اقرب شخص ويداري ابوك بعد..تراه مبسوط بهالشيء لا تظنينه متضايق...ترى خاطره وسيع، و يحب يساعد الغير، الله يرزقه السعاده وين ما يلقي وجهه
تنهدت وهي تمسح دمعاتها وتبتسم/امين يارب..قالك أدهم عن موضوعي؟!
حركت رأسها بالإيجاب/قال لي من شوي وعلشان كذا انا جيتك و بسولف معك كلمتين راس.. واسمعيني زززين
خافت من جديتها المفاجأه/سمي يام رواد قولي كل اللي بخاطرك.
بدأت بالحديث بجديّه .....
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والأربعون
في منزل آخر ...،
يجلس في اريكه طويله وفي حضنه ديم تعبث بقلمه و بجانبه عبدالله يعبث بهاتفه المتنقل، يحب ابناء اخيه ماجد فلا ذنب لهذين الطفلين بما اقترفه والدهم، الأهم ان يربيهم ليكونوا صالحين..هذه الطفله لم يعد يستغني عنها، و بالتأكيد حال ذهاب والدتها ستذهب، وهو لا يريدها ان تتربى بعيده عن اخيها الوحيد.وفي ذات الوقت لا يستطيع إجبار سلطانه بالامتثال لخططه، هذه فعلاً مشكله !!
حضرت جوزاء وهي تبتسم لرؤية فيصل هكذا يبدو أباً حقيقياً بين هذين الطفلين/طفشوك؟!
ابتسم وهو ينتبه لوجودها اخيراً/بالعكس، صرت اذا رجعت البيت متضايق يتوسع صدري اذا استقبلوني هالثنين، يحسسوني كنت مهاجر و لا كأنهم مصدقين برجوعي!
تنهدت/لا تلومهم، هالثنين ماتهنوا بأبوبهم.. و روح قلب الطفل أبوه، اذا كانت الام مصدر حنان فالأب وجوده مصدر أمان..لذلك تشوف فرحتهم مبالغ فيها اذا رجعت البيت..
صمت قليلاً وهو متردد فيما يريد الحديث عنه..،،
لاحظت سرحانه المفاجىء/وين وصلت؟!!
بعد تفكير بسيط/انا قررت اتزوج اول ماتخلص سلطانه عدتها ماراح اتكلم هاللحين بعدين ...انا بس حبيت اشوف رايك...شرايك؟!
بابتسامه/سلطانه تستاهل كل خير، توكل على الله..
،
.
،
اتصل كثيراً بها ولكنها لا ترد..!
إزداد خوفه و تخيلاته بدأت ترسم شيئاً مريعاً في مخيلته!
وصلته رساله نصيه قصيره جعلته يخرج من عيادته غاضباً!! لابد و أنها تمزح! مالذي جعلها ترفض هكذا فجأه وتريد الرحيل..!!
لم يدرك نفسه وهو يذهب بسيارته حتى توقف تحت عمارتها التي تسكنها، نزل مستعجلاً وهو مازال يتصل بها ولكنها اغلقت هاتفها !!
وصل للشقه وهو يطرق الباب لينتظر لحظات قبل ان تفتح له وهي متفاجأه منه وتشد شالها على رأسها/ليه يا ليال؟ وش سويت؟وش هو الغلط اللي اقترفته بحقك؟! انطقي اذا تعديت حدودي معك؟ وش ضايقك مني فجأه وخلاك تتراجعين عن الموافقه؟!!
تفاجأت من سيل أسئلته و نظراته المترقبه و صوت لهفته، لتجيب بشكل مختصر موجع/ماصار شيء...بس مابيننا نصيب ياوليد..أنا آسفه.
إحمرت عيناه من شدة قهره/كذا من الباب للطاقه؟ عطيني سبب مقنع، طلبتك لا تتركيني في غبّة افكاري غريق.
ابتلعت حزنها إبتلاعاً لتجيبه وهي تتجاوز عثرات صوتها/إستخرت و ما ارتحت لعلاقتنا، فقررت انسحب قبل كل شيء يصير...ممكن تطلع.
نزلت دموعه بقهر وهو يعلم /بس انتي قلتي حرفياً ياخذني الموت ولا اخذ غيرك يا وليد، وش معناته هذا؟!
ببرود مصطنع تفضحه ملامحها الحزينه/بياخذني الموت ياوليد بياخذني.
يكاد ينفتق صدره غضباً ، فنفس عنه بضرب قبضة يده على باب الشقه..،
لحظات من الصمت الحزين ،تكتف لتخفي توترها في محاوله يائسه لإنهاء هذه المأساة، لا تستطيع عتابه وهي التي كانت متأكده انه متزوج اصلاً و تنوي الزواج منه وإن كانت ثانيه أو ثالثه ولكن ان يكون هو نفسه زوج الصديقه فسلاماً على الحب، رشا صديقه حقيقيه و لا تنتظر منها خيانه/خلاص وليد، مالنا نصيب..الله ما يبينا مع بعض.
نزع شاله وهو يشعر بالإختناق/قولي الصدق متردده علشان قصة الجنسيه، خايفه من رفض اخوك؟ او اختك!
حركت رأسها بالنفي وهي تنظر لهذا الشال بحب/الجنسيه ماهي مشكله عندي، و اذا بتزوج ماني ملتفته لرأي أحد بشريك حياتي، لكن النصيب مايقدر احد يوقف بوجهه،انت مكانتك عاليه عندي يا وليد، يعني حتى عدم زواجنا ما راح يأثر على غلاك بقلبي.
نطق بإصرار/طلبتك ليال، فكري مره ثانيه، معك وقت كافي صح؟ اخوك مطوّل وقت علاجه الطبيعي،انا مستعد انتظر موافقتك عمر، بس لا ترفضين بهالسرعه عالاقل.
تنهدت حين وصلتها رساله لهاتفها نظرت للشاشه لتلقي نظره و ترى تأكيد موعد الرحله، رفعت رأسها له مجدداً، وهي تحاول تشتيته عنها/طيب مثلما تبي بكرا اتصل فيك ونتكلم دام معنا وقت، اتفقنا؟!
ابتسم وهو يشعر بالأمل ينسكب في قلبه مجدداً،لينطق بقلق/اتفقنا.. خلاص بكرا اللقاء؟!
ابتسمت وهي تشعر بوجعه/طيب
تراجع بنفس ابتسامته/سلام
ذهب وهي تراقبه يلتفت إليها بعيون اللهفه حتى أُغلق باب المصعد بينهما...!
انسكبت دمعتها حارقه وهي تلامس خديها، اليوم فقط شعرت بإنهيارها الحقيقي من الداخل وهل يهزم الروح شيء كخسارة القلب؟!
رن هاتفها بعد دقائق من ذهابه كانت رشا هي المتصله، تذكرت احاديثها عن وليد و مغامراتها معه لتشعر بفوح ساخن يتصاعد من صدرها..آه ما أوجع الأحبال الصوتيه بعد البكاء ، استجمعت شتاتها لترد/مرحبا رشا
على الطرف الآخر بمرحها المعهود/اي مرحبا يا ست ليال؟! مو كنتي بتستقبليني وين اختفيتي حتى ع جوالك ماتردي؟!
تنهدت/معليه انشغلت ،اسمحيلي عاللي صار
استغربت اسلوبها الجدّي/ليال فيك شيء صح؟! صوتك مو طبيعي ابداً..!
حاولت ان تغير نبرتها لتعود لطبيعتها/الظاهر بداية زكمه، المهم وش اخبارك انتي وش سويتي ببرلين؟!
تنهدت لتتحدث بسعاده/تصالحنا انا ووليد، تذكرين كلامي عن سوء الفهم اللي صار بيني وبينه و خصوصاً مع تدخل اهله، ابشرك الحمدلله انتهى و رجعنا حبايب..اشياء كثيره حابه نحكيها مع بعض شرايك تزوريني الليله نشرب فنجانين قهوه يحبها قلبك.
شعرت وان روحها تصعد لحلقها/ياليت اقدر بس وعدت اخوي اجيله وقعد معه في حديقة المشفى
بأسف/خساره كنت حابه احكيلك اشياء كثيره
ضحكت وهي تعرف ماتريد اخبارها به/هذا انا اسمعك عادي احكيلي بالتليفون وش الفرق
ترددت ولكنها نطقتها/بصراحه الكلام اللي حابه اقوله لك "خطبه" يعني ودي اخطبك لأخوي..قلت يمكن تصادفينه عندي و يعجبك انا عارفتك ذوقك صعب <<ضحكت
تنهدت و قلبها يعتصر ولكنها مازحتها/اتركي عنك حركات الهنود و لا تحاولين تغريني بأخوك ،حتى لو انه امير ماراح اتزوجه، ناقصه تصيرين اخت زوجي بعد ، هذا انتي صديقتي ومناشبتني. < ختمتها بضحكه
ضحكت/يا غبيه اخوي لؤطه و تراه تحت الضمانه ماعرف له بنت وحده حتى اني متشدده معه في هالنقطه مستخسرته في هالشقر..صايره اغار عليه مثل زوجي والله.
ضحكت من قلبها على حديثها/الله يعينه عليك شبلاك عليه، من جد هنديه ابحثي عن اصولك فالهند صدقيني منتي بنتنا.
ردت بثقه/حبيبتي أمي موصيتني عليه و كانت شايله همه لا تخطفه اجنبيه، ماتبي له إلا بنت ناس مننا وفينا.
تنهدت/اجل الله يوفقه ببنت الحلال.
تنهدت/اااميين يا رب، و ربي خايفه عليه ، انسان شايل همه بروحه ومقفل قلبه، أمير من دون أماره..
ضحكت من اطراءها/من يمدح العريس؟!!ههه
ظلت تتحدث معها بسماعتين منفصلتين عن الهاتف وهي تكمل ترتيب حقائب سفرها...
لم تظن انها ستستسلم هكذا باكراً ، ما ان علمت بأن صديقتها هي نفسها زوجته حتى تركته..
،
،
.
منذ اتصاله ذلك اليوم وهي تستغرب عدم حديث والدتها لها عن ذهابها لنايف!، كان يهدد بأخذها عنوه فمالذي تغير؟!
طرقت الباب على والدتها في غرفتها لتسمح لها و تدخل تلفها الحيره من كل اتجاه/يمه
اعتدلت في جلستها على السرير/خير شهوده شفيك عابسه و ضايق صدرك؟!
أمالت نفسها لتضع رأسها على فخذ والدتها وهي تتحدث/احس ببرد يمه!، متى اتهنى بدفاي؟!
استغربت /بسم الله عليك! بنص الصيف و بردانه؟!!
قررت السؤال/كلمك نايف؟!
ابتسمت بعدما فهمت مقصدها، لتداعب شعرها/كلمني البارح و بخير ماعليه،مستمر على علاجه والله يقومه لنا بالسلامه..
إستدركتها بفضول/ما كلمك عني يمه؟!
قرصة خدها/ابداً ما تكلم عنك.
رفعت رأسها مستفسره و مستغربه بنظرات إستفهاميه!!
ردت ببساطه/ليه منتظره يسأل و رقمه معك،متى مابغيتي اتصلي و سلمي! الحق معه رايح يتعالج ترى مو يتمشى.
آه هي لا تعرف مالحاصل و ماهي رغبة نايف الحقيقيه تجاهها، قررت الحديث بجرأه فهي تريد حلاً معه/يمه انا اتصلت فيه و ..
"ترددت في الإفصاح ثم اكملت"/قال انه بيكلمك وبيطلب منك ترتبين اجراءات سفري له.
إستنكرت حديثها/بس نايف ما طلب مني هالشيء ولا حتى تكلم عنك!، بعدين الرجال رايح يتعالج يمه ماهو فاضي يستقبل عروس و ينشغل بها!
تنهدت وهي تتذكر مكالمته لها،ماذا يريد منها بحق الله؟/بس هو قال لي هالكلام يمه.
بإبتسامه جانبيه/إذا ودك تسافرين له زياره انتي و تركي ماعندي مانع..
إتسعت عينيها من المفاجأه/لا يمه، ماني رايحه له..خليه لين يتخلص من العقد اللي في راسه بعيد عني احسن.
وكزتها في كتفها/شهد!! وش العقد اللي يتخلص منها نايف بالله؟!! عيب يمه
نطقتها بصراحه/يمه مادري كيف بس انا احس ان هالرجال ما يبيني!، احس انه تورط بي..لدرجة اني افكر اطلب الطلاق و أريحه من همي.
إلتفتت إليها بجديه/كيف حسيتي بهالشيء؟! و متى تواجهتي معه أصلاً ؟!
بضيق/وشو له هالسؤال المهم انه هذا اللي احس به
هدأت قليلاً لتفكر ، شهد قد بعثرت مشكله جديده،لاتعرف كيف تتعامل معها فهي مشكلة إحساس و شكوك في رغبه/شوفي يمه شهد حالياً ما راح نتكلم بأي شيء دامه ما طلب شيء..اسكتي و حتى اتصالاتك اقطعيها.. وبعدما يرجع متعافي اتفاهم معه إذا صدق يبيك وإلا يسرّحك بمعروف.. و كفى الله المؤمنين شر القتال.. وابوك ما راح يدري بك إن شاء الله.
شعرت بحرارة الدمع تحرق عينيها، أهكذا ببساطه؟! يفصلها عنها بعدما تعلقت وحلمت بأمانه؟!
مسحت على شعرها/يلا اتركك من هالسالفه هاللحين ، و قومي القاعه بنستلمها بعد بكرا وما بعد خلصنا باقي الهدايا والترتيبات..شرايك نقوم نخلص هاللحين ماتجي هند من عند أمها إلا وكل شيء مرتب و جاهز.
قررت ان تتجاهل صراعاتها الداخليه وان تنشغل عن موضوعه بأي شيء و إن كان مؤقتاً ،هكذا افضل/يلا ..بتصل في راكان اشوف إذا خلّص من المشوار اللي راح له.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والأربعون
تلقت إتصالاً من هدى وهي خارجه من مكتبها، لترد /هلا هداوي
على الطرف الآخر،بصوت مملوء حياه/هلابك حبيبتي وش العلوم والاخبار معاد سمعت صوتك وينك؟!
خرجت من باب المؤسسه وهي ترد/والله تعرفين ارتباطات العمل وولدي شوفيني قللت ساعات عملي علشانه..
ضحكت/الله الله يالدنيا صار فيه من يتحكم فيك يالشموس ، صح عليك يا راكان
شعرت بنبض قلبها وشوق عارم لذكر إسمه/آستكي قسم بالله اني مشتاقه له و..
امسك بيدها التي مدتها لفتح باب السياره عرفت يده من الخاتم لتلتفت إليه و هي تحاول ان تنهي اتصالها بهدى/خلاص هدى اكلمك اول ما اوصل البيت.
ابتسم وهو يراها تغلق هاتفها/سلام
بطبيعيتها/سلام..اشوفك طالع؟!
امسك بيدها بهدوء وهو يشير لسيارته/نركب سيارتنا و اقولك بالطريق..
ذهبت معه وهي تتجاهل كل شيء..
بعد لحظات في السياره/وش طاري عليك اليوم؟!
تحدث وهو يرفع طرفي شماغه وينزع نظارته السوداء بابتسامه/فيه مشوار مهم ولازم انتي معي علشان نسويه وكذا
استغربت/اسفه انا طالعه من مكتبي بدري علشان راكان، ممكن توصلني للبيت لو سمحت؟!
بنفس ابتساماته/طبيعي يكون معنا راكان..إلتفتي وراك يا قلبي
لم تصدق وهي تلتفت للخلف لتراه نائماً كالملاك في سرير خاص بالسياره مثبت بحزام و بجانبه حقيبته، لم تراه منذ الساعه الثامنه ،يبدو فاتناً وهو بهذه الوضعيه/أدهم شلون اخذته كذا حرام عليه!
لمح بريق الشوق في نظراتها لطفلها/شرايك بالمفاجأه بس؟!
بسعاده/احلى مفاجأه بحياتي
اكمل طريقه المنشود..والذي خطط له بصمت..حتى انتبهت للطريق/أدهم وين رايح؟
بهدوء ابتسامته/طالعين نتغدا برا مع ولدنا، كمل اكثر من اربعين يوم محبوس بالبيت خليه يشوف الرياض، و الا شرايك؟!
استغربت تصرفه كيف يقرر هذا الرجل وهو بالامس امر بقدوم المأذون الليله للمنزل!!، هل يمهد لشيء ما من خلال عزيمة الغداء هذه؟!/دام راكاني معي مافي مشكله.
ارتاح بعد نبرتها المرتاحه...، اتجه ناحية الرتز كارلتون...اوقف السياره ليأخذها عامل الفندق لمواقف السيارات ليدخلان هما وأدهم يدفع عربة راكان...،
داعبتها الظنون كثيراً، ارهقها قلبها..تفاجأت حين وصلت بطاوله مرتبه بعنايه و بلمسات رومانسيه ناعمه جداً..الورد يضفي جمالاً للطاوله والإطلاله ساحره..
فاجأها وهو يسحب كرسيها لتجلس وترى علبتي هدايا فخمه أمامها... لتراه يجلس فالمقابل لها يرى ردات فعلها!!
تسائل بنظرات عينيه عن أي كلمه أو ردة فعل لها!!
نطقت وهي تبتسم بعدما نزعت النقاب/وش المناسبه؟!
اخذ رشفه من الكوب الذي أمامه ليجيبها/عندي ثلاث مناسبات، اولاً زوجتي جابت لي احلى ولد بالدنيا، والحمدلله قامت بالسلامه، ثانياً ولدي اول مره يطلع معي مشوار..
لاحظته صمت وهو ينظر لعينيها بنواعسه التي تذهب بعقلها حينما يُحدق بها،لتستنطقه/و ثالثاً؟!!
نطق بنبره مشوبه ببحته/اشتقت لك ... ولا تردين بأي كلمه، اعتقد اننا برا غرفتنا، يعني ما تجاوزت حدودي.
هنا إبتسمت بصدق، لأول مره منذ انفصلا عاطفياً،لتدير عينيها بالمكان/المكان حلو و رايق مرره، اعترف ان عندك ذوق .
أشار لأمامها/سمّي هالعلبتين اللي قدامك..هدايا بهالمناسبات الحلوه اللي ذكرتها...
اخذت العلبه الأولى وهي تبتسم لتراه سلسالاً ماسياً بتعليقه ناعمه على شكل قلب لترفعها له/حبيته ثانكيو
اخذت العلبه الأخرى لاحظتها صغيره جداً لتفتحها، لتراها كبكين ذو حجر اسود ثمين و إطار ألماسي، صغيرين للغايه إتسعت إبتسامتها بعدما لمحت عن قرب نحت غير مرئي لإسم راكان على الحجر الاسود، لترفع ناظريها له/واااااو سو كيووت أدهم،
كانت ردت فعلها كافيه لتصنع يومه/إقلبي كل كبك وشوفي وش منحوت عليه..
قلبتها بحماس لترى نحت إسمها على واحده والأخرى بإسمه، فهمت فكرته و غايته ، أحبت كونه مصمم على ان يعيش راكان في بيئه طبيعيه..
تحدث وهو يراها تتأمل الكبكين/نقشت اسمي واسمك في كل وحده من الكبكين، والكبك لازم ينلبس مع بعض اذا لبسها ركون، لأن لبس وحده منهم ماينفع .."لازم يكونون مع بعض" علشان تكمل أناقته..
خفتت ابتسامتها وهي تتأمل حديثه و ترى جديته بشأن راكان وكون اجتماعهم حوله مهم له/انت أب صالح يا أدهم.
استرخى قليلاً في جلسته وهو يتوه في ليل عينيها...هذا الهدوء و الوجه المبتسم منها هو النعيم الذي يريده منها فقط.. "إن ابتسمت سأرى كل شيء جميل، إبتسامتها لها وقع المطر ما ان تهطل على شفتيها حتى تنبت كل ذرات السعاده حولي لأرى كل شيء جميل!"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والأربعون
بعد العصر..،
اوقف سيارته لينزل بصحبتها و بصحبة مدى بعدما ذهبت ساره مع زوجها..
بقلبه هم لا يعلمه سوى الله وحده...دخلت مدى للداخل وبقي هو في ساحة المنزل، لا يريد دخوله و ريم هنا..ولا يعرف كيف يبرر ذلك لنيفادا التي تنتظره/نيفو ادخلي انا بروح المجلس وبرتاح فيه شوي قبل نروح الليل لأهلك
لم يعجبها هذا القرار الذي شككت بنيته/ليه ان شاء الله يا عمري؟!
تركها و دخل المجلس وهي تلحق به/مايصلح ادخل و فيه ناس جوا
رفعت حاجبها باستنكار/هذا مو عذر
توقف في منتصف المجلس و إلتفت إليها مستفسراً/نيفو حبيبتي ماني رايق لك ترى اللي فيّ مكفيني
مثلت الرضا لتقترب منه وتحاول رفع نفسها بالوقوف على اصابع قدميها و تعانقه، رغم انه لم ينحني لها كعادته، لتهمس له/اسفه حبيبي شكلي زعلتك.
كم يحتاج دلعها هذا كم اشتاق لمداعباتها وشقاوتها، لكن مادامت ريم هنا لن يستطيع الدخول أمام عينيها .. ليس لشيء و لكن لا يريد ذلك/يلا حبيبتي روحي داخل.وخليني ارتاح هنا..
تركته وهي تبتسم بخفوت/ان شاء الله حبيبي..عن اذنك حتى انا دايخه من الارهاق.
خاف/اتصل بمدى تجي؟
حركت رأسها بالنفي/لاا..مشكور اقدر ادبر نفسي بدون أحد.
ظل يراقبها وهي ذاهبه ولكنه لاحظ عدم اتزانها، أراد ان يلحق بها و لكنه تراجع ليجلس مكانه مثقلاً بهمومه..
يجب ان يزور خاله غداً و يرتب له موعداً في المستشفى العسكري لعل وعسى ان يقبلوه بما انه قريبه..هو مراحل المرض المتأخره ولكن لعل هنالك ما يخفف ألمه، إطمئن على جدول علاج والدته..أدهم لم يترك له شيئاً كان قد إهتم بها وبعلاجها كاملاً ..
كان يمني النفس بأن ينام مرتاحاً قي سريره و بجانب حبيبته ولكن تجري الأمور هذه الأيام بما لا يحب...
.
،
.
كانت في الصاله تنتظر دخوله على أحر من الجمر بعدما دخلت والدتها لترتاح ، تفاجأت بدخول مدى لوحدها حتى انها لم تراها لتدخل للداخل وتبدو مرهقه...لحظات بل دقائق لترى دخول نيفادا لوحدها، كانت غير طبيعيه، وتبدو غاضبه/اشوفك دخلتي لحالك !! اجل وين قاسي؟!
رفعت حاجبها الأيسر مستنكرةً لسؤالها/نعم؟!
ابتسمت بخبث وهي تضع ساقاً على الأخرى/هذا وهو جاي من حرب و له شهور غايب عنك، مسرع مل منك!
بابتسامه جانبيه/لا وانتي الصادقه، مايبي يضيق صدره بشوفتك قدامه، طلب مني اشوف له طريق قبل لا يدخل.
وقفت غاضبه وهي تزم شفتيها لتذهب و تترك لها المكان، تخميناتها و إستصغارها الخاطىء لنيفادا، إستخفت بعمرها كثيراً..
تركت المكان بدورها وهي تصعد للطابق الثاني ببطىء ، تفكر كيف تأتي به هنا، لن تتركه بعيداً عنها بسبب طليقته ثقيلة الدم هذه، تعلم تمام العلم أنها ستراقبها وستعرف انه لم يصعد إليها .. إمرأه كـ ريم لا تستحي أبداً...
نزعت ملابسها على عجله من أمرها ثم دخلت دورة المياه بروب استحمامها...إغتسلت بشكل سريع لتخرج من حمامها تفوح بروائح الباودر و الورد.. سرحت شعرها و جففته فقط بمنشفتها و عطرته بشكل خفيف وتركته على كتفيها و ظهرها ابتسمت وهي تراه قد طال كثيراً عن السابق، ثم اتجهت للخزانه لتأخذ قميصاً حريراً قصيراً ذا لون زهري باهت ...
انتهت من لبسها السريع، لتلتقط هاتفها وتتصل به بشكل سريع، تعرف انه لن ينام..تعرف ان قلبه هنا معها..و لكنه يستحي ان يدخل و بالبيت نساء، ثم إنها متأكده من ان ريم تراقب وتشعر بمرارة خسارة قاسي و ربما تفكر في كيفية إستعادته، تؤمن بأن اي إمرأه ستعشق رجلاً نبيلاً كـ قاسي..
.
.
.
اعتدل واقفاً بعد تلقي اتصالها ليخرج من المجلس متجهاً للمنزل..فتح الباب وهو ينادي ان كان احداً هنا أم لا/يا عرب!!
لم يسمع رد أحد ليدخل مستعجلاً و متجهاً لدرجات السلم ليصعد للأعلى...
لمحته وهي تراقبه من جهة المطبخ، كان مستعجلاً و يتجاوز عتبات السلّم بسرعه حتى اختفى عن ناظريها، نزلت دموع حسرتها و هي ترى بأن انثى اصغر منها سناً جعلت منه عاشقاً..
كانت تتذكر حينما يزورهم احد لا يدخل لينام عندها بل يجده عذر لينام مع الضيف في المجلس و كثيراً ما عاد الفجر...ليتحاشى نقاشها و جدالها ..كم كان صبوراً و كم غرّها صبره عليها..!!
.
،
.
طرق باب الشقه بخفّه وهو يناديها بصوت هامس/نيفوو !!
سرعان ما فتحت له الباب وهي تبتسم/جيت
دخل وهو يسأل بخوف و فضول/سلامات شفيك؟! وش يوجعك؟!
أغلقت باب الشقه لتلتفت إليه و هي تمسك بأنامله و عينيها تعانق عينيه بلهفه/موجعني غيابك..
فهم مقلبها جيداً ليبتسم وهو يرى تغيرها عن كثب، شعرها البني إزداد طولاً ..هي إزدادت فتنه فوق جاذبيتها..هذا التغذيه البصريه تنسيه بشاعة الحرب ووعثاء المسافات/أنا اللي ذبحني غيابك
ظلت مبتسمه لعينيه التي تغزوها، ما دام معها الآن ستعيش معه كل ثانيه بسعاده ستعوّض تعبه،هذا الرجل أحبها بشغف و صبر كثيراً لذلك هو يستحق كل ما تفعله لأجله..
بنفس ابتسامته الهادئه/احس فيك شيء متغير..بس ماني بـ قادر أحدده بالضبط
اتسعت عينيها بإبتسامتها الشقيه وهي تسحب يديه التي تمسك بهما بلطف لتضعهما على بطنها الذي لم يبرز بعد/يمكن النونو
تسحره بتلميحاتها، حاول لمس أي شيء ولكن ليس بعد/وين النونو؟! لا لا ما اصدق شكلك تكذبين علي!!
ابعدت يديه بعد لمساته الجريئه ثم غمزت له/اوكي حاول تتأكد بنفسك،
فهم ما ترمي إليه ليلحق بها مستعجلاً ...
.
.
،.
أوقف سيارته وهو يتلقى إتصالاً..ليبتسم وهو يرد عليه/خير يا ملقووف ياخي قدر وضعي
على الطرف الآخر بضحك/ماعليه بعد انت قدر وضعي ياخي، هااه ترى بنجي الليله اتمنى مايكون تغير شيء
ضحك من توتره الزائد/ياخي قلت لك هات المأذون وتعال بس، هي وافقت من اول ما كلمتها بالموضوع بس هااه اهم شيء مثلما قلت لك هي اختي فااهم، مابي لها أي مشاكل جديده تكفى يا مهند.
تنهد مهند/والله ما يجيها مني إلا كل خير وابشرك الوالده والاهل مبسوطين بهالنسب..ماقلت لهم أي تفاصيل،
براحه/اجل الله يكتب اللي فيه الخير ونلتقي الليله ان شاء الله..
اغلق الهاتف ليراها مازالت تجلس مكانها وتراقبه بنظرات مستفسره/لمن المأذون و من هذي اللي كنها اختك و بتزوجها مهند؟!!
هنا وجد الوقت مناسباً/انا اعتذر اني ما قلتلك لكن، ماحبيت افتح مواضيع حساسه، بسبب الوضع المتوتر اللي كان بيننا..
تنهدت فالوضع مازال متوتراً و كل شيء تحت وطأت الهدنه فقط/اي موضوع
قرر الحديث/مهند مساعد المحاسب القانوني للشركه، طلب يتزوج هوازن.. و انا للامانه رفضت خفت تفكر اني مستثقلها لكن مع إصرار مهند رحمته و كلمت هوازن عن الموضوع و وافقت ..الحمدلله، الليله بيملك عليها و ياخذها ان شاء الله
توقفت قليلاً لحظه...وماذا عن الذي فعلته بها، قد كانت تظن الظنون تجاهها..وهاهي اليوم ستتزوج .."ماذا لو كانت وافقت على الزواج فقط هرباً من سلطة لساني وقلة ذوقي معها؟!!"
استغرب صمتها و سرحانها المفاجىء..!!/الشموس! شفيك؟!!
تحدثت بضيق/هوازن ماراح تروح مع زوجها الليله.
تفاجىء!!/الشموس المعذره بس هذا ماهو شغلك ترى
إلتفتت إليه بإصرار، قد تذكرت حجز الرتز كارلتون في حفلتها اربعينها التي ترفضها/أدهم الليله ملكه و بس، هوازن بيكون لها حفله نهاية الاسبوع و ياخذها زوجها بشكل يليق فيها و فينا كأهل عروس..بعدين المسكينه ماصار لها فرصه ترتب وضعها وتجهز نفسها، و الا شرايك؟!!
تذكر عذابات هوازن و عزة نفسها التي منعته كثيراً من ان يخرجها من منزلها او ان يدفع لها ريالاً سوى ان يساعد في علاج والدها فقط/هذا ماهو اول زواج لهوازن و اللي ما تعرفينه ان لها ولد اخذوه منها ما كمل شهر
فزع قلبها من قصة طفلها، و تذكرت تلك الليله حينما جرحتها وهي تقول بأنها لم تجرب الضنى/أدهم من جدك انت؟!!
استغرب بريق عينيها المفاجىء/اي والله..شفيك انتي؟!
كرهت نفسها ولامت نفسها كثيراً..تركته متسائلاً و نزلت واخذت طفلها معها ،ياللندم البغيض..
استغرب تصرفها، ولكنه استنتج انه لربما كانت تشك بأنه سيتزوجها...ولكن مالذي يجعلها تغضب وهي لم تعد تريدني زوجاً... وتريدني أباً فقط لطفلها...هه "الأيام بيننا يام راكان، خلي الوضع يهدأ بس، لجل تعرفين لصبر الرجال حد مهما طال" !!
،
.
،
في طريقها عائده من اخيها بعد توديعه، و عدم رضاه على ذهابها..
تتسكع في الحي الذي تقطنه...تمضي ليلتها مشياً فالمشي يخفف من توترها، هي خائفه و متوتره، و ذلك ليس جيداً ، تعرف نفسها حينما تقلق هكذا فذلك يعني ان هنالك مصيبةً ستحدث ، ولكن لا تعرف متى وأين!
توقفت وهي ترى اطفالاً مع امهم عائدون يبدو من زياره عائليه، ضحكاتهم تتعالا مع تزايد صرخات امهم الموبخه لهم، بالكاد وصلوا لباب منزلهم المجاور ليدلفوا منه وهم في غمرة ضحكهم...ابتسمت لا إرادياً بعد رؤية ضحكات الاطفال...تمنت لو ترزق يوماً ما بمجموعة اطفال هكذا يحومون حولها و يصدرون ازعاجاً في لعبهم و زياراتهم ويحدثون الفوضى أينما يحلون، ابتسمت بخيبه،فهي وحيده و مسألة الزواج من غير وليد قد حسمت بالمستحيله..!!
تلقت عدة نغمات لعدة رسائل وردت على هاتفها لتضطر لإخراجه من حقيبتها و ترى ما قد يصلها الآن ومن من..!!
تفاجأت بالرساله الأولى [تنتظرك مفاجأه كبيره، لكن تأكدي ان اختك الشموس هي السبب]
لتفتح الرساله الأخرى لتتفاجىء برساله اخرى [تم تجاهل التهديدات لكن يبدو ان اختك غير مهتمه!!!]
ظلت تقرأ الرسائل وهي تعود لشقتها بإنتظار صباح الغد..تريد مغادرة هذه البلد بأسرع وقت..فهي لا تعرف من ذا الذي يهدد من بعيد ومايدريها لعله قريب!!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والأربعون
ليلاً...في الرياض!
خرجت ام رواد من المصعد برفقة هوازن التي بدت في ابهى حللها..ساحره بكحلها الذي يضفي سحراً و بُعداً آخر لجمالها، و كأنها طافت نجد لتأخذ من كل روضةٍ من رياضها فتنه و نقاء..
حمدت الله ان جعل ام رواد تقف لجانبها في هكذا وقت، هذه الليله ستتزوج للمرة الثانيه و مع حظها المائل ستتزوج رجلاً لم يسبق له الزواج. لا تدري مالذي جعله يخطبها و لكنه النصيب و لا تدري أيضاً لعله يحب أدهم فقط وأراد ان يحمل عنه العبء فقط، كل شيء وارد في هذه الحياه و هي قد تلقت صفعات من كل شكلٍ ولون أقسها سلب طفلها منها، فلن تؤثر عليها اي صفعات اخرى..
تقدمت لترى عجوزاً مسنه و طفله صغيره تعرفها جيداً و امرأه في عمر الخمسين تقريباً ..أهؤلاء اهله؟!
تفاجأت بتقدم الطفله لها وعناقها/خاله هوااازن
ابتسمت لها/اهلين هيونه، شخباارك
بابتسامه برئه وعينان تنطق فرح/انا بخير صح بتتزوجين اخوي مهند؟!
شعرت بالخجل امام الجميع لتتحدث ام رواد/ايه يا بنتي روحي اجلسي خلي هوازن تسلم على امك وجدتك..
الجده بنبرة إعجاب/ما شاء الله لاقوة إلا بالله وش هالزين الله يحفظك
خجلت وهي تقبل رأسها و تذهب للسلام على السيده الاخرى..
نطقت الاخرى بابتسامه/يازين ماختار مهند ما شاء الله زين ونسب يشرف
ابتلعت الخوف ابتلاعاً فهم يظنون انها سليلة الأسره الثريه التي تقطن في منزلهم ...ولكنها تفاجأت بصوت الشموس القادمه بكامل أناقتها و هيبة إطلالتها...
حضرت بخطوات متوازنه وهي ترحب/اهلاً و سهلاً زارتنا البركه..
تحدثت ام رواد مفتخره/هذي الشموس بنت راكان
ام مهند بابتسامه/ما شاء الله..ياكثر ماسمعت عنك ..
بابتسامه خفيفه/عسى خير
بإعجاب/كل خير والله..
اتجهت لصدر المكان لتطلب من هوازن الجلوس بجانبها بابتسامه تتسع/تفضلوا يا جماعه..وانتي يا هوازن تعالي هنا ..
لحظات لتدخل هند بصحبة شهد و تبدأ المباركه..
في مجلس الرجال تم عقد القران و بدأ مهند ينظر لساعته كل دقيقه ..
أدهم داهمه الشم تجاهه فلهفته لهفة عاشق ليس حماس عريس فقط!!
تحدث صالح وهو يكتم ضحكته/مبرووك يا مهند فالك التوفيق والذريه الصالحه
بابتسامه/الله يبارك فيك يابوهند
انتظر حتى خرج اخر رجل ليلتفت لأدهم/يابو راكان متى ياخي؟!
رفع طرفي شماغه وهو يقف ويطلبه اللحاق به/اسمع وانا اخوك، ام راكان حلفت ما تطلع هوازن من البيت إلا بحفله و زفه، عاد اصبر كلها يومين وابشرك كل شيء علينا
صالح بإعجاب/والله انها كفو ام راكان وهي صادقه، البنت يبي لها زفه..
رفع حاجبه وهو يقف/بس يا أدهم انا حاسب حسابي اخذها معي الليله!!
اشار بيده ليهدأ/هاللحين اقول لأم راكان تشوف اذا العروس ودها تشوفك والا لا..استريح طال عمرك شفيك مطفوق والله اني خابرك ثقيل..
جلس مبتسماً وهو يفكر برؤيتها للمرة الثانيه بعد تبك الرؤيه الخاطفه..سحرته جننته ،يريده فقط، هي من تبحر به في خياله كل ليله و تعود به عطشاناً هي التي حلم بها و رأها رأي العين....
،
.
،
اخذتها لمجلس جانبي له باب باتجاه القسم الخارجي...جلّستها وهي تفتح عندها طقم ألماس شرته سابقاً ولم ترتديه، لتقدمه لها/سمي ياهوازن والف مبروك..
استغربت لطفها الليله وكأنها واحده غير تلك القاسيه/الله يبارك فيك..بس هالهديه غاليه بالحيل ماقدر اخذها لأني بعجز عن ردها
شددت على يدها/هوازن انا ماكنت اعرف ان لك طفل اخذوه منك بعمر الشهر لو كنت اعرف اقسم اني ما اجرحك، ادري ان عذابات الكون كله بكفه و فقد الطفل بكفه لحاله..
ابتسمت بدمعه وهي ترى الصدق في نبرتها/صدقيني ماني زعلانه..
بإصرار/ماعليه اخذيها عربون صداقه محبه اعتذار اختاري منها اللي تبين.. مابي تتزوجين بهالليله الا وانتي عزيزة مو منكسره ..ادري انك عزيزه بذاتك بس اعتبريني اختك، و صدقيني بتلقيني على يمناك في شدتك
هي حقاً لا تصدق ما يحدث، ابتسمت لصبرها وعدم رد الإساءه عليها، فهاهي الشموس بعنجهيتها تعتذر/للحين ماني مصدقه، ابي تعذريني بس كيف انتي؟!
اكملت/بعترف لك بشيء عمري مافكرت اعتذر لأحد و عمري ما سويتها، حتى لزوجي..لكن انتي متأكده انك تستاهلين و طلبتك تنسين كل شيء قلته
نزلت دمعتها بارده..دمعه لم تؤلمها بل تشهد على سعادتها التي منحها لها الله اليوم...في اول اليوم كان أدهم و نهايته كانت الشموس...
هي تشهد سعادتها بعد سنين حرمانها و تعاستها وفقدان أملها..
هي اليوم تجني ثمار صبرها...ولن تكتمل الثمار إلا بعودة طفلها...وستصبر حتى يأتي طوعاً ، أليس الله مع الصابرين؟!
تركتها الشموس بعدما ألبستها عقداً أنيقاً يليق بفستانها الازرق الملكي ثم عطرتها بعطرٍ ذو نفحه باريسيه فاخره ومركزه...
جلست تنتظر و اناملها تعبث بخاتمها..تريد والدها الآن رغم شعورها بالآمان و توكيل والدها لأدهم إلا ان وجوده كان سيضفي نوعاً من الدفء ، دفء لا يكون إلا مع الأباء فقط...
دخل واغلق الباب خلفه بالمفتاح .. و عينيه تسقط على تلك الجالسه و تمد ظهرها بأناقه رغم صدودها الذي يقتله، هذا الشعر الذي فتنه وهذا الجيد الذي سلب عقله،من لمحه !
اقترب منها وهو يمسك بيدها التي تضعها على فخذها، هذه السيده التي فرضت إحترامها عليه/السلام عليكم
ببحة/وعليكم السلام
سكت وهو يعجز عن فتح موضوع نقاش رفع يدها البارده وهو يتحدث/ما شاء الله ،هذي لك؟!
استغربت سؤاله الغبي لتلتفت إليه هل هذا مهند الذي تعرف ثقله/انت تسأل عن ايش؟!
مازال ممسكاً بيدها البارده ليقبل ظهر كفها/عن هاليد الحلوه؟ لك؟!
ابتسمت وهي تعرف ما يحاول فعله هذا الغبي، لتقف و تحاول سحب يدها ولكن يده كانت اقوى ليقف و يسحبها لتلتصق بصدره ويشتم عبيرها بتنهيده/ويل حالي يا هوازن ويلاه..!
حاولت الافتكاك من يديه فهو يبدو مندفعاً و جريئاً جداً/مهند خلاص ترى هـ...
اغلق شفتيها بقبله عميقه ليبدد ويطفىء استعدادات الليله التي أُلغيت بأمر الشموس..!!
همس وهو يطبع قبلاته على طول عنقها/والله لخليهم ينتظرون ساعتين برا على تأخير زواجنا..
رن هاتفه ولكنه استمر باغلاقه..حتى همست له/تكفى مهند .خلاص
افلتها ولكنه مازال ممسكاً بيديها ويتأمل إحمرار وجهها ليطلق تنهيدته/ما شاء الله ..قوليلي كيف انام هاللحين؟! الله يسامح الشموس
كتمت ابتسامتها وهي تدعو للشموس بداخلها/كلها يومين بس لا تبالغ.
شدد على يدها بعدما رن هاتفه مجدداً، ليطبع قبله على جبينها وهو يهمس/بنلتقي ها؟!
اجابته بابتسامه ليطمئن قلبه و يذهب، جامحٌ جداً، أيعقل ام هذا مهند العاقل؟! أهي بهذا الجمال الذي هز قفل رجل كمهند لهذه الدرجه؟!!
نبض هذا القلب له دون تكلف فهو رأى مواطن الجمال و عبر عنها واشعرها بها، واغرقها بالمشاعر في بضع دقائق فقط!
هذا القلب بسيطٌ جداً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والأربعون
صباح اليوم التالي...،
في الطائره المتجهه للسعوديه...تقرأ دعاء السفر و تُخرج كتاباً لتقرأ به حتى تنعس..وصلت رساله لهاتفها لتفتحه بسرعه، بعد رسائل البارحه وهي خائفه ..لتتفاجىء بمجموعة صور تجمعها بوليد..و بزوايا تصوير تجعل من الصور مسيئه لها بالدرجه الأولى..و مازاد الطين بله ما كتب نصاً [المغامرات الغراميه لليال المناع في ألمانيا إبنة المليونير راكان المناع]
رساله اخرى [اختك الشموس هي السبب و اسأليها]
شعرت بالدوار وهي تفكر بما يمكنه ان يحدث؟! ومن ذاك الذي فعل ذلك لها؟!!!!
بكت وهي تنهار مكانها حمدت الله أنها على متن طائره خاصه لتأخذ راحتها في التنفيس يا ترى ماذا ينتظرها من مصير...يارب كنت اتمنى ان اموت بدلاً من ان اعيش بين الناس بلا شرف !!
،
.
،
خرجت من غرفتها بعدما انتهت من لبسها لترى أدهم ينتظرها وهو يحتسي قهوة الصباح/نام ركون؟
ابتسمت وهي تجلس لتلتقط فنجان قهوه عربيه وتسمب لنفسها/اي، بتقهوى ثم بطلعه لأم رواد والمربيه..
ظل يراقبها وهي تمسك فنجانها و بيد و بالأخرى ملف تفتحه و تراجعه،. كانت تتصفح الاوراق بشطاره بالرغم من امساكها القهوه بيدها الاخرى و ارتشافها، ليدفعه الفضول/قلت الأمومه بتغيرها على اعمالها بس اشوفك ركزتي اكثر على العمل
ردت وهي تتلاهى عنه بالنظر لأوراقها/العمل هو الأهم، و هو الركيزه الاساسيه الثابته بالحياة اما بقية الاشياء متحركه..
فهم مقصدها جيداً/انا اشوف انه سبب يؤدي الى غايه..
وضعت فنجانها لتسكب آخر/والله كل واحد وله معتقداته،
عاد ليلتزم صمته فلا شيء بينهما ان لم يكن راكان موجوداً ...!
وصلتها رساله على هاتفها جعلتها تترك الملف على الطاوله و تقف [ليال ضحيتك القادمه احذرك لأن الفضيحه لو وصلت السوشيال ميديا ماراح تقدرين تلمينها أبداً]
↚
مادمت قادراً على الأخذ بحق مشاعرك والحفاظ على قلبك فلا تتردد في ذلك...هذه معركتك الأهم..
.
وصلت المنزل ظهراً ..كانت تقودها الهواجس كثيراً ، الأفق اكثر سواداً مما تتخيل..
لم تنتبه لمن استقبلوها عند الباب حتى هزتها وهي تناديها/اختي ليااال ماتشوفين؟!
ابتسمت وهي تنظر لهما تراه مبتسماً وهو يشد يدها و اميره هي الأخرى بجانبه، لتجلس على ركبتيها وتعانقه بشده/حبيبي وسام اشتقتلك
ذبلت شفتي اميره بحزن/ليال وين اخوي نايف؟!
إلتفتت اليها بابتسامه/حبيبتي باقي له فترة علاج بسيطه و يرجع لنا هنا بخير وعافيه إن شاء الله.وين أمك و الباقين؟!
اتسعت ابتسامتها/امي بالمطبخ مع هوازن
استغربت الإسم ولكن لم تهتم كثيراً فبداخلها هم اعظم يشل تفكيرها و يشغلها/اوكي اميرتي انا بطلع غرفتي ارتاح لحد يزعجني، طيب؟!
بابتسامتها البريئه/طيب
تفاجأت بتشبثه بيدها وهو ينظر إليها بنظرات تعشقها، ولا تستطيع مقاومتها/بروح انام تجي تنام معي يا قلبي؟!
تحدث بابتسامه/اي بنام
اتسعت ابتسامتها وهي تصطحبه،كبر وتغير و صار يستطيع ان يتعامل مع محيطه، تحمد الله انها حققت حلمها به و ساعدته كما تمنت وهاهو بات طفلاً رائعاً..
"ربـاه ألطف بي ، و لا تشمت بي خلقك،يا رب استرني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض"
.
.
.
خرجت من المطبخ بكوبي مشروب ساخن لتتجه إليه و تجلس بجانبه بعدما قدمت له كوباً/سم حييبي
اخذ الكوب متسائلاً/وش هذا موكا؟
أجابته وهي تجلس مستندةً على كتفه وهو يسترخي ويتابع فيلماً/لا ميكياتو... ذوق وعطني رايك قلبي
إرتشف من كوبه وهو يبتسم ويحيط وسطها بذراعه الأيسر ويُلصقها به/الله الله تسلم هاليدين
ظلت لتتأمل بشرته التي ثعى بها لهيب الشمس بينما صدره يختلف عن وجهه و ذراعيه المسمره..
لاحظ عينيها مع لمساتها لذراعه/شفيك تتفقديني؟! تغيرت؟
بابتسامه و نظرة اعجاب/لا بس عاجبني لون بشرتك الجديد ،صاير سمارك مخملي
وضع كوبه على الطاوله امامه ليلفها ناحيته وينظر لعينيها عن قرب/سولفي لي وش صار معك بغيابي؟!
رفعت عينيها المبتسمه لعينيه/مافيه شيء مميز ينقال، بغيابك اكتشفت ان أيامي كانت عاديه جداًو رتيبه..وانك انت اللي كنت محليها و معطيها لون و حياة،
ابعد خصلاتها عن وجهها وهو يداعب خديها بأنامله/معقوله انا؟!
بعيون لامعه تخشى غيابه القريب/لا ماهو معقول..انت اكثر بكثير من كذا..متى بتنتهي مهمتك و تقعد قدام عيني كذا دايم؟! يتعبني غيابك يا قاسي
طبع قبلته على عينها من جهته و سحبها لحضنه ليسكنها صدره/ان قعدت قدامك كذا بوقت محتاجني الوطن فيه بيكون مافي خير، ولا استحقك حتى.
عانقته وهي تحاول ان لا تدمع/في بعادك قلبي معلق مابين السماء والارض ،طاير ضعيف يخاف يطيح كل يوم من قوة عواصف غيابك.
حاول ان يبعد قلقها عليه قدر المستطاع/هالأوقات الصعبه بتعدي كلها و بننساها،قولي يا رب
نطقت برجاء/يا رب يا رب.
حاول ابعادها قليلا عن صدره ليمسح دموعها وهو يبتسم/خلينا من هالكلام ، ما قلتي لي!، فكرتي بأسم النونو
حركت رأسها بالنفي وهي تجيبه بعيون لامعه متلألئه بالدموع واهداب مبتله/ماعجبتني فكرة التفكير بالنونو بدونك ، و قلتها لك ما لقلبي حياة بغيابك طلبتك تحافظ عليك.
شعر بصدق نبرتها مع رجفة يدها الممسكه بيده، تمعن في ملامحها الخاليه من أي رتوش، هذه من تبهره في كل مرة، ويعجز عن مقاومتها لينهال عليها ويلتهم شفتيها بلذّه!!
..."من قال انك تحتاج ان ترى الشخص كل يوم لتحبه، عليه ان يرى نعيمي الذي يطوقني كعقد ورد،كنسائم عليله، مالحب إن لم تزيده طول المسافات و يعمّقه الغياب الطويل، مالحب إن لم يكن الرضا الذي أعيشه الآن معها؟!"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والأربعون
تحت...
جلست عند أمها باكيه، شعورٌ بالغبن والخساره، شعور مرير بالحسره..وهي تراه لم ينزل منذ الأمس ..مازال فوق وهي لم تنزل حتى و للتو سمعتها تتصل بمدى و تخبرها انها و قاسي لن ينزلا للغداء...و سيتناولانه فوق...
فتحت عينيها على نحيب إبنتها لتعتدل جالسه/يالله مساء خير وش فيك تصيحين يا بنت؟!كلمتي ابوك؟!
مسحت دموعها بيد مرتجفه/يمه معاد اقدر اتحمل اجلس ببيته ثانيه وحده، ابي ارجع للخرج بسرعه تكفيين اتصلي على اخواني
حركت يدها بحركه تدل على فقدان الأمل وقلة الحيله/لو ان اخوانك فيهم خير ماخلوا ابوك هو اللي يراجع لحاله و ياخذنا يالحريم معه، ماقول غير يا عزتي لي منهم كل واحد يتبع مرته على غير هدى.
نطقت بقهر/يمه بموت حره بموت، افهميني،هذيك تتعمد تغيظني تتعمد تقهرني بـ قاسي..وهذا هي من امس فوق وماخلته حتى ينزل يزور ابوي!
فتحت شالها و أعادت ترتيبه على رأسها لتتحجب به، تعرف ما هو وجع إبنتها وما ثرثرتها هذه إلا غيرة نساء فقط..
زمت شفتيها بغضب وهي تستنطقها/ليه سكتي يمه؟!
تحدثت بواقعيه/خبزٍ خبزتيه يالرفلا اكليه.
ردت بقهرها/يعني معجبك الوضع يمه
ردت بمثل واقعيتها/من بيعجبها طلاق بنتها يا ريم هااه ؟!! انا ياما نصحتك و ياما نصحك هو تسنعين و تهتمين ببيتك وولدك لكن غرّك الشيطان والصراحه تنقال قاسي رايته بيضاء إلا ياصبره عليك صبراه هالرجال ماعليه كلام هو اطيب لي حتى من عيالي وازواج خواتك..لكن انتي ما اغتنمتي الرجال يوم انه عندك، اقعدي بها هاللحين يابنت عثمان،
ظلت بحسرته تتكىء بيدها على جبينها/بسس يمه بسس نفختي كبدي.
اكملت بضيق/لا ماهو بس انتي ادوختيني من جينا الرياض ،خليني عاد اتكلم كود تقنعين منه ، يستاهل قاسي بنتٍ مثل هاللي عنده تحوفه وتدوفه ماتخليه يحتاج لغيرها، وساكنه مع أمه بعد ماطلبت بيت لحالها وهي بنت عز و دراهم ابوها تدفنك انتي و اهلك كلهم.
تركتها وذهبت لدورة المياه المجاوره وهي تذرف دموع الحسره بعد فوات الآوان، فتحت الماء لتضع وجهها تحت تياره البارد..لعله يطفىء نيرانها بعدما تأكدت أنها خسرت قاسي للأبد...
،
.
،
خرجت من عملها منذ ان تلقت إتصالاً منها بأنها وصلت ولا تحتاج سياره، وهاهي قد وصلت المنزل، ليال ليست طبيعيه، هي تشعر بذلك وزاد ذلك الشعور تلك الرساله التي وصلتها... ومن تركها لأخيها في ألمانيا وعودتها بدونه بشكل مفاجىء..!
دخلت مستعجله تركت عبائتها بعشوائيه على طرف الأريكه بعدما وجدت ام رواد جالسه و بيدها راكان/السلام عليكم
بابتسامه/وعليكم السلام، ززين اللي جيتي اليوم بدري!
استغربت و هي تجلس بعدما اخذت طفلها/خير ان شاء الله وش فيه
بقلق/راكان مايبي الرضاعه الصناعيه رافضها يا بنتي وانا خايفه عليه بس طول الوقت نسكته باللهايه!
شعرت بالندم وهي ترفعه لصدرها وتنوي الذهاب لإرضاعه بالغرفه/بروح ارضعه حبيب ماما، إلا ما قلتي شلون ليال بعدما رجعت؟!
استغربت/ليال رجعت؟! من قاله؟انا تراني ألتهيت اليوم مع ركون الله يصلحه
بضيق/رجعت اليوم، اكيد مرهقه علشان كذا راحت ترتاح بغرفتها
ام رواد بعدم رضا/حتى ولو مرهقه المفروض تسلم قبل و تعطينا خبر هذا ماهو فندق، وش بلاها ماهي من عوايدها!!
بدأ راكان بالبكاء لتقرر الذهاب/عموماً انا بروح ارضع ولدي واحطه بسريره و بعده اروح اشوف اختي..سلام
ظلت ام رواد مكانها مستغربه، تصرف ليال غريب عليها!!
،
.
،
ظلت مستلقيه في منتصف سريرها و هي مازالت بروب الإستحمام...شعرها المبلول منثور حولها و ناظريها معلقان بالسقف بعينين تود لو انهما تغفى لتعانق النسيان..
مرهقه جداً بذلت مجهوداً جباراً في مقاومة أنانيتها بـ وليد من أجل رشا ،
"لأجل الصُحبه ، لأجل ان لا يموت قلبي ملوثاً بالغدر و لأجل ان لا تتلطخ صفحتي بالخيانه،.. حسناً ربما يموت قلبي كمداً عليه لا يهم فالموت قادم على كل حال و لكن لا أريد الموت ندماً بسبب أنانية رغبه!"
رن هاتفها بعديد الرسائل التي تقسم أنها منه بالتأكيد ولكنها تتجاهلها وتنوي تغيير رقمها..حتى رشا ستهجرها، ذلك افضل بكثير من علاقة مشحونه من طرفها هي فقط..
سمعت صوت محاولات فتح الباب، لتستغرب من يريد اقتحام غرفتها بهكذا طريقه حتى سمعت صوت الشموس تناديها "ليال عمري افتحي الباب"
نهضت بتكاسل لتذهب وتفتح الباب وهي مازالت بروبها/بغيتي تخلعين الباب!
تجاهلت ما تراها تلبسه لتعانقها بشوق ممزوج بخوف/الحمدلله على سلامتك للوش،الحمدلله
استغربت لهفتها المبالغ فيها بالعاده هي ثقيله في إظهار شوقها لأحدهم ماعدا نايف فهو يسلب قلبها وروحها/الشموس شفيك ترى جايه من سفر ماني جايه من الجبهه!
بخوف/لا تلوميني من خوفي عليك،طمنيني عنك وعن نايف حبيبي كيف صار هاللحين ؟!
ابتسمت لنبرة الامومه حينما تسأل عن نايف/نايف بخير حتى اني قلت له معاد تحتاجني و جيت
لم ترتاح لنبرتها ولطريقة ردها، فهي لا تنظر لعينيها وهي تتحدث،لحقت بها لتجلسان على الأريكه/أكذبي على غيري يا ليال
خافت وهي تربط روبها جيداً وتلتهي بلف شعرها جانباً/وش قصدك؟!
بنبره جاده وعينيها تتفقد ملامحها/وش صاير معك بألمانيا ولا قلتي لي عنه؟!تكلمي.
ابتلعت توترها وهي تشيح بوجهها وتتجه لخزانة ملابسها/ما صار شي خليني ألبس و
فهمت ان بداخلها شيء تخفيه عنها/ما صديتي إلا فيك بلاء
ردت بضيق/بليز يالشموس ترى توني واصله ودايخه، قولي اللي عندك بسرعه و ريحيني
تحدثت بجديه ووضوح/انا جايتني رساله عنك و ماعجبتني وابي استفسر منك، وش صار هناك؟ بالضبط ومن التقيتي به غير رشا؟
تغيرت ملامحها و اتضح على حركات يديها ونظراتها الإرتباك، لتشيح بعينيها عنها وهي تشعر بنبضات قلبها تكاد تفضحها..!!
استنطقتها بنفاد صبر فسكوتها و نظراتها مريبه/تكلمي لا تحرقين اعصابي، انا من البارح اهوجس بهالرسايل!
نطقت بفوضوية خائفه وهي تتذكر تلك الرسائل والصور، ظنت ان الشموس وصلتها نفس الصور/صدقيني الصور كلها والرسايل كذبه، اوكي مو كذبه بس زواياها ظالمه لي.. لأن بالبدايه هو خطبني من نفسي وانا وافقت و كنت ابيه..بس
إلتمعت عينيها وهي تراها تصمت لم تستحمل لتصفعها وتذهب لتغلق الباب بالمفتاح وتعود إليها وهي تشدها من روبها وتنفضها بدموع وتتحدث بحرقه وتحاول ان لا تصرخ/انتي رايحه مع اخوك لعلاجه والا رايحه تتصرمحين مع الرجال؟! انطططقي يا بنت راكان انطقي
اضطرب تنفسها وهي تبكي/والله والله ماحصل شيء من اللي ببالك ، قلتلك هالصور ظالمه وربي ظالمه انا ووليد ماييننا غير الحب العفيف
اخرستها بصفعتها الثانيه/وبكل وقاحه تقولينها؟! انتي ياليال ؟! و الدعوه فيها صور و فضايح بعد!!!!
لم تعترض على الصفعه فهي تؤمن انها تستحقها و تمنتها قبل ان تُقدم على شيء كهذا/الشموس الصور عاديه جداً كلها باماكن عامه و وليد صديق العايله
سينفجر رأسها غضباً وهي تراها تتحدث و تبرر ببرود، قاطعتها/ليال انتي وين عايشه؟! وش اللي صديق العايله؟! هذا يا ماما صديق أدهم انتي شدخلك؟!لا تبررين بهالسخافات، انتي تحبينه من و استغفلتينا كلنا
اخذت هاتفها/ورب الكعبه ما بيني وبين هالرجال شيء، احاديث و لقاءات عاديه بس هو كان يزور اخوي بإستمرار و كنت اشوفه
لم تصدق حتى الآن ان هذه الغبيه ليال/ومن متى المعرفه علشان يزور اخوكِ كل يوم؟! هااه؟! ما سألتي نفسك ليه يجي كل يوم وهو طبيب وجراح كبير و صاحب مشاريع ابحاث معقده؟!! ما قلتي بخاطرك لو يوم هذا وش يبي؟!
بكت وهي تذهب وتجلس على طرف سريرها/تسائلت و لقيته يحبني مثلما أنا احبه..و ما اخفيك اني كنت مستعده اتزوجه مع علمي انه متزوج، بس تراجعت اخيراً بعدما عرفت ان زوجته هي نفسها صديقتي...<<قالتها و هي تغصّ بكلمات خسارتها له!
اشمئزت من تصريحها/افهم انك عادي تتزوجين واحد متزوج؟!
بحزن/هو إستثناء لكل قواعد حياتي.
صفقت وهي تحتقرها/برافو كنتي بتهينين نفسك علشان قلبك؟!
بابتسامة مهزومه/بالعكس كنت اتنازل علشان راحة قلبي، ليه اقتل نفسي بالغرور وانا أحبه ؟!
رفعت حاجبها مستنكره لكل ما تفوهت به/اجل فهميني ليه رجعتي بهالسرعه وتركتيه بعد كل هالانقياد والحب اللي تزعمينه؟!
نطقت بحزن ممزوج بخيبه/من سوء حظي طلعت زوجته صديقتي اللي شاركتني كل شي و عرفتها قبله وقبل حبه، فقررت اهرب من ألمانيا كلها و حتى اقطع علاقتي فيها و اطوي هالصفحه.
لم تصدق ما تسمعه من اختها التي لطالما كانت ثقيله في تصرفاتها/ماني مصدقه !!! يعني لو ما كانت زوجته صديقتك كنتي بتتزوجينه؟!
بابتسامه وهي تمسح دموع خسارتها/و ماعندي مانع حتى لو كنت الرابعه عنده.
شعرت بالاشمئزاز/انتي فعلاً ماتستحين!
جلست باسترخاء/صدقيني لو صاب قلبك ما صابني ماستنكرتي كلامي.
هي فعلاً لا تصدق ما تسمعه منها/مهما حبيت مهاما استصاب القلب من سهام مستحيل توصل بك هالتنازلات كلها، كيف غيرك حبه لهالدرجه؟!
ابتسمت وهي تُذكرها ببيت الشعر الذي سبق وقالته لها بشأن أدهم/ساطي و في كفه قديحه و بارود،، و ادخل يده بين الضلوع ودفنها!!
توقفت لحظه لتحاول تجاهل ما سمعته منها ثم اخرجت هاتفها لها وهي تُريها الرساله التي وصلتها/اتركينا من القلوب هاللحين ..انا جيت اسألك بسبب رسالة تهديد وصلتني وتخصك و انتي قلتي لي شيء ثاني! هذا معناته انك جبتي العيد..و ما سميتي بعد، وش سالفة الصور اللي قلتي لي عنها من شوي؟!!
لم تصدق انها باحت بمكنونها هكذا بمجرد ظن/يعني انتي ما وصلتك صور لي انا ووليد؟!
تخصرت/لا يا آنسه عاشقه ما وصلني شيء لكن الله يستر منك و من خبالك.. غرردي وش مهببه من وراي؟!!
اخذت هاتفها لتمده لها بعدما فتحته على الاستوديو/ناظري هالصور، واحد اظنه مراقبني زين مازين، لكن استغربت حاحه وحده،يقول ان اختك الشموس هي السبب لو فضحني، عاد مدري اي فضيحه بهالصور
ظلت تتفقد الصور و تراها تبتسم لوليد و تنظر إليه في اماكن عده..اخرها كان يعطيها هديه امام سياره!! وهي اخذتها بسعاده! لترفع ناظريها لها بحده/لا العفو مافي فضايح و لا شيء مجرد انك تلتقين معه و تقبلين هداياه و تفتحين معه سوالف، عااادي صح؟! فعلاً اللي استحوا ماتوا يا ليال
اخذت هاتفها بغضب لتريها ما بداخل الهديه وتريها صورة الهديه التي كان محتواها كليجا والعباره التي كتبها لها/ناظري وش كان بهديته، بعدين ترى كلها كليجا وما قالي انها هديه لي قال لأخوي، و ماعمري طلعت معه مشوار خاص كلها مو مخطط لها .. على الاقل من ناحيتي.
جلست على طرف السرير وهي ترى انها في ورطه كبيره، ماذا سيحدث لو علم أدهم/ليال وليد ماظهر واضح بأي صوره!! يعني حتى لو فرضنا انه احد بيبتزك المفروض يظهر وليد بالصور مو يصور من وراءه وكأنه انتي المقصوده بالأذيه، يعني حتى لو صار شيء و واجهة أدهم كيف بثبت له انه وليد؟!! وان الامور عاديه ومجرد حديث ...
تحدثت بحزن/الشموس انا واضحه معك وقلتلك كل شيء صار...ايه احبه ووصلت انانيتي بحبه لأني اشارك زوجته فيه لكن والله والله ماطلعت معه حتى نشرب فنجال قهوه في كوفي.
ردت بضيق/اوكي انا بمشيها لك لكن غيري ما راح تمشي عليه..وانتي تقولين كان خاطبك ورفضتي بعد والرجال مو واضح بالصور بعد ، الامور اذا وصلت أدهم مادري وش بيصير وربي ماني ناقصه مواجهه
عادت ليال لترى الصور مره اخرى، لتتأكد،فعلاً وليد ليس واضحاً ابداً في الصور!!!!
تنهدت الشموس/لازم نعرف من هاللي يرسل لنا هالصور..قبل لا يرسل لغيرنا..عموماً دامه للحين مانشرها فهو له هدف وماندري يمكن هدف مادي فقط.
إلتزمت صمتها الخائف...ستكون كارثه عليها،لا تعرف حقاً كيف تتصرف!!
.
،
.
كانت ولازالت تراه الرجل الأكمل، مازاد خوفها من هذا الكمال...إن الحياة ما ان تصل لدرجة الكمال حتى تنقص فجأه، لذتها مؤقته وهذا ما يحدث في علاقتها بزوجها منذ زواجهما ...تراه يداعب أنامل والدته فكأنما يداعب قلبها بين يديه...لا يسع القلب الا ان يخفق له ...
تنهد وهو يتحدث معها عند والدته/ابي بس اسمع صوتها قبل ارجع للجبهه، عندي لها كلام ودي تسمعه مني
ابتسمت مدى لنبرته/بتصحي ان شاء الله، صدقني هذا مجرد مسكن ووقفوه عنها اليوم
تقف هنالك بصمت تراقبهما يتحدثان، هذه الايام سريعه جداً..ويبدو الوقت ضيق فلا هي اهتنت به ولا هو استراح بما فيه الكفايه، شعرت و كأن مطهرات المستشفى بدأت تثير غثيانها..لتخرج مستعجله..
استغرب خروجها كاد يلحق بها ولكن أوقفته مدى/بروح اشوفها!!
بابتسامه خافته/لا تخاف محرد غثيان اكيد رايحه تستفرغ لا اكثر..نسيت انها حامل!
تراجع و مشاعره تتشابك داخله/تسرعت صح؟! المفروض ماتحمل بهالعمر لكنها أصرت!
بنفس ابتسامتها/تحبك...و هذا سبب يخلي الواحد يسوي اشياء جنونيه، حتى انه ممكن يضر نفسه و مايندم ...وبعدين ماهي صغيره لا تشيل هم.
إلتفت إليها/اعذريني وانا اخوك، ما جلست معك و لا خذيت علومك!..احس اني بدوامه و راسي فيه 160 شغله، ابي استقر على حال واحد لفتره علشان اقدر اركز وارجع لحياتي الطبيعيه..بس مايمديني ،
ربتت على كتفه/ماعليك، انا بخير وجالسه مرتاحه بالبيت ..انت اللي تشقى عسى ربي يعينك..
صمت وهو يلاحظ إستفاقة والدته ومن ثمَ تتمتم بإسمه/يمه!!
.
.
.
بالكاد ارتاحت من استفراغها ليتجدد غثيانها، لم تستطيع الخروج وهي تلاحظ دخول سيده تعرفها، تبدو مريضه..غسلت وجففت وجهها و تحدثت بترقب/خالتي ام دانه؟!
لم تصدق انها ترى نيفادا بهذا الشكل والحاله/اي انا ام دانه..لا تقولين انك نيفادا المناع؟!رفيقة بنتي
ابتسمت وتتقدم لها وتقبل رأسها احتراماً فهي كبيرة سن/اي يا خاله هذي انا..سلامتك وش تشكين منه باين مريضه
ردت بارهاق/مابي إلا العافيه..السكر والكلسترول مسببين لي ازمه شوي..انتي وش بلاك،شفتك ترجعين؟! الله يشفي مرضى المسلمين
بابتسامتها/انا حامل و الوحم هذا تعرفين سواياه
لم تصدق ان نيفادا المشاغبه والتي جعلتها تهجر صداقة ابنتها تتزوج/متى تزوجتي ومن زوجك؟! مادرينا عن زواجك يا بنتي!! الله يالدنيا
دخلت مدى تناديها باستعجال/نيفو ابشرك امي صحصحت
التفتت اليها/الحمدلله...
نطقت بسعاده/يلا تعالي..ترى قاسي قلقان عليك
ابتسمت وهي تلتفت لأم دانه/هذي مدى اخت زوجي، وقاسي هو نفسه زوجي...عن اذنك خالتي، نتواجه بفرص احسن..و طهور ان شاء الله.
رأتها تخرج بهدوء بعدما وضعت لثامها، حتى طريقة حديثها تدل على نضج و إدراك، لولا انها سألتها عن اسمها لظنت انها تشبه عليها" هذي البنت اللي يسبونها عقلت و صارت تفتح النفس وهي حامل بعد و بناتنا للحين ماتسنعوا،و الله البلى فينا ماهو فيك يا بنت ال مناع"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والأربعون
خرج من العماره بعدما طرق باب شقتها كثيراً...و اتصل كثيراً بها...!
استقل سيارته ومشى بسرعه، سيُجن من تصرفها هذا...كيف وعدته واخلفت وعدها...؟!!
ان فعلتها و تركته لن يتركها هذه المره قبل ان ينتقم وان تراجع عن عقد دوراته وخسر كل شيء في ألمانيا !!
شعر وان الدم يغلي في عروقه.،لن يتركها حين يراها في المرة المقبله،
اتجه بسرعه للمستشفى حيث اخيها...
دخل بعدما سأل عنه ليراه في غرفة العلاج الطبيعي !!
توقف ينتظره..حتى ينتهي،
رن هاتفه في هذه اللحظات ليراه مدير مستشفاه هنا، تجاهل الاتصال و هو مازال غاضب..
لمحه من بعيد يبدو عاقداً لحاجبيه و غاضب،ناداه وهو يطلب من المدرب إستراحه/دكتور وليد!
رفع رأسه له وهو يدس هاتفه في جيبه، ويتصنع الابتسامه وهو يتجه إليه/السلام عليكم
صافحه وهو يشير اليه بالجلوس/وعليكم السلام ،ياهلا بالقاطع..ماتقول بزور صديقي الجديد يا رجل؟!!
بابتسامه/حقك علي يا نايف لكن وش اسوي مشغول لين راسي، بس ماعليه اختك عندك تكفي وتوفي.
اختفت ابتسامته وهو يتذكر تصرفها/والله مااش اختي سحبت علي و رجعت للسعوديه، لعاد تقطعني انت
خاف وتفاجىء/افا ليه رجعت؟ عسى محد من العايله تعبان
عاد ليبتسم رغم غضبه من تصرفها/لا يا رجال ، عندها شغل و معاد تقدر تأجله اكثر من كذا، على حد علمها...المهم بشرني عنك
عقد حاجبه وهو ينوي الانتقام من صبره عليها وعلى دلالها..، يجب ان تعرف ان خضوعه لم يكن ضعفاً ولكن حباً ، ستدفع ثمن تجاهلها هذا..!
استنطقه وهو يستغرب صمته المفاجىء/علامك سكتّ!!!
نطق بجديه وهو يرفع حاجبه الأيسر/فيه شيء مهم صار قبل فتره و لازم تعرفه....
تغيرت نظرته وجلسته للجديه/وش اللي صار وما اعرفه؟!
منذ ان أفاقت وهي تتبسم بلا توقف ما عانته محاه رؤية إبنها سالماً وبكامل صحته، لا زالت غير مصدقه رؤيته التي بعثت لقلبها الأمل/عمري قاسي..عسى الله يحفظك يا قرة العين..
مسح دموعها وهو يبتسم/خلاص يمه بلاها الدموع، يلا شدي حيلك و طيبي قبل يجي حفيدك من بيدلعه غير جدته؟!
ابتسمت/الله يبلغني فيك وفي عيالك، هاه،شلون عملك يا ولدي وش صار عسى بتنتهي الأزمه قريب
بابتسامة ثقه/الله كريم يمه دعواتك لنا..وباذن الله ارجع لك بالنصر
تغيرت نبرتها/بترجع مره ثانيه؟!
امسك بيده ليقبلها وهو يبتسم/يمه ماترضينها علي يروحون خوياي و اكبهم ما افزع معهم واكب شغلي،
بضيق قلب/طيب ليه ماتطلب نقل ، انت وحيدي يا ولدي وخايفه عليك
تفهمها جيداًولكن لديه ثأر لم ينتهي منه بعد، قد قطع وعداً للرجال و من الصعب ان يتراجع عنه/ابشري يمه اول ما ارجع المره الجايه بقدم طلب ، انتي ريحي نفسك ، كلها كم شهر و تطيبين يالغاليه..
ضلت ممسكه بيديه/اجل خلك حولي مرافق و نام عندي لين تنتهي اجازتك،لانغيب عن عيني.
خافت من طلبها له لتلتفت إليه وهي تنتظر رده بترقب، لم تنتظر كل هذه الشهور ليأتي و يبات بعيداً عنها..!
رد بدون تردد /ابشري يام قاسي بجلس هنا بدال مدى، انتي تامريني ما تطلبيني..
و كأنها تلقت صفعه ليس فقط حديثاً، هذا ليس عدلاً،..ظلت تتأمله يتحدث لوالدته و يبادلها الابتسامات لتبتسم بتنهيده،فليس باليد حيله..، ستفتقده حتى وهو معها بنفس المدينه...
.
.
.
ضاقت بنفسها اخذت طفلها و ذهبت إليها في الصاله لتقدمه لها/سمي
لم تستغرب تصرفاتها منذ تلك الليله وهي سيده اخرى لطيفه ولبقه جداً/يا هلا بالشيخ راكان، ما شاء الله
ام رواد/هذي فيها خطه والله اعلم،ليه تعطينا راكان هالوقت ؟! طالعه مشوار؟!
ضحكت/لهالدرجه صرت مصلحجيه وانا مادري، لا لا والله مابي اطلع بهالليل لأي مكان، بس هوازن قبل شوي عالعشاء سألتني عنه وقلت اجيبه عندها لين تمل منه.
وضعته على صدرها بغصة دموع/ماراح امل منه..بالعكس هذا الشيء اللي بظل مشتاقه له لين اموت
تنهدت وهي تربت على كتفها/الله يقر عينك بولدك، و تغتنين به عن غيره، انتي بس ادعي له واستودعيه عند ربه وربك..
ابتسمت وهي تمسح دموعها وتقبله/ما انساه من دعواتي لين اموت..المهم صدق صدق خليه معي شكلي بسهر انتي روحي خلصي شغلك اذا عندك شغل، وخذي راحتك مع أدهم، لا تشيلين هم ركون'
اشارة بالنفي وهي تبتسم/والله عرض مغري يا هوازن بس ماقدر اقبله الليله..روحي ناامي و ارتااحي بكرا زواجك والا نسيتي؟
تذكرت ام رواد لتقف/ايييه نسيت ورانا شغل، انا بروح انام، تصبحون على خير بنات
راقبتها حتى ذهبت لتلتفت للشموس بنظرات امتنان/مشكوره على كل شيء
تجاوزت مشاعرها وهي تعبس/وش اللي سويته؟!..هوازن اسألك بالله وجاوبيني بصراحه، تكفين
استغربت جديتها المفاجئه/ان شاء الله اجاوبك، بس وش سؤالك..؟!
بجديه/قبولك بمهند له دخل بتصرفاتي الغبيه معك؟!طلبتك ماتكذبين ولا تجاملين..
صمتت قليلاً وهي تتذكر مهند و تصرفاته/مهند رجل محترم جداً وفوق هذا عزابي، واي وحده تتمنى ترتبط فيه...كان حلقة الوصل بيني وبين أدهم...كانت شوفته تريحني..و كان له فزعات ماتنسي مايسويها عير صاحب نخوه وانا وحيده و يائسه ومالي اخ استند عليه وابوي شوفت عينك..لذلك التردد في القبول من مهند ماله أي داعي،فوافقت على طول...
شعرت بالسوء من نفسها/تعبتي كثير في حياتك، وانا زودت عليك بكلامي، فعلاً ابن آدم عدو ما يجهله!
عادت لتبتسم وهي تغمز لها/والله مالوم غيرتك على أدهم، اي وحده بمكانك بتسوي اكثر من كذا،،يا شيخه انا لو بمكانك ما راح اصفي النيه وهو جايب لي وحده هو نفسه مايعرف عنها شيء، لذلك عذرتك و حتى أيدت كلامك عني.
تتهدت/الغيره عمى عين، و وجع قلب
بهدوء ابتسامتها/حبيت اشكرك على الحفله وعلى طيبتك اللي غطت على كل شيء..فعلاً العود ما يفوح عطر إلا باحتراقه،
تجاهلت ثنائها بإبتسامه/اقول ماودك تروحين تنامين احسن لك وراك بكرا كرف
لتقف بعدما اعطتها راكان/طيب انا رايحه، قبل لا تقلبين على النبره الثانيه
استوقفتها/هوازن وقفي
توقفت وهي تلتفت إليها مستفهمه..
وقفت واتجهت إليها/تعالي اوديك غرفتي اللي فوق..هذيك اوسع غرفه فوق ومنها تاخذين راحتك يا عروس، لأن فيها كل شيء وحلال عليك اي شيء تبينه فيها
لم تجد ما ترد به عليها لتعانقها فقط ممتنه لكل شيء لكل هذا الرضا وهي تتذكر أيةً في القرآن إنتظرتها كثيراً "ولسوف يعطيك ربك فترضى"..
.
.
.
اخذت هاتفها لتُخرج تلك الشريحه المحمله بأرقام لم تعد تريد التواصل مع اصحابها...وجدت رساله استغربتها
دققت في جميع الارقام لتجد انها من هنا السعوديه!!!
لا يوجد رقم واحد من الخارج ...سوى رقم وليد الألماني و رقم رشا...
اتجهت لتطبيق يُظهر الاسماء المسجله لهذه الأرقام.. "حسام 1" .."حسوم"..."حسام رايد"!!!
لحظه هي لا تعرف أحداً بهذا الإسم!!!ربما تعرفه الشموس! ..فهو يذكر ان الشموس هي السبب فيما يريد فعله بها..!
تفاجأت برسائل تصلها للتو [رجوعك للسعوديه ماراح يمنع الفضايح اللي بنشرها لك!،]
ترددت في الرد ولكنها لم تستطيع ان تمسك نفسها ولن تخبره انها عرفت رقمه [وش تبي؟!]
رد فوراً. [ولا شيء فقط مليون ريال، اتوقع هالمبلغ طفسه عندكم،، معك وقت لين اسبوع فقط، بعدها حتى اختك الشموس راح تستحي تطلع من غرفتها حتى]
زمت شفتيها بغضب وهي تترك الهاتف على سريرها وتتجه للنافذه لتفتحها و هي تسمح للهواء القوى بصفع وجهها، لتفكر جيدا بماذا ستفعل بهذا الذي يبتزها ، مليون ريال؟!! حتى وان كانت ريالاً واحداً، لن تعطيه....ولكن يجب ان تخبر الشموس بما استجد..!!.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والأربعون
يوم جديد...،
لا شيء يعبث في صدري و عقلي كالحيرة، كالتفكير المُرهق في مدى صدقك معي او شدة مكرك..حتى الإبتسامات التي تقفز على شفتيك حين تحادثني أراها شامته !
محتاره من كثرة الدروب التي تتتقاطع بيننا فلا اعرف اي طريق سأسلكه إلى كراهيتك.او العدل معك..آه كم أتوه في كل لحظةٍ افكر فيها بالرحيل عنك ...!
لم تراه البارحه و لا اليوم...سيذهب الجميع للفندق وهي لم تراه بعد...لا بأس ستذهب مع هوازن ..سمعت طرقات باب الجناح الداخلي لتذهب وتفتحه وتبتسم/نيفو حبيبتي متى جيتي؟!
عانقتها بابتسامه/تو وصلت جيت مع السايق لقيت الكل راح ماعداك و هوازن!! .هاه. ما خلصتي؟!
سمعت صوت بكاء راكان/خلصت باقي شوي رتوش..تعالي اخذي راكان بعربيته
دخلت بسعاده وهي تتجه لسريره بحماس/راااكي حبيبي انا جيييت
عادت لمرآتها وهي تتفقد فستانها الاسود ،متردده بشأن لبسه بعدما كانت قد إشترته بكامل إرادتها..إلتفتت ناحية نيفادا بتساؤل وحيره/نيفو شرايك بفستاني،صار لي ربع ساعه من لبسته ومتردده قصير حيل صح؟!
ابتسمت وهي ترى طوله لركبتيها/لا مو قصير، كذا طوله حلو ..اووه لابسه خلخااال !! متى شريتيه؟!!هذا وانتي ماتحبينها
بابتسامه/هدية عبير..وقلت اجربها دامني بلبس قصير،من زمان مالبست قصير..حول السنه
اقتربت منها وهي ترى تصفيفة شعرها/ليه ماتقصين شعرك مو تحسين طال مرره!!
لفت وهي تأخذ عطر شعرها و تسبغ عليه قطرات وتخلخل بها خصلاتها/قلت اتركه اشوف لين وين بصبر عليه وحبيته طويل لكن والله مرهق ..بقصّره قريب واريح راسي منه...
وضعت يدها لمنتصف ظهرها/قصيه لين هنا اشيك،ماحب الطويل مره..
إلتفتت إليها وهي تأخذ هاتفها لتتصل بهوازن/ماقلتي لي شخبار ام زوجك؟! وكيف احوال قاسي بعد رجعته
تنهدت/ام زوجي استعادت وعيها و طلبت من قاسي يقعد عندها كل الوقت لين يسافر وهو وافق..ماجلسنا لحالنا الا ليله
ابتسمت لنبرتها المحبطه،لم تتخيل ان نيفادا تكون بهذا الشكل/حرمتك منه! واضح منتي راضيه
عبست/لا عادي لازم يقعد عند أمه، هي محتاجته اكثر
بابتسامه جانبيه/اشم ريحة حرايق !!
فهمت مقصدها/الشموووس بلا حركاتك، جايه انسى و انبسط مو انغث...يلا مشينا؟!
اخذت عبائتها وهي تهم بالخروج ضاحكه/اوكي سيده توتر، خلينا نروح ناخذ العروس و نروح الاوتيل وننسيك حرايقك
لحقت بها وهي تحمل راكان/الشمووس الواحد مايقولك شيء
.
.
.
كمن تمشي في دوامه لا نهاية لها..حتى هذا الضجيج حولها لا يشتت خوفها وتوترها المستمران...
حاولت ان تجاري ابتسامات الحضور وان تجامل الاقارب بقدر المستطاع...
ولكن كلما تتذكر ان رسالةًواحده ممكن ان تحول هذه الابتسامات الى سيوف و هذه الثغور الى مدافع قذف..لا تستطيع التنفس...
حاولت الانفراد بالشموس والحديث. معها عما عرفته ولكن الشموس منشغله تماماً عنها الليله مع هوازن زفتها هنا نصف ساعه لتأخذها لغرفتها..
فرحت بتواجدها صامته عند كرسي راكان لتنظم إليها ولسكونها/ليال..ليه جالسه لحالك؟!
بمحاولة ابتسامه/ماني لحالي معي ولد اختي..
صمتت وهي تداعب خدّي راكان وتتبسم له..
نطقت بخجل/اسفه شهوده عالموقف اللي حطيتك فيه مع نايف هذيك المكالمه
ابتسمت/يووه عاادي وشذكرك فيها؟!
حركت كتفها/مادري حبيت اعتذر لأني حسيتك زعلتي
اتتهما من الخلف بهاتفها و عصى السيلفي لتصورهم/اتركونا من الزعل و ابتسموا للحياة
ضحكت ليال من دخول نيفادا المباغت كعادتها/والله ماتخلي عادتها
وقفت بجانب شهد لتكون بينها وبين ليال/يلا ناظروا الكاميروا وقولوا بطيييخ!!
.
،
.
بعدما حدث بينهما بعد نعيم العلاقه تأكد له أن الحظ يعانده ، و ان لا سعاده ستأتيه تخطب وده، فهو ليس معتاداً على ان تهديه الحياة لحظاتها الجميله مجاناً بل لم تعطيه هذه الحياة بقدر ما اخذت منه...!
لذلك لن ينتظر رضاها ليسترد حقوقه التي منعتها...هذا الجانب اللطيف الذي تراه منه يجب ان يختفي ، حتى لا ينفرط عقد صبره و يعصى عليه لملمت ما سيضيع منه في لحظة غضب..!
نظر لساعته ليتصل بها، و ينتظر ردها...
على الطرف الآخر/هلا أدهم..
تحدث بجديه/اسمعي ترانا جايين بعد ربع ساعه اخلصوا
بارتباك/اوكي أدهم كل شيء جاهز..
اغلق الهاتف وهو يلتفت إلى مهند بابتسامه جانبيه/هاه ودك تدخل والا بتكمل السهره مع هذول
وقف وهو يرتب شماغه و بشته/ياولد اسحب عليهم مشينا بس..
ضحك وهو يأخذه...ويخرجان
.
.
،
الشموس بعبوس/بس لو انك سمعتي كلامي لنزف مهند للقاعه
هوازن بخجل/لا كذا اريح...عمري مارتبكت وتوترت كثر هالليله
رفعت حاجبها/شمعنى و سبق وتزوجتي؟!
تنهدت/مهند غير..يمكن لو ما شفته بالملكه بيكون الوضع عادي..مادري انا مرتبكه
ابتسمت لخوفها/يا حليلك يا هوازن هذا زواجك الثاني ومستحيه وحالتك حاله..والله انك نادره يهالبنت
رفعت رأسها لها وهي تراها تلتقط عبائتها/وين رايحه؟!!خليك عندي
سمعت صوت رنين جرس هاتفها/مايمدي ..العريس عند الباب...لازم اروح قبل لا يطردني مهند
ابتلعت ارتباكها..وهي تصمت..
اقتربت منها و سلمت عليها/يلا لازم امشي الف مبروك يا هوازن والله يسعدك
بابتسامه/الله يبارك فيك...
خرجت لترى أدهم يقف هنالك بجانبه مهند الذي يبتسم/مبروك يا مهند
مهند بسعاده/الله يبارك فيك و عقبال تفرحين بنايف و راكان
شدت لثامها/مشكور..
اخذه أدهم وهو يأمرها بنظراتها لتنتظره..دخل مهند وعاد إليها وهو يمسك بأناملها في ممر الغرف الواسع/مشينا؟!
استغربت نظراته/وين؟!
بابتسامه جانبيه اخذها/ابيك بموضوع مهم
ذهبت معه حتى وصلا لجناح كبير جداً ويفتح بابه الضخم و يدخلها ليدخل خلفه ويغلق الباب ومن ثم ينزع شماغه بتعب/اليوم تعب من اوله
مازالت تستغرب تصرفاته وتحاول ان تفكر بسيناريوهات غير الذي يجري أمامها/أدهم وش موضوعك المهم انا ماني فاضيه وولدي تحت معهم
ابتسم وهو يقترب منها/معليش راكان مع خالاته وام رواد لا تخافين بيرسلونه هنا اذا طلبناه..لا تقلقين يا قلبي
حاولت التراجع عنه، ولكنه امسك بها وعانقها لينزع شالها و عبائتها بلطف وهو يهمس/سايرتك بغرفتك و بريت بحلفك اني ما المسك بهذيك الغرفه لكن الليله، اسمحيلي هذي غرفتي و انتي زوجتي و ماني متنازل عن حقوقي
نزلت دموعها وهو يقتحمها وان كان هذا الاقتحام الاجمل و الألطف في حياتها و لكنه يتجاهل مشاعرها يتجاهل قلبها يتجاهل احترامها لذاتها/مهما سويت اللي تبي بجثتي ماراح اسامحك والحاجز اللي بيننا بيزيد يا أدهم، قلتبك مابيك
عانقها بشده حتى كاد يكسر اضلاعها ثم دفعها للسرير خلفها لتسقط عليه وهو يفتح ازرة ثوبه/خسرت قلبك و بنيتي حواجز بيني و بينك وحرمتيني من حقوقي فيك، وبعد رفضتي اتزوج ثانيه..وش تبين مني انتي؟!!!
غرقت بدموعها/ترضى تلمس وحده طابت روحها منك؟! ان كان هذا يرضيك
اغلق شفتيها بيده وهو يتحدث ببحة/معاد يهمني اذا حبيتي والا ما حبيتي يالشموس .. اذا انتي متردده من ناحيتي فأنا متأكد منك و بستمر بهالعلاقه و ماعلي منك..حطي ببالك انه من اليوم ورايح كل شيء بيمشي مثلما أبي انا....
↚
الشيء الأكثر ألماً هو أن تفقد نفسك عندما تحب شخصاً أخر حباً جماً ، وتنسى بأنك شخص مميز أيضاً.
إرنست هيمنغواي
.
.
اغلق شفتيها بيده وهو يتحدث ببحة/معاد يهمني اذا حبيتي والا ما حبيتي يالشموس .. اذا انتي متردده من ناحيتي فأنا متأكد منك و بستمر بهالعلاقه و ماعلي منك..حطي ببالك انه من اليوم ورايح كل شيء بيمشي مثلما أبي انا....
تحركت اهدابها المثقله بالدموع لتنهمر و هي تحاول ان تبعد يده عن ثغرها، حتى ابعد يده لتتحدث بقهر/كنت اظنك بعد كل هالفتره تغيرت وصرت أرقى لكن للأسف ماتغيرت للحين كل شيء تبيه تاخذه بالقوه و الاقتحام!
حاول التحكم في غضبه أمامها هذه الليله، ابتسم و مد يده لأناملها التي تحاول ان تبعدها عنه ولكنه امسك بها رغم ذلك و ثبتها بيده/لو تراجعين تصرفاتك بتلاحظين انك السبب، انا خلاص مليت من هالمسرحيه البايخه و بسدل الستار عليها الليله و أنهيها.
نطقت بخيبة أمل/بتنهيها ؟! مافي جديد حتى في هالقرار اللي يخصنا اثنينا انت اتخذته بدون ماتشاركني فيه..فلا تنتظر مني شيء
شد على أناملها بقوه/وضحت لك كل شيء، و عطيتك الوقت الكافي علشان ترتاحين و تراجعين كل كلامك وتصرفاتك ضدي..وش تبين بعد؟!
بابتسامه دامعه/كيف حكمت الوقت كافي والا لا؟! بعدين انت اصلاً ماعطيتني وقت ، فقط انتظرت الاربعين مثل اي زوج وجيت ، مشاعري ماتهمك، سواءاً مازلت ابيك او رغبتي فيك انعدمت، الظاهر ناسي اني و لدت بنص التاسع وانت السبب؟!
نفضها من يده وهو ينطق من بين اسنانه غاضباً/انتي وش تبين مني بالضبط علشان اسويه، وافتك من هذا كله.
حاولت تدليك يديها بعد قبضة يده القويه، لترد بابتسامة خيبه/تعرف كيف تتصرف مع كل الناس باحساس النبيل لتكسب قلوبهم، و الكل يحبك، لكن عندي فجأه تصير ماتعرف تتصرف و لا حتى تحاول توضح لي ندمك و رغبتك.. سبحان الله كريم معهم و اناني ولئيم معي أنا بس !
صُدم من تصريحها/لحظه، انتي فعلاً تشوفيني كذا؟!! و إلا للحين قصة مها مسببة لك عقد نفسيه!
غضبت من وصفه اللامبالي بها/عقد نفسيه!!!!سبحان الله صارت ردة فعلي على خيانتك و تطنيشك عقد نفسيه..!!
رفع حاجبه وهو يترك السرير ليجيبها بحده/انتي تدورين المشاكل و بس مستحيل تفهمين!
حركت رأسها بالموافقه وهي تغلي من لا مبالاته بقلبها/اوكي يا أدهم خلينا نقلب الادوار شوي بس علشان اخليك تعيش اللحظه و تعطيني شعورك وقتها..ببساطه تخيل انه انا اللي استغفلتك وقللت من قدراتك الادراكيه بحجة اني خايفه على مشاعرك..وانت فجأه اكتشفتني و لقيتني بحضن رجال غيرك واضحك معه و اقوله اني مابي زوجي و اني متزوجته بس علشان مصلحه!! يعني ابي اشوف ردة فعلك كيف. هل بتسكت وبتصيبك عقد نفسيه والا بتنهي حياتي لحظتها؟ وترتاح مني؟!
صمت متفاجئاً وهو يذهب ليجلس على الأريكه المجاوره للسرير،ليفكر كيف تصيغ عباراتها التي تصيب قلبه! كم هي قويه و مُتعِبه، و ليس بالساهل إقناعها..
يؤمن انها تحبه و يفسر ذلك بعينيها المُشعّه حين تسقط عليه و رجفتها لحظات العناق ولكنها حتى وان أحبت لا تخضع!!
"اللعنة على غبائي حينما سايرت مها... و حينما كذبت أول مرّه وحينما لم اكون صريحاً منذ البدايه، حتى ابعدتها عني سوء الظنون"
.
تركت السرير وهي تنزل و تذهب لدورة المياه وتغلقها خلفها لتغسل وجهها، لم يرد على تساؤلها وذلك يفسر جوابه... لم يهتم منذ اكتشفت علاقته بمها أمامي و كأنها شيئاً عادياً، يريد مني ان اكون عاقله ومتفهمه لكل افعاله التي يفعلها بالخفاء؟!!
يريد مني ان لا افمهمه بشكل خاطىء بينما هو لا يُجهد نفسه في الحديث عن نفسه وعما يفعله واسباب ما يفعله، بل اغلب اخباره اعرفها صدفه!!!" انا لم أُخلق شيئاً ثانوياً او تابعاً لأحد عليه ان يعرف ذلك،..
رتبت فستانها و شعرها الذي يتهادا بطوله الاستثنائي، لم تقصه منذ فتره طويله وحان وقت قصه...ستخرج الآن ترتدي عبائتها و تنزل لهم...لن تخضع له و قد انتهى كل شيء ...،
خرجت بهدوءها لتراه مازال يجلس مكانه وعبائتها بالقرب منه..و حقيبتها على الارض أمامه..
لمحها تخرج و لكنه لم يعيرها انتباه لتمر امامه و تنثني لإلتقاط حقيبتها و اخذ ما سقط منها و اغلاقها...تبدو اكثر اناقه مما سبق بفستانها الاسود القصير و هي تسدل شعرها بكامل طوله على غير عادتها وكأنها تتعمد ان تكون كذلك وهي تتمنع امامه!!، لمح بريق خلهالها في دقة ساقها..فوق كعبها العالي..!
تاه باقترابها منه لم ينتبه انها تقصد عبائتها التي بجانبه، ليراها تمد ذراعها لعباتها التي بجانبه وتطلبه/عباتي لو سمحت!
كان سيتركها لولا أنها اظهرت عدم الإكتراث و تريد الخروج الآن ، في مخالفةٍ واضحه لأوامره، بات كل شيء داخله يصرخ ليحتضنها زم شفتيه بغضب وهو يمد يده لذراعها و يجرها في حضنه و على فخذيه/وش مستعجله عليه؟!
لم تستطيع الرد وهي تشعر انه يحيط بها من كل اتجاه و يحسب حتى أنفاسها، رغم إتساع الفجوه و المسافه بينهما إلا انه مازال يعبث بنبضات قلبها و يُربك رئتيها اثناء التنفس..ذلك الشيء الذي حال بينها وبين محاولات انتقامها و حال بينها وبين راحتها ، كان يجدر بها ان تنتقم و لكنها لم تقاوم و كأنها كانت تريد أن ينهي معاناتها في عجزها عن تقبله من جديد...فهي عاجزه عن التقدم ناحيته خطوه واحده...!
متوجس من صمتها الدامع بين يديه..ولكن لن تمنعه تلك الدموع مما يريده حان الوقت للإنتقام من المسافه التي اتسعت بينهما كثيراً ومن الجفاء الذي تمادى اكثر/مضى وقت كافي، بذمتك ما شتقتي لي؟!
ردت بصوت هامس كنبرة صوته ولكن اكثر تردداً/لـ لا
ابتسم بخبث/حلو، هذا بيعطي للجو لذّه اكثر!
زمت شفتيها و بانت رسوم الغضب على ملامحها لتصد عنه...
أدار وجهها الغاضب ناحيته وهو مازال مبتسماً/انتي كذا اكثر فتنه بعقدت حاجبيك،
حاولت تركه والإبتعاد عنه ولكنه كان اقوى من إرادتها ليداهما بشوق جارف...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والأربعون
في القاعه...،
سألت عمتها بعدما رأت تأخر الساعه لم تنزل رغم ان الزفه تمت منذ ساعتين/عمتي هند ماشفتي الشموس؟!
التفتت اليها بابتسامه و هي تلتقط الطفل من عربته/شتبين فيها؟ خليها تاخذ راحتها عاد
استغربت من ردها/مستحيل تاخذ راحتها و تاركه ولدها وراها؟!
بهمسه/اختك مع زوجها فوق و لعاد تسألين بعد شويتين و يتصل أدهم يطلب الولد و بوديه له..
مازالت مستغربه/بس ماقالت لي لمن عطتني راكان!!!
بابتسامتها/يحول الرجال مسوي لها مفاجأه وبينامون هنا، لا تكثرين اسئله عاد.
إلتزمت صمتها و خوفها تريد الحديث مع الشموس، لتحل هذه المشكله قبل ان تكبر...لن تسمح لحقير يختبىء خلف شاشة الهاتف ويهددها بهدم كل ما بنته ليال و كل ما وصلت إليه...ستكون رئيسة مركز يختص بالتربيه و لن تسمح له بتشويه سمعتها ببساطه هكذا..!
استغربت سرحانها المفاجىء، لتسألها/ليال شفيك يا بنتي ساكته طول الوقت ولا تبتسمين حتى بالغلط!!
تنهدت وهي تفكر بالحل المناسب/عمتي ممكن اكلم صالح؟! حابه استشيره بشغله قانونيه
بإهتمام/اعتقد تعرفونه قبلي، كيفك كلميه بس وش مشكلتك؟!
ترددت لتخبرها/صديقه لي عندها مشكله و حابه استشيره علشان نعرف كيف نتصرف لمشكلتها
هزت رأسها بمسايره/اهاا انتي عارفه ان صالح عنده مكتب وارقام مكتبه معروفه تتصل فيه اذا تبي موعد هذا اللي اعرفه عن عمله
ابتسمت لها/مشكوره عمتي!
تسائلت وهي ترى الحضور الاغلبيه من اهل مهند/انا اتصلت بخالتك ام طراد واعتذرت ،غريبه والله ماهي من عوايدها،حتى ما جات تزور الشموس!! منيره فيها بلاء ماهي الأوليه.
تنهدت وهي تتفهم غياب خالتها منيره،... لا تعلم ماذا ستكون ردة فعل الشموس حينما تعرف ما حدث لها في ألمانيا، و لا تعرف ما كل تلك الاحداث التي جرت لها مؤخراً ، قد كانت حياتها هادئه و كانت تتحكم بسير أمورها بتعقل حتى سلمت نفسها لقلبها..!
حضرت هند وهي تلهث/ليال تعالي شوي
خافت/شفيك؟!
امسكت بيدها/نيفو تبيك بدورة المياه و تتوجع
يكاد يقف قلبها/بسم الله عليها..شفيهاا؟!
هند بحزن/ابداً يعني نتمازح ونسولف، و فجأه انكسرت كاسه كانت بيدها نزلت تاخذها عن الارض وانجرحت و نزفت يدها
بقلق شديد/ماعمرها اجتمعت معكم الا وصابها شيء، تنسوون ان معكم وحده حامل هبلااات!!
هند الصغرى/والله هالمره ما سوينا شيء
إلتفتت الى ليال/ليال روحي شوفي اختك وانا بتصل بتركي يوديها،
بقلق/وش اسوي بها يا عمه ماعرف اتصرف انا بدون اسعافات اوليه
تأففت/قلت لك روحي لها وهدي خوفها بس لا تسوين شيء بلغيني اذا تنزف كثير والا خفيف بنطلب من الفندق اسعافات
خرج من غرفة والدته في المشفى وهو يحاول الاتصال بها، لم ترد عليه كعادتها!، يعرف انها في عزيمه هذا المساء حسناً لربما انشغلت بشيءٍ ما..!
ولكنه ليس مرتاحاً !!
عاد ليرى قدوم مدى بصحبة ريم ، فهي كانت بصحبة والدها، لم يعيرها اهتمام وهو يسأل مدى بلهفه/اتصلتي بنيفو؟! كلمتك!
ردت مستغربةً اسلوبه/هي راحت لأهلها حزة المغرب مع سايقها و بتطلع للرتز عندهم مناسبه هناك ماظن بتتصل وش تبي يعني!!
سمعته وهي تحاول ان تتلاهى و تدخل غرفة عمتها، لتغص بدموعها خلف الباب في الممر..، حتى الوقوف في مكان يجمعها به بات يُخجلها و هي تشعر بأنه يحتقرها بعدما إتضحت الفروق بينها و بين نيفادا و بالتأكيد هو يلعن معرفته بها..هكذا هي تشعر هكذا هي تموت...!
.
.
استغربت قلقه/قاااسي قلت لك هي مشغوله..المهم ماقلت لي شقال الدكتور عن حالة خالي عثمان
تنهد وهو يشعر ان ثقل العالم وهمومه على ظهره، مرض خاله و هجر ابناءه له شيء يثير الاشمئزاز والغضب/اسمعي يا مدى خليك عند أمي انا عندي شغله مهمه، بروح للخرج
استغربت/ليه عسى ما شر
بضيق/بروح اشوف عيال خالي اللي اتصل فيهم ولا يردون ،ان كانهم ميتين برجع و اوصي الرجال على خالي، وان كانهم حيين و هاجرينه والله وانا ولد خالد لأبرد كبد خالي فيهم، عسى ما يتبعهم ولد هالعاقين.
خافت وهي ترى مراسم الغضب والجديه تداعم وجهه،منذ فتره بعيدةٍ جداً لم تراه غاضباً هكذا، هل لقلقه على عدم رد نيفادا يد في ذلك؟!!/اجل روح و انتبه للطريق يا بعدي، انا بقعد عند امي بس من بيرجع ريم وأمها؟!!
رد بضيق/وش جابها أصلاً...؟!! خليها عندك ماني ماخذها برجع الصبح وارجعكم كلكم للبيت و اقعد عند أمي.
رأته يتركها غاضباً ومتوتراً بعدما ألقى أوامره...!!
.
،
.
.
وقف عند الاستقبال تحت وهو يرتب شماغه، و ينتظرهن في الداخل، لا يصدق ان نيفادا باتت بهذا القدر من الدلال، و تتغطى منه؟! ماجعله يكتم الضحكه قبل قليل أمامها وامام شهد هو أنه للتو عرف بحملها ،ههه!
حضرت الممرضه بورقة مفادها أبر عليه دفعها عند الاستقبال..
ليتجه ناحية موظف الاستقبال وهو يحدثه/لو سمحت ياخوي ابي فاتوره للعلاج هذا مادري شسمه
ابتسم الموظف من اسلوبه/اوكي انا ماشي هاللحين انتهى الشفت حقي ياليت تنتظر للموظف الثاني
تركي بإلحاح/يا شيخ هي بس فاتوره حرر لي وحده وخلني ادفعها بسرعه علشان اخلص البنت داخل
قرر الرضوخ لطلبه/اوكي عطني اسم المريضه
لمح تركي هنالك واستغوب وجوده ليتجه إليه خاف ان مس أدهم سوء فنيفادا لا ترد...، ولكنه صُدم..
تركي/اسمها نيفادا راكان المناع..
لم يستطع صبراً ليمسك يده بقوه و يلفه ناحيته/شجاب زوجتي معك؟!
كاد يفقد ذراعه من شدة قوته ليبتسم خائفاً/شوف احلف لك بالله ماهو انا اللي جرحت يدها، انا بس اتصلت بي وانا بقاعة الرجال ومافي احد حولي بس انتظرهم و امي و اخذتها هنا هي واختي..لا يروح فكرك لبعيد يخوك
لاحظ تغير تركي و هدوءه،لم يغضب، ليترك يده/عندها احد والا ادخل اشوفها؟!
اخذ في ترتيب شماغه/اختي معها..بعدين يا رجال نسفت البرستيج كله
هو فعلاً تهور ، شعوره بالضغط يزداد منذ عاد للرياض لم يرتاح/معليه..ابعد انا اللي بحاسب
اخذ المبلغ بسرعه و قدّمه للموظف/ماعليك منه انا اللي بحاسب
عقد حاجبه/تررركي!!
رفع يده/خلاص دفعت ما يمديك.
زم شفتيه بغضب وهو يقف وينتظر خروجها، ..
وقف هو الآخر في الجهه الأخرى من الممر،يراقب قاسي مستغربا كيف لهذا لنيفادا ان تتزوج من هذا العملاق، يكاد يجزم بأن طوله يتجاوز المتر و ستة وتسعين سنتيمتراً!!
حرك ذراعه بعد قبضته الحديديه،ليبتسم كيف تحملته نيفادا؟!!
خرجت بعد لحظات وهي تمسك بيد شهد وتشعر بدوار،نزفت كثيراً وبكت كثيراً بعد خياطة قاعدة إبهامها..
كانت ستقع لولا إمساكت شهد و وقدوم قاسي لتتفاجىء بصوته /نيفادا انتبهي!!
رفعت رأسها له وهي تترك يد شهد/خلاص شهود اقدر امشي لحالي..
تقدم إليها بلهفه ليمسك بيدها الاخرى بعد ذهاب شهد عنها/مشينا
استغربت/عادي برجع مع تركي خلك مع امك
ضغط على يدها بقوه ليكررها بصوت تسمعه هي/مشيناا
مشت صامته برفقته وهي تكتم بكائها.،،
عاد إلى اخته وهو يمسك بيدها/يلا وش يقعدك يا بنت
ردت وهي في طور المفاجأه/ماتخيلت نيفادا تتزوج واحد مثل قاسي كذا!
مشى وهو يسايرها بالحديث/ليه ان شاء الله؟!
حركت كتفها/الله اعرفه انها تموت عليه،بس مااش ماتخيلته كذا ..مادري!
تذكر ماسمعه قبل قليل ليبتسم مجدداً/بالله عليك تقولين انها حامل!! نيفادا أم لااا مستحيل قبل شوي تصيح ههه
ضحكت و توكزه في كتفه/تررركي!!
اكمل طريقه للسياره ضاحكاً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والأربعون
مازال صامتاً طوال الطريق بشكل ينم عن غضبه ليصلون اخيراً و يأمرها بالنزول/انزلي ..و سكري الباب حق البيت اللي تحت بالمفتاح و..
نزلت بصمت لتغلق باب السياره بشكل اغضبه!، لينزل هو غاضب،هذه الليله كل شيء يستفزه...ليلحق بها و يوقفها في ساحة المنزل/يا بنت!!!
توقفت مستنكره نداءه لها بهذه الطريقه،يدها ترجف من شدة الألم بعد زوال البنج الموضعي وتريد اخذ حبة المسكن، لتلتفت إليه بعين لامعه/تناديني؟!
اقترب وهو غاضب/اجل فيه بنت غيرك هنا؟! ليه ماتردين علي وانا اكلمك و تنزلين و تسكرين الباب بوجهي؟!
اغمضت عينيها و اطلقت تنهيدتها المرهقه/قاسي انا ماقصدت هالشيء وربي تعبانه، راسي مصدع وحاسه اني كنت اركض طول الليل!
امسك يدها ليهزها/جرح بسيط و رايحه المستشفى مع تركي وتاركه السايق و تقولين كنك تركضين طول الليل!! تستهبلين انتي؟!
ردت بحنجره متجرحه من كثرة البكاء، لتسايره/ايوه جرح "يستهبل" نزف شوي و اضطريت اخيطه ثلاث غرز، انا اسفه اني ركبت مع تركي،بس عمتي أصرت علي تروح شهد معي
صمت وهو يراها تبدو ذابله ومع ذلك هي تقف و ترد عليه بحجم اسئلته،شعر بالذنب للحظه/انتي مخيطه غرز؟!!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي توسك على البكاء/مو مهم بروح ارتاح
رد بضيق من نفسه/طيب طيب خلاص ادخلي...انا رايح الخرج عندي مشوار،اي شيء تبينه اتصلي بي أنا لا تتصلين بأحد غيري، سلام
خرج تحت أنظارها المستغربه جفوته هذه!، لم يكترث بها ولم يبدي إهتماماً...تركت الوقوف مكانها لتدخل بحثاً عن الراحه، تمنت لو ان ليال او الشموس برفقتها او أم رواد..شعور فضيع بالوهن والتعب ..كانت ليله جميله لولا الجرح الذي اصاب يدها، و ردة الفعل البارده من قاسي..!
بالكاد وصلت الصاله في منتصف المنزل لتجلس على أقرب أريكه لتستريح قبل الصعود للأعلى...،
.
،
.
،
مضى في طريقه الى الخرج و النيران تتقد في صدره، كل شيء في كفّه و رؤية تركي مع نيفادا شيء آخر..
ذلك خارج عن إرادة تفكيره المجنون بها.. فهو يعرف ما يفكر به الرجال ،.. حتى وان كانت بحاله طارئه لم يكن يجدر بها الذهاب مع تركي ..اين كان أدهم؟! و لماذا لم يرفض ماحدث؟!!
تنهد تنفسه من شدة غضبه المكبوت،يريد تفريغ كل الصرخات التي كتمها في صدره منذ شهور، ..
لمح إشارات ضوئيه وسيارة أمن طرق تغلق الطريق ترجل من سيارته وهو يقف مذهولاً من هكذا حادث واصوات نداءات الرجال حوله..
شاحنتين و ثلاث سيارات هذا حدثٌ جلل..في منتصف الطريق السريع و لا مدينه قريبه لهذه الحالات الطارئه ، وقف مذهولاً و الاصوات تُعيده لما عاشه في جبهة القتال هنالك...زاد ذلك وصول مروحية الدفاع المدني..
شعر بالصداع يلف رأسه وهو يتذكر ما حدث أمام عينيه ..
اصوات خطوات جنود و كلمات تزيد من الحماسه ، وصايا بعضهم لبعض...
كان خلف اثنين من رفاقه واخر خلفهم يحمي ظهورهم..
كانوا في مهمة تمشيط على الحدود..
كل منهم متمسك بسلاحه كما يتمسك بعقيدته فقد اقسم بالله كل ٌ منهم على سلاحه ان يحميه فوق كل أرض وتحت كل سماء.
تفاجأوا بطلقات ناريه متفرقه أصابت الأول منهم في بطنه، شعر "رامي" وان الروح ستفيض وسلاحه بجانبه،،كان من المفترض ان يفكر بروحه..و لكنه اخذ السلاح و قذف بسلاحه لصاحبه الذي خلفه وصرخ قائلاً/خذوا سلاحي و هاتوا امداد ان مت فالسلاح معكم و ان حييت بلحقكم
صرخ قاسي يجب على رامي ان لا يتحرك فيراه العدو ويجهز عليه/لا تحررك لا تحرررك اوهمهم اوهمهم خل سلاحك معك رامي !!
ولكنه لم يكمل كلمته حتى اتته رصاصه لتجهز عليه وعلى من خلفه أمام ناظري قاسي الذي هب لهم و لكنه تلقى ضربه من الضابط الآخر ليسقط وهو يرى بعينيه رفيقي دربه تصعد ارواحهما لبارئهما...
جلس في ذلك الموقع يومين وليله يراقب وضع المكان حتى تم تطهيره و جثتي زميله أمامه توقد الحزن وتزيد المراره..
سيموت ولن ينسى ماحدث.. تذكر ذات مرة مقولةً لوالده "انت اخترت العسكريه و العسكريه مصنع للرجال الصناديد يا قاسي..خلك ذيب مع الذيابه"
اغمض عينيه وفتحمها ليمسح وجهه و كأنه يحاول إبعاد هذا الذكرى الخانقه ليكمل سير طريقه الى الخرج،لم يعد لديه الكثير من الوقت لتنتهي إجازته هذه التي لم يذق فيها طعم الراحه سوى لحظات سرقها مع زوجته...!
استغربت ما سمعته/ليه ياخذها وهي تعبانه؟!!يعني يدها مجروحه ومخيطه من بيساعدها بالله
رفعت كتفيها/والله هذا اللي صار اخذها مننا اول ما طلعنا من الطوارىء
تأففت وهي تجلس/صدق ماحسبت حساب هالشيء..البنت حتى ماكلت شيء و نازفه !
شهد/تصدقون اول مره اشوف قاسي!
هند بفضول/كيف شكله؟!
شهد/اسمراني طويل مرره وله يدين و رجلين و راس..
رفعت حاجبها الأيسر وهي تفهم مقصدها/تستهبلين علي
ضحكت ليال/خليها ترد لك استهبالك لو مره
نظرت لساعتها بتعب/يلا بنات معاد بقى الا الفجر ... بروح اودي راكان لأمه وابوه وانتم جهزوا انفسكم خلونا نمشي..وين ام رواد تعطيني شنطة راكان؟!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والأربعون
اليوم التالي..،
لم تنم جيداً منذ فتره ..إنتظار مُقلق .. وترقب و خوف..نعم خوف ممن يهددها و لا تعرفه...آه كم تخيفنا المصيبة التي تهددنا أكثر من تلك التي حدثت،
منذ الصباح تتصل بالشموس و لا ترد..لذلك قررت بأن تقوم بهذه الخطوه بنفسها...
اخذت هاتفها من على الطاوله واتصلت بـ صالح..، فوراً
ستحدثه و تحاول ان تجد حلاً...قررت أنها لن تضعف ولن تخاف فهي ليست مذنبه .. وعلى ذلك الغبي ان يجد طريقه اخرى غير هذا الإبتزاز القديم الطراز...
هو درس له فقط ليعرف أنها ليست ضعيفه و لن تنحني لطلبه المليون هه ...
على الطرف الآخر/مرحبا مكتب صالح القانوني..كيف اقدر اخدمك؟!
اغمضت عينيه وهي تأخذ نفساً/مرحبا ممكن اكلم الاستاذ صالح نفسه؟!
على الطرف الآخر/لحظه بس..
حاولت الهدوء والتركيز فهو المطلب في هكذا موقف..
.
،
.
في مكتبه~
اغلق الهاتف من ليال وهو يفكر بالحل، في انتظار ما سترسله من ارقام و محادثات مسجله..
رفع سماعة المكتب على سكرتيره ليتحدث بشكل مستعجل/عمر تعال بسرعه، فيه شغله طارئه..
على الطرف الآخر/ان شاء الله استاذ.
دخل وهو يستغرب طلبه المستعجل/خير استاذي
تحدث باهتمام واضح وهو ينوي شرح ما يريده/اسمع انا بصدد رفع دعوى جريمه معلوماتيه ترتقي للإبتزاز..بس بالاول نبي نقدم شكوى و بلاغ عن طريق وزارة الداخليه
عمر/هذي بسيطه طال عمرك من البوابه الالكترونيه لوزارة الداخليه
صالح/انا ادري يا ولدي..بس ابي اجمع معلومات عن المبتز هذا خلال يوم فقط..
عمر/دام الجريمه إلكترونيه وللان ماتم التبليغ ليه ماتبلغ وهم بيقومون بكل شيء
صالح بهدوء وهو يتذكر كلمة ليال بأن ذلم المُرسل يقول بأن السبب هي الشموس/ادري ان هذا دورهم بس انا حاب اعرف منهو، اذا ماقدرت باخذ معلوماته بعد القبض عليه ان شاء الله لأنه ما راح يفلت من يدي
وصلت إليه الرسائل النصيه و صور المحادثات الى هاتفه من ليال،ليبتسم..سجل عندك هالرقم واتصل لي برائد و خله يعطينا خبره
عمر بحماس/ابشر عطني بس ساعه
بإبتسامته الهادئه/كفو ولدي و اذا جاء مهند.. والا صح مهند بإجازه..خلاص روح..
دهب عمر ليعود يتفقد الرسائل والمحادثات التي أرسلتها ليال...ليبتسم، أنثى بمثل جرأتها لن تُهزم و لن يستطيع احد كسرها....الصادق لا يخاف و لا يتردد و ذلك جعلها تكبر في عينه عن السابق...هي تماماً بحكمة والدها و ذكاءه...لو لم تختار الخدمه الإجتماعيه لتفوقت كثيراً على الشموس في مجال المال و الأعمال...!
،
.
.
على شرفة الفندق التي تطل على مسطحات خضراء و اشجار واقفه وهي تحمل طفلها ليتعرض قليلاً للشمس.. تلتهي بطفلها لتحاول تجاهل خيبتها ،...
انتهى كل شيء، صادر حقها في الغيره و الغضب والرغبه صادر حقها حتى في العتاب .
دعس بكامل ثقله على مشاعرها و تجاهل صوت إستغاثة ألمها..
صدمتها تجاوزت عبارات الكلام .. فأصبحت بارده خرساء معه..!
شعرت به يلتصق بها من الخلف ليضمها و يدس وجهه في شعرها بصوت بحته"اشتقت لصباحاتك"
لم ترد شعرت وانها تبلدت حتى طبع قبلته على عنقها بعدما ابعد شعرها عنه وهو يداعبها..
أدارها نحوه وهو مبتسماً/هاه يا قلبي تبين نتغدا هنا والا ننزل ناخذ لنا طاوله بالمطعم ؟
تنهدت/ابي أرجع البيت
حاول الحفاظ على هدوءه و هو يداعب خدها بطرف انامله/لا لا بدري عالروحه يا قلبي..خليني انبسط شوي..هنا احسن لي
رفعت حاجبها وهي تحاول تجاري بروده/بس مو احسن لي يا أدهم
إبتسم وهو يتجاوزها و يأخذ طفله للداخل بهدوء، ليجلس مسترخياً على كرسي المساج وهو يضع راكان على صدره و يداعب انامله/اترك الكسل وانا ابوك النوم ماخلق لعيون الذيابه
كتمت ابتسامتها وهو يخاطبه بهذه النبره/اترك الولد ينام يبن الحلال، ترى اتعبته،بعده صغير ماراح يتجاوب مع لعبك
رفع حاجبه/عاد نايم كل شوي!
بتملل/عادي لأن معدل النوم الطبيعي للي بعمره 17 ساعه فأكيد بتشوفه اكثر الوقت نايم.
وقف وهو يحمله ليضعه على السرير و يلتفت إليها/هاه يا قلبي ماقلتي ننزل و الا نجيب غدانا هنا؟!
ذهبت لتجلس مسترخيه امام التلفزيون وهي تجمع شعرها على كتفها و تلتقط الريموت/انزل تغدا لحالك..
ابتسم واتجه إليها ليجلس بجانبها و هو يضايقها بالإلتصاق/حلو معناته نجيب غدانا هنا..
زمت شفتيها وهي تحاول ان تسيطر على غضبها وهو يلتصق ويتحكم بها كما يريد/شرايك تشاركني انفاسي بعد؟!
شدها من خصرها بلطف وهو يريح رأسه على كتفها/ياليت.. والله ماحسدت شي كثر انفاسك.. ولا قدرت اختلي بك مثل قبل غير اني اخذ جناح بالفندق.. انا تعبت يالشموس
ردت بضيق وهي تحاول ان تبعده عنها/وانا تعبت يا أدهم ابعد عني تراك كاتم على انفاسي،خنقتني.
أدار وجهها إليه بابتسامة خبث/انا متعمد هالشيء يمكن إذا متتي أرتاح ، وألتفت لنفسي أنا وولدي..
دفعته عنها بضيق/هه على اساس انك منت ملتفت لنفسك؟!! انت اصلاً منت محتاج فسحة وقت .... كل اللي اطلبه من ربي ماتجيني بمكتبي وحده مثل مها وتحكي لي عنك بعد.
مازال مبتسماً/لا تخافين انا ماجي وحده إلا حلال..بس اوعدك اعطيك خبر.
رن هاتفه الموجود على الطاوله امامهم..ليضيء بإسم "مدى"، فرح و كأنه ات في وقته ليبتعد عنها و يلتقط هاتفه/ممكن شوي طال عمرك اتصال خاص.
نجح بإستفزازها رغم محاولاتها التحكم بانفعالاتها لتقف وتذهب غاضبه /بستين جهنم.
ضحك وهو يلتقط الريموت و هو يكتم صوت التلفزيون، ثم فتح هاتفه ليرد عليها...،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والأربعون
في محافظة الدلم..
وبالتحديد في جامع الحي الذي يسكن به ابناء خاله ..،
من وصل لهذه المحافظه و هو ينتظر لقاءهم، توقع أن يراهما هنا في الجامع عليهما ان يصليا..
انتهت صلاة الظهر ولم يرى احداً منهم!!
وقف عند باب الجامع بعدما اخذ نعليه، ليتفاجىء بطفل لم يتجاوز الثامنه يناديه/قاسي!
استغرب/ايه انا من انت؟!
بابتسامه/ماعرفتني ؟! انت ولد عمت ابوي حصه، انا اعرفك أنا زيد
ابتسم لابتسامات الطفل/ما شاء الله يا زيد جاي لحالك من البيت تصلي فالمسجد؟!، انت بطل
بثقه/ماني لحالي..امي تقول الله معي، والله يحب اللي يروحون يصلون بالمسجد..
الآن عرف ان الشر مكمنه ابن خاله فقط،فلا دخل في الزوجة الصالحه في فساد رجل بالغ عاقل كامل الأهليه/الله يخفظك لأمك يا زيد، وين الوالد؟
أشار لمنزلٍ يقع في اخر الحي/في البيت توه جاي من العمل يقول بينام
ابتسم له/طيب شرايك تضيّفني عندكم و تقهويني و تصحي ابوك
رد بحماس طفولي/يلا تعال..
بعد ربع ساعه منذ دخوله للمجلس والانتظار الممل دخل اخيرا وهو يبتسم ببرود/هلااااا يالله حي بو خالد
حاول الهدوء و كأنه بركان ينتظر الانفجار/الله لا يحيي اللي ما يخافه يا بوزيد
اقترب ليمد يده ويصافحه ولكنه تفاجأ بجمود قاسي/افااا وش العلم يابو خالد ماتسلم
لم يستطيع الاحتمال فبرود هذا الرجل يُشعره بالغثيان/شخبار خالي؟! رحت البيت ومالقيته !
حك رأسه وهو يجيب ببرود/بخير ماعليه الا العافيه ان ما لقيته فالبيت بتلقاه رايح المزرعه تدري هالايام ...
قاطعه وهو يمسك بياقة قميص النوم الذي استقبله به/ماتدري وين ابوك يالرخمه؟!!
عقد حاجبه وهو يحاول إبعاد يديه/الرخمه يعرف نفسه
نفضه بشدّه وضربه بلا شعور/ابوك يا عديم المرجله له شهور يراجع الرياض و من اسبوعين نوموه ياخذ جرعات كيماوي ويسحب امك واخته معه وانتم ماتدرون يالزلايب!!
لم يشعر بنفسه حتى قذفه قاسي أرضاً، ليجلس يمسك بظهره/منهو الزلابه؟!
شعر و كأن الدم سينفجر من صدره/بدال ماتنشد وين راحوا امك واختك بعدما تنوم ابوك؟!يا بارد الوجه!!
هاللحين تدخل تلبس ثوبك و تلحقني للرياض، ان مانتم جايين عطوني خبر خلني اعلن وفاتكم عند ابوكم علشان مايموت منغبن من جحودكم له ..
ماني عاجز عن بر خالي والله يغنيه عنكم ، لكن امكم واختكم شعر وجيهكم يالرخوم مالهم غيركم يالزلايب.
ظل صامتاً عاجزاً عن الرد حتى خرج قاسي من المجلس،في قرارة نفسه يوافق ما قاله قاسي و ان لم يعترف..
،
.
..
انتظرتها أمام المشفى بعدما إتصلت بصديقتها وأخبرتها ان تريد رؤيتها ، حاولت ان لا تلتفت لهذا المبنى الذي سبق و جمعها به،
أمور كثيره تشغلها فلماذا تفكر به؟! كم هو مثير للشفقه هذا القلب الغبي!
لحظات ليُفتح باب السياره وتطل منه/اهلاً اهلاً نورتي الرياض
ابتسمت لرؤيتها/رورو حياتي
صعدت لتغلق الباب وتسلم عليها بحراره/متى رجعتي؟! كنتي بتطولي يا بنت!
شدت على يدها/هاللحين اقولك..تحرك يا راهول.
لمحت في نبرتها شيء لم تعتاده/للوش في حاجه حاصله ماني عارفاها و الا شنو؟!
حاولت تمثيل الارتياح/ابداً اشتقتلك وجيت اشوفك و اسلم عليك
ابتسمت/ان شاء الله يكون كل شيء بخير.
.
.
.
دخلت المنزل مرهقه و كل ما بها مرهق و لكنها تستغربت عدم إغلاق الباب..! كيف لقاسي السفر و ترك البيت مفتوح هكذا/بسم الله.. مايمدي قاسي راح للخرج ورجع بهالسرعه!!
نطقت بضيق/المشكله بيروح للدلم مو الخرج يعني ابعد
تقدمتهم ام ريم/انا بروح اريّح عظيماتي..معاد بي حيل
لحقتها ريم لتتفاجىء بتلك الملقاة على الأريكه بفستانها القصير الذي يتضح من انكشاف عبائتها/يمه !! شفيها هذي نايمه هنا
فتحت عينيها بخوف وهي ترى ميلان رقبتها لتهرول ناحيتها وتجلس عندها/نيفادا ؟!! يا ويل حالي البنت غايبه عن الوعي يا بنات!!
تقدمت مدى وهي تنسى ارهاقها لترفع يدها المقملفوفه بالشاش وتكيل لها الصفعات/نيفووو ردي علي وش منه هالجرح؟!!
حاولت الرد فهي تسمعهم كالحلم..ترى سواداً فقط، شعرت بثقل لسانها/الشـ موس..
اخرجت هاتفها وهي تبكي لتتصل بالشموس بسرعه،ولكن هاتفها كان خارج نطاق الخدمه ،لم تجد بداً من الاتصال مرةً اخرى بأدهم، تشعر بالخجل قد اتصلت به اليوم ليرسل لهم سائقاً..
صرخت ام ريم وهي تلتقط الهاتف من مدى و تلتفت بإبنتها/رووحي هاتي مويه و عصير بسررعه البنت حامل، الله يستر لا يصير لها شيء باينتها من البارح هنا الفستان ماغيرته وبعبايتها بعد..
بكت مدى/لازم اتصل باحد يجي يوديها
ضربت على صدرها بجديه/البنت عندي خليك عندها يا مدى وانتي يا ريم تعالي معي
فرحت من اعماقها تمنت ان يحدث ما تفكر به،سيكون ذلك مفرحاً و خبراً ذو صدى سعيد بقلبها/يمه مالي شغل مابي اتورط
امسكت بيدها و اخذتها معها/امشي معي وانتي منطمه..مامعنا وقت..
لحقت بهم مدى لتأخذ الماء...لتجلس بجانبها..
......
مضت ساعتين حتى استعادت وعيها ولكنها تعجز عن رفع رأسها لتتمتم/مدى..كلمتي قاسي؟! انا ماكلمته من راح؟! مادري وصل والا لا
ابتسمت بدموع/يالخبله روعتينا عليك، وش صار لك ليه لافه يدك و ليه تجين البيت و قاسي وحنا مو فيه؟
ام ريم /هووو يا مدى لا تحققين معها بعد انتي..نيفادا يمه ،يتحرك بطنك؟! تحسين بشيء؟!
تذكرت انها حامل/هاه مادري!
استغربت مدى/بدري على الحركه اصلاً
حركت رأسها بالنفي/لا مو بدري، بس حركه خفيفه مرره
اما هي جلست هنالك تضع ساقاً على الأخرى و تراقبها بتمعن ومشاعر مختلطه، مزيج من الكراهيه والغيره..تقسم لولا وجود والدتها لكانت تسببت لها بصيبه ولكنها تمنعها دائماً..."مع سوء حظي أمي ليست في صفي، محظوظه تلك المستعربه ذات الشعر الباهت!!"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والأربعون
في المستشفى ..
تجلس عند قدمي والدها المبتسم لها تدلكها بسعاده و خجل من عيني ذلك المهند الذي إختطف قلبها بتضحيته بكل شيء ليتزوج بها رغم معرفته بأن والدها مجهول النسب، ذلك الرجل العادي بنظر الناس يبدو فاتناً حد أنها تغبط نفسها على معرفته...
حقاً شعور الرضا بعد اليأس له مذاق خاص جداً..صعب الوصف و صعب الشرح..
تحدث مهند وهو يسكب فنجان قهوه لوالدها/هاه يا عمي شرايك تترك المستشفى و تجي البيت عندنا ازين لك
بهيبة إبتسامه/ودي اترك المستشفى بس ولدي أدهم قال لازمك كم يوم بعد..مالي الا كلامه
نطقت برضا/اللهم لك الحمد والشكر، وين كنا ووين صونا يبه...طلعت مشكلتك فيتامينات و انيميا. ومحد راضي يصدقني ان بك فقر دم
مهند/فقر الدم الحاد يسبب اكتئاب و امراض نفسيه،احمدوا الله اللي طحتوا بطبيب شاطر
نطقت بضيق، فمنذ هجر القرابه وتبرأهم، لم يهب احد ليساعدهم/الله ما ينسى عبيده يا مهند
وقف وهو يغمز لها/يلا يا عم حنا نستأذن طال عمرك
حاولت مشاكسته/انا بقعد عند ابوي الليله
رفع حاجبه بإستنكار/ماخليتك تنامين في قسم الرجال وانتي غريبه وشلون وانتي هاللحين زوجه و حبيبه!، مشينا الله يرضى عليك
ابتسم والدها/اي بالله شد عليها، انا بيجيني أدهم الليله توه مكلمني.. توكلوا الله يحفظكم
إتجه اليها ليقف بجانبها وتعانق انامله اناملها/مشينا؟!
رافقتها حتى خرجا..
استرخى في جلسته وهو يبتسم لسعادة إبنته،كم عانت بسببه؟! بسبب هلوسته و لحظات جنونه و لحظات صمته الطويله وفقدانه لنفسه..كانت صبوره صبوره كوالدتها تماماً
.
،
.
في منتزه السلام..
ذهب الوقت ولم تنتبه كل منهما..الجو العائلي و ضحكات الأطفال..
تبادلا الاحاديث و الضحكات كثيراً والساعه قاربت على الحاديه عشرا..
رن هاتف رويدا لتشهق بعد رؤية الوقت/الساعه احدعشر هسا كيف ارد على معتصم و ابررلوا؟!!
بابتسامه/قولي له هالليله خليها عالحساب يا سيدي
رفعت حاجبها بابتسامه/انتي انجنيني خالص،شنو اللي يخليها على الحساب ، اسكتي خليني اعرف كيف ارد
صمتت وهي تتأمل حديث رويدا و محاولتها الاعتذار، ابتعدت وهي ترد لتجلس وحيده على الكرسي،من اللطيف ان يكون لدى الشخص من يقلق عليه إذا تأخر عن المنزل،
مر من امامها ليقذف الرقم ويقع في حضنها ويذهب، لم تصدق عينيها ان هذه العينات مازالت موجوده وتتنفس ضحكت وهي تقذف الرقم خلفها بعدما فتحتها ومزقتها!
قدمت وجلست وتبدو متوتره، ولكنها استغربت ضحك ليال/لا لا انتي اليوم مو طبيعيه تعالي معايا المستشفى اكشف عليكِ..
حاول ان تشرح لها وهي تشير بيدها/اسكتي وانتي لاهيه تكلمين زوجك جاء واحد و رمى ورقه فيها رقمه وراح..
لم تصدق لتضحك/بربك؟!!
توقفت عن ضحكها/مازالت الدنيا تفاجئنا بأشياء كنا نظنها اندثرت ..حتى وسائل التواصل الاجتماعي ماقدرت تقضي على هالحركات
هدأت من ضحكها/كنت حابه اشوفه والله..هذا طالع من فين؟!
وقفت/يلا خلينا نروح يمدي السواق رجع ليا ربع ساعه من كلمته، وانتي الله يعينك على زعل عصومه ههه
تذكرت غضبه/والله ماني نقصه زعلو..مابيرضى بسهوله
تحدثت وهي تكمل طريقها/كل شيء هيّن دامكم مع بعض، صدقيني ما راح تطلع الشمس الا وهو راضي لا تخافين
لمحت ذلك الذي رمى عليها الرقم يحمل طفلاً و يناديه طفل صغير بكلمة بابا!!/لا ويقولن الحريم ناقصات عقل ودين،
استغربت كلمتها/نعم!!
اشارت بنظرات عينيها/شفتي اللي ماشي مع زوجته هذاك اللي يناديه ولده،، هو نفسه اللي رمى علي الرقم
شعرت بالاشمئزاز/اللي استحوا ماتوا فعلاً..الله يحفظنا
إلتزمت صمتها بعد جملتها التي ذكّرتها بعتاب الشموس، معها حق ، "ماذلك الهراء الغبي الذي قلته في لحظة انهزام!!! ماكان علي نطق ما نطقته...ما اقبح الندم، بماذا ستفكر به اختي"
،
،
.
اوقف سيارته داخل حمى القصر و نزل لينزل حقيبة طفله، وهو يتحدث للشموس/شوفي يا قلبي ماني راجع الليله بروح للعم عبدالله، وعدته انام عنده الليله و تأخرت بالروحه
سايرته وهي تأخذ حقيبة طفلها/طيب..
في هذه اللحظه لاحظ دخول السياره استغرب لم يفكر بأنها ليال حتى نزلت ليتجه إليها غاضباً وقف عند السائق وهو ينادي/يااا بنت!!
توقفت وهي تعرف حجم خطأها/سم يا أدهم
نطق بغضب/كم الساعه معك؟!! ليه للحين برا؟!
حاولت الهدوء مع صوته الغاضب/مانتبهت للوقت..كنت بالسلام بارك مع رفيقتي..اسفه
ضرب بيده على السياره/وين اصرفها هالآسف يا بنت عمي؟! انتي بالذات يا ليال ماتوقعتها منك!!
حضرت الشموس وهي تحاول تهدأته/حصل خير يا أدهم و ترى ماهي عوايدها، هذي اول مره
غضب من دفاع الشموس الآن كيف تداريه الآن،لأن اختها اهم منه/لا ما حصل خير...و سهر البنات لهالوقت برا ما يمشي عندي..ليال لا تخليني اغير نظرتي لك!!
تركته ودخلت غاضبه، في كل شيء تخطىء به يعاتبها الجميع بأنهم لم يتوقعوا منها ذلك!! وهل هي ملاك منزّه لا تخطىء!! عليهم ان يتوقعوا منها الخطأ كما كانوا يتوقعون منها الصواب..عليهم الكف عن معاملتها بحسب الموقف فقط!!!
إلتفتت الو أدهم وهي ترفع حاجبها/انا زوجتك عادي تصرخ علي متى مابغيت براحتك، لكن خواتي لاا..
زم شفتيه بغضب/والله لولا اني مستعجل لادخلك الغرفه واعلمك ان الله حق يا بنت راكان
ابتسمت بتحدي/بالله ؟! افهم منك انك بتضربني! مافيه غير كذا!!
استفزته إبتسامتها المقيته هذه/اللي ما يفهم بينضرب..وانتي وضميرك يالشموس لا تختبرين صبري عليك ترى والله ان تندمين!
تركها بدون ان يسمع ردها،ذلك افضل حتى لا يقع بينهما ماهو أسوء...اعتاد حين تُغضبه ان يغيب يومين ثلاثه حتى يريخ اعصابه ثم يعود ،يعترف بينه وبين نفسه انه فشل في ترويضها وان إرغامها على اخذه لحقوقه و الانصياع لأوامره ماهو إلا تغطيه لفشله الذريع في ترويضها ..
،
،
،
صعدت بالمصعد للأعلى وهي تنوي الذهاب لغرفة ليال، ما باتت تفعله ليال ليس طبيعياً لم تكن يوما هكذا..
وصلت غرفتها وهي تطرقها/ليااال اقتحي ما امداك تنامين!!
ردت من خلف الباب المغلق/الشموس وربي مالي خلق لك و لسانك..
تحدثت بغضب/يعني عارفه ان اللي سويتيه غلط؟! لكن مستمره!! وش بعد بتصدميني فيه ياليال
ردت بضيق/يوووه محسستني راجعه مع رفيقي تالي الليل ترى كنت مع رويدا
خفضت صوتها فلا احد يسمعها سو ليال/والله خلاص صوت اتوقع منك اي شيء وانتي عارفه ليه مايحتاج اذكرك بسالفة رشا
نزلت دموعها بحزن وهي تقف خلف الباب،الشموس بلا قصد ثقبت قلبها وجعلتها تكره نفسها، ألهذه الدرجه باتت بائسه حتى في نظر أختها..!!
طرقت الباب وهي تقترب منه وتخفض صوتها اكثر/لياال فكري بي طلبتك..فكري بي قبل كل شيء اخوك للآن يتعالج مابي افقده تكفين يا ليال فهمتيني؟
جلست على طرف سريرها منهاره باكيه...لا تعرف كيف ستبدأ عملها غداً و تواجه موظفاتها وهي تشعر ان احترامها لذاتها مهزوزاً لدرجة انها تبكي الآن ولا تعرف ما نهاية هذا النفق المظلم الذي تعيشه ولا تدري مالسبب؟!!!
هي مشوشه فقط و تحتاج للهدوء...تحتاج لأن تنهي تتلقى اتصالاً من صالح يخبرها فيه بأن موضوع ذلك الطفيلي قد انتهى..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والأربعون
تأخر حتى عاد للمنزل..انتظرته كثيراً !
اعتذر عن العشاء و تعلل بالعمل..لم يعمل منذ تزوجته حتى هذا الوقت المتأخر!
اخذت فنجان قهوتها السوداء لتجلس أمام التلفزيون لوحدها بعدما نام الجميع حتى تركي نام باكراً كعادته منذ عمل مع أدهم...
الأمور تحسنت كثيراً مع أولادها، تبقى موضوع زواج شهد من نايف، إن كان حقاً ما تشعر به شهد فعليه تطليقها، لن تسمح بأن تعاني طفلتها رغم معرفتها الأكيده من اخلاق نايف..
لحظات لسمع صوت الباب و دخوله، لتبتسم له وهي تقف..،
نزع شماغه بإرهاق لينتبه لوقوفها وابتسامتها الرقيقه/السلام عليكم
تقدمت إليه و طبعت قبلتها علو خده وهي تلتقط شماغه من يده/وعليكم السلام حبيبي، تجلس هنا واجيب لك قهوه والا نطلع غرفتنا؟
ارمش بتعب/النوووم ينااديني يا هند
اخذت حقيبته من يده/كنت حاسه اجل رحنا للغرفه مجهزه لك كوب حليب بارد بالعسل بالثلاجه..تشربه وتنام..
ابتسم وهو يفهم مقصدها ويتجه للدرج/ياليييل من هالحليب والعسل
مشت خلفه بابتسامه/و بااقي بداوم عليه شهر لا تتذمر من هاللحين.
بالكاد وصل سريره ليستلقي ..ولكنه تلقى إتصالاً..ليجلس..
عبست وهي ترفع حاحبها/ها صالح مو اتفقنا غرفة النوم تقفل فيها جوالك؟!!
لمح رقم عمر/هذا اتصال مهم يا قلبي عن اذنك شوي
خرح تحت نظراتها المستغربه!!!
،
.
،
ترك المجلس ليدخل قاصداً شقته بعدما اخبرته مدى ما حدث لزوجته، كان يفكر بالذي فعله البارحه، كيف يتركها وحيده وهي متعبه هكذا، مازال يتذكر ذبول عينيها، رغم ابتساماتها،
تذكر جفافه البارحه بلا سبب!! و كأن الادوار اختلفت هو الطائش وهي المتزنه...يعترف بأنها صارت كما يحلم كما توقع كما يهوى ..هادئه حتى وان اخطأ بحقها..ذلك لا يريده ولكن ردة فعلها الهادئه نحو غضبه جعلته يركز بسفرته،
كل غضب تبدد وهو يشعر تجاهها بالذنب..
↚
لطالما واجهت قسوة هذه الحياة وحدي، فلا تظنين أنني عاجزٌ عن مواجهة هجرك و جفاك ..
،
.
الليل هادىء..اضاءات خافته موزعه بإتقان في أرجاء هذه الشقة الصغيره، كعادتها حين تمل وتشتاق لوالدتها وحيده تستمع وتستكن لإحدى مقطوعات "إينو موريكوني" موسيقار والدتها المفضّل، مسترخيه في سريرها تتذكر ذلك الماضي الذي ليس ببعيد..كم كانت تلك الصفحات بيضاء في نظرها..بيضاء نقيه حتى لطختها والدتها بنفسها، مازالت تشعر بمرارة ذلك اليوم الذي عرفت فيه أن والدتها إتخذتها كسلعه إبتزاز لوالدها لكسب المال فقط!!...
مع ذلك كلّه الشوق يدق أجراسه لها تماماً كأجراس الكاتدرائيه التي كانت تزورها في أيام الآحاد، الكاتدرائيه التي تم تعميدها فيها كمسيحيه حين ولدت، تشتاق لحضنها كطفله بذاكره بيضاء نقيه و حياة ورديه و إن لم تعد تريد رؤيتها مجدداً !...يالهذا القلب الموجوع! ،
مالذي جلب الذكريات و الشجون هذه الليله؟! مالذي دفع باب الذاكره التعيسه لتتسرب إلى هذه الليله؟! ..
لم تشعر بغرق الحنين حتى بلل الملح خديها...!
سمعت خطوات دخوله إلى الشقّه..
اعتدلت في جلستها وهي ترى ظِله الطويل يقتحم باب الغرفه قبل دخوله إليها،..
تعمدت ان تعود و تدير ظهرها للباب و تتصنع النوم فوراً ..لا تريد الإحتكاك به والحديث معه وهي تحمل في قلبها مثقال ذره من غضب عليه!..هكذا افضل فالأحاديث البارده بعد دفء العلاقه موجعه!
دخل وهو ينزع شماغه ويبحث عنها بنظرات عينيه ليبتسم وهو يراها تنام براحه،إتجه للموسيقى واخفض صوتها قليلاً..و رفع مستوى الإضاءه قليلاً بجانب السرير ليراها بوضوح وهو يقترب ويهمس لها/نيفو
لم ترد،ولم يعتد منها أن تتجاهله،إذن هي غاضبه بطريقتها، إستلقى بجانبها و هو يحتار كيف يعتذر كيف يبرر ما ليس يبرر، ولكن غضبه كان تنفيس فهو رجل مضغوط تماماً..ولم ينفس بعد عن ضغوطه،
إلتفت إلى ظهرها و هو يرى رسمة الفراشه على كتفها بسلام،إبتسم و يقترب ليقبل موضع الفراشه و من ثم يعانقها بعدما شعر بارتعاشتها بعد لمسته ليلصق ظهرها بصدره و يمسح على بطنها بلطف وهو يهمس لها/تضيق بي الدنيا و تقلب الأيام شهب ولياليها سرمديه، وان جيتك و ضميتك حسيت ان الدنيا بخير و الناس وافين..
إزداد إنهمار دموعها وهي تشعر بصدق نبرته،لم يخذل إيمانها بأحقيته لها، ولم يهين ولائها له،حركت يدها لتضعها على يده التي تلامس بطنها، في لحظة صمت تضج بالمشاعر....
إزداد بريق إبتسامته بتفاعلها الصامت معه،ليهمس مجدداً/اعتذر عن تركي لك البارح،كنت حاس بضغوط و ازداد الضغط وانا اتصل فيك وماتردين وقلقت عليك وتوترت صدقيني اموت وما اضرك يا نيفو.
أدارت نفسها ناحيته وهي عابسه لتنهاه/لا تجيب سيرة الموت..انا بخير و انت بخير و مازعلت اصلاً ليش تقول هالكلام.. << إرتعشت شفتيها عند آخر كلمه وسقطت دمعتها
مسح دموعها وهو يبتسم/ما استقبلتيني عند الباب كالعاده وعرفت ان الصدر ضايق علي، مشكلتك دلعتيني وخليتيني استنكر واشك في أي حركة جفى...انتي ما تخليني ابد و لا تصدين عني إلا زعلانه وهذا نادراً بعد.
ابتسمت وهي تمد أناملها لشعر لحيته المهمله و من ثم تقترب من خدّه لتطبع قبلتها و تعانقه بهدوء/البارح تعبت شوي... حسيت بضيق، قلت هو تركني وراح ببرود،ماعودتني تتركني حتى وقت ماكنا بعيدين عن بعض!، الضيق تحول لبروده باطرافي ومعاد حسيت بشيء...بس زوجة خالك ما قصرت معي.
تذكر مواقف ام ريم وكيف كانت تقف بجانبه وتفهمه وتحاول ان تُصلح ابنتها و ماكان بينهما،. هي سيده فاضله، ومن الغريب انه ابنتها لم تكن مثلها/يلا استأذن يا قلبي
رفعت حاجبها مستنكره وهي تبتعد عن صدره قليلاً لتواجه عينيه/نعم حبيبي؟!!
قرص خدها بنعومه/مابي انام بثوبي،ممكن ابدل؟!
هنا ابتسمت/اي علبالي بعد!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون
صباح اليوم التالي...،
خرج من غرفة والد هوازن وهو يتحدث بالهاتف إلى تركي باهتمام/هاه سويت كل اللي قلته البارح؟!
على الطرف الآخر/ايه ابشرك كل شيء انجزته..بعد هالشغله اسبوعيه وماتاخذ مني وقت
ابتسم لنشاطه وتفاعله/ممتاز،طيب اليوم بحول لك مبلغ واخذه كامل و وده لبيت ام سلطان اللي تتذكر
على الطرف الآخر/ايه اذكرها اللي ساكنه بالنسيم
اكمل حديثه/ايه و قل لها هذا من سلطان ولدك.. انتبه لا تنسى
تركي/لا ماني ناسي..طيب تامرني بشيء؟!
براحه/سلامتك يا تركي بس اذا انتهيت من مشوار ام سلطان عطني خبر..
اغلق الهاتف وهو يبتسم كم كان غاضباً مساء البارحه، ولكن اليوم هو مرتاح..كمية رضا لا حدود لها، تبقى شيء واحد عليه ان يعرفه.. ما سر تلك التهديدات التي ترافق الشموس؟!! عليه ان يزور سلطان مجدداً و يتحدث إليه..سلطان يعرف كل شيء هو متأكد من ذلك..!
عاد إلى غرفة التنويم وهو مبتسماً لرؤية وقار ذلك الرجل الكبير/صباح الخير يا عم كيفك اليوم
بابتسامة رضا/بخير نحمد الله.
ربت على كتفه بعدما قبّل رأسه/لا اليوم حتى وجهك منور، شرايك نطلع نفطر في حديقة المستشفى؟ في هالجو الزين، برا غيم و كود ينزل مطر
بنفس ابتسامات الرضا/ودي يا ولدي عز الله ودي
فكر بأمر ما/بس ترى هاه بدون كرسي متحرك، الدكتور يقول المساج والعلاج ماينفع بدون تحريك الاقدام وانت بعدك شباب طال عمرك
ضحك قليلاً فهو لا يذكر متى ضحك اخر مره/الله كريم..اما الشباب معاد به شباب
امسك بيده/يلا هات يدك بفطر معك وبطلع عملي و بعود لك ان شاء الله نتقهوى ونعين خير و امسي عندك بعد
شعر بالفرحه تغمره و تُغرقه لدرجة نزلت دمعاته وما اقسى دمعات كبار السن/روح يا ولدي عسى الله يزين حظك و يحفظ لك ولدك يبر فيك مثلما تبر في واحد ماتعرفه
تأثر بنبرته و لامست دعوته شغاف قلبه، ليبتسم/من قال ما اعرفك؟! كم لنا نعرف بعض يابو هوازن؟ ماقلت اعتبرني ولدك؟!! كذا تبيني ازعل منك
شدد على يد أدهم و عينه تراعي عينيه بشغف/ونعم الولد يا أدهم ونعم الولد..
.
،
.
دخلت مبنى الوقف وهي تتفقد مرافقه جيداً بصحبة احداهن لا تعرفها ولكنها من مؤسسة الشموس.. كانت تشرح لها كل شيء و كل مكان..ولكن قلبها مشغول بمن يلاحقها و موجوع بمن فارقته..توقعت ان سفرها عنه سيُنسيها ولكن هيهات..
تحدثت الموظفه/استاذه ليال حنا انتهينا من كل شي حتى مقابلات التوظيف تمت عن طريق مؤسستنا بأمر استاذه الشموس بحكم غيابك.. و ان شاء الله يكون حفل التدشين بعد اسبوعين من بداية العمل ..واستقبال الطلاب..بكرا راح يداومون الموظفات و تلتقين فيهم، ماحددتي من بيحضر الإفتتاح؟
إلتفتت إليها وهي تشعر بصداع و عدم تركيز/معليه اختي انا ...ما قلتي وش اسمك؟
استغربت فلقد تعرفت عليها في البدايه/اسمي عايشه تعرفنا اول ما وصلتي!!
بلا مبالاة/معليش عايشه انا ماراح اداوم بكرا و لا بعده..ما دري متى بس ..سلام
خرجت تحت أنظار عايشه المستغربه..!!
.
،
،
.
كعادتها كل يوم..
تجلس على طاولة المطبخ تراقب تحركات مدى وهي تجهز القهوه و الأكل لوالدتها، لتتساءل بفضول/من بيوديك لعمتي اليوم اذا قاسي للحين مانزل
فهمت مقصدها ولكنها تتجاهل نبرة الغيره،لا تلام فذلك خارج عن إرادتها/لا تخافين بينزل بعد العصر و بنروح
عادت لتصمت ولكنها تسائلت بفضول لم تحتمله/دايم انتم كذا..يقعد فوق ما ينزل لكم؟!
غضبت من بجاحتها/ريمووه مصختيها ترى ، اكيد بيقعد فوق عند زوجته دام البيت فيه حريم اجناب عنه ، ان شاءالله تبينه يتكي عندك تحت؟!
صمتت وهي تلوم نفسها على فلتان اسئلتها..
لحظات لتدخل ام ريم سعيده/يلا يا ريم قومي جهزي نفسك بنروح
استغربت وخافت/وين يمه؟!
بسعاده/اخوانك جو بنرجع للدلم وهم بيقعدون يبارون ابوك
ارتاحت اخيراً ، فمنذ قدومهم لم تجتمع مع اخيها وزوجته معاً كالسابق، وجود ريم يوتر نيفادا وان لم تُفصح عن ذلك، كل شيء واضح..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون
وقفت أمام المرآه مستغربه شحوب وجهها،لم تعتاد على ذلك،..مازال الوقت مبكراً لتتعب هكذا..!
وقف بجانبها وهو يرتب شماغه على رأسه/هاه خلصتي يا قلبي،نمشي؟!
ترددت/اي خلصت بس ..قاسي ماني حابه اسوي سونار!
استغرب/ليه؟! اللي تراجعين عندها ماطلبت ولا مره سونار
بقلق/طلبت بس كنت ارفض..سويت بس صوتيه يعني فحص نبض فقط..
بابتسامه/حظي حلو يعني بنشوفه كلنا اول مره
بتردد/خايفه
امسك بطرف انامل يدها/مافيه شيء يخوف..يلا مشينا مدى تحت لحالها من نص ساعه
../ليه وين مرت خالك و بنتها
براحه/اخذوهم عيالها.. يلا نزلنا؟
لحقت به براحه هي الأخرى..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون
مرت أيامِ ثلاثه...كالرصاصه لا يردعها شيء،
نفّذ ما توقعته..هرب منها كما يفعل عند حدوث اي نقاشٍ حاد بينهما..
انتهت من لباسها وهي تتجه لمرآتها ترى اناقتها قبل ان تخرج.. نظرت لبرهه لملامحها العابسه ونظرتها الناقمه..
ألهذه الدرجه الحياة معي صعبه،والنقاش معي لا يُحتمل؟!!
"ألهذه الدرجه أنا صعبة المراس و كئيبه؟!!"
رن هاتفها ليُخرجها من معمعة أحاديث نفسها..لمحت إسم ليال يلوح على الشاشه لتتجاهل الإتصال، منذ تلك الليله وهي ترفض الحديث معها،ماتفعله ليال خرج عن النص تماماً و خيّب أملها كثيراً بها..ما اصعب ان تُصدم بمن كنت تعتقد أنه أفضل منك بمراحل!..
وصلت للطاوله الضخمه التي في منتصف الصاله وقد وُضع عليها قهوه عربيه و صنفين من التمر كالعاده..اخذت فنجاناً وهي تنتظر قدوم أم رواد من المطبخ لتخبرها أنها ستخرج الآن لتتفاجىء بخروج ليال من باب المصعد، لتصد عنها بتجاهل..!
اتجهت إليها بكامل غضبها وتوترها لتقف وهي تستفسر بقهر/ليه تسكرين التليفون بوجهي؟!
سكبت لها فنجاناً آخر ثم نظرت لساعة معصمها بتجاهل واضح..
صرخت وهي تدير وجهها لها/لين متى يعني؟! ليه انتي لئيمه كذا ، من متى تتجاهلين أختك ليال؟!
ابعدتها عنها، لترد بغضب/اختي ليال ضايعه و لا تدري كيف تتصرف، ادعي الله ترجع لي ليال اللي اعرفها..لأن عمل الوقف تعطل بسبب تغيبها، واذا تأخرت اكثر مضطره أعيّن غيرها.. سلام
ضلت واقفه مكانها باكيه لتصرخ عليها بعدما أجابتها ببرود/اكلمك عني و تتكلمين عن العمل بسس!!! الشمووس انا ماغلطت علشان كل هذا!! لين متى بتحقريني؟! عندي موضوع مهم بقوله لك.
تجاهلتها وهي تخرج بعدما لبست عبائتها...
تركت المكان هي الأخرى وعادت أدراجها..كيف تطلب منها ان تعود للعمل مجدداً وهي بهذا الحال المزري!!
وصلت غرفتها وهي تشعر بأنها تختنق..
مالذي عليها فعله لتتحدث إليها من جديد؟!
تقسم انها مرهقه وتفيض بالكثير من الفضفضه التي لا تجد من يُنصت لها...لم تظن يوماً ان الشموس بكل هذا التعنت!!
وصلت أم رواد بعد ارتفاع الأصوات لترى ذهاب ليال و هي غاضبه..وفنجان قد شُرب منه!
"كيف تخرج الشموس قبل ان توصيني بـ راكان!!"
.
،
.
في محادثه هاتفيه تبدو مهمه جداً..
وقف وهو يلح على موظفه/ابيك تصدر لي اذن زياره مهم جداً..ما ادري تصرف.. وعطني خبر
دخل في هذه اللحظات وهو مبتسماً/السلام عليكم
وقف مستغرباً وهو يغلق هاتفه/وعليكم السلام اهلاً فيصل راشد..
صافحه/هلابك استاذ صالح،كيف الحال؟!
ابتسم وهو يشير الى مكان جلوسه/يسرّك الحال..تفضل بالجلسه هناك انت ضيف عزيز
ذهب و جلس وهو يحاول ان يجمع اطراف الموضوع الذي يريد الحديث عنه/ادري بتستغرب دخولي كذا يابو هند..اعذرني انا قلت للسكرتير ودخلني بحكم معرفتي بك
بهيبة إبتسامته، وقف و سكب له فنجان قهوه ليقدمه له /لا تعذر يا فيصل، انا اصلاً مقصر معك، ماشفتك من مرض الوالد الله يرحمه
إرتشف من فنجانه قليلاً/الله يرحمه..في الحقيقه انا جايك بموضوع و يمكن تعتبره استشاره قانونيه..لكنه ماهي بـ رسميه، والله عجزت احط لها أسم
ضحك قليلاً/يا رجل قول اللي عندك و لا تشيل هم
إرتاح قليلاً و قرر الحديث عن طرق إسترجاع أسهم شركاتهم التي تمتلكها مجموعة ال مناع..ولكن رن هاتف مكتب صالح...ويقطع حبل افكاره..!
وقف صالح بإهتمام/لحظه يابو فهد والله انتظر مكالمه مهمه تخص عملي، بس شوي
بابتسامته/خذ راحتك ماني معطلك.
تركه و اتجه لطاولة مكتبه و يلتقط سماعة الهاتف/الو ..ليال ال مناع؟!!...كم مره اقولك هذي حولها سيده لمكتبي يا عمر... ... وعليكم السلام..تطمني، انا سويت كل الإجراءات ...ماعليك روحي عملك و لا تشيلين هم هالنقطه..
.
إلتقطت أذناه إسمها..حل بجسده شيء غريب غشي جلده حرارةٍ إصطدمت بببروده ، فتصدّع منها ضلعُ صدره و تسلل نورٌ إلى قلبه المهجور..!!
تسائل بفضول مُحب ماذا تريد من المحامي إن كان عملها فقط يقتصر على الخدمه الإجتماعيه في إحدى الدور؟!!! كيف تتحدث بنفسها مع المحامي؟! ألم تتزوج كما سمع؟!!
بدأت الأسئله تتقافز في رأسه...لتخبره بأن قلبه ما زال في ظلاله القديم...!
حاول السيطره على ردة فعله كعادته، قد عزم على الزواج من زوجة أخيه و العنايه بعائلته..فليس من الصح ان يفكر بأخرى متزوجه.. تُرى من ذلك المحظوظ الذي فاز بها ؟!
يريد رؤيته فقط، كيف قبلت به؟! ماذا يعمل؟!!
تباً كلما عزم على نسيانها..نسي!
أنهى مكالمته و عاد لمقعده/معليش يابو فهد أخرتك
اعتدل جالساً وهو يحاول ان يزيحها عن تفكيره/والله المفروض انا اللي اعتذر جيت من غير موعد واشغلتك..
ابتسم/يا رجل ماعليك ..
استجمع نفسه ليتحدث بموضوع الاسهم/هذي ليال المناع؟!!... اسف على التدخل والله بس سمعت انها تزوجت و اخوها نايف برا يتعالج..كيف اخوها انا انشغلت بالوالد ونسيت حتى ازورهم؟! <<شعر بالحرج ،لم يستطيع تمالك نفسه!!
تفاجىء من تساؤله عن ليال و لكنه تفاجىء اكثر حينما تحول السؤال عن نايف، لا يعرف لماذا يرى نفسه أمامه، خصوصاً ذلك التوتر و حركة فتح الشماغ وترتيبها بشكل متوتر بعد السؤال!/ابشرك نايف بخير وكلها شهر شهرين و راجع.. وليال ماتزوجت للحين...
شعر و كأن رئتيه تستقبل الأكسجين النقي للمرة الأولى بعد غبار السنين، حاول جاهداً ان لا تظهر إبتسامته على سطح شفتيه، ليرد بإتزان/ما شاء الله تقولي تحسن نايف؟! الله يتم عليه صحته..
لاحظ ارتباكه و لكنه فهم كل شيء بعد إبتسامته الأخيره وهو يتحدث عن نايف ليخفي أمراً آخر ...ولكن لا يخفى ذلك الأمر على رجل مر بمثل تجربته..الملامح فاضحه..كان الله في عونك يا فيصل...!
.
،
،
*في مديرية السجون العامه ..،
متفاجئ من كمية الخبث المتناهي ممن كانوا يوهمون نايف بأنهم أصدقاءه!! و الخبث يجري بعروقهم مجرى الدم..!
اتفق مع ضابط التحقيق و طلب رؤية سلطان على إنفراد وانتظر رؤيته لعله يفهم شيئاً منه،.
هل من المعقول ان يكون هدفه فقط أذية نايف فقط بدواعي الغيره او احدٌ ما دفع له مقابل ان يقتل نايف!!
هو شاب محدود الإمكانات..
لحظات ليدخل سلطان وهو عابساً بصحبة جندي تركه و خرج/خير ياخي جيت بعد وش تبي!
رفع حاجبه وهو يغزوه بنظرته الحاده/ماجيتك ابي شوفتك مير ارتاح هنا وخلنا نتكلم
تكتف باحتجاج/ماني بجالس ولاني متكلم معك بأي شيء استريح، كل اللي قلته قلته، ماعندي غيره.
ابتسم بخبث/يمكن تغير رايك اذا دريت بأن فيصل الثابت اتهمك بالتخطيط لتوريط نايف بالإدمان وبعدها مقتله..
غضب وهو يفند ما سمعه/مستحيل هالكلام، انت كذاب ابو ثابت مايسويها
بنفس إبتسامته الخبيثه/خلك بدفاعك عنه وانت مسجون وهو برا يسرح ويمرح بالفلوس اللي تعبت انت فيها.. انت مجرد فأر تجارب ومصيده فقط..مابك أي اهميه والدليل محد منهم زارك.. ويوهمونك انهم يعتنون بأمك واخوك لكن للأسف محد درا عنهم غير عمك اللي هجرته من سنين!
سكت مصدوماً مما سمعه، هو لم يصدق عمه حينما زاره ذات مره واخبره ان عليه ان يتقي الله في والدته..توقع ان كل شيء بخير فوالدته لم تشتكي..!!!
اكمل حديثه/فيصل الثابت حالياً فاتح مشروعه الخاص مع شركاءه و حياته مستقره وانت هنا بتاكلها 13سنه لحالك..
انا مابي منك شيء و نايف ابن عمي بخير و عافيه و قرر ينسى كل شيء...لكن رحمتك ماني مستوعب انك المذنب الوحيد في كل هالقضيه و فيصل اكيد مو الوحيد اللي استغل قربك من نايف،
تحدث غاضباً/انت ماتقولي وش تبي مني بعد كل هذا؟! انا مسجون انتهت القضيه..ليه تجي تشوفني؟!!
ابتسم/دامك سألت هالسؤال فأنت ذكي بس مستغرب كيف استغلوك؟!!..سلطان انا حاس انك ضحيه اكثر من انك متهم و كنت حاب اساعدك لا اكثر لأني محامي ومستعد اساعدك قانونياً، و منها تكفر عن ذنبك باللي سويته بنايف ..لكن واضح انك مستمتع بالسجن..براحتك
سلام
فكر كثيراً بما بعثره أدهم في تفكيره، "مالذي يفعله هذا الرجل برأسي، مالمقابل المجزي الذي سيتلقاه من مكوثه في السجن 13سنه؟!!
و فيصل الثابت يلعب بالأموال خارجاً..لم استفيد من صحبتي لنايف و لا من خيانتي له؟! أدهم للأسف معه كل الحق فيما قاله أنا مجرد ضحيه وكبش فداء لفيصل ومنهم خلفه!!"
لمح أدهم عند الباب يهم بالخروج ولكنه ناداه/أدهم وقف
ابتسم قبل ان يلتفت فهو يعرف ان غسيله لدماغه سيجدي نفعاً، اخفى ابتسامته ليلتفت إليه/نعم يا سلطان؟!
تحدث براحه فليس لديه ما يخسره فهو أولاً واخيراً في السجن، و سيجرهم كلهم هنا/ماكنت الوحيد ..
هو كان متأكداً من ذلك ترك الباب واقترب منه/هذي شيء مفروغ منه..
تحدث وهو يشعر بالنيران تتقد في داخله، ولا يدري كيف اشتعلت فجأه/ما كنت اعرف غير فيصل، و بعدما نجحت في تسببي لحادث نايف اخذني له في لندن، صحيح كان ناقم لعدم موت نايف لكنه كان ملزوم يوفي بوعده لي..
وهناك عرفت ان له معاونين في الشركه الأم هنا بالرياض وهم اثنين طردتهم الشموس بعد اول اجتماع لها مع الموظفين.. من حديثهم عنها فهمت انهم يتمنون ينتقمون
هنا شده الموضوع أكثر/ومن هم هالثنين؟!
تنهد ونطق/واحد اسمه حسام العبدالله و الثاني احمد لكن ماذكر احمد وشو...وكان فيه ولد المقهوي اسمه حامد بس اظن مات،عاد هذا كان ناقم على كل شيء وسهل لي حاجات كثيره داخل المجموعه لأن ابو نايف كان يعامله مثل ولده..كنا نستخدم سيارات الشركه وللحين محد يدري.
صغّر عينيه وهو يتذكر اول يوم عمل له..تقدم اثنين ممن فصلوا احدهما اسمه حسام واخبره صالح في وقتها عن سبب فصل الشموس لهما/هذا كل شيء؟! ما اعتقد!
رفع ناظريه الى أدهم وهو يشعر بالذل/ماهو بس هالشيء..فيه اشياء حتى كانوا يخبونها عني... حسام كان يلتقي كثير بفيصل الثابت وهم مثل الصحبه يعني .
رفع حاجبه متسائلاً/انت مستعد تقول هالكلام للمحقق؟!
بشعور غريب ومريح بعد الفضفضه/مستعد اقول كل شيء وابصم عليه بعد.
إبتسم بإنتصار/حلو..انت كذا وفرت على نفسك سنوات من الألم النفسي والوحده..و تأكد اني راح اظل ادعم امك واخوك..اكيد بيخفف القاضي عليك العقوبه بما انك اعترفت وساعدت العداله ..راح احط لك محامي يتابع لك قضيتك.
لم يصدق ما سمعه، إبتسم بسعاده فلم يقف احد بجانبه حتى رفاقه تخلوا عنه/انت من جدك يا أدهم.. وولد عمك كنت بدهوره
بنصف ابتسامه/اعتقد سنوات السجن كفيله انها تاخذ حقه منك..و لا تخاف نايف مايحقد لكنه تعلّم من درسك الكثير..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون
وصل المنزل منذ ربع ساعه يجلس في مجلس الرجال وهو ينظر للفراغ..
عادت صورتها التي خزنتها ذاكرته لتشعله من جديد،
فتح زري ثوبه من أعلى واسترخى في جلسته..
رن هاتفه ليرد بعد رؤية اسم اخته/انا بالمجلس يا جوزاء..
اغلق الهاتف و وضعه على الطاوله أمامه بإهمال..
لحظات لتدخل جوزاء مستغربه عودته باكراً من العمل، لم يعد لها كبير تستند عليه سوى فيصل وتخاف فقدانه اكثر من أي وقت مضى/فيصل حبيبي شفيك؟! يوجعك شيء؟!
رد بإرهاق/مافي شيء لا تخافين..
تذكرت ماتود قوله عن سلطانه، لا تعرف كيف تستطيع إخباره/وش بغيت اقول لك..
لم يرد فهو بالأصل لم ينتبه لها..
أردفت وهي تنتظر ردة فعله/سلطانه حست اننا نلمح بزواجك منها و رفضت هالشيء بصراحه! وحتى زعلت تقول فيصل اخ و عم لعيالي لكن جلوس بهالعايله معاد تبي..و بالنسبه لبنتنا فما عندها مانع نقرر مصيرها هي مأمنتك عليها و ماعندها مشكله تجاه أي قرار تقرره انت..
شقلت؟!
مازال ملتزماً لصمته رغم سماعه ما قالته..!
إستنطقته/فيصل!! وش فيك؟!!
نطق بلا شعور/ليال ماتزوجت يا جوزاء مثلما تقولين..
إستغربت حتى أسلوبه و نبرته/ليال من؟!
إلتفت إليها بعينين مشعتين/ليال المناع..اليوم دريت انها ماتزوجت..
و كأنه سَكب عليها ماءاً بارداً، نبرته تفضح مشاعر لهفه لم تتوقعها،بعد صمت هذه السنوات الطويله نطق بشوق فاضح/من هذاك اليوم تفكر بوحده ماتعرفك حتى!!
تذكر حديثها عنها و رؤيته لها عياناً و هي تتحدث في هاتفها في المشفى/لو ماعرفتني قلبي يعرفها.. ما ضوى في ليال القلب غير ليال.. و ان مابغتني ليال مابغيت غيرها.
رفعت حاجبها/افهم انك بتخطب بنت راكان ال مناع؟!
دخلت والدته مستغربه و متشائمه/بعد وحده من ال مناع..يا عيالي بتذبحوني انتم
اعتدل جالساً وهو يرى دخول والدته ويسمع حديثها/هذاك شيء و هذا شيء والامور ماهي مثل بعضها ..انا فيصل يمه
بضيق/يعني مافيه غير بنت راكان المناع؟! طب وتخير والله ان كل عايله ودها انه تناسبك.
وقف وهو ثابت على موقفه/عمري اربعين سنه يمه..وان ما تزوجت ليال، اعرفي اني ماني متزوج غيرها دام سلطانه ماتبيني..انا بس انتظر رجوع اخوها من علاجه و اروح اخطبها..و يمكن مانتظره بعد.
خرج تحت أنظارها لتجلس و يدها على رأسها بعدم تصديق/ياليلي الاسود من هالليال..عز الله لحق اخوه!!
نطقت بضيق/يايمه استغفري ربك..ترى فيصل غير عن باقي اخواني، لا تظلمين بخته..
سكتت وهي تخبىء جرح فقد فلذة كبدها..و زوجها في آن معاً..
.
،
.
توقف أمام المبنى الذي يحوي مكتب المحاماه الخاص بصالح..نزل من سيارته وهو على عجله من أمره ، ليصادف صالح هو الآخر خارجاً من المبنى، ليبتسم/هه زين اللي لحقت عليك قبل تطلع..
صافحه/الله حي ابو راكان، وش عندك اليوم منور العماره!!
بتفكير سريع/الموضوع يبي له جلسه وقهوه، وين تحب؟!
بابتسامه/مافيه اطيب من قهوة عمتك..شرايك تقلط؟!
بدون تردد/قدام...
.
،
.
صمت يعم غرفة الكشف ..كلاهما عينيه تراقب شاشة السونار ..
لم تفهم ما تراه.. ولكن إتضح لها هيكلاً بشرياً صغيراً في الشاشه لم تصدق ما تراه/دكتوره وش ذا
ابتسمت وهي تشرح لهم/هذا الجنين كامل العظام ما شاء الله..الرأس و فقرات الظهر والذراعين و الساقين
تحمس وهو يشير للشاشه/يتحرك صح؟!
ردت بقلب يكاد يطير فرحاً/اي تحرك باين ملقوف، حركته ثقيله وتوجع والله
صمتت الدكتوره وهي ترى جسماً غريباً ، حركت الجهاز على بطنها بشكل قوي، لتصرخ/دكتوره لا !!
استغرب تغير ملامح الطبيبه ليسألها/في مشكله؟!
ردت وهي تشير للشاشه/واضح انه مو واحد..انا بس حبيت اتأكد ..
لم تستوعب وهو ايضاً/وش قصدك؟
عادت لتبتسم/جايكم اثنين واحد عرفنا انه ولد بس الثاني مو واضح لي جنسه واصغر حجم من اخوه..!
لم يستطيع الابتسامه رغم سعادته ابتلع الخوف على هذه الصغيره كيف ستتحمل!!
استوعبت اخيراً لتبتسم/يا رب الثاني بنت..
ابتسمت لهم/الف مبروك الله يتمم لك حملك على خير وتشوفينهم بحضنك بصحه
اخذت المنديل لتمسح بطنها و تعتدل جالسه/امين..
ذهب ليجلس وهو يفكر باللحظه التي ستلد فيها، تمنى ان يمر كل شيء على ما يرام، و ان يرزقه الله رؤية أولاده ..سيسافر غداً ليعود لصفوف الجيش ولا يدري هل سيعود ام لا..
خفق قلبه بشده، و كأنه يخبره بشيء ..استعاذ من تفكيره بالمستقبل ليعيش لحظته..
،
.
،
عادت بصحبته الى المنزل ..
مازال يدهشها بكل لحظه معه، مرح و طيب معشر..مالم تتوقعه يوماً وجدته فيه..!
فتح الباب الخارجي ليدخلان معاً وهو ممسكاً بيدها/نورتي بيتك يالغاليه.
مضت بجانبه صامته..لاحظته يضغط على يدها لتلتفت إليه مستغربه/!!
مد يده ليشير لنقابها/شيليه معاد له داعي، انتي ببيتك
نزعته و رفعت شالها لتضعه على ذراعها و تحرر شعرها منه وتجمعه على كتفها وهي تبتسم له/هاه ارتحت؟!
إلتفت يميناً و شمالاً على عجاله لم يرى احداً، ليقترب منها ويخطف قبلةً على خدها/يلا مشينا داخل بس هاا، اي حد يحاول ينبش و يسألك عن عايلتك، قولي بنت عم أدهم و خلاص..ماهو لازم تسترسلين بهالموضوع..اوكي قلبي
اختفت ابتسامتها فلا تعرف ماذا سيحدث لو علموا عي خائفه ان يتكرر ما حدث في زواجها الأول/مهند، واذا عرفوا بتتخلى عني؟!
اختفت ابتسامته ويرفع حاجبه/تزوجتك على بيّنه و راضي بك وانتي راضيه بي..لا تهتمين بالناس دامنا مع بعض..
بضيق/بس حنا عايشين بين الناس ماحنا بجزيره لحالنا يا مهند
شد على يدها وهو يؤكد بجديه/ماعلي من احد ومحد بيعرف أصلاً ..و يلا افردي وجهك و ابتسمي وخلينا ندخل، نسلم على اهلي و نسرف فنجال قهوه ثم اوريك شقتنا..
تمسكت بيده وهي تذهب معه، هو امان لها بعد الله، يعرف عنها كل شيء و يريدها كما هي، لم يخطر بأحلامها رجل كهذا ؟!
.
،
.
بعد السلام و تداول اطراف الاحاديث، التفت الى هند/هاه يام تركي اليوم تقولين بسوي لك لقيمات ماشوفها
تذكرتها لتقف/ززين ذكرتني هاللحين اجيبها فديتكم
أدهم وهو يهز فنجانه/بس يا تركي اكرم
جلس تركي بعدما وضع الدلّه الصفراء جانباً..
اردف أدهم وهو يلتفت لصالح/اسلم يا بوهند وش عندك تقول عندك لي علم
تحدث بجديه اكثر/فالحقيقه انا خلصت القضيه تقريباً بس عاد لازم وجودك..مانستغني
استغرب/اي قضيه؟!
وقف تركي وهو يحاول ان يأخذان راحتهما ولكن أدهم منعه/يا رجال اقعد انت بعد..انت ذراعي اليمين ان ماعرفت وش بالعايله من بيعرف؟
جلس تركي بعد ارتفاع صوت أدهم عليه/ابشر
تحدث صالح اخيراً/بخصوص ليال، طلبت مني مشوره بشخص يهددها ويبتزها بالرسايل و حتى لاحقها بألمانيا و ماخذ لها صور بالشوارع يقالك ببتز ..و بالاخير طلب مليون ريال كمبدأ يعني مو طلب اخير... ليال عطته أمل بالسكوت وبنفس الوقت لجأت لي و انا سويت الواجب الأمن قبضوا عليه خلال 24 ساعه فقط..
مازال في طور الصدمه وهو يسمع منه شيء يخص بيته ولا يعرفه ،
أردف صالح/هالرجال ثاره مع الشموس لذلك ماظنيت انه كان يبي فقط المليون، ..يعني كان حاب يستفيد من هنا ومن هنا..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون
ألمانيا..*
خرجت من المطبخ وهي تحمل بيديها صحن وثلاث فناجين قهوه/يا اهلين وسهلين وليد اخيراً شفنااك!!
ابتسم وهو يأخذ فنجانه/وش اسوي ابي اخلي لكم الجو
قدمت لزوجها فنجانه و من ثم جلست بجانبه/شايف حبيبي مل مننا و صار يتعذر
ضحك/اي عاد صحيح نمل منك بس والله نحبك يا دكتور مكانتك هوايه كبيره عندنا شدعوه لا يكون زعلان منه والا شيء
ابتسم/والله يا وليد انا إذا بزعل بزعل من رشا لأنها ناشبه بحلقي
ضحكت وهي تفهمه/اييه اهرب من مراقبتي لك، خلني أولد على خير بس بروح للوالده فالسعوديه واعلمها بعلومك..ياللي تتعذر بي.
ابتسم بخبث/إي اتعذر بك علشان الكردي اللي طلعتي عيوني عند اهلي علشانه...
خجلت وهو يتحدث بهذه الطريقه أمام زوجها/وليييد !!
ضحك كلاهما وهما يرون هروبها من الصاله/بروح اجيب السينابون
تحدث وليد/اي يا وليد وش ناوي تسوي؟! واضح منت مرتاح
تنهد وهو يسترخي بجلوسه/والله مادري شقولك، افكر جدياً ارجع للسعوديه.. الجلسه بهالديره تخنقني كل يوم
استغرب/بس باقي لك سنه ونص هنا لا تخرب عليك هيج فرصه ماتنتعوض يا بو خالد!
نطق بضيق/ربك يعين انا للحين ماقررت، انت ما قلت لي صحيح بتنقلون من هامبورغ؟!
تنهد/اي بس مو هاللحين بس تولد رشا بنسافر لأربيل شهر و بعدها بنرجع ونستقر ببرلين..
تسائل بفضول/كيف اربيل و الاوضاع هناك؟!
ابتسم بحنين/الاوضاع تمام هناك..شرايك تجي ويانه احسن..
ضحك وهو يلتقط فنجانه/لا يا حبيبي بروح معكم و بتقعد مع ربعك تكلمون كردي وانا مثل الاطرش بالزفه..المشكله حتى رشا فجأه تقلب كرديه معك شسويت فيها؟!
انفجر ضاحكاً مع دخول رشا التي عادت للتو/شفيكم يا مجانين!!
مالت بس!
.
.
،
*الرياض..،
نظرت لساعتها بتملل وهي ترتشف فنجانها في حديقة المنزل بالقرب من باب المكتب..نام الجميع ماعداها،
ستسهر خارج الغرفه حتى يغلبها النعاس لن تنتظر النوم في الغرفه وحيده...
فكرت جيداً بما عليها فعله تجاه ليال، يجب ان تنصت لها، يكفيها شعور الندم..
تذكرت دموعها اليوم، كانت موجعه، ليال لا تبكي بسهوله أمام أحد....
نزلت حبات مطر خفيفه على ذراعها، ابتسمت وهي ترفع رأسها للسماء..ليس هنالك اجمل من امطار الصيف تلطف لهيبه..
لحظات لتسمع صوت خطوات قادمه، خافت لم تتوقعه ولكنه خالف توقعها الليله و حضر، اختفت ابتسامتها وهي تراه قادماً و تلاهت بفنجان قهوتها البارد ..
وقف قليلاً قبالة الطاوله يغزوها بنظراته/السلام
رفعت ناظريها له/وعليكم السلام، غريبه جيت الليله! ،ماطولت فالهروب بس ثلاث ايام!
اقترب وهو يبتسم/قولي ثلاث دهور،
ابتلعت خجلها من نظراته و اقترابه هاهنا في الحديقه/اي طيب..
مد يده لأناملها المستريحه على الطاوله ليشدها بقوه/تعالي معي
استغربت و تألمت من اسلوبه/أدهم يدي !!
إلتفت إليها بابتسامة خبث/معليه تحمليني الليله، مشتاق لك.
دخلا الغرفه ليغلقها خلفه ومن ثم يعود ليمسك بها بكلتا يديه ويضغط على عضديها بعنف وهو يقربها له، حتى نطقت بألم/أدهم والله العظيم اوجعتني صدق
اغلق شفتيها بقبله انتقاميه مطوله حتى كاد يخطف انفاسها، ليتركها تلتقط أنفاسها برعب/انخنقي صح؟! هذا انتي معي دايما خانقتني، مجننتني كل يوم
نزلت دموعها وهي تكح حتى استعادت توازنها وهي تتراجع للخلف، لم يفعل بها ذلك قبل الآن، استغربت اسلوبه!، لتحاول ان تبتعد عنه في هذه اللحظ ولكنه لحق بها و أمسك بها مجدداً ليلصقها به وهو يتأمل بريق عينيها الدامعه والسرير خلفها/،تبكين يا عمري؟!وين لسانك؟!
خافت ان تتحدث لتحاول معرفة اسبابه فيثور اكثر لتصمت وهي تحاول الصدود عنه/أدهم الوقت تأخر بنام.
نفضها بقوه لم تعهدها ثم دفعها لتسقط في منتصف سريرها ليصعد السرير و ليلحق بها ويمسكها قبل ان تعتدل جالسه/شفيك يالحلوه خايفه؟!
توتر تنفسها من اقترابه وقوته المبالغ فيها/أدهم !!
عاد ليبتسم بخبث وهو يقترب لشفتيها وهو يسرق منها قبلات رغماً عنها ويهمس/تظنين هالليله جايك مشتاق صح؟! يجوز البارح مانمت من الشوق لكن بعد اللي عرفته اليوم..
خافت و هي ترى نفسها تحته و بين يديه انفاسها تأخذها منه/وش اللي عرفت اليوم يعني!
حاول ان يخفف غضبه قدر المستطاع ولكن برودها يقتله ويثيره في نفس الوقت، هذا الحاجب المرفوع حتى في احلك الأوقات، يثير جنونه، حاول عصر شفتيها وهو يغلقها/انتي شلون تتجاهلين وجودي انتي واختك و تروحون تتصلون بصالح من وراي يقدم بلاغ و يحل المشكله؟! شلون اختك تتعرض للابتزاز و ماتقولين لي أنا؟! لهالدرجه ماتشوفيني رجال؟! لهالدرجه مستحقرتني يالشموس، ليه خليتيني ادري من الناس؟! ليه تتعمدين تسوين الشيء اللي يضايقني؟!!
حاولت تبعد يده وهي تبكي حتى نجحت فهو يؤلمها بما يفعله/انا ماكلمت احد ومن ثلاث ايام ما تكلمت مع اختي بسبب خلاف بيننا،كنت منتظرتك تجي علشان اقولك المشكله ونحلها سوى ولكن اكيد استعجلت و كلمت صالح..
خفف ضغطه عنها قليلاً وهو يتسائل/يعني تبين تقنعيني انك ماتدرين باللي سوته ليال؟!
بكت من ضغط يده التي تثبت يدها بقوه، ل تحتمل/اقسم بالله ما أدري يا أدهم فك يدي الله يخليك عورتني!!
لأول مره يراها تبكي هكذا بتألم حاولت ان تجلس و تمسك بيدها، للمرة الأولى تبدو مسالمه وتختفي نظرات القوه التي تدّعيها..
اوقفها قبل ان تنزل من السرير لتلتفت إليه بخوف و نبره باكيه/شتبي بعد؟!
اقترب وامسك بيدها التي تؤلمها قبل ان تنزل ليدلكها/توجعك بالحيل؟!
لم ترد إكتفت بالصمت وهي تحاول سحب يدها ولكنها تفاجأت به وهو يحاول يضغط على موضع الألم مجدداً لتمنعه/أدهم لا!!
ابتسم بخبث وهو يسحبها و يقرّبها منه اكثر/لا تخافين انا آخر وحده ممكن يفكر يأذيك..بس لا تحديني على اقصاي
كاد ان يقتلها الليله و يقول أنه لا يريد ان يؤذيها/واضح!!
رفع وجهها بإصبعه من اسفل ذقنها لتسقط عينيه في ليل عينيها/ناظري عيوني زين، تمعّني فيها، وش تشوفين؟!
طلب منها الصعب بعينه،لا تقوى على الإبحار في عينيه بكل هذا القرب واختلاط الأنفاس/احس بكتمه أبي نفس!
يعرف بضعفها أمامه ابتسم وهو يبعد وجهه قليلاً عن وجهها/كذا أحسن؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تقترب بنفسها لشفتيه لتلتقطها بقُبلةٍ مطوله، لتمد يدها لأزرار ثوبه تفتحها و لكنها تفاجأت بيده تمنعها..!
استغربت تصرفه وهي تفتح عينيها وتبتعد عن شفتيه بصوت اقرب للبحه/شفيك؟!
وقف وهو يلتقط شماغه/بروح انام فالمستشفى عند ابو هنادي
وقفت متفاجئه وتكاد تجن من بروده الذي صدمها/هالوقت؟! بيسمحون لك تدخل؟!
إنتهى من لبس شماغه وهو يتجاهل صوت الرغبه في داخله ويخرج/سلام..
جلست مصدومه من تصرفه الغريب والأول، كيف يتجاهلها بعدما أبدت رغبتها؟!!
حاولت ان تتجاوز هذه الخيبه ولم تستطيع، كرهت نفسها وهي تتخيل موت رغبته تجاهها، ماتعرفه جيداً هو أنه لا يصمد أمام لمسه منها فكيف بقبلة؟!!
تركت سريرها و ذهبت لدورة المياه لتتجاوز هذا الموقف القاتل...!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والأربعون
*اليوم التالي..،
لم تصدق ماسمعته من صالح, كل شيء حدث، كل تلك المؤامرات من موظفين كانوا في الشركه!!/يا ربي رحمتك الحمدلله اللي الله كشفهم
ارتشف من فنجانه/اي الحمدلله بس أدهم للحين عنده شك وماهو مرتاح..
استغربت/غريبه الشموس ماقالت لي شيء و لا حتى ليال
وقف وهو ينوي الخروج/الساعه حدعش، بطلع للجامع وين تركي؟!خلنا نلحق الجمعه انا طالع السياره انتظره
ببال مشغول/بروح استعجله دوبه صحى الله يصلحه
قاطعتهم بحضورها/يمه ..عمي..
استغرب وهو يلتفت إليها/سمي يبه وش بغيتي؟!
هند/يا بنتي وش تبين بيروح يصلي
تحدثت بحزم/انا قررت اسافر لنايف..هو طلبني و فكرت و شفت انه من الافضل اروح له
كلاهما تفاجىء من جرأتها لتعبس لها/شهوود!! كذا ببجاحه، نسيتي اتفاقنا وكلامنا؟!!
إحمرت وجنتيها وهي تنظر لأي شيء غيرهما/لو ماني حاسه انه بحاجتي ما رحت بس كلكم عارفين انه رايح يتعالج ومحتاج وقفه..اسمحوا لي اروح ومعي تركي..
ابتسم اخيراً وهو يتفهم موقفها ويرى خجلها/بارك الله فيك يا بنتي..كفو مثل أمك..خلاص ابشري خليني اشوف لك تأشيره و حجز و مايصير خاطرك الا طيب
↚
ينجرح قلب لكن ترتفع هامه
والله اني لاموت ،، ولاانحنى راسي
لورماني زماني ،، وسط دوامه
العواصف شديده. والجبل راسي!؟
,
يجلس في سيارته يراقب و ينتظر لحظة خروجه من مكتب العقار الذي يمتلكه..
جلس ينتظر وهو يستغرب ان لا احد يدخل وان دخل أحد يكون اجنبياً يعطيه حقيبه مغلقه ويوقع على ورقه ثم يخرج مستعجلاً وغاضباً ؟!!!
الشك يتلاعب به!! ذلك الرجل ليس نقياً ، رفع هاتفه ليتصل بصالح بشكل سريع/الوه ايوه يا يو هند..لا بعدين اقولك،حالياً ابيك تاخذ اسم هالمكتب العقاري اللي برسله لك و سجله التجاري و ابيك تدقق لي في نشاطهم ومعاملاتهم، عندي شك و حاب اتأكد قبل أي خطوه..
لمح الرجل المطلوب يخرج من المكتب وهو يتحدث بهاتفه بتوتر، يبدو في حالة إرتباك من خبرٍ ما ويتجه لسيارته/صالح اكلمك بعدين احمد طلع و ركب سيارته، سلام
اغلق الهاتف ولحق بسيارة الرجل المطلوب،لن يرتاح حتى يطيح بهم جميعاً، كلما يتذكر ما كانا يفكران به تجاه الشموس يشتعل بنيران غضب لا تنطفىء..!
هذا احمد الذي تحدث عنه سلطان ويعمل في مجال غسيل الأموال والتستر التجاري،بالمشاركه مع حسام وفيصل الثابت،غير ان احمد يبدو يمتلك مكتباً اخر لا يشاركه فيه احد وربما لا يعرف شركاؤه به..!!
لحق به حتى وصل استراحه تقع على الطريق المؤدي لمحافظة المزاحميه..لم يشأ الدخول وحيداً وهو لا يعرف من بالداخل وما يحوي هذا المكان..،
انتظر دقائق و تأكد له ما يريده ليعود ادراجه،بعدما غابت الشمس و اسدل الليل عبائته السوداء و اظلم كل شيء..
قضى يومه مشغولاً من عمله للشرطه الى تتبع احمد..يريد ان يرتاح من هذا كله...متى سيعيش بسلام ليوم واحد فقط..بدون ان يحمل هم الغد او هم أي احد..قد فقد إيمانه بشيء أسمه حباً و علاقه...ينشد فقط السلام و طفله..حز في نفسه أنه حرم نفسه منه بسببها، بسبب غرورها و عنادها رغم كل ما فعله..
لكن سيستمر فيما ينوي فعله و لتهنىء هي بنفسها ووحدتها..
تفاجأ في هذه اللحظات بظهور جمل يقطع الطريق أمامه، حاول ان يقف و لكنه كان قريباً جداً..حد أنه صدمه ..!!!
رفع رأسه بعد تجاوز الموقف لم يرى الجمل، انتبه لقطرات الدم التي تنزل من جبينه، اخذ منديلاً و وضعه على الجرح ونزل يتفقد ما حدث ليرى سيارات تقف عنده وينزل منها الرجال تفاجأ بإصابة الجمل بشكل مؤذي..وسيارته قد انعوجت من الامام بشكلٍ واضح،..
جلس يأخذ نفساً متجاهلاً اسئلة الرجال من حوله، و طلب احدهم أمن الطرق..و الآخر يتسائل عن صاحب الناقه..
ضجيج يلف رأسه و لا ينقصه المزيد من الضجيج...
.
.
.
يوم آخر..*
في مكتب يبدو جديد كلياً ..،
دخل و جلس على كرسيه الدوار خلف المكتب وهو يسأل السكرتير عن رفاقه/ايوه يا هيثم ماتصل حسام والا داوم احمد ؟!
هيثم وهو يضع اوراقاً كانت بيده/لا حضرتك ما اتصلش حد فيهم ولا حتى جاء لمكتبه النهارده كمان!
استغرب وهو يتلقى إتصالاً ليرد/الوه!.. هلا سعود..شفيه حسام؟!
على الطرف الآخر/فيصل وينك؟!
استغرب اكثر/سعود انا بالمكتب ،ماقلت لي وين اخوك
رد متوتراً/حسام جات الشرطه امس و قبضوا عليه، و للآن ماندري ليه..عندك خبر عن السبب
تذكر ما كان يتحدث به حسام عن الملايين والثأر من "بيت ال مناع"/الله يستر خلاص بشوف و برد لك
اغلق هاتفه ليرن بذلك هاتف المكتب، تركه و طلب من السكرتير الرد/رد يا هيثم شوف من!!
رد وهو يستغرب توتره/الوه. وعليكم السلام..ايوه حضرتك ده مكتب استاذ فيصل الثابت....حاضر
ترك السماعه ليلتفت إليه/ده عميل حضرتك
توتر اكثر/قله طلعت..
لحظات ليدخل رجال الشرطه يتقدمهم رقيب اول/السلام عليكم..من فيكم فيصل الثابت؟!!
أشار هيثم إليه/هو دا استاز فيصل الثابت يا باشا
تقدم إليه/هويتك لو سمحت؟
اخرج هويته يتأكد منه ثم إلتفت إلى رفاقه/اخذوه يا رجال
استنكر ما قاله/نعم!!! وليه ان شاء الله، بأي صفه تاخذوني
ابتسم الرقيب/يا رجال لا تسويلي فيها مستهدف، ترى ماجيناك الا و انت مخطي، لا توقع ان الحكومه ما وراها إلا انت علشان تاخذك بلا سبب! اخذووه يا رجاال..
اخذوه للخارج ليلتفت الرقيب الى هيثم/سلام!
ابتسم له بخوف/سلام يا باشا!!
خرج ليجلس هيثم يندب حظه/إيه الحظ اللي منيّل بستين نيله ده !! انا المفروض ما زعلتش أمي امبارح..اعمل ايه دالوقتي في المصيبه السوده دي، لو اتمسك الراجل ده هشتغل فين؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والأربعون
منذ الصباح تفكر بما فعلته ،كيف بسهوله استدرجها و قادها إليه،رغم كل ما فعله من إضطهاد؟!!
لم تستطيع مقاومة إقترابه التعسفي وذلك يحرقها،
آه كيف تخون نفسها بنفسها؟!كيف تشتاق لحضنه من جديد؟!!
و كيف يتركها البارحه رغم تقرّبها منه؟! إلا أنه لا يبالي بها، و يؤكد ذلك من خلال أفعاله....
أمورها معه معقده وتحتاج سنوات ضوئيه لتحل إن كان يوجد هنالك حل , ليس في الحب حلٌ وسط إمّا ان تميل كل الميل أو انك لم تحب ..لا يوجد إستقرار في الحب الإستقرار خرافه أزليه ينشدها العشاق ويموتون دونها..
, لذلك عليها أن لا تهتم كثيراً به فينسيها ما يجب ان تقوم به ، ذلك الخائن المغرور برجولته لن تدعه يستعمر العقل فوق القلب...!
..ما يهم هو موضوع ليال..
انتظرتها كثيراً لعلها تنزل..!
أراحت فنجان قهوتها المرهق على الطاوله التي أمامها، ثم نظرت لساعة معصمها بتملل و هي تلتفت لأم رواد بعدما اتصلت بليال و لم ترد/بالعاده متى تنزل ليال؟
وضعت راكان في عربته/لها فتره تتأخر وامس مانزلت..رحت لها و حكيت معها بس ماخذيت منها علم واضح!
تنهدت/هاللحين وش اسوي لها علشان تداوم، إذا ماتبي تقول و تريحنا
لحظات لتنزل و هي ترتدي عبائتها وتتجه للباب متجاهلة وجود الشموس التي تناديها..
لحقت بها وهي توقفها عند الباب/ليم ماتردين على اتصالي قبل شوي؟!
لبست نظارتها على عينيها و امسكت بمقبض الباب/لو سمحتي عندي شغل!
امسكت بذراعها وهي توقفها/ووين انا واقفه أكلمك، خلي عندك ذوق !
ابتسمت بسخريه/بالله عليك؟!! وين هو ذوقك وانا اتصل فيك و انتظرك هنا بالصاله ابي اتكلم معك و تحقريني؟!
حاولت ان لا ترفع صوتها/لا تقارنين بيني وبينك، انتي عارفه انك مذنبه و اللي سويتيه شيء مايشرف فشيء طبيعي اني احقرك لفتره علشان تعرفين خطاك.
إلتمعت عينيها/تتكلمين و كأنك ملاك منزهه ماتغلطين !!
رفعت حاجبها بإصرار/في فرق بين اخطاء تندمح و في اخطاء تسود الوجه وتنزل القيمه!
شعرت و كأن رئتيها ستنفجر دماً من شدة غليانها الداخلي/انتي وش تبين مني؟!
بغضب/ليه ماقلتي لي قبل تروحين لصالح وتقولين له عن الرسايل و هالسوالف..؟!! فرحاانه بسواد وجهك؟!! ما جاء ببالك تقولين لأختك؟! ابسألك بس سؤال واحد
حضرت أم رواد وهي تحاول تهدأت الوضع/يا بنات اعقلوا وش صاير؟!
تجاهلت ام رواد لتتجه إلى ليال بسؤالها/ليه ماقلتي لصالح ان اللي معك بالصور هو الدكتور وليد؟! ليه طبطبتي عالوضع؟!
شعرت انها بدأت تفقد السيطره على تنفسها من ضيقها/ان شاء الله كنتي تتوقعين اقولهم عنه؟!!
ابتسمت بسخريه/هم كذا والا كذا شافوا رجل و معك بالصوره ،..لكن انتي خايفه على حياته و ماتبين احد يعرفه والله اعلم وش السبب وش ناويه عليه بعد؟!
تفاجأت من فهم اختها الخاطىء ،لم تصدقها بعدما صارحتها بحبها و بنواياها السابقه في الزواج من رجل متزوج/يعني وش تبيني اسوي علشان تصدقين اني ماعندي نوايا مثل اللي جاءت ببالك؟!
بتحدي/اوكي اثبتي لي العكس..انا يا ليال فقدت الثقه فيك لدرجة وصلت فيها للشك بكل شيء تسوينه!
ابتلعت الغصّه بإمتعاض لتخرج وهي تلعن مشاعرها الساذجه التي دفعتها ذات يوم لطاعة قلبها والبوح بما فيه،...
لم تدير لها بالاً تركت الباب لتعود للداخل وسط تساؤلات أم رواد الخائفه/وش اللي سمعته قبل شوي يالشموس؟! وش صاير بينك وبين اختك؟ عمركم ماتهاوشتوا بهالشكل!! اكيد صابتكم عين!
تنهدت وهي تجلس بضيق/لا عين ولا شيء..إلا والله الجرأه الزايده اللي عند ليال بتوديها بداهيه ولازم اشوف لها حد، ماني مصدقه ان اختي تسمع لقلبها،شلوون طاوعت هواها ؟! كيف انحنت له؟!!
فهمت الأمر، الآن الحدث كبير و يتعلق بليال وصوت قلبها، ولكن يجب ان تستغله فهي تشك بتوتر علاقتها بأدهم/يابنتي احيان الواحد لازم يسمع قلبه مثلما يسمع لعقله..لا يندم الثاني و لا يخطي الأول..
فكرت قليلاً لتجيبها وهي تتذكر سذاجة قلبها الذي أذلّها بسفاقته البارحه حينما حاولت ان تتقرب من أدهم و تهرّب منها ما يؤكد ان هنالك غيرها/اوكي نسمع القلب ونبتسم له لكن من بعيد وبس، ثم ننسى كل ما قاله ولا نمشي وراه, رغبات القلب توجعه يام رواد...اسأليني.
فهمت ماتقصده من زلة لسانها الأخيره، لتعود وتصمت..الآن تأكدت ان الأمر بينها وبين أدهم بلغ من الشرخ مالله به عليم...
،
،
.
اخذت في ترتيب اشياءها و تجهيز نفسها للسفر بإنتظار ترتيبات السفر التي يقوم بها تركي، رغم اعتراض والدتها و هند ابنة زوج امها، تعرف أنها محقه بكل كلمة قالتها بخصوص رفض ذهابها ولكن الجميع لا يعرف ماذا يعني لها نايف، لا احد يفهم ما يدور داخلها لا أحد يفهم مالذي تريده سواها فقط وعليها ان تفعل ماتراه صائباً فهو على كل حالٍ زوجها...
دخلت وهي تقف مستنده على الباب و تراقبها بصمت..
انتبهت لوجودها وابتسمت لعبوسها/شفيك ماده البوز شبرين؟!
وفعت حاجبها/رافعه ضغطي..بتجننيني بغبائك.
مازالت مبتسمه/لو منصور احتاجك بظرف زي كذا بتسوين مثلما انا اسوي..صدقيني
بجديّه/لا والله صدقيني ماني مسويه هالشيء قبل نتزوج ويدخل علي.. اللي تسوينه غباء، و بعدين شلو تقولين محتاج احد واخته تاركته وجايه تقول معاد يحتاج احد؟!
تنهدت/ماراح تفهمين يا هند
ذهبت لترى حقيبتها و اشيائها/ايوه وش عذرك اذا فاجأتيه بحضورك؟!
عادت لتبتسم لتناغشها فقط/بقوله اشتقتلك واشواق الهوى ماترحم..
ابتسمت لها بسخريه/تحسبينه بيقول "هلا باللي له الخافق يهلي"
ابتسمت بخبث هي الأخرى/ثم أرد عليه "تبقى ياللي سهر عيني علشانه"
تنهدت هند اخيراً فهي ترى الإصرار في صوت ونبرة شهد/تالله اني بفقدك يهالبنت..اقسم بالله كنت افكر بعرس مطنطن اتمشى فيه و اعرف نفس على اني اخت العروسه وانتي بتخربين علي هالمخطط.
ضحكت/يالخبله،من قال اني بلغي العرس؟! انا بس بروح زياره مع اخوي ماراح اقعد معه لحالنا يعني،
استغربت/متأكده؟!
تذكرت حديثه عن عدم رغبته بها وابتسمت بثقه/متأكده..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والأربعون
خلف الباب*
كانت ستدخل لتؤنب ابنتها وتعاتبها ولكن بعدما سمعته منها تراجعت.. ثم إنها قد طلبت صالح وتركي وكل منهما وافق ، تنهدت فعلى الأقل شهد تفعل ذلك بإرادتها وليس بإملاءات أحد،..
تركت الوقوف خلف الباب و عادة للمطبخ لتحضر قهوة سوداء واتجهت إلى مكتبه لتراه غارق بين اوراقه و ملفاته ، دخلت و جلست قبالته تراقبه على الأريكه، جلوسها معه يريحها، بقاءها بقربه يشعرها بأن كل شيء على ما يرام..
انتبه لصمتها الأنيق وجلوسها بعيداً ليرفع عينيه عن بعثرة اوراقه وينزع نظارته، ليراها تُمطره بنطراتها وهي ترتشف قهوتها على مهل وكأنها على ضفة نهر ، ليبتسم/وش فيك
بابتسامه/حابه اكون معك..وانت ماتبي إزعاج قلت اسكت واجلس اتقهوى واناظرك..
استند وهو يفكر في أمرٍ ما/وين البنات؟!
تنهدت/شهد تجهز للسفر و هند عندها
استغرب/انتي منتي راضيه عن سفرتها له،صح؟!
بضيق/فكرة انها تروح له قبل الزواج ماني متقبلتها يا صالح، حتى لو هم متملكين.
ترك مكتبه ليتجه إليها و يجلس بجانبها/طيب شرايك تروحين معها؟!
إلتفتت إليه مستنكره/و اخليك لحالك؟!ماقدر،، إلا إذا بتروح معي!
بدون تفكير/عندي اشغال و مواعيد يا قلبي،صعبه.
امسكت بيده القريبه منه/تدري شلون اجل تركي بيروح مع اخته واستودعتهما الله وانا بقعد معك.
رن هاتفه ليبتسم لها وهو يرفع يدها ليقبلها/براحتك يا قلبي اصلاً ابيك بجنبي لكن ماحبيت اضغط عليك.
ارتاحت ابتسامتها على شفتيها/جوالك يرن
تركها ليتجه إليه،ويرد/هلا أدهم.. ..إيش؟! ايه....كلهم؟!! ياخي انت كيف؟!!!...انا لازم اتعلم منك،.....ممتاااز أنا جايك حالاًبمركز الشرطه..
وقفت وهي تستفسره بنظراتها حتى اغلق الهاتف/وش عنده أدهم؟!
بابتسامه تتسع/ولد اخوك هذا عبقري، شلون خلا واحد مسجون يعترف بكل خوياه و اللي معه رغم ان قضيته تقفلت بدون يعترف على احد!! ماكنت مصدق كلامه يوم قال بحلها بنفسي!!
استغربت/للحين مافهمت!
بحماسه/تذكرين اللي حاول قتل نايف؟!، أدهم ماقصر معه،ظل وراه وكم مره زاره و راقب بيته و خوياه لين خلاه يعترف بأشياء كنا نجهلها ونجهل اللي وراها و طلعت طبعاً بلاوي...عن اذنك رايح له البيت علشان نروح سوا قسم الشرطه و نشوف شصار.
ابتسمت بفخر وهي تسمع بأفعال ابن اخيها مع عائلته/عسى الله لا يحرمني منه، لحظه صالح بلبس و بروح معك
إلتقط شماغه من على الشماعه/يلا معك خمس دقايق لا تأخرين ..
.
،
.
،
أوقف سيارته داخل باحة منزل اهلها،ليبتسم وهو يراها مازالت تمسك بيده منذ خرجوا من المنزل و كأنها تقيّد قلبه و تحاصر أنفاسه/وصلنا البيت، يلا اشوفك على خير
إلتفتت إليه بدمعه، وهي ما زالت تمسك بيده/طلبتك ارجع لي بخير..
رفع يدها ليقبلها/دعواتك..
تتهدت/الله يخليك لي.
لاحظ خروج أدهم مبتسماً من الباب الخارجي للمجلس/هذا أدهم واقف هناك،يلا يا قلبي استودعتك الله.
حملت نفسها متثاقله لتفتح باب السياره و تخرج وعينيها معلقه به لتودعه بشكل اخير/استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه.. كلمني اذا وصلت
نزل وهو يرى اقتراب أدهم و يلاحظ جرح حاجبه/اكيد بتصل يا قلبي.
ذهبت وقلبها معه..لتصادف أدهم وتلقي السلام/السلام عليكم
صد وهو يراها اخرى غير تلك التي كان يعرفها/وعليكم السلام..شلونك نيفادا؟؟
حاولت ان تتجاوز غصتها/بخير الله يسلمك، سلامتك أدهم وش هالجرح؟!
لمس جرحه الذي نسيه/الله يسلمك،ابد حادث بسيط.
استغربت انها لم تسمع بهذا الحادث/لا باس ان شاء الله ماتشوف شر
بابتسامة مسايره/ولا تشوفينه، حياك نورتي بيتك
سمعت رده ودخلت ليذهب هو الى قاسي الواقف عند سيارته/ارررحب يالنسيب اقلط
سلّم عليه بحراره/تبقى، ودي و الله بس جاي احط زوجتي و راجع للجبهه، وش هالجرح يا ولد؟!
فهمه/جرح بسيط ماعليك منه، عسى الله يوفقك بمهمتك و ينصر جيشنا و ترجعون لنا بخير و غنيمه
بابتسامة/امين يا رب، عاد ما أوصيك الوالده و مدى،تراهم امك واختك.
إستضاق من وداعه ونبرته الموجعه وان لم تكن حزينه/يا رجال هذول اهلي مثلما هم اهلك و ان شاء الله ما يحتاجوني، وترجع لهم و تكفيهم انت...لا تشغل بالك
ابتلع همّه وهو يشيح بنظره للباب الذي دخلت منه/ادري مايحتاج اوصيك لكن لراحة قلبي يا أدهم، نيفادا واللي ببطنها، اعتبره لك مثل راكان، انا واثق بتربيتك..
شعر بإنقباضة في صدره من كلماته الاخيره/قاسي!!واللي يرحم والديك اسكت،
ابتسم/لا يضيق صدرك والله اني لا قفيت من هنا رايح للجبهه ما بقلبي غير النصر و لقاء ربي بالشهاده مطلب!، لا تخاف علي و انا اخوك، يلا استودعتكم الله.
ركب سيارته أمامه بعدما عانقه عناق مودّع ثم انطلق..!
هكذا انطلق تاركاً إياه واقفاً كشجرة مرهقه تواجه رياح الخريف بقلب أجوف و أغصان عاريةً من أوراقها..!
ايقظه رنين هاتفه ليخرجه من جيبه و يرد وهو يدخل المجلس الخارجي في إنتظار صالح..،!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والأربعون
في جلسه كراسي مريحه و اطلاله جميله في حديقة المنزل الخلفيه، شعرت وان صداعاً يكاد يفتك برأسها ولكن تجاهلته/ام رواد شرايك نزور هوازن، البنت راحت لبيتها وجبت الزياره والا لا؟!
بسعاده/إلا والله وجبت، وبتفرح بزيارتنا بعد
بابتسامه خجول مما فعلته بها/اشهد انها بتفرح، خلاص الليله ننزل السوق ننقي الهدايا و نروح لها بكرا
بتفكير بسيط/اجل خلني اتصل وابلغها بحضورنا،
تذكرت أنها لم تشرب الشاي منذ الأمس، وهاتفها ليس معها/من امس ماشربت شاهي و الجوال بالغرفه، شكلي بقوم اسويه واضبطه بنفسي
ام رواد بابتسامه/ازين وازين اجل سوي لي معك،وانا بتصل بهوازن اعلمها بزيارتنا
وقفت لتدخل بحماس ورغبه عارمه في صنع ابريق شاي من شأنه ترتيب أوضاع رأسها المشتت...
دخلت المطبخ وهي ترى الخادمه تدير ظهرها و تتحدث في الهاتف أمام الموقد وتراقب غليان القهوه ،هذا شيء عادي ولكنها سمعت إسمه/اوكي مستر أدهم بس شوي كل قهوه و حلى انا في جيب في المجلس..
اقتربت منها بعدما اغلقت الهاتف من عادة أدهم ان لا يطلب من الخدم بشكل مباشر بل عن طريقها!!/جوري ،هذا مستر أدهم؟! ايش يبغى
بابتسامة مسايره/يبغى قهوه و حلى في المجلس..في ضيوف رجال بيجي
إزداد صداع رأسها كيف يأتي للمنزل ولا يلتقي بها؟!! سيقتلها بلا مبالاته بها/ايه بسرعه جهزي القهوه ووزينيها وارسليها ،
تركتها و اخذت غلاية الماء لتعبئها وتنتظر غليانها وهي ترتيب الكاسات في صحنها..،
تحاول ان تتجاهل أفعاله الغريبه قدر المستطاع، ولكن متطلبات القلب لعينه،.وهو يبعد نفسه تدريجياً عنها..!
مالذي يريد إيصاله من إبتعاده المتعمد؟! وقد كان يُصر على عودة علاقتهم كالسابق!!
.
،
.
خرجت من غرفتها بضيقها المعهود، كان يجب ان تتحدث إلى احدهم، تريد الخروج من هذا المكان الذي يضيق بها كلما تحدثت مع الشموس، فجأه كل شيء يتحول لموضوع شائك ومعقد وغير قابل للنقاش إذا لم يعجبها!!
شخصيه صعبه جداً،و معقده حينما يتعارض الأمر مع قناعتها!!
لمحت غرفة نيفادا مفتوحه و مُضاءه، عرفت انها هنا فغرفتها لا تُفتح إلا بوجودها..، شدت خطواتها ناحيتها و هي ترسم ابتسامتها، لا تعرف لماذا إنطفأ صخب هذه الفتاة بعد زواجها!!
كانت جالسه على طرف سريرها وقد نزعت عبائتها و حقيبتها جانباً،الروح متعبه والجسد منهك ، إستعاذت من شتات الروح وهي تشعر بإقتراب أحدهم لتوفع ناظريها لها و تبتسم بشكل لا يخفي إرهاقها وتقف لتسلم/ليال!
عانقتها وهي تسلم بشوق/قسم بالله اشتقتلك يا بنتي وين تروحين انتي؟!
ضحكت/متزوجه يعني وين بختفي ههه
لمحت هالات تراها للمرة الأولى تحت عينيها و كأنها تخبرها بشيء عنها تخفيه/عسى بتطولين هالمره عندنا،مليت لحالي.
جلست بتعب/بجلس هنا إلى اجل غير مسمى،قاسي رجع للجبهه..والله اعلم متى لقانا الجاي..
شعرت بنبرتها تكاد تختنق، لتحاول ان تخرجها من كآبتها/ان شاء الله يرجع قبل تولدين، ما شاء الله طلع لك بطن صغيرون لا هاللحين بنصدق انك حامل..وناسه بيجينا نونو
إلتمعت عينيها وهي تشير بيدها/اثنين
اتسعت عينيها بخوف و سعاده ولهفه/هاه؟!!
ابتسمت لردة فعلها/ابي ايسكريم..
منذ دقائق دخلت مع صالح إلى المجلس حيث أدهم الذي استقبلهم،لتجلس بجانبه تتفقده لم تصدق ما يخبرها به انه بخير/يا ويلي منك يا أدهم هذا ثاني حادث، انتبه فديت روحك مايصي
تبسم/لا تخافين يا عمه ابو سبعه ارواح ياما مر علي و للحين عايش..
وكزته وهي تقف/تف من فمك بسم الله و ربي يحفظك لنا من كل مكروه،وش هالكلام الله يهديك
ضحك صالح/يا بنت لا تكبرين السالفه جرح و السياره فداه خلاص
نطقت بضيق/وعسى تنازلت عن راعي الناقه السايبه؟! هذا المفروض ينحبس اللي تارك بهايمه في هالطرق تذبح خلق الله
تنهد/يا عمه الرجال عليه حق عام، و بتاخذه الحكومه منه غصب، انا تنازلت عن حقه والله يكفيني ويكفي المسلمين بلاه.خلاص
اقتربت منه وهي تلامس جرحه/نااظر بس ينزف!! انت متى اخر مره غيرته؟! الشاشه كلها دم!!
لامسه/خيطوها الفجر غرزتين عالحاجب و لفوها، ومعاد غيرتها والله مافضيت
نطقت بلهفه/والشموس ما نتبهت لك اكيد اشغلها راكان!
بابتسامه/ايه اشغلها راكان..
قامت بنفسها/انا بروح اجيب معقم و شاشه ولصقه جديده،
تركتهم ليلتفت صالح ناحيته و بتساؤل/وش مطلعك برا الرياض البارح؟!
ابتسم لإنتباهه معه/منت محامي عبث!
بابتسامه جانبيه/اخلص وش موديك قبل افتن عليك عند عمتك
اختفت ابتسامته وهو يجيبه بجديّه/صالح انا تقريباً احكمت قبضتي على كل من له علاقه بمضايقات الشموس، باقي احمد و تأكدت من اماكنه اللي يروح لها بيته ومكتبه الثاني غير مكتب الشراكه مع فيصل الثابت و حسام العبدالله.. واستراحته الكبيره اللي على طريق المزاحميه..هالرجال ماهم هينين، تجارتهم كلها مشبوهه يعني غسيل اموال و تستر تجاري و ماخفي كان اعظم
بجديه اكثر/طيب بلّغت عن احمد والا للحين
ابتسم وهو يسترخي بجلسته/احمد مُدان باعترافات سلطان الجديده و على تهمهم الباقيه محكومياتهم بتطول، انا اللي احطه براسي ما ارتاح لين اجيبه.
بفخر/كفوو، انا اشهد ان راكان ما كذب يوم آمن فيك و سلّمك حلاله وعياله.. الشموس تدري باللي صاير والا لا؟!
ترقفت عند الباب وهي تنصت بعد هذا السؤال،..
نطق براحة ضمير/ماعطيتها خبر بشيء ابيها تعيش بلا قلق، هي زوجتي و حقها علي احافظ لها على حياتها..
بنبرة اعجاب/ما خاب من زوجك بنته،في ذمتي ما خاب كنت بتموت وانت تطارد هالكلب و مع ذلك محد درى ولا حتى اتصلت بي؟!! اهم شيء انه هاللحين يمديه بقبضة يد الشرطه هو وخوياه
اعتدل في جلسته وهو يدلّك رقبته/والله يابوهند مارتحت من كم يوم كله من هالقضيه حتى بعد الحادث رحت للشرطه و بلغت المحقق، كان تجاوبه معي سريع..
دخلت و دمعتها على خدها و بيديها الاسعافات الاوليه عينيها المبللتين تحكي اللوم و تنثر العتاب/كل هذا يحصل معك ، كنت شايل روحك على كفك و بتموت و ماتعلمني؟!
لم يحبذ ان تسمعه عمته او اي احد غير صابح ولكنه لم ينجو وقف وهو يتجه إليه/يا عمه لا ليه هالدموع اللحين؟! انا بخير يا عمه
حاولت ابعاده ببكاء/ابعد عني لاني عمتك ولا اعرفك، تسوي كل شي وحابس بقليك كنك وحيد؟!!
شدّها إليه ليعانقها بابتسامه و عين لامعه،دموعها غاليه بالنسبة له،من بكى عليه بعد والدته سواها؟ لا أحد/يا عمه انتي حبيبتي بسس تبيني اضيق صدرك بمشاكلي؟
عانقته بشدّه فهو النبل على هيئة إنسان وان لم يحب ان يظهر هكذا/ان ماضاق صدري عليك لمن يضيق قل لي،عسى الله لا يحرمني وجودك و حسك بهالدنيا قل امين.
يحدث ذلك كله امام صالح الذي يبتسم هنالك/ايه من قدك هند تحبك..راحت علي والله
ضحك أدهم/اهااا المحامي ، شفتي بتورطيني و بيحطني براسه..
اخذته لتجلسه/اجلس بس خلني انظف جرحك واغير الضماد.، بتعور قلبي يهالولد.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والأربعون
ألمانيا..
أنهى دوامه اليوم، ثم قدّم أوراقه الى مكتب المدير طالباً منه إنهاء كل شيء ليعود للسعوديه لن يظل يوماً آخر هنا، هذا المكان بات يذكره بخيبته رغم أنه المكان الذي شهد اكبر نجاحاته..
حاول المدير ثنيه عن إنهاء عمله هنا و نجح في ذلك على شرط ان يأخذ إجازةً بعد شهر ثم له ما يشاء..
خرج يتمشى و قلبه كورقة تتلاعب بها مع انسام الهواء حيثما شاءت...توقف قليلاً عند نفس المكان قي مرآب السيارات ..كانت تقف هنا وهنا اخذت منه العلبه التي أعجبتها وعبرت عن إعجابها بها، فتح هاتفه وهو يرى محادثاته معها، كانت بسيطه ومختصره، ماعدا تلك الصوره التي ارسلتها "صورة صندوق الكليجا و تعبيرها عن موافقتها بشكل غير مباشر...
كانا غريبين في حبهما، محتشمين في علاقتهما، كلاهما يعشق الآخر بطريقته...
"لو لم يكن لي منها سوى تلك الإبتسامات و تلك الموافقه لكفتني...من يقول انها تكفي؟! ..ان مت او ستكون لي احدهما ستحدث ، ما دامت وافقت فالأمر مجرد وقت"
اخرج هاتفه ليتصل بـ رشا، الجلوس معها الآن سيفيده اكثر في مواجهة عاصفة الحنين هذه...
.
،
.
في شقته بعدما ترك المصحّه فجأه..!
عاد يمشي ولكن بصعوبه لم يتمكن بعد من قدميه فهو يرتاح اغلب وقته على كرسيه المتحرك!!
وكأن المشي ليس هدفه يهمه..!
مل من تقليب محطات التلفزه وحده ليلتقط علبة السجائر اخذ واحده و اشعلها و ليناديها/أولينااا وينك؟!
خرجت من الغرفه ملتفه بروب استحمامها لترد بعربيه مكسره/انا اسبح هبيبي ايش تبغى؟!
نفث سموم سيجارته وهو يأمرها/سوي لي كوب شاي بسرعه وتعالي مليت لحالي
اقتربت منه لتطبع على خده قبله/اوكي نايف بس ألبس، بس قوم انتا حرك يور فووت آند ليقز
شد شعرها وهو يبادلها الإبتسامه/يلا بس خلصي انتظرك هنا
ذهبت وهو يتبعها بنظراته ليطلق تنهيدته، وهو يسترخي في جلسته...هذه من تستحقه لا تلك المتعاليه رغم حقارتها..!!!
،
.
،
،
الريـــاض...،
دخلت بعد خروج أدهم و صالح..سلّمت عليهم لتتركهم
بعدما رأت الجميع يجلس هنا ماعدا الشموس، ذهبت لغرفتها..
نيفادا وهي تحمل راكان/شفيها عمتي حتى ماكنها شافت ركون؟!
ليال بعدم اهتمام/تلقين مشكله مع الشموس، الظاهر ماخلت احد هالشموس ما نكدت عليه
ضحكت/شفيك عليها، وش منكده عليك فيه الشموس!! ما امداك وصلتي؟!
اخذت فنجان شاي/يعني ماتعرفين اختك ؟! توتر في توتر
ابتسمت نيفادا/والله التوتر هو انتي، الشموس اذا قلقت من شيء يكون شيء جدّي و تتفاعل مع الكل
رفعت حاجبها وهي تفهمها/جرحك وصل ،يعني انا مادري عن شيء وماعندي سالفه هاه!
رفعت راكان بوجهها/لا نيفو خالتي ما تقثد ثي!
ضحكت وهي تقترب لتلتقطه/هاتيه عورتيه يا بنت مو مذا يسوون بالاطفال
اقترب وسام ليجلس بجانبها وكأنه يخبرها بأنه موجود وانها لا يجب ان تحب غيره، ابتسمت له وهي تمسك بيده الصغيره/وسام حبيب ماما.
استغربت نيفادا/يغااار عمري،هاللحين وش بتسوين لو تزوجتي؟!
تنهدت ونبرتها تتغير وهي تعانقه و تتذكر وليد/الزواج ما ابيه و مايبيني..
استغربت جوابها و نظرات عينيها التي سقطت في الفراغ بينهما فجأه
،
،
،
إلتفتت للباب وهي ترد بعد سماعها لطرقاته/الباب مفتوح يا نيفو..
دخلت وهي ترمقها بحده/انا عمتك هند
إلتفتت بابتسامه و اتجهت اليها تسلم/هلا وغلا ام تركي
سلمت ببرود وهي ترى اريحيتها/هلابك..والحمدلله على سلامة أدهم
استغربت/سلامة أدهم!! ،، ليه شفيه؟!
رفعت حاجبها/شدعوه زوجك مسوي حادث البارح ولا تدرين؟!!
إبتلعت ريقها بصعوبه/حادث!
أردفت باهتمام وغضب مكبوت/كان يلاحق الرجال اللي كانوا يهددونك من فتره، مسكهم كلهم و كلهم هاللحين بيد الشرطه..اخرهم واحد راح يتتبعه للمزاحميه و صدم جمل وهو راجع و ربك ستر
جلست وهي تحاول ان تستوعب،العلاقه بينهما ميته تماماً فكيف لها ان تعرف ما يحدث له..
اخذت هاتفها بدون ان ترد عليها لتتصل به بدون تردد فقط تريد سماع صوته..حسناً كان هنا ولم يخبرها،هو اصلاً لا يتحدث معها فمن الطبيعي ان لا يرد على إتصالها إلتفتت إلى عمتها ببرود مصطنع/وهو بخير ؟! وللحين عايش و طالع برا اجل مافيه إلا العافيه..
استنكرت ردها/اقوولك ابو ولدك كان بيموت وعلشانك وانتي تردين ببرود!! الشموس بموت واعرف وش الشيء اللي ممكن يهز قلبك البارد هذا!!
ابتسمت بلامبالاه تتقنها/محد يموت لجل احد ريحي قلبك يا عمتي..ان دافع عني أدهم فهو لأني عرضه و هذا واجبه ولو ما سوا هالواجب بيكون قليل شرف و بلا رجوله و هالشيء ما يبيه اكيد.
ستموت غيظاً من برودها/والله يالشموس لو منتي بنت اخوي اقسم بالله ما يصبح الصبح إلا و مزوجته وحده تقدره و تعرف قيمته..
ابتسمت بثقه/يلا سويها بس اخاف هو يرفض، ما يندرى عن خططه هالرجال
بفقدان أمل/طبيعي ماهو جالس يعلمك بكل شيءعن خوافيه ، الرجال صناديق مقفله ما يعرف وش وراهم و ان شافوا عذروب ستروه وان واجهوا مهمه صعبه واجههوها بدون ما يدري احد عن شقاهم وتعبهم..لكن اسمعي مني الكلام اللي ماتعرفينه أدهم مارتاح لين مسك اللي حاول يقتل اخوك بالمره الأولى والمره الثانيه و ما ارتاح لين بحث وراء ربعه كلهم اللي حرضوه على قتل نايف وانمسكوا كلهم .. قولي بعد ان اخوك شرف ولازم ينستر!!
كان لازم ادري ان فيه مشكله وانتي تحطين عرس هوازن اللي ماتعرفينها بدل حفلة الاربعين...انا معاد اجاملك يالشموس و شيء بخاطري قلته وانتي بكيفك..
إلتزمت صمتها وهي تسمع ما يفعله منذ فتره و يجعله يغيب فترات عنها..!!
لم تتأثر و كأنها فقدت القدره على إبداء أي ردة فعل مناسبه!!
حتى مع خروج عمتها، لم تتأثر بداخلها شيء يحترق فقط،
"أدهم محق" عقدة مها تلازمني" هو من ادخلها حياتي و وهو من اسماها بالعقده، هو يقتلني و يمشي في جنازتي كل يوم..! "
،
.
،
عاد بعد مدةٍ طويله اليها، تاركاً خلفه كل ما يؤلمه..متناسياً كل وجع زرعته فيه وكل ندبة تركتها على قلبه!
يعرف أنها وحيده و كئييه و تبكي سراً وحيدة في الليل حين تضيق بهمها..
مازال يتذكر برودة أطرافها حينما يلامسها وهي في حالة بكاءها الليلي..
هي وحيده وحزينه و ذلك يرسل غيوماً من الألم تُمطره كل ليله ..!
لم تتصل به منذ فتره و ذلك جعله يقلق ويطير للعاصمه من أجلها!!
طرق بابها كثيراً و لم تجيبه..انتظرها ترد طوال الليل ولم ترد ليجلس كالمتسول أمام بتب منزلها..ابتسم وهو يرى زهور الليلك تزين بابها..
لم تتغير فحيثما تتواجد تزرع الورد ..هي هنا هو متأكد من ذلك ولكن لماذا هذا الليلك ذابل و حزين؟!!
↚
لا يغركِ هدوء ملامحي و طول صمتي ,
أدنى كلمةً مني كفيلة بزعزعة عروشك الوهميه.!!
.
.
انتهى من قسم الشرطه و خرج بصحبة صالح كان يحاول ان يتماسك حتى لا يسقط بين الرجال، يشعر أنه ليس بخير، الأمور بدأت تختلط أمام عينيه فلحظه يركز و لحظات يفقد انتباهه، كان صالح يثرثر بأمور تخص القضيه، و ان الجميع صار متلبس للتهمه و اصبحوا مدانين و سوف تصدر بحقهم محكوميات...،
اكمل صالح حديثه بحماس/والله الفضل بعد الله لليال اللي خلتنا نكشف حسام و نلبسه قضيه فوق قضاياه.. والا شرايك أدهم
حاول ان يركز/هاللحين مافي حيل بنام وصلني البيت و بعدين نتكلم بهالقضيه
بابتسامه/اي والله ماقصرت،اشتغلت على القضيه لي انهيتها، نم مثلما تبي
تحدث وهو يدعك جبينه/مادري احس راسي ثقيل و تقل بينفجر..
ضحك/ثقيل يبيك تنام الله يصلحك..عموماً وصلنا، روح ولا يردك إلا سريرك
نزل ثم تذكر ليلتفت إليه/انادي لك عمتي؟!
بابتسامته وهو يرى ازدياد نعاسة عينيه و شماغه الملقى على كتفه/لا يا رجال اخذه ولدها للبيت ..
أشار للمجلس/طيب انزل تقهو
أشار بيده بالسلام/اقول تمسى على خير بس.
بالكاد وصل للمجلس بعد ذهاب صالح..لم يمر بهكذا إرهاق منذ مده طويله، حتى أنه لم يعد يقوى على رفع يده بعدما جلس على الاريكه الطويله... ليميل وبنام مكانه وسقط هاتفه من يده قد كان يريد معرفة كم الساعه ولكن خارت قواه..!
.
،
.
تثائبت وهي تقف بعدما أطالت السهر/تعبت بروح انام من زمان ماسهرت كذا..يووه الساعه 2 ونص
وقفت معها ليال/بروح معك
استوقفتها الشموس/اسمعي ليال
توقفت مكانها بتملل/نعم؟ كلام عن العمل مو وقته واللي يعافيك
ابتسمت بسخريه/لا مو كلام عمل..بكرا بنزور هوازن و حابينك تكونين معنا
بلا اهتمام/و انا ماني حابه اروح معكم..
حاولت نيفادا لملمت الموقف/بكرا ليال بتروح معي علشان افك خياطة جرح يدي
لم تحبذ إفتعال مشكله/براحتها..
ذهبت ليال لتلحق بها نيفادا...و تجلس هي تنظر للفراغ الذي يحاصرها..ملل ورتابه جعلتها تترك المكان وتعود لغرفتها..
أطلت على طفلها الغارق في نومه..ابتسمت وهي ترى ازدياد كثافة شعره بشكل ملحوظ..يجب قصّه الآن داعبت شعره قليلاً ثم تركته لتجلس على أريكتها بشعور مرهق و بقلب خاوٍ من أي شيء..هذا الفراغ يقتلها..
سقطت عينيها على سريرها البارد... كم تكره النوم عليه وحيده!
تذكرته وهل يأتي الليل بدون ذكرى له؟!
لم يعد من الخارج حتى الآن !!أين يغيب ذلك الرجل؟!
خرجت تتمشى و في الحقيقه "تتفقده" وتفاجأت بسيارته مكانها..اتصلت بالسائق لتستفسر عما إذا رآه لتنصدم بقدومه منذ الثانيه عشرا مع صالح..!
الآن عرفت أين هو، إتجهت ناحية المجلس الخارجي، و هي تراه مفتوحاً على مصراعيه و نصف مُضاء..!!
لتتفاجىء بنومه على الأريكه بشكل لا يوحي بأنه مرتاح في وضعيته ويده تتدلى ،ترددت في التقدم ناحيته ومساعدته ولكن اخيراً تشجعت لتقترب منه.. حتى وقفت عنده..وهو بنفس حالته
"غريب، لم ينتبه لخطواتي! و لم يحرك ساكناً!"
إنحنت لترفع يده المتدليه لتجدها ساخنه! رفعت يدها بشكل سريع إلى رأسه لتتحسسه فوجدته كالجمره المتقده!
حاولت إيقاظه ولكنها لم تنجح/أدهم أدهم تسمعني؟! أدهم قوم الله يخليك
لا توجد أي إجابه، تركته و دخلت مسرعه، في محاوله لفعل أي شيء..
،
.
،
لم تستطيع ان تنام هذه الليله، تذمر والدتها التي لم تعتاد على وضعها و طلباتها التي لا تنتهي، و دموعها على قاسي، و تلميح أم هياف لخطبتها لولدها كلها أشياء ترهق قلبها قبل كل شيء، قررت ان تظل معها في المستشفى،بطلبها..
هكذا لن تستطيع استقبال أطفالها هذا الشهر، لله ما يوجع هذا القلب وما يتحمله، اخذت هاتفها لتكتب رسالةً قصيره إلى منيف، فهي لم تحدثه بشأن أطفالها منذ حادثة والدتها وانشغالها بها..
نزفت دموعاً مع كل حرف كتبته، لم تشأ ان تطلبه هكذا طلب ولكن هذا ماهي عليه..
تركت هاتفها بعد كتابة الرساله لتبكي مجدداً وهي تشعر بالضيق من كل شيء...
تذكرت تلك الليالي التي لا تنام فيها من الضيق وهي بجانبه، كان يهجر منامه ليبقى معها رغم أنها كانت فقط تتهرب منه!
تبسمت وهي تتذكر أنه في أحد الليالي اخذها للبحر قبل الفجر بقليل، معهما ندى وكانت ذات اشهر فقط..
كان مستميتاً في ولعها حتى أعياه برودها،
إزداد بكاءها وهي تتذكر ماضيها معه، على الأقل لم ينام يوماً و هي تبكي..
يا لليل الذكريات البائس!! كيف أتى به الليله؟!.
،
.
،
بعد ساعه من الكمادات بالكاد فتح عينيه الحمراء وهو يبعد يدها عن جبينه و يعبس وهو يحاول الجلوس لكن دون فائده/وين رحتي؟!
استغربت/ما رحت مكان أدهم،شفيك؟
تنهد وهو يعود ليغمض عينيه لحظات و يتمتم/لا تروحين لا تروحين .
اقتربت لتقيس حرارته مجدداً مازالت مرتفعه!!عاودت الكمادات وهي تسمع أنينه المبحوح!! كتصرفات طفل وتمتماته ليمد يده لكمادته و يبعدها/بروح خلاص
استغربت و ظنت انه واعي لما يقوله/وين بتروح؟!
بالكاد جلس وهو ينظر إليها بدون تركيز/انتي من؟! الشـ موس؟!
تنهدت وهي تفهم انه مازال يهذي/اي هذي أنا أدهم قوم معي داخل ازين
استرخى بجلسته جسده منهك تماماً/لا، روحي عني..
استغربت لولا جهاز قياس الحراره بيدها وجسده الذي كالجمره لن تصدق انه يهذي، امسكت بيده وهي تحثه على الوقوف/يلا قوم معي لازم تتسبح علشان تخف حرارتك شوي.
وقف معها وهو يدعك جبينه/لا بناام
اخذته بعدما إلتقطت هاتفه الذي على الارض عنده لتقوده لخارج المجلس في منتصف الحديقه توقف مرهقاً ليتحدث بتذمر وهو يطلبها ان تعتقه من يدها/فكني ياخي!!
رحمته وهي تراه يفقد تركيزه كلياً/انا الشموس ياأدهم ركز شوي
بالكاد اوصلته الجناح لتحاول ان تدخله الحمام/يلا لازم تاخذ دوش بارد علشان الحراره
ابعدها عنه ليترك باب الحمام و يذهب للسرير وهو يرد بتثاقل/لااا مافيني شيء،تبين تمرضيني وبس!
ما ان وصل السرير حتى اغمي عليه مجدداً وهو يتمتم بحديث غير مفهوم ويفتقد للتركيز/خليني بالمجلس..اطلعي برا
تأففت وهي تتركه و تذهب لتأتي بأقراص مسكن الحراره و كمادات جديده..
عادت لتراه على ماهو عليه و راكان يبكي ،تنهدت بضيق/ياربي اقابل الولد و إلا ابوه!
وضعت الكمادات على رأسه وذهبت لراكان لتطمئن عليه،ثم عادت لأدهم مجدداً، لتجلس بجانبه وتتحدث بخفه حتى لا يصحو راكان/أدهم بليز قووم خذ الادويه خلني ارتاح في هالليله اللي مو راضيه تعدي.
بعد عدة محاولات استطاعت ان تجعله يرفع رأسه ويأخذ خافض الحراره والمسكنات، ثم امسك بها وهو يحاول ان يتأكد منها/انتي وش تبين بالمجلس؟!
تمللت من اسئلته المكرره لتدفعه خلفه ويسقط رأسه على وسادته، اقتربت و فتحت أزرة ثوبه ليرتاح في نومه، ليتحدث مبتسماً بهذيان/تبين تذبحيني صح؟
ردت وهي قريبه جداً من انفاسه، تعلم تمام العلم أنه لا يشعر بنفسه ولن يتذكر هذا الحديث غداً/ماراح اذبحك تطمن،...استحليت القلب حتى لو ما أعلنت لك إنهزامي.
تنهد من لهيب الحمى وهو يهذي/ما كانت اول خيباتي لو قلتي انك تكرهيني..<<ابتسم بذبول غريب!
إلتمع الدمع في عينيها وهي ترى ضعفه، وتساؤله الذي يحرقها و يهزمها/ثقتي تزعزعت لدرجة كرهت فيها نفسي و قلبي اللي حبك!
تنهد بعد حديثها وهو يردد و يشعر ببداية ثقل في اسفل رأسه/الكذب خيبه قلبك ماحبني بيوم!
تفاجأت به يعود للنوم مجدداً و كأنه قتيل عرفت انه يتحدث لا إرادياً معها،
و ابتسمت اخيراً وهي تراه بين يديها بلا قوه تماماً كإبنه، لاحظت الكدمه المزرقه تحت عينه ثم أصدر أنيناً جعلها تندم لتتقرب منه و تلمس جرح حاجبه المغطى ، رفعت الغطاء لترى غرزتين، تألمت لرؤيتها لتعود وتغطيها من جديد.. وهي تتذكر حديث عمتها هند عما فعله من أجلها،هي لا تكفر بما يفعل ولكنها تجد صعوبه في تقبّله من جديد،هنالك حاجز يحول بينها وبينه، تسائلت ملياً هل أحبته حقاً أم انه كان فرضاً جربت أن تتعايش معه ففشلت؟!
جلست بجانبه في السرير لتراقب حرارته،لن تستطيع النوم وهو مازال يهذي من شدة الحمى...
مالذي تفعله به، لماذا تحاول ان تساعده؟و تداويه هكذا؟! لماذا لا تتركه يواجه مصيره لتنتقم؟!!
"العجيب أنني لا أستطيع رؤيته يتأذى مهما تمنيت ذلك، لماذا أشعر بأن الألم الذي يصيبه يمر من خلال قلبي"
قررت ترك كل مشاعر عداواتها معه جانباً و..ظلت تراقبه بالإتكاء على ذراعها الأيسر وعينيها عليه تاره و تارة تبدل كماداته ،لا تريد ان تنعس و تتركه يواجه المرض وحيداً..!
فكرت في أن تتصل بطبيب ولكن تراجعت ستعتني به بنفسها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والأربعون
داعبته نسائم الفجر البارده و استيقظ على نداء صلاة الفجر من المسجد المجاور..شعر بتنمل ظهره ، استغرب نومه هنا عند الباب بدون ان يشعر بنفسه..
اخذ بالوقوف مستغرباً من نفسه، هل جُن جنونه لينسى سبب طلاقه لها؟!
لو علم أحد بما فعله البارحه لأصبح حديث المجالس،،
ترك المنزل و إتجه للمسجد مستعيذاً من دوافعه و مستعيذاً من تفكيره بها الذي جعله يحجم عن غيرها و يترك خطيبنه في ليلة ملكته و يأتي لمنزل طليقته هارباً..!!
سيعتذر عما بدر منه لأهل خطيبته و سيحاول ان يصحح خطأه، ..
اخرج هاتفه يريد رؤية الوقت...ليتفاجىء برسالتها ويفتحها بلهفه [السلام عليكم ، كيف حالك منيف؟ حبيت أريحك من المشوار و اقولك اني مشغوله هالشهر ويمكن الشهر الجاي بعد..و ماقدر استقبل عيالنا،خلهم معك،واثقه فيك ما يحتاج أوصيك فيهم]
عقد حاجبيه وهو غاضب مامعنى ان تكون مشغوله هذه الشهرين؟!!هل تزوجت من دون علمه؟!!!الويل لها..!!
بدأ يراوده غليان لم يعهد له مثيل!..هل تزوجت؟! هل هو أدهم؟!.. سيريه إذن ذلك الرجل الليله..
إتجه للمسجد ليؤدي الصلاة ومن ثم التفكير بما سيفعله..
انفاس ثقيله و جسد نحيل و لون شاحب جداً..أنامل فقدت رونقها و نضارتها منذ فتره..إزدادت حدة المرض،تمنت ان تموت و ترتاح و لكن فترة صراعها مع المرض تزداد، و اليأس يطفو على ملامحها..
كل ما في ذاكرتها عفن لا يسرّها ان تتذكره في هذه الحاله المزريه "خيانة ثقة الأهل،وصدمة والدتها التي لم تتوقع من إبنتها ان تحط من قدرها و تدوس على مبادئها فتوفت مقهوره، ملاحقتها رفيقها الذي تخلى عنها لأجل والده وتزوجت والده و من ثم ملاحقتها وإيذائها لرجل متزوج،حتى أنهت حياته الزوجيه بالتدليس على زوجته،و أولئك الرجال الذين عرفتهم،سهرات الدمار و طفل بلا ذنب!!!
تمنت في هذه الغرفه البائسه و سرير المرض العضال هذا ان تتصل بأدهم لتطلب الغفران عما فعلته به،هو الوحيد الذي تفكر به جوارحها الآن فهو الوحيد الذي لم يؤذيها بعكس البقيه ولكنها هي من آذته و تعرف تماماً أنها دمرته!..حتى طفلها تعلم أنه في مكان آمن و نظيف ما دام هو بعيد عنها..!
دخلت ممرضه سعوديه وهي تتفحص النبض و العلامات الحيويه/مانمتي للحين يا مها؟!
مسحت دموعها بإعياء واضح/قولي ما متي احسن.تعبت
اقتربت الممرضه وهي ترحم حالتها/لا إله إلا الله. هذا بدال ماتستغلين وقتك بذكر الله وتدعينه يزيد بعمرك لطاعته ورضاه!!
ابتسمت لبراءة هذه الممرضه/انتي طيبه، الوحيده اللي تتكلم معي وتسألني عن نفسي،مع انك ماتعرفيني!
الممرضه بابتسامه/انتي مريضتي حتى لو ما اعرفك ما فيها شيء لو ادردش معك..بعدين لنا شهر نشوف بعض..يلا انا رايحه تبين مني شيء؟!
ترددت وهي تفكر به/انا يا سميره اخطيت بحق شخص عزيز على قلبي..مع أنه عمره ما أذاني..
الممرضه/بسيطه استسمحي منه..اكيد اذا عرف بسوء حالتك بيسامحك.
بحزن عميق/مستحيل يزورني يا سميره
الممرضه بحماس تريد ان تفعل أي شيء لمريضتها فهي في اخر مراحل مرضها،أخرجت هاتفها من جيبها/إذا تعرفين له رقم اتصلي به.....خذي جربي
اخذت الهاتف منها بيد ترتجف/هاللحين يا سميره؟ مو الوقت متأخر!
الممرضه/حسبت حساب هالشيء هاللحين الناس يصلون الفجر تلقينه صحى ورايح المسجد، الفجر تكون النفوس فيه صافيه
تنهدت وهي تبدأ بالإتصال به،هو الوحيد الذي تحفظ كل ارقامه..معها حق سميره وهل اضمن الحياة حتى الغد؟!
لم يرد!!/سميره ما يرد
ابتسمت لدموعها/ارسلي رساله قصيره قولي مهم ترد علي و اتصلي بعد شوي يمكن يصلي اصلاً..
ارتاحت لوقوف تلك الممرضه اللطيفه،كم هي نقيه و داخلها نظيف،فقط تريد ان ارتاح دون صلة قرابه او حتى معرفه سابقه،أمثالها يجب ان يتكاثرون بين الناس/صح..
.
،
.
استغربت الإصرار على الإتصال في هكذا وقت..اخذت هاتفه لتغلقه وترتاح بعدما انهت صلاتها،لترى رساله تطفو على الشاشه [رد علي،الله يخليك الموضوع مهم لا تحقرني..م]
"لا تحقرني..م !!" هذا أسلوب فتاه، و حرف الميم مجدداً!!
رن الهاتف مجدداً من نفس الرقم لتخرج للرد و هي تغلق الغرفه على أدهم و طفلها...جلست خلف مكتبها و فتحت الخط بدون ان تتحدث، لن تفسد شيء..
على الطرف الآخر تنادي بصوت اعياه المرض/أدهم ...
لم تسمع رده ولكنها عذرته لتكمل/ادري ماتبي تسمع صوتي، عاذرتك ،اللي سويته بحياتك ماهو بـ هين..
بدأت تغلي ولكنها لم تتحدث لتعرف ماتريد، كيف تتصل مها وهي في السجن على حد علمها..!!!
أردفت مها بأنفاس ثقيله/يمكن تستغرب اني اكلمك و أنا مسجونه بس انا حالياً بالمستشفى و مرضي على نهايته،أدهم انا قاعده اتعذب ومابي من هالحياه غير انك تسامحني عاللي سويته بحياتك..
لم تسمع رد لتبكي وهي تردف/دامك للحين ماسكرت الخط طلبتك تسمعني علشان تعذرني، و من العدل انك تعذر وحده حبتك لحد اللي نست فيه حتى ولدها وجالسه تفكر بخسارتها لك !، انا عارفه اني اذيت في حياتي كثير بس انت الوحيد اللي ندمانه على اذيتي لك، لأنك ببساطه ما أذيتني بالعكس وقفت معي وقفة رجل حقيقي و انا اللي كنت بس استغل مرؤتك علشان اتقرب منك، لأن حتى زواجي منك ما خلاك تقرب مني فلا تلومني لو دمرت علاقتك بزوجتك.سامحني أدهم و اتمنى من كل قلبي انك تقبل اعتذاري و تسامحني، انا احتضر و جالسه اموت باليوم مليون مره..
تحدثت لترد بغضب زلزل كيانها/يعني كلامك عن علاقتك فيه كان كذب! مافكرتي لحظتها وش ممكن يصير!
تفاجأت بصوت الشموس وفي الحقيقه لم تتمنى الحديث معها/انتي!!
نطقت بتوتر و ذهول/حتى وانتي بتموتين يا مها!! تبين تتواصلين و تتكلمين معه!! انتي متخيله انك هدمتي بيته وانهيتيه!
تحدثت بضيق فهي تكره ان تختلي غيرها به و بالأخص من فازت به/ابي اكلم أدهم لو سمحتي،انتي لو وثقتي بأدهم ما هزك تجاهه أي كلام من أي انثى، انتي بنعمه ولكنك..
قاطعتها وهي تقف وتترك كرسيها/وش انتي بنعمه هذي؟!!يعني بتفهميني ان أدهم ..
قاطعتها مها بهدوء واثقه/الخلاصه كل الكلام اللي قاله لك أدهم عني وعن علاقتنا صحيح..انا واثقه و متأكده ان أدهم هو الوحيد اللي ماراح يفتري علي..
لم تصدق أنها دمرت نفسها بسبب عدم ثقتها بمشاعرها و بما تؤمن به!!
أغلقت الهاتف بوجه مها لتعود و تجلس على مكتبها منهاره، هدمت كل شيء بينها و بين أدهم..لم تترك ماهو صالح للبناء من جديد...!!
ثم كيف تفسر لأدهم و تخبره انها ترد على مكالماته خلسه لأنها لا تثق به!!
كيف لا تثق بمن لم ينتهز الفرصه و لم يمس شيئاً مما ورثه، مثلاً لم يستخدم صلاحياته المتاحه بسهوله في صالحه و يتركها بعد كل ذلك..!
مافعله لها تجاوز حدود النبل وهي ماذا فعلت له غير التشكيك و التخوين؟!!
بكت على نفسها و على ما فعلته من غباء،تعترف أنها أخطأت هذه المره بتقييم شخص ما و لكن هذا الشخص من اقرب الناس إلى روحها و قلبها،شخص ينبض القلب حباً له و تشهق الروح عشقاً..!
.
،
.
خرج من المسجد منذ وقت وعاد للمنزل تاره ثم لسيارته المستأجره تاره،وهو يشعر بالفضول، أين ذهبت؟؟!
سيجن وهو ينتظر بلا فائده...!!
خرج هيّاف في هذه اللحظات وهو يرتدي نظارته و يتجه لسيارته ولكنه مازال يلاحظ وجود هذا الرجل الذي يراه للمرة الأولى عند باب الخطيبه العتيده كما يمني نفسه!!
ليذهب إليه مستغرباً/خير اخوي وش عندك هنا؟!
منيف بتوتر/ماهو بشغلك
بغضب يعري مشاعره/انا ابو شيخه!!!واقف عند بابي من امس رايح جاي و ماتبيني اسأل!!
بنفس توتره ولكن لا يريد افتعال مشكله فهو يريدها فقط/بابك هذاك هو، روح الله يستر عليك محد جاك
نزع نظارته بغضب/واقف قدام باب اهل مرتي يعني بيت اهلي يلا اتكل على الله، محد موجود
ابتلع غصته بصعوبه وهو يداري صدمته/زوجتك!! انت تقوله صادق؟!!!
اقترب منه وهو يحاول إبعاده/يلا توكل على الله وقفتك عند هالباب من البارح ماهي معجبتني..
إزداد استغرابه و روح تكاد تخرج وهو يتخيلها مع آخر غيره، توقع ان سترتبط بأدهم كما كانت خطيبته!! و لكنها تتزوج غيره ليتمنى موته الآن...
ترك هيّاف واقفاً بهدوء حتى وصل باب سيارته،ليلتفت في تساؤل اخير/طيب بنشدك هل البيت وينهم؟عمتي ولدها بالجبهه وين راحت؟
لا يعلم لماذ إنكسرت عينيّ هذا الرجل/ام قاسي بالمستشفى،ماتدري ان عمتك متنومه من اكثر من اسبوعين!!
تسائل بضيق/كنت مسافر..أي مستشفى؟!
اخبره بالمستشفى و ركب سيارته و انطلق بها وهو يجر ذيول خيبته، لم يعد يشعر بساقيه من شدة برودتها وثقلها، و كأن الدم يتجمد في عروقه تدريجياً، أتزوجت غيره؟! أكان يظلمها طوال هذه المده!! حسناً هو من عاقب نفسه و إستعجل حينما أبعدها عنه في فورة غضبه حتى انه لم يسمح لها بالحديث او الدفاع عن نفسها..!
أوقف سيارته جانباً ليحاول إلتقاط أنفاسه..
لم يتزوج إنتظرها تتصل به لتتحدث و تبرر انتظر أي محاوله لإبداء الإهتمام ورغبتها في العوده..
كان يريد أي تلميح بسيط وهو سيتكفل بالباقي،
لم ينتظر زواجها من غيره و إن كان متوقعاً..!!
تعب و يقسم أنه لم يعد يحتمل رؤية أطفالها بدونها، و كل منهم يحمل من ملامحها شيئاً ندى تتشكل والدتها تماماً حتى أنها تضحك بطريقه مطابقه جداً لوالدتها، بسام لديه شفتيها و أدهم لديه نفس عينيها العسليتين ونفس كثافة الرموش..
لم تكن عادله معه..تركته بين ذكرياتها الموجعه و رحلت!
،
.
،
شعر بحركه خفيفه بالقرب منه ، لا يعرف هل مازال يحلم..و كأنه فاقد للوعي وليس نائماً!!
تنفس بعمق وهو يفتح عينيه على طفله بجانبه ويسمع مغاغاته البسيطه، كيف ومتى دخل هذه الغرفه؟!!
ابتسم وهو يمد يده ليلامس أنامله و يداعبها ومن ثم حمله ليضعه على صدره وهو مستلقي..يشتاق له كثيراً ولا يستطيع ان يكون بالجوار في كل وقت... نفذ صبره في مجابهتها، ولن يعود لطلب ودها أبداً.. "لو كانت أحبت بصدق لوثقت بي كما وثفت بها و تجاهلت كما أتجاهل فلتات لسانها وتصرفاتها و إتهاماتها و تصريحها بإنها علاقتنا..
كل شيء بيننا مُرْ ماعدا قطعة السكر هذا، سيحلي مرارة العيش معها..
تحركت وهي تسمع صوتهما لتفتح عينيها بابتسامه خفيفه لا تكاد تُرى، بالكاد اعتدلت جالسه وهي ترى نوم راكان على صدره/صباح الخير!
بوجه خالٍ من التعابير/صباح النور..كيف جيت هنا؟!
اقتربت منه تريد أن تلامس جبينه وتتحسس حرارته ولكنها تفاجأت بيده تمنعها/بشوف حرارتك!
وضع الطفل مكانه بينهما ليعتدل جالساً بهدوءه/انا بخير مافيني إلا العافيه
تتفهم ردات فعله الغاضبه و إن كانت مغلفه بالهدوء/من قال انك بخير؟! البارح لقيتك بالمجلس بحاله يرثى لها،حرارتك مرتفعه حيل وجبتك هنا و كنت تهذي بعد و غيرت لك جرحك..
ترك السرير متجاهلاً حديثها وهو ينزع ثوبه و يرميه أرضاً ببرود/طلعي لي ملابس هاللحين و ثوب نظيف..
حاولت كبت غضبها ويجب ان تقعل ذلك فهي التي أوصلت الأمور بينهما إلى طريق مسدود رغم خطأهما، تركت السرير و اتجهت لثوبه الذي ألقاه أرضاً واخذته/ابشر ، اول ماتخلص الشاور بتلقى ملابسك جاهزه، أوامر ثانيه حبيبي؟!
إنتزع بقية ملابسه وألقاها ارضاً وأخذ منشفته ليربطها حول خصره، متعمداً إثارة الفوضى/جهزي لي القهوه والفطور وارسليها للمجلس..
بإبتسامه/اوكي مثلما تبي ابو راكان.
تشعل غضبه بسبب إبتساماتها التي يراها ماكره ومستهزأه/و بعدها تتصلين بأخوك وتشوفين متى بينتهي علاجه ويرجع، نبي نخلص الأمور بسرعه
استغربت/أي أمور؟!
بنفس غضبه/ماهو بشغلك،شيء بين الرجال، خليك على جنب و لا تدخلين نفسك فيه.
تستغرب اسلوبه هذا فهو ليس أسلوبه ولا يمت له بصله،بالتأكيد هي ردة فعل فقط/اوكي ماطلبت شيء.. بس انتبه على جرح حواجبك من المويه..
تركهاقبل ان تكمل حديثها ودخل الحمام....،
توقفت مكانها وهي تحاول أن تضبط أعصابها،يجب ان تكون اكثر حكمه واتزان...فمافعلته به ليس هيناً..
تركت الغرفه لتذهب وتجهز إفطاره بنفسها و اخذت راكان معها..،
رن هاتفها لتأخذه وترد وهي تخرج من الغرفه/هلا نوره... لا ماراح أداوم اليوم.... مو مشكله روحي بدالي..
خرجت من المصعد و هي ترى خروج الشموس ببجامتها الحريريه و شعرها المنثور و تحمل طفلها معها بدون عربه و بأفرول النوم..تبتسم له وتقبله كباقي الأمهات، تبدو طبيعيه من بعيد..!
حاولت تجاهلها و الخروج لعملها ولكن ذلك الصغير يخطف قلبها، ضغطت على نفسها و تجاوزت ماتفكر به لتذهب و لكن أوقفها نداء الشموس..توقفت و إلتفتت إليها/سمي!
ابتسمت وهي تراها بعقدة حاجبها/شايفه راكان و مطنشته!! ترى ماله دخل باللي بيننا
استغربت حتى نبرتها الخاليه من اي تشنج وتوتر/مستعجله معليش
بادرتها بالحديث/طيب ما سألتي شصار عاللي كان يلاحقك؟!!
بتملل/ما يحتاج عرفت كل شيء من صالح...و بدون شوشره...و ماقصر أدهم معي..يستاهل شكر خاص
سألت بفضول/انتي ليه تتكلمين معي بهالطريقه؟! شفيك؟
تكاد تجن من برودها هذا الصباح/غريبه شلون تسألين هالسؤال وانتي اللي تتكلمين مع أي أحد حسب حالتك المزاجيه؟!!
باستنكار/وش قصدك؟!
ردت بضيق وهي تهم بالخروج/سلام...رايحه شغلي..و على فكره الافتتاح الاسبوع الجاي....ارسلي لي اسماء اللي تبين دعوتهم..
لم تستغرب اسلوبها المنزعج ولكن مازالت تؤمن بأن ليال مخطئه،..سمعت صوت انفتاح باب المصعد لتلتفت و ترى إبتسامة نيفادا/وش هالصباح الحلو؟! صاحيه بدري!!
سلمت عليها وهي تتلقف راكان منها بابتسامتها/اي طبعاً ابي اتعود اسوي زي الأمهات، مابي اتفاجىء بلخبطة النظام، وبيني و بينك صايره اعجز عن السهر
قرصت خدها/يا زينها اللي تبي تتحمل مسؤليتها من بدري... لا هاللحين اقتنعت انك عارفه وش تسويين..
عبست بشكل طفولي/كنت طايحه من عينك!!
بابتسامتها/كنتي بزر مو طايحه من عيني..بس هاللحين ما شاء الله اعقل مني
ضحكت/لا لا هذي مقارنه قويه...تعالي وش مطلعك بالبجامه كذا..؟!
باستعجال/بروح اجهز فطور لأدهم ،خلي راكان معك..
تركتها، لتلتفت لراكان الذي ينظر اليها بتشتت لتجلس على اقرب اريكه وتسترخي بجلوسها وهي تلاعبه وترفعه/هاااي،انا خالتك ترى!
،
.
،
بعدما أنتهى من حمامه و لباسه و عطره..إلتقط سُبحته السوداء و توجه للمجلس الداخلي وهو يرتب شماغه على رأسه ثم ينظر لساعته، يشعر أنه مازال ليس بخير و لكن لن يجلس بالقرب منها،..
كما أن عليه الذهاب لزيارة والد هوازن و ربما سيخرج اليوم و سيستضيفه هنا ..فمن غير الطبيعي ان يسكن مع ابنته عند اهل زوجها وهم يفهمون بأن هذا منزل اهلها ..
لحظات لتدخل بصحبة الخادمه التي تدفع طاولة الفطور والقهوه رتبتها و خرجت..لتجلس هي وتبدأ بسكب القهوه له..
أخذ الفنجان من يدها التي إمتدت به ليرتشف رشفه صامته..و نظراته تسقط في الفراغ الذي بينه وبين الطاوله أمامه..
لم تعتاد الصمت منه لطالما كان يتحدث معها و يغزوها بنظراته حتى وان كانت غاضبه/المفروض ماتطلع اليوم من البيت..جسمك منهار من الحمى يبي لك راحه
لم يرد...ظل ممسكاً بفنجانه..،
أردفت وهي تشعر بالغيره من صمته وتحفّظه على نفسه هكذا/اليوم بنروح زياره لهوازن.. تو رجعت لبيت زوجها من يومين..
مازال ملتزماً بصمته ...،
نطقت بضيق/أدهم أنا اتكلم معك تسمعني؟!
إلتفت إليها بإنزعاج/قلت لك الفطور أبيه بالمجلس علشان اريح راسي تقومين تلحقيني بالمجلس بعد!!!
صفعها بحديثه القاسي! ولكن ستتجاوز ما يدعوها إليه رأسها وستتبع قلبها هذه المره/مشتاقه لفنجال قهوه معك، بعدين كم لنا مافطرنا سوا و... مانمت بالغرفه؟! ماتلاحظ ان العمل صاير يبعدك عني.
هذه الإبتسامه البراقه و النبره العميقه إفتقدها منذ مده،هذا الشوق الجارف في النبره لم يسمعه منذ شهور، كيف تشتاق لإقترابه وقد كانت كارهه لفكرة الفندق و كارهه لحتى قبلاته..؟! مالذي تغير فجأه؟!
امسكت أنامله لتستنطقه/أدهم تسمعني؟!
تفاجأ بإقترابها و إلحاحها هذا الصباح،ليست لحوحه ولا تحب أن ترجو كثيراً، حتى الحديث معها ليس بهذه النبره!! قد كانت غاضبه وتريد الإنفصال من هذه العلاقه و الآن هي بنفسها تتسائل عن بروده و إبتعاده!!!
مالذي جد من ناحيتها، سحب أنامله من يدها ليقف و يتجه للباب/أنا طالع .
وقفت معه وهي تلحق به/أدهم
توقف وهو يلتفت إليها بحاجب مرفوع/وش تبين؟!
عانقته بلا سابق إنذار،بحركه لم يسبق و رآها منها لتهمس في أذنه/اليوم برجع بدري علشان احضّر عشاك بنفسي، و ناكل سوا في جناحنا، ارجع لي بخير ولا تتأخر.طيب؟
شرد ذهنه قليلاً من المفاجأه!! ولكنه رد ببرود يحجب سعادته/بحاول
شددت على يده/لا تحاول، أبيك تجي مهما كان شغلك..طلبتك أدهم قول تم،<<< ختمتها بقبله سريعه على شفتيه.
فكر بشكل سريع ليوافق بعد حصارها اللذيذ له و بعد إلحاحها و ابتساماتها و بريق عينيها/تم، بجي
عادت لتقبله بعمق هذه المره، قبلته حتى شعرت أنها شفت غليلها من تأنيب اللهفه و انتصرت على كبت الشعور.. اخذت نفساً أشبه بالتنهيده ثم حررته من حصارها، ليرتدي نظارته وكأنه يحاول ان يخفي ردة فعله ويخرج بلا كلمه واحده، كان متفاجئاً و تكسو ملامحه الغرابه...
ركب سيارته ليشغل محركها منتظراً تسخينها..نزع نظارته السوداء وهو ينظر للمرآه العاكسه و يتذكر قبلتها قبل قليل، "كيف إنتزعت غضبي بمجرد قبله؟!"
السؤال الأهم مالذي غيرها فجأه وقد أقسمت أن كل شيء بينهما قد إنتهى و أن لا حياة لعلاقتهما؟!! هل اقتنعت أخيراً بنقاءه و وثقت به بعدما رأت أفعاله؟! إبتسم ففي النهايه ثقتها به إنتصرت على كل شكوكها..
حرك سيارته وانطلق بها منتشياً...
رن هاتفه ليرد بعدما رأى رقم فيصل الراشد/أرحب يا بو فهد.. بخير ولله الحمد ..كيفك انت؟، مرحبابك والله تجي بأي وقت ....
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والأربعون
في عملها منذ ساعتين تشرف على مراحل التجهيز و ترتيب اوضاع الموظفات بنفسها، طاقم سيعمل في مؤسسه خيريه خاصه بالاطفال ذوي التوحد تحتاج اشخاص صبورين و يعملون بحب ،..
دخلت سكرتيرتها التنفيذيه بصندوق مغلف ووضعته أمامها وتحدثت لتستعجلها/استاذه ليال الموظفات كلهم بقاعة الإجتماعات ينتظرونك مثلما طلبتي.
استغربت هذا الصندوق المغلف/وش هذا عايشه؟!
حركت كتفيها/والله ما ادري توه وصل من مندوب التوصيل حق شركة النقل..ويقول لليال المناع
لم تهتم وضعته جانباً و وقفت/يلا خلينا نروح ... ما قلتي اخترتي مساعده إداريه لك؟! ترى الايام الجايه فيه شغل كثير ونبي نوزع المهام
ابتسمت لإهتمامها أخيراً،تبدو بحاله نفسيه جيده/ايه اخترت وحده أسمها "عزّه"شهادتها ادارة اعمال و معها لغه انجليزيه و فرنسيه ممتازه يعني بنت بتعجبك
تحمست لها/حلو يا عايشه، اذا هي قدرت و اظهرت تميزها بوقت بسيط يمكن تمسك العلاقات العامه بعد.
استقبلتهم عند القاعه بابتسامه لتشير إليها عائشه/هذي عزه اللي قلتلك عنها استاذه ليال.
صافحتها بابتسامه/السلام عليكم
عزه بنفس الابتسامه/وعليكم السلام..اخيراً شفتك استاذه ليال ،من جد سعيده بشوفتك والعمل معك
ليال بابتسامتها/انا اللي سعيده بلقاك،سمعت اشياء حلوه عنك من عايشه و متحمسه نبدأ عملنا بهالنشاط دوم.
عزه/ان شاء الله اكون عند حسن الظن
عايشه/ان شاء الله..
رفعت ليال ناظريها للقاعه خلفهن/يلا ندخل؟!
دخل المستشفى بقدمين مثقلتين،..أتى ليرى ام طليقته، من الواجب زيارتها مهما كان..يعلم كم كانت تحبه ..،ربما خيّب ظنها بتطليقه لإبنتها ولكن لا مانع من ان يزورها فهذا واجبه..
طرق باب الغرفه وانتظر السماح له بالدخول،ماهذه المستشفى الكبيره و تحتل فيه جناحاً خاصاً..!
لحظات لتفتح له الباب،سقطت عينيه في عمق عينيها، قد ظن أنها في منزل زوجها لا هنا!،..احتبست أنفاسه للحظات حتى سمع صوتها..
ابتلعت توترها من رؤيته بعد كل ذلك الهجر و العتاب و القضايا/منيف!..ليه جيت؟! لا يكون جايب العيال.
لا يعلم لماذا تأكل الحسره أطراف قلبه منذ علم بزواجها من غيره، إلتمعت عينيه و حاول تجاوز خيبته فهي باتت على ذمة رجل آخر نطق بصوت قد بُحّت نبرته/لا ماجبت العيال.
استغربت/أجل وش جابك؟
مالذي أتى به إليها؟! نفس السؤال الذي يسأله نفسه منذ البارحه، ولك يجد له إجابه، أو لعله وجد إجابه ولكن لم يصدقها!!/كيف صحة عمتي حصه؟!
تنهدت بضيق/بخير، حالياً معطينها مهدىء ونامت لأنها تألمت بعد محاولتها للحركه اليوم..الحمدلله على كل حال
رد وهو يخفي توتره/الله يقومها لكم بالسلامه..
نطقت بلهفه/شلون العيال؟! تركتهم مع من؟!
بهدوء مصطنع/عندهم عمتهم أسماء لا تخافين، تعرفين انها تحبهم.
لمعت دمعة الشوق في عينيها وهي تسأله/كيف صحتهم وشلونهم حبايبي؟! اخذت أدهم للمستوصف علشان تطعيمة السنتين؟! والا نسيت!
عاد و رفع ناظريه لها لم يستطيع الرد و هو يرى إمتلاء عينيها بأفواج الملح..!
خافت من سكوته لتسأل بلهفه واضحه/منيف ما جاوبتني هم بخير؟
تلاهى بسبحته ليتحاشى عينيها/بخير و مشتاقين لك، تدرين لهم زمان عنك.
حركت رأسها وهي تصد بوجع يضج بقلبها/وانا بموت من شوقي لهم..الله يسامح اللي ابعدهم عني.
تذكر ما قد سمعه من ذلك الرجل/انا رحت بيتكم قبل اجي و علمني جاركم اللي عاليمين انكم هنا، اسمه اظن ...نسيت؟..
اكملت عنه وهي تريد إنهاء هذا اللقاء المرهق/جزاه الله خير..منيف مثلما تشوف امي نايمه..مشكور على الزياره.
ابتسم بخيبه/هذي طرده محترمه؟!
صمتت وهي تشيح بوجهها لتراه يدير ظهره ويقرر الرحيل بهدوء كان ومازال يداريها، حتى اخذه للاطفال كانت مجرد ردة فعل لزوج عاشق مصدوم، نادته بنبره باكيه/ماقصدت اطردك والله..
توقف وهو يستغرب نبرتها و نفيها، ليلتفت و يتفاجىء بدموعها/!
أردفت ببكاء تحاول ان تتوقف عنه/انا يعني..اكيد تفهم وضعي منيف ، صح؟ يعني امي مريضه حيل و اخوي بالجبهه و محد مسؤل عني غير أدهم لأنه حسبة اخو لي وولد لأمي...اي لحظه ممكن يكون هنا مع اهله..ومابي تنزعج انت و تصير مشكله بس هذا قصدي.
فهمها الآن ولكن استغرب على حد علم جارهم انه تزوجها/خلاص مدى فهمتك، مسحي دموعك...بمشي و بريحك مني.
دخلت وهي تراه يصد و يقرر الرحيل، ولكنها عادت و فتحت الباب لتراقب خطواته الهادئه وهو يبتعد شيئاً فشيئاً حتى اختفى، تمنت لو قال شيءً يخصهما، تريد الخلاص من هذا التشتت بينها وبين اطفالها تريد ذلك الإستقرار الذي كانت تنعم به معه ولكنها لم تكن تشعر به في حينه!
احياناً لا ندرك كم نحن سعداء و محظوظون ببعضنا حتى يمر الوقت و يصفعنا الفراق!!، و كأن الفراق منبه مزعج يخبرنا أننا قد فوّتنا على أنفسنا أوقاتاً كانت الأجمل من بين أيامنا..!
لا شيء مميز يحدث بعد الفراق سوى شحوب الحياة و ترهل الأمنيات..
.
خرج من المصعد ليصادف حضور أدهم بصحبة إحداهن، تماماً كما توقعت حضوره مدى، تنهد بضيق فقد كان يظن بأنها سترتبط به و خاب ظنه للأسف ليبدد أياماً كان ستكون بقربها مرتاحاً لو لم يتعجل في إقصاءها من حياته...لحظه لماذا تقول بأن أدهم ولي أمرها وتقصي ذلك الجار الذي أخبره بأنه زوجها..؟!!
لمحه أدهم قادماً إليه ليفور دمه/منيف!! غريبه!!
بابتسامه باهته/السلام عليكم
أدهم وهو يشير لعمته بالذهاب عاد ليلتفت إليه/وعليكم السلام..اشوفك هنا!! عسى ما شر؟!
ببرود كاذب/أبداً..كنت ازور عمتي حصه..فيها شيء؟!
بإبتسامة سخريه/من وين لوين يا منيف؟! شلون تزورها و قد احرقت قلب بنتها في عيالها؟!
لم يستطيع ان يجد صياغه جيده لحديثه،كان مزحوماً حد اللخبطه، وأدهم يوتره بقوة حضوره/ماجيت افتح ملفات قديمه يا أدهم
يكاد يُجن من بروده القاتل، ولكنه محترف في ضبط ردات فعله وعدم الانسياق خلف غضبه/الملفات مازالت مفتوحه يا منيف..مابعد تسكر شيء..صحيح قاسي ماهو موجود لكنه مأمن أهله عندي فلا تمتحني وانت خابرني كفو..
تعجبه مواقف أدهم وان كانت تثير غيرته/و انا اشهد انك كفو ، مابها شكه
أدهم بناظر حاد/أجل؟!
قرر البدايه من الصفر و كأنه لم يعلم بأمر الخطبه تلك، ليعرف من أدهم افضل من ان يفتح الموضوع مع مدى نفسها، قد لاحظ تحفظها رغم بكاءها الذي شعر به في جدران قلبه اثناء لقاءه بها قبل قليل هو يعرفها جيداً تبكي حينما تعجز عن البوح. و تجرحها الكلمه..
استغرب سرحانه وصمته المفاجىء ليستنطقه/منيف؟! علامك؟!
نطق بلا مقدمات/ابي أسترجع زوجتي..بالشروط اللي تبيها وبمهر جديد ..وش قلت؟!
تذكر حديث قاسي عن خطبة هيّاف لأخته، و إخباره أنها مازالت تفكر..وهو سينتظرها حتى توافق عليه/والله يا منيف مدري وش اقولك؟
عرف انها تزوجت ولكنه لم يصدق،نطق بغضب/متى تزوجت؟! و ليه ما أشهرتوا زواجها ليه ماسويتوا لها عرس يليق فيها؟! ليييه؟!
استغرب انطلاقه/من صدقك انت؟!! تبي يسوون زواج لطليقتك؟! صاحي والا مهبول؟! يا رجال تزوجت بسكات احمد ربك، ليه تضيق صدرك،عيالك و خذيتهم خلها تروح وش لك فيها
ضرب بيده حائط العامود الذي يقفان بالقرب منه/صدق اللي ماتعرفه ماتثمنه يا أدهم..
عقد حاجبه بجديه/اسمعني و لا تستعجل و تقوّلني كلام ما قلته، انا ما قلت لك انها تزوجت بس انت اشتعلت بوجهي..هي حالياً خاطبها واحد وهي للحين ماردت، عاد صعبه تدخل انت على الخط اظن ما يجوز يا منيف
ابتسم بسعاده وعانق أدهم/يعني ماتزوجت الله يبشرك بالخير
فرح لسعادته، لكنه لم يوضح ذلك ليشاكسه/لا تفرح يمكن توافق على الرجال اللي تقدم لها ثم تندم انك سلمت علي
ضرب كتفه/طلبتك يا أدهم افزع لي..شوف انا أحق فيها انا كنت زوجها وبيننا عيال..وش قلت؟
تنهد بابتسامه صغيره تريح الذي يتعامل معه/ان بغيت رأيي فوالله ماودي انها تاخذ رجال غيرك، عيالكم مرت عليهم ايام صعبه بدون أمهم..ان شاء الله اخلي عمتي تقنعها و انا بعد حسبت اخوها و تقدرني مثله، الله يكتب اللي فيه خير.لك ولها..
شد على كتفه ليمد يده بمصافحه وهو يبتسم بإمتنان/على الحرام انك كفو يا أدهم..اجل انا استاذن برجع للشرقيه لازم
صافحه/توصل بالسلامه.. و دامك دحرت ابليس لا تقطع العيال من امهم لين يكتب الله وترجعون.
بحماس يذكره بيوم عقد قرانه واليوم الذي رأى فيه مدى/ان شاء الله ..
ناداه وهو يدير ظهره/منيف، و ان ما وافقت وخذت ذاك الخاطب؟ بترجع تحرمها من العيال؟!
توقف للحظه و ألتفت إليه/ان شاء الله ماترفضني
بإلحاح/افرض أنها رفضت؟
تنهد بضيق وهو يرجو أدهم بنظراته/بترك لها حرية التصرف.
إرتاح قلبه،فإجابة منيف تعني أن ما يمر به إحساس ناضج بالمسؤليه وصدق في النوايا/انتظر مني مكالمه وان شاء الله ابشرك
ذهب وهو قلق بعد حديث أدهم الاخير، هل من الممكن ان تختار غيري، إذا خُيرت ، بدأ بالشك و التفكير..،
ودعه أدهم بابتسامه تنطق راحه،سيسعد قاسي بالتأكد بهذا الخبر ليس هنالك اجمل من هذا الخبر المفرح له، اخرج هاتفه ليرسل رسالةً يخبر فيها قاسي بالخاطب الجديد القديم...ولكنه تفاجىء بإتصال من رقم غير مسجل عنده..!
ليرد فهو عادةً لا يسجل الأرقام و يحفظها/هلا!
على الطرف الآخر بصوت انثوي/دكتور أدهم المناع؟!
بجديه/نعم أنا!، من معي؟!
بصوت يبدو عليه الجديه اكثر/دكتور انا ممرضه من مستشفى الشميسي...و للأمانه هذا خارج عن نطاق عملي لكن انسانياً قررت اسوي هالاتصال.
زادت حيرته/انتي شتبين بالضبط ماعندي وقت تكلمي عم موضوعك.
على الطرف الآخر/المريضه السجينه مها تحتضر بمرض خطير جداً و ايامها جداً معدوده،طلبت مني طلب اخير انها تشوفك وتستسمح منك و فعلاً نفذت لها رغبتها و عطيتها الجوال علشان تتصل فيك و فعلاً كلمتك
استغرب/انا محد كلمني و لا شيء
تنهدت/اتصلت فيك و ردت زوجتك اظن..هي قالت لها كل شيء صار بينكم بالغلط كانت تظن انك انت اللي تسمع..ولكن بنهاية المكالمه نطقت زوجتك و اعترفت لها مها انه ماصار بينكم شيء وانها كانت تبتزك فقط... أنا اعتذر منك دكتور مابي خراب بيوت بسبب تهوري و حسن نيتي
راجع تصرف الشموس هذا الصباح، لم تتقرب منه هكذا و تبدي لينها منذ اتهمته بالخيانه سوا اليوم/متى اتصلتوا بي؟!
على الطرف الآخر/البارح بوقت متأخر شوي..مها كانت شاكه انها ماراح توصل لك الكلام لذلك تبي تلتقي فيك وتسمع مسامحتها منك ، و ربي بتموت ياليت تحضر لو هاللحين..حالتها جداً سيئه
زم شفتيه بغضب، نيران تفجرت في صدره لم يعلم لها مثيل،قد كان يُمنّي النفس بأنها اخيراً أنصتت لقلبها ووثقت به و آمنت بصدقه..و لكن في الواقع لم تصدقه هو...
!!كيف لم تصدقه طوال تلك الفتره و صدقت تلك الـ.. بمجرد مكالمه؟!!
كاد ان يكسر الهاتف المتنقل من شدة ضغطه عليه،
تلقى إتصالاً من عمته هند ليتنهد بغضب وهو يذهب إليها..
قد تسببت الشموس بشرخ كبير داخله لم يظن ان قلبه ومشاعره ستتلقى إهانةً كهذه يوماً ما...
تلاعبت به ثم أقصته من حياتها تكبرت و تعاملت بغرور سافر معها و قاوم ذلك أملاً في ان تراجع يوماً حساباتها لتعرف بصدقه في هذه العلاقه...و لكنها صدمته في أنها صدقت نفس الحقيره التي كذبت عليها في السابق من مكالمه فقط و كذبته هو رغم كل ما فعل!!!
،
عند احدى شرفات هذا القصر البارد و على احد كراسي الجلسه الكلاسيكيه التي يتناولون فيها الشاي بعد الغداء..تجلس وحدها كعادتها في مجلس عزاءها اليومي! تودع في فنجانها الحلم الأخير و تنهيه برشفةٍ مميته لداخل أعماقها ، الآن بات لأحلامها ضريحٌ في قلبها المقدس..!
"الوحده عنوان المرحله و كل مراحلي العمريه، لم أكن أعد السنين سابقاً ولكن الآن باتت السنين هي من تعدّني.. و تنتظرني في مشهد يحبس الأنفاس..
كل يوم أقترب من النهايه، ولكني لا أصل أبداً لأنني دونما أشعر في اليوم التالي أبدأ من جديد ..لأنه و ببساطه لا جديد يحدث..
يا رب القلوب الضعيفه، إرحمني من هذا الدوار الذي يلتف بي حينما اكون مع ذاتي،
أحتاج فعلاً من يعلمني الرحيل من الشخوص و الأشياء، أحتاج لمن يرتبني من جديد و يخبرني أنني قادره على تجاوز كل جنون هذا العالم وحدي..!
أحتاج فعلاً لشيء يعيد إليّ بريق عيني..
،
أعادها صوت أختها من رحلة إغترابها لتلتفت إليها وتراها تحمل عبائتها على ذراعها وتترك عربة طفلها/للحين بمكانك! توقعت رحتي تنامين
تنهدت/تعرفين أني ماحب نوم هالوقت..
تتفهم عبوسها و عدم النظر لها/زعلانه علي للحين؟!
أراحت فنجانها على الطاوله و ألتقطت هاتفها بلامبالاه وبدون ان تنظر إليها/لا
تيقنت الآن، تركت عبائتها جانباً و اتجهت ناحيتها لتجلس بجانبها و تلتفت اليها بجذعها،لتتحدث باهتمام/معناته زعلانه..!
فتحت هاتفها على حسابها في تويتر بدون اهتمام لها/عادي مو مهم..وش تفرق معك يعني؟!
امسكت بيدها ورأدارت وجهها ناحيتها/انا مديونه لك باعتذار و ما ألومك لو ما سامحتيني، و ما راح اضغط عليك ..
شعرت بحشرجه داخل مجرى تنفسها لم تستطيع الرد، هي خذلتها، وتركتها تصارع مشكلتها وحيده...
شدت على يدها /ماعندي عذر اسرده لك، لأن أي عذر مستحيل يدمح الخذلان وخصوص من الأخت..لكن اوعدك يا ليال اني بكون عند حسن ظنك و بتلقيني بضيقتك.
ابتسمت بخذلان/بس أنا بطلت أظن بأحد أو أعول على احد، حتى قلبي اللي تكرهين طاريه.. و اكتشفت انو حلو انك تعيشين بدون ما تنتظرين شيء من احد لا كثير و لا قليل..
وصلتها رسالة الخذلان كامله، لامت نفسها على ما اقترفته، اقتربت و قبّلت جبينها ثم همست بصدق/رغم اللي صار ببقى لك..و ببقى احبك ابيك تفهمين هالشيء،
حاولت تحاوز الموقف لتتركها وتتجه لراكان/وين شكلك طالعه؟!اذا بتطلعين خلي ركون عندي
بابتسامه/طبعاً بخليه عندك..الخال والد تحمليه شوي..
اخرجته من عربته وهي تريحه على كتفها واقفه/يا روحي انت..طيب رضعاته جهزتيها؟! ترى ماعرف!
أشارت لتحت العربه سله/شوفيها هنا..اصلاً ما راح اطول بس بزور هوازن مثلما قلتلك و برجع اطبخ عشاء أدهم.
إلتفتت إليها وهي تفهم ما تقصده/فهمت، الظاهر ركون بيقعد معي للصبح
ضحكت/كلك نظر يا قلبي...
حضرت أم رواد بعبائتها و معها أميره بفستان ناعم قصير و شعر اسود مفتوح/يلا الشموس خلصت
نزل ناظريها لأميره/وش المناسبه تروح معنا ؟!
اميره بتملل/زهقت من رواد و وسام ابي العب مع بنات.
ليال/شدراك انك بتلقين هناك بنات؟!
اميره/شفتهم بالحفله..
الشموس/يا ماما ماعندهم غير هيونه صغيره اما هذولي بنات عم مهند يعني مو معهم بالبيت.
بإصرار/مالي دخل بروح معكم..
ليال بابتسامه جانبيه/مشروع نسخة قادمه للشموس..الله يستر بس
وضعت اناملها على جبينها تمثل الغضب/ليال خلاص دريت اني ماني كفو.
ليال بممازحه/لا تحاولين..بنشب لك طول عمرك
ضحكت ام رواد/يوووه يا بنات اخرتونا، يلا الشموس..كلهم ساعتين و راجعين ترى.
..،،
خرجوا تحت انظارها،، عادت لترى راكان الذي نام بين يديها/صحيح يابوي، هاللحين بنروح نصحي خالتك نيفو من طلع البطن شوي صارت تنام كل اليوم..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والأربعون
في مطبخ احد البيوت ..،
احداهن تجهز الفناجين و صحون الحلى و الاخرى تسكب القهوه في دلال القهوة العربيه الذهبيه و الأخرى تدخل وتستعجلهن/يا بنات عجلوا شوي العرب وصلوا ..وين مشاعل عنكم
تحدثت فاتن/والله مادري عنها قامت تهذر على راسي تبي اعطيها اللابتوب وتحلف انه لشيء مهم و عطيتها و للحين ماعينتها
شهقت كادي وهي تترك الفناجين من يدها/لييييه تعطينها جهاز مهو لك؟! صدق ماتنعطين شيء و الا خايفه من مشيعل
فاتن وهي ت تنتهي من الدله ببرود/اي والله منتي شايفه شكبرها الدبه
رفعت حاجبها ام مشاعل/شفيها بنتي؟! وش حلات جسمها من زيينك جسمك عاد انتي..اقوول هااتي القهوه وانتي الثانيه الحقيني بالباقي و لا تنسين تولعين جمر نبخر به الضيوف
خرجت ام مشاعل و والتفتت فاتن لكادي/بيجونا هل الدلع والذوق كله والله لو نقوم ونطيح ونزين ما نقدر نحط مثل كسرة فنجال في مطبخ ال مناع..نعنبو حتى الخدامه راحت و للحين ماجت الثانيه
الكادي بقناعه/الجود من الموجود، والشغاله ماحنا ميتين بدونها ..بعدين تعالي محسستني ان مواعين اهلي خرده! كلها وش زينها بس انتي عينك ضيقه انا باخذ اللي معي يلا نروح نباشر الضيوف. الله يعين زوجك بس
تركتها وهي تذهب معها/بس كلما تكلمت قلتوا الله يعين زوجك، إلا الله يعيني عليه.
،
في مجلس النساء تجلس بجانب الشموس و تتحدثان جانبياً عن بعض الامور /وربي شرفتوني وغمرتوني بلطفكم انتي وام رواد بيضتوها معي بس ليه كل هالهدايا
رفعت حاجبها وهي تبتسم/تستاهلين وازود يا هوازن لا تقليين من نفسك.. بعدين انتي بعيونهم بنتنا، تبين ننفضح يقولون اهدوا بنتهم وما اهدوا اهل زوجها؟!!
بابتسامه شفافه/حقكم كبير كبير حيل.
استغربت الشموس وهي تنظر لعددهم/اللي اخبره بس ام مهند وبنت صغيره هذول من؟
هوازن/هذول بنات خالتي ام مهند وحفيداتها تخبرين اجازه ورمضان عالابواب و خدامتهم تو راحت ومتورطين..
حركت رأسها بمسايره وتفكر بشيء يخص هوازن..
.
.
سكبت الكادي القهوه للجميع و معها مشاعل التي اجبرتها والدتها بالحضور لمباشرة الضيوف..
فاتن قدمت صحن الحلى وهي تنظر للشموس بعين فاحصه، في عز بساطتها فخامه و اناقه، انتهت من تقديم الحلى لتعود وتجلس مكانها وتجلس بجانبها الكادي لتهمس لها/شايفه الشموس كيف جسمها
خافت كادي من تطفل فاتن/اي شايفتها انطمي
فاتن بحسد/حسبي عليها هذا وهي توها والد، خلف الله علي بس
كادي/شدعوه ماشفتيها بالعرس يعني؟!!
فاتن/كانت اظنها لابسه شيء يضف عمرها..بس عقب هالقميص الشفاف جاني إحباط..
وكزتها كادي/يمه من عينك، اسكتي لا تفضحينا.
.
،
.
في مقهى مطل على شارع عام يزدحم بالماره يجلس يحتسي فناجين قهوته بدون توقف...بعد ذهاب فيصل الراشد..
لم يستوعب بعد أن كيله فاض و لم يعد يستطيع صبراً ..،
كيف سيكمل ما يجب عليه أن يتمه بروح مجهده و بلغت من التعب مالله به عليم..؟!
"الخيبات تلاحقني مهما نجحت ومهما إعتليت، مهما حاولت ان أصمد في وجهها إلا أنها تهزمني في كل مره..
اليوم كان مزدحماً و غريباً..اليوم عاد زوج مدى يطلبها مجدداً و فيصل الراشد شفيق ماجد يتقدم لليال ..و بينهما أكبر خيباتي زوجتي تصدق كل الناس و احقرهم و تكذبني .. عالمٌ هلامي لا شكل له و لا وسم سوى الخيبه"
استيقظ على نداء النادل الذي يخبره أن الوقت تأخر وحام وقت إغلاق المقهى..!
لينتبه أنه الوحيد في هذا المقهى وقد ذهب الجميع!!
وقف بعدما اخرج ورقات نقديه من جيبه و وضعها بفوضويه بجانب فنجان قهوته الكئيبه..ثم مضى..
خرج يمشي في ممر المشاة الذي بدا خالياً إلا من بعض الضاحكين هنالك تحت احد اعمدة الإناره..تجاوزهم و ذهب في طريقه.. لا يريد معرفة الوقت..يريد ان يختفي من هذا العالم الرمادي..ولكن فاجأته اللوحه الإعلانيه وهي تشي له بالوقت..إنها الواحده ليلاً..! و إن يكن؟
رن هاتفه و لكنه اغلقه بتجاهل و مضى في طريقه ..
.
،
.
أطفأت آخر شمعاتها بيأس ..من الواضح أنه لن يأتي الليله..فهو حتى لا يرد على إتصالاتها و اغلقه اخر مره متعمداً.. برسالة واضحه بأنه لن يأتي الليله...
دخلت غرفتها وهي تتجه لمرآتها لتنظر لأناقتها له الليله، لم تتخيل أنها تتلقى هذه المعامله الجائره منه، لماذا يعدها إن لم يكن ينوي الحضور؟!!
مدت يدها لشعرها وهي تجمعه برباط شعرها المطاطي و تذهب للخزانه لتغير ما تلبسه..لم تعتاد ان يتم تجاهلها..و ذلك يفعل بها دائماً كل شيء لا تتوقعه..
↚
لاتاخذك طيبة خاطري يارقيق الصوت،
رقاب الرجال تعاف لوهي على السكين.
.
عاد لمكتبه القديم المكتب الذي بذل جهداً و صبر كثيراً حتى إستطاع ان يفتتحه ليزاول مهنته..،ولكنه وبعد فتره ظهر له عمه و عرف بأن له عائله ومعروفه أيضاً..!
أراد بحب أن يندمج وحاول ان يمنحها كل وقته فأغلق مكتبه و انشغل بها...طمعاً في نيل الثقه والحب و دفء العائله الذي لم يعرفه و يتوق إليه كثيراً..!!
تزوج بها وعاش معها في حرب إثبات حق و إثبات وجود، لكن تلك الحرب كانت ممتعه!!
كان يتوق للفوز بتلك المكتفيه بذاتها والمعتده بنفسها حتى عرف أنها تحبه فمثلها لا ينحني و لكنها حينما أحبت وجوده بجانبها مالت عليه...!
لكن ماحدث منها مؤخراً خلق لديه بروداً تجاه تلك الحرب، تبلد غريب و مفاجىء..!
"يُقال بأن مقياس حجم الخذلان يكون بمقدار الأمل المعقود.. و أظنني أفرطت بالأمل كثيراً!!"
جلس ينظر لفضاء المدينه من شرفته الصغيره التي تُطل على سكون الشوارع ماقبل الفجر..إنها السكينه النادره في مدينة لا تعرف الهدوء ،
ماهي إلا لحظات ليسمع أذآن صلاة الفجر، تبسم لهذا الصوت الذي رافقه كثيراً و حن إليه..المسجد المجاور، مازال يؤذن فيه نفس المؤذن!
ترك الأريكه متجاهلاً همّه و خرج للوضوء والصلاة ،مقرراً بعد ذلك الذهاب لزيارة ام قاسي و لإخراج ابو هوازن من المشفى..،
.
بعد الظهر،
تقف عند الباب مودعةً لشهد وهي توصيها/أسمعيني زين ابيك ماتضعفين لو مهما كان ،اوعديني؟
استغربت إلحاحها وعدم راحتها لسفرها/هند يا قلبي ماراح يصير إلا كل خير هذا نايف
بإصرار فهي تعرف ضعف شهد جيداً/ قلتلك اوعديني طلبتك.
شهد بمسايره/اوكي أوعدك...مع انك تبالغين شوي
هند بهمس/ماظنك نسيتي ثقتي بخطيبي و اللي فكر فيه رغم انه يبيني على قولته، وماظنتي انك نسيتي معاملة نايف الواضحه لك..شهد ترى مالك غير قلبك لا تتعبينه،لا تسمحين له يهينك و تذكري ان اللي خلق نايف خلق غيره بعد واطيب منه..
عانقتها شهد بحب/لو عندي اخت ماهتمت بي كثر ماتهتمين بي، بشتاقلك هنوده
بادلتها العناق بقلق وهي توصيها/لا تنسين ادويتك، الأبره الجديده مافيه منها غير حبه بشنطتك، اول ما تروحين للصيدليه مباشره و اخذي كميه تكفيك هناك،طيب؟
بالكاد تركتها و ذهبت وقفت تنتظرها تخرج بصحبة تركي ..
،
هنالك في الخلف على بعد مسافه تقف هند وصالح الذي همس لها/هند اخذت من سميتها واجد.. مستحيل ما تقلق !
تنهدت وهو تودع أبنائها بعينيها وقلبها/انت اللي جنيت عليها بالأسم .
امسك بيدها ليجدها تكاد تتجمد،إذن هي ليست بخير/ندخل احسن..؟
حركت رأسها بالموافقه و دخلت معه/..
شعرت بالفراغ يلفها بعد ذهاب شهد أحبت وجودها و الثرثرات التي لا تنتهي بينهن! هي تفتقدها منذ الآن..!
تلقت رساله نصيّه كانت ستتجاهلها و لكنها من رقم الخطيب الغائب منذ مده!، منذ تلك الليله لم يتواصل معها!،
فتحت الرساله لتتفاجىء بجمله واحده فقط "لا تحسبيني نسيت اللي صار!"
تسائلت.."مالذي يقصده بهذه الرساله؟! تهديد؟ أم وعيد؟ فليكن ما يقصده. أنا التي على حق وهو يجب أن يعتذر"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والأربعون
كدأبها تقرأ القرآن في طرف الغرفه اثناء نوم والدتها..حتى سمعت ندائها، بصوت متقطع، اغلقت مصحفها و اعادته للطاوله واتجهت إليها/سمي يمه و ش بغيتي؟!
بصوت متعب/انتي هنا؟!
ابتسمت/ايه يمه هنا اجل وين بروح يالغاليه؟ تبين قهوه اصب لك فنجال؟!
اشارت بيدها بالنفي وعينيها تدمع بعد منامها الذي أزعجها وحديث ابنتها وتفانيها بخدمتها، خصوصاً بعد معرفتها بزيارة منيف و مافهمته من خلال حديثها،رغم ما فعلته/هدمت لك بيتك يا بنتي.. ولا ادري كيف اكفر عن ذنبي فيك،سامحيني
ابتسمت لتريحها و هي تمسح دمعاتها/لا لا تقولين كذا، انتي أمي و مستحيل اشيل بقلبي عليك، اصلاً وش خلاك تقكرين كذا؟!! استغفري ربك بس و ارتاحي
سمعت صوت طرقات الباب، لتدخل الدكتوره مبتسمه بعد رؤية الارتياح على محيا ام قاسي/السلام عليكم.. ما شاء الله لا لا الوجه منور اليوم!
ابتسمت لها مدى/وعليكم السلام.
ناداها من خلف الباب لترفع الشال المسبل و تلتثم به وتناديه/تفضل أدهم.
توقف عند الباب وهو ينظر للأسفل بدون ان يقتحم الغرفه/السلام عليكم
الجميع/وعليكم السلام..
رفع صوته قليلاً لتسمعه ام قاسي/شلونك يا خاله؟! بشريني عنك؟
بمشاعر متضاربه/بخير الله يحفظك
بادرها بإهتمام/صرتي تسمعين كلام مدى والدكتوره والا تعاندين للحين.!!!
اختنقت بغصه في اسفل حلقها فهو يتحدث إليها بتودد ويزورها يومياً/الله يعينهم ياكثر ما اتعبهم
إلتفت للدكتوره بجديه/بشريني عن وضع الوالده عساه احسن!! ترى ان ما قلتي احسن اخذت امي من عندكم و وديتها لمستشفى ثاني
الدكتوره/لا شدعوه الوالده في تطور ملحوظ وماشيه على ادويتها ممتاز لولا تذمرها احياناً..عن اذنكم انادي الممرضه واجيكم..
ازدادت قهراً وغبناً وهي تراه يخاطبها بألفاظ الأمهات و يراعيها حينما احتاجته و لم يرد إساءاتها لها بل عاملها كأمه.. وهذا ما كسر قلبها أيما كسر..و أوجعها أيما وجع! بل جعلها تتحسر على كل دقيقه ركلته فيها و آذته فيها..كوالديه تماماً حمامة الدار ساره و سيد الرجال عبدالله..كلاهما لم يعش طويلاً و لكن أورثا طفلاً تشرب الرجوله والنبل منذ صغره رغم كل شيء!!!
مدى بعد ذهاب الطبيبه/مشكور يا أدهم، ماتتركنا يوم،عسى الله يبلغك في راكان و تخاويه بعد.
اخذ الأشياءالذي تركها عند الباب ليضعها بالداخل كعادته يتجاهل كل مديح يسمعه/خالتي حصه ، ودي اقول موضوع لمدى بحضورك تسمحين؟!
بتنهيده تهد أضلاع صدرها المهزوم امام مروءة هذا الرجل الذي لم يجازيها بسوء مافعلت به سابقاً/قول اللي تبي يابو راكان جعلك تسلم.
ابتسم بعد جملتها فلم يسبق و ان حادثته بهذه الكميه من اللطف/تسلمين...
ثم قرر البدء بسرد ما جاء ليخبر مدى به/منيف كلمني بخصوص رجوعكم لبعض.. الرجال حاب يصلح كل شيء و متفهم لكل شيء.. ادري ان خطبه على خطبه ماتجوز لكن بهالوضع يختلف لأن منيف ابو عيالك. ابي تفكرين و أخوك و بعدها رقمي عندك.
تجاوزت أدهم بعد الذي نطق به.. لا تعلم لماذا إختلطت المشاعر فجأه بداخلها، لم تتوقع تنازل منيف، أيحبها لهذه الدرجه؟! ان يفقد القدره على تجاوزها؟!
هو بهذه المبادره جعلها تشعر بمدى حقارتها معه.. لم تكن تستحقه يوماً و لن تكون!!
.
نظر لساعته وهو يجلس على طرف السرير منتظراً لأدهم، قلق من تأخره عليه، وقلق من عدم رؤيته لإبنته منذ يومين!
بات ذلك الشاب يسلب قلبه، يحرك ركود أيامه،يغذي رأسه بالكثير من الأحاديث والقصص و يخبره ماذا يحدث حوله و يقرأ عليه الصحف اليوميه...
وجود أدهم بات ضروره..من حيث لا يعلم!!
قلق لتأخره ..لحظات ليُفتح باب الغرفه كاد يطير قلبه سعاده لكنه صُدم لرؤية الطبيب، فلزم صمته و أطرق رأسه..
اقترب منه الطبيب وهو مبتسماً/هاه شلونك اليوم يا عم؟
هز رأسه بمسايره و رفع عينه المترقبه بإتجاه الباب..
فهم وضعه الطبيب وابتسم/شكلك مستعجل تبي الفكه مننا والا كيف يا عم عبدالله؟! عموماً لازم تلتزم بادويتك وتسمع كلام ولدك تراه حريص عليك
نطق بلهفه/ما اتصل أدهم؟!
رد وهو يربت على كتفه/بيجي إن شاء الله لا تقلق
دخل في هذه الأثناء وهو يبدي ابتسامته المندهشه/السلام عليكم،ما شاء الله الوالد مخلص بنفسه وجالس ينتظرني!!!!
تهلل وجهه و تدفقت الحياه في عروقه من جديد/وعليكم السلام،يا مرحبا
قبّل رأسه/هاه جاهز انفداك؟!
ابو هوازن/اي بالله جاهز طلعني من هنا ضاق بي فضاي.
شد على يده/ابشر هاللحين نطلع يالغالي،بس شوي اكلم الدكتور يبيني بسالفه
فهم مقصده الطبيب و خرج لينتظره..
لحق به أدهم متسائلاً/هاه كيف نتيجة اختبارات الذاكره اللي قلتوا عنها؟!
الطبيب بحيره/والله يا ستاذ أدهم نقطة الذاكره ضبابيه جداً ولحد الآن الطب ماوجد سبب وااضح او حقيقي وراء فقدان الذاكره، خصوصاً ان الشخص يفقد جزء من ذاكرته و مو كلها والدليل انه يتكلم بلغته و يعرف العادات هو شيء غريب و نادر للأمانه، يجوز ان الاماكن و الاشخاص اللي كان يعرفهم قبل فقدان الذاكره ينشطون عنده الذاكره ولكن بما انكم بعد ماتعرفونه اشوف ان استرجاعه للذاكره شيء معقد جداً خصوصا بعد سنوات طوويله من فقدانه لها..
تنهد وهو يفقد الأمل ولكن لن يترك هذا الرجل ابداً/دام كذا مشكور يا دكتور..
عاد للغرفه مجدداً و امسك بيده وهو يساعده في ترك سريره/هاه مرتاح تقدر تمشي يبوي؟
ابتسم لكلمته، و لأدبه الجم معه/ايه اقدر ماعليك بس خلنا نطلع..
تبسم له/لا لا امورك طيبه،شكلنا بندور لك عروس
ضحك وهو يسايره بالحديث حتى خرجوا سوياً...و اركبه السياره و انطلقا ليتحدث أدهم بجديه/اسمعني يابو هوازن ترى انت هاللحين ابوي و ملزوم انك تقعد ببيت ولدك وش قلت؟!
ابتسم وهو يلتفت لعينيه الناعستين وسط ابتساماته وهو يقود السياره ،لماذا يهوي في دوامه و يسمع صوتاً جذاباً حينما تقع عينيه على عيني أدهم..، لا تفسير آخر سوى ان الارواح جنودٌ مجنده لا تحب إلا ماترتاح لقربه و تأنس به/معك من حيث ما توديني.خويّك.
ابتسم لجوابه/كفو
،
.
،
عادت من عملها كعادتها..،لترى الخادمه تسير بإتجاه المجالس وهي تحمل مفرش/جوري وين موديه هالفراش بهالوقت؟!
بابتسامه/مستر أدهم قول سوي كدا.
أستغربت وهي تشير لها/طيب روحي شوفي شغلك
خرجت من المصعد بيدها طفلها لتسألها/اخيرا جيتي؟!!
تنهدت/كنا نسوي الترتيبات النهائيه،تدرين ان الاقتتاح قرّب و كذا
تفهمتها/بالتوفيق يا رب..
قبلت راكان لتسألها/ليه أدهم حاط فراش نوم بالمجلس!..الشموس اعترفي وش مسويه بالرجال حتى يهرب منك بشكل علني كذا!!
ابتسمت/ماسويت شيء وماراح اسوي شيء يخليه يهرب تطمني
استغربت/اقوولك شايفه جوري بنفسي تودي فراش للمجلس!
هنا اختفت ابتسامتها/احسبك تمزحين والله، عموماً ما قالي شيء و البارح كان عند ابو هوازن نايم
تفهم غياب أدهم في الفتره الأخيره ولكن لم تتدخل في حياة اختها/وش موديك فوق؟!!انتي وراكان !
بابتسامه باهته/رحت ابي اشوف اختك نيفو اللي صارت تنام اكثر مما تصحى ..و لقيتها نايمه بعد
بابتسامتها/اوكي انا بعد رايحه أنام هلكت من التعب اليوم..سلام
تنهدت وهي تراقبها تذهب لتعود و تفكر بما يفعله أدهم مؤخراً و لا يخبرها به!!!،
حسناً سيعود الليله بالتأكيد و ستعرف منه كل شيء..ذهبت الى جناحها و هي تفكر فقط به ، إزدادت حماستها لبدء حياة جديده معه لتنسى فيها لهيب الشموس و تروي ظمأ الفرح الذي تعاني منه علاقتهما..
وضعت راكان في سريره و بدأت بإعادة ترتيب غرفتها بشكل مغاير، تحب تغيير مفرشها بإستمرار ولكن هذه المره سيكون جديد..لحياه جديده..
وزعت الورود الطبيعيه البيضاء بشكل لطيف لتعطي روحاً للمكان..
ثم اخذت الهاتف لتذكر الخادمه في المطبخ بما طلبته منهاولكنها تفاجأت/مستر أدهم ومعه ضيوف!.. اوكي اوكي خلاص..
استغربت تصرفاته منذ البارحه لا يرد ولم ينام هنا.. واليوم يأتي بدون ان يخبرها..، حتى أنه بات لا يتحدث معها بأمور الضيافه أو بالضيوف!!
رن هاتفها لتبتسم وهي ترد هذه عبير ابنة العمه المقربه/هلا عبوره.
على الطرف الآخر/هلابك حبيبتي شلونك وشلون ركون؟والله وحشتوني
بابتسامه وهي تجلس على طرف سريرها/ركون بخير و ابشرك بدأ يزعجني.
ردت بممازحه/اهاا بسس اكيد يبي اخت والا اخو يسليه، احملي وش تنتظرين؟
ردت بهدوء فتحقيق رغبة أدهم في بنت وإسمها ساره، وعائله كبيره هو ما تفكر به الآن/إن شاء الله ليه لا..سته غير راكان
شهقت مستغربه/لا لا ماصدق اكيد تمزحين صح؟! ناويه على سبعه!! وين اللي تقول مافيني غير ثلاثه وواجد بعد..
ضحكت على تفاعلها/شفيك ترى ماغيرت مبادئي ،كل اللي ابيه كم طفل زياده، كفرت؟!
ضحكت بدورها/لا حشاك..عسى الله يقويك يام راكان..بس تصدقين ماني متخيلتك ببزارين و تصارخين، مادري ماتصلحين أم عيال..مادري احس هالسوالف مو لك
ردت بهدوءها/والله عاد هذي مشكلتك ، محد قالك حطيني بقالب معيّن و اتركيني، التغير سمة الحياة، غيرت رأيي بكل شيء خلاص
عبير وهي تستنكر هدوءها/انتي مزاجيه، صدقيني بعد فتره بتغييرين هالفكره
تركت غرفتها وجناحها و هي تخرج و ترد عليها/اتركك مني هاللحين وعطيني جديدك..
ظلت تحدثها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والأربعون
ألمانيا..،
بجهد يحاول ان يكمل المشي على هذا السير الآلي..، و تلك تشجعه من بعيد بإبتساماتها،
ابتسم لها من بعيد و هو يشعر بشيء غريب تجاهها..،هي لطيفه جداً لم تتغير منذ سنوات الدراسه.. سكنت معه ولم تمانع...تواجدها مهم يريد ان يفتح معها موضوعه معها فهي تبدو موافقه من تصرفاتها و قبلاتها الخاطفه و تفهمها لحالته..!!
حاول التفكير بشيء يبعده عن الاقتران الفعلي بـ شهد.. إن تزوجها فسينكشف كل شيء!!
قد حزم أمره...شهد لن تكون إلا إسماً صفرياً في حياته فقط...و الحل بوجود أولينا..
حضر المدرب مبتسماً/جيد جداً ..تحسنت كثيراً هذا الاسبوع..مالسر
ابتسم و هو يراها قادمه/اريد ان انتهي من هذا
ابتسم الطبيب مجدداً/حظاً طيباً نايف..ان سرت بهذا النشاط ستتعافى سريعاً..
اقتربت بعدما ذهب الطبيب و هي تمسك بيده/حاب نشرب قهوه؟!
استمر بالدراجه الكهربائيه وهو يتذكر إتصال و حديث الشموس عن حاجتها له هي وأدهم/باقي لي ثلاثين دقيقه على هالجهاز..محتاج جديّه شوي
لم تفهم مازالت لا تتقن العربيه جيداً/مافهمت
إلتفت إليها/تقدرين تنزلين تجيبين لي قهوه ونشربها هنا...
ردت بابتسامتها التي لا تفارقها/لا انا رايحه المعهد ،يو نو عندي كلاس.
بتفهم ليكتم ضحكته/بالتوفيق أولينا..ماتعرفين عربي بشكل ممتاز و جايه تدرسينها بألمانيا!! راحوا فيها طلابك.
اقتربت لتقبل خده/من شان هيك سكنت معك بااي بيست فرند.
اختفت إبتسامته بعد ذهابها، لا يعرف كيف ولماذا يورط نفسه بالنساء وهو لا يثق ان كان بكامل إستطاعته أو لا كما اخبره طبيبه قبل العمليه..؟!
كيف يقبل يستضيفها في منزله و هو لا يعرف مستقبله معها؟! يجب ان يحزم أمره او ان يُخرجها من حياته..
حسناً هي جريئه جداً رغم انه لم يفصح لها عن أي مشاعر غير الصداقه القديمه..لا يعلم ولكن خبرته صفريه في العلاقات مع الجنس الآخر..!
ولكن إقترابها منه و قبولها السكن معه بدون تردد بعدما اخبرته انها لم تجد سكناً مناسباً في لقائهما الاول "مصادفةً" في مستشفاه التي يتلقى علاجه به.
،
.
،
خرج من شقته مسرعاً و ترك حقيبته التي كان يجهزها للسفر.بعدما تلقى إتصالاً من زوج رشا، يخبره أنها في المخاض!
كيف وهي قد أخبرته قبل يومين أنها للتو أنهت السابع!!
استقل سيارته مسرعاً..كاد ان يصدم إحداهن و لكن توقف في اللحظه المناسبه ونزل مسرعاً لتفقدها وهو يتحدث الانجليزيه بعد رؤية جرح ركبتها السطحي إثر سقوطها البسيط/اعتذر انا اسف!!
ابتسمت وهي تلتفت إليه،لا يبدو أوروبياً/لا بأس..لم أصب بأذى
بقلق/دعينا نذهب للمستشفى.لنطمأن ارجوك يا .. ما أسمك
لا تشعر بألم حقاً ولكن لا بأس من مرافقته/أولينا..حسناً بما أنك تصر ..
ساعدها في النهوض ليركبها سيارته و تذهب معه لنفس المستشفى التي ستلد فيها رشا..
الريــاض.ليلاً ..،
تأكد من أن والد هوازن قد غرق في نومه، ليتركه و يذهب عنه حتى لا يزعجه ثم إلتقط فنجان قهوته و الدله سكب له فنجاناً و ظل يرتشفه بتأني وهدوء يشابه هدوء الأموات..
لا يدري مالعمل، تمنى لو أنه يستطيع المغادره من هذا المنزل..
بقائه هنا يثقل قلبه و يذكره بالخيبات..باتت كرامته تصرخ و تستنجد به ان يرحم نفسه و يأخذ بثأره..
هل يتركها؟!! فيُريح و يستريح!!
تذكر تلك الليله التي حضر فيها هنا و طلب منه عمه الزواج بإبنته..
لم ينسى ملامحه الراجيه و عينيه المتوسله، رغم انه لم يرجوه، فقط طلب ذلك بمحبه و منحه اغلى بناته كزوجه و كامل الإرث بعد ذلك!
ما أبشع الحيره في أمرٍ يتعلق بالوجع و القلب معاً، الكرامه و المشاعر في نفس الوقت..!
رن هاتفه برسالةٍ نصيه ليقرأها بعدما عرف أنها منها [بتنام عندك؟!]
هه حتى طلبها له لا يكون مباشراً دائماً ، و كأنها تحرص على بقاء صورتها كإسمها تماماً..!
وقف بعدما إلتقط شماغه المُلقى بجانبه ووضعه على كتفه ليذهب للداخل..
وصل و أخرج مفتاحه ليفتح الباب و تفاجىء بوقوفها عند باب المكتب المُطل على الحديقه، لم يُبدي أي شيء و لم ينطق..،
ابتسمت بعد رؤيته، لتعترض طريقه عند الباب/يمكن ماشفتني !
بنبره مرهقه/لا ..شايفك
اقتربت منه بخطوه خجوله و اخذت شماغه من على كتفه/واضح انك تعبان.. ومرهق ومالك خلق بعد!
ابعدها قليلاً ليمر/زين اللي لاحظتي..طلعي لي ملابس بسرعه ابي اسبح وانام
لحقت به وهي تحاول ان تجاري تقلب مزاجه/هاللحين ترتاح يا قلبي الحمام جاهز وملابسك بعد..
وقف قليلاً وهو ينظر إليها بإستفهام كيف انقلبت بعد مكالمتها مع مها التي صدقتها وكذبته! ، "هل ينفجر بوجهها الآن و يصرخ ليخبرها بأنه ليس مغفلاً لتتعامل معه حسب ظنونها و مزاجيتها"..!!
تركها ليتوجه لشمّاعة الملابس لا يريد النظر إليها،و ليرتاح من توتره قليلاً، لاحظ إقترابها الذي بات يستفز أعصابه ، شعر بها وهي تعانقه من خلفه و تهمس" انتظرتك البارح لين الفجر و لا جيت، اشتقتلك".
ابتسم بسخريه و حُرقه و رد ببرود قاتل/من متى ان شاء الله؟!
ابتسمت بخجل وهي تشدد في عناقه من الخلف/حبيبي لا تنكر ،ادري انك مشتاق لي بعد مثل شوقي و اكبر و ادري انك مثلي مشتاق للنوم بأحضاني...
افلت يدها التي تحيط بوسطه وابعدها عن جسده وهو يلتفت إليها مستنكراً و قاطعها بحزم/تكلمي عن نفسك يالشموس.
استغربت نبرته الجديّه وملامحه الغاضبه/أدهم بليز بلا مزحك هالوقت!!
ابتسم رغم ضيقه/بس انا ما امزح!!
اقتربت منه بعينين لامعه وبصوت مرتجف/مافهمت!!
بنبره جاده جداً و نظرات حاده/كل شيء بيننا انتهى، كل شيء.
بعدم تصديق/توك قبل يومين تترجاني بلهفة عناق!، والا نسيت محاولاتك كلها علشان تعلقني فيك؟!! نسيت كل هذيك الليالي؟!
رد بجديّه غير مسبوقه معها/لا مانسيت ان قربك كــان حلمي و اني حاولت استوعبك و اكسبك لكن الشيء إذا طال الرجاء فيه ينعاف يالشموس..
ابتلعت الخوف إبتلاعاً وهي تشعر بمدى جديّته من نظراته الحاده، و كأنه سيقتلها، نطقت برجاء/أدهم لا
سأل بضيق وهو يعرف الإجابه/وش تبين بواحد خاين مثلما كنتي تتهميني؟! ليه تبين تصلحين علاقتنا فجأه؟! مع انك كنتي رافضه قطعياً رجوعك لي!!
لا تعرف كيف تجيبه وكيف تخبره انها تحبه لدرجة الوسوسه و أنها كانت ترد على مكالماته خلسه!/تعب قلبي من الفجوه اللي بيننا و بين مشاعري المتناقضه و بين ذاتي اللي تنسجم معك ، احبك أدهم كيف تبيني اشرح لك هالكلمه؟!
نطق بضيق وارتفعت نبرته قليلاً/طيب أنا كنت جنبك طول الوقت و شاري قربك رغم كل تصرفاتك المبالغ فيها ضدي و تشكيكك و اتهاماتك، رغم كل شيء و لآخر لحظه يالشموس، قلت بيجي يوم و صدق أفعالي معها يخليها تتأكد من طهري ، لكن للأسف عينك ماتشوف مني إلا سواد خيالك..
لين طحتي من عين ظنوني الخايبه، ليه هاللحين تبين يتصلح كل شيء !!فهميني وش جد بالموضوع؟!
حاولت الامساك بيديه لتهدأته/أدهم والله انك حبيبي!
قاطعها وهو ينفض يدها من يده/استغفري، لا تظلمين الحب، لو تحبيني فعلاً ما صدقتي فيني كذبه واضحه من نور الشمس!
فهمت مقصده الآن/واضحه من ناحيتك ،لكن من ناحيتي كانت ضبابيه يا أدهم والله لو انت بمكاني كان سويت اكثر من كذا فلا تحاسبني على غيرتي ! انا فيك مجنونه اعترف. لا تعاقبني على شيء ماهو بيدي، الفيديو و البنت قهروني...
قاطعها بقهر في لحظة إنفجار/حكمتي من لحظتها و ما حاولتي حتى تناقشيني..ما وثقتي بشخص حفظ بيتك و مالك و حفظك وخواتك رغم ان كل شيء بيده ومن حقه شرعاً و قانوناً.. و من مكالمه وحده رحتي تصدقين وحده هي نفسها اللي خربت علاقتنا!! طبعاً عرفتي ببرائتي من ردك على مكالماتي، و ادري مو اول مره تردين..لكن هالمره غير عن كل مره.. هالمره كذبتيني و صدقتي غيري و ليتها تسوى يالشموس!
أمسكت بطرف يده من جديد لعله يلين/أدهم! اسمعني
سحب يده من اناملها وهو ينزع ملابسه/خلاص ، أنا بالنسبه لي معاد أبي منك شيء ،لين هنا وبس ، حاولت لكن للصبر حدود، بعد يمكن لو جاتك بكرا وحده ثانيه و قالت اعرف زوجك و مثلت بتصدقينها و بنرجع للبدايه من جديد، لذلك كذا احسن، لين الله يفرجها و.. اطلع.
ابتلعت ريقها بصعوبه! /يعني بتخليني؟!
اخذ منشفته وهو يتوجه لدورة المياه، ليقف قبل ان يدخلها/ماراح اخليك بالمعنى الكامل، مضطر ألتزم بوصاة عمي فيك، لين يستلم نايف كل شيء و ارتاح من كل إلتزاماتي علشان اتفرغ لحياتي الخاصه مثل خلق الله.
سمعته بألم حتى دخل الحمام بكامل بروده وهدوءه، تحدث بعدم مبالاه كالذي فقد إيمانه بها و بالحب..حتى أنه لم يذكر ما مصير راكان من هذا كله!!،
جلست بإحباط العالم لتبكي بوجع الخساره التي تحلف أنها لن تُعوض، رجل كأدهم ليس من السهل ان يتكرر، الآن فقط عرفت حجم خسارتها و غباء عاطفتها الغيوره..'، حسناً ما ذنبها إن كانت تغار؟! أليس معها حق في ان تغضب لرؤيته يتودد لغيرها؟!، كيف يريد منها تحكيم عقلها و هي تراه يحتضن يد إحداهن في كفه؟! ما يفعله ليس عدلاً .
دقائق ليخرج من حمامه وهو يراها تبكي مكانها، لم يبالي، اخذ عطره و رش منه على جسده العاري و منه مزيل العرق..إرتدى بيجامته و جفف شعره بمنشفته، متجاهلاً أناهيدها ليلتفت إليها و يتحدث بنبرة أمر/صحيني الساعه ثمان و ابي تكون القهوه جاهزه و قولي للشغاله تلتزم بوجبات العم ابو هوازن مثلما عطيتها لها، اي غلط راح احاسبك انتي...فاهمه؟!
حاولت ان تتقوى وهي تشير بالإيجاب/فاهمه
بنظرة إشمئزاز/يلا تصبحين على خير..بنام على الاريكه بالمكتب، اذا ناويه تسهرين لا تزعجيني بارك الله فيك..وان بكى ولدك اخذيه واطلعي غرفتك اللي فوق نامي فيها احسن مره وحده وراي قومه بدري وابي ارتاح بنومي.
لا تصدق نفسها وهي تراه يتحدث معها بشكل بارد رغم رؤيته دموعها وكأنها لا تعنيه في شيء!!، كيف يموت الحب فجأه هكذا!! لم تستطيع ابتلاع غصتها وهي تراه يخرج من الغرفه هكذا ببرود..،
هي في كابوس بالتأكيد،ماتراه من تصرفات لأدهم فوق احتمالها،كيف لا يبالي بها بهذه الطريقه؟!!.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والأربعون
اليوم التـالي***
ألمانيـــا..،
تحت زخات المطر نزلت بصحبة أخيها الذي ظل يحمل الحقائب و يحاسب السائق..
فُتح باب المصعد لتدخل و يدخل معها، توقفت بتوتر لتتحدث مع اخيها/ياليت رحنا اول شيء للفندق يا تركي
بابتسامه جانبيه/أخاف يرفض نايف، بعدين مو على اساس جايين علشانه، بنزوره ثم بنروح الفندق
عقدت حاجبها/تركي والله مايصير نجيه كذا بشناطنا .
بممازحه/لا تخافين أنا موجود معك ماراح ياكلك
ضربت كتفه بخفه لينفتح باب المصعد/سخيف
اتجه الى باب الشقه وهو يأمرها/دقي الجرس وش تنتظرين
لاحظت عدد الحقائب لتشهق/ترركي وين الشنطه الصغيره؟!!! لا يكون نسيتها بالسياره!
للتو فقدها/لا انا نزلت كل اللي بالسياره، اظن يالمطار تركناها
زاد رعبها/تركي الشنطه فيها جوازي و فيها محفظتي و بطاقة الهويه بعد ان ضاعت وش اسوي
ترك الحقائب من يده وهو يهم بالذهاب/انا رااجع حالاً للمطار و بشوف ان شاء الله ألقاها او عالاقل أبلغ امن المطار علشان اقدر اروح السفاره
بقلق/وانا وش اسوي هنا؟!!
أشار للشقه/زوجك هنا ماني ماخذك معي من مكان لمكان ارتاحي و بكلمك.
تركها مسرعاً و عاد أدراجه..
خافت و إرتبكت نبضات قلبها،رتبت نقابها و ضربت الجرس، وهي تنتظر بقلق..،
لحظات قليله من الترقب..لينفتح الباب أمامها و ترفع رأسها لتتفاجىء بهذه الشقراء!، لابد و أنها أخطأت في العنوان لتنطق بلغتها مرتبكه/يوه شكلي مخربطه ببيت نايف، الله يصلح تركي!
سمعتها وفهمت/نايف هنا، من انتي؟!
تغيرت نظرتها لها و دققت في لباسها، من الواضح انها تسكن هنا/ساكنه معه؟!
ناداها من خلفها وهو يتكىء على عصاه/أولينا من عند الباب؟!
انتظرت حتى بان لها/من؟!
دفعت أولينا و دخلت لتنزع نقابها و ترتب شعرها بعد الشال وفي عينيها لمعة الفرح لرؤيته واقفاً بصحه/هذي أنا ..شهد..
رفع حاجبه لينطق بغضب مكبوت وهو يضغط على عصاه/وش جابك؟؟
حاولت تجاوز هذا الموقف و إستقباله الغبي أمام هذه الغريبه/جايه أزور زوجي ،الحمدلله على سلامتك..
لاحظ إقترابها حتى وقفت و بينهما مسافه قصيره/الله يسلمك،من جاي معك و من سمحلك تجين؟!
شعرت بالضيق وهو يُوضح عدم ترحيبه بها/إنت من متى تستقبل ضيوفك بهالطريقه؟! ترى الضيافه تعيش بدم العربي و مالها دخل ببلد إقامته أبداً! ياليت تأجل تحقيقك لين تروح هذي
تنهد وهو يرفع حاجبه الأيسر/هذي ماهي برايحه..
هنا لم تستطيع أولينا الصمت وهي تشعر بالغرابه/نايف مين هاي؟!
نطق وهو يكبت غضبه/أختي. شهد
إتسعت عينيها لإجابته الغير متوقعه، لم تستطيع الرد بعد هذا الرفض الواضح!!
ابتسمت لهذا الخبر/كويس اختك وصلت، "آي هاڤ تو قو ناو" << علي ان اذهب الآن.
استغرب/وين؟!
ابتسمت له و هي تلتقط حقيبة يدها و تقرر الذهاب/اي تولد يو، آي ول قو تو ديت<< اخبرتك اني سأذهب لموعد..
باي بيبي..
بادلها الإبتسامه وهي تخرج/لا تتأخرين.
شعرت بالغثيان من ميوعته معها!!لاحظته يرمقها بالنظرات حتى خرجت/واو!! ، لا تتأخرين، يا روعة حنيّتك!! هذي زوجتك و إلا ..؟
ابتسم لثباتها العظيم "هذا ماتوقعه "هي لا تحبه لذلك لم تكترث بوجود فتاه معه/صديقه و قريب ان شاء الله بتكون زوجه، حبت تسكن معي بعدما عرفت اني لحالي، يعني تعرفين ان ليال رجعت.
ابتسمت بسخريه وهي تمشي خطواتها للداخل و تمثل جاهدةً اللامبالاه/اها سكنت معك شفقه يعني!
قاطعها/هالشيء بعقلك المحدود.. أولينا أرقى
تأملت الشقه حولها لتعود وتنظر إليه بإبتسامة خذلان/صحيح عقلي محدود ، يعني مالي صداقات مع رجال و لا علاقات رجاليه غيرك،و محد شاف وجهي غيرك و ما سبق و سكنت مع رجل ماهو محرم مثل غيري.. انا فعلاً عقلي محدود اللي تركت ابوي و هربت من نار الزواج من الشايب العايب اللي كان بيزوجني له ابوي و احتميت بجنتك أنت!!
استغرب وهي تتحدث بإرتعاش شفتين و يبدو توترها، ربما ستبكي من غيرتها/إلزمي حدودك احسن لك، سبق وقلتلك اني تزوجتك علشان انقذك فلا تحلمين بالزواج مني!
لئيم إي ورب قلبي الذي يكاد يتوقف الآن و مازال يحلم به!!!.. لم تحتمل الوقوف اكثر شعرت ببرودة اطرافها وتعرق جبينها من إرهاق السفر و قلة الأكل لتصيبها ازمة سكر و يغمى عليها فوراً..!
خاف من سقوطها المفاجىء و بلا سابق إنذار إتجه إليها بسرعه لم ينتبه لنفسه وهو يقذف العصى و يهب بسرعه لنجدتها، هل أُصيبت بصدمه من حديثه/شهد!! شفيك؟!
كانت خيوط ذابله، خمول و ضعف في كل أطرافها،تراه كالضباب بينها وبينه لا تستطيع الرد اغمي عليها مجدداً..!
حملها بشكل سريع ليتجه بها ناحية الأريكه ويمددها عليها، حاول إيقاظها اخذ ماءاً و بدأ برشها بقطرات منه و مسح على وجهها/شهد تسمعيني؟!!
اشارت بيدها لحقيبتها الملقاه بعيداً لم تستطيع الحديث، ليذهب ويلتقط حقيبتها و يفتحها بشكل فوضوي و يفرغها على الطاوله ليجد قلم حمره و عطر صغير و شيء أشبه بقلم و لكنه ليس قلماً ليلاحظ وجود علبة إبر أشبه بالدبابيس و لاحظ الترقيم بجانبه ليربط بينهما و يقربها لها، تذكر انه سبق و قد رأى هذه الإبر عند والدته التي توفيت، لا يعرف كيف يستخدمها ولكن حاول بتركيبها و ووضع بضعة أرقام ليغرسها في عضدها بشكل عشوائي..!
لحظات ليزداد تعرق جبينها و هي تتمتم/هات اي عصير اي شيء حالي.
وقف مسرعاً وراح متجاهلاً ألام اسفل ظهره، فحالتها طارئه..،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والأربعون
في غرفة التنويم تجلس على سريرها وهي تتحدث بحماس/ليش ما اطلع وليد الله يخليك بشوف ولدي بلييزز
بتملل إلتفت الى وليد الآخر/شوف لك صرفه مع اختك، توها من شويه بس جايه من عند الصغير أهي وامي و اختي، صرعت راسي هالمره..
ضحك/والله انت عارف طبايعها محد غشك يا وليد..لو مخلي الوالده تخطب لك بنت من بنات عمك ازين
رفعت حاجبها بإستنكار/انت يالشايب محد كلمك بليز يعني لا تدخل بين الحبايب..لا توسوس لزوجي
ضحك زوجها/مو انا انضربت على راسي خلاص ماكو فكه بعد.
وليد/عاد ماقلتوا وش بتسمون الحلو. من امس اسألكم!
نطق بفخر/قررنا نسميه فرهاد على اسم جدي.
استغرب/غريب! شمعناه؟!
زوج رشا/فرهاد اسم كوردي، معناه المحترم و شخص عظيم الشأن.
ابتسم وليد/بإختصار يعني كفو..
طُرق الباب في هذه اللحظات،لتستغرب/من بيجي؟! مانعرف بألمانيا غير خالتي ام وليد وبنتها جيندا وتو راحوا.
وقف ليفتح الباب و يبتسم بعد رؤيتها/أولينا!!
تأملته قليلاً يبدو رجلاً بكل ماتحمله الكلمه من معنى، لا تخفي انها معجبه به، لتقدم له باقة ورد/مبروك نيو بيبي
لمحت نظرات زوجها لها لتناديه/عيونك يالطيب
ابتسم لها/هو انا اقدر؟!
صغرت عينيها وهي ترى دخول تلك الشقراء وتخاطب اخيها/من هذي وليد؟!
ابتسمت ونطقت بعربيه مكسره/انا نيو فريند لوليد ،امس عرفت انو انتي ولدتي بالصودفه و هبيت ابارك
اخذت منها الهديه ولم ترتاح لها فهي تنظر لأخيها كثيراً/شكراً ..عقبالك لكن بعيد عنا
كتم ضحكته وليد ليلتفت الى زوج اخته/زوجتك ماراح تخليني اعيش حياتي يابو فرهاد، حتى كنسلت سفرتي للديره علشان ولادتها..
رشا بقلق/يعني خلاص بتروح؟!!
ابتسم وهو يقدم طبق حلوى لأولينا/بكرا ، اخذت اجازه..تفضلي يا أولينا حلاوة فرهاد "نيو بيبي "
تنهدت وهي تخاف ان تغترب بعد ذهابه،لمح زوجها ذبلان نظرتها يعرف انها ممزقه من الداخل بينه وبينهم، هما من قوميتان مختلفتان و إن جمعهما الرابط المقدس، هو اكثر من يعرف الضغوط التي تعيشها لتبقي علا علاقتها به،شد على يدها التي ترتاح بجانبها، ليبتسم لها ويلطف الجو الذي تعكر قليلاً...
.
.
.
في الرياض...،
إلتقط ساعته بهدوء من فوق المكتب ليلبسها معصمه، لا تخفاه نظراتها له من انعكاس المرآه الطويله التي يقف أمامها في المكتب، ليتحدث بموضوعه بدون مقدمات/جاني فيصل الراشد قبل يومين..و طلب ليال للزواج..ياليت تسألينها عن رأيها..
في الاريكه الجانبيه تحتسي قهوتها الصامته لاحظته يلبس ساعته بسهوله، ليس كالسابق يتوتر حين تُغضبه ويفقد السيطره على حتى لبس ساعته، الآن هو هاديء و لبس ساعته بسرعه و يتحدث بلا توتر/كذا من الباب للطاقه خطبه!!
بابتسامه جانبيه/مادري وش الخطوه اللي تبينها حضرتك قبل الخطبه؟!
بهدوء مصطنع/يعني ابوه توه متوفي من فتره ماهي طويله اظن ،مو بدري على زواجه!!
إلتفت إليها وهو يذهب للمكتب و يأخذ سُبحته/يابنت الحلال قلنا خطبه،محد حدد زواج و لا شيء ، من قالك ان الدخله بكرا؟!، شلون تفهمين انتي؟!
لم تحبذ اسلوبه، وهي تحاول ان تقمع الشموس داخلها/أدهم لو سمحت !
رفع حاجبه/انتي اللي لو سمحتي افهمي، و كلمي اختك عن الموضوع وحاولي ما تدخلّين برأيها خليها تقرر من نفسها،فكّيها منك.
شعرت بشعور بشع لا تعلم كيف ولكنه قاسي جداً/أفكّها مني؟!! لهالدرجه أنا مؤذيه؟!
بتملل واضح/مقصدي واضح،مابي أفتح أي مواضيع انتهت بالنسبه لي.
حركت رأسها وهي تحاول الإبتسامه لتجحد بكائها الوشيك/لا تخاف راح احرص انها توافق هالمره ، فيصل يستاهل الوحده توافق عليه وهي مغمضه،
بنفس هدوءه يداعب سُبحته/اي حاولي باللي تقدرين عليه لا تخلينها ترفض..و مثلما قلتي فيصل الراشد كفو، وانتي اكثر وحده تعرفينه و احسن مني بعد مايحتاج ..
نجح بإستفزازها بعدما فشلت هي في ذلك/أدهم!!
قاطعها بلا مبالاة/المهم ابي ردها الليله ان كانت موافقه..و ان رفضت خليها تفكر مره واثنين..ودي أول ما يرجع اخوك بالسلامه نعقد عقدها مع فيصل و ننهي الموضوع..
شعرت بالنيران تشتعل داخلها وهي ترى عدم إبداء غيرته و تقارنها بذلك الموقف حينما ثارت غيرته وهي تخبره أنها تمنت فيصل الراشد بدلاً من اخيه حين خطبها ماجد!،
كل شيء ينهار بداخلها شيء فشيئاً إلا رغبتها فيه تتعاظم و ذلك مالم تحتمل كتمه اكثر "سوى بالبكاء وحيده"..حينما يخرج و يتركها في كل مره يجدد فيها صدوده!
ذهبت لدورة المياه وغسلت وجهها بعد بكاءها المرير،لترفعه وتجففه بالمنشفه الصغيره و هي ترى إنعكاس ملامح هزيمتها في المرآه التي شهدت اشنع لحظات ضعفها و اسوء أيامها..
لم تكن خسارته عاديه..و لم تتقبل ان يعاملها بتبلّد هكذا بعد كل ذلك التعلّق كان لا يترك عناقها حتى وان كانت غاضبه وناقمه منه كان يُصر على النوم بجانبها و ان كانت لا تتودد له و تُظهر عدم رغبتها و الآن !!!
صد و جفى حتى صار بينهما جبال من جليد و اسوار شاهقه جداً!!
لم تستوعب حتى الآن اسلوبه الجديد و طريقته التي ينأى بنفسه عنها و كأنها لم تعد تعنيه، و كأنها شخصيه عاديه بحياته لا محل لها من الإهتمام!!
،
.
،
خرجت من المصعد وهي تتحدث في هاتفها و يبدو أمراً مهماً/طيب انا قلتلك اني موافقه و مستعده لكل شيء يترتب على هالخطوه وش يمنع هاللحين؟.....لا بليز انا جد مستعجله و الموعد مرره قرّب ابي كل شيء مثلما اتفقنا عليه..ايوا بعد بكرا الإفتتاح بحضور شخصيات مهمه و ملهمه في هالمجال..لا تنسى ،حضورك يشرفني اكيد..
لمحتها ام رواد تمر بجانبها مستعجله!/ليال وين رايحه هالوقت؟!
اغلقت هاتفها لتلتفت إليها مبتسمه، و بحماسه كانت قد إفتقدتها في الفتره الماضيه ولكنها عادت من جديد/بروح وقف ابوي..انتي عارفه الافتتاح قرّب و يبي لي اخلص كل شيء و ارتب كل شيء بنفسي.
بفضول قلق/عسى ربي يوفقك، ما قلتي من اللي يكلمك قبل شوي؟!
فهمت غرضها/استاذ طلال رجل فاضل وله باع طويل في العمل التطوعي خاصه بمجال رعاية الأيتان يعني بينفع العمل ، يمكن تذكرينه هو كان مسؤل دار الايتام اللي كنت موظفه فيه.
ضحكت/اي موظفه؟ و انتي ماعمرك استلمتي راتب كل مرتباتك محولتها لصالح المؤسسات الخيريه!
ابتسمت براحه/الحمدلله يام رواد، دام الله منعم علي ليه ما انفع المحتاج..هالعمل من اهم اسباب سعادتي و رضاي عن ذاتي و حتى توفيق ربي لي، وسبحان الله كلما ضاق صدري و قفلت بوجهي بسبب شيء، سرعان ما توسع خاطري و فرحت!
بابتسامة حنين لذلك الراحل/راكان المناع مامات وانتي بنته ..كان دايم يردد خير الناس أنفعهم للناس.
ابتسمت وذلك يشعرها بالفخر/الله يرحمه، يلا تامرين شيء يا زوجة الغالي؟
كادت تدمع/يالله من زمان ماقلتيها،
قبّلت رأسها/علشان ماتنسين تراك ام اخواني وراعية هالبيت حنا مجرد ضيوف عندك طال عمرك... سلام
ابتسمت براحه وهي ترى التقدير ممن يحيطون بها، حتى والكل منشغل بتحقيق ذاته لا ينسون فضلها، بنات زوجها مهما بلغت عيوبهن و إكتفاءهن بانفسهن، لديهن خصلة الإحترام والتقدير للكبير، و ذلك شيءّ عظيم بالنسبة لها ..
جلست وهي ترى الشموس قادمه تحمل طفلها و تبدو هادئه جداً، حتى جلست و ألقت تحيتها/وعليكم السلام..هاتي ركون عنك
قدمته لها وعادت لتجلس بعدما سكبت لنفسها فنجان قهوة عربيه/ليال مانزلت؟
بابتسامه/ليال طلعت من شوي، حبيبتي تشتغل ليل نهار الافتتاح قرب..ربي يوفقها
هدأت وهي تفكر بردة فعل ليال هي واثقه أنها لن تقبل فيصل و قلبها مازال معلق بوليد، ولكنها تحيّيها فهاهي تعمل بجد من جديد و تعرف كيف تتناسى و تتحاوز مشاعرها، كم تغبطها على تحكمها في أمورها، بعكسها باتت تشعر بالضعف تدريجياً و ذلك شيء تكرهه جداً.. ياللمشاعر!
استنطقتها بابتسامه/اليوم كله ما طلعتي من جناحك حتى للغداء و هاللحين طلعتي علشان تسرحين في فنجال القهوه! وش عندك يالشموس؟!
تنهدت وهي تحاول ان تبتسم/ابداً فيه خاطب متقدم لليال، وأدهم يبيني اقول لليال عنه
استغربت برودها/عسانا نفرح بزواجها ما قلتي لي نعرفه؟!
سكتب لنفسها فنجان آخر/فيصل الراشد ولد سعد الراشد صديق الوالد الله يرحمهم جميع.
تذكرته/ما شاء الله، اخيراً قرر يتزوج! هالرجال كفو وابوك كان يمدحه عساه يكون من نصيب ليال.
تنهدت/امين..
لمحت الهم في نبرتها/فيك شيء؟! كأن خاطرك ضايق؟!
حاولت تجاوز ما تمر به/لا و لا شيء..قلقانه على نايف بس
ابتسمت لتريحها/يابنت الحلال،ريحي قلبك بس مافيه إلا العافيه لا و هند تقول ان شهد راحت له تزوره ومعها اخوها بعد،
استغربت/ماصدق شهد تسويها!!
بنفس ابتسامتها/لا صدقي، شكل البنيه حابته، عسى الله يتمم زواجهم و يجمعهم على خير
تمنت حقاً ان تحبه شهد و ليس فقط رد دين،أي زواج يُبنى على وصايا و شروط هو زواج ميت و إن لم يحدث طلاق/يا رب..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والأربعون
ألمانيا..
رفعت رأسها بتثاقل وهي تحاول ان ترى جيداً ولكنها تفاجأت به جالساً هنالك/وين تركي؟! الساعه كم؟! بسم الله!
بحاجب معقود/تركي وصل مرهق من شوي و نام، انتي ليه ما قلتي لي ان عندك سكر؟!
تركت السرير وهي تلملم شعرها المبعثر و تجمعه على كتفها/تركي جاب الشنطه؟!
زم شفتيه بغضب/ردي علي ليه ما قلتي لي ان عندك سكر؟! كان راعيتك و عرفت كيف اتعامل معك.
ابتسمت رغم ذبول عينيها/عشت مع السكر سنتين بصمت محد يدري به، حتى أمي ..و عارفه كيف ادبر نفسي، ما احتاج شفقة أحد.
بغضب مكبوت حتى لا احد يسمع صوته غيرها/بس انتي كنتي بتموتين اليوم لولا وجودي،لا تكابرين
قاطعته بغرور/لولا الله قبل كل شيء، بعدين ياليتك تركتني اموت احسن، بلا منتك هذي !! و كأنك اول مره تسوي خير بحياتك!
شد على عصاه ليقف بوجهها وهي تمر من أمامه ليشد ذراعها و يلفها بقوّة تجاهه/اشوف طلع لك لسان عندي يا بنت حسين؟! وانا اللي كنت اظنك ضعيفه و مغلوب على أمرها.
ابتسمت بسخريه رغم ضغطه على ذراعها/أولاً خضوعي لأبوي ماهو ضعف، ثانياً فك يدي عساها الـكـ .. فكي يدددي<<<< لم تستطيع الدعاء عليه
بغضبه فهو عانى معاودت الألم بعد إسعافها/كنت اليوم بنكسر وانا اشيلك واسعفك وانتي ولا همك، فعلاً قناع البراءه طاح وانكشفتي!
بنفس ابتسامة السخريه/ياااي لهالدرجه هشّ!! كل هالمعاناه علشان اسعافي!! والله مادريت انك .... اسكت احسن لي!
إستفزته و حاول فعل شيء و لكنه خائف جداً و لا يستطيع المجازفه بسمعته أمامها خصوصاً مع إشتداد ألآم ظهره الذي لم يعتاده إلا بعد إسعافها ، نفضها من يده و خرج غاضباً يتكىء على عصاه التي صار يكرهها/عشاك بالمطبخ سخنيه واكليه. و من بكرا تقولين لاخوك ترجعون..ماقصرتي على الزياره..
شعرت بالذنب وهو لا يرد عليها، شتمت نفسها كثير فهذا ليس اسلوبها ولا شخصيتها أبداً "اشعربالضيق حينما أُسيء إلى احدهم، حتى وان كان ذلك رداً على إساءته لي !!، هذه ليست أنا "
ندمت وهي تتذكر تحذيرات هند بأنها ستندم لذهابها لخطيبها، و هاهي تندم من اول يوم!!
"ليتني تزوجت بالخاطب الذي اختاره ابي.. على الأقل اختياراً ليس لي ان كان خيراً فخير و ان كان شراً فلن اندم لأنني لم اختاره بإرادتي!"
اخذت إبرتها معها و خرجت من غرفتها وهي تبحث عن أولينا بنظراتها..لم تجدها لتتجه للمطبخ ستموت من الجوع..ابتسمت وهي ترى ان اخيها جلب لها كل ماتحبه، يستحيل ان يكون من فعل هذا نايف فهو لا يعرف ماتحب و ما تكره...
بدأت بتسخين العشاء ثم اخذت إبرتها و بدأت بالأكل..رغم كل شيء تشعر برغبه غريبه في الأكل ، و كأن ماحدث بينها و بين نايف كسر حاجز الخوف والتردد منه..
تأكدت أنه لا يريدها و ذلك يتيح لها مساحه من الحريه...حالياً ليس لديها مانع بأن تكون زوجه معلّقه ...
ابتسمت وهي تكمل عشاءها برضا غريب جداً..حتى أنها لم تحاول تفسير ما حدث..لديها دراسه لتكملها ستنتبه لها حالياً..و ستتجاهل صدمتها بنايف،،
فهي تعرف جيداً ان الأيام كفيله بتغيير حالها للأفضل..الله دائماً معها فمِن مَن تخشى؟!
.
،
.
ليلاً..،
اغلقت هاتفها من قاسي و عادت لتجلس بتعب وهي صامته،كدأبها حين يتصل بها، لا يتحدث كثيراً و لا يتصل كثيراً و لكن مادام متواصلاً معها هاتفياً فهذا أرحم بكثير من إنقطاع دائم..
لاحظتها اختها وعينيها تسقط في الفراغ/شلون قاسي؟
ابتسمت بذبول/يقول بخير.
ابتسمت بدورها/شكلك منتي مصدقته
حاولت ان تتجاهل مشاعرها السلبيه ولكن حدس يخبرها ان كارثة ما ستحدث لا تدري متى و مانوع تلك الكارثه و لكنها ليست مرتاحه/كيف يكون حاله و هو في حرب؟! بين اوديه وجبال و ارض مليانه ألغام؟!
صمتت قليلاً لتردف بعدما ابتلعت غصتها/تدرين يالشموس أنه كل ما اتصل بي أحس اني انولد من جديد و الحظ يبتسم لي..لكن من يودعني علشان ينهي المكالمه احس الحياة كلها تودعني.
أذهلتها بحديثها الذي يتغلل في الروح، كبرت هذه الطفله و باتت أماً و حزينه كثيرة السرحان و ان نطقت اعجبت، حاولت ممازحتها لإخراجها من ازمة تفكيرها به/لا لا ما توقعت تحبينه كذا؟! تذكرين يوم تقولين لي لا ترجعوني معه اول مره جابك البيت؟!
تتذكر جيداً كيف إستمال قلبها وجذبها برجولته و مواقفه النبيله، و كيف انه يعرف عنها اشياء لم يكونوا يعرفونها، هو من اشعرها بأنوثتها و بكمالها، نطقت بإبتسامه و يدها بعفويه على بطنها البارز/بالبدايه كنت اكابر، اقول هو حدث عابر بحياتي بسبب فارق السن وكنت استعجل فراقه ، لكن موقف وراء موقف يثبت لي انه جاد بعلاقتنا .. كان يسامح كثير و يتفهم طيش تصرفاتي و يسايرني بهدوء واثق و رزانه حتى اني صرت اغار من فارق العمر بيننا، مابي هالعمر يصير فجوه بيننا، صرت أنا أحاول أجاري مستواه مثلما يجاريني و أسايره مثلما يسايرني، بإختصار هو الهدوء اللي وسط كل ازعاج عالمي.
صمتت للحظه وهي تحاول ان تستوعب كمية اللطف في حديثها عن علاقتها بزوجها، كيف إستطاع كل منهما فهم الآخر و إكماله/كنت رافضه فكرة زواجك من قاسي و تخاصمت مع أدهم علشانك، يالله فعلاً ابن آدم عدو ما يجهله!!
تذكرت ماحدث و اخبرها به قاسي عن طريقة زواجه بها، لتبتسم/مع ان أدهم كان رافض قطعياً زواجي من قاسي، كيف خاصمتيه؟!
تذكرت لومها لأدهم في حينها/عارفه، حكى لي أدهم، كل شيء بعدين
ضحكت حتى هدأت/كنت زعلانه و متضايقه من أدهم بسبب تزويجه لي وللأمانه فكرت في أذيته ، لكن هاللحين والله لو يسمح لي الشرع لأبوس رأسه..
شعرت بصداع يلف رأسها كل ذلك النبل من أدهم و هي التي كانت تتهمه في حينها باللامبالاة/وانا بعد ما قصرت كنت اتهم أدهم انه يبي يتخلص منك وبس. رغم انه طالب قاسي ما يعاملك كزوجه الا بعد العشرين!
بابتسامه/والله يا أختي انتي متسرعه بالحكم على كل شيء يخالف رغباتك ، متسلطه وعذراً على اللفظ بس هذا واقعك،
صغّرت عينيها وهي تنظر لبطنها لتنطق بسخريه/واضح ان قاسي حافظ على عهده..
بابتسامة خبث/يشهد الله انه حافظ عليه لكن أنا اللي ما حافظت...معليش يعني..قلت له على بلاطه اذا ناوي تعاملني كأخ فأنا مابي اخو غير نايف.. غير كذا سلام، و بعدها اقتنع و راح التردد و عشنا حياتنا بوضوح.
صدمتها جرأت تلك الصغيره بعدما فهمت مقصدها لتفتح عينيها على اتساعها/يمه يمه وانا اقول صغيره و ظلمناها !!طلعت انا الهبله و انا اللي ماعرف كيف اتصرف مع زوجي!!
ضحكت حتى شعرت ان بطنها بدأ يؤلمها وهو يتحرك، لتصمت وهي تنتظر توقف الحركه..
لاحظت صمتها المفاجىء/نيفو فيه مشكله؟!
زمت شفتيها بألم و لكنها ابتسمت/فيه مشكلتين مو مشكله..اذا تحركوا يتعبون
تذكرت ما اخبرتها به ليال انها حامل بتوأم لتبتسم/اي صح نسيت ابارك لك، مبرووك التوأم ، عرفتي جنسهم؟!
ابتسمت وهي تتذكر لحظة السونار مع قاسي/الله يبارك فيك ، واحد ولد،الثاني مو مبين..بس اتمنى بنت
بخوف عليها/الله يعينك و يسهل هالحمل..واحد متعب شلون اثنين
تنهدت بعد راحتها من الألم/امين يا رب ، بقوم لدورة المياه ..و بعدها بروح ارتاح بغرفتي شوي ، اذا مانمتي عادي اتصلي بي و انزل اسهر معك ماعندي مشكله
ابتسمت لها/ابداً بس بنتظر ليال ثم اروح انام..روحي ارتاحي و ماعليك.
جلست وحيده بعد ذهاب نيفادا، يؤلمها ما آلت إليه الأمور بينها وبين زوجها، لم يعد يريدها ويتضح ذلك في تصرفاته و نظراته،..ما اقبح الجفول بعد الإقبال و الإهمال بعد شدة الإهتمام..
دخلت منذ دقيقه و هي تلاحظ سرحان الشموس، حتى أنها لم ترد السلام حين سلّمت، لتعيده وهي تقترب و تجلس/السلام عليكم ..نحن هنا!!
انتبهت اخيراً لتواجدها/وعليكم السلام..من متى دخلتي؟ ماحسيت بك!!
بابتسامه/اشوفك سرحانه و وجهك معتفس!،وش مضيق صدرك يا بنت، إذا علشان هواشي لك انا والله مسامحتك صدقيني، مهما زعلت منك و ضيقتي صدري تراني أظل احبك.
ابتسمت لطيبة اخواتها/حبيبتي للوش، ليت قلبي مثل قلبك..لكن اللي مشغلني شيء ثاني غير اللي جاء ببالك.
نطقت بإهتمام وهي تضع حقيبتها جانبها/وش هالشيء؟! قولي.. واضح انه مشغلك بالحيل و موترك بعد!خلينا نتكلم و فضفضي بكرا عندنا استقبال يا قلبي، مابي شيء يأثر عليك.
تنهدت وهي تحاول ان ترتب حديثها/ادري انك مشغوله هالايام و الافتتاح قرب..بس هالموضوع شخصي يعني يخصك انتي.
استغربت تشتتها لتبتسم/هاللحين بتتكلمين عن العمل و الا بموضوع شخصي؟! حددي باين مرتبكه!!
نطقت بدون مقدمات/فيصل الراشد تقدم لخطبتك من أدهم.. و مايحتاج اتكلم لك عن فيصل معروف ما شاء الله..
صمتت وهي تسمع بخطبة رجل غريب غير الذي سبق و وافقت على خطبته في ألمانيا، يالله هو متزوج صديقي و رفيقة غربتي فلماذا أفكر به في اللحظات الخاصة بي، إحتقرت نفسها و هي ترى تمسكها بالوهم يزداد..،
تحدثت لتريحها/ليال طلبتك تاخذين راحتك، لا تضغطين على نفسك و انسي كل شيء خذي مهله و فكري بنفسك فقط و لا تفكرين بكلام احد،هذي حياتك قرري مع من بتعيشينها.
ابتسمت بسخريه/بس اخاف ان رفضت هالمره تتهميني و تقولين لي اكيييد تفكرين بأحد غيره!!
قاطعتها بجديه/عسى الله يقص لساني لو قلته او عاتبتك ، ليال انسي كلامي كله اللي راح و عتابنا و فكري بحالك هذا من ابسط حقوقك.لكن هالمره فكري بتمهل و لا ترفضين بسرعه..كل اللي ابيه بهالحياة اشوفكم يا خواتي سعيدات.
تنهدت لتعتدل جالسه ثم وقفت وهي تتحدث بجديه/فيصل الراشد رجل صالح مافيه شك .. انا موافقه
خافت لتقف معها/قلبي ليال اذا كان موافقتك علشان تثبتين لي شيء تكفين اعفيني منه و انسي، حلفتك بالله!
ابتسمت لها/يا غبيه، وش بستفيد ان رفضت فيصل؟! عموماً لو أدهم مو مقتنع بفيصل ما جاء يشاورني فيه.. انا اثق فيكم اثنينكم..
كادت تتكلم ولكن قاطعتها ليال وهي تبتسم/ وربي موافقه بكامل إرادتي لا تظنين اني غبيه بسوي شيء ضد رغبتي بس علشان اثبت لك شيء ماني مقتنعه فيه..و بعدين خلاص عقلت وابي عيال بصراحه.<<ابتسمت
ارتاحت فهي تبدو حيويه عكس ما توقعته/الله يوفقك..قولي امين
طبعت قبلتها على رأسها بابتسامه/امين، يلا عاد الوقت متأخر بنام وراي افتتاح ،تصبحين على خير
بابتسامه باهته/وانتي من هله.
راقبتها حتى دخلت المصعد، لتترك الصاله وتعود الى جناحها فالكل نائم ماعدا أدهم لم يعود بعد..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والأربعون
دخلت غرفتها وهي تضع حقيبتها جانباً و تتجه للشماعه و تعلق عبائتها عليها..
اتجهت إلى خزانتها لتُخرج لها بيجامه، اخذتها و انتبهت للصندوق المغلف بغلاف شركة النقل، لم يتسنى لها الوقت لتفتحه كانت مشغوله حينما إستلمته ، داهمها الفضول لتفتحه..
اخذته لتتجه ناحية أريكتها و تفتحه/لتتفاجىء برائحة الكليجا، هذا الصندوق يشبه ذلك الصندوق..فتحته بلهفه وعينيها على غطاءه من الداخل ..شعرت أنه منه..لتتفاجىء بما كتبه لها!! لم تصدق ما تراه!!!
[حالف قبل موتي أرد إعتباري ،
والله ما أموت و خاطر الأحلام مكسور!]
لم تفهم ما يقصده تماماً، ولكن وليد اكبر من ان يهدد بهكذ اسلوب!!هل يعقل انه ارسل هذا الصندوق و تكلف من اجل التهديد فقط؟!!
وكيف يكون هو نفسه وليد!!
ابتسمت وهي تتذكر ان لا رجلاً تعرفه ليهدي لها سوى طبيبها ..فمن سيكون؟!
اغلقت الصندوق وهي تضعه في ثلاجتها الصغيره المتواجده في طرف الغرفه...
لتتركها و تكمل ما كانت تفعله، هي متأكده ان وليد رجل عاقل و لديه ما يفعله اهم من ملاحقتها و متأكده أنه لن يؤذيها.
وصلت سريرها وهي تحاول ان ترمي كل شيء خلف ظهر ذاكرتها لتنام بدون تفكير ...
ولكن ماخلف الضلوع يدق طبول الحنين رغماً عن أنف الغياب!
حضوره المهيب، أحاديث عينيه الصامته، جديّته التي تمثل جيداً دور الصمود أمامها..كل شيء لطيف يذكرها به ياللأسى ، حتى الصديقه المقربه لها باتا يشتركانها فنصفها صديقتها و نصفها الآخر زوجته!!
و لكن رغم إنهزامها الداخلي انتصرت على قلبها و هذا بحد ذاته مؤلم!
حسناً الآن ظهر فيصل.. و سيكون فيصلاً بالتأكيد ليفصل بينها و بين حباً عفيفاً لم تندسه لقاءات و لا حتى وعود زائفه..بل حباً عذرياً..لعاشقيّن احدهما فاشل و الآخر منحوسٌ بالفطره!!
.
.
.
لو نلتقِي في نجد، عاصمةُ الهوى
لو ألتقي عينيكَ ما سيضرّني ؟
ٰ
لو ألمسُ الكفّينِ كي أصل السّماء
حلمٌ حلمتُ به لعلّ يسُرّني *
منذ دقائق خرج من مطار العاصمه بعد وصوله صباحاً الى ديار الهوى و محبوبة الصبا ، هنا الرياض و ما اقسى الرياض على العاشقين و ما أحنّها!
ما اجمل دورات تبدل الشعور و ترانيم الأمل، الحمدلله ان الحزن و الضيق لا يدوم..لذلك الحمدلله على تبدل الأمور و الحمدلله على أدوية القدر..
من كان يظن انه سيصل إلى ما وصل إليه اليوم من قمة النجاحات و اعتراف بالتميز في موطنه و في الخارج؟! كل هذا الذي يعيشه كان مجهولاً عنه تماماً قبل سنتين بل منذ وفاة اخيه الشقيق "علي" بعد والده بفتره قصيره، بعدما وصلت ذروة اليأس به الى قرار الهجره ..
انفتحت له مغاليق النجاح و انطلق الى القمه و تنفس بها الصعداء...بما تلاه من الأمور الإيجابيه..
و حين يستذكر نجاحه لابد و ان يتذكر من اهدته نفسها..و زرعت في داخله الشعور الألطف ودفعته لأن يكون مبدعاً...يعترف أن لولاها بعد الله لما وصل إلى ما وصل إليه اليوم..."ليال" و ما أطول الليال في الغياب الذي يعيشه منذ عرفها!!
توقفت السياره أمام منزله لينزل بعدما حاسب السائق ثم اخذ حقيبته و اتجه للمنزل بشوق فاق صبره ..
تسلل للداخل وهو يلاحظ هدوء المكان، لابد و ان عزّه ليست هنا فهو لم يسمع صوت طفلها، لينادي بصوت منخفض/يا عرب! احد هنا؟!
نادته من اخر الصاله ببحة صوتها الذي يخبره بشوقها/يا مرحبا يا شعرة قلبي
ترك مكانه و اتجه ناحيتها ليعانقها بلهفة طفل/أمي
نزفت دموعها وهي تراه ينزل لقدميها و يقبلها/الله يرضا عليك يا قلبي..
رفع رأسه وهو ينظر إليها بحنين و شوق/شلونك ام وليد
ابتسمت له/ام وليد بخير دام وليدها بخير..وش هالهنا جيت فجأه يا عمري..يا سعد قلبي بشوفتك. تبي عشاء يا قلبي؟ جوعان صح؟!
ابتسم/لا يمه تعشيت بالطياره لا تخافين
شدت على يده/هذا ماهو عشاء بتتعشى معي، الليله عزه وصل زوجها و اخذت ولدها و راحت لبيتها وظليت لحالي انا والشغاله ،لكن الله جابك..تعااال معي المطبخ
ذهب معها بحماس،فهم انها تشعر بالوحده والملل وبالتأكيد لم تأكل اصلاً/قدام يمه.
،
.
،
.
صباحاً..،
يجلس هنالك على سريره ترك تصفح اللابتوب لأحدى قضاياه و ظل يراقبها تقف هنالك تمشط شعرها الطويل بعد إستحمامها و الشمس خلفها تعانق خصلات شعرها فيبدو و كأنه شلالٌ يشتعل!
تشد إنتباهه بشكل مستمر، حتى أنه صار يجلس عندها اكثر مما يخرج، لاحظ ذلك كل من حوله حتى أهله..،هادئه و حديثها النادر لا يمل!
لمحته يغرق فيها لتبتسم/مو قلنا اللابتوب هذا لا يدخل الغرفه؟!وش جابه عندي وانت توك جاي من الدوام؟!
انتبه لنفسه اخيراً ليغلقه و يضعه جانباً/شغله بسيط و حبيت انهيها هنا..
انتهت من تصفيف شعرها وتبخيره اخيراً لتضع لمسه من عطرها وهي تتذكر الشموس بدعواتها،فمعظم جهازها الخاص وضعت له لمساتها الفخمه و أصرت على ان تتكفل هي به و ان تترك مهرها في البنك بدون ان تصرفه، اليوم تريد ان تذهب لرؤية والدها ولكن لا تدري كيف تطلب مهند ذلك، إلتفتت ناحيته و لكنها تفاجأت به يقف خلفها كادت تسقط من تعثرها ولكنه ثبتها/بسم الله
ضحك وهو يبتعد قليلاً/اعترفي وش سرحانه فيه يلاا،المرايه قدامك كيف مانتبهتي لي؟ !!،
ارتاحت بعد هذا الموقف لتحاول ان تدفعه عنها/ابعد عني بس خوفتني بنزل لخالتي اتقهوى معها
اعترض طريقها للباب/و ان ما ابعدت؟!
توقفت وهي تنظر لعينيه عن قرب بإبتسامه/ما تعلمني وش تفكر فيه؟!
بابتسامه/أمي رايحه للجيران، ماله داعي تتعبين و تنزلين خليك معي
استغربت/بس هي قايله لي انزل بعد العصر علشان نتقهوى سوى!!
مد أنامله لخصلات شعرها المتمرده على وجهها ليبعدها و من ثم يمسك بيدها و يرفعها ليقبّلها/اكيد نست ، المهم منتي ناويه تقهويني؟!ترى لي ربع ساعه انتظر !
فهمت قصده لتبتسم/ما يحتاج تطلب يا قلبي..
.
،
.
تحت؛
وضعت فنجانها الثالث وهي تتسائل بحيره/كادي يمه،مانزلت هوازن مرت اخوك للحين؟!
كادي بهدوءها/لا يا قلبي مابعد، اكيد شوي وتنزل مثلما قال مهند هو اللي رد على جوالها من شوي
حركت يدها فاتن بلا مبالاه/ماظنتي بتنزل، اخوك توه راجع و من امس غايب ماظنتي بتخليه بنت عبدالله
كادي بغضب مكبوت/فااتن لا تراقبين الناس، عيب وبعدين اذا قعدوا مع بعض ترى توهم متزوجين و لا اخذوا حقهم الوافي من بعض استحي.!
ابتسمت فاتن بسخريه/على طاري الحقوق شلونك مع زوج الغفله له شهرين غايب عنك!!
تتهدت بضيق/مالك شغل يا بنت الناس ألتهي بنفسك احسن لك
بدأت تشك ام مهند/اي والله وش العلم يا كادي، تراني ملاحظه وساكته قلت يجوز تتكلم او انها بس اجازه و اشوفك هنا ما تطلعين حتى بزيارات معي!!
تذكرت مصيبتها الحزينه لتقف وهي تلتفت لفاتن/والله ما ألوم زوجك يوم يسمحلك تجلسين هنا بالاسبوع و الاثنين..يا قلق
تحدثت فاتن وهي تصغّر عينيها/اقوول علميهم وش ناويه عليه بدال مثالياتك هذي ترى سمعت مكالمتك مع زوجك من فتره و ساكته على امل تتكلمين بس انك ماتكلمتي!!!
انفجرت بوجهها/انتي من مسلطك علي؟!! ليه تاركه حياتك وتركزين بحياة الناس؟!!
نطقت بثقه/أنا يا قلبي مسنعه زوجي ومربيته مو مثلك انتي و الخبله الثانيه ..يمثلون عليكم ازواجكم و تصدقون!!
هذه لا فائده منها ابداً قررت ترك المكان و الهرب..
نادتها/كااادي وقفي و انطقي وش بينك وبين زوجك؟! نعنبو بليسك حتى ما سلم علي من فتره!
نطقت بضيق/انا و حمد انفصلنا يمه..
ابتسمت بسخريه/قلت لك يالخبله لا تكلمينه بعد الملكه بس انك ماسمعتي نصيحتي!! قال حب قال
صرخت بها فهي لا تعرف بواطن الأمور و لا سر اختلافهما/انتي يالتافهه انكتمي ولا كلمه،مالك دخل فااهمه مالك دخل!
تركتهما و دخلت تحت نظرات الصدمه من والدتها..!
تحدثت و هي تزيد اثارت الموضوع/والله لو ادري ان حمد بيسوي كذا بأختي كان فضحت مكالماته لها بعد الملكه بس يلا طاح الفاس بالراس و..
قاطعتها و هي غاضبه/انتي انطمي و قومي انقلعي لبيت زوجك ،نعنبو دارك ماني ناقصه وجع راس انقلعيي
قفزت من مكانها وهي تبتعد وتمثل الغضب/انا الغلطانه اللي ادفع ثمن صمتي !!
تنهدت ام مهند بقهر و هي تستند على ظهرها و تحاول ان تستجمع نفسها بعد هذا الخبر الذي هزها..كادي افضل بناتها و ألطفهن مع الجميع لا تستحق إلا من يقدرها، هي تعرفها جيداً..، لم تصدق أن يطلقها زوجها!!
،
.
،
.
تراقبه من بعيد هو و تركي يتحدثان، لم يفوتها أنه يدخن، لو علمت الشموس ستجن فهو لم يكن كذلك رغم ان والدهم كان مدخناً..!
قررت تركهما و التوجه لطبيبه المباشر..ستسأل عن عمليته و مدة علاجه فهي اصبحت لا تثق به بعد رؤية تلك الصفراء عنده في منزله..،
وقفت عند الاستقبال تسأل عن طبيبه ليبتسم وهو يقف بجانبها مصادفه رجل كبير و شعره ابيض تماماً/دكتور يوهان!
ابتسم وهو يرى احتشامها/اهلاً سيدتي كيف يمكنني خدمتك؟!
تنهدت/انا زوجة المريض نايف و احببت ان اطمئن على حالته،يعني متى سينتهي علاجه وهل سيعود كالسابق؟!
استغرب رؤيتها ،لماذا جازف نايف بالعمليه وهو متزوج/لم اعرف انه متزوج ولكن من الجيد سؤالك عنه.هنالك نقاط عليك معرفتها فأنتي الشخص الأقرب منه.
ظلت تسمعه في الممر وهي بكامل ذهولها و خجلها من صراحة الطبيب فهو لا يعرف انهما مجرد مخطوبين ، ولكن من الجيد انها إطلعت على اسراره...!!
ذهب الطبيب وهي تقف مكانها تحاول ان تستوعب،،شتمت نفسها على تسرعها المُستغرب منها، إذن "أولينا" مجرد مدربه او ربما حتى زائره..
كان يجب ان تتريث بكل شيء كما تفعل دائماً، ..التسرع بالأحكام دائماً لا يأتي بخير..!
عادت لتراقبهما من جديد، سبحان من غيّر النظره من قهر وغيره إلى رحمة أكثر من أي شيء آخر..!!
لمح نظرات عينيها له من بعيد من خلال نقابها! ، خاف ان تخبر تركي عما قاله، و إستغرب بنفس الوقت أنها لم تخبره!! نطق بفضول/ها ماقلت لي كم بتقعدون هنا يا تركي؟
ابتسم/افا تونا واصلين أمس و تسألنا متى نرجع اليوم؟!! ماهقيتها منك ابد يالنسيب! لحظه انادي اختي تفاهم معك
ضحك/لا تشعللها من البدايه يا تركي، تراه مجرد سؤال.
ضحك هو الآخر/افاا من هاللحين تخاف من زوجتك؟!! ههه
بإبتسامه/أخاف و نص... لا تولع النار بيننا بس خلك محضر خير يا رجل!
في مكانها تراقبهما و تفكر بما ستفعله بعدما عرفته، سينتهي هذا الأسبوع و ستعود الى الرياض.. الحديث الصريح لن يفيدها مع نايف، من الواضح أنه ناقم وغير متقبل لها رغم ان أحداً لم يرغمه عليها!!
تركت مكانها لتذهب إليهما..
إبتسمت فقد عرفت أن لا علاقه لنايف بتلك الشقراء و لن يكون له علاقه بغيرها..
حسناً قد تكون تلك أنانيةً منها ولكن هي زوجته و هي الأحق به من غيرها.. و إن لم يعجبه ذلك!
وصلت وهي تراهما يبتسمان/هاه خلصتوا حش؟!
تركي برفعة حاجب/الحش للحريم ماهو لنا
صغّرت عينيها/بالله؟! يلا قدامي خل نايف يكمل جري براحته.
قاطعها/لحظه شهد
استغربت/سم؟!
فهم تركي/انا بروح اجيب لنا عصير
تحدث بهدوءه/ما شاء الله واضح اليوم رايقه و مبسوطه؟!
لم تتوقع ان يطلبها ولكن هي قد فهمت رفضه لها/الحمدلله، آخر روقان..وش بغيت؟!
نطق بجديّه/اتصلت عليك الصبح كذا مره، ليه ما تردين؟!
ردت بجديه هي الأخرى/كنت نايمه،بعدين كيف جبت رقمي انت؟!
ضحك بسخريه/ماقصرتي بإزعاجك لي بمكالماتك و رسايلك طول الفتره اللي راحت و تسألين من وين جبته؟!!بجاحه!
للمرة الأولى تشعر بالإهانه بهذا الشكل أكان يستثقل كل شيء منها؟!
حاول إستنطاقها/شفيك سكتتي؟! زعلتي؟!
تنفست محاولةً تجاوز بكائها/لا ما زعلت بس ما اعرف أرد على الوقاحه..و انت فاجأتني بها.
ضحك قليلاً ثم رد ببرود/اتركينا من هذا كله، وخلينا في الأهم ، ترى ماعرف سوالفكم يالبنات.
ضحكت/واضح..!
تحدث بإهتمام/المهم يا بنت الناس، اللي صار لا يعرفه تركي
استغربت طلبه/وش صار يعني علشان اقوله لأخوي؟
تأفف/أنتي عارفه زين وش اقصد، خلينا بعيدين عن بعض افضل واوعدك اخليك على ذمتي.لا تخافين ادري انك شايله هم طلاقي لك و..
صغرت عينيها بقهر وهي تقاطعه/انت من تظن نفسك؟! من قال لك انك اخر أمل لي في الحياة؟! و سواءاً حبيت اكمل معك او لا اطلب الطلاق، وش تفرق معك دامك ماتبيني؟! كلها واحد
ابتسم ليستفزها/أخاف قلبك يبيني و ساكته، ما ظن هالمكالمات و السفر لين عندي هنا على الفاضي. و مابي تعلقين فيني عالفاضي.
ابتلعت غصتها وهي تحاول ان لا تفضح ماعرفته من الطبيب قبل قليل أمامه، يعز عليها ان ينكسر مهما كان/تطمن انا راضيه بهالعلاقه مهما كانت..ماعندي أية شروط
ازداد غضبه من إصرارها عليه ولكن لم يرد وهو يرى عودة تركي بالعصير..
قدم لهم العصير ليأخذانه بصمت/شفيكم يا جماعه سكتتوا فجأه؟!
نطقت وهي تضعا لعصير من يدها المتوتره/انا تعبت و حابه ارجع الفندق يا تركي مشينا .
تحدث وهو يراها تستعجل تركي/اذا ما وراكم مشاوير، شرايكم اعزمكم الليله؟!
تركي بحماس/ماعندي مانع، ودي اشوف هالديره اول مره اجي ألمانيا
استغربت عزيمته و أسلوبه فيها! تعرف تماماً أنه لا يطيقها و ما قال قبل قليل اكبر دليل/معليه، ماقدر اقبل دعوتك الليله انا حابه ارتاح شوي بالفندق ..و انت انتبه لنفسك وصحتك افضل و لا تشيل همنا نقدر نتمشى لحالنا..سلام..
تفاجىء تركي بحديثها مع نايف وهي التي سافرت إلى ألمانيا من أجله!!، لمح ردة فعل نايف الذي بدأ يكتم غضبه..كاد يتحدث ولكن لحق بأخته وهو غاضب هو الآخر/معليه عن اذنك بوصلها الفندق و ارجع لك لا يهمك..سلام نايف..
تتبعها بنظراته وهي تبتعد خارجه من المكان برمته،لماذا تحولت لأخرى غير تلك الضعيفه التي كان يعرفها؟!!!
نظر لهاتفه الذي لم يرن من "أولينا" منذ قدوم شهد!!، هل لشهد علاقه بتهربها؟! بدأ يتأكد أنها ليست سهله و ربما تواصلت مع أولينا و اخبرتها بأمر زاوجهما!!
زم شفتيه بغضب وهو يفكر كيف يقتلع شهد التي زرعها بنفسه في حياته...؟!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والأربعون
يجلسان بهدوء منذ ذهاب صالح، يبتسم لهذا الشاب الذي يطيل النظر في جهاز الكمبيوتر المحمول في طرف المجلس، و يكاد يجلس برفقته طوال اليوم فلا يذهب إلا وقت نومه!
قرر الحديث ليريحه/تأخر الوقت يا ولدي كب هالجهاز وروح نام الله يرضا عليك.
ابتسم له وهو يزيح نظارته/افاا شكلي ازعجتك!!
بإبتسامه/لا والله مازعجتني، ما وراي إلا النوم هنا يا ولدي، بس انت وراك دوام و شقى ومابي اشغلك معي
برضا تام/ارتاح يا بوي ، تراني احب الجلسه معك وودي اني بعد اجيب فراشي عندك هنا وش رايك؟!
ضحك/الراي راي ام راكان هي اللي ماهي مخليتك تنام برا. اترك هالسهر هنا و روح لها ازين من مقابل هالشايب.
ضحك/ماعليك، متى ما نعست بروح،
اخذ في سحب غطاء فراشه ليضع رأسه على وسادته، يعرف ان أدهم مرهق وجلوسه هنا مجرد مجاملةً له/اجل يا ولدي اسهر بكيفك و انا بنام، ماتعودت على السهر..تمسى على خير.
لاحظ استغراقه في النوم ليغلق جهازه و يحمله معه و يخفض الإضاءه ثم يخرج و يتركه يرتاح في نومه...،
فتح عينيه بإبتسامة رضا فور خروج أدهم،ذلك الشاب يثير داخله الكثير من المشاعر الإيجابيه، كالأمان و الحب و كأنه يعرفه منذ سنين!!
شعوره بالرضا و ان الله يحبه يجعله مطمئن دائماً، حينما كان بجواره ذلك الرجل الطيب الذي زوجه إبنته الصالحه وان كانت مكفوفه و مقعده و ضعيفة سمع إلا أنها كانت صالحه و "ربت هوازن حتى باتت يافعه وبالتالي اصبحت هوازن تعتني بنا كلانا أنا ووالدتها حتى وفاتها..اتوق لتلك السيده و لذلك الرجل النبيل..فهما خزينتي من الذكريات!"
لمح صورةً مبروزه و كبيره نوعاً ما في آخر المجلس، لم ينتبه لها سوى اليوم بعدما إرتاح، ذلك الرجل لديه نفس بنية أدهم الجسمانيه و نفس الأنف غير ان أدهم ناعس الطرف كثيراً!
بالتأكيد سيكون يشبههم فهو من افراد الأسره..
ضل يتأمل الصوره التي تثير إهتمامه، فكل ما يخص أدهم بات يعنيه..لا احد غير الله ثم أدهم..
.
،
.
تقلبت كثيراً في سريرها، مضت نصف ساعه منذ سمعت صوت فتح الباب و دخوله الجناح و لكنه لم يدخل الغرفه و لا حتى كلّف نفسه بنظره!
كان جاداً جداً في حديثه عن نهاية صلاحية إرتباطهما و أن كل شيء بينهما بات ميؤس منه وانه اكتفى منها و كفر بإيمانه بمدى جدوى استمرارية هذه العلاقه!
خسرته و كل يوم في هجره لها تتأكد أن خسارتها له قاسيه و لا تُعوض!
"هل بِّتُ لا أعني له شيئاً؟
ذلك حقاً الحزن العظيم!"
خرجت من الغرفه بهدوء لتراه مستلقي على أريكته كعادته مؤخراً..و يغمض عينيه ..يبدو غارقاً في نومه..
قررت العوده لغرفتها بكرامه بعدما رمقته بحسره، فهو يؤكد لها يوماً بعد آخر أنه فعلياً إكتفى منها ولم يعد يريدها !!
لم تكن تصدق أن يكون بهذه القسوه!!
،
.
،
سمع صوت طفلها وهو مازال في سريره، غرفته في الطابق السفلي و يسمع ما يدور في هذا المنزل الصغير..
ترك سريره بشوق لذلك الصغير غسل وجهه وجففه بسرعه ليخرج و يرى خطوات ذلك الصغير الذي في بداية مراحل المشي كبر ابن اخته و صار يمشي في غيابه اتجه إليه صارخاً بحماس بإسمه/بتااال!!
ابتسمت له وهي تراه خلف طفلها/وليييييد!!
حمل بتال و اتجه إليها بعد ذلك ليسلم /ماشاء الله جايتنا بدري علشان تسلمين على اخوك فيك الخير بس كان انتظرتي شوي كنت جايك انا وأمي ناخذ بتال
ضحكت/ماعليه شفتكم تأخرتوا وسبقتكم..وراي دوام و شغل لليل اليوم ماعليه
استغرب/لليل؟!! أيه تذكرت انك توظفتي وش هالوظيفه؟!
ابتسمت/تعرفهم يمكن أوقاف الشيخ راكان ال مناع..اليوم التدشين و عندنا كرف. الوالده معزومه و كانت بترفض بس دامك جيت ياليت تقنعها تجي و تجيب بتال معها الافتتاح بعد العصر
بتساؤل/وان جبت امي و بتال و طردوها علشانه
ضحكت/استاذه ليال تقول بيكون يوم مفتوح للموظفات و اولادهم واهلهم..و بعدين انا تعينت عضو مجلس اداره يعني ماحد بيقول شيء لا تخاف
صمت و كأن نطق إسمها يستحضر ملامحها أمامه، يالهيبة الحضور!..
تذكرت ام وليد الإسم وحاولت ربطه بشيء سابق..خصوصاً ان إسم ليال هو كل ما تعرفه عن إسم مريضته التي تبرعت بنفسها لمشروعه الذي جعله جراحاً مشهوراً..!!!
لاحظت صمتهما/عموماً يا جماعه انا بطلع اذا بتجون ترى معي بطاقات vib و ماعندي من اعزمه غيركم بنبسط بكم والله و خاطري تحضرين يمه، علشان تغيرين جو شوي
تحدثت وهي تلتفت إلى ردة فعل وليد/إذا بيوديني وليد ابشري بحضوري، وش قلت يا وليدي؟!
تردد في الموافقه فلم يكن في حسابنه أن يصطحب والدته إليها/تـ تامرين يمه..
بسعاده اخذت حقيبتها ووضعت بطاقات الدعوه على الطاوله ثم قّبلت والدتها و خرجت بعدما تأكدت من حضورهم..
تسربل الصمت مبتسماً بسعاده ،سينتقم اخيراً من هزيمته.. عليها ان تفهم أنه مهما أحبها لن يسمح لها بأن تجعله في رحلة حياتها مجرد محطة عبور.!.
،
.
،
نظرت للسقف الذي لا تنظر إلى شيء غيره طوال الفتره الماضيه..فلا تستطيع تحريك نفسها او منفعة نفسها، مهما كان فالنفس تستثقل الإتكال على غيرها في اتفه الأشياء العاديه اليوميه و بحالتها هي عاجزه تماماً عن فعل أي شيء لتريح إبنتها من العنايه بها..
حتى من شنعت في أذيته صار يخدمها ولم يتركها للزمن ليقتص منها ،أدهم هزمها وعليها ان تعترف بذنبها .. فشريط تعذيبها له وتهميشه يسرد نفسه يومياً أمام عينيها..ليزداد عليها بعدما سمعته منه الزياره الاخيره وحديثه عن عودة منيف لخطبة مدى منه مجدداً..
لا حيله سوى الدموع لتطفىء لهيب ندم لا يبرد أبداً..!!
عادت من خارج الغرفه وبيدها علي مياه وضعتها على الطاوله واتجهت لوالدتها تمسح دموعها التي لم تعد مستغربه/يمه وش يوجعك يا قلبي تو الدكتوره كانت هنا و امورك تمام
تنهدت/قلبي يوجعني يا مدى..ماقدر ارتاح مهما حاولت
خافت عليها فهذه نبره جديده لتمسك بيدها/يمه تعوذي من ابليس هاللحين نصلي العصر طال عمرك ثم اقرأ لك القرآن..وبإذن الله ربي بيشرح صدرك.
تعلم تمام العلم انها لن تنال راحتها مهما فعلت،فالذي فعلته بأدهم كفيل بأن يعيشها بضيق بقية حياتها التي شعرت بضيقها حينما فقدت قدرتها على مساعدة نفسها بأبسط الأمور واتفهها..!
.
إمتلئت قاعة الإحتفالات في الوقف بالضيوف ..
حضرت باكراً مع موظفاتها و استقبلت ضيفاتها بصحبة اختها في صالة التشريفات ثم التوجه لقاعة الإحتفال الرئيسيه وكانت بقسمين رجالي و نسائي بينهما ممر كبير نسبياً..
نظرت لساعتها وهي تتباطىء حضور رويدا حتى رأتها بإبتسامتها الجميله بين الحضور ..
اقتربت الشموس وهي تبتسم بإعجاب/ما شاء الله كل هذول ضيوفك!
ليال/اغلبهم معارف الوالد و قلت يحضرون علشان روحه..بس الشخص الأهم ماحضر للحين!
حضرت عزه مستعجله وهي تستشيرها/استاذه ليال الحضور اكتمل بإستثناء دكتور أدهم، هاه نبدأ او ننتظره؟!
ليال/أدهم بيتأخر شوي ضروري وقال ابدأوا الحفل ..
استغربت هي و شعرت بالفضول/كلمك؟!!
ضحكت/ايوه كلمني معتذر و قال بيتأخر..تعالي نجلس هنا ترى بتقولين كلمتك
جلست بفتور وهي تشعر بالوحده وسط هذا الحضور الغفير..!!
،
.
،
.
نزع نظارته وهو يدخل قاعتها المليئه بالكثير من وجهاء المجتمع و رواده! يبدو و أنه بدأ الحفل للتو ،
أدار ناظريه بحثاً عنها ولكنه لم يراها..
لا بأس سيراها بالتأكيد حين تلقي كلمتها بالتأكيد ستفعل..،
جلس في مكانه المحجوز في المقدمه وهو يبتسم لاقتراب رؤيته لها..!
في لحظة اخرى دخل خلفه أدهم ولم يراه حتى جلس في المكان المخصص له و يبعد عن كرسي وليد الذي يجلس بالصف الذي يليه ولكن من الجهه اليمنى..!
تتابعت فقرات الحفل الاولى حتى جاءت كلمة مديرة الوقف لتنادي المذيعه إسم الشموس بدلاً من ليال!!!!
تفاجأت الشموس ذاتها ولم تستعد كانت شارده طوال الوقت،لتهمس لليال المبتسمه/الله يهديك بس ماحضرت شيء
غمزت لها/انا قلتلك من شوي انك بتلقين كلمه بس الظاهر سرحانه..بس ماعليك ماظنتي يعجزك صف كم كلمه انتي ماشاء الله عليك يلا بس تفضلي طال عمرك
ابتسمت مجامله وهي تثبت نقابها و تتجه للمنبر بخطوات متوتره و رهبه لم تشعر بها من قبل و كأنها ستقابل الجمهور و الناس لأول مره!!
،
من جهته شعر وليد بالإحباط الذي كاد يقتله ،أي حظ هذا!!
..
وقفت على المنبر وهي تلوم ليال على هذه الورطه التي أوقعتها بها، ما أن رفعت عينيها لتلقي تحيتها حتى وقعت عينيها عليه وهو يجلس في المقدمه و يجلس بكامل هيبته و ابتسامته الساخره من كل شيء!
و كأنه كان ينقصها مزيداً من الضغط لتسقط عينيها عليه أولاً..تجاوزت حضوره بحديثها المنمق كعادتها/السلام عليكم ورحمة الله ..بالبدايه باسمي واسم عائلة راكان ال مناع أحب أرحب بالحضور الكريم بدايةً بمعالي وكيل وزارة الخدمه الاجتماعيه و امين العاصمه و بجميع ضيوفنا الذين لبّوا دعوتنا للاحتفال بتدشين اول مشاريع وقف والدي الشيخ راكان المناع رحمه الله.. والمشرف عليه بشكل مباشر اختي الاستاذه ليال المناع..و بهذه المناسبه اطلب منكم ان ترحبوا معي بها على المنبر لتتحدث بشكل اوسع عن هذا المشروع العملاق..شكراً لكم
..
.
لمحت الجميع يصفق ماعداه هو يتلاهى بهاتفه ، كيف يرد على مكالمه في هكذا وقت؟!!
عادت لمكان جلوسها وهي تبتلع ضغوط صدوده التي تخيفها من إبتعاده نهائياً...
↚
خذلتني القصص..
لماذا لا تنتهي بأيدينا معاً؟!
أين وصلنا؟!!
ذُهلت ..
إنقطع مني عقد الصبر .
.
.
.
بحماس انطلقت لتعتلي المنصه وهي ترى نظرات الوعيد من عيني الشموس..لتخلفها على المنبر و تبدأ بتحية الحضور/السلام عليكم ورحمة الله، في الحقيقه انا فاجأت أختي بطلب الكلمه لذلك اعتذر لها أمامكم عن إرباكها.. و اجدد الترحيب بكم جميعاً
صفق الجميع ليلفت نظرها وقوف أحدهم بينما البقيه جالسين!، دققت فيه بشكل سريع لتلمحه لم تصدق عينيها ظنت أنه طيفاً له...!
عادت لأوراقها وبدأت تتحدث عن الوقف و عن مشاريعه الاخرى غير دار ايتام التوحد التي يفتتحونها اليوم..
لترفع عينيها لنفس الجهه لاحظته مازال يقف مكانه و يرفع حاجبه الأيسر بإبتسامه!، رباه ليس طيفاً بل هو حقيقه!!!
فرح برؤيتها له وسط كل الحضور ليشير إلى انفه للأعلى...عليها ان تنتبه..
فهمت مقصده لتضيّق لثامها الواسع و تكمل حديثها وتحاول ان تختصر حتى انتهت/شكراً لكم مجدداً و ممتنه لحضوركم ..
ابتسم وهو يراها تبحث عنه بنظراتها المتلهفه. ليصفق لها وهو يرفع يديه لتراه يشير لساعته ثم لعينه..!
فهمت مقصده وكيف لا تفهمه، لكن مالذي يعنيه بأنه مجرد وقت ليلتقيان مجدداً..!
بالتأكيد فقد عقله ليتتبعها هنا و بجرأه فاضحه!! ماذا لو لمحه أحد؟! ماذا لو رآه أدهم؟!!
نزلت لتقف بعيداً لتزيح لثامها بتملل وهي تراقب فقرات الحفل و العرض المرئي مع ضيوفها ..و لكن بكل لحظه تتخيل حديث عينيه لها و تبتسم، يفتنها إصراره اللذيذ عليها.. لم تكن تحب الإلحاح و لكن هذه المره إلحاحه يتناغم مع رغبة مُلحه داخلها و إن أتقنت إنكارها..!
روح المشاعر تُنفخ و تُبعث من جديد في كل مرّة يكون في الجوار و كأن ذرات الهواء تنتقي هواءه الذي يتنفسه حصرياً و تنقله إليها فتنستنشقه مجدداً كأكسير للحياة!!!
.
،
.
،
كان الجميع في وادٍ و هي في وادٍ آخر.. هنالك مراسم عزاء تُقام في ذاتها المهزومه.. الوقوف بعد الخساره صعب جداً و الصمود في وجه اعاصير الحزن يكسر ظهر المشاعر في النهايه!
لم يكن ذلك سهلاً ليمر مرور الكرام، فهذه أول مرةٍ يتخلى عنها أحد ..و يعلن رغبته في فراقها!!
كانت دائماً هي من تتخلى و تفارق!!
تسلم و تستمع لحديث الضيوف و تحاول ان تركز فيما تُسأل عنه.. هي حقاً ليست كما هي عادتها في هكذا مناسبات..
انتهى الحفل و طلبت منها احدى الصحافيات ان توافق على لقاءاً سريعاً ولكنها رفضت حتى اقنعتها و وعدتها ان في نهاية الحفل سيكون هنالك لقاء سريع مع كل الصحفيين لمدة خمس دقائق و يمكنها ان تشارك..
.
،
.
،
ما أن قام الحضور بالتجول في اقسام الدار حتى خالف الجميع و خاصةً أدهم ثم خرج لا يريد لقاءه الآن ..
فعل ما أراده .. لن يطيل البقاء هنا..
ركب سيارته وهو يُخرج هاتفه الذي يرن من جيبه ليرد على الرفيق العزيز "المعتصم"/هلا معتصم..لا انا بالطريق هاللحين..شويات بس واكون عندك بالكوفي شوب...سلام
وضع هاتفه جانباً ليرتب شماغه و يربط حزامه قبل ان ينطلق في طريقه...
ابتسم بخبث، كما عبثت بقلبه سيعبث بها.... ولو قليلاً...لن يرهن كل شيء جانباً إلا لمعركته الخاصه ولم يعتاد ان يخسر في معركه يخوضها فكيف بمعركته الخاصه..؟!
لمح احدهم يطل من سيارته الفارهه و ينادي السيكيورتي الفلبيني الخاص بالمنشأه، ثم اعطاه باقة ورد فخمه وكبيره جداً..!!
ما شده أنه ذكر له ان تُسلم لليال المناع نفسها!!!
انتظره حتى ذهب لينطلق خلفه بسيارته..!!!
،
.
،
مل كثيراً من هذه الأجواء لم يصدق حتى ذهب كبار الضيوف ليقرر الخروج اخيراً..
ولكنه تفاجأ بتجمع للصحافيين في خارج القاعه ليلفته سؤال احدهم/استاذه الشموس، لو سمحتي سؤال شخصي..
اشارت بيدها لتقاطعه/ارفض الحديث عن الخصوصيات ما أعتقد تهم العمل بشيء،إذا فيه اي سؤال عن العمل تفضلوا
عاند الصحفي و طرح سؤاله/هل صحيح ان زوجك الدكتور أدهم هو المالك الوحيد للشركه و زواجكم كان هو المقابل؟! فيه إشاعه ثانيه تقول انه مجرد مدير املاك ورثه فقط!
تفاجأت من سؤاله الغريب/دام انتهت اسئلة العمل، اعتذر
قاطع الصحفي بهدوء ليبعد الكاميرات قليلاً عنها و يمسك بيدها و يأخذها معه بصمت.. كان حريصاً على ان يظل ممسكاً بيدها حتى خرجا لسيارته وفتح لها الباب و ركبت ثم اغلقه بهدوء ليركب بدوره السياره وهو يكبت غضبه من ذلك الصحفي..نظراته للشموس لم تعجبه ووقوفها أصلاً لتلقي اسئلة الصحفيين لم يرضيه..
مازالت تحت تأثير المفاجأه،كيف اخذها معه بهدوء و أمام الجميع بيدها، ابتسمت تحت نقابها لا إرادياً،مادام يغار فهو مازال يحبها بالتأكيد/شكراً لانك انقذتني من الصحفيين.
نطق بغضب/تورطين نفسك فيهم ثم تقولين انقذتني!!!!، أصلاً وش اللي تحت إدارتك علشان احد يسوي معك لقاء؟! من انتي بهالمجموعه ؟هاه
بهدوء رغم غضبها/المُعرَّف لا يُعرّف.
رد بنبره جاده و هو يمثل الهدوء/احذررك يالمعروفه لا تنعاد ..لك اعمالك الخاصه ما قلت شيء لكن أنا رجل ما ارضى ان زوجتي تقعد ترزز لي عند خلق الله.
إلتفتت إليه غير مصدقه لما يقوله/مو أنا اللي اترزز، فاحترم نفسك لو سمحت.
قاطعها بصرامه/احترم نفسي؟! ابشرري يام راكان.. أجل من بكرا تتركين كل اعمالك و تلزمين مكانك البيت و مالك أي شغل بهالحياة غير تربيت ولدك،علشان اريح راسي و اريحك بعد.
صدت عنه ملتزمةً صمتها و هي تبتلع غصّتها من هجومه عليها ، حتى لا يُكثر عليها الضغط فتنفجر و تخسر اكثر من الذي خسرته..
اكمل وهو غاضب/أي شيء بيدك سلّميه للي تثقين فيها من موظفاتك، و إستقالتك من المؤسسه ترسلينها لي بكرا مو تجين انتي بنفسك حذّرتك..
أغمضت عينيها قليلاً وفتحتها متمنيةً ان يكون هذا كابوساً لتستفيق منه ولكنه واقع بلا شك..!
لاحظت صمته القاتل يعود ثم هدأ بعد عاصفته التي عصفت بها بلا رحمه لتتحدث بنبره تشوبها البحه/كرهتني خلاص؟!صرت عدوتك علشان تسوي بي كل هذا؟!
لم يرد..فقط واصل طريقه صامتاً، لا يريد الإلتفات عليها ولا حتى رؤية و جهها، ففي عينيها تكمن نقطة ضعفه العظمى و قد عقد العزم على المضي قدماً!
عادت لتصمت بدورها فصمته أبلغ جواب على سؤالها...
رن هاتفه ليرد بهدوء و بصوت مرتاح بعدما رأى إسمها/هلا مدى...وعليكم السلام
إلتفتت إليه مستنكره هذا الإتصال و رده أمامها بلا أي تردد و بصوت غير صوته الناقم عليها قبل قليل!!
اكمل مكالمته/طيب الوالده باكلمها ان شاء الله و بقنعها.. و بالنسبه للموضوع الثاني خلي كل شيء لين اجيكم و ان شاء الله يا مدى يكون معي المأذون هالمره و يتم الزواج.. ماعتقد شيء يمنع
على الطرف الآخر/أدهم ماكنت برجع لابو ندى لين يجي قاسي و بحضوره بس قاسي رافض انتظره و انت بمكانته يشهد الله..ماقصرت
ضحك/انا عارف حركات قاسي يا مدى يبيني اخلص كل شيء عنه قبل يجي و يريح راسه ..بس ماعليه يستاهل نخدمه النسيب.
بسعاده/عسى عمرك طويل نخدمك بزواج عيالك ان شاء الله..يلا فمان الله.
بابتسامه/فمان الكريم
رأته ينهي المكالمه المليئه بالابتسامات لتتسائل و الرعب يدق قلبها هل سيتزوج مدى حقاً/ما شاء الله بتتزوج مدى بهالسرعه؟!!
تفاجىء من سؤالها و كتم ضحكته بعقدة حاجبه، ليقف بجانب الطريق و يلتفت إليها بتساؤل/عندك مانع؟!
حاولت الهدوء بتنظيم تنفسها حتى لا تتضح غيرتها و لكنها عجزت فهو ينظر إليها و يضغط عليها، و كأنه فقط يتعمد إزعاجها..!!
اكمل ببرود وهو يرى إضطراب تنفسها الذي يتضح بارتفاع صدرها و نزوله و محاولاتها للهدوء/أصلاً ماهو من حقك تعترضين، الزواج الثاني حق من حقوقي
نطقت ببكاء وهي تلتفت إليه بدموعها/لااا مو من حقك مو من حقك فاهم.
تسائل بنفس بروده/ليه ماهو من حقي ان شاء الله لـ..
قاطعته ببكاء/انت حقي أنا و بس .. حقي أنا ولو هجرتني طول العمر..راضيه بهجرك بس ما ارضى ترتبط بغيري وعيني تشوف و قلبي ينبض،فااهم؟
بتحدي/وش عندك؟!ما بيدك حيله، فأحسن لك لا تسوين شيء بتندمين عليه و تعرضين نفسك لمواقف بايخه..تقبلي الحقيقه اللي انتي فرضتيها انا وانتي منفصلين و حسب طلباتك حرفياً "قدام الناس متزوجين و بغرفتنا منفصلين" ، اظن ماقصرت معك لبيت كل اللي تبينه..فلا تدخلين في اللي بسويه.
صمتت مجدداً مصدومه بحديثه،منهاره من قراره الزواج بغيرها،
أما هو اكمل طريقه للمنزل و كأنه لم يُحدث داخلها زلازالاً..!!
مضت الدقائق سريعاً حتى وصلا المنزل ليقف وتفتح الباب بسرعه تريد الهروب من حمم أحاديثه التي تُقصيها من حياته و من كل شيء ،...لتتفاجىء به يمسك يدها و يرص على معصمها،خافت وهي تلتفت إليه مستفهمه بصمت.. مالحديث الذي سيصفعها به مجدداً؟!!
نطق وهو يفلت يدها/أرسلي لي راكان فالمجلس مع رواد.
ببحة توضح بحة بكائها/ان شاء الله
زفر الضيق بتنهيده و نزل بلا أدنى تفكير بها ليتجه للمجلس...
سلّم على والد هوازن وجلس/مسّه بالخيير
بابتسامة رضا/مسّه بالرضا و العافيه..اررحب
اخذ فنجانه و سكب له قهوه/المرحب باقي يابو عابد، تقهو طال عمرك
اخذ الفنجان من يمينه/اسلم..
لحظات ليدخل رواد يحمل راكان يرتدي أفرولاً ابيض و رمادي و يبدو بصحه جيده..تلقفه بلهفه و هو يقبله و يشتم رائحته المحببه/هلا بالشيخ هلا
ابو هوازن بلهفه/هاته اسلم عليه
رواد بابتسامه/الشموس قالت رجعه بسرعه
رفع ناظريه له بعدما قدم راكان لابو هوازن/اجلس يا رواد بعدين انا اللي بوديه معي داخل ..
.
،
.
انتهت من برنامج اليوم و ذهب الجميع و ظلت واقفه مع موظفاتها و بيدها يُمسك وسام الذي لا يتركها .. لمحت قدوم عزّه وحي تحمل طفلاً صغيراً و معها سيده تبدو كبيره لتبتسم/عزه من هذا الحلو ما شاء الله!!
بسعاده/ولدي وبتال وهذي ماما حبيبتي..ماما تعالي هذي هي ليال مديرتي اللي تقولين ودي اتعرف عليها
بادلتها إبتسامات المجامله وهي تسلم عليها/هلا خالتي
ام وليد/هلابك زود يا بنتي، مبرووك عليكم هالشغل الزين والله يكتب اجركم..عن هالأيتام
ليال/الله يبارك فيك خالتي..نوّر المكان بحضورك.
او وليد بتساؤل/إلا وين اختك الشموس، ودنا نتعرف عليها عاد
ردت ليال/راحت بيتها يا خاله.ان شاء الله تشوفينها قريب..بس عاد زورينا و لا تنسينا من البسبوسه الحلوه حقتك و قهوتك الطيبه..عزه خلتنا مدمنين عليها
ام وليد/ايه بس ماني جايتكم إلا بشرط..
ضحكت عزه/من هاللحين يمه تبتزينا بالبسبوسه والقهوه
بابتسامه تتسع/خليها تبتز .. أمري يا خاله وش تبين بس؟!
بسعاده/لازم توعديني تزوريني
فرحت بهذا الطلب البسيط/بس؟! ما طلبتي شيء، بس هاه تحملي بتشوفيني كل يوم جايه.
ام وليد بإبتسامة راحه/أعز من بيجيني و الله يا ليال.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخمسون
ألمانيــا..
طلبت قهوتها في جناحها لترتشفها على شُرفة الفندق..كلها يومين و ستعود، لم تستغل ذلك بالاقتراب من نايف، تخاف ان تجرحه بردود قاسيه لو خاصمها،
غريب لم تتعرف عليه طوال حياتها كانت تراه في زياراتها القليله لهم ولكن هو لا ينتبه لها وهي لا تهتم به..من قال أن النصيب سيجمعهما في زواج؟!!
تذكرت حديث الطبيب عن حالته، بداخلها ضبابيه ناحية رغباته في الحصول علو اطفال مستقبلاً ولكن لن تفشي سراً أخفاه نايف مهما جرحها، ليس هنالك أشد على الرجل من إنكسار إعتزازه بنفسه..تعرف أنه يفعل هذه الأمور الغريبه لتتخذ موقف سلبي و تكره زواجه بها ولكنها لن تفعلولن تتخلى عنه، هذا قرارها و ستتحمل تبعاته..!
رن هاتفها ليزعزع إستقرار تفكيرها،ابتسمت وهي ترى إسمها/هلا هنوده.
على الطرف الآخر/هلا حبيبتي شلونك اليوم ؟
بتنهيده/بخير
على الطرف الآخر/هاه يومين ما كلمتيني! يعني بتفهميني أن الامور طيبه و مشت كويس؟!
ضحكت/ابيك تشتاقين لي..شلون امي وعمي
بصوت مرتاح/اكيد مبسوطين ومرتاحين بعدما رحنا عندهم
استغربت/انتي رحتي لأمك؟!
براحه/اي والله سافرت للوالده..من زماان ما رحت لها بعد قلبي
فرحت لها/زين انبسطي معها و لا تفكرين بي أبداً..ترى الاسبوع الجاي ان شاء الله بجي ماراح اطول..
طرق باب غرفتها لتضطر لإغلاق الهاتف/هند اخوي عند الباب بروح افتح له،يلا اكلمك بعدين
اتجهت للباب بعدما اغلقت هاتفها لتفتحه متفاجأه بحضوره وحده/نايف!!
بدون مقدمات/إلبسي خلينا نطلع نتقهوى برا
رفعت حاجبها مستغربه طلبه فهو حتى لا ينظر لوجهها حين يخاطبها/نعم؟! ما سمعت زين.
نفث ضيقه/قلت لك تعالي نتقهوى ماراح نبعد، بننزل اللوبي تحت
قررت غلق الباب/معليه ماطلع من هنا إلا مع اخوي..
ابتسم بسخريه وهو يرد الباب قبل ان تغلقه/لا تسوين نفسك ثقيله بزياده اعتبريني اخوك مثلما انا معتبرك اختي
صمتت تتأمله قليلاً بعد حديثه و تتذكر حديث طبيبه، توقعت انه قرر مصارحتها بسره الذي يحاول ان يخفيه عن الجميع وعرفته هي/اوكي لحظه بس اغير ..
ابتسم بسخريه/لا تطولين انا تحت انتظرك .
،
يجلس بالقرب من الجدار الزجاجي الفاصل بين الشارع و داخل المقهى..انتظر عشر دقائق حتى تنزل ..نظر لساعته بتملل..لم يتوقع لها تلك الشخصيه، ظنها ضعيفه و بدون لسان!! و لكنها فاجأته..
جلست وهي تراه يغوص بعينيه في كوب قهوته/السلام
رفع ناظريه لها مستغرباً/وعليكم السلام!!
لاحظت نظراته لها/شفيك تناظرني كذا؟! في شيء غلط؟!
نطق بفضول/ليه لابسه نقاب؟!
جلست براحه/كيفي،عندك مشكله؟!
اشار للنادل ليأتي/لا بس ليال ما تلبس هنا نقاب
ضحكت بهدوء/ليال ماتلبس حتى بالرياض نقاب..كلنا ندري انها ما تحبذ هالشيء واذكر الشموس كانت تخاصمها عنده ،بس برضو كيفها.
رفع حاجبه بعدم رضا وانتهى من طلب قهوتها ليعود يتحدث/اختي محتشمه.
بابتسامه تحت النقاب/لعلمك انا افتخر بليال و احبها، و كوني قلت انها ما تتنقب فما يعني انه اتهام لها بعدم الحشمه، حاشاها ..!
هدأ وهو يتذكر الماضي، اقصى ماتفعله ليال تلتثم في الاماكن العامه،لم يكن يدقق في هكذا أمور ما دامت محتشمه ولكن لماذا يتطرق لها الآن..؟!
حاولت كسر صمته/احكي وش عندك لي بسرعه.. ترى ان درى اخوي اني طالعه معك لحالي بيذبحني.
رفع حاجبه/ماهو بكيفه يذبحك انا زوجك.
تغيرت نبرتها وهي تستغرب/سبحان الله تختار نوع قرابتي لك على حسب الموقف اللي بصالحك..عند صديقتك خليتني اختك و عند اخوي خليتني زوجتك!! و بعدين؟
صمت وهو يشيح بوجهه للجهة المطلّه على الشارع..ذلك الضجيج و الصخب مشابه تماماً لضجيج آخر داخله..!
تلاحظ توتره و لا تخفاها يده التي تتكىء على العصى بجانبه،قد إبيضت انامله و ازرقت و هو يضغط عليها بقوه/نايف انا نزلت علشان اسمعك، قول كل اللي بخاطرك و اوعدك احتفظ فيه لك و ان بغيت ادفنه..صدقني ما بداخلي لك عداوه و لا شايله بخاطري عليك بالعكس.. مكانتك عندي عظيمه لدرجه اني كسرت حاجز حيائي عند أمي و اخوي علشان اسافر لك محبة نقاء و راحة قلب..وش تسميها هالمشاعر؟..
ابتلع غصته وهي تتحدث عن المشاعر بسهوله، إلتفت ناحيتها لتسقط عينه بعينيها، لا يستطيع ان يكمل معها هذه العلاقه بالشكل الطبيعي و لا يجروء على إخبارها بالسبب، لذلك سيجعلها تتركه غاضبه..هكذا أفضل/برأيي أنك اتعبتي نفسك.
اتسعت عينيها مستغربه برود إجابته/اتعبت نفسي؟!
حضر النادل بالقهوه ثم ذهب لينطق بهدوء/شهد انتي عارفه ليه تزوجتك.. لذلك خلط المشاعر و الكذب فيها بهالموقف ماله داعي ...و بالنسبه للانفصال مستعد اطلقك بالوقت اللي تحبين..لكن مو هاللحين.
ردت بقهر ظنت انه سيصارحها فترتاح و يرتاح هو/دام مستعد تطلقني و سوالف المشاعر مالها داعي؟!! ماتعلمني ليه عازمني على هالقهوه؟!
تحدث بجديه/ابيك تفهميني وانتي بنت عاقله راح تتفهمين ..إذا رجعنا السعوديه اكيد بيحددون الزواج، ياليت واتمنى ترفضين و تأجلينه بأي حجه..يعني انتي عارفه ان علاقتي فيك مستحيله لاني مابيك.
صمتت قليلاً وهي تتأمله بهدوء كيف يتحدث ببرود هكذا و يلف و يدور فقط ليخفي سر عجزه الذي عرفته من طبيبه، تعرف أنه يتهرب فقط ولن تتركه وحيداً/ماعلي منك مستعده اتزوجك لو حتى حطيتني بغرفه و انت بغرفه..مو شرط علاقه كامله، يكفيني منك اني زوجة نايف المناع..
كاد يضرب بيده على الطاوله أمامه ولكن تدارك نفسه اخيراً ليرد من بين اسنانه/ماتفهمين انتي؟!
وقفت بهدوء/كنت أظن عندك شيء مهم ودك تقوله، سلام
امسك يدها/فكري بكلامي زين، صدقيني بصالحك.
انحنت له بهدوء لتهمس/وانت بعد فكر بي زين، صدقني بعجبك...سلام يا زوجي.
مشت من أمامه وتركته محتاراً و متفاجئاً من حديثها عن تمسكها به مهما كان ..!
عقد حاجبيه و زم شفتيه بغضب..تجبره على مالايريد حقاً..
.
،
.
في احد المزارع الخاصه في حدود الرياض.. اخذها في نزهه لعالمه الخاص..الذي لا يعرفه أحد سوى اصدقاءه المقربين فقط..
نزلا من السياره ليمسك بيدها/هذا مكاني اللي اجيه كلما ضقت
ابتسمت وهي تنزع غطائها/يعني مكانك السري ها؟
اعجبته التسميه/تقدرين تقولين كذا شريت المزرعه بعد زواجك الاول بفتره، كنت اجي هنا حتى بعد زواجي من ام هند وانفصالي عنها، كنت اجي هنا علشان احاول اتناسى كل شيء عنك.
شعرت بالغيره وهو يتحدث عن ماضيه الذي لم تكن فيه/و كنت تنساني؟!
إلتفت إليها ليجد عينيها ترجوه الإجابه التي تشفيها/كنت بكل مره انسى انساك..! شاب راسي و انتي ظليتي بالقلب صبيه..
تاهت في بريق عينيه التي تدفعها لكل شيء تحبه فهجرته، لكل الأشياء اللطيفه و المحببه للنفس ، للنسيم العليل الذي يهب و تتحسسه في وجهها حينما يوليها حديثاً عن مشاعره المفعمه بعبق النقاء و التضحيه و سنوات الإنتظار على عتبات حلم اللقاء..!!
ابتسم لسرحانها و ابتساماتها له/شفيك سكتي؟
نطقت بتساؤل وجودي/انت حقيقي؟!
ضحك وهو يشد يدها معها/اتركك من هذا و تعالي امشيك داخل المزرعه
مشت معه في ذهول و دهشه من كل شيء، تكاد تحلف أنها كانت ميته قبل أن تعرفه، هذه الدهشه التي لا تنتهي سر السعاده معها، هذا الرجل الذي يراها الحلم المُحقق وتراه الحياة التي لم تكن تعرفها قبله!
هنا الكثير من الطيور والخيول و الخضره في هذا المكان..و بمنتصفه كوخ خشبي صغير بني على الطراز الريفي الأوروبي..
كل شيء هنا يوحي بالهدوء و الراحه.. تماماً كشخصيته التي تعشقها..
وقفت على اسطبل خشبي صغير يحوي أربعة خيول فقط/ماشاء الله ليه ماقلت لي ان عندك هالمزرعه وهالخيول من قبل؟!
بابتسامه دخل الإسطبل وهي معه/كنت انتظر اللحظه المناسبه و راحوا العيال..
استغربت/يعني بعد بيكون مكان سري لنا اثنينا؟!
ضحك/مو بالضبط..بس كنت حاب تكونين انتي اول شخص يدخله معي..بنيت كل هذا بلحظات حلم بيضاء،كانت كلها معك... و اذا عالعيال بنجيبهم هنا اذا جات فرصه مناسبه.
اعجبتها الفكره وهي تدور بعينيها في المكان والخيول/فارس؟! والا بس هواية تربية خيل؟
ابتسم وهو يثبت شماغه على رأسه بشكل محترف.. و رفع طرف ثوبه ليدخل على فرسه و يلبسها سرجها..بعدما داعب ناصيتها و قبلها كثيراً، ليركبها و يخرج تحت ناظريها..
لحقت به ووقفت تراقبه يركض بها في مضماره الصغير نوعاً ما، أشارت إليه بحماس/تاخذني دوره؟!
ضحك من طلبها ليتقدم لها/دوره بس؟ الخيول كلها لك اصلاً
من وراء السياج ،طلبته و ظنت انه سيرفض بنفسه ركوبها للخيل/طيب اخذني معك؟!
اقترب منها وهو يمد كفه لها/يلا اركبي
استغربت موافقته السريعه،كانت فقط تتحدث/عادي؟ بس اخاف اطيح
بإلحاح/عطيني يدك بس انا معك
رضخت لطلبه اخيراً و ازاحت عبائتها لتركب معه، و تتشبث بوسطه/صاالح ياويلك لو طحت
بثقه/ان طحتي و انتي معي،ترى ماني بـ رجال
وكزته وهي قلقه من عدم ثبوت الفرس/رجال ونص..بلا هالكلام صالح
ضحك/هاللحين بوريك،تمسكي زين بس..
انطلق بها بسرعه ثم حاول ان يخيفها بحركة الغزال..و كأنها كادت تسقط..هو بالنسبة لها محترف،لتنطق برجاء/هالحركات لااا..قلت بس نتمشى بسس
ضحك وهو يستمتع بتخويفها و صراخها،حتى طلبته/صالح كبدي توجعني..ووقف
ازداد ضحكه/يالخوااافه
طلبته بإلحاح/صااالح وقف و ربي بستفرغ!
توقف خائفاً بعد بكائها، ونزل بسرعه و انزلها معه.. وذهبت بعيداً عنه لتستفرغ ..
وقف مكانه غاضباً من نفسه و مؤنباً لها/وش خلاني اركبها معي الخيل؟!!
لحق بها مسرعاً ليبرر فعلته/هند لحظه والله كنت اظنك تستهبلين!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخمسون
في المجلس..
وقف وحمل طفله النائم معه/يلا تامر على شيء يابوي؟
أشار للطفل/هات راكان بسلم عليه قبل تاخذه
لبّى طلبه ليقبل راكان و يخرج/يلا تصبح على خير ..ان بغيت شيء دق علي رقم واحد بالجوال عندك.
ابتسم له/ماعليه روح انت و ود هالضعيف لسريره من متى وهو معنا بالمجلس،تعب
أدهم بممازحه/ماعليه إلا العافيه خله يتعود عالمجالس..الرجال ينامون على الصخر و ماشتكوا ..مابيه دايم بحضن سريره
ضحك/تلقى أمه هاللحين مسكينه ما نامت تنتظره، وده الله يصلحك و اذا كبر نومه لو كان فالبر بعد ماهي مشكله
ضحك أدهم على مجاراته له ليسلم و يخرج متجهاً إلى جناحه..فتحه بهدوء و دخل ووجد باب غرفتها مفتوح والغرفه نصف مضاءه ليدخل بهدوء و يتجه لسرير راكان و يضعه فيه ..ظن انها مازالت عند اخواتها بالداخل..،
وقف يتأمله بإبتسامه، يتغير بإستمرار و تتضح ملامحه..هذه الشفتين الصغيرتين و هذا الأنف للشموس تماماً..أما عينيه فتميل كثيراً له..مزيج جميل،هو اجمل ما تلقّاه خلال الأربعين سنة الماضيه..شعور لطيف يدعو للإبتسام بلا تردد..اللهم إمنح هذا الشعور لكل محروم من الذريه..
خرجت في هذه اللحظات من دورة المياه لتجده يقف عند سرير طفله و يبتسم،لتبتسم معه لا إرادياً..و تتجه إليه مشتاقه لرؤيته بعد تلك الساعات بعيداً عنها في المجلس/اخيراً رجعته! حبيب مااماا بسم الله عليه..
إستوعب وجودها ملاصقه له تطل معه على راكان ليلتفت و يراها تقف بجانبه بروب إستحمامها الزهري القصير و شعرها المبلل المنثور و رائحة جسدها التي تزداد فتنه الآن" هل تستحم بالمسك؟! أم بعطر آخر لا يعرفه؟! أم ان الهجر يجعل من عطرها سافراً متمرداً ليحاول ان يتحدى صبره؟!!"
شعرت بحرارة نظراته عليها، لتلتفت إليه بخوف، صمته و نظراته لها بعد كل ماحدث، يشعرها بالغموض حيال نواياه التي لم تعد تعرفها/كيف خليته عندك بالمجلس كل هالوقت؟!
لم يرد فقط صد عنها و كأنه لم يكن يراها،ليتجه للباب ينوي الخروج..
لتناديه/أدهم ..لازم نجلس ونتكلم
توقف قبل ان يخرج/ألبسي ملابس غيري هالروب هذا وتعالي كلميني برا بالمكتب.. و الا اقولك انا هاللحين بنام ماني رايق ..
نطقت بتحدي وهي تراه لا يلتفت/منت رايق ، و الا خايف قلبك يفضحك؟!
إبتسم بسخريه/اقول بس بلا ازعاج و صحيني الساعه ثمانيه.
حاولة ان لا تبكي مع تجاهله وهي تتذكر حديثه اليوم عن زواجه من مدى/مادريت انك و بعد كل اللي صار بيننا للحين تفكر بمدى بعد كل هالسنين؟!
خرج بدون ان يلفت إليها/تصبحين على خير..
لحقت به و هي تريد الحديث ولكنه تجاهلها و تدثر بلحافه على الأريكه،
عزّت عليها نفسها كثيراً وهي تركض خلفه تستجدي حديثه معها .لتعود لغرفتها و تغلق بابها عليها..
.لم يسبق و ان حدث معها هكذا، "ماذا يريد بعد كل اعتذاراتي و اعترافاتي بحبه؟!، لماذا يُصعّب نفسه هكذا؟! لماذا معي؟!"
.
.
.
اليوم التالي...،
تقف مع كادي و تساعدها في ترتيب سفرة الغداء..تلاحظ ذبولها مهما ابتسمت/كادي فيك شيء؟!
ابتسمت لها وهي تمد لها صحن السلطه/لا ..ليه؟
وضعت مابيدها و بدأت في ترتيب بقية الصحون/باين عدم الراحه على وجهك و كأنه اصفر، يمكن من قلة النوم ؟!
ابتسمت لها/بالعكس يا هوازن صايره انام من بعد العشاء وانتي بعد تشوفيني ما اسهر معكم.
إنتهت مما بيدها/انا بس لاحظت هالشيء لاني اول مره شفتك كنتي مورده مره، اكثر من بقية خواتك فاستغربت
تنهدت وهي تتذكر ماحدث لها مع اهل زوجها/يلا نناديهم للغداء؟!
تفهمت تغييرها مسار الحديث،بداخلها شيء كبير كان الله في عونها..هي اكثر من تعرف مايفعل الهم بأنثى/انا بروح اصحي مهند
صادفته في الممر مبتسماً وهو يعانق خصرها بذراعه/مهند مايبيك تعنين يا قلبه
تفاجأت بجرأته و اخته خلفها تسمع وترى،همست بخجل/كادي واقفه هناك
اطلق ضحكته وهو يرفع ناظريه لكادي المبتسمه لهما هناك/اما عاااد استحي من كاادي، خلني سااكت بس
تذكرت ما يقصده أخيها، زوجها كان جريء لأبعد الحدود هو حتى لا يخجل من عناقها و سرقة القبلات منها امامهم ...،
هو من كسر القاعده في هذه العائله و اخذ زوجته قبل الزواج و احتفل بها في منزل اهله بعد تخرجها من الجامعه في حفله تحدثوا عنها كثيراً كلا العائلتين.. كان يحبها بجنون ولكن يبدو أن لا شيء يدوم!
لم يلاحظ صمتها و انسحابها ..ليلتفت الى هوازن بعد ان جلس في مكانه من الطاوله/طابخه لنا اليوم؟!
لحقت به لتجلس مكانها/طبعاً بس مو كله،كادي سوت الإيدامات والسلطات انا فقط الكبسه و هالصوص الحار.. مهند قلبي وش بغيت اقول.
قاطعها بابتسامه/ادري ودك تزورين ابوك.. ولا يهمك بعد العصر اوديك.
بعثت له قُبلةً هوائيه بعدما تأكدت من خلو المكان/حبيب قلبي انت.
لحظات ليكتمل عقد الجالسين على الغداء ماعدا الكادي..ليستغرب/وين الكادي؟! قبل شوي كانت هنا
تحدثت ام مشاعل بهدوء/ماتبي تغدا، وش قلب حياة هالبنت ماادري..
استغرب نبرتها/وش فيها حياة اختي؟! موظفه و متزوجه رجل كفو
ام مشاعل بضيق/ما سألت نفسك ليه كملت شهرين هنا؟!
عقد حاجبه/ماهو انا اللي انشد اختي ليه تزوريني؟ و اقعد احسب لها كم جلست عندي!،هذا بيتها مثلما هو بيت كل خواتي ان جوني يا مرحبا بهم و ان راحوا الله يسعدهم
نطقت أمه بصوت يشوبه القهر والحزن/اختك جايتك هالمره مطلقه يا بعدي.
لم يصدق،فهو يعرف كما الجميع يعرف ان حمد وكادي هما من اصدق علاقات الزواج في هذه العائله..قد يشك بنفسه و لكن حمد لا يفعلها/انتي من صدقك يمه؟!
ام مهند/اي والله..انا توني ادري بعد من فاتن..
وقف وهو يترك السفره ليذهب لها..
وقفت تريد اللحاق به و لكن منعتها ام زوجها/اتركيه هالمشكله هو راعيها مالك دخل فيها
عادت لتجلس صامته مستغربه لنبرة ام مهند!!
تداركت نفسها لتعتذر باسلوب غير مباشر/ترى يا بنتي قصدت ان هالمشكله بتوجعك براسك على الفاضي..بيتحملها مهند بنفسه مع كادي
ردت بجديه/الزواج علاقة شراكه بكل شيء الفرح والترح ..يعني المره اللي ما تشيل هم زوجها معه وش فايدتها؟!والعكس بعد.
ابتسمت لها/صادقه..قولي امين عسى نصيب ولدي معك السعاده و العيال الصالحين،مهند ابطى ماتزوج،لوع قلبي بشروطه، وانا ودي اشوف له ولد قبل اموت
اختفت ابتسامتها لذكرى الاطفال..الوجع الذي يطفو على سطح سعادتها دائماً ..لله در هذا القلب كم تحمل و سيتحمل..!
تريد ان تفتح موضوع إستعادته او حتى رؤيته و لكن كيف؟! والدم المنثور؟! و التهديدات!!
وقفت وهي تستأذن/عن اذنكم شوي
،
.
،
وجدته يقف امامها يصرخ وهي صامته/ليييه ماقلتي لي عن طلاقك ومشكلتك اول ماجيتي لييه؟!!
نزفت دموعها بصمت وهي تتسائل مالذي لديها لتقوله لأخيها؟!..هي لا تعرف حتى الآن أي شيء هي مازالت مصدومه منذ ذلك الحين ، بل ذبل داخلها كل شيء، و باتت الأمور متشابهه!!
وصلت في الوقت المناسب و وقفت بينهما لتبعده برجاءها/مهند حبيبي خلها بعدين ، مايسوى هالصراخ
حاول دفعها عنه/ابعدي عني يا هوازن انا انضحك علي وانا رجال طول بعرض واختي تفرج علي و سااكته!!
فاجئها و أرعبها صمت كادي و تفهمت صمتها جيداً فأحياناً صوت الوجع اقوى من نبرة البوح/مهند فديتك خلاص اهدأ كل شيء بتعرفه بس هدي نفسك، تعال معي هاللحين
حاول الهدوء ليرفع سبابته بتهديد/ماني ناسيها لك يا كادي و اقسم بالله ان اوريك في حمد النذل خليني اشوفه ابن الـ..
قاطعته اخيراً ببكاء/لاا طلبتك لا تشتمه قدامي
لم يحتمل جنونه كاد يضربها لولا وقوف هوازن بينهما لتمنعه و تتلقى الضربه بدلاً عنها لتمثل السقوط حتى ينسى الكادي فقط.. و يلتهي بها عنها ونجحت في ذلك....،
.
،
.
اغلقت هاتفها من والدتها وهي تبتسم لليال/استلمي يا ليال الوالده متصله مخصووص علشانك
بإبتسامه/يا عمري.
عزّه/ترى تقول انها تستناك بعد العصر عالقهوه
شعرت انها في ورطه/بس صعبه شوي بعد الدوام اكون مرهقه ومالي خلق
بابتسامه/والله انا قلت لها هالكلام بس هي مُصرّه و الا ترى بتزعل، اذا مو قهوه بعد العصر تعالي عالعشاء ماعندك عذر
بعد تفكير بسيط ومراجعة جدولها برأسها/العشاء جداً صعب؟! خلاص بزورها يمكن هالسبوع ماني متأكده يعني انتي شايفه العمل كيف.. بس شوفي اذا جيتها تكفين مو اكثر من قهوه..مابي ارد الوالده
إلتقطت هاتفها بحماس/اهم شي الموافقه خليني اتصل بها و أقولها لها هي تنتظر ردك على نار شكلك ساحرتها
عادت لترتيب ملفاتها في أدراجها وهي تبتسم لحديث عزه مع والدتها،
لتلمح أمامها باقة الورد الكبيره التي وصلتها من فيصل الراشد بالأمس و صففتها في وعاء زجاجي كبير نوعاً ما..ذكر في بطاقة الورد بإسم مؤسسة الراشد و تمنياتهم لمشاريع الوقف بالتوفيق للوصول لأهدافها الإنسانيه الساميه..حسناً هذا يُعتبر لُطف و أدب رفيع منه..ولكنه رسمي جداً وهو خاطبها ..لربما خانه التعبير..!!
تذكرت صاحب صندوق الكليجا و اتسعت إبتسامتها، حسناً كانت الكليجا فكره مميزه ومضحكه جداً ولذيذه!!
اغلقت الهاتف من والدتها وهي ترى إبتسامات ليال وهي تداعب الوردات بين أناملها لتلقي بيت شعر تحفظه/
ولقائي ما بين أحضان وردٍ ،، في بساتين من معينك تُسقى!!
إلتفتت إليها مستغربه/و تحفظين الشعر بعد؟!
ضحكت ممازحه/اللي يعجبني بس.. من وين هالورد؟!من هو هالمعجب الخفي يا ترى؟!
اختفت إبتسامتها تدريجياً وهي تترك الورد و تعود لأوراقها/مو خفي..هالورد من خطيبي
رفعت حاجبها مستغربه/شفيك طيب؟ يعنني مستحيه ياليت صورتك له قبل شوي وانتي تتبسمين لورداته..ليه ماقلتي كان احتفلنا بك يا بنتي كلنا حابين نسعدك مثلما تسعدينا.
إستاءت من نفسها التي فكرت بالحبيب في الوقت الذي كان لابد ان تفكر فقط بمن وافقت على الزواج منه/حبيبتي عزه تكفيني هالمشاعر منكم بس للآن الخطبه توها جديده وما صارت فرصه اقول لأحد.
شعرت بالغرابه من ردها و تلاهيها عنها بالأوراق بين يديها، من يتعامل معها يشعر بالغرابه هي حيويه و خدومه جداً و طابع عملها جماعي لدرجة ان لا حواجز بينها و بين موظفاتها ولكن حياتها الخاصه غامضه ولا تتحدث عنها في اوقات الاستراحه كما تفعل البقيه و كل ما يتعلق بها ضبابي،حتى استغربت انها صرحت لها عن الخطبه!!
،
.
،
ليلاً انتهى من حمامه و خرج بمنشفه كبيره يلفها كإزار و منشفه صغيره بيده جفف بها شعره ثم ألقاها بشكل مهمل على الأرض ليقف أمام التسريحه باحثاً عن ادواته الشخصيه عطوره و بخاخات الجسم إستخدمها و انتهى منها..
دخلت تريد اخذ طفلها لترى الفوضى التي أحدثها متعمداً لذلك، تجاهلت ما يفعله و ذهبت تلتقط ما رماه أرضاً ثم أخرجت له ما سيرتديه لتقدمه له بصمت..
لاحظ عملها الصامت وضعت ملابسه على الأريكه/غيري الشماغ
رفعت ناظريها له/تبي اطلع الغتره؟!
رفع حاجبه/اظن اني قلت شماغ، طلعي غيرها
اخذتها و أعادتها بنفس صمتها، اخذت اخرى بشكل عشوائي لتقدمها له/هذي؟!
رآها بدون اهتمام/لا هاتي غيرها
زمت شفتيها بغضب ثم عادت لتعيدها و تبحث عما يريده،تعلم انه يختبر صبرها، و لكن تفاجأت به يكاد يلتصق بها من خلفها وهو يتحدث/طلعي لي فالنتينو هذا هي بالطرف هناك
اقشعرت من اقترابه الغير متوقع، تعرف انه يتعمد كل ذلك ليغيظها،اخذت الشماغ التي يقصدها لتستدير له و لكنه مازال واقفاً/مو اخذت شماغك؟ ابعد.
ابتسم بخبث وهو يرى انكماشها للخزانه خلفها و ردات فعلها التي تتحاشى الإحتكاك به، قرر أن يعتقها اخيراً لتذهب من تحت تأثيره وتلجأ لسرير طفلها و تُخرجه منه و سألها/ما قلتي لي وش رأي ليال بالموضوع؟!
إلتفتت إليه/وافقت ..بس تعال قلت لنايف عن هالخطبه والا لا؟! نسيت أسألك!
بدأ بلبسه بشكل سريع/لا مابعد
استغربت/مو المفروض تقول له قبل كل شيء؟!
انتهى بغلق أزرار ثوبه بهدوءه/تعالي علميني الأصول بعد!!
بهدوءها المصطنع/محشوم ، أنا أذكرك فقط،
تجاهل ردها وهو يتلقف الكبك و يلبسه في أكمامه/طيب وين الجمر و العوده بسرعه هاتيها مستعجل.
كادت تنفجر من لامبالاته الزائده/
إلتفت إليها يبتسم بهدوء بعدما لاحظ غضبها الذي تحارب لتقمعه داخلها/ بسرعه يام راكان عندي مشوار مهم، لا تقعدين تمقليني مهو وقته
تعرف انه ذاهب من اجل مدى، إلتمعت الدمعات في عينيها و حاربت نزولها بالإنسحاب صامته بعدما أعادت راكان في سريره...
تجاهل كل ما يراه منها، لم تترك له سبباً ليتعاطف معها، مازالت نظرات عينيها مغروره و تعلّق بها على أحاديثه بعجرفه ،إن كانت تظن انه لن يطيق معها صبراً فقد أخطأت..
.
،
.
خرجت من دورة المياه لتراه ينتظرها بقلق و بترقب،كتمت ضحكتها و بنفس الوقت رحمته وهو يظن أنه قذ آذاها../شفيك للحين ما رحت موعدك
نطق بندم وهو يتفحص وجهها/ماقدر اسامح نفسي عاللي صار، ضربتك بقوه.
حاولت التملص من شعور الذنب فهي كان مقصدها كله خير/مهند و رب الكعبه ما آذيتني و لا زعلت منك لا تشيل همي
قبّل جبينها بعمق ليعانقها بعدها/والله ماقصدت اللي صار
ابعدت قليلاً لتقول مالديها ستقف بجانب كادي التي تراها نفسها، كانت تواجه كل شيء بدون ان ينقذها أحد و لا يقف بجانبها أحد/اسوأ شيء واجهته زمان هو سوء الفهم من كل اللي اختلفوا معي.. محد عطاني فرصه اتكلم.. محد كان يكلف نفسه و يفزع لي، وصل الظلم اللي تعرضت له انهم سمحوا لانفسهم يحرموني من ولدي بسبب اني ما أشرّفه!! كوني مجهولة نسب!! تخيل كنت المفضله و حتى طليقي اللي تخيّرني بإرادته جحدني بسبب وشايه من وحده مايعرفونها..
انا مقذوفه من الكل ..لك ان تتخيل هربت بحملي لكن بدال ما يحاول يدورني و ينهي الموضوع بسلام ارسل كل قبيلته تاخذ بثار شرفه بداله!! تنازلت عن الطفل وما شفت ابوه .. نزعوه ما كمل شهر معي..! <<< حاولت ان تكمل و لكن خانتها عبرة بكاها..
لآم نفسه وهو يرى نفسه و قد بعثر أشجانها/ هوازن عطيني اسم ابو الولد و انا اجيب لك ولدك بالقانون..انتي قبل ما عندك سند لكن هاللحين لك رجل بيوقف دونك عن العالم
ابتسمت وهي تمسح دمعاتها/ما قلت هالكلام علشان تتعاطف معي..ولدي مع ابوه ومصيره يجي لي لو بعد مده..المهم هاللحين كادي انت اخوها و انت سندها لا تخليها، كون معها ضد العالم و لا تظلمها..اجلس معها بدون توتر و افهم منها كل شيء صار،
صمت وهو يسمعها و يقلّب حديثها الهادىء ونبرتها الموغله في الدفء....
أردفت/صدقني يا مهند ما يخلي البني آدم يكتم بداخله طول هالفتره إلا صدمه أخرسته و كادي وااضح مصدومه او ماهي مصدقه كل اللي صار لها.. لا تنسى انت بنفسك قلت ان حمد مفضوح بحبها...لذلك انصحك تتبيّن قبل كل شيء.. اختك مالها غيرك و ماتتخيل كيف مكانة الأخ عند اخته..
صمت قليلاً ليستوعب حديثها و يتشربه داخله،ثم اخذ نفساً عميقاً و زفره بتنهيده/الله يكتب اللي فيه خير..اليوم مشغول بشغل ضروري وأدهم طالبني مخصوص لذلك بوديك بطريقي لأبوك ثم انتهي من الزواج اللي يبيني أدهم اشهد عليه
استغربت/لا يكون أدهم يبي يتزوج بالسر على الشموس!!
ابتسم/لا يا بنت الحلال، بنت خاله بترجع لطليقها بعقد جديد وبس.
ارتاحت/اشوى..اجل خلني اخلص بسرعه
مشت من أمامه و خرج الى اخته..سيتحدث إليها في انتظار هوازن..لم يحتمل ان يحمل في قلبه مثقال ذرة من شك..
ابتسمت بسعاده وهي تراه يخرج هادئاً و قد استعاد نفسه.. شعور الرضا عن الذات حين يغمر القلب تلازمه السعاده..
.
،
،
مضت دقائق وهي صامته ، و مازال هادئاً وهو يسألها/ردي علي يا كادي وش صار؟! راسي ماهو قادر يستوعب ان حمد يطلقك؟!فيه غلط بالموضوع اكيد..المشكله حمد ما جاني كل هالفتره وكم مره اتصلت به حتى بزواجي جواله خارج الخدمه!!
نظقت اخيراً وهي تمسح دموعها/مادري، انا حتى ما شفته من قبل الطلاق..
استغرب/شتقولين انتي؟!
تنهدت/قبل سفره اخر مره رحنا شاليه و جلسنا فيه لحالنا اربع ايام تقريباً..كان دايماً معودني يطلعني اذا ماراح اسافر معه..كتعويض يعني..ووعدني هالمره انه نبدأ علاجنا علشان الاطفال.. و بعدها رجعنا البيت
بإنصات و ترقب/وش صار؟!
اكملت حديثها بوجع/بعد سفره بتقريباً الشهر تفاجأت به مرسل ورقة طلاقي مع اخته رزان و معها كرت زواجه ..!!
استغرب واشمئز بنفس الوقت/هي رزان ماغيرها اللي جابت لك الورقه؟!
حركت رأسها بوجع/ما قدرت اقول لأحد من الصدمه، ماني مصدقه و بهذيك الفتره سمعتني فاتن وانا اتصل بحمد و اسجل له بريد صوتي لأنه مقفل جهازه، وعرفت اللي صار مني و توها تقول لأمي
استغرب/و ما رد عليك حمد بعد البريد الصوتي اللي ارسلتيه؟!
جلست باحباط و شعور بالتعب يزداد كل يوم/لا ما رد علي.. و انا تركته مثلما تركني.
لأول مره يلاحظ ذبولها عن قرب،شعر بالخزي وهو يلتهي بزواجه عن اخته/بروح له مقر عمله و اشوفه
وقفت باعتراض لترفض ولكنها شعرت بدوار جعلها تمسك رأسها و تعود مجدداً لتجلس/بسم الله
خاف عليها/بسم الله عليك، وش فيك؟
ابتسمت له/عادي من فتره تجيني هالدوخه الظاهر من قل الاكل..لا تخاف
ظل ممسكاً بيدها وهو يكبت غضبه مما حدث لها..لن يرحم حمد حين يقابله..كادي لم تكن هكذا قبل فتره..!
.
،
،
نزلت من الأعلى بعدما تأكدت من نوم طفلها، لترى اخيها مازال جالساً مع والدته يحتسيان الشاي و يتحدثان بإهتمام/الله الله و الله وصار وليد يقعد بالبيت طول الوقت
بابتسامته/اول مره وليد ياخذ إجازه و حاسدته عليها!! اقول وين بتال بس لا يكون نومتيه
جلست بعدما اخذت لها كاسة شاي/اي والله سبحته و نعس و انا ألبسه ونام مكانه حبيبي.. ترى يمه حطيته بغرفتك..
صمت قليلاً وهو ينظر لكاسة الشاي بين يديه..لكنه انتبه لحديث عزّه مع والدته..فهي تتحدث عن ليال بالتأكيد..
ام وليد بإعتراض/لا انا كذا بزعل صدق..وشو اللي بس قهوه!
عزّه/يمه والله يدوب قدرت اقنعها بالقهوه عاد مدري متى بتجي عالسبوع
تداخل وهو يحبذ الحديث عنها/هذي من هي؟!
عزه/مديرتي بالشغل..
تذكرت لتردف بحماس/يمه تدرين انها تو انخطبت ، وما شاء الله واحد من رجال الاعمال بعد..
ام وليد بمسايره/ما شاء الله محظوظ من خذاها هالبنيه.
شدد على اسنانه بشده وهو يسمع بخطبتها/ناقص تقولين اسم الخاطب!!! وش دخلنا فيها؟!
استغربت غضبه وردة فعله الغريبه/وليد هذي سالفه وحده اعرفها والسلام شعليك فيها؟! انا بس حبيت اقول لأمي لأنها تعرفت عليها وحبتها.
وقف غاضباً واخذ مفتاح سيارته من فوق الطاوله وخرج...!!
تتبعته اخته بعينيها حتى خرج/شبلاه الرجال عصب؟!!
إرتشفت من كاستها شاي وهي تتناسى ما فعله إبنها قبل قليل، مالذي يفكر به هذا الصبي الذي لم يراهق إلا بعدما صافح الأربعين بعدة أعوام....!!!
.
،
.
لاحظت احدهم يريد فتح باب الجناح ولكنه لم يستطيع ليطرق الباب بطرقات صغيره و ينادي" ماما"
لم تصدق أذنيها حتى تكلمت والدتها/مدى ما تسمعين اللي ينادي؟!
وقفت مسرعه و اتجهت للباب و هي تبحث ذلك الطارق المنتظر، لتتفاجىء به يتشبث بساقها بقوه كمغناطيس/عز حبيبي!!
بالكاد ابعدته عن ساقها لتنحني له وتحمله متفاجئه بدموعه الغزيرن و بتشبثه برقبتها، لم تستطيع الوقوف اكثر مع بكائها فجلست وهو مازال متشبثاً بها، هل كان يفتقدها لهذا الحد؟!! ان لا يصدق انه بحضنها، انهارت باكيه وهي تراه يُغمض عينيه و يرفض الإبتعاد عن صدرها..
لحظات ليدخلان ندى و بسام..و يرتميان بحضنها ....،
شعرت بالذنب وهي تراقب المشهد و تعجز عن الصدود عنه/هلا بعيال مدى يا هلا
سألت ندى الجالسه بجانبها/ابوك وين راح؟!
بإبتسامة سعاده/وصلنا هنا و لقينا خالي أدهم و معه رجال ، قال بابا شوي و اجي ناخذ ماما.
رن هاتفها بنغمة رساله لتقف و هي تحمل أدهم الصغير لتقرأ الرساله بإبتسامه[مبروك رجوعك لابو ندى و عساها زواجة العمر ارسلي لنا بسام علشان ياخذ الكتاب و اوقفي عند الباب، المأذون بيكلمك]
شعرت بالربكه تراودها،وهي تلتفت لوالدتها/رجعت لمنيف يمه..
بابتسامه دامعه/زواجة العمر يمه.
نادت طفلها الآخر/بسام يا قلبي روح لبابا يبيك
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخمسون
بعد انتهاء عقد القران الجديد و تبادل التبريكات،شد أدهم على يد منيف واخذه جانباً/منيف انا اخو مدى و امنتك عليها مره ثانيه لأنها تخيرتك على غيرك و انا مالي اعتراض علو رغبتها،،ما يحتاج اذكرك انت عارف بالحال يالنسيب..ظروف أم ندى مثلما انت شايف، المراعاه وانا اخوك.. ترى ما استعجلت إلا علشان عيالكم و وضع مدى و امها مايخفى عليك
بسعاده لا توصف بعدما تعرف بأدهم و معدنه الأصيل ذلك يريحه جداً وان جعله يغار قليلاً ولكنها غيرة محموده، كم هو صبور هذا الأدهم/ماعليك يابو راكان، و انا معهم لا تشيل همهم..ماخذ اجازه استثنائيه علشان اقعد معها بالرياض..و الله يجيب قاسي بالسلامه والغنيمه و يرجع كل شيء احسن من قبل.
بمسايره/بالتوفيق لكم...ها تامرني بشيء قبل امشي؟
منيف/ماقصرت طال عمرك..
توادعا و خرج أدهم الى مهند الذي سبقه و ينتظره بالسياره/كان نمت عندهم احسن!!
بإبتسامه عريضه وهو يعيد ترتيب شماغه/انا رايق والا كان مسخرتك و حذفتك من السياره، يلا سوق وانت ساكت، خلنا نرجع لعمك و نتعشى معه وعلوم غانمه
فقد ابتسامته وهو يحرك السياره و ينطلق بها، لا يستطيع ان يتناسى مافُعل بأخته ..لا يدري من أين يبدأ وكيف سيتصرف ، هو في حيره من أمره تجاه موضوع حمد...،
.
،
.
في جلسه في بهو الحديقه و تحت رذاذ الماء الملطف للأجواء.. انتظرت حتى دخل الجميع لتلتفت للشموس التي كانت صامته طوال الوقت، وضعت فنجان قهوتها على الطاوله أمامها لتسألها بإهتمام/اللي خذا عقلك...
تنهدت وهي ترى ان الجميع دخل وكذلك ام رواد التي تشرف على تقديم العشاء/نورتي يا هوازن..
بابتسامه/شبلاك؟! حتى ولدك طلبوه و ارسلتيه وما قلتي شيء، بالعاده ترفضين يبعد عن حضنك
ابتسمت بمسايره/وش اسوي ابوه بعد يطالب بحقه فيه، خليه بعدين ما يستغرب الناس ويصير اجتماعي.
صمتت قليلاً لتسألها بفضول/كل شيء تمام؟!
لا تدري هل تخبرها ام تصمت على سرها أفضل، حاولت توسيع إبتسامتها/ابشرك كل شيء ممتاز..
تطكرت حديث والدها حينما كانت معه قبل قليل/الوالد مبسووط بصحبة أدهم،ماتخيلين تغير ابوي كيف،وكأنه صغر عشر سنين!صحته ونفسيته الحمدلله، ابوي ماكان يسولف واجد و يسكت كثير بس هاللحين سولف لي و حتى ذكرني بذكريات قديمه!!
فرحت وهي ترى بمعة السعاده بعينيها/الله يخلي لك ابوك ويمتعه بالصحه والعافيه، بيني وبينك جلوسه عندنا مسوي فيني خير عالاقل ما يطلع أدهم يسهر برا..
تذكرت ما اخبرها به مهند اليوم/الحمدلله بعد زوجي يقولون اهله كان يسهر برا هاللحين لا..عاد اليوم اخذه أدهم معه، إلا بسألك تعرفين بنت خال أدهم؟! اللي رجعها زوجها اليوم؟!كم لها منفصله؟
حاولت تستوعب ما سمعته و لم تستطيع إخفاء السعاده/رجعها زوجها؟! من قال؟!
هوازن/اليوم أدهم متصل بمهند واخذه على اساس يكون شاهد لان أدهم هو ولي البنت ..
أي سعاده تداعب حواسها الآن، "هذا يعني ان كل تلك كانت تمثيليه ليثير غيرتي فقط؟! وانا وقعت كالعاده في فخّه!!!"
لاحظت إتساع إبتسامتها فجأه/الشموس انتي منتي بخير!!،
إلتفتت إليها باهتمام وهي مبتسمه/كيف يعني؟!
تحدثت هوازن بما تعرفه/سرحانك من اول ماجيت، تقلباتك من اول ما تعرفت عليك واللي صار بيننا..بالبدايه كرهتيني و بعدها اعتذرتي بشكل انا ماتوقعته بحياتي وخلاني اثق برقيّ اصلك وبعد شككني انك ماكنتي بوعيك لحظة فلتات لسانك القويه! يخليني احتار بشخصيتك!
الشموس براحه/كلما اتذكر قلّة ذوقي معك اكره نفسي...مادري وش اقولك بس ماكنت كذا قبل اتزوج، يعني كنت قليل اعصب و افكاري وحده و تقريباً نمطيه و تقليديه و ما اخفيك كنت متعصبه لأفكاري مهما كانت..
ابتسمت وهي تؤيدها لوصفها/كنت شاكه و تأكدت اللحين، طيب وش صار بعد هذا
أكملت وهي تحرك فنجانها على صحنه بحركات توضح تشتتها/بعدين صارت اشياء و تزوجت أدهم و قاومت علشان تبقى الشموس مثلما هي و لكن المقاومه كانت شرسه بين مشاعري و استقلاليتي اللي كنت اخاف احد يمسها وخصوصاً أدهم اللي بالنهايه انهزمت قدامه بإرادتي و حالياً منعني من العمل .. ومع ذلك ماني ندمانه على انهزامي و تغيري اللي كنت اخافه!! انا اعيش بحيره من حالي! تظنين اني متناقضه؟! او متعجرفه غبيه؟! او انا كنت من البدايه مجرد فاشله!
ابتسمت لفضفضتها القصيره/منتي فاشله و با تخلين هالشعور يتسلل لداخلك .. ثقي ان المشاعر اللي تخليك تغيرين مبادئك وشخصيتك علشان شخص هي مشاعر حقيقيه وتستحق المحافظه عليها..و من وجهة نظري المتواضعه تجاه أدهم و شهامته يستاهل وحده مثلك. وما اظنك بتخسرين لو راهنتي عليه.
ابتسمت براحه لحديثها/تصدقين؟! عمري ما تكلمت براحه كذا غير معك و مع عبير بنت عمتي لولوه ..فيه شيء بينكم مشترك بس مدري وشو !!
ضحكت/عبير حبيبه والله.
حضرت ليال بصحن يحوي صحون العشاء و بصحبتها نيفادا التي تحمل هي الأخرى صينية لازانيا و تأمرهم من بعيد/بنات شيلوا فناجيلكم و قهوتكم بنحط العشاء مكانها.
وقفت هوازن لتأخذ الصحون من نيفادا/هاللحين مالقوا غيرك تشيلين.
بدأت بترتيب الطاوله معهم/ام رواد تقول بالحركه بركه..ابي اسوي زيها علشان أولد عيالي طبيعي.
لم تستطيع ليال ان تكتم ضحكتها/والله وجاء الزمان اللي تتكلم فيه نيفادا عن عيالها!
جلست براحه في كرسيها وهي تكتم ضحكتها/ماعليه يا ليال خلاص وافقتي اخيراً ،بكرا بتتزوجين و بنتكلم ساعتها عن عيالك.
رفعت يديها للسماء بابتسامه/أوعدنا يا رب.
.
،
.
غسلت اخر صحن لتمده إليه و تراقبه يجففه ويرفعه، قضت يومين من اجمل الأيام هنا في هذه العزله/تصدق كذا حلو
استغرب/كيف كذا؟!
حركت كتفيها/نعيش انا وياك لحالنا هنا بدون ازعاج احد،حتى عيالنا بنزوجهم و نرتاح شرايك؟!
اخذ علبة ماء من الثلاجه ليشرب نصفها وهو يبتسم لاقتراحها/كنت بقول هالكلام بس خفت تتحجين بالعيال
اقتربت منه و اخذت العلبه منه و تشرب منها جرعة ماء/وش اسوي فتنت قلبي..
تذكر الإتصال الذي ورده اليوم/يلا خلاص قرب زواج هنودتي الصغيره..زوجها كلمني و طلب تحديد الزواج و حددنا
خافت/من جدك؟!
ابتسم وهو يتذكر طفلته التي رافقته في معظم فترات حياته وحيدين في المنزل/الله الله..حلفت انها ماتتزوج قبل ما اتزوج و صار اللي هي تبيه.. واللي أخذت اللي انا أبيها..
لاحظت لمعة عينيه وهو يتحدث عن طفلته التي يتتزوج وتتركه، لتقترب منه مبتسمه وتحاول ان تنسيه/يعني هاللحين بيتزوجون بناتنا، و بيقعد تركي لحاله..لازم نعبي الفراغ بنونو والا شرايك؟!
فهم مقصدها ليبتسم لابتساماتها الماكره/المفروض انا اللي اقول هالشيء مهو انتي!!
اقتربت منه بجرأه باتت تعوّده عليها مؤخراً، لتشبك أناملها خلف رقبته و ترفع عينيها لعينيه المندهشه بصمت/النونو رغبتنا كلنا لا تنسى.
رفع يديه لخصرها ليضغط عليه بنعومه/شلون صرتي بعد الخيل؟
ابتسمت بخبث و عينيها تراقب شعر ذقنه الذي يخالطه البياض و شفتيه و عينيه/حابه أجربها مره ثانيه.
بادلها الإبتسامه/إذا مرره حابه، مشينا ليش لا؟!!
اقتربت من شفتيه و عانقتها على مهل لتنهي نقاش الليله بقُبلةٍ عميقه أعمق من أي وقت مضى....
.
.
.
نزع نظارته بتملل و ألقاها على الورق الذي أمامه بفقدان أمل، صالح مختفي منذ يومين ، يريد مشاورته في مشكلة تتعلق باستثمارات المجموعه في احدى الشركات العالميه في الخارج قد احتار فيها منذ الأمس،..
دخلت بكوبين قهوه و لم تتفاجىء بوجهه العابس/صحى راكان؟!
استغرب عدم جفولها و تعاملها معه بشكل عادي، رغم صدوده عنها و معاملته الجافه لها/لا للحين
قدمت له كوبه/كابتشينو بيخليك تركز اكثر بعملك.
اخذه منها ليرتشف منه قليلاً ثم تركه في يده ليسألها/عمتي هند ما قالت بتروح لمكان هالويكند؟!
تذكرت مكالمتها قبل فتره/قالت لي من اسبوع انها بتطلع مع صالح لحالهم ، حابين يلتفتون شوي لانفسهم، دام محد موجود من العيال
تأفف/يالله!! طيب ليه مقفلين جوالاتهم..
بابتسامه/لو ما قفلوها كان ما ارتاحوا من اتصالاتك..خلهم ينبسطون.
رفع حاجبه/لا والله تنكتين حضرتك؟!!
اخذت كوبها لترتشف منه بدلع/لا والله ما انكت، انا مثلاً لو بتطلعني انت طلعه خاصه بسوي مثلما سووا و بقفل جوالي..
استغرب راحتها بعد توترها البارحه حينما ظنت انه سيتزوج مدى/خير ان شاء الله..
بسعاده لا تستطيع كبتها اليوم/اكيد خير.
رفع حاجبه الأيسر وهو يرمقها بإستفهام، كيف تتبسم هكذا بعد بكاءها البارحه؟! عاد لينظر لأوراقه بصمت..
نطقت بسعاده تحاول ان تخفيها/على اساس البارح رايح تتزوج مدى.. و بالنهايه طلعت رايح ترجعها لطليقها!!..
بإبتسامة سخريه، الآن عرف سبب سعادتها/انتي اللي تكلمتي عن زواجي وانا جاريتك فيه فقط...
أردف بهدوءه/و دامك جبتي الطاري حبيت أطمنك ..أنا حلفت ماتزوج الثانيه إلا بعدما ننفصل و ابتعد من هنا، مهما كان انتي ام ولدي البكر و مستحيل أغثك.
ذهلت عينيها وهي تتلقى ردوده المميته لروحها،حاولت ان تبتسم وتبتلع غيرتها/متأكد ماتبي تغثني يا قلبي؟!
رد بإبتسامه/وفاءاً للأيام الحلوه القليله بيننا.
تلاهت بكوبها قليلاً لتجيبه/دام هذا سببك فأنا ابي اكثر من هذا الوفاء الشكلي.للفعلي إذا حاب تكون فعلاً "وفي" صحيح
يفتنه ذكاءها/حتى بحياتك الخاصه تدخلين التجاره و الربح و الخساره.
رفعت ناظريها الصريحين/إذا بكسب قربك في النهايه مستعده استغل كل شيء علشانه.
حدق في عينيها التي تعني كل ما تحدث به لسانها/وانا اقولك ارتاحي لأنك بالحيل تأخرتي.
بنظره كلها تحدي/مادامني وياك نتنفس معناته في وقت، بعيش على أمل الأيام الحلوه اللي حتى انت مانسيتها.
إستعاذ من وساوسها و احاديثها التي تجره نحوها بلا هواده، لايريد الإنحناء لها وهو مازال في البدايه..إلتقط نظارته وهو يتلقى اتصالاً من احدهم ليرد بسرعه "تهرباً منها"/هلا مهند.. لا يا رجل ..صالح طلع رايح مع اهله مدري وين يتمشون المهم ماعليه بنتظره لين يجي او عالأقل يفتح جواله و اسأله عن هالشركه محتار فيها...
عالطرف الآخر/وش فيها؟! قانونيه ماليه المشكله؟! ترى اقدر اساعدك..
دعك جبينه/لا يا رجل ..طالبين اجتماع لاختيار اعضاء مجلس اداره جديد وانا كنت اصلاً متردد في مشكله لكن ماعليه...بشوف صالح
وقفت لتستدير من خلف المكتب لتلتقط الأوراق من فوق الطاوله،دعوه من الشركه في واشنطن.. و تفاصيل الأسهم و عددها.. تتذكر صفقة شراءها كان والدها يراهن كثيراًعليها حتى في فترة الركود الاقتصادي..!
راقب اقترابها المثير و اغلق الهاتف ليراها بجانبه تتفقد الأوراق/وش تسوين انتي؟!
ابعدت ناظريها عن الأوراق لتلتفت إليه في كرسيه بجانبها/اظن ماكنت مصممة أزياء في شركة ابوي ..ترى هذي كانت شغلتي،مافيها شيء لو استشرت حبيبتك اللي مزاعلها.
رفع حاجبه/قصدك اللي معاد ابيها..
ابتسمت بتحدي/حتى لو قلت معاد تبيها .. مازالت حبيبتك لا تنكر...
تجاهل حديثها/اقول اخلصي وش شفتي بالاوراق وش رايك؟!
بجديه ممزوجه باسلوب حديثها المنمق/عموماً ياقلبي انسى فكرة بيع هالأسهم..و اذا حاب سيوله لتمويل مشروع سلسلة الفنادق الجديده فيه شركات استثماراتها ممتازه وماراح تأثر على قيمة مجموعتنا السوقيه لو بعتها..
استغرب/وشدراك عن مشروع الفنادق؟!!!ماذكر اني قلت لك!!
أشارت للملف الذي أمامه على سطح المكتب/هذا له اسبوع عالمكتب، اكيد بقرأه.. عرفت انك متردد واستغربت انك ما استشرتني
ابتسم بخبث وهو يرى تعمدها إقترابها منه/لا تحاولين.. عودتك للعمل صارت محرمه بأمري.
تركت الأوراق من يدها و نظرت إليه بلهفه رغم كل شيء حدث يظل الرجل الأمثل الذي غيرها كلياً و تنازلت عن غطرستها من اجله، مدت أناملها بجرأه لتداعب ذقنه المهمل وهي تقترب منه/صحيح انك صدمتني بمنعي من العمل لكن وربك يا أدهم كانت هذي أمنيه قديمه و انت حققتها لي.. شايف كيف؟حتى بعقابك تعجبني!
وقف ليمنعها من التقدم وهو يراها تستهين بقراره/صحيح بعد إذا سولف معك شوي هذا مايعني اني نسيت، قد قلت لك ان كل شيء بيننا انتهى..
تجمدت مكانها وهي تشعر بالإحباط و الفشل وهو يتركها و يخرج بدون أي تأثر ، فقط يتعامل بتعالي، تظاهرت بعدم الإحباط و لكن كلما ازداد إبتعاده عنها و نفوره منها زاد إحباطها وشعورها بالفشل، نزلت دموعها لا إرادياً و لكنها مسحتها بسرعه لتجحد إنكسارها، الطريق طويله لا يجب ان تستسلم بسهوله ..!
.
،
.
خرجت من غرفتها متملله محبطه من حجم بطنها الذي يزداد بشكل لم تتوقعه، ترجهت لغرفة ليال فهي الأقرب و ليس هنالك غيرها في الأعلى...
دخلت لتبتسم وهي تراها تتزين أمام مرآتها برسم الكحل وقفت قليلاً تراقبها بصمت..
ابتسمت وهي تلتفت إليها/شفيك تتبسمين ببلاهه كذا؟!
لاحظت تصفيفها لشعرها المنسدل مع لبسها القصير الناعم و كحلها المتقن يضيف سحراً عربياً لطالما حسدت ليال عليه/اخيراً اعتقتي شعرك؟! داايماً لافته و الا رافعته!!
اتسعت ابتسامتها/ماعليك من شعري كيف الكحل بس؟! من زمان ماحطيت كحل اظن من زواج هوازن!
غمزت لها/يبي لك تتعودين على الرسميه لو شوي،ترى بتتزوجين رجل اعمال و كبير عايلته بعد..ماهو حي الله ..لا تفشلينا يا بنتي!
ضحكت /نيفووه ترى مو علشانك تزوجتي قبلي و حملتي معناته خلاص صرتي اكبر مني!!
إتجهت لسرير ليال لتسترخي بجلوسها/طبعاً الزواج غير العزوبيه انا اعلمك..
اخذت عبائتها بعدما وضعت عطرها وهاتفها في حقيبتها/انا طالعه زياره لاماني عازمه البنات يا قلبي، اذا طلعتي من الغرفه قفليها
اتسعت عينيها بدهشه/صدق ماتستحين!، تطلعين وانا عندك
أشارت بيدها وهي خارجه/سلام ، اذارجعت بسهر معك لا تخافين باي
شعرت بالملل يعاودها، وقفت وهي ترى الثلاجه إتجهت إليها لتأخذ علبة مياه معدنيه..و تفاجأت بصندوق الكليجا!
فتحته بحماس لترى ما كُتب عليه من الداخل [حالف قبل موتي أرد إعتباري ,,
والله ما أموت و خاطر الأحلام مكسور]
إستغربت مما وجدته مكتوب،هنالك شيء يحدث في الخفاء وهذا قطعياً ليس خط ليال!!
إذاً من ؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخمسون
منذ اسبوع فقط فقد ابنة اخته الوحيده، نزل من سيارته الجيب وهو يحاول الثبات قبل رؤية طفلها الذي أوصته ان يطمئن عليه ما دام حياً..
وجد باب المنزل فاتحاً على مصراعيه كان سيضغط الجرس و لكنه سمع اصوات اطفال في الجوار!!
الصغيره تنادي ذلك الطفل"عبود".. يريد ان يراه عن كثب، ولكن السائق خرج من غرفته بعدما صوت الاطفال يقترب من الباب..ليتفاجىء بهذا الرجل الوقور و يتضح على هيئته النبل ظن انه يعرف العائله فلزم صمته مراقباً!
ابتسم لإقتراب الطفل واخته/تعال بابا عبدالله
بادله الإبتسامه وهو يرتاح لملامحه الهادئه ونظرته الحانيه/انت جدي؟!
حرّك رأسه بالإيجاب بعدما عرفه فصورته معه من أمه لينثني لمستواه يحدثه/ايوه انا جدك..كيفك عبادي؟
اتسعت ابتسامته واقترب منه وعانقه بصمت..،
تفحص ملامحه.يبدو مشابهاً لمها بشكل كبير، أورثته معظم ملامحها ماعدا الأنف، كيف لهذه الدنيا ان تشتت الناس هكذا..سامح الله مها و غفر لها ما فعلته..مالذي يجبر إحداهن لتسلك طريقاً أعوجاً مخالفاً لكل ماهو في صالحها لمجرد وهم الإستقلاليه واختيار تحديد المصير ولو بشكل خاطىء و متهور!!!
شعر بخطوات خلفه وصوت جهوري/نعم يا عم؟!
تركه عبدالله ليسابق اخته ناحية فيصل/عمي فيصل
ابتسم وهو يُخرج قطعتي حلوى من جيبه و يقدمها لهما بعدما عانق كل منهما/يلا حبايبي روحوا دااخل عند جدتكم، مايصلح الصغار يطلعون الشارع يلا
دخلا مسرعين ليلتفت فيصل لذلك الرجل المحترم الذي يقف هناك/حياك الله يا عم تفضل المجلس ،فنجال قهوه طال عمرك
ارتاح لرؤيته وتعامله مع الاطفال كوالدهم/زاد فضلك يا ولدي بس انا جاي ادور لي بيت ناس و ضيعته
فيصل بإلحاح/يا عمي جابك الله ضيف عزيز طلبتك فنجال قهوه بس و نشوف لك الناس اللي جاي تدور عليهم
بعد تفكير قصير قرر ان يوافق لعله يتعرف عليه و يصبح يتردد عليهم من فترة لأخرى لرؤية عبدالله ...
.
،
.
خرجت من زياره عند رفيقتها القديمه أماني وهي ترى ساعتها تبقى ساعه ونصف قبل المغرب، تستطيع إحتساء فنجان قهوه عند ام عزه على عجاله ، أرسلت رساله لعزه حتى تخبرها بالعنوان ،لحظات ليأتيها الرد ..ابتسمت وهي تخبر السائق بالعنوان..
،
.
دخلت المطبخ مع عزه على عجاله/يا ويلي مو تقولين ما قالت بتجي اليوم!!
عزه/والله يمه ما حددت! تلقينها لقت نفسها فضت وجات
فتحت الثلاجه/يا رب وش نقدم لها
ابتسمت/روقي نفسك يا قلبي، فيه كنافه و شوي بقلاوه و بيوي معها حلى سريع هاللحين وبيمشي الحال،هي ماعطتنا موعد فلا تخافين ماراح تستنكر
.
،
.
عاد للمنزل وهو يستغرب ما عرفه..!!
جلس في الصاله قبالة التلفزيون و تفكيره يأخذه لأحتمالات متعدده..
حضرت هوازن و معها كادي وهن يتبادلن اطراف الحديث لتراه هوازن يجلس هنالك و يسرح و يداعب سُبحته/مهند! من متى رجعت؟!
رفع رأسه لهن بوجه خالٍ من التعابير/من شوي جيت..بنات بالله ابي قهوه راسي مصدع
الكادي بابتسامه/هاللحين اجيبها،استريحي هوازن
ذهبت كادي و جلست هوازن بالقرب منه وهي تعرف أين كان اليوم/ها قلبي بشّر !
مسح على وجهه وهو يجيبها بنفس صدمته/رحت المكان اللي حمد يشتغل فيه..و عرفت ان الرجال ما داوم ومسجلينه غيابه من تاريخ سفره اللي قالته كادي للآن!!!
استغربت/بسم الله،وين راح؟!
مهند بضيق/عيال عمه كلهم اكدوا لي انه مسافر لكن ما صدقتهم،. و بطريقتي سألت عنه بالجوازات وعرفت ان وجهته هونج كونج من تاريخه
استغربت اكثر/وش موديه هناك كل هالمده؟!!
تنهد وهو يحلل موضوعه و ردود اقاربه/إذا على كلام ربعه و العمل معناته الرجال ما تزوج على كادي، لكن فيه شيء غريب حاصل
احتارت اكثر وقلقت على مصير كادي/لا يكون حمد مات بس؟!!
فرك جبينه بضيق/الله يستر ، حمد ماهو رخيص عندي وبديت اقلق عليه بعدما شفت اهله!
سمعوا صوت والدته وهي تناديها/كاادي يمه شفييك؟!!
قفز من مكانه وتبعته هوازن الى صوت الصراخ ليراها قد اغمي عليها.عرف أنها سمعت ما قاله..مجنونه أتحبه حد ان تفقد انفاسها حين تسمع به؟!!!
.
،
.
مضت ربع ساعه من الأحاديث، وقفت ام وليد/رايحه ازين لنا ابريق نعناع يحبه قلبك جايني من الزلفي
حاولت ان تثنيها/لا يخاله يكفي شاي وقهوه مابي اتعبك
بإصرار/انا حلفت لتذوقك نعناع الزلفي..مالك رووحه تووك جاايه!!
ضحكت عزه/الوالده حكمت خلاص..
لم تنتبه لحركة بتال الذي دخل و بيده عصير ولكن ليال انتبهت له لتناديه/تعال بابا سلّم
بابتسامه/يا بنت الحلال اذا صحى من نومه يقعد ربع ساعه معصب اتركيه عنك
وقفت وهي تتجه إليه لتلتقطه/مو على ليال، كل البزارين اعرف لهم شايفه كيف هاادي؟!!
رفعت يديها/نصيحه اتركيه قبل يقلب
جلست به في حضنها بدا هادئاً وهي تحتسي القهوه قليلاً ولكنه حرك رجله للطاوله لتندلق بعض القهوه عليها/افااا كذا تفشلني يا بتال؟!!
دخلت ام وليد وبيدها النعناع، وهي خجله من فعلة بتال/اثاري بتال صحى من نومه؟!! لا بالله ازعجنا
وقفت ليال مبتسمه/عادي يا جماعه مل البزارين كذا ، وين الحمام بغسل !
بخجل مما حدث/هناك بهالجهه يسار خذي راحتك .
،
.
،
دخلت دورة المياه و بدأت بغسل بقعة القهوه الصغيره وجففتها بمناديل ومن ثم رتبت نفسها و اخرجت عطرها من حقيبتها ورشت منه بعد رائحة الصابون..،
رتبت شعرها و شكلها وخرجت وهي تحاول ان تذكر اي جهة جاءت منها، لتتجه ناحية صوت الطفل بالتأكيد من هنا..!
تفاجأت بممر ضيق و مخرج لساحة المنزل لتعود و تتفاجىء به يقف أمامها لم تصدق كادت تصرخ و لكنه أغلق فمها بيده/لا تخافين ما ألاحقك..هذا بيتي ،انا اخو عزه موظفتك..
شعرت بحرارة الدمع في عينيها حاولت إبعاد يده عن فمها ونجحت وهي تحاول ان تبتعد/لو سمحت!
اعترض طريقها وهو يتأمل الأناقه و عينيها الغارقه في كحلها الناعم/تذكرين وانا اقولك بالحفل بشوفك؟! ظنيتيني حلم صح؟!
توقفت وهي تحاول ان لا تصرخ وتتحدث من بين اسنانها/ابعد عني..
ابتسم/مستحيل أبعد لو اموت وانا احاول.
توقفت عند جملته ورفعت عينيها وهي تنظر إليه بحرقة قلب/وبعدين يعني؟!
بجديه/ليه تقولين لي لا تعلم اخوي بشيء عن خطبتي او اي شيء..كنتي مخططه على قتلي؟!! توافقين علي من جهه وتنحاشين من جهه و تقفلين جوالاتك؟!!
رفعت يدها بصفعه ليصمت/رشا ماهي حي الله بنت علشان تسوي بها كذا؟! ليه تلاحق الينات وانت متزوج ولا تنكر شفتك معها؟!
لم يشعر بصفعتها و لكن استغرب و ظن انه عرف السبب/كنت حاس ان رشا بتخرب علي كل شيء..
استنكرت رده لتحاول دفعه عن طريقها/لو اعرف انك زوج صديقتي ما صار اللي صار.
ابتسم بخبث وهو يتمعن في العينين و انسدال الشعر/قصدك كان ما حبيتيني؟!صح؟
تلفتت حواليها بخوف ان تراها والدته او اخته ولكن من الغرابه ان لا احد افتقدها/غبي..ابعد عني لا تجي أمك
اقترب قليلاً ليخيفها/خليها تجي،خلي العالم كله يجي، ماعلي من احد
ابعدت خصلات شعرها عن وجهها لتجمعه على كتفها بتوتر/انا بتزوج واحد ما يسوي تمثيليات و يتعمد يتصيد لي. و هو متزوج صديقتي بعد..وليد ابعد عن وجهي قبل اصرخ هاللحين واسوي لك فضيحه
اتسعت إبتسامته بحماسه/تكفين اصرخي خلي امي تدري و اختي و اهلك انا ابي هالتمثيليه تنتهي بسرعه مافيني حيل امثلها للنهايه،
استغربت تصرفه و حديثه،لم تعلّق فهو فاجئها بجنونه!!
قرر ان يريحها قليلاً/على فكره رشا اختي من الرضاعه،رضعتها امي مع اختي عزه..و متزوجه واحد كوردي من العراق اسمه وليد و ابشرك تو جابت ولد.
ارتخى كل عصب مشدود بعد الذي عرفته، لم تصدقه وهي تراه يُخرج هاتفه و يريها صوره تجمع رشا بزوجها و طفلها،لا تدري هل تبتسم ام تبكي/حابه ارجع البيت
لاحظ انهيارها الواضح ليمسك بيدها/ليال !
ردت بضيق وهي تحاول سحب يدها/بتزوج غيرك،يرحم امك خلاص، اعتقني منك.
رحم انهيارها و محاولتها التماسك، ظل ممسكاً بها/انتي انهبلتي؟! مرتين توافقين علي، تظنين اني غبي برضى تروحين لغيري بسهوله؟!!
رفعت حاجبها وهي تمنع بكائها/وش بتسوي يعني ؟هاه؟! انت ضعييف..مابيدك حيله لو بيدك حيله منت حاشرني ببيتك هاللحين و الله اعلم لو متفق مع احد بعد، لأنك ماتقدر تسوي شيء بدون احد.
شدها بشعرها بقوه ثم اغلق فمها بيده الأخرى/لو ماني حالف و الحلف عند الله عظيم و الا كان صارت علوم يا ليال..و كلامك هذا بتدفعين ثمنه و بتشوفين بعينك وش سوى وليد ..انقلعيي من وجهي
صدمها حديثه و احمرار عينيه و شده لشعرها بعنف كيف يسمح لنفسه بكل هذا، لم تستطيع الرد و استغربت كيف قالت له تلك الكلمات؟!.. تركت المكان له و هربت..بدون أي رد
تعذرت منهن و خرجت من منزلهم مسرعه...،
راقبها بعيني الوعيد حتى خرجت،ستدفع ثمن ذلك كله،.....
↚
ما مر في عمري مراحل "كل عمري مرحله"
في كل عمري كنت طفل وكنت كهل وكنت شاب!
؛
،
دخل المنزل متأخراً الواحد ليلاً ..لا احد هنا و الظلام يعم المكان..نزع شماغه و جلس ينتظر اللاشيء..
حتى الآن لم يبلغه أدهم بأي شيء!!
اعاد تشغيل التلفزيون و ظل يقلب قنواته..ليستقر على احداها ..
الدقائق في الوحده ثقيله ولا لون لها ولا رائحه..هاهي ربع ساعه تمر كالدهر !
لا يصدق ان سنوات العمر كلها مضت في العمل فقط..جفاف ووحده!!
سمع صوت احد الاطفال ينزل من الأعلى وهو يلهث و ينادي/جدتي!
رآه يتعثر اسفل الدرج ليذهب إليه بقلق بعد رؤية دموع خوفه/عبود وش مصحيك هالوقت؟!
اشار للأعلى وهو يبكي/ماما تبي جده
استغرب/ليه؟!
أشار لقدمه/طلع من رجليها دم كثيير وهي تبكي ماتقدر تمشي
وقف وهو يطلبه بدون تفكير/تعال وصلني غرفتها، جدتك نايمه
وقف معه و صعدا للأعلى بعجله!!
.
.
ببكاء مكتوم حاولت إخراج الإبره من قدمها و لكن دون جدوى كانت قد تغلغلت داخل قدمها من الأصابع ويكاد يشلّها!! ظهور الدم لم يكفي لتخرجها
الأمر يزداد سوءاً رغم صبرها الذي إعتادت عليه، لم تستطيع كتم بكائها هذه المره!!
سمعت صوت خطوات ثقيله ليست لأبن زوجها خافت/عبوودي! وين رحت؟
دخل عبدالله وهو حزين لمنظر دموعها/ماما خلاص لا تبكين عمي فيصل جاء
تنهدت وهي تحاول لملمت شعرها المنثور والوقوف/ليه تناديه يا قلبي قلت جده مو عمو، روح قوله خلاص طابت
بدموع/بس انتي ما طبتي ماما شوفي دمك
ناداها من خلف الباب/سلطانه وش صاير لك؟
حاولت إيقاف بكائها لترد عليه ولكنها عجزت و عجزت حتى عن الوقوف لتسقط مجدداً و تصدر اهاتها...و خوف عبدالله الذي ظل يناديها
هنا تجاهل كل شيء ليدخل،بعد بكاء عبدالله الذي أخافه على ما أصابها، ليجدها ملقاة على الأرض و قدمها متورمه من جهة الأصابع، بشكل مرعب!! /اخو جوزاء!!! سلطانه وش فيك؟
لم يكن ينقصها هذه الليله من الألم ليدخل عليها فيصل رغم كل محاولاتها و حرصها على التهرب من مواجهته حتى صدفه في هذا المنزل، تحترم فيصل كثيراً لذلك تخجل منه..لم تعد تحتمل بعد رؤيته يمسك قدمها وهي متكشفه هكذا/فيصل انا بخير اطلع برا..
رفع حاجبه بدون ان يلتفت لوجهها/يا بنت الحلال فاهم بس انتي تعبانه بالحيل، محد موجود غير امي تحت وماتقدر تسوي لك شيء..و جوزاء ببيتها
ابتلعت ريق الوجع والخجل و الخوف معاً..،لتصرخ وهو يحاول رؤية عمق جرحها/وش دخل برجلك.
بوجع/إبرة خياطه كانت ضايعه مني وجلست ادورها مالقيتها لين دخلت برجلي و انا ادورها
عرف الآن عمق المشكله و حجم صبرها و رجفتها و تنهيداتها، تركها و دار بعينيه في الغرفه بشكل سريع ليرى الشماعه اخذ عبائتها و شالها/لازم نلحق عليك بسرعه جرحك غاير والإبره داخل.
إستسلمت للواقع ستموت من شدة الألم، باتت تفتح وتغمض عينيها بإرهاق مع نزيف الدم المتقطع حتى اغمضت عينيها..!!
انتظرها تتجاوب معه ولكنه تفاجىء بجمودها و صوت عبدالله وهو يقول/ماما نامت
إضطر ليلتفت إليها ويقترب من وجهها ليرى تفاصيل ملامحها الغارقه في دموعها و عرقها رغم برودة الغرفه!، صفعها وهو يناديها/سلطانه ؟ سلطانه !
بدون تردد لفها بعبائتها و حملها بسرعه لسيارته وهو يوصي عبدالله/عبودي سكر غرفة ماما وروح لأختك وخلك مؤدب لا تخليها تصحى
كان سيلحق به ولكنه توقف مع إلحاح عمه ظل ينظر ليدي تلك الإنسانه اللطيفه وهو يتذكر طلبها منه وهي تداعب خده و رأسه "ثاني مره لا تناديني عمه، قولي ماما"
كانت هي من تجلس معه معظم الوقت وتتحدث معه بعكس الجميع مشغولين!!
عاد لغرفته مع اخته ليعمل بوصيته..
.
.
،
في جلسة تحت الشمس المشرقه صباحاً في حديقتها،
تضع طفلها بجانبها في سريره المتنقل وهي ترتشف قهوتها و تتتبسم لحركات يديه التي بدأت تحاول مسك الأشياء!
نظرت لساعتها تشير للسابعه والنصف متباطئةً خروجه من الغرفه، فتذكرت ان اليوم عطلته الخاصه..
تنهدت و تابعت إرتشاف قهوتها بهدوء..
خرج من الحمام مستغرباً خروجها من الغرفه بهذا التوقيت.. رن هاتفه برساله ليتجه إليه في المكتب خارج الغرفه، وانتبه لتواجدها في الحديقه من خلال شرفات الزجاج العازل!!
وقف يراقبهما من بعيد و يرى إبتساماتها لطفلها الذي حملته ووضعته يرتاح على صدرها لا يرتدي سوى بربتوز ابيض!
لم يستطيع الصمود بعيداً وهو يراه خرج لهما/صباح الخير
إلتفتت إليه بشبح ابتسامه/صباح النور، تبي فطورك هاللحين و الا تنتظر شوي؟
اشار بالنفي/بعدين
ثم إقترب منها كثيراً ليأخذ طفله وهو يحدثه/متى بتكبر هااه؟! ليه طالع من غرفتك بهاللبس!!
ضحكت/بلا غيره، على كيف ولدي ينبسط و يسوي اللي يبي
جلس وهو يداعبه/طلع صدق يا راكان ما يدلع الولد إلا أمه!..خذ راحتك يابوك قبل تكبر وتتزوج و تشيل الهم.
فهمت مقصده وتجاهلته وهي تسكب له قهوته/وش صار على دعوة الشركة الامريكيه؟! بتسافر؟
أعاد الطفل الى سريره و وضع المظله عليه عن الشمس وعاد لمكانه واخذ قهوته/اظن لازم اسافر.
تمنت لو يقترح ان تسافر معه، ولكن ذلك مستحيلاً بعد الذي حدث...
تحدث بعدما تذكر شيئاً/وش بغيت اقول، ترى اهل فيصل الراشد بيجونكم نهاية الاسبوع...
استغربت/بس ما اتصلوا بي؟!
بنفس هدوءه إرتشف قهوته/مو شرط ..اتصل بي فيصل وهذا يكفي..
عادت لتصمت وهي تبحر في فنجانها،لم يعد هنالك ما يتحدثان عنه، وهو يلتهي بهاتفه عنها حتى في هذا الوقت الباكر من الصباح..!
تعرف ان مافعلته والدة فيصل بعدم الإتصال بها مُستقصداً، هي لا تريد التواصل معها..تلك العجوز لم تنسى الماضي بعد !...كان الله في عون ليال.
.
.
،
جلس ينتظر خلف الستار وهو يسمع صوتها المبحوح وهي تناديه، تجاهل كل شيء وهو ينظر لساعته، ثم سقطت عينيه على أشعة قدمها ليرى انغراس الإبره مابين عظام مشط القدم لم يستطيع البقاء وهو يسمع صوت وجعها ..!
خرج للممر الذي أمام الطوارىء وظل ينتظر انتهائهم...
مرت الساعه والنصف و بعد تحويلها لغرفة عمليات معقمه حضرت موظفة الإستقبال تناديه/فيصل الراشد؟
رفع رأسه من إتكائه على يديه/نعم أنا
الموظفه/الدكتور يناديك
رتب شماغه وهو ذاهب إلى الغرفه المقصوده، دخل بطلب من الطبيب، الذي وجده يقف عند طاولة الضماد و يخلع قفازاته/بشر دكتور
إلتفت إليه وهو يتحدث بجديه/الحمدلله كل شيء تمام طلعنا الإبره و خيطنا الجرح بس عاد يبي لها تقعد تحت الملاحظه هاليومين عندنا
إرتاح/يعني زال الخطر ما تضررت قدمها؟!
بابتسامه/والله يبي لها وقت علشان تمشي عليها لازمها عكاز فتره لأن عضلات القدم مخيطه مثلما انت عارف الإبره كانت منغرسه بشكل غريب داخلها.. حالياً نامت بعدما دخلها البنج، الافضل ترتاح بعد كل هالوجع..سلام
بنفس هدوءه/سلام..
خرج الطبيب بعدما أوصى الممرضه بعدة ادويه لها...
وقف يراقب الممرضه تنتهي من عملها و تخرج، لفتته تلك النائمه و رموشها التي ذبلت من الدموع ، تبدو جميله و هادئه، حتى في قمة تعبها، تسائل كيف يخون أخيه ولديه مثلها؟!!!ثم تسائل لماذا رفضته هو ؟!
تذكر نفسه و موقفه الغير مناسب ليخرج وهو يحاول الإتصال بجوزاء..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والخمسون
العاشره صباحاً..،
مازالت في سريرها..لم تذهب للعمل و اخبرت نائبتها بعدم حضورها في رسالةٍ نصيه..
حتى الآن لم تصدق ما حدث البارحه، كان أشبه بحلم!!
من أين تأتي المواقف الغبيه و ردات الفعل المشوهه؟!!
كيف يسمح لنفسه بلقاءها خلسه؟
لم تكن تتوقع ان تؤدي أمامه دور الغبيه!
لم تتوقع ان يكون وليد بتلك الجرأه!! مالذي حدث ليتغير هكذا؟!!
تذكرت حديثه عن أخبار رشا و بأنها أخته..!
هذا الدنيا جداً صغيره..الآن رشا باتت تجمع عدة ثقافات، لم تتوقع ان تتزوج رشا، ماذا فعل بها ذلك الكردي...إبتسمت وهي تتذكر أحاديث ومواقفها مع تلك الصديقه، ...
رن هاتفها برسالةٍ نصيه لتفتحها بإرتباك بعد معرفتها بأنها منه، لابد و أنه نسي نفسه ليرسل هكذا كلمات!!!
أعادت قراءتها مرةً أخرى لتتأكد بأنها لا تحلم [ابي تحرصين على نفسك مني حتى لو صدفه لا اشوفك، المره الجايه إذا شفتك ، صدقيني ماراح اعتقك مني، وهذا وعد]
ارسلت له في الحال؛ [ضعيف!]
رد في الحال؛ [نسيت اقولك البارح، كلمي أدهم و قولي له انك غيرتي رايك و ارفضي الشاب اللطيف اللي متقدم لك، مابي اتمشكل مع أحد].
عقدت حاجبها لتعتدل جالسه في منتصف سريرها وترسل له ؛ [فيصل عاجبني، ليه أرفضه؟!.]
أرسل ضحكه طويله وبعدها؛[لو صدق عاجبك ما جلستي تناقشيني فيه!....خليك من عنادك وتصرفي صح لو مره ..حذرتك"مابي اتمشكل" ]
ظلت للحظات تتخيل يديها تمسك بغير يدي وليد..!
رجلٌ غيره؟!! يعني شعور ميت ، حياه رتيبه و نهايه معروفه!
لا تستطيع تخيل ذلك..
تذكرت جرأة وليد و إحمرار عينيه بعدما نعتته بالضعف،
هو من دفعها لوصفه بهكذا وصف،هو لم يخطو خطوه حقيقيه تجاهها،ظل ينظر من بعيد في إنتظار السماء تمطر لقاءاً..!
كان يجب ان يفعل شيئاً لتكتمل علاقتهما، لا ان يتعامل بتلك السلبيه!!
سمعت طرقات الباب ومن ثم صوت انفتاحه ...،
دخلت ووقفت متكتفه عند الباب وهي تراها تجلس في منتصف سريرها و يتضح انها نامت كثيراً، لتنطق بالإسبانيه/فينالمنتي!! صح النوووم!!
زحفت و تركت سريرها لتغسل وجهها/من امس وانتي تنطين بغرفتي وش عندك؟!
دخلت وهي تنظر لهاتفها بجانب وسادتها و تتبسم بخبث/أبد والله حبيت الكليجا اللي بثلاجتك وجايه آخذ منها بعد.
تركت غسيل وجهها و خرجت لها بدون ان تجففه/وشو؟! فتحتي ثلاجتي؟!!
مثلت الإستغراب/شفيك محسستني فاتحه درجك الخاص!! كلها ثلاجه
اقتربت منها وهي تزم شفتيها/انتي فاهمه وش اقصد!!
اتجهت للثلاجه/اقصد الكليجا مافيه شيء غيرها
أوقفتها وهي تفهم تلميحاتها/نيفو بلا استهبال، خلاص يالبزر ، فهمت انك قريتي المكتوب.
بإبتسامه جانبيه اقتربت وهي توكزها/هاا وش السالفه؟! منهو؟!
إتسعت عينيها/شدراك انه رجال يمكن وحده من زميلاتي مسويه مقلب.
صغرت عينيها/ماشفتي وجهك شلون تلون اول ما جبت السيره!! انطقي بس عساه فيصل؟!
عادت لتكمل غسل وجهها و تجفيفه/مش فيصل.. وش يعرفني فيصل اصلاً!
اقتربت بترقب/يعني واحد ثاني؟!صح؟!
إلتفتت إليها بتملل وهي تعود لتجلس في سريرها بهدوء/اكيد يالذكيه بيكون واحد ثاني دامه مو فيصل..
تفاجأت من إجابتها/تعترفين انك ..
قاطعتها وهي لا تعلم ماذا ستقول/لا و مالك دخل يا نيفادا..براا
عقدت حاجبها/ماني طالعه لين أفهم تبين فيصل صدق و إلا الدعوه بالنسبه لك تحصيل حاصل..؟!!
استغربت سؤالها/وشو اللي تحصيل حاصل وش هالخرابيط؟! لا تتكلمين بمواضيع اكبر منك؟! "من احب ومن بتزوج هذا شيء يخصني"
ردت بجديه/لا والله إلا شيء يفشل و يحط القيمه كونك تعرفين رجال ماهو زوجك ولا محرمك، ولا تقولين لي اسكتي انتي صغيره! الصغير هو اللي مايعرف حدود الله، ولا تقولين احبه وشعور إعجاب تكفين لا تطيحين من عيني يا ليال،
لاحظت جديتها ولمعة عينيها لتتجه إليها وهي تشدها من عضديها وتنفضها/انجنيتي انتي؟! تظنين إني بعد هالعمر بصاحب واحد بحجة احبه؟! اجل ليه ارفض الخطاب؟ لعانه مثلاً؟!
ضغطت على رأسها وهي تحاول ان تمنع دموع صدمتها/طيب فسري لي اللي مكتوب بالكرتون، طلعيني كذابه انا ابي اقتنع.
تنهدت وهي تتركها وتتجه لسريرها وتجلس على طرفه وتحاول ان تهدأ، لن يتركها وليد و شأنها..! تذكرت البارحه وزادت رغبتها في الإقتصاص منه/قصه طويله وأصلاً ماله داعي تعرفينها.
جلست وهي تحاول ان ترتاح/وشو اللي ماله داعي؟!!! القصه طويله! يعني لها زمن ماهي توها!!! قولي لي يا ليال مابي انصدم فيك بعد هالعمر
رفعت ناظريها لها،بداخلها نزاع لا ينفك قلبها يأمرها و عقلها ينهاها..و من الواضح ان لا فرار من نيفادا/نفختي لي قلبي يا نيفادا
بإصرار/مافيه فكه
،
.
،
يقف في المطار ليودعهما..لا تخفاه نظراتها التي يتحاشاها كثيراً.. امسك بيد تركي/توصلون بالسلامه. سلموا عالاهل قدامكم
بابتسامته/الله يسلمك، يوصل ان شاء الله..سلام
اخذ تركي الحقائب ليذهب و وقفت هي أمامه متسائله عن تصرفاته،بنبره محببه/كان ودي اجلس معك هنا، أو عالأقل اودعك بشكل ثاني، بس اخوي معي!
رفع حاجبه مستنكراً لحديثها/كيف بشكل ثاني؟!
تفهم انه غبي ويجهل التعامل مع الجنس الآخر و تجزم ان لا علاقات سابقه له،اجابته ببساطه/اضمك مثلاً..
بإبتسامه/ملاحظ انك جريئه معي!
هي نفسها لا تعرف كيف تخرج تلك الجرأه أمامه و لكنها أحبتها لغرض في نفسها/في واحد يقول كذا لزوجته؟! عموماً لنا لقاء وان شاء الله العيد يكون موعدنا..منتظرتك
تذكر ان علاجه ينتهي بنهاية رمضان/خير ان شاء الله
امسكت بيده متعمده لتضمها بكفيها بنعومتها/ان شاء الله يا قلبي..ان شاء الله.
لاحظ وقوف تركي بعيداً ومتمللاً/تركي استنى واجد ، يلا بحفظ الله
تركت يده وعينيها تودعه/استودعتك الله..
أخرج عقب سيجارته وأشعلها لتجعل من صدره رماداً ، وقف مكانه طويلاً ينتظر مغادرتها حتى اختفت عن ناظريه، تغزوه بلا رحمه وتعلّقه على حبال الهوى ، تجعله يكره تلك اللحظه التي قرر خطبتها بها...بريق عينيها يخبره بصدقها، ولكن لا يجب ان تتأمل كثيراً تلك الحالمه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والخمسون
في أحد مولات العاصمه..،
خرج من احد المحلات و هو غير راض/يمدينا نروح لمحلات ثانيه، بتروح معي معتصم والا تعبت؟!
استغرب ليرد بلهجته السودانيه المُحببه/يا زول صار لينا ساعتين من محل لمحل، و إنتا حتى ما قلت لي شنو ناوي تشتري بالزبط!!
ابتسم من انفعاله/ابداً طال عمرك، اتفرج بس ابي اخذ فكره
نزع المعتصم نظارته الطبيه وهو ينظر إليه بتعجب/كل دي الزحمه و المشاوير و ما عايز تشتري؟!! وليد انا ماني فاضي زيك عندي اجازه يومين وانت ضيعت علي يوم في السوق
بنفس إبتسامته/ولا يهمك..هاللحين بعوضك و بغديك بأحلى مطعم ..بصراحه مدحوه لي وابي اجربه انا وياك و نحكم عليه شرايك؟!
عاد ليلبس نظارته/بعد شنو؟! سديت نفسي دور لينا حاجه تانيه
ضحك/ماهو بكيفك انا حجزت طاوله، يلا مشينا ، بنتعشى و بنروح لبعض المحلات بعد
امسك بيده المعتصم وهو جاد فيما يقول/تعال قول لي لا يكون ناوي تعمل بزنس من ورايا، انا بديت اشك بصراحه اعترف
امسك بيده وهو يشاكسه بالحديث/يا رجال بسوي بزنس وش كبره، وش استفدنا من الطب غير الشيب و التعب؟!تعال اعلمك بكل شيء احسن علشان تكون على بينه معي.
ذهب معه مستغرباً لا يصدق ما يتحدث به وليد..!!!!!
.
،
.
خرج من مكتبه وهو يأمر السكرتير بإغلاقه، تذكر شيئاً وعاد إليه/اسمع أكدت حجزي على الخميس؟
وصع اوراقه جانبا. وهو يجيبه/تم طال عمرك، على الساعه اربعه بعد العصر..
ابتسم على حماسه يعلم انه جديد في العمل بمكتبه الخاص بعدما اخذ سابقه إجازه/إسمع يا محمد كلمة "طال عمرك" هذي ماحب اسمعها..مفهوم؟!
بادله الإبتسامه وهو تعجبه شخصيته و تواضعه/ان شاء الله دكتور أدهم
حاول تذكر شيء/انت تعرفني؟، اظن سبق و تقابلنا صح؟!
فرح بذاكرته التي إنتقته/كنت طالب عندك في الجامعه، و كل الدفعه تذكرك بالخير
ابتسم للذاكره الجميله مع طلبته و حزن في ذات الوقت لمرور كل ذلك الوقت وحيداً و مازال/ما شاء الله يعني جمعتنا الدراسه و جمعنا العمل، اتمنى تكون عند حسن الظن..
بسعاده وحماس/ان شاء الله دكتور
بابتسامه لا تكاد تتضح/ طيب يا محمد كمل شغلك و بالتوفيق..
نزل متجاهلاً احاديث الموظفين و بعض من ناداه ركب سيارته و انطلق بها، يالله كيف لموقف بسيط ان يُشعرك بكل تعب السنين في لحظه واحده..مضت الاربعون ثقيلةً جداً.. لا شيء مميز بها..سوى أن طفله الأول زينها بقدومه..
نظر للمرآه العاكسه وهو يرى عينيه،كم تحتفظ بالخدوش التي شوهت ذاكرته و عجز كل شيء عن ترميمها..
حتى تغلغل فيه اليأس و جعلته يؤمن ان الذي لم يحصل عليه في الثلاثين لن يحصل عليه في الأربعين..و لا حتى اخر يوم في حياته.. عليه ان يستمر فقط بالتنفس حتى اخر نفس..بلا حياة!!!
.
،
.
بعد يوم على الأحداث السابقه..،
رن جرس شقته ليترك جهاز المشي الذي بات يستخدمه كثيراً..اخذ منشفته الصغيره ليجفف حبات العرق.. واتجه ناحية الباب ليفتحه مستغرباً من سيزوره في هكذا وقت ؟!!
فتح الباب ليراها تبتسم له/هااي نايف
تسمر مكانه ظن انها لن تعود/أولينا!
دخلت و هي تحمل البيتزا/يو آ هانقري رايت؟!
اغلق الباب و دخل ليجلس وهو يراقبها تأتي بعلب المرطبات و تفتحها له و تفتح صناديق البيتزا/وين كنتي؟!
بابتسامه تخفي اشياء/وذ قيرل فرند..بس انا ما هبيت اتركك
نظر إليها مستغرباً تصرفاتها،غابت فجأه ثم عادت !!/ثانكس
تسائلت بفضول/وين يور سستر شهد؟!
اكل قطعة بيتزا صغيره ليجيبها/سافرت للسعوديه من كم يوم
ابتسمت وهي تتذكرها/شي واز سو كيوت اند بيوتيفل..
تباً كان يحاول ان ينساها في الأيام الماضيه ولكن تأبى ان تغيب عنه!!، اخذ علبة السجائر من فوق الطاوله و خرج للشرفه يدخن سيجارته التي باتت جليسته وحبيبته..
تركت البيتزا لتلحق به و تقف بجانبه على الشرفه/فيه بروبلم؟!
ابتسم بتملل وهو ينثر رماد سيجارته خارج الشرفه، و ينفث دخانها في وجهها/أولينا ممكن اروح معك بكرا للكولج اللي موظفك معلمة عربي فيه؟!!ودي اشوفه
لم تفهم و لكنه تحدث عن المعهد/نو عندي عمل .. انتا عندك اكسرسايسس كتير
لاحظ تهربها و من ثم اخذها لعقب سيجاره آخر لتصد عنه و تنظر للمدينه و هي تدخن..!
ظل يتأمل ملامحها جيداً..لا يدري لماذا اليوم ولكن صورة شهد تأتي بينه و بينها الآن،
ترك التحديق فيها و قرر تدخين سيجارته بصمت كما تفعل دائماً..
هنالك اشياء كثيره أهم و عليه العمل عليها.. منذ فتره يريد الحديث مع أدهم ولكنه ينسى.. شهر رمضان اقترب لابد ان يتصل به يهنئه ويتحدث معه عن كل شيء..
.
،
،
.
انتهت من أناقتها بلمسة عطر.. تأملت نفسها للحظه من المريح انها فقدت وزن الحمل واستعادت جسدها السابق، غير ان هنالك اختلافات بسيطه زادتها انوثه..
لا تعرف كيف سمح لها أدهم بالخروج لحضور المناسبات.. لكن من الجيد انه لم يحبسها عن كل شيء..
كل يوم تظن انه سيهدأ و يتراجع عن عقابها ،يزداد صدوداً..
مرتاحه ما دام انه ينام بنفس المكان و ان لم يكن بجانبها و لكن الخوف من ان يتركها فور عودة أخيها..ذلك الذي تخشاه حقاً..
دخل بدون ان تشعر به بعدما رأى الباب مفتوحاً، كاد يتكلم ولكنه صمت وهو يراها بكامل اناقتها بفستان اسود قصير ذو فتحة صدر واسعه، يشد من عند ركبتيها و اكمام طويله، وتسدل شعرها كاملاً مع رفع طرفه من اليسار، لاحظ تمرد اطراف شعرها التي تلامس اردافها إزداد طولاً عن السابق..
رن هاتفها لترى انها لا تعرفه وهو غير مسجل، لذلك تركته و قررت الخروج لتراه يقف يتأملها من بعيد عند الباب!!/أدهم!
دخل وهو يحاول جاهداً ان يتجاوز ما يفكر به/ظنيتك برا الغرفه، معليه
بإبتسامة رضا وهي ترى دخوله الغريب/ليه تعتذر هذي غرفتك بعد..
لاحظت عينيه تتخطفها بنظرات لتتخصر بيدها بدلعها/شرايك؟!
دخل حتى وصل السرير/حلو بس مو كأنك بالغتي بلبسك شوي!
بثقه/لا ، يلا تبي شيء قبل اطلع؟
نزع شماغه و رماه على السرير وهو يجلس على طرفه و يُخرج هاتفه ليلتهي به عن النظر إليها/جهزتي لي ملابس؟!
بسعاده تخفيها بعد جلوسه في الغرفه بدلاً من المكتب/كل شيءجاهز يا قلبي و عندك بالدولاب.
رفع ناظريه لها/لحظه
توقفت و استدارت إليه/ايوه!!
نطق بجديه/لا تتأخرين بالرجعه..
ابتسمت وهي تلاحظ تهربه من النظر إليها/بتشتاق لي؟!
عاد ليلتفت إليها/مابي اجلس انتظرك
مثلت الراحه وابتسامتها تتسع/طيب حبيبي
أردف بنفس الجديه/قدرتي تتصلين بعمتي هند؟!
اتضح تمللها من اسئلته، لتلتقط عبائتها و حقيبتها الصغيره/ايوه اتصلت بها و قالت بتجي بكرا على زيارة اهل فيصل، تبي شيء ثاني يا عمري؟
حدق بها قليلاً وهي تقف تنتظر جوابه باسلوب دلعها الفطري، ليعود يتلاها بهاتفه/سلامتك..انا بعد معزوم بلبس و اطلع
تفاجىء بها تقترب و تنحني له ليعانقه شعرها وعطرها قبل قُبلتها التي صافحت خده على مقربه من ثغره، لتهمس/باي حبيبي.
بالكاد خرجت ليحرر انفاسه التي تحتار في رئتيه بوجودها المربك، وكأنها عازمه على قتله بتقربها بعد إعلانه رفضه لها.. فتح زري ثوبه من الأعلى و مسح على وجهه بضيق..
.
،
.
تجلس بصحبة ليال و تتهامسان وهن يحتسين القهوه امام التلفزيون ..
بإصرار/يا ليال طيعيني لا تندمين قولي للشموس خليها تقول لأدهم عن تراجعك
اخذت من فنجانها رشفه/ماراح أتراجع، انتهى
تنهدت وهي تفقد الأمل بها/مافي فايده، ان تركتي وليد بعد موافقتك و بعدما وضح لك الأمور فأنتي غبيه...وبعدين ارجعي اتصلي بـ رشا ليه تقطعينها مره وحده
بتأفف/يا بنتي خلاص يمدي أدهم وصل موافقتي لفيصل...حطيها ببالك مو ليال اللي تتراجع عن قرارها
رفعت حاجبها/ترى هذي حياتك مو لعبه ، وشو اللي ما تتراجعين عن قرار غبي راح يأثر على بقية حياتك... بعدين فكري بفيصل...لا تظلمينه
ابتسمت بخبث وهي ترتشف قهوتها وتتذكر تهديدات وليد/ما راح اظلمه تطمني، فيصل ينحب بعد.
لحظات لتمر بهما/يلا انا طالعه بنات، انتبهوا لراكان لا يضايق ام رواد.
قدمت من المطبخ وهو بيدها/ماراح يضايقني، روحي بس و خلينا نلعب مع ولدنا شوي
نيفادا/ام رواد لا تتعبين نفسك مع راكان خلي شوي لعيالي عاد
ضحكت الشموس/ابتلشنا ببزارينها ما بعد جو.. يلا اشوفكم بعدين
جلست ام رواد وهي تضع راكان في سريره المتنقل/بنات حطوا على العربيه خلنا نشوف الاخبار اليوم مافضيت لها
نيفادا بضيق/افف نفخت قلبي هالاخبار
بإبتسامه/يالله باقي اسبوع على رمضان، اخيراً
نيفادا/اي والله اسبوع!، هاللحين بتملكين برمضان؟! و الا قبله؟! مادري احس مو مناسب
بشعور غريب و تبلد/مو لازم حفلة ملكه عادي لو بالمحكمه..
رفعت نيفادا حاجبها بإستنكار/سلامات!! لا يا قلبي لازم ملكه و حفلة توديع عزوبيه ثم حفلة الزواج يعني زواج على الأصول..غير كذا مااافي
ضحكت/وشفيك ماخذه دور أمي؟!..بعدين انا ماتهمني غير حفلة الزواج الشكليات و البدع اللي قبلها كلها ما احبها..كيفي
تخصرت بدلع/انا بعد اخت العروس و كيفي ، انتي بس ألتهي بحالك و خلي الباقي علينا
ضحكت ام رواد/نيفو شكلك ناسيه انك حامل مايمديك تراكضين منا ومنا..!
نطقت بإحباط وهي تنظر لبطنها/هذي المشكله بس ماعليه بسوي اللي ابيه وبلحق مرادي.
إبتسمت بخبث وهي تلتزم صمتها و تتذكر حديث وليد و رسائله...وتهديده لها إن لم ترفض فيصل!
تذكرت اتصال عمتها/انا بروح لعمتي هند، شهود وصلت، احد بيروح معي؟
ليال/المعذره مافيني اطلع
،
.
،
انتهى من اخذ دواءه تحت انظار أدهم ليبتسم له/هاه تأكدت هاللحين؟! يلا توكل روح مشوارك الله يحفظك
اخذ منه علبة الأقراص ووضعها جانباً وهو يرتب شماغه/متأكد ماتبيني اسهر معك الليله؟!
اشار بيده علامة الإكتفاء/لا.. الليله بنام بدري انت روح و لا تشيل هم
تذكر قبل ان يخرج/صحيح يابوي ورانا موعدك بكرا للدكتور.. و يمكن يسوون لك تحاليل علشان يشوفون نسبة فقر الدم والكلسترول كيف عاد ماوصيك ارتاح
بنعاس واضح/لا توصي..ماعندي غير هالمكان
تأثر من رده ليبتسم/قبل رمضان بيومين بوديك المزرعه يستاسع صدرك وتنبسط هناك وبنشوف رجال مثلك وشرواك..ولا يهمك
هز رأسه واغمض عينيه ليترك له حرية الذهاب .. يعلم ان هذا الشاب يقدره و يرحمه شفقه ولكن لا يجب ان يثقل عليه بعدما استعاد عافيته... ما ابشع شعور ثقل النفس...
،
.
،
اغلقت هاتفها من مهند الذي أخبرها انه وصل المطار و سيغادر الآن ثم اخذت كوبي قهوه وهي تتجه لغرفة كادي التي باتت تعتكف في غرفتها وقليلاً ما تخرج..!
طرقت الباب و لم تسمع رداً جربت ان تفتحه لم ترتاح لصمتها، لتراها تخرج من حمامها/فيك شيء؟!
ابتسمت لها و ذهبت لتقف امام مرآة الخزانه الطويله/مافيني شيء بس مستغربه! مو كأن وزني زايد؟!احس طلع لي بطن!
ابتسمت وهي تقدم لها كوب قهوتها/اول مره وحده تعترف ان وزنها زايد! المشكله ان اكلك قليل يعني!
اخذت كوبها ولم تستسيغ رائحته/وش هذا؟!
ضحكت/كركديه..،وشو يعني شوفت عينك مكياتو
اشمئزت وهي ترفضه/الله يديم النعمه، مو ريحة قهوه هذي،مابي
استغربت/ترى اول ماجيتكم كنتي تسوينها لي و نقعد نشربها سوا!!!
راحت كادي لتجلس/والله صادقه عموماً مادري شفيني لي فتره كارهه كل شيء ومنسده نفسي عن كل شيء، بس اجامل علشان الوالده
استغربت/من متى هالحاله؟!
حاولت التذكر/من شهرين تقريباً..
تحمست/تحسين بغثيان؟!
نطقت بتنهيده/يا كثررر
سألتها وهي مستغربه/متى اخر مره جاتك الدوره؟!
فهمت مقصدها لتضحك/قصدك حمل!! لا احد يسمعك كم لي من زوجي !!
رفعت حاجبها/جاوبيني وبس متى اخر مره جاتك الدوره
اختفت ابتسامتها/اقولك مستحييل انا شهريا ينزل معي دم و اساساً من خمسة عشر يوم ما وقف بس بشكل خفيف.و لي سنين متزوجه يعني بحمل هاللحين ...اأنسي الموضوع
بدأت تشك/الدم لونه فاتح و خفيف؟!
خافت/ايوه مره فاتح و يدوب
بابتسامة ثقه/و تقولين ليه احس بطني منفوخ من تحت!!،مبروك كادي انتي حامل بس روحي حللي بكرا و تأكدي
استغربت/طيب و الدم؟!
بنفس ابتسامتها/حمل غزلاني يا قلبي، عادي ينزل شهرياً دم وانتي حامل ،
زاد استغرابها/و انتي شدراك؟!!! يمه!
نسيت نفسها وهي تجيبها/سبق و حملت..و عندي خبره بهالسوالف لانها مرت علي وسمعت بها
صُدمت!، فالذي تعرفه انها بكر كما اخبرهم مهند!!../سبق و حملتي!!
استوعبت الآن انها ارتكبت حماقه غبيه و ستأتي لها بالمشاكل...، قررت ان تبرر بأي شيء ...،
،
.
سمعت فاتن ما دار بينهما وهي التي قدمت لنداء كادي لوالدتها، لم تصدق ما صرّحت به هوازن لتترك التنصت و تنزل مسرعه لوالدتها..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والخمسون
في قاعة أحد الفنادق الكبرى "مكتضه بالنساء...
تجلس تتجاذب اطراف الحديث مع بعض الصديقات القديمات واللاتي لم يلتقين معاً منذ فتره.. لاحظت نظرات إحداهن لها منذ بداية الأمسيه.. عينيها لا تسقط عنها في كل مره تلتفت إليها..!!
اقتربت احداهن من خلفها و لامست شعرها لتأتي امامها/شووشووو!!
خافت بالبدايه ولكنها عرفتها/اهلييين ذكريات!!!
عانقتها بشوق/محد يناديني ذكريات غيرك ياحبي لك
ضحكت/ذكرى وحده معك ما تفيد..حبيبتي ذكريات كيفك ومتى رجعتي من لندن؟
بابتسامه و نظره فاحصه/بخيرالحمدلله شوفت عينك جيت قبل اسبوع ماحب اصوم رمضان برا السعوديه بصراحه وجاءت عزومة هدوي احلى مناسبه.. انتي ماشاء الله متغيره علي ، ماصدقت مطوله شعرك
ابعدت يدها عن شعرها وهي تبتسم/عارفه لو غيرك كان ضربته ،تدرين ماحب احد يمسك شعري بس تعاندين
ضحكت وهي تغمز لها/لاا عاااد توومتش، حتى زوج الهنا؟! <<ضحكت
ضحكت/مايبي لها مقارنه فرق بينك و بين لمسته الحنينه يالدفشه..
تلفتت وهي تبحث عن اختها بناظريها/ووين هدى تجي تسمع العجايب بس!! ااخ ليتك جايبه راكان تعبت من صوره ابي اشوفه
بابتسامه/راكان مؤدب ما يحب يخرب مشاوير و طلعات أمه... انتي بشريني مني ناويه تجيبين احد غير عزوز ترى صار يدرس
هدأت قليلاً وهي تتذكر ما حدث/كان ودي بس للاسف انا وابو عزوز انفصلنا من فتره.
اختفت ابتسامتها/ليه ماكنتم حلوين،شصار؟!
حاولت ان تتجاوز ماحصل وتتحدث عنه بدون تأثر/تزوج بنت ثانيه ..و انتهى دوري بحياته وبس.
لم تحتمل ماسمعته/كذا؟!!! بهالسهوله
عادت لتبتسم/ماعلينا انسي الموضوع ..ابو عزوز هاللحين ينتظر مولوده الاول من الثانيه.."باي ذا وي" فكينا من هالسيره ووريني صوره جديده لركون تكفين
تألمت وتعجبت لتماسكها و برودها وهي تتحدث عن زوجها السابق،كيف يفترقان بعد الطفل؟!! اخذت حقيبتها من على الطاوله لترفع ناظرها لجهة تلك التي تراقبها..تباً ما زالت تراقبها..
اخذت هاتفها لتفتحه وهي تسأل "ذكرى" بدون ان تشعر تلك/ذكريات بسألك البنت اللي بطاوله 12 ولابسه ازرق من هي؟! باين اجنبيه!
حاولت لمحها من بعيد/مادري عن هدى..هي اللي عزمت وهذي اول مره اشوفها..يمكن من زوجات اصدقاء زوجها الاجانب،تعرفين انها متعرفه عليهم وكذا
تنهدت وهي تحاول تجاهلها/اها يمكن.
قررت بل عزمت ان تتصل بأدهم عند رجوعها. ليأخذها من هنا بنفسه..لم ترتاح ابداً من نظرات تلك السيده في هذه الامسيه..!
،
.
،
عاد للمنزل وهو مرهق من الشتات بين منزله وعمله وزيارة أرملة اخيه و متابعة صحتها..
لمحته والدته يدخل لتبتسم/حي الله بو فهد
إلتفت عبدالله إليه مبتسماً ليترك جدته و يركض ناحيته/عمي فيصل وين ماما؟! ليه ما جبتها معك؟!
حمله رغم ارهاقه و اتجه الى والدته/سلام يمه
بهدوءها/وعليكم السلام حبيب امه كلموك اخوانك؟! ماقالوا متى بيرجعون هالمره؟!كلما سألتهم تحججوا بالدراسه ما صارت
تنهد/ماقالوا شيء. بس هذا مستقبلهم يمه خليهم يكونونه و يحققون استقلاليتهم اللي يبونها
بقلق/مابي هالاستقلاليه اللي بتبعدهم عني حشى ماشوفهم غير اسبوعين بالسنه!!!
ابتسم ليهديها/ولا يهمك يمه كلها سنتين ويخلصون و يقعدون حولك بالرياض
كرر سؤاله بإلحاح/عمي فيصل ليه ماجبت ماما البيت معك اشتقت لها
الجده بحزن على سلطانه التي لا مثيل لها/تحبها يا قلبي؟!
حرك رأسه بالإيجاب/إيه و عهد بعد تحبها
إلتمعت الدمعه بعينيها وهي يعز عليها ما سيحدث/اسبوع و تنتهي عدتها ثم تطلع من هالبيت، و الله ماني لاقيه وحده تحب احفادي مثلها..ياطيبها و يا طيب اصلها
لم يعلق وهو يتذكر ملامحها و دموعها و خجلها الفطري حينما تكشفت امامه ، كيف كان يخونها زوجها و الصدق يسكن عينيها و يلتمع بدموعها..
تمنت لو تفتح معه مجدداً موضوع زواجه من سلطانه و لكن ليس الآن وقد خطب اخرى/شلون قدم سلطانه اليوم؟؟!
بإرتياح/في تحسن الحمدلله بس لازم ترتاح و ماتمشي عليها مباشره.
نطقت بضيق/اخوها عبداللطيف زعلان من اللي صار، لو هي عندهم ما اضطرت تحتاج لك وانت منت محرم لها
رد بهدوءه وهو يسترخي بجلوسه/اظن عبداللطيف يعرف الاصول، مرت اخوي بالعده و لازم تقضيها ببيته
نطقت بغضب/وانت وش يهمك وين تقضي عدتها؟!، المسكينه منحرجه منك ومن الموقف اللي صار ،تقول مالي وجه ارجع البيت واقابل فيصل مره ثانيه
عادت به الذاكره لتلك الليله وهو يحملها ،كانت تعانقه بشده وهي تتألم، مازال يشعر بيديها، فهي الانثى الأولى التي يحملها و تعانقه هكذا/للضروره احكام.. ماشوف فيه حرج بالموضوع
عادت لتهدأ/متى بيطلعونها؟!
تذكر الموعد وهو يُخرج هاتفه الذي يرن/بكرا ان شاء الله بروح اجيبها بنفسي.. عن اذنك يمه مكالمه مهمه.
خرج للباب الخارجي ليقف وهو يرد/الوه
على الطرف الآخر بصوت يغمره الخجل/السلام عليكم..كيفك فيصل
بهدوءه/وعليكم السلام شلونك اليوم سلطانه؟!
على الطرف الآخر/تمام اللهم لك الحمد .
ارتاح لنبرتها/الحمدلله..
نطقت بحياء/حبيت اشكرك ، و اعتذر منك عاللي سويته فيك، اتعبتك معي
ابتسمت اخيراً وان لم تكن تراه/ولو واجبنا..
سكتت قليلاً وسكت هو لتنطق/بكرا بيطلعوني المستشفى و اخوي بياخذني و بروح بيت اهلي، حبيت اعطيك خبر علشان ماتتعب نفسك و تجي
قاطعها/نعم؟! لا ماسمح لك..
استغربت منعه/بس يا فيصل هذا اخوي.. و العده باقي لها اسبوع خلاص يعني
قاطعها مجدداً/يعني مابعد انتهت؟.. ماراح اناقش هالكلام مره ثانيه بتجلسين بالبيت لين اخر يوم لعدتك
تنهدت ببكاءمكتوم، فهي للمرة الاولى تفضفض/وش باقي يا فيصل..انا تعبت خلاص، ليه مصر تخليني عندكم..حتى اخوك نفسه ما بعد ألح على جلوسي عندكم لو مره ، ليه انت؟!
هدأت نبرته وهو يشعر ببكاءها المكتوم/اظن لك عيال هنا ومحتاجينك،منتي مراجعه نفسك بتركك لهم؟!
صمتت وهي ترتب تنفسها بعد غصتها/لي بنت وحده ان خليتني اخذها فهذا كرم وطيب اصل منك وان اخذتوها ماعليها خوف وهي تحت رعايتك.و ادري ماراح تحرمني منها.
بترقب/نسيتي عبود؟!ترى مانساك ولولا اني انشغلت هاليومين والا كان جبته لك لانه يسأل عنك كل شوي
ألتزمت صمتها،شعورها متضارب لا تعرف لماذا لم تستطيع كره ذلك الطفل؟حتى انها تمنت ان يناديها ماما و كان لها ما أرادت،...
قرر الحديث لينهي المكالمه/سلطانه مابي اضغط عليك لكن انا ..<<<سكت وهو يستثقلها
قاطعته/قول بصراحه وش تبي يا فيصل بربك وش تبي اعتقني من ماجد و ال راشد تعبت منكم.
لم يستطيع نطقها ولكن الموقف يدعوه ان يكون مسؤلاً عن كل شيء حدث لها وحديث والدته عن حب الاطفال لها/كنت ناوي أأجلها بس دامك مُصره على موقفك ، انا من فتره ناوي اتكلم مع اخوك عبداللطيف بخصوص جلوسك عندنا بالبيت بشكل مايخلي بيننا حواجز..ياليت ما ترديني خايب
استغربت بعدما فهمت قصده/بس انت خاطب يا فيصل. وخاطب بنت من؟!!
قاطعها على عجاله وبدون تفكير/اللي بتزوجها لازم تتقبلك وتتقبل وضعي والا مالها لزوم بحياتي
تنهدت فهي لن تكون الوحيده على ذمته بما انه خاطب/مايصير يا فيصل،اللي انت تفكر فيه ما يصلح،
بإصرار/عندي شغل مهم ، فكري باللي قلت..حالياً انتي المهمه عندي يام عهد.. و لا تظنيني متفضل عليك لانك اصلاً وحده من العايله ...سلام
اغلق هاتفه وجلس على كرسي خشبي على طرف ممر الحديقه..لا يريد التفكير بالذي فعله والذي قاله..هو مسؤول عن كل شيء وعليه ان يتحمل..،
لعله القدر الذي جعله يقوم بعمل اخيه حياً هو نفس القدر الذي يدعوه لأن يتزوج أرملته ويربي أولاده..!
لا يعرف كيف سارت معه الامور حتى وصلت به لهذه النقطه وهذا القرار ان يكون على المحك مابين حياته الخاصه و اختياراته و بين ما يجب ان يفعله من واجبات تجاه لم شمل عائلته..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والخمسون
منذ دقيقتين أنهت مكالمتها معه..لم تصدق ما سمعته منه..!
تتزوج فيصل؟! هو لا بأس به و لكنها لم تعد تريد البقاء هناك. في ذكريات ماجد وسنواتها البائسه معه،
في ذات الوقت لا تستغرب إهتمام فيصل وتفكيره بلم شمل عائلته فهو بنظرها الرجل المثالي الذي لطالما احترمته واعحبتها مواقفه الرجوليه و تستغرب بذات الوقت انه يعزف عن الزواج..،لم تنسى كم مرةً أتى بسيرته ماجد وهو يتهمه في رجولته و يعايره بالنقص كونه لا يعرف نساء كما يعرف هو..
تنهدت وهي تحاول طرد ذكريات ماجد المقيته من رأسها...،
.
،
.
في جلسه طغى عليها حضور نيفادا التي تسأل شهد بحماس عن اخيها منذ قدومها/من جد رجع يمشي زي قبل يا شهد؟! ماني مصدقه
بابتسامه لتفاعلها/اي والله رجع يمشي و بخير ماعليه والا ما كان جيت و خليته..
بابتسامه لامعه/حبيبي اخوي،ليت اقدر اسافر له
امسكت بيدها لتطمئنها/خلاص نهاية رمضان بيكون هنا لا تشيلين هم..يلا انا رايحه اشوف أمي تناديني و بالمره اجيب الشاهي
بضيق/لا طلبتك مابي شاهي ولا قهوه خلينا كذا اريح، اصلاً ماراح طول
ضحكت/حتى ولو لازم شيء نشربه، بعدين مالك رووحه قبل العشاء،هند مابعد رجعت و ضايق خلقي،بجيب لنا شيء بارد شرايك؟
سمعت رنين هاتفها لتبتسم/بكيفك
تركتها شهد لتفتح هاتفها و تذهب لترد عليه بسعاده/هلا قاسي!
،
دخل كعادته بعد زيارة أدهم و اخباره بكل جديد.. كاد ان ينادي و لكن سمع همساتها قريبه منه، تتبع الصوت ليراها تقف هنالك و تتحدث في هاتفها وابتسامتها تتسع و يدها الاخرى على بطنها لا يصدق!! شعرها البني يتجاوز كتفيها بكثير ترتدي فستانا بسيطاً و قصيراً..تبدو مكتملة الأنوثه و فاتنه جداً بهكذا منظر ، لا يصدق ان هذه من كانت صديقته ذات طيش!
تحركت من مكانها واستدارت بعدما انهت مكالمتها لترى ذلك الواقف هنالك/تركي!
استدار بعدما استوعب/هلا نيفو..معلش مادريت انك هنا
ابتسمت وهي تجلس تتذكر الماضي الطفولي جداً معه/الحمدلله عالسلامه تركي؟
إلتهى بنظارته التي بيده/الله يسلمك..شلونك انتي؟!
نظرت اليه من بعيد،يبدو شخصاً اخر فهو اول مره لا ينظر إليها وهو يتحدث إليها/تمام..
تذكر ما سيقول/مبروك الحمل ما امداني ابارك لك.
لاحظت حضور شهد لتبتسم من بعيد/الله يبارك فيك
شهد/اييه ماخذ رااحتك هنوده ماهي بالبيت.
قرر الذهاب الآن بدهشته و صورتها عالقه في ذهنه/يلا انا بروح المجلس يا شهد بسمر الباب و بنام لا تصحوني.
.
،
.
اخبرتها بكل ما سمعته و مازالت لا ترى منها ردة فعل مناسبه لكل ما قالته!!/يمه شفيك سااكته اقوولك المره كاانت متزووجه قبل اخووي و عندها ولد بعد!!، انا مستغربه ليه اخوي ما قالنا انها مطلقه؟! هالهوازن وراها سالفه والا ساحره اخوي مافيه خيار ثاني الرجال يموووت فيها ومايتنفس شوي بدونها، كنت حاسه انها راعية سوالف
زمت شفتيها بغضب وهي تسمع سموم ابنتها/خلصتي هذرتك؟! قومي انقلعي من وجهي
استغربت/يمه!! المفروض تطردينها هي و ولدك مسافر ، انا وش دخلني دام ولدك حظه مدحدر مالقى غير يحب و يتزوج مطلقه وعندها ولد بعد..!!
اشارت بعصاها وهي تطردها/قوومي انقلعي يا بنت الفلس، ماعمرك جبتي لي كلام يفتح النفس،حسبي الله عليك
تذكرت امراً مهماً/شسوي هذا الواقع والله، ماقدر اكذب انا..اايييه نسييت اسألك وش بتسوين اذا طلعت كادي صدق حامل!!
رمتها بعصاها حتى هربت وهي تحاول تستجمع ما تبقى في خلايا رأسها من اعصاب، فاتن تحترف حرق الاعصاب بشكل جنوني !!
ضمت رأسها بيديها وهي تحاول ان تستوعب ماحدث،كيف استغفلها إبنها واستغباها، ما ضره لو اخبرها انها مطلقه؟! هل ظن انها سترفض؟ فحاول الخداع..!
الآن فهمت تعقل و التصاق هوازن به، لديها خبره ماضيه والا لما كانت بكل ذلك الهدوء...
مع ذلك كرهت ماحدث لها من استغفال..ماذا لو خرج طفلها و عرف الجميع ان زوجة ابنها ليست كما يظن الجميع!!!
كيف بعدما رفض انواع البنات الصغيرات و اجملهن يرتبط بمطلقه و بطفل؟!!! ستجن وهي تتذكر كلمات فاتن لها...!
.
،
.
تلقى إتصالاً ثالثاً منها و اغلقه، ثم تلقى رسالةً مفادها [تعال اخذني من الفندق]
ابتسم بخبث و ارسل لها رده [تعالي مع السايق مثلما رحتي معه، ولا تتأخرين]
لحظات لترسل [طيب رد على اتصالي]
لم يرد..وضعه جانباً و اكمل عمله في جهاز اللابتوب في مكتبه بالمنزل..عليه ان ينجز عمله الصغير هذا قبل النوم وهو ينتظر عودتها .. نظر لساعته و هو يتوعدها لو تأخرت اكثر من ذلك...
.
،
.
يأست من ان يرد عليها..و خضعت للأمر الواقع وهي تودع هدى و الرفيقات... لتخرج وهي تتصل بالسائق و تخبره بخروجها..ليقرّب السياره،
صعدت سيارتها و قرأت معوذاتها وهي تستشك من حدوث شيء لتأمره/بسرعه سنجاي
هز رأسه/اوكي مدام
لحظات ليستشك السائق في أمر احدهم يلحق بهم يضايقه في الطريق و لا يتجاوزه فقط ملازم لهم!!
خافت وهي تشعر بربكت السائق/سنجاي وش فيك؟!
نظر لمرور السياره بجانبه وهو يرد بعربيه مكسره/هذا سياره مشكله مايدري ايش يبغى؟! امشي سوا سوا
إلتفتت ناحية السياره لتخاف اكثر ممن يلبس نظاره سوداء في ظلام الليل/سنجاي اسررع لا توقف
اسرع و كاد ان يصطدم بأحد السيارات أمامه ولكنه تدارك الوضع وتوقف بالوقت المناسب، ونفذ أما هي اصطدمت في المرتبه الأماميه وصرخت متألمه!!.
،
.
،
.
أغلق اللابتوب و استرخى بجلوسه وهو ينظر للساعه الواقفه في ركن المكتب بغضب، تأخرت و قد هددها ان لا تتأخر...
وقف و هو يتجه للباب لم يراها.. ليعود وهو ينوي الإتصال بالخدم ليرسلوا راكان إليه و لكنه تفاجىء بإنفتاح باب المكتب و دخولها استغرب وهو يرى يدها تمسك جبينها و تحاول ان تصد عنه ولم تسلم!!!/ماتقولين ليه متأخره؟!! كم الساعه هاه؟!
تركته وهي تتجاوزه و تدخل غرفتها و ترمي كل ما بيدها حقيبتها و عبائتها متجهه للحمام، ولكنها توقفت بعد نبرته التي ارتفعت..!!!
بغضب/اذا ناديتك لا تسفهين وتمشين..سالفة انك تسوين نفسك زعلانه علشان ما جيت اخذك بدل السايق ترى مالها داعي،المفروض تتوقعين هالشيء اصلاً.
تنهدت وهي تلتفت إليه بدمها على جبينها/خلصت؟! اقدر اروح انظف جرحي؟!!
تفاجىء بالدم وهو يقترب منها/افاا وش منه؟!!
تحدثت وهي تبكي/سنجاي اخذ بريك وماكنت رابطه الحزام، وصار اللي صار.
رفع حاجبه مستنكراً/وليه مسرع سنجاي؟! ليه مانبهتيه؟!
رفعت عينيها إليه مستنكره تحقيقه وهو يرى نزيف حاجبها/ممكن انظف جرحي واحط ستيكر علشان اقدر اجاوب على تحقيقك براحه؟! لو سمحت
اشار للداخل/روحي
راحت تُخرج علبة الاسعافات الأوليه و وقفت امام مرآة الغرفه وهي تحاول تعقيم الجرح الذي يحرقها ولكن لم تستطيع ظلت تلامسه من بعيد و تخشى حرقته...حتى أدار وجهها بشكل مفاجىء و بخشونه ثم اخذ منها قطعة القطن وظل يعقمه بنفسه/ودي اعرف ليه تتصلين بي و تبيني اخذك والسايق معك؟!! متى بتعقلين؟! تظنين انك كذا بتخليني امشي وراك؟!
حاولت اخذ قطعة القطن من يده و إبعاده ولكنه منعها و ثبتها/هات عورتني بشوويش
شدها بقوه وهو يثبت وجهه بيد و باليد الاخرى مستمر في تنظيف جرحها/جاوبيني يادلوعة الوالد.ليه تبيني اجي اخذك بنفسي؟! وش طرأ ببالك؟
ابتلعت ريق الوجع و هو يهينها بهذا الشكل/انا ماسويت هالشيء دلع..كان فيه وحده شكلها اجنبيه و طول السهره نظراتها ماعجبتني و مافارقتني خفت و حبيتك تجي انت تاخذني بنفسك..طلعت و ركبت مع سنجاي وظلت تلاحقنا سياره شكيت فيها قمت طلبت من السايق يسرع و كان بيصدم فينا بس الله لطف وصار هالجرح بحاجبي.
استغرب وهو ينظر لعينيها المبلله بالدموع/عرفتي السياره؟!
بخوف وصوت يرتجف و نظرات ترسل توسلاتها ان يرحمها بعناق/كنت مرعوبه و مامعي غير سنجاي ابي اوصل بيتي وولدي بسرعه وبس مانتبهت للسياره بس كانت سوداء وصغيره!
اخذ لاصق ووضعه على جرحها ثم مسح دمعاتها بيديه/لو قايله لي خوفك هذا بالرساله كان جيتك..بس خلاص كل شيء مر بسلام وهاللحين انتي ببيتك، وقفي بكاء منتي بزر!
ارتجفت شفتيها لم تستطيع الرد فقط عانقته بشده،مازالت مرعوبه مما حدث لها...
لم يبادلها العناق ،رفع يديه و حاول ان يبعدها بلطف رغم تمسكها..ثم تفاجىء بها تأخذ يديه لتساعده ليعانقها و لكنه صدمها بإبعاد يديها عنه بهدوء و بالإنسحاب/يلا انا رايح انام، وراي مشوار بدري مع ابو هوازن للمستشفى..تصبحين على خير
وقفت تضم كفيها ببعضهما وهي تراه يخرج بنفور و تهرّب تعرف انها السبب وراءه، و لكن رغم ذلك كان لطيفاً قبل قليل ..اخذت في تغيير ملابسها و انعاش نفسها قبل نومها...
راكان مع ام رواد و ذلك يريحها..،كانت ستتصل بها و لكن ارسلت لها رساله قصيره و تركت هاتفها بإبتسامه بعدما ردت عليها..
ربطت روبها الحريري الاسود و اخذت عطرها لتضع منه رشتين و رتبت شعرها ثم ذهبت لسريرها الوثير متردده و تفكر به، كيف يُمضي كل ذلك الوقت بدونها، كيف يستغني هكذا؟!!
تعترف ان هجره كسر شوكتها و عرّاها أمام قلبها..
نظرت لمكانه الفارغ بجانبها كم اشتاقت و كم انتظرت و كم ابتعد عنها،.. لم تتوقع ان يكون جاداً هكذا في هجرها..حتى بات سريرها صقيعاً لا يُطاق..!
اعتدلت جالسه وهي تحاول التهرب مما تقودها إليه رغباتها، كيف أخضعها حتى باتت تفكر كثيراً بالتقرب و تلمّح له فتفشل في ذلك فشلاً ذريعاً في كل مرة..!
اخذت نفساً عميقاً وهي تترك سريرها متوجهه للباب ترددت قليلاً و لكن موجة الشوق الجارف تقودها، ..
الاضوا الخافته الموزعه في ارجاء المكتب تخبرها انه نائم ، لم تتراجع..
إقتربت وهي ترى فراغاً بجانبه يتسع لها وذراعه الممدوده بجانبه تناديها... رفعت الغطاء بهدوء و دخلت معه فيه و توسدت ذراعه ثم دفنت نفسها في صدره،...
فتح عينيه عابساً وهو يراها تلتصق به وتخفي وجهها عنه، لم يصدق انه اوجعها حتى باتت تسترق منه احضاناً ظناً منها انه نائم..!!
ذلك لن يغير من الأمر شيئاً لطالما انه آمن ان إنهاء وجوده معها في هذا المنزل مجرد مسألة وقت.. و لن تجلب هذه الحيل القديمه اي نتيجة معه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الحادي والخمسون
اليوم التالي..،،
طرقت باب غرفتها صباحاً مستغلةً نوم البقيه..
لم تلبث دقيقتين حتى خرجت لها مستغربه حضورها بعكازتها لغرفتها و بهكذا توقيت/خالتي ام مهند! عسى ماشر فيه شيء؟!!
بجديه ووجه يخلو من التعابير/خلينا ندخل غرفتك علشان اعرف اتكلم براحتي معك
مازالت غير مستوعبه حضورهافي هكذا وقت باكر/تفضلي خالتي..
دخلت وهي تأمرها/ سكري الباب و تعالي جاي. بالبلكونه نسولف
فعلت ما طلبته و اغلقت الباب...
.
،
.
استيقظت متأخره على رنين هاتفها لترفع رأسها و تلتقط هاتفها الذي بجانبها وترد بخمول/الووه
على الطرف الآخر/الشموس ما صارت وينك للحين؟!
ابعدت خصلات شعرها المبعثر عن وجهها وهي تعتدل جالسه في منتصف سريرها/خلاص شوي وجايه
اغلقت الهاتف وهي تتفاجىء بالساعه العاشره!!
عادت لتسترخي قليلاً مكانها ثم نهضت من جديد لتترك سريرها و تتجه فوراً لدورة المياه..
.
،
.
خرج من العياده سعيداً بنتائجه وما قاله الطبيب/شايف يابو هوازن كيف؟! الاكل بمواعيده جاب نتيجه و الحمدلله دمك رجع طبيعي
ابتسم وهو يرى سعادته برفقة هذا الشاب تزداد و انعكست على صحته/والله يا ولدي بركتك انت بعد الله عسى الله يوفقك..
بابتسامه/المهم لا تغير هالعادات الزينه
لاحظه يتجه ناحية التنويم/وين مودينا الباب من هناك و الا انا واهم؟!!
ضحك/لا طال عمرك منت واهم..انا وياك رايحين نزور عجوز هنا يقالها مرت خالي الله يرحمه مسكينه من كم شهر منومه
تنهد/اي والله عاد المريض ينبسط ان زاره احد وانا ابخص
ابتسم لردة فعله/عاد قلت بخاطري ان كان ودك تاخذ اجر معي طال عمرك.
طرق الباب وهو ينادي بصوت خفيف/يا عرب !
فتح الباب وهو يبتسم/يالله حي ابو راكان!!
رفع طرفي شماغه بترتيب/الله يبقيك ..هاه اشوف معاد تفارق
غمزه له/شنسوي ندور الرضا ياخوك
بابتسامته/جزاك الله خير..عطنا طريق بندخل نسلم على ام قاسي انا وهالرجال الطيب ابو هوازن العم عبدالله
سلم عليه و قبل رأسه/حي الله عم عبدالله..لحظه اعطيها خبر تغطى والله توها امس واليوم تنشد عنك تقول معاد اشوف أدهم
فرح قلبه وهو يرى ان طيبه غلب سوءها و صارت تسأل بغيابه و تفرح به..
لحظات ليدخل وهو يراها تجلس بشكل طبيعي بعكس السابق/السلام عليكم كيف حالك ام قاسي
ابو هوازن/طهور ان شاء الله يام قاسي
لم تصدق ما رأته ردت بداية السلام و خرست بعد رؤية ذلك الرجل الذي مع أدهم،تكاد تجن هو نفسه و نفس نبرة صوته...هو بحد ذاته و ان اذبلته سنوات العمر!!هل عثر عليه أدهم ام ماذا جاء به/عبدالله؟!!! لا إله إلا الله!!!!!
استغرب أدهم نطقها لأسمه قبل ان يخبرها؟!!
↚
الغيوم تتكاثف عند إلتقاء تياراتنا المتناقضه..
حزني و حزنك..
ثم تنهمر الدموع..!
هل سمعتم بعاصفةٍ صامته؟!
ذلك حزني التليد
،
.
.
استغرب ما نطقت به متسائلاً بنظراته بدون ان ينطق بكلمه فهو لا يعرف تلك السيده!!!
عاد ليجلس في مجلسه بعدما استأذنه أدهم وخرج مستعجلاً من عنده.. لم تفوته نظرات أدهم له و لا يعرف ماذا قال كل منهما، لم يفهم ما دار بينهما..!!!
أراد ان يخرج ليتمشى في الحديقه قليلاً و كأن العافيه تبلل قلبه بعد فترات المرض الطويله..!
و لكن مازال صوت تلك السيده يدوي صداه في أذنه ، يعلم انه فاقد للذاكره منذ سنين و يأس من ان يتعرف إليه أحدهم، ما ابشع شعور جهل الذات.. و الفراغ من كل ذكرى تدله على حقيقته و ماضيه الذي جاء منه..
تلك السيده لا تعلم انها بعثرت بداخله شيء يصعب جمعه...!
لمح سيارةً سوداء تدخل لتنزل منها سيده تنتقب و خلفها اخرى..، لاحظ نظراتها له ليصد و يعود لمجلسه حيث أتى...
استغربت هند ذلك الرجل الذي صد حين رآى سيارتها!!، ابتسمت على غضه لبصره و هروبه الجميل رغم كبر سنه، لا يبدو اقل من الستين!
نطقت شهد بفضول/يمه من هالرجال؟!
بحيره/اكيد ابو هوازن... تعالي ندخل ترانا تأخرنا و الشموس منبهتنا نجي بدري.
،
.
،
للحظه تذكر تهرّب خاله من إجابته في المرات التي كان يسأله فيها عن قبر والده!!
كيف يموت احدهم و لا يوجد له قبر؟!
عاد ليسألها و يستفسر منها التفاصيل التي تخفاه و تثير فضولهم.
برجاء و لمعة عين لم يستطيع إخفاءها بعدما رآها تبكي و تؤكد انه هو والده/اسألك بالله يا خالتي حصه متأكده من كلامك؟! كيف و خالي خالد قالي انه مات؟!
وضعت يدها على رأسها بذهول فذاك الرجل قد كان في عداد الموتى/و امك حامل بك في شهورها الأوله طلع ابوك مقناص صوب الصمان و عقبها قيل انهم راحوا صوب النفود .. وفقدنا الاتصال بهم و هاك الوقت مافيه جوالات و هالاتصالات كلها كانت ثابته.. ابطى ما اتصل..وقلق خالك عليه .
استنطقها/و بعدها وش صار كيف جاكم خبره، كيف عرفتم انه ميت
اكملت بحزن على ذلك الماضي/خالك ما قصر دور عليه و حتى مضت ليالي ماكان يقدر ينام من التفكير بمصير ابوك وبلّغ عنه و بعد فتره جانا علم انهم لقوا سيارتهم مغرزه لين نصها في النفود و انهم لقوا جثة احدهم ماكلتها السباع و باقي منها اشلاء عرفوه بها و واحد مندفن تحت التراب و واحد ميت داخل السياره.. و قالوا اكيد عبدالله المناع اكلته السباع بعدما شافوا ثيابه وفيها دمه و يا ولدي محد بيضل عايش بهذيك الصحراء مستحيل و لكن ما على الله شيء مستحيل، وعلشان كذا ابوك ماله قبر لكن هالرجال انا متأكده انه هو عبدالله عبدالعزيز المناع و قصوا يدي من كتفي انكان ماهو رجل ساره
تذكر حديث هوازن عن قصة والدها الذي وجده جدها مصاباً برأسه و ملقى في الصحراء بالقرب من إبله.. وربط الاحداث بينهما ازدادت نبضات قلبه بشكل لا يعرف سببه، هل حقاً ما يحدث ام هو في حلم؟!!
تركها و خرج و الذهول في نظرات عينيه...!!
لحق به منيف وهو يوقفه في آخر الممر/أدهم وقف
بالكاد سمعه وهو يناديه ليلتفت إليه صامتاً بذهول...!
تحدث إليه وهو يتفهم ذهوله و ما يمر به الآن/أدهم اتوقع كلام عمتي صحيح..مستحيل تنسى ملامح شخص كان متزوج حماتها وتشوفه باستمرار.
مع ذلك شوري عليك تسوي اختبار الـdna علشان نفسك ترتاح
حرك رأسه بالإيجاب وهو يتركه و يذهب في طريقه....،
لا يخفاه شعور الصدمه و المفاجأه، كيف بعد أربعين عاماً كان يظن انه يتيم ثم يظهر له فجأه شخص و يُقال له انه والده..!
عاد وهو يرى خروج مدى من الجناح/شفيك طلعتي؟!
رفعت حقيبتها على كتفها/امي طردتني تقول تبي تقعد الليله لحالها..!
بإبتسامه صغيره/زين سوت
بادرت و امسكت بيده و ان كانت تريد سؤاله عن ما قاله لأدهم/نروح للبيت؟!
ظل لثواني يغزو عينيها/لا بنروح لمكان مافيه احد.
بتساؤل يخفي ضحكتها/لا تقول البر
سحبها معه بلطف وهو يتحدث إليها حتى وصلا سيارته وقبل ان يدير المحرك/شوفي بالبدايه انا ما امداني احتفل برجوعنا لذلك...
قاطعته بحب وهي تعود وتمسك بكفه/أنا اللي المفروض احتفل فيك و بك طول الدهر يا منيف..
استغرب مبادرتها بالحديث عن المشاعر بسخاء و لم تكن هكذا، حتى انه تفاجىء و لم يرد، تعلقت عينيه في بريق عينيها التي توشك على البكاء!!!
اكملت وهي تحاول ان تتحدث بدون بكاء لديها الكثير لتقوله/تحملت تربية العيال لحالك ومع ذلك ما شكيت لاحد و ما غيرتهم علي، رغم حكم المحكمه انت تحملت برودي المرضي و موقفي السلبي و حتى عدم دفاعي عن نفسي قدامك،
تذكر صراخه عليها و صمتها الباكي لحظتها/
لحظتها ماعطيتك فرصه تتكلمين علشان تدافعين.
أردفت برضا/بس انت اثبت لي بمواقفك انك رجل وصادق في هالعلاقه بمعنى الكلمه ،. انا ما استاهلك يا منيف و كثير احيان كنت احس انك كثير علي حتى قبل ننفصل، و حتى لحظة ما انفصلنا جاني احساس كأن الله يقتص لك مني..!!
ابتسم بسخريه/اعتقد انك تبالغين شوي و تحملين نفسك ذنب اكبر من ذنبك، ترى انا ماقصرت معك بالعقاب والدليل روعتك بخطف الولد و مرمطتك بالمحكمه علشان الحضانه.. والا نسيتي؟!
ابتسمت تحت نقابها/صدقني ماكنت متضايقه كثير لحظتها لأني مؤمنه اني استاهل اكثر من هالعقاب،
لم يتوقع ان يكون كل هذا الرضا و الرقه في الحديث ثمن ذلك الطلاق، صمت للحظات وهو يقترب و يمد يده لنقابها لكنها امسكت يده ليرد مستغرباً/شفيك؟!
سحبت يدها و رفعت ناظريها للواقف خلف نافذته/ناظر وراك!!
إلتفت ليرى رجلين هيئه يأمرانه بغضب ان يفتح الباب و لكنه اكتفى بالنافذه/نعم ياخوي، وش المشكله؟!
رجل الهيئه/انزل الله يحييك، فيه موضوع صغير
استغرب/موضوع ايش؟! انا ما طلبتكم!
شدت على يده لينزل مازال الرجل محترماً ..!
استجاب لضغطها و فتح الباب و نزل إليهم/سم وش موضوعك؟
انتظرت خائفه رغم ان الوضع طبيعي جداً، لترى بعد ذلك ابتسامة رجل الهيئه و تقبيله لرأس زوجها استغربت ما يحدث، الرجل كان جدياً..!!
لحظات ليتركه منيف و يركب سيارته و ينطلق مبتسماً. اثار فضولها/وش السالفه منيف؟! وش يبي هالرجال؟!
بابتسامته/يقولون واحد مبلغ علينا بعدما شافك تبكين و ماسكه يدي، صار عنده سوء فهم شوي .
فهمت لتبتسم/فهموا اني رفيقتك هاه وجالسه اترجاك تستر علي
ضحك حتى هدأ/رغم اني ضد تدخلات الناس بالشارع لكن احياناً يمكن تصيب واحد محتاج مساعده فعلاً و يكون اللي بلّغ سوا خير فيه.
إلتفتت إليه بتأييد/صدقت.
لاحظ صمتها و هو يشعر بنظراتها له، لينطق بابتسامه/ايوه وش كنتي تقولين؟.
مدت يدها ليده التي ترتاح بجانبه/كنت اقول اني ماحبيت نفسي بدونك.
شد على عناق كفيهما وهو يهمس/ما قصرنا بوجع بعض، حتى اني كنت اقول بداخلي سيره و انقفلت بالطلاق لكن الله كاتبنا لبعض .
ارتاحت بعد الحديث القصير عن الماضي، عليهما ان يتخلصا من ترسبات فشل الماضي ليبدأون من جديد بشكل اقوى..
ابتسمت بعد ان رأت ما وراء غيومها القاتمه.. لم تكن تعتقد ان هذا القدر الجميل ما كان ينتظرها و لكن الله رحيم بعباده.مهما زادت الأوجاع فهي تخفف من عبىء الذنوب.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والخمسون
ذهول قلب! ....
إرتباك دمع...
لخبطة مشاعر !
توقف جانباً و ظل في سيارته، و مازال شريط احاديث تلك السيده يعيد نفسه في أذنه!
هل يكون ذلك الرجل المسن والده حقاً؟!
هل عاش والده مشرداً مجهولاً طوال الاربعون عاماً الماضيه؟!
لا يصدق انه كان وحيداً و مريضاً و مجهولاً طوال تلك السنوات،
كم يؤلمه ان والده عانى كل ذلك وحده وهو مازال على قيد الحياة ولم يتعرف عليه..!
لم ينتبه لغرق أهدابه ولا بإنفجار سدود عينيه، كانت هذه العين لا تبكي إلا لذكرى والدته و الآن هذا هو دور أبيه.. الوجعيّن اللذيّن لم يتمتع برفقتهما في هذه الحياة.
ازداد الوجع وهو يتذكر احاديث هوازن و جروحها ممن آذوها..
للحظه إبتسم فله أخت و لكن سرعان ما اشتعلت النيران داخله وهو يتذكر مافعله طليقها بها ، سيبدأ به و لن ينتهي حتى يبرأ قلبها..
رن هاتفه لينهي صراع مشاعره و أزمة الخبر الجديد..، استغرب اتصال نايف فهو لم يتصل منذ ذهب سوى مرتين منذ فتره بعيده، تنهد وهو يفتح الخط/الوه
على الطرف الآخر استغرب نبرته المبحوحه/السلام عليكم
بهدوءه العاصف/وعليكم السلام هلا بالقاطع، خلاص بتقعد تمشى باوروبا على رجليك و تتركنا يعني بتستغني يا نايف؟!
ضحك حتى هدأ/ما اظن اني بستغني عنك لين اموت يا أدهم
ابتسم وهو يتمنى عودته اليوم قبل الغد/ان شاء الله يعطيك طولت العمر و تستغني عني ، هااه بشرني عنك عسى ماشي عالجدول مضبوط؟!ترى مابقى شيء رمضان عالابواب
نطق براحه/الله يبلغنا رمضان وكلنا بأتم صحه وعافيه، وش بغيت اقولك يا أدهم
استغرب طريقته/قوول علطول لا تفكر بالديباجه
بدون مقدمات/بصراحه مستحي منك، انا سويت شيء وما قلته لك لكن مع ذلك متأكد اني سويت الصح
بشك تجاه ما سيقول/قول اللي عندك..
لم يصدق ما يسمعه!!!
لم يعد قادراً على تحمل ذلك وحده..بلغت الروح الحنجره.. و إلتفت به الضغوط و كأن كل شيء يتفنن في إثارة أعصابه..!
،
.
،
خرجت من المصعد وهي بكامل جاهزيتها متثاقله لما تقوم به.. لترى أمامها سلطانه مازالت جالسه مكانها و حولها اطفالها..،
للتو خرجت من المستشفى على اثر طلب فيصل..،
الأمر معقد قليلاً تعلم ان فيصل طلب الزواج من سلطانه، و هو قد تقدم لخطبة ليال و هي في حيره من هذا كله... سلطانه نقيه حد انها تتبسم و تبارك خطبته!
لاحظت صمت جوزاء و ملامحها الحزينه/شفيك يختي كذا رايحه تشوفين عروس اخوك بهالبوز؟!!
بابتسامه مزيفه/للآن ما تمت الموافقه الرسميه كلها شفهيات
سلطانه/ان شاء الله توافق وتتم الملكه قبل رمضان بعد
نطقت باستغراب/و انتي؟! المفروض يكنسل فكرة الزواج من غيرك بعدما نوى يتزوجك.
بهدوء ابتسامه/فيصل ماقصر معي ومع عيال اخوه و عمره ما فكر بنفسه يا جوزاء، المفروض بعد كل اللي سواه ما نجادله بحقه في الزواج من بنت بنوت.
تنهدت فهي لا تعرف كيف تفكر هذه السلطانه، و لكنها تذكرها بفيصل تماماً/بس فيصل يقول اذا ليال رفضت زواجه من سلطانه فسلطانه أولى منها.. فيصل حتى في خطبة ليال صار متردد !!
لم تجد رداً لما سمعته، ظنت انه فقط يواسيها في تلك المكالمه حينما اخبرها انه سيترك الزواج من ليال إن لم تتقبلها زوجته الأخرى..!
.
،
.
توقف امام المنزل وهو يشعر بدنو انفجار رأسه من شدة غضبه، لم يعد هنا شيءٌ صالح لإستمرار بقاءه،
.. رفع طرفي شماغه للأعلى بشكل عشوائي لينزل متجهاً لصاحب السياره السوداء الصغيره امام منزله،هنالك أمور يجب ان يسويها ليأمره/نزل نظارتك محد موجود
نزع نظارته وهو ينظر لأدهم/سم طال عمرك؟!
اطرق زفرته النابعه من نيران جوفه/البارح انت غلطت غلطه كبيره يا سيف، تدري بهالشيء؟!
خاف/طال عمرك السايق حقكم غبي شوي، اسرع و ما انتبه للي قدامه
أدهم بغضب/انت اشغلته و اضطر يهرب منك، حتى ام راكان انتبهت لك يا غبي و كانت بتروح فيها!
شعر بغباءه/اسف طال عمرك ان شاء الله معاد تتكرر
بحزم/من صالحك انك ماتعيدها مره ثانيه، لأن لحظتها لي تصرف ثاني معك يا سيف..قلت خلك وراء سيارتها و تحركاتها بدون تحسسها بهالشيء،اذا حسيت انها بتتأذى تتصل بي فقط، لا تتدخل من راسك
بموافقه/ابشر طال عمرك.
أشار له بالإنصراف/توكل على الله
تتبعه بنظراته حتى انصرف ليدخل بسيارته داخل ساحات القصر، ظل قليلاً وهو يفكر بماذا يبدأ يا ترى؟!
نزل متوجهاً لجناحه أولاً...،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والخمسون
لهفة إنتظار..
و تساؤلات مميته،
لم يقل شيئاً بعدما حدث البارحه!
إقتربت بنفسها ولكنه لم ينطق بكلمه و لم يرفض،
حسناً هي قد وضعته في الأمر الواقع، لعله يلين لها بعد ان تبدأ هي بالخطوه الأولى..
لكن لماذا لم يتصل .. او يُصدر ردة فعل..
لماذا مات الوصل بهذا الشكل المفجع بينهما؟!
تركت فنجانها المرهق على طرف الطاوله وهي تحاول ان تتجاهل خوفها الداخلي من تبعات ما فعلته البارحه!!
نام راكان في حجرها وهي تطلبها/الشموس ركون نام اخذيه للغرفه اريح له الضيوف بيجون بعد شوي
تجاهلت عواصف افكارها و اتجهت لراكان/اوكي ام رواد تكفين روحي شوفي ليال جهزت والا لا..
بابتسامه/لا تخافين هالمره معها نيفو مادري وش مخططين عليه .انا بروح المطبخ اشوف وش صار، احس الخدم تأخروا
ابتسمت و سرعان ما اختفت ابتسامتها/طيب انا رايحه اودي ولدي و راجعه.
تركت المكان وهي تحمل طفلها لغرفتها، تفاجأت بإضاءة الغرفه الكامله و حقيبة السفر مفتوحه و أدهم هنالك يُخرج بعض ملابسه/أدهم وين رايح ؟ سفرك مو الخميس؟!
اكمل عمله وهو يرد بدون ان يلتفت إليها/شوفت عينك
راحت تضع طفلها في سريره لتعود تسأله من جديد مستغربه ما يحدث، بالعاده هي من ترتب حقائب سفره/اوكي ارتاح.. انا برتب شنطتك يا قلبي
ابعد يدها عن الحقيبه لينطق ببرود غاضب/ اللي صار البارح بعد اقتحامك لفراشي ما يمحي اي اختلاف بيننا ، فلا تفهمين غلط
لم تستطيع الصمت اكثر وهو يجرح شوقها له/اقتحمت فراشك؟!!!
لم يهتم بالرد و واصل جمع اشياءه..
ازدادت رغبتها في البكاء وهو يصد بشكل مؤذي/واضح انك حزمت أمرك من ناحيتي، و انهيت كل شيء من ناحيتك!
تجاهل ما نطقت به ليترك حقيبته و ليلتفت إليها بموضوع آخر يثقل صدره/تعالي بسألك، اختك ليال قالت لك وش صار معها بألمانيا؟!
استغربت وغضبت من إقحامه ليال بما بينهما/وش دخل ليال بموضوعنا؟!
زم شفتيه/أي موضوعنا؟! ترى معاد بينا شيء.. أصلاً اللي مخليني عندك هنا خواتك و اخوك ،، افهمي معاد باقي بيننا شيء من اللي تفكرين فيه انسي....يلا انطقي ماقالت لك ليال عن اي شيء؟!
إلتمعت عينيها وهي تحاول ان تصمد أمام رغبتها العارمه في البكاء، لم تستطيع الرد بعد الذي قاله، و كأنه قد أخرسها بصفعه!!
استنطقها بجديه/شفيك ساكته؟جاوبي
ردت وهي تحاول ان لا تصرخ بوجهه/ما قالت لي شيء
ابتسم بسخريه/خوات و اخوان ولا تعرفون شيء عن بعض؟! وش هالعايله اللي كل واحد فيهم يسوي شيء بدون ما يشارك فيه اقرب الناس له؟! لو تفضفضون لبعض و تحكون زي الناس ما كان تورطت قدام الرجال؟!
قاطعته غاضبه/تتكلم و كأنك الرجل اللي عايش في النور و مافيه غموض بحياتك.. ان كنت ناسي اذكرك يا أدهم ،ترى كل اللي حنا فيه من وراء صمتك الدايم و غموضك..لو كنت واضح وصريح معي من البدايه ما وصلنا لهالنقطه المظلمه هذي.
بنفس إبتسامة السخريه/قصدك عدم ثقتك فيني هي اللي هدمت كل شيء..دااايماً تقدمين سوء الظن بي في اي شيء يصير لك والا لخوانك!
بتماسك يكاد ينهار/اذا حاب اكون انا الغلطانه مو مشكله...اهم شيء تنتهي هالمأساة اللي حنا فيها هذي..تعبت
عاد يزم شفتيه بغضب وهو يمسك ذراعها بقوه/لا تسايريني بهالطريقه و تظنين اني بتراجع كأني غبي! اي نعم انتي غلطانه و كلك على بعضك مجموعة اغلاط.. طبطبتك ماراح تنفع انسان تشبع خذلان للحد اللي معاد تفرقين انتي معه و انتي اللي كنتي أمله الاخير ..
انهارت باكيه رغماً عنها، لا تعرف لماذا إنهال هكذا عليها/وش كسر ميزان صبرك وانت كنت تجامل حتى اليوم الصباح؟!
تذكر مكالمة نايف لينطق بغضب وهو يترك يدها بردة فعل قويه/اخوك نايف عطى ليال للدكتور وليد من فتره طويله بدون يكلف على نفسه يقول لي !! لين اليوم تفرغ حضرة السيد مشغول وعطاني خبر!، ما تقولين لي كيف أواجه الرجال اللي جاي يخطبها وانا وعدته خير؟!! فهميني انا وشو بهالبيت؟!
لم تصدق وضعت ثلاث انامل على خدها دلالة ذهول/مستحيل أدهم!
تركها وهو يحزم حقيبته/لا تمثلين الصدمه ، اصلاً تلقين عندك خبر من زمان و حبيتي تكسرين كلمتي بهالبيت مع اخوك
استغربت اتهامه/أدهم لا تظلمني! ، انا من جد توني اعرف منك
اخذ الحقيبه و خرج/راحت ثقتي فيك
صُدمت من رده و لكنها لحقت به/طيب وين رايح؟! ما قلت لي!
توقف ليرد قبل الخروج/بروح عندي اشغال بالخرج فتره و برجع، لا تخافين ماني تاركك لحالك لين يجي اخوك، بعدها الوجه من الوجه أبيض.
نطقت وهي تشعر انها ستنفجر من كتمان صراخها/دام ما مقعدك معي غير اخواني، فأنت في حل مني و مسموح..لعاد ترجع.
قد وصل الباب و لكنه توقف غاضباً بشكل اكبر ترك حقيبته من يده ليعود إليها مهدداً/انا اللي احل العقد و انا اللي اربطه.. ماني ماشي من هنا إلا بمزاجي أنا ماهو بمزاجك انتي، فاهمه؟! فأحسن لك خلي الأمور تهدأ و خليني ارتاح لو شوي، تراني ضقت من هالحاله....سلام
ذهب بكل صخبه و غضبه و ترك لها الحسره، جلست تضم رأسها بيسارها وهي تشعر بالخواء في منتصف صدرها، و كأن هنالك ثقب تخرج منه انفاسها الهاربه!
حديثه واضح.. هو الآن في لحظة الخروج من كل اوجاعه، حديثه الذي يجرح ونظراته الشرسه لم تعتادها منه رغم قبح ما كانت تفعل به سابقاً من حماقات، هذه المره هو يؤكد انه سيخرجها من حياته..! ..حتى حديثه صار يجرح بكل كلمةٍ ينطق بها و كأنه يتحدث بسكاكين مسنونه!!
.
.
.
انتهت من ترتيب خزانتها بهدوء و سرحان في احاديث ام مهند عن أمالها التي تعلقها على مهند و طلبها الغريب منها؟!!!
كان حديثها غامضاً و طلبها غريباً جداً!!
[إنّا يا بنتي مانعرف عنك شيء و اكيد ماتعرفين عنّا شيء..لكن وافقت ازوجك ولدي لأن عمره ما طلب مني هالطلب و ياما طلبته يتزوج و كان يتحجج و يرفض..فرحت انه تزوج لكن انا للحين ابي اقتنع فيك كزوجه صالحه لولدي و لهالعايله، اللي ابيه منك تتصرفين بسفره و تاخذين موانع حمل..ماقصدي شيء بس يعني لا تحملين لين تمر هالفتره و تتأكدين من محبتك لولدي و بعد خلي مهند يفكر ، اخاف بعدين تندمون و عندكم عيال وانا مابي المشاكل لولدي و لا لبيتي]
مازالت متفاجئه و لا تعرف ما مناسبة حديثها الغريب هذا لم تحدث اي مشكله مع مهند ولم تسيء التصرف معها يوماً ولكنها تطلب منها ان تراجع علاقتها معهم!!..حتى نظراتها و نبرتها ليست طبيعيه وكأنها خائفه او تخفي شيء ما..!!
طُرق الباب لينتشلها من الغرق بدوامة تفكيرها ،اتجهت ناحية الباب لتفتحه نص فتحه فقط فهي تلبس قميص قطني قصير جداً وبلا اكمام/فاتن!
دفعت الباب واقتحمت الغرفه بدون حياء و كأنها صاحبة الغرفه/اي فااتن..شفييك من الصبح ماطلعتي من غرفتك؟! وش عندك هاااه؟!
استغربت تصرفاتها الغبيه و سؤالها سيء النيه/فاتن معليش اطلعي ، اول ما اغير هاللبس بطلع لك اجاوبك..
تخصرت/عشتوا !! بتطرديني من بيت اهلي بعد
استعاذت من الشيطان وهي ترد بهدوء/يا بنت الناس ما طردتك من بيت اهلك بس هالبقعه خاصه فيني و في اخوك اظن عيب تدخلين كذا وانا ما سمحتلك..ممكن؟!
استشاطت غيظاً وهي تهدد باصبعها السبابه/انتي تعلميني العيب ؟! صدق اللي استحوا ماتوا..لكن اصبري كل هالمهزله بتوصل لمهند خله يشوف وش جايب لنا
بهدوءها/لو سمحتي تفضلي برا غرفتي.
لم تصدق ان تلك المهرجه خرجت، لتغلق الباب خلفها و تتنفس براحه، مالذي يحدث اليوم بحق الله؟!
تلقت رسالةً نصيّه على هاتفها اسرعت لتقرأها لعلها من مهند، كم تشعر بالغربه هنا بدونه، و كم تشتاق لوالدها كثيراً، ابتسمت وهي ترى الرساله من أدهم [السلام عليكم هوازن، اخذت الوالد معي للخرج ابي امشيه بالمزارع كم يوم لا تخافين عليه تراه بعيوني، استودعتك الله]
تأملت رسالته و خشع قلبها عند آخرها، ما ألذ شعورها حين يخاطبها بلسان الأخ..شيء لا يوصف غير انه طاهر جداً و ناصع ..
تنهدت وهي تمسح دمعتها /استودعتكم الله انت و أبوي.
.
،
.
وضعت فنجانها المتوتر على حافة الطاوله المليئه بالهدايا، في حضور جوزاء ووالدتها لترحب من جديد/يا هلا بأم ماجد نورتينا والله
ردت بدون نفس/هلابك
نطقت جوزاء بلهفه/وين عروسنا عاد متى بننزل؟
كانت ستنطق ولكن سبقتها نيفادا وهي تقف/بروح استعجلها
قاطعتها الشموس وهي تقف بهدوءها/استريحي يا قلبي بروح انا اناديها خليك
طلبتها عمتها هند بابتسامه/ارتااحي يا بنتي مايصير كل شوي رايحه جايه انتبهي
ابتسمت لابتسامتها وجلست وهي تلاحظ نظرات تلك العجوز لها..
نطقت جوزاء بابتسامه لطيفه/ما شاء الله شكلك مرره قريب ولادتك، بطنك كبير!
ردت بخجل ابتسامه/لا باقي وقت
ام ماجد بعين فاحصه/انتي بنت الصفراء؟! والا من بنات ام رواد؟!
لم تعجبها نبرتها حتى انها لم ترد، والدتها لها اسم كانت معروفه به هنا و لكن لا احد يريد نطقه، نعم تختلف مع والدتها كثيراً ولكنها منها و أي حديث غير لائق عنها يمسّها و يزعجها..
لاحظت ذلك ام رواد لترد بدلاً عنها لرفع الحرج/نيفو تربية يديني..
اشارت بيدها بعدم رضا/يعني بنت هذيك ماهي بنتك!!زين انتي مربيتها، والله نفس شعر أمها الله يستر عالجميع
ابتلعت الغصّه وهي تحاول ان تتجاوز إهانتها الصريحه، امام الجميع، بقيت في المجلس لأن هذه خطبت ليال فقط..
حاولت هند ان تغير الموضوع الذي كدّر نفس نيفادا/حلّي يام ماجد تقهوي ماتقهويتي!
ام ماجد/والله يا بنتي توجعتني كبدي من كثر القهوه و الحلى بيلعوز السكر عندي
نطقت نيفادا بابتسامة خبث/زين تسوين قاطعي هالحلويات، مايسوى عليك عجوز و تكثرين حلى و قهوه ألزم ماعليك صحتك خليك تقومين للصلاة بدون كرسي
تفاجأت من ردها ولكن لم تسكت/على طاري الصلاة..امك أسلمت و الا للحين كافره؟!
نطقت بدون توتر/ودي تسلم و لكن "إنك لا تهدي من أحببت".. احمدي ربك يا خاله انولدتي مسلمه من غير طلب ودعاء ..لكن ادعي ربك مايحرمك الجنه وانتي تطلبينه وتدعينه وتصلين له.. لا تغرك دنياك.
ابتسم الجميع بمن فيهم جوزاء، و بُهتت ام ماجد سرعة البديهه ميزة بنات راكان، لا يمكن مجاراة إحداهن ابداً..نطقت جوزاء برجاء/صادقه يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك
الجميع بأصوات متفاوته/آمين.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والخمسون
لم تجدها بغرفتها...!!!
استغربت "بسم الله وين اختفت مع شهد!!"
قدميها تكاد تخونها وتسقط، هي مرهقه و لم تعطي حزنها حقه من البكاء، لم تقول كل شيء لأدهم لم تستطيع الدفاع عن صدق حبها له أمامه ، كانت كل كلمه تكبتها داخلها تنزل على هيئة دمعه حارقه..!
حتى الحديث عن خطبة اختها من وليد صديقه لم ترضيه، كم من الوقت ستظل معه عالقين عند هذه النقطه المظلمه من حياتهما معاً؟!
هنالك انهيار وشيك داخلها، لم تعد تحتمل اي صدمه اخرى، ستقضي عليها ليال لو وافقت على فيصل و تركت وليد الذي وافق اخيها على زواجها منه..!
تعثرت و تألمت لتحاول ان تقف وهي تتألم من إصابة ساقها...ولكنها وقفت رغم كل شيء..
دخلت شهد و كأنها كانت تركض لتراها تكاد تسقط/تعالي الشموس ليال صارت تحت عندهم
خافت/وشو؟!! كيف؟ كنت تحت و دخلتزالمصعد و جيت ماشفتكم!!
بابتسامتها/نزلنا بالدرج يلا تعالي أمي تناديك .
ستفقد صوابها حتماً إن تصرفت ليال برعونه هذه المره، خرجت وهي تمني نفسها ان تمر هذه الليله بسلام..
شعرت بصداع يلف رأسها..كيف تخبر ليال انها يجب ان ترفض فيصل؟!
وقفت قليلاً و هي تحاول ان توازن نفسها و تلتقط أنفاسها..
خافت شهد لتمسك بها/الشموس فيك شيء؟!
اخذت نفساً متقطعاً و مرهقاً/فيه أشياء كثير يا شهد،عسى الله يعين بس
بقلق/بتقدرين تنزلين والا اتعذر لهم عنك؟!
رفضت وهي تحاول ان تستقيم واقفه من جديد/لا لا تأخرنا عليهم خلينا ننزل..
وصلت المجلس وهي ترى وقوف الجميع و نظرات ام ماجد لا تبشر بخير وهي تخرج و تترك جوزاء خلفها/خير يا جماعه وين ارتاحوا!
جوزاء/ودي اقعد معكم لكن امي تعبانه شوي، المهم ان عروستنا راضيه بكل شيء و الهدايا وصلت عاد نبي نمشي و لنا زيارات اكيده دامنا صرنا اهل ...كرمكم الله
ليال بابتسامة سعاده/حياكم الله..
ابتسمت لها جوزاء/سلام
خفتت إبتسامتها وهي ترى لطافة جوزاء معها/سلام
اوصلتها هند و ام رواد للباب و ظلت هي تقف تنظر لهم متسائله/وش صاار يا جماعه؟!!!
تحدثت ام رواد بهدوء وهي ترى ذهاب ليال للمصعد/ابداً كل شيء انتي عارفته مجود شكليات يعني شافوا العروس قدموا الهدايا و اتكلوا على الله
لم تصدق ما تسمعه/من جدك انتي؟! يعني خلاص بتتزوج فيصل!
تنهدت هند وهي تلتقط فنجان قهوتها/والله فيصل مافيه منه..صالح يذكره بالخير و بصراحه موقفه مع ارملة اخوه وعياله رجولي
لم تصدق ذلك، كان يجب ان تكون موجوده لم يكن عليها الحديث قبل حضوري ..تركت الصاله لتلتحق بها غاضبه..نايف لن تسقط كلمته..مهما كان هو المتبقي لها بما ان أدهم قد أعلن ان رحيله سيكون فور عودة اخيها..
.
دخلت غرفتها متكتفه وهي تراقبها تقلب هاتفها الجوال و تبدو متحمسه وتجلس بدون توتر العروس، بدأ الشك يتلاعب بها اقتربت منها و اخذت الجهاز بصمت، لتقرأ بداية المحادثه وليد!!!
وقفت ليال مستغربه تصرفه الذي لم تعتاده ابداً في حياتها/الشمـ..
قاطعتها بصفعه مدويه/كنتي عارفه ومتفقه معه يا .. وش تبيني اوصفك؟!!
استغربت وهي تضع يدها على خدها مكان الصفعه/وش السالفه؟! بسم الله عليك ام راكان صحصحي تكفين لا تتكلمين غلط انا..
اعتدلت جالسه و هي تبتسم بسخريه/ادري انك حبيبك ..اتفقتوا على هالمقلب السخيف مثلتي انك صعبة المنال طووول هالوقت رحتي لألمانيا متعلله بعلاج اخوك و رجعتي قبل يخلص علاج اخوك، كل شيء كان لهدف واحد خططتي له و رسمتي و نفذتي بصمت!!
وليد كان و مازال على اتصال بك كان لازم افهمها بس كذبت حالي والله ما كنت متوقعه
مازالت مستغربه/انتي فاهمه غلط..ما بيننا شيء و ..
قاطعتها و هي ترفع صوتها/بسسس لا تكذبين لا تمثلين دور البريئه..نايف اتصل بأدهم وقاله عن زواجك من دكتور وليد
لم تصدق لتبتسم/اوكي
رمت الوساده لتسقط من السرير/لا توريني ابتساماتك عشان انغبن ..كان لازم اشك فيك من قلتي زواجي بتتكلم عنه العايله سنه كامله..حسبي الله بتتكلم عوايل الرياض كلها ماهو بس عايلتنا..دااام انك تبين هذاك وشو له توافقين على الضعيف فيصل وش كنتي ناويه توصلينه لوليد؟! وش مسووويه هناك من ورايه ولا قلتيه!!
شعرت ان الموضوع حقيقي ليس مزحه/الشموس انتي تتكلمين جد؟! و الا تستهبلين؟! صحصحي معي لا يكون للحين مغمى عليك ...انا صح خطبني وليد مني في المانيا و وافقت لكن رفضت بعدين ورجعت السعوديه
تحدثت بقهر وهي تتذكر ما حدث بينها و بين أدهم/ما شاء الله لقاءات في السر وعروض زواج ما ادري عنها؟!! اهاا اكيد قلتي مانبي زواج حبيبي خلنا "جست فريندز" على اساس انك انسانه مثقفه و تنويريه و شايفه نفسك غير تابعه لأحد..! غلط يماما انتي تابعه لدينك و لاهلك
كل شعب عنده ثقافه معينه متى ما احترمها احترموه العالم ..يالإمعه
شعرت بصداع يلتف بها/يابنت لا تدخليني بحواراتك و خطبك الرنانه هذي، انا فعلاً رفضت عرض الزواج ولا إلتقيت معه في اي مكان ، ... اوكي إلتقينا ببعض لكن بحدود معينه يعني...
قاطعتها مجدداً وهي تشعر بالصداع يراودها/لا تكملين، هو تكلم مع اخوك واخوك عطاه وعد رجال ما تنرد و كتبها بورقه بعد والورقه مع وليد في حال لو صار لنايف شيء بسم الله عليه تكون وصيه تتنفذ..بدون علم أدهم اللي عاد نفسه كبير البيت و اخوك نفسه معطيه صلاحيات هالبيت لكن وش اقول؟.اقسم بالله انتم ياخواني بتجلطوني يوم من الايام بس مادري متى
تحدثت بغضب وهي تعقد حاحبها/و نايف كيف يوافق يزوجني بدون ما يقولي؟!!! ماهو من حقه اصلاً
تنفست بضيق تحاول التنفيس عما بداخلها/على اساس ماهو برضاك؟!!
رفعت حاجبها وهي تشعر بغضب من طريقة خطبتها و ربطها بوليد بواسطة ورقة وصيه، تذكرت حديث وليد و شده لشعرها بدون حق، الآن عرفت سبب ثقته و جرأته/مالي دخل باللي صار بدون علمي، نايف تعدى حدوده بصراحه..ماراح اتزوج الا الخاطب اللي يجيني عن طريق أدهم وبس
كادت تفقد صوابها من ردها/بتقهرين اخوك على حساب أدهم؟!!
استغربت حديثها/طيب أدهم زوجك المفروض تراعينه بعد ..ليش زعلانه؟!
بغضب/زوجي و انا أولى بزعله ورضاه انتي وش دخلك تدارينه ؟!
ليال بحزم/انا قررت و انتهى
لم تصدق ما تسمعه/انتهى؟! اووكي دام منتي قادره تضبطين رأيك وانتي بهالعمر بلاه هالزواج اصلاً..يالطفله
استغربت ما قالته لم تفهمها/طفله؟!
نطقت بحزم/والله ثم والله ان يمشي كلام نايف عليك و تتزوجين وليد مثلما يبي اخوك ..فهمتي؟! وطلعه من هالبيت ماراح تطلعين لين يجي نايف
استنكرت حديثها و تهديدها/بتحبسيني لعيون كلمة اخوي؟! ماهو بكيفه!
ابتسمت بسخريه/اخوك لو ماهو يحبك وواثق فيك ماعطاك حرية نفسك تطلعين وتدخلين وتسافرين اي بلد بالعالم بدون تفويض سفر و بدون سؤال ...لأنه واثق فيك و عارف انك تسوين الصح
بمكابره/حريتي ملكي مالحد فيها دخل و لا منّه.
بقهر/تذكرين اول مره توظفتي وين؟! دار الرعايه للبنات، تذكري بكاك من القصص اللي كنتي تشوفينها والظلم اللي يجي عليهم وشوفي نفسك ، العوايل مب نفس بعض واحمدي ربك ان عايلتك تحترمك و معطيتك كامل الثقه و هذي اول مره يفرض اخوك عليك شيء و لا تنسين تراه على هواك يا راعية الهوى
دخلت من وراءها وهي تؤيدها/انا اشهد انه على هواها لكن تكاابر المغروره
رفعت رأسها وهي ترى نيفادا تقف بجانب الشموس/انتي شجابك هاللحين؟!
بغمزة عين/ابي كليجااااا و الشموس لازم تذوقها علشان تصحصح من اغماءتها بعد قلبي و تراها بعد للحين ما شافتها
اتسعت حدقت عينيها وهي تحاول بها ان تخرس/بزررر ما فيك طب ابداً .. مصيبه اذا عرفتي شيء..اوكي خلاص بريحكم موافقه على شور اخوي و بتزوج اللي هو جابه لي
صغّرت الشموس عينيها/وش بعده؟! كنتي ناويه تلوعين قلب الرجال فقال اسلم طريق اخوها،برافو عليه وليد
ضحكت و جلست بجانبها وهي تحثها/بالله قولي للشموس و لي وش صار خلاص بتتزوجين وليد و ماراح نتكلم ونسبك
وضعت يدها على رأسها/من بيربي عيالك انتي،خلف الله عليهم بالبزر
ببساطه/قاسي بيرجع ان شاء الله بيساعدني و خالتي ام رواد ماراح تقصر معي، صدقيني بتدبر و الله ماعليك مني و كلمينا عن وليد
تأففت من إلحاحها/يالله من هالبنت و ربي مواقفي معه باايخه و مالها داعي، لا تتخيلون انه صار شيء خرافي، ولكن مواقفه معي بالغربه يشهد الله انها بطوليه..وهالشيء اللي خلاني اميل له اكثر من اي وقت مضى.. تقدرون تقولون غبي معي الجنس الآخر.
كتمت الشموس ابتسامتها و هي ترى الامور تعود طبيعيه/يعني انتي ماوافقتي على فيصل!
بابتسامه/يالغبيه كان مغمى عليك و الناس اعتذروا مساكين ولد جوزاء طاح على راسه و انصاب بس يقولون جات سليمه...وانتي صحصحتي وعطيتيني كف محترم و خليتيني ارفض فيصل حبيبي و اتزوج بشكل تقليدي و انا مغصوبه من هذاك الغبي
ضحكت نيفادا/يا عالم كذابه..شوفوا الابتسامه
ارتاحت اخيراً ..و الان ستتزوج ليال و سترتاح قليلاً و سيرتاح أدهم الذي مل من كل شيء هنا .. خرجت من غرف ليال وًتركتهن يضحكن و يتحدثن..
فهمت حقيقة ما يحدث بينها و بين أدهم ، لابد من الفراق و ان كرهته هي مجبره على تركه فهو لم يعد يريدها و ترى ذلك جيداً في تصرفاته و نظراته القليله التي ينظر بها لها دخلت غرفتها القديمه لتتصل بسرعه بأخيها،يجب ان بعود ويكمل علاجه الطبيعي هنا،أدهم يجب ان يخرج من هنا كما يتمنى قبل ان ينهار كل شيء..
لم تعد تحتمل نظراته الناريه و حقد كلماته،
رد اخيراً لترتاح/السلام عليكم نايف حبيبي..كيفك اليوم؟! ...ادري بتنام يا عمري، بس حبيت اقولك هالشيء...لا مافي شيء يخوف و كلنا بخير بس انت يا قلبي لازم ترجع هالاسبوع بالكثير..ماااعليه بحجز لك علاج طبيعي بالبيت بعد بس لازم تجيني ابيك معي.. اي يا قلبي قالي أدهم عن خطبة وليد..ابي ننتهي من زواجها و نسافر لندن كلنا بعد العيد ..
،
.
،
يلاعب طفل اخته وهو يستمع لاحاديثهن ليسأل بفضول/عزه عيون بتال ماتحسين ان فيها بياضه وسط العدسه شوي اقصد اليسار
تركت فنجانها وهي ترد/اي والله ، انا كنت شاكه اني اتوهم بس انت و زميلاتي بالعمل أكدوا لي بس مالها كم يوم هالبياضه
باهتمام/اذا تبيني اودي اطباء اعرفهم ماعندي مشكله
بابتسامه/ماتقصر حبيبي، ابوه قال اول ما ارجع من السفر بوديه
رفعه وهو يعانقه/هو ولدي بعد، ماعلي منه بوديه الدكتور يوم الاحد وبعدها انتم تابعوا حالته عنده
براحه/يا قلبي مانرفض المساعده ليه لا.بس مو الاحد خلها يوم الاثنين
رفع حاجبه/وش عندك؟ اذا عالدوام استاذني، اهم شيء عيون بتالنا
بابتسامه/ادري بس انا متفقه مع زميلاتي نروح لمديرتنا نبارك خطوبتها اليوم،
تحدثت ام وليد هنا وهي تبتسم له/اجل بروح انا
لم يصدق ما يسمعه ليضع الطفل جانباً/وشو؟! خطبة ليال المناع ماغيرها؟!
استغربت ردة فعله، لماذا يغضب هكذا عندما يسمعها تتحدث عنها/وليد شفيك؟!
اخذ هاتفه وهو يطلب رقمها و يثرثر غاضباً/هذي زوجتي انا وشو اللي خطبتها الليله سلامااات!!! هالبنت بتخليني انهي مستقبلي قبل اتزوجها..
إلتزمت عزه صمتها في ذهول!!
لابد و أنه فقد عقله ليثرثر بهكذا حديث!!
كتمت ضحكتها أمه وهي ترى و تسمع ما يحدث و خروجه الغاضب من المنزل!!
، قد اخبرها بكل شيء،
ليال ليست سهله معه و لكنها تستحق الاحترام ،لم تلفت نظره احدى زميلاته في المستشفى ولا حتى في الغربه ولكن فقط ليال هي من تُشرّق به و تُغرّبه..
زاد احترامها لها بعد موافقتها الشفهيه على فيصل رداً على تجاوزه الحد معها هنا حينما زارتها رغم إعجابها الصريح به ..هكذا سيده تحترم ذاتها تستحق ان تُلقب بالإستثنائيه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والخمسون
وصل ليلاً لمدينة الخرج..
عبر الشوارع النصف فارغه و الميادين الخاليه بعد منتصف الليل..
حتى وصل للحاره القديمه التي ترعرع بها ومنزل خاله الذي عاش به..
اوقف سيارته وهو يفقد صوت والده الذي كان يتحدث معه،ليجده نائماً ابتسم وهو ينظر إليه كما ينظر الطفل لوالده..ولكن نظراته له موجعه تملئها شوائب السنين و يعكرها الحرمان، و القهر فهو لايعرفه، تمنى لو كان يعرفه وعاش معه،
شعر برغبه مُلحّه في البكاء لينزل وهو يقاوم تلك الرغبه التي تُضعفه، اتجه للباب حيث والده الذي لا يعرفه،فتح الباب وهو يهمس له/ابوي ، ابو هوازن..وصلنا البيت انزل
فتح عينيه وهو يلتفت لصوته/نمت ماحسيت بنفسي ،متى وصلنا؟! ويننا فيه؟!
ابتسم له/وصلنا الخرج،وهذا بيت خالي خالد بننزل هاللحين و ننام و من بكرا تشوف الجماعه..
نزل براحه في هذا الحي الهادىء، تلفت في الشارع المضاء بأعمدة النور ..كل شيء مريح للنفس المكان هادىء جداً..!
دخل ساحة المنزل و عينيه تتلفت فيه، ابتسم و كأنه يعرف المكان..ذهب للنخلات التي بقيت صامده في وجه الظروف هنا..
وقف يراقب نظرات والده من بعيد، يريد منه ان يتذكر جيداً، شعر ان ابتساماته تشير لشيء ما/ابوي شكله اعجبك البيت؟!
بخفوت ابتسامه/احياناً من كثر ماترتاح للمكان تحسك قد شفته بس ماتدري متى لدرجة تسمع اصوات اهل المكان.. وانت اصلاً ماعمرك شفته..تخيلات
يالله كل ذلك شعر به وهو للتو دخل،يريد ان يعانقه و لكن لماذا و كيف؟! ضاع عمره كله بلا لحظة دافئه بين عائله حقيقيه طبيعيه تحبه بلا مقابل بلا انتظار رد دين او أي شيء.
استغرب نظرات أدهم له/هذا بيت خالك؟!
اجابه بإبتسامه/ايه بيت خالي و بكرا اوديك لبيت اهلي بالطرف الثاني من الحي لكن،يبي له شوية شغل لأنه من اكثر من اربعين سنه مهجور..
بتساؤل/اربعين سنه!!
نطق بنبره هادئه/من اربعين سنه طلع ابوي عبدالله عبدالعزيز المناع طلع مقناص للصمان و لا عاد رجع وقتها امي كانت حامل بي وولدت و عشت كل هالسنين عند خالي خالد بهالبيت و ابوي للحين مارجع.
إلتزم صمته مستغرباً ما سمعه منه لأول مره.، لأول مره يذكر إسم والده .!!
ذهب ليفتح الباب الداخلي بمفاتيح معه نسخه منها/حياك يابوي تفضل
.
،
.
عادت بصحبة كادي التي لم تصدق بعد ما سمعته من الطبيبه!! هي حامل منذ اربعة اشهر ولم تشعر !!
تلاحظ صمت كادي منذ خرجا من العياده لتبتسم بسعاده/هاه وين البشاره ، ترى لي عندك دين ولازم توفينه يا كادي.
بسعاده و نبره تغلبها بحة بكاء الفرحه/و الله لو اعطيك عيني ما يوفيك يا هوازن،يختي انتي كيف؟! كنت ناويه اروح وحده تسويلي مساج علشان الدم اللي مايوقف ، و كنت بخسر حملي اللي انتظره من سنين لولا انك تكلمتي و ألحيتي انه حمل..اطلبي اللي تبين يا هوازن
بابتسامة سعاده ورضا عن النفس/كلك نظر.
خرجت من غرفتها تتعكز على عصاها وهي ترى ابتسامات كادي و لمعان عينيها وكل منهن بعبائتها و شالها على الكتف/وش العلم يا بنات؟! متى رحتوا و رجعتوا ووين
بابتسامه/كل الاسئله بسؤال واحد يا خاله! عموماً البشاره كادي حامل من اربع شهور و ولد بعد مبروك
تركت النظر لهوازن وهي تلتفت للكادي، قد كانت يائسه من حمل كادي و لكنها لم تصرح بذلك يوماً/ويل حاالي!! تووك تدرين!! و انتي طالبه نروح للمعالجه
كادت تبكي/الحمدلله يمه كله بفضل الله ثم هوازن ، هي اللي اقنعتني اروح افحص قبل اروح اتعالج عند المره
اقتربت منها وهي سعيده بهذا الخبر مهما كانت الظروف فمنذ سنوات كانت ابنتها تحلم ان تحمل يوماً وهاهي اليوم حامل/اللهم لك الحمد،يا بنتي تحقق اللي تبينه عسى ربي يتمم حملك على خير و نشوفه
نطقت بضيق/و حمد يمه !
بمحاولة مواساة أم/كل شيء يتصلح يا بنتي كل شيء يتصلح..انتي اهتمي بصحتك هاللحين و لا تشعلين نفسك بأي شيء غير حملك..اخوك جنبك و بياخذ لك حقك..لا تنسين ليالي دموعك و بكاك..وسنوات الانتظار..فكري بنفسك وبس.
فرحت بردة فعل أمها،كانت تظن انها لن تفرح ولن تتفهم موقفها،عانقتها و بكت/الله لا يحرمني وجودك يمه
لم تشعر بدموعها وهي تبلل خديها لتمسحها وهي ترى الحب الطاهر امامها،و المواساة و الحديث اللطيف و السند..شعور لطيف تمنت لو وجدته حينما تركها طليقها و سلب منها كل حقوقها حتى بطفلها..
تركتهما وهي تنسحب من المكان الذي أيقظ شعورها بالوحده من مضجعه..لم يعد لوجودها أي داع هنا ، فلتذهب لغرفتها افضل..
اوقفها صوت ام مهند/هوازن وقفي
توقفت وهي تلتفت إليها/سمي يا خاله؟!
إزداد شكها في صحة احاديث فاتن وصحة شكوكها عن حمل كادي/صحيح اللي سمعته من فاتن! والا بس سواليف
ابتسمت وهي ترى الكارثه تقترب نحوها بغياب مهند،لم تستطيع التحايل و لا الكذب/صحيح ياخاله ..
قاطعتها كادي بتعاطف كامل/فعلاً فاتن ماتستحي ، يمه مهند ماهو صغير و تراه عارف كل شيء و هو اللي طلب ماتذكر هالموضوع لنا
ذهلت الأم و اخترق قلبها/مو هذا اللي يغبن، سنين اعرض عليه البنات كل وحده تقول الزود عندي وهو رافض و يطلع العذاريب علشان بالنهايه يتزوج مطلقه!!
بهدوءها المعروف عنها/اكره اخبي شيء لكن هذا اللي صار..و ماني ندمانه لأن مهند عارف كل شيء عني ومع ذلك متقبلني مثلما انا متقبلته
جلست متكأه على عصاها/زوجك للحين في السكره، لكن انتظري لين تجيه الفكره ،يا خيبت رجاي فيه بس
استغربت وخافت،ماذا لو عرفت سبب نسف زواجها السابق/عن اذنكم، رايحه لغرفتي!
تحدثت كادي بحب/بس مهند محبته ماهي سكره يمه..لا تقللين من قيمة هواه واختياره يمه
قررت المضي و عدم الإلتفات لحديثها..لا تحتاج المزيد من جروح الذات..
نطقت بصوت عال وهي ترد على ابنتها/نعنبو دارك وشلون شافها علشان يهواها و يختارها؟! كان ساحرته هذا شيء ثاني..و بكره بيظهر لنا ولدها ثم بنطلع كلنا كذابين قدام الجماعه..و الله ان العيب كله متلبس اخوك اللي انهبل،حتى انا ماعمري شفتها عند ال مناع!!
حاولت تسكيت والدتها على الاقل حتى تتأكد من ذهاب هوازن لغرفتها/يمه وش جاك على البنت وهي اللي كانت طيبه بنظرك و مافيه مثلها
سكتت لم تجد جواباً ...
ردت بأسف/علشانها مطلقه؟!! هذا يعني ان نظرتك لي نفس نظرتك لها؟! المطلقات ماهن كفو؟!!
لم ترد، تعرف انها جرحتها من دون قصد...،
نزلت دمعتها لتمسحها بسرعه وهي تبتسم/اللي يضحك ان الرجال ماعندهم نفس النظره الدونيه اللي تحكم بها النساء الغير مطلقات على بنات جنسهم المطلقات. .. و اتحدى تلقين رجال يعيب رجال علشانه مطلّق ويتهمه بالفشل ...هالنظره المعقده بس بيننا يالحريم وحنا اللي نغذيها بروس البنات لين الوحده تفضل تعيش ذليله وتموت من القهر عند زوجها و لا تطلب الطلاق ثم يقال عنها مطلقه طول عمرها!
عن اذنك يمه..
.
.
،
لملمت بعض اشيائها المهمه على عجاله و اخذت ماتحتاجه من ملابس و اغلقت حقيبتها بعدما اتصلت بالشموس لتأخذها من هنا..
لن تجلس هنا مالم يكن مهند معها..هو فقط من يفهمها و يعرف سرها..
جلست منتظره وهي ترى شماغه المعلّق و عقاله ..و تقرأ رسائله في هاتفها بعدما ارسلت له تخبره انها ستذهب للشموس،..إنهارت باكيه وهي تتذكر نظرات الإتهام من ام مهند.. حديثها كان جارحاً و ان حاولت التغاضي عنه.
رن هاتفها لتبتسم وهي ترى إسم الشموس بالتأكيد وصلت/هلا الشموس.. هاللحين نازله
اغلقت الهاتف وهي تسمع طرقات باب هادئه. لبست عبائتها واخذت حقيبتها وفتحت الباب لترى وجهها الحزين/كادي! انا رايحه لابوي فتره،
بحزن/لا تطلعين وانتي زعلانه طلبتك
ابتسمت غصباً/تطمني ما اموت من الزعل، عندي مناعه
ابتسمت رغم حزنها/قلبي معك..تذكري اني بوقف معك مهما صار
حاولت ان تنهي هذا كله و ان تخرج بسرعه قبل ان تختنق بصراخها/مابي اخلي الشموس تنتظر...سلام
عانقتها كادي وهي تودعها/لا تطولين،تذكري مهند تراه يحبك و ماله اي ذنب بحديث أمي
حركت رأسها بإبتسامه وودعتها بعينيها ثم خرجت...،
،
،
،
جلست عندها بإلحاح/ليااال تكفين خلينا نطلع الليله نتمشى شوي و نتعشى برا والله مليت من قعدة البيت
مازالت تلتهي بهاتفها وهي تراه متصلاً يكتب شيئاً ثم يمسحه قبل ان يرسله..ابتسمت وهي تكتب له، محاولةً إستفزازه ليعترف بم فعله مع اخيها[بطلع اتسوق و اتعشى مع اختي، اتمنى ما اصادفك]
رد في الحال[أي مول؟!]
كتبت وهي تتبسم و كأنه يراها[اخاف تجي تشوفني صدفه! مراهق في الأربعين!]
لاحظت انها تتحدث وليال تلتهي بهاتفها و تتبسم له/يا بنت عطيني وجه.. خلينا نطلع مع هند و شهد يبون يمرونا بليز تعالي معي!
تلقت رساله منه؛[دام رفضتي هذاك،لو اشوفك صدفه هاللحين بس بسلم عليك]
ابتسمت وهي تكتب له[ياليت ما وظفت اختك، سلام بروح دي كلاسيه النخيل الساعه ثمان بكون هناك،اتمنى ما اشوفك صدفه]
بصوت مرتفع /لياااال بتروحين معنا الفيصليه والا لا؟!!!
ابتسمت وهي تلتفت لها بهدوء رغم صراخها/لا انا معزومه مع رفيقتي..خلي السايق لان الشموس اخذت سنجاي
تأففت وهي تقف/اصلاً بيودينا تركي..مااالت عليك بس سااااعه اتكلم و اخر شيء ماني رايحه معزوومه بااااي
وقفت بعد خروج نيفادا لتتجه لمرآتها و تنظر لوجهها المبتسم، انتبهت ليديها الفارغه من اي شيء!
فتحت درج مجوهراتها لتنتقي خاتم أو إثنين.. و إسواره ناعمه..
بدأت بزينتها بشكل لم تفعله منذ فتره، ثم لبست فستاناً بسيطاً و طويلاً بلا اكمام..
فردت شعرها على ظهرها و كتفيها و ابتسمت للنتيجه ثم خرجت من غرفتها..تدندن بينها و بين نفسها لتمر بغرفة وسام المفتوحه وجدت اميره تلون في كراسة رسم بصحبة وسام فجلست معهما/ما شاء الله وش ترسمون؟!
ابتسمت لدخولها/مانرسم جالسين نلون..ناظري وسام بيسبقني
تحمست وهي تأخذ كراسة تلوين/تراهنون اني اخلص قبلكم كلكم
وسام بابتسامه حرك رأسه و اشار لدفتره/انا بخلص ماما
بدأت بمشاركتهم/راح اسبقك وسام
فرحا معها و اندمجا وهي تتبسم وتتذكر رسالتها لوليد..و تتجاهلها..،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثاني والخمسون
لم ترتاح لنبرتها التي لم تعتادها، لاحظتها فقط تحرك ملعقتها في فنجان قهوتها بدون ان ترتشفها/هوازن صارحيني،وش فيك؟!.ماتعودت على انكسارك،كان يعجبني شموخك رغم ضعف وضعك..لا تخيبين أملي
تحدثت وهي لا ترفع نظرها لها/ام مهند عرفت اني مطلقه، كنت رافضه فكرة اني اتزوج بهالطريقه بدون صراحه ماحب هالاسلوب لكن الله يهدي مهند
فهمتها الآن/طبعاً فهمت انك ضحكتي على ولدها و تزوجتيه
بتأثر واضح/اكيد يالشموس الطبطبه تخلي الواحد يشك مهما كان الوضوح و الصراحه راحه..
تذكرت ماحدث معها لترد وهي تؤيدها/فعلاً الوضوح و الصراحه راحه
ردت بحزن/ وهاللحين مهند مسافر و مستحيل اشغله بموضوع ممكن يضايقه وهو بعيد
ابتسمت لها/ولا يهمك،المهم ان كل شيء واضح بينك وبين زوجك..تذكري كيف كنا و كيف صرنا، شوفينا جالسات نسرب قهوه بكوفي و عين الله علينا...صدقيني كله وقت ويعدي ..
بادلتها الإبتسامه وهي ترى منها شخصيه اخرى لطيفه تختبىء خلف شخصيتها البرجوازيه الراقيه/فعلاً لازم تعاشر الشخص علشان تعرف تحكم عليه..اول مره اعرف بساطة شخصيتك الطيبه دايماً تظهرين بشخصية البنت الراقيه اللي اهم شيء عندها مظهرها ومكانتها الاجتماعيه ما تهتز
ارتشفت قهوتها وهي تجيبها/لكل مقام مقال، تعلمت اكون رسميه جداً و عمليه بحكم وضعي.. و انتي صرتي اختي، ماراح اكون رسميه معك من اليوم ورايح ماراح تشوفين غير ام راكان ربة البيت،
احبت حديثها/والشموس؟!
تذكرت خضوعها لأدهم و مافعله بها/الشموس معادت شموس.. جاء من عسفها
ضحكت/والله راح توتري و حاسه ان طاقتي السلبيه تلاشت هنا..زين انك خليتينا نطلع نتقهوى برا
تنهدت/قلت لك كلها اوقات و بتعدي. مافيه شعور يظل للأبد.. المهم خلينا نرجع البيت ليال قالت بتعشينا بنفسها و بصراحه متحمسه اشوف وش بتطبخ لنا
هوازن/اي والله عاد اليوم ماتغديت مشينا.
لمحت عربة طفل خارج احد المحلات و الخادمه منشغله بطفل آخر ذهبت تلحق به عرفت الخادمه جيداً، لم تنتبه لوجود مشاري حولها ولكن الطفل الذي يبكي في العربه دعاها لتشد الخطوات إليه.. لم تلتفت لنداء الشموس، صار قلبها ينبض بشكل صاخب و كأنه طبلة في يد راقص يحيي العرضة النجديه!
اقتربت منه و انحنت إليه تسابقت دموعها مهلله لامست يديه و انحنت لتقبيله/يمه يمه
توقفت عندها وهي تفهم ما يحدث،هذه أناهيد أم بلا ادنى شك تعرف مشاعرها جيداً/هوازن حبيبتي فكي الولد خنقتيه
خرج احدهم وخلفه سيده ليتقدم إليه و يحاول نزع الطفل منها،ظن انها خاطفه/هي لو سمحتي الولد لنا
افلتت منه وهي ترد بغضب/كذااب يا مشاري لو لك ماخليته بيد الشغاله ورايح مع هذي
عرفها وكيف لا يعرفها/هوازن؟!!
هنا تحدثت الشموس/تارك الطفل بالعربه حقته كذا و داخل المحل !! هذا تصرف أب مسؤل؟!
رفع حاجبه فهو لا يعرف مع من هي و لا من اي مكان أتت/مالك دخل انتي وياها يلا توكلوا على الله و هاتوا الولد يلاااا
خرج موظفوا المحل و حضر بعض الماره لترد الشموس/ماراح نعطيك الولد و حنا نشوفك مهمل له
نظر لهوازن المتمسكه بطفلها بنظره قاسيه/ان خذيتيه هاللحين ما قدرتي تطلعين به حي من المول
استنكرت الشموس تهديده/هذا تهديد علني اشهدوا عليه يا جماعه بيذبح ولده..هاللحين بتصل بالامن وبيتصرفون معك
قاطعها/قضية المحكمه وتكافوء النسب بصالحي..طبعاً انتي الخسرانه يا هوازن فلا تحرمين نفسك من الولد طول عمرك..انا ماعندي شيء اخسره لكن الولد ما راح تاخذينه مابي بكرا الناس يهينونه و يقولون يا ولد قليلة الأصل..بعدها هو اللي بيتركك بنفسه
ابتلعت ريق الوجع بصمت رهيب، وهي تنظر لطفلها بحزن الأمهات..وضعته في عربته بهدوء قاتل مسحت وجهه بنعومه و قبلته..لتتركه باكياً خلفها لم تلتفت كانت كل خليه بجسمها تبكي،
لحقت بها الشموس وهي تبكي هي الأخرى لم تحب ان تترك ذلك الطفل يبكي خلفها، ستجن من تصرف هوازن ..
ركبت السياره وهي مازالت صامته،و دموعها لا تتوقف!!
بكت وهي تستنطقها/هوازن ابكي تكفين لا تبلعينها و تسكتين ترى بتموتين مخنوقه
شهقت ثم اغمي عليها مكانها..
خافت وهي تراها تصمت بعد شهقتها، لتقترب منها/هوارن !هوازن ردي علي!
لاحظت برودها المفاجىء لتصرخ بالسائق/سنجاي روح المستشفى بسرعه بسرررعه
اخرجت هاتفها من حقيبتها بسرعه لتتصل به باكيه/الله يخليك رد هالمره بس
.
،
.
صارت الساعه التاسعه و لم تأتي بعد!!
للمرة الخمسون ينظر لساعة معصمه بتملل تيقن انها لن تأتي ..
إلتقط صورةً طاولته و ارسلها بعدما كتب تعليقاً..
لمح احداهن تنظر إليه ثم تلتقط صوره لم يعرفها ظن انها تصور المكان فقط و لم تقصده قرر ترك المكان وذهب غاضباً ....
،
،
.
في المطبخ انتهت من إعداد الصوص الخاص بالطبق لتذهب تشرف على السلطه التي طلبتها من الخادمه لتنتبه لاصوات الرسائل على هاتفها !!
إلتفتت اليه واخذته وهي تجلس و تفتحه "اماني!"
"شفت دكتورك بالكوفي لحاله..مسكين شكله كان ينتظر احد و كنسله، بغيت اروح له بس استحيت اشوى"
ضحكت وهي ترى ان توقعها أصاب، لتتفاجىء برساله منه صورة طاولة المقهى و تحتها [بطلع كل شيء سويتيه بي من عيونك صدقيني]
ضحكت ولكنها لن ترد عليه بوقتها..هو تلاعب بها دون ان يخبرها بما حدث بينه وبين اخيها في ألمانيا جاء دورها لتتلاعب به أيضاً..
.
،
.
خرج من المجلس بعدما تلقى رساله نصيه منها أعاد قراءتها مجدداً [رد على اتصالاتي و الله الموضوع ما يخصني و لا يخص خواتي]
عقد حاجبه من اسلوبها في الرساله و لكنه إتصل اتصلت كثيراً و لم يرد عليها/الوه
على الطرف الآخر باهتمام/أدهم ليه مارديت علي
بنفاد صبر/اخلصي وش تبين؟! راكان فيه شيء؟!
تنهدت بحزن/لا بسم الله عليه..لكن هوازن طاحت علي تعبانه و حنا طالعين من المول
استغرب خروجهما معاً/ليه لا يكون سكر او تعثرت او
قاطعته/لا يا أدهم ماتعثرت ، لكن للحين ماحددوا ..شاافت ولدها صدفه بالمول و كانت بتاخذه ولكن طليقها أهانها و مسح بها الارض الله ياخذه قهرها..أدهم انا انقهرت شلون هي بليز أدهم تعال سو أي شيء بس هوازن لا يضيع حقها بحجة مالها سند
وكأن النيران تلتهم اضلاع صدره و تخرج ابخرتها من حنجرته المحتقنه/انا جايكم حالاً
سمع صوت الباب الخارجي واحدهم ينادي بإسمه ليتجه ناحيته وهو يرد/الله حيه ابو عبدالكريم
دخل وهو يتبسم له/السلام عليكم والله نورت الديره ياأدهم..
أدهم بسعاده ظاهريه/وعليكم السلام يابو عبدالكريم،جيت بوقتك ياللحية الغانمه
استغرب/خير يا ولدي وش صاير،عبدالكريم قال انك جيت تدورني و انا بالدلم
قرر أدهم ان يمهد له الموضوع قبل ان يدخله على والده/اي والله صادق لكن بالاول قل لا إله إلا الله
ابو عبدالكريم بغرابه/حق لا إله إلا الله..
بدأ بسرد كل التفاصيل حتى يفهم ما سيفعله به ليتركه معه ويعود للرياض..
.
،
.
خرجت من المطعم بصحبة البنات و تركي و رواد الذي اخذته نيفادا معها..
هند بممازحه/ااه يالقهر كل وحده معها اخوها وانا لا
نيفادا بضحك/ارضي بنصيبك
تركي بممازحه/افاا يا هند وانا ماني اخوك؟!
هند/انت سواقنا ماغير اشتمك..الاخ اضربه و يضربني نتهاوش ،انت يا تركي ماتصلح مااش
ضحكت شهد/والله انتي اللي ماتصلحين اخت سلامات و ش هالعنف اللي براسك
شعرت ان تركي يسرع/تركي بليز لا تسرع معي حملة اطفال ضاغطين علي لا تزود بهالسرعه
ابتسم وهو ينظر للمرآه العاكسه و يهدء سرعته/بشرط يا نيفو اذا جبتي بنت تزوجينها لي
مازحته/كم تركي عندنا؟! البنت لك بس وش تحب نسميها طال عمرك
بدون تفكير/على اسمك نيفو
هند/وش ذا من زين اسمها هاللحين؟ صدق ماعندك ذوق
التفتت اليها/نعم نعم!! اسمعوا من ينتقد اسمي هنددد!!! من عام الف وحطبه
ضحكت شهد/وش بيفكك من نيفو يا هند
هند/انا ماعلي منها ماني ساكته لها مثلك يا شهود
تركي/لا عاد يا هند اذا تبين الصراحه مامعك لا توقفين ضد نيفو معليش..تراني بفريقها انا ورواد صح يا رواد؟!
ابتسم له وهو يجيبه/صححح
نست نفسها وهي تضحك بعفويه/طول عمرك يل تركي ماخيبت أملي ..ياخي احبك
توقفت سيارته داخل ساحة المنزل وهما يضحكان لينزل و يفتح لها الباب/تفصلي طال عمرك
ضحكت وهي تنزل/والله ادري ان الباب خربان مو ذرابه منك يا تركي
بابتسامه/عاد مشيها طال عمرك لا تفضحينا عند الناس
تلفتت و كأنها تحاول رؤية احد/من هالناس ؟! مافيه احد
شعرت بوجع معتاد اسفل بطنها لم تجد شيء سوى يده تتمسك بها بصمت تكتم الألم،
استغرب ولكنه اميك بيدها بردة فعل عاديه/شفيك نيفو تعبانه؟
نزل رواد وهو يحمل كيس بيده،/عاادي كذا هي
ضحكت من ردة فعل رواد وهي تسحب يدها من يد تركي/معليه اسفه
كرر سؤاله بقلق/صدق نيفو فيك شيء
هند من داخل السياره/ياخي تعاال بس،محسسني انها زوجتك ترى ندري حامل بتوم اكيد بتتعب ..يلا تأخرنا تركي.
ودعها بعينيه وهو يركب السياره/يلا بروح اودي هالمزعجه سلام
أشارت بيدها وهي تتركهم وتقرر الدخول بصحبة رواد الذي شهق/قاسي!!
رفعت عينيها لما ينظر إليه رواد لتبتسم وهي تنزع نقابها بابتسامه صادقه/ماصدق!!
وقف منظراً عند المجلس وعينيه تلاحق سيارة تركي حتى خرج، ليعود يعينيه عليها، تبدو فاتنه جداً ببطنها المتضخم و شعرها الذي فردته بيدها بعدما نزعت غطاء رأسها..
راقب ثقل خطواتها جيداً تأخر كثيراً هذه المره..رفع يده ليصافحها ولكنها تركتها لتعانقه بصوت هامس/طولت هالمره و الله العظيم طولت..
بادله العناق وهو يرى ذهاب رواد للداخل ليخبرهم بقدومه/عشاني طولت ترى الليله بتضيفيني هنا.. عندك خبر؟!
رفعت ناظريها إليه بابتسامه دامعه/ليتك تقعد هنا دايم و اضيفك هنا دايم
ابتسم/ودي بس استحي من اهلك وأدهم..يلا مشينا
باستفهام/وين؟!ماقدر اطلع مكان شايف كيف بطني ترى اول مره اطلع مشوار من اسبوعين، يعني محتاجه ارتاح يومين قبل اسوي اي شيء
نظر إليها يتفحص ملامحها المرهقه جيداً، ازدادت نحافه مع الحمل و ازداد شعوره بالذنب، اضطر يوافقها/شوفي اذا في احد قدامي..
بابتسامه/ماعليك بروح افتح الباب الخارجي للبيسمنت و بننزل تحت و ناخذ راحتنا ومحد بيعرف غير ام رواد لان المفتاح معها اما أدهم مسافر ماعليك..ادخل المجلس يا قلبي تقهوى علبال ما افتح البيسمنت
لاحظ حماسها/و كأنك مخططه لهالشيء
قبلته على خده بنظرات شوق ساحره/الود ودي اخليك عندي و اقفل عنك هالعالم..لحظات بس يا قلبي
جلس بعدما ذهبت لتختفي إبتسامته وهو يفكر بتركي مجدداً ،نظراته و لمسه المتعمد لها و ضحكه معها أشياء تجعله يضع عقله في كفه..!
.
،
.
انتظرت خارج غرفة الملاحظه طوال الليل حتى صدح مؤذن الفجر ..خرجت من الانتظار بعد اداء صلاتها وهي قلقه على تأخر أدهم..
سعرت بيد تمسكها و تلفها لترى عينيه شبه الحمراء/وين هوازن؟!
استغربت تصرفه/الحمدلله انت بخير، والله قلقت عليك
كرر سؤاله بمحاولة هدوء/وين هوازن وش قالوا فيها
تنهدت/الله يصبرها تركت ولدها مقهوره ،اهانها قدام خلق الله ، لولا اني شفتها منهاره و مشت والا كان وقفته عند حده و جبت له الشرطه و خليته يعرف قيمته النذل
مسح على وجهه بتوتر/ماقالت لك اسمه؟!
حاولت تتذكر/كانت تناديه مشاري بس ما قدرت اتكلم معها انهارت بشكل يوجع
خرجت الممرضه لتناديها/تعالي مدام دكتور يبيك
سبقها إليها،يجب ان يعرف منها كل شيء و رغماً عنها هذه المره ..
استغربت دخوله بدون تردد لتلحق به..
تحدث الطبيب كثيراً عن انهيارها العصبي و عن ارتفاع ضغط دمها و ربما ستفقد وعيها طويلاً..!
اقترب من سريرها وهو يزيح شماغه عن رأسه و يضعه علي سريرها وهو يناديها بهمس خشية ان يخيفها/هوازن. هوااازن، قومي قولي لي اسمه الله ياخذني ان ما خليته يجي تحت رجليك و يطلب السماح
استغربت نبرته وامساكه بيد هوازن/أدهم!!
تجاهلها وهو يقبل يدها و يمسكها بيديه المرتجفه من شدة ما يكبت داخله/طلبتك يا هوازن قومي طلبتك ابي اسمه الثلاثي بس تكفين، والله وانا اخوك ما يبقى منهم واحد مرتاح والله ان يدفعون ثمنها كلهم بس قومي لي تكفين
استغربت ولكنها تقدمت إليه و هي تربت على كتفيه/أدهم وش فيك انت بعد
وقف والتفت إليها باكياً، كم يكره ان يضعف امامها و لكن حرقة اخته عالقه في حلقه و تلك الدموع لعينه/اطلعي مع السايق انا بقعد معها
استغربت طلبه/نعم!
نطق بحده فليس هذا وقت احاديث/قلت اطلعي برااا مابي منك شيء.
لم تزيد كلمةٌ اخرى و لم تذرف دمعة واحده ...اخذت حقيبها وخرجت و تركته عندها...
كان طرده بحد ذاته رسالة اخرى من رسائله الموجعه التي تُقصيها من حياته...
↚
أنا مرهق القلب كما لو أنني أشعر بنبضاتي!،
و أتنفس ضيقاً مع كل إنقباضة وكأنني أستنشق أول أكسيد الحزن..
أريد مخرجاً للهدوء من كل هذا القلق..أنا حقاً مرهق..
.
،
لا يعرف مالجنون الذي فعله ليلة البارحه..
طردها بدون ان يرف له جفن..!
هي المخطئه، كان يجب عليها ان تعلن اعتراضها او على الأقل تُصر على معرفة السبب،
لكنها إنصاعت لأوامره و رحلت بدون أي تعليق..!
بزغ نور يومٍ جديد و مازال يراوح مكانه..
.
استيقظ متكاسلاً وفتح عينيه بكسل ليراها مستيقظه هنالك تنظر إليه من مكان جلوسها على الأريكه بروب الاستحمام الابيض،ابتسم بخمول وهو مازال على وسادته/صباح الخير
ببريق إبتسامه لترد صباحه بالإسبانيه/بويونِس دياز "أوفيسيال" .
جلس قليلاً وهو ينظر إليها مبتسماً/من زمان ماسمعت هالكلام.
بنفس ابتسامتها و نظرات اللهفه/Te amo
بنفس إبتسامته/ليش صاحيه بدري كذا؟!مانمتي الا متأخره!
تركت اريكتها لتتجه إليه/صحيت ابي اشبع عيوني بشوفتك
اتسعت ابتسامته وهو يراها تقترب منه و تجلس عنده/ليتك صحيتني معك
داعبت خده بأناملها و كأنها تتفقد ملامحه، هنالك جروح كثيره اصبحت سطحيه مع مرور الوقت،لم تكن هذه الجروح و الخدوش في وجهه قبل الحرب/شفتك نايم بتعب و واضح عليك الارهاق ماحبيت اصحيك و اقطع عليك راحتك،
داعب خصلات شعرها وهو يرتبها خلف أذنها و يريح عينيه بالنظر لملامحها الهادئه،منذ متى لم يرى شيئاً لطيفاً و ينطق بالحياة، حتى العتاب الذي كان يخبأه بعد رؤية تركي تبدد الآن، هي تعشقه ومازالت تحتفظ ببساطتها و نقاء قلبها..
لم تستطيع إبعاد عينيها عنه،تنفست وهي ترى ازدياد سمرته الفاتنه عن السابق و ذقنه الذي قد خففه كثيراً حتى لا يكاد يُرى/وين لحيتك؟!
استغرب وهو يضع يده على ذقنه بإبتسامه/شلتها قبل اجي اشوفك،مابي اخوفك
عقدت حاجبها كالاطفال وهي تمد شفتيا/بس انا احبها ليه كذاا؟!
عاد ليبتسم وهو يداعب خدها/لو ادري انها تعجبك تركتها بس ولا يهمك بتطلع مره ثانيه وبخليها علشانك، بس لا تمدين لي هالبوز اللي يخليني اتأكد انك للحين بنت صغيره!
مازالت تمد شفتيها باسلوبها الطفولي/ماني صغيره، خلاص بصير أم لأثنين ان شاء الله
بنفس ابتسامته وهو يرى دلعها عليه/احلفي؟
ابتسمت اخيراً وهي تأخذ يده و ترفع اسفل بجامتها الواسعه وتضعها على بطنها الذي يتحرك و هي تراقب ردات فعله بصمت/بدون احلف بيردون عليك.
انصت بحماس للحركه التي شعر بها و رآها/وش يسوون؟!رالي!!
رفعت كتفيها بدلع/هذي حركات احتجاجيه ضدك،ليه تقول لأمهم بنت صغيره.
عاد ليبتسم وهو يقترب من بطنها العاري و يقبله و يطيل القبله وهو يمسح عليه بلطف وهو يهمس لهم بهمس تسمعه هي/لا توجعون ماما انا بس امازحها.
رأته يطيل عناق بطنها بصمت، احبت اقترابه هذا، لتداعب شعر رأسه بصمت خائفه، الله وحده يعلم كم تخاف فقدانه في تلك الحرب، و كم ترعبها فكرة ان تربي هذين الطفلين بدونه..
.
.
.
عادت لمنزلها بهدوء، وهي تتناسى ما حدث في المشفى، اي احتكاك آخر معه ستكون النهايه التي لا تريدها معه..
تذكرت حديثه عن عدم ثقتها به..تريد ان تثق تريد ان ترتاح من غيرتها..
جلست وهي مازالت ترتدي عبائتها و شالها يرتاح على كتفها لتحاول ان تستوعب ما حدث..!
سمعت صوت ليال تتحدث مع احدهم بالهاتف وقفت وهي تتبع صوتها لتراها تقف على الشرفه الكبيره المطله على الحديقه تتبسم وتتحدث! لم ترتاح و هي تراها تتحدث هكذا ظنت انه وليد ...انتظرت واقفه قبالتها حتى انتهت ليال ..اي جدال معها الآن عقيم!
ابتسمت ليال وهي تغلق هاتفها تحت نظرات الشموس المتسائله بصمت لتجيبها/وربي انه نايف ..اقسم انه مو وليد..
مازالت صامته و تبحر بعينيها...،
فهمت انها فقدت الأمل بها لتبتسم وهي تقترب منها وتتحدث بهدوء/وحتى لو تكلمت مع وليد هاللحين،حلالي، حبيبي و غاية مرادي..ماراح اخاف و لا بخجل.
استمرت بسماعها صامته ...،
جلست على اقرب كرسي تحت انظار الشموس الصامته/لا تسوين فيها مصدومه من جرأتي ،ترى سبق و قلت لك اول مارجعت من ألمانيا اني احبه حب عفيف و مستحيل اقتل نفسي بالغرور و انا احبه و لولا صديقتي اللي ظنيتها زوجته كنت بتزوجه...بس انتي قمتي تنسين كل شيء حتى نفسك
تنهدت اخيراً وهي تترك وقوفها وتجلس في طرف الجلسه التي فيها ليال وتنطق بفقدان أمل/ليتني انسى كل شيء يا ليت ..
استغربت نبرتها اليائسه و عدم تعليقها على تصريحها السابق/اي صح وش صاير يالشموس؟! كنتي طالعه علشان تجيبين هوازن متى رجعتي؟! ومتى طلعتي ومن وين راجعه بدري كذا!!!
إلتمعت عينيها بارهاق فلم ينتبه احد لغيابها البارحه، لم يفتقدها أحد سوا ام رواد التي تعتني براكان/من البارح كنت مع هوازن بالمستشفى..لين جاء أدهم من الخرج..و تركته عندها و طلعت اقصد قال لي ارجعي و انا بقعد عندها
استغربت/وش يقعده عندها وهو ماهو محرم؟!!وين زوجها وليه هوازن بالمستشفى وش صاير لها؟!
تنهدت مره اخرى بتعب وهي تقف/سالفه طويله ، انا رايحه لغرفتي ارتاح، لحد يزعجني، و تكفين انتبهي لراكان و ريحي ام رواد منه ،انا حيل مرهقه يا ليال.
رأتها تذهب بحزن و بإنطفاء،لم تكن يوماً بهذا البؤس و اليأس!
مامعنى حديثها الذي قالته قبل قليل؟! كيف تقول انها تركت هوازن و برفقتها أدهم؟!!
اخذت هاتفها وهي تتصل بعمتها هند،لعلها تعرف شيئاً من جنون أدهم، فلا مبالاة الشموس مميته حقاً، كيف تترك أدهم عند احداهن وتعود للمنزل تبحث عن النوم..!
تراجعت أخيراً عن تدخلها ..لربما لن يكون هذا التدخل في صالح أختها..
سيكون كل شيء واضحاً فأدهم لم يفعل ما يغضب احداً هنا و ردة فعل أختها كانت هادئه جداً.. من الأفضل الإنتظار حتى تتضح الرؤيا غداً و ربما الليله..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
انتهت من لبس عبائتها وهي تخرج من غرفتها لتستعجل كلاً من هند الصغرى و شهد/يلا يا بنات وينكم تأخرنا
خرجت شهد وهي تحمل عبائتها على ذراعها /يمه والله بدري
رفعت حاجبها بإعتراض/لا يا روح امك ماا معنا وقت كافي و زواج اختك بالعيد
خرجت هند الصغرى من خلف شهد/الله الله يا شهد امورك سالك بتتزوجين راعي قصور و كل شي جاهز
ضحكت شهد/هووب دام من بدايتها بتتذمرين من عبدالرحمن اتركي الرجال و خليني ادور لك من سكان القصور
لوت فمها/وين يا خلف الله هذاك قبل يكتب عقده علي..هاللحين مافيه فكه
ابتسمت هند بخبث لتستدرجها/لا يا بنت صالح ان كان ماهو عالهوى قولي من هاللحين ترى يقدر ابوك يفكك منه بسهوله بعد
تراجعت وهي تتبسم بخجل/لا يووه وش يفكني منه وما يفكني منه..ترى كنت امزح بس
ضحكت شهد و هند لتأمرهن/اجل دام كذا يلا مشينا خلونا نكسب وقت.
شعرت بالخجل و هي ترى نظرات زوجة أبيها مع همزات شهد لها، و في الحقيقه لا تخفي توترها من اقتراب لقاءها بعبدالرحمن، ..
في السياره تلقت إتصالاً من أدهم لترد بسعاده،منذ فتره لم يُسمعها صوته/هلا بابو راكان
على الطرف الآخر بصوت متوتر/هلابك عمتي، انتي بالبيت؟!
استغربت/طالعه مع بناتي للسوق،خير ياأدهم صاير شيء؟!
لم يتردد في طلبها/عمه ابيك حالاً تجيني. اذا ماعندك احد غير السايق بجيك
خافت من نبرته و طلبه الجاد/خلاص يا قلبي بخلي بناتي يننزلوني المستشفى عندك و هم يرورحون،بس وين اجيك يا عمتك؟!
.
في الخرج..،
جلس بعدما انتهى من تحضير القهوه وهو يبتسم و يحمد الله كثيراً منذ ان عرف بعودة الجار القديم و صديق الطفوله...يالله هذه الدنيا تقاذفت عبدالله اخذته شاباً يافعاً و اعتدته كهلاً..! و ان نسي كل شيء عن ماضيهم الجميل هو مازال يحتفظ بذلك الماضي..،
من جهته مازال يستغرب نظرات ابو عبدالكريم ،مازال يحمدالله و يثني عليه منذ ان التقى به !!
نظراته تحوي شيئاً عجز عن معرفة فضوله بها و كثيراً ما خرج و رآه يبكي تحت النخله في ساحة المنزل !!
سمع آذان العصر و هو يهم بالوقوف ليصلي في مسجد الحي القديم/يابو عبدالكريم كب عنك القهوه وخلنا نروح للمسجد مابي اقفيها الفجر و الظهر ماخليتنا نظهر
ترك الدله من يده وهو يذهب إليه خائفاً من لقاء كبار اهل الحي به، كما اوصاه أدهم يجب ان لا يخرج فجأه ويُصدم!!/بس يا بو أدهم مايصير هاللحين
استغرب و استلطف في نفس الوقت ما ناداه به الآن ولكن ذلك لن يمنعه ليقاطعه/يلا بارك الله فيك يابو عبدالكريم والله انه عيب علي بعدما استصحيت اترك الصلاة بالمسجد و اجلس اصليها بالبيت يالله لا تعاقبنا..!!
ابتسم ابو عبدالكريم له وهو يسايره/قدام يالخوي نعنبو من ردك
خرجا بعدما انتهيا من وضوءهما..، الحاره تبدو مألوفه هنالك أطفال بأعمار التاسعه و العاشره يركضون خلف كرة بينهم فتركوها بعدما سمعوا صوت نداء ابو عبدالكريم لهم ليحثهم للذهاب للمسجد..
تركوا كرتهم و سابقوهم للمسجد الذي يقع في الخلف من الشارع..
هنالك صف من البيوت قديمة الطراز كالطراز الذي كان سائداً في السبعينات ومازالت تحتفظ بشكلها من الخارج،
توقف قليلاً أمام احد تلك البيوت ليسمع صوت شيخاً كبيراً في السن يخرج من منزله ويطلب من السائق ان يخرج معه للمسجد ليتفاجىء بأن شجرة اللوز التي يحبها قد كُسر غصن منها و عُبث بها فيصدح غاضباً، و شاتماً اطفال الحي بأكمله "لا ابوكم لا ابو من جمعكم يا هالبزارين الشياطين "
هذا الصوت وهذه النبره الغاضبه بالتحديد قد سمعها ولكن لا يعلم اين؟!
و كأنه يعرف هذا الرجل!!
استغرب ابو عبدالكريم وقوفه ليناديه/يابو أدهم المسجد بارك الله فيك
انتبه لتوقفه ليتحرك و يتبعه وهو يسأله/هالرجال وش يقال له؟!
رد بحزن على ذاكرته المثقوبه/هذا هذال محمد "راعي الهدباء" أبله كانت وش كثرها من اول وهاللحين ما معه غير ثلاثين راس
هذال راعي الهدباء!!!، سمع صوتاً في راسه ينادي باستفزاع (خيال البل وانا راع الهدباء، تكفون يا رجال الهدباء غدت لها شهرين ماعينتها، افزعوا معي و انشدوا عنها فالديار)
لماذا يشعر بأن هذا الصوت ليس غريب عليه ابداً و ان حتى الرائحه القادمه من المزارع القريبه من الحي روائح مألوفه !!
دخل المسجد و الإمام يقيم للصلاة ليكبروا و يصلوا جميعاً...!
انتهى من صلاته ليلتفت بتعجب وهو يدقق في وجه هذا الرجل الجديد !
لا بل ليش جديداً!!! ترك مكانه وهو يطلب من رفيقه مرافقته/يا رجال هذا ماهو يشبه عبدالله المناع؟!
تعكز على عصاه وهو يقف على مسافه قصيره من والد هوازن ليرفع صوته متعجباً/خيال الهدباء و انا اخو منيره انت عبدالله المناع ابو أدهم ماغيره!!!
صاح صاحبه الذي يقارب لعمره واكبر/لا إله إلا الله ، اي و الله هو
استغرب والد هوازن اجتماع جماعة المسجد حوله ليلتفت لابو عبدالكريم باستفهام وهو يشعر بصداع برأسه يفاجئه/وش العلم؟!
تقدم إمام المسجد وهو يبتسم له مهللاً وهو يعانقه/سبحان من يحيي العظام و هي رميم! اخيراً رجعت يابو أدهم..عز الله انك جبت ولد..
مازال مستغرباً ولكنه تفاجىء اكثر من تصريح ابو عبدالكريم/يا جماعه ترى الرجال فاقد ذاكرته ارفقوا به، ولده أدهم جابه الخرج و راح الرياض عنده شغله مهمه وراجع ان شاء الله..
شعر و كأن ماساً كهربائياً ضرب رأسه وسط سلام الرجال و ترحيبهم الحار به، الآن عرف لماذا كل تلك المشاعر الدافئه التي آنستها روحه و احتضنته منذ وطئت قدميه هذا الحي العتيق وهذا المسجد القديم!
لكنه سقط مغشياً عليه تحت هذا الضغط الرهيب، و طوارىء الذاكره المهجوره التي تصعقه بين لحظه و أخرى، فهو لم يعرف شيئاً بالكليه و كل هذه معلومات عرفها للتو عن نفسه و فاجئته!!
كان يعرف انه فاقداً للذاكره فأي شيء يدله على ماضيه سيشدّه بلا هواده...
،
وقفت مستغربه بعد الذي سمعته من أدهم ، هنالك مفاجأه اخرى...!
و كأن كل ماحدث منذ وفاة أخيها "راكان" يخبرها ان لكل حدث حكمه..!
رفع عينيه لها وهو ينتظر ردة فعلها/تعرفين شيء..سبق و شفتيه؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تتذكر كل الماضي وحديث اختها لولوه فهي قد اخبرتها بكل شيء/لا ..بس لولوه قالت لو ابوي ما يدري عن عمي عبدالله كيف اخذ اسمه؟..مثلما انت عارف شهادة الميلاد زمان ما يطلعها إلا الأب ..ابوي ما كان عادل مع اخوي عبدالله..
نطق بضيق/و لا حتى عدل مع جدتي خلدا.. ما ابطت عايشه ماتت مقهوره.
إلتفتت إليه بحزن/تذكرها؟!
حرك رأسه بالنفي،وهو يتذكر حديث أمه عنها/لا توفيت مابعد خلص ابوي المتوسط.. وماتزوجت غير جدي عبدالعزيز.
يالله كم من القلوب حطم رجلٌ واحد؟!، والدها بعكس جدها الذي كان علماً وأسس كل هذه الامبراطوريه الماليه التي حافظ عليها راكان حفيده و اخيها في نفس الوقت..
نطق بقهر فالذي جعل والده بلا عائله تعرفه وتخاف عليه هو جده/والله اني تمنيت اني ماعرفت حقيقة جدي، عالاقل ما كنت باكرهه و أ.... استغفر الله العظيم
فهمته لتحاول تهدأته/الميت ماتجوز عليه غير الرحمه..الوالد طلع عايش ، رجعت اخوي فرصه لنا كلنا نعوضه
ابتسم بسخريه وهو يصد و تنزل دمعته بقهر، كيف سيعوضون من ليسوا بذاكرته وليس بذاكرتهم؟! كلاهما لا يجمعهم اي شيء غير الدم.. كانت السنوات الطويله كفيله ببناء الحواجز و الطبقات بينهما، حتى لو أراد ان يعيش مع والده و يعوضه من سيعوضه ذاكرته و فقدانه لسند العائله؟!
تذكرت أمراً مهما لتسأله/وين الشموس؟!هي قايله لي امس انها بتجيب هوازن و طلبت نجي اليوم نسهر عندكم، كيف عرفت انت انها هنا؟!
تذكر بريق عينيها و انكسارها وهو يطردها من هنا/هي اللي جابت هوازن هنا،كانوا بالسوق و صار اللي صار
استغربت/قلت لها ان هوازن اختك؟! و الا بس كذا
تنهد وهو يشعر ان الأمور تنفلت من يده، ولم يعد يتحكم بقلبه المعطوب ومشاعره المضطربه مع كل طرف/لا ما قلت لها خليتها ترجع البيت وجلست انا هنا لحالي عند اختي
زاد استغرابها/وهي ما قالت شيء؟!راحت عادي بدون ما تستفسر عاللي تسويه؟!
نطق بضيق وهو يتذكر دموع صدمتها من طرده لها/ماسمحت لها، كنت لحظتها متوتر ومعصب و حالتي حاله
لم تصدق ما يقوله/وهي مطلوب منها ماتعصب عليك و تنطم و تطلع بهدوء ،صح؟! ليه ما اتصلت بعدما هديت وعطيتها خبر ؟!
فرك جبينه بشبه ضياع وهو يعجز عن الرد عليها، فهي لا تعرف تفاصيل ما يحدث بينه وبين الشموس..الله وحده يعلم كم يعاني الأمرين.
إستنطقته/أدهم اتصل فيها..لا تجلس كذا تخلي الافكار تلعب براسها
استرخى بلامبالاته/مافيني اتصل هاللحين يا عمه وهي مصيرها تعرف
اخرجت هاتفها على عجل/هي مو حي الله وحده من الجماعه علشان تقول مصيرها تعرف، هذي زوجتك والمفروض انها بداالي بهالمكان،اصلاً مادري ليه طردتها..؟!!
لم يرد فكل شيء بينهما خراب..
فتحت هاتفها لتتصل بالشموس و هي تضع مكبر الصوت في غرفة الانتظار التي يجلسان بها..لحظات ليأتيها صوتها الهادىء/السلام عليكم الشموس.
على الطرف الآخر/وعليكم السلام عمتي..
استغربت هدوءها/انتي بخير يام راكان؟! لا يكون نايمه و ازعجتك بس
بهدوءها/لا ماني نايمه يا عمه...سّمي وش بغيتي؟!
ازداد استغرابها و هي تشعر انها طبيعيه و نبرة صوتها عاديه/طيب رحتي تجيبين هوازن؟! و الا اروح أمرها اجيبها معي؟
بدون تردد/اخذتها يا عمه بس والله مادري وش اقولك .
إستنطقتها/قولي و ما عليك.
تنهدت/كان ضايق صدرها و اخذتها نتقهوى برا..و صادفنا ولدها بالمول كان لحاله بعربته وماحوله حد..ماقدرت تتحمل وتعبت نفسياً وطليقها ماقصر بوقاحته معها، ركبنا السياره راجعين شهقت شهقه تخرع و اغمي عليها فوراً ، حالياً هي تعبانه و بروح لها بعد شوي المستشفى...تركت أدهم عندها
هذا كله عرفته و لكن مازالت تستغرب/طيب ليه تتركين أدهم عندها لحاله و ترجعين البيت؟!
بنفس هدوءها/طلب مني ارجع علشان راكان و رجعت ..وهي اصلاً ما كانت تحتاجني وقتها..عموماً انا رايحه لها هاللحين و ان شاء الله تكون احسن
رفعت عينيها لأدهم الذي تفاجىء بهدوءها و بردودها لترد عليها/طيب الشموس انا بعد بروح لها سلام
اغلقت الهاتف وهي ترى صمت أدهم واسترخاءه بعد المكالمه /سمعت وش قالت؟!.. لو وحده غيرها كان فضحتك بالله وخلقه
إلتزم صمته وهو واثق ان الشموس لن تتحدث لأحد عن إهانه تعرضت لها، مهما كان، هي تعتني بشموخها و تأبى ان يشفق عليها أحد مهما أوجعها الألم ..يعرف تماماً أنها ستموت و لن تشتكي...
ستأتي لزيارة هوازن بعد طردي لها البارحه!! لتؤكد لعمتي و للجميع انها بخير فقط و ان الوضع بيننا طبيعياً!!
أخرج هاتفه و ارسل لها رسالةً سريعه و اغلقه..
ستجن من بروده/أشوفك سكتت!! بالله وش بيكون ردك على مرتك بعدما تجي بعد شوي؟! تصرفك غريب ماني قادره ألقى له تفسير
وقف وهو ينوي الخروج/عن اذنك بروح للدكتور اشوف كيف تحاليل هوازن،
استوقفته وهي تسأله/أدهم وش صاير علمني.
ابتسم وهو يلتفت إليها لتطمئن/لا تخافين ما صاير شيء..يلا عن اذنك رايح للدكتور، روحي انتي عند هوازن وانتبهي لها.
خرج تحت نظرات إستغرابها، لتذهب بدورها الى هوازن..أمامهم الكثير و هوازن مقبله على تغيير اكبر مما تتخيله...
.
،
.
انتهت من تجهيز نفسها لتهم بالخروج ستزور هوازن وبعدها ستذهب لإستقبال أخيها في المطار..
عليها ان ترفع قلبها عن قاع المشاعر قليلاً..لتستطيع الإبتعاد عنه كما طلب منها،
الأمور تعقدت كثيراً بينهما حتى وصلت للنهايه و بات الفراق هو المتبقي..لتنتهي هذه المأساة بينهما..
لم تعد تحتمل مزيداً من الإقصاء و التهميش، و لم تعد تريد سماع إهاناته التي تحملتها كثيراً في الآونه الأخيره..،
اخرجت هاتفها وهي تنتظرها عند الباب لتتصل بليال لعلها انتهت لتذهب معها و تفاجئت برسالته التي ارسلها منذ دقائق
[لا تجين المستشفى.]
ابتلعت غصتها وهي تغلق الهاتف، وتضع يدها على جبينها بحركه لا إراديه محاولةً ان لا تبكي...
لاحظت احمرار عينيها ولمعانها و هي تقف عندها بدون ان تنتبه لها/الشموس فيك شيء؟ ليه ماسكه راسك كذا مصدعه؟!
أشارت بالنفي وهي تحاول لملمت نفسها بعد رسالته/لا مافيني شيء بس حسيت بدوخه شوي لاني كنت جالسه ووقفت بسرعه
حاولت الاقتناع بتبريرها/طيب تقدرين تروحين معي و الا ترتاحين احسن.
ذهبت لتجلس في اقرب كرسي في الصاله/شكلي بجلس ماني رايحه، روحي انتي وتعذري لي من هوازن اذا كانت صاحيه
تجاهلت ما فكرت به لترتدي عبائتها و تخرج...
حاولت ان تصمد في وجه ظروفها و ان لا تعطي الأمور اكبر من حجمها، عليها ان تبتعد عنه كما طلب.. و اليوم سيصل أخيها من السفر و سينتهي كل شيء كما قال.
رفعت هاتفها وهي تتصل بالخادمه/جوري هاتيلي بلاك كوفي بالصاله..
لحظات لترى الخادمتين و احداهن نزلت بالمصعد ببعض الأشياءبيدها و الاخرى قدمت لها قهوتها/ثانكيو جوري
بإبتسامتها/ويلكم مدام
بتساؤل/اختك وين رايحه بهالاشياء؟!
بنفس إبتسامتها/تحت مدام نيفادا اند هير هسبند، هي نوم هنا لاست نايت
لم تصدق،كيف تفعل ذلك بدون ان تكلف نفسها عناء إخبارها بشيء؟!/اوكي جوري روحي و نظفي غرفة نايف اليوم بيوصل، غيري غطاء السرير و حطي له ادوات الحمام كلها.. واذا خلصتي ناديني اشوف
بمسايره/اوكي مدام..
ذهبت الخادمه و ظلت تحتسي قهوتها بتمهل، بعد ثلاث ساعات سيصل أخيها إلى هنا و سيتغير كل شيء للأبد..
لن تظل هنا ستفعل ما خططت عليه و ستسافر لندن و ستستقر هناك بعيداً عنه.
،
.
.
خرج من عيادة العيون برفقته بتال إبن اخته، يحمله بين يديه وهو يدردش معه بعد الخوف الذي إنتابه قبل قليل عند الطبيب ..
اتجه إلى الإستقبال ليحاسب ليجد أدهم أمامه!!
طلب الطبيب فوراً و قرر العوده و لكنه رأى وليد أمامه اخيراً!!! لم يصدق أنه هنا في الرياض و لم يتصل به!! تجاهله و كأنه لم يراه ليمضي لقسم التنويم..
لم يحبذ هذا اللقاء الباهت، عرف ان خبر خطبته وصله،لحق به/أدهم لحظه.. وقف يا رجل اناديك!
تجاهل نداءه وهو يستمر في سيره حتى دخل المصعد،تمنى ان لا يلحق به لألا يقتله..و لكنه تفاجىء بدخوله المصعد في اللحظات الاخيره بصحبة الطفل..و طل صامتاً،..
نطق بغضب/ناديتك ليه تسوي نفسك ما تسمعني
نطق بهدوء مصطنع/قصر صوتك لاتوطاك قدام هالبزر اللي شايله تراها واصله معي منك إلين هنا<<< أشار لأنفه
بقهر/وش أنا مسوي؟!
نطق بنقس هدوءه الغاضب بعدما فتح المصعد ليخرجون/انت عارف وش خطاك اللي مسويه والدليل لك كم يوم بالرياض و لا اتصلت ولا سلمت..
رفع حاجبه مستنكراً وهو يضع الطفل من يذه/قصدك اني ماني قد المقام؟! والله ماقصرت يا أدهم!!!
نطق غاضباً ليمسك وليد بياقة قميصه بقوه/انت عارف وش خطاك فلا تلف و تغير بالمقاصد على كيفك، احسن لك حالياً تكمل هروب وتخفي وجهك عني
زم شفتيه وهو يرد بغضب/لا تغلط يا أدهم انا ماهربت من احد و لا سويت شيء غلط
ابتسم بسخريه وهو مازال يشده من قميصه/دام ماسويت غلط ليه ما قلت لي عن نواياك؟! ليه تتواصل معي بدون ماتقول لي شيء عن اللي صار بينك وبين نايف؟!
كانت قادمه خلفهم و رأت وليد يدفع أدهم الغاضب عنه، توقفت مكانها وهي متفاجأه مما يحدث!!
شعر بغضب و أبعد يد أدهم عن قميصه/انت ماتدري عن حقيقة اللي صار هناك..كل شيء بتعرفه من نايف
نطق بلا مبالاه/مالي رفيق عزالله معاد يهمني موضوعك دامك من البدايه تجاهلتني..ماقصرت في
دخل أدهم للغرفه وتركه خارجاً ، قد يحتمل ان يغضب الجميع ماعدا أدهم، فهو بمكانة الأخ و يعرفه معرفة الدم..صد و لمح قدومها من هنالك،لا يعرف كيف يتصرف وهو يتسائل هل رأت ماحدث بينه وبين أدهم؟!!
حمل ابن اخته و ذهب من الجهة الأخرى و كأنه لم يراها..
إستغربت تهربه منها، قد كان يهدد انه لن يتركها لو رأها صدفه!
و أدهم غاضب منه!!
قررت تاهل ماتفكر به و تطرق باب غرفة هوازن لتدخل بعد رد عمتها هند وتلقي تحيتها/السلام عليكم
استغربت هند حضورها لوحدها/وعليكم السلام..
استنكرت جلوس أدهم هكذا عند هوازن/شلونها هاللحين؟!
أدهم/ان شاء الله احسن
هند بفضول/وين الشموس؟!
ردت وهي تشعر بأنهما يخفيان أمراً/كان بتروح معي و فجأه حست بصداع ودوخه و قررت تجلس
لا يعلم لماذا لم يفرح بإمتثالها لأمره فوراً و عدم حضورها، و كأنه يريد منها العكس..!
قرر الخروج ليشغل رأسه بأي شيء عنها، تلقى في هذه اللحظات مكالمه من سيف ليعتذر منهن و يخرج/عن اذنكم عندي شغل..عمه انتبهي على هوازن تكفين
بابتسامة دافئه/اختك بعيوني
انتظرته يخرج لتلتفت الى عمتها بتساؤل فضولي/وش الساالفه يا عمه!
تنهدت هند فهي مضطره من الآن شرح كل شيء لهن ولجميع افراد العائله...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
خرج مسرعاً و هاتفه في أذنه ليركب سيارته و يخرج مسرعاً من مواقف سيارات المشفى، ..
نطق بإهتمام/سيف لازم اروح بنفسي و اشوف وين موقع بيته و ابيك تجيب لي تفاصيل حياته مشاويره اليوميه وخوياه اللي يجلس معهم و استراحته اللي يسهر فيها اذا كان راعي استراحات.
على الطرف الآخر بإهتمام/طال عمرك اصلاً انا عرفته صدفه في استراحة واحد من خوياي و تتبعته لك..اي بالله راعي استراحات بس ماعنده غير متابعة الكوره ..هو يشتغل في شركة الكهرباء مهندس..حياته ماعليها غبار.
نطق بقهر/انا اللي بغبر له حياته ..يلا سيف انا جايك بالطريق ارسل لي اللوكيشن بسرعه....سلام
اغلق هاتفه وهو يبتسم بحقد،شعور بالكراهيه لم يعهده..يريد التنفيس عن مشاعره السلبيه هذه...الوجع حينما يعشعش في قلوب الرجال يوّلد الكراهيه..!
تلقى رساله منها كان يفتح هاتفه ليرى الموقع الذي أرسله سيف ليقرأ رسالتها ببرود[وصول اخوي بعد ساعه ..إذا حاب تسوي الواجب]
تجاهل الرد عليها و راح يتتبع الموقع الذي أرسله له سيف..!
لم يلاحظ تلك السياره التي تتبعه..!!
.
،
.
دخلت قبلها تحمل اكياساً وتضعها لتجلس بعد ذلك بتعب/خلاص معاد احس بأقدامي تعبتتت
جلست بنشاطها وهي تفتح احد الاكياس/اهم شيء انتهينا من اغلب المستلزمات صح شهود؟!
إلتفتت إليها/اعتقد كذا و باقي حاجات بسيطه بناخذها بعدين بس شايله هم الفستان من وين بناخذه؟! ماعجبني شيء للآن
هند بإبتسامه/هذا أمره سهل ماعليك
استرخت بجلستها/يعنني كل شيء له عندك حل،
بنفس إبتسامتها/طلبت من نيفو ارقام مصممين تتعامل معهم الشموس،بحيث ما تدخل الشموس او تعرف اخاف إذا عرفت تحرجنا و تدفع عنا..و عطتني ثلاث ارقام و مصممين تصاميمهم تفتح النفس
شعرت بالإحباط وهي تعدل جلستها/يا غبيه تدرين فساتين الشموس و خواتها الواحد بكم؟! مايقل عن 15 ألف ..
تفاجئت/يووه انا حاطه خمسة ألآف للفستان..وش هالإحباط!!
ضحكت/وانا حاطه نفسك والله مابي من ابوي شيء ولا ابي ادخل اخوات زوجي بجهازي..كله بمهري بسس
حزنت من موقفها تجاه والدها/معقوله بتتزوجين وابوك ما يحضر زواجك!!
شعرت بالغصه فهي لا تعرف أي الأباء هو، كم تتمنى لو كان مثل والد هند مهتم و يعاملها كصديقته،علاقتهما جميله..
أحست هند انها نبشت جرحها/شهود اسفه إذا ضايقتك..مالت علي ما اعرف أثمن كلامي
ابتسمت رغم فيضان عينيها/اصلاً عادي تعودت على جفاه..
رحمتها/طيب ليه تبكين؟! دامك تعودتي على جفاه!
نطقت بحزن/جفاه حيل يوجعني.
حزنت معها لتلعن نفسها التي دفعتها لبعثرت اوجاعها..اقتربت منها وربتت على كتفها بمواساة..
.
أوقف سيارته في احد الاماكن البعيده جداً!!
ليرى اين ينتظره سيف، هنالك بعض الرجال يقفون حول سياره تبدو متعطله و يحاولون البحث عن سبب عطلها و يبدو نقاشهم حامي...
وفي الجهة الأخرى يقف اثنان يرفعان عن اكمامهما و يتحدثان بنظرات مريبه، هذا الحي النائي يفتقر حتى لأصوات لعب الأطفال! البيوت قليله و متباعده و هنالك اراضي بيضاء كثيره!!
سيف موجود هنا بحسب الخريطه و لكن اين هو؟
رفع هاتفه ليتصل به و لكنه تفاجىء برد احدهم على هاتف سيف/اشكرك لسرعة وصولك
اخذ يدير ناظريه في المكان بريبه و يلاحظ ان الرجال حول تلك السياره يتركونها و يتقدمون إليه وكل منهم يحمل حديده ثقيله و من الواضح على ماذا ينوون.
هم كثر و الكثره تغلب الشجاعه كيف سيصد عشرة اشخاص لوحده؟! و كل منهم يحمل سلاحاً أبيض!!
تقدم من بينهم ليقف وسطهم مبتسماً/جابك الله يا أدهم
لم يتوقع ان يراه أبداً/فياض!!
بنظرة تحدي/الله الله، شكلك متوقع اخفتي للأبد!
بإبتسامة إحتقار/المفروض انك تقعد بمكان ماحد يعرفك فيه أو تولّع بنفسك و تحرقها لأن اللي سويته ما يبيض الوجه،بس مامن رجوله يا فياض..
رد غاضباً/تعقب و..
قاطعه غاضباً/تعقب و تخسي أنت و خمتك اللي جايبهم معك يالزلابه، لو فيك خير جيت تقابلني لحالك.
ضحك ساخراً/ليه يابو الرجوله كلها..من هاللحين بتعلن استسلامك علشان كم واحد جو معي؟!!
بابتسامه ساخره/مشتريهم و جايبهم معك و تقول جو معك؟!!
بابتسامة سخريه/على اساس منت مستاجر واحد يراقب حريمك؟! ومنعت زوجتك من العمل بس بهذي معك حق فيها يا شيخ لو اني متزوج الشموس والله ما اسمح لها تطلع برا البيت لو زياره.
هنا لم يعد يحتمل اكثر رمى بشماغه أرضاً ليهجم عليه و يضربه بقوه حتى أدمى وجهه..ولكن ابعدوه رجال فياض عنه و حاولوا يضربونه ولكنه كان إعصاراً و دمرهم..من سوء حظهم اختاروا الوقت الخاطىء لمواجهته!!
لم يتوقع فياض كل هذا من أدهم و كأنه متمرس في القتال..اتجه إلى سيارته وهو يُخرج سلاحه و يحبله بالرصاص..
اخرج هاتفه الذي يرن من أبيه،تجاهله وهو ينوي التوجه صوب أدهم ...
توقفت سياره تبدو سيارة نقل صغيره وقفز منها احدهم و كان ملثماً بشماغه و يحمل بيده خشبة عريضه..ليفزع مساعدةً لأدهم ودفاعاً عنه..
لم يعرفه أدهم ظن انه مجرد رجل شهم فقط رآه وحيداً و أراد مشاركته..!!
ذلك الرجل الملثم كان مقداماً حتى اقترب من أدهم وهو يرى تقدم فياض بسلاحه بيده و يتجه ناحيتهم ،ليصرخ بأدهم/يا أدهم تكفى الرجال معه سلاح والله ما يوفرك لا تواجهه الرصاص بيده
لم يصدق ذلك إلتفت إليه/سلطان؟!!
فتح لثامه وهو يُلح عليه بعدما رأى فياض قادماً من الطرف الآخر من الشارع و يشهر مسدسه/أدهم ناظر ورااك!!
رفع مسدسه وهو يحدده قادماً مازال يسير يريد إذلاله قبل كل شيء/ أدهم والله لردها لك و الله
لم يرد عليه أدهم فقط تركه و اتجه لسيارته لا مبالي بما سيحدث، إن قتله الآن .. وهو يشير لسلطان ان يذهب هو الآخر
اشتد غضبه وهو يرى إستهانة أدهم به، ليرفع مسدسه من بعيد/بوريك هاللحين كيف تستهين بس يابن الـ...
صوت مكابح سياره و إصطدام ضج بهذا الحي الهادىء!!
ليلتفت إليه أدهم اخيراً و يرى الدماء و الحادث المريع الذي حدث ..
لم يصدق سلطان ما يراه الحي كان فارغاً والسياره جاءت من الجانب و إلتفت بسرعه و تفاجأت بوقوف فياض في منتصف الطريق!!!
كان شيئاً خيالياً ...و كأن هذه السياره مسخره لهذه اللحظه!!
نزل صاحب السياره متفاجئاً من الذي حدث/لا حول ولاقوّة إلا بالله..هذا وش موقفه هنا..يارب سامحني يا رب
اتجه سلطان للملقي على الأرض ليرى ما إذا كان على قيد الحياة..و لكن المنظر كان بشعاً جداً..ليكتشف انه مات.
إلتفت إلى أدهم وهو يشير بكلتا يديه/الرجال مات
جلس صاحب السياره يندب حظه البائس بعدما اتصل بالإسعاف و تجمهر القله الذي سمعوا بصوت مكابح السياره في الجوار...
كل في هم وهو فقط يريد العثور على سيف ..تركهم واتجه للسياره التيكانوا ماجمعين عندها جميعهم لعله يراه..
لحقه سلطان وهو يستغرب/أدهم تبي فزعه؟! تكفى قول
توقف وهو يلتفت غاضباً ليشدّه بياقة ثوبه بقوه و يضرب ظهره على السياره/انت وش طلعك وراي؟! طلعتك من السجن وللحين تلاحقني؟!!!
نطق ببريق عينيه/لك عندي دين يا أدهم لو اعيش كل عمري ما وفيتك إياه،
استغرب/دين؟!!أي دين !!
أجابه و انفاسه تكاد تطير من شدة تأثره/يوم كنت بالسجن انت كنت ترسل لأمي و اخوي مصروف شهري يكفيهم و كنت تسدد عنهم فواتير الماء و الكهرباء،
استغرب فهو لم يخبر والدة سلطان بإسمه، تركه وهو يتجاهل ما سمعه/انت وااهم ..ماسويت لاهلك شيء
إزداد احترامه لأدهم أضعافاً/انا ماعرف خويا كفو يا أدهم..كلهم سلنتح و زلايب مانفعوا حتى اهلهم...اول ما قالت لي امي عن الفلوس اللي كانت تجيها بأسمي ما طرأ ببالي غيرك.. وش انت يا أدهم؟!!
تجاهله فلا يطيق ان يذكر محاسنه احد أمامه، شعور الحاجة و الإمتنان لأجدهم موجع .. و قد ذاقه من قبل فلا يريد رؤية دموع الحاجه في عين احدهم..
صدح صوت مؤذن صلا المغرب ليقطع حديثه و هما واقفين،..
سمع صوت مكتوم يأتي من السياره التي يقفان أمامها..ليهب مسرعاً و يحاول فتحها و نجح في ذلك..قد كان يشك بوجود سيف هنا ..ليرى هاتفه ملقى امامه و هو مقيد القدمين واليدين و مغلق الفم/سييف!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
في مطار الملك خالد الدولي...،
كانت في حيره من أمرها ليست مرتاحه على الرغم انها مطمئنه من أن اخيها قادم و لكن هنالك شيء ما يجعلها على كف القلق ولا تعرف ماهو !!
شعورٌ لا تمتلك له تعريفاً دقيقاً يصفه و لكنه يمنعها من لذة التنفس براحه!
حاولت تجاهل ما يعكر صفو راحتها فهي الآن ترتقب عودة الغالي،
انتظرت كثيراً رؤيته و إطلالته التي إشتاقت لها كثيراً..هو منتهى الحلم الذي لطالما حلمت به..هو الذخر و السند و كل ما كانت تحلم به في هذه الحياة،
تعترف بينها و بين ذاتها أن نايف اخذ قطعة من قلبها حين ولد و قطعة منه حين أُصيب...و أخذه كله دائماً وأبداً..
تعلق والدها به و ان لم يوضح ذلك جعلها ترى نايف بصورة أبيها..و لم تتعلق بشخص في هذه الحياة كما تعلقت بأبيها..
لمحته قادماً بعدما ذكر المذيع الداخلي عن وصول رحلته..
لكنها تفاجئت بالتي يصطحبها معه..تمنت انها لم تنتبه او أنها مخطئه..!!
يالله هو يسير على قدميه من جديد!
عاد نايف عاد والدها مجدداً إلى هذه الحياة، تلك الإبتسامه التي تراها على محياه حينما سقطت عينيه عليها تجعلها تنسى الدنيا بما فيها لحظتها..
اقترب منها واقفاً أمامها ببشاشته/انتي قصرتي و إلا انا اللي طلت!!
اختلطت دمعتها بابتسامتها لتعانقه/الحمدلله على سلامتك حبيبي .اللهم لك الحمد و الشكر صرت توقف على رجليك وتمشي يا قلبي ماني مصدقه انت بخير وواقف قبالي!!
عانقها وهو يهدئها بكائها اوجعه،هل هذه كله دموع فرح!!
ما بال الشموس و كأنها ليست تلك القويه كما عهدها!!/افااا الشموس ماتبكي
رفعت عينيها إليه/الشموس ولا شيء بلياك يا نايف و لا شي ، ..انت روح الشموس و روحها اليوم ردت لها من بعد غربة مشاعرها.
لم يستطيع التعليق فقط اخذها من هنا ليخرجا من المطار، ام تكن اخته هشةً هكذا من قبل، لطالما سافر و عاد و لم تستقبله بهذا الشكل!!!
جلست في السياره وهي تحتضن يدها بيده والشكوك تدراودها عن تلك التي معه/نايف ما قلت لي من هاللي معك؟!!
لاحظت نظرات الشموس لها كانت تلبس نظارات سوداء قاتمه وهي ترى الفخامه التي فهمتها من خلال الاستقبال بهذه السياره الفاخره و المريحه، ذات التصميم الشخصي.. و كأنهم في مجلس مصغّر بالغ الفخامه..
نطق نايف وهو ينظر إلى اولينا/بعدين اقولك.
لم ترتاح لوجودها ابداً..،
.
.
،
استيقظت وهي تنظر مستغربه وجودها هنا..و برفقة هند التي ظلت عندها مرافقه..، لم يكن لديها ماتقول و هي تتذكر ماحدث تلك الليله في المول حينما رأت طفلها هناك..كلمات مشاري أحدثت فجوةً عميقه في قلبها. تهوي بها كلما حاولت تجاهل مشاعرها..
حاولت للمرة العاشره إستنطاقها/هوازن تكفين قولي أي شيء تكلمي لا تخرفيني عليك.
نطقت بعد تنهيدةٍ موجعه/وشلون ابوي لا يكون عرف باللي صار
ابتسمت بسعاده بعدما تحدثت اخيراً/الحمدلله هذا انتي تتكلمين، ابوك دامه مع ولده فهو بخير و ماعليه إلا العافيه
استغربت ولكن فكرت بأدهم فهو يعامله كأبيه/ماندري وين نودي جمايل أدهم..جد خجلانه منه
قررت الحديث/مابين الاب وولده جمايل
إلتفتت إليها قد استشكت في نيتها و كأنها تريد الحديث عن شيء ما/حاسه عندك شيء ودك تقولينه
إلتمعت عينيها وهي تحاول ان تعرف كيف تبدأ معها/اول ماجيت المستشفى علشان اشوفك و سمعت قصه حقيقيه اقرب للخيال ..و اثرت بي للحين..
سألت وهي تحاول ان تعدل جلستها بعد كل ذلك الخمول/سمعيني إياها ، اخب القصص المؤثره
قررت الحديث/قبل اربعين سنه في محافظة الخرج..كان فيه رجل اسمه عبدالله وزوجته اسمها ساره متزوجين وعين الله عليهم مبسوطين و كل واحد يحب الثاني و يغليه، حملت الزوجه و بعد فتره من حملها سافر الزوج في مقناص مع اصدقاءه و ابعد كثير واختفى عن الانظار و بعد فتره من البحث لقوهم في صحراء النفود اللي مات مكانه و اللي اكله السبع و هالزوج بعد لقوا ثيابه بالدم فقالوا اكيد اكلته السباع وفعلاً اعلنوا وفاته ووقفوا بحث..
تفاعلت ونطقت بخوف/لا يكون مات عبدالله!!
بنفي/هذا اللي كانوا يظنونه..وولدت ساره بعد كذا و جابت ولد و سمته أدهم..مان بخاطره يسمي هالاسم ربته ساره و توفت و هالولد عمره تسع سنين و لكن كبر هالولد و طلع رجال عصامي ينشد الظهر فيه و كون نفسه و بعد فتره دارت به الدنيا و اكتشف ان ابوه له اخو و عايله غنيه بس كل شيء كان بنهايته العم توفى وابنه الوحيد صار عليه حادث و دخل غيبوبه طويله حيل و بعدها قرر يتزوج بنته مروا بظروف كثيره و مره من المرات لقى بنت تستغيث بالشارع علشان ابوها الشايب المريض، قرر يساعدها لله وكان فرحان و شيء يدخل السرور بقلبه لمن يكون مع هالشايب اللي اصلاً فاقد ذاكرته وماله احد..و قدر بعد فتره يساعد هالبنت و يزوجها برجل محترم..
شعرت بالغصه و هي تسمع بقصة أدهم، لم يخفاها ذلك فهي في قصته..،
أردفت وهي تلاحظ إلتماع الدمع في عينيها/كان بزياره مره لزوجة خاله وكان هالشايب معه و هي تتعرف عليه و قالت له
إنهمرت دموعها و هي تشعر بمشاعر فرح غريبه، و لكن حتى الآن لا تعرف من هو والدها وهل يعرفونه!!، إنعقد لسانها عن أي تعليق..!!
اكملت و هي تحاول ان لا تبكي/طلع هالشايب هو ابو أدهم المفقود من اربعين سنه و الكل كان يظن بوفاته..
لم تصدق بعد ما سمعته لا تحتاج لتوضيح اكثر من ذلك ولكنها تريد سماع ذلك بصريح العباره/يعني؟!
ردت بعبرةٍ تختنق من شدة تأثر هوازن/ايه ابو أدهم هو نفسه ابوك..أنتم اخوان والله يهنيكم وهيني فيكم
اغمضت عينيها وهي ترفع رأسها للأعلى شعور يغمرها لأول مره، والدها ليس ورقة سقطت من دفتر الحياة، تبكي وتبتسم في نفس الوقت، ما ألطفك يا صاحب اللطف الخفي..يالله.
كانت موقنه و مؤمنه ان الغيوم التي تغطي حياتها منذ وعت على هذه الحياة ستنقشع و سترى شمس سعادتها أخيراً و ستختفي ظلمة الهموم للأبد..ما فات يكفيها و رب الناس يكفيها..."يالله قد كان أدهم أخوها منذ البدايه و ليس فقط الآن..كانت تعرف ذلك لكن لم تظن ولو للحظه ان يكون ما تشعر به هو الحقيقه!!!"
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
الخرج..،
و كأنه في مهب الذكريات تعصف به، ..
تدار فناجين القهوة بلا انقطاع و هنالك اجتماع لمعظم الذين عاصروه هنا..وهو في صدر المجلس تهوي عينيه في نظرة فارغه..، اسماءهم و ذكرياتهم كالوميض في ذاكرته المهجوره!
هذا الكم الهائل لا يحتمله..
كانت زوجته حاملاً...يذكر ذلك الموقف جيداً حينما ودعته ليلة خروجه و طلبت منه ان لا يتأخر كانت ترمقه بعينين لامعتين و ناعستين حد الثماله..تشبهه نعم تشبه عيني أدهم تماماً..
رفع رأسه لعبدالكريم الذي بجانبه وهو يسأله بلهفه غريبه و فضول/ابي أدهم ياخوك اتصل به
بأسف/ماهو بجاي الليله، يقول عنده شغلتن لازم يخلصها بنفسه وبيعوّد ان شاء الله... لا تخاف يابو أدهم تراك بين اهلك و ربعك
لم ييتطيع الصبر ليسأله فهو لم يسمع عن والدة أدهم أي شيء/طيب بنشدك يابوعبدالكريم ام أدهم وينها؟!
تنهد وهو يعز عليه حاله الحزين و المتفاجىء من كل شيء/ساره ماتت الله يرحمها من عمر أدهم تسع سنين..
انقبض قلبه و هو يأخذ طرف شماغه و يغطي بها وجهه المتأثر من إنسكاب الذاكره كالسيل منذ ان صلى اول صلاةٍ في مسجد حيّه القديم وحارته العتيقه...
يريد ان يستريح برؤية أدهم و هوازن فهما المتبقي و هما من يهتمان ..هوازن تمثل الجرح و الدواء...لطالما عانى هذين معه..لطالما اعتنت به إبنته و اعتنى به إبنه منذ ان إلتقى به أول مره..
كان ولداً صالحاً.. و رجلاً نبيلاً و هذا ماخفف عبىء انهمار الذاكره المثقوبه..
ماذا فعلت بك الأيام يا ساره؟! لماذا رحلتي بسرعه قبل ان اعود؟!!!
شعر ببرودة وجهه و وهن مرهق هو و سيقع لو استمر ..حتى فقد وعيه
لاحظه ابو عبدالكريم ليصيح بأبناءه/ألحقوا الرجال يا عيال..يا كاسر تعال يابوك
اقترب كاسر بسرعه وهو يبعدهم فهو الطبيب،امسك بيده و إختبر سرعة نبضه و حرارة جسده وعينيه ليهدأ/ابو أدهم مجهد و محتاج ينام..برأيي يا جماعه تروحون و بكرا تزورونه و يكون أدهم قد وصل بعد
ابو عبدالكريم وهو يؤيد حديث إبنه/وهو صادق يا جماعه وهو صادق..
خرج الجميع وبقي ابو عبدالكريم وابنه كاسر الذي قرر المكوث هذه الليله بما انه ليس له مناوبه الليله..
"كالناجي الوحيد بعد حادثة غرق!وحيدٌ و بحر الهموم تتلاطم أمواجه حولي..
لم أختار النجاة من الغرق و لكن الله إختار..!
فقط احسب انفاسي المتبقيه و اشعر أنها تسير بي للنفاد ببطىء ، قدماي متعبه و كل جسدي منهك، و لكنني مازلت مستمراً و أصارع على فرصة الموت الأخيره!
و مازال يهرب مني في كل محاوله..
يا إلهي حتى الموت يقتص مني!!"
،
ترك سيارته بعد تعب لم يستطيع معه ان يذهب لأي مكان...يريد ان يلقي بجسده المنهك على سريره و ينام بلا تعب و بلا اي قلق..
استغرب إغلاق الباب المطل على الحديقه الذي يدخل معه دائماً..، ليخرج هاتفه من جيبه و يتصل بها...لم ينظر لساعته التي تشير للثانيه بعد منتصف الليل/الوه افتحي باب الغرفه بدخل
اغلق الباب و انتظر خروجها..استغرب تأخرها لا يريد ان يغضب او يبدي أي ردة فعل أخرى..!
بعد لحظات فتحت له الباب بروبها الأسود الطويل الذي تشده حول خصرها و تركته مفتوحاً و دخلت بدون اي اهتمام/سكر الباب وراك.
إستغرب تصرفها،مهما كان هي لا تبتعد عنه هكذا،لاحظها تهم بالخرج من الجناح/وين رايحه هالوقت؟!
إلتفتت إليه بدون أي تأثر/رايحه غرفتي فوق...انت ارتاح بغرفتك هنا فضيتها لك من كل شيء يخصني و غيرت لك حتى الإكسسوارات و نوع عطرها و غطاء السرير،، تصبح على خير
إستغرب وهو يراها هادئه جداً/ماراح تسأليني عن اللي صار؟!
بنفس برودها/آخر همي...تبي شيء ثاني؟!
ظل ينظر لعينيها بتأمل لثلاث ثوان و نطق بعدها بنفس الهدوء/ليه شلتي اغراضك من الغرفه و طلعتي منها؟!
بإبتسامة تمثل السعاده/فيك ترتاح مني هاللحين اخوي رجع من السفر و كل احلامك بالفراق تقدر تحققها بدون ندم و لا حتى تأنيب ضمير..
حرك رأسه بمسايره.. وراح يجلس على أريكته الجلديه بهدوءه الصامت..
قررت تركه وحيداً بصمت رغم ان ذلك يعز عليها كثيراً..
خرجت امام عينيه وتركته وحيد تماماً في عتمة ضغوطه التي تحيط به، كشمعةٍ احترقت كثيراً و قاومت الهواء الذي يريد إخمادها حتى ذبلت و انطفات بدون ان يشعر بها أحد!!
ترك مكانه و دخل الغرفه ليراها خاليه تماماً رغم وجود الأثاث مكانه، و لكن روحها منزوعه وكل شيء فيها ميت!!
راح للسرير بعدما نزع ملابسه لينام، يجب ان يستيقظ باكراً لأجل اخته و أبيه.. إبتسم وهو يتخيل نطقه لكلمة اختي!
كان يشعر من البدايه ان هوازن تمد له بصله، كانت تؤلمه اوجاعها و نظرة الإنكسار في عينيها..
نام وهو يقرر بعدما اخبرته عمته هند بأن هوازن استعادت وعيها اخيراً،جميعهم سيذهبون الى الخرج..بقرب والدته.
يكفيه إغتراباً...
.
،
..
صباح اليوم التالي..،
مازالت تستغرب غياب عزه منذ ماحدث!!
ابتسمت وهي ترفع هاتفها و تتصل بها بدون تردد، انتظرتها ترد !! لتعقد حاجبها،
ردت بعد عدة رنات و يبدو على صوتها الارتباك/هلا استاذه ليال
كتم ضحكتها/هاللحين صرت استاذه يا عزه!!..السلام عليكم بالاول
ارتاح صوتها/وعليكم السلام، في الحقيقه انا
قاطعتها/تغيبتي عن العمل و بعدها طلبتي اجازه و تونا نقول بسم الله، وش المشكله؟! و الاسباب يا عزه..ما اقدر اوافق على الفاضي بصراحه
ترددت/ليال انا خجلانه منك. و ربي مالي دخل باللي صار..يعني وليد
ابتسمت وهي ترد/طيب و لا حتى انا مالي دخل و لا المؤسسه لها دخل..انتي موظفه مستحيل اتنازل عنها فاهمه؟!
على الطرف الآخر/ووليد؟! اقصد.. <<لم تستطيع الإكمال..
ليال بواقعيه/عزه انا موافقه على وليد ومهما رفضته ماراح افصلك عن وظيفتك ، معقوله انتي تتوقعين اني بهالسطحيه ..!!
بنبرة سعاده/من جدك انتي؟!
ليال/اي و تعالي بلا سخافه..و هاتي معك قهوه و كنافه من خالتي مشتهيتها
ضحكت/من عيوووني ببشر الوالده، سلام
اغلقت الهاتف وهي تبتسم، كل شيء يسير على مايرام..امورها بخير..و اخيها عاد..
تلقت رساله لتفتح هاتفها بلهفه، باتت تعشق نغمة الرسائل .. لتقرأها بإبتسامه [احمدي ربك ان بتال كان معي امس]
ارسلت له و اغلقت الهاتف مع دخول سكرتيرتها عائشه بعمل ما...
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
في المقهى المعهود لتجمعهم..
ينتظر قدوم قاسي بلهفة الاخ والصديق، منذ متى لم يراه!!
تلقى رساله منها ليبتسم وهو يقرأها [لا تتعذر ببتال.. انت أصلاً هربت]
اغلق هاتفه وهو يرفع ناظريه ليرى قدوم قاسي بابتسامته، قفز من مكانه ليحيه بالتحيه العسكريه بثبات ثم هرول ليعانقه بشوق جارف،كاد ان يبكي لولا جلادته/الحمدلله على سلامتك ياخوي..
بابتسامته الهادئه/الله يسلمك..بس ترى كلها يومين وراجع
اخذه لكرسيه و جلّسه/لا تقولها
تأمل المقهى الذي إفتقده كثيراً/والله يادوب ..زين اللي دريت بوجودك بالرياض بس، زرت الوالده ولقيتها توها نايمه ماحبيت اصحيها قلت اتقهوى معك قهوة الصباح و اروح لها
بسعاده/يا ولد تغيرت نحفت و صرت اطول
ضحك/انت بشرني عنك وش سوت بك الغربه ووش جابك وانت ناوي تبعد سنين
طلب قهوة قاسي ثم التفت إليه/ابد تعبت فالغربه لحالي قلت اجي اتزوج لي بنت حلال تونسني
لم يصدق/تقوله صادق؟! عسااه مبرووك ان شاء الله و متى ترى بعد اسبوع رمضان
بإبتسامة ثقه/حياك الله بعد بكرا ببيت نايف راكان المناع، ملكتي على اخته ليال المناع.. وبالعيد بيكون الزواج ان شاء الله
مازال في طور الصدمه/يعني بتصير عديلي!!
رقص حاجبه مبتسماً/انت وأدهم اي شيء تسوونه بسويه،، هاه مافيه مبروك بعدما عرفت العروس
اتسعت ابتسامته/إلا والله الف مبروك يا وليد.. ان شاء الله ألحق احضر ملكتك..
رن هاتفه ليبتسم وهو يرى أسم والدته/أمي صحت و مالقتني عندها..يلا لازم اروح يالعديل..
انتهت من لبس عبائتها وهي تنتظره مكانها على احر من الجمر، ستراه اليوم بشكل مغاير، و مشاعر حزينه على كل ما فات بدون ذلك الأخ الذي لطالما تمنت وجوده في حياتها ..،
سمعت صوته خلف الباب المغلق بعدما ينادي عمته هند التي خرجت تنادي الممرضه تنزع المغذي..!
تجرأت و نزعت المغذي من يدها واتجهت للباب تفتحه بنفسها/عمتي هند تو طلعت تنادي الممرضه
دخل بعدما فهم أنها عرفت كل شيء، لطالما حمل هم هذه اللحظه المليئه بالمشاعر...لم يعد يحتمل وحده كل هذا/الحمدلله على سلامتك..
تمرد دمعها وهي تنظر إليه مكبله عن أي ردة فعل أخرى كانت تتمنى لو رزقها الله أخاً مثله وكان أخوها..لتبكي .. ياللحرمان.
لم يعرف كيف يتصرف أمام بكائها المكتوم هذا، اقترب وقبل رأسها بدون تردد/خلاص و انا اخوك لا تبكين
عانقته بشدّه، كانت تريد قشّةً تنقذها من غرقها في حزنها العميق.
دخلت هند في هذه اللحظات و بكت معهما بتأثر.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثالث والخمسون
خرجت من غرفتها تبحث عن طفلها الذي لم تجده في مكانه، بحثت عنه في الغرف لم تجد احداً لتنزل تحت وهي تسمع ضحكات نايف الذي يلاعب طفلها هنالك و حوله بقية الاطفال،
إبتسمت بحب وهي تراه من جديد يسير في المنزل و يعود طبيعياً ..لم تكن نفسيته كذلك وهو مقعد..
سمعت طقطقة كعبها وهي تراها تترك المصعد قادمه بجينزها القبيح و بلوزتها التي تبرز بطنها و سرها ذو الخلق المذهب و قصة شعرها الغريبه!!!
لم ترتاح لها و لتلك النظرات اللصيّه..كانت تنظر للبيت بشكل مريب، حتى الآن لا تعرف موقعها من الحضور مع أخيها/أولينا
مرت بجانبها لتقف وهي تبتسم/هاي
بنبره جاده و بلباقه/اتمنى منك تغيرين ستايل لبسك في البيت لين تطلعين..شايفه في اطفال
نظرت الى نفسها و أجابت بلامبالاة/لبسي !! آر يو سيريس؟!!
بجديه اكثر ولكن بصوت منخفض حتى لا يسمعهما احد/اذا ماتفهمين عربي مستعده اتكلم انقلش ماعندي مشكله..لكن هاللبس يتغير "يو اندر ستاند؟!"
بابتسامه مصطنه/اوكي، آز يو لايك
تركتها تتجاوزها للمطبخ،هذه الأجنبيه مثيره للريبه ..!
ابتسم لقدوم اخته/ياهلا بأم راكان
بابتسامتها الهادئه حين تراه/هلابك حبيبي،تعبتوا راكان
وضع رأسه الصغير على كتفه بسعاده/خلييني تكفين ..متو اخر مره حضنت طفل؟! متخيله هالجفاف يالشموس!! صرت خاال شعوور رهيب
بصدق دعاء/قل امين عساك تلاعب عيالك
تجاوز دعائها وهو يداعبه..
استغربت عدم وجود تلك الشقيه/وين نيفو؟! غرريبه انا ظنيت بلقاها معك و يمكن تطلعون عالسياره من وراي بعد
ضحك/كنت اظن و كنت اظن و خاب ظني..نيفو معاد تعطيني وجه من الصبح مرت علي هي و قاسي و طلعوا للمستشفو عند أمه..اختي تغيرت مرره يالشموس
اخذت فنجان قهوه لتتلاها بها عن ما يحرك مشاعرها/الثبات على حال واحد بهالدنيا محال..كل شيء يتغير طال الزمن و إلا قصر.
لم تفوته نبرتها/وين أدهم ماشفته!!
إرتشفت ببرود/مشغول هالأيام...اذا تفرغ بيجي
استغرب لم تكن يوماً بهذه اللامبالاة مهما بلغ الأمر/والله ضغطته بالعمل، كان لازم اجي بعد العمليه وكمل علاجي الطبيعي هنا
تذكرت ماتريد الحديث عنه/ايوه ما قلت لي للحين ، من هاللي جايبها معك!!
بابتسامه/خطيبتي..ناوي اتزوجها هنا
سقط فنجانها من يدها غير مصدقه/نعم!! ما سمعت؟!!
إلتفت إليها الاطفال الذين كانوا يلتهون بجهازهم اللوحي فيما بينهم!!!
رد بكل برود/هذي البنت اللي ابيها بصراحه
نزلت ام رواد من الاعلى وهي خائفه بعد سماعها صوت انكسار الفنجان/عسى ماشر!!
وقفت معترضه/شر بعينه وعلمه..ام رواد اخذي راكان
اخذت ام رواد الطفل من نايف الذي يقف ويحاول بأخته ان تهدأ/الشموس لحظه بس
لم تنتظر حتى امسكت بيده واخذته لمكتبها تريد ان تتحدث بشيء لا يجب ان يسمعه احد وعليه ان ينفذه..،
نطق بهدوءه/هاللحين كل هالدراما علشان قلت بتزوج اللي ابيها!!؟!!
تكاد تجن من بروده/و شهد؟!! حتى مابعد دخلت عليها..
جلس مسترخياً/انتي عارفه ظروف زواجي منها.. اذا هي حابه تكمل معي اهلاً وسهلاً ماتبي مع السلامه..
وضعت أناملها على جبينها دلالة صدمه، لتنطق بقهر/قلتلك من البدايه إذا ماتبيها منت مجبور تتزوجها، ليه هالأنانيه
لم يهتم /انا ماقصرت معها..فكيتها من ابوها و اللي كان بيصير لها..
لم تصدق ما تسمعه منه/أنت تتمنن عليها بزواجك منها؟!
بنفس بروده/انا اذكرك بس
نطقت بجديّه بعدما فكرت قليلاً لتكسب بعض الوقت/اوكي إذا مرره حاب تتزوجها انا موافقه بس حالياً تسكت وماتعلن أي شيء ،ابيك تترك كل شيء لبعد العيد وبعد زواجك من شهد.. وقفل عالموضوع بليز لأن بعد بكرا ملكة ليال و مابي اي شوشره بالبيت..
رفع حاجبه بعدم رضا/قلتلك أنا..
قاطعته بحزم/كلامي ما ينعاد..راح اقول للكل انها مدربتك فقط ..انتهى
تأفف وهو يخرج سيجارته و يشعلها بتوتر و يدخن صامتاً..!
تكاد تنهار وهي تراه يدخن بشكل عادي و كأنها ليست موجوده/ليه يا نايف لييه؟!
وقف غاضباً وهو ينفث دخانه/الشموس خلاص عاد ، ترى والله عكرتي مزاجي ما يسوى علي ماني طفل ترى.
رأته يخرج و سيجارته بيده،تنهدت بحزن فوالدها كان مدخناً و مات بسبب التدخين الذي دمر قلبه و جهازه التنفسي..
جلست في اقرب أريكه وهي تتذكر أدهم و شكله البارحه، لم يكن بخير.. على جبينه كدمه مزرقه و لاصق جروح..ثيابه كانت متسخه وكأنه تعرض لحادث ..كان مرهقاً و عينيه ذابله.. اوجعها شكله البارحه وهي تمنع نفسها عن المكوث بجانبه..
تفنن في إقصائها عنه.. لم يكن عادلاً في خصومته معها..حاولت ان تتجاهل و ان تصمد و لكن كفى بها إهانه..
لحظات ليدخل نايف مجدداً و على ملامحه رسوم الغضب واضحه/انتي ليه ما قلتي لي عن اللي صار لأدهم امس؟!
وقفت مستغربه/ما صار شيء
نطق غاضباً/استدرجه فياض وهو مسلح و معه مجموعة زلايب و لكن الحمدلله كانت نهاية فياض قبل ينهيه بسلاحه..
كل هذا يصير وانا مادري
تذكرت انقباضة صدرها و ضيقها البارحه..لك تصدق قبل الآن ان هنالك اندماج ارواح و اندماج اوجاع...كانت تلك إشارات تخبرني انه في خطر ولكن ..ماذا فعلت أنا؟!/انا جد ماكنت ادري نايف
أكمل بقهر/شلوون جاء ونام هنا البارح و راح بدون تحسين باللي صار له؟!!
لامت نفسها كثيراً ..شعور بالذنب لم تستطيع تجاوزه..إنخفضت نبضات قلبها ...و لم تشعر بسقوطها بعد ذلك...،
↚
مُتعب..،
من كل الاشياء التي ماتت ..و مازالت تعيش داخلي!!!
،
طوال الطريق تستمع إليه وهو يتحدث عن ذكرياته و قصص حدثت معه، كم كانت ستكون من الذكريات الجميله مع أخ مثله!
ابتسمت وهي تنظر بفخر إليه بجانبها، الآن لا مكان للحزن و الغربه في حياتها، كل شيء له لون زاهي و كل الإبتسامات صادقه و كل الأحلام ممكنه...
لاحظ صمتها،كم يود ان يفتح موضوع طفلها و اسم زوجها و لكن ليس الآن يجب ان ترتاح من الضغط الرهيب الذي تعرضت له..ثم بعدها سيعرف منها كل شيء/قولي يا هوازن سبق و زرتي الخرج؟!
بنبره مرهقه/ولا مره..
بإبتسامه تعكس سعادته بها/من اليوم ورايح بتكونين من اهلها..هي ديرتك
استغربت تجاهله لمهند/و مهند؟!
لم يحبذ ان تكون متزوجه لا يعرف لماذا شعر بالأنانيه هذه اللحظه/تدرين يا هوازن لو عرفت انك اختي قبل زواجك من مهند ما كان زوجتك له ولا لغيره! مهو عيب بمهند حاشاه بس كنت عالاقل بقضي معك وقت ببيتنا مع ابوي قبل يتزوجك ابن الحلال.. ما ادري هل اللي فكرت فيه انانيه او لا بس والله هذا اللي تمنيته لحظتها..
نزلت دمعتها/يازين انانيتك..إذا على الامنيات انا تمنيت اعيد عمري معك و مع اخوات واخوان و عمام وعمات ..العايله سند و ظهر و عز مهما كانت، من جرب انه يكون بلا هويه و يجهل اصوله بيعرف قصدي.
صمت بقهر وهو يتذكر ما عانته..
تذكرت أمراً مهما إستغربته/أدهم شفيها الشموس ماشفتها من قمت فالمستشفى!
بابتسامه/كانت عندك طول الوقت..بس تدرين عندها اشغال
استغربت اكثر/اللي اعرفه انها تركت العمل..اخاف راكان بعد قلبي تعبان!
بنفس ابتسامته/بسم الله عليه لو تعبان ماتركته وراي ..اما عن عملها فهي رجعت له، تخبرين ماتقدر تطول بقعدت البيت تعودت عالدوام و كذا
مازالت تستغرب!!!صمتت فهي تتذكر حديث الشموس عن تحقيق حلمها في انها تترك دوام المؤسسات وتكتفي بالبيت و تربية طفلها!!
حاول تشتيتها من رأسه، عليه ان يمضي بدونها.. تذكر رحيلها عن غرفتهما وهجرها له المتبادل مع هجره لها..
توقفت تماماً عن محاولات الإقتراب..و عن العتاب ، وحتى عن إبداء الغيره!
عادت نظراتها اللامباليه به و المتعاليه عليه مجدداً كما عرفها أول مره ،تذكر نظرتها اللامباليه تلك الليله و ابتسم لطيف عينيها الذي مر أمامه، حقاً لا يليق بها ان تكون خاضعه، هي فاتنه في شموسها و غرورها!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
لم يصدق ما يقرأه في الورقه أمامه، ليخفض الورقه /صالح من جدك انت؟! وش بلاه أدهم سوى كذا
صالح وهو يزيح نظارته/والله يا ولدي ما رد علي. كان ملتزم بالعمل على اصوله، بس اول ما عرف عن رجوعك قرر يسلمك املاكك و يتفرغ لأعماله الشخصيه
استغربت هند التي للتو عرفت/بس يا صالح اخوي عبدالله حي يرزق، اعتقد لازم نعطيه حصته و نريح ابوي بقبره..هذا ورث
إلتفت إلى نايف الصامت/وش راي نايف؟! ترى ورث عمك عبدالله بيكون النص من كل شيء
صمت قليلاً يفكر ثم نطق بجديه/عمتي هند معها حق..ابي جدي وابوي يرتاحون مهما كانت نسبة حقهم من الورث
وقف مبتسمه و كادت تسقط من عدم توازنها ولكنها سيطرت على نفسها/بسم الله
وقف كلاهما خوفاً عليها و سبق صالح الذي امسك بها/بسم الله عليك يا قلبي شفيك؟!
خجلت من طريقة مسكه لها ولهفته امام نايف، لتحاول سحب يدها من يدي صالح/انا بخير بس دخت شوي..ماعليه بروح اشوف الشموس و اتطمن عليها.
كتم ابتسامته من خجل عمته اللطيف التي تقلب لون وجهها للأحمر و الاصفر/تطمني الشموس بخير،امس كان عندها انخفاض سكر خفيف لانها ما اكلت، وهاللحين بخير.
اخذت عبائتها بخجل/الحمدلله انا داخله اشوفها و اشوف ركون..سلام
ابتسم لصالح/شكلها استحت
صالح بقلق/صار لها فتره تدوخ مادري شفيها، قلت خلنا نروح المستشفى يمكن فقر دم و رافضه، عنيده
تذكر اخته الشموس وهو يبتسم/الله يعينك ،العناد صفه متوارثه بهالبيت
اخذ فنجانه من على الطاوله وهو يردف/طيب ماقلت لي متى بتشرف المجموعه؟!..
نايف/من بكرا ، لكن كل شيء بشور أدهم
بابتسامته/لا تنسى عندك الشموس، تقدر تعتمد عليها بعد
تذكر حديثها عن تركها للعمل/والله ما ادري إذا للحين تبي تداوم او حتى اكلمها عن العمل
وضع فنجانه بثقه/اللي انا واثق منه انها تبيك احسن رجل فهالعالم كله..ماهي باخله عليك بأي شيء عندها.
حرك رأسه بتأييد/بهذي صدقت..
بابتسامه تتسع/بكرا ملكة ليال هاه..مبرووك
جلس بإتكاء/اي بكرا بس ها اول واحد انت
ضحك/بجي حتى لو ما عزمتني
براحه لهذا الرجل الذي يرتاح بالحديث معه و كأنه بعمره لا اكبر منه/والله اعز من بيجيني يا صالح.
لم يرد إكتفى بإبتسامته وهو يرتشف قهوته..،
.،
.
.
. لم تصدق ما سمعته للتو من عمتها هند، أيعقل ان يحدث كل شيء بهذا التسلسل الرهيب!، انقذ هوازن بعلاج والدها استنجدت به مرتين ..الاولى كانت حامل وكان هو نفسه ذاهباً للمشفى في يوم عملية ليال و الاخرى قد ولدت و سلب منها طفلها..
كان سبباً بعد الله في علاج مرض والده المزمن..!
كان متعلقاً و مهتماً بهوازن كأخت و ان اعمتها الغيره عن الرؤيه احياناً كثيره حينها..!
استغربت سكوتها و ذهول الجميع بعد سماع القصه/شفيك يالشموس؟!
بإستغراب/والله يا عمه قصه ماتخطر على البال أبداً لكن كل حدث له حكمه
ليال بنفس المفاجئه/من جد والله شيء غريب..
نيفادا بإبتسامه/الله طلع عندنا بنت عم وناااسه
ابتسمت الشموس لطريقتها/دام كذا خلينا نأكد عليها تحضر ملكة ليال بكرا و منها تقعد هنا لين يرجع زوجها من السفر.
ليال مستغربه/ليه ماتدرين ان زوجك اخذها معه الخرج؟!'
لم تصدق/لو ادري يا ليال كان دريت بالقصه اللي تو قالتها عمتي
لم تعلق هند،كل يوم تتأكد ان هنالك كارثه في علاقة أدهم بالشموس...،
نيفادا/يا عمري كيف موقف أدهم هاللحين وكيف موقف عمي عبدالله..شيء ماني قادره اتخيله
نظرت ليال لساعتها لتقف بعد ذلك/يلا يا جماعه انا طالعه مشوار مع اماني
هند بعبوس/توني جايتكم وتروحين؟!
ليال/عمتي بكرا ملكتي ومثلك عارفه يعني كم مشوار منا ومنا مع رويدا واخلص كم شغله
رفع حاجبها بجديه/ليال ماله داعي مشاوير فيك تسوين اي شيء بالبيت، وش تبين بس؟! ويعدين انا مجهزه لك كل شيء بكرا
اقتربت منها ليال بإبتسامتها لتقبل راكان الذي يجلس بحضنها/ماتقصرين يا احلى اخت،بس فيه شغلات احب اسويها بنفسي ..يلا سلام
إلتهت بمداعبة انامل طفلها الذي يجلس على فخذها، سينساها بالتأكيد مع والده و أخته..لطالما كان يذكر الفراق في الفتره الأخير و ردده مراراً..
رأت خروج ليال من عندهم وهي قادمه من غرفتها، جلست وهي تتحدث بهاتفها بلغه فرنسيه..لتبتسم لهم بعدما اغلقت هاتفها و تخرج للحديقه/هاي
لم تفرح هند برؤيتها/هاي.. بنات من هذي؟!
أجابت الشموس قبل اي احد/هذي مدربة اللياقه تبع نايف ، تدرين مافيه يسكن معنا مدرب و كذا
مازالت تستغرب تحت نظرات ام رواد التي فضّلت الصمت و عدم تكذيب الشموس..
.
،
،
أوقف سيارته امام ذلك المنزل القديم ليلتفت إليها/هذا بيت اهلك تفضلي يدووب زينته و يبي له شغلات بس بنزينها سوى ان شاء الله.
انعقد لسانها عن النطق،شعور جميل يزدهر بداخلها لأول مره..نزلت وهي تتبع أدهم للداخل..
امسك بيدها/ابوي للحين مايدري بشيء مابعد علمته من اكون له..يعني دخولنا مع بعض كذا يمكن يصدمه
نزلت دموعها جزافاً/أدهم ليه مانقول له على طول احسن، يمكن هالشيء يحفز له الذاكره
بإبتسامته/علشان كذا جبته الديره وسط بيته و حارته القديمه وناس اللي يعرفونه و يعرفهم، انا موكل به جارنا بوعبدالكريم و هو جارنا وخوي ابوي في الدفاع المدني من زمان.
تفاجئت/ابوي كان إطفائي؟!!
فتح باب المنزل بسعاده/اي..تعالي اوريك بيت ابوك ..
اخذت في تأمل بساطة المنزل و لكن استغربت/انت مأثثه تو
ضحك/اكيد ماراح تشوفبن اثاث مر عليه اربعين سنه هنا..بس فرشته و زينت غرفة ابوي و غرفتك و الباقي بنأثثه انا وانتي.
سمعوا صوت احدهم يخرج من دورة المياه ليبعد اخته خلف ظهره و يعقد حاجبه/الظاهر فيه واحد من العمال هنا ماراح
خافت وهي تتشبث بثوبه...لتتفاجىء بخروج والدها من الممر الصغير وهو يتعكز على عصاه، ليقف وهو ينظر لأدهم...!
لمح ابنته خلف اخيها وهو يحاول ان يخفيها/قالي ابو عبدالكريم انكم جايين فالطريق و قلت له يجيبني بيتي ازين لي وتوني جيت
استغرب رؤيته هنا و ايضاً مانطق به وهو يرى بريق عينيه/ابوي فيك شيء؟!
كاد يسقط من تاثره ولكن هب أدهم لمساعدته و تعزيز وقوفه/بسم الله عليك
رفع يده التي يمسك بها أدهم ليقبل يده ولكن أدهم سبقه لذلك و قبلها متأثراً بتصرف والده الذي عانقه وهو يتمتم/انا اشهد ان ساره جابت رجال..
عانقه باكياً كم تمنى عناقاً كهذا كم تمنى ان يعرفه ان يضمه كإبن حقيقي و بشعور حقيقي..
نزل لقدميه و قبلها ولم يستطيع النهوض من بكائه لتجلس بمحاذاته و تضمه هي الاخرى،
كالتائه في سنوات العمر و للتو وجد نفسه..وان كان ذلك بعد اربعين عام من التيه..
و كأن سعادة السنين تفتح له أبوابها من جديد...باب الجنه "والده".
لم تتخيل ان يكون أدهم بكل هذا الضعف تحت قدمي والده، مالذي تخفيه شخصيته المتحكمه الصامته طوال الوقت..؟!
فهمت إنهياره الذي يفسر كل شيء لها بإختصار، "كان وحيداً و يائساً تماماً"
.
.
،
بسعاده وهي تمشي بجانبها في المول/للحين ماني مصدقه انك بتتزوجي وليد اخيراً..ليااال ااا
ضحكت/رورو فضحتيني يا بنت بسس
رويدا اوقفتها وهي تلتفت إليها/يا بنت اقنعيني؟! انو ما حلم ! حتى قلت لرشا اول ما عرفت انك بتتزوجي ما صدقت
فرحت لذكراها/سألتك عن اسم العريس؟!
ضحكت هي الاخرى/لااا ما قلت لها هي اصلاً ما كانت مصدقه..طلبتني رقمك لانها بتقول ان رقمك مادري ليه ما بيزبط معاها
ارتاحت ابتسامتها وهي تصل لطاولتها في "الكوفي" وتجلس/خليها ناويه اصدمها بكرا بالعريس
استغربت وهي تجلس بدورها/ليه يعني؟!
بابتسامة سعاده/بقولك كل شيء بوقته المناسب، المهم ايش اخبار النونو؟!
ابتسمت هنا فرغم عدم رضاها عن توقيت حملها هي سعيده به/النونو بخير انا اللي ماني عارفه، انبسط او ازعل..ساعات بقول بدري كتير
رفع حاجبها بعدم رضا/رورو..مافيه شيء يجيبه الله إلا يكون بوقت المناسب..لا تنسين انك من سنوات متزوجه واختي وقتك الكافي حتى وصلتي الثلاثين..لو انا مكانك و متزوجه بدري كان والله معي ثلاثه ..مو واحد، الاطفال رزق من الله و سعاده بطلي نكد بس
ابتسمت وهي تسمع حديثها المتفائل، ماذا يفعل الحب بالمرء/قد ايش الحب لطيف،اللي بيسمعك هسي مابيصدق انك الكئيبه من بعد رجوعك من المانيا
حاولت الإنكار رغم ابتسامتها/أنا مكتئبه!!بالعكس..عادي بس انتي تبالغين رورو
نظرت لساعتها وهي تهم بالوقوف/يلا اتركك من الاحلام،خلينا نمشي عايزه ارجع بدري الليله، والا عصومه بيزعل.
ضحكت وهي تقف معها بعدما وضعت الحساب/مشينا مع انو كنت حابه نسهر
ضحكت/تسهري ليه و بكرا عندك كتب كتاب؟!! انتي انجنيتي!! ربنا يعينك يا وليد.
صعدا السياره و انطلقت بهما منذ عشر دقائق، وهي تتلقى رساله منه، فتحتها و كأنها تنتظرها..[أغداً قلت؟! فعلمنى اصطبارا
ليتنى أختصر العمر اختصارا
عبرت بي نشوة من فرح
فرقصنا أنا والقلب سكارى]
لاحظت صمتها المفاجىء لترى إبتساماتها لهاتفها لتتلصص و ترو اسمه يعتلي الدردشه لتبتسم معها/احم احم..مسج منه وداك للقمر اجل كيف هو بزاتو
ضحكت من تعليقها/رويدا بلا حركاتك روحي بيتك يا بنت و فكيني من خفة دمك
توقفت السياره لتنزل رويدا/يلا اشوفك بكرا يا عروسه
بابتسامتها/ان شاء الله.
رن هاتفها بيدها لترد/هلا نيفو
على الطرف الآخر/هلا ليال، بليز و انتي جايه هاتي معك ايسكريم ماربل سلاب بليززز
تفاجأت من طلبها/وش هالمزاج هالوقت ، الثلاجه عندك فيها ايسكريم واحلى منه بعد، مافيني اروح مشوار مره بعيد عني علشان ماربل هذا
بإلحاح/بليييز للوش الله يخليك مشتهيته
باستسلام/طيب بسوي هالمشوار علشانك..سلام
اغلقت هاتفها وهي تحدث السائق/راهول روح ماربل سلاب..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
خرج من المشفى بعد انتهاء زيارته لوالدته..و بعد معرفته منها بما حدث لأدهم و ان ذلك الرجل هو نفسه والده المفقود منذ اربعة عقود!
إحتار أين سيذهب هذا الليل ومنزله فارغ و نيفادا عند اهلها، لن ينام سيستغل كل دقيقه له في الرياض..
عجز عن تصور انه لن يواجه أدهم، ظل هنالك يوم كامل ولم يصادفه و لم يكن موجوداً... لم ينتبه لنفسه إلا و هو يسلك الطريق المؤدي لمحافظة الخرج..!!
متسائلا يالله كيف هو شعور أدهم بعدما وجد والده من العدم؟!
كيف هو الآن؟!
للمرة الأولى يضحي بزيارة نيفادا ليلقى أخ القلب و رفيق العمر بأكمله.. ليس لديه وقت و يريد رؤية كل من يحبهم..
شعورٌ خانق بأنه سيفتقدهم هذه المره، فهو يشتاق لنيفادا وهي بحضنه و يحن ليدي والدته وهو ممسكاً بها و يتوق لرؤية مدى و قد زارها في شقتها مع زوجها ،فرح من قلبه لعودة منيف لها بكل ذلك الشغف،
سعيد بأن منيف عاد لأصله الذي عرفه عنه..سعيد لأنه منح أطفال اخته فرصة الحياه بشكل طبيعي بين ابويهم.. أيٍ كان الإنفصال بين الكبار عليه ان لا يكون على حساب الصغار ..
لمح بريقاً في عيني مدى.. و سعاده على محياها..يفهمها حينما تكون منزعجه و بالأمس كانت بحال لم يراها عليه منذ زمن..
مرت السنوات ...كل المحاولات الفاشله كانت تجارب ممهده للنجاح.. حتى فشل زواجه الأول و كل معاناته كانت ممهداً لنجاح لم يتوقعه لزواجه الثاني..كانت نيفادا الدواء بحجم صبره و حلمه على ريم..
تنهد بنفس كاد يهوي به في سيل ذكرياته التي لا يعلم لماذا إنهالت عليه الآن...
لديه يومٌ واحد فقط سيقضيه مع أدهم ومن ثم سيغادر حيث الحدود الجنوبيه الشامخه..
.
.
.
وصلت اخيراً لمحل الآيسكريم الذي طلبته اختها،لتشير لسائقها/انزل و هات لي من كل نوع خمسه...هي ماحددت لي ، يلا راهول
نزل بخفه وهو يستعجل خطاه..و لم تنتبه انه لم يغلق السياره!!
ظنت انه راهول لم تنتبه ، ركب احدهم وهي تلتهي برساله من وليد ، كم هو متفرغ رغم انها لم ترد على إحدى رسائله اليوم..
انتبهت لتحرك السياره المفاجىء و السرعه و الرائحه الكريهه لترفع عينيها مصدومه وليست متفاجئه/بسم الله!! من انت ووقف و نزلني وووووقااااف
لم يرد استمر في طريقه بتهور واضح وهو يسرعه بشكل ملفت..
مازالت في محادثة وليد ارسلت له رساله قصيره [واحد ركب السياره بدال راهول وهرب فيني]
سقط منها هاتفها لتنزل تأخذه من عند اقدامها وهي تبكي،للحظه ظنت انت العالم بأسره يدير ظهره لها..
وهي تسمع ذلك اللص يتحدث في هاتفه و يخبره بلغة عربيه مكسره/انا في خلص جيب واهد بهوت خبسورت..عشرا دقيقا بس انا موجود..
صرخت به و هي تشعر برغبه بالاستفراغ من رائحته النتنه/وقف الله ياخذك و نزلني..خذ السياره الله لا يعيدها بس نزززلنييي
ابتسم بخبث وهو يكمل طريقه/هبيبي سياره ما يكفي، فكر انا ايش يبي
رن هاتفها بإسم "وليد" لتخرسه وتضعه على الوضع الصامت بيدين مرتجفه.. خافت ان تفقد هاتفها...يجب ان تحافظ عليه معها مهما كلفها الأمر..
.
،
.
منذ دقيقتين خرج من منزله كالمجنون بعد رسالتها الغريبه، اتصل بها كثيراً و لكنها لا ترد..اخذته الظنون..
وصلته رساله مختصره منها ليقرأها بقلق[ظهرة البديعه]
لم يصدق من الشمال الى الغرب!!! أين سيأخذها ذلك اللص..، اتجه مسرعاً متجاهلاً كل تعليمات المرور... كاد يسقط في احد حواجز مشروع مترو الرياض..
عاد أدراجه غاضباً فالوقت ليس من صالحه ولا من صالحها..
مضت ثلاثون دقيقه..
الله وحده يعلم ما يفكر به و ما هي تلك الخيالات التي تدور في ذهنه، لم تخبر أحداً غيره و الدليل انه اتصل بنايف و كان نائماً وقتها..!!
.
،
.
،
وصل المنزل وهو يشعر أنها النهايه لن يجلس اكثر من ذلك في السعوديه سيتم طرده و تسفيره بخروجٍ بلا عوده!!
جلس يندب حظه في ساحة المنزل وهو ينادي عمه/سنجااااي انكل ..سنجااي
خرج تركي من سيارته بعدما سمع صراخ السائق..كان ينتظر خروج والدته ليوصلها للمنزل..!
هنالك مصيبه فـ راهول يثرثر لسنجاي بإنهيار/وش فيه هالخبل هذا؟!
سنجاي بغضب/راهول نزل من سياره علشان يشتري ايسكريم لمدام و حرامي سرق سياره مدام ليال موجود داخل سياره
رفع حاجبه/ابو هند!!..وشوو؟!
خرجت لترى الوضع هنالك تقدمت ناحية إبنها/تركي وش السالفه؟! ليه السايق يبكي؟! هووو هذا راهول كان مودي ليال وينها؟!!
إتجه ناحية راهول وهو يشده من ياقته ويرفعه/ماتقول لي ليه تنزل من السياره وهي شغاله و بدون تقفلها؟! اهبل انت اهبل؟!
ظل يبكي و يتحدث بكلام غير مفهوم..حتى رماه ليلتفت لوالدته المتفاجئه/هالخبل انسرقت منه السياره وهو نازل يجيب ايسكريم و ليال راحت مع السياره
وضعت راحت يدها على صدرها/ويل حااالي..بنت خالك انخطفت وحنا واقفين نسولف كذااا
نطق بقهر/كيف اتصرف ومن وين؟!
رفعت هاتفها وهي تحاول الاتصال بأدهم ولكن هاتفه خارج التغطيه..لتدخل توقظ نايف من نومه..
اخرج هاتفه ليتصل بزوج أمه فهو الكبير بينهم و يعرف كيف سيتصرفون ، كل شيء مشوش بالنسبه له/الو عمي صالح..
.
،
.
جلست غير مصدقه لما سمعته من هند، هذه مصيبه، غداً عقد قرانها الذي انتظرته طويلاً، حاولت تنظيم تنفسها لتعرف كيف ستتصرف، و في الحقيقه هي عاجزه عن فعل أي شيء حيال الأمر..
خرج نايف من المصعد وهو متفاجىء بالذي يحدث، ليجد نيفادا تبكي و الشموس تجلس في ذهول/يا جماعه وش العلم؟! ليال علامها مافهمت شيء من كلام نيفو بالجوال
نطقت نيفادا ببكاء/انخطفت من قدام محل الايسكريم ..انا اللي تسببت عليها اناا بمووت حسره لو صار لها شيء ..يمه لياال
عقد نايف حاجبيه/نيفو بسسس لا تقلقيني،
هند وهي تحاول التجلد/نتصل بأدهم علشان ي
قاطعتها بحزم/لااا أدهم لا
الجميع استغرب نبرتها و سرعتها في الرد، حاولت ان تبرر موقفها/انتم عارفين انه هالايام تعبان و منشغل مع ابوه..و اللي حصل كلنا عارفينه، يعني صعبه نتصل فيه بالخرج وهو بيسوي نفس اللي بيسويه نايف
تفهمت هند عذرها/اي والله صدقتي، أدهم يا قلبي هالايام اللي راحت تعب واجد..
رن هاتفه من صالح ليرد بسرعه/هلا صالح
على الطرف الاخر/نايف اتصلتوا مع ليال او اي شيء يطمنكم عنها
بتوتر و شتات ذهن/ماتصلت ابداً و لا ترد.. انا طالع أبلغ ماني منتظر
خرج وهو يتحدث لصالح ..
تحدثت من بين اسنانها/ماكانت الأولى من راهول..هالمره خروج نهائي و بالبصمه بعد
لم تستطيع هند لومها أو منعها من حكمها الجائر، خطأ راهول هذه المره لربما تكون ضحيته ليال!
،
.
.
،
،
انتظر اتصالاً او اي شيء منها.. مضت ساعتين و نصف منذ فقد صوتها..
الآن الساعه اصبحت الحاديه عشرا..!!!
فتح ازرار قميصه العلويه يكاد يضيق تنفسه.. حدث لها مكروه بالتأكيد.
مازال يدور بسيارته في ظهرة البديعه كما اخبرته.. أين ستكون يا ترى؟! أين أخذها ذلك اللص..؟!
لن يرحمه ..
تذكر تهمتها له "أنت ضعيف"
رجل خاسر في معركته الخاصه بالتأكيد هو رجل ضعيف..
اخرج هاتفه وهو يتصل بنايف..و ليكن ما يكن!
ترددت كلمتها "أنت ضعيف"في أذنه ليتراجع و يلقي هاتفه بالمرتبة التي بجانبه..
..
،
.
،
بصوت أنينها و ألمها بالكاد اعتدلت جالسه فوق هذا الرصيف المظلم الذي ألقيت به..
هذه الليله كانت اصعب ليله عاشتها في حياتها..
تفقدت نفسها و الهواء يلفحها تركها بدون عبائه و نزع منها حقيبتها و ساعتها و اكسسواراتها الباهضه لم تكن ترتدي سوا سلسالاً و خاتماً و إسواره كعادتها ..
ما يهمها الآن كرامتها المسلوبه، إهانتها بهذا الشكل و رميها كالنفايه على الرصيف.. حتى توسمت ذراعيها بالخدوش و تلطخت بالدم..
ذلك اللعين لم يدع لها حتى العبائه حتى لا تنجو بنفسها او تستنجد بأحد ..
اخرجت هاتفها الذي استطاعت ان تخبئه و لم يصل إليه...
شعرت بالغثيان وهو تتخيل رائحته النتنه لتترك الهاتف و تصد بعيداً تستفرغ بحرقه..
ثم جلست تبكي بإنهيار لم تعهده حتى أيام مرضها لم تبكي هكذا..
كل ذلك بسبب ذلك النتن عليه اللعنه أينما إرتحل..
.
،
.
شعر بصداع من شدة تركيزه على الشوارع والأرصفه و أبواب البيوت و البحث عن سيارتها، لم يتبقى سوى ذرة عقل واحده برأسه ترجوه ان يتصل بالشرطه..سمع نغمةً بعيده ليلتقط هاتفه المُلقى في المرتبه التي بجانبه..
تفاجىء بإرسالها الموقع..ثم كلمة تحتها [بمووت]
اتجه ناحية الموقع وهو يتصل فوراً بها لترد بصوتٍ شديد البحّه/لياال اررفعي صوتك وينك يا قلبي؟!
على الطرف الأخر بصوت أذهبه الصراخ و الألم،بكت لم تستطيع البوح..شعور الخوف و الإهانه التي تعيشها مؤذي
ضرب بيده بقوه وهو يسمع بكائها و انفاسها المتقطعه..
هي هنا على رصيف احد الاراضي البيضاء لم يتم بنائها كانت قريبه من المكان الذي يقف به ليرى شجرةً مهمله و بجانبها يبدو احدهم لينطق بخوف عليها/ليال انتي اللي تتحركين وراء الشجره؟! شايفه سيارتي؟!
لم يسمع سوى سقوط هاتفها الذي رآه يتدحرج امامه تحت إضاءة سيارته الكاشفه...
نزل مسرعاً لها ليراها متكشفه تماماً..ذراعيها مدميه و فستانها الناعم شبه ممزق من اعلى و اسفله يصل لنصف ساقها و مشوه بالدم، امسك بيدها الذابله بجانبها ليتقاجىء بنبضها الضعيف..
اخرج هاتفه ليكشف على عينيها و يتأكد من عدم وجود نزيف داخلي..حمد الله انها لم تتعرض لنزيف داخلي..،
أدخل يده من تحت رقبتها و ذراعه الاخرى تحت ركبتيها و حملها من على الارض القاسيه وهو يتجه بها للسياره و جلّسها في الخلف ثم اخذ علبة الماء ليغسل وجهها و يحاول بها ان تستعيد وعيها،..لم يفلح بذلك و كأنه نسي أبجديات الطب و كُبلت يديه عن مساعدة الحبيبه، اغلق الباب و راح مسرعاً للمستشفى التي يعمل بها..
رأى إشارات هاتفها تضيء الشاشه بصمت ليقرر الإتصال بطبيبة نساء يعرفها جيداً يريدها ان تباشر حالتها هي بنفسها...!
ليتصل بعد ذلك بنايف و يخبره بسيناريو،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
تفاجىء بإتصال وليد! وبهكذا توقيت..!
رد وهو يتصنع الهدوء/هلا وليد
على الطرف الآخر/السلام عليكم
تنهد/وعليكم السلام.. وليد فيك شيء متصل هالوقت؟!
فهم هو ايضاً انهم لم يناموا ونايف يبدو يرد في سيارته/نايف تعال المستشفى لحالك ،
لم يسأله اكثر،فهم ما يعنيه بطريقه او بأخرى/جايك هاللحين..
.
.
.
اشرف بنفسه مع الممرضه على تطهير جروحها السطحيه، وغرس فيها إبرة المضاد و المغذي..كانت تتلوى وهي تضغط على بطنها بقوه، يالسمراءه الحبيبه/لياال ردي علي، وش يوجعك بالضبط؟!
حركت رأسها بالنفي،وهي تبكي لتنطق بصوت تخالجه البحّه/ابي استفرغ ابعدوا عني ..
امر الممرضه لتقرّب سلة المهملات بسرعه..لم تعد تستفرغ سوى عصارة معدتها،بحت من حرقة حنجرتها/بمووت
طلب بسرعه ابره لتخفيف غثيانها الذي لا يتوقف..لم يسبق أن إرتجفت يديه وهو يغرس إبراً او يُغلق جرحاً وهو من اشهر الجراحين ..!
طلبته الممرضه ان تساعده ولكنه رفض وهو يتصل بالطبيبه حنان/دكتور حنان وينك الله يعافيك ..بسرعه
اغلق الهاتف وهو يعود لليال و يمسك بسريرها مرخياً رأسه ليسألها بلهفه بعدما دخلها المهدىء وارتاحت من ألمها/ليال جاوبيني.. وش صار؟
أرمشت بتعب لتسقط دمعة بعد سيل دموع وهي تتأمل اللهفه بأجمل صورها،لم يتأخر حين احتاجته، ولكن ذلك اللص عبث بها/ذبحني يا وليد
لا يخفاه همس الممرضات على ارتباكه و قميصه النصف مفتوح...كل ما يهمه الآن ان تكون ليال بخير فقط، أمرهم بعينيه ان يخرجن ليعود يتحدث إليها، عجز عن سؤالها بشكل مناسب/ليال..
فهمت ما يريد الإستفسار عنه، لكنه لا يريد ذلك ترى ذلك في نظرات عينيه، رفعت يمينها بضعف..ولسانها يثقل هي متعبه بعد هذه الليله الطويله..فرحت بيده التي امسكت بيدها،..
شعر بالغصه وهي تمسك بيده هكذا من نفسها، لم يفرح تذكر أول مرة فعلتها و امسكت بيده مانت تحت تأثير البنج قبل عمليتها..بالتأكيد هي الآن تحت تأثير مسكنات الألم، هذا النزيف ليس طبيعياً للتو غيرت لها الممرضه ملابسها و كانت يرثى لها من الدماء، كل شيء يدور بباله و بات متأكداً انه تم الإعتداء عليها بوحشيه، مسح دموعها و ضم كفها الناعم ببرودته بين دفء كفيه وهو يهمس لها/مهما صارلك.. ماني مخليك.. اقسم بالله ما اخليك
اغمضت عينيها التي تغص بدمعها وهي تفهمه، و تفهم ما يقصده، يظنها لا تعي ما يهذي به، هي فقط مجهده و حنجرتها متجرحه...
دخلت في هذه اللحظات طبيبة النساء وهي قلقه مما ستطلع عليه، من صوت وليد يبدو و أن الأمر كارثي ولكن ما تراه انه المصابه لا تبدو كما تظن..هي تعرف تلك الحالات جيداً/دكتور وليد فيك تطلع
نطق برجاء و ليال تسمع/دكتوره حنان، الله الله فيها تراها خطيبتي
لا تصدق ان هذا الهش هو نفسه الطبيب الجراح وليد، هو المعروف بيروده و بحرفيته باستخدام ادوات الجراحه من مشارط و مقصات...ابتسمت لتريحه/بعيوني ولو دكتور!!
خرج مسرعاً خارج الغرفه بعدما دخلت طبيبة النساء باستعجال فقد كانت في المنزل وهو إستدعاها فوراً..!
وقف خارج الغرفه وهو يضم رأسه بيديه كطفل ..لأول مرةٍ لا يعرف كيف يتصرف في المستشفى..!
جاء مستعجلاً من آخر الممر وهو يرى وليد بحاله يرثى لها و على قميصه بعض الدم!!، امسك بيده بسؤال وقلب خائف/ليال وينها؟! وش صار وين لقيتها؟! تكلللم
فرح برؤيته/اللي سرق سيارتكم رماها بلا عبايه على الطريق ..كنت ارسل لها رساله وما ردت علي الا بأن واحد ركب سيارتها بدال راهول ...طلعت اركض زي المجنون كم ساعه اخر شي ارسلت لي موقعها و رحت لها كانت منهاره و ضغطها منخفض و لقيت عليها اثار ضرب،
تردد في سؤاله اكثر عما حدث لها..سيجن لو تم الإعتداء عليها اكثر من ذلك..لم يستطيع السؤال اكثر عما يؤرقه..!
راح يسند ظهره على الحائط، بتعب روح اكثر منه تعب جسد، اخرج هاتفه من جيبه ليتصل بالشموس و صالح معاً..
يفهم ما يفكر به نايف، ولا يلومه فهو اكثر حرقه..ذلك النزيف الذي رآه يتدفق فجأه جعل النيران تشتعل بصدره..
خرجت الطبيبه وهو تزيح الكمامه عن وجهها ، لم ترى وليد بهكذا هيئه منذ عرفته وهي الطبيبة القديمة هنا..
اتجه اليها بخوف ونطق باهتمام/دكتور حنان..بشري
الطبيبه/لا تخاف الوضع طبيعي، هذا نزيف دوره طبيعي، يمكن من الخوف او سقوط قوي نزلت عليها بدون سابق إنذار..يعني ارتاحوا ماتم الاعتداء عليها و لا شيء..
تركها ودخل ناسياً وقوف نايف الذي تفاجىء من تصرف وليد الذي كان رزيناً جداً.. حد انه لم يخبره بما فعله لإنقاذ ليال في ألمانيا..كل ما عرفه هو عن طريق الشرطه و خطاب من السفاره ليتابع محاكمة طراد، كان يعرف كل شيء قبل ان يطلب وليد خطبة اخته في ذات اليوم الذي عرف بالقضيه، كان من المعيب رفض شخص فعل كل شيء بطولي و لم يتحدث عما فعله لأحد حفاظاً على خصوصية البنت و عائلتها...
عاد ليتصل بصالح قبل ان يدخل الغرفه/ألو صالح.. ابيك تجيني الصباح بدري المستشفى ومعك مأذون..ايه بعقد لهم هنا..
اغلق هاتفه ثم راح يدخل الغرفه..سيأمنها مع وليد الآن اكثر من اي وقت مضى...
.
،
.
،
عاد ظهراً وهو مرهقاً ومتعب.. جلس في مكان جلوسهم المعتاد و مدد ساقيه على الطاوله أمامه ثم اخرج عقب سيجاره من جيبه ليشعلها و يأخذ جرعات من سمّها الساحر.. ..
لحظات لتأتي إليه على عجل و كأنها كانت ترتقب عودته/ناايف بيبي
ابتسم وهو يراها بتنوره واسعه الى تحت الركبه، و تبدو متكلفه باكسسواراتها/هلا اولينا
جلست بمحاذاته لتلتقط سيجارته وهي تتذمر/اوو ماي قاد آي كانت دو اني ثينق هير.
ضحك بكسل/ترى كل اللي بالبيت يتكلمون لغتك احسن منك.احسن لك تكلمي عربي علشان تقوين لغتك
تذكرت ماتريد قوله/اوكي بيبي شوفت اربيك كولج علشاني؟!
اخذ منها عقب السيجاره ليكمل تدخينه/وصيت لك على واحد محترم.. دوامك يبدأ من الساعه تسعه من بداية رمضان..
ابتسمت وهي تقترب منه وتعانقه/ثانكيوو سوو ماتش بيبي
في هذه اللحظات خرجت من المصعد بصحبة نيفادا لترى ذلك المنظر أمامها!!
لم تتوقع ان تأتي معه هذه الشقراء حتى منزله هنا!!
لم تستطيع نيفادا الحديث، لو كانت مكان شهد لصرخت لإقتلعت عينيْ نايف..
وقف نايف بعدما إلتفت للمكان الذي تنظر إليه أولينا، لم يتوقع لقاءها اليوم/شهد!!
تجاهلت وجود تلك الشقراء البغيضه لتتقدم إليه مبتسمه/هلا نايف .تو مانورت الرياض يا قلبي
عجز عن إبداء ردة فعل مناسبه وهو يراها تقترب منه بهذا الشكل، ليرمي سيجارته في منفضة السجائر على الطاوله/هلابك
عانقته بهدوء و بدون تردد ثم انهت عناقها بقبله على خده لتتحدث وهي مازالت ملاصقه بجرأه/الحمدلله رجعت لي قبل العيد.. كرم ربي ماله حدود..شلونك نايف؟
شعر وانه يختنق، كيف تجرأت أمامهم/بخير الحمدلله
في الحقيقه نيفادا لا تصدق انه هذه شهد الخجوله،،!!
تحدثت اولينا وهي تراها تتجاهلها/هاي شهد..
ردة عليها و عينيها بعيني نايف فقط/هاي... ارتاح نايف لا تطول واقف
تأففت من محاصرتها لنايف و عدم الاكتراث بها لتجلس بعيداً هنالك ..
اقتربت نيفادا لتجلس في الاريكه المنفرده بعدما استدعت الخادمه..اعجبتها شهد وهي تجلس بجانب اخيها، تلك الشقراء لا تروق لها بل تذكرها بجرح مازال يؤلمها كلما تذكرته/بشر نايف وش صار على ليال
حاول سحب يده من يدها، لا تعلم انها تضعه تحت ضغط رهيب/بخير..انا توني جاي من هناك الشموس و عمتي هند عندها بتجيبها مع تركي بعد شوي
نطقت بعتب/طيب دامها بتطلع ليه تكتب عقدها هناك؟! خربت كل شيء علي
ابتسم وهو يفهم ما تنويه/ابداً ما خرب شيء..الحفله الليله مثلما حددنا..ولا تزعلين
ابتسمت اخيراً/حلو
وقف بتهرب/يلا انا رايح غرفتي انام شوي ..
وقفت بعد نظرات عدم الترحيب من نيفادا و شهد مقررةً اللحاق به لتمنعها شهد بجديّه/هيي أظن غرفتك من هنا مو من هنا
استغربت هذه الخصوصيات في هذا المنزل الذي تتلقى فيه التعليمات بكل حركه تفعلها..يجب ان تتحدث مع نايف بهذا الخصوص..هكذا وضع ينفرها وهي ليست مستعده لترك كل هذا و المغادره صفراً..!
.
،
تحدثت نيفادا وهي ترى انزعاج شهد و إن حاولت تخفيه/هند صالح ماراح تجي الليله؟!
حاولت تجاهل حرائقها/لا، أمها هنا بالرياض عند خالها زياره وراحت لهم..
وقفت بابتسامه/صحيح ماوريتيني وش بتلبسين الليله!
اساساً الخدم بيجون يرتبون وضع الصاله للحفله .
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
في الخرج..،
وضع فنجان قهوته من يده وهو يتحدث الى والد أدهم/هاللحين يرضيك يا عمي عبدالله ان أدهم يوزّي علي موضوع مثل هذا؟!!
بإبتسامة وقوره/يا رجال أدهم ماوالله انه مافضى ..و لا يبي يشغلك وانت بعيد
سكب فنجان قهوه اخر لوالده وهو يبتسم له/أنا فدا هالوجه يبه.. قاسي الظاهر يبيني كلما عطست اتصل اعلمه
ضحك/وش اسوي كلما رحت و جيت لقيت شيء جديد حاصل ..عايلتنا ما تركد كلها فعاليات
هدأت ابتسامته ليسأل بجديّه/عسى الله يزينها ، بشرنا عن الوالده يا قاسي
رد براحه/اللهم لك الحمد..حتى هالمره معنويتها عاليه..معاد باقي غير كسر الفخذ تخبرون يبطي ما برا
سكت الجميع ليردف قاسي بسؤاله/ليه ما رحت ملكة بنت عمك و صديقك الليله؟!
إرتشف قهوته بهدوء/ماني بفاضي..تعذرت من نايف.
إلتفت إليه ابوه مستنكراً/إذا بتقصر في بيت عمك و انسابك علشاني؟! فلا تتعذر بي قم خلنا نروح هاللحين
امسك بيده وهو يتحدث اليه برقة/لا يبه انا اصلاً عندي هنا بعد اشغال.. ترى لك مزرعه هنا، وانا لي شهور عنها.
ابتسم قاسي وهو يتذكر المزرعه/المزرعه صارت يبو أدهم مزارع، أدهم اخذ المزرعه اللي يمينه و وراها.. وصارت منتجه..تمرها ورطبها وخضارها بالسوق.
حاول تذكرها، كان ذات مرة يتذمر لخالد عن عدم تفرغه لها..ولكن نسيبه خالد منعه من بيعها حتى وان لم يستزرعها..، هز رأسه بوجد وهو يتذكر ذلك الصاحب الأخ/الله يرحمك يبو قاسي
ردد الجميع "امين" لذلك الرجل الصالح.
،
.
،
مساءاً ..
اخذت قرصيْ مسكّن بعدما انتهت من لبس فستانها
..لتجلس بخدر تام في مناطق الألم..هذه الليله لا تريد سوى النوم و لكنها لم تكسر قلب وليد مجدداً..يستحق ان تضحي بصحتها الليله لتحتفل به ..
دخلت الشموس بهذا اللحظات بفستانها الازرق الملكي..و شعرها قد قصّت نصفه ليصل اسفل كتفيها بقليل../ها يا عروسه خلصتي؟
رفعت عينيها لها بتعب/اي ..انتي قاصه شعرك؟!
دارت حول نفسها بإبتسامه/شووفتك عينك
ذبلت ابتسامتها/حلو ،بس والله كان الشعر الطويل احلى
بلا مبالاة/تغيير ..بعدين بيطول ..المهم انتي متأكده انك قادره تجاملين وتنزلين.
وقفت وهي تنظر لنفسها بالمرآه/ايوه ..
بابتسامة سعاده/الحمدلله اللي شفتك متزوجه و مبسوطه اخيراً
إلتفتت إليها بضحكه/اوكي يا جدتي تعالي ننزل ابي قهوه ..
تخصرت/ام زوجك و اخواته تحت..ماعرفت فيهم غير عزه
ليال/كلهم عزه وفرح و ميساء بس بلا تعالي اعرفك عليهم .
.
.
.
هذه الليله لم يحضر سوى وليد فقط الذي ينتظرها بعد عودته مع نايف من مركز الشرطه..
رتب نايف شماغه وهو يجلس/الحمدلله طلع حرامي و طمعان بالسياره بس
استغرب وليد نبرته/بس كانت زوجتي بتروح فيها.
ابتسم لتسميته لها/سبق وتم استهدافي وانا ياغافلين لكم الله.. خفت لاحقوا اختي بعد.. الله يجزاه خير أدهم مركب نظام حمايه بكاميرات عالسور هنا و بالمجموعه بس الحذر واجب
نظر لساعته تأخر الوقت/طيب الساعه12 طال عمرك
اعجبته طريقته ليقف/صادق..بروح استعجل قهوتك لا يضيق صدرك
استغرب وهو يحاول يناديه ولكنه خرج بدون ان يرد ..
فتح زره من اعلى و رفع طرفي شماغه للأعلى ليتكىء محبطاً ، لابد و انه لن يراها الليله أيضاً..
حدث كل شيء بسرعه هذا الاسبوع..
ولكن نهايته كانت مثاليه جداً ..شيء أشبه بالخرافه بالنسبة له..
سمع صوت خطوات كعب ليرفع ناظريه و يراها تدخل بإبتسامتها الساحره و تغلق الباب خلفها..و تلقي تحيتها بصوت تذهب به بعيداً ليقف وهو يراها تتقدم إليه ..!
أحبت إطلالته بالثوب والشماغ، و حتى سكوته الغبي و نظرته المنبهره حين يُشعرها وكأنه يراها لأول مره،
مدت يدها لتسلم/قلنا السلام!
رد بغباء/اخوك يدري !
سحبت يدها وهي تهم بالدوران/اذا تبيه يكون موجود بناديه ولا يهمك
امسك بها من ذراعها ليشدها و يلصقها بصدره، قبل جبينها بعمق ثم همس/ماصدقت هاللحظه تجي ياليال اعذريني
عضت شفتها السفليه وهي تكتم الألم، لتبتسم حتى لا يتضح وجعها/الله يهنيني فيك.
رفع ذراعها للأعلى ليرى جروحها السطحيه بقهر/تحرقك؟!
أحبت يديها بيده، لتجيبه بدلالها/كثير.
انحنى لجروحها يزرع قبلاته عليها برفق، ليتوقف عند مرفقها وسط نظراتها التي سحرته/بردت؟!
حركت رأسها بالنفي/باقي
اكمل يزرع قبلاته حتى وصل عنقها ليطيل قبلته وعناقه، هذا انتقام من الغياب و الحظ و البعد..هذا انتقام لكل ما ارهقه طوال مسيرته ..
أطال عناقه وهي متعبه..تخاف ان تسقط فيحبط، لن تستسلم للألم هذه الليله، همست بأنه/نجلس..؟
فهمت قصدها هي متعبه ولم يقدّر ذلك، ابتعد وهو كاره للبعد عنها، ليخرج هاتفه ويفتحه للسناب/تدرين شلون أنا حملّلت السناب مخصوص علشان اصور هاللحظه لرشا..
ابتسمت لتلك الجميله/يلا
رفع هاتفه للأعلى هو ملتصق بها و يشدها من خصرها/يلا قلبي هاتي بوسه
قبّلته ليلتقط الصوره و هويضحك/شوفي بالله وش حلاتك
انتبهت لقبلته علو عنقها لتحمّر خجلاً/لا تكفى وليد لا ترسل هالصور لرشا وش بيفكني من لسانها
ارسلها بسرعه ولم يناقش، ليلتفت إليها بإبتسامة خبث/لا تضيعين السالفه ..وين كنا؟!
راحت لتجلس/نجلس
رن هاتفه بسرعه ليضحك وهو يجلس بجانبها بعدما عرف ان الاتصال من رشا/ام فرهاد تتصل..وش بيفكني
رفعت حاجبها بجديه وهي ملاصقه به/لا ترد،
مازال ممسكا بهاتفه/تأمريني؟!!
تعرف ان صديقتها ثرثاره وهذه ليلتهما، مدت أناملها لتلامس ذراعه ثم يده و تأخذ الهاتف تغلقه و تضعه جانباً وعينيها بعينيه/ايوه وين وصلنا؟!
تاه في بريق الرغبه في عينيها ليشير الى خدها/هنا.
حركت رأسها بالنفي وهي تقترب لشفتيه بجرأه، قبلته قبله واحده لتهمس وعينيها بعينيه/هنا.
اخذ زمام المبارده منها ليكمل ما بدأته..
يالهذه البعثره الفاتنه ..لم أتخيل ان يكون لقاءنا بهذا الدفء .. كنتِ الكفاية عن النساء بعيني و الوطن عن كل اغترابي.
والمواساة عن كل لحظات معاناتي،
كنتِ النجاح الأبرز في حياتي.
شكراً لكونكِ أنتِ.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الرابع والخمسون
بعد ثلاثة أيام ،
هنالك في الخرج..
انتهت من صنع ابريق الشاي وهي مازالت تفكر بغياب زوجها الذي طال، هو حقاً اخبرها بأنه سيغيب ربما شهر و لكنه منذ اسبوع لا يتصل و لا يرد..
و أدهم يخرج صباحاً و يعود مرهقاً بعد العصر.. لا يفصح عما يفعله.. هو لا يذهب للرياض منذ ذلك اليوم و اخبرتها الشموس بذلك حينما اتصلت تعزمها لحفلة عقد قران اختها و لكنها تعذرت بعدما اخبرها أدهم انه سيسافر للدمام غداً ولن يكون بمقدوره ان يأخذهم معه للرياض..
خرجت حتى وصلت غرفة والدها لتسمع حديث أدهم له، خفق قلبها..
أدهم بجديه وصوت منخفض/يبه بصراحه انا اشتغل على موضوع مشاري من يومين و قريب بإذن الله بيتنازل عن حضانة الولد ..لكن ماقلت لاختي عن هالموضوع مابي اشغل قلبها
بقلق/عرف انك اخوها؟!
بإبتسامة خبث/بيدري بالوقت المناسب ان شاء الله..
اصدرت صوتاً و كأنها قادمه للتو ابتسمت وهي تدخل وتراه/وهذا الشاهي وصل
اشار بيده علامك الإكتفاء/انا مابيه ودي انام ،هالدواء اللي اخذه بالليل يخدرني
ابتسم له و هو يقبل رأسه/اجل نم طال عمرك انا و هوازن بنطلع نشرب كاستين قبل ننام بعد..
وافقته مايقول وهما يخرجان و يغلقان غرفة والدهما...
......
ما ان خرج أبناءه حتى تبعهم النوم..كيف ينام؟! هو يسمع صوتها هنا..يراها تقف هنالك امام تلك المرآه ذات الطراز العتيق..
قد منع أدهم من تغييرها ..
عدتُ إلى غرفتنا ذاتها، و نمت على السرير ذاته، و لكني وحيد هذه المره.
هذه الغرفه الاربعينيه كانت ذات يوم لفاتنه إسمها ساره هو فقط يشاركها الغرفه..
هاهي هنالك تقف وتحاول ان تقنعه بأن يذهبان للرياض... هنالك سيده ما تزورها إمرأه عاقر حتى تحمل..مضت سنوات على زواجهم و هو مصر على رفضه ذلك..
نعم يذكر ذلك..كانت ساره أماً قبل ان تحمل.. كانت أماً له..
كانت تستحق ان تكون أما.. و هو متأكد بأنها أحسنت لأدهم و غرست به مبادئها النبيله..
ابتسم وعينيه تسقط على جهاز التسجيل القديم مازال يحتفظ بشكله في منصف رأس السرير.. و لكن الغبار و توالي السنين الطويله جعلته جماداً لا يعمل...
كم مرة إمتدت أناملها الطويله لتخفض صوت اسمهان مطربته المفضله تصدح بياليال الأنس في فيينا،حينما يرفعه بطيش..
أغمض عينيه قبل ان ترتحل به ذاكرته فيسري صداعه في رأسه مجدداً...
،
.
،
كنت دائماً اتوق للثرثره مع شخص أعرف جيداً أنه سيحمل همي..و سيستقبل فضفتي بصدرٍ رحب ولن يستخف بي ..شخص أثق أنه سيحافظ على مشاعري من أي جرح عابر ...
و ها أنا اليوم اجده حقيقه لا حُلم..
اخي أدهم ذلك الصندوق المقفل على ما بداخله..لا يتعمق معي حتى باحاديث العائله، و كأن له عالم خاص به لا يعرفه احد..
قطعت سرحانه في كاسة الشاي التي بيده/يقولون الشاي يعدل المزاج و يريح الأعصاب..
دعك ذقنه وهو يسترخي بجلسته و يتكىء/و يسهّر بعد.. ودي انام وراي شغل
ابتسمت/بكرا الجمعه يا روح اختك.
و كأنه تفاجىء/تصدقين مانتبهت؟!
حركت رأسها بالنفي و إبتسامه ماكره/على اساس ماتحسب الليالي ببعد راكان وأمه؟!
عدل جلسته واتكىء على اليد اليسرى ليشتت تأثره/لا مو كذا
قررت الحديث/يعني ماتهمك ام راكان؟!
رفع ناظره إليها بجديه، و بصوت يخرج من اقصاه فالحديث عن حبه لها يجب ان يكون مبجلاً كمنزلتها في قلبه/محل الروح من الجسد..ما ينتهي ولا ينقص لين تنزع هالروح ..
جزعت من تعريفه لمكانتها عنده/الله يحفظك لي و لها و لعيالك ..
ابتسم بعدما لاحظ خوفها/دام بكرا الجمعه فرصه تفكرين كيف بتضبطين غرفتك..ما اخترتي شيء للحين من لون البويات و لا ديكورات
استغربت نسيانه التام لدور الشموس/ماقلت لي طيب انت، اي غرفه بتختارها لك انت وزوجتك؟! علشان اساعدك و اعطيك افكار لها
ابتسم بسخريه/البيت هذا ماهو بمعجبها ..
تفاجأت ببرود رده، لتتسائل بفضول/أنت قلت لها وهي رفضت؟!
بدأ يتوتر من مجرد إسمها/لا ما قلت لها بس اكيد ماهو بمعجبها..الغرفه عندها بحجم دور كامل عندنا..
لم تصدق ما يقوله/يعني أفهم انك انت اللي قررت عنها؟! و من راسك خمنت انه ماراح يعجبها!!!!أدهم حرام عليك
رد بهدوء مصطنع، لم يتعود ان يفضفض لاحدهم/كل شيء واضح وانتي بنفسك عشتي هناك فتره وعارفتها.
ردت بحزن على الشموس/ايوه عرفت انها رغم غرورها و غطرستها، إلا انها هي انسانه من جوا طيبه مع اللي تحبهم وتغار عليك بشكل موجع..تغار فوق ما انت تتصور.
لم يرد ليقف وهو يحاول ان يمنعها ان تكمل حديثها/طيب انا رايح انام يا خوك لا تصحيني للسحور..تصبحين على خير
تذكرت ماتريد قوله/طيب الشموس عازمتني على اول فطور..
ببرود/بعدين ماهو هاللحين..سلام
إحتارت معه يعترف بحبها و يكره الحديث عنها و لا يزورهم منذ فتره، لتقولها بصراحه/أدهم في مشكله ماعرفها؟! أمرني بس..
ابتسم بدون ان يلتفت إليها/تطمني..مافيه مشاكل.. انا بس مشغول هنا بكم شغله.
رأته يخرج بنفس هدوءه، ليزداد فضولها لسبر اغوار اخيها و حياته ..كيف لرجل ان يكون واضح وضوح الشمس، ولا احد يستطيع ان يفهمه؟! ...،حسناً لربما كان حدسها خاطئاً ..
اخذت كاسات الشاي لتدخلها المطبخ وتغسلها قبل ذهابها للنوم،
فصلت هاتفها من الشاحن لتتفاجىء برسائل منه ابتسمت وهي تقرأها وترد عليه ..
محتاره كيف ستكون ردة فعله حينما يعرف انها خارج الرياض
.
.
.
..بعد عدة أيام من الشهر الفضيل..
كانت طوال الليل في مكتبتها..تكذب على نفسها نهاراً فتهجر هذا الجناح لتتسلل إليه ليلاً ... تحبه رغم انه شهد خيبتها و خذلانها و حتى غبائها حينما تقف امام أدهم...، قرأت مذكراتها الجامحه كم من الكلمات كانت زجاجيه رنانه و كسرتها على أرض الواقع...
حسناً كانت تكتب بنرجسيه اكثر من اللازم.. و كان لديها بعض العك في التعبير .. عموماً هذه مذكرات لا تعرفها كتبتها فتاه تبلغ من العمر عشرين ، وهاهي الآن بعد شهرين او ثلاثه ستصافح الثلاثين....يالله الثلاثين!!
جمعت أوراق تلك الروايه البغيضه..بعدما قررت نشرها أخيراً...ستفاجىء عمتها بنشرها..
تستحق عمتها أوسمه لا وسام على هذه الروايه..كانت واقعيه بحذافيرها..
بطلتها كانت تسرد خيبتها وخذلانها كما تشعر هي..كانت للحظات تظن نفسها أنها البطله..
تعترف انها ذات يوم عاتبت عمتها على كمية السوداويه والكآبه التي كانت مدونه بين الصفحات ولكن حقيقةً عمتها مبدعه.. من المحزن ان تبقى روايه كهذه حبيسة الرف!
جلست لتلتقط كوبها كانت سترتشف قهوتها و لكنها وجدتها بارده، تباً كل شيء في هذه الغرفه بارد ..
قررت ان تراجعها بما انها لن تعود للعمل..ستلتهي بهذه الاوراق في هذه المكتبه لتنسى ما ينخر بإستمرار في عقلها و قلبها..
سقطت عينيها على نص لم يعجبها..!
لتعيد قراءته مجدداً..
[أهجرني كما شئت و لكن قبل ذلك أجبني!
لا تترك نار القلب تأكل أطرافه و تقضي على ما تبقى من نبضاته..
هل ذقت طعم الهوى قبل ان يقبّل فاهك فاهي؟!
سألتك بمن قسّاك علي..
أعشقتني أصلاً؟!
أم انه فقط وهم صَدّقه قلبي!!]
تلك البطله غبيه حقاً..كم اكره التحسر، الحسره للخاسرون فقط..
لن يهجرني كما يشاء فلست منزل للوقف ..إن كان هنالك هجر سيكون مني..
ثم ماهذه التساؤلات المستفزه؟!!
اغلقت المغلف وهي تنطق بغضب/غبيه
..../تكلمين نفسك!
إلتفتت إليه مبتسمه لتقف متفاجئه/أدهم!
بلا شعور منها تظهر اللهفه و ان جاهدت لتخفيها/كل عام وانتي بخير
لا تعرف كيف تتصرف الآن، لم تراه منذ فتره طويله/وانت بخير..
مازال واقفاً مكانه/اسف اني جيت هالوقت بس..مضطر لاني ناسي جوازي و جاي اخذه..
ابتلعت غصتها بصعوبه،ماهذا الجماد الذي تراه على هيئة إنسان/جوازك!! ااا
ابتسم وهو يتقدم إليها حتى كاد يلتصق ليمد يده تحت لدرج اول المكتب كان جوازه تحت احد الملفات..إلتقطه وهو يراها إنخطاف لونها والمفاجئه باديه على ملامحها/فيك شيء
حاولت ان تشيح بوجهها و تبتعد عن تأثيره قليلاً فهو يحبس انفاسها/لا..كنت سهرانه ناويه اجمع رواية عمتي واطبعها لها كعيديه لها يعني
حرك رأسه بالإيجاب/حلو.. وش اخبار راكان ..مشتاق له
يالله كيف تغير بهذا الشكل المفجع حتى نظراته ترى كل شيء بالمكان و لا تراني!/بخير..لو مشتاق له تعال بالنهار
حرك رأسه بالإيجاب/اكيد ان شاء الله.. بكرا بجي انا و اهلي لاني ناوي اسافر مع نايف شغل مهم، افكر نقعد هنا فتره علشان راكان و ابوي
لم تستطيع ان تبتسم وهي تراه يهمشها/مشكور لأنك ماتخليت عن نايف..
رد بإبتسامته البارده وهو يراها بالروب الاسود كآخر مره رآها/أنا مستحيل اتخلى عن الناس اللي يهموني.
اعترضت الغصه في مجرى تنفسها ستختنق، و لكنها حاولت ان تتماسك حتى يريحها بالخروج..،
رفع انامله ليطبع عليها قبله صغيره ويمررها على خدها ببرود/يلا سلام ...
لم تصدق انه خرج حتى لحقت به و اغلقت الباب خلفه لتجلس منهاره على اريكة المكتب ..كانت تشهق البكاء و تبكي الكلمات التي كانت تريد قولها لها و لم تقلها..
لم يكن هذا اللقاء حديثاً نتبادل فيه الجمل بل حرباً مجازيه ..او حرباً غير معلنه..!
و كنت مسالمه حتى الاختناق... أنا خاسره
↚
لا يكفيني دفء صوتك
إن لم يعانقني دفء الضلوع!
قد احتمل البرد في غيابك
لكنه يقتلني شتاء حضورك!!
.
.
.
إستيقظت اليوم ليست بخير..، رفعت يدها لتنظر كم الساعه لتتفاجىء بأنها الثانيه عشرا ظهراً...!!
استغفرت كثيراً وهي تعتدل جالسه، شعرت بدوخه بسيطه و لكن هذه المره تبعها غثيان جعلها تهرع لدورة المياه وتستفرغ ..
خرجت مرهقه لتجلس قليلاً تستجمع قوتها ..
اخذت روبها و لفته حولها وهي تربطه لتخرج من جناحها مستغربه ان لم يوقظها احد، كيف تركوها فاتها نصف نهار رمضان!
نزلت لترى الخادمه قادمه من قسم المجالس و من جهةٍ اخرى تسمع اصوات بناتها قادمه من المطبخ!
في هذا التوقيت من نهار رمضان...!
دخلت لترى احداهن تلف ورق ملفوف و الأخرى تقطع خضاراً في الجهة الاخرى على الطاوله/انتم ليه بالمطبخ هالوقت و ليه تتركون لهالوقت نايمه؟!!
شهد بابتسامه/بالاول صح النوم حبيبتي، اليوم عمي صالح عنده فطور رجال والا نسيتي؟!
هند الصغرى ببابتسامة خبث/لا ومحرّص علينا وحالف بالله اننا نمنعك ماتشتغلين بأي شيء و مانزعجك بنومتك،ياعيني عالدلع بس
شعرت بالغثيان يتجدد معها وهي تشم روائح الطبخ مجدداً، لتتركهن و تذهب بدون اي تعليق..،
هند الصغرى بضحكه/يا زين دلعهم هالشيبان،هربت اول ماقلت ان زوجك يدلعك فديتها، نفسي استحي كذا زيها
شهد بضحكتها/الله يعينك يا عبدالرحمن على العوبا،
ضحكت هند لتكمل عملها..
لم ترتاح وهي تتذكر شكل والدتها قبل قليل/والله صدق الوالده تعبانه..مبين عليها يا قلبي بروح اشوفها
هند/روحي و لا تتأخرين ورانا شغل .
.
،
.
خرجت من دورة المياه وهي ترتجف من جوعها و تعبها.. كادت تسقط ولكن شهد كانت موجوده سبقتها و ساعدتها لتقف ثابته حتى جلّستها/كنت حاااسه والله ..يمه شفيك بسم الله عليك
ابتسمت لرقة صغيرتها وحمدت الله انها رزقت بمثلها/الله يرضى عليك يا شهود روحي لاخوك قولي امي تبي المستوصف
خافت/يمه افطري يالغاليه توك استفرغتي وشكلك تعبانه بالحيل
حركت رأسها بالنفي/ماشتهي شي ختى لو جوعانه..روحي لاخوك هلكني الغثيان
ألحت عليها/يا عمري افطري قبل تطلعين لو لقمتين
حركت رأسها بالنفي مجدداً/لا يا بنتي ماشتهي، نادي لي تركي بسررعه
تركتها بقلق و غادرت تنادي أخيها...
.
،
.
اغلقت مصحفها بعدما قرأت ورد مابعد صلاة الظهر لتنزع حجابها و تطوي سجادتها على الطاوله...لتذهب تطمئن على صغيرها النائم، ابتسمت لهذه الفتنه لهذا الصغير الذي تغير مجرى حياتها منذ قابلت والده أول مره..
تنهدت فمهما عظمت الوحده عليها يستطيع هذا الصغير ان يبددها بابتسامه بريئه غير مقصوده..
تذكرت ماحدث البارحه من لقاء خانق أقسمت انه لن يتكرر مجدداً..،
قد تكون مخطئه ولكن لن تظل تدفع ثمن هذا الخطأ طوال عمرها مع رجل الجليد هذا..، العمر ليس به الكثير من الفرص لتضيعها.،
قد تغاضت كثيراً عنه لبقاء الود، حتى رأت ذلك الفيديو..عليه ان يتغاضى هو أيضاً..لتبقى العلاقه على اقل تقدير!
"فليس لديها الكثير لتضيعه في الهجر"
الليله سيأتي مجدداً يجب ان تتحدث معه و لكن كيف ستبدأ و قد ركنها في الركن القصي من اللامبالاة؟! يالله كن بجانبي دوماً..
خرجت بعدما اطمئنت على طفلها نائماً وهي تشعر ان السكينه تلف المنزل ما اجمل روحانية رمضان، الراحه فيه تغمرك رغماً عنك..!
إتجهت لغرفة نيفادا لترى الباب نصف مفتوح و تراها جالسه تمسك مصحفها و تجلس بعدم راحه ، يتضح عليها التعب مهما تبسمت و ضحكت..
حملها يزداد ثقلاً مع الأيام، "لم اذهب معها لمراجعات طبيبتها و لكن الآن يجب ان اذهب معها مثلها لا تترك في هذا الوقت الحرج.."
ابتسمت وهي ترى عينيها تغفو جالسةً وهي تحتضن مصحفها ..لتغلق الباب و تخرج لتأكد على الخدم في الافطار الليله ..أدهم ووالده واخته قادمين،
ابتسمت وهي ترى خروج ليال من غرفتها قبل ان تفتح المصعد/اهلاً بالعروس وش قومك من سريرك كان ارتحتي
بادلتها الإبتسامه/خاطري اسوي شوربة و بطلب من ام رواد تسوي جريش ، ندلع عمي عبدالله
تذكرت حديث هوازن عنه/عمك عبدالله ماهو من كثر اكله و لا يتشرط بالاكل، لا تتعبين نفسك
غمزت لها وهي تبتسم بخبث/حبيبتي من اجلس معه بيغير رأيه .. و بغريه بطلب منه يزفني لوليد بنفسه بعد علشان ازوجه
ابتسمت وهي تفتح المصعد/يختي والله انك رايقه توك قبل أيام مخطوفه ومضروبه اعقلي
رفعت حاجبها/ما انضربت الا دافعت عن نفسي..وهو انمسك باقل من 24ساعه، وانا تزوجت حبيبي طبيعي بكون رايقه
حركت رأسها بمسايره لتكمل طريقها و تلحق بها ليال،..
شعرت بفضول/تعالي بسألك ، أدهم معاد بيجي لك و الا كيف؟!! اشوفك صرتي تنامين فوق !
اكملت طريقها وهي ترد بلامبالاه/تقدرين تقولين فترة نقاهه..شيء زي كذا
لم يعجبها هذا الرد الغريب/مو من عقلك اكيد!!..لمن رجل ياخذ راحته بعيد عن زوجته هذي فيها إن واخواتها و بنات خالتها بعد..يا برودك افرضي لقى نقاهته عند وحده و بلّط عندها؟!
راحت تكمل طريقها بدون ان تلتفت إليها/اللهم إني صايمه
ضحكت وهي تلحق بها/انا أوعيك بس مابي اضايقك.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والخمسون
مازالت مسترخيه على سرير الطوارىء و انبوب المغذي مغروس في ظهر يدها،شعور بعدم الراحه يطاردها،..
شد على يد والدته/سلامتك يمه، شكلها لفحة هواء بارد..
تنهدت/لا والله يا ولدي ماهي لفحة هواء، الله يستر من زمان ما صارلي هالشيء
دخلت الممرضه بنتيجة التحليل مبتسمه/مبروك مدام انتي بريغننت
لم يستوعب في البدايه ولكن سألها/روحي نادي الدكتوره بسرعه
لم تفهم حديث الممرضه الفلبينيه/تركي وش قالت ماسمعتها زين
نطق بسعاده/مبرووك يمه تقول انك حامل
ظنت انه يستهزىء بها/تركي بلا استهبال، تراني دايخه وماني رايقه لتريقتك.
ضحك من ردة فعلها وهو يؤكد/اي استهبال يمه والله انك حامل على كلام الممرضه
ابتلعت ريقها بصعوبه لتعتدل جالسه بعدما استوعبت اخيراً/وشو؟!! حامل!!
حاول اخراج هاتفه من جيبه/خليتي اخذ البشاره من عمي بيجيك اخو يا تركي من قدك
نهرته/لا تتصل تقول له هاللحين، انا حلفت
شعر بالإحباط/يمه تكفييين،طيب خليني ابشّر شهد هي كل شوي تتصل تسأل عنك
بابتسامة رضا/قولها بس حذرها ما تقول لهند ولا لعمك..
غمز لها/احلى يالمفاجئآت يمه
عقدت حاجبها وهي تحاول كتم ضحكتها من لمز تركي/استح على وجهك انا امك اطلع برا كلم اختك
خرج وهو بقمة سعادته ..لم تتوقع ان يفرح تركي الى هذا الحد الجنوني، صالح رجل كإسمه كسب تركي ولداً له بكل ماتحمله الكلمه من معنى..كم هي ممتنه لذلك الرجل الذي أعاد ترتيب فوضى قلبها ..
اراحت يدها على بطنها وهي تداعبه بسعاده "كنت شاكه بس خفت يطلع العكس".اللهم لك الحمد .
خافت ان تفقده كآخر حملين قبل طلاقها بفتره قصيره..هذا بالذات يجب ان تحافظ عليه..
انتظرت الطبيبه لتأخذ احتياطاتها من مثبتات لن تجعل مسلسل الفقد يتكرر معها،،
تذكرت اسباب إسقاطاتها السابقه، كان من ذلك المريض ، أحبها لكنه لم يرتاح و لم يتركها ترتاح...مريض بهوس الشك !
إستعاذت من ذكرياتها معه..هي الآن تحمل طفل رجل أعاد تعريف الحب لها من جديد بشكل مميز و فاخر جداً..
.
،
.
اغلقت الهاتف من تركي وهي تكاد تطير من فرحتها، عادت للمطبخ حيث هند الصغرى مازالت تعمل ، تجاهلتها وهي تعد لوالدتها غداءاً فوالدتها قد افطرت في المشفى اليوم من شدة تعبها..
لاحظت الحماس والهمه العاليه على تلك المبتسمه للفراغ/الحمدلله و الشكر، لمن تتبسمين يالخبله
إلتفتت إليها بسعاده تعلم ان خبراً كهذا سيجعلها ترقص فرحاً/ولا شيء ، بس مبسوطه
هزت كتفها بمسايره،ابتسامات شهد مشبوهه اليوم/الله يديمها..بس لمين هذا الاكل؟! لا يكون انتي..
قاطعتها/امي تعبانه و اضطرت تفطر بالمستشفى..و بس
بتأثر/خالتي هند من كم يوم ماهي بخير واضح عليها اصلاً،..... بس ليه تتبسمين ومبسوطه يالدايخه وامك تعبانه؟!!
حاولت ان تفي بوعدها لتركي بعدم اخبار احد..تجاهلتها و اكملت عملها...
شعرت بالفضول تجاه غرابة تصرفات شهد.. و لكنها ارادت ان تنتهي من عملها باكراً فالضيوف اكثر من المعتاد بحسب والدها
.
.
،
لمحت نزول نايف من السلم هذه المره بدلاً من المصعد ، لتبتسم وهي تراه يحاول ان يستعجل خطاه ، من الواضح انه لم يكتسب المرونه الكافيه ومازال يضغط على نفسه/هلا بالنايف
اقبل مبتسماً وقبل جبينها/هلابك..
سألته بلهفه/اشوفك تمسك ظهرك، حبيبي ألتزم بتمارينك ،لا يكون رجلك توجعك؟!
اعاد ترتيب شماغه وهو يتجاهل ألمه/لا يا بنت الحلال بخير وما بي إلا العافيه.. حتى اني رايح محطة القطار و بجيب عمتي لولوه بنفسي
استغربت/عمتي لولوه جايه؟!
بابتسامته/ايه كلمتني و قالت جايه بما اني بسافر بعد بكرا والله مقصر معها ، يلا بلحق اجيبها قبل الفطور..
شعرت بالإرتباك كيف ستستقبل أدهم واهله لوحدها، "!كن في عوني يالله لست في حال لاستقبالهم بوجود أدهم، وخاصةً عمتي لولوه،لست في مزاج الإجابه عن اسئلتها ستكتشف كل شيء ، الحذر واجب"..
تركت ماتفكر به لتذهب ترى ما اذا انتهت الطاهيه الجديده مما طلبته..قررت ان تصنع القهوه بنفسها اليوم..ليس هنالك عمل اخر تلتهي به عن التفكير بما هي فيه..
بعد فتره من تركها للعمل بأمر أدهم، عرفت ان الانشغال بعملها كان يفصلها عن واقعها..بقدر ما كانت تتمنى الجلوس في المنزل وترك العمل بقدر ما ملت من مكوثها هكذا بلا خروج للعمل، قد اعتادت على ذلك....
، لم تستأمر بأمر احد قبل أدهم..
كان والدها له اسلوبه الخاص ليمرر ما يريده كان فقط يشاورها في الامور و يفعل اغلب الأحيان ما تراه هي صائباً..
لم تعرف مدى قياديتها وحدة طباعها إلا بعدما تركت كل شيء والتفتت لنفسها و تفكرت بما فعلته سابقاً...
مع ذلك هي تفتخر بكونها هي..بدون اي تأثير من احدهم..متفرده و ان كانت كما يقال عنها صارمه و مغروره..!
.
،
.
في منزلٍ آخر...*
تركت كادي ما بيدها لتخرج وتأمر اختها الصغيره المنشغله بلعبةٍ في جهازها/هيونه ماتسمعين الباب؟!!
تأففت وهي تترك جهازها اللوحي/اكيد فاتن، كان عطيتوها نسخه من المفتاح احسن كل يومين ناطه عندنا!!
كتمت ضحكتها وهي تنهرها، معها حق فاتن وجودها غير مريح للجميع هنا/رووحي افتحي الباب بس
،
دخلت هياء وهي تتجاهل نداءها/روحي بس والله ما اشيل معك
اخذت هيونه جهازها اللوحي وراحت هاربه لغرفتها..تحت نظرات كادي التي تراقب دخول فاتن المتذمره وهي تسحب حقائبها و تتمتم بغضب/حسبي عليه سبع التحاسيب
استنكرت دعاءها السيء في نهار رمضان/يابنت صووومي..استغفر الله..وش بلاك؟!!
رمت ما بيدها وهي تبكي بقهر/تخيلي يا كادي طلقني لاني مانزلت اسوي سحور لأمه كأني خداامه!!
رفعت حاجبها/اصلاً من الذوق و الاخلاق انك تسوين للعجيز سحور و تراعينها بعد ماهو لازم طلب لان انتي عارفه ان بناتها اللي متنومه مريضه و الثانيه مرافقه معها..لكن اللهم اني صايمه.
جلست تلك تندب حظها وهي ترمي شالها بجانبها و تتحدث بطريقتها/انا اصير مطلقه!! حالي حالك وش هالفال اللي خذيته من مقابل وجهك.
اتسعت حدقة عينيها من وقاحتها/انتي فعلاً تستاهلين..الا يا صبر الرجال عليك صبراه.
تركتها ودخلت لمطبخها فلم يتبقى وقت كثير قبل الافطار..
تجاهلتها فاتن وهي تفكر بغضب بما حدث لها..آخر ما كانت تتخيله ان يطلقها زوجها و هي مدللته ذات الجمال الذي تفتقده عائلته..لن يجد مثلها، سيندم بالتأكيد ..فهي اجمل من بنات عائلتهم مجتمعات..هي متأكده بأنه سرعان ما سيأتي راجياً رضاها و رجوعها ..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والخمسون
خرجت من المطبخ بعدما ساعدت في عمل بعض الاطباق و انتهت من القهوه، لتعود لجناحها تغير لباسها. وتتشطف بشكل سريع كلها دقائق وسوف يصل أدهم هكذا اخبرتها هوازن..
إنتهت من لبسها عباره عن قفطان سكري جعل من اطلالتها كلاسيكيه فخمه بطابع لم تعتاده ووضعت بعض الكحل و تركت شعرها مسدولاً و رفعته من الطرفين بشكل بسيط ..بات يريحها بعدما قصّت نصفه،
خرجت بعدما تعطرت .. على صوت الباب الداخلي يطرق..بالتأكيد هم..تأكدت من عدم وجود البنات هنا لتفتح بابتسامتها التي اتسعت لرؤية ذلك الوجه الوقور/اهلاً عمي عبدالله زارتنا البركه
لم يكن يرفع بصره كعادته بالكاد لمحها/السلام عليكم
اقتربت منه و قبلت رأسه/وعليكم السلام، هلا بابو أدهم
هوازن من خلفه/تراني معه يام راكان
سلمت عليها لتشير لمجلس جانبي وهي تمسك بيد عمها/تفضل طال عمرك من هنا ، الساعه المباركه اللي رجعك ربي لنا يبو أدهم
ابتسم للطفها/الله يبارك بحياتك و حياة راكان وابوه
استغربت في هذه اللحظات عدم رؤية أدهم معهم/وين ابو راكان ماشوفه معكم
غمزت لها هوازن حتى اقتربت منها/عمتي لولوه تو وصلت مع نايف ورانا ووقف أدهم يستقبلها و اظنها تبكي مو متحمله الموقف وابوي ما انتبه اخذته ودخلت
هزت رأسها وهي تنوي الخروج/خليك عند عمي بطلع اشوفهم ما باقي شيء عالآذان!
.
،
،
امسك بيديها وهو يحاول تهدأتها/عميمه خلاص ،ابوي محتاج سعة صدر يالغاليه ترى صحته ماش
ازدادت حسرتها على ما حل بأخيها الوحيد المسكين ياذلك الرجل الحزين/الحسره بقلبي يا أدهم، اربعين سنه فوق الخمسه وعشرين اغتراب..ويل حااالي عليك يا خوي يا ويله
امسك برأسها ليقربها لصدره ورغماً عنه نزفت دموعه الصامته..ليقترب نايف و يحاول ان يوقف انهيار عمته/يا عمه طلبتك خلاص..شلون بتستقبلينه و تسلمين عليه هاللحين؟!
بالكاد توقفت وهي تحاول ان تتجلد لمقابلة اخيها بمسح دموعها
سمعوا صوت الباب يُفتح ليلتفت نايف/الشموس!!
حاول مسح دموعه و إزاحت اثارها ولكن لحظات ضعفه لعينه..
اقتربت من عمتها و عانقتها على عجل/حبيبتي عمتي لا تصيحين يا قلبي
لولوه بمشاعر فرح حزينه/الحزن شيء بالقلب مانقدر نتجاهله.
لم تفوتها رؤية احمرار انفه و محاولته مقاومة الدموع في عينيه، ولكنها إلتهت بعمتها مع اخيها و تسلل هو من المكان و اختفى، لا تعلم كيف انسحب بهدوء..!!
دخلت بعمتها سلمت على الجميع الى ان رأت اخيها ، كان الاستقبال غريباً، كلاهما يفيض مشاعر غريبه و لكن الإنسان حين يتقدم كثيراً بالعمر يستشعر جيداً قيمة العلاقات و الروابط ..يحن للماضي و يتحسر على ما فاته..
هذا ما استشفته مما رأته، التحسر على ما فاتهما رغم انه لا ذنب لهما بما حدث في الماضي..!
امسكت بيديه وهي ترفع ناظريها له بحنين لوالدها كم هو يشبهه، حتى رائحة العود التي كانت تعج منه وتزيد هيبته/طلبتك يا عبدالله بحق شهر الرحمه الفضيل طلبتك تسامح ابونا
بملامح اذبلتها السنين، لم يحبذ ان يحمل في قلبه شيء، مادام انه وجد عوض الكريم بأدهم، اخذ طرف شماغه ومسح دموعها/الله يرحمه و يغفر له و يبيحه.
صدح مؤذن المغرب و الجميع مازال واقفاً يعيش ذلك الموقف المهيب...لتناديهم/يلا يا جماعه تفضلوا اجلسوا افطروا ثم بعد صلاة المغرب لنا جلسه..ترى كلكم ببيتكم محد بيروح مكان
ابتسم وهو يرى زوجة إبنه/زاد فضلك يام راكان
جلسوا جميعاً لتجلس اخرهم وهي تستغرب عدم دخوله،كادت تقف لتذهب و تبحث عنه و لكنه دخل اخيراً..لتحمدالله انها لم تذهب له/ماعليه يا جماعه تأخرت شوي
لولوه بابتسامه/هذا فطور صيام مانتظرناك يالقاطع
يعرف تقصيره ولكنه حقاً لم يكن يتفرغ ليخرج حتى خارج منطقة الرياض/حقك علي يام غيث..ادري اني مقررمعك بالحيل لكن ابشري بالعوض
إلتفتت الى اخيها/العوض بسلامة الغالي يابو راكان
ابتسم لها ابو أدهم/الله يسلمك يام غيث
وقفت لتسكب لهم القهوه التي أعدتها بنفسها،لتدور عليهم..
وصلت لعمتها التي سألتها/عسى الهيل شوي ترى كبدي ماتتحمله
بابتسامتها/من هالناحيه تطمني انا اللي سويت القهوه و خففت الهيل لأن عمي عبدالله بعد اذكر انه مايحبه كثير
ابتسم لها بإمتنان/قهوه طيبه عسى يديك ماتمسها النار يا بنتي
لولوه بابتسامه هي الاخرى/دام اخوي مدحها اكيد بتعجبني
سكبت للجميع حتى وصلت إليه، لتمد فنجاناً إليه/تفضل
رفع يده ليأخذ الفنجان بدون ان يلتفت حتى إليها بكلمة..!
لم تصدق بأنه اخذ الفنجان اخيراً ليريحها من تجاهله..حتى بحضورهم!!
.
،
،
على سفرة افطار اخرى بالداخل، شعرت بتعب من ظهرها و شد قوي على بطنها، رفعت يدها لتمسح على بطنها بلطف كأنها ترجوه ان يرحمها مما يفعله بها..
تحدثت ليال/بصراحه ابي اقولها الليله كأنها عيد بالنسبه لي، مادري ليه ، احس عمي عبدالله "بركه" حتى وجهه سمح ..
ام رواد/كبار السن بركة البيت
استغربت/بس انصدمت مو اكبر من عمتي لولوه..هاللي كبره هو المرض الله يشفيه
ام رواد لاحظت صمت نيفادا وهي تمسك ببطنها/نيفو يمه يوجعك شيء؟!
تحدثت بإحباط/احس معاد فيني اتحمل يا خاله، حركتهم صايره توجعني، بطني كأنه بيتمزع و ظهري يدوب امشي منه و اقدامي توجعني..
رحمتها ليال بعد هذا الوصف/يا عمري عليك،هانت يا قلبي راح الكثير باقي القليل
نزلت دمعتها ومسحتها بسرعه/توني بدخل الثامن يعني باقي شهريين نفسيتي تعبت خلاص
ام رواد برحمه/كلما زاد التعب كلما زاد الأجر يا حبيبتي..هونيها وتهون.
بالكاد وقفت لتذهب كانت حركتها ثقيله جداً../الله كريم ..بروح اصلي المغرب و برتاح بسريري طلبتكم اذا شفتوني نايمه خلوني اكمل
ليال بإبتسامه حانيه/طيب
شعرت بالحزن و المسؤليه تجاه تلك الصغيره/كنت حااسه انها بتمر بهالشيء، تهورت وحملت وهي بهالعمر و طلعوا توأم بعد..الله يسهل باقي حملها عليها
تنهدت تلك/امين.. ام رواد بغيت اخذ رايك بشي بس خليه بعد الصلاة ازين
بابتسامه/خذي راحتك..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والخمسون
عادوا من المسجد منذ دقائق وهم يحتسون القهوه و يتبادلون الاحاديث و سؤال بعضهم عن بعض..كان سعيداً جداً اليوم بتحقيق رغبة والده ان يصوم باقي الشهر هنا ،رغم انه لم يكن يحبذ العوده هنا ، ولكن مادام انه طلب ذلك..فليكن له ما طلب.
تحدثت لولوه بسعاده/دامك ياخوي بتقعد هنا لين العيد اجل انا بقعد بعد، الحمدلله انت خلك هنا بغرفة الضيوف علشان اقرب لك الباب والمجالس وانا باخذ غرفة الشموس فوق مافيها احد
هذا مالم تحبذ أن تظل عمتها هنا/الغرفه فداك يا عمه
هوازن بلهفه/الشموس وين راكان مشتاقين له يا بنت هاتيه
وقفت وكانت تنوي الذهاب لتصحيح وضع الغرفه لعمتها اصلاً/ان شاء الله
راقبها حتى اختفت ليعود بناظريه لفنجان قهوته المرّه..وهو يلتزم برهبانية صمته..!
لاحظت عمته نظراته وهي تفهم جيداً تلك النظرات لتسأل من باب الاحاديث/كم لكم من رحتوا الخرج يابو أدهم
أجاب بحسن نيه/قبل رمضان باسبوع ونص تقريباً وكانت روحتن مبروكه ماقصر أدهم
ابتسم لأبيه لينطق اخيراً/عسى الله لا يقصر بعمرك يالغالي.
اخذ هاتفه ليكتب لها رسالة لعلها تقرأها...ثم عاد ليترك هاتفه مره اخرى.
،
.
اخرجت طفلها من سريره لتلتفت الى الخادمه/جوري رجعي مفرشي الابيض على السرير وشيلي اللي على الشماعه .. واخذي لي بيجامتي البيضاء و روبي ومناشفي و اخذي لراكان كم لبسه باغراضه الشخصيه ونزليها تحت لغرفتي..بس هااه لا تمرين بها و البيت مليان،تصرفي لو تروحين تدخلين الغرفه من الحديقه
اشارت بالموافقه وهي تبدأ عملها..
كادت تخرج لتسمع نغمة الرسائل بهاتفها المتصل بالشاحن، فصلته لتخرج به و تقرأ رسالته بلامبالاة [لا ترجعين..ارسلي راكان مع الخدم]
اغلقت الهاتف وهي تكمل طريقها إليهم رغماً عنه، قد تجاوز حدود الخصومه معها..
وصلت وهي تبتسم بسعاده و تشير لهم بيده/اميري وصل
بدأ التهليل و الترحيب به لتقفز هوازن و تلتقطه منها و تقبله و تحضنه..و تذهب به لأبيها...
أما هي أدارت كاسات الشاي عليهم ثم توجهت إليه و جلست في الطرف الآخر من الاريكة التي يجلس عليها بهدوء و كأنه لم يحدث شيء.،يبدو كالجماد لا يبدي ردة فعل تجاهها ولا حتى يرمقها بنصف نظره!
مضت تلك الليله بسعاده طغت على لحظاتها..،
بهاتفها منذ عشر دقائق...تمشي و هي تتحدث إليه في ساحات حديقتها حتى جلست بالقرب من كرسي خشبي طويل أمامه نافوره بتصميم أندلسي لطيف..
على الطرف الآخر/هاه وش قلتي يا قلبي؟!
بإبتسامه لعوب وكأنه يراها/شكلك جوعان!!
ضحك/انتي عارفه جوعي وش يسده..بس انك تمنين،
ضحكت/وليد لا تحاول تستدرجني بهالشكل ، اسلوبك مرره قديم يا دكتور تطور شوي
ضحك هو بدوره/اوكي سقطت بهالاختبار قولي لي وش الطريقه اللي تناسبك مدام، حابين ننال الرضا
استرخت بجلستها وهي تضع ساقاً على الآخر/اممم مافيه احلى من الصراحه..اعتقد اللف والدوران حول الرغبات يفقدها لذتها.
على الطرف الآخر/تبين الصراحه يعني؟! تعبت
استغربت/من إيش؟!
نطق بلهفه/من اني اكلمك بالجوال وانا وانتي زوجين و بنفس المدينه..واعتقد معاد بكلمك مره ثانيه، لين نلتقي ،شرايك؟!
اعتدلت بجلستها ثم وقفت لتبتعد عن صوت خرير ماء النافوره الصغيره/قصدك مليت؟! إذا مليت من هاللحين يا وليد أ...
قاطعها بصراحه/نلتقي الليله ساعتين ثلاث ...انا وانتي لحالنا .
فهمت مقصده، لترفع حاجبها بحزم مهما بلغت من الشوق و اللهفه لن تلبي مايريد/ومن منعك لا تجي تزورني؟! البيت بيتك والمجلس مفتوح لك، تعال و اطلب تزورني و ابشر باللي تستقبلك قدام اخوها وحتى أدهم رفيقك موجود
تغيرت نبرته/واضح انك ماتبيني
فهمت مقصده و كيف لا تعرفه/وليد قلبي لا تصعبها..اكثر من كذا مافيني.
نطق بجديه وهو ينهي مكالمته/خير ان شاء الله..يلا تامريني شيء قبل اقفل؟!
تعرف انه خاب أمله لينهي مكالمته برسميه هكذا، ولكن لن تستطيع ان تلبي ما يطلبه هذه المره مهما بلغ منها الشوق وعليه ان يتفهم ذلك/سلامة روحك..
اغلق الهاتف بشكل أغاظها و لكنها لن تلين في هكذا طلب...لكلٍ مقياس في وزن الأمور ولها مقياسها الخاص أيضاً،..
لمحت تلك الصفراء من بعيد تتحدث في هاتفها باهتمام و تبدو غاضبه!!!
كم تستغرب قدومها مع نايف وهي لا تراها سوى تذهب لمعهد عربي يومياً لم تدربه يوما.ً ولم تهتم بصحته كما يدعي!!
ذهبت إليها فالشك يتلاعب بها .. سمعتها تتحدث بلغه تخمن انها تقارب للغه تعرفها..ليست إيطاليه ولكن مشابهه لها..حسناً هي تتحدث مع رجل.. فهي تصرخ بأسمه ...ترى من انت يا "دييغو"؟! و من انتي يا أولينا؟!
لمحتها أولينا قادمه لتحاول ان تنهي مكالمتها التي اغضبتها كثيراً، و ترسم ابتسامتها المزيفه/هاي ليال!!
شخصيه مجهوله تماماً بيننا، يالغباءك يا اخي/هاي..
كم تخاف من نظرات ليال الحاده تمتلك عينين حاده كحدة السيف، يجعل كل من ينظر إليها يكسر عينيه رغماً عنه/اوكي انا حابه كوفي دو يو ونت وذ مي؟
بنظراتها المشككه/واي نوت؟!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والخمسون
خرج من صلاة التراويح مستغفراً و هو يستاك بسواكه برفقة تركي حتى وصل المنزل ليتوقف تركي/عمي انا طالع مشوار
توقف مستغرباً/بس يا ولدي لا تأخر تدري أمك تحاتي و ما تنام وانت برا
قبل رأسه/ماني مبعد بلعب طايره مع الشباب جايين من الشرقيه علشاني ونسهر شوي
هز رأسه بمسايره وهو يراقبه حتى ذهب ثم دخل هو المنزل وهو يرى البنتين وحدهما امام التلفاز و بينهما قهوه و صحني حلى/السلام عليكم
كلاهما/وعليكم السلام
جلس قليلاً لتقدم له ابنته القهوه و تمده شهد بالحلى، ابتسم بامتنان/يعطيكم العافيه على الفطور الزين اليوم ماقصرتوا
ابتسمت هند/الله يعافيك يبه
وضع فنجانه متسائلاً/شهد وين امك؟
اشارت للأعلى/فوق تريح شوي
هند/خالتي هند يبه تعبانه ترى طول اليوم بالمستشفى، ماجت غير قبل الفطور بشوي
رفع طرفي شماغه بخفه وهو يقف بهدوءه/الف لاباس عليها ..اجل يلا انا بعد بروح انام مابي ازعاج الله يرضى عليكم
وكزت شهد بابتسامه جانبيه/شاايفه!! يعنني ثقيل، وااضح بيطير لها مو بيمشي ياعيني بس
خجلت شهد مما تعنيه/هند!! عييب هذولي ابوك وامي
تنهدت/يا جاهله بالحب، هذولي نسخة جميل و بثينه بس بنهايه مختلفه..وش حلاتهم يا ناس ما شاء الله عسى الله لا يفرق بينهم
ضحكت من اندماجها/عسى تعيشين الحب مع عبدالرحمن مثلما تبينه
نهرتها/اعوذ بالله..انا ماودي اعيش قصة حب..افضل اقرأها من بعيد
تفاجأت من ردها/يالله لك الحمد!! اتركي قصص الناس و عيشي قصتك احسن
تذكرت والدها و اعتصام الخمس وعشرين عاماً لتتنهد/الحب بلوه ..الله يبعد عنا البلاوي، اذا تعلقت روحك بشخص والله معاد تهنالك حياه من دونه، هذا كلام واقعي.. وانا اشهد له..ابوي تولع ببنت ماتزوجها لفت الدنيا عليه و ماعرف يعيش مع غيرها وقرر يعتزل جنس النساء لين رحمه ربي و قدر يتزوجها..
سكتت شهد وهي تتلقف فنجانها، وتفهم مقصدها..،
.
،
.
دخل الغرفه ليجدها تجلس على كرسيها بجلال الصلاة تقرأ وردها من القرآن.. إرتاح وهو يراها بصحه جيده،
نزع شماغه و من ثم ثوبه.. اخذ منشفته التي وضعتها على الرف و دخل يستحم بشكل سريع..
وخرج بعد ذلك متأزراً منشفته..ليراها تقف و تنزع جلالها و ترتبه مكانه بجانب مصحفها،ليبتسم لابتسامتها/يسلم لي هالوجه
إحمرت خجلاً وهي تشير للخزانه/هاللحين اطلع لك بيجامتك.
اتجه للخزانه قبلها/انا اللي بطلعها روحي ارتاحي بس
راحت تجلس بعدما نزعت روبها الاسود الطويل ليتضح ماكانت ترتديه ..
التفت ليسألها عن زيارة المشفى اليوم ليخرس وهو يرى اول قميص لبسته له اسود قصير للغايه و به فتحه..يوضح اكثر مما يخفي.. يكاد شعرها يغطي كامل ظهرها
قطع سرحانه دخولها تحت اللحاف، إلتقط سروالاً واسعاً وقصيراً و بقي عاري الصدر، ليتجه الى مكانه من السرير و يرفع الغطاء متعمداً بشكل كشفها له/حر الليله حر مانبي غطاء..
مازالت تخجل وهي تشد قميصها للاسفل/صاالح والله برد
ابتسم بخبث وهو يستلقي ويلتقط هاتفه الذي يرن/مافي برد لا تبالغين
اقتربت منه تمثل الغضب فهو لم يغلق هاتفه حين دخل، سحبت الهاتف منه برقه واغلقته وهي تلتصق به/شقلنا؟!
ابتسم وهو يحاول جاهداً ان يمثل البرود ليرى ماذا ستفعل/وش عندها الليله؟!
رفعت رأسها لتدفن وجهها بين رأسه وكتفه، لتهمس/ابي أنام هنا
حاول إبعادها بلطف ليختبرها/يا قلبي حتى انا بنام !
ابعدت وجهها لتقابل وجهه و تنظر لعينيه/نسوي مسابقه و اللي يفوز ينام بحضن الثاني
ابتسم فالمعنى واحد/تضحين علي انتي؟!
بإصرار/صااالح!!
بمسايره/طيب موافق..وش هالمسابقه اللي في سريرنا هذي؟!
عضت طرف شفتها السفليه وهي تأمره/غمض عيونك
استغرب/يالله وشو بعد
بدلال واضح تتقنه بين يديه/صلووح غمض يلااا
اغمض عينيه تحت تهديدها بعدم الغش/يلا غمضت وش الخطوه الثانيه؟!
اخذت يده لتقبل باطن كفه و هي تهدده/لا تفتح عيونك
كاد يتحدث حتى شعر انها تضع يده على موضع في جسدها و تمررها بنعومه!!
سألته بعد صمته المفاجىء/كلمه من اربع حروف، تعتبر حلم من احلامنا ..
فتح عينيه بإبتسامه ويده على بطنها لم يصدق/حامل !!!
هزت رأسها بالنفي/خسرت...كنت اقصد كلمة "نونو"
شتته بعثرته،لم يستطيع التركيز في خبرها او مزحها/هند وش الفرق..؟! قوليها بصراحه محتاج اسمعها
لم تصدق ردة فعله هذه،لمعة اللهفه في عينيه تحكي قصصاً من
أحلام السنين/انا حامل ..عسى الله يتممه لنا
اعتدل جالساً ليستوعب انه ليس في احد أحلامه...ليتأكد انه حقيقه ، أغمض عينيه و رفع رأسه و الدمعه تجتاز اهدابه ليتمتم بهدوء/اللهم لك الحمد..حمداً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك..
اعتدلت جالسه وهي تراه يعطيها ظهره جالساً و يغطي وجهه بكفيه بعد دعاءه، اقتربت منه لتقبل كتفه و تعانق ظهره، لو علمت انه بهذه اللهفه لما انتظرت ثانيه بعد الخبر/عسى الله يتمم فرحتنا بولدنا و يرزقنا شوفته و تربيته بيننا يا ألطف أب بالدنيا
ابتسم وهو يبعدها عن ظهره ليلتفت إليها ويمسك بيديها، خانته الكلمات ليترجم فرحته بعناق، هي اليوم اكملت فرحته بها، اكملت حلمه الذي طال انتظاره..
.
،
.
انتهت من تقديم دواء والدها الذي أشار بيده/والله يا جماعه معاد بي على السهر
ابتسمت هوازن/ابوي من يستخدم ادويته يدوخ خلاص
ابتسمت بشيء من الحزن/عسى الله يشفيه و يخليه لنا..هو صادق اصلاً طولنا بالسهره..
وقف أدهم بدوره/اي والله سهرنا و بكره الجمعه عن اذنكم يا جماعه،تمسو على خير
لولوه/والساري بخير .
مر من الشموس ليقبل طفله النائم في حجرها،ثم ذهب..
اخذت نفساً عميقاً بعد ذهابه عنها ..
تفاجأت بمكوث الشموس حتى الآن انتظرت ذهاب اخيها وهوازن لتلتفت إليها/انتي وش مقعدك هنا للحين؟!
استغربت حديث عمتها/افااا، ليش عمتي ماتبيني اسهر معك؟!
استنكرت برودها الغريب/ماسمعتي وش يقول "الرجال" بكراا جمعه..
بإبتسامه،تتصنع عدم الفهم/واذا بكرا الجمعه يا عمه؟! وش يصير يعني؟!
غمزت لها/الرجل طالع اول واحد من المجلس!! ومر من عندك يلمّح "جمعةٍ جامعه وملائكةٍ سامعه"..هيا اتكلي على الله ، الرجال مبطي عن البيت
لا تعرف لماذا لم تشعر بالحرج ..بل بالسخريه لأن مابينها وبين زوجها داخلي بينهما فقط و الجميع يظن بأنهما أروع ثنائي!/دامك ماتبيني اسهر معك امري لله نروح انا و راكان لأبوه
***وقفت لتهم بالذهاب و لكن ...
عمتها نادتها/الشموس... هاتي راكان عنك الليله
اتسعت حدقة عينيها، ان لم يكن معها فكيف سيمر الوقت مع أدهم في غرفه واحده، ليست متأكده من نوايا غضب أدهم الذي بلا نهايه هذا/معليش يا عمه مابي أثقل عليك و أدهم بعد مايحب ينام الا وولده موجود
ابتسمت بخبث وهي تغمز لها/إلا الليله بيشكرني اذا خذيته..هاتيه بس نايم ورضعاته موجوده روحي لزوجك بس..
تنهدت بإحباط وهي تراها تأخذ طفلها منها وتتحكم بها، لا تستطيع منعها او حتى الاعتراض،ماعذرها/طيب يا عمه اذا بكى هاتيه و ..
عادت هوازن وهي تتلقف راكان/ماعليك روحي انتي ، ركون مع جدته وعمته ماعليه خلاف.
ابتسمت مجامله لتترك المكان لهما و تذهب متثاقله إلى ذلك الجناح، لربما هذه الفرصه المواتيه للحديث معه لكن ماذا ستقول له حينما لا يرى راكان معها؟
"بماذا سيفكر ان رآني ادخل جناحه لأنام عنده؟!!"
دخلت واغلقت باب الجناح خلفها، ووقفت مكانها عاجزه عن التقدم خطوه واحده، لم تعد تريد المجازفه بمشاعرها، سيهينها هي متأكده من ذلك..سامح الله عمتها لو أنها لا تتدخل ..انتظرتها تنام و لكنها لم تتركها حتى اخذت راكان..!
لحظات لتراه يطل من باب الغرفه عاري الصدر بسروال قصير و شعر مبعثر يقطر ماءاً..لم تستطيع ان تنطق بكلمه و قد تعقدت الحروف تحت لسانها ..
لاحظ شرودها الواضح من نظرات عينيها ووقوفها هنالك وحدها/ماني فاضي اتكلم الليله اذا عندك موضوع أجليه لبكرا
نطقت بتسرع/ماعندي موضوع..ابي انام معك...اقصد بنام هنا يعني...عمتي بغرفتي وتدري يعني
كتم ضحكته على زلة لسانها وهو مازال عاقداً لحاجبه/طيب وين راكان؟!
شعرت بمدى غبائها هذه اللحظات/اخذته عمتي ينام عندها
إستغرب تصرفها/ليش طيب؟!
تجاهلته لتدخل الغرفه/شدراني عنها تبيه معها و بس.
ابتسم وهو يفهم المقصد ليلحق بها/يعني مافهمتي أنها تبينا ناخذ راحتنا سوا و كذا،هاه
توقفت وهي تستدير لتنظر إليه خلفها/لا ما فهمت..الظاهر انت اللي تفكر بهالشيء علشان كذا فسرتها بهالشكل.
بنفس ابتسامته/يمديك تقولين لها الحقيقه ان زوجك ما يبيك وتريحين راسك إذا ماتبين.
"حاذق و متلاعب يعرف تماماً أنني لن ابوح بشيء كهذا، ولكنه يستمر بإستفزازي!" ..
إبتسمت تمثل الراحه/مو لازم اقول لها عن مشاكلي التافهه .. كلها ليله انام هنا وتطمن ماراح اتحرش فيه واقتحم حضنك الداافي.
بإبتسامة سخريه وهو يتجه للسرير و يجلس/بفهم انك ماعندك مشكله يوم تشاركيني غرفة نومي؟!
تركته متجهه للمرآه بلا مبالاة تنزع اكسسواراتها/اعتقد المشكله عندك انت.. أنت قطعت العلاقه من جهتك وقلت ان كل شيء بيننا انتهى والوجه من الوجه أبيض وانا ما قلت شيء و تقبلت الوضع..فليش افكر بزعلك و رضاك، وانت تقول انك معاد تبيني؟!
إسترخى مبتسماً بجهته من السرير بهدوء وهو يراقبها تفتح شعرها الذي قصت نصفه كم يحرقه قصّه بهذا الكم..
تستفزه وهي تمارس ماتفعله بهدوء وبشكل طبيعي جداً..!!
خرجت من دورة المياه بعدما انتهت من إنعاش نفسها و لبست روباً أبيض و تعطرت كعادتها و لربما اكثر من العاده، لتتحدى هجره و اعتصامه/ماقلت لي متى بتسافر انت ونايف؟!
رد وهو يحاول ان يلتهي بهاتفه/بعد يومين بس تطلع الفيزه
جلست وهي تداعب ساقها بكريم ترطيب تعمدت ان تفعل ذلك/اها شكلكم مطولين بالسفر!
فقدت صوته فجأه، وهو يمثل النوم.. انتهت من دلالها لجسدها لتقف تحرك شعرها وترتبه جانباً ثم اقتربت من جهتها من السرير وهي تراه قد انتهى منهاتفه ثم اغلقه و وضعه على الكوميدون بجانبه...
فتحت الروب ونزعته لتضعه جانباً و يتضح ماتحته من قميص قصير فاضح، جلست تؤقت الساعه للسحور و تعيدها مكانها ثم اندست تحت الغطاء مدعيه الهدوء والنعاس/طف النور من جهتك أدهم
تعرف انه يتصنّع النوم وهو لا يرد عليها، ابتسمت بخبث وهي تتجه إليه و تمر بجذعها من فوقه لتمد يدها ببطىء وتطفىء النور لتكتفي بالإضاءه الخفيفه الموزعه في اركان هذه الغرفه الواسعه...
يعرف انها تتعمد ما تفعله، ويعرف ما تقصده، لن يهين نفسه باللهث وراءها مهما كان اشتياقه...لمح إضاءه بالقرب منه لينتبه لها تتصفح تويتر بهاتفها وهي مستلقيه ليأمرها/مثلما طفيتي النور اللي عندي قفلي جوالك، يلاا
ردت وعينيهاعلى شاشةهاتفها/sorry ماقدر ألبي طلبك..تعودت اتصفح لين انام.
اعتدل جالساً وهو يلتفت إليها غاضباً/بتقفلين جوالك و الا كيف؟!
إلتفتت تتحداه بنظرتها و إبتسامتها الماكره وهي ترفع حاجبها/كيف؟!
لم يستطيع الرد وهو يراها بهذا الدلال و هي تحاول ان تثيره باسلوب غير مباشر لذيذ!
ترك السرير وهو ينوي الحمام كم تصعب عليه المقاومه ..،
ابتسمت وهي ترى صمته و محاولة تهرّبه/الهروب من المواجهه، خوف من الحقيقه.
إلتفت إليها وهو يرفع حاجبه مستنكراً/أي حقيقه؟!
اعتدلت جالسه وهي تنير الإضاءه بجانبها و بنظراتها اللعوب/مشتاق و تكابر!!
ابتسم بسخريه/هالوهم هذا براسك وبس
بابتسامة ثقه/قصدك براسك أنت... تصبح على خير
رآها تستلقي ثم تدير ظهرها له محاولةً النوم رغم ان هاتفها بيدها و مازالت تتصفحه..!! تستفز مكامن الرغبه المدفونه تحت الكبرياء ، تثيره تفتنه..تعرف خفايا قلبه و مايحبه..استدار لدورة المياه وهو يحاول تجاوز ما يمر به ليس من الساهل ان يلتقي بها في سرير واحد بعد هجر طويل ثم لا يقترب منها..إنه العذاب بعينه!!
ابتسمت وهي تسمع صوت باب الحمام يعود و يُفتح من جديد..وهو يخرج منه لتعتدل جالسه/أدهم حابه نتكلم بموضوع يخص عملي ومؤسستي قبل تسافر ..
عاد لمكانه في السرير ليقاطعها وهو يشير لهاتفها الذي بين يديها/ماراح اسمع مواضيع في هالليل و قفلي الجوال خليني اقدر انام،بسرعه
تجاهلته وهي ترتب وسائدها خلف ظهرها و تستلقي شبه جالسه تعبث بهاتفها/ماراح اقفله...
لم يصبر اكثر على دلالها المستفز ليقفز فوقها و يلتقط هاتفها من يدها،ويرميه بعيداً ليسقط على الأريكه هناك وهو يزم شفتيه بغضب/ بريح راسي و بريحك الليله منه .
استنكرت ردة فعله وهو يقفز فوقها و يثبت يدها بهذا الشكل الهجومي حاولت الرد و لكنه اخرسها بيده و هو يهمس من بين اسنانه بحِده/ولا كلمه زياده، الليله فيك بلى منتي طبيعيه ،الظاهر صار يبي لك قص لسان مثلما قصيتي شعرك.
أبعدت يده عن ثغرها وهي تبتسم بتحدي و ترفع حاجبها الأيسر لترد بصوت اقرب للهمس/إذا قدرت لا تقصّر...
لم تكمل حديثها بعد حتى ثبّت فكّها بيديه الضخمه ثم عصر شفتيها بأنامله ..و عينيه الحاده تفضح نواياه الإنتقاميه..بكل وضوح...إبتساماتها مستفزه!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والخمسون
نهار جديد...،
تركت اوراقها من يدها وهي ترفع هاتفها من جهتها/عايشه كلمي ابلى ابتسام تطلع لي وسام حابه ارجع بدري اليوم وباخذه معي
دخلت في هذه الاثناء بعبائتها وانتظرتها تنتهي من مكالمتها ..
استغربت دخول عزه بعبائتها لتغلق هاتفها/خير عزه ليه طالعه هالوقت؟!
عزه بابتسامه/مثلك عارفه وليد مسافر بكرا قلت ارجع بدري و اروح بيت اهلي افطر معه قبل يسافر
إستنكرت ما عرفته للتو، لم يخبرها بسفره،كان المتفق عليه يسافران بعد العيد/اها صحيح.. اوكي
بابتسامه/أروح يعني مافي مشكله استاذتي؟!
ابتسمت/ايه و لعاد تقولين استاذتي الله يخليك..
خرجت عزّه لتقف وهي تفكر بما سمعته، يسافر هكذا بدون ان يخبرها !!!
دخل وسام بحقيبة ظهرها ليتوجه إليها لمتنتبه حتى مسك يدها بأنامله الصغيره، لتبتسم له/حبيبي مشينا البيت؟!
حرك رأسه بالموافقه ..لتقف ترتدي عبائتها وتخرج بعدما أكدت للسائق أنها ستخرج الآن، تذكرت مكالمته الاخيره معه، اتضح غضبه و عدم رضاه من رفضها طلبه ولكن ذلك ليس من حقه، غضبه غير مبرر و قراره السفر المفاجىء سيندم عليه ..
.
،
.
عاد من صلاة العصر ليجلس في صالة الاستقبال الصغيره مستاكاً بسواكه، و يرفع طرفي شماغه جانباً..منتظراً لوالدته،
ليرى خروجها من غرفتها مستغفره كمن أنهى صلاته للتو..
انتبهت لوجوده لتتجه إليه/وليدي؟ ظنيتك بتقعد بالمسجد للمغرب
ابتسم بلطف/في الظهر قلتي لي انك تبين اغراض ناقصه عالمطبخ
تذكرت وهي تجلس/اي والله ذكرتني يمه.. ناقصنا اغراض للفطور بكتبها لك و برسلها بالواتساب
رن هاتفه ليخرجه من جيبه و يبتسم بعد رؤية الرقم..
استغربت ابتسامته المفاجئه/من هالمتصل
اجابهاوهو يهم بفتح الخط/الرقم من العراق، واضح ان ام فرهاد طارت هناك
لوت فمها بعدم رضا مازالت عاتبه على تصرف رشا وغضب العائله..
ابتسم وهو يرد/هلا رشا
على الطرف الآخر بسعاده/هلا بريحة هلي.. السلام عليكم
لحق بوالدته ليمسك بيدها قبل ان تذهب ومازال يرد على رشا/وعليكم السلام ..كذا يا رشا؟! رايحه العراق !! توقعت بعدما عرفتي بزواجي تجين هنا!!
بنبرة حنين/اللي جابني للعراق بيجيبني للسعوديه يا قلبي..ما استعجلت بالسفره الا علشانك و علشان اهلي
فتح الخط على السماعه الخارجيه ليسألها تحت نظرات أمه/علشان اهلك!! تحبين اهلك يا رشا؟!و الا نسيتيهم
على الطرف الاخر كادت تختنق من عبرتها/نساني الهناء لو نسيتهم يوم..<<بكت
اخذت الهاتف منه وهي تبكي/لا تدعين على نفسك ، هالشيء ماهو مخلينا نفرح يا خبله
فرحت بصوتها/احبك يمه والله العظيم احبك
نطقت برجاء وهي تضع يدها على صدرها/اذا تحبيني صدق يا رشا تعالي، برضاي عليك يا بنتي..امك تعبانه حتى لو ما بينت وابوك الله اعلم وش بقلبه..تعالي يمه خلي النفوس تهدا ..زواج وليد بعد العيد خليه يكون مناسبه ماتنسي بهالعايله طلبتك
شد على كتفي امه وهو يهدء ما تمر به..
على الطرف الاخر و ببكاء حاولت كتمه كثيراً/ابشرك يمه بجيك ..دامك انتي ووليد معي ما بخاف و اكيد بحضورك ابوي وامي بيرضون علي..
تنهدت/رضا ربي ورضا قلبي يا عمري...انتبهي لنفسك و لولدك
اخذ الهاتف من أمه وهو يطبع قبلته على جبينها ليذهب و يكمل مكالمته/ايوه يا رشا متى طيارتك؟!
تنهدت وهي تحاول ان تهدأ من بكائها/احبك يا وليد.
ضحك وهو يخرج يكمل مكالمته..،
،
.
،
خرجت من المصعد متجهه لصوت عمها الذي ينشد الاناشيد و يلاعب طفلها، لتضع رضعته في عربته وهي تجلس بجانبه/اليوم دوختك صدق براكان،
بهدوء ابتسامته أراحه في حجره/والله انه أحب ما على قلبي يا بنتي.
ابتسمت لطفلها الذي يتبسم لها/حبيبي ماما، استانست على جدك؟!
عادت لولوه من المطبخ ووهي تجلس بعدما جففت يديها بمنديل/والله يا ضبطت لك هذاك الجريش وانا اختك يحبه قلبك
بابتسامته/جعل يدك تسلم يام غيث
اخذت راكان وهي تداعب شعره و تبعثره/الشعر يبي له حلاق
الشموس بمسايره/العيد قررب لازم نحلق علشان كشخة العيد ان شاء الله .
دخل في هذه اللحظات من اقصى الصاله نايف ومن خلفه أدهم الذي يمشي و يراقب خطواته وهو ينادي/يا ولد!
ضحك نايف/يا رجال الصاله مافيها الا مرتك و عمتي ادخل بس
خرجت الخادمه من المطبخ لتنادي العمه/مدام لولو تعالي
وقفت وهي تنفض يديها/لا يكون طفت النار عن قدري..عن اذنكم
رفع أدهم رأسه ليراها ونايف يقبل رأسها بعدما سلم على عمه/السلام عليكم
ردت السلام مع عمها ليمازحه نايف/هاللحين ليه تجلس عند ابوك و ماتسلم على زوجتك هذي بحق ترى
ابتسم ابو أدهم و خجلت و هي تنظر لنايف بابتسامه..
ابتسم أدهم وهو يلتفت إليها/هي سلمت عليها قبل اروح بس ما سلمت على ابوي، صح يا الشموس؟!
نايف إلتفت إليها/صحيح والا نقاضيه يام راكان؟!
وجدتها مناسبه/متى سلمت علي اليوم؟!ماذكرها
رفع حاجبه متفاجئاً من جرأتها!!
التفت إليه والده ممازحاً فقط/لا لا هذي بحق و انا ابو الشموس!
نايف بمكر يبتسم لأدهم/قم حب راس اختي يلا
وقف أدهم وهو يرمق نايف بتهديد و يصل إليها وهي جالسه..و رفعت ناظريها إليه مبتسمه بخبث، تشير إلى خدها/راسي لا
باغتها ليمسك بعضديها ليوقفها ويطبع قبلته على رأسها ثم همس بإذنها "روحي داخل"
باغتته بقبله على خده ..ليصفق نايف/هاللحين تطمنت ..من اول احسبكم متهاوشين
إلتفت إليه أدهم/تدري اذا متهاوشين اول من بيدري أنت؟! لأن بضربك انت لانك اخوها .
ضحك نايف/يا ولد فكني منك بس، تمفين يالشموس لا تهاوشين معه والله يا كف واحد منه واحد بيعطب وجهي
ضحك ليجلس بجانب والده و يأخذ طفله منه و يقبله بهدوء و يضمه صمت..
تذكر نايف ماتريد قوله الشموس/اي يالشموس وش العلم تقولين عندك موضوع مهم لي و لأدهم
تحدثت باهتمام وهي تجلس بثقه/اي حبيبي، اكتشفت ان جلسة البيت ماتناسبني ..و قررت ارجع العمل بمؤسستي حتى لو بعدد ايام اقل في الاسبوع مثلاً اربعة ايام ،
نايف بموافقه/طول عمري استفيد منك في عملي و احيان كثيره اتكل عليك فيه.. بيني وبينك حابك موجوده بالبيت دايماً بس مادري عن أدهم.
تحدثت بدلاً عنه/ما اظن ابو راكان يرفض
نظر إليها بتهديد و وعيد لثواني ليجيب بعدها/شوري عليك تراجعين نفسك شوي بسالفة الرجوع العمل..
لمحت الجديه في إجابته/انا من فتره مقرره ارجع مؤسستي بس حبيت اقولكم...
تحدث ابو أدهم اخيراً/اذا ودك برايي ، دامكم متفقين داومي..و مثلما قلتي قللي دوامك علشان ولدنا بعد
ابتسمت وهي تشد على يد عمها بجانبها/حبيبي المتفهم يا ناس، ابصم ان ساره كانت محظوظه فيك
رد بإبتسامه تحمل الحزن/يمال الجنه لروحها.
قررت الذهاب بعدما قالت ماتريد قوله..قد حاولت الحديث معه البارحه ولكنه فضل اللعب و المراوغه /يلا عمي بروح اصلح قهوتك وشوربتك اللي يحبها قلبك
ذهبت تحت نظراته التي ستحرقها لا محالة من ذلك، كيف وضعته بالأمر الواقع هكذا أمامهم؟!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الخامس والخمسون
خرجت من غرفتها منزعجه من حالها تريد ان تتحدث إلى احدهم..لترى وسام يركض لغرفته وخلفه رواد الذي يحمل مسدس ماء..
وهنالك اميره تجلس بدميه صغيره على كرسي الصاله العلويه تجاوزت الجميع لتذهب لغرفة ليال طرقت الباب و دخلت تمشي بثقل وتجلس على اريكتها الخاصه بصمت لم تجد ليال ولكنها سمعت صوت الماء في الحمام..
لحظات لتخرج ليال بروب استحمامها وهي تجفف شعرها لتجد نيفادا جالسه هنالك بصمت تبدو محزنه بهكذا وضع محبط للغايه،ابتسمت لها/شفيها الحلوه
ردت وهي تمد شفتيها كدأبها حين يتعكر مزاجها/طفشاانه تعباانه، بمووت من الحر
اتسعت ابتسامتها وهي تقف عند المرآه وتجفف شعرها جيداً..تفكر هل تقصه ام تتركه على طوله هكذا اجمل/محتاره اقص شعري والا لا
نطقت بتعاطف/لا تقصينه طوله حلو..مو طويل مره ولا قصير مره..
ابتسمت لانها استجابت لها/طيب برايك فستان زواجي من وين اخذه
نطقت بحماس/تصدقين امس من الملل فكرت بليلة زواجك و لبسك و ميم المطربه و الفندق اللي بنسوي فيه العرس،.
ردت بحماسها/وااو طيب كيف كان شكلي؟!
حاولت ان تجلس بحماس/كانت طلتك حلوه وولا غلطه..فستانك طويل واكمامك برضو طويله ..بس فتحة الصدر كانت واسعه حيل و طرحتك قصيره معك مسكه بيضا ناعمه فيها ألماسات بطرفها و مكياجك مرره سيمل مطلعك انيقه مررره
ابتسمت لخيالها اللطيف/وااو حبيتني ..و مافكرتي بوليد كيف شكله؟!
بأسف وهي تمازحها/كل شيء فكرت به الا وليد هذا،، موولااايق لك
عبست لتبتسم بعدها/حسبي على عدوك انا كنت متحمسه لنقطة وليد
ضحكت/وش مستعجله عليه..؟! قدامك عمر معه
اخذت منشفتها لترميها بها/كم مرره اقوولك لا تنسين اني اكبر منك هااه
ازداد ضحكها..ليرن هاتف ليال/هذي اكيد الشموس تقول ليه ما تنزلين ..افف الساعه تسعه وانا من بعد الفطور بغرفتي..
لاحظت اسمه على الشاشه لم تستطيع ان لا ترد/هلا وليد
ابتسمت لها نيفادا وهي تغمز لها بأنها ستخرج ولكن ليال منعتها بعينيها...
على الطرف الآخر/شفيه صوتك، من مزعل الحلوه؟!
جلست وهي تضع ساقاً على الاخرى/والله مادري اسأل نفسك
بهدوء/طيب تعالي تحت نتفاهم انا واقف بالحديقه ترى للحين مادخلت..بتجين والا لا؟!
ترددت/بس اخوي و أدهم برا
بإلحاح/ماعلي منهم لو موجودين خير يا طير زوجتي بعد،
رفعت حاجبها/لا تقول خير ياطير هذول عزوتي ترى
عاد لهدوءه/طيب تعالي يا عزوتي، بلا دلع انا مسافر بكرا لألمانيا اصلاً و جاي اودعك
خافت/اوكي نازله بعد شوي..
وقفت نيفادا بحماس/جايك تحت؟!
حركت رأسها بدلع ابتسامه/اي وماودي انزل له
وكزتها وهي تلمح لها/اها فهمت بروح ارسل له رواد يدخله عليك هنا.. بنفول معليش توها متحممه ومابعد روقت ياليت تدخل تروقها
شهقت وهي تبعدها/انقلعي ياللي ماتستحين
غمزت لها نيفادا/يالخبله شويت مساج و حركات ترفع المود للسماء و
قاطعتها/اشش اشش حسبي على عدوك انقللعي برا يا قليلة الادب
ضحكت من ردة فعلها/حبيبتي نصيحه دامك كذا ارحمي الرجال منك..قال إيش قال قليلة ادب..بعد الزواج اجي اسألك يا ليال المؤدبه
طردتهاوهي تغلق الباب ضاحكه بحياء/انتي فصختي الحياء مرره
خرجت وهي ترمي بعض كلماتها التي غيرت فعلاً من جو ليال و اضحكتها...
عادت لتبحث عن لبس للقاءه..هي محتاره ماذا ستلبس له..
.
،
.
توقف منتظراً بتيشرته الاسود الذي يشتد من كتفيه العريض وصدره المشدود..بيده سُبحه و هاتفه الجوال..يتصفحه ليبدد وقت انتظارها.. يحمل هم رضاها و ان لم تغضب.. نظرتها الحاده تهدد حياته..
لمحته من هنالك وهي تتحدث بهاتفها خارج المنزل كعادتها!!/دكتور وليد!!!
اتجهت إليه مبتسمه/مرحبا وليد!! اي كانت بيليف ذااات!!
رفع ناظريه ليراها تقف قبالته بشورتها وتوبها العاري،لم يصدق وجودها هنا/اولينا
عانقته بسعاده فهذا من عشقت وتعلق القلب به في ألمانيا، هو من جعلها تغامر هذه المغامره ../اي ميس يوو اي كانت بيليف!!
لاحظ إلتصاقها لم يستطيع رفع يده للمسها و إبعادها..ان حضرت ليال هكذا ستكون كارثه ليسمع صوتها من هنالك فوق السلالم.ليلمحها تقف هنالك..
توقف العالم للحظه وهي ترى تلك تعانقه بلهفه و تخبره انها مشتاقه له ولم تصدق رؤيته هنا..، إستدارت و دخلت بسرعه..
↚
لم تسقط من حافة قلبي رغم توليّك !
و لكنني أشعر أنه يحتضر في حضورك الصامت!!
،
.
،
اتصل كثيراً و كاد يجن من تركها له و تجاهلها نداءاته ، فهمت خطأً بالتأكيد !!
إلتفت ناحية تلك الشقراء المقيته التي تقف مكانهما، ليصرخ غاضباً/وش تبين انتي ، علميني وش تبين ؟!
لم تفهم جيداً ماذا يعني ولكن فهمت ان هنالك علاقة من نوع ما مع ليال/إتز يور فرند؟! ايام سوري
زم شفتيه بغضب/نوو ماي واايف.. لوفلي وايف...
الآن فهمت حجم ضخامة الموقف، كم هي غبيه، ظنته صدفه صديقاً لنايف!/انا اسفه جداً..انا اعتبرك "جست فريند "..
صمت وهو يحاول التفكير بطريقه للتواصل معها...
طلبته بإلحاح وهي تراه حزين، لا يجب عليها ان تخسره بسرعه/تيل مي دكتور وليد، كيف اي كان هيلب يو؟!!
خطرت له فكره متهوره فهو لن يتزحزح من هنا وهي غاضبه و قد فهمته خطأ، ابتسم لها/تروحين تنادينها لي لا انهي حياتي هاللحين بسبتك، من متى انا اعرفك هي مره ساعدتك وش اللي خلاني صديقك ؟!! ابي اعرف!!
شعرت انها في مأزق إن طُردت من المنزل ستكون نهايتها وخيمه حقاً./اوكي ايام سوري
حرك يده بلا مبالاة ليستدير غاضباً/يا شيخه انقلعي بس للحين واقفه بعد!
لحظات ليسمع صوتها/تعال للمجلس
لم يصدق وهو يلتفت إليها ويراها ذاهبه للداخل ليقفز درجات السلم و يلحق بها تاركاً تلك تقف محتاره من عودة ليال بهذا الهدوء المريب!!!
،
.
.
تجلس وهي صامته بدون أي ردة فعل..!
هل كان عليه ان يُلدغ منها حتى يعرف كيف يتعامل مع النساء غيرها.. تثق به ولكن غباءه مع الجنس الآخر يثير جنونها و غيرتها..!
دخل المجلس الداخلي بهدوء واغلقه خلفه و هو قلق مما سيسمعه و مما فكرت به و لكنه قرر المبادره/ليال والله ماشفتها غير مرتين بألمانيا و اصلاً كنت بصدمها بسيارتي مره هناك و اسعفتها و زارت رشا مره بعد الولاده حتى اسأليها.. هي تعتبرني صديق لا أكثر وتفاجأت يوم شافتني هنا و..
أشارت إليه ليصمت/تدري ليه ناديتك؟.. مو علشان اسمع هالتبرير الغبي كله.. انا أصلاً شفت كل شي صار برا قبل لا تنتبه لي.
استغرب/اجل ؟!
ردت بهدوء غاضب/غبي
رفع حاجبه بغضب ليزجرها/ليااال!!
تحدثت بغضب/قول لي احتجت كم من الوقت علشان تجي تفتح فمك وتخطبني من أخوي زي العالم والناس؟!! تذكر إنك الوحيد اللي كنت أصافحه واكشف له براحه.. و انت اكثر رجل تلقى تلميحات زواج بالحياة ومع ذلك من توقف قدامي تصيبك حالة غباء و توهاان غريبه، لدرجة جبت لي إحباط.
لم يفهم ما ترمي إليه من حديثها و لكن حديثها عن رغبتها بالزواج منه تثيره و تعلقه بها اكثر/ليال انا
قاطعته بقهر/انا شفتك من البدايه وقلت انتظري يا بنت وشوفي وش بيسوي رجلك، لكن قهرتني تناحتك المستمره والبنت تضمك وانت فاتح فمك تتلفت وخايف!!.. تظن وحده مثلي عارفتك ززين بتشك فيك وماراح تفهم غباءك قدام جنس النساء؟!!
مازال محتاراً في أمراها ولكنه اقترب/خفت تكونين شكيتي اني اخونك، طيب انتي تدرين بغبائي مع البنات ليه تمقلبيني كذا؟
بإبتسامة ثقه/قرصة اذن بسيطه و إلا أنا ما راح اشك فيك ابداً،
إستغرب حديثها الواثق/ليه يعني؟! كل الزوجات يشكون من أي شيء هذا اللي اعرفه.
أوقفت إقترابه بنفس إبتسامتها/لأني عارفه نفسي و متأكده ان الرجل اللي بيعرفني صح و يحبني مستحيل يخوني مع غيري، .. وانت اكثر واحد عرفني و عرفته ، لكن
تعجبه و تفتنه نظرتها و ثقتها بنفسها/لكن إيش؟!
إقتربت منه هذه المره و كأنها ستحيط عنقه بيديها و لكنها شدت أذنيه بقوه/لكن الثقه ماتمنع الغيره ، احسن لك تتعلم كيف تتصرف وتتحاشى البنات يا زوجي الوسيم فاااهم؟!
ابتسم وهو يستغل إقترابها منه ليحيط خصرها بيديه و يرفعها بخفّه و يريحها على اريكة قريبه منه وهو يحيطها هامساً بعدما طبع قبلته على خدها /اشهد بالله ان أمي راضيه علي،يوم دعت لي بالزوجه الصالحه.
دفعته من صدره بخفه ليجلس بجانبها و كأنها دفعته بقوه لتبتسم/ابعد بس ، تبي اطلب لك قهوه والا شيء بارد احسن
اقترب منها مجدداً محاولاً تقبيلها رغم تمنعها/وانتي معي مابي ألتهي بشيء ثاني..بكرا مسافر و ابي ارتاح تكفين يا بنت
سمعوا صوت خطوات قادمه لتبتسم له وهي ترى إنخطاف لون وجهه و تهربه للاريكه الأخرى/خساره عليك، كنت حابه أريحك بس معليش يعني
تركها و اعتدل جالساً في الكرسي الاخر وهو يرتب شعره ونفسه و يلتفت للباب..!
كتمت ضحكتها/شفيك رحت تجلس هناك ؟! ناسي انك مقفل الباب؟!
هنا ابتسم وهو يسترخي بجلوسه/والله نسيت! جننتيني.
نطقت باستغراب وهي مبتسمه/بس ابي اعرف "أنا شلون وافقت تسوي لي عمليتي وقتها؟!"
ارتاحت ابتسامته بعد ابتعاد صوت الخطوات عن المجلس/نصيبي معك "وافق"
تذكرت الماضي بشيء من الغرابه/هذاك اليوم كنت جايه المستشفى وشفت كيف انت منهار و مقرر تهاجر، وقتها صرخت على زميلتك تغريد اذكر هذا اسمها و فضفضت بكل شيء ..كان تصرف متهور وغبي من تصرفاتك الغبيه مع البنات،
حسيتك نظيف من داخل و مقهور لأن محد انصفك.. وحتى لمن دخلت عندك العياده تصرفت معي بغضب و طردتني..تذكر؟!
اكمل بابتسامة رضا عن الماضي مهما كان موجعاً فقد تصالح مع ذكرياته/وقتها كنتي قاهرتني زود على هوشتي مع المدير هذاك اليوم.. اعترف اني كنت منبهر بالبدايه فيك مجرد انبهار كونك متطوعه في عملك و تجتهدين فيه اكثر من موظف بمرتب..رغم انك ثريه و منتي بحاجة تعب وشقى..كان شيء ملفت لك..و الانبهار تحول اعصار بقلبي
خجلت لتكسر حدة عينيها و تداعب خاتمها بصمت..، هو الوحيد الذي لا تستطيع ان تركز في عينيه براحه!!!
كم يعشق إرتباك نظرات عينيها الحاده حين يخاطبها بود هكذا.. "غالية المشاعر لم تبوح حتى تأكدت من مشاعري ، السحر النجدي الذي سمعت عنه هاهو يلقي بتعويذته علي..الثقه و الثبات الذي لا يهتز في شخصيتها لا تكاد تمتلكه انثى إلا وقد اكتملت انوثتها لذلك يليق بمثلها الغرور والتدلل" .
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والخمسون
نزل من السياره بصحبة أدهم الذي استنكر رؤية سيارة وليد هنا و بدونه/هذي ماهي سيارة وليد؟!
ابتسم وهو يغلق سيارته/الله الله..بيسافر بكرا و مستأذن للزياره بس ماتوقعته بيطول لهالوقت!
رفع حاجبه غاضباً ليلحق بنايف للداخل فهكذا تصرفات لا تعجبه، نايف متساهل جداً و ان كان وليد قد عقد قرانها لا يجوز له ان يتأخر حتى هذا الوقت بالزياره!
امسك عروة باب المجلس ليجده مغلقاً وينادي/يا ولد!!
لحظات ليفتح وليد مبتسماً خجلاً من تأخره/هلا نايف...ما شاء الله أدهم لحظه
امسك به أدهم ليسحبه متصنعاً الابتسامه/تعال للمجلس الخارجي يا رجال
نايف/يلا انا ببلغهم يجيبون القهوه ترى سحورك عندنا يا وليد لا تروح
وليد /ماله داعي يا رجال ، أنا...
قاطعه نايف بإصرار/طلبتك يا رجال
وليد/انا وراي سفر بكرا و انتم توكم راجعين من عملكم..ماله داعي سهر و تعب
نايف/هاللحين نشرب لو كان فنجالين قهوه امسكه يا أدهم بس
اخذه معه لساحة المنزل وهو يكبت غضبه منه ويأمره بلا مقدمات/سواتك هذي لا تنعاد..زيارات لبنت عمي قبل العرس مابي فااهم
بابتسامه/هي زوجتي و اخوها موافق ، وش تبي انت؟!!
حاول المحافظه على هدوءه ولكنه لم يستطيع ليلتفت إليه و يشده من ياقته بقوه/كلمه مني تنهي زواجك بها، فلا عاد اشوفك هنا قبله
لم يقاوم قوة أدهم المفرطه ولن يمد يده عليه، فهو ليس نداً له و لا احد ممن يعرفهم يستطيع ملاكمته، و كأنه ملتزماً بتدريبه اليومي حتى الآن، ليسأل بصدق نبره/أنت صدق كرهتني يا أدهم؟!! أسألك بالله تجاوبني ان كان هذا صدق فتراني للحين احتفظ بمعزتك و اخوتك.. و روحي مقدمه لك لو احتجتها..
نفضه أدهم من يديه بيأس ليتركه و يذهب بدون أي رد! ...
لحق به ليرفع صوته حتى يسمعه/انا اعترف اني غلطت وما قلت لك لكن والله انك اغلى من عرفت..تجاوز ترى مافي احد معصوم من الخطأ، لا تعاند نفسك يا أدهم.
سمعه حتى النهايه ولكنه لم يرد، فضل المضي للداخل ، لا يعرف مالنهايه لما يشعر به من بعد تصرف صديقه و عدم ثقة زوجته به..،و لكنه يحتاج لأن يهدأ قليلاً و ان يفكر بشكل اكثر واقعيه من مشاعره..هو نفسه بات يرحم قلبه مؤخراً،.كفاه تفكيراً ولكن كيف؟!!
،
خرج نايف باحثاً عنهم ليجد وليد ينتظره/ياولد وين رايح؟ وين أدهم
لقاء أدهم وتره تماماً ليبتسم مجاملةً/أدهم اعتذر و راح ينام ، و انت عارف سفري بكرا ، خلها وقت ثاني يالنسيب
بات نايف يستغرب مايحدث/خير ان شاء الله..اجل نشوفك قريب
صافحه مودعاً/اكيد ان شاء الله ما يبي لها بجي عاد اخذ زوجتي..سلام يابو راكان
بابتسامه اختفت/سلام.
دخلت مبتسمه لنيفادا التي تتبسم بخبث هناك و لكن سرعان ما تحولت ابتسامتها عندما وقفت تلك الشقراء بطريقها/نعم!!
نطقت تلك بتأثر/ليال هي واز جست فرند، نوت إني موور، بيليف مي
تحدثت بتملل واضح/اي جست بيليف ماي هازبيند..قو واي اند فورقيت وليد..
حاولت الرد ولكن قاطعتها ليال/إتز أوفر أولينا..قووو
خافت لتبتعد وهي تبطن وعيداً لها...،
اقتربت نيفادا متسائله/وش صاير؟!
اشمئزت منها لتلتفت الى نيفادا/هالخمه لقيتها متشعبطه بوليد برا و تسولف معه..طلعت تعرفه بألمانيا
استغربت وهي تتذكر تعلق اولينا بأخيها/من جدك؟!! وش وضعها هذي تتلصق بالرجال والا جايه تداري وضع اخوي وتدرس عربي؟!!
ليال بقلق/المشكله انها ما تشرف على تمارين اخوك، بعيني اشوفه يتدرب لحاله بغرفته و البيسمنت و رواد و وسام معه
نيفادا/يالله تعدي هالايام على خير و تنقلع من هنا قبل تنكبنا.
حاولت تناسي ماحدث لتمسك بيد اختها/شرايك على طاري البيسمنت ناخذ لنا شيء بارد و ننزل تحت..
تحدثت بحماس/ونطب بالمسبح بالمره دام الشموس راحت لجناحها و عمتي نامت
تأملت بطنها المنفوخ/يلا ليش لا..
..
.،
،.
بالكاد نام طفلها لتذهب لسريرها شعرت به يدخل و يبدو غاضباً من طريقة إغلاقه للابواب لذلك أي لقاء معه او نقاش هذه الليله لن تحمد عقباه...، تصنعت النوم وهي تدير ظهرها للباب ..النوم اقصر الطرق الآمنه للهروب..
نزع شماغه و رماه على الاريكه وجلس بجانبه و فتح ازرة ثوبه من الأعلى ليسترخي بجلوسه..وهو يراها نائمه في هكذا وقت مبكر !
متجاهله لوجوده، متناسيه لحضوره..
مازال يبحث عن هدوء، عن راحه، راحته هنا و عندها لن يكذب على نفسه،..!
سمعت صوت حركته الخفيفه وهو ياخذ مناشفه و يستحم بسرعته المعهوده ثم يخرج و مازالت تتصنع النوم حتى كادت تنام حقا ً..
شعرت به حينما وضع رأسه على وسادته بهدوء تتبعه حركه خفيفه و كأنه حريص ان لا يزعجها....، ولكن حرارة وجوده بجانبها تدك مضجعها و تنهي آخر أملٍ للنوم.. و توقظ داخلها مكامن الرغبه اللعينه.. اصعب جزء في إحتضار علاقتنا كان "التوق للملذّات بيننا" و كان نتيجة ذلك وجع روح قتلها صده ذات شوق حملها إلى فراشه ليلاً..
ما اوجع الحنين و ما أقبح الكبرياء حين يُهان، أي شيء ستحتمله إلا خدش آخر لقلبها المليء بمشاعر حنين ولهفه كبتتها كثيراً..
لم يفكر كثيراً وهو مستلقي ينظر للسقف بشكل متملل ليلتفت إليها و يقترب منها بدون تردد، لا ضير في ذلك فهي نائمه..وان لم تكن نائمه هي زوجته و ذاك حقّه الذي لم يمارسه منذ زمن.. !
اقترب حتى إلتصق بظهرها و يده تعانق خصرها .. إنها من ليالي الحنين إلى دفء عناق طويل، و الليله بالذات ذبلت شموع التصبر!
سيعصر هذا الخصر بيديه سيرتوي من عناقها حتى يسقط ثملاً بجانبها.
إشتعلت ناراً بإلتصاقه و بلمسته لم تتوقع ما يفعله!،ليست في حال قوة الآن فقد باغتها في لحظة حنين،
كانت تريد التأكد من رغبته ، حتى بدأ يمرر يده المتلصصه على جسدها. ليس هذا وقت غرور أبداً، زرع قبلته على كتفها و عنقها الطويل ليلهبها بحرارة أنفاسه، فإستجابت طواعية ليده التي تديرها نحوه لتستقبلها قبلاته و صدره الرحب..و نظرات عينيه الثمله، ..
يالغروره الذي لا ينكسر إلا تحت وطأت ملذاته!!
أياً كان الدافع فهذا ما تريده منذ فتره..، الحنين قارص و برد الهجر لا يرحم!
،
،
.
استيقظت باكراً لعملها ... لأول مرةٍ تبتسم هكذا بلا سبب!
فتحت ستائر الشُرفه لتسمح لأشعة الشمس ان تداهم غرفتها..
ثم إتجهت للحمام لتنعش نفسها و تهيء نفسها للذهاب للعمل كعادتها..
انتهت من ترتيب نفسها لترى وميض رسائل على هاتفها الصامت منذ ليلة البارحه..
فتحت الرسائل لتقرأها بعينيها و بصوته [و كأنني لم أنجو من غرق البارحه!]
[طيارتي لفرانكفورت كانت الساعه 6 .. استودعتك الله و صباحك سعاده حبيبتي..]
همست وهي تبتسم لحروفه /استودعت الله قلبك وعينك.
خرجت وهي تدس هاتفها في حقيبتها .. اتجهت لغرفة نيفادا كعادتها مؤخراً باتت تلك المسكينه ثقيله جداً بعد تقدم مراحل الحمل ، البارحه سهرتا في المسبح و سبحت رغم انها لم تسبح منذ فترة طويله..كانت ستمنعها و لكنها وجدتها سعيده وخفيفه بالماء فتركتها..
فتحت الباب لتراها تجلس على اريكتها بشكل يوحي انها ليست بخير ، او على الأقل ليست مرتاحه/صباح الخير
حاولت ان تبتسم/صباح النور
جلست أمامها وهي تشك بها/يوجعك شيء؟! باين التعب على وجهك
حركت رأسها بالنفي/تعب عادي، مافي شيء يخوف
لم ترتاح لنبرتها المبحوحه/اكيد نيفو؟!
كادت تبكي/لا تحملين، تعب موت
ضحكت من عفويتها/هذي انانيه، انا بعد ابي أذوق هالتعب.
ابتسمت بإرهاق/بتداومين؟!
قبلت رأسها وهي تقف تنوي الخروج/ايوه طالعه دوامي، تامرين شيء
بتساؤل/جاء السواق الجديد؟!
اجابتها وهي تهم بالخروج/ايوه جاء امس بس بروح مع سنجاي..سلام
ارتاحت بعد خروجها لتطلق تنهيدتها براحه... و تأن من من الألم، عليها ان تتحمل وان لا تتذمر كثيراً فقرار الحمل كان قرارها و هذا ما أرادته،..بكت.
.
؛
ليلتين كان يقترب كما يريد ومع ذلك لم يتحدث عن أي صلح..أو عن أي شيء!
كان اقترابه صامتاً..!
و مازال يلتزم صمته الرهيب.. حتى انه إلى هذه اللحظه لم يتحدث عن رأيه بقرارها في العوده للعمل !!
ينفض كل شيء من يديه حين ينتهي من تلبية رغباته الجسديه و يخرج!!
بإنتظار حديثه بإنتظار أي كلمه قبل سفره لأعرف ما نحن عليه في هذه العلاقه التي لم أعد أعرف كيف سنكملها معاً بهذا الصمت المدوي؟!!
خرج من حمامه يجفف شعره ويرتدي ملابسه متوشحاً بصمته الذي بات سِمته!
حتى ازداد بكاء راكان ليعبث في مزاجه/هالولد ليه ما اخذته عمتي البارح بعد..
ابتسمت بسخريه وهي تحمل طفلها وتسكته/اشوف جاز لك الوضع!!، منت مقصر بحق نفسك سواءاً موجود راكان أو لا.
انتهى من لبسه و إلتقط سواكه ليتحدث بصوت هادىء ولكن لا يخفي غضبه/سكتيه فجر راسي ..و اطلعي لي بالمكتب بدوونه
زمت شفتيها بغضب وهي تراه يتحدث عن طفله هكذا و يخرج بهذا البرود ، أنتهت من تحضير رضعته له حتى نام مكانه ..
لتخرج له وتقف متكتفه قبالة المكتب الذي يجلس خلفه، تعامله معها بات مستفزاً مؤخراً/نعم؟!
رفع ناظريه لها مازالت بشورتها الزهري و قميصها الرقيق الابيض/روحي ألبسي روبك وتعالي نتكلم قبل كل شيء
بعناد سافر راحت تجلس على الأريكه وتضع ساقاً على الأخرى/ما يحتاج تكلم بسرعه وش عندك
رفع حاجبه مستنكراً وهو يداعب قلم الرصاص بين أنامله/صايره عنيده و تكسرين كلامي.
بإبتسامة تخفي براكين غضبها وندمها على شوقها له/بصراحه هذي طبيعتي اكسر القواعد وانت تعرفني زين، ..حاولت اتغير علشان ناس وفشلت ..فقررت ارجع لطبيعتي العنيده اللي تسوي كل شيء تشوفه صح وبدون تردد.
كسر قلم الرصاص لثلاث قطع بين أنامله/هذا يفسر كسرك لكلامي و قرارك قدام اخوك وابوي انك بترجعين لعملك.. و كأنك تحطيني بالأمر الواقع، نسيتي اني مانعك من العمل؟!!
نطقت بجديّه/الظاهر نسيت كلامك لي قبل يجي اخوي؟!
استغرب وهو عاقداً لحاجبه/مهما كان اللي قلته ، انا ما زلت زوجك و قرار رجعتك للعمل بيدي وانا رااافض..بلا فلسفه مالها داعي.
رفعت حاجبها بابتسامه ساخره/البارح و قبله كنت بكلمك بالموضوع قبل الكل بس انت كان براسك موال ثاني
قاطعها بغضب/لا تلفين و تدورين انتي غلطانه و تجاوزتي حدك
بجديه/تتكلم وكأنك ماتعرف الغلط! ناسي انك انت بنفسك قلت اول ما يرجع اخوي بتريح راسك مني و بتتركني . وفعلاً من رجع اخوي رحت انت مع ابوك واختك و معاد سألت حتى عن ولدك..كل شيء واضح، انا فكرت بالرجوع للعمل لأن حضرتك تخليت عني..باسرع وقت مثلما قلت !
مازال غاضباً/بس انا للان ما تخليت عنك!!
غضبت من رده/لأنك تبي تخليني مجرد ظل ويمكن معلقه بعد، تتحكم بمصيري من بعيد و تجيني بوقت حاجاتك..لكن آسفه يا أدهم اذا ناوي تتخلى "تخلى مرّه وحده" و عجّل امرك، انا بصراحه تعبت من هالحاله وهالوضع ما يناسبني. ياليت تستعجل بالخطوه الجايه
لم يفهم أو انه لم يتوقع ما فهمه/اي خطوه؟!
نطقت و بعينيها بريقٌ لعين يفضحها/إمساك بمعروف او تسريح بإحسان..مافيه ثالث لها..مهما حبيتك أنا ما راح اظل معلقه طول عمري ما بين عقابك اللي ماله نهايه و رغباتك الجسديه اللي تلبيها بمزاجك وقت ما تبي...انا تعبت من عنادك.
صُدم من طلبها الصريح لينظر لعينيها باحثاً عن الحقيقه التي تخفيها، ليبتسم بسخريه تخفي صدمته من طلبها/اجل تبين الطلاق طال عمرك هاه؟!
إبتلعت غصتها وهي تقف مدعيةً الصمود/واضح ما يهمك موضوع تافه مثل فراقي!.. و يمكن بعد حاب تبتز و تمطط الموضوع
قاطعها وهو يقف و يتجه لحقيبته التي جهزتها له بعدما اخذ جوازه/انتي الظاهر انجنيتي.. دام انا راضي ، أنتي تسكتين و ربي ولدك
لحقت به وهي تعترض طريقه و توقفه/خذ رضاك معك و عطني حريتي منك هاللحين قبل تسافر
مازال يبتسم بسخريه ليقترب و يشدها بقوه لتتحول إبتسامته لشرارات غضب/عنادك ما يمشي علي، ترى ماعدتي المهره العصيّه و انا ماعادني هذاك اللي يداري خاطرك طول عمره بغباء.
نطقت بإصرار/طلقني...اخوي ورجع سلم له الأمانه اللي دايما مزعجني فيها وش تنتظر؟!
رفع حاجبه مستنكراً إصرارها على الإنفصال/انا حالياً مخليك علشان راكان بس
ابتسمت بسخريه/ماعليك من راكان، هذا انت كبرت بدون أب...انت مثل عدمك في حياته
عاد ليبعدها عنه غاضباً/و ازيدك من الشعر بيت اني كبرت بدون أم بعد .. يعني اقدر احرمك من الولد و اخذ اهلي ونطلع من هالبيت لا تظنين اني ماقدر اعيش بدونك، انا متعود افارق.
ابتلعت الخوف وهي ترى الجديه في عينيه ونبرة صوته/بتحرمني من ولدي يا أدهم
رن هاتفه ليتجاهلها و يرد عليه/هلا هوازن..ابشري يا قلبي جايك قبل اطلع
اغلق الهاتف وهو يلتفت إليها/طلبتي اذن سفر و عطيته لك بشكل دائم..ما ادري وش ناويه عليه يالشموس لكن تذكري اذا فكرتي تهربين أني بلقاك وماراح أرحمك
حركت رأسها/دامك تفكر تحرمني من ولدي.. توقع مني اي شيء..
اقترب منها كادت تتهرب ولكنه ثبتها ليعانقها بقوه/خليك عاقله بغيابي، اذا رجعت بنتكلم عن موضوع الانفصال و الطلاق..لكن مو هاللحين فيه امور مهمه لازم نرتبها قبل الانفصال
لم تستوعب بعد انه مستعد للانفصال/امور مهمه؟! ماظن في اهم من حياتي
ابتسم بسخريه/فيه الورث يا قلبي و الا نسيتي؟! اصلاً سفرتنا هذي لتحديد كل شيء...يلا سلام
كادت تجن لتجلس مكانها غير مصدقه لما سمعته منه، ظنت بعد البارحه شيء و ماحدث العكس تماماً مازال يهمشها و يمارس ابشع العقوبات عليها..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والخمسون
امسكت يده برجاء وهي تتحدث معه بموضوع يهمها/طلبتك يا أدهم ماتردني، انا اكلمه من فتره و عرف اني عند الشموس بس للحين مايدري! متى بنقول له؟!
قبل جبينها ليرد بهدوءه/هوازن عين اخوها،معرفة اهل زوجك باصلك حالياً ماتنفعك ..بالاول انتهي من طليقك و اخذ ولدنا منه و نرجعه حضنك و بعدها ابشرري ، والله مايصير خاطرك الا طيب لا تظنين اخوك مايفكر بمشكلتك.
نطقت بحزن ابتسامه/الله يخليك لي ذخر
شد على يدها/و يخليك لي..اسمعي وااضبي على ادوية ابوي زين، و زيدي جرعة الحديد خليها ثلاث مرات باليوم بعد الفطور و الساعه احدعش و قبل السحور فاهمه يا قلبي؟!
حركت رأسها بالإجابه/فاهمه
عانقها مودعاً/يلا ودعتك الله سلام
خرجت اخيراً من جناحهم لتراه من بعيد يعانق هوازن و يخرج بعد ذلك..لم تحضر ما قالته له و لم تسمع شيء ولكنها رأت الدموع في عيني هوازن وهي تجلس بعد ذهاب أدهم، رق قلبها لتلك الحزينه لتشد خطواتها لها/هوازن يا قلبي ليه البكي؟ مهند فيه شيء؟!
بحزن يجول داخلها منذ زمن/مهند بخير ..بس للآن ما قلت له شيء و بعد مارحت لأهله وهو كل يوم يقول ليه تقاطعين أمي
احتارت/وهو صادق ليه ماتزورين أمه؟!
تنهدت وهي ترد بحيره/أدهم مانعني،يقول لين يرجع مهند ومهند مطول بسبب قضية حمد زوج اخته كادي، مابي اكسر كلام اخوي
رفعت حاجبها بإستنكار/أدهم رجل يعرف كيف يتصرف و يعرف مصلحتك صح بس ولو ماله حق في هذي..أ..
قاطعها/ماهو بشغلك يام راكان،
لم تصدق انه موجود لتلتفت/أدهم!
أردف وهو يحذر/لا تدخلين بشيء ما يعنيك، فاهمه؟
لم تستطيع الرد عليه أمام أخته، و كأنها نسيت مفردات اللغه! هو لا يجد مانعاً من ان تطهر مشكلتهما على السطح بينما هي تجتهد في إخفاءها!!
أردف بغضب مكبوت/من الاجنبيه اللي شفتها برا هذي؟!
لاحظت صمت الشموس المصدومه/هذي جايبها نايف معه كمدربه وتدرس اظن عربي هنا
ألتفت الى الشموس متسائلاً/غريبه ما استخونته شهد لهاللحين؟! والا معه حصانه من الشك والريب؟!
ابتلعت غصتها وهي تحاول ان تغير الموضوع/كنت طالع وش رجعك؟!
تجاهلها و إلتفت لأخته بورقة/اخذي يا قلبي ورقة المراجعه حقت ابوي،اذا تأخرت بالسفره وديه انتي مع السايق لا تتكلين على احد
استغربت/ابشر بوديه انا اصلاً ماعمري اتكلت على احد.
بإبتسامه/ادري بس اذكرك.. سلام
ابتسمت وهو يقترب منها ليعانقها بقوه/لا تشيلين هم مشكلتك مع زوجك وولدك بحلها و انا اخوك..بإذن ربي ارجع و الولد معي.
كان واضحاً برسائله لها، تركت المكان بصمت و ابتعدت الى المصعد..،
لم تفوتها ردود فعل الشموس و صمتها لتتحدث بحب فهذين يهمها أمرهما/ماحبيت اتكلم وهي موجوده لكن صدقاً يا أدهم ترى قسيت عليها.. والموضوع ماكان يستاهل
ربت على كتفها/اي شيء يخصك يستاهل ونص..
نطقت بصدق نبره/بس هي زوجتك قبل تعرفني، و ما ردت عليك قدامي لانها تحترمك و لا يمكن تهز صورتك قدام احد.. لا تزعلها على شيء ما يحتمل زعل.
ابتسم و هو يهز رأسه بمسايره و يقرر الرحيل/يصير خير يلا سلام
أشارت بكفها وهو يذهب/الله يحفظك.
ناداها من الغرفه المجاوره/هوازن يبه نادي لي عمتك لولوه.
،
.
،
خرجت من غرفة الشموس وهي تثبت شالها على رأسها ، الهدوء يعم الطابق العلوي حتى اقتربت من المصعد ليشدها صوت الشموس قادماً من غرفة نيفادا، راحت لتجد الباب مفتوح وهي هناك تتحدث لها..
الشموس برجاء/نيفو يا قلبي خلينا نروح المستشفى و نشوف كم حجمهم ماراح تتحملين هالتعب
ردت وهي ترفض اقتراحها/الدكتوره طلبت اولد بالسابع بس لاا مستحيل ..
مسحت دموع صغيرتها/ليه مستحيل يا عمري انتي..ترى الطبيبه أدرى بشغلها
نطقت برعشة شفتين/حرام تووهم، بيحطونهم لحالهم بالحضانه و بيعذبونهم بالأنابيب و التنفس الصناعي . ماقدر يالشموس ماقدر
دخلت وهي تمسح دمعتها بابتسامه وهي ترى تلك التي ظنوها غير مباليه و لن تكبر ابداً، تفكر بهذا الاهتمام/وانا اقول ليه البنت ماتفارق غرفتها ، عسى الله يقويك على الباقي من حملك يابنتي
رفعت ناظريها لعمتها بإبتسامه كم هي محتاجه لهكذا دعوات/امين يا رب
نطقت تلك برجاء/ياعمه اقنعي هالعنيده تولد وترتاح من هالتعب، دام الدكتوره طلبت تولدها هي ماتتحمل ثقل اكبر و كل جنين بمشيمه لحاله
ردت قبل عمتها/ما راح أولد قبل اكمل تسع اشهر ..قفلي هالسيره يالشموس.
امسكت بيدها وهي تساعدها للوقوف بإبتسامة رضا/محد بيغصبك على شيء يا نيفادا.. انتي أمهم و أدرى بصالحك وصالحهم..دام انتي حاسه انك بتقدرين تكملين كملي وماعليك..انا بقعد هنا مع اخوي هالشهرين يعني لين تولدين ان شاء الله
دخلت هوازن بهذه اللحظه/عمتي لولوه ابوي يبيك تحت
شدت بيدها/بننزل كلنا عند عمكم نسولف..اليوم كلنا تأخرنا بالنوم.
.
منذ طلقها وهي تنظر لشاشة هاتفها بلهفه لعله تذكرها وندم..لعل يدفعه الحنين ويستردها... لكن ذلك كله لم يحدث !!
الأيام تمر .. و اخباره تقل يوماً بعد آخر.
حتى اخواته لا يردن على هواتفهن!!
نزلت من الاعلى و هي ترى الاشياء بتملل واضح، اشتاقت لاستقلالها في منزلها، اشتاقت لدلاله لها..
لمحت اختها الصغيره تلف سمبوسه بالجبن وهي تتابع فيلماً كرتونياً بنفس الوقت، لتجلس/حتى انتي يكرفونك يا هيونه!
إلتفتت إليها تلك الصغيره مستنكره لحديثها/من هم اللي يكرفوني؟! أمي و كادي؟! ترى الشغاله ماجازت لنا و رديناها المكتب..لازم اساعد كادي مسكينه حامل و تشتغل كل البيت لحالها وانتي من جيتي بس فووق نايمه
أشارت بيدها بلامبالاة و ألتقطت الريموت من الطاوله امامها لتغير القناة..
شهقت تلك/وانا كنت اظنك بتجين تلفين معي وتساعديني؟!
ابتسمت بسخريه/أقول لفي السميوسه زين وكثري جبن ترى امس الجبن ماكان كثير فيها.
كادت تسبها ولكن صمتت/اللهم اني صايمه..
ضحكت فاتن/اخسس صاايمه!! يحليلها!
خرجت من المطبخ وهي تجفف يدها و تبدو علامات الإرهاق باديه على محياها/اخيراً نزلت يا فاتن؟! ظنيت طليقك استردك من ورانا
فهمت سخريتها/تتريقين؟!
ردت تلك بجديه وهي تجلس بحانب هياء وتساعدها بلف السمبوسه/شايفتني فاضيه أتريق عليك؟! نعنبو بليسك محد خاف من طلاقك كثري أنا لاني بضطر اشوف وجهك كل شوي..لكن وقت الشغل تكبرين المخده وتنامين..مامنك فايده في هالبيت
وضعت ساقاً على الاخر/زكاة صحتك يابعدي..بعدين محد طلب منك تشتغلين!
اتسعت حدثة عينيها مستنكره لحديثها وهي تترك مابيدها/زكاة صحتي؟! ليه انتي مريضه والا محروله؟! وان ماشتغلت انا ولا اشتغلتي انتي من بيشتغل ؟!! ناريه تخلين امك تكرف بالبيت لحالها يالسلقه؟!
وقفت وهي تنوي الذهاب/انا جلوسي هنا مؤقت ماراح اطول و..
قاطعتها والدتها التي خرجت بجلال صلاتها/والله معاد يجي يدورك مير عيني خير وروحي للمطبخ من اليوم ورايح كادي ماتشتغل الا اللي تقدر عليه..حامل و نبيها تجيبه بصحتها وعافيتها وانتي مافيك الا العافيه زكيها يمال ..اللهم اني صايمه يلااا
زفرت غضبها/هاللحين ماتقولون مرت مهند وينها؟! من قبل رمضان بيوم وهي طالعه للحين خمسطعش يوم!! سلامااات وش هالاخو اللي من يسافر يسمح لمرته تروح اهلها طول غيابه
ام مهند/اشوفتس ماتحملتي تسوين سحور للعجيز ام رجلتس بليله وحده غابوا بناتها عنها؟! ..ليه تلومين مرت اخوتس هاللحين و هي لو انها هنا ماتقصر؟!
زمت شفتيها بغضب لتترك المكان و تتهرب كعادتها/كل شيء شين فيني انا كلل شيء!!
جلست لترتاح اخيراً بعد ذهابها/ياربي صلاح ماعطيت، هالبنت هذي بتموت ماعقلت!! مدري من طالعه عليه؟! و الله لا لساني طويل على احد ولا ابوها الله يرحمه قليل حياء!!
تنهدت كادي وهي تواسيها/الله يرحمه، انتم مالكم دخل بسوء اخلاقها..ربيتونا كلنا نفس التربيه..محد طلع مثلها!!
نطقت هياء الصغيره اخيراً/ياليت زوجها يجي ياخذها
اشارت بيدها بفقدان أمل/والله ما ظنتي وانا امك، انا ماتوقعت رجلها يصبر عليها، قلت يمكن تغير لكن مااش الليله بتجي عمتك غاليه يارب تستر لا تفضحني عندها
رن هاتفها لتبتسم كادي/يا رب تكون هوازن والله اشتقت للبنت
حزنت ام مهند فما زالت الرؤيه ضبابيه لديها تجاه هوازن وان كانت تلك البنت لطيفه جداً..!!
.
،
،
رمى الاوراق من يده وهو يثور على المهندس ومقاول المشروع الذي حاول كثيراً و تعب للحصول عليه/اغيب كم يوم والقى الشغل متعطل بهالشكل؟!!وش هالتسيب انت وياه
المهندس/استاذ مشاري اتصلت بك كذا مره وانت ما رديت الا اليوم، المشاريع كلها متوقفه بسبب غلاء المواد و الغرامات مافيه منفذ منها اذا طولنا اكثر من كذا في المشاريع.
فرك جبينه محاولاً إستيعاب ما يسمعه/السوق راكد و الاسعار معقوله وش خلاها ترتفع في اسبوعين ؟! احد منكم يفهمني
هنا تحدث مقاول العمال/كل اللي انا اعرفه ان العمال من كم يوم ماشتغلوا و الموردين يقولون ان الاسعار من السوق مايتحكمون فيها!
رفع طرف شماغه للأعلى ليتركهم و يخرج لسيارته بتوتر فحياته المهنيه و مكتسباته على المحك..
اخذ هاتفه ليتصل بسكرتيره/يا ولد ارسل لي اسماء الشركات اللي نشتري منهم
على الطرف الآخر/ان شاء الله استاذ مشاري
اغلق الهاتف وهو في حالة هلع على اعماله، لن يستحمل رأس المال تغطية الغرامات لو تأخر في تسليم مشاريعه..!
.
،
.
تتمشى في اروقة القصر بأذنيها سمّاعه و تراقب هدوء الجو..راحه مابعدها راحه يحويه هذا المكان..ماسر تلك الروحانيه التي تشعر بها في هذا المنزل رغم انه ليس لها و رغم ان هذه البلاد ليست موطنها؟!!
سمعت صوت ضحكات طفل و من ثم صوت نيفادا و لولوه/هااي
اختفت ابتسامة لولوه وهي ترى تلك الشقراء تتجه لراكان و تحمله من العربه التي أمامها لتتحدث بلا وعي/اوو، ليندو بيبي!!
رفعت ناظريها لها بإستغراب فهذه جمله إسبانيه بحته/يو كان سبيك اسبانيول؟!
خافت لتبتسم/لااا انا اتحاول اتعلمها فقط.
مازالت تشك فيها و قلبها غير مطمئن لها/من وين في UK ؟
احتارت كيف سترد/اممم نيوكاسل
لم تفهم لولوه شيئاً/نيفا وش العلم؟!
حاولت تجاهل شكوكها/ولا شيء يا عمه، كنت ادردش معها
لولوه بابتسامه/الليله بتجينا هند وبتقعد عندنا هي و شهوده ..صالح بيسافر مع الشباب أدهم ونايف، كود تقتنعين من هند عاد، انا مابيك تندمين روحك غاليه عندنا.
ابتسمت وهي ترى رقة عمتها في الهدوء والحوار معها ومدارات مشاعرها ، يالله كيف لها ان فكرت يوماً انها تكرهها؟!!
أما أولينا رفعت الطفل الى وجهها و اخذت صوره سيلفي معه ثم أعادته لسريره وجلست معهم.. تستمع لاحاديث لولوه و كيف تقنع نيفادا للذهاب للمشفى و متابعة حملها..!
لترسل الصوره التي إلتقطتها في هاتفها...،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والخمسون
منذ جلس على طاولة الإجتماع و بدأ بعمل ترتيب للاجتماع قبل السفر وهو يلاحظ أدهم و ردات فعله مع اتصالاته التي لا تنتهي!
كاد يسأله حتى رن هاتف أدهم مجدداً فصمت ليرى ما سيحدث..،
رد أدهم بإهتمام/نعم يابراهيم؟!..ممتااز ، باقي المبلغ راح يتحول لك بس بنهاية المهمه.. المهم وقعوا عقود مع غيره و اتركوه وماطلوه..ابيه ينشف ريقه و ما يتنفس ابد
كفو
اغلق الهاتف و هو يعقد حاجبه بغضب،لم يؤذي أحداً في حياته ولم ينتقم لنفسه يوماً و لكن الآن واجب عليه الإنتقام ورد الإعتبار لأخته..
تحدث وهو يسأله بفضول/لك فتره منت على بعضك!! و هاللحين تبي تخنق لك واحد وتكتم نفسه!! فيه شيء يا أدهم؟!
رفع ناظريه له متردداً لينطق بغموض/تصفية حسابات قديمه.
استغرب ولكن مما عرفه ان أدهم لن يظلم أحداً/إذا محتاج وقفه تراني جنبك متى مابغيت
بشبه إبتسامه/ماتقصر يا نايف لكن الموضوع صغير ، تعال انت زواجك فالعيد وللحين ماطبعت كروت!!
تفاجىء من تغيير الموضوع/بدري شوي؟!
رفع سماعة هاتف المكتب/معاد بدري باقي 15يوم عالعيد يا عريس هاللحين اطلب اقرب مطبعه و نختار احلى كرت قبل نطلع الطياره علشان نوزعها بدري
تنهد صامتاً وهو يقف/اجل انا بروح البيت اخذ صك الوكاله واشوف بعض الاوراق وراجع لك
أدهم باهتمام/لا تتأخر نبي نفطر بالمطار و نسافر فوراً
اشار بيده و هو خارجاً/بلقاك هناك ان شاء الله
لم يفوته شحوب نايف بعد ذكر الزواج!، هذه الحاله يعرفها جيداً، ولكن ما سبب نايف؟! لماذا تهرب بهذا الشكل !!
حاول تجاهل الموضوع لعله مجرد تخمين خاطىء،...
نغمة رساله وارده ابتسم ظنها منها ولكنها للأسف من احد موظفيه يخبره بنجاح مهمته..
إبتسم فالثأر لأخته يقترب، وقريباً سيلتقي بطليقها...
.
،
.
صوت من خارج جناحها يناديها "يمه ترى خلصنا انا وهند و نزلنا لتركي بالسياره"
لترد وهي ترتب شالها أمام المرآة و ترى إنعكاس وقوفه خلفها بإبتسامه/طيب يا قلبي جاايه
وقف خلفها يتأملها بحب وهي تضع رتوشها البسيطه و حقيبة سفره بجانبه، كم إنقضى من العمر قبلها؟ و لا ساعه !! عمره كانت بدايته الحقيقه معها، كيف لإمرأةٍ جاوزت الثلاثين ان تشع بالحياة كالشمس ؟! كيف لها ان تتحكم بطعم قهوته و تجعل من الأشياء العاديه فاتنه حين تلمسها أناملها؟! و كيف تمحي بإبتسامتها الصغيره مرارة الأيام؟!
لتجعلني أجدد إيماني كل يوم بأن الحب الحقيقي هو الإكتفاء بالمعشوق وحده..
إنتهت من وضع لمساتها البسيطه لتلتفت إليه بإبتسامتها وتقترب منه لتشد قميصه الاسود وتغلق احد ازراره المفتوحه/خلصت لك اغراضك بدري ،ليه ما طلعت للحين؟ يدوب توصل للمطار!
اقترب ليطبع قبلته على خدها/مابي اسافر بدونك
رفعت كفها لذقنه و هي تداعبه بأناملها/ولا يهمك بعد زواجات البنات بنسافر أنا وانت وين مانبي
بخوف/قبل تولدين ماتسافرين مكان، اخاف يصير لك شيء
أحبت لهفته/و الولد؟!
رفع حاجبه من ردها/انتي راس المال يا هند.
شدت على يديه/وانت تاج هالراس يا صالح..
رن هاتفها ليتملل/هالبزارين غثى حتى وهم كبار
ضحكت/يلا مشينا ، صدق تأخرنا عليهم.
تنهد وهو يلحق بها خارج الغرفه/اللهم اني صايم.
.
،
.
،
في السياره ..
بتملل/الله يهدي أمي وش ذاا التأخير
هند/عندها ابوي يا رجال اكيد تخلص شغلها و تجي
إستغفر وهو يلتزم صمته لتتحدث شهد/عمي صالح مخلص بدري،
هند/اهاا هذول هم جو ياحبكم للحلطمه
تركي/هاللحين بوصلك لأمك ثم اروح لبيت خوالي اودي امي و معزوم عند رفيقي عالفطور راح الوقت ان شاء الله ما نتأخر
أطل برأسه عليهم قبل ذهابه لسيارته/يلا شباب اشوفكم على خير سلام
شهد وهند/الله يحفظك
إلتفت إلى تركي/اهلك بحمايتك بعد الله هاه
ابتسم له/مايبي لها عمي..اسلم و سلم
ربت على كتفه ومضى...،
صعدت السياره و اغلقت الباب/شفيكم كل سوي متصلين ادوختوني ؟
هند بسعاده/ماعليك منهم يا خاله خذي راحتك وكل الوقت بس انتبهي على اخوي الله يرضى عليك
ضحكت هند الكبرى/والله يا هند ماقصرتي
تركي/يمه نبي ولد تكفين عادلي الكفتين ابي واحد يلعب معي كوره
ضحكت شهد/تركي ناظر طولك كم بالله ..بتلعب مع بزر
ابتسم بحماس وهو يرفع طرف شماغه/ماعليكم مني انا واخوي كيفنا..
هند/المهم يبي لنا من هاللحين تفكر بأسم بنت وبأسم ولد يعني احتياط..مو نقعد شهر بعد الولاده ندور
شهد/اذا ولد نسميه فهد و إذا بنت بنسميها عهد امبراطورية الاسم الثلاثي
هند باشمئزاز/ياااع عهد!!! وش هالخياس بنسميها "غنى" احلى والولد يوسف
نطق بإعتراض/والله ما اخس من اسم هذي إلا هذي ماعندكم سالفه..الأسم بيسميه عمي صالح و بيتربى ملك زمانه فالبيت بس انا و أمي وعمي صالح أما انتم الله يستر عليكم كل وحده ببيت زوجها.
ضحكت هند/يسلم لي قلبك ياشعرة قلبي انت..ايه سكت هالبنات ازعجونا
.
،
،
عادت من عملها كالمعتاد لترى قدوم تلك البغيضه الشقراء، لن ترتاح لوجودها، هذا الوجود العبثي، تريد مواجهة نايف بها ولكن كيف، بسيطه الحديث معه سيحل كل شيء ان كان مازال يحتاج تدريب لماذا يسافر و يذهب لكل مكان؟!
لماذا يتركها تتعلم العربيه هنا على حسابه منذ الصباح حتى بعد الظهر؟! ثم لا عمل آخر لها سوا التلصص على سكان المنزل و مراقبتهم !!
نزلت من السياره و سبقها وسام للداخل وهي ترى توقف سيارة نايف لتتبسم كانت تريد لقاءه قبل سفره/اخيرراً ناايف!!
ابتسم لرؤيتها/أمريني حبيبتي
امسكت بيده وهما يدخلان للداخل/ما يأمر عليك ظالم يا حبيبي انت
فتح الباب ليتفاجىء و تتفاجىء هي بتلك تجلس بطرف الاريكه و عمهم يجلس بنفس المكان ويصد بوجهه عنها وهو يحاول أن يلتهي بسبحته عنها!!!
اقتربت ليال وهي ترمق تلك بنظراتها الحارقه/مساك الله بالخير عموو
فرح و استبشر برؤيتهم/يالله حيهم مساك بالرضا يا بنتي... نايف هماك مسافر مع أدهم!
ابتسم وهو يقبل رأسه/أي طال عمرك هاللحين باخذ اوراق مهمه و بعض الاشياء ورايح للمطار ..سلام
هز برأسه/الله يحفظكم
لم تسمح الفرصه بعد لتتحدث معه ولكنها مضطره للبقاء مع عمها، نزعت عبائتها ووضعتها جانباً مع حقيبتها/ هاه يا عمي بشرني عنك اليوم
ابتسم لها/زعلان ..ماشفتك من يومين وانتي هنا !! لا تكلميني
ضحكت وهي تقترب منه وتمسك بيده/لا لا اما عاد زعل..و أنا اللي كنت ناويه اخطب لك بنت يحبها قلبك
سايرها بالحديث ممازحاً/ان كانها اصغر منك موافق
غمزت له ممازحه بعد ذهاب تلك الشقراء/يووه صغيره وبس؟!! انا عندها عجووز..اقولك بنت مابعد باسها غير ابوها وأمها.
لولوه قادمه من الجهة الاخرى وتحمر خجلاً من جرأتها/يويليي بنات اخر زمن مايستحووون... قوومي روحي لأم رواد بالمطبخ تعلمي كم طبخه احسن
ضحكت مع عمها/والله انا أبي الزين لعمي..وش حلاته ماطبق الستين بااقي.. نشيل اللحيه هذي و نصبغ الشيبتين اللي فيهم و يطلع ابن ثلاثين يفتن
دخلت في هذه الاثناء بصحبة شهد/السلام عليكم
الجميع بادلهم السلام لتجلس وهي ترى إبتسامات الجميع، فعلاً الحياه تعود للمنزل حين يكون هنالك كبير سن يجتمع الكل حوله/مجتمعين بالجنه مع احبابنا يا رب
الجميع بنبرات متفاوته/امين
همست لليال وهي تجلس بجانبها/وين نيفو؟!
همست لها/تلقينها بغرفتها صايره تتعب هالايام ، روحي لها عساه يتغير مزاجها إذا شافتك.
فرحت بها لتقف و تستأذن/عن اذنكم بروح لنيفو و اطلعها من كوخها.
لولوه بسعاده/ياليت يا بنتي، زين تسوين فيها.
تركتهم لتصعد للأعلى بالمصعد..اتجهت لغرفة نيفادا كادت تفتحها ولكن جذبها صوت قادم من الجهة الأخرى، هو صوتها بالتأكيد!! لماذا في جهة غرفته؟!!
وجدت باب غرفته مغلقاً و لكنها متأكده من أنها هنا و ربما معه زمت شفتيها بغضب ...لم تفكر بما تفعله فقط طرقت الباب ..
بعد تردد فتح الباب ليتنفس براحه/هذا انتي؟!
لم تستطيع الصبر/وش مدخلها غرفتك؟!
تأفف من تدخلها/اللهم اني صاايم
رفعت اناملها بتوتر لتبعد خصلاتها عن عينها/تزوجتها يا نايف؟! تكلم انططق
تقدمت لتقف بجانبه بإبتسامه/هاااي شهد
كاد ينفجر رأسها من شدة توترها/تزوجتها و إلا لااا
تأفف مجدداً وهو ينظر اليها/بااقي لكن بتزوجها، اعتقد قلت لك من ألمانيا.. والشموس بعد عندها خبر بس ماتبي احد يدري
هزت رأسها بالموافقه لتمد يدها لتلك المشعوذه و تبعدها بعيداً عن باب الغرفه/حتى بنهار رمضان يا نايف!!
تركها و دخل/الله اعلم بالنوايا، استغفري ربك انا..
لحقت به لداخل غرفته واغلقت الباب خلفها بالمفتاح لتستدير ناحيته، وهي تقاطعه/أنت واحد كذاب ومدلل بعد.
إستدار ناحيتها مقطباً لحاجبيه/ليه مقفله الباب؟!
ابتسمت بسخريه/استنكرت وجود زووجتك شرعاً بخلوه ، و ما استنكرت خلوتك مع هالزفت طين هذيك!!
لم يرى قط هذا الوجه منها، كلما حاول ان يبعدها عنه يجدها تتجرأ بالإقتراب منه اكثر من السابق/انتي عارفه ليه، اطلعي برا يا بنت و خليك عاقله مثلما عرفتك
حاولت ان تكون هادئه ولكنه يثير اعصابها بتلك/علمني كيف تبيني اكون عاقله و هالشقراء تحوم حولك و بغرفك بعد؟!!!
شعر بتوتر و برغبه في التدخين فوجودها يذكره بخيبته و يكسر ظهره/شهد واللي يرحم امك لا تسوين فيها متفاجئه و ذابحتك الغيره علي، انا قلت لك من البدايه ماراح اعاملك كزوجه و بننفصل.
لم تحتمل قسوته و اسلوب اللامبالاة الذي يتعامل به معها لتنزل دموعها، لم تستطيع ابتلاع غصتها،فاض صدرها بما فيه من كبت..شعرت ببداية دوار لتتجه عند اقرب شيء كان اريكته الجلديه ذات خاصية المساج
انتبه لها وتذكر انها مريضة سكر،ليفزع/شهد فيك شيء؟!
امسكت بيده/ما يضطرب السكر عندي إلا منك..إن مت فذنبي في رقبتك يا نايف
اتسعت حدقة عينيه/انهبلتي انتي؟! وش دخلني بالله
شدة على يده/والله ما اسامحك لو تزوجت وانا باقي على ذمتك ،تأكد لحظتها بموت وانت السبب
ترك يدها و وقف يفرك جبينه بإرهاق من اقترابها/انتي مريضه بعقلك شيء اكيد..متى تفهمين؟!وش تبين يا بنت؟!
نطقت برجاء/كل اللي ابيه ما تتزوج وانا على ذمتك وبس، حتى لو ماتعاملني كزوجه ما اطالبك بشيء ..اذا انفصلنا ساعتها تزوج اللي تبي ، وانت رجال عند كلمتك ماراح تطلقني الا بعد سنه اقل شيء ادري ماتحبني و علشان كذا ماراح اطالبك بأية حقوق.
اتجه لملفاته التي يريدها وهو يرد بهدوءه محاولاً تجاهل بريق عينيها ونبرتها المرتجفه/ما اضمن لك أوفي بهالشرط يعني يمكن اتزوج عليك ليش لا ، شرطك هذا مايمشي معي.
مسحت دموعها/من هنا لين نتزوج يصير خير يا قلبي
إلتفت إليها مستنكراً مناداته/قلبك!
تنهدت مبتسمه بعد دموعها لتقف/حلالي، و بدافع عن حقي فيك مادمت حلالي... اتفقنا يا زوجي الحبيب؟!
أراد ان ينهي وجودها هنا بأسرع وقت،فهي من تربكه و تنشر الفوضى في قلبه/اتفقنا، تقدرين تطلعين مطمنه.
طُرق الباب و خلفه صوت نيفادا لتبتسم/يمه احبها هالبنت..نيفو لحظه
امتقع لون وجهه وهو يراها تفتح الباب بشكل عادي لتدخل نيفادا/ما شاء الله بدال ماتجيني غرفتي رحتي لغرفة الحب!!
سلمت عليها وهي تُسمعه/قلتيها الحُـب...
إلتفتت ناحية أخيها بإبتسامه/شلون الحب اللي ماشفته من يومين ؟!
اخذ ما يريده من أوراق ليتجه إليها قبل خروجه، و يعانقها بيمينه/موجود بس انتي نايمه بغرفتك...يلا سلام اشوفكم بخير.
بإبتسامتها/سلام يا روحي
لاحظت تتبع شهد له بنظراتها، ليدفعها فضولها الى التعليق/طوول الزمان كنت اظنك خجوله!! نعنبو بليسك أنا ما صارحت قاسي بهالشكل و لا هالنظرات ببداية زواجنا.. وانتي مابعد تزوجتوا وتسوين كذا!!! ارحمي اخوي
تنفست براحه فهي تفعل كل ذلك متعمدة إشعاله و إشغاله بها/فيه علاقات تمر بحالات خاصه فيها عن غيرها وتتطلب عمل اشياء غير تقليديه..و انا يا نيفو حابه انجح علاقتي بنايف مهما كان..ماراح اسمح لشيء يفرقنا.
تذكرت تلك المجهوله/ما راح ألومك لو زوجي تتفتل حوله وحده هوايتها تتلصق بالرجال مثل هالقرده أولينا كنت بنجن والله حتى لو واثقه فيه، أي نظره منه لغيري بتقهرني.
ابتسمت لها,حتى احاديثها باتت عميقه و تعبيراتها نابعه من القلب بعكس السابق/الله يردك بخير يا قاسي.
تنهدت بإبتسامه شاحبه/امين يا رب.. يلا قفلي غرفة زوجك اللي شايف حاله وتعالي ننزل .
.
،
لمحتهن تلك وكل منهما تخرج تضحك وتتحدث للآخرى!!، تسائلت لماذا نايف لا يستعجل في عرض الزواج عليها، حتى احاديثه معها قليله و عندما يتحدث لا يلقي لها بالاً و كأنها رجلاً لا انثى!!!، لقد ظنت أنه عشقها حتى يوافق ان ترافقه إلى هنا و ان تدرس هنا على حسابه..!!
إذن شهد ليست أخته!! الحسابات تتغير الآن سيد نايف...!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السادس والخمسون
في صالة الانتظار رجال الاعمال..
لحظات و يُرفع الآذان و سيصعدون الطائره الخاصه بعد نصف ساعه و لم يصل نايف بعد!
خاف كثيراً منذ متى اخبره أنه قادم!!
رفع الآذان ليلتقط ماءاً فقط و شربه ليبل حلقه..ثم انتظر
صرخت احداهن ليقف مذعوراً ملتفتاً ناحية الصوت و كأنه كان ينتظر ان يسمع شيئاً كهذا!!
نادت بالإسعاف ليتم مساعدتها وعاد يجلس بعدما سببت إزعاجاً و ربكةً للمنتظرين..
"لطفك يالله، لست مستعداً لفقد نايف مجدداً"
جلس اخيراً/السلام عليكم اسف تأخرت
استرخى في جلسته اخيراً/وعليكم السلام، يا رجل اقلقتني عليك اقسم بالله، ليه ما رديت على المكالمات الاخيره
مد يده للامر الذي أمامه/انشغلت بالطريق ، زحمه والله، خلنا نفطر يا ولد علشان نلحق عالصلاة و الطياره
ابتسم له/الحمدلله معاد تسرع، الظاهر تعلمت من درس
فهم ما يقصده لتخفت إبتسامته وهو يتذكر عمليته و خسارته/بعض الخسارات دروس ما تقدر تتجاوزها، تاخذ منك ولا تعطي و تطفي بداخلك اشياء واجد ما تقدر تخيلها..
لم يفهم لماذا يقول ذلك، ما اعظم خسائره التي لا تجعله ينهض منها/فقدت الشغف!
ابتسم بخييه وهو يُخرج علبة سجائره و يلتقط واحده و يشعلها/فقدت الحياه.. ولكن الشموس ماتخليني بحالي كلما طفى مني حلم تعطيني من نورها و تضوي حلم ثاني.
إبتسم و كأنه يؤيده، حتى وهي تطلب الإنفصال بصراحه اليوم كانت عينيها تنفي بشده ما يطلبه لسانها/التدخين ممنوع هنا يا وحش
ابتسم بلا مبالاة/طنش يا عمي...مشينا؟
وقف وهو يلتقط هاتفه الجوال/يلا المصلى من هناك..اذا بتتوضأ لا تتأخر.
ترك ماعلى طاولته حتى سيجارته و لحق به/لحظه خذني معك.
.
،
،
نظرت لأطرافها و لظهرها كيف تحركت بدون ألم، حمدت الله كثيراً أنها تجاوزت أزمتها هذه و باتت تخدم نفسها حتى كسر فخذها المتبقي بدأت ترتاح منه حينما نزعوا الجبس اليوم..
إشتاقت كثيراً للعالم خارج هذا المشفى..منذ شهور طويله وهي قابعه في احد غرفه ..
فرحت بما آلت إليه الأمور و إن كان مازال إبنها قاسي على الجبهه فهو ينتظر طفليه و تعرف أن أمر حمل زوجته بإثنين من اكثر الأمور التي جبرت خاطره المكسور بفقد طفله البكر... عجيبه بعض الأخبار لها مفعول اليد الحنونه حين تربت علينا و تحتوينا لحظة إنكساراتنا..!
شعرت بعد ذلك بشوق غريب لرؤية نيفادا، لم تحبها يوماً ولكنها تحمل سعادة إبنها الحزين..قاسي إبنٌ صالح يستحق سعادة الدنيا..تتذكر حديث الجارات وهن يرون بره بها، الجميع يحسدها عليه...كان تربية والده ..
تذكرت ساره تلك الطيبه الأخرى..تعترف أنها تغار منها أحياناً فهي الأرجح عقلاً و تسبقها للطيب دائماً و لكنها فخوره بها كونها أصبحت أماً صالحه و بنت شخصيتها بإستقلال عنها ومع ذلك لم يقل إحترامها لها كأم ولم تقاطعها أبداً..
لم تشعر قبل هذا بعظمة أولادها، كانت منشغله بمن عبثت بحياتها "مدى" لن تسامح نفسها بما فعلته بها .. تذكرت ماضيها .. كم كان أدهم متعلقاً بها حد الجنون! كم مرة وجدتها تسهر معه حتى بعدما أمرتها ان تحتجب عنه؟! كم مره تسللا و خرجا معاً.. صوره كانت معلقه داخل خزانتها .. تحول تعلّق الطفوله إلى عشق ... هو يريدها بصراحه وذلك لم تحتمله.. فأفسدت كل شيء..
إبتسمت بخيبه أدهم لم يكن يستحق إلا إمرأه تتحدى العالم لأجله..لو ذهبت معه مدى بوقتها لما منعتها و لسامحتها.. و لكنها لم تفعل... و كان ذلك كله في صالح أدهم؟! فكان الأفضل و حصل على الأفضل و نسيهم جميعاً..!
دخلت مدى في هذه اللحظات وهي تحمل بيدها حقيبة ملابس صغيره /يلا يمه جبت لك ملابسك من السياره يمديك تلبسين و الا اساعدك حبيبتي؟!
اخذت منها الملابس و امسكتها/اتركي الملابس هاللحين و اجلسي بحاكيك
جلست على طرف سريرها بإبتسامه/تدللي يام قاسي وش بخاطرك بس هذا انا جلست
لم تعرف كيف تبدأ هنالك غصه عالقه، و شيء أشبه بعدم وضوح الرؤيه مازالت تشك في إبتسامات مدى و ضحكاتها، مازالت تشعر بالذنب تجاهها كلما تذكرت ما فعلته بها/مادري وش اقول يا بنتي، احتار الكلام بلساني
امسكت بيدها لتمسح ظاهر كفها بلطف/قولي يمه وش محيرك
إلتمعت الدمعه بعينيها/قلبي موجعني عليك، ابي اتطمن عليك بس كلما اتذكر اني حرمتك من هواك و رفضت أدهم
قاطعتها بإبتسامه متصالحه مع ذاتها/كم مره قلت لك أنسي لأني اصلاً نسيت.. انا هاللحين زوجة شخص يستاهل الحب يمه ، والله لو احكي لك وش كثر احبه يمه منتي مصدقه،منيف استحل القلب يمه و اخذ بيدي له...
كاد يدخل بما يحمله و ابتسم بعد سماعه جوابها، و توقف ليسمع ماتبقى ....
أردفت بنفس ابتسامتها/وان كان قصدك أدهم فهو وقاسي محلهم واحد اخوان و عزوه.. يعني صدرك هذا ريحيه من همومك، كلنا نسينا و بعينك تشوفين أدهم يزورك باستمرار مثله مثل قاسي.. محد شايل بقلبه يمه ..الكل مرتاح فإرتاحي لبى قلبك.
اصدر صوتاً من حنجرته معلناً قدومه لتناديه/ادخل منيف
دخل مبتسماً و عينيه تبحث عنها/هااه للحين ماخلصتي يا خاله ، بتصومين باقي الشهر فالبيت ان شاء الله
بسعاده/اللهم لك الحمد، ماقصرت يا ولدي
قبل رأسها بنفس ابتسامته التي تشع منها السعاده/قلتيها ولدك.. يلا ترى ندى أشغلتنا وين جده و متى بتجيبونها
هزت رأسها/فديتهم كلهم...
إلتفت لتلك المبتسمه ليجدها تنظر إليه، إبتسامتها سعاده تنهمر كالمطر ليست فقط مجرد إبتسامه..
.
،
بلا عمل فقط تتصفح هاتفها بملل و تتابع قائمة مسلسلاتها التي طالت بعد طلاقها..!
رفعت رأسها لأختها الصغيره/هيونه هاتي الريموت ابي اتفرج عاد ليل نهار افلام كرتون!!
بتأفف/ماابي روحي للتلفزيون اللي فوق
بتملل/اندبلت كبدي من القعده فوق روحي انتي تفرجي فوق
برفض/لاا..القنوات المشفره كلها هنا
لوت فمها وهي تعود لهاتفها/عشتوا من زمان مافيه قنوات اطفال و مرتاحه روسنا
لم ترد عليها..لتشدها رسالة فيديو من احدى قريباتها كُتب تحتها "هذي مو زوجة اخوك؟!..ماقلتوا انها كانت مطلقه!!"
زمت شفتيها بغضب، باتت تتحسس من كلمة مطلقه ، حتى رسائل الواتساب من القريبات تراها شماته لا اكثر..
فتحت الفيديو بعد تحميله لتتفاجىء بالذي تراه..صوت هوازن و دموعها وهي تحمل الطفل و تدعي بأنه لها و ستنتزعه كاللصه!!
الموضوع به ذكر لمحكمه و تكافوء نسب، أعادت المقطع لتسمعه جيداً..
لتحضر كادي ومعها الشاي في هذه الأثناء..و تسمع فالصوت عالياً..
[[قاطعها/قضية المحكمه وتكافوء النسب بصالحي..طبعاً انتي الخسرانه يا هوازن فلا تحرمين نفسك من الولد طول عمرك..انا ماعندي شيء اخسره لكن الولد ما راح تاخذينه مابي بكرا الناس يهينونه و يقولون يا ولد قليلة الأصل..بعدها هو اللي بيتركك بنفسه]]
اشمئزمت مما سمعته/ياحبك لتتبع فضايح الناس!! قصري الصوت بس
ابتسمت بخبث/بلاك ماتعرفين هالرجال من يقصد بطليقته قليلة الاصل
ارتشفت كاستها على مهل/مابي أعرف اسكتي
لتحضر ام مهند و تجلس بجانب كادي/صبي لي
نطقت باهتمام/هالفيديو جايني من عند خلود بنت خالي حمود تخيلي واحد مصور مرت اخوك بمول ويسبها كانت معها الشموس ..لكن الرجال يسب هوازن ويتهمها بقليلة الاصل وااضح ان طلاقها من عدم تكافوء نسب!!!
ام مهند مستنكره لما سمعته/اعوذ بالله انتي انهبلتي خلاص
ابتسمت بسخريه وهي تمد الجهاز لها/كحلي عيوونك ..ووااضح ان هوازن ماهي من عايلة ال مناع اصلاً و إلا ما تجرأ طليقها يقول لها قليلة اصل .. نااظري ألتقت فيه صدفه بالمول و يمكن كانت تراقبه بعد. وش زوجة الاخو هذي ؟!!!
اشتعلت النيران بصدر ام مهند اكثر من السابق، بات الأمر يمس إسم العائله وسمعتها!!
لم تستطيع كادي التعليق كانت مصدومه تماماً..!!
،
.
خرجت لتمشي بتشجيع من هند دارت كثيراً في ساحات حديقة المنزل الخلفيه حتى شعرت بالإجهاد/هند ترى ماني مثلك خفيفة وزن،طلعتي روحي
ضحكت/ماعليك الا العافيه باقي ربع ساعه بس،خليها توصل 10 ونص
تأففت وهي تكمل سيرها/يوووه بجلس خلاص و الله تعبت
رن هاتف شهد لترد/هلا تركي..لا يا قلبي خالي نايم
على الطرف الآخر/يالله..كنت اظن بلحق عليه قبل ينام و أسهره شوي ..طيب تعالي لي بابريق شاهي و فطاير اجلسي معي انتي ،الليله مالي غيرك خوياي كل واحد راح ديرته
ضحكت/اسفه انا و نيفادا نتمشى بالحوش الخلفي و بنتقهوى بعد شوي بعد لحالنا
مازحها/عادي تعزموني؟! والله انا مسكين الليله
نتطقت تلك وهي تراها تماطله/تركي تعال وماعليك منها، بروح ألبس شالي و اجي نتقهوى سوا بالحوش
على الطرف الاخر إبتسم/يلوموني فيك با نيفادا، انا خلاص قررت اتزوج بنتك...يلا جايكم
اغلق الهاتف وهو يتبسم سعاده،فرح بطلبها له، لا يعلم لماذا و لكن هي ظريفه جداً و مرحه و اسلوبها متفرد، كانت ومازالت الفتاه الوحيده التي يحب مجالستها و مسامرتها، البقيه كلهن نسخ من بعضهن..،
نزع شماغه و تركه مكانه في سيارته و نزل متجهاً لمكان جلوسهما...إبتسم لرؤيتهما يمشيان من بعيد ليجلس منتظراً محاولاً ان يلتهي بهاتفه عن النظر ...، لم تعد كالسابق.. باتت فاتنه حقاً ومثيره، لم يترقع يوماً ان يحب شكل إمرأه حامل، ابتسم مستغفراً لما بات يطرق رأسه..
وصلتا اخيراً لتبتسم وهي تضع شالها بينها وبينه وتجلس/هلا بتركي ..شلونك
اعتدل جالساً/هلابك
شهد/انا بروح اجيب لنا قهوه و شيء ناكله ماراح اتأخر شباب
صمت بعد ذهابها، لتكسر هذا الصمت/شفيك ساكت؟ كنت تبي تسهر
ابتسم لاسلوبها الذي تغير/ابي تبدأين انتي
ابتسمت بدورها/وش ابدأ فيه؟! تركي شكلك افطرت زين!
ضحك/لاا افطرت زين بس صاير أتنح هاليومين..جدول نومي معفوس مره
وضعت يدها على بطنها بشكل عفوي/اصعب مهمه في الإجازه ترتيب جدول النوم
بتأييد/و الأصعب موازنة حبك للسهر و بين عملك
استغربت/تشتغل يا تركي؟! تو عرفت!
وضع هاتفه على للطاوله/ايوه اشتغل تقريباً تطوع .. و ياخذ اغلب وقتي الحمدلله، يعني وقفت سعسعه على قولت أمي <<ختم حديثه بإبتسامه
فرحت له لتصمت ، ليس لديها ماتقول فليس بينهما شيء أصلاً..، لكن هذا التركي لم يعد ذلك الصبي الذي عرفته فارغاً و طفلاً ..بل صار رجل و هاهو يلبس ثوباً و بيده سُبحه يداعبها بدلاً من هاتفه النقال..،
لاحظ صمتها يطول، لم تكن هكذا/شكلك نعستي !!شفيك ساكته
ثبتت شالها مجدداً وهي تنظر ليديه التي تداعب سبحته/لا ما نعست، بس يمكن متفاجئه
استغرب/من إيش؟!
هي نفسها لا تعرف ولكنه شعور يراودها/مادري.. بس احس كل شيء يتغير بإستمرار مايقعد على حاله،
رفع ناظره لها بشكل عفوي، تجذبه بشكل لا إرادي، بسيطه و غير متكلفه و لكنها تنبع انوثه، استعجلها النصيب و أخذها إلى غيره في غفله منه!/فعلاً تغير كل شيء بشكل يصدم، كانت فيه فرص كثير بس النصيب كان بعلم الغيب
لم تفهم ما يقصده/أي نصيب؟!
قرر الحديث/بنت احبها بس تزوجت..
استنكرت ما يقوله/افاا ماكنت اعرف ان عندك هالسوالف يا تروك! من هي؟!
جمع سُبحته في قبضت يده/خلاص تزوجت الله يوفقها
لتضحك هي/شكلك تستهبل علي من متى انت تحب؟! اضحك على غيري
قاطعها قبل وصول شهد/اضحك على غيرك بس انتي اقولك الصدق..
مازالت تظنه يمازحها كالسابق/الله اكبر يا تركي ووش معنى الصدق لي أنا؟
تفتنه ضحكتها الغير مباليه/لانك غاليه علي..
صمتت مستنكره هذا التصريح الذي لم يريحها، واشعرها أنها تمادت كثيراً ..
ضحك ليزيح غبار تلك العباره الملغومه/وشفيك يا نيفو..تراني استهبل ،انا ماقدر اكذب عليك لانك كاشفتني و ادري لو ايش منتي مصدقتني..
إرتاحت فهذا هو ، لترى قدوم شهد/إيه تكلم صح..اخيراً جات شهد مابغت هالميته
إستغل فرصة إلتفاتتها ليأخذ راحته في النظر، قد يصبح مثالياً في كل شيء و لكن للقلب نظرات مختلسه لتلك التي باتت تشكل شغلاً لقلبه رغم معرفته بزواجها من غيره.. للحظة أنانيه تمنى ان يعود زوجها محملاً على الأكتاف ليحظى هو بها ولو بعد حين...!!
.
.
،
خرجت بعدما اخذت إذناً من أخيها.. تمنت ان تطلب الشموس لتذهب معها على الأقل ولكنها خائفه مما ستصادفه هناك..، لن تحرج الشموس بطلبها، كل ما أرادته بعض الاشياء المهمه من غرفتها و تزور أم مهند فقط..
لمحت اميره الصغيره مع الشموس عائده من الخارج و بيدها كيس صيدليه!/كنتي طالعه؟!
حركت شعرها بعدما حررته من شالها/ايوه كنت محتاجه الصيدليه بحاجات مهمه .. وين رايحه انتي؟!
بعد تردد/بيت زوجي..فيه اشياء مهمه باخذها و بيني وبينك حابه أسلّم على ام مهند مايصير احس عيب للحين مارحت أهنيها بالشهر
بإبتسامة/محد يسبقك على الطيب يا هوازن..بس وش صار على رفض اخوك؟!
تذكرت ما حدث/كلمته بالتلفون ووافق بعدما اقنعته ان فيه اشياء مهمه لي بغرفتي
تسائلت بفضول/كلمتيه؟! اجل وصل؟
ابتسمت للهفتها التي تحاول ان تخفيها بتصنع الثقل/كان بمطار شارل ديغول اظن بيضلون يوم بفرنسا قبل يروحون للندن
ارتاحت نوعاً ما/اوكي انا واختي اميره حابين نروح معك عادي؟!
فرحت بطلبها/أصلاً كنت ابي اطلبك وخفت ترفضين
ابتسمت وهي تنادي الخادمه لتأخذ ما بيدها وتضعه بغرفتها/جوري حطي هالكيس بغرفتي.. انا طالعه مشوار وراجعه قولي هالكلام للبيبي ستر.
خرجوا جميعاً لتتكلم بما لم يعجبها/هالمربيه الجديده مادري يالشموس ماحبيت الفكره
ضحكت/هي مش مربيه مثلما انتي متخيله، ماراح اعطيها كامل الصلاحيه ، وظيفتها تعتني بولدي بغيابي فقط اما اذا كنت متواجده انا اللي اعتني فيه ويظل معي، مثلما انتي عارفه برجع لعملي من هالاسبوع
ارتاحت اخيراً لتبتسم/حلو..يمكن بعد توسطين لي و توظفيني بعد
رفعت حاجبها الأيسر بعبوس/نعم؟!لا يا بنت عمي أنتي توظفين العالم حبيبتي مو تطلبين وظيفه
ضحكت/مابعد استوعبت للحين..ماظن بفيدكم أصلاً بس مع هذا انتي موجوده و منك نستفيد
ركبوا السياره مستقلاتها لمنزل اهل زوجها/هاللحين بيختبصون اذا شافوك معي هالوقت ،بتصل بكادي اعطيها خبر علشان ماتنحرج
منعتها/لا لا تتصلين ولا شيء انا بروح معك لكن ماراح أنزل ..بنتظرك بالسياره إذا بغيتي اميره تنزل لكن انا لا
إلتفتت إليها مستغربه/متعبه نفسك عالفاضي!!
بجديه/مو عالفاضي تظنين اني بخليك تطلعين هالوقت لحالك..يلا بس قربنا لهم لا تتأخرين سلمي و اخذي اغراضك و اطلعي مثلما قلتي لاخوك
توقفت السياره لتنزل، مازالت تستغرب من طبيعة العلاقه بين أدهم و الشموس، تتحدث عنه بإحترام بل و تنتقي ألفاظها حين تتحدث إليه أمام الجميع و بالمقابل ذلك اليوم لم يتردد في إحراجها أمامها!!! و هي لم ترد !! مضت بصمتها!!
طرقت الباب و قرعت الجرس لتنتظر ان يُفتح ..،لتناديها/من فالباب؟!
لم تحبذ رؤية فاتن لكنها مضطره/انا هوازن
فتحت الباب وهي متخصره/خيرر
لم تستغرب قلة ذوقها/السلام عليكم خالتي نايمه و الا سهرانه؟!
بفم ملتوي/وعليكم..امي نااايمه وش يسهرها لهالوقت يعني، وانتي وش جابك؟!
رفعت حاجبها/الساعه توها عشره بروح اصحيها اسلم عليها
تركتها و همت بالدخول حتى اوقفتها/نصيحتي لك ماتواجهين أمي ، ترى ماهي طايقه تشوف وجهك..
استغربت ولكن تعرف فاتن و كذبها/بلا كذب يرحم امك الوضع مو ناقصك يا فاتن
ابتسمت بسخريه/هذا وضعك انتي المزري، فضيحتك انتشرت بعايلتنا مثل البرق..
فتحت هاتفها لتريها مقطع الفيديو وصراخ طليقها و كلماته الموجعه/عرفتي وش اقصد؟! هالفيديو جاينا من جماعتنا و اكيد محد قعد الا شافه، فضحتينا الله يفضحك، قرادت حظ اخوي مالها حد يوم تزوجك، تخيلي بس شعوره وهو يشوف زوجته بهالمنظر ثم يعرف انها بجوالات العالم فضيحه!!
لم تصدق انه تم تصويرها وهي تُهان في المول تلك الليله!!!شعرت بصداع يراودها..قذفت الجهاز من يدها و هربت من نفس الباب الذي دخلت منه، تفنن مشاري بخنقها ، لم تتوقع ان زوجة مشاري كانت تصورها ظنت انها تتحدث بالهاتف فقط..!!
كم كان وضعها بشعاً وهي بتلك المهانه..
ركبت السياره وهي تحاول ان تكون طبيعيه
استغربت صمتها ورجوعها ابكر/ما طولتي
نطقت بصوت مبحوح/خالتي كانت نايمه
أحست انها تبكي لتمسك يدها البارده/وش صاير لك داخل يا بنت؟!
لم ترد فقط انهارت ببكاء صامت..
رحمتها اكثر من أي وقت مضى/لا إله إلا الله..مااعليه تحملي كلها ايام بس
ارتاحت لجملتها كانت تحتاج لسماعها ، لم تصدق أنها تزوجت برجل حقير كمشاري!!
بل لا يعرف من الرجوله غير إسمها..
لديها أخ جزم انه سينتقم، لم تحبذ يوماً ان تنتقم من احد و لكن بعد غدر مشاري باتت تنتظر ذلك الإنتقام على أحر من الجمر.. لا شيء أكثر حُرقةً على كبد الأم من نزع حقها في إحتضان طفلها و تجريدها من مشاعرها.
↚
في احد سجون هونج كونغ..
وقف مع ذلك المحامي الصيني و حمد يناقش معه آخر مفاتيح كسب القضيه التي رفعها عليه احدى شركات التكونولوجيا المتخصصه في الصين..
كل ما أراده حمد هو اتفاقية لإستيراد بعض منتجاتهم ولكنه تفاجىء بقضيه لم تخطر على باله وتهم بالرشوه لموظفين جمارك بمبالغ كبيره.. كان السبب وراء ذلك مفاجئاً له حينما عرفه!!
انتهى من الحديث مع المحامي ليلتفت إلى حمد عاقداً لحاجبه/ليه ماقلت ان جراح ابن عمك شريك لك في هالصفقه؟!!
إلتفت إليه بعينين أذبلها السهر و الهم لينكر/من قال انه شريكي..جراح ولد عمي ماله دخل
وضع يده على الطاوله وهو يحاول ان لا يرفع صوته/لا تغطي عليه،انا عرفت كل شيء و معي أدله تثبت تورطه ، لي قريب الشهر احوس هنا ادور على نقطه تطلع من هنا يااخي ليه ساااكت
تنهد وهو يفرك جبينه لم يود أن يؤذي جراح/جراح عنده عيال يا مهند، اتركه عنك
ضرب بيده/هذا مايشفع له يورطك بجريمه
بهدوء قاتل/صار اللي صار، اترك الرجال عند عياله يربيهم و ربك بيحاسبه
نطق غاضباً/و انت ولدك من بيربيه؟!
ابتسم بسخريه/الوضع مايحتمل مزح يا مهند
بنفس غضبه/ما أمزح زوجتك حامل لها اربع شهور و نص...
اختفت إبتسامته بذهول ليبتلع ريقه الذي كاد يجف..منذ سنوات ينتظر مثل هذا الخبر، و يأتيه الآن في سجن الغربه!!
استغرب صمته ليستنطقه/إذا ودك تشوف ولدك و تحضر وقت ولادته اذكر أسم جراح النكبه هذا..و قول اللي بيقوله لك المحامي هذا حرفياً..هو أدرى بأنظمة البلد
مازال مستغرباً/انت من جدك كادي صدق حامل؟!
عاد ليجلس ويفهمه/يا مسلم ليه امزح عليك هاللحين؟'كادي حامل..بس ما سألت نفسك ليه يؤذيك ابن عمك ؟! ما قعدت مع نفسك تلومه افعاله الرديه معك؟!
مازال مشوشاً/انا مضروب على راسي منه ابي اعرف ليه انا بالتحديد يخليني اسافر و هو اللي لمّع لي الفكره على اساس رحله تنتهي بكوريا و ارجع لكن تورطت بهونج كونج
انخفض صوته قليلاً وهو يتذكر الماضي/جاء لنا لحاله مره و خطبها من ابوي وهي رفضته من ساعتها و زعل علينا كلنا، راح وخطب بنت خاله و تزوجها بنفس الشهر...
رفع حاجبه مستنكراً/يعني وقت ما كنت بالاردن ادرس ماستر!..
حرك رأسه بالإيجاب/الله الله..حتى ابطى ما سلم على ابوي اخذ ظني ثلاث سنين مقاطعه ثم شافه بعزاء جدي..قبل يموت ابوي بكم شهر
جمع اصابع يده في قبضته وهو يكتم غيضه ، لن يرحم جراح ما دام ان الأمر يخص محبوبته..التي سعى مع العائله بتطليقها غيابياً بالتوكيل الذي معهم..!
جميعهم سيندمون على أذيتها جميعهم..
لاحظ شحوب لونه مع صمته/اشوفك ساكت
رق قلبه وهو يتذكر الخبر الألطف منذ سنوات/بالله قلت لي اربع شهور يا مهند؟!!
عاد ليبتسم وهو يرى بريق عينيه/مالك عندنا ولد... ناسي الطلاق؟!
نطق بجديه وهو يتذكرها.
،
.
.
مضت الأيام...و هاهو أسبوع من الغياب..
هاهي عائده من عملها مرهقه، كانت اليوم في زياره لعدة مشاريع قد تبنتها مؤسستها.. تلقت رساله ظنت انه راسلها بالخطأ لتتفاجىء بعد قراءتها أنها من "هدى" و دعوه للسحور..
ابتسمت منذ فتره لم تلتقي بهدى، كم هي محتاجه للقاء تلك الرفيقه.
وصلت المنزل لتنزل و ترى عمها في مكانه الدائم و حوله عمتها هند و عمتها لولوه، نزعت عبائتها جانباً و اتجهت إليهم و ألقت تحيتها و جلست بعدما قبلت رأس عمها وعماتها/كيفكم اليوم؟
نظر لساعته مستغرباً/يا بنتي من امس تطولين في العمل أرفقي على عمرك
ابتسمت/شغل مهم وطارىء يا عمي
لولوه/ما كلمك أدهم اليوم،ما قال متى بيرجع؟!
ببرود/لا ماتصل
تحدثت هند/البارح قال لي يمكن يقعدون بلندن كم يوم بعد لكن كلمني اليوم و قال انه بيرجعون باريس علشان الفندق فيه شوية مشاكل باوراق البلديه و مادري مافهمت عليه، يعني يمكن يرجعون على نهاية الأسبوع ان شاء الله
ابو أدهم/هذا ما قاله
لم تهتم، لتقف/طيب يا جماعه بروح غرفتي اريح شوي و بنزل،عمتي خلي المربيه ترسل لي ركون
رفعت حاجبها وهي تتأكد كل يوم ان العلاقه بينهما ميته/الولد مع عمته هوازن اليوم..ارتاحي بس
ابتسمت لتلك الجميله/الله يقر عينها بولدها
لولوه/قريب ان شاء الله بيجي أدهم ويعدل اللي ما تعدل
لم تعجبها جملة عمتها تلك لا تعرف لماذا شعرت انها موجهه إليها، تجاوزت حديثها وذهبت على مضض..،
لاحظ عمها ملامح وجهها و ابتسامتها التي اختفت، ليقف و كأنه لم ينتبه لشيء/انا بروح اتجدد لصلاة العصر.
همست لها هند بعد ذهاب اخيها/لولوه وش قصدك بهالكلام؟! الشموس واضح شكلها زعلت
بغضب مكبوت/ما قلت شيء يزعل، لكن واضح فيه مشكله كبيره صايره و ماندري عنها
مازالت مستغربه/أي مشكله؟ ماشوف الشموس اشتكت!
لولوه بعد عدة تحليلات/و من متى الشموس تشكي من شيء جارحها؟! لو تموت ماشتكت..مادري هي وش ناويه عليه ،لكن في شيء صاير بينها و بين أدهم هو يتصل باستمرار علينا و هي لا.. كل ما نشدتها عنه ماعرفت تجاوب شوفت عينك
رحمتها هند/اي صادقه..الشموس تظلم نفسها بس ما تحب تشوف احد يشفق عليها لو بتموت..اعرفها
تحدثت بضيق/اللي مستغربته وش الشيء اللي يزعل بأدهم؟ و هو ينحط على الجرح و يبرأ..!
تنهدت/ترى علاقة الرجال بزوجته تختلف عن علاقته بأمه و اخته وعماته..لا تقارنين
بإصرار/ولو ، ماراح تقنعيني ان أدهم مخطي، هي عنيده و كلنا نعرف عنادها وش يسوي..
لم تقتنع بعد/مادري بس ان كانت هي وأدهم متزاعلين و ما حبت تنشر الموضوع برافو عليها اكيد عارفه كيف تتصرف و ماتبيها تكبر
تمنت ان يكون الموضوع عابراً/والله ياليت، ما أبيلهم إلا الزين.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون
دخلت غرفتها وهي ترمي حقيبتها جانباً و تتجه لدورة المياه وهي تنزع ماتلبسه قطعه بعد أخرى،..لتفتح المياه البارده و تنهمر على رأسها وجسدها..،
كل يوم يمر أثقل من الذي قبله، تذكرت ما حدث منذ كانت تعرف بعلاقة مها ،كانت حكيمه جداً ولم تستعجل في إتهام أدهم لثقتها بنفسها أولاً و ثقةً به ثانياً...كانت تواجه كل شيء وتتصدى لكل ذرة شك
ولم تسأله يوماً و لم تغضب و لم تعاقبه رغم معرفتها..
كم كانت حليمه وصبوره ، وعاشقه!!
لكنها استحملت كثيرا. وانفرط عقد صبرها وهي تراه يتحدث عنها بإستنقاص أمام إمرأةٍ أخرى، و يتمادى ليلمس يدها و يداعب أناملها و يسمح لها بالتقرب منه.. وماخفي كان اعظم من ذلك!!
هنا لن تحتمل أي واحده رؤية زوجها هكذا .. غضبت و لكنها لم تعطي غضبها حقه..
ثم غفرت وتناست و باتت هي من تطلب الغفران فلم يمنحها سوى الهجر و التهميش و التقليل منها وحرمانها حقوقها..
حتى وصل به العبث بها أن يمارس حقوقه عليها كلما أراد ثم يركنها على الرف بلا كلمه بحجة حقوقه الشرعيه!!
حسناً طفح الكيل..ما فعله و قاله آخر ليله نزع كل شيء، لن تحتمل ان يعاملها كجاريه أو كفتاة ليل..للفراش فقط !!
بكت وهي تشعر بالإهانه تتجدد داخلها.. كيف حولها لمذنبه تستجدي الغفران من شكها الوحيد و قد كان معها كل الحق لأن تشك به منذ البدايه و لكنها لم ترد عليه بما يجب في حينها،. كيف سمحت له ان يفعل بها كل ذلك؟!!!
خرجت من حمامها وهي تلتف بروبها، أنهت عنايتها بنفسها و دلالها لتنام مرهقه من حروبها الداخليه..
رن هاتفها لتفيق منزعجه وتلتقطه لتراه هو، ابتسمت بسخريه تذكرها في طريق العوده!!
ضغطت الأحمر لمكالمته.. ومن ثم وضعت هاتفها على وضع الصامت.. لتغمض عينيها براحه وتنام..
،
زم شفتيه بغضب وهي تغلق في وجهه المكالمه الوحيده التي تجرأ اخيراً و أجراها..!
ثم تتجاهل بقية إتصالاته التاليه..!
هذا يؤكد طلبها للطلاق، و لكنها لن تناله وعليها ان تستوعب ذلك..
خرج من غرفة المكتب العلويه وهو يبحث في اروقة هذا المنزل الكبير ليستكشفه، اليوم بكامله إستراحه قبل ذهابهم لمحطتهم الأخيره باريس،
الغرف كثيره في هذا المنزل، عرف من نايف انه سكن هنا مع الشموس اثناء دراستهما في لندن، وان تلك الغرفه التي بآخر الممر كانت غرفة الشموس بعدما طلب منه نايف ان يسكنها و لكنه رفض و اختار غرفة الضيوف..
دفعه الفضول لأن يذهب و يفتحها لعلها مازالت تحتفظ بأثارها بعد.
استقبله الظلام الذي يتلصص من ستائرها الكثيره، ليتجه لإحدى النوافذ و يفتحها على مصراعيها ليدخل النور كما يجب و يضيئها، إطلاله ساحره و هنالك شرفه على الطرف الآخر عند الجيران.. وضع فيها تلسكوب صغير!!
تجاهل ما رآه و عاد يمرر ناظريه على أثاثها الكلاسيكي المطعم بشيء من العصري، شده مكتبها الصغير هنالك ليذهب و يجلس مسترخياً على كرسيها قليلاً و ينتبه لمذكرات كُتبت باللغتين العربيه و بعضها بالإنجليزيه بأوراق ملونه مُلصقه على رف فوق سطح المكتب قرأها..معظمها تذكير بمواعيد و محاضرات.. و هنا شده شيء "تذاكر فيصل الراشد"!!!
نزع الورقه وهو يقرأها مجدداً، عن أي تذاكر، و ماذا تقصد؟!!
تذكر حديثها عن فيصل و أمنيتها القديمه في الزواج منه، سيجن جنون غيرته..
سمع صوت خطوات تلك الخادمه الخمسينيه تخبره ان احدهم عند الباب ليخرج ويغلق غرفتها عازماً على العوده..
نزل للأسفل متجهاً للباب وهو عاقداً لحاجبيه، لم يستطيع تجاوز تلك الورقه وذلك الإسم، لولا أن يعرف رجولة فيصل وثقا وزنه لما إنتابته الغيره ولكن فيصل رجل بمعنى الكلمه فقد حاز على إعجابه و ذلك نادراً..
وصل الباب ليتفاجىء بمن يقف ينتظر خارجاً/فيصل !!
إبتسم بمجرد رؤيته/السلام عليكم يا جار
حاول ان يبتسم دون جدوى/وعليكم السلام حي الله بو فهد اقلط تفضل
بنفس إبتسامته الودوده/الله يحييك يبو راكان انا بس جيت أسلم لي اسبوعين هنا بس مانتبهت لجيتكم المعذره منكم!
مازال متحكماً بهدوءه/ماعليك ، لنا تقريباً اسبوع بس مشغولين علشان كذا مانتبهت لنا.. ماشاء الله وين ساكن
أشار لذلك المنزل ذو الشرفه المطله على نافذة الشموس/هذاك بيتي،و الوالده معي قلت اعزمكم انتم و الاهل عالفطور اليوم
حاول ان لا تأخذه الظنون/ودنا بس والله محد معنا من الاهل ، ماهنا غيري انا ونايف و المحامي صالح و بعدمسافرين بكرا
مد يده يصافحه/اجل الله يحفظكم..وما تشوفون شر
شد على مصافحته/اعذرني ماحضرت ملكتك..مبروك يا فيصل ومنك المال ومنها العيال.
ابتسم بسعاده وهو يتذكر/الله يبارك فيك،معذور الوقت كان ضيق أصلاً، يلا سلام
تتبعه قليلاً بناظريه ثم عاد ليدخل، عليه ان يضبط أعصابه التي باتت تنفلت مؤخراً..
كان هادئاً وودوداً طوال حياته و لكن هذه الفتره تجاوز كثيراً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون
بعد منتصف الليل..،
تمدد ساقيها على كرسي الاسترخاء امام حوض الماء و تتصفح كتاب بين يديها..
في كراسي الجلسه خلفها تجلس ام رواد تحمل راكان و تداعبه بجانبها شهد وهند تتحدث مع لولوه و ليال..
لمحت اميره تحاول النزول للمسبح لتمنعها ليال/اميرره ابعدي عن ترى برجعك غرفتك
مددت شفايها بتملل/يالله ززهقت مافي بنت ألعب معها!! بس اولاد اولاد..
التفتت للشموس/قولي لاختك تجيب بنت ماعندنا غيرها هنا وهذي شغلتها
لم تلتفت إليها/شغلتي اكسر راسك، هذا انتي بتتزوجين بعد العيد جيبي لها بنات
ضحكت وهي مستمتعه بجدالها/حبيبتي اذا جبت بنات بيكون بيست زوجي ابوهم مو هنا ببيتكم يال مناع
إلتفتت إليها الشموس/عسانا نصبر
ضحكت لولوه/ماعليك يا اموره بيرزقك ربي
نطقت الشموس وهي تلتفت اليهم/صحيح عمتي هند كم لك حامل؟ نسيت اسألك
بإبتسامه/اتوقع شهر
ليال/يا عمرري الله يثبته و يفرحك فيه انتي وصالح..بالله وش سوى كيف كانت ردة فعله بعدما قلتي له
إحمرت خجلاً/شبلاكم تناظروني كلكم كذا ،
ضحكت ليال/لا يا عمه كل هذا خجل!! ربي يعينك يا صالح، هذا وهو مو موجود بالجلسه مستحيه
شهد بإبتسامه/فديت أمي
الشموس/اي والله مو هاللي مابعد تزوجت و لسانها انفلت
ام رواد/عاد ليال هي اللي ما عمرها فتحت فمها بهالسوالف و لا حتى تحبهم مادري شفيها تغيرت البنت
إلتقطت كاسة الشاي من على طاولتها وهي تبتسم لحديثهن عن جرأتها/شفيكم يا جماعه ابي احرك جوكم شوي و بعدين يام رواد قبل ماكان فيه حبيب هاللحين فيه
لولوه بإبتسامه ماكره/لو دارين انك هواويه كذا كان زوجناك من زمان بدون مانرد لك الرأي.
ارتشفت من كاستها ثم وضعتها في صحنها/قلبي على كفوفي لكن ما كل من قال أحبك بعطيه له..
ابتسمت لها الشموس/ماقالك قيس متى بيجي يا مجنونته؟!
تنهدت لتستفزهن فقط/العيد بيكون هنا و رشا بتكون هنا ثالث العيد ان شاء الله و بتقعد لين تحضر الزواج.
تفقدتها/نيفو للحين نايمه!!
شهد/كنت عندها قبل شوي نشوف فيلم بالصاله ومعنا اولينا كانت متضايقه من الجلسه فقررت تروح ترتاح وتنام بغرفتهاو انا جيت هنا
لوت شفتيها/هالصفراء لحالها هناك
شهد/اي
قررت ان تصارحهم/يا جماعه انا ماني مرتاحه لهذيك المره.. عندكم نفس احساسي والا انا بس أبالغ؟!
لولوه بتأييد/صدقتي والله انها فاقعه كبدي بس ساكته لعيون نايف بس مابيه ياخذ بخاطره
تضايقت شهد من حديثها لتنطق بتوتر حاولت ان تخفيه/و ليه لعيون نايف؟!! تتكلمين و كأنها زوجته وتخافون على مشاعره فيها بعد!!!! عن اذنكم تصبحون على خير
الكل أصيب بذهول للحظه!! و أولهم ليال..
لم يتوقعوا منها هذا التصريح .
وضعت يدها على قلبها/تغاار ياقلبي نعنبو لايمها..هالشقراء هذي سووسه
ابتسمت بخفوت وهي ترى طفلتها تصرح بغيرتها هكذا وبدون ان تشعر،كبرت تلك الصغيره حقاً..
شعرت بنبرة شهد الغيوره تصفعها وهي تتذكر بالوقت نفسه حديث أخيها لها حينما اخبرها أنه يريد الزواج بأولينا واحضرها إلى هنا تمهيداً لذلك.. لا تدري لماذا ينتابها شعور دنيء بالخيانه فأخيها يريد ان يتزوج بمساعدتها..!
وقفت بسرعه لتلحق بها/عن اذنكم
.
،
.
،
دخلت غرفة والدتها قبل ان تتزوج صالح..
متوتره، شعورها بعدم الراحه يضايقها، البقاء مع تلك الشقراء في مكان واحد يحبس انفاسها كلما تتذكر إلتصاقها به و حديثه عن الزواج بها,
لماذا يستفزها هكذا؟! مالذي فعلته حتى يبعدها بهذا الشكل الموجع؟!
تعرف انه حالته صعبه كما قال الطبيب و لكن ما يفعله من تصرفات تجعلها تكاد تنفجر!! و كذلك اخر مره أخبرها ان الشموس لديها علم بنيته الزواج من أولينا،
من الغريب ان الشموس لم تصدر منها أي ردة فعل و كأنها موافقه!!
اخذت جهاز التحكم في التكييف لتخفض حرارته اكثر وترفع مستوى البروده..
حاولت كثيراً ان لا تيأس معه..،و لكنه يوجعها من حيث يعلم، نزلت دمعاتها اليائسه والغيوره..ماذا بيدها ان تفعله إن كان لا يريدها؟!
سمعت صوت باب الغرفة يُفتح لتمسح دموعها بسرعه لتتفاجىء بدخول الشموس/ام راكان!
ابتسمت وهي تدخل/يازين مرت اخوي الذربه وهي تناديني بأم راكان..حبيت الكنيه
ابتسمت بخفوت/الشموس!!
جلست بمحاذاتها وهي تتأمل وجهها الذي يصد، لم تتفاجىء بدموعها فهي حساسه و اي انثى مكانها ستغار/والله يا شهد ان هالشهباء على قولة عمتي لولوه ما تسوى ظفر منك، فلا ترهقين قلبك و دموعك على شيءما يسوى يا قلبي
ابتسمت بخيبه/بس تعجب اخوك و انتي تدرين
رفعت حاجبها بإستنكار/من قال؟!
اختفت ابتسامتها/قال لي هالكلام.. و اصلاً شفتها معه ببيته في ألمانيا و وقتها ماصدقت انه ممكن يجيبها معه..
تفاجئت حقاً بما سمعته/كانت ساكنه معه؟!
حركت رأسها بالإيجاب وهي تجحد دموعها/اي..صحيح تزوجني بظروفي الصعبه يعني صعب اني ألاقي عنده حب او غيره لكن توقعته بيوفي معي و بيوقف دموعي و خوفي و بيوقف معي للاخير ثم يطلقني بدون ما يجرحني و يوجعني.. ماهي غلطته هي غلطتي أنا لأني بالغت بالتفاؤل
رحمتها وهي تشعر بوجعها/صحيح قال لي ، لكن رفضت هالشيء، وماراح اسمح له بعد لا تخافين يا قلبي
بلمعة عين صادقه/الحب ما يجي بالغصب يا الشموس.
أكملت عنها/الحب يجي بالعشره يا شهد، نظره وحده و موقف واحد ما يصنعون حب قابل للحياة ..مصيره يعرفك صح بعد الزواج و يندم على ازعاجه لك صدقيني، اعرفك يا شهد واعرف كيف تربيتي و واثقه كل الثقه انه بيتعلق فيك و بيحبك، هذا إذا ما حبك وانتهى الموضوع فيه احد يشوف هالوجه و مايحبه؟!
ابتسمت اخيراً/الشموس ماني بزر
فرحت بإبتسامتها لتشد على يدها/إي يا قلبي خليك كذا مبتسمه، انا وانتي ضد اللي شايفه نفسه حتى لو اخوي معليش انا بصف حواء
تعرف جيداً سبب جفوله الموجع و لكن لا يحق له أن يوجعها اكثر كان بمقدوره ان يتزوجها و يخبرها انه لن يتم الزفاف كاملاً و يسرد لها أي عذر ولكن ليس هكذا بجلب إمرأه أخرى في منزله أمام الملأ و الإهتمام بها بهذا الشكل الذي يفعله، تسائلت مع نفسها هل تخبر الشموس بما عرفته من طبيب نايف أم لا.. لا يجوز فذلك سر لا يجب ان يعرفه أحد غيرها/الله لا يحرمني إياك.. تدرين ما تعودت أفضفض لأحد بس انتي اصريتي تلاحقيني و تستنطقيني الكلام.. ماحسيت على نفسي و الغيره فضحتني
تنهدت/ما فيه شيء يحط العقل على الكف مثل الغيره..
.
،
.
.
جلس في صالة المنزل يدخن وهو عابساً ما حدث له كارثه بكل معنى الكلمه..لن يستطيع دفع الغرامات سيسجن بالتأكيد
صُعق من صوت طفله الذي يزداد صراخه مع الخادمه/يا حليمه الزززفت روحي شوفي الولد مع الخدامه وسكتيه
خرجت من غرفتها وهي تلوي فمها/معليش ماهو ولدي وش الله كالفني به؟!!
شفت من سيجارته سماً لينفث دخانه بغضب وهو يحاول ان لا يمد يده عليها/قلت شووفي لا يكون تعبان مو معقوله هالصياح ترى صدددعت
اقتربت لتجلس بلا مبالاة/بالطقااق فيك وش خلاك تحضنه كان رميته على امه تربيه مهو بالنهايه ماراح ينادي أحد ابوي غيرك و مرده لك
لم يتمالك حديثها تركها وهو يتجه للطفل غاضب ليراه مع الخادمه تحمله وتحاول ان يهدأ ولكن لا فائده! /هاتيه اشوف
قدمت له الطفل وهي خائفه منه، له سوابق في ضربه/بابا لا يسوي مشكل، هو بس مغص تعبان شوي
صمت وهو يحمله وصار يتنهد من شدة بكائه/خلاص انطم
عاود بكاءه مجدداً ليعيده لسريره ويحاول غلق فمه، وكأن بكاءه يضغط عليه فلا يستطيع اخذ راحته بالتفكير، اخرج السيجاره من بين شفتيه ليطفئها على طهر كف طفله بلا رحمه وهو يصرخ به/اسسسكتتت خلااص
تعلق الخادمه بيده وهي تحاول إبعاده عنه وهي تبكي بإنهيار/نو سير نوو
تركه ازرقاً من شدة بكاءه و خرج مغلقاً باب الغرفه عليه
اخرجته من سريره وهي تبكي و تربت على ظهره.. بكى حتى استفرغ مافي جوفه..
.
.
.
،
أنهت صلاة الفجر منذ ساعه ولكنها مازالت ملازمه لسجادتها و امامها حامل المصحف، تقرأ منذ البارحه بصعوبه فهي مقبوضة الصدر ،محبوسة الأنفاس وكأن صخرةً ما تجثو على قفصها الصدري وتمنعها سهرلة التنفس!!
بكت بقلق لم تشعر ببكاءها إلا بقطرات الدمع الحار تبلل ورقة المصحف أمامها وتحجب عنها الرؤيه، هي مازالت تسمع بكاءه،هو يفتقدها هو يحتاجها من يعتني به بصدق الرعايه غيري؟!
وضعت يدها على يسار صدرها وهي تشكو بثها و حزنها إلى ربها "اللهم سخّر له من خلقك و حبب فيه خلقك و أحفظه بحفظك و قر عيني برؤيته سالماً معافا"
رن هاتفها بجانبها لترى إسمه يزين شاشة هاتفها، إلتقطته وهي تفتحه/ألوه
على الطرف الآخر خاف/هوازن فيك شيء يا قلبي؟
غصت حنجرتها بعبرة فوق عبراتها، ليس فيها شيء بل أكوام من الحزن الذي يثخن على قلبها بكت مجدداً و كأن سؤاله ينثر الملح على جراحها..طفلها الجرح، قد نزعت الروح ثلاث مرات، مرةً حين ولدته اخذ قطعة من القلب و حب الروح للروح و مرةً حين إنتزعه أبوه منها بكل ظلم و مرةً حينما رأته بعد شهور في مول يبكي بلا اهتمام احد ثم تعرضت لأسوء إهانة مصوره بالفيديو من طليقها..تركت طفلها و معه روحها و قلبها ..
نادها مجدداً/هوازن طلبتك لا تسكتين ليه تبكين؟
نطقت اخيراً وبصوتٍ قد بُحّت نبرته/اشتقتلك، تعال
تغيرت نبرته للجديّه و القلق فهي تبكي/ليه تبكين طيب، الشوق مايبكي يا هوازن وش فيك؟!
نطقت وهي تتجرع عبرتها/عز الله انه بكّاني يا مهند
على الطرف الآخر/قبل العيد بكون عندك يا عمري ، يلا طلبتك تسكتين
تنهدت وهي تخبره/ابوي رجعت له ذاكرته يا مهند و عرف من هم اهله واهلي..
خاف من المجهول لا يعلم لماذا فهو سيعرف بعد ذلك اصول هوازن الحقيقيه/من هم اهلك؟!
ابتلعت خوفها وهي تتذكر أدهم و ما قاله/اذا علمتك بتستمر بزواجك مني والا بتهجرني؟! خايفه
استغرب و خاف بدوره لا يخشى من احد فهي حبيبته من دون اهل/تزوجتك وانا ما اعرف اصولك..ماراح تفرق معي من هم اهلك..انتي زوجتي و بس
اخفضت الهاتف لتضعه على صدرها وهي ترفع رأسها للسماء شاكره و ممتنه لكونه زوجها،، وكأن إجابته هذه رتقت قلباً تمزق بما يكفي، كيف لبعض الأشخاص ان يكون لهم مفعول الدواء الذي يُستطاب به..؟!
.
،
.
،
بعد يومين آخرين...،
وضعت فنجان قهوتها على طاولتها وهي تراجع اوراق نتائج شهرين بين يديها بصمت،..
لحظات لتدخل عزه وهي تتبسم/طلع انتي اللي ماخذه القهوه؟!! يالمدمنه
ضحكت وهي تريح اوراقها على سطح المكتب/والله معليش عزّه قهوة ام زوجي محد يشربها غيري اغااار
ضحكت بدورها/اي مسحي جوخ من هاللحين، ترى نبي نذوق قهوتك ترى
بابتسامة خبث/وش تبين بقهوتي؟مااافيه احلى من قهوة خالتي هيله،
ضحكت/ليااال فكك من كيد الحموات
استرخت بجلستها/انا اقشر زوجة أخ، الله يعينكم بس
بابتسامتها/طيب يا زوجة اخوي تفطرين معي عند أمي اليوم؟! وليد و مسافر مالك عذر.
بنفس إبتسامتها/ماقدر اجي للأسف، لو وليد موجود كان جيت.
وضعت كفها على جبينها/يا ناااس كذابه
رفعت حاجبها تمثل الغضب/اها، احترمي مديرتك
رفعت حاجبها هي الأخرى/و انا انا اخت زوجك، كلمه منا والا منا افسّدلك عنده وعند أمه
بإبتسامه/لا صدق صعبه اجيكم، العشر الاواخر ماحب اطلع زيارات ..عسى الله يتقبل منا طاعاتنا يا رب
عزه/امين يا رب..هاه اشوفك منشغله بهالاوراق من صبح تبين مساعده؟!
عادت لتقلبها من جديد/لا مضطره اخلصها بنفسي علشان اعرف كيف اقدمها للشموس.. يعني كلها حسابات و كذا
عزه/من اسبوعين ما جانا طلاب جدد
بابتسامه/الحمدلله عسى الله لا يحوج خلقه لأحد.. بس التوعيه واجب علينا، تقريباً ثقافة المجتمع عن مرض التوحد 10% بس، كيف تسير امور الحمله التوعويه؟!
عزه/كل شيء يمشي تماما، بس ننتظر تشوفين وتطلعين عليها
اغلقت ملفها الذي تراجعه/هذي خليها بعد العيد نبي نجهز ليوم التوحد العالمي صوتنا لازم يوصل و الاعلام لازم يتفاعل معنا
عزه بواقعيه/بيكلفنا مبلغ وقدره
بهدوءها/ماعندي مشكله بالماده اهم شيء نوّصل رسالتنا ،هدفنا يستاهل
ابتسمت لها، وهي تتذكر حماس وليد لعمله/فعلاً ما جمّع إلا وفّق.. انتي ووليد في العمل لا تخاذل
ابتسمت لذكراه، كم تحب ذلك الرجل الذي صار يخصّها وحدها من بين كل الرجال/عمره طويل ان شاء الله..
،
.
.
في مكتب احدى المؤسسات ..
نطق برجاء/يا رجل ليه ماتبون تمددون العقد و تصبرون على دفع المستحقات شوي؟! كنا متفاهمين من فتره و امورنا طيبه، وش تغير ؟
نطق بهدوء/والله ياخوي مشاري مانقدر نصبر اكثر .. السوق ناازل و السيوله قليله
رد بغضب/دام السوق نازل لييه تبي تفسخ هالاتفاق ؟! عالاقل كمل هالشهر ياخي كذا بينخرب بيتي
بنفس هدوءه المصطنع/كان بودي بس صعب
زم شفتيه بغضب/قول الصدق يا محمد لاقي اطيب مني؟! انت ما رفعت يدك إلا ماليها زززين و ماسك لك شيء اكبر والا كيف بتجازف؟!
قرر عدم اخباره/الوقت انتهى انا رجال مشغول يا مشاري تفضل معليش
وقف غاضباً وهو يهدده بنظراته ليخرج حتى وصل للمصعد ليتذكر انه نسي هاتفه على مكتب محمد عاد إليه ليسمع مكالمته مع احدهم وقف مهتماً..
محمد بإبتسامه/اكيد ألغيت طلبيته انت ابدى منه ولو طال عمرك مانقدر نرفض طلب لعميل مميز مثلك
على الطرف الآخر بصوته الصارم/تذكر ان مالك منّه ولا تقدر ترفض طلب أطلبه..كل شيء بثمنه و بإمكاني انهيك و ارفع غيرك ..لذلك انتبه لكلامك معي يا محمد
ابتلع ريق الخوف/اكيد طال عمرك اكيد..
اغلق الهاتف وهو يتنفس براحه، ليرى دخول مشاري مجدداً/مشاري؟! وش رجعك انا قلت
قاطعه/من هالرجال اللي تبي تنهيني علشانه يا محمد؟!
خشي على نفسه مهما كان هذا مصدر رزقه و عمله/شوف يا مشاري، انا مالي قدره على مواجهة أدهم المناع و مجموعة ال مناع معروفه ما يحتاج اشرحها لك.. لذلك اعذرني لو خذلتك.
استغرب فمالذي بينه وبين أدهم المناع حتى ينتقم منه بهذه الطريقه؟! ، تركه وخرج بعدما اخذ هاتفه..،، اخذته الظنون و ظل يفكر مالرابط؟ لابد وان أدهم مخطىء فهو لا يعرفه ولم يسبق و ان إحتك به، هنالك فروقات كبيره بينهما هو صاحب مؤسسه ناشئه صغيره بينما ال مناع تُجار اشهر من نار على علم..!
بالتأكيد هنالك لبسٌ ما..!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون
الليله ليلة من ليال العتق من النار..و اول ليالي التهجد ..
منذ خرجت والدتها وكادي للصلاة في المسجد المجاور اخذت في ترتيب عملها الذي اعتادت عليه مجبره، حتى يتسنى لها الذهاب للسوق غداً كما طلبت من والدتها..
انتهت من نظافة المنزل ببخور وضعته امامها علو الطاوله وجلست بتملل وهي تغير قنوات التلفزيون بتملل واضح وهي تفكر بأخيها!
هل من المعقول انه لم يعرف بما حدث خلف ظهره هنا؟! لماذا هو مهتم كل ذلك الاهتمام بإعادة زوج كادي لها؟!
ابتسمت بخبث وهي تُخرج هاتفها من جيب بنطلونها الضيق و ترى الفيديو مجدداً ، هنالك متعه بصريه تجدها فيه!!
(بيروح عمرك يا فاتن و ماشفتي كذا هوشه من النوع الثقيل، حتى اللي مصور متعمد يطلع هوازن منهاره، لولا اني اعرف الشموس ماراح اصدق انها تدافع كذا عن هاللي مالها اصل هذي زي مازقال طليقها، كيف تنازلت لها؟! متأكده ان فيه سر كبير بس مادري وشو)
سمع صوتها يستقبله من هذا الهدوء ليدخل و يرى تلك جالسه و تدير ظهرها للباب،الصوت صادر من الجهاز الذي بسن يديها/فااتن!!
شهقت وهي تقف مرتبكه و تحاول ان تغلق الجهاز بدون جدوى/هلا مهند الحمدلله عالسلامه
اقترب منها وهو يرى غرابة تصرفها لينتزع الهاتف منه وسط خوفها/وش ذا؟!
تصنعت التردد/يووه الله يساامحك ماحبيتك تشوف
إحمرت عيناه و شعر بالغليان و عروق رأسه تكاد تنفجر فيه/من متى هالشيء صاير؟!
حركت يديها بفقدان أمل/اوول ما انت سافرت ..ترى الفيديو جايني من حريم الجماعه يعني هاللحين كلن درا بالسالفه
صمت مصدوماً ..كيف تمر كل تلك الفتره ولم تخبره؟! لماذا كانت تستغبيه؟! كيف تهوّن أمر غيابه و تستغله بغيابها عن منزله كل تلك الفتره ..!!
تجاهل ماسمعه للتو فخلفه رجل في المجلس/جهزي قهوه و شاهي انا وحمد بالمجلس و لاتنسين جهزي لنا السحور ..
استغربت ردة فعله البارده كان من المفترض ان يثور و ان يقيم الدنيا ولا يقعدها، لا ان يجلس ويضيف من؟!!/رجع حمد!!
بهدوءه المصطنع/ايه..اخلصي بالقهوه و اتصلي اجي اخذها
رأته يعود أدراجه وهو يتدثر الهدوء الغريب!!!/وش هالبروود؟!!
خرجت من المطبخ وهي تحمل بيدها فنجان قهوتها التي أعدتها بنفسها لتسمع ضحكات ليال وهوازن و الثالثه ضحكت طفلها التي تملأ الدنيا سعاده حولها، وهنالك اميره و وسام الذين ينشغلان في لعبه بينهما..،
جلست وهي تستمتع بإرتشاف قهوته لتفتقد تلك الصغيره/بنات بسكم ضحكتوا الولد واجد كثير..
ليال بلا مبالاه/رجاءاً ماهو ولد اختك فلا تدخلين
هوازن بتأييد/من جد والله مو ولد اختك و لا ولد اخوك شدخلك؟
اتسعت ابتسامتها/طيب آسفه، وين نيفو؟!
ليال/و انتي نايمه طلعت مع شهد و عمتي هند وداهم تركي للسوق
لم تعجبها الفكره/يالله وش وداها مع تركي هالبنت! وبعدين مررره تأخر الوقت
ليال/يا شيخه البنت يدووبك تمشي و حالتها النفسيه صفر، وأصلاً عمتك هي اللي ألحت عليها علشان تمشي شوي و تغير جو
حزنت عليها/تكسر خاطري هالبنت، تمر بتعب ماهو هين و صابره
هوازن/من جد تعب ماهو هين، انا متعجبه من صبرها، كنت اظن بتولد خلاص بس اسمعكم تقولون باقي شهرين
الشموس بتنهيده/اي باقي شهرين،حاولت دكتورتها و حاولنا معها تولد و ترتاح لأن جسمها مو متحمل توأم للشهر التاسع بس رافضه
هوازن بحزن/ترى مو سهل قرار الولاده المبكره، يعني انتي بالذات يالشموس لازم تعذرينها، الطفل له ياخذ نص قلب أمه قبل ينولد و ياخذه كله بعدما ينولد.
ابتسمت لها الشموس وهي تشعر بوجعها/الله يربط على قلبك ويفرحك برجوعه لحضنك
ابتسمت بحزن/امين يا رب
وقفت ليال وهي تحاول ان لا تتعمق في تلك المشاعر/بروح المطبخ، احد يبي اجيب له شيء؟!
فهمت تهربها الشموس/انا ما أبي..هوازن تبين؟
حركت رأسها بالنفي/لا
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون
لم تصدق حديث أخيها وهو يخبرها بوجود حمد تحت وطلبه لها، وقفت متفاجئه/مهند لبى روحك انت تقوله صادق؟! يعني حمد رجع؟!!
بابتسامه/ايه يا بنت اجل امزح؟! يلا تجهزي تنزلين معي وتستقبلينه
استغربت طلبه/بس الطلاق و
قاطعها وهو يرفع حاجبه/أنا اخوك وانا اطلبك تطلعين له..يعني بذمتك بطلعك له عالفاضي؟!
عانقته بحب و بدموع/عسى الله يحفظك لي يا ذخري وسندي بهالدنيا
مسح على رأسها بعدما قبل جبينها/غيري بيجامتك هذي واطلعي سلمي عليه يلا يبي يروح لاهله
خافت هذا يعني انها لن تذهب معه/هاه!!
ابتسم وهو يرفع حاجبه/بيجون كلهم يعتذرون لك و يطلبون عفوك قبل ياخذك هذا اقل شيء بعد، غير كذا منتي طالعه من بيت ابوك
ازداد خوفها، ماذا لو رفضوا اهل حمد الاعتراف بالذنب/طيب مهند شوي ونازله
لاحظ ارتباكها/انا بروح لغرفتي ارتاح وانتي انزلي لزوجك سلمي عليه ، وودعيه اذا جاء يطلع..لا تتأخرين عليه ترى كلنا جايين من سفره طويله بس هو مُصر يشوفك.
شعرت بالإرتباك وهي ترى اخيها يخرج .. حمد هنا!!
لا تصدق ذلك اتجهت لغرفتها لترتيب نفسها قبل الذهاب إليه،
أضاءت غرفتها و بدأت بسرعه تجهيز نفسها يشكل بسيط لم تضع سوى ماسكار فقط .. و رشة عطر رتبت قميصها الابيض الواسع على بنطلونها الأصفر ..
رفعت يدها للمشبكين الذين يجمعان خصلات شعرها للأعلى لتحرر شعرها منهاو ينسكب على ظهرها و كتفيها.. جمعته على كتفها و ظفرته بشكل مرتب ..
انتهت من زينتها السريعه وهي تبتسم لنفسها و يدها على بطنها البارز بشكل يغمرها سعاده، هذا ماحلمت به هي وحمد طويلاً و لطالما حوربت من اهله بسبب عدم إنجابها لسنوات..
اخذت نفساً عميقاً لتخرج بعد ذلك و تتفاجىء بوقوف فاتن أمامها/بسم الله من طلعتي لي انتي
مررت عينيها من اعلى للاسفل/ريحة العطر جابتني ، و الدربكه وين طالعه. لا وبعد حاطه برموشك ماسكار!!
ابتسمت وهي تتعداها/مهند يقول زوجي تحت ينتظرني عن اذنك..بعدين اجي ارد عليك سلام
وقفت غير مصدقه ما يحدث، أتعود له في الوقت الذي اصبحت انا فيه مطلقه؟!!
بهذا السرعه؟! حتى انه لم يذهب لأهله بحسب حديث مهند لوالدتها قبل قليل!!
مالذي عندك يا كادي ليجعلك زوجك دائماً على رأس هرم أولوياته؟! انا اجمل و مع ذلك زوجي لم يفعل بي كمل فعل مجنون بني عامر بك!!"
،
يقف منذ دقائق ينتظرها على أحر من الجمر، لن يرتاح حتى يطمئن على شريكة العمر التي ساندته كثيراً و صبرت كثيراً على احاديث اهله و استقبلت لمز والدته بصدر رحب ، سنوات من العلاج اثمرت اخيراً..ما اكرمك يالله!
سمع خطواتها ليرفع ناظريه ناحية الباب الذي ستدخل منه، ليرى اطلالتها التي تأسره في كل مره كشعور اللقاء الأول و النظرة الأولى، هي حقاً حامل وهذا بطنها بارز بشكل جعلها اجمل/يالله حي ام البدر
ابتسمت لتسميتها الجديده وهي تتقدم إليه بصمت..
اختصر المسافه عليها ليتقدم ثلاث خطوات، حتى وصلها..،
.
،
.
على كرسي خشبي في احد الحدائق العامه تجلس بجانب إبنها و تراقب نيفادا و شهد من بعيد، منذ الصباح لم ترتاح لحال نيفادا، هي تعرف ما تمر به و تشك بوضعها..،
نظر لساعته بتملل و إرهاق/يمه مشينا الله يرضا عليك تاخرنا واجد و ابي انام لو ساعه قبل الفجر
اشارت للبنات/دام نيفادا ما طلبت نرجع مو متحركين.. والله ياولدي بالمحاايل طلعت معي ، ناظرها شوي تمشي و شوي تجلس ترتاح باين ارتاحت...
رفع ناظريه ليراها من بعيد بصمت، لا يستطيع إنكار قلبه و جحود مشاعره، لطالما كانت قريبه من القلب تلك المشاغبه، حتى الحمل لم يزدها إلا انوثه وجمالاً بنظره و ان كان يكره كونه من رجل آخر..!
.
،
.
كانت تحاول ان تكتم ألمها قدر المستطاع و تكمل مشيها ولكن تتسرب منها بعض الأهآت غير المقصوده غصباً..
شهد بحزن/نيفو خليني انادي أمي
اشارت بالنفي وهي تجلس/لا،مو هاللحين ابي امشي شوي بعد
جلست بجانبها وهي ترى تعرق وجهها/انتي تحسين بوجع بااين عليك لا تنكرين
شعرت انها لم تعد كتم الألم اكثر فبكت بضيق/من ثلاث ايام يا شهد مارتاح من الم ظهري و رجليني بس هاللحين
اخرجت منديلاً لتمسح وجهها و دموعها/ايوه وش فيه
شعرت بانقباضاتها تزداد وبعض الماء الساخن على فخذيها/بمووت ،معاد فيني حتى خلاص مشي تعبت منه
شدت على يدها/قومي نرجع يلا، خلينا نروح المستشفى، ناظري حولك معاد فيه احد غيرنا
حاولت ان تقف معها ولكن هذه المره لم تستطيع لتصرخ من شدة انقباضتها، لتنزع لثامها عن وجهها من جور الألم/ناديهم بسرعه خلاص
رفعت يديها لأمها التي تراقبها من بعيد لترى اخيها يقفز من مكانه و يعدو بسرعه ناحيتهم و خلفه أمها/الحقووني نيفو تبكي من الوجع
نزل لها عند قدميها بلا تردد وهو يمد يده يمسح دموعها/نيفو وش فيك؟!
رفعت يمينها و شدت ذراعه التي تمسح خدها لتترك اثار اظافرها عليه وهي تبكي/اششش
وصلت هند اخيراً لترى حالتها وتتأكد شكوكها/يلا يا بنتي هذي ولاده عسى الله يعين
بكت وهي تلتفت إليها بحزن فمازالت باكره.، ارادت الحديث و لكن التقلصات تزداد..،
امرتها/يلا يا بنتي مشينا خليني اساعدك
منعتها شهد/يمه ناسيه انك حامل اقعدي بس ، انا و تركي بنتصرف روحي للسياره انتي اسبقينا
حاول تركي مساعدتها لتقف دون جدوى فهي عاجزه عن خطوتين.اقترب ليحملها و لكنها ابعدته عنها، لا تريد اي خدمه له، اي اقتراب من أي نوع/لاا تركي لاا..ابعددد
استغرب وهو غاضب من تصرفها/ماتبيني اشيلك يلا امشي زي الناس و لا تبكين
شهد بكت معها وهي ترى تركي يذهب و يتركهما/نيفو تكفين ساعديني على نفسك اذا ماتبين تركي يشيلك
وقفت وهي تشد يد شهد بقوه و تجلس عل الأرض بإنهيار مايحدث في بطنها خارج عن سيطرتها..
حاول ان يغلق أذنيه عن أنينها و لكن لم يستطيع عاد فوراً ليحملها رغماً عنها وتصرخ مفزوعه و ترى شهد تحاول إيقاظها/بسم الله بسم الله
رحمت دموعها و بكاءها/يختي شفيك من رجعنا من الممشى ونومك كوابيس؟!
نزلت من السرير وهي تستعيذ من ذلك الحلم الذي ذاقت فيه الألم الذي كانت تفكر به قبل نومها و رأت فيه تركي بمنظور مختلف لم تحبذه أبداً..عليها ان تتحاشاه و ان تحتك به،
منذ عادت من الممشى مع عمتها و شهد وهي مجهده اكثر.. لكن لن تستمع للطبيبه في الولاده المبكره..
إلتفتت إلى شهد وهي تقف امام باب الحمام/أذن الفجر؟!
ابتسمت لها/إيه أذن..فيك شيء؟!
حاولت ان تبتسم/مم لا..
راقبتها شهد حتى دخلت دورة المياه لتقرر الذهاب لغرفة والدتها و طمأنتها..
لترى والدتها هنالك تقف وتسلم على احدهم إتضح أنه نايف، حاولت ان تتهرب فهي بقميص نوم قطني قصير
لمح تهرب احداهن ليسأل/من هذي؟!
إلتفتت لترى ابنتها تتسلل هاربه بشكل مضحك/شهد..يلا يا ولدي روح نم و ارتاح بغرفتك ترى بصحيك لصلاة الظهر مافيه نووم اكثر الليله برجع لبيتي و ابي اجلش معك انت وأدهم واخوي ونسولف كلنا سوى
قبل جبينها/ابشري يا عمه، يلا سلام
غادر لغرفته وهو يتبسم لتهرّبها عنه،تبدو ناعمه و جميله بدون اي تكلف، جلس مسترخياً على أريكته وهو يحاول ان يفكر بشيء اخر سواها، يالله سيحل العيد قريباً و سيكون اقترابها موجع، رفع وجهه للأعلى وهو يغمض عينيه و يردد/يا رب.
،
بالكاد انتهى من السلام على والده و عمته ليخرج للصاله ويصادفها مبتسماً/اهلاً
ابتسمت بدمعه وهي تبادله السلام/هلابك انت، سلامة الأسفار
ظل ممسكاً بيدها/الله يسلمك من النار، شلونك هوازن بشريني عنك
حاولت ان تبتسم/بخير ولله الحمد..كيف كانت سفرتك؟، عسى توفقتوا و تسهلت اموركم
بابتسامه/ابشرك كل شيء تمام و عال العاال..صاحيه هالوقت؟!
التمعت عينيها/كنت انتظرك بالصاله و دخلت اقيس ضغط ابوي وسكره ورجعت الجهاز لغرفتي وطلعت و هذاني الحمدلله شفتك قدامي.
فرح من كل قلبه، أكانت تنتظره؟ قبل جبينها/الله لا يحرمني هالوجه..يلا روحي نامي وارتاحي بعد كل هالسهر
قاطعته وهي تعانقه للحظه ثم تركته/اشوفك بعدين..سلام
راقب ذهابها للمصعد ليترك المكان و يتجه لجناحه، وجد المكان بارداً جداً فدخل للغرفه خاف فهي بارده جداً..لم يراها ولكن من الواضح انها في الحمام..
اتجه لسرير طفله وهو يبتسم بعدما رأ بيجامته الثقيله و ابتسامته وهو نائم كالملاك، تغيّر عليه صار كبيراً لم يلاحظ انه تجاوز الثمانية شهور..
خرجت من الحمام لتراه يقف عند سرير الطفل، لا تعلم لماذا كرهت رؤيته الآن، ما اقبح شعور اللحظه..تجاهلته وهي تذهب للتسريحه تأخذ مرطب يدين بعدما غسلتها،
إلتفت إليها مبتسماً وهو يرى تجاهلها، صريحه في مشاعرها لا تستطيع إخفاء غضبها او شوقها/السلام عليكم
بدون نفس و بصوت بالكاد سمعه/وعليكم.
رفع حاجبه ومازال مبتسماً/شايفتني يهودي؟!
لم ترد عليه اكملت ماتفعله بصمت و هدوء ثم اتجهت لطفلها تريد أخذه من سريره.. و لكنه امسك بذراعها بهدوء لتلتفت إليه/مادريت انك جاي الليله و إلا كان طلعت لغرفتي بدري انا و ولدي
ابعدها قليلاً عن سرير الطفل وهو يشد يدها الأخرى بهدوء/افا ليه بس يا حبيبتي؟!
ستُجن من بروده لتسحب يديها من قبضة يديه/كذاب ماني حبيبتك، الحياة ماهي على كيفك يا أدهم، تنفرني متى ما بغيت و تجيني متى ما شتهيت!
تفاجىء من ردها و قد كانت ستذوب بين احضانه آخر مرة هنا..توقع انها ستكون مشتاقه بعد غياب الإسبوعين،وستنسى موضوع الطلاق..
اكملت وهي تحاول ان لا تهينها دمعتها بالنزول/ماتقدر تتلاعب بمشاعري على كيفك و تظن مني اني أسكت، انت استهنت فيّ بما فيه الكفايه، حتى انك عاملتني آخر مره برخص بعدما خليتني مجرد أداة تفريغ لرغباتك و بس.
مازال متفاجئاً من حديثها و لكنه رد/اذا للحين تفكرين بالطلاق أنسي.
ردت بقوتها المعهوده والتي سبق وتجاهلتها كثيراً مع حبه/و انت بعد انسى تقرب مني مره ثانيه انسى يا أدهم.
رفع حاجبه/تذكري يالشموس ان هاللي تطلبينه حرام و أنا مازلت ابيك.
زمت شفتيها بغضب من رده البارد/ماعمري شفت اوقح من كذا..!! سبق و طلبت الطلاق و انتهيت منك، إذا براسك موال سمعه لغيري اما انا طابت نفسي منك.
توقف مكانه كالجماد يراها وهي تحمل طفلها و تخرج بدون أي كلمة إضافية!!
نظراتها الحاده عادت من جديد، و كأن الشموس انبعثت من جديد، كأول مرةٍ عرفها شرسه..!
إتجه للسرير وهو يفتح أزرة قميصه الابيض بهدوء و اخذ نفسٍ عميق ليحاول أن يستوعب ماحدث!!!
كم كان مرهقاً من السفر و زادت إرهاقه، الأمور معها لا تسير كما يجب و هو مازال يحمل تجاهها اثقالاً في قلبه لكنها هي وحدها السبب في كل شيء...
.
وصلت غرفتها وهي تحمد الله ان عمتها ذهبت لغرفة الضيوف و تركت غرفتها لها، دخلتها براحه لتودع طفلها النائم في سريره من ثم تذهب لسريرها لاذت به و حاولت إغلاق عينيها و لكن دون جدوى وهي تتذكر ماحدث، تتذكر بروده القاتل لكل شيء جميل، لم تعتاد اللامبالاة من أي احد و هذا يتفنن في ذلك..
حسناً لن تبقى حبيسة مزاجيته مدى الحياة ..لديها اشياء مهمه تفوق اهمية ذلك المغرور..
.
أوقف سيارته في مواقف المجموعه لينزل مستعجلاً.. بعدما عرف من صالح عودتهم ليلة البارحه، لن يرتاح حتى يعرف ما دار خلف ظهره!
استخدم المصعد ليلتقي بنايف الذي كان يحمل ملفاً/نايف!
صافحه بإبتسامه/اهلاً بالنسيب متى رجعت من هونج كونج؟!
استغرب مناداته له بالنسيب!/من كم يوم بس
عاد ليستغرب هو بدوره فزوجته عندهم/افاا من كم يوم وما درينا !!
اعاد ترتيب شماغه بطريقه ليخفي توتره/مريت بظروف عائليه شوي اشغلتني
وصلوا سويةً لمكتب أدهم ليفتح له نايف الباب بعدما طرقه/تفضل شكلك جاي معي لأدهم
ابتسم مجاملةً وهو يرى وقوف أدهم/السلام عليكم
تقدم إليه وهو يصافحه/وعليكم السلام هلا مهند تفضل
جلس وهو عاجز عن فتح الموضوع،مازال يجهل ما حدث، و هوازن قالت بأن والدها إستعاد ذاكرته وان اهلها ربما لن يعجبوه، هو في حيره خصوصاً بعد ذلك الفيديو الذي احرق دمه ، كل شيء جعله يبتعد هذه الأيام و لا يقابلها.. خشيةً ان يحدث مالا يريده..
لاخظ سرحانه وهو يوقع ورقةً مع نايف/اسلم يا مهند وش هالزياره الصباحيه ان شاء الله خير
تردد في الحديث ونايف موجود/مادري وش اقول يا أدهم محتار
بابتسامه/قول و لا تحتار كلمه تستحي منها بدها
رفع ناظريه لهما فزوجته في منزلهم/الموضوع يخص زوجتي و.. << سكت ينتظر خروج نايف
نايف جلس هو الآخر/الموضوع اللي يخص زوجتك، يخصنا كلنا وش العلم يا مهند
وقف مهند غاضب من رده/نااايف!!!
ترك أدهم قلمه ليطلب منه الهدوء/مهند اجلس..نايف ماغلط علشان ترفع صوتك عليه
فتح زر ثوبه من اعلى وهو بقمة غضبه/انا سمحت لها تزور ابوها عندكم شكلياً عند اهلي انتم اهلها، غير كذا ما اسمح لكم
رفع حاجبه/اجل ليه انت هنا من كم يوم وما جيت تاخذها؟!! تكلم
مهند بغضب/ماهو بشغلك فاااهم
زم نايف شفتيه فلم يعد يحتمل/شغلي ونص..اللي يدوس على طرف هوازن كأنه داس علي أنا
لم يحتمل حديثه اكثر ليتوجه إليه ويشده من ياقته/لا تجيب سيرتها قدامي فااهم
وقف أدهم وهو يتجه لنايف الغاضب و يبعد عنه مهند و يقف بينهم وهو يوجه الحديث لنايف/يا نايف الرجال للحين ما يدري بشيء..اعذره
نطق مهند غاضباً..سيجن من هذا الغموض/وش اللي ما أعرفه انطق انت وياه، زوجتي قالت ان ابوها استرجع ذاكرته لكن ما قالت لي من اهلها، واضح انكم عرفتوهم ، من هم ؟!
ابتسم وهو يطلبه الهدوء/ارتاح يا رجال الأمور ما تحتاج كل هالعصبيه
ازداد غضبه وعيناه تحمران/كيف ماتحتاج عصبيه و انا واصلني فيديو لزوجتي تنهان في مول من طليقها الزفت علشان ولدها و ينعتها قدام خلق الله بـ قليلة الأصل.. فهمني كيف ارتاح و فيديو اهانة زوجتي بكل جوال بالرياض اذا مو بالسعوديه كلها
لم يصدق ما يسمعه ليشده بدوره/الكلام اللي تقوله صحيح يا مهند!!
ابعده عنه بقوته/وش يهمك انت هاه؟!! اترك زوجتي عندك وتنهااان؟!
شده بقوه وهو يزأر بوجهه/اختي ما تنهاااان يا مهند وهي بحماي
بسخريه/والله انهانت و تصورت اهانتها بعد و انت تقول بحمايتي؟!!
غضب نايف ليحاول يهجم عليه ولكن منعه أدهم اخيراً/أدهم فكني عليه بس
راح يجلس وهو يضم رإسه بكلتا يديه ثم مسح وجهه، قد حفر مشاري قبره بيده، و لن يمهله حتى يأتي لمقبرته بنفسه..،
إستغرب ردة فعله العميقه/ما قلتوا لي من اهلها؟!
رن هاتف المكتب ليذهب نايف و يرد/الوه نعم!! من يبيه؟! مشاري!
ذهب أدهم إليه وهو يشير إليه، فهو كان ينتظر مكالمته بعدما ضيق الخناق عليه..
فهمه نايف/لحظه يا مشاري..انتظر
أدهم بقهر مكبوت/كنت انتظر مكالمته علشان أأدبه لكن هاللحين الحساب زاد وهو مصور اختي منبسط بإهانتها..
مازال لا يفهم ما يحدث/اختك!!
نايف بغضب/اييه اخته اللي قدامك هذا اخوها و انا ولد عمها..
لم ينتظر أدهم حتى إلتقط سماعة الهاتف الثابت و يرد عليع بصوته الفخم/نعم !
على الطرف الآخر بصوت يوضح توتره/السلام عليكم استاذ أدهم أ..
قاطعه بجديه/دكتور أدهم..و انجز انا مشغول
اكمل ذلك بعدما زاد توتره/ان شاء الله طلل عمرك، انا حبيت اتكلم معك بموضوع يـ..
قاطعه مجدداً/انا ماحب اطول على التليفون ووقتي مايسمح، إذا عندك شيء مهم اخذ موعد من السكرتاريه..اذا مو مهم ياليت توفر علي و على نفسك
برجاء/لا دكتور أدهم الموضوع مهم بالنسبه لي و اظن انك ماراح تظلمني ياليت اخذ الموعد منك
رد بغرور/اخذت وقت اكثر من اللازم..مضطر اسكر ،سلام
ابتسم نايف وهو يعجبه تصرفه/كفوه تسكر الخط بوجهه، واضح انه غثيث، من هو؟!
أدهم/هذا طليق هوازن
زم شفتيه بحقد/وش العلم؟!
ابتسم له أدهم، يجب ان يعرف مهند بكل ما حدث الآن/قالك نايف قبل شوي
لم يصدق/يعني صدق انت اخوها!!
هز رأسه/و بتوطى ببطنك لو مضايقها بشيء، هوازن عبدالله المناع ماهي لحالها يا مهند
جلس من هول المفاجئه، هذه اجمل مفاجئه قد حدثت له منذ زمن بل هي الأجمل على الإطلاق..
ظل يخبره بكل ماحدث..بنفس الوقت تفاجىء نايف بما يخطط له أدهم و كيف يخطط!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل السابع والخمسون
خرجت من ساحة المنزل وهي خائفه متوتره مما سمعته من فاتن، بالتأكيد لن تتصل فاتن لتطمئن بل لغرض في نفسها، أمعقول أنه هنا منذ أيام و لم يأتي و لم يخبرها بقدومه!!
هل حقاً ما قالته فاتن بشأن غضبه!!
دخلت في هذه اللحظات ليال وهي تراها صافنه تنظر للفراغ بحزن واضح، نزعت عبائتها ووضعتها جانباً/السلام عليكم
رفعت ناظريها لها لترد بخفوت/وعليكم السلام
ابتسمت و هي تجلس/اليوم محد حولك وين عمي و عمتي لولو
تنهدت/ابوي نايم و عمتي لولوه جاء ولدها غيث وراحت معه، بتجي فالعيد
ابتسمت/تلقين ابو غيث اشتاق لها يا حبت عيني
ضحكت قليلاً ثم صمتت..صدود مهند عنها غريب ، تعرفه جيداً يحبها فكيف لا يأتي لزيارتها على الأقل او يتصل!!
شكت في وضعها/هوازن وش فيك بس سرحانه!!
وقفت وهي تحاول ان تتجاوز مكالمة فاتن/ولا شيء، بس مصدعه شوي عن اذنك بروح ارتاح بغرفتي
رن هاتفها لترى إسمه يلتمع في شاشة هاتفها، إختلط خوفها بشوقها هل ترد أم لا.. لا تعرف بما يفكر به ..
استغربت توقفها و نظرتها للجوال بيدها/هوازن من اللي يتصل؟!
إلتفتت إليها ثم قررت الذهاب/هذا مهند
زاد إستغرابها و لكن شكت ان هنالك مايحدث بينهما/طيب ليه ما تردين؟! فيه مشكله؟!
تنهدت وهي تنوي الفضفضه ولكن سمعت صوت أدهم يناديها، لتبتسم لذلك الصوت الذي لطالما إنتشاها من قاع الخوف والحيره و شتات النفس/بروح لأدهم
إلتقطت عبائتها وهي مازالت في حيره من وضع هوازن، لتترك المكان وتصعد لغرفتها..تنوي رؤية نيفادا قبل نومها..
فُتح باب المصعد لتخرج و هي ترى تلك الشقراء تأتي من جهة جناح نايف/هيي انتي من وين جايه؟!!
ابتسمت بسخريه/كنت اتمشى ، بااي
تجاوزتها و دخلت المصعد !!!
تجزم ان هذه المخلوقه ليست نقيه ولم تستسيغها منذ البدايه
.
دار الحديث بينه و بين اخيها و عينيها معلّقه في يديه التي تداعب سُبحته كانت قلقه مما تخبئه لمعة عينيه لها.
وقف أدهم/يلا مثلما اتفقنا يا مهند طيب؟!
وقف معه/ان شاء الله بس عاد ابي اكون موجود بكل لحظه
ابتسم بخبث/اكيد ما يبي لها...سلام
رقبه حتى خرج ليلتفت إليها و يراها تداعب اظافرها، اقترب وجلس بجانبها و يفصل بينهما حاجز الاريكه،صمت قليلاً ثم نطق/كل هذا صار وما فكرتي تقولين لي؟!
ابتلعت الخوف/منعني أدهم خاف انك ماتفهم غيابي ، كان مشغول بمشاري من فتره
إلتفتت إليها بهدوءه ليرفع رأسها من ذقنها/أدهم ما يعرفني زين علشان كذا خاف ما افهمه لكن انتي تعرفيني صح وتدرين اني مستحيل ما افهمك
إلتمعت عينيها/الفتره اللي راحت انشغلت و رحت مع ابوي للخرج لبيته اللي كان يسكنه، كنت خايفه على أدهم لو ينصدم إذا ابوي ما استعاد ذاكرته، كنت اسمع كلام أدهم و انفذه بدون ما اناقشه علشان ما اشغله بنفسي كفايه انشغاله بأبوي
ابتسم لها/كم مره اتصلت فيك و سولفنا ، يعني مافكرتي لو مره تقولين؟!!
ابتسمت/بكل مكالمه كنت اقول خلاص قولي له بس اعجز
مد يده ليلامس يدها للحظات ثم نطق/والله اشتقتلك يا بنت..
إحمرت خجلاً وهي تسحب يدها/تفطر عندنا اليوم؟!
وقف وهو ينوي الخروج/عزمني أدهم قبلك ورفضت..ماقدر اخلي الوالده
وقفت معه/سلم عليها وعلى كادي
استغرب عدم ذكرها لأشكوى منهم/منتي زعلانه عاللي صار
حركت رأسها بالنفي/كل الزعل يروح دامك راضي و معي
اقترب ليقبل جبينها/الله يرضا عليك..
،
مرت الأيام ..كانت الامور تسير بهدوء على الجميع..تباعد صامت بيت الشموس و أدهم حتى ان انه بات الجميع يشك في علاقتهما البارده..هذا لا يمنع الاحاديث عن العمل واجتماعهم البارد في جلسات العائله..،
والد أدهم كان يلاحظ تغير أدهم و صمته الدائم و اغلب الليالي ينام عنده!!و صدود الشموس و عدم حتى النظر لأدهم حين يتحدث..!!
ليال تركت التجهيز لنفسها و انشغلت هي وهوازن بمراقبة نيفادا التي تطلق كل يوم صفارات إنذار كاذبه..
مشاري ازداد الوضع عنده سوءاً وهو ينتظر لقاء أدهم المناع ليعرف منه لماذا يحاصره من جميع الجهات؟!!
وليد يجهز للعوده ليلة العيد..
شهد و هند كلهما قد اكتمل جهازها وتنتظر بقلق زواجهما المعلن في العيد..
وهاهو العيد..!
صباح العيد ،
تعالت التكبيرات حتى صلاة العيد لتتلوها و اصوات المفرقعات والالعاب الناريه
انتهت من لبسها بوضع عطرها الفواح لتقف وهي تحرك شعرها و تبتسم لاناقتها البسيطه بفستان قصير زهري فاتح مزموم من الصدر و واسع إلى الركبه..
هذا اليوم جميل ينقصه فقط ينقصه إتصالاً منه ليكتمل عيدها..
سمعت فرقعات الالعاب الناريه و تعالي صرخات وضحكات رواد واميره و وسام
تحمست وخرجت لن يبدو عيداً بدون فرقعة الألعاب الناريه..
نزلت تحت لتسلم على الشموس التي جلس و بحضنها راكان يرتدي ثوباً تقليدياً ابيض و حذاء اسودء لم تستطيع تمالك نفسها/يا جماااال العيد يا ناااس كل عام وانت بخير يا روووح خالتك انت
ضحكت الشموس/وانا صفر يعني مالي خانه!!
سلمت عليها/عاد انتي الخير كله..هاتيه تكفين
فتحت هاتفها لتصوير السيلفي/سيلفي العيد بالله
لاحظتها تخرج به لتعترض طريقها ليال/نيفوو انا ماعايدت عليه هااتيه
تأففت وهي تسلمه لها/انا طالعه العب طرطعان
ضحكت الشموس/يا بنتي اعقلي بطنك فيه اثنين..طيب انتبهي على نفسك لا تطيحين
لم تسمعها خرجت لتضحك ليال/مسكينه تبي تلحق تلعب قبل تولد..المشكله ليلياً مطفشتنا انا وهوازن نلتقي عند بابها و بعدين تقول مافيه شيء روحوا
عادت الشموس تجلس و هي تسكب لنفسها فنجان قهوه/ربي يسهل ، وين هوازن؟!
جلست ليال هي الاخرى/راحت تصلي العيد مع عمي و أدهم و نايف.
خرجت ام رواد من غرفتها وهي تلتف بشالها/هااه سبقتوني اليوم صباح الخير
ابتسمت لها ليال/صباحك عيد يا مرت الغالي
ضحكت الشموس/مستحيل تتركين حركات العجايز يا ليال
.
،
.
دخل بسيارته المنزل لتنزل والدته و هند كان سيدخل ولكنه سمع ضحكاتها تخالط ضحكات الصغار والمفرقعات، هذا الجو يجذبه و يذكره بالماضي الجميل، اتجه لناحية الصوت من الساحه الخلفيه للمنزل ليقف يراها تلك الطفله البريئه التي يعرفها جيداً يعرف صفاء سريرتها و طفولتها مهما إدعت انها كبرت حتى الزواج والحمل لم يخطفان تلك اللطافه و البراءه منها ، شعرها البني يتهادى حتى اسفل كتفيها و فستانها الوردي القصير يجعلها كزهره وسط هذه الحديقه التي تلعب بالمفرقعات فيها..و خلفها نافوره اندلسيه متوسطة الحجم
طارت مفرقعات رواد على اميره لتصرخ و تقفز حتى اصطدمت بنيفادا التي لم تتوازن مع ثقلها لتسقط خلفها في النافوره
صرخت اميره وهي ترى مافعلته بأختها/نيفوو!!
نزع شماغه من رأسه و امسك طرف ثوبه من اسفل و ركض ناحية النافوره التي سقطت عليها نيفادا، وصل ليخرجها وهو يحاول يعرف ما إذا كانت في وعيها/نيفاداا !!
اغمضت عينيها وهي تسترخي بين يديه، بدون أي ردة فعل..!!
انتبه لرواد وهو يصرخ/البركه فيها دم..!!
لم ينتظر ثانيه اخرى حملها وهو دموعه تسابقه هذا يكاد يكون اصعب موقف يمر به..
حضرت ليال بعد تعالي الأصوات لترى وقوف اميره المذهوله ببكائها و رواد الذي عاد للتو من اللحاق بتركي
ثم انتبهت للنافوره واختفاء نيفادا/وش فيه؟! وين نيفادا؟!
↚
هنا في انتصاف الطريقِ
أقشّرُ عن مقْتل القلب بعض السنينْ
إلهي أعرني من الغيب عينًا
لأعرف كم قشرةً بقيت
تحجبُ القلب عن أن يبينْ..
.
لم تستطيع تحمل رؤية الدم دون ان تتخيل بشاعة الذي حصل، وضعت يدها على جبينها وهي تعجز عن فعل أي شيء حتى الصراخ..!
هزتها هوازن وهي تلاحظ تجمدها بينما البقيه منهارين/الشموس يا بنت وش فيك؟!
نطقت بتوتر غريب لتتركهن/انا لازم اروح المستشفى
لحقت بها هوازن لن تتركها تذهب بهذه الحاله/بروح معك.
لحقت بها أم رواد بسرعه وهي باكيه لن تترك طفلتها تواجه مصيرها لوحدها..،
.،
ركض خلف الكادر الطبي الذي يدفع سريرها إلى قسم العمليات وهو يناديها ليطمئن ولكن لا فائده..!
توقف خلف الباب الذي اغلقوه في وجهه ليطل من الفتحه الزجاجيه الصغيره في الباب حتى اختفى سريرها عن ناظريه تماماً..
وقف وهو يحاول ان يستوعب حقيقة ماحدث و لكن ثيابه الملطخه بدماء رأسها كانت تؤكد ماحدث..
ظل متكئاً ينتظر أي خبره يبشره بسلامتها فقط..
خرجت الدكتوره بقلق/لو سمحت يا اخ
تقدم إليها خائفاً/هاه وش صار؟!
بدون مقدمات/محتاجين اكياس دم ab- المريضه عندها نزيف بالراس ونبضاتها احتمال كبير تقل اكثر من الطبيعي يعني محتاجين ننزل الجنين ولاده مبكره بأسرع وقت قبل لا تصاب بتسمم حمل
خاف من مجرد التسميه فهو ليس ملماً بهكذا امور/لا لا تسمم حمل وشو تكفين دكتوره تصرفي اذا وعت وعيالها صاير فيهم شيء والله بتنهار
استغربت/حامل بتوأم؟!!
اشار بالإيجاب/اييه
خافت/عموماً راح نسوي سونار قبل العمليه بس بليييز جهز لنا اكياس دم و بسرعه لان الوقت مهم..انا مضطره ادخل
ارتبك وشعر انه المسؤل عن اي شيء سيء سيحدث لها ،
رن هاتفه ليرد بسرعه/الوه
علو الطرف الآخر/اي مستشفى يا تركي
اخبرها وهو يخرج بسرعه و اغلق هاتفه ليركب سيارته مسرعاً و يتصل بمن يعرفهم، ليس الجميع نفس الفصيله ماعدا احدهم ولكن هو يريد كميات..
كاد ينحرف عن الطريق ويتسبب بفوضى سير ..ولكنه واصل طريقه..
لحقت به احد الدوريات لتعترض طريقه و توقفه ،شعر وانها النهايه،لم ينتبه لشكله و لا للبسه في نهار هذا العيد/والله مو وقتكم
نزل رجل الأمن من سيارته ليتجه إليه متسائلاً/انزل ياخوي انزل بغيت تذبح العالم مع هالعيد!!
نزل وهو محبط ومتوتر/ادري الله يسلمك بس والله مرتبك و مستعجل
قاطعه بعدما رآى الدم و ارتباكه/ابك انت علامك؟! وش فيك منحاش من هوشه والا وش مصيبتك؟!
شد شعرها بطريقه تم عن توتر/لا يا عم انا عندي حاله طارئه اختي طاحت علينا وهي حامل باثنين نزف راسها و تعبت و يبون دم وانا والله ماخليت احد اعرفه ماطلبت لقيت واحد بسab-
حك ذقنه وهو يتفهم وضعه/اي مستشفى
اشار بيده/مستشفى الـ...
العسكري/ايييه روح يا ولديو ابشر بالفزعه هاللحين بتصل بالعمليات يجيك من ربعنا اللي تبي
فرح وقبل رأسه/مشكور يا عم الله يبشرك بالجنه
العسكري بهدوء/يا ولدي هذا واجبنا رح لاختك بس
اتجه العسكري لسيارته و لحق بتركي حتى المشفى ..
.
.
،
هنالك على حدود الوطن الجنوبيه..
و في ثكنته العسكريه ...
الأمطار اليوم غزيره ولا تتوقف..هكذا صباحات تليق بالعيد والحب لا بالحرب.. هذا قدره ان يعشق في الوقت الذي يجب عليه ان يقاتل..!
دخل خيمته لا يعلم لماذ القلق يحاصر قلبه، لا زال يتصل بها منذ ساعه ولا ترد..هل يُعقل ان تنام نهار العيد مستحيل ،فهي اخبرتني انها ستنتظر إتصالي!
ستنطلق بعد ربع ساعه قافلتهم للتغلغل في الاراضي اليمنيه لمساندة قوات الشرعيه اليمنيه..يريد صوتها وداعاً يصبّره لما سيلاقيه على الأقل..و لكن دون جدوى!
فتح الاستوديو ليرى صورة لها إلتقطها آخر مره كانت فاتنه رغم تعب الحمل البادي على ملامحها الآسره..متعلقه برقبته كطفلته المدلله و تقبل خده كعاشقه متيمه ..طلبته ان يكون بجانبها حين تلد سيكون ذلك كانت تقول انه حدثاً تاريخياً بالنسبة لها لم تعرف انه حدث إستثنائي بالنسبة له..
سمع نداء قائد اللواء ينادي للوحدات العسكريه فوقف وهو يحذف صورتها لا إرادياً ...وجل قلبه..ضجت ضلوعه و ارتعدت، لم يشعر بهكذا شعور حتى حين وفاة طفله..
هنالك أمرٌ ما قادم و لا يعلمه... "يالله
إن كانت الشهاده فأمنحني وعدك الجنه و رؤية اهلي فيها ،يالله و عناقها في الفردوس الاعلى يالله.."
خرج وهو يركض مع الصفوف و يصعد دبابته مردداً مع مجموعته نشيد الوطن الحر..
"ستبقين يا قبلة المسلمين
ملاذاً وحصناً قوياً أمين
وحق لأهلك ان يفخروا
بماض مجيد وعهد مكين
"
.
،
.
عادوا من صلاة العيد ليستقبلوا بعض المهنئين من الجيران،
وطلب من هوازن ان تُرسل راكان مع رواد..
لم تمنحه فرصة رؤيتها و لا حتى معايدتها، ظن أنها ستحن ليلة العيد ولكنها كانت جاده في هجره هذه المرّه..!
.
حملت راكان معها تنوي الذهاب و لكن تسائلت وهي ترى نظرات خوفهم و بكاء ليال التي ذهبت هنالك عند الشرفه/بنات شفيكم وين ام راكان و نيفو؟!
هند/انتي ودي ركون لابوه وجده اول شيء و بعدين نقولك
خافت/صاير شيء؟!
هند/نيفو طاحت و تقول الشموس بيولدونها ، بس لا تقولين لأدهم هاللحين عند ضيوفه..رواد اخذ له راكان و اا تقول له شيء
توترت هوازن/يا رب تيسرها على نيفادا و لا تعسرها..
هند/يا رب يااا رب
.
اتسعت إبتسامته وهو يرى دخول رواد المجلس وهو يحمل إبنه يلبس ثوباً، كانت مفاجئه بالنسبة له، كان يريد لو قفز من مكانه ليلتقط ابنه ولكنه لن يفعلها هكذا أمام الرجال في مجلسه..راقبته عينيه يتلقفه جده و من ثم الضيوف الذي عايدوه ،معظمهم كان يراه للمرة الأولى..
لمح شيئاً لفت له نظره في اكمام ثوب راكان، إتسعت إبتسامته وهو يراها تُلبسه كبكاته التي اشتراها له..امسك باليد التي تحمل إسمها ليقبلها/كل عام وانت بخير يا بطل..
تحدث احدهم/ما شاء الله على راكان،المفروض قدهو يمشي
بابتسامته/هو المفروض بس مابعد وازن مشيته و امه تخاف يطيح ماتخليه ينزل عالارض
نطق احدهم/علمه عالخشونه هو ولد خله يمشي ويطيح لين يعرف يمشي صح ما عليه إلا العافيه
ضحك ابو أدهم/لا اماا عاد يطيح ماني مخليهم والا انت صادق
ضحك الاخر/ان كان انت بتمنعهم صح
ضل يستقبل المهنئين بالعيد و يسمع احاديثهم و طفله في حضنه يشم عبق عطره المميز هذا العيد استحوذ على اهتمامها راكان كم يغبطه، هذا اليوم بالتحديد يشعر برغبه بالبقاء معه طوال العمر وليس اليوم..
.
.
.
بعد ساعه ونصف خرجت الطبيبه وهي تعجز عن وصف ما تريد قوله لهم،..
نزعت كمامتها وهي ترى انهيار الشموس هنالك/انتم اهل نيفادا؟!
اقتربت الشموس وخلفها ام رواد/بشرينا عنها هي وش صار بها بالضبط
أجابتها بخوف/جابت ولد وبنت..
سألتها أم رواد بلهفه/و نيفادا كيف صحتها هاللحين؟!
ترددت /والله صعب نقول هاللحين لأن عندها حالياً عمليه طارئه في اسفل الرأس و ما اخفيكم حالتها خطيره جداً دعواتكم لها
حاولت تمالك نفسها أمام هذا الخبر المؤذي للقلب و لكن ذكرياتها القريبه تغذي الوجع فيها تذكرت جملتها التي ترددها دائماً(اصلاً انا خالتي ام رواد هي اللي بتربي لي عيالي)، و ذات سهر حدثتها انها ستترك احد الطفلين عندها اذا عاد قاسي(خالتي ترى ماراح اقدر اعتني باثنين حطي ببالك اني بخلي واحد عندك و يمكن احيان كلهم، عندي مدرسه ابي اهتم فيها واجد تأخرت)
لاحظت إنهيار ام رواد لتتجه إليها وهي تنادي الممرضات/ام رواد تكفين لا تخليني
لم تسمع ردها لتبكي وهي ترى اعوجاج رقبتها و تحاول ان تحملها/والله يا نوارة ابوي ما نسوى بدونك والله لا يصير فيك شيء
سمع تركي الصوت وهو قادم من الجهه الاخرى لينادي الممرضه و يأتي مسرعاً..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والخمسون
عاد من صلاة الظهر وحيداً و قد ذهب نايف لمعايدة بعض رفاق والده كبار السن ..،
حتى الآن يستغرب عدم رؤية تركي ومعايدته مع هذا عمته هند موجوده !
هل سافر لوالده يعايده ؟. ربما.
وقف والده وهو يهم بالدخول/انا ابي ارتاح تعال شوف لي طريق انفداك
ابتسم وهو يلحق به و يمسك بيده يقبلها و يشد عليها/ترى كلهم بناتك انا مالي فالبيت غير زوجه وحده و الباقي مالي فيهم
كم يشعر بالفخر وهو يسير هكذا مع إبنه الذي يشعره انه عاش معه و رباه تحت يديه/ولو يا ولدي فيه مرت عمك الله يرحمه.. إلا وين زوجتك و نيفادا ماجو يسلمون ويعايدون مع ليال !..حتى ليال حسيت خاطرها ماهو زين وابتسامتها معطوبه!
آه كلما تأتي سيرة ليال تأتي فوراً سيرة ذلك الصديق، و كم إشتاق له وللنقاشات الحاده معه، كان ذو وجهة نظر دائماً في كل شيء حتى مباريات الدوري كان يتخللها نقاشات عقيمه حتى الصباح!، ما اجمل تلك الأيام !
توقف وهو يسمع نداءه ، ظن انه في حلم ليس إلا حتى اوقفه والده/أدهم ماتسمع ؟!!وليد يناديك
توقف واستدار له بدون أي ردة فعل على ملامحه ولكنه أشار للمجلس لضيافته كعادته مع كل الضيوف/اقلط حياك الله
تقدم وليد وهو ينزع نظارته السوداء و يضعها في جيب ثوبه العلوي ليسلم على والد أدهم أولاً/السلام عليكم من العايدين يابو أدهم تقبل الله طاعتكم
بابتسامته/من الفايزين ان شاء الله والله يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
إلتفت لأدهم وهو يمد يده ليصافحه/كل عام وانت بخير يابو راكان
مد يده ليبادله المصافحه/و انت بخير ، تفضل
حضر رواد مسرعاً من الداخل وهو يخبر أدهم بعدما عرف من ليال/أدهم اختي نيفادا ولدت جابت توأم ولد وبنت
تفاجىء من الخبر حقاً/وشوو هنا ؟!
رواد/لا راحت من الصبح بدري للمستشفى وانتم كنتم في صلاة العيد،
ابو أدهم و بقلب فرح بهذه البشرى التي تبعث الحياه/الحمدلله على عطاه، عسى الله يقوم امهم بالسلامه
وليد/امين
استغرب ان أحداً لم يخبره، بالتأكيد ذلك عمل الشموس تظن انها بذلك تحجّم من اهمية وجوده/من وداهم السواقين موجودين!!
رواد/نيفو وداها تركي و بعدين لحقته الشموس وامي مع السايق وداهم ورجع
فهم وليد غضب ملامح صاحبه ليقرر ان يخفف عنه/يا رجال الولاده تصير فيها اشياء سريعه وصعب التنبوء فيها،
إلتفت إليه غاضباً/توني ادري انك مجربها
ابتسم له فهو يعرف أدهم حين يعضب/عيد وعلومنا زينه
التفت لوالده/يبه عن اذنك انا رايح للمستشفى اشوف زوجتي و اتطمن على بنت عمي،
نظر لوليد وهو عاقد لحاجبه/انت لا تلحقني
رد بإبتسامة خبيثه/احسن شي خله يفضالي الجو.
زم شفتيه غاضباً ليمسك بيده ويخرج به/سلام يبه بنروح.
إبتسم والده وهو يرى غضبه من صاحبه ليقرر بعدها الدخول، ذلك الشاب يجدد داخله الرغبه التي انعدمت للحياة، كم انت كريم و رحيم يالله .
،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والخمسون
اوقفه عند السياره وهو يلتفت إليه/ماتقولي شبلاك علي؟!
لم يلتفت إليه فقط توجه إلى باب ليفتحه ويصعد سيارته،صامتاً ليرى وليد يتبعه ويفتح باب الراكب و يجلس بجانبه/نعم على وين؟!
ابتسم وهو يعرف نوايا أدهم لو كان غاضباً/مادري عنك!، انت قلت تعال معي وجيت ..ترى عادي ودي انزل للحبييه إذا ماتبيني
حرك يده بسرعه وهو يشده من ياقة ثوبه بعنف/لا تقول حبيبه قدااامي استح على وجهك
ابتسم بسخريه/طيب ابشر بس فك ثوب العيد يالعنيف.خربته مابعد شافته علي
تركه وهو يدير محرك السياره/تعدل قبل لا اشوه وجهك بعد
بنفس ابتسامة سخريته/وبعدين معك عاد فكهااا
لم يرد عليه..
تحدث بجديه/أدهم طلبتك ترد علي و تكلمني زي قبل،.وش فيك ماكنك تعرفني!!
لم يرد..فقط واصل طريقه صامتاً يفكر بكل ما يحدث معه، يحمل هم ما يحدث لنيفادا و اطفالها، يحمل هم ذلك الغائب المقاتل على الحدود..يريد الثأر لأخته واستعادة كرامتها و طفلها و يحمل هم إنهيار علاقته بزوجته بعدم الراحه التي يفتقدها في حياته، بشعور الشتات الذي يجعله دائماً متوتراً و مهاجماً لكل شيء..حتى وليد لا يعرف لماذا لم يعد يتحدث معه رغم انه بحاجه للرفقه الآن أكثر من أي وقت آخر..!
نطق بقهر وهو يرى الرفض الصريح لمصاهرته/قولها بصراحه انت ماتبي اكون عديلك و لا نسيبك..لا تبررها بأني ما قلتلك عن موضوع الخطبه..صار كل شيء واضح يا أدهم
صدقاً هو لم يعد يرغب في أي صدام آخر من أي نوع/لو ما اتشرف فيك ما قعدت على ذمتك ثانيه وحده، كلمه مني لنايف تنهي زواجك فلا تجيب كلام من راسك.
غضب/اجل وش فيك علي؟!
رد بنفس هدوءه/وش يهمك ان رضيت والا ان زعلت ليه محرق نفسك على زعلي؟! البنت و اخذتها خلاص.
ضرب بيده التابلوه/وتنشد نفسك ليه احرق نفسي عليك؟! أنا وياك عشرة عمر جلسنا مع بعض على الحلوه و المره ساندنا بعض رفعنا بعض اي واحد يوشك على الطيحه يلقى خويه يمد يده و يشده و يرفعه، مثل الاخوه سكنا بيت واحد،كنت انت معي لا تسكرت الدنيا و تبيني افرح هاللحين بصدودك ؟!! والله ان كان ثمن طلاق ليال انت ماعندي مانع. بس لا تصد بوجهك عني كل ما جيتك.
اوقف سيارته جانبياً ليلتفت إليه بصراخ وهو يشد جيبه/تظن اني خبل بنبسط لا خليت بنت عمي مطلقه بسببي؟!! انهبلت؟! شووف بنت عمي تحطها على راسك ماهو بعينك بس، و الله يا وليد لو سمعت طرف علم ان صدرها ضايق منك اقسم بالله ما يردني عنك شيء لا أخوه و لا صداقه ولا ذكريات حلوه..اغد رجال و حافظ عليها و الا ترى والله ماتشوف مني طرف ابتسامه ولا كلمة سلام.
ابتسم رغم حمم كلماته لأنه اخيراً رد عليه واستشف من كلماته انه راضٍ اخيراً/و بنت عمك تاج على راسي و هي اغلي من عيوني ، يلا ورني ابتسامتك عاد هاللحين.
تركه وهو يعود ليقود سيارته و يتجاهل غضبه، وليد يحترف انتزاع اعترافاته جيداً و ان كان اسلوبه جلف جداً وغبي أيضاً/اشغلتني عن مشواري وبس
حاول مشاكسته/طبياً الزعل و العصبيه الزايده تجيب ازمات قلبيه و موت مبكر بسم الله عليك..خويا الغالي جايله توأم ما شاء الله وانت مكشر.. والا زعلان علشان جاله بنت قبلك
هنا ابتسم،الحميع يعرف رغبته القديمه انك يكون اب لبنت اسمها ساره/وليد يالبثرر اسكت
ارتاح اخيراً بعد إبتسامته/ابشرر لعيونك بس.
،
مازالت تستغرب تأخرهم في غرفة العمليات..
نظرت لساعتها كم من الوقت سيمكثون مالذي حل بها.. دخلت حالتين ولاده بعدها للقسم وهي لم تنتهي بعد..!!
شعرت بيد تربت على كتفها لتلتفت خائفه حتى رأته/أدهم!!
لاحظ نبرتها الباكيه و غرق اهدابها بالدمع واحمرار عينيها لم يسبق ورآها بهذه الحاله أمسك يديها بحنو/سلامة نيفادا ان شاء الله، بتقوم بالسلامه
شدت على أنامله وهي تتحدث ببعثره خائفه/حالتها خطره هي ماكانت بوعيها يوم اخذها تركي لهنا..حتى انها ماتدري عن العمليه كانت تنزف من رأسها..
يعرف تماماً أنها تتحدث لتخفف من وطأت الألم والخوف من المجهول/يمكن خيره علشان تولد بدري ماتدرين، عمتي هند كانت تقول انها المفروض تولد بدري مثلما طلبت الدكتوره
أجابة بتحريك رأسها ،
خرجت احدى الممرضات وليست التي قبلها لتركض ناحيتها/ها نيرس وين الدكتور وين اختي؟!
اشارت لها/تطمني تمت العمليه وشالوا الرحم شوي و نطلعها لغرفتها عن اذنك
لم تصدق ماسمعته لتلتفت لأدهم مستنكره/وش قالت هذي؟!
عرف أنها صُدمت بالخبر،شد يديها له و يضمها لصدره ليهدئها/قولي لا إله إلا الله، اختك بخير خلاص كل شي يتعوض
لم تعد تستطيع رفع صوتها اكثر حركت رأسها بالنفي/إلا هذا يا أدهم ماله عوض ماله عوض...
حاول مجاراتها لتقتنع/استغفري يا بنت
حااولت إبعاد نفسها عن حصار ذراعيه دون جدوى كان مُصراً ليذهب بها لغرفة الانتظار ثم جلّسها/أدهم كيف يشيلونه بدون يقولون لنا؟! هذي إسمها مهزله مهزله ماراح اسكت عنها،ابي الوزير حالاً مو بس مدير المستشفى.اختي كانت بخير و ماتشتكي من شيء أدهم ابعد عني
يالله حتى في عز حزنها و صدمتها متعجرفه! حاول ان يثبتها/الشموس اهدي يا قلبي، انتي مرهقه
الشموس بحزن لم تستطيع مقاومة ظهوره على ملامحها وتصرفاتها/انا مقهوره ماني مرهقه ، الرحم حياة الأنثى مو شيء هين انت ماتفهم هالشيء يا أدهم ومستحيل تفهمني ، كيف بتكون ردة فعلها اذا عرفت والله بتموت حزن
شد يديها وحاول تهدأتها/ناظريني ماهو وقت بكاء ، انتي جنبها لا تخلينها تغرق بحزنها، بإمكانك تسهيلين عليها المرحله إذا ضبطتي نفسك وما جلستي تبكين قدامها كذا..الشموس من متى انتي ضعيفه و تصيحين كذا؟!!
اغمضت عينيها وهي ترفع رأسها للأعلى بإذعان لحزنها و تبكي كمن لم تبكي بعد زمن طويل من الكبت، و كأن كل وجع قد مرت به يستدعي نفسه ليحضر مراسم تمزيق قلبها رسمياً/أدهم اطلع برا
شعر بالعجز وهو يرى دموعها بهذه الكثافه، هكذا إنهيار لا يليق بها،،يجب ان يفعل شيئاً ينتشلها من هذا الحزن/الشموس بطلع و اذا عالطلاق انا ماعندي مانع إذا بيداويك و بيرجعك مثل قبل
لم تصدق ما يتفوه به أمامها، كيف يتحدث عن انفصالهم في هكذا وقت،لتصفعه و ان كانت صفعةً تفتقد لقوتها/اصلاً هذي عادتك،ظاالم و تزيد اوجاعي ما تخففها ابد،
زم شفتيه بغضب/تطلبين الشيءو اذا وافقت عليه لرضاك اتهمتيني بالظلم..
حاولت تنظيم تنفسها وهي ترتب شالها المنزلق وتحاول مسح دموعها الغزيره/اطلع روح البيت بقعد مع اختي
لم يتردد ليقف و يخرج..
لتهز رأسها بيأس من علاقتها به،فهو مستعد ان ينفصل بدون أي تردد فقط لترضى!!
أساء جداً لمشاعرها أساء لكل شيء بذلته له بحب،حتى وان لم يكن بينهما إعترافات لفظيه بالحب إلا أنها ظنت انهما تجاوزا تلك المرحلة ..ليؤكد لها أن ما كان يقوده إليها هو الغريزه اللعينه فقط..،هنالك إنهيارات داخلها من كل إتجاه و هي بنفسها توشك على السقوط...،
.
عاد ليقف امام غرفة العمليات ليستفسر عما حدث بالضبط لإبنة عمه،سيقيم الدنيا و لن يُقعدها على هذا المشفى ومن فيه،
فُتح باب القسم ليخرج طبيبن و طبيبه اخرى احتار من سيسأل ولكنه اعترضهم جميعاً ليستفسر/لحظه معليش انا أدهم المناع لي قريبه داخل وابي اعرف وش صار لها بالتحديد
عرفت الطبيبه تشابه الأسماء لتبتسم/تقرب لك نيفادا المناع؟!
ارتاح فهي ليست عابسه/اي هذي هي سمعت من احد الممرضات انكم شلتوا الرحم منها!!
استغربت لتبتسم/لا اكيد الممرضه مخربطه مع مريضة الدكتور احمد..نيفادا عندي انا والدكتور سالم و الحمدلله ولدت بقيصريه ،و الرحم رجع لوضعه و مكانه الطبيعي..صحيح واجهتنا مشاكل في نزيف رأسها لكن الدكتور سالم ماقصر و قدر يوقف النزيف الداخلي..
التفت للاخرين/مشكور دكتور سالم
ابتسم له/هذا واجبنا وعلى فكره راح تضل تحت البنج لفتره حتى لو تصحي بنبنجها علشان الألم لا تقلقون ..عموماً هي حالياً بالإفاقه بنتأكد من وعيها شكل روتيني يعني ثم بنرجع نبنجها..
ارتاح واتسعت إبتسامته/اللهم لك الحمد،الله يبشركم بالخير كلكم..
ذهبوا بعدما ابعد عنهم ليذهب إليها عليها ان تعرف الحقيقه، دخل وهو يبتسم ليراها تتكىء بيدها على جبينها و غارقه بدمعها المنتحب/وش البشاره لو غيرت مزاجك يا عسل
رفعت طرف اهدابها لتلمحه وتصد بفقدان أمل/أدهم و اللي يعافيك ابعد عن وجهي معاد ابي شوفتك
ابتسم وهو يقرر الحديث/الممرضه كانت غلطانه،اللي انشال رحمها وحده ثانيه مو نيفادا..
وقفت على كامل طاقتها المنهكه،لتتقدم إليه/أسألك بالله لا تلعب بي لا تواسيني بالكذب
بنفس إبتسامته/انا ما أواسيك، تو سألت دكاترتها نفسهم و أكدوا لي انها بخير تماماً وكل شيء طبيعي
لم تصدق ذلك لتعانقه بسعاده،يالله و كأنما أمطرت السماء بعد جفاف، شدته بقوه حتى سقط عقاله و شماغه،لتبكي مجدداً ولكن بفرح
في الحقيقه لم يتوقع هذا العناق وقد صفعته قبل قليل، ولكن مرحباً بأي شيء لطيف منها و ان لم تكن تقصده، رفع يديه ليبادلها العناق و يشدها إليه متجاهلاً كل الإنهيارات التي هدمت علاقتهما..
.
.
،
تأكدت من نوم راكان اخيراً و انسحبت من سريرها و هي تلتقط مشبك شعرها لتجمعه كله بالأعلى بفوضويه خرجت من غرفتها تحمل هاتفها بيدها..
خالفتها تلك الشقراءعلى غرفتها بغفله منها.،،،رفعت هاتفها و هي تنطق بكلمتين ثم تغلقه بسرعه..،
ابتسمت اخيراً وهي ترى راكان بدون مربيته التي لا تكاد تتركه ، لتقترب من السرير، كم هو فاتن بالبربتوز السماوي المغلق..ينام كالملاك لا يدري ماذا سيمر به منذ الليله وماذا سيتغير عليه ..
لمست خده بنعومه ليبتسم وهو مازال نائماً خافت من مشاعرها حاولت تجاوزها لتبحث عن لحافه الصغير لتلتقطه..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والخمسون
عند ليال...،
مطمئنه بعدما تلقت إتصالاً جميلاً من اختها الشموس تخبرها ان الأمور سارت بخير ، تنهدت براحه وهي تدخل للمطبخ وترى الخادمه/جوري ون بلاك كوفي
ابتسمت تلك وهي تبدأ بتحضير قهوتها/مبروك مدام نيفادا توينز
بادلتها الإبتسامه بسعاده وهي تجلس على كرسي سحبته من الطاوله/شكراً جوري
رن هاتفها بيدها لتتفاجىء بإسمه يزين الشاشه ، هذا العيد كان اصعب الأعياد التي مرت عليها ولكنها الآن مرتاحه وهاهو يتصل لتكتمل حلقة السعاده ليومها،إبتسمت وهي ترد/الوه
على الطرف الآخر/كل عام وانتي بخير يا احلى خاله بالدنيا
استرخت في جلستها وهي تعبث بورق الطاوله بإرتياح/وانت بخير ..بس ترى مو أول مره اصير خاله
على الطرف الآخر/وعقبال تصيرين أم لعيالي عن قريب يا رب
تحركت وهي تعدل جلستها بخجل مهما حاولت ان تخفي ذلك الشعور فهو رغماً عنها يخرج حتى على هيئة حُمرة خد و إرتباكه وصمت مفاجىء...
فهم صمتها الخجول وهو يتعجب داخله كيف تكون قويه وخجول في نفس الوقت كيف جمعت بين النقيضين إنه حياء الأنثى الفطري الذي يميزها ويخرج لا إرادياً، حاول ان يطيل الحديث قليلاً/ما اكذب عليك اليوم جيتكم الصبح بعدما عيدت على اهلي قلت بروح لها قبل اسافر لخوالي بالقصيم بس مااش ظهر لي ابن عمك المغوار و نشب بحلقي
ابتسمت واتضحت ضحكتها في صوتها/الله يسعد ابو راكان زين سوى
رد متفاجئاً/افا ماكنتي تبين تشوفيني؟!!
ردة بواقعيه/زواجنا و قرب خلاص، وماني حابه نلتقي بصراحه و..
بإستغراب/وش بخاطرك يابنت راكان؟!!
ترددت خافت ان يفهمها خاطئاً تناولت كوب قهوتها من الخادمه وخرجت للحديقه الخلفيه/كنت مخططه عالزواج قبل ولادة نيفادا بشهرين وهاللحين بعدما سبقت موعدها وولدت ودي نأجل الزواج ونخليه بعد خمس شهور افضل و يكون بالشتاء
لم يرد إنصدم من هذا الطلب الغريب..!!
خافت من صمته/وليد رد علي، ليش ساكت؟!
بنبره يتضح فيها غضبه/وش تبيني أقول؟! إذا اختك ولدت بدري بتعاقبيني أنا ليه؟؟!
تغيرت نبرتها و هي تدفع خطواتها بالحديقه/مو عقاب وليد، انا حابه اكون مع اختي بهالوقت الصعب و خايفه عليها لا تنسى اللي حصل لها.
على الطرف الآخر/من قال بحرمك منها؟! ليال ماقدر انتظر أكثر اسمحيلي، أي موضوع نناقشه بعد الزواج، لكن سالفة تأجيل الزواج انسيها انا انتظر الاسبوع الجاي على أحر من الجمر.
لمحت حركه غريبه ومن ثم صوت راكان يأتي من ذلك الإتجاه لتذهب مسرعه/وليد نتكلم بعدين بالموضوع لازم اسكر الخط
على الطرف الآخر،نطق بنبره يتضح فيها غضبه/ليه نتكلم بعدين؟! خلاص سوي اللي يريحك ..سلام
كانت ستتحدث ولكنه أغلق الإتصال بشكل مفاجىء و ينم عن غضب، لم تحبذ ان تكون مكالمة العيد بهذا الشكل و لكن..
تركت ما تفكر به و ذهبت مستعجله في خطواتها..
،
،
،
خرجت المربيه من غرفتها لترى تلك الشقراء تتسلل كاللص و تحمل شيئاً لنتبهت لقدم طفلها الذي تعتني به تتذكر انها ألبسته السماوي لتلحق بها مسرعه/هييي ستووب
فهمت تلك انها وقعت في ورطه لتكمل مسيرتها للخارج قبل ان ينتبه احدهم..
ركضت واستعجلت بخطاها حتى امسكت بها في ساحة المنزل امام الباب الكبير حتى اوقفتها وهي تتنفس بسرعه و تلهث/هاااتي البيبي
تحدثت تلك بغضب فهي فرصتها لتتخلص منها بعدما لمحت ليال من تلك الجهه قادمه، تدفعها بقوه وتسقط على الارض/انتي واحد حرامي،، انا بتصل في بوليس
رفست المربيه بقوه وهي تصرخ/حرااامي
استغربت تلك ما يحدث عرفت انها وقعت في فخ قذر لم تستطيع الحديث وهي ترى وقوف ليال الغاضبه وهي تتجه لطفلها الباكي و تلتقطه من أولينا/بسم الله عليك حبيبي
تحدثت أولينا بحقد/لمحتها تخرج به من هنا كادت تركب سياره تمر من هنا ولكني منعتها، هذي حرامي..!
استغربت تلك الملقاة على الارض، و التزمت صمتها المصدوم!!
كانت مرعوبه لم تصدق انها كانت ستفقد طفلها إلتفتت الى أولينا/اخذيها من هنا الله ياخذها بنتصرف معها خلني اهدي هاللي يبكي معي
ابتسمت بخبث وهي تراها ذاهبه لتلتفت إلى المربيه..،
.
،
.
مساءاً ...،
... تقف بصحبة أم رواد خلف الزجاج لترى الطفلين..لا تصدق أهذين لنيفادا !! كبرت بسرعه و صارت "ماما"
كانت نظرتها تكسوها الحزن و الخوف على مصير أمهما ، تريد ان تستوعب نجاتها بل تحتاج إلى سماع صوتها لتتأكد أنها بخير وتكتمل فرحتها بهذين الصغيرين/ما شاء الله صحتهم حلوه بالنسبه لاعمارهم
حركت رأسها وهي تشير عبر الزجاج/اي الحمدلله ام رواد شوفي البنت وش تسوي ترفع يدينها يا عمري
فرحت/اي اشوف ..
ابتسمت/خلاص جتنا البنت اللي بتلعب مع اميره و تسكر فمها عننا
تذكرت من بالمنزل/يالله الساعه صارت عشر الليل وانتي للحين هنا نسيتي راكان!!
تنهدت/راكان بخير ومعه عمته وخالته ابي اقعد عند اختي
اقبل من خلفهم وهو يبتسم بحماس/وين صغارنا؟!
ابتسمت الشموس وهي تشير للسريرين القريبين بحماس/ناظر هنا
اقترب ليتأملهما بصمت لثواني ثم سأل/هذي البنت صح؟!
ام رواد/ايه هذي هي اللي عاليسار
نطق بحب وهو يراها كالحلم/ماشاءالله
لاحظت عينيه عليها فقط،مازالت ابنته ساره تعشعش في أحلامه، كم تكره ان ترى احلامها معه خراباً بعدما كانت عامره..
نطقت ام رواد لتكسر هذا الصمت/يلا يا أدهم خذ الشموس للبيت تأخرت واجد عن راكان، انا بقعد عند نيفادا و بكلمكم بأي جديد
تنهدت وهي تريد البقاء و تريد رؤية طفلها في نفس الوقت/طيب تكفين اي شي يصير تتصلين. بأي وقت لا تنتظرين
ربتت على كتفها/اكيد يا بنت روحي و لا تشيلين هم.
حضر نايف وهو يقف بجانب ام رواد/اي نعم روحي انا و خالتي نواره بنقعد عند نيفو
امسكت بيده ام رواد/عسى الله لا يحرمكم من بعض و لا يحرمني وجودكم
الجميع باصوات متفاوته/امين
أدهم بتأكيد/يعني نتكل على الله يا نايف
بابتسامته/اي و ياليت تعذرنا عن العمل بعد
ضحك أدهم/لا يا رجاال عملك محد بيقوم فيه غيرك، لا تنسى الاسبوعين بعد العرس تبي تروح ألمانيا مع المدام
رتب شماغه وهو يبتسم/ياخي سفرة ألمانيا علشان موعدي بالمستشفى لا تدخل الامور ببعضها يا بو راكان!
بنفي قاطع/مالك عذر مرره يلا بعد بكرا بتجهز لزواجك و تضبط امورك ثم سافر مع العروس غير كذا ماعندي.
إلتفت لأخته/الشموس تدخلي تكفين ألوي ذراعه بأي شيء الرجال هذا يكرفني بالشغل ترى يستغلني لأنه اكبر مني
ضحكت ام رواد/ماعليك يا ولدي يبيلك الزين
التفتت الشموس وهي تلتقط ماتفهمه من تصرفات أدهم/الافضل بعد انك تستلم الشغل كله،مو فقط تساعد أدهم..هذا حلالك انت.
هز رأسه وهو يلتقط ماتعنيه من إقصاءه علانيه ولكن سيؤيدها/اختك قالت اللي كنت اعنيه ،انا بسلمك الشغل تدريجي ..
رفع حاجبه وهذه المره بجديه/أدهم اي كلام بخصوص خروجك من المجموعه والله ان ازعل صدق
اتسعت إبتسامته وهو يربت على كتفه/يا رجل وين اروح عنك بس ،مالك مني فكه هاللحين خلنا ننبسط بسلامة ام التوأم و بزواجك ويصير خير.. يلا سلام..الشموس مشينا
بالكاد تركتهم و ذهبت مع أدهم بصمت بعد يومٍ شاق ،
فتح لها باب السياره لتركب بدون اي كلمه، لم يعد بينهما متسع لأي أحاديث ولو عابره،
كان موتاً شنيعاً لهذه العلاقه..
بعد دقيقة صمت منذ انطلقت السياره نطق/نسيت اقولك كل عام وانتي بخير
ردت بهدوء متعبه/و انت بخير.
لمح يدها المرتاحه بجانبه/تركي اليوم ماقصر بيض الله وجهه، فزع لنيفادا وجاب متبرعين بعد
ابتسمت لما فعله ابن عمتها/الله يسعده لو ماتصرف بالوقت المناسب واخذها كانت اختي راحت فيها زين ما انتظر احد..
هز رأسه/باليالله اقنعته يرجع البيت، كبر تركي معاده ذاك المتهور و الغير مسؤول
ارتاحت بالحديث عنه فقد انقذ روحها اليوم/من جد، صعب نحكم على طفل مراهق، هاللحين بان الرجل الحقيقي من شخصية تركي..
إلتفت إليها بإبتسامه/شرايك نتعشى بحدى المطاعم قبل نرجع البيت.
اسندت رأسها على المرتبه بدون تفكير/ماني جوعانه ابي البيت بس اشتقت لركون من صبح ماشفته ماني قادره اتحمل شوقي له.
مد يمينه بهدوء ليعانق اناملها الرقيقه بأنامله و يداعبها/الشوق كافر.
ابتلعت كلمته كالغصه لتسحب اناملها من بين انامله وهي تعدل جلستها، وتعود لتلتزم صمتها و تضم كفيها ببعضهما و كأنه قد لسعها برد داخلي في عظامها رغم أنها في احد اللحظات التي من المفترض ان تكون دافئه!
قد حرمها من ذلك الشعور الآمن جعلها لا تؤمن بأي محاولة إقتراب منه.. هذا العذاب المنهك الذي لا خلاص منه.
"يعود كلما أنحنى لرغباته يحوم حولي و يلمسني يريد ان يكون له بصمه مزيفه تؤكد على تمثيلية حضوره الدائم"
تأكد له إبتعادها و إن أحبته، كان عليه ان يفهم ذلك منذ البدايه، إمرأه مثلها لا تعطي قلبها سوا مرةً واحده فقط..ستتحمل الوجع تلو الوجع و لكن أي خيانة و خذلان ستواجهه سيجعلها تسحب يديها هكذا وتمضي غير آبهه بأي شيء سيحدث خلفها، ستحمل قلبها الموجوع و لن تسلمه لأي أحد بعد ذلك "حتى أنا ذلك الذي أحبته أول مره..!"
،
.
،
تأكدت من نوم الاطفال ونزلت وهي تحمل راكان بيديها لن ترتاح حتى تضعه بيد أمه..
جلست في الصالة تحت بمكان اجتماعهم الدائم..لترى هوازن جالسه وللتو وضعت إبريق الشاي/مانمتي!
بحزن ابتسامه وكيف تنام وصوت بكاء طفلها يرن في إذنها كلما وضعت رأسها لتنام/لا ماقدرت، قلت بدال هالهواجيس اللي اقلقلتني اطلع اسوي شاهي و اشربه معك ونسولف، اليوم تعبتي مع الصغار
تنهدت وهي تقترب منها وتجلس وتضع راكان في دراجته التي تساعده على المشي/بابا لا تروح بعيد..من جد يا هوازن شغلة الأمومه صعبه تخيلي غيرت لراكان انا اللي عمري ماغيرت لبزر خلاني راكان اتنازل !!
قدمت لها كاسة الشاي وهي تضحك/احمدي ربك هذا "راكان ابن أدهم اخوي" يا قلبي ماهو حي الله
اخذت كاستها وهي ترتشفها/حبيبتي لو مو ولد اختي ما تنازلت بس عاد راكان غير
ضحكت/غصب عنك
ليال/هوازن بلا حركات مبزره والله حسيت انا وياك بصف خامس ابتدائي، تووني اقول انا اليوم صرت أم و مادري ايش!
راقبت راكان الذي يكتشف المكان لتتذكر/خليك من هذا، هاللحين ورانا زواجات وعندنا وحده نفاس صدق تعب، شلون بنوفق كل هالزحمه .
تدكرت ماحدث اليوم من نقاش مع وليد/طلبت من وليد نأجل زواجنا للشتاء علشان ولادة اختي و زعل و رفض
رفعت حاجبها/ما ينلام والله يزعل ، ليال الرجال محدد الزواج من فتره ومتحمس، تجينه قبل زواجه باسبوع و تبين تأجلينه!! تبينه ينهبل؟!
استرخت بجلستها/وليه ينهبل بالله.. والله مالي نفس زواج واختي كذا تعبانه و بيدها طفلين صغار
استنكرت برودها/يويلي لا يكون قلتي له مالي نفس!!! اختك عيالها بيجلسون بالحضانه يمكن شهر و اكثر وهي بتجي هنا عادي.
إلتزمت صمتها وهي تلتفت لتبحث عن راكان لتجده يذهب لذلك الجناح جهة المكتب و غرفة والديه لتبتسم/ناظري الشيخ وين رايح بسم الله عليه ويطق الباب بعد و ينادي ماما يظنهم وراه!!
ابتسمت هوازن بدمعه/عمررري اشتاق لامه وابوه.
وقفت وهي تذهب إليه بهاتفها/بفتح له الباب بشوف وش بيسوي وبصوره فيديو
لحقت بها هوازن ..
اما هو استمر بطرق الباب وهو ينادي "بابا"
ابتسم وهو يرى الباب يُفتح ليدخل بدراجته وهو يبحث عنهما بناظريه!
توقف قليلاً وابتسامته تختفي لينادي بشكل يائس/بابا..بابا!
سمعت صوت خطوات وعرفت أنهما قادمين لتمد لها الهاتف وتهمس لها قبل ان تخرج/كملي
بالكاد خرجت حتى فُتح الباب ويدخل أدهم و الشموس معاً..
اسرع خطواته لهم وهو يرفع يديه الصغيرتين وعينيه على والده/بااابااا بابا
لم يصدق جمال الشعور وهو يُنادى هكذا ليقصر المسافه عليه ويتقدم/قلللب باااباا هلا براعي الثوب اليوم
ابتسم قلبها وهي تراه يبحث عنهما لأول مره/بسم الله عليه حبيبي
تلقفه أدهم من دراجته ليرفعه للأعلى و يضمه لصدره وسط ضحكاته/تنتظرني يا قلبي هااا اشتقتلي؟!!
حاولت ان تتحكم بمشاعرها بحضور هوازن حتى انتهت من التصوير لتسألها/ليه راكان سهران للحين؟! وين مربيته ناديها لي حالاً خليها تجيني فوق
التفت إليها رافعاً لحاجبه/ترى منتي في مكتبك هذي بنت عمك ماهي موظفتك
ابتسمت هوازن/شدعوه أدهم حتى لو اني بمكانها بعصب، ياستي المربيه طلعت مو كفو
استغربت/مافهمت!! انا ماخذتها عن تجربه وتوصيه بعد!
تحدثت ليال من خلف الباب/اليوم مسكناها طالعه فيه بتخطفه و أولينا هي اللي مسكتها.
خاف ليعتزي به وهو ينظر لوجهه بتفقد/ابو راكان !!
رجف قلبها بشده و هي تتخيل لو فقدته/بسم الله ليه تخطفه انا ماقصرت معها بشيء وراتبها عالي اكثر من غيرها وهي طيبه بتعاملها وش قلبها؟!
هوازن/ماندري وش هدفها
أدهم برفعة حاجب/وينها هاللحين
ليال/كنت بخليها لين تجون بس ماتحملت وجودها بعد اللي صار واتصلت بالشرطه.
ضمه لصدره بصمت ليدخل به الغرفه وهو يبعد شماغه عن رأسه و يتجه به للأريكه في آخر الغرفه تحت الشرفه و يجلس به في حضنه وهو يتأمله بحب ، يراه يعبث بقلمه بعدما إلتقطه من جيبه بإبتسامات تكاد تسلب عقله،
الخوف من فقدانه يسلب نبض القلب..لن يحتمل ان يصاب طفله الوحيد بمكروه ذلك سينهيه بالتأكيد، لا يعرف و لكنه يائس ان تعود الشموس لحضنه كالسابق و هو يستحيل ان يأتي بزوجة أب لطفله مهما حدث..تبقى الشموس ذات السطوه في قلبه وفي حياته و ذات البصمه التي غيرت مفاهيم الحب و الرغبه و صاغتها من جديد بشكل يميزها وحدها دون غيرها..، أن تحبه انثى مثلها ذلك مديح و تميز بحد ذاته و إن كرهته فهو إنصاف لذاتها . وتميز آخر له فلو أنها لم تعشقه لم تعلن له كراهيتها بهذا الشكل.
دخلت بتوترها وهي تقف عنده/بتقعد كذا؟!!
إستغرب/مافهمت!
حاولت ان تتوازن واقفه فهو بارد/ماراح تسوي شيء للي كانت بتخطف ولدي؟!!
ابتسم لطفله الذي مازال يتبسم له وهو يداعب خديه/الصباح رباح، دامها بالشرطه .. المهم ولدي بين يدي و بخير الحمدلله
اقتربت وهي تمسك بيد راكان/طيب هات ولدي لو سمحت..معليش بروح انام
عقد حاجبه وهو يقف أمامها/و ليه ماتنامين هنا؟، ابي ولدي جنبي.
ابتسمت بسخريه/تبي ولدك؟ و الا تبي شيء ثاني يابو حقوق؟!
ابتسم بسخريه هو الآخر/أنا للحين ما اخذت حقوقي بالغصب كل شيء أسويه كان برضاك فلا تنسين هالنقطه ،انتي تنسين نفسك بين يدي و أجزم بنوايا قلبك هاللحظه و أدري بعيونك وش تبي من نظره وحده..
قاطعته بصفعه ولكنه امسك بمعصمها و منعها ليتحدث بهدوء يتقنه/ارتبكتي لأني قلت اللي بخاطرك صح؟! ماعندي مانع اخلي لك هالغرفه علشان تقعدين تحضنين ذكرياتي، إذا غرورك مانعك تقربين مني. ادري صعب عليك فراقي وحتى الطلاق و الانفصال اللي تطلبينه منتي قده.
اشتعلت غضباً من حديثه/غلطان يا أدهم إن قعدت هنا فهو علشان العايله ماهو علشانك، و ان تحملت هم علاقتي بك فهو لعيونهم
ضحك حتى هدأ/لا تكذبين على نفسك، لو ما تبيني يالشموس والله مايردك عن فراقي شيء، تبين اذكرك ببداية زواجنا و هروبك للشرقيه بالقطار ومن ثم روحتك للمزرعه لحالك و تجاهلك لاهل البيت والعايله اللي تعذرين بهم هاللحين؟!! تذكرين؟!
أنا مابي تعترفين بحبك لي بس لا تغالطين عمرك ترى كل شيء واضح،لو تبين تفارقين بتفارقين بس مصيبتك هاللحين انك تحبين.
شعرت وان صدرها يحترق من اشتعال انفاسها/إن غبت عن عينك ماراح تتحمل غيابي فلا تتحداني فالهجر و الفراق يا أدهم.
ابتسم بسخريه وهو يعود ليجلس/ما راح تهجريني لو بغيتي ،آخر مداك في الهرب غرفتك فوق، و بيهزمك حنينيك تنزلين لهالغرفه و لحضني ..وبذكرك
ابتلعت الغصه وهي تحاول ان تكون أقوى/تظن اني بمووت إن غبت عن عينك؟! تراك تحلم..راح اتركك بس مو بمزاجك راح يكون رحيلي بالوقت اللي أبيه و بولدي معي..فااهم الولد ماراح تاخذه
وقف وهو يداعب طفله و يقبله ثم يقدمه لها/كانت احلى سنوات عمري مع أمي و محد حبني و حفظني كثر أمي لذلك مابي أحرم ولدي من جنته..أنا ماني أناني لهالدرجه.
هزت رأسها بإبتسامه تهكميه/نادراً نلاقي شخص مثلك عنده مبادىء..برافو عليك...
أشار للباب/يا ليت تروحين يا قلبي لأن إذا قعدتي دقيقتين زياده ماراح اسمح لك تطلعين غير الساعه عشر الصباح.
فهمت ما ينوي و لمحت الجديه في نبرته و نظرات عينه التي تحاول أن تكاد تحرقها بالنظر إليها، لتأخذ طفلها وتقتصر هذه الليله الطويله وتخرج..وهي تغلق الباب خلفها..
استرخى في جلسته وهو يمسح من على وجهه أثآر خسارته..حمداً لله أنه تمالك نفسه ولم يتهور ...تسائل لماذا الأمور بينهما تنفلت بهذا الشكل الغريب..!!
.
.
.
.
كان ابو أدهم خارجاً من غرفته و يمر للتو و لمحها وهي تخرج باكيه بصمت من جناحها وتذهب للمصعد بطفلها ..بات كل شيء واضح و تأكد الآن ان الامور ليست على ما يرام..كيف سمح أدهم لنفسه ان تخرج زوجته باكيه منتصف الليل من الغرفه؟!!
الموضوع شائك فهو مازال يجهل ماهية الأمور.. فكر كثيراً أن ينأى بنفسه عنهما فذاك ربما الأفضل ..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والخمسون
اليوم التالي..،
كان الجميع قد حضر بمن فيهم أم قاسي و مدى ..نيفادا كانت لا تكاد تفيق حتى تنام مجدداً..
لاحظت شحوب زوجة إبنها وازرقاق لونها و تلك الهالات الغريبه تحت عينيها، لم تكن هكذا كان مشعه و الحياه تضخ من وجنتيها رحمتها قد مرت بأسوأ أيامها، جلست قلقه وهي تسأل ام رواد/ام رواد يويلي شفيها نيفادا؟! البنت متغيره علي واااجد!
تنهدت بابتسامه/الحمل اخذ سوي من صحتها طلبت الدكتوره تولدها بالسابع علشان صحتها والاطفال كل واحد بمشيمه ورفضت قالت بكمل تسعه ، وسبحان الله طاحت نهار العيد و ولدت و الحمدلله عدت على خير رغم إصابة راسها..
حزنت مدى/يا عمرري والله تووها صغيره على هذا كله
ابتسمت ام رواد/لا تسمعك بس، بعدين لا تخافين هذا هي بنتنا ماشاء الله عليها
ام قاسي بحزن إبتسامه على ذلك الغائب/لو درى حبيب أمه انه جاله بنت وولد يمكن يطير من فرحته ويجي هنا..مايرد علينا من نهار العيد خارج التغطيه
ام رواد/عسى الله يرده بالسلامه
عادت ليال من الخارج لتبتسم لوجودهم/ما شاء الله جيتوا!! يا هلا بام قاسي
ابتسمت لها/هلابك الحمدلله على سلامة وخيتك
بسعاده/الله يسلمك و مبروك ماجابت يتربون بعز والدينهم يا رب
الجميع/امين
مدى بلهفه/با جماعه ابي اشوف الصغار كيف؟!
ليال/هاللحين تجي الشموس من الحضانه و اروح وياكم بس مادري وش بنسميهم عاد، هذي احلى فقره عندي بصراحه
ام قاسي/صعب نتكلم عن الاسامي و امهم للحين ماتدري عنهم بعد عمري.
فرحت مدى بمشاعر والدتها، هذا التسامح لم تعرفه عنها سابقاً، حمداً لله لتغيرها للأفضل .فعلاً بعض الحوادث نعمه على صاحبها فهي تغيره للأفضل..
،
رأته يخرج من المصعد و ينوي الخروج لتذهب إليه وهي تعترض طريقه/نايف بليز ستوب
توقف وهو يتبسم/خير أولينا حابه تسافرين؟! ترى ماعندي مانع
هزت رأسها بالنفي/نووو عندي كورس نسيت!
رتب شماغه وهو يتجاهلها/طيب وش تبين مستعجل انا
حاولت ان تصيغ حديثها جيداً وهي تتذكر حديث دييغو لها في الهاتف مساء البارحه/اممم انا حابه انزل اتمشى بس مافي احد يتكلم معي! اريد الدرايفر بس هو يرفض لييه؟!
رفع حاجبه/خلااص انا بقول له ياخذك ويوديك المكان اللي تبين بس فكيني خليني امشي
تذكرت همز ولمز ليال و هوازن عن زواجه في الغد لن تسامحه على مايفعله بها ،كيف يلمح لها بالزواج و ينسحب، اقتربت منه وهي ترى لولوه قادمه و معها ذلك الرجل الكبير، لتعانقه وتطبع قبلتها على خده/ثاانكيو بيبي...
تركها و خرج لا يستغرب ماتفعله فقبلتها مجانيه..و عناقها لا قيمة له..!
اشمئزمت مما رأته ولكنها سكتت احتراماً لهذا المنزل و خوفاً على مشاعر شهد لو علمت بما يحدث/يالله انك تاخذ هالشقراء
ابتسم ابو راكان وكأنه لم ينتبه/علامها يا لولوه؟!
لولوه بتناسي/ما أداني الكفار ..لا شفتها ضاق صدري
هز رأسه/جيبي لنا راكان خلي صدورنا تتسع
لولوه/اخذته أمه مع اميره ورواد و ليال اخذت معها بعد وسام..نيفادا طالبه تشوفهم بعدما صحصحت..
فرح بهذا الخبر/ياحليلها هالبنيه، مارحت ازورها
لولوه/حتى انا ما رحت، بعد بكرا اروح وياك بعد عرس نايف احسن و تكون نيفادا بعد استصحت شوي.
.
بقيت هذه الليله فقط على الزواج ..!
لا تستطيع التجميع مع كل ما يحدث، ماذا ستكون ردة فعله التي يخبئها لها، يزداد توترها مع إقتراب لقاءه..
تنظر لما حولها من اجزاء غرفتها بقلب مرتجف، شعور غريب ستكون زوجة أحدهم و سيشاركها نفسها و تشاركه نفسه سيكون لها منزلها الخاص و ستكون ربة ذلك المنزل ذلك شيء مفزع..
سمعت صوت الباب يُفتح ليسقط منها هاتفها و تنكسر شاشته/بسم الله
دخلت شهد لترى إرتباكها/بسم الله عليك وش فيك
ابتلعت خوفها/فتحت الباب فجأه وخفت
بإبتسامه/وانتي الصادقه طقيت الباب كم مره قبل ادخل بس شكلك سرحانه و رايحه فيها
اخذت هاتفها و ذهبت لتجلس على طرف سريرها/متوتره يا شهد احس بموت رعب مادري ليه
جلست بجانبها وهي تمد يدها لهاتفها المكسور و استغربت من برودة يدها/يممه شفيك كذا كنك فريزر!! لا و الله صدق خايفه!!! سبحان مقلب الامور!
إلتفتت إليها بتوتر/شهد واللي يسلمك تسكتين ماني ناقصه توتر..احس أني بهون خلاص
ضحكت/ماعااد بدرري
استغربت هي بدورها ذلك البرود الذي هي عليه/هاللحين انقلبت الأيه! أشوفك مروقه ترى زواجك مع زواجي ما بيننا إلا ليله
ارمشت بدلع مصطنع لتروح عنها توترها فقط/أكيد بروق خلاص انتهى وقت البرد و التعب و سهر الليالي..بروح بيت حبيبي و انسى وجهك و سنينك
ضحكت وهي تتخيلها تلك العاشقه/لا صدقتك.. المهم بتروحين معي الفندق ترى
رفعت حاجبها بإبتسامه/يووه ناقص تقرلين نامي معنا بالجناح..اسفه والله زوجي ما يرضى
وكزتها لتعتدل/شهووود ترى ماعرفتك وانتي منفتحه و تمثلين دور العاشقه الخبله.
ضحكت/يختي شتبيني اسوي حبيت أغير جوك، بس بيني و بينك اكيد مرتبكه بس شوي يعني مو واجد مثلك مضيعه العقل، انتي عارفه عبدالرحمن و ماتزوجتيه الا راضيه فيه فليه مرتبكه هالقد
تنهدت وهي تنظر للفراغ أمامها و تتذكر الذي فعلته به/و الله مادري..شعور الخوف ماني قادره اتجاوزه انا من يومين مانمت زي العالم والناس،اخاف بكرا يغمى علي من التعب.
تذكرت تلك طريقه تجعلها تنام/شوفي صداعك هذا يبي له حبة صداع و كاس ماء و تنامين وتنسين كل شيء لازم تكونين بكرا مصحصحه علشان ما يبان على وجهك التعب..
بفقدان أمل/مايفيد ماظنتي بنام
وقفت بحماس/ثواني وجايتك
وقفت هند وهي تذهب لسريرها و ترفع طرف الغطاء وتندس فيه بشعور البرد،لم تستطيع ان ترتاح..
لحظات لتدخل شهد بحبة "بنادول نايت" قدمتها لها بدون ان تعلم/يلا حبيبتي سمي بالله
اخذ الحبه و أتبعتها بالماء لتتنهد/مشكوره شهود
ابتسمت/نامي بس أزين لك.. بكرا تفشلينا و تنامين فالكوشه
ضحكت هند وهي تتخيل منظرها وتسمع احاديث شهد حتى غفت عينيها ..،
وقفت شهد وهي تودعها و تخرج/تصبحين على خير.
خرجت وهي تفكر بنفسها فوضع هند طبيعي مع رجل طبيعي يريدها بلا عقد نقص..ليست مثلها نايف الرجل الذي يرفضها لحماية رجولته و مكانته.. غبي و هل ستنظر إمرأه مثلي لرجل صاحب موقف على انه ناقص؟! لطالما سمعت من والدتي أن الرجال مواقف ..نايف أثبت رجولته و لا يحتاج لأي إثبات آخر و لكن غروره كرجل شرقي يمنعه من الإعتراف بما يعانيه لأي أنثى مهما كانت..
لن يجد مثلها تفهمه و عليه ان يعرف ذلك..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والخمسون
في منزلٍ ما..،
يزداد بكاء الطفل مع إرتفاع حرارته و تتخيل تلك الليله التي فقدت فيها طفلها بسبب إرتفاع لدرجة الحراره ولم تجد من يعينها على إنقاذه..
بكت بحرقه وهي تحاول جاهده إخماد حرارة هذا الطفل الذي بدأ يخف بكاءه و يفقد وعيه ولكن لا جدوى حتى زوجة والده تمنعها من ان تتحدث إليه، بكت بقهر و قررت ان تهرب به ، لن تراقبه حتى يموت بين يديها لن تفشل مرةً اخرى في العنايه بطفل،
تأكدت من نوم الجميع لتقرر الخروج بالطفل من هذا الجحيم،..
الظلام حالك و الشوارع شبه هادئه في هذا الحي يبدو ان الجميع مسافرون لقضاء إجازة العيد خارج المدينه..!
ركضت باحثةً عن اي حل اي مستوصف أي إنسان يحمل ذرة مروءه.
كادت تصدمها سيارة شباب متهورين يقودون سيارتهم بعدم مسؤليه و أصوات الاغاني تكاد تصم الأذان..!
توقفت احدى السيارات وهي تعود لتقف أمامها ..ضمت الطفل إلى صدرها هلعاً قلبها يخبرها أن هؤلاء مجرد عابثون..لتهرب مسرعه كان يلاحقها بسيارته تسمع كلمات تعرف من ضحكاتهم أنها بذيئه..
لتركض وتدخل منزل احدهم وجدته مفتوحاً..انتظرت لعلهم يذهبون
مضت عشر دقائق حتى يأسوا لتخرج مسرعه و تكمل سيرها للشارع العام لعلها تجد أي مشفى أي أحد..بدأ تنفس الطفل يضعف و بدأت تتوتر وتبكي..،
جلست على قارعة الطريق بعد ركض طويل لم تصدق انها خرجت من كامل الحي..
جلست تتفقده وهي تصفعه برقه/مازن!! مازن. لا يموت بليز مازن
رفعت رأسها للسماء بدموع رجاء لتجهر عينيها إضاءة سياره قادمه وقفت بالطفل وهي تشير بيديها ..
رأته يتوقف بدون تردد فهو لم يكن مسرعاً،فتح باب السياره و نزل بهدوء رأته يرمي عقب سيجارته بعدما تصاعد منه دخانها..، خافت فهدوء خطواته مرعب..
.
.
،
دخل صباحاً بكوبي قهوه ليراها تتبسم لرؤيته/صباح الخير
ردت بإبتسامه مرهقه صامته وهي تراه يقترب ،كم تحبه.'
قدم لها كوب القهوه وهو يغمر لها ممازحاً/استمتعي بقهوتك قبل تجي خالتي نواره هاللحين و تمسكنا.
أشارت بعلامة الإكتفاء و بالكاد نطقت/مابي
رفع حاجبه/افاا دام هذا شغلك ماني موديك لعيالك أنسي
ارتاحت في إستلقائها ويديها ترتاح على بطنها الذي استنكرته بعد الولاده، افتقدت تلك الزحمه اللطيفه و ذلك الضيق الجميل، مازالت تفكر بقاسي منذ استيقظت من بنجها..لم يتصل نهار العيد و لا أحد اخبرها بأي شيء عنه..؟
اقترب اكثر وهو يرى عبور دمعتها الصامته، لم يعتاد ان تكون هادئه ووادعه هكذا لطالما كانت صاخبه ومشاغبه/افاا يا نيفو ليه تبكين؟! امززح والله بوديك لهم بس تطيبين شوي وتقدرين تجلسين على كرسي
هزت رأسها بالنفي وهي بالكاد تتحدث لا تستطيع ان تطيل اكثر لتنطق بإسمه/قاسي..
فهم ماتريده لابد وان يختلق قصه في حالتها هذه/ايييه قاسي كلمناه و بخيير و طلبك بس انتي نايمه .. قال حتى خلوا نيفادا تسميهم
لم تفرح بهكذا طلب كان لابد ان يكون موجوداً في هكذا لحظات لاتتكرر..
الكثير يفوتهما وهو غائب في الحرب، نصف حياتها فارغ ونصف قلبها معطل و ثلاث أرباع عمرها يضيع وكل شيء في عالمها يفتقده..
تذكر ما فعله تركي لها ليبتسم ممازحاً/عاد اسمعي تركي لازم ياخذ البنت دامه شايله وموديك تولدين، ترى هذا جزاه عاد
تذكرت مافعله و حلمت به، لم تفهم ذلك الحلم جيداً كان إشاره لما سيحدث و لكن بشكل آخر، ظلمت تركي هذه المره..
دخلت أم رواد مبتسمه بحماس/صباح الخير ، جبت لك و انا امك صورة عيالك بالمحاايل خلوني اصورهم لك..شووفي
تحمست وهي تمد يدها للهاتف و تلتقطه بهدوء و تتأملهما بحب و شعور لم تتخيله للحظه ،هذين البشعين في الصوره لها ابتسمت وهي لاترى ملامح شبه واضحه و لكن ذلك العابس يشبه أبيه ..نسيت من حولها وظلت تتأمل فتنة الصوره..،
إلتفتت إلى نايف مبتسمه/هااه وش جابك يالعريس مو قلنا البارح لا نشوفك
بابتسامه/انا البارح طلعت من عندكم ثم رحت لواحد من خوياي و انا راجع لقيت شغاله فالشارع ومعها بزر مريض جبتهم هنا اسعفهم و قلت دامني قاعد بجي عندكم
خافت/يا وليدي وش دراك انها شغاله و بزر لا يكون ولدها و الا وراها مصيبه
نايف/والله ما ادري لكن الولد ماهو مثلها هي اسيويه مرره وهو وااضح عربي ماتوقع ولدها،المسكين متشنج من الحراره و هي ميته تعب ماقدرت اخذ منها حق ولا باطل واضح انها مرعوبه اكيد وراها قصه.
اقتربت منه/جزاك الله خير بس لازم تبلغ الشرطه يمه اخاف تبلاك و الا شيء هالزمن حتى اللي يسوي خير يلاقي شر.
قبل رأسها وهو ينوي الذهاب/لا تخافين انا بطلع للمجموعه أدهم متصل بي من شوي مابي اتأخر عليه
امسكت بيده وهي قلقه/وش اسم الولد كود انزل انشد عنه واتطمن
تذكر الخادمه وهي تخبره فحر اليوم/مازن مشاري..الباقي والله ما فهمت عالخدامه.
هزت رأسها بمسايره/زين زين
خرج لتلتفت إلى الغارقه في صورة أطفالها مبتسمه..،
.
.
،
.
وقف أمام باب المشفى يحمل هديته بين يديه يريد لقاءها واكن ذلك صعب ، فقط الإطمئنان عليها... لماذا الجميع حولها وهو لا؟! ذلك ليس عدلاً ..
تذكر نفسه وابتسم بسخريه على نفسه، "ما فعلته بطولياً ولكن ذلك لا يكفي يا تركي، لم تعد ذلك المراهق، كبرت و كسبت ثقة الجميع حتى نيفادا تثق بك كأخ عليك ان تفهم ذلك..
أخذ نفساً عميقاً وهو يتجاوز عثرات قلبه و دواعي نفسه..
اتجه لاحد الممرضات أعطاها مبلغاً من المال و الهدايا لتوصلها لنيفادا لا يجب ان تعرف بقدومه.. لن يخنقها بحضوره الدائم و لأجل قلبه يجب أن ينسحب ..الحب العفيف جماله ان يبقى طاهراً..
ترك المشفى و غادر مسرعاً لمكالمة عمه صالح وتحضيرات زواج هند...
.
.
.
،
.
أغلق هاتفه بعدما طلب حضور مهند ليلاً.. ليرفع سماعة المكتب/باقي احد من مواعيد اليوم؟!..دخله
دخل نايف من جهة مكتبه وهو يرى دخول احدهم/أدهم خلصت من هالاوراق و كلها كامله الملاحظات ومضبوطه
دخل مشاري وهو يشعر بضعف موقفه بعد رؤية هذا الصرح الكبير وحجم الأعمال الضخمه/السلام عليكم
رد السلام وهو جالس ليشير لمكان بعيد/اجلس
تردد في ذلك ولكن تحدث/طال عمرك انا مشاري اللي..
قاطعه/ادري ..رح اجلس
جلس وهو يراقب ما يحدث مكالمات و مواضيع كثيره تطرح.. و يتحدث بالانجليزيه تاره و يحول الاتصالات تاره..وصلت رساله من زوجته"رد على مكالمتي،فيه شيء مهم"
اغلق هاتفه و فتح زر ثوبه من اعلى وهو يشعر بتفاهة موضوعه و تفاهته هو ..استفاق على صوت أدهم..،
اغلق قلمه الفضي وهو يداعبه بين ابهامه و سبابته و يسترخي بجلسته/ايوه يا مشاري وش عندك مدوخنا من فتره تبي تقابلنا..
ارتبك وهو يحاول ان يرتب ما سيقوله قبل ان يتلفظ به/أنا جيتك بصراحه بعدما ضاقت بي الوسيعه و..
رن هاتف أدهم ليرد مقاطعاً له/الوه..لا زودوا السعر مليونين ثلاثه مو اكثر من كذا ..او اتركوها وانتم تعرفون الباقي.سلام
عاد ليلتفت لمشاري/ايوه وش العلم انجز لان وراي شغل
ابتلع ريق الخوف وهو يشعر أنه محاصر بعد حضور نايف مجدداً/ابي اعرف وش بينك وبيني علشان تحارب تجارتي
حاول ان يتماسك و لكنه انفجر ضاحكاً وهو يلتفت لنايف/سامع وش يقول، والا انا اتوهم!!
نايف بتهكم/كم راس مالك انت؟!
مشاري/راس مالي 600 ألف و كله بالسوق خسرته و بنحرق وانت السبب
استرخى أدهم في جلسته وهو يبتسم بسخريه/800مليون ريال قيمة هالمجموعه داخل الرياض فقط وحول المملكه ضعف و استثمارتتا الخارجيه صعف الضعف .. تتخيل ان فيه مجال حرب بيننا؟! ماتستحي على وجهك؟!
وقف متصنعاً القوه/اي نعم و باذني سمعت مكالمتك لابو محمد هذاك اليوم وهو اعترف ان القوه ماهي بيديه، من انت ووش سويت لك علشان تدمرني؟! انا ماعمري عرفتك.
حاول كبت غضبه/في احياناً نرتكب اخطااء فادحه بحياتنا و نتعمد نظلم اشخاص ونمارس عليهم القهر و انواع الذل و نظن أننا ماراح نتحاسب ابداً..
استغرب ما يسمعه/أنا ما ظلمت احد لا تتبلاني
قاطعه و هو يجمع قبضته بيده/هوازن عبدالله ، تعرفها اكيد
تحدث مستنكراً/هي تخسي ما..
قاطعه وهو يقف غاضباً حتى منعه نايف/لا تقول عنها تخسي، ما يخسي إلا أنت يالباير.
خاف من زمجرت صوته ولكنه تصّنع القوة/رجاءاً لا تغلط انا ماعرف وحده بهالأسم
زم شفتيه بحنقه و دفع نايف عنه بقبضة يد واتجه ناحيته ليكيل له لكمة ورمت خده ثم شده من ياقة ثوبه بقوه و هو ينفضه كما ينفض ورقه/تجحد أم ولدك ياكللب !! انت منت كفو وحتى الانتقام منك استنقاص من الذات..
جلس ذلك يتفقد أضرار وجهه/أنت من مسلطك علي؟! وش تبي؟! هذي كانت زوجتي و طلقتها واخذت ولدي منها، انت وش دخلك؟!
عاد ليقف مكانه خلف المكتب/طليقتك أسمها هوازن عبدالله عبدالعزيز المناع ... يعني اختي و بحكم القانون أنا مخول بالدفاع عنها و استراداد حقوقها اللي أنت أستبحتها..
خرس مؤقت لم يصدق هذه الكارثه التي حلت به ان تكون من عائله معروفه و ثريه هكذا لتتحكم بمستقبله..!!!
نطق بإصرار/خسايرك كلها بتتعوض و بأضعاف خسايرك ،الليله تجيب الولد لبيتي اللي يرسل لك موقعه إذا ماكنت تعرفه.. وتجيب الولد معك لأمه ومعه عايلتك أمك خواتك كلهم وتعتذر لها انت و هم عن كل شيء سويته حتى سالفة المول ..
تتنازل عن حضانة الطفل كتابياً وقانونياً و بعدها تنقلع ولا عاد تشوفك عيني حتى لو صدفه.. وهذا أمر ماهو إختيار..لأنك لو رفضت انت عارف مصيرك و عاارف زين اني أقدر اخذ ولد اختي بالقانون..و بكذا تكون لا طلت بلح الشام و لا عنب اليمن.
إبتلع الغصه، ليس له بد من أن يفعل ما يريده،ليسترجع أمواله،الطفل له على كل حال و لن يمنعه منه أحد/متى اجيكم
نظر لساعته وهو يتذكر زواج إبنة صالح الليله/بعد المغرب يناسبني...انت والعايله ..كل وااحد غلط عليها و الا والله ان اشتتكم وابعثركم بعثره!
إبتلع تهديده هلعاً وهو يهم يالخروج، لا يهتم الآن سو بتعويضاته، لن يفكر بمجابهة رجل كـ أدهم..!
بالكاد إنتظر خروجه ليزفر أنفاسه و يذهب ليجلس مكانه و ينظر للفراغ أمامه بغضب،رؤسة مشاري أحيت داخله مكامن الكراهيه و الغضب التي لم كبتها طوال عمره كيف لرجل أن يكون بلا مروءه مع زوجته؟!!
إتجه للشرفه الزجاجيه الكبيره فتحها و اخرج سيجارته وهو يشعلها ليدخن بتوتر/ما كأنك استعجلت عليه يا أدهم..برأيي الرجال باقي ما احترق كلياً .
ابتسم بقهر وهو يحاول ان يسترخي بجلوسه/لولا اختي تحترق كل يوم ما استعجلت يا نايف..أنا بصبر لكن أختي لا حتى لو هزت رأسها و إدعت التصبر .. هذا ماهو عدل
تنفس وهو يزفر دخان سيجارته و يتأمل طريقة تفكير أدهم بالتعامل مع الأحداث، هنالك دائماً جانباً إنسانياً رغم قسوة يديه الجباره، ابتسم وهو يلتفت إليه/العدتني بيد وحده و كنت بتنهي الرجل بلكمه وحده و لو عطيته الثانيه أنا متأكد ماراح يصحى إلا بالمستشفى!! طريقتك كانت احترافيه ياخي
ابتسم أخيراً وهو يلتفت إليه/و انت هذا اللي شدك ؟!
بإبتسامه/كلن على همه سرى، بتعلمني على الأقل السرعه و التركيز فاللكمات لأن هالشيء افتقده و التمارين مليت منها بصراحه
تذكر كيف كان يتعلم في مركز رياضي صغير اسفل العماره في ذلك الحي الشعبي لم يكن حباً في الملاكمه بقدر ماهو تفريغ شحنات طاقته السلبيه بشكل لا يؤذي أحداً/وش عليه بوديك أطلق نادي ومدرب بس بعد عرسك اخاف تكرهني شهد
ابتسم محبطاً وهو يعود لسيجارته/ياليييل.
.
،
يكاد يُجن مما يسمعه يشد شعره و يمسح وجهه بقلق/حسبي الله عليك من مره وين وديتي الولد؟!
استغربت قلقه الزائد/كنت اتصل عليك ابي اعلمك ان السلقه خدامته هربت فيه بس انت سافهني
جلس يندب حظه/وش هالقرااده يا مشاري مالقت الخدامه تهرب بالولد إلا اليوم، لا بالله ضااع حلمك ..ضااع
جلست عنده وهي تستفسر عما يثرثر/وش عندك اي حلم هذا؟!
جلس يخبرها بما حدث حتى انتهى..
لم تصدق ما سمعته بالتأكيد هذا حلم/يعني زوجتك طلعت من بيت آل مناع!!! نعنبو دارك مالقيت غير تتمشكل معهم، هذول تدري ..
قاطعها/خلينا في مصيبتنا الولد لازم أسلمه اليوم مافيه مجال و لا وقت، والا بخسر كل شيء و بموت حي
إبتسمت بخبث وهي تلتقط الحيله/ولا يهمك الحل عندي.
إلتفت إليها رافعاً لحاجبه و مستفسراً...!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والخمسون
أمرت السائق بالتوقف أمام برج الفيصليه تزلت وطلبت منه الإنصراف حتى تتصل به مجدداً..
نفشت شعرها وهي نرفع نظارتها على رأسها وتدخل البرج متجهةً الى أحد اجنحة الفندق..طرقت الباب بخفه وهي تنتظر..
لحظات ليفتح رجل بني الشعر و ذو لحية كثيفه مهمله ويبتسم بشكل يخفي خبثاً/أولا أولييناا..!!
بالكاد إبتسمت له وهي تدخل/أولا دييغو
اغلق الباب وهو يلحق بها للداخل ويراها تقف و يتضح عدم راحتها/كومو ستاس بيبي؟! << كيف حالك حبيبتي؟!
إلتفتت إليه بتوتر تحاول ان تخفيه/بيين.
إقترب وهو يلامس يديها و يقترب اكثر وهي تحاول ان تبتعد و تمنعه/نو مي غيستا دييغو!
إستغرب عدم مبادرتها ليعقد حاجبيه بشك/كي باسو أولينا؟! << ماذا حدث أولينا؟!
خافت ان يكتشف نواياها لتصمت و تبادره بما يريده تلك أسلم طريقه لتفادي شر دييغو ..،
.
في الحاضنه..
على كرسيها المتحرك بصحبة ام رواد و هوازن و ليال تراقب طفليها أمامها لتلتفت للممرضه/طلعيهم لي بليز
ابتسمت وهي تخرج الطفل و تقدمه لها وتساعدها في حملها وتعلمها كيف..
كم هو صغير حملته و رفعته لوجهها حتى بللته دموعها ثم وضعته على صدرها وهي تمسح على ظهره بصمت ودموع عجزت ان تفهم ماتمر به و لكن يؤلمها أن طفليها سيبقيان حبيسا الحاضنه و بعيدين عنها..
مدت اناملها لتمسح دموع أختها/اوصفي لي شعورك بكلمه بس
ابتسمت وسط لمعة عينيها/حالة حب.
ام رواد وهي تنظر لساعتها بقلق تريد الإطمئنان على حالة الطفل والخادمه/انا بنزل ودي اخذ حبة بنادول و اقيس ضغطي مادري شفيني احس مصدعه
ليال/انتظري لين أرجع بنيفو لغرفتها و انزل معك
ام رواد/لا انتي خليك مع اختك انا بنزل هاللحين سلام
ليال وهي تنظر لهوازن/هوازن ألحقيها هي تقول مصدعه خليك معها
هوازن/يعني ماتبون مساعده مني هنا
بابتسامه/لا يا قلبي عندي الممرضه انزلي مع ام رواد
خرجت و لحقت بأم رواد قبل ان تدخل المصعد ليدخلان و ضغطت زد الدور الثالث مستغربه/ام رواد الطوارىء تحت
قررت ان تخبرها/بصراحه ماني مصدعه ولا شيء انا ابي اشوف ناس مسعفهم نايف وجايبهم هنا ولد صغير وخدامته،،اللد كان تشنج من الحراره و زيين ماصار له شيء منها الحمدلله صار احسن بس للحين تعبان عاد ودي اشوف اذا صحصحت الخدامه كود تقولي وش مصيبتها
حزنت وهي تعرف بقصة الطفل/يا عمري
وصلوا للغرفه المقصوده وطرقت الباب/وعلي الولد ماله حس يدووب ينسمع له صوت
دخلت وهي ترى الخادمه بأفضل من حالها السابق/وين مازن؟!
لم تصدق تىان هذه خادمتها هل يعقل ان ذلك الطفل لها أيضاً رفعت غطاء وجهها/فاطمه!!
اتسعت ابتسامتها وهي تعاقنها بخوف الذي وجد الأمان اخيراً/مدام هوازن !!
طارت عينيها مع قلبها للبحث عن صغيرها لتراه ممدداً هنالك على السرير تركت فاطمه وذهبت إليه مسرعه حملته و اخذت في تقبيله و ضمه إلى صدرها بشكل أثر على ام رواد التي بكت..
تنهدت ام رواد وهي تجلس من قوة الموقف/حسبي الله على ابوه حسبي الله على اللي مايخافه
ابعدته قليلاً عن صدرها لتتأمل وجهه وعينيه الذابله، أي حرقه تكوي جوفها الآن وهي ترى المرض يذبل صغيرها و يفقده حتى القدره على البكاء فقط ينظر إليهم بلا ردة فعل من المفترض طفل بعمره يمشي إلتفتت الى الخادمه/فاطمه هو يمشي صح؟
حركت رأسها بالنفي/لا مدام عظم مافي قوي مره مافي رضاعه مافي ياكل كويس
تأكدت لماذا تلك المره في المول كان في عربته و لا يمشي لم تكن مرتاحه لصحته منذ آخر لقاء لم تكن تنام بهناء وهي تسمع صوته ليلياً ..أعادته لصدرها مجدداً وهي تمسح على رأسه و تتأمله لتنتبه لجرح دائري على طهر يده يبدو حرقاً لم يبرأ بعد!!/فاطمه إيش هذا؟!
فاطمه بحزن/سير مشاري طفي سيجاره فيه وهو يبكي مراا
عادت لتضمه مجدداًوهي تبكي قهراً/الله يحرق قلبه الله يحرق قلبه.
اقتربت منها ام رواد لترى عيني الطفل و تعرف مابه/عسى الله يكسر يديه اللي تضرب طفل مابعد مشى!!! .. هوازن ولدك والله العالم هالحراره سببها شيء واحد..لازم له مداويه
استغربت لتلتفت إليها وهي تكفكف دموعها كيف عرفت/لا تناظريني كذا أنا أم من سنين ولي خبره ..شيلي المغذي من ولدك و انا بنادي الدكتوره
تذكرت أخيها في هذه اللحظات/ماراح اطلع من هنا لين اتصل بأخوي يجي يشوف هالكلب وش سوى بالولد
تركت طفلها يرتاح والتفتت لفاطمه بإبتسامة إمتنان لتتقدم إليها و تمد ذراعيها لها/فاطمه أحبك
شدت يدها/أنا ماما بعد
اخرجت هاتفها وهي تتصل بأدهم يجب ان يكون هنا حالاً ليشهد ماحدث...
.
.
.
.
،
،
.
انتهت من زينتها وهي تضع بخورها تحت شالها و تفكر بحديث مهند لها و حديثها السابق لهوازن،يالله لم تكن يوماً متسرعه و لكنها سقطت في حيلة إبنتها فاتن،
ما ابشع ما قالته لهوازن و ما اجمل ردة فعل هوازن حين حملت نفسها بصمت وخرجت من المنزل بدون ان تؤذي احد..
تحيي ذلك الإعتزاز بالذات الذي تملكه ..
و تعتب كثيراً على إبنها الذي لم يخبرها كل شيءمن البدايه..
ولكن شتستغل مناسبة زواج ابنة صالح مديره في العمل لتلتقي بها وتعتذر لها ..
دخلت فاتن وهي تحمل عبائة والدتها/يمه خلصت كوي عباتك..
إلتفتت إليها وهي غاضبه منها ومن تصرفاتها/حطيها هنا وروحي خلصي نفسك بتروحين معي وبتعتذرين من هوازن
أمالت شفتيها مع رفعت حاجبها بغرور/لا والله !!
بإصرار/إي والله ، بتروحين غصب عليك و بتغدين مره صاحيه و بتعتذرين من هوازن غصب بعد ماهو رضا ، ترى للحين مايدري بهبالك و سبب طلاقك
صدت متكتفه و غير راضيه/الطلاق للحين ماكمل شهر و زوجي بيرجع يراضيني أعرفه مايصبر بدوني اما أني اروح اتعذر من هوازن سلامات!!!
اقتربت منها وهي تمسك بإذنها وتشدها/بتروحين غصب عنك، لين يجي زوجك يدورك يصير خير.
دخلت كادي بهذه اللحظات وهي بعبائتها/السلام عليكم،، شفيكم يا جماعه؟!!
انسحبت وهي غاضبه لتتركهم وتذهب لغرفتها ..،
جلست ام مهند وهي تحاول ان تمسك اعصابها في ظل تصرفات فاتن التي شذت كلياً عن اخوتها...
فهمت ان اختها تصرفت بحماقه/خلاص يالغاليه يمدينا تعودنا على تصرفاتها.. روقي نفسك حبيبتي وقومي معي حمد ينتظرك بالمجلس يبي يسلم عليك
ابتسمت لها وهي تقف/مشينا لا نخليه ينتظر لحاله.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الثامن والخمسون
من جهة أخرى ...،في قاعة أحد فنادق الرياض..،
بدأت النبضات ترتبك و تميل اليدين للبروده.. انتهت من كل شيء يخصها و ضلت المصوره تلتقط صورها الخاصه في جلسة تصوير..
ومن الجهة الاخرى شهد تراقبها بإبتسامات تشجيعيه..،
زادت ربكتها لتوقف المصوره/خلاص كفايه صور.. برتاح
المصوره/يكفي اللي اخذته باقي صورك مع العريس خليها بوقت الزفه..سلام
راحت تجلس على طرف الأريكه وهي تفرش فستانها حولها و تضع أناملها على رقبتها بحركه عفويه..
جلست شهد عندها/شفيك يا بنت فكيها شوي، حتى الصور باليااله تظهر ابتسامتك فيها
تحدثت بفوضويه/احس بحراره تطلع من صدري و اطرافي بارده ماحس بها
امسكت بيديها وهي تجمعها بين كفيها و تضمهما سوياً و تقرأ لها بهمس..
إبتسمت لها هند وهي تراها تفعل ذلك بعفويه حتى انتهت/تقرين علي !!
شهد بابتسامه/واضح متروعه القرايه زينه.. ودي ارقص لك عالمنصه شرايك؟!
ضحكت/انا ماعندي مانع اتصلي بنايف خذي رأيه هو.
رفعت حاجبها بابتسامة خبث/ترى زوجك بجنبك عالكوشه بيشوفني ماتخافين اسلب له عقله يالخبله
ارمشت بدلع ثقه/خليه يشوفك ..شوف عينه حظ غيره.
ضحكت من كيدها/يممه منك يعني لو ماني متزوجه ما سمحتي لي؟!!
دفعتها بخفه/طبعاً لا
بابتسامه جانبيه/ماني ميته عليه مااالت
ضحكت هند ونسيت قليلاً حتى دخلت والدتها بإبتسامتها/يازين الضحكه دووم يا رب.. وش هالزين؟!! لا لا تصورتي بدوني
خجلت وهي ترى دخولها/باقي يمه قلت لها برتاح شوي!!
وقفت شهد مبتسمه/بروح اناديها تعالي خالتي
اقتربت من إبنتها وهي تسمي عليها علناً و سراً/ما شاء الله، لا قوة إلا بالله. الله يحفظك من العين
إبتسمت وهي تسمع إطراءات أمها، بالطبع وهل ستراها أمها إلا جميله ..؟!
لحظات ليدخلون اخواتها من أمها ومعهم شهد و المصوره..،
.
في صالة الجلوس الداخليه..،
يجلس عند والده منذ عاد للمنزل بصحبة هوازن و طفلها و ليال وهو يجلس بصمت مجلجل ..تتضح على ملامحه رسوم الغضب..
لم تراه يوماً بهذه الحاله من الشرود و قلة الصبر كل دقيقه ينظر لساعته و زري ثوبه مفتوحه من اعلى..ووجهه يميل للزرقه..
وقفت تدير فناجين القهوه بعدما صرفت الخادمه لتبدأ بعمها/سم يا عمي
اخذ فنجانه بهدوء/سم الله عدوك
ذهبت لأدهم لتقدم له القهوه بصمت، فأشار لها بالإكتفاء.. لتعود وتأخذ لها فنجان وتجلس تسأله/أدهم وش ناوي عليه؟! الولد حالته مو مستقره ليه تطلعونه من المستشفى؟!
نطق وهو يمسح على وجهه بتوتر/الدكتور سمح بخروجه ، هاللحين شغلي مع ابوه
لمحت وعيداً لم تعهده وهو يشد قبضته/وين ابوه؟!
ابتسم بسخريه/يقول انه بيجيبه الليله يعني بعد شوي
خافت من إبتسامته التي إختفت..ليتحدث ابو أدهم بقهر/زوجته بنتي من قلّة حيلتي وانا مريض و خايف عليها تقعد تواجعني لحالها لكن ما برد كبدي عز الله.
إزدادت حُرقته اكثر ليدخل نايف وهو يناديه /مشاري وصل و معه مره لكن مانزلت ..
رفع ناظريه بتساؤل/دخلته؟!
نايف/موجعني بكبدي بعد اللي سواه بولده و ما بغيته يدخل و يغثك بعد انت
وقف وهو يرتب شماغه على رأسه بشكل أنيق و يلتفت للشموس يأمرها/روحي لهوازن و خليها تطلع لي أبيها تحضر
أستغربت/أدهم انت وش ناوي عليه؟!
رفع صوته بشكل لم يقصده ولكن أعصابه مشدوده/الشمووس لا تسأليين هاللحين روحي ناديها لي بسرعه.
حاولت ان تتجاوز رفع صوته عليها أمامهم بسبب ما يمرون به الآن وحضور الجميع/أبشر
أخذ أوراق الشيك التي كتبها وهو يُطيق شفتيه بغضب،..
وقف ابو أدهم وهو يسأله بقلق/انت وش ناوي عليه يا ولدي؟! تعوذ من ابليس
بصوت يمثل الهدوء/لا تخاف يبه ماني قاتله..
.
.
في ساحة المنزل واقف عند سيارته وهو قلق من ردة فعل أدهم كلما يتذكر سطوة يديه و لكمته التي كادت تهشم وجهه و تركت علامه ليلتفت على زوجته فالسياره/بتجيبين أجلي..
شجعته/لا تخاف قول مثلما قلتلك و بس ، بعدين ماراح يقولون شيء وانا معك اكيد بيصدقونك، نبي نكسب وقت ندور الولد الله ياخذه، لو اني داريه بالعز هذا عند خواله كان شلته على راسي لكن مقيوله مقروده خذت طايح حظ.
غضب وهو يسمعها تدعي على طفله/لا تفلينها وتدعين على مازن لا صكك على وجهك طولتيها
بسخريه/مافيه مثل الصكه اللي على وجهك صدقني
كاد يرد عليها لولا رؤية أدهم ينزل من فوق الدرج العالي ليقف في منتصفه وبنظرة الغرور الواثق/السلام عليكم
بحاجبه المرفوع/وعليكم...هاه وين الولد ماشوف معك احد؟!
تردد وهو يرى نايف ينظر إليه بنظرات حاده هو الآخر و يلبس مجند فيه مسدس ذهبي و سيجارته تطاير ابخرتها من بين شفتيه/الولد مع جدته في حايل و مثلك عارف بعيده مايمديني اجيبه بنفس الليله بس ولا يهمك جبت لك تنازل عن الحضانه من عند محامي وهذي هي
رآه أدهم يتقدم إليه و يقدم إليه الورقه، ليمد يده و يلتقط الورقه و يمزقها و يرميها بإبتسامه تخفي نيراناً ويمد يده ليصافحه تحت انظار هوازن و الشموس وليال الواقفات عند الباب كما طلب منهن و والد أدهم يخرج في هذه اللحظات خلف أدهم ونايف..،
مد يده ليصافح أدهم كما طلبه ولكنه تفاجىء من شدة قبضته!!!
بابتسامه تخفي الجحيم خلفها/ولو يا مشاري مابيننا أوراق، بيننا الثقه و المرجله و الشهامه والمروءه
إلتفت إلى نايف/صح يا نايف؟!
ابتسم نايف وهو يمد سيجارته المشتعله لأدهم الذي أخذها بهدوء ثم إطفأها على ظهر كفه ليصرخ ويكتم صرخته ليرفع صوته اخيراً بقهر/مضيع ولدك و جااي تضحك علي؟!! بكل وساعة وجه جاي تقايض ولدك اللي ماتدري وينه فيه بحفنة فلوس؟!! انت ما خليت من الرخامه شيء يعتب عليك.
صرخ كاذباً/ولدي مالك انت دخل فيه
لم يستطيع ان يحتمل وقاحته ليهجم عليه ضرباً مبرحاً و نايف ينظر مبتسماً حتى صرخت زوجته من باب السياره/خلاص تكفى يا أدهم
توقف عند سماع طلب السيده و ونفض يده وهو يشير بسبابته بتهديد/تم تسجيل بلاغ ضدك و الشغاله اعترفت على اعتداءاتك على الولد و معنا تقارير طبيه ..الليله راح تنام بالسجن يالرخمه
اخرج نايف الشيكات الموقعه ليقدمها لأدهم أمام عيني مشاري ليرى ويسمع/والشيكات اللي كتبناها له يا أدهم
أخذها أدهم و قطعها قطعاً صغيره و رماها للهواء يتلاعب بها و ينشرها حوله/كنت احسبك سبيكه و بشتري منك الولد لكن طلعت نذل و احقر من أني أعاملك معاملة رجال.. قم انقلع قممم لولا زوجتك فزعت بك كان ما طلعت من بيتي على رجليك قمم
بالكاد وقف وهو يعرج و ثوبه موسوم بالدم ، ركب سيارته ثم انطلق بعيد..
ابتسمت ليال وهي تربت على كتف هوازن/لا والله لك اخو ما شاء الله ..هاللحين بس عسى خاطرك طاب؟!
لم يترك مشاري بقلبه ذرة حتى شفقه تجاهه،كانت تتمنى ان تنتقم لحرقة المبد والقلب في طفلها و أدهم لم يجعلها في نفسها/الله يحفظه لي و لا يحرمني وجوده..
دخل الجميع ليدخل أدهم و والده/يبه امهلني دقايق اغير ملابسي و نطلع سوى للزواج
ابو أدهم بابتسامة رضا/لا تأخر انفداك.
مر بجانب الشموس وهو يأمرها أمام نايف ووالده بلا اهتمام/تعالي طلعي لي ملابس
اخذت نفساً وهي تمتثل لأمره وتلحق به لغرفتهم، لتراه ينزع ثوبه و فانيلته لتغلق الباب خلفها وهي ترفع حاجبيها/من متى تتأمر علي كذا قدامهم؟!!
ببرود اعصاب/معليه أتذكر انك زوجتي، صح والا انا غلطان!!
تكتفت وهي ترفع شعرها المنسدل جانباً متناسيه لبسها الذي ستخرج به عليها/انت تعرف زين ان ملابسك مرتبه في خزانتك ومن طلعت من هالغرفه صرت انت تخدم نفسك لكن حبيت تستعرض عضلاتك قدام اهلك علي
مازال مبتسماً وهو يُخرج منشفه و يربط بها خصره وهو يراها تصد عنه خجلاً، لتتسع إبتسامته قليلاً/وش سر هالحلى الزايد الليله؟!
لئيم ورب الكعبه لئيم، كيف يستطيع بكلمه وابتسامه ان يبعثرني /مايصلح تتغزل هالحين وانت توك مكسر لك بني آدم برا ، فخلنا بموضوعنا احسن يا متوحش
تدعي القوه!! ضحك من كلمة متوحش/طيب وش كان موضوعنا؟ نسيت يا عمري !
فهمت ما يرمي إليه فقررت تركه لتخرج ولكنه لحق بها ليمسكها و يثبتها على الباب وهو يتنفس بسرعه ليهمس ببحه/وقفي شوي قلت وقفي
شعرت وكأن ذراعيه ويديه أصفاداً و قيود من حديد هو ينسى احياناً و يستخدم قوته المفرطه/يدي يا أدهم يدي!!
رفعها و بدأ بزع القبل عليها وعينيه عليها يراقب ردات فعلها ويرى لمعان محاجر عينيها/أبي اكلمك بموضوع
لم تحتمل نفاقه و تمثيله لتحرك رأسها بالنفي/كذاب، انت تبي هذاك الشيء و بس ،
همس لها/و افرضي يا عمري؟! مايحق لي؟!
ردت بنفس هدوءه القاتل رلكن بوجه مبلل بالدموع/لا ما يحق لك اذا صرت مابيك و طالبه الإنفصال .. إلا ان كنت ناوي تغتصبني..
ترك يديها وهو يصد و يتركها، فهو لم يفقد كرامته بعد ليغتصب زوجته،مادامت رفضت بشكل صريح فلها ماتريد/اجل خذي راحتك مني لكن طلاق أنسي يا الشموس..لا تجرحيني ولا اجرحك..
تركها وذهب للحمام وسط نظراتها التي سقطت في الفراغ الكبير الذي تركه خلفه..،
لم تصدق أنها إنتهت منه؟! تركت الغرفه و خرجت بدون أي زيادة في التفكير، لعل في إبتعاد الأجساد أفضل طريقه لمداواة الجروح الغائره في الأرواح و القلوب..
↚
نعم لم تكن المرة الأولى، قد ثُقب قلبي عدة مرات قبل ذلك و كان في كل مرة يلتئم ويمر كل شيء ، و لكن هذه المره رأيته يسقط من مكانه و يتدحرج مُحدثاً ضجيجاً و سمعت جيداً صوت إرتطامه على القاع، رأيت روحي متناثره هل سمعتم بروح متناثره؟!
نزيف الروح لا يمكن إقافه.
إستلّت الروح من جوانحي حينما أعلنتها صراحةً و لوحت بالإنفصال،
قد كنت أظنها لن تصبر بعد كل ذلك التعلّق و لكنها صبرت.
لم يكن علي الوثوق بمشاعر إمرأة جبّاره تقدس إكتفائها الذاتي على أي شيء آخر حتى على حساب قلبها..!
لم ينتبه لنفسه و تتركه هواجس روحه حتى دخل قاعة الرجال على أنغام العرضه الجنوبيه!
همس له نايف/ماشاء الله اهل الجنوب جايين كلهم هنا
أدهم/العريس من ربعهم فالجنوب
هز رأسه/بالله..!!
إستقبلهم صالح و عبدالرحمن عريس الليله، و بعد السلام/مبروك زواج هند يابو هند
رد بسعاده/الله يبارك فيك عقبال تزوج راكان واخوانه
بإبتسامه إلتفت إلى عبدالرحمن/الف مبروك يا عبدالرحمن،
سلم على البقيه ليجلس في مكانه المخصص له وبجانبه نايف، ليتخذ الصمت فضيله محاولاً جهده أن يُبقي صوت إنهياراته الداخليه بعيدةً عن مسامع من حوله..
.
مضت هذه الليله بطيئه جداً .. و لكن لحظاتها كانت سريعه بالنسبه للعروس وهي تنزل بزفتها تحت تصفيق البنات ..
خطواتها تكاد تكون محسوبه من بطئها سلمت على اخوات زوجها و اقاربه فأمه ميته .. وسلمت على لفيف ممن تقدم لمباركتها..
تقدمت ليال اخيراً وهي تتقدم لها بإبتسامه وتمسك بيدها البارده وتساعدها لتعود و تجلس على كوشتها /الف مبروك يا عروس .
بابتسامه تكاد لا تُرى/الله يبارك فيك
همست لها لتشتت إرتباكها الواضح/يا بنت حرام عليك وش خليتي لي من الزين هااه؟! ناسيه زواجي بعد اسبوع!!
بارتباك إبتسامتها/ياحظك مو الليله!
رفعت حاجبها وهي تبتسم بخبث/وش ياحظي، اصلاً ودي أنه الليله مو بعد اسبوع ...بلا دلع عرايس ماسخ و انبسطي. يلا افردي هالوجه الحلو ، تبين ترتاحين شوي او ترقصين
اتسعت حدقة عينيها لتبتسم بخجل/أرقص؟!! اكيد تمزحين ليال!!..
اقتربت شهد مبتسمه/شعندكم
هند بخوف/حماتك تبيني ارقص؟!! يا فضحي عروس ترقص بعرسها؟!
ابتسمت بخبث/هاللحين العالم كلها ترقص بعرسك وانتي لا!! يعنني ثقل ،يا هند خاابرتك
هند وهي تشير لشهد/خذي بنت خالك عني قبل اتضارب وياها و افتشل قدام الناس
تقدمت هند الكبرى وهي تراهم يضحكون/لياال رووحي اجلسي بثقل يا بنت راكان بلا هالنطنطه
إلتفتت إليها تضحك/محسستني اني حامل خليني انطنط على كيفي يا عمه
امسكت بيدها/وين الشموس ماشفتها
أشارت بيدها/توها جايه من نيفو شوفيها هناااك جالسه مع جوزاء الراشد
استغربت/سلطانه زوجة ماجد!!
ليال/توفي ماجد و تزوجها اخوه
تركتها لتتوجه إلى احدى النساء التي اقتربت تسلم ..
ليال/شايفين يا بنات سحبت علينا على طول
رفعت هند الصغرى حاجبها بإبتسامه/اشوف تبيني ارقص و انا ماشفتك ترقصين!!
ضحكت شهد/بلى رقصت قبل تنزلين
هند/لا انا ماشفت شيء
حركت شعرها بدلع تتقنه/يا ويلي ماطلبتي شيء احسن حاجه فالحياه الرقص،مايبي له .. لحظه ارقّص لك القاعه و اخلي ليلتك ماتنسي
ذهبت ليال لتهمس هند لشهد/يختي هالليال احس بصوتها حياه، حتى نفسيتي تغيرت و ارتاحت، توتري راح وودي اقوم ارقص معها
شهد/لأنها اختارت هالشيء، مافيه أريح من انك تكوني على طبيعتك و بدون تعقيد..
.
،
.
على احدى طاولات القاعه..
ابتسمت لأحاديث جوزاء وهي تتحدث عن موقفها من مواضيع مختلفه/جوزاء سوالفك ماتنمل و من زمان عنك والله
جوزاء/وش نسوي بإرتباطاتنا العائليه و الظروف اللي حصلت
وافقتها حديثها لتتذكر/تصدقين انا مستغربه ليه ماتوظفتي بشهادتك؟!
حركت كتفيها بخيبة صمت..
أردفت الشموس/ما اخفيك كنت اتوقع تكونين ايقونه بمجال المحاماه خصوصاً أنك طلّعتي رخصة محاماه بس خيبيتي أملي بعد زواجك وش صار على حماسك؟!
تنهدت مبتسمه وهي تتذكر ما حدث/لمن تكونين غبيه وقت الملكه وماتكتبين شروطك لا تتندمين بعدين.. وهذا اللي صار
استغربت/واستسلمتي للوضع بسهوله؟!
تنهدت/كنت طايره فيه وقتها، عشمني وقال انه بيفكر بعدين و بعد فتره قالي إياها بصراحه عملي يتعارض مع رغبته..
رفعت فنجانها لترتشف منه/اها سلطه ذكوريه يعني
ابتسمت/بالضبط..لكن قررت ابقى معه يمكن تستغربين بس لو ماهو مرضيني ماجلست معه .. زوجي ظلمه خيبه، مع ذلك ماراح استسلم تطمني..بحاول فيه
ابتسمت لتسامح جوزاء مع واقعها المفروض عليها/يارب ماتكونين ندمتي على هالقرار.
عبست لتردفها بنفي قاطع وابتسامه/حرام اتكلم عن الندم وهالزواج جاب لي احلى ولد.. يظل لكل شيء ميزته.
لعل حديثها المنمق والعاطفي مؤثر ولكن ليس من جانب الشموس التي رفعت طرف شعرها للخلف وهي تجمع اناملها ببداية حديثها/يجوز، لكن انجاب الاطفال ما يمنع الندم، لو نبتعد عن عاطفتك شوي بنلاقي انك تعيشين حياه مو انتي اللي خططتي لها ولا حتى حلمتي بها..هالحياة مجرد واقع انفرض عليك لا اكثر.
تحدثت سلطانه التي للتو إنضمت لطاولتهم/كلام الشموس صحيح..إنجاب الأطفال عمره ما يمنع الندم..
إلتفتت متفاجئه بالأنيقه الصامته معظم الوقت/هاه و أيدتني سلطانه بعد
جوزاء استغربت ردها ولكنها إبتسمت فسلطانه لا تتحدث إلا نادراً/ايوه صرتوا صوتين ضدي، و حبطتوني!
تبادر لذهنها السؤال/ترى انا زعلانه بس ما تكلمت يا جوزاء يعني بس دام سلطانه جات بتكلم لأن هالشيء يمسها.
ابتسمت سلطانه لتسألها/تكلمي ولا يهمك
الشموس/ترى ماعزموني على زواجك، وماالهم عذر انا ما طلعت من الرياض من ولدت ..
ضحكت جوزاء/حبيبتي ابشرك مابعد تزوجوا ، امها مرضت على حظها و سافرت معها لألمانيا تتعالج رمضان كله ودووبها رجعت امس، يعني يمدييك
احمرت خجلاً لا تعرف لماذا ولكن نطقت رغم ذلك/بتشرفينه يالشموس هو عشاء خاص بالعايله و الاصحاب القريبين مني و منه فقط..وانتي قريبه مافي كلام
استغربت/والله ظنيتكم تزوجتوا !
جوزاء/كنت بعزمك باخر السهره لكن دامك فتحتي الموضوع،حيااك الله بعد اسبوعين ماالك مجال ترفضين..
بإبتسامه/اكيد بحضر ان شاء الله والف مبروك مقدماً يا سلطانه
ابتسمت/الله يبارك فيك
اشارت جوراء/ناظروا من قامت ترقص لياال مااهي هينه، الليله ماخذه الجو ما شاء الله
الشموس بابتسامتها/يا ربي ، ليال مستحيل احد يتوقع وش بتسوي..
جوزاء/نااظروا راحت ترقص العروس تجنن هالبنت
ظلت هي تراقبها من بعيد، محقه جوزاء، السمراء ذات الملامح الشرقيه و النظرات الحاده و الإبتسامه الشقيه تبدو كفراشه هذه الليله، يا ترى هل رآها فيصل حتى يطلبها مراراً ؟!! تعرف انه يريدها و أنه امضى عمراً بلا نساء.. فكيف نطق بليال تحديداً إلا أنه رآها..!!
أكنتِ تريدين واحده كتلك المليحة ذات الفستان القصير ضرة! يالله كم مرة تريدين أن تخسرين عرشك يا سلطانه؟!
مرهق بك هذا القلب يا فيصل انت مستعصم بلا نساء لأربعين عاما ثم إرتبطت بطيفٍ كان إمرأه يوماً ما ..!
ذلك ليس عدلاً لك ..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والخمسون
لم تصدق و هي تسمع ما قالته زوجة أبيها/يلا بنات ترى عبدالرحمن بيدخل و ماراح يطول خمس دقايق ثم بياخذ عروسه و بيطلع
امسكت بيد زوجة ابيها/خالتي هند وقفي تكفين لا تروحين
اقتربت منها و قبلت رأسها/خلاص هنوده هذا زوجك،شيلي الخوف من قلبك مصيركم بيتقفل عليكم باب لحالكم وخايفه من الزفه بوسط الناس!
عانقتها بحب/بشتاقلك خالتي، و ماني شايله هم أبوي دامك معه، يعني ماني موصيتك عالغالي
ربتت على ظهرها وهي تهمس لها/الغالي بعيوني يا هند لا تخافين انبسطي مع عبدالرحمن و تجملي معه لا تغيرين كوني هند اللي تنحط على الجرح ويبرى ، قويه فالحق و ليّنة معشر لا تظلمين و لا يظلم عليك..مايحتاج أوصيك على قلبك داريه محد بيداريه غيرك،
كانت وصاياها عميقه و ذات مغزى و تكاد تفهمها /وصاياك هذي مع وصايا الوالده بعد..انا محظوظه فيكم وربي محظوظه
ابتسمت برقّه/الأم بركة العمر يا هند كل وصاياها لك من قلبها فلا تتجاهلينها،و الاهم ماتقطعينا
سمعت ام هند وصيتها الاخيره وهي قادمه/أصيله يا بنت راكان.
إلتمعت عينيها وهي ترى عينيّ أم هند قد احمرت كمن بكت كثيراً في الخفاء ثم عادت/من ذوقك يام هند...تعالي اعطيك شال بيدخلون صالح و العريس عبدالرحمن..
توقفت هي بترقب و عينيها ترى دخول والدها و ترى عبدالرحمن قادم يسير بجانبه و الإبتسامه تتسع كلما اقترب مع انغام الزفه..
لا تعلم لماذا تذكرت تلك الليله التي زارها بنيةٍ خبيثه قبل سفره طالباً إياها بشكل صريح..مازالت تذكر كيف غرست الشوكه بكل عنف في فخذه حينما اقترب منها وجلس بجانبها وبدأ بلمسها..لا تعرف حتى الآن كيف تجرأت و غرستها في فخذه وكيف فكرت في أن تؤذي أحداً كان تصرفاً إعتبرته دفاعاً عن النفس..
يجب ان يعرف ان جسدها له حرمته و لحدود العلاقه وطقوسها حرمتها و للعادات النبيله في قدسية الزواج حرمتها ومنزلتها بالنسبة لها، لن تخاف و لن تتوانى في الدفاع عن سلامة موقفها..
صحت على قبلة والدها التي طبعها على جبينها لتعانقه بحب وشوق عظيم..
كاد قلبه ان يعاند ضلوعه وهو يرى ريحانة القلب الليله تُزف من بيته لبيت زوجها/مبروك يا بنتي عسى فالك السعاده يالحبيبه
بالكاد تركت حضنه وهو يرفع طرف شماغه و يمسح دمعةً تمردة من بين اهدابها/الله يبارك فيك حبيبي يبه
اقترب منها و لامست شفتيه خدها بقبله بشكل جعلها تكتسي الخجل و تتجمد اكثر ..
حضرت اخواته بعد ذهاب والدها ليتمنون لهما التوفيق لم يجلس سوى بضعة دقائق ليخرج لم ينبس لها بكلمة واحده لها كان يتحدث بالبدايه مع والدها ومن ثم والدتها و اخواته..حتى خرجت معه..فغرفتهما في نفس الفندق...
،
.
جلست شهد وهي تبتسم وتحبس الدمعه، افترقت عن تلك الاخت النقيه، لم تعيشا معاً كثيراً من الوقت ولكن ما عاشاه سوياً يعادل عمر كل واحدةٍ منهما، نفس الافكار و نفس التوجهات ونفس درجة الحب ..هما اخوات من أبوين مختلفين جمعتهما ظروف إستثنائيه جعلت من علاقتيهما إستثنائيه.
جلست ليال بالقرب منها/هاللحين زعلانه علشان رفيقتك تزوجت وافترقتوا والا خايفه من زواجك بكرا
رفعت اصبعيها وهي تحاول ان لا تبكي/الأثنين.
ربتت على يدها/لا تخافين اخوي طيب و بيسود عيشتك ههههه شهد بلا دراما كل العالم تتزوج و تستقل ترى هذي سنة الحياة
ابتسمت شهد اخيراً/فعلاً سنة الحياة.
.
.
.
.
منذ ثلاث دقائق ..
دخلا الجناح الخاص بهما لينزع بشته و يضعه على اقرب كرسي من ثم رفع طرفي شماغه المفرود على كتفيه للأعلى..
كانت قد رفعت غطائها و جلست مرهقه لم تستطيع الوقوف اكثر بسيب برودة في ركبتيها لا تعلم سببها..
صمته يخيفها و نظراته لها تكاد توقف قلبها..،
رأته يتجه للطاوله التي قد وضع عليها قهوه كيكه صغيره بسكين فضيه انيقه و صحنين و شكوتين ..لاحظته يلتقط الشوكه اللامعه ذات الاسنان الرفيعه و يتجه نحوها ثم جلس في الكرسي المنفرد وهو يداعبها بين يديه ويبتسم بخبث/والله و صرنا لحالنا يا هند.
إلتزمت صمتها وهي تصد وتنظر للاشيء واناملها تداعب خاتماً براقاً في يدها..،
تبدو وادعه جداً الليله و جميله جداً لكن لم يعجبه تصرفها وهي صامته/ناظريني لا تصدين بوجهك عني كذا
بتردد رفعت ناظريها المرتبكان له بصمت..،
صمت لثواني وهو يغرق في عينيها الخائفه والمتحفزه للبكاء/خايفه يا قلبي؟!
لا تعرف لماذا يجعلها هكذا مرتبكها ولا يريحها بكلمه تطمئنها على الأقل هو حتى لم يجلس بجانبها بل هناك لتنطق/ليه أخاف من زوجي؟!
ابتسم اخيراً وهو يسمع صوتها، ليلوّح بالشوكه/يعني شكلك خايفه من شيء، واضح منتي مرتاحه.
حاولت ان تبتسم وهي /ليه ما أرتاح وانا الليله تزوجت الرجال اللي أبيه؟!
علقت إبتسامته المتفاجئه على وجهه، صدمته بالإجابه، مسح على وجهه بطريقه مرتبكه، قد جمعت جملتها كل ماتبعثر منه ليعود وينظر لعينيها بتساؤل حارق/هند وش تذكرك به هالشوكه؟! قولي لي
نزلت دمعتها وهي تبتلع رغبتها في البكاء/تذكرني بصدمتي فيك،
رفع حاجبه بابتسامه/هند انا وقتها زوجك بلا دراما
زمت شفتيها بغضب/بس هل هذا اتفاقنا؟! فيه احد شهد دخولك علي ليلتها؟!! وش بيضمني اني احمل او انك تسحب على الزواجه بكبرها بعدما تنتهي مني خصوصاً انك مسافر تكمل دراسه برا؟!! كل المعطيات الواقعيه تفرض علي اني امنعك لحظتها حتى لو قتلتك.
في الحقيقه زاد السحر و زاد التعلق بعد هذه المرافعه التي رفعت سقف إحترامه لها عالياً/وين عاطفتك لو كنتي تحبين.
هدأت وهي ترى ملامحه تلين لها/عاطفتي خلتني مشغوله عليك من طلوعك من عندي و من صدك عني وانقطاع اخبارك..بعدين عرفت من اختك انك صرت بخير.
قاطعها بسؤال يخنقه/و الحب؟! ليه تجاهلتي سؤالي؟!
سكتت قليلاً لتردف بثقه/عبدالرحمن أنا واقعيه جداً ..وحتى الحب اتعامل معه بواقعيه لا اندفاع غير محسوب و لا اهمال مهلك..عاطفتي خلتني التزم صمتي وانتظرك رغم خوفي من غموض صمتك عقابك ،دامك التزمت صمتك و ما سويت بلبله فأنا مستعده للعقاب اللي تبيه، وهذا حنا الليله مجتمعين و أنا راضيه فيك كل الرضا "الجرح بجرح ، و الشوكه بيدك وش تنتظر؟!"
وقف متجهاً إليها وهو يقترب حتى جلس بجانبها و شوكته بيده /توقعت تطلبين الطلاق ما توقعت ابد تسكتين!
إرتاحت لهدوء إقترابه و لكن عجزت عن نطق أي شيء وهو ملاصق هكذا..،
إبتسم وهو يرى خجلها يخرسها حينما إقترب ليأخذ يدها من على فخذها و يداعبها بين أنامله/ما اخفيك ان اللي سويتيه أزعجني لحظتها و تعبت فتره و اخذت ثلاث غرز و جلست فتره بعكاز بس يوم قعدت افكر لحالي عجبتني ردة فعلك، ما كنت بوعيي بس عاد والله اني معذور فيك،
شعرت بنوع من السكينه مع مضي الدقائق لتسأله/و رسالة التهديد, وش كان وضعها؟!
إتسعت إبتسامته/قرصة اذن، تخليك تقلقين شوي لا أكثر
إرتاحت اخيراً لترد بعفويه/شوي!،إلا موتتني رعب
اعجبته عفويتها وتاه في لمعة عينيها/أحلفي!
لم تستطيع الصمود وهو يقترب هكذا لتصد بوجهها وهي تحرر ناظريها من عينيه لتقع عينها على ورده على الطاوله الصغيره إلتقطتها لتلتهي/برد مره، صح؟
اقترب اكثر و مد يده للورده بيدها ليأخذها و يعيدها مكانها القريب ثم أدار وجهها ناحيته مرة أخرى وهو يقترب ليداعب خدها بظهر أنامله بعيني الثماله....،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والخمسون
بعد عودتهم ..،
تركت هوازن مع طفلها في غرفتها و ذهب الجميع الى غرفه وهي نزلت تحت تنزع كعبها العالي و تضعه جانباً و تراقب بإبتسامه عمتها لولوه تلاعب راكان/عمتي وين عبير معاد شفناها
وضعت راكان على فخذها وهي تجيبها/والله مادري عنها منشغله مع ولدها وبيتها وعملها
الشموس/والله اشتقنا لها اكيد بتجي بزواج نايف و ليال صح؟! عاد عادمتها اول ماحددنا
لولوه/اكيد بتجي شدعوه
لمحت قدومه من بعيد وهو ينادي/حياك ابو راكان ادخل مافي غير انا و ام راكان وراكان
دخل مرهقاً وهو يضع شماغه على كتفه/السلام عليكم
كلاهما/وعليكم السلام
لولوه/تأخرت برا يا ولدي!
ابتسم للذي ينظر اليه من حضنها/كنت مع وليد و الشباب رجع نايف يالشموس؟
الشموس/اي نايم بغرفته..
مد يده لراكان وهو يذهب ليلتقطه لم يصبر اكثر ليعود ويجلس يداعبه..
لتقف لولوه/اجل انا بروح انام تصبحون على خير ..
انتظرتها تبتعد لتسأله وهي تقف/تبي قهوه؟!
استغرب انها حتى الآن بفستانها/هالوقت؟!
بشعور صداع حقيقي/احس مصدعه قلت اسويلي، تبي معي؟!
وقف وهو يحمل طفله ويضعه في دراجته/لا شكراً ، بطلع لهوازن واشوف ولدها شوي و بنزل انام، بكرا عندنا يوم طويل..فيه اخد بطريقي؟!
بهدوء/لا الكل نايم هي بغرفة عمتي هند..
اخذ شماغه من على الأريكه/طيب سلام.
راقبته حتى ذهب لتأخذ طفلها و تذهب هي الاخرى للمطبخ.
انتهت من صنع القهوه لتسكبها في فنجانها وتجلس تحتسيها بهدوء و طفلها في كرسيه المخصص يعبث بلعبة ما..،
ما اجمل التخلي عن كل ما يؤلم حتى وان كانت علاقة حب.. شعور بالحريه بعد قرارهما الأخير و إن رفض الطلاق و لكنهما فعلياً منفصلين .. تعرف ان تلك مجرد راحه مؤقته و لكنها تحتاجها جداً..
،
ارتاحت اخيراً بعدما إنخفضت حرارته، لم تستطيع النوم من فرط سعادتها بتواجده معها اخيراً..سعاده جعلتها تنسى مهند في الوقت الراهن..
لا شيء يضاهي فرحتها و لا راحتها الآن..
سمعت صوت باب غرفتها لتذهب للباب وتفتحه وترتسم على محياها إبتسامه حقيقيه/أدهم
دخل مبتسماً من بشاشتها وهو يبحث بناظريه/وين مازن؟!
براحه/تو نام..
ذهب ليطل عليه في سريره و يتأمله مبتسماً/قرة عينك يا هوازن
بسعاده/بشوفة نبيك يا حبيب هوازن..
إستدار و إلتفت إليها ليرى بريق عينيها المتأهبه للبكاء/افاا مو قلنا بلا دموع!
كادت تبكي وهي تبتلع دموع فرحتها به وبطفلها،لتمد اناملها وتمسك بأنامله وتشد عليها/ساعات الواحد من كثر ماهو سعيد و مبسوط يبكي..أنت حتى ماكنت بأحلامي، كيف طلعت لي و كيف اخذت لي حقي و انا اللي خلاص يأست من رجوعه..
مد انامله لخديها وهو يمسح دموعها/مافي مستحيل على الله يا بنت
هزت رأسها بالموافقه/صحيح بس فرقى الضنى يوجع القلب و يهد الحيل، ودي تنقطع يدي بس ما ياخذون ولدي مني و يمنعوني منه.. عساك ماتذوق فراق الضنى.
شعر بمدى صدقها وهل تكذب الأمهات في مشاعرهن تجاه فلذات اكبادهن؟! مستحيل/امين يام مازن..يلا دام مازن نام نامي كويس ترى بكرا الزواج هنا وانتي بتحضرينه..لازم زواج ولد عمك
مسحت دمعها بإبتسامه/شيء اكيد..يلا بقى نايف وليال الله يوفقهم
قبّل جبينها وهو يودعها بإبتسامته/يلا تصبحين على خير بنزل انام وراي قومه بدري و شغل.
ودعته عند الباب/وانت من اهل الخير ..
اتجه للمصعد وهو يضغط زره لينفتح و ينزل تسائل هل ذهبت الشموس لغرفتها أم لا فُتح المصعد ليسمع صوتاً صاخباً نوعاً ما قادماً من الجهة الأخرى من المنزل.. الجهة التي تحوي صالات الإستقبال و الضيوف ..
دفع باباً كبيراً ليراها بغرفه شبه مظلمه وهي هنالك امام شاشة عرض عملاقه تعرض فيلماً !!!/من هنا؟!
وقفت وهي تلتفت إليه حاولت ان تقف لتتعثر متعمده.. و تناديه..
لم يسبق و رأى هذه الغرفه لابد وانها غرفة السينما الخاصه فتح كل الإضاءه بغضب/لين هالوقت جالسه؟! وين عايشه بفندق؟!!قومي و على غرفتك
مدت شفتيها بدلال و هي مكانها، شخصيته التي لا تتساهل معها تثيرها/بليزز أدهم
تحدث من بين اسنانه حتى لا يسمع احد/اطلعي لغرفتك بسرعه، والله ياوجودك ماله خانه ..مادري وش ضرب نايف براسه علشان يجيبك معه!!
لم يهتم /قومي و انقلعي بلا دلع ماسخ
بكت متقنه للدور وهي تمسك ركبتها/آي كااانت دو ات بليييز
،غرفتي قريبه بس ما عرف امشي بلييزز مستر
ابتسم بخبث وهي تذكر الغرفه، تلك اللعينه تفكر بأشياء خبيثه، تباً لنايف كيف كان يفكر ؟! هل سحرته؟!، ..
.
كانت متجهه للمصعد بطفلها النائم لتسمع صوت خطوات لتراه قادماً و هو عاقداً لحاجبيه و يهز رأسه..!
استغربت فتلك الجهه معزوله بصالات استقبال و هنالك غرفة الغريبه، و هو نادراً ما يتمشى في المنزل/أدهم وش موديك هناك؟!
رأها ليتقدم إليها بحنقه/مادريت ان فيه وحده هنا!! سمعت الصوت وظنيت حرامي انتم شلون تخلونها لحالها تحت؟!!
رفعت حاجبها لترد بهدوء/لا ترفع صوتك بيسمعك عمي هاللحين!
قاطعها بغضب/اسمعيني ززين يا يقلعها اخوك برا يا تاخذينها معك فوق الله يكفينا بلاها
استغربت غضبه المبالغ فيه/أدهم وش لقيتها مسويه؟!
تتفس بغضب وهو يصد و يتذكر ما حاولت ان تفعله وهي تغريه بنفسها/استغفر الله.. انتي اقلعيها من هنا و بس لولا نايف اقسم ان قد قلعتها..هذي قليلة حياء ماهي جايه تعالج وتتعلم!
رأته يتركها و يذهب لجناحه لتلتفت لتلك الجهه وهي عاقده لحاجبها، لن تكذّب أدهم هذه المره فتلك الشقراء لها سوابق في ذلك..زمت شفتيها بغضب وهي تستشف ما كان يقصده أدهم..تركت طفلها على الاريكه نائماًو ذهبت لها لتراها ...،
لتراها بذلك اللباس "شورت و بلوزه قصيره" !! وقفت متكتفه/اولينا!!
لا تحبذ رؤية تلك الارستقراطيه المغروره، حتو انها رفضت صحبتهم في الذهاب/اولا
رفعت حاحبها بتساؤل/ماقلت اللبس هذا ممنوع ببيتي؟!!
اولينا/امم
قاطعتها بصرامه، كل شيء ستمرره إلا تحرشها برجال المنزل و بالأخص زوجها/من بعد زواج نايف انتي راح تكونين ببيت ثاني تسكنين فيه لين تخلصين كورس الزفت حقك و تنقلعين فاهمه!!!
استنكرت/وااات
بتأكيد غاضب /إتز اووفرر اولينا.
تركتها و ذهبت لتدخل اولينا غرفتها بتذمر ماذا عليها ان تخبر دييغو به، عليها ان تثبت أقدامها هنا بأي وسيله..لكن كيف؟! هذا ما ستعمل عليه..
.
.
.
دخلت الغرفه بعدما تأكدت من نوم تركي في غرفته..كم يشغلها صمته الذي بات سمته و سرحانه الدائم..وكم تخب تغيره للأفضل كم كبر بسرعه و صار رجلاً يُعتمد عليه كما اخبرها أدهم الذي اختبره في عدة اعمال أوكلها له، حتى منحه مكتباً في المؤسسه بوظيفة بالتسويق تناسب تخصصه الذي يدرسه ..
دخلت الغرفه باحثه عن زوجها لم تراه و السرير مرتب!، هي متأكده انه قال انه ذاهب للنوم..
تركت الغرفه لتتجه لمكتبه المجاور..
وجدته جالساً خلف المكتب في العتمه بجانبه إضاءة مصباحه الصغير..ملامح وجهه هذه الليله تبوح بالكثير رغم هالك الصمت التي تحيط به لتبتسم بحنان/طلعت على اساس بتنام
حاول ان لا يظهر تأثره و لكن إتضح ذلك في تعثر نبرته/ماني متخيل انها تزوجت و خلاص صار لها بيت غير بيتي و حياه منفصله عن حياتي..ماقدرت احط راسي عالمخده يا هند
اقتربت منه و عينيها تغص بدموعها لتلتف حول المكتب لتأتي من خلفه و تضع يديها على كتفيه و من ثم تعانقه بعدما لامست خده بقلبه هادئه/الله يهنيها بأبو مثلك.. هذي سنة الحياه، بعدين مو بعيده عنك بيتها قريب متى ما فاض بك شوقك زورها وهي بعد ماراح تقصر معك..هند تربيتك و قطعه منك.
تنهد أنفاسه وهو يقف ويلتفت إليها بإبتسامة بالكاد إرتسمت على شفتيه/انتي وش؟!
امسكت بيديه وهي تحاول ان تنسيه/انا الهوى ، الذكريات الحلوه و الحنين لأيام الطفوله، صباحات الشتاء و دفىء أحضان الليالي البارده.
اتسعت إبتسامته قليلاً وهو يسمع ما يواسيه و يجلي قليلاً عن قلبه/أنتي كاتبه روايات او شاعره؟!
رفعت يديها و كأنها تتملص من تهمه لتمشي وتتركه/لا عاد ما اسمحلك تتهمني.
ضحك وهو يلحق بها الى خارج المكتب/عاد هذي تهمه !! هذي ترفع ناس و تعري ناس لا تستهينين بها..
دخلت غرفتهم وهي ترد بابتسامة سعاده فرحه بأن يجاريها الحديث/يعني برأيك الكتابه شيء حلو هاه؟! اجل بحاول اصير كاتبه بس هاااه مو تنتقدني
جلس في مكانه من السرير وهو يسمعها/لا تخافين اي شيء بتكتبينه بيعجبني..
رفعت طرف غطاء السرير وهي تبتسم له/الحمدلله طمنتني.
ظل ينظر إلى إبتساماتها التي تسكب في قلبه السعاده، تنفس براحه وهو يقترب منها لينام متوسداً ذراعها الذي يمتد له بترحاب..،
تعرفه حينما يستضيق من أمرٍ ما ينام كطفل ملهوف ملتفاً على أمه متشبثاً بها، مسحت على شعره الذي يخالطه الشيب و تمتمت بأدعيه تُبقيه بحياتها دائماً ....،
.
.
.
في غرفة الحضانه تجلس على كرسي مريح و تحضن احد أطفالها بشعور مختلط مابين السعاده و الخوف و القلق..مازال كل شيء منقوص في هذا كله..قاسي ليس موجود و لم يعرف بولادتها ، هذه اللحظات التي تمر بدونه غير محسوبه في معدل العمر .. لم تسمي أحداً منهم يجب ان يكون هنا ليشاركها ذلك.. غصّة غيابه و انقطاع تواصله لا تبرح حلقها .
يتملكها الحزن كلما رأت عيني طفلتها باكيه هكذا، هذا الوجع الملازم للغياب متى ينتهي؟! لا تلومها و لكن عليها ان تعتاد غيابه لتعيش و تربي اطفالها/نيفو يا قلبي تعوذي من الشيطان الرجيم.. خلينا نسمي الصغيرين.. قاسي مطول غيابه وهو قالك هالشيء، لازم شهادات ميلاد، قدمنا تبليغ ولاده بس نبي الأسماء يا عمري.
تأملت حجم طفلها الصغير وهي تداعب انامله بإبتسامه حزينه/خليها لين يطلعون من الحضانه احسن، يكون ابوهم رجع او عالأقل جاء زياره.
لاحظت تعثر نبرتها/بس صعب يقعدون شهر او شهرين بدون اسم، يعني هو مالمح لك وش الأسماء اللي حابها؟!
ابتلعت الحزن وهي تجيبها/من حملت و هو كان دايماً مشغول بصحتي و خايف يكون غلط بحقي،ولمن عرفنا انهم توأم خاف زياده..وبعدها صار يطول بالجبهه و مايجي غير يومين ثلاثه يدوب يقعد معي و مع امه ويرتاح شوي،..
~تجاوزت الغصّه لتردف/ليه اللي نحبه حظنا في قربه قليل؟!
لم تفوتها نبرة الوجع في صوتها لتربت على كتفها بعد تساؤلها الحزين/الله ينصر جيشنا و يجيب الله قاسي لك سالم وغانم
تنهدت/امين
تقدمت الممرضه بابتسامه لتأخذ الطفل فموعد الزياره انتهى و يجب ان يخرجون من الحاضنه..
بالكاد ودعت الطفلين لتخرج..
.
.
جلس على طرف الجلسه في اريكه منفصله وهو يحمل هم هذه الليله..أدهم لم يخرج بعد و مهند يتصل به يريده!
لم ينتبه حتى قدمت له قهوته/قهوتك النوفي
ابتسم لها فهي مازالت تناديه كطفلها/ترى بتزوج الليله يالشموس
ضحكت لولوه/والدلع دلع بنت بعد
انحنت له لتقبله على خده/قلبي اللي كبر وبيتزوج الليله
اصيب بالحرج حقاً تحت ابتسامات عمه و ضحكات عمته ليرن هاتفه و يتأفف/يالله يامهند احرق جوالي له ساعه
استغرب عمه/ليه عسى ماشر
نايف/يبي أدهم والظاهر اخونا فالله للحين نايم..يالشموس تكفين روحي طلعيلي زوجك او خليه يفتح جواله
تغيرت ملامح وجهها لاتريد حقاً الذهاب لغرفته، ولا ان تقتحم عالمه مجدداً..،
لاحظت لولوه إرتباكها بعدما وضعت فنجانها برعشه فهي اصلاً نزلت من الاعلى و ليس من غرفتها/الشموس روحي شوفي زوجك وينه لا يكون فيه شيء
اخذت نفساً وهي تقف ليس امامها خيار آخر/رايحه اشوفه
ابو أدهم/غريبه منه نايم لهالوقت!
حركت يديها بفقدان امل فهي بصف أدهم مهما كان السبب و بدون ان تعرفه/الشكوى لله وانا اختك.
.
،
.
فتحت باب الجناح لتدخل وترى بعثرة اوراقه على المكتب و علب الماء الفارغه و كوب قهوه فارغ..هي متأكده انه لم يكن فوضوي بهذا الشكل!
تجاوزته لتذهب لباب الغرفه وتفتحه بهدوء،استقبلتها برودة الغرفه اللاسعه.. لترى الإضاءات نصف مضاءه والسرير مبعثر وهو لا وجود له بالغرفه!!
لمحت هاتفه على الطاوله القريبه من السرير و معها سُبحته الانيقه لا تكاد تسقط من يده هذه السبحه مهما كان...
اخذتها لتضعها على راحت كفها و تحكم قبضتها عليها بعدما داعبتها قليلاً لتسقط عينيها على السرير الذي يعج بذكريات الليالي العاصفه، ذكريات لا تُمحى ابداً من ذاكرة إمرأه عاشقه، مخذوله.
انتبهت لصوت إنفتاح باب الممر المؤدي الى الحمام لتلتفت و تراه يخرج إليها مبتل و متأزراً منشفته..!
توقف وهو يرتب شعره للخلف/اهلاً خطوه عزيزه ،
ابتلعت ريق الشوق وهي تحاول ان تتلاهى بأي شيء/الغرفه مره بارده كان طفيت التكييف قبل الشاور
بإبتسامه/يعني يهمك أمري؟!
رفعت حاجبها/تضل ابو راكان و صحتك تهمني، تعثر علاقتي معك ماتنهي علاقتك بولدنا
رفع ناظريها لها متعجباً وهو مازال مبتسماً/أصيله.
تركت مكانها لتبتعد عن السرير و تقف بلا مبالاة ظاهريه/عموماً ماجيت ادردش معك ، انا جايه مرسول، مهند يتصل باخوي من الصبح ويبيك ،افتح جوالك و رد عليه..بعدين ليه مقفله ؟!
رد بتهكم مبطن/اسف على إزعاج اخوك يا قلبي ما تعمدت هالشيء بس البطاريه خلصت من البارح و توني حطيته بالشاحن
تعرف انه يتهكم ، مدت يدها على جهاز التحكم بالتكييف لتطفئه قبل ان تخرج ...ليناديها وتقف بدون ان تلتفت إليه/خير؟!
ابتسم وهو يراها تخاف لا شعورياً عليه و تطفىء التكييف ،فعلاً الحب خارج عن الإراده مهما أراد الشخص التملص منه، استدار حولها حتى وقف أمامها يتأمل ملامحها الخاليه من اية رتوش و شعرها الذي يرتاح نصفه على كتفها..سواد عينيها الواسعه مازال يبهره كأول مره، تلك اللمعه التي لاتفارق عينيها تشعله في كل مره تسقط عينه عليها..!
لم تحتمل نظراته التي تحرقها ثم تستقر في عينيها/تبي مني شيء؟!
يالسخف سؤالها!!، مد يده لها حتى فزعت و ابتعدت عنه بجفول يزيد تعبه و إحباطه/السبحه بيدك طال عمرك..
ارتاحت لتمد سبحته له/اسفه نسيتها معي...لا تنسى تفتح جوالك ، و اطلع افطر وتقهوى معهم..سلام.
خرجت مسرعه ليضل واقفاً يضم سُبحته بقبضة يده،مبتسماً رغم سقوط أحد جدران قلبه من صدودها الذي لم يحسب حساب صلابته أبداً..!
.
،
.
.
.
خرجت من حمامها بروبها بعدما انتهت من استحمامها لتقف تجفف شعرها قليلاً ثم تعود لهاتفها تتفقده للمرة العاشره لعله إتصل..!
و لكنها لم تجد له إتصال ولا حتى رساله..!
رفعت حاحبها بعدم رضا عما يحدث..
لتكتب له رساله وتتركه جانباً لتكمل تجفيف شعرها و إرتداء ملابسها...،
سمعت طرقات الباب لترد/هوازن الباب مفتوح
دخلت مبتسمه/يممه شدراك انه انا
إلتهت في مشط شعرها/سمعت صوت مازن معك..ماشاء الله من البارح صوته طالع
قبلته وهو يبتسم لها/اللهم لك الحمد بس باقي له كورس كامل يمكن ياخذ شهرين
ابتسمت لإنعكاس صورته/اللي صار له مو هين،احمدي ربك لحقتي عالبزر قبل يروح من اهمال ابوه
تنهدت بقهر/الله لا ينزع الرحمه من قلوبنا، متكل على زوجته اللي حارمه الشغاله من كل شيء وراكنتها باقصى غرفه مع ولدي.. اعوذ باله من القساوه
تننهدت/فعلاً مافي مثل الأم
هوازن بواقعيه/فيه و الدليل انتي ربيتي وسام وهو مجهول لا من اصلك ولا فصلك و هذي ام رواد والله اللي يشوفها مع نيفادا وما يعرفهم بيقول أمها..
ابتسمت لها/أنا اعتبر الرحمه بقلوب البشر مثل الرزق اللي يوزعه ربي على الناس..و المحظوظ هو اللي يختصه ربي برحمه و يتصدق بها على عباده في قسوة هالحياة اللي انكتب فيها عدم الكمال لأي مخلوق.
إرتاحت للطافة حديثها المسهب لتبتسم/أنتي روعه ،اكيد وليد مسوي خير بحياته علشان ربي يرزقه بوحده مثلك.
ضحكت لتلتفت إليها/كلام مثل هذا يعزز الغرور بالنفس..اشكرك عليه..لأن بصراحه محتاجه اثقل شوي على وليد مو معقوله كل هالانجراف!
ضحكت/مجنونه، اسسكتي لحد يسمعك
عادت لتمشط شعرها بابتسامتها/ماعلي من احد ،هذا حلالي.
تذكرت تلك الليله وهي تتحدث عن الثقل لتسألها/ما رجع يكلمك بعد ذاك اليوم؟!
ترددت في الإجابه و لكن الحديث مع هوازن مريح للغايه/لا
جلست و طفلها يجلس في حجرها يلعب بلعبته الصغيره/شكله اخذ على خاطره بعد كلامك..
انتهت من شعرها لتأخذ مرطباً تلتهي به حتى لا يتضح تأثرها/يمكن.
فهمت الآن كل شيء/وش ناويه تسوين هاللحين؟!
فتحت درج يحتوي علب طلاء الأظافر بكافة ألوانها و تدرجاتها و مختلف الماركات لتختار واحده تناسب مناسبتهم الليله وتجيبها بهدوءها/ماراح اسوي شيء..
استغربت تصرفها لتبتسم وهي تمد يدها لأحد العطور لتشمه وتتعطر منه/علشان كذا تبين الثقل!
تركت علبة الطلاء و ألتفتت إليها مبتسمه ومستفهمه/أنتي من مسلّطك علي؟!
اخذت طلاء الأظافر منها بهدوء/توك حاطه على يدينك مرطب يا عسل انتظري شوي
تركت التسريحه وهي تتجه إليها بالحديث/طيب دامنا بننتظر ماقلتي وش بتسوين مع ام زوجك ، امس جات الزواج وهي تظن انك بتحضرين وبصراحه ماقلنا لها عن ولدك شيء
ترددت كثيراً فعودة طفلها أضعفتها من خوفها عدم تقبل مهند لهذا الطفل او اهله/والله مادري يا ليال، تبين الصدق خايفه مابي اخسر مهند لكن مازن حالياً هو الأهم بحياتي وهو اللي محتاج كل وقتي.
ربتت على كتفها/الله يكون بعونك ،ماعتقد مهند يمانع وهو عارف مسبقاً ان عندك ولد
ابتسمت/مهند اصلاً كان وده يرجعلي ولدي وهذل كان وعده قبل اعرف ان أدهم اخوي..المشكله بأم مهند اخاف ماتحب وجود ولدي بينهم او تضغط على مهند يتركني، ساعتها مادري وش بيصير فيني لو تركني
سألتها بفضول/حبيتيه يا هوازن؟! ادري سؤال غبي بس خذيني على قد غبائي
ضحكت من اسلوبها لتهدأ وهي ترد/الحب شعور غريب يكسر حواجز النفس و يعري القلب .. و حالة قلبي المهجور مع مهند كانت واضحه من بداية معرفتي فيه لزياراته لإهتمامه لرجولته و مواقفه النبيله معي...كل هالاشياء دفعته يسكن بقلبي بدون اي تعقيدات..
ارتسمت على شفتيها إبتسامه وهي تعلق/أتاني هواه قبل أن أعرف الهوى ،، فصادف قلباً خالياً فتمكنا..!
أحبت تعليقها لتبتسم/بالضبط.
دخلت الشموس وهي عابسه قليلاً/اخيراً صحيتوا
هوازن/انا من الفجر مانمت..وديت ولدي للمره اللي تعالج اللي قالتلي عنها ام رواد ورجعت نام ولدي شوي ثم توه صحى و منعنش الحمدلله
استغربت/من وداك بعد الفجر؟!
اتجهت لطفلها الجالس هناك/أدهم الله يحفظ له ولده
بفضول/انتي اتصلتي به والا نزلتي له
ليال بإبتسامه ساخره/يحوول يعنني أغااار وهي تنام بغرفتها وتاركته ماتدري وين يروح ووين يجي..
رفعت حاجبها وهي تقاطعها/ليال ماكلمتك.
ابتسمت هوازن وهي تجيبها/انا اصلاً قايله له امس وقال من ارجع من صلاة الفجر ألقاك متجهزه و طالعه بولدك علشان اوديك..
هزت رأسها بصمت لتذهب تقبل مازن و تخرج على عجاله، تحت انظارهن..!!
لتلتفت هوازن لليال الضاحكه/علامك عليها ترى ردك ما يصلح
ليال هدأت لتتحدث بجديه/عاجبك حالها اللي صار الكل يعرف بانقطاع علاقتها الواضح..الرجال شاف بحياته المر وهذي هي رجعت غرفتها و اخذت كل شيء..!
الشموس تتعذب بدون ماتفضفض وهالشيء اللي يخوف..حاصره كل شيء بقلبها وسااكته...مادري وش فيهم
تنهدت/العلاقات معقده ومعرضه للمطبات يا ليال ..بعدين هذا انتي قلتيها الشموس مو من النوع اللي يفضفض لأحد مهما كان وانتي أدرى بها يعني
تحدثت ليال بخوف/اللي مخوفني انها ماتصبر على شيء يمس غرورها او اعتزازها بنفسها، ان اوجعها شيء هجرته حتى لو هالشيء متعلق بروحها..
هوازن وهي خائفه من زيادة توتر علاقتهما/دامهم تحت سقف واحد الوقت كفيل بكل شيء..خلينا نكون متفائلين
تنهدت وهي تعود لتفتح هاتفها/يا رب..
تذكرت السناب..هو لم يخفي ظهوره على الخريطه،
فتحته على عجله لترى موقعه في مطار الملك خالد الدولي!!!!!!
،
.
،
خرج من حمامه متأزراً بمنشفته ليراها تتحدث بهاتفها هنالك عند الشرفه و ترفع الستائر قليلاً مندمجه بالحديث بروبها الحريري القصير وشعرها المموج القصير الفاتن..
اقترب منها بهدوء حتى فاجئها بعناق جعلها تشهق بأسمه/عبدالرحمن!!!
على الطرف الآخر/هند شبلاك
ردت وذاك يتعمد ملامستها و إحراجها/شهود اكلمك بعدين باي هاللحين
سحب الهاتف منها ليضعه جانباً و يحملها وسط ضحكاتها و كلمات غزله الجريئه، التي جعلتها تبادله العناق والقبلات بحب كما يفعل تماماً..،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والخمسون
استغربت انها لم تغلق الهاتف نادتها ولكنها اغلقت الهاتف بسرعه بدورها بعدما سمعت صوت عبدالرحمن يتحدث بحديث خجلت من سماعه..،
إحمرت خجلاً من نفسها وهي تترك مكانها و تخرج مسرعه لطلب والدتها التي اخبرتها ان تأتي فالطاقم الذي سيشرف على زينتها قد وصلوا ..
دخلت الغرفه ولون وجهها مخطوف احمر بإصفرار..مازالت تسمع اصواتهم في أذنها شعرت انها لا تخجل رغم انها لم تتعمد سماع ذلك هي فقط خافت من صراخ هند و شهقتها..!
لاحظت شحوب لونها المفاجىء/يا بنت شفيك كنتي وش حلاتك قبل شوي ؟!!
رفعت ناظريّها لها بصمت لثواني ثم ردت/لا ولا شيء ..
اقتربت منها لتمسك بيدها البارده/ادري انك متوتره والتوتر يزيد مع اقتراب الموعد بس حطي ببالك انه أمر طبيعي يا ماما لا تعطين التوتر اكبر من حجمه وتعالي
نطقت بتردد/يمه ... مابي زفه
رفعت حاجبها/ليلة تعتبر مفصليه بحياتك و بتنتقلين من بنوته صغيره لسيدة و تبينها ناقصه!! ...كم مره بتتزوجين انتي؟!
بإحباط و يأس مفاجىء/مادري كم.
ضغطت على يدها وهي تنهاها/لا تقولين كذا ، هذي زواجة العمر لك ان شاء الله انتي ونايف..
صمتت وهي تترك يدها و تدخل غرفتها لتلحق بها والدتها/شهد شبلاك تغيرت نظرتك فجأه ..!
جلست محبطه على طرف سريرها،شعرت انها تحت ضغط رهيب من لا شيء.. تعرف ان نايف لا يرحب بها و تعرف مشكلته التي لا يعترف بها و تعرف انها ستمثل دور زوجه في حياة احدهم و كان كل شيء بخير ،حتى اليوم فقط..و لا تدري مالسبب!
اخذت كرسي وجلست عليه أمامها لتستطيع فهمها/شهد قلبي أنا عارفه وش بداخلك ، و عارفه بعد ان اي حديث مني او من غيري ما راح يزحزح شعور يثقل صدرك و يكتم انفاسك..القلق من بداية حياة جديده واختبار علاقات جديده حق مشروع لكل انسان..محد يقدر يمنع القلق يتسرب لقلبك مهما كان حريص عليك، تقدرين تقولين انه من ضمن دورة حياة الإنسان .. مثلاً انا قدامك مريت بتجارب الحياه والزواج مرتين وأعرف ززين كيف يعبث القلق بالروح.، مع ذلك شوفيني الآن تمام التمام وعندي بنوته قمر مثلك و الليله بحتفل بزواجها.
ابتسمت لحديثها الفاتن كيف إذن بكتاباتها،صمتت لثواني ثم نطقت بحب/نفسي اقرأ روايتك اللي تتكلم عنها الشموس..
استغربت/روايتي؟!
هزت رأسها/يمكن غلط اقول عن المفاجأه اللي حضرتها لك الشموس بس جد يمه أنا حابه اقرأ من كتاباتك..
مازالت مستغربه/مفاجأه!!
بإبتسامه/اخر رواياتك جمعتها الشموس وطبعتها طبعه أوليه وورتني الغلاف بس منعتني اقرأ..تبيها لك مفاجأه .بليز لا تقولين اني علمتك
خافت فأمر كالنشر مخيف بالنسبة لها كونها لم تجرب أي ردة فعل لأحد قرأ لها..، هذا يعني ان الكتاب الذي جعلتها الشموس تكتب عليه الإهداء ذات سهره هو لها!!
تحدثت وهي تراها قد صفنت بعيداً/يمه شفيك والله وااثقه ان الروايه بتكون حلوه
وقفت وهي تحاول ان تتجاوز شعورها/طيب خلصي نفسك لأن بنروح بدري لبيت زوجك قبل الناس
رأتها تخرج مستعجله و مرتبكه..لتبتسم مازالت والدتها تلك الطفله التي تخاف من كل خطوه جديده عليها..هذه الروح الخجوله في والدتها تجعلها دائماً جميله..
.
.
حل المساء ..،
توافد الضيوف الذين إمتلئت بهم المجالس و صالات الإستقبال وسط اهازيج العرضه النجديه التي تُقام طقوسها في ساحة القصر امام المجالس..
كان يقف في الإستقبال مع أدهم و نايف الذي يتزين بلبس البشت الأسود/خالي عبدالله داخل لحاله ادخل عنده يا نايف
نايف/باقي فيصل الراشد و اخوه عبدالوهاب بستقبلهم
أدهم بتأييد/راكان صادق ادخل عند ضيوفك بس خلني ادخلك علشان ارجع لتركي..
ضل تركي واقفاً و بجانبه احد طاقم الاستقبال يحمل بمبخرة العود الفخم الذي يضفي فخامه لهذه الليله.. لمح سيارةً تحوم امام الباب بشكل أثار ريبته! ولكنه لا يستطيع ترك الاستقبال..
حضر أدهم ليقف بجانبه/علامك تناظر هناك فيه شيء؟!
تركي وهو ينسف طرف شماغه/والله مادري، فيه راعي سياره يحوم عند الباب لاهو اللي دخل ولا هو اللي راح!!
عرف انه ليس من العائله،تلك سياره اقل من ان يمتلكها احد ضيوفه، شك في ان تكون لعابث ما/الله يكفينا شره والله مانبي شيء يخرب هالليله
تركي/شرايك اروح اشوف وش علته
امسك بمعصمه ليوقفه/منت رايح لحالك.. خلك جنبي وحولي هذي ليلة زواج اختك و ماندري هذاك وش ناوي عليه..
تركي/و ان دخل و سبب لنا قلق
اخرج هاتفه مفتقداً لوليد/هاللحين امنع البواب يدخله هو بالذات... اشش هذا فيصل واخوه اقبلوا...
تقف هنالك عند طاوله لوحدها و تتأمل أناقة الحاضرات و الهدوء الذي تتخلله موسيقى و هنالك كوشه عصريه بكرسي واحد لتبتسم بسخريه..رغم جمال التنظيم الذي غير صالات الإستقبال وحتى تغيير الإضاءه إلا أن العروس ستُزف لوحدها بدونه!!لعل نايف أراد ذلك .. لعله لا يريد شهد أصلاً.. ولكن كيف ستعلق هذا الصخري بها؟! كيف تجعله يعرض عليها الزواج في منزل مليء بالشروط تحت سيطرة اخته الكبرى، لا تتخيل كيف يتعامل زوجها مع غرورها وقسوة تعاملها و أنفها المرفوع دائماً..!!
قطع تأملاتها صوت الموسيقى الذي إرتفع معلناً نزول شهد ،..اكملت إرتشاف قهوتها المره التي اعتادت عليه و قضم قطعة حلى على طاوله بالقرب منها..وهي تبتسم بخبث لتلك التي تتصنع الخجل بنظرها..!!
،
نزلت شهد بصحبة والدتها ذات البطن البارز قليلاً و فستان حمل كريستالي عاي الاكمام لنصف ساقها يجعلها ثلاثينيه فاتنه، وليست أماً للعروس التي تزفها معها..
ابتسمت الشموس وهي تقف و تصفق لنزولها وتقف الأخريات معها.. كانت بفستان عروس دانتيلا هادىء بفتحة صدر واسعه يزينها عقداً ألماسياً فخماً و بأكمام طويله كان فستاناً ناعماً يعكس شخصيتها التي تتميز بها ..و ترفع شعرها بشكل انيق جداً و بسيط..
دفعت خطواتها إليها لتمسك بيدها بعدما سلمت عليها و باركت/الف مبروك شهود عسى الله يكتب لك انتي و نايف السعاده..
ردة بصوت خافت/الله يبارك فيك..
لمحت ليال القلق على وجه الشموس على غير العاده، دائماً تبدو قويه لكن الليله غريبه جداً انتظرت حتى وجدتها تترك المكان لتذهب لجهة المطبخ تطلب من العاملات أمراً، لتوقفها/الشموس فيك شيء؟!
تنهدت وهي تنظر للحضور/ام رواد لها فقده عظيمه بمثل هالليله..كيف كانت قايمه بكل شيء بدون ماتتذمر
ابتسمت بعدما عرفت ما يزعجها/لأنه بيتها و تحب دايماً يكون كل شيء وفق الأصول، الله يسعدها توها مكلمتني قبل شوي تتابع التحضيرات وقلت ريحي راسك مننا كفايه عليك تعب نيفو
ابتسمت الشموس/و بعد كلمتني..الله يسعدها..شايله الهم اكثر مننا
نزلت هوازن من الاعلى لتراهم امامها/ابشركم ناموا الصغار اخيراً وهليت المربيه عندهم
تنفست الشموس/اخيراً..اليوم عقدني راكان.
حضرت احدى العاملات وهي تطلب الشموس لا تعرف سواها/مدام الشموس! فيه وحده تو وصلت و تسأل على وحده اسمها هوازن
استغربت هوازن/من بتجي علشاني؟!
الشموس/يعني ما عزمتي احد؟
هوازن/لا اصلاً مافضيت و من بعزم بالله؟!
اخذتها بيدها/اجل خلينا نروح معك يمكن اهل زوجك جايين ،انتي عارفه ان نايف عازمه.
هنا تذكرت و قلقت من كيفية تقبلها لها بعد معرفة ان لها طفل من زواج سابق..
توقفت ام مهند و معها فاتن التي وقفت مبهوره بكل ما رأته من بداية دخولها باب القصر حتى صالة الإستقبال هذه، هل هوازن وريثة هذا كلّه؟!!! أي حظ تملكه زوجة اخيها، إذن معذوره في عدم رغبتها العوده و تفضيلها البقاء هنا عند اخيها ..
رأت الشموس تتقدم بإبتسامه متفرده بها تبدو مصطنعه.. وبصحبتها هوازن بأجمل إطلاله..
شعرت بوكز والدتها التي تذكرها بما يجب ان تفعله او تتجنبه..،
تقدمت مرحبه/ياهلا بخالتي ام مهند نور المكان
ام مهند/بنوركم مضوينه ماشاء الله..الف مبروك زواج الغالي يام راكان وانتي يا هوازن
بابتسامتها/الله يبارك فيك يا خاله شرفتينا تفضلي
هنا تحدثت/مبروك زواجكم ..انا فاتن اخت مهند
بادلتها السلام لتتوقف ام مهند لتستغرب فعلتها/خالتي تفضلي وراك واقفه عند الباب
بنبرة جديه ممزوجه برجاء/بدخل ان وافقتي تقنعين هوازن ترجع لبيتها و تقبل اعتذاري انا و هالبنت... اللي ما يعرفك ما يثمنك وانا ماتوقع انها تردني لكن ابيك تكونين وسيطة خير و لحل مقام هوازن عندي غالي
لم تعلق هوازن التي تقف بجانب الشموس وتنتظرها ترد..
خفتت إبتسامتها قليلاً لتجيبها/والله يا خاله هوازن غاليه بالحيل عندي وخواتي وعند اخوها بالذات، الود ودي ما تطلع من بيت اخوها و تقعد بيننا لكن علشان وقفتك هذي و الله ما أردها ترجع ..هذي هي قدامك و باذن الله ترجع باقرب وقت
لم تنتظر ثانيه حتى عانقت الشموس وهي تحاول تقبيل رأسها ولكن الشموس منعتها لتقبل رأسها بدورها/يا خاله انتي بمقام أمي الله يرحمها حنا بناتك اقلطي لك صدر للمكان ماهو الباب يام مهند..
شعرت بالفخر وهي ترى السند الحقيقي والأخت الحريصه تقف بجانبها، لأول مره تجد من يقف امامها يدافع و يتحدث عنها لأول مره تشعر بلذّة الراحه و الحياة الكامله.. الأخ والأخوات العزوه الحقيقيه الظهر الذي تستند عليه في أوقاتها التي تحني ظهرها..
تمت المصالحه بحضور الشموس و هاهي تستعيد حياتها من جديد.. مهند غال و لكن ليس كمثل الأخ مهما أحبت ..قد جربت ان تكون زوجه قبل مهند وكان خذلانها عند اول مشكله..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل التاسع والخمسون
في أرض المعركه..
صوت القنابل كان لا ينقطع وميض الصواريخ يكاد يخطف الأبصار .. ركض مسرعاً للأمام وخلفه جنوده ..هنالك غارة ليليه تنفذ بمعية القوات الإماراتيه و اليمنيه... شعر ان الطائرات قد مشطت المنطقه جواً و بقي ان يتفقدوها أرضاً ليعلنوا السيطره عليها وطرد العدو..
سمع صوت جهازه اللاسلكي ليرد عليه/نعم سمو الامير
على الطرف الآخر/نقيب قاسي تقدم انت ومجموعتك من النقطه المحدده و انا و كتيبتي من النقطه الغربيه راح نلتقي داخل البلده بعد تطهيرها.. عُلم
اشار لجنوده/عُلم طال عمرك
على الطرف الاخر/الله اكبر يا رجال هذي ليلتكم القريه محاصرها العدو من شهرين و مليانه بشريه لا تتخاذلون ان تنصروا الله ينصركم ..كبروا
قاسي بحماسه يرفع يده للبقيه خلفه/الله اكبر يا رجال علييهم..
تقدم احد الضباط الامارتيين وهو يطلبه/يا نقيب قاسي الوضع هادي و ماندري كيف ندخل
اخاف ماخذين الناس دروع بشريه
قاسي وهو يجهز سلاحه/هذا أمر يا ملازم سعيد..و الامير و كتيبته سابقينا هناك بنتقدم اذا وصلنا بدخل انا استكشف الوضع و برسلكم الاوامر مفهوووم
ملازم سعيد/بس هذي مخاطره بدخل معك
قاسي وهو عاقد لحاجبيه/انت النايب بعد مايصير نروح كلنا..ان شفتوني ابطيت عنكم نص ساعه ألحقوني..اعرفوا ان الروح راحت لباريها
وقف الملازم سعيد قليلاً يتأمل كلماته بخوف لم ينسى بعد زملائه الذي قضوا في تفجير استهدف كتيبتهم و راح منهم اربعين شهيداً إماراتياً دفعة واحده كان ذلك اليوم من أشد الأيام وجعاً و قهراً..
لحق بالرجال تحت انهمار المطر الذي يدأ بالنزول هذه اللحظات.. رباه كن معنا وخذ بيدنا الى النصر المبين...
.
،
.
هنالك حشرجه في صدرها.. شيء بداخلها يجعل رئتيها تعجز عن التنفس و كأن يداً حديديه تُحكم على رقبتها بقوه و تقذفها في قعر الألم اللامنتهي..
قاسي ليس بخير باتت متأكده ان الجميع يخبىء عنها أمره..
لاحظت نوم ام رواد لتحاول النزول و المشي قليلاً في الجناح تريد الوصول لتلك النوافذ العملاقه لتفتحها فهي ترى خلفها بروق بعيد..لا تعرف لما يشعرها ذلك بأنها في سجن كبير ..
آه من جرح العمليه يكبلها عن ممارسة حياتها الطبيعيه براحه..
مشت منحنيه حتى وصلت النافذه لتفتحها و يستقبلها الهواء اللطيف ما اجمل ليال الخريف...
ظلت تراقب البرق البعيد هنالك ، ما أعجل الغيوم التي تدفع بعضها الى سماء الرياض الليله!!
ابتسمت وهي تتذكر احاديث نايف الذي قال مازحاً ان زواج سيكون كئيباً لأن لن تحضره وترقص فيه..
هذه الليله طويله جداً كليال الشتاء..تماماً..
شعرت بها بعدما لفحها الهواء البارد على وجهها لتفتح عينيها غير مصدقه/نيفوو يمه وش موقفك هناك بسم الله عليك بذالهواء!!
ابتسمت وهي تشعر انها تطير/نزلت من سريري ضايق صدري لكن ارتحت اول ماوقفت هنا وفتحت الشباك ،اول مره من فتره طويله احس ان روحي طايره بالهواء مالها جاذبيه بالأرض..جزء مني بالهواء يا خاله
اخذت شالها الثقيل لتذهب به إليها وتغطي به كتفيها و تلفها به/الهواء المفاجىء مو زين لك..بسم الله عليك
ابتسمت وهي تشد شالها/خالتي ناظري البرق
وقفت بجانبها وهي تراقب المنظر البديع مبتسمه ختى ضربت صاعقه برج المملكه/سبحان الله وبحمده..يا رب رحمتك..
ضحكت نيفادا..لم تضحك منذ فتره حتى شدة بطنها/يارربي حتى الضحك بيوجعني
عادت ام رواد لتضحك/كل شيء بيتغير بحياتك استعدي للجاي .. ترى توك مابديتي..
هنا خافت من قادم الأيام لا تعرف لماذا تشعر وان كل شيء بحياتها متوقف بعد غيابه؟!..يالله لن تستطيع الإكمال بدونه..كان هو من جعلها تلمس مواطن الكمال والجمال في حياتها و بداخلها ..
وضعت يدها على قلبها الذي شعرت بخفقانه، لتهمس"اللهم اني استودعتك روحاً غاليه في مكان آخر من هذه الارض"
.
ارض المعركه
تقدم وحده مسرعاً متوشحاً سلاحه ليدخل في ساحة اقرب منزل سمع صوت انين يزيد كلما اقترب ليدخل و يسمع صراخاً ..
كاد يدخل لتخرج عليه بنت يظهر انها لم تتجاوز العشرين و بيدها سلاح وتصرخ به/وقف مكانك والا فرغت السلاح فيك
توقف وهو يستشك بأمرها فهي ترتجف و دموعها تنهمر و تبلل وجهها،و تلتفت بسرعه وتعود لتراه، لا يعلم لماذا استشك بالأمر/تعرفين ترمين بهالسلاح؟!
هزت رأسها بالنفي وهي تبتلع الذعر ابتلاعاً وترفع صوتها و كأنها تريد احدهم يسمعها/يلا انقلع بنذبحكم كلكم كلللكم
فهم ماذا تريد ليهمس/اذا فيه فيه احد داخل؟ مهددك؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي ترى في وجهه الفرج القريب رفعت سلاحها ..
اقترب منها وهو يحاول تهدئتها من الواضح ان ذلك المجرم جعلها درعاً بشرياً له/هاتي سلاحك انا اخوك من الجيش السعودي برمي طلقتين من سلاحك و اناي ادخلي به وقولي سبع و قتلته..انا بحميك ومعي كتيبه وراي
ارتاحت وهي تعطيه سلاحها فهو على الاقل افضل ممن يكبل أخيها بالداخل و يحاول اغتصابها و قتلها وقتل زوجة اخيها الحامل ان لم تحميه من مطاردة الجيش.. لتدخل بسلاحها/كاان سبع رميته و اظن قتلته ..
ابتسم بخبث وهو يخرج من خلف اخيها المكبل بسلاحه و بوجهه الشاحب/تعااالي يابنت الكلب..
اقترب منها لتقترب منه و تبعده عن اخيها/تعاال هنا هنا بعيد عن اخوي و زوجته
اقترب منها امام اخيها ليصرخ ذلك المكبل بقهر الرجال، رغم انه مكمم الفم...قضم الربطه التي على فمه ليصرخ.. ابعد عنها يا وااطي
اقتحم المكان في هذه الاثناء..فهم ان تلك اوهمته وعلمت للازم..ليطلق الرصاصه على ذلك العدو القذر و يسقط صريعاً ..
لتذهب تلك و تفك وثاق اخيها الذي صرخ بقاسي وهو يعانقه ببكاء فهو انقذ عرضه/الله يبيض وجهك ياخي
سمع صوت اقدام حول المكان فالبيت صغير و عباره عن حجر وقش/المكان فيه احد من اصحاب هالفاطس هذا؟!
اشار بيده/قرريب من هنا مجموعه كانوا بمركز القريه بعدما استولوا عليه ذبحوا كثير منا الله يلعنهم..
رفع جهازه وهو ينادي/كتيبة الصاعقه تقدموا..للاحداثيات.. وخدوا حذركم..لأنـ....
،
امسك بجهازه وهو يهزه وينادي بعد سماع اطلاق رصاص كثيف/نقيب قاسي رد علي ..قاااسي!!!
زم شفتيه بغضب و هو يصرخ برجاله بعيون تغص بماءها/الفزعه يا رجال خوينااا ينادي ترى اليوم يومكم..
تحدث الضابط اليمني بقلق/النقيب قاسي رد عليك؟!
تذكر حديث قاسي بأنه القائد بعده ويجب ان يحسن التصرف ولا يربك الجنود، فخسارة القائد تفقد الجنود المعنويه/رد علي يا ايمن رد علي و يبينا نلحقه يلا يا رجال وخلوا اسلحتكم متأهبه و باتصل بالاسناد ..
تقدموا جميعها ولحق بهم الإسناد .. والشتعلت النيران حتى الصباح..
وقف سعيد مبتسماً ومنتصراً على قمة الجبل يرفع اعلام التحالف مع علم اليمن و الشمس تشرق بسلام على هذه القرية الزراعيه.. كانت معركةً ملحميه لا تنسى تكبيرات المساجد و بكاء الشيوخ وصوت الاطفال...كانت ستكتمل الفرحه لو كان قاسي معهم..نزلت دموعه بلا تردد عذه اللحظه ليثني ركبتيه و يبكي ..
نزلت المروحيات بجنود يمنيين كثر ليحيطوا بالقريه و يحمونها..
تقدم أيمن وهو يربت على كتفه خسارة القائد الذي جمعتهم به معارك لا تنسى/ارتقى شهيد بإذن الله قاسي ضحى بنفسه علشان يمهد لدخولنا وهذا شيء عظيم يا سعيد.. باقي الافراد بخير وكاملين العدد الحمدلله
تركهم سعيد وهو يذهب بعيداً يبكي بحرقة كان يكبتها منذ البارحه بل منذ زمن..كيف سيترك المكان وله رفيقٌ آخر لم يرى جثته بعد..كيف سيرفع رأسه وهو لن يعود بجثته حتى؟!
الأمر جلل هذه حرب و ليس للعواطف مكان وان داهمت قلباً حزيناً .. كم ستعيش يا سعيد لتودع؟!
.
.
.
لم تنم ليلة البارحه.. سهرت حتى ظهور النور.. فتحت ستائر الغرفه الحديده التي تنام فيها لأول مره..ابتسمت وهي ترى اثار مطر البارحه على الارض.. فاتها اللعب تحته ، فهي عروس البارحه.. او هكذا المفروض ان تكون.. كانت ليله جميله غير مكتمله بغياب نايف.. لا تلومه فليس لها الحق في اي مطلب اهتمام تعرف انه لا يحبها على أية حال..
انتهت من لبسها و اناقتها البسيطه كعادتها غير انها استبدلت ذلك بفستان قصير نوعاً ما و بسيط هكذا يجب ان تكون عروس بعين الجميع جمعت شعرها في ربطه و مررت الماسكار على اهدابها بسخاء.. و تعطرت بعدما وضعت روجاً فاتحاً ..
سمعت طرقات الباب لتذهب تفتحه وتتفاجىء بالخادمه تحمل إفطاراً لتبتسم/لا جوري ماله داعي بنزل افطر معهم..
ابتسمت جوري/مبروك مدام
ردت وهي تخرج معها/الله يبارك فيك..وين نايف؟!
ردت وهي متردده فتلك الشقراء لا تعجبها ايضاً/مستر نايف في صالة سينما مع اولينا من الفجر انا ودي لهم فطور..
اختفت ابتسامتها وهي ترى الموضوع يبدو مقززاً من ناحية نايف..هو لا يخجل و لا يعيرها اهتمام و هذا صريح جداً ووقح جداً جداً...
نزلت غاضبه متجهه للشموس فهي وعدتها ان تكون معها لا عليها..."يا أنا يا هالوضيعه الاجنبيه"..
،
تفاجأت برساله في هاتفها جعلت النوم يطير من عينيها وتترك سريرها ، حزنت وهي تقرأها..لتجلس باستسلام على طرف سريرها .. الموضوع سيطول إذن ..أي نحس يطاردك ياليال؟!!
اي نحس؟!!
.
صرخت بإسمه ببكاء وهي تحاول ان تلتقط انفاسها ..
حاولت تهدئتها وبكت معها/يا بنتي تعوذي من ابليس
بكت وهي تنزع المغذي من يدها وتحاول ان تفعل اي شيء لتنزل/راااح معاد بشوفه انا كنت حاسه البارح كنت حاااسه
بكت وهي تضمها وتحاول ان تثبتها في مكانها/لا حول ولا قوة إلا بالله..
ارتخت بين يديها بشكل مفاجىء لتخاف ام رواد وهي تراها تذبل كخيوط ..!!
↚
كأي يوم آخر..يبدأ بصرخة منبه الساعة وصعوبة النهوض ويمر بضجيج إزدحام الشوارع ثم إلى رتابة المكتب..و بين كل ذلك هدوء ظاهري مُكلّف و مُرهِق ليبدو بخير و بحالة جيده..
نزاعات داخليه عنيفه..عليه مواجهتها بالتجاهل..
"دخل قبل قليل السكرتير وكان يتحدث عن أمور كثيره, هنالك إجتماعات عده علي خوضها..عرفت أن لدي الكثير لأفعله ولا أدري مالسبب و مالنهاية لكل هذا الدوار الرمادي اللامتناهي....كم أتمنى أن أهرب مني الآن!!"
قاسي إنقطع الإتصال به..و لست ممطمئناً لإنقطاعه الذي طال ,
إذا إستصاب القلب بشعوره من كل إتجاه فكيف النجاة ؟!
داعب هاتفه كثيراً بين أنامله,بعدما يأس من يجد جواباً من قاسي..ليخطر بباله أن يتصل بالقياده..لعله يجد جواباً..
’
’
أغلقت الهاتف بعدما سمعت ما بدد النعاس من عينيها و الكسل من جفنيها,,!!
قد طفح الكيل من دلال ذلك الذي يرفض أن يكبر , تجاهلت ما يفعل رغبةً منها أن يصحح أخطائه و يعطيها بصيص أمل في أن يكون عند حسن ظن أحلامها ولكن ما يحدث معه العكس تماماً..!
جمعت شعرها بمشبك للأعلى بفوضويه لتخرج و تنزل من المصعد الآخر لتذهب مباشرةً لقسم الإستقبال و من ثم غرفة السينما.
وقفت متخصره يمينها وهي تراهما يتابعان فيلماً وهو يجلس بإسترخاء/ما شاء الله!!!
أطفئ سيجارته وهو يقف ويستدير لها/ الشموس!!
بإبتسامة تهكميه/صباحيه مباركه يا عريس الغفله!! أبي أعرف بس إذا مات إحساسك بشكل كلّي علشان اغسل يدي منك مره وحده وأفك عمري من إنتظار متى تكبر وتصير رجل واعتمد عليك؟!!
حاول الرد ولكنها قاطعته/لا تتكلم واللي يرحم والديك أنا غسلت يدي منك بشكل رسمي بعد هاليوم..ياخيبة رجاك يالشموس..
صفعت تلك المسترخيه في جلستها بنظراتها/وأنتي ياللي مادري وش خانتك عندي بالبيت,أنا ما قلت لك تطلعين من البيت اليوم؟؟!! ليه جالسه؟ ouuuut
توقفت مستنكره ما تتعرض له أمام ناظريّ نايف الذي لم يعترض ويدافع عنها؟!!! يالسطوة هذه المرأه..تركت نايف لتتجه للباب تنوي الخروج كما أمرتها الشموس....,
شعرت بالغثيان وهي تراها تمر بجانبها لتضع يدها على جبينها وتصد عن رؤيتها وتقاوم رغبتها في الإستفراغ/درب يسد ما يرد..
قرر الحديث بعد رؤيتها تتأأفف/الشموس فيك شيء؟ّ!!
تجاهلت صداعها وهي تلتفت إليه وتقترب منه/أنت ماتستحي!!
ببروده المميت/وأنا وش سويت بالله؟؟!
قاطعته بغضب/ ماتدري شسويت يالبارد؟! ماتقولي كيف تجرأت تترك عروسك بليلة الزواج ببيت كل اهلك فيه ويشوفون كل تصرفاتك,و جاي تسهر للصبح مع هاللي مالها خانه؟؟!!
كاد يرد ولكنها قاطعتها/أنت تسكت ولا كلمه..مالك عذر لو حكيت لي من هنا لبكرا..عذر انك مغصوب ما ينهضم عندي.. انت اخترت وانت تزوجت محد اجبرك يانايف..سبق وقلت لك وقتها إذا هالزواج فزعه أتركه لكنك أصريت عليه..وقتها ظنيتك صرت رجل قد كلمتك, لكنك طلعت طفل منت قادر توفي بشيء إلتزمت فيه ووعدت به!! أنت اليوم يا نايف قتلت غروري فيك, أحبطتني و أحلامي فيك صارت سراب ما يروي الظامي..
اقترب منها ليحاول تهدأتها/ الشموس ما يسوى علي اللي سويته
ابتسمت بسخريه حارقه/ما يسوى؟!!.أنت أصلاً مايسوى فيك شيء...أنت حتى فاشل بعملك.. لولا أدهم كان كل شيء راح..أما أنت مستحيل أعتمد عليك...ياليتني ماكلمتك و لا استعجلت رجعتك من ألمانيا وانت جايني بكلبه تجرها وتقول بتزوجها بدال ماتقول جاي أشيل هم هالبيت واخذ مكان ابوي ..
قاطعها غاضباً/الشموس وش هالكلام..؟!!
نطقت غاضبه وارتفعت نبرة صوتها/هذا الكلام اللي لازم تسمعه..ويمكن تعرفه وتسوي نفسك ماتعرفه..أنت تدري أنها ماخلت رجل يدخل هالبيت ماتحرشت فيه؟؟ تدري؟؟ وإلا ماتدري ياحظي المايل؟؟
صمت وهو يصد عنها بعد كمية الوجع التي تصبه عليه..لم يصدق أنها تلك التي تخاف عليه حتى من النسمة العابره....,للمرة الأولى تريه وجهها القاسي وما أقساه..
قتلها صمته البارد وضعفه/الله يرحمك يبه, صدقوا يوم قالوا "النار ما تورّث إلا رماد"..
تركته واقفاً بعدما جعلت منه صفراً أمام نفسه, بلا قيمة تُذكر,عرّته تماماً أمام حقيقته وهي تتهمه بأنه بلا فائده.. ولولا أدهم لكان كل شيء هباءاً ...
جلس مكانه بلا أي ردة فعل سوى أنه إلتقط علبة سجائره السوداء و أخرج عقب سيجاره ثم أشعلها لعلها تحرق ما يشعر به الآن..ليس مستعد لأي شيء,حديث أخته جعله كالذي يدور في حلقه مفرغه..,
,
رأت الشموس تعود من عند نايف وهي غاضبه,,كان صوتها عالياً..نادراً ماترفع الشموس صوتها..عرفت الآن أنها علمت بما فعله البارحه و بقائه مع أولينا..
ذلك لن يخدمها معه و ربما ستكون ردة فعله عليها قاسيه..,
حاولت تجاهل ما تشعر به و أن تترك الذهاب إليه..يجب ان لا تتهور..لن تحبذ إنهاء العلاقه باكراً وبهذا الشكل.
,
,
,
تركت ما بيدها وهي تشعر بصداعها، تعرف أن ذلك من قلة النوم ..وان سهرها بسبب تعرفه جيداً ..،كان يجب ان تعرف ان لا شيء سيبعده سوى ماهو اقوى منه..عرفت أن غياب عزه أخته بسبب وفاة جدتها.هذا ما اخبرت به عائشه حين أرسلت اعتذارها عن العمل..
رفعت هاتفها لتقرأ رسالة من تلك الرفيقه الجميله حيث طلبت منها ان تتناول معها العشاء الليله[اوكي رويدا راح اجيك الليله دام معتصم عنده شفت ليلي].
وضعت هاتفها مكانه لتعود للأوراق أمامها،هنالك عقود رعايه و تموين و بعض الإقتراحات من موظفاتها..،
اشياء كثيره تراها متراكمه جداً.."يالله لم اكن يوماً بهذه الفوضى!!"..
لحظات ليُفتح الباب بدون مقدمات لتلك بإبتسامتها الواسعه/ماراااح اسااامحك انسسسي يا ليال
وقفت غير مصدقه حضورها هنا وكيف عرفت/رشاااا
عانقتها بشده لتضحك/اثاريك مو هينه سويتي اللي براسك يا لياال!!!
امسكتها بيدها لتجلسها/تعالي اجلسي يمااا وربي فرحت بشوفتك
جلست رشا وهي تراها تمسك هاتف المكتب وتطلب ضيافه عاجله ثم تأتي و تجلس/ماني جايه اتضيف هنا ترى،
بسعاده/ماعليه بنشرب قهوه سوى و بمشيك بالمركز ثم نطلع لمشوار يحبه قلبك لا تقولين مو فاضيه
اختفت ابتسامتها/إلا فاضيه..توي رجعت البارح من القصيم بعزاء جدة وليد. لكن زوجي لحاله
تذكرت شيئاً/انتي متى وصلتي الرياض؟!
بتنهيده/قبل امس استقبلني وليد رحت معاه اعزي و رجعت انا وزوجي الرياض..
استغربت/وين فرهاد و أبوه
اشارت بيدها/فالسياره جابوني..حبيبي وليد عطانا سيارته الثانيه..و زوجي ماقصر زين ماضيعنا
ابتسمت وهي تمسك بيدها/على كذا ماراح تروحين معي الليله لرويدا
اشارت بالنفي/لاا صعبه،ابو فرهاد لحاله..سلميلي عليها رورو حبيبتي الا شو اخبارها؟!
بسعاده/رويدا حامل و صاير لها بطن هالقد، تجنن ياليت لو تجين الليله معي نروح لها والله بتنبسط، نفسيتها مع الحمل تعبانه
ضحكت/هااي عيبه الحمل النفسيه تصير هواايه دمار
ارتسمت ابتسامتها/والله صرنا نرطن عراقي ولا مواليد بغداد
ضحكت/قعدت عندهم حوالي شهر حبيت حكيهم، تحسين له نغمه و أصاله مثل النوتات الموسيقيه
ضحكت/يا بختك يا ابو فرهاد تزوجت رشا واخذت ولاءها بعد..
رشا/المهم وليد ارسل معي شيء، و اعتقد بيقول لأدهم عن تأجيل الزواج و بما أن الزواج بيتأجل فهو بيسافر بعدما تنتهي اجازته و يمكن ياخذ خالتي معه..بعد قلبي حالتها حاله ، وهو انشغل بيها احسها ماتبي تفقده بعد مو هينه عليها تفقد امها و اختها العوده و اخوها مره وحده بحادث..
ابتلعت غصتها وهي تتلقى الخبر الموجع، سيسافر بدون ان يلتقيها؟! لم تستطيع الرد وهي تتلقى صندوقاً صغيراً من رشا، لتنطق بتساؤل/وش هذا؟!
بهدوءها/هاي من وليد ، طلبتي اعطيها لك اول ما اشوفك..،
رن هاتفها لترد/هلا وليد..اوكي سكته هسه بنزل حبيبي.
خافت وهي تراها تقف/وين رايحه تونا ما ضيفناك
بإبتسامه/راح اضل هنا اسبوع قبل اروح لدبي ، بروح للقصيم يومين وارجع لكن قبلها بزورك ببيتك بس حالياً لازم امشي، يلا سلام
عانقتها وهي تودعها/سلام ولا تقطعين
جلست بحزن يكتنفها،لتسقط عينيها على الصندوق الصغير الذي أرسله لها مع رشا، لتأخذه وتفتحه بلهفه..ثم إبتسمت وهي ترى ما كتبه على غطاء الصندوق كعادته..نزلت دمعتها وهي تقرأ بحب..،
[مشاعري التي صار لها أجنحة،
ترسم حول وجهك دوائر بيضاء]
وصلها إتصال لم تتوقعه الآن..!
إسمه يزين الشاشه بعد مدة غياب، حاولت التماسك حتى ترد/كان بإمكانك تقولي ظروفك لو برساله قصيره علشان اعذرك من البدايه وأعزيك مو تتركني على كف الحيره! لا تبرر
على الطرف الآخر انتظرها حتى انتهت/السلام عليكم..ادري اني غلطان وما اتصلت ابرر غلطي صدقيني
استغربت/اجل ليه متصل و متعب نفسك؟!
بهدوءه المتعب/الهواء يضيق بصدري و الكون تضيق مساحاته بعيوني..خايف من فجوة الفراغ اللي بيننا تكبر و البُعد يطول وانا ظروفي بهذلتني و مافي غير صوتك يلاطف روحي المغتربه.
لم ترد ظلت ممسكه بهاتفها وكأنها تشد على عناقه..،
نطق برجاء فثمة فراغ مخيف يحيط بقلبه و يخشى من صمتها الذي يعزل قلبها و يجعله منيعاً صعب الإختراق/ما كنت اعرف ان الحياة تصعب في لحظات معينه و تخلينا عاجزين عن فعل أي شيء ، لدرجة بس ننتظر هالمرحله تعدي علشان نرتاح إذا كان فيه راحه!
نطقت اخيراً/الحياة ما كانت بيوم سهله، مع هذا كل شيء بمقدورنا، شوفني انا اشرفت على الموت و كنت أحسب أيامي ..و بلمحة بصر لقيتك و تصالحت مع الحياة من مجرد وعد وعدته لي! تصور؟!
حنا بشر ضعاف يصيبنا الإحباط أحياناً و يقهرنا الوجع.. و يمرضنا الغياب..حتى الحب ما يريحنا، بالعكس يتلذذ فينا.. هذا انت بعدك موجعني حيل و أحبك.
على الطرف الآخر..لم يرد ظل يسمعها
نادته/أنت معي؟!
رد بهدوء/بكل جوارحي.
ابتسمت وهي تكمل مكالمتها معه...، ما أصعب أحاديث القلب ..هي أشبه بالنزيف الذي ينفجر ولا يتوقف..
غير أنه نزيف يهدىء القلوب .
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الستون
في طريقها للمشفى بعد خروجها من عملها...تطلع على أوراقا في ملف بين يديها قد أرسله أدهم عليها..,إستغربت أن يرسل شيئاً كهذا عليها..!!
لأول مرةٍ يرسل إليها تقريراً مالياً للمجموعه,حتى طريقة إرساله عبر البريد!!!..مالذي ينوي عليه ذلك الرجل؟؟!
تصفحت بداية التقرير فقط لعيده في حقيبة أوراقها..وتنزل للمشفى الذي وصلته للتو وطلبت من السائق الإنصراف..وهي تلاحظ توقف سيارة نفس الرجل الذي سبق وأن رأت يلاحقها..تجاهلت رؤيته ودخلت المشفى,,,
أخبرتها أم رواد بأن نيفادا تعاني من حمى والخوف شديد من حمى النفاس..
تناست كل ما يخص أعمالها وهي تدخل جناح أختها,لتجدها نائمه بسلام وتبدو متعبه/شلونها هاللحين؟
أم رواد بحزن/شوفت عينك نايمه من التعب,اليوم من الفجر قامت تصرخ وتنادي قاسي..وتقول كلام غريب..أنه راح و معاد يرجع..يعني هذرة سخونه..
إقتربت من أختها لتمسح على شعرها البني بحزن/تعبت واجد الله لا يحرمها الأجر..ويمدها بالصحه..
أم رواد/أمين يارب..أنا أقول نرجعها للبيت بكره أحسن..شرايك؟
تنهدت/مالي رأي بوجودكم..شوفي اللي يريحك..أنتي سبق وجربتي القيصريه..إذا تشوفين أنها تقدر تطلع بنطلعها
أم رواد/هي شايله هم عيالها..أخاف ترفض تطلع علشانهم.
الشموس بقلق وهي تتذكر ماحدث لطفلها/وأنا معها بخوفها عليهم, بس هم مطولين..يعني يمكن تطلع من الأربعين وهم باقي بالحضانه..
أم رواد بإصرار/ ما راح أخليهم اكثر من شهر..
إبتسمت لها/تقولين وتطولين يام رواد..وين عمتي هند, قالت انها بتجيك؟
بإبتسامه/ناظري شنطتها هنا عالكرسي,و رايحه الحضانه تشوف الصغار هي وتركي,
راحت لتجلس بتعب/اليوم من جد تععب..سهرت للفجر ثم نمت ساعتين وداومت لين هاللحين مارجعت البيت..أحس خلاص مافيني حيل..
لاحظتها تغمض عينيها/يعني اليوم ماشفتي ركون؟
فتحت عينيها بتعب وهي تعتدل جالسه/لا والله..ماشفته,أنا مرتاحه وهوازن عنده..بس هوازن بترجع بيت زوجها يمكن الليله, هنا صدق مشكله.
أم رواد/يلا كلها فتره وترجع الأمور لطبيعتها..
إبتسمت لها بصدق/عاد تصدقين يام رواد لك فقده ومكانك محد قدر يسده..والله أرجع البيت أحسه غريب و مابه حياة..
إبتسمت بعفويه/عسى الله يقوم نيفو بالسلامه ونفرح كلنا بإجتماعنا بالبيت.
عادت من خارج الغرفه وهي تتبسم بحماسه/وااه يا ناس يجننون ما شاء الله ودي اني خميت لي واحد وهربت فيه
ضحكت الشموس/ليش تخمين عيال الناس, كلها كم شهر وتخمين ولدك.
أخذت حقيبتها/ والله معاد عندي صبر..شفت شحلات الحضانه كتاكيت,عسى الله لا يخيب رجاي
كلاهما/أمين..
استغربت الشموس عدم جلوسها/عمتي وين رايحه انتي؟
هند/تركي مستعجل,يقول عنده شغل مهم, و أنا بروح بيتكم, أشوف بنتي..وأسولف مع اخواني..
وقفت هي بدورها/دام كذا خذيني معك..أساساً صرفت السايق.
,
في السياره..
أمالت رأسها قليلاً لتلمح ذلك الرجل بسيارته/تركي شايف صاحب السياره السوداء اللي تلاحقنا؟
رأى المرآه العاكسه/هذا للحين ورانا؟؟وش يبي
خافت هند/اتركه يمكن صدفه!
الشموس/هذا يلاحقني من فتره ولحقني للمستشفى بعد,الموضوع مو صدفه أبد..
عبس تركي وهو يقوم بحيله و يوهمه أنه سيغير إتجاهه ليدخل طريقاً فرعيه/هاللحين بشوف وش براسه
خافت اكثر/ياولدي أنت لحالك ماتقدره!!
إزداد غضبه/أفا وانا ولد هند!!ماعليك يمه بتشوفين
توقف و فعلاً توقف ذلك الرجل..لينزل تركي غاضباً ويفتح باب سيارة ذلك الرجل ..,
خافت الشموس بدورها,تمنت أن لا يصيبه مكروه فهي السبب/ياليتني سكت
هند/الله يهديك ..
عند السياره/ياتركي افهمني والله اني من طرف أدهم
شده من ياقته/تستهبل تظن اني بصدق؟
لم يقاوم فقط أخرج بطاقته من جيبه الجانبي/أنا سيف وموظف عند أدهم و ناظر بطاقة الشركه..
تركه وهو يرى البطاقه و يسمع ما يسرده سيف..,
,
.
,
لاحظت تركي يعود مبتسماً وذلك قد ذهب..!!
استغربت هند هي الأخرى/وش صار حبيبي؟
تركي/هذا واحد حاطه أدهم علشان يراقب الشموس ذي الفتره..خايف يعني, أكيد عنده أسبابه الرجال..ونسى يقولك
زمت شفتيها بغضب,ليس خوفاً عليها بل تجسساً,و إلا لكان قال لها, كيف تجرأ؟ هل كان ينبغي أن تُحدث خصاماً عائلياً لتتخلص من علاقته التي تطوقها من عنقها و تخنقها في كل مرة؟, هل تُحرق كل التقاليد والأعراف و تفعل مالا يتوقعه ولا يريده؟..! هي تستطيع ولكن الآن من الحكمه الصبر..و مواجهته بما يخفيه,لن تصمت كالسابق..ثم إن ضعف أخيها يجبرها على الإذعان له...لعن الله الخذلان و بالأخص حين يكون من الأخ..
وصلوا المنزل ليذهب تركي,وتسألها هند بشك/دامه من فتره لاحقك ليه ماقلتي لأدهم؟!! ترى انتي الغلطانه..
واصلت طريقها للباب الداخلي و كأنها لم تسمعها,,
لحقت بها هند لتمسكها بذراعها وتديرها/أنتي وياه بينكم شيء.
ابتسمت بتهكم للحظه واختفت إبتسامتها/وأنتي الصادقه مابيننا شيء...
إستغربت برودها/وش قصدك؟
بجديه/قصدي واضح "ما بيننا شيء", واللي يسلمك عمتي خلينا ندخل لا تسوين سالفه "من لا شيء".
تركتها تدخل لتلحق بها,هذه المره هي متأكده من شكوكها, لكن مابيدها شيء حتى وإن إستاءت..
,,
,
بعيداً عن رياض نجد هناك خلف الصحاري و خلف جبال السروات الشاهقه ووديان تهامه..إلى ما خلف الحدود..,في قرية صغيره من مجموعة قرى بجانب بعضها..رجل بملابس شبه متسخه بالطين يركض بين المزارع والحقول وصوت ذلك الرجل الذي دافع عن شرفه يتردد في مسامعه"اتركك يا عمر عند اهلك وأنا برجع بنفسي لكتيبتي"..كان يعاني من إصابة خطيره من ذلك العدو الخبيث..مازال أن الجيش اليمني وقوات التحالف يطوّقان المدينه فلا خوف على أهله..سيضحي ليصل للثكنه العسكريه وإخبار أي جندي من التحالف العربي و يرد الدين ..
إنقطع ماينتعله في قدمه لينزعها منه و يرميها ويواصل مسيرته..ذلك الضابط الشريف يجب أن يبقى هو أشكاله فقط..
.
.
.
أشعلت فتيل المصباح بعدما إنقطعت الكهرباء كالعاده هنا..لتكمل ما كانت تفعله..إشتدت حرارته وهي تنادي زوجة أخيها/ياعطره إلحقيني..جرحه غريب.. والحمى ما خفت ..إيش اسوي؟
تركت عطره ماعلى النار لتذهب إليها وترتعب من شكل الجرح/آآه لو ما ضغط على روحه وحاول يرجع للمعسكر مشي وهو ينزف كان..عاند روحه وتحامل على نفسه و إنهار بالنهايه و رجعه عمر البيت ..لكل شخص طاقه لكن هذا الرجال شجاع
خافت/يا عطره الرجل جرحه مو بسيط تعاالي شوفي هانا تحت النور..
إقتربت أكثر لترى فضاعته/يا ويلي إذا ما خاب ظني يا ورده الخنجر كانت مسمومه..
إرتعبت/حسبنا الله ونعم الوكيل..طيب إيش نقدر نعمل يا عطره
عطره/أربطي فوق الجرح بسرعه لا ينتشر السم بسم الله الجرح اسفل الساق و اشوفه انتفخ الساق كله و تغير لونه
بدون تردد نزعت الربطه التي تثبت حجابها, ثم ربطت أسفل ركبته.
خافت عطره من تطور حالته لتقف بصعوبه/أنا بروح لجارتنا أم علي
إلتفتت إليها بقلق/انتي تعبانه ياعطره أقعدي أنا بروح عنش
هزت رأسها بالنفي/لا يا ورده أشتي اقدم شيء علشانه..أنتي خليش تكمدينه وشيلي بدلته الثقيله السخونه عاليه..
انتظرتها حتى ذهبت لتلتفت إليه,لا تعرف ما إسمه كل ما تعرفه انه ضابط فالجيش السعودي..مازالت تتذكر ذكاء تصرفه معها ليلة البارحه وكيف عرف أنها في مأزق بدون ان يؤذيها..
بدأت بنزع بدلته لترى سلسلة معدنيه معلقه على صدره!! أقتربت لترى ما كتب عليها..منقوش عليها أرقام لم تفهمها و إسمه "قاسي" وهاتف ذكي بجيبه الداخلي احتفظت بكل شيء بقربه !!
نزلت دموعها وهي تعاود وضع الكمادات, تنفسه يصعب ويقل مالعمل..وعمرو لم يعود حتى الآن..!!!
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الستون
الساعة الآن الواحده بعد التعب..،
يخترق هدوء المكان صوت جهاز قلبها الذي يبعث بالقلق لمن يجلس يراقبه..،
مازالت متعبه تلك البنت و ذلك ما يؤلم قلبها..،
دخلت الممرضه لتناديها لأمر يخص الأطفال لتخرج وتتركها وحدها بعدما استودعتها في ودائع الله..،
لحظات بعد خروجها دخلت إحداهن وهي على عجلةٍ من أمرها، إتجهت لسريرها امسكت بيدها و ضمتها بين يديها..!
إقتربت من إذن نيفادا الغارقه في نومها لتهمس لها بلغتها الإسبانيه...،
شدت يدها وهي تتمتم بكلمات..
امتعضت و غضن جبينها وهي تسمع..لحظات لتفتح عينيها وهي ترد عليها/لاااا
لكنها تفاجأت بعدم وجود أحد!!، لابد انها كانت تحلم، لكن ماذا حدث؟! تشعر انها نامت كثيراً حد أن رقبتها تكاد تتجلط بهذه الوضعيه..حاولت التحرك لترى اسلاك أجهزة القلب موصلةٍ بها نزعتها واحداً تلو الآخر وهي تفكر أين ذهبت ام رواد كانت تتذكر انها تعانقها وتبكي ولكن لا تدري لماذا كانت تبكي...نعم قاسي كانوا قد أخفوا عنها اخباراً عنه...!
صاح جهاز القلب ليستدعي الممرضه والدكتوره فوراً ،لتتفاجىء بنظرات الخوف على محياهم/وش صاير ؟!
الدكتوره بإبتسامه متفاجئه اقتربت من الجهاز و هي تأمر الممرضه بقياس نبضها/ما صار شيء الحمدلله على سلامتك متى صحيتي؟!
ابتسمت الممرضه/كلو تمام دكتور
تنفست بعمق/وين خالتي ام رواد
لحظات ليدخل خائف من وجودهم ولكن فرح برؤيتها قد استعادت وعيها/نيفو!!
ابتسمت لرؤيته اخيراً/نايف
اقترب منها ليقبل جبينها ولكنها امسكت بيده بشده و رفضت ان تتركها/لا تتركني
ابتسم وهو ينصاع لأمرها/ابشري بقعد عندك لين تطرديني،وين خالتي ام رواد
الممرضه/راحت البيبيز
جلس عندها وهو يتأمل ملامحها الذابله و بشرتها التي باتت شاحبه و مزرقّه، لم تكن يوماً بهذا الشكل المحزن،المرض يؤكد على حضوره حتى بشفتيها و طريقة حديثها و كأن قد لسعها برد/بردانه يا قلبي؟!
أشارت بالنفي وهي ترفض ترك يده/لا . ما فيه أخبار عن قاسي؟!
ابتسم براحه/توني بقولك، بخير وما عليه، يقول انه يقفل جواله اذا نزل الميدان فلا تخافين
مازالت غير مرتاحه/درى عن ولادتي؟!
هنا تبعثر ولكن حاول ان يكمل ما بدأه/إيه ، قال لا تسوون التمايم لين اجي ..كان مستعجل بالمكالمه...هو خايف عليك كلما اتصل فيك لقاك نايمه، ماهو مصدق انك بخير
تنهدت فهي أيضاً لا تصدق أنه بخير/قلبي يقول انه ماهو بخير ابد
شد على يدها/المهم شدي حيلك نبي تطلعين
عادت لإكتئابها/و عيالي؟!!
ضحك/لازم اصورك فيديو وانتي تقولين عيالي، كيف كذا يا بنت؟! نسينا تكسير الروس في البلايستيشن؟! و سرقة مفاتيح سيارتي. و التطعيس بالثمامه والله للحين ماني مصدق انك أم
ابتسمت رغماً عنها فحديثه عن الذكريات يشجيها/لا يغرك ترى للحين اكسر راسك بالبلايستيشن و بالتطعيس بعد...خل الجرح اللي ببطني يطيب بس
اتكىء وهو يحاول ان يجادلها بأي شيء حتى تخرج من كآبتها/الحمدلله مايسمحون لكم تسوقون و إلا كان انتي بالذات بتبهذليني
رفعت حاجبها بتعب وهي تبتسم بشقاوه/راح يسمحون لنا نسوق و راح نشوف منهو الأطلق بالسواقه، مع انه مايحتاج مقارنه هذا انتم لحالكم تسوقون بالشوارع ومبهذلين أوم الدنيا و سياراتكم تشكي من سواقتكم الفاشله.
اتسعت حدقت عينيه من حديثها/افااا كل هذا وانتي تعبانه اجل لو مروقه وبخير وش بتسوين؟!
ضحكت/بعلمك أدآب احترام المرأه..و بحرض زوجتك عليك..انتظرني بس
سحب يده من يدها مفتعلاً الغضب/هاتي يدي زعلت خلاص..
استرخت مستلقيه وهي تضحك حتى هدأت لتلتفت إليه هامسه/ياحبي لك.
بادلها الإبتسامه ليضحك على قبلتها الهوائيه، شعر براحه عجيبه وهي تتفاعل معه، بعد إكتئاب الصباح و حديث الشموس ..لا تعرف هذه الصغيره أنه كان يحتاج لحديثها وضحكاتها أكثر منها،هكذا حديث يفعل الكثير بقلبه دون ان تشعر..
.
،
.
ظلت تتأمل فنجان قهوتها وهي تستمع لأحاديث عمتها مع أمها و خالها.. الأمور متشابكه منذ اليوم الأول، و كأن حديث الشموس له قد بعثره حد انه خرج غاضباً بدون اللبس الرسمي مما يعني أنه لن يذهب للعمل بل لمكان آخر..آين يا ترى؟!
اغمض عينيه وهو يشعر بحرقةٍ فيها، ليفتحها مجدداً لا يريد ان يشغل بال أحد..،
انتبهت له لولوه/عبدالله وش فيها عويناتك؟! قمت تغمضهم و تحكهم
تنهد فلابد من قطرة عينه/اليوم نسيت احط قطرة عيوني و تو بخرتوني و كنها شتبت علي
استغربت هند/بوأدهم حاط عدسات؟!
اشار بالإيجابه/ايه و أنا ابوك مسوي عمليه مبطي و مركب عدسات
ابتسمت شهد/وانا اقوول ليه عيونك عسليه مررره
ابتسم/عيوني افتح من كذا نفس عيون أدهم..مير طلبت هوازن احط اغمق
ابتسمت لولوه/فديتك انت وأدهم..قوم يا عضيدي نروح احط لك قطره وبالمره نتمشى برا المكان هنا كله بخور
هند/زين كلنا بنلحكم برا
حاولت تذكر وجه أدهم هي لا تدقق في وجوه الرجال ، كثيراً ما يمنعها حياءها وخوفها/يمه أدهم كيف لون عيونه؟!
ابتسمت وهي تتذكر راكان/نفس راكان بالضبط..
تذكرت الشموس وهي تفكر/سبحان الله عاد الشموس عيونها مررره سوداء و بلمعه
حاولت تذكر ما تريد قوله/المهم ماعلينا شفيك جالسه لحالك وين زوجك؟!
عادت لتلتهي بفنجانها البارد/طلع برا عنده مشوار مهم
رفعت حاجبها/اهم منك وبهاليوم؟!
تنهدت وهي تحاول ان تبتسم/صدقيني ماما كل شيء بخير، نايف بعد الدنيا كلها مو مقصر معي، كان مخطط نسافر بس بعد اللي صار لنيفو بطلنا، حتى يمكن تلقينه رايح لها
إرتاحت نوعاً ما لتوصيها/الله الله بقلبك.
حضرت الشموس في هذه الأثناء قد سمعت ما دار بينهما و كبرت بعينها شهد اكثر واكثر/مساء الخير
كلاهما/مساء النور
سلمت وجلست/وين راكان؟!
هند/تأخرتي عليه وانتي تاخذين الشور حقك هذا ،توه نام وحطته جوري بالغرفه..لعب مع جوري لين داخ..مسكينه هالجوري تحبه كل شوي تروح تطل عليه
ابتسمت الشموس/بتسافر تتزوج عسى الله يوفقها، وطلبت نستقدم زوجها يشتغل معه ،دامها حابه تكمل هنا ماعندي اي مشكله وهي عندنا من سنين
هند/من جد هالأيام وين تلقين خدم طيبين
الشموس بجديه/صدقيني موجودين يا عمه ، ترى كلهم جايين للحاجه،اهم شيء المعامله و المكان المحترم اللي يقعدون فيه..عامليها كموظفه مو عبده و بتلقينها تحب المكان وتخلص له.
شهد/من جد والله كانت عندي خدامه ببيت ابوي الله وكيلك ما تداني طاريه من تسمعه جاي تنحاش للجيران..الله يهديه مرعبها تقول جاريه
وكأنها لم تسمع به/المهم الشموس شلونك اليوم بعد تعب امس
فهمتها وكيف لا تفهمها/انتي كيف حملك يا عمه؟!
مسحت على بطنها بعفويه/اللهم لك الحمد ماشي تمام..تحرك قبل امس رفس رفسه ذكرني بتركي كان يرفس كثير
فرحت لسعادة والدتها/عسى الله يتمم هالفرحه يمه..
اشارت للقهوه/تراني سعوديه يا جماعه ،صبوا لي قهوه
ضحكت هند/صبي لها يا شهد تفشلنا فيها
اخذت قطعة حلى من الموجود أمامها لتلتقط الفنجان الذي مدته لها شهد، ارتشفت منه قليلاً/هالقهوه من متى؟!
هند/تو والله مالها عشرين دقيقه
بالكاد إبتلعتها وهي تصع فنجانها على الطاوله..، و تحاول ان تخلق حديثاً جديداً/ايوه وين عمو و عمتي ؟!
وقفت هند/طلعوا برا انا بلحقهم وانتم بعد تعالوا ..
رأت عمتها هند تخرج لتقف و تلتقط/يلا بعد انا رايحه اشوف ركون حبيبي..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الستون
ظلت شهد مكانها تنظر لهذه الصاله الواسعه و كأن لا نهاية لها، ترى بماذا كان يفكر عمي راكان حين بنى هذا القصر العملاق!..
لعله ظن ان نايف سيملأه بالأحفاد..!
ليته كان يا عمي ليته كان، ما كان حالي الآن بهذا السوء المغطى بإبتسامات الكذب.
.
،
.
وصلت غرفة عمتها رأت طفلها ينام براحه في منتصف السرير لتجلس قليلاً تفكر باللاشيء ..!!
فقط تسمع داخلها صوت إنهيارات ،..
تمنت أمنيات كثيره..كلها لا تتعدى أماني مستحيله كمن إلتف حول رقبته حبل المشنقه و سُئل عن أمنيته الأخيره..لا فائده الآن و الرجوع من هذه النقطه بات مستحيلاً..!
حررت شعرها من الربطه التي تجمعه بشكل رسمي لتبعثره على ظهرها و كتفيها ..
اخذت بترتيب انفاسها لتحاول أن ترتب أفكارها قبل الخروج لهم..
بقاءها معه مستحيل و فراقه مستحيل!
الإرتباط بغيره ممنوع حتى بالخيال المباح!
وصلت لنقطة اللاعوده من اللاشيء.
يالله إرحمني من كوني شموساً و اخفض جناحي لقلبي...كن معي و معه على حدٍ سواء في هذا الفراق الموجع.
.
,
.
عاد متأخراً من سهرته مع نيفادا..لم يلتقي بأحد,ولم يذهب حتى إلى العمل اليوم..كان حديث الشموس صباح اليوم كافياً ليجعله يختبئ عن الجميع...,نزع التيشرت الأسود الذي يرتديه,ليفتح شرفات غرفته الكبيره, ليجلس أمامها على أريكته البيضاء ويدخن سيجارته براحه,..سمع صوت إغلاق الباب عرف أنه أحدهم دخل..لم يهتم.. توقع أن تكون الشموس ..
وقفت خلفه على بعد مسافه قصيره..وألتزمت صمتها, للحظه شعرت أنها تهورت بالقدوم إليه اليوم بالذات و بعد صدامه مع الشموس..
إستغرب الصمت ليلتفت عاقداً لحاجبيه ليتفاجئ بها/وش جابك أنتي بعد.
حاولت التغلب على خوفها/أنت.
عاد ليدير وجهه ويُكمل سيجارته/أطلعي أحسن لك..ماعندي شيء أقوله أكثر من اللي سبق و قلته..
رفعت حاجبها وهي تتقدم/بس أنا عندي شيء بقوله بعد.. وأنت لازم تسمعه
تنهد نفساً عميقاً/ماني رايق لك..اطلعي يا شهد قبل أغلط عليك.
نطقت بقهر/غلطت علي قدامهم كلهم وأحرجتني ,ماراح يضرني لو غلطت علي لحالنا!
وقف وهو يلتفت إليها بغضب/ أنا وش غلطت عليك فيه؟!! أنتي عاارفه أي مستحيل أعاملك كزوجه ومتفقين على هالشيء,نسيتي؟
نزلت دمعتها/لا مانسيت, لكن مافكرت انك بتهرب كذا قدامهم,, ما فكرت وش بيعطيهم إنطباع عني؟..أنت أناني..مافكرت غير بنفسك..
بضيق/وكيف تبيني أتصرف بالله؟؟
نضقت بقهر/كان بإمكانك تتصرف غير هالتصرف وتنزل لأولينا قدام الكل!! ,اوكي لا تعاملني كزوجه بيني وبينك لكن أحترم مشاعري قدامهم عالأقل..!
زم شفتيه بغضب/أنا ماني ناقص نكد قبل أنام
بضيق/أنا ماجيت أنكد عليك..أنت اللي منت عارف وش تبي؟!.. أنسى كلامي هذا كله و أنا بحاول أنسى.. لكن فكر بكلام الشموس لأنها تحبك..مستحيل تلاقي وحده تحبك كثرها.
رفع حاجبه مستنكراً حديثها/يعني أفهم منك أن حديثك عن أنانيتي مو صحيح ومجرد فشّة خلق!!
إبتسمت بسخريه/أنت مو بس أناني, أنت إنسان عاجز..عاجز تسوي أي شيء يغير واقعك, لذلك جبت معك أولينا تقوم باللازم.. تستخدم كل شيء علشان تمحي غلطة زواجك مني..حابه أقولك أني مو مهتمه إذا اكتمل زواجي منك أو لا..لذلك لا تحرق نفسك وتبني بينا حواجز أكثر من اللي بينا أصلاً
قد عقد حاجبيه غاضباً ثم تذكر حديث الشموس عن خيبتها به ثم تدارك نفسه بإبتسامه جانبيه/كنت متوقعك غبيه!
إبتسمت بتهكم هي الأخرى/وأنا كنت متوقعتك ذكي..!
هنا اتسعت حدقة عينيه من خبث ردودها/بنت!!
ضحكت اخيراً لتهدأ بعدما قالت كل ما كان يجول بداخلها.. لترد بإبتسامه/متخيل أننا جالسين نضيع حياتنا بأمور العلاقات التافهه..وشو هالزواج التعيس اللي كله حساسيه من تصرفات بعض و تدخل بخصوصيات الثاني.
نطق بتهكم/أيوه وش تقترحين حضرتك,علشان هالتعاسه هذي؟
بإبتسامه تتجاوز تهكمه/أحسن سيناريو ممكن نتبعه فالحياة نكون سطحيين في تعاملنا مع بعض ومانتوقع أي إهتمام من بعض..
إستغرب منطقها الذي تغيّر ليتقدم خطوتين/يعني؟؟
رأت إقترابه الغير محسوب من ناحيته,لتتسع إبتسامتها/يعني مثلما أنت قلت ,زواج بدون تكاليف..لكن حنا عايشين ببيت عايله و المفروض نحترم مشاعرهم..ماله داعي يعرفون كل شيء يصير بيننا.مثلما سويت حضرتك البارح..لازم نكبر شوي و نحتفظ بأسرارنا بيننا.
تكتف وهو يفكر بما قالته/منتي هينه..
بنفس إبتسامتها التي إرتاحت/تصدق؟ كنت خايفه ومتردده أدخل و أتكلم معك..بس لقيتني دخلت و قلت اللي عندي وأنت تقبّلت كلامي بشكل هادي.. و ماخليتني أندم اني جيتك, شكراً
هدأ بعد تصريحها واستغرب شكرها له لتقبله لها, ليكتفي بالصمت..هكذا زوجه من يستطيع أن يقاومها؟./وهاللحين وش بنسوي؟
إتسعت إبتسامتها وهي تأخذ سيجارته من يده وتذهب لمنفضت السجائر لطفئها/ولا شيء..أنا بروح أنام وأنت بعد نام,وراك شغل ترى بجي بدري وبصحيك بأي وسيله ممكنه إذا ما قمت لي..بااااي
إبتسم بعدما خرجت وأغلقت الباب,تنهد وهو يحاول أن يتناسى كل شيء..و يذهب لدورة المياه....,
.
.
,
تقف معها في مطبخها و تجهزان العشاء سوياً.. ويتبادلان أطراف الحديث..أخذت حزمة بقدونس بعد غسلها لتبدأ في تقطيعها لتتحدث بخيبه/مافيني خير يا رويدا,أحس أني غبيه..شراك بتصرفاتي بالله؟
رويدا الواقفه عند الفرن/عطيني كريمة الطبخ من الثلاجه
إلتفتت إليها/انا من اليوم أتكلم مع من؟
رويدا على عجله/هاتي كريمة الطبخ من الثلاجه يا بنتي
أتجهت للثلاجه لتأخذ الكريمه وتتجه إليها/وش تسوين أنتي؟
بإبتسامه/قلت لك اول ما دخلنا المطبخ أنا اسوي الفوتشيني وأنتي قلتي بسوي السلطه,شكلك مش على بعضك خاالص
تنهدت وهي تعود لسلطتها/والله من جد الإحباط ماخذ مني مجهود نفسي .
إبتسمت وهي تحرك ما بالقدر بالملعقه/بس على حسب علمي أنو الراجل اتصل فيكي..وانو ماكان شايل عبى خاطره منك خالص...ليه قلقانه كذا وتفكري
ليال/هذا اللي قاهرني ماكان زعلان مني رغم اني كنت مفكرته ناسيني..أو يتجاهل.. وليد تحمل كثيير وأنا بغبائي أزيد عليه
إبتسمت وهي تلتف إليها/يضرب الحب شو بيذل..يا بنتي إنسي..هو متصالح مع غبائك خلاص ليه تفكري
اتسعت حدقة عينيها/روووروو ترى ماتنعطين وجه.
ضحكت/خساره ياليت جات رشا الليله
ابتسمت أخيراً/ماعليه بنعوضها وبنجتمع مع بعض قريب ذوقينا عشاك بس اشتقت لطبخاتك وماني ناويه أتأخر على البيت.
أشارت للصحن/يلا هاتي الصحون من عندك قبل لا يبرد العشاء..
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الستون
عاد متأخراً للمنزل..,لم يحبذ الدخول من بابه الرئيسي سيدخل من باب المكتب المطل على الحديقه, كان متعمداً حتى لا يقابل أحداً, أهلكه إنتظار جواب واحد عن مصير إبن خاله المقاتل في الجبهه.. هذه الحروب لا مناص منها ما دام هنالك دائماً من يعتدي ويدمر مادام هنالك شر وعدوان فلابد من الدفاع..فعلاَ:لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى, حتى يراق على جوانبه الدم!!
توقف وهو يسمع دخول سيارة ليلتفت ويرى قدوم مهند..تذكر أنه واعده ولكنه نسي..!
,
كانت تداعب كوب فنجانها وتستمع لأحاديث عمتيها و هوازن...لا تركز بما يتداولنه من أحاديث..هي منشغله بأشياء كثيره لا حصر لها أوراق أدهم وإقتراحاته المرفقه, كيف لها أن تواجهه بأخ كنايف؟, ياللخيبه التي جعلتها تتذكر حديث والدها ذات مرة في لندن بعد حفل تخرجها"أنتي ذخري للأيام يا بنتي, نجاحك هو نجاحي أنا"
تتذكر ذلك الحوار جيداً حينها..ردت عليه أنها قد تتعثر, ولكنه قال جملته التي عززت ثقتها بنفسها لبقية حياتها "الشموس فرس بريه بدون لجام, ماتتعثر ولا يقدرعليها أحد"..
رغم ذلك هي قلقه من شعور الفوضى بقلبها، لا شيء مستقر في مكانه سوى البقع الداكنه من الخذلان!
سمعت صوت خطوات قادمه لتلتفت لقدومه يومىء بسبحته و شماغه على كتفه كعادته مؤخراً..،"آه كم يؤذيني وجود هذا الكم الهائل من اللاشيء بيننا"
رفع ناظريه لمن يجلسن في الجلسه الجميله، لم يكن يرغب حقاً في لقاء احد فكيف بهم جميعاً وهي معهم أيضاً/السلام عليكم
جميعهن بأصوات متهامسه/وعليكم السلام
أشار لهوازن بعينيه/هوازن يا قلبي مهند برا ينتظرك..إذا ودك تروحين
قاطعته هند بابتسامه/الشنط جاهزه يا بعدي اكيد ودها تروح..
وقفت هوازن لتسلم عليهم وعليه/يلا استودعكم الله باخذ ولدي وبروح مناك
وقفت هند معها لتلحق بها/بجي اساعدك
ترددفي الجلوس فهو يريد الاختلاء بنفسه في غرفته، ما يدور بداخله يجعله مرهقاً من كل شيء..
استغربت وقوفه/ياولدي اجلس وراك واقف؟!
استعاذ مما يؤرقه ليجلس/وين راكان؟!
ابتسمت/اكيد نايم هالوقت وش بيصحيه، مادريت عاد اليوم بدأ يمشي لحاله لبى قلبه
اتسعت إبتسامته وسط تجهم وجهه/والله ، ماشفته، قوموه لي اشوفه
الشموس/اسفه يا عمري ماراح أصحيه.. عموماً صورته فيديو للذكرى بوريك..<<فتحت هاتفها على الفيديو الذي صورته لتقدمه له
اخذ هاتفها ليرى كيف يمشي وهو يضحك سقط في البدايه ثم عاود المشي بشكل مضحك ،كان يبتسم حتى ظهرت له رساله أعلى الشاشه مضمونها أزعجه [ عندي لك خبر بيفرحك عن ج فيصل]
لم يستطيع التركيز على باقي الفيديو..حتى انتهى بدون ان يشعر حتى اخذت هاتفها منه/ليه اخذتيه؟!
ابتسمت بسخريه/الفيديو مخلص من ساعه،قلت هاته بس سرحان وانا انتظر رسايل مهمه
تنهد وهو يرمقها بتعب وقلق، شعور محرق للغايه/رسايل مهمه من من؟!
بنفس إبتسامتها الساخره و نبرة لاذعه/انا اسألك عن خصوصياتك؟!
هنا تحدثت لولوه/عادي يمه
تحدث هو بدوره ليقطع دائرة شكوكها/عمتي انا امزح معها وهي تدري بهالشيء
أيدته بابتسامه جانبيه/ايه داايماً نمزح هالمزح وياما بتشوفين و بتستغربين
ارتاحت لرديهما لتقف وهي تنظر لساعتها/دام الدعوه بينكم مزوح،بروح وش يقعدني بينكم..تصبحون على خير
راقبتها حتى ذهبت لتلتفت إليه و بنبره جديه/محترف كذب
رد وهو يلتقط قطعة كوكيز و يقضم طرفها بصمته المطبق..،
عادت لتصمت هي الأخرى ولكن تذكرت انها تريد ان تجتمع به لمناقشة العمل لتتحدث/أرسلت لي تقرير مالي و بعدها موعد اجتماع مجلس الإداره واقتراحات بأسماء الأعضاء وش السالفه؟! مابعد سويتها من استلمت العمل !!
نزع شماغه من على كتفه ليضعها في الكرسي المجاور و يسترخي بجلسته/انا وانتي انفصلنا و الأمور تغيرت، ماتبين طريقة تعاملنا بالعمل تتغير؟!لازم رسميات و بداية تسليم مهمات،انا رجل عندي حياة ابي اعيشها واحلام بحققها بعد. هذا اخوك و رجع لك مثلما حلمتي؟! وجاء الوقت ياخذ مكان ابوك.
لا يعلم انه ذر الملح على جرحها في ذلك الأخ/المجموعه عمرها ماراح تنسى مجهودك بس مو كأنك استعجلت؟!
مسح على وجهه بتعب ليعدل جلسته وهو يرمقها بحده ولكن بنبره اقل/ابي اعرف وش تبين مني بالضبط؟! قولي لي بس, ام راكان انتي تتأمرين بكل شيء بحياتي، من عرفتك وانتي مسيطره..جاء الوقت اللي اترك من يدي كل شيء و اخذ ابوي ثم ابتعد.
رفعت حاجبها بتهكم تتقنه/أدهم اللي أعرفه ما يتهرّب من مسؤلياته
بنفس هدوءه/ماهي مسؤلياتي، حياة ماهي حياتي ولا واجباتي. انا من عرفتك وانا ناسي نفسي و اقوم بأدوار ماعمري توقعتها، انا تخليت عن مهنتي و طموحي علشان اهتم بعايلتك وانتي تتهميني بالتهرّب؟!!
انتظرته حتى انتهى لترد بنبره أقل/هي عايلتك بعد، لا تنسى هالشيء.
نطق بلامبالاة يتقنها/اختي تزوجت وخواتك تزوجوا اخوك اللي دايم تعتزين به قدامي هذا هو عندك، وأنا و أنتي انفصلنا اعتقد وجودي معاد له داعي هنا..بكرا راح يكون الاجتماع لاختيار رئيس جديد للمجموعه و طبعاً المرشح نايف راح اصوت له
مع صوتك كل شيء يطلع من يدي ليدك انتي واخوك.
صمتت قليلاً غير مستوعبه قراره الذي يبعده في هذه الظروف لتتذكر ماحدث اليوم و تسأله/دام ماعدت تهتم ليه مرسل واحد يراقبني طول الوقت؟! يلا انكر بعد.
رفع ناظريه عند هذه النقطه/سيف ما يراقبك هذا حمايه فقط لهالفتره، عمري ماطلبت منه تقارير عن مشاويرك ولا حتى من تزورين,كنت بقولك بس ...ماصار هالشيء
تلاحظه يلتهي بسُبحته كثيراً وهو يجيبها لترد/حمايه لي؟! يعني مهتم بي، تحميني من من؟!
شعر بنبرة سخريتها التي تثير جنونه ليرد بحزم وهو يلتفت إليها/إذا نسيتي التهديدات فأنا مانسيت وعارف فيه شيء يتم التخطيط له بس ماعندي معلومات.. حطيت سيف علشان يحميك ويقول لي عن أي خطر ممكن تعرضين له فوراً لأني مادري وش ناويين عليه.
تحاول ان تتذكر هل صارحها يوماً بالحب؟! لا لم يفعلها ابداً كان حديثه غزلاً عاماً، لم تستطيع سؤاله بصراحه, ذاتها المعتده بنفسها تأبى ذل السؤال، لتلتزم الصمت..
وقف بعد هذا الصمت الرهيب الذي تلى نقاشهم الفاتر، ليلتقط شماغه وهو ينطق بجمله واحده فقط قبل ان يدخل/انا بحميك بعد الله بكل مافيني علشان تبقين لراكان..لأني عارف انك انتي الأهم عنده من اي شيء فالدنيا..حتى اهم مني!..
.
في هذه اللحظات,أتاه إتصال ليخرج هاتفه ويرد بسرعه بعدما رأى الرقم/الوه..
رأته يتركها و يذهب يرد على اتصاله، حاولت تجاهل ما سمعته منه حتى لا تنطفىء شعلةً اخرى داخلها، رفعت عينيها للسماء لتشتت ذلك الشعور الذي ما ان يسكنها حتى يتلاعب بها و يدمر كل شيء..!
سمعت نبرته تغيرت لتلتفت إليه لمحته يقف هنالك عند باب المكتب و يضع يده على رأسه و يكاد يشد شعره !
تركت مكانها لتلحق به بعدما سمعت إسم قاسي، شعرت وان الموضوع جلل.. تأثر أدهم واضح جداً..،
حاول الهدوء ليسأل بخوف/كيف مفقود و كم له؟!
على الطرف الآخر/اخوي أدهم الأمر صعب صدقني هالشيء اعرفه ، لكن هذي الحقيقه، لكن تأكد ان فيه فرقه خاصه للبحث عنه مهما كان ..بس نبيكم تستعدون لأسوأ الإحتمالات
لم يحتمل،هذا يعني انه قد يفقده إلى الأبد قد يغادره بلا وداع أخير بلا قبر يزوره كلما فاض به حنينه ،ابتلع غصته وهو يحاول إنهاء المكالمه و لكن تعثرت نبرته واتضح تأثره/قواكم الله..مع السلامه..
رأته يغلق الهاتف و يقف مترنحاً ليس بخير،مالذي سمعه؟!
شعر بها تقترب ليصد عنها و يتهرب للغرفه/بروح انام..
لحقت به وهو يغلق باب المكتب لتفتحه وتدخل رغماً عنه لتراه يذهب و يجلس على الأريكه و وجهه يتكىء على يديه كالذي يبكي،اقتربت منه قلقه/أدهم وش فيك؟! من هالمتصل وش قال عن قاسي؟!
تذكر الحديث الذي سمعه عن فقدانه في احد المعارك، و ضعف فرصة بقاءه حياً، لم يستطيع منع بكاءه، ذلك خارج عن نطاق سيطرته.. الضغوط تتأتي بالتوالي..!
ارتجف قلبها وهي ترى اهتزاز كتفيه لتقترب منه وتجلس أمامه على ركبتيها محاولةً فهم أي شيء ، حاولت رفع رأسه حتى نجحت،إلتمعت عينيها وهي ترى نواعسه تذبل كطفل،مالذي يهدم الرجال سوى الهم/أدهم وش سمعت بالجوال تكلم قاسي وش فيه؟!
حاول مسح وجهه واستيعاب ما سمع يحسّ بأن كل الحياة تقف ضده وهي تغيّب من يحبهم، كل حزن العالم ينخر في قلبه..،لينطق بحزن سنين الوجع يكاد فقد قاسي الجرح الذي لن يندمل،قاسي هو المتبقي من الماضي بالنسبة له/يقولون مفقود في احد المعارك ..وانقطع الاتصال به.
تنهد تنفسه ثم أردف/قال لهم اذا تأخرت عليكم فأنا اكيد استشهدت.
رأت ارتاجفته عند كلمته الأخيره و تلك الدمعه التي تدحرجت أمامها بدون تكلّف،لتقف وتجلس بجانبه و تربت على كتفه/اذكر الله يا أدهم، الحرب وارد فيها كل شيء..بعدين هو مفقود، للآن ماتأكدوا لا تفقد الأمل
شعر بخدر في يديه لا يذكر متى آخر مرةٍ إنخفض ضغطه،ضاق تنفسه و كأن روحه تسلب منه ببطىء..ليرتخي بجلسته ويسدل يديه ..
خافت وهي تراه بهذا الوضع، اقتربت منه وهي تناديه وتضم وجهه بكلتا يديها/أدهم ..أدهم رد علي شفيك؟!
بالكاد تنفس ليتحدث/شكل ضغطي انخفض
فهمت ما يقصده/شوي بس واجيب لك شيء مالح
اشار بعينيه للدرج بجانب سريره/لا هناك ..بالدرج
لم تفهم ما بذلك الدرج ولكنها ذهبت مسرعه إليه لتتفاجىء حين فتحته بالكثير من البسكويت المالح والمكسرات المالحه!!!
اخذت احداها وعادت إليه فتحته بسرعه/يلا انا بروح اسوي لك شيء وازيد بملحه
اشار بالاكتفاء وهو يأكل حبة بسكويت/لا ..تعودت على هذا.
جلست تنظر إليه بقلق وتفكر ماذا لو فقدته هو، افكار خاطئه، ليست بحاجه إليه و لكنها تريد استمرار تواجده، احدهم لن ينفع ان يكون عميداً للعائله بدلاً عنه/نروح المستشفى؟!
استرخى بجلسته وهو يحاول التركيز ليغمض عينيه/انا بخير ما يحتاج.
مدت أناملها بعفويه و امسكت يده المرتاحه بجانبه/متأكد؟!
رد وهو مازال مغمضاً لعينيه/لا ، ابي أنام
لم تصدق رغبته في النوم بعدما سمعه/طيب، تصبح على خير
فتح عينيه ليراها تدير ظهرها وتذهب بدون اي إصرار على البقاء بجانبه/أنتي من إيش مخلوقه؟!
توقفت وهي تمسك بالباب قبل ان تخرج لتلتفت إليه مبتسمه/من الجليد..
تفاجىء من إجابتها وخروجها البارد..،ليتنهد وهو يغرق في تفكيره برفيقه المفقود كيف سيقاوم في الأيام القادمه و كم سيمثل ليبقى قوياً..وكيف سيخبر والدته التي ذهبت للخرج مع ابنتها ساره..
إنه لأمرٌ جلل... طأطأ رأسه باكياً أمام همه...لا عزاء له.
.
،
.
غطت طفلها النائم في سرير وجدته في الغرفه المقابله لغرفتها ، لم تصدق أنه أثث الغرفه كامله بهذه الاناقه لطفل ليس له!
الأنانيه ليست ديدن الكل، مازال مهند يثبت لها أنه العوض ،تذكرت دعاء والدها وهي ترعاه وتسهر عند قدميه في أوقات مرضه كان يردد دائماً (الله يزين حظك من واسع رحمته يا بنتي)
شعرت بدمعتها تعبر خدها لتنتبه لخطوات الذي يدخل في هذه اللحظات وهو يهمس/لو داري حطيت سرير مازن معنا بالغرفه.
مسحت دمعتها لتلتفت إليه بابتسامه/لو كنت عارفه ان نصيبي من الدنيا أنت ،كان انتظرتك طول العمر،
مسح دمعتها التي سقطت للتو وهو يمسك بيدها و يهمس/شرايك بالغرفه؟! ما اسعفني الوقت ادور كثير لكن ماعليه بس يكبر شوي بتختارين له غرفته و بتكون جنب جناحنا
صدت وهي ترى ترتيبه، لم يكن طليقها ليفعل ذلك من تلقاء نفسه/انت انسان جميل..
اتسعت ابتسامته/اول وحده تمدح جمالي بعد أمي
ضحكت قليلاً لتهدأ،و تكتفي للنظر لملامحه..،
استغرب صمتها المفاجىء و نظراتها تلك/بنقعد هنا طول ليلنا؟!
اقتربت منه بشكل جعلها ترى ملامح إبتسامات المفاجئه لتعانقه بلا تردد وهي تهمس/اشتقتلك.
.
.
،
سمع صوت باب الجناح يُفتح ليخرج وبيجامته بيده مستغرباً من الذي دخل في هكذا وقت، ليراها بصحن في وجبه خفيفه و إبريق شاي /رجعتي! ظنيتك رايحه تنامين
ابتسمت لتلطف جوه المتعكر/و تظن اني بنام وانت وراي بهالحاله؟! تعال ادري انك جوعان و انا جوعانه وانت بعد..مابقى شيء عالفجر بنسهر لين تروح تصلي بالمسجد.
إرتدى بيجامته الواسعه و ذهب إليها ليجلس/مشكوره ام راكان ما قصرتي
سكبت له الشاي/نادني الشموس..أم راكان هذي خلها للناس..وبعدين ماسويت لك شيء ترى، ..يلا اكل بس
اخذ كاسة الشاي ليرتشف منه و يتركها بيده وهو يفكر كيف تتصرف معه بهكذا برود متعجرف؟! هل رضيت أخيراً وغفرت له!! "يالله مازلت افكر بحلم إستردادها حتى بأسوء حالاتي...إنه الخوف من الوحده و الضعف اللعين الذي جعلني استأنس بدفء حضن صوتها رغم جفاءها و إبتعادها كلياً حتى عن التفكير بي، لو لم تنسى لما جاءت الليله ببرود تشاركني كوب شاي، هي فقط تشفق علي لا أكثر..!!"
نطقت بتساؤل هادىء يعبر عن قلقها/عسى الله يرجع قاسي وهو بكامل صحته وعافيته..مادري شلون افهم نيفو هالخبر، يمكن تروح فيها والله..ما اخفيك قلقانه كثير عليها،
عاد ليرتشف كاسته بمراره/تحبه لهالدرجه يعني؟!
استغربت سؤاله المشكك/زوجها اكيد بتشيل هم سلامته وحياته..
تنهد ليطلق كلماته/بس!!! لأنه زوجها ماراح يصير لها شيء!!..دامها ماتحبه بتنسى يابنت الحلال.
رفعت حاجبها معترضه/تعتقد في وحده تنسى شخص غيّر له حياتها وفوق هذا يشتركون بطفلين؟!! ما عمري ماشفت وحده تحب زوجها مثل نيفو، قاسي يمثل مرحلة جميله وهامه بحياة اختي، وهالشيء لمسته فيها..قاسي رجل مواقف ورجال المواقف سحرهم ما تقاومه أو تتجاوزه أي انثى.
إلتزم صمته بعد حديثها المسهب عن قاسي وهو يرمقها بتساؤل نظرات، أي عزلة تحيط بقلبها وتمنع تسلل أي شيء من وإليه؟!، تساءل ملياً كيف لها التحكم بمشاعرها حتى تبدو أمامه بهذه الصلابه؟!! وتحدثه ببرود عن ما يعجب الإناث في رجل آخر غيره!!!
شعرت بنظراته تلسعها لترفع عينيها له مبتسمة/تبي اصب لك كاسه ثانيه؟!
تنهد وهو يمد كاسته بصمت قاتل..،
قررت الحديث بعدما رأته يعتنق الصمت/أدهم بقولك شيء يمكن مو وقته بس لازم اقوله لك
قاطعها بهدوء كأنما فراغ يستحل قلبه/دام مو وقته لا تقولينه تكفين، راسي مصدع واحاول اعدله
لا تعلم لماذا تشفق عليه الآن أكثر من أي وقت مضى، لم تستطيع الذهاب وتركه مع احزانه وحيداً يفترسه التفكير/واضح من عيونك راسك مصدع من التعب, انت محتاج تنام و بدون تفكير
إبتسم لينطق بسخريه سوداء/وتعرفين وش أحتاج من نظرة عيوني!!....دققي أكثر يمكن تعرفين وش محتاج علشان أنسى.
حاولت تجاهل حديثه الثمل/إذا حاب تاخذ إجازه و تترك المجموعه اسبوع وتريح راسك هذا حقك ..و انت قرر
نطق وعينيه بعينيها/اصلاً بتركها مره وحده و منتظر بكرا علشان يكون كل شيء رسمي وبطريقه طبيعيه علشان ماتطلع اشاعات تنزل اسهم المجموعه فالبورصه.
رفعت حاجبها الأيسر بإعتراض/واذا قلت ماني موافقه تترك منصبك و لا راح اسلمه اخوي ولا راح استلمه انا وش بتقول؟!
ببرود اخذ قطعة من فطيره ليدسها في فمه وهم بترك مكانه و يقوم بهدوء مغلف باللامبالاة/ماعلي من اللي تقولينه,أنا قررت وانتهى يا أم راكان.
وقفت بدورها لتطلب منه بهدوء/أدهم لا تترك منصبك بس هالفتره بعدها سو اللي تشوفه
ابتسم بسخريه/امرك عجيب والله كنتي تحشرين اسم اخوك بكل موضوع بيننا و يوم جاء تحقيق الوعد صرتي ماتبين غيري للإداره؟!!ام راكان..
قاطعته/ممكن اعرف ليه ماصرت تقول أسمي؟؟؟!!
تجاهلها وهو يسكب لنفسه كوب ماء,,
شعرت بتوترها وهو يتعمد عدم نطق أسمها,قررت الحديث بصدق كي تنقذ نفسها فلا أحد سواه كفوء لمنصب كهذا/أدهم انا ما اقصد اني اوقف بوجه طموحك ولكن هالمرحله حساسه كثير و انت الكفوء الوحيد لهالمنصب و بموجب التقارير اللي قريتها، انت انسب واحد لهالمنصب،انا اعترف اخوي حالياً ما يصلح لهالمهمه،اعترف لك بنجاحك وش تبي مني اكثر؟ بعدما صرت أم صعب جداً علي امارس كل هالأعمال لحالي..
بارعة الذكاء تتحدث بمصلحة العمل بعيداً عن أي مشاعر و ذلك بالتأكيد سر نجاحها و ثقة والدها/غريبه تتحججين بأمومتك وانتي رجعتي لعملك بعد اربعينك مباشره!!
شعرت انها في ورطه/أدهم بس هالفتره لا تترك المجموعه، و بعدها سو اللي تبي تسويه ماراح اعترض بالعكس بدعمك.
استغرب نظراتها وشخصيتها حينما تتحدث معه في شيء يخص العمل تبدو لا تحمل له أي ضغينه و يبدو الوضع طبيعياً ،كم هي متعجرفه بارده ، ليستدير و يترك لها المكان..على قلبه ان يتعلم عدم الإهتمام بها, كم تتقن هي ذلك الفن،.. يا إلهي كيف اقنعته و جرته لحديث مسهب و موجع هكذا ؟!
لاحظته يتركها بدون قرار واضح, لتنطق/أتمنى ما يكون تركك للعايله له أسباب غير طموحك.
توقف عند باب الغرفه ليلتفت إليها بتأمل للحظه كيف لها أن تتحدث معه هكذا ببرود وتشكك في نواياه وهي تعرف تماماً ما يعصف بقلبه,ليترك الباب ويعود ويجلس مكانه مقابلاً لها/صبي لي كاسة شاهي ثانيه..
سكبت له أخرى,متعجبه من تصرفه/تفضل..
أخذ رشفه ثم رفع كاسته وهو يعنيها بحديثه/على فكره أنتي منتي مخلوقه من جليد..الجليد يذوب..أنتي مخلوقه من صخر يا أم راكان..الحمدلله ماجبت منك بنت ,متأكد أنها بتطلع حجر عثره مثلك.
إبتسمت واختفت إبتسامتها وهي تراه يثرثر عما بداخله بلا حواجز ليعلن فرحته بأن الإبنه التي يتمناها ليست منها, لا يعلم أنها تغلي غيرةً في هجره, لا يعلم كم تعاني وهي تصارع خيالات الغيره وحدها..
تعرف أن دوائها هو فراقه الأبدي..ولكن ليس بعد كل الذي حدث...الأمور معقده جداً ..نيفادا مازالت عالقه بشباك قاسي الغائب ولا يعرفون مصيره..
ليال لم تتزوج بعد.. ونايف أثبت عدم جدارته,
من المستحيل ترك هذا المنزل ومن المستحيل ترك أدهم/أعتذر عن كل شيء سببته لك..
إتسعت إبتسامته وهو يشير بالنفي/ماعليك متعود.. وانتي كلامك صح عموماً ,المفروض ما افكر بنفسي و أخوي ماعرف وش مصيره.. المهم حالياً هو رجوع قاسي بخير يام راكان, لو صار هالشيء بكون أسعد شخص بالرياض صدقيني..حتى عثرتك بنساها
إبتسمت/وأنت حزين و مهموم شايل كل شيء على كتفك وساكت..أجل كيف إذا راضي و فرحان
إسترخى بجلسته وهو يستغرب منطقها الملتوي والمتلاعب معه/لا تتلاعبين معي بالألفاظ..قلت بستمر بالعمل مايحتاج تمسحين جوخ
بنفس إبتسامتها/هذي حقيقتك سواءاً قبلت تكمل العمل أو لا ,نكراني للطفك وشهامتك خسّه ما أقبلها على نفسي.
هدأت إبتسامته ليلتفت إليها/توك تكتشفين هالصفات!
خفتت إبتسامتها/وأنت الصادق لو ما كنت كذا من البدايه, ما كان قدرت تلمس عنان الشموس.
يعترف أنها تغزوه من الجهات الأربع..و الخامسه قلبه,لم يستطيع النطق..!!
صدح صوت المؤذن ليعم الصمت بينهما وهما يستمعون له..و تستفتي قلبها فيه...لا مناص من علاقة التدمير المتبادل هذه.
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الستون
صباح يوم جديد..,كاد صوت بكائها المكتوم يصم أذانه منذ البارحه..ويوقظ كل مشاعر الخوف على زوجته التي بالتأكيد ستمر يوماً بهذه الحاله المزريه من الألم..!
كم هي صبوره تلك السيده ..لم تصرخ ولم تنادي أحداً ولم يسمعها تتفوه سوى بكلمة "يالله"
دخلت تلك الفتاه اللطيفه تبتسم بوجهه وكأنها تأسف لييم بما سمعته/ماعليه ياخي. البيت ضيق واقلقناك.
نطق بخوف رغم ما يتعرض له من ألم جعل رجل تتخدر/شفيها..من امس كذا؟!
نطقت وشفتيها ترتجف/تعسرت ولادتها..وهنا أي وحده تتعسر تموت بمكانها..الحوثيين ما خلو مركز شغال و الدكاتره هربوا بأرواحههم بعدما انقتل واحد منهم.
ابتلع غصته وهو يرى نفسه ملقى دون جدوى ,لم يعتاد أن يظل هكذا بلا فائده..
رأت إحمرار عينيه ويديه التي تشد على قبضته, رأته يحاول النهوض ويعجز عن ذلك, مدت يدها لتساعده/مكانك لا تتحرك..ان شاء الله يوصل عمرو و يكون معه الأخبار الطيبه.
زاد ألمه ليتجاهل يدها ويعود مكانه يكتم صرخته ويضرب على رجله المصابه, ما أقبح قهر الرجال.
سمعت صوت طائره قادمه لتقلق/يارب سلم يارب سلم..
قرر ترك مكانها ليزحف للخارج لم يستطيع ليجد خشبة طلب منها أن تأتي بها..
حاول جاهداً أن يخرج متعكزاً كان ذلك أصعب من الزحف ولكن عليه أن يخرج من الواضح أن هذا صوت مروحيه..تجاهل ندائها.. وهي تلحق به ليرد عليها/لا تخافين,الأجواء كلها تحت سيطرة التحالف.
ردت بخوف وهي ترى نزيف جرحهه/عاارفه أنا اقصد جرحك.
إبتسم وهو يشعر بضبابية الدمع على عينيه وهو يرى هبوط الطائره بالقرب منهم..لمح علم بلاده عليها وذاك الرقم الذي يحفظه..
فرحت بعودة أخيها سالماً وهي تراه يخرج من باب المروحيه, دخلت لتأتي ببدلة قاسي وأشيائه..قد كان رجلاً شجاعاً ولن تنساه أبداً..
لترى الدايه تقف باكيه/يا ورد زوجة اخوش بتموت .الولد باينته جالس..نزفت كثير وتعبت..
رفعت رأسها للسماء تسأل الله الفرج..
,
.
.
.
نزل عسكريين مسرعين ناحيته ليشدا يده/الحمدلله عالسلامه يابطل
حاول ان يصدر صرخته وهو يشير للداخل/الله يسلمكم,...شباب أنا بخير اتركوني, فيه وحده متعسره ولادتها داخل من البارح,أسعفوها لاهنتو
استغرب حديثه عمرو/زوجتي؟!!
طلبه قاسي/يلا يا عمرو مافيه وقت هاتها و الشباب يساعدونك بسرعه. يا شباب اخذوا اخته معهم, مالها غيرهم..
استجاب لطلبه/سم طال عمرك..
ركب الطائره ليبتسم له الطيار ويتحدث في جهازه/القاعده الجويه..مركز العمليات معكم صقر أربعه..نحيطم علم بأنه تم العثور على النقيب قاسي خالد..على قيد الحياه..ولكن مصاب ..مع العلم سوف نعود بمصابين يمنيين لذلك سنتوجه لمهبط المستشفى العسكري .تم
الرد من القاعده/تم الإستلام يا صقر اربعه..سيتم الإتصال بالمستشفى و إفراغ المهبط و تجهيزه..شكراً يا أبطال.
ثبته أحدهم على مقعده وهو يشعرأنه مرهق ويرغب في سبات عميق وراحه..لم يعد الألم يُحدث فرقاً بعد كل الذي إختبره..حتى قدمه تخدرت..ولم يعد يشعر بها..!!!
.....
خرج مسرعاً من جناحه وغرفته متجهاً لسيارته وشماغه على كتفه بشكل يدل على عجلته..!
لمحته الشموس وهي تخرج لعملها..
اتسعت ابتسامتها وهي تلمح ابتسامه ولمعة فرح في عينيه وهو يفتح باب سيارته و يذهب..يبدو وسيماً جداً حين يبتسم!
فكرت قليلاً و هي تركب سيارتها، كان البارحه حزيناً جداً و قد أثقلت عليه هي الأخرى بطلبها، لن يجعله يبتسم هكذا بعد حزنه الموجع سوى خبرٌ جيد عن قاسي ,
رأته يحرك سيارته على عجله من أمره و يذهب لتتنهد/استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه.
لم تستطيع كتمان فضولها لتتصل به/الوه
على الطرف الآخر بنفس حماسه/صباح الخير ام راكان
ارتاحت لنبرته/صباح النور أدهم شكلك مانتبهت لي وانا طالعه معك
على الطرف الآخر ينظر لساعته/معليش مانتبهت لك والله ..خير ام راكان وش بغيتي؟!
كم يغيضها عدم نطقه لإسمها، لا تعلم مالذي يقصده بهذا الأسلوب، حاولت تجاهل شعورها/فيه اخبار جديده عن قاسي؟!
بسعاده/اي اتصلوا بي القياده و قالوا لي انه تم العثور على قاسي وهو بخير مثلما فهمت الحمدلله
ترددت/الحمدلله ، بس ليه ما اتصل هو فيك؟! أخاف مصاب بشكل قوي يا أدهم؟!،
خاف/ان شاء الله انه بخير لا تفاولين الله يهديك، انا رايح له ابها
تسائلت بفضول آخر/لا يكون ناوي تروح للجنوب عالسياره؟!
على الطرف الآخر/اكيد لا، بدور لي اقرب رحله بالطياره
نطقت بدون تردد/اذا مالقيت خذ طياره خاصه، اهم شيء طمنا عن قاسي
براحه/تطمني وطمني نيفادا، الرجال اللي كلمني كان واثق من كلامه لي ..قاسي رجع و قريب ان شاء الله ارجع به معي للرياض
خافت/بتطول هناك؟!
بإستعجال/على حسب الحال..يلا سلام انتبهي لراكان..
اغلق الهاتف وهي تستمع إليه، كان جدياً جداً في هذا الإنفصال، تنفست بعمق لتتحدث مع السائق/سنجاي روح مستشفى نيفادا.
،
.
،
انتهى من إغلاق زر ثوبه العلوي وهو يسمع صوت إنفتاح الباب بعد عدة طرقات ليبتسم عند رؤيتها/قمت قبلك
عبست وهي تتجه للأريكه وتضع فطورها على الطاوله أمامها/حسافه كان ودي ابهذلك بالمويه وانت نايم
انتهى من لبس شماغه ليلتفت إليها بعدما رش من عطره المميز/اشوفك جايبه اي الفطور هنا وش هالدلع يا رب
ضحكت وهي تسكب له/لا تفرح هذي اول مره واخر مره،.حبيت ابين لك حسن نواياي فقط
جلس و اخذ من يدها فنجان القهوه وهو يبتسم لم يعرف أنها بهذه الظرافه/لا جد والله لعاد تحيبين الفطور بغرفتي، خليه بغرفتك واعزميني
اشارت بالنفي/معليش ماحب ادخل اكل لغرفة نومي..
رفع حاجبه وهو يبتسم/لا والله و غرفتي عادي تدخلينها اكل؟!!
ارتشفت من فنجانها وهي ترقص حاجبيها/غرفتك وقلعتك وش علي منها
ظل يتأملها للحظات وهي تتلاهى بالأكل أمامه،تبدو تتصنع الخشونه، هي ليست على طبيعتها، تلك الاي يعرفها رقيقه وتخاف النظره الحاده/تغيرتي يا شهد ماكنتي كذا
لم تلتفت إليه عادت تتلاهى بالفنجان وترد ممازحه/على اساس انك كنت تعرفني؟!!
تأمل ظفيرتها الطويله المرتاحه على كتفها الأيمن و ارتجافة اناملها الممسكه بالفنجان/أول مره شفتك فيها كنتي مرعوبه و تبكين..دموعك مغطيه وجهك، كنتي مثل القطوه الصغيره، مستحيل انسى خوفك من صوتي اول مادخلت المطبخ تذكرين؟!
إلتفتت إليه وقد هدأت إبتسامتها و رفعت عينيها له/تدري لو كان بي حيل هذيك الليله كان هربت بعد صراخك علي,بس من خوفي ثقلت اقدامي
لاحظت لمعة عينيها ليبتسم/لهالدرجه كنت مرعب!
حركت رأسها بالنفي/مو رعب..خفت انك كنت كاره وجودي و طريقة دخولي،فبكيت اكثر..
تذكر تصرفاته بندم/من يومي ..عمري ماتصرفت صح.. هذا عيب عجزت اعدله فيني، حتى اختي وصلت لدرجه معي معاد تصبر علي..
ابتسمت/مضطرين نتحملك يا سيد نايف مالنا غيرك
لاحظ ابتسامتها/منتي مضطره تصبرين علي ماني اخوك!
بابتسامة خبث/ليه غيرت رايك بسالفة علاقتنا؟!!
فهم ما تعنيه ليضع الفنجان و يأكل قطعة بان كيك ويقف/مشكوره عالفطور اللذيذ
اشارت بالنفي/لا لا الشكر مابي كلام فاضي
استغرب وهو يلتفت إليها/اجل وشو شيكات؟!
أشارت إلى خدها/ماني طماعه بوسه هنا تكفيني..
مد يده ليصفحها وهي جالسه/ابشري هاتي يدك بس
مدت يدها ظناً منها انه سيساعدها على الوقوف ولكنه قبل ظهر كفها و تركها/يلا سلام شهوده اطلعي من الغرفه لا تحوسينها
ضحكت/غشاااش و ربي ماراح اخليها لك يا نايف
عادت لتجلس وتكمل فطورها لحظات لتدخل ليال مبتسمه فالباب مفتوح/انتم تتهاوشون والا تتحدون بعض في لعبه ؟!
ضحكت شهد/نتحدى بعض من يخلص اخر شيء يشيل الفطور وهو هرب.
جلست ليال ببيجامتها/والله سمعتكم وانا بالممر قلت اجي افرق بينكم يالخبلان شفت نايف يضحك عند المصعد دريت انكم تستهبلون..دام كذا بفطر معك ماني نازله تحت
بابتسامه تتسع/افطري اخوك هرب ماكمله..
اشارت للفنجان/صبي لي
سكبت لها وهي تسألها/صدق بيتأجل زواجك
بتثاؤب/ايه
بفضول/متى طيب؟!
توقفت عن ارتشاف فنجانها وهي تغص بسؤالها في الحقيقه لم يتحدث أحد عن موعد جديد/الله اعلم..متى ما كتبه ربي بيصير
فهمت نبرتها/ونعم بالله
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الستون
في طريقه للصالة بعدما قطع تذكرته فوراً من حسن حظه ان وجد مكانين شاغرين بالدرجه السياحيه صعد طائرته ، متجهاً لمقعده الذي اخبرته به المضيفه..
جلس و مكاناً بجانبه كان فارغاً التهى بهاتفه وهو يتصل ليخبر صالحاً بأن لا يقلق..كان كل شيء سريع جداً..
سمع صوتاً انثوياً من احداهن تقف عنده ليرفع ناظريه ليرى فتاه/نعم اختي؟!
ابتسمت بعذوبه وهي تشير للمقعد الذي بجانبه/ هذا مكاني ممكن ادخل..؟!
استغرب انها لوحدها التفت لعل احداً كان بصحبتها لتتحدث بابتسامتها/لأ مامعي احد،
ابتعد ليسمح لها بالدخول لتجلس و هي تضع سماعاتها في أذنيها يا رباه هل سيظل طوال الطريق بجانبها..!!
عاد ليجلس مكانه وهو يعاود الإتصال بصالح حتى رد عليه/ألوه صالح ماعليه مارديت عليك لانشغالي والله ، ابشرك لقيت لي رحله و انا حالياً بالطياره و بنقلع بعد شوي .....تسلم يابوهند ياليت تمر الشركه بكرا و تشوف اوراق قانونيه مهمه على مكتبي، لا نايف ماله دخل بشغلي بس حاول تقنعه انت..سلام
ألتفتت إليه متسائله/بزنزمان و بالسياحيه
لم يلتفت إليها/حرام؟!
ضحكت/لا مو القصد بس..
فهمت صمتها،ليتحدث بلباقته و يطلب المضيفه..حتى يقطع اي نقطة حوار معها..!
تحدثت وصمته عنها يستثيرها/وجهك مألوف لي بس ماني عارفه وين شايفتك!، ايووه انت اخر اسمك المناع بس اسمك الاول!!
ترك مقعده قليلاً لعلها تفهم الرساله لا تعرف اين ذهب..!!
،
.
،
ارتاحت وهي ترى وجه أختها اليوم مشرقاً بعد تعبها و مرضها، و كأنها كانت تعرف تماماً وتشعر بما يحدث له هناك.. ياللغرابه
نيفادا قد أقصتها تماماً و تجاوزتها في الشعور بالآخر!
قاسي يستحق ما يجنيه من صادق حب شريكة حياته،
نطقت تلك بسعاده/ما قالك أدهم ليه ماجاء للرياض؟! لا يكون تعبان!!
ابتسمت لتريحها/يختي اكيد تعبان هو رايح ساحة حرب مو رايح سياحه، المهم انك عرفتي انه بخير وقريب بيجيك هنا، لازم يهتمون بصحته شوي بالمستشفى العسكري، سمعت انه كان بمهمه داخل اليمن..
ام رواد/اللهم لك الحمد هذا ابو عيالك ورجع لك، اسمعي كلامي و اكلي خليك تطيبين
تنهدت/ما راح يرتاح قلبي لين اكلمه
اخرجت تلك هاتفها من حقيبتها/هاللحين اتصل بأدهم واقوله يخلي قاسي يكلمك تلاقين جواله طافي شحن المسكين او حتى مقطوع..
رن هاتفه ثلاث رنات لتسمع صوت انثى ترد عليها لتقف وتذهب عن نيفادا وام رواد/الوه ..وين صاحب الجوال
على الطرف الآخر/كذا علطول!! عموماً أدهم اعتقد رايح الحمام وراجع..ايش حابه اقولو؟!..الجوال سبب ازعاج فرديت انا لاني جنبه
ردت بهدوءها/انتم وين؟!
على الطرف الآخر/بالطياره رايحين لأبها ..
تحدثت/اها فهمت خلاص سلام..
عادت إليهم مبتسمه لتجلس بهدوءها/وهذا انا كلمته
بإلحاح/وش رد عليك؟!
اتسعت إبتسامتها/قال تم..يلا نيفو لا تصيرين لحوحه كذا..شلون جرح راسك؟!
ردت بسعاده/بخير كل شيء بخير .
قررت الذهاب الآن حتى لا يتضح عدم إرتياحها/الحمدلله على سلامتك و سلامة زوجك،انا لازم اروح شغلي هاللحين سلام
ام رواد/طيب بتجين نطلعها ؟!
الشموس/افضل شيء بكرا الصباح ومنها نشوف الصغار كلنا قبل نطلع..
نيفادا/اي بكرا خلاص..
لمحتها تخرج و ابتسامتها تختفي، و كأنها تخفي شيئاً يقلقها !!، تبدو ليست بخير في آخر زيارتين.!!
،
.
.
خرج من منزله بعدما جاهد عبدالله الذي تعلق به كثيراً، في الحقيقه هو تسلل من المنزل بدون ان يشعر به، جميل ذلك الشعور الذي يمنحه وحود عبدالله في حياته، اشتاق كثير لأخته الصغيره الغائبه مع زوجته المستقبليه، لا بأس ستعود الى هذا المنزل مجدداً الأسبوع القادم و ستكون حينها زوجته بشكل فعلي..،
لا يعرف شعوره جيداً كان جافاً تجاه أي شيء رغم ذلك هو كريم جداً في احتواءه لاطفال أخيه.. اي مشاعر اخرى هو لا يثق بها...
تبادرت صورتها لذهنه للحظات،كانت فقط باكيه و حزينه و متألمه، تلك الصبوره كم يحترمها.
تحت زخات المطر التي تقبل خد الرياض ، توقف أمام الإشاره وهو ينتظر و يبحر في تفكيره بما هو مقبلٌ عليه بعد أسبوع من الآن....
لمح منظراً لم يعجبه احدهم يحاول التحرش بمن في السياره التي تقف بجانبه!
عرف السياره التي يتحرش بها، وهل يستطيع ان ينسى صاحبتها لطالما سلكت الطريق ذاته معه كل صباح،
زم شفتيه غاضباً مما يحدث أمامه ..يقسم لو انها زوجته لن يدعها تذهب لعملها مع سائق.. الشموس جوهرة يعرف قدرها جيداً..و لطالما تمناها في الماضي و حتى الآن لا تضاهيها اخرى سوى اختها،الاي تشاركها في العناد والصلابه.
انطلقت السيارات فور اشتعال الإضاءه الخضراء ليلحق بذلك المتحرش الذي اقسم ان لن يتركه يتفذ بفعلته،..
حاول ان يقصيه من الطريق الرئيسيه حتى ينفرد به و نجح في ذلك قفز من سيارته وهو غاضب و ملتثم ..لمح رجل آخر ينزل و يلحق به لم يعيره انتباهاً اخر ذلك الشاب من سيارته و اوسعه ضرباً بمشاركة ذلك الرجل الذي لا يعرفه،ليشده بياقته و ينفضه مهدداً/هذي بس قرصة اذن لكن والله لن تعودتها مره ثانيه و تحرشت ببنات الناس والله ماتعيّن مني خير.. يلا اركب سيارتك وفارق
ركب ذلك الشاب سيارته وانطلق هارباً..
إلتفت فيصل للواقف بجانبه/عن اذنك اخوي، و مشكور عالفزعه..
سيف بإبتسامه متفاجئه/واجبنا افا عليك بس
عاد ليلبس نظاراته وهو يرتب شماغه و تتضح على ملامحه الغضب/عن اذنك.تامر شيء
سيف/ما يأمر عليك ظالم..
ركب سيارته و انطلق هو الى عمله محاولاً تهدئة نفسه، لم يتهور يوماً و لكنه شعر بالإنتماء و ان الموضوع يخصه، كان لزاماً عليه ان يفعل ذلك لها..
.
اخرج هاتفه من جيبه وهو يتصل بأدهم و لكنه تفاجىء بأن هاتفه مغلق..!
ليترك الإتصال به الآن و يحاول فيما بعد..
.
،
.
عاد إلى مكانه في الطائره ليتفقد هاتفه ليتفاجىء بها تمده له/جاك اتصال و رديت عليه اسفه بس طول و ازعجنا
نزعه من يدها بقوه محتقراً إياها/من سمحلك؟! وش قلة هالذوق هذي؟!
استغربت ردة فعله القويه/قلتلك اسفه
جلس بعدما سمع صوت الكابتن يطلب منهم ربط الاحزمه/
،
.
،
نزلت من الأعلى بصحبة طفلها الذي بدأ بإستعادة عافيته تدريجياً، بحثت عنهم ولم تجدهم جلست في الصاله حيث مكان اجتماعهم الدائم..تداعب طفلها غير مصدقه انه بين يديها أخيراً وتحت ظل رجل نذر نفسه ان يحميها من خبث والد طفلها..
خرجت من غرفتها وهي ترى زوجة أخيها تلاعب طفلها هنا لتقف تراقبها على مرأى منها/وش الله بالينا ببزارين غيرنا؟!
بإبتسامه إلتفتت إليها/محد بلاك ببزارينه ، خليك بحالك احسن لك يا فاتن.
ابتسمت بتهكم/خلف الله عليك ياخوي،
اتت من خلفها وهي ترد عليها بصوت هادىء فأفعال إبنتها الوقحه لا تروقها/هوازن ماهي ضرتك يا فاتن لكن خلف الله عليك انتي، طليقك بعد بكرا عرسه و انتي تناقرين خلق الله وتنكدين على عمرك!
شهقت مستنكره/حتى انتي يمه تبين تقهريني؟!و تشمتين بي؟
اتسعت حدقة عينيها مستنكره/نعنبو بليسك من قال اني اتشمت بك، استحي على وجهك..كلما احد كلمك نطيتي بوجهه حتى أنا.!!
حاربت نزول دموعها وهي تسألها بخوف/من قالك ان عرسه بعد بكرا
ارتاحت بجلستها وهي تشير بيدها/ ام زوجك تو متصله وتعزمني ، اتركي مناقر مرت اخوك و خلق الله اطيب لك
انهارت باكيه و هي تصرخ/والله ما اخليها له والله لا اطين عيشته ابن التبن هذا
راقبت خروجها وهي تنفض من يديها أي أمل بأن تنصلح هذه البنت..
خافت من ردة فعل فاتن وهي تذهب بعدما صرخت على أمها/ليتك ماقلتي لها عن خبر عرس زوجها..ضاق صدرها المسكينه
إلتفتت إليها غير مستغربه ردة فعلها المتأثره/والله يا بنتي قلت خله يجي فيها قلب و تحس انها خربت بيتها بيدها..فاتن اعوذ بالله ماهي ببناتي كلهن و لا لخالاتها
التزمت صمتها، يجب عليها ان لا تتدخل اكثر .،
لاحظت الطفل ينظر إليها بفضول وهو يجلس بجانب أمه، تعترف أنها لم تتقبل وجوده و لكن خضعت لاجل إبنها..
لفتتها إبتسامات الطفل لها لتبتسم لا إرادياً/بسم الله عليك..
فرحت بردة فعلها التي لم تتوقعها..حتى انها مدت يدها له لتقوم هي بمساعدتها في اخذه لحضنها.
ابتسمت العجوز له وهي تتأمل ابتسامته التي سلبتها لتتحدث بحزن/يا وليدي مدري ليه مرت ابوك ماحبتك..وانت خذيت عقلي بابتسامه؟ عز الله ان مافيها خير
ارتاحت لحديثها/هذي طيبة قلبك و أصلك يا خاله، ادري ما تقبلتيه لكن تحاولين وهذا بحد ذاته يخليني اقدرك و احترمك اكثر.
رفعت ناظريها لها/تبين الصدق ضاق صدري يوم دريت انك متزوجه قبل ولدي، لكن أنا أم ولي بنات اعرف ظروفهن، حطيتك بوضع وحده منهن و صار لها نفس اللي صارلك شيء صعب اللي تحملتيه مو اي وحده تقدر تنساه، محد يفهمك بهالدنيا غير أم مثلي يا هوازن، انا ترى ما قولها لجل ترضين انتي او ولدي، اقولها لجل يرضى ضميري.
وقفت لها لتقبل رأسها و تعود لتجلس/تدرين يا خاله والله ان كلامك مثل البلسم،
هزت رأسها وهي تعاود اللعب ومناوشة الطفل بيديها لتنشد له..،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الستون
منذ وصلت مكتبها صباحاً وهي تدير عملها بسلاسه كأي يوم عمل آخر..طلبت من سكرتير أدهم ان يعلن عن إلغاء الإجتماع الطارىء الذي طلبه أدهم ، و إبقاء الأمور على ماهي عليه،..
رن هاتفها لترد عليه بعدما تركت ما بيدها/هلا ليال
على الطرف الآخر بنبره متردده/صباح الخير
دخلت موظفتها تريد التحدث لتسألها/صباح النور، غريبه متصله هالوقت؟!! مو بعملك؟!
ليال/ماداومت اليوم.. انا...
اشارت للموظفه بالإنصراف،لتعود تتحدث إليها/شفيك سكتي، ليه ماداومتي؟ تعبانه؟!
ليال/قلبي موجعني يالشموس.
استغربت وهي تترك القلم من يدها و تعتدل في جلوسها/وشفيك ليال؟ لا تخوفيني عليك
بعد تردد/خاطري اسافر للقصيم
اتسعت حدقة عينيها/اكيد تمزحين ، لياال!!
ليال/الشموس انا حجزت تذكره رحلتي الساعه 11.. أنا
قاطعتها/انتي انجنيتي رسمي، ناويه تفضحينا؟! وش رايحه لهم بأي صفه هااه
نطقت ببكاء/زوجته بعد وش صفته و كلهم يدرون
قاطعتها مجدداً/يدرون ان الزواج مابعد تم علشان حضرتك تسافرين له و تحضرين بين عايلته، يا ماما هذي ماتصير عندنا.
حاولت الهدوءرغم ان حديث الشموس يوترها/بياخذ امه و بيسافر ألمانيا و بيغيب فتره طوويله ، بروح اشوفه قبل يسافر
حاولت تهدأتها/إذا ناوي يروح بدون يودعك بسلامته...أما انك تلاحقينه لين ديرة خواله علشان تذكرينه بوداعك ،هذي ما أرضاها ..و ان سويتيها و رحتي له بتبطين ما رضيت عليك ياليال وانتي اختاري.
بكت/انتي انانيه، انانيه لدرجة ماتسمعين غير نفسك و بس... تبين توزعين عقدة فشلك مع أدهم على كل اللي حولك
ابتسمت وهي تسمع جملتها الأخيره، التي اغلقت بعدها الخط، أصارت ليال تبكي من أجل رجل؟!! هزلت!
لم يكذب من قال أن الحب يطير بالعقل..
لم تفكر كثيراً بما قالته,حتى إنكشاف توترعلاقتها بأدهم, تجاهلت كل شيء كعادتها القديمه لتعود تباشر عملها من جديد كأن شيئاً لم يكن...،
.
،
.
،
.
منذ اغلقت الهاتف وهي غاضبه حد أنها ليست في مزاج لرؤية او الحديث مع احد!
هي قررت و لن تتراجع ستسافر للقصيم و ليحدث ما سيحدث..،
سمعت صوت باب غرفتها يُفتح لتلتفت ناحيته وهي ترى صغيرها الصامت يدخل لتبتسم له/هلا سامي حبيبي
وقف أمامها وهو ينظر إليها صامتاً، في عينيه السود الكثير مما لا يفصح عنه،
خافت من صمته و نظراته المعاتبه لتمد يدها لخديه الناعمه/حبيبي فيه شيء؟! رواد زعلك؟!
هز رأسه بالنفي وهو يعجز عن كيفية التعبير، هي بعيده عنه كلياً هذه الفتره، يشعر بذلك يخاف تركها له و يخشى انها لم تعد تحبه..،امسك بيدها فقط وهو يشد عليها بقوه..
فهمت ما يريد إيصاله لترفعه بخفه و تجلسه على فخذها و تعانقه كانت تشعر بتشنجه وتعصبه/وسام حبيب ماما..
ارتاح قليلاً و ارتخت يديه ليهمس/بنام
ابتسمت لطلبه/البطل الشاطر ينام في غرفته زي رواد صح؟
هز رأسه بالإيجاب لتحمله/يلا طيران غرفة وسام علشان ينام..دامك صحيت اليوم بدري.
انتهت من تنويمه لتخرج وهي تنوي السفر رحلتها بعد ساعه و عليها الخروج الآن، ذهبت لغرفتها لترتيب نفسها و اخذ اشيائها و الخروج باكراً..
رن هاتفها لتبتسم وهي تراه المتصل..،ستخبره أنها قادمه للقصيم من أجله..
.
،
.
ليلاً ...،
سكبت له فنجاناً آخر وهي تتسائل/شفيك سكت ياعبدالله؟!
اشار بيده/مشكوره معاد ابي قهوه..
ابتسمت/شكلي ازعجتك و سهرتك تبي تنام؟!
ابتسم على مضض و هو مشغول الفكر/لا تو الناس على النوم،
وصلت في هذه اللحظات لم تود رؤية أحد ولكن لابد من المجامله العائليه و الجلوس قليلاً معهم/السلام عليكم
ردوا السلام لترفع حاجبها لولوه/وعليكم السلام اخيراً رجعتي البيت..اشوف إذا دريتي إني جيت تاخذين راحتك بالطلعات
اقتربت منها لتقبل رأسها/انتي الخير والبركه,أرتاح بمشاويري إذا كنتي حول راكان.
عادت لتبتسم/يمماا منكم يهالبنات..
راحت تقبل رأس عمها ثم جلست في مكانها/ايوه وش اخبار عمو وااضح من عيونك ان عمتي ثرثرت على راسك و ماقصرت
لولوه/ايووه صرت راعية ثرثره هاللحين هااه
عبدالله/لا عاااد ام غيث الخير و البركه.
ابتسمت الشموس/اي و الله عمتي خير و بركه
رن هاتفها لتلتقطه/هذا أبو غيث يتصل بروح اكلمه و انتي عندي لك حساب ثاني
ضحكت/لا تتأخرين بالرد تلقينه مشتاق و يمكن بالطريق جاي
احمرت خجلاً وهي تحدثها هكذا امام اخيها،لتتركها وتذهب..
عم صمت لثواني حتى نطق بصوت هادىء/كيف الأمور
استغربت و لم تفهم سؤاله/كل شيء بالعمل تمام
نطق بوضوح اكثر/اقصد امور البيت.
إلتزمت الصمت وهي تحاول ان تلتهي بسلسالها، هل اتضح له شيء ام تحدثت عمتها عن شكوكها..،
عاود السؤال مجدداً بطريقه أخرى/متضايقه وأنا ابوك؟؟
استجمعت قوتها وحاولت ان ترسم ابتسامه مزيفه/ء ء لا بالعكس مافيه شيء، بس اشغال هالدنيا..
هز رأسه وهو يحاول النهوض وهو يحمل همها وهم أدهم معاً/الله يعين على هالدنيا،..طيب تعالي يبوك وصليني غرفتي و عطيني دواي ..
وقفت مسرعه و امسكت بيده، تعرف انه يقوم بذلك بنفسه منذ تعافيه و تستغرب لماذا الآن يطلبها، لكن ستلبيه فهو بمقام والدها الآن/ابشر يا عمي يلا مشينا الغرفه..
شد على يدها بقوه وهو يرى لهفتها عليه،..ذلك يسعده تماماً..
،
.
.
عاد للمنزل وهو يشعر بالإرهاق بعد يوم عمل طويل ..أدهم كان يحمل مسؤليةً كبيره و اليوم تركه فجأه ليسافر للجنوب،..
بالكاد وصل غرفته وهو يفتح بابها و يدخل لينزع شماغه و يرميه على الصوفا القريبة منه..نزع ثوبه ليسقط هاتفه من جيبه اخذه من الأرض و اتجه الى الطاوله الصغيره بجانب السرير ليضع الهاتف مع مفتاح سيارته ليتفاجىء بكوب حليب مغطى و بجانبه ورقه[حطيت لك حليب بالعسل علشان تكبر وتصير اطول واحد و اقوى واحد بالحاره]
ابتسم وهو يجلس ليشرب الحليب بسعاده، ثم أرسل لها رسالةً قصيره ..،
لم يعد له رغبه في ان يفعل شيء آخر من شدة إرهاقه ليستلقي و ينام..
.
،
.
وصلتها رسالة نصيه على هاتفها المركون على الطاوله الصغيره بجانبها.. لتغلق كتابها الذي تقرأه و تأخذ هاتفها ثم ابتسمت بعدما قرأت رسالته [شكراً يمه]
اغلقت هاتفها مبتسمه على ركود وضعها وهدوءه، رغم ان الجميع يعرف أن كل منهما في غرفه ولكن لا يعرفون حقيقة المشكله التي تتفهمها جيداً، لذلك هي مرتاحه جداً..و ستستمر معه.. ،
تركت ماتفكر به لتعود للكتاب الذي بين يديها تبحر فيه مجدداً...،
روايات سعوديه | رواية ما وراء الغيوم | الفصل الستون
يا نجد الأحباب لك حدر القمر صوره,
طفلة هلال و بنت أربع عشر بدرا..!
حبيبتي نجد عيني فيك معذوره,
معشوقة القلب فيها للنظر سحرا..
,
احد مطاعم الفنادق الكبرى في العاصمه..،هدوء المكان , الوقت يبدو متأخراً ..مسحت ثغرها بطرف المنديل ثم شربت ماءاً لتتحدث/شبعت، يلا نطلع؟
رفع ناظريه لها/ليه مستعجله؟! تونا
ابتسمت/حابه استغل كل دقيقه معك..
اتكىء بجلسته قليلاً مبتسماً بخبث/انا اقول خلينا بالفندق احسن.
احمرت خجلاً وهي تفهم مقصده/و انا اقول بسنا قعده هنا و نطلع احسن
تنفس بعمق وهو ينظر لعينيها التي تتهرب منه/اليوم هذا بيكون تاريخي لي، من العصر وانا مرافق هالوجه الحلو
رفعت حاجبها مبتسمه بدلال/كلمات غزل تقليديه، ترى طالع مع زوجتك ، قول شيء ارتب من كذا.
اتسعت إبتسامته وهو ينظر إلى عينيها التي ترمقه في هذه اللحظات، و تدعوه للجحيم لينطق بتعب/اوكي يا زوجتي الحبيبه وين نروح بعد العشاء
نطقت بحماس/نروح نمشي و نهضم اللي أكلناه..ومنها ندردش سوى
وقف وهو يمد يده لها/اجل مشينا..
وقفت بدون ان تمسك يده لترافقه بالخروج،
إستغرب عدم اقترابها و تجاهلها ليده ولكن تجاوز ذلك ليخرجون سويه بسيارته..
مضت الدقائق حتى توقفوا عند منتزه حي البجيري لتلتفت إليه مستغربه/وليد وش هالمكان؟!
إلتفت إليها مستغرباً/من جدك ما تعرفينه؟!
عادت تنظر للمكان حولها/من جد وليد اول مره اجي هنا..
ابتسم بسخريه/انتم يالأغنياء تعرفون كل دول العالم وتجهلون ديرتكم.
رفعت حاجبها/اترك عنك الحقد الطبقي و خلنا ننزل عرفني على المكان شكله حلو وهادي.
ضحك وهو ينزل ويشير للمكان/شايفه هالمكان الهادي لو جايته بالويكند راح تشوفينه زحمه و عالم..
مشيا في انحاء الحي و المزارع و الإطلالات الساحره و الهدوء مع الإضاءات الليليه الموزعه بترتيب تحت النخيل و القصور الطينيه القديمه التي تحتفظ بطابعها النجدي الأصيل ..
اخذا مشروباً بارداً وهما يصعدان لأحد الأماكن المرتفعه للجلوس و التمتع بالإطلاله من فوق تحت ضوء القمر المكتمل..،
كان يجتهد في شرحه وهو يقف على بعد قليل منها، تلاحظ ان يديه في جيب معطفه لا يخرجها إلا إذا أراد ان يشير لها إلى شيء هناك...لماذا يبتعد هكذا وقد كان كثير اللهفه و مبادراً ..!!
لاحظها تقترب منه و تقف بجانبه ليكمل حديثه/لا صدق ليال من جدك اول مره تعرفين عن هالمكان؟!
إلتفتت إليه ولكنه لا ينظر إليها/أي صدق اول مره، شكراً لأنك جبتني هنا
ابتسم وهو مازال ينظر للأمام/حاضرين للطيبين...ناظري هالمنظر مع هالجو اللي فيه نسمات بارده و ريحة النخيل القريبه.. راحه
نظرت إلى ما ينظر إليه قليلاً لتلتفت إليه وهو يبتعد قليلاً/ليه انت بعيد؟!!
عاد ليلتفت إليها مبتسماً/مادري حسيتك تبين هالشيء و دايماً تتهربين.
عقدت حاجبها وهي تقترب لمسك بيده/اتهرب منك أنت؟!
استغرب مسكها ليده/غرريبه لو حاولت و مسكتك بمول و الا مطعم تركتي يدي وهربتي وكأني خاطفك
ابتسمت بهدوء/مو انا ماحب هالحركه تمسكني بمكان عام و نقعد نمشي قدام خلق الله بيدين متشابكه يعني، مادري بس ماحبيت الحركه
رفع حاجبه بإبتسامه/اوكي وهاللحين شتبين ماسكه يدي؟!
امسكت بيده الأخرى ايضاً وهي تتحدث بدلال انثى يخرج أمامه فقط/ولا شيء..ابي ادردش معك بس
بنفس إبتسامته التي تفهم نواياها/طيب قولي وش عندك بدون لمس، انا اسمع بأذني مو بيدي.
اقتربت منه اكثر وهي تنتظر منه المبادره، يجب ان يكون الأول..ليس هي، هذا الأنفه النجديه المتأصله فيها يستحيل عليها التجرد منها...
كم يحيي فيها ذلك التجلد أمام رغباتها و كم يعشق ذلك الغرور الذي يجعلها صعبه رغم عشقها الواضح كإنبلاج نور القمر في هذه الليلة القمريه المكتمله بإقترابها غير المحسوب...لا مجال من كسر الغرور أمام أنفتها و غرورها المنتصر دائماً..وهل جعله يتعلق بها سوى نجديتها الصلفه..؟!
انحنى ببطىء لرأسها وهو يأمرها بعدما صدت قليلاً/وريني عيونك؟!
رفعت رأسها للأعلى لتعانق عينيها عينيه المتقده رغبه،ابتلعت ريق اللهفه و هي تحاول كسر حدة عينيه بتشتيتها ولكنها تفاجأت به يسحبها نحوه بقوه ثم باغتها بقُبلةٍ غير محسوبه....!!
.
،
.
،
أغلقت جهاز الكمبيوتر المحمول بتشتت لم تعد تركز فيما تفعله او تفكر به..
نظرت لساعتها تشير للثالثه ماقبل الفجر..
تركت مكانها وهي تخرج مجدداً من غرفتها و تراقب غرفتها الفارغه و الممر و المصعد .. لا حركه و لا صوت.. اخبرتها في رسالة قصيره انها لم تسافر للقصيم و لم تعد ترد على مكالماتها و من ثم أغلقت هاتفها..!!
ستجن من تصرفاتها الغريبه ، لطالما كانت ليال متزنه ولكن بعد مكالمتها اليوم هي ليست مطمئنه!!!!
.
.
,
,
,,,,,,,,,
هنالك في الجنوب وفي جو متوتر أمام قسم العمليات..
الساعات تمر بالنسبة للمنتظرين دهوراً...
يجلس منهاراً..بعدما عرف ما حدث لصاحبه....,
المخيف في الأمر أنه ربما سيفقد ساقه كامله تلك كارثه..يالله مالذي ذاقه ذلك الشجاع في معارك القتال بدونه,..
جل ما يخافه أن يؤثر تسمم جرحه كما أخبره الأطباء و يتسلل لباقي جسده ثم يفقده هنا بعدما عاد إليه على قيد الحياه..!!
لحظات ليرى باب قسم العمليات يُفتح ويخرج منه سرير مغطى بالأبيض الملطخ بالدم وخلفه ممرضات يدفعونه..!!
رمى شماغه أرضاً و ذهب مسرعاً ليوقفهن لعله أخيه الصغير لا يدري ولكنه متوتر وليس متفائلاً بعد حديث الأطباء ..كشف عن وجهه بيدين مرتجفتين ثم إزدادت الدموع وهو يتنهد/الله يرحمك ويغفر لك.
.
.
,
.
لم تعد تحتمل البقاء في الطابق العلوي لتقرر النزول، الكارثه ستحدث لو علمت عمتها لولوه بتأخرها حتى الآن .. لذلك يجب أن تتصرف بسرعه
كبست زر المصعد وأنتظرت ان يُفتح لتتفاجىء بها مبتسمه أمامها و شالها على كتفها، تحدثت هامسة بغضب فعمتها في احد الغرف القريبه/أخيراً شرفتي يا بنت النايفه؟!!
اشارت بيدها وهي تحاول ان تحافظ على مزاجها/بليز ابعدي عني هاللحظه الحلوه تراني رايقه و مابي أي شيء يزعجني.
وقفت أمامها مستفهمه/لحظه حلووه!!!! وقفي قبل تروحين وقولي لي من معه لهالوقت؟!
بإبتسامتها وهي ترفع يدها اليسار وتشير إلى خاتمها/مع زوجي.. ها إرتحتي؟! يلا ابعدي عن وجهي
لم تحتمل و هي ترى جرأتها، امتدت يدها بصفعه مدويه/و تقولينها بوساعت وجه؟!! طالعه معه..احرّ ماعندي أبرد ماعندك منعتك تسافرين له و ناديتيه؟!!
لم تصدق أنها تتلقى صفعة لمجرد انها صرحت بما تراه ليس حراماً/انتي مالك دخل بتصرفاتي..بعدين انا كنت فعلاً بسافر له ولا علي منك بس اتصل و قال انه راجع الرياض فكنسلت الرحله، انتي ما تهميني إذا كان الموضوع يخصني مع زوجي "فاااهمه"
نطقت بصدمه وعينيها تلتمع بدمعها/ما أهمك؟!!
ردت بإنفلات أعصاب/اي نعم اذا يخص الموضوع وليد ما تهميني..الشمووس كفاياك نكد يرحم والديك، خلي نكدك على زوجك و بحياتك معه، أنا مالي دخل بعقدك النفسيه اللي مالها نهايه، فااهمه؟
اقبلت من بعيد و قد سمعت اطراف الحديث لتتحدث بغضب/ليااال و ش تقولين انتي؟
اشارت بيدها بعدم الإهتمام لتتركهما و تتجه لغرفتها بخطوات سريعه، وتغلقها بقوه..!
لم تصدق لولوه ما حدث لتلتفت للشموس الواقفه بذهول مكانها/يا بنت اختك علامها فصخت الحياء مره وحده؟!! الساعة ثلااث ونص وتوهاا ترجع؟؟!!
رفعت يدها وهي تطلب منها التوقف بعدما مسحت دموعها لم تحتمل أن تسمع شيء بعد الذي تفوهت به شقيقتها/عن اذنك عمتي بروح ارتاح و الصباح رباح ان شاء الله،
لولوه بغضب/وييين الراحه و مقصوفة الرقبه جايه بأنصاص الليالي، كأن هالبيت ماله والي!!!!
تركتها الشموس وذهبت لغرفتها بخمول فضيع تشعر به الآن بعد اشتداد غضبها و ارتفاع صوتها، و السيء في الأمر ان عمتها لولوه علمت ما حدث...لا يمكن التنبوء بقادم الأيام مع ردة فعل عمتها التي بالتأكيد ستوصل الخبر لأدهم ..