📌 روايات متفرقة

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثاني 2 بقلم ام تليد

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثاني 2 بقلم ام تليد

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثاني 2

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي بقلم ام تليد

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الثاني 2



عضّ شفته السفلية من قرأ محتوى رسالتها و من ساقته خطواته للأصطبل و ناوي لها نيّة و الله يستر منها و عليها، أستوقف خطواته من لمحها ما حسّ بنفسه إلا و هو يتأملها و كإنها لوحة فنيّة الكل تعجّب من شدّة جمالها و أستقرّ نظره على السلسال يلي محاوط عنقها، صحى من تأمله يتوجه لها قبل لا تلمس ونيس لكن ما أمداه لأنها كانت أسرع من خطواته و صعدت على ونيس يلي من صعدت عليه وجد بدأ يتحرّك بشكل جنوني أرعب وجد يلي زاد تمسكها فيه و رفعت رأسها لـ تليد إللي أبتسم بسخرية و يده حاوطت عنق ونيس : المحامية مرعوبة، وين هيبتك ؟
أسترسل حكيه من سكوتها و لأن من كثر خوفها ما تقدر ترد عليه و ثبت نظره على عنقها ينطق بهمس مسموع لوجد : أحلى من العقد لبّاسه
كل هالحوار و المشهد وسط نظرات تارا المذهولة نوعًا ما كونها ما توقعت هالتناغم يلي بينه و بينها و ضحكت من عناد وجد يلي مو راضية تنزل من ونيس تحت ضغط و تهديد من تليد : وجدي أنزلي الله يرضى عليك
توّسعت عيونها بذهول من كلمته و ظلّت ثواني طويلة تتأمل عيونه و هو بالمثل يتأمل عيونها و ما حست إلا بـ ونيس يرفعها للأعلى و كانت بتطيح لولا ذراع تليد إللي حاوطها بسرعة خيالية قبل تطيح بالأسفل، غمضت عيونها ما أستوعبت إللي حصل إلا و هي بحضن تليد و وجهها مقابل عنقه و ذراعها محاوطه، تسارعت أنفاسها من قربه و من ريحة عطره إلي داهمت أعماقها
توقف الكون بنظره للحظة وسط رجفتها بين أحضانه و أنفاسها الحارة تلهب عنقه، مغوية بين أحضانه تختزل كل النساء و ما رمشت عيونه يلي ما كفّاها تأمل بوجهها الحسن ما حس إلا بشفايفها تقرّب ناحية أذنه و نطقت بشيء وحيد و بهمس مسموع له مو لغيره : كل إللي سترته، عرّته أفعالك و نظرة عيونك
ما أستوعب معنى حكيها إلا وقت أبتعدت عن حضنه و طالعته بنظرة عجز يفسر معناها و أنتبه لـ عمته حنين مشت من خلفه و نطقت بروقان كونها شافت كل شيء حصل بينه و بين وجد : بدري عليك الهوى، ذا جرح ماله دوا
ما أهتم لـ عمته إنما كل إهتمامه كان على وجد إللي معطيته ظهرها و بجنبها تارا و إبتسم ينطق بصوته العالي لدرجة إن كل البنات التفتوا له : دامك أخذت القلب تاركني لمن ؟
ما كان الفهم إلا من وجد يلي فهمت مقصد كلامه بأكمله، رفعت يدها لـ عنقها و يدها الثانية تمسكت بتارا : لو نطق بحرف بحرقىه
الصمت كان سيّد الموقف الكل ينتقل نظره بين وجد و تليد يلي نظره متركّز على وجد فقط بالرغم من إنها معطيته ظهرها
أعتدل بوقفته يتقدّم بخطواته لـ ونيس يطلع عليه من غير ما ينطق بحرف وسط صمت الكل !
أخذت خطواتها لخارج الأصطبل متجاهلة نداء البنات لها متوجهه للداخل و مع كل خطوة تخطيها تفكيرها بتليد و معنى حكيه و فزّت برعب من حست فيه يتعداها من يمينها، تجاهلته تتوجه للغرفة تتوسط السرير بضيق كبير أحتلّ قلبها
بينما البنات يلي طلعوا من الأصطبل و توجهوا للداخل و علامات الإستغراب مبيّنه على ملامحهم من تصرّف تليد كونهم ما لاحظوا بداية حكيهم مع بعض و تقدّمت هتان للغرفة بخطواتها المستعجلة بعد ما درت أن وجد موجودة فيها
دخلت للغرفة و نظرها تركّز على وجد يلي ضامه رجولها و منزلة رأسها و كتفها يهتز تلقائيًا و عرفت مباشرة إنها قاعدة تبكي، ضمتها مباشرة : تبكين بسببه ؟ ، أنا بوريه هالوصخ
و طلعت خارج الغرفة متجاهلة نداء وجد لها و من طلعت للحوش و طاح نظرها على لهيب يلي واقف بوسطه : ولد
عقد حواجبه بإستغراب من نداءها له و من نقدّم لها : خير أن شاء الله ؟
طالعته بنظره كلها عصبية من بروده و رصّت على أسنانها تنطق بغضبها : و الله و تالله صاحبك هذا لو يبكّي وجد مرة ثانية لا أتوطى ببطنه، مهي حالة ترا ! البنت من وقت ما صارت محاميته و كل ما تلتقي فيه يبكّيها ' نطقت بنبرة كلها سخرية ' هذا هو الذكر بعد ما يدري إن قلبها متعلّق فيه يبكّيها، علم يوصلك و يتعدّاك صاحبك هذا خليه يبتعد عن وجد حتى نظره ما أبيه يطيح عليها لا أفصل عليك قبل أفصل عليه !
كتم ضحكته من جدّيتها و عصبيتها الواضحة على ملامحها و سرعة أنفاسها : طيب أنا وش دخلني ؟
طالعته بطرف عينها و من أستوعبت أن ماله دخل و نطقت بعد ما أعتدلت بوقفتها تفكّر بالرد المناسب : دخلك، لأنك ولد عمه و صاحبه بالوقت ذاته
ما قدر يكتم ضحكته أكثر من ربطها للمواضيع : يا شيخة
الجهة الأخرى من المزرعة
تحديدًا بجانب وتد إلي كانت قاعدة مع نفسها و ترسم منظر الطبيعة إللي مقابل نظرها و أنضمت لها ألاء يلي قعدت بجنبها من غير ما تنطق بحرف و أكتفت بإنها تتأمل رسمها بهدوء !
توقفت عن الرسم من وقت ما سمعت صوت رجولي حادّ نوعًا ما بالرغم من إنها تجاهلت صوت خطواته يلي سبقته قبل ينطق بحرف، ما قوّت نفسها ترفع رأسها لصاحب الصوت لأنها عرفت صوته مباشرة و لأن قلبها وقع من نبرته يلي صعب عليها توصفه من حلاوته، و رجف قلبها لأنه قرّب منها و نظره أستقر على لوحة الرسم يلي متوسطة كفوفها، ما ظهر عليها شيء غير الرجفة بيّنت على يدها كونها توتر لو أي أحد قرّب منها فكيف لو أنه بتال !
كل هالمشهد تحت نظر ألاء يلي أستغربت من الوضع و كإن بينهم معرفة سابقة ما تدري عنها لكن سرعان ما شهقت من تذكّرت الرسمة يلي شافتها بمطعمه : لحظة كإن يلي ببالي صح؟أنتِ صاحبة الرسمة يلي علّقها بتال بمطعمه
رفعت نظرها لـ ألاء تهز رأسها بالأيجاب على تساؤلها بإحراج:ايه
-
الأصطبل
أنحنى يعدل شوزه بعد ما نزل من ونيس وأستقام من وصله صوت تليد يلي دخل للأصطبل:وش مسوّي بوجد؟
سكن كامل كونه يعتدل بوقفته:وش علاقتك تسأل عنها أنت؟
تراجع بخطواته للخلف من حس بقرب تليد منه:هتان حاكتني قبل شوي قالت أنها من يوم ما صارت محاميتك وهي ما غير تبكي بسببك بالهون على قلبها يا تليد بالهون !
أستقر نظر تليد على لهيب لثواني قليلة وتخطاه بخطواته الواسعة من غير اي رد من ملامحه او من كلامه
ثقيل على مسامعه هالحكي وكثير على قلبه شعور أن دموعها أنسابت بسبب حكيه وأفعاله إللي مالها أيّ مبرّر،شتّت نظره ولو الأمر بيده و وجد حلاله كان ما سمح لدموعها تنزل بسببه،شعور أنه ما يقدر يواجهها و يحاكيها بهاللحظة صعب جدًا على قلبه واخذ نفس من أعماقه يتوجه للداخل وما عنده إلا حل أخير إللي هو أنه يرسل لها من جواله و فعلًا أرسل لها رسالة محتواها 'وصلني حكي أنك تبكين بسببي صحيح هالحكي؟'
-
ملجأ الوجد
رجعت ظهرها للخلف تمسح دموعها بعشوائية من وصلها إشعاره و ضحكت بسخرية وسط دمعها من محتوى رسالته لأن الغلط منّه أساسًا ما كان المفروض يعاملها بهالمعاملة و لا يحاكيها بهالطريقة،أكتفت بإنها تقرأ الرسالة من غير أيّ رد مباشر منها وسط أنتظاره بفارغ الصبر لردها
تمددت على السرير تغطي نفسها بالكامل و أسترسلت بكاءها بكل حرقة وما حست إلا بدخول هتان عليها بخطواتها السريعة تقعد بجنبها،سحبت البطانية من عليها تنطق بشبه حدّه:أنتِ بكامل قواك العقلية تبكين بسببه؟،طيب ما أهتم لدمعك حتى
زاد بكاءها من بعد كلام هتان وما نطقت بحرف إنما غطت وجهها بيدينها و صوت شهقاتها ترتفع كل شوي،عقدت هتان حواجبها بإستغراب من رن جوال وجد بإسم ' تليد' و مدّت يدها بسرعة تاخذ الجوال قبل لا تاخذه وجد و ضغطت على زر الرد وحطته سبيكر ومدت الجوال لوجد ونطقت بهمس كان مسموع:ردي و فرّغي كل ضيقتك عليه
تبيّنت الحده على ملامح وجد من فعلة هتان كونها ماكان ودها ترد عليه من الأساس وكانت بتقفل الإتصال لولا نبرة صوته يلي أستوقفت حركتها:على هونك بنتفاهم
أخذت نفس قبل تنطقت بنبرتها المهزوزة:ما ودّي أتفاهم معك
نطق بهدوءه المعتاد ينهي حكيه:يا تجيني يا أجيك،أختاري إللي يريّح قلبك
كانت بتنطق لكنه قفل الإتصال وسط ذهول وجد و هتان من حكيه !
توّسعت هتان عيونها بذهول تهز رأسها بعدم تصديق : هذا ما يستحي صح؟
بلعت غصتها توقف بصعوبة:من يومه ما يستحي،تعبت من حركاته
عقدت هتان حواجبه بتساؤل:بتطلعين له؟
هزّت رأسها بالإيجاب تمسح دمعها وتعتدل بوقفتها:بوقفه عند حده هالمرة
خرجت للخارج وعرفت أنه ينتظرها بالجانب الخلفي من وصلها رسالة منه يبلغها بإنتظاره،أخذت نفس من أقصاها وخطت خطواتها المتوازنة إتجاهه و بالرغم من محاولاتها بإنها تكتم بكاءها إلا أن لحظة عيونها يلي طاحت بعيونه و من تقرّب لها بخفّه بكت
بكت لأنها ما تقدر تكتم دمعها و هو واقف مقابلها بالضبط و نظره متركّز على دمعها:خلّيك قوية و دمعك ما ينزل على سبب تافه
أحتدّت ملامحها لوهلة من نطق'دمعك ما ينزل على سبب تافه': مشاعري سبب تافه بالنسبة لك ؟
حط يده خلف ظهره و من بهتت ملامحه بسبب حكيها : أقدّرها لأنها مو مجرّد مشاعر بالـ..
بترت كامل حروفه من نطقت بحدّة : تقدّرها ؟ واضح التقدير من حكيك و فعلك، عمومًا ما ودّي أطولها معك لأن جاني إللي كفاني منك و يالـ..
بتر حروفها من تقرّب لها و من نطق بهدوء : بخطبك
سكن الكون لوهلة و سكنت ملامحها بالمثل من كلمته يلي نطقها من غير سابق إنذار و هزّت رأسها بإعتراض : لا !
تنفّس من أعماقه يدري بتوترها من كلمته كونه نطق ' بخطبك ' مباشرةً من غير تلميح و لأن ردّة فعلها كان متوقعها و الأكيد أنها من فرط توترها نطقت بالرفض مباشرة من غير إدراك و إحساس منها : ما ودّي تستعجلين بقرارك لأني أدري فيه غير إللي نطقتي فيه الحين
نطقت بعد ما طوّل صمتها و بعد ما أستنشقت من هواها : عندي قاعدة ملتزمة فيها بحياتي، الأشياء السلبية بحياتي و سلبية على قواي القلبية أتركها، و أنت صرت من ضمن الأشياء السلبية على قوّتي القلبية، لذلــ..
بتر كامل حروفها قبل تنطق بحكي يضايق مشاعره هو شخصيًا و يدري أنها ما قالت كذا إلا بعد ما شافت منه أشياء ضايقتها بسببه : لا تنطقين بحكي غير يلي بداخلك
كانت بتنطق مقصدها تعترض حكيه و تقابله بصدق أحساسها لولا نبرته إللي قاطعتها : أدخلي
نظرها تركّز خلفه بمسافة بعيدة على العيال إللي الظاهر أنهم بيجون هالجانب و كيف إنه أعتدل بوقفته و غطاها بجسده لجل العيال ما يلمحون وجودها بجانبه، تنهدت من أعماقها و خطت خطواتها للداخل بعد ما طالعته بنظرة فسرّها و فهم معناها و أتبعها بنظراته و الضيق أحتلّ قلبه كليًا، ألتفت للعيال و وزّع نظره عليهم كلهم متواجدين بإستثناء بتال، لهيب يلي بجنبه أوس و لؤي و كل ما تتقدّم خطواتهم يرتفع صوت ضحكاتهم.
-
الجهة الأخرى من المزرعة
تأمل ملامحها يلي تبين حرجها من سؤال ألاء، و تبدّلت ملامح وتد تسترجع ذكراها قبل كم يوم و تحديدًا باليوم يلي زارت فيه بتال للمطعم و خرجت منه زعلانة كونها كانت تظن أن يلي جنبه زوجته او حبيبته او أي شيء مرّ بباله و أستبعدت تمامًا أنها أخته و توّسعت أبتسامتها من الإحساس يلي أنتابها لوهلة و من خابت كل ظنونها السيئة !
-
قعدة العيال
أنضم لقعدتهم ' بتّال ' بعد مدّة من حكيهم و طقطقتهم اللانهائيّة على ' لؤي ' يلي قرّب موعد زواجه، كشرت ملامحه لأنهم أستلموه بقعدتهم كونهم ما عندهم سالفة غير سالفة زواجه إللي باقي عليها شهور معدودة : أنا بتزوّج و أنتم خليكم على طقطقتكم
هزّ تليد رأسه بالموافقة على حكي لؤي : و أنا لاحقك بإذن الله
ضحك من تعالت أصوات العيال و صياحهم يلي يبيّن شديد ذهولهم من أستوعبوا كلمته و أنه بيخطب و يتزوّج بالمثل !
و تبسمت ملامح أوس من تليد يلي وجّه حكيه له : بصير نسيبك قريبًا
وسط ذهول لهيب إللي شاك بعلاقة تليد و وجد من فترة طويلة و من قبل ينسجن حتّى و ضحك يوقف و يضمه بأقصى قوته : مبروك يا حبيبي
ضحك لإستعجالهم كونه للأن ما كلم الرجال حتى : هالحكي بيني و بينكم، لا أحد يدري فيه لين تتم الأمور !
-
جهة البنات
رفعت تارا نظرها لـ دخول وجد و بجنبها هتان إللي شابكه يدها بيد وجد و شادّة عليها و أبتسمت من نطقت تارا بتساؤل : تبون تاكلون ؟
هزّت وجد رأسها بالنفي تقعد بجانب حنين إللي مشغولة بجوالها
و أنتبهت لـ تارا يلي نطقت بهدوء : تمشين معي حول المزرعة ؟ أبيك
عقدت حواجبها بتساؤل عن السبب لكن أبتسمت توقف بموافقة و نقلت نظرها لـ هتان إللي طالعتها بنظرة غريبة و ضحكت من نظرتها إللي فهمتها مباشرة و أخذت خطواتها بجانب تارا متوجهين للخارج
مرّت دقائق بسيطة و الصمت سيّد الموقف بالرغم من رغبة تارا الكثيرة بالحكي : مبدئيًا لجل تكونين بالصورة أنا عندي العلم باللي بينك و بين تليد
أسترسلت تارا حكيها وسط ملامح وجد إللي تبيّن مشاعرها العشوائية ما بين الثانية و الثانية : لعلمك هو ما قال لي هالحكي بصحيح العبارة بحكم صعب شخصيته و أن مشاعره ما يوضحها لأحد لكن كل شيء واضح و من الطفولة، حتى وقت أهلي يجيبون طاريك بجنبه ملامحه تتغيّر تمامًا و عيونه توضح حبّه تدرين ؟ حتى قعدته يغيرها و يزيد تركيزه للحكي إللي ينحكى عنك
طول ما تارا تتكلم وسط تركيز وجد لحكيها عن تليد و أستنتجت سبب حكيها عن تليد و أكيد إنه كلمها عن موضوع خطبته لـ وجد، أخذت نفس من أنهت تارا كلامها : وش أفهم من كلامك و معناه؟
بلعت تارا ريقها من التوتر يلي صاحبها لوهلة:لو خطبك تليد بتوافقين ؟
طوّل صمتها لحظتها بالرغم من أنها تدري بـ الموضوع ، أستنشقت من هواها من ثقل الشعور و ثقل لسانها ما تدري وش ردّها على سؤال تارا إللي مو وقته خصوصًا إنها قبل دقائق قليلة ألتقت بتليد و وترّها بحكيه : ودّي بمساحة تفكير طويلة، خصوصًا أن الخاطب تليد مو شخص ثاني !
إبتسمت تارا للحظة تهز رأسها بالإيجاب : خذي وقتك و لا تستعجلين بقرارك
قاطع حكيهم إتصال وصل لـ تارا و توّسعت إبتسامتها من قرأت أسم المتصل و ردت عليه مباشرة و عيونها تتأمل وجد : ايوه تليد ؟
تركّز بنظره من مسافة طويله عليهم : بجنبك ؟
كتمت ضحكتها من تأكدت إنه يقصد وجد بسؤاله : بجنبي، ليه ؟
لفّت كامل وجهها للخلف بعد ما نطق ' أنا وراك و معي العيال '
لفت وجد رأسها للخلف بالرغم من إستغرابها من تلفّت تارا و من نطقت تارا بحنيّة : يا كبر فرحتي و أنا اشوفه مندمج مع العيال بالرغم من حزنه إللي يبيّن بعيونه، توقعت إنه بعد ما يطلع من السجن بيرجع لكئابته و ينعزل عن الكل بس الحمدلله!
تغيّرت كامل ملامحها من لمحت تليد وسط العيال متقدّمين نحوهم و نطقت بإستعجال : أنا بدخل
ما أعترضت تارا إنما أتبعت خطواتها للداخل وسط نظرات تليد إللي فصّلت وجد تفصيل
-
١ ليلًا
قاعدين حول بعض وسط ظلام المزرعة و الضوء الوحيد كان ضوء القمر و أنتقل نظرها تتأمل البنات إللي مندمجين مع حنين يلي تقصّ لهم قصّة رعب و هتّان بدروها تسوي تأثيرات بصوتها، ضحكت وجد لوهلة و نزّلت نظرها لجاكيت تليد إللي بجانبها بالضبط و أدركت إنه لـ تليد كونها لمحته لابسه الصباح و الظاهر إنه نساه بالفرشة كونهم قبل شوي قاعدين بالفرشة قبل يجون البنات و يحتلّون المكان، مدّت ذراعها تأخذ الجاكيت بخفّة و تأملته لثواني ما طوّلت و أثناء ماهي تلبس جاكيته و حاوط جسدها وسط صوت حنين الوحيد إللي ينسمع تسترسل القصّة : تخيلوا إنهم فجأة يشوفون النار موّلعة بالبيت و أحيانًا يسمعون صوت بكاء أطفال بالرغم من إن أصغر وحدة عمرها ١٤ سنة ..
توّسعت عيون وجد من حست بصوت خطوات خلفها و تمسكت بألاء إللي بجنبها و سرعان ما صرخت من رعبها من الذراع إللي لمست كتفها و تغيّرت كامل ملامحها من وصل صوته لمسامعها بهمسه المعتاد إللي ما يسمعه غيرها:بسم الله عليك
إحمرّت ملامحها من خجلها كونها أدركت إنه تليد مو الشخص المرعب إللي بخيالها و تلقائيًا رفعت أناملها لعنقها تتنفس بصعوبة من ثقل الموقف، رفعت نظرها له و يا كبر ودّها إنها تشتمه بهاللحظة خصوصًا كونه أرعبها وسط إندماجها بالقصة، أخفى إبتسامته من نظرتها و ملامحها الحادّة و الواضح له إنها شادّة على نفسها لجل ما تتوطى ببطنه بسبب حركته لأن نيّته إنه ياخذ الجاكيت إللي نساه بالفرشة لكن بسبب قعدة البنات بالفرشة و بسبب إندماجهم بالقصة و خصوصًا إنه لاحظ وجد من قبل لا تلبس جاكيته و تعمّد يخوفها
وجّه نظره لـ حنين يلي نطقت بغضب : وقت حركاتك ؟
هزّ رأسه بالإيجاب يبتسم بسخرية : وقتها
و إنحنى لوجد ينطق بهمسه : خلّي الجاكيت لك، و إن أصبحنا بكرة لي تفاهم معك
ما أعطاها فرصة للرد من أعتدل بوقفته يبتعد عنهم وسط إستغراب البنات من أفعال تليد لوجد يلي مالها أيّ مبرّر !
أكملت حنين القصة و مع إندماج البنات زاد حماسهم للأحداث لكن قاطع جوّهم إتصال لؤي كانت بتوقف ترد عليه لكن أستوقفها ذراع أجوان إللي سحبتها تقعد : ما فيه روحة قبل تكملين القصة !
ضحكت حنين تهزّ راسها بإعتراض : لؤي أهم من كل شيء
وقفت و هي ملاحظة ذهول البنات من غدرتها لأنها فضّلت لؤي عن قعدتهم و أبتعدت بخطواتها ترد على لؤي إللي ابتدأ حكيه : وينك ؟ بشبع نظري بشوفك
تقدّمت بخطواتها لوسط المزرعة توقف : أنا بـ
و سرعان ما تعالت صرخاتها من رعبها من حست بشيء يتحرّك خلفها و عبست ملامحها من ألتفتت و كان لؤي إللي أنحنى من كثر الضحك بسبب خوفها الواضح على ملامحها و تقرّب منها يضمها لـ صدره يهدّي مشاعرها : خوفتك ؟ أسف
ضربت صدره بخفّه تتقرّب من حضنه : وش هالحركات لؤي ؟
ضحك و يده توّسطت خلف رأسها يدخلها لـ حضنه : وحشتيني
كانت بترد على كلمته لولا جوالها إللي رن يُعلن أتصال البنات بالقروب و كتمت قهرها لأنها تدري أن البنات متصلين لجل يخرّبون عليها جوها مع لؤي و قفلت جوالها بالكامل لجل ما يوصلها أيّ إزعاج !
-
قعدة الرجال
رفع الجد عصام نظره لـ دخول تليد و خلفه العيال إللي دخلوا بجانب بعضهم، قعد تليد بجانب عصام إللي وسّع المكان له و ألتفتت ينطق بحذر من ردّة فعله : تليد بكرة عزيمة للديرة و باللي فيها، لجلك
بهتت ملامحه من حكي جده يدري إنه ما يحب التجمعات أبد و خصوصًا إنه قبل كم يوم طلع من السجن و بيواجه شديد الحكي و سوءه من رجال الديرة، أكثرهم يكرهونه بسبب تسلّطه و سوء حكيه و من بعد سجنه ما بقى أحد ما تشمّت به : ما ودّي بسوء الحكي يا جدي، خلّيها بيننا ماله داعي الديرة و باللي فيها تـ
بتر كامل حروفه ينطق بصرامته المُعتادة : قلت إللي عندي و مالي فيه رجعة، ودّي يعرفون بإني فخور بحفيدي للأبد
زفر من شدّة ضيقته يفتح أزرار ثوبه : ما يهموني و لا يهمني حكيهم، لكنك تهمني و ما ودّي بسوء حكيهم يوصلك
إبتسم عصام لحكيه و كيف إنه شايل همّه من حكي الناس له و يده الراجفة إللي تبيّن كبر سنّة أمتدّت  لـ كتف تليد : أبيك طول وقتك بجنبي بكرة، و أبيك تقصّ لسان إللي يعترضك او ينطق بسوء حكيه، أحترم إللي يحترمك و الباقي ورّيهم مين تليد بن يزيد
ضحك لوهلة من كلمة جده ' الباقي ورّيهم مين تليد بن يزيد ' : لا توصي حريص !
-
قعدة البنات
عيونه إستقرّت على البنات إللي دخلوا للداخل بعد ما طوّل أنتظارهم لـ حنين إللي قعدت مع لؤي و سحبت على البنات و ما بقى بالفرشة غيرها و بوسط انشغالها بجوالها رفعت نظرها من حسّت بوجود شخص حولها و من نطق بهدوء : هتّان ؟
أعتدلت بقعدتها مذهولة من وجوده : تبي شيء ؟
تقدّم بخطواته ينحني لـ رجلها الممدودة : كيف رجلك و صحتك ؟
أخذت نفس من أعماقها تنطق بضيق : الحمدلله
و هزّت رأسها بالإيجاب من نطق بتساؤل ' ملتزمة بالأدوية ؟ '
وقف يهزّ رأسه بالإيجاب من حسّ بثقل وجوده جنبها و من ملامحها إللي تبيّن ضيق قلبها ، ضمّت رجولها لحضنها تنزّل رأسها بضيقة من أسلوب أمها و معاملتها القاسية على قلبها، تتمنّى لو أمها تعاملها مثل معاملة أمال لـ وجد، تحتاج بعد ثقل هالأيام حنيّة أمها إللي فاقدتها و تنهدت من أقصاها توقف و وجهتها للداخل هاللحظة، ما ودّها تقعد مع نفسها و يطوّل حزنها !
خطت خطواتها للداخل و وسط طريقها قابلت أجوان بخطواتها المسرعة و وجوالها بيدها اليسار و الظاهر إنها كانت تراسل أحد و رفعت نظرها من حست بوجود هتان، تركّزت أنظار أجوان تتأمل ملامح هتان لوهلة و نزّلت نظرها للجوال و كإنها تأكدت من رسالة لهيب و قفلت جوالها تشبك يدها بيد هتان للداخل : كلمني لهيب عنك
عقدت حواجبها تنطق بتساؤل : عني ؟
هزت رأسها بالإيجاب توقف مقابلها : قال إنك قاعدة مع نفسك و مبيّن على ملامحك الضيق، و طلعت لك لجل ما تكونين لوحدك و يزيد حزنك
إبتسمت إبتسامة باهته و يدها شدّت على يد أجوان بإمتنان و من نطقت أجوان بهدوء : لو تبين تقولين شيء أنا موجودة عشانك !
شتّت نظرها من غير ما ينطق لسانها بحرف يعبّر عن جوابها و أخذت نفس ما تدري وش ردّها و لا ودّها إنها تعبّر عن سبب حزنها لأي أحد بإستثناء وجد إللي تعرف كل صغيرة و كبيرة عنها حتى عن تعامل أمها  و قسوتها عليها
دخلت للداخل و إستقرّ نظرها على وجد إللي وقفت مباشرة من لاحظت ملامح هتان، مسكت ذراعها تبعدها عن كل الموجودين متوجهين للخارج و رفعت أناملها تتوسط وجنتها : وجهك محمرّ من كثر تكّتمك لمشاعرك، بوحي و فرّغي يلي بقلبك
ما كان من هتّان الرد بالحكي إنما تقرّبت لوجد تضمها و أنهارت مشاعرها بـ هاللحظة، كل المشاعر السلبية و الضيقة و قسوة أمها و الحادث و نتائجة عليها كل شيء تراكم بقلبها، تحتاج إنها تفرغة لأحد تحتاج ترتاح من قسوة أيامها و لحظاتها إللي أثرت عليها كليًا حتى بتصرفاتها و لمعة عيونها و كل تفاصليها
ميّلت وجد شفايفها بزعل على حال هتان كونها ملاحظة ضيقها من أيّام : عمتي سما لها سبب بضيقك ؟
تنهدت بضيق لأن ما كان من هتان الرد بسبب دموعها و إنهيارها يلي ما وقف بلحظة : أدخلي للغرفة و صلي لك ركعتين و اشكي همومك لربك ثم بجيك نتفاهم على روقان، أحس إنك بوقت تحتاجين تقعدين فيه مع نفسك بعيدًا عن أي شخص بالحياة حتى لو كانت وجد !
هزت رأسها بالموافقة على حكيها و تتبع خطوات وجد إللي ساقتها للداخل، و طلعت مباشرة بعد ما تطمنت أن هتان طلعت تصلّي و ما عندها غير حل واحد حاليًا و إللي هو إنها تكلم عمتها سما عن وضع هتان و نفسيتها !
بعد مرور نص ساعة
توجهت للأسطبل و مع كل خطوة تخطيها دعاء قلبها إنها ما تصادف تليد ما وقف أبدًا، بملامحها البائسة من كثر ضيقها على حالة هتان و وقفت مقابل ونيس تعدّل اللثام على وجهها و رفعت جوالها تصوّره بإبتسامة و مدّت أناملها لـ عنقه تمسح عليه بلطف و نطقت تعبّر عن ضيقها تدري ربّها إن ما فيه أحد يسمع و لو حرف من حروفها : بكيت من كل حواسي و من ثقل شعوري و ثقل حروفي يلي ما أقدر أبوحها لأحد
كان خلفها بخطواته الحذرة لجل ما تسمع خطواته المتقدّمة نحوها ما كان مركّز بحكيها كثر تركيزه برجفة يدها إللي تمرّرها على ونيس على اللثام إللي ما يبيّن غير عيونها الناعسة و وقف بجانبها ينطق بهدوء : بوحيها لي، أسمعك بكل حواسي
أرتعبت لوهلة من وجوده لكنها تعوّدت إنه يطلع لها بكل مكان و من غير ما تنتبه له حتّى : ما أبيك تسمعني و ما أحتاجك
تقرّب منها وسط رجفتها و نزّل أنامله لـ اللثام يزيحه عن وجهها بخفّة و كتم إبتسامته من حلو ملامحها : زحتُ اللثام رأيت البدر معتنقِ
تسارعت أنفاسها من قربه و تراجعت بخطواتها تلقائيًا تنطق بغضب ممزوج بتوتر: أنتبه لـ أفعالك و لا تلمسني أو تقرّب مني !
إبتسم لوهلة و خطواته تقرّب منها : خطيبتي و قريب بتصيرين حرم تليد بن يزيد و يا كبر حظّك
بهتت ملامحها تهزّ راسها بالنفي كونها للأن ما وافقت :ما وافقت للأن
تكتّف يبتسم بثقة لموافقتها عليه : و أنا كلّي ثقة بموافقتك
أسترسل حكيه من صمتها و تأمل عيونها بملامحه : عمومًا تجمع بكرة يخصني أنا و أنتِ، تصرفي على أنك محاميتي و بسببك طلعت من السجن !
ما كان تركيزها على حكيه لأن تركيزها بالكامل محصور بأفعاله و مشاعره المتناقضة : متناقض، حتى بمشاعرك
تقدم بخطواته إتجاهها و تركيزه بعيونها، يدري إنها بدوّامة تفكير لا نهائي بسبب أفعاله و مشاعره: حتى أنتِ
شتت نظرها لأبعد مكان تشوفه تدري بصدق حكيه و بصدق حكيها، لكن طال مللها من كل شيء هو متسبب و له صلة فيه : وش ودّك مني ؟
أبتسم للحظة لأن ما ودّه يعترف بـ هالشفافية إللي تقصدها : كنت أعيبُ الحب، و من عاب أبتلى
أبتعد عنها بعد تأمله البسيط لملامحها بعد ما نطق بجملته إللي سقطت على قلبها بالرغم من إنها ما فهمتها و لا أستوعبها عقلها بقدر الإستيعاب المطلوب منها بـ هاللحظة، تركها بـ دوّامة تفكير و هواجيس لا نهائيّة عن معنى جملته !
دخلت للداخل بعد ما طوّل تفكيرها و إستقرّ نظرها على هتان متوسطة حضن سما و تبكي بكل ما أتاها الله من قوّة، دمعت من رقة المنظر كونها نست سالفة هتان و أمها و كل تفكيرها بـ تليد و جملته!
ابتعدت عن حضن أمها بعد ما فرّغت كل حزنها، بعد ما ارتاحت روحها و خطت خطاويها  لـ غرفتها هي و وجد تتوّسط السرير و وجد خلفها : الصداع من كثر البكي أرهقني!
تقدمت وجد بخطواتها بقرب هتان و أرتفعت أناملها لشعر هتان : وحشتني هتان القديمة الصبورة القوية و إللي ما توصل لمرحلة الكتمان و بأخر لحظة تنهار
نزّلت وجهها تشتت نظرها لزوايا الأرضيّة و بقايا الدموع متجمعه بخدها : الإنسان له حد معيّن من الكتمان و الصبر و أنا المرحلة يلي وصلت لها ما تتحمّل زود، للأن يتبادر بذهني ليه كل هالمعاملة منها؟
طوّل نقاشها مع هتان إللي تحتاج كثير الحكي إللي يطيّب قلبها و ينسّيها حزنها !
-
مساء اليوم التالي
تحديدًا بجهة البنات
دخلت حنين إللي نظرها تركّز على وجد، واقفة مقابل المراية و تعدّل روجها إللي باللون الأحمر و توسّعت إبتسامتها من إنتبهت لتأمُل و نظر البنات إللي كان عليها من بين كل شيء، ضحكت تلتفت لهم و تلقائيًا دارت حول نفسها تنطق بسعادة مبيّنة على ملامحها : غرّقوني بالمدح، ما أرضى بالقليل !
تعالت ضحكاتها من قرّبت لها حنين تغنّي : البدر يكمل كل شهرٍ مرّةً و هلالُ وجهك كل يومٍ كاملُ
أبتسمت هتان من تضاحيك وجد و من وجهها إللي إحمرّ دليل خجلها : يالبى هالوجه و الله
ضحكت تنشر لها قُبلات بالهواء و خرجت للخارج بروقان كونها أتفقت مع أوس يجيب لها قطوتها، أستوقفت خطواتها وسط المزرعة تنتظر إتصال من أوس يبلغها بوصوله لكن أنتظارها طوّل !
تبدّلت ملامحها و كانت بتخطي خطواتها و ترجع للداخل لكن صوته أستوقف خطواتها من نطق ' محلّك ' ، أناملها شدّت على جوالها لأنها عرفته من صوته و لأن جيّته و هي بكامل زينتها مو وقتها أبدًا !
طال نظره على كامل زينتها و من نزلت وجهها و شعرها غطى ملامحها تنطق بغضب مكبوت : عاجبك وضعك ؟
شتّت نظره لأنه فهم معنى كلامها و مسح على وجهه و ملامحه أحمرّت بخجل على نفسه إللي مو قادر يسيطر عليها و نطق بعد ما طوّل سكوته : وافقي، ما ودّي وصلنا يكون بالحرام
غمضت عيونها من هالطاري إللي لازال يخوّفها و رفعت نظرها بذهول من نطق : بخطبك قدّام كل رجال الحيّ الليلة، يقولون إللي بيقولونه بحريىقة !
عيونها المذهولة بعيونه الساكنة إللي ما تحرّك له جفن : أنت تدري أن غالبيتهم العظمى ما يواطنونك ؟ و يدورون الزّلة عليك و الله أنهم بيطلعون كلام عني و عنك يــ..
قاطع كامل حروفها من يده إللي أمتدّت لمعصمها و من قرّبها له ينطق بغضبه : إللي يمسّك يمسّني و إللي يتعرّض لك سواء بحكي او فعل أنهيه و أنتِ أدرى بتليد !
سكن الكون للحظة للمرّة الثانية تكون قريبة منّه بـ هالمستوى من القرب، للمرّة الثانية قلبها ينبض بـ هالسرعة و بلعت ريقها تستوعب كل إللي يحصل حولها و كان ودّها تبعد يده إللي محاوطة معصمها لكن قوّته الجسدية أعلى من قوّتها و تراجعت بخطواتها بنظرها المُشتّت و من نطق بهمس : أكرّرها، وافقي ما ودّي وصلنا يكون بالحرام
تلقائيًا تلاشت قوّته و مسكة يده تركها ترجع للداخل بعقل مشوّش من كل إللي حصل حولها، أخذ نفس من أقصاه يغمّض عيونه من تذكّر قربها إللي عصف كيانه بأكمله !
-
مجلس الرجال
دخل للمجلس بعد ما أكتمل حضور رجال الحيّ متعمّد و من بداية دخوله حلّ الصمت بطول المجلس يستوعبون دخوله و قعد ما بين جده عصام و فهد ينطق بصوته الجهوري : السلام عليكم
وصلته ردود مختلفة من الحضور و ما كان مهتم لشيء غير للموضوع إللي بباله و وجّه نظره و حكيه لـ جده عصام : اللّيلة بخطبها !
ما أعطى جده فرصة للحكي إنما رفع نظره لـ عمّه عماد و أخذ نفس قبل ينطق بصوته الحادّ : عمي عماد، يشرّفني إني أنتمي للوطن إللي يحتميني بعد رحلة التعب، ودّي بالوجد على سنّة الله و نبيه
رجّع ظهره للخلف بتوتر داخلي ما بيّنه من صمت الكل و من نظرات أعمامه و أبوه الكل له !
توّسعت إبتسامته من نطق عمّه عماد بإبتسامة طمنت قلبه : و النعم فيك، سيد الرجال و كلن شاهد على أفعالك و قوّتك و بإذن الله وجد لك
تنهد براحة من كلام عماد إللي طمنه و من أنتبه لـ نظرات لهيب و ملامحه إللي كاتمة الضحكة، عقد حواجبه بإستغراب لكنه ضحك من فهم سبب ضحك العيال و عدّل قعدته بثقة يفتح جوّاله يرسل لها مباشرةً ' خطبتك و لمست الموافقة من أبوك، الملكة بكرة بإذن الله '
ما أنتظر ردّها يقفل جواله بالكامل يرفع نظره لـ واحد من الحضور إللي نطق بسخرية:ما زيّن حياتك إلا هالمحامـ
ما كمّل كلمته لأن نظر تليد إحتدّ إتجاهة، نظرة منه ألجمته و ما قدر ينطق بعدها و كان بيوقف يمسح فيه الأرض لولا ذراع جده إللي أمتدّت له : صلّ على النبي
أخذ نفس يهدّي نفسه لا يقوم عليه و رفع جواله من وصله صوت إشعار كان من وجد ' من قوّة الثقة مخطط بعد ! ' إبتسم بسخرية لردّها يرسل لها ' أبوك قال وجد لك، و ما فيه حكي من بعد حكيه '
-
مجلس النساء
قرأت رسالته و بجنبها هتان إللي مركّزة بجوال وجد و تقرأ رسائلها مع تليد : وافقي يا بنت الحلال، ودّنا فعاليات
ضحكت وجد بذهول ترفع نظرها لـ هتان : فعاليات على حسّي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب و صفقت لا إراديًا من الحماس : عاد أنتِ و تليد لهب و موج و الله !
أخذت نفس من أقصاها تعدّل أكتافها : لو وافقت بيملك عليّ بكرة، ما ادري عقلي مشوش حدّه
ميّلت هتان شفايفها تنطق بعد ما طوّل تفكيرها : أشوف إنه رجال و ما يعيبه شيء و غير كذا هذا حب الطفولة، وافقي و خلّي أحلامك تكون واقع
تنهدت تهزّ رأسها بالإيجاب : بوافق على الخطبة، بس ما بوافق على موضوع الملكة شوضعه مستعجل هالكثر ؟
ضحكت هتان كونها مقدّرة إستعجال تليد : ما ألومه و الله، أحد بيخطب هالزين و ما يستعجل ؟
إبتسمت للطف حكي هتان لكن تبدّلت ملامحها بسرعة عجيبة لأن حكي وحدة من الحريم وصل لـ مسامعها و كان موجه لها أساسًا و لأن طول ما هالحرمة تحكي مبيّن على صوتها شديد الكره يلي تحمله لـ تليد : سويتي خير وقت خرجتيه من السجن مع إنه ما يستاهل الخروج و لا الزيارة، محد نافخه غيركم هالمدمن
رجف قلبها و علق لسانها ما تقدر تنطق بحرف من قوّة ذهولها، جراءة هالحرمة إللي تغلط على تليد قدّام أهله و وسط داره و تلقائيًا يدها إشتدّت على أنامل هتان إللي بجنبها : ما يستاهل الخروج و لا الزيارة ؟ ، عفوًا أنتِ بأي حق تقولين هالحكي وسط أهله و داره بعد !
وقفت تارا بجانب وجد كونها ما تحمّلت هالحكي و للأبد ما ترضى على تليد : ما أسمح لك تقولين هالحكي على أخوي و الــ
بلعت وتد ريقها من توترّ جو المجلس و من إنساق نظرها لـ وجد إللي قاطعت حروف تارا و نطقت بغضب يعبّر على شديد غضبها : هالبيت ما يستقبل أمثالك ، هالبيت يتعذّرك و باللي معك !
' و باللي معك ' نطقتها و هي مقصدها الحريم أمثالها إللي شغلتهم نقل الحكي و علوم تليد و فعلًا نقص مجلس الحريم إللي خرجوا للخارج وسط نظر وجد الحاد بإتجاهم و ما هي إلا دقائق و توجهت لغرفتها و الغضب مبيّن على ملامحها و خطواتها و خطوات تارا تتبعها


كملت خطواتها متجاهلة نداء تارا إللي متبعتها، عصّبت و مالها مقدرة تواجه أحد بالحكي أبدًا لكن أستوقفت تارا خطواتها توقف مقابلها تنطق بهدوء : لا تضيّقين قلبك بسبب حكيها، تجاهلي و كإنك ما سمعتي لأن تعودنا!
هزّت رأسها بالإيجاب تتعدّاها و هي فعليًا بكامل قواها ما ودّها تحاكي أحد و لأن نفسيتها أنقلبت تمامًا للأسوء، قعدت وسط السرير تغمض عيونها من فرط قهرها و ما هي إلا دقائق و وقفت مقصدها وجهة معيّنة تروح لها كل ما تضايق قلبها و الأكيد إنه ' الأصطبل '
خطت خطوايها متوجه للأصطبل و أنتبهت لخطوات هتان المقبلة إتجاهها و بيدها كوب شاي و توّسعت إبتسامتها تمد لها الشاي : قبل تطلعين خذي هالشاي، أدري إنه يغيّر جوك
إبتسمت وجد تأخذ الشاي من يدها : أحبك
ضحكت من أبتعدت هتان عنها و هي ترسل لها قبلات بالهواء : أموت عليك !
خطت خطواتها بإتجاه الأسطبل و للأن قهرها ما خفّ كل ما تستذكر حكي الحرمة إللي يزوّد قهر قلبها، إلتفتت للخلف بإستغراب لأنها سمعت صوت خطوات مقبلة إتجاهها و من شتّت نظرها وقت أستوضح لها صاحب هالخطوات و عضت شفتها السفلية لأن ما كملت الخمس دقائق و هي مقابل الخيول إلا و تليد إتبعها و كإن قلبه يحس كل ما تضايق قلبها و تتوجه للأصطبل و فعلًا تأكّدت كامل شكوكها من وقف بجنبها بمسافة قليلة و عيونه تناظر للزاوية إللي تناظرها : وصلني كل شيء حصل و لعلمك أنفعالك بالحكي ما حبّيته
ألتفتت له مباشرة بذهول من نطق ' لعلمك أنفعالك بالحكي ما حبّيته ' و لأن لا إراديًا و من فرط قهرها قيّدت عنقه بغضب : تفاعلت لأن الحكي مسّك أنت بس كالعادة أندم على أيّ شيء أسويه عشانـ
قاطع حروفها ياخذ الشاي إللي بين كفوفها ببرود عجيب ! للأن متمالك أعصابة بالرغم من نغزات المعازيم و من أرسلت له تارا تعلّمه عن نقاش وجد مع الحرمة
مجلس الرجال | قبل دقائق
ترك كل شيء بيده من وصلته رسالة من تارا و لأن كل تركيزه صار على محتوى رسالتها ' تليد ! ، وجد تهاوشت مع وحدة من المعازيم عشانها غلطت عليك، و طردتها من البيت ! '
تبدّلت ملامحه يلي بيّنت ذهوله من أول ما قرأ رسالتها و من أرسل لها مباشرة يستفسرها ' وش قالت هالحرمة لـ درجة أن وجد طردتها ؟ '
أرسلت تارا ' قالت - سويتي خير وقت خرجتيه من السجن مع إنه ما يستاهل الخروج و لا الزيارة، محد نافخه غيركم هالمدمن - ، وقتها كنت شوي و أتوطى ببطنها بس وجد ما قصرت '
الواقع |
، بالرغم من الحرقة بصدره إلا أنه متمالك أعصابه و ما بدر منه ايّ حكي يشرب الشاي بمكان شربها و إستنكرت ملامحه لأن واضح أن الشاي هالمرّة مو بيد وجد : الشاي ما أعجبني
بالرغم من ذهولها من حركته، أستوعبت يدها إللي على عنقه تنزّلها مباشرة بغضب : أنا بالجنوب و أنت بالشمال
كشرت من نطق بإبتسامة : و أنا اللهب و أنتِ الموج،
استقام يسترسل حكيه : متجاهل كل شيء يحصل حولي لسبب معيّن و لولاه و الله لأحرق البيت و باللي فيه
ميّلت شفايفها و نظرها توجّه ليده إللي شادّة على الكوب تنطق بسخرية : بتحط حرّتك بالكوب ؟ بالهون تراني أفضّله، و بعدين حصل شيء بالمجلس ؟
ضحك لوهلة يخفي خبايا صدرة بـ هالضحكة المصطنعة : حصل إللي كنت متوقعة و زود، بحريقة تحرقهم كلّهم
أسترسل حكيه من تأملها للخيول ينطق بغضب مكبوت : لأني ما أرد بالحكي، ردّي دايم يكون بالفعل
ما إستغربت كلامه لأنها تعرفه و تعرف ردوده دايم بالأفعال و تنهدت من أقصاها ترفع نظرها لـ الأعلى و سرعان ما تبدّلت ملامحها من نطق بتساؤل : موافقة على الخطبة ؟
زفرت بضيق من موضوع الخطبة و إللي كان ما زانت دنياه فتح لها هالموضوع : بسألك سؤال ممكن ؟
عدّل قعدته لأن من نظره لـ عيونها و ملامحها تأكّد من السؤال يلي بتطرحه عليه، ما ودّه يجاوبها بالجواب إللي هي تبيه بـ هالوقت خصوصًا : لا تسأليني
هزّت رأسها بتفهم الودّ ودها تعلن عليه الخصام لدرجة إن حتى الخطبة ما يفكّر فيها : ما بسألك، لكن لو تتقرّب مني مرّة ثانية تدري وش راح أسوّي لك ؟
كتّف ذراعه و كان بيكتم الضحكة بس ما قدر لأن ملامحها و وقفتها يلي تدّل على غضبها تجبره يضحك : وش بتسوين بتشتكين لـ أبوك او أبوي منّي ؟ او لـ جدك او لـ جدي ؟ او لـ أوس مثلًا ؟
تبدّلت ملامحها تبيّن قهرها من كلامه و وقفت على أمشاط رجلها لجل توصل لـ مستوى طوله تنطق بدلع بالرغم من قهرها : بكشف الكذبة إللي جبرتني أشاركها معك و ..
ما كمّلت من ملامحه إللي تغيّرت، تظن أن بـ جملتها هذي تليد راح يسترجع كل أفعاله لكن كل ذهولها كان من نطق بسخرية من تهديدها : أن علموك أنك ترزين خشمك عليّ فأنا علّموني أكسر خشمك، و لا تظنين أن بتهديدك هذا تلوين ذراعي لأن ما عاش من يلوي ذراع تليد بن يزيد و لو أنه أنتِ، تهديدك الرخيص هذا تقولينه لضعاف إللي يهابونك، علم يوصلك و يتعدّاك يالمحامية بنت عماد، ما أهاب أحد لا منك و لا من سابع أجدادك لذلك لا تسوين أنك المحامية القوّية على راسي!
سكن كونها للحظات تستوعب ثقل حكيه و سقوطه على قلبها، ما توقعت ردّة فعله القاسية و كلامه إللي وقع وقعة الشوك بأعماقها، دمعها تجمّع بـ محاجرها من ثقل حكيه و قساوته عليها لكنها أخذت نفس قبل تنطق بهدوء تامّ عكس مشاعر قلبها : كبر راسك عليّ لأنك تدري بمشاعري لك من الطفولة، لكن أوعدك أن حبك بقلبي هذا يتحوّل لـ كره و ما بيتأثر قلبي ولو شوي، لأني كثيرة عليك و ما أستاهل أمثالك
تركّز نظرها الحاد بعيونه إللي تتأملها تنطق بشدّة : حابّه أذكرك أني المحامية وجد بنت عماد بنت فهد، من هالثانية أصارحك فيها أني أكرهك، أكرهك، أكرهك و الثالثة ثابته فكّر فيها و خل عقلك المتخلف هذا يستوعبها
تراجعت خطواتها للخلف مقصدها تتدخل للداخل لكن يده إللي حاوطت ذراعها كانت أسرع من خطواتها و بحركته هذي أستوقف حركتها و صار وجهه مقابل وجهها بالضبط و نطق مقصده يزيد قهرها : الوعد بكرة، بتصيرين حلالي و أعلّمك عن هالقوّة إللي عندك
حرّرت ذراعها من قبضة يده و مدت أناملها لـ صدره تبعده عنها تنطق بغضب : لعلمك تعدّيت حدودك، الحين أدركت ليش كل الناس تكرهك لأنك ناكر للمعروف و شخصيتك سيئة و لـ
كانت بتكمل حكيها لكن بسبب ملامحه إللي تغيّرت كليًا أستوعبت أخر الكلام إللي قالته و كانت بتنطق لكن قاطع كامل حروفها من نطق بصوته العالي : أدخلي، عيوني لا تشوفك لأن وقتها بيحصل إللي ما ودّك فيه يالوجد
بلعت ريقها لأنها خافت حقيقة هالمرّة وتوجهت للداخل بخطواتها الثابتة تعكس قلبها إللي يرجف من خوفه و بطريقها للداخل قابلت تارا إللي أستوقفتها تسألها لو لمحت تليد و ردها كان ينكر كل شيء حصل، ينكر شوفتها لـ تليد، ينكر ثقل الحكي و سوءه يلي صار بينه و بينها، تعدّتها متوجه للغرفة تقفل الباب على نفسها بزعل و ضيق و كل أحساس سيء بالدنيا صاحبها بـ هاللحظة !
أما بالنسبة لـ تليد ظلّ واقف و حكيها يتردّد بعقله، ثقيل حكيها إللي وقع أعماقه و ما توقع هالقساوة منّها، ما همه شيء كثر جملتها إللي عوّرت قلبه بالرغم من أكتفاءه بنفسه و ما يحب يختلط مع الناس حتى مع أهله بإستثناء القليل منهم إلا إن قلبه تأثر و بشكل مو عادي عليه و توجه لـ غرفته بالمثل، يتمدّد على سريره يسمح للنوم بمداهمته لجل ينام و يترك كل شيء سيء ورا ظهره
عزيمة الليلة كانت لجلهم شخصيًا مو لسبب ثاني، أثنينهم ما توقعوا كل هالأشياء السيئة تصير و تبدّل حالهم من فرح لـ حزن، ضيق، كره بدايتها مشكلة تليد مع الرجال و مشكلة وجد مع الحرمة، نهايتها الخصام إللي أشتدّ بينهم الأثنين !
الليلة كانت ثقيلة على الوجد إللي تجاهلت العزيمة و باللي فيها و قعدت بغرفتها تفرّغ حزنها، بكاءها إللي أستمرّ لـ ساعات طويلة ما هدأ إلا مع أذان الفجر، صلّت الفجر و كملت بكاءها على السجادة لين ما غفت عينها تعلن أستسلامها للنوم.
أيضًا كانت ثقيلة على تليد لأن معاناته مثل معاناة وجد، ما غفت عينه حتى مع أذان الفجر، طول ليلته قضاها مع هواجيسه و أفكاره إللي توديه و تجيبه يفكّر بحكيها الجارح له، يفكّر بسنينه الماضية إللي قضاها مع نفسه و بمفرده واجه كل شيء صعب إن الشخص يواجهه بمفرده، لأنه تليد و ما فيه شيء يصعب عليه !
إلى أن غفى لأن النوم الوحيد إللي يعوضه عن ألف شعور ما ودّه يحس فيه !
صباح اليوم التالي
ما غفت عينه غير ساعتين فقط، صحى و ما بباله غير فكرة إنه يطلع من الديرة و يرجع للمدينة، ما عاد يتحمل يقعد بالمكان إللي تتأذّى فيه نفسيته من كل النواحي و خصوصًا من بعد حكي وجد له، خرج من غرفته بعد ما بدّل ملابسه و خطواته تسوقه للحوش مقصده يخرج خارج هالقصر قبل لا ينتبه له أحد، لكن أستوقف خطواته صوت جده إلي قاعد بالجلسة إللي وسط الحوش ألتفت له يوجّه كامل أنتباهه لجده بالرغم من كثير فوضى الأفكار إللي بباله : سمّ
عقد الجد عصام حواجبه و نظره يتفحص ملامح تليد إللي تبيّن سوء نفسيته : قرّب
تقرّب بخطواته ناحية جده من غير ما ينطق بحرف يوقف مقابله بالضبط و تنهد من نطق جده بالسؤال مباشرة : وينك ليلة أمس ؟ الكل يسأل عليك
أعتدل بوقفته يكتّف ذراعه : أنشغلت
هزّ عصام رأسه بالإيجاب لكنه نطق باللي ملاحظة : مو على بعضك وش حصل، و بعدين وين متوجّه ؟
رفع نظره للأعلى ياخذ نفس من أقصاه لأن أسئلة جده يلي أنهالت عليه مو وقتها أبد : لشقتي، تأمر على شيء ؟
هزّ راسه بالنفي و ملامح تليد و نبرة صوته أكّدت له إنه بوضع ما يسمح له بالكلام الكثير .
باللحظة إللي كان بيخرج فيها للخارج، لمح خطوات وجد إللي مقيّدة ذراع عماد و وقف جامد إلى أن قرّبوا من الجلسة و قبل يبتعد عنهم رمى نظرة على وجد، أرتعب قلبها تلقائيًا من ألتقت عينها بعينه لأن جسده جامد حتى رمشه ما تحرّك هدوءه غير أمن بالنسبة لها أبدًا، نظرته إللي عرفت معناها و ضاق صدرها من نظرته و من أبتعد من غير ما ينطق بحرف لكن عيونه تحكي عن كل الحروف إللي عجز يبوحها للعلن !
إنعقدت حواجب عماد من حديث عيونهم إللي كان واضح له و تحت أنظاره، نزّل نظره لوجد إللي نزّلت نظرها و الضيق بيّن على ملامحها، رفعت نظرها و أبتعدت عن عماد و عصام بخطواتها إللي ساقتها خلف تليد إلتفت لخلفه من حس بخطوات متردّدة في مشيها و رفع حاجبه بإستغراب من وجودها : وش مطلبك هالمرّة ؟
بلعت ريقها تستجمع كامل قواها لأنها ما تدري كيف ترتّب الحكي العشوائي إللي بداخلها : تليد ! بخصوص الحوار يلي صار بيني و بينك أمس..
تكتّف و الإبتسامة الجانبيّة مزينة ثغره : ايوه و بعده؟
شدّت على يدها من القهر إللي صابها هاللحظة و من بروده إللي قهر قلبها:حتى أنت جرحتني بكلامك و مو أول مرة لعلمك، من بعد أول زيارة زرتها لك بالسجن و مشاعري تبثّ سوءها بسببك!
أعتدل بوقفته ياخذ نفس من أقصاه : إللي فيني يكفيني و زيادة عليّ، لا تقرّبيني و لا أقرّبك خلاص!
بلعت ريقها و الدموع تجمعت بمحاجرها من حكيه : ما تهم قلبي أساسًا،و ما بيّنا نصيب!
' ما بيّنا نصيب ' وقعت هالكلمتين بأقصى قلبه وقعت مثل السكين إللي إنغرست بجسده لأن درى إنها بترفضه!
توقف الكون بنظره لثواني يستوعب بعد خطواتها عنه و كلامها إللي ظلّ يتردد بعقله! و ما حس إلا بلهيب إللي وقف مقابله و نطق بتساؤل:معصّب ؟
بلّل ريقه يرفع نظره للأعلى : برجع لشقتي
هزّ لهيب رأسه بالنفي مباشرة يعترض فكرة إنه يرجع لشقته : تدري مين بيجي اليوم ؟ خالك قاسم و عياله
عقد حواجبه بإستغراب : و جاسر الكلب بيجي ؟
بلع لهيب ريقه ما يدري كيف يفاتح تليد بالموضوع : إللي سمعته إن جاسر ما يدري إنك خاطب بنت عماد و الظاهر إن جيّتهم اللّيلة عشان يخطبونها له!
تجمّد الدم بعروقه من ثقل شعور هالطاري على قلبه ينطق بذهول : يخطبون وجد لجاسر ؟ يخسي و يعقب يلمح طرفها بس
تنهد لهيب بضيق و هو متوقع ردّة فعل تليد الوحشية لو قابل جاسر : بتخلّيها له ؟
فزّ لهيب لأن كان بيكمّل حكيه لكن أستوقفه يد تليد إللي قيّدت عنقه بغضب : وجد لي و الله ما ياخذها غيري!
أبعد يده عن لهيب يتوجه لـ مجلس الرجال و الغضب معمي عيونه و ما كان بالمجلس غير يزيد إللي كل تركيزه على جواله : صحيح إللي سمعته ؟
عقد يزيد حواجبه بإستغراب : وش سمعت ؟
تقدّم تليد يوقف مقابله : جاسر ولد خالي قاسم جاي لجل يخطب وجد الليلة ؟
وقف يزيد بـ هاللحظة لأن ما كان عنده العلم بـ هالموضوع إلا الأن من تليد : بنت عماد لك أنتِ، لا لجاسر و لا لغيره
تبدّلت ملامحه يرصّ على أسنانه و الغضب أحتلّه بالكامل و خرج من المجلس و خطواته ساقته للوجد ما غيرها !
فزّت من دخوله للغرفة بكامل قوّته و من تعدلت بقعدتها تمسح دمعها بكفوفها برجفة من طريقة دخوله و من قفل الباب يتقدّم لها و الغضب مبيّن على ملامحه و وقفته تنطق بخوف : وش مدخلك للغرفة أنت؟
تقدّم لها للحد إللي صار قريب منها و ما يفصل بينهم حاجة و يده إنمدّت لذراعها:بترفضين جاسر و بتوافقين على تليد،تفهمين؟
ما كان عندها العلم بإن جاسر خاطبها من الأساس إلا منه!
تبدّلت ملامحها إللي تبيّن ألمها من قبضته على ذراعها:بوافق على جاسر و أرفض تليد،بـ
ما كملت جملتها و ما أمداها من نطق بصوته العالي إللي عصف بقلبها قبل يعصف بسمعها:أقسم بمن أحلّ القسم و رفع السماء و ابسط الأرض و خلق الروح في الإنسان لا أطلّع كل جنوني عليك يالوجد،جرّبي توافقين عليه و الله أنك بتحضرين جنازته وتليد بأشدّ جنونه و يسوّيها،حذّرتك!
بالرغم من قلبها إللي يرقع من خوفه إلا أن وجهها جامد ما يبيّن خوفها تنطق ببرود مستفزّ لتليد:عفوًا ؟نسيت كلمتك قبل دقائق وقت قلت'لا تقرّبيني و لا أقرّبك خلاص!'وش إللي حصل لك لا يكون تغار عليّ ؟
حرّر قبضته من ذراعها لأن يده إنمدّت لـ خصرها يقرّبها له لدرجة شديدة:لو شفتك و لمحت طرفك بجنب جاسر او سمعت أنك وافقتي عليه أنهيك و أنهي جاسر و سلالته،و إن شافك او حتى لمح طرف من أطرافك وقتها لا تلومين إلا نفسك وأنتِ تعرفين تليد يالمحامية
ما قدرت حتى ترمش من قربه إللي وترها و من يده إللي شادّة على خصرها تبتلع ريقها بخوف من حكيه:ما تقدر تسوّي لي شيء او حتى تلمس طرف من أطرافي على قولك و أنا وجد بنت عماد أحدّد مصيري و أنا إللي أختار الشخص إللي بكمل حياتي معه،يكفيني إللي جاني منك ما ودّي بالزيادة
هزّ راسه بالايجاب و الشياطين كلّها تجمعت فيه ينطق هدوء يسبق العاصفة:إللي أفهمه من حكيك أنك موافقة على جاسر؟
أبتسمت وسط خوفها لجل تستفزّه ترفع أكتافها بعدم معرفة:يمكن، و جاسر رجال و النعم فيه لـ..
بتر كامل حروفها من أنحنى لها ينطق بكل غضب : لو ذبحتىه أنتِ و حكيك السبب، أسوّيها و ما يرف لي جفن
أسترسل حكيه من وضحت له ملامحها و رجفتها بين أحضانه : بتنزلين عند أبوك و تقولين أنك موافقة على تليد، و لو كلّمتك ام جاسر و فتحت موضوع الخطبة تقولين أنك لـ تليد، هذا إللي عندي و لو حصل غيره أنتِ أدرى باللي أسويه فيك و فيه يالوجد !
تراجعت خطواتها للخلف من تقدّم بخطواته و من نطق بخفوت : و الله ما تكونين حرم غير لـ تليد
مدّت ذراعها وسط صدره تبعده عنها من قوّة مشاعرها و هيجانها هاللحظة، إحتمال تطيح من طولها لأن كل شيء يحصل حولها ما أستوعبه عقلها و لا أمداه يستوعبه من سرعة الأحداث و نطقت بنبرة مهزوزة : عجزت أفهمك والله!
تنهد يبتعد عنها و نظره متركّز على ملامحها، كيف إنها شادّة على يدها و رافعة نظرها للأعلى لجل تتمسّك بدمعها ينطق بضيق : ما به شيء تفهمينه،  موافقة أنك اللّيلة تصيرين حرم تليد ؟
طوّل صمتها إللي بسببه زاد توترّ تليد، ما قدرت تنطق من فوضوية مشاعرها ما بين إنها توافق لأنه حب الطفولة و أول و أعذب حب و ما بين إنها ترفض بسبب أسلوبه و حركاته و إنها تجهل حبّه لها تنطق بعدم وعي : ليش ؟
تنهد يتراجع بخطواته و نظراته لازالت متركّزه عليها : وقت تصيرين حلالي بحقّ و حقيقة بقولك ليش، أكرّر موافقة ؟
رفعت نظرها تلتقي بـ عيونه تأخذ نفس من أعماقها تنطق بكلّ هدوء:لا، وقت تعرف كيف تتعامل مع المحامية من غير ما تنطق بسوء حكيك وقتها بوافق عليك، لكن أنت و بـ هالحالة و هالقسوة ؟ محد بيوافق عليك صدقني
بهتت ملامحه من حكيها يتراجع بخطواته : ما تهمني موافقة أحد غير موافقتك أنتِ يالوجد
رفعت عيونها إللي تركّزت بعيونه تنطق بهدوء : و أنا مو موافقة، و أطلع برا لا أقلب دنياك تليد !
هزّ رأسه بالإيجاب يخرج خارج غرفتها من غير ما ينطق بحرف، ساقتها خطواتها تلقائيًا للدريشة تتأمل خطواته إللي توّسطت القعدة، و من الدخان إللي صار بين أنامله و كومة الدخان إللي أنتشر حوله، عيونها كانت تتأمل ملامحه إللي بالكاد توضح لها ملامحه يلي تبيّن ضيق قلبه من بعد حكيها كونه توقّع موافقتها لكن ؟ أنذهل من رفضها !
أغلقت الستارة تقعد وسط السرير و تفكيرها بتليد للأبد، ما يهون على قلبها إنه زعل منها لكن ما تلوم نفسها، ما تلومها أبدًا لأنه تعدّى حدوده بحكيه و بفعله يعاملها معاملة زوجته يلمسها متى ما خطرت بباله ناسي إنها ما تحلّ له، قسوته عليها و هي بطبيعتها حسّاسة تتحسّس من أيّ كلمة تنحكى لها فكيف لو كانت هالكلمة من أحب الناس لقلبها ؟ تأثير هالكلمة غير تمامًا على قلبها !
1
-
غرفة تارا | ٧ مساءً
زفرت تتأمل قعدة البنات كلّهم حول السرير و كل وحدة مشغولة بعالمها الخاص و الصمت سيّد هاللحظة إلى أن نطقت هتان تقطع هالصمت : وجد صار لها ساعات مو على بعضها أبدًا، ما طلعت من الغرفة حتّى!
تنهدت تارا من أعماقها لأنها ملاحظة وضع تليد و وجد تنطق بتساؤل : ما جرّبتي تكلمينها ؟
هزّت رأسها بالايجاب تنطق بضيق : جرّبت، لكنها مقفلة الغرفة و مقفلة جوالها و تعرفين وجد مستحيل إنها ترضى تقابل أحد و هي بـ هالضعف، لكن بجرّب حظي و بروح لها!
و فعلًا ماهي إلا ثواني و هتان واقفة مقابل الباب تدقه بهدوء : وجد ؟
بيّن على ملامحها الزعل من نطقت وجد من خلف الباب : نتكلم وقت ثاني هتان
و أبتعدت تتوجّه لغرفة تارا بضيق على حال وجد!
-
غرفة وجد
تبدّلت ملامحها للذهول من وصلتها رسالة من تليد إلي محتواها يدّل على شديد الندم إلي يحسّ فيه بـ هاللحظة ' ما شفتك مع البنات اليوم و حزّ بقلبي، ما أدري! حسيت أنا السبب بإنك قاعدة مع نفسك و ما طلعتي من الغرفة حتى!'
ما ردّت على رسالته ترمي جوالها وسط حضنها، ما ودّها ترد لأنها بتضعف خصوصًا إنه تليد !
أخذت جوالها من وصلتها رسالة ثانية من تليد ' أسف، أدري إن الإعتذار مو مجرّد أسف و لا كلمة تنقال، أعتذار تليد قول و فعل و ندم و ما أكرّر إللي صار ! '
ما ردّت و هالمرة قفلت جوالها بأكمله تتمدّد على السرير بهدوء عجيب رغم فوضوية مشاعرها الداخلية !
الجلسة الخارجية | ١ ليلًا
ما بين جلسة الرجال و النساء إللي يفصل بينهم مسافة بسيطة و طاولة الطعام إللي تبعد عنهم بمسافة بسيطة بالمثل، الكلّ متجمع بإستثناء وجد يلي كانت بالداخل و نفسيتها ما تسمح بإنها تطلع للخارج او تواجه أحد أبدًا لكن ما هي إلا دقائق و طلعت لهم، طلعت لأن ملّت و هي بالداخل حول نفسها و طول وقتها تفكير و من أول ما قرّبت للجلسة نظرها تركّز على تليد إللي قاعد حول العيال جسد فقط كان جامد عكس باقي العيال إللي يسولفون و يضحكون أما هو ! مشتّت نظره و تفكيره بأشياء ثانية و الأكيد إنها من ضمن تفكيره
تبسّمت ملامح الكل من أنتبهوا لخروجها و من صارت متوّسطة الجلسة و بدأت تسولف بكلّ روقان بعد ما قوّت نفسها و أستجمعت كامل قواها بالداخل و هي مع نفسها !
و وقفت مقصدها تتوجه لطاولة الطعام تصب لها الشاي لجل تروّق زود الروقان إللي تحس فيه لحظتها و ما حست إلا بالذراع إللي أنمدت و أخذت الكوب إللي كان بجنبها و ما جرّبت ترفع نظرها لأنها عرفت إنه تليد أساسًا من ريحة عطره و من الإحساس إللي حس قلبها فيه وقت قرّب منها، بالرغم من إن كان بينه مسافة لكن بكلّ مرة قلبها يرجف من قربه بس ما توضح و تحاول إنها ما توضح له هو بالخصوص و الواضح لها إنه جاء عند الطاولة عشان يكلمها مو لجل شيء ثاني و رفعت نظرها له : كل حركة منك واضحة وضوح الشمس عندي
تجاهل كلامها و عيونه تركّزت بعيونها بـ هاللحظة، ينسى كل ضيق قلبه من بريق عيونها : عيونك أحنّ منك، أنتِ تقسين و عيونك تعتذر!
نزّلت نظرها للأسفل مباشرة، ما ودّها تضعف أبدًا ما ودّها تنطق بهدوء : شتّان ما بيننا تليد، قلت أنك تعيب الحب و من عاب أبتلى، و لو إنك تليد إللي ما يعرف إلا القسوة بكل شيء بس قسوتك دائمًا تفرّغها فيني تليد !
أسترسلت حكيها وسط إستماعه لحكيها : ليش كل هالقسوة ؟ مو المفروض إللي يحب يستثني ؟ هـ
بتر كامل حروفها ما ودّه تكمل و يتقطع قلبه زيادة : المفروض أستثنيك من هالقسوة، المفروض أن تليد يقسى على كل الناس إلا وجده، و يقولون يلي يستثنيك يستحقك و أنا أحاول لجلك وجد، أحاول و الله الشاهد على كل محاولاتي، بالعادة ما أهتم لأيّ أحد يزعل مني لأن دايم الغلط منهم إلا أنتِ، طول وقتي أنتِ ببالي حتى روحتي للمدينة كنسلتها بعد موضوع خطبة جاسر لك ما أجبرك أنك توافقين عليّ لكن لو تعزّيني أرفضيه، لو ما تكونين لتليد ما تكونين لغيره!
ما نطقت و لا تقوى على النطق من بعد كلامه، مشاعرها ما تنوصف بـ هاللحظة لأن أحساسه الصادق وصل لأقصاها و كبحت شبه إبتسامتها من نطق بتساؤل : الشاي من يدك ؟
هزّت رأسها بالنفي ترفع نظرها له : لا
أعتدل بوقفته ينطق : دامه مو بيد الوجد ما عاد لنا فيه حاجة
ما قدر تكتم ضحكاتها لأنه ما يشرب الشاي إلا من يدها و تعوّد إنه يشربه منها هي مو من غيرها و يستنكر طعم الشاي إللي مو من يدها !
أبتعد عن الطاولة يتوجّه للجلسة و نفسيته إنعكست على ملامحه إللي بيّنت فرحها من بعد نقاشه مع وجد و من بعد ما تأكد أن قلبها مو شايل عليه !
و بالمثل وجد إللي زاد روقانها ترجع للبنات و كوب الشاي محتضن أناملها .
و ضحكت من همست هتان بسؤالها : وش سرّ روقانك ؟ و بعدين هذا تليد ما يدل درب الحيا ؟ كيف يوقف جنبك و الكل موجود، ما ادري ليش ساكتين و لا كإنهم يشوفونه !
و أستقامت هتان توقّف وجد بجنبها : يبي لك جلسة طويلة أنتِ، تعالي معي
وقفت وجد بجانبها و خطواتهم توجّهت لوسط المزرعة بعيدًا عن الموجودين، توقف هتان تنطق بجديّة : وجد إللي أشوفه أن تليد تمادى بفعله و تمادى بحكيه و أنتِ سامحة له يسوّي كذا هذا و لا جرّبتي توقفينه عند حدّه، تدرين ؟ شفته وقت أمس دخل لغرفتك و صوته كان عالي حدّه ! الحمدلله وقتها محد سمع صوته غيري لأن لو سمعوا صوته و هو بغرفتك و لوحدكم صدقيني بيذبحونىك أنتِ وياه، ما عهدتك كذا وجد ! ماعهدت ضعفك و لا توقعت منك هالضعف حتى بمشاعرك، إللي أشوفه أن تليد من بعد خروجه من السجن غيّرك بالكامل و هالشيء أنا ما حبّيته! ودّي أنك تراجعين كل شيء، قراراتك و تصرفاتك و تصرفات تليد معك مهما كانت شدّة عصبيته حرام يقرّب منك !
بهتت ملامحها بالكامل لأن ما توقعت هالحكي و بـ هالوقت خصوصًا كونها مروّقة شديد الروقان و ما كان ودّها يتبدّل هالروقان و يوصل للزعل : تحسبيني راضية على حركاته و قربه؟ و مين قال لك أني ما جرّبت أوقفه عند حده ؟ حاولت و ما بقى غير إني أعلم عمي يزيد عليه، هذا الباقي والله ! ولو إني القوّية بس قوّتي تتلاشى وقت اكون أكون معه، حسّي فيني هتان و أنتِ تعرفين شخصية تليد و صعوبتها
بترت كامل حروفها تنطق : لو قرّب منك مرة ثانية و ما علمتي عليه و الله و أنا بنت محمد لأفضحه قدام كل هالموجودين، لو أنتِ ما تقوينه أنا اقواه !
هزّت وجد رأسها بالنفي تتنهد بضيق : اقواه هتان و أقوى منه أنا، بس وش الخطة الحين ؟ حاول يرجّع العلاقات و تأسف لي عن كل أفعاله
عقدت حواجبها و عيونها تتأمل ملامح وجد : و أنتِ قبلتي أعتذاره ؟ و نسيتي كل كلامه و أفعاله قبل يعتذر ؟ دام هذي بدايتها الله يستر من نهايتها، متناقض جدًا خصوصًا بمشاعره إتجاهك
هزّت راسها بالايجاب توافق على كلام هتان و تدري بصدق معناه : يمكن لأن مشاعري أقوى مني ؟ عشان كذا أنا أول ما أعتذر كل الضيق إللي بصدري هو سببه أنمحى و لو أن للأن بقايا الزعل أحس فيها بسبب معاملته، أعطيني مُهلة و بغيّر تليد للأفضل و بكون مثل الشُعاع إللي يضيئ وقت عتمته
2
-
عصر يوم الأربعاء | مجلس الرجال
رفع عصام نظره قاسم و عياله إللي توّهم وصلوا ينطق بإبتسامة : حيّ الله قاسم و رجاله
تبسّمت ملامح قاسم يدوّر تليد من بين كل العيال إللي بالمجلس : الله يحييك،ألا وين تليد ما شفته؟
بـ هاللحظة دخل تليد بهدوءه المُعتاد، و للأسف أن مقصد جيّته هالمرّة مو لجل خاله قاسم إنما لجل موضوع الخطبة إللي بينهيه قبل يبدأ حتى : السلام عليكم
تعالت أصوات الموجودين يردّون على سلامه و من قعد بجانب لهيب إللي توترّ كونه فهم سبب جيّة تليد هاللحظة ينطق بهمس : الله يستر، تليد أعقل تكفى
هزّ رأسه بالإيجاب يوجّه حكيه لـ لهيب : عاقل، و لو أضطريت بطلّع كل جنوني عليكم
بلع ريقه و رجله أهتزّت تلقائيًا، يدري بقوّة تليد و يدري إنه ما يحشم أحد للأبد و لو إنه أكبر منه : لا تنطق بموضوع الخطبة قبل لا ينطقون من نفسهم
ضحك بإستهزاء يخفي كل عصبيته : أنتظرهم يجيبون طاريها صاحي لهيب ؟ أفجّر المجلس و باللي فيه خصوصًا جاسر بولّع فيه ، و تدري ؟ وجد ما تدري بحقيقة جاسر هالنجس و لو تدري بتتوطى ببطنه، قوّية!
و رفع رأسه من نطق خاله قاسم بتساؤل : كيف حياتك تليد طمني عليك ؟
أبتسم يرجّع ظهره للخلف و نظره كان محتدّ إتجاه جاسر : يسرّك الحال يا خالي و بكرة بكمّل نص ديني و بملك على الوجد بنت عماد
تعمّد يجيب طاري الملكة بالرغم إنها سبق و رفضته ! و بيرجع يكلمها عن هالموضوع لأن مستحيل يتركها تروح لغيره خصوصًا جاسر !
عقد حواجبه عماد بإستغراب كونه للأن ما كلم وجد عن موضوع الخطبة مع أن قلبه حاس إن تليد بنفسه كلمها عن هالموضوع و ما نطق إنما أجّل الموضوع لليل، لجل يتفاهم مع وجد على روقان و بهدوء و أنتقل نظر تليد لولد خاله - جاسر - إللي ملامحه تبدّلت من دخول تليد للمجلس يهابه و يهاب المجلس يلي ينطرى فيه أسمه لكنه ما يبيّن هالضعف و الخوف منه، ملامحه تبدّلت للأسوء من نطق تليد - و بكرة بكمّل نص ديني و بملك على الوجد بنت عماد - ينطق بحدّة : شلون تملك على بنت عماد؟ ، أنا ودّي فيها
كان بيوقف لكن ذراع لهيب كان أسرع منه ينطق بحدّه : تبطي ما تلمس طرف منها، تليد للوجد و الوجد لتليد قبل تنولد
بين ذهول كل الرجال إللي ما صدر لهم صوت ينتظرون تليد يعصف بالمجلس باللي فيه بإستثناء عصام يلي نطق بعصبيته المعتادة : يا خسارة هالشنب إللي على وجهك أنت ويّاه، تتهاوشون وسط الرجال لجل بنت؟
عدّل عماد قعدته و ملامحه تبيّن بعدم إعجابه للهوشه إللي وسطها وجد، بالنهاية بنته و ما يرضى عليها إن أسمها ينذكر وسط الرجال و يتهاوشون عليها بـ هالشكل : لجل تكون بالصورة أنت وياه، وجد تقرّر و تختار إللي تبينه بنفسها و مستحيل أجبرها تاخذ واحد منكم
من بعد جملة عماد إللي يوضح فيها شديد غضبه من تليد و جاسر أنتشر الصمت بالمجلس وسط النظرات يلي تبيّن التحدي بين تليد و جاسر و ملامح أوس إللي تبيّن عدم إعجابه للي حصل بالمجلس !
وقف و خطواته ساقته للخارج و مقصده يتصل على وجد، يفتح موضوع الخطبة إلى أن يستلم الموافقة منها و يرتاح باله و تبسّمت ملامحه ينسى كل عصبيته من وصل صوتها لمسامعه : حيّ الله البارود حرم النار !
أعتدلت بقعدتها لأنها ما فهمته و لا فهمت ' النار و البارود ' منّه : وش ودّك تليد ؟ كل ما جيت ببالك دقّيت ؟
تنهد من كل أعماقه ينطق : أبيك وجد و الله أبيك و بأشدّ إحتياجي لك، تليد من غير وجده مو تليد !
عقدت حواجبها مستغربة من أسلوبه : أنت تليد ؟
ما نطق يتنهد من إحساس قلبه : تليد، بخطبك للمرّة المليون إلى أن أستلم الموافقة منك، و قلت إن ليلة الخميس بملك عليك وسط الرجال!
تبدّلت ملامحها تبين ذهولها : تحب تفشّل نفسك تليد؟ فرضًا أنا ما وافقت عليك؟
طوّل على ما ينطق يتنهد من أعماقه : العمر مرة وحدة يالوجد و عمري معك أنتِ و جيتي على قد ذوقي و زود، وش ينقص غير موافقتك؟
زفر من قفلت الإتصال من غير ما تنطق بحرف، بالرغم من صعب شخصيته و مشاعره إللي صعب يبيّنها للكل إلا أنه يبيّنها لها و يحاول خصوصًا من بعد كلمتها له إللي للأن تتردّد بذهنه - مو المفروض إللي يحب يستثني -
رمت جوالها وسط السرير بحيرة قوّية تحسّ فيها لحظتها، عقلها و قلبها كل منهم يقول لها شيء، أنتبهت لدخول هتان إللي نطقت بتساؤل و عيونها ملاحظة ملامح وجد : وش فيك يا حُب ؟
وجد : محتارة بتليد، محتارة أوافق او أرفض
قعدت على طرف السرير تنطق : تبين رأي هتّان ؟ ولو إنه غثيث و قليل أدب بس وافقي، و صلّي إستخارة
ضحكت بذهول تتذكّر حكي هتان ليلة أمس : مو أمس كنتي ضدّه ؟
هزّت راسها بالنفي : ضدّ أفعاله المتمادية إتجاهك، مو ضدّ حبك له و دام قلبك بقلبه ما أشوف أن لرفضك داعي !
تنهدت من أعماقها تنطق بعد ما طوّل سكوتها : بابا من زمان ينتظر ردّي، بصلي أستخارة
أستقامت هتان بالرغم من الدوخة و الصداع إللي حسّت فيه هاللحظة تتوجّه للخارج !
-
المطبخ
بين فوضى الأطباق و المكونات إللي مالية الطاولة أنتبه لدخول وتد بخطواتها المتزنة و ملامحها الهادئة كالمعتاد
شهقت من أنتبهت لوجوده وسط المطبخ : خوّفتني، ما كنت أحسب فيه أحد بالمطبخ
إبتسم ينزل نظره للحلا إللي توّه إنتهى من طبخه يرفع نظره لها : تجرّبين ؟
و توّسعت إبتسامته من هزّت رأسها بالإيجاب دليل على موافقتها : جرّبي و أعطيني رأيك
تقدّمت بخطواتها و مدّت أناملها تأخذ الملعقة إللي مادها لها من بين أنامله، أخذت قطعة صغيرة من الحلا تأكلها بكل رقة وسط خجلها من نظراته إللي متركّزة عليها و متلهفة لـ ردّة فعلها على الحلا و تبسّمت ملامحه من نطقت بإبتسامة بعد ما نزّلت الملعقة و رفعت نظرها له : لذيذ حدّه، وش مكوناته غشّشني ؟
ضحك ينزل يده يعدّل الصحن : حلا سرّي، بس عشانك وتد بغششك عن مكوناته
إبتسمت للحظة من تذكّرت وجود البنات بغرفتها : ممكن أخذ منه للبنات؟
هزّ رأسه بالإيجاب يقطع لها من الحلا : طبعًا !
ما إنزاحت إبتسامتها من ملامحها و عيونها تتأمل يده إللي تقطع لها من الحلا
-
بالخارج
خطت خطاويها المهزوزة و يدها أنرفعت تلقائيًا لـ مقدمة جبينها من حسّت بإنها بأيّ لحظة بتطيح من طولها من الدوخة إللي داهمتها بههت كامل ملامحها لأن عيونها غمّضت لا إراديًا و ما حسّت إلا بالذراع إللي تشبّكت فيها قبل تطيح
بلع ريقه من صارت بحضنه بـ هاللحظة و حمد ربّه بداخله إنه مسكها بأكثر وقت مناسب و قبل تطيح بالأرض كونه كان ملاحظ خطواتها و ملامحها إللي تبيّن إنها بأيّ لحظة بتطيح من طولها !


بذراعه اليمين حاوط عنقها و بذراعه اليسار إللي حاوط ساقها يرفعها لـ حضنه و رأسها مقارب لـ عنقه، بالرغم من ضعف بُنيتها الجسدية إلا إنه حسّ بثقل جسمها بين أحضانه لحظتها و تنهد من أعماقه و خطواته يلي ساقته لـ غرفته مباشرة
نزّلها على السرير يمدّدها بخفّة بوسطه و أنحنى يقيس نبضها ينطق بهمس : هتّان !
ما كان منها أيّ إستجابة تدل على أنها بكامل وعيها و ما كان منه إلا يده إللي تطبطب على وجهها بخفّة و يده الثانية يبخ بها العطر بمعصمه يقرّبه من أنفها و تنهد براحة من حسّ إنها بدأت تصحى و عيونها تفتحت تلقائيًا، تبدّلت ملامحها من أستوعبت المكان تنطق ببحّة : وش تسوّي أنت ؟
أبتعد عنها تلقائيًا يوقف : أغمى عليك وسط المزرعة يا هتّان، و جبتك لغرفتي !
عدّلت قعدتها تغمّض عيونها من ألم رأسها تنطق بحدّة : بأيّ حق تجيبني لغرفتك؟ بـ
قاطعها ينطق بهدوء : أغمى عليك و طحتي بحضني، خفت يظنّون ظن السوء لجل كذا جبتك لغرفتي قبل أحد يلاحظ
أناملها أرتفعت لجبينها مباشرةً تبعد عن سريره : ما قصّرت، تعبانة شوي هاليومين
كانت بتخرج لكن أستوقفها صوته : ما أكلتي شيء من الصبح صح ؟، ما فيه أعند منّك أنتِ هذي صحتك تعبت أفهمك
ألتفتت له تنطق بغضب و ملامحها أحتدّت تلقائيًا من نبرته : وش علاقتك فيني؟ ، لا تتدخل فيني مرّة ثانية حتى لو أموت قدّامك !
طلعت من الغرفة تغلق الباب بكامل قوّتها وسط نظراته و ملامحه إللي تبيّن ذهوله من وضعها و مشاعرها المتناقضة !
خطت خطاويها متوجه للداخل و كلّها خوف أن أحد يلاحظ خروجها من غرفة لهيب، دخلت للصالة و نظرها أنتقل للبنات إللي متجمعين و يسولفون سوالف عشوائية و أنتقل نظرها لـ زوجة قاسم إللي نظراتها لـ وجد غريبة حدّها !
عقدت حواجبها بإستغراب تقد بجانب وجد تنطق بهمس : نظراتها غريبة
هزّت وجد رأسها بالإيجاب تنطق بنفس الهمس : تكفين من بداية الجلسة ملاحظة نظراتها لي، ما أرتحت
المغرب | وسط المزرعة
قعدتها الهادئة المُعتادة مع نفسها و شاشة اللابتوب إللي منوّرة مسلسلها و تركت الوشاح إللي تخيّطه بالكروشيه يتوّسط أحضانها من سمعت صوت خطوات خلفها، ما ألتفتت لجل تعرف مين صاحب هالخطوات لأن ظنّها إنه تليد كونه كل ما جلست مع نفسها يداهمها من غير علمها لكن تبدّلت كامل ملامحها من عيونها إللي إلتفتت تلقائيًا للشخص إللي خلفها تبتلع ريقها تنطق بنبرة تردّد : جاسر ؟
هزّ جاسر راسه بالايجاب يتقرّب بجانبها :جيّتي الليلة لجل أخطبك يا وجد بس تليد قال إنه بيملك عليك بكرة ! ما توقعت و لا ودّي أحد ياخذك مني لـ
بترت كامل حروفه قبل يكمل حكيه إللي زعزع كيانها و وترّها : أبعد عني و لا تقرّب، أحذّرك!
هزّ راسه يعترض طلبها و خطواته تتقدّم تلقائيًا : تعرفين إني أحبك من يوم كنّا أطفال؟ و مع ذلك وافقتي على تليد
تنهدت من أقصاها تنطق بضيق : بس أنا ما أحس بأيّ مشاعر إتجاهك جاسر، و أعتبرك مثل أخوي الكبير !
و سرعان ما شهقت من وجود تليد خلف جاسر و ذراعه محاوط عنقه و شادّ عليه ينطق بغضب : قسم بالي نفسي بيده لو تقرّب منها مرّة ثانية بفرّغ رصاص مسدسي براسك
حرّر عنقه و يده تعالت لـ صدره يبعده : توكل عيني لا تشوفك
زفر جاسر يتحسّس عنقه و نطق بتهديد : ما بعدّيها لك صدقني
ضحك تليد بسخرية : إللي تقدر عليه سوّيه
بلعت ريقها من المشهد المهيب إللي حصل مقابل عيونها بـ هاللحظة وجّهت نظرها لـ جاسر إللي أبتعد عنهم ثم وجّهتها لتليد إللي أعتدل بوقفته : سوّا لك شيء ؟
هزّت راسها بالنفي : يخسي يقرّب، ما يقوى بنت عماد و لا أنت تقواها !
ضحك بإعجاب لقوّة حكيها : قوّية يالوجد الله يديمها من قوّة، لو قرّب منك مرّة ثانية علميني لأن مسدسي مليان رصاص ينتظر إشارة منك
هزّت راسها بإعتراض لحكيه : خليك بعيد عن المسدس حتى لو إنك بحاجة كبيرة له
هزّ رأسه بالإيجاب و كان بينطق لكن أستوقفه صوت يزيد خلفه و أبتعد مباشرةً عنها يترك مسافة بسيطة يوجّه نظره لـ يزيد : سمّ ؟
بلعت ريقها وجد لأنها ركّزت على ملامح عمها يزيد و الواضح إنه معصّب و جدًا من تليد و من نطق يوجّه كلامه لـ تليد : تعال أبيك، و أنتِ يا وجد أدخلي يا روحي
إبتسمت بتوتر تدخل للداخل مباشرةً، تاركة خلفها تليد و يزيد !
تراجعت خطواته للخلف من ضربة يزيد إللي توسطت صدره ينطق بغضب : بايعها أنت ؟ ما تعرف الحلال من الحرام تليد ؟
شتّت أنظاره لأبعد مكان تشوفه عينه، يتراجع بخطواته من غير ما ينطق بحرف و من أسترسل يزيد حكيه : ترضى أوس يقرّب من تارا بـ هالشكل؟ أنت تدري لو شافك عماد بـ هالقرب لبنته و أنت ما تحلّ لها وش يسوّي؟ بيقلب الدنيا عليك و عليّ ، أعقل تليد أعقل خصوصًا من بعد هوشتك الغبية مع جاسر !
أسترسل حكيه من سكوت تليد : و لعلمك للأن ما أستلمت الموافقة من عماد، أعقل للمرّة الألف أقولها لك !
ما نطق بحرف و عيونه تتبع خطوات يزيد إللي أبتعدت عنّه، يرفع نظره للأعلى بضيق لأن ما تقرّب منها إلا و مقصده إنه يبعد جاسر عنها و تنهدت من أقصاه و نظره أنتقل لشاشة اللابتوب و وشاح الصوف إللي للأن ما أكتمل و الظاهر إنها دخلت و نست تاخذه ويّاها
أخذ جوّاله يرسل لها ' نسيتي أغراضك بالخارج، تعالي '
و ما هي إلا دقائق قليلة و أنتبه لـ خروجها و من تقدّمت إلا أن صارت مقابله تنطق بنبرة تبيّن خوفها : بسببي؟ ما عندي دليل لكن حسّيت !
تركّز نظره على عيونها الناعسة و يدري إنها نطقت ' بسببي ؟ ' لأنها حسّت بعصبية يزيد و نقاشه الحادّ مع تليد بسبب قربه من وجد و حسّت أنه معصب عليه بسببها و نطق بهدوء عكس مشاعره بداخله : لا تحسّين، خذي أغراضك و أدخلي قبل يجون
ميّلت شفايفها بعدم إعجاب لردّه تدري إنه يخبّي عليها لجل ما يضيق صدرها و تفكّر إنها السبب ورا عصبية يزيد على تليد !
كانت بتنحني تأخذ اللابتوب و الوشاح لكنه كان أسرع منها و أنحنى قبلها يأخذهم و أستقام بعدها يمدّهم لها : أنتبهي لنفسك من جاسر لأن مو ناوي خير، و لو تعرّض لك حاكيني
بلعت ريقها تنتظره يكمّل حكيه لأنه سكت و كإنه تذكّر شيء و متردّد بقوله : بخصوص الخطبة أستخرتي و غيّرتي رأيك ؟
ما قدرت تخفي إبتسامتها بـ هاللحظة لأن ملامحه كانت تبيّن عن مشاعره و كيف إنه ينتظر جوابها بكل حماس و نطقت تشتّت نظرها و الخجل يعتريها بـ هاللحظة : موافقة أصير وجدك و الشعاع إللي يضيئ عتمتك !
أشرقت ملامحه بـ هاللحظة تبيّن سعادة قلبه من بعد هالخبر و تراجع بخطواته ما ودّه يقرّب لأن ما يضمن نفسه أبدًا : تليقين يالوجد بتليد، تليقين و زود و بملك عليك بكرة بإذن الله!
شدّت على اللابتوت و الوشاح لـ صدرها و ملامحها توهجت من حلاوة حكيه : أجّل الملكة للجمعة، ما تجهزت
ما كان منه إلا الموافقة لطلبها يهزّ رأسه بالإيجاب : تآمرين، ما ينرفض لك طلب و ما ينقال لك غير سمعًا و طاعة
و خطت خطواتها إللي وجّهتها للداخل و ملامحها تبيّن إبتهاجها بـ هاللحظة!
بعد مرور وقت
رفعت نظرها لـ دخول هتان إللي دخلت بخطوات مستعجلة تبيّن فرحها : صدق وافقتي على تليد؟
عقدت حواجبها بإستغراب تعتدل بجلستها لأن للأن ما نطقت بالموافقة غير لـ تليد : شسالفة مين جاب هالطاري ؟
ضحكت هتان تقعد على طرف السرير : ما تدرين تليد بخور السوق وش قال قدام الكل ؟ قال الوجد موافقة عليّ و بملك عليها ليلة الجمعة، مو طبيعي هالإنسان غريب !
بان على ملامحها الذهول من كلام هتّان و إحمرّ وجهها دليل خجلها : تليد ما يدلّ طريق الحيا صدقيني
نزلت نظرها لـ جوالها بعد ما وصلتها رسالة من أبوها، يبلّغها إنه يبيها تجيه للجلسة الخارجية للمزرعة و بلعت ريقها ترفع نظرها لـ هتان : مين موجود بالجلسة ؟
تمدّدت بجنبها تنطق : القبيلة كلها موجودة، رجال و نساء حتى زوجك بس تدرين بين قعدة الرجال مسافة بسيطة تبعدهم عن قعدة النساء
فزّت تعتدل بجلستها لأن توترها زاد هاللحظة : ابلش  بابا يبيني اروح للجلسة ! مستحيل الكل موجود و توّه نقال العلوم تليد قال إني موافقة عليه، تكفين وين طريق الرجعة ما ودّي
ضحكت هتان إللي توترت من توتر وجد الواضح : ضروري أعطيك عصفر قبل تنصرعين علينا
مدّت ذراعها تضرب كتف هتان إللي مو وقت حكيها بالمرة : هتان يالفرعون أطلعي برا !
تبدّلت ملامح هتان إللي نظرها تركز على جوال وجد إللي وصلتها رسالة من تليد و كان محتواها ' تعالي للجلسة إللي بالخارج و وقت يسألك أبوك قولي أنك موافقة على تليد، و تغطّي لأن العيال موجودين '
ما قدرت تنطق و لا لها المقدرة أساسًا من قوّة خجلها ترفع نظرها لـ هتان برجاء : هتّان أنا بنت خالك أنقذيني
ضحكت تهزّ رأسها بالنفي : الله يقوّيك، تخيلي خالي يسألك قدام الكل اذا موافقة على تليد و ينتظر الجواب منك أنتِ مو من تليد نقال العلوم، و بعدين وين قوّتك ؟ محامية على الفاضي أنتِ
أستقامت من بعد كلمة هتان لها، و شدّت على يدها تستجمع كامل قواها:محامية غنوجة، و هالمحامية بتجلد تليد على قلّة الحيا و نقل العلوم.
الجلسة الخارجيّة
ترك جواله إللي كان بيده يرفع نظره لـ جيّتها بخطواتها المتوازنة و التوتر إللي ما أثّر عليها خارجيًا إنما كل تأثيره كان داخليًا تقعد و هتان إللي كاتمة الضحكة تقعد بجنبها، تركيزه كان عليها مو على شيء ثاني و لأن من دخولها الكل بدأ يرحّب فيها من أصغرهم لأكبرهم، تأمل حضنها و صوت ضحكاتها مع وهج إللي توّسطت حضنها و أخذ نفس من أعماقه لأن ما يقدر يتحكّم بتأمله فيها و لأنها كثيرة بتفاصيلها و حلاها
تنهدت تحمد ربها بداخلها لأن أبوها ما كلّمها و لا جاب طاري الخطبة إلا وقت قرّب أذان العشاء و الكل دخل للداخل بإستثناء عماد و تليد و وجد إللي كانت بتدخل لكن صوت عماد أستوقف خطواتها تلتفت له : سمّ
تقدّمت له بتوتر سببه وجود تليد و عيونها تركّز على أبوها إللي نطق بإبتسامة : ودّي أسمع الموافقة منك أنتِ
أخذت نفس قبل تنطق بالموافقة مهما تحاول تخبّي خجلها و خوفها ما تقدر كونها قدّام تليد إللي كل ما تحاول تخفي مشاعرها قدّامه تتذكر وقت قال ' الخافي البيّن يالوجد ' و بالرغم من إن تليد يدري إنها موافقة عليه لكن عماد ودّه الإجابة منها : موافقة
ما قدر يخفي إبتسامته من ضحكة عماد إللي ضمّها لـ صدره بعد كلمتها !

عصر يوم الخميس
تحديدًا بغرفة تارا إللي كل البنات متجمعين فيها و يخططون عن للأشياء إللي بيسوّنها لملكة تليد و وجد بكرة
كشرت ملامح وجد من وصلتها رسالة من تليد و محتواها ' أنتبهي لا تنزلين للصالة، جاسر الـ###  موجود '
بهتت ملامحها من قوّة معنى شتيمته لـ جاسر ترسل له
' عيب تليد!، بنزل لـ أوس بجيب من عنده كم حاجة ' و قفلت جوالها توقف و خطت خطواتها للأسفل
الصالة
رفع نظره و ملامحه إحتدّت تلقائيًا من تركّز نظره على وجد إللي نزلت بالدرج، لحظتها نظره أنتقل لـ جاسر إللي أنتبه لها و تبسّمت ملامحه من غير أيّ إدراك منه، شدّ على يده يتمالك أعصابه لا يقوّم الدنيا عليها و لأن فوق قهره من عنادها إلا إنه إنقهر زود من نظرات جاسر ينطق بغضب : أنتبه لعيونك و نظرها لا أنهيك
بلعت ريقها لأنه رفع نظره لها و أسترسل حكيه بنبرته الحادّة : و أنتِ أطلعي فوق
كشرت ملامحها تشتّت نظرها ما ودّها إن نظرها يطيح على جاسر ولو بالغلط من بعد موقف أمس تنطق و عيونها بعيون تليد إللي واقف مقابلها : نازلة لـ أوس أنا !
هزّ راسه بالزين يبعد عن طريقها و عيونه تراقب جاسر و تحركاته : الله معك
-
عصر يوم الجمعة
وقفت وتد وسط الصالة و عيونها تتأمل تجهيزات الملكة و فوضى الأغراض إللي تملي الصالة و تبسّمت ملامحها تلقائيًا لأن نظرها تركّز على بتال إللي يساعدهم و من شتّت نظرها وقت لاحظ تأملها له، خطت خطاويها إللي ساقتها  للأعلى عند البنات
نطقت أجوان بتساؤل و عيونها تدوّر حنين : حنين مالها حسّ !
ما قدرت وتد تكتم ضحكتها لأن لمحت حنين تهاوش لؤي بالأسفل : حنين بجلسة تحقيق مع لؤي !
أمّا وجد إللي متمدّدة بسرير ألاء و نظرها للأعلى، و للأن مو مستوعبة كل الأحداث إللي تصير حولها و فزّت من نطقت هتّان بصوتها العالي : وجد !
عدّلت قعدتها ترفع نظرها لـ هتان : وش بك تصارخين ؟
تقدّمت هتان بخطواتها الثابته ترفع أناملها أعلى شعر وجد : بسم الله عليك ليش أحسّك للأن مو مستوعبة أن اليوم ملكتك ؟
أسترسلت حكيها تقعد مقابل وجد : ملكتك بعد ساعتين و أنتِ باقي ما جهزتي، يا أنك تستوعبين معي او أدق لـ تليد يجيك
تبدّلت كامل ملامحها بمجرّد إنها سمعت أسمه و أستقامت مباشرةً و تمدّ ذراعها لـ هتان : بتحطين لي الميكب ؟
هزّت رأسها بالإيجاب توقف بجنبها : طبعًا لأني ميكب أرتست رهيبة، بس غيّري لبسك لجل نبدأ !
أخذت نفس من أعماقها تتوجّه للغرفة الثانية و بجنبها هتان : من أمس و الهواجيس ما وقّفت، يخوّفني تليد مهما تظاهرت بالقوّة قدامه !
كشرت ملامح هتان من توترّ وجد إللي يعتلي كل ما قرّب موعد العقد : وجد تحتاجين قهوة بأسرع وقت لجل تستوعبين كل إللي يحصل حولك بـ هاللحظة
هزّت رأسها معترضة كلام هتان : مستوعبة، بقهوة او بدونها
أنتبهوا لـ دخول أمال بخطواتها المستعجلة تتقدّم ناحية السرير : للأن ما جهزتي يا أمي، ما بقى شيء و الضيوف عند الباب
أعتلى شعور الخوف إللي تحس فيه تتعدّل بقعدتها، ما تحب التجمعات الكبيرة، ما تحب أبدًا خصوصًا من بعد أخر تجمّع لها و من بعد حكي الحرمة عن تليد : ضيوف؟ مو على أساس الملكة مقتصرة بين العائلتين ؟
هزّت رأسها بالنفي تتنهد كونها ما توقعت أن عصام بيعزم الكثير إلا من عماد إللي قال لها قبل دقائق : كنت أظنّ، بس أبوك قال أن الملكة بيكون فيه معازيم يا كثرهم
ميّلت هتّان شفايفها و يدّها أنمدّت لـ وجد إللي زفرت بعصبية : و أنتِ وش ودّك من الضيوف ؟ ، أهم شـ
قاطعت حروفها تنطق بشبه عصبية : نسيتي بأخر تجمّع وش حصل ؟، ما ودّي يخرب يومي هتان، ما ودّي !
أخذت نفس من اعماقها و كانت بتنطق لكن أمال سبقت حروفها : ما بيحصل شيء إلا بإذنه، ولو حصل تليد بيعصف بالمجلس و باللي فيه ما عليه خوف تليد، ما عليه و لو وحدة نطقت بحرف أنا بتصرّف بهدوء و ما أبيّن أيّ حاجة لجل ما يخترب يومك و القاصي و الداني يحكي بسوء حكيه !
-
وقف مقابل المراية و عيونه تتأمل ملامحه و تفكيره مشغول بأكمله بالوجد و ليلة ملكته ! ، نزّل ذراعه يتنهد من أقصاه لأن مشاعره أقوى منّه بـ هاللحظة و لأن تفكيره يحرق صدره قبل يحرق عقله و ما ودّه بـ هاليوم يفكّر بشيء سلبي بحياته غير بالوجد إللي ما غابت عن باله و إستحالة إنها تغيب من باله ولو للحظة !
توجّه لـ غرفة أمه و أبوه بعد ما وصله إتصال من يزيد إللي يستعجله، تبسّمت ملامحه لأن من دخل للغرفة أستقبلته شروق إللي حاوطت ذراعه بإبتسامة و عيونها تتأمل ملامحه : روح قلب شروق أنت، الله يحميك
قبّل جبينها و كإنه رد على كلامها بـ هالقُبلة، يقعد على طرف السرير و من نطق يزيد بهدوء : ملكتك معازيمها كثير يا تليد، تصرّف بعقلك قبل تتهوّر و تاليها تندم على أفعالك
رفع نظره لـ يزيد ينطق بوجه جامد بعد ما تلاشت إبتسامته : تليد ما يندم على أفعاله، يندم على سكوته يا ابو تليد، الليلة ليلتي أتصرّف مثل ما ودّي من بعد أذنك و أيّ أحد يتعرّض لي سواءً بحكي أو فعل وقتها ما يلوم إلا نفسه
زفر يزيد و نظره يلاحق تليد إللي خرج من الغرفة بعد ما نطق بحكيه!
-
بعد ساعتان | مجلس الرجال
أخذ نفس من أعماقه و نظره أنتقل للمجلس إللي مُكْتظ بالمعازيم، و سكن الكون  بنظره من عمق شعوره لحظتها و من وقف يقعد بالكرسي المقابل للشيخ و من تعدّل الشيخ بقعدته يتنطق و ملامحه تبيّن توهجه و بدأ حكيه بالأيات القرأنية، أسترسل حكيه و الإبتسامة مزيّنة ثغره :  بسم الله الرحمن الرحيم، أيّتها الجماعة الحاضرون أشهدوا عليّ بإني قد زوّجت تليد بن يزيد بن عصام هذا بـ وجد بنت عماد بن فهد، زوّجته إياها على هدي كتابه المنزل و على سنّة نبيننا محمد، زوّجته إياها و أملكته عصمة نكاحها بإذنها و بإذن وليها أبيها عماد بن فهد، هكذا يا تليد نشهد عليك أنا و هؤلاء الحاضرين بأنك قد قبلت وجد بنت عماد زوجة لك و قبلتها على نفسك بجميع ذلك
بـ هاللحظة مدّ يده لـ تليد يصافحه و تهلّلت ملامح المعازيم تبيّن فرحها بـ هاللحظة
تبسّمت ملامحها بالرغم من توترّها بعد ما وقّعت و أنتشر صوت الزغاريط بالمكان، ترجّع ظهرها للخلف و تباريك البنات إنهالت عليها، ضحكت من قرّبت أمال تضمّها لـ صدرها بأقصى قوّتها و الدموع متجمعة بمحاجر عيونها : الله يجعله ميثاق سعيد و مبارك، محفوف بالمودّة و الرحمة يا أمي !
بعّدت عن حضن أمها تنطق بهمس، ترفع نظرها للأعلى بمحاولة إنها تحبس دمعها : أمين
قعدت وسط الكوشة و إبتسامتها تتوزع لكل الحاضرين و أهمّها هتان إللي تقدّمت تنحني بهمس : ودّي أرقص بس رجلي لك عليها
ضحكت وسط توترّها من حكي هتّان تنطق بإبتسامة : خلّيك بجنبي و البنات ما بيقصرون بالرقص
قعدت بجنبها و عيونها تتأمل البنات و الجو إللي بدأ يولّع من فرط الحماس!
مرّت دقائق طويلة على هالحماس و الجو بكل ماله يزيد حماسه، و تبسّمت ملامح وجد من تقدّمت لها تارا إللي أنحنت تهمس قرب أذنها : تليد بيدخل !
تبدّلت ملامحها تبيّن توترها بـ هاللحظة و رجلها أهتزّلت تلقائيًا من فرط توترها، تنهدت و سمّت بالله بداخلها و نظرها أنتقل للبنات إللي أنتهى رقصهم و كل وحدة منّهم تغطت أستعدادًا لـ دخول تليد!
تقدّم بخطواته المتوازنة بالرغم من مشاعره الفوضوية، تقدّم و نظره تركّز على وجده مو على غيرها، نظرته إللي تبيّن شدّة إعجابه و إنبهاره من حسنها، تأملها مثل إللي يتأمل أحلامه المستحيلة، ما تشبه أحد مختلفة دايم و أنيقة بكلّ أحوالها، تبهره مثل الفجر و تواسيه مثل الليل، ناعمة بشكل يعجز وصفه مثل الهمس إللي ماله نهاية برقّته، ما تتقارن وجد و إستحالة إنها تتقارن بأحد و كل المقارنات في ظلّ حضورها خاسرة !
أخذت نفس من أقصاها لأن صار مقابلها بالضبط، تاهت عيونها في بحور عيونه، إنحنى نطق بهمس و شبه إبتسامة مزيّنة ثغره : ما ودّك تقرّبين ؟ أنا ودّي أن كان ودّك
أخذت نفس من أعماقها و توترها وضح له من رجفة يدّها
تبدّلت ملامحها يكسيها الخجل بكلّ تفاصيلها من ضمّها لـ صدره بكامل قوّته، و كإن بحضنها تنسّيه كل هموم قلبه، تنسيه كل شيء سيء مرّ فيه بـ هالحياة
ما كان منها إلا يدّها إللي أرتفعت تلقائيًا تحاوط ظهره و وجهها مقارب عنقه !
أستمرّ حضنه لـ دقائق ما ودّه يبعد بـ هاللحظة لكن وجود المعازيم خرّب عليه اللحظة، بعّد عنها و قرّب ينطق بهمس مقارب لـ أذنها : كل الألوان تلوق عليك لكنّك أهخ بالخمري، على قد ذوقي و زود يالوجد قلتها و بكرّر قولها !
أبْتهجت ملامحها إللي تبيّن مسرّة قلبها من قربه و من ذراعه إللي حاوط خصرها يقعدها بجنبه و ضحك من تقدّمت شروق و بجنبها تارا إللي أنحنت تقبّل خده : مبروك يا مسرّة روحي، عسولين بجنب بعض تكفى !
تعالت ضحكاته من بعد كلمتها إللي نطقتها بكلّ عفوية ' عسولين بجنب بعض '
أنتقل نظر وجد لـ هتّان إللي قاعدة بأحد الكراسي و تتأملها بكل حب و ضحكت من رسلت لها قبلات بالهواء، و عدّلت قعدتها و رجلها ما وقّفت من إهتزازها إلا أن حسّت بيد تليد على فخذها و كإن بـ هالحركة يوقّف رجفتها و إهتزاز رجلها : هدّي يا وجدي، هدّي
رجّعت ظهرها للخلف و كتفها اليمين مقابل لكتفه اليسار، أحساس قلبها و مشاعرها ما تنوصف بكلمة و لا بمليون كلمة من كثر أبتهاج روحها
إبتسم من إبتسامات الموجودين، يحبّ قلبه منظر إبتهاج كل أفراد العائلة إللي يستحق التخليد و يعلّق بزوايا قلبه!
-
بعد مرور الوقت | تحديدًا الساعة ٢ فجرًا | غرفة وجد
تمدّدت على السرير بعد ما أنتهت الملكة و تفاصيلها للأن عالقة بمخيّلتها، رفعت يدها تحطها أعلى صدرها و عيونها تتأمل الدبلة إللي زيّنت أناملها
عدّلت قعدتها و ملامحها وضح عليها الإستغراب من حسّت بخطوات قادمة بإتجاه الغرفة، و سرعان ما رجف قلبها من أنفتح الباب بخفّة و ظهر خلفه تليد إللي تقدّم لها بعد ما قفل الباب، وقفت من قرّب يوقف مقابلها و عيونه تتأمل ملامحها بصمت و من غير ما ينطق بحرف و مدّ ذراعه يحاوط خصرها يقرّبها لـ حضنه، و بالرغم من خجلها البيّن إلا إن يدها حاوطت عنقه بعّدها عن حضنه ينطق بهدوء : تجين للأسطبل ؟
ميّلت شفايفها بحيرة بعد ما طوّل صمتها : بـ هالوقت ؟
هزّ رأسه بالإيجاب و يده تشابكت مع يدّها يمشيها بجنبه : ليه لا ؟
وقفت خطواتها وسط الغرفة تنطق بخوف : أخاف أحد يشوفنا تليد !
عقد حواجبه بإستغراب من سبب خوفها : حلالي، ما به مجال للخوف
شدّ على يدها يمشّيها بجنبه متوجهين للأصطبل و ما قدر يكتم ضحكته من نطقت : يخوّفني ونيس، بتوديني له ؟
هزّ رأسه يكمّل خطواته : بتركبين معي على ونيس، خلّيك بحضني و ما بيخوّفك
وقف توقف بجنه و يده لازالت بيدّها و نظره على ونيس إللي تقرّب له مباشرة وسط خوف وجد إللي وقفت خلف تليد و يدها تمسّكت بثوبه : تليد !
ضحك من نبرة صوتها إللي تبيّن شديد خوفها و من مد ذراعه لـ عنق ونيس و ألتفت لوجد إللي لازالت شادّة على ثوبه من الخلف : ظنّيتك أقوى من أنك تخافين من ونيس
أبتسمت وسط خوفها تحاوط ذراعه تنطق نبرة تدّل على غنجها : تليد، لا يقرّب تكفى
أبتعد عنها من حرّرت قبضتها إللي على كتفه يرجّع ونيس بذراعه و ألتفت لها : ما ودّك تركبين ؟
هزّت راسها بإعتراض و خطواتها تراجعت للخلف : ما ودّي !
إبتسم لثواني من الخطّة إللي أرتسمت بباله و من حاوط خصرها يرفعها يركبها وسط ونيس و من تعالت صرخاتها من أستوعبت فعلته تمدّ يدها إللي شدّت على ذراعه : تليد !
ضحك من نبرة صوتها يركب على ونيس و تبسّمت ملامحه من ذراعها إللي حاوط خصره و وجهها على ظهره : تمسّكي بأقصى قوّتك
أخذت نفس تتمسّك فيه بأقصى قوّتها من زادت سرعة
خطوات ونيس، تبدّلت ملامحها من حسّت بالدوخة إللي داهمت شعورها بـ هاللحظة تنطق بهمس : دخت !
غمّضت عيونها من الألم إللي داهمها فجأة و تمسّكها بتليد ما خفّ إلا أن وقّف ونيس و نزل تليد ينزّلها بجنبه : بسم الله عليك، وش بك ؟
هزّت رأسها بالنفي ترفع يدها لـ صدره : و لا شيء، بدخل!
ما أعترض لـ طلبها يهزّ رأسه بالموافقة، كونه مقرّر إنه يستقعد بجنبها طول الليل و بيتبع خطواتها بعد ما يدخّل ونيس !
خطت خطواتها إللي ساقتها لـ داخل غرفتها لكن سرعان ما بهتت ملامحها توضّح ذهولها من أنتبهت لوجود جاسر وسط غرفتها، بلعت ريقها من جاسر إللي صار مقابلها بالضبط ينطق بحرقة : ليش تسوّين فيني كل هذا؟، تدرين إن بقلبي مشاعر لك و أنتِ تخلّيتني عني و تزوّجتي تليد، تخلّيت عن حلم طفولتي و دخلت قانون لجل أكون قريب من مجالك و منّك أنتِ !
تراجعت بخطواتها و ما يهمّها حكيه بـ هاللحظة، ما يهمها غير تليد إللي بيداهم غرفتها بأيّ لحظة و يا كبر المصيبة لو دخل و لقى جاسر وسط الغرفة و قريب من حرمه : جاسر قلتها لك و برجع أقولها أنت مثل أخوي، عمري ما فكّرت فيك و لا بفكّر فيك غير أنك أخوي، أطلع ما ودّي تليد يدخل و يقلب دنياك !
تقدّم لها بخطواته ينطق بحرقة : بس أنا أحبك وجد، أحبك من سنين طويلة
رجف قلبها و خطواتها تراجعت تلقائيًا من قرّب و من شدّت على كفها تمنع إنهيارها من بعد حكيه : جاسر أنا تزوّجت و تدري بجنون تليد، أستوعب !
هزّ رأسه بالإيجاب يتراجع بخطواته إلى أن خرج من غرفتها تاركها وسط الغرفة تستوعب كل إللي حصل قبل هالثواني المعدودة، رفعت يدّها وسط صدرها تتنهد براحة لأن كانت متوقعة أن تليد بيدخل للغرفة بأيّ لحظة و يا كبر خوفها من هاللحظة، قعدت على طرف السرير و ملامحها تبدّلت تلقائيًا تستوعب كل حكي جاسر و حبه لها و ما حسّت إلا بالدموع إللي أنسابت على خدها بغزارة، عدّلت قعدتها ترفع أناملها تمحي دموعها من دخول تليد إللي تقدّم لها بخطواته المستعجلة من لاحظ حمرة ملامحها و دمعها الواضح : مو على بعضك، حصل شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تمنع نفسها من الإيجاب و بالرغم من محاولتها إنها توقّف بكاء إلا أنها ما قدرت ! ، ما قدرت تمسك نفسها و تتمسّك بدمعها من سحبها لـ حضنه يدخلها بين ضلوعه و كفّه يمسح على شعرها بهدوء ينطق بهمس : دموعك غالية يا روحي، ما يهدأ بالي و أنتِ تبكين !
ما نطقت بحرف إنما شدّت على حضنه و بكاءها زاد هالمرّة
تنهد من أعماقه بضيق يمسح على شعرها : لا تبكين جعل الله يبكّي إللي مبكّيك
بعدت عن حضنه تتراجع بخطواتها للخلف، ترفع كفها تمسح دمعها تأخذ نفس من أعماقها و كانت بتنطق لكن حروفه إللي قاطعت حروفها : ملامحك تبيّن التعب إللي تحملينه بداخلك، علّميني بالتفاصيل !
تراجعت بخطواتها للخلف إلا أن وصلت لنهاية الجدار ترفع نظرها بحرقة من قوّة شعورها إللي ما ينقال و لا ينوصف : تعبت ! ، كل ما يدق الفرح بابي اتفاجأ بأبواب الحزن إللي تنفتح لي بعد باب الفرح !
نزّلت كفها إللي كان متوسط خدها تتقدّم له : أدري لو قلتلك بتقلب دنياه، و أنا ما ودّي بـ هالشيء يحصل ! حطيت نفسي بمكانه و أدركت أن الشعور جدًا موجع بس هذي الحياة !
عقد حواجبه و ملامحه تبيّن إستغرابه و عدم فهمه لـ محتوى حكيها : وش قصدك ؟
تقدّمت لخطواتها إلى أن صارت مقابله و مدّت يدها تشبكها بيده و تردّدت قبل تنطق، تردّدت لأن تدري بردّة فعل تليد و وش ممكن يقدر يسوّي لـ جاسر لو درى إنه دخل لغرفتها : جاسر دخل غرفتي
أستوقفت حكيها و نظرها تركّز على ملامحه إللي بدأت تحتدّ تلقائيًا تسترسل حكيها : أعترف لي بمشاعره، كيف إنه يحبني من طفولته، كيف إني خذلته و تزوّجتك لـ
بتر كامل حروفها ينطق بهدوء متمسّك فيه لأخر لحظة بالرغم من عصبيته إللي بانت على ملامحه : ليش وافقتي تتزوّجيني و ما تزوّجتي جاسر ؟
بلعت ريقها ما توقعت هالسؤال منه، ما توقعت لأن مو وقت سؤاله أبدًا و غير إنه يدري بإجابة هالسؤال تحديدًا : أنت ليش تزوجتني و أخترتني من بين الكل ؟
هزّ راسه بالنفي و نظره تركّز عليها، لأن ما سألها هالسؤال إلا إنه يدري بإجابته، يدري إجابة هالسؤال لأنها بيساطة تحبّه لجل كذا وافقت عليه بالرغم من الخطابين الكثرة إللي خطبوها لكنها رفضت! ، رفضت لأنها ما تبغى أحد غير تليد لا جاسر و لا غير جاسر : لا تردين السؤال بالسؤال، أبغى الإجابة منّك و الأن
شتّت نظرها لأبعد مكان تشوفه عينها، تسمح ليده بالحرية بعد ما كانت بين أحضان يدها تقرّب ناحية السرير تقعد على طرفه تنطق بنبرة تبيّن شديد تعبها لحظتها : يكفي تليد!
طوّل نظره بعيونها و طوّل رده عليها بالوقت ذاته : ما بدينا يالوجد، ما بدينا لجل يكفينا
أستقام بوقفته و لفّ كامل جسده مقصده يخرج للخارج لكن ألتفت لـ ذراعها إللي قيّد ذراعه تنطق بنبرة مهزوزة تبيّن خبايا صدرها : لا تخلّيني تليد !
تبسّمت ملامحه من كلمتها يدقّق بملامحها، يدري إنها بمرحلة اللاوعي بـ هاللحظة من فرط تعبها و مشاعرها إللي هزمتها هالمرّة، تقدم يمددها على السرير و تمدد بجنبها و يقبّل جبينها ينطق بهمسه المُعتاد كل ما يكون قربها : ما بخليك بقربك أنا، أرتاحي
أخذ نفس من أعماقه من رأسها إللي أنحنى على صدره تغمّض عيونها بهدوء، يده إللي تمسح على شعرها و تفكيره إللي ساقه لـ حكي جاسر، يتوعد فيه بداخله و النيّة هو و الله يعينه !
لهيب
نزّل جواله بجنبه بملل بعد ما أتصل على تليد و ما لقى أيّ رد منه، تمدّد يرفع كفه وسط جبينه و تفكيره بالموقف إللي حصل قبل ساعات
-قبل ٤ ساعات|المجلس-
دخلت هتّان للمجلس بخطواتها إللي توضح إستعجالها، توجهت للحمّامات - تكرمون - بعد ما تأكدت إن المجلس خالي تمامًا من الرجال إللي كانوا قاعدين بالخارج قبل يوصل الشيخ، تتأكّد إن كل شيء له حاجة موجود و مو ناقص أيّ شيء، كانت تظّن إن ما فيه أحد بالمجلس لكن ما حسبت حساب لهيب إللي داهمها فجأة ينطق بإستغراب من وجودها وسط المجلس و هي بكامل زينتها : وش تسوّين أنتِ ؟ ، أطلعي قبل يجون
توّسعت عيونها تبيّن ذهولها من وجوده إللي ما توقعته و ما أمداها تستوعب إللي يحصل حولها إلا من صوت لهيب العالي إللي وصل لمسامعها ينطق بنبرة تبيّن غضبه : ما تفهمين ؟ أطلعي
كشرت ملامحها من صوته العالي إللي زوّد من توترها : لا تعلّي صوتك عليّ لا أوريك مين هتّان الحين !
غمّض عيونه يشدّ على يده بمحاولة إنه يتمسّك بأعصابه : أطلعي !
طالعته بنبرة عجز يفسّر معناها و أخذت خطواتها متوجهة للداخل وسط نظرات لهيب إللي تتبعها
-الواقع-
تنهد من أعماقه لأن من بعد هالموقف و تفكيره ما وقف فيها، و ملامحها و كامل زينتها محفورة بمخيّلته، لأول مرّة يشوفها بـ هالحلاوة  و الميكب الخفيف إللي برز ملامحها الحادّة، زفر يغمّض عيونه بمحاولة إنه يبعدها عن تفكيره !
-
صباح السبت | الجلسة الخارجية
تحديدًا عند حنين إللي بجنبها لؤي و ما بين البين ترتفع أصواتهم، رفعت نظرها تنتبه لـ خطوات تليد إللي تقدّمت بإتجاههم تنطق بإبتسامة : حيّ الله العريس
إبتسم يكمّل خطواته إلى أن قعد مقابلهم : الله يحييك
و أسترسل حكيه يرفع نظره لـ لؤي : لمحت جاسر ؟
هزّ لؤي رأسه بالنفي يرجّع نظره للخلف كونه قبل شوي صحى من النوم : وش عندك معه ؟
نطق بعد ما طوّل رده : حسابات بصفّيها معه و كم رصاصة بفرّغها بصدره
بهتت كامل ملامح حنين تنطق بذهول من حكيه : ولد أعقل، ما صدّقنا تطلع من السجن
أخذ نفس من أقصاه لأن ما يهمه شيء بـ هاللحظة غير إنه يضرّ جاسر : أنا تليد بن يزيد لو نسيتي، ما يهمني
وقفت و ملامحها أحتدّت تلقائيًا من كلامه و إنحنت تضرب صدره : صرت مرتبط بوجد لعلمك، هالأفعال أتركها عنك و كبّر عقلك و الموضوع مهما كان بـ هالكبر حلّه بعقلانية، و ياليت تترك طيشك و جنونك هذا و لو مرّة وحدة
وقف يبعد يدها إللي كانت على صدره ينطق ببرود : خلّصتي نصيحتك ؟ فارقي
زفرت من بروده تسترسل حكيها : لو مو عشانك عشان وجد!
لاحظ تغيّر نبرة صوتها قبل تغيَر ملامحها، - لو مو عشانك عشان وجد - وقعت هالجملة وسط صدره وقعتها قوّية عليه و أدرك من بعد هالجملة إن كل تصرفاته بتصير عقلانية و ما راح يعتمد على المسدس كل ما زانت دنياه و على أبسط الأمور بنظر غيره، لكنها مو بسيطة بنظره !
أخذ خطواته إللي ساقته خارج الجلسة و وجهته للداخل، يدوّر جاسر بعيونه و نيّته عليه للأن شينه و ما تعدّلت
تركّز نظره على جده عصام و فهد يتقدّم لهم مباشرةً : لمحتوا جاسر ؟
الجد عصام بتساؤل : جاسر طلع أمس و رجع للمدينة هو و خالك
توّسعت عيونه تبين ذهوله من بعد هالخبر : الله يسوّد وجهه هالـ###
تبدّلت ملامح الجد فهد إللي نطق بإستغراب : وش سوّى لك هو ؟
تراجع بخطواته للخلف، ما يدري كيف ينطق لأن كثير على قلبه قبل لسانه هالحكي يأخذ نفس : جاسر الـ### دخل لغرفة وجد و كـ
ما قدرت يكمّل حكيه من فرط قهره بـ هاللحظة ينطق بنبرة تبيّن شديد التهديد : بس و الله ما أخلّيه، لو ما أقتىله بكسر عظم من عظامه
أبتعد عنهم و خطواته ساقته لـ غرفة وجده، ما فيه شيء يهدّي أعصابه إلا قربها له !
دخل للغرفة و تقشعر كامل جسده من برودة الأرضيّة، قرّب لسريرها و نظره تركّز على ملامحها إللي حتى و هي نايمة توضّح إرهاقها النفسي قبل الجسدي قعد على طرف السرير و أنامله إنمدّت لـ تموّج شعرها إللي يوصل لـ نهاية ظهرها و تبسّمت ملامح من خطر بباله بيت شعر لـ مساعد الرشيدي رحمه الله - من يعلم مستريح الريح عن فوضى شعرها الحرير اللي كسى هاك المتون العسجدية - ، ظل غارق يتأمل ملامحها الجميلة إللي ذبلت من حزنها !
عدّل قعدته من حسّ إنها على وشك تصحى من نومها و من فتحت عيونها بهدوء و سرعان ما فزّت من أنتبهت لوجوده بجنبها ترفع يدها وسط صدرها : خوّفتني، كم صارلك ؟
تقشعر كامل جسدها من مرّر أنامله يبعد خصلات شعرها إللي تمرّدت تغطي بعض ملامحها : ما صار لي كثير، العصر بيطلعون من الديرة و بيرجعون للمدينة، بإستثناء أنا و أنتِ نطلع بكرة أبيك تقضين الليلة معي و بجنبي و دامك حرم تليد محد له سلطة عليّ، أهلك ما أعترضوا أساسًا
أخذت نفس ترجّع شعرها لخلف ظهرها : ما ودّي تليد !
أبتعد عن سريرها و مقصده يخرج خارج الغرفة : تليد ودّه، و هذا الأهم
كشرت ملامحها ترجع تتمدّد بخمول
-
وتد
خطت خطاويها متوجه للقسم الثاني من المزرعة، قسم الأشجار و المزروعات و بين أحضان يدها دفتر الرسم، يحب قلبها هالمكان لـ عدّة أسباب و أهم هالأسباب هو ' الهدوء ' و نادرًا أحد يجيه و الهواء البارد إللي يلفح عليها و إللي كمّل حلاوة المكان الغيوم إللي ملأت السماء بأكملها، تربّعت بين الورود و دفتر الرسم بيدّها تكمّل الرسمة إللي بدأت فيها أمس و ما بقى لها غير التفاصيل البسيطة إللي تزيد من حلاوتها و تكمّل روعتها !
بعد مدّة
وقفت بعد ما أكتملت اللوحة و خطت خطاويها و عيونها تتأمل اللوحة إللي محتضنة يدّها و سرعان ما شهقت من حسّت بإنها أصطدمت بشيء ثقيل أشبه بالجدار، تراجعت خطواتها ترفع نظرها لـ بتّال إللي صدمت فيه، ما كان مصدوم مثل صدمتها كونه كان ملاحظها أساسًا لكنها كانت تتأمل اللوحة و ما لاحظته و هزّت رأسها بالنفي من نطق بتساؤل : عوّرتك ؟
أخذت خطواتها مبتعده كليًا عن قسم الزراعة وسط نظراته إللي تتأمل خطواتها إللي توجهت للداخل و تحديدًا لـ غرفة وجد

لهيب
نزل من سيارته و خطواته الثابتة متوجهة لـ الداخل لكن أستوقف خطواته صوت أنين صادر من وحدة من الغرف إللي نادرًا أحد يدخلها، عقد حواجبه و الذهول وضح على ملامحه يقرّب أذنه ناحية الباب ينطق : فيه أحد هنا ؟
أبتعد عن الباب من وصله صوت هتّان إللي تبكي بالداخل و نطقت بأعلى صوتها : الباب تقفل عليّ !
تراجع بخطواته لجل يرجع للباب و يكسره بكتفه : أبعدي عن الباب !
أبعدت خطواتها عن الباب إلى أن وقفت خطواتها مقابل الجدار و قلبها يرجف من خوفه، غمضت عيونها من حسّت بالدوخة إللي داهمتها فجأة !
، بعد عدّة محاولات من لهيب بإنه يكسر الباب قدر يكسره و قلبه مليان خوف لأن ما صار يسمع صوتها أبدًا
أنكسر الباب و أنتشرت بعض أجزاءه حول الغرفة، تقدم مباشرة و بخطواته المستعجلة من أستقرّ نظره عليها و كانت طايحة بالأرض، أنحنى يأخذها بين أحضانه متوجه فيها للداخل، هالمرة ما يهمه أيّ شيء غيرها !
مدّدها على الكرسي إللي متوّسط الصالة و الكل بدأ يتجمع حولها وسط صوته العالي إللي يأمرهم بإنهم يبعدون عنها لجل تقدر تتنفس لأن وقتها نفسها كان ضعيف و مد أنامله يستشعر نبضها و رفع نظره لـ أمها إللي نطقت بصوتها العالي وسط دمعها : نأخذها للمستشفى !
هزّ رأسه بالموافقة من غير أيّ تفكير و شالها بين أحضانه متوجه فيها للمستشفى و أم هتان خلفه !
الصالة
عقدت حواجبها بإستغراب لأن من بداية دخولها للصالة حسّت أن الوضع مب تمام أبدًا و وجهت نظرها و حكيها لـ أجوان تنطق بتساؤل : وش حصل ؟ وش هالأصوات العالية
أجوان بتوتر : هتّان ما ادري وش صار فيها، لهيب و أمها خذوها للمستشفى !
بلعت ريقها ترفع نظرها لـ تليد إللي تقدم لها ينطق بهمس : بخير لا تشيلين همها
مدت يدها تتمسّك بكف يده تنطق و الدموع تجمعت بمحاجر عيونها : تكذب عليّ تليد ؟ هتان عندها فقر دم و أمراض كثيرة غير هالمرض، و غير كذا ما تاكل إلا يوم أجبرها، أخاف لا يصير لها شيء !
هزّ رأسه بالنفي يتنهد من أعماقه يرفع ذراعه لـ كتفها : صلِّ على النبي و لا تفاولين عليها، ما حصل لها شيء هدّي !
حرّرت نفسها من قبضته و ساقتها خطواتها لـ غرفتها و وتركّز نظرها على اللوحة إللي كانت وسط السرير يلي رسمتها وتد
عدّلت حجابها و يدها إللي غلقت العباية تنزل مباشرةً و مقصدها تلحقهم للمستشفى، وقفت وسط المرر من صوت تليد إللي أستوقف خطواتها : على وين ؟
أخذت نفس ترجع بخطواتها نحوه : على المستشفى
هزّ رأسه بالإيجاب و يده تمسّكت بيدها : رجلي على رجلك !


المستشفى
رفع نظره من صوت تليد إللي وصل لـ مسامعه و عقد حواجبه من وجود تليد و وجد إللي بجنبه و وجّه حكيه لـ وجد إللي ملامحها تبيّن شدّة ضيقها : هتّان بخير و صحة، فقدت الوعي بسبب قلّة الأكل و إهمال الأدوية !
تنهدت براحة و خطواتها ساقتها للغرفة إللي متواجدة فيها هتان، دخلت و نظرها إستقرّ على هتّان إللي متمددة على السرير و الأجهزة محاوطتها و أمها بجنبها و إبتسمت هتان بتعب تنطق ببحّة : ما أدري وش صار
تقدّمت وجد إتجاه السرير ترفع أناملها تمسح دموعها : ليش تسوين بنفسك كذا ؟ ، ليش تهملين صحتك و نفسيتك
ما نطقت و لا لها المقدرة بالنطق أساسًا توجه نظرها لـ أمها إللي شادّة على يدها و لا نطقت بحرف و التعب مبيّن على ملامحها : أمي !
ما ردّت عليها تشتّت نظرها بضيق من إهمال هتان اللانهائي
زفرت هتان ترفع نظرها للأعلى : تقفل عليّ باب الغرفة لولا الله ثم لهيب أنا ما أدري وش حصل لي، أغمى عليّ من شدة الضغط إللي أحس فيه !
تقرّبت وجد تمد أناملها تمسح على وجهها : الحمدلله أنك بخير، و لو تهملين صحتك أنسي أن عندك بنت خال أسمها وجد !
-
بعد ساعات
تبسّمت ملامحه و عيونه تتأمل السيارات إللي أبتعدت، بيت جده صار فاضي تمامًا و الكل رجع للمدينة بإستثناء وجد إللي لزّم عليها تليد إنها تقعد عنده اللّيلة و بكرة بيرجعون للمدينة
أخذ خطواته إللي ساقته للأعلى - لغرفتها -
متوّسطة السرير و بجنبها قطوتها و بيدها اللوحة إللي رسمتها وتد، رفعت نظرها لـ دخوله و إبتسمت تمدّ له اللوحة : وتد رسمتني أنا وياك بالملكة، فنّانة تبارك الله !
قعد بجنبها و يده إنمدّت يأخذ اللوحة منها و بيّن على ملامحه الإعجاب و ظلّ يتأملها لـ ثواني : عجيبة، باخذها
هزّت رأسها تعترض فكرة إنه يأخذ اللوحة كونها مقرّرة إنها تبروزها بغرفتها و مدّت يدها تأخذ منه اللوحة : لا، أنا باخذها
ضحك و ما أعترض أساسًا و وجه نظره لـ قطوتها ينطق بعبط : قطوتك أقرب لك مني، ما حبيتك!
إبتسمت تنزل نظرها لـ قطوتها المتمدّدة جنبها ترفعها لـ حضنها : حبي الأبدي هذي !
هزّ رأسه بعدم إعجاب يأخذ القطوة من بين أحضانها : قطوتك حب حياتك، تعالي بوريك ثعابيني حب حياتي !
فزّ من طاري الثعابين كونها تدري أن تليد عنده ثعابين بعمر صغير : مستحيل تليد أنت مستحيل !
ضحك من ردة فعلها و خوفها البيّن له : بلا دلع فيه أحد يخاف من الثعابين ؟
بيّن الذهول على ملامحها و قعدتها إللي تعدّلت تلقائيًا تستنكر حكيه : أنت بكامل قواك العقلية صح ؟
كان بينطق لكن أستوقفه إتصال من زياد - صاحبه - : وش حصل مع جاسر ؟
عقدت حواجبها بإستغراب من طاريه و قرّبت أذنها لـ سماعة الجوال و ذراعها إنمد لـ كتفه من وقف تنطق بهمس : أقعد أبغى أسمع السالفة !
ضحك من لقافتها يحرّر كتفه من ذراعها يأخذ خطواته إللي ساقته للخارج لجل يكمّل إتصاله مع زياد
ميّلت شفايفها بعدم إعجاب كونها حسّت بتكتّمه الواضح، و رفعت رأسها لأن ما مرّت دقائق إلا و دخل للغرفة يرمي جواله وسط سريرها، إنحنى و رأسه صار على فخذها
تسارعت أنفاسها من حركته لكن ما كان منها الإعتراض!، إنما مدّت أناملها إللي تحسّست جبينه و شعره بهدوء تامّ
مرّت دقائق على وضعهم، رأسه على فخذها و يدها تمسح على وجهه، نطقت بعد ما طوّل هالصمت إللي قرّرت إنها تقطعه بسؤالها : تليد وش نيّتك مع جاسر ؟
فتح عيونه بعد ما كان مسترخي بسبب حركة يدّينها ينطق بهدوء : أبد، غيبوبة بس !
أسترسل حكيه من ذهولها الواضح : هذا أقلّ شيء يستاهله
أستنكرت رده تضرب كتفه بخفّة : مهما حصل يظل ولد خالك !
رفع رأسه إللي كان على فخذها يعتدل بقعدته، صار قاعد وسط السرير و هي مقابله بالضبط قرّب لها لدرجة كبيرة، لدرجة إنها حست بحرار الجو بالرغم من برودة الغرفة
قرّب إلى أن صار خشمها مقابل لـ خشمه و عيونها تقابل عيونه و غمضت عيونها مباشرةً من قربه الغير طبيعي بالنسبة لها، أبتعد عنها كاتم الضحكة من توترها و عيونها المغمضة : هو إللي بدى الحرب و جناها على نفسه، و أنا ما أقول لا !
و بيّن على ملامحه الحدة من نطقت بهمس : بس هو يحبني!
ضحك بسخرية لأنها مصدقة حكيه و لأن الشقفة تبيّن من نظرة عيونها : تصدقين حكي جاسر ؟ لا تغرّك بدايات حكيه لأن حتى الشيطان كان مؤمن، لا تعطين قيمة لجاسر لأن ماله قيمة !
رجّعت ظهرها للخلف و تفكيرها بحكي تليد تنطق بتساؤل : يكذب بمشاعره ؟
هزّ رأسه بالإيجاب يبتسم بسخرية : ما تدرين حقيقة جاسر أنتِ !
عدّلت قعدتها و كانت بتنطق لكن أستوقفها إتصال من أوس، تبسّمت ملامحها و صوته وصل لـ مسامعها و صوت وهج بالمثل إللي كانت بقرب أوس : يا وجد كلّمي وهج أزعجتني تبيك !
كانت بتنطق لكن ما أمداها من إنسحب الجوال من يدها يرفعه لأذنه : وهج وش ودّك ؟ وجد لـ تليد خلاص !
تعالت ضحكاته من وصل صوت بكاء وهج لـ مسامعه : يالدلوعة ما قلت لك شيء، يلا أمسي
قفل الإتصال يرجّع الجوال وسط حضنها و نظره تركّز على ملامحها إللي أحتدّت من بعد حركته تنطق : عيب تليد ! مو بـ هالأسلوب تتناقش فيه مع الأطفال
تقدّم ناحية سريرها يبعد البطانية من على جسدها : علاقتي مع الأطفال عليها ملاحظات، لا أحبهم و لا يحبوني
تبسّمت ملامحه يسترسل حكيه : بإستثناء عيالنا، بكون لهم العوض و ما أخلّيهم يعيشون نفس إللي أنا عشته
ميّلت شفايفها و الضيق بيّن على ملامحها : كل إللي عشته هو السبب من بعد الله بإن شخصيتك تكون بـ هالقوّة ! صامد رغـ
بتر كامل حروفها و الإبتسامة الساخرة زيّنت ثغره : بس ما فيه أحد يتحمّل تناقض شخصيتي و أسلوبي و كل شيء فيني، إلا أنتِ ! لو تشوفين نظراتهم لي بعد خروجي من السجن ! كل شيء بيّن و واضح عندي، مو مرغوب فيني بينهم يعاملوني معاملة المجرم القاتىل و أنا مو كذا ! أنا مب سيء لـ هالدرجة بس ما فيه أحد يفهم إللي عشته، سنين و أنا صابر و بصبر للأبد
لأول مرة يفتح قلبه لأحد و يحكي إللي بقلبه بالرغم من إن هالكلام نقطة ببحر كبير لأن المعاناة إللي عاشها ما تنوصف بحكي من كثرها، مكتفي بنفسه و باللي حوله و هالشيء مريّحه لكن ما ينكر أن نظرات إللي حوله تكرهه بنفسه
أستكمل حكيه يوجّه نظره لـ ملامحها و كامل تفاصيلها إللي تأسره : مثل الضوء بعد ليالي طويلة من الظلام أنتِ
لانت ملامحها من بعد جملته إللي توّسطت أعماقها، تقرّبت ترفع نفسها لـ حضنه : أنسى الماضي، أنت بالحاضر !
كمّلت حكيها و نظرها متركّز بعيونه : جدي عصام قال لي جملة بيوم الملكة للأن عالقة ببالي، قال لا تكونين أنتِ و الظروف ضدّه، تليد ما يليق لحضرة جنابه إلا وجده !
تعالت ضحكاته من بعد جملتها إللي نطقتها بعبط : حضرة جنابك كايد و صعب تنطال لكن بنت عماد طالتك !
تلاشت ضحكاته تلقائيًا يمد كفه وسط خدها يمرّره بلطف : أنتِ صعبة، لكن تليد مو سهل أبدًا !
-
بيت طلال | غرفة لهيب
رفع نظره بإنتباه لـ دخول أجوان بخطواتها المستعجلة و الظاهر إنها تكلم بالجوال من تقدّمت له تنطق و هي كاتمة الضحكة : هتان ودّها تحاكيك !
مدّت له الجوال بأسرع ما عندها و سرعان ما تعالت ضحكاتها من تغيّرت ملامح لهيب و الذهول بيّن عليه من سمع هتّان تنطق بصوتها العالي يوضّخ غضبها : أجوان يا كذابة ما أبغى أكلمه !
بلع ريقه يبعد سماعة الجوال عن أذنه من صوتها العالي : بالله خفّفي من هالصوت إللي كإنه إنذار حريق
بهتت كامل ملامحها من وصل صوته لـ مسامعها تقفل الإتصال مباشرة، قعدت وسط السرير تغطي وجهها بيدها من فرط خجلها كونها ما توقعت إنه سمع كلامها، أخذت نفس و الجو صار حارّ عليها تشتم أجوان بداخلها !
مد الجوال لـ أجوان إللي ما وقفت ضحكاتها من ملامح لهيب إللي للأن تبيّن صدمتها، أخذت الجوال منه تأخذ نفس : هتان داقة عليّ لجل تشكر وقفتك ويّاها، يلا أجهز فستاني من اليوم ؟
طالعها بنظرة عجزت تفسرّ معناها ينطق : أتركي الحكي الفاضي عنك و وريني عرض أكتافك، بطلع للمستشفى عندي شغل قد شعر رأسي!
ضحكت بشماته و خطواتها ساقتها لـ خارج غرفته : أنت تداوم و أنا بنام !
كمّلت خطواتها إلى أن وصلت لـ غرفتها و كانت بتقعد لكن أستوقفها الإتصال إللي وصلها و كان من - تارا - : وحشتك ؟
عقدت حواجبها بإستغراب تعتدل بوقفتها لأن صوت تارا إللي وصلها كان يرجف و الظاهر إنها على وشك تنهار : صوتك يرجف وش حصل ؟ تبين أجيك ؟
ما نطقت من كثر رجفة صوتها تقفل الإتصال، أخذت خطواتها تلبس عبايتها بأسرع وقت و قبل لا تطلع أرسلت لـ وتد - إجتماع طارئ ببيت عمي يزيد - !
بعد مدّة | بيت يزيد
إبتسمت من أنفتح لها الباب و أستقبلتها أمال بإبتسامة : حيّ الله أجوان
تقدّمت بخطواتها من أبتعدت أمال تسمح لها بالدخول : الله يحييك خالتي، وين تارا ؟
أمال : بغرفتها !
هزّت رأسها بالإيجاب و هي تأكدت أن أمال ما تدري بإنهيار تارا بـ هاللحظة، أكمّلت خطواتها يلي ساقتها للأعلى و تحديدًا لـ غرفة تارا، مدّت يدها للباب تفتحه بهدوء و كمّلت خطواتها للداخل تضمّ تارا إللي إنهارت بحضنها تنطق بنبرة مهزوزة : أجوان طحت بمصيبة ما يعلم فيها إلا ربّي !
بهتت ملامحها تبعدها عن حضنها و يدها حاوطت وجهها : تخسين و أنا بنت عمّك تدخلين بمصيبة، وش حصل ؟
قاطع نقاشهم دخول وتد بخطواتها المستعجلة و نظرها تركّز على إنهيار تارا بحضن أجوان : وش هالحالة الطارئة يلي طلعت فجأة ؟
أخذت تارا نفس من أعماقها تستجمع كامل قواها قبل تنطق بنبرة تبيّن رجفتها : تذكرون صحبتي الالكترونية عُلا ؟ إللي وثقت فيها كل الثقة طلعت مو قد الثقة و طلع ولد !
بهتت كامل ملامح أجوان إللي نطقت بنبرة عالية : طلع علاء ! هدّيني عليه هالـ###
أسترسلت تارا حكيها : و المصيبة ما وقفت على إنه ولد ! المصيبة الأعظم إنه يهدّدني بصوري !
ميّلت شفايفها وتد تنطق بعد ما طوّل صمتها و تفكيرها : ليه يسوّي كل هذا، فيه سبب وراه ؟
ضحكت بسخرية تقعد وسط سريرها ترفع أناملها تمسح دموعها : يكره تليد و سوّى كل هذا لجل ينتقم منه !


ضحكت بسخرية تقعد وسط سريرها ترفع أناملها تمسح دموعها : يكره تليد و سوّى كل هذا لجل ينتقم منه !
تقدّمت أجوان تقعد بجانبها : كلمي وجد دامها محامية بتعرف تتصرّف بـ هالأمور !
وجّهت نظرها لـ وتد إللي وافقت أجوان بـ هالفكرة : بس ما ودّي تليد يدري، أخاف يسوّي مصيبة أكبر و يقتىله
أخذت جوالها و عيونها تدوّر رقم وجد من بين كل الأرقام، تضغط عليه بعد ما أخذت نفس ترفع جوالها لـ أذنها، إبتسمت لأن ما طوّل أنتظارها لـ رد وجد إللي ردّت بإبتسامة : هلا حبيبتي
أخذت تارا نفس من أعماقها تشدّ على يدها من فرط توترها : وجد بقولك شيء بس تليد لا يدري تكفين، هو عندك ؟
عقدت حواجبها بإستغراب من نبرة تارا الغريبة إللي توضح شديد خوفها و رجفة صوتها : رجفة صوتك ما تطمن، تليد بالمسبح ما عليك قولي إللي بخاطرك أسمعك
تنهدت براحة لكن توترها لازال موجود تنطق بعد ما طوّل صمتها : عندي صحبة الكترونية و أعرفها من سنوات تقريبًا يعني تقدرين تقولين تعرّفت عليها قبل لا ينسجن تليد بأسابيع قليلة، الزبدة قبل كم ساعة أتصل عليّ و أعترف إنه ولد و قال أن كل الصور إللي كان يرسلها لي صور أخته ! مستوعبة أنه يرسل صور أخته على أساس إنه هو ! و الحين يهدّدني بصوري و ياليتها صور طبيعية ! للأسف إنه مسوّي فيها البلاوي و لو شافها بابا او تليد بودّع بعدها !
ما نطقت وجد إللي طوّل تفكيرها و أعتدلت بقعدها : أعطيني رقمه و أنا بتصرف لا تحاتين، و لا تردين على أيّ رسالة منه و بلكيه من كل مكان، يستغل نقطة ضعفك لجل يهدّدك لكن هو رخمة ما يقدر يسوّي شيء، لا تفكرين بأيّ شيء و لا تخافين دام بنت عماد تسندك !
توّسعت إبتسامة تارا تنسى كل هموم صدرها من بعد حكي وجد : يا حبي لـ بنت عماد، الله يديمها
قفلت منها ترمي جوالها وسط السرير و الخطط ببالها مسطّرة تسطير، ما ودها تتصرف إلا بعد ما تروّق و تأخذ كل معلوماته !
أخذت خطواتها إللي ساقتها للأسفل و تحديدًا لـ جهة المسبح، تبسّمت ملامحها من إستقرّ نظرها على تليد إللي متجاهل كل شيء حوله و يسبح بعقل مشوّش و من نظره واضح إنه غارق بالتفكير، تقدّمت بخطواتها إلى أن وصلت لـ حافة المسبح، ما عندها أيّ رغبة بإنها تسبح بـ هالوقت خصوصًا لكن ما أمداها تعتدل بقعدتها من حسّت بذراع تليد إللي حاوطها ينزّلها للمسبح، تعالت ضحكاته من ذراعها يلي حاوط عنقه تضمّه مباشرةً من الإحساس إللي أنتابها هاللحظة و نطقت بعد ما أسترجعت أنفاسها : وش هالحركات تليد ؟
إنمدّ ذراعه إللي حاوط خصرها يقرّبها له : جاز لي قربك
ما ركّزت بالجملة إللي نطق فيها إنما كل تركيزها على الوشم إللي ببداية ظهره و الجروح إللي مليانه ظهره، توّها تلاحظ هالتفاصيل تنطق بنبرة بيّنت ذهولها : موّشم ؟
ما نطق و ذراعه زاد من قبضته على خصرها يرفعها لـ خارج المسبح بحيث صار جسمها بالخارج و رجولها لازالت بالمسبح و نظرها للأن متركّز على ظهره : متى سوّيته ؟
عدّل قعدته من صار بجانبها : من بداية خراب و ضياع تليد
إستنكرت رده توجّه نظرها لـ عيونه : حرام !
هزّ رأسه بالإيجاب يرجع يغوص بالمسبح و وقفت من نطق بهدوء : أطلعي لـ غرفتك
ما أعترضت لأن البرد لعب فيها و يدها حاوطت جسدها من شدّة البرد، و الظاهر لها أن تليد يحتاج وقت مع نفسه بـ هاللحظة!
بيت يزيد
تركت الجوال إللي طاح بالأرض ترفع يدها لـ صدرها برعب، ترفع نظرها لـ أجوان : كل ما أبلكه يدق عليّ من أرقام جديدة !
أخذت أجوان نفس من أعماقها تنحني تأخذ الجوال إللي كان على الأرض ترفعه لأذنها تنطق بغضب : أنت تدري لو حطيتك براسي وش بيحصلك ؟
رصّت على أسنانها من فرط قهرها من سمعت ضحكاته الساخرة : أسمعني يا ### ، لو صحيت و لقيت نفسك بالسجن لا تخاف ! هذي جزات أفعالك الرديّة يالردي !
قفلت ترمي الجوال و الغضب ملّى مشاعرها بـ هاللحظة : غيّري رقمك لجل ما يتصل فيك، أرسلتي رقمه و الصور لـ وجد ؟
هزّت رأسها بالإيجاب و أناملها أرتفعت لـ جبينها تأخذ نفس بضيق !
-
بعد مدّة
خرج من المسبح و المنشفة محاوطة عنقه، و خطواته ساقته للأعلى بالرغم من إن خطواته كانت موجّهته لـ غرفته لكن أستوقفه صوت وجد العالي و الظاهر إنها تكلم بالجوال يتوجّه لـ غرفتها مباشرةً و ملامحه أحتدّت تلقائيًا لأن سمع وجد تنطق بغضب - و الله و تالله يا راكان معلوماتك كلّها عندي و لو وصلني خبر أنك تهدّد تارا بصورها و الله ما أخليك و أنا بنت عماد -
قفلت الإتصال ترمي جوالها وسط السرير ، ترفع نظرها للأعلى و القهر يعتريها و سرعان ما بهتت ملامحها من أنتبهت لدخول تليد للغرفة و الواضح من ملامحه أنه سمع أخر جملة قالتها يتقدّم إلى أن وقف مقابلها ينطق بهدوء عكس العواصف إللي بداخله : راكان و تهديد و صور تارا، شسالفة ؟
نزّلت نظرها لـ جوالها تخفي كامل توترها تتظاهر بالقوّة خصوصًا إن ما ودّها موضوع راكان و تهديده لتارا يوصل له : ما فيه سالفة !
ميّلت شفايفها و نظرها أتبع تليد إللي توسط السرير و مد يده لـ جوالها يمده لها : أفتحيه !
هزّت رأسها بإعتراض تسحب جوالها منه : لا
ما أمداها حتى ترمش من سرعة وقوفه يأخذ الجوال منها : ما ودّك تقولين ؟ مب مشكلة أنا بتصرّف و أعرف بكل شيء تخبّينه عني
مدّت يدها لـ يده إللي شادّة على جوالها : لو قلت لك بتفتعل مصيبة حنّا بغنى عنها، خلّ الموضوع عليّ هالمرة !
هزّ راسه بالنفي ينزّل يدها : ماله داعي تتصرفين و أنا موجود، خلّيها عليّ مو عليك !
هزّت رأسها تعترض حكيه، تعرف إنه لو تصرف بتحصل مصيبة هم بغنى عنها، خصوصًا إنها تتصرف بالقانون : المهمة مهمتي صح ؟ أخرج منها و لا تتدخل
عقد حواجبه بإستغراب من حكيها ينطق بسخرية : عشنا و شفنا يالوجد، كلمة تليد وحدة و مستحيل إنه يتراجع عنها
قرّب إلى أن صار مقابلها ينطق بهمس : أطلعي منها !
هزّت رأسها بإعتراض تمد يدها تأخذ جوالها منه، ترفع نفسها لجل توصل لـ مستوى طوله و وجهها مقابل وجهه بالضبط : و كلمة وجد ما تتكرّر، كبّر عقلك و بسلمك المهمة!
ميّل شفايفه و نظره تركّز في بريق عيونها سحر البراءة تعكس شخصيتها المُهيبة القوّية شديدة، فهم من كلمتها - كبّر عقلك و بسلمك القضية - أنه لو قرّر يتصرف بـ موضوع راكان ما يتعرّض له إنما يسوّي كل شيء وفق القانون : موافق بكبّر عقلي، و راكان خليه عليّ
-
هتّان
دخلت للمستشفى بخطواتها المتوازنة إللي تبيّن صلابة شخصيتها، كمّلت خطواتها بهدوء إلى أن أستوقف خطواتها وجود أسامة و رباط مغطّي جبينه و يده و نقلت أنظرها لـ لهيب إللي واقف بجنبه و الظاهر لها إنه ينصحه بخصوص شيء معيّن، عقدت حواجبها بإستغراب من وضعه تتقدّم بخطواتها إلى أن وقفت مقابلهم تنطق بتساؤل : أسامة ؟ سلامتك وش حصل لك ؟
ضحك أسامة بالرغم من ألم جسده : الله يسلمك، بالأوّل أنتِ بعدين أنا، سوّيت حادث بسيط بالدراجة !
ضحكت بذهول و نظرها يتفحّص جسده إللي مليان جروح بسبب الحادث : كل هذا و بسيط ؟
تلاشت ضحكاتها من لاحظت نظرات لهيب المحتدّة إتجاهها و من نطق ينهي النقاش يلي بين أسامة و هتّان : عمومًا يا أسامة أنتبه لـ نفسك و لا تنسى مواعيدك و أنتِ يا هتّان أدخلي لمكتبي ثواني و أجيك !
ما نطقت بحرف تسترسل خطواتها إللي ساقتها لـ مكتب لهيب تقعد الكرسي المقابل له تنتظر دخوله، نظرها أنتقل لـ زاوية المكتب إللي كانت عبارة عن نجوم كثيرة، مهيب شكلها بجنب بعض و أسر قلبها، شتّت نظرها من دخوله يقعد بالكرسي : هذا أخر موعد لك بخصوص رجلك صح ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ترجّع ظهرها للخلف : ياليت تفك هالرباط عن رجلي لأن ضيّق عليّ الوسيعة
هزّ رأسه بالإيجاب : بشيله اليوم أساسًا، الأهم أنك تبعدين عن أيّ شيء ثقيل تحملينه لأن الظاهر أن رجلك تعافت مؤقتًا و لو تعرّض لأي ضربة بسيطة برجع أحط لك الرباط !
دار معاذ | الليل
تبسّمت ملامحها لـ دخول أبوها و أمها بعد ما نادتهم لجل يشوفون لوحاتها يلي بتاخذهم للمعرض، توّسعت إبتسامتها من لاحظت نظرة الإعجاب و الإنبهار من ملامح أمها و أبوها تنطق : نظرة عيونكم تبيّن إنبهاركم بفنّي !
إبتسم معاذ يتقدّم لأكبر لوحة من بين كل اللوحات : رهيب و مهيب فنّك !
ضحكت تقرّب لـ حضن أبوها و نظرها أنتقل لـ أمها إللي تتأمل اللوحات بإبتسامة تبيّن إعجابها : مين بيروح معك للمعرض بكرة ؟
وتد : أجوان
-
الديرة | وسط الصالة
وجّه نظره لـ جوال وجد إللي ما وقّفت إتصالاته و الأدهى إن تركيزها كان على شاشة التلفزيون و متجاهلة كثير الإتصالات إللي توصلها، ألتفتت لـ تليد إللي نطق بإنزعاج : يا تقفلينه يا تردين !
كشّرت ملامحها من نزّلت نظرها لشاشة جوالها و هالرقم إللي صار له يومين يتصل بكثرة بس ما جرّبت ترد : رقم غريب، أزعجني من يومين
عدّل قعدته بتركيز لـ حكيها لأن حس أن الوضع مشكوك بأمره ينطق برفعة حاجب : يومين و ما جرّبتي تردين ؟ ، أعطيني أرد لو خايفة
مدّت أناملها إللي أحتضنت جوالها ترد على الإتصال : أهلًا ؟
تبدّلت كامل ملامحها لأن الصوت إللي وصلها كان صوت جاسر و لأن أبتدى حكيه بعتاب أوجع قلبها، لاحظ تليد تغيّر ملامحها إللي إحمرّت توضّح شديد غصّتها و وقف يقعد بجنبها يأخذ الجوال منها و ما نطق بحرف إلى أن سمع صوت المتصل، رصّ على أسنانه لأن سمع جاسر إللي نطق : أنا و أنتِ مستحيلين لـ هالدرجة ؟
رفع نظره لـ وجد إللي ما تدري كيف تنطق من ذهولها، شدّ على كفه يتمالك أعصابه : و بعدين معك يا مسيلمة الكذاب ؟ للأن ما سوّيت فيك شيء لكن لا تتطمن لأن حطيتك ببالي، جرّب دق عليها وقتها بتشوف نجوم الليل بعزّ الظهر !
مدّ لها جوالها بعد ما قفل الإتصال و بلّك جاسر ينطق : أيّ رقم يدق عليك بلّكيه و لا تردين عليه
هزّت رأسها بالموافقة ما تعترض أساسًا، ترفع نظرها للأعلى بضيق وسط نظراته المتأملة إتجاهها كيف إنها تخفي مشاعرها لكن كل شيء بيّن عنده : لا بأس يالقلب الشجاع
ما نطقت بحرف تشتّت نظرها و ألمها هالمرّة صامت تتحمّله بكبرياء عظيم، مظهرها الخارجي هادئ بشكل غريب لكن قلبها كان يرجف !
وجّهت نظرها لـ تليد إللي نظره لازال متركّز عليها، كيف إنها ما تبوح إللي بخاطرها لكن مدمعها هالمرّة حكى خطاب مؤلم ما قدرت تبوح فيه للعلن، رفعت نظرها للأعلى بمحاولة إنها تكتم مدمعها من قوّة الضغط إللي تحس فيه بـ هاللحظة خصوصًا مع نظرات تليد إللي مستقرّة عليها : لا تطالعني !
ما زاح نظره من عليها متعمّد : الوضع ما يبكّي أبدًا للعلم
رصّت على أسنانها تكتم غضبها من حكيه إللي ماله داعي : توكل تليد لا أقوّم الدنيا عليك
ضحك لوهلة يستغرب تهديدها : الله يعاوني على هرموناتك بس
ما نطقت بحرف إنما أكتفت بنظرها الحادّ إتجاهه
-
الديرة | الصبح
أخذت خطواتها خارج الغرفة متوجهة للصالة بعد ما جهزت كامل أغراضها لجل يطلعون للمدينة : تليد لا تنسى شنطي داخل الغرفة، ما أقدر أشيلهم
خطت خطواتها إللي ساقتها للخارج توقف مقابل سيارتها تنتظر خروج تليد إللي طوّل و بيده شنط وجد، و عدّلت وقفتها من لمحته متقدّم إتجاهها : بروح معك، بخلّي سيارتي هنا
هزّت رأسها بالإيجاب تفتح باب سيّارتها : أنا بسوق !
ما أعترض فكرتها كونه ماله خلق للسواقة أساسًا،
بعد مدّة
نطق يكسر الصمت إللي بينه و بينها
تركيزها بأكمله على الطريق تكمّل سواقة لكن تشوّش تركيزها من نطق تليد إللي كان يكلم بجواله : بالطريق أنا، ما بقى غير نص ساعة و أوصل، لا تنسى ترسل لي موقعه و خلّيك مراقبة و لو طلع من مكانه وجّه سلاحك صوبه و لا تتردّد أبد !
لاحظ ذهول ملامحها بعد جملته توقف السيارة على جنب تلتفت له بعد ما قفل الإتصال تنطق بنبرة تبيّن تساؤلها : وجّه سلاحك صوبه و لا تتردّد أبد، عفوًا تليد مستوعب الحكي إللي تحكيه صح ؟ هالمرّة أنا إللي بسجنك، تحذّر
ضحك لوهلة و نظره تركّز عليها : أسجنيني، عندي كثير أدلة ضدّي و لو تبين أعطيك إياهم
توّسعت عيونها بذهول : فيك شيء تليد ؟ ، لا تخليني أنزّلك من سيارتي و بترجع كعّابي، أسوّيها حلفت
تعالت صرخاتها تبيّن شديد قهرها من نزل من السيارة يتوجّه لبابها، فتح الباب و ذراعه إنمدّ لـ ذراعها ينزّلها من السيارة : لا يكثر حكيك يا وجدي و أركبي أنا إللي بسوق، أنتهى دوري !
كشّرت بإعتراض تمنعه من إنه يركب السيارة : سيارة مين هذي ؟ سيارتي مب سـ
قاطع حروفها يزيد من قبضته على ذراعه يمشّيها بجنبه إلى أن ركبها للسيارة يقفل الباب مباشرة يركب بعدها، حرّك السيارة و ألتفت لها بروقان : وش ودّك تسمعين ؟
ما ردّت على سؤاله و نظرها كان على الطريق و ملامحها تبيّن زعلها من حركته !
تنهد من أعماقه يسترسل سواقته و يسرق النظره لها كل دقيقة
وجّه نظرها لها من نطقت تكسر الصمت و نظرتها تبيّن شديد زعلها : أبعد عن المشاكل و لا تتعرّض لأحد، و لو سوّيتها لا تحاكيني و لا أحاكيك و أنتهى يا تليد
كان بينطق لكن قاطعت حروفه قبل ينطقها تنطق بغضب : لا تتصرّف بأنانية و لا توجّع قلبي عليك تكفى
تركّز نظره بعيونها من نطقت - لا توجّع قلبي عليك - إللي نطقتها بنبرة حزينة تشرح كل أوجاع قلبها، ما نطق بحرف رغم الوجع إللي بداخله يكمّل طريقه إلى أن وصل لـ بيت عماد يوقّف السيارة بالمواقف و نزلت بعد نزوله و خطواتها كانت بتوجّها للداخل لكن أستوقفها صوت تليد : لحظة !
ألتفتت من غير ما تنطق بحرف و ما هي إلا ثواني و حسّت بذراعه يحاوط خصرها يقرّبها لحضنه و نطق بهمس : أنتِ غير النّاس عندي، كوني بخير و بحاكيك وقت أرجع
إنعقدت حواجبها بإستغراب من طريقة وداعه و كإنه يودّعها وداع أخير، ما فهمت معناه، أبتعد عن حضنها من وصله إتصال يرد مباشرة : جايك !
دخل جواله بجيبه بعد ما قفل الإتصال و إنحنى يقبّل عنقها : أستودعتك الله
أبتعد بخطواته عنها وسط نظراتها إللي تتبعه، مو عادي وداعة لها و مو عادي إحساس قلبها من بعد حكيه !
أخذت خطواتها إللي ساقتها للداخل مباشرةً، تبسّمت ملامحها تنسى كامل همومها من تقدّمت وهج ترتمي بحضنها و سرعان ما تبدّلت ملامحها تبين شديد إحراجها من نطقت وهج بعفوية لـ أبوها بعد ما أبتعدت عن حضنها : بابا شفت تليد يبوس وجد
غطّت وجهها بكفوفها من الإحراج و خطواتها تراجعت تلقائيًا وسط ضحكات أبوها و أمها إللي تعالت و من نطق عماد : حلالها !
ما عاد لها القدرة إنها تكون متواجدة بـ هالمكان بعد الإحراج، خطت خطواتها لـ غرفتها و هي من قوّة الإحراج ما سلّمت على أمها و أبوها، ضحكت بعد ما أستوعبت الموقف تتوّسط السرير : اهخ منّك و من حركاتك يا تليد !
-
بعد مدّة | المطعم
نظر راكان تركّز على تليد إللي دخل للمطعم بملامحه إللي تبيّن أن الخير ما هو بصوبه ابد، وجّه نظره لـ صاحبه أدم : المجنون وصل !
أسترسل تليد بخطواته إلى أن صار مقابل راكان بالضبط، و إنحنى ينزّل يدّه إللي قيّدت عنق راكان ينطق بهدوء : كابوسك وصل يا راكان، وصل و الله يعينك !
عدّل راكان كتفه و يده أرتفعت بمحاولة إنه يبعد يد تليد إللي مقيّدة عنقه، و بلع ريقه يحاول يبيّن أن الخوف بعيد عنّه لكن ؟ ما يقدر خصوصًا أن إللي مقابله تليد مو أيّ شخص ثاني و لأن ملامح تليد بـ هاللحظة ما تبشّر بالخير و نيّة الشر واضحة عليه : أشفق عليك يا مسكين ! تتخلّى عن مبادئك و رجولتك و تهدّد بنت عشان كم فلس ؟ لا و مكذّب عليها أنك بنت عشان توصل للي تبغاه ! صدقني أنهيك أنا أنهي هالقطيع يلي معك
حرّر يده من عنق راكان ينزّل نظره لـ جوال راكان إللي كان على الطاولة يدخّله بجيبه : سلّملي عليه، و لو تفكّر مجرّد التفكير بس إنك تضرّ أختي او زوجتي صدقني وقتها ما يردّني عنك شيء، و لا تحسّب إني ما أقدر أسوّي لك شيء لا ظنّك خطأ ، لأني أنتظر الوقت المناسب إللي أفرّغ فيه رصاص مسدسي على دماغك !
أخذ خطواته إللي ساقته للخارج يركب سيّارته و الغضب معتريه بالكامل من أفعالهم السيئة إللي وصلت لأخته !
أستنشق من هواه يهدّي من نفسه و أعصابه لا يسوّي شيء بيندم عليه، طلّع جواله من جيبه بعد ما وصله إتصال من وجد يرد بـ : هاه يا حُبي ؟
رجع ظهره لخلف يبتسم، يبتسم من خوفها عليه إللي يبيّن من نبرة صوتها و من نطقها لـ أسمه : تليد أنت بخير صح ؟ طمن قلبي و قول لي أنك ما سوّيت شيء يندّمك
تليد : ما بديت بالثقيل لسه، الثقيل بوقته حسب الأفكار المسطّرة ببالي !
تنهدت براحة مبدئية كونها تأكدت إنه ما سوى شيء يتعاقب عليه قانونيًا : أرجع للبيت حالًا، لجل ما أقلب دنياك تسمعني ؟
ضحك من قفلت الإتصال ينزّل جواله بحضنه، عجيبة كيف تقدر تغيّر مزاجه بأقل الدقائق، دخولها لـ حياته مثل الغيث إللي هطل على قلبه و أرتوى !
-
المعرض | اللّيل
تقدمت بخطواتها و المساعدين خلفها حاملين فنّها و لوحاتها ينزّلونها لـ مكانها المخصّص، تبسّمت ملامحها تبيّن شديد سعادتها من لمحت أجوان إللي خطت خطواتها المستعجلة إلى أن وصلت لـ وتد : أنتِ الفنّ و الله !
ضحكت لـ كلمتها و ملامحها المتحمسة تنطق بتوتر : بيسوون معي مقابلة بعد دقائق، متوترّة حدّي !
بلعت أجوان ريقها من حسّت بجديّة الوضع، خصوصًا إنها تدري بتوتر وتد المبالغ : ما عليك أنا بطالع فيك من بعيد، الله يبعد هالتوتر عنك و تذكّري أن أبوك و أمك فخورين فيك للأبد !
أخذت نفس من أقصاها و نظرها أنساق للموظفين إللي يرتبون لوحاتها و من تركّز نظرها على صاحب المعرض إللي يمشي و بجنبه بتّال، إنعقدت حواجبها بإستغراب من سبب وجوده بـ هالمكان و إستحالة تنكر أن توترّها زاد بوجوده و خصوصًا بعد ما لاحظ وجودها يتقدّم بخطواته ينطق و الإبتسامة مزيّنة ثغرة : يا محاسن الصدف !
تراجعت بخطواتها للخلف لأنها ما أستوعبت جملته و نظرة عيونه إللي تبيّن خبايا قلبه، ما ردت على جملته بخجل ملاها وسط نظرات أجوان إللي مستغربة الوضع !
أنتقل نظره للوحاتها المُبهرة و تركّز نظره على لوحة من بين كل اللوحات، تقدّم للوحة و عيونه تكذّب إللي بيحصل حوله !
وجّه نظره لها بعدم تصديق يأخذ اللوحة إللي توّسطت كفه : هذا أنا ؟
ما قدرت تكتم ضحكتها من ردة فعله و صدمته تهزّ رأسها بالإيجاب، بينما بتّال إللي ضحك بعدم تصديق إنها رسمته للمرّة الثانية و علّقت اللوحة بمعرضها من بين كل فنّها
تبسّمت ملامحها من ردة فعله و نظره إللي يبيّن شديد إعجابه باللوحة و من رفع اللوحة يصوّرها بجواله !
كل هالمشهد تحت أنظارها، تتأمله من أقصاه لـ أدناه تتأمل فرحته و إنبهاره و تصويره للوحلة !
-
بيت يزيد | الصالة
تبسّمت ملامحها لـ دخول تليد بخطواته الهادئة تبيّن هدوء أعصابه، تنهدت براحة لأن نفسيته الهادئة مبيّنه على ملامحه و تطمن قلبها أن وجد ما علّمت تليد بخصوص موضوع - راكان - و تهديده لها، لكن سرعان ما خاب ظنّها و أتضح توترها من نطق بنبرة ساكنة - دريت بموضوع راكان - و سكون نبرته و ملامحه ما طمن قلبها خصوصًا إنها شكّت أن كل هالهدوء ما قبل العاصفة، شتّت نظرها و شعور خذلانها إللي سببه وجد كونها علمت تليد و هي ما ودّها يدري : قالت لك وجد ؟
هزّ رأسه بالنفي يقعد مقابلها : سمعتها تهدّده، و وصلني التهديد إني ما أتعرّض له لأنها بتتصرف بالقانون، بس ما عليك تطمني دامني أخوك و سندك !
ضحكت بعدم إستيعاب لـ كلامه و ردة فعله : يعني ما بتسوي له شيء صح ؟
هزّ رأسه بعترض : ما سوّيت له شيء، رفعت عليه قضية بس و وجدي بتتصرّف، سلّمتها المهمة و لو تشرب من دمه ما أعترض !
ضحكت من حسّت أن خلف هالهدوء كثير التهديدات من وجد : أعترف أن وجد محذّرتك و ما تقدر تسوّي شيء من غير أذنها
ضحك ، ما قدر يكتم ضحكاته لأنها عرفت و حسّت أن هو مب قادر يتصرف بكيفه بسببها !
كل ما يفكّر بسوء لأي شخص يتعرّض له مباشرةً تمر بذهنه، يتذكّر إن أسمه صار مرتبط بأسمها و أن كل شيء يسويه له عواقب سيئة و ضارّة !
رفع نظره لـ دخول أمه و بيدها مجموعة من الزهور، إبتسم من تعالت نبرة صوتها ترحّب فيه و من وقف يتقدّم لها يضمها لـ صدره !
أبتعدت عن حضنه نزّل نظرها للزهور إللي بأحضان كفها، تمدّ له زهرة زاهية من بين الزهور، تنطق و الإبتسامة مزيّنة ثغرها : خذ هالزهرة الزاهية و أهديها لـ زوجتك، قليلة بمقامها و بمقامها لأنها تستاهل مصنع زهور مو بس زهرة وحدة !
أخذ الزهرة من بين أناملها و عيونه تتأمل بهاء لونها و حيويتها، يرفع نظره لها : تفهميني
تعالت ضحكاتها من بعد كلمته و عيونه تتأمل خطواته الخارجة للخارج و الظاهر لها إنه فعلًا راح لـ وجده، وجّهت نظرها لـ تارا إللي نطقت بتنهيدة : من أرتبط أسمه بأسمها و حياته تورّدت، وجد نعمة حرفيًا !
إبتسمت تهزّ رأسها بالموافقة على كلامها تنزّل نظرها للزهور إللي بيدها : لاحظت كثير الحمدلله ! ، مجرّد أن أسمها ينذكر وسط الجلسة تتغيّر جلسته و نظرته إللي تبيّن عليه غرامه لها ، إهتمامها فيه مثل الورد إللي على قدر ما تهتمين فيه يزهر !
-
بيت عماد | الجلسة الخارجية
قاطع نقاشها مع هتّان إتصال تليد، عقدت حواجبها بإستغراب من إتصاله ترد عليه بإبتسامة : حيّ الله البارود، مروّق بعد ما سوّيت إللب براسك ؟
تعالت ضحكاته من جملتها يهزّ رأسه يوافق على كلامها : تبقين لي يا ناعسة العينين، عندي لك شيء يحبّه قلبك، تعاليلي أنتظرك برا !
تبيّن الإستغراب على ملامحها تنطق بتساؤل : تخوّفني وقت تروّق
عدّل قعدته و نظره إنساق للورد : لا تخافين الوضع أمان، تعالي
قفلت الإتصال و توجّه نظرها لـ هتّان إللي نطقت بتساؤل : بتتركيني عشان تليد ؟ ، ماش خليه ينفعك
ضحكت توقف تعدّل حجابها : شوي و أجيك، و نتفاهم بعدها !
ما أعترضت و عيونها تتأمل خطوات وجد إللي أبتعدت متوجه للخارج، إبتسمت من نزل من السيارة و أنتبهت لليده إللي مخبّيها خلف ظهره تنطق بتساؤل : وش مخبّي ؟
ضحك يمدّ لها الوردة ينطق بعبط : رومنسية الثلاثيني، هذا الموجود
تعالت ضحكاتها لأنها ما توقعت، أخذت الوردة بإبتسامة تتأمل جمال لونها البرتقالي : أحب هاللون من الورد، يذهلني !
توهجت ملامحه من ردّة فعلها ينطق بنبرة هادئة : أنتِ شبيهة الورد من بين الزهر، و دامك تحبين هاللون خصوصًا أبشري به، أنتِ غالية و الورد ما يرخص عليك
إحمرّت ملامحها تعتدل بوقفتها لأنها تخجل، تخجل من تعامله و رقّة حكيه : خلاص !
أكتفى بالإبتسامة تزيّن ثغره، و نظره شبع بتأمله فيها و كيف إنها تتأمل الوردة و الحب يشع من عيونها ، كيف إنها مثل الغيمة من خفّتها و رقتها، دائمًا تكون أكبر من الوصف و من القصيدة و من اللغة

تعليقات