📌 روايات متفرقة

رواية المنتصف المميت الفصل الاول 1 بقلم ضاقت انفاسي

رواية المنتصف المميت الفصل الاول 1 بقلم ضاقت انفاسي

رواية المنتصف المميت الفصل الاول 1 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية المنتصف المميت الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية المنتصف المميت الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية المنتصف المميت الفصل الاول 1

رواية المنتصف المميت بقلم ضاقت انفاسي

رواية المنتصف المميت الفصل الاول 1

في تمام الساعة ٩.١٥ كانت تجلس على المقعد وبيدها قلم الرصاص... تكتب على الدفتر بخط مرتب والهدوء يحيط بعالمها...حست يدها تشنجت بعد ما طرق الباب وصوت ( ءءءءءءءءء) اخترق لمسامعها ...
للحظة حست نفسها تتوهم ...ارتخت يدها وسقط القلم على الدفتر ....رفعت راسها بتردد وبداخلها تتمنى تكون غلطانه وسمعت غلط ....صكت على اسنانها لما استقر نظرها على الواقفه عند الباب وتناظرها بابتسامة مشرقة.....تمنت انها اليوم غابت عن المدرسه وما تعرضت لهذا الموقف المحرج!!
نزلت عيونها للحظات وهي تتمنى تتوارى خلف البنات..او تنزل تحت المقعد... وما يشوفها احد لما بدأت تؤشر عليها !!
كتمت ضيقها لما نطقت الأبله بصوتها المرتفع: تقصدين غسق!!
ناظرت غسق أمها المبتسمه وعيونها تفيض من المحبة والحنان .. وتحرك يدها بعشوائية تحاول تقول شيء بس ما هي قادرة...
الابله تناظرها بعجز ما فهمت عليها وش تبغى منها ؟!
ناظرت غسق من حولها نظرات خاطفه لزميلاتها بالصف وهم يتهاموسون عليهم والبعض يضحك ...بصعوبه كتمت الاحراج الي تتعرض له من تواجد امها امام زميلاتها بالحصه ...
ما تدري وش تتكلم المعلمه مع امها إلي واضح ما هي فاهمه عليها شيء .. كتمت ضيقها والقهر الي بداخلها من تصرف أمها... ليه تيجي هنا وتحرجها !! .. وكأنه ما يكفيها التنمر والاحراج الي تتجرعه من الي حولها بالبيت !
تقدمت أسيل من ابنتها بخطوات هادئة..وضعت يدها على رأس غسق ومسحت عليه بحنان ...مدت لها المصروف ..وقبلتها بمحبه على رأسها!!
رفعت نظرها لامها وعيونها تلمع بالدموع..تعرف كمية حب أمها لها .. جاءت للمدرسه حتى تعطيها مصروفها الي نسيته ...لو تلف الدنيا ما تلقى مثل حضنها الحنون ...اسيل توسعت ابتسامتها لما التقى نظرها بنظر غسق الي نزلت عيونها مباشره للدفتر... توقعت انها خجلانه ما جاء في بالها انها منحرجه منها ...
تحس غسق تواجد امها ثقيل عليها...والاحراج يزيد بتواجدها .... ما تنكر إنها تحب أمها بشكل جنوني وما تتخيل الحياة بدونها ...بس التنمر الي تتجرعه من الي حولها هو الي يذبحها ...ويجبرها تتوارى عن العيون وما احد يعرف أمها !!!
نزلت راسها والضيق يخنقها ...رفعت نظرها لما ربتت أمها على كتفها بحنان وكأنها تبغى تدعمها ...
زمت شفتها بحزن وضيق من حالها ...تكره نفسها لما تحاصرها مشاعر الخزي من أهلها... امها ملاك ما تستحق منها هالشيء ...بلعت غصتها ودموعها على وشك النزول لو تعرف امها بمشاعرها الي بداخلها وش رح يكون رد فعلها ؟!
ابتسمت بألم لما قبلتها أسيل واشرت لها بالسلامه وهي تغادر غرفة الصف ...
حاصرها الظلام من حولها بعد مغادرة أمها ...مشاعرها مشتته و مشاعر تأنيب الضمير تذبحها من الوريد للوريد... لزوم ما تستحي من امها وتفتخر فيها قدام العالم ...أمها إلي تبتسم لابتسامتها وتحزن لحزنها ..أمها الي ما تنام حتى تتأكد إنها مرتاحه وما في شيء يكدر خاطرها ...نزلت راسها وشعور الاختناق يزداد عليها ...لو تلف الدنيا ما تلقى مثلها .. أمها تستحق جائزة الامومة والحنان ...لزوم تفتخر فيها وتنادي بأعلى صوتها " هذي أمي تاج رأسي" دوم تشجع نفسها بذي الشعارات بس عند ارض الواقع تجبن وتضعف ويغلبها شعور الخزي والاحراج..
كتمت ضيقها وهي تناظر الابلة تكلمها بس عقلها ما هو مستوعب شيء ...نزلت رأسها وبدأت تحرك القلم بعشوائية ترسم خربشات تعبر عن الضجيج الي بداخلها ....
شعور الالم والحزن ما يفارقها والسبب نفسها ..مقهوره من حالها ومن العالم الي حولها الي اجبروها تستحي وتخجل من تواجد امها ....أجبروها إنها تستعر من أمها .. وكأنها شيء مخزي وما لازم احد يعرف بوجودها ...
بالرغم انها طفلة الا انه كل هالمشاعر المريره والموجعه لروحها كانت تدور بداخلها .....
مر اليوم بهدوء وما كان يخلو من لقافة بعض البنات وهم يسألون عن امها وليه ما تتكلم ؟!
تجاهلت كل الاسئلة ورجعت للبيت مثقله من الهم والحزن ....
فتحت الباب بهدوء ... ابتسمت اسيل لها وكأنها ملكت العالم كله برؤية غسق!!
اجتاحت غسق مشاعر كبيره ما قدرت تسيطر عليها او تعرف سببها .. وبدون سابق انذار ....ألقت غسق حقيبة المدرسة وركضت بدون وعي لحضن امها ..حضنتها بقوة ودموعها تنزل بغزارة....
تبكي لعل دموعها تغسل وجع قلبها من المشاعر الي تسكن بداخلها وتعذبها !!
بادلتها اسيل الحضن وهي تمسح على شعرها بحنان ....قبلتها على رأسها ..ابعدتها بخفيف وبدأت تمسح دموع غسق وتسألها عن سبب الدموع!!
ناظرت غسق أمها الي ما تفهم وش تقول " ءءءءءءءءء"
بس تتوقع انها تسألها ليه تبكي ؟!
هزت راسها بالنفي وشعور الالم بداخلها يزيد ..لو تكلمت وشرحت لها وجعها ما رح تسمعها او تفهم كلامها ...تمنت لو كانت أمها تسمع على الاقل تفضفض لها كل شيء بداخلها !!
اسيل بابتسامة دافيه : اشرت لها تبدل حتى تتناول الاكل!!!
تقدمت غسق خطوة وناظرت ابوها لما طلع من الغرفه ويبادلها ابتسامه دافيه ما تبدلها بكل كنوز العالم ...ابتسامته الجميله اجبرتها تنسى ضيقها من احداث اليوم ...نطقت باهتمام وهي تقترب منه وبحة البكاء واضحه بصوتها: بابا
قاطعها وهو يتكلم بلعثمه وصعوبه بالنطق: كك يف ال ددددرا سة ؟!
انخطفت ملامحها وموقف اليوم ينعاد عليها..التفتت للخلف تناظر امها الي تناظرهم بابتسامة وواضح انها ما فهمت سؤال أبوها ...رجعت ناظرت ابوها بملامح باهته وموقف اليوم رجع ينعاد قدام عيونها ...حركت رأسها بشويش تبعد هالافكار عنها ..وبذبول نطقت: الحمدلله!!
كرر خلفها بصعوبه : الحمد لله!
ناظر اسيل وهي تؤشر عليهم حتى يتجهزون للأكل!
هزت رأسها غسق بطاعة وتوجهت لغرفتها تبدل ملابسها !!
**
**
**
بعد العصر جالسه في بيت عمها وتناظر غسق ابنة عمها مطلق تتكلم عن الامتحان...اسوأ شيء يكون بالعائلة الاسم مكرر ...ما تدري ليه جدها أصر على هالاسم حتى ابنة عمتها تحمل نفس الاسم " غسق" ؟!
علاقتها مع ابنة عمها غسق قويه كثير ...تعتبر غسق توأمها .....تحسها قريبه منها ...وتعامل امها وأبوها معاملة طيبه ...
ابتسمت لما نطق مطلق باهتمام : ومتى امتحانك يبدأ
نطقت بهدوء: الاسبوع المقبل
قطعت كلامها لما دخل عماد وهو ينادي عليها:, تعالي نلعب بالحديقة
قاطعه مطلق: ما عندك دراسه
عماد بابتسامة: إلا عندي بس أبغى نلعب شوي!
غسق مطلق نطقت بحماس: ايه خلينا نغير جو الامتحانات يا كرهي لها !!
غسق ناظرت ابنة عمها وعماد لما طلعوا من المكان بعد ما طلبوا منها تلحقهم ..
تنهدت وناظرت ام عماد الي تسالها بهدوء: وش فيك يا غسق؟!
غسق ابتسمت بضيق : ولا شيء
مطلق بإصرار: ترى اعرفك لما تكونين متضايقه ؟!
كتمت ضيقها ...ملامحها دوم تفضحها ..عمها وزوجته قريبين منها حيل ...واحتلوا مكانة كبيره بقلبها ... نطقت بتردد: أمي اليوم جاءت للمدرسه
فتح مطلق عيونه باستنكار: كيف لوحدها؟!
هزت رأسها بدون ما تنطق!!
ناظر زوجته للحظات بعدها ناظر غسق بتحقيق: كيف وصلت لمدرستك
هزت رأسها بالنفي ما عندها اي اجابه ..مطلق نطق بانفعال: مين ترك البوابة مفتوحه؟!
ام عماد باستغراب: البواب دوم مغلقها ...كيف طلعت لوحدها؟!
لو تاهت بالطريق وش يرجعها للبيت ؟!
نزلت غسق راسها بانتكاسه من الحال الي وصلوا له ...امها وأبوها ممنوع يطلعون للشارع لوحدهم..وضعهم الصحي ما يسمح بهذا الشيء ....
ممتنه لعمها ولاهتمامه الزائد فيهم وحرصه عليهم ...رفعت نظرها لزوجة عمها وهي تنطق بحنيه: لا تخافي ما رح يتكرر هالفعل
ختمت كلامها وناظرت زوجها الي يكلم البواب ومنفعل بزياده!!
ام عماد بهدوء نطقت: روحي إلعبي مع
عيال عمك قبل ما تغيب الشمس ...
غادرت المكان بخطوات هادئة ...وقفت وهي تناظر عماد يلعب كرة الطائرة مع أخته غسق وصوت صراخهم طالع ...
بالرغم من ضيقها الا انها ابتسمت وهي تتابع حركاتهم!!
انمحت ابتسامتها لما شافت لارا تقترب منهم ...كتمت ضيقها لما اقتربت لارا وهي تنطق بضحكه ساخره: شفت ابوك عند الاشارة قبل شوي!!
شدت غسق قبضة يدها من القهر ...وقبل ما تنطق سبقها عماد وهو يتكلم بصوت مرتفع: يلا عجلوا نلعب قبل الغروب!
وين تميم ؟!
لارا بابتسامه واسعه نطقت: شوي ويوصل ومعه همام!
غسق مطلق بحماس نطقت: احلى فريق!
عماد اشر عليها: البنات فريق والعيال فريق!
لارا باعتراض: ما ابغى ذول ما يعرفون
قاطعها عماد بلامبالاة: بكيفك!!
تعالي غسق!!
ناظرتهم للحظات شيء بداخلها يدفعها ترجع للملحق ...ما تبغى تلتقي بهمام وتميم ولارا ويتمسخرون عليها ...ما عادت تتحمل منهم شيء ...اكتفت منهم ومن نظراتهم الدونيه لها ...
تحركت بخطوات مبتعده عن المكان متجاهله نداء عماد لها ....
وقفت لما مسك يدها وهو يلهث بسبب الركض: ليه ما تبغين تلعبين معنا
نطقت بجمود: ما ابغى العب معهم
هز رأسه بتفهم: صدقيني ما رح يتمسخرون عليك ...بابا مسح فيهم الارض
مطت شفتها بضيق ما تبغى تكون عدائيه ذيك المرة فلعت رأس تميم ..ما تضمن نفسها هذي المرة ...
وبهدوء نطقت: تأخرت على ماما!!
سحبت نفسها وتوجهت للملحق وهي تركض بدون ما تناظره...اخذت نفس عميق تسترد انفاسها لما وصلت الباب ..فتحته بشويش ..دخلت المكان وعيونها تتأمله وكأنها أول مرة تدخله...ملحق صغير مكون من غرفتين وصالة صغيره ومطبخ صغير ...عكس بيت عمها كبير وواسع ....ومع ذلك تحس بالسعاده فيه وكأنها تعيش بقصر كبير .. .
كل يوم محبة عمها مطلق بقلبها تزيد وتكون ممنونه له أكثر ..ما رضي يتخلى عنهم واصر يكونوا جنبه هنا .....يهتم بأمورهم ويشتري لهم كل شيء يبغونه ...كل شيء بحياتها جميل الا التنمر ما قدرت تتخطى هالشيء!!
تابعت خطواتها واثقلها الهم والحزن...مشتته بين مشاعر الحب ومشاعر الخزي ...نفسها تصرخ بكل قوة وتقول هذي امي وهذا أبوي تاج رأسي ...ألقت نفسها على الاريكه بروح خاوية ...ما تدري وش يصيبها كل يوم بعد يوم يزيد عندها شعور الوحدة والانعزال ... تبغى تبتعد عن كل البشر ... رفعت نظرها لما دخلت اسيل عندها وبدأت تحرك بيدينها ....
بلعت غصتها غسق ما هي قادرة تفهم على امها ..تتمنى لو تلقى طريقه تقدر من خلالها تتواصل مع امها ... نفسها تسمع صوت أمها ..حتى لو صرخت عليها او شتمتها الاهم تسمع صوتها ...
كتمت ضيقها غسق وناظرت أمها بعجز ما تدري كيف ترد عليها ...
التفتت على ابوها الي كان واقف من جهة المطبخ من البدايه بس ما انتبهت على وجوده ..اقترب وهو ينطق بتلعثم وصعوبه: تت سألك ل يه ررر جعت وما لعبت؟!
ناظرت أمها للحظات وهي تناظرهم بصمت مطبق ..بعدها التفتت على ابوها الي ينتظر الاجابه .. ما قدرت تقول لهم سبب نفورها من المجتمع بسببهم... ما قدرت تقول لهم ما تبغى تلعب مع الاولاد حتى ما تسمع تنمرهم ومسخرتهم عليها ..وتزيد المشاكل ..قررت تبتعد عنهم حتى تختصر المشاكل ....نطقت والغصة تخنقها ما قدرت تبلعها: ما ابغى ألعب !
ختمت كلامها وتناولت دفتر الرسم الملقى جنبها بإهمال ....فتحته وبدأت تشغل نفسها بالرسم حتى تقفل الموضوع ....
اقترب ابوها منها وجلس جنبها ...وضع يده على كتفها واحتضنها بقوة وهو يعرف الي بداخل ابنته ..يعرف مدى المعاناة الي جالسه تتجرعها من الي حولها ...يعرف معنى التنمر يا كثر ما يتجرعه للحين ..الناس ما عندها الا تنقص من قيمه الي حولها ...
رفعت نظرها غسق وهي تناظر وجه ابوها القريب منها ..وشفتاه كالعاده يتحركوا وكأنه يتمتم بشيء ....ابتسمت بألم لما ناظرها وابتسم لها وهوينطق بلعثمه:اااانت اجج مل هدايا الي ررر زقني فيها ربي!!
مسح دمعة غسق الي تسللت على خدها وهو يسالها بضيق: لا تبكي!!
نطقت بهدوء: ما ابكي ..انا أحبك واحب ماما بس ما احب تميم ولارا
قاطعها بنبره حانيه: لللا تهتم ين لهم..خلهم يولوا!!
ضحكت بعفويه على هذي الجمله الي يكررها ابوها دوم " خلهم يولوا"
كتمت ضحكتها ونفسها تعرف سبب ضعف شخصية ابوها كذا ..وليه مريض كذا ...دوم لما تقول له يروح الطبيب ..يردد نفس العبارة" ما ينفع"
نفسها تعالج أمها وابوها وتكون حياتهم افضل وينتقلون من هذا المكان ويكون لهم عالمهم الخاص ما يزعجهم أي أحد ...
ناظرت امها الي تؤشر لهم وتحاول تسألهم عن شيء...ناظرت ابوها بعجز ما هي قادرة تفهم عليها!
مسح على شعرها ابوها وبحروف متقطعه رد: ققلقانه عل يك .. ابتسمي حتتتى ما ينشغل بالها!!
ناظرته للحظات بعد ما نطق هالجملة بصعوبه ..ورجع يحرك شفتيه وكأنه يتمتم بشيء...كتمت ضيقها وناظرت امها بابتسامة مزيفه .. واشرت على دفتر الرسم: ابغى ارسم!
اكتسى داخلها الكدر وهي تشوف ملامح امها تكدرت وكأنه شيء أزعجها !!
رجعت تحرك القلم بعشوائية وكل يوم عن يوم يتصاعد الضيق الي بداخلها من هالحال ... نفسها تتخلص من المشاعر الي بداخلها ..تموت الف مرة لما تشوف نظرات الحب والحنان منهم ...ينصهر قلبها لما تشوف أمها تتضايق وتحزن لحزنها ...اذا ابتسمت غسق تبتسم واذا زعلت غسق تزعل ..كرست كل حياتها لغسق ...تبذل كل جهدها حتى ما ينقصها شيء حتى ما تحس بالنقص عن باقي جيلها ..بدون ما تدري إنها أكبر نقص واجهته غسق بسبب المجتمع !!
يذبحها الكلام الي من حولها عن امها وابوها ...كتمت ضيقها وهي تشجع نفسها لزوم تتجاوز هالعقبه وتفتخر بأمها لأنها بكل بساطه لو تلف الكون ما تلقى مثل حضنها !!
بس هالشيء ما هو بيدها غصب عنها ...تفنن المجتمع بالتنمر عليها ..وتحطيم الثقه بداخلها ...
**
**
**
في اليوم الثاني جالسه بالحديقة على المقعد بجانب عماد والسكون يحيط فيها !
عماد بابتسامة وهو يشوف الكدر واضح عليها: لا تقولين زعلانه علشان لارا ؟!
انت تعرفين لارا لسانها طويل بس قلبها ابيض وما تقصد شيء بس تحب المزح!!
ناظرته بعبوس كل يوم تموت ألف مرة من سخريتهم وبكل بساطه يقول مزح ...نطقت بهدوء: ما تهمني..
وبتساؤل تابعت كلامها يمكن تلقى عنده اجابه: أبسألك؟!
ناظرها وهو ينتظر السؤال ...
كتمت ضيقها ونطقت بتردد: بابا وش مرضه ..يعني ..قصدي ليه هو
قاطعه وهو يزم شفته بلامبالاة: ما أدري من لما وعيت على الدنيا وهو كذا..بابا يقول إنه ربنا خلقه كذا أهبل
قطع كلامه لما زل لسانه!!
سرعان ما صرخ لما شدت شعره بقوة: انت الاهبل!!
افلت شعره منها ..وبنرفزه نطق: ما أقصد شيء
قاطعته بقهر وعيونها تقدح شرار: لما اكبر رح أخذه للمستشفى ورح يتعالج انا متاكده
انه له علاج
قاطعها وهو رافع حاجب ويمسح على شعره مكان الألم: يعني لو كان له علاج ما رح يسكت جدي .. اكيد رح يعالجه!
زمت شفتها بقرف من طاري جدها ..تمقته لدرجه ما توصف ..بحياتها ما شافت اب قاسي مثله ...يذوب قلبها لما يصرخ على ابوها وكأنه طفل ... ليه ما يحترمه ويقدره مثل الباقي ..والا لانه مريض يعامله كذا ؟!
وبقهر نطقت: يمكن خايف تنقص فلوسه لأنه بخيل
فتح عيونه بتحذير: انتبهي هالكلام تعيدنه مرة ثانية وربي لو يوصل لجدي الا
قاطعته بلامبالاة: ما يهمني !
ختمت كلامها وهي تزم شفتها بقوة !
ضحك بخفه على ملامحها ..ونطق حتى يغير محور الحديث: تدرين البارحه بالليل تميم اخذوه للمستشفى
زفرت بملل وهي تناظر من حولها ..تجاهلت كلامه ونطقت باقتراح: وش رايك نلعب
وقف على حيله بفجعه وهو يتذكر : ماما قالت لي اتجهز طالعين لبيت خالتي .. نسيت
ناظرته وهو يركض للداخل واختفى عن عيونها ...تنهدت وعيونها مسلطه على بيت مطلق ...تتمنى لو عندها اقارب من اهل امها ...وبينهم زيارات ...أمنيتها تطلع برفقة امها وابوها زيارة او سفر او طلعه او أي شيء !!
ماضي امها وابوها مبهم بالنسبة لها وما تلقى له إجابات ...كيف تعرف ابوها على أمها ؟! وكيف تزوجها ؟!
مطت شفتها بحنق على جدها لما سألت مرة كيف امها وأبوها تعرفوا على بعض ..وقتها نفر بوجهها وهو ينطق بفضاضه التمست فيها السخرية" تعرفوا على بعض بكفتيريا الجامعة"
وقتها انقلبت الصالة لضحكات وسخريه!!
بداخلها كره وحقد على جدها لأنه السبب . ..لو احترم أبوها واهتم فيه كان الي من حولها احترموه...زمت شفتها بعجز عقلها ما رح يرتاح حتى تعرف كل ماضي أهلها بس وين تلقى الاجابه الي تريحها !!
التفتت على الخلف لما وصلها صوت أبوها ينادي عليها!!
تحركت مباشره باتجاه الملحق بخطوات سريعة ما تحب تتجاهله .....دخلت بابتسامه وهي تشوف امها تضع قالب الكيك على الطاولة الصغيره.. وأبوها يحمل العصير !!
اقتربت وعيونها تتأمل أمها متوسطة القامه اقرب للنحف ... اقل وصف تقدر توصف فيه أمها " ملاك"
ما تدري فعلا امها جميله والا من فيض حبها تشوفها بهذا الجمال ....
قطعت تأملها بأمها وهي تناظر أبوها يطلب منها تجلس ...اخذت نفس وهي تشجع نفسها و تشحن نفسها بالايجابيه وباقتراح نطقت: بابا خلينا نجلس بالحديقه ونجلس مع بعض !
ناظرها بتردد وشفته كالعاده فيها ارتجاف وكأنه يتمتم بشيء ...حول نظراته لأسيل الي تناظرهم بعدم فهم؟!
غسق برجاء تناظره ...تبغى تعيش هاللحظات ويجلسون مع بعض بالحديقة مثل عمها مطلق وعياله ...ليه ما يكونوا مثلهم ويعيشون حياة طبيعيه..وبنبره راجيه: يا بابا
هز رأسه بموافقه والتردد واضح على ملامحه ...نطق بصعوبه: ن جل س برا!
ختم كلامه وهو يؤشر لأسيل حتى يوصل لها الفكرة ..حمل قالب الكيك واشر للخارج!!
عقدت غسق حواجبها باستغراب وهي تشوف ملامح امها كيف تغيرت وكأنها مرعوبه!!
ناظرت ابوها وهو ينطق : ن طل ع بب را!
مسكت يد امها تشجعها: يلا ماما نطلع برا!!
تحركت اسيل للخارج معهم وملامحها ما ريحت غسق!!
جلسوا بالحديقة قريب من الملحق!!
ابتسمت غسق وهي تناظر امها وأبوها والسعادة بدأت تغزو روحها ...ناظرت امها لما بدأت تقطع الكيك بشويش ..تموت بالكيك الي تصنعه امها ...
تناولت العصير من أبوها الي يبتسم وهو يشوف الفرح والسعاده بعيون غسق!!
بالرغم من البساطه الي تحيط فيهم الا انه السعادة رافقتهم من طيبة قلبهم وبساطتهم ....
تناولت قطعة الكيك من أمها وتذوقتها ..ناظرت امها الي تناظرها حتى تشوف اذا عجبتها او لا ..اشرت بيدها على شكل لايك : تجنن بحياتي ما تذوقت اطيب منها!!
ابتسمت أسيل بسعاده وهي تشوف ملامح الاعجاب والرضا على زوجها وعلى غسق!!
وقت قصير مر على الراحة الي تحيط فيهم ...سرعان ما رفعت غسق راسها لما امها شرقت بقطعة الكيك ..بعد ما وصلهم صوت جدها وصراخه يملأ المكان على سائق سيارته!!
نهضت اسيل تبغى تدخل قبل وصوله ..بس يد غسق كانت أسرع وهي ترتجيها بعيونها تجلس : ماما وين رايحه ...ما رح يقول شيء!!
التفتت على ابوها حتى يشجع امها على البقاء ..خفق قلبها بقوة وهي تشوف الارتجاف واضح على ابوها...والخوف سيطر عليه!!
رفعت نظرها لجدها الي لمحهم واقترب منهم وهو ينطق بغضب: ما شاء الله!!
مسكت يد ابوها تشجعه وهي تضغط عليه وبصوت هامس: لا تخاف
قطعت كلامها ورفعت نظرها لجدها لما اقترب ووقف فوق رأسهم وهو يؤشر بعصاته على قالب الكيك: ما شاء الله ..اشوف الخرساء والخبل صايرين يعملون حركات!
وش ذا ؟!
ختم كلامه وهو يحرك الكيك بعصاته بملامح منقرفه ...
صكت غسق على اسنانها بقهر منه ومن تسلطه وخاصه لما تشوف ارتجاف ابوها وخوفه ما تدري ليه يخاف منه هالكثر ..ما تدري ليه المجتمع يتسلط على الضعيفين ويبرز قوته عليهم ..بدل ما يمد يد حنونه لهم!!
ومن قهرها تحركت حتى ترمي عصاة جدها وتوقف هالمهزله ما عادت تتحمل أسلوبه مع اهلها ..سرعان ما جذبها أبوها لحضنه ..احتضنها بقوة لما فهم حركتها ...خاف عليها يضربها بعصاته بدون اي رحمه !!
حاولت تفلت من حضنه...شد عليها وهو يهمس لها : خ له ي ولي!
ابو مطلق بسخريه: حنون ما شاء الله عليك ؟؟
التفت على اسيل وهو ينطق بصراخ: انقلعي للداخل ما ابغى اشوف وجهك!
ختم كلامه وهو يؤشر على الملحق!!
حررت غسق نفسها من حضن ابوها وهي تناظر امها تحركت بسرعه للداخل ما تدري هي فهمت عليه والا من خوفها منه هربت!!
ناظرته بكره وحقد وهو ينطق بغضب: هذي الحركات ما ابغى اشوفها ... انتم تبغون تفشلوني وتفضحوني قدام العالم ..لا تجبروني ارجع مثل قبل واقفل الباب ...انا سمحت لذي البزر تطلع وانتم تنطقون بالداخل..والحين خذ ذي الزباله وانلقع للداخل لا بارك الله فيك يا الخبل!!
ناظرت ابوها الي بدأ يجمع الاغراض والرعب واضح على ملامحه والدمعه تنزل من عينه!!
نطقت من شدة القهر الي بداخلها وقلبها ينفطر على حال ابوها: ما يطلع لك تمنعنا نجلس برا ...امي وابوي ما لك
قاطعها وهو يدفها بعصاه عن طريقه وهو ينطق بسخريه: ما بقى علي الا البزران!!
تركهم وغادر المكان وعيون غسق تناظره وهي تتمنى يكون تحت اسنانها .....بغيض وغليظ ما ينبلع!!
ناظرت ابوها الي توجه للملحق وهو يردد بفك مرتجف: خ له يو لي خخله ييولي!!
تحركت بخطوات ميته خلف ابوها بعد ما انكسرت فرحتها ...دخلت وهي تناظر امها جالسه على الارض متكورة على نفسها وتبكي بصمت مطبق ...
بلعت غصتها بصعوبه وهي تشوف ابوها وضع الاغراض على الارض بعشوائية وجلس جنب امها يواسيها ...مطت شفتها بألم ما تدري مين فيهم يواسي الثاني؟!
رفعت عيونها للسقف ودموعها تنذر بالسقوط...ما تدري قلوب بعض البشر وش طينتها؟!
ما تدري وش النشوة الي يحصل عليها جدها لما يكسر قلب أمها وابوها بهذا الشكل!!
ليه الطيبين الكل يدعس عليهم ويستقوي عليهم ؟!
متى تكبر وتعتمد على نفسها وتأخذهم لمكان ما احد يؤذيهم او يجرحهم بنظره ...شدت على قبضة يدها وشعور العجز يغلفها !!
مسحت وجهها من الدموع بقسوة وكأنها تطلع حرتها وقهرها من وجهها البريء!
تقدمت من اهلها ..جلست على الارض مقابل لهم ..بدات ترتب الكيكه والعصير من جديد على الطاولة ...رفعت نظرها لامها للحين متكورة وتبكي ...بلعت غسق غصتها وكأنه خنجر بوسط حلقها ..وبنبره فيها اهتزاز نطقت: بابا
ناظرها ابوها وهو يمسح دموعه مثل الطفل الصغير ...نطقت بابتسامة ألم : خليه يولي! أهم شيء نكون مع بعض دوم وما يفرقنا شيء صح !!
هز رأسه بملامح مخنوقه..رفع راس اسيل وهو يؤشر لها على غسق!
اسيل وجهها احمر وعيونها منتفخه من البكاء ..ناظرت غسق الي تناظرهم والدموع تلمع بعيونها ....
ما تحب تشوف الدموع بعيون صغيرتها ...مسحت دموعها وهي تحاول تأخذ نفس عميق تريح نفسها ...
فشلت محاولاتها ودخلت بموجه بكاء جديده ...تقدمت غسق من امها ما تدري كيف تخفف عنها حزنها وضيقها ...اكثر شيء يخنقها حال امها لا تقدر تشكي ولا تحكي بس تقدر تشوف الالم بعيونها حتى لو كانت تبتسم ...
لما تناظر عيونها تحس بموجه حزن تعتريك ....والسبب مجهول لغسق....
استكانت غسق بحضن أمها لما جذبتها لها وهي مستمره بالبكاء ...ما تدري ليه انهارت حصون أمها وجالسه تبكي بهذي الطريقه ...
رفعت نظرها لابوها الي تقدم وبيده كوب ماء مده لأسيل لعلها ترتاح!!
ارتخت ملامح غسق وهي تناظر ابوها لو تلف العالم ما تلقى بحنانه وطيبة قلبه ولطفه!!
بس المشكلة تواجده بالمكان الغلط ...تواجده بين ناس ما ترحم!!
رح تكلم عمها اليوم ما رح تسكت عن الحال ..لزوم يوقف معهم ويوقف الظلم عن اهلها!!!
**
**
**
بالصالة الداخلية جالس يناظر غسق وهي تشكي له عن اسلوب ابوه معهم ..والدموع تتراقص بعيونها ...مسح على شعرها بلطف: يا غسق وكأنك ما تعرفينه لما يعصب؟!
دوبه الاسبوع الماضي ضرب تميم بالعصا على رأسه وربنا ستر
قاطعته باختناق: ما لي علاقه بتميم الي يهمني أمي وأبوي..ما له حق يمنعنا نجلس برا
قاطعها بمراوغه: لما يكون ابوي متواجد لا تطلعون برا وانتهت السالفه !!
يعني هذا ابوي وش يطلع بيدي اعمل!
سكت لما دخلت ام تميم بابتسامة...ردت السلام وجلست وهي تنطق بتساؤل: ابوي هنا ؟! متى رجع من السفر؟!
غسق عبست ملامحها تتمنى يبقى مسافر وما يرجع !!
مطلق بروقان: اليوم جاء ..قولي لعيالك ما يتواجدون بوجوده انت تعرفينه ما يطيق البزران!
ام تميم هزت رأسها: الله يهديه!!
ناظرت غسق وابتسمت لها : اشوفك جالسه هنا!!
مطلق مسح على شعرها: هذي زوجة ولدي وين ما تبغى تجلس تجلس!
قاطعته ام عماد وهي تدخل: البنت صغيره ما يصير تتكلم كذا قدامها !!
مطلق بلامبالاة: ٦ سنوات وتكون ١٦ وقتها رح نملك مباشره لهم !
خزته ام تميم بنظره قويه: لا تنسى تعزمنا على الزواج!!
ام عماد بابتسامة: انت اول الحضور إن شاء الله!!
غسق تسمع كلامهم والاحراج يتصاعد بداخلها ...تتضايق من هالكلام الي دوم يردده مطلق على مسامعها ..!!
ما زالت طفله وما تفهم بذي الامور ....ناظرت ام تميم لما نطقت بسخريه: وما فكرت بعيال عماد ؟!
قاطعها ينهي النقاش معها: ذاك الوقت ربك يفرجها ..ليه تستبقين الأحداث
ام تميم مطت شفتها ونطقت تغير الموضوع: غريبه ابوي للحين ما رجع ؟!
ما أبغى أتأخر على البيت وأنا انتظره؟!
مطلق وهو يعدل جلسته بأريحيه: تلقينه الحين عند ربعه وش تبغين بوجع الرأس ...الحين اذا شافك ما عنده الا تميم يشتكي منه ويحقق عن زوجك وتصر
قاطعته بعدم رضا: يعني ابوي لو نفرش له الارض زهور
قطعت كلامها لما رن جوال مطلق ...رفع حاجب وهو يناظر رقم مؤيد ...رد بهدوء بعد ما اشر لهم يلتزموا الصمت ...
هبط قلبها ام تميم لما تغيرت ملامح مطلق وهو ينطق: وين ؟!!.....متى ؟! ...انا لله وانا اليه راجعون...انت بالمستشفى ؟! .... دقائق واكون عندك ...
قفل الخط وملامحه ما تتفسر!!
ام عماد بخوف نطقت وقلبها يرتجف: وش صاير؟!
نطق وهو يغادر: ابوي صار عليه حادث
قاطعته ام تميم باستنكار: وش تقول؟
وبصراخ نطقت: وش صار عليه!!
ناظرها مطلق للحظات وبنبره مخنوقه نطق: قولي انا لله وانا اليه راجعون!!!
ختم كلامه وغادر بعجله من المكان.... وكأنه بين الحلم والحقيقة ..قبل ساعه كان موجود وجالس معه !!
غسق تناظر أم تميم وصراخها هز البيت وهي تنوح وتلطم وجهها..التفتت على ام عماد وهي تتصل وصوتها يتردد بإذنها " عمي ابو مطلق ماااااات ماااات! "
بالرغم من صغرها الا انها حست الكابوس او الوحش رحل من حياتهم ...والظلام الي يحيط فيهم بدأ يتلاشى ...حست بأمل داخلها بدأ ينمو من جديد ..رح تتحسن حياتهم للأفضل برحيله....
وقفت على حيلها والأجواء من حولها أرعبتها ..خاصة ام تميم وكأنها مجنونه هاربه من مستشفى المجانين ...ما تدري ليه تبكي عليه لأنه بنظرها ما يستحق احد يحزن عليه ....
ركضت للخارج حتى تبشر ابوها بهذا الخبر .. الي يستحق الحلوان!! ...تحس نفسها بحلم وخايفه تصحى منه وتلقى جدها قدام عيونها !!
اخذت نفس عميق اول ما فتحت الباب وهي تلهث من الركض ...نادت بصوت خنقته العبره: بابا بابا!
تقدمت خطوة لما طلع ابوها من الغرفة يناظرها باستغراب..قفلت الباب خلفها بعشوائية....أول ما إلتقت عينها بعين ابوها ...ما تدري ليه بدأت الدموع تتساقط من عيونها مثل حبات المطر.... متأكده ما هي زعلانه على موته ...ما تدري ليه جالسه تبكي ... نطقت من بين دموعها وهي تناظر ابوها ينتظر يسمع الخبر والخوف واضح عليه بسبب دموعها ...وباختناق نطقت: جدي مات !!
ما قدرت تنطق اكثر من كذا وانخرطت بموجه بكاء تجهل سببها!!
نطق بفك مرتجف وملامح مخطوفه: ممم ات
اقتربت من ابوها الي رجوله ما تحملته وجلس على الارض...احتضن رأسه بيدينه وكل بشاعة الماضي تمر الحين بعقله ....ما هو قادر يستوعب إنه أكبر كابوس مرعب بحياته انتهى !!
انحنى أكثر بتعب .. انتهى بعد ما اخذ كل شيء ودمره ... حياته وموته ما تفرق معه بعد ما تحول لأشلاء ... غمض عيونه بقوة والماضي ما تركه بحاله ..ما يبغى يتذكر شيء ...يتمنى تنمسح ذاكرته حتى يقدر يتجاوز بشاعة الماضي!!
رفع راسه لما وضعت اسيل يدها على كتفه وبعيونها خوف وتساؤل عن الي صار ؟!
زم شفته بقوة ودموعه تنزل بخفه .. ما يدري كيف يوصل لها خبر الوفاة!
بدأت اعصاب اسيل تنهار وهي تناظره بهذا المنظر ..ما تدري وش صاير ... تواجد غسق عندها اشعرها بشيء من الراحة ...وهذا يكفيها من الدنيا يكون زوجها وغسق بخير ... والباقي ما يهمها ...بس ملامحهم أدخلت بقلبها الخوف والرعب !!
غسق تقدمت من امها الي تحاول تفهم وش صاير ...صرخت غسق من كل قلبها لعلها تسمعها : جدي مااااات ..مااااات.... خلاص الوحش ما رح يرجع !
ختمت كلامها بابتسامه ما ناسبت ملامحها الباكيه !!
. مرت الايام على موت جدها وكأنه كان يوم عيد بالنسبة لها ...فرحتها بعذا الخبر ما تقدر توصفها ...تجرعوا الالم والوجع منه بدون أي ذنب....وكأنه يتغذى على إذلال الناس وتحقيرهم ...الي عجزت تفهمه كيف الاب يكون قاسي بهذا الشكل مع ولده ...ما رح تسامحه على كل كلمة ونظره تركت بداخلهم أوجاع ما تنتهي ...
حتى أمها ما خلصت من شره ....تحسه يكرهها بطريقه مبالغ فيها ... وكأنه بينهم ثأر وما خمدت نيرانه للحين ....أيام وليالي بكت أمها بسببه وبدون ما يدرك لو لحظة إنه كسر إنسانه ضعيفه وحيده بذي الدنيا ..بدون اب او اخ او أي سند يوقف معها ....بالعكس تحس المل ضدها وما أحد متقبلها ...يتغلغل الكره بداخلها اتجاه اهل ابوها لأجل أمها ...انسانه ما آذتهم ولا عندها القدرة تكلمهم او تسمعهم ليه يعاملوها كذا ....
متى تكشف هالسر الي بينهم .... إلي زاد حيرتها الحالة الي اصابت امها لما عرفت إنه مات ...انقلب حالها من ذاك اليوم وجلست ايام طريحه الفراش ... سألت ابوها كثير وما اعطاها اجابة تشبع فضولها للماضي...
مع الايام إلي مرت تحس ابوها ما تغير وضعه ..نفس الخوف والتوتر والرجفه ...كانت راسمه بخيالها لو يموت جدها رح يرجع ابوها انسان طبيعي دام الوحش اختفى ...خابت امالها ووضع ابوها الصحي ما تغير بالعكس في بعض الايام ينتكس وضعه أكثر؟؟!!
زمت شفتها بحزن وعيونها تتراقص بالدموع من حالهم إلي يوجع قلبها ....متأمله مع الايام يتحسن الحال ....قطعت أفكارها وانحنت أكثر خلف المقعد وهي تسمع خطوات ابنة عمها غسق تبحث عنها وتردد بصوت مرتفع: تخبى منيح اجاك الريح.. كتمت انفاسها حتى ما تعرف مكانها !!
سرعان ما صكت اسنانها بقوة لما نطق تميم بأعلى صوته " غسق خلف المقعد""
تنبهت غسق مطلق للمكان وركضت بحماس وهي تردد" شفتك شفتك"
رفعت غسق نفسها ونطقت بقهر وهي تتوجه خلف ابنة عمها: هذا غش .. تميم قال لك!!
اقتربت من تميم والشرار يطلع من عيونها: ليه قلت لها؟!
تميم حرك حواجبه يغيضها: كيفي!!
دفته من صدره وهي تنطق بقوة: وربي الا نعيدها
غسق مطلق برفض: ما رح تنعاد انا شفتك قبل ما يقول تميم؟!
اقترب همام وهو ينطق باقتراح: وش رايكم نلعب لعبة ثانيه
هزت رأسها بالرفض وبعناد نطقت: رح نعيدها!!
وناظرت عماد الي تقدم منهم: عماد تميم غشاش
لارا قاطعتها بقوة: لا تقولين عن اخوي غشاش ...انت غبيه احد يختبي خلف المقعد
عماد بضجر جلس على الارض: ما ادري ليه بكل لعبه لزوم الشجار
غسق بعناد على رأيها: رح تنعاد اللعبة
تميم رفع حاجب وهو يناظر للبعيد ..رسم ابتسامته خبيثه على ملامحه وهو ينطق: رح نعيدها بشرط نادي ابوك يلعب معنا ..يكسر الخاطر وهو يناظرنا!!
التفتت غسق للملحق وعيونها تناظر أبوها واقف عند الشباك ويناظرهم...ما تدري ليه رافض يطلع للحديقه ويغير جو....معتكف بالبيت مع امها وما احد راضي يطلع منهم للخارج ....
التفتت على لارا لما نطقت بسخرية: ناقصنا خبل ثاني يكفي ابنته ناشبه لنا
قبل ما تكمل كلامها كان شعرها بقبضة يد غسق وهي تشد فيه بقوة وبصراخ نطقت: ما احد خبل غيرك!!
حاولت لارا تفلت شعرها بمحاولات بائسه ...صرخت من شدة الوجع.. تقدم تميم وسحب غسق من شعرها بقوة وهو ينطق بقوة: اتركي لارا!!
بالرغم من الوجع الي تشعر فيه ...تحاملت على نفسها وما رح تترك لارا حتى تعلمها كيف تتكلم عن أبوها بذي الطريقه...
اقترب عماد وهو يحاول يفصل بينهم بدون أي فائدة ...همام يحاول فيهم: اتركوا بعض
غسق مطلق نادت على عمتها أم تميم لما شافتها :عمتي تعالي فكيهم!!
تميم عبس ملامحه بوجع لما انقضت غسق بيدها على خده بقوة وما تركته ...وبنفس الوقت متمسكه بشعر لارا بقوة... وكأنها تبغى تطلع كل القهر والنقص الي تتجرعه منهم ...آذوها كثير وجرحوها حتى وصلت لمرحلة تستعر من اهلها والسبب هم ... أبدعوا بتحطيم روحها البريئة الي دوبها بدأت تتفتح !!
تقدمت ام تميم بغضب وهي تنطق والشرار يطلع من عيونها : اتركيهم!!
ابعدت يد غسق عن تميم بقوة...ونطقت بصراخ: وكسر إن شاء الله!!
ترك تميم شعر غسق وهو يتحسس خده الي نزل منه دم مكان اظافرها ..وبقهر نطق: وربي لأراويك يا بنت المجنون
قبل ما يكمل كلامه انحنى وهو يضغط على بطنه من ألم رفستها !!
لارا اول ما تركتها ركضت لامها وبدأت تبكي وتشكي لها : قطعت شعري!!
ام تميم والغضب معمي عيونها بعد ما شافت حال اولادها: انت زودتيها
قاطعتها غسق بدفاع عن نفسها وهي تشوف نظرات ام تميم الناريه: هم الي
قاطعتها ام تميم بصفعه على وجهها وهي تنطق بتحذير: وربي اذا قربت من عيالي ما تلومين الا نفس!!
اذا مطلق اعطاك وجه هذا ما يبرر لك تتمادين وما تحترمين الي اكبر منك؟!
غسق للحين مصدومه من الكف الي تلقته ...بدون ما تسمع من الاطراف مباشره وقفت مع عيالها ....بعمره أمها وأبوها ما طقوها تيجي ذي بكل سهوله وتطقها ...ما رح تسكت عن حقها .. اذا ابوها ما يقدر يوقف بوجههم هي تقدر توقفهم عند حدهم ...بلعت غصتها وهي تجاهد نفسها ما تبكي ..وبصوت حاولت يكون قوي وما يظهر اهتزاز صوتها : أنا أحترم الي اكبر مني .. بابا رباني احسن تربية وما اغلط على الكبار ...بس انت ما ربيتي اولادكحتى يحترمون الي اكبر منهم ...اذا كان بابا مريض هذا ما يخول لكم تتمادوا عليه لأني ما رح أسكت ...واذا بابا مجنون هذا شيء مو بيده ربنا كتبه عليه ...ما هو مثل ابو تميم النصاب
رجعت خطوة للخلف برعب لما اقتربت منها ام تميم وجن جنونها من كلامها ...وقف عماد بوجهها وهو ينطق بقوة: والله ما تلمسينها!!
ام تميم دفته عن وجهها وسحبت غسق من كتفها بقوة ....كانت غسق هشه بيدها مقارنه بالحجم ....حاولت تفلت نفسها منها والرعب دب بقلبها من نظرات ام تميم المخيفه !!
غمضت عيونها بقوة لما رفعت ام تميم يدها حتى تصفقها ...
تشنجت يدها بالهواء وصوت مطلق الغاضب يوصل لها ...تركت ام تميم غسق بقهر من تواجد اخوها الحين ...
بصعوبه وازنت غسق نفسها حتى ما تسقط لما تركتها ... بلعت غصتها والدموع تتراقص بعيونها وهي تناظر مطلق يصرخ على أم تميم وعيالها!!
اجتاحتها مشاعر جميلة غزت روحها الميته وهو ينطق " غسق خط احمر ...ما اسمح لأحد يزعلها بحرف واحد"
مسحت دمعه وتلتها دموع على خدها ...ناظرت جهة الملحق لما نطقت لارا بقهر: ما قلنا شيء يا خالي ...وما كذبنا لما قلنا مجنون ...لو كان عاقل ما ترك ابنته تنضرب قدام عيونه وهو واقف يناظر!!
بلعت غسق ريقها بصعوبه وهي تناظر ابوها مكانه عند الشباك يناظرهم وما تحرك ....كلام لارا مثل الحية يبث السموم بداخلها ...حتى تغرق بوحل من التساؤلات. ..ليه اكتفى أبوها بالمشاهدة ؟! ليه ما حاول يساعدها ؟!
وجهت نظرها لأم تميم وهي تنطق بتهديد: وربي إذا مدت يدها على عيالي ما يصير خير !!
مطلق بقوة: عيالك يقصروا لسانهم وما رح تمد يدها !!
ناظرت ام تميم لما شدت بمشيتها نكاية على الزعل وغادرت المكان وخلفها عيالها بعد ما اعطوها نظره توعد؟!
ناظرت همام الي ما علق على شيء وغادر المكان خلفهم!!
تنهد مطلق واقترب منها ..مسح على شعرها بلطف: وجعتك؟!
هزت رأسها بالنفي والدموع تتراقص بعيونها!!
مطلق مسك يدها : تعالي رح نغير جو
هزت رأسها بالرفض وهي كاتمه العبرة تبغى ترجع للملحق ... مطلق بإصرار سحبها معه وهو يكلم عماد: تعال معنا!!
غسق مطلق قاطعته باعتراض: وأنا ؟!
نطق بدون ما يناظرها: بنات خالاتك على الطريقم ي حلوت تتركينهم !
زمت شفتها بضيق تبغى تروح معهم بس أبوها ما رح يرضى إنها تروح ما هو وقت بنات خالاتها!!
**
**
*

جالسه بالصالة تناظر المشتريات والألعاب الي احضرهم عمها مطلق ..ما تدري كيف يفكر .. يظن ذي الامور تخليها سعيده ؟!
ناظرت ابوها الي جالس مقابل لها من لما جاءت ما نطق حرف ... يحرك رجوله بتوتر ويتمتم بأمور ما تفهمها!!
تنهدت والضيق يعتليها وهي تشوفه بهذا الحال ...ثواني مرت حست أصابها الصمم لما نطق بحروف مقطعه : لز ووم نررر حل من هنا!!
عقدت حواجبها باستنكار لكلامه ...كيف يرحلون وتترك عمها مطلق وزوجته وغسق وعماد وأطفالهم الصغار .. كيف تتركهم بعد ما صاروا جزء من حياتها وعائلتها ...عمها مطلق الي تعتبره ابوها الثاني ..بعمره ما قصر معها ودوم واقف معها ...وبرفض نطقت: ما رح نترك هالمكان!!
تفاجىء من ردها ...وبمحاولة اقناع نطق: أاأففضل لك ..مااا رح يضضضربونك
بداخلها قهر من ضعف شخصية ابوها ...لمتى يبقى يخاف من كل شيء حوله ...ليه ما يكون لهم بؤرة الامان مكان عمها مطلق ...وبدون وعي انفجرت بوجهه: وليه ما دافعت عني لما ضربتني عمتي؟!
تابعت كلامها بقوة:ما رح اترك عمي مطلق لانه ما احد يدافع عني ويحفظ لي حقي غيره...ما رح اطلع من هنا حتى ما نضيع لأنك ما تقدر تحمي نفسك حتى تحمينا!!
ناظرها بعدم تصديق من كلامها ....ما توقع منها هالكلام ...طفلته الصغيرة الي طول الوقت يتمنى تكبر قدام عيونه وتعيش بسعاده تناظره كذا ...وبفك مرتجف نطق: ءءانا
سكت لما خنقنه العبرة وما قدر يعبر عن الي داخله ...يا كثر ما نبلع الكلام ونلتزم الصمت لانه الي بداخلنا بيجرحنا قبل ما يجرح الي حولنا ....
وقف بضعف والصمت يحيط فيه وتوجه للغرفه ...
كتمت ضيقها لما غادر أبوها ..تبغاه يصحى على نفسه يمكن يلقى علاج لمرضه ... وكأنه عجبه دور الضحية المجنون
قطعت كلامها وكأنها استيقظت من دوامة غضبها ....كيف كلمت أبوها كذا ...كيف اشعرته انه ضعيف وما هو سند لها ...كيف تركته يتركها مكسور الخاطر...وبدون وعي توجهت للغرفه خلفه ..طرقت الباب بخفه ...ما سمعت منه صوت ...تأكدت إنها جرحته بالكلام ...رجعت تطرق الباب وبصوت مخنوق على وشك البكاء: بابا
دوم لما تطرق الباب مباشره يقول لها ادخلي ...ليه الحين ساكت ؟!
فتحت الباب وما رح تنتظر الاذن منه ..ما تقدر تجلس ثانيه وهو زعلان منها ...
تقدمت خطوة بعدها وقفت لما باغتتها مشاعر انصهر قلبها من المنظر... واقف يصلي بسكون وكأنه يشكي الحال لربه ...
ناظرت امها تغط بنوم عميق من بعد موت ابو مطلق وهي تحسها ما هي بخير ...
كتمت أنفاسها وهي تراقب حركاته بالصلاة ...بعد وقت قصير تقدمت لما سلم عن يمينه وشماله ...عانقته من الخلف وبنبره باكيه ما قدرت تحبسها بداخلها: بابا انا أسفه!!
حست بداخلها شيء انكسر لما حاول يبعدها عنه بدون ما يلتفت للخلف ... وكأنه ما يبغاها ولا يبغى يشوفها ....
تشبثت فيه بقوة ..خانها التعبير ما تدري كيف تراضيه وتجبر بخاطره ....بداخلها كلام كثير بس الحروف خانتها وما قدرت تنطق شيء!!
إلتزم السكون وكأنه صنم بدون حركه ...ما يبغى احد يشوف دموع العجز والقهر الي يتجرعه كل يوم ....أخذوا منه كل شيء والحين يناظرهم بعجز يسحبون ابنته منه ..اذا كانت بهذا العمر ما تشوفه الاب والسند لما تكبر كيف رح تعامله ...رح تنتقل عند مطلق وتتركهم
قاطع افكاره وهو يحس بالاختناق ما عاد يقدر يأخذ النفس ...ابعدها عنه بجفاء ووقف وتوجه مباشره للشباك وفتحه وهو يحاول يحصل على اكبر قدر من الهواء!!
**
**
**
بالفسحه جالسه لوحدها وتفكر بالموقف الي صار مرت عليه ايام وللحين تحس بصدود ابوها عنها ...ما نطق ولا كلمه من ذاك اليوم ....الصمت والسكون يخيم عليه وكأنه بعالم لوحده ...تحس صوتها ما يوصل لمسامعه ...يكتفي بنظرات خاطفه لها ..تذبحها من الوريد ..ما قدرت تفهم معناها ..بس متاكده ما هو راضي وجرحته كثير!
رفعت نظرها لملاك لما جلست جنبها وهي تنطق بروقان: لو شفت زهور كيف زلقت رجلها ولحظات كانت على طولها ...كل البنات ضحكوا عليها!!
كتمت غسق أنفاسها ما لها خلق لشيء ....ملاك تابعت كلامها وهي تنطق بتوجس وهي ملاحظة سكونها من ايام: صاير شيء!!
هزت رأسها بالنفي وبهدوء نطقت: صار شيء لزهور؟!
ملاك رجعت لضحكتها: يقولون احتمال رجلها مكسورة لانها ما تقدر تمشي عليها!!
تدرين اكثر البنات يتشمتون فيها ..ايوه خليها تنكسر رافع خشومها على قلة سنع ...ما اطيقها
وقفت غسق بهدوء: خلينا نتمشى افضل من الجلوس!!
ملاك تحركت معها: لزوم نمشي لانه طول اليوم جالسين على المقعد ...يا قرف الدراسة ...صحيح عرفت حل السؤال الي اعطتنا إياه أبلة الرياضيات؟!
هزت رأسها بالنفي ...ما قدرت تحله ما تدري هو صعب والا عقلها مشوش: ما عرفت الجواب !!
ملاك عبست ملامحها: وانا ما عرفت ما ادري من وين جابته حتى اختي ما عرفته!!
ما ادري من وين تعطينا ذي الألغاز!!
أشرت ملاك على مجموعه من صفهم: تعالي نشوف وش عندهم متجمعات ؟!
اقتربت غسق منهم لعلها تنسى ضيقها ...ابتسمت بدون نفس لما نطقت لين وهي تمسك شعر غسق بيدها: أنا نفسي اعرف وش تحطين على شعرك ليه طويل كذا ؟!
حررت غسق شعرها الي كان يميزها عن الباقي بطوله ونعومته ...الظاهر انها ورثت هالشي من امها ...شعرها طويل مثل كحل الليل وناعم ...
قاطعت سكوتها سلوى : يمكن تحط عليه زيت ...بنت الجيران شعرها زي كذا طويل
ملاك قاطعتها وهي تؤشر: شوفوا ابلة دينا وكأنها ثور
تصارخ
لين تقلد صوت الابلة: يلا انتهت الفسحة!
سلوى عبست ملامحها: اوفففف الحين علينا حصتها ..الحين تطلع حرتها فينا ..وخاصه مع الواجب الي ما ادري من وين جابته ؟!
لين ابتسمت: انا امي حلته لي ما ادري اذا صح او لا؟!
سمر وهي تتحرك بشويش للداخل: انا الابلة الي تدرسني بالبيت هي حلته عني
ملاك برجاء: اعطيني الحل؟!
نطقت برفض: لا اخاف تعرف انك نقلت عني وش يفكني منها!!
توجهت غسق للصف وعقلها بالواجب الي ما عرفت تحله ...كلما اقترب موعد دخول الابلة تزيد دقات قلبها أكثر ...
وضعت الكتاب والدفتر وعيونها على ملاك تلف على البنات تحاول تحصل على الحل قبل وصول الابلة...
همت تفتح الدفتر وتفكر بالحل ..سرعان ما غيرت رايها وهي تشوف الابلة داخله بكل قوة ...ردت السلام وبصوت قوي نطقت: جمعوا الدفاتر ابغى اشوف الحل والا أقولكم افتحوا الدفاتر رح افتش على الواجب بنفسي!!
زفرت باستسلام ما عادت تفرق معها ... لزوم تلقى طريقة ترضي فيها ابوها ويرجع مثل قبل ؟!
فتحت الدفتر رح تحاول تحل المسألة بما انه المعلمة بدات من الجهة الثانيه ...رفعت حاجب وهي تشوف الواجب ..هذا خط أبوها ...ما توقعت يحل لها الواجب ...وما كانت تتوقع انه يعرف بذي الأمور ..دوم يقول لها "اعتمدي على نفسك حتى لو غلط رح تعرفي الغلط من الصح عند الابلة"
زادت دقات قلبها خافت الابلة تنتبه لاختلاف الخط ...وبخفه بدأت تمسح وتكتب بخطها .. .
بعد وقت كانت الابلة فوق رأسها..حست قلبها رح يطلع من مكانه من شدة النبض ...
شدت قبضة يدها تحاول تهدي نفسها .. لحظات الي مروا عليها وكأنهم دهر ما قدرت تسيطر على اعصابها الي تلفت من الترقب والخوف ... تنفست الصعداء لما نطقت الابله بثناء: احسنت!!
وتحركت الابلة تكمل التفتيش...ما توقعت
يمر الموضوع كذا ..... ما تدري ليه وكيف ابوها ساعدها؟!
ارتجاف خطه كان واضح ...زمت شفتها من تأنيب الضمير الي تحس فيه ...مهما قدمت لأبوها رح تبقى مقصره بحقه!!
التفتت على ملاك الي تتوعد فيها لانها ما اعطتها حل الواجب ...صدت عنها وكأنه ينقصها !!
**
*
**
**
رجعت من المدرسة والهدوء يحيط فيها ... ابتسمت لا شعوريا لما شافت ولد عمها الصغير يركض لجهتها وام عماد من خلفه !!
للحظة كانت رح تفقد توازنها لما احتمى خلف ظهرها ... نطقت بضحكه: وش صاير؟!
ام عماد نطقت والشرار يطلع من عيونها: ابعد عن غسق ..انا اليوم ذابحك ذابحك!!
توهقت بينهم غسق وما هي فاهمه السالفه ...لحظات انقضت ام عماد على ولدها ونزلت فيه ضرب متجاهله صراخه ومحاولته للهرب !!
واقفه تناظر بعبوس ما تحب تشوف احد ينضرب قدامها...بس ذي عادة ام عماد أغلب طرق التفاهم عندها الضرب ...تحمد ربها أمها مسالمه وما تضربها....
ضحكت بعفويه لما هرب وهو ينطق بقهر: الله يأخذ صديقاتك !!
ام عماد للحين ما طلعت حرتها فيه نطقت وهي راجعه لبيتها: يقهرررررر ...ألف مرة اقول له ما يلمس الضيافة ...
مطت غسق شفتها بسخرية اكيد ضربته لانه عفس الضيافه...تفكير الامهات بالنسبة لها غريب مين اولى من عيالك يأكل؟!
ما عمرها جربت هالشيء .. لأنه ببساطة ما عمره أحد زارهم ..وامها وابوها ما عندهم اصدقاء....
يقهروها ليه دوم جالسين بالبيت ليه ما يطلعون ويغيرون جو...دام جدها مات ليه للحين ملتزمين بقرارته ؟!
ابتسمت لعماد الي لوح لها بيده ...دوبه راجع من المدرسة ... اقترب منها بابتسامة ...نطق بتساؤل: وش فيك واقفه
نطقت بابتسامة واسعه : خالتي ضربت أدهم الظاهر خرب ضيافتها؟!
فتح عيونه : خرب الضيافه!!
اليوم اكيد رح تدفنه!! ختم كلامه بضحكه شامته!!
غسق بتعاطف: صغير ما يفهم!!
عماد بعدم اقتناع: يفهم اكثر منا!!
رفع حاجب باعتراض وهو ينتبه لشعرها: قلت لك لا تربطين شعرك ذيل حصان..الناس تصكه عين!!
اعمليه جدله او كعكه ...وليه ما تغطين شعرك
قاطعته بابتسامة وهي تغادر: عمي يقول صغيره عادي ...ماما ربطت شعري لي كذا ...
عماد بتوعد : اليوم رح اكلم ابوي عنك !!
تجاهلته وتوجهت للملحق بخطوات هادئة ..طرقت الباب ودخلت وعيونها تترقب المكان...
استقر نظرها على ابوها متربع على الارض ويقطع البطاطا ...
نطقت بتردد السلام !!
اوجعها لما نطق بخفوت بدون ما يناظرها ....حست بشيء نقص داخلها ...اقتربت وجلست أمامه وبنبره راجيه: بابا!!
ارتخت يده وناظرها وما قدر يمنع ابتسامته وهو يناظرها ...
حست كل ابواب الدنيا انفتحت بوجهها وهي تشوف ابتسامته الجميله ..اشتاقت لها كثير..وبابتسامة حانيه نطقت: اشتقت لك !!
نطق بابتسامة دافيه وصوت متقطع: وءءانا اشتتقت لللك!!
التفتت على امها الي اقتربت وبهدوء اشرت لها تروح حتى تبدل!
حولت نظرها لابوها لما ربت على كتفها بحنان: بددلي ملابسك!!
هزت رأسها بطاعة وهي مستغربه ابوها كيف يفهم على امها؟!
تنهدت براحه أهم شيء ابوها كلمها وراح الزعل الي بينهم .....رح تبذل جهدها حتى ما تزعله حتى لو بنظره!!
**
**
**
تمر الايام والسنوات لتنقلنا من الطفولة لمرحلة المراهقه...مرحلة من اصعب المراحل ...مرحلة تفصلك عن طفولتك حتى تمهد لك حياة الشباب ...مرحلة جديدة وتفكير غير عن الطفولة ...تبرز اهتمامات جديده بحياتنا وتفكير مغاير للطفولة....ما حست غسق بتغير هالمرحلة الحاسمه ...من طفولتها وهي تحمل المسؤولية وما شعرت انها طفله ترمي حملها على اهلها ...
جالسه قريب من الملحق تناظر السور الي بناه عمها مطلق حتى يعطي لأهلها متنفس ويضمن حصرهم بمكان ...فضله عليها كبير ..اهتم فيهم واصرف عليهم طول الفترة .. وأصر على السور حتى يضمن ما احد من الصغار يتعرض لابوها وامها ...من كثر خيره ما قدرت تزيد بطلباتها وتطلب منه يعالج أمها ...وخاصه العمليه تكلف كثير ....لمحت له اكثر من مرة بطريقه غير مباشره بس ما تحرك ...
امها مع الايام يدهور وضعها وبحاجه لعمليه جراحيه تحتاج فلوس كثيره ...
ما تدري من وين تحصل الفلوس وتعالجها ....وضعت الكتاب على الارض لما لمحت ابنة عمها غسق متوجه لها ...
ابتسمت لها ابتسامه دافيه: نور المكان!
غسق مطلق خزتها: نور المكان ؟!
من متى الكبير يزور الصغير؟!
دخلت الجامعه ومع ذلك ما تكبرت على طلاب المدارس ؟!
فتحت عيونها باستنكار: نعم نعم؟
الي يسمعك يقول ما كأنك كنت تكرفين مثلنا بالمدرسة!نطقت بملل: ليتني اكرف للحين بالمدرسة مثل الحمار ولا دخلت الجامعه؟!
رفعت حاجب بملل دوم ابنة عمها تشتكي وما يعجبها شيء: ترى دوبك داخله الجامعه وما شفت خيرها من شرها؟!
زفرت بضيق وهي تجلس جنبها على الارض: حسبي الله ونعم الوكيل بالشخص الي اختار لي هالتخصص؟!
انا كتبته كذا وما كنت أقصد إني أدرسه!!
بالله وجهي هذا وجه برمجيات؟!
انا عقلي يا دوب ابرمجه حتى أبتلش بهذا التخصص ؟!
قاطعتها بابتسامة واسعه: تستاهلين ليه تحطيه؟!
خزتها وهي تضربها على كتفها بخفه: اشوف فيك يوم !!
نطقت بثقه وبداخلها موجوعه : لا تخافي لما اكتب الطلب ما رح أسجل الا تربية خاصه حتى اضمن
قاطعتها باعتراض: هو على كيفك؟!
تراهم اذا ما عجبهم اختيارك عادي يحطون عليك اكس!
ومع السلامه!!
يا ليتهم وضعوا لي اكس وريحوني من هالتخصص!!
ابتسمت غسق ونطقت بنصيحه: اتركي عنك الجوال رح تشوفين الدراسه سهلة..طول وقتك على النت
قاطعتها : قفلي السيرة وربي يرتفع الضعط من سيرته!!
كيف وضع عمي وخالتي؟!
مطت شفتها بقلة حيلة: الحمد لله!!
غسق مطلق نطقت بمواساة: ربك كريم
عم الصمت للحظات ... قطعته غسق مطلق بتذكر: لا تنسين اليوم طالعين للسوق وحبيب القلب رح يوصلنا!!
انقلبت ملامحها واكتست ملامحها بالحمره: رجع؟!
هزت رأسها وهي تناظر الساعه بالجوال: على الطريق تأخر حتى طلع من الجامعه !!
ابتسمت غسق وسرحت بعالمها مع عماد ..من لما كانت طفلة وعمها يقول غسق لعماد ...احتل بقلبها مكانة كبيره...تعتبره أخوها وصديقها وكل شيء بالدنيا ..لما تشوفه تحس كل سعادة الدنيا ملكت...صرفت كل مشاعرها ومراهقتها له ..انسان لطيف معها وما عمره أذاها ...وقريب رح يملكون لهم ..ما تدري ليه تحس إنها ما هي فرحانه لهذا الشيء ؟!
أو هي حساسه زياده ...وكلام لارا زعزع الثقة بداخلها ..وكلامها يتردد بإذنها" خالي جبره عليك وهو ما يبغاك"
تطرد التفكير السلبي لما تتذكر عمها مطلق وحبه الي غمرها فيه من لما كانت طفله ...عمره ما ردها او كسر بخاطرها وكأنها ابنته ... حتى ام عماد عاملتها أجمل وأرق أسلوب ...مستحيل تجلب شيء لعيالها الا تجيب لها وكأنها فرد من افراد البيت ...وغسق صديقة الطفوله وكأنها أخت لها علاقتهم قوية كثير ....هذا الشيء يخليها تطرد كلام لارا من عقلها ...محبتهم لها تكفيها ...وما رح تهتم لعماتها الي ينتظرون عليها الزلة ....
قطعت سرحانها وابتسمت لابنة عمها وهي تنطق بنغزه: اشوفك سرحت؟!
توسعت ابتسامتها وبدفاع عن نفسها: والله
قاطعتها بروقان: اليوم جايب لك عماد هدية ...
حاولت تتحكم بدقات قلبها وتغير الموضوع : متى رح نطلع للسوق
قاطعتها بضحكه عاليه: مستعجله الأخت
ضربتها غسق بقهر من تفكيرها : قليله ادب.. أسأل علشان اقول لأمي تتجهز!
بهتت ملامحها وبرفض نطقت: انت تعرفين بابا ما رح يقبل تطلع معنا ..لا تعملي لنا مشكلة ..ذيك المرة كنسلها بابا وتحجج بحجج ما لها معنى وما حب يكسر بخاطرك ...انت تعرفين وضع أمك لو تاهت عنا كيف نلقاها؟!
نطقت بعناد: ما رح اترك يدها ...صدقي
قاطعتها وكلامها ما اعجبها: وربي رح تتكنسل الطلعه ...غسق اذا لي خاطر عندك فكينا من السالفة ...وبعدين خالتي تعبانه بدون ما تمشي ...لا تتعبينها معنا بالسوق...وعمي مين يجلس معه ؟!... إن شاء الله لما تتجهزين لملكتك نأخذها
قاطعتها وهي تقرصها بكتفها اكره ما عليها سوالف الخطوبه ما تدري ليه تنحرج هالكثر :انت ما تجوزين عن حركاتك!!
حركت حواجبها تغيضها: رح انشب لك بالحلق وخاصه بعد الخطوبه !؛
مو مصدق متى نعمل لكم حفلة كبيره !!
ابتسمت غسق بعفوية وقلبها ينقبض من التوتر والخوف ..ما هو سهل تنتقل من مرحلة لمرحلة ثانيه ....طلبت من عمها يترك موضوع الخطوبة حتى تكمل دراستها ويكون عماد توظف واعتمد على نفسه. ...والاهم من هذا طول هالفترة يتأكدوا من مشاعرهم واختيارهم وما يكون مفروض عليهم ....
بس عمها مصر على كتب الكتاب لهم والزواج بعد التخرج من الجامعه !!
ما تدري عمها كيف يفكر ... وليه اختارها من بين كل البنات ؟!
دوم تغرق بداومة من الاسئلة بس ما تلقى لها جواب ... يمكن مع الايام تلقى الجواب ....
**
**
**
عماد واقف عند البوابة الخارجيه للجامعه والشرار يطلع من عيونه ...بحياته ما كره إنسان مثل هالزفت الي واقف قدامه!!
تميم مسكه من يده: خلاص تجاهله ما يستحق منك تناظره!!
عماد وهو يحاول يكتم غضبه: ما شفت وش قال لي؟!
تميم يهدي الوضع: ما عليك منهم ..من قهره يتكلم كذا !!
تفل عماد على الارض وهو يناظره بتوعد ...رح يوقع بيده وما رح يرحمه !!
تميم زم شفته بضيق وهو يشوف سيف متوجه لهم وناوي الشر : رح نتأخر بسبب مشاكلك!!
عماد والشرار يطلع بعينه: الواضح جلده يرعاه رح اراويه الحين
تميم وهو يسحب عماد معه باتجاه السياره: خلاص كافي مشاكل!!
سيف ناظر إيهاب الي وقف بوجهه يمنعه وبصوت حاد امره: ارجع للسياره!!
سيف بقهر: ما شفته كيف تفل علي؟!
تبغى اشوفه يعمل كذا وأسكت له؟!
كيان بنظرة قويه نطق: اتركه ينبح من هنا لباكر!!..
تأخرنا على البيت ..لا تنسى موضوع العزومه وتخربه بطيشك ..سراج ومهاب ينتظرونا ما نبغى نتأخر عليهم
زفر زفرات حسها حرقت جوفه والنار مشتعله ما تنطفي اذا ما مسح بعماد الارض!

**
**
**
تحرك وهو يرسل لعماد نظرات تهديد ووعيد ما رح يتركه بحاله!! ...لولا ايهاب وكيان كان عرف كيف يرد عليه !!
جلس سيف بالسيارة من الخلف وكأنه بركان رح ينفجر ....مد له إيهاب علبة المويه ونطق بابتسامة: اشرب تطفي غضبك
نطق بقهر: احتاج بحر حتى يطفي قهري منه هال*****
ايهاب بابتسامة نطق: اعصابك !!
**
**
**
وضعت الشاهي قدام أمها وبعدها وزعت لأبوها ..نطقت بنبره هاديه: غسق تبغى تطلع للسوق ..عادي أطلع معها؟!
زم شفته بعدم رضا .. وبصعوبة نطق: ضضروري
ناظرت امها الي تناظرهم بسكون ...بعدها ناظرت ابوها: تبغى تشتري ملابس للجامعه!!
نطق باعتراض: ككل يوم تششششتري
قاطعته غسق: تقول كل البنات كل يوم لبس وما تبغى تكون أقل منهم !
ختمت كلامها وناظرت امها الي اشرت بكلام عجزت تفهمه ...التفتت على ابوها وهو يكلم أسيل: انننسي
عقدت حواجبها بعدم فهم: وش فيه؟!
قاطعها وهو يحرك يده بقلب ميت: انسي...خلااص روحي
نطقت بضيق: خلاص اذا متضايق ما رح اروح
قاطعها بهدوء: أأهم ششيء تكوني سسعيده!!!
هزت رأسها بابتسامة: ما رح نتأخر..
اكتفى يهز راسه وما علق على الموضوع!!
**
**
**

بالسوق تمشي قريب من ام عماد والهدوء يغلفها ...ناظرت عماد وملامحه عابسه من لما رجع من الجامعه....
التقت عينها بعينه ابتسمت له ونزلت عيونها بحرج ... ام عماد بضجر تتكلم : ابغى اعرف ليه عابس من لما رجعت من الجامعه؟!
ولد لا تقول راسب!
ضحك غصب عنه من تعليقها: ولد؟!
ترى قربت اتزوح وانت تقولين ولد؟!
ام عماد وقلبها طاير تشوف ولدها عريس: متى ذاك اليوم وافرح فيكم!!
غسق مطلق بابتسامة: ما نبغاها حفلة عائلية نبغى كل الناس تشوف خطيبة اخوي القمر!!
صدت غسق عنهم وهي تحس بالاحراج...تحركت كم خطوة مبتعده لما اقترب منها عماد وهو ينطق بابتسامة مغايره لملامحه العابسه: تعب الدراسه اشغلني عن هالقمر!!
ام عماد خزته: اترك عنك هالسوالف ما ابغى اتاخر على اخوانك!!..خلينا نكمل
عماد هز رأسه بتفهم: انا وغسق رح نمشي قدامكم...
اشر لها تمشي قريب منه .... تحركت معه وقلبها يدق بقوة من التوتر ....بالرغم انها متعوده عليه بس ما تدري ليه ترتبك كذا وليه قلبها منقبض وما هو مرتاح لما ينطرح موضوع الزواج... كيف تترك امها وابوها وتنام في بيت عمها !! ....إلي مهون عليها انها قريبه عليهم بنفس المكان ..وهذا أفضل شيء يخليها توافق على عماد قربه من اهلها !!
تحركت بهدوء وعيونها تتجول بالمكان ...نطق عماد بهدوء: اشتريت لك هديه
ناظرته بابتسامة دافيه: قالت لي غسق بس ما عرفت الهدية؟!
نطق بابتسامة واسعه: مع اني كنت ابغاها مفاجأة بس ما اعرف اسكت ...اشتريت لك جوال
عقدت حواجبها: جوال..بس عمي ما يرضى أحد يأخذ جوال حتى ينهي المدرسه واختك ما سمح لها الا بالجامعة حتى ما تنشغل عن الدراسة
قاطعها بابتسامه عريضه: وانا أبغاك تنشغلين عن الدراسة ...وش تبغين بالطلاسم دام انا معك؟!
أنا مستقبلك وكل شيء بحياتك!!
زمت شفتها بعدم رضا لكلامه...دراستها ما رح تتركها ورح تدرس تربية خاصة حتى تقدر تتواصل مع امها ...هذي افضل طريقه حتى تقدر تكون قريبه على امها اكثر ....وبنفس الوقت تلقى شغل تصرف فيه على اهلها ...ما يعجبها هالحال كل مصروفهم على عمهم ...رح توفر لأهلها حياة مستقلة ومستقره عن الكل ...بس تحتاج لوقت !
عماد يمشي ويناظرها وهي سرحانه ..نطق يقطع سرحانها: وش فيك ساكته ؟! لذي الدرجة ما تبغين تتواصلين معي؟!
هزت رأسها بالنفي : مو كذا !!
بس انا ابغى اكمل دراسه واتوظف
قاطعها : ياهووووو الحين كملي المدرسة وبعدها ربك يفرجها ...الحين والاهم نتواصل مع بعض
قطع كلامه للحظات لما حس ملامحها تغيرت ...تابع كلامه بتوجس: اذا ما تبغين ما رح اضغط عليك
هزت رأسها بالنفي: ما عندي مشكلة ...بس بالاول أسأل بابا وأرد لك خبر!!
عقد حواجبه باستنكار للحظات..من زين هالاب الي تبغى تأخذ رأيه ...يستغرب من تصرفاتها تقدس أبوها كثير ..وتستشيره بأمور كثيره .. أحيانا يشك بعقلها ..احد يستشير مجنون ؟!
عدل ملامحه حتى ما تزعل وبمجامله نطق: مثل ما تبغين .. وإن شاء الله عمي ما يرفض!!
هزت رأسها وابتسمت بنعومه ...ومن داخلها فيه شرخ عي يطيب ..دوم نظراتهم تحسسها إنه ابوها مجنون خبل وما يفهم ...تحاول تقنعهم إنه انسان طبيعي بس عنده مشكلة بصعوبة النطق ...بس ما احد يسمعها ونظرتهم عنه ما تتغير ...تنقهر من هالنظره الدونيه لأهلها ....
لو كان شخص ثاني كان تشاجرت معه وما سكتت له ...بس عماد احيانا تتجاوز بعض هالامور لانه من صغره يحترم ابوها وما يؤذيه مثل عيال عماتها ....
كتمت ضيقها وناظرت عماد لما أشر لها على فستان باللون الوردي البارد : ذاك الفستان يناسبك؟!
ناظرت الفستان للحظات بدون ما تتأمله : ترى حنا جايين مع أختك تشتري كم غرض للجامعه ..انا ما ابغى
قاطعها بإصرار: وربي الا تشتريه ...تعالي معي!!
دخلت المحل معه وهي تقنع فيه ما تبغى منه شيء!!
التفتت على ام عماد الي دخلت خلفهم: خالتي شوفيه ما ابغى فستان
ام عماد بابتسامة: لا تكسري بخاطره ..ما صدقنا يروق من بعد ما رجع من الجامعه !!
غسق مطلق تناظر بعض الملابس: ماما وش رايك اشتري هذا؟!
ام عماد خزتها وهي تناظر القميص الي اختارته : فسفوري؟!
انت تبغين تعمين الناس بنظرهم!!
استغفر الله وش هاللون الفاقع!!
ابتسمت غسق على ذوق ابنة عمها ..دائما تختار الوان فاقعه!!
غسق برجاء: يا ماما خليني اشتريه والله حلو ...
ام عماد برفض: بغض النظر عن لونه الي يجيب العمى ما رح يناسبك ..يحتاج بشرة بيضاء ..يناسب غسق مو انت!
غسق مطلق عبست ملامحها: تقتلون الثقه الي بداخلنا..ترى كثير يقول أننا نشبه بعض يعني اذا ناسبها معنى هالكلام انه يناسبني..والله لونه حلو
ام عماد قاطعتها بعجله: الظاهر اني رح اراجع فيك عند طبيب العيون الظاهر عندك عمى ألوان!
اقترب عماد وبيده الكيس: خلاص نمشي!
ام عماد وهي رافعه حاجب باستغراب: حاسبت؟!
على الاقل خليها تقيسه يمكن ما يكون مقاسها
قاطعها برفض: مقاسها بالضبط ما عليك انت!!
غسق زمت شفتها بعدم رضا: ما له داعي انا
قاطعها وهو يؤشر لها خارج المحل: تعالي نجلس ابغى أشرب قهوة وأعدل مزاجي .. لوقت تكمل غسق مشترياتها!
ناظرت ام عماد تحثها: روحي يا غسق نكمل ونلحقكم!!
عماد يحثها تتحرك: يلا تحركي!!
تحركت على مضض ما تحب تختلي فيه لوحدهم وخاصه للحين ما ملكوا ..بس بيت عمها عندهم عادي ..ولما تعترض يناظرونها وكأنها متخلفه وتفكيرها غريب !!
تحركت معه بخطوات بطيئة لما نطق وهو يشوف رفضها تجلس معه لوحدها: لا تخافين ما رح اخطفك رح نجلس بمكان عام !!
اعتدل بجلسته وهو ينطق بسخريه: قلت لها عن الجوال وما رضيت تأخذه حتى تستشير ابوها...تدري يبه احيانا اشك بعقلها؟!
والحين يمكن أبوها المجنون يرفض!!
ختم كلامه بضحكه ساخره !!
قاطع ضحكاته مطلق وهو يناظر للبعيد: ما عليك من الخبل هذا حله عندي ...بس حنا ما نبغاها تشك بأي شيء...
سلط نظره على عماد إلي متربع على سريره...تابع كلامه وهو ينطق بأمر: اسمعيني يا عماد ...ما أبغاك تحسسها إنك تناظر بنظره مو بزينه لأبوها ...بالعكس أبغاك تشجعها وتحسسها إنه رأي وكلام أبوها على رأسك ..نبغاها لصفنا ..وما ابغى اي غلط منك !! ...اي غلط او تصرف أهوج منك يروح كل شغلي وتعبي طول هالسنين على الفاضي...حنا خط الامان والسعاده والاستقرار لها !!
وابوها عندي أنا أكلمه ما يقدر يرفض لي طلب!
عماد رفع حاجب بتساؤل: هو ليه شخصيته ضعيفه كذا
قاطعه مطلق بغموض: ما عليك منه طلع على الدنيا كذا ..وش بيدنا نعمل له ؟!
المهم هدفك غسق ..ابغاها تعشق الارض الي تمشي عليها ...ابغاها توصل لدرجة لو تقول لها ارمي نفسك بالبير ما تقول لك لا!!
تفهمني!!
مط عماد شفته بسخرية: من هذي الناحية تطمن ..تراها صغيره وكل مشاعرها لي وما في أحد بحياتها غيري...نظره مني تذوب
قاطعه مطلق بتنبيه: اهم شيء اهلها أياك تقلل من قيمتهم قدامها لانك بسهوله رح تخسرها...
ما وصلت لذي المرحلة عبث ..تراها متعلقه فينا بدرجه كبيره وما ابغى أي شيء يخربط الخطه!
أبغاك طول الوقت تكلمها بالجوال وما تتركها لحظة بحالها ..والدراسة بطريقتك كنسلها ...خروجها للجامعه رح يخرب علينا كثير ...
مط شفته:انت تبغى زواجي منها لفترة والا
قاطعه بحزم: وش تقول انت؟!
أكيد زواج دائم
زفر بضيق: المشكلة إني اعتبرها مثل اختي غسق...و
قاطعه مطلق ينهي الموضوع: ما تستبق الأحداث ما رح تلقى مثلها !!
قفل الموضوع وبعدين نتكلم !!!
عماد رفع حاجب بتذكير: لا تنسى كلامك يوم ما املك عليها رح تعطيني
قاطعه بضجر: وأنا عند كلمتي!!
ختم كلامه وهو يلقي نظره على غرفة عماد الفوضويه وبأمر نطق: رتب غرفتك وانتبه لدراستك واترك عنك الجوال!!
ابتسم بتورط: ان شاء الله !!
***
**
**
مستلقيه على الارض ورأسها بحجر أبوها ..تناظر اوراق الشجر وهي تتراقص بخفه ....تغمرها السكينة والراحة وابوها يمسح على شعرها بحنان.... ترتاح بقربه ...
ناظرها ابوها للحظات وهي تتأمل اوراق الشجر بعيونها اللامعه ... يتمنى يقدر يسعدها طول حياتها ....خايف عليها من الي حولها .... يحس من داخله ألم من عجزه وقلة حيلة ....ما هو قادر يعمل شيء ويبعد غسق عن أخوه مطلق!!
يموت الف مرة وهو يشوفها رح تنزف لشخص ما يستحقها ...خايف يجرحونها ويكسرون قلبها. ...ما تستحق غسق كذا ....
للحين بعينه طفلة تسعى لحياة سعيده وكلها فرح ... يتمنى يقدر يأخذها لمكان بعيد ويحميها من كل شيء....
بس ما يقدر ومطلق خلفه...كلامه اليوم معه ذبحه من الوريد للوريد ..مثل الثعلب مكار...يلبس قناعين ... والمشكلة غسق ما تشوف منه الا قناع الطيبة والحنان ...يخاف تنقلب الايام ويظهر وجهه الثاني لغسق ...غسق ما رح تتحمل قسوته!! ...رح تتدمر وتتحول لرماد لما تكتشف حقيقة شخص كانت تغليه اكثر من نفسها .....
غمض عيونه للحظات ...وشبح الماضي ما تركه ... يتمنى إنه ما كبر بذي الدنيا ومات وهو باللفة وما عاش هالحياة الي تدمي قلبه .... ليته مات مع أمه وما عرف أبوه وإخوانه!
يخاف من بطش مطلق يلحق غسق ...كيف يقدر يبعدها عنهم؟!
متأكد خروجه من هنا يعني موته وموت غسق وأسيل...ما رح يرحمهم ورح يلقاهم ....
وش اصعب لما تضيق الدنيا بعيونك على كثر وسعها ...
مسحت غسق على وجه ابوها بخفه وهي تشوف سرحانه بملامح واضح عليها الضيق: بابا؟!
نطق وهو يناظرها والعبره تخنقه : لا تتقولين بابا ..ما أأأحبها..ققولي ييبه!
ابتسمت بروقان: ان شاء الله يبه!!
تتوقع امي للحين تجهز الكيكه؟!
اكتفى يهز كتوفه لعدم المعرفه ...نطقت بتنهيده وهي تشوف صمته: خاطري نطلع حنا الثلاثه لوحدنا ...ليه رافض يبه ؟!
صدقني ما احد رح يقول شيء ...لمتى حابسين نفسكم هنا ...سنوات مرت على موت جدي وانتم للحين على نفس الحال ...
من حقكم تطلعون وتشوفون العالم ... أنا متاكده رح تتحسن حال امي لما تطلع من الملحق !!
انا اكلم عمي مطلق اليوم متأكده رح يفرح بهذا الخبر
قطعت كلامها لما مسك قبضة يدها وكأنه يمنعها تروح !!
ناظرته باستغراب من حركته وملامحه تصنمت : يبه!!
نطق بارتجاف وهو شاد على يدها بقوة: لا تتتكلمين أحد
ناظرت يدها للحين شاد عليها بقوة..نطقت حتى تشعره بالطمأنينة : ما رح اكلم أحد بس انت هدي شوي!!
ارتخت يده وللحين فكه يرتجف ....نهضت نفسها وجلست جنبه وهي تنطق حتى تهدي اعصابه : ما رح اروح ولا رح اكلم احد ...قلت لك من قبل ما رح اعمل اي شيء الا بموافقتك...انت ابوي وكل أمري تحت يدك وتصرفك !!
بس اهم شيء اشوفك راضي ومرتاح!!
قبلته على رأسه...وهي تناظره نظرات دافيه!
اجتاحته مشاعر ما قدر يكتمها ...بعمره ما احد اعطاه قيمه واحترام مثل غسق ...تحسسه انه للحين عايش على وجه الارض ...كتم انفاسه وهو يحس هالمشاعر تخنقه وما يبغى تهزمه ويبكي قدام غسق ...بداخله حنين طفل لأمه!!
أصعب شيء لما يكبر فيك كل شيء الا قلبك ...بداخله قلب طفل فقد أمه بين الجموع وما قدر يوصل لها !!
رفع نظره لأسيل الي اقتربت منهم وهي ترسم على محياها ابتسامه جميلة ...فوق حزنه ووجعه يحمل بداخله اوجاع أسيل ....لو كان مكانها ما تحمل الحياة ومات بنفس اللحظة...ومع ذلك تقاوم الحياة وتبتسم ابتسامه تستنزف منها كل قوتها..حتى تغرس الراحه والسعادة بقلب غسق وما تشعرها بشيء!!
ناظر غسق الي تنطق قبل وصول أمها : لو نراجع فيها بالمستشفى يمكن نلقى لها علاج على الاقل تسمع كلامنا!!
مط شفته والغصه خنقته ...مين يخبرها إنه اسيل كانت انسانه طبيعيه تحكي وتسمع
قطع الدوامه الي كل يوم يغرق فيها .. وتناول الاغراض من اسيل ورتبهم على الارض ...
اسيل ناظرت غسق واشرت على الكيك وكأنها تقول لها رح تأكلين اصابعك خلفهم،!!
ابتسمت غسق ابتسامه باهته وموقف جدها كل فترة ينعاد بذاكرتها وكيف كان يفسد أجمل اللحظات عليهم!!
طردت كل شيء يكدر الخاطر .. وبدأت تتكلم عن أحداث صارت معها بالمدرسة ... حتى لو كانت امها ما تفهم عليها ...على الاقل تبقى قريبه منها ...
قاطع اندماجها وضحكها صوته من خلفها: يا الله!!
انمحت ابتسامتها وبسرعه عدلت الشال تغطي شعرها ....
اقترب بابتسامة عريضة وهو يرد السلام ..وبيده كيس هدايا صغير!!
غسق لمحت نظرات عدم الرضا من اهلها ...نطقت على مضض: هلا عماد
تقدم عماد ودنى من أبوها وقبل رأسه باحترام وهو يسأله عن اخباره ...بعدها التفت لاسيل ورفع يده وسلم عليها بالاشارة...
تتابع غسق الموقف وهي تحس الانزعاج والضيق حل على ملامح اهلها .. وكأنه تواجد عماد ما هو مرحب فيه بينهم ..ما تدري ليه هم كذا مع انه عماد ولا عمره ضايقهم ولو بكلمه!!
ناظرت عماد والتوتر واضح عليه: اسف دخلت بدون أذن ...طرقت الباب الخارجي وما احد رد علي!!
ناظرت ابوها ملتزم الصمت وما علق وكأنه ما سمع كلام عماد ...حست بفشيلة عماد من برود اهلها...نطقت باستدراك: لا عادي حياك الله ..اجلس!!
جلس على مستواها بعيد عنها ... وبدأ يسأل عن الحال والاحوال!!
وكل شوي يناظر غسق نظره هيام تغرقها في بحر عشقه!!
الكل إلتزم الصمت ويسمعوا كلامه الجميل الذرب ....ناظرت ابوها لما تحولت ملامحه للضيق لما مد لها بالجوال وهو ينطق: هذي الهدية لأميرة قلبي أتمنى ما تردينها!
تناولتها بتردد ونظرات أبوها المنزعجه واضحه ..حتى أمها ملامحها عابسه!!
فتحتها بشويش وهي تحاول تسيطر على رجفه يدينها ...كتمت أنفاسها للحظات وهي تناظر الجوال ...التفتت لعماد وهو ينطق: هذا الجوال لك اذا وافق عمي عليه رح نفعل الخط ..واذا ما يبغى خلاص خليه عندك لوقت نملك وتفعلينه ..وش رأيك يا عمي؟!
أهم شيء رضاك وتكون موافق؟!
توزع نظرها بينهم ...اعجبها طريقه كلامه مع أبوها وكيف يداري خاطره ...سبحان الله يمكن يكون الابن والسند لابوها ..وربنا عوضه بعماد. ...
سرعان ما جفل قلبها لما التقت عينها بعين أبوها ...يمكن البعض يشوف نظراته عاديه ...الا هي تفهمه من نظرته ... متأكدة مخنوق ومتضايق بس ما يبغى يضايقها وكلامه المتقطع يتردد بإذنها " ما عندي مشكلة"
ناظرت عماد وهو يبتسم ابتسامه عريضه: وهذا عمي موافق ما لك عذر الحين!!
رجعت الجوال للعلبة بهدوء ...مستحيل تعمل شيء يضايق ابوها وامها يكفي وضعهم وحياتهم ما رح تزيد عليهم ... وبهدوء نطقت: مشكور عماد على اهتمامك...لا تفهمني غلط ..ما ابغى انشغل بأمور عن الدراسة الحين
قاطعها وهو رافع حاجب: قولي من البداية انك رافضه ولا تتحججين بعمي!!
ضاق خلقها من نبرته ..وبتوجس نطقت: زعلت؟!
مط شفته على جنب: وليه ازعل ...هذا شيء يخصك وما رح أجبرك على شيء ما تبغينه
ناظرت ابوها وهو يناظر عماد بنظرات وكأنه ما هو قادر يبلعه !!
ما تحب تشوف هالنظرات من أبوها اذا جدها كان سيء عمها وعياله ما لهم دخل حتى يدفعوا ثمن قسوته وظلمه!!
ناظرت امها لما مدت لعماد قطعه من الكيك!!
تناولها بابتسامة جذابة: دوم غسق تكلمني عن الكيك الي تعمله خالتي !!
تذوقه ورفع يده اشر بلايك دليل على الاعجاب!!
توسعت ابتسامتها وهي تشوف عماد رجع طبيعي وما هو زعلان !!

**
**
**
جالسه بغرفة ابنة عمها تسمع لضجرها على الملابس الي اشترتها...
رفعت حاجب بضجر: احد يشتري ملابس بدون قياس؟!
عبست ملامحها وهي على وشك البكاء: ما توقعت إني دبه كذا؟!
اعتدلت بجلستها غسق وهي تتأمل ابنة عمها وجسمها متوسط لا سمينه ولا نحيلة : ليه ما تبدليهم؟!
صكت اسنانها بقهر: ماما حلفت يمين ما تبدلهم لاني رفضت أجربهم هناك !!
زمت شفتها غسق بتعجب من حال الانسان ما يعجبه العجب ...الخزانة مترسه ملابس وفوق هذا كل فترة وتروح تشتري وكأنها تبغى بأي طريقه تبغى تطير الفلوس!
باقتراح نطقت: شوفي عمي مطلق ما رح يرفض لك طلب وتبدليهم!!
وقفت بقهر: امي حلفت ولا احد يبدلهم !!
لحظة لحظة امي حلفت عن نفسها وعن ابوي وعماد ..بس لو انت بدلتيهم
قاطعتها برفض: انا لا تدخليني بالسالفه ..وما ادري من وين اشتريت
قاطعتها برجاء: لا ترفضين ...انا أعطيك تفاصيل كل شيء ..ما عليك الا تروحين
وقفت ونطقت برفض: كيف اروح لوحدي؟!
مسكت يدها برجاء : وربي اموت وانا اناظر الملابس قدامي كذا ؟!
خذي معك السواق والشغالة ورح اتواصل معك على جوال الشغالة خطوة بخطوه!!
قبل ما ترفض نطقت وهي على وشك البكاء من القهر: وربي اموت اذا ما بدلتهم!!
مطت شفتها على مضض : خلاص ابدلهم!!
قفزت غسق بفرح: ياهووووو... احلى أخت ورفيقة !
ويلوموني بحبك!
يا حظ عماد فيك!!
ابتسمت غسق على انفعالها الغريب ...استحسنت الفكرة رح تشتري لأمها هدية تفرحها فيها !!
بس ما تدري وش تشتري لها ؟!
**
**
**
خبرت ابوها بخروجها تبغى تشتري بعض الاغراض لها ...ما هي متعوده تطلع للسوق لوحدها ..تحس كل الناس تناظرها !!
بدلت الاغراض وما بقى الا القميص باللون الأصفر الفاقع ..تحس عيونها تتداخل ببعض لما تناظر لونه ..ما تدري كيف ابنة عمها تحب هذي الالوان!!
مدت لصاحب المحل وخبرته إنه تبغى تبدله؟!
انصدمت لما نطق بملل: ناظري هناك!
ناظرت مكان ما اشر مكتوب لافته" البضاعة لا ترد ولا تستبدل"
عقدت حواجبها: بس القميص حجمه صغير وابغى ابدله
قاطعها بجعرفه: وش يضمن لنا إنك ما استخدمتيه ؟!
لو ارجعتيه بنفس اليوم فيه نظره نستبدله؟!
عقدت حواجبها: وش تفرق يعني يوم او يومين؟!
دام القطعه مثل ما هي!!
اشر لها بلامبالاة لكلامها لما تقدم منه زبائن للحساب!!
شدت قبضة يدها بقوه ما تسددها بوجهه من تفكيره الاعوج ...التفتت لما وصلها صوت لفت سمعها بنعومته ..فيه جاذبيه خلتها بدون وعي تناظر صاحبة الصوت: لو سمحت نبغى نحاسب!
رجعت خطوة للخلف لما إلتقت عينها بعينها ...حرمه ما هو باين الا عيونها ...
قاطع تأملها المحاسب: لو سمحت لا تعطلينا !
للحظة كانت رح تسدد لكمه له على اسلوبه ..يناظرها وكأنها مشرده
كتمت ضيقها ونطقت بهدوء عكس النيران الي بداخلها: تفقد القطعه واذا فيها أي نقص او اي شيء لا ترجعها
قاطعها بضجر وهو يناظر عنادها والظاهر ما رح تطلع من المحل : خلاص روحي بدليه!!
عبست ملامحها من أسلوبه وكأنه يتكلم مع متسوله!! ..
نطقت بهمس خافت وصل لمسمع الحرمه القريبه منها : اخلاق سوقيه!
توجهت تبدل القميص وبداخلها ضيق اعتلاها ما تدري وش سببه ... بدأت بتأنيب الضمير ليه توافق تبدل الملابس ..ليه تحط نفسها بهذا الموقف وتدخل تجادل على شيء ما يخصها !!
كله بسبب ابنة عمها ...ناظرت القمصان والوانها الفاقعه أوجعت عيونها ما تدري وش يعجبها بها !!
**
**
**
طلعت من المحل وبداخلها قهر منه ..لو جلست دقيقه ما تضمن نفسها تمسح فيه الارض!!
مسكت نفسها وكلام ابوها يتردد بإذنها دوم ينبها " لا تكلمين أي رجل غريب عنك الا بقدر الحاجه ...حتى عماد اتركي بينك وبينه مسافه "
تنفست بعمق وتحركت تمشي بعشوائية ما تدري وش تشتري لأمها ....
دخلت لمحل الهدايا وعيونها تجول بالمكان ... محتارة ماتدري وش يعجب أمها ؟!
لفت نظرها نفس الحرمه دخلت المحل وتتكلم مع شابين معها !!
صدت وهي تبحث عن هدية لأمها ...قاطعتها الشغاله وهي تنطق: غسق
ناظرتها باستغراب: وش صاير؟!
الشغاله: تأخرنا الحين
قاطعتها غسق بتفهم: دقيقه
الشغاله مدت لها الجوال لما رن: خذي كلميه!!
اخذت الجوال وتحركت بخطوات هادئة: هلا عماد ...انا بالسوق ...بغيت اشتري بعض الاغراض ....الشغاله معي ....انت وينك ؟! ...ما له داعي انا راجعه للبيت الحين ....عماد وش فيك ؟!...ان شاء الله ...مع السلامه!؛
قفلت الجوال وناظرت الشغاله لما تنطق بخوف: خلينا نرجع
هزت رأسها وتوجهت خارج المكان بدون ما تنتبه للشخص الي عيونه ما نزلت عنها ... وكأنه وجد غنيمه كبيره بس يبغى يتأكد اذا كانت نفسها الي في باله او لا ..قرر يتبعها ويتأكد بنفسه!!
**
**
**
المساء جالسه بالصالة جنب عمها مطلق ...توسعت ابتسامتها وهي تناظر ابنة عمها كل شوي نازله تعرض لهم الملابس الي اشترتها ...
توسعت ابتسامتها لما نطقت غسق مطلق: شفت يا ماما قلت لك كنت منفوخه ...علشان كذا كان القميص ضيق الحين ناظري ابنتك النحيله !!
ام عماد رفعت حاجب باستغراب دوبها كم يوم كان القميص رح ينفجر من الضيق كيف الحين صار واسع ...وبتحقيق نطقت: لا تقولين انك بدلتيهم؟!
بهتت ملامحها وسرعان ما انكرت : وربي ما وصلت السوق ... وبعدين انا مستحيل أرمي كلامك بالارض!
بعدها ناظرت أبوها تغير الموضوع: شو رايك بابا ..حلو؟!
نطق بروقان: دوم القالب غالب ...حتى لو كان مو حلو عليك يطلع يجنن!!
ام عماد عبست ملامحها: وربي يجاملك ..وش هالالوان المقرفه!!
غسق مطلق مطت شفتها بلامبالاة لكلام امها: أهم شيء يعجبني انا !!
رنت كلمتها بإذن غسق ...تحس فعلا اهم شيء عندها تكون راضيه ومرتاحه حتى لو كان هالشيء ما يعجب الي حولها ...اهم شيء هي تكون راضيه ... وأحيانا تحسها بداخلها قلب طفله تخاف وتهاب المجتمع من حولها ...
قطع افكارها مطلق لما نطق وهو يحرك يده قدام عيونها: وكنتنا وش شاغل تفكيرها؟!
ناظرت عمها بابتسامة باهته: ولا شيء!!
ام عماد بتحقيق: ترى اعرفك لما يكون عقلك مشغول بشي.. تكلمي انت مثل ابنتي!!
وش الي شاغلك!!
هزت رأسها بالنفي: ما فيني شيء
قاطعتها ام عماد: زعلانه علشان عماد؟!
مطلق ناظرهم باستغراب: وش صاير؟!
غسق مطلق خافت ابنة عمها تزل بكلمه وتصير لها سالفه..وبسرعه تكلمت : ما في شيء بابا ..بس غسق حبت تطلع للسوق تشتري بعض الاغراض مع السواق والشغالة وعماد تضايق لانها طلعت لوحدها ...خايف عليها!
ابتسم برضى مطلق واضح إنه عماد يمثل دوره على أتم وجه ... وبروقان نطق: ما احد مثلك خطيبك يغار عليك !
ام عماد بتحقيق نطقت: دوبنا قبل كم يوم طلعنا للسوق كان اشتريت اغراضك
قاطعتها غسق مطلق قبل ما يفتضح امرها: يا ماما وش فيك ؟! وكأنك ما شفت ولدك كيف كان ملتصق فيها وما تركها بالسوق تأخذ راحتها!!
مطلق بابتسامة عريضة: حصل خير ...قريب رح نملك لهم وقتها تطلع وتشتري مع عماد براحتها
تناظر عمها وهو يتكلم عن الخطوبه ...ما تدري ليه تصيبها كتمه من هالموضوع ..معقول توتر وخوف من الزواج ؟!
تحس نفسها صغيره ما تبغى ترتبط الحين وتحمل مسؤوليات بعمر صغير ...تبغى ترافق امها لوقت تطمئن انها بخير ...وكمحاوله أخيره نطقت: عمي لما افكر بالموضوع احس للحين صغيره على هذي الامور ...ابغى ادرس وأتخرج من الجامعه يكون أفضل
تغيرت ملامح مطلق وهو معقد حواجبه: انت ما تبغين عماد؟!
تابع كلامه بنبره زعل :اذا ما تبغينه قوليها الحين ما رح اجبرك على شيء... ما تبغينه؟ !!
زمت شفتها بضيق تطايرت الحروف من عقلها وما قدرت تعبر عن الشيء الي تحس فيه ...اكتفت بالتبرير: ما هو كذا ...بس انا ابغى اعالج امي وبعدها
قاطعها وبداخله عدم راحه من كلامها اكثر من مرة طلبت التأجيل ...التأخير ما هو من صالحه ...نطق بتسليك لها: اسمعيني يا غسق ماكنت أبغى أقولك ..كنت ابغى اعملها مفاجأة لك ..بس دام انك تبغين تأخير الزواج علشان كذا ...انا الحين داخل بصفقات من هنا لنهاية السنة بإذن الله رح يكون عندي مبلغ رح اقدمه لامك حتى تعمل العملية ويتحسن وضعها !!
ناظرت عمها بعدم تصديق ...ما توقعت هالشيء ... بدأت الحياة تزهر بعيونها ..امها رح تجري العمليه نهاية هالسنة ...هذا أحلى خبر سمعته بحياتها ...تحس أثقلها الحرج من عمها ...قدم لهم خير كثير وأنفق عليهم بدون مقابل ...لو تفديه بروحها رح تكون مقصره ...ما رح تنسى هالفضل طول حياتها....صدق من قال الرجال افعال...وبدون وعي اقتربت وقبلت راس عمها بامتنان وشكر ...وبنبره خنقتها مشاعر الفرح والبكاء من الفرحه : مشكور يا عمي ما رح انسى فضلك علينا!!
ضحك بخفه مطلق وهو يمسح دموعها بخفه: ليه الدموع .. انت مثل ابنتي وامك مثل اختي ..مهما قدمت لكم مقصر بحقكم !
غسق بنبره خنقتها دموع الفرح: خيرك معنا ما رح أنساه طول حياتي!!
ام عماد بهدوء: امسحي دموعك الحين تدرعم علينا وحده من عماتك ما لنا خلق لاستجوابهم!
غسق مطلق ضحكت على تعليق امها: والله خاصة عمتي ام تميم تنشب لك
قطعت كلامها لما ناظرها أبوها بعتب..نطقت بورطه: سوري بابا..مو قصدي!!
قاطعهم دخول أدهم وهو ينطق بسخرية: اشوف الشمس طالعه في بيتنا!!
ام عماد بشخريه: الا قول شمس فاقعه توجع العيون ..اطلعي بدلي ترى والله اصابني الحول!!
عبست ملامحها توجهت لغرفتها وهي تنطق: اعداء الجمال!!
ام عماد زفرت بضجر منها : الا قولي اعداء الشرشحه!!
ضحكت غسق على ملامح ام عماد لما برطمت شفتها ...
ادهم رفع حاجب: اول مرة اشوف وحده تبكي وتضحك بنفس الوقت ؛!
مطلق اشر له: اقول اطلع افضل لك!
بعدها ناظر زوجته: خلي كلامك أكثر رقة كذا تجرحينها وتكسربن خاطرها وتتعقد البنت
ام عماد بعبوس: خليها تتعقد لعل وعسى تترك ذوقها الخايس!
انا نفسي أعرف كيف كانت الملابس ضيقه عليها والحين واسعة ؟!
عقدت حواجبها لما بدأت تفهم الموضوع ..وباتهام ناظرت غسق: غسق انت بدلتي الملابس!
بلعت ريقها بورطه وقبل ما تنطق تحركت ام عماد مباشره خلف ابنتها !
ضحك مطلق : الله يعينك يا غسق على تحقيق أمك
**
**
**
في بيت كبير وعلى الطراز الحديث ...سيف متمدد على طولع بالحديقة وهو يلعب بالنجيل ....رفع نظره لما وجه له سؤال مباشر ما توقعه : ليه طلعت من السوق بسرعه البارحه؟!!
سيف هز راسه بالنفي : ولا شيء تذكرت كيان
قاطعه وهو ينطق باتهام: طلعت خلف البنت الي مرت من جنبنا؟!
سكت للحظات ما توقع انه يكشفه ..تنهد لما عرف ما في مفر من الاعتراف قدامه: ايه صحيح!
رفع حاجب بتساؤل: وش تبغى فيها ؟!
ما تبغى تترك حركاتك ذي؟!
سيف بتبرير: ناوي وربي يشهد
قاطعه بتشكيك: والبن
نطق بهمس خافت يخاف احد يسمعه: هذي اخت الكلب عماد!!
رفع حاجب: عماد الي معك ما غيره؟!
هز رأسه بتاكيد : ايه ...اسمها
قاطعه بحواجب معقوده: غسق
فتح عيونه بصدمه: كيف عرفت؟!
ابتسم بدون نفس: تراها نادت عليها الشغاله قدامنا .. اسمها غريب وعلق بذهني!!
تابع كلامه ورفع حاجب بتساؤل: وش عرفك انها اخته ؟!
ابتسم سيف بدهاء: لما قالت اسم عماد رن الاسم بعقلي وانا من قبل تحريت وعرفت انه له اخت اسمها غسق ..ربطت الأمور وتبعتها حتى أتاكد!
سيف تابع كلامه بابتسامة خبيثه: تدري ما تشبه اخوها الجوكر!!
قاطعه بتحذير: انتبه عندنا بنات ومثل ما تعمل مع بنات الناس رح يرجع لك بيوم من الايام وإن طال الزمن ..بيرجع لك بأختك او زوجتك او ابنتك او
قاطعه سيف بتبرير: لا يروح ذهنك لبعيد ..بس ابغى اكسر عين عماد بأخته !!
نطق بتحذير: اياك يا سيف تمشي بهذا الدرب ...محارمنا غاليه علينا ...اذا تقبل احد يعمل بأختك كذا ...روح اعملها!!
زم شفته وبداخله قهر ما رح يطفي اذا ما طلع حرته بعماد: اعطيني طريقه اقهره واطلع حرتي فيه!
نطق بنصيحه اخ محب: الحقران يبط المصران!!
احقره ولا كأنه موجود انا متأكد مو بس رح ينقهر الا يولد!!
ضحك سيف على تعليقه: ذاك يوم المنى !!
ابتسم له :بالجامعه تلقى اشكال وألوان بالجامعه لزوم تمسك أعصابك وما تتهور ...وافضل شيء التجاهل!
وسالفة اخته اتركها بحالها... اتفقنا!!
هز رأسه بطاعه: ان شاء الله ..رح اسمع كلامك وما رح اقرب من صوبها ..
**
**
**
الصبح جالسه على الارض قدام أمها ومرخيه رأسها لأمها الي تمشط له فيها ... تحس النوم داعب عيونها ما تدري ليه يغزوها النعاس لما تمشط لها أمها شعرها!!
رفعت نظرها لأبوها الي وقف فوق راسها ونطق بهدوء: اععملي ششعرك ججدله وبعدددها لفيه
قاطعته برجاء: يبه اليوم البنات بالمدرسه الكل رح يكون شعره ما هو مربوط
قاطعها وهو يؤشر لأسيل تعمله جدله!!
ضحكت بخفه : يبه لو تشوف شعر البنات الا تقول عن شعري أجعد بالنسبة لهم!!
اكتفى وهو يردد" العين حق"
تنهدت لما امها بدأت تجدل لها ..رفعت كتوفها بقلة حيلة ما رح تعمل كشكلة علشان شعر ...توسعت الإبتسامة من البارحه مب قادرة تكتم فرحتها بالكلام الي خبرها فيه عمها مطلق ..ما رح تتكلم كل شيء بوقته حلو!!
قبل وقت العمليه رح تفرح اهلها بهذا الخبر ....غمضت عيونها وقلبها يدعي لعمها مطلق يحفظه ويبعد عنه الشر ..ما رح توفيه حقه!!
بعد وقت غادرت البيت متوجه للمدرسه ...تمشي خطوات هادئة وهي تتأكد من الشيله ...وقفت باب البيت تنتظر الباص ....عقدت حواجبها باستغراب من السيارة المظلله الي مرت من جنبها بحركه بطيئة وصوت الهرن الي أصدره اوقع قلبها ...استغربت الحركه ..رجعت خطوات لداخل البوابه ما رح تطلع الا لما تشوف الباص وصل!!
ما اهتمت للموضوع وتوقعت انه موقف عابر وما هو مقصود!!
بدأت تردد اذكار الصباح بنبره هامسه تشغل نفسها لوقت وصول الباص...لحظات كانت البسمه على ثغرها وصوت عماد المرتفع وهو ينطق: البشريه وش عملت لك حتى تسببين لهم عمى الوان!!
غسق ناظرت اخوها بحنق وهي تسكر العبايه: ما لك شغل فيني ...ذيك خطيبتك لبسها على ذوقك!!
عماد توجه لجهة غسق بابتسامة عريضة: خطيبتي مب حاجه تلبس على ذوقي لانها كلها ذووووق...
ختم كلامه ووقف جنبها وهو ينطق بروقان:, صباح الألماس لأغلى الناس!!
اقتربت غسق مطلق بعبوس :ايه هذي تصبح عليها وانا تقولي
قاطعها وهو يؤشر على السيارة: بسرعه اركبي تراك اخرتيني عن الدوام!
ابتسم لما كشت عليه وتوجهت للسيارة ....التفت على غسق : تراها ترفع الضغط!!
قبل ما تنطق شيء والاحراج واضح عليها نطق عماد بتذكير: لا تنسين اليوم معزومه على الغداء معنا
نطقت بعجله لما وصلها صوت هرن الباص : ما أقدر امي رح تطبخ لي ورق عنب!!
تحركت بخطوات سريعه نحو الباص ...وهي ممتنه لسائق الباص الي جاء بهذا الوقت ...ما تدري تخاف عماد يتمادى معها أكثر ...رح تحاول تتجنبه لوقت الملكه!!
بعد الملكة ما يهمها أي شيء !!
**
**
***
***
ناظر الصورة الي التقطها لها وابتسم : ملامحها ناعمه !!
كيان ابتسم وعيونه على الطريق: على اساس ما تبغى تدخلها بالموضوع وهذا اخر كلامك مع
قاطعه سيف بابتسامة : قلت له كذا ...بس شيء بداخلي يجذبني اقترب منها !!
غافله كيان وسحب منه الجوال وحذف الصورة ونطق بتحذير وعيونه على الطريق: سمعتنا فوق الريح ما رح اسمح لك تشوه سمعتنا علشان بنت!!..لا تنسى لو يعرف أبوي رح يمسح فيك الارض تراه للحين على العادات القديمه الي عاشها بالقرية !! ....لك حق عند عماد روح له ..لا تمشي بالطرق الملتويه ..وتدخل بنت ما لها علاقه بشيء
قاطعه سيف بسخريه: الي يسمعك يقول من حسن سيرتها ..ترى سألت عنها وسمعتها بالحضيض
قاطعه كيان: استغفر الله ..لا تقذف بنات الناس بشيء ما تعرفه!!
ضحك بخفه: ما اعرفه !!
ترى تواصلت معها على مواقع التواصل بأكثر من حساب ما شاء الله عبارة عن شبكة عنكبوتية ماش ترد احد ...صدق انها
قاطعه كيان: يمكن تكون مخربط
قاطعه بثقه: متاكد هي .. عرفت هالشيء من مصادري الخاصة!!
كيان بنصيحه: كلنا نصحناك ابعد عن ذي الامور وتجاهل الساقط عماد بس عقلك ما ادري كيف يفكر رح يوقعك بمطبات صعبه!!
سيف بابتسامة عريضة : وانا اعشق المطبات !
دخلت هالسالفه صدقني ما رح اطلع الا لما اخلي عماد يقبل التراب الي تحت رجولي!!
زم شفته كيان بسخرية من تفكير سيف الطائش ما يدري متى يترك المشاكل ويكون اكثر جديه!!
هو الغبي الي طاوعه وجاء فيه من هذا الطريق..على باله عنده سالفه ..وطول الطريق يزن فوق راسه " ابغى اراويك شيء خطير"
وبالنهاية يبغى يراويه هالبنت!!
رفع حاجب باستذكار: هي بالمدرسه
قاطعه : لا بالجامعه سنة اولى
كيان هز شفته بتعجب: ظنيت انها بالمدرسه! وش عرفك انها رح تطلع الحين؟!
سيف وهو يناظر للبعيد : قلت لك راسلتها وعرفت وقت دوامها !!!
مط كيان شفته: الله يهديك الله يهديك!!
*
**
**

جالس بهدوء بالصالة الداخليه ..ويرتشف القهوة بهدوء ...ويقلب اوراق بيده بهدوء ....
رفع حاجب لما نطقت أمه باستغراب: كيان اليوم طلع مبكر ما هي من عادته مع سيف!!
زم شفته بلامبالاة: يمكن عنده شيء مهم
ختم كلامه سرعان ما استوعب الاسم الثاني الي نطقته أمه وباستغراب نطق : مع سيف؟!
هزت رأسها بتأكيد: ايه مع سيف وش فيك انفعلت كذا!
عدل ملامحه حتى امه ما تشك بالموضوع ..وببرود نطق: ولا شيء بس استغربت البارحه قال انه رح يعطل،!
مطت شفتها بعدم رضا: ترى أمه دلعته بزياده وكأنه ربنا ما اعطاها الا سيف!!
الدراسه آخر همه
قاطعها بهدوء: يا يمه كل إنسان وله ميوله ...سيف شخص ما يحب الدراسة المفروض يأخذ الحريه باختيار وظيفة المستقبل!!
ضحكت بخفه: عز الله لو يعطونه الحريه ما تحرك من فوق الفرشه!!
ابتسم على تعليقها: صادقه يمه ...فترة طيش ورح يتعداها إن شاء الله على خير ويكون قد المسؤوليه.
ختم كلامه وعقله مشغول بتصرفات سيف الظاهر ما رح يرسيها على بر ...قاطع افكاره لما اصدر جواله وصول رساله ...تناول الجوال وفتحه بهدوء.. سرعان ما جحظ عيونه لما قرأ المحتوى!!
ناظر امه لما سألته بتوجس من ملامحه الي تغيرت: وش صاير؟!

**
**
**

رجعت للبيت كالعاده الهدوء يخيم على البيت ...استغربت بالعادة ابوها يكون جالس بالصالة هنا !!
توجهت لغرفته .. طرقت الباب بخفه... دخلت لما سمح لها بالدخول ...
حست قلبها هبط لما شافته جالس على طرف السرير ...وواضع يده على جبهة أسيل ويقرأ عليها قرآن!!
تابعت تقدمها وبنبره مرعوبه نطقت: وش فيها أمي ؟!
رد بدون ما يناظرها : ااانفلونزا
توجهت للطرف الثاني من السرير...مدت يدها تتفقد حرارة أمها ....عقدت حواجبها باستنكار: حرارتها مرتفعه؟!
ليه ما اخذتها للمركز او المستشفى
نطق بهدوء: اااعطيتها مممسكن الحين تتتتنزل حححرارتها!!
ررروحي بدلي وان شششاء الله يتحسن وضعها!
هزت رأسها بالرفض ...وقلبها ينفطر وهي تناظر امها وأنينها يذبحها من الوريد للوريد ...رفعت نظرها للسقف حتى تمنع دموعها من النزول..اكثر شيء يوجعها على حال أمها انها ما تقدر تشكي وتقول وش يوجعها!!
كل شيء تحطه بقلبها ....تتألم بصمت وما احد يدري عنها. ... نطقت بتصميم: رح نأخذها للمستشفى
اخذ نفس عميق يهدي نفسه ...ما يحب يقسى على سيف ويزعله ... دام سكوته للحظات ...بعدها نطق بنبرة عتاب : انا وش قلت لك يا سيف!!
سيف زفر بضيق وهو يرخي راسه للخلف على مقعد السيارة : ما قدرت اتجاهله هالحقير!!
كيان نطق ما عجبه رد سيف: ما عندك الا ذي الحجه !!
الا قول مو ناوي ترسيها على بر
قاطعه سيف خاف انه يتكلم على سالفه الصبح والصورة: اقولكم وربي هو الي بدأ !!!
كنت ماشي بطريقي وقلت رح أسمع كلامك يا مهاب وأتجاهله ...بس وقاحته ما شفت مثلها تخيل يقول على سمعي للزفته إلي معه" تخيل يا تميم حتى الحرمه صارت تقود السيارة" ويضحك بصوت مستفز!!
كيان رفع حاجب: واذا قال كذا وش فيها؟!
سيف انفجر بوجهه بقهر: يتنطز علي لاني ما معي سيارة ..الله يأخذه من زين السيارة الي معه!!
تنهد مهاب وبهدوء نطق: خير يا طير ...وش فيها اذا ما عندك سيارة ؟!
كثير شباب واكبر منك ما عندهم
قاطعه بقهر: الي ما معهم سيارة فلوسهم ما تساعدهم .. بس ابوي فلوسه واجد تراها منقصه لي ... وكأنه ابوي مستخسر فيني سياره!!
ضحك مهاب بخفه: ليه ما تقول لهم إنك أحول وما تشوف لما تسوق ...ناسي السيارة الي اعدمتها
قاطعه بتبرير: ترى كنت دوبني سائق جديد!!
رفع حاجب مهاب بسخريه: وش الي يفرق الحين ..ترى من ذاك اليوم حلف عليك ابوي ما تسوق السيارة
كيان نطق بسخريه: كان يتدرب وهو نايم!!
سيف ناظره بعبوس وهو يقلده: "وهو نايم" اقول تلايط من قدامي ..انا اليوم رح أفاتح ابوي بالموضوع اكثر من كذا ما اتحمل احد يتنطز علي !!
مهاب نطق بابتسامة رايقه: اذا كان عندك جرأة قول له ..بس من الحين اقولك ما رح اتواسط لك !!
سيف حك جبهته وبعبوس نطق: الله لا يحوجني لكم!!
كيان ضحك على ملامحه العابسه : وربي يبغالك صورة!!
مهاب ابتسم وهو يناظر سيف الي دف كيان من كتفه : لا تكلمني!
اكثر شخص قريب له سيف ..اذا ما شافه كل يوم وتطمئن عليه ما يرتاح ...يحب يجلس ويسمع سوالفه ونهفاته ... سيف انسان طيب وبسيط أي شيء يبسطه ويسعده ... مشكلته يعصب بسرعه ومن السهل استفزازه ..كم حاول يخلصه من هالصفه بس ما في فايده ...
شغل السيارة والتفت لسيف الي يتضارب مع كيان : رح نرجع للبيت الحين ...ما له داعي ابوي يدري بالمشكلة الي صارت ... لأنك تعرف وش رح يكون رده ...
سيف بملل: ليه أبوي للحين يحتفظ بالعادات القديمه ويبغى يمشينا عليها بالغصب ...العالم تطور وهالعادات القديمه اندثرت وهو للحين متمسك فيها ...لو للحين ساكن بالديره كان قفلت حقلي ..بس حنا
قاطعه كيان بضحكه: دام خزنه جالسه ما رح يتغير !!
ابتسم مهاب على تعليقه: لو تسمعك جدتي الا بالعصا... تراها تقدس حياتهم القديمه...اتركونا من جدتي وخلونا بسالفه سيف .. أتمنى منك يا سيف هالمشاكل ما تتكرر ...احمد ربك انه شجاركم خارج الحرم الجامعي والا كان حصلت على انذار او فصل من الجامعه!!
قاطعه سيف بابتسامة عريضة: ليتني تشاجرت معه داخل الجامعه لعلهم يفصلوني وتكون جاءت منهم مو مني...وارتاح من الدراسة!!
مهاب بنصيحه: يا سيف الحين الدراسه هي سلاحك
قاطعه بملل من هالمحاضرات وين ما يروح يسمعها: هذا الكلام زمان ..الحين يتخرج الطالب ويمر ٢٠ سنه وهو ينتظر الوظيفه!!
ليه احفظ هالطلاسم.... أريح رأسي واشوف شغل ما يحتاج لشهاده!!
كيان مط شفته بسخرية: وين الوظيفه الي تقبل فيك بدون شهادة!!
اقول ارجع مع مهاب وانا الحين ألحقكم بسيارتييييييي!
ختم كلامه بنبره تغيض سيف!
سيف نطق بقهر: شفت شفت حتى كيان يتنطز علي!!
مهاب بعد ما قفل كيان باب السيارة ...حرك بشويش وبنبره هادئة نطق: ملحق على السيارة وقرفها !!
سيف بضيق: أبغى طريقه اقنع فيها ابوي
مهاب بابتسامة نطق: في طريقه وحده
قاطعه سيف بانفعال: وش هي؟!
مهاب بروقان: اقنع البنات حتى تأخذهم للسوق متى ما يبغون... يعني اوعدهم تكون سواق لهم واكيد رح يبذلوا جهدهم حتى يقنعوه ..انت تعرف البنات عندهم طريقه عجيبه بالاقناع!!
سيف بعبوس من الفكره: ذول كلبات ..هم الي حرشوا ابوي حتى يمنعني ..تخيل يقولون لي " مين الغبيه الي مستغنيه عن روحها وتركب معك"؟!
توسعت ابتسامة مهاب: بصراحه ما ينلامون!!!!
خزه سيف بقوة: رح اتحداكم واحصل على سياره ورح تشوفون!!
**
**
**
جالسه على طرف السرير وتمسح على جبهة امها ...تحمد ربها انه جاء عماد بالوقت المناسب ..حرارتها كانت مرتفعة كثير ...تتأملها وكأنها ملاك تنام بسلام .... تتمنى تسمع كلمة " غسق" بصوت أمها!!
اوجعها قلبها لما وصلت لنقطه امها ما تعرف اسمها ... كيف تعرف اسمها وهي ما تسمع ولا تتكلم....
رفعت نظرها لأبوها الي دخل وشخصيته المهزوزه واضحه لاي شخص يشوفه!!
سحب كرسي وجلس وشفته تتحرك بعشوائية ... نطقت بتساؤل كررته على ابوها كثير وما لقت عنده اجابه ...ومع ذلك كل فترة تكرره لعل وعسى تلقى اجابه : يبه
رفع نظره لها ينتظرها تسأل.. كتمت ضيقها وبنبره هادئة نطقت: الدكتور سأل عن امي ليه ما تتكلم او تسمع ...طلعت على الدنيا كذا والا أصابتها حراره مثلا وهي صغيره وصار عندها هالمضاعفات؟!
ختمت سؤالها وهي تناظره تنتظر الاجابه ...استغربت لما نزل رأسه وكأنه غرق في بحر عميق ما له قرار ...نادت عليه اكثر مرة بس ما يسمعها ولا يناظرها وكأنه بعالم ثاني!!
تحركت من مكانها وتوجهت له بسرعه ..هزته من كتفه وقلبها يدق بقوة خافت عليه: يبه؟!!
ابتلع ريقه وناظرها بضعف ما عاد فيه قوة يكمل بذي الدنيا..وبخفوت نطق : وش فيه؟!
تنهدت بضيق ووقفت بروح خاويه : ولا شيء!!
تحركت بخطوات ميته باتجاه المغذي ...ناظرته يحتاج لوقت حتى يخلص ....
توجهت خارج الغرفة تشوف عماد الي جالس ينتظرهم ...تقدمت منه وبامتنان نطقت: مشكور عماد تعبتك معي!!
زم شفته بضيق وهو مستند على الجدار: تعبك راحه لي..كيف وضعها الحين؟!
قبل ما ترد ناظرته وهي معقده حواجبها باستغراب ..ما انتبهت على ملابسه المبهدله وبعض الخدوش بوجهه: عماد انت متشاجر مع احد؟!
تلقائياً مسح على وجهه بتفقد: ليه
هزت رأسها باستنكار: وجهك فيه خدوش!
زم شفته بضيق هذا الي ينقصه ..وش يفكه من ابوه وتحقيقه وحتى امه الي تخاف عليه من النسمه كيف يخلص من تحقيقهم ...نطق وهو ييتفقد ملابسه: ما فيني شيء ..واحد صديق لي تشاجر مع واحد كلب وما قدرنا نتخلى عنه ونتركه يواجه الكلب
قاطعته باستنكار: كلب؟!
ليه ما راجعت المستشفى يمكن يكون مسعور
قاطعها بعبوس: هو المفروض اراجع المستشفى ويعطوني إبر ضد الكلاب !!
عدلت وقفته وهو يتابع كلامه: تراه كلب بشري ...الظاهر أهله ما ربوه ويتعدى على الي أكبر منه!!
نطقت بنصيحه: لا تشتم الناس ..هو وصديقك يفتصلوا لا تدخل نفسك بمشاكل ما لك شغل فيها وتحصل اعداء بدون سبب يستحق هالعداوة ...وباكر يتصالح هو وصديقك وانت تطلع برا!!
زم شفته بضجر : انت ما عليك ...متى تطلع خالتي؟!
سكتت للحظات بعدها نطقت بهدوء: لما يكمل المغذي إن شاء الله!!
عم الصمت وهي تحس تكدر خاطرها بزياده ..ما تحب يزعل منها ...نطقت توضح وجهة نظرها: عماد تضايقت من كلامي؟!
هز رأسه بالنفي ..ابتسم ابتسامه باهته وهو ينطق: ما تضايقت لأني أعرفك يهمك أمري وما تبغين لي الأذى ...وكل تصرفاتك نابعه من محبتك لي وعشق
قاطعته باستنكار لكلامه معها بذي الامور: عماد ؟!
ترى ما احب هذي السوالف
تركته ورجعت للغرفة ...ابتسمت اول ما التقت عينها بعين أمها ...تقدمت منها وهي تسالها عن حالها بلهفه وكأنها رح تسمع أسئلتها!
مسحت دمعه خنقتها ...ما لقت جواب من امها الا انها غمضت عيونها لثواني وكأنها تخبرها إنها بخير!!
ناظرت ابوها وحالهم كل يوم يوجعها أكثر ما عادت تتحمله ..نطقت بصعوبه والعبره تخنقها: ليه ما نراجع فيها بالمستشفى ...على الاقل تسمعنا ..في ناس كثير يركبون سماعه ويسمعون
قاطعها بفك مرتجف: ممما ينفع!!
انفجرت من هالكلمه الي دوم يرددها على مسمعها: وليه ما ينفع ؟!
انا ما رح أسكت عن هذا الشيء ...ما عدت الطفلة الصغيره الي تمشي بدون رأي!
هذي امي وما رح اشوف وضعها يتدهور اكثر من كذا واسكت ...
لما يتحسن وضعها رح تبدا مرحلة علاج أمي وما رح أسمح لأي أحد يوقف بوجهي ....
ختمت كلامها بصعوبه من العبرات الي تخنقها ....ما قدرت تسيطر على دموعها ..تابعت كلامها وهي تنطق بنبرة حزينه : اكيد انها مشتاقه وبخاطرها تسمع صوتي وتسمع صوتك يبه ...ليه نوقف بالطريق ونستسلم ... حتى لو الطب عجز عن علاجها ..ربنا قادر على علاجها !!
مسحت وجهها من الدموع وناظرت امها الي تناظرها بضعف ووهن ودموعها تنزل بخفه...اخذت نفس عميق لزوم ما تنفعل وتبكي قدام امها ....كذا تحزنها بزياده !!
اقتربت من امها وجلست على طرف السرير .. وبدأت تمسح على شعرها بلطف وحنان ..وبصوت هامس بحة البكاء واضحه فيه بدأت تردد سورة الفاتحة!!
**
**
**
ابتعد عن الباب بعد ما سمع كلامها ...ناظر جواله بيده يرن...اخذ نفس ورد بهدوء : هلا يبه!
مطلق بتحقيق: وينك ما رجعت للحين؟!
عماد ناظر الغرفه وبعدها ابتعد حتى ما احد يسمعه: انا بالمستشفى مع خالتي أسيل!
قاطعه باستنكار: نعم؟!
متى طلعت وليه ما عندي علم؟!
عماد بهدوء: كنت راجع من الجامعه وانتختني غسق حتى اوصلهم للمستشفى ...كانت تعبانه كثير درجه حرارتها ٤٠
ربك ستر ولحقنا عليها
قاطعه بقلب خالي من الانسانيه: ليتك ما لحقت عليها وبكذا نرتاح منها ومن همها !!
عماد عقد حواجبه باستنكار لكلامه: يبه ما توصل لذي الدرجه!
مطلق بلامبالاة: ما علينا منها الحين ... متى ترجعون؟!
رد وعيونه مسلطه على باب الغرفه: لما ينتهي المغذي
تنهد مطلق وبتساؤل نطق: الدكتور ما قال سبب مرضها ؟!
عماد عقد حواجبه: قصدك انها ما تتكلم؟!
رد بنرفزه: أقصد سبب مرضها الحين
نطق لما استوعب سؤاله: اها انفلونزا ...بعد ما يتحسن وضعها سمعت غسق تبغى تراجع فيها بالمستشفى وتعالجها للسمع
قاطعه باستنكار: متى هالكلام
رجف قلبه من نبرة ابوه العاليه: الحين سمعتها تكلم ابوها!!
تنهد وهو يكتم غيضه: خليها تتكلم من هنا لباكر ...لزوم نستعجل بالملكة يا عماد ..البنت صغيره الحين ونقدر نسيطر عليها ..اذا كبرت ودخلت الجامعه رح تتفتح عيونها على امور كثيره واهمها انت ...يمكن ترفضك وما تقبل الزواج فيك ...
عقد حواجبه بعدم رضا: ليه وش ينقصني حتى ما تقبل فيني ..وبعدين انت ما تشوف نظرات الحب
قاطعه بجديه: هذا كلام فاضي ...بهذا العمر اغلب البنات اي شخص تشوفه تحبه ...بعد الجامعه تكون انضج وتبدأ تفكر بعقلها وقلبها يميل للشخص الي يختاره عقلها ...الحين هذا كله كلام فارغ ....لزوم تقترب منها أكثر حتى تتعلق فيك دوم ...وتكون الهواء الي تتنفسه
قاطعه بسخريه: الهواء مرة وحده!!
مطلق واخلاقه قافله: ما هو وقت سخافتك ...الحين عينك عليهم وما تفارقهم ولا لحظة وخاصه الخبل الي معكم ...
هز رأسه بطاعه: ان شاء الله ...مع السلامه!
قفل الخط وهو يحس نفسه دخل بدوامه ...الف صوت بداخله ينادي وما يدري الي يعمله صح او لا ؟!

**
**
**
تحسن وضع أمها خلال الأسبوع ...وصارت بحالة أفضل ...كل يوم يزيد شكرها وامتنانها لبيت عمها مطلق ....ناظرت عمها الي يسألها باهتمام عن وضع أمها الصحي ...ردت بنظره كلها امتنان وشكر: الحمد لله بخير ..الحرارة ما رجعت وحتى اكلها تحسن كثير
هز رأسه : الحمد لله ... إن شاء الله رح يتحسن وضعها للأفضل بكثير
غسق هزت رأسها : إن شاء الله ...عمي انا قررت مع الايام القادمه نراجع بأمي المستشفى يمكن نلقى لها علاج
قاطعها يلغي الفكره من راسها: لو في علاج لها تظنين للحين جالس ومكتف يديني ....كثير سعينا فيها للمستشفى من لما كانت باللفة... مكتوب لها تكون كذا ...قلبي ينفطر على وضعها الصحي ..لو يطلع بيدي اساعدها ما قصرت ...تراها قبل ما تكون زوجة اخوي ...تراها ابنة عمي !!
ناظرته بامتنان : ادري ما تقصر يا عمي ...بس على الاقل لو نركب لها سماعه بإذنها تقدر تسمعنا ..اعرف وحده معنا بالمدرسه
قاطعها بلطف يسلك لها: مثل ما تبغين انا ارتب الأوضاع ورح أسأل عن دكتور ماهر ورح نجرب من جديد يمكن مع تطور الطب نلقى لها حل ...وش تبغين بعد!!
ابتسمت ابتسامه واسعه تعبر عن مدى سعادتها بهذا الخبر ... تحس الايام مع كل يوم تتفتح لها والسعادة بدأت تزور بيتهم الصغير ...عندها امل رح تكتمل فرحتهم بشفاء أمها ويكونون اجمل عائلة!!
نطقت والعبره تخنقها: وربي ما انسى فضلك علينا أبدا
ابتسم مطلق برضا هذا الي يبغاه يكون دوم متمنن عليهم وما تقدر ترفض له أي طلب!!
رفعت نظرها لام عماد لما دخلت عليهم وبدأ مطلق يكلمها عن فكرة علاج اسيل ورح يشوف دكتور يعرفه يطلع على حالتها !!
قاطع حديثهم دخول غسق مطلق وهي تركض وتصارخ !!
وقف مطلق على حيله بخوف : وش فيك ؟!
غسق مطلق زاد صراخها لما ركضت القطه باتجاهها!!
توسعت ابتسامتها غسق وهي تناظر ابنة عمها تناقز وتصرخ خوف من القطه ..تحركت باتجاه القطه الصغيره ..كان لونها أسود قاتم وعيونها عسليه ...جلست على الارض وبدأت تمسح على ظهرها بخفه ...رفعت راسها وابتسمت على صراخ غسق مطلق: لا تلمسينها اكيد كلها جراثيم ...حتى اتوقع انها جني ...اعوذ بالله من الشيطان الرجيم !!
مطت شفتها بسخرية من كلامها ...ما تدري ليه المجتمع كذا ينبذون الشيء المختلف عنهم ...وش فيها اذا كان لونها اسود؟!
يعني لازم كل قطه لونها اسود تكون جن ؟!
حملتها وناظرت عمها وهو يكلمها: غسق طلعيها برا ...كافي رعب لغسق ..وانتبهي بلاه تؤذيك يمكن تكون جن!!
ام عماد بانقراف: طلعيها برا الحين توسخ المكان!!
ناظرتهم باستغراب كل هالرعب والخوف والاشمئزاز من هالقطه الصغيره!!
وقفت على حيلها وناظرت ادهم الي دخل وهو ينطق وعيونه تجول بالمكان: القطوة وين !!؟
مطلق بصراخ نطق : وربي الا تتعاقب ليه تجيب هالقرف هذي هنا ؟!
ناظر اختك كيف مرعوبه!!
ضحكت غسق من قلبها من رد ادهم: بسم الله عليها شربوها من طاسه الروعه!!
مطلق بعصبيه من سخريته: ولد...لا تكثر كلام
قاطعته ام عماد: هدي حالك يا مطلق ...غسق خذي القطه معك برا ..وانت يا دلوعة البابا تراك زودتيها تراك اكبر من القطه بمئة مرة ..صدق فيل يخاف من نمله!!
غسق ناظرت امها بعبوس: بدل ما تحصنيني لاني متأكدة انها جني!!
ادهم بضحكه: اخاف اذا قرأت الاذكار تختفين يا اختي العزيزه!
خزته بقوة: وش قصدك؟!
وبدلع: بابا شوفه !
مطلق خزه بقوة: اطلع قبل ما اطلع حرتي فيك !!
تحركت غسق لما اشر لها عمها تطلعها برا : خذيها للملحق عندكم اذا تبغين تربينها
ختم كلامه بابتسامة خبيثه ما انتبهت عليها غسق وهي منشغله مع القطه ......تحركت للخارج والقطة ما سكتت وكأنها تبغى شيء!!
توجهت للملحق طرقت الباب بخفه ودخلت ...ابتسمت لما ناظرتها امها ..اشرت لها القطه !
ناظرت ابوها الي بدأ يقرا الاذكار بصعوبه ..استغربت ليه كل الناس نفس النظرة ....
تحركت حتى تحط لها اكل اكيد تبغى اكل ...وقفت لما نطق ابوها بصعوبه وفكه يرتجف: طططلعيها برا!!
ابتسمت بخفه : يبه قطة صغيرة اكيد تبغى اكل
نقز قلبها لما صرخ عليها ابوها بقوة : ططططلعيها براااا!
رجعت خطوة للخلف برعب من ملامح ابوها الغاضبه ...سرعان ما رفض عقلها هذا الاستنتاج ما هو غضب بقدر ما هو خوف !!
توجهت خارج الملحق وضعت القطه برا ورجعت دخلت وهي تشوف ابوها جالس على الارض ومنهار ...يرتجف بشكل مبالغ فيه ...
جلست على الارض جنبه وقلبها يرتجف بقوة اول مرة تشوفه بذي الحالة ....ناظرت امها لما بدأت تمسح على راسه ..ودموعها تنزل بخفه .. وكأنها تعرف سبب الحالة إلي أصابته ....
مسكت غسق يده وبدأت تسمي عليه وتردد الاذكار ...بعد وقت قصير بدأ يهدأ ...وفكه يرتجف للحين!!
ناظرت امها وبداخلها الف سؤال عن حالته ...اسيل وهي تشوف نظرات التساؤل بعيون غسق ...اشاحت بوجهها عنها ...تنقهر من صمتهم وتهربهم منها ...هي ابنتهم ومن حقها تعرف كل شيء عنهم ...تحس عاشوا حياة كانت تعيسه وللحين اثارها مستمره معها ...كانت تظن السبب بهذا الشيء جدها ...بس جدها رحل وما له وجود ليه للحين ما تغير شيء؟!
بلعت غصتها ونطقت بصوت حاني رقيق وكأنها تكلم طفل صغير: خليها تولي القطه ما رح ترجع ...انا قفلت الباب ناظر ما رح تدخل علينا !!
وقفت وهي تحاول تسنده: يلا يبه تعال لغرفتك نام وارتاح !
نطقت وهي تشوفه يتلفت حوله وللحين مرعوب: الباب مقفل ما رح تدخل ...خلاص راحت !!
ساعدتها اسيل وسندته معها ...تحرك معهم وكأنه ريشه يحركها الهواء يمين ويسار ...يمشي وكأنه تائه ما يدري وين يروح ...
دخل معهم الغرفه ساعدوه يستلقي عليها وهو يحس قوته خارت ما عنده القدرة يتحرك!!
غطته بشويش ..ناظرت امها لما جلست على طرف السرير وبدأت تمسح على شعره وكأنها تمده بالامان ....
قررت تنسحب من المكان اقتربت منه وهمست له بصوت متعب " أسفه ما كان قصدي"
قبلت رأسه وانسحبت من المكان بهدوء ...وعقلها شغال بتحليل الحدث الي صار ....
ليه كل هالخوف من القطه؟!
فتحت الباب وطلعت خارج الملحق ...زمت شفتها بدون نفس لما توجهت لها القطه ...لزوم تتخلص منها ..اذا شافها ابوها مرة ثانية يمكن يصيبه شيء...
حملتها وتوجهت لخارج البيت ...وقفت عند البوابه الخارجيه ....ما تدري وين تروح فيها ...
تحركت بخطوات ميته على الرصيف ...بدون وجهة معينه ...تبغى تبعد لأبعد مكان حتى تضمن ما ترجع لهم القطه ...بعد وقت قصير ناظرت للخلف ...ابتعدت عن البيت كثير...تنهدت بتعب ..مدت يدها بوهن للسور القريب منها واستندت عليه وهي تحاول تريح تنفسها ...اخذت نفس عميق ...ناظرت القطه تحاول تفلت منها ..
قلبها ما طاوعها تتركها خايفه عليها ما تلقى اكل ...وبنفس الوقت مضطره تبعدها عن بيتهم ..
رفعت راسها بتعب لما وقفت جنبها سيارة ...مطت شفتها بقرف وكأنه ينقصها هالبشر تنغث بشوفتهم !!
تميم تخلد كرهه بقلبها من الطفوله هو واخته ما قدرت تنسى مواقفهم الشريرة والحقيره مع اهلها ...ما تنسى لما كانت راجعه للملحق وانفجعت لما شافت ابوها يرتجف وتميم يسكب فوقه سطل المويه ولارا تنثر عليه تراب ... هذا الموقف للحين محفور بذاكرتها ما قدرت تتخطاه أو تنساه !!
كتمت المشاعر الي اجتاحتها لما شافت لارا نزلت من السيارة والنظارة الشمسية مغطيه نص وجهها ..
مطت غسق شفتها بسخرية وهي تناظرها تمشي يا ارض اشتدي ما عليك احد قدي!!
لارا اقتربت وهي تناظر غسق بتقييم ...الغيره والحسد الي بقلبها رح تأكلها ...مقهورة من بيت خالها مطلق واهتمامهم الزايد بغسق ...هي اجمل واحسن منها بكل شيء. كيف اختارها خالها لعماد ...ما رح تخليها تتهنى ورح تخرب الموضوع بس تحتاج طريقه ما احد يشك فيها ...طردت افكارها ونطقت باستعلاء: وش تعملين هنا لوحدك ؟!
نزلت لارا نظرها للقطه بانقراف: صدق انك قذرة احد يحمل هذي القذارة بيدينه ؟؟ وبعدين ليه لونها أسود ...يمكن تكون جني؟!
بسم الله الرحمن الرحيم!!
غسق مطت شفتها بملل : انتبهي لا تختفين انت!! تراك من الهارج هيئة انسان ومن الداخل شيطان
قاطعتها لارا بانفعال: تخسين ...الظاهر ما ناظرت نفسك بالاول!! .. صدق لما قالوا بخت القبايح بالسماء لايح!!
وش تعملين هنا ؟!
غسق ناظرتها بعبوس ..مصدقه نفسها وجايه تحقق معها !!
تحركت تتابع طريقها بس يد لارا اوقفتها بعد ما ضرب تميم هرن ...
التفتت على اخوها واشرت له ينتظر شوي وبعدها التفتت على غسق بقهر من تجاهلها لها: ترى اكلمك..تراني مو جدار واقف هنا؟!
ابعدت غسق يدها عنها بقرف وتابعت طريقها وكلام لارا يوصل لها بنبره مقهورة: لو اشرب خلفك بحر ما قدرت ابلعك ..غثيثه بشكل يصيبني بالانقراف ...وربي الا الحين أخبر خالي عنك !!
ضربت الارض بقوة من شدة القهر وتوجهت للسيارة والنيران تغلى بداخلها ...
بعد ما غادرت سيارة تميم ..ابتسمت غسق بدون نفس ما أسهل استفزاز هالمخلوقه ...كل هالكره الي تحمله لها لأنه عمها مطلق خطبها لعماد وما خطبوها هي!!
دوم لما تشوفها وتلتقي فيها في بيت عمها تحاول بأي طريقه تظهر انها افضل منها بكل شيء ..تحاول تسرق منها الاضواء بأي طريقه ....
السؤال الي دوم يتردد بذهنها معقول كلامها مضبوط وعماد مجبور ما يبغاها !! ...طردت هالكلام لانها متأكدة من حسدها تقول كذا !؛
نزلت القطه على الارض ....وقررت ترجع ...عبست لما بدأت القطه تمشي معها !
ما تدري وش تعمل بذي القطه ملتصقه فيها بقوة !!
**
**
**
كتم ضحكته مهاب على شكل سيف بعد ما تفشل من رد ابوه ....
سيف خزه بقوة: يبه شوفه يضحك علي!!
مهاب هز رأسه بالنفي وبصعوبة مسيطر على ضحكته: وليه اضحك عليك؟!
أبو مهاب بحزم نطق وهو يكلم سيف : انتبه على دراستك وسالفة السيارة تنساها متى ما تخرجت يفرجها ربك !!
سيف كمحاوله اخيره يحاول يستعطف ابوه : يبه
ابو مهاب ينهي الموضوع: ما في سيارة الا بعد ما تتزوج!!
واذا فتحت حلقك بكلمه بهذا الموضوع رح أحرم عليك الموضوع لحين تصك الثلاثين!!
مهاب هز كتوفه بقلة حيلة مع ابتسامه رايقه لما ناظره سيف ورح ينفجر بأي لحظة!!
أبو مهاب ارتشف من القهوة ونطق بهدوء: اليوم نازل للديره مع امي أحد منكم يحب يرافقني؟!
مهاب باعتذار: مضغوط باوراق الجامعه والابحاث
قاطعه ابو مهاب : الله يوفقك يا ولدي!
سيف يحب يطلع ويغير جو ..فرصه ينزل للديره ويغير جو ...نطق بهدوء: انا ما عندي شيء
قاطعه ابو مهاب بقوة: انت انثبر مكانك واقضب كتبك ...ترى كل علومك واصلتني ...يا ويلك اذا حملت اي ماده يا سيف !!
عقد حواجبه بقهر: يبه ترى
قاطعه بحزم: ولا كلمه ...يلا تحرك اطلع لغرفتك وقابل دروسك!!
هز رأسه بطاعه يخاف ان قال كلمه يحرمه من الخروج من البيت ... تحرك خارج المجلس وهو ماسك اعصابه بصعوبه!!!
مهاب ضحك بخفه بعد خروجه ..بعدها التفت لابوه وبنبره هادئة نطق: كأنك ثقلت عليه؟!
أبو مهاب ابتسم بروقان: وكأنك ما تعرف سيف اذا ما اعطيته العين الحمراء ما يمشي ...انسان كسول وما يبغى لا يشتغل ولا يدرس متكل على فلوسي ..وهذا الشيء ما اقبل فيه ...ابغاه يصير رجال ويعتمد على نفسه!!
مهاب بابتسامة: طيش شباب ...احسه للحين عايش بسن المراهقه
أبو مهاب قاطعه: اي سن مراهقه الله يهديك!!
تراه بالعشرين!!
مهاب اعتدل بجلسته : متى ما تخرج أتوقع رح يعقل ...بس لو اخذته معك للديره يغير جو ..ما احب اشوفه متكدر كذا وزعلان !!
ما اعلم عليك يبه بس لو مسكت العصا من الوسط ...حتى تتوازن الامور ..يعني رفضت طلبه للسياره وانكسر خاطره ...لو جبرت خاطره ووافقت يروح معكم للديره!!
ابو مهاب مط شفته: وكأنك ما تعرف ليه ذابح حاله حتى ينزل هناك!!
ضحك مهاب بخفه وهو يتذكر مواقف سيف جلس ٧ اشهر وهو ينزل للديره باستمرار ...وعاش قصه حب مع بنت هناك يقول طول الوقت واقفه له على الشباك !! ...وبيوم من الايام نزلوا معه وهو يؤشر لهم على بيتها ويقول شوفها واقفه...وقتها ما احد قدر يمسك نفسه من الضحك...كان الي على الشباك قطعة ملابس مع الليل تخيل له انه وحده واقفه له !! ...عاش قصه حب وهميه لشهور طويله ..ومن وقتها الشباب مسكوها عليه مسخره كل ما يجتمعوا لزوم يتطرقوا لذي السالفه ...
ناظر ابوه وهو يتكلم: الله يهديه ...ما رح ارتاح الا لما اشوفكم متزوجين وعندكم عيال وحياتكم مستقره ....
ابتسم مهاب: إن شاء الله ربنا يطول بعمركم وتفرح فينا وأولنا سيف!!
ابو مهاب بابتسامة عريضة: ذبحنا هالولد بالزواج .. افكر اخطب له يمكن يعقل!!
مهاب بعدم استحسان للفكره: تراه للحين عقله بزر ونبتلش ببزرانه!!
ضحك أبو مهاب: صدقت ..الله يهديه
**
**
**
**
حاولت تسيطر على رجفة يدينها لما نطق عمها مطلق والفرح يشع من عيونه: بعد نهاية الشهر القادم رح نملك لكم انت وعماد!!
ختم كلامه وهو يوزع نظره بينهم!
استرقت نظرات خاطفه لعماد والإبتسامة شاقه الحلق ...يحس قلبها يدق بقوة ما عادت تميز قلبها يدق من الخوف والا فرح والا توتر ...ما تدري ليه يختبص حالها عند هذا الموضوع!!
تنهدت وهي تحاول تسيطر على دقات قلبها .. حمدت ربها اقترب الموعد .. تبغى ترتاح ويكون الرباط بينهم شرعي ...ابتسمت باحراج لما نطق عماد بروقان: ما بغيت تقولها يبه!!
عاد متى ييجي نهاية الشهر وما في اي حاجز يبعدني عن القلب ودقاته!!
مطلق ضحك بخفه وهو يشوف وجه غسق بالالوان والاحراج واضح عليه : اثقل يا ولد !!
ام عماد تناظر وتستمع لكلام زوجها بهدوء ...تنتظر اللحظه الي تفرح فيها بعماد بغض النظر عن العروس ...نطقت وعبرة الفرح تخنقها: الله يتمم لكم على خير ..من باكر رح نبدا تجهيزات الخطوبه ...باكر نروح نفصل لك فستان الخطوبة ...رح تكون حفلتكم خياليه والكل يتكلم عنها !!
عماد بابتسامة: انا اسلمك كل ذي الامور ما افهم بالتجهيزات !
ام عماد : ما عليكم انا اهتم بكل شيء!!
مطلق بابتسامة عريضة: اخاف تبالغين بزينة البنت وتنصك عين!!
قاطعته ام تميم وهي تدخل لما وصلها كلامهم: وكأنها اول عروس بذي الدنيا ..ترى فيه ملايين احلى منها وش تقارنها بملكات الجمال!!
غسق رفعت حاجب وهي تناظرها ما تدري لذي الدرجه توصل الحقد والكره ... تحسها من لما كانت صغيره وقالت لها انه زوجها نصاب للحين حاقده عليها من ذاك اليوم ...سنوات مرت وللحين حاقده عليها ...
ناظرت عماد لما نطق بدفاع: الاهم انا يا عمتي ...يكفي اني اشوفها ملكة جمال العالم بعيوني!!
متى ما خطبت لتميم دوري لك على ملكة جمال العالم!
مطلق ابتسم وهو يكلم اخته: الله يهداك يا ام تميم ...ناظري هالغزال وقولي وش يعيبها ؟! كامله والكمال لله !!
ام تميم متاكده اخوها عنده سالفه حتى يصمم على هالخطوبه ..متاكده السالفه فيها فلوس لانه مطلق مستعد يبيع كل اهله علشان فلس واحد ...ما يهمه الشكل والنسب اهم شي الفلوس عنده .. تحولت نظراتها لغسق بتقييم وبعدها ناظرت اخوها بنصيحه: فكر بأحفادك بالمستقبل ...ما اقول الا كذا ...وانتم اذا عندكم عقلوا تفكرون زين!
حست غسق وكأنه احد صفقها من كلامها ...جالسه تنغز على امها وأبوها ....ما رح ترتاح عمتها ولا ابنتها لارا حتى يخربوا خطوبتها ...كتمت ضيقها ونطقت بهدوء: ترى اذا ناسيه يا عمتي .. ابوي اخوك ..لو كان هالشيء يؤثر ليه ما انجبت اطفال مثل ابوي ..حتى اعمامي وعماتي ما اشوف احد طلع مثل ابوي ؟!
ام تميم ما تدري وش ترد عليها...زمت شفتها بقهر: طول عمرك لسانك طويل ولازم تراددين بالكلام ..وما تحترمين الاكبر منك!!!
ناظرتها غسق باستنكار من ردها .. ناظرت عمها الي نطق بدفاع: الله يهديك الحين كل هاللطافه والرقة بالكلام تقولين عنه قلة احترام ؟!
ما اشوفها غلطت بالعكس كلمتك بكل
قاطعته ام تميم: والله ما ادري وين الرقه والنعومة يا شين السرج على البقر !!
أم عماد بنبرة زعل: حتى لو ما كانت خطيبة عماد ما اسمح احد يقلل من شأنها ..تراها مثل ابنتي وأعز !!
ام تميم مطت شفتها : تراها ابنة اخوي وبالنهاية اكون عمتها !! ..ومو غريبه !
وقفت غسق ونطقت بنبره التمست فيها ام تميم سخريه: الحمد لله اعترفت بأخوك!!
ام تميم وقفت بانفعال : ترى للحين محترمك احترام لأخوي مطلق
عماد اقترب واجبر عمته تجلس: انت ارتاحي
ام تميم ناظرت ام عماد بفتنه: هذي الي مبسوطه عليها اذا ما قطعت ولدك عنك قولي ام تميم ما قالت ...
مطلق بانفعال من تدخلاتها: وبعدين معك ؟!
ام تميم مطت شفتها: خلاص يا كلمة ردي مكانك!!
تحركت غسق تغادر المكان يضيق صدرها برؤية عمتها ...وقفها مطلق بنبره حانيه: اجلسي يبه!!
غسق ابتسمت بلطف: ابغى اتفقد أمي وأبوي!!
وقف عماد واقترب منها : انا جاي معك!! ختم كلامه بابتسامة اغرقتها بوهم المراهقه اكثر ....
ردت الابتسامه وتحركت للخارج برفقته ...متجاهله نظرات عمتها الي اخترقتهم ولو كانت تقتل كان قتلتها!!

##
##
##
مرت الايام والهدوء يخيم عليها ...واقفه وهي تتفقد فستان الخطوبه ...كل يوم تتفقده وتناظره وهي تتخيل نفسها فيها والناس من حولها ...وامها جالسه جنبها مبسوطه وهي تشوف ابنتها عروس!!
بيوم الخطوبه رح تعرف كل الناس بأمها ...ما رح تستحي فيها ...رح تتخلص من مشاعر الخزي والاحراج الي كانت تحملها لهم ...رح تتخلص من تراكمات الماضي ...وتبدأ حياة جديده ... متفائله بعماد يكون خير معين لأبوها وأمها بعد الله سبحانه وتعالى ...القادم رح يكون اجمل لهم ...
ضمت طرف الفستان لصدرها بحالميه ....
باكر رح تطلع مع امها وزوجة عمها حتى تشتري الشبكه ...تحس بالراحه بعد ما اصرت على وجود امها ...حست برفض زوجة عمها لوجود امها بس ما صرحت ...ما هو صعب عليها تقرأ الملامح ..تجاهلت كل شيء وما يهمها رأيهم ..الاهم تفرح فيها امها ...ناظرت للخلف لما حست بحركه قريبه منها ..ابتسمت ابتسامه نابعه من قلبها لأمها ....
اقتربت اسيل ..وعيونها على الفستان تناظره بصمت مطبق!
غسق أشرت لها تحاول تسألها عن رايها بالفستان ....
رفعت يدها أسيل بخفه واعطتها اشاره لايك وكأنه أعجبها ...بدون تردد حضنتها غسق بقوة: رح اكون احلى عروس ... وما رح اسمح لأحد يدمر حياتي مع عماد ....ما تدري ليه قلبها الحين طاير من لما وصل الفستان قلبها طاير تلبسه ... مطت غسق شفتها بابتسامة ساخره وكلام لارا يتردد بإذنها " انتم البزران تموتون على الزواج حتى تلبسون الفستان" ما تدري اذا كان كلامها صحيح او لا ..بس الي تعرفه الحين قلبها طاير حتى تلبس الفستان وتكون مثل الاميره !!!
متى نهاية الشهر حتى يتم موضوعها على خير ...الاسبوع القادم رح يشهر عمها الموضوع ويبدا يعزم الناس على حفل الخطوبه!!
غمضت عيونها وهي تحس نفسها مثل الاميره لما تراكض بالبستان والفراش من حولها ....
كان كل الي يدور بعقلها مجرد افكار مراهقه كل همها تلبس فستان وتتزين بدون ما تفكر بتبعات الزواج !!!!
**
**
**
بوقت متأخر من الليل ..كان السكون يعم البيت وأهل البيت يغطون بسبات عميق براحه واطمئنان ...عكر اجواء السكون رنين الجوال ..عبس ملامحه ابو مهاب من الاتصال المتكرر ...
نهضت ام مهاب بخرعه من رنين الجوال ..نطقت بتوجس وهي تناظر زوجها نهض وماسك الجوال مو قادر يفتح عيونه ...نطقت بتوجس: مين يتصل بذي الحزه!!
ابو مهاب مب قادر يحقق على الاسم من كثر النعاس ..نطق باستغراب بعد ما انفصل الخط: هذا مهاب !!
ام مهاب وقع قلبها بخوف: مهاب المفروض يكون بغرفته ليه يتصل ؟! وليه ما رديت عليه؟!
قبل ما يرد عاود رنين الجوال ..فتح الخط مباشرة ووضعه سبيكر: مهاب وش فيك متصل الحين؟!
مهاب مب قادر يتكلم ...بصعوبه نطق: يبه تعال لمستشفى****
قاطعه ابوه وقلبه مرتعب : وش فيه؟!
مهاب نطق بنبره مخنوقه ما قدر يخفيها: سيف متضارب مع شباب والحين هو بالمستشفى
ام مهاب بانفعال: وش تقول ؟! هو بخير
قاطعها ابو مهاب بقوة: اسكتي...
وقف بصعوبه وهو يتابع كلامه: كيف وضعه الحين ؟!
مهاب بغصة ما قدر يبلعها: الحين بالعناية تعال ونتكلم بعدين!!
قفل الخط ابو مهاب وهو يحس كل قوته خارت ...ما يقوى يشوف ولده الصغير المشاكس بحالة صعبة !!
استند على الجدار يحاول يستعيد توازنه....تنهد بهم وهو يناظر زوجته تبكي بحرقه ...ردد بخفوت: لا حول ولا قوة الا بالله!!!
تحس الوقت ما يمشي وكأنه الساعه وقفت ......ما غفت عينها من لما سمعت الخبر ...تحس قلبها انشطر نصفين من المصيبه الي وقعوا فيها ...مستحيل عماد يؤذي شخص مستحيل ..عقلها رفض يستوعب هالشيء ..عماد قلبه ما يطاوعه يقتل حشرة كيف يقتل بني آدم ..متاكده في لبس بالموضوع ...لسانها ما وقف وهي تدعي لسيف يقوم بالسلامه ...خروجه سالم متعافى يعني نجاة عماد ....لو صار شيء له رح يتدمر مستقبل عماد!!
هزت راسها بالرفض ما تبغى تفكر بذي السلبيه ...رح ينجو سيف وينحل الموضوع بالسلم ...
رفعت نظرها للسقف وهي تردد ودموعها ما وقفت " يا رب يا رب رحمتك"
مسحت دموعها وناظرت عمها حاضن راسه بيدينه من عظم المصيبه ...
تحس الهم كبره سنوات .... نهضت من مكانها وجلست جنبه ... وضعت يدها على كتفه وبمواساه نطقت: لا تقلق يا عمي ان شاء رح يقوم سيف بالسلامه !!
رفع مطلق راسه ودموعه متحجره بعيونه: واذا ما قام بالسلامه ...خلاص عماد تدمر وضاع بالسجون!!
عبست ملامحها بوجع لما زاد نحيب ام عماد بعد كلامه ... نطقت باختناق : ربك كريم وما يضيع أحد ...اتصل بهمام شوف يمكن صحي
قاطعها باختناق : لو صار شيء اكيد رح يخبرني ...الاهم عندي ما احد منكم يطلع برا ...انا أعرف منكم بذي العائلة الحقودة ما استبعد ينتقمون لولدهم من اي احد فينا!
قاطعته غسق باستبعاد : ما توصل لهذا الحد ..رح يقوم بالسلامه ... اعتقد تعدى مرحلة الخطر!!
مطلق بنبره مخنوقه: يا رب!!
ام عماد بنحيب : طول عمره مسالم وما عنده مشاكل مع احد ...ما ادري من وين طلع لنا هالزفت ورمى علينا بلاه!!
ذول عائلة حقوده وما رح يتركوا عماد بحاله!!
مطلق وفكرة الاذى يصيب عماد ما يتصورها ..نطق وداخله جمرات تحرقه: مستعد اموت بس عماد ما يصيبه اي شيء... أنا مستعد أدفع واتحمل وانسجن مكان عماد ...بس اهم شيء عماد ما يذوق الضيم ويتدمر مستقبله!!
غسق وكلامهم يخنقها : إن شاء الله يقوم بالسلامه !!
ويرجع لنا عماد!!
حست قلبها هبط للأرض لما رن جوال عمها ...ضغطت على قلبها ما هو قادر يتحمل أي مصيبه جديده ....
ناظرت عمها وهو يتكلم بصوت مرتجف خايف من القادم: الو ....همام وش صاير ؟!,.....لا حول ولا قوه الا بالله
من هول المصيبه وقع من يده الجوال ....بلعت ريقها بصعوبه ونطقت وقلبها يرتجف خايفه من الاجابه: وش صار
جثى مطلق على ركبتيه وبنحيب نطق : سيف مااااات!!
كلامه نزل صاعقه على اذنها ...ضاق النفس عندها وكأنها تتنفس من خرم إبره ....وعقلها يردد " مات مات مات" وش هالورطه الي وقع فيها عماد !!
تحس نفسها بحلم واكيد الحين رح تصحى منه ...التفتت برعب لما سقطت ام عماد على الارض وفقدت الوعي ...قلبها ما تحمل الخبر!!
توجهت لها وقلبها يرتجف ما تدري تواسيها والا تواسي نفسها !!
نطقت بصراخ: خالتي خالتي تسمعيني!!
رفعت نظرها على دخول غسق مطلق وعيونها متورمه من البكاء ...ما تدري عن موت سيف ...انفجعت وهي تشوف أمها فاقده للوعي... تقدمت وهي تردد بصراخ !!
مطلق يناظر زوجته ما عاد فيه حيل يوصلها ويشوفها ...نطق بضعف: اتصلي على الاسعاف!!!

**
**
**
خبر موت سيف ذبحه من الوريد للوريد ..عقله عجز يستوعب فراقه ....خلاص ما عاد فيه سيف!!
سيف الاخ الصغير المحبب لقلبه ...الي دوم ما يستمتع بالجلسه الا معه .... شد على شفته بقوة يحاول يمسك نفسه ما يصرخ من الضغط الي بداخله ...عقله عجز يستوعب ....
نزل نظره وما قدر يكتم دموعه وهو يشوف سيف مغمض عيونه وكأنه نايم بسلام ...مسك يده يشوف نبضه متأكد في خربطه بالموضوع ....هزه بخفيف بصوت مكتوم: سيف سيف سيف رد علي سيف!!
سراج وضع يده على كتفه وبمواساه نطق: مهاب قل انا لله وانا اليه راجعون...لزوم تكون اقوى وتواسي خالتي وعمي واخواتك ..اذا انت ضعفت مين يواسيهم!!
هز رأسه وعقله للحين مب قادر يستوعب: في وجع هنا بقلبي مب قادر أكتمه ...ااااااه والله لانتقم منه هالخسيس...وحق سيف ما يضيع !!
سراج وللحين يده على كتفه: ما احد رح يسكت عن حق سيف ...وجعنا ومصابنا واحد!!
اخذ نفس عميق مهاب لعل وعسى يقدر يمسك نفسه!!
صد للجهة الثانيه لما دخل ابو مهاب وعيونه رح تتفجر من الاحمرار ..بس للحين متماسك ومثبت نفسه ...وقف وهو يناظر فلذة كبده رحل وما عاد يرجع ...نطق بندم: ليتني اشتريت له السيارة وما بقت بنفسه ...ليتني اخذته معي للديره كان ما صار الي صار ....ااااخ يا ولدي ما ادري كيف رح يكون للحياة طعم بعد فرقاك!!
مهاب ما قدر يتحمل حمل نفسه وطلع من المكان ...وقف وقلبه ما يتحمل وهو يناظر امه وخالته واخواته يبكون على فراق سيف ... بداخله نار تكويه وفراق سيف جمره بصدره ...ما رح يقدر يشوفه بالكفن ...رفع نظره للسقف وهو يهمس بوجع" يا رب" ما عنده القدرة يدفنه بيدينه ...وش اصعب من شعور تحط التراب فوق الشخص الي احتل مكان كبيره بقلبه ...يتمنى لو يكون بحلم ويصحى منه بأي لحظة...
شد قبضة يده لزوم يكون أقوى..ويواسي خالته بمصيبتها ...تقدم منها جلس على الارض قدامها ...نطق بنبره مخنوقه ما قدر يبلعها : خالتي قولي انا لله وانا له راجعون!!
نطقت بنحيب وهي تحس قلبها انتشل من مكانه : هذا سيف ...اه يا وجع فراقك يا قلبي ...كيف تمر الايام بدون ما يصبح علي !!
ما اقدر ما اقدر اه يا حسرة قلبي عليك ...ليتني انا
قاطعها مهاب وهو يدفن راسها بصدره: ادري انه فراقه اوجعنا كلنا ..لكن ربنا يختار لنا الافضل ...سيف ما يبغى منا الا الدعاء ....ما يبغى منك الا رضاك
لما احتضنها مهاب دخلت بموجه بكاء ...نطقت من بين دموعها : راضيه عليه دنيا واخره ...راضيه عليه ..هذا سيف راضيه عليه ..كيف ما ارضى علىقرة عيني ......يا ربي يا ربي مب قادرة اتحمل ااااااااااااه !!
هبط قلبه لما فقدت الوعي بين يدينه ... حملها بصعوبه وموت سيف خارت كل قوته وهدته هد ....
توجه فيها للطوارئ وهو يصرخ باعلى صوته حتى يساعدونه!!!
!!!
""
""
دخلت المستشفى بخطوات سريعه تحاول تجاري رجال الاسعاف لما ادخلوا خالتها للطوارئ ...
وقفت عند غرفة الطوارئ بعد ما وضعوا خالتها على أحد الاسره واجتمع عندها الكادر الطبي!!
مسحت دموعها وأسندت راسها للجدار ...وقلبها يتحسر على عماد ...إلي تدمر مستقبله ... متاكده في خطا بالموضوع مستحيل عماد يقتل احد مستحيل !!!
نزلت نظرها وهي تشوف شاب يحمل حرمه بين يدينه ويصرخ على الكادر الطبي يساعدوه!!
مطت شفتها غسق بحسره لما تدخل المستشفى تشوف مصائب العالم ..وتحس بتفاهة تعبك ...
عيونها مسلطة على الحرمه الفاقده الوعي لما حملوها وبدأ الكادر الطبي بإسعافها...ما تدري وش السبب الي خلاها تفقد الوعي !
استغربت الشاب الي معها عيونه متورمه وكأنها رح تتفجر ..معقول امه وخايف عليها هالكثر !!
تحركت بخطوات ميته باتجاه خالتها ...قفلت الستارة خلفها وجلست على طرف السرير تناظرها للحين فاقده للوعي ...
ناظرت الممرضه تسألها وش صار معها ...بلعت غصتها ونطقت بصعوبه: تلقت خبر شين!!
هزت الممرضة راسها بتفهم وتابعت شغلها ...اخذت غسق نفس عميق لعلها تريح صدرها من الهم الي اثقلها ...
ناظرت عمها مطلق لما دخل عليهم بعد ما اكمل الإجراءات اللازمه ...نطق بتعب: كيفها الحين؟!
هزت كتوفها وباختناق نطقت: ماادري!!
للحين ما صحيت!
مطلق زفر زفرات حاره ..وبخفوت نطق: ام سيف هنا جنبنا ...حاولي تتجنبيهم ما نبغى اي تصادم معهم!!
هبط قلبها بخوف ورعب ...معقول نفس الحرمه الي شافتها هي ام سيف ....نطقت بخفوت وصوت مرتجف: شافوك؟
هز رأسه بالنفي: ما احد شافني لاني كنت متلثم!!
نطقت بخوف : انتبه يا عمي ما احد يشوفك ويثور دمهم عليك!!
هز رأسه بدون ما يرد وعيونه على زوجته !!
دخل الدكتور وطلب منهم ينتظرون برا !!
طلعت وهي تسند عمها بعد ما تلثم ..نطقت له تواسيه وتشجعه: كربه ورح تزول!
مطلق تنهد بهم: كيف تزول والرجال مات!!
وقفت مع عمها بمكان منزوي تناظر اهل سيف وهم يدخلون عند ام سيف والدكتور اخرجهم ...
ما هو سهل عليهم يفقدون ولدهم بلمح البصر ...ما تقول الا ربنا يصبرهم !!
خرج الدكتور واقترب منه عمها مطلق وهو يسأله عن حال زوجته ..
طمنه الدكتور وطلب منه يصرف الدواء من الصيدليه!!
بعد ما غادر الدكتور غسق نطقت بخفوت: انت ارتاح انا اصرف الدواء !!
هز رأسه بموافقه ما عاد فيه قوة يوقف أكثر ...توجهت للصيدليه ...وقفت على جنب وهي تشوف في عدد من الناس واقفه قبلها !!
كتمت انفاسها للحظات وبعدها تنفست بعمق ... عقلها يلف ويدور بقضية عماد ...عمها ما هو متأمل من اهل سيف!!
وكأنه يعرفهم من قبل ؟!!
صكت اسنانها بقوة من العجز الي تتجرعه الحين ...لزوم توقف مع عماد ويعرف انهم ما رح يتركونه لوحده ....مستعده تنتظره طول العمر وما تتخلى عنه ...لو يوصل فيها إنها توصل اهل سيف وترتجيهم يعفون عن عماد ..ما رح تتوانى بمساعدة عماد ..اهم شيء يطلع بخير وسلامه!!
تقدمت لما جاء دورها ...مدت البطاقه للصيدلي ...حركت نظرها بعشوائية ...حست قلبها توقف لما التقت عينها بعين شخص يناظرها بحقد وكره...هو نفس الشخص الي كان مع ام سيف ...
ما تدري ليه يناظرها كذا ؟!!
اشاحت نظرها بتجاهل لنظراته ..يمكن عفويه وهو يناظر كل الناس كذا من شدة زعله على سيف ... أصلا وش يعرفه انها تقرب لعماد ...متاكده إنها تتوهم!!
اخذت الدواء بحركه سريعه وابتعدت بدون ما تناظره..والرعب دب بقلبها ... متأكدة ما رح ينحل موضوع عماد بسلام!!
دخلت عند خالتها ...مسحت دمعه تسللت لخدها غصب عنها من صعوبة الموقف ...اقتربت وهي تناظر خالتها تبكي بصمت ...وعمها مطلق جالس على طرف السرير وحيله منهد من هالمصيبه!!
تنهدت بعجز ما تدري كيف تواسيهم وبعد نظرات ذاك الشاب كل الامل الي كانت تحمله للصلح تبخر!!
بعد وقت رخصوا خالتها ...طلعت وهي تسندها ومطلق خلفهم يجر خطواته بصعوبه .... تحاشت النظر لجهة اهل سيف ....ما لها حيل تشوف اوجاع الناس ...يكفي أوجاع الطفولة الي تجرعتها واكتملت الحين مع خطيبها ....
اول ما طلعت من المستشفى التفتت على مطلق لما نطق بخفوت: الحين رح أوقف سيارة أجرة!!
هزت رأسها وهمست لخالتها الي للحين تبكي بصمت: كل الامور تنحل ...متاكده عماد رح يطلع ويرجع لحضنك سالم بس نحتاج وقت حتى تهدأ الامور ...عمي وقف له محامي قوي وبإذن الله يطلع براءه!!
ام عماد ما ردت وهي تحس بشيء ينهش بقلبها ما تتصور مجرد تفكير فكره فقدان عماد ...ما ظنت تقدر تعيش بعده ...مستعده تدفع عمرها بس عماد يبقى بخير!!!
**
**
**
مرت الايام والحزن يخيم على بيت ابو مهاب بعد ما فقد قطعه من كبده فجأه بدون انذار ...ما كان عليه سهل يفقد ولده ...بداخله حقد وكره لعائلة عماد من قبل والحين بعد جريمه عماد زاد حقده عليهم ...وما يشفي غليلة الا رقبة عماد ...ما زالت التحقيقات جاريه ومطلق يحاول بكل الطرق ينقذ ابنه ...
ما يرتاح الا لما يذوقوا الوجع الي تجرعوه من يوم ما فقدوا سيف!!
طول عمره معروف بقوته لكن يوم وفاة سيف ما قدر يواسي زوجته بكلمه وحده .. خارت كل قوته وانهار بعد هالخبر !!
تنهد وناظر ام مهاب وهي تقدم له الشاهي .... تناول منها بروح ميته ..واجواء البيت الكئيبه تزيد وجعه وحزنه ...وضع الكوب قدامه وسأل بصوت مخنوق: ام سيف للحين بغرفتها؟!
ام مهاب بالرغم انها ضرتها لكن الوجع الي أصابها اوجعها وكانها فقدت ولدها ...سيف كان وكأنه ولد لها ...عمره ما فرق انها زوجة ابوه ..بالعكس كان يعاملها وكأنها أمه الحقيقيه ...يعامل عيالها وكأنهم إخوته الاشقاء ...عمره ما فرق هذا اخوي من ابوي وهذا اخوي من امي ... فقده كان صعب عليها وما قدر عقلها يستوعبه ..للحين تتخيله داخل عليها الصالة والإبتسامة شاقه الحلق ...كتمت ضيقها ونطقت بخفوت: وعد عندها..الله يكون بعونها ما هو سهل عليها ...
ابو مهاب تنهد بهم...فقد الضنا ما هو سهل : الله يرحمك يا سيف !!
تنهد بوجع بعدها تابع كلامه بهدوء: لزوم الوضع يتغير ..سيف راح وما رح يرجع
سكت للحظات لما خنقته العبره ...تابع كلامه بصعوبه : الحياة رح تمشي طبيعي وما رح توقف على رحيله ...نحتاج نوقف مع بعض ونحاول بأم سيف والعيال يتخطوا هذي المرحلة ...
ام مهاب بتأييد والحزن يكسو ملامحها:هذا الي لازم يصير ...مهاب وضعه ما يعجبني أبد من يوم ما دفنوا سيف وهو ملتزم الصمت ما ينطق غير كلمات بسيطه .. خايفه عليه وما ادري كيف نطلعه من هالحال!!
ترى قهر الرجال شين ..قلبي طول الوقت قلقان عليه
ابو مهاب تنهد وبداخله نار مشتعله: ما رح تنطفي نارهم الا لما نأخذ حقنا من الزفت إلي قتله!!
ام مهاب : سمعت اليوم رح يرسلوا لكم جاهة للصلح
ابو مهاب برفض: ما في صلح ومايطفي قلوبنا الا موته!!
خليه يعرف إنه ارواح الناس ما هي سهله ...وثمنها غالي!!
ذول ما يتساهل معهم من قبل اجرموا وطلعوا حالهم ابرياء والحين يبغون
ام مهاب بخفوت: بس يقولون ما كان قصده يذبحه
قاطعها بحرقه: كذابين كذابين ...قالوا للحرامي احلف!!
انت طيبه وعلى نياتك!!
خليني اطلع اشوف ام سيف !!
ناظرته لما طلع من الصالة حتى الشاهي ما ارتشف منه رشفه وحده ..!!
اجواء البيت تصيبك بالبؤس من حزنها وكآبة اهلها ....
**
**
**
ما لها نفس بالدراسه ولا بشيء ولا قادرة تركز بدروسها ورقبة عماد بخطر ...دفت الكتاب عنها بروح ميته ...وعقلها شغال يفكر بطريقه ينقذوا فيها عماد ...
ما تدري ليه قلب اهل سيف قاسي كذا ...جربوا طعم الفقد ليه يجرعونه لخالتها ... خاصه عماد ما ذبحه عن قصد ... اليوم رح يرسل عمها جاهة للصلح ...رفعت نظرها للسقف لثواني وبعدها احتضنت يدينها وهي تدعي
من قلبها انهم يقبلوا الصلح .... ناظرت ابوها الي يناظر التلفاز ببرود وكأنه الموضوع ما يهمه ...حتى تحسه انه متشمت فيهم ...انزعجت من تصرف ابوها كثير ...ما توصل لذي الدرجه ...لزوم يوقف معهم ويساندهم لو بكلمة مواساه لبيت عمها ...ما قبل يطلع من الملحق وما عنده غير يردد " خلهم يولوا""
لاول مرة تكره هالكلمه وما تضحك عليها ...دوم تنبسط لما يقولها ابوها بس ذي المرة حست ببشاعة هالكلمه ..بيت عمها واقعين بمصيبه وهو بكل برود يقول "خلهم يولوا"؟؟!
حست للحظة انه كلام بيت عمها صحيح وانه ابوها ما هو بعقله ...اما بالنسبة لامها ما عرفت بالسالفة وما دريت عن شيء...
ناظرت التي في بعبوس ..برنامج وثائقي عن الحيوانات ...هي تحترق على عماد وأبوها ولا همه!!
زفرت بضيق ووقفت تروح لبيت عمها يمكن تلقى خبر يرد الروح لقلبها ....وقفت لما نطق ابوها بسخريه: ممما رح يييرضون ببببب بالصلح!!
ضاق صدرها من كلامه .. نطقت باستياء من كلامه: وش يدريك ؟!
يبه عماد عمره ما زعلك لو بكلمه لا تتشمت فيه اخاف ترجع شماتك فينا!!
تحركت للخارج لما تجاهلها وما رد عليها ..... دخلت بيت عمها والدموع تتراقص بعيونها .... توجهت لصالة الجلوس والحزن والبؤس يخيم على بيتهم ...ردت السلام بخفوت .... جلست جنب ابنة عمها ....كتمت ضيقها ونطقت بتساؤل: ما في شيء جديد؟!
مطلق بروح خاويه: رفضوا الصلح !!
حست قلبها اعتصر من كلامه !!
ناظرت زوجة عمها إلي انفجرت بالبكاء لما تابع كلامه: رافضين الصلح وما عندهم الا كلمة وحده موت عماد!!
كتمت وجعها ونطقت بانفعال: ورح تجلس مكتف يدينك حتى يموت عماد ظلم!!
مطلق هز رأسه بضعف: اكيد ما رح اجلس مكتف يديني ....رح يطلع عماد ويرجع لنا سالم غانم ونفرح فيكم!!
غسق مطلق نطقت بروح خاويه:حتى لو تنازلوا يبقى الحق العام رح ينسجن يمكن ٧ سنوات!!
كلامها خنقها ٧ سنوات ما هي قليله ...رح يضيع مستقبله ودراسته ....الي يزيد قهرها شجارهم الي دمر حياتهم على شيء تافه ما له معنى ...تشاجروا على موقف السيارة ...يا الله وش سخافه بعض العقول !!
موقف السيارة يفقد شاب بريعان الشباب روحه والثاني يفني حياته بالسجن!!
لما حذرنا الرسول الكريم من الغضب ما كان عبث ..لما تنعمي بصيرة الانسان ما عاد يشوف شيء ....
ناظرت عمها لما وقف وهو ينطق بروح خاويه: انا راجع للديره يمكن اغيب كم يوم ...ما ابغى احد منكم يطلع من باب البيت ...لا جامعه ولا مدرسه لوقت رجوعي يفرجها ربكم !!
ما تدري لمتى عايشين حياة الترقب والخوف والتوتر ....
**
**
**
مجتمع مع عيال عمه والسكون يحيط فيه ...يحس شيء ينهش قلبه لما يتخيل سيف جالس جنب كيان وكالعاده العيال يطقطقون عليه !!
اشاح وجهه عن المكان الي كان يجلس فيه دوم ...يجبر نفسه يكمل الحياة ....بداخله نار مشتعله وما تنطقي الا بالثأر ....
ناظر سراج الي يتكلم عن الجاهة الي جاءت: ما توقعت عمي يردهم !!
أيهاب بهدوء: بس لو فكرنا فيها عماد ما كان قصده يقتله ..
قاطعه كيان بعبوس: لا تبرر ...تراه اصل المشكله ...هو الي مترصد لسيف بكل شيء...لو ما حط راسه براس سيف كان ما فقدناه الحين!!
سراج بضيق: يمكن
ايهاب بإصرار: انا كنت قريب من المكان وشفته لما دفعه
مهاب قاطعه والنار تشع من عيونه : كنت بقلبه اذا كان ناوي يقتله او لا؟!
تراه كان بيده
ايهاب بدفاع: بس ما ضربه فيها!!
كيان : يعني لو ما دفعه كان ناوي يضربه!!
الصلح بالنسبة لنا مستحيل..ما رح أقبل الا برقبته!!
ايهاب تنهد : عسى ربنا يجيب الي فيه خير!!
ما نبغى تكبر الامور... ترى اتكلم من واقع خبرتي بما إني بالسلك العسكري ...قبل كم شهر بعد ما حكموا على واحد بالقصاص واهله يشوفونه مظلوم ...ثاروا اهلوا واشتبكوا مع اهل القتيل ونجم عنها ٣ شباب ماتوا وبالنهاية تم الصلح بينهم وراح دمهم هدر!!
انا ما ابغى تتفاقم الامور يعني حتى لو تنازلتم رح يقضي بالسجن سنوات ما هي قليلة!!
والقضية للحين شغاله وعلى الاغلب رح تكون شيه عمد يعني ما في قصاص...نكسب الصلح وأفضل!!
سراج زم شفته بضيق:عمي مستحيل يقبل بالصلح وخاصه جدتي مزنه قالبه الدنيا على موت سيف ومصممه على قتل عماد ....وعمي مستحيل يعارضها بشيء!!
وقف مهاب بملامح عابسه والحزن للحين يكسو ملامحه: انا طالع للمركز ابغى اشوف وش صار على القضيه!!
ايهاب يحاول فيه يجلس لانه متاكد يبغى يروح يلتقي بعماد وما يضمنه يثور الدم الي بداخله: انا متابع القضيه وأنقل لكم كل
قاطعه مهاب ببرود: أبغى اتابع كل شيء بنفسي ... ابو عماد مثل ما سمعت عنه ثعلب اكيد الحين رح يبحث عن اي ثغره حتى يطلع ولده ...وهذا الشيء مستحيل نقبل فيه!!
ختم كلامه وتوجه للسيارة بخطوات هادئة عكس النيران المشتعله بداخله ....ما هو قادر يتجاوز موت سيف ...للحين صورته بالكفن بين عيونه ... وكأنه يرقد بسلام ...ما رح يسامحهم أبد على روحه الي قتلوها بدم بارد!!
**
**
**
خرجت من مركز الشرطه ودموعها ما وقفت بعد اللقاء مع عماد ...منظره بلحيه خفيفه مبعثره ملامحه الشاحبه ...متغير كثير ونفسيته بالحضيض ...للحين متاثر على موت سيف وعقله ما هو قادر يستوعب إنه قتل روح بريئة ...صوته الناحب وهو يردد على مسامعها " وربي ما كان قصدي أقتله بغيت أبعده عني"
وقفت وناظرت عمها لما استند على الجدار بتعب ومنظر عماد كسره ....نطق بضعف: انا الي ذابحني إنه بريء وما كان قصده يذبحه ليه اهله رافضين يقتنعوا بهذا الشيء ؟!
نطقت بصوت فيه اهتزاز يدل على ضعفها : ما رح نترك الدعاء ...من ساعه لساعة يأتينا الفرج بإذن الله!!
هز رأسه وتابع خطواته بتعب وغسق ماسكه يده تسنده تخاف عليه يسقط على الارض ....سجن عماد كسر ظهر عمها وكبره سنوات .....
توجهت لسيارة عمها ..فتحت له الباب وهي تداريه خايفه عليه ...قفلت بابه وتوجهت للجهة الثانيه ..فتحت الباب ..جلست من الامام ...تنهدت بعدها التفتت لعمها للحين ما شغل السيارة ..نطقت بتوجس: عمي انت بخير!!
مطلق هز رأسه وبنبره مخنوقه: صورته قدام عيوني ما قدرت اتجاوزها ..ذبحني ذبوله ..خايف عليه يفقد عقله اذا تأخر بالسجن ....
غسق مدت له علبة مويه: توكل على الله انا متاكده رح يطلع براءه!
ناظرها بفقدان امل ..براءة مرة وحده !!
شرب المويه. ....وبعدها حرك السيارة ببطء شديد ...بدون ما ينتبهون على الشخص الي جالس يناظرهم بصمت مطبق ... ونيران الثأر تثور بداخله لما يشوفهم ... رح ييجي يوم يبكون دم غلى على عماد ....وقتها رح تخمد نيران الثأر الي بداخلهم ...متى تنقضي القضيه ويحكموا عماد اعدام !!!
**
**
**
مع مرور الوقت مطلق ما ترك القضيه وهو خلفها حتى تثبت أنها مو جريمه قتل متعمد...وبنفس الوقت يحاول بكل الطرق للحصول على صك الصلح حتى يضمن ما يخسر ولده !!
في بيت أبو مهاب بالصالة الخارجيه تحركات مطلق وصلته واثارت جنونه .....ابو مهاب بغضب نطق وهو يضرب يد الكنبة بقوة: لو يجمع كل العالم ما رح اتنازل!!!
مزنه ناظرته للحظات ...بعدها نطقت : كلنا لو يطلع بيدنا الحين تزهق روح عماد قبل باكر ...بس العادات والتقاليد الي عشنا فيها ما نقدر نتجاوزها وانت تعرف كلامي هذا عدل ... تبغى يقولون مزنه وولدها رموا بالعادات والتقاليد الأرض ...لا لا ما نسمح لهذا الشيء ...ذي المرة الجاهة الي رح تيجي ما هي مثل اي جاهة ..هذا الشيخ عقاب ...رقبتنا سداده له ..وفضله علينا كبير ما هو بالساهل نرده .. لا تنسى انه ما عمره احد من الديره رده واستصغره ...ما تقدر ترده يا ولدي! ما تقدر ترده!
لا تنسى إيهاب يقول على الاغلب القضية شبه عمد وما رح نحصل على رقبة عماد!!
ابو مهاب بقهر نطق: بعمري ما شفت ثعلب مثله ..سبحان الله مثل ابوه الخبث يجري بدمه ... هالخبيث ما اكتفى بالشيخ عقاب ...رح يحضر وجوه كبيره بالبلد ...اخخخخ من القهر الي يغلي بداخلي !
ام مهاب توزع نظرها بينهم : وش رح تعملون؟!
كيان بانفعال من كلامهم: لا تقولون رح تتنازلون عن حقنا!! علشان حضرة الشيخ عقاب ما يزعل وينرد !!
ترى الشيخ عقاب ما ذاق حزننا ولوعتنا !!
مزنه نطقت بضيق: في اصول وقواعد عشائريه ما نقدر نردها يا كيان ....حنا رح نرفض الصلح لكن إن لزم الموضوع واضطرينا للصلح ..لنا شروط نطلع عيون مطلق وولده فيها ...رح نخليه يتحسر ويتلوع طول حياته!!
مهاب فتح عيونه باستنكار بعد ما فهم مغزى كلامها ...ناظر كيان الي نطق بعدم فهم : ما فهمت وش تقصدين؟!
ابو مهاب وكلام امه جاز له وفكر فيه في حالة اجبر على الصلح : كل شيء بوقته يا كيان ...لا تشغل بالك ..وحق سيف رح نطلعه من عيونهم !!!
*"
**
**
**
تحس تبغى تقفز من الفرحه بعد ما نطق عمها قبولهم الصلح ....ما كان من السهل يحصلوا عليه ...بس الشيخ عقاب ما قصر وما رضي الا بالصلح !!
حمدت ربها على هذا الخبر ...يبقى الحق الحق العام ما تكدي كم سنه رح يسجنوه ..ما عندها مشكله رح تنتظره لو آخر يوم بحياته ...
سرعان ما انمحت الابتسامه لما نطق عمها باختناق:بس الصلح كان على شروط
ام عماد وقلبها ما هو مطمئن : وش يبغون ؟!
نعطيهم الي يبغون اهم شيء عماد يكون بخير!!
مطلق ابتلع ريقه بصعوبه وشرطهم هد حيله: يبغون غسق مقابل عماد ؟!
ام عماد باستنكار: وش تقول؟!
كيف يعني؟!
مطلق جلس على الكنبه ورجوله ما عادت تحمله ...هو بين خيارين كلاهم علقم : يبغون غسق زوجة لواحد من عيالهم ..نزوجها وننسى انه عندنا بنت
ام عماد بانفعال وغضب: لا تقول انك وافقت ؟! وش هالتخلف ...ترى ذي عادات اندفنت ومرت عليها سنوات ...ليه يرجعونها الحين ؟!
هز كتوفه بقلة حيلة: ما كان عندي خيار غيره !!
مصممين على أخت عماد !!
الاسبوع الجاي الملكه ويأخذونها!!
ام عماد اقتربت من ابنتها وحضنتها بتملك...ودموعها تنزل بغزاره ..مستحيل تقبل بهذا الشيء ..كيف تتخلى عن دلوعتها ووحيدتها ... نطقت بغضب: مستحيل اقبل بهذا الشيء...
نطق بغضب وصراخ من كلامها: تبغيني اشوف عماد يموت قدامي واسكت ...رضيت حتى انقذ عماد وغسق مع الايام نقدر نرجعها
قاطعته وهي تشد من احتضان ابنتها بقوة : مستحيل .. وكأنك ما تعرف غسق رقيقه خوافه وربي الا يطلعون كل ثأرهم فيها ....لا تستسلم لهم ...وربي اموت لو تبعد غسق عن ناظري ما اقدر!!
غسق حاظنه امها بقوة وتبكي وهي ترتجف من الخوف : ماما ما ابغى اروح عند أحد!!!
مطلق بصراخ نطق: اقولكم تحملوا بس لفتره ...ما يستاهل عماد التضحيه منكم!!
زفر بزفرات حاره وغادر المكان!!!

واقفه تناظر المشهد بصمت مطبق ... ما تدري ليه كل يوم تسوء الامور اكثر ....غمضت عيونها باختناق ..دوبهم فرحوا بخبر الصلح ..لحظات وتبدل الفرح ...
ارخت راسها بحزن وهي تناظر ابنة عمها تبكي بقوة ... ما تلومها ..ما هو بالسهل تنتقل لحياة جديده مع ناس كارهينك .....ما تدري وش هالعادة الي للحين البعض يستعملها حتى يلوون الذراع ... غسق وش ذنبها حتى تزوج شخص ما تعرفه ...ويمكن يكون سيء واطباعه حاده ... يطلع كل حقده على عماد فيها ...
اقتربت من خالتها ووضعت يدها بخفه على ظهر ابنة عمها بمواساة: لا تخافين أكيد عمي رح يلقى حل ...مستحيل يفرطون فيك !!
ام عماد من بين دموعها نطقت: ابنتي واعرفها تخاف من النملة كيف ارسلها لهم وانا متاكده ما رح يعاملونها زين !!
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم ... جالسين يحرقون قلوبنا بدون ذنب...كيف اعيش بدون غسق... وعماد رح يجلس سنوات بالسجن ...كيف اعيش بدون عيالي !!!
زمت شفتها غسق وما قدرت تسيطر على دموعها وهي تناظر زوجة عمها وغسق الي اعصابهم انهارت من هذا الخبر!!!
**
**
**


اسراء نطقت بقهر من الخبر الي سمعته: كيف تنازلتم عن دم سيف
ابو مهاب قاطعها بحده: الموضوع انتهينا منه
نطقت وهي على وشك البكاء من القهر والوجع: يا اخوي فيني قهر وانا اشوف دم سيف راح كذا ...وش تبغون بأخته ؟!
ليه تشرفنا حتى ندخلها بيتنا ؟!
ما تسوى ظفر سيف حتى نواسيها فيه !!
ام مهاب ما هو عاجبها تصرف زوجها وحماتها: انت تعرفينها
اسراء نطقت بكره: اذكر قبل سنوات شفتها بعرس صديقه لي ...تلوع كبدك بلبسها الماصخ ملامحها ما تعرفينها من كثر المكياج ...وفوق هذا دلوعه بشكل مقرف!!
من الحين اقولكم ترى لمى تقول سمعتها ما هو ذاك الزود!!
وش نبغى فيها ؟!
ابو مهاب بقوة نطق: وش نبغى فيها؟!
ينقصنا هنا عدد من الخدم وجاءت بوقتها !!
لا تظنين رح نجيبها زوجه لعيالنا لانها ما تشرفنا ابدا ..بس طريقه جيده نحرق قلب مطلق عليها ...ابنته الوحيده ومدلعها على الاخير وش رح يكون شعوره لما نأخذها كذا بدون مهر ولا شيء مجرد خدامه مذلوله بهذا البيت ...انت ما تعرفين انه للحظة كان يبغى يلغي الصلح ويطلع علشان هذا الشرط !!
بس جماعته ثبتوه واجبروه يوافق؟!
انت متخيله إنه ما له حق يشوفها ولا يلمحها ولا يكلمها طول العمر وكأنها ماتت!!
مثل ما انحرمنا من سيف رح ينحرم من ابنته قرة عينه وبكذا نتعادل ...لا تنسين السنوات الي رح يقضيها عماد بالسجن الحين ...
اسراء ناظرت امها الي هزت رأسها بالرضا على كلام مطلق: هذا افضل شيء
ام مهاب باعتراض: بس انا ما اقبل ازوج واحد من عيالي منها
قاطعها ابو مهاب : ومين قال رح نعتبرها زوجه؟؛
ومين قال اني اقبل فيها زوجة رسميه لواحد من عيالي!!
رح يتزوجها مهاب بالمحكمه وبعدها نتأكد إنها شريفه وما انضحك علينا وبعدها
ام مهاب باعتراض: هذا الكلام ما يصير ...مهما صار البنت ما لها ذنب حتى يتدمر مستقبلها
مزنه بقوة نطقت: وسيف ما له ذنب !!
ام مهاب ناظرت ولدها جالس يناظرهم بصمت.. نطقت بضيق: اشوفك ساكت والا جاز لك كلامهم!
كتم ضيقه واستند على حيله ..نطق ببرود وهو يغادر :عين الصواب!!
**
**
**
ناظرت عمها وهو يتكلم ..مطت شفتها بسخرية متأكده صدمته بعماد افقدته عقله ...وبنبره مستنكره لكلامه: عمي انت صاحي ؟! مدرك للكلام الي تقوله؟!
نطق بنبره ضعيفه يستعطفها: كيف تبغين أرمي غسق كذا ؟!
غسق ما رح تقدر تتحمل ...ناظريها من لما سمعت الخبر وهي حابسه نفسها ومقاطعه الاكل وما عندها غير البكاء...والله قطعت قلبي احس رح أظلمها كذا!!
مطت شفتها بانفعال من كلامه: وانا يهون عليك تظلمني ؟!
نطق بنبره الثعلب الماكر: ما تهونين علي ..بس انت اقوى من ابنتي وما تسمحين لاحد يتعدى حدوده معك ..انت قويه تقدرين توقفين بوجههم اما ابنتي انت تعرفينها تخاف من الفراشه ومن النمله ...قلبها رقيق وما تتحمل أي شيء!!!
رح تجلسين عندهم لفترة بسيطه وانا ارجعك ونتمم زواجكم انت وعماد ..الحين كل الي نبغاه يسقطوا حقهم !!
قاطعته وهي تحس نفسها تتجرع المرارة ..وبنبره مهتزه نطقت: كيف تبغاني اتزوج شخص ثاني وانا من طفولتي وانت تقول غسق لعماد ...حتى صار عماد جزء من حياتي ما أتصور نفسي مع شخص ثاني!!
لا تحملني فوق طاقتي يا عمي ...كيف اناظر عيون عماد وانا متزوجة غيره!!
قاطعها مطلق بإقناع: افهميني تراه زواج على ورق بس شكلي ..صدقيني ما رح تنزفين الا لعماد!!
حنا مضطرين نجاريهم حتى نسقط حقهم!
نطقت برفض: مستحيل..وبعدين هم يبغون اخت عماد بالاسم ورافضين غيرها ....
نطق بتوجس وعيونه تناظر رد فعلها من هول الكلام الي رح يخبرها فيه : رح تأخذين مكان غسق ابنتي!
عقدت حواجبها باستنكار: نعم؟!
قاطعها وهو يمسك يدها يحاول يهديها: لا تنفعلي خليني افهمك و
قاطعته وهي تحس عمها انجن رسمي: عمي انت مستوعب كلامك
مطلق تنهد وبنبرة حزينه يؤثر عليها: ايه مستوعب كلامي ...ادري ما هو سهل عليك بس عماد يستحق التضحيه ...ما يضر لو تزوجت على اسم ابنتي غسق وقدامهم تمثلين إنك غسق مطلق حتى
قاطعته بغضب من كلامه: مستحيل اقبل بذي المهزله ...تبغاني انتحل شخصيتها ؟!
ترى المسألة فيها زواج و
قاطعها بتوضيح: لا تخافين انا بحثت بالموضوع وما فيها اي شيء ...حنا رح نقول لهم نزوجكم غسق هذي الي قدامكم ...انسي الاوراق تراها شكليه
قاطعته وقلبها اوجعها من كلامه : عمي كافي ترى والله قلبي يوجعني لا تزيد وجعي ..بالاذن!!
حملت نفسها وغادرت المكان تجر خطواتها بصعوبه من كلام عمها ...ما تظري عقله ضرب وما عاد يجمع كلامه !!
زفر بضيق مطلق بعد خروجها ...ناظر زوجته الي دخلت ونطقت بضيق: رفضت؟!
مطلق زفر : احتاج وقت أقنعها ما هو من السهل تستقبل هالشيء...الحين هي مصدومه من الكلام ..باكر والي بعده والي بعده رح تتعود على الفكرة وتقبل تتقبلها ...أعرف كيف ألوي ذراعها!!
ام عماد جلست وباختناق نطقت: لزوم تقبل ...ما اقدر اشوف ابنتي تضيع مني وانا واقفه مكبله ... غسق هي انسب شخص يروح مكانها
مطلق بثقه نطق: رح تروح مكانها وهي راضيه ...بس انتبهي هالموضوع ما يطلع من بيننا ..حتى اخواتي ما ابغى احد يعرف بسالفة التبديل!!
ام عماد هزت رأسها: لا تخاف ما احد رح يعرف!!
**
**
**
طق قلبها من عمها الي كل شوي بوجهها وما تركها وهو يلح عليها بالموافقه ...نطقت بانفعال بوجهه: مستحيل
ناظرها بزعل : مشكورة ما قصرت يا غسق ...كثير واضح محبتك لعماد وانت رفضت تساعدينه وتضحي فترة لاجله!!
انا اليوم رح اتصل فيهم واقول لهم اقتلوا عماد وخذوا حقه لانه ما يستحق التضحيه!!
نطقت باختناق من ضغطه عليها: عمي لا تحملني فوق طاقتي ...فضلك بعد الله كبير علينا وما انساه بس انت تحملني فوق طاقتي
قاطعها بزعل : انا احملك فوق طاقتك؟!
انا ذابح حالي حتى نطلع عماد ويرجع لك ونفرح فيكم ..وانت بأنانيتك مب قابله تساعدينا!!
انا ما اتمنن عليكم .. بس طول عمري فاتح لكم يدي وبيتي وما قصرت معكم ولما احتجت صكيتوا الباب بوجهي!!
ما تعرفين شعور الاب وهو يشوف ابنه يساق للموت قدام عيونه انا
سكت لما خنقته العبرة وبدأ يمسح دموعه!!
تحس قلبها انفطر من منظرة وهو يبكي ويرتجيها ..ما تحب احد يرتجيها كذا. ..وخاصه عمها مطلق ...طول عمرها وهي تتمنى تقدر تسد له دينه عليهم بس ما توقعت السداظ يكون بذي الصعوبه ....بلعت غصتها ونطقت بضيق: انا اوافق بس بشرط تقول لهم نزوجكم ابنة اخوي يعني بدون ما انتحل شخصية ..بدون تدليس
قاطعها برفض:اقولك رافضين ومصممين على غسق ابنتي !!
اسمعيني يا غسق مستعد أعمل لك اي شيء تبغينه بس ساعدينا ...انا حجزت برا البلد وتواصلت مع مستشفى بالخارج علشان عمليه أمك وقالوا رح يعملونها ونسبة نجاحها ٩٠ ٪ وحتى سألتهم عن وضع امك وامكانية علاجها حتى ترجع تتكلم وتسمع وقالوا كثير ناس تعالجوا نفس حالة امك ..انا اتعهد لك بعد ما تتزوجين رح اسافر واخذ أمك وابوك معي ورح اعالجهم ...بعدها نرجع وترجعين لنا ويلتم شملنا من جديد!!
وش قلت!!
حست بالتشويش بعقلها ...علاج أمها حاجه ضروريه وتأخير العمليه ما هو من صالحهم !!
ناظرت عمها وهو يكرر على مسمعها: اختاري شفاء امك ونجاة عماد وبين انانينك وحبك لنفسك
قاطعته بتبرير ودموعها على وشك النزول: ما هي انانيه بس
قاطعتها ام عماد الي جالسه من البدايه تسمع لهم: هذي قمة الانانيه ... لو تحبين امك وعماد كان ضحيتي فيهم !!
هذا عمك مطلق بالرغم من الوضع المادي الي تردى بعد مصيبه عماد مع ذلك ما نسي أمك وجالس يتابع حالتها مع الاطباء برا!!
مطلق يكمل عن زوجته بنبره حزينه: اتركيها ما ظنيت
قاطعته غسق باختناق: عمي والله ما اقدر!!
مطلق يشجعها: تقدرين تمثلين هالدور فترة بسيطه وترجعين لنا ..
فكري بأمك ووضعها ما يتحمل التأجيل فكري بعماد اذا قصوا رقبته كيف نعيش بدونه
سكت وهو يناظر زوجته انفجرت من البكاء ...اقتربت منها غسق وما قدرت تتحكم بدموعها: خالتي
ام عماد مسكت يدها برجاء: انت طوق النجاة لنا ....لا تخذلينا يا غسق!!
لو صار شيء لعماد اموت بأرضي وما رح اتحمل ...لا تنسي انه عماد مظلوم تقبلين يموت مظلوم وانت تقدرين تنصرينه!!
ناظرت عمها الي يضغط عليها: اذا ما يهمك عماد فكري بأمك اذا تهمك مصلحتها ...حتى ابوك انا متكفل نشوف اذا نقدر نعالجه ...مستعد اتخلى عن كل ثروتي مقابل عماد يكون بخير ...طول عمري ألبي طلباتكم بدون اي اعتراض واليوم اطلب منك هالطلب ..لا تخذيلني يا غسق!!
نفسية عماد متدمرة وانت تقدرين تساعديه!!
ناظرتهم للحظات وهي كاتمه انفاسها ..يبغونها تمشي على الجمر ..ما تقدر تمشي بكلامهم ...كيف تروح وتترك امها وابوها ...وباعتذار نطقت: لو اقدر اساعد كان ما قصرت بس أمي وأبوي ما اقدر أتركهم لوحدهم
قاطعها بإقناع: امك و ابوك عندي ...اذا تشوفيني مب قد مسؤوليتهم خلاص الله يسهل عليك ...ما نبغى منك شيء ..تقدري ترجعين للملحق ..وعماد الله يرحمه ويجمعنا فيه بالجنه!
حست كلامه مثل الخنجر انغرس بصدرها ما تتصور غياب عماد ..كان لها اخ وصديق قبل ما يكون خطيب ....ما تتحمل موته ...وبمراره نطقت: انا موافقه يا عمي
ما قدرت تكمل كلامها. انفجرت من البكاء فوق طاقتها هالشيء !!
ام عماد حضنتها بمواساة: فترة وتعدي ورح نجتمع من جديد ..ما ينفع لزوم تكونين قويه ...ما رح انسى لك هالمعروف أبدا!!
ما ردت غسق وهي تحس روحه تغادر جسدها عقلها عي يستوعب الموقف الي وضعت نفسها فيه !!
اذا عماد الي متعوده عليه من صغرها كانت رافضه الزواج منه بهذا الوقت حتى تكمل الدراسه .. كيف تتزوج بهذا العمر بشخص ما تعرفه !!!
استأذنت وطلعت من المكان بروح خاويه بعد قرارها الي حولها لأشلاء متناثره .....
تمر الساعات عليها وللحين غارقة بنفس الدوامه ...تحس روحها تتمزق وعاجزه عن التفكير بشكل سليم ....
ناظرت ابوها إلي كلمه عمها مطلق بالموضوع ...ما تدري وش قال له ...بس من لما دخل الملحق والصمت يغلفه ....
ناظرت أمها وملامحها شاحبه ما تدري عن شيء وهو أفضل شيء!!
تنهدت بزفرات تحرقها ...ونطقت بغصه ما قدرت تبلعها: يبه!!
ناظرها بنظرات ما قدرت تفهمها ...بعدها نطق بفك مرتجف: ققلت لك مممن قبل نننترك المكان
قاطعته وعقلها عجز ليه ابوها دوم يفكر بالهرب: وليه نهرب ؟!
عماد حياته بخطر وانت تبغى نتركه؟!
تراه ولد اخوك معقول الدم ما يتحرك بداخلك!!
رد بفك مرتجف : خله يولي!!
نننهرب لللمكان ممما احد يلللقانا!!
مطت شفتها بسخريه: الي يسمعك يبه يقول محاطين بعصابه ورح ينقضون علينا بأي لحظة!!
يبه حنا بمصيبه وانت ولا على بالك!!
رد وهو يناظرها: ابببو ممممهاب أفضل مممن مطلق... تتزوجي وولدهم أفضل مممن ععماد
ناظرته باستنكار لكلامه: يبه من جدك !!
وش فيكم عقلكم ما عاد يجمع ؟!
وربي رح أموت من كثر التفكير بالموضوع...أحس نفسي أمشي برجولي للموت!!
أخاف يرفضوا يرجعوني
قاطعها وهو يحرك يده بعشوائية: لا تتترجعين لمطلق!!
كلامه يزيدها غرق بالدوامه .. وما تدري يتكلم بوعي والا ما هو بعقله ...والا زعلان لانها اتخذت مثل هذا القرار..وبتوجس نطقت: انت زعلان لأني
قاطعها بغصه لصعوبة فراقها:ءءأنا ما أززعل منك...
اقتربت وجلست جنبه ودموعها تراقص بعيونها: وربي خايفه أترككم ...رح اشتاق لكم
قاطعها وهو يشجعها تروح اهم شيء عنده ما تتزوج عماد : ررح نكون بببخير ...
قبل ما ترد ناظرت امها الي تؤشر وكأنها تسألهم عن الموضوع الي يتكلمون فيه!!
اكتفت بالصمت وهي تناظر ابوها كيف يؤشر لها بالصعوبه ويخبرها إنها رح تنتقل لمدرسه افضل تكمل دراستها بعيد عنهم ورح ترجع بعد ما تكمل دراستها!!
ما تدري ليه ابوها كذب على أمها وما خبرها بالحقيقة..يمكن خايف على صحتها...ما قدرت تسيطر على دموعها لما اقتربت امها منها وحضنتها بقوة وتحرك راسها بالرفض ما تبغاها تروح!؛
تنهدت بوجع وكأنه هذا الاختيار بيدها؟!
**
**
**
ابو مهاب باستغراب نطق: ما ادري هالثعلب وش هدفه يوم يرفض العقد بالمحكمة
ام مهاب رفعت حاجب: وين رح تملكون عليها!
مزنه امسكت عصاها بقوة وهي تناظرهم: هذي العائلة كلهم ماكرين ...وما رح نكون طعم سهل لهم ...
انا قلت لك تزوجونهم بالديره والشيخ عقاب يعقد لهم حتى كل اهل الديره يعرفون إنها حفيده ابو مطلق اخذناها مقابل دم ولدنا!!
ابو مهاب تنهد : تخيلي مرسل لي يقول يبغى زواج مسيار وما يتسجل بالمحكمة!!
ما يبغى يكون لابنته اي ارتباط قانوني معنا ...لكن يحلم يحصل مراده ..يظن شهر وشهرين ونقول تعال خذ ابنتك !!
صدق إنه غبي
مزنه بإصرار: أبغى الشيخ يعقد لهم وأكون قريبه واسمع عقد القران بإذني !!
ابو مهاب رفع حاجب: هنا والا بالديره؟!
ام مهاب باعتراض: وليه بالديره؟!
هنا أفضل
مزنه بقوة نطقت : بالديره رح تكون الملكه باكر بعد صلاة المغرب!!
ام مهاب عبست ملامحها من حماتها المتسلطه دوم رأيها يمشي ...مقهورة على ولدها وش ذنبه يبتلش بإنسانه سيئة السمعه مثلها ....
مزنه بتساؤل: وين مهاب ما شفته
ام مهاب نطقت بضيق: بغرفته مشغول !!
مزنه بأمر: عيل خبريه حتى يجهز نفسه باكر عندنا زواج!!
ختمت كلامها بابتسامه كلها شر وخبث!!
**
**
**
ما غفت عينها طول الليل وعيونها ما وقفت دموع ...ما تدري ليه ضعفت كذا وصارت هشه ..لزوم تكون أقوى ...ما لها حيل تواجه أحد ...رح يحطونها بوجه المدفع وينسحبون...
ناظرت أمها ودموعها تنزل بخفه لولاها ما قبلت تقوم بهذا الدور ...اضطرت تضحي لأجلها ولأجل عماد ... تروح للموت برجولها لأجلهم...وعسى التضحية ما تكون ببلاش!!
مسحت وجهها ونطقت بصوت رايح من كثر البكاء: ما رح أتأخر عليكم
حاولت تبتسم بس ما قدرت ..باغتتها شهقات ما قدرت تكتمها !!
جلس على مستواها وبصوت مواسي لها وعيونه تتراقص بالدموع: ننهرب
مطت شفتها بوجع اي هرب يقول عنه أبوها ..واذا هربت وين تروح للشارع ؟!
مين يعيلهم ويصرف عليهم ؟!
اذا هربت ما تقدر توفر علاج أمها ... ما تقدر تحصل اجره بيت واكل وشرب كل شيء مقفل بوجهها ..مضطره تمشي على الجمر لأجلهم!!
اخذت نفس عميق تحاول تسيطر على نفسها وبصوتها المبحوح نطقت: وليه نهرب يبه؟!
ما رح أتاخر عليكم ..فترة قصيره وارجع لكم ...أكيد رح اشتاق لكم بس لزوم نضحي للناس إلي نحبهم!!
اعتدلت بوقفتها وناظرت أمها الي جهزت اغراضها وكتبها وكل فكرها انها رح تكمل دراسه !!
ما قدرت تتحمل نظرات أمها نطقت بنبره باكيه: خلينا نطلع!
هز راسه ابوها وأشر لاسيل تودعها!!
ما كان وداع امها سهل عليها ... وكأنه قلبها انتشل من مكانه ...كيف تصحى الصبح وما تتصبح بوجه أمها وأبوها ...كيف تفطر بدونهم ...كيف تقضي وقتها بدون ما تطمئن انهم بخير!!
كله يهون قدام علاج امها ورجوع عافيتها لها !!
من الحين مشتاقه تسمع صوتها وكيف رح يكون ناعم ورقيق؟!
معقول يشبه صوتها ؟!
قلبها يطير لذيك اللحظة الي ترجع عافية امها ...لكن لما تتذكر الثمن تموت فيها الحياة وكأنها جسد بدون روح!!
طلبت من عمها قبل ما يتوجهوا ينسق لها زيارة لعماد ...تبغى تشوفه وتودعه قبل ما تغادر ...وضعت يدها على قلبها وكأنه خنجر ينغرس بقلبها ما هي قادرة تتنفس بسهوله ....
غمضت عيونها للحظات تشجع نفسها ايام وتعدي ويرجع كل شيء مثل ما كان وافضل!!
محتاجه تكون أقوى حتى تقدر تواجه اهل سيف وما تضعف لهم ....
حملت حقيبتها وكلام عمها مطلق وهو يؤكد لها زواج على ورق يريحها ...
حافظت على توازنها لما رجعت اسيل وحضنتها بقوة ما تبغاها تبعد عن عيونها ولو لحظة!!
غمضت عيونها وحضن أمها يضعفها عن اتمام هالمهمه ....خلاص ما تبغى تروح ما تقدر تفارق أمها ...هونت ما رح تترك أمها
صوت مطلق من الخارج صحاها من عالمها وهو يحثها على الاستعجال ما بقى وقت على زيارة عماد!!
مسحت دموعها وناظرت ابوها لما تقدم منها وهو يناظرها بتأمل وكأنه رح يشوفها آخر مرة ...حضن وجهها بيدينه ونطق بنبره مخنوقه: لا تتتخافين علينا رح نننكون بخير...ءءأنا أحبك ببس أبغى مصلحتك...مهما صصار لا تترجعين لمطلق!!
أنا وأسيل
قطع كلامه لما خنقته العبرة ودموعها بدأت تنزل بحرقه ...فراقها شيء ما يبغاه ...
رمت نفسها بحضنه وهي تنطق بنحيب: ما رح أطول عليكم ورح أرجع بأسرع وقت ويلتم شملنا من جديد!!


**
**
**
الهدوء الخارجي يغلفه ...وصلوا بيتهم بالديره قبل ساعتين وللحين على نفس الجلسه ... جالس على كرسي قريب من الشباك ويناظر للبعيد ...بداخله ضجيج ومشاعر متبعثره ...يطغي عليها الكره والحقد لعائلة مطلق ...بالرغم من مرور الوقت ما قدر للحين يتخطى موت سيف ....بكل مكان يتخيله واقف ويضحك له ... كان شخص قريب منه ودوم يرافقه لأي مكان يروح له ....مط شفته بابتسامة حزينه وهو يتذكر لما كان يجلس على دكة الشباك ويسند ظهره للجدار وابتسامته تزين ثغزه وهو يردد" هذي جلسة العشاق""
ما يدري موافقته على هذا زواج صواب او لا ..الي يعرفه إنه بداخله حقد كبير وما رح يرتاح الا لما يتجرع مطلق وعماد العلقم وينحرموا من غسق ...عنده اخوات ويعرف وش غلاة الاخت وجمال تواجدها بالبيت ...كيف اذا كانت وحيده ...وينحرموا منهاللابد وكأنها ماتت وما لها وجود بذي الدنيا ...
رح تندفن وهي عايشه ...حتى لو ما كان لها ذنب ...موافقتهاعلى تحمل اجرام أخوها كافي إنها
تتحمل كل شيء رح تحصله من عائلته!!
شد يده بقوة وهو يناظرالسيارات بدات تتجمع عندهم حتى يحضروا هذا الحدث!!
**
**
**
ما جفت دمعتها طول الطريق وخاصه بعد لقاءها بعماد ...رفض عمها إنه ابوها يرافقهم خاف انها تضعف او يضعف ويخرب كل شيء ...اخذ موافقته وتوكيله له بالزواج ...ناظرت عمها طول الطريق ما نطق حرف واحد وكأنه غارق بدوامة من الأفكار....
مع مرور الوقت تحس قلبها يهوي للارض ...خايفه ومرعوبه تبغى تهرب بس وين تروح ؟!
نفسية عماد المدمرة اعطتها حافز تكمل حتى تخلصه من المصيبه الي وقع فيها !!
وكلام ابوها الاخير وهو يشجعها تكمل الزواج ما ريحها!!
بعد مسافة وقف عمها ومد لها بكيس ..وبهدوء نطق: إلبسي هذا!!
مدت يدها بيد مرتجفه وفتحته ونطقت باستغراب وهي تشوف برقع: ليه؟!
مطلق تنهد وبعدها نطق: اخاف احد من الجماعه يشوفك ويعرف انك مو ابنتي!!
من باب الاحتياط!
قلبته بيدينها ما عمرها لبسته بحياتها ...ما تعرف كيف يلبسونه...قلبته وهي تتذكر صديقتها بالمدرسه تلبس مثله ...وضعته وربطته وهي تحس ما هو زابط!!
ناظرها مطلق برضا: كذا مضبوط خلاص لا تعدلي فيه!!
هزت راسها وما ردت ...حرك السيارة وهو ينبه عليها ما يبغى منها أي غلطه وما تنطق اي شيء هو يتكفل بالموضوع!!
تحس بالاختناق لما وقف عمها وأعلن وصولهم ....تبغى المهرب كيف جاءت للموت برجولها ...كل شيء بجسمها يرتجف ...لزوم تستجمع قوتها وما تخذل عمها وابوها الي شجعها تكمل الموضوع ..مع انها توقعت رفضه لكن كان عكس توقعاتها!!!
أبوها صندوق مغلق ما قدرت تفتحته وتعرف الي داخله من أسرار....غامض بشكل يدخل لقلبها الريبه والقلق من كل شيء حولها...

**
**
**

بمجلس كبير اجتمع فيه اهل الديره والبعض من خارجها حتى يشهدوا هذا الوقع الي اندثر مع الايام وبيت ابو مهاب ارجعوه من جديده ....
بعد الكلام الطويل انتقل ابو مهاب والشيخ عقاب ومطلق و غسق والشهاد لمجلس صغير حتى يتم عقد القران !!
واقفه بالمجلس الصغير وكل شيء فيها يرتجف .. رفضت تجلس وكأنها تبغى تكمل هذي المهمه وتهرب لابعد نقطه....تحس كل شيء بدأ من حولها ظلام لما بدأ الشيخ بالكلام....رهبة الموقف تخنقها ....صدت عن جهة عمها ما تبغى تناظره وتضعف ....لزوم تكون اقوى !!
يتكلمون بأمور الملكه وعقلها شغال بالمصيبه الي ورطت فيها نفسها ...ليه ما تقول للشيخ انها ابنة اخوه لمطلق وترتاح من هالهم الي جاثي فوق صدرها....
تبغى تحرك لسانها تتكلم بس ما قدرت ...الخوف والرجفه سيطرت عليها !!
بلعت ريقها بصعوبه لما نطق مطلق بصوت فيه رجفه: هذي غسق أزوجها لك على سنة الله ورسوله!!
رجعت خطوة للخلف برعب لما وجه لها الشيخ سؤاله : انت غسق
هزت راسها بضعف ما تدري اذا تحرك راسها او لا ...
ما قدرت تبلع ريقها لما نطق رجال ما تدري من يكون: وش يضمن لنا انك جايب وحده ثانيه مكان ابنتك ترى اساليبك الملتوية اعرفها يا مطلق!
مهاب يناظرها وكلام ابوه يؤكد شكوكه بمطلق وخاصه الي واقفه قدامهم متغطيه... وغسق شافها اكثر من مره وصادفها ما تتغطى والحين متغطيه ؟! ... متأكد هذي لعبه من ألعاب مطلق وما رح تنطلي عليه!!
مطلق يحاول يخفي توتره وخوفه من الفضيحه ...حرك لسانه ينطق بس ما قدر بعد ما شاف مهاب تحرك من مكانه .. واقترب من غسق وخلال لحظات انتزع غطاء وجهها وهو يناظرها بتفحص!
غسق كانت بحالة صدمة من تصرف هالرجال ...ما توقعتها منهم هالحركه...رجعت خطوة للخلف برعب بعد ما انكشفت كذبتهم وش هالموقف الي حطها فيه عمها ...كيف يخلصون حالهم ..اكيد الحين رح يرمون الصلح بعرض الحائط وتخسر كل شيء ... موقفها الحين ما تحسد عليه والي زاد عليها تصرف هالشخص كيف ينتزع منها نقابها قدام الموجودين .. صحيح انها ما تتغطى بالاصل بس حركته اعتبرتها قلة ادب!!
ناظرت عمها بعد ما انكشف موضوعها...سرعان ما عقدت حواجبها باستنكار لما نطق نفس الشخص الي انتزع نقابها بنبره مستفزه: نعتذر عن الحركه ذي بس نعتبرها شوفة شرعيه!!
ختم كلامه بنبره ساخره ...رمى عليها البرقع والحقد والكره واضح بعيونه ... اكيد هذا الي رح تملك عليه ..أي حياة بائسة رمت نفسها فيها ...
مهاب اعطى مطلق نظرات كره واحتقار بعدها ناظر الشيخ وببرود نطق: كمل يا شيخ عقاب عقد القران ...هذي البنت نفسها الي أبغى أملك عليها واتزوجها على سنة الله ورسوله !!
مطلق وكأنه على راسه الطير ..ما فهم شيء من تصرفه؟!!
ارتاح شوي بما انه القبول والايجاب على غسق بدون تزييف ..هم موافقين على غسق الي واقفه قدامهم وهو رح يزوجها بما انه معه وكاله من اخوه وبحضوره وموافقته ..عقد تام ما في أي اشكال فيه !!
تحس رجولها ما تحملها من قوة الارتجاف ...يدها ترتجف بقوة مب قادره تربط البرقع بقوة... بصعوبه حتى ربطته ..وقلبها يهبط للارض لما بدأ الايجاب والقبول بينهم...اوجعها قلبها لما نطق مطلق وكانه يبغى يؤكد على العقد ذكر اسمها مقترن بالعائله بدون ذكر اسم الاب وهو يؤشر عليها !!
صدت وقلبها يدق من الخوف لما نطق نفس الرجال وهو يناظرها ويردد قبوله فيها !!
بلعت ريقها لما نطق الشيخ يسألها: موافقه على مهاب
قاطعه ابو مهاب باحتقار: وليه تسالها ؟! كانه مهم ناخذ رايها ؟!
تراها رضيت والا ما رضيت الزواج رح يتم!!
ناظرته بقوة من وقاحة اسلوبه تتمنى لو يساعدها صوتها وترد عليه!!
الشيخ بهدوء: مهما كان نسألها !!
ناظرت مطلق الي يشجعها تتكلم وما تخرب مخططه بعد نجاحه!!
شيء بداخلها يحثها تخرب السالفه من اولها لنهايتها ..بس لما تتذكر امها وأبوها وعماد تتراجع ...
بلعت ريقها وبصعوبة نطقت: موافقه!!
الشيخ بهدوء على بركه الله!!
تناظر الاجراءت بروح خاويه ..الحين صارت على ذمة رجال ثاني بشخصيه مزيفه !!
خايفه يكتشفوها ما رح يرحموها !!
بلعت ريقها لما تمت الإجراءات ...ناظرت عمها لما وقف بعد ما انتهى كل شيء...
اقترب منها يشجعها ويواسيها بس يد مهاب كانت اسرع وقفت حاجز بينهم ..نطق بصوت فيه حده: مالك عندنا بنات ...غسق اليوم دفنتها بيدينك والحين من غير مطرود!
مطلق ما ينكر انه متضايق على غسق بس مصلحة عياله كانت اولى منها ومع ذلك مجبر يمثل على وجعه حتى يقنعهم انها ابنته وما يمكون عندهم شك للحظه انها ما هي ابنته ...نطق بتمثيل متقن وبنبره مخنوقه: ابغى اودعها لاخر لحظه
مهاب بصرامه وكأنه حجر:كلامي ما اكرره
مطلق وهو يمثل البكاء وقلبه الموجوع على ابنته: كافي أخذتوها مني تبغى تحرمني اودعها لاخر لحظة!!
قول كلمه يا شيخ!!
الشيخ عقاب يرفع يده من الموضوع: الى هنا ما اقدر اتدخل ..اعفيني يا ابو عماد!!
مطلق بنبره محروقه: وش ذنبي وذنب زوجتي حتى تحرمونا منها...لا حول ولا قوه الا بالله
تناظر عمها وهو يحاول يقترب منها ويسلم عليها لأخر مرة ..وهذا الشخص واقف حاجز بينهم !!
لو بيدها سكين كان غرستها بوسط ظهره ما في قلبهم رحمه ولا انسانيه ...وبحركه سريعه ما تدري من وين دبت الروح فيها ..لما شافت عمها هم بالرحيل ...
بعدت عن مهاب وركضت لعمها وحضنته بقوة وهي تبكي بنحيب : لا تتركني هنا!!
مطلق رق قلبه عليها للحظات بس صورة عماد كان لها تأثير اقوى على قلبه ..شد باحتضانها وهو يردد: ما رح أتركك ..رح ترجعين ونجتمع من جديد!!
غسق من بين شهقاتها : أبغى ارجع لأمي!!
مطلق خاف تجيب العيد وتقول تبغى ابوها وينفضح ..قرر الانسحاب افضل له ...نطق يهديها: فترة وتنقضي...كل شيء رح يكون بخير!!
ابو مهاب يناظر الموقف وشيء بداخله يحثه ينهي هذا اللقاء مثل ما حرقوا قلبه على سيف يحرق قلبه على ابنتهم ..وبصوت خالي من الرحمه نطق: كافي توديع ..تسهل يا مطلق افضل لك!!
ختم كلامه بنظره تهديد وهو يبعد غسق عن عمها بقوة!!
نفضت غسق يدها عنه ... وعيونها على عمها ما وقفت دموع.. وبنبرة محروقه: وصل سلامي لعماد ... قول له غسق تنتظرك
قاطعها مهاب وهو يسحبها بقوة بعيد عن مطلق ..وبنبره قويه نطق وهو يناظر مطلق: انا وش قلت!!
مطلق ناظرهم بقهر وحمل نفسه وغادر المكان والراحه بدات تتسلل على قلبه بعد ما تم الموضوع مثل ما يبغى وأفضل!!
متجاهل الروح البريئة الي تركها بوسط ذي الوحوش!!!
بلعت ريقها وكل خليه فيها ترتجف بعد ما غادر عمها وتركها وحيده بينهم ...رجعت خطوتين للخلف لما خرج الشيخ ومعه شخصين وما بقى الا مهاب ورجال ثاني!!
يناظرونها بنظرات ناريه وكأنها هي الي قتلت سيف!!
تنهدت براحه بعد ما غادر زوج الغفله للخارج وما بقى الا رجال واحد تظن انه أبوه!!
نطق بصوت وكأنه فحيح أفعى: بما انك قبلت بدور الضحيه مكان اخوك عماد تحملي الي رح يوصلك!!
ختم كلامه وغادر المكان....
تنهدت براحه بعد ما غادر ...زمت شفتها بقرف وكانها ميته حتى تعيش عندهم!!
جلست على اقرب كنبه بعد ما خارت قوتها واستنزفت طاقتها !!
تكورت على نفسها ودموعها بدأت تتساقط من جديد ... بعد ما تدمرت كل أحلامها ...
مر وقت طويل وهي جالسه لوحدها ..ما تدري صار وقت العشاء والا بعده ..افضل شيء انها صلت المغرب على جنب الطريق وما فاتتها الصلاة...تمنت لو ينسوها ..بس امنيتها ما تحققت لما دخلت الشغاله ونطقت بهدوء: تعالي!!
قلبها ارتجف من جديد ما تدري وين رح تروح فيها؟!
وقفت بروح خاويه وتبعتها وعيونها تناظر من حولها بترقب ...ما هي مرتاحه لهذا المكان وقلبها قارصها!!
ناظرتها لما صعدت الدرج واشرت لها تلحقها!!
ما هي مرتاحه لهذا الشيء ...احساس بداخلها يحثها تهرب من هذا المكان!!
ألقت نظره عامه من حولها ...وتقدمت خلف الشغاله لزوم تواجه الحياة مهما كانت صعبه....لأجل عين تكرم مدينه!!
تنهدت براحه لما اشرت لها على احدى الغرف ونطقت بهدوء: ارتاحي فيها!!
الظاهر هذي الغرفة الي رح تسكن فيها ....رح تقفل على نفسها بالمفتاح حتى تضمن ما تقابل احد منهم حتى تقدر تستعيد نفسها من جديد وتوقف دموعها!!
فتحت الباب بشويش ...وهي تناظر المكان من حولها بإضاءة خافته ...
قفلت الباب خلفها وحرصت على اقفاله بالمفتاح حتى تكون بمكان آمن لها !!
أخذت نفس تحاول تتخلص من الضيق الي جاثم فوق صدرها ...تقدمت خطوات وعيونها تبحث عن زر الاناره ....ضغطت على الازرار وانار المكان ....لفت وجهها تبحث عن الحمام حتى تجدد الوضوء وتصلي العشاء ...حست رجولها تيبست وهو تناظره جالس على الكنبه ويناظرها بصمت بعث بقلبها الخوف والرعب ...اجراس الخطر رنت بداخلها ..وبدون شعور تحركت للخلف حتى تفتح الباب وتهرب ....ويدها ترتجف بقوة..تحس نفسها دخلت وكر العدو بنفسها!!
قبل ما تفتح الباب كانت يد مهاب اسرع لما سحب المفتاح من الباب ونطق ببرود: هناك الحمام اذا تبغين تصلي العشاء تأخر وقتها !!
**
**
**
ام مهاب وعدم الراحه رافقتها .نطقت بضيق: يعني ما شفتيها يا خالتي؟!
مزنه مطت شفتها بضيق: كان قلبي يغلي غليان وما أبغى ارتكب فيها جريمة قتل ...اجلتها حتى يبرد قلبي!!
ام مهاب وقلبها ما هو مرتاح: يا خوف قلبي نيران الثار يطلعها مهاب بالبنت ويذبحها!!
ام سيف والنار الي بقلبها ما انطفأت بعد موت ولدها .. وزادوا عليها لما زوجوا مهاب لبنت عدوها: هذا الي كل همك مهاب
مزنه نطقت بقوة قبل ما يدخلوا بنقاش عميق ويتحول لمشكله كبيره: ام سيف عندك كلام ابلعيه بالعافيه ..ترى القلوب مليانه مب وحدك الي احترقت على سيف !!
القاتل على الاغلب رح يصدر عليه شبه عمد يعني ما رح يموت مجرد سجن ...على الاقل نشفي غليلنا بابنتهم!!
اسراء نطقت بتوجس: بس لزوم ما تركتوهم بالديره لوحدهم ...مثل ما قالت ام مهاب يمكن
وعد خايفه على مهاب ما تبغى تفقده: ما توصل لذي الدرجه ترى مهاب ما عنده طيش وان شاء يمسك اعصابه وما يذبحها .. عساه يعطيها كم طراق تعرف الي يدوس طرفنا وش يصير عليه!!
هاجر وقلبها يغلي: لو مكانه أذبحها وارميها بوادي ما احد يدري عنها وخلي الكلاب تأكلها
رهف بعبوس: يمكن الكلاب يصيبها تسمم من دمها النجس.. خسارة بالكلاب ما لها ذنب تموت!!
رفيف بحس اجرامي: انا اقول لو يدفنها ما احد رح يعرف عنها وخاصه اهلها ممنوع يتواصلون معها ..وكذا يضيع دمها!!
ام مهاب وقلبها يوجعها من ذي الامور: انا اقول كل وحده تبلع لسانها يكون أفضل!!
لمى مطت شفتها بسخرية: طول عمرك قلبك رهيف وما يتحمل !!
انا لو لي الخيار كان زوجتها لاخوي ابو مهاب حتى يطلع عيونها
قاطعتها ام مهاب بغضب من كلامها: انت ما تعرفين تتكلمين!!
ترى والله قلبنا موجوع وما ينقصنا كلامكم الي مثل الزفت!!
مزنه نهرت ابنتها: وبعدين معك ما تثمنين كلامك!!
الوقت تاخر ارجعي لبيتك واتركي عنك الهرج الي بدون فائدة!!
وانت يا اسراء الله يسهل طريقك مع اختك ارجعي لبيتك!!
اسراء وقفت واحداث اليوم كانت على اعصابهم ما توقعت يتم موضوع الملكه ..تخيلت الف سيناريو يلغي الموضوع ..بس تم الموضوع وجاءت هالبنت للموت برجولها بين هالجموع الي تنتظر اللحظة الي توصل فيها ويأكلونها!!
ما تشعر بالشفقه تجاه غسق خليها تدفع ثمن اغلاط اخوها دام قبلت بهذا الشيء!!
**
**
**
مطلق الي ترك البيت واستأجر شقه بعيده عن الانظار يخفي ابنته لوقت يضبط اموره لابعد منطقه حتى يضمن ما احد يوصل ابنته ...
ناظر الغرفه الي وضع اخوه وزوجته فيها ..مضطر يبقي عليهم معه يخاف يروح اخوه ويخرب كل مخططاته الي بعد عناء نجحت!!
قطع افكاره وناظر ابنته وهي تنطق ودموعها تنزل بخفه: بابا خايفه على غسق
قاطعها : لا تخافين ...غسق قدها رح تطلع الشيب براسهم وتاخذ حقنا منهم ...انت لا تهتمين !!
ام عماد بقلق: تتوقع احد يؤذيها
مطلق باستبعاد: ما ظنيت رح يعتبروها شغاله جديده اكثر من كذا ما اتوقع !
وقفت غسق وتوجهت لغرفتها والضيق يرافقها على حال ابنة عمها وصديقتها ....ما قدرت تكون قويه وتروح ..كالعاده دوم تكون جبانه وما تقدر تواجه اي مشكله تواجهها!!
تأنيب الضمير ما تركها بحالها ...بس ملامح ابوها تريحها وكأنه عنده معلومات انها بخير...تتمنى انها تكون بخير وسلامه !!!

**
**
**
متكورة على نفسها بالسيارة من الخلف ....ما قدرت توقف دموعها الي عيت توقف ..كل شيء اجتمع عليها ....ما تدري كيف عمها طمنها انه زواج على الورق ...بداخلها نار عيت تطفي ...ما رسمت هالشيء ولا توقعته بعقلها الصغير ....محتاجه امها بقوة ..تبغى ترمي نفسها بحضنها حتى لو ما تسمعها تبغى تشكي له كل وجع حصلته لما طلعت على ذي الدنيا ....شيء بداخلها ينهش روحها ويمزقها...
تبغى تهرب لأبعد مكان في العالم ...نفسيتها متدمرة ومحطمه ...وش تقول لعمها وعماد واهلها ...
ما كانت احلامها كذا ...رسمت مستقبل جميل لحياتها ...رسمت تكمل دراسه وتتوظف وتعالج امها وابوها ويستقلون ببيت ملك لهم مع عماد الي رح يكون سند وعون لابوها...ما تدري كيف لحظات تدمر كل شيء .....دراستها ووظيفتها وخطوبتها وكل شيء جميل بحياتها كله طار!
مب قادره تكتم شهقاتها ودموعها الي رفضت تتوقف ...نقزت برعب لما وقف السيارة فجأة..ارتد جسمها الضعيف للامام..كتمت صرختها من وجع الطيحه ...رفعت نفسها وقلبها يدق طبول خوف ورعب من صراخه وهو يلتفت لها : وبعدين معك؟!
مركبه بعيونك خزان دموع ما يخلصون؟!
الي يشوفك يقول ذبحها ؟!
وربي ان سمعت صوت بكاء إلا
قطع كلامه لما حس على نفسه انه انفعل بزياده ...ما هو من طبعه يكون حاد مع جنس حواء بس استفزته بالبكاء ...
استغفر بهمس ....وش فيه عصب عليها كذا ...مهما صار لزوم يمسك اعصابه وما تنفلت كذا...تنهد وناظر قريب منه محطه ...قرر ينزل هناك ويشتري لها مويه واي شيء تنشغل فيه عن البكاء ...سمع كلام عنها انها مدلعه بس ما اتوقع بهذا الشكل .... يا كرهه للدلع الماصخ والمشكله ما هو لايق عليها !! متأكد تمثل هالبكاء حتى تستعطفه ...غبيه ما تدري إنه لو يطلع بيده كان ذبح عماد وكل اهله !!
تعوذ من الشيطان لأنه لو جلس معها اكثر ما يضمن انه يخنقها ويتخلص منها ..حمل ثقيل على قلبه وما يظن يقدر يتحملها أكثر ...والي يضعفه إنها بنت وما لها علاقه حتى تتحمل ذنب عماد ....
لزوم يضبط أعصابه أكثر ...شغل السياره وعيونه على الطريق ..متجاهل جواله الي يرن!!
تحاول تكتم صوت البكاء مب قادرة ....رح تموت وتختنق اكثر!!
بعد وقت قصير وقف بالمحطه ...نزل بعد ما قفل الابواب وتوجه للبقاله!!
ناظرته لما توجه للبقاله ... حاولت تفتح الباب وفكرة الهروب مسيطره عليها ....ضربت باب السيارة بقوة لما عي يفتح!!
وش الحل الحين ...لزوم توصل لعمها وتخبره بكل شيء صار معها ....لزوم يلقى لها حل ما تقدر تعيش حياة مزيفه!!
لو تنزل للبقالة وتطلب منه الجوال وتكلم عمها ... بس كيف والسيارة مغلقه!!!
مسحت دموعها بعنف وكأنها تنتقم لنفسها من نفسها!!
ناظرته وهو راجع لها ...تمنت لو تعرف تقود السيارة الا تشغلها وتهرب ...بس هذا الخبيث اخذ معه مفاتيح السيارة!!
كتمت انفاسها تشجع نفسها بعد ما فتح باب السيارة ...وبصعوبه نطقت قبل ما يركب: ابغى دورة المياة!!
ناظرها للحظات وهي تناظر للاسفل وتتحاشى النظر لجهته ...نطق بهدوء: غطي وجهك وانزلي!!
فتحت الباب ونزلت وهي تحس حرارة الجو تصهرها ..ما توقعت الجو حار كذا ....
نطق باعتراض: وين نقابك؟!
نطقت بدون ما تناظره: ما احضرته!!
نطق بنبره ساخره: ما شاء الله البارحه متغطيه واليوم كاشفه ؟! تظنين الدنيا لعبة عندك !!
ناظرها بتقييم وهو عابس ملامحه بعدها اشر لها تتحرك بعد ما وضع الاغراض بالسيارة!!
قهرها بكلامه تتمنى لو تخنقه وتتخلص منه ...كرهته وحاقده عليه بقوة ....

طردت مشاعر الكره الي اجتاحتها ...الأهم الحين كيف تقدر توصل لصاحب البقالة وهذا ملازم لها !!
وقف مهاب قريب من دورة المياة واشر لها تدخل !!
تحركت بروح خاويه بدون ما تنطق حرف واحد ...دخلت وهي تناظر المكان بملامح عابسه والريحه قتلتها ...رجعت خطوات بخفه تشوف اذا كان واقف او لا ...عبست ملامحها وهو واقف لها مثل الحارس الشخصي!!
كشت عليه بعبوس وتوجهت للمغسله غسلت وجهها بقوة وكانها تنفس عن القهر والعجز الي بداخلها ...لمتى تبقى جالسه تبكي مثل البزران ...بما انها وافقت لزوم تكون قدها وتثبت وجودها ...
لزوم ما تسمح لاحداث الامس تضعفها ...رح تكون اقوى .. بدأت تشحن نفسها بالايجابيه .... تحتاج تنام بعمق حتى تقدر ترتب اوراقها من جديد ...جسمها منهك ومتعب صار لها يومين مواصله وما غفت عينها....
تقدمت للخارج وعيونها تترقب وتبحث عنه ...ارتاحت لما شافته عند السيارة ومعطيها ظهره ويتكلم بالجوال ...وبدون سابق انذار توجهت مباشره للبقالة ...اخذت نفس عميق بعد دخولها ....تحاول تهدي دقات قلبها ....ما تبغى تناظر وتشوف مكانه تخاف يلمحها .. اقتربت من صاحب البقالة..كان وجهها كله مويه والشال مبلل وكم خصله من غرتها نازله ومبلله بدون ما تنتبه عليها..كل عقلها كيف تتخلص من مهاب...ناظرت صاحب البقالة وفكها يرتجف خايفه يمسكها مهاب قبل ما تتصل بعمها ..نطقت بعد ما ألقت نظره خاطفه على الباب : لو سمحت ابغى الجوال اتكلم مكالمه ضروريه!!
منظرها ما ريحه ..نطق برفض: ما اعطي جوالي
قاطعته برجاء ودموعها بدأت تنزل: الله يخليك بس دقيقه وما رح اطول وقدامك اتكلم
نطق وهو رافع حاجب: اذا انت بمشكله أتصل لك بالشرطه
قاطعته برعب ما تبغى تكبر السالفه: لا لا بس اعطني جوالك ثواني وربي ما اطول
مد لها الجوال بتردد ..خايف توقعه بمصيبه !
اخذته ويدها ترتجف ...بدات تدخل رقم عمها وتحاول ما تخربط بالرقم ..خايفه تخونها ذاكرتها وتخربط فيه ...اخر رقم عقلها مشوش ما تدري 6 او 5!!!
حست يدها تشنجت لما انسحب الجوال من خلفها ...بلعت ريقها بصعوبه والتفتت عليه وهو يناظرها بملامح جامده..ارجع الجوال لصاحب البقاله ببرود وهو ينطق : مشكور!!
وسحبها من كتفها خارج البقالة تحت نظرات صاحب البقالة المستنكره ...بغى يتدخل بس جلس لما حس انها زوجته والظاهر متشاجرين وتبغى تتصل بأهلها ..واكبر دليل انها ما صرخت ولا طلبت مساعدته اكيد بينهم معرفه!!
غمضت عيونها من وجع قبضة يده ...نطق بفحيح فيه تهديد: تبغين ترجعين لاهلك ذيك الطريق ...
ناظرت مكان ما أشر على الطريق العام ....
شد قبضته اقوى وهو يتابع كلامه: لا تظنين رح اجلس ألعب معك هنا لعبة القط والفأر ....اذا وصلت السيارة وما كنت خلفي ...لا تنسي قراءة سورة الفاتحة عن روح اخوك عماد!!
نفضها بقرف وتوجه للسيارة ...قوست شفتها بحزن بعد ما فقدت الامل بالتواصل مع عمها ....غبية كانت رح تخرب كل شيء بحركه متهورة منها ...حياة عماد بيدينها كيف ضعفت كذا وكادت تعرضها للخطر ....تحركت خلفه مجبره لحماية عماد ...وكلام عمها يتردد بإذنها" سايريهم حتى نضمن سلامة عماد"
بالرغم من المكان الواسع من حولها ..الا انه يخنقها بقوة ...
فتحت الباب وركبت بهدوء بعد ما عزمت تمسك نفسها أكثر ....وبداخلها بركان من الشخص الي جالس قدامها!!
ناظرته لما مد لها بالاغراض وملامحه عابسه ... الكره والحقد له بداخلها يدفعها للجنون ...وبدون سابق انذار سحبتهم وضربتهم عليه بقوة وهي تنطق بقهر من تسلطه عليها: الله يأخذك وأرتاح منك!!
هم يقوم ويكسرها على تصرفها ..بس مسك نفسه لاخر لحظة وشي بداخله يردد "والكاظمين الغيظ" ...وحركتها هذي ما تدل الا على عظم قهرها وغيضها منه ....تظن الزواج لعبة ؟!
رح يتركها تموت بغيضها وقهرها منه ..نطق بتحذير بعد ما جمع الاغراض ووضعهم جنبه : وربي إن عدت هالحركه الا تموتين بأرضك انت وكل اهلك ...فاحترمي نفسك أفضل لك !!
نطقت وهي صاكه على اسنانها: اكرهك
مط شفته بسخرية من كلامها وكأنه ميت عليها ...وباحتقار لها نطق: شعور متبادل!!
حرك السيارة بهدوء وتابع طريقه والصمت يخيم على المكان !!!
أرخت راسها على زجاج السيارة بتعب وروح خاويه متعبه من كل شيء ....تتمنى شيء واحد يكون كل هذا حلم ...وتصحى منه وتلقى نفسها لابسه فستان الخطوبه بعد ما غفت على الكوشه ...وعماد ينغزها " غسق قومي الناس تناظرنا"
..غفت بدون وعي على هذا الحلم ..حتى بأحلامها يتدخل ويفسد عليها فرحتها.. ما طال الحلم نقزت لما ارتطمت السيارة بمطب ما انتبه له!!
همست بألم ما وصل لمسامعه :" كسر يكسرك"!!
عدلت جلستها وغمضت عيونها لعل وعسى تقدر تنام ..بس عي النوم يجيها!!
بعد مرور وقت كان ثقيل عليها خاصه بتواجدها معه
...وقف قدم بوابة كبيرة سوادء مزخرفه باللون الذهبي ... لحظات وانفتحت البوابه الكبيرة ودخلت منها السيارة ....
تناظر غسق البوابه الكبيره الي دخلت منها وحجمها الكبير رسخ بذاكرتها ... وكأنها بوابة السجن الي رح تعيش فيه ...ناظرته لما وقف السيارة بموقفها.. نطق بجمود : انزلي!!
بلعت ريقها بصعوبه .....تحس رجولها تصنمت مب قادرة تتحرك ..كيف تواجه عالم حاقد عليها لوحدها ...رفعت عيونها لما فتح الباب من جهتها وبحده نطق: مطوله وانت جالسه!!
كتمت انفاسها لعلها تستعيد توازنها...نزلت بخطوات متردده ..بالرغم من البيت الكبير والحديث ما جذب عيونها... شعرت وكأنه مثل افلام الكرتون لما تدخل قصر الرعب !!
تحركت مجبره لما تركها وتوجه للداخل متجاهل وجودها ....اسرعت بخطواتها حتى تجاريه ما تبغى تدخل لوحدها على الاقل يكون معها!!
لحظات وجدت نفسها بمكان واسع مقسم لصالات مفتوحه على بعضها ودرج لولبي للطابق الثاني!!
بلعت ريقها برعب لما القى مهاب السلام عليهم وتوجه مباشرة للاعلى تاركها خلفه تواجه مصيرها لوحدها بدون ما يلتفت عليها !!
رجعت خطوة للخلف والرعب دب بأوصالها لما التقت عينها بعين الرجال الي كان بالملكه وواضح انه ابو مهاب!!
شتت نظرها بين الحضور وهي تحس نفسها بحجم النمله والدنيا تلف فيها ..رح تفقد توازنها بأي لحظة ...
ابو مهاب وهو يناظرها بشكلها المبعثر وعيونها ووجهها المنتفخ من كثر البكاء ...
نطق بصوت جهوري ارعبها فوق الرعب الي تشعر فيه: انتظري لحظة قبل ما تغادري لغرفتك في بعض الامور لزوم تكونين مطلعه عليها ....حتى ما تقولين بعدين ما عندي خبر!!
من الحين تنسين شيء اسمه أهل ..ما لك علاقه فيهم أبدا..لو تشوفين أبوك او احد من اهلك قدام عيونك ما هو مسموح لك تقتربين منهم ...ممنوع اي شكل من اشكال التواصل مع اهلك ولو سمعت انك استغفلتينا وحاولت مجرد محاوله لا تلومين الا نفسك!!
تذكري كل عيالنا قلوبهم متعطشة للدم واي حركه مجنونه منك وما تحسبين حسابها ..تكونين اجرمت بحق أهلك !!
انت هنا مثل الدميه ما لك حق باي شيء وصوتك ما ينسمع الا اذا طلبنا منك الكلام ..واي شيء يطلب منك يتنفذ بالحرف ...
حتى الطفل الي باللفه لو يؤمرك تنفذين كلامه بدون تردد حتى تضمين سلامتك وسلامة أهلك!!
قهرها بكلامه فوق ما دمروا احلامها يبغون يعدمون وجودها ...ذول الناس الي شجعها ابوها تروح عندهم ...ناس بدون انسانيه ...كل يوم تكتشف انه ابوها عقله ما هو سليم ابدا ويحتاج للعلاج ...
رفعت نظرها لما تابع كلامه بتحقير لهم وكأنهم حشرات : وعماد اخوك المجرم
استفزها بكلامه ونظراته...عمره ما كان عماد سيء او مجرم ..بالعكس دوم كان بلسم لروحها لما يضايقوها عيال عمتها ...وبدون وعي نطقت بدفاع: عماد ما هو مجرم انتم المجرمين يوم تدمروا حياة غيركم بدون ذنب ...ولدكم انتهى اجله واكيد هو السبب بالمشكله ...عماد مثل النسمه ما يجرح ولا يؤذي نمله .. ولدكم هو الي رمى بلاه علينا!!
ولدكم هو الي اجرم بحق نفسه ومن حق عماد يدافع عن نفسه!
زادت دقات قلبها بعد الكلام الي نطقته ...بعد ما استنزف منها جهد كبير...تحاول تظهر قدامهم انها قويه وما رح يضعفوها وهي من الداخل هشه مكسورة ما هي بحاجة لاحد يكسرها ...
رجعت خطوة للخلف لما تقدم ابو مهاب وهو زام شفته بقوة من كلامها وجرأتها بالكلام ...مثل عائلتها بالضبط بدم بارد يقلبون الحق ويطلعون أنفسهم مظلومين!!
تحس رجولها ما عادت تحملها أكثر لما بدا يدور حولها ويناظرها بتقييم: جريئة وبقوة ....وكلام ما توقعت اسمعه منك ...متفاجىء منك بقوة!!
بس ما استبعد هالشيء دام مطلق أبوك!!
اممم قلت لي ولدي هو سبب المشكلة وهو الي رمى بلاه عليكم!
بلعت ريقها بصعوبه لما وقف قبالها مباشره وعيونه الحادة ترعبها ...تحس قلبها رح يطلع من مكانه من قوة ضرباته ....
عبست ملامحها لما انقضت يده بكتفها بقوة وهو يهزها : الحين سيف الي الكل يشهد بأخلاقه وطيبه قلبه هو السبب ...ولدي سيف الي دمرتم مستقبله واحلامه بلحظات ...سيف الي حرقتم قلبي وقلب امه واهله عليه هو السبب... وبكل وقاحه تقولين هو الي رمى بلاه عليكم!!
بوقاحتك ما شافت عيني ...شين وقوي عين
تحس عظام كتفها تفتت من قبضته ...نطقت بألم : اتركني
كتمت وجعها لما استقر كفه على خدها النحيل وهو ينطق بقوة: حسك ما ابغى أسمعه تفهمين!!
وان عدت هالكلام مرة ثانية ما تلومين الا نفسك!!
ختم كلامه ودفها بقوة عنها بقرف ...بصعوبه وازنت نفسها حتى ما تسقط على الأرض !!
صكت على اسنانها بقوة من الضعف والعجز الي تتجرعه وهي بين ذي الوحوش ...
وزعت نظرها بين الموجدين وعيونهم كلها حاقده تبغى تستفرد فيها وتقضي عليها !!
بلعت ريقها لما نطقت حرمه بنبره محروقه: هذي الي جبتوها بدل سيف!!
ابو مهاب بحده نطق: ام سيف انتهينا من هالموضوع!!
نطقت وبداخلها نيران الثأر مشتعله ..نطقت بوعيد: وربي لأحرق قلب امك عليك!!
رح أخليك تشوفين الموت وما تطولينه!!
وبدون سابق انذار هجمت على غسق وبدأت تضربها بقوة وكأنها هي الي قتلت ولدها ...
تحاول غسق تبعدها عنها بس مو قادره ..والي ذبحها ما احد تحرك يبعدها عنها !!
ما تدري من وين هالمتوحشه طلعت لها!!
ام مهاب اوجعها قلبها على غسق تحركت تبعد ام سيف عنها بس ابو مهاب وقفها بصوته القوي: اتركيها ..خليها تطلع شوي من حرتها الي بداخلها يمكن ترتاح!
ام مهاب بقهر منهم: بلاه يصيبها شيء
قاطعها بقوة: قلت لك اتركيها ...ما رح تموت من شد شعر وصفعات تعلمها حدودها!!
ما قدرت ام مهاب توقف مكتوفه الأيدي ..تحركت حتى تنادي مهاب يوقف هالمهزله...بس وقفت لما شافته نازل ويناظر المشهد ببرود .. نطقت بحرقه: حرام خلص البنت منها!!
ناظر امه وتحرك بخطوات هادئة باتجاه ام سيف وغسق ...اقترب منهم ومسك يد خالته بلطف وهو ينطق: خالتي!!
ام سيف من بين دموعها: اتركني اذبحها حتى احرق قلوبهم
قاطعها بهدوء وحنيه: ما تستاهل توسخين يدك فيها ...وجودها هنا اكبر حرق لقلبهم !!
اوقفها وهو يهدي فيها وهي مستمره بالبكاء!!
تقدمت ام مهاب واخذتها لغرفتها بعد ما انهارت اعصابها!!
تنهد وناظر غسق وشعرها معفوس ومقطع على الارض من زوجة ابوه وبعض الخدوش برقبتها وجهها احمر من الضرب ...ما ينكر انها استفزته بكلامها عن سيف كان واقف قريب من الدرج ويسمعها تتكلم بكل قوة عين ... توقع انه ما عندها الا البكاء...طلع لها لسان مثل الافعى ...وبنفس الوقت ما اعجبه تصرف ابوه يتركها بين يدين ام سيف ....نزل حتى يوقف هالمهزله وبنفس الوقت يحسها نالت الي تستحقه ...نطق بهمس ما يوصل الا لها :تسلم يدين خالتي!!
ما ناظرته وهي ضاغطه على كف يدها مكان عضتها وكأنها كلب مفترس دق فيها ...
تحاول تتجاهل تاثير كلامه عليها ....اوجعها كلامه لها نا أذتهم ليه يعملون فيها كذا ...ما هي ممتنه له بانقاذها من تحت يدين هالمجنونه ..ليتها موتتها وريحتها من ذي الحياة!!
على الاقل تكون وحده بوحده ..هي مقابل سيف وبكذا ينتهي هالدم الي بين العائلتين!!
حاولت بكل قوتها ما تضعف وما تنزل دموعها قدامهم ..بس هي انسانه وكلها مشاعر واحاسيس مرهفه ...ما هي متعوده على الضرب عاشت حياة الدلال بين امها وأبوها ...الكلمة تحزنها وتؤثر عليها فكيف لو تعرضت لضرب قوي بدون ذنب ... ما قدرت تتحكم بدموعها وشهقاتها الي تحاول تكتمها بس باءت محاولاتها للفشل!!
تكورت على نفسها وهي تحتضن حالها وتواسي نفسها بنفسها وشهقاتها تتردد على مسامعهم!!
تضايق وهو يشوف حالذا ...ما يدري وش هالتناقض الي يعيشه ...مد يده لها حتى يساعدها بالنهوض ..تجاهلته وهي مستمره بالبكاء ......امسكها من كتفها ونهضها ..كانت خفيفه مثل الريشه...ناظر الشغاله ونطق بهدوء: خذيها للغرفة ترتاح!!
تقدمت الشغاله بصمت جمعت شعرها الي تقطع... بعدها مسكت بيدها وغادرت المكان بعد ما دمروا أخر امل عندها يكون فيه عندهم انسانيه!!
**
**
بعد خروجها ناظر مهاب ابوه ونطق بعتاب: اتفقنا ما احد يلمسها ويضربها
ابو مهاب بندم ما يدري كيف فقد اعصابه وبتبرير: استفزتني بكلامها وانه سيف الغلطان ...قلوبنا محروقه وفوق هذا تتباجح بكلامها ..تخيلت مطلق والا عماد واقف قدامي ويتكلم بكل وقاحه بدون الشعور بالذنب!!
مهاب هز رأسه بهدوء: ما اتوقع بعد الي حصلته تعيد كلامها !!
ابو مهاب تنهد وهو يجلس : اتمنى هالشيء لاني مو من الساهل امسك أعصابي!!
مزنه جالسه تناظر المشهد برضا تام ...تحس ام سيف اشفت احقادها الدفينه على ذي العائلة !!
نطق مهاب بهدوء: اتركوها بالغرفه يومين ثلاثه ترتاح وما احد يقرب منها ولا يكلمها او يزعجها
ابو مهاب بموافقه لكلامه: وهذا الي رح يصير!!
مهاب هز راسه وبداخله ضيق ما فارقه من كل شيء حوله ..استاذن وطلع من البيت كله !!
بعدها تحرك ابو مهاب مع امه ... وراح يتفقد ام سيف ويشوف وضعها!!
وعد بشماته بعد خروج ابوها: جعلها لهذا الحال واردى شفت لسانها الطويل ...انا بحياتي ما راددت ابوي وذي بكل قوة عين
قاطعتها رهف وقلبها يخاف من الضرب: وربي حسيت حالي رح اعملها على نفسي من الخوف ..وخاصه لما بابا كان يهزها بقوة ....كانت مثل الريشه بيده ..نحيله!!
هاجر باستغراب: ما توقعت شكلها كذا !!
توقعت يكون وجهها دائري أبيض وخدودها باللون الاحمر
قاطعتها رفيف بسخريه: ما شفت وجهها ما شاء الله كله احمر وخرائط العالم فيه!!
وعد بابتسامة: في دم على رقبتها من اظافر أمي !!
رفيف بحسد: بس بنت الذين عليها شعر واضح انه حلو !!
هاجر بسخريه: وش يعرفك يمكن راحت للصالون ضبطته مصدقه نفسها عروس!!
رهف بسخريه: امحق عروس !!
وعد تعدل جلستها: سبحان الله من قبل ما اشوفها ما حبيتها ولا كنت طايقها ..ولما شفتها كرهتها بزياده وكنت ابغى اقوم مع أمي واساعدها بالضرب!!
رهف بتذكير: لا تحاولي ترى مهاب نبه ما احد يلمسها
وعد مطت شفتها بلامبالاة: مجرد كلام حتى ما تكبر المشاكل ..ما شفت عيونه كيف الشماته والرضا واضحه فيها بعد الطق الي حصلته!!
**
**
**
بالليل مجتمع مع عيال عمه ويتكلمون عن احداث اليوم ...ايهاب بسخريه: اشوف العريس جالس هنا!!
كيان مط شفته: قول أمحق عريس!!
سراج بتساؤل: ما يصير تتركها بالجناح وحدها اكيد رح تكون زهقانه!!
كيان بابتسامة شامته: بعد الطق الي حصلته من خالتي ما ظنيت تقوم من يومين عن السرير
سراج بانتقاد: هي من جدها تضرب البنت بوحشيه؟!
هي وش علاقتها حتى تضربها ...الحق على العريس
مهاب زم شفته بضيق: ترى ما أحد اجبرها تكون الضحية علشان اخوها ...عارفه انها جايه برجولها لاهل القتيل ..وش كانت تنتظر يحملونها على اكتافها ويلفون فيها البيت .. والا يذبحون على شرف دخول البيت!!
وربي ما احب اكون قاسي واجرح أي أحد بس هي بتصرفاتها جنت على نفسها ..
تدافع عن اخوها وكانه ملاك نازل من السماء!!
كيان بجعرفه: المشكلة إنه سيرة أخوها سيئة ما سألت عنه احد الا ذمه هو وولد عمته تميم!!
استغفر الله !
ايهاب بتفهم: أدري بهذا الشيء..وحتى لو ما قتل عماد سيف وما في بيننا شيء ...ترى نسبهم ما يشرف..وما يرتقون لمهاب...يعني تبوس يدها وجه وقفى انه مهاب نزل من مستواه ووافق يكون اسمها جنب اسمه!!
مهاب خزه: تراك تبالغ !!
انا ما أقلل من شأن أحد ولا اشوف نفسي على أحد ..كلنا ربنا خلقنا من الطين وما احد له فضل على احد الا بالتقوى ... وحنا نعيش بستر ربنا الي يستر ذنوبنا!
مستعد اتزوج أي بنت حتى لو كانوا يأكلون التراب من الفقر بس الاهم يكون اصلهم وسمعتهم طيب وما يسري الخبث بدمهم مثل عائلة مطلق!!
وبعدين لا تأكلزن رأسي عريس وعريس ..ترى هالزواج ما هو محسوب ...بعد ما اكمل دراسه الدكتوراه رح اتزوج
سراج بتساؤل: وغسق؟!
زم شفته بلامبالاة: رح تبقى في بيت اهلي وما رح يتغير الوضع!!
كيان : كذا رح اسبقك بالزواج
سراج بضحكه خفيفه: اشوفك مستعجل ومن قبل كنت رافض
كيان نطق بوجع: ابغى اتزوج عسى ربي يرزقني ولد ويكون اسمه سيف!!
ختم كلامه وهو يحس بالغصه تخنقه ...لفراق توأم روحه بالرغم انهل واحد من ام ..بس علاقتهم كانت اقوى !!
حل الصمت والحزن على المكان وكل واحد سرح بعالمه وهم يتذكرون مواقف جمعتهم بسيف!!
ما يطلع بيدهم يقولون الا الله يرحم كل نفس فارقت روحها فجأة بدون وداع!!!
فتحت عيونها بصعوبه ورجعت أغمضتهم ويتردد بإذنها صوت وضحكات غريبه على مسامعها واغلبها ما هي مفهومه....رجعت فتحت عيونها بشويش وعيونها تناظر السقف باللون الأبيض ...تمت للحظات وبصرها شاخص للسقف ...ناظرت الشباك الملاصق لسريرها ...عقدت حواجبها باستنكار ...سريرها ما هو قريب من الشباك بهذي الصورة!!
تحس عقلها مقلوب وما هي عارفه وين مكانها....لفت نفسها تناظر المكان وكل جزء من جسدها يوجعها ...عقدت حواجبها باستنكار وهي تشوف أربع شغالات جالسات على الارض ومنشغلات بالاكل والسوالف!!
أرخت راسها على الوساده لما بدأ عقلها يسترجع الأحداث....خارت روحها لما ايقنت كل شيء صار معها حقيقه ما هو حلم ...كتمت انفاسها للحظات لما حست بموجة بكاء رح تجتاحها ...ما تبغى تبكي ...لزوم ترضى بأرض الواقع ..وتترك الاحلام على جنب لوقت خروج عماد من السجن !!
نادرت جهة الشباك واضح إنه الوقت قريب المغرب ...من لما دخلت الغرفة وضعت رأسها ونامت بعمق من كثر ما جسدها ونفسيتها منهكه!!
استوعب عقلها إنها ما صلت الظهر ...نهضت نفسها بصعوبه وهي تهمس بالاستغفار .. كيف فاتتها صلاة الظهر ...معها وقت تلحق صلاة العصر قبل اذان المغرب ...زمت شفتها بضيق من تصرفهم ليه ما احد صحاها على الصلاة ...تعجز عن وصفهم!!
تجاهلت نظرات الشغالات الي يراقبونها بدقه ...ناظرت باب صغير بالغرفه توقعت إنه الحمام ...توجهت له وهي تمشي بشويش وكأنها سقطت من اعلى جبل ..كل شيء بجسمها ينغزها نغزات موجعه!
بعد وقت قصير طلعت من الحمام والمويه تقطر من وجهها ويدينها ...ناظرت منشفه معلقه على الجدار ..اقتربت حتى تمسح وجهها...
حست يدها تشنجت قبل ما تلمسها لما صرخت وحده من الشغالات عليها ممنوع تستخدمها هذي لهم!!
زمت شفتها بسخرية من هذا العالم ..حتى الشر يسري بدم شغالاتهم!!
توجهت للسرير الي كانت نايمه عليه ...رفعت عباتها ونشفت وجهها ويدينها فيهم ....جمعت شعرها المبعثر ولفته على بعضه بعشوائية ...لبست الشيله ...وناظرت من الشباك الغروب ...اعتدلت بوقفتها رح تكون القبلة من هذي الجهة ...رفعت يدينها وكبرت بعد ما نوت قضاء صلاة الظهر !!
بعد وقت أنهت الصلاة وهي جالسه وتردد الاذكار بخفوت ...والهدوء يحيط فيها ..قلبها وعقلها عند امها وابوها كيف وضعهم الحين ...تثق بعمها مطلق ثقه عمياء ومتأكده رح يكون قد المسؤوليه ويسد مكانها ...ويعتني بأهلها..بس قلبها ما يرتاح الا بشوفتهم!!
مسحت دموعها الي نزلت غصب عنها ...التفتت على الشغاله وهي تؤشر لها على الاكل اذا تبغى تأكل ..مطت شفتها بسخرية ...الصحون شبه
فاضيه... كأنها تبغاها تأكل الصحن هذا شيء ثاني!!
رفعت يدها وحركتها بالاكتفاء. ...ما لها نفس بشيء!!
وزعت نظرها على الغرفة الواسعه فيها ٤ أسره ...مطت شفتها بسخرية من تفكيرهم وكأنهم يبغون يثبتون لها انها فعلاً شغاله في بيتهم ...
تنهدت براحه وجودها هنا أفضل من مواجهة عريس الغفلة ..
رفعت نظرها لما اقتربت منها الشغاله وبلكنه مكسره نطقت: هذا السرير لي ...
حولت نظرها للشغاله الثانيه لما اقتربت ومعها فراش وضعته على الارض: هذا لك!!
ما تنكر انها تضايقت من هالموقف وكأنهم يبغون يرسلون لها رساله " نعامل الشغاله أفضل منك"
اخذت نفس عميق تقوي نفسها ..عادي ايام ورح تعدي ...وش حلاة النوم على الأرض !!
تحركت نحو الفراش وفرشته بالارض ...تمددت على طولها ودفنت نفسها تحت الغطاء ...
ما تبغى تشوف احد ولا احد يناظرها ...تسمع همهمات الشغالات من حولها .. اغمضت عيونها تنتظر اذان المغرب وعقلها ما ترك احد من اهلها الا زاره ..ونيران الشوق تشتعل بداخلها!
**
**
**
مجتمعين بالصالة يتقهوون وللحين البيت يكسوه الحزن .. قطعت الصمت مزنه بتساؤل: سألت عن مقصوفه الرقبه ؟!
ام مهاب الي فهمت مقصدها: سألت نيرا تقول صحيت قبل المغرب قامت صلت ورجعت نامت ورفضت تأكل!!
مزنه بكره: عساها تموت من الجوع .. تظن الحين رح نركض لبابها ونرتجيها حتى تتسمم!!
بالناقص منها ومن أهلها!!
ابو مهاب نجق بتساؤل: اعطتوها فراش
ام مهاب هزت رأسها بدون ما تنطق!
هز رأسه برضا: ابغى تعرف انها ما تسوى عندنا شيء...وحياة الدلع والرفاهيه عند ابوها تنساها ... تظن الحين رح نجلسها بجناح طويل وعريض يناسب مقامها ...الارض وكثير عليها!!
وعد بتساؤل: رح تبقى على طول بذيك الغرفه
ابو مهاب زم شفته بتفكير: لا ما رح تطول ..لانها رح تكون مرافقة امي الشخصيه... ابغى بالاول تعرف قدرها وبعدها تنتقل لجناح امي !
مزنه قاطعته باعتراض: انا
نطق يوضح لها: يا يمه طول وقتك تشتكين من الشغالات ما يفهمون عليك وما تفهمين كلامهم ...الحين جاءتك شغاله تفهم هرجتنا !
مزنه وراقت لها الفكرة: ايه ايه والله ما خطرت في بالي ...والله تعبت من الشغالات ما يفهمون علي!!
وبنفس الوقت أشربها العلقم بيديني!
أبو مهاب ابتسم: عليك نور..خذي راحتك فيها !!
سنعيها هذي المدلعه!!
ام مهاب وجود غسق ما راق لها ابدا وخاصه بعد ارتباطها بمهاب ..تبغى تسرع الوقت وتزوج مهاب حتى ما يلتفت لها نهائيا وبنفس الوقت تكسر خاطرها ..بداخلها تشتت ما تدري وش الصواب !
مزنه برضا لكلامه : انا اعرف أربيها من جديد ... الواضح انه مطلق ما يعرف يربي عياله
مهاب بقرف: بالاول يربي نفسه
وعد بتساؤل: هو سيء
قاطعها أبو مهاب: لو ما كان سيء ..كان ما تركوه اخوانه من سنوات طويله واستقروا بالخارج ..
تخيلي حتى بالمشكلة الي وقع فيها ما رجعوا وما وقفوا معه .. اكتفوا بالفلوس أرسلوا له !
وين صارت ذي الاخ ما يوقف مع اخوه!!
مزنه بكره وحقد: الله يأخذها من عائلة وحسبي الله عليهم ...للحين فيني غصه منهم ما قدرت ابلعها!!
ام مهاب وهي تناظر ام سيف داخله ..نطقت تغير الموضوع ..كرهت المشاكل وما تبغى طول الجلسه تكون عن غسق: البنات وين ؟!
ام سيف تقدمت بهدوء : بغرفة هاجر يذاكرون!
ابو مهاب ناظر وعد: وانت ليه جالسه .. اطلعي ذاكري!!
وعد بكسل : يبه والله ذاكرت العصر وباكر ما عندي دوام !!
ام مهاب ناظرتها بتحذير: ترى مهاب متوعد فيك بعد ما غلطت قدامه هاجر وقالت له علامتك
قاطعتها بقهر: انا هاجر ذي لو اقص لسانها ما احد يلومني ...
ام سيف بهدوء وملامح الحزن للحين ترافقها: اطلعي يا يمه وانتبهي لدراستك!!
زمت شفتها بضجر: ان شاء الله !
عدلت ملامحها بابتسامة لما اعطاها ابوها نظره توعد على اهمالها!!
مزنه بانتقاد: يا جيل اليوم لو يطلع بيدهم ما يتحركون من مكانهم وعندالسوالف تلقى الوحده فيهم مثل اذان الفيل!!
ابو مهاب باستغراب: مهاب وكيان ما شفتهم
مزنه بهدوء: مهاب رح يغيب يومين عنده مشاغل ورح يجلس عند صديقه وكيان عند عيال عمه!!
ام مهاب بضيق على ولدها ...من بعد وفاة سيف وحاله تبدل والحين مع هالزواج ما عادت تعرف ولدها ...الضيق والسكون يغلفه ...نطقت لعلها تلقى طريقه ترجع ولدها مثل ما كان: يا ابو مهاب وضع مهاب ما هو عاجبني وخاصه من بعد هالزواج
ابو مهاب رفع حاجب: اشتكى لك شيء؟!
نطقت باختناق : ليته يشتكي على الاقل يرتاح
قاطعها ابو مهاب بهدوء: مع الايام بينسى كل شيء...ولما يكمل دراسة الدكتوراه رح نزوجه
قاطعته: والبنت الي حطتوها بحلقنا؟!
ابو مهاب بلامبالاة: وش عليك منها ...مجرد عامله تشتغل هنا بدون راتب
نطقت بعدم رضا: وش ذنبها تعيش حياتها معلقه ؟!
ام سيف نطقت بحقد وغل: مثل ما سيف توقفت حياته لا تزوج ولا تخرج ولا شيء من احلامه حقق وهي نفس الشيء...يذوقوا الي ذقناه!!
أبو مهاب بوعيد وهو يناظر للبعيد: رح يتجرعوا العلقم ...رح اخلي مطلق يبوس رجولي حتى اسمح له يشوف زولها وما رح يقدر !!
بس انت يا ام سيف امسكي أعصابك وحركتك الاخيره أتمنى ما تنعاد ما نبغى نبتلي فيها !!
ام سيف هزت رأسها وبداخلها وجع ما خمد: ان شاء الله احاول!!
*
**
**
**
مر يومين على تواجدها بذي الغرفه امضت وقتها بالنوم حتى تهرب من الواقع .... واحيانا تتناول وجبه الغداء مع الشغالات وتكتفي فيها ....
عبست ملامحها من وجع ظهرها بسبب نومتها على الارض ...فرشه رقيقه ما تحمي ظهرها من قسوة الارض!!
تبغى ملابسها من لما جاءت وهي بنفس الملابس ..والمشكلة تسأل الشغالات وما احد يرد عليها ويكلمها ...ما توقعت منهم ذي القسوة يمنعوا الشغالات يكلمونها...وش يقصدون بذي الحركه!!
رفعت نظرها لما اقتربت منها الشغاله:أم مهاب تبغاك بالصالة!!
عبست ملامحها ما صدقت وترتاح منهم ...ما لها خلق تقابل أحد...عدلت الشيله وتلثمت فيها ..ما تبغى احد يشوف ضعف ملامحها وروحها الهشه!!
وقفت بهدوء وتحركت لخارج الغرفه تبحث بعيونها عن الصالة ...ما تدري وش يبغون بالبيت يكون كبير هالكثر ...كانت تشوف بيت عمها مطلق كبير بس الحين تحسه صغير جنب هذا البيت ...
وقفت بتردد لما شافت ابو مهاب وبرفقتهم شاب والحريم جالسين بالصالة ...
ملامح ابو مهاب تدب الرعب بداخلها ...يتمتع بطول فارع وجسمه مليان ..تحس نفسها بحجم النمله جنبه ...عيونه الحاده تبث الرعب بكل خليه بجسمها ...شجعت نفسها تكون واثقه من نفسها و تتجاهل اي كلام واي اساءة تتلقاها منهم ...رح تتجاهلهم حتى تحصل على مرادها ..متأكده يبغون يذلونها ويتفزونها بكلامهم ... رح تحاول تتجاهل كل شيء وكأنها ما سمعتهم ...
اقتربت بخطوات هادئة ووقفت بدون ما ترد السلام ..عجز لسانها عن نطق السلام لانهم بنظرها ما يستحقون!!
ابو مهاب رفع حاجب بعدم رضا : وعليكم السلام!!
تابع كلامه بانتقاد: كذا رباك مطلق؟!
تحاشت تنظر له تخاف تفقد قوتها ... وبنفس الوقت لسانها يتحرك يبغى يرد عليه وتمسح فيه الارض ...المشكلة ما تثق بجرأتها ...ثبتت نفسها ما رح ترد عليه خليه يموت بقهره...الحقران يبط المصران
رفع حاجب وهو يناظرها ساكته وكأنه يكلم الجدار...نطق بأمر: تعالي سلمي علي بالنهاية تكونين زوجة ولدي!!
ختم كلامه بنبره ساخره!!
ما فاتتها نبرته الساخره ...بلعت غصتها وزواجها للحين ما قدرت تتجاوزه ...لمحته وهو ينتظرها تتقدم تسلم ...كلام ابوها يتردد بسمعها لزوم تحترم الي اكبر منها حتى لو غلطوا عليها ...مع الزمن رح يعرفوا غلطهم ويعتذروا منا بنفسهم...مع انها تستبعد يكون في قلوبهم رحمه ... تبغى تسايرهم حتى تتجنب شرهم ....
تقدمت وضعت يدها بيده الممدوده...فتحت عيونها باستنكار للحظات لما رفع يده بطريقه حتى تقبل يده ...لو كان الامر بيدها كان تفلت عليه ...
ترددت للحظات وشيء بداخلها يدفعها تسايرهم لعلهم يطلقون سراحها..بس شيء بداخلها يحذرها ترمي كرامتها بالارض ...هو يبغى يذلها بذي الطريقه ...
احتارت ما تدري كيف تتصرف ... صكت على اسنانها بقهر وعجز لما نطق وهو ينفض يدها بقرف : ما علموك أهلك تقبلين يد الكبير من باب الاحترام!!
ما تحب احد يذم تربية اهلها لها ... وبنفس الوقت ما رح تسمح له يهينها !!
نطقت بنبره هاديه: علموني أقبل يد الكبير إلي يقرب لي ...ويكون محرم لي
ضحك بسخريه من ردها: والعقد إلي بينك وبين مهاب ..مو زواج؟!
نطقت بثقه وثبات: رح ييجي يوم وينتهي ويرجع كل شيء مثل ما كان
قاطعتها مزنه بقوة: بأحلامك...رح تبقين خدامه تحت رجولنا حتى تموتين وحيده بدون أهل!!
رفعت حاجب بثقه وبداخلها ثبات ما رح تتنازل لهم : انا مو خدامه عندكم ودوبكم تقولون بيننا عقد زواج ...وش هذا التناقض؟!
انا ما تمنيت بيوم من الايام اكون هنا ...بالعكس عندي طموح واحلام ورح تتحقق بيوم من الايام مهما عملتم ما رح توقفون بوجه عزيمتي..انا اضطريت اضحي وأوافق اكون بها المكان لأجل عماد ولأجل أشخاص عزيزه على قلبي مستعده أضحي بعمري لأجلهم...
لا تظنوا اني ميته على هذا الزواج ..ولولا الحادث الي صار ما قبلت بولدكم
قاطعتها ام سيف والشرار يطلع من عيونها:تخسين ..
احمدي ربك صبح ومساء إنك على ذمته ..تراك واقفه له مثل الشوك بالبلعوم ما هو قادر يبلعك ...ويكون بعلمك تراه كان زواج على ورق بس لما وصلتنا سمعتك السيئة ..كان لزوم نتأكد من اخلاقك..فلا تظنين انه ما قدر يقاوم جمالك...لا تغترين بنفسك وناظري حالك بالمرايه!!
استفزها الكلام وهي جالسه تطعن بشرفها ...كلامها ثقيل ما قدرت تتحمله ...يبغون يتأكدون من عذريتها وكأنها بنت شوارع ... شدت قبضة يدها ..يقهرون يقهرون ...كتمت ضيقها ونطقت بهدوء عكس النيران الي بداخلها تشتعل : لا يضر السحاب نبح الكلاب ..انا واثقه من نفسي وما يهمني كلام الأعداء!!
ام سيف فتحت عيونها بقوة باستنكار من كلامها: وربي ما احد كلب غيرك
أبو مهاب قاطعها: انتهينا يا أم سيف !!
بعدها تابع كلامه وهو يناظر غسق بتوعد : وانت احترمي الاكبر منك أفضل لك ترى ما عندي صبر اتحمل بزر مثلك!!
مزنه تناظرها بتقييم: اعطيناك راحه يومين ...ومن بعدها ايام الدلع والنوم راحت ..الحين توقفين مع الشغالات وتساعديهم ويا ويلك لو اشكتوا منك !!
ابو مهاب رفع حاجب وهو يسالها: تعرفين تجهزين القهوة ؟!
هزت رأسها بالرفض نكايه فيه وبداخلها تردد" جعلك بالسم"
اشر على الشغاله : خذي هالرفلة وعلميها السناعه !!
قاطعته غسق بهدوء: ابغى حقيبة ملابسي؟!
كيان الي يتابع المشهد من البداية بصمت ...نطق بنبره بارده حتى يستفزها: مهاب ارجع أغراضك مع ابوك ما رضي يدخل قمامتك للبيت!!
ناظرته غسق للحظات ..الكل يحاول يستفزها ويطلعها عن طورها ..ما عملت لهم شيء ليه كذا يعاملونها ....كتمت ضيقها ورجعت تكلم ابو مهاب: اتصل بمهاب خليه يروح لبيت اهلي ويحضر اغراضي
سكتت وهي تناظر ابو مهاب يضحك بصوت عالي مع ولده كيان ...عقدت حواجبها باستنكار ما تدري ليه يضحكون!!
كيان من بين ضحكاته: اتصل الحين يبه بلاه مهاب ينسى اغراضها
ابو مهاب بعد ما انتهت موجه الضحك : وربي انك عجيبه؟!
ما ادري الي فيك هبل والا قوة والا وش بالضبط ...للحظة حسيت اني اشتغل عندك وانت تتأمرين علي !!
اتوقع قال لك كيان ما ندخل بيتنا قمامه
ام سيف بمداخله: كافي إنا دخلناك وانت اكبر قمامه احضروها من الشارع!!
صكت على اسنانها تحاول تتماسك بعد كلامهم وتجريحهم ...تبغى ملابس تبدل ما تدري اي اسلوب تتبع معهم ...
رفعت نظرها لام سيف لما تابعت كلامها: جمعنا لك الملابس الي ما يبغونها البنات وبالعادة نرميها بالحاويه ..دامك موجوده رح ابعثهم مع الشغاله!!
قاطعتها غسق بقوة وبداخلها قهر من ذي الحرمه: أنا ما ألبس من خلف احد ولا احتاج صدقه منك ومن بناتك ...دام ولدكم تزوجني مكفول فيني بكل شيء!!
مزنه بسخريه : ايه معك الحق الحين نتصل فيه حتى يأخذك للسوق بس ما قلت لنا اي سوق ؟!
غسق ناظرتها بكره وحقد ..وبنبره مستفزه قصدتها حتى تقهرهم مثل ما قهروها : السوق الي انذبح فيه سيف ...واذا ما تعرفونه اتصلوا بعماد يعلمكم بمكانه
ختمت كلامها وسرعان ما رجعت للخلف برعب لما هجم عليها ابو مهاب مثل الاعصار...
تبغى تهرب لابعد مكان ...رجولها تيبست مب قادره تتحرك ...فتحت عيونها برعب لما انقض بيدينه على رقبتها وشد بقوة وهو يصرخ: انا اذا ما طلعت روحك بيديني ما ارتاح ....بكل وقاحة وبجاحه تتكلمين!!
مزنه نطقت برعب وهي تقترب منهم: اتركها يمه ما تستاهل توسخ يدينك فيها!!
تحس ولدها مغيب عن وعيه وما يسمع كلامها ...صرخت على كيان واقف يناظر الموقف ببرود: تحرك ابعده عنها الحين تموت!!
تقدم كيان وبصعوبه ابعد ابوه عنها ..وهي ترافس بقوة من حرارة الروح!!
ام مهاب بعد ما تركها نزلت على الارض تتفقد غسق ودموعها تنزل غصب عنها ..ما تبغى زوجها يصير قاتل ..اكبر غلط ارتكبوه لما احضروها هنا ...نطقت بفزع وهي تناظر غسق بدون حراك: ماا تتحرك
ابو مهاب ناظر غسق بحقد وهو يشوفها مرميه بدون حراك: جعلها لا تقوم!!
حمل نفسه وطلع من البيت كله!!
ام مهاب ببكاء تناظر ولدها: كيان خلينا نأخذها للمستشفى او نعمل اي شيء!!
زم شفته كيان بضيق: ما فيها شيء ..بس فقدت الوعي!!
بشروني اذا ماتت!!
ام مهاب بانفعال من كلامهم: انقلع عن وجهي ...لا حول ولا قوه الا بالله!!
توجهت لجوالها واتصلت على مهاب متجاهله ام سيف وخالتها الي يناظروا الموقف بصمت!!
نطقت اول ما فتح مهاب الخط: وينك؟!
عقد حواجبه باستنكار من نبرة صوتها الباكيه: انا بالسوق ابغى أشتري لغسق ملابس صاير شيء؟!
نطقت بنبره باكيه: تعال يمه بسرعه ولا تتأخر!!
قفلت الخط ونادت على الشغاله تساعدها ينقلوها للغرفه !!
ام سيف تناظر الموقف ودموعها تنزل بصمت ...وعقلها يفكر بسيف كيف كان فاقد الوعي ومستسلم بدون حول ولا قوة!!
**
**
**
مستلقيه على السرير وللحين تحس بيدين ابو مهاب على رقبتها ..للحظات حست روحها طلعت ...هذا ما هو انسان..هذا وحش!!
ماسكه دموعها بصعوبه ما تبغى تبكي قدام ام مهاب الجالسه قريب منها ..اكيد خايفه يصير لها شيء ويتحمل زوجها المسؤوليه ...ما هو حب او عطف عليها!!
وقفت ام مهاب وطلعو من الغرفه...تنهدت براحه لما طلعت من المكان ...اعتدلت بجلستها وشعرها يضايقها ويخنقها من لما جاءت ما سرحته ولا غسلته ....
حضنت وجهها بكفيها وهي تفكر بحياتها...لزوم تحفظ لسانها وخاصه قدام هالوحش مستعد يذبحها بدم بارد ....ما تبغى تموت قبل ما تشوف اهلها وتطمئن عليها ...لزوم تمسك نفسها امها وابوها ما رح يتحملوا يشوفنها بالكفن ..... وعدت عماد تنتظره لزوم توفي بوعدها!!
تنهدت بضيق الحياة هنا صعبه وفوق طاقتها ...رح تحاول تمسك لسانها وتتجاهلهم!!
رفعت راسها لما حست بدخول أحد ...عبست ملامحها لما شافت مهاب واقف قريب منها وبيده كيس صغير ...اقترب بملامح جامده..نطق ببرود: كيف وضعك الحين!!
زمت شفتها وهي تحاول تسيطر على دموعها ...يقتلون القتيل ويمشون بجنازته!!
زم شفته بضيق وهو يشوف حالتها المعفوسه .. شعرها معفوس ...عيونها تتراقص بالدموع وواضح انها ماسكه نفسها بصعوبه .... ناظر رقبتها ومكان اصابع ابوه واضحه ...غير الخدوش الي للحين واضحه برقبتها من خالته ..تواجدها هنا رح يخسرهم الكثير...ما يضمن أهله يمسكون انفسهم عنها وخاصه مع لسانها الطويل ...اليوم لولا لطف الله كان طلعت روحها بين يدين ابوه ...ما يبغى احد من اهله يكون قاتل بسببها ...ما يستاهل مطلق واهله يلوثون يدهم !!
تنهد لما ما ردت عليه ..وبنبره هادئة نطق: يا بنت الناس اشتري روحك ...قلت لك من قبل لسانك الطويل ابلعيه ...دامك رضيت تعيشين هنا ملزومه تتحملين اي شيء تشوفينه !!
نطقت بقهر من كلامه يبغون يجردونها من المشاعر والأحاسيس: وهم ملزومين يحترمون وجودي ما اسمح لاحد يطعن بعرضي
مط شفته بتعجب: مو حنا الي طعنا بعرضك حنا سألنا عنك والناس تكلمت عليك ...اذا انت ما صنت نفسك لا تلومين الناس!!
بهتت ملامحها من كلامه وعقلها دخل بدوامه معقول ابنة عمها عندها علاقات
طردت هالافكار مستحيل غسق تعمل كذا ...ما عمرها لاحظت عليها حركات مب زينه!!
اكيد يتبلون عليها حتى يكسروا عينها!!
مط شفته بسخرية لما شاف الصمت غلفها ..واضح انها متفاجئة ..الظاهر ما توقعت احد يكشفها منهم ...نطق يطلعها من دوامة افكارها: اسمعيني زين يا بنت الناس من الحين تقبلي وجودك هنا ...انا مو موجود هنا طول الوقت حتى امنع الاذى عنك ...اقضبي لسانك حتى تضمني سلامتك...
وانسي شيء اسمه أهلك نهائيا..واسم اخوك ما ابغى اسمعه على لسانك ابدا ..لانه وقتها رح اكون انا بوجهك ...ما ابغى اتصادم معك واتصرف بتصرفات تجرحك وتوجعك نفسياً...
ختم كلامه وناظر امه الي تطالعها بضيق...بعدها مد لها الكيس بهدوء: اشتريت لك كم قطعه ملابس...اذا احتجت أي شيء تكلميني انا ..وغير كذا ما ابغى اسمع صوتك نهائيا بهذا المكان!!
اعتدل بوقفته وحمل نفسه وغادر بدون ما يعطيها فرصه تتكلم!!
ناظرت زولهم لما طلعوا من عندها وصوتهم يوصل لمسامعها وهي تسأل فيه: مشتري لها ملابس؟!
غمضت عيونها بضيق من رده: اشتريت لها من بسطه تناسب مقامها!!
شدت على الكيس بقوة ...وبداخلها قهر منه ومن كل أهله ...ما قدرت تسيطر على دموعها .... ما تدري ليه كلهم هنا يحاولون بأقصى جهد يحسسونها بدون قيمه !!
مسحت دموعها لما رجع لها وهو ينطق بهدوء: مع الاغراض جبت لك برقع تلبسينه...ما تطلعي خارج الغرفه والا انت متغطيه!!
ما ردت عليه ولا ناظرته وهي تمسح وجهها بكم عبايتها!!
ختم كلامه وغادر والضيق جاثم على صدره لما ناظرها تبكي بضعف ... ما يبغى يتعاطف معها لأنه بكل بساطة ما يثق بشيء له صلة بذي العائلة...وخاصه بعد ما خبرته امه بالمشكلة ... وكأنها تتشمت او فرحانه بموت سيف ...ما رح يسامحهم ابدا !!
*
**
**
كان ذلك الموقف اخر موقف تلتقي فيه بمهاب وابوه وزوجة ابوه ...ما تدري اذا موجودين او لا ما لمحتهم في البيت نهائيا ...وهذا الشيء ريحها كثير ...بدأت تتأقلم على الوضع مع مرور الأيام وتحاول تتناسى الوضع الي فيه ...لانها بكل بساطه ما تبغى ترجع لأمها بالكفن ..عندها احلام ولزوم تحققهم ...وما في طريقه الا انها ترضى بأرض الواقع وتسايرهم !!
الحياة متعبه هنا من بعد صلاة الفجر ما في نوم ... طول الوقت شغل بشغل...حتى لو كان نظيف يطلبون منها تعيد تنظيفه ...
تدخل الغرفه تنام على الساعه ١٢ ...جهد وشغل فوق طاقتها ..ما هي متعودة على الشقاء والشغل ...
قطعت افكارها والتفتت للشغاله وهي تنطق بأمر: البصلة لا تحترق!!
مطت شفتها غسق ورجعت تقلب بالبصل..تحس نفسها مثل قطع البصل تتقلى على النار وما احد حاس فيها ....
اقتربت منها الشغاله :كافي
قشري البطاطا وقطعيها!!
توجهت للطاوله. ..سحبت كرسي وجلست عليه ...تحس كل شيء بجسمها يوجعها من الوقوف ...
رفعت نظرها على دخول ام مهاب وهي تكلم الشغاله وتسالها عن الأكل!!
نزلت نظرها غسق تكمل تقشير البطاطا وهي تفكر بذي العائلة ..ام مهاب كانت افضل الشخصيات معها بالرغم انها مو متقبله وجودها هنا ...بس كانت ألطف الاشخاص...اما العجوز لسانها مثل الافعى بشعبتين!!
اما البنات للحين ما احتكت باحد فيهم ولا تلتقي فيهم ..تنظف غرفهم وقت الدوام ومن بعدها يكون اغلب وقتها بالمطبخ!!
عبست ملامحها لما سمعت ام مهاب تبغى كل شيء يكون جاهز ...ابو مهاب اليوم راجع ومعه زوجته ...الظاهر كانوا مسافرين تمنت انهم ما رجعوا وجلسوا هناك ...تنهدت وقلبها طار عند امها وأبوها اكيد الحين برا مسافرين ....ما رح تقدر تتواصل معهم حتى يرجعوا من السفر!!
ام مهاب كملت تفقد الوضع وتوجهت خارج المطبخ للصالة عند خالتها ...تنهدت بضيق خايفه زوجها يفقد اعصابه ...نطقت بتردد: خالتي لو تكلمي ابو مهاب يمكن يسمع منك انه يتجاهل وجودها ...ما نبغى مشاكل ووجع راس ... ذيك المرة ربنا سلمها من بين يدينه
مزنه هزت رأسها: رح اكلمه ما ابغى اخسر ولدي بسببها!!
وبتساؤل تابعت كلامها: تشتغل معهم!
ام مهاب هزت راسها: ايه ..ان شاء الله يبقى السكون متلبسها على طول ..وما ترادد بالكلام!!
مزنه : اعتقد حركة ابو مهاب ذيك المرة أدبتها وما ظنيت تقول شيء!!
ام مهاب برجاء: اتمنى هالشيء!!
**
**
**
عدلت نقابها بعد ما وضعت آخر طبق بدون ما ما تلقي نظره على الموجودين ...بغت تطلع من صالة الاكل ..بس وقفها ابو مهاب بصوته الحاد :وقفي!!
وقفت ونبضات قلبها تتسارع ...ما تبغى أي احتكاك مع هذا المجنون ...مستعد يذبحها بدم بارد ...غمضت عيونها للحظات تشحن نفسها بطول البال ....ناظرته ونظرته الحاده ترعبها... تابع كلامه بأمر: لما نجتمع على الاكل لا تغادري الصالة حتى نكمل أكل ..يمكن احد يحتاج شيء ..وقفي هنا لوقت نكمل الغداء!!
تحس نفسها سمعت غلط ....يبغى يذلها وكأنها خدامه تحت رجولهم وتحت رحمتهم ....ما تقدر تتحمل هذي الاهانه ....بداخلها غصات عجزت تبلعهم ...حاولت تأخذ نفس عميق ما قدرت...مخنوقه مخنوقه رح تنفجر ...كتمت انفاسها للحظات كمحاوله اخيره تسيطر على نفسها ... بدأت تشحن نفسها بالايجابيه وتذكر نفسها بأمها وابوها وعماد يستحقون التضحيه ...كتمت البركان الي بداخلها بصعوبه وهي واقفه بثبات وثقه تحاول بأقصى درجه تثبت له ما همها كلامه ورح تبقى ثابته ويا جبل ما يهزك ريح!!!...وزعت نظرها تلقائيا على الموجودين وهم يتناول الاكل وهي مثل العامود واقفه قريب منهم ...تتمنى ما يتأخروا بالاكل ..ما تضمن نفسها تنفجر من وجع الاهانه الي تتجرعه كل يوم منهم ......حمدت ربها انها متغطيه حتى ما احد يشوف ملامحها الي على وشك البكاء وخاصه لما إلتقت نظراتها بعين وعد وهي تناظرها بشماته!!
صدت عنها والتقت عينها بعين مهاب للحظات ...بداخلها حقد وكره لهذا الانسان ..هو السبب بكل شيء ..لو رفض الزواج كان الحين هي بأحضان أمها وأبوها...دمر حياتها وكل شيء جميل رسمته بخيالها..ما رح تسامحه طول حياتها!!
قطعت افكارها لما نطقت وعد بأمر: أبغى ملح
ام مهاب ناظرتها بتساؤل: ليه الملح؟!
وعد بغرور: السلطه تحتاج لملح ...تحركي بسرعه!!
ناظرتها غسق وهي ماسكه نفسها ما تنقض عليها وتعلمها كيف تكلمها بذي الطريقه ...كتمت ضيقها وتوجهت للمطبخ وهي تردد بنفسها" جعلك بالسم الي يسم بدنك"
اول ما دخلت المطبخ ناظرت الشغالات يتناولوا الاكل وما احد انتظرها ...كل شيء هنا يقهر أعطتهم ظهرها ...ومسحت دمعه وتبعتها دموعها ما قدرت تكتمها أكثر ...
اخذت نفس عميق ..مسحت وجهها وعيونها ما تبغى يكون أثر لدموعها !!
أخذت الملح وخرجت من المطبخ بخطوات هادئة!!
**
**



بعد خروج غسق ناظر ابوه بعدم رضا: يبه ترى ما توصل لذي الدرجه ؟!
ابو مهاب بلامبالاة: ابغى اكسر خشومها!!
مهاب باعتراض : وجودها بعيد عن اهلها أكبر عقاب وحرمان لمطلق وعماد ... بالنهاية البنت ما لها علاقه بالجريمه حتى تتحمل ذنب اخوها ...ما له داعي تذلها وتهينها قدام الكل ...ما هو من طبعك يبه كذا تهين الناس
ابو مهاب نطق بحرقه: فيني جمرة هنا ما تنطفي
قاطعه مهاب بإقناع: ذليتها او احترمتها مطلق ما يدري عن هذا الشيء .. البنت بالنسبة لهم ماتت!!
ما له داعي يبه تقهر البنت فوق قهرها ...جالسه في بيت ناس اعداء بالنسبة لها ... ما احد يكلمها ولا تكلم أحد ...حتى الشغالات منعتهم يكلمونها ابد ...وفوق هذا انحرمت من دراستها ..وانحرمت من اهلها ..انحرمت من كل شيء ...ما له داعي تزيد بالضغط عليها ...هي بشر ولها قدرة تحمل ...
ام سيف باعتراض: اشوفك حنيت عليها ...اليوم حنان وباكر حب والي بعده عشق وبعدها تصير صاحبة هالبيت وتنسى وش عمل اخوها المجرم!!
مهاب مط شفته بسخرية من تفكيرها: استغفر الله حب وعشق !!
انا أتكلم من باب الانسانيه!!
اقتربت غسق وهي تسمع كلامهم ..وهو يدافع عنها ..مطت شفتها بسخرية حنون ما شاء الله عليه!! .
ابو مهاب ناظرها بعبوس وبعدها ناظر مهاب يقفل الموضوع: بعدين نتكلم يا مهاب!!
تابعت خطواتها بهدوء ...ووضعت الملح امام وعد
رفعت نظرها لما كلمها مهاب بهدوء: تقدري تروحي ترتاحين ..الله يعطيك العافيه!!
ما تقدر تفهم هالانسان بعد ما دمر حياتها والا يبغى يكفر عن اغلاطه؟!
ناظرت تلقائيا ابو مهاب المنشغل بالاكل وما علق بشيء!!
حملت نفسها وغادرت قبل ما يغيروا رأيهم!!
مهاب ناظر وعد بعد خروج غسق..وبنبره قويه نطق: ما اشوفك وضعت ملح!!
وعد الي ارتبكت من نظراته: الحين احط
فتحت عيونها لما مد يده وأمسك علبة الملح ورش فوق صحنها وزاد العيار وهو يردد بقوة: اشبعي ملح يمكن يتعدل ضغطك وتتركي مضايقة خلق الله!!
وعد ناظرت ابوها: بابا شوفه
ابو مهاب ناظر مهاب وابتسم على انفعاله ...وبنفس الوقت خايف على ولده يتعلق بغسق ..وهذا الشيء ابدا ما رح يرضى فيه ...لزوم يعجل بزواجه حتى يبعد ولده عنها!!!
**
**
**
جالسه على الكرسي وتناظر الاكل ودموعها تنزل بخفه ...ما لها نفس تأكل شيء ...وخاصه بعد ما غادروا الشغالات وخبروها انه التنظيف كله عليها بأمر من ابو مهاب!!
اهتزت كتوفها من البكاء وهي تناظر المكان بعجز ...تعبت من الشغل ما عاد فيها تتحمل!!
تناولت كوب المويه ..سمت بهمس وشربته على دفعات لعله يطفي البركان الي بداخلها من ابو مهاب خاصه...
اخذت نفس عميق ووقفت تبدأ بالتنظيف يا دوب يمديها تكمل ...
بدأت تنظف المطبخ وهي تحاول بأقصى جهد ما تنزل دموعها ..ما تبغى احد يدخل ويشوفها تبكي مثل البزران ...
بعد وقت قاطعتها رهف وهي تنطق بأمر: امي تقول لك بالاول نظفي السفرة وبعدها المطبخ!!
تجاهلتها غسق وتابعت شغلها بعد ما غادرت رهف ...تأخرت شوي حتى تضمن ما بقى احد على السفرة ....
بعد وقت قصير توجهت لصالة الطعام ....كتمت ضيقها وهي تشوف مهاب وأمه للحين جالسين على السفرة ويتكلمون بخفوت!!
بدأت بتجميع الاطباق بصمت مطبق ...ما عمرها حست بشعور امها الي عاشت سنوات طويله وما نطقت حرف واحد .... الصمت موجع حيل وما هي متعوده عليه ... رفعت نظرها لما نطقت ام مهاب بهدوء: محتاجه شيء؟!
رفعت حاجب غسق بسخريه من سؤالها ...حست نفسها متسوله واقفه على باب بيتهم وتشحد منهم .... تجاهلت سؤالها وبدأت تنقل الاطباق للمطبخ!!
مهاب بعد خروجها نطق: وش تبغين فيها ؟!
لو احتاجت شيء لسانها وش طوله!!
ام مهاب هزت كتوفها بقلة حيلة :ما احب اشوف أحد بحال ضعف واجلس مكتوفة اليدين!!
انا اقول يمه انت تقدر تساعدها!!
سكتت لما رجعت غسق تجمع باقي الاطباق!!
مهاب السكون يغلفه وهو يناظرها تشتغل بدون ما تناظرهم ...دموعها تتراقص بعيونها ...الحزن واضح عليها ....
بعد خروجها نطق بتساؤل: انا اقدر اساعدها؟!
ام مهاب بنبره هامسه نطقت: انت تقدر توقف بوجه ابوك وجدتك وتعلنها زوجة لك قدامهم وقفل عليها الجناح وتعيش فيه بعيد عنهم لوقت ربك يفرجها!!

بعد خروجها نطق بتساؤل: انا اقدر اساعدها؟!
ام مهاب بنبره هامسه نطقت: انت تقدر توقف بوجه ابوك وجدتك وتعلنها زوجة لك قدامهم وقفل عليها الجناح وتعيش فيه بعيد عنهم لوقت ربك يفرجها!!
عبس ملامحه من كلام أمه: يمه انت من جدك تتكلمين ؟!
ام مهاب برجاء: اذا ما تبغاها بجناحك ..الملحق فاضي خليها تجلس فيه وقفل عليها الباب حتى تضمن عدم الاحتكاك بينها وبين ابوك وام سيف ...اخاف ابوك يرتكب جريمه بسببها ..انا ما ابغى اخسر أبوك!!..افهمني يا مهاب حال هالبيت انقلب بعد موت سيف ..ما ابغى يتدمر أكثر ...ابوك يتصرف بدون تفكير وكأنه فقد عقله بغياب سيف ...ابوك طول عمره ينصف الضعيف ويوقف مع الحق وما يتعدى على أحد ...كم سنه عشت معه ولا عمره مد يده علي ...يحترم شيء اسمه انثى بس الحين ناظر كيف يعامل هالبنت بقسوة ...للحين دم سيف يغلي بداخله ...اخاف يرتكب جريمه ونخسره بعد ما خسرنا سيف...تحرك يا ولدي لا تبقى ساكت !!!
مط شفته بضيق وما استساغ كلامها..وبنبره حانيه نطق: اااه يمه ..انت تعرفين لو يطلع بيدي احرق بيت مطلق والي فيه وما رح تنطفي النيران الي بداخلي ...دعست على قلبي ووافقت على هذا الزواج حتى اكسر شوكة عماه ومطلق بفراق ابنتهم .... ادري بك انك عاطفيه وتتعاطفين مع اي احد تشوفينه ...بس ما توصل إني اقبل فيها زوجه ...أنا لو ما بقى غيرها من جنس حواء ما رضيت فيها زوجة لي !!
حرك شفته يتابع كلامه...بس اختار السكوت لما رجعت غسق ومعها ادوات التنظيف حتى تكمل تنظف طاولة السفرة!!
عبست ملامحها ام مهاب بضيق متأكده انها غسق سمعت كلامه وما تبغى تجرحها ...نطقت حتى ما تفهم غسق انها المقصوده وما ينكسر خاطرها بالزود: انت فكر بالبنت يا يمه واذا وافقت خبرني حتى اتصل بأمها أو اشوفها بجمعة الحريم واشاورها!!
عقد حواجبه باستنكار من كلام امه أي بنت الي تبغى تخطبها له...وش تتكلم ؟!!!
اشرت له أمه بعيونها يسلك الموضوع...مط شفته بسخرية لما فهم حركتها ... تفكير الحريم غريب وعجيب !
مطت شفتها بتعجب من حالهم ..يظنون رح يقهروها أو تنقهر اذا تكلموا عن خطوبة مهاب من بنت ثانيه وكأنه يهمها أمره ..درب ما يرد ...
كتمت أنفاسها للحظات..وشعور عدم الراحه رافقها ....لزوم تلتزم الصمت وتتحاشى الاشتباك معهم لوقت ربنا يفرجها عليها ... متأكدة لما يرجع عمها من السفر رح يرجعها وما رح يتركها هنا .... مجرد مسالة وقت مكوثها هنا ....
حاولت تعجل بتنظيف الطاوله وشعور الضيق يرافقها ...تواجدها هنا ابد ما هو مريح لها وخاصه وهي تحس بنظراتهم مسلطه عليها...متى تنقضي الايام وتخلص من ذي العيشه ....تحس بداخلها انكسار لما تنظف وتشتغل قدامهم ...لما تكون لوحدها يكون أخف عل نفسها بكثير...
رفعت راسها لما نطقت ام مهاب بصوت حاني رقيق: غسق
اكتفت تناظرها بصمت بدون أي صوت ...ام مهاب نطقت وهي تناظر بنيتها الضعيفه واضحه من تحت العبايه ..وشغلها في هذا البيت فوق طاقتها ...نطقت بعطف: تقدري ترتاحين الحين والشغالات يكملون عنك!!
مطت شفتها بسخرية لذي الدرجه تثير شفقتها ...تابعت شغلها بدون ما ترد عليها
مهاب أشر لأمه بعيونه تتركها وما تكلمها ...بعدها نطق: تعالي نجلس بالصالة معهم!!
بعد خروجهم كشفت وجهها وهي تحاول تحصل على أكبر قدر من الأوكسجين ...كل شيء هنا يخنقها!!
انحنت وهي تستند على طاوله السفرة..جسمها منهك متعب ماعاد يقدر يتحمل كل ذي الاشغال ...غطت وجهها لما حست بدخول أحد المكان ...مطت شفتها تحاول تصبر نفسها على ذي المخلوقه وهي تنطق بأمر: بابا يقولك يبغى شاهي الحين يعدل رأسه.. ما ألوم بابا بعد ما تعكر مزاجه من وجهك!!
صكت غسق على اسنانها بقوة تحاول تمسك أعصابها وما تمسح فيها الارض...غمضت عيونها وهي تحفز نفسها رح تنتقم منهم قبل ما تطلع من هنا ...كل شخص اوجعها هنا حتى لو بنظره ما رح تتركه بحاله ...
كل الي عليها تتحلى بالصبر وبعدها تعرف تتصرف ...كالعاده تجاهلتها ولا كأنه احد يتكلم معها ..كملت التنظيف ومرت من جنب وعد الي تناظرها برفعه حاجب من تجاهلها لها ...هزت رأسها بتوعد فيها ..رح تطلع هالحركه من عيونها ..رح تعلمها كيف توقف احترام لها ...ما رح تسمح لها تتجاهلها بذي الطريقه!!
جهزت غسق الشاهي وبداخلها تدعي على ابو مهاب ينحرق فمه من الشاهي مثل ما حرق قلبها من لما جاءت هنا!!
توجهت لهم بخطوات هادئة ...ألقت نظره شامله عليهم ..ارتاحت مهاب واخوه ما هم موجودين..وزعت الشاهي على أبو مهاب وأمه وأم سيف ..رجف قلبها الرهيف من نظراتهم ..تحس عيونهم الحقد يطلع منها ...اقتربت من وعد الي جالسه جنبهم تناولها وبداخلها شيء يتمزق من نظراتها وكأنها شغاله عندها وتشتغل تحت رجولهم..هذا الشعور يمزقها ويحول الكبرياء عندها لأشلاء!!
وعد بحركه مقصوده وبنفس الوقت اظهرت للجميع انه بالغلط انسكب الشاهي على الارض!!
خلال لحظات صرخت وعد لما انسكب كوب الشاي على الارض وتحول الكوب لقطع صغير ....عبست ملامحها غسق من صراخها والفزعه الي عملتها وهي تكبر الموضوع: انت ما تشوفين...حسبي الله عليك بغيتي تحرقيني!!
دوبها تهددني بالداخل بس ما توقعت تعمل كذا!!
حسبي الله عليك !!
صغرت عيونها غسق وهي تناظرها بقوة من كذبها...ما عمرها التقت ناس بذي الاخلاق السيئة .... ما تدري وش تحس يوم تعمل كذا ؟!
ما تظري وش النشوة الي تحس فيها لما تذل الناس وتحقرهم ؟!
حست غسق قلبها ارتجف بقوة من نظرات ابو مهاب الغاضبه... أغمضت عيونها بخوف وفزع لما صرخ عليها بقوة .. تحس البيت اهتز من صراخه: كسر يكسر يدينك ... الله يأخذك ونرتاح منك ...بسرعه نظفي المكان.. تحركي!!
حاولت بصعوبه تسيطر على رجفة صوتها ..وبدفاع عن نفسها نطقت بعيون تلمع فيها الدموع: هي الي سكبتها
قاطعها بصراخ اقوى: صوتك ما ابغى اسمعه ..وبسرعه نظفي المكان واعتذري من وعد!
عقدت حواجبها باستنكار من كلامه .. مستحيل ترمي بكرامتها أكثر من كذا ...حاولت تتماسك وتسيطر على رجفتها وضعفها وهي بين ذي الوحوش...وبرفض نطقت وصوتها يهتز: انا ما عملت غلط حتى أعتذر لها ..هي المفروض تعتذر لانها تعمدت تسكبه على الارض
قطعت كلامها لما وقف ابو مهاب بغضب وهو ينطق: اعتذري الحين والا وربي أكسر رأسك الحين!!
رجعت خطوة للخلف برعب منه ...وبنفس الوقت ترفض تذل نفسها أكثر من كذا ... هي انسانه ولها كرامه لمتى ترمي بكرامتها الارض حتى تحافظ على روحها وترجع لأمها بسلامه!!
ام مهاب ترتجف من عصبية زوجها نطقت برجاء: غسق لا تكبريها ..واخزي الشيطان
هزت غسق راسها بالرفض ...ام مهاب أهم شيء عندها عائلتها وما فكرت بكرامتها الي كل يوم يمسحوا فيها الارض أكثر وأكثر ...ما راعوا انها انثى ضعيفه وحيده وغريبه وبحاجه لأحد يواسيها على ذي الحياة ...وبنبره مهتزه ما قدرت تسيطر عليها نطقت: ما غلطت حتى أعتذر
قطعت كلامها بصرخه مفجوعه لما ضرب عليها فنجان القهوه باتجاهها!!
ما تدري كيف لاخر لحظة نجت من ضربه مؤكده ..هذا الرجال مجنون وما في عنده أي مجال للتفاوض!!
مزنه أشرت لها : نظفي المكان وانقلعي للمطبخ!!
ابو مهاب بغى يعترض..قاطعته مزنه: اذا لي عندك خاطر اتركها يا ولدي!!
تنفس بقوة وبداخله بركان من ذي البنت تستفزه بقوة!!
صرخ وهو يناظرها واقفه مكانها وكأنها جماد: تحركي نظفي بسرعه!!
ما تدري ليه رجولها تيبست كذا ...ما هو سهل عليها تنزل عند رجول وعد وتنظف من تحت رجولها ...نظراتها المنتصره كأنها خنجر تطعن فيها!!
بلعت غصتها اذا عاندت الحين ما تضمن يذبحها بدم بارد .....وهذا الشيء ابد ما تبغاه الحين ...ما تبغى تموت الا لما تشوف امها وابوها وتطمئن انهم بخير!!!
صكت على اسنانها بقوة من العجز والضعف الي تتجرعه الحين ....غادرت المكان بخطوات هادئة ويا جبل ما يهزك الريح....ومن الداخل هشه مكسورة الجناح....
اخذت ادوات التنظيف ورجعت لهم ...وقفت للحظات لما التقت عينها بعيون وعد المنتصره ...كتمت آناتها من وجع كسر النفس ....نزلت للأرض بهدوء ظاهري عكس النار الي تحرقها ... بدأت تجمع قطع الزجاج بحذر ...
ما التفتت على ابو مهاب وهو ينطق بغضب : وربي اذا تعرضت لأحد من عيالي الا أطلع روحك بيديني وادفنك هنا بالحديقه وما احد يدري عنك !!
حست بقشعريره رعب سرت بجسمها بعد كلامه ...يذبحها ويدفنها هنا ما تستبعد عنه هالوحش!!
كتمت شهقه للحظة كانت رح تخونها وتطلع منها ...كتمت انفاسها كمحاوله اخيره تسيطر على نفسها ....
نزلت نظرها لما التقت عيونها بعيون ام مهاب الي تناظرها بتعاطف بس ما يطلع بيدها شيء!!
ام سيف بحقد نطقت: هذا اخر تنبيه لها اذا شفتك حول بناتي وعيالي وربي ما أرحمك !!
انا ساكته لك احترام لخالتي وابو مهاب ..بس انت ما تركت للاحترام طريق!!
دخل مهاب بعد ما بدل ملابسه ..عقد حواجبه باستغراب من الوضع المتكهرب ..ناظر غسق تنظف الارض...التفت على ابوه وسأل بتوجس: وش صاير؟!
ابو مهاب نطق وهو يناظر غسق بقرف لما كملت تنظيف: هالكلبة تعمدت تسكب الشاهي على اختك وعد ...هذا أنا أقولها للمرة الاخيره اذا ما عدلت تصرفاتك الا أذبحك وأخلص من قرفك ...لا تظنين إني مبسوط يوم بليت مهاب فيك ...تراك ما تسوين نعاله ...
مهاب زم شفته بضيق من عصبية أبوه: يبه هدي أعصابك ... أكيد بالغلط وما تقصد !!
ابو مهاب نطق بغضب اكبر: تراها تقصد... انت ما تعرفها يا ولدي ..ذي
مهاب قاطعه بهدوء: ما لها بالقصر الا مبارح العصر ..مو كذا المثل يقول ...ما شفنا خيرها من شرها!!
اشر لها تطلع حتى ينهي المشكله ... حملت نفسها وطلعت من المكان بدون ما تناظر اي أحد
مهاب تنهد بضيق ..ما يبغى أبوه يؤلمها ويكون لها حق عندهم ...الا دعوة المظلوم ما يبغى ترجع عليهم ..وبرجاء نطق: يبه
ابو مهاب قاطعه : لا تغرك يا ولدي تراها مثل الحربايه كل شوي لون!!
احذر منها وما ابغى تعاطف معها ...تراهم قتلوا اخوك بدم بارد بدون ما يرف لهم جفن!!
مهاب ما علق وبداخله حقد ونار ما انطفى بعد موت سيف..وبنفس الوقت ما يبغى يظلم غسق ويأخذها بذنب غيرها ...اعطى وعد نظرات ناريه متوعده لأنه متأكد رأس البلاء منها!!
**
**
**
**
تشتغل بالمطبخ ودموعها تنزل بانسياب ..ما قدرت تتحكم فيهم وكل شوي تباغتها شهقه ما قدرت تكتمها أكثر...تتمنى لو تختفي من هذا المكان ...ما توقعت بيوم تعيش بمكان مظلم مثل كذا ...يشوفون الحق ويحيدون عنه ... متأكده عارفين وعد وحركاتها ومع ذلك ما أحد وقف معها ... تحس بداخلها نار مشتعله تذيب قلبها ...لو غلطت وكان عليها الحق ما زعلت وتقبلت الوضع بس هي ما غلطت عليهم ...
غمضت عيونها بقوة وللحين قلبها يرتجف عقلها ما هو مستوعب جنون ابو مهاب لما رمى عليها الفنجان....
انحنت على الطاوله والحزن الي تشربه قلبها تسرب لضلوعها وحطمها ...بوسط صدرها وجع مب قادرة تكتمه أكثر!!
بعد عناء أكملت التنظيف وتوجهت للطاوله سحبت كرسي وجلست عليه...تحس كل جزء من جسمها يؤلمها ...غمضت عيونها بتعب من وجع ظهرها ...ما هي متعوده على الشغل واليوم كان بزياده الاطباق الظاهر يحتفلون برجوع ابو مهاب ...مطت شفتها بقرف من سيرته ...ليته ما رجع ...وجوده رح يزيد الوضع سوء ...تتمنى لو تستلقي على فراشها من شده الانهاك ...صكت على اسنانها من وجع ظهرها تحسه متصلب من الوقوف ...اصعب شيء لما تعيش بين وحوش والإنسانية ماتت بقلوبهم ...ممنوع ترجع للغرفة الا بعد ١٢ بالليل ..حتى لو انجزت الشغل ما لها مكان تجلس فيه إلا المطبخ هذا قرار مزنه..بحجة يمكن احد يحتاج شيء!!...الي بعمرها يقولون يا رب حسن الخاتمه وهي جالسه تجرع خلق الله الظلم والقهر!!
ارخت راسها على الطاوله بروح خاويه ...متى تنقضي الايام وتطلع من هنا !!
قلبها على نار تبغى تعرف وش صار على علاج أمها ؟!..كيف رح يكون صوت أمها ...معقول مثل صوت ام مهاب هادىء ورقيق فيه نبره حنان تضعفها لما تسمعه ...صوتها يدخل القلب لما تسمعه من نعومة وجمال بحة صوتها!!
يا حظها لو كان صوت امها مثل صوت أم مهاب!! اشتاقت لأهلها حيل متى ترجع لهم????
همست بأبيات شعر توصف حالها
ياغائبين خلف الديار تحية ً....
كيف السبيل اليكم فأسير
هل لي بطير أستعيرُ جناحه ؟؟
فلعلني نحو الديار أطير.....
فالقرب منكم نعمة وسعادةٌ....
والبعد عنكم مؤلمٌ وعسيرُ
لوكان يُرجى بالدموع لقاؤكم.....
لجرى دمعي في العيون غزير " منقول"
حاولت تبلع غصاتها ما قدرت ....داهمتها شهقات متتاليه ما قدرت تكتمها .....بدأ لسانها يردد بخفوت " سبحان الله وبحمده" ...بعد وقت حست نفسيتها صارت أفضل ...رفعت نظرها على دخول مهاب ...صدت عنه وهي تتحاشى النظر له ....
رفع حاجب باستغراب من تواجدها هنا ..اقترب من الطاوله وما فاتته حركتها لما نقزت من اقترابه ... واضح أثار الدموع بعيونها نطق ببرود: ليه جالسه هنا ؟!
مطت شفتها بسخرية وكأنه ما يعرف قوانين أهله ...إلتزمت الصمت وتجاهلت وجوده ...
مط شفته بابتسامة ساخرة لما تجاهلته وما ردت عليه
...بالرغم من الكره والحقد الي يحمله لها ولأهلها إلا إنها تثير شفقته ...ما يدري وش السبب ...لما يكون بعيد يكون قلبه مليان عليها حقد وكره ....بس لما يشوفها كل مشاعر الحقد تتحول لشفقة وحزن على حالها !!
بدأ يتحرك بالمطبخ ويحضر قهوته بنفسه ...بعد وقت حمل القهوة ووضعها على الطاوله بلطف ... مد لها كوب القهوة ووضعه أمامها ..نطق بهدوء: اشربي ترتاح اعصابك!!
رفعت رأسها وناظرته بصدمه من تصرفه ...ما تدري وش هدفه من ذي الحركه!!
ابتسم من نظراتها المصدومه ... اول مرة ينتبه لجمال عيونها بالنقاب ...لمعة الدموع زادت عيونها جمال....نطق بنبرة حانيه : ليه ما ترتاحين بغرفتك بعد ما تكملين شغلك!!
زمت شفتها تحاول تسيطر على نفسها من المشاعر الي باغتتها فجأة ...اول مرة احد فيهم يهتم بأمرها من لما جاءت هنا ...تتوقع إنها ام مهاب غريبه مو من ذي العائلة ما تحمل خبثهم ومهاب حمل بعض صفات الرحمه من أمه ....ما تدري تحسه شرير وطيب بنفس الوقت ....
نطق لما لاحظ شرودها:اشربي القهوة!
ناظرت القهوة وشعور الاختناق يزداد بتواجد مهاب ...تحس جلوسها معه أكبر غلط ...لزوم تنسحب من المكان ...
رفعت نظرها لما ارتشف من القهوة وبنبره هادئة نطق: تقدري تكشفين وجهك وتشربين قهوتك ما في احد هنا !!
وضع كوبه وتابع كلامه وهو يناظرها متجاهله كلامه وكأنه يكلم الجدار ..الصمت والسكون يحيط فيها وباين إنها مصدومه من جلوسه معها: لا تضري عيونك بالبكاء ...عمره البكاء ما كان حل للمشاكل .... صدقيني ما في حياة سعيدة دوم ... الايام متقلبه ...أيام تمر علينا وكلها سعادة وفرح ومن جمالها نتمنى هالايام ما تعدي ....وأيام تمر علينا حزينة وكئيبه ومؤلمة ومن وجعها نتمنى إنها تزول ونفقد الذاكرة من بعدها حتى ما نتذكر بشاعتها ...الحياة متقلبه ما في حال يستمر ...ما في ألم وحزن طول الحياة وما في سعاده أبديه ....
عشت في بيت أهلك مدلله ..وكنت البنت الوحيده ومعروف البنت الوحيدة كيف تدلل بين إخوانها ...وفوق هذا عشت بنعمة وفلوس ..ربنا منعم على ابوك وحالته الماديه فوق الريح...ودراسه بافضل المدارس وحياة الجامعة يمكن قضيتيها سياحه وسفر ..ومن سوق لسوق ومن زياره لزياره ومن حفله لحفله ومن موقع لموقع ...حياة مرفهة وكل شيء مهيأ لك بأفضل صورة ....عشت سنوات طويله بسعاده وفرح ...لو انقلب الحال وتغيرت حياتك فوق تحت لازم ترضين وخاصه اذا كنت وافقت على التضحيه بنفسك ...انت اخترت هذا الطريق بنفسك واكيد عارفه تبعاته ..تدرين ومدركه إنه اهلي ما رح يستقبلونك بالورود والزهور ....وما رح يفرشون لك السجاد الاحمر ...تعرفين كل شيء فلزوم منك تتقبلين هذا الوضع اذا اخترتيه بنفسك ...أما اذا أجبرك ابوك مطلق على هذا الشيء حتى ينقذ ولده البكر هذا شيء ثاني!!
ختم كلامه وهو يناظرها عيونها مسلطه على كوب القهوة وكأنها بعالم آخر .....
تسمع كلامه وهو يصف حياة " غسق مطلق" ما تنكر انها تدللت من امها وابوها وعاملوها بالطيب ...بس ما عمرها عاشت السعادة الكامله حتى تنقلب اوضاعها...لما تعيش مع ام وأب وضعهم الصحي تعبان أبدا ما هو مريح هذا الشيء...لما تتجرع تنمر الي من حولك على أهلك وانت عاجز عن مساعدتهم ... الكل يتمنى ينتمي لأم واب طبيعيين ....طول عمرها وهي تتمنى تسمع صوت أمها وتكلمها مثلها مثل اي بنت بعمرها ... نفسها تطلع معهم للشارع ...ما تبغى تروح للسوق أو رحلة او تسافر برفقتهم ...بس تمنت تمشي معهم بالشارع الي عند باب بيتهم ....دوم مقفله حلقها وما تقدر ترفع يدها وتقول ذول اهلي ...دوم محكوم عليهم المكوث بالملحق طول حياتهم ....تمنت تأخذ مصروفها وحاجياتها من ابوها ما هو من عمها مطلق وكأنها صدقه ودين برقبتها ... دوم يرافقها شعور الخجل والحرج لما يعطيهم الفلوس ....كانت تتمنى تستقل مع أهلها لوحدهم بدون ما يحتاجوا احد ...الاسواق قليل جدا تروح لها ...الزيارات معدومه ...ما تذكر بحياتها زارت احد من اقربائها او صديقاتها ...حفلات ما تذكر انها حضرت حفلة ...حياتها من البيت للمدرسه ومن المدرسه للبيت ..ما كانت تروح إلا لبيت عمها مطلق الملاصق لبيتهم....حياتها عكس حياة ابنة عمها غسق ... كانت مثل ما وصف بالضبط وكأنه أحضر تقرير مفصل عن حياتها ....بس نقص شيء واحد ما يدري عنه ...إنها للحين سعادتها مستمره وهي تكفلت تحمل الحزن والبؤس عنها ...مقابل حرية خطيبها وعلاج امها ..هذا السر الي ما رح يعرفه طول حياته ورح يبقى سر بينها وبين عمها مطلق وزوجته وغسق وعماد!!!
بلعت غصتها لما سألها مباشره: انجبرتي على هذا الزواج ؟!
حست سؤاله مثل الي يرش الملح على الجرح ... تمنت تموت ولا يتم هالزواج ..تمنت تهرب لابعد نقطه بذي الدنيا وما توقف بهذا الموقف ...ما تنكر انها مجبورة مو بالقوة ...مجبورة بالاحراج ...كيف ترد عمها الي خيره غمرها وغمر اهلها معها ....كيف تترك عماد للموت وبموافقتها تقدر تنقذه...
كتمت ضيقها ونطقت بنبره هاديه لما ناظرها يحثها على الإجابة: أنا مستعده أفدي عماد بدمي ....أهم شيء يطلع بالسلامه ويلتم شملنا من جديد!!
مط شفته بسخرية: واثقه انك رح تطلعين من هنا ويلتم شملك مع أهلك؟!
هزت راسها بثقه مزيفة ودموعها تتراقص بعيونها ...بداخلها امل وثقه بكلام عمها مطلق ...وعدها فترة ويرجعها لبيته ...نطقت بهدوء : عماد ما رح يتركني هنا!!
ابتسم بثقل: اذا جاء خبريني حتى افتح له الباب !!
حست شيء ثقيل على قلبها من كلامه ...ليه كل هالثقه انها ما رح تطلع من هنا .... وكأنه ختم على اسمها بالمؤبد تعيش هنا ؟!
رفعت راسها وارتجف قلبها لما نطق : واضح انك تحبين أخوك كثير ؟!
ما تدري ليه جبنت كذا ... خايفه يزل لسانها بأي غلط ويكتشف انها كانت خطيبته ويوصل اذى لعماد بسببها ...ما تدري تحسه يستدرجها بالكلام ....معقول شكوا بشيء ويبغون يوقعونها بالكلام... مستحيل رح يتدمر كل شيء!!
لزوم تلتزم الصمت افضل لها وما ترد عليه...
تنهد بضيق وهو يتابع كلامه: مهما كان حبك لعماد هذا الشيء ما يدفعك تدمرين حياتك...كل انسان يحصد زرعه ...ليه انت تقبلين تجنين حصاد زرعه ...
رفعت حاجب من كلامه وبصوتها الرقيق نطقت: وانت ليه قبلت تأخذ ثأرك من شخص ثاني؟!
ليه وافقتم على التنازل مقابل
قاطعها بابتسامه ساخره: وافقنا لأنه أخوك على الاغلب ما رح يموت ...يقضي بالسجن كم سنه وبعدها يطلع ولا كأنه عمل شيء ...علشان كذا طلبناك مقابل التنازل على الاقل نحرق قلب مطلق وعماد عليك !!
نطقت بخفوت والافكار بعقلها مبعثرة: عم
سكتت لما ادركت حجم الغلط الي كانت رح توقع فيه ...كانت رح تقول عمي مطلق!!
زادت نبضات قلبها لما ناظرها يتأكد من الي المقطع الي سمعه ...نطقت بمراوغه وهي تحاول بأقصى جهدها ما تظهر توترها على غلطتها:قصدك عمك مطلق!! المفروض تقول كذا من باب الادب والاحترام ..تراه بمقام أبوك
سكتت لما ضحك بخفه على كلامها...نطق بتعجب: وش رأيك أعزم باكر عمي مطلق على العشاء ؟!
ختم كلامه وهو رافع حاجب ينتظر تعليقها !!
حست بالراحه تسللت لقلبها ..لمامشت عليه الترقيعه ....لزوم تخيط فمها رح يوقعها بمطبات كثيره ...نطقت متجاهلة كلامه الساخر: أبوي ليه وافق على طلبكم دام عماد ما رح ينقتل؟!
رفع حاجب من سؤالها: تسأليني انا؟!
ليه ما سألت ابوك ليه اختارك كبش الفداء بالرغم انه ولده ما رح يموت!!
تنهد وهو يشوف دموعها على وشك السقوط ...ما حب يزيد وجعها : مطلق اتوقع قبل بالشرط لأنه ما يضمن قرار المحكمه...يخاف يخسر القضيه وبعدها ما يقدر يساعده!!
فكان بالنسبة له اختيارك انت افضل حل حتى ينقذ ولده!!
زفر بضيق وعقله يستذكر سيف ...اشتاق له واشتاق يسمع سوالفه...نطق بهدوء: ربنا أعطانا عقل نفكر فيه...وانت بكل أسف ما استخدمت عقلك ذي المرة ....حكمت على نفسك بالموت وانت على قيد الحياة ...تخليتي عن كل شيء بالدنيا مقابل اخوك القاتل يكمل حياته ....باكر يتخرج من الجامعه ويتزوج ويصير عنده عيال وحياة جديده ...وانت وش وضعك؟!
عقلها ما تقبل فكرة زواج عماد ...مستحيل عماد يتركها مستحيل ...نطقت بكلام عكس افكارها وخططها حتى ما تفضح نفسها ...
وبنبرة محروقه نطقت: انا اندفنت مع سيف وانتهت حياتي هذا الي تبغى توصله لي!
سلط نظره عليها وهو ينطق بجديه وبنبره التمست فيها حنيه: أبغى أوصلك لك فكره إنك غلطت اكبر غلط بموافقتك على هذا الشيء ... وبنفس الوقت دام انك اخترت هذا الشيء ..لزوم تفكرين بطريقه اكثر جديه وتبعدين عن الحزن والسلبيه ...حياتك هنا ما في مفر منها ...حاولي تأقلمي عليها ...والسعاده انت تصنعيها من نفسك ...لا تنتظرين المال يسعدك ولا الاهل ولا الاصدقاء يدخلون السعاده لقلبك ...السعاده تنبع من داخلك ...اسعدي نفسك بنفسك...
ناظرته باستياء من كلامه عن اي سعاده يتكلم عنها وهي تقابل اهله الي يسمون البدن !!
تابع كلامه وهو يلحظ نظراتها المحبطه : تخيلي نفسك سافرت خارج البلاد حتى تشتغلين وتصرفين على اهلك ...والشغل الي سجلت فيه ممنوع الرجوع والزيارات ....انا ما ابغى الاذى لك ...حاولي تجنبي التواجد بحضور أبوي وخاصه ذي الايام ...للحين دمهم فاير ...تحتاجين بعض من الوقت وترجع المويه لمجاريها ...بالنهاية حنا بشر ومع الايام رح نسلى الميت ..يبقى رحيله وجع بالقلب بين كل فترة وفترة يثور بداخلنا وبعدها يخمد!!
ما تدري هو يواسيها والا يحطمها ...وش الفائدة من كلامه دام انه يؤكد على مكوثها هنا طول حياتها...مستحيل تقبل تدفن حياتها هنا ...عندها اهل و دراسة وطموح ما رح تتخلى عنهم .. وبخفوت نطقت والغصة واضحه بنبرتها: ودراستي!!
هز رأسه بأسف: دراستك واهلك خط احمر مستحيل تقدرين تزورينهم او تغادري اسوار هذا البيت للدراسه...قلت لك من قبل اخترتي وتحملي نتائج اختيارك ....
شدت قبضة يدها بقهر من كلامه ...ما يطلع لهم يحرمونها من دراستها .... حست بوجع ينهش روحها وهي تفكر لو وافقوا على دراستها ...وين رح تدرس بالجامعه والا بالمدرسة ؟!
مهاب ارتشف من القهوة ونطق بتذكر : تعرفين الدكتور رشاد ؟!
عقدت حواجبها باستنكار وبخفوت نطقت: مين رشاد!!
رفع حاجب باستغراب: ما تعرفين دكتورك بالجامعة ؟!
انخطفت ملامحها من هذا المطب الثاني الي وقعت فيه ....غبيه اذا جلست اكثر رح تفضح نفسها أكثر ... وبنبرة هادئه نطقت حتى ما تثير شكوكه: انا من لما دخلت هذا البيت ما اعرف احد ولا أبغى أعرف احد!!
ضحك بروقان على كلامها: واضح انك تكرهينه وبقوة ...جلست معه وتطرقنا لسيرتك ...يقول انك طالبه تدرسين عنده!!
غمضت عيونها لثواني تستعيد نفسها ..ما تدري من وين طلع هذا الدكتور ...اكلت هواء اذا كان يقرب لهم ويعرف غسق الحقيقة!!
تابع كلامه بابتسامة وهو يناظرها السكون تلبسها: يقول عنك واضح إنك مضيعه وجايه للجامعه بالغلط ...يقول خلال مسيرته التعليمية الطويله ما صادف طالبة بمستواك المتدني...ما يدري كيف حصلت على شهادة الثانوية!!
والحين ذابحه نفسك تبغين تكملين دراسه؟!
زمت شفتها بضيق من ابنة عمها جالسه تتقلد شخصيتها بالمواقف السيئة والغبية ....ما تدري وش ينقصها لو درست واجتهدت ..لزوم تفشلها قدام الاعداء؟
وقفت ونطقت بجمود: دراستي مستحيل اتخلى عنها وخروجي من هنا قريب
قاطعها وهو رافع حاجب من ثقتها: لا تفكرين بالهرب لانك رح تخربين كل شيء سعى له ابوك بالاصلاح ...هروبك من هنا يعني موت عماد مباشره !!
انخطفت ملامحها برعب من كلامه .. وبنبرة ضعيفه نطقت: كيف؟!
وبعدين القضيه انتهت بتنازلكم!!
مط شفته بسخرية: ومين قال لك انتهت ؟!
ثأرنا ما انتهى واي اخلال منك تكونين قدمت لنا دم عماد على طبق من ذهب ...رح نأخذ ثأرنا بيدنا ويضيع دمه بدون ما احد يعرف مين الي قتله!!
عبست ملامحها عقلها ما استوعب وحشيتهم ...نطقت باستنكار: تغدرون فيه؟!
مط شفته بسخرية: تتكلمين بنزاهة وكأنه أخوك ما غدر بسيف؟!
انا نبهتك وحذرتك لا تفكرين بالهروب الكل ينتظر منك الزله حتى ينفذ الانتقام ...وانت واختيارك !!
حست رجولها ما عادت تحملها ...تهاوت على الكرسي وهي تحس روحها خارت ...رح تقضي حياتها كلها هنا؟!
مستحيل ما اتفقت مع عمها على كذا ...وعدها بأقرب وقت يرجعها ويتمم زواجها من عماد ...بس كلام مهاب مغاير لخطط عمها ....
رفعت نظرها لما كلمها بهدوء: في طريقه وحده لخروجك من هذا البيت ؟!
عقدت حواجبها بعدم فهم ...ما تدري جالس يتلاعب فيها ...وبضيق من تصرفه نطقت: كيف؟!
ارتشف من القهوة بروقان ووضعها على الطاوله ..نطق بابتسامة واسعه: بموتي!!
خفق قلبها بقوة وهو يناظرها بقوة او تحدي ما تدري ...ما قدرت تفهم نظراته !!
تابع كلامه وهو يبتسم على نظراتها المستنكره ما هي مستوعبه كلامه: أنا خبرت أبوي ووصيت إذا ربي أخذ أمانتي يعطيك حريتك وترجعين لأهلك هذي وصيتي!!
ضحك بخفه وهو يناظر عيونها المصدومه من كلامه ..تابع كلامه بابتسامة واسعه: بس انتبهي تحاولين تقتليني لأنك رح تروحين اعدام وما تستفيدين شيء!!
قهرها بكلامه ...غبيه يوم ظنت عنده سالفه ..وقفت بعبوس ونطقت بقهر: ليتني أذبحك حتى لو أروح اعدام اهم شيء اطلع من هذا المكان !!
همت تغادر بس وقفها وهو ينطق بضحكه: اشربي القهوة !!
قبل ما ترد التفتت على ام سيف الي دخلت المطبخ وعيونها تقدح شرار ...نطقت بحده: اطلعي لغرفة هاجر تبغى ترتب غرفتها!!
تحركت غسق للخارج بدون ما تنطق حرف واحد!!
مهاب ابتسم بروقان وهو يشوف ملامح خالته الغاضبه وهي تنطق بعتاب: اشوفك جالس مع بنت مطلق ..والضحكه شاقه الحلق؟!
مط شفته بابتسامة: عملت قهوة لنفسي ولقيتها جالسه بالمطبخ ما حبيت اخالف القوانين الي وضعتوها واطلعها من المطبخ!!
اختفت ابتسامته وسرعان ما انقلبت ملامحه وهو ينطق بحده: ترى سيف مات بس الإنسانية ما ماتت بقلوبنا ...تراها بشر ما هي حيوان حتى تحتجزونها بالمطبخ ٢٤ ساعه...لا تخلي حزنك وقهرك على سيف يوصلك انك تظلمين نفس ما لها ذنب بشيء!!
ما كنت كذا يا خالتي....اتمنى تعاملوا بنت الناس بإنسانيه لا أكثر !!
وتخففوا عنها شغل ما تشوفين جسمها الهزيل ما هي حمل شغل وبهذله ...اتركوها تشتغل بالمعقول ...الرحمه موجوده يا خالتي!!
ام سيف رفعت حاجب بتحقيق: ما شاء الله...والله قلبي يقول انك مب خالي!!
وقلت هالكلام لأبوك .. اليوم حرام وبعدها صغيره وباكر تجلس معنا بالصالة ...وتصير تشور علينا بنت مطلق!!
مهاب انت وش فيك نسيت انهم قتلوا اخوك ؟!
اخوك سيف الي للحين ما جف ترابه وانت جالس هنا مع بنت مطلق طاق الميانه معها !!؛
كذا تأخذ ثأر اخوك ؟!
تغيرت ما كنت كذا يا مهاب ؟! والا بنت الكلب لعبت بعقلك ولحسته؟!!
ختمت كلامها بنظرات خيبة وعتب وغادرت المكان!!
ابتسم وهو يناظر زولها ....بعدها التفت لقهوته ورجع يكملها بهدوء وروقان وعقله غرق بأفكاره وبكل شيء من حوله!!
**
**
**
جالسه على الارض ترتب ملابس هاجر وعقلها يفكر بحالها ..مين تصدق عمها مطلق والا مهاب؟!
عمها أكد لها خروجها من هنا مجرد مسأله وقت ...ومهاب أكد لها خروجها من هنا مستحيل واذا طلعت يكون موت عماد!!
مين الصادق بينهم؟!
هزت رأسها بخفه ..اكيد مهاب يكذب عليها حتى يخوفها وما تفكر بالهرب ...القانون موجود وما هم بغابه حتى يقتلون عماد بهذا البرود !!
ما تدري وش يبغى منها وليه يكلمها باحترام عكس اهل بيته ..معقول لذي الدرجه تثير شفقته؟!
قطعت أفكارها وناظرت هاجر الي وقفت عند الكبت وناظرته وهي رافع حاجب: وش هذا الترتيب ؟!
وبحركه خاطفه ألقت كل الملابس على الارض ونطقت بأمر: عيدي ترتيبهم ..ما أعجبني ترتيبك؟؟
شدت غسق على قبضة يدها بقوة تمسك نفسها ما تسدد لكمه لها حتى تعلمها كيف تكلم البشر!!
تجاهلتها غسق وهي تشوف نظراتها المستفزه .. متأكدة تبغى تستفزها حتى تعصب وتوصل السالفه لابو مهاب ...كتمت غيضها وما رح تعطيها مرادها ...رجعت ترتب من جديد على أقل من مهلها ولا كأنه احد يمها!!
هاجر شدت على أسنانها بغيض وهي تشوف برودها ولا كأنه احد يكلمها ....
مطت شفتها بسخرية بعد خروج هاجر ..وصوتها يوصلها " عديمه احساس"
ما هو سهل عليها تظهر بهذا الهدوء ومن داخلها تحترق ...تخاف على نفسها مع الايام تتحول لرماد وتفقد شغف الحياة بعد ما فقدت كل شيء جميل كانت تملكه ....
تابعت الترتيب وصوت هاجر يوصل لمسمعها: عمتي اسراء تعالي شوفي شغالتنا الجديدة!!
شدت على القطعه الي بيدها بقوة من كلامها ومن ضحك البنات وسخريتهم عليها!!
وعد تعجل بإسراء: بسرعه يا عمتي تعالي شوفيها ...وقولي لنا رأيك فيها ..بما انك تعرفينها من قبل؟
حست غسق الدم تجمد بعروقها ..مين ذي اسراء الي تعرف بنت عمها ...الظاهر اليوم رح تنفضح ويخرب كل شيء!!!
اسراء بابتسامة وهي تناظر غسق معطيتهم ظهرها : والله ودي من زمان ازوركم واشوفها ..بس على حظي اضطرينا نطلع خارج المنطقه للعزاء !!
واليوم اول ما وصلت مباشرة جيت هنا ...تأخرت كثير وقلبي يحترق راحت علي أحداث كثيره!!
وعد بضحكه: راحت عليك أحداث يا عمتي ...طقتها ماما طق ما هو طبيعي
رفيف تتابع عنها: حتى بابا ضربها ... فوق شناعتها قليلة أدب!!
اسراء هزت رأسها: وش فيها معطيتنا ظهرها ...هي انت لفي خيلني أشوفك!!
هاجر بابتسامة: بالله يا عمتي قولي لنا الفرق لما كانت برستيج وحالتها حالة وبين لما صارت شغالة تحت رجولنا!!
اسراء تقدمت بخطوات واثقه: ما عليك الحين افصفصها لكم واسنعها اذا تبغون ما عندي اي مشكله!!
تحس غسق كل خليه بجسمها ترتجف ...بذي السرعه انفضحت ...لزوم تهرب قبل ما يكتشفون امرها ... متأكدة رح يذبحونها بدم بارد ...
رفعت نظرها لما وقفت اسراء قدامها وكتفت يدينها بثقه وهي تنطق بأمر: اكشفي يا حلوة عن وجهك!!
عقدت حواجبها اسراء باستغراب: هذي وش فيها ما تسمع ؟!
رفيف بحماس: احيانا يصيبها الخرس والصمم وكأنها بعالم ثاني!!!... بالاشارة يا عمتي يمكن تفهم عليك!!
اسراء بحركات ساخره وهي تضحك وتؤشر بيدينها على وجهها علشان تكشف ...
تناظرهم غسق بشفقه على حالهم ... لأنه الانسان المتكبر مثير للشفقه ومريض بنفس الوقت ...يظن نفسه شيء كبير وافضل من العالم كله ...وبالحقيقه ما يسوى نعال ...مطت شفتها وعيونها تراقب ضحكهم وكلامهم الساخر عليها .. وكأنها نكته امامهم ...ناس تافهة ما تدري وش الي يضحك بالموضوع ...بمثل حالها هذا الواحد يقول " اللهم لا شماته" او تدعي ربنا ما يحول حياتهم وتنقلب رأس على عقب!!
قطعت افكارها لزوم تهرب الحين قبل ما تتعرف عليها اسراء ...قبل ما تنهض حست رجولها ما عادت تحملها لما نطقت اسراء: عيونها مو نفس عيونها بالحفلة !!
ما تشبه لها أبد .....
تناظرهم غسق بشفقه على حالهم ... لأنه الانسان المتكبر مثير للشفقه ومريض بنفس الوقت ...يظن نفسه شيء كبير وافضل من العالم كله ...وبالحقيقه ما يسوى نعال ...مطت شفتها وعيونها تراقب ضحكهم وكلامهم الساخر عليها .. وكأنها نكته امامهم ...ناس تافهة ما تدري وش الي يضحك بالموضوع ...بمثل حالها هذا الواحد يقول " اللهم لا شماته" او تدعي ربنا ما يحول حياتهم وتنقلب رأس على عقب!!
قطعت افكارها لزوم تهرب الحين قبل ما تتعرف عليها اسراء ...قبل ما تنهض حست رجولها ما عادت تحملها لما نطقت اسراء: عيونها مو نفس عيونها بالحفلة !!
ما تشبه لها أبد ...
مطت شفتها اسراء بسخريه وهي تتابع الكلام: أحيانا بعض الظروف لما تحول حياة البعض وتقلبها .... شيء خيالي حتى تظهر الناس على حقيقتها !! ...لو شفتوها يا بنات بالحفلة هالعدسات الملونه وكأنها جايه من الخارج !!
حولت اسراء نظرها على غسق وهي تسأل بسخريه: وين عيونك الملونه ما اشوف الا عدسه سوداء بدون كحل ولا حتى رموش تركيب !!
هاجر اقتربت وهي تستند على كتف عمتها وتتكلم بسخريه: عندي رموش تركيب اذا تبغين اعطيك إياهم ..اكيد عيونك توجعك ما هي متعوده الناس تشوفها بدون تدليس!!
اسراء الي ما تذكر ملامحها لانها شافتها مرة وحده وكان المكياج ثقيل حيل فملامحها كانت مطموسه ..وبإصرار حتى تشوف الفرق بين قبل وبعد: اكشفي وجهك ابغى اشوفه!!
غسق مستحيل تكشف وجهها وتقع نفسها بمصيبه ...تجاهلتها ورجعت ترتب الملابس وكأنها ما في احد حولها ..تحاول تسيطر على دقات قلبها المتسارعه ..اي غلطة يعني هلاكها مع عائلته ...رددت بداخلها " يا رب سلم "
اسراء عقدت حواجبها باستنكار من تجاهلها ..ناظرت البنات بعبوس: قولوا هي ما تسمع وإلا قليلة أدب تتجاهل الي حولها؟!
رفيف بضحكه: قليلة ادب!!
يلا يا عمتي سنعيها لنا !!
اسراء هزت رأسها وهي تكفكف عن ساعدها : الحين اراويكم فيها!!
عقدت غسق حواجبها باستنكار لحركتها .. وكأنها تبغى تضربها...اذا كانت ناويه تعملها ما رح تسكت لها ..لهنا كافي ..لو تموت وتفقد روحها ما رح تتحملهم أكثر !!
وقفت اسراء مباشره قدامها واشرت على النقاب: اكشفي وجهك افضل لك !!
ناظرتها غسق بعيونها المتسعه مستنكره لأسلوبها الهمجي... بعدها ناظرت البنات الي يضحكون ويشجعون اسراء حتى تضربها ...تحس النار تغلي بقلبها منهم ...
رجعت ناظرت اسراء الي تكلمها بقوة: تكشفين والا كيف؟!
اسراء استفزها سكوتها وكأنها تكلم جدار وبصراخ نطقت: لآخر مرة اقولك اكشفي عن وجهك ..والا وربي تشوفين شيء ما يسرك!!
التفتت غسق على دخول أم مهاب وهي تنطق بغضب من تجمعهم حول غسق وسخريتهم عليها : وش فيكم عليها؟!
اسراء بإصرار: ما رح اطلع الا لما تكشف عن وجهها!!
ام مهاب رفعت عيونها للسقف للحظات تمسك اعصابها ما تمسح الارض بإسراء واسلوبها الوقح: لو تبغاك تشوفينها كان كشفت والمكان كله بنات ...لآخر مرة اقولك اتركيها بحالها أفضل لك يا اسراء!
ابتسمت بألم غسق وعيونها تناظر ام مهاب وحنيتها الي تصهر قلبها ...وموقفها يؤكد شيء بداخلها ما في شر يعم اي مكان ...ربنا يسخر لك بعض الناس يكون بقلوبهم رحمه والإنسانية تنبض بداخلهم!!
رهف رفعت حاجب باستعلاء: ترى كل الي طلبته عمتي تشوف وجهها الي يجيب المرض..ما أدري عنك يا عمتي وش تبغين فيها تغثين نفسك!!
اسراء بعناد: أحب أغث نفسي!!
رجعت اسراء نظرها على غسق وبتوعد: اكشفي افضل لك!!
غسق تحس لسانها يبغى يتحرك ويمسح فيها الارض ..في قلبها حرة ونار اذا ما تكلمت رح تحرقها ...ما هو سهل عليها يستفزونها كذا وتبلع لسانها .... مضطره تسيطر على لسانها لأنها تعرف عواقب اي كلمة او حركه منها ...ما رح يرحمها ابو مهاب ...
قطعت افكارها وزحفت للخلف بسرعه لما حاولت اسراء تنتزع نقابها !!
فتحت عيونها باستنكار من وقاحتها ....تمسكت بنقابها لما رجعت اسراء تحاول تكشف وجهها ...والبنات اجتمعوا من حولها يساندوا اسراء ....متجاهلين صراخ ام مهاب عليهم!!
ما توقعت توصل فيهم لذي الدرجه ....ومع ذلك متمسكه بنقابها بقوة وما رح تسمح لاحد يتعدى على حدودها ...حتى لو كانت الكثرة تغلب الشجاعه ....كتمت وجعها لما وحده فيهم قرصتها بقوة ما تدري مين تكون....
ما قدرت تكتم صرختها لما حست بيد ضربتها على راسها بقوة ....متوهقه بين نقابها وبين الدفاع عن نفسها ...تحاول تطلع من بينهم وتهرب مب قادرة تسيطر على الوضع.. ضاق عليها النفس من تجمعهم كلهم من حولهت ..تحس نفسها رح تفقد الوعي بأي لحظة ...لما حست بالضعف بدأ يتسلسل لروحها ... بدأت تشحن نفسها بالقوة وتذكر نفسها بأمها أكيد تحتاجها لزوم ترجع لها بأقرب وقت ...ما رح تسمح لاسراء تشوفها وتخرب كل شيء ...
حست بشعور غريب انتشلها من هذي المميعه ..وصوته الغاضب يوصلها وهو يصرخ على البنات ....ما تدري ليه دوم هو المنقذ لها هنا!!
تنفست براحه لما تركوها مباشرة لما وصلهم صراخه الي هز المكان!!
بصعوبه سيطرت على دموعها ...تحس بالاختناق تبغى تبكي وتصرخ بقوة ...ومع ذلك كتمت كل هذا وهي تحاول تسيطر على نفسها وما تضعف قدام أي أحد...
بدأت تعدل نقابها الي اعتفس منهم ومع ذلك حافظت عليه وما انكشف وجهها !!
رفعت نظره لمهاب وعيونه تقدح شرار وهو يكلمهم بغضب ... ما قدرت تخفي نظرات الامتنان والإعجاب من موقفه ... مثل أمه بالضبط عنده جانب انساني بغض النظر عن بعض الأمور الي أزعجتها منه ...أعطتهم ظهرها وهي تعمل نفسها ترتب الملابس ...ما تبغى تناظره بامتنان ويفهمها غلط ...
اسراء ما عجبها صراخه عليهم ... مقهورة من ام مهاب متأكده هي الي نادت عليه ...وبانتقاد نطقت: انا عمتك وما اسمح لك تصرخ علي وكأني بزر قدامك ...ويا ليت تصرخ علشان شيء يستاهل!
مهاب بملامح حاده نطق: عمتي بس مجبورة تحترمين خصوصية الناس ...هذا اخر تنبيه لكم ...وربي اذا تعرضتم لها ما رح يعجبكم تصرفي!!
سدد نظره على وعد وهو ينطق بتوعد: حذرتك من قبل ...لا تجبريني أتصرف معك بطريقه ما هي زينه....البنت كافيه خيرها وشرها اتركوها بحالها
اسراء بقهر منه: وش طلبت منها ..بس بغيت اشوف وجهها...ليه مصره تغطي وجهها ؟!
وانت تعرفني ما احب احد يقول لي لا ...هي طولتها مع إنها قصيره ...لو كشفت كان ما صار كل هذا!!
والحين خليها تكشف
قاطعها مهاب بنظرات ناريه وصوت غاضب: وربي الي رفع السماوات خلال لحظات اذا ما كنتم خارج الغرفه الا اتصرف تصرف ما يعجب أحد ...
وبنبره قويه ختم كلامه: برااااا
زفر بضيق لما غادروا المكان بدون اي نقاش ...ناظر امه بضيق ..بعدها التفت على غسق الي ترتب الملابس بهدوء وومعطيتهم ظهرها ...
اقترب منها ووقف مقابل لها ..ناظرها وهي منشغله بالترتيب ...وحالها معفوس من المعركه الي صارت بينهم ...نزل لمستواها ..وبداخله ضيق من عنادها ..هذا وهو منبه عليها من قبل تبتعد عن المشاكل....وبنبره معاتبه نطق: أنا وش قلت لك من قبل ؟! وبعدين ليه متغطيه؟!
زم شفته بضيق لما تجاهلته ولا كأنه يكلمها ..تابع كلامه بنصيحة:عنادك بيجلب لك المشاكل ..الغرفه كلها بنات أبغى أفهم بس ليه متغطيه؟!
اقتربت ام مهاب منهم وبنصيحه نطقت: يا غسق ما فيها شيء لو شافت اسراء وجهك !!
ما نبغى مشاكل يا غسق ... تجاهلي حركاتهم البزرانيه باكر يملون ...ليه كل هالعناد؟! خليك انت العاقلة!!
رفعت غسق نظرها لها ..ما تدري لو ما عاندت كان الحين انكشفت وخرب كل شيء ويمكن تكون بعداد الموتى...اكتفت بالصمت وما ردت عليها!!
ام مهاب تنهدت بضيق: الله يهديك !!
ختمت كلامها وغادرت الغرفة!!
ناظرت مهاب باستغراب من تواجده ليه للحين موجود ...تتضايق من تواجده قريب منها ...بغت تطلب منه يطلع ...بس شهقتها كانت اسرع لما سحب النقاب وهو ينطق بنبره حستها كلها سخريه: كان سمحتي لعمتي تشوف هالجمال الباهر!!
سحبت النقاب من يده بقوة ونطقت بقهر منه: التعدي على خصوصيه الناس وراثه عندكم؟!
رفع حاجب: كيف ما فهمت؟!
نطقت متجاهله سؤاله وبداخلها قهر منه: تراها ذي الحركه قلة أدب وعدم احترام تمد يدك وتسحبه بذي الطريقه وسبحان الله عمتك مثلك بالضبط!!
وقف وهو ينطق بنبره ساخره: الي يسمعك يقول من لما ولدتك أمك بالمستشفى وانت متغطيه ...ما هو كأنك ما لبستيه الا هنا ؟!
وإذا تقصدين حركتي يوم العقد تراه من حقي الشوفه الشرعيه!!
عقدت حواجبها بقهر من برود اعصابه وهو يتكلم : حقك ؟؟
حقك لما يكون زواج رضائي وكل الاطراف عندها قبول بالزواج وتكون دفعت مهر وقتها تقول حقي مو زواج انتقام!!
مط شفته بسخريه : الظاهر خربت عليك مخططك للزواج من فارس أحلامك؟! عاد ما قلت لنا مين فارس احلامك؟!
وبالنسبة للمهر ترى دفعنا لك مهر ..اعطينا أبوك خاتم الزواج!!
شدت قبضة يدها بقوة من ذي الاهانه ...متأكده يقصد كلامه إنها ما تسوى شيء يوم أعطى ابو مهاب عمها مطلق خاتم سوقي من الخردوات ....
حاولت تبلع غصتها ماقدرت ...رفعت نظرها له والدموع متعلقه برموشها لما نطق بنبره جديه فيها ندم: انا ما اقصد أهينك او شيء..بس انت الي بدأت ترمين بالكلام ...شيء صار وانتهى سواء رضا او إجبار ... انتهى الموضوع...عدلي شالك ونقابك ولا تنزلينه قدام عمتي واتركيها حسرة بقلبها وما تشوفك!
ختم كلامه بابتسامة مريحه...عكس كلامه من قبل!!
بدأت تعدل الشيله وبداخلها ضيق تجدد من هذا الزواج... ليتها تقدر توصل لعمها مطلق وتخبره بكل شيء صار ....تجاهلت سؤاله لما نطق: أحد ضربك من البنات؟!
تنهد لما إلتزمت الصمت وما ردت ...ضاق صدره وعيونه عليها لما لبست النقاب ودموعها تتساقط بخفه ...
نطق بجمود : قومي واتركي ترتيب الزفت !!
غرف اخواتي ممنوع تدخلينها نهائيا وانا الحين اكلم جدتي ...تحركي!!
ما عادت تفهم له ...وقفت وتحركت معه للخارج ...وقفت للحظات وهي تناظر البنات مجتمعات عند الدرج والنيران مشتعله من عيونهم ...
مهاب اقترب منهم ونطق بوعيد: اذا شفت بنت الناس هذي بغرفة وحده منكم ما تلوموا الا أنفسكم ...هذا الطابق ممنوع تدخله نهائيا والي فيها خير تكسر كلامي!!
ختم كلامه وبعدها اشر لغسق تلحقه!!
تنهدت براحه بعد كلامه ..هذا افضل شيء يقدمه لها ترتاح منهم ...مشت من جنبهم بخطوات هادئة وواثقه ولا كأنه صار شيء ..تجاهلت عيونهم وهمساتهم وهم يدعون عليها وتابعت طريقها للأسفل
وعد وبداخلها بركان رح تنفجر: شفتم شفتم وربي كلام امي صحيح يوم تقول انه غرقان الاخ!!
اسراء بقهر: عمره ما رفع صوته علي بهذا الشكل ...يقوم يصرخ علي علشانها!!
نسي دم سيف بذي السهوله!!
غسلت رأسه هالكلبه!!
نزلت دمعتين وقلبه الرهيف صدقها؟!
رفيف بقهر: تلقاها تسبل بعيونها طول الوقت
اسراء قاطعتها: انا اذا ما قطعتها تحت اسناني ما رح ارتاح!!
رح أموت اذا ما شفتها بدون مكياج!!
بالله كيف شكلها ؟!
رهف عقدت حواجبها: عاديه واقل من عادي ..بس فيها جاذبيه!!
رفيف مطت شفتها بتفكير وهي توصف فيها: عيونها واسعه انفها بارز شوي مو صغير وفمها وسيع وجهها تقريبا ما ادري كيف وبيضاء!
اسراءعقدت حواجبها : عز الله وصفك انها شيفه وتخرع؟!
وعد مطت شفتها: بالله جايه على البزران ذول يوصفونها ؟!
لا تردين عليهم..صحيح اكرهها بس الحق الحق واكبر دليل ولد اخوك شوفيه كيف واقف محامي دفاع لها...يعني هي عاديه بس حلوة !
رهف نغزتها: شفت نفس كلامي جالسه تعيدين ...البنت جذابه ..فيها جاذبيه ...يعني تشوفينها عادي بس بنفس الوقت تحسيها ملفته للنظر!!
هاجر بملل: الي يسمعك يقول من كثر ما شفناها ..ترى يمكن مرة شفناها ومن بعدها وهي متمسكه بالنقاب ..خايفه احد يصيبها بالعين هالجوكر!!
اسراء كشت عليهم ...ولا وحده اعطتها معلومه كل وحده تتكلم شكل ..صدق انهم بزران ...تحركت وهي تنطق : رح انزل اكلم أمي واخوي خليهم غصب عنها تكشف وجهها ...ورح نشوف انا والا هي!!
**
**
**
ام مهاب بانفعال من اسراء وأسلوبها المتسلط: وش تبغين فيها؟!
اسراء بقهر نطقت: أدري بك انت الي ناديت مهاب ...
ام مهاب نطقت بقوة: ايه انا الي ناديت عليه...والغلط غلط وما رح اقبل فيه !!
اتمنى حركاتك ما تنعاد ...ما صدقنا تهدأ الامور ...رجاء ما لنا حيل نفقد أحد وتزيد المشاكل..اعتبريها ما هي موجودة وكفايه تحرضين البنات عليها !!
انا رح اخبر اخوك ويتفاهم معك
قاطعتها اسراء بقهر: لا والله!!
يمه تسمعين كلامها ؟!
ام سيف بمداخله نطقت بنبرة مبطنه: لو كان ولدها الي انذبح ما كان موقفها كذا ...
مزنه قاطعتها بقوة: حدك يا ام سيف ..ام مهاب لو تلفين العالم ما لقيت مثل قلبها وحنانها ..سيف كان مثل عيالها وأكثر تهتم فيه حتى اكثر منك. ...ما هو سهل عليها تفقده كذا!!
ام مهاب ناظرتها بخيبة وبعدها التفتت على مزنه: اتركيها يا خالتي تقول الي تبغى ...ربنا يعلم الي بالقلوب مهما كان ألمي ووجعي بس ما توصل أظلم الناس!!
مزنه تنهدت بضيق ..دام السالفه كذا رح تكبر المشاكل .. أفضل شيء تحصر غسق بمكان واحد وتكون تحت سلطتها هي افضل ما يكون الكل يتدخل بها ويبغى يمشيها على كيفه ...
نطقت بجديه : من الحين غسق شغالتي وما احد له يتدخل فيها ...
ام مهاب ضاق صدرها على غسق متأكده مزنه ما رح ترحمها...
مزنه تابعت كلامها : وانت يا اسراء لا تتدخلين بأي شيء ..وما لك حق تضربين البنت حتى تشوفين وجهها ...ومثل ما قالت ام مهاب نبغى الامور تهدأ وما نبغى نشعلها.. اخوك يا اسراء شاب نار على ذي البنت بس يبغى الزله حتى يضربها ...ما نبغى نخسر اخوك بسببها ...شغلها تحت رجولنا اكبر عقاب واذلال لها.. وانتهينا من السالفة!!
**
**
**
واقفه عند الشباك توزع نظرها داخل الجناح بصمت بعد ما انتقلت لجناح مزنه ...ما توقعت بيوم من الايام تنقلب حياتها بهذا الشكل ...بحياتها ما فكرت مجرد فكره انها تتحول لخدامه تحت رجول ناس ما في قلوبهم الرحمة ... الانسان ما يدري وش يطلع له بالمستقبل ...كل علم الغيب عند ربنا ...مطت شفتها بحزن وهي تتذكر صديقاتها بالمدرسه معقول افتقدوها ؟!
تحس روحها خاويه تبغى ترجع لحياتها وتحمد ربها وتشكره صبح ومساء على النعمه الي كانت عايشه فيها ... الحين تحس بالنعيم الي كانت تعيش فيه ..يكفيها انها كانت تتصبح بوجه امها الجميل الي يبعث بالنفس الراحه والطمأنينة....
ما هو بوجه مزنه ..دوم عابسه بوجهها وكأنها سارقه حلالها ...قلبها يوجعها من الصمت الي يغلفها ...ما في احد تجلس معه وتفضفض التراكمات الي فوق صدرها !
قطعت افكارها وناظرت مزنه لما كملت الصلاة وأشرت لها : تعالي!
تقدمت غسق بخطوات هادئة ووقفت قريب منها بدون ما تنطق حرف واحد تنتظر طلباتها!!
مزنه ناظرتها بعبوس : ابغى اتناول فطوري هنا ..تحركي بسرعه!!
تحركت غسق بهدوء للخارج والصمت يغلفها ...بمثل هالوقت تكون تجهز نفسها للمدرسه ...
بلعت غصتها وتوجهت للمطبخ تجهز فطور مزنه ... بدأت تجهز متجاهله الشغاله وهي تطلب منها ترجع وتساعدهم ...
حضرت الفطور وحملته بهدوء متوجهة لجناح مزنه ...وقفتها ام مهاب وهي تسأل بهدوء: خالتي ما تبغى تفطر معنا!
هزت راسها بالنفي ما لها نفس تتكلم...ارتجفت لما اقترب منهم أبو مهاب وهو ينطق: امي ما تبغى تفطر معنا ؟ تعبانه؟!
ارتاحت انه ما انتظر جوابها وتوجه مباشره لجناح امه ... تحركت خطوة وهي تناظر البنات متجهزات للدوام ...اشتاقت للدوام والدراسه ..قلبها مشتعل نار تبغى ترجع للمدرسه ..
مطت شفتها بسخرية لما نطقت وعد باستعلاء: متى الفطور ما ابغى أتأخر عن دوامي!
نزل مهاب وهو متجهز ومن خلفه كيان وهو ينطق بهدوء: ما رح يطير دوامك!!
تابعت خطواتها بدون ما تناظره متوجهة للجناح .. دخلت بهدوء وقلبها يدق بقوة من تواجد ابو مهاب
مزنه اشرت لها على الطاوله الصغيره امامها : حطي الاكل هنا !!
وضعته بشويش ويدها ترتجف ما تدري وش السبب ...
ابو مهاب بعبوس كلمها: انا رح أفطر هنا مع امي خبريهم واجلبي معك كوب شاهي لي!!
تحركت وبداخلها ضيق من هذا الإنسان ومعاملته الجافه معها ...
نطقت بضيق لما اقتربت من ام مهاب: ابو مهاب يقولكم رح يتناول فطورة بالجناح
هزت راسها ام مهاب بتفهم: إن شاء الله!!
تابعت خطواتها للمطبخ وصوت ام مهاب وهي تخبرهم بكلامها حتى ما احد يتاخر عن الدوام ...
لما طلعت من المطبخ ارتاحت الكل بصالة الطعام ...توجهت للجناح ودخلت بهدوء ...اقتربت ودقات قلبها تزداد ..وضعت الشاهي قدام ابو مهاب ..بغت تبعد عنهم
وقفها ابو مهاب بأمر : امي لما تتناول الاكل ما تبتعدين عنها ابغاك مثل الخيال لها ..توقفين قريب منها يمكن تحتاج شيء او تغص بالاكل
غسق بنفسها " جعلك تغص وارتاح منك "
ما علقت اكتفت بالصمت وهي توقف قريب منهم ...توزع نظرها بعشوائية وهي تحس نفسها مثل العامود ...موقفها مخزي بالنسبه لها !!
تحس ريقها معطب للحين ما ذاقت شيء ...ناظرت أبو مهاب وهو ينطق بنبره ما ريحتها: اتصلت اسراء فيني تشتكي منها ؟؛
مزنه بهدوء: اترك اسراء ما عليك منها
ابو مهاب رفع حاجب بسخرية وهو يناظر غسق: ما أدري اذا مطلق كان واضع بالبيت مرايه او لا ...بس واضح إنك بحياتك ما ناظرت نفسك بالمرايه ... يعني خايفه اسراء تحسدك ؟!
الي يسمع يقول من زينك ...تدرين افضل شيء ما شافتك حتى ما تتخرع !
ختم كلامه وهو يمط شفته بسخريه: والله حاله!!
مزنه بهدوء: ابو مهاب اتركها تراها مجنونه وما بها عقل !!
تحاول تمسك لسانها وتتجاهله ..مستفز بقوة ...يبغى يكسر ثقتها بنفسها .... لمتى تتحمله ؟!
ناظرت مهاب الي دخل وهو يرد السلام بهدوء وريحة عطره تفوح بالمكان ..اقترب ونطق باهتمام: كيفك اليوم يا جدتي ؟!
مزنه ابتسمت بمحبه له: بخير الله يسلمك!!
مهاب بتساؤل: غريبه ما افطرت معنا اليوم؟!
مزنه بملامح مريحه: بعد الصلاة حسيت نفسي تعبت بس الحين الحمد لله بخير!
هز رأسه بابتسامة: ان شاء دوم تكونين بخير وتاج فوق راسنا!!
ناظرها نظره خاطفه وهي واقفه تنتظرهم يكملون فطور ..الي يشوفها يحسبها تمثال بثباتها بدون أي حركه وعيونها تناظر للبعيد وكأنها بالمكان لوحدها !!
ناظر ابوه وهو ينطق بعد ما اكمل فطوره: الحمد لله!!
اشر لغسق تلم السفره بعد ما كملت امه اكل : نظفي المكان!
مزنه قاطعته : خذي الاكل واجلسي هناك وتناولي فطورك!!
ناظرتها غسق بقهر من تعاملها لو تموت من الجوع ما قبلت بهذا الشيء وخاصه قدام مهاب حست شيء بداخلها جالس يتكسر ...
ما ردت لمت السفرة وطلعت للخارج ...من شدة القهر ما انتهبت على ام سيف وهي داخله ..اصطدمت فيها عند الباب ..وتبعثرت بعض الاغراض بدون ما تسقط على الأرض!
ام سيف وقلبها مليان من سالفه البارحه ...دفتها بقوة بعيد عنها بدون ما تهتم لعواقب دفتها وهي تنطق بغضب: الله يأخذك ما تشوفين قدامك!!
ارتد جسمها للخلف من دفتها ...وبحكم انها حامله بيدها صينية الفطور ..كان سهل اختلال جسمها ...لحظة وكانت رح تسقط على الارض ...ثبتت نفسها بصعوبه ...تنهدت براحه لما اعتدلت بالوقوف ....شدت قبضتها على الصينيه وبداخلها شيء يحثها ترميها على ام سيف بقوة ...
وكالعادة تحس بصوت اقوى يردد ويذكرها بأمها وعماد ...تضطر تمسك أعصابها وتسلك لهم ...لزوم تتحمل دام انها رضيت ...
التفتت على ابو مهاب وهو ينطق بغضب: عمياء ما تشوفين؟!
ام سيف بقوة نطقت: انا متأكده متعمده بغت تدف الاغراض علي ...وذيك المره على وعد
مزنه قاطعتها: حصل خير ...انت روحي كملي شغلك يا غسق وافتحي عيونك!!
بداخلها قهر منهم يزداد يتكلمون بكل برود ...وما احد علق على ام سيف الي تعمدت ترميها على الارض ...مطت شفتها بسخرية المثل يقول " الحيه ما تعض بطنها" ما رح يوقفون معها ويتركون ام سيف!!
تحركت للخارج وقفلت الباب ...ناظرت السقف تحاول تمنع سقوط دموعها ...
عقدت حواجبها باستنكار وصوت مهاب الغاضب يوصلها من معاملتهم لها ..
تابعت خطواتها للمطبخ وهي تفكر " بمهاب" ...أكثر شخص بداخله إنسانية...يمكن تقدر من خلاله توصل لأهلها ...بس كيف تبدأ معه الحديث ..تتكلم مباشرة والا كيف بالضبط!!
عبست ملامحها لما قطعت افكارها الشغاله وهي تطلب منها ترتب المطبخ!!
وضعت الاغراض على الطاوله وتناظر المكان بعجز ...صدق متعبه ليه ما احد يحس فيها ..يعاملونها وكأنها آلة ...حتى الآله تخرب وتحتاج لتصليح وراحه!!
تحس ظهرها وكأنه قصبه .. أحياناً تخاف اذا ركعت يطق وينكسر ....استندت على الطاوله ومغص شديد بدأ ينهش ببطنها ... وكأنه ينقصها فوق وجعها وجع البطن!!
كتمت وجعها وبدأت ترتب المكان ببطىء ..ما رح تضغط على نفسها أكثر من كذا ...هذا شغلها عجبهم والا ما عجبهم ما عاد يهمها !!
جلست على الارض وهي تحس بالمغص يزداد عليها ...ما تقدر تتحرك !!
اقتربت منها الشغاله وبقوة نطقت: بلا كذب قومي اشتغلي!!
ما ردت عليها غسق وهي متكورة على نفسها من شدة الألم ...
دخلت ام مهاب وناظرتها باستغراب: وش فيها؟؛
الشغاله بتكذيب: هذي وحده كذابه تسوي نفسها تعبانه؟!
ام مهاب اقتربت منها ونزلت على مستواها وبنبره حانيه نطقت: وش يوجعك؟!
غسق ما قدرت تمسك نفسها من نبرة صوتها الحانيه ..نبرتها الحنونه فجرت كل المشاعر الي كتمتها بداخلها ...نطقت من بين شهقاتها: ما فيني
ام مهاب مسحت على راسها: وش فيك؟!
ما لقت منها اجابه الا البكاء ...تحركت للخارج بخطوات سريعة ..بعد لحظات رجعت وبرفقتها زوجها ومهاب ..نطقت بخوف: ما ادري وش فيها؟!
ابو مهاب بملل: ترى مب ناقصني دلع ..ما تبغين تشتغلين ما له داعي تعملين كل هذا الفيلم؟!
ام مهاب ناظرته بعتب: البنت واضح انها تعبانه!!
تقدم خطوة مهاب بس وقفه ابوه بهدوء: لا تتأخر على دوامك ...اعرف هذي الأشكال وكذبها
مهاب بنبره فيها عتاب على اسلوبه القاسي والجاف: يبه
قاطعه ابوه: لا تهتم الحين نأخذها انا وامك للمستشفى ونشوف آخر كذبها ...انت ما عليك توكل على دوامك!!
ام مهاب : روح يمه انا وابوك الحين نعرف وش فيها!!
هز رأسه وغادر المكان عنده شغل ضروري...قرر يتصل بعد وقت ويعرف وش صار عليها ...توقع انها متضايقه من حركة ام سيف علشان كذا تبكي ....
ام مهاب وهي تحاول فيها: وش يوجعك؟!
تقدم ابو مهاب وأبعد زوجته عنها : ابعدي عنها!!
رفعت راسها برعب لما شافته قريب منها ... تكره الاقتراب من هذا الرجال ..الرحمه معدومه بقلبه !
صرخت بوجع لما سحبها بقوة لجهته وقفها وهو ينطق بحزم: ساعة اذا ما كان كل شيء نظيف ومرتب وربي أدفنك هنا ..حركات الدلع ذي اتركيها افضل لك!
حاولت تفلت يدها منه ..ويدها الثانيه تضغط على بطنها الي زاد وجعها بسبب سحبته لها .. ودموعها تنزل بغزاره وبللت نقابها !!
ام مهاب قلبها انفطر على حالها: ابو مهاب
قاطعها بقوة: لا تتدخلين واتركيني اربيها هالكلبه!
دفها بخفه وهو ينطق بتوعد: يا ويلك اذا ما رتبت المكان!
صوته المخيف يرعد بإذنها بقوة ..زادت دقات قلبها من شدة الخوف...ما تدري ليه بدأت الدنيا تلف فيها ... ما تبغى تفقد الوعي هنا !!
استندت على الطاوله ...بعقل مشوش والعرق جدها مب قادرة تتنفس اكثر من شدة الألم...كشفت وجهها وهي تحاول تحصل على اكبر قدر من الأوكسجين ....
تحركت ام مهاب لها وهي تشوف حالها..بس يد ابو مهاب وقفتها بحزم: اتركيها ...عساها تموت من عند ربنا وبكذا ينتهي كل شيء!!
فتحت عيونها ام مهاب باستنكار من كلامه ...وكأنه ما هو زوجها الي تعرفه. ..ما كان بعمره حقود وقاسي لذي الدرجه ...تشوف انسان يموت قدامك وانت مكتف يدينك ما تقدر تتحمل وخاصه لما شافت غسق نزعت الشال عن رأسها تبغى هواء تتنفس ...وجهها أحمر ومختلط بالدموع والعرق ...حتى شعرها وكأنها مبلل من كثر العرق ..ما تدري وش الحالة الي أصابتها ..ما تقدر توقف مكتفه يدينها ...رح تنادي احد يتدخل ويساعدها ..بس يد ابو مهاب وقفتها بقوة: لا تتحركين من هنا أعرف حركاتك ...صدقيني ما احد رح يقدر يساعدها ...
تابع كلامه ببرود: واضح إنها اعراض جلطه وقت قليل وتكون فارقت الحياة ..مط شفته بشماته: شفت كيف رح يشربون نفس الكأس الي شربناه!!
ام مهاب دموعها تنزل وقلبها ما هو متحمل هالمنظر نطقت بقهر: اتركني وش فيك الإنسانية ماتت بقلبك..وربي اذا ما نقلتها للمستشفى يحرم علي أبقى بهذا البيت لو دقيقه!!
زم شفته وهو يشوف انهيار زوجته..... من يومها حساسه وقلبها رهيف ...ما رح يدمر علاقته بزوجته ...الايام طويله ورح ييجي اليوم الي تموت فيه غسق قدام عيونه ...مسأله وقت ويحصل المراد!!
ترك يد زوجته واقترب من غسق الي واضح انها بأنفاسها الاخيره ...
اقترب منها وسندها وهو يناظر زوجته : جهزي نفسك نأخذها للمستشفى!!
ام مهاب خرجت بسرعه تجهز نفسها وتلحقهم !!
جثت غسق على الارض مب قادرة تمشي وخاصه بعد ما سحبها بقوة...تواجده قريب منها يزيد الضيق والاختناق عندها...ما تدري ليه ينرعب قلبها منه!!
نادى على الشغاله بصوته العالي ...واول ما اقتربت الشغاله طلب منها يحملونها للسيارة ..
ختم كلامه وحمل نفسه للخارج ينتظرهم وهو يتمنى انها ما تلحق توصل المستشفى....
اقتربت ام مهاب من الشغالات : بشويش عليها
غسق بدأت تستوعب الي حولها..ما تدري وش أصابها..نطقت بارهاق: اتركوني
ام مهاب بقلق: رح نأخذك المستشفى
قاطعتها غسق بصوت مرتجف: ما ابغى ..اتركوني!!
تحاملت على نفسها ووقفت بصعوبه !
بغت ام مهاب تسندها ...وقفتها غسق بخفوت: اتركوني!!
تابعت خطواتها بصعوبه باتجاه جناح مزنه وكل خليه بجسدها ترتجف...
فتحت الباب بيد مرتجفه وهي مستغربه الحالة إلي أصابتها ....
دخلت بشويش والعبوس مرتسم على ملامحها من شدة الألم ...توجهت مباشرة للحمام ... غسلت وجهها بضعف بدون ما تناظر نفسها بالمرآة.. طلعت من الحمام..اقتربت من فراشها على الارض ...استلقت وللحين عندها صعوبه بالتنفس!!
وضعت يدها على بطنها والألم ما فارقها...غمضت عيونها وهي كاتمه أنفاسها لعل وعسى يخف .... زفرت بقوة وهي تحس رجع ضاق النفس عندها من شدة الالم ....خلاص أكثر من كذا ما تقدر تتحمل ...استنزفت كل طاقتها!!
**
**
**

بعد وقت طويل وصلوا المستشفى وبداخلها قهر من زوجها يسوق على اقل من مهله ...ما ظنت البنت تطلع منها ... ما ارتاح قلبها لما دخلت غرفتها ...قلبها يقول لها إنها متعبه لدرجه الانهاك ..تبعتها للغرفة وانصعقت لما لقتها متكوره على بطنها من شدة الألم.... نادت الشغالات يساعدوها حتى ينقلوها للمستشفى..
مسحت دموعها وقلبها يوجعها وما يتحمل ذي الامور!
ناظرت زوجها جالس على كراسي الانتظار ويقلب الجوال بروقان ولا كأنه صاير شيء!! ..ما تدري هالبرود من وين طلع له!!
واقفه تنتظر احد يبشرها ... اقتربت من الدكتور لما طلع من عندها نطقت بقلق: وش صار عليها!!
هز كتوفه: ما ندري ننتظر تطلع نتائج التحليل !!١
زمت شفتها بضيق بعد ما تركها وتوجه يشوف حاله ثانيه ..دخلت وهي تناظر الممرضه منشغله بالمغذي ..ناظرت غسق ووجها مغطى بجهاز التنفس...فاتحه عيونها بضعف وواضح عليها الانهاك!!
جلست على طرف السرير تناظرها بتأمل ...متى يستوعب زوجها إنه الي يعمله ظلم وما يصير ... وكأنه ما هو بوعيه ..متى يصحى ويوعى على نفسه ..يا خوف قلبها يصحى بعد فوات الاوان...
حست قلبها اعتصر وهي تشوف غسق بعز شبابها تندفن وهي عايشه قدام عيونها ...ما تدري كيف تساعدها؟!
تنهدت ونطقت بحنان : انت بخير؟!
ما ردت غسق وهي غارقه بدوامه حياتها..ما تدري وش الي أصابها وليه اصابها الذعر بهذا الشكل ....بذي اللحظة تتمنى أنها فوق راسها وتمسح على شعرها..أو ابوها يكون قريب منها ويواسيها بكلمته المشهوره" خليه يولي"...او عمها مطلق الي دوم يوقف بصفها وما يسمح لاحد يضايقها كيف لو يعرف انهم ضربوها ...تنهدت بأسى على حالها وحال عماد .... متأكده نفسيته تعبانه بالحبس وخاصه بعد زواجها ...متى يلتم شملهم ...
ما تبغى تفكر بأي شيء يحرق روحها أكثر ...كل طاقتها منهكه ما لها حيل للحزن ...
زمت شفتها ام مهاب بضيق وهي تشوف دموع غسق تنزل بانسياب...لو تقدر تساعدها ما رح تقصر ...بس وش يطلع بيدها!!
بعد وقت مجهد لها من الفحوصات كتبوا لها دخول حتى تبقى تحت المراقبه عندها بوادر اجهاض!!
ام مهاب تحس إنها سمعت غلط ...حامل!!
اذا تم هالحمل رح تخرب امور كثير وأهمها رجعت غسق لاهلها رح تصير مستحيله...ما تبغى ابنها يرتبط بحياة مع بنت ما يبغاها..لزوم ينزل الجنين بس كيف؟!
حتى مهاب لزوم ما يعرف عن هذا الحمل حتى ينزل ...ما رح تخبر أي أحد بهذا الموضوع... مسحت دموعها تمنت دوم تشوف عيال ولدها بس ما هو بذي الطريقه ....ما تبغى اي شيء يربط بين غسق ومهاب....ما تدري كيف تتصرف...
دخلت على غسق مغمضه عيونها والاجهاد واضح عليها ...اذا جلست بالمستشفى رح تعرف بالحمل ...لزوم تطلعها من هنا....معقول ما تعرف عن نفسها انها حامل ؟!
واذا كانت ما تعرف كيف ما انتبهت على علامات الحمل؟!
ويمكن تكون تعرف بس تخفي عنهم ؟!
اسئلة كثيره بعقلها ....وبنفس الوقت عقلها مشوش...لزوم تتصرف وتتخلص من هذا الحمل!!!
مع الايام تحس وضعها صار أفضل ...ما توقعت وجع البرد كذا .. وكأنه سكين تنغرس ببطنها...بين وقت لوقت تحس بمغص خفيف وبعدها يختفي ...الا وجع ظهرها ما يفارقها....
وضعت الاغراض على الطاوله بما انها تعيش في بيت ما فيه رحمة ولا انسانية من ثاني يوم اصدر ابو مهاب إنها ترجع للشغل بس مهاب كان بصفها ومنعها تشتغل اي شيء حتى يتحسن وضعها ...ما رجعت للشغل الا اليوم بعد اجازه ٤ أيام .....مطت شفتها بابتسامة ساخره وهي تتذكر شكل مزنه كيف انقهرت من مهاب لما وقف بوجهها ..ومن شدة قهرها طردتها من جناحها ورجعتها عند الشغالات تنام لوقت يتحسن وضعها وترجع عندها .... وكأنها ميته تجلس بجناحها...صدق الناس ما تدري كيف تفكر....رفعت رأسها وابتسمت لا شعوريا لما دخل مهاب المطبخ بالرغم من العداوة الي بينهم ما تنكر إنه يستحق الاحترام والتقدير على الأخلاق الجميله الي يتمتع فيها..
متأكده من داخله بركان وحقد وكره عليها وعلى عائلتها ومع ذلك خمد كل شيء بداخله وتعامل مع الموقف بعقلانيه ...صدقوا لما قالوا لكل شخص من اسمه نصيب " مهاب" ..لما تناظره تحس له هيبه وله حضور...ناظرته وهو ينطق بهدوء: كيف وضعك اليوم؟!
هزت راسها بهدوء: الحمد لله بخير!!
يناظر التعب والاجهاد واضح بعيونها...يحسها متغيره أكثر من قبل ...وكأنها صارت أكثر تقبل للوضع الي فيه ... بدأت تعتاد على حياتها هنا ... نطق بنبرة مريحه لقلبها: الحمد لله!! ...اذا للحين تعبانه تقدرين ترتاحين
قاطعته بامتنان من لما رجعت من المستشفى وهو يراعيها: لا انا بخير!
اكتفى بابتسامة ثقيله وتوجه يجهز قهوته بهدوء...ناظرته ومشاعر الامتنان تحثها تعرض عليه خدماتها من باب الشكر لمواقفه معها..وبتردد نطقت: اجهز لك قهوتك
رد بدون ما يناظرها : مشكورة ..أحب اعملها بنفسي!!
حست بالفشيلة او بشيء داخلها نقص ..حست موقفها سخيف ..عضت شفتها بقهر من نفسها ومن تصرفها الغبي..وش تبغى فيه؟! عمره لا شرب قهوة!!
الحين يمكن يفسر تصرفها بأمور ثانيه ...اااه من الغباء الي معشش بعقلها ...بسرعه نسيت إنه السبب بتواجدها هنا ..لو رفض الزواج كان هي الحين عند اهلها ..انقبض قلبها بضيق على اهلها وين رح يكونوا الحين؟!
رجعت تكمل شغل والضيق يعتلي صدرها من الموقف البايخ الي وضعت نفسها فيه ...
التفتت على دخول ام مهاب ما تدري ليه متغيره هالحرمه والصمت يغلفها ..نطقت وهي تكلم مهاب: اذا تبغى أكل
قاطعها بابتسامه باهته: مشكورة يمه تناولت الغداء مع الدكتور رشاد !
ام مهاب هزت راسها بتفهم ...ناظرت غسق للحظات وبعدها غادرت المكان بهدوء..
استغربت غسق نظراتها لها وكأنها كانت مسلطه نظرها على بطنها...
وضعت يدها بخفه على بطنها لما حست بمغص خفيف...اعتدلت وقفتها وهي تناظر مهاب يغادر المطبخ بهدوء ...
مهاب ورقتها الرابحه لزوم تطلب منه متأكدة رح يتعاطف معها ويقبل تتواصل مع أهلها..بس ما تدري كيف تبدأ...
زفرت من وجع ظهرها الي ما يوقف ..ليتها تظاهرت انها فاقده الوعي بالمستشفى حتى يكتبوا لها دخول....يمكن تقدر تاخذ من المراجعين أو الزوار أو الممرضات جوال وتتصل على عمها مطلق ...
هي متأكده سمعت الممرضه تقول عنها دخول ..بس ليه ما دخلوها ..يمكن توهمت وكانت تتكلم عن حالة ثانيه!!
تحركت خارج المطبخ بتردد تشوف مهاب اذا جالس وحده تطلب منه تكلم اهلها ... جالت عيونها بالمكان ما في أحد ...زمت شفتها بقهر يمكن رجع لجناحه وبالنسبة لها لو تموت ما دخلت جناحه !!
همت ترجع للمطبخ ..بس وقفت لما دخلت الشغاله من الخارج وهي تنطق بتحقيق: انت ليه طالعه من المطبخ ؟! كملت ترتيب!
مطت شفتها غسق بسخريه حتى الشغاله تعاملها وكأنها تشتغل عندها ..ما كأنهم مثل بعض بهذا البيت ... تجاهلتها وتحركت ترجع للمطبخ بس وقفتها الشغاله وهي تنطق بأمر: مهاب بالحديقة يبغى مويه تحركي بسرعه وارجعي كملي شغلك!!
كشت عليها غسق بغيض لما تخطتها وتوجهت للغرفه ترتاح ..ايه هم يرتاحون وهي بستين داهيه!!
أكثر شيء يقهرها الظلم ...ما اصعب لما تتجرع الظلم وانت ساكت وما تقدر تتكلم او تعترض ...
هزت رأسها تطرد تفكيرها ما هو وقته الحين ..فرصه تشوف مهاب لوحده وتطلب منه ..رفعت نظرها للسقف للحظات وهي تتمنى ما يرفض طلبها!!
أخذت المويه وخرجت وهي تدور ما تدري من اي جهة يجلس ...بعد وقت قصير شافته جالس تحت شجرة المظلة وبيده اوراق يقلبها بهدوء...حاولت تسيطر على دقات قلبها ورجفتها ..خايفه يرفض يلبي طلبها ...شجعت نفسها وقلبها طاير حتى تسمع صوت ابوها وتطمئن على أمها بنفسها!
تابعت خطواتها بهدوء ... اقتربت ووضعت المويه على الطاوله وقلبها يدق بقوة ..ما تدري ليه جبنت كذا ؟!
رفع مهاب نظره لما وضعت المويه على الطاوله ...نطق بهدوء: مشكورة!
رجع يناظر الاوراق الي بيده وهو مستغرب ليه هي جاءت؟! وهو أصلا ما طلب مويه !
زم شفته بتعجب وخاصه وهو يحس انها للحين واقفه ...رفع رأسه لها مرة ثانيه وبتساؤل نطق: في شيء ؟!
التفتت للخلف لما حست بقدوم شخص ..عبست ملامحها لما شافت كيان ما هو وقته الحين ....هزت رأسها بالنفي وتحركت راجعه والخيبه تغرقها ...حست نفسها مثل القرصون واقفه فوق رأسه!!
مط شفته باستغراب من تصرفها ...ناظر كيان الي اقترب منه ونطق بسخرية: لقاء من الاخر!!
تجاهل مهاب سخريته ورجع يطالع الاوراق الي بيده ..اقترب كيان وجلس جنبه بعد ما ضرب فخذ مهاب بشويش: اشوف حرمك المصون هنا!
وضع الاوراق ورد بهدوء: جلبت المويه
كيان خزه: يا خوف قلبي الاشاعات الي نسمعها عنك صحيحه!
ابتسم مهاب بدون نفس: واكيد خالتي واخواتك اصحاب الاشاعات ؟!
كيان مط شفته بسخرية: ومين غيرهم؟!
يعني يقولون جالس لها محامي دفاع!!
مهاب عبس ملامحه من تفكيرهم: لو نسمع كلام الحريم كان دفنا بنت الناس من اول اسبوع ..اعوذ بالله كيف بصلتهم محروقه!!
كيان رفع حاجب بشك: وكأنك بدأت تنسى هذي البنت مين وليه موجوده؟!
اذا ناسي أنا أذكرك ...ترى أخوها الي قتل سيف الي دوم كان يشاركنا ذي الجلسه ...
اشر بغصه على المقعد المقابل لهم وهو يتابع كلامه... كان يجلس على هذا المقعد بالتحديد.. ويردد على مسامعنا تخطيطاته للمستقبل حتى اسماء عياله قالهم لنا ...والحين ناظر المقعد فاضي من صاحبه وما حقق شيء من أحلامه!!
وش الذنب الي اقترفه حتى يخسر روحه ؟!
مهاب حس في صدره يشتعل بالنيران وذكرى سيف لما كان يجلس هنا تذبحه ..ما هو قادر يتخطى موته يتخيله هنا وهناك ...نطق بضيق: كل انسان وله أجل وسيف انتهى اجله!! ..البنت ما لها علاقة حتى نكسرها أكثر من كذا !!
كيان فتح عيونه باستنكار: وربي ما كذبوا لما تكلموا عنك!! انت من عقلك تتكلم؟!
لنفرض ما لها علاقه وما رح نأخذها بذنب اخوها ..انت ترضى فيها زوجه وسمعتها كانت
قاطعه مهاب بجمود: هذا انت قلت كانت!!
ماضيها ما يهمني ولا لي فيه علاقه... أنا أحاسبها على اليوم الي انكتب اسمي باسمها .. وغير كذا اعتبره من الجهل احاسب انسان على ماضي انا ما كنت فيه !!
وبعدين وين الدليل على انه لها ماضي سيء؟
عمتي لمى سمعت كلام من الناس ويا كثر ما تكذب الناس ...تبغى تقولي سيف راسلها وش يضمن لك إنها نفسها .. يمكن سيف مخربط
كيان انقهرمن كلامه: اه يمكن مخربط ..نسيت انك متزوج
ملاك ....عاد ما قلت لنا متى تعلنها زوجه رسميه علشان نعمل لكم مائدة الكل يتكلم عنها ؟!
مط شفته مهاب باستياء من تفكير اهله ..الحين لأنه يتعامل من باب الانسانيه يناظرونه كذا ...ونسجوا بعقلهم قصص ما لها أساس ...ما يدرون إنه أكثر شخص بداخله حقد وكره لذي العائلة !!
زم شفته بتعجب: كيان وش فيك عقلك كذا متحجر ..هذا وانت قريب مني
كيان هز رأسه باستياء من حاله: والله احس حالي ما أعرفك والا بنت الكلب سحرتك ورحت وطي تحت رجولها!!
واقف لها محامي دفاع ... هذي الاشكال لزوم ندعس عليهم بدون رحمه لأنهم ما يستحقون...لا يغرك وجهها البريء ترى تلقى خلفه أفعى سامه تنتظر اللحظة المناسبه وتلدغك حتى تكون القاضيه ...لا تسمح لإنسانيتك تحولك لانسان مغفل !!
مط شفته بسخرية من تعبيره: مغفل!!
كيان خايف اخوه يغرق ببحر عشقها وقتها رح تتعقد الامور ويصيرون مسخره للناس..نطق كمحاوله اخيره: وانت تعاملها بلطف لا تنسى تضع صورة سيف بين عيونك !!
تنهد مهاب ونطق بجمود: كيان قفل السالفه أفضل ما أبغى أضايقك وتزعل ...انتهينا من الموضوع!
كيان بقوة نطق: لا ما انتهينا
مهاب فقد اعصابه ونطق بغضب: يا أخي تراها شغاله جديده جاءت لبيتنا ما أدري وش مزعجكم بالموضوع....لآخر مرة تفتح هذا الموضوع معي ...وما احد له حق يحاسبني على تصرفاتي ... أنا اعمل الي اشوفه مناسب وما اسمح لأحد يحاسبني على حرف ...انا سكتت للجميع بالبدايه قلت متأثرين ومصدومين بس الحين خلاااص كل واحد ينشغل بنفسه وما له كلمة عندي ...انتقام ونفذتوه والبنت شغاله تحت رجولكم ..بعد كذا ما لكم شغل بأي شيء..تفهم!!
ختم كلامه بنظرات ناريه وغادر وبداخله نار مشتعله من الاشاعات الي يطلقوها عليه كل يوم .. وكأنه ما بقى بنات بالعالم حتى تلفت انتباهه غسق!!
اما عند غسق الي تأخرت بالدخول حتى تهرب من الشغل ...انصعقت من صوت مهاب الغاضب وكلامه وقع على قلبها مثل الخنجر وهو يردد" شغاله تحت رجولكم"
حست شيء بداخلها تكسر .....وضعت يدها على قلبها من الضيق الي اعتراها...تحركت للداخل لما لمحته غادر مكانه وعيونها تتراقص بالدموع من الإهانة...
وقفها صوت مزنه الغاضب: انت وين طسيتي؟!
ناظرتها للحظات وبعدها التفتت للشغاله الي ارسلتها تأخذ المويه لمهاب!!
حركت شفتها ترد بس صوت مزنه كان اسرع وهي تنطق: انقلعي كملي شغلك ويا ويلك اذا عتبت رجلك باب البيت رح يكون حسابك عسير!!
عيونها مسلطه على الشغاله ومعالم الانتعاش واضحه عليها ما تدري وش تستفيد لما تعمل كذا .. ارسلتها عند مهاب وبنفس الوقت خبرت مزنه انها طلعت حتى تعمل لها مشكله ... احيانا لسانك يعجز عن وصف الناس...
نقز قلبها لما نطقت مزنه بغضب: تحركي لشغلك الله يأخذك!!
التفتت على مهاب الي دخل على صوت جدته ... العبوس يغطي ملامحه وعيونه الغضب واضح فيها ...ارتجف قلبها بخوف لما نطق بحده: وش صاير؟!
مزنه وكأنها مسكت على غسق الزله: حضرتها تاركه الشغل وجالسه برا
زادت دقات قلبها لما نطق بنفس الحده: احضرت لي مويه ..تراها بشر ومن حقها مثل باقي الشغالات تطلع للحديقه وتتنفس هواء !!
ختم كلامه وتابع طريقه للجناح ...ما تدري كلامه يداوي ويجرح بنفس الوقت...يداوي لما يوقف معها ويدافع عن حقوقها ويجرح وهو يوصفها مجرد شغاله بهذا البيت ...
تجاهلت مزنه وهي تتكلم وتوجهت للمطبخ ومشاعر الحزن تخنقها ....ما تدري وش فيها غبيه كذا ...تعرف ومتأكده من كره أهل هذا البيت ومشاعرهم لها ...ليه ظنته مختلف عنهم ....شدت على شفتها بقوة وكلمته تتردد بإذنها: مجرد شغاله تحت رجولكم"
اهانه كبيرة وما رح تسامحه عليها ولا رح تسامح كل شخص دعس على قلبها وآذاها ...بعمرها ما سعت لأذية اي أحد او كسرت مشاعرهم ...كلامها دافي وهادي ليه الناس تتفنن بالتجريح ...وش النشوة الي يحسون فيها لما يعملون كذا!!
**
**
**
ابو مهاب متضايق من سكوت زوجته والصمت يغلفها من لما رجعت من المستشفى ...نطق بتوجس: للحين زعلانه!!
هزت راسها بالرفض بدون ما تنطق ..عقلها يفكر كيف تتخلص من الجنين لأنه بنظرها تواجد هذا الطفل رح تزيد المشاكل!!
ابو مهاب بهدوء: انا متأكد إنك زعلت على تصرفي يوم المستشفى....ما انكر إني ندمت على تصرفي وبالنهاية مثل ما قال مهاب البنت ما لها علاقه بالقتل ..بس تواجدها هنا يحرق قلب أهلها ... علشان كذا انا قررت احاول قدر المستطاع اتجاهلها واعاملها مثل باقي الشغالات..رضيت الحين؟!
نطقت بضيق وعقلها يفكر: ابغى اجلس بالديره اسبوع
قاطعها باستغراب: الديره ؟! ليه ما اذكرك تحبين تجلسين فيها كثير ...والبنات عندهم دوام
قاطعته بتبرير: ابغى أغير جو ..انا وخالتي مزنه رح ننزل نهاية الاسبوع ...رح ناخذ معنا غسق
قاطعها بحواجب معقوده: خايفه عليها منا؟!
هزت راسها بالرفض: مو كذا بس تساعدنا تحت وتفهم علينا!
نطق بهدوء وهو متأكد تبغى تبعد غسق عن هذا البيت: تقدري تأخذين مع غسق نيرا
قاطعته برفض: غسق تكفي وزياده!
هز رأسه بتفهم: مثل ما نا تبغين اهم شيء تكونين مرتاحه وتفكي هالكشره !!
ابتسمت بتكلف وعقلها مشتت وشيء بداخلها يصرخ ويؤنبها على تفكيرها .. وبنفس الوقت مصلحه مهاب وحياته اهم من كل شيء!...ما رح تسمح لابن مهاب يعيش منبوذ وهو بين أهله.. متأكدة لو تم الحمل زوجها رح ينبذ هالطفل وما احد رح يحبه بهذا البيت لأنه يحمل دم قاتل سيف ..حتى مهاب ما رح يحبه ويعتبره طفله ..ما رح تسمح يعيش هالطفل حياة قاسيه ومع ام واضح انها جاهله وما رح تكون قد المسؤوليه وتهتم فيه ...اذا وهو ببطنها ما دريت عنه كيف تراعيه اذا طلع للدنيا ...متأكده رح ييجي يوم تغادر غسق وتترك الطفل عندهم ..اوجعها قلبها من نقطه يعيش بدون ام وأب ...رح تتخلص من هالحمل أفضل للجميع !!
**
**.
٪
بنهاية اليوم تتفقد المطبخ قبل ما تروح تنام ...مطت شفتها بضجر ما تدري ليه مسجلين المطبخ باسمها...زفرت بضيق وتعب وتحركت لجناح مزنه بشويش ..تتمنى انها نامت ما لها حيل تقابلها وتسمع كلامها الي يسم البدن ...الهدوء يعم المكان وواضح الكل بهذا البيت نام ...عبست ملامحها بقرف من هذا البيت ..اليوم مشاعر الكره لهذا البيت ما تقدر توصفها ...وخاصه مهاب!!
زاد عبوسها وهي تشوفه دوبه داخل البيت ...للحظة تمنت تبصق عليه .. كتمت ضيقها وتابعت طريقها بهدوء ...صكت على اسنانها بقوة لما نطق بهدوء: لحظة انتظري!
التفتت عليه لما اقترب منها وبنبره هادئة نطق: جدتي نايمه؟!
اجواء الهدوء الي في المكان وسؤاله عن جدته اوقع بقلبها الخوف ..تحركت تبعد عنه بدون ما ترد عليه!
استغرب تصرفها وش فيها فاصله كذا..زم شفته بتعجب وتحرك خلفها لجناح جدته...
فتحت الباب والرعب تملكها لما حسته خلفها ..قبل ما تنطق تسللت الراحه لقلبها وصوت مزنه يوصلها: تعال مهاب!!
دخلت وفسحت له المجال بالدخول.. والهدوء يغلفها وهي تناظره لما دخل وجلس بجانب جدته وهي تعاتبه على تأخره ...نطق باعتذار: جاء صديق قديم وانشغلت معه!
هزت راسها بتفهم وناظرت غسق الي تحركت لجهة غرفتها ..وبنبره آمره نطقت: وقفي عندك
التفتت عليها غسق بصمت تنتظر تشوف وش عندها!!
مزنه بنفغي النبرة الآمره نطقت: اعملي لمهاب اي شيء يشربه!!
عقدت حواجبها بقهر منها وتتأمر حضرتها حتى تخدم حضرة مهاب ..وبنبره فيها حده نطقت وهي تناظر مهاب بقوة لو كانت النظرات تقتل كان قتلته: انتهى دوامي الساعه الحين ١٢:٥..شوفوا خدامه ثانيه يكون دوامها بعد منتصف الليل!
فتحت مزنه عيونها باستنكار من ردها وبكل قوة عين دخلت الغرفة وضربت الباب بقوة خلفها!!
التفتت على مهاب وللحين مصدومه: شفت هالكلبه بعيونك!!
عقد حواجبه من تصرفها ما عجبه أبد ... وكأنها توجه كلامها له ...بس ليه تتكلم معه كذا ...ما قال لها شيء ..لحظة لحظة معقول سمعت كلامه مع كيان ...استبعد هالشيء ما يتوقع انها سمعت ..هز راسه بتذكر وجملته تتردد بإذنها " مثل باقي الشغالات لها حق تغير الجو"..معقول هذا اشيء زعلها ... بس ذي الحقيقه هي مجرد هنا شغاله .. مط شفته بتعجب يمكن تعبانه طول اليوم جالسه بالمطبخ ما يلومها ..وبترقيع نطق وهو يناظر جدته الغاضبه: ما هو سهل عليها من الصبح جالسه بالمطبخ تنظف وتساعد بالطبخ ..غير شغل البيت..اكيد تبغى ترتاح...والحين قولي لي وش تبغين مني؟!
مزنه وبداخلها تتوعد فيها رح تطلع هالحركه من عيونها..همت تقوم لها وتمسح فيها الارض بس يد مهاب كانت اسرع وهو ينطق بهدوء: اتركيها يا جدتي وقولي لي الموضوع!!
زمت شفتها بتوعد باكر الوعد رح تراويها كيف ترد لها الجواب بذي الوقاحه!!
**
**
**
باليوم الثاني بالصالة الداخلية..هاجر متمدده على الكنبه وتفصفص وترمي على الارض .. وبأمر نطقت وهي تناظر غسق: نظفي بسرعه المكان عماتي على وصول!!
غسق ناظرتها وبداخلها تدعي عليها وعلى عماتها ..زمت شفتها بضيق ما تبغى تصير كذا شريرة ويتحول قلبها اسود ..بس الناس تبدع بتحطيم روحك الجميلة وتحولك لشخصيه انت ما تعرفها!!
رفعت حاجب لمزنه وهي تناظرها بتشمت: نظفي بسرعه ما تسمعين؟!
ولا تنسين ابغى الضيافه كله خلف بعض والخدمات تكون نار تفهمين؟!
وعد بسخريه وهو تحط يدها تحت خدها: اشك إنها تفهم يا جدتي!!
متأكدين انها تسمع ..انا اقول عندها جين الصمم!!
حركت غسق يدها تضربها وكلمة الصمم استفزتها ...تراجعت لما نطقت ام سيف بأمر: تحركي نظفي ..وانت كافي فصفصه
ام مهاب وقفت: نجلس بالصالة الثانيه أفضل ..يلا اطلعوا خليها تعرف تنظف المكان!
ناظرتها غسق وهي مستغربه التغير واضح عليها...ما هي مثل قبل وكأنها منشغله بأمر معين !!
تراقبهم بصمت لما غادروا الصاله وهمسات البنات وضحكاتهم عليها تستنزف روحها...ما هي صبورة ما تبغى تفقد اعصابها بالوقت الغلط ...
مطت شفتها بسخرية لما رجعت وعد ونطقت باستفزاز : كملي تنظيف وتعالي جهزي لنا
قاطعتها غسق بمقت: لما اكمل تنظيف ذي الزريبه وقتها تعالي
قاطعتها وعد باستنكار: وش تقولين ؟! زريبه؟! قصدك تشتمينا وتقولين عنا حيوانات؟!
غسق نطقت بكره وهي تشوف الاغلب وقف يناظر المشاده بينهم : تكرم الحيوانات عن حياتكم ..القطة تنظف مكانها ونفسها
وعد تقدمت وهي ناويه تضربها: لا لا انت زودتيها وقاحتك ما شفت مثلها!!
غسق وكأنها مشتهيه طبخه تبغاها تيجي وتطلع كل حرة قلبها فيها !!
اقتربت وعد وأول ما رفعت يدها ..كانت يدها تحت قبضة غسق الي شدت عليها ولفتها للخلف بكل قوتها وهي تنطق بشراسه: يدك أكسرها اذا رفعتيها مرة ثانية!!
ام سيف اقتربت والشرار يطلع من عيونها: اتركيها يا كلبه!!
غسق شدت على يد وعد الي تتلوى من الالم وبقوة نطقت : احترمي نفسك وعن الغلط
قطعت كلامها مزنه بغضب وهي تقترب: وكسر يكسر يدينك...اتركيها!!
اقترب مهاب لما سمع صوتهم العالي ..عقد حواجبه من عيونها الشرسه ..واضح انهم ضغطوها حتى خرجت عن سكونها ...
اقترب وهو ينطق بجمود: اتركي وعد !
رفعت نظرها له ومن شدة قهرها منه انعكس غيضها على يد وعد فشدت عليها أكثر ..
صرخت وعد بأعلى صوت من اعماقها من شدة الالم ...
رجف قلب غسق لما اقترب اكثر ونطق بنبره غاضبه وهو يفلت وعد منها: قلت اتركيها!!
رجعت غسق خطوة للخلف والرعب تملكها وكأنه الواقف قدامها ابو مهاب نفس الحده والشراسه لما يكون غاصب !!
ناظرت ام سيف الي جثت على الارض تتفقد يد وعد الي تبكي بقوة!!
مزنه ضربت العصا بالارض وهو تنطق بغضب: عاجبك تصرفاتها ؟!
وبحركة مدروسه رفعت العصا وبكل قوتها ضربتها على رأس غسق!!
حاولت غسق تحمي رأسها لما احتضنته بيدينها وغمضت عيونها تلقائيا....استغربت لما ما لامسها شيء..فتحت عيونها وهي تناظر عصا مزنه تلقاها مهاب بيده وكاتم ملامح الالم!!
ام مهاب انفعلت وهي تشوف مكان العصا علامتها واضحة على كف يده...نطقت بقهر: لمتى هذا الحال؟!
مزنه بضيق مسكت كف مهاب وهي تتفقده: ليه تعمل كذا!!
كان تركتني اكسر راسها هالكلبه!!
مهاب والنيران مشتعله بداخله ..نطق بنبره غاضبه: حذرتكم الف مرة تتركوا بنت الناس بحالها بس ما في فائدة ...
ام سيف نطقت بقهر منه: فوق ما تعدت علينا تقول كذا
قاطعها مهاب بقوة: ما تعدت عليكم ..بدون ما نا اشوف شيء متأكد انتم الي تعديتم عليها
فتحت عيونها غسق باستنكار من دفاعه عنها وهو ما حضر الموقف ..التفتت على مزنه وهي تنطق بقهر: بس قالت لها وعد نظفي المكان قامت هبت فيها وتقول عنا حيوانات!!
ناظر الارضيه المتسخه ..نطق بقوة: مين رمى هذا الوسخ على الارض؟!
هاجر ارتجف قلبها خوف منه .. نطقت برعب لما صرخ وهو يسأل عن الفاعل : أنا!
نطق بقوة: رح تنظفينه بنفسك ...ومن الحين دام السالفه
صارت كذا ... ممنوع تلمسين شيء بتنظيف البيت..والحين امشي قدامي!
تناظر من حولها غسق ما هي مصدقه ..تحس نفسها بحلم ورح تصحى منه .. تحس نظراتهم رح تقتلها ..تحركت خلف مهاب وبداخلها مشاعر جميله تغزو قلبها !!
مزنه تناظر الموقف بصمت مطبق ...التفتت على ام سيف وهي تنطق بقهر: لما اقول لك ما تصدقيني!!
شفت بعينك تصرفات حفيدك .. بدل ما يأخذ هالكلبه ويوقف معها ..على الاقل يتفقد أخته ويأخذ حقها !!
قلتها لكم من قبل والحين اعيدها ...باكر يحطها بوسطنا مثلها مثلنا وافضل منا ...ما توقعت ولدك كذا كلبه مثل هذي تلعب بعقله ...انا اقول زوجيه قبل
قاطعتها ام مهاب بغضب: احترمي نفسك وتكلمي بأدب عن مهاب ...ولدي رجال عن ألف رجال وما هي حرمه تحركه يمين ويسار ... مهاب يتصرف بعقله ما هو بعاطفته مثلك ...
مزنه نطقت بقوة: يكفي ..ما بقى الا تضربون بعض!!
ام مهاب نطقت بقهر: ما اسمح لأحد يهين مهاب لو بكلمه
قاطعتها مزنه بغضب: خلااااااص!!
التفتت على الشغاله لما تقدمت وخبرتهم بوصول بناتها .. نطقت بقوة: امشوا للصاله وما ابغى احد يشعر إنه صار شيءبينكم ...ما هو ناقصنا فضايح ..وانت يا هاجر اسمعي كلام اخوك ونظفي المكان
تابعت كلامها بحزم لما حركت شفتها هاجر تعترض: ولا كلمه ...بنت الاصل تسمع كلام اخوها وما تكسر كلامه!!
هاجر رح تنفجر ما قدرت تعترض وتتكلم بعد ما اصدر مهاب وجدتها الامر ..انتهى ما في نقاش!!
**
**
**
وقفت بالصالة الخارجيه زجاجيه تطل على الحديقه ..لفت نظرها اوراقه واغراضه موجوده على طاوله زجاجيه ...ناظرته بحذر ما تدري وش يبغى منها ...ملامحه ما ريحتها .....كانت قريبه من الباب حتى تضمن الهرب منه ومن جنونه ...
تنهد مهاب وهو يحاول يضبط اعصابه ..ناظرها وهي تناظره والخوف واضح بعيونها حتى لو حاولت تظهر قوتها ...مع الايام الي قضتها في بيتهم يحسها هشه ضعيفه واي شيء يحزنها ويكسرها .. ويمكن هذا الشيء الي يخليه يتعاطف معها ...نطق بتحذير وملل من مشاكلها : اسمعيني يا بنت الناس انا مو مجبور كل فترة أكلمك بنفس الموضوع ...جيت هنا برجولك تتحملين غصب عنك ... سوالف عيال الشوارع ما ابغاها ...وين عايشين تلوين ذراعها ؟!
انت متصورة لو كسرت يدها وش رح يصير لك ؟!... تتصرفين بجنون وتلعبين بحياتك ...انا بصعوبه موقفهم عنك ....قلت لك احتجت شيء احد ضايقك كلميني وانا أتصرف ...تمدين يدك على وعد أبدا ما هو مقبول ...هذا اخر تنبيه لك تفهمين؟!
ولا تجبريني أسحب يدي عنك ..وانت بنفسك اختاري حياتك او موتك!!
مطت شفتها بسخرية على نفسها ..ما تدري هالانسان ليه متناقض كذا ..ساعة يطلعها فوق السحاب وساعه تحت الارض ... ليه دوم مصر يذكرها بمكانها وانها ما تسوى شيء في هذا البيت ... شعور الغربه يخنقها ..بلعت غصتها وبنبره موجوعه نطقت: بعد ما يضربوني اخبرك علشان تقول لهم ما احد يتعرض لها ؟! انت من جدك تتكلم ؟! ...تبغاها تضربني وأجلس مكتفه يديني للحظة وصول الفارس المقنع وينقذني ؟!
ابتسم بتكلف على كلامها: شفت حتى بأحلامك احلام بزران ومراهقه ..لا تنتظرين لأني ما رح اكون الفارس الي ينقذك ....فلا ترسمين احلامك ....انا هنا اتعامل بإنسانيتي
قاطعته بقهر من كلامه وتفسيره لكلامها وكأنها ميته عليه: تراك آخذ بنفسك مقلب ...لو ما بقى رجال بالدنيا غيرك ما ناظرتك ولا تمنيتك زوج لي بس ما اقول الا حظ الملايح بالأرض طايح ...صدقني بس مجرد وقت ورح اطلع من هذا المكان رضيتم وإلا ما رضيتم!!
مط شفته بابتسامة ساخره: مشكلتك عقلك طفولي وما يستوعب الكلام!! ....المفروض تكونين اوعى من كذا بما انك بالجامعه...اتركي عنك الكلام الفارغ وانتبهي لشغلك وابتعدي عن المشاكل يكون أفضل!
يقهرها لما يتكلم بذي الطريقه وكأنها هي صاحبه المشكله ... نطقت من بين سنونها: اكرهكم
ضحك من قلبه على طريقتها بالكلام .. اقترب منها وكشف وجهها وبابتسامة نطق: بالله عيديها مرة ثانية!!
زمت شفتها بقهر هي تحترق وهو بكل برودة اعصاب يتمسخر عليها ...نطقت بقوة: انت بالذات رح ييجي يوم وانتقم منك ..رح تشوف مين الي يضحك بالنهاية!!
ضحك من قلبه على كلامها ..نطق بتسليه: كيف رح تنتقمين مني؟!
مطت شفتها بتوعد: رح تشوف كل شيء بوقته حلو
قاطعها بابتسامه واسعه: وانت معصبه أحلى
عبست ملامحها من كلامه وناظرت حرمه دخلت وهي تعلق بانتقاد: اشوف الاوضاع فوق الريح؟!
مهاب التفت لها بابتسامة: هلا عمتي كيفك؟!
لمى هزت رأسها: الحمد لله بخير ..وش اخبارك ؟!
هز رأسه بروقان: الحمد لله عايشين!
التفتت لمى واقتربت من غسق الي تناظرهم بعبوس والقهر واضح بعيونها : هذي غسق؟!
مطت شفتها غسق بملل وكأنه ينقصها وجه جديد ..رفعت حاجب باستغراب لما مدت يدها بابتسامة: انا لمى عمة زوجك!!
ناظرت مهاب الي يناظرها بابتسامه وكأنه راق له كلامها ...تضايقت من وصفها إنه زوجها ...ناظرت يد لمى الممدوده .. ترددت تسلم او لا. ...هذي اول وحده تعطيها وجه ...كتمت ضيقها ومدت يدها بصمت !!
لمى بعد السلام سحبت يدها بهدوء وهي تناظر مهاب: هذي كاشفه وجهها كيف يقولون ٢٤ ساعه متغطيه ؟!
مهاب بابتسامة: وكأنك ما تعرفين حركات عمتي اسراء
لمى هزت راسها بفقدان امل من اسراء وحركاتها: تعال سلم واجلس معنا !
نطق بهدوء: ان شاء الله اسبقيني وأنا ألحقك..
ابتسمت لمى بروقان وغادرت بهدوء ..ناظر غسق بعد خروج عمته ...واقترب من اوراقه : تعالي!!
عقدت حواجبها بعدم فهم ..ناظرت حولها تتأكد يقصدها او لا؟
رقع عيونه للسقف بضجر من استيعابها..بعدها ناظرها بقوة: ترى ما في احد هنا غيرك!!
تعالي
عبست ملامحها بقهر من اسلوبه معها ...كتمت ضيقها واقتربت كم خطوة : وش تبغى؟!
زفر بضجر وهو يشوفها وقفت بعيد عنه وكأنه رح يأكلها ..ما يدري كيف تفكر..نطق بنرفزه من افكارها: وبعدين معك!
تعالي هنا!!
ناظرته بغيض وقهر..اقتربت وهي تنطق بعبوس: نعم؟!
ابتسم بداخله على ملامحها الغاضبه ...وبهدوء نطق: خذي هذي الاوراق واكتبيها على اللاب هنا ....ابغى لما ارجع تكونين جاهزه .. اجلسي اشوف!
جلست بتردد على الكرسي وعدم الراحه رافقها وهو منحني قريب منها يشرح لها وش يبغى منها بالضبط....ما تدري وش يقول التوتر والضغط النفسي ألغى استقبال اي شيء!!
تنهدت براحه لما اعتدل بوقفته ونطق بتنبيه: النت مفصول لا تحاولين تتواصلين مع العالم الخارجي!!
زمت شفتها بعبوس وبنفس الوقت ارتاحت لما تابع كلامه بهدوء: رح اقفل الباب حتى اضمن ما احد يزعجك وما تقابلين احد ومنه ترتاحين من شغل المطبخ والضيافات!
ختم كلامه بابتسامة جميله!!
ابتسمت لا شعوريا على ابتسامته ... حتى لو كرهت منه بعض التصرفات الا إنه يفضل بالنسبة لها شخص رائع ...تمنت يكون عندها اخ مثله ويوقف معها ويكون لها سند ...
تحرك وغادر وهو مستغرب من سرحانها ..وابتسامتها اول مرة يشوفها مع الغماز أعطاها جمال مضاعف ... لو كانت ما هي حفيدة ابو مطلق وكانت سمعتها طيبه ما كان تردد بخطبتها ...الحين هي زوجته لكن عقله يرفضها ...ومستحيل يقبل فيها تكون زوجته ...
واقفه تناظره لما غادر وقفل الباب ..تحس نفسها مثل العبيطه وهي تبتسم مثل الغبية ...ضربت جبهتها من كمية الغباء المعششه براسها ..الحين يفسر ابتسامتها بأمور سخيفه مثله!!
زفرت بضيق وناظرت اللاب قدامها بملل على الاقل يبقى افضل من مقابلة الوحوش الي برا!!
دفنت راسها على الطاوله ووجع ظهرها اشتد عليها مع مغص ما هو مفارقها يروح ويرجع من لما طلعت من المستشفى ... متأكدة اصابها دسك من كثر الشغل !!
مشتاقه تنام بهذا الوقت ..من لما جاءت هنا انقلبت حياتها وانقلب روتينها ....مشتاقه تتمدد على الارض وتناظر التي في ...مشتاقه لسريرها وتنام عليه ساعات طويلة ...تحس بدأ النعاس يداعب جفونها وبدون وعي غطت بنوم عميق !!
**
**
**
وعد وهي تمسح على يدها وبقهر نطقت: وربي لما اشوف بابا ما رح اسكت لهم ..ما ادري ليه يداري خاطرها كذا ...يا ليت الباب مفتوح الا اكلها تحت سنوني!!
اسراء ارخت ظهرها للخلف: هذي اولها تكتب له وانا متأكده كل هذا حتى يبعدها عنا ويريحها من الشغل ...باكر يطلعها عنده على الجناح بحجه
قاطعتها ام مهاب بعبوس: انت وش مضايقك ؟! زوجته ويعمل الي يبغى ما احد له يتدخل؛
رفيف بملل: باكر يقولون حامل وقتها تجلس هنا بعين قويه!!
انخطفت ملامح ام مهاب وناظرت خالتها وهي تنطق: وانتم ما عندكم سالفه غيرها!!
خلاص اتركونا منها
لمى هزت راسها بمواققه:صادقه يمه ..اعوذ بالله الله يعينها عليكم ..كلكم ضدها !!
اسراء خزتها: مو كأنك كنت تتكلمين عليها
قاطعتها لمى بدفاع : انا ما قلت شيء ...انا لا اعرفها ولا تعرفني ..انا قلت لك وش قالت لي بعض الحريم ..وانت ما شاء الله ما تركت احد والا نشرتي هالخبر وفضحتيها!!
اسراء رفعت انفها باستعلاء: خليها تستاهل ما احد قال لها تكون ساقطه
قاطعتها مزنه بغضب: وبعدين ما رح نخلص من ذي السالفه!!
اسراء تنرفزت من غضب امها: انا وش قلت!!
ضحكت رفيف بخفه: كل الي قلتيه وما قلت شيء!!عبست ملامحها اسراء: اقول انكتمي افضل لك!؛
**
**
**
تحس بعد ما نامت تكاسلت بزياده وكل جسمها مكسر لانها جالسه ...تمطلت لعلها تتنشط ...
عبست ملامحها وهي تناظر الاوراق بملل ما لها نفس تكتب شيء ...لحظة لحظة لمع بعقلها فكره ..إذا استغلت واتقنت شغلها اكيد مهاب رح يطلب منها تكتب له أكثر ..وبكذا ترتاح من اهله وتجلس لوحدها بدون شغل وترتاح من الجلوس بالمطبخ وكأنها ثلاجه مضيعه طريقها!!
بدأت تكتب بأقصى سرعة لعلها تنجز اكبر قدر ممكن ...بعد وقت طويل ما تدري كم الساعه بس واضح الوقت تأخر ...ومهاب ما رجع ...تبغى تدخل الحمام ما تقدر تصلي العشاء بذي الحالة ...
زفرت بضيق من الشدة الي تحس فيها ...وفوق هذا معدتها تقرصها من الجوع ....
وين طس وما رجع ... انحنت وهي تحاول تشغل تفكيرها لوقت اطول ....
يمر الوقت عليها وكأنها دهر .. وين رح يكون...اكثر من كذا ما تقدر تتحمل ..يا فضيختها لو ما مسكت نفسها .. صارت تروح وترجع تحس المثانة رح تطق بأي لحظة ...
التفتت على حركه الباب .. توجهت بسرعه لجهة الباب ..اول ما دخل مهاب استغرب حالها وكأنها مصروعه...ما ينكر انه نسيها هنا ...
ابتعد عن طريقها لما نطقت بغضب وهي تطلب منه يبعد عن طريقها!!
رفع حاجب وطلع خلفها يشوف وش فيها مصروعه كذا ....رجع ادراجه للصالة لما دخلت جناح جدته ....
توجه يشوف وش اشتغلت وهو مبتسم ما خطر في باله انها تحتاج الحمام واكيد بدون اكل ....ما يدري كيف نسيها!؛
**
**
**
مرت ايام الاسبوع وكانت من اجمل الايام الي مرت عليها بهذا البيت ...ممتنه لمهاب الي خلصها من شغل أهله مستعدة تطبع عشرات الكتب بالمقابل ما تحمل ملعقه...مرتاحه يكفي انها ما عادت تقابل أحد من اهله وفوق هذا وجباتها توصلها لهنا وهي جالسه ... خلال الايام الماضية تقضي ساعات وهي جالسه مع مهاب ...كل شخص منشغل بالاوراق الي معه ...ما تدري وش ذي الاوراق وليه يحتاجها ...ما تعرف عنه اي شيء ...وما بادرت بالسؤال عن شيء ما يخصها..قطعت افكارها وناظرته لما نطق بهدوء: باكر رح ترافقين امي وجدتي للديره
قاطعته باعتراض: ما ابغى اروح
نطق وهو يقاطعها بهدوء: انا ابلغ فيك وما أخيرك...تحتاجين أغراض او شيء اجلبه لك !!
عبست ملامحها بضيق وخاصه الديره كرهت ذاك المكان وما لها نفس تدخله مرة
ثانيه ...هزت رأسها بالنفي: ما ابغى شيء!!
هز رأسه بتفهم : اذا احتجت شيء لا تترددي واطلبي مني!
نطقت بدون نفس: ان شاء الله
عيونها تراقبه بهدوء لما رجع يتصفح الورق الي بيده بكل هدوء ...
قاطع تأملها فيه: ادري إني جميل ...كملي
شغلك واتركي عنك ذي الحركات!!
ناظرته بغيض : انت
قاطعها وهو يضحك بخفه: سهل جدا احد يستفزك !
كتمت ضيقها ونطقت بهدوء: وجودي في هذا البيت نفسه مستفز ...
هز رأسه بتفهم: ارضي بنصيبك !!
زم شفته بتفكير ..بعدها نطق بهدوء:أفكر بقرار بس للحين تحت الدراسة!
عقدت حواجبها بعدم فهم: قرار؟!
هز رأسه ونطق بهدوء : افكر ترجعين للجامعة وتستكملين دراستك تحت شروط تتقيدين فيها!
فتحت عيونها باستنكار..جامعه؟! كيف تروح للجامعه وهي للحين على مقاعد المدرسة!!
زم شفته بتفكير ..بعدها نطق بهدوء:أفكر بقرار بس للحين تحت الدراسة!
عقدت حواجبها بعدم فهم: قرار؟!
هز رأسه ونطق بهدوء : افكر ترجعين للجامعة وتستكملين دراستك تحت شروط تتقيدين فيها!
فتحت عيونها باستنكار..جامعه؟! كيف تروح للجامعه وهي للحين على مقاعد المدرسة!!
رفع حاجب وهو يلاحظ الصدمة اعتلت ملامحها : وش فيك مصدومه؟!
هزت رأسها بالنفي ...وبهدوء نطقت: ما أبغى أكمل دراسة
قاطعها باستغراب... ما توقع ردها يكون كذا: ما تبغين ؟!
هزت غسق رأسها بهدوء ...ما هي مجنونه تقبل تروح مكان غسق مطلق حتى تنكشف ويتدمر كل شيء ..حتى لو ضمنت ما احد يعرفها كيف تدرس شيء ما تعرف فيه .. وبنبرة هادئه نطقت: ايه ما ابغى الدراسة متى ما رجعت لاهلي رح اكمل مستقبلي هناك!!
ابتسم بروقان ما تمل من سالفه رجوعها لأهلها: ايه إن شاء الله بس ما قلت أي سنة؟!
ناظرت ابتسامته وردتها بابتسامة واسعه ..بداخلها ثقة كبيره برجوعها : ربي كريم !!
هز رأسه: والنعم بالله ..عموماً أنا حبيت أساعدك وتذكري الفرص مو كل مرة تتكرر ..بمجرد خروجي من هنا تكون انتهت الفرصه وما رح تتكرر مرة ثانية حتى لو غيرت رأيك!
نطقت بلامبالاة: ما رح أغير رأيي!!
وضعت الأوراق ونطقت باستغراب: ليه تبغى تنقل هذي الأوراق هنا
قاطعها وعيونه على اوراق بيده يتصفحها بتمعن: علشان تنشغلين عن شغل المطبخ والبيت !!
عقدت حواجبها باستنكار: يعني انت مو محتاج لهم على اللاب؟!
رد بهدوء: لا تسألي عن اشياء ما رح تلقين لها جواب !!
الحين كل الي أبغاه تكونين بعيده عن المشاكل وتقضين وقتك بأي شيء بعيد عن اعمال البيت
زمت شفتها بحزن على حالها اذا عدوها رق لحالها ..نطقت بنبره موجوعه: وليه تعمل معي كذا؟!
تنهد وابتسم بهدوء: وليه كل هالملامح الحزينه الي بوجهك ..دوبك تبتسمين
ابتسمت لا شعوريا على كلامه..وبنبره عميقه نطقت': النار تحرق رجل واطيها
قاطعها بنبره حانيه: بيدنا نقدر نطفي هالنار ...أنا احاول بكل وسعي ما تتجرعين الظلم !
مع الوقت رح تعيشين كفرد من افراد هذا البيت بس تحتاجين لوقت ..الايام كفيله تنسيهم ...اهلي ما هم سيئين ومع الايام رح تكتشفين هالشيء ..الحين هم يتصرفوا بطريقة مغايرة لطبيعتهم ...موت سيف كذا فجأة كان صدمة كبيره لهم ...مع الايام رح تنسجمين مع أخواتي
قاطعته بهدوء: اطلب منك طلب!!
هز رأسه بهدوء: اكيد تفضلي!
كتمت انفاسها للحظات تحاول تستجمع قوتها ...متردده خايفه من رد فعله ...هذي فرصتها ما رح تضيعها ..وبتردد نطقت: أبغى اكلم أهلي
ختمت كلامها بترقب لرد فعله وقلبها يرقع طبول ....بلعت ريقها بخوف لما ناظرها بحده وانقلبت ملامحه الرايقه ..نطق بتحذير: اتمنى هالشيء ما تكررينه قدامي
نطقت تحاول معه: بس دقيقه ابغى اطمئن على امي
قاطعه بنظرات ناريه: قلت لك هالموضوع ما تفتحينه..انسي العالم الخارجي برا نهائيا!!
نطقت بحرقه من كلامه كيف يبغاها تنسى روحها : هذي أمي جنتي كيف تبغاني أنساها وكيف تطلب مني ابعد عنها وربي وصاني فيها
قاطعها بحده:انا وش قلت!!
انتهينا!
زمت شفتها بقهر وعيونها تتراقص بالدموع ما احد يشعر بشعورك لما تغرق كل اليوم ببحر ما له قرار ...توقعت لآخر لحظة يقبل ..غبية ان ظنت انه سامح أهلها ونسي الماضي ..تحس قلبه مليان حقد وكره على اهلها !!
قاطع الاجواء المتكهربه دخولها وهي تبتسم: هاي،!
رفعت نظرها غسق بعبوس كل يوم شكل جديد تقابل!!
مهاب ناظرها بجمود: وعليكم السلام ورحمه الله!
حكت جبينها وهي تحس الأوضاع متكهربه ..ما تدري ليه طلب منها تحضر دام الاوضاع كذا ...تقدمت وهي تنطق بابتسامة منحرجه: وش فيكم كذا وكأنه على رأسكم الطير؟!
مهاب وقف وهو يجمع أغراضه...ناظر غسق بجمود: هذي رؤى رح تقضي الوقت معها ..لا تكتبين شيء ..اجلسوا هنا وانا رح اطلب من الشغالات يوصلون الضيافات لكم هنا!!
رؤى بملامح مريحه: انت توكل وما عليك !!
هز رأسه وتوجه للخارج بهدوء ...زمت شفتها غسق بقهر من رفضه..وش يخسر لو سمح لها بدقيقه تكلم أمها ..اكيد عملت عمليه ..لهف قلبها حتى تشوفها معقول رجعت تتكلم ...يااااه ذي امنيتها تسمع صوت أمها ...تتخيله ناعم ورقيق نفس صوت ام مهاب
قاطع عالمها رؤى وهي توقف جنبها وتحرك يدها قدام عيونها: ابو الشباب وين سرحت؟!
ناظرتها غسق بعبزس وكأنه ينقصها ذي المتطفله: وش تبغين؟!
رؤى سحبت كرسي وجلست بأريحيه: والله ساحبيني من بيتي وحالتكم حاله علشان اقابل وجهك وبالنهايه كذا تعامليني؟!
عقدت حواجبها بعدم فهم: نعم؟!
انا اعرفك والا تعرفيني؟!
رؤى هزت رأسها بالنفي: لا والله ما أعرفك ولا تعرفيني ..بس زوجك الموقر طلب مني اقضي يومي معك!
عبست ملامحها غسق من تصرف مهاب ما عادت تفهمه ...تصرفاته متناقضه وما تدش العقل ... رجعت ناظرت رؤى الي تتكلم بأريحية وكأنها تعرفها من زمان: ادري بك منحرجه مني ...بس ما عليه رح تتعودين علي ..انا كل فترة أزورك ...انا رؤى عمري ١٧ آخر اهتمامي الدراسه والكتب والخرابيط ذي ...ابعديها عني لأنها تغثني وتصيبني بالاكتئاب!!
مطت شفتها غسق بتعجب من ذي البنت داخله بالعرض بدون لا احم ولا دستور!
رؤى رفعت حاجب باستغراب من جمود غسق: اذا متضايقه من وجودي ترى عادي قولي لي؟!
واذا زعلك الجلمود مهاب حسابه عندي!!
وش فيك كذا ساكته ؟!
ادري بك تقولين بنفسك وش ذي الثرثاره ذي ؟!
ابشرك ترى انا أكثر انسانه ثرثاره بالعائلة وما اعرف اسكت ...
تدرين الاسبوع الي طاف الابله اعطتني انذار وفصل اسبوع وقالت اذا ما خيطت لسانك لا ترجعين للمدرسه!!
عقدت غسق حواجبها باستغراب من كلامها !!
رؤى تتابع الكلام: ادري بك تسألين وش قالوا اهلي؟!
بس أبشرك اخوي تكتم على الموضوع وما خبر أحد باتفاق مع اختي لأنهم خايفين تزهق روحي البريئة اذا عرفت أمي!!
اخخخ تدرين اخاف من امي أكثر من أبوي ؟!
أستغفر الله عصبيه بشكل كبير ...وأي شيء يكون بيدها تضربنا فيه ؟!
ذيك المره كان بيدها المغرفه وما شفتها الا سطرتني فيها ومن بعدها ما عدت اشوف الا أبيض وأسود!!
ابتسمت غسق لا شعوريا على كلامها .. متأكده قاعده تكذب مستحيل في ام كذا !!
رؤى عقدت حواجبها: ما صدقتيني؟!
وربي ذيك المره اخوي الي اصغر مني عصبت منه وبدون سابق انذار ضربته بالجوال وجاء بنص ظهره ...وللحين يصلي وهو متمدد على طوله!!
رفعت حاجب رؤى لما ادركت انها بالغت بالكلام: كأنه المقص اشتغل عندي!!
حتى اكون صادقه لما ضربته طلعت منه " الآآآآه"..وقتها حسيت وكأنه الجواب ضرب فيني أنا وجعت قلبي عليه ...لو شفتيه كيف يحاول يستعطف أمي ويمثل قدامها إنه أصابه الشلل بس أمي صامله قالت له لو تزحف زحف الا تروح للبقالة وتشتري الاغراض!!
وش نقول عن طفولتنا المعنفه!!
باكر نكبر وننسى وتصير ذكريات ونضحك عليها !!
تدرين لما أتذكر أبوي لما ربطني بالشباك بعد ما لقاني بالصدفه بوقت الظهر والدنيا تغلي غليان من الحر وانا بالشارع الثاني ألعب قلول .. وقتها ما أدري كيف وصلت البيت بالطيارة والا بالقطار ..ثواني و كانت رجولي معلقه فوق ورأسي تحت وامي جنبه تشجعه يضربني!!
ايام جميله واشتاق لها لما نستذكرها مع إخواني نضحك من قلبنا على طفولتنا الشقيه!
غسق باستغراب احد يحن للضرب والإهانة: الظاهر جلدك يرعاك علشان كذا تبغين ترجع ذيك الايام!
رؤى بابتسامة واسعه: يا ليت ترجع والله !!
غسق مطت شفتها بتعجب من ذي الانسانه متأكده عقلها ضارب أحد يجلس مع شخص يشوفه اول مره بحياته ويتكلم بكل ذي الشفافية!!
رؤى عقدت حواجبها وملامحها انحرجت من نظرات غسق المستنكره لها...وبترقيع نطقت : ادري ثقلت طينتي عليك !!
بس انا كذا مع الناس الغريبه أسهب بالشكاوي لأني اعرف مستحيل يلتقون بأمي ويخبرونها بكلامي ..ما هو مثل الكلبات الي فوق مسرع ما ينقلوا الكلام لها!!
وش رأيك نلعب اي شيء نتسلى ترى قلبي طاق من البيت والدراسه !!
غسق للحين ما هي مستوعبه ...البيت طول عمره مكان الامن والطمأنينة والراحه لذي الدرجه تكره بيتهم؟! ..نطقت باستنكار: احد يكره بيته؟!
رؤى ابتسمت بعباطه: يا حليلك الواضح ما جربت النعال لما يلاحقك من الطابق الاول للثالث ويوصلك ما ادري كيف !!
ما جربت لما تتعاقبين وممنوع تخرجين من البيت زيارات اشهر ؟!
تخيلي من اول ما سمعت سالفة وجودك وانا اللقافه ذبحتني حتى اشوفك واجلس معك بس للأسف معاقبه وومنوع اطلع!
غسق مطت شفتها بفضول: وليه معاقبها؟!
رؤى تنهدت : تخيلي الكل قلب علي لأني بعزاء سيف والكل يبكي .. فجأة وصلتني رساله من صديقتي ولما فتحتها كانت نكته وما مسكت نفسي وضحكت ...وش أعمل ما قدرت أمسك نفسي!!
ابتسمت غسق على ذي البنت واضح انها منتهيه وما لقى مهاب غيرها تجلس معها !!
رؤى عدلت جلستها بملامح عابسه: الله لا يراويك وش عملوا فيني؟!
سحبتني أمي برا المكان ومسحت فيني الارض ولحقتها جدتي وخالتي ام مهاب وكأني متعمد أضحك ...وعاقبتني امي ما اطلع زياره
قاطعتها غسق باستغراب: كيف جيتي هنا دام انك معاقبه؟!
رؤى بابتسامة عريضة: تواسط لي مهاب بشرط اجلس معك واحسن نفسيتك المدمرة!!
ما شفتيني داخله متحمسه حتى ابدأ بالمهمه...تابعت كلامها باستدراك : لا تخبرين أحد إنه مهاب قال لي كذا هذا سر!
مطت شفتها غسق بسخريه وما لقى مهاب الا ذي الثرثاره يقول لها سر ...عجزت تفهم شخصية مهاب وليه يعمل لها كذا ؟!
وش هدفه ؟! حاقد عليهم بقوة وكذا يتصرف ؟!
لذي الدرجه يناظرها بشفقه !!
قطعت افكارها لما مسكت يدها رؤى: خلينا نبدأ نلعب فرصه اقضي وقتي باللعب ...متحمسه متأكده رح اقضي وقت ممتع معك!!
ناظرتها غسق باستياء هذي البنت ما هي طبيعيه ...بالرغم انها اكبر منها بس تحس للحين عقلها طفولي!!
لمعت بعقلها فكره نطقت بتردد: معك جوال؟!
رؤى عبست ملامحها: انت غبيه ؟! يعني من عقلك تظنين انهم رح يتركوني احمل جوال بعد ذاك اليوم!!
ابوي سحبه مني وحلف ما احمل جوال الا بعد ما اتخرج من المدرسه !!
زمت شفتها غسق بضيق ضاعت فرصتها تتكلم مع اهلها من جوال رؤى ...
ارخت ملامحها بتفكير يمكن ذي البنت يكون عندها معلومات عن اهلها ... وتطمئن على حالهم عن طريقها ...نطقت بتساؤل: اقدر أسألك سؤال؟!
هزت رأسها بحماس: اكيد
غسق بتردد : اهلي تعرفي شيء عنهم؟!
رؤى هزت رأسها بالنفي: وش يعرفني ...صدق انك طافيه الحين انا وش يعرفني فيهم حتى انقل لك اخبارهم!!
ميلت شفتها بسخرية من سؤالها!!
كشت عليها غسق بعبوس الحين هي الطافيه؟! مو كأنه هي الي متأكده هاربه من مستشفى المجانين!!
**
**
**
ام سيف رفعت حاجب بعدم رضا: اشوف المطفوقه عند الي ما تتسمى!!
والا احضرها مهرج لحضرة المدام حتى ما تمل ؟!
ما تلاحظين ولدك يتمادى يا ام مهاب ويدوس علينا
قاطعتها ام مهاب بعبوس: يعني وجود رؤى وش دخل مهاب فيه؟!
ام سيف بعبوس مماثل: ما له علاقه؟!
والخبله دخلت عندها وللحين ما طلعت وكل شوي تطلب ضيافه شكل ؟!
ام مهاب مطت شفتها ببرود: وكأنك ما تعرفين رؤى ولقافتها .. أمها قالت لي من زمان تطالب حتى تجلس مع غسق وتشوفها!!
مزنه نطقت بهدوء: خليها عندها من هنا لباكر وش تبغون بأم لسان !!
وربي ان جلست هنا الا تصج رأسي بثرثرتها؟!
اعوذ بالله ما تعرف تسكت!
ام سيف نطقت بقهر: وهنا المشكلة ما تعرف تسكت ...الحين تلقينها نشرت لها غسيل العائله كله
قطعت كلامها وناظرت رفيف الي اقتربت وهي تنطق بملل: وش تعمل للحين عندها ...كم صار لي انتظر زيارتها هالزفته وبالنهاية تجلس عند الزفته!!
مزنه مطت شفتها بانتقاد: انت لسانك ما يقول الا ذي الكلمه !!
اتركيها وفكيني من لسانها الطويل!!
رفيف زمت شفتها بقهر: الحين رح اسحبها من شوشتها
قاطعتها مزنه بقوة: وربي إن دخلت عليهم ما يصير لك خير ...مهاب قال يتركوهم وما احد يدخل عندهم الا الشغاله تقدم ضيافه ... والحين اما تجلسين بهدوء او اطلعي عند أخواتك ولا تصجين رأسي!!
رفيف نطقت بعبوس: ان شاء الله!!
ام سيف بعد ما طلعت رفيف نطقت بتساؤل: اي ساعة باكر رح تتحركون للديره؟!
مزنه بهدوء: للحين ما تأكدنا من النزول على الاغلب رح تتأجل للاسبوع المقبل ..حفيظه تبغى تزورني باكر او بعده وما هي حلوة بحقي اترك البيت وانزل للديره !!
ام مهاب ما علقت وعقلها دوامه بين الخير والشر ...ما تدري وش القرار المناسب الي تأخذه !!

**
#*
**
طرق الباب بهدوء وبعدها دخل وهو يناظرهم بترقب ..عقد حواجبه باستغراب وهو يشوف رؤى بيدها ورق وتكتب باندماج..توقع يدخل يلاقيهم قلبوا الصالة من الفوضى والازعاج بس يكون الوضع هادىء بهذا الشكل ... أبدا ما توقع !
ناظر غسق تناظر ورقه امامها للحظات وبعدها تناظر رؤى بتأمل!!
زم شفته بتعجب حتى ما انتبهوا على طرق الباب ودخوله ...اقترب وهويرد السلام بهدوء:السلام عليكم)!
رؤى رفعت نظرها له للحظات ورجعت تناظر الورقه باندماج: وعليكم السلام!!
وقف فوق رأس رؤى وهو متعجب من اندماجها.. سحب الورقه حتى يشوف وش الي مشغلها!!
رؤى حاولت تسحب منه الورقه برجاء: لاااااااا الحين تسبقني غسق!؟
عقد حواجبه وهو يشوف مجموعه ألغاز ..التفت على غسق متجاهله وجوده ومندمجه بالورقه ...
رجع ناظر ورقه رؤى وابتسم ... بأمور اللعب واللهو يشتغل عقلها اما بالدراسه ما لها علاقه!!
اعطاها الورقه واقترب من غسق يناظر ورقتها بدون ما يسحبها ..ما يتوقع انها تعرف تحل شيء ..رفع حاجب وهو يناظر الورقة ..نطق باستغراب: وش هذا ؟!
رفعت نظرها لها بابتسامة عذبه ونطقت: أرسم!!
يمكن هذي المرة الثانيه يشوف جمال ابتسامتها ...ناظر
رؤى تتكلم بسرعه: بيننا تحدي انا احل ذي الالغاز وهي ترسمني ونشوف مين يفوز بالاول!!
ما قدر يكتم ضحكته وهو يؤشر على الرسمه: هذي انت يا رؤى ؟!
خزته غسق بقوة جالس يتمسخر على رسمتها!!
رؤى نطقت بفجعه: لا تقول إنها خربت معالم وجهي الجميل ؟!
مهاب وضع كرسي بينهم ونطق بابتسامة عريضة: ظنيت انها ترسم مومياء!!
غسق نطقت بجديه: ترى ما يضحك!!
ورجعت تكمل الرسم...
رؤى بتوعد: وربي اذا كانت مومياء الا انتف شعرك!!
ضحكت غسق بخفه على ملامح رؤى المنفعله والمتلهفه بنفس الوقت تشوف الرسمه!!
مهاب ابتسم على ضحكتها ..ما يدري ليه يحب يشوف ابتسامتها ... يشوف بذي الابتسامه كل براءة العالم فيها!!
رؤى بتوعد: دقيقه واكمل ذي الالغاز ما ادري من وين طلعتيها!!
رجعت غسق تكمل رسمتها والإبتسامة مزينه ثغرها ...حست بالاحراج لما رفعت نظرها والتقت عينها بعين مهاب واضع يده تحت خده ويناظرها بتأمل ...
ما ارتاحت لنظراته ..وقفت وتوجهت لجهة رؤى وهي تنطق بهدوء:كملت !
رؤى رفعت حاجب : اشوف وش طلع معك بالرسمه؟!
مدت لها الورقه بابتسامة وهي تنتظر رد فعلها....رؤى ناظرت الورقه بتأمل وبعدها ناظرت مهاب وهي رافعه حاجب: وربي ما فيه اي شبه بيننا ؟! الحين انا كذا وجهي ؟!
مهاب بهدوء نطق: ترى الرسمه احلى منك ...اقول قومي تحركي ترى خالتي اتصلت علي قبل نص ساعه علشان ترجعين البيت !!
عبست ملامحها بضيق: ما قلت لها أنام عندكم!!
وقف وهو ينطق بجديه: اقول قومي تحركي الظاهر اعطيناك وجه !
كشت عليه: مالت عليك وعلى زوجتك الخبلة!!
وقفت وسحبت الورقه من يد غسق قبل ما تشوف اجاباتها : رح احاول فيهم بالبيت وما رح أخسر!
والرسمه ذي رح أخذها واحتفظ فيها عجبتني !
ختمت كلامها بابتسامه عبيطه!
مهاب ينبه فيها قبل ما تطلع : ترى رفيف جالسه بالصالة تنتظرك ومتوعده فيك!!
ضربت على راسها : والله نسيتها!!
ابتسمت غسق لما خرجت رؤى بسرعه للخارج!!
انمحت الابتسامه لما كلمها مهاب بهدوء: كيف كان الوقت مع رؤى؟!
غسق الي انزعجت بالبدايه من ثرثرتها بس مع الوقت حستها انسانه بسيطه تبغى تعيش الحياة على بساطتها والي قدرت تفهمه انها تعيش في بيئه كل شيء مدروس ومخطط له ..اي حركة بالبيت لها قانونها لزوم تلتزم فيه ..وهذا الشيء يخالف رغباتها وعقلها الطفولي ... جالسه تعيش صراع مع نفسها ومع أهلها الي يحاولون بأي طريقه يكبحون طموحها لأنه ما يتناسب مع برستيجهم وعاداتهم وتقاليدهم!!
كتمت ضيقها وناظرت مهاب الي ينتظر إجابتها...نطقت بهدوء: كان جميل!!
قبل ما يرد قاطعهم دخول الشغاله بعد ما طرقت الباب تطلب من غسق تروح عند مزنه تبغاها !
مهاب بعد خروج الشغاله نطق : بعد ما تشوفين جدتي وش تبغى تقدري ترتاحين بالغرفه!
هزت راسها بهدوءوغادرت المكان بهدوء ...
**
**
**
تنتظر اللحظة الي تنام فيها مزنه حتى تأخذ جوالها..تدري انها مخاطره كبيره بس لزوم توصل لعمها مطلق وتعرف منه لمتى رح تجلس هنا ...يا خوف قلبها يقول لها شهر زياده ..رح يطق قلبها وتموت ما رح تتحمل تقابلهم شهر زياده!!
اقتربت بشويش وهي تحسها تغط بالنوم ..اليوم نامت بعد العشاء مباشره تعبانه ...
بلعت ريقها وكل خليه بجسمها ترتجف من الخوف انها تحس عليها ...
نزلت يدها بحذر للجوال ..سحبته بشويش ما تدري ليه تحس كل العالم تسمع نبضات قلبها القويه!!
ضمت الجوال لها بحذر وبدأت تتراجع للخلف بخطوات حذره وعيونها تتسارق لمزنه تخاف تصحى عليها ...
تنفست براحه لما وصلت خارج الغرفه ..وبخطوات سريعه توجهت لغرفتها ...
دخلت وهي تحاول تهدي دقات قلبها ...اخذت نفس عميق ما معها وقت ...فتحت الجهاز بما انه ما عليه قفل ... بدأت تكتب رقم عمها ...ويدها ترتجف ...غمضت عيونها للحظات وما هي قادرة تتحمل قوة ضربات قلبها ...ناظرت الرقم وهي تستذكره انه صحيح وما خربطت بالرقم ...وبيد مرتجفه ضغطت على زر الاتصال ...مع كل رنة تتزايد نبضات قلبها !!
كل الي تتمناه ما تصحى مزنه الحين ...حست الروح ردت لها وصوت مطلق يوصلها : الو
خنقتها العبرة وبصوت مخنوق نطقت: عمي
مطلق عبس ملامحه باستنكار يحاول يقنع نفسه انه سمع غلط ..نطق بتوجس: مين؟!
نطقت وهي تمسح دموعها الي تنزل بخفه: غسق
قاطعها بغضب مكتوم: وش فيك ؟! صاير شيء؟!
غسق بصوت خنقته العبره: اشتقت لكم! وش اخبار أمي وابوي؟!
مطلق نطق بنرفزه من تصرفها رح تخرب كل شيء: رقم مين هذا ؟!
غسق بصوت مخنوق: رقم جدتهم تراها نايمه
قاطعها بانفعال: لو اكتشفوا اهل ابو مهاب وش رح يعملون ...انت تبغين
قاطعته بقهر من خوفه منهم: بالطقاق الي يطقهم !!
وعدتني أجلس فترة قصيره وترجع تأخذتي
تنهد مطلق لزوم يسايسها حتى يحصل مبتغاه: الي يسمعك يقول جالس ومكتف يديني ...ترى للحين أراكض حتى ترجعين لنا بدون مشاكل أو عداوة ..وللحين اقولك رح أرجعك بس اصبري علي..
قاطعته بقهر لمتى تصبر: ترى للحين ما شفت شيء قلته وكان صحيح ...تراك قلت لي زواج على ورق وقلت لي رح اجلس شهر وترجعني ولا شيء طلع صحيح
قاطعها وكأنه ينقصه بزران ..وبنبره حانيه : لا تكسرين قلبي يا غسق ..اذا موقادره تتحملين الحين اكون عندك وآخذك والي رح يصير يصير وعماد يتحمل اغلاطه .. أهم شيء عندي ما أسمع صوتك الباكي!!
ختم كلامه وما يسمع منها الا صوت شهقاتها ...
تحاول تسيطر على دموعها وما تبكي ...يذبحها من الوريد للوريد لما يربط رجوعها بموت عماد !
كل يوم عن يوم تحس روحها تموت وما أحد حاسس فيها ...في شيء بداخلها يحترق ...تتمنى ينطفى حتى لو كان تكلفته انطفاء روحها ....
مطلق بهدوء نطق : غسق لا تبكي وتذبحيني كذا ... الحين أمرك
قاطعته وهي تمسح دموعها: كيف تمرني على اساس سافرتم لعلاج امي ؟!
مطلق مط شفته بتوهق وباستدراك نطق بوجع متقن: اخخخخ وش اقول والله اثقلتني الهموم والمصايب ...ترى هالمصايب اثقلت ظهري وما عدت أقدر اتحمل شيء ...كل يوم اقول زانت الايام بلحظات يخرب كل شيء..حتى الوضع المادي تدهور كل شيء خرج من تحت سيطرتي ...المبلغ الي أخذوه اهل ابو مهاب ما كان قليل كسرني يا غسق ومع ذلك جهزت كل شيء للسفر بس حال عماد تدهور بالسجن وما قدرت اتركه
قاطعته وقلبها هبط خوف على عماد: وش صاير عليه؟!
مطلق بنبره حزينه: ما هي قليلة عليه يتحطم مستقبله واحلامه ويجلس بالسجن ... نفسيته متدمره كثيره يا غسق!!
انت تعرفين عماد متعود على كل شيء متاح له وفجأة يلقى نفسه محبوس بغرفة اربع جدران!!
غمضت عيونها للحظات قلبها ما يتحمل ..تعبوا كثير بسبب اهل ابو مهاب ...شتتوا شملهم ...نطقت بحزن،: والحين كيف وضعه؟!
مطلق بهدوء: الحمدلله تحسن بس للحين تمر عليه ايام وينتكس فيها!
هزت راسها بضعف: بتهون إن شاء الله ...وامي متى علاجها؟!
مطلق رفع نظره للسقف يا ليل ابو لمبه : على الاغلب خلال هذا الشهر ..وبإذن الله اذا كنت عندي رح احجز لك معنا!!
طار قلبها للقياهم ..نطقت بشغف : امين امين ...انت بالبيت ابغى اكلم
قاطعها: غسق تراك طولتي اخاف يحسون عليك وتصير علوم ما هي ناقصيتنا!!
عبست ملامحها بالموت حتى قدرت توصل له وبالنهاية يكون كذا اتصاله خايف احد يكتشفه ... نطقت بروح خاويه: وصل سلامي لعماد .. قول له أيام بتعدي ورح يجمعنا القدر من جديد ..كل يوم بصلاة الليل ادعي ربنا يفرج كربته ...كل يوم أدعي اطفي لهفة الشوق برؤيتكم بس مثل ما قلت الامور تتعقد بزيادة ...لا تتأخر علي لاني ما رح اتحمل العيشه معهم
قاطعها مطلق بعجله: ان شاء الله ان شاء الله ..احذفي الرقم وانتظري شهر وتسافرين معنا ...سلام
قاطعته: لحظة
زمت شفتها بضيق لما قفل الخط ما تلومه اكيد خايف على روح عماد ...
حست بحركه خلفها ..وقفت مثل المقروصه وناظرت بصدمه وهي تشوف ابو مهاب واقف ومتكتف يناظرها بنظرات تعرف معناها وشافتها من قبل ..
رجعت خطوة للخلف برعب وكل خليه ترتجف بجسدها ما تدري من وين طلع لها ...
وقع من يدها الجوال لما صرخ بغضب: مع مين تكلمتي؟!
تحس لسانها انعقد مو قادره تحرك شفتها وكأنها تيبست ..والعرق بدأ يتصبب من وجهها ....والنفس ضاق عندها وكأنه الاوكسجين بالغرفة انتهى ...
بلحظة انقض عليها ومسكها من كتفها وهزها بقوة : مين كنت تكلمين ؟! ومين سمح لك تمسكين الجوال؟!
دخلت ام مهاب على صوته العالي ..وفتحت عيونها باستنكار وهي تشوفه يهزها بقوة ..وبدون وعي صرخت: اتركهاااااا
ابو مهاب ناظر زوجته وعقد حواجب بعدم فهم لما تابعت كلامها بصراخ: اتركهااااا تراها حااااااامل!!
غسق كانت بعالم ثاني تشوف ام مهاب تصرخ بس ما تدري وش تقول الرؤيه عندها ضبابيه وكأنها رح تفقد الوعي بأي لحظة ...
تقدمت ام مهاب وابعدت غسق عنه وهو واقف يناظر بصدمه للحين ما هو مستوعب الكلام ...نطق بخفوت: حامل!!
ام مهاب قلبها رحم غسق وهي تشوف وجهها وكأنها من الاموات ..نطقت بنبره مخنوقه: انت بخير؟!
ضربت على وجهها بخفه وهي تحسها بدأت تفقد الوعي ...ناظرت زوجها بقهر: خلينا ننقلها للمستشفى اخاف صار شيء للجنين ...
تحس نفسها تبغى تطير فيها للمستشفى خايفه على الجنين يصير له شيء ...ما تدري كيف سولت لها نفسها تفكر تتخلص منه ...الحين بأرض الواقع ما تتصور فكرة فقدانه .... كل الي تبغاه ربنا يحفظ الجنين ...ما تدري هالطفلة لمتى تتحمل ابو مهاب وأسلوبه المرعب ...
**
**
**
**

بالمستشفى للحين ما هو مستوعب..نطق بضيق: دام إنك تعرفين ليه ما خبرتينا؟!
ام مهاب ناظرت مهاب واقف يناظر بصمت وما نطق حرف واحد من لما جاء ..نطقت بنبرة موجوعه: لأني كنت ما ابغى هالحمل يتم ..ما أبغى حفيدي يعيش الضيم والظلم بذنب ما له فيه!
ما ابغاه يعيش بين أم وأب مشتتين وكل واحد بحال !! ما ابغاه يعيش عند زوجة أب وتبقى أمه حسرة بقلبه ...بس لما شفتك تهز فيها ما أدري وش أصابني خفت ينزل الجنين وقلبي رفض فقدانه ... أبغاه يعيش ومستعده اربيه بنفسي وأسعده وما يحتاج أم ولا أب!!
ابو مهاب زفر بضيق وهو يناظرها تمسح دموعها بخفه ... نقطه ضعفه ام مهاب ..إنسانه حساسه وكلها مشاعر مرهفه ...نطق بهدوء: غسق تعرف بالحمل؟!
مطت شفتها باستياء: ما أظن إنها تعرف تراها خبلة وما تدري عن شيء..ما احد يعرف غيري!
أبو مهاب عقد حواجبه باستنكار: كيف ما تعرف ؟! في حرمه ما تعرف بحملها ؟! واعراض الحمل
قاطعته ام مهاب بقلب موجوع: قلبي اوجعني على هذا الجنين قبل ما يطلع على الدنيا .. اذا أمه ما حست فيه وهو ببطنها كيف تحس وتشعر فيه لما يطلع لذي الدنيا ؟!
ما ادري هي خبلة كذا والا جاهله بأمور الحريم ...عجز عقلي من التفكير بأمرها!!
ابو مهاب هز رأسه بهدوء: اسمعيني زين يا ام مهاب ..بعد ما تطلع من المستشفى رح تنزلين انت وأمي للديره ومعكم غسق ..ما ابغى احد يعرف بالحمل وخاصه ام سيف او البنات. ..ما أضمن احد يتقصدها ويدفها حتى يتخلص من الجنين ...وهذا الشيء ما رح اقبل فيه أبد!ا
ام مهاب بتوجس: يعني انت راضي بوجود الطفل
ابو مهاب هز رأسه بهدوء: هذا ولد مهاب من لحمنا ودمنا. ...لا تنسين وجوده تعويض عن سيف وبنفس الوقت ربط طول الحياة لغسق بهذا البيت ..كذا نقطع أي جاهة او طلب تحاول تحرجنا برجوع غسق لأهلها بكذا تبقى حسره مطلق وعماد بقلبهم طول حياتهم!!
ناظر مهاب وتابع كلامه: رح تتحاسب غسق على استغفالها لنا واتصالها بأهلها ..وهذا الشيء أركنه لك لاني ما اضمن نفسي تطلع من تحت يدي جنازة!!
ام مهاب تلين فيه: تراها صغيره واكيد مشتاقه لأمها ..لا تكبر الموضوع يا ابو مهاب وامسحها بوجهي !!
مهاب نطق بحمود: ماكلمت أهلها كانت تكلمني
ابو مهاب بشك: وليه تكلمك ؟!
مهاب تنفس بضيق: اتصلت على جدتي وردت علي وانا جلبت منها تطلع لغرفتها حتى اكلمها واسألها عن الاوراق ما ابغى ازعج جدتي!
ابو مهاب عقد حواجبه: بس انا سمعتها تقول تدعي ربنا يجمعها بأهلها
قاطعه مهاب ينهي الموضوع: تبغى تشوف اهلها وتلتقي فيهم
أبو مهاب رفع حاجب: لا تقول قبلت؟!
مهاب زم شفته بضيق:اتركها تحلم وتتكلم مثل ما تبغى !!
من لما دخلت البوابه السوداء انتهت حياتها بالعالم الخارجي!!
هز رأسه بهدوء: تمونين يا أم مهاب تمونين يا مهاب!!

**
**
**
مستلقيه على السرير من البارحة وهي بالمستشفى ودمعتها ما وقفت لما استوعبت انها حامل ... تحس رح تموت بسبب هذا الخبر ..كذا تدمر وخربت خطة رجوعها لأهلها ...رح تتصعب الامور عليها أكثر ...ورجعتها بعماد رح تتعقد اكثر ....
بداخلها مشاعر كره وحقد لعائلة ومهاب وبالأخص مهاب ..دمر حياتها ومستقبلها ..انتهى كل شيء جميل بحياتها ...
لا اهل لا عزوة ولا دراسة ولا مستقبل ولا شيء...كل شيء تدمر ...والحين مجرد جثه متمدده على السرير بعد ما خارت روحها ...وما عاد لها طاقه تتحمل اي شيء!!
ام مهاب جالسه على الكرسي وتراقبها بتأمل ...حالها يبكي الصخر من لما عرفت بالحمل وهذا حالها ..متاكده كانت راسمه ترجع لأهلها وتكمل الحياة الي كانت فيها ... اي بنت بهذا الوضع الحمل والتعب تحتاج امها تكون قريبه منها ... تنهدت بضيق ونطقت بنبره حانيه: غسق لزوم تكونين أقوى
ما قدرت تقاوم نبرة صوتها الحانيه نطقت بنحيب: دمرتم كل شيء بحياتي...كيف ارجع الحين ؟!
انا انتهيت !!
ام مهاب مسكت يدها بحنيه: ما تدري وين الخير ..اي انسان لما يدخل حياة جديده ما عي برضاه يشوفها بشعه وموحشه لكن مع الايام ما تدرين وين الخير .. يمكن هالطفل يكون لك سند يوقف معك ... صدقيني كل شيء يحصل معنا خير!!
قولي الحمد لله ...ربك كريم ورح ييجي اليوم وتنفرج الكربات ...كل انسان عاش بكربه وضاقت عليه الدنيا بلحظة ينقلب الحال وربنا يغير الأحوال ....
هزت رأسها غسق بضعف وعيونها على ام مه
اب وهي تكمل كلامها: رح نجلس بالديره لما يرخصوك المستشفى..تجلسين هناك وترتاحين
قاطعتها بصوت خافت ومبحوح من البكاء : ما ابغى اروح للديره !
ام مهاب بضيق: لما يرخصوك نشوف وش رح يصير ..الحين انت ارتاحي ولا تجهدين نفسك بالتفكير!!
غمضت عيونها غسق من شدة التعب والارهاق ... ما لها حيل للتفكير بالقادم ....كل الي تبغاه تغط بنوم عميق بعيد عن هذا العالم الي تفنن بكسرها وإذلالها!!
**
**
**
مزنه نطقت باعتراض: وليه نجلس بالديره ؟! تراه حمل ؟!
لنفرض جلسنا هناك ؟! يوم يومين وبعدين؟!
والاهم من كل هذا ليه تظن إنه احد يحاول يؤذي الجنين ؟!
تراه ولدنا ويا ويل الي يحاول يتخلص منه !!
انا اقول تجلس هنا وما له داعي الديره!!
ابو مهاب باقتراح: انا اقول يمه بس لوقت يصير وضع الجنين أفضل
قاطعته برفض: لا تنسى الطريق تؤثر على الحمل وخاصه مع وضعها هذا ....
ابو مهاب زم شفته بضيق: عيل انتبهي على جوالك لا تسرقه منك مرة ثانية !
مزنه بتوعد: انا اراويها هالكلبه تظن نفسها مثل باقي الزوجات تكلم زوجها
ابو مهاب نطق بعدم اقتناع: مهاب هو الي كلمها
قاطعته مزنه بقهر: وليه ترد على اتصاله من الأساس...انا قلت لمهاب ما ابغى احد يلمس جوالي... وطمني ما رح احد يستعمله...وأعطاني جوالي بعد ما وضع على الجوال قفل ...
هز رأسه ابو مهاب بتفهم: يصير خير !!
رفع رأسه على دخول كيان برفقة مهاب ....ضاق صدره وهو يشوف وجه مهاب شاحب من لما عرف بالخبر ..وواضح ما يبغى هالحمل ...يتكدر خاطره لما يشوف مهاب بهذا الحال .. مرتين شافه بذي الحال ...يوم موت سيف والحين ....
كيان جلس جانب ابوه ونطق بسخريه: مبارك الحفيد الجديد!!
ابو مهاب خزه: ما له داعي هالكلام !!
راح سيف وهذا سيف مكانه!!
نطق كيان بانفعال: وتشبه سيف اخوي لحفيد مطلق!!
ابو مهاب رفع حاجب بانتقاد: ما بقى الا تضربني ..ترفع صوتك كذا
قاطعه كيان بندم: السموحه منك يبه بس بداخلي جمرة عيت تنطفي!!
مزنه بنبره موجوعه: رح تنطفي بولادة هذا الطفل صدقني!!
ختمت كلامها وناظرت مهاب والصمت يخيم عليه وكأنه بعالم ثاني: وش فيك يا قرة عيني؟!
والله ما احب اشوفك كذا!!
مهاب نطق بجمود: ما فيني شيء!!
نطقت بتساؤل: رحت للمستشفى اليوم؟!
هز رأسه بهدوء: اعطيت امي الاغراض الي تحتاجهم !!
تابعت كلامها: شفتها ؟!
هز رأسه مهاب بالنفي: ما دخلت اعطيت امي الاغراض ورجعت
قاطعته : امك وش تقول عن وضعها ؟!
رد باختصار: ما سألت !
ابو مهاب يناظر مهاب واضح عليه ما له مزاج يتكلم بشيء ..نطق بهدوء: قلت لك يمه ام مهاب تقول احتمال كبير تتخرج اليوم !!
أنا ساعه طالع لهم اشوف وش رح يصير عليهم !!
مزنه بتوصيه وحرص: بالله يا يمه لا تكلمها ولا تصرخ عليها ...بلاه يصير شيء للجنين ...بعد الولاده رح نطلع كل اغلاطها من عيونها !!
خلي الايام تعدي على خير !!
**
**
**
**

جالسه على المقعد بملل ...ما صدقت متى تكمل المدرسه حتى يرجعونها للمدرسة مرة ثانية ..بمكان جديد ومختلف وحياة مختلفه ... ناظرت السؤال الي تسأل عنه الابلة ..ابتسمت بحنين لايامها بالمدرسه مع صديقاتها وهذا السؤال كان معقد اغلب البنات ...
انمحت الابتسامه لما طلبت الابلة منها تجاوب على السؤال ...وقفت وتوجهت للسبورة تحله ومشاعر الضيق تعتريها وهي جالسه تدرس مع بنات اصغر من عمرها ....ما تدري كيف حال غسق ..من لما غادرت ما سمعت عنها اي خبر ... ابوها دوم يطمئنها انها بخير ومرتاحه مع زوجها ..... معقول انها نسيت عماد بذي السرعه ...حال الدنيا عجيب كيف يفرق بين الناس ...ما ظنت بيوم من الايام انها غسق تتزوج غير عماد ...او تعيش بعيد عن امها وأبوها ...معقول تأقلمت على الوضع ؟!
والاهم الي نفسها تعرفه وش شعور عماد بعد ما تزوجت غيره ؟!
معقول ينتظر رجوعها بعد خروجه من السجن وتمر الايام وتجمعهم من جديد ...انقبض قلبها وهي تتذكر كيف كانت تراويها فستان الخطوبة ... أكيد رسمت احلام ورديه .....
تأنيب الضمير ما يتركها ...بس بنفس الوقت تقنع نفسها غسق اقوى منها وتقدر تتحمل ..... ابوها يقول مجرد وقت ويرجعها ...وبنفس الوقت اخفاها عن كل الاهل ما تلتقي فيهم الكل يظن انها هي الي تزوجت مهاب وما احد يدري انها غسق هي الي تزوجت مكانها .....وفوق تخفيها عن اهلها نقل ملف غسق لذي المدرسه وطلب منها تداوم مكانها ...برر لها جلوسها بالمدرسه حتى لا تضيع دراسة غسق ولما ترجع تتابع وما تروح عليها سنوات ...تتذكر كان عند غسق شغف تكمل دراسه بعكسها كانت تنتظر اللحظة الي تنفصل من الجامعه وترتاح من قرف الدراسه ....حالها مضحك الي يشوفها كيف مجتهده يقول دافورة وتحب الدراسه ....بالرغم من مشاعر الكره والبغض للدراسة بجميع اشكالها ..الا انها صممت تجتهد وتحصل علامات مرتفعه كرد المعروف لغسق ....حتى لو طال الزمن ووصل فيها تقدم الثانويه عنها ما رح تتردد ... اخذت عنها حمل كبير..معروفها ما رح تنساه لها طول حياتها ....
كملت حل المسألة ورجعت لمكانها والمعلمه تثني عليها ....ابتسمت وهي تناظر الاسم على الكتاب " غسق غياث"
مسكت القلم وكتبت بخطها بجانب الاسم " عسى ربي يوفقك ويسعدك "
ما تدري متى تنتهي ذي التمثيله وكل وحده ترجع لاسمها وحياتها بدون خوف او ترقب ...متى ترجع لبيتهم ولصديقاتها وحياتها القديمة!!
**
**
**
خرجت من يومين من المستشفى وللحين تحس نفسها بدون روح .... عقلها عجز يستوعب القادم.... تحركت خارج الغرفه وصوت مزنه يوصلها وهي تضرب الباب بالعصا!!
فتحت الباب بشويش والتزمت الصمت تنتظرها تغرد !!
مزنه وهي تناظر وجهها الشاحب نطقت بحده: لي ساعة انادي عليك ليه ما تسمعين ؟!
رفعت العصا ودفتها بخفه وهي تتابع كلامها: لا تظنين انك حامل خلاص ارتفع مقامك ..تراك للحين شغاله وإن خففنا عليك شغل رأفة ورحمه للجنين الي في بطنك ....تحركي جهزي لي الفطور أبغى افطر هنا !!
غسق تناظرها بسكون لسانها يعجز وصف عن ذي العجوز ... متى يملون منها ويتركونها بحالها !!
دخلت للداخل تحضر نقابها بعد ما نطقت مزنه بحده: تحركي ..الله يأخذك ويرتاح مهاب منك ومن همك!!
زمت شفتها بضيق ... نفسها تشوف مهاب وتمسح فيه الارض لأنه السبب بوجودها هنا ...من لما دخلت المستشفى وللحين ما شافته ...
ما رح تسامحه ابد ....رح تتواصل مع عمها بأي طريقه وتخبره بذي المصيبه ..لزوم يخلصها بأسرع وقت ...واذا ما قدرت توصل لعمها رح تهرب من هنا وتروح له والي يصير يصير ..خلاص ما عاد فيها تتحمل اكثر من كذا ... متاكده امها وابوها مفتقدينها بقوة ...ما تقدر تتأخر عليهم أكثر!!
قطعت افكارها وناظرت مزنه جالسه بالصالة وتنطق بغضب: بعدك هنا !! تحركي بسرعه!!
تجاهلتها غسق بكل بساطه تربيتها ما تسمح لها تشتم او تغلط على حرمة بعمرها ...وبنفس الوقت ما تدري لمتى تسكت؟!
دخلت المطبخ وبدأت تحضر الفطور بشويش متجاهله تعبها وظهرها الي مثل القصبه تحسه بأي لحظة رح ينكسر...
كتمت انفاسها للحظات لما وصلها رائحه عطره بالمكان ...ما التفتت وتابعت شغلها بهدوء!
دخل وتفاجىء بوجودها هنا ...اعطاهم خبر ما احد يكلفها بأي عمل او شغل ...زم شفته بضيق لو يطلع بيده ما يتم هالحمل ..ما يبغى منها اطفال...آخر شيء توقعه يكون له اطفال منها ...وكالعاده يدعس على قلبه ويتصرف حسب ما يملي عليه عقله..رح يحاسبها بالوقت المناسب على استغفالها وكسرها لكلامه لما تواصلت مع اهلها ...اقترب ونطق بجمود: السلام عليكم!!
مط شفته لما تجاهلته ولا كأنه موجود ... تصرفاتها غريبه وكأنه يهمه زعلها .... وكأنها لما تتصرف بذي الحركات تبغى توصل له رساله إنها زعلانه!!
وقف بجانبها وسحب منها الاغراض وبهدوء نطق: وش تعملين؟!
اخذت الاغراض وعيونها تقدح شرار : ما يخصك!!
رفع حاجب بسخريه ينرفزها: لا تقولين زعلانه علشان ما سألت عنك
نطقت بقهر وهي تؤشر عليه ويدها ترتجف من شدة القهر: انت آخر همي حتى اهتم لوجودك ...كل يوم يزيد كرهي لك
مط شفته بسخرية وهو يعرف انها ما تبغى هذا الحمل ... أمه خبرته عنها واضح انها ما تبغاه : اعصابك لا يصيب الجنين شيء!!
ناظرته بكره وصدت ودموعها تتراقص بعيونها ..ما رح ترد عليه ...رح تخليه يندم هو واهله على كل شيء!!
سحب منها الاغراض ونطق بهدوء: روحي ارتاحي انا اجهز فطور جدتي ...افطرتي!!
هز رأسه بأسف لما انسحبت من المكان بهدوء ... ورجع يجهز الفطور بنفسه !!
ترك الي بيده وطلع خارج المطبخ وصوت ام سيف الغاضب يوصل له!!

بداخلها نار تحرقها كلما شافت غسق قدامها وما أحد حاسس فيها ..واقفه تردح وتتكلم بكلام ثقيل لعلها تطفي النار الي بداخلها ...نظن إنه بذي الطريقه نطفي النيران الي بداخلنا .. بدون ما نشعر إننا نطفي ارواح احترقت ألم من وجع الكلام الي نتفوه فيه....
زمت غسق شفتها بألم وهي واقفه تناظرها تردح لها والنيران تتطاير من عيونها ..تحس بسكين انغرس بقلبها من كلامها الجارح ...تتفهم وجعها لفقدها ابنها ...وما هو سهل عليها فقد ضناها....بس ما هو بذي الطريقه تعبر عن وجعها!!
ام سيف أشرت عليها باحتقار: لو عندك كرامه ما جلست هنا بعد ما أهلك باعوك علشان سلامة اخوك!!
وما سألوا عنك وما فكروا بحالك وبحياتك هنا وكأنهم ما صدقوا يفتكون منك ومن قرفك!!
والحين بدل ما نبتلش فيك نبتلش بولدك !! هذا الي استفدناه حتى نتأكد من سلامة البضاعة !!
قاطعتها ام مهاب بقهر من كلامها: وبعدين يا ام سيف ؟!
أم سيف انفجرت بوجهها:قلت لك ولدك رح يتمادى وهذا حنا جالسين نقطف ثمار تماديه !!
مهاب اقترب ورفع حاجب من كلامها..يراعي مشاعرها وألمها بس لمتى ؟! ....بسكوته واحترامه لها تتمادى وتظن ما احد يقدر يوقف بوجهها ..بس اكثر من كذا خلااص ما رح يسمح لها تتمادى أكثر ...نطق بصوت هادئ واثق: أنا هنا اعمل إلي أبغى وما احد يوقف بوجهي ... أنا أحترمك بس ما اسمح لك تتمادين علي وتجلسين تحاسبيني على افعالي؟!!!
وبعدين قالوا لك ما عندي دين حتى أجيب بنت الناس هنا وتعيش حياتها هنا معلقه لا متزوجه ولا مطلقه؟!
تراها زوجتي على سنة الله ورسوله ...وهذا اخر تنبيه اكرره ..الي يوجه كلام لبنت الناس ما يلوم الا نفسه ..وانت تعرفين اذا قلت انفذ كلامي!!
الي مات الله يرحمه وما يحتاج منا الا الدعاء ..ما له داعي اسلوب التجريح هذا ...تراها ما تعرف سيف ولا قتلته وما لها علاقه بشيء ...ألمك ووجعك ما يخولك تعاملين الناس بذي الطريقه !
ومن الحين اقولها غسق ما لها بشيء بشغل البيت .. انتهت مهمتها هنا ....ومن بعد الحين رح تكون لها حياة جديده مثلها مثل أخواتي ..ومن الحين رح تنتقل لجناحي فوق ...والي عنده اعتراض ينقعه ويشرب مويته!!
ختم كلامه وهو يناظر ام سيف بقوة!!
غسق تناظر الموقف بصمت وأغلب اهل البيت تجمهروا وشلتهم الصدمة من كلام مهاب الواضح والصريح ...خلاص ما عادت تشتغل بهذا البيت وكأنه صك عبوديتها بيده وأطلق سراحها ...كلامه بحد ذاته موجع لها ...إهانتهم لها ما رح تنساها ابدا لهم ...وفوق هذا يبغها تنتقل فوق ...تحس نفسها مثل عيال القطوة كل يوم بمكان ..ساعه بغرفة الشغالات ويوم عند مزنه والحين بالجناح فوق !!!
ناظرته لما اشر لها تطلع لجناحه : اطلعي لجناحي !

مطت شفتها بقهر من ثقته إنها تقبل ...خلاص اكتفت منهم الشاطر يركلها على مزاجه ...
نطقت وفكها يرتجف من القهر: انا مو عبده عندكم ورح أطلع من هنا رضيتم والا ما رضيتم ...وربي الا أدفعكم ثمن كل كلمة ونظره وجهتوها لي واهنتوني فيها ...ما رح أسامحكم كلكم ..وخاصة انت!!
مطت شفتها بشماته ام سيف لما ارت غسق على مهاب: ايوه كذا اظهري على وجهك الحقيقي ..هذي الي وقفت بوجهنا علشانها
مزنه قاطعتها وهي تقترب بشويش ومستنده على عصاها: والله طالت وشمخت يا بنت مطلق
قاطعتها غسق بقهر من تحقيرهم لها : مطلق تاج فوق رأسك
قطعت كلامها لما نطق مهاب بنبره غاضبه رجف قلبها منها: قلت اطلعي فوق ما تسمعين
بالرغم من خوفها ورعبها من نظراته ..بلعت ريقها بصعوبه ... هزت رأسها بالرفض: ما أبغ
سكتت لما سحبها من يدها غصب عنها وتوجه فيها لفوق ..وام مهاب تصرخ عليه: مهاب بشويش عليها ..مهاب!
مزنه مطت شفتها بعدم رضا لكلام مهاب: اتركيه ..لا تخافين الام والجنين مثل القطوة!
ام مهاب بضيق ناظرت ام سيف: ما ادري ليه مصممه تعملين نفس السيناريو تعيدي وتزيد فيه.. وكأنها هالبنت هي الي قتلت سيف!!
خلاص ارحمينا واترك الحزن يخمد ما هو كل يوم هبيت بالبنت ومسحت فيها الارض لذنب ما اقترفته !!
خلاص ارحمينا ما عاد فينا نتحمل المشاكل والصراخ !!
ام سيف جلست على اقرب كنبه ..نطقت بنحيب: ما اقدر ...لما أشوفها أتصور سيف بين عيوني!!
وفوق هذا تبغون أبلع القهر وانفجر بداخلي علشان كنتكم ماتزعل!!
ايه مين قدك ولدك متزوج وعنده حفيد..اطلعي من الحين للأسواق حتى يمداك تجهزين للحفيد الجديد!!
لو كان واحد من عيالك ما كان حالك كذا !!
عادت كلامها وهي تهز رأسها ببؤس:والله ما كان حالك كذا!!
حسبي الله عليك يا عماد مثل ما فجعت قلبي بفقدان روحي!!
مزنه أشرت بعيونها لأم مهاب تتجاهلها وما تتكلم معها !!
**
**
**
أول ما دخلت الجناح ترك يدها بقوة ...رفع اصبعه بتهديد والشرار يقدح من عيونه: وربي اذا عدت ذي الحركه وكسرت كلامي إلا أكسر رأسك .. أنا لما أقول شيء يتنفذ بالحرف الواحد ..احمدي ربك للحين متغاضي على استغفالك لي واتصالك بأهلك!!
بلعت ريقها برعب معقول يعملوا مشكله بسبب اتصالها ...رجعت خطوة للخلف وقلبها يدق بقوة ...تحسه رح يطحنها تحت سنونه من شده الغضب والحقد!!
تابع كلامه بتحذير: صدقيني ما رح ارحمك لو حاولت مرة ثانية تستغفليني..ذي المرة مشيتها بكيفي وغطيت عليك ...بس ما هو كل مرة تسلم الجرة ..فكري بعقلك واتركي حركات البزران .. قلت لك من قبل خروجك من هذا البيت إما بموتي أو بموتك وغير كذا لا تحلمين ...
والحين ذيك الغرفه لك وهناك مطبخ ما له داعي تنزلين تحت الا بوجودي تفهمين؟!٠!!
تحس بالاختناق من تواجدها بهذا المكان ...تفضل تجلس عند الشغالات وتنام على الارض ولا تنام هنا !!
ما قدرت تعترض ونظراته رح تقتلها بأي لحظة ..اضطرت تنسحب وتدخل الغرفه حتى تضمن سلامتها وواضح انه قلبه مليان عليها والغضب معمي عيونه ..
دخلت الغرفه وهي رافعه حاجب باستغراب فاضيه ما فيها أثاث ....
وش يقصد من ذي الحركه؟! ...على الاقل عند الشغالات في فراش تنام فيه على الارض ...
نقزت لما دخل خلفها ووضع فراش وهو ينطق بجمود: الغرفه ما جهزتها للحين ..تقدري تمشين امورك فيهم حاليا !!
وضعهم على الارض وغادر المكان بعد ما ضرب الباب خلفه بقوة.... غمضت عيونها بانزعاج من صوت الباب ...بعدها تنفست الصعداء بعد خروجه ..وبخطوات سريعه قفلت الباب بالمفتاح حتى تضمن ما أحد يدخل عليها ...
وهذا افضل شيء حصلت عليه غرفه بعيده عنهم والباب مقفل بالمفتاح ...
هنا تقدر تفكر براحه كيف ترجع لاهلها او على الاقل تتواصل مع ابوها ..اشتاقت له !!
أكيد الحين فاقدها تعرفه لما تتأخر بدوام المدرسه يحتاس ويقلق عليه ..كيف الحين وغابت عنهم كل ذي المدة ؟!
اقتربت من الشباك وهي تمسح دموعها بخفه وصدرها ضاق ...تبغى تحصل اكبر عدد من الاوكسجين!!
نزلت نظرها للحديقه وفيه رجال تحت ..ما تدري اذا احد يشوفها أو لا ..
قررت ترجع للخلف من باب الاحتياط ... أول ما ابتعدت استوعب عقلها الصورة الي شافتها ...وبدون وعي رجعت تناظر بعدم تصديق وهي تشوف ابوها بالحديقه تحت ...ما تدري تتخيل من كثر اشتياقها له!!
وضعت يدها على فمها من هول الصدمة ..هذا ابوها متاكده ..بس وش يعمل هنا؟!
وبدون وعي خرجت من الغرفه ولسانها يردد من الفجعه"يبه،يبه يا قرة عيني "ودموعها تنزل بغزارة !!
ما هي مصدقه وجود ابوها ..رح تنزل له وما عاد يهمها الي رح يصير أهم شيء تلتقي فيه وتروي روحها المشتاقه له!!


!
توجهت لباب الجناح تفتحته حتى تلحق على أبوها قبل ما يرحل ... بدأت تحاول تفتحه بجنون لما عي يفتح الباب معها...ليه مقفل عليها هنا ؟!
كيف تطلع لأبوها الحين!!
تحاول بالباب يفتح لعل احد يسمع صوتها ويفتح لها ....ضربت الباب بقوة من قهرها وعجزها ... ودموعها ما قدرت تسيطر عليهم ...توجهت للغرفه بسرعه لعلها تشوفه وتنادي عليه اكيد رح يسمعها....وقفت عند الشباك حست بوجع بقلبها ما له اثر بالمكان ... فتحت عيونها بقوة لعلها تلمحه مرة ثانية ...ما في احد هنا .. وين راح ؟!
متأكده شافته هنا ...
توجهت للصالة تناظر من النافذه هناك لعله غير مكانه ...حست بوجع بصدرها يكبر ..ما له أي أثر ....توجهت لغرفه مهاب حاولت تفتحها مقفله ضربت الباب من شدة غيضها ...مقفل الباب خايف تسرقه!!
زفرت زفرات حارة وعقلها رح يصيبه الجنون أبوها قريب منها وما هي قادرة توصله !!
اي عجز وضعف جالسه تتجرعه... رجعت بخطواتها لغرفتها لعل وعسى تشوفه ...
شدت على شفتها بقوة لما ما لقت له اثر ...جثت على الارض بانهيار بعد ما فقدت الخيط الي يوصلها لهم !!
كله بسبب مهاب ...ليه يقفل الباب .. ما تدري ليه يتصرف كذا ؟!
وقفت على حيلها مثل المقروصه المطبخ اكيد له شباك ...دخلته بسرعه وفتحت الشباك وهي تحاول تلتقط لو خيال أبوها .. ما له أثر وكأنها الارض انشقت وابتلعته!!
تكورت على نفسها لما حست بمغص ببطنها!!
تحركت بشويش وهي واضعه يدها على بطنها وتوجهت للغرفه والخيبة واليأس يرفرفوا فوق رأسها ....
متى تلتقي فيهم وتكحل عيونها بشوفتهم ؟!
والسؤال الاهم الي يدور براسها ابوها وش يعمل هنا ؟!
توجهت لجهة الشباك ووقفت وهي تراقب المكان بحرص لعلها تلمحه مرة ثانيه !!
**
**
**
يحس بالتعب بعد جهد بذله بتنظيف الحديقه .. ارخى رأسه على الجدار خلفه بتعب متجاهل الحرارة الي تصهر جسمه ..وعيونه تراقب البيت بتأمل ..ما يدري روحه بأي غرفة هنا ؟!
سكن بهذا البيت روحين له ... الأولى دثرتها السنين وما عاد لها أثر بحياته ..والثانيه تعنى لها وجاء يشتغل لعله يلمح طيفها ويطفي شوقه لها !!
مسح حبات العرق عن جبينه ووقت الظهيره الحرارة ما تنطاق !! ...
ما رح يتهور لزوم يكون حذر ما رح يعرض حياة غسق للخطر ...
كل الي يبغاه تكون مرتاحه وهذا يكفيه !
رفع نظره للشخص المشرف عليه لما اقترب منه ونطق بتساؤل : اذا تعبت وتحس نفسك مو حمل لهذا الشغل تقدر تنسحب!
قاطعه غياث بفكه المرتجف: أأقدر أأأكمل!!
توجه يكمل عمله بالحديقة الخلفيه...ووجوده بالقرب من غسق يريح نفسه !!
تجاهل نظرات المشرف مع شخص ثاني يناظرونه بشفقه وازدراء ويتهامسون بكلام ما وصله ولا يهتم لسماعه ...تجرع تنمر من الي حوله حتى ما عاد يهتم لأي نغزه او كلمه عنه!!
مسح وجهه وهو يحس بحرارة الدموع بعيونه...تعب كثير من ذي الدنيا متى يرتاح ؟؟ .....رفع نظره للسقف وهو يردد بهمس " يا رب"

**
**
**

كيان تنهد بضيق: يا جدتي وكأنك ما تعرفين مهاب ...يحاول يضع حقده وكرهه على جنب
مزنه بقهر نطقت: بس ما يصير كلامه ..وش الي مثلها مثل اخواته؟!
قالتها ام سيف بس انا ما صدقت قلت تبالغ مستحيل مهاب يعملها !!
ابو مهاب الي وصله كل الكلام ..نطق بهدوء: يا يمه اتركي مهاب يتصرف المناسب ...انا تكلمت مع ام سيف وانهيت هذا الموضوع معها
ام مهاب بتأييد: وهذا عين الصواب ...لمتى الحزن ؟!
ابو مهاب بتبرير نطق: لا تلومينها تراها ام والفقد موجع!!
هزت راسها بتأييد : الله يصبر كل ام انفجعت بولدها!!
كيان ناظر أبوه بتساؤل: سالم ترك الشغل؟!
ابو مهاب هز رأسه بالنفي: صار عنده مشاكل عائليه واضطر يتركه لفتره
كيان هز رأسه: ومين يشتغل مكانه؟!
ابو مهاب بلا مبالاه نطق: محسن احضر رجال على باب الله يبغى يترزق يقول لو تشوفه يكسر الخاطر!!
كيان هز رأسه : الله يعين الناس !!
مزنه بتعاطف:قول لمحسن يزيد من أجرته وانا ادفع له صدقه عن روح سيف!
ابو مهاب هز رأسه بضيق: الله يجزاك كل خير!!
تابع كلامه باستفسار: ومهاب متى راجع؟!
كيان عدل جلسته : اليوم ما رح يرجع على الاغلب رح يجلس هذا الاسبوع عند سعد بالشقه!!
ام مهاب زمت شفتها بضيق: يبغى يركز بدراسته ...الاجواء هنا مزعجه بالنسبه له. .وانت تعرف وهو يدرس ما يحب يسمع دبيب النمل!!
ابو مهاب هز رأسه بتفهم: الله يوفقه .. والعفريته الي فوق وش وضعها ؟!
ام مهاب ناظرته بعتب على كلامه: يقول قفل الباب عليها حتى ما احد يدخل عليها ...كل شيء متوفر عندها ...ما يبغاها تطلع وتقابل احد ...لوقت رجوعه!!
ابو مهاب هز رأسه : هذا عين الصواب خلي الاوضاع تهدأ هالأيام!!
كيان بضيق: صارت اجواء البيت مشحونه وكلها مشاكل فقدنا الضحكه والابتسامه بهذا البيت .. وكأنه سيف كان سبب سعادتنا !!
ابو مهاب هز رأسه بجمود وملامح الحزن اكتست وجهه..نطق بغصه: الله يرحمه ويرضى عليه!!
**
**
**
ثلاث ايام مرت من اصعب الأيام عقلها بدوامه وما قدرت توصل لشيء واحد صواب ... تحس بدأت تمشي لطريق الجنون ..ابوها وش رح يجيبه هنا؟!
لزوم تطلع من هنا وتبحث عنه ...بس لو كان موجود اكيد غادر ما رح يجلس هنا ٣ ايام !!
بلعت غصتها وهي تحس حلقها منتفخ من شدة الاختناق الي تحس فيه!!
كل شوي تنتقل لنافذه لعلها تلمحه وتطفي نار شوقها بشوفته ...
ضربت الجدار بجانب النافذة بقوة من شدة قهرها ...كتمت ألمها وهي تناظر يدها فيها انتفاخ بسيط من كثر من ضربتها بالجدار!!
مسحت على يدها بلطف وش ذنب هاليد الصغيره تطلع حرتها وقهرها فيها!!
رجعت لنافذه الصالة تراقب منها وقلبها يوجعها من كثر الترقب!!
التفتت على الباب لما انفتح ...ناظرت مهاب لما دخل وبيده اكياس ما تدري وش محتواها ....تتمنى تطحنه تحت سنونها ...تتمنى يكون عندها الجرأة وتتفل بوسط وجهه ...شدت على يدينها بقوة والحقد والغيض الي بداخلها ما هي قادرة تسيطر عليه ...
تحركت وتناولت النقاب عن الكنبه وهي ناويه تطلع من هذا المكان ..رح تنزل تبحث عن ابوها !!
يمكن جاء يسأل عنها ويبحث عنها وتاه عن الطريق !!
وقفت لما اعترض طريقها بيده الممدوه بعد ما وضع الاغراض على الارض!!
رفعت حاجب وهي تناظر ملامحه الجامده ...مسكت اعصابها وشيء بداخلها يحثها تضربه بوكس بوسط وجهه!!
همت تبعد عن يده وتكمل طريقها ..بس وقفها لما نطق ببرود: وين العزم!
حاولت تظهر قوتها وما تضعف..بس تبقى انثى ما قدرت تمسك نفسها لما خنقتها العبره: لا تتدخل
ختمت كلامها وتحركت تتابع طريقها وهي تمسح دموعها بخفه ..
كانت يده اسرع لما مسكها وسحبها لجهته وهو ينطق بحاجب مرفوع وملامح حاده وهو يشوف تمردها: ما سمعت وش قلت؟!
حاولت تفلت يدها وينبره باكيه: اتركني!!
تركها ورجع للخلف قفل الباب خلفه بالمفتاح .. فتح عيونه باستنكار لما دفته بكل قوتها وجن جنونها لما قفل الباب ..وبنبره غاضبه نطقت: افتح الباب...اقولك افتح الباب!!
ما تحرك خطوة وحده من دفتها الضعيفه بالنسبة له ..ما يدري وش حال الجنون الي اصابتها ...ما ينفع يشد عليها وهي بذي الحال ..لزوم يكون الطرف الي يرخي الحبل ...نطق بهدوء: افتحه بس قولي لي وين تبغين تروحين؟!
نطقت وهي تنفجر بوجهه: ابوي هنا ..ابغى اشوفه افتح الباب
حس إنه سمع غلط ..مطلق ليه ييجي هنا ؟! ...نطق يتأكد من الي سمعه: ابوك هنا ؟!
مين قال لك؟!
نطقت وهي تمسح دموعها بضعف : انا شفته قبل ايام هنا ..بسببك ما قدرت أنزل له ...
متأكد شافت حلم وللحين تظن إنه حقيقه من كثر ما تفكر بأهلها ...ما ينكر إنه تعاطف معها وهي بذي الحال ...بس بنفس الوقت الموضوع بالنسبة له منتهي ..يمكن بعد سنة على الاقل يسمح لها بزيارة لاهلها لدقائق ...اما الحين مستحيل ...نطق بهدوء: اسمعيني!
نطقت بكره وحقد: ما أبغى اسمعك
مهاب مط شفته بسخرية: انت هبله والا عبيطه والا غبية؟!
ابوك ليه ييجي عندنا ؟؛
واذا على كلامك جاء قبل كم يوم وش يعمل هنا للحين ؟!
وش ذي السخافه تدورين ابوك هنا ؟! ليه هو عايش هنا وحنا ما ندري!!
كلامه بدأ يوعيها ويحسسها انها كانت عايشه بوهم ..صحيح ابوها ليه ييجي هنا؟! وش يعرفه بالبيت ؟! والاهم عمها مطلق مستحيل يتركه يطلع لوحده ؟!
ولو فرضت انه كان فعلا موجود مستحيل يجلس هنا ٣ ايام؟!
وش فيها صايره تعيش بأوهام !!
واقف مهاب يناظرها والسكون تلبسها خلاف الجنون الي
اصابها قبل لحظات ...
تحركت بروح خاويه متوجهة لغرفتها بدون اي كلمه !!
تنهد بضيق ما يدري وش اصاب عقلها !!
مط شفته بسخرية وهو يردد: مطلق هنا؟!
اكيد لو جاء رح يكون اول شخص يعرف بهذا الموضوع !!!

**
**
**
مرت الايام وللحين ما لمح طيفها ..استند على جذع الشجرة وهو يتنفس بتعب ..مسح العرق عن جبينه .. ما يقدر يقترب من البيت ما هو مسموح له يقترب أكثر من كذا ...والخروج من البوابة الخلفيه ...
يتمنى لو تطلع غسق للحديقه تتمشى لو يشوفها من بعيد ويطمئن إنها بخير !!
جلس على الارض وأسند رأسه على الشجرة .. أغمض عيونه بارهاق ...ما يبغى يتأخر على أسيل ... يخاف تفقده وتطلع برا ...
متأكد هذا المكان ما رح يتوقع مطلق يلاقيه هنا ... محتاج فلوس حتى يدفع اجرة الخرابة الي يسكن فيها !!
مهاب كان يتمشى بالحديقه ويكلم صديقه بالجوال ..اقترب وهو يناظر شغل العمال بالحديقة الخلفيه ...لفت نظره رجال جالس تحت الشجرة اول مرة يصادفه ...
اقترب منه وهو يناظره بتأمل ..التعب والارهاق واضح عليه ...اكيد هذا العامل الجديد الي قالوا عنه واضح من ملابسه إنه يشتغل هنا !!
نطق مهاب بملامح مريحه لما فتح غياث عيونه: السلام عليكم!!
تفاجىء غياث ما توقع احد يكون حوله .. وارتجف قلبه الضعيف ...نطق بارتجاف: ووعليكم اااالسلام!
استغرب مهاب ارتجافه وليه شفته ترتجف كذا .. واضح إنه فيه مرض ....نطق وهو يمد يده ويصافحه بابتسامة: انا مهاب ابن صاحب هذا البيت!!
غياث بهتت ملامحه وزاد ارتجافه ..هذا زوج غسق ... ليت عنده القدرة والجرأه يسأله عنها وعن أحوالها!!
ناظر يد مهاب الممدودة له ..مد يده بتردد ونطق: ءءءحياك
مهاب شد على يده بملامحه المريحة: حياك الله ...تشتغل هنا مكان سالم ؟!
هز رأسه وهو يوقف بتعب توقع رح يعصب عليه لانه جالس وما يشتغل: ءءءانا ج ج ج جلست ارت
قاطعه مهاب وهو يمسك يده ويجلسه على الارض ويتربع مقابل له على الارض ..نطق وهو يحس بالتعاطف معه ..اكيد الفقر الي جبره يشتغل وهو بهذا الحال من المرض...نطق بتعاطف: اجلس يا رجال وارتاح ..العمر يخلص والشغل ما يخلص!!
اعتدل غياث بجلسته وفكه يرتجف كالعادة .. والرهبه وعدم الراحه رافقته يخاف يكتشف امره ويدمر حياة غسق !
ناظره بتردد وهو يتصل ويطلب ضيافه ويؤكد على اي شيء بارد ويحضروه لشخصين!!
مهاب قفل الخط ووضعه امامه وهو ينطق بهدوء: كيف حالك ؟!
هز رأسه غياث بحذر حتى ما يغلط بحرف ..والتلعثم زاد بنطقه ما هو متعود يختلط بالناس ويتكلم معهم : ااالحمد لله . بببخير!
مهاب بابتسامة تدخل القلب: إن شاء الله على طول ..لا تتعب نفسك بالشغل على قدر استطاعتك تشتغل ...مو مستعجلين على الشغل!!
هز رأسه وعقله يفكر بحال غسق هنا ..ما يدري اذا مرتاحه ومبسوطه ..والا حزينه
قطع دوامة افكاره وهو يناظر مهاب وهو يتكلم بالجوال ...
الي يناظره للمرة الاولى يشعر بتكبره وجلافته ..بس لما يتكلم تحس بتواضعه .... يحس نفسه أحقر إنه تجالس الناس وخاصه مثل مهاب ..دوم يحس نفسه اقل من الكل وما يستحق الاحترام او معاملته كإنسان ...بداخله نقص وحرمان تجرعه من طفولته وما لقى اليد الحانيه الي تمد له يد العون وتنقذه من مستنقع الالم والحزن والعذاب الي تجرعه بدون ذنب .... أحياناً يشعر بالحقد على كل شخص كان بيده يساعده وتخاذل معه !
يكره ضعفه الي وقف حاجز بينه وبين مساعدة غسق قرة عينه ...تمنى لو قدر يهرب فيها لأبعد مكان بالدنيا ....الظروف كانت اقوى منه !!
خايف يكون أخطا بقراره لما شجع غسق على الزواج من مهاب ...معقول تكون توقعاته غلط وما هي مرتاحه هنا ؟؟
حس بالغصه تخنقه ...ابنته ما تبعد عنه مسافات بس نا يقدر يوصل لها او يلمح طيفها!!
بلع غصته بصعوبه وناظر مهاب وهو ينطق بنبره حانيه بعد ما قفل جواله: اذا عندك مشكلة ما يردك الا لسانك !!
ختم كلامه مهاب وهو مستغرب حاله .. يحسه رح يبكي بأي لحظة.... واضح عمره بالاربعين او اقل ...يمكن عنده اطفال والفلوس ما تكفيهم ...ويمكن ما هو متزوج ..مين يزوجه وهو بهذا الحال ..كرر سؤاله مرة ثانية بعد ما عزم امره إنه يساعده: لا تتحرج اذا عندك مشكله يمكن اقدر اساعدك ؟!
مط شفته غياث والحسرة اكلت قلبه ...ما يدري مهاب انه حل مشكلته عنده ..كل الي يبغاه يشوف غسق .. كتم ضيقه ونطق بضعف: ممما عندي ممشكله!
مهاب هز راسه .. نطق بتساؤل: متزوج؟!
غياث بلع ريقه خايف يتورط ..اكتفى يهز رأسه بدون ما يتكلم
مهاب استغرب ما يدري مين زوج ابنته له وهو بهذا الوضع ...نطق بهدوء: عندك اطفال!
سكت غياث للحظات ما يدري وش يتكلم ...نطق لما شاف مهاب ينتظر الاجابه نطق: بنت!
ابتسم مهاب بلطافه: ربي يحفظها ويجعلها من الصالحات !!
هز رأسه غياث وبقلبه يردد" امين ويقر عيني بشوفتها"

عم الصمت للحظات ..تشجع غياث يسأل لعله يلقى جواب يريح قلبه ...نطق بتردد: مممتزوج؟!
ابتسم مهاب على سؤاله ...نطق بهدوء: ايه !
قبل ما يهم بالسؤال الي بعده ..سكت لما اقتربت الشغاله !!
وقف مهاب واخذ منها الضيافه وشكرها .. اقترب من غياث ومد له الضيافه بابتسامة: تفضل!!
تردد غياث وشعور الانحراج وانه ما يستحق كل هذا يرافقه ...ومع إلحاح مهاب تناول ووضعه امامه ....ابتسم بحزن لما مر بعقله طيف غسق كانت تحب تجلس بالحوش وتعمل طقوس للجلسه بالحوش!!
لمتى يبقى جالس يراقب عن بعد ... بأي لحظة يرجع سالم وهو ما أخذ علوم عنها ...وفوق هذا يخاف يلقاه مطلق متأكد ما رح يرحمه ....
مهاب يحس الهم واضح بملامح غياث وما يدري وش السبب ..يحسه شخص كتوم ..نطق لعل انه يساعده : اذا رجع سالم وش رح تشتغل!!
تنهد غياث بهم ما يدري اذا تسرع بقرار الهرب من مطلق ...المهم عنده اسيل كيف يوفر لها حياة كريمه وخاصه اذا ترك هذا الشغل ما احد رح يقبل يوظفه ...نطق بنبره موجوعه: رربك ككريم!
هز رأسه مهاب بتفهم: والنعم بالله!!
يعني ما عندك وظيفه ثانيه!!
هز رأسه غياث بأسف ...
مهاب بهدوء: حتى لو رجع سالم رح أكلم الوالد حتى تبقى هنا ...او نشوف لك وظيفه بمكان ثاني ومريح لك ..لا تحمل هم موضوع وظيفتك بإذن الله محلول!!
ما قدر يخفي ملامح الدهشه من تصرفات مهاب معه ...بدأت الراحة تتسلسل لقلبه إنها غسق بخير دامه هذا زوجها !!
ما اخطأ لما اختاره لها ...يناسب غسق كثير ويليق فيها ما هو مثل عماد ...يحمد ربه إنه على الاقل قدر يطلعها بعيد عن مطلق .
مهاب استغرب سرحان هذا الرجل ...طول الوقت سرحان ويفكر بعمق ..ما يدري كذا طبيعته والا في شيء مشغل باله..مط شفته بسخرية من نفسه يحمل هم الناس كثير وهذا الشيء يتعبه نفسيا ...بعد وقت قصير استأذن مهاب وهو يوصي غياث يشتغل حسب طاقته ولا يجهد نفسه ..وغادر المكان بخطوات هادئة ..وعيون غياث تراقبه ..خنقته العبرة وهو يشوف حنيته وعطفه بدون ما يعرفه... بالمقابل اخوه الي من لحمه ودمه ما رحمه ..
**
**
**
واقفه بالصالة بعد ما ناداها من غرفتها ...كانت رح تتجاهله وما ترد عليه ...بس انتقدت نفسها الرجال ما قصر معها وقف معها ضد اهله ويحاول يساعدها ...بس لما سمعت كلامه تمنت لو تحاهلته زما طلعت من الغرفه ...والمشكله عنيد اذا قال شيء ما يتراجع عن قراره ...زمت شفتها بقهر من تحكمه .. وبمحاوله أخيره نطقت: ليه تبغى تتحكم بحياتي ؟! قلت لك ما ابغى اقابل احد ولا اشوف احد..
تناول جواله ونطق ببرود متجاهل اعتراضها: مشينا!
ضربت الارض بقوة من قهرها بعد ما تجاوزها...وبداخلها غيض منه ومن تحكمه..ليتها تجاهلته وما طلعت له !!
التفت عليها وابتسم بهدوء: ترى نبغاه البيت كلما زعلت ضربتيه برجلك!!
ختم كلامه بغمزه!
زمت شفتها بضيق من نفسها وهي تحس بمشاعر اخترقت قلبها من ابتسامته ...شدت على قبضتها بقوة تذكر نفسها ... وجودها مؤقت هنا لا تتعلق بسراب ...حست بشيء يصرخ عليها من داخلها يذكرها بعماد !!
وصوت ثاني ينبها إنها على ذمة مهاب وما يصير تفكر برجال ثاني ...تلخبطت الافكار بعقلها ...وما عادت تميز الصح من الغلط ..طلعها من سرحانها وهو ينطق بهدوء: تحركي تأخرنا!!
تنفست بضيق وامسكت النقاب ولبسته وهي تمشي ...نزلت يدينها بعد ما ربطت النقاب ...
استغربت ليه واقف يتأملها كذا ...بغت تسأله بس سكتت لما تحرك للخارج بخطوات هادئة!!
كتمت ضيقها وبقلبها ضيق كيف تنزل تجلس مع اهله ومن كم يوم كانت خدامه تحت رجولهم .. ما تدري كيف رح يكون اللقاء والجلسه!
متأكدة رح ينتهي بمشكله كبيره ..بس هذي المرة ما رح تسكت لهم ...
**
**
**
ضرب الطاوله أمامه بقوة ... وكأنه يبحث عن ابره بكوم من القش ... وين ذلف هذا المتخلف ...يا خوفه يخرب كل تعبه ... إذا اكتشفوا أهل مهاب السالفه رح يروح بستين داهيه!
كيف غفل عنهم ؟!
وين يمكن يروح وهو ما يعرف احد بذي الدنيا ؟!
اتصل بأخواته بطريقه غير مباشره حاول يعرف إذا زارهم ... بس كيف يزورهم وهو ما عمره زارهم ...وما يتوقع أخواته يستقبلونه من زود المحبه بينهم !!
والي ذابحه إنه بمنطقه بعيده عن منطقتهم يحتاج ساعات طويله لو فكر يرجع ...هذا الغبي مستحيل يعرف يرجع !!
اهل مهاب ما في منهم اتصال ..لو راح الاهبل عندهم اكيد رح يكلموه ..
عفس ملامحه بقهر وهو يتذكر مكالمه مهاب معه وهو يتكلم معه بفوقيه ويتوعد اذا تكرر الاتصال بينه وبينه غسق بنفس الليلة رح يفقد عماد!!
زم شفته بقوة من القهر والغيض ...غبية غبيه تتصل بكل عين قويه ...تظن إنه رح يترك عماد يموت علشان حضرتها ترجع للمعاق غياث والخبلة اسيل!
لزوم يرجع يرتب أوراقه من جديد قبل ما يفقد السيطرة على الوضع ...غياث ما رح يرسيها على بر!!
شد قبضته بقوة وهو يتمنى يكون تحت قبضته علشان يراويه كيف يطلع من شوره ويكسر كلامه ...رح يطحنه طحن ..ما رح يرحمه ...رح يخليه يتمنى الموت وما يلقاه ...الظاهر جلده يرعاه ...ما رح يرحمه ما رح يرحمه!!
**
**
**
جالسه على كنبه منفردة بعيده عنهم وشعور الضيق يرافقها ..تحس مكانها غلط بينهم ...
تحس ضحكات البنات ونغزاتهم مقصودة عليها ...مطت شفتها بسخرية من هالحال ..ما تدري مهاب وش هدفه من ذي الحركه ؟!
يبغى يحسسها إنها غريبه عنهم وما لها وجود بينهم ...تتنظر اللحظة الي يعتقها وتغادر ذي الجلسه الثقيله على روحها!؛
شتت نظرها لما التقت عينها بعين ابو مهاب وواضح ما هو عاجبه وجودها !؛
تسارقت النظر لمهاب منشغل مع اخوه كيان بسالفه لوحدهم ..يتهامسون وصوتهم ما هو مسموع!!
استغربت ام سيف هاديه حتى نظره ما ناظرتها .. رجف قلبها لما نطق ابو مهاب بصوته الي يدب الرعب بقلبها اول ما تسمعه: يا بنت
ناظرته بتردد تتأكد اذا يكلمها او لا ...تحس الكل أنصت ويراقب الحدث بترقب حتى يشوفون وش يبغى منها ...بلعت ريقها بصعوبه وهي تنتظر وش يبغى منها!!
نطق بأمر وكأنها شغاله تحت رجوله: قومي اعملي لي عصير ليمون !!
تلقائيا ناظرت مهاب الي ناظرها واشر لها بعيونه تقوم ...تثاقلت من هذا الطلب وهي متأكده يبغى يثبت للجميع حتى لو مهاب منعها من الشغل رح تبغى تشتغل عندهم غصب عنها!!

لو كان ما يقصد ليه ما طلب من بناته ؟! ويا ليت نطق اسمها ..يتكلم معها بفوقيه وما كلف نفسه ينطق اسمها!
نقز قلبها لما نطقت مزنه بحده: ما تسمعين وش قال لك؟!
ناظرتها غسق بغيض جالسه لها مثل الفزاعه ...كتمت ضيقها وما علقت على شيء ..وقفت وغادرت المكان بهدوء!!!
وهي تلمح نظرات البنات المنتصره .. صدق سخيفات ما تدري ليه يعاملونها كذا ...
دخلت المطبخ وهي تحس بغصه بحلقها ...تنهدت وبدأت تجهز بهدوء ...
بعد وقت حملته اقتربت من باب المطبخ ووقفت وهي مترددة ...تحس دخولها عليهم اثقل على قلبها من الجبال ...
شجعت نفسها تسايرهم لوقت تطلع من هنا !!
رجعت للصالة بخطوات رزينه ..اقتربت من ابو مهاب وقدمته له ؟!
نطق وهو منشغل بالكلام مع مزنه: حطيه على الطاوله!
عقدت حواجبها بقهر منه ...ما يقدر يتناول بنفسه!!
وضعته أمامه وبداخلها شيء يردد" جعلك بالسم "
اعتدلت بوقفتها وناظرت مهاب الي اشر لها بعيونه تجلس عنده ...ناظرته بغيض وقهر هو الي حطها بهذا الموقف ..تجاهلته ورجعت مكانها !!
كيان مط شفته بسخرية هامسه: اشوف سحبت عليك العروس!!
مهاب رفع حاجب وهو يخزه: انت وش عليك منها!
كيان مط شفته بقرف: اكرههم ما ادري كيف تقدر تقابلها وتسايرها !!

مهاب بخفوت: ما هو سهل علي بس بما إنها صارت زوجتي ما ابغى اكون ظالم أحاول
قاطعه كيان بسخريه : زالله اشوف بعيوني إنه سهل عليك وانت الي تراكض خلفها تبغى رضاها..وهي معطيتك طاف
حرك شفته مهاب يرد عليه ..تكلم كيان قبله بهمس: جدتي تقول نهاية السنة رح تزوجنا مع بعض تبغى تدخل الفرح لهذا البيت!
مهاب مط شفته بملل من تفكير اخوه: من هنا لذاك الوقت يصير لكل حادث حديث!!
كيان هز راسه وناظر غسق تناظر يدينها والصمت يخيم عليها ...ما يثق فيها أبد وما يدري كيف مهاب واثق فيها ...وبسخريه نطق بصوت مرتفع: كيف حالك يا غدق!
ام مهاب خزته بقوة: اسمها غسق!!
نطق باستدراك لما اعطاه مهاب نظرات ناريه: نسيت اسمها!!
ناظرته غسق للحظات ونزلت نظرها ما تدري يستظرف وكأنه ينقصها دمه الثقيل!!
كتمت غيضها من عجوز النار الي جالسه على الحرف وهوتنطق بقوة: ما تسمعين وش يقول لك ؟!
مهاب قاطع جدته: بخير
ابو مهاب بانتقاد: يعني عجزانه ترد على كيان حتى تتكلم عنها يا مهاب ؟!
سألك كيان عن حالك ردي عليه!!

زمت شفتها غسق بضيق..متأكده هاليوم ما رح يمرعلى خير!!
رفيف بمداخله: يمكن صوتها عورة!
قاطعها مهاب بحده: لا تتدخلين وابلعي العافيه افضل لك!!
زمت شفتها رفيف بعد ما تفشلت!
وعد نغزتها بهمس: تستاهلين قلنا لك لا تتكلمين ومهاب موجود ..ما يرضى على الحب!!
رفيف دفتها بغيض بعد فشيلتها: انكتمي!!
مهاب نطق بهدوء وهو يناظر ابوه: من متى عندنا الميانه هذي؟!
كيان زم شفته: يا كلمه ردي مكانك ..ترى بالغلط
قاطعه مهاب وهو يخزه متأكد انه قاصد نبرة السخريه واضحه بصوته ... وكأنه ينقصه تنفتح المشاكل من جديد!!
الحين كبداية جلوسها معهم رح يستنكروا وجودها بينهم مع الايام رح يتعودوا!!
عم الصمت للحظات وبعدها رجع الوضع طبيعي وكل شخص انشغل مع الي جنبه ...
مهاب كسرت خاطره غسق وهي جالسه والكل نابذها بذي الطريقه وما احد عبرها ..حتى لو بسؤال عن حالها ...حتى امه اليوم ساكته وما علقت على شيء ...
التفت لكيان وهو ينطق بخفوت : زعلت
قاطعه مهاب بملل: ما زعلت بس حركتك ما لها معنى لا تكررها ..واترك البنت بحالها!!
ابتسم كيان بسخرية: وصرنا ندافع!!
مشفوح زواج .. متأكد لو خطبوا لك بنت ابو قمر الي تقبل فيها؟!
عقد حواجبه باستغراب: ابو قمر؟! مين هذا ؟!
كيان بسخريه: الرجال الي يشتغل مكان سالم!
مهاب هز رأسه لما استوعب ..نسي يسأل الرجال عن اسمه ...

ناظر كيان الي ينطق: يحزن هالرجال ..هذا لزوم يجلس بالبيت ما هو خرج هذا الشغل !
مهاب بهدوء: الظروف تحد الانسان يعمل اشياء ما يبغاها!!
كيان حس خاطر مهاب تكدر اكيد يقصد زواجه ..نطق بابتسامة يغير مزاجه وهو ينطق بخفوت: تصدق كان معي سراج لما وقفنا معه ..جاء سراج وقال له قول تركتر..ابو قمر قال: ترررررركتر
قال له سراج : قلت لك قول تركتر ما هو تشغله!
ختم كلامه بضحكه رنانه!!
توجهت الانظار عليه باستغراب من صوت ضحكته العالي!!
ام سيف ناظرته بغيض كيف يضحك كذا ونسي سيف بذي السهوله ؟!
مهاب زم شفته بضيق من تصرف كيان وسراج...مشكلتنا لما نتنمر على الناس بس علشان ننبسط ونضحك .. وكأنه هالرجال بيده يكون كذا !!
قطع ضحكته كيان وهو مستغرب نظرات مهاب الغاضبه وهو يهمس له بتوعد: حسابك انت والزفت عندي ..تتمسخرون على خلق الله!!
حس كيان بعظم فعله وكيف تمسخر على الرجال وما اكتفى تداول السالفه بينه وبين عيال عمه وربعه .... ونسي كلام ربنا لما حذرنا نسخر من الناس...
ما قدر كيان يبرر فعله ولا نطق بشيء ...اكتفى يناظر مهاب الي واضح عليه الزعل ....
وقف مهاب ونطق بجمود: بالاذن!
اشر لغسق تلحقه وغادر المكان!!
كل عيونهم على كيان تتساءل عن الشيء الي صار ...زم شفته لما نطق ابو مهاب: وش فيه؟!
كيان بضيق: ولا شيء سالفه بين عيال عمي!
**
**
**
قفلت الباب خلفها بشويش وما شغل فضولها ضحك كيان ووجه مهاب الغاضب ...
حمدت ربها انه كيان ضايق مهاب حتى تخرج من ذي الجلسه الثقيله على قلبها ....ما كانت تدري إنه كيان كان يضحك على ابوها ....
راقبت مهاب لما قفل باب غرفته خلفه ... تنهدت براحه الحين تقدر ترجع لمعتكفها بدون ما تقابل أي احد ...
فتحت باب غرفتها بشويش ..قفلت الباب خلفها بالمفتاح ...نزعت النقاب والشال ..
رمتهم على الارض بإهمال فكت شعرها الطويل ..مع هذا الحمل تحسه يخنقها ...
جمعته بعشوائية وثبتته بالشباصه ...مطت شفتها بسخرية من لما جاءت ما دخل المشط شعرها ..تغسله وتكتفي بنفضه بيدينها وتجمعه بعشوائية ....ما تملك مشط تسرح شعرها فيه ..وما تفكر تطلب منه ...مطت شفتها بسخرية وهي تتذكر الشغالات رفضوا يعطوها المشط خافوا يكون فيها قمل وتعديهم!!
جلست على الفراش وتمددت تريح ظهرها بعد ما خلعت العباية ....
فكرة الهرب تراودها كثير بس تخاف من تبعات الهرب .... وضعت يدها على بطنها بشويش ..مو قادره تستوعب انها حامل... ابتسمت بحزن لو تعرف أمها أكيد رح تفرح فيه كثير ...لزوم تهرب قبل الولاده حتى ما يأخذون الطفل منها ...تهرب مع امها وابوها لمكان ما يعرفهم فيه احد ..تكمل دراسه وتشتغل وامها تربي طفلها ...حتى ابوها رح يفرح فيه ...متاكده من هذا الشيء..همست وقلبها طار لذيك اللحظات"يا رب"
**
**
**
**
في اليوم الثاني ..ابو مهاب بعد ما عرف السالفه نطق بلوم وعتب وعيونه تناظر كيان: ما توقعت منك هذا الشيء؟!
دوبك قبل كم يوم متعاطف معه لما عرفت إنه يشتغل رجال على باب الله!!
كيان بضيق :والله ما كان قصدي ..بس هزاع هو السبب ضحكني
قاطعه ابو مهاب: لا لا يا ابوي ...لا تتمسخر على الناس ..هذا الرجال الضعيف يمكن عند ربنا احسن منا كلنا ... المرض لا تعاير أحد فيه ..ما تخاف ربنا يبتليك؟
حادث بسيط يغير حياتك ووضعك الصحي وتجلس عاله على أهلك .. أعرف واحد ما كان فيه شيء صار معه حادث وجاءت الضربه على راسه .. صار عنده مضاعفات كثير ..لو يتكلم ما تفهم عليه شيء بعد ما كان لسانه فصيح وعقله طار يمشي بالشوارع بدون وعي ... الإنسان دوم يسأل ربنا السلامه والعافيه!!
كيان هز رأسه: استغفر الله ...عسى ربي يغفر لي ما ادري كيف طلع من لساني هذا الكلام!!
مهاب يطالعهم بصمت وما علق على الكلام ...نطق بعد تفكير عميق: حتى تكفر عن ذنبك وش رايك نساعد هذا الرجال ؟!
كيان رفع حاجب باستغراب: كيف أساعده؟!
مهاب هز رأسه حتى يوضح لهم : الجهة الخلفيه الملحق الي كان يسكن فيه العامل الهندي..لو نرتبه ونعطيه لابو قمر يسكن فيه مع زوجته وابنته ..وبكذا يكون قريب على شغله ونريحه من تعب المواصلات .. وبالنسبة لسالم ننقله للديرة اقرب له
!!

تعليقات