📌 روايات متفرقة

رواية المنتصف المميت الفصل الثاني 2 بقلم ضاقت انفاسي

رواية المنتصف المميت الفصل الثاني 2 بقلم ضاقت انفاسي

رواية المنتصف المميت الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية المنتصف المميت الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية المنتصف المميت الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية المنتصف المميت الفصل الثاني 2

رواية المنتصف المميت بقلم ضاقت انفاسي

رواية المنتصف المميت الفصل الثاني 2

كملت تناول فطورها رتبت المكان ....اقتربت من الشباك واستندت بعبوس من وجع ظهرها مع الايام يزيد اكثر ..
رفعت حاجب وهي تناظر رجال واضح يشتغل هنا واقف ينادي بصوته الجهوري: ابو قمر ابو قمر تعال هنا !!
مطت شفتها بسخرية احد يسمي ابنته قمر ...ما تدري كيف خيل لها المرة الماضيه أبوها ....
نقزت على صوت مهاب لما دخل المطبخ ونطق بتنبيه وهو يقترب منها : ابعدي عن الدريشه الي تحت يشوفونك!!
سحبها عن الدريشه وهو يتابع كلامه : لا تقتربي من النوافذ !!
قفل الدريشه وهو يلمح العمال تحت ومن بينهم ابو قمر ...
مطت شفتها بسخرية من اسلوبه الي يسمعه يقول طالعه فارعه دارعه ...حركت يدها بشويش ترتب الشال من سحبته لها وهي تتحرك خارج المكان !!
وقفها وهو يتكلم بهدوء: جهزي نفسك رح تطلعين مع امي وجدتي للديره
عبست ملامح منه بقهر : ما ابغى اروح لأي مكان ..
مهاب تحرك يجهز قهوته بنفسه: رح نتحرك على الساعة ١١!!
نطقت باعتراض: قلت لك ما ابغى
قاطعها بنفس الهدوء وهو منشغل بتجهيز قهوته: وضعت لك حقيبه حتى ترتبي اغراضك فيها!
يقهرها لما يقول شيء ما يتراجع عنه ...اكره ما على قلبها الديره ...الذكرى المحفوظه بعقلها سيئة كثير ...
قر
رت ما تتكلم معه لأنه الكلام معه ضايع ..مطت شفتها بسخرية وهي تناظر الحقيبه الي يسمع من كثر الملابس الي عندها ..كل ما تملك بيجامتين الي احضرهم مهاب بداية ما جاءتلهنا ..بالوان مقرفه ما تدري ما عنده نظر يوم اشتراهم لها!!
توجهت لغرفتها قفلت الباب خلفها .. عقدت حواجبها بقهر وهي تشوف المفتاح ما هو موجود ..اكيد سحبه ..يقهرها بتصرفاته!!
زفرت بضيق وهي تناظر الغرفة فاضيه ما فيها شيء الا فراشها على الارض !!
جلست على الفراش بشويش ..اسندت ظهرها للجدار ...طق قلبها من الحياة هنا ...ما توقعت الصمت موجع لهذي الدرجه...كم عنت امها مع هذا الصمت...معقول تقدر تلحق عليهم خلال هذا الشهر وتسافر معهم ...لزوم تسافر معهم وتكون جنب امها اكيد رح تكون محتاجه لها ...تبغى اول ما تتكلم هي تسمعها!!
كيف تهرب من هذا البيت بدون ما تصير مشاكل ؟!
الوضع معقد اكثر من اللازم ..ما تظري اهل ابو مهاب مكبرين الموضوع لذي الدرجه ..لو كان متعمد عماد يقتل سيف كان اختلف الوضع. .بس بالغلط صار كل شيء ...يتمزق قلبها حزن على عماد ...اكيد يشعر بالوحده والملل مثلها بالضبط ... وكأنه انكتب عليهم السجن مع بعض بس كل شخص باتجاه!!
المكان يخنق حتى مكيف ما فيه ...البارحه من شظة الحر تغسل وجهها وشعرها لعله يبرد عليها ..
فكت الشيلة عن راسها وتوجهت للحمام تغسل وجهها لعلها المويه تبرد عليها ...
بعد وقت رجعت لمكانها غمضت عيونها للحظات ... سرعان ما نقزت من طرق الباب ...
زمت سفتها بضيق وهي تلبس الشيله وهي تناظر مهاب واقف عند الباب ينطق ببرود : ما تبغى نتاخر عليهم ...يلا تحركي ...وليه ما وصعت اغراضك بالحقيبه
قاطعته بسخريه : صغيره على اغراضي
ختمت كلامها وهي رافعه حاجب بانتقاص لهم !
مط شفته بملل وهو يقلدها: صغيره على اغراضي!!
يا حبك للفلسفه !
تحركي رح نطلع الحين!!
وقبل ما تعترض نطق بتحذير: إياك اسمع اي اعتراض..تحركي وانت ساكته!
كتم ابتسامته وهي تناظره بغيض ما اسهل استفزاز هالمخلوقه!
وقفت وناظرت ملابسها كم قطعه مرتبات جنب فراشها حتى كلت للملابس ما فيه ...نزلت تحملهم سرعان ما تركتهم وناظرته بسخريه: ثقيلاااات ما اقدر أحملهم لو تحضر حقيبة سفر أكبر وأسهل نجرها جر!
ناظرها وهي تناظره بسخرية ..تبغى تنغز عليه انهم ما اشتروا لها اغراض ...نطق يستفزها: قطعتين وكثير عليك ..البسي وحده واغسلي الثانيه ما له داعي الاصراف ..غيرك ما هو لاقي ثوب واحد يستره...
انقهرت من كلامه نطقت بغيض: ما شاء الله بس شغل كلام ..كل يوم حضرتك تلبس شكل وما تكرر بدل ما تصرف فلوسك على اللبس تصدق فيهم على الناس
ابتسم بروقان:ما شاء الله تراقبيني كل يوم ومهتمه بكل تفاصيل تخصني حتى ملابسي انتبهت عليها ..ما كنت اظري إنك مهتمه لأنري بهذا القدر!
ختم كلامه بنظره مستفزه!!
تناظر بذهول كيف فسر الكلام على كيفه ...يظن انها ميته عليه ...لو بقى غيره ما ناظرته ..وبقهر نطقت: اكرهك وأكره ثقتك المزيفه ...ما ادري ليه شايف نفسك على الفاضي ...اصلا انا ما اشوفك بعيني
قاطعها وهو يكمل عنها بروقان وهو يشوف قهرها: بس وش نقول حظ الملايح بالارض طايح!!
اقول تحركي واتركي عنك السوالف!
حملت اغراضها وهي تناظره بغيض وتحركت للخارج ...طلع خلفها ونطق بهدوء: حطبهم بالحقيبة!
ناظرته بنظرات ناريه وفتحت الخقيبة متوسطة الحجم وضعتهم فيها ..وحملتهم بخفه!
نطق وهو يناظرها بتأمل: البسي نقابك!!
تناولت النقاب وبنفسها تقول" يا جعل البس يأكلك"
أشر لها تتبعه وطلع من المكان بخطوات هادئة ...وهي خلفه ماسكه نفسها ما تضربه بالحقيبه على راسه يمكن يفقد الذاكره وترتاح منه ومن اهله!
وقفت لما استقر بالصالة يكام امه ....اشاحت عنه النظر لما التقت عينها بعينه الحين يظن انها مغرمه بوجهه الغبي !!
كتمت ضيقها لما دخلت مزنه وهي تنطق : تأخرنا عجل يا ولدي ..وانت تعالي احملي حقيبتي .. جالسه ما منك فايدة!!
غسق عبست ملامحها بغيض ...عجوز بغيضه ما تنبلع ابد
!!
ناظرت مهاب وهو يقترب من جدته ..حمل حقيبتها الكبيره ونطق بهدوء: انا احملها يا جدتي!!
ثقيله على بنت الناس
رفعت حاجب بانتقاد ما تذكر إنه قال اسمها يمكن مرة او حتى ولا مرة ...دوم يقول بنت الناس ؟!
ليه ما يذكر اسمها ..يحسسها وكأنها نكره ..ما لها اهل ولا عائلة ولا اصل ؟!
بس شاطر يقول "بنت الناس" بسيطه رح تشوف بنت الناس وش رح تعمل فيكم ؟!
زمت شفتها بضيق وتحركت كم خطوة باتجاه الخارج وبداخلها تتوعد فيهم ...ما تضمن نفسها تنفجر بوجه العجوز وتصير لها سالفه جديده ...وقفت فجأة ونبضات قلبها تتسارع لما مسك مهاب يدها ..وهو ينحني ويأخذ منها حقيبتها.... نطق بابتسامة: ثقيله عليك انا احملها!
ختم كلامه بغمزه مع ابتسامه واسعه!
وافقه متصنمه وهي تناظره لما اعتدل بوقفته وتحرك مبتعد عنها ..تحس نفسها مبعثره..ما تدري وش صار لها .. للحين ابتسامه متصوره بين عيونها ..تحس نفسها ما هي بخير ...لزوم تغادر هذا المكان قبل ما تفقد قلبها هنا ... لأنها بالنهاية مضطره مهما صار تترك قلبها وتغادر ما رح تعيش هنا للنهاية...
ناظرت مزنه الي تجاوزتها وهي تتحلطم على تصرف مهاب لما حمل عنها الحقيبة ؟!
ابتسمت لا شعوريا على قهر مزنه...ايه خليها تنقهر مثل ما تقهرها وتبط كبدها ... شدت بخطواتها تلحق عليهم بعد ما خرجوا... وما انتبهت على ام سيف الي تناظرهم من اعلى الدرج والنيران تشتعل بداخلها من حركة مهاب !!

اقتربت من السيارة وهي تناظر مهاب يرتب اغراضهم بالسيارة...التفتت على ام مهاب الي جلست من الخلف وهي تنطق: تعالي اجلسي هنا يا غسق!!
هزت راسها غسق وجلست بجانب ام مهاب متجاهلة مزنه الي للحين تتحلطم!
نزلت راسها تعدل الحذاء ...تحسه يضغط على رجولها..ما تدري الحذاء صغر والا رجولها كبرت ؟!
تظاهرت بانشغالها بالحذاء لما دخل مهاب السيارة ..ما تبغى ترفع نظرها وتلتقي عينها بعينه ...ويفسر أي حركه على كيفه!
رقعت رأسها بشويش لما نطقت مزنه: العمال يشتغلون هنا بذي الجهة!
**
**
منشغل بالتنطيف تحت الشجرة ...حس بصوت
السيارة رفع راسه تلقائيا وهو يناظر السيارة تتوجه للخارج ..مظلله ما يشوف الي بداخلها ...
اليوم شغلهم عند البوابه الاماميه بس للحين ما صادفها ولا لمح زولها ..معقول ما تطلع من البيت؟!
كيف يقدر يوصل لها .. رجع يكمل شغل وهو يفكر كيف يوصل لغسق ...
مط شفته من طلب مهاب انه ينتقل للعيش هنا مع عائلته ....معقول اكتشفوا أمره وجالسين يستدرجوه؟!
وليه يعرض عليه هذا الشيء؟! من بين كل العمال؟!
مستحيل يقبل بهذا الشيء ..اسيل اذا لمحت غسق وش يفهمها الوضع ؟!
يوجعه قلبه على أسيل اغلب الوقت حزينه على فراق غسق وهي تظن انها غسق راحت تكمل دراسه ..كيف رح يصير فيها لو تعرف انها غسق هنا!!
زفر بضيق من العجز والضعف الي وصل له ..ابنته ما يبعدها عنه الا امتار بس ما يقدر يتقدم نحوها خطوة وحدة ....
يتمنى لو كان لغسق الاب المثالي ..الاب الي يكون سندها ما يكون سبب ضعفها ...
حتى اسيل ارتباطها فيه اكبر غلطة ..هي تحتاج رجال يحتويها ويحميها بعد المعاناة الي تجرعتها ...تمنى لو يقدر يرجع لها صوتها الي راح ...يرجع لها ضحكتها وطفولتها الي انسلبت منها وحل مكانها الرعب والخوف من كل شيء!!
تنهد وهو يحس الآه تطلع من اعماقه ..تعب من ذي الدنيا ..كل الي يبغاه يرتاح بعد كل هذا العناء!!
ما يدري اذا رح تتحقق أمنيته وإلا الموت رح يأخذه قبل تحقق هالأمنية!!

**
**
**
اشغلت نفسها بالنظر للطريق ..تحس نفسها مربوطه وكل حركه محسوبه عليها.. تخاف تناظر للأمام و يفسرها بأمور ثانيه ... تسمعه يكلم جدته بهدوء: اذا ما انت مستعجله ابغى اروح للسوق بطريقي
مزنه وبيدها السبحه: خذ وقتك يا ولدي!
وش تبغى من السوق؟!
مهاب وعيونه على الطريق: ابغى اشتري ملابس لها !
واشر بيده للخلف على غسق!!
ناظرته لما أشر عليها ...يقهرها ليه دوم يتكلم عنها وكأنها نكره ..وش يخسر لو قال " غسق"
مطت شفتها بملل من مزنه الي نطقت بغيض: ليه ما عندها شيء تلبسه حتى نروح للسوق بهذا الوقت!!
لا تضيع فلوسك عليها ..عندي كم جلابيه اعطيها مني !!
مط شفته بابتسامة ساخره ما يدري جدته كيف تفكر ...ومع ذلك سايرها بمزاح: يعني تظنين يكونوا نفس المقاس!!
ختم كلامه واسترق النظرات لغسق ..الي تجاهلت كلامهم وصدت تناظر الطريق ...ما رح تهتم لهم حتى لو راح للسوق ما رح تقبل تنزل معه. ..ما تبغى اي شيء منه!!
ام مهاب بهدوء نطقت تذكر مهاب: لا تنسى تشتري لها عبايه جديده ونقاب!!
مهاب بهدوء: ان شاء الله!
صكت غسق على اسنانها من الغيض ..لو يموت ما اشترت شيء منه ...ما تبغى أي أحد يمن عليها!! ..وما رح تقبل تنزل معه !! هذا الي ينقصها تتسوق مع مهاب ...غمضت عيونها وهي تتخيل الموقف وكيف رح ينقهر لما ترفض تنزل معه ..
بعد وقت قصير ركن السيارة بموقف السيارات ..ناظر جدته بهدوء: محتاجه شيء اشتريه لك
مزنه والقهر يشع من عيونها: ما ابغى شيء بس لا تتأخر !
هز رأسه بهدوء : ان شاء الله!
ناظر امه بتساؤل: تنزلين يمه ؟!
ام مهاب نطقت برفض: لا يا ولدي ننتظركم هنا ما لي خلق للأسواق؟!
هز رأسه ونزل من السيارة وقفل الباب خلفه بشويش ..وتحرك مبتعد عنهم؟!
حست وكأنه احد سكب عليها مويه بارده ..لحظة لحظة ما طلب تنزل معه ... يبغى يشتري لها على كيفه ؟!
ليه دوم مصر انه يهمش وجودها!! .
ام مهاب ترقع تصرف مهاب: مهاب ما يحب دخول محارمه للسوق الا للضرورة ..
مزنه بتحقير نطقت وهي توجه الكلام لغسق: لا تقولين أنك ناويه تنزلين تتسوقين معه!!
تراك اخذت بنفسك مقلب ...
قاطعتها غسق والقهر بداخلها يغلي غليان من الموقف البايخ الي صار معها ... كتمت قهرها ونطقت بهدوء: والله دام انا هنا موجوده مجبورين تصرفون علي ...
وبنبرة غيض تابعت ما قدرت تكتمها :ويا ليت تقولين لحفيدك الملابس الي رح يشتريهم يعطيهن لأخواته لأني ما رح ألبس على ذوقه الخايس!!
ام مهاب انفعلت من كلامها ..ما تحب احد يغلط على ولدها وخاصه انه مهاب واقف بوجه الكل حتى يبعد بطشهم عنها وبالمقابل تتكلم عليه كذا : فعلا ذوقه خايس يوم تزوجك!
فتحت عيونها غسق باستنكار من انقلاب ام مهاب عليها!!
مزنه بتأييد: صادقه يا ام مهاب ...هذي بلوى وطاح فيها مهاب!
والا مهاب مليون بنت تتمناه جمال ونسب وعلم ما هو مثلك تقول زيتونه مثل قلم البيك الفاضي!
عقدت حواجبها بعدم فهم: زيتونه؟!
مزنه التفتت لها: ايه وش فيك ما تعرفينها ... سبحان الله نفس الشكل وكأنك هيكل عظمي!!
رفعت حاجب من هذا التشبيه ..ما رح تسكت لها..وبنبره هادئة نطقت: صادقه مثل زيتونه الكل يتقاتل حتى يتزوجها ويحصل عليها ...وبالنهاية نصيبها مع ببباي !!
ام مهاب ناظرتها: غسق عندك كلام ابلعيه ولا تزودي كلام
غسق بقهر: ما تسمعين كلامها؛!
ام مهاب بقوة: ايه سمعت وما هو عاجبني بس وش نقول؟!
خلاص تجاهلي ولا تغلطي على مهاب علشان تردين لها الشتيمه!!
مزنه بزعل: ليه مجنونه حتى تقولين لها تتجاهلني!!
ام مهاب ضاق صدرها: لا تفهمين كلامي غلط
قاطعتها مزنه وهي تتجاهل ام مهاب و تناظر غسق بتقييم: وينهم الكل الي يتقاتلون علشانك ..ليه ما وقفوا بطريقك وقالوا ما نرضى لها تنرمي كذا بدون قيمه؟!
وكأنهم ما صدقوا يتخلصون منك!!
بغت ترد عليها ..بس تذكرت كلام ابوها دوم يوصيها تحترم الي اكبر منها ..دوم يكرر عليها " اجعل كل من يراك يدعو لمن رباك"
كتمت ضيقها ونطقت بهدوء: يا خالة لا تتشتمين بأحوال الناس ..ما احد يتخلى عن ضناه ولا تلقين بنت تتخلى عن اهلها الا لما الظروف تحدهم وتكون اقوى منهم... انا ما آذيتكم ولا عملت لكم شيء ...لا ترمين علي كلام ثقيل وتطلبين مني أسكت وأبلع السم ....ماني عجزانه أرد بكل حرف توجهينه لي ..بس انا احترم سنك ..واذا خايفه على حفيدك مني ..لا تخافين تراه اخر همي ..زوجيه من المليون الي يتمنونه والله يوفقه ...
مزنه مطت شفتها بسخرية: قالوا لك ننتظر موافقة الزواج منك!!
والله عالم!!
ام مهاب برجاء: يا خالتي اذا لي خاطر عندك تتركين
هالبنت بحالها ..دام إنها كافيه خيرها من شرها .. تخيلي انها وعد والا رفيف وصار معها نفس الشيء تقبلين يعاملونها كذا !الرحمه موجوده يا خالتي !!
وما اتكلم بس قدامها يا خالتي... والله البنت مربية احسن تربية بس مكتوب لها كذا ...لا تضغطي الناس فوق احتمالهم وبعدها تنتقدين رد فعلهم !!
مزنه صدت عنهم والماضي ما يتركها ترحم غسق : ما هو ذابحك الا قلبك الابيض !
ام مهاب نطقت بهدوء تقفل الموضوع: هذا مهاب رجع ... ما في اسرع منه بالسوق!!
ناظرته للحظات وهو يحمل بعض الاكياس... بعدها صدت بعبوس ...حتى ملابس منعوها تختارهم بنفسها..اي حد وصلوا من التسلط!!
وضع الاغراض من الخلف وفتح السيارة وهو ينطق بخفوت: حرررررر!
مزنه بلوم: الله يسامحك تكلف على نفسك ليه؟!
كان قلت لي أشتري لها من الديره وهناك الاسعار أرخص تناسبها
ام مهاب بهدوء: غسق ما يغلى عليها شيء بما إنها تحت يد مهاب ما رح يبخل عليها !
ناظرتها غسق وعيونها تلمع بالدموع ..ما تدري ليه ام مهاب كلامها يدخل لأعماق قلبها ..بالرغم من كل الظروف الا إنها حنونه بشكل ما تقدر توصفه..حتى لو قست حنيتها دوم الي تغلب ..تتمنى لو ترتمي بحضنها لعله شوقها لامها وأبوها ينطفي ....
بلعت المشاعر الي باغتتها بصعوبه والتفتت للطريق ...وفكرة الهرب اليوم تحوم برأسها ... لو تهرب لساعات تقدر تروح لبيتهم وتطمئن على أهلها حتى لو رجعت لمهاب على الاقل تكون بردت قلبها بشوفتهم!!
لزوم تتصرف قبل ما يطلع من المنطقه حتى ما تصعب عليها المهمه!!
وضعت يدها على بطنها بشويش لما حست بمغص خفيف ...
ناظرت ام مهاب ونطقت بخفوت : خالتي ابغى أروح للحمام؟!!

ام مهاب هزت رأسها بتفهم وناظرت مهاب: يا ولدي عند اقرب محطه نزلنا !!
مزنه بتدخل: ليه ؟!
ام مهاب بهدوء: غسق تبغى دورة المياة؟
مزنه نطقت بتحقيق: وليه ما دخلت الحمام قبل ما نطلع !
والا شغل تعب بال !!
ام مهاب بلوم: يا خالتي وش فيك ..ترى كل الي طلبته دورة المياة!
الله لا يهينك يا مهاب عند اقرب محطه ونزلنا!!
مطت شفتها غسق بقهر من مزنه وتدخلها بمثل هذا الموضوع..تحس بالاحراج من هالموضوع الي تناقش فيه مزنه...كل شيء تحشر انفها فيه!!
تناظر الطريق بترقب وقلبها بدأ يدق بقوة ...خطوة مجنونه منها ...اذا كشفها مهاب ومسكها قبل ما تتمكن من الهرب!
ما تدري وش رح يكون رد فعلها!!
تنفست بصعوبه لما ضاق التنفس عندها ...خايفه من نتائج هذي الخطوة!!
وضعت يدها على صدرها من قوة نبضاتها تحس كل الي بالسيارة يسمعون دقات قلبها ..زادت دقات قلبها وهي تشوف محطة قريبه منهم ...
تحاول تسيطر على دقات قلبها ما تدري ليه خايفه هالكثر ...
بلعت ريقها بصعوبه ..سرعان ما فتحت عيونها باستنكار لما تجاوز مهاب المحطة بدون ما يلتفت لها ...
ناظرته بقهر من تصرفه .. ليه كل هذا التجاهل!!!
ام مهاب باستغراب ناظرته: وش فيك ما نزلت عند المحطه ما انتبهت لها؟
مهاب بهدوء نطق وهو يناظر امه من المرايه: انتبهت لها !
اكتفى بذي الجمله والتفت على الطريق امامه..
ام مهاب ما تدري كيف يفكر ولدها ...
صكت غسق على اسنانها من شدة الغيض ...وناظرت ام مهاب الي تكلمها بلطافه: متضايقه .. تقدري تتحملين لوقت وصولنا،!!
غسق بنفسها تتكلم " ما ظنيت أتحمل ولدك وجدته لوقت وصولهم ..غثيثين ما ينبلعوا...لحظة معقول شك انها تبغى تهرب علشان كذا ما وقف ؟!
يسترق النظر لها من المرايه وهو يسمع امه تكلمها بس السكوت يخيم عليها وما عبرت أمه ..ما يدري عقلها الصغير وش يشغل تفكيره ...ما يضمن فكرة هروبها وما له خلق يجلس يلعب لعبة توم وجيري ..اقتصر الطريق على حاله أفضل له ...ابتسم لا شعوريا لما نطقت بغيض وهي تكلم أمه بعد ما سألتها وش فيها ساكته:يعجز اللسان عن وصف ولدك!!
مزنه سمعت كلامها .. نطقت بتدخل: وش فيه ولدها ما هو عاجبك؟! كل الناس تمدح بمهاب والكل يتمنى يكون عياله مثله!
قاطعتها غسق وقلبها يغلي منه : ما احد يقول عن زيته عكر!!
ضحك مهاب بخفه لما صدت للطريق وباين عليها رح تنفجر بأي لحظة ..يحب يستفزها انفعالها يلفت نظره ويستمتع...
يستغرب حالها بالرغم إنها بالموقف الضعيف ولزوم تبلع السم وتسكت إلا الا إنها أحيانا تخرج عن سكوتها وترادد...
نقز لما ارتطمت السيارة بمطب ... عيونه على غسق وما انتبه للمطب ...
ام مهاب بعتب: وش فيك يا مهاب ؟!
مهاب بتبرير: ما انتبهت عليه!!
مزنه بدأت تردد بالأدعية حتى ربنا يحفظهم!!
ام مهاب اقتربت من غسق الي تكورت على نفسها من بعد المطب ونطقت بتساؤل: صار معك شيء!!
غسق تحس هالمطب خض جسمها بقوة .. والمغص زاد عليها ..نطفت بضعف: ما فيني شيء!!
مهاب حس انه الوضع ما هو طبيعي ..وقف السيارة على جنب والتفت لهم: صاير شيء!!
ام مهاب بعتب: اخاف المطب يؤثر على الجنين!!
انحنت على غسق بتساؤل: صار شيء؟!
مزنه مطت شفتها: يا جيل اليوم يا حبه للدلع .. الله يرحم ايام زمان الحرمه تولد وهي تشتغل
قاطعتها ام مهاب: ما هو وقته يا خالتي....مهاب بالله تحرك بشويش وعند مستشفى ******* نزلنا نطمئن على الجنين!
مهاب بتساؤل: يعني صار شيء
قاطعته ام مهاب: انت حرك وما عليك ... إن شاء الله ما يصير الا كل خير !!
مزنه بسخريه نطفت: حرك حرك وكأنك ما تعرف امك تعمل من البحور قوافي!!
خايفه على صقر العرب !!
اذا طلع لابو مطلق يا بختنا !!
غسق بالرغم من وجعها استغربت كلام مزنه .. وش علاقتها بجدها ..من وين تعرفه حتى تتكلم عليه كذا ؟!
عبست ملامحها لما زاد عليها المغص !!!
رفعت راسها وارتجف قلبها لما نطق اسمها بنبره حانيه: غسق انت بخير؟!
نزلت راسها لما حست بعيونه اهتمام فيها وكأنه مهتم لأمرها وقلقان عليها ...
حاولت تسيطر على دقات قلبها لما تابع كلامه: ما انتبهت على المطب حقك علي
مزنه قاطعته بغيض وهي تشوف بعيونه لهفه ما هو شفقه مثل ما يقول: اقول حرك ترى ما فيها الا العافية بس تتدلل علينا !!
يا شين السرج على البقر!!
ام مهاب هزت رأسها بفقدان امل من خالتها : تحرك يمه للمستشفى انا مو مرتاحه ابغى اطمئن على الوضع!
**
**
**
زفر بضيق وهو يناظر عماد : ما تركت مكان الا وبحثت عنه .. وكأنه ملح وذاب!!
عماد عقد حواجبه: وين يعني رح يكون؟!
لا تنسى خالتي اسيل معه يعني وين رح يحطها؟!
مطلق نطق وهو شاد على أسنانه: وربي ما أرحمه بس ألقاه !!
عماد بتفكير: تتوقع يعملها ويروح لبيت ابو مهاب ويخبرهم
مطلق نطق بقهر: هذا أنا الي خايف منه ....اذا صار هالشيء رح يخرب كل شيء خططت له !!
ابو مهاب ما رح يسكت واكيد رح يرفع علينا قضية ...والمتخلف هو السبب!!
الي يريح بالي إنه للحين ما في أي اتصال من بيت ابو مهاب!!
عماد تنهد بضيق من الوضع الي وصلوا..وبأسف نطق: سامحني يبه والله ما ظنيت ينقلب الحال كذا ..ما كنت أقصد أذبحه!!
مطلق بمواساه: هذا انت قلتها ما هو قصدك ...بتهون يا ولدي !!
الأهم الحين ألقى الزفت قبل ما يوصل لأبو مهاب وأبغى أضمن إنها غسق ما تتصرف تصرفات خبلة ..صدق انها بزر تظن رايحه لنزهة حتى تتواصل معي بكل قوة عين!!
هز رأسه عماد بضيق وبتساؤل نطق: اكتشفوها؟!
مط شفته مطلق بقهر من تصرفات غسق: ايه اكتشفوها ..اتصل زوجها الموقر وكلمني بأسلوب خايس مثله..انا هذي اخرتها يجلس يتوعد ويهدد فيني اذا تكررت هالحركه. ...ومن شدة الضعف الي اتجرعه أجاريه واعتذر له وأسلك له حتى ما يتصرفوا تصرف مجنون!!
تجرعت الذل والاهانه علشان غسق تسأل عن المخبول وزوحته!!
مسح وجهه عماد بتعب من الحياة ونطق بهدوء: كيف وضعها عندهم ؟!
مطلق مط شفته بسخرية: تبغاهم يلقونها بالورود؟!
انت لا تحمل هم أنا أتدبر كل الامور..كل الي ابغاه منك لا تتعب نفسيتك بزياده كل شيء يهون بس تحتاج للصبر وبعدها كل الامور محلوله!!
**
**
**
نزلت من السيارة بشويش والعبرة تخنقها ..وكلام الدكتورة يتكرر بإذنها .. وضع الجنين ما هو مستقر" ...عز عليها تفقده ...بالرغم انها صغيرة وجاهله بذي الامور .. إلا إنها رغبتها بوجود هذا الطفل حتى يعيش معهم متأكده رح يكون سعاده لأمها وأبوها ويفرحوا فيه كثير!!
بلعت غصتها وناظرت البيت ومشاعر البغض لهذا المكان تتجدد ..هنا تم ذبحها بموافقتها ... تنازلت عن احلامها ومستقبلها حتى تنقذ عماد!
ضاق صدرها بزياده وتواجد عماد بالسجن يوجعها بزياده...عماد شخص رائع ما يستحق يعيش هذي الايام الصعبة .... متى تنتهي هذي الايام وترجع حياتهم مثل قبل ...
تابعت خطواتها مجبره للداخل خلف ام مهاب الي تنبه عليها تمشي بشويش ...
استقرت بالصالة تناظر المكان بصمت ....ما ناظرت مهاب لما دخل ووضع الحقائب على الارض وهو يكلم جدته: رح تريحين الحين؟!
مزنه هزت راسها بتعب: ابغى أصلي وبعدها انام تعبت من الطريق!!
ام مهاب بتساؤل: غسق بالجناح فوق
قاطعتها غسق بقوة : لااااا
رفع حاجب مهاب من رد فعلها المبالغ فيه وما لقى له أي مبرر !!
مزنه نهرتها بغضب: اعوذ بالله من صوتك!!
وش فيك وكأنك بالعة صفارة!!
الحرمه السنعه مكان زوجها تجلس ..والله يا جيل اليوم!!
حست بالاحراج من رد فعلها المبالغ فيها ...وبهدوء نطقت: ما ابغى اصعد الدرج تعبانه ..أي غرفه بالطابق الاول
!!
ام مهاب بهدوء : تنام عند خالتي بنفس الغرفه او تأخذ غرفه من غرف البنات
مزنه بعبوس: ليه تدبسينها فيني ..تروح لغرف البنات ...لا تنسين هذا الشيء يقرره مهاب ..حنا ما لنا علاقه
يناظرهم وهم يتجادلون ...مسك نفسه لآخر لحظه ما يمسح الارض بغسق على اسلوبها الوقح...كتم غيضه ونطق بجمود: غرف اخواتي ما يدخلها اي احد غريب بدون تواجدهم!!
حمل أغراض جدته وتابع كلامه بأمر وهو يناظرها بقوة: اطلعي للجناح فوق والاغراض اجلبها معي
بغت تعترض قاطعه بنظرات حادة: ما ابغى أسمع منك حرف واحد!!
ختم كلامه وتحرك باتجاه غرفة جدته ...ومزنه من خلفه تمشي بشويش بعد ما نطقت: قلة ادب!
ناظرته غسق بغيض وهو مقفي ...عنيد بشكل ...زمت شفتها بقهر بعد كلام مزنه وكأنه ينقصها ...
ناظرت الدرج بقهر من تسلطه.. نطقت ام مهاب بانتقاد: ترى اسلوبك ما هو حلو .. الي يسمعك يقول رح تجلس
قاطعتها غسق بضيق: خالتي انا
ام مهاب نطقت بلين وهي تشوف بعيونها الرفض ما تبغى تصادم بينها وبين مهاب ...ولدها بالرغم من الهدوء والحنية الي بقلبه ..لكن اذا عصب ما يعرف احد ...ما تبغاه يفقد اعصابه وتكون النتيجه فقدان الجنين... خايفه عليه وقلبها طاير ليوم الولاده تبغى تربيه ما تدري كيف نزلت محبته بقلبها قبل ما يطلع لذي الدنيا ومن قبل كانت تبغى تتخلص منه ...وبنبره حانيه نطقت: اسمعي الكلام يا غسق ..واقصري الشر ...
قاطعتها غسق ما لها قلب تسمع محاضرات : ان شاء الله!!
استأذنت وتوجهت للأعلى بخطوات بطيئة....
**
**
**
**
مر يومين على تواجدها هنا ... قضت اغلب الوقت جالسه بالغرفه لوحدها ما لها خلق تقابل أحد ...الجلوس مع مزنه يرفع ضغطها وخاصه بعد ما التقت بحرمه غثيثه من بعدها حرمت تنزل عندهم ...البيت ما يخلى من الزوار ..الكل جاي يسلم على مزنه ..ما تدري وش يحببهم فيها ...مالت عليها ما قدرت تبلعها أبد ..حتى مهاب اغلب الوقت بالخارج ما صادفته للحين من لما وصلوا ..ما تدري وين يقضي وقته حتى وجبات الاكل ما يجتمع معهم ....تحس روحها طلعت تبغى ترجع تخاف عمها مطلق ييجي يأخذها وما يلقاها ... قرب موعد السفر ولزوم تكون هناك ..بس كيف ترجع الحين ..ما تدري كم رح يجلسون هنا!!
طقت روحها من الجلوس بالغرفه .. قررت تغير جو ...جهزت القهوة وتوجهت لهم بالصالة ...ردت السلام بخفوت وضعت القهوة وجلست جنب ام مهاب بدون ما تناظر مهاب الي يتكلم بالجوال ...
مهاب نطق بإصرار: ما هو على كيفه ..انا قررت وانتهى الموضوع
عبست ملامحها غسق من مهاب بكل شيء متسلط !!
مهاب هز رأسه بتأكيد: أنا كلمت كيان وكل شيء جاهز ...اليوم يقدر ينام فيها .....ما فيها احراج ولا شيء ...ان شاء الله ...انا شوي ورح اطلع من الديره ...ايه ايه ...ان شاء الله..مع السلامه!!
حست الروح ردت لها رح يرجعون الحين ...ناظرت مزنه الي تكلمه بعد ما قفل الخط: اشرب قهوه وبعدها تسهل!
عقدت حواجبها غسق بعدم فهم ... وبتساؤل نطقت: أجهز نفسي
ناظرها مهاب بحاجب مرفوع: وليه إن شاء الله ؟!
غسق هبط قلبها بعدم راحه: ارجع معك
مهاب مط شفته : وليه ترجعين ؟!
امي ما قالت لك؟!
ناظرت غسق ام مهاب بعدم فهم: وش صاير؟!
ام مهاب وهي تصب لنفسها القهوة: انشغلت مع الحريم البارحه ونسيت اقولك
تنتظر تسمع الكلام وقلبها تحسه رح يسقط من مكانه ..ناظرت مزنه الي تناولت من ام مهاب القهوة ونطقت بروقان: ما رح ترجعين ورح تبقين هنا
تحس نفسهاوقعت بفخ وهي مثل الغبيه جالسه ..نطقت بخفوت والدموع تتراقص بعيونها: اجلس هنا ؟! كم
قاطعتها مزنه بشماته وهي تشوف ملامح غسق الي انقلبت: لوقت الولاده!!
حست وكأنه الطير فوق رأسها .... مستحيل تجلس هنا كل هذي المدة ...ما بقى شيءعن السفر ...مستحيل تجلس طول هذي المدة بدون اهلها ...نطقت وهي تحس روحها انتشلت منها:مين قال هذاالكلام!
مهاب بجمود نطق وهو يناظر ملامحها المصدومه: الدكتوره قالت وضع الجنين يحتاج للراحه ..وركوب السيارة الحين يضرعليه وخاصه المسافة بعيده من هنا لبيتنا هناك...
امي وجدتي رح يجلسون معك هنا لوقت الولادة!!
هزت راسها بالرفض ودموعها على وشك النزول.. ولسانها يردد بخفوت: مستحيل ..
قاطعها ينهي الموضوع بحزم: هذا الشيء مفروغ منه ...لا تتعبين نفسك بالكلام!!
وقفت بفزع لما شافته اعتدل بوقفته وناوي يغادر ..نطقت وهي ماسكه دموعها بالغصب: انا راجعه معك هنا ما رح اجلس!!
زمت شفتها تمنع دموعها وتابعت كلامها لما شافت ملامحه الرافضه:ما هو على كيفكم
مهاب تجاهل اعتراضها ..تقدم من جدته وأمه وسلم عليهم ..وبهدوء نطق: كم يوم وراجع هنا ..اذا تبغون شيء اتصلوا فيني!!
تحرك خطوة تفاجىء لما مسكته غسق من ذراعه ونطقت بقوة: ما هو على كيفكم ..اقولك ابغى ارجع
مزنه نهرتها: صدق ما تستحين على وجهك تكلمينه كذا ..اذا انت ما يهمك امر الجنين بكيفك بالنسبة لنا أمر الجنين يهمنا وما رح نفرط فيه علشان حضرتك
قاطعتها غسق بقوة: ستين داهيه بالدنيا كلها ... أمي هذا الشهر عندها عمليه ولزوم أكون موجود ..ت
قاطعها مهاب بهدوء وهو يبعد يدها عنه بشويش: هذا انت قلتيها ستين داهيه بالدنيا كلها ..اذا انت ما يهمك امر الجنين ...وانا بعد ما يهمني أمر أمك ...قلت لك من قبل العالم الخارجي انسيه ..كذا تتعبين نفسك بدون فائده!!
والحين أستأذن ....مع السلامه!!
تحرك متوجه للخارج ...تحس روحها تطلع من العجز والضعف الي تتجرعه ...ما هو على كيفه لزوم يتحكم فيها ..لازم ترجع ما رح تجلس هنا!!
تحركت خلفه حتى تلحق عليه متجاهله ام مهاب الي تحذرها تمشي بشويش!!
توجهت له لما ركب السيارة ..تنفست بتعب من العجلة لما وقفت عند بابه وبرجاء نطقت: أسألك بالله لا تتركني هنا ..يكفي هاليومين الي قضيتهم هنا ...رح اموت اذا جلست اكثر ...انا
مهاب زفر بضجر: وبعدين معك ؟!
لما يتحسن وضعك رح أرجعك ..بس الحين لاااا
حست "لاااا " وكأنها خنجر وانغرس بقلبها ...نطفت كمحاولة اخيره: أسألك بالله
قاطعها بهدوء: لا اله الا الله ...يا بنت الناس ادخلي ترى مو فاضي لك!!
ابتعدت كم خطوة مجبره لما حرك السيارة بجمود ..وما ارتجف له جفن ... وكأنه جماد ما يحس بالنار الي تكويها ...زمت شفتها بقوة تمنع دموعها تنزل لما غادر البوابة .. ناظرت المكان من حولها ودموعها ما قدرت تحبسها أكثر ...تحركت بقلب ميت راجعه للداخل وعقلها عجز يستوعب انها رح تبقى هنا لوقت الولاده!!
**
**
**
في اليوم الثاني يتمشى مهاب بالحديقة ويحس بتأنيب الضمير ..صورتها ما تروح عن باله وهي ترتجيه...بعيونها لمعه غريبه تجذبه رغم عنه ...للحظة كان رح يضعف ويرجعها معه ..بس كلام الدكتوره يتردد بإذنه..حذرته وضع الجنين ما هو مستقر ..بالرغم انه ما هو متلهف لهذا الطفل ولا يتمنى وجوده بس ما يبغى يكون السبب بموت نفس بريئة....
رح تزعل يوم او يومين وبعدها ترضى!!
تنهد وتوجه نحو ابو قمر المنشغل بشغله ....اقترب منه وسلم عليه بابتسامة: كيف حالك ؟
غياث بفك مرتجف ومشاعر الاحراج تغزوه بعد ما انتقل هنا: الله ييسلمك!!
مهاب باهتمام: نقلت كل اغراضكم
غياث هز رأسه بهدوء بدون ما يتكلم!
مهاب بملامح مريحه: اذا نقص عليكم شيء خبرني
قاطعه غياث والاحراج يكسو ملامحه ..لولا غسق ما جلس عند الناس : مممشكور
ممهاب زم شفته بهدوء: اذا تبغى ام قمر تجلس مع الاهل تضيع وقت حياها الله!
هز رأسه غياث بتسليك مستحيل يقبل بهذا الشيء ..يخاف تلتقي بغسق وتخرب كل شيء!!
مهاب اعتذر من غياث لما رن جواله ...وابتعد عنه ...فتح الخط بهدوء: هلا يمه
ام مهاب بضيق: وينك ؟!
رد باستغراب: بالبيت صاير شيء ؟!
ام مهاب بضيق: ما ادري وش اقول ..لو تكلم غسق رافضه الاكل من البارحه اخاف يصير
قاطعها بهدوء: اتركيها على راحتها ما احد يموت من الجوع ..كل هذا حتى تضغط عليكم ..تجاهلوها ورح تأكل لوحدها !
ام مهاب بعدم اقتناع: اخاف
قاطعها بحزم: مثل ما اقول لك تجاهليها وما عليك منها !
ام مهاب بضيق: ان شاء الله!!
أنهى مهاب المكالمه مع امه ...زم شفته بضيق ما يدري كيف تتصرف هالبنت ..تظن كذا تضغط عليه ويغير رأيه.....
قرر يرجع يكمل الأبحاث الي عليه افضل له!!
غياث يتظاهر بالشغل وعيونه تراقب مهاب ... متأكد زوجها مطلق لمهاب ..بس ليه للحين ما قدر يلمحها ؟!
هبط قلبه وارتجف من فكرة انهم ذبحوها او سجنونها بقبو..ارتجفت كل خليه بجسمه من الفكره ..مستحيل مستحيل ...
جلس على الارض بتعب كيف غفل انهم يظنون انها اخت عماد ... يمكن يعاملوها بقسوة انتقام لولدهم ...ليه تجاهل هذي النقطه واصر عليها تتزوج ... ارسلها للموت بيدينه!!
هز رأسه يطرد هالافكار وهو يستبعد انهم يعملون كذا ...
وقف على حيله لزوم يجمع معلومات من حوله عن حياة غسق ...
رفع نظره للعامل الثاني الي اقترب منه : تعبان يا ابو قمر؟!
غياث هز رأسه بالنفي: لا
ناظر العامل جهة مهاب الي يتكلم بالجوال ..
غياث نطق بتساؤل بالرغم انه يعرف الاجابه ..بس يبغى يستدرج العامل: مممهاب متزوج؟!
مط شفته بسخرية: ايه متزوج ..تصدق انه تزوج اخت الي قتل أخوه سيف !
غياث هبط قلبه نطق بارتجاف : كيف!
رد وعيونه على مهاب الي يتكلم بالجوال ومتوجه للبيت: اخذها دية وتنازلوا عن حقهم
غياث خنقته العبرة من هالحال ..تابع سؤاله: يعاملونها زين؟!
زم شفته: ما ادري عنهم ..البيوت اسرار
سكت للحظة بعدها تابع كلامه: انا الي سمعته إنه مهاب حاملها على كفوف الراحه والبعض يقول انها تذوق الويل صبح ومساء عندهم ...والله اعلم
غياث كلام العامل ما ريحه نطق بضيق: انت وووش تتتتوقع؟!
نطق بهدوء: انا اتوقع الاحتمال الاول ..انا اعرف مهاب من زمان ..رجال بمعنى الكلمه وما رح يظلم البنت بذنب غيرها!!
تنهد غياث لما تسللت الراحه لقلبه من كلام العامل ..وتعامل مهاب واهله معه يثبت إنه غسق بخير!!
حمد ربه بقلبه هذا كل الي يبغاه تكون غسق بخير!!
**
**
**
وقفت لما شافت حريم بالصالة..يا كثر ضيوفهم هنا. . بغت ترجع بس وقفت لما نطقت ام مهاب: تعالي يا غسق سلمي على الحريم !
كتمت ضيقها ما لها خلق تقابل أحد ..تقدمت بهدوء وسلمت على الحريم وجلست قريب من ام مهاب !!
كتمت ضيقها لما صارت حديث الجلسه !!
ام سليمان نطقت بتساؤل: وما زارت أهلها للحين؟!
مزنه بحزم: ولا تحلم بهذا الشيء!!
ناظرتها غسق بغيض وبنفسها تقلدها" ولا تحلم بهذا الشيء ..مالت عليك"
ام ساري بهدوء : جاء قبل فترة مطلق هنا للديره ... شافه ابو ساري ..
مزنه بعبوس: وش رجعه هنا؟!
ام ساري: والله ما ادري .. لكن سمعت يبغى يبيع بيتهم الي هنا!!
مزنه زمت شفتها بوجع: احد اشتراه؟!
ام سليمان بعبوس: ما ظنيت احد يشتريه ... كثير ناس سمعت وشافت فيه اشياء عجيبه ومخيفه ..الكل يقول إنه مسكون من الجن!
سمعت انه ولد بهيه مر من جانب البيت وفجأة طلع له شيء مخيف .. رأس انسان وجسم ماعز وبغى يضربه
ام مهاب برعب: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم !!
غسق مطت شفتها بملل من سوالف الحريم كلها كذب بكذب...وش هالتخاريف هذي ..لا والمشكله ام مهاب مصدقه ...بس الي علق بعقلها اي بيت يبغى يبيعه عمها مطلق ؟!
ناظرت ام ساري وهي تتكلم : تدرين اصابني الفضول اشوف زوجة مهاب ..البارحه لقتني ام شهاب وتكلمت عن زوجة مهاب
مزنه هزت راسها بعدم رضا: ايه قبل يومين زارتنا
ام ساري تكمل: عاد تقول ام شهاب إنها نسخه عن جواهر ..ذبحني الفضول
قاطعتها ام سليمان وهي تتأمل غسق: والله ما اشوف الشبه بينهم ...جواهر مثل زينها ما شافت عيني ..وش اخبارها؟!
مزنه هزت راسها: الحمد لله بخير
ام ساري بتساؤل: عيالها كم؟!
ام مهاب بهدوء: بنتين
ام ساري هزت رأسها: الله يحفظهم لها ...عاد زوجها كيف معها ؟! مرتاحه؟!
مزنه هزت راسها: الحمد لله مرتاحه لو تشوفين بناتها مثل القمر!
ام ساري: اذا اخذوا جمال امهم اكيد رح يطلعوا مثل القمر
...ام سليمان وللحين تتأمل غسق : ناظري انفها من هنا للأسفل فيه شبه خفيف
مزنه بعبوس: ترى تهينون جواهر لما تشبهونها بذي!!
فتحت غسق عيونها باستنكار من وقاحتها لذي الدرجه تشوفها شيفه!!
ام ساري بابتسامة: الله يهديك يا مزنه تضربين الكلام ضرب ... أنا اقول تشبه جدها ابو مطلق كثير...ناظري عبوسها وكأنه ابو مطلق؟!
مزنه بعبوس نطقت: الله يلعن سيرة العاطل!
قاطعتها ام مهاب : لا تلعني يا خالتي ..ما يصير
ام ساري بتأييد: الميت ما تجوز عليه الا الرحمه!!
عقدت حواجبها غسق باستنكار ...ليه مزنه متحامله هالكثر على جدها...عبست ملامحها لما مر بخيالها طيف جدها ابو مطلق وقسوته عليهم ما تلوم مزنه على كلامها ..كان بنظرها الوحش الي يدمر أي لحظة جميله بحياتهم ...اوجعها قلبها ودموع ابوها لما كانت تنزل من ضعفه أمام جبروت جدها وتسلطه ..ما قدرت تقول الله يرحمه وما قدرت توقف مزنه عن حدها بالكلام عن جدها...شخصيه سيئة بنظرها ما قدرت تدافع عنه ...
ام ساري لفت نظرها عبوس غسق والضيق واضح عليها ..ظنت انها تضايقت من كلام مزنه على جدها ..نطقت تغير الموضوع: ما قلت لنا وش اخبار ام سيف ...
مزنه عبست ملامحها: وتبغيني اترحم على ابو مطلق حتى ذريته ما سلمنا منهم ...وش رح يكون حالها ...لو تشوفينها تقولين اليوم دفنت سيف وخاصه لما تشوف هالبومه قدامها ...
فتحت غسق عيونها باستنكار من كلامها ..بغت ترد مسكت يدها ام مهاب برجاء وهمست لها : تجاهليها!
كتمت غيضها وناظرت مزنه الي مسترسله بالكلام: رأفة بأم سيف قررت اجلس هنا كم يوم نريحها من شوفة هالبومه ...بس عاد الدكتورة تقول الحمل ضعيف واي حركة احتمال كبير تجهضه ..فقررنا نجلس هنا لوقت الولاده!!
صكت غسق على اسنانها بقوة من تماديها بالكلام؛
ام ساري بابتسامه: ما شاء الله مسرع ما رجع لكم سيف!!
ام سليمان: يمكن تكون حامل ببنت!!
مزنه بعبوس: اعوذ بالله ما تعرفين تقولين كلام زين ..ان شاء الله رح يكون ولد واسمه سيف"
غسق تمنت بيدها سيف وتطعنها وتخلص منها ..ما تقدر تبلعها ...التفتت على الشخص الي دخل فجأه وتفاجىء بوجود حريم ومباشرة خرج!!
ام مهاب باستغراب من رجوع مهاب بهذا الوقت ...نطقت بهدوء ظاهري قدام الحريم: غسق اطلعي لمهاب وشوفي وش يبغى!!
عقدت حواجبها وكأنه ينقصها تقابل هذا اللئيم ...وقفت لما نهرتها مزنه: تحركي شوفي وش عنده راجع!!
وقفت غسق وبداخلها رح تنفجر منها .. تحركت وكلام مزنه وهي تتكلم عنها وعن قلة سناعتها!!
اول ما طلعت عبست ملامحها لما شافته بوجهها ... نطقت بعبوس: خالتي تقول لك وش تبغى؟!! ليه راجع؟!
ام مهاب باستغراب من رجوع مهاب بهذا الوقت ...نطقت بهدوء: غسق اطلعي لمهاب وشوفي وش يبغى!!
عقدت حواجبها وكأنه ينقصها تقابل هذا اللئيم ...وقفت لما نهرتها مزنه: تحركي شوفي وش عنده راجع!!
وقفت غسق وبداخلها رح تنفجر منها .. تحركت وكلام مزنه وهي تتكلم عنها وعن قلة سناعتها!!
اول ما طلعت عبست ملامحها لما شافته بوجهها ... نطقت بعبوس: خالتي تقول لك وش تبغى؟!! ليه راجع؟!
رفع حاجب من اسلوبها معه ..وبملامح تكسوها الكشرة نطق: وانت ليه طالعه كذا ؟!
تفاجأت من رده ما توقعت يكون رده كذا .. تلقائيا ناظرت ملابسها ..ما تدري وش فيها ملابسها ..لابسه تنورة باللون الاسود وقميص كت باللون الزهري الفاقع ..اضطرت تلبس من الملابس الي احضرهم بما انه البيت ما فيه احد ..وتغاضت عن الوان الملابس الفاقعه ..تحس رخ يصيبها دوار بس من مجرد النظر لذي الالوان ...لزوم تزوج غسق ابنة عمها مطلق نفس الذوق بالألوان ..ما تدري ليه ذوقه بالملابس خايس كذا!
قطعت افكارها وناظرته وهو يتكلم بانتقاد: طالعه كذا مدرعمه افرضي كان احد معي !!!
وشعرك نصه طالع
تلقائيا مدت يدها للشال ودخلت كم شعره من غرتها طالعه من تحت الشال..يا حبه للمبالغه " شعرك نصه طالع"
نطقت بضيق من تسلطه كل شيء لزوم يتدخل فيه: ترى كلها كم شعره
قاطعها بلا اكتراث: مين بالداخل؟!
زمت شفتها بضيق وردت بدون نفس: حريم ثرثارات ما اعرفهم!
عقد حواجبه : يا حبك للغيبة ...يا مخلوقة احفظي لسانك ..ترى هالغيبة رح تفلسك يوم القيامه!!
اقول امشي نجلس بالحوش حتى يغادروا
قاطعته باستنكار: وليه أجلس معك
رفع نظره للأعلى يصبر نفسه عليها ..بعدها التفت لها.وهو صاك على أسنانه : تحركي ..وربي اصابني عمى الوان من هالقميص!!
تحركي اشوف !!
انقهرت من كلامه يتكلم وينتقد وكأنها هي الي اشترتهم ما كأنه ذوقه الخايس ..قررت ترجع للغرفه افضل من مقابلته ..اول ما تحركت خطوة للداخل وقفها وهو يمسكها من كتفها.. وبنبرة هادئة نطق: اتركي هذا العناد رح تتعبين كلما عاندت اكثر!
ختم كلامه واشر لها برأسه تتحرك معه ..زمت شفتها بضيق وتوجهت معه للحوش...
ناظرته لما جلس تحت شجرة النخيل واشر لها تجلس !!
ناظرت الارض بتردد ما ترتاح للجلوس معه ...أي زلة لسان تخرب كل شيء!!
جلست بعيد عنه وعيونها للأمام متجاهلة وجوده ...متأكده اذا ناظرته رح يفسر نظراتها تفسيرات بدون معنى!!
يناظرها وعيونها للبعيد ...الضيق واضح على ملامحها ... نطق بهدوء: للحين متضايقه من وجودك هنا؟!
مطت شفتها بسخرية وناظرته من سخافة هذا السؤال: مبسوطه كثير ...
نطق بشبح ابتسامه: الحمد لله إنك مبسوطه ...
رفعت حاجب بغيض من سخريته: انت وش تبغى مني؟!
ما ترتاح الا لما تنكد علي حياتي !!
اعتقني لوجه الله ...
خنقتها العبرة صدت للجهة الثانيه ... تحاول تمسك نفسها وما تبكي قدامه ...بس كلامه أجبرها تلتفت له بحواجب معقوده لما نطق بجديه: من هنا لوقت الولادة أفكر أعتقك لوجه الله!!
حست عقلها توقف عن التفكير ..ما تدري يتكلم بجديه او جالس يتمسخر عليها ... وبغصه نطقت: صدق والا تتمسخر؟!
تنهد بضيق وهو يشوف ملامحها كيف وكأنها الروح ردت لها ..واضح انها ما هي مستوعبه كلامه ..وبتأكيد نطق حتى يريح نفسيتها بالنهاية ما لها ذنب تتوقف حياتها بذنب ما ارتكبته: ايه صدق أتكلم.. وليه اتمسخر عليك!!
ابتسمت بعدم تصديق وهي تمسح دموعها الي تنساب بخفه من عيونها !...خلاص رح تتحرر من هذا المكان ...وترجع لحضن امها وأبوها ...
قاطع عالمها الي غاصت فيه وهو ينطق باستدراك: بس بشرط ؟!
حست قلبها ارتجف وخافت من شرطه يكون فوق تحملها ..وبتوجس نطقت: شرط؟؟
هز رأسه وبداخله ضيق من قراره ..شيء بداخله ما يبغى يفارقها ..يحس تعود على وجودها .. وكأنها جزء من حياته بالرغم من العلاقة الرسمية بينهم ...تعابير وجهها العابسه والمتنرفزه تجذب نظره ..ابتسامتها تحرك بداخله اشياء نحوها ...بالرغم انها بنظره من ناحية الجمال عاديه وفي اجمل منها بكثير ...بس يحس بانجذاب نحوها ما يدري وش سببه!!
نطقت بقلة صبر . بعد ما تلفت اعصابها من سكوته وعيونه بس تتأملها : وش شرطك؟!
ما شال نظره عنها وهو ينطق يشوف رد فعلها: اذا كان المولود ولد رح تكون حريتك بيدك وأطلقك ...
عقدت حواجبها باستنكار لكلامه جالس يلعب بأعصابها ..وبانفعال نطقت: واذا بنت؟!
هز رأسه بلامبالاة: ضاعت منك الفرصه!!
شدت على قبضة يدها بقوة ..نفسها تسدد له لكمه بنص وجهه ..وبكل قوة نطقت: الله يأخذها من فرص!!
همت تغادر المكان بس كلامه وقفها: اذا غادرت تضيع منك هالفرصه ...فرصة انه يكون ولد ٥٠٪ لا تضيعي من يدك هالفرصه لانك اذا غادرت من هنا رح ترجع فرصه خروجك من هنا 0٪
وانت حرة باغتنام الفرص!!
شدت على أسنانها بقوة منه ..يستفزها بقوة ويجيد تضييق الخناق عليها ...
فرصة ٥٠٪ كبيرة وما رح تضيعها ..رح تجبر نفسها تسايرهم ...اعتدلت بجلستها ونطقت بقهر: وش يضمن لي كلامك ..مثلا ابوك وإلا جدتك يرفضون
قاطعها بنبره واثقه نرفزتها : انا إذا قلت شيء يتنفذ وما احد يعارضني!
ناظرته بغيض وقهر من ثقته المبالغ فيها وكأنه ملاك...ما احد يقول له لا ...نطقت بنبره قويه كلها غيض : اكررررررررهك!!
ضحك بخفه على نرفزتها ..ومن بين ضحكته نطق: ليه تكرهيني؟!
نطقت بقهر وعجز: دام كلمتك ما احد يعارضها ..رجعني عند اهلي الحين
قاطعها يسكر عليها الطريق: اقول احلمي على قدك
نطقت بتكذيب له حتى تستفزه: لو كنت صادق وما احد يعارضك وكلمتك ما تنرد الحين رجعني لأهلي نشوف اذا تقدر على هذا الكلام او لا !
ابتسم على كلامها ..تظن إنه اهبل حتى تحركه بهذا الكلام ...وبنبره بارده نطق: بعد الولادة بإذن الله تشوفين كلمتي تتنفذ او لا !!
وتكرم مني اذا كانت بنت رح اسمح لك بزيارة أهلك نص ساعة!!
مطت شفتها بسخرية من كلامه ..واثق انها رح تبقى هنا لوقت الولاده.. ما يدري انها خلال هذا الشهر رح ترجع لأهلها ...
ما رح تناقشه خليه يحلم على قده !
**
**
**
مرت الايام والشهور والحال ما تغير .. كل يوم تنتظر الفرصه الي تطلع من الديره ...وعقلها وتفكيرها مع عمها اكيد سافر بأمها وما انتظروها ...
عفست ملامحها من حركة الجنين ..زفرت بضيق من عجزها ما هي قادرة تلقى طريقه تهرب من هنا ...صعب تهرب وهي بمكان بعيد ما تعرف الطرق وما تثق بأي احد ...والاحلام والكوابيس ما تتركها بحالها ...عقدة قلبها تخبرها إنه صاير شيء لأهلها...الحلم الي شافته البارحه اقلق مضجعها ....
قطع أفكارها مهاب لما ناولها كوب القهوة بملامح مريحه...ناظرته بهدوء ما تدري وش هدفه من تواجده المستمر هنا وتعامله الراقي معها .. وكأنه يبغاها تتعلق فيه وبعدها يرميها ؟!
ما تثق فيه ابد ...تحس تواجده بالقرب منها يبعثرها ويخربط كل خططها.... وكأنها تعودت على وجوده بحياتها ..وعدم وجوده حولها يشعرها بعدم الآمان !!
تناولت منه وابتسمت مجامله: مشكور!!
جلس قريب منها على نفس المقعد باسترخاء ..نطق وهو يناظر للبعيد: باكر رح نروح للدكتورة !
نطقت ببرود وعيونها للأمام: ما له داعي ...
قاطعها وهو يلتفت عليها: اشوف اليوم النفسيه بالحضيض؟!
زمت شفتها باختناق...وش ينتظر من شخص عاش كل ذي المدة لوحده بدون صديق او رفيق او اهل ...الصمت يرافقها ...ماهو سهل عليها تعيش بمكان منبوذه فيه ... تحس قلبها طق من الوحده الي تتجرع مرارتها مع الايام ...مر ٧ أشهر بدون أي تغير للحال ...والظاهر رح تنتظر شهرين لوقت الولاده بعد ما فقدت الامل من رجوعها مع عمها مطلق ما له حس ولا خبر ... وكأنها بامتحان إذا كان ولد ترجع لأهلها وإذا كان بنت تبقى سجينه هنا ؟!
تنتظر على أعصابها !
لحظة لحظه كيف ما انتبهت على ذي النقطه ...معقول يقصد بكلامه يأخذ الطفل ويرجعها لأهل بدون طفلها ؟!
كيف غفلت عن ذي النقطه ؟؟
عضت شفتها بقوة من سذاجتها والغباء الي معشش بعقلها ...ما رح تسمح لهم يأخذون طفلها منها .. لزوم تهرب قبل الولاده حتى تضمن طفلها معها ...بس كيف ؟!
مهاب عقد حواجبه باستغراب لما تجاهلت سؤاله وملامحها عابسه وواضح عليها الضيق ..نطق بتوجس: تعبانه ؟!
ناظرته وعقلها يفكر خروجها للمستشفى وسيله مناسبه للهرب بس تحتاج لتفكير وتخطيط... نطقت وهي تناظره ينتظر اجابه..رح تمهد للهرب: احس احيانا بمغص ..ووجع الظهر ما يفارقني
نطق باهتمام: قلت لك لا تحملين شيء ثقيل ولا تشتغلين شيء
قاطعته بهدوء: ما اشتغلت شيء ..كل يوم يزيد الوجع
هز رأسه باهتمام: باكر نروح للدكتورة ونشوف يمكن تعطيك علاج لوجع الظهر ..مثل ما قلت لك ما ابغى تشتغلين أي شيء ..وريحي نفسك ..هانت ما بقى عليك شيء!
هزت رأسها بتسليك وفكرة الهرب مستحوذه على عقلها ..لزوم تخطط بروقان !!
لحظة ليه تستعجل وتخرب على نفسها ..يمكن ما يبغى يأخذ الطفل منها ... ما رح تضيع فرصه ٥٠٪ بسبب تسرعها ..وبتردد نطقت: ء اذا كان المولود ولد
انقبض قلبه من كلامها ما يبغاها تغادر ..ناوي ينهي كل شيء وتصير زوجته الرسميه.. غصب عن الكل يتقبلها ..ومستعد يعمل لها حفلة زواج ...من كل قلبه يتمنى الجنين يكون بنت حتى تكون فرصه له يعدل الاوضاع الي بينهم ..ومع ذلك ما رح يتراجع عن كلامه وبهدوء نطق : مثل ما قلت لك حريتك بيدك !
تابعت كلامها وقلبها يدق طبول خايفه من جوابه: والطفل؟!
عقد حواجبه من سؤالها ...وبجديه نطق: قصدك سيف ؟!
اكيد رح يعيش عند اهله مكان سيف الكبير!!
حست بشيء انغرس بقلبها من كلامه ..مثل ما توقعت يبغى يأخذ الطفل منها ..وبنبرة محروقه نطقت: وأنا ؟!
متأكد عنده فرصه حتى تبقى عندهم اذا رفضت تتخلى عن طفلها ..وبجديه نطق: انت تكملين حياتك ودراستك عند أهلك
قاطعته بقهر: وطفلي!
مط شفته بانتصار وصل لمربط الفرس وهو يشوف ملامحها المتعلقه بطفلها: سيف عندي وإذا تبغينه ما عندي مانع تبقين هنا ..الخيار لك اذا تبغين تجلسين عنده او تتركينه !
ما رح اجبرك على اي قرار ..قرارك بيدك واختاري الي تبغينه!!
حاولت تسيطر على ملامحها ما رح تفضح نفسها قدامه ..لزوم تمثل عدم المبالاه حتى تنجح خطة الهرب ...كتمت ضيقها ونطقت ببرود: اكيد رح اختار أهلي!
حس بالصدمه من جوابها ما توقع منها هذا الرد ..لذي الدرجه متعلقه بأهلها ... معقول طول هالفترة ما
هز رأسه وهو ينهر نفسه بذي الطريقه ..وش فيه كذا ... إذا هي ما تبغاهم ليه يراكض خلفها ...وبجمود نطق: مثل ما تبغين .. والطفل لك حق تشوفينه ما رح احرمك منه !!
حست بالانتكاسه من رده .. وكأنه قرر هذا القرار حتى يتخلص منها ...ولا كلف نفسه يطلب منها تبقى معهم ..عبست ملامحها وكأنها ميتة تجلس بهذا السجن ..تنتظر اللحظة الي تهرب من هذا المكان....
زمت شفتها بضيق لما حسته يتريق عليه لما نطق: رح اشتاق لملامحك العابسه؟!
خزته من سخافته الي يسمعه يقول طول الوقت الابتسامه شاقه حلقه : صدقني ما رح تشوفها بعد ما اغادر من هنا ...بمجرد وصولي عند أهلي رح ترجع سعادتي وابتسامتي!!
رفع حاجب : اف اف لذي الدرجة حياتك تعيسه هنا؟!
تنهدت بمراره: اكثر مما تتصور ..انا وافقت اكون هنا حتى ما يموت عماد ...وبنفس الوقت ما تصورت الحياة بهذا السوء.... حتى ما توقعت اعيش كل هذي المدة هنا ...توقعت يوم او اسبوع وإذا طالت شهر...أمي وضعها الصحي ما يسمح ابعد عنها كل ذي الفترة
عقد حواجبه ما يدري وش مرض امها .. وبتساؤل نطق: أمك اليوم والا باكر مصيرك تتركينها لما تتزوجين
قاطعته : ما رح اتركها إذا تزوجت أحد من أقاربي
قاطعها بانزعاج من كلامها: لا تقولين إني خربت عليك أحلامك وعريس الغفلة جاهز!!
زمت شفتها وفستان الخطوبه بين عيونها .. نطقت بضيق: كل شيء كان جاهز حتى فستان الخطوبه ..ما كان يفصلنا عن الملكة الا أيام ...
ختمت كلامها بابتسامه باهتة!!
ما يدري جالسه تتمسخر عليه ...ما سمع او وصله حكي إنها مخطوبه لأي أحد ..وبكل وقاحة تتكلم عن فارس احلامها قدامه ...كتم غيضه ونطق بجمود: ومين تعيس قصدي سعيد الحظ الي كان رح يتزوجك؟؛
توسعت ابتسامتها وهي تشوف ملامحه المنتفخه... ما تدري هو يهتم لأمرها والا يمثل دور الزوج الغيور ...وبمراوغه نطقت: انت سعيد الحظ!!
خزها بقوة: جالسه تتمسخرين علي؟!
والله ما خشت عقلي احد يتنازل عن خطيبته علشان عماد ما يموت ..انا لو أموت ما أتخلى عن خطيبتي لأي شخص
حست وكأنه احد سكب عليها مويه بارده من كلامه ... وكأنه عقلها بدأ يستفيق من غيبوبته ..كيف عماد وعمها فرطوا فيها بذي السهوله؟!
كيف عماد قبل انها تتزوج رجل ثاني؟!
معقول كلام لارا ايام زمان صحيح ..يعني عماد مجبور عليها وما يبغاها وجاءت ذي السالفه على طبق من ذهب حتى يتخلص منها !!
بلعت غصتها بصعوبه وعقلها يستذكر ايامها مع عماد .. كان شخص لطيف جدا معها مستحيل يكون كلام لارا صحيح !!
رفعت نظرها لمهاب وهو يسألها باهتمام: وش فيك متضايقه ؟!
يمكن اقدر اساعدك ؟
مطت شفتها بسخرية: انت تعرف وش أبغى
قاطعها بضجر: رجعنا للطير يلي!
اقول اشربي القهوة رح تعدل مزاجك وخاصه إني جهزتها بنفسي!!
مطت شفتها بضجر من ثقته بنفسه !!
ضحك على ملامحها الفاتنه ..وبتساؤل نطق: ما تشبهين ابوك ...كل هذه الجاذبيه من وين ورثتيها ؟!!

ما قدرت تسيطر على ملامحها المرتبكه...معقول يشك إنه مطلق ما هو ابوها ..جلوسها معه غلط ورح توقع نفسها بزلة لسان وتخرب كل شيء ..ما تقدر تتصور رد فعلهم اذا عرفوا إنهم استغفلوهم طول ذي الفترة!!
لزوم تنسحب من الجلسه أفضل لها !!
وقفت واستأذنت بحجة تجهز نفسها لصلاة المغرب ..وغادرت تحت نظرات الاستغراب من مهاب على تصرفها ..ما يدري ليه غادرت كذا فجأة ..ما يدري هو خجل أو مزاجها المتقلب هو السبب!!
نظرته عمرها ما خابت ...شيء بداخله يؤكد على إنها فتاة نقية خجوله متواضعه للحين ما تفتحت والكلام الي سمعه عنها كذب ...الناس ما عندها إلا تطعن بغيرها!!
**
**
**
في اليوم الثاني ما نامت طول الوقت عقلها مشغول بالهرب وكيف رح تنفذ الخطه!!
تنهدت وهي تناظر نفسها بالمرايه وكلام مهاب يتردد بإذنها " كل هذه الجاذبيه من وين ورثتيها"
تحس إنه يتمسخر عليها ...من لما جاءت هنا تحس بالانطفاء بكل شيء فيها ...وما عادت تشوف جمالها ونعومتها ...ما تشوف الا الشحوب والتعب والارهاق !!
هانت اليوم رح ترتمي بحضن أمها وتطمئن عليها بنفسها ... مشتاقه لها ...بداخلها نار تشتعل كلما اقترب موعد اللقاء مع اهلها !!
متشوقه ومتخوفه بنفس الوقت!!
نقزت لما انطرق الباب بخفه وصوت مهاب من خارج الغرفه ينطق: يلا تأخرنا!!
كتمت أنفاسها للحظات لعلها تخفف من توترها ...خايفه خطتها تفشل...زمت شفتها وقلبها يدق بقوة ..فتحت الباب وزادت دقات قلبها وهي تناظر مهاب واقف عند باب غرفته ويتكلم بالجوال ....
لحظات قفل الجوال وتكلم بهدوء: امي تنتظرنا تحت!
هزت رأسها بهدوء وتحركت معه خارج الجناح ...ناظرته للحظات وهو يحرص عليها تنزل بشويش ...حنانه وطيبته معها تذوب قلبها ما رح تنسى مواقفه الجميله أبد ...ورح تدعي له دوم بالخير ...
نزلت للصاله وام مهاب تنتظرهم ومزنه جالسه تتقهوى وملامحها عابسه ما هو عاجبها شيء!!
مهاب بملامح هادئة نطق: تبغين شيء يا جد
قاطعته مزنه بعبوس: أنا قلت لأمك تسال الدكتورة إذا وضع الجنين مستقر وما رح يؤثر عليه الطريق رح نرجع
مهاب قاطعها برفض: رح تجلسون هنا لوقت الولادة ...يعني ما تغير عليكم شيء ابوي والاهل كل نهاية أسبوع او أسبوعين عندكم ..وحريم الديره ما شاء الله كل يوم عندك تتونسي فيهم !!
مزنه بعدم رضا: ما ارتاح هنا ..هناك افضل !!
ام مهاب تقطع النقاش: ربنا رح ييسر لنا الخير..يلا يا مهاب تأخرنا !!
هز رأسه بهدوء وتحرك للخارج وهو ممسك بيد امه ويتكلم معها بروقان وام مهاب تبتسم على كلامه!!
تمشي خلفهم وعيونها عليهم ..ما تدري وش يتكلم مع أمه ...تحسه اليوم مبسوط كثير ما تدري وش السبب ...
لحظات وركبت السيارة وعيونها على الطريق ..والهدوء خيم على المكان ...التفتت على ام مهاب الي تكلمها: وجع ظهرك يخمد والا مستمر؟!
نطقت بهدوء ظاهري: مستمر!
ختمت كلامها لما التقت عيونها بعينه من المرايه ..حست قلبها اوجعها من استغفالها له ...ما قصر معها لزوم ما تتصرف كذا ...
نزلت نظرها خايفه عيونها تفضحها ويكتشف امر هروبها ... لازم تفكر مرة ثانية وثالثه ما تبغى يتأذى عماد بسببها !!
عماد بالسجن ما رح احد يقدر يسبب له الاذى ..والقضية انتهت بتنازلهم ...ما يقدروا يعملون شيء ...
اقنعت نفسها بهذا الشيء!!
بعد وقت وصلوا المستشفى ونظرات مهاب لها وكأنه يودعها ..تحس انها ما رح تشوفه مرة ثانية ..انقبض قلبها من هذا التفكير ...
شجعت نفسها وعقلها يذكرها بعماد رح تتطلق من مهاب وترجع له ويكملون حياتهم وامها وابوها معها ...زواجها من عماد هو الافضل لها ولأهلها !!
كتمت ضيقها خايفه دقات قلبها تفضحها !!
مهاب بعد ما نزلوا نطق : تعالي من هنا!!
حست بمغص قوي اجتاحها من الخوف ...انحنت من شدة الوجع ...
اقترب مهاب بفزع وهو يسألها باهتمام: وش فيك؟!
ام مهاب مسكتها بيدها باهتمام: تحسين بشيء!!
تحس سكين انغرست بقلبها كيف تستغفل أحن واطيب شخصين التقت فيهم ..عاملوها وكأنها من أهلهم ما هي عدوة لهم ...صعب تستغفلهم بذي الطريقه!!
رفع رأسها مهاب وهو يناظر عيونها الي بدأت تهطل بالدموع: وش فيك ؟! ..اذا مو قادرة الحين احضر عربايه
قاطعته بصوت ضعيف: مغص خفيف ..الحين راح .. أقدر أمشي!!
هز رأسه ومد يده: أسندك
قاطعته برفض: لا لا أنا بخير ...
ختمت كلامها وفكت يدها من ام مهاب بشويش: مشكورة يا خالتي ..الحين صرت احسن!!
ام مهاب هزت راسها: امشي بشويش!
نطقت بصعوبه وهي تحاول تسيطر على نفسها ما تدخل بموجه بكاء ثانيه...مقهورة من ذي الحياة الي تجبرنا نعمل أمور ما نبغاها !!
بدأت تمشي بخطوات هادئة ومهاب ينبه عليها ما تسرع على اقل من مهلها!!
بعد وقت جالسين بكراسي الانتظار .. وعقلها يفكر بطريقه للهرب ...ما تملك فلس واحد ...
غمضت عيونها وفكرة الهرب بدأت تتلاشى ما خطر في بالها الفلوس ..من وين تحصلهم؟!
ناظرت ام مهاب الي وقفت ونطقت بهدوء: لحظة وارجع انا عند مهاب!
ناظرت مهاب الي واقف ينتظر امه من الجهة الثانية !!
رجعت ناظرت زحمة الحريم ..على هذا الحال بعد سنة ما رح يطلع لها دور!!
استغلت خروج خالتها وبدأت تستفسر من الي حولها كيف ترجع للمدينه !!
زمت شفتها بضيق سيارة اجرة تحتاج لفلوس وما رح تطلع كل هالمسافه لوحدها معه ...فكرة الحافلات وارده بس نفس الشيء تحتاج فلوس ..من وين تحصلهم ؟!
تنهدت بعجز وقلة حيلة ..ما توقعت بيوم من الايام تتحول حياتها لهذا الشكل ؟
عقدت حواجبها باستغراب ما تدري وين راح مهاب وأمه ...وقفت على حيلها بعبوس من وجع ظهرها ...فرصتها الحين تهرب ..
تناظر من حولها بحذر وترقب ....طلعت من صالة الانتظار ..وقفت برعب لما لمحتهم واقفين مع رجال ما تعرفه ..كيف رح تغادر بوجودهم كذا ....
كتمت انفاسها وقلبها يدق طبول ...التفتت على مجموعه حريم مروا من جنبها وبدون تفكير دخلت بينهم وتوجهت معهم للخارج ..تنفست بعمق لما وصلت للخارج ...ناظرت حولها بترقب وخوف ....
اقتربت من حرمه وسألتها كيف تروح للمدينه يمكن تلقى طريقه افضل..
ما في غير نفس الاجابه اما بسيارة اجرة او حافلات... ياربي كل الطرق مقفله بوجهها ..مستحيل ترجع لوحدها ....
اقتربت من حرمه ونطقت بغصه: لو سمحت استخدم جوالك محتاجه اتكلم مع عمي ضروري
الحرمه ناظرتها بتقييم بعدها مدت لها الجوال: لا تتأخرين مستعجله !
هزت رأسها ومسكت الجوال بيد مرتجفه ...توارت خلف الحرمه بحيث لو خرج مهاب ما يشوفها ...
اخذت نفسها بصعوبه ودقات قلبها تدق بقوة ...ما عندها حل الا عمها مطلق يأخذها من هنا ...
سجلت الرقم بيدها المرتجفه ..كتمت الانفاس لما وصلها اول رنه ...رنه رنتين حست الروح ردت فيها لما وصلها صوت عمها مطلق.. وكأنها وصلت لطوق النجاه ..نطقت بنبره مخنوقه: عمي!
مطلق الي عرفها من صوتها ..زم شفته بضيق ...الظاهر غسق ما رح ترسيها على خير ..ورح تجلب له المشاكل ..وبتمثيل متقن نطق: الو
غسق بلهفه واشتياق ودموعها ما قدرت تحبسهم لما وصلت لطوق النجاه: انا غسق
مطلق يتظاهر ما في شبكه : الو الو
عقدت حواجبها الظاهر ما في شبكة هنا .. تحركت كم خطوه وهي تنطق: الو عمي تسمعني
مطلق : الو ..الو
حست كل الابواب تسكرت بوجهها لما نطقت الحرمه : استعجلي زوجي وصل مستعجله طالعه لمستشفى*******
عقدت حواجبها وعقلها يفكر..هذا المستشفى بالمدينه ...
نطقت بغصه : عمي تسمعني؟!
جحظت عيونها لما وصلها صوت زوجة عمها تتكلم: قول لها انهم هربوا؟!
ناظرت الجوال بعد ما قفل الخط ...عقلها عجز يستوعب كلامها .. ارتجف قلبها معقول امها وابوها هربوا ؟!
وبدون تردد ناظرت الحرمه وبرجاء نطقت: عادي لو طلعت معكم للمستشفى امي تعبانه ولزوم اوصل لها ؟!
الحرمه على مضض نطقت وهي تناظر عيون غسق الباكيه .. وكأنها سمعت خبر مفزع على الجوال: اشوف زوجي
هزت راسها غسق بلهفه وبامتنان نطقت: ما رح انسى معروفكم!!
خنقتها العبرة وما قدرت تكتم شهقاتها...ضياع اهلها شيء ما توقعته أبدا...
تتمنى لو تطوى الارض وبلمحة بصر تكون بالمدينة ...ما رح ترتاح الا لما تشوفهم بعيونها!


**
**
**
استند على باب الغرفه بتعب بعد ما طلعت الممرضه من الغرفه...يناظر ارجاء الغرفة بسرحان ....ما عاد فيه حيل لاي شيء ..ما هو قادر يشوف اسيل تذبل بين يدينه وما يساعدها ...
من وين يحصل فلوس ويعالجها ... والي زاد تعبه غسق وكانها ملح وذاب ..ما لها اي أثر ...معقول ما يلمحها طول ذي الفترة ؟!
والمشكلة آسيل زادت حالها سوء تبغى تشوف غسق!!
رفع نظره للسقف ما عاد فيه يتحمل أكثر ..
التفت على اسيل متمدده على السرير والمغذي موصول بيدها.. ومغمضه عيونها من شدة التعب ...
مسح دمعه قهر نزلت على خده ....مسحها بيد مرتجفه ..لزوم يكون اقوى وما يضعف ... لزوم يروح للشخص الي رح يساعدهم ...بس ما يعرف العنوان الحين ..وما صادفها في بيت ابو مهاب طول هذي الفترة !!
كيف يوصل لها ؟!
رجع بخطوات ضعيفه باتجاه أسيل ..نهضها من يدها بشويش..لزوم تأكل شيء تسند نفسها !!
أسيل ناظرته والحزن يخيم على ملامحها بعد ما فقدت قرة عينها ...
هز رأسه بأسف غياث ..وبداخله يشجع نفسه يرجع غسق لحضن أسيل ويتجاهل كل شيء ...بس خايف من العواقب ....يخاف يوصل الضرر لغسق ...ما يبغى يؤذيها يكفي التنمر والحالة النفسية الي اصابتها منهم ....لزوم يفكر وما يستعجل بأي تصرف يندم عليه بالمستقبل!!
**
**
**
مهاب عقد حواجبه باستنكار: كيف ما هي موجودة ؟!
ام مهاب وعيونها تجول بالمكان : ما لها اثر بالصالة
مهاب يستبعد فكرة الهرب نهائيا بما انهم بالديره وما تملك فلس واحد ...نطق وهو يسطر على انفعاله: يمكن بالحمام او بالمصلى...خلينا نشوفها!!
ام مهاب قلبها يرتجف خايفه من فكرة هروبها خاصه بعد ما سألت كم حرمه وقالوا إنها غادرت الصالة ...مجنونه إذا فكرت بالهرب ...
بعد وقت ما تركوا مكان وإلا بحثوا عنها بدون أي فائدة..وين اختفت!!
ام مهاب تعبت من البحث عنها وخاصه بعد ما سالوا مزنه وقالت ما احد رجع!!
مهاب النيران تشتعل بداخله ...كاتم غضبه بصعوبه ..ناظر امه لما نطقت بضيق: خلينا نرجع يمكن خافت تدخل عند الدكتورة ورجعت لوحدها!
زم شفته من سخافة ذي الترقيعه ..اشر لها وتوجهوا للخارج وهو يتمنى تكون موجودة حتى ما تصير اشياء ما تحمد عواقبها...اذا ما كانت موجودة ..اكيد مطلق جاء وأخذها ...شد على قبضة يده بقوة ..ما رح يرحم مطلق لو فكر يعملها!!
رح ينتظر ساعتين اذا ما لقى لها أثر رح يقلب الدنيا فوق رأسهم !!
**
**
**
ما فكرت بهذه الخطوة ونتائجها ...خروجها من الديره ورد فعل مهاب تجاهلت كل شيء وعقلها مع أهلها وين تلاقيهم ؟!
وضعهم الصحي ما يسمح لهم يعيشوا لوحدهم ...ليه تركوا عمها مطلق ؟! وش صار شيء حتى يهربوا ...زمت شفتها وعقلها يستحضر الماضي أبوها دوم فكرة الهرب تجول بعقله ..ما قدرت تعرف سبب تصميمه على الهرب ....قررت تدخل المستشفى بعد ما ابتعدت الحرمه عن أنظارها...توجهت لمصلى المستشفى تبغى تصلي وبعدها تفكر كيف توصل لعمها مطلق..وللحين عقلها بداومه ما هو قادر يستوعب هروبهم ...كيف هربوا وما يعرفون احد ...ما تدري إذا هم بخير أو لا ...بعد وقت أنهت الصلاة ..جلست تستغفر ودموعها تنهمر من عيونها ....ذهنها طول الوقت منشغل معهم ...
ما عاد عقلها يستوعب شيء ..كيف هربوا والعمليه ؟! ....على أساس سافروا ؟! ...تحس في أشياء مخفيه ما تعرفها ؟!
مسحت وجهها بالشال ...واقتربت من حرمه تطلب منها الجوال ...تختنق بزياده من ذي الحال وهي كل شوي تطلب من الحريم الجوال وكأنها متسوله ...
ما في غيره عمها مطلق يساعدها بهذا الوضع ...سجلت رقمه وضغطت على زر الاتصال وقلبها مقبوض..خايفه تسمع أشياء توجع قلبها بزياده... انقبض قلبها بزياده لما انفصل الخط وما رد عليها ...
رجعت تتصل مرة ثانية ... أول ما انفتح الخط نطقت بنبره باكيه ما قدرت تسيطر عليها: امي وأبوي وين ؟!
مطلق مط شفته بضجر .. وكأنه ينقصه غسق...وبنبره موجوعه متقنه نطق : غسق وش فيك تتصرفين بجنون؟
تبغين تخربين كل شيء باتصالاتك
قاطعته بعدم صبر ما عادت تفرق معها الاتفاقات ولا شيء دام اهلها بخطر: امي وينهاااا؟!
مطلق تنهد : أمك و أبوك بخير عندي!
قاطعته بتكذيب : أنا سمعت خالتي تقول إنهم هربوا
نطق وبداخله قهر من لسان زوجته ..وبترقيع نطق: تقصد قبل أشهر هربوا من هنا
عقدت حواجبها وهي تمسح دموعها: وليه هربوا ؟!
وباتهام تابعت كلامها: على اساس رح تعالجهم ... أنا ما تخليت عنهم إلا حتى بالمقابل أمي تتعالج...ضحيت بحياتي علشانهم ..ما رح اقبل تكون تضحيتي ببلاش!
قاطعها بضيق من هجومها: وش فيك تكلميني كذا ؟!
هذا ذنبي يوم اهتميت فيهم ...وقررت أعطيهم حريتهم وما قفلت الأبواب ...انا وش ذنبي إذا أمك هربت قبل السفر ما تبغى تتعالج ...وبطلوع الروح حتى لقيتهم؟!
قولي لي وش ذنبي؟!
حست غسق بمشاعر خيبه اجتاحتها ... أمها ما تلقت العلاج ...سبع اشهر مضت من حياتها تجرعت الذل والإهانة والغربه بدون مقابل ...وبنبره ضعيفه نطقت: ليه رفضت العلاج؟!
مطلق يمثل دور المظلوم ..نطق وهو ينفجر بوجهها: خلااااص انا تعبت من كل شيء ....تعبت من أمك وأبوك ما تتصورين العناء الي واجهته وأنا أبحث عنهم...انا تعبت من كل شيء .. أهلك من ناحيه وعماد من ناحيه مضرب عن الأكل وحالته حاله ..وانت كل فترة تسببين لي مشاكل مع اهل أبو مهاب ...خلااااص ارحموني ..انا ما ارتكبت اي ذنب حتى ألقى كل هذا بحياتي !!
ما عاد فيني حيل أتحمل أكثر !!
زمت غسق شفتها بضيق وهي تسمع انهيار عمها ..يمكن كلفته فوق طاقته ...ما تلومه كل الي مر عليهم شيء لا يحتمل ...قلبها يحترق على أهلها وعلى عماد ليه مضرب عن الأكل .. هدأت العاصفه الي اجتاحتها ..وبنبره ضعيفه موجوعه: ليه عماد مضرب عن الأكل
قاطعها بوجع: تظنين الحياة هناك سهلة عليه؟!
نطقت بضعف وهي تبلع غصاتها: ربك كريم يا عمي ...
سكتت للحظات..تبغى تريح قلبها وتسمع صوت أبوها نطقت بنبرة موجوعه: أبغى أكلم أبوي وأريح قلبي
قاطعها بتوهق من وين يجيب لها الخبل يكلمها: قبل ساعة تناولوا الأكل وناموا ...الحين انت من وين تكلميني ما نبغى فضائح
قاطعته بضعف وهي تناظر السقف ودموعها تنساب بخفه: أنا هربت
أبعدت الجوال عن أذنها من صراخه: وش تقولين؟!
مجنونه انت ؟!
انا الغبي الي وثقت فيك وتركت رقبة عماد بين يدينك !!
هم يدرون إنك هربت!
نطقت بخفوت: ما ادري!!
نطق بقوة: الحين ترجعين
قاطعته بقوة ما رح ترجع حتى تشوف أمها وأبوها بعيونها: ما رح أرجع حتى أشوف أمي وأبوي ..تعال خذني
قاطعها بغضب: من وين أوصلك ...ترى حنا من ذيك الايام تركنا المنطقه ونسكن بمنطقه ثانيه ..احتاج ٥ او ٦ ساعات حتى أوصلك متخيله الوضع انت ؟!
حست جسمها يرتعش من المسافه البعيده الي تبعد امها وابوها عنها .. نطقت بانهيار: وبيتنا؟!
نطق بقوة: اعلنته للبيع !!
حست بسهم اخترق قلبها من ذي الاخبار ...خلاص بيتهم راح ؟!
مطلق تابع كلامه بغضب: ارجعي الحين قبل ما يكتشفون
قاطعته لما بدأت حصونها بالانهيار بنبره باكيه : انا هربت من الديره
نطق بكل غضب من تصرفاتها الغبيه: كيف هربت ؟! كيف رح نتصرف الحين ؟!
انا رح اموت قهر من تصرفاتك الغبيه!
جحظت عيونه وهو يشوف معه اتصال ثاني من مهاب ...نطق بقهر وعجز من حل المشكله: مهاب الزفت يتصل فيني ؟!
وش اقول له الحين ؟!
اخخخخخ منك يا غسق!!
اسمعيني وينك الحين ؟!
نطقت وقلبها يدق طبول من لما سمعت اسم مهاب ما تدري وش رح يعمل لها ...ما تبغى ترجع له أكيد ما رح يرحمها بعد ما استغفلته ...نطقت باختناق: انا بمستشفى*******
نطق بقوة: وليه جالسه هناك ؟!
ردت بغصه: الحرمه الي طلعت معها نزلوا هنا
قاطعها بلا اكتراث لذي التفاصيل: اسمعيني اطلعي الحين أرسل لك أبو معاذ يرسلك للديره قبل ما يكتشفون الموضوع..والزفت مهاب ما رح أرد عليه إلا لما أتأكد إنك وصلت هناك .. أنا رح أنكر أي تواصل بيننا لا شفتك ولا كلمتك ..دبري أي سالفه من عندك عن غيابك ..والحين يطلع لك أبو معاذ
قاطعته برفض: ما رح أركب مع ابو معاذ لوحدي ..
قاطعها بصراخ: ما رح يأكلك
نطقت ببكاء من صراخه وكأنه ينقصها: واذا شافنا مهاب وأنا انزل معه
قاطعها بقلة صبر: ما رح يقول شيء على أساس إنه خالك !! .. وإلا ناسيه إنك الحين غسق مطلق؟!
اعملي مثل ما قلت لك .. وأتمنى ما تكررين هالتصرف!!
نطقت كمحاوله اخيره: أبغى أكلم أبوي
قاطعها وهو ينفجر بوجهها: تشوفينه وقت تكلمينه الحين؟!!
تنهد لما حس على نفسه انفعل كثير: انا اعتذر يا غسق اذا انفعلت بس الحال يجبرني أكون كذا ... أبوك وأمك بالحفظ والصون ...قبل ما تطلعين لذي الدنيا وأنا أرعاهم واهتم فيهم ..تشكين فيني أقصر معهم بعد هذي السنين ؟!
هزت رأسها بالنفي وبنحيب نطقت: ما تقصر يا عمي!!
وصل سلامي لهم
قاطعها وهو يتكلم بسرعه: اطلعي وانتظري ابو معاذ برا ورح أرسل أقول له تكون معه زوجته المسيار حتى ترتاحين ...إلتزمي الصمت ولا تتكلمين بشيء!!
نطقت بخفوت: ان شاء الله...
غمضت عيونها بتعب بعد ما أجهدتها المكالمه وما عاد لها قوة تتحمل أكثر ...
ناولت الحرمه الجوال واعتذرت لها عن طول المكالمه ...رفعت نظرها للسقف وكأنه صخره فوق صدرها ... كيف ترجع الحين ...وش تقول لمهاب؟!
مسحت وجهها بنقابها قبل ما تلبسه وهي تحس بحرارة دموعها ...
وقفت بروح خاويه متوجهة للخارج ....وقفت عند البوابه وناظرت المستشفى للحظات وكأنه شيء بداخلها يحثها تبقى هنا وما ترجع للديره ..وتروح عند عمها وتطمئن على اهلها بعينها ....
عضت على شفتها بقوة وكلام عمها عن المسافه الطويلة الي بينهم ..تحس اليوم بمعنى الغربة بذي الدنيا !!
*
**
**
بداخله نيران مشتعله من اختفاء غسق ...لف المستشفى والشوارع والمكان عدة مرات وما لها أثر ...كيف اختفت ؟!
والي يقهره أبوها ما يرد !!
رجع يتصل فيه والغضب يتصاعد بداخله ...كم مرة اتصل عليه وما رد عليه !
ناظر امه الي تهدي فيه: يمكن ضيعتنا يمه وتبحث عنا الحين!
ارجع شوفها بالمستشفى مرة ثانية
مزنه نطقت بتدخل: متأكده إنها هربت هالكلبه ..صدق عمر ذيل الكلب ما اعتدل!!
ام مهاب ناظرتها بعتب وهي تشوف ملامح مهاب الغاضبه: يا خالتي كوني محضر خير
قاطعتها بزعل: ليه تشوفيني محضر شر؟! أنا أقول كلمه حق وما يهمني أحد !!
ناظري الوقت قريب من المغرب وين طست للحين؟!
هذا آخر الدلال يا مهاب ..هذي الأشكال لزوم تبقى تحت الأقدام
قاطعها مهاب بملامح منتفخه: جدتي
نطقت بقهر: نسينا إنك ما ترضى عليها!!
هز رأسه بأسف من تفكير جدته ..رجع يتصل بمطلق وهو يتمنى يكون قدامه ويطلع كل حرته فيه ....معقول طول هالمده ما شاف المكالمه؟!
للحظة كان رح يفصل الخط ...سرعان ما تراجع لما انفتح الخط ونطق صوت نشاز بالنسبة لمهاب: الو
مهاب بدون مقدمات نطق وهو صاك على أسنانه: بدون لف ودوران وين غسق وإلا وربي إلا
قاطعه مطلق: وش فيك متصل والشر معك ؟!
مهاب بإصرار: وين غسق ؟!
.. قلت لك من قبل ابعد عنها أفضل لكم
قاطعه مطلق بانفعال: تراك زودتها كلما تتصل تكون تهدد وتتوعد ..احترم نفسك ماني بزر قدامك ...وليه تسألني عن غسق وهي عندك؟!
مهاب بإصرار: صدقني ما رح أعدي الموضوع بالساهل
قاطعه مطلق: أقولك ما أدري عنها من ذاك اليوم ما شفتها ولا لمحتها ...
لا تقول إنك ضيعت البنت ..وربي إلا أشتكي عليك!
قفل مهاب الخط بوجه مطلق من شدة القهر ..اذا مطلق ما اخذها مين أخذها؟!
هي بمكان غريب عليها ..معقول ضاعت وهي تبحث عنهم ؟؟
قرر يرجع للمستشفى مرة ثانية ويبحث عنها ...تحرك للخارج متجاهل جدته الي تنادي عليه يرجع!!!
كتم غيضه وقهره من فكره إنها استغفلته ...ما رح يرحمها إذا فكرت بالهرب ..ما رح يسمح لها تستغفله !!
حرك السيارة متوجه للمستشفى وعيونه على الطريق يبحث عنها !!
ما لها أي أثر ...وصل المستشفى ...ركن السيارة بموقف السيارات ..ونزل بعد ما مسح وجهه من النيران المشتعلة بداخله...مشتت بين فكرة هربها وبين إنه أصابها مكروه!!
دخل المستشفى وعيونه تجول بالمكان لو يلمح طيفها ....بدا يسأل الموظفين اذا جاءت لهم حاله بدون اسم ...يمكن فقدت الوعي ودخلوها ...يحاول يقنع نفسه بأي شيء ..ما يبغى تسقط من عينه ...يبحث لها أعذار حتى ما يفقد الشيء الجميل الي لامس قلبه ...لما نوصل لمرحلة نحاول نقنع أنفسنا بأشياء ما لها أساس وحنا مقرين وعارفين بالحقيقه ...كل هذا حتى ما نفقد الشيء الي حصلنا عليه...
تنهد بعد ما فقد الامل يلقاها بالمستشفى ... حمل نفسه وخرج للخارج وهو يزفر زفرات حاره ....قرر يبحث حول المستشفى ..تحرك بفقدان أمل ...توجه لحديقة المستشفى وعيونه تجول بالمكان ...ما لها أي أثر ...لف نفسه يرجع متأكد مطلق يكذب عليه ...ما رح يرحمه ولا رح يرحم احد منهم ...
مطلق جحظ عيونه من كلام ابو معاذ: متأكد ؟!
ابو معاذ هز رأسه بتأكيد: اقولك شفته واقف مع رجال ما اعرفه داخل المستشفى!!
صك على اسنانه بقوة .. وأخيرا رح يقع بقبضة يده ..ما رح يرحمه ...رح يخليه يتمنى الموت ....وبحرص نطق: انتبه عليه وما يغيب عن نظرك لو لحظة واترك غسق انا أتدبر أمرها
رد بتوجس: غسق غادرت أخذت مني فلوس وغادرت لوحدها رفضت أرجعها.. طلبت مني عنوان بيت أبو مهاب ؟!
نطق بغضب من تصرفاتها..الحين برجوعها لبيت أبو مهاب رح يعرفون انها هربت من الديره ...غبيه غبيه رح تورطه معها ..وبقهر نطق: ليه تركتها ؟!
اخخخخ انا رح اموت والسبب المختل وابنته ..اسمعني زين عينك على غياث لوقت وصولي !!
قفل الخط مطلق وهو ينطق بغضب:الله يأخذكم اغبياء!!
تحرك للخارج بعجله متجاهل زوجته الي تسأله وش صار حتى يثور كذا !!
غسق بارتجاف من عصبية أبوها: واضح من كلامه لقى عمي غياث .. أخاف يؤذيه
ام عماد زمت شفتها بضيق: ما أدري غياث كيف يفكر ..يعرف مطلق وعصبيته كيف يستغفله ويهرب ؟!
غسق وقلبها يرتجف من عصبية أبوها: إن شاء الله ما يلقاه لأني متأكده ما رح يرحمه !!
ام عماد تنهدت بضيق وغادرت الصالة ...وهي تتصل على زوجها تحذره ما يسرع بالسيارة !!
**
**
**
واقفه قدام بيتهم والحزن يعتصر قلبها ...وكلمة " للبيع " أوجعت قلبها ...كيف الأيام والأحوال تتبدل ..بلحظة انقلبت حياتهم فوق تحت وتشتتوا وكل واحد بجهة!!
عمها مطلق ما رح يقبل برجوعها خوف على عماد ... وإن هربت رح يرجعونها مرة ثانية وتسوء حياتها أكثر ...ما عندها الحين إلا فرصة المولود يكون ولد ...رفعت نظرها للسماء وهي تدعي بخفوت " يا رب يكون ولد"
زفرت بضيق ومسحت على الورقه الملتصقه على البوابة ...
سحبت الورقه وقطعتها قطع صغيرة ووضعتهم بسلة المهملات قريبة من البوابة ...ابتسمت بحنين للماضي لما لفت نظرها إمام المسجد يمشي بالشارع ..تتذكر لما كانوا صغار كان يوزع عليهم هدايا ويدعي لهم بالخير ... زمت شفتها باختناق رح تمر ذي الأيام ويرجعون هنا وينتهي كل شيء!!
تنفست بضيق وشعور كل الابواب تقفلت بوجهها ...وين تروح الحين ما لها إلا بيت أبو مهاب؟!؛
لفت أدراجها وبتردد وقفت سيارة أجرة ...بعد ما أعطت عنوان بيت أبو مهاب ...
تحس نفسها رايحه للموت برجولها ....تحس أصابها تبلد بالمشاعر ما عاد يفرق معها رد مهاب على تصرفها ..ولا فكرت بتبرير لتصرفها .. قلبها ميت من كل شيء ..
بعد وقت نزلت من السيارة ووقفت أمام البوابة السوداء الكبيرة ...مطت شفتها وكأنها واقفه أمام بوابة سجنها ..كرهت ذي البوابة وكرهت اللون الأسود لأجلها ...كتمت حزنها وتوجهت للداخل بخطوات خاويه ... الهدوء يعم بالمكان ..توجهت مباشرة لجناح مهاب تحس ظهرها رح ينكسر من شدة الوجع..تبغى ترتاح من الصبح ما ارتاحت ويا ليت لقت شيء مقابل تهورها ...زمت شفتها بضيق ما تدري وش رح تكون رد فعل مهاب وخاصه بعد ما لمحت رفيف واقفه عند باب غرفتها أكيد رح تنقل له الخبر مباشرة !!!
تحركت باتجاه الفراش ..وبصعوبه جلست على الارض ..آنت بوجع ....وجع فضيع ما تقدر تتحمل شهرين زيادة .. وضعت يدها على بطنها ما تبغى تفقده وما رح تتخلى عنه ....
عجز عقلها يلقى حل يرضي جميع الأطراف !!
غمضت عيونها وهي تحس برفسات جنينها ..اتعبته اليوم معها ..ما له ذنب بكل شيء!!
تنفست بعمق لما بدأ يخف وجع ظهرها....
**
**
**
أم مهاب خايفه على ولدها....من لما خبرتهم رفيف برجوع غسق لبيتهم توجهوا مباشره هنا ...نطقت لما اقتربوا من البيت برجاء: مهاب بالتفاهم
قاطعتها مزنه بقهر من تصرف غسق كيف ترجع لوحدها ومعطيتهم طاف: هذي ما ينفع معها تفاهم ...ناظري كيف من لما جاءت ومهاب يعاملها باحترام ومع ذلك ما قدرت هذا الشيء .. وكأنه طوفه بهذا البيت تحمل نفسها وترجع ؟! والأهم كيف رجعت ؟!ومع مين رجعت لهنا ؟!
تسيب ما أقدر أتصوره !!
أم مهاب برجاء: يا خالتي
قاطعتها مزنه بقوة: مشكلتك طيبه وما تعرفين الناس!!
مهاب متجاهل كلامهم وبداخله نار مشتعله من تصرفها ... وكأنه جدار بالبيت ...لذي الدرجه ما تشوف له قيمه ...تحمل نفسها وتهرب ؟!
ما رح يرحمها على هذا الاستغفال ...يحس بكمية الغباء الي فيه وهو يدورها بكل مكان وبالنهاية حضرتها راجعه لوحدها!!
ناظر جواله لما رن ...هذا ابوه اكيد خبرته رفيف برجوعها قبلهم ويبغى يستفسر ..ما رح يرد عليه ...يخاف يكون قريب من البيت ويطلع حرته بغسق!!
ناظر جدته لما ردت على جوالها ...زم شفته بضيق من كلامها لما وضعت الجوال على مكبر الصوت: قريب نوصل...
ابو مهاب نطق بغضب: وش الي صاير؟! مطلق الزفت اتصل فيني يتوعد اذا ما لقيتم غسق؟! وينها الزفته؟!
مهاب ناظر جدته ما تتكلم...
تجاهلت نظراته وبقوة نطقت: خلي أبوك يعرف ...اليوم طلعوا للمستشفى حتى تراجع عند الدكتور...وحضرتها هربت من الديره راجعه لوحدها ..وساعات وحنا نبحث عنها هنا وهناك وحضرتها راجعه للبيت شافتها رفيف رجعت
ابو مهاب هز رأسه بتوعد: ما شاء الله لا سائل ولا مسؤول..والزفت مطلق بس يبغى يحط علينا ..يصير خير!!
مهاب ناظر جدته بقهر من كلامها كذا تخرب الامور: لحظة يبه
مزنه ناظرته ورجعت جوالها: قفل الخط !!
تنهدت براحه بعد ما وصلت السالفه لولدها خليه يسنعها لأنه واضح مهاب ما عنده سالفه ومتعاطف معها كثير ..تمادت ولزوم تلقى عقاب تصرفها!!
مهاب بقهر نطق: قلت لك أبوي أنا أخبره
قاطعته مزنه: أنا او انت وش تفرق؟! المهم إنه يعرف؟!
ام مهاب انقهرت من تصرف خالتها ...تخاف زوجها يستفرد بغسق قبل وصولهم !!!
يمكن مهاب أرحم من أبوه!!
أول ما دخل البوابه وركن السيارة ..نزل بخطوات سريعه للداخل ..بعد ما شاف سيارة أبوه موجوده... أم مهاب تحاول تجاريه بخطواته تخاف يفردوا عضلاتهم عليها الاثنين لأنه ولا واحد ناوي على خير...
ناظرته لما صعد الدرج بخطوات سريعه والغضب واضح عليه ..نطقت برجاء: مهاب
زمت شفتها بضيق لما دخل الجناح وضرب الباب خلفه بقوة !!
مشكلة مهاب إذا عصب ...تابعت خطواتها للأعلى وقلبها يدق بقوة خايفه على غسق من مهاب وأبوه إذا فقدوا أعصابهم رح تتأذى البنت!!

**
**
**
ابو مهاب من لما جاءت لهذا البيت وقلبه يغلي منها غليان ..بداخله نار مشتعله واليوم رح يطفيها ... أول ما دخل الجناح فتح غرفة مهاب مقفله ... أكيد رح تكون بالغرفه الثانيه ..توجه للغرفه الثانيه مباشره ..والشياطين تناقز فوق رأسه...ناظرها اول ما فتح الباب تفاجأت من دخوله وكأنه إعصار...
كانت واقفه بتعب بعد ما ريحت نفسها ..جهزت نفسها لصلاة المغرب ..واقفه أمام المرايه تربط شعرها بصعوبها ما لها حيل تتحرك ...شهقت برعب من دخوله المفاجىء عليها وملامحه ما تبشر بخير ..تلقائيا ..تركت شعرها الي انتثر من حولها وكأنه شلال..تحس قلبها نزل للارض من شدةالرعب ...رجعت خطوة للخلف ولسانها انعقد لما اقترب وقفل الباب خلفه!!
أبو مهاب وأخيرا استفرد فيها ما في أحد يحميها منه ...اقترب وهو ينطق بشراسه: اليوم يومك...من زمان ودي أسنعك بس ما حصلت الفرصه المناسبه !!
تظنين إننا هنا جدار طالعه لا سائل ولا مسؤول ؟!
وإلا تظنين للحين عند مطلق والحبل مرخي لك؟!
مب قادرة تبلع ريقها من صعوبة الموقف ...انكمشت على نفسها لما صرخ عليها: مع مين رجعت؟!
مب قادرة تنطق حرف واحد... تفاجأت لما احكم قبضته على شعرها وشده بقوة وهو ينطق بقوة ..متجاهل ملامح الألم الي ارتسمت على وجهها : مين أرجعك هنا؟!
تحاول تفك شعرها من شدة الوجع ..سرعان ما غطت وجهها لما صفقها بقوة ...
احكم قبضته على يدينها وهو يصفقها كفوف بقوة ..تحاول تخلص نفسها مو قادرة ....
تحس ما عادت تحس بوجهها .. صرخت لما رجع يشد شعرها بقوة وهو ينطق: ليه هربت ومين الكلب الي أرجعك؟!
ما شاف منها إلا البكاء وهي تحاول تخلص نفسها منه ...للحين ما طلع حرته فيها ...وبدون وعي مسك العقال ونزل فيها ضرب بقوة بدون رحمه ولا شفقة...مطلق اليوم أوقد كل نيران الحقد والثأر بقلبه ..فوق سواد وجهه يهدد فيه !!
دخل مهاب بفجعه وهو يشوف أبوه يضربها بدون رحمه ..ودون تردد..مسك يده وبقهر نطق: يبه كافي!!
ابو مهاب وهو يلهث وبقهر نطق: وربي إلا أسنعها قليلة التربيه!!
وش هذي الهياته..تظن نفسها عند أبوها لا سائل ولا مسؤول!!
ناظرته غسق وبداخلها حقد وكره لهذا الإنسان ..ومن بين دموعها نطقت بغل وحقد: حسبي الله عليك يا ظالم
وقف مهاب بوجه أبوه لما هم يرجع يضربها ..وهو ينطق بغضب: اتركني أربيها هالكلبة!!
مهاب بغضب: خلاااااااص!!
غسق من بين دموعها: وربي الا اشتكي عليك
قاطعها مهاب بصراخ: خلاااااااص انكتمي!!!
تكورت على نفسها برعب من صراخه !!
ام مهاب دخلت والرعب بقلبها من صراخهم ..عفست ملامحها بألم وهي تشوف غسق متكورة على نفسها وما تسمع الا صوت شهقاتها!!
مهاب نطق بقهر: يبه ليه تضربها
أبو مهاب زفر بغضب: انت ما سمعت أبوها اتصل يهدد فينا ..وش يضمن لنا باكر تهرب ويخفيها عنده ويدخلنا بسالفه
قاطعه مهاب وهو يحاول يطلع أبوه من المكان: يبه
ابو مهاب للحين النار مشتعله بقلبه ..ناظر زوجته الي جلست جنب غسق تتفقدها: وين مفتاح ذي الغرفه ؟!
مهاب زفر بضيق: يبه انت فهمت السالفه غلط ..جدتي تحب تكبر السالف
قاطعه بغضب: لا أنا فاهم كل شيء ..وعارف نيتها هالكلبه ..لكن من الحين وربي الكعبة ما تطلع من باب الغرفه والمفتاح معي ..
مهاب خلاص اكتفى من المشاكل وباعتراض: يبه ترى
أبو مهاب بإصرار وتصميم: إذا طلعت من الجناح من هنا لوقت الولادة اعتبر أمك طالق طالق!!
أم مهاب شهقت من كلامه وش هالرجال انجن ؟!
مهاب يحاول يضبط أعصابه ..نطق يساير أبوه : ما رح تطلع برا الجناح ...بس انت هدي أعصابك !!
أبو مهاب ناظر ولده بتهديد: طلاق امك بيدك يا مهاب !!
غمض عيونه بقهر من ذي المشاكل الي ما تخلص ...
مهاب مسك يد أبوه: خلينا نتفاهم تحت!!
ابو مهاب ناظر زوجته بوعيد: اتركيها جعلها للموت
ام مهاب بقهر من تصرفه: تراها حامل كذا
قاطعها بغضب: بالناقص منها ومن هالطفل؟! كل هذا بسببك وسبب ولدك دلعتوها علشان هالطفل ...وهذي نتائج دلعكم!!
ام مهاب نطقت ودموعها تنزل بخفه : وربي ما
قاطعها بغضب: اتركيها وربي إن قربت منها أو تكلمت معها ما يصير خير ....
مهاب يحس الأوضاع تسوء ..اقترب من أمه ونهضها برجاء : اتركيها يمه ..خلي الأوضاع تهدأ الحين!!
ام مهاب تحركت على مضض ..ما تبغى تعاند ويرجع يطلع حرته بذي الضعيفه...اضطرت تجاريه وتطلع معه !!
أبو مهاب طلع من المكان بعد ما تفل عليها بقوة !!
**
**
**
مر وقت وهي متكورة على نفسها وتبكي ضعفها ويتمها وغربتها ....
دخل الغرفة بعد ما قفل الجناح خلفه حتى يضمن ما أحد يدخل ....زفر بضيق لما دخل غرفتها وللحين متكورة على نفسها..اقترب بهدوء ونزل لمستواها قلبه ما يتحمل يشوف أحد ضعيف بذي الصورة ...وحيده لا رفيق ولا سند ..هذا الي كان خايف منه أبوه يستفرد فيها ..ما يدري أي مواساه يواسيها بعد القسوة الي تجرعتها من أبوه ...يستغرب قسوة أبوه عليها بالرغم من حنيته على جنس حواء ...ليه متحامل عليها هالكثر بالرغم انها ما لها ذنب ....ما ينكر إنها غلطت بتصرفها ولو أحد ثاني ما رح يتغاضى عن تصرفها ...بس الوضع الحين مختلف رجولته ما تسمح له يشوفها مكسورة حزينه وحيده ويتخلى عنها ......وضع يده على كتفها وبنبره حانيه نطق: لا تبكي
ما قدرت تسيطر على دموعها وشهقاتها خلاص تعبت من كل شيء من حولها ....
رفع رأسها بصعوبه وهو يبعد شعرها الملتصق على وجهها من الدموع...انعصر قلبه وهو يشوف وجهها من اثر الكفوف: لو ما رجعت ..كان ماصار الي صار؟!
نطقت من بين دموعهاوهي تمسحهم بكفها: ما أبغى أجلس بالديرة ..بعد الولادة تتركني هناك وتأخذ طفلي هنا!!
قاطعها باستنكار من تفكيرها الطفولي ...معقول خايفه يتركها هناك وحدها علشان كذا هربت..وبنبره هادئة نطق: ما تثقين فيني؟!
انا قلت لك ما رح أحرمك من ولدك ...ما له ذنب أحرمه من أمه ... كلما بغيتي تشوفينه ما رح أبعدك عنه... وإذا وافقت تجلسين معنا هنا ونفتح صفحه جديده ما عندي مشكله!!
قومي غسلي وجهك واتركي عنك هذا الوسواس...أسندها بشويش : تعالي غسلي
أبعدته عنها ومن بين دموعها نطقت: اتركني!!
ترك يدها وهو يناظرها تمشي بتعب باتجاه الحمام ..وشعرها الطويل يتحرك بشويش وكأنه متضامن مع رفيقته!!
توجه للمطبخ يحضر لها أي شيء تسند نفسها فيه ....بعد وقت قصير رجع وهو يناظرها تمسح وجهها بملابسها...وضع الصينيه على الارض وبصوت حاني نطق: تعالي
هزت راسها بالرفض وهي ماسكه نفسها ما تدخل بنوبه بكاء جديده!
نطق يقنعها: من الصبح ما أكلت شيء ... إذا ما تهتمين لنفسك .. بداخلك روح رح تتحاسبين عليها
زمت شفتها وهي تشعر برفسات جنينها. ...ما له ذنب يعيش كل ذي الحياة ...
جلست بصعوبه ...تحس كل شيء بجسمها يوجعها...نطق بهدوء وهو يشوف دموعها تتساقط مثل حبات المطر: غسق كافي دموع...تناولي لقمه تسندين نفسك
مسحت دموعها إلي أبت تتوقف وبصوت مخنوق نطقت:ما لي نفس!!
قطعت كلامها ودخلت بموجه بكاء ....موجوعه حد النخاع..ما تدري ليه متحامل عليها ابو مهاب كذا ....متى تنجب طفلها ؟! شهرين ورح تطلع من هنا للأبد ..ما رح تسامحه أبد على معاملته القاسيه معها ...
أخذت نفس وهي تحاول تسيطر على نفسها ...مخنوقه مخنوقه كل شيء يغرس بقلبها الحزن والوجع ...
مد لها العصير مهاب: على الأقل اشربي العصير !!
ناظرته وهو يحثها تشرب ويذكرها الجنين ما له ذنب!!
تناولت العصير وشربت. ..مب قادرة تبلعه وكأنها تشرب العلقم!!
مهاب نطق بهدوء: رح أترك الاكل بالمطبخ .. إذا تحسنت نفسيتك تقدرين تأكلين ...
سكت للحظات بداخله كلام كثير وأسئله عن هروبها بس ما هو وقت الاستجواب ..رح يتركها حتى يتحسن وضعها أكثر!!
**
**
**
**
من لما وصل وهو ينتظر خروجه من المستشفى ...عدل لثمته حتى ما يتعرف عليه ...
حسب معلوماته اليوم لها خروج ..ناظر ساعته للحين ما أحد خرج !!
بداخله وعيد له ما رح يرحمه ...رح يعلمه كيف يطلع بدون أذنه ...
زم شفته وطاع جواله واتصل على مهاب من البارحه مستلمه بالاتصالات تهديد ووعيد إذا ما لقوا البنت ..لو تجاهل وما اتصل يمكن يشكون بالسالفه ..لزوم يظهر بمظهر الاب المهتم !!
نطق لما انفتح الخط: الو
مهاب بقلة صبر:نعم؟!
مطلق بتمثيل متقن: أبغى غسق أكلمها واطمئن إنها بخير ..وش يضمن لي إنكم
قاطعه مهاب بقرف: لآخر مرة أقولك ما تتصل على هذا الرقم ...وغسق انساها ..صدقني تراها واقفه على حرف ..ما أحد رح يتضرر إلا عماد ...فاختصر ولا عاد تتصل أفضل لك!!
ناظر مطلق الجوال لما قفله بوجهه..مط شفته بسخرية مالت عليك وعلى أهلك!!
المهم الحين عنده يمسك غياث حتى يضمن ما يخرب عليه شيء بما إنه في أخبار غير مؤكده عن عفو عام ... إن شاء الله يشمل عماد ويرجع له !!,
عدل لثمته وهو يشوف غياث وأسيل خارجين من المستشفى ....
تقدم من جهتهم التف من الخلف بخيث يكون خلفهم ...لحظات وكان محكم قبضته على غياث ...
غياث وقف وهو يحس بشيء حاد بظهره ..وصوت أرعبه لسنوات ينطق: امشي معي للسيارة قبل ما أذبحك بدم بارد!!
ناظر أسيل والرعب واضح عليها ...من شدة رعبه ما قدر يعمل شيء ومطلق يسحبه للسيارة بدون مقاومه ...دفه داخل السيارة بقوة ... أشر لأسيل تدخل السبارة!
دخلت وهي تبكي بتعب من الدنيا متى يرتاحون ؟!
أسندت غياث وملامحه عابسه من ألم الدفه..ناظرته وهي تتفقده إذا كان بخير!!
غياث فكه يرتجف لأنه يعرف وش ينتظره ...اليوم كان ناوي يروح ويسأل عن الجوهره لأنه متأكد رح تساعدهم ...بس ما يدري كيف عرف مكانهم مطلق !!
نسبة هروبه الحين 0% ...ارتعب من صراخ مطلق ووعيده !!
غمض عيونه وأطياف الماضي تلاحقه !!!

**
**
**
مرت الأيام وللحين ما قدرت تتجاوز الموقف ...دموعها ما تتوقف من شدة الحزن ....حبيسه بين ذي الجدران بدون أي ذنب !
شربت مويه لعلها تطفي النيران الي بداخلها ..طلعت من المطبخ وناظرت مهاب دوبه داخل الجناح ..من ذاك اليوم ما كلمها وما راجعها بسالفه هروبها ...
رد السلام بهدوء وتوجه لغرفته!؛
زمت شفتها بضيق بدون ما ترد السلام ..الصمت يغلفها ما لها نفس تتكلم بأي شيء ...
لما توصل لمرحله الملل من كل شيء ...ما لك نفس تعمل شيء ولا تتكلم بشيء ولاتناظر شيء ... رجعت ادراجها للغرفه وقفلت الباب خلفها ..اقتربت من الشباك تناظر منه وعقلها يفكر بهروب اهلها ..معقول الشخص الي شافته كان أبوها ؟!!
خاطر بنفسه حتى يشوفها ويطمئن عليها ؟! واكيد أهل أبو مهاب طردوه؟!!
حست بوجع بصدرها أكره ما عليها أحد يقلل من احترام أبوها أو يهينه ....
يذبحها العجز الي تحس فيه!!
كل الطرق مغلقه بينهم ..متى يجتمعون من جديد ؟!
حست بالباب لما انفتح ..ما كلفت نفسها تناظر .... وصلها صوته وهو ينطق بهدوء: تعالي نجلس بالصالة!!
مطت شفتها بملل ...يقتلون القتيل ويمشون بجنازته ...كسروا وحطموا كل شيء جميل بداخلها ..نظرتها سوداديه للحياة ...لفت وجهها وبرفض نطقت: ما في
قاطعها بحزم: قلت لك تعالي!
زمت شفتها بضيق ما تضمن يمد يده عليها مثل أبوه المتوحش... تحركت خارج الغرفه حتى تضمن ما أحد يلمسها ...ناظرته لما جلس... وبملامح هادئة أشر لها تجلس....
جلست وهي تنتظره يتكلم ...مهاب ناظرها وللحين أثار العقال على اطراف اصابعها .....نطق بهدوء عكس الضيق الي اعتراه وهو يشوف اثار وحشية أبوه عليها : كيف وضعك الحين؟!
هزت رأسها بهدوء بدون ما تنطق حرف!
كتم ضيقه ونطق بأسف: بالنسبة للموقف إلي صار ...ما تمنيت توصل الامور لهذا الحد ...كنت اطمح تتحسن الأمور للأفضل ...بس تهورك رجعنا للصفر وزاد الامور سوء!!
ما أنكر قهري وانفعالي من رجوعك لوحدك بس ما توصل إنك تتلقين كل هذا الضرب من أبوي ...أنا اعتذر بالنيابة عن أبوي ما كان بوعيه ...نقدر نقول أبوك استفزه بالكلام كثير وأشعل نيران الحقد والثأر بقلبه... وكأنه نسي للحظة إنه الي بين يديه بنت ما لها علاقة بالسالفة!!
أبوي ندم على تصرفه ولو يرجع فيه الزمن متأكد ما رح يعمل الي عمله ...
أدري إنه ما هو سهل عليك هذا الشيء ...بس
قاطعته بغصه والدموع تلمع بعيونها: تقول كذا حتى ما ادعي على أبوك ؟!
مط شفته بعدم اكتراث : مو مضطر أبرر لك وخاصه إنك وافقت وقبلت تواجدك هنا وانت تعرفين رح تلقين اسوأ معاملة !!
هاربه من الديره لوحدك تظنين نلقاك بالورود والتصفيق؟!
لو كنت عند ابوك وقطعت ذي المسافه بدون علمه ما أستبعد يكسر رأسك!!
أمالت رأسها بحنين لأبوها وبخفوت نطقت: أبوي لو ألف العالم بدون أذنه ما يضربني ...بعمره ما رفع يده علي ..لأنه الضرب ما يستعمله الا
قاطعها وهو يخزها حتى يغير جوها: اشوف المقص بدأ يقص ..في أب ولا مرة ضرب أطفاله؟!
ما دخلت رأسي!!
مطت شفتها بشبح ابتسامه على ملامحه وهو يخزها بتكذيب: ما تبغى تصدق بكيفك!!
ابتسم : يعني كنت مدلله؟!
هزت كتوفها بعدم معرفه: علاقتنا كانت بعيده عن أم وأب وطفله!!
كنا أصدقاء
رفع حاجب وهو يحس هالشخصيه لا تليق بمطلق..نطق يسترسل بالكلام معها حتى تخرج من حالة الزعل والحزن الي تقبع بداخلها بعد موقف ابوه الاخير: طيب اخوانك يعاملهم نفس المعامله؟!
ناظرته للحظات بحزن .. أيام تمنت لو يكون عندها أخ أو أخت ..ربنا قدر تكون وحيده لأهلها ...اكتفت بالصمت ما تدري وش ترد على سؤاله!!
استغرب سكوتها ..نطق يحثها: وعماد كيف كانت علاقته بأبوك ومعك ؟!
خفق قلبها بخوف لو يعرف الحقيقه وش رح تكون رد فعله ...مجبورة تكمل بهذي المسرحيه حتى ما يتضرر اي احد ..سرح عقلها وهي تستذكر ايام عماد نطقت بحنين لذيك الأيام: عماد شخص رائع لسانه دافىء بعمره ما جرحني بالكلام ...دوم يحاول تكون البسمه مرسومه على ثغري...يواسيني بأيام ضيقي وحزني ...قلبه أبيض ونقي ما يعرف للقسوة طريق بالرغم إنه المدلل ...ما احد يرفض له طلب والي يبغاه يحصل عليه ..عكس أدهم أغلب طلباته مرفوضع
قاطعها باستغراب: وليه أخوك ادهم طلباته مرفوضه!!
ابتسمت وهي تتذكر أيام خالتها دوم تضربه وتصرخ عليه من فشاحته وطمعه : اي شيء يشوفه لزوم يحصل عليه بعكس عماد كان قنوع ويراعي الظروف...
وبغصه تابعت كلامها: صدقني عماد ما هو سيء ...لو تتعرف عليه عن كثب رح تحبه وتعرف كم معدنه اصيل وطيب !!
نطق : واضح إنك تحبينه أكثر من أدهم!!
حست السؤال لامس الوتر الحساس ..ما تدري وش تقول ...نطقت باختصار: يمكن فارق العمر
قاطعها: لأنه عمرك قريب من عماد علشان كذا تحبينه أكثر ...وضحيتي بحياتك علشانه؟!
كلامه ألجمها وما قدرت ترد بحرف واحد ...ما تقدر تقول إنه تحبه وهي على ذمة رجال ثاني ...
زمت شفتها بضيق وما علقت بحرف ...رفعت نظرها له لما سأل بهدوء: كيف رجعت لوحدك؟!
مطت شفتها باستياء من ذي السالفه ...ليتها ما هربت ما استفادت شيء من تهورها ... وبهدوء نطقت: مع حرمه ما أعرفها كانت طالعه من المستشفى وتبغى تيجي للمستشفى الي هنا ...معها زوجها وعيالها ..طلبت منهم يأخذوني بطريقهم
قاطعها بقهر من تصرفها: وانت أي أحد تطلعين معه؟! كذا تثقين بأي شخص؟!افرضي لو خطفوك
قاطعته بسخريه: لو خطفوني يمكن يعاملوني بلطف اكثر من أهلك
خزها من الغباء الي فيها تظن سالفه الخطف بذي السهوله: ما شاء الله كل يوم أشك بقدراتك العقليه!!
تفكير سطحي والغباء مستفحل ما أظن له علاج؟
عقدت حواجبها باستنكار لكلامه: والله؟!
مط شفته بملل: ألف مرة اقولك وضعك ما يسمح لك تتصرفين على كيفك ..ما لك إلا تسايرين لوقت ربك يفرجها ..هانت ما بقى شيء!!
ناظرته بقلب ميت ..الي بالنار ما هو مثل الي يناظر .. وكأنه الشهرين بالسهل يمروا ..من هنا لشهرين تكون تحولت لرماد ..وانطفأت ومات كل شيء ينبض بداخلها؟؟
نطق وهو يشوف ملامحها الي غزاها الحزن من جديد: أتصل برؤى تجلس عندك وتسليك؟!
قاطعته برفض: ما لي نفس اشوف احد وأجامل
نطق وهو يقاطعها: ما تبغين تشوفيني وتجلسين معي؟!
ابتسمت بروح ميته وهو يخزها .. تمنت لو كان كل شيء باختيارها والظروف مختلفه عن هذا الوضع ...
طردت افكارها وبداخلها مشاعر امتنان ومحبه لمهاب ما رح تنسى مواقفه الجميله معها ...
نطقت بنبره ممتنه: عسى ربي يسعدك ويوفقك...تستاهل الخير .. وإن شاء الله ربنا يعوضك كل خير ..وتكمل معروفك معي وتتركني مع طفلي
قاطعها والضيق اعتراه من كلامها الواضح من نيتها بالمغادره : صدقيني رح تكونين راضيه ..اتمنى من هنا لذاك الوقت ما ترتكبين أي حماقه تخرب كل شيء!!
**
**.
**
مستلقي على الارض وما فيه حيل يتحرك بعد الضرب المبرح الي تعرض له من مطلق ...ما ترك فيه مكان سليم ...غمض عيونه بقوة لما بدأت اسيل تمسح جروحه بخفه ....
كل مخططاته طارت بالهواء ...لو يعرف كيف مطلق عرف مكانه ....
زم شفته بعبوس من شدة الألم ...غمض عيونه وهذا الموقف تعرض له كثير على يد أبوه..نزلت دموعها وبداخله طفل ما رح يسامحه على قسوته الي تجرعها بدون ذنب ...
ارخى رأسه وعقله يرجع لأحداث الماضي....

&
&
يتذكر لما كان صغير بعمر ٤ سنوات تناول قطعة حلوى يأكلها وسقطت من يده على الأرض .. ما يدري من وين تنزل عليه الكفوف والرفسات ...وصراخ ابوه وشتمه يتردد بالمكان ...كل هذا الضرب لانه اوقع قطعة الحلوى من يده....تمنى وقتها لو عنده ام تدافع عنه وتكف بطش ابوه عنه ...كل مرة يضربه فيها ما يتركه الا وهو جثه هامدة بلا حراك ...تواجد الجوهرة كان يخفف عنه وتحميه من بطشه ..بس بعد ما غادرت ما لقى احد يحميه من أبوه ...زاد تفنينه بالعقاب ... وكأنه ينتقم من احد عن طريقه
تمنى يعرف الذنب الي اقترفه حتى يتعامل بذي المعامله ...من لما وعي على الدنيا يعيش بدون أمه الاجنبيه الي تركته وسافرت لبلدها بعد طلاقها من ابوه...وبقى هنا عالق بين اليتم وبين قسوة ابوه ...
اقسى شيء قابله من أبوه لما حبسه داخل بئر قديم مهجور يومين .. أحداث مرعبه مرت عليه عقله ما قدر يستوعبها ...وتكرر الحبس حتى ما بقي بينه وبين الجنون شيء ....
قطعت ذكرياته المرعبه أسيل وهي تمسح على شعره بحنان وكأنه تواسيه إنها معه!!
فتح عيونه بتعب وهو يناظرها تبكي بصمت عليه ..مط شفته بوجع على حال أسيل تبكي عليه وقصتها اكثر وجع منه ...
**
**
**
مزنه ناظرت ام مهاب بعدم رضا عن كلامها: يعني أنا لو ما قلت لأبو مهاب ..تراه عنده علم من مطلق!!
أم مهاب للحين متضايقه من خالتها: يعني لو ماتت بين يدينه وقتها نحط حناء؟!
مزنه زمت شفتها بضيق يمكن تسرعت بكلامها وخاصه بعد زعل مهاب عليها ..نطقت بتبرير: ما توقعت يضربها مثل ما تقولين توقعت كف يسنعها!!
ام سيف مطت شفتها بسخرية: أشوف الحنان العالمي نازل على كنتك؟!
ام مهاب بأسف على تفكيرها: ما أدري متى ينزل الحطب من رأسك؟!
انا اتعامل مع الموقف بإنسانيتي
ام سيف زمت شفتها بضيق: تتكلمين لأنك ما ذقت مرارة فقدان الضنى!!
مزنه تنهدت بوجع: الفقد تبقى جمره بالصدر ما تنسينها ...تتماشين مع الحياه بس الحسره بالقلب مع الأيام تخمد وكل فترة تثور
قاطعتها ام مهاب: وانا ما أنكر هالشيء بس وجعي ما يحملني أظلم ناس ما لها ذنب!!
لو شفتيها كيف متكورة على نفسها وتبكي بقوة وحيده ..تخيلي لو كانت وحده من البنات مكانها ..رح تتقبلين تكون بهذا الوضع ؟!
خلينا نعامل الناس مثل ما نحب يعاملونا ..والدنيا دواره !!
سيف انتهى أجله وجاءت على أبسط سبب ...احمدي ربك عندك علي والبنات غيرك فقد بلحظة كل أهله وأحبابه ...قولي الحمد لله..وعمره الثأر ما رجع الي راح!!
سواء عاملتيها بالطيب أو بالسوء أهلها ما يدرون عنها ..اكسبي فيها أجر عسى ربنا يبارك لك بعلي ويحفظلك إياه ..قولي آمين!!
ام سيف باختناق نطقت: امين امين!!
مزنه بدأت تهمس وتستودع احفادها وتدعي ربنا يحفظهم من كل سوء ...
دخلت رفيف بتساؤل: وين مهاب؟!
أم مهاب بهدوء: بالجناح فوق؟! ليه تسألين؟!
رفيف وهي تناظر جوالها : رؤى العبيطه تسأل عنه ... أرسل لها تزورهم وتجلس مع غسق!!
ام سيف مطت شفتها : يبغى مهرج الظاهر بلقيس داخله بنوبه اكتئاب!!
أم مهاب هزت رأسها بأسف ما في فائده من أم سيف..ناظرت رفيف : ترى ما تنقصون شيء لو جلستم مع البنت ونستوها...كم صار لها ما تكلم أحد وتفضفض أغلب الوقت لوحدها ... أخاف يصيبها الجنون من ذي الحياة
رفيف بلا مبالاه: جعلها لهذا الحال وأردى!!
ام مهاب تضايقت من ردها : استغفر الله .
بعد مغادرة رفيف نطقت بعتب: ترى ما أحد يشجع البنات على غسق غيركم ...يقلدوكم ويأخذوا بكلامكم ..ما تبغون تعاملونها بالطيب بس لا تقسوا قلوب البنات عليها ...
مزنه مطت شفتها بسخرية: البركه بمهاب ما هومقصر ..مقيم عندها الظاهر رح يرجع سيف وسياف وخنجر وشبريه
قطعت كلامها وناظرت ام سيف الي دخلت بموجه ضحك من زمان ما شافت ضحكتها!
ام مهاب وقفت ونطقت وما عجبها الكلام: موازين مقلوبه!!!
***
**
٪
تمشي الايام وكأنها سلحفاه ..استنزفت كل طاقتها وما عادت تتحمل الحياة هنا ...منقطعه عن كل العالم ....متى ينفك اسرها ...تنهدت باختناق وهي تناظر تحرك عندهم بالاسفل ما تدري وش صاير ؟!
زمت شفتها من وجع ظهرها لما تمشي وتتحرك ..غادرت الغرفه بخطوات هادئة...
تنهدت وصدت الجدران تذبحها ...تحس كل حياة الناس تمشي إلا هي حياتها متوقفه ومصيرها مجهول!!
التفتت على مهاب لما دخل بملامح مريحه بالنسبة لها ...ما تركها يحاول يعاملها بالطيب حتى تمشي الايام ويخلص منها ...تحسه ينتظر اللحظة الي تنجب فيها ويتخلص منها .. وكأنها هم فوق صدره ينتظر اللحظة الي يتخلص منها ؟!
ردت السلام بخفوت
نطق بهدوء: كيفك اليوم ؟!
نطقت بخفوت : الحمد لله!!
هز رأسه بهدوء وكمل طريقه ...تابعته غسق بنظراتها لما فتح باب غرفته ودخلها وقفل الباب خلفه ...تستغرب تصرفه ليه دوم غرفته مقفلها بالمفتاح ...
زمت شفتها باختناق ...كل تصرفاتهم تخنقها ...توجهت للمطبخ تشرب مويه يمكن تطفي النيران الي بداخلها ...
زفرت بضيق بعد ما شربت وطلعت لما وصلها صوت باب الجناح تقفل ... تنقهر من تقفيل الباب عليها ..تحسه يتقفل على روحها ...
ما تنكر للحين تراودها فكرة الهرب قبل الولاده ..حتى تضمن طفلها يكون معها ...بس تتراجع لما تفكر بعد الهرب وين تروح ؟!!!
تقدمت للصاله وجلست بتعب لما بدأت تحس بأوجاع ما عمرها حست فيها ...انحنت من شدة الوجع ... بدأت دموعها تتساقط مثل حبات المطر ...يقولون الدموع تغسل القلب وتريحه من الاحزان ... أشهر طويله والدموع رفيقتها ليه ما ارتاحت للحين ؟!
رفعت رأسها للسقف بعد ما أرخت رأسها على الكنبه وما يجول بخاطرها إلا أمنيه وحده ..تموت وتخلص من ذي الحياة!!
عبست ملامحها من شدة الوجع ...وضعت يدها على بطنها من قوة المغص ...تحس ضاق عندها النفس من شدة الالم ..لحظات وخف الألم !
مسحت دموعها واكتمل عليها الوجع ظهرها مع بطنها !!
وقفت وهي تحس بالاختناق والعرق جدها ...مسحت وجهها من المغص الي رجع لها بقوة ويضرب بظهرها ..عضت على يدها بقوة تكتم صرخاتها ..بعمرها ما شافت مثل هذا الوجع!!
ما تقدر تتحمل اكثر ...تتنفس بصعوبه.. بدأ يخف الوجع بس ما يفارقها وبين وقت وقت يغزوها مغص قوي ما تقدر تتحمله ...
معقول برد توجهت للحمام..غسلت وجهها وهي تناظر وجهها بالمرايه .. عيونها منتفخة بملامح شاحبه خاليه من الحياة...
طلعت من الحمام وجثت على الارض لما رجع لها المغص من جديد ..تحاول تسيطر على صراختها وتكتمها مب قادرة...هذا ما هو وجع برد ...تجمدت من فكرة قرب الولاده...
عضت على شفتها بقوة من شده الالم وهي تحس بطعم الدم ...سكاكين تقطع ببطنها ...ما رح تتحمل اكثر ...توجهت لباب الجناح وطرقته ودموعها ما توقفت من الألم الي يمزقها..معقول ما في احد بالبيت ؟!
تضرب على الباب بكل قوتها بدون اي فائدة ...نزلت للارض ما عاد فيها حيل ..صرخت من اعماقها وهي تحس بعجزها وضعفها : يممممممممممممممممه
شدت شعرها من شدة الالم مب قادرة تتحمل ....همست بخفوت وتعب" يا رب يكون ولد يا رب يكون ولد"
بلعت ريقها بصعوبه لما خف الوجع.. رجعت تضرب على الباب لعله احد يساعدها !!
وين اختفوا فجأة ... بدأت مشاعر الكره والحقد بداخلها تتعاظم لهم ...ما في حياتهم مصطلح رحمه!!
رجعت للكنبه جلست على الارض ودفنت وجهها على. الكنبه وهي تردد بهمس يكون المولود ذكر ...ما هو حب لجنس الأولاد بس لأنه رح يكون خلاصها من ذي الحياة .... رح ترجع لاهلها بدون مشاكل وبدون ما يتسبب رجوعها ضرر لعماد ....
كتمت صرخاتها وهي دافنه نفسها ....رفعت رأسها وبدأ نفسها يضعف .. أكثر من كذا ما تتحمل الالم !!
اسندت نفسها وتوجهت للشباك ..استندت عليه ما عاد فيها حيل تأخذ نفس ....
كتمت انفاسها للحظات ..بعدها بدأت تأخذ شهيق وزفير ..تبغى هواء تتنفس... غمضت عيونها لما رجع لها المغص أقوى من قبل ..وبكل قوتها صرخت من أعماقها من شدة الألم ...
ولسانها يردد بأعلى صوت : " يا ربيييييييييييي"
خفف السرعه لما رن جواله ...فتح خط وعيونه على الطريق ...وبنبره هادئة نطق: الو...وعليكم السلام ...
عقد حواجبه باستنكار من كلام العامل :صراخ؟! متأكد ؟!.....يمكن
سكت وهو يسمع صوت الصراخ ..وقف السيارة ونطق بعدم راحه : الحين أشوف وش صاير!!
قفل خط وناظر امه واضح عليها القلق لما سألته: وش صاير؟!
مهاب حرك وهو ناوي يرجع ..نطق : يقول يسمع صراخ من الطابق الثاني
ام مهاب وقع قلبها: وليه الصراخ ؟! معقول غسق؟!
مهاب زم شفته بضيق: اكيد ما في احد غيرها ..البنات بالدوام
ام مهاب بتوجس: معقول ابوك يكون
قاطعها باستبعاد: ما اتوقع أبوي من الصبح عند عمتي مع جدتي ما رح يترك العزاء..اتصلي بنيرا تطلع تتفقد الوضع فوق!!
هزت رأسها وعقلها يفكر وش صاير؟!
قاطعته بتوجس: أخاف موعد ولادتها
قاطعها باستبعاد: ما أتوقع قبل ما أطلع ما كان فيها شيء
أم مهاب وعقلها انشغل بالتفكير: هذي ما ترد !!
لا حول ولا قوه الا بالله!!
زاد من سرعته وعقله يفكر وش الي يخليها تصرخ بهذا الشكل ؟!
من حسن الحظ ما كان بعيد عن البيت ... أول ما دخل البوابه ...ركن السيارة ونزل بخطوات سريعه للداخل وصوت صراخها يوصله لما اقترب من الجناح...
اول ما دخل الجناح..وقف متشنج وهو يشوفها جالسه على الارض وممسكه بحفه الشباك وتصرخ كأنها بعالم ثاني ...اقترب منها ..نزل على مستواها ...نطق بخوف من الحاله الي فيها: وش صاير؟! تعبانه؟!
ناظرته وهي تهز رأسها يمين يسار وشاده على شفتها بقوة!!
مسح وجهها وهو يبعد الشعر الملتصق من العرق والدموع ..وجهها أحمر ومنتفخ ..وعيونها رح تتفجر من شدة التعب!!
التفت لأمه الي دخلت وهي تلهث: وش صاير؟!
نطق بحيره: ما أدري وش فيها؟!
ام مهاب نطقت بعجله: احملها رح نأخذها للمستشفى وش تنتظر!!
طول الطريق أم مهاب تمسح على شعرها وتقرأ عليها بخفوت ..وبين كل لحظة ولحظة تصرخ غسق من شدة الألم !!
مهاب من صراخها يحس رح يفقد السيطره على السيارة ... أول مره يعيش مثل ذي اللحظات ...
ام مهاب من شدة وجع غسق خايفه تولد بالسيارة وتتوهق معها .. نطقت بخوف: لو طلبنا الاسعاف افضل
مهاب وهو يناظرها من المرايه ويحس بالحزن عليها من شدة التعب الي تجرعته : إن شاء الله كل شيء رح يكون بخير. ...توكلي على الله!!
غمضت عيونها غسق من شدة الألم وقلبها يردد يكون المولود " ولد"
**
**
**
مزنه جالسه بمجلس العزاء ..التفتت لأم سيف الي جلست جنبها وهمست بإذنها بخفوت: غسق دخلوها المستشفى عندها ولاده !
ناظرتها مزنه وتفاجأت: متى؟!
ام سيف بنفس الخفوت: الصبح أم مهاب معها ما رح تحضر هنا!!
هزت رأسها بتفهم: ولدت وإلا باقي!!
ام سيف حركت حواجبها بالنفي: للحين بعدها!!
مزنه هزت رأسها : على خير!!
هزت رأسها ام سيف وناظرت جواهر جالسه ولابسه الاسود جنب اهل زوجها تستقبل المعزيين ...تنهدت باختناق ..ما تحب تجلس بالعزاء وترجع لها ذكريات فقدان سيف ..للحين ما قدرت تتجاوزها !!
التفتت على اسراء الي جالسه جنبها وبلقافه سألتها: وش صاير!
أم سيف بهدوء نطقت بما إنهم بعزاء ما هو وقت السوالف احترام لأهل الميت: بعدين!!
عبست اسراء منها وش تخسر لو خبرتها ... اكيد صاير شيء ....
ا**
**
**
مهاب جالس على كراسي الانتظار ويحرك رجله بتوتر تأخر الوقت وللحين ما ولدت ..ناظر أمه بقلق: هالشيء الي صار معها طبيعي؟!
ام مهاب بهدوء: ايه طبيعي وفي حريم وضعهم أصعب من وضعها
عبس ملامحه ما يدري كيف تتحمل المرأه كل هذا الألم وترجع تحمل مرة ومرتين وعشره؟!
ام مهاب بنفس الهدوء: لأنها بكريه رح تتأخر ولادتها ...واضح ولادتها صعبه !!
الله يسهل عليها وتقوم بالسلامه...
وبتردد سألت: للحين عند كلامك إذا كان ولد
هز رأسه بتأكيد : ما رح أتراجع عن كلامي ...البنت ما لها ذنب بشيء ..حتى أخوها ما ننكر إنه ما كان يقصد يقتله ...
ام مهاب نطقت بخفوت وهي تترحم على سيف ...
ناظر ساعته : تأخرت كثير؟!
تحرك يسأل ويشوف وش صار ...زم شفته بضيق وهو يسمع صراخها داخل القسم ...ناظر امه بقلق لما خبروه رح يتم تنزيلها للعمليه ...ما تقدر تولد طبيعي ....
بدأت إجراءات التوقيع عليها وبداخله قهر من المستشفى دام إنه الحوض عندها صغير ومستحيل تولد طبيعي ليه يتركوها كل هالساعات تحت الألم والوجع ؟!
تندم ما أخذها لمستشفى خاص ... زم شفته بضيق وناظر أمه الي نطقت بقهر: حسبي الله ...كل الوجع الي تجرعته وبالنهاية عمليه؟!
مثل عمتك اسراء ولادتها عسيره يوم كامل وهي بالعذاب وبالنهاية نزلوها عمليه ...ليه من الأساس تتركوها تتجرع كل هذا الالم ؟!
**
**
**
ساعات مريره مرت عليها تجرعت كل أنواع الألم ...من كثر صراخها ما هي قادره تتكلم ... آخر شيء تتذكره لما نزلوها للعمليه بعد ما شافت الموت بعيونها..مب قادرة تتحرك ...قوتها خارت وما لها حيل تفتح عيونها ... فتحت عيونها بصعوبه وهي تسمع صوت من حولها ...ما ميزت الأشخاص من أثر المخدر ..للحين تحس ما استعادت وعيها ...غمضت عيونها وبدأ عقلها يستذكر شريط حياتها ..طفولتها ومراهقتها وشبابها ...تمنت للحين بعدها طفله وما كبرت ... نفسيتها محطمه بعد الولادة ...الحين عندها مسؤولية طفل وهي بهذا العمر ... فتحت عيونها لما تذكرت إنه جنس الطفل رح يريحها من هذا الجحيم ...حركت شفتها تسأل عن جنس الجنين..باءت محاولاتها بالفشل ما فيها طاقه تنطق شيء!!
مهاب التفت على الممرضه لما دخلت وهي تشتغل بمهنيه وتؤكد عليها لزوم تمشي بعد العمليه!!
بعد خروج الممرضه اقتربت ام مهاب منها وجلست على طرف السرير ..مسحت على شعرها : كيفك الحين؟!
بدون ما تشعر نزلت دموعها من لمساتها الحانيه ..وبصوت مبحوح نطقت: أبغى أمي
ام مهاب التفتت لمهاب واقف يناظرهم بصمت وما علق بشيء ...
رجعت التفتت عليها ام مهاب: رح تشوفينها إن شاء الله ..بس لزوم تأكلين شيء وتمشين
هزت رأسها بالرفض ما لها نفس بشيء .. تبغى ترجع لأمها بأي ثمن ....
ام مهاب ناظرت ولدها برجاء يتصل بأهلها خليها تطفي شوقها بشوفتهم!!
تنهد والصمت يغلفه ..انسحب من المكان بهدوء ..ما يقدر يوعدها بشيء ويكذب عليها ...الاوضاع الحين متوتره بوفاه زوج عمته وبنفس الوقت في أخبار عن خروج عماد بأقرب فرصه بالعفو العام !!
أبوه غاضب من ذي الاخبار وما يبغى يسمع اسم مطلق نهائيا...
غسق ناظرت ام مهاب بضعف وهي تسأل عن جنس الجنين...ام مهاب نطقت بهدوء: أهم شيء إنك بخير
هبط قلبها من ردها ..نطقت بملامح باهته: طفلي
قاطعتها ام مهاب: لا تخافين ..الحمد لله البنت بخير وصحه
عبست ملامحها من الصدمه " بنت" طول الفترة الماضية تدعي ربنا يكون ولد وكانت متأكده رح يكون ولد ..مستحيل يمكن خربطوا ...
غمضت عيونها ودموعها تنزل بانسياب وكل طموحاتها وآمالها تبخرت ...حريتها الي كانت على الابواب تبخرت ...ورح تقضي باقي حياتها هنا ...مستحيل ما رح ترضى بهذا الوضع أبد ..ما لهم حق يعملون فيها كذا ...بداخلها مشاعر كره وحقد على مهاب هو السبب بكل شيء يقدر يرجعها لأهلها ليه ما يرجعها ...ليه يتلاعب بأعصابها ...ما رح تكون لعبة تحت يدينهم ..رح ترجع غصب عنهم وما لهم حق يؤذون عماد دام انهم تنازلوا خلاص انتهى كل شيء ..
**
**

مزنه رجعت للبيت ما لها حيل تجلس بالعزاء ...ناظرت اسراء بعبوس: وكأنه تنقص العائلة بنات حتى يكون
قاطعتها اسراء: يا زين البنات بس انت يمه منحازه للعيال!!
ام سيف مطت شفتها بسخرية: على الاربعين رح تحمل على امل تجيب الفارس المقنع
لمى نطقت بانتقاد: وليه تتمسخرين؟! تراها زوجته مثلها مثل اي بنت تتزوج ..والا انتم محضرينها ديكور هنا ؟!
ومهاب عمل الصواب من الظلم توقفون حياة البنت وتتركوها معلقه لا متزوجه ولا مطلقه ...دام رح تبقى هنا مجبرون تعاملونها كنه في هذا البيت !!
مزنه مطت شفتها بعدم رضا: يا حبك للفلسفة ؟!
بنت مطلق ما تستحق الاحترام والتقدير..شغاله وكثير عليها!!
اسراء ناظرت امها متى ما كرهت احد تحرقه: طيب طلعتم شفتوها ؟!
ام سيف ببرود نطقت: البركة بأم مهاب معتكفه فوق هي ومهاب!!!
وقفت اسراء بحماس: تعالي لمى نشوفها ونشوف الحفيدة الجديده!
شفتيها يمه؟!
مزنه هزت رأسها بالرفض: ما ابغى اشوفها !
وقفت لمى بهدوء: تعالي نشوف الحفيدة الجديده ؟!
توجهوا لجناح مهاب ..
**
**
مر يومين على ولادتها ربنا يسر لها مهاب وام مهاب شالوها على كفوف الراحه ..ما رح تنسى معروف ام مهاب وكأنها بنت لها ..اهتمت بالبنت نيابه عنها لأنها بكل بساطه ما هي عارفه تتعامل مع هالكائن الصغير ......حنان ولطافه هالانسانه ما شافت مثلها ..ومهاب أخذ من امه كثير من صفاتها ... زمت شفتها بعبوس من المغص ...
وضعت الكوب على الطاوله والصمت يغلفها ...من لما طلعت من المستشفى ما نطقت شيء ...فقدت شغفها بالكلام ..حتى النفس تحسه ثقيل عليها ...قلبها خاوي وما فيه حياة بعد ما تحطمت آمالها!
بذي اللحظات المريرة الي تجرعتها تمنت أمها وابوها معها...ما هو سهل عليها تعتمد على ام مهاب ..بذي الأوقات البنت ما تحب الا اهلها يكونوا معها ويساعدوها ....
قطع افكارها مهاب لما نطق بهدوء: لمتى هالسكوت؟!
ناظرته بالرغم من حنيته وطيب تعامله إلا إنها مقهورة منه يقدر يرجعها لأهلها ليه مانعها.. هزت رأسها بالنفي واكتفت بالصمت!
نطق بضيق وهو يشوف الحزن والبؤس يكسوها ما رح يكون اناني بالرغم انه المولود بنت رح يتنازل لها نطق بهدوء: تقدرين ترجعين لأهلك بس اصبري لبعد الأربعين ..وانت بكيفك تبغين ترجعين او لا
قاطعته بغصه يلوي ذراعها بقوة: والبنت؟!
هز رأسه بتصميم : هذا الشيء ما أقدر أتنازل فيه ..لو كان ولد كان يمكن فيه مساومه بالموضوع أما بنت ما رح اسمح تطلع من هذا البيت نهائيا!!
مطت شفتها بابتسامة مقهورة: تشوف كلامك منطقي؟! أنا
قطعت كلامها ما لها قلب يتكلم!!
نطق يساومها حتى تبقى : كلامي عين الصواب ...هذي بنت وما أسمح إنها تعيش بعيد عن عيني!!
انت تقدرين تختارين بين أهلك وبين البنت !
والحل الوسط بيننا تختارين البقاء وما رح أمنعك من زيارة أهلك كل فترة أخذك ساعة تجلسين معهم وترجعين!!
بس البنت ما تطلع معك للزياره ..رح تكون عند أمي!!
مطت شفتها بوجع من حلوله تزيدها ألم بدل ما تفرحها !!
نطق وهو يشوف الاستياء يكسوها: الحين اتركي عنك التفكير لوقت تستعيدين صحتك وبعدها ربك يفرجها ..الحين الاوضاع متكركبه
توقعت يقصد بسبب وفاة زوج عمته ..وخاصه إنها رح تنتقل لهنا تعيش ...ما دققت على كلامه !!
ناظرته لما نطق يشاورها: رح أسجل البنت إذا تبغين تسمينها ما عندي مانع..عندك اسم
قاطعته بالنفي قلبها اخر شيء يفكر فيه الاسم : ما عندي اسماء
هز رأسه وهو يقاطعها: خلال هاليومين رح اختار لها اسم !
ما علقت لما وصلها دق على باب الجناح !!
مهاب وهو يسمع اصوات عماته ..نطق وهو يمد يده لها: هاتي يدك نجلس هناك
قاطعته برفض: ما ابغى أقابل احد
نطق بطول بال: ما يصير
دفنت راسها على الطاوله ..ونطقت بخفوت: اعتبروني رجعت لأهلي!!
أجبرها ترفع راسها بيده: أقول قومي وبلا كسل !!
وقف جنبها ..أسندها وهو ينطق بمزاح: وكأني متزوج عجوز !
زمت شفتها بعبوس: اتركني اقدر أمشي لوحدي!
تجاهلها وهو يمسك بيدها ويمشي معها : فكي هالكشرة !!
ناظرته بغيض وقهر فوق تعبها يتفلسف فوق رأسها بحلول مثل الزفت ويبغاها تبتسم !!
صدت عنه لما خفق قلبها لما ابتسم وهو ينطق: بشويش امشي!

**
**
**
جالسات بالصالة مع ام مهاب ..اسراء وعيونها على الصغيره بحضن ام مهاب ترضع فيها ..مدت يدها تحب الصغار: اعطيني احمل النتفه أنا أرضعها!
ام مهاب ناولتها بشويش وحرص!!
اسراء قلبها ينفطر لما تشوف الصغار: يا ربي أبغى أكلها صغيره حيل!!
لمى جلست جنبها وهي تناظر الصغيره بهدوء وهي ترضع ...ناظرت ام مهاب والهدوء يغلفها: غلبتكم الصغيره؟!
ام مهاب هزت رأسها بالنفي: لا عادي!
اسراء خزتها: ليه أحسك مو فرحانه بالبنت ؟! ترى ذول ارزاق من الله بغض النظر عن الام!
خزتها ام مهاب بتنبيه وهي تشوف غسق ومهاب طالعين من المطبخ!!
وقفت غسق للحظات ما تبغى تسلم على أحد وخاصه بوجود اسراء ..اضطرت تتقدم وتسلم لما حثها مهاب على المشي ...ونسيت سالفه أسراء كلها
ناظرت لمى لما وقفت وهيأت نفسها للسلام!!
رفعت نظرها اسراء وهي تتأملها متوجه لهم ..شعرها واضح طوله بالرغم انها جمعته بعشوائية ..غرتها نازله بإهمال ...وجهها شاحب متعب ومرهق ..لابسه بيجاما لونها مقرف ما تدري احد يشتري هذي الألوان الفاقعه ..كان وضعها مبهذل وواضح فيه التعب ...بس جميلة وملفته للنظر بقوة ...لما شافتها بالزواج كانت ملامحها ما هي واضحه مثل الحين ..تظلم نفسها بالمكياج على الطبيعه أجمل بكثير !!
اذا هي بنت وانبهرت فيها كيف بمهاب ..تسارقت نظرات خاطفه عليه وهو واقف جنبها يسندها من ذراعها ..معقول عنده ذي الفتنه وما يفتتن فيها !!
ناظرت الطفلة الي بحضنها ما تدري هالطفله ما اخذت جمال امها !!
سلمت غسق عليهم بشويش والعبوس مرتسم على ملامحها من الألم ...
ام مهاب بحرص: روحي للغرفه ارتاحي !
هزت رأسها بالرفض بعبوس وجلست بصعوبه ..تنفست بعمق بعد ما جلست ...
لمى بملامح مريحه: الحمد لله على السلامه
هزت رأسها وبخفوت نطقت: الله يسلمك!
اسراء بعد ما انتهت من الرضاعه نطقت باستغراب: ليه ما ترضع من أمها ؟!
ام مهاب ناظرت غسق الي ظهر على ملامحها الانزعاج ما تدري خجل وإلا تضايقت من تدخلها ..وبهدوء نطقت: ترضع بس علشانها تعبانه تستخدم الحليب
قاطعتها لمى: يومين ويتحسن الوضع اهم شيء تمشي
ام مهاب : تمشي بالصالة رايحه جايه بمرافقه مهاب غصب عنها تمشي!
تسمع كلامها وتحس بالتعب يهدها ...التفتت على مهاب الي اقترب منها ومد يده لها : تعالي ارتاحي بالغرفه!!
هزت رأسها بالرفض ما لها حيل تقوم: مرتاحه
مهاب بإصرار: جلوسك كذا غلط لزوم تنامين
لمى بتأييد: انت بفترة نفاس ولزوم ترتاحين !
ام مهاب هزت رأسها بقلة حيلة من عنادها : خلاص اتركها مهاب دامها مرتاحه!!
هز رأسه مهاب بتفهم . ..وتجاهل رفضها اعتدل بوقفته ..استأذن منهم وخرج !!
اسراء بعد خروجه نطقت بتساؤل: خرجت بنفس اليوم من المستشفى ؟!
ام مهاب ردت عنها: لا ثاني يوم تخرجت
لمى: أنا لما أنجبت ولدي سعد انجبته بمستشفى******* جلست ثلاث ايام فيه!
ام مهاب : كانت تعبانه كثير وهذا المستشفى كان اقرب ...والله خفت تولد بالسيارة ..لو شفتيها
اسراء عبست ملامحها: واضح ولادتها صعبه مثلي!!
لمى اخذت الصغيره بحضنها: اعطيني اتأملها!
اسراء بلقافه: ابو مهاب شاف الحفيده الاولى؛!
خزتها ام مهاب على هذا السؤال وكأنها ما تعرف اخوها...استرخت غسق وأرخت راسها على الكنبه من الارهاق....
وكانها تعيش بمتاهة ...اذا تبغى البنت مجبورة تكمل الحياة هنا ..وان بغت اهلها مجبورة تترك صغيرتها هنا ...عضت على شفتها بقوة من شدة العجز والقهر ..ما في حل وسط يريحها !!
**
**
**
جواهر بعد رجوعها لبيت اهلها مع بناتها قررت تستقر فيه لوقت تضبط أمورها...ناظرت امها الي بدأت تدعي من قلبها: حسبي الله عليهم ... أنا من زمان عيال زوجك قلبي ما هو مرتاح لهم !
جواهر مطت شفتها بملل: عاد الي يسمع من كبر ورثة أبوهم ...ما أدري كيف يفكرون ترى هالبنات أخواتهم كيف تسول لهم نفسهم يحرمونهم من الورث...انا متنازله وما ابغى شيء منهم بس
قاطعتها مزنه بقوة: ما رح تتنازلي لو يطلع لك فلس واحد رح تأخذينه من عيونهم !!
أخوك أبو مهاب وقف محامي لك ..كل إخوانك معك وما رح يتركونك!!
جواهر هزت رأسها بهدوء ...تحس جسمها تعبان من يوم وفاة زوجها ما ارتاحت وهي تقابل المعزيين..تبغى تنام وقت طويل تريح جسدها!!
دخل أبو مهاب وهو يرد السلام ...جلس جنب أمه وعيونه على اخته: كيف وضعك اليوم ارتحت بالنومه البارحه!
هزت رأسها : ربي يسعدك يا اخوي ..الحمد لله !!
ابو مهاب وهو يلتفت: وين البنات ما أشوفهم؟!
جواهر بحزن: عند البنات فوق ..نفسيتهم للحين تعبانه بعد وفاه أبوهم
ابو مهاب هز رأسه: ربي يصبرهن ....اي شيء تحتاجونه ما يردكم لسانكم
قاطعته بامتنان: ما تقصر ..وجهك أبيض!!
قاطعهم دخول أم مهاب ومعها القهوة ..ردت السلام ..قهوتهم وجلست والهدوء يغلفها ...
مزنه بعدم رضا : تراك ذابحه حالك وانت تخدمين تحت رجولها !!
ام مهاب بقلة صبر: يا خالتي تراها وحيده ولادتها قيصيريه تبغى أحد حولها
مزنه : وانا ما قلت شيء ..نيرا تجلس عندها وتقوم فيها
ام مهاب كتمت ضيقها: حفيدتي وأنا أولى فيها ..تراها حفيده لنا ما هي لبيت مطلق !!
عبست ملامحها جواهر من سيرتهم ... وبهدوء نطقت: ام مهاب صادقه البنت حفيدتكم ما هو منطق تتركيها عند الشغالات !!
بغض نظر عن ام البنت تراها حفيدتكم!!
ابو مهاب بعبوس: امحق حفيده ...والله مب طايق اشوفها وخاصه مع إشاعه خروج عماد من السجن !!
جواهر بمنطقيه: انتم تنازلتم اليوم وإلا باكر رح يطلع وما رح يقضي حياته بالسجن ...ليه ما ترجعونها لأهلها وتقطعون هالعلاقه بين ذي العائلة !!
حفيده وحده ولا درزن احفاد يحملون دمهم وصفاتهم !!
نصيحة مني الطلاق هو الأفضل!!
ام مهاب صحيح تبغى تزوج مهاب بنت ثانيه وما رح تقبل بزواجه هذا ..بس بنفس الوقت ما رح تتخلى عن حفيدتها: البنت ما تطلع من هذا البيت!!
جواهرمطت شفتها بعدم رضا: تبغين تقهرين قلب الام على ابنتها !!
تراها أمها
ام مهاب : اكيد رح تتزوج وتنساها مع الايام!!
ابو مهاب : مهاب خبرني إنه رح يرجعها لأهلها بعد الأربعين والبنت هنا!!
مزنه توقعت مهاب متعلق فيها : رح يطلقها؟!
ابو مهاب بعبوس: اكيد رح يطلقها ..بس انا رح احاول ما يطلقها وتبقى هنا تحت عيوني شغاله
قاطعته جواهر : إلا اذلال الناس يا أخوي اذا لي خاطر عندك اترك البنت بحال سبيلها !!
ودام مهاب رح يطلقها بعد الاربعين خلي معاملتكم معها دافيه على الاقل تتذكركم بالخير!!
هز راسه ما رح يتجادل مع أخته الكبيرة كل شيء بوقته حلو...
مع الايام وضعها الصحي يتحسن بس نفسيتها بالحضيض ما عادت تقدر تأخذ القرار الصحيح ...أهلها وبنتها صعب الاختيار بينهم!!
قبلت صغيرتها وبدأت تمسح على شعرها بحنان ...تفكر تهرب فيها وبنفس الوقت تأخذ أمها وأبوها ويهربوا لمكان ما أحد يعرفهم فيه!!
الي ذابحها عماد ما تبغى أحد يؤذيه بسبب أي تصرف طائش منها !!
بدأت الصغيره تبكي ...تحاول غسق بأقصى جهدها تقدر تتعامل معها بلطف ...تخاف تؤذيها بدون قصد ...
ناظرت ام مهاب الي اقتربت وبهدوء نطقت: أعطيني إياها أرضعها!!
هزت رأسها وناولتها لها بشويش وبداخلها فجوة ما تبغى تكبر بينها وبين طفلتها .. أم مهاب متكفلة بكل شيء يخص الطفله ...
هي أمها والمفروض تعطيها فرصه تعتني فيها ...كتمت ضيقها واكتفت بتأمل صغيرتها وهي ترضع ومستكينه بحضن جدتها ...
ام مهاب بهدوء نطقت: شوي وننزل حتى تسلمين على جواهر عمة زوجك ..صار لها فترة هنا ولزوم تسلمين عليها وتعزينها
مطت شفتها من طريقة تفكيرهم ..وليه ما طلعت جواهر وسلمت عليها وتحمدت لها بالسلامه !
ما أحد من هالبيت دخل وسلم عليها إلا اسراء ولمى ..ما أحد كلف نفسه يتحمد لها بالسلامه ...ما تبغى أحد يتحمد لها بالسلامه بس على الاقل يطلبون يشوفون البنت !!
ما تدري قلبهم وش طينته !!
مستحيل تقبل طفلتها تعيش بدونها تخاف عليها منهم .. ما رح ترضى تعيش بذل وإهانه ... أكيد مهاب رح يتزوج ما رح تسمح لطفلتها تعيش عند زوجة أب !!
زمت شفتها وخاطرها تكدر من زواج مهاب ...مقهورة من نفسها الي بدأت تتعلق بالسراب ....
زمت شفتها بضيق لما خرج مهاب من غرفته وهو يكلم امه : متى رح تنزلوا تحت
أم مهاب وعيونها على الصغيره: بس تكمل رضاعه ..تعال اجلس!
هز رأسه بالرفض: أنا أنتظر تحت .. أبغى أجلس مع عمتي قبل ما أطلع ...
تحرك خطوة وبعدها التفت على غسق بتنبيه: أي شيء تسمعينه تجاهليه
مطت شفتها بملل وكأنه قلبها رايق للمشاكل معهم
ام مهاب أشرت له يخرج: قول هذا الكلام للناس الي تحت !؛
ابتسم على تعليق أمه. ... هو يعرف إنها غسق هاديه وما تتدخل بأحد ..بس ما يضمن جدته ترمي كلام ..وتنفعل غسق قدام أبوه!!
يبغى الوضع يبقى هادىء حتى يضمن يوفي بكلامه ويرجعها لأهلها بعد الأربعين!!
بعد خروجه نطقت غسق : إذا ابو مهاب تحت ما رح أنزل ولا رح أسلم عليه!!
أم مهاب عقدت حواجبها: تبغين مهاب يقلب ضدك؟!
مهما عمل يبقى أبوه .. واحترام لمهاب تحترمين أبوه حتى لو غلط عليك !!
غسق برفض: مهاب شيء وأبوه شيء ثاني ....الاذى منه بلغ منتهاه .. أكثر من كذا ما أتحمله
ام مهاب برجاء: إذا لي خاطر عندك ما نبغى المشاكل ترجع من جديد ومثل ما قال مهاب تجاهلي ...ما هو سهل على مهاب يرجعك لأهلك قبل انتهاء السنه ..اهل البيت كانوا مصممين ما تطلعين من هذا البيت إلا لقبرك ..بس مهاب رفض ما يبغى يعلقك طول حياتك وتوقف حياتك وهو تستمر حياته ..
زمت شفتها من نغزاتها المخفيه بزواج مهاب ...تمنت له السعاده ما قصر معها ومعروفه ما رح تنساه وإن شاء الله ربنا يبعث له زوجه تسعده ...تتمنى يكمل معروفه ويعطيها الطفله بدون مشاكل حتى ما تضطر تتصرف تصرفات ما تعجبهم !!
**
**
**
جالس مع أهله بالصالة وكل شوي عيونه تترقب نزولها ...التفت على حياة وهي تنطق بارتياح: ما صدقنا نستقر هنا ..
الجواهر الي قضت معظم حياتها بالخارج ورجعوا بعد ما تأزم وضع زوجها وما جلس إلا أيام وفارق الحياة ...تواجدها بالقرب من أهلها مريحها أفضل من الغربه: من باكر مهاب تكفل يضبط أمور دراستكم
حياة ناظرته بامتنان: مشكور ما تقصر!
هز رأسه مهاب بهدوء: مقصرين معكم !
ابو مهاب وعيونه على حياة : أي شيء تحتاجونه عيالي موجودين وما رح يقصرون معكم!
جواهر بابتسامة: مشكور يا اخوي رايتكم بيضاء ما قصرتم!!
كيان كان فيه نيه لخطوبته خلال الايام الماضية بس مع موت زوج عمته تأجل الموضوع .. نطق بهدوء: خالتي ام سراج والبنات رح يزورونا بعد العصر!
جواهر ابتسمت له: إن شاء الله نفرح فيك قريب
مزنه كانت تبغى خطوبة كيان حتى ترجع الفرح للبيت : إن شاء الله ربك كريم!!
ام سيف الصمت يغلفها وهي تتابع بصمت ... بدأت تتقبل حقيقة رحيل سيف عنها ... ما تقدر توقف بوجههم وتوقف حياتهم .. الحياة مستمره مستمره سواء كان سيف موجود أو لا ...
رفعت نظرها وهي تشوف أم مهاب نازله وبحضنها الطفله ومن خلفها غسق ...هذا المشهد ما قدرت تتقبله ..لو آخر يوم بحياتها رح تسعى تفرق بين غسق والبنت وتبقى حسرتها بقلبها !!
كيان بالرغم من عدم تقبله غسق والصغيره إلا إنه ما حب يكسر فرحة أمه وهو يشوف الفرح بعيونها بذي الحفيده .. بالنهاية البنت لهم وما هي لمطلق .. وقف وهو يبتسم لأمه : يا هلا بالجدة والحفيدة!!
ابتسمت ام مهاب وكلامه أجبر بخاطرها !!
اما غسق تمشي لهم بتردد ...تواجد أبو مهاب وكيان ما ريحها أبد ...وخاصه كلامه ملغوم " يا هلا بالجدة والحفيدة" وهي ما لها مكان بينهم !!
أعطت نظرة خاطفه على الموجودين واستقر نظرها على مهاب الي يناظرها ويشجعها بعيونه تتقدم وما تنحرج...
وكأنه يقول لها أنا معك !!
زمت شفتها لما باغتتها مشاعر ما تدري ماهيتها لهذا الانسان ..لو تلف الدنيا ما تلقى مثله ...لزوم تطلع من حياته ما تقدر تستغفله أكثر من كذا !!
بذي الحياة تلقى أشخاص مثل النسمه الي تداوي الجروح بوسط الجروح!
ناظرت كيان لما حمل الطفله وهو ينطق: بسم الله... وكأنه مهاب بشكل مصغر!!
ابتسم مهاب على تعليقه وناظر غسق الي تقدمت تسلم بتردد... يتمنى ينتهي هذا اللقاء على خير!!
كتمت غسق أنفاسها للحظات تقوي نفسها ... تقدمت من مزنه سلمت عليها ...وتجاهلت برود مزنه بالسلام وكأنها مجبره تسلم عليها..تقدمت من ابو مهاب تسلم عليه ولو يطلع بيدها إلا تتفل على وجهه ..بس لأجل عين تكرم مدينه ...غصبت نفسها ومدت يدها تسلم عليه ...تفاجأت لما نطق بقوة وهو يرفع يده بالصد: من عندك ما ابغى سلامك ولا يشرفني أحط يدي بيدك!!
نزلت يدها وهي للحين مصدومه من تصرفه ..كيف يفشلها كذا بين الحضور ...ليه متحامل عليها هالكثر ...بلعت غصتها من الموقف البايخ الي جالسه تتعرض له ... ضمت يدها لنفسها والقهر بداخلها يتصاعد...
التفتت على الحرمة اول مرة تشوفها لما نطقت: ابو مهاب
قاطعها أبو مهاب بحزم: اتركيني اعمل الي يريحني !!
ام سيف ابتسمت بشماته على موقفها المحرج ...ما فاتتها غسق نظرات ام سيف الشامته ...عضت على شفتها بقوة تحاول تسيطر على نفسها وبداخلها شيء يحثها تمسح بأبو مهاب الأرض..بس ما هي من تربيتها تغلط على الي اكبر منها ...في رب يحاسب ويأخذ الحق من كل ظالم ..ما رح تسامحه طول حياتها ......همت تغادر المكان دام ما يبغون يشوفونها ليه يتعتبون إنها ما تنزل ..ويجبرونها تنزل لهم؟!
عالم عجزت تفهمهم ...وقفها صوت الجوهره بملامحها الهادئة : ما تبغين تسلمين علي!!
بلعت غصتها غسق وكأنه خنجر بوسط حلقها ... تقدمت وعيونها تلمع بالدموع مثل ما توقعت إنها عمة مهاب ..مدت يدها وسلمت بصوت مخنوق: عظم الله اجركم!
الجوهره هزت رأسها: شكر الله سعيكم!!
اشرت لها على البنات: ذول بناتي حياة وتالا !!
هزت رأسها وتقدمت منهم بخطوات هادئة بدون ما تتأمل شكلهم ما لها خلق لشيء ...ما هي طايقه ثوبها متى تطلع من هذا البيت وتخلص من كل شيء أوجعها وأحزنها!!
سلمت على اغم سيف برؤوس أصابعها ما هي طايقيتها تعاملها وكأنها هي الي ذبحت ولدها!!
يقهرون تحس رح تنفجر بأي لحظة..بداخلها غصات عيت تبلعهم !!
جلست جنب ام مهاب الي همست لها بخفوت: تجاهلي يا قلبي!
بغت غسق تقول لها لا تتكلمين .. لأنه بكل بساطه صوتها يدمر كل حصون الثبات عندها....نبرتها الحانيه تضعفها بقوة .....
اكتفت بالصمت وعيونها تناظر المشهد بصمت ...استغربت من كيان ما توقعت يحمل الصغيره ... وكأنه يجامل امه وأخوه ..لما بدأت تبكي أعطاها لمهاب : ما أعرف أتعامل مع الصغار!!
مهاب توهق بالبداية لأنه اول مره يمكن يحملها ...وقف فيها وهو يحملها بشويش .. عقدت حواجبها باستغراب من ابنة عمته واضح انها تمون عليه ...اقتربت منه وهي تنطق بابتسامة فيها سحر وجاذبيه: اعطيني أحملها أموت على الصغار!!
تتأمل هالمشهد وشيء بداخلها ينهشها ما تدري وش سببه ..خاصه مع ابتسامه مهاب لذي البنت.. أوجعها قلبها وهي تشوف التناسب بينهم وكأنهم خلقوا لبعض ...
زمت شفتها بضيق لما حست يد البنت لامست يد مهاب بالغلط لما حملت الصغيره !! ما تدري هو فعلا يدها لمست يده والا يتخيل لها ؟!
حياة لما حملت الصغيره عقدت حواجبها بابتسامة: يا قلبي ابغى أكلها ..صغيره حيل !!
مهاب بحرص خايف حياة توجعها: انتبهي بشويش
قاطعته وهي تضحك بخفه: لا تخاف تراها بيد امينه!!
حست غسق بغصه وعقلها بدأ يرسم سيناريو القادم ...انسجامهم مع بعض ما رح يكون بالهواء ..متأكده رح يتزوجها ويعطيها ابنتها تربيها ...ما رح تسمح له يأخذ البنت وتربيها الغريبه ...اشتعل قلبها قهر وغيض للحين واققه مع مهاب وتتكلم بكلام سخيف مثلها ...على أساس ابوها ميت وشاقه الحلق بالابتسامه...صكت على اسنانها لما مسحت حياة على شعر طفلتها والي يقهرها لما استكانت الصغيره بحضن حياة... وكأنها تثبت لهم إنها رح تكون ام حنونه لها !!
نفسها تمسكها من شعرها وتحوسها ..قلة أدب !!
كتمت غيضها وقهرها لما نطقت حياة : وش اسمها هالصغيره!!
مهاب مندمج معها : للحين ما سجلتها
قاطعته حياة بحماس:بالله سميها على اسمي !!
ضحكت جواهر على انفعال ابنتها: انت كل وحده تنجب تطبن منهم تكون سميتك !
كيان بابتسامة: كذا كل العالم رح يكون اسمه حياة!!
حياة ناظرت كيان بعبوس.. بعدها ناظرت مهاب بابتسامة واسعه: وش قلت؟!
انتفخت ملامح غسق بقهر من رد مهاب: تم ...باكر رح اسجلها حياة!!
تحس نفسها بحلم رح تنفجر كيف يسمح لنفسه يسجل البنت على اسمه زوجته المستقبليه ...رح تنقهر وتموت بأرضها ...على الاقل يحترم وجودها!!
أخذت نفس تحاول تسيطر على دموعها..ما رح تضعف قدامهم ... بدأت تشحن نفسها إنه عادي وما يهمها الاسم ...الاهم تطلع من هنا ..ومهاب ما يهمها بالحريقه هو والزفته هذي!!
نهرت نفسها وش فيها تغلط على الناس كذا !!
غمضت عيونها للحظات تمسك أعصابها لما وضعت حياة الصغيره بحضن مزنه الي نطقت وهي تتأملها: ما تشبه لنا ...وما أخذت جمال عائلتنا ...مثل أهل أمها !
ام مهاب شدت على يد غسق وبهمس: لا تهتمين!!
ناظرت ام مهاب لما نطقت بصوت مسموع: والله حفيدتي ازين بنت بالعالم وما في بجمالها !!
جواهر ابتسمت على ملامح أم مهاب الي تضايقت من كلام مزنه: الزين ما هو مطلوب الأهم الأخلاق !!
مزنه ناظرت غسق تحرها: من ناحية الاخلاق مضمونه البنت رح تعيش هنا وتأخذ اطباعنا وعادتنا!
وزوجة ابوها اكيد رح تربيها تربيه صالحه!!
كلامها يحرق روح غسق ...حضرتهم مجهزين كل شيء وكأنها رح تقبل ابنتها تعيش هنا !!
ناظرت ام مهاب الي ردت باعتراض: حفيدتي ما رح تعيش عند زوجة أب ...ما رح تطلع من عندي!!
مطت غسق شفتها باستياء وكأنها كذا ترقعها ...زمت شفتها وناظرت ابو مهاب وهو ينطق بنبره ما ريحتها : كل شيء بوقته حلو !!
مهاب تمنى لو أعطته غسق أمل إنها رح تبقى حتى يكون رده صارم ..البنت ما أحد يربيها إلا أمها ...بس نيتها للرحيل واضحه وعازمه على المغادره ..ما رح يجبرها على البقاء ذي حياتها وما رح يتدخل فيها أكثر !!
**
**
**
مرت أيام وما نزلت تحت بعد القهر الي تجرعته منهم ..وما راجعت مهاب على اسم الطفله ... كانت رح تعترض بس شيء منعها خافت يظن إنها غارت ...
وضعت صغيرتها على الارض وقررت تعمل لها اي شيء يروقها ...اول ما فتحت الباب وقفت متصنمه وصوت مهاب وامه داخلين الجناح يتكلمون : انا اتصل فيني ايهاب وخبرني بخروج عماد من السجن !!
ختم كلامه وانتبه على غسق الواقفه عند الباب وتناظرهم بصدمه ..تحس نفسها بحلم ما هي مصدقه ...عماد خرج من السجن ...وبعدم تصديق نطقت : عماد طلع
مهاب يناظرها ودموعها على وشك النزول .. اكيد مشتاقه لأخوها ما يلومها : ايه طلع اليوم !!
نطقت بدون وعي ودموعها تنزل بخفه : الحمد لله الحمد لله !!
بدأ الفرج عليهم ..عماد خرج وهي ايام وترجع لأهلها ...كل واحد منهم تجرع العناء ...عماد ما يستحق الي صار معه يستاهل كل خير ...ربنا استجاب دعواتهم وطلع من السجن ...فرحانه فرحانه لخروجه لأنه بكل بساطه بالنسبة لها اعز من الأخ !!
وبتردد نطقت خايفه من رد مهاب: عادي لو أزور
قاطعها بحزم البيت تحت مقلوب وام سيف وكأنه اليوم مات سيف ...ما يبغى تزيد الامور سوء : قلت لك بعد الاربعين!!
زمت شفتها بضيق من القيود الي فرضوها عليها ...متى تنتهي هالايام ويرجع شملها مع أهلها
حست بانتكاسه والفرح بدأ يتلاشى لما نطق مهاب بحزم: لا تنسين رح ترجعين لوحدك ..البنت هنا !!
حست وكأنه سلاسل برقبتها تشدها وتخنقها ... كيف تتركها هنا ...رح تسايرهم الحين بالاول تروح لأهلها وبعدها ترجع تأخذ طفلتها حتى لو تضطر تأخذها بدون علمهم !!
رح تخطط على رواق وترجع لحياتها السابقه ...وتنتهي من حياة الترقب والخوف ....ما هي مصدقه رح تكحل عيونها برؤيه أمها وأبوها وعماد !!
ام مهاب ما علقت على شيء توجهت لغرفه غسق تشوف الصغيره وتطمئن عليها !!
مهاب جلس على الكنبه بضيق ما له خلق للمشاكل والنكد ..ناظرها للحين واقفه وكأنها بعالم ثاني غارقه بافكارها ..نطق بهدوء: معك وقت تفكرين قبل خروجك اهلك او البنت
قاطعته بعبوس: يا قسوة قلبك
نطق بتبرير: انا ما حرمتك من البنت معك فرصه تكونين معها ..اهلك ما هم بحاجتك .. تخيلي نفسك تزوجت بالخارج بالسنوات الطويله تشوفينهم مرة او مرتين
قاطعته بضيق: يا ليت تكمل معروفك وتتركني مع
قاطعها برفض: كلامي واضح وما رح أغيره ...والبنت اذا بغيت تشوفينها تتواصلين معي انسق لك زيارة تشوفينها ..لانه دخولك هنا لهذا البيت بعد خروجك ممنوع
زفرت بنرفزه من كلامه ما تدري ليه يضغط عليها كذا ...ليه دوم يحاول ويضيق الخناق عليها ...
ناظرت ام مهاب لما طلعت من الغرفه وبحضنها الصغيره..كتمت ضيقها وهي تحاول تمسك لسانها قبل ما تصرخ بوجهه وتخبره إنها رح ترجع غصب عنه والبنت معها ..بس بذي الامور ما ينفع الصراخ ...تسايرهم لوقت تفرج عليها !!
عم الصمت عليهم وبدأ ينشغل مهاب بالجوال ...وام مهاب منشغله بالصغيره ...
بداخلها نار مشتعله البنت بجهة وأهلها بجهة ....رفعت نظرها لما انطرق الباب بخفه !!
ام مهاب نطقت بصوت مرتفع : ادخل
فتحت الباب بابتسامة دافيه: مساء الخير!!
ام مهاب بترحيب: هلا حياك الله !!
نطقت بحرج: انا واختي جينا نزور البيبي !!
ام مهاب اشرت لغسق توقف وتستقبلهم ..ناظرتها غسق بعدم فهم ....
رفعت حاجب لما قفل مهاب الجوال ووقف وهو يرحب فيهم : هلا هلا تفضلوا البيت بيتكم!!
زمت شفتها بقهر وبداخلها تقلد مهاب" البيت بيتكم" ما تدري وش قلة الادب هذي مستعجله ليه وتلاحق فيه حتى للجناح!!
ما كلفت غسق نفسها تقوم ولا رحبت بأحد كاره كل اهل البيت .. قهروها كثير وما رح تسامحهم !!
تجاهلت نظرات مهاب الناقده لها ...
تقدمت حياة بابتسامة سلمت على غسق: كيفك واخيرا شفناك بدون نقاب!!
ما ردت والعبوس مرسوم على ملامحه وخاصه وهي تشوف مهاب الي واضح عليه تضايق من اسلوبها ..خليه ينقهر مثل ما قهرها بالبنت !؛
ام مهاب : ام سيف بالصالة والا بجناحها ؟!
لارا : طلعت على جناحها!!
بدأت ام مهاب تتكلم مع البنات باندماج وغسق ماده البوز ومتجاهله النظر لجهة مهاب حتى ما تخاف من نظراته الحاده...
حضرته لما دخلوا بنات عمته ترك الجوال ودخل جو معهم بالسوالف ...
زمت شفتها بضيق اكيد إنها ممله علشان كذا ما يندمج معها بالكلام !!
ومين تكون حتى يكلمها اكيد يشوفها عدوه لهم ويبغى يخلص منها بأي لحظة!!
زاد عبوسها من هذا التحليل الي دوم توصل له ..مالت عليه وكأنها ميته عليه !!
زمت شفتها بقهر وهي تشوف البنت تنتقل بين احضان حياة ولارا .. وكأنها لعبة بين ايديهم !!
ناظرت ام مهاب الي توجهت للمطبخ تجهز ضيافه لهم ...عقدت حواجبها لما اشر لها مهاب بعيونه تروح عن امه وتجهز الضيافه ....
ما رح ترد عليه وخليه ينقهر مثل ما قهرها ...وقفت واقتربت من لارا واخذت الصغيره وهي تنطق بنبره جافه: وقت نومها !!
اخذت البنت وتوجهت لغرفتها متجاهلة نظرات مهاب الغاضبه من تصرفها ...
**
**
**
بغرفة البنات جالسه على السرير وتتكلم بانتقاد: لما تكلمتوا عليها ما توقعت تكون وقحه كذا !!
لو شفتوها كيف سحبت البنت من حضني..مالت عليها !!
حياة بترقيع: لا تلومينها اكيد نفسيتها تعبانه وخاصة مع خروج أخوها من السجن ...الحين قلبها طاير حتى تكون بينهم وتفرح معهم !!
وعد مطت شفتها بسخرية: على نياتك وذي الناس ما تعرفينها
رفيف : وليه رازه نفسك ورايحه لهم
حياة بعبوس: أحب الأطفال وبما إنها معتكفه بالجناح كيف أقدر أشوفها سميتي!!
هاجر دفتها بخفه: ايه من قدك ...
حياة بابتسامة عريضة: احم احم صار اسمي مشهور !!
رهف : الخبر وصل لعمتي اسراء لو تسمعون وش قالت ؟!
وعد ابتسمت بسخريه وهي تقلد عمتها اسراء :وليه ما سجلها على اسمي ما لقى إلا حياة الزفت يسميها
ضحكت حياة بخفه: خالتي اسراء ما تفهمين عليها ساعه معك وخلال لحظات تكون قالبه عليك!!
هاجر وهي تشبر بيدينها : بالضبط ذي شخصيتها ..لو تشوفينها ذبحت حالها حتى تشوفها وطول الوقت تتكلم عليها وتذم فيها !!
ولما أنجبت غسق وزارتها ...و لسانها شغال وهي تمدح وتوصف فيها وبجمالها الساحر وحالتها حالة!!
ضحكت وعد : الله لا يراويك كيف عصب عليها بابا وهي جالسه توصف فيها بالدقة قدام كيان وسراج وايهاب وهي ولا على بالها
رفيف تكمل عنها وهي تضحك: لو تشوفين لما قالت "وكأنها حوريه
صرخ عليها بابا وهو يقول: جعل الحوريه تذبحك ونخلص من لسانك "
لارا ابتسمت: هي لقافتها ذابحيتها !!
ترى عندها تكبير للأمور يعني ما ادري وين جمال غسق الي تقول عنه ...شفناها وجلسنا معها عاديه وأقل من عادي ... أنا لما شفتها بالنقاب اقول بنفسي وش هالجمال الي عليها واضح من عيونها الجمال ..بس لما شفتها وهي كاشفه ما أدري كيف مهاب يناظر وجهها العابس وكأنها عجوز!!
ضحكت حياة وهي تخزها: عجوز مرة وحده !! تراك تبالغين يعني مو الجمال الفائق ولا هي
قاطعتها لارا بغرور: حنا أحلى منها !!
وعد بتأكيد: هذا شيء مفروغ منه ما جبت شيء جديد !!
تدرون يا بنات والله استغرب من حالها ..شايفه نفسها وهي مجرد شغاله بالبيت ..هذا لو مهاب متزوجها عن قصة حب وش رح تعمل ؟!
حياه بحياديه: هي زوجته بغض النظر عن طريقة الزواج ..بما إنها صارت زوجه لها حقوق عليه حتى لو ما حمل لها مشاعر ...هذا شيء والحقوق شيء ثاني ..غصب عنه يقوم فيها !!
رفيف بعبوس: خلاص قفلوا السالفه ترى لاعت كبدي من سيرتها ... تراها واقفه هنا مب قادره ابلعها!!
مدت لها حياة المويه بسخريه: خذي اشربي يمكن تبلعيها !!
رهف باستبعاد: لو نشرب بحر ما بلعناها !!
لارا باندماج: وانا مثلكم
قاطعتها حياة بتذكير: ماما قالت ما لنا علاقه لا تدخلين نفسك بشي ما يخصك !!
مدت لسانها بغيض: وأنا وش قلت!
**
**
**
زمت شفتها بضيق من كلامه ..كل هذا لأنها زعلت زوجته المستقبليه ...كتمت قهرها ونطقت ببرود: ما عملت شيء!!
تضايق من أسلوبها الوقح مع البنات ..ما عملوا لها شيء حتى تعاملهم كذا ....وبكل برود تقول ما عملت شيء؟!! وبنبره قويه نطق: كيف تدخلين الغرفه وتتركيهم كذا ؟! حتى ضيافه ما كلفت نفسك تضيفيهم؟!
مطت شفتها بملل : تراه بيتهم .. وأنا الضيفه ما بقى إلا ايام واطلع من هنا
زم شفته وهو يناظرها بنظرات ما فهمتها: مب مصدقه تطلعي من هذا البيت وتخلصين.... وكأنك عايشه بين وحوش
قاطعته بقوة يتكلم وكأنها تعيش هنا بعز واحترام : ايه انتظر الثانيه الي أطلع وما ارجع هنا
سكتت لما أشر لها بالسكوت ما يبغى يسمع منها كلام يزيد الفجوة الي بينهم : مشكورة ما قصرت .... بس عتبي عليك بشيء واحد لو كنت مجهزه الحقيبه وواقفه على الباب حتى تغادرين وجاء عندك ضيف بنت الأصول تستقبلهم وترحب فيهم حتى لو عندها طيارة تنتظرها ...
فتح لها المجال تمشي من جنبه بعد ما كان مسكر عليها الطريق: ما رح اتكلم بشيء لأنه الكلام بدون معنى !
تفضلي روحي للمعتكف تبعك !
ختم كلامه وهو يؤشر على غرفتها !!
تابع كلامه وهو يحثها ترجع للغرفه :ليه واقفه للحين!!
ما تحب تشوفه زعلان منها ..ما تنكر يمكن غلطت باستقبال البنات بس ما احد يلومها بداخلها نيران وبراكين ما تنطفي ...تتعامل بأسلوب وطريقه مغايره لحياتها ... ما هي سيئة ولا بيوم كانت سيئة بس التراكمات الي بقلبها أثقلت عليها وما عادت تتحمل شيء او تطيق أحد ...عقلها حاليا محصور بالرجوع لأهلها ...تعد الوقت الي بقى بالثواني ...تتمنى لو تقدر تطير وتكون عندهم !!
قطعت افكارها ونطقت بصوت هادئ: أمك أخذت البنت وما أرجعتها ؟!
نطق بحده : "امك "
وش تنقصين لو قلت "خالتي"؟!
البنت عند أمي بالجناح ...تعودي على بعدها ...ما بقى إلا ايام وتتركينها!!
مسكت نفسها ما تتحداه إنها رح تأخذها غصب عنه ..بس تراجعت ونطقت بهدوء: انا طالعه آخذ البنت من عند خالتي!
ختمت كلامها وتحركت حتى تأخذ البنت من أم مهاب ...بس يد مهاب كانت اسرع لما أمسكها من معصمها وهو ينطق بهدوء: الحين أشوف أمي وترجعها لك !!
ودعيها بما إنك بأيامك الأخيرة!
ختم كلامه وهو يناظرها بنظره خاطفه وبعدها غادر ...كشت عليه بقهر من نظرته وكأنه ما هي بعينه ...اكيد بعد ما شاف زين بنات جواهر ما رح يشوفها شيء ..
نطقت بهمس من أعماقها " اكرررررررررهكم"
تنتظر باللحظة رجوعها لأهلها ...وبنفس الوقت ما تقدر تترك قطعه من قلبها هنا ..كيف تترك البنت لوحدها ؟!
وش اصعب من لما يكون قدامك خيارين أحلاهم علقم؟؟
لما تصمم على الرحيل ..تحس روحها تنتزع منها بقوة.... عقلها ما هو قادر يثبت على قرار واحد يريح فؤادها...
اليوم أتمت الأربعين حسب كلام مهاب باكر أو بعده رح يأخذها لأهلها!!
غمضت عيونها ورفعت يدها ولسانها يردد بخفوت" يا رب..فرح قلبي برؤية أهلي"
نهضت نفسها بشويش... طوت سجادة الصلاة وضعتها على جنب ...التفتت على صغيرتها الي بدأت تبكي ...تقدمت منها حملتها من فراشها ...ضمتها لصدرها بقوة وكأنها تبغى تدخلها بأضلاعها ...قلبها ما يطاوعها تتركها هنا ؟!
بدأت دموعها تتجمع وتتساقط من عيونها من عجزها وقلة حيلتها ...مسحت دموعها وقلبها يعتصر من الألم ...توجهت خارج الغرفه وصغيرتها للحين تبكي ...
ناظرت مهاب طالع من غرفته وواضح إنه طالع خارج البيت . ...
اقترب بهدوء منها وهو ينطق: وش فيها تبكي؟!
تجاهلت غسق النظر له وبخفوت نطقت وعيونها على الصغيرة: يمكن تبغى حليب
حملها مهاب بشويش وهو يكلمها بهدوء : أعطيني إياها وجهزي لها الحليب ...
ناظرها لما توجهت للمطبخ تجهز الرضاعه بصمت وأثار الدموع والضيق واضحه بملامحها ..
ما في حل حتى يجبرها على البقاء إلا هذا الحل ... البنت ما رح تطلع من البيت .. متأكد رح تضطر وترجع له !!
ناظر البنت وهي تبكي بقوة ...توهق ما يعرف يتعامل مع الصغار ...
ناظر غسق لما رجعت له ...ناولها الصغيره بشويش وهو ينبه عليها تنتبه لما ترضعها
مطت شفتها بضجر من كلامه المتكرر ..وجلست بدون اي تعليق!!
ابتسم بخفه وجلس مقابل لها: ما هو عاجبك كلامي؟!
هزت رأسها بالنفي وبخفوت نطقت: ما قلت شيء!
ابتسم وهو يتأملها: بس عيونك وملامحك تقول !!
زمت شفتها بضيق وهي تناظر الصغيره: ما لي خلق للمشاكل
هز رأسه : ايه ما لك خلق للمشاكل ...باكر رح تغادرين وترتاحين منا!!
ضاق خلقها كلما يقترب الموعد يضيق صدرها والنار بصدرها تشتعل بزيادة !!
عم الصمت عليهم وكل واحد انشغل بتفكيره وعالمه ....بعد ما كملت الرضاعه قبلتها ومسحت على شعرها ..وهي تتخيل أمها لو تشوفها كيف رح تستقبل حفيدتها .. حتى أبوها أكيد رح يفرح فيها كثير ...رح تملي عليهم حياتهم..وترجع السعاده لهم !!
تنهدت وبحلقها خناجر مب قادرة تبلعهم .... ناظرت مهاب لما نطق بهدوء: وش رأيك نطلع للحديقه نغير اجواء الحزن والضيق!!
مطت شفتها باستياء : باكر اي ساعه رح
قاطعها بضيق من تجاهلها لكلامه ..وبتصميم نطق: اتركي رجوعك... للحين ما قررت متى أرسلك ..قومي نجلس برا !!
عبست ملامحها لما اقترب منها وحمل الصغيره : تحركي !!
تحركت على مضض ..جلبت نقابها ولبسته على ثوب الصلاه ما لها حيل تبدل ملابسها ....
اشر لها تمشي معه والهدوء يغلفهم ..كل واحد بداخله ضجيج من الكلام ...بس اكتفى كل طرف منهم بالصمت !!
وقف بنصف الدرج لما حسها متأخره عنه ...التفتت لها تمشي بشويش ...
تابع خطواته لما اقتربت منه .. ارتاحت لما شافت الصالة فاضيه ...توجهت للخارج برفقة مهاب وبداخلها مستغربه وش يبغى منها ؟!
جلس والصغيره بحضنه ... تنهد واشر لغسق تجلس ...
واضح إنها ما تبغى تجلس معه ...بس ما علق بشيء
جلست على مضض وعيونها تناظر للبعيد ...بداخلها تراكمات وضيق عجزت تتخلص منهم ...
ابتسمت بألم لما نطق مهاب وهو يمسح على شعر الصغيره بلطف ويكرر عليها كلمة "ماما"
كلامه يستنزف قوة تحملها ...يلوي ذراعها بالبنت ما تدري وش نيته من هذا الشيء!!
بلعت غصتها بصعوبه ونطقت وكأنه خنجر بوسط حلقها : رح تكون أمانه عندك ...
زمت شفتها تمنع نزول الدموع بعدها تابعت كلامها: هي ما لها علاقه بعماد وسيف
قاطعها لما بدأت تمسح دموعها بخفه: تقدرين تبقين معنا. انا وانت وهي ...رح نكون عائلة سعيده ونطوي صفحات الماضي
قاطعته باختناق: أمي وأبوي ما أقدر أتركهم أكثر من كذا !
تنرفز من حجتها لذي الدرجه متعلقه بمطلق كيف البنات يتزوجون وما يلتقون بأهلهم إلا بالسنوات ...وبمحاوله لإقناعها: أنا مستعد أرسلك لهم كلما اشتقت لهم وتقدري تتواصلين معهم بالجوال !
مطت شفتها باستياء وضع أهلها ما يتحمل تتركهم أكثر من كذا ...يحتاجوا لرعايه واهتمام ..وضعها ما هو مثل اي بنت تتزوج وتترك بيت أهلها ...وبما إنه عماد طلع من السجن مهمتها هنا انتهت..نطقت بنبره موجوعه: صدقني ما أقدر أبعد أكثر من كذا!!
نطق يضغط عليها وهو يشوف إصرارها على الرحيل:
والبنت ؟!ما فكرت كيف تتركينها ؟!
ابتسمت بوجع ومدت يدها تمسك بيدها الصغيره ... وبروح مجروحه نطقت: سجلتها ؟!
نطق بهدوء وهو يناظر يد غسق تلاعب بيد البنت بلطف: باكر إن شاء الله أو الأسبوع المقبل!
ناظرته برجاء وقلبها تنهشه الغيرة: لا تسميها حياة!
رفع حاجب من كلامها: ليه؟!
كتمت ضيقها ونطقت بخفوت: سجلها أي اسم تبغاه إلا هذا الاسم
قاطعها لما سحبت يدها وبدأت تمسح دموعها بخفه: أعطيني اسم وأسجله
زمت شفتها وهي تهز كتوفها : ما أدري أي اسم ما يكون موجود بعائلتكم
مط شفته بسخرية: يعني السالفه حقد علينا وكره!!
هزت رأسها بالنفي: مو كذا ..هذا آخر طلب رح أطلبه منك ...
قاطعها وهو ينطق: وأنا آخر طلب رح أطلبه منك ..لا تغادري خلينا نبدأ من جديد!!
تمنت للحظة كل العواقب تزول من أمامها ..والتقت فيه بظروف مختلفه ..بس العواقب والحواجز بينهم كبيره وما في توافق أبد ...وعقلها مسيطر عليها وعلى مشاعرها وكأنها متجمده لما يذكرها " بعماد" وعدته تنتظره لو لآخر لحظة" والحين جاءت على طبق من ذهب رح يطلقها مهاب ويجتمع شملها مع أهلها وعماد ... بالنسبة لها عماد أفضل خيار لما تفكر بالموضوع من الناحية الواقعية لأنه الوحيد الي رح يتركها مع أهلها بما إنهم رح يعيشون في بيت واحد ...
ناظرت مهاب وابتسمت بانكسار متأكده كل المشاعر الي حملتها له مؤقته ورح تنتهي بمجرد استقرارها عند أهلها ...كل شيء تحمله له امتنان وشكر على الايام الي وقف فيها معها بالوقت الي احتاجت سند ..ما تنكر صدرت منه تصرفات ضايقتها كثير وأهمها " رفضه تأخذ البنت " بس بالنهاية هو بشر وما هو ملاك ...تنهدت ونطقت بامتنان: مشكور من أعماق قلبي على كل شيء جميل قدمته لي ...ما رح أنسى معروفك معي ورح أدعيلك بصلاتي .. واتمنى تسامحني !
تعجب من كلامها وليه تتمنى يسامحها ؟!
حرك شفته يسألها ..تراجع لما شاف رؤى متوجه لهم..نطق بسخريه : هذا المهرج وصل ؟؟
تناظر رؤى الي اقتربت منهم بابتسامة واسعه ..تمنت تنسى كل الماضي وتبتسم مثلها من أعماقها ...متى يكون ذاك اليوم!!
رؤى سلمت على غسق بحفاوة: كيفك ؟!
غسق بشبح ابتسامه: الحمد لله!!
رؤى وهي تخزها: اشوفك جالسه مع قيس تودعينه؟!
لا وتبكين بعد؟!
يا أختي دامك تحبينه هالكثر اجلسي بأرضك واهتمي بقيسك وابنتك !!
بلا خرابيط البنات ودلعهم أبغى أهلي!!
ضحكت بخفه غسق على كلامها. ... ما تدري أي دلع تتكلم عنه ؟!
مهاب بهدوء نطق حتى يزحلقها: البنات ينتظرونك
قاطعته بابتسامة: أدري فيك تصرفني ... أعطيني البنت حتى يخلو لكم الجو
مهاب أشر لها : انت ادخلي عند البنات وما عليك منا!!
زمت شفتها: الحق علي
مهاب : الحق علي انا بس مع السلامه!!
رؤى رفعت حاجب: كذا تطردني مباشره !!
جكر ما رح أتحرك وهذي قعده عندكم !
يلا كملوا كلام وين كنت يا قيس بالكلام ؟!
توسعت ابتسامة رؤى وهي تشوف البنات متوجهات لهم: يا كثر العذال ..ناظر مهاب هناك!!
مهاب ناظر البنات متوجهات لهم نطق وهو يوقف: يا زين الجلسه بالجناح ...يلا غسق!!
ناظرته غسق لما مد يده لها ...روحها خاويه ما لها نفس تتحرك ...
وقفت بهدوء وتجاهلت يده ...لبست النقاب وتحركت معه للداخل متجاهلين رؤى الي تتكلم بصوت عالي: اذا حضرت الملائكه ... كملوا من عندكم!!
تابعت خطواتها لما توقف مهاب مع البنات لما استوقفوه بالكلام ...
وقفت عند الباب الداخلي لما وصلها صوت ابو مهاب بالصالة..ما تبغى تلتقي فيه لوحدها ...
أسندت ظهرها على الباب وهي تنتظر مهاب ..ما تدري ليه قلبها مقبوض وما هي مرتاحه ..خايفه على أمها تكون تدهورت صحتها !!
من شدة لهفتها لهم تتمنى تنطوي الساعات والدقائق بلمح البصر ...
اعتدلت بوقفتها لما تقدم مهاب منها ..ما توقع يلقاها هنا ..نطق بهدوء: نامت
ناظرت طفلتها وقلبها ينصهر على فراقها ...بس تشجع نفسها ما رح يطول غيابها فترة قصيرة ورح ترجع تأخذها غصب عن الكل ..بس تبغى تضبط أوضاعها وبعدها تقدر تتحرك!!
تقدمها مهاب للداخل وتوقع سبب عدم دخولها تواجد أبوه وأهله بالصالة ...
رد السلام بهدوء وهو مستغرب من ملامح أبوه المنفعله ..نطق بتوجس: وش صاير؟!
أم سيف نطقت باختناق وهي تمسك دموعها بالغصب: جعله ما يتهنى
انقطع كلامها لما دخلت بموجه بكاء من حزنها على ولدها !!
مهاب بعدم فهم نطق: وش فيه؟!
ابو مهاب بعيون تقدح شرار: يعني أوقح من مطلق ما شافت عيني ...مسرع ما خطب لولده حتى يقهرنا ؟!
تقدمت غسق بعدم تصديق وكأنها بحلم أو سمعت بالغلط ..تقدمت حتى تسمع مرة ثانية ..عقلها عجز يستوعب الكلام ....
ناظرت مهاب الي نطق باستنكار: عماد خطب
مزنه بقلب محروق: ايه باكر خطوبته ...
وبنبره ساخره تابعت كلامها:خذها لأهلها اليوم حتى يمداها تحجز وتتعدل لخطوبة أخوها المجرم!!
أبو مهاب بغضب: وربي الكعبة ما تحضر الخطوبه ...وما في رجوع لأهلها الحين ..قلت يا مهاب بعد الاربعين بس ما حددت اليوم إلي ترجع في
سكت وهو يناظر غسق لما تحركت ...وناويه تطلع للخارج ...بس يد مهاب كانت أسرع مسكها من يدها : وين ؟!
غسق تحاول تسيطر على دموعها وغضبها من الكلام الي سمعته ...ضحت بحياتها ومستقبلها وبالنهايه أمها ما تعالجت ..وفوق هذا أول ما طلع تركها وما سأل عنها وعن حياتها هنا ... متأكدة أهل مهاب كذابين .. مستحيل مستحيل عمها مطلق وعماد يعملون فيها كذا ....مستحيل يتركونها تحترق هنا وما يسألون عنها..متأكده في سوء فهم بالموضوع....رح ترجع وتتأكد بنفسها اليوم ...بس يد مهاب منعتها من الحركه ...وبنبره مشتعله نيران نطقت : اتركني
ام مهاب تتابع بصمت ...تقدمت من مهاب وأخذت منه الطفله الي بدأت تبكي من الصراخ !!
مهاب سحب غسق لجهته وبحده نطق وعيونه بعيونها: وين رايحه؟!
نطقت وهي تحاول تفك نفسها: الحين راجعه لأهلي ..اتركني
ابو مهاب بصراخ: والله هزلت ...قلت لك معاملتك ذي تخليها تتمادى أكثر وأكثر !!
ورب الكعبة ما تحضرين خطوبة عماد ..واشوف مين الي تمشي كلمته !!
ذابحه نفسك على أهلك وما شفت أحد فيهم اهتم لك أو سأل عنك!!
ناظرته غسق باختناق وكأنه ينقصها وجع ...ما تقدر تتحمل اكثر نطقت بعد ما فقدت السيطرة على دموعها: اتركني ...خليك قد كلمتك ورجعني لأهلي الحين
قاطعها مهاب بحده: وانا للحين عند كلمتي ..نهاية الاسبوع تكونين عندهم!!
ناظرته بفجعه من كلامه ...اذا بقت هنا دقيقه رح تنجن وتنفجر وهذا يبغاها تنتظر قريب الاسبوع ..ما احد حاس بالبركان الي بداخلها ...
صكت على أسنانها لما سحبها معه للجناح غصب عنها ......متجاهل محاولتها تفك نفسها ... أول ما دخلوا ترك يدها ونطق بغضب: انت مجنونه ؟! وش هالتصرفات ذي ؟!
نطقت والنار تنشها من الداخل: الحين رح ارجع
قاطعها بغضب: خلاااااص...كل هذا علشان حفلة الخطوبة؟!
خير يا طير ترى كلها حفله ؟!
حفلة ؟!
يا قلة عقلك ؟!
وكأنه ما احد ملك غير السيد عماد !!
اصحي على حالك ....قلت لك من قبل لا تتصرفين تصرفات غبيه وتخربين على نفسك !!
أنا انبهك وكل مرة ترجعين لنفس اغلاطك!!
زفر بضيق وهو يناظرها لما جلست على الكنبه وبدأت بنحيب وكأنه احد مات لها !!
تقدم منها وبنبره اخف نطق: ترى كلها حفلة ما تسوى تضرين نفسك ...
زفر بضيق وهو يشوفها مستمره بالنحيب ..ما يدري لذي الدرجه خطوبة اخوها مهمه لها !!
نطق بعبوس: يومين وتكونين عند أهلك كافي دموع ...
ما شاف منها استجابه ..تركها لما طرقت الشغاله على الباب تخبره ابوه يبغاه..
بعد خروجه دخلت بموجة بكاء أكبر ...تحس نفسها كانت مغفله بقوة ..كيف ضحت بحياتها وبأحلامها بدون مقابل ...
تتمنى يكون عمها قدامها وتسأله ليه اختارها من بين كل النجوم حتى يطفيها!!
سلمته كل أحلامها ومستقبلها وبالنهايه يتركها تتجرع المر لوحدها ...
يتركها بأصعب المواقف ..ووجود طفلتها عقد الامور بزياده ...تحس عقلها ما عاد يستوعب شيء ... اهلها من جهة والطفلة من جهة وعماد من جهة وعمها الي قدمها قربان حتى يحفظ ولده !!
اخذت نفس عميق مب قادرة تتنفس اكثر ...شيء بداخلها يحاول يقنعها انه كله كذب وعمها مستحيل يعمل فيها كذا ...وحتى عماد مستحيل يتركها هنا مستحيل !!
***
***
***
في بيت مطلق
عماد رفع حاجب باستغراب من تجاهل ابوه للجوال: ليه ما ترد على جوالك يبه؟!
مطلق مط شفته بقرف: هذا مهاب ما لي مزاج أسمع صوته النشاز!!
عماد عقد حواجبه: وليه يتصل فيك؟!
هز كتوفه مطلق: ما أدري ...ما لي خلق له ...الحين لزوم نكمل ترتيبات دراستك
قاطعه عماد: واختي غسق ودراستها ؟!
مطلق مط شفته: عجزت فيها ..قلت لها انقلها لجامعه بذي المنطقه بس رفضت تقول جاءت على طبق من ذهب ما تبغى تكمل دراسه ...بس تبغى تكمل دراسه غسق!!
عماد باستغراب: لمتى هذا الحال ؟!
بالنهاية اختي غسق رح تتزوج ..كيف تتزوج
قاطعه مطلق بجمود: مثل ما تزوجت غسق باسمها تتزوج اختك باسم غسق ..كل وحده تعيش على هوية الثانيه ...ما نقدر نتراجع الحين ...انت تعرف لو اكتشف الموضوع نروح بستين داهيه ..التزوير ما هو سهل وخاصة بذي الامور!!
عماد عبس ملامحه: قلت لك من الاساس ما له داعي لكل هذا ..لو طلق مهاب غسق
مطلق هز راسه: يا ليت يطلقها كان تنحل الامور ويرجع كل شيء لوضعه بسريه وخاصه أختك يبغاها ولد خالك ابو معاذ يعني السالفه ما احد رح يعرف فيها!!
اسمعني زين ...حتى لو صادفت غسق لزوم تتعامل معها وكأنها اختك قدام اهل ابو مهاب ..ما أبغى اي شيء يخرب علينا !!
عماد بتردد نطق: لو عرفت غسق بخطوبتي وش
قاطعه بلامبالاة:كل شيء قسمه ونصيب ..انا اعرف كيف أتعامل مع هذا الموضوع ..تراها طيبه وينضحك عليها بكلمتين ....وانت من الأساس ما تبغاها ...ليه تجبر نفسك عليها ...جاءت لك على طبق من ذهب!!
تحمد ربها انه صارت كل ذي الامور وارتبط فيها مهاب ..لو جلست الف سنه ما ناظرها ...الرجال شخصيه وجاه ومال وعلم أكيد يبغى يتزوج بنت من أصل وفصل وما رح يقبل يتزوج بنت أبوها خبل وأمها خرساء؟!
عماد زفر بضيق: أنا مو مرتاح
قاطعه مطلق : لا تقلق كل شيء مثل ما أبغى وأفضل!!
**
**
**
**
عقلها بدوامه مب قادرة ترتاح ...ما تثق فيهم يرجعونها لأهلها ...بالاول قال لها لما تكمل الاربعين ..والحين أجل الموضوع .. رح يبقى يؤجل فيها حتى ينفذ كل صبرها ..ما تقدر تصبر أكثر ... فكرة الهرب ملغيه لأنها بكل بساطه ما تعرف بيت عمها ورح يرفض يعطيها العنوان ..شدت على أسنانها بغيض وقهر وليه يرفض على أساس لما يطلع عماد يرجعها حتى قبل ما يطلع عماد وعدها يرجعها ...هذا عماد طلع قبلها وهي للحين مسجونه بهذا المكان ما هي قادرة تتنفس فيه أكثر ...
معقول عمها يعمل كذا ويضحي فيها بكل ذي السهوله ؟!
عقلها رافض هذا الشيء مستحيل عمها يعمل كذا ..واثقه فيه ثقه عمياء ... ومتأكده قرار مهاب برجوعها لأهلها اكيد عمها ضغط عليهم حتى ترجع!!
تنفست بضيق أصعب شعور الانتظار ..تحس نفسك تموت بمكانك ألف مرة وانت تنتظر الثواني ....
طلعت من الغرفه وعيونها على ام مهاب بحضنها الصغيره وكأنها بحياتها ما شافت أطفال ...اقتربت غسق بخطوات هادئة وجلست وعيونها على ام مهاب وهي تلاعب الصغيره ....
كتمت ضيقها قلبها ما هو طايعها تتركها خلفها لو لدقيقه ...تتمنى لو تقدر تهرب فيها ...بس المشكلة وين تروح ؟!
وش أصعب من شعور لما تكون يدك مكبله ومب قادر تعمل شيء...
كتمت انفاسها وناظرت السقف لما حست دموعها رح تخونها وتتساقط لما اخترق مسامعها صوت الصغيرة "اغغغغغغغ"
اضطرت تنزل عيونها وتناظر ام مهاب الي تكلمها بفرح: وربي انها تناغي سمعتيها!!
هزت رأسها وهي زامه شفتها بقوة حتى ما تبكي ... ما قدرت تحبس دموعها اكثر ...رفعت يدها تمسح دموعها بخفه!!
ام مهاب انتبهت على دموعها نطقت بمواساه: وكلي أمرك لربك ورح يفرجها عليك ...صدقيني رح تكون بعيوني وبأي وقت تبغين تشوفينها ما رح نمنعك .. وحتى مهاب ما
قاطعتها غسق والغصه تخنقها: تقبلين احد من عيالك يعيش بعيد عنك وكل فترة يزورك ؟!
ام مهاب قاطعتها: لا تقيسين الأمور ببعضها...وضعك يختلف وانت تعرفين الحال الي انت فيه ..لو كنت عند شخص غير مهاب ما تحلمين تشوفين خيال اهلك ..ومع ذلك أصر يلغي كل شيء ويرجعك لأهلك ...
مطت شفتها بقهر: وش الفائدة وهو يبغى يفرق بيني وبين البنت ؟!
ام مهاب قاطعتها: ما فرق بينكم ..للحين يقولك تقدرين تعيشين معها وأهلك ما رح يحرمك منهم !!
غسق بملامح استياء نطقت: أكثر من كذا ما أقدر أبعد عن أهلي ...
ام مهاب تحاول تقنعها: يا غسق لزوم تقتنعين إنه هذا حال الدنيا ..البنت لما تتزوج خلاص تنفصل عن أهلها ..
قاطعتها غسق بقلب ميت: مو كل الناس تعيش بظروف وحده ..المفروض ما نعمم دام ما عشنا حياة الغير ... أنا غير وحياتي غير عن كل البنات ... أنا ما عشت مثل بناتك مرتاحه البال بدون حمل المسؤوليه ... لكل إنسان حياة خاصه كثير ما يقدر يفصح عنها وتبقى طي الكتمان علشان كذا ..ما اقدر أجلس هنا أكثر!!
ام مهاب استغربت كلامها ...حسب معلوماتها غسق البنت المدلعه .. يمكن تبغى ترجع لأهلها بعد تجرعت الذل هنا ...ما تقدر تعيش بدون رفاهيه ودلال .. فأكيد ما رح تتحمل الحياة اكثر من كذا ..نطقت باستفسار: تبغين ترجعين علشان دراستك؟!
قبل ما ترد انطرق باب الجناح ...ولحظات دخلت جواهر ومعها حياة!!
ام مهاب ابتسمت لهم: تفضلي حياك حياك
جواهر بابتسامة: معتكفه بجناح مهاب قلت أطلع أشوفك ونجلس معك
ام مهاب بابتسامة: والله منشغله بالصغيره؛
حياة اقتربت من ام مهاب: أعطيني أحملها!!
غسق تناظر حياة لما حملت البنت وتلاعب فيها ...التفتت على جواهر لما مدت يدها تسلم بهدوء: كيف حالك!!
هزت رأسها غسق: بخير!
حياة وهي تحمل الصغيره بحذر مدت يدها وسلمت على غسق بدون اهتمام وكل تركيزها مع الصغيره!!
بعد ما جلسوا وضعت غسق يدها تحت خدها بصمت وهي تناظر جواهر منشغله بالكلام مع ام مهاب ...بالرغم من تقدمها بالعمر الا انه جمالها واضح مثل ما قالوا الحريم بالقرية عن جمالها ..ما تحس أنها تشبه لها أبد ...
عقدت حواجبها لما نطقت جواهر " خلهم يولوا"
هذي الكلمه يرددها ابوها دوم ...تحسها حكر على أبوها ما احد يقولها غيره ...مطت شفتها بحزن وعقلها يستذكر المواقف الي كان يكرر فيها هذا الكلام!!
قطعت سرحانها لما كلمتها جواهر بتساؤل: يقولون أعمامك برا البلد يعيشون ؟!
نطقت غسق بهدوء: ايه بس عمي
سكتت للحظة كان رح يزل لسانها .. تابعت كلامها بحذر " عماتي هنا يعيشون!!
جواهر هزت رأسها بتساؤل: عمك غياث هنا وإلا برا ؟!
خفق قلبها بشدة من سؤالها ...وتغيرت ملامحها ...وش يعرفها بأبوها ..نطقت باستنكار: وش يعرفك فيه ؟! وليه تسألين عنه ؟!
جواهر استغربت ملامحها الي انقلبت ..نطقت بهدوء: اعرفه لما كان صغير ...
تابعت كلامها وهي تلتفت على ام مهاب: كان غير عن إخوانه ..قلبه طيب ومسالم ومع ذلك ما خلص من شر أبوه ... كان يضربه ضرب ويعاقبه بجنون ...
ام مهاب بتعاطف: يعني قاسي على كل اولاده؟
جواهر عبست ملامحها من ذكراه: هو إنسان قاسي مع الجميع وصعب التعامل معه .. بس تعامله مع غياث يختلف عن باقي عياله ...تخيلي وصلت فيه يحرض إخوانه عليه ويخليهم يضربونه ويشتمونه ...والمشكله بدون ذنب ...كل ذنبه إنها أمه تركته وما استفاد ابو مطلق من فلوسها ..وطلع كل حرته بغياث ....تعذب بطفولته ما أدري كيف وضعه الحين ؟!
ناظرت غسق وسألتها: كيف تعاملك أبوك وأعمامك مع غياث ؟! بينكم علاقه؟!
عقدت جواهر حواجبها باستنكار لما تجاهلتها غسق وتحركت للغرفه وقفلت الباب خلفها ؟!
جواهر باستغراب: وش فيها ؟!
ام مهاب هزت كتوفها: نفسيتها تعبانه علشان البنت !!
جواهر اعتبرت تصرفها قلة أدب وعدم احترام ..بس دام أبوها مطلق وش تنتظر منها !!
قاطعهم دخول مهاب بملامح تريح القلب ..رد السلام وهو يرحب بعمته وتواجدها بالجناح !
جواهر ابتسمت بمحبه له: منور فيك يا ولدي !!ازعجناكم امك معتكفه هنا ..وجدتك وام سيف ما هي موجودة ومليت من الجلوس وحدي
قاطعها : الله يسامحك يا عمتي ..المكان مكانك ..حياك الله بأي وقت ؟!
ناظر حياة وباهتمام نطق: كيف دوامك ؟!
هزت رأسها بابتسامة: يعني للحين ما تعودت على البنات
ام مهاب : رح تتعودين مع الايام !!
حياة هزت رأسها: ان شاء الله!!
تابعت كلامها وهي تناظر مهاب الي جلس عند جواهر : الصغيره زعلانه لأنك ما سجلتها على اسمي للحين !!
مهاب بشبح ابتسامه: كل شخص ينزل معه اسمه
ام مهاب وهي تبتسم على ملامح حياة تدخل القلب بتواضعها وطيبة قلبها : بالله يا مهاب تسجلها على اسمها اذا لي عندك خاطر!!
وبعدين انت وعدتها
قاطعتها جواهر : لا تسمع منهم ..أمها أحق تسميها ما هو انتم ...شاور أمها بالاسم هي يلي تعبت فيها
حياة بثقه :اكيد رح تقبل بهذا الاسم!
جواهر أشرت لها: اقول اسكت ولا تنشبين لهم ..
مهاب يغير الموضوع نطق بتساؤل لما بدأت البنت تبكي: وين غسق؟!
جواهر بهدوء: دوبها راحت على دورة المياة الله يكرمك!!
وقفت ام مهاب: اجهز لها الرضاعه!
وقت قصير رجعت ام مهاب .. أخذت البنت وبدأت ترضعها !
جواهر بتساؤل: ما ترضع من أمها ؟!
ام مهاب : بسم الله ما شاء الله ما نلحق عليها ..ترضع من أمها احيانا ..بس ما هو كثير ما تقبل حليب امها..
احسها ما هي عارفه تدير نفسها وترضعها
جواهر باندماج: اجلسي فوق راسها وعلميها
مطت شفتها باستياء: ما تقبل ترضعها قدامي تقفل الباب على نفسها
جواهر هزت رأسها: تستحي...بس لزوم ترضع من أمها وما تعتمد على هذا الحليب!
مهاب بهدوء: ما له داعي ..اليوم على الأغلب رح ترجع لأهلها ...
جواهر عبست ملامحها بحزن: هذي رضيعه المفروض تبقى مع أمها
مهاب بهدوء: يا عمتي هي الي ما تبغى البنت ..ما أحد طردها ...
جواهر زمت شفتها بعدم رضا من تصرف غسق كيف تترك ابنتها الرضيعه كذا علشان ترجع لأهلها ..ما تدري أي قلب تحمل بين ضلوعها: ما أحسها خرج مسؤوليه ..طول الوقت احس البنت معك يا أم مهاب
أم مهاب هزت رأسها : بالضبط قلبي ما يطاوعني اتركها معها .. أحس ما تعرف تتعامل معها للحين ..اشوفها طفلة كيف تبتلش بطفله !!
جواهر : هي بالجامعه المفروض تكون أكثر من كذا عندها مسؤولية!!
ام مهاب مطت شفتها بملل: البنت مدلعه في بيت أهلها !! وما هي متعوده على ذي الامور ...
جواهر : الله يهدي البال !!

**
**
من اول ما دخلت الغرفه انفجرت من البكاء ما قدرت تسيطر على نفسها وهي تسمع عن طفولة ابوها القاسية....بداخلها كره وحقد على جدها ما انطفى للحين ...بحياتها ما كرهت انسان مثله ...كان مصدر رعب لهم وللحين أبوها ما تجاوز قسوته ...
استندت على الجدار ووضعت يدها على شفتها تمنع صوت نحيبها ...قلبها ما يقدر يتصور طفولته القاسيه ....معقول في بذي الحياة أب يكره ضناه ويقسى عليهم ....
اخذت نفس بصعوبه لما خنقتها العبرات ...قلبها مصهورعليهم ..خلاص ما تقدر تبعد اكثر ...رح ترجع لهم وتستقل معهم في بيت لوحدهم ..ما تبغى اي شيء يذكرهم بالماضي ....الحين فهمت معاملة عماتها لأبوها ...كله تحريض من جدها ...ما رح تسامحه أبد على المرار والحرمان الي تجرعه أبوها منه !!
ويا ليت على ذنب اقترفه ...انسانيه معدومه ونفسيات مريضه بحب المال ...مستعدة تضحي بكل شيء مقابل فلس !!
كلام جواهر مسح أي تردد كان يراودها بالبقاء هنا ... امها وابوها اهم من كل شيء ما رح تتركهم ...
لزوم تكلم مهاب برجوعها أكثر من كذا ما تقدر تتحمل تبعد عنهم ....
توجهت لفراشها إلي على الأرض..جلست عليه وأسندت رأسها للجدار .. سمحت لدموعها تنزل بخفه ..لعلها تريح قلبها من أوجاعه ...
مسحت دموعها لما انفتح الباب بخفه ...حاولت تخفي دموعها لما دخل مهاب وقفل الباب خلفه ...
اقترب وهو يناظر وجهها أحمر من البكاء ...يا كثر ما تبكي ..نطق بتساؤل: وش فيك تبكين؟!
مسحت دموعها بكمها بقوة: ما فيني شيء!!
رفع حاجب: يعني نعتبره دلع ؟!
ناظرته بمرارة ..معقول لذي الدرجه يظهر عليها إنها مدلعه ....
لما شاف ما منها إجابه نطق: عمتي بالصالة ليه مو جالسه معهم ؟!
نطقت بملل من حياة المجامله: قلت لك من قبل البيت بيتهم وانا الضيفه
قاطعها بانفعال من تصرفها: ترى هذا اعتبره قله ادب ..نبهتك من قبل اي شخص يدخل هذا الجناح وانت موجوده لزوم تستقبليه ..لا تحديني أتعامل معك بتصرف ما رح يعجبك ..ولا تجبريني أكنسل رجعتك لأهلك نهائيا!!
فتحت عيونها باستنكار ...تنتظر بالثانيه ترجع لأهلها وحضرته بكل برود يلغيها .. وبانفعال وقهر نطقت بعد ما وقفت مقابل له : ما هو على كيفك تتحكم بحياتي!!
عقد حواجبه باستنكار من نبرة التحدي: والله ؟! أبغى اشوف على كيف مين رح ترجعين ؟!
بالنسبة لي اعتبري كل شيء من جهتي ملغي .. أبغى أشوف كيف رح ترجعين!!
خنقتها العبرة من كلامه ...وبنبره مخذوله من كلامه:: تبغى تذلني على الرجعه ؟!
بس لأني ما جلست مع عمتك
قاطعها وهو يكتم غضبه من تصرفاتها: لا تكثري كلام ..قومي غسلي وجهك ..وتعالي اجلسي معهم ..ولا تحاولي تستفزيني لأنه ما هو من مصلحتك ...
سكت للحظات قلبه ما يكاوعه يكون قاسي عليها ...زم شفته بقوة ... بعدها تابع كلامه وهو يشوف دموعها تنزل بخفه على خدها النحيل: بعد العصر رح أوصلك لأهلك !
ناظرته بعدم تصديق...وبلعثمه نطقت : ص صدق!
مط شفته بضيق وهو يشوف لهفتها وشوقها لأهلها ...يراعي نفسيتها التعبانه ولهفتها لأهلها ...ما رح يكون حاجز بينها وبين أهلها ..دام اختارت أهلها ..عسى ربنا يوفقها !!
بما إنها بلحظاتها الأخيره ما رح يضايقها ..وبهدوء نطق:اذا ما عندك مشكله تقدمين الضيافه لعمتي؟!
هزت رأسها بالنفي وهي تمسح دموعها بقوة: الحين اطلع!!
مط شفته بتعجب مسرع ما تغير رأيها ..نطق بهدوء: غسلي وجهك ما له داعي كل العالم تعرف إنك أم دمعه؟!
الظاهر رح اسجل البنت " دمعه"
ابتسمت ودموعها تنزل رغم عنها: أنا ما أبكي!!
زم شفته بسخرية: دموع فرح؟!
ما ردت عليه وتوجهت للحمام تغسل وجهها وما هي قادرة تصدق ...اليوم راجعه لأهلها ...تحس نفسها بحلم ورح تصحى منه !!!

**
**
**
جواهر ناظرت غسق لما طلعت برفقة مهاب وواضح عليها البكاء ...توقعت مهاب جبرها تطلع تجلس معهم وتقوم بالضيافه خاصة إنها توجهت مباشرة للمطبخ ...
ما تدري كيف طبيعة العلاقه بينهم ..بس واضح إنه كل واحد بجهة .. متأكدة لولا دراسة مهاب كان تزوج عليها من زمان ...
ما تحس بينهم توافق ..مهاب تحسه شخص هادي عقلاني يناسبه زوجه مثقفه واعيه عندها مسؤوليه ما هي مثل غسق ..واضح إنها بجهة والسناعه بجهة ....
ناظرت الطفله وش ذنبها تعيش كذا مشتته بين ام عديمة مسؤوليه وأب متأكده ما رح يحمل لها مشاعر أبويه دام طريقة زواجهم كلها حقد وانتقام !!
رجعت ناظرت حياة الي تتكلم مع مهاب عن موقع على الانترنت!!
رفعت نظرها لغسق الي تقدمت منهم .. أنفها أحمر وعيونها منتفخه من البكاء ...
قدمت الضيافه بهدوء ...جلست على كنبه مفرده والصمت يخيم عليها!!
ام مهاب عيونها على غسق معقول صار بينها وبين مهاب مشاده .. رجعت ناظرت حياة مندمجه بالكلام مع مهاب !!
متأكدة ولدها ما حمل لغسق مشاعر محبه ..كيف يتقبل أخت عماد ...ما تنكر إنه يشفق عليها ...وقرر يطلب منها تبقى هنا حتى البنت ما تتشتت بينهم ....
متى تفرح فيه وتشوفه مستقر بحياته ... ليته ما تزوج غسق ...كان كل واحد فيهم حياته الطبيعية مستمرة بدون نكد وأحزان ...
مثل غسق من لما جاءت والدموع والحزن ما فارقها ..كئيبه وأغلب وقتها الصمت يرافقها ...
سنة من حياتها ضاعت بدون دراسه ولا شيء...حتى زواجها الحين مين يتزوجها مطلقه وعندها طفل إلا مطلق أو معدد او أرمل ...
تدمر مستقبلها بدون ذنب ...وبنفس الوقت تواجدها واستمرارها هنا غلط ...ما رح أحد يتقبلها هنا ...ورح تتدمر نفسيتها ... أفضل قرار قرره مهاب هو رجوع غسق بأقل الخسائر....
طول هالفترة ما حملت لها مشاعر كره ...تتمنى لها السعادة وربنا يعوضها بعد الطلاق !!
ناظرت جواهر الي تكلم غسق: اي جامعه تدرسين؟!
غسق ناظرت مهاب الي جاوب عنها بالرغم انه مندمج مع حياة بالكلام ...بس واضح عقله معهم!
جواهر هزت رأسها: بعد رجوعك رح تكملين دراسه؟!
غسق هزت رأسها وبخفوت نطقت: إن شاء الله!!
جواهر مطت شفتها بعدم رضا: والله ما أدري عنكم ما فكرتم بذي الطفلة وش ذنبها ؟!
مهاب بهدوء: ما هو ضروري كل طفل يعيش مع أمه ..كم طفل يتيم بدون أمه ؟!
وبعدين البنت عند أمي ما رح تلقى أحن منها عليها !؛
جواهر ما عجبها الكلام..ناظرت غسق:وانت قابله بهذا الشيء ؟!
غسق كتمت ضيقها ...رح تسايرهم لوقت تضبط وضعها ..رح ترجع وتأخذها غصب عنهم حتى لو تخطفها وبهدوء مزيف نطقت: رح ازورها بين كل وقت
جواهر زمت شفتها بتعحب ..من قسوتها كيف طاوعها قلبها تترك طفله بهذا العمر !!..وبسخريه نطقت: متعبه نفسك كثير!
حياة بمشاركه نطقت: رح أعطيك رقم جوالي وكل ثانيه أرسلك صورها حتى دوم تشوفينها
غسق ما تقبلت الكلام منها ...وبهدوء نطقت: ما عندي جوال!
حياة : قصدي جوالك عند أهلك مو هنا !!
غسق تقفل الموضوع: ما عندي جوال عند أهلي!
حياة زمت شفتها بتعجب : أغلب البنات يكون معهم جوال
غسق نطقت وعقلها يستحضر هدية عماد ..نطقت بذبول بدون ما تنتبه على ملامح مهاب المتفاجئة: عماد أعطاني هديه جوال وما استعملته
مهاب بحواجب معقوده والكلام الي وصله عنها: كل بنت تحتاج جوال بالجامعه ...كيف ما عندك جوال!!
انخطفت ملامحها من هذا المطب ..ما حسبت حسابه ..
حياة بابتسامة: أنا ما أطيق أعيش بدون جوال ....عكسك ..انت مثل ماما ولا تطيق تحمل جوال ولا تكلم بالجوال!!
جواهر : ما أحب الجوال
ام مهاب ابتسمت:هذي نقاط تشابه بينكم ...لما كنا بالديرة بعض الحريم يقولون فيه شبه بينكم ؟!
حياة عبست ملامحها تلقائيا وبدون قصد نطقت: لاااااا ما في شبه بينهم ...ماما ما لها شبيه بجمالها ورقتها !,
زمت شفتها غسق بقهر من كلامها وكأنها تبغى تنغز عليها ...ناظرت جواهر الي نطقت بزلة لسان : قالت لي أمي هالسالفه ....إلا قولي ذول الحريم للحين يغارون من جمالي بس يبغون يستنقصون مني!!
فتحت عيونها غسق باستنكار من كلامها ...هذي زودتها تتكلم عنها وكأنها جوكر!!
مسكت لسانها ما ترد ..تخاف مهاب يكنسل رجعتها..ما رح تضحي برجوعها !!
ام مهاب ناظرتها بعتب: على سلامة غسق!
مهاب ابتسم على ملامح غسق الغاضبه من كلام جواهر..نطق وعيونه على غسق: وش رأيك يا غسق تشبهين عمتي؟!
غسق انقهرت من ابتسامته وكأنه عاجبه نغزاتهم عليها..وبنبره عابسه نطقت: وليه رح يكون بيننا شبه ؟!
انا ما اشبه إلا امي وأبوي لانهم اجمل شيء بالدنيا والباقي
قاطعها مهاب بابتسامه :القليل من التواضع!
الحين الجمال انحصر بس عندكم؟!
حياة بابتسامة: يا قلبي ناظري بالمرايه وبعدها ناظري ماما..فكري بشبابها كيف كان جمالها !
غسق بعبوس: يعني ما رح يأكلها الدود بالقبر لأنها جميله ؟!
جواهر فتحت عيونها باستنكار من كلامها !!
ام مهاب تنهي الموضوع قبل ما تنقلب الأمور أكثر: كل الناس جميله لأنها ربنا خلقنا ..وما له داعي التباهي بأمور ما هي بيدنا ...والإنسان ما يتميز على احد الا بالتقوى!!
جواهر هزت رأسها بالرغم ما عجبها كلام غسق ..بس ما تبغى المشاكل نطقت بهدوء: والله صادقه !
غسق صدت عن مهاب بعد ما اعطاها نظره على كلامها حتى لو كان صحيح بس ما نقوله بوجه الشخص كذا مباشره ...صدق انها عمته وغسق يدجون الحكي دج!!
**
**
**
كلما بدأ العد التنازلي للمغادرة..يخفق قلبها اقوى ..جالسه بالصالة ومحتضنه الصغيرة بتملك ....ناظرت مهاب الي ينتظر فيها : جهزتي أغراضك ؟!
نطقت باختناق وقلبها يدق بقوة..والعبرة تخنقها : جيت هنا بيديني رح ارجع بيديني ...ما أبغى شيء منكم!
مط شفته من تفكيرها : رح أحتفظ فيهم تذكار للبنت !!
حست كلامه مثل الخنجر بصدرها ... ما ردت لما نطق يحثها: تأخرنا
نطقت بخفوت: بس آخر دقيقه!!
نطق بضيق وهو يكتف يدينه: لك ساعة تودعينها.... دام مب قادرة تتركينها خلاص اجلسي
ناظرته والدمعه معلقه برموشها ... يابرود أعصابه يظن سهل عليها تتركها!!
مهاب اقترب منها: أعطيني البنت أوديها لأمي
قاطعته بصوت مهتز: بس آخر دقيقه!
زم شفته وهو يناظرها تمسح على شعرها وتقبلها بلطف ...ناظر أمه الي دخلت بعد ما طرقت الباب !!
ام مهاب نطقت بضيق وعيونها على غسق حاضنه الصغيرة بقوة ودموعها تنزل بغزارة: تأخرتم يا مهاب الطريق طويل!!
مهاب زم شفته: دقيقه ما تحركت رح اكنسل كل شيء ..لي أكثر من نص ساعه وكل شوي تقول بس دقيقه!!
ام مهاب بلطف ونبره حانيه: تراها ام ما هو سهل عليها تتركها!!
اقتربت من غسق وجلست جنبها ..وضعت يدها على كتفها وبحنيه نطقت: طريقكم طويل يا غسق ... أعطيني البنت إذا كنت مصممه على رجوعك لأهلك ...بلاه يغير رأيه مهاب ..وعمك أبو مهاب على الطريق أخاف إذا جاء وانت هنا يكنسل طلعتك ومهاب ما رح يرده ... إذا كنت عازمه على الرحيل تسهلي يا ابنتي !!
شدت من احتضان الصغيرة وصوت نحيبها يتردد بالمكان ..كان نفسها تأخذها معها وتحطها بحضن أمها وأبوها ...يا قسوة قلوبهم .. ما رح تسامح كل شخص جرعها العلقم هنا !!
وبصعوبه سيطرت على نفسها وسمحت لأم مهاب تأخذها ...كتمت صرخات بداخلها لما أخذتها أم مهاب وخرجت فيها خارج الجناح ..تحس وكأنها انتشلت قلبها من مكانه !!
دفنت وجهها بيدينها ما هو سهل عليها ....ما هي قادرة تتركها!!
أوجعه قلبه مهاب من هذا المشهد ..اقترب منها ..وأجبرها ترفع رأسها : ترى ما رح أحرمك منها وأي وقت تبغينها رح تشوفينها ... تعوذي من الشيطان وتوكلي على الله ...الطريق طويل
سكت لما وقفت ومسحت وجهها بالشال ...ناولها نقابها بهدوء...
لبست نقابها ودموعها ما وقفت ...تحركت خلفه بروح خاويه ...نزلت من الدرج تحس نفسها رح تفقد الوعي بأي لحظة ...
ما ناظرت جهة الصالة وما تدري مين موجود فيها ...توجهت للخارج خلف مهاب بعد ما رد عليهم السلام ..
اخذت نفس عميق اول ما عتبت خارج الباب ... وقفت للحظات تستجمع قوتها لما بدأت حصونها تنار بزياده ...
تابعت خطواتها للسيارة لما اشر لها مهاب يحثها على المشي!!
اقتربت من السيارة وناظرت البيت وبداخلها مشاعره سيئه لهذا البيت ... أسوأ مكان عاشت فيه بحياتها ...ما رح تترك البنت تعيش معهم وتصير مثلهم !!
فتحت الباب الخلفي وجلست بصمت ...ما علق على حركتها ..واضح اليوم عقلها فاصل ....
تنهد وحرك السيارة بهدوء ...وهو يسمع نحيبها يزيد بعد ما غادروا البوابه الرئيسية !!
كانت تجربه سيئة بالنسبة له ...لو عاد الزمن ما قبل بالزواج منها ... وكأنهم بجولة حقد وانتقام ....طلع منها كل الاطراف بالخسارة وما أحد ربح فيها ...
هز رأسه وبداخله يردد" لعله خير"
كان الطريق طويل استنزف كل طاقتها.. وعقلهامحصور التفكير بين أهلها وطفلتها ...
كان الصمت يغلفهم طول الوقت ما أحد كلم الثاني إلا عند المحطة سألها اذا تبغى شيء ...وبعدها رجع الصمت يخيم عليهم ...وكأنه كل شخص بعالم ثاني ....ما تدري كيف رح يكون .... قطعت افكارها والتفتت عليه لما نطق بهدوء: أبوك اتصلت عليه أكثر من مرة وما رد علي ...لي يومين اتصل عليه وما يرد!!
عقدت حواجبها باستغراب ليه عمها مطلق ما يرد على الجوال ..هبط قلبها لما غزتها الأفكار السيئة معقول صار لهم شيء ...حركت شفتها ترد وهي تحس ريقها علقم من السكوت الطويل: يمكن جواله صامت اتصل مرة
قاطعها بهدوء: ما له داعي اقتربنا من الموقع !!
حست قلبها هبط من قربهم للمكان ...ودقات قلبها زادت مشتاقه لأمها كثير ...
غمضت عيونها للحظات تحاول تسيطر على دقات قلبها المتسارعة لما نطق بجمود بعد ما وقف السيارة وعيونه عليها : وصلنا ....حسب معلوماتي بهذا الحي يعيشون ... أي بيت ما أعرف بالضبط ..انزلي خلينا نسأل!!
كتمت أنفاسها كمحاوله فاشة تسيطر على نبضاتها ..رفعت نظرها له ... نطقت بضيق تخلله الرجاء: يا ليت تكمل معروفك وترجع لي
قاطعها بجمود يقطع عليها الكلام: أخذتك لوحدك ترجعين لوحدك ...انت اخترت أهلك وأنا أحترم قرارك ... إذا غيرت قرارك وبغيت ترجعين... اتصلي فيني من جوال أبوك. ...
ختم كلامه وهو مستبعد إنها ترجع له ..يقول كذا حتى يبري ذمته منها ...ويكون الخيار بيدها وما يجبرها على شيء!!
كتمت ضيقها من رده ...وبداخلها تصميم ترجع تأخذ البنت غصب عنه بما إنه رفض يعطيها باللين ...ما رح تستبق الأحداث ..وبهدوء نطقت: لا تنتظر !!
نزلت من السيارة بعبوس تحس كل جسمها مكسر من طول الطريق ...عيونها على مهاب لما نزل من السيارة وهو ينطق:انتظري أسأل عن عنوان البيت !!
قطع كلامه لما التفتت غسق لجهة الصوت وهي تسمع صوت عمها مطلق قريب منهم وهو يكلم أحد لما خرج من أحد البيوت القريبه منهم...
وبدون تردد تقدمت منهم والعبرة تخنقها!..بالرغم من البعد والاحزان الي تجرعتها إلا إنها تحمل مكانه كبيره لعمها بقلبها ...تجاهلت ضيقها وزعلها وتقدمت منه بخطوات سريعه!!
مطلق تفاجئ بوجود غسق أول ما طلع من باب البيت ..التفت تلقائيا على عماد الي كان يكلمه
هبط قلبه وهو يناظر مهاب واقف عند السيارة يناظرهم !!
وبدون تردد اول ما شافها احتضنها بقوة وهو يسأل عن أخبارها...
مهاب واقف عند سيارته متكتف ويناظر مشهد اللقاء بصمت ...تعلقها بأهلها واضح ...مط شفته لما حضنها عماد بقوة غيابها عنهم كان طويل ...زم شفته وغض نظره وبداخله حقد وكره تجدد بشوفة عماد ...ركب سيارته ونار الثأر بداخله تشتعل من جديد ...
يمكن تواجده بالسجن كان مطفي النار الي بصدره ...رؤية عماد حر طليق يكمل حياته شيء ما قدر يتحمله قدام عيونه ...غادر الحي وهو يلهي نفسه بالذكر حتى ما يتهور بأي شيء ...يتمنى لو يطحن مطلق وعماد تحت أسنانه .. أحقر من كذا ما شافت عينه ...
متأكد صفحه وانطوت بينهم وخاصه المنطقه الي يعيشون فيها بعيده عنهم مستحيل كل يوم تيجي غسق تشوف البنت ...انتهى كل شيء !!
**
**
**
غسق تفاجأت لما سحبها عماد بقوة واحتضنها ..حست كل قرود الدنيا ركبتها ... أكيد السجن أثر على عقله وأصابه الجنون ...كيف يسمح لنفسه يعمل كذا .. وبدون وعي حاولت تفلت وهي تنطق بغضب: عماد!
دفته بقوة عنها والتفتت مباشرة تشوف مهاب .. ارتاحت انه ما هو موجود..
وبغضب نطقت والشرار يشتعل من عيونها وهي ترفع اصبعها بوجه عماد بتهديد: مجنون انت ؟!
كيف تسمح لنفسك
قاطعها مطلق وهو ينزل يدها: اضطر يسلم عليك والكلب كان واقف ..انت تبغين تفضحينا وينكشف كل شيء!!
نطقت بقوة:خلهم يكتشفون ...ولا اسمح له يقترب مني وربي أبغى أذبحه
عماد ناظرها بعتب وزعل وهو يشوف عيونها تقدح شرار.. وبتبرير نطق: كنت مضطر .. أنا آسف على تصرفي ...بس ما توقعت تقابليني كذا؟!
ناظرته بغيض وقهر فوق غلطهم يبغون يطلعونهاغلطانه: كيف تبغى
قاطعها مطلق وهو يسحبها للداخل: ما نبغى فضايح!!
نفضت يدها بعد ما قفل عماد الباب الخارجي..نطقت بعبوس وقهر: وين أبوي وأمي!!
مطلق زم شفته بضيق محتار كيف يتعامل معها وهي بذي الحالة: ليه أرجعوك؟!
زمت شفتها بقهر..الغبية ظنت هو الي كان سبب برجوعها .. وبنبرة خايبه نطقت: تسأل!!
على اساس عملت من البحر مقاثي وحالتك حالة .. والحين تسأل ليه رجعت ؟!
لا تخاف ألغوا الصفقة وهم أرجعوني بنفسهم!
تابعت كلامها ما لها خلق تتكمل بهذا الموضوع..مشتاقه لامها وأبوها:وين أمي وابوي!!
مطلق زم شفته وهو يكبت غضبه : بالداخل وبرجاء ما أبغى فوضويه ..تشوفينهم وتطمئني عليهم وبعدها لنا جلسه وكلام !!
ناظرته بعبوس وبعدها توجهت للداخل وللحين بداخلها نيران مشتعله من حركة عماد!!
بعد دخولها نطق عماد: وش فيها داخله علينا بشرها ؟!
وكأنها مفترسه!
مطلق زفر بضيق: أنا أعرف أتعامل معها اتركها الحين!
وبانتقاد تابع كلامه :انت الثاني كيف تحضنها كذا؟!
عماد بتبرير: مو انت قلت لي قدام أهل أبو مهاب أتعامل معها مثل أختي ... كم صار لي ما شفتها لو سلمت عليها من بعيد اكيد رح يشك مهاب بالسالفه
قاطعه مطلق: ادخل نشوف هالمجنونه وش رح تعمل واضح خلال هالمدة فقدت عقلها !!
**
**
تحس نفسها تبغى تسارع الوقت وتوصل لأهلها بسرعه ...سألت زوجه عمها عن مكان عن امها وأبوها بدون ما تسلم عليها وكأنه عقله متوقف عن التفكير بأي شيء.. تحركت مباشره لما أشرت لها على الغرفه وهي مستغربه من تواجدها كذا فجأة بدون ما يكون عندهم خبر!!...
وقفت غسق امام الباب ...كتمت قهر بداخلها وهي تشوف الباب مقفل بالمفتاح من الخارج ..ما قدرت تسيطر على نفسها من الحال الي وصلوا له أهلها ...خانتها الشهقات ما تقدر تشوف هذا الحال وتسكت ..طرقت الباب بخفه ..وهي تنتظر الإذن بالدخول!!
غزتها موجه بكاء وهي تسمع صوت أبوها من خلف الباب يردد اسمها ....
ما تدري كيف عرفها ..يمكن من صوت البكاء ..فتحت الباب ودخلت وهي تناظره بعيون غرقانه دموع ..وبدون تردد حضنته بقوة ونحيبها يتردد بالمكان ...
لو يطلع بيدها تحط امها وابوها بقلبها وتقفل عليهم حتى ما يوصلهم أي أذى ... وكأنها المسؤوله عنهم ...تبغى يكونون دوم بأحسن حال ...وما يكسر خاطرهم أي شيء!!
غياث أبعدها عنه بشويش وهو يمسح دموعها الغزيره وبخوف عليها: ااانت بببخير!!
هزت رأسها وبصوت مبحوح من البكاء: أنا بخير ..مو مصدقه إني شفتك !!
ختمت كلامها وهي تقبل رأسه : كيفك يا أبوي!! عساك بخير وصحه وعافية ؟!
هز رأسه غياث بضعف : ببخير
غسق وعيونها تجول بالصالة الصغيره: وين أمي؟!
غياث أشر على الغرفه: نايمه!!
بغت تتحرك تشوفها مشتاقه لها حيل ..بس يد غياث وقفتها وهو ينطق برجفه : ااتركيها د
دوبها ننامت
هبط قلبها نطقت وهي تمسح دموعها: صاير شيء ؟!
ناظرت أبوها لما هز رأسه بالنفي: بخير!
التفتت على مطلق الي وقف عند الباب وهو ينطق بعتب وزعل: أمك وأبوك بخير تتكلمين وكأني وحش
قاطعته غسق وهي تمسح دموعها الي رفضت تتوقف: مو كذا ..بس أنا انحرق قلبي عليهم !!
مطلق بهدوء: تعالي معي أبغى أتكلم معك
قاطعته غسق برفض: ما لي نفس بالكلام ... أبغى أجلس مع أبوي
قاطعها مطلق بقهر من أسلوبها ما كانت كذا ...ما يدري وش يعجبها بالجلسه مع هذا المتخلف ..وبمسايره نطق: انتظرك برا ..رح نتكلم قبل ما تنامين!!
هزت رأسها بتسليك..قفلت الباب بعد خروج عمها ...تقدمت من أبوها وهي تنطق بحنيه وعطف وكلام جواهر ينعاد بذاكرتها على طفولة أبوها القاسيه ..نطقت وكأنها تكلم طفل صغير: كيف صحتك وصحة أمي!! وربي مشتاقه لكم ..مب مصدقه إني أشوفك قدامي ... أيام وأشهر وأنا انتظر ذي اللحظة ..الحمد لله ربي استجاب لي الدعاء وجمعنا من جديد!!
غياث هز رأسه بانكسار: حنا بخير ..م مين ر رجعك
نطقت بغصه وكأنه خنجر بوسط صدرها وهي تتذكر طفلتها: رجعني مهاب ..وخلال هذا الأسبوع رح يرسل لي ورقه الطلاق !
قاطعها باستنكار: ل ل يه ؟! كيف ر رجعك؟!
زمت شفتها باختناق ما عندها الجرأة تتكلم وتقول انه وعدها على الاربعين ترجع لأهلها...حست بالخزي مشاعر الخزي تغزوها ..وبتكتم نطقت: قالوا هالمدة كافيه !!
وأقدر أرجع
سكتت لما خنقتها العبرات وقلبها عند البنت كيف رجعت بدونها!!
غياث بضيق من رجوعها خايف على مشاعرها إذا عرفت بخطوبة عماد ..ما يدري إذا تحمل لعماد مشاعر أو لا ...ما يبغى تنكسر كذا ...
وقفت على حيلها وهي تناظر أمها واقفه عند الباب وتناظرها بعدم تصديق وكأنها بحلم !!
غسق بنحيب نطقت وهي تقترب منها وتحضنها: يممممممه.. والله اشتقت لك!
غياث ما قدر يمسك دموعه وهو يناظر ابنته الي انحرموا منها قريب السنة ..بدونها تجرعوا الذل والإهانة مضاعف من مطلق ...لما كانت غسق ما كان يعمل فيهم كذا أبدا!!
**
**
**
باليوم الثاني جالس بالصالة والنار مشتعله بداخله من تجاهل غسق له ...ما طلعت من غرفة أهلها من لما وصلت البارحه..لزوم يجلس معها ويفهم ليه أرجعوها الحين .. يخاف أي غلطه يكتشفون سالفة التزوير!!
زفر بضيق وناظر عماد الي يناظر للبعيد بصمت مطبق ..نطق بضجر: الظاهر ما هي ناويه تطلع من الغرفه !!
ام عماد : بشويش يا مطلق لا تنفعل زيادة!!
مطلق بقهر: رح تصيبني جلطه منهم !!
غسق بضيق من التوتر الي يحيط فيهم: هي زعلانه علينا ما طلعت وسلمت علينا!!
مطلق مط شفته بسخرية: من بطولات أخوك ما رح تسلم عليكم!!
عماد زفر بضيق من هالسالفه...ما يدري كيف فقد عقله وتصرف كذا ...ما ينكر إنه يعتبرها مثل أخته غسق وبالفعل كان مشتاق لها ...علاقتهم كانت مثل الإخوان من طفولتهم وهم مع بعض ...وبتبرير نطق: يعني لو مديت يدي أكيد ما رح ترضى تسلم علي ..وش يفكنا من مهاب الي واقف يناظر ؟!!!
أم عماد بلوم: مهما كان الموقف...ما كان عليك تتعدى حدودك
عماد بضجر: خلاص والله ندمت ما عاد تذكروني بذي السالفه!!
سكت لما فتحت غسق الباب بهدوء وقفلته خلفها بهدوء ...يحس ملامحها متغيره وكأنها الاشهر غيرتها للاسوأ ...كانت ألطف وأرق وأجمل من الحين ..يحس فيها انطفاء ما شافه من قبل ...
اقتربت غسق وهي تشوف ملامح عدم الرضا على عمها لأنها سحبت عليه البارحه ...ما قدرت تقابلهم خاصه بعد موقف عماد ...
كتمت ضيقها وسلمت على أم عماد وبعدها على غسق والجمود متملكها !!
ما قدرت تبتسم بوجه ابنة عمها الي تبتسم من فرحة وجودها معهم!!
قبل ما تجلس .. قاطعها مطلق بضيق: تعالي نجلس بالمجلس لوحدنا!!
هزت رأسها وتحركت معه وعماد من خلفهم !! .. ما كلمته ولا ناظرته للحين مقهورة منه!!
بالمجلس جلست مقابل لهم والهدوء يخيم عليها ما تدري من وين تبدا!!
ناظرت مطلق لما نطق: كيف أرجعونك ؟!
مطت شفتها بسخرية من سؤاله الي من مبارح معلق عليه ...بداخلها عتب وخيبه منهم رموها وما سألوا عنها وفوق هذا يخطبون لعماد وكأنها ما هي موجودة ....للحين ما تأكدت من ذي السالفه كل شيء بوقته حلو ...ما همها خطوبته بس إلي يقهرها لو كان صحيح كيف يغدرون فيها ... كتمت كل الأفكار الي تداهمها وبهدوء نطقت: مهاب ما يبغى أبقى عندهم وأقنع أهله يرجعني هنا ..
سكتت للحظات وتابعت كلامها بنغزه مقصودة: رح يرسل ورقة الطلاق وبعد العدة نقدر نملك يا عمي!!
مطلق وكأنه أحد صفقه .. ناظر عماد الي ملامحه تغيرت ما قدر ينطق بحرف واحد !!
غسق مطت شفتها وهي تشوف ملامحهم...واضح الكلام الي سمعته صحيح ..وبحاجب مرفوع نطقت تحثه على الكلام: وش قلت يا عمي ؟!
مطلق بلع ريقه وبتبرير كاذب نطق: أنا سألت عنك بطريقه غير مباشره وقالوا إنك مرتاحه مع مهاب وما عندكم نيه للطلاق
قاطعته بنظرات مقهورة من كذبته لو سأل كان عرف إنها تجرعت الذل والإهانة عندهم ...كان عرف على الأقل إنه عندها بنت..وبنبره كلها خيبه منهم : علشان كذا خطبت لعماد أول ما طلع من السجن؟!
وتركتوني أكمل هناك الأحلام الورديه في بيت الأعداء!!
ما قلت لنا مين سعيدة الحظ!!
ختمت سؤالها والعبره تخنقها ...ما تدري وش فيها البكاء هو لغتها لتعبير عن حزنها وقهرها..ما كانت ضعيفه كذا ؟!
مطلق تغيرت ملامحه..نطق يقلب الجوله له..وبنبره عتاب نطق : وش فيك متغيره كذا ...وما عدت تحترمين أحد !
أنا طول المدة أراكض هنا وهنا حتى أصون الجميع ..خسرت كثير طول هالمدة ...والحين جايه تنظرين علي وكأني ما عملت شيء لكم ؟!
ذي جزاتي ؟!
أنا حاولت معهم أرجعك ورفضوا نهائيا رجعتك لنا ...يعني وش رأيك يبقى عماد طول حياته بدون زواج ؟!
قاطعته بقهرمن تبريره : أهم شيء عندك عماد وأنا بستين داهيه !!
أنانيه ما شفت مثلها ....ما امداك تنتظر حتى تشوف رح يرجعوني أو لا ... أصلا لو سألت عني مثل ما قلت وحاولت كان عرفت برجوعي!!
قاطعها بغضب : وش تبغين اكثر منهم طردوني من الشركه قدام كل الموظفين وكأني بزر وما احترموني ..واتصالاتي ما يردون علي فيها ...وش تبغين أكثر من كذا ؟!
غسق أنا خلال هالمدة كلها استنزفت كل طاقتي وما عاد لي قدرة أتحمل منك أي لوم وعتاب لأني خلاص طاقتي خلصت !!
مطت شفتها بسخرية دوم يحاول يطلعها الغلطانه ... وبتساؤل نطقت: ما قلتم مين سعيده الحظ؟!
مطلق قاطعها بعبوس: لارا بنت عمتك ام تميم!!
الصدمه أخرستها ما قدرت تنطق حرف واحد ...وعقلها يستذكر الماضي وكيف كانت دوم توضح لها إنه عماد ما يبغاها ومجبور عليها ..طلعوا مضبطين وضعهم؟!
مطت شفتها من الغباء الي كانت فيه وبانفعال نطقت لما أيقنت إنها كانت بغفله وينضحك عليها وهي مثل الغبيه الي اقتنعت إنه عماد مغرم فيها ويعشقها ...مدة طويله أجبرت نفسها تتأقلم على هذا الوضع وتقبل فيه حتى ما تزعل عمها ...أقنعت نفسها إنه تحبه وهو الزوج المثالي لها .... وبالنهاية طلع كله أوهام ...يا رب ما تقدر تتحمل هذي الصدمات أكثر ..ليتها ما سألت عن العروس ولا عرفتها ... وكأنه ينقصها نظرات لارا الشامته؟!! ...ما رح تسامحه ابدا على استغفاله ..وبكل قوة نطقت : دام إنك ما كنت تبغاني ليه تخطبني من الأساس؟! ليه تعشمني بأوهامك المزيفه !!
عماد زفر بضيق..بعدها نطق بضيق: اسمعيني ربي يعلم اني أعتبرك مثل غسق أختي ..بس أبوي كانت رغبته إني أتزوجك
قاطعته بقهر من كلامه : وانت قررت تنفذ رغبة أبوك !!
هز رأسه وبصراحه تكلم حتى ما تبقى متعشمه فيه ويبقى عندها أمل إنه رح يتزوجها: ما قدرت أتقبل ارتبط فيك وأنا أشوفك مثل أختي ...وبعدين انت متزوجه والحين رح تتطلقين يعني أنا كيف
سكت للحظات يصوغ الكلام بشكل أفضل !
قاطعته بصدمه من كلامه ما توقعت هالشيء منه أبدا ...ما قصرت معهم بشيء ليه يتفنون بتجريحها: إيه قول ما تتزوج مطلقه !!
تدري هذا جزاء الأغبياء والمغفلين إلي ضحوا بحياتهم ومستقبلهم مقابل ولا شيء!!
حست بخنجر بوسط حلقها وهي تردد بحزن وخيبه: ولا شيء!!
ليه أحس نفسي إني ما أعرفكم ... وإلا الأيام أظهرت أنانيتكم!!
مطلق قاطعها: حنا ما تغيرنا ..انت الي تغيرت ..ما تشوفين نفسك كيف تتكلمين معنا ؟!
نطقت باختناق والنار تغلي بجوفها من كل شيء..خلاص قرفت هذا المكان وما لها طاقه تجلس فيه أكثر: أنا رح أستقل مع أمي وأبوي في بيت لوحدنا بعيد عنكم كلكم
مطلق عقد حواجبه باستنكار: انت مجنونه ؟! ومين يعيلكم؟!
قاطعته بقوة: ما عليك منا ..لو نأكل التراب... انت بس اهتم بعيالك ...ما قصرت
مطلق قاطعها حتى يقطع جنونها : حركات جنان ما أبغى .. أنا باكر أشوف لكم بيت قريب منا ... أمك بدأت بالعلاج بمستشفى هنا قريب ...بعد يومين لها موعد جهزي نفسك حتى تكونين معها ...والماضي انسيه والحين حنا عيال اليوم ... وبالنسبة لعماد كل شيء قسمه ونصيب ..ارضي بنصيبك ..
ختم كلامه وهو يشوف السكون حل فيها بعد ما سمعت عن علاج امها. ...يعرف كيف يخرسها !!
تلبسها السكون وهو يتكلم عن علاج أمها ...هذا هو يرجع يلوي ذراعها من جديد بأمها !!
غمضت عيونها للحظات تحس جسدها منهك وتعبانه من كل شيء ...اخخ من الفلوس الي واقفه بينها وبين الهرب من كل شيء حولها ...قلبها حزين وكله خيبه وجروح ....فتحت عيونها والتقت عينها بعين عماد الي كسر عينه مباشره ..ما له عين يناظرها بعد ما دمر كل شيء بحياتها ....ما تدري اذا تقدر تلم شملها من جديد ...
تنهدت بضيق والصمت يخيم عليها وبداخلها شهقات تجمعت مب قادرة تكتمها اكثر من كذا ...
حل الصمت عليهم ومطلق فتح جواله والسكون يحيط فيه...بعد ما تلبس غسق الصمت ..
زمت غسق شفتها بضيق لما نطق عمها بقهر وضيق وهو يقلب جواله وانعفست ملامحه: الله يل*****
خفق قلبها بدون ما تعرف شيء...
عماد تغيرت ملامحه من ملامح أبوه الغاضبه: وش فيك؟!
مطلق وهو يكلمها بغضب: متأكدة رجعت هنا برضاهم؟!
عقدت حواجبها بعدم فهم ...ما تدري وش صاير؟!
عماد برعب نطق: يبه وش صاير؟!
مطلق بقهر نطق: ما أدري شخص مجهول أرسل لي على مواقع التواصل إذا ما رجعت غسق لبيت أبو مهاب خلال يومين ..ترحم على روح ولدك عماد!! .ولا تحاول تتواصل مع مهاب لأنه لو أصر على بقاء ابنتك عندك ثأرنا رح نأخذه من عيونكم!!
عماد هبط قلبه نطق بارتجاف: مين الي أرسلها؟؛
مطلق بغضب وقف: اقولك مجهول ...
بدأ يتحرك مطلق بتوتر وقلق : وش هالنذاله ذي؟!
عماد وعيونه على أبوه: مين تتوقع يعمل كذا
مطلق بقهر: أكيد أهله أو عيال عمه أو حتى أعمامه يمكن وصلهم خبر رجوع غسق وما قبلوا بهذا الشيء...
عماد بضيق نطق : والحل الحين؟!
واقفه تناظرهم كيف مفزوعين من الرساله وحالتهم حاله ...وقفت بعد ما مطت شفتها بسخريه ...قدمت لهم خير وبكل بساطه ركلوها بدم بارد ..وكملوا حياتهم وأفراحهم بدونها ....من اليوم ما رح ترضي أحد على حساب نفسها وما عاد يفرق معها شيء!!
جحظت عيونها لما نطق مطلق بقوة: ما في حل غيره ترجع غسق لأهل مهاب!!
نطقت بحواجب معقوده: تتكلم من عقلك ؟!
مطلق بدأ يفقد أعصابه: ايه من جدي أتكلم ...ما في حل غير كذا !!
غسق نطقت بقوة وتحدي : لو على جثتي ما رجعت هناك مرة ثانية ...خلاص دور التضحيه تركته وكل شخص يقلع شوكه بيده!!
غسق الغبيه الهبله انتهى دورها!!
مطلق استفزه رفضها ...مسكها من يدها وهو يردد بغضب: رح ترجعين غصب عنك. .ما هو على كيفك بدأت بذي التمثيليه تكملينها غصب عنك!!
مطت شفتها بسخرية من ثقته الزايده..وبتحدي نطقت: أبغى اشوف كيف غصب عني؟!
مطلق وهو متمسك بيدها: الحين رح أرجعك لهم ما رح تجلسين دقيقه وحده هنا!!
حاولت تسحب يدها بغضب: اتركني ...ما هو على كيفك ..ورب الكعبة ما ارجع لهم ؟!
مطلق والشرار يقدح من عيونه وهو يحاول يسحبها: رح ترجعين الحين
قاطعته وهي تفك يدها بقوة وتنطق بغضب: إذا رجعت إلا أفضح كل شيء ..والكل رح يعرف إني مو ابنتك ...
عماد استفزته وهي ترادد أبوه بكل قوة ..والحقد يشع من عيونها لهم .. وكأنهم استبدلوها ...نطق بغضب: غسق احترمي أبوي أفضل لك !
عقدت حواجبها بقوة: تهدد فيني ؟!
دامك قوي كذا ليه خايف منهم؟!
وإلا تبغى متخفي طول حياتك خلفي وأنا أجلس بوجه المدفع .. وحضرتك تكمل حياتك بسعاده وهناء!!
عماد رفع يده بإتهام: كل هذا الحقد لأني خطبت غيرك ؟!
افهمي ترى كل شيء قسمه ونصيب وما تنجبر نفس على نفس!!
تحس نفسها رح تنفجر من كلامه وثقته وكأنها ميته عليه ...ما كانوا كذا ليه تغيروا عليها ...كان السند لها من لما وعيت على ذي الدنيا!!
يااااااه من ذي الدنيا الي تغير النفوس مع الأيام ...زمت شفتها باحتقار: ترى آخذ بنفسك مقلب .. الحمد لله ربي أظهر لي حقيقتك قبل ما أدبس فيك ...ترى مو انت الي كنت رح تنجبر على هذا الزواج .. أنا الي كنت مجبورة ومب قادره أرفض لعمي طلب ...
عمي الي كسر عيني وذلني على الفلوس والملحق الي منحنا إياه نعيش فيه ...لوى ذراعي بلقمة العيش ..دمر مستقبلي علشان مصالحه الشخصية...
بس زمن الغباء انتهى أنا الحين طالعه مع أهلي من هنا
قاطعها مطلق بصراخ: انكتمي أفضل لك ...الحين رح اتصل بالزفت وأفهم منه السالفة وليه قلبوا علينا!!
**
**
**
جالس بالصالة والهدوء يخيم عليه ..ابتسم بثقل وهو يناظر أمه منشغله مع الصغيره وكأنها بنت لها ...ناظر أبوه لما نطق : الظاهر أمك رح تفقد عقلها مع هالصغيره !؛
أم مهاب وهي تحضنها لصدرها بخفه: هذي بنت مهاب كيف ما أغليها؟!
جواهر مطت شفتها بعدم رضا: دام نهايتها ترجع لأهلها ليه تنجب البنت
مزنه بهدوء: النصيب إنها هالبنت تطلع لذي الدنيا ...ربنا يسرها لأم مهاب تخدمها لما تكبر
ام مهاب ما عجبها الكلام : أنا أخدمها بعيوني طول حياتي ..ناظر يا ابو مهاب تشبه مهاب كثير!!
مزنه بسخرية: يقولون إذا طلع الطفل يشبه أمه يكون الأب يحب الأم أكثر والعكس إذا طلع يشبه أبوه تكون الأم تحب الأب أكثر!!
أبو مهاب مط شفته بقرف: ما نبغى حبها ...آآخ من النصيب وإلا إلي مثلها بالأحلام تحلم أننا نخطبها بيوم من الايام ..بس النصيب !!
مهاب بهدوء: البنت راحت ما له داعي نفتح سيرتها كل يوم!!
جواهر ناظرته بإعجاب: ربي يحفظك ويسعدك ويعوضك بزوجه يكون عندها مسؤوليه ما هو مثل ذيك الخبله تركت طفلتها الرضيعه ..صدق عديمه إحساس
قاطعها مهاب: عمتي وش قلت
نطقت بتبرير: والله نقهر لما أشوفها تركت الصغيره !!
أبو مهاب وقف بهدوء: أنا رح أطلع أجلس عند أبو سراج لوقت صلاة الظهر تبغون شيء ؟!
مهاب وقف بهدوء: انتظرني رايح معك!
تحرك للخارج مع أبوه والصمت يغلفه ..ما توقع غسق تترك الصغيره ...صدق ما عندها قلب ...قطع أفكاره رنين جواله ...ما يدري وش أصابه وهو يشوف رقم مطلق ..معقول غسق تبغى ترجع ...وبدون تردد رد بهدوء: الو
عبس ملامحه لما وصله صوت مطلق وبنبره جافه نطق: نعم؟!
مطلق وهو يحاول يمسك أعصابه: وش هذا يا مهاب ..حنا نلعب كرة قدم..البارحة ترجع لي غسق واليوم الصبح ترسلون تهديد إذا ما رجعت رح تقتلون عماد ؟!
وش ذي الحركات؟!
مهاب بجمود نطق: مين إلي أرسل لك ؟!
مطلق بقهر من بروده وهو يحس حياة ولده معرضه للخطر: ما أدري
قاطعه مهاب ببرود: أشوف وأرد عليك!
قفل الخط بدون ما ينتظر جواب مطلق ...ناظر أبوه الي ينتظر يسمع الخبر: وش صاير؟!
مهاب زم شفته: أحد مرسل لهم إذا ما رجعت غسق لهنا إلا يقتلون عماد!!
أبو مهاب هز رأسه وهو متوقع هذا الشيء: هذا الي كنت خايف منه ... إذا انت تنازلت.. أخوك وأعمامك وعيالهم وحتى عيال عمومتنا ما أحد رضي بهذا الكلام وما رح يسكتون؟!
مهاب بحزم: ما أحد له بهذا القرار دام إنها على ذمتي أنا أقرر!!
ابو مهاب هز رأسه بتفهم: بس هذا الكلام ما يدخل عقل أهلنا الي للحين الثأر يغلي بداخلهم ...وخاصة أخوك!
حتى لو نفذت كلامك وش يضمن لك ما ينفذوا كلامهم ويقتلون عماد ؟!
وقتها وش رح يصير؟!
ما أبغى نفقد أحد من أهلنا بالقصاص أو نفقد وحده من البنات بسبب لحظة طيش ...يمكن يشرطوا عدم التنازل إلا إذا أخذوا وحده من أخواتك ؟!
وقتها ما رح نقبل نرميها لهم ..رح تسوء الامور أكثر يا مهاب ..قلت لك من قبل تسرعت بالكلام معها من ناحية رجوعها ...بذي الامور العاطفه ما تمشي ..الحزم هو الحل ...والحين أنا من رأيي ترجعها يا مهاب ..وخليها تجلس هنا تقابل البنت أفضل من جلوسها عند أهلها ...وكذا تضمن هدنه بين الطرفين !!
ختم كلامه وهويناظر مهاب الصمت يغلفه ..لحظات بعدها مسك مهاب جواله ...اتصل على مطلق وأول ما انفتح الخط نطق بجفاء: أعطيني غسق!!
مطلق رح ينفجر من مهاب وتكبره ..ومع ذلك مضطر يسايرهم ...وضع زر الكتم وبتهديد نطق: إياك تخربي أي شيء ..رح نوصل لحل يرضي الأطراف... والحين خذي كلمي مهاب حاولي فيه يحل السالفه من عنده !!
قبل ما تتناول الجوال .. أزال الكتم وفعل زر مكبر الصوت ..
تناولت الجوال ويدها ترتجف ما تدري وش فيها ضعفت الحين ؟!
استجمعت قوتها ونطقت بهدوء: الو
مهاب بهدوء نطق: كيف حالك ؟!
ردت بدون ما تناظر عمها وعماد : الحمد لله...
مهاب متجاهل نبرة صوتها الباكيه واضح إنها بكت كثير ..أكيد رح تنجبر على الرجوع مرة ثانية..طرد كل الأفكار وبهدوء نطق: بالنسبة للموضوع الي اتصل فيه أبوك .. أنا ما لي يد فيه .. وأنا كنت قد كلمتي وأرسلتك بعد الأربعين لأهلك ...والبنت ما حرمتك منها بأي وقت تشوفينها ما رح أحرمك منها مثل ما وعدتك ... يعني للحين على اتفاقنا ..وما رح أجبرك على الرجوع لكن بنفس الوقت ما أقدر أضبط العيال من حولي ...
غسق بقهر من كل شيء واقف بوجه استقرارها: كلمهم واقنعهم

قاطعها بهدوء: أنا ما أعرف مين الي أرسل حتى أقنعه...انت بكيفك إذا بغيتي تحفظي دم أخوك ارجعي عندنا معززه مكرمه .. وإذا اخترت ما ترجعين هذا قرارك واحترمه لكن ما أضمن لك سلامة أخوك ..وانت بالخيار ...بيتنا مفتوح وأبوك يعرفه يقدر يرجعك ... وأكثر من كذا ما أقدر أساعدك ...
تحس بسكاكين بوسط حلقها من القهر ..دوم عليها تختار بين خيارين احلاها علقم ...بس ذي المرة ما رح تضحي بحياتها على حساب راحة غيرها ...نطقت والعبره تخنقها: قلت لك من قبل ما رح ارجع ..
تابعت كلامها متجاهلة نظرات عمها الناريه لها : مع السلامه!!
قفلت الخط وشعور الاختناق يحاصرها ....
مدت الجوال لعمها بهدوء ظاهري !
مطلق سحب الجوال بقوة وهو ينطق: انت مجنونه ؟! تبغين يقتلون عماد
نطقت بقلب ميت: في قضاء يحاسبهم والدنيا ما هي سايبه!!
مطلق بغضب: وش ينفع بعد فوات الأوان!
اسمعيني الحين رح ترجعين لهم ..تحركي أشوف
نطقت بتحدي: ما رح أرجع .. وأنا أقول لك لا تجبرني وتسحبني مثل الخروف لأني رح أفضح كل شيء عندهم والكل رح يعرف إننا ضحكنا عليهم وقتها
قاطعها مطلق وهو يمد لها الجوال بقوة: خذي كلميهم وقولي لهم الحقيقه .. خذي كلميهم !!
تتكلمين بكل ثقه وكأنك ما رح توصلك مسؤوليه من ذي القضيه !!
عقدت حواجبها باستنكار:وليه توصلني مسؤوليه انت الي دبرت كل شيء
مطلق ضحك بقهر: من عقلك تتكلمين؟!
مو كأنك انت العروس المزورة ؟!
ترى يا حلوة لسانك هذا رح يجيب أجلك ...روحي قولي ...تظنين رح يسكتون لنا ويصفقون لنا ؟!
ترى انت رح تتجرجرين بالمحاكم انت وغياث!!
بهتت ملامحها برعب : أبوي ؟! وش علاقته؟!
مطلق هز رأسه: ايه أبوك تراه هو إلي أعطاني توكيل أزوجك وكل شيء موجود بإدانه ابوك ...تراه هو أبوك ومسؤول عن زواجك!
وأنا لو انسجنت أعرف أدبر أموري!!
بس غياث كيف رح يكون وضعه هناك ؟!
تكلمي أبوك كيف يدبر أموره بالحبس؟!
طول عمرك تفكرين بأنانيه ..ما فكرت بأمك بعد ما يسحبوك انت وأبوك للحبس؟!
وين رح تروح ؟! ومين يهتم فيها ؟!
مشكلتك مندفعه وما تفكرين بالعواقب!!
إذا اكتشفوا أهل مهاب الي عملناه وقتها رح تدمر أمك وأبوك وانت رح تكونين السبب!!
خذي الحين اتصلي بمهاب وخبريه بالسالفه ..ما له داعي نكمل بالكذبه ذي ...وما عادت تفرق معي ..ما هو كل شوي تهدديني بالسالفه !!
خلاص مليت منك ومن إسلوبك المستفز..خذي كلميهم ابغى أخلص من الترقب والخوف إنهم يكشفونا!
تناظره بملامح باهته ما حسبت حساب ذي النقطه. ...لو اكتشفوا أهل مهاب ذي اللعبه أبوها رح يتضرر وأمها وين تتركها خلفها!!
مب قادرة تبلع ريقها من الورطه الي ورطت فيها نفسها للأبد ...كميه غباء كانت تحيط فيها ....وقعت على زواج مزيف بدون ما تفكر بالعواقب!!
غمضت عيونها للحظات تستجمع قوتها من جديد بعد ما تلاشت وصارت هشه ضعيفه ...
كتمت الحسرة والندم الي تسري بداخلها ..ناظرت عمها لما فتح جواله ونطق بقوة: ما تبغين تتصلين أنا رح اتصل بمهاب واخبره بكل شيء ..خلاص قرفت تهديداتك !
فتحت عيونها بصدمه واستنكار .. إذا اتصل بمهاب حياة أبوها رح تكون بخطر ..وبدون وعي تقدمت منه وسحبت الجوال منه وحصونها بدأت تضعف ..ودموعها تنزل بقوة: لا تتصل!!!
ما لها حيل توقف أكثر ... جلست على الارض بعد ما خارت قوتها وهي محتضنه الجوال لصدرها ...تبكي ضعفها وعجزها وانكسارها!!
مطلق تنهد براحه لما شاف حالها كذا يضمن يقفل لسانها للأبد وبنفس الوقت يكون مطمئن على عماد !!
عماد تقدم خطوة لها ما قدر يشوفها كذا بهذا الانكسار ..بس يد أبوه وقفته وهو يتابع كلامه بحزم: وش قصة البنت الي ما رح يحرمك من شوفتها ؟!
مسحت دموعها بقوة وناظرت عمها بصمت بدون ما تحرك شفتها ...
تابع مطلق كلامه بتوجس: لا تقولين عندك بنت من مهاب ؟!
أسندت نفسها والصمت يغلفها ودموعها تنزل بخفه متجاهله استفسارات عمها الي مثل يرش ملح على الجرح!!
عماد تقدم بعدم تصديق وقف قدامها وبصدمه نطق: عندك بنت ؟!
ناظرته بكره وحقد ... همت تغادر المكان بس كلام مطلق وقفها : اذا هالشيء صحيح ...اتمنى ما تتصرفين تصرفات غبيه لأنها البنت بكل بساطه اسم امها هو اسم غسق مطلق يعني أنا جدها ...وحنا نتحكم فيها وانت ما في شيء قانوني يربطك فيها ...حسني سلوكك حتى ما أوجعك بطفلتك ....
قاطعته غسق بغضب وقهر وصلت فيه يهددها بطفلتها : إذا تنازلت عن شيء فما هو علشانكم بعد ما اكتشفت حقيقتكم الوسخه وأنانيتكم ...أنا أتنازل علشان أبوي وامي!
والباقي كله بالحريقه!
مطلق بملامح عابسه: اتركي عنك الثرثرة ..وتحركي رح ارجعك
قاطعته بقوة: ما رح ارجع الحين...رح أجلس مع أهلي وانتظرك تروح تشتري لابوي جوال وخط ولي جوال وخط الحين حتى يكون معهم ٢٤ ساعه ..واطمئن عليهم
بالوقت الي ابغى
قاطعها مطلق: ما عندنا وقت لذي السوالف تحركي وبعدين أنا أجيب لهم
قاطعته بانفعال غاضب:قلت لك ما رح اتحرك حتى تحضر الجوال
قاطعها عماد : مثل ما تبغين انا اروح الحين اشتري
مطلق قاطعه بقوة: انت اجلس ...ما أبغى تطلع إلا لما ترجع غسق ما أضمن نذالتهم ويغدرون فيك...
ختم كلامه وغادر المكان والنيران تشتعل بداخله من شروطها !!
بعد خروج عمها تحس استنزفت كل طاقتها ...مسحت وجهها بالشال ودموعها رافضه تتوقف...
قررت تتوجه لأبوها وامها وتجلس معهم قبل رجوع عمها ...بما إنه الجوال موجود رح تقدر تتواصل مع ابوها وتخطط للهرب معهم من الكل وتعيش بعيد عنهم ...رح تنتظر الفرصه المناسبه وتنفذ خطتها!!
عبست ملامحها لما اعترض طريقها عماد وهو ينطق باعتذار: انا آسف سببت لك مشاكل كثيرة..ادري إنه اعتذاري ما يقدم ولا يؤخر بس
قاطعته غسق وهي تبعد عنه: اعتذارك انقعه واشربه ..ما رح انسى لكم هذا الموقف ...نتعلم دروس من الدنيا .. أصحاب القلوب الطيبه بذي الدنيا يندعس عليهم بدون رحمه ولا رأفه ....ذنبهم الوحيد إنهم كانوا يثقون بالاشخاص إلي أحبوهم ثقه عمياء ...والحين ندفع ثمن هذي الثقه ... أنا اعتبرتك أخ وسند لي أكثر من خطيب ...طول الفترة الماضية وأنا أدعيلك بكل صلاة ربنا يفرج كربتك وتحصل على حريتك ..بالمقابل انت كبلتني وسجنتني مكانك ..ما رح أسامحكم!
ختمت كلامها وهي تبلع غصات الالم والقهر والعجز ...
" لقد دمرت الجروح صورتك العزيزة في ذهني ... أنت الآن عبارة عن خذلان كبير داخل إطار مهشم!!!
أبو مهاب بحده نطق بعد ما قفل مهاب الجوال: أشوفك تشاورها ست الحسن والدلال؟!
قلت لك من قبل لا ترجعها لأهلها انت كذا بترجع الثأر الي بيننا ...كيان للحين النار مشتعله بداخله وش يطفيها لما يشوف كل شيء رجع مثل ما كان إلا سيف ما رجع !!
تنهد مهاب .. وبضيق نطق: أكبر غلط ارتكبته هو الزواج ..ليه أظلم البنت وهي ما لها علاقه بأفعال أخوها ؟!
عماد هو الي غلط ويتحمل أغلاطه ما هو غسق!!
أبو مهاب بعبوس من كلامه ضرب على صدر مهاب بخفه: قلت لك قلبك الطيب رح يجلب لك المشاكل ما هو كل الناس تستحق المعاملة الطيبه ...هم غلطوا ويتحملوا نتائج اغلاطهم !! وبما إنها دقت الصدر تتحمل نتائج اختيارها!!
سكت أبو مهاب للحظات وبعدها تابع كلامه: الحين تلقاها على الطريق ..مطلق ما رح يضحي بعماد دام وصله تهديد
مهاب باستبعاد: ما توقعت ترجع يبه ...انت ما تعرف كم متعلقه بأهلها ..كم بكت لما سمعت بخروج عماد من السجن من شوقها لأخوها...ولما سمعت بخطوبته من كثر البكاء تظن أحد من أهلها مات ...وحتى لما وصلتها لأهلها لو شفت كيف حضنها عماد بقوة وكأنه صار له سنوات طويله ما شافها ..احس عماد بالنسبة شيء كثير وتحبه بشكل جنوني
قاطعه ابوه : هذا انت قلتها حبها لها رح يجبرها تضحي نرة ثانيه حتى ما يلمسه أي أذى ..رح ترجع هنا مرة ثانية!!
هز رأسه مهاب باستبعاد لرجوعها ...حديثها معه واضح إنها ما تبغى ترجع ...بس إذا رجعت رح يتغير الوضع .. وبهدوء نطق: إذا رجعت يبه رح تتغير الأوضاع... الأيام إلي قضتها هنا من الذل والإهانة كافيه...رح تكون كنة معززه ومكرمة في هذا البيت مثلها مثل اهل هذا البيت
قاطعه أبوه بحده: مهاب
قبل ما يكمل قاطعه مهاب بهدوء: يبه لا تخلي حبك لسيف يعميك عن الحقيقه..البنت ما لها ذنب ..والكل يعرف إنك دوم معين للمظلوم حتى لو على حسابك ...لا تسمح لنار الثأر تطمس النخوة الي ربيتنا عليها ...سامح يبه وربنا يعوضك خير..وسيف انتهى أجله سواء بالقتل أو بأي سبب ظاهر لنا ... بالنهاية انتهى أجله وما نقدر نوقف بوجه الموت!!
يبه تعوذ من الشيطان ...
ابو مهاب بضيق: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..ما أدري لما أشوف هالبنت أحس كل القرود تتلبسني!!
مستفزة بقوة ...من الحين أقولك إذا رجعت تعطيها تنبيه تحترم نفسها وكلام زايد ما أبغى أسمع ولا سيرة أهلها ومن الحين أقولك تبغى تكون فرد من أفراد هالبيت ما عندي مشكله لكن بالمقابل ممنوع تزور أهلها
مهاب باعتراض نطق: يبه
قاطعه أبوه بقوة: أنا بالأول سكتت وتركتك تعمل الي تبغاه وأرسلتها لأهلها بعد ما كسرت كلامي ..لكن الحين ما رح أسكت ...هي الحين بالخيار إما تكون مثل أهل البيت بس بالمقابل علاقتها بأهلها مقطوعه نهائيا أو ترجع تشتغل مثل قبل بالبيت بالمقابل نسمح لها كل شهر أو شهرين بزيارة أهلها وغير كذا ما عندي!!
مهاب هز رأسه يسلك الموضوع لأنه متأكد ما رح ترجع: يصير خير ...اذا رجعت رح نتفاهم
قاطعه بقوة: أنا إلي رح أخبرها واسمع اختيارها بإذني علشان نعرف نتعامل معها!!
مهاب يناظر انفعال أبوه ..ما يبغى يصيبه شيء وينفعل على أمور بدون معنى ...وبهدوء نطق: توكل على الله وما يصير إلا إلي يطيب خاطرك !!
**
**
**

ترتشف من الشاهي بلحظاتها الأخيره مع أهلها ...تكره الوداع والفراق ...قلبها ما عاد يتحمل الفراق أكثر من كذا ..كتمت ضيقها وهي تحس حلقها متورم مب قادرة تنطق حرف من شدة الاختناق والحزن ..تنفست بعمق يمكن ترتاح من الهم الي جاثي فوق صدرها ..ناظرت أبوها لما نطق بارتجاف: ز زعلانه لا لأنه ع عماد خخخطب
قاطعته بحزن ما هو حب وتعلق بعماد كثر ما هو خذلان وانكسار من أنانيتهم..وبصوت مبحوح من البكاء:ما زعلت وما همني الزواج ..انت تعرف إنه عمي مطلق أحرجني وضغط علي حتى أتزوج عماد بدون ما أعرف المبرر أو السبب لهذا الإصرار
قاطعها غياث وهو يمسك يدها ويشد عليها بمؤازرة: ك كل ششيء من عند الله خخير...ععماد ما يناسبك..
ممهاب افضل منه!
مطت شفتها بسخرية: انت دوم تفضل الغريب على بيت عمي مطلق ..وش يعرفك بمهاب حتى تقول إنه أفضل ؟!
نطق بهدوء: مهاب أافضل
قاطعته بقلب ميت: ما في أحد أفضل .. أنا أكره كل شيء من حولي ..خلاص مليت...عقلي محصور كيف نجتمع ونهرب من كل العالم
قاطعها بارتجاف: نهرب
هزت رأسها: ايه نهرب...زمان كنت تقول لي أهرب بس ما سمعت كلامك..يا ليت سمعت كلامك وهربنا من هنا ...ابغى نكون أنا وانت وأمي في بيت لوحدنا نعتمد على أنفسنا وما أحد يمن علينا بفلس!!
نطق غياث بتوجس: لليه رراجعه لبيت مهاب .. الحين ننهرب
قاطعته وهي تكتم تهديدات عمها ما تبغى أبوها ينخذل فيه مثل ما انخذلت هي .. وبنبرة هادئة نطقت: الحين ما ينفع ...هذا الجوال إلي أعطيتك إياه هو حلقة الوصل بيننا حتى نرتب للهرب مع بعض ..بس أحتاج وقت أرتب كل شيء حتى ما أحد يمسكنا ... أهم شيء الحين إني شفتكم وتأكدت إنكم بخير ...وبإذن الله نهاية الشهر رح أزوركم
ختمت كلامها وأجبرت نفسها على الابتسام لما تقدمت أمها عندهم وجلست وهي تناظرهم بترقب!!
كتمت ضيقها وهي تشوف حال أمها وكيف الشحوب والتعب واضح عليها..وبحرص نقطت: حاول فيها تروح للمستشفى بعد يومين موعدها ما تدري يمكن ربنا يكتب لها العلاج
غياث بفقدان أمل هز رأسه بتسليك ..وإلتزم الصمت ما يبغى يتكلم بكلام ويحزن غسق أكثر وتكتشف نذالة مطلق .. أحيانا عدم المعرفة راحة ..ما رح يعكر مزاجها بزياده ..واضح ما تبغى ترجع لمهاب ..ما يدري إذا كانت مرتاحه أو لا سألها أكثر من مرة من لما جاءت ودوم نفس الاجابه " ما تكتمل راحتي وفرحتي إلا لما يلتم شملنا من جديد!!
عقدت غسق حواجبها لما حرك أبوها شفته وكأنه يبغى يقول شيء... نطقت بتساؤل: وش فيك يبه؟!
حرك رأسه بالنفي بدون ما ينطق شيء ...زادت عقدة حواجبها وهي تشوف الفزع على ملامح ابوها لما طرق عمها الباب وهو يستعجلها ...نطقت بتساؤل: ليه خايف يبه؟!
هز رأسه وهو يبلع ريقه: لا
كتمت ضيقها وعيونها بدأت تلمع بالدموع ...ينصهر قلبها لما تشوف ابوها بهذا الضعف والوهن ... تتمنى تساعده ويشعر بالأمن على طول بس ما تدري كيف ؟!
لزوم يستقلوا في بيت منفصل بعيد عن كل شيء يذكره بالماضي حتى يتحسن وضعه ويسترد قوته الي دمرها جدها ...ما رح تسامحه ابدا ...هو الي دمر شخصية أبوها وكلام جواهر للحين يدور برأسها عن طفولة أبوها المحرومه ..بغت تسأل عن جواهر وش علاقتها فيهم ..بس كنسلت وهي تشوف أبوها للحين الفزع واضح عليه ...ما تبغى تذكره بالماضي وأوجاعه!!
**
*
**
مجتمعات بالصالة ومزنه عقلها يدور تبغى تعرف مين إلي ارسل التهديد وللحين ما توصلت للشخص ...زمت شفتها بضيق: أخاف أحد من العيال يتهور ..ما نبغى نخسر أحد والله القلب فيه أوجاع مب ناقص وجع جديد
ام مهاب بانتقاد للشخص إلي أرسل الرساله: مهاب أعطاها كلمة ورجعها لأهلها ما له داعي ذي الحركه ..الي بيننا انتهى حتى يبعث رسائل تهديد.. سلامات
قاطعتها أم سيف بحواجب معقوده: تتكلمين بكل برود لأنه ما هو ولدك الي انذبح ..لو شوكه تصيب كيان أو مهاب تقومين الدنيا وما تقعدين
جواهر قاطعتها تهدي الأوضاع: يا جماعة الخير
أم سيف قاطعتها: أي خير وهي جالسه تنظر علينا مهاب قال ومهاب حكى!
وخير يا طير ؟!
لا تنسين زوجته جاءت هنا بدل الثأر ما يطلع له يقرر أي أمر يخص غسق لوحده ...وخاصه موضوع رجوعها!!
مزنه خزتها بقوة: لا تقولين انت إلي أرسلتي لمطلق؟!
ختمت كلامها وناظرت جواهر الي ضحكت من قلبها: يا يمه عليك أفكار...الله يهديك من وين لها تتواصل مع مطلق ...والأهم أم سيف مستحيل إنها تتواصل مع مطلق وتغافل الجميع
قاطعتها أم مهاب بعبوس: والله الي يمشي على رجليه ما ينحلف عليه
ام سيف مطت شفتها: يعني لو عملتها خايفه منك ؟!
قاطعتها مزنه: وبعدين معكم!!
اتركونا من مناقرتكم وحركات الضراير .. الحين ما أحد يعرف أو سمع إذا رح ترجع غسق أو لا؟!
ام مهاب هزت رأسها بالنفي: أبو مهاب خبرني إنها رفضت ترجع وما أحد اتصل منهم ..ما في أي خبر منهم ..وبعدين لو بغت ترجع كان رجعت قريب المغرب وما في حس ولا خبر عنهم!!
مزنه زمت شفتها بضيق: يا خوفي أحد يتهور من العيال ...ما استبعد عن مطلق يأخذ عياله ويسافر للخارج ويهرب فيهم ...
جواهر باستبعاد: ما ظنيت يمه يعمل كذا ...يمكن ولده يخليه يسافر للخارج
ام مهاب وقفت بهدوء: الله ييسر لنا الخير .. أروح أشوف البنت بلاه تصحى !
جواهر بسخرية: ايه عجلي ...ابتلشي وأمها جالسه ... صدق هالبنت عديمه إحساس وضمير ..هذي طفله صغيره لحمها طري كيف تسول لها نفسها ترميها ... يا قسوة قلبها.. أتمنى أحيانا يكون لي سلطه عليها وبالعصا اعلمها السناعه واعلمها وش معنى الضنا ....
ام سيف بسخرية: من وين تسنعيها وصقر السبتيه واقف محامي دفاع لها!!
مزنه تقفل الموضوع: مهاب رجال والكل يشهد له بالخير ..ودوم يوقف مع الحق !
قفلوا الموضوع بدأ ضغطي يرتفع ....تفقدوا العيال وتأكدوا إنهم بالمنطقه وخاصه كيان
جواهر بابتسامة: لا تخافين أبو مهاب عامل لهم حظر تجول!
**
**
**

طول الطريق ملتزمه الصمت ...ما لها خلق تسمع صوت أي إنسان ...حتى عمها طول الطريق ساكت وما علق بكلمه ...زمت شفتها بضيق وصورة أمها وأبوها لما ودعتهم ما فارقوها ...قلبها يوجعها من الانتظار .. متى تتعدل حياتهم ؟؛
زفرت زفرات حاره من النار المشتعله بصدرها ...ما تدري وش يطفيها ...
ناظرت عمها لما تكلم بهدوء: غسق
نطقت بروح ميته: ما ابغى أسمع تبريرات لأنه كل شيء واضح مثل عين الشمس ...
زم شفته بضجر : أنا الحين رح أنزل وأكلم أهل مهاب وأتفاهم معهم يمكن يستوعبوا ويتركونا بحالنا
قاطعته بسخريه: لو كنت ناوي تتفاهم معهم ما سحبتني معك كل هالمسافه!!
لا تغلب نفسك وتكلمهم ... أنا راجعه عندهم
قاطعها بنرفزه: لا تكلميني كذا وكأني مجرم عديم إحساس؟!
قولي لي وش يطلع بيدي ؟!
ربطوا لي يديني مب قادر أعمل شيء ..حتى لو فكرت أرسل غسق ابنتي مكانك ما رح ينفع لأنهم رح يكتشفون هالشيء ...
ما توقعت الأمر يطول كذا ...قلت شهر أو شهرين وبعدها يرجعونك وتنتهي السالفه ..ما كنت أتوقع يعملون كذا ؟؟
انا لو أحمل لك الشر ما اخترتك لعماد وبكل طريقه بذلت جهدي حتى تكونوا لبعض وتكونين قريبه علي وبنفس الوقت ترتاحين بقرب أهلك لك ...أنا ما قصرت يا غسق بس الأمور خرجت عن سيطرتي وما قدرت أعدل شيء ... أعطيني حل واحد وأنا مستعد أنفذه وتكونين راضيه!!
زمت شفتها بضيق وش ينفع إذا وقع الفأس بالرأس ... وبنبرة مخنوقه نطقت: عماد يسافر للخارج بأقرب فرصه بعيد عن أهل مهاب .. وأنا بعدها آخذ أهلي ونستقر لوحدنا ...بعيد عن كل شيء من حولنا ... أبغى أنسى كل شيء مر بحياتي خلال هالسنة ..استنزفت هذي السنة كل قوتي ...ابغى أبدأ من جديد بدون ما أحد يمن علي بفلس واحد !
خزها بعتب: أنا أتمنن عليك
قاطعته باختناق: كسرت عيني ...حتى حملت نفسي على أمور ما أبغاها
قاطعها بتجاهل لكلامها: عماد بدون ما تقولين رح أرتب أموره للسفر ..بس أبغى بعض الوقت وبعدها اعملي الي تبغينه ما رح أعارضك بشيء!!
وإن احتجت شيء أنا موجود!
هزت رأسها بتسليك.. بعد ما قلبها أثقلته الهموم ...كل شيء مقفل بطريقها ... سفر عماد رح يعجل باستقرارها مع أهلها ...مطت شفتها بسخرية ...وعقلها يفكر كيف الدنيا تتغير أحوالها ...عماد الشخص القريب لها من الطفوله الحين أبعد شخص بالنسبة لها ..ما هي متحسفه عليه ... بعد ما شافت أنانيته بعيونها ...
كتمت أنفاسها للحظات لما اجتاحتها مشاعر حزن وخيبه منهم ...
صدت للشباك لما فقدت السيطرة على دموعها بصعوبه كتمت شهقاتها ...كل شيء من حولها يحسسها بغربتها ووحدتها ...تفتقد السند إلي يوقف معها ويساندها ...
التفتت على مطلق لما نطق لما اقتربوا من بيت أبو مهاب: تبغين شيء؟!
تأكدت من مخبأ الجوال داخل ملابسها ... لزوم ما أحد يعرف بوجوده حتى ما يسحبوه منها ... نطقت بصوت ظهر فيه الاهتزاز: كل الي أبغاه تعجل سفر عماد
قاطعها : بأسرع وقت رح يسافر ..انت الحين محتاجه شيء؟!
كتمت ضيقها لما وقفت السيارة ..نطقت وبدأ قلبها ينتفض من مواجهة مهاب وأهله : ما أبغى شيء منكم
مطلق مسك جواله: قبل ما تنزلين اعطيهم خبر بوجودك
قاطعته وهي تفتح الباب وتنزل بروح خاويه: قلت لك لا تخبر أحد!!
قفلت الباب وأشرت لعمها يغادر المكان ...عيونها مسلطه على سيارة عمها حتى غابت عن عينها ...هنا ظهرت الحقائق تركها بدون مجاملات الوداع والفراق...ما عندها قدرة تقترب منه بعد ما طعنها بظهرها وتركها تواجه أهل مهاب لوحدها ...
ما لها حيل تجامل بوداعه قدام أهل مهاب ...علشان كذا طلبت منه لا يخبرهم حتى ما يكون أحد بالاستقبال وتضطر تجامل عمها بالسلام!!
ناظرت البوابه السوداء ..وين ما تروح مكتوب لها ترجع وتوقف أمامها بضعف وانكسار ...
تقدمت خطوة وزدات نبضات قلبها ....مشتاقه لطفلتها .. وكأنها صار لها زمان ما شافتها.....تتمنى ما تلقى بوجهها ابو مهاب ما لها حيل لمقابلته ...
دخلت من البوابة وعيونها تناظر المكان وكأنها أول مرة تشوفه ...
تجمدت لما وصلها صوت مهاب المستنكر وكأنه ما توقع رجوعها: غسق!!
بلعت غصتها..وبأقصى جهدها تحاول تكون قويه وواثقه من نفسها وما تضعف قدام أحد!
ناظرته بهدوء ظاهري وما علقت ...تقدمت بخطوات هادئة ومن الداخل تتمنى لو تأخذ الصغيره وتهرب من هذا المكان!!
وقفت لما اقتربت من مهاب والصمت يغلفها ...نبض قلبها بقوة لما مد يده يسلم عليها: ما توقعت ترجعين!!
ناظرت يده الممدودة للحظات ...تجاهلت يده ...وبعتب نطقت: دام إنك مو قد كلمتك ليه تعشمني وترسلني لأهلي
زم شفته بسخريه من حركتها لما تجاهلت يده ..واضح إنها راجعه غصب عنها بقوة ...وببرود نطق: ما جبرتك ترجعين وأنا للحين عند كلمتي ...للحين ما صار شيء تقدرين ترجعين!
ناظرته بقهر الكل يلوي ذراعها بدون ما توقفهم عند حدهم ..يهددون بقتل عماد وينتظرون عمها مطلق يتركها ؟!
ما تدري يمكن رجوعها خير حتى تقدر تخطط وتهرب بالبنت بدون ما أحد يحس عليها ...لو جلست عند أهلها صعب تأخذ البنت منهم ...نطقت بهدوء:وين البنت
أشر لها بالدخول ما رح يتفاهم معها هنا .. قبل ما تتحرك ..هبط قلبها لما شافت ابو مهاب بوجهها ما تدري من وين طلع لها !!
بلعت ريقها بصعوبه وهي تحاول تسيطر على رجفتها ...رجعت خطوة للخلف حتى تبعد عنه ...زادت دقات قلبها من نبرته الساخرة: الحمد لله على السلامه ...ما توقعنا رجوعك ..كان أعطيتينا خبر حتى نستقبلك ونفرش لك السجاد الأحمر!!
مهاب بهدوء: خلينا ندخل للداخل
ابو مهاب برفض:قبل ما تدخل عندي كم كلمه تسمعهم زين وتحطهم حلقه بإذنها !
ختم كلامه وهو يقترب منها .... تلقائياً رجعت خطوة للخلف لما وقف مباشره أمامها وعيونه تناظر الدموع إلي تتراقص بعيونها بأي لحظة تنفجر من البكاء .. ومع ذلك يحسها تحاول تظهر بمظهر القويه...بس عيونها فضحت ضعفها ...وبقوة نطق: الحين رجعت لهذا البيت وبما إنه عندك بنت ..رح نعتبرك كنه في هذا البيت ..بالمقابل تنسين شيء اسمه أهلك ولك احترامك وتقديرك هنا دام إنك محترمة نفسك...
أو نسمح لك بزياره أهلك مرة بالشهر أو بالشهرين حسب سلوكك بالمقابل تشتغلين بهذا
قاطعه مهاب بعبوس: يبه
أبو مهاب رفع حاجب وهو يناظر مهاب: وش فيك ؟!
التفت وتابع كلامه وهو يناظر غسق ينهي الكلام معها : ما رح ييجي اليوم الي أحبك فيه أو أتقبلك زوجه لولدي..بس لأجل عين تكرم مدينه ...مهاب تواسط لك وأنا خبرت الجميع إنك من اليوم كنة أبو مهاب تحضرين أفراحنا وأحزاننا وتشاركين بكل شيء يخصنا ... وأهلك لك بالشهر زيارة لساعات محددة وغير كذا ما في !
والحين ادخلي وتعاملي مع الي بالداخل باحترام ...وصدقيني ما رح يعجبك تصرفي اذا شفت أو سمعت شيء ما يعجبني..هذي فرصه أعطيك إياها حاولي تستغلينها ولا تضيعينها ..
ختم كلامه وهو يناظرها بتقييم وبعدها غادر المكان ...
عم الصمت للحظات ... تحركت للداخل بدون ما تعلق بحرف واحد على كلامه ...
فرصه جديده ورح تستغلها وتهرب بأقرب فرصه وتأخذ البنت معهم ورح تقهره مثل ما قهرها طول الفترة الماضية...
**
**
**
مجتمعات بغرفة رهف والعيون على وعد الي تتكلم بقهر وحقد: وربي من قبل أمي قالت فترة وبعدها رح تصير صاحبة البيت .. وأولى منا !!
رهف بضجر: دام مهاب وأبوي هم الي أصدروا القرار باتفاق ما تقدرين تعترضين!
رفيف تربعت : والله يا بنات أحسها واقفه هنا مب قادرة ابلعها ...كيف تجلس معنا وتشاركنا الأكل
حياة بابتسامة: ليه مكبرين الموضوع هالكثر ...تراها زوجة أخوكم رضيتم أو لا ...وبعدين اتركوها وانشغلوا الحين بخطوبة رؤى الكنة الجديده!
وعد مطت شفتها: ولا عندنا كنه عليها العين .. وحده ما أدري من أي مزبله جابوها والثانيه خبله وعبيطه ..ما أدري كيان كيف اختارها؟!
لارا عقدت حواجبها: تعابيرك اوفر !
حياة : يا ربي لزوم الواحد ياخذ ذنوب بسببكم !!
وش هالألفاظ الي عليك ؟!
متى طالعين للسوق تشتروا؟!
وعد بعبوس: أنا ما رح أشتري ملابس
رفيف بملل: ترى إذا اشتريت أو ما اشتريت سيف ما رح يرجع !!
حياة بتأكيد: وبعدين أخوك مو البارحه مات ... صار له يمكن سنة ميت
وعد برفض: يكفي ابوي جبرني إني أحضر الملكه بس ما أحد يقدر يجبرني أشتري
قاطعتها رهف: خلاص اسكتي ..عمرك لا تشتري!!
متى قررتم نطلع؟!
رفيف ناظرت بنات عمتها: تعالوا معنا
قاطعتها حياة: ترى أمي للحين بالعدة ..مو لذي الدرجه يعني حتى لو تشوفينا نضحك ونحكي بس فراق الأب ما كان سهل أبد ... الحياة تمشي وما رح توقف على موت أحد ..بس احترام لأمي ما هي حلوة بحقها نحضر الخطوبه وهي جالسه بالعدة!
رهف : قلت لكم مجرد جلسه ما في حفلة ولا شيء ...رح تكون مجرد جلسه في بيت رؤى!
حياة هزت رأسها: أدري بس ما ينفع إن شاء الله نحضر الزواج!
لارا بتساؤل: متى الزواج؟!
وعد بعبوس: للحين ما حددوا ...أكيد حرم السيد مهاب رح تحضر الخطوبه!!
رفيف بقرف: أكيد !
أنا اليوم قبل ما أنام لزوم أفكر بكم حركه نفشلها فيها بدون ما أحد يشك فينا!!
وعد ابتسمت بخبث : وأنا مثلك رح أفكر ونلاقي
قاطعتهم حياة: مو طبيعيات ..الشر يسري بدمكم ..يا رب ما تكرهوني لأنكم الي تكرهوه تحرقوه!!!
ضحكت وعد: مو لذي الدرجه يعني رح نعمل لها قرصة أذن صغيره ..حتى تحسب لنا حساب!!
**
**
**
جالسه بالصالة وبحضنها الصغيره ...وعقلها يستذكر كلام مهاب ليلة الأمس ...عن حقوق وواجبات كل واحد منهم ...ما رح يظلمها ورح تكون فرد من أفراد هذا البيت .. وأصر عليها تكمل دراستها وتعيش حياتها طبيعية مثلها مثل أي بنت بعمرها ...كلامه يوجعها بزياده ..مهاب شخص يستحق كل الخير بالرغم من العداوة بين العائلتين ما أخذها بذنب غيرها ..ويحاول يحسسها بقيمتها بهذا البيت وإنها إنسانه مثلهم ...ما يستحق منها تستغفله بهذا الشكل ...مكبله بقوة ما تقدر تخبره بحقيقتها وبنفس الوقت ما هو سهل تعيش مع انسان وتستغفله بهذا الشكل البشع ....
ما توقعت بيوم تكون وسط " المنتصف المميت " ما هي قادرة ترجع لأهلها وتترك كل شيء خلفها ..ولا قادرة تبقى وتعيش طبيعي وتستغفل مهاب أكثر من كذا!!
مشاعر موجعه بقوة وما هي قادرة تتجاوزها !!
زمت شفتها بضيق وهي تحس بحقارتها البارحه ...مهاب يتكلم عن حياتهم ومستقبلهم استقرارهم وهي تفكر بالطريقة إلي تهرب فيها مع البنت ...ما تدري اذا هي صارت شخص سيء بعد ما تقمصت دور "غسق مطلق" وإلا اختيار الحياة من حقها ..هي انجبرت تتزوج ومن حقها تكنسل هذا الزواج بأي طريقه!!
شيء بداخلها يحثها ما تهتم لمهاب وكلامه الطيب .... متأكدة بأي لحظة رح يرمونها بعد ما ينتهي انتقامهم ...هزت رأسها بالرفض مستحيل مهاب يعملها .. متأكده من معدنه هو طيب وأصيل...بس مضطره تكمل بكذبة عمها ....ما تقدر تتراجع الحين !!
زاد عبوسها من العجز الي تحس فيه ... وكأنه مكتوب عليها تكون مسيرة وهم تولوا مهمة الاختيار عنها ... متى تنال حريتها متى؟!
نقزت لما انطرق الباب بخفه. ...ما لها حيل ترد لو بحرف ...انفتح الباب بخفه وأم مهاب تنطق باستئذان: أدخل؟!
نطقت باختناق ما لها قلب تقابل أحد: تفضلي
تقدمت أم مهاب وهي تناظرها كيف متمسكه بالبنت ...ما تدري دامها متعلقه فيها كذا كيف قدرت تتركها هنا!!
جلست قريب منها وبدأت تسألها عن حاولها وأحوالها!!
وغسق ترد بخفوت عليها ...
ام مهاب تناظرها بتأمل .. واضح انها بكت كثير ...نطقت بمواساه: احمدي ربك جمعك بطفلتك من جديد!!
غسق باختناق: الحمد لله!!
ام مهاب بهدوء: كنت جاي أخذها تحت عند خالتي بس نايمه ..أعطيني أحطها عنك بمكانها
قاطعتها بخفوت: خليها انا شوي وأحطها على السرير!!
هزت رأسها ام مهاب بتفهم: الاسبوع هذا ملكة كيان ورؤى!
عقدت حواجبها بعدم مبالاه ...تابعت كلامها ام مهاب: أكيد تعرفين رؤى زارتك أكثر من مرة هنا ...الخبلة ما عرفتيها؟!
هزت رأسها: ايه عرفتها!!
ام مهاب بابتسامة: نهاية الاسبوع ملكتهم ..جهزي نفسك باكر تطلعين مع البنات وتشترين لك ملابس
قاطعتها برفض: ما أبغى أحضر ولا أشتري
قاطعتها ام مهاب برجاء: اذا لي عندك خاطر لا تكبرينها ...ترى عمك مصمم إنك تحضرين ..ومثل ما قال لك ..انت فرد من أفراد هالبيت ورح تكونين معنا على الحلوة والمره!!
قاطعتها بهدوء: أحضر بس ما أبغى أشتري
أم مهاب بتصميم : انت جهزي نفسك أنا رح أكون معكم ...مع الأيام رح تتعودين ...حاولي ينكسر الحاجز الي بينك وبين البنات ...
غسق وقفت وهي تنطق بخفوت: خلينا كذا أفضل ..بعض العلاقات ما تجيب إلا وجع الرأس!!
ام مهاب ما رح تقنعها الحين : جهزي قهوة خلينا نشرب مع بعض بما إنه الصغنونه نايمه!
هزت رأسها غسق بهدوء: ان شاء الله!!
دخلت غسق غرفة مهاب وللحين تحس رجولها ثقيله على ذي الغرفه ...
وضعت الصغيره على السرير بشويش .. غطتها بعد ما قبلتها بخفه ...
اعتدلت بوقفتها ...وخرجت من الغرفه ما ترتاح فيها ...قفلت الباب خلفها بشويش ...وتوجهت للمطبخ تجهز القهوة وأم مهاب تتأملها بعيونها !!
همست ام مهاب " ما شاء الله" لما انفكت الشباصه وظهر شعرها الطويل ..بحفلة كيان ما رح تخليها تترك شعرها مفتوح العين حق ....وخاصه الشعر ما يتحمل عيون الناس!!
مطت شفتها بحزن ..تتذكر ميساء شعرها كذا طويل ويجنن ...وكأنها تناظر شعر ميساء !!
رجعت تتأمل غسق لما رجعت ومعها القهوة ...بشرتها باهته والتعب والارهاق واضح عليها ...إلا إنها للحين محافظة على جاذبيتها ..ملفته للنظر وبعيونها اجمل من رؤى ....تتمنى تنصلح الاوضاع حالياً بينها وبين مهاب ...وتكون حياتهم سعيده أكثر من كذا ما تبغى !!
صحيح من بدايه الامر ضد هالزواج وكانت تخطط تزوج مهاب وتفرح فيه ..بس مع الايام بدأت تكنسل السالفه ...تنهدت والضيق مرافقها ما فرحت بمهاب ....ولا شافته عريس ولا غنت له ...وش ذنبه ما يفرح مثل جيله...حتى غسق بعدها صغيره وأكيد عندها أحلام مثل باقي بنات جيلها ... تزوجت وكأنها أرمله أو مطلقه بعمر كبير...حتى ما حصلت على جهاز عروس ولا أي شيء ....موافقة أهلها وقرارهم كان ظلم لغسق!!!
وش ذنبها ما تفرح مثل بنات جيلها ؟!
تنهدت ام مهاب ونطقت بتساؤل: وش رح تطبخين لمهاب اليوم؟!
ناظرتها غسق متفاجئه من سؤالها ..ما عندها نية تطبخ ولا فكرت بهذا الشيء ..وبتردد نطقت: ما اعرف متى رح يرجع... اكيد رح يأكل معكم
قاطعتها ام مهاب: اليوم دوامه متأخر بعد المغرب رح يرجع من الجامعه .. الأكل حسب دوام مهاب ..لما يكون دوامه متأخر رح يأكل هنا وباقي الأيام معنا ... بالنهاية هذا الشيء بينكم تتفقون عليه ...
ختمت كلامها وهي تناظر غسق الهدوء يحيط فيها وما علقت على الكلام!
تابعت ام مهاب كلامها : وش رح تطبخين له؟!
خذي الجوال كلميه ..شوفي وش يبغى
قاطعتها غسق بانفعال وتوتر من كثر الميانة بينهم حتى تكلمه ..وبرفض نطقت: لا لا تتصلين!!
رفعت حاجب ام مهاب بتوجس من ردها: بينكم شيء؟! متشاجرين؟!
هزت غسق رأسها بالنفي: لا ..بس ما له داعي رح اطبخ له أي شيء !
ام مهاب هزت رأسها بتفهم: براحتك ..الوقت طويل لرجوعه .. وش رأيك تنزلين تحت معي
قاطعتها برفض: مرة ثانية يا خالتي !!
خلينا جالسين هنا افضل!!
ختمت كلامها وناظرت مهاب دخل بعد ما طرق الباب ... تفاجأت بوجوده ..دوبها خالتها تقول رح يتأخر ...صرفت نظرها عنه ..وناظرت خالتها الي نطقت بتساؤل: غريبه راجع الحين؟!
مهاب بابتسامة اقترب: تكنسل الدوام ...اشوف الجناح منور يمه بوجودك!
ام مهاب بابتسامة دافئة: منور بأصحابه ...جيت اشوف حفيدتي بس نايمه ..والحين بالإذن
مهاب يحاول فيها تجلس: مرة ثانية ... بالنسبة للاكل وين رح
قاطعها مهاب بهدوء: عندي أبحاث وشغل رح نأكل هنا ..لا تنتظرونا!!
ام مهاب بملامح مريحه: إن شاء الله ...بالإذن!
تحرك مع أمه عند الباب ..قفله بعد خروجها ..ناظر غسق الي تتظاهر بشرب القهوة ... نطق بهدوء: وش رح تطبخين لنا؟!
ما تدري ليه متوتره كذا...حاولت تظهر الهدوء على ملامحها .. وبنبرة منخفضه نطقت: إلي تبغاه؟!
نطق بهدوء: اطبخي على ذوقك ..انا رح اجلس هنا بالصالة وأجهز البحث ...واذا تكرمتي علينا بكوب قهوة ما رح نقول لك لا ؟
ختم كلامه بابتسامة مشرقة....تحس نفسها متصنمه بعد ابتسامته .. تحس نفسها مثل البلهاء وهي تهز رأسها ...تحركت للمطبخ بخطوات سريعه وهي مقهورة من الغباء الي فيها ...
بدأت بالطبخ وعقلها يفكر بمهاب وش هدفه ؟! ليه يعاملها بالطيب ...عجز عقلها يستوعب سبب تصرفاته ...متردده ترسل له القهوة أو لا ؟!
شيء بداخلها يحثها ما ترسلها الحين وتتأخر حتى ترسل له رساله إنها مو مهتمه له ولا ميته على رضاه وما يعني لها شيء!!
إذا عملتها الحين أكيد رح يفسرها تفسيرات من رأسه!!
ما رح تعملها الحين .. وإذا سألها رح تقول له نسيتك .. حتى يعرف إنه آخر أولوياتها!!
لحظة بس ليه تكذب وهي ما نسيتها أصلا وطول الوقت تفكر تعمل قهوة او لا ؟!
زفرت بضجر من افكارها المتشتته ...ما تدري تعمل قهوة او لا ؟!
زمت شفتها بحيرة ...قررت ما تجهزها الحين وخليه ينتظر ما رح يموت إذا ما شرب قهوة!!

**
**
**
جالس يكتب وكل شوي يناظر جهة المطبخ ينتظر القهوة ... معقول ما تعمل له ؟! ...يحس راسه مصدع ويبغى قهوة تعدل مزاجه ...رجع يناظر لأوراقه بعد ما تيقن إنها نسيت تعمل له القهوة ... وانشغلت بالطبخ !!
بعد وقت ما هو قليل ..رفع حاجب لما اقتربت ومعها القهوة ..نطق باستغراب: توقعتك نسيتي مع الطبخ !
زمت شفايفها بضيق من رده ...تجاهلته عمدا وهو يحسن الظن فيها .. نطقت بهدوء: ليه ما ذكرتني؟!
ابتسم وهو يتناول منها الكوب: ما حبيت أزعجك وأشغلك بزياده ..تسلم يدينك ..غلبتك معي!!
هزت رأسها بالرفض ..وبخفوت نطقت: ما في غلبه!!
هز رأسه بهدوء ...بداخله ناوي يكون هالزواج ناجح بأي طريقه ...ورح يحاول يسعدها ويعوضها عن الأيام الي مضت ..وتتقفل ذيك الصفحه .. وأهم قرار اتخذه لما قفل ذيك الغرفه حتى تكون خطوة لنسيان الماضي ....وتكون حياة جديده ...ما رح ينقص عليها بشيء أو تحس إنها ناقصه عن باقي جيلها ...
تركته وتوجهت حتى تكمل الطبخ ...حست الدم تجمد بعروقها لما نطق: بالنسبة للجوال
التفتت عليه بحواجب معقوده والرعب واضح على ملامحها.. معقول اكتشف الجوال الي معها ....
سكت لما شاف ملامحها الي تغيرت وبتوجس نطق: وش فيك؟!
هزت رأسها بالنفي بصعوبه وقلبها يدق بقوة ما قدرت تسيطر عليه..لزوم تطلع لها سالفه حتى ما يشك فيها..وبسرعه بديهة نطقت: وربي ما استخدمت جوالك
عقد حواجبه من تفكيرها البريء ..تظن إنه شاك فيها استخدمت جواله ...يحس للحين تفكيرها بريء وطفولي وخاصه مع ملامحها المرعوبه ...ابتسم لها: وانا ما قلت إنك استخدمتي جوالي ..كل السالفه إني اشتريت لك جوال جديد وشريحه ...تقدري تكلمين أهلك !
حست إنها سمعت غلط ...اشترى لها جوال ؟! ...البارحه ما جاب سيرة الجوال ...ما تدري ليه يعاملها بذي الطريقه ويتجاهل طريقه زواجهم من الاصل ...
ابتسم على ملامحها المصدومه : بعد الأكل إن شاء الله أعطيك إياه !
حست على نفسها وهي واقفه مثل الصنم ... هزت رأسها وتحركت لداخل المطبخ وللحين الصدمه واضحه عليها ...ما توقعت هالشيء منه ابد ... غمضت عيونها بضيق ...لطافته معها تذبحها من الوريد للوريد ...هو يقدم ويسهل حتى ينجح هذا الزواج بالمقابل هي تستغفله بكل شيء ..تواجدها هنا يستنزف روحها أكثر ...لو يدري إنه معها جوال وش رح تكون رد فعله ...ما رح تخبره لأنها ما تضمن رد فعله ...بعد ما يطلع لزوم تقفله وما احد يعرف بوجوده!!
**
**
**
مزنه بسخريه نطقت: أشوف كنتك ما لها حس ولا خبر من البارحه؟!
ام مهاب بهدوء :مهاب عنده دراسه وأبحاث ..ورح يأكل فوق وجالسه تحضر الأكل له
قاطعتها جواهر باستغراب: تعرف تطبخ؟!
أحسها السناعه بجهة وهي بجهة!!
مزنه ناظرت جواهر: كانت تساعد الشغالات لما جاءت عندنا ..بس ما أتوقع عمرها طبخت لوحدها هنا ..كله بإشراف الشغالات!!
جواهر بعدم اقتناع : ما أقدر أستوعب إنها صاحبة مسؤوليه
ام مهاب نطقت بدفاع: بالعكس كانت تشتغل هنا وشغلها يلمع لمع ...
أعرفك تقولين عنها كذا لأنها اختارت أهلها وتركت البنت ...ما تدرين وش ظروفها ..يمكن متعلقه بأهلها
قاطعتها جواهر: ما في ظرف يبعدها عن طفلتها وخاصه رجوعها كان باختيارها!!
أم مهاب : ما ندري عن ظروف الناس ... أنا اشوف بعيونها حزن وانكسار...البنات الي بعمرها دوبها الحياة تتفتح لهم ...وعيونهم تشع حيويه .. ما هو مثلها أبد ...ما أدري اليوم طول الوقت أحس ميساء إلي تتحرك من حولي!!
مزنه بهتت ملامحها ....وبضعف نطقت: وش جاب ميساء لها ؟! وما في شبه بينهم ابدا!
جواهر اعتصر قلبها والضيق ظهر على ملامحها: ما في شبه بينهم ...
ام مهاب بغصه: ما في شبه بينهم ..يمكن الشعر الطويل ونحافتها .....ولمعة الحزن الي بعيونها تذكرني بميساء ....كنت اشوف بعيونها نفس نظرات الحزن والانكسار!!
مزنه مسحت دمعتها بضعف: حسبي الله ونعم الوكيل!!
للحين غصه بحلقي ما قدرت أنساها ...ما ألوم ام سيف ...ما هو سهل الفقد ....
جواهر كتمت ضيقها ونطقت: كل إنسان
وله عمر بذي الدنيا ...ما لنا إلا نرصى بقدر ربنا !!
ام مهاب بضيق: والنعم بالله!!
وبرجاء نطقت: بالله يا خالتي لا تقسين على غسق وتسمعيها كلام ثقيل تخيلي ميساء مكانها وانت تعرفين العناء الي تذوقته بحياتها ....
مزنه ما ردت وغرقت بأفكارها كيف وصلها خبر وفاتها ... وكأنه الحين قدامها ...
جواهر مسحت دمعه تسللت على خدها .. وهي تشوف أمها بدأت تغرق بسطور الماضي ...نطقت تنتشلها من أحزانها إلي دفنتها مع السنوات: يمه لا توجعين قلبك ...
قاطعتها مزنه لما انخرطت بالبكاء: ما هو بيدي!!
ناظرت جواهر ام مهاب بعتب ليه تفتح سيرة ميساء وتجدد الأحزان !!
ام مهاب اقتربت من خالتها وحضنتها تواسيها ...ما كان قصدها تجدد أحزانها ..كانت تبغى تحن على غسق وما تجرحها بالكلام!!!
**
**
**
تحس بالاحراج وهي تتناول الأكل معه ...تحس نفسها مربطه ما تقدر تأخذ راحتها بالأكل بتواجده تحس نفسها تصدر صوت مزعج من السكون الي يحيط فيهم!!
ارتخت يدها لما نطق بهدوء: ربي يسلم يدك ما توقعت طبخك طيب كذا!!
ما تدري إذا يجاملها أو يتكلم صدق ...نطقت بخفوت : صحتين وعافيه!!!
هز رأسه بابتسامة: على قلبك ... واضح أمك سنعتك بالطبخ وأعطتك دروس كثيره!!
خفق قلبها لذكرى أمها ...... وبهدوء نطقت: أمي ما علمتني الطبخ ...وما كانت تتركني ألمس شيء...
رفع حاجب: الشغاله تطبخ لكم!!
هزت رأسها بالنفي: ما عندنا شغاله .. أمي كانت تطبخ وتعمل كل شيء بيدها وما تحب أحد يساعدها!!
تحب تشوفني دوم جالسه ومرتاحه!!
زم شفته بتعجب: واضح إنك مدلله بزياده ... أجل من وين تعلمت الطبخ
ردت بروح ميته: البركه بمطبخكم !!
ارتخت ملامح وجهه .. وبرجاء نطق: غسق الماضي انتهينا منه ...ما أبغى شيء يعكر صفو حياتنا ...واعتبري السنة الي قضتيها هنا دورة تدريب على الطبخ يعني كوني إيجابية!
مطت شفتها بروح خاويه ...يظن من السهل تحويل الانكسار والذل الي ايجابيه!!
نطق يغير الموضوع: بعد الأكل وش رأيك ننزل عند جدتي نتقهوى
انقبض قلبها ما تحب تلتقي فيهم ..قبل ما ترفض نطق : بدأنا صفحه جديده ولزوم الحواجز تنكسر
زمت شفتها بعدم رضا..رح تسلك لهم الحين: إن شاء الله!!
هز رأسه بابتسامة: باكر رح يطلعون للسوق يشترون رح أطلع معك ..وش رأيك البنت نتركها عند عمتي جواهر وعند حياة تحتهم فيها لوقت رجوعنا!
انقلبت ملامحها بقهر من حياة وبانفعال مبالغ نطقت: لا
رفع حاجب باستغراب: وش فيك قلبت كذا؟!
ترى مارح يأكلونها؟!
كتمت ضيقها وقهرها من حياة ... وبهدوء نطقت: ما ابغى أغلب أحد
قاطعها يسلك لها : مثل ما تبغين!
ما علقت والصمت يخيم عليهم ..ما تدري إذا تحسس من كلامها بس ما هو بيدها ما تطيق حياة ...نهرت نفسها وش تبغى فيها ..فترة ورح تغادر هالبيت ... وأكيد رح يكمل حياته مهاب وكل واحد له حياته ...زمت شفتها بضيق وزاد انقباض قلبها من ذي الفكرة ....شيء بداخلها ينهشها من سيرة زواجه ..ما تدري وش سبب هالشعور....
رفعت نظرها له يتناول الأكل بهدوء..نزلت نظرها بعبوس تحس نفسها ضايعه بذي الدنيا وما تعرف الصواب!!
**
**
**
في اليوم الثاني جالسه بالصالة تنتظر مهاب يجهز حتى يطلعون للسوق ...اعتذرت منه البارحه نفسيتها ما هي متقبله تشوف أحد وتجامل ...والغريب إنه ما عارض ..تركها على راحتها ...عجز عقلها يستوعب شخصيته ... وكأنه ورث كل طيبة ورقة أسلوب أمه وما أخذ غلاظة أبوه وهذا أفضل شيء ...رفعت نظرها لما خرج من الغرفه وهو ينطق بهدوء: توكلنا على الله!!
ما تدري ليه فز قلبها لما شافه ...نزلت نظرها وغطت وجهها وهي تنشغل بالصغيره حتى ما يظهر عليها توترها أو أي شيء!!
وقفت لما نطق : أعطيني أحملها عنك!!
تحركت بعيد عنه وهي تنطق برفض: خلاص أنا أحملها!!
وقفت خارج الجناح وهي تنتظره يقفل الباب ...ما رح تنزل لوحدها وصوت أبو مهاب تحت يوصلها .. أخذت نفس عميق تصبر نفسها على مقابله ابو مهاب!!
تحركت مع مهاب للأسفل وقلبها يدق بقوة من مقابلة أهله ...ما في مفر من المواجهه...
أول ما دخلوا الصالة ..رد مهاب السلام بصوت مرتفع ...ومد يده : أعطيني البنت وسلمي!!
زمت شفتها بضيق ..ناولته الصغيره واقتربت تسلم ...توجهت أول شيء لمزنه إلي جالسه بوسط الصالة ...سلمت عليها وقبلت رأسها : كيف حالك
مزنه وما توقعت منها هذا السلام .وخاصه إنها تخطت كل الموجودين وسلمت عليها أول شيء ...نطقت بهدوء: الله يسلمك بخير ...
مدت يدها غسق وسلمت على جواهر وقبلت رأسها ....التفتت على ابو مهاب أصعب شخص موجود وما تحب تقترب منه ...ضغطت على نفسها واقتربت وسلمت عليه وهي متأكدة رح يرفض سلامها مثل ذيك المرة ...استغربت لما سلم عليها عادي وهو يسألها عن حالها وأحوالها ..ما تدري هم استبدلوه وإلا فعلا يبغون يفتحون معها صفحه جديده مثل ما قال مهاب ...ردت بهدوء وهي تقبل رأسه: بخير الله يسلمك!!
حمدت ربها إنها أم سيف ما هي موجودة ما لها خلق تشوفها ...
ناظرت البنات موجودات .. اقتربت وسلمت عليهم باليد بهدوء...
كانت اخر وحده حياة وقفت وهي تقول بابتسامة: لحظه أبغى اسلم عليك بالخدود!!
عقدت غسق حواجبها باستغراب من تصرفها وكأنها تبغى تثبت للكل انها إنسانه راقيه وما في مثلها..زاد قهرها وهي تشوف نظرات مهاب والاعجاب واضح عليها بتصرف حياة !!
ما تدري ليه هالبنت تحب تلفت الانتباه!
قطعت قهرها لما نطقت ام مهاب : تأخرنا ..توكلوا على الله!!!
بالسوق واقفه قريب من ام مهاب ومحتضنه صغيرتها وعيونها على حياة إلي رفض مهاب يطلع حتى يطلعون معهم ...ما تنكر إنها ملفته للنظر بجمالها وبكل شيء ... وشيء طبيعي تلفت نظر مهاب لها ...دام يبغاها ليه للحين متمسك فيها ويبغى يفتح صفحه جديده معها ؟! ..ليه ما يخطب حياة بالعلن؟!
خايفه كل حركاته انتقام ..ما تنكر خوفها من مهاب يوقع بقلبها سهام عشقه وبعدها يكسر قلبها ويطلعها من حياتهم بكل بساطه...
قلبها ضعيف وما يتحمل أي انكسار وخذلان جديد ..يكفي عماد وعمها مطلق ...ما عندها طاقه تتحمل أي شيء جديد!!
كتمت ضيقها وناظرت مهاب إلي يتكلم مع حياة والبنات عن وقت رجوعهم !!
ام مهاب باقتراح: نتجول مع بعض متى ما كملنا
قاطعها مهاب بهدوء: أنا وغسق رح نتجول لوحدنا ...خلي البنات يأخذون راحتهم ...
ختم كلامه وناظر غسق الي ما يبان الا عيونها وعدم الرضا واضحه عليها : يلا مشينا!!
زمت شفتها بضيق ما تبغى تتسوق معه لوحدها ..ناظرت ام مهاب برجاء: خالتي
قاطعها وهو يعرف افكارها : أمي رح تكون مع البنات ..يلا ما أبغى نتأخر بالسوق!
هزت رأسها على مضض وتحركت معه بخطوات بطيئة!!
دخلت خلفه احد المحلات وعيونها عليها ...متقدم بكم خطوه وهو يتجول بالمكان ...
وقفت لما إلتفت عليها وبهدوء نطق: أعطيني البنت أحملها عنك حتى تختارين براحتك!!
صرفت نظرها عنه وهي تنطق برفض: ما رح تضايقني!!
هز رأسه بتفهم.. وبدأ يتجول معها بدون ما يتقدمها ...سأل بهدوء: عجبك شيء!! او في بالك فستان معين؟!
غسق عيونها على الفساتين بدون إدراك ..عقلها عجز يستوعب أي شيء من حولها ..ما تدري ليه مرتبكه كذا ....أخذت نفس تهدي نفسها... بعدها ردت بخفوت : لا
أشر لها بابتسامة عريضة على فستان أحمر فاقع لونه مزعج للعيون : وش رأيك فيه؟!
عقدت حواجبها باستنكار ...صدق لزوم تزوج ابنة عمها لأنهم ذوقهم واحد ...وبانتقاد نطقت: انت ليه ذوك بالملابس كذا ؟!
قاطعها باستنكار : أنا ؟!
قولي عن نفسك بالأول!
عقدت حواجبها من كلامه ..من لما جاءت لبيته ما اشترت شيء حتى يعرف ذوقها ... كل الملابس الي اشتراهم لها ذوقهم خايس بألوان مقرفه والحين يتكلم عنها ...وبنبره مستنكره نطقت: ليه أنا اشتريت عندك ملابس باختياري حتى تتكلم عن ذوقي؟! ..قول عن نفسك ما عمرك اشتريت لي شيء إلا لونه خايس ويعمي العيون؟!
اقترب منها وبابتسامه نطق : دوبك خجلانه ومتوتره والحين لسانك أكلني؟!
ختم كلامه بابتسامة مشرقه وملامح رايقه!
غضت بصرها بقوة عنه ...تحس نفسها تغرق أكثر وأكثر ...عماد كان حاجز بين ذي المشاعر الي تجتاحها من لما دخلت هذا البيت...بس الحين هذا الحاجز راح وما في شيء يوقف ذي المشاعر ...ما رح تسمح لنفسها تكون مراهقه وتجذبها ذي الامور ...عندها امور أهم من كذا !!
قاطع مهاب غرقها بأفكارها: وش فيك ساكته؟!
غسق بهدوء ظاهري: ما فيني شيء!
مهاب نطق بجديه: للبيت أي لون يعجبك اشتريه..بس للحفلة اختاري لون راكز يناسب المناسبة!!
صكت على أسنانها بقهر من كلامه وكأنه يبغى يحسسها ما عندها ذوق ...ما رح ترد عليه ..سحبت نفسها وتحركت بدون ما ترد عليه...بس يده أوقفتها وهو ينطق بتساؤل: لا تزعلين أنا أبغى الزين لك
يقهرها بكلامه وش يعرفه بذوقها حتى ينتقدها فيه ...وبقهر نطقت: وش يعرفك بذوقي حتى تتكلم كذا معي؟!
نطق بهدوء وهو يشوف انفعالها : هدي أعصابك ...أنا شفتك مرة قبل زواجنا بعيوني اشتريتي ملابس بألوان فاقعه تعمي العيون
قاطعته باستنكار : أنا ؟!
من وين تعرفني أصلا
أشر لها على فستان باللون السكري : بعدين نتكلم ..شوفي هذا الفستان؟!
غسق ما ناظرت جهة الفستان وقلبها يدق بقوة من كلامه الي بث الرعب والخوف بداخلها ..كيف يعرفها قبل الزواج ..معقول يعرف كل شيء وجالس يستدرج فيها ...كذا ضاعت بزياده وضاع أبوها وأمها معها ...تحس نفسها للحظة فقدت توازنها ....ثبتت نفسها بقوة وعقلها تشتت من الخوف والأفكار السوداء الي اجتاحتها!!
مهاب حس وضعها ما هو طبيعي...نطق باهتمام: فيك شيء؟! إذا تعبانه تعالي ارتاحي
قاطعته تبغى تريح نفسها وتعرف كيف يعرفها وبتساؤل خافت: وين شفتني لما اشتريت
قاطعها بابتسامة: ما ادري ليه تدققون بأمور عاديه
قاطعته بإصرار وقلبها يدق بقوة من الخوف: وين
إلتفت حوله بنظرة سريعة وكان المكان فاضي..وبهدوء نطق: شفتك لما بدلت ملابس من هذا المول... كنت أنا مع امي وشفتك
عقدت حواجبها وحست كلامه ما خش عقلها..وبعدم تصديق نطقت: ما شاء الله ذاكره قويه حتى
قاطعها بروقان: ترى شفتك من هنا وبفترة قصيرة صارت الأحداث وتم زواجنا....فما نسيت ملامحك
ما تتذكر هالموقف وما تتذكر انها اشترت ملابس بألوان مقرفه ...ولا عمرها بدلت ملابس وأصلا ما تطلع لوحدها...متأكده يكذب عليها ...ويتمسخر عليها وهو يقول " ما نسيت ملامحك" ...يبغى يرقع ذوقه الخايس فيها!!
رح تكون حذرة وما تقع بالفخ ..تتمنى من كل قلبها كلامه مجرد كلام عابر وما يعرف شيء عن التزوير!!
ناظرته لما مسك فستان ثاني من درجات اللون السكري: وش رأيك فيه؟!
ما تدري ليه ملتصق بدرجات هذا اللون..نطقت وهي تحاول ما تظهر ضيقها: ما أحب هذي الألوان!
نطق باستغراب: بالعكس جميلة وتناسب بشرتك!!
شوفي هذا الفستان حلو
عقدت حواجبها باستنكار لما ناظرت الفستان إلي أشر عليه... ما تدري انهبل ولا يتمسخر عليها.. فستان ابيض !! .. تحس اللون الأبيض ودرجاته ما هو حلو عليها وما يناسبها وكأنه يبغاها تطلع شيفه ويتمسخر عليها ... نطقت بعبوس خلاص ضاق صدرها من كلامه وتصرفاته: ممكن تتركني أختار بنفسي؟!
رفع حاجب مستغرب من كلامها ما توقع ردها: ليه
نطقت بضيق: انا اعرف الي يناسبني ما له داعي نضيع الوقت!
ناظرها للحظات ما يدري ليه للحين كارهيته ما آذاها بشيء ...نطق بجمود: اختاري إلي تبغينه ما رح أمنعك ..تفضلي!!
حست بشيء نقص داخلها من رده وكأنه زعل ؟!! ... نطقت بتبرير: أنا ما اقصد شيء ..أنا
قاطعها بهدوء: فستانك وانت حرة بالاختيار ...تحركي لك ساعه واقفه!!
هزت رأسها على مضض وتحركت معه تناظر الفساتين وعقلها عند مهاب ... خايفه إنه يزعل أو يفهمها غلط ....قطعت أفكارها وتجمدت لما عقلها استحضر لها ...لما كانت بالسوق وبدلت ملابس غسق ابنة عمها ...بس ما تتذكر إنها شافته أو لمحته ...وكيف قدر يتذكرها ويعرفها ..لحظة لحظة يوم عقد الزواج نزع نقابها حتى يشوفها ...ويوم المستشفى كان يناظرها بحقد وكره أكيد إنه يعرفها ...
عقلها عجز يستوعب سبب موافقته ومعرفتها له من قبل ...تحس الأمور جالسه تتعقد ...معقول جالسه تمشي بالفخ وهي مثل الغبية ...من قبل ما لها نفس للسوق والحين بعد ذي السالفه ما لها نفس نهائياً ..تبغى ترجع للبيت وترتب أوراقها من جديد ...لزوم ترجع الحين ...
أشرت بعشوائية على فستان بدون ما تناظر على الفساتين ..تبعى ترجع بأسرع وقت : أبغى هذا الفستان!!
مهاب يناظر مكان ما أشرت فستان باللون البرتقالي الفاقع.. عقد حواجبه باستنكار من ذوقها ...زم شفته بتعجب: ولما أتكلم عن ذوقك تزعلين!!
بلعت ريقها لما ناظرت الفستان إلي اختارته ...وقبل ما تنطق شيء ...لمع بعقلها شيء وكأنها بدأت تفهم الأمور ...مهاب لما شافها من قبل بالسوق لسبب تجهله توقع إنها ابنة مطلق وأكبر دليل يوم عقد الزواج انتزع نقابها لما شك إنه مطلق يزوجه وحده غير ابنته ..ولما شافها وافق عليها ...بس كيف إلتبس عليه الموضوع وليه من الأساس يظن إنها ابنة مطلق .. والأهم وش يعرفه فيهم حتى يعرفها ...استفسارات دارت بعقلها عجزت تفهمها ...تحس نفسها رح تنكشف بأي لحظة ...عقلها يحثها تكمل بذي اللعبة ومثل ما تقمصت دور غسق ابنة عمها تتقمص ذوقها الخايس بما إنه مهاب عنده معرفه مسبقه فيها ...زمت شفتها بقهر ليتها ما بدلت ملابس غسق ولا جاءت مكانها ...ولا عرفت أحد..الحين كيف تطلع نفسها من الورطه ...
ناظرته لما نطق بهدوء: رح نطلع من هذا المكان ..خلينا نشوف غيره!!
هزت رأسها وتحركت معه والصمت يخيم عليها ...ومن داخلها متشتته من الأفكار السوداء الي تداهمها!!
دخلت محل ثاني وعيونها تعلقت فيه لما أشر لها على فستان ناعم وبسيط وما فيه تكلف باللون المشمشي: هذا اللون يناسب بشرتك !
وش رأيك ؟!
ما تنكر إنه الفستان بالرغم من بساطته الا إنه حلو ..هزت رأسها بالموافقه حتى تخلص: مثل ما تبغى!
متى رح نرجع؟!
نطق بهدوء وعيونه تجول بالمكان: رح نأخذ مستلزمات الفستان ..وتشتري لك ملابس للبيت !
قاطعته بضيق ما لها خلق لشيء: ما احتاج شيء خليها مرة ثانية!!
زمت شفتها بضيق لما تجاهلها وأخذ الفستان يحاسب عليه!!
بعد وقت ثقيل على قلبها وعدم الراحه رافقتها من الخوف والترقب كمل شراء بعد ما اشترى كل شيء على ذوقه ...
والحين جالسه معه بالكافي ينتظروا الباقي ...
عبست ملامحها ظهرها يوجعها من حمل البنت طول الوقت... تحس ظهرها رح ينكسر بأي لحظة ...كتمت وجعها في شيء أهم ..الحين لزوم تعرف كل شيء لعلها ترتاح ..ناظرته بتردد وهو يشرب القهوة بهدوء..ما تدري كيف تبدأ السؤال ..شتمت الغباء فيها لما نطقت بزلة لسان: لو سمحت!
سكتت لما ناظر من حوله وهو زام شفته بتعجب وكانه يبحث عن الشخص إلي يكلمه ..بعدها سلط نظره عليها بتساؤل: تكلميني أنا!!
عضت على شفتها بقوة لما تابع كلامه: والله إنك عجيبه ..في وحده تنادي زوجها كذا ؟! للحظة التفت حولي ظنيت وحده تبغى تكلمني!!
ترى اسمي مهاب إذا ما تعرفينه !
سكت وهو يشوف صمتها والحرج واضح عليها .. ابتسم على جنب: ممكن لو سمحت تكملين كلامك!!
ناظرته وابتسمت غصب عنها من كلامه ..شجعت نفسها تسأل وهي تشوف ملامحه الهادئة: بغيت أسألك كيف تعرفني من قبل!!
ابتسم هذا الي شاغل بالها ...وبنبره هادئة نطق: قلت لك كنت مع أمي بالسوق وشفتك لما بدلت الملابس وصاحب المحل رفض يبدلهم بالبداية
قاطعته بحواجب معقوده: وش عرفك إني ابنة مطلق!!
زم شفته ببرود: وقتها رن اسمك الغريب بإذني لما نادت عليك الشغالة ...وعلق اسمك بعقلي ...وقتها خبرني سيف إنك اخت عماد
عقدت حواجبها باستغراب: سيف كيف يعرفني
نطق بلامبالاة: يمكن شافك من قبل مع أخوك عماد! ...كنت أشوفك مع أبوك لما تزورين عماد بالسجن!
غلفها الصمت وهي تحلل بكلامه ...كلامه منطقي شوي يمكن شافها سيف برفقة عماد من قبل بما أنهم بينهم مشاكل وعداوة ...وزيارتها لعماد صادفت مهاب وكان يشوفها بدون ما تنتبه لوجوده ...هم يظنون إنها ابنة مطلق من خلال بعض المرات الي شافوها بدون علمها ...تسللت الراحه لقلبها من كلامه...ملامحه ما تدل على معرفته باستغفالها له ..
بدأت تهز بالصغيره لما بدأت تتململ بحضنها ...رفعت نظرها له لما بدأ يتكلم عن دراستها ولزوم تكملها...
مطت شفتها بضيق أي دراسه يتكلم عنها ...نطقت تنهي الموضوع نهائيا حتى ما يفتحه معها: دراسة ما أبغى أكمل
قاطعها بحرص: شهادتك هي سلاحك
مطت شفتها بسخرية...ما ظنت بيوم من الأيام تكمل دراستها.. لأنها بكل بساطه رح تبحث عن وظيفه تعيل فيها أهلها بعد ما تطلع من هنا ...حست بغصه بحلقها من فكره الهرب ..شعور ينتابها يوجع قلبها من استغفالها لمهاب ...ما قصر معها ليه تستغفله بذي البشاعه ...بس مضطره تكمل علشان أهلها ...وبنبره مجروحه تنهي الموضوع: الدراسة حالياً مستحيلة...لا تفتح الموضوع مرة ثانية
زم شفته من ردها ...بالعادة يعرف البنات يذبحون حالهم للدراسة حتى يدخلون الجامعه وهذي بكل بساطه ترفض الدراسة ...ما رح يضغط عليها اكثر دام إنها رافضه بنفسها وما لها رغبة بالدراسة ...
نطق بهدوء: بكيفك أنا كنت أبغى لك مستقبل أفضل ...
ما ردت وانشغلت تمسح على يدين الصغيرة بحنان ...رفعت نظرها لما نطق بنبره واضح فيها الإعجاب: هذي حياة متوجه لهنا ...ما شاء الله هالبنت تحسينها درة
وجهت غسق نظرها لحياة تمشي بخطوات هادئة ورزينه محتشمه بلباسها ..واضح إنه معجب فيها كثير ... نطقت وهي رافعه حاحب: كيف عرفتها وهي متغطيه؟!
نطق بحسن نيه : اعرفها من طريقة مشيتها .. احس كل ادب البنات تجمع فيها
تحس القهر بداخلها يتصاعد من مديحه لها ...كتمت ضيقها وما علقت ...اكتفت تناظره لما تابع كلامه: حتى بالجامعة أشوفها ما شاء الله عليها مؤدبة ومحترمه وكل الي يعرفها يمدح بأخلاقها...وفوق هذا متميزه بدراستها !!
تحس النيران مشتعله بداخلها من مديحه .. ما تدري ليه يقول هالكلام قدامها وش يقصد من كل هالمديح ..مسكت لسانها لآخر لحظة تقول له دام عاجبيتك هالكثر تزوجها ...بصعوبه سيطرت على أعصابها ونطقت بهدوء: الله يوفقها!!
هز رأسه: آمين .
خيم عليهم الصمت للحظات ...قطعته حياة لما اقتربت منهم ..ردت السلام وبهدوء نطقت: كملنا وجوالك ما ترد عليه
رفع حاجب وطلع جواله من جيبه : ما انتبهت يمكن صامت!! ..اوووه الجوال صامت ...ما أذكر وضعته صامت !
كملتم كل شيء ؟!
حياة هزت راسها: ايه وخالتي ما تركت شيء بالسوق والا اشترته للصغنونه هذي !
ابتسم مهاب: ما تترك حركاتها أمي ...وينهم الحين؟! اتصلوا بكيان ؟!
حياة بهدوء: اتصلت خالتي بكيان وهو قريب !
ناظر غسق بهدوء: توكلنا على الله!
تناظرهم والغيره تنهش بقلبها ...تحاول تقنع نفسها إنها مؤقته وفترة وتترك المكان ...بس عجزت تسيطر على قلبها ...وقفت بدون تعليق وتحركت معهم بهدوء!!
حياة تمشي معها وبروح مرحه نطقت: غلبتك ذي النونو!!
غسق مو طايقه تسمع صوتها ...بالقوة كتمت قهرها وردت بهدوء: لا
حياة : اعطيني احملها عنك
قاطعتها غسق بهدوء ظاهري: لا
حست حياة بتنكيسه من ردودها ...سكتت وتابعت طريقها معهم ..والصمت يخيم عليهم!!
مهاب قطع الصمت باستفسار: وينهم الحين
حياة بهدوء: عند السيارة ينتظرون!
هز رأسه وتابع الطريق وغسق عيونها عليه تبغى تراقبه تشوف بينه وبين حياة نظرات أو شيء!!
لحظات وتدعثرت على الأرض ما انتبهت على درجه صغيره أمامها ...كانت حريصه على الصغيره ما تتأذى!!
كتمت وجعها لما نزل لمستواها مهاب: انت بخير!!
سحب منها الصغيرة الي تبكي بقوة : صار لكم شيء!!
ردت غسق وهي كاتمه البكاء: ما صار شيء!
حياة مسكتها من كتفها : انا اسندك
قاطعها مهاب :، خذي الصغيرة وأنا أسندها!!
تحاملت على نفسها غسق وقامت لوحدها: ما فيني شيء!!
مهاب يناظرها ما يدري ليه تكابر: تقدري تمشين؟!
هزت رأسها وتحركت وهي تقوي نفسها ...
زادت دقات قلبها لما مسكها من يدها وهو يسندها: بشويش!
بغت تبعده عنها ..بس سكتت وهي تشوف المكان فيه ناس ...تابعت خطواتها بحذر خايفه تدعثر مرة ثانية ...فتحت عيونها باستنكار لما نطق بهمس: وين كانت عيونك ؟!
شدت قبضة يدها بقهر معقول انتبه على نظراتها له ...غبيه وما تعرف تتصرف ...
**
**
**
في اليوم الثاني تناظر يدها تجلطت لما وقعت ...ربنا سترها وما صار شيء للبنت ...ناظرت الجوال بقلق.. أبوها ما يرد عليها ..رجعت تتصل وقلبها يدق بقوة خايفه يصير لهم شيء ...ارتاحت لما سمعت صوته ...ولما طمأنها إنه أمها بخير وكل شيء بخير ... سرعان ما انصدمت لما سألها عن البنت ..عمها مطلق خبره عنها ...كانت تبغى تخبرهم بطريقتها ..نزلت دموعها لما باغتتها غصة الفرح بصوت أبوها بالحفيدة .. و طلب ترسل له صورتها ...
تتمنى لو يقبل مهاب تأخذها معها لزيارة أهلها ...اذا رفض ما رح تتحمل أكثر من شهرين ورح تهرب والي يصير يصير ما عادت تفرق معها ما تقدر تترك أهلها أكثر من كذا ...
بس كلام أبوها صدمها لما خبرها تكمل مع زوجها وتنسى فكرة الهرب ...حاولت تقنعه وإنهم رح ينتقلون لبيت لوحدهم وهو مصمم إنها تبقى في بيت مهاب ...ما تدري ليه يغير رأيه ..اتفقت معه آخر مرة على الهرب والحين وش الي تغير؟!
بعد وقت قفلت الخط والضيق مرافقها من رفضه التام بالهرب معها ...
لمتى مشتتين كذا ؟!!!
غطت وجهها وتوجهت خارج الجناح تأخذ الصغيره من أم مهاب ...
نزلت للصالة وكالعادة مجتمعات مع بعض ..ردت السلام وبهدوء اقتربت من خالتها .. أخذت الصغيرة ... أم مهاب بهمس نطقت: اجلسي هنا
بغت تعترض ما لها خلق لشيء بس نظراتها أجبرتها تجلس وما تردها ...جلست وعيونها على البنت بحضنها ..عقلها يرسم سيناريوهات كيف فرحة أبوها وأمها لما يشوفونها ...
رفعت رأسها لما كلمتها مزنه: سلامات يقولون تدعثرت بالسوق!!
ام سيف بسخريه: يمكن من فرحتها عمرها ما شافت خير!!
ام مهاب خزت ضرتها بقوة على كلامها الي بدون معنى: وليه ما شافت خير ؟! البنت شبعانه في بيت أبوها وما نقص عليها شيء! ..وانت تعرفين هذا الشيء أكثر مني!
جواهر ناظرتها بتقييم : كشفي وجهك ما في أحد بالبيت !!
غسق كشفت عن وجهها بدون ما تعلق ..وتجاهلت كلام ام سيف السخيف ..
مزنه بانتقاد: وين كانت عيونك يوم تدعثرت ..ربك ستر وإلا تكسرت الصغيرة ... إذا ما تعرفين تحملين البنت ليه تحملينها
قاطعتها جواهر وهي تكمل عنها: الأمومة مسؤوليه
قاطعتها أم مهاب: غسق ما شاء الله عليها ما تقصر
جواهر بسخريه: ايه ما شاء الله عليها تركت البنت وهجت لأهلها ما أدري أي قلب تملكينه يوم تتركين طفلة عمرها أشهر !!
ختمت كلامها بنظرات قرف وازدراء من تصرفات غسق!!
مزنه هزت رأسها: صادقه ..طبعهم كذا ما في رحمه ولا رأفه...وام مهاب ترقع لها صغيره ..ما أدري من وين صغيره وهي بالجامعه...تزوجنا بعمر ١٤ وكنا قد المسؤوليه ..تدرين لو متزوجه بعمر١٥ او ١٦ يمكن اعذرها واقول صغيره ...بس ما هي صغيره حتى احد يعلمها كيف تتمسك بطفلتها ...بس ما أقول إلا يا حسرة على حظ مهاب الطايح!!
لكن أبشرك إلا نزوجه الزوجه السنعه إلي تعلمك أصول السناعه!!
مطت شفتها بسخرية من كلامهم ...ما يدرون إنها للحين بداخلها طفله ما كبرت .....ينتقدون الشخص بدون ما يعرفون ظروفه ... وكأنها ناويه تتركها لهم ...مقهورة من الظروف الي وقفت بينها وبين مخططاتها . والحين رافض أبوها يسمع كلامها ويهرب معها ...
رفعت نظرها لأم سيف الي نطقت بانتقاد: أشوفك بالعه لسانك!!
غسق بهدوء. والحزن يخيم على ملامحها: إذا رديت تنقدون علي وإذا سكتت ما أخلص من انتقادكم ؟!
يا عمي أنا رفله والسناعه بجهة وأنا بجهة وما عندي أمومه تركتها لكم ...ولا تنسين تعزميني على زواج مهاب ...كذا تمام؟!
مزنه خزتها بقوة: اعوذ بالله من لسانك؟! كله من مهاب إلي غرقان وما وقفها عند حدها .. ما أدري وش فيك شيء ينحب حتى وقع بشباكك!!
ام سيف مطت شفتها: قلت لكم زوجوه من قبل... قبل ما ترمي حبالها
جواهر بهدوء: اليوم وإلا باكر رح يتزوج مجرد تسليه لوقت يتخرج ويتوظف وظيفه رسميه ..ما رح يكمل حياته مع إنسانه حدها ثانوي حتى جامعه ما قدرت تكمل ..يا أم مهاب ولدك رح يصير دكتور وأكيد يبغى زوجه متعلمه تناسبه ... وانت يا غسق معك فرصه تكملين دراسة حتى يصير بينكم توافق أكثر
مزنه باعتراض: دراسه ما في ..وزواج رح يتزوج بإذن الله !!
قهروها بكلامهم مسكت لسانها ما ترد عليهم ما يستحقون ترد عليهم ...
ناظرت مهاب لما دخل بعد ما سمع كلامهم وهو يردد بثقه: قلت لكم غسق زوجتي وما رح يكون لي زوجه غيرها ..
باغتتها مشاعر ما قدرت تفسرها ...ما توقعت كلامه يكون كذا قدام أهله ...ما تدري اذا بالفعل يحمل لها مشاعر مثل ما قالت جدته والا جالس يغرقها ببحر العشق حتى ينتقم منها ...
كتمت انفاسها للحظات لما جلس جنبها وهو يتابع كلامه: اتمنى هذا الكلام ما أسمعه مرة ثانية!!
ام سيف مطت شفتها: ما جبت شيء جديد يا مهاب كل شيء متوقعينه ...ما تفاجأت بذي التغييرات كلها ... لأني قلتها من قبل !!
مهاب بهدوء: دام إنكم عارفين ما له داعي للكلام الي ما يقدم ولا يؤخر ....
مزنه أشرت بعيونها لأم سيف تقفل الموضوع حتى ما يكبر!!
عم الصمت بالمكان وكل شخص غرق بأفكاره ..بدأ يمسح على شعر الصغيره بحنيه..ما ارتاحت غسق لهذا الوضع مدت له البنت: خذها اذا
قاطعها : لا لا خليها بحضنك عندي أبحاث أبغى أروح أكملهم!
هزت رأسها على مضض ..رجع يمسح على شعر الصغيره ..رفع نظره لما نطقت مزنه: ومتى ناوي تسجلها؟!
مهاب بهدوء: لما تلقى امها اسم لها ؟!
ام سيف بانتقاد: وللحين ما لقت لها اسم ؟!
أم مهاب: تأخرتم كثير ..كم صار عمرها وللحين ما لها اسم!!
مزنه بسخريه : ليه ما تسجلها أشواق وإلا غزل!!
ابتسم وهو يفهم مقصد جدته ..نطق بروقان: امها تعبت فيها وتختار الاسم الي تبغاه!!
ناظرته وابتسمت وهي تشوف ملامح القهر على ام سيف ومزنه ..نطقت بهدوء : كل انسان يطلع للدنيا واسمه معه !
ام مهاب:ما اختلفنا بس تأخرتم كثير
مهاب بابتسامة يكلم أمه : اليوم سجلتها !
غسق ناظرته ما تدري اذا رح يسجل الاسم الي قالته او لا ..صرفت نظرها عنه لما ابتسم لها !
مزنه عقدت حواجبها: وش اسمها ؟!
مهاب بهدوء: اسمها إيليف !
ام مهاب ما عجبها الاسم: يا كثر الأسماء ليه هذا الاسم بالذات !!
ابتسمت غسق وهي تشوف ملامحهم ما أحد عجبه الاسم ..من لما جاءت وهم قاهرينها ..الحين رح تقهرهم مثل ما قهروها ..اختارت هذا الاسم لأنه تذكر أبوها زمان كان يقول لها كان نفسه يكون اسمها " إيليف" بس جدها سجلها غسق ..رح تحقق له هالامنيه ...وببرود نطقت: هذا الاسم اختاره أبوي للبنت!!
قاطعتها مزنه بغضب: تخسين ..ما بقى الا مطلق يختار اسماء عيالنا ..اسمعني وربي
قاطعها مهاب بعد ما اعطى غسق نظرة توعد: ترى تمزح معك .. شفنا الاسم على مواقع التواصل وعجبنا
ام سيف بقهر: ايه رقع المهزله الي وصلنا لها !
جواهر بهدوء: ترى كله اسم ليه انفعلتم كذا ؟!
مزنه بقوة نطقت: تبغى تقهرنا بكلامها
مهاب بهدوء: يا جدتي اقولك تشاورنا فيه مع بعض....وبعدين فكري بعقلك لو كان مطلق مختار الاسم تظنين إني أقبل فيه؟!
هدأت مزنه لكن بداخلها نار وقهر من كلام غسق عمرها ما رح تتعدل !!
مهاب حمل الصغيره بشويش: خلينا نطلع أبغى قهوة عندي ضغط بالدراسة!
أم مهاب: اترك البنت هنا
مهاب ما يعجبه امه تبتلش بالصغيره ...المفروض غسق تهتم فيها .. أمه وش جابرها على الازعاج ..وبحزم نطق؛ وش تبغين بالازعاج ووجع الرأس ...خليها معنا !!
يلا غسق!
هزت رأسها بهدوء وتحركت معه لجناحهم ...متجاهله نظرات مزنه وأم سيف الي رح تقتلها !!
**
**
**
مرت أيام الأسبوع بهدوء .... ومع رفض أبوها القاطع بدأت تتقبل أرض الواقع ....تعامل مهاب للأفضل وكأنها ملاك يعاملها أفضل معامله..وهذا الشيء زاد تعبها النفسي أكثر ...ما هي قادرة تعترف له بالحقيقة ولا هي قادرة تكمل ...كل يوم علاقتهم تقوى أكثر ...تحس بانجذاب ما هو طبيعي له ...يحترمها ويقدرها وما يجرحها حتى لو بنظره ..وحتى مع اهله اثبت احترامها وما عاد احد يرمي عليها كلمات .....اليوم خطوبة كيان ورؤى ..تتمنى لو يصير شيء وما تحضر ...
ناظرت الفستان للحين ما لبسته وما تدري إذا رح يناسبها أو لا ...بالمحل كان ناعم وحلو ..بس الحين تحسه مو حلو أبدا ...
سمعت طرقات على باب الجناح ...لبست جلال الصلاة وتوجهت للباب وفتحته بشويش ...نطقت بهدوء: هلا خالتي!
ام مهاب : ابغى الصغيره حتى تأخذين راحتك بالتجهيز
ردت غسق بهدوء: نايمه
ام مهاب : نوم العوافي..ما شفت فستان الخطوبه !!
غسق بهدوء نطقت: الحين أجلبه ...تفضلي خالتي!!
توجهت للغرفه حملت الفستان وتوجهت لأم مهاب : هذا هو!!
ام مهاب عبست ملامحها ما عجبها الفستان ..مسكته بيدها واضح للحين ما لبسته والسعر للحين مكتوب عليه ... الفستان سعره رخيص وما هو حلو أبد!
نطقت ام مهاب بعدم رضا: ما لقيتم غيره ؟!
غسق وهي تشوف عدم الرضا بعيونها: عجب مهاب واشتريته!!
زمت شفتها بضيق أم مهاب من تصرف ولدها ...معقول استرخص فيها الفستان واشترى لها أرخص شيء ...كانت تبغى تكون غسق مميزة بالحفلة ..نطقت تدارك الموضوع: ما عندك غيره!!
غسق ما هي فارقه معها لو تلبس خيشه: رح ألبسه ترى كلها ساعه ما هي مستاهله!!
التفتت على الباب لما انطرق ..دخلت جواهر : ما جهزتوا للحين!!
ام مهاب بعبوس: جيت اشوف فستان غسق
جواهر عقدت حواجبها بعدم اعجاب وهي تشوف الفستان: كل السوق وما لقيتم غير هذا ؟!
اذا تبغين عند البنات
قاطعتها غسق: ما له داعي !!
جواهر بإصرار: الا له داعي ..تراك كنتهم واي شيء يمس اهلي ...والله مو حلو الفستان ويقرف!
لحظات ودخلت عليهم حياة وأختها ونفس الانتقاد للفستان ...ضاق صدرها بزياده من كلامهم وصارت تشوف الفستان من كثر ما ذموه بشع ومقرف !!
ومع ذلك أصرت وبعناد ما تلبس غيره!!
بعد وقت خرجوا وام مهاب متضايقه ما هو عاجبها الفستان!!
توجهت للغرفه بدلت ملابسها ...ولبست الفستان بدون نفس ..ناظرت نفسهابالمراية ..رفعت حاجب بإعجاب ما توقعت يكون نفس مقاسها..وخصرها منحوت بهذا الشكل ... وكأنه تم تفصيله على مقاسها...حتى لونه ناسب بشرتها كثير .. أول مرة يشتري لها مهاب شيء يناسبها ....ناظرت مساحيق التجميل الي اشتراها مهاب لها ...ما لها على الحفلات وذي الأمور.... خفق قلبها لما تذكرت اسراء رح تكون بالحفلة لزوم ما تحط مكياج يمكن عقلها للحين محتفظ بشكل غسق مطلق ..ما تبغى فضايح ..مع إنها استبعدت اسراء تحفظ شكلها طول هالوقت ..بس الاحتياط واجب ..اكتفت بروج يناسب درجة الفستان ... مشطت شعرها وقررت تتركه مفتوح ما لها خلق تعمل فيه أي حركه ...
لبست عبايتها والشال ونقابها ..ناظرت البنت تغط بنوم عميق ..تمنت لو كانت مكانها ما تحمل هموم الدنيا فوق رأسها. ...قبلتها بشويش ...حملتها برفق وتوجهت للأسفل تنتظرهم !!
ام مهاب ناظرتها وهي تنزل عن الدرج ..تشاجرت مع مهاب على الفستان الي اشتراه لغسق ...هذي كنتهم ولزوم تطلع بأجمل حله قدام الحريم !!
جواهر لما اقتربت منهم غسق ..نطقت بفضول: أبغى أشوف كشختك مع الفستان الخايس!
غسق حست انها تنتقص منها ردت حتى تبقى حسرةوما تشوفها: ما ينفع الحين يخترب النقاب!!
مزنه أشرت لجواهر: اتركيها وش رح تكون ملاك ؟!
التفتت غسق على حياة وكانت عبارة عن لعبة بجمالها ورقتها...الفستان الأسود عكس بياض بشرتها ..بالرغم إنه وجهها خالي من مساحيق التجميل الا إنها تشوفها فتنه!!
تصنمت لما سمعت صوت مهاب بالخارج..معقول يشوف ويلمح كل هذا الجمال ...دبت الغيره بقلبها...بغت تنبه حياة إنه مهاب بالخارج ويمكن بأي لحظة يدخل!
سكتت لما لبست حياة العباية والشال وتناولت بيدها النقاب!
استغربت غسق من تواجد حياة ...على أساس أبوها ميت كيف رح تحضر الخطوبه...
ناظرت مزنه لما كلمت حياة: وين أختك يا حياة ..ترى خالك ألزم عليكم بالحضور..لا تكسروا كلمته!!
حياة ظهر على ملامحها الانزعاج: أحس ما هي حلوة أحضر وأمي هنا بالبيت
جواهر بهدوء: يا يمه ما فيها شيء..لولا العدة إلا أحضر معكم ...لا تنسين الخطوبة مجرد جلسة عائليه ما فيها لا رقصه ولا شيء...روحي واستانسي مع البنات !
وين أختك للحين ما نزلت!
حياة بهدوء ردت بعد ما جلست قريب من جدتها: مع البنات تتجهز!!
بعد لحظات دخل مهاب وهو يسألهم عن الاستعدادت!
ام مهاب وبداخلها فرح لكيان : كل شيء جاهز بس ننتظر البنات يتجهزن!
مهاب هز رأسه وناظر غسق واقفه وبحضنها البنت والضجر واضح عليها...ما يدري ليه أمه خاصمته على الفستان لما اشتراه ما شافه بالسوء إلي تكلمت عليه أمه.... قاطع أفكاره وهو يناظر عمته لما نطقت اسمه: مهاب!
جواهر عندها فضول تشوف غسق نطقت : طلبتك قول تم؟!
مهاب بنخوه: ابشري يا عمه وش طلبك!
جواهر ابتسمت: أبغى أشوف كشخة غسق ورفضت !
توسعت ابتسامته من تفكير الحريم ...ناظر غسق : أنا قلت لها ابشري .. وهذا شيء يخصك
غسق برفض قطعت كلامه: وأنا قلت لها ما ابغى
مزنه بانتقاد: تردين زوجك!
أقول اكشفي عاد من زينك!!
مهاب بهدوء: اتركوها على راحتها.
غسق ناظرته وبعدها صدت بضجر كل شيء يتدخلون فيه ..جكر ما رح تراويها علشان تجلس تتمسخر عليها !..
التفتت على البنات لما نزلوا وكانت بالمقدمة هاجر الي ما تركت لون إلا حطته على وجهها؛!
مهاب عقد حواجبه باستنكار: وش هالخرابيط الي بوجهك!!
اطلعي غسليه بسرعه !
ام مهاب بتدخل وعيونها على هاجر شوي وتبكي: مهاب وش تبغى فيها كل البنات كذا !!
مهاب بحزم: قلت لها تطلع تشيل هالقرف من وجهها !!
واذا كل البنات مجنونات نقوم نصير مثلهم ؟!
وبحزم ناظر أخواته: الكل يغسل وجهه
مزنه تتواسط لهم: والله يا ولدي كل البنات كذا
مهاب أشر على حياة: وهذي مو من عمرهم ؟! ليه ما حطت شيء ؟!
فتحت عيونها غسق بقهر ...واضح إنه معجب فيها دوم يمدحها ...وش عرفه إنه ما وضعت مكياج لولا انه يتأملها !!
كتمت قهرها وناظرت وعد الي نطقت بقوة: وليه غسق حاطه!
عقدت حواجبها غسق من هذا الافتراء ..بكل قوة عين تكذب عليها بدون ما تشوفها ...كل الي حطته روج ونزلت متغطيه من وين شافتها حتى تكذب عليها!
مهاب بقوة: متى ما تزوجتم اعملوا الي تبغون !
ام مهاب برجاء: يا ولدي مشيها لهم!
مهاب بقهر: انا مو ضد التجمل بس يحطون بالمعقول ما يطمسون ملامحهم!!
جواهر : لا تعقد البنات ...يعني زوجتك عادي وهم لا ..ترى كلامك ما هو مضبوط
مزنه بتدخل: بالله عليك اترك الحفلة تنتهي على خير..وما رح يكررون المرة الجايه !!
مهاب هز رأسه على مضض': رح امشيها علشان أمي وجدتي ...مرة ثانية أتمنى ما تطمسون ملامحكم.. لأنه ما رح يعجبكم تصرفي!!
ختم كلامه وهو يلتفت على غسق ما يدري اذا كانت مثلهم طمست ملامحها أو لا ...بس من النقاب ما هو باين انها متزينه !!
كان وده يشوفها قبل ما تروح ما يبغى يبتلش مع أمه طول الوقت وهي تردد رح تفشلنا غسق بهذا الفستان وخاصه لما خبرته بإصرارها على لبس الفستان وما رضيت إلا فيه!
ما يدري ليه ما بدلته ودبرت فستان ثاني دام إنه ما هو حلو ...بس العناد الي برأسها ما هو طبيعي!!
**
**
**
في بيت أبو سراج ...حملت أم مهاب الصغيره ودخلت فيها للداخل..وغسق من خلفها متردده بالدخول...شجعت نفسها ودخلت مجلس الحريم خلف ام مهاب...وقفت للحظات بحيره وتوتر ...ناظرت حياة لما اقتربت منها وهمست لها : شيلي العباية ما أحد يدخل هنا!! ..تعالي رتبي نفسك فوق
زمت شفتها غسق بضيق وهي تشوفها بدون عبايه وأغلب الأنظار عليها ...وبرفض نطقت: ما له داعي هنا أخلعها!!
ما أعطتها فرصه ترد ...فكت الشال والعبايه ..رتبتهم بعد ما عدلت شعرها بيدها ...عدلت فستانها ..تحس بعدم الراحه والارتباك واضح عليها ما هي متعوده على ذي التجمعات ....
ناولت الشغاله عبايتها ...وتقدمت خطوه بتردد ...
اقتربت منها أم مهاب والانبهار بعيونها واضح همست لها: صدق لما قالوا القالب غالب....ما توقعت يكون الفستان جميل كذا!!
استغربت غسق كلامها توقعت ما يعجبها ...تابعت ام مهاب كلامها : بس كأنه قصير كيف اشتراه مهاب!!
غسق ناظرت الفستان تحت الركبه ...توقعت يكون أطول من كذا !!
ام مهاب بلوم وضيق :ليه تفتحين شعرك العين حق!!
غسق حركت شفتها بلامبالاة..كل شيء جميل من حولها تفقده ما وقفت على شعرها ..وببرود نطقت: قرأت أذكاري
أم مهاب بابتسامة : ربي يحفظك من العين ..تعالي أعرفك على الحريم !!
حاولت غسق ما تظهر ارتباكها وتوترها ما هي متعوده على ذي الاجواء!
تحركت معها وهي تمشي بخطوات هادئة تسلم على أقرباء مهاب أغلبهم اول مرة تشوفهم ..
زينت ثغرها بابتسامه بائسه وكل ما سلمت على حرمه تقول ام مهاب بفخر: هذي زوجة مهاب وهذي حفيدتي!!
ما أحد يلومها بمحبة أم مهاب ...إنسانه رائعه وما رح تنسى لها مواقفها الجميلة!!
مزنه دخلت المجلس بمساعدة إسراء ..حست الدم وقف بعروقها وهي تشوف مقفى ميساء بشعرها الطويل الي كان يميزها ...نفس النحافه والجسم ..بلعت ريقها بصعوبه عقلها عجز يستوعب كيف الميت يرجع!!
عقدت حواجبها باستنكار لما لفت غسق وجهها ...ملامحها ما تشبه ميساء ..الشبه بالشعر وبالجسم ..نفس الطول والنحافه!!
رؤية غسق رجعت لها حزن دفين بالماضي عيت تنساه ...ما تدري وش أصابها وكأنها الحين فقدت ميساء ... فقدت توازنها وكأنها بدأت تفقد الوعي!.. ولسانها يردد بخفوت: ميساء
اسراء وقع قلبها من تصرف أمها ما تدري وش صار لها ...على اقرب كنبه أجلستها ... سألت بفزع وهي تشوف امها انخرطت بالبكاء : وش فيك يمه؟!
بدأ التجمع من حولهم والكل يسأل وش صاير ..واسراء تهز رأسها بعدم معرفه .. ما تدري ليه أمها كررت اسم ميساء!!
أم مهاب أعطت غسق الصغيرة واقتربت وهي تسأل وش صاير!!
بعد وقت قصير مزنه استعادت السيطرة على نفسها... كتمت وجعها وحزنها ما رح تخرب فرحة كيان ...وقفت بمساعدة اسراء وتوجهت لصدر المجلس وجلست والاختناق يرافقها ..
غسق واقفه مستغربه ما تدري وش فيها ...توقعت إنها تذكرت سيف وحز بخاطرها علشان كذا بكت...
تابعتها بعيونها لما توجهت لصدر المجلس والحريم بدأت تسلم عليها ..والحزن يرتسم على ملامحها ...ما تلومهم فقدان سيف ما هو سهل ...موت الشباب غصة ما هو بالسهل تجاوزها ...
احتارت وين تجلس ...ناظرت لمى الي دخلت والإبتسامة شاقه الحلق ...اقتربت من غسق وسلمت عليها : كيفك يا غسق!
هزت غسق رأسها بهدوء: الحمد لله بخير..كيفك انت
لمى بابتسامة واسعه: الحمد لله ...كيف الصغيره ..يا قلبي وكأنه مهاب !!
ابتسمت غسق على تعليقها ما تشوف الشبه بينهم !!
بدأت لمى تلاعبها وهي بحضن غسق ...قاطعتها اسراء وهي تتامل غسق: ما توقعت تحضرين الخطوبه!!
لمى رفعت حاجب:: وليه ما تحضر تراها زوجة ولدهم الكبير ولزوم تكون موجودة!
اسراء بنصيحه: شعرك ليه مفتوح وربي الحريم عيونهم فاتحه كذا..الشعر ما يتحمل العين ...اطلعي فوق واعملي فيه اي حركه
غسق ما تفهم لإسراء من قبل كانت سيئة معها ومن بعد ولادتها تعاملها عادي ولا كأنه صار بينهم مواقف ...نطقت بهدوء: حصنت نفسي لا تهتمي!!
لمى : تعالي نجلس هناك تعبت من الوقوف ...
توجهت غسق معها وجلست وعيونها تناظر الناس من حولها ...كانت الخطوبه مجرد جلسه عائليه ...
صرفت نظرها وهي تحس مزنه عيونها مسلطه عليها ...دعت من كل قلبها ربنا يكفيها شرها ما ينقصها مشاكل ونكد ....
ناظرت اسراء لما جلست جنبهم وأجبرت نفسها تنسجم معهم ما تبغى تكون الشخص المنبوذ قدام الحريم ... وبما إنهم يتكلمون معها عادي ما في داعي تنغلق على نفسها ...يمكن مع السوالف تخفف الضغط النفسي الي فيها !!
**
**
**
أم مهاب بهمس نطقت: وش فيك يا خالتي!!
مزنه بنبره حزينه خافته نطقت وعيونها على غسق: للحظة ظنيت إنها ميساء ...احس هنا نغزة بصدري ما قدرت أتحمل ..ما أدري كيف فقدت السيطرة على نفسي ...ااااه للحين فراقها غصه بحلقي ما قدرت أتجاوزها ...كان فراقها فجعه بالنسبة لي ...غمضت مزنه عيونها والماضي ينعاد قدام عيونها ...
وقتها كانت تجهز الأكل مع الشغالة قبل رجوع زوجها من الشغل بعد ما انتقلوا لذي المنطقه ...
طاح قلبها لما دخل زوجها بملامح ما تتفسر وهو يكلمها: إلبسي بسرعه نازلين للديره...
ارتجف قلبها من كلامه وحست في مصيبه صايره ..ليه ينزلون بهذا الوقت ...حاولت معه تعرف وش السالفه ...بس رفض وهو يتحجج بأي شيء ما دخل عقلها ...إحساس بداخلها يقول بناتها فيهم شيء!!
كان الطريق ثقيل على روحها ....بعد ما رفض زوجها يتكلم ....وكانت الصدمة لما وصلت الديره وخبروها " ميساء ماتت "
تتمنى من ربها يسامحها ويغفر لها ذنبها ويتجاوز عن تصرفها ...يومها فقدت السيطرة على نفسها وجلست تنوح وتضرب وجهها من شدة الصدمه ....عقلها عجز يستوعب كيف رحلت بعز شبابها وما تهنت بذي الدنيا .... متأكدة هو السبب بموتها ...رحل من الدنيا وما سامحت كل عائلتهم إلي بسببهم ذاقت ميساء العلقم ...ليتها ما زوجتها على الاقل لو ماتت تموت وهي مرتاحه وما هي متعذبه عندهم ...حرقوا قلبها عليها ...
قطعت أحزانها لما وضعت أم مهاب يدها على كتفها بمواساه: الله يرحمها ...ما تبغى منك إلا تكوني راضيه عليها ...الحريم تناظر ما نبغى نلفت النظر علينا!!
تنهدت مزنه باختناق وهي تمسح دموعها..وبغصه نطقت: لما قلت لي عن الشبه بالهيئة تمسخرت ما توقعت لهذا الحد ...ما في قرابه بينهم كيف الشبه بينهم ؟!
أم مهاب بهدوء: يخلق من الشبه اربعين !!
ناظريها ملامحها ما تشبه ميساء ابد
مزنه قاطعتها : حريم الديرة يقولون تشبه جواهر أيام شبابها ...كيف تشبه لنا وما في اي صلة قرابة بيننا ؟!
لا حول ولا قوه إلا بالله!!
ليته ما أرجعها مهاب... رجعت لنا الأحزان من جديد!
أم مهاب اكتفت بالصمت وهي تناظر رؤى دخلت تسلم على الحريم ..ولما شافت غسق انفعلت ولا كأنها العروس ..ما تدري متى تعقل هالبنت !!
ابتسمت لما أم سراج قرصت رؤى بخفه فشلتها بين الحريم ....البنت فاصله وما في امل منها !!
**
**
**
بعد وقت تمت الملكه والكل بارك لرؤى وبعدها طلعت لمجلس ثاني تجلس مع كيان ...
ناظرت غسق جوالها لما رن كان عمها مطلق ...خفق قلبها بقوة ..معقول صاير شيء ...
أعطت لإسراء الصغيرة وبخفوت نطقت: بس خليها معك شوي!!
وحملت نفسها وطلعت من المجلس وهي تبحث عن مكان منزوي تكلم فيه عمها ...تذكرت إنها طالعه بدون العبايه ..ما تدري وين وضعتها الشغاله....ومع إصرار اتصال عمها اضطرت تفتح خط وترد بخوف من اتصاله..وكلام حياة بعقلها ما في احد هنا : الو
مطلق بنبره أرعبتها: انت لوحدك ابغى اكلمك بدون ما أحد يسمع !
نطقت وقلبها يرتجف: وش صاير؟!
ناظرت حولها وهي تشوف أخوات مهاب متوجهات لجهتها ...توجهت لآخر باب من السيب حتى تتكلم براحتها ...من صوته واضح صاير شيء!
مطلق بقلة صبر نطق: طلعت؟!
غسق بصوت مرتجف نطقت: تكلم وش صاير..
فتحت الباب وشلتها الصدمه بعد ما اكتشفت هذا الباب يفتح على مجلس الرجال .. بلعت ريقها بصعوبه وعيونها التقت بمهاب إلي تحولت ملامحه وكأنه بركان رح ينفجر بأي لحظة ...وهو يشوفها واقفه قدام الرجال !!
عقلها ما قدر يستوعب صدمة تواجدها عند باب الرجال وبنفس الوقت سؤال مطلق نشف الدم بعروقها وهي ينطق بغضب: غياث عندك ؟!!!
بالرغم إنه الموقف كان ثواني إلا إنها حسته وقت طويل ..نظرات مهاب أرعبتها..حست قلبها سقط للارض من عظم الجرم إلي وقعت فيه ...ما حست بنفسها لما قفلت الجوال وقفلت الباب بسرعه ...
رجعت خطوة للخلف والدم متجمد بعروقها ... بلعت ريقها بصعوبه ما تدري وش تقول أو تبرر تصرفها...إلي تدركه الحين لزوم تبعد عن هذا المكان قبل ما يطلع لها أحد...
...تحركت راجعه للمجلس بملامح مخطوفه..ما انتبهت على البنات الي كانوا واقفات وشافوا الموقف ...
دخلت المجلس وقلبها يدق بقوة...تدور بنظرها على الشغاله تبغى العباية .. وبداخلها تشتم نفسها كيف طلعت كذا. ...كيف عقلها ما فكر إنه بيت غريب عليها ويمكن بأي لحظة أحد يطلع بوجهها !!
لمى استغربت حال غسق من لما رجعت وجهها أصفر خالي من معالم الحياة ...بما إنها طلعت تكلم بالجوال توقعت صاير مع أهلها شيء ...
أول ما جلست نطقت لمى باستغراب من حالها: وش فيك ؟!
غسق ناظرتها وفكها يرتجف والدموع على وشك النزول لما استدرك عقلها مكالمه عمها مطلق ... أبوها ضايع ...ما تدري المصايب جاءت مرة وحده ...وبغصه نطقت: ابغى عبايتي
لمى عقدت حواجبها: وش فيك رجعت وحالك مقلوب كذا!!
ناظرتها غسق بروح ميته تفضفض من كثر الضغط النفسي عليها: ما عاد فيني أتحمل أكثر...وربي ما كنت أعرف إنه الباب يفتح على مجلس الرجال ...كنت أظن مجلس الرجال خارجي وما
قطعت كلامها مب قادرة تبرر موقفها اكثر ..وما قدرت تتحكم بدموعها الي بدأت تتساقط بخفه!!
لمى شهقت من لما سمعت الكلام... وباستنكار نطقت: دخلت مجلس الرجال؟!
غسق مسحت دموعها بخفه: والله ما ادري..فتحت الباب ما شفت بوجهي الا مهاب وشخصين ما أعرفهم
قاطعتها لمى : بهذا المنظر؟!
هزت رأسها غسق بضعف: ايه
لمى عفست ملامحها بحزن: ترحمي على نفسك ... عسى ربي يرحمك ويجعلك من أهل الجنه...صدقيني رح اتصدق عن روحك كل يوم ..لحظة كل يوم كثير ..خلاص كل أسبوع مرة أتصدق عنك وأدعي لك بصلاتي!!
غسق هبط قلبها من شدة الرعب: لا تقولين
لمى قربت لها وبخفوت نطقت: قبل كم سنة وعد بالغلط طلعت للحديقة بملابس البيت وكان معه عيال إخواني ..وقتها شافت النجوم الظهر من مهاب ..لا يغرك سكوته ..بذي الأمور يتحول لوحش كاسر ...وحتى اخوي وقتها مسح فيها الارض ..وعد كانت لابسه ملابس البيت فضفاضة..ما هو فستان زي كذا!!
غسق قاطعتها وقلبها يوجعها من القادم: لا تزيدينها علي !
ضحكت لمى بروقان: أمزح معك ..ترى مهاب ينشرب مع المويه العكره .. إنسان متفهم وراقي .. أنا متأكدة رح يتفهم موقفك وإنه بالغلط ...فكي الكشره وما تفكري كثير!
ختمت كلامها بغمزة وابتسامه واسعه ...
حاولت غسق تبتسم ما قدرت ..صحيح كلامها ريحها عن مهاب ...بس الحين سالفه أبوها ما تدري هو بخير أو لا ...
نطقت غسق من قلبها: يا رب يتفهم موقفي !
لمى بتأكيد: حطي رجولك بمويه بارده ..ولد أخوي وأعرفه زين !!
هزت رأسها وناظرت نظره سريعه على ام مهاب بحضنها الصغيره ...
وقفت بعدها توجهت لزوايه المجلس بعيد عن الحريم واتصلت على جوال أبوها ....ودقات قلبها تتسارع ... وين رح يكون الحين ...
مسحت دمعه تسللت على خدها لما انفصل الخط وما أحد رد ...
رجعت تتصل على عمها ...ومع كل رنه يخفق قلبها أكثر ..ما عاد قلبها يتحمل صدمات جديده....نطقت بخفوت حتى ما أحد يسمعها لما انفتح الجوال: حصلته!!
مطلق بغبن وقهر: أنا أبوك رح يصيبني جلطه بتصرفاته ...ما ينفع معه أعامله كإنسان طبيعي وما يتقفل عليه
قاطعته بهمس وكلامه أوجعها كثير: عمي عن الغلط ..الحين قول لي أبوي
مطلق بقرف: عن الغلط ؟! وأنا أربع ساعات لي أدوره مثل المجنون ! وبالأخير حضرته على السطح جالس مع سندريلا!!
غسق زاد ضيقها من كلامه ...وكأنهم مو بشر وما لهم حق يعيشون مثل الباقي ...لزوم تكون عليهم رقابه مشدده ...قرفت من هذا الوضع وهذا الحال ...نطقت باختناق وبداخلها نيران ملتهبه من نظرة المجتمع لأهلها: تتكلم وكأنهم حيوانات ما لهم حق يطلعون
قاطعها بغضب: يطلعون بس يعطوني خبر إنهم على الزفت !!
نطقت والعبره تخنقها: وينه الحين ...اتصلت عليه وما يرد؟!
مطلق بدون نفس: رجعوا للداخل يمكن نايم ...هذا أبوك ما
قاطعته والوجع يمزق قلبها: هذا الحال ما رح يطول وش صار على عماد ؟!
مطلق انفجر بوجهها: قلت لك اصبري شوي تظنين السالفه بالسهولة! ترى وربي أقول لأهل مهاب كل شيء وارتاح من اسلوبك واستفزازك
قاطعته بقهر وغضب ونسيت نفسها إنها بالمجلس : لا تصارخ علي ..اكثر من شهرين ما رح أنتظر ...ولا تجلس تهدد فيني ...ما عادت تفرق معي ...خلي كل العالم تعرف إنه مهاب
قاطعها مطلق بغضب: لا ترفعين صوتك علي ..لآخر مرة أنبهك ... أنا عمك وصوتك ما ترفعينه بوجودي ..ماني بزر تفهمين! ...قلت لك شهرين وكل شيء يكون مثل ما نبغى !
نطقت بقهر من العجز الي تتجرعه...ما تقدر تتخذ قرار تساعد فيه أمها وأبوها ....كل شيء يربطها ويوقف حاجز بينهم ..نطقت باستياء: نشوف
سكتت لما قفل الخط بوجهها ..شدت على قبضة يدها بقوة من القهر الي يغلي بداخلها ...هذي آخرها يقفل الخط بوجهها بعد ما شتت عائلتهم ...نفسها تصرخ بأعلى صوتها من شدة القهر إلي بداخلها ...رفعت نظرها للسقف تمنع نزول الدموع ...اخذت نفس عميق لعل قلبها يهدأ ويرتاح من الهم والضيق إلي يلازمه!!
لحظات وتأكدت خلو وجهها من الدموع ..بعدها التفتت بصدمه وهي تشوف كل الحريم يناظروا جهتها ...ما تدري ليه يناظروها !
عبست ملامحها من لقافة الحريم أول مرة يشوفون أحد يكلم بالجوال...بدون ما تدرك إنه صوتها كان مرتفع ولفت نظر الحريم لها ...وكأنها مغيبه عن الواقع عقلها ما استدرك انفعالها بالمكان الغلط ...زفرت بضيق ورجعت مكانها وهي تنتظر اللحظة الي ترجع فيها للبيت حتى تكلم أبوها براحه وتطمئن عليهم !!
أول ما جلست نطقت إسراء الي اقتربت وجلست ملاصق لها : وش صاير ؟!
عقدت حواجبها غسق بعدم فهم: وش صاير؟!
إسراء وعرق اللقافه اشتغل: على الجوال كنت معصبه وتقولين لا تهدد فيني ؟! في أحد يهددك ؟! وش سالفه الشهرين؟!
انتبهت لمى على ملامح غسق الي بهتت من كلام اسراء ..وبهدوء نطقت حتى ما تظن إنهم يتسمعون عليها: صوتك كان عالي لدرجة كل الحريم انتبهوا لك !!
عجز لسان غسق عن الكلام ...الحريم سمعوا كلامها ..ما تدري وش هببت بالكلام مع عمها ... تحس ريقها نشف من هول الصدمة...نزلت رأسها ما تدري وش ترقع أو تبرر الكلام ....
رفعت رأسها على دخول وعد وهاجر وهم يناظرونها باستعلاء!
هزت رأسها بقلب ميت وكأنه ينقصها عقلهم الصغير ...اليوم يوم المصائب ..عقلها عجز عن التفكير بتبرير مقنع يطلعها من هذه الورطه ....تحس رأسها بدأ يضرب عليها والصداع يشتد ...احتضنت رأسها بين يدينها وهي تضغط بقوة لعله يخف الصداع الي اجتاحها فجأة!!
لمى باستغراب همست لها: غسق صاير شيء ؟!
رفعت غسق رأسها وبصعوبة نطقت: ما في شيء بس مصدعه!!
لمى بخفوت: الحريم تطالعنا ما نبغى نلفت النظر لنا.. اذا تعبانه أرجع معك للبيت !!
غسق هزت رأسها بالرفض: أنا بخير!!
إسراء ناظرتها والصمت يغلفها ما قدرت تأخذ منها حرف واحد ...معقول شخص من علاقتها السابقه وجالس يهدد فيها ؟!
بس سالفه الشهرين ما فهمتها ..يمكن قالت له شهرين ورح تتطلق وترجع له !!
اذا ما عرفت السالفه بالتفصيل رح تموت من لقافتها !!
رح تبقى خلف السالفه حتى تعرف وش هي بالضبط .. وبتساؤل نطقت: مين كنت تكلمين ؟!
ناظرتها غسق بعبوس من لقافتها .. وبخفوت نطقت: أهلي!
إسراء ما اقتنعت بجوابها ..تجاهلت لما لمى أشرت لها بعيونها تتركها ..بس ما تكون اسراء اذا كا هرفت السالفه ...نطقت بحاجب مرفوع: عسى ما شر ..وش صاير بينكم؟!
غسق ما لها قلب لها نطقت بخفوت: قلت لك أهلي يعني شيء خاص فيهم !
كشت عليها اسراء لما ختمت كلامها وتحركت متوجه لأم مهاب تأخذ الصغيره!!
لمى ابتسمت بخفه: تستاهلين انت ولقافتك !!
اسراء بقهر : أموت إذا ما عرفت السالفه ...واضح إنها السالفة كايده!
**
**
**
بداخله نار عجز يطفيها وصورتها واقفه عند الباب ..ما يدري وين عقلها لما عملت كذا ..وليه من الأصل تفتح الباب ....يحاول يهدي النار المشتعله بداخله ... إلي زاد قهره ونار الغيرة سراج وإيهاب شافوها ...حمد ربه المجلس من جهة الباب الداخلي كان فارغ تماما ...وإلي يقهر بزياده الفستان قصير ما يدري كيف اشتراه لها وما انتبه لذي النقطه ...رفع نظره لأبوه إلي مندمج بالكلام من بعد الموقف ملتزم الصمت ... موقف ما ينحسد عليه ...
كتم ضيقه وهو ينتظر الرجوع للبيت بأسرع وقت حتى يعرف ليه دخلت عندهم ....متأكد إنها بالغلط بس ليه تطلع خارج المجلس بدون غطاء وكأنها في بيتها ...هز رأسه بتوعد وهو ينتظر الرجوع على نار ...
ناظر المجلس شبه خالي قرر يرجع للبيت ..النيران اليبقلبه رح تحرقه ...اتصل على أمه وخبرها إنه رح يرجع الحين !!
أبو مهاب وقف وبيده سبحه يحركها بخفه: قلت لأمك رح نرجع
مهاب بهدوء: ايه !!
أبو مهاب خرج برفقة إخوته .....قبل ما يتبعهم ناظر سراج الي يكلمه: اجلس وين
مهاب بجمود وبداخله قهر كيف عيال عمه يشوفونها : عندي أبحاث لزوم أكملها!
ايهاب وقف : وانا استأذن بعد
سراج يحاول فيه: مهاب عنده أبحاث وانت وش عندك؟!
ايهاب خزه وهو عارفه يبغى يجلس معه ويعلق على الحدث الي صار: وكأنك ما تعرف إني أخذت إجازة لساعات ولزوم ارجع للمركز عندي قضايا معقده وعقلي مقفل !
سراج بتصميم: يا رجال بس ساعه وحده اجلس وبعدها الله يسهل طريقك!
ايهاب هز رأسه وجلس بعد خروج مهاب ...نطق بعبوس: وش فيك ملتزق فينب
سراج بهمس بالرغم انه المكان شبه فاضي: الي فتحت الباب زوجة مهاب!!
خزه ايهاب : يا حبك للسوالف!
اكيد زوجته ما شفت كيف وجهه بالألوان ..احمد ربك إنه الباب داخلي وما يفتح الا هذي الجهة ما هو على المجلس كله !!
سراج بضحكه: الحين عرفت ليش الأخ رافض يطلق ..الكلام الي طلع عنه من الحريم صحيح ..واضح الأخ واقع وما أحد سمى عليه!!
ايهاب هز راسه بتأكيد: وأنا أقول كذا ...ردت فعله وملامحه واضح إنها لها مكانه عنده والا ما تضايق هالكثر لما فتحت الباب!!
سراج بتحليل: الحين الأهم ليه فتحت الباب
ايهاب حرك حواجبه : واضحه تبغى تتكلم بالجوال بمكان منزوي ما شفت الجوال الي كان على اذنها!
سراج فتح عيونه بصدمه : اعوذ بالله متى شفت الجوال ..انا أول ما لمحتها نزلت عيني عنها ..
ايهاب بتفكير: تتوقع مهاب ما جلس معنا الحين منحرج من الموقف ؟!
سراج هز كتوفه : والله ما أدري ..من بعد الموقف ما تكلم بحرف والصمت يغلفه!!
إيهاب : الله لا يحطنا بهذا الموقف. . أنا لو زوجتي تدخل كذا إلا
قاطعه سراج بضحكه: الي يسمعك يقول زوجتك واقفه هنا ..يا رجال كون نفسك وبعدها قول هالكلام؛!
**
**
**
توجهت غسق للخارج وبحضنها الصغيرة ..وقفت بتردد لما وقعت عينها على مهاب واقف مع اسراء ...ما تدري وش تبرر له .. تتمنى من كل قلبها ما يفتح الموضوع معها ... هي غلطانه ومقره بغلطها وقلبها ما هو متحمل لوم ومحاضرات وتأنيب ضمير ...من بعد هذا الموقف حرمت تنزل عبايتها في بيت غير بيتها !!
تابعت خطواتها وقلبها يرتجف لما إلتفت مهاب عليها ملامحه ما ريحتها أبدا ....
أشر لها تركب بصمت ... ناظرت اسراء لما جلست بجانب مهاب ..الظاهر راجعه معهم ...فتحت الباب من الخلف وركبت بشويش ... أخذت نفس تهدي دقات قلبها منا تدري ليه ترتجف كذا ..
اسراء وقلبها طاير ترجع أكيد في أكشن وسوالف في بيت اهلها : حرك يامهاب البنات رح يجلسون مع رؤى!!
هز رأسه والصمت يخيم عليه....ما قدرت غسق تفهم من ملامحه هو زعلان وإلا عادي !!
غمضت عيونها وهي تؤلف سيناريو تطلع نفسها من كل المطبات الي وقعت فيها ....
وقت قصير وكان أمام بيتهم ...تمنت أحد يتصل بمهاب ويعزمه خارج البيت.. لأنها بكل بساطه ما لها خلق للكلام والتحقيق..ما لها خلق تبرر وتدافع عن نفسها!!
نزلت بثقل لما نزل مهاب من السيارة وقفل الباب بقوة ..ارتجف قلبها بقوة لما قفل الباب كذا ...ناظرت اسراء الي سبقتهم للداخل ..اللقافه تسري بدمها !!
ناظرت مهاب لما ناظرها ببرود ظاهري عكس ضربه للباب: هاتي البنت عنك
ما تدري ليه اختفى صوتها وما قدرت تنطق حرف ...اكتفت تهز رأسها وتوجهت معه للداخل بدون ما أحد يكلم الثاني !!
هبط قلبها لما إلتقت عينها بعيون أبو مهاب ...ما لها حيل لمواجهته وخاصه بذي النفسيه المحطمه ...قررت تتوجه للجناح أفضل شيء!؛
تجمدت عروقها لما وقفها صوته النشاز بالنسبة لها: وين يا بنت مطلق ؟!
ضاق النفس بصدرها ونظراته زادت من اختناقها ...تابع كلامه لما ما شاف منها اي رد : كذا ابوك رباك تدخلين مجالس الرجال ؟!
غمضت عيونها للحظات خايفه تنفجر بوجهه وبالنهاية هي الخسرانه ...ما تمري مين وصل له الخبر بذي السرعه
ناظرت مهاب لما نطق بجمود: بالغلط فتحت الباب الجانبي للمجلس ما تعرف إنه مجلس الرجال ..اطلعي غسق البنت نايمه بلاه يصيبها برد!
وأشر لها بعيونه تطلع بسرعه!!
ما صدقت خبر ...وعيونها تناظره بامتنان لو تلف العالم كله ما تلقى أفضل منه ...خلصها من شر أبوه وأسلوبه المستفز!!
تحركت كم خطوة بس كلام إسراء أجبرها تلتفت لما نطقت بصوت مرتفع: ما عرفتم مين يهدد
قاطعتها أم مهاب بضجر من لقافتها وتدخلها بحياه الناس: اسراء وين عيالك ما اشوفهم؟!
استغلت غسق انشغال إسراء بالإجابة وتوجهت للجناح ...تنفست الصعداء أول ما دخلت ..ما توقعت تتخلص من ابو مهاب بذي السهولة
اليوم كله توتر وشد أعصاب.. دخلت غرفة النوم ووضعت الصغيره على السرير..
رمت الشال والعبايه بضجر على السرير .. كرهت هذا الفستان من كل قلبها ...بدلت ملابسها ولفت شعرها بعشوائية ....توجهت للحمام غسلت ووجهها لعلها ترتاح....أخذت نفس عميق يمكن الهموم الي فوق صدرها تزول..مسكت الجوال وتوجهت للمطبخ بعد ما اتصلت على أبوها..
انفصل الخط وما رد عليها ...اتصلت مرتين وثلاث وما فيه رد ...
اتصلت على عمها مطلق والنيران بداخلها زادت اشتعالها ...انقهرت بزياده لما انفصل الخط وما رد عليها !!
شدت قبضة يدها بقوة من القهر والعجز الي بداخلها ...عقدت حواجبها لما رن جوالها برقم ...يمكن عمها ما معه رصيد واتصل من رقم ثاني ...فتحت الخط بتوجس: الو
نطق بهدوء: كيفك غسق ؟!
هبط قلبها من لما سمعت صوته أكيد صاير شيء لأهلها حتى يتصل فيها ..نطقت بانفعال والدموع على وشك النزول:عماد أهلي فيهم شيء!
عماد يهديها: والله ما فيهم شيء ..بخير
قاطعته بقهر: ليه أبوي ما يرد علي
عماد بنبره هادئة:دوبها أختي غسق كانت عندهم وقالت عمي غياث نايم ...وش فيك معصبه ومنفعله كذا ؟!
زفرت بضيق: وكأنك ما تعرف تصرفات أبوك رح يقهرني !
عماد بنفس الهدوء: ما هو زين لك العصبيه ...صدقيني رح تقر عينك بأهلك ... بدأت بالمعاملة وإن شاء الله بأقرب فرصه تنحل الأمور وأسافر!
سكت للحظات بعدها تابع بنبره ممتنه:مشكورة يا غسق فضلك بعد الله ما رح أنساه لك ...ربي يعلم كم أعزك
قاطعته بعبوس: أي عز وانتم بهذلتوني وتركتم كل شيء على عاتقي ...رح تسافر وتتزوج وتكمل حياتك وكأنه ما صار شيء ...
قاطعها : صدقيني إذا تبغين انفصل عنها وانتظرك ما عندي مشكله
قاطعته بقهر من كلامها: لا تتكلم كذا ترى أكرهك زود !
قفلت الخط والنار تشتعل بداخلها يظنها ميته عليه .. حقير يظن يضحك عليها بهذا الكلام ...تحس بالانقراف لما تتذكر كيف قبل الملكه كيف يحاول يثبت لها كم يعشقها ويحبها وينتظر اللحظة الي يرتبط فيها ..وهي الغبية الي صدقته ...سبحان الله كيف انقلبت الأمور حتى تظهر حقيقته لها وإنه كذاب عمها مطلق أجبره عليها ....
عضت على شفتها بقوة من سذاجتها ....
ناظرت الجوال لما رجع يتصل فيها ...فتحت خط وبقوة نطقت: وبعدين
قفلت الخط مباشره لما انتبهت على مهاب الي متوجه للمطبخ !!
حاولت تعدل ملامحها ..ما قدرت خاصة بعد ما سألها:مع مين تتكلمين ؟!
حاولت تسيطر على رجفتها بس فشلت ..نطقت والتوتر والارتباك واضح عليها: مع أهلي
ناظرت الجوال لما رجع يرن مرة ثانية ...ما تدري وش فيه اليوم ناشب لها !!
مهاب وهو ملاحظ توترها نطق وهو يؤشر على الجوال: مين المتصل!
نطقت وقلبها يرتجف: أهلي
اقترب لما فصلت الخط وما ردت .. مد يده وسحب الجوال باستغراب من رجفتها ..عقد حواجبه وهو يشوف رقم مو مسجل!!
قبل ما ينطق رجع رن الجوال من نفس الرقم ..نطق بحاجب مرفوع: مين من أهلك ! وليه مو مسجله رقمه؟!
نطقت بصعوبه: هذا عماد !
هز رأسه بتفهم الحين عرف ليه خايفه ومتوتره .. خايفه يعصب عليها إذا كلمته ...مد لها الجوال بهدوء: كلمي أخوك عادي ما رح أحرمك من إخوانك ...لا تخافين ..كملي مكالمتك وتعالي للصالة!!
تناولت منه الجوال بيد مرتجفه ...وتأنيب الضمير يذبحها ألف مرة .. كيف تستغفله بهذا الشكل !!
أعطت عماد مشغول ..وأرسلت له ما يتصل عليها..قفلت الجوال واستندت على الطاوله ودموعها تتساقط بخفه ..مثلها مثل الي بوسط حلقه خنجر ما يقدر يطلعه ولا يبلعه ...
اخذت نفس عميق ومسحت دموعها بخفه .. تنفست بعمق وجلست على الكرسي تبغى تهدي أعصابها وبعدها تطلع لمهاب ....ما تبغى تفكر بأي شيء يعكر مزاجها بزياده ...
بعد وقت تركت الجوال بالمطبخ وخرجت لمهاب ..وقفت لما شافته يقلب بجواله باندماج ...اوجعها قلبها ما يستحق منها إلي تعمله فيه...
تنهدت وتابعت خطواتها وجلست بهدوء مقابل له ...
نزلت نظرها وكأنها اقترفت ذنب وما لها عين تناظره لما رفع رأسه لها وعيونه عليها ....
ناظرت جواله لما وضعه قريب منه بإهمال ..سكت للحظات وكأنه يرتب الكلام بداخله ..ما طال صمته وبنبره هادئة نطق: أنا ما رح أجلس ألوم فيك وأعصب على الموقف الي صار .. أي إنسان معرض لأي موقف محرج مثل كذا ...كثير تصير وسبحان الله بصيرة الإنسان تنعمي!
رفعت نظرها له بعدم استيعاب ..قالت لها لمى إنه رح يتفهم الموقف ..بس ما توقعت بذي السهوله ...ما توقعت رد فعله بهذا البرود وخاصه مع نظراته بالمجلس لما شافها كانت عكس بروده هذا ...كل يوم تنولد بداخلها مشاعر جميله لهذا الانسان ..تحس نفسها جالسه تغرق أكثر وأكثر ....وكأنه ملاك معقول في إنسان برقته وطيب أخلاقه ؟!
ما علقت واكتفت تناظره بصمت تنتظر يكمل كلامه ... تابع كلامه بهدوء: أنا عتبت عليك بشيء واحد فقط ..لما تكوني في بيت غريب لزوم ما تكونين بذي الأريحيه وتتنقلين في بيتهم وانت كاشفه ...هذا بيت غريب وما تدرين مين يدخله بأي لحظة... تكشفين بمجلس الحريم واذا بغيت تطلعين تتغطين ...اتمنى يكون هذا درس لك والأيام الجايه تتعلمين منها ...
شجعت نفسها ونطقت بتبرير وكأنها طالب مذنب أمام المعلم : كنت أبغى مكان فاضي أتكلم فيه ..وحياة قالت لي المكان ما فيه رجال ...
قاطعها: اسمه مكان غريب وما في مبرر يبرر لك تتكشفين في بيتهم بذي الاريحيه!!
هزت رأسها : كنت مستعجله والعبايه مع الشغاله وما لقيتها ..
قاطعها وهو رافع حاجب بعد ما سمع من عمته عن مكالمتها : مين يهددك يا غسق ؟!
تغيرت ملامحها للخوف والتوتر كل شيء ينقلوه له .. اكيد اسراء ما في غيرها ...وبإنكار نطقت : ما أحد يهددني ..كنت أتكلم مع أهلي في مشاكل عائليه ما هو من حق أهلك يعرفونها !!
سكت للحظات بعدها نطق بهدوء: ما أحد رح يتدخل بخصوصياتك ..بس إذا احتجت لمساعده أو استشاره أنا موجود وما رح أقصر معك...
كلامه خنقها بزياده ما تقدر تتحمل لطفه معها ...هزت رأسها وهي كاتمه شهقاتها بصعوبه ..هو يمد يده لها وهي تطعنه بظهره ...آآآه من حقارتها لمتى تستغفله بذي الطريقه...اكتفت بهز رأسها ..وتحركت مباشره للحمام ما تقدر أكثر من كذا تكتم صرخاتها الي بداخلها !!
**
**
*
مزنه بضيق نطقت : ما قدرت أعرف سبب هالشبه بينهم ؟!!
مستحيل يكون هذا الشبه عبث ؟و..للحظة ظنيت إنها ميساء ..لولا إني كفنتها بيدي إلا اقول إنها عايشه ..ما كنت اشوف هالشبه بينهم ...الشعر وكأنه نفسه !!
جواهر بغصه من كلامها : بس ما في قرابه قويه حتى تشبه لها ؟!
أم مهاب بنبره حزينه: قلت لكم عن الشبه ما صدقتوني ...حتى بعض الحريم يقولون تشبه جواهر ...لو شفتيها يا جواهر مثل اللعبه ما توقعت تكون بهذا الجمال والنعومه بالرغم انه وجهها خالي من المكياج إلا روج خفيف ...تتحرك بنعومه ورقه نفس ميساء وكأنها نسخه منها !! سبحان الخالق نفس الهيئة!!
اسراء تسمع كلامهم ..ما اهتمت لسالفه الشبه لأنه كثير يصير التشابه بين الناس وكل واحد يكون من دوله وما في أي صلة قرابة بينهم ...لكن الي يهمها الحين سالفه الجوال ..نطقت بلقافه: وسالفه الجوال واضح أحد يهددها ...سالفه إنها تتكلم مع أهلها ما دخلت عقلي!
سكتت لما قاطعها مهاب وهو نازل لهم ..ما امداه يطلع إلا نزل ..عبست ملامحها من كلامه: وما هو لازم تدخل عقلك السالفه يا عمتي !!
اقترب وهو يتابع كلامه بحزم: أتمنى شيء يخص زوجتي ما احد يتكلم فيه ..وكل شخص ينشغل بنفسه !
ام سيف دخلت خلفه وهي تسمع كلامه ..حست بخنجر بوسط صدرها من كلمة " زوجتي" بذي السهولة نسي أخوه ...
حسرة بقلبها وهي تشوف دم ولدها راح هدر ..بس الي يريحها أحياناً وهي تشوف الحزن والضيق بملامح غسق ..كلما زاد حزنها وقهرها تحس بنشوه وفرح ..خلهم ينقهرون مثل ما قهروها !!
**
**
**
مطلق وعدم الراحه واضحه بملامحه ..ناظر زوجته الي تعاتبه على موقفه مع غياث ولزوم يكون عنده صبر أكثر!!
تنفس بعمق وبعدها نطق:رح نرجع لبيتنا
قاطعه عماد بحواجب معقوده: كيف ؟!
مطلق بملامح منتفخه من القهر: مضطر أرجع ما أقدر أترك شغلي أكثر من كذا ..هنا ما يمشي وضع الشغل ..وفوق هذا اذا ما كنت قريب .. رح تفضحنا الزفته غسق ...طلعت روحي وكل شوي ناشبه لي تبغى المتخلف غياث !!
ام عماد بصدمه من كلامه: انت انجنيت تبغى عماد يجلس بنفس المنطقه حتى يصفونه بسهوله
مطلق تنفس بضيق: يعني هنا بعيد عنهم ؟! هذا مهاب عرف مكان بيتنا بدون ما يسألنا ..ما هو صعب عليهم يوصلون لنا!!
رح يبقى بالبيت لوقت تجهيز امور سفره
قاطعته غسق : وأنا ؟!
مطلق زم شفته بضيق: معنا واذا شافك احد من أهلنا نقول جايه زياره وطبقي الدور بإتقان .. وإذا جاء أحد حاولي ما تظهرين له ...تحملي سنتين لوقت أستعيد الفلوس الي خسرتها وبعدها رح نسافر
قاطعته باستنكار: على اسم غسق غياث
هز رأسه :مضطرين نكمل بذي الكذبه!!
غسق باعتراض: اذا رجعنا كيف أكمل دراسة غسق البنات يعرفونا
قاطعها بلا مبالاه: دراستك ما كنت مهتمه لها والحين ذابحه حالك على دراسة غسق ..ما هو مهم تكمل ..او حولي منازل اذا كنت مصممه ما رح أوقف بوجهك..اهم شيء عندي عماد يستقر بالخارج
غسق باعتراض: تبغاني اعيش هناك بسجن لا أطلع ولا أقابل أحد ..على الاقل هنا ما أحد يعرفني وأعيش حياتي طبيعي ..بس هناك رح أتقيد
قاطعها : دام إنك متغطيه وضعك تمام ...وحتى لو شافك احد من معارفنا ما رح يشك بشيء رح يعتبروها زياره لنا .. الأهم ما يتعرف عليك أحد من أهل مهاب حتى ما يكتشفون !!
ختم كلامه بضجر ..اصعب شيء تكون بموقف صعب والبزران يلوون ذراعك ...متى يفتك من هالسالفه !!
أفضل شيء يسعى لطلاق غسق بالتراضي ويزوجها لعماد ويسافرون للخارج ويرتاحون من شبح أهل أبو مهاب وانتقامهم !!
أول شيء رح يسفر عماد وبعدها يسعى بطلاق غسق وبعدها السفر للخارج !!
**
**
**
في اليوم الثاني جالسه ترتب بالجناح ..ومكالمة ابوها البارحه ما ريحتها بالرغم إنه طمنها وكل شيءبخير ..بس نبرة الألم تقدر تميزها بصوته ...تركت ملابس الصغيره لما رن جوالها ...
عقدت حواجبها رقم غريب ..عماد سجلت رقمه حتى ما تنسى وترد عليه ...بس هذا الرقم مين ...فتحت خط وبتوجس نطقت: الو
عقدت حواجبها لما وصلها صوت غسق مطلق ...مر وقت طويل ما كلمتها ولا جلست معها مثل قبل ....زواجها كسر كل تواصل بينهم ..ولا كأنهم يعرفون بعض ...عجيبه الدنيا كيف تغير النفوس ...وننسى أناس عشنا معهم أجمل الأيام ...عماد وغسق كانوا من أجمل أجزاء حياتها .. بس بالفترة الأخيره تغيرت مشاعرها نحوهم. ...نطقت بهدوء: هلا غسق
غسق مطلق بلهفه : كيفك غسق ؟!وربي مشتاقه لك .. مشتاقه لأيام زمان نجلس
قاطعتها غسق بجمود : أنا الحمد لله بخير ..وبفضل عماد وأبوك ما رح نلتقي
قاطعتها غسق مطلق بفرحه: إلا قولي رح نلتقي ونمل من بعض ...بابا خبرنا رح يرجع لبيتنا .. وأخيراً مب قادرة أصدق أرجع لبيت طفولتنا ومراهقتنا ..
قاطعتها غسق بعدم تصديق: متأكده ؟! وعماد ؟!
غسق بفرح من قرار أبوها: عماد رح يسافر ..بابا رتب كل الأمور ..تدرين بالبدايه كنت ما أبغى أرجع لاني رح أعيش بسجن ...بس لما تذكرت بيتنا كان الحنين أكبر ...حتى أبوك فرح من القرار !!
اجتاحتها مشاعر حنين وشوق لبيتهم ..ما هي مصدقه أهلها رح يرجعون هنا قريب منها ... خنقتها عبرات الفرح ..نطقت من بين دموعها: متأكده!!
غسق مطلق بابتسامة عريضة: وربي متأكده ... أيام وتفصلنا عن أجمل مدينه بالعالم !!
مسحت غسق دموعها وهي تسمع لثرثرة ابنة عمها ..وقلبها طاير للرجوع لبيتهم ..رح تأخذ إيليف معها وما رح يعارض مهاب متأكده لقرب المسافه ...رح ترد الروح لامها وأبوها لما يشوفوا إيليف !!
أنهت المكالمه وما هي قادرة تتحكم بدموعها من شدة الفرح ...وأخيرا اقترب لم الشمل بينهم !!
قاطع مشاعر الفرح الي باغتتها رنين جوالها ... عقدت حواجبها وهي تشوف اسم مهاب ...ارتبكت ومسحت دموعها بسرعه وكأنه يشوفها....ما تدري وش يبغى منها لما صحيت الصبح ما كان موجود بالجناح..أخذت نفس عميق ..فتحت خط وبتردد نطقت : الو
مهاب بهدوء: صباح الورد
توردت خدودها والتوتر زاد ما تدري وش تقول ..ومن توترها ما هي متعوده تكلمه على الجوال: وعليكم السلام!!
عضت على شفتها من الغباء المعشش الي بعقلها!!
ابتسم على ردها وتوترها الواضح: اليوم الغداء تحت عند اهلي ..رؤى رح تكون موجوده مع أهلها ....
هزت رأسها على مضض ما لها نفس تقابل أهله : ان شاء الله!
نطق بهدوء: لا تنتظريني بالنزول يمكن أتأخر بالجامعه .. ما أدري وش رح يصير معي !!
نطقت بصعوبه وهي تشجع نفسها على ذي الكلمه: بالسلامه إن شاء الله!!
تحس نفسها عملت إنجاز بنطق هالكلام... ارتجف قلبها لما نطق برحابه: الله يسلمك ولا يحرمني منك ..قبل ما أنسى شعرك إياك تفتحينه واذا بقيت بالعبايه يكون أفضل
هزت رأسها وكأنه يشوفها : إن شاء الله!!
مهاب بهدوء: تبغين شيء !
نطقت بصعوبه: لا
مهاب بنبره حانيه: بحفظ الرحمن ...مع السلامه!!
قفلت الخط وقلبها يدق بقوة .... وعقلها يردد كلامه " الله لا يحرمني منك "
معقول يحمل لها مشاعر جميله مثل ما حملت له اجمل المشاعر ...
خبر رجوع اهلها وقربها من مهاب بنفس الوقت أغرقها بفرح وسعادة ما حست فيهم من زمان ...واخيرا بدأت العقد تنحل ...تتمنى تلقى طريقه تبقى بالقرب من اهلها وبالقرب من مهاب ..ينقبض قلبها لما تفكر بالرحيل .... هذا الي كانت خايفه منه ..تترك قلبها هنا ...
قطع أفكارها طرقات على باب الجناح ... توجهت للباب وبهدوء نطقت مين !
عقدت حواجبها لما وصلها صوت الشغاله وهي تطلب منها تنزل تحت !!
ردت ببرود : ان شاء الله
الوقت مبكر ليه تنزل الحين ..هزت رأسها بالرفض اليوم يوم الفرح ما رح تنكد على نفسها بشيء
دخلت الغرفه وناظرت إيليف صحيت وتتلفت من حولها ...اقتربت منها وبابتسامه عريضة نطقت: أجمل صباح لقمري!!
قبلتها بقوة ...ابتسمت لما بدأت تبكي بانزعاج من قبلتها ...حملتها بشويش وهي تحاول فيها تسكت !!
**
*
**
ناظرت ساعتها :كم صار لنا طالبين منها تنزل ؟!
ام سيف مطت شفتها: قلنا لكم حنا الي رح نصير خدم تحت رجولها ..وحفيدك ما عنده غير زوجتي وزوجتي هذا لو متزوجها عن حب وش رح يعمل!!
قلت لكم زوجوه بنت ثانيه.... بنت مطلق ما رح ترسيها على خير
مزنه بضيق : أنا
ام سيف بحقد تحش برأس مزنه: اشوفك لنت معها ..ونسيت مين قتل سيف ؟!
ومين ذبح ميساء؟!
ميساء الي تذوقت الضيم والمرار وحتى جواهر نسيت مين آذاكم فيها...انا ما احب أتكلم بالماضي ..بس هم ما رحموا بناتكم ليه ترحمي ابنتهم ؟!
مزنه خيم الصمت عليها ومن داخلها نيران مشتعله ما طفت ...كلما تنوي تحن على غسق او تتقبلها الماضي يكون حاجز بينهم ...
رفعت نظرها على غسق وهي نازله وبحضنها الصغيرة ...نطقت بكره وحقد : سنة حتى تشرفين ؟!
غسق تفاجأت من انفعالها وطريقة كلامها ..دوبهم الصبح يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ...وش فيها انفجرت بوجهها كذا ...ما تحب احد يصرخ بوجهها كذا وخاصه إنها ما عملت شيء ..كتمت ضيقها من أسلوب مزنه اليوم يوم الفرح ما رح تنكد على نفسها ...وبهدوء نطقت: بدلت ملابس إيليف
قاطعتها مزنه بعصبيه مبالغ فيها: صدق إنك رفلة الدنيا قريب الظهر وللحين حتى تغيرين للبنت ... أنا بحياتي ما شفت انسانه عديمه مسؤولية ...بس ما أقول إلا مالت على حظ مهاب يوم كنت من نصيبه ...لكن ابشرك ورب الكعبة إلا نزوجه الحرمه السنعه الي تقوم بكل واجباتها ..بس شاطره تعرضين نفسك قدام الرجال بالمجلس ...صدق اهلك ما عرفوا يربونك !!
بداخلها نار مشتعله من كلام مزنه ..ما هي الإنسانه الحليمه الي تمسك نفسها بكل سهولة ... ما رح ترد عليها الحقران يبط المصران ...التقت عينها بعين ام سيف والإبتسامة مرسومه على ملامحها ...والرضا واضح عليها ..ما تدري أي متعه تحصل عليها لما يجرحونها بالكلام ... كتمت ضيقها وبهدوء نطقت:كملت؟!
مزنه حست كأنه احد كب مويه بارده عليها ...من برود غسق ...توقعت تعصب وتنفعل بس تكون بهذا الهدوء ما توقعت هالشيء ...مطت شفتها بازدراء: ايه كملت مع إنك تحتاجين كلام كثير يعلمك السناعه!!
روحي للمطبخ عندنا عزيمه ساعدي أم مهاب على الاقل نستفيد منك شيء!!
غسق قررت ما تجادلها وما رح تنزل عقلها لعقل عجوز اكيد بدأت تخرف ..وبهدوء نطقت: ان شاء الله!!
حملت نفسها وتوجهت للمطبخ .. أول ما دخلت ابتسمت لما شافت ام مهاب جالسه مع جواهر ..نطقت بترحيب: هلا والله !!
اقتربت غسق بهدوء وهي ترد السلام ...
ام مهاب تناولت الصغيره: يا قلبي على الحلوين .. أحسها قطعه من قلبي!!
كشفت وجهها غسق وبنبره هادئة نطقت: تبغون مساعده
جواهر عيونها تتأمل غسق ما في اي شبه بينها وبين ميساء ..ما تدري امها من وين طلعت هالسالفه ... وبنبرة هادئة نطقت: بدأنا بالتجهيزات أم سراج ما تقبل تأكل شيء من يد الشغالات علشان كذا حنا نطبخ ...
ام مهاب : خذ البنت ولا تتعبين نفسك انا
قاطعتها جواهر: وليه ما تشتغل تراها مو صغيره ...كلنا اشتغلنا في بيت حمانا ما نقصنا شيء .
ام مهاب رفعت حاجب من أسلوب جواهر :البنت ما قالت شيء وش فيك جالسه على فخ
قاطعتها جواهر: خليها تتعلم رأفه بولدك !!
قطبت غسق حواجبها من كلامهم الي يتردد على إذنها إنها رفله والسناعه بجهة وهي بجهة ما تدري من وين طلعوا هالكلام ..يقهرونها بهذا الشيء ..رح تتجاهل كل شيء وما رح تبكي خلاص رح تواجه ظروفها وما يبقى للحزن لها طريق ..وما رح تسمح لأي أحد يحزنها ...
تجاهلت كلام جواهر وبدأت بالتجهيزات وهي تسمع كلام جواهر وام مهاب عن الحياة. ....
مضى وقت طويل وهي بالمطبخ ....رفعت رأسها لجواهر لما نطقت : لو تجهزين السفرة قبل وصولهم ...
كتمت ضيقها دام عندهم عزيمه ليه ما عطلوا البنات عن الدوام حتى يشتغلون ... كل شيء وقع فوق راسها ...رح تشوف وش نهايتها....الي قاهرها جواهر جالسه فوق رأسها اعملي ولا تعملي وبالنهاية ما هو عاجبها شغلها !! بعد وقت رتبت السفرة وكل شيء جاهز ...ناظرت ام مهاب الي دخلت وتحاول بالصغيره تسكت .
غسق تقدمت منها : وش فيها تبكي؟!
ام مهاب بابتسامة: والله ما ادري شافت كيان وبدأت تبكي كذا !! ..خذي رضعيها
غسق وهي تتفقدها :اتوقع تحتاج تبديل حفاظه
قاطعتها ام مهاب: اعطيني انا أبدل لها
جواهر باعتراض: وليه تبدلين انت ؟!
تراك تهيني نفسك كثير ..امها تبدل لها
سكتت جواهر لما حملت نفسها غسق وطلعت من المكان واضح ما عجبها الكلام !!
ام مهاب بعتب: انت وش فيك عليها من الصبح ؟!
جواهر ابتسمت: اقوم بدور الحماة بما إنك رافضه هالدور ومدلعيتها .. أبغى أسنعها لك!!
ام مهاب بلوم: بس انت زودت العيار عليها !!
**
*
طلعت من المطبخ وبداخلها بركان لو بقت دقيقه رح تنفجر بوجه جواهر جلطتها من الصباح وهي واقفه لها على الحرف ...قطيعه وكأنه ما في احد بالدنيا غيرها !!
ما ناظرت الصالة وتوجهت مباشرة للدرج قبل ما توصل الجناح انصدمت وهي تشوف الشغاله تطرق على باب غرف البنات حتى يصحو من النوم !!
دخلت والقهر بداخلها يتصاعد ما تدري ليه يتعاملوا معها كذا ما آذتهم ...
ما رح تنزل للزفت اخخخ من القهر نفسها تقلب البيت فوق رأسهم .. والمشكلة جواهر جالسه تنظر عليها وبناتها بسابع نومه. ....بداخلها قهر رح تموت اذا ما فرغته ...
تعوذت من الشيطان متأكدة جالس ينفخ فيها...قررت تبدل للصغيره وبعدها تصلي ركعتين لعلها تريحها من القهر الي يقبع بداخلها ...
بعد وقت قررت تأكل اي شيء بالجناح بعد ما قرصها الجوع ... توجهت للمطبخ عملت لها توست بالجبن ..سحبت كرسي وجلست عليه...الهدوء يخيم عليها ما تفكر بأي شيء الحين ...ماتبغى تزعج نفسها أكثر ..
ورح تعطيهم طاف واذا نادوا عليها ما رح تنزل لهم وما رح تأكل معهم ..ناس بدون ضمير ... قضمت من التوست بقوة من شدة الغيض بداخلها من جواهر الي تنظر عليها ..ما هي قادرة تتخطى هالموقف نفسها تمسح فيها الارض ...
بأقرب فرصه رح ترد لها كل كلامها وتطلع كل الي بقلبها !
بس تحتاج لوقت ترتب الامور فيها !!
**
**
**
دخل متأخر على صالة الأكل..رد السلام بابتسامة وعيونه تدورها ...سلم على زوجة عمه ورؤى من بعيد !!
ابو مهاب بابتسامة: وينك تأخرت ؟!
مهاب وهو مستغرب غياب غسق نطق بهدوء: الطريق كان زحمه...وين غسق ؟!
كيان مط شفته باستياء من أخوه ...ما علق وناظر أم سيف الي نطقت بكره يشع من عيونها: يعني نوظف عامل كل شوي يناديها ؟!
أرسلنا لها وعد وما رضيت تنزل
تغيرت ملامح وعد خافت تنكشف لما مسك مهاب الجوال ... بلعت ريقها لما نطق بهدوء: الو ...وينك .... أنا تحت انتظرك ...جالسين على السفرة ننتظرك ....لا تتأخرين!...)مع السلامه..قفل الخط ونطق بهدوء: إيليف نايمه
ام مهاب بهدوء: رح تنزل ؟!
هز رأسه : الحين تنزل ..
ختم كلامه وتوجه للسفره سحب كرسي وجلس بهدوء وهو يسأل عن عمه وعياله ليه ما حضروا!!
ام سراج بنبره هادئة: عمك عنده مشاغل
رؤى بضحكه: الحمد لله العزيمه على شرفي وإلا كان الحين مندفسه بالبيت!!
كيان ابتسم لما قرصتها امها بخفه: انكتمي!!
همست رؤى بخفه لأمها بس الاغلب سمعها: احترميني على الاقل قدام اهل خطيبي!!
ابو مهاب ضحك على تعليقها : مهما كبرت رح تبقين بعيونها الصغيره الي ما كبرت !!
كيان بابتسامة عريضة: ذيك المرة
سكت للحظات لما ناظر مهاب عيونه على باب الصالة ينتظر دخولها ...
مزنه باستغراب: وش فيك سكتت!
كيان هز رأسه بالنفي: ولا شيء نسيت السالفه!
ختم كلامه بابتسامة عريضة!!
أبو مهاب لمح أول ما دخلت غسق والتردد واضح عليها ...التفت على مهاب الي تشقق من الوناسه وكأنه يشوف ملاك نازل من السماء..مهاب أغلى عياله ما رح يصغره أو يكسره بزوجته دام إنه قرر واختار إنها تكون زوجته ... وبنبرة مرحبه نطق: هلا هلا ام ايليف ..وينك تأخرت ؟!
للحظة كان رح ينفجر ابو مهاب من الضحك وهو يشوف الدهشه واضحه على ملامح المتواجدين من ترحيبه بغسق ...اما غسق لوحدها نكته !!
عقدت حواجبها باستنكار ناظرت حولها متأكدة يتكلم مع غيرها ..لفت وجهها للخلف تبحث عن الشخص الي يتكلم معه !!
كتم ضحكته مهاب وهو يشوفها تتلفت حولها .... ما يلومها حتى هو مستغرب من أسلوب أبوه. ...ما يدري وش الي قلبه وغير أسلوبه ..رجح تغيره لتواجد زوجة عمه!!
رؤى بابتسامة: وش فيك واقفه مثل الي مضيع
قطعت كلامها وارتسمت ملامح الألم عليها بعد ما قرصتها أمها !!
ابو مهاب نطق وهو يؤشر لها : تعالي يبه حياك لا تستحين هذي ام سراج!!
تحس غسق نفسها للحين ما صحيت من صدمتها ..وبداخلها تردد الله يستر وش عنده متغير كذا ...تقدمت من جهة مهاب لما أشر لها: تعالي هنا !!
سحبت كرسي وجلست جنبه بهدوء ...همس لها مهاب بابتسامة: وش فيك مفهيه كذا ؟!
ناظرته وبنفس الهمس: مصدومه وللحين مب قادرة اصحى من صدمتي!!!
في اليوم الثاني من العزيمه جالسه بالصالة وتهز رجولها بتوتر بعد ما خبرتها غسق مطلق إنهم طلعوا من ذيك المنطقه ... ما رح تنتظر لوقت رجوع مهاب ..رح تروح بنفسها وتستقبلهم...جهزت نفسها وجهزت أغراض خفيفه للصغيره ...كانت للحظه رح تطلع بس تذكرت لزوم تعطي خبر لمهاب قبل خروجها ...مسكت الجوال واتصلت عليه ...زمت شفتها بضيق لما انفصل الخط وما رد عليها ....
وكأنه وقته الحين ..رجعت اتصلت مرة ثانية ...خفق قلبها لما نطق بهدوء: الو
غسق بدأت ضربات قلبها تتسارع ... نطقت بهدوء ظاهري وبتكتم : اهلي اليوم في بيتهم هنا .. بغيت أقولك إني رايحه لهم الحين
قاطعها بحواجب معقودة ما جابت سيره لتواجد اهلها هنا..وبجمود نطق : بس ارجع بنتكلم
عقدت حواجبها باستنكار من رده ..ما توقعت هالشيء وبانفعال نطقت : لحظة لحظة!! وش يعني
قاطعها بنفس الجمود: لما أرجع بنتكلم
نطقت باعتراض والدموع تتراقص بعيونها ما توقعت منه هذا الرد: انت وعدتني ما تمنعني عن
قاطعها وهو ينهي المكالمه : وأنا ما أخلفت بوعدي. ...لما أرجع وأتغدى أوصلك بنفسي ...والحين تبغين شيء
حست وكأنه أحد سطرها كف ..رح تجلس تنتظر رجوعه من الدوام ؟؟! ..وبنبره معترضه: وين المشكله أروح الحين
كتم ضجره من عنادها: ومع مين رايحه ! والا متعوده مع اي سياره تطلعين ؟!
زمت شفتها بضيق من كلامه ..للحين ما نسي ذيك السالفه وبتبرير نطقت: زوجته وعيالهم معهم ما هو لوحدي
قاطعها ينهي الموضوع: قلت لك لما أرجع ...مع السلامه!!
شدت على الجوال من شدة قهرها ... غبيه يوم فكرت تتصل عليه ..وش يصبرها لوقت رجوعه !!
توجهت للمطبخ بملابسها ما رح تبدل علشان أول ما يوصل تطلع مباشره ...
قررت تعمل طبخه سهله وما تأخذ منها وقت ...ما رح تأخذ معها ملابس من هنا ..اكيد أمها محتفظه بملابسها ...مشتاقه للملحق وجلستهم بالحديقه ....متى يمر الوقت بسرعه ...
مع الوقت جهزت الأكل ورضعت الصغيره حتى ما تتأخر ...كل شوي تناظر باب الجناح لعله يدخل .. اتصلت عليه أكثر من مرة وأعطاها مشغول .. هي تتقلى وحضرته يتسلى ..
انفرجت ملامحها وردت لها الروح لما فتح باب الجناح...رفع حاجب باستغراب وهو يشوفها لابسه وجاهزه ...رد السلام بهدوء وواضح إنها الأخت مستعجله!
اقتربت غسق بعجله تكلمت بدون ما تناظره: تأخرت يلا
قاطعها باستنكار: وين وين؟
ترى يمدحون الثقل !
غسق انقهرت من بروده هي على نار وهو أبرد ما عنده : أنا
قاطعها بهدوء: قلت لك بعد الغداء ترى ميت جوع ..
كتمت غيضها وهزت رأسها بتسليك : الأكل جاهز
قاطعها بنفس الهدوء : اسكبيه حتى أبدل
نطقت بقهر من بروده : ليه تبدل رح نطلع مباشره
قاطعها بملامح منزعجه: لا حول ولا قوة الا بالله ...وش فيك طايره كذا ؟!
ختم كلامه وتوجه للغرفه يبدل ...زفرت بضجر وقهر منه ...يا برود أعصابه ..رح تشوف آخرتها معه !!
توجهت للمطبخ سكبت الأكل ...سحبت لها كرسي تنتظره وهي تهز رجلها بتوتر...تبغى تستقبلهم هي .. أول ما يوصلون تكون هناك!
تكتفت بضجر من تأخر مهاب ...زمت شفتها باستياء لما دخل المطبخ بخطوات هادئة وكأنه يمشي على بيض وخايف ينكسر...تتمنى يكون عندها جرأه وتصرخ بوجهه " اخلصصصصص علي"
كتمت ضيقها وناظرته لما جلس وبدأ يأكل بهدوء ...نزلت نظرها للأكل وضعت له عينات بسيطه حتى ما يتأخر ويخلص الأكل بسرعه ...
نقزت لما نطق باستغراب: وش فيك ما تأكلين؟!
هزت رأسها: لا لا شبعانه!
مط شفته بسخرية من تفكيرها يمكن تظن إذا أكلت رح تتأخر بزياده ...يعرف كمية لهفتها وشوقها لأهلها ..لكن يبغى يعطيها درس إنه بيتها أولى من كل شيء ...وما رح يسمح لها تترك كل شيء خلفها وتجلس في بيت أهلها ..لزوم تتحمل المسؤولية ...تعمد يتأخر بالأكل والإبتسامة مرسومه على ثغره وهو يشوف الضجر واضح على ملامحها !!
توسعت ابتسامته لما نطقت بغيض: متى رح توصلني!!
وضع الملعقة بلطف وبروقان نطق: الوقت طويل أبغى أشرب قهوة معك أروق فيها من تعب الدوام ..ولما تكملي تنظيف المطبخ رح نطلع
قاطعته بعبوس : أنا ما أبغى أشرب القهوة
قاطعها بابتسامة رايقه: وأنا ما رح أطلع الا لما تشربين معي قهوة!!
نطقت بضيق وقهر من أسلوبه وكأنه قاصد يقهرها: كذا أتأخر
قاطعها وهو ينهض: اتركي ترتيب المطبخ لوقت ترجعين ...والحين جهزي قهوة وتعالي نجلس!!
كتمت قهرها من تسلطه وهزت رأسها بتسليك رح تشوف نهايتها معه...ومثل البرق جهزت وتوجهت للصالة !!
مط شفته بابتسامة ساخره: ما امداك
غسق ابتسمت مجامله..بدون تعليق ...تناول منها كوب القهوة ....وعيونه عليها لما جلست ...
نطق بهدوء بعد ما ارتشف من القهوة: تسلم يدينك !
هزت رأسها وهي زامه شفتها بدون اي تعليق!!
تابع كلامه بنفس الهدوء: اذا تبغين تنامين الليله عندهم ما عندي مانع
فتحت عيونها بعدم تصديق: احلف!
ضحك بخفه على انفعالها : لله في خلقه شؤون ...وش فيك فتحت عيونك كذا ؟!
غسق عدلت ملامحها وابتسمت والفرح يشع من عيونها:توقعت ما تقبل
قاطعها بهدوء: وليه أرفض .. أنا من قبل وعدتك ما رح أحرمك من أهلك ... أغراض الصغيره حطيها بجناح أمي حتى ما تتغلب
قاطعته بحواجب معقوده:ليه؟! رح تكون معي
نطق بحزم وصرامه عكس ملامحه قبل شوي: قلت لك من قبل البنت ما رح تدخل بيت أهلك وانت عندك علم بهذا الشيء ... إذا ما تقدري تبعدين عنها ..تقدري تجلسي كم ساعه وترجعين للصغيره ..
حركت شفتها باعتراض ..بس هو كان أسرع وهو يقطع عليها : اتفقنا على كل ذي الأمور من قبل ....لا تحاولين تقلبين حتى
قاطعته خافت يغير رأيه ويحرمها من أهلها .. الحين ما هو وقته الجدال: مثل ما تبغى!!
اضطرت تسكت الحين بس بالأيام الجايه ما رح تسكت ناظرته لما وقف بعد ما وضع القهوة بهدوء: توكلنا على الله!
ما تدري ليه اعتراضها الضيق ..نطقت بخفوت: انتظر أعطي خالتي إيليف
قاطعها بهدوء: بما إنها نايمه اتركيها وأنا الحين أعطي خبر لأمي !
وقفت وفرحتها بلقاء أهلها ماتت برفضه ...توقعت ما يمانع تأخدها بما إنها بنفس المنطقة!!
ارتجف قلبها لما احتضن كفها وبنبره هادئة نطق: لا تعبسين اتركيها للأيام كل شيء رح يتصلح !

##
##
##
##

يمشي بخطوات متهالكه من شدة التعب...استند على جدار الملحق وهو يلهث بقوة بعد ما وضع الأغراض على الأرض !!
عيونه تجول بالمكان شهور طويله مرت على هذا المكان ...بداخله يمقت أي مكان يتواجد فيه أهله وإخوانه ..يتمنى مكان بعيد عنهم ...ما عاد فيه يتحمل أكثر ...اه من تواجد غسق كانت الحاجز إلي يحجب عنه شر مطلق ...خلال هالشهور عامله أزفت معامله ...
عبس ملامحه من وجع ظهره لما ضربه بكل قوته وجبروته بوكس بوسط ظهره ..للحين ما تعافى من قوة الضربه ..ويا ليت على ذنب اقترفه ...ذنبه إنه جلس على السطح مع أسيل يغيرون جو الغرفه إلي طول الوقت فيه وكأنهم بسجن !!
التفت على أسيل الي تقدمت حتى تحمل الأغراض .. أشر لها بالرفض ..اضطر يحملهم ويتغاضى عن وجعه حتى ما تشوفه أسيل وتتعب من تعبه !!
دخل الملحق وعيونه تناظر المكان سنوات عاشوا هنا ...وكانت غسق ملح الحياة فيه ..الحين كيف رح تكون حياتهم !!
وضع الأغراض وخرج يحضر باقي الأغراض ...اقترب من السيارة وناظر عماد لما تجاوزه وما كلف نفسه يساعده ..يتذكره بوجود غسق يعمل نفسه كله نخوه وهو من جنبها ..يحمد ربه إنها الامور جاءت كذا وما انكتب نصيب بين غسق وعماد لأنها رح تنظلم كثير معه ورح تنطفي !!
نزل على الأرض يرتاح حتى يكمل حمل الأغراض ..كل يوم عن يوم تسيء حالته أكثر ..ما يبغى تدهور صحته أكثر ...لو يصير له شيء أسيل تدمر بزياده ...
أحياناً يفكر لو يبحث عن أمه ويسافر لها يمكن تطلعه من هذا الجحيم وتقدر تساعد أسيل ...بس سرعان ما يتراجع ...اذا ما سألت عنه ولا اهتمت له ليه يراكض خلفها!!
نقز برعب لما حس بحركه خلفه ...التفت بتردد خايف يشوف شيء ويرعبه ...فتح عيونه والعبره خنقته ما قدر ينطق وهو يشوف غسق واقفه مبتسمه له!!
تقدمت بابتسامة مشرقة ما هي مصدقه وأخيرا صاروا قريبين منها ....
جثت على الارض وهي تحس قوة أبوها خارت بشوفتها ..قبلت رأسه وقلبها يرفرف من الفرحه: كيفك يا أغلى البشر!!
غياث ما قدر يمسك دموع الي تنزل بصمت وما هو قادر يعبر عن شيء بداخله !!
جلست على الأرض بأريحيه وهي تمسك يده بحنان..وقلبها يوجعها وهي تشوفه بهذا الحال: ليه كل هالبكاء يا نظر عيني!
غياث والعبرات تخنقه: مشتاق لك !
رجعت قبلت رأسه وبغصه نطقت: ربك كريم ..ورح يعوضنا عن كل شيء .. شوف كيف المسافه بيننا صارت قريبه .... متأكدة رح نكون أقرب بكثير مع الأيام!
هات يدك يبه ..نروح للملحق والله مشتاقه لأمي كثير!!
وقفت وهي تسنده ..حملت الأغراض متجاهله اعتراض أبوها حتى يساعدها ...
توجهت للملحق مع أبوها وما كلفت نفسها تناظر بيت عمها ..ما لها نفس تشوفهم بعد ما قلبوا حياتها وتمرمطت بسببهم!
**
**
**
بعد وقت طويل قضته هنا واستانست بالجلسة مع اهلها ونظفت لهم البيت ...
اقتربت من أبوها وسألت بهدوء: أكلتم ؟!
غياث هز رأسه بهدوء: أفطرنا الصبح
قاطعته : صلينا المغرب وانتم بعدكم على الفطور .. أنا توقعت إنكم أكلتم على الطريق!
ما انتظرت إجابه من أبوها ..لبست العبايه والشال وطلعت من الملحق وبداخلها نار مشتعله من بيت عمها ..يعرفون البيت فاضي ما فقدوهم بلقمه ؟!
طرقت الباب ودخلت والشرار يطلع من عيونها ... سألت الشغاله عنهم .. أشرت لها على الصالة !
توجهت مباشره وأول ما دخلت نطقت بغضب : الملحق ما فيه أكل وصلينا المغرب وما أحد فقد أهلي بلقمه أكل!!
نقز مطلق أول ما شافها ما توقع تواجدها بذي السرعه ..وبعبوس نطق: بسم الله..يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ..انت داخله علينا بشرك!؛
غسق بقهر: على أساس هم أمانه عندكم!
قاطعها مطلق : ادخلي المطبخ ترى للحين ما اشتريت شيء وما لي طاقه اشتري شيء اليوم ...وبعدين أرسلنا الشغاله بالأكل الجاهز تقول ما أحد رد عليها ..توقعت نايمين
ام عماد نطقت بعتب: وش فيك قالبه كذا ...حتى ما سلمت ؟! ..تتوقعين اني أترك أهلك بدون أكل ؟!
استدركت غسق نفسها معقول بالغت بانفعالها ...بس حتى لو توقعوا إنهم نايمين ما يفقدوهم طول هالوقت ؟! حتى هي ما سمعت أحد طرق الباب عليهم ...ما رح تسكت على هذا الحال ...اقتربت من عمها وام عماد سلمت عليهم بجمود ...
مطلق بتساؤل: متى وصلت ؟!
غسق بنفس الجمود: أول ما وصلتم وحملت مع أبوي أغراضهم ..ختمت كلامها بنظره حسافه إنهم ما ساعدوه ولا راعوا وضعه الصحي !!
ام عماد وقفت : تعالي أعطيك الأكل !
بغت ترفض بس لآخر لحظه بلعت كلامها .. لأنها بكل بساطه ما معها فلوس تشتري لهم ...نطقت بجفاء: أدل المطبخ ..رح أخذهم بنفسي!!
أخذت الاكل وتوجهت للخارج بخطوات سريعه حتى ما تتأخر عن اهلها ....
أول ما دخلت رتبت لهم السفرة على الارض ..تربعت وهي تنطق حتى أبوها ما يحزن: عمي يقول أرسل الأكل مع الشغاله بس ما أحد رد
هز رأسه بتسليك غياث وهو أعرف الناس بمطلق ....عم الصمت عليهم ...شاركت أهلها بالأكل بما إنها على الفطور مثلهم ..ابتسمت لأمها الي تأكل وتبتسم والفرح باين بعيونها من تواجدها معهم !!
مع مرور الوقت وبدأ النوم يتسلل لعيونها ....رفعت نظرها لأبوها لما نطق بفك مرتجف: وووين الصغيره
بهتت ملامحها للحظة نسيت تسأل عنها ...ولا جاءت في بالها انشغلت معهم
هزت رأسها وهي تناظر أبوها ينتظر منها إجابه ...ما تحب تحزن أبوها بشيء ..نطقت بابتسامة مزيفه: ما أبغى تزعجكم .. تركتها عند جدتها !!
هز رأسه بتفهم : مممهاب كيف
قاطعته وهي تتكلم بأريحيه: إنسان رائع أحيانا أعجز عن وصفه
غياث بجديه : كككملي معه ...ما ررح تتتندمي!
سكتت للحظات بداخلها ما تبغى تفارق مهاب وبنفس الوقت ما تبغى تترك أهلها : ما اقدر أترككم اكثر من كذا
غياث بارتجاف : ححنا ببب بخير ودام سمح لك ببب بزيارتنا ما في مشكله ...ككل البنات يتزوجون هذي سنة الحياة ...لا تتت تنسين الصغيرة وش ذنبها تتشرد بين ام وأب منفصلين ... أنا تتت تجرعت مرارة انفصال أمي ..للحين أحسها غصه ما قدرت أبلعها ...تمنيت لو أمي معي تخفف عني بطش أبوي عني ...الطفل كل العالم ما يييي يعوضه عن أمه ....فراقها يبقى غصة بوسطه ...اذا لي خخخخ خاطر عندك لا تتركين البنت تتشتت بينكم ..دددد دام زوجك طيب وش تبغين أكثر من كذا !!
هزت رأسها وكلام أبوها يدور بعقلها ... إذا تطلقت ايليف رح تكون الضحيه ...ما رح يعطيها إياها ورح تنحرم منها على طول ...وبنفس الوقت ما هي قادرة تستغفل مهاب اكثر ...تخاف من رد فعله اذا عرف يمكن الانسان الحليم يتحول لوحش كاسر ويؤذي أبوها ....ما تقدر تخبره رح تتركها للأيام ...
قطعت أفكارها لما نطق أبوها: تاخر الوقت ارجعي لبيتك ..ما يصير تتتتت تتركين هالبنت طط طول الوقت
قاطعته : أبغى انام عندكم
قاطعها برفض:تتت تنامين هنا وزوجك بالبيت ...ككك كوني زوجه سنعه والكل يمدح تتت تربيتي ..لا تتركين فجوة من خلالها الناس تتكلم عن تربيتي...مثل ما ربيتك ممممم مسؤوليتك لا تتخلين عنها ..زوجك وابنتك لهم حقوق وواجبات ما يصير تتركينها وتجلسين هنا ..انا وأمك عععع عشنا بدونك شهور طويله ما صار علينا شيء...بيننا تواصل ...اتصلي بمهاب الحين
زمت شفتها بضيق ...ناظرت امها تناظرهم وما هي فاهمه شيء ...ابتسمت لها ..ومسكت الجوال حتى تتصل على مهاب ترجع للبيت!!
**
**
**
جالس بجناح أمه مع أخواته ابتسم لما قرصت رهف الصغيره بخدها بلطف : وربي وكأنها مهاب بشكل مصغر!!
أم مهاب أبعدت رهف لما بدأت الصغيره تبكي: الحين وش يسكتها !
هاجر بحاجب مرفوع: كيف تترك البنت وتروح..وربي ما شفت أم مثلها !
ام مهاب بترقيع: للحين صغيره ما عندها خبرة بالتعامل
رهف بانتقاد: ترى هذي بالفطره ما لها علاقه بالعمر
مهاب بهدوء نطق: أكيد عندها ظروف تجبرها تترك الصغيره .. أمها تعبانه كثير وواضح إنها متعلقه فيها كثير!!
ام مهاب بهدوء: الله يشافي كل مريض ..
مهاب هز رأسه: آمين
سكت للحظات بعدها تابع كلامه برجاء: أتمنى يا بنات تعطون غسق فرصه تتقربون منها ..تراها ما هي سيئة لذي الدرجه ...انتم كرهتوها قبل ما تشوفونها. ..هي ما لها ذنب بأخوها ...
رفيف عبست ملامحها: ترى المحبة من الله
مهاب قاطعها بهدوء: وانت ما أعطيت نفسك تحبينها أو لا ؟!
ام مهاب بتأييد: أخوكم صادق ..ما يصير تأخذون البنت بذنب غيرها ...جربوا تقربوا منها .. وأعطوا لبعضكم فرصه ..ويقولون ما بعد العداوة الا المحبة!!
مهاب يناظر اخواته: وش قلتم .. أبغى منكم وعد تجربون لمدة شهر وبعدها ما رح أتدخل بعلاقاتكم !!
رهف ناظرت البنات ...ما تحب ترد مهاب خايب ...وبموافقه نطقت: رح نجرب وما رح نخسر شيء !!
بس من الحين وربي لو رفعت خشومها علينا إلا امردغها بمكانها !!
ضحك مهاب بخفه : لا تخافين ما رح تقول شيء!!
سكت لما رن جواله ...مط شفته لما شاف اسمها وأخيرا تذكرتهم .. فتح خط بهدوء: الو ..... الحين ؟! ... إن شاء الله... مسافة الطريق. ....بحفظ الرحمن!!
قفل الخط وهو مستغرب إنها ما نامت في بيت أهلها ... معقول بدات تحس بالانتماء لبيتهم ورضيت بأرض الواقع ؟!!!

**
**
ودعت أهلها وقلبها يحترق على وداعهم ...رفضت أبوها يوصلها للباب ما تبغى تتعبه ...بعد خروجها بخطوات التفتت على أبوها الي واقف مع امها يناظرونها .. وأمها واضح ما هي فاهمه شيء !!
أبوها وعدها اليوم يفهمها إنها تزوجت متأكده رح تزعل وتتضايق .. أكيد كان نفسها تشوفها بالفستان الابيض عروس وتعيش دور أم العروس!!
تنهدت وبعدها لوحت بيدها بخفه وقفلت الباب الخاص بسوار الملحق ...تابعت خطواتها وعيونها على بيت عمها مطلق ...أيام كان ملاذها الآمن بس الحين تغير الوضع .. بداخلها عتب كبير عليهم ...عقلها ترجم إنه كره بس هي متأكده إنه عتب كبير وخيبه من تصرفهم ...يمكن عمها صادق وما توقع الأمور تصير كذا ...ما ينفع الحين الندم ....
وقفت لما اقتربت من البوابه وجسدها متشنج لما تكلم من خلفها : غسق !!
ناظرته بعبوس وش يبغى منها ..وبحده نطقت: قلت لك
قاطعها بتبرير وهو يقترب منها : ما ارتاح وأنا أشوفك زعلانه وأسكت ...انت تعرفين معزتك عندي
نطقت بنرفزه : ما أبغى معزتك .. أنا الحين متزوجه وما أبغى تكلمني ولا حتى سلام بيننا !
قاطعها بملامح منزعجه: صدقيني أنا
سكت لما تابعت خطواتها متجاهله كلامه ...وقفت عند البوابه والتفتت لما تقدم منها : ما يصير تنتظرين لوحدك بهذا الوقت ...متى وصلت اليوم ما عندي علم !!
ما تبغى مهاب يوصل ويشوفها مع عماد بالرغم انها متأكده ما يعرف إنه ولد عمها : إذا لي خاطر عندك مثل ما تقول وتعزني ..اتركني بحالي رجاء!!
تحركت خارج البوابه قبل ما يوصل مهاب ..توقفت لما اقتربت سيارة مهاب ...
كتمت ضيقها وتحركت بدون ما تناظر للخلف ...فتحت الباب وجلست بالمعقد الامامي متجاهله نظرات مهاب المسلطه على عماد واقف عند البوابه يناظرهم بصمت !!
ناظرت جهة البوابه وبهتت ملامحها لما لوح لها عماد بالسلامه ...يا خوفها يزيد الامور سوء بسبب حركاته ...ناظرت مهاب الي تحرك والهدوء يخيم عليه ...تنفست براحه ما سأل عن عماد شيء ..وتجاهل إنه شافه ...
**
**
**
مر شهرين كانوا بالنسبة لها وكأنهم من الخيال ...ما حرمها من أهلها وكل يوم تقريباً يرسلها لأهلها تقضي ساعات برفقتهم وبعدها ترجع..كل يوم عن يوم زاد تعلقها بمهاب وجمال أخلاقه .. وكأنه كان العوض الي نالته بعد العناء الي تجرعته....توسعت ابتسامتها لما نطق مهاب بروقان: نجلس هنا
!!
ناظرت المقعد إلي أشر عليه بالحديقه العامه ..الجو فيه نسمه بارده والمكان شبه فاضي .. أجواء خياليه تجلس مع صديق او إنسان مقرب منك ...هزت رأسها بهدوء ...وتقدمت للمعقد جلست بعد ما سحبت يدها من مهاب بشويش ...
أخذت نفس عميق لما داعبت نسمات الهواء نقابها ...نزلته بما إنه المكان ما فيه أحد ..نطقت بابتسامة واسعه: أجواء خياليه
مهاب ناظرها بابتسامة ما توقع بيوم يكون لها مكانه بقلبه ..انسانه بريئة وكأنها طفل بالبراءة واللطافه ...رح يبذل وسعه ويعوضها عن كل حزن تجرعته من أهله ...وبنبره هادئة: من زمان قلت لك نطلع نتمشى
قاطعته بتبرير: ما أحب اثقل على خالتي ..يكفي إنها تعتني بإيليف بوقت غيابي عند أهلي ...وما أبغى أشغلك عن دراستك !
خزها : ما تبغين تكملين دراسة!!
هبط قلبها من ذي السالفه..... يا كثر ما يكررها عليها..هزت رأسها بعجز: انسى
قاطعها بنبره متحمسه: ما بقى شيء واحصل على شهادة الدكتوراه..ما تدري يمكن أتوظف بالجامعه وأكون دكتورك بالجامعه!
توسعت ابتسامته وهو يتابع كلامه: بالله تخيلي أنا دكتورك وانت طالبتي!
ابتسمت بحزن بعد ما فقدت فرصتها بالدراسة : خيال وما رح يكون واقع ...
نطق بضجر من سلبيتها مع الدراسه: انت ليه تكرهين الدراسه لذي الدرجه ؟!
اذا ما عجبك التخصص ..حولي من تخصص لتخصص
سكت لما رن جوال ...استأذن وتحرك بعيد عنها يكلم بالجوال ...تنهدت بضيق من موضوع الدراسه لزوم دوم يذكرها وما يمل منها ...
أبوها اقترح عليها تفتح معه الموضوع او تمهد له سالفة التزوير بطريقتها بلاه يسمع من الناس وتنقلب الامور ضدهم ...مشكلتها ما عندها الجرأة تتكلم ...شيء بداخلها يطمئنها ما رح يعرف مهاب والسر ما طلع من بينها وبين بيت عمها !! ..وأكثر شيء يريحها !!!
**
**
**
في اليوم الثاني جالسه مع مزنه بالصالة من بعد عزيمة أم سراج وتغير ابو مهاب تغير تعاملها معها ما عادت توجه لها أي إساءة أو بالعبارة الأصح وكأنها ما هي موجودة ما تكلمها لا بخير ولا شر ....
وهذا طبع أغلب أهل البيت وكأنه بينهم هدنه سلام ما تعمقت علاقتها فيهم للحين سطحيه لكن افضل من قبل بكثير .. باستثناء ام مهاب ومهاب علاقتها فيهم صارت أقوى بكثير وكأنهم جزء من حياتها !!
قطعت عالمها وناظرت جواهر الي تتكلم بهدوء: أنا اقول ننزل باكر للديره
مزنه ما استحسنت كلامها:ما أدري وش تبغين بالنزول للديره ما فيها الا الغث
جواهر قاطعتها: سنوات طويله ما دخلت الديرة ...ابغى أزورها عندي صديقاتي عندي فضول ألتقي فيهم واشوف كيف الزمن غير ملامحنا !!
ام مهاب بتأييد:دام عدتها خلصت يا خالتي خليها تطلع وتغير جو ...كذا بعد دوام البنات
مزنه باعتراض: وليه ناخذ البنات ؟!
نطلع الصبح والمساء او ثاني يوم نرجع ...ما في احد غريب كيان مسافر عسى ربي يرجعه بالسلامه ...ومهاب رح يأخذنا ويكون معنا ..
ام مهاب: كذا بناتك يأخذون راحتهم وأبو مهاب بالبيت لا تقلقي!
جواهر بتردد: بس حياة متشوقه تروح للديره تبغى تشوف المكان الي انولدت فيه!
ام مهاب : ترى حياة قلبها أخضر وتبغى بكل عرس يكون لها قرص!!
بالعطله رح ننزل بإذن الله وتروح معنا !
ناظرت غسق : جهزي أغراض لك وللصغيره!!
عبست ملامحها غسق تكره الديره من كل قلبها : ما أبغى انزل معكم
مزنه بانفعال: استغفر الله ...عزمت اقفل حلقي وما أكلمها حتى ما يزعل مهاب بس ذي مصممه تطلعني عن طوري ..الحرمه السنعه وين ما يكون زوجها تكون ...
جواهر ضحكت على انفعال أمها: وش فيك انفعلت كذا ...
مزنه بمزاج سيء لأنها مضطره تنزل للقرية وما تبغى..وطلعت حرتها بغسق: ما ادري متى تتعلم السناعه ! جواهر ابتسمت: تتعلمها يا أمي بس يبغى لها وقت ..وهذي أم مهاب ما قصرت بتسنيعها !!
انتفخت ملامح غسق من كلامهم وبإصرار: ما رح أنزل للديره ...
مزنه بتحدي: وربي إلا تنزلين !
غسق حركت رأسها بملامح عابسه: رح تدفعين كفارة !
جواهر هزت رأسها بأسف: وش هالكلام ؟! ترى ما فيها شيء لو نزلت معنا ..ترى مهاب معنا وما رح نأكلك !!
ابتسمت غسق على تعليقها ...وبهدوء نطقت: ترى الحياة ما هي بالغصب
مزنه بعناد: الا بالغصب ...ومن الحين أقولك يا جواهر إذا ما نزلت غسق معنا تحرم علي دخول الديره!
عبست ملامحها جواهر من أمها الي تتحجج بأي شيء حتى ما تنزل للديره ...ناظرت غسق برجاء: اذا لمهاب خاطر عندك لا تردينا وانزلي معنا تراها لقتك حجه حتى تكنسل الطلعه !!
ام مهاب بتأكيد : اعملي بأصلك وقولي تم واتركي عنك العناد!
غسق ناظرتهم للحظات وعلى مضض نطقت: إن شاء الله!
ام مهاب بابتسامة عريضة: قلت لك يا حظ مهاب فيها ..قلبها طيب وما تحقد !!
مزنه مطت شفتها : ايه كثري منها!!
ناظرتها غسق باندهاش من تعليقها ..دوبها تحمدها بنفسها إنها كافيه خيرها وشرها وش الي قلبها عليها !!
جواهر بابتسامة وداخلها شوق لزيارة الديره: بالله لا تنكدوا علي الطلعه أبغى أستانس !!
مطت شفتها غسق بسخريه من تفكير جواهر وحماسها ما تدري وش فيها الديره شيء يونسها !!
قاطع انسجامهم حياة الي دخلت مع وعد ...جواهر ابتسمت بفرح لشوفتها : يعطيك العافيه كيف الدوام!!
حياة اقتربت وجلست ملاصق لأمها : بخير ...ماشي حاله
وعد جلست جنبها بضجر: الا قولي يقرف !!
غسق عيونها على حياة لما ألقت رأسها على كتف امها وتبتسم بتعب وارهاق ...رددت بداخلها " بسم الله ما شاء الله " كانت فتنه بالجمال ما تدري هذي كيف ما تزوجت للحين ؟!
ناظرت جواهر الي نطقت بتساؤل: راجعين مبكر ؟؟
وعد فكت الشال : رجعنا مع مهاب !!
حست غسق جسمها تصلب من كلامها ...تواجد حياة حول مهاب ما يريحها ....في شيء بداخلها ينحرق ويشب نار لما تشوف حياة قريبه منه او تكلمه ....
شدت قبضة يدها بقوة وهي تتمنى تسددها لوجه مهاب لما دخل والابتسامه تشق حلقه ....
مزنه بترحيب: هلا هلا بنظر عيني
وعد خزتها : ترى انت يا جدتي تفرقين بالمعامله ..دوبنا وأنا ذي الخبلة دخلنا ما رحبت فينا ولا رديت السلام علينا !!
مزنه كشت عليها: مالت عليك وش جابك لمهاب حتى تقارنين نفسك فيه !!
غسق تقهرها عندها تفرقه بالمعاملة ما هي طبيعيه ..تعامل مهاب وكأنه ملاك ما يغلط ..ولزوم الكل يقدسه .. وبعبوس نطقت : ترى ما في فرق بين الذكر والأنثى إلا بالتقوى!
ناظرها مهاب بعيون مفتوحه ما يدري وش فيها قالبه عليه ..طلع الصبح وهم سمن على عسل !!
مزنه هبت بوجهها: انت بالذات انكتمي !!
وقص يقص لسانك الطويل ..تشبهين مهاب بالذكر يا قليلة الأدب ...مهاب رجل ولد رجل ما هو ذكر !!
مهاب ما قدر يمسك ضحكته على انفعال جدته وكيف فهمت كلام غسق غلط !
جواهر تصحح: يا يمه ترى تقصد
قاطعتها بقوة: ليه قالوا لك ما افهم حتى تفهميني!!
لو تعيشين الف سنة ما وصلت لظفر مهاب لا انت ولا أحد من أهلك !!
غسق وقفت وبداخلها نار مشتعله وش زينها الأيام الي طافت ...ردت بهدوء : ربنا بالقران ذكر " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ"
ما قال للرجل قال للذكر !! ..وبالنهاية ترى حفيدك بشر مثل باقي الناس وما رح تكون منزلته عالية الا بأعماله الصالحه!
حياه أشرت لها بلايك: ايوه كذا !
مزنه بغت ترد ..بس سكتت لما مهاب جلس جنبها... قبل رأسها وهمس بإذنها كلام ما احد سمعه!!
عيون غسق على مزنه لما هزت رأسها وهمست بالاستغفار ....ما تدري وش قال لها ...عبست ملامحها لما ناظرها بابتسامة كلها روقان...
كتمت قهرها وطلعت من المكان ونفسها تمسح بمزنه الأرض...وقفت لما كلمتها حياة من خلفها: ترى جدتي ما تقصد .. وكأنك ما تعرفين كيف تغلي الاحفاد الذكور علينا !
ابتسمت غسق : الذكور!
حياة بتورط: الحمدلله ما سمعتني وش يخلصني منها !
اروح أبدل افضل لي !!
هزت رأسها غسق وتابعت خطواتها لما وصلها صوت بكاء إيليف!!
**
**
**
من لما وصلوا والضجر يرافقها من الشغل .. وكأنهم اصروا عليها شغاله متنقله معهم !!
عبست ملامحها لما وصلها صوت جواهر ...تركت تنظيف المكان وتوجهت لها .. وبهدوء نطقت: نعم
جواهر : جهزي نفسك بعد العصر رح نتجول بالديرة
قاطعتها برفض: ما
جواهر بإقناع: مهاب منكب على دراسته وش رح تعملين لوحدك هنا ؟!
ام مهاب تقنع فيها: تغيرين جو
عبست غسق ملامحها بملل: ما أدري وين تغيير الجو بالديره!!
مزنه رفعت عصاها: وربي أول مرة تقولين شيء صحيح !!
ابتسمت غسق اليوم راضيه عليها : أنا درر بس ما أحد مكتشفني!!
جواهر كشت عليها : انتبهي يكبر رأسك وش يطلعه من الصالة!!
رسمت على ملامحها ابتسامه مشرقه لما تكلمت أم مهاب: ما شاء الله عليها يحق لها يكبر رأسها !!
مزنه بازدراء: يا حبك للمجامله يا ام مهاب ...
خزتها غسق بقوة ما رح تتغير ...ورح تأخذ بكلام مهاب وتتجاهلها حرمه كبيره وما رح تلاحقها على كل كلمة ...ما يهمها هنا إلا مهاب ...
قررت تنسحب وتجهز لمهاب القهوة حتى يركز بدراسته ...
جهزت القهوة وتوجهت للغرفة الي يدرس فيها ..طرقت الباب بخفه ...فتحت الباب بشويش ...دخلت رأسها والإبتسامة مرسومه على ملامحها..وعيونها على مهاب لابس نظاره طبيه وغارق بين الأوراق والكتب : سلام !!
دخلت وقفلت الباب خلفها بشويش لما رسم ابتسامه مريحه على ملامحه ..نطقت: حضرت لك القهوة .. أعرفك طول وقت الدراسه القهوة لزوم تكون جنبك!!
رفع النظاره لرأسه بين شعره المبعثر : جاءت بوقتها !!
اقتربت ووضعتها على الطاوله أمامه وعيونها جالت بالمكان .. أشبه ما يكون بالمكتب بس ما فيه إلا طاوله ومكتبه صغيره للكتب ... نطقت بتساؤل: انت عشت هنا من قبل ؟!
ارتشف من القهوة وأرخى ظهره للكرسي وعيونه مسلطه عليها وهي تتأمل المكان ...شعرها كالعاده جمعته بعشوائية وبالوسط كعكعه ...بالرغم إنه مبعثر إلا أنه أجمل تسريحه شافها بعيونه ...فيها جاذبيه ما هي طبيعيه وخاصه مع الشعر القصير المتمرد من الأمام والمتطاير بعشوائية ..نطق بابتسامة: متى ناويين على الصلح؟!
قطعت تأملها للمكان ..وقلبها يدق بقوة معقول في مبادرات صلح بين أهلها وأهل مهاب وهي ما معها خبر ...حاولت تسيطر على ملامحها بس فشلت والتوتر واضح عليها : أي صلح؟!
مط شفته بسخرية على انفعالها متأكد عقلها راح للصلح بين العائلتين تظن بذي السهولة ينسون الدم الي بينهم ... وبهدوء نطق: المشط !
متى الصلح بينكم ؟!
عقدت حواجبها وعقلها يستوعب كلامه ...حست بالاحراج من كلامه لذي الدرجه كشتها واضحه ... أغلب الاحيان تتكاسل من تسريحه بسبب طوله ..بالفترة الأخيره ما تدري تتعب لما تسرحه فتضطر تلفه كذا بعشوائية ...نطقت بتبرير ما تحب احد ينقد عليها: يتعبني تمشيطه .. أفكر أقصه حتى أقدر
قاطعها بحزم وبنبره متوعده: علشان أقص يدك اذا لمست شعرك ...
عبست ملامحها أمها ما كانت ترضى تقص شعرها وما ترضى تقص إلا أطرافه ...
جلست على كرسي مقابل لمهاب قريب من الطاولة: معقول جدتك وعمتك يتكلمون عن كشتي!!
ضحك مهاب : أكيد يقولون وش فيه شعرها وكأنه أصابه إلتماس كهربائي!
غسق عبست ملامحها وهي ترتب شعرها بيدها : والله ما أبغى شعري يكون طويل كذا ..بس أمي
قاطعه بابتسامة وهو يشوف انحراجها وتحاول ترتب شعرها: ترى أمزح وربي حلو !
خزته بقوة: قول قسم ؟!
ضحك من قلبه على ملامحها : انت ليه ما عندك ثقه بنفسك ؟!
تنهدت بهم وبداخلها تقول " ليه الي يشوف حياة يبقى عنده ثقه بنفسه"
همت تتكلم بس سكتت لما انطرق الباب ..وبعدها دخلت جواهر وهي تنطق بانتقاد: أتوقع مهاب غرقان بدراسته ..وانت جالسه هنا مهرج تلهينه عن دراسته ..ترى صوت الضحك طالع ... تعالي واتركيه
غسق كتمت غيضها حتى بهذي يتدخلون ...ناظرت مهاب الي نطق بابتسامة واسعه: نغير جو الدراسة يا عمتي!!
جواهر بإصرار: يا ولدي عندك مستقبل لا تضيعه ..تحركي وجهزي نفسك حتى نتجول بالديرة
مهاب ناظر غسق الضيق واضح عليها من عمته ..نطق بجديه:ترى انا بشر وطق قلبي من الدراسه ...رح أطلع أتمشى مع غسق نغير جو ..روحوا لا تنتظروها !!
جواهر ما عجبها رده نطقت بهدوء: مثل ما تبغى ...بس اذكرك دراستك أهم من ذي اللعوب!!
فتحت عيونها غسق باستنكار من كلامها ....مستحيل لزوم يرمون عليها الكلام كل فترة. ...
بعد ما قفلت جواهر الباب ..ناظرت مهاب الي نطق بجديه: زعلت
قاطعته والضيق ما قدرت تمحيه من ملامحها : تبغى
أتجاهل..... ما أدري لمتى ؟!
مهاب بمواساه: الي ما يعرف الصقر يشويه!
غسق بغيض وقهر نطقت: يشويه! إلا قول صار فحمه من كثر الشوي!!!
ضحك مهاب على ملامحها المنفعله: يا حلوك وانت معصبه!!
عقدت حواجبها لما فتح جواله ونطق بروقان: وهذي أحلى صورة !!
خزته بقوة: كم مرة أقولك لا تصورني ..ترى صوري مو حلوة!
ابتسم وهو يقفل جواله: علشان كذا اصورك لو أحد فتح الجوال وشافك يظنك خويي!!
كشت عليه : من غيرتك ..واضح إنك انت بعد متشاجر مع المشط بعد ما هو أنا بس!!
مهاب أشر لها للخارج : أقول مع السلامه واضح رح يضيع وقتي بالقال والقيل ونهايته شجار ...مع السلامه وبعد العصر ألقاك جاهزة!!!
نطقت بقوة: يعن
قاطعها بضجر: وربي طارت كل المعلومات من عقلي .. الله معك؟!
هزت رأسها بتوعد وتوجهت للخارج وبداخلها تضحك لما نطق بضجر: لا حول ولا قوه الا بالله!!
قفلت الباب خلفها والإبتسامة تزين ثغرها ...
**
**
**
بالليل بما إنهم قرروا يناموا ليلة بالديره ..اجتمعوا بالحوش .. ملتمين حول النار ..مع إناره خافته ونسمات بارده تهب بين فترة وفتره وكأنها تراقص لهب النار ...جالسه جانب مهاب وتناظر مزنه بإنصات وهي تتكلم عن أيام زمان وكيف تزوجت جد مهاب وعن العادات القديمة !!
مهاب يناظر جدته باندماج: ليه وافقت على الزواج ...كيف تتزوجين رجال فارق العمر بينكم كبير
مزنه مطت شفتها بسخرية: ومين قال إني وافقت ؟! رفضت وقتها بشدة بس أخوي رفع علي السلاح وحلف بالله إذا ما تم الزواج الا يذبحني
ختمت كلامها وهي تمط شفتها بمراره..لحظات وتابعت كلامها: في عائلتنا البنت ما لها شور في ذي الأمور .. أبوها وإخوانها هم الي يشورون وهي ما عليها الا تهز رأسها وتقبل !!
مهاب عبس ملامحه من ذي العادات وكيف يسلبون من البنت حقها باختيار زوجها بنفسها : بعد الزواج حبتيه يا جدتي؟!
ام مهاب خزته: وش هالسؤال هذا ؟!
جواهر ابتسمت: عادي يمه خذي راحتك بالكلام وعبري عن مشاعرك الجياشه لأبوي!!
مزنه ابتسمت بمراره: أكذب عليك يا ولدي اذا قلت لك إني حبيته !
خزها مهاب : ما شاء الله عندك كتيبه وما حبتيه ..هذا لو حبتيه كان عندك
جواهر قاطعته بابتسامه: والله صدقت !!
مزنه ابتسمت : هذا انت تكره
قاطعها مهاب يقطع عليها الكلام : لا تتهربين من الموضوع ...اعترفي كنت تحبين جدي؟!
مزنه تنهدت بحرقه: أوجعني بالبنات ما قدرت انسى الماضي ..كل شيء صار بسببه ...هو إلي جبرهم على زواج ما يبغونه!!
جواهر زمت شفتها بضيق: سامحته مهما صار يبقى أبوي ...وميساء ما أحد جبرها هي كانت تنتظر اللحظة الي تملك على
قاطعتها مزنه بغصه:كانت صغيره وجاهله وما تفهم بذي الحياة ...
جواهر : مشكلتها حبت زوجها أكثر ما هو يحبها ...كانت تناظره فارس الأحلام ما تدري انه ما يحمل لها ذرة مشاعر ... إنسان أناني وبدون ضمير ...
مهاب بتساؤل: أتذكر زمان قلت لنا إنها ماتت مقتوله..ليه ما تحاكم زوجها دام هو الي ذبحها ؟!
مزنه باختناق: ما في اي دليل يدينه ...
جواهر بغصه: ما قدرت أسامح هذا الشخص لأنه ظلمها فوق حبها له يتهمها بالشينة كانت طفلة دوبها فتحت وما تعرف غيره ...بس بعض الرجال فيهم مرض الشك ...دوم يشك فيها ...دخلها بحالة نفسيه فضيعه غير الطق الي كانت تحصله منه بسبب أوهامه المريضه!!
مهاب عبس ملامحه: وليه تركتوها تعيش معه ؟!
مزنه بوجع وكأنه الخنجر للحين مغروس بصدرها: علشان كذا ما قدرت أسامح جدك ..هو الي ظلمها ... وكأنه البنت إذا تطلقت تجلب العار ...مرة زعلت وأرجعها بعد ما مسح فيها الأرض وإنه الحرمه ما لها الا بيت زوجها ..كان يهتم لسمعته كثير ويقدمها على راحة عياله!!
وابو مطلق كانت كلمته عليه مثل السحر !!
رفعت غسق حاجب باستغراب " ابو مطلق " جدها ؟! وش جاب سيرته عندهم ؟! ما تستغرب سيئات جد مهاب دام جدها ابو مطلق رفيقه!!
جواهر مطت شفتها بسخرية: لو تعاملت مع ابو مطلق رح تعرف كثير عن أبوي لانهم يتشابهون كثير ...
مزنه : أبوك اخف منه ما كان يضربكم إلا لسبب كايد ..... أبو مطلق رجال طماع
قاطعتها أم مهاب : يا خالتي الرجال ميت وما يصير نتكلم فيه ...اتركونا من الماضي!!
مزنه بندم: استغفر الله!!
غسق بحواجب معقودة نطقت: مين أبو مطلق؟!
جواهر مطت شفتها بسخريه: جدك يا بعد كبدي؟!
غسق بعبوس: وش علاقته بميساء
ام مهاب تقفل الموضوع: الماضي صفحة وانطوت
جواهر بإصرار: خليها تعرف ماضي اهلها المشرف.. الإجرام يسري بدمهم ..
مهاب قاطعها بحزم: ما له داعي هذا الكلام
مزنه بسخريه: ليه خايف على مشاعرها ؟!
غسق بهدوء ظاهري: لو كانوا مذنبين كان القانون عاقبهم ...بس انتم
ام مهاب برجاء قاطعتها: بالله عليكم فكونا من ذي السيرة
مزنه هزت رأسها وهي تشوف ملامح مهاب انقلبت ..وقبل ما يتكلم نطقت بهدوء: خلاص قفلنا السالفة!!
غسق بإصرار: لا ما قفلنا ..مين ميساء وش علاقتها بأهلي
مهاب بقلة صبر: غسق
قاطعته بعناد: ما رح اسكت حتى أعرف وش علاقتها فينا ؟!!
ناظرت غياث مستلقي على طوله بالصالة ويغط بنوم عميق ...أحضرت شرشف خفيف وغطته حتى ما يبرد ...تتمنى له راحة البال على طول حياتهم. ....تواجدهم هنا أفضل وأريح من ذيك المنطقة الي أخذهم عليها مطلق ...هنا نادرا ما يطلع بوجههم...مرتاحين وما احد يزعجهم ...عقدت حواجبها باستنكار لما فز غياث برعب ويناظر من حوله ...حاولت تعرف وش فيه ...ناظرها للحظات ..هز رأسه بالنفي ورجع انسدح بتعب ...واضح إنه شاف كابوس ...كوابيس الماضي ما تتركهم ...جلست على الكنبه وعيونها على غياث الي رجع يغط بالنوم من جديد ....أغمضت عيونها و بعض ذكريات الماضي تجول بخاطرها ....هزت رأسها بالرفض ما تبغى تتذكر شيء وتتعب أكثر. ....كل إلي تبغاه تعيش بآمان وسلام ....لحظات واستسلمت للنوم إلي من خلاله تهرب من عالم الأحزان .....
**
**
**
بالرغم من تقدم العمر ومرور سنوات طويلة على الأحداث الماضية إلي تجرعوا علقمها إلا إنها للحين لها تأثير كبير بنفسياتهم وحياتهم...وما قدروا يتجاوزوها ...هنا رح نتوقف ونرجع بالماضي لبعض الشخصيات ...حتى نأخذ لمحة بسيطه عن بعض أيامهم ....
**
**
توارت خلف الباب واحتضنت نفسها وصراخ أبوها يوصل لمسامعها ... أغمضت عيونها بقوة لعل صراخه المرعب ينتهي ..ورجولها تتراقص من شدة الخوف لحظات مروعه تجرعتها..وقت قصير وعم الهدوء بالمكان بعد ما ضرب الباب بقوة خلفه...دلالة على خروجه..... بدأت تهمس لنفسها تشجعها "خلاص راح" ... ما تدري وش فيها مب قادرة تتحرك ..... وقت قصير ...تأكدت تماماً من خروجه....تنفست براحه مشاجره انتهت بسرعة ...مسحت دموعها بطرف الكم ...شجعت نفسها وتحركت تشوف آثار المعركه الي خلفها من إعصاره إلي ما قدرت تفهم سببه!!
تحركت بخطوات ميته تجول عيونها بالمكان ..والضياع يمزقها بذي العائلة ...
تقدمت وهي تشوف أمها متكورة على نفسها وتبكي بقوة ...ناظرت أخوها واضح إنه حصل كم طراق ..يبكي بصمت وأختها تحاول توقف الدم من شفته ...
اقتربت من أمها بتردد ..وبصوت متردد ضعيف نطقت: ماما
سرعان ما تكورت على نفسها لما ضربتها بقوة وهي تصرخ بوجهها بجنون: اتركوني بحالي الله يأخذني و يأخذكم وأرتاح من حياة القرف!!
حملت نفسها لإحدى الغرف وضربت الباب خلفها بقوة ... تناظر أمها لما قفلت الباب خلفها وكأنه البيت اهتز من قوة الضربه ....كانت تحاول تسيطر على ملامحها وما تبكي...زمت شفتها بقوة ما رح تبكي ...كل محاولاتها الطفوليه باءت بالفشل ... بدأت دموعها تنزل بقوة وما قدرت تسيطر عليهم ..حاولت تكتم شهقاتها ما قدرت ...ما لها قدرة تتحمل أكثر !!
حست بيد على كتفها ..ناظرت توأم روحها لما مسحت دموعها وبعتب نطقت: ليه تكلمينها الحين!
نطقت ببكاء: كنت ابغى
سكتت لما باغتتها الشهقات وما قدرت تكمل كلامها ....لحظات وقطعت البكاء وفتحت عيونها بفجعه وهي تشوف أختها إيليف تبكي ..دوبها تهدي فيها ....ما هي متعودة تشوف إيليف تبكي بهذا الشكل !!
نطقت برعب وخوف: وش فيك ؟!
إيليف تكورت على الأرض ونطقت ببكاء: مب قادرة أتحمل ..اكرههم!
ليه يكرهونا ؟!
ناظرت أخوها لما اقترب بتعب والألم واضح على ملامحه ..رفع إيليف عن الأرض وبصوته المبحوح من البكاء: لا تبكي!!
ناظرتهم إيليف وهي تحاول ما تبكي بس كل محاولاتها فشلت ..حضنت إخوانها وجلسوا على الأرض دموعهم تنزل بصمت على هذا الحال الي يتكرر كل يوم!!
بعد وقت هدأت النفوس ... سبحان الله يتغير مزاج الاطفال بسرعه ...لحظات وانقلب حزنهم لضحكات طفوليه تردد صداها بالمكان لما بدأ بطن إيليف يخرج أصوات دليل على الجوع ...
احتضنت إيليف بطنها بقوة والضحكه مغايره لعيونها الدامعة: بطني يبغى أكل!!
ناظرت أسيل أخوها لما عبس ملامحه بحزن : ما رح تطبخ لنا أمي!!
نطقت بحزن: ما أتوقع تطلع من الغرفه طول اليوم!!
إيليف بعبوس وهي تضغط على بطنها: وش رح نعمل!!
وليد نطق بأمل: يا رب خالتي تزورنا وتحضر معها
قاطعته بعبوس: شفتها من الدريشه طلعت من البيت ما في أمل!!
إيليف وقفت: تعالوا نشوف أي شيء نأكله!!
توجهوا للمطبخ يبحثوا عن أي شيء يأكلونه ...نطقت وهي تمسك خبز متيبس تركته أمها على الطاوله من إهمالها بهذا البيت ...
توجهت لأبريق الشاهي ..نطقت ببؤس: أعطيني صحن يا إيليف!!
وضعت الخبز اليابس بالصحن الكبير ومن فوقه الشاهي ...وتركته يذوب ..رفعت نظرها لوليد لما نطق بملامح بائسه خاصه مع انتفاخ شفته : في بيت عمي شفتهم يحطون معها حليب وسمن و
قاطعته بتساؤل وهي تناظر شفته المنتفخة: ليه ضربك ؟!
إيليف ردت عنه وهي تشوف عيون وليد تذرف بالدموع من جديد: راح لبيت عمي ...وطرده عمي منصور ... وصار يصارخ وطلعت أمي على صوت الصراخ ..بعدها جاء أبوي وضرب وليد ليه يطلع من البيت وضرب أمي ليه تطلع ويقول لها مين سمح لك تفتحين الباب وتطلعين ...تكلم كثير وما فهمت وش يقول..
ضحكت أسيل بألم: أبوي لما يتكلم ما أفهم عليه يتكلم بسرعه .."بباتةاننوىىاتزووةةةىاتت� �بتنززز"
ضحكت إيليف من قلبها على تعليق أختها وهي تقلد أبوها كيف يتكلم ؟!
وليد بدأ يأكل والغصه تخنقه: لو خالتي هناك كان دافعت عنا
إيليف بعبوس: عمي ليه دوم معصب مثل أبوي؟!
وليد بحزن : كنت ابغى افك غياث علشان كذا صارخ علي ... لو شفتم غياث رابطه على الشجره رأسه لتحت ورجوله لفوق ويضرب فيه
عبست ملامحها إيليف بألم من قسوة عمها: وليه ضربه؟!
وليد هز كتوفه: ما أدري!!
وبتساؤل نطقت إيليف: ليه بابا يقول ممنوع ماما تطلع!!
عقدت حواجبها أسيل لهذا السؤال الي عقلها الطفولي ما لقى له إجابه: خالتي جواهر تروح وتطلع ليه ما أحد يقول لها شيء
إيليف قاطعتها: خالتي قويه وما تسكت..ما هي هبلة مثل ماما!
ضحكوا على تعليقها ...وعم الهدوء والصمت بالمكان...
إيليف ابتسمت لما شافت خالتهم عند باب المطبخ : خالتي
اقتربت منهم وناظرت الصحن إلي اجتمعوا عليه !!..زمت شفتها بضيق من حال هالبيت ...أختها كل يوم تدمر نفسيتها أكثر ..تحس نفسها جالسه تفقدها ويدها مكبله ما هي قادرة تساعدها ...
انحنى رأسها بحزن وعيونها تلمع بالدموع وهي تشوف هالأطفال كل يوم يذبلوا أكثر ...نطقت بتساؤل وهي تعرف الإجابه: وين أمكم ؟!
ايليف نطقت بضيق: بالغرفه!!
هزت رأسها وتركتهم متوجهه لأختها !!
وليد بخيبه وحزن نطق: ما معها أكل؟!
ايليف بعبوس: ليه ما نهرب من هذا البيت ونروح عند ناس أحسن من أمي وأبوي
وليد تحمس: ايه بس وين؟!
نطقت برفض بالرغم من الجفاء بينها وبين أمها إلا إنها متعلقه فيها وما تقدر تفارقها : ما رح أترك أمي!
تركتهم وتوجهت لغرفة أمها ...لقت الباب مفتوح دخلت بشويش وعيونها على أمها الي تتكلم وتبكي ..وخالتها تمسح على رأسها بحنان تواسيها...
اقتربت واكتفت بالنظر ...شوفتها لأمها بنفس المكان تريحها ...عقلها ما يستوعب تبعد عنها لحظات ...
رفعت نظرها لما نطقت خالتها بعتب : صدقيني هالأطفال ما لهم ذنب !!
اذا الزفت عاملك كذا تهملين الاطفال والبيت ؟!
ناظري البيت كيف مبعثر متى اخر مرة نظفتيه؟!
نطقت وهي مستمره بالبكاء: أنا أموت كل يوم وما أحد حاسس فيني ...ما أبغى بيت ولا عيال ... أنا عيالي ما أبغاهم ..كل الي أبغاه مكان بعيد ابتعد عن كل شيء من حولي ...تعبت تعبت ...ناظري جسمي ما فيه عظمه صحيحه..ويا ليت على ذنب ...اكرررررره الحياة معه .. متى يستوعب أبوي هذا الشيء ؟!
أنا طاقتي انتهت !!
ختمت كلامها وعيونها ما وقفت دموع...
تنهدت جواهر بضيق ما تدري كيف تواسيها : أبوي ما رح يقبل... يقول الا الطلاق ما رح يقبل فيه !!
ختمت كلامها وناظرت الصغيره واقفه تناظرهم بصمت والدموع تلمع بعيونها ..ما تفرق بينهم : تعالي وش اسمك؟!
قبل ما تتحرك رفعت أمها رأسها ونطقت بصراخ: برااااااا .. أنا قلت ما أبغى أشوف أحد منكم !!
تجاهلت صراخ أمها وتوجهت ركض لها ودفنت رأسها بحضنها بقوة !!
جواهر انفطر قلبها وهي تشوف هذا المشهد ..بالرغم من قسوة أختها عليهم إلا إنهم متعلقين فيها ويحبونها ...هي متأكدة أختها تحبهم ومتعلقه فيهم بس الضغوط النفسية الي تعيشها هي السبب !!
مسحت على شعر الصغيره وبصوت مبحوح من البكاء نطقت: وين إخوانك؟!
ما رفعت رأسها من حضن أمها ..تبكي بصمت ..ما تبغى تفارق أمها ...خايفه من اليوم الي ما تشوف فيه أمها...
جواهر نطقت لما شافت الصغيره تبكي وما لها نيه ترد: بالمطبخ يأكلون خبز وشاهي!!
سكتت للحظات بعدها تابعت كلامها بنصيحه: الأطفال ما لهم ذنب بمشاكلك مع الزفت ...ناظريهم كيف الشحوب والنحف ظاهر عليهم ..بالله مين يصدق أبوهم أغنى رجال بالديره وهذا حالهم ؟!
ميساء أبعدت أسيل عنها وبروح ميته نطقت: تعرفين الموت البطيء؟! أنا جالسه أعيشه بكل لحظة ...ما عندي شغف للحياة ولا شغف لأي شيء ... أنا ميت بس جسدي للحين يتحرك ما أدري متى رح يموت هذا الجسد ..بس صدقيني أحسه قريب ...
مطت شفتها بابتسامة موجوعه بعدها تابعت كلامها: قريب أرحل عن هذا العالم الأسود
قاطعتها جواهر وفكرة فراقها ما تقدر تستوعبها: اتركي عنك ذي الخرابيط...بدل ذي السلبيه الي تعيشين فيها ...كوني أقوى ودافعي عن أطفالك ولا تتركيهم
قاطعتها بروح خاويه..ودموع الوجع والقهر تنساب على خدودها : انا عندي أم وأب وينهم ؟! قولي وينهم ؟!
أنا كل يوم أتجرع الذل والعذاب ما شفت احد وقف معي ؟!
يا ليت أخذوا دور المتفرج...فوق سلبيتهم يحطون الحق علي ؟!
أنت تعرفين كل شيء .. أعطيته قلبي وتنازلت كثير بس علشان يكون دوم راضي عني ..ومع ذلك ما يعجبه وكل يوم يطلع لي بسالفه جديدة ... تعبت منه
جواهر خنقتها الغصه وهي تشوف اختها تذبل قدام عيونها وما هي قادرة تساعدها ...نطقت تشجعها: تجاهليه وتحملي كم سنة ما تدري ربنا يغير الأحوال ... أنا مستعده أدبر أمورك وتأخذين عيالك وتهربين لمكان ما يلقاك فيه الزفت
قاطعتها وكل الأبواب مقفله بوجهها ما عادت تشوف خلاص لذي الحياه : ومنصور يتركك؟!
جواهر عبست ملامحها لمجرد ذكره : الله يأخذ سيرة العاطل!
ما عليك منه ... أنا أتدبر كل شيء ...بس أحتاج لوقت حتى أرتب أموري !!
هزت رأسها بتسليك وفكرة الهرب بدأت تلعب برأسها ...ليه ما تهرب لمكان ما يعرفها فيه أحد ؟!
حتى جواهر ما تعرف مكانها لأنها ما تضمن يضغطوا عليها وتخبرهم بمكانها ...بس كيف ؟ والأهم وين ؟!
تهرب مع الصغار مستحيله ما تقدر تتدبر أمرهم ...لو هربت بنفسها ولما تهدأ الأوضاع ترجع تأخذهم ؟!
انفطر قلبها لما أسيل مسكت يدها بتملك وكأنها تقرأ أفكارها: ماما لا تهربي مثل إخواني!
عقدت حواجبها باستنكار: إخوانك ؟! وين يهربوا ؟!
جواهر بضيق: الاولاد رح يضيعوا والسبب انتم ؛
أسيل بعبوس : يهربوا بعيد عنكم!
أنا ابغى اكون معك !!
احتضنتها ميساء بقوة ...هذي البنت اقرب وحده لها ومتعلقه فيها بزياده ..نطقت بنحيب: ما رح اترككم يا ماما!
جواهر زفرت بضيق: فكري بذي الطفلة لو تركتيها بتدمر ..متعلقه فيك كثير!!!
حاولي مرة ثانية يمكن ربنا يهديه !!
سكتت للحظات بعدها نطقت وقلبها يغلي غليان منه وخاصه مع الخرايط الي بوجه وبجسد اختها.. وأكثر من مرة تكلم أهلها بس زوجها ثعلب يقنع ابوها إنها ميساء ما هي مضبوطه..ويتمنن عليهم إنه ساتر عليها ..ألف قصه حب بينها وبين رجال حلفت لها ميساء مرات كثيرة ما تعرفه ولا عمرها شافته ...وهو يحلف إنه شافها واقفه معه ولقى رسائل ورقيه منه محتفظه فيهم ...نطقت بحقد وكره له: الله يأخذه أخذ عزيز مقتدر مثل ما ظلمك !!
نطقت بقلب يعتصر من الألم: لا تدعي لا تدعي
جواهر بقهر من غباء أختها: لا تقولين للحين تحبينه وما
قاطعتها ميساء بقلب ميت وملامح بائسه: اي حب؟!
لو تدخلين قلبي تلقينه أسود .. أنا كل يوم أكره كل شيء من حولي ...أكره كل الناس ..حتى عيالي أحياناً أكرههم..حتى انت تمر علي أيام أكرهك ..أبوي وأمي وإخواني أكرهكم كلكم ....حتى أنا أكره نفسي ... أحياناً أناظر نفسي بالمراية ما أعرف نفسي ..اقول من ذي ؟!
جواهر ناظرتها باستياء ... اختها حالتها النفسيه متأزمه وإذا ما طلعتها من هذا البيت رح تنجن رسمي أو تنتحر ...ما رح تتحمل أكثر !!
بدأت دموع جواهر تتساقط بخفه وهي تناظر ميساء ارخت رأسها على الفراش ومحتضنه اسيل بقوة ...الي يشوفها مين يصدق انها ميساء ؟!
ميساء المعروفه بجمالها ونعومتها ..قلبها كان كله حيويه وحب للحياة ...مثل الفراشه بالربيع لما تتنقل بين الأزهار ...وين راحت الحين ؟! ما تشوف منها الا هيكل جسد بدون روح !!
ما تشبه ميساءالي تعرفها !!
مسحت دموعها وتوجهت للتسريحه ..تناولت المشط وقررت تمشط لها شعرها ..ما تدري متى اخر مرة سرحته ....
فكت شعر ميساء الطويل ..فتحت عيونها ميساء بضعف .. نطقت جواهر بصوت محروق : لا تتحركي رح أمشط شعرك!!
هزت رأسها باستسلام وغمضت عيونها للنوم لعلها ترتاح من شبح حياتها!!
جواهر تناظر شعر ميساء بحسره هذا الشيء الوحيد الي بقى من جمالها ..بالرغم من اهمالها فيه إلا إنه للحين محافظ على جماله ...
ما رح تسكت أكثر من كذا رح ترتب أمور هربها من هنا .. لأنه بكل بساطه ما تتحمل فكرة فقدان أختها وتوأم روحها !!
**
**
**
دخلت البيت بعد ما قضت وقت طويل عند ميساء ...نفسيتها بالحضيض وما لها نفس تقابل أحد !!
ناظرتهم وهم مجتمعين على سفرة العشاء ...
عبست ملامحها لما نطق منصور والأكل يطلع من فمه: الي ينقلع ما يرجع؟!
الشيء الوحيد الي تحبه بنفسها شخصيتها القويه ..بالرغم من بطش منصور الا إنها قدرت تضع بعض الحدود بينهم وما يتجاوزها ...تجاهلت كلامه وعيونها تجول بين أطفاله ...في واحد من بينهم مفقود ...ما قدرت تفهم سبب كره منصور لولده وليه يعامله بذي الوحشيه ... وكأنه ما هو من البشر ...كل هذا لأنه ما قدر يضحك على امه ويشفط فلوسها..بس هذا الطفل وش ذنبه..نطقت بغصه : وين غياث!!
نطق سعد بلامبالاة وهو يأكل: أبوي ربطه بالشجرة برا
ما قدرت تسمع باقي الكلام ..طلعت ركض للخارج وصوت ضحكات منصور توصل لها ....لما اقتربت من الشجرة أخذت نفس عميق تحاول تسيطر على شهقاتها وهي تشوف غياث بهذا المنظر!!
اقتربت وعجزت تسيطر على شهقاتها وبداخلها تردد وش هالذنب الي اقترفه هالطفل !!
بدأت تفكه وهي تحاول إنه ما يسقط على الأرض ...بعد وقت قدرت تحرره ...احتضنته وهي تمسح على رأسه ...كان ما بين واعي وفاقد للوعي ...نطقت ببكاء: غياث غياث تسمعني!!
حملته بحضنها وتوجهت مباشره لغرفتها متجاهله ضحك منصور لما مرت وهو ينطق: يا حنونه!!
قفلت الباب ووضعته على فراشها ....توجهت لخارج الغرفه تحضر مويه وبعض الأكل ....
رجعت له ومع الوقت بدأ يستعيد وعيه ...نطقت بصوت حاني: كيفك الحين !!
يناظرها بضياع وبداخله خوف وترقب يدخل أبوه بأي لحظة ويضربه !
انكمش على نفسها وبدأ يرتجف من الخوف ولسانه يردد: يضربني يضربني!!
لامت نفسها كيف سهيت عنه وما تذكرت تطمئن عليه ...نطقت وهي تمسح على رأسه: لا تخاف أنا معك ما رح يلمسك ...ما رح يلمسك!!
ختمت كلامها واحتضنته بقوة وهي تحاول تكتم نحيبها وصورة غياث وأسيل وإيليف ووليد وميساء قدام عيونها .. أشخاص كل يوم يتم تعنيفهم بدون ذنب ...ما تدري أي قلب بصدر الي حولها .... وكأنها قلوبهم من حديد أو حجاره ..ما في رحمة ولا رأفه ...
أكثر شيء يكسر خاطرها هذا اليتيم ...وش ذنبه يتحمل حقد وكره منصور لأمه.... تحس بضياعه بهذا العالم ..طفل ذكي ليه يدمره وكأنه ما هو من لحمه ودمه !!
بعد وقت تنفست بعمق لما حست بأنفاس غياث ارتاحت ...ابعدته عن حضنها ..مسحت على شعره بحنان : كيفك الحين ؟!
ناظرها بنظرات طفل مكسور ..نزل نظره وشفته تهتز تنذر بموجه بكاء جديده!!
رفعت رأسه بيدينها ..ودموعه بدأت تنساب على خده النحيل:لا تبكي انت رجال ...الرجال ما تبكي !!
مسح دموعه بيأس من توقفها .. وبتبرير نطق: أنا كنت اكتب الواجب ما سمعته لما نادى علي!!
عبست ملامحها بقهر من منصور علشان كذا يضرب الولد ...قلبها ما عاد يتحمل أوجاع زياده لما تابع كلامه من بين شهقاته: قطع كتابي الأستاذ رح يضربني لأني ما حليت الواجب!!
هزت رأسها بتفهم لحزنه ..طفل متعلق بالدراسة ويحب شيء اسمه تعليم بس مكتوب عليه يكون عند اب همجي يقتل روح التعلم بداخله ...نطقت تواسيه: لا تهتم أنا أشتري لك كتاب ...لا تهتم
نطق بخوف طفولي : بس
قاطعته : ما تثق فيني؟!
تحركت من مكانها احضرت فلوس وأعطته وبتنبيه: اخفيهم عن إخوانك ..وبالمدرسه روح عند المدير واشتري كتاب جديد بدل الي أتلفه أبوك..اتفقنا!!
ختمت كلامها بابتسامة واسعه تشجعه ومن داخلها قلبها يتمزق من شدة الألم!!
ابتسم بعيون دامعه...يباغته شعور يخنقه لما يلقى احد يهتم فيه ...ما في غيرها تحميه من بطش أبوه ..بس لما ما تكون موجوده يطلع المر من عيونه ....ما يدري ليه أبوه متزوجها ...هي واضح تكره أبوه بقوة حتى ابوه دوم بغيابها يسبها ويشتمها ويكرهها بس ليه متزوجها ...
ناظرها وجمالها المبهر يلفت نظر الكل لها ..كيف قبلت بأبوه وهو عنده درزن عيال ؟؟
اسئلة كثيرة بعقله ما لقى لها أجوبه...كل الي يتمناه هذي الجوهرة ما تترك بيتهم ...ما ينادي عليها الا خالتي جوهرة لأنها بنظره فعلاً إنها جوهره غاليه وابوه ما يستحقها!!
**
**
**
واقفه بالحوش عند الباب تناظر غياث يلعب مع إخوانها ...تخاف إذا راحت تلعب أمها تطلع من البيت وتتركهم ...اكتفت تناظر الاطفال من بعيد ...تعبت من الوقوف جلست على الارض وعيونها عليهم .. ابتسمت على صوت ضحكات إيليف مع غياث ..تحس بينهم انسجام كبير ...
ابتسمت لما نادى عليها وليد : تعالي
سرعان ما عبست لما نطق غياث: ما نبغى الحين تخرب اللعبة كل شوي ترجع للبيت تشوف خالتي!
مدت لسانها بغيض له ...ودخلت تتفقد أمها ... ارتاحت لما شافت أمها جالسه على الارض ومسنده رأسها للجدار ..تقدمت منها وبتردد نطقت وهي تمسح على بطنها: ماما
ميساء اليوم خلقها ضايق بزياده وما فيها حيل تقوم ...ما قدرت توصل للمطبخ وتشرب مويه ..ذبحها العطش بس جسمها اليوم خارت قوته ....نطقت برجاء: ما لي خلقك ..اطلعي برا عند إخوانك!!
اسيل جلست عندها خافت امها تبغاها تطلع علشان تهرب ..هزت رأسها بالرفض: ما ابغى ..أبغى أكل
قبل ما ترد التصقت أسيل بأمها لما دخل أبوها وهو رافع خشومه للسقف ..وصوته يتردد بالمكان من سكون الي يعم الصالة : أشوفك مسطوحه هنا !!
قومي تحركي خذي الأغراض عندي عزيمه ...ساعتين بالكثير يكون كل شيء جاهز!!
صرخ لما شافها تناظر الفراغ بروح ميته وكأنه يكلم جماد ...وين الإنسانه الي تفز أول ما تشوفه والإبتسامة تشق وجهها وهي تحاول ترضيه ..بس الحين اكيد عينها زاغت وتبغى الطلاق أكيد شافت له شوفه لكن هو الي رح يراويها إلا الخيانه ما رح يسمح لها تستغفله وبكل قوته نطق: بتقومين والا كييييييف؟!
ختم كلامه بنظرات ناريه ....بدون ما ينتبه على اسيل الي دفنت وجهها بصدر أمها من الرعب !!
ما عادت نظراته ترعبها ..قلبها مات على يدينه بنجاح ...بالرغم ما لها حيل تتحرك الا إنها قررت تقوم رحمه بذي الطفلة الصغيرة حتى ما تنرعب زيادة!!
أبعدتها بشويش عنها ..بصعوبه نهضت نفسها حتى تأخذ الأغراض ...تجاهلت كلامه وهو ينطق بقرف': الله يقطع هالوجه وكأنها عجوز على حفة قبرها!!
وضع الأغراض على الارض ..انحنت حتى تتناولهم ..سرعان ما شدها من شعرها وهو يغلي غليان من سكوتها وتجاهلها له: على وش شايفه نفسك كذا ؟!
ناظرت بالمراية ؟!
هذا لو انت بجمال جواهر وش تقولين ؟!
ايه أهلك ضحكوا علي ودبسوني فيك ..حسبي الله عليكم يوم خدعتوني وتزوجتك بدون شوفه شرعيه...يا حسافه المهر الي دفعته فيك!!
ترك شعرها بقرف بعد ما شده بقوة ...ما يدري وش فيها صايره عديمه إحساس ...حتى دمعه ما نزلت ...رح يكسرها أكثر وأكثر ..ما يدري وش رح تكون رد فعلها لما تعرف إنه الاكل الي رح تعمله على شرف زواجه ...مشتاق يشوف رد فعلها ...قرر يتركها ويطلع قبل ما يفقد اعصابه ويضربها من تجاهلها له ...ما يبغى يكسرها وعندها اكل لزوم تجهزه ...ضحك بصوت مرتفع ما يقدر يكتم فرحته لذاك المشهد ...كيف رح يكون موقفها لما تعرف إنها طبخت عشاء خطوبته!!
دخلت للمطبخ مباشره وصوت ضحكاته تتردد بإذنها ..ما تدري صاير مجنون ساعه يصارخ وفجأة يضحك ...وضعت الاغراض على الطاوله وما قدرت تحبس دموعها أكثر ....جلست على الارض ما لها قوة تعمل أي شيء ..تلمست شعرها تحسه تقطع من يده ...ما بقى شيء يشوه الا شعرها ...
انفطر قلبهالما تقدمت اسيل ونطقت ببكاء: ماما انا اساعدك!!
ميساء تعوذت من الشيطان ونطقت بصوت مبحوح: روحي إلعبي لما أجهز الأكل أناديكم!!!
رفضت تطلع وجلست على الارض تراقب امها تطبخ..تحسها بأي لحظة رح تسقط على الارض من شدة التعب !!
اسندت نفسها ميساء لما حست بعدم التوازن ...لحظات ورجعت لوضعها الطبيعي ..ناظرت صغيرتها كيف خايفه عليها ومتعلقه فيها ...لو صار لها شيء مين يواسي عيالها وبالأخص أسيل ؟!
لزوم ترتب اوراقها من جديد وتعيش حياتها عشان صغارها الي ما لهم ذنب بشيء ..لزوم تدعس على قلبها وتحاول تكون أكثر قوة ... بدأت تشحن نفسها بالايجابية ورح تنتظر جواهر تهربها من هذا المكان ...هذا افضل حل لها ولأطفالها ....
جهزت أكل لأسيل وضعته قدامها بابتسامة حزينه بدون ما تعلق!!
ابتسمت أسيل : شكرا ماما
بدأت تأكل وبحياتها ما تذوقت ألذ من أكل أمها ..له نهكه خاصه !!
مر الوقت وهي جالسه على الارض وعيونها تتابع تحركات أمها بدقة ....
لحظات وعج المكان بصوت ضحكات إخوانها ....ابتسمت أسيل براحه لما شافت أمها مستنده على الجدار وتناظر إخوانها بإبتسامه جميله!!
فرحتها لا توصف من زمان ما شافت ابتسامة أمها ...
تقدمت إيليف وبشقاوة نطقت: بطني يقرصني
ميساء مستنده على الجدار ومسترخيه بعد تعب تجهيز الأكل .... نطقت بخفوت : غسلي يدينك انت وأخوك وتعالوا!!
وليد بحماس قفز : يا سلام!!
ابتسمت على حركته.... ووضعت لهم أكل على الأرض ... جلست على الأرض وأسندت ظهرها للجدار وعيونها على الصغار يتناولوا الأكل والرضا واضح على ملامحهم!!
نكست رأسها باستياء ...كلما تحاول تتجاوز الي مرت فيه تفشل ....بذلت كل جهدها من البداية حتى ينجح هذا الزواج بس فشلت ما هو بيدها ...وش ذنبها إذا شكلها ما أعجبه ..وش دخلها بعاداتهم وتقاليدهم الي الرجال ما يشوف زوجته الا يوم الزواج !!
صكت على اسنانها بقوة من الغباء الي فيها ومن مراهقتها الغبية ...كانت بعمر ١٤ لما قالوا بدر خطبها ...وقتها طارت من الفرحه كان كل همها تكون عروس مثل ما تسمع من البنات وتعيش قصة حب مع شخص كل البنات يتمنونه ...بدر كان اسم على مسمى وكان سلف جواهر الصغير ...كان معروف بالديره صاحب مال وجمال واي أحد يتمنى يزوجه لابنته ...ومن كثر كلام البنات عنه تخيلته ملاك نازل من السماء ... وما أحد يقدر يوصل له ...ولما خطبها بغى يغمى عليها من الفرحه ..ما قدرت تتخيل نفسها رح تصير زوجة" بدر" ... وبدون استخاره ولا شيء مباشرة وافقت بالرغم من اعتراض أمها وحتى جواهر ما شجعتها بس ما أخذت بكلامهم ... أصلا سواء وافقت أو لا أبوها أعطاها لهم وكل التشاور الي عاشته مجرد شكلي ...لكن هي ما انجبرت عليه لأنها تبغاه من كل قلبها الي تعلق فيه ...من كثر ما سمعت عنه ....تخيلت حياة اسطوريه رح تعيش معها ..كان فارس احلامها الي ينزلها عن الفرس الأبيض...رسمت أحلام وردية كثيرة بعقلها الصغير ....وما توقعت للحظة كل هذي الأحلام رح تندثر بيوم من الايام ...ما فكرت للحظة إنها ما تنال إعجابه ...كانت صدمة وانكسار لها بيوم الزواج لما ظهر عليه صدمته وانزعاجه من شكلها ..للحين كلامه خنجر بصدرها ما قدرت تنساه وهو يردد بكل بجاحه ووقاحه" قالوا لأهلك أرمل حتى يضحكوا علي ويدبسوني فيك ... أنا شرطت وقلت ابغاها مزيونه مو جوكر ..هذا شكلك وانت بالزينة.... أنا بدر تكون زوجتي بهذا الشكل ..وربي الا تندمون واخليكم تندمون على تدليسكم "
بعد ما تركها كانت بحالة صدمة ..عقلها ما استوعب كلامه ورجح إنه مقلب أكيد مقلب ....
تنهدت بضيق من ذيك الذكرى ..وقتها صارت مشكله وكان يبغى يرجعها لأهلها لأنهم ضحكوا عليه وزوجوه ذي الجوكر ...كلامه وهو يقارن الفرق بينها وبين جواهر يذبحها ...ومع تدخلات العائلة قفلوا على الموضوع ..ومنصور جلس معه لوحدهم وبعدها سكت وتمم الزواج على مضض....
أهلها اضطروا إنه يتم الزواج حتى الناس ما تتكلم عليهم ...وما أحد فكر بقلبها إلي تحطم ...حتى هي دعست على قلبها حتى تنال رضى بدر!!

**
**
**
من أول يوم للزواج للحين ما عمره سمعها كلمه حلوة ...اي فرصه يغتنمها حتى يحطم نفسيتها وثقتها بنفسها ... بالبداية ماكانت تهتم لكلامه لأنها تشوف جمالها بعيون الناس حتى لو كان أقل من جمال جواهر الا إنها تعتبر من الجميلات ...ما كانت تهتم لكلامه وتتجاهل حتى وصلت لمرحلة ما عادت تشوف جمالها ...تحس نفسها مومياء مثل ما يقول بالضبط ...حتى شعرها لولا أمها حلفتها ما تقصه كان قصته ..تقرف منه تحس نفسها فيه مثل العجوز الشمطاء...تحس نفسها عالة على المجتمع وما لها قيمه بالحياة ...وكلام بدر مضبوط هي عبء على المجتمع .. بدأت تتبنى كلامه وعقلها يقتنع فيه ....بدر حطمها وأبدع بتحطيمها لأشلاء وما قدرت تستعيد نفسها .....
تتمنى لو ما تزوجت ..تدعي من قلبها على الي رشحها لبدر ... بعمرها ما توقعت الحياة الورديه الي رسمتها عبارة عن اشواك تنهشها ...
ليته ما أحد تدخل وطلقها من أول يوم على الأقل ما تحمل هم ذول الأطفال ....قلبها يعتصر من الألم على حالهم ما أعطتهم حقهم ..بس ما هو بيدها خلاص وصلت لمرحلة الاستسلام بعد ما فقدت الإحساس بقلبها...
ما كان لها ذنب بذي الحياة إلا إنها أحبت بصدق وأخلصت وكانت هذي جزاتها .... أكثر شيء يمثل حياتها كانت مثل الشمعه أحرقت نفسها لتضيء الغرفة لشخص أعمى!!!
قطعت عالمها وقلبها المستنزف نقز من صراخه: نايمه ؟!
عدلت جلستها وقلبها يدق بقوة لأنها كانت مسترخيه ...زمت شفتها بضيق لما لمحت الصغار تركوا الأكل وأخذوا الزاويه مخبأ لهم ...
بدر اقترب وهو يتفقد طبخها ..ناظر أكل الصغار .. وبنبرة مرعبه ما عادت تؤثر فيها نطق: لا تقولين غرفت من أكل الضيوف للصغار؟!
طالعته بنظرات تائهة وهي متأكدة كلا الإجابتين بعدهم ضرب قوي ...لو قالت له " ايه غرفت لهم" رح يضربها ليه تغرف لهم ... وإن قالت له " لا ما غرفت لهم" رح يضربها نفس الشيء بحجه ليه تتركين العيال بدون أكل اغرفي لهم ...هذا طبعه دوم معها ..مهما كانت اجابتها بالنهاية تحصل طراق منه ...وبخفوت نطقت لما صرخ عليها ينتظر الإجابه : ايه غرفت لهم
قطعت كلامها بشهقة ألم لما استقرت الملعقه الكبيرة" الكفكيره" برأسها ....سرعان ما تلمست مكان الضربه وهي تحس بلزوجه مكانها ...كتمت وجعها بقوة لما بدأ يردح لها ويتوعد بعد آذان المغرب يبغى كل شيء يكون جاهز !!!
فتحت عيونها بملامح معفوسه ما هي قادرة تتحمل الوجع ..تحس بالدوران ....ناظرت الصغار من حولها وهم يتفقدونها والخوف واضح عليهم ...يوجعها قلبها لما تشوف لهفتهم وحبهم لها وهي بالمقابل ما أعطتهم شيء....
ايليف أحضرت منديل وبدأت تضغط مكان الضربه ودموعها تنزل بخفه: ماما أنادي خالتي جواهر
ميساء أبعدتها بخفه: ما فيني شيء ...أنا بخير ...ابغى اجهز الأكل اطلعوا
قاطعتها اسيل وهي تحتضنها: ما رح نطلع !!
وليد باختناق: أنا ما أحب بابا
قطعت ميساء كلامه بحرص:لا تقول كذا الحين يسمعك!!
يلا تحركوا أبغى أجهز الأكل!
أبعدتهم عنها وبدأت تجهز الأكل بشويش وللحين تحس نفسها ما هي متزنه ..حمدت ربها ما نزل دم كثير ...الضربه سطحيه ...وقلبها يردد" حسبي الله ونعم الوكيل"
**
**
**
واقفه تسمع كلامه والنار مشتعله بداخلها من الخبر الي بثه لها بكل بجاحه ووقاحة...فوق العذاب الي تجرعته وحضرته يبغى يتزوج؟!
بحياتها ما كرهت عائلة مثل ما تكره ذي العائلة وبشراسه وحقد نطقت: جعله ما يتهنى ...إن شاء الله ربنا يأخذه ونرتاح من شره هالمريض!
منصور يناظرها بحقد وكره نفسه يذبحها ويطلع حرته فيها ...بس ما يقدر يحسها مجنونه ما يضمن تذبحه بالسكين وهو نايم ..عملتها من قبل رفعت عليه السكين وربنا لطف لآخر لحظة كانت رح تذبحه..مجنونه ما يستبعد عنها شيء ...وبقوة نطق: اقول انكتمي بلا كثرة هرج.. أختك تستاهل الي يصير معها ..لو كانت زوجه سنعه ما فكر يتزوج عليها ..
قاطعته بوعيد : وربي ما يستاهل ظفر من يدها ...بس ما رح تدوم ..وربي الا أخليه يرتجي يشوف خيالها وما يطوله!!
منصور ينقهر من ثقتها بنفسها من أول يوم زواج وهي رافعه خشومها عليها ...وحلف إلا يكسر خشومها وتبقى حسرتها بقلبها ويقهرها مثل ما قهرته ...ما هو منصور الي يسامح ..نطق بسخريه: يعني تطلقينها من بدر؟!
مين يطلقها ؟!
أبوك لو تموتين ما سمح لك
مطت شفتها بملل من كلامه .. إنسان لئيم قلة الكلام افضل معه...وبتحدي نطقت :رح يطلقها الي أكبر منكم كلكم ...رح تنال حريتها وغصب عنكم...وحضرة بدر يتهنى مع زوجته الجديده ...بس ما قلت لي متى الزواج ...علشان نجهز لذي المناسبة
نطق بقرف: عن المسخرة بس...أقول
قاطعته بقوة وهي تتحرك للخارج: لا تقول لأني اكره صوووووتك..تفهم!!
حملت نفسها وقررت تكون عند ميساء وتخفف عنها خبر الزواج ...
ضرب منصور الأرض بقوة من شدة الغيض والقهر ...رح ييجي يوم وقتها تبكي دم ما هو دموع ...وتبقى الحسرة والندم تأكل قلبها طول حياتها ..ما هو منصور إلي ينهان ويسكت لها ...
مط شفته بابتسامة خبيثه وبعدها خرج يشوف ترتيبات أخوه للخطوبة!!
**
**
**
بعد عناء وتعب جهزت السفرة وما تركت شيء ناقص حتى ما يهب بوجهها ...
زفرت بضيق وإحساس الاختناق ما يفارقها وكأنها صخره فوق صدرها ....استغفرت بهمس وتحركت خارج المطبخ ..وقفت بضياع ما تدري وين تروح ...رجعت خطوة للخلف لما دخل بدر وهو ينطق بأمر وحزم: الجماعه بالمجلس برا ...إياك أشوف ظلك يحوم هنا وإلا هنا ...حركاتك وأعرفها!
كلامه مثل السكين المسموم ما تدري مين يشوه سمعتها عنده أو يمكن هذا كله تأليف من عقله المريض ....لمتى تتحمل كلامه السم وتسكت ...
عجزت تلقى طريقه تردعه فيها .. إن راددت أو سكتت كلا الحالتين يمسح فيها الأرض ..ومن قوة خبثه يعرف الأوقات الي يرجع فيها أهلها للديره ...ما يترك علامات للضرب حتى لو اشتكت ما أحد يصدقها ....
اقترب وهو يشوف سرحانها وكأنها بعالم ثاني...ابتسم
لما انتبهت على اقترابه منها ..رجعت للخلف بس يده كانت أقرب لشعرها ..ثبتها وهو ينطق بابتسامة:لا تفكرين تحومين حول المجلس ترى الي بالمجلس أهل خطيبتي .. أنا خطبت والملكة وحفلة الزواج نهاية الأسبوع!!
ضحك بقوة وهو يشوف الصدمة على ملامحها..ترك شعرها وتحرك للخارج والسعادة تغمره الحين ما هو فاضي لها !!
رجولها ما تحملتها هبطت على الأرض بعدم استيعاب ...تزوج عليها ؟!
ما تدري ليه دموعها تنزل المفروض تفرح رح يتركها بحالها ..تحاول توقف دموعها بس ما تدري ليه تبكي...ناظرت جواهر الي دخلت عليها وملامحها منتفخه من القهر : تبكين ؟!
المفروض تعملين حفلة يوم انقلع عن وجهك !!
اقتربت جواهر وجلست على الارض عندها ..رفعت رأسها وبدأت تمسح بدموعها بقهر: لا تبكي ما يستحق منك دمعه وحده...المفروض تفرحين
قاطعتها والغصة تخنقها: اتركيني
جواهر برفض: ما رح أتركك جعله ما يتهنى ...عساه ما يلحق يملك عليها ..جعله للساحق الماحق
قاطعتها ميساء بانهيار: خلااااااص!!
جثت على الارض وجسدها يهتز من قوة البكاء ...بداخلها نار ملتهبه على زهرة شبابها الي احترقت وما لقت أحد يطفيها ...
جواهر تنقهر لما تشوفها بهذا الضعف ..نطقت بقوة: لا تتحسفي على ذي الأشكال...لساتك دوبك بالعشرين الحياة بأولها
قاطعتها ميساء بنحيب: هذا الي ذابحني دوبني بالعشرين بس روحي شاخت تعرفين شعور الروح لما تشيخ ؟!
ااااااه إلي ذابحني دامك تكرهني وما أناسب مقامك العالي ...ليه تتركني على ذمتك وتنجب أطفال ..ليه ما طلقني بعد الشهور الأولى وكل واحد يكمل نصيبه ...أنا ما لي ذنب إذا ما اعجبت مقامه العالي ...للحين حاقد علينا إننا دلسنا عليه وكذبنا عليه....وش هالحقد بحياتي ماشفت مثل كذا ....
جواهر شدت على يدها: هذا واحد مريض وأنا متأكدة يموت على الارض الي تمشين عليها
بالرغم من تعبها وذبولها إلا إنها ضحكت على كلام أختها: يحبني؟!
ااااه من سذاجتك يا جواهر ...إلي يحب ما عمره جرح أو قسى لو تشوفين وهو يناظرني عيونه كيف تقدح شرار ...الكره واضح تدرين ليه؟!
جواهر تناظرها بهدوء: ليه؟!
نطقت ميساء بأسى: لأني عثرة بينه وبين البنت الي تمنى يتزوجها وما يقدر يحصل عليها ...البنت إلي ما شاف بجمالها وطول الوقت يقارني فيها ......لو طلقها من زوجها ما رح يقدر يتزوجها لأني على ذمته ....وإن طلقني أهلي ما رح يقبلون يزوجونك له يا جواهر!!
فتحت عيونها جواهر باستنكار لكلامها: مجنونه !!
وش هالكلام ؟!
ميساء بروح خاويه : سمعت كلام عن شجار بينه وبين منصور ...كان ناوي يرجع ويتزوجك بعد ما ترملت بس منصور كان أسرع وسبقه وأهلهم حتى ما تصير مشاكل قالوا نخطب لك أختها أحلى منها!
قاطعتها بعبوس : اقول اسكتي ...ترى لاعت كبدي من ذي العائلة كلها ...ما أدري ليه ما لنا حظ بالزواج !!
كله من أبوي هو إلي رمى بنا على ناس ما ترحم !!
اسمعي هذي السوالف ما أبغى أسمعها ..والزفت هذا قبل زواجه رح تكونين هاربه من هنا وأنا معك رح أخلع الزفت منصور ونترك الديره للأبد ...ورح تكون لك حياتك الجديدة ...وتنسين كل الماضي تفهمين؟!
ميساء هزت رأسها: عيالي معي !!
جواهر بتأكيد: هذي يبغالها سؤال؟!
رح أوفر لكم كل شيء بس أهم شيء امسحي دموعك وربي قلبي ينفطر لما أشوفك كئيبه كذا!!
مسحت وجهها بكفوف يدها وبغصه نطقت: ما هو بيدي ... إذا جاء يوم الزواج وما طلعت من هنا رح أهرب لمكان ما أحد يعرف عني !!!
جواهر خزتها: أعرفك مجنونه ..يا ويلك إذا فكرت تعملينها ...أرجع وأكرر عليك ما أبغى أي خطوة مجنونه منك .. اجلسي عاقلة للوقت المناسب ...اتفقنا!!
هزت رأسها وبدأ الهدوء يرتسم على ملامحها...بس من الداخل النار المشتعله ما تدري وش يطفيها ؟!

تعليقات